الكتاب: شرح ديوان الحماسة (ديوان الحماسة: اختاره أبو تمام حبيب بن أوس ت 231 هـ) المؤلف: يحيى بن علي بن محمد الشيبانيّ التبريزي، أبو زكريا (المتوفى: 502هـ) الناشر: دار القلم - بيروت عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- شرح ديوان الحماسة للتبريزي التبريزي، أبو زكريا الكتاب: شرح ديوان الحماسة (ديوان الحماسة: اختاره أبو تمام حبيب بن أوس ت 231 هـ) المؤلف: يحيى بن علي بن محمد الشيبانيّ التبريزي، أبو زكريا (المتوفى: 502هـ) الناشر: دار القلم - بيروت عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله الَّذِي يسبح كل شَيْء بِحَمْدِهِ وَله سُبْحَانَهُ فِي كل شَيْء آيَة من الْهِدَايَة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نبيه الْأمين الْمُرْسل بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ وَبعد فَمَا زَالَ الشّعْر فِي كل أمة جلاء الأذهان وصقل الخواطر بِحَيْثُ توفرت عَلَيْهِ الرغبات وَبعثت إِلَيْهِ الهمم وَأصْبح من لم يرو مِنْهُ وَلم يصدر عَنهُ كَأَنَّهُ أحَاط من اللُّغَة بالغلاف وَتَنَاول الكأس من غير سلاف وَإِن لهَذَا النَّوْع من الْكَلَام فِي لغتنا الشَّرِيفَة فضلا يبْقى بِهِ على الزَّمَان وَهُوَ مَا كَانَ الْعَرَب يجمعُونَ إِلَيْهِ من كل لَفْظَة ناصعة وَكلمَة رائعة بِحَيْثُ كَانَ الشّعْر من شَاعِرهمْ بِمَثَابَة خزانَة النفائس من صَاحب الْكُنُوز إِلَيْهِ مرجع كل نَفِيس وَفِيه مَوضِع كل جمال بيد أَن مَا روى من شعر الْعَرَب شَيْء كثير لَا يحاط بِهِ وَإِن قصر عَلَيْهِ الْعُمر فَكَانَت الْحَاجة ماسة إِلَى مَجْمُوع يقوم مِنْهَا مقَام الْخُلَاصَة وَلم نجد من ذَلِك أحسن وَلَا أوفى من كتاب الحماسة الَّذِي اخْتَارَهُ ملك الْكَلَام أَبُو تَمام فقد كَانَ للرجل من المحفوظات مَا لَا يلْحقهُ فِيهِ غَيره قيل إِنَّه كَانَ يحفظ أَرْبَعَة عشر ألف أرجوزة للْعَرَب غير القصائد والمقاطيع هَذَا عدا مَا اطلع عَلَيْهِ فِي خزانَة كتب أبي الْوَفَاء الْعَظِيمَة الَّتِي جمع مِنْهَا هَذَا الْكتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 وَعدا أَنه شَاعِر بَصِير بمحاسن الْكَلَام وعيون النظام خَبِير بِالنَّقْدِ ومطلع بِهَذَا الْفَنّ وَلِهَذَا عد جَمِيع الأدباء كتاب الحماسة الْمَذْكُور أفضل كتاب مَجْمُوع من شعر الْعَرَب وَقد هبت بِنَا الرَّغْبَة من أجل ذَلِك فِي نشره وتوفير الْوَقْت على الْفُضَلَاء إِذْ يرجعُونَ فِي مثل هَذَا الْكتاب إِلَى الشُّرُوح الطوَال ومعاجم اللُّغَة وَغَيرهَا فضبطنا الْمَتْن وعلقنا عَلَيْهِ شرحا يحل كل مَا فِيهِ وَيظْهر من خافيه مَعَ الإيجاز الْوَاقِف عِنْد حد الْفَائِدَة وتراجم الشُّعَرَاء حَتَّى يكون الْكتاب غنية للمطلع وثقة للمراجع وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق مُحَمَّد عبد الْقَادِر سعيد الرَّافِعِيّ 1 - قَالَ قريط بن أنيف أحد بني العنبر   بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه ثقتي الْحَمد لله على أفضاله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مُحَمَّد وَآله أما بعد فَهَذَا مَا أردته من وضع كَلِمَات على مَا اخْتَارَهُ أَبُو تَمام حبيب بن أَوْس الطَّائِي من شعر الْعَرَب المسمي بالحماسة راجيا من الله التَّوْفِيق وَهُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل 1 - هُوَ شَاعِر إسلامي وَالسَّبَب الَّذِي من أَجله قَالَ هَذَا الشّعْر مَا حدث بِهِ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ أغار نَاس من بني شَيبَان على رجل من بني العنبر يُقَال لَهُ قريط بن أنيف فَأخذُوا لَهُ ثَلَاثِينَ بَعِيرًا فاستنجد قومه فَلم ينجدوه فَأتى مَازِن تَمِيم فَركب مَعَه نفر فأطردوا لبني شَيبَان مائَة بعير فدفعوها إِلَيْهِ فَقَالَ هَذِه الأبيات ومازن هُنَا هُوَ ابْن مَالك بن عَمْرو بن تَمِيم أخي العنبر بن عَمْرو بن تَمِيم هَذَا وَقصد الشَّاعِر بِهَذِهِ الأبيات أَن يحمل قومه على الانتقام لَهُ من الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 (لَو كنت من مَازِن لم تستبح إبلي ... بَنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا) (إِذا لقام بنصري معشر خشن ... عِنْد الحفيظة إِن ذُو لوثة لانا) 3 - (قوم إِذا الشَّرّ أبدى ناجذيه لَهُم ... طاروا إِلَيْهِ زرافات ووحدانا)   أعدائه وَلم يقْصد إِلَى ذمهم وَكَيف يذمهم وعار الذَّم رَاجع إِلَيْهِ وَلكنه سلك طَرِيق كَبْشَة أُخْت عَمْرو بن معد يكرب فِي قَوْلهَا (ودع عَنْك عمرا إِن عمرا مسالم ... وَهل بطن عَمْرو غير شبر لمطعم) فَإِنَّهَا لَا تقصد إِلَى هجاء أَخِيهَا وَهُوَ الَّذِي كَانَ يعد بِأَلف فَارس وَلكنهَا تُرِيدُ تهييجه هَذَا وَلم يُوجد لقريط تَرْجَمَة فِي معاجم الأدباء 1 - هم بَنو مَازِن ابْن مَالك بن عَمْرو بن تَمِيم الاستباحة الاستئصال وَعدم الاستبقاء وَقَوله بَنو اللقيطة هَكَذَا رَوَاهُ شرَّاح الحماسة قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله مَا أنْشدهُ أَبُو الندى وَذكر أَنه لقريط بن أنيف (لَو كنت من مَازِن لم تستبح إبلي ... بَنو الشَّقِيقَة من ذهل بن شيبانا) قَالَ والشقيقة هِيَ بنت عباد بن يزِيد بن عَوْف بن ذهل بن شَيبَان وَأما اللقيطة فَهِيَ أم حصن بن حُذَيْفَة من بني فَزَارَة وَلَا اتِّصَال لَهَا بذهل بن شَيبَان 2 - خشن بِضَمَّتَيْنِ جمع خشن وَقيل جمع أخشن الصعب الَّذِي لَا يلين والحفيظة الْغَضَب فِي الشَّيْء الَّذِي يجب عَلَيْك حفظه واللوثة الضعْف يَقُول لَو كنت من هَذِه الْقَبِيلَة لما أغار بَنو ذهل على إبلي واستأصلوها أخذا ونهبا وَلَو كَانَ ذَلِك لقام بنصري قوم صعاب أشداء يدْفَعُونَ عني وَيَأْخُذُونَ بحقي مِمَّن اعْتدى عَليّ وظلمني إِذا لَان ذُو الضعْف لم يدْفع ضيما وَلم يحم حَقِيقَة 3 - إبداء الشَّرّ ناجذيه مثل لِشِدَّتِهِ وصعوبته والزرافات الْجَمَاعَات يصفهم بالإقدام على الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 (لَا يسْأَلُون أَخَاهُم حِين يندبهم ... فِي النائبات على مَا قَالَ برهانا) (لَكِن قومِي وَإِن كَانُوا ذَوي عدد ... لَيْسُوا من الشَّرّ فِي شَيْء وَإِن هانا) 3 - (يجزون من ظلم أهل الظُّلم مغْفرَة ... وَمن إساء أهل السوء إحسانا) 4 - (كَأَن رَبك لم يخلق لخشيته ... سواهُم من جَمِيع النَّاس إنْسَانا) 5 - (فليت لي بهم قوما إِذا ركبُوا ... شدوا الإغارة فُرْسَانًا وركبانا) 6 - قَالَ الفند الزماني فِي حَرْب البسوس   المكاره والإسراع إِلَى الشدائد لَا يتواكلون وَلَا يتخاذلون وَلَا ينْتَظر بَعضهم بَعْضًا بل كل يرى أَنه حقت عَلَيْهِ الْإِجَابَة فيسرعون مُجْتَمعين وَمُتَفَرِّقِينَ 1 - يندبهم أَي يَدعُوهُم يَقُول إِذا دعاهم أحد لينصروه على أعدائه أَسْرعُوا إِلَى الْحَرْب وَلَا يسْأَلُون عَن سَببهَا وَلَا يتعللون كَمَا يتعلل الجبان 2 - يصف قومه بِأَنَّهُم يهابون الْحَرْب لعدم حماستهم وَإِن كَانُوا ذَوي عدد كثير 3 - يَقُول إِن قومه لم يكن فيهم حماسة حَيْثُ بلغ بهم الْجُبْن إِلَى أَنهم يسامحون من ظلمهم ويحسنون إِلَى من أَسَاءَ إِلَيْهِم 4 - هَذَا الْبَيْت وَمَا قبله نبه بهما على أَن احتمالهم الْمَكْرُوه إِنَّمَا هُوَ لاحتساب الْأجر فِي زعمهم فَكَأَن الله لم يخلق لخوفه غَيرهم 5 - قَوْله شدوا الإغارة ويروى شنوا الإغارة أَي فرقوها والفرسان الراكبون على الْخَيل والركبان على الْإِبِل يتَمَنَّى الشَّاعِر أَن يكون لَهُ قوم بدل قومه إِذا ركبُوا لمحاربة الْأَعْدَاء مزقوهم كل ممزق حَالَة كَونهم فُرْسَانًا وركبانا 6 - الفند اسْمه شهل بن شَيبَان بن ربيعَة ابْن زمَان الْحَنَفِيّ فَهُوَ مَنْسُوب إِلَى جده وَهُوَ شَاعِر جاهلي كَانَ الفند أحد الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 (صفحنا عَن بني ذهل ... وَقُلْنَا الْقَوْم إخْوَان) (وَعَسَى الْأَيَّام أَن يرجعن ... قوما كَالَّذي كَانُوا) (فَلَمَّا صرح الشَّرّ ... فأمسى وَهُوَ عُرْيَان) (وَلم يبْق سوى الْعدوان ... دناهم كَمَا دانوا) (مشينا مشْيَة اللَّيْث ... غَدا وَاللَّيْث غَضْبَان)   فرسَان ربيعَة الْمَشْهُورين الْمَعْدُودين شهد حَرْب بكر وتغلب وَقد قَارب الْمِائَة سنة وَهَذِه الأبيات من قصيدة قَالَهَا فِي حَرْب البسوس الَّتِي كَانَت بَينهمَا وَذَلِكَ أَن بكر بن وَائِل بعثوا إِلَى بني حنيفَة فِي حَرْب البسوس يستنصرونهم فأمدوهم بِهِ وبقومه بني زمَان وعدادهم فِي بني حنيفَة 1 - صفحنا عَن بني ذهل ويروى عَن بني هِنْد وَهِي هِنْد بنت مر بن أد وَهِنْد هَذِه أُخْت تَمِيم يَقُول أعرضنا عَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم المتحاربين وضربنا عَنْهُم صفحا لِأَن بَينهم رحما وقرابة فَعَسَى أَن تردهم الْأَيَّام إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ من قبل من التوافق والتوادد 2 - صرح بِمَعْنى انْكَشَفَ وَقَوله وَهُوَ عُرْيَان مثل لظُهُور الشَّرّ ووضوحه ويروي فأضحى الخ وَهِي أحسن لِأَن الشَّيْء فِي الضُّحَى أظهر وَأبين 3 - الْعدوان الظُّلم الصَّرِيح وَالدّين الْجَزَاء يَقُول لما أصروا على الْبَغي وأبوا أَن يدعوا الظُّلم وَلم يبْق إِلَّا أَن نقاتلهم ونعتدي عَلَيْهِم كَمَا اعتدوا علينا جازيناهم بفعلهم الْقَبِيح كَمَا ابتدؤنا بِهِ 4 - هَذَا تَفْصِيل لما أجمله فِي قَوْله دناهم وَتَفْسِير لكيفية المجازاة وَكرر اللَّيْث وَلم يَأْتِ بِهِ مضمرا تَعْظِيمًا لِلْأَمْرِ وتفخيما لَهُ وَغدا بالغين الْمُعْجَمَة ابتكر وكنى بِالْغَضَبِ عَن الْجُوع لِأَنَّهُ يَصْحَبهُ يَقُول مشينا إِلَيْهِم مشْيَة الْأسد ابتكر وَهُوَ جَائِع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 (بِضَرْب فِيهِ توهين ... وتخضيع وإقران) (وَطعن كفم الزق ... غذا والزق ملان) 3 - (وَبَعض الْحلم عِنْد الْجَهْل ... للذلة إذعان) 4 - (وَفِي الشَّرّ نجاة حِين ... لَا ينجيك إِحْسَان) 5 - وَقَالَ أَبُو الغول الطهوي 6 - (فدت نفس وَمَا ملكت يَمِيني ... فوارس صدقت فيهم ظنوني)   1 - التوهين التَّضْعِيف والتخضيع التذليل والإقران قيل مَعْنَاهُ الاسترخاء وَقيل التَّتَابُع وَالْمعْنَى بِضَرْب فِيهِ تَضْعِيف لَهُم وتذليل واسترخاء 2 - شبه الطعْن فِي اتساعه وَخُرُوج الدَّم مِنْهُ بِفَم الزق إِذا سَالَ بِمَا فِيهِ وَهُوَ مَمْلُوء وغذا بِمَعْنى سَالَ 3 - الإذعان الانقياد يُقَال فلَان أذعن لكذا إِذا انْقَادَ لَهُ اعتذر فِي هَذَا الْبَيْت عَن تَركهم التحلم مَعَ الأقرباء بِأَنَّهُ يُفْضِي إِلَى الذل 4 - قَوْله وَفِي الشَّرّ على حذف مُضَاف أَي وَفِي دفع الشَّرّ وَيجوز أَن يكون فِي عمل الشَّرّ كَأَنَّهُ يُرِيد وَفِي الْإِسَاءَة مخلص إِذا لم يخلصك الْإِحْسَان 5 - هُوَ كَمَا قَالَ الْآمِدِيّ فِي الْمُخْتَلف والمؤتلف من قوم من بني طهية يُقَال لَهُم بَنو عبد شمس بن سود وَكَانَ يكنى أَبَا الميلاد وَلم أَقف على كَونه إسلاميا أَو جاهليا وَأَبُو الغول الطهوي غير أبي الغول النَّهْشَلِي فأعرف ذَلِك والطهوي بِالْفَتْح وَالضَّم مَنْسُوب إِلَى طهية كسمية هِيَ بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مَنَاة وَهِي أم قَبيلَة من الْعَرَب نسب إِلَيْهَا الشَّاعِر 6 - فدت نَفسِي جملَة دعائية وَخص الْيَمين لفضلها وَقُوَّة التَّصَرُّف بهَا ويروى صدقُوا فيهم الخ يُرِيد أَن ظَنّه لم يخطيء فِي هَؤُلَاءِ الفوارس يطْلب من الله أَن يكون لهَؤُلَاء الْقَوْم فدَاء من مصائب الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 (فوارس لَا يملون المنايا ... إِذا دارت رحى الْحَرْب الزبون) (وَلَا يجزون من حسن بسيئ ... وَلَا يجزون من غلظ بلين) 3 - (وَلَا تبلى بسالتهم وَإِن هم ... صلوا بِالْحَرْبِ حينا بعد حِين) 4 - (هم منعُوا حمى الوقبى بِضَرْب ... يؤلف بَين أشتات الْمنون) 5 - (فنكب عَنْهُم دَرْء الأعادي ... وداووا بالجنون من الْجُنُون)   الدَّهْر وحوادثه الَّذين كَانُوا عِنْد ظَنّه بهم فِي الْحَرْب 1 - مللت الشَّيْء بِالْكَسْرِ سئمته ورحى الْحَرْب حومتها ومعظمها وَهَذَا على الْمجَاز لِأَن الْحَرْب تحطم الرِّجَال وتكسرهم كَمَا تفعل الرَّحَى والزبون بِفَتْح الزَّاي فِي الأَصْل النَّاقة الَّتِي تزبن حالبها وتدفعه شبهت الْحَرْب بهَا لِأَنَّهَا تدفع الرِّجَال لشدَّة هولها يصفهم بممارسة الحروب ومزاولتها فهم لَا يسأمون مِنْهَا وَلَا يهابونها وَإِن اشْتَدَّ أمرهَا 2 - وَصفهم بِالْعَدْلِ وَالْقَصْد فَإِنَّهُ لما أخبر أَنهم بلغُوا من الشجَاعَة غايتها رُبمَا كَانَ يظنّ فيهم الْجور وَالظُّلم فنفاه بِهَذَا يَقُول إِذا أحسن إِلَيْهِم محسن كافؤه على إحسانه وَإِن أَسَاءَ إِلَيْهِم مسيء قابلوه بِمثل إساءته وَقَوله بسيىء مخفف من سيىء بِالتَّشْدِيدِ كَمَا خفف هَين ولين 3 - البسالة الشجَاعَة يَقُول إِنَّهُم لَا يضعفون عَن الْحَرْب وَإِن تَكَرَّرت عَلَيْهِم زَمَانا بعد زمَان 4 - الوقبى كجمزى اسْم مَاء لبني مَازِن والأشتات جمع شت وَهُوَ المتفرق والمنون الْمَوْت وَفِي مَعْنَاهُ ذكرُوا وُجُوهًا مِنْهَا أَن هَذَا الضَّرْب يجمع بَين منايا قوم متفرقي الْأَمْكِنَة لَو أَتَتْهُم مناياهم فِي أمكنتهم لأتتهم مُتَفَرِّقَة فَاجْتمعُوا فِي مَوضِع وَاحِد فأتتهم المنايا مجتمعة 5 - فنكب مَعْنَاهُ نحى وحول والدرء أَصله الدّفع ثمَّ اسْتعْمل فِي الْخلاف لِأَن الْمُخْتَلِفين يتدافعان يَعْنِي أَن الضَّرْب نحى وحول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 (وَلَا يرعون أكناف الهوينى ... إِذا حلوا وَلَا أَرض الهدون) 2 - وَقَالَ جَعْفَر بن علبة الْحَارِثِيّ 3 - (ألهفا بقري سحبل حِين أحلبت ... علينا الولايا والعدو المباسل) 4 - (فَقَالُوا لنا ثِنْتَانِ لَا بُد مِنْهُمَا ... صُدُور رماح اشرعت أَو سلاسل)   عَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم اعوجاج الأعادي وخلافهم وَقَوله وداووا بالجنون من الْجُنُون أَي داووا الشَّرّ بِالشَّرِّ كَمَا قَالُوا إِن الْحَدِيد بالحديد يفلح فالجنون كِنَايَة عَن الشَّرّ 1 - الا كناف النواحي والهوينى الدعة والخفض تَصْغِير الهونى مؤنث الأهون والهدون السّكُون وَالصُّلْح قَالُوا فِي معنى هَذَا الْبَيْت إِنَّهُم لعزهم وجرأتهم لَا يرعون النواحي الَّتِي أباحتها المسالمة ووطأتها المهادنة وَلَكِن يرعون النواحي المحمية 2 - ابْن علبة بِضَم فَسُكُون وباء مُوَحدَة يَنْتَهِي نسبه إِلَى كَعْب بن الْحَارِث شَاعِر مقل غزل فَارس مَذْكُور فِي قومه وَكَانَ من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وَقتل فِي قصاص اخْتلف فِي سَببه النَّاس 3 - يُرِيد يَا لهفى والتلهف التوجع على الْفَائِت بعد الإشراف عَلَيْهِ وقرى اسْم مَوضِع وسحبل اسْم وَاد بِعَيْنِه وأحلبت اجْتمعت والولايا جمع ولية وَهِي فِي الأَصْل البرذعة كنى بهَا عَن النِّسَاء والضعفاء الَّذين لَا غناء عِنْدهم والمباسل المستبسل المستميت يتوجع مِمَّا كَانَ بقرى سحبل حِين اجْتمع عَلَيْهِم النِّسَاء والضعفاء الَّذين لَا دفاع بهم وَنزل الْعَدو بِسَاحَتِهِمْ فَلم يتمكنوا من مقاومتهم 4 - ثِنْتَانِ لُغَة فِي اثْنَتَانِ وَمعنى أشرعت صوبت لِلطَّعْنِ مَعْنَاهُ إِمَّا أَن تصبروا على الْقِتَال فنلقاكم بِالرِّمَاحِ وَإِمَّا أَن تستأسروا فنأخذكم فِي السلَاسِل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 (فَقُلْنَا لَهُم تلكم إِذا بعد كرة ... تغادر صرعى نوؤها متخاذل) (وَلم ندر إِن جضنا من الْمَوْت جيضة ... كم الْعُمر بَاقٍ والمدى متطاول) 3 - (إِذا مَا ابتدرنا مأزقا فرجت لنا ... بأيماننا بيض جلتها الصياقل) 4 - (لَهُم صدر سَيفي يَوْم بطحاء سحبل ... ولي مِنْهُ مَا ضمت عَلَيْهِ الأنامل) وَقَالَ أَيْضا 5 - (لَا يكْشف الغماء إِلَّا ابْن حرَّة ... يرى غَمَرَات الْمَوْت ثمَّ يزورها)   1 - الْإِشَارَة إِلَى وَاحِدَة من الثِّنْتَيْنِ والكرة الْمرة من الْكر وتغادر تتْرك ومفعوله مَحْذُوف أَي تغادركم وصرعى جمع صريع وَهُوَ الطرح والسقوط على الأَرْض والنوء النهوض بِجهْد ومشقة والمتخاذل المتداعي وَاخْتَارَ هَذَا الْبناء لِأَنَّهُ يخْتَص بِمَا يحدث شَيْئا بعد شَيْء فَكَأَن أَجزَاء النهوض يخذل بَعْضهَا بَعْضًا يَقُول فأجبناهم بِأَن ذَلِك الْخِيَار بَين هَاتين الثِّنْتَيْنِ لَا يكون إِلَّا بعد كرة عَلَيْكُم تغادركم مصرعين وَيكون نهوضكم مِنْهَا متخاذلا متداعيا 2 - إِن جضنا أَي إِن عدلنا وانحرفنا عَن الْمَوْت يَقُول فَلم ندر إِن حدنا عَن الْقِتَال الَّذِي فِيهِ الْمَوْت وعدلنا عَنهُ كم يكون بقاؤنا لم نحيد ونرتكب الْعَار ولعلنا إِن تركنَا الْقِتَال لم نعش إِلَّا قَلِيلا 3 - المأزق مضيق الْحَرْب وَالْبيض السيوف والصياقل جمع صيقل صانع السَّيْف يَقُول إِذا استبقنا إِلَى مضيق فِي الْحَرْب وسعته لنا سيوف مصقولة بأيماننا 4 - سحبل اسْم مَوضِع أضيف الْبَطْحَاء إِلَيْهِ مَعْنَاهُ أَن لَهُم صدر سَيفي يعْمل فيهم وَلَيْسَ لي مِنْهُ إِلَّا مقبضه 5 - الغماء الْأَمر الشَّديد الَّذِي لَا يدْرِي من أَيْن يُؤْتى يَقُول لَا يكْشف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 (تقاسمهم أسيافنا شَرّ قسْمَة ... ففينا غواشيها وَفِيهِمْ صدورها) وَقَالَ أَيْضا (هواي مَعَ الركب اليمانين مصعد ... جنيب وجثماني بِمَكَّة موثق) 3 - (عجبت لمسراها وأنى تخلصت ... إِلَيّ وَبَاب السجْن دونى مغلق) 4 - (ألمت فحيت ثمَّ قَامَت فودعت ... فَلَمَّا تولت كَادَت النَّفس تزهق) 5 - (فَلَا تحسبي أَنِّي تخشعت بعدكم ... لشَيْء وَلَا أَنِّي من الْمَوْت أفرق)   الشدائد وَلَا يزيلها إِلَّا أَبنَاء الْأَحْرَار لأَنهم هم الصَّابِرُونَ على المكاره فِي ابْتِغَاء الْمجد واكتساب الشّرف 1 - شَرّ قسْمَة أَي شَرّ قسْمَة لَهُم وَخير قسْمَة لنا وغاشية السَّيْف مقبضه وَقيل غمده وَمَعْنَاهُ قاسمناهم سُيُوفنَا ففينا مقابضها وَفِيهِمْ مضاربها 2 - الركب الركْبَان الْإِبِل خَاصَّة واليمانون جمع يمَان الْمَنْسُوب إِلَى الْيمن والمصعد المبعد من الأصعاد أَي الأبعاد وجنيب بِمَعْنى مجنوب مستتبع والجثمان الْبدن والموثق الْمُقَيد يَقُول هُوَ أَي مَعَ ركبان الْإِبِل القاصدين نَحْو الْيمن مقود وبدني مأسور مُقَيّد بِمَكَّة 3 - عجبت طسراها أَي مسرى خيالها نزل خيالها منزلتها على الْعَادة ليَصِح التَّعَجُّب وَمعنى الْبَيْت ظَاهر 4 - ألمت من الْإِلْمَام بِمَعْنى الزِّيَارَة وحيت من التَّحِيَّة بِمَعْنى السَّلَام وتزهق أَي تذْهب يَقُول حاكيا لحَال الخيال جاءتنا فَسلمت علينا ثمَّ لم تلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى قَامَت وأعرضت فَلَمَّا تولت كَادَت النَّفس تخرج فِي أَثَرهَا 5 - تخشعت أَي تكلفت الْخُشُوع وأفرق من الْفرق وَهُوَ الْخَوْف وَإِنَّمَا ناسبت هَذِه الأبيات الحماسة وَدخلت فِيهَا لاستهانته بِمَا اجْتمع عَلَيْهِ من الْحَبْس والقيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 (وَلَا أَن نَفسِي يزدهيها وعيدكم ... وَلَا أنني بِالْمَشْيِ فِي الْقَيْد أخرق) (وَلَكِن عرتني من هَوَاك صبَابَة ... كَمَا كنت ألْقى مِنْك إِذْ أَنا مُطلق) 3 - وَقَالَ أَبُو عَطاء السندي 4 - (ذكرنك والخطي يخْطر بَيْننَا ... وَقد نهلت منا المثقفة السمر) 5 - (فوَاللَّه مَا أَدْرِي وَإِنِّي لصَادِق ... أَدَاء عراني من حبابك أم سحر) 6 - (فَإِن كَانَ سحرًا فاعذريني على الْهوى ... وَإِن كَانَ دَاء غَيره فلك الْعذر)   وَصَبره على ذَلِك يَقُول لَا تظني أَنِّي تكلفت الْخُشُوع بعدكم لشَيْء عَارض وَلَا أَنِّي أَخَاف من الْمَوْت 1 - يزدهيها أَي يستخفها وعيدكم أَي تهديدكم إيَّايَ ويروي وَعِيدهمْ والأخرق الْقَلِيل الرِّفْق بالشَّيْء وَالْأَحْسَن رِوَايَة وَعِيدهمْ وَعَلَيْهَا يكون الْمَعْنى لَا تظني أَن نَفسِي يستخفها تهديد الْقَوْم الَّذين حبست لأجلهم وَلَا أَنِّي ضجرت بِالْمَشْيِ فِي الْقَيْد يصف نَفسه بِالصبرِ على مَا يلقاه من الشدائد 2 - الصبابة الْعِشْق الزَّائِد يَقُول أعتراني فِي الْهوى عَظِيم شوق وَجهد صبَابَة كَمَا كنت أقاسيه فِيك وَأَنا مُطلق 3 - اسْمه مَرْزُوق وَقيل أَفْلح وَكَانَ جيد الشّعْر وَكَانَت بِهِ لكنة وَهُوَ شَاعِر إسلامي من شعراء بني أُميَّة 4 - الخطي الرمْح مَنْسُوب إِلَى الْخط وَهُوَ سيف الْبَحْرين وعمان وأصل الْخطر التحرك وَقد نهلت منا أَي من دمائنا والمثقفة السمر هِيَ الرماح وَنبهَ بِهَذَا الْكَلَام على قلَّة مبالاته بِالْحَرْبِ واشتياقه إِلَيْهَا فِي حَال اخْتِلَاف الرماح بَينهم بالطعن 5 - الْحباب بِكَسْر الْحَاء الْحبّ يقسم بِاللَّه تَعَالَى أَنه لَا يدْرِي أَي الْأَمريْنِ أَصَابَهُ فِي حبها هَل هُوَ الدَّاء أَو السحر 6 - السحر التمويه وَإِخْرَاج الشَّيْء الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 1 - قَالَ بلعاء بن قيس الْكِنَانِي (وَفَارِس فِي غمار الْمَوْت منغمس ... إِذا تألى على مَكْرُوهَة صدقا) 3 - (غَشيته وَهُوَ فِي جأواء باسلة ... عضبا أصَاب سَوَاء الرَّأْس فانفلقا) 4 - (بضربة لم تكن مني مخالسة ... وَلَا تعجلتها جبنا وَلَا فرقا) 5 - قَالَ ربيعَة بن مقروم الضَّبِّيّ   فِي رَأْي الْعين على وَجه يُخَالف حَقِيقَته يَقُول إِن كنت فتنتني بحسنك فلي عذر حِين افتتنت بِهِ وَإِن كنت أَنا المتعرض لَك من نَفسِي فلك الْعذر 1 - هُوَ من بني كنَانَة وَلم يُوجد لَهُ فِي كتب الْأَدَب تَرْجَمَة تفي بمكانته من الشّعْر وَشهد حَرْب الْفجار الثَّانِي وَكَانَ على بني بكر وَمَات فِي تِلْكَ الْأَيَّام وَقَامَ جثامة قيس أَخُوهُ مَكَانَهُ 2 - غمار الْمَوْت جمع غمرة وَهِي شدائده وتألى أَي حلف وَالْمعْنَى رب فَارس دَاخل فِي شَدَائِد الْمَوْت إِذا حلف على مَا يكره مِنْهُ بر وَلم يَحْنَث 3 - غَشيته أَي فنعت رَأسه بِالسَّيْفِ والجأواء الكتيبة المخضرة من كَثْرَة السِّلَاح والبسالة من البسل وَهُوَ الْحَرَام كَأَنَّهَا لتمنعها يمْتَنع لقاؤها والعضب السَّيْف الْقَاطِع والسواء الْوسط مَعْنَاهُ رب فَارس صفته هَكَذَا أَنا ضَربته وَهُوَ فِي جَيش تَامّ السِّلَاح كريه اللِّقَاء بِسيف قَاطع أصَاب وسط رَأسه فشقه 4 - مخالسة من الاختلاس ضد التأني والتثبت والجبن ضد الشجَاعَة وَالْفرق الْخَوْف مَعْنَاهُ أَنه تناوهل من خَصمه مَا تنَاول بتثبت وَقُوَّة قلب لَا كَمَا يَفْعَله الجبان مَعَ خَصمه 5 - هُوَ من ضبة جاهلي إسلامي شهد الْقَادِسِيَّة وجلولاء أَيَّام عمر بن الْخطاب وَهُوَ من شعراء مُضر الْمَعْدُودين وَكَانَت عبد الْقَيْس أسرته ثمَّ منت عَلَيْهِ بعد ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 (وَلَقَد شهِدت الْخَيل يَوْم طرادها ... بسليم أَو ظفة القوائم هيكل) (فدعوا نزال فَكنت أول نَازل ... وعلام أركبه إِذا لم أنزل) 3 - (وألد ذِي حنق عَليّ كَأَنَّمَا ... تغلي عَدَاوَة صَدره فِي مرجل) 4 - (أرجيته عني فأبصر قَصده ... وكويته فَوق النواظر من عل) 5 - قَالَ سعد بن ناشب   1 - الأوظفة جمع وظيف وَهُوَ مستدق الذِّرَاع والساق من الْخَيل وَغَيرهَا والقوائم الأرجل والهيكل الْعَظِيم وصف بِهِ الْفرس يَقُول حضرت الفرسان يَوْم تطاردهم بِالرِّمَاحِ وَأَنا على فرس ضخم سليم الأوظفة من الْعُيُوب فالخيل فِي الْبَيْت مَعْنَاهُ الفرسان لِأَن الطراد لَا يكون إِلَّا مِنْهُم وَهُوَ مثل قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا خيل الله ارْكَبِي 2 - نزال اسْم فعل بِمَعْنى انْزِلْ وَالْمعْنَى أَنهم تنادوا عِنْد الْحَرْب وَقَالُوا نزال فَكنت أول النازلين ولأي شَيْء أركب فرسي إِذا لم أنزل عِنْد دعائي للنزال 3 - الألد الشَّديد الْخُصُومَة وَالْجمع لد بِضَم اللَّام والحنق الغيظ والمرجل الْقدر بِكَسْر الْقَاف تكون من نُحَاس يَقُول رب خصم شَدِيد الْخُصُومَة صَاحب غيظ وَغَضب على تغلي عداوته فِي صَدره غليان الْمرجل بِمَا فِيهِ على النَّار دَفعته عَن نَفسِي بِدَلِيل الْبَيْت بعده وَهُوَ جَوَاب رب 4 - أرجيته أَخَّرته وصرفته قَالَ أَبُو الْفَتْح أَكثر من نرى يروي هَذَا الْبَيْت أرجيته بالراء فَإِذا تَعَالَى شَيْئا رَوَاهُ أرجأته بِالْهَمْز وَكِلَاهُمَا تَصْحِيف وَإِنَّمَا هُوَ أوجيته بِالْوَاو أَي أذللته وقهرته فَوق النواظر أَي بَين الجبين والنواظر وَمَعْنَاهُ رب خصم هَكَذَا صرفته عَن نَفسِي وَقد أبْصر رشده وكويته فَوق نواظره من أَعْلَاهُ 5 - شَاعِر إسلامي فِي الدولة المروانية وَهُوَ من بني مَازِن بن مَالك بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 (سأغسل عني الْعَار بِالسَّيْفِ جالبا ... عَليّ قَضَاء الله مَا كَانَ جالبا) (وأذهل عَن دَاري وَأَجْعَل هدمها ... لعرضي من بَاقِي المذمة حاجبا) 3 - (ويصغر فِي عَيْني تلادي إِذا انْثَنَتْ ... يَمِيني بِإِدْرَاك الَّذِي كنت طَالبا) 4 - (فَإِن تهدموا بالغدر دَاري فَإِنَّهَا ... تراث كريم لَا يُبَالِي العواقبا) 5 - (أخي غَمَرَات لَا يُرِيد على الَّذِي ... يهم بِهِ من مفظع الْأَمر صاحبا)   عَمْرو بن تَمِيم وَسبب هَذِه الأبيات أَنه كَانَ أصَاب دَمًا فهدم بِلَال بن أبي بردة دَاره بِالْبَصْرَةِ وحرقها وَقيل إِن الْحجَّاج هُوَ الَّذِي هدم دَاره 1 - سأغسل أَي سأزيل والعار كل شَيْء لزم بِهِ عيب يَقُول سأزيل الْعَار عَن نَفسِي بِاسْتِعْمَال السَّيْف فِي الْأَعْدَاء فِي حَال جلب حكم الله عَليّ مَا يجلبه 2 - ذهل فلَان عَن كَذَا تَركه على عهد أَو نَسيَه لشغل وَالْعرض بِكَسْر الْعين هُوَ مَحل الْمَدْح والذم من الْإِنْسَان يَقُول أتناسى دَاري وَأَجْعَل هدمها حاجبا وواقيا لعرضي من الْعَار الْبَاقِي إِذا رَأَيْتهَا دَار هوان 3 - التلاد المَال الْقَدِيم وَخَصه بِالذكر لِأَن النَّفس تضن بِهِ وَنبهَ بِهَذَا الْكَلَام على أَنه كَمَا يخف على قلبه ترك الدَّار والوطن خوفًا من الْعَار كَذَلِك يقل فِي عينه إِنْفَاق المَال الْقَدِيم عِنْد إِدْرَاك الْمَطْلُوب 4 - الْهدم التخريب والغدر ترك الْوَفَاء والتراث الْمِيرَاث وسمى ملكه مِيرَاثا وَهُوَ حَيّ من تَسْمِيَة الشَّيْء بِمَا يؤول إِلَيْهِ يُخَاطب بِلَالًا وَيَقُول إِن تهدموا دَاري غدرا وَأَنا غَائِب فَلَا أُبَالِي بذلك وَلَا أغضب لِأَنَّهَا ملك رجل كريم لَا يُبَالِي بالعواقب 5 - الغمرات الشدائد ويروي أخي عَزمَات يصف نَفسه بِأَنَّهُ ملازم للشدائد مستبد بِرَأْيهِ لَا يتَّخذ رَفِيقًا فِيمَا يَقْصِدهُ من فظائع الْأُمُور بل يَكْتَفِي بشجاعته عَن غَيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 (إِذا هم لم تردع عَزِيمَة همه ... وَلم يَأْتِ مَا يَأْتِي من الْأَمر هائبا) (فيا لرزام رشحوا بِي مقدما ... إِلَى الْمَوْت خوضا إِلَيْهِ الكتائبا) 3 - (إِذا هم ألق بَين عَيْنَيْهِ عزمه ... ونكب عَن ذكر العواقب جانبا) 4 - (وَلم يستشر رَأْيه غير نَفسه ... وَلم يرض إِلَّا قَائِم السَّيْف صاحبا) 5 - وَقَالَ تأبط شرا   1 - الردع الْكَفّ والزجر والهيبة الْخَوْف والفزع وَالْمعْنَى أَنه إِذا عزم على أَمر مضى عَلَيْهِ وَإِذا أَتَى أمرا أَتَاهُ غير خَائِف مِنْهُ وَذَلِكَ لشجاعته 2 - اللَّام من يَا لرزام مَفْتُوحَة لِأَنَّهَا لَام الاستغاثة ورزام مستغاث بهم وهم حَيّ من تَمِيم نسبوا إِلَى جدهم رزام بن مَالك بن حَنْظَلَة والترشيح التربية والتأهيل مَعْنَاهُ أَنه تَدْعُو رزاما لِأَن يرشحوا بِهِ حَالَة كَونه رجلا جسورا مقداما يَخُوض إِلَى الْمَوْت الْكَتَائِب أَي الجيوش المجتمعة لجرأته 3 - التنكيب عَن الشَّيْء الانحراف عَنهُ وَالْمعْنَى أَنه إِذا عزم على شَيْء جعله نصب عَيْنَيْهِ وَلَا يغْفل عَنهُ كَمَا أَنه لَا يمِيل إِلَى ذكر العواقب بل ينحرف عَنْهَا جانبا 4 - وَلم يستشر فِي رَأْيه يروي فِي أمره وقائم السَّيْف مقبضه وَمعنى الْبَيْت ظَاهر 5 - اسْمه ثَابت وكنيته أَبُو زُهَيْر وَهُوَ من بني فهم وَفهم وعدوان إخْوَان وَكَانَ أحد العدائين وَإِنَّمَا لقب بِهَذَا اللقب لِأَنَّهُ تأبط سكينا ذَات يَوْم وَخرج فَسُئِلت عَنهُ أمه فَقَالَت لَا أَدْرِي إِنَّه تأبط شرا وَخرج وَقيل غير ذَلِك وَكَانَ بَنو لحيان من هُذَيْل أخذُوا عَلَيْهِ طَرِيق جبل وجدوه فِيهِ يجني عسلا وَلم يكن لَهُ طَرِيق غَيره فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا استأسر أَو نقتلك فكره أَن يستأسر وصب مَا مَعَه من الْعَسَل على الصخر وَوضع نَفسه عَلَيْهِ حَتَّى انْتهى إِلَى الأَرْض من غير طريقهم فَصَارَ بَينه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 (إِذا الْمَرْء لم يحتل وَقد جد جده ... أضاع وقاسى أمره وَهُوَ مُدبر) (وَلَكِن أَخُو الحزم الَّذِي لَيْسَ نازلا ... بِهِ الْخطب إِلَّا وَهُوَ للقصد مبصر) 3 - (فَذَاك قريع الدَّهْر مَا عَاشَ حول ... إِذْ سد مِنْهُ منخر جاش منخر) 4 - (أَقُول للحيان وَقد صفرت لَهُم ... وطابي ويومي ضيق الْجُحر معور) 5 - (هما خطتا إِمَّا إسار ومنة ... وَإِمَّا دم وَالْقَتْل بِالْحرِّ أَجْدَر)   وَبينهمْ ثَلَاثَة أَيَّام وَنَجَا مِنْهُم فَحكى الْحِكَايَة فِي هَذِه الأبيات 1 - الْحِيلَة من حَال الشَّيْء إِذا انْقَلب عَن جِهَته كَأَن صَاحبهَا يُرِيد أَن يَأْخُذ مَا عِنْد غَيره يَقُول إِذا نزل بِهِ مَكْرُوه وَلم يجد لَهُ ناصرا فسبيله أَن يحتال وجد جده أَي زَاد اجْتِهَاده والإسناد مجَاز عَقْلِي وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان إِذا نزل بِهِ الْمَكْرُوه وَلم يحتل فِي خلاصه مِنْهُ أضاع أمره وقاسى مِنْهُ مَا يقاسي وَهُوَ مول مُدبر 2 - الْخطب الكرب يَقُول صَاحب الحزم وَالتَّدْبِير هُوَ الَّذِي يستعد لِلْأَمْرِ قبل نُزُوله وَهَذَا كَمَا قيل قبل الرماء تملأ الكنائن 3 - قريع الدَّهْر هُوَ المجرب للأمور والحول الْبَصِير بتحويل الْأُمُور وَقَوله إِذا سد مِنْهُ منخر إِلَى آخر الْبَيْت مثل للخلاص من الشدَّة وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان المتيقظ صَاحب الحزم المجرب للأمور إِذا أَخذ عَلَيْهِ بَاب نفذ فِي غَيره وَلم تعيه الْحِيَل 4 - لحيان بطن من هُذَيْل وَمعنى صفرت خلت والوطاب جمع وطب وَهُوَ سقاء اللَّبن فِي الأَصْل وَأَرَادَ بهَا ظروف الْعَسَل الَّتِي صب الْعَسَل مِنْهَا على الْجَانِب الآخر وَركبهُ متزلقا حَتَّى لحق بالسهل وَقَوله ضيق الْجُحر مثل لضيق المنفد والمعور المنكشف الْعَوْرَة أَي إِنَّه يَقُول لَهُم وَهُوَ فِي هَذِه الْحَالة ومقول القَوْل الْآتِي فِي الْبَيْت بعده وَهُوَ قَوْله هما خطتا إِلَى آخر الْبَيْت 5 - خطتا مثنى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 (واخرى اصادي النَّفس عَنْهَا وَإِنَّهَا ... لمورد حزم إِن فعلت ومصدر) (فرشت لَهَا صَدْرِي فزل عَن الصَّفَا ... بِهِ جؤجؤ عبل وَمتْن مخصر) 3 - (فخالط سهل الأَرْض لم يكدح الصَّفَا ... بِهِ كدحة وَالْمَوْت خزيان ينظر) 4 - (فَأَبت إِلَى فهم وَلم أك آيبا ... وَكم مثلهَا فارقتها وَهِي تصفر)   خطة وَهِي الْأَمر والقصة وَبَينهمَا بقوله إِمَّا إسار أَي أسر وَمِنْه وَإِمَّا دم أَي قتل وَحذف النُّون من خطتا لطول الْكَلَام وَالْمعْنَى لَيْسَ لي إِلَّا وَاحِد من أَمريْن على زعمكم إِمَّا استئسار والتزام منتكم إِن أردتم الْعَفو وَإِمَّا قتل وَهُوَ بِالْحرِّ أَجْدَر أَي أَحَق مِمَّا يكسبه الذل وَالْقَتْل بِالْحرِّ أَجْدَر اعْتِرَاض بَين مَا عده من الْخِصَال 1 - المصاداة إدارة الرَّأْي فِي تَدْبِير الشَّيْء وإمعان النّظر فِيهِ والإتيان بِهِ يَقُول وَهَهُنَا خطة أُخْرَى أداري نَفسِي فِيهَا وَإِنَّهَا هِيَ الْموضع الَّذِي يردهُ الحزم ويصدر عَنهُ إِن فعلت وَبَينهَا فِي الْبَيْت بعده بقوله فرشت لَهَا صَدْرِي إِلَى آخر الْبَيْت 2 - فرشت أَي بسطت بَين بِهَذَا كَيْفيَّة مزاولته لنَفسِهِ وَقَوله جؤجؤ عبل أَي صدر ضخم وَمعنى متن مخصر ظهر دَقِيق وَالْمعْنَى أَنه فرش لأجل هَذِه الخطة صَدره على الصَّفَا وَذَلِكَ حِين صب الْعَسَل فزلق بِهِ عَن الصَّفَا 3 - الْخَلْط أَصله تدَاخل أَجزَاء الشَّيْء بَعْضهَا فِي بعض وَأَرَادَ بِهِ هُنَا الْوُصُول وَلم يكدح أَي لم يُؤثر وخزيان من الخزاية وَهِي الاستحياء وَينظر يتحير يَقُول أسهلت وَلم يُؤثر الصَّفَا فِي صَدْرِي أثرا وَلَا خدشا وَالْمَوْت كَانَ قد طمع فِي فَلَمَّا رَآنِي تخلصت بَقِي مستحييا ينظر ويتحير 4 - فَأَبت أَي رجعت وَفهم اسْم قَبيلَة وَالضَّمِير فِي مثلهَا يعود إِلَى هُذَيْل وَتَصْفَر من الصفير كِنَايَة عَن تأسفها على خلاصه مِنْهَا يَقُول رجعت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 1 - قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ (وَلَقَد سريت على الظلام بمغشم ... جلد من الفتيان غير مثقل) 3 - (مِمَّن حملن بِهِ وَهن عواقد ... حبك النطاق فشب غير مهبل)   إِلَى فهم وَمَا كدت أرجع إِلَيْهَا لمشارفتي على التّلف وَكم مثلهَا إِلَى آخر الْبَيْت 1 - اسْمه عَامر بن حليس أحد بني سعد بن هُذَيْل وَهُوَ صَحَابِيّ اشْتهر بكنيته أَتَى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد أَن أسلم فَقَالَ لَهُ أحل لي الزِّنَا فَقَالَ لَهُ أَتُحِبُّ أَن يُؤْتى إِلَيْك مثل ذَلِك قَالَ لَا قَالَ فارض لأخيك مَا ترْضى لنَفسك قَالَ فَادع الله أَن يذهبه عني وَكَانَ سَبَب قَول أبي كَبِير هَذِه الأبيات أَنه تزوج أم تأبط شرا وَكَانَ صَغِيرا فَلَمَّا رأى أَبَا كَبِير يكثر الدُّخُول على أمه تنكر لَهُ وَعرف ذَلِك أَبُو كَبِير فِي وَجهه فَقَالَ أَبُو كَبِير لأمه وَيحك قد وَالله رَابَنِي أَمر هَذَا الْغُلَام وَلَا آمنهُ فَلَا أقْربك قَالَت فاحتل عَلَيْهِ حَتَّى تقتله فَقَالَ لَهُ ذَات يَوْم هَل لَك أَن تغزو فَقَالَ ذَاك من أَمْرِي فَخَرَجَا لَيْلًا حَتَّى إِذا أدركهما مسَاء الْيَوْم الثَّانِي أبصرا نَارا يعرف أَبُو كَبِير أَنَّهَا نَار أَعدَاء لتأبط شرا فوجهه إِلَيْهَا فَرَأى عَلَيْهَا رجلَيْنِ من ألص الْعَرَب فوثبا إِلَيْهِ يُريدَان قَتله فَلَمَّا كَانَ أَحدهمَا أقرب إِلَيْهِ من الآخر عطف عَلَيْهِ فَقتله وَرجع إِلَى الآخر فَرَمَاهُ أَيْضا فَقتله ثمَّ جَاءَ إِلَى نارهما فَأخذ الْخبز وَجَاء إِلَى أبي كَبِير فألح إِلَيْهِ حَتَّى أخبرهُ بالْخبر فخاف أَبُو كَبِير مِنْهُ فَلَمَّا رجعا قَالَ إِن أم هَذَا الْغُلَام لَا أقربها أبدا وَقَالَ هَذِه الأبيات 2 - يُقَال سرى وَأسرى بِمَعْنى وَاحِد وَقَوله على الظلام أَي فِي الظلام والمغشم من يرتكب الْأُمُور على غير نظر فِيهَا والمثقل الثقيل على النُّفُوس وَمعنى الْبَيْت ظَاهر 3 - الضَّمِير فِي حملن للنِّسَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 (ومبرىء من كل غبر حَيْضَة ... وَفَسَاد مُرْضِعَة وداء مغيل) (حملت بِهِ فِي لَيْلَة مزؤدة ... كرما وَعقد نطاقها لم يحلل) 3 - (فَأَتَت بِهِ حوش الْفُؤَاد مبطنا ... سهدا إِذا مَا نَام ليل الهوجل) 4 - (فَإِذا نبذت لَهُ الْحَصَاة رَأَيْته ... ينزو لوقعتها طمور الأخيل) 5 - (وَإِذا يهب من الْمَنَام رَأَيْته ... كرتوب كَعْب السَّاق لَيْسَ بزمل)   والحبك الطرائق والنطاق من ملابس النِّسَاء والمهبل الْمَدْعُو عَلَيْهِ بالهبل بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ كَون أمة تفقده مَعْنَاهُ أَنه حملت بِهِ أمه غير مستعدة للْفراش فَنَشَأَ مَحْمُودًا لم يدع عَلَيْهِ بالهبل 1 - غير حَيْضَة أَي بقايا حَيْضَة والمغيل من الغيلة بِكَسْر الْغَيْن وَهُوَ أَن تغشى الْمَرْأَة وَهِي ترْضع مَعْنَاهُ أَنَّهَا حملت بِهِ وَهِي طَاهِرَة لَيْسَ بهَا بَقِيَّة حيض وَوَضَعته وَلَا دَاء بِهِ استصحبه من بَطنهَا وَلم ترْضِعه أمه غيلا 2 - الزؤد الْفَزع وَنسبه بَكَى اللَّيْلَة لوُقُوعه فِيهَا وَأظْهر التَّضْعِيف فِي قَوْله لم يحلل وَهُوَ لُغَة لبني تَمِيم وَوجه الْكَلَام لم يحل وَالْمعْنَى أَنَّهَا أكرهت وَلم يحل نطاقها فجَاء الْوَلَد نجيبا كَمَا تقدم 3 - حوش الْفُؤَاد أَي ذكي الْفُؤَاد والمبطن الخميص الْبَطن والسهد من السهاد وَهُوَ السهر والهوجل الثقيل الكسلان وَقيل الأحمق لَا مسكة بِهِ وَجعل النَّعْل لِليْل لِأَنَّهُ يَقع فِيهِ مَعْنَاهُ أَن الْأُم أَتَت بِهَذَا الْوَلَد ذكيا حَدِيد الْفُؤَاد يسهر إِذا نَام الهوجل أَي الجافي الثقيل النّوم 4 - يُقَال نبذت الشَّيْء من يَدي إِذا طرحته وينزو لوقعتها طمور الأخيل أَي يثب وثوب الأخيل والأخيل طَائِر قيل هُوَ الشاهين وَالْمعْنَى أَنَّك إِذا رميته بحصاة وَهُوَ نَائِم وجدته ينتبه لذَلِك انتباه من سمع بوقعتها هدة عَظِيمَة 5 - الهبوب الانتباه من النّوم ورأيته أَي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 (مَا إِن يمس الأَرْض إِلَّا منْكب ... مِنْهُ وحرف السلق طي الْمحمل) (وَإِذا رميت بِهِ الفجاج رَأَيْته ... يهوي مخارمها هوي الأجدل) 3 - (وَإِذ نظرت إِلَى أسرة وَجهه ... برقتْ كبرق الْعَارِض المتهلل) 4 - (صَعب الكريهة لَا يرام جنابه ... ماضي الْعَزِيمَة كالحسام المقصل) 5 - (يحمي الصحاب إِذا تكون عَظِيمَة ... وَإِذا هم نزلُوا فمأوى العيل) وَقَالَ تأبط شرا أَيْضا   رَأَيْت رتوبه فَحذف الْمُضَاف والرتوب الْقيام والانتصاب والزمل والزميل مُصَغرًا الضَّعِيف مَعْنَاهُ أَنه إِذا اسْتَيْقَظَ من الْمَنَام انتصب انتصاب كَعْب السَّاق 1 - إِن زيد لتوكيد النَّفْي وطي الْمحمل انتصب على الْمصدر مِمَّا دلّ عَلَيْهِ مَا قبله لِأَنَّهُ لما قَالَ يمس الأَرْض مِنْهُ إِذا نَام جَانِبه وحرف السَّاق علم أَنه مطوي غير سمين وَالْمعْنَى أَنه إِذا نَام لَا ينبسط على الأَرْض وَلَا يتَمَكَّن مِنْهَا بأعضائه كلهَا حَتَّى لَا يكَاد يتشمر عِنْد الانتباه بِسُرْعَة والمحمل حمالَة السَّيْف 2 - الفجاج جمع فج الطَّرِيق الْوَاسِع فِي جبل أَو غَيره والمخارم جمع مخرم وَهُوَ مُنْقَطع أنف الْجَبَل والأجدل الصَّقْر وَهَذَا الْكَلَام كِنَايَة عَن كَونه صَاحب همم إِذا نيطت بِهِ الصعاب ذللها 3 - أسرة وَجهه أَي خطوط جَبهته والعارض من السَّحَاب مَا يعرض فِي جَانب السَّمَاء والمتهلل المتلألئ بالبرق يَقُول إِذا نظرت فِي وَجهه رَأَيْت أسارير وَجهه تشرق إشراق السَّحَاب المتهلل بالبرق 4 - الكريهة اسْم للحرب والجناب الفناء والحسام السَّيْف والمقصل القطاع وَمعنى الْبَيْت ظَاهر 5 - الصحاب الْأَصْحَاب والعيل جمع عائل وَهُوَ الْفَقِير هَهُنَا يصفه بِأَنَّهُ شُجَاع كريم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 (إِنِّي لمهد من ثنائي فقاصد ... بِهِ لِابْنِ عَم الصدْق شمس بن مَالك) (أهز بِهِ فِي ندوة الْحَيّ عطفه ... كَمَا هز عطفي بالهجان الأوارك) 3 - (قَلِيل التشكي للمهم يُصِيبهُ ... كثير الْهوى شَتَّى النَّوَى والمسالك) 4 - (يظل بموماة ويمسي بغَيْرهَا ... جحيشا ويعروري ظُهُور المهالك) 5 - (ويسبق وَفد الرّيح من حَيْثُ يينتحي ... بمنخرق من شده المتدارك)   1 - لَا يُقَال فِي الْهَدِيَّة إِلَّا أهديت وَيُقَال فِي الْعَرُوس هديتها وأهديتها جَمِيعًا وَالْأَصْل وَاحِد وَيُقَال هَذَا ثوب صدق وأخو صدق وضع الصدْق مَوضِع الْفضل وَالصَّلَاح وشمس بن مَالك بِضَم الشين علم على ابْن عَمه وَمعنى الْبَيْت ظَاهر 2 - فِي ندوة الْحَيّ أَي فِي مُجْتَمع الْحَيّ وَعطف كل شَيْء جَانِبه والهجان الْإِبِل الْكَرِيمَة والأوارك الَّتِي ترعى شجر الْأَرَاك وَالْمعْنَى أسره بثنائي حَتَّى يراح ويطرب كَمَا سرني بِالْإِبِلِ الْبيض الْكِرَام حَتَّى اهتززت 3 - الْقَلِيل هَهُنَا بِمَعْنى النَّفْي والتشكي مصدر تشكى فلَان إِذا شكى مَا بِهِ إِلَى غَيره يَقُول إِنَّه لَا يشكو مَا ينزل بِهِ من الخطوب إِلَى أحد لِصَبْرِهِ عَلَيْهَا وَلكنه يعْمل فِي إِزَالَتهَا وَدفع مضرتها وَهُوَ مَعَ ذَلِك كثير الْهوى شَتَّى النَّوَى أَي كثير الهمم مُخْتَلف الشؤون 4 - الموماة الْمَفَازَة الَّتِي لَا مَاء فِيهَا والجحيش الْمُنْفَرد ويعروري أَي يرتكب المهالك وَالْمعْنَى أَنه كثير الجولان فِي الأَرْض مستأنس بِنَفسِهِ يرتكب المهالك لشدَّة حماسته وجراءته 5 - وَفد الرّيح أَولهَا وينتحي أَي يعْتَمد ويقصد والمنخرق السَّرِيع الْوَاسِع والمتدارك المتلاحق مَعْنَاهُ أَنه لخفته ونشاطه يسْبق الرّيح من حَيْثُ يقْصد بعدو وَجرى سريع متسع متلاحق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 (إِذا حَاص عَيْنَيْهِ كرى النّوم لم يزل ... لَهُ كالىء من قلب شيحان فاتك) (وَيجْعَل عَيْنَيْهِ ربيئة قلبه ... إِلَى سلة من حد أخلق صائك) 3 - (إِذا هزه فِي عظم قرن تهللت ... نواجذ أَفْوَاه المنايا الضواحك) 4 - (يرى الوحشة الْأنس الأنيس ويهتدي ... بِحَيْثُ اهتدت أم النُّجُوم الشوابك)   1 - حَاص بِمَعْنى خاط ويروي إِذا خاط عَيْنِيَّة والكرى النّوم الْخَفِيف وَمعنى خاط عَيْنَيْهِ الْكرَى مر فيهمَا لَا أَنه يتَمَكَّن مِنْهُمَا حَتَّى يَجْعَل أجفانهما كالمخيطة والكالئ الْحَافِظ والشيحان الحازم والفاتك الَّذِي يفاجئ غَيره بالمكروه يصفه بِأَنَّهُ لم يزل متيقظا حَتَّى إِذا نَامَتْ عينه لَا ينَام قلبه 2 - الربيئة بِمَعْنى الرَّقِيب والسلة الْمرة من سل السَّيْف إِذا جرده والأخلق الأملس ويروى (إِذا طلعت أولى العدى فنفره ... إِلَى سلة من صارم الغرب باتك) وَهِي أسلم الرِّوَايَتَيْنِ والعدى الرجالة يعدون قُدَّام الْجَيْش والغرب حد السَّيْف والباتك الْقَاطِع وَالْمعْنَى أَن الْعين رَقِيب الْقلب فَإِذا كره الْقلب شَيْئا كَانَت الْعين صَاحبه الَّذِي يظهره فَهِيَ ربيئته إِلَى نزع سَيْفه وَقَوله من حد أخلق فِيهِ توسع لِأَن السَّيْف يستل من الغمد وَهَذَا جعل الجفن مسلولا مِنْهُ فَهُوَ فِي ذَلِك كَقَوْلِهِم أدخلت الْخُف فِي رجْلي والقلنسوة فِي رَأْسِي 3 - التهلل الضحك ونسبته إِلَى النواجذ توسع كَأَن المنايا فرحت وسرت بضربه بِالسَّيْفِ حَيْثُ كَانَ سَببا لظفرها بِهِ فَصَارَ لكل سنّ مِنْهَا ضحك 4 - أم النُّجُوم هِيَ الشَّمْس وَقيل المجرة والشوابك النُّجُوم مَعْنَاهُ أَنه يسْتَأْنس بالوحدة ويهتدي إِلَى مقاصده كَمَا تهتدي الْكَوَاكِب فِي سَيرهَا فَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 1 - قَالَ قطري بن الفجاء (أَقُول لَهَا وَقد طارت شعاعا ... من الْأَبْطَال وَيحك لن تراعي) 3 - (فَإنَّك لَو سَأَلت بَقَاء يَوْم ... على الْأَجَل الَّذِي لَك لن تطاعي) 4 - (فصبرا فِي مجَال الْمَوْت صبرا ... فَمَا نيل الخلود بمستطاع) 5 - (وَلَا ثوب الْبَقَاء بِثَوْب عز ... فيطوى عَن أخي الخنع اليراع) 6 - (سَبِيل الْمَوْت غَايَة كل حَيّ ... فداعيه لأهل الأَرْض دَاعِي)   يضل فِي قَصده 1 - قطري بن الْفُجَاءَة الْمَازِني أحد رُؤْس الْخَوَارِج فَارس مَذْكُور شَاعِر إسلامي مجيد سلمُوا عَلَيْهِ بالخلافة ثَلَاث عشرَة سنة وَكَانَت لَهُ امْرَأَة من الْخَوَارِج يُقَال لَهَا أم حَكِيم وَكَانَت من أَشْجَع النَّاس وَأَحْسَنهمْ بدينهم تمسكا وَكَانَ قطري يُحِبهَا حبا شَدِيدا وَله فِيهَا شعر جيد حسن 2 - أَقُول لَهَا أَي أَقُول للنَّفس والشعاع المتفرق وَهَذَا مثل وَمَعْنَاهُ الْمُبَالغَة فِي الْفَزع وَقَوله لن تراعي من الروع وَهُوَ الْفَزع الْمَعْنى أَقُول للنَّفس وَقد طارت مُتَفَرِّقَة من خوف الْأَبْطَال وَيحك لَا تراعي وَلَا تفزعي وَلَكِن تشجعي واصبري 3 - بَقَاء يَوْم أَي زِيَادَة يَوْم وَالْمعْنَى أَن النَّفس إِذا طلبت أَن يفسح لَهَا فِي أجلهَا زِيَادَة عَن الْأَجَل الْمُسَمّى لَهَا لَا يُجَاب طلبَهَا 4 - صبرا تَأْكِيد لصبرا أول الْبَيْت وَالْمعْنَى ظَاهر 5 - أَخُو الخنع الذَّلِيل واليراع هُنَا الرجل الجبان الَّذِي لَا قلب لَهُ كَأَنَّهُ لَا جَوف لَهُ فَوضع اليراع مَكَان الجبان لِأَنَّهُ بِمَعْنَاهُ يَقُول إِن الجبان وَإِن لبس ثوب الْبَقَاء والحياة فَإِنَّهُ لَيْسَ بِثَوْب عز وَشرف فينزع عَنهُ ويطوى 6 - غَايَة كل حَيّ يَعْنِي أَنه لَا بُد لكل حَيّ وَإِن طَال عمره من سلوك سَبِيل الْمَوْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 (وَمن لَا يعتبط يسأم ويهرم ... وتسلمه الْمنون إِلَى انْقِطَاع) (وَمَا للمرء خير فِي حَيَاة ... إِذا مَا عد من سقط الْمَتَاع) 3 - وَقَالَ بعض بني قيس بن ثَعْلَبَة 4 - (إِنَّا محيوك يَا سلمى فحيينا ... وَإِن سقيت كرام النَّاس فاسقينا) 5 - (وَإِن دَعَوْت إِلَى جلى ومكرمة ... يَوْمًا سراة كرام النَّاس فادعينا) 6 - (إِنَّا بني نهشل لَا ندعي لأَب ... عَنهُ وَلَا هُوَ بالأبناء بشرينا)   1 - الاعتباط أَن يَمُوت من غير عِلّة يَعْنِي أَن من لم يمت شَابًّا مل وسئم من طول الْعُمر وتكاليف الْحَيَاة وَلَا بُد فِي يَوْم من الْأَيَّام أَن يُسلمهُ إِلَى الْمَوْت وَانْقِطَاع الْأَجَل 2 - سقط الْمَتَاع هُوَ الشَّيْء الَّذِي لَا فرق بَين وجوده وَعَدَمه وَلَا توقف الْمَنْفَعَة عَلَيْهِ يَقُول إِن الْمَرْء لَا فَائِدَة لَهُ فِي هَذِه الْحَيَاة إِذا لم يكن عِنْده غناء وكفاية فِي الْمُهِمَّات وَالْمَوْت حِينَئِذٍ خير لَهُ من تِلْكَ الْحَيَاة 3 - هُوَ بشامة بن حزن النَّهْشَلِي وَلَيْسَ لَهُ تَرْجَمَة فِي كتب الْأَنْسَاب وَالظَّاهِر أَنه إسلامي 4 - فحيينا من التَّحِيَّة بِمَعْنى السَّلَام وَالْمعْنَى أَنا مُسلمُونَ عَلَيْك أيتها الْمَرْأَة فقابلينا بِمثلِهِ وَإِن سقيت الْكِرَام فأجرينا مجراهم فَإنَّا مِنْهُم وَقيل سقيت بِمَعْنى دَعَوْت يَعْنِي إِن دَعَوْت لكرام النَّاس بالسقيا فادعي لنا أَيْضا 5 - الْجَلِيّ تَأْنِيث الْأَجَل والسراة كرام النَّاس يَقُول إِن أشدت بِذكر خِيَار النَّاس بجليلة نابت أَو مكرمَة عرضت فأشيدي بذكرنا أَيْضا وَهَذَا الْكَلَام الْقَصْد مِنْهُ الْوُصُول إِلَى بَيَان شرفه وَلَا سقى ثمَّ وَلَا تَحِيَّة 6 - بني نهشل مَنْصُوب على الِاخْتِصَاص وَلَو رَفعه لقَالَ إِنَّا بَنو نهشل وَمعنى لَا ندعي لأَب لَا ننتسب لأَب غير أَبينَا وَقَوله وَلَا هُوَ بالأبناء يشرينا مَعْنَاهُ أَنه رَاض بِنَا كَمَا نَحن راضوان بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 ((إِن تبتدر غَايَة يَوْمًا لمكرمة ... تلق السوابق منا والمصلينا) (وَلَيْسَ يهْلك منا سيد أبدا ... إِلَّا افتلينا غُلَاما سيدا فِينَا) 3 - (إِنَّا لنرخص يَوْم الروع أَنْفُسنَا ... وَلَو نسام بهَا فِي الْأَمْن أغلينا) 4 - (بيض مفارقنا تغلى مراجلنا ... نأسوا بِأَمْوَالِنَا آثَار أَيْدِينَا) 5 - (إِنِّي لمن معشر أفنى أوائلهم ... قيل الكماة أَلا أَيْن المحامونا)   1 - يُقَال ابتدرنا الْغَايَة وَإِلَى الْغَايَة أَي استبقنا إِلَيْهَا وَقَوله لمكرمة أَي لِاكْتِسَابِ مكرمَة والمصلى من أَسمَاء خيل الحلبة الَّتِي تخرج للسباق وَهِي عشرَة أَولهَا السَّابِق وَثَانِيها الْمصلى ثمَّ المسلى ثمَّ العاطف ثمَّ المرتاح ثمَّ الحظي ثمَّ المؤمل وَهَذِه السَّبْعَة لَهَا حظوظ ثمَّ اللواتي لَا حظوظ لَهَا اللطيم ثمَّ الوغد ثمَّ السّكيت 2 - الافتلاء الافتطام وَالْأَخْذ عَن الْأُم مَعْنَاهُ إِذا هلك مِنْهُم سيد خَلفه الْمَصْنُوع للسيادة المرشح لَهَا 3 - ونرخص من أرخص الشَّيْء جعله رخيصا أَي سهلا هينا والروع الْحَرْب وَالْألف فِي أغلينا للإشباع يَقُول إِذا كَانَ يَوْم الروع تقدمنا للقاء فَإِن ذهبت أَنْفُسنَا ذهبت رخيصة لأَنا بذلناها بالإقدام وَلم نمنعها بالأحجام وَلكنهَا يَوْم إِلَّا من غَالِيَة 4 - بَيَاض المفارق كِنَايَة عَن نقاء الْعرض وَانْتِفَاء الذَّم وَالْعَيْب وتغلى مراجلنا أَي حروبنا وَقَوله نأسوا أَي نداوي إِلَى آخر الْبَيْت مَعْنَاهُ أَنهم أَغْنِيَاء أَصْحَاب سطوة لَا يطْمع النَّاس فِي مقاصتهم بل يكتفون مِنْهُم بِأخذ الدِّيَة 5 - الكماة جمع كام كَمَا يُقَال غاز وغزاة وَذَلِكَ من قَوْلهم كمى نَفسه فِي السِّلَاح إِذا توارى فِيهِ يَقُول إِنِّي من جمَاعَة أفنتهم الْإِعَانَة والإغاثة والنجدة والإقدام على الحروب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 (لَو كَانَ فِي الْألف منا وَاحِد فدعوا ... من فَارس خالهم إِيَّاه يعنونا) (إِذا الكماة تنحوا أَن يصيبهم ... حد الظباة وصلناها بِأَيْدِينَا) 3 - (وَلَا تراهم وَإِن جلت مصيبتهم ... مَعَ البكاة على من مَاتَ يبكونا) 4 - (ونركب الكره أَحْيَانًا فيفرجه ... عَنَّا الْحفاظ وأسياف تواتينا) 5 - قَالَ السموأل بن عادياء   1 - خالهم أَي ظنهم مَعْنَاهُ أَنهم لشدَّة بأسهم وَقُوَّة حماستهم لَا يعترفون بشجاعة غَيرهم 2 - الظباة جمع ظبة وَهِي حد السَّيْف وَقَوله وصلناها بِأَيْدِينَا هَذَا الْكَلَام كِنَايَة عَن علو همتهم فِي الْحَرْب وَطول باعهم فِيهَا 3 - البكاة جمع باك وَالْمعْنَى أَنهم لَا يموتون إِلَّا بِالْقَتْلِ حَيْثُ صَار لَهُم عَادَة وَإِن كل من يُولد مِنْهُم يكون سيدا فَلَا يجزعون على من مَاتَ مِنْهُم 4 - الكره الْمَكْرُوه وركوبه كِنَايَة عَن وقوعهم فِيهِ وقصدهم إِلَيْهِ والحفاظ الْمُحَافظَة والذب عَن الْمَحَارِم وَقَوله وأسياف تواتينا أَي توافقنا يَقُول وَأَحْيَانا نقع فِي الْمَكْرُوه فيكشفه عَنَّا محافظتنا على أحسابنا وذبنا عَن حريمنا وأسياف توافقنا 5 - هُوَ السموأل بن غريض بن عادياء وَالنَّاس يدرجون غريضا فِي النّسَب وينسبونه إِلَى عادياء جده وَهُوَ صَاحب الْحصن الْمَعْرُوف بالأبلق بتيماء وبالسموأل يضْرب الْمثل فِي الْوَفَاء لِأَنَّهُ أسلم ابْنه وَلم يخن أَمَانَته فِي أَدْرَاع أودعها عِنْده امْرُؤ الْقَيْس لما صَار إِلَى الشأم يُرِيد قَيْصر فَطَلَبه الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء فلجأ إِلَى السموأل وَمَعَهُ أَدْرَاع كَانَت لِأَبِيهِ فَوجه الْمُنْذر بِالْحَارِثِ بن ظَالِم فِي خيل وَأمره أَن يَأْخُذ مَال امْرِئ الْقَيْس من السموأل فَلَمَّا نزل بِهِ تحصن مِنْهُ وَكَانَ لَهُ ابْن قد يفع وَخرج إِلَى قنص فَلَمَّا رَجَعَ أَخذه الْحَارِث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 (إِذْ الْمَرْء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فَكل رِدَاء يرتديه جميل) (وَإِن هُوَ لم يحمل على النَّفس ضيمها ... فَلَيْسَ إِلَى حسن الثَّنَاء سَبِيل) 3 - (تعيرنا أَنا قَلِيل عديدنا ... فَقلت لَهَا إِن الْكِرَام قَلِيل) 4 - (وَمَا قل من كَانَت بقاياه مثلنَا ... شباب تسامى للعلا وكهول) 5 - (وَمَا ضرنا أَنا قَلِيل وجارنا ... عَزِيز وجار الْأَكْثَرين ذليل)   ثمَّ قَالَ للسموأل أتعرف هَذَا قَالَ نعم هَذَا ابْني قَالَ أفتسلم مَا قبلك أم أَقتلهُ قَالَ شَأْنك بِهِ فلست أَخْفَر ذِمَّتِي وَلَا أسلم مَال جاري فَضرب الْحَارِث وسط الْغُلَام فَقَطعه قطعتين وَانْصَرف عَنهُ فَضرب بوفائه الْمثل 1 - اللؤم اسْم جَامع للخصال المذمومة وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان إِذا لم يتدنس باكتساب اللؤم واعتياده فَأَي ملبس يلْبسهُ بعد ذَلِك كَانَ جميلا 2 - وَإِن هُوَ لم يحمل إِلَى آخر الْبَيْت أَي إِن لم يصبر النَّفس على مكارهها فَلَا سَبِيل إِلَى اكْتِسَاب حسن الثَّنَاء وَلَيْسَ معنى الضيم ضيم الْغَيْر لَهُم لأَنهم يأنفون من ذَلِك ويعدونه تذللا 3 - يُقَال عيرته كَذَا وعيرته بِكَذَا وَالْأول الْمُخْتَار الْمَعْنى أَنَّهَا أنْكرت منا قلَّة عددنا فعدته عارا فأجبتها إِن الْكِرَام يقلون وَقَوله إِن الْكِرَام قَلِيل يشْتَمل على معَان كَثِيرَة وَهِي وُقُوع الدَّهْر بهم وَقصد الْمَوْت إيَّاهُم واستقتالهم فِي الدفاع عَن أحسابهم وإهانتهم كرائم نُفُوسهم مَخَافَة لُزُوم الْعَار بهم فَكل ذَلِك يقلل الْعدَد 4 - الشَّبَاب جمع شَاب كالشبان وَقَوله تسامي أَرَادَ تتسامي فَحذف إِحْدَى التَّاءَيْنِ والكهول جمع كهل ضد الشَّبَاب 5 - وَمَا ضرنا يجوز فِي مَا أَن تكون نَافِيَة وَالْمعْنَى لم يضرنا وَيجوز أَن تكون استفهامية على طَرِيق التَّقْرِير وَالْمعْنَى أَي شَيْء ضرنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 (لنا جبل يحيله من نجيره ... منيع يرد الطّرف وَهُوَ كليل) (رسا أَصله تَحت الثرى وسما بِهِ ... إِلَى النَّجْم فرع لَا ينَال طَوِيل) 3 - (وَإِنَّا لقوم مَا نرى الْقَتْل سبة ... إِذا مَا رَأَتْهُ عَامر وسلول) 4 - (يقرب حب الْمَوْت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول) 5 - (وَمَا مَاتَ منا سيد حتف أَنفه ... وَلَا طل منا حَيْثُ كَانَ قَتِيل) 6 - (تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وَلَيْسَت على غير الظبات تسيل) 7 - (صُفُونا فَلم نكدر وأخلص سرنا ... إناث أطابت حملنَا وفحول)   1 - قيل إِنَّه أَرَادَ بِذكر الْجَبَل الْعِزّ والسمو وَقيل إِن هَذَا الْجَبَل هُوَ حصن السموأل الَّذِي يُقَال لَهُ الأبلق الْفَرد يَعْنِي من دخل فِي جوارنا امْتنع على طلابه 2 - رسا أَصله إِلَى آخر الْبَيْت يُرِيد أَنه أثبت جبل فِي الأَرْض وَأَعْلَى طود عَلَيْهَا 3 - السبة الْعَار وعامر وسلول قبيلتان يَقُول إِذا حسب هَؤُلَاءِ الْقَتْل عارا عده عشيرتي فخرا 4 - يقرب إِلَى آخر الْبَيْت يُشِير بِهِ إِلَى أَنهم يغتبطون لاقتحامهم المنايا وَإِن عَامِرًا وسلولا يعمرون لمجانبتهم الشَّرّ كَرَاهَة للْمَوْت وحبا للحياة 5 - يُقَال مَاتَ فلَان حتف أَنفه إِذا مَاتَ من غير قتل وَلَا ضرب قيل إِن أول من تكلم بقَوْلهمْ حتف أَنفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمعنى الْبَيْت أَنا لَا نموت وَلَكِن نقْتل وَدم الْقَتِيل منا لَا يذهب هدرا 6 - الظبات جمع ظبة وَهِي حد السَّيْف قيل أَرَادَ بالظبات السيوف كلهَا فأضاف الْحَد إِلَيْهَا أَي أَنهم لشجاعتهم وشرفهم لَا يقتلُون إِلَّا بِالسُّيُوفِ وَلَا يقتلُون بِالْعِصِيِّ وَلَا بِالْحِجَارَةِ كَمَا يقتل رعاع النَّاس 7 - المُرَاد بالسر هُنَا الأَصْل الْجيد وَمعنى ذَلِك صفت أنسابنا فَلم يشبها كدر الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 (علونا إِلَى خير الظُّهُور وحطنا ... لوقت إِلَى خير الْبُطُون نزُول) (فَنحْن كَمَاء المزن مَا فِي نصابنا ... كهام وَلَا فِينَا يعد يخيل) 3 - (وتنكر إِن شِئْنَا على النَّاس قَوْلهم ... وَلَا يُنكرُونَ القَوْل حِين نقوول) 4 - (إِذا سيد منا خلا قَامَ سيد ... قَول لما قَالَ الْكِرَام فعول) 5 - (وَمَا أخمدت نَار لنا دون طَارق ... وَلَا ذمنا فِي النازلين نزيل) 6 - (وأيامنا مَشْهُورَة فِي عدونا ... لَهَا غرر مَعْلُومَة وحجول) 7 - (وأسيافنا فِي كل غرب ومشرق ... بهَا من قراع الدارعين فلول)   1 - علونا إِلَى آخر الْبَيْت يُشِير بِهِ إِلَى صَرِيح نسبهم وخلوصه مِمَّا يحط بشرفهم 2 - كَمَاء المزن يُرِيد بذلك تَشْبِيه صفاء أنسابهم بصفاء مَاء الْمَطَر والنصاب الأَصْل وَمِنْه نِصَاب السكين والكهام الكليل الْحَد وَهُوَ مجَاز عَن الضَّعِيف هُنَا يَقُول نَحن كَمَاء الْوَزْن وكل منا نَافِذ مَاض وَلَا فِينَا بخيل فيعد مَعَ البخلاء وَهَذَا نفي للبخل رَأْسا 3 - وَلَا يُنكرُونَ إِلَى آخر الْبَيْت مَعْنَاهُ أَنهم لشدَّة بأسهم وحماستهم تخشاهم النَّاس فَلَا يُنكرُونَ عَلَيْهِم 4 - قَوْله إِذا سيد الْبَيْت يَعْنِي أَن السِّيَادَة مُسْتَقِرَّة فِينَا حَتَّى إِذا خلا منا سيد خَلفه سيد يَقُول مَا تَقوله الْكِرَام وَيفْعل مَا تَفْعَلهُ 5 - وَمَا أخمدت نَار لنا يُشِير بذلك إِلَى أَنهم لِكَثْرَة كرمهم يديمون إيقاد نَار الضِّيَافَة وَلَا يطفؤنها دون طَارق ليل وَإِنَّهُم يثنى عَلَيْهِم كل نزيل 6 - الحجول جمع حجل وَهُوَ هُنَا الْبيَاض يكون فِي قَوَائِم الْفرس وَالْكَلَام على التَّشْبِيه يَقُول وقعاتنا مَشْهُورَة فِي أَعْدَائِنَا فَهِيَ بَين الْأَيَّام كالأفراس الغر المحجلة بَين الْخَيل 7 - القراع بِكَسْر الْقَاف المقارعة وَالْمُضَاربَة والدارعين أَصْحَاب الدروع يَقُول أسيافنا فِي كل مَكَان تفللت أَي تَكَسَّرَتْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 (معودة أَن لَا تسل نصالها ... فتغمد حَتَّى يستباح قبيل) (سَلِي إِن جهلت النَّاس عَنَّا وعنهم ... وَلَيْسَ سَوَاء عَالم وجهول) 3 - (فَإِن بني الديَّان قطب لقومهم ... تَدور رحاهم حَولهمْ وتجول) 4 - قَالَ الشميذر الْحَارِثِيّ 5 - (بني عمنَا لَا تَذكرُوا الشّعْر بَعْدَمَا ... دفنتم بصحراء الغمير القوافيا)   مِمَّا نضارب بهَا الْأَعْدَاء والفلول جمع فل وَهُوَ الثلم فِي حد السَّيْف وَمعنى ذَلِك أَنهم يبعدون الغارات فِي نواحي الْبِلَاد 1 - الْقَبِيل الْجَمَاعَة من آبَاء شَتَّى وَجمعه قبل والقبيلة الْجَمَاعَة من أَب وَاحِد وَجَمعهَا قبائل يَقُول تعودت أسيافنا أَن لَا تجرد من أغمادها فَترد فِيهَا إِلَّا بعد أَن يستباح بهَا قبيل 2 - عَنَّا وعنهم ويروى عَنَّا فتخبري مَعْنَاهُ إِن كنت جاهلة بِنَا فسلي النَّاس تخبرى بحالنا فالعالم وَالْجَاهِل مُخْتَلِفَانِ 3 - القطب الْحَدِيد الَّذِي فِي الطَّبَق الْأَسْفَل من الرَّحَى يَدُور عَلَيْهِ الطَّبَق الْأَعْلَى مِنْهَا وَالْمعْنَى أَن أَمر قبيلتهم لَا يَسْتَقِيم وَلَا يتم إِلَّا بهم مثل الرَّحَى لَا يتم أمرهَا إِلَّا بالقطب وَهَذَا الْبَيْت لعبد الْملك بن عبد الرَّحِيم الْحَارِثِيّ لَا للسموأل وَالديَّان هُوَ يزِيد بن قطن بن زِيَاد بن الْحَارِث الْأَصْغَر 4 - قَالَ البرقي هَذَا الشّعْر لسويد بن صميع الرندي الْحَارِثِيّ وَكَانَ قد قتل أَخُوهُ غيلَة فَقتل قَاتل أَخِيه نَهَارا فِي بعض الْأَسْوَاق من الْحَضَر وَلم أَقف للشميذر وَلَا لسويد على تَرْجَمَة 5 - صحراء الغمير اسْم مَوضِع والقوافي جمع قافية والقافية آخر كلمة فِي الْبَيْت وَأَرَادَ بهَا القصائد وَفِي دفن القوافي مَعْنيانِ أَحدهمَا أَنكُمْ انْهَزَمْتُمْ بِهَذَا الْموضع فَلَا تكلفوا أحدا مدحكم وَلَا تفتخروا فِي شعر لسوء بلائكم بِهَذَا الْموضع وَالثَّانِي أَن شَاعِرهمْ قتل وَدفن بِهَذَا الْموضع فَكَأَنَّهُ يَقُول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 (فلسنا كمن كُنْتُم تصيبون سلة ... فنقبل ضيما أَو نحكم قَاضِيا) (وَلَكِن حكم السَّيْف فِيكُم مسلط ... فنرضى إِذا مَا أصبح السَّيْف رَاضِيا) 3 - (وَقد سَاءَنِي مَا جرت الْحَرْب بَيْننَا ... بني عميا لَو كَانَ أمرا مدانيا) 4 - (فَإِن قُلْتُمْ إِنَّا ظلمنَا فَلم نَكُنْ ... ظلمنَا وَلَكنَّا أسأنا التقاضيا) 5 - وَقَالَ وداك بن ثمل الْمَازِني 6 - (رويد بني شَيبَان بعض وعيدكم ... تلاقوا غَدا خيلي على سفوان)   لَسْتُم بقادرين على الشّعْر وَقد دفنتم شاعركم بصحراء الغمير فَلَا تتكلفوا مَا لَسْتُم من أَهله فعلى هَذَا كَأَنَّهُ قَالَ دفنتم صَاحب القوافي 1 - السلَّة السّرقَة يَقُول لَهُم لسنا كمن كُنْتُم تقصدونه وَهُوَ مُنْفَرد شَاذ فتصيبونه سَرقَة فنرضى بالضيم أَو نحاكمكم إِلَى قَاض 2 - رضَا السَّيْف كِنَايَة عَن كَونه يعْمل حَتَّى يكل فَإِذا كل لَا يقبل الضَّرْب وَالْمعْنَى أَنا نقتلكم جهارا ونحكم السَّيْف فِيكُم حَتَّى يكل ولسنا مثلكُمْ قتلتم منا سَرقَة قيل إِنَّهُم قتلوا أَخَاهُ فَأخذ دِيَته وَقتل قَاتله 3 - جرت الْحَرْب أَي جنت وَقَوله لَو كَانَ أمرا مدانيا مَعْنَاهُ لَو كَانَ مَا ترددنا فِيهِ أمرا قَرِيبا لساءني مَا جنته الْحَرْب وَلَكِن الْآن لم يَسُؤْنِي 4 - أسأنا التقاضيا فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا الْقَتْل بعد أَخذ الدِّيَة وَالْآخر قتل جمَاعَة بِوَاحِد 5 - وَيُقَال وداك بن سِنَان بن ثميل أحد بني مَازِن وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَكَانَ بَنو شَيبَان أَرَادوا نفي بني مَازِن عَن مَاء لَهُم يُقَال لَهُ سفوان وَادعوا أَنه لَهُم فَقَالَ وداك هَذَا الشّعْر 6 - رويد تَصْغِير الرود بِالضَّمِّ أَي التمهل والرفق وَيكون لوجوه أَرْبَعَة اسْم فعل نَحْو رويد زيدا أمهله وَصفَة نَحْو سَارُوا سيرا رويدا وَحَالا نَحْو سَار الْقَوْم رويدا ومصدرا كَمَا هُنَا نَحْو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 (تلاقوا جيادا لَا تحيد عَن الوغى ... إِذا مَا غَدَتْ فِي المأزق المتداني) (عَلَيْهَا الكماة الغر من آل مَازِن ... لُيُوث طعان عِنْد كل طعان) 3 - (تلاقوهم فتعرفوا كَيفَ صبرهم ... على مَا جنت فيهم يَد الْحدثَان) 4 - (مقاديم وصالون فِي الروع خطوهم ... بِكُل رَقِيق الشفرتين يمَان) 5 - (إِذا استنجدوا لم يسْأَلُوا من دعاهم ... لأية حَرْب أم بِأَيّ مَكَان) 6 - وَقَالَ سوار بن المضرب السَّعْدِيّ   رويد بني شَيبَان وَقَوله بعض وعيدكم انتصب بِفعل مُضْمر دلّ عَلَيْهِ رويد وَاسْتِعْمَال الرِّفْق فِيهِ كف عَن بعض الْوَعيد فَالْمَعْنى كفوا يَا بني شَيبَان عَنَّا بعض وعيدكم وَهَذَا تهكم وَقَوله تلاقوا غَدا خيلي أَي عَن قريب تَأْتيكُمْ خيلي على سفوان وسفوان اسْم مَاء على أَمْيَال من الْبَصْرَة 1 - تلاقوا بدل من تلاقوا فِي الْبَيْت قبله والجياد الْخَيل والوغى الْحَرْب والمأزق الْمضيق وَالْمعْنَى تلاقوا خيلا لَا ترجع عَن الْحَرْب فِي الْمضيق المتداني لتعودها على الْحَرْب 2 - الكماة الفرسان والغر بيض الْوُجُوه والليوث الْأسود 3 - تلاقوهم إِلَى آخر الْبَيْت مَعْنَاهُ تلاقوا من بلائهم مَا يسْتَدلّ بِهِ على حسن صبرهم على مَا جنته فيهم يَد الْحدثَان والحدثان الْحَوَادِث 4 - المقاديم جمع مِقْدَام وَهُوَ الْكثير الْإِقْدَام فِي الْحَرْب والروع هُنَا الْحَرْب وَمعنى رَقِيق الشفرتين ماضي الحدين واليماني السَّيْف المطبوع من حَدِيد الْيمن 5 - الاستنجاد الاستنصار يَقُول هَؤُلَاءِ لحرصهم على الْحَرْب إِذا دعاهم أحد لينصروه على أعدائه أجابوه وَلم يسألوه عَنْهَا وَلَا عَن مَكَانهَا وَلم يتعللوا بِشَيْء كَمَا يتعلل الجبان 6 - شَاعِر إسلامي كَانَ مَعَ قطري بن الْفُجَاءَة وَهُوَ من بني سعد تَمِيم أَو من سعد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 (فَلَو سَأَلت سراة الْحَيّ سلمى ... على أَن قد تلون بِي زماني) (لخبرها ذَوُو أَحْسَاب قومِي ... وأعدائي فَكل قد بلاني) 3 - (بذبي الذَّم عَن حسبي بِمَالي ... وزبونات أشوس تيحان) 4 - (وَإِنِّي لَا أَزَال أَخا حروب ... إِذا لم أجن كنت مجن جاني) 5 - وَقَالَ بعض بني تيم الله بن ثَعْلَبَة   بني كلاب 1 - سراة الْحَيّ كرامه وأشرافه وتلون الزَّمَان تصاريفه 2 - الأحساب جمع حسب وَهُوَ مَا يعد ويحسب عِنْد التفاخر وَمعنى قد بلاني قد جربني يَعْنِي أَن كل أحد يشْهد لَهُ بِالْفَضْلِ وَحسن الصَّنِيع لَا فرق بَين عَدو وَغَيره 3 - بذبي أَي دفعي جَار ومجرور مُتَعَلق بقوله لخبرها أول الْبَيْت قبله وزبونات جمع زبونة بِالتَّشْدِيدِ يُقَال رجل فِيهِ زبونة أَي كبر وَرجل ذُو زبونة أَي مَانع جَانِبه وَحَام لما وَرَاء ظَهره وَهُوَ من الزَّبْن بِمَعْنى الدّفع والأشوس من الشوس محركا وَهُوَ النّظر بمؤخر الْعين تكبرا أَو تغيظا وَقد شوس فَهُوَ أشوس والتيحان هُوَ الَّذِي يعْتَرض فِيمَا لَا يعنيه أَو من يَقع فِي البلايا أَو الْفرس يعْتَرض فِي مشيته نشاطا وَالْمعْنَى على كل ظَاهر 4 - الْمِجَن الترس يَعْنِي أَنه لحماسته لم يزل مُولَعا بالحروب لَا يفارقها إِن لم يحارب لأجل نَفسه حَارب لأجل غَيره ودافع دونه وحامي عَلَيْهِ 5 - قَالَ أَبُو رياش هَذِه الأبيات قيلت يَوْم أوارة وَهُوَ الْموضع الَّذِي أحرق بِهِ عَمْرو بن هِنْد بني دارم وَقَالَ غَيره الَّذِي قَالَ هَذَا الشّعْر هُوَ عَلْقَمَة بن شَيبَان وَكَانَ فِي عهد الْمُنْذر ابْن مَاء السَّمَاء وَشهد يَوْم أوارة وَحمل على المتمطر أخي الْمُنْذر ظنا مِنْهُ أَنه الْمُنْذر هَذَا وَقيل المتمطر رجل من لخم وَالله أعلم بِالْحَقِيقَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 (وَلَقَد شهِدت الْخَيل يَوْم طرادها ... فطعنت تَحت كنَانَة المتمطر) (ونطاعن الْأَبْطَال عَن أَبْنَائِنَا ... وعَلى بصائر ناو إِن لم نبصر) 3 - (وَلَقَد رَأَيْت الْخَيل شلن عَلَيْكُم ... شول الْمَخَاض ابت على المتغبر) وَقَالَ قطري بن الْفُجَاءَة الْمَازِني 4 - (لَا يركن أحد إِلَى الإحجام ... يَوْم الوغى متخوفا لحمام) 5 - (فَلَقَد أَرَانِي للرماح دريئة ... من عَن يَمِيني مرّة وأمامي) 6 - (حَتَّى خضبت بِمَا تحدر من دمي ... أكناف سرجي أَو عنان لجامي)   1 - أَرَادَ بِالْخَيْلِ من عَلَيْهَا من الرِّجَال والكنانة الَّتِي يَجْعَل فِيهَا السِّهَام وَلَعَلَّه يُرِيد مَا تحتهَا حِين حملهَا يُشِير بذلك إِلَى مَقْتَله 2 - البصائر جمع بَصِيرَة وَهُوَ مَا يستبد بِهِ الرجل من رَأْيه وعقله على مَا يغيب عَنهُ يَعْنِي أَنا ندافع عَن حرمنا على مَا يعْتَرض من الرَّأْي فِي الْوَقْت نَفْعل ذَلِك وَإِن لم نبصر عَاقِبَة الْأَمر 3 - شلن عَلَيْكُم من شال الْفرس بِذَنبِهِ يشول شولا أَي رَفعه عِنْد الجري والمخاض النوق الْحَوَامِل والغبر بِالتَّشْدِيدِ الْبَقِيَّة من اللَّبن فِي الضَّرع يَقُول لقد رأيتكم منهزمين وَالْخَيْل تعدو عَلَيْكُم رَافِعَة أذنابها رفع النوق الْحَوَامِل لَهَا إِذا طلب حلب غبر لَبنهَا 4 - الأحجام النكوص والتأخر والوغى الْحَرْب وَالْحمام الْمَوْت وَمعنى ذَلِك أَنه يحرض على الْحَرْب وَيُنْهِي عَن التَّأَخُّر عَنْهَا خوفًا من الْمَوْت 5 - للرماح دريئة مَعْنَاهُ عرضة للرماح وَعَن من قَوْله عَن يَمِيني اسْم هُنَا بِمَعْنى جَانب وَلَيْسَت بِحرف جر فَالْمَعْنى من جَانب يَمِيني 6 - أكناف السرج جوانبه وَمعنى الْبَيْت انتصبت للرماح حَتَّى خضبت بِمَا سَالَ من دمي إِمَّا عنان لجامي وَإِمَّا جَوَانِب سرجي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 (ثمَّ انصرفت وَقد أصبت وَلم أصب ... جذع البصيرة قارح الْإِقْدَام) 2 - وَقَالَ الْحَرِيش بن هِلَال القريعي 3 - (شهدن مَعَ النَّبِي مسومات ... حنينا وَهِي دامية الحوامي) 4 - (ووقعة خَالِد شهِدت وحكت ... سنابكها على الْبَلَد الْحَرَام) 5 - (نعرض للسيوف إِذا الْتَقَيْنَا ... وُجُوهًا لَا تعرض للطام) 6 - (وَلست بخالع عني ثِيَابِي ... إِذا هر الكماة وَلَا أرامي)   1 - الْجذع والقارح من صِفَات الْخَيل فالجذع المستغني عَن الرياضة الْبَالِغ سنتَيْن والقارح الَّذِي بلغ النِّهَايَة فِي السن يُرِيد أَنه مذ كَانَ لم يزل شجاعا فإقدامه قارح لِأَنَّهُ قديم وَيُرِيد بقوله جذع البصيرة أَنه كَانَ فِيمَا سلف لَا يرى رَأْي الْخَوَارِج ثمَّ تبصر فِي آخر أمره فَعلم أَنهم على الْحق فاتبعهم فبصيرته جَذَعَة أَي محدثة 2 - نِسْبَة إِلَى بني قريع بطن من تَمِيم رَهْط بني أنف النَّاقة والحريش هَذَا شَاعِر إسلامي يُقَال إِنَّه من الصَّحَابَة 3 - المسومات المعلمات والحوامي جمع حامية وَهُوَ مَا أحَاط بالحوافر يصف خيلا حضرت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غزَاة حنين دميت حوامي حوافرها لما لحقها من التَّعَب وَكَثْرَة الْعَدو 4 - خَالِد هَذَا هُوَ خَالِد بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة لَهُ وقْعَة مَشْهُورَة مَعَ قُرَيْش يَوْم فتح مَكَّة والسنابك أَطْرَاف الحوافر يَعْنِي أَنَّهَا وطِئت أَرض مَكَّة فلقي خَالِد قُريْشًا بالخندمة جبل بِمَكَّة فَهَزَمَهُمْ 5 - نعرض للسيوف يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن يكون المُرَاد أَنا نضرب بِالسُّيُوفِ وُجُوهًا لَا تعرض للطعام لشرفها يَعْنِي وُجُوه الْأَعْدَاء وَالثَّانِي أَن يكون الْمَعْنى وُجُوه أنفسهم 6 - إِذا هر الكماة أَي كرهت ويروى إِذا هز الكماة بالزاي يَعْنِي إِذا هزوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 (وَلَكِنِّي يجول الْمهْر تحتي ... إِلَى الغارات بالعضب الحسام) 2 - وَقَالَ بن زيابة التَّيْمِيّ 3 - (نبئت عمرا غارزا رَأسه ... فِي سنة يوعد أَخْوَاله) 4 - (وَتلك مِنْهُ غير مَأْمُونَة ... أَن يفعل الشَّيْء إِذا قَالَه) 5 - (الرمْح لَا أملأ كفي بِهِ ... واللبد لَا أتبع تزواله) 6 - (والدرع لَا ابغي بهَا نثرة ... كل امْرِئ مستودع مَاله)   سِلَاحهمْ عِنْد خلعها وَمن مَعَاني هَذَا الْبَيْت إِنِّي لَا أَخْلَع ثِيَابِي إِذا أَرَادوا سلبها بل أقَاتل عَنْهَا وَإِذا لبست ثِيَاب الْحَرْب راميت وَالثيَاب هُنَا كِنَايَة عَن السِّلَاح 1 - الغارات الحروب والعضب السَّيْف الْقَاطِع والحسام من أَسمَاء السَّيْف وَقَوله بالعضب أَي وَمَعِي العضب وَهُوَ فِي مَوضِع الْحَال 2 - هُوَ شَاعِر من شعراء الْجَاهِلِيَّة وَابْن زيابة كنيته وَاخْتلف فِي اسْمه فَقَالَ المرزباني اسْمه سَلمَة بن ذهل وزيابة اسْم أمه وَهُوَ أحد بني تيم اللات بن ثَعْلَبَة 3 - غارزا رَأسه أَي مدخلًا رَأسه وغرز الرَّأْس كِنَايَة عَن الْجَهْل والذهاب عَمَّا لَهُ وَعَلِيهِ من التحفظ وَالسّنة أول النّوم يَقُول هَذَا الرجل كَأَنَّهُ وَسنَان قد تغير عقله فَهُوَ يوعد من لَا يجب أَن يوعده وَهَذَا كَمَا يُقَال للرجل إِذا أَخطَأ أَنْت نَائِم 4 - وَتلك مِنْهُ أَي تِلْكَ الْخصْلَة وَهِي فعله لما يَقُوله لَا يُؤمن وُقُوعهَا من عَمْرو وَهَذَا تهكم وَأَن يفعل بدل من قَوْله وَتلك مِنْهُ 5 - يصف نَفسه بالفروسية وَإنَّهُ يُقَاتل بِالرُّمْحِ وَغَيره لِأَنَّهُ إِذا اقْتصر على الرمْح فَكَأَنَّهُ مَلأ كَفه بِهِ وَأَنه ثَابت على ظهر فرسه لَا يتبع ميلان السرج فيميل مَعَه 6 - قَالَ الْمبرد النثرة الدرْع السابغة يَقُول دِرْعِي هَذِه تكفيني وَقَوله كل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 (إِنِّي وحواء وَترك الندى ... كَالْعَبْدِ إِذْ قيد اجماله) (آلَيْت لَا أدفن قَتْلَاكُمْ ... فدخنوا الْمَرْء وسرباله) 3 - وَقَالَ الْحَرْث بن همام الشيياني 4 - (أيا ابْن زيابة إِن تلقني ... لَا تلقني فِي النعم العازب)   امْرِئ مستودع مَاله قَالَ الْمبرد أَي مسترهن بأجله أَقُول فعلى هَذَا تكون مَا مَوْصُولَة أَي مَاله من الْأَجَل فَكَأَن الله سُبْحَانَهُ أودع الْأَجَل عِنْد الْإِنْسَان يسْتَردّهُ مَتى أَرَادَ فَلَا يُغني درع وَلَا نثرة وَهَذِه الرِّوَايَة هِيَ الجيدة 1 - حَوَّاء اسْم فرسه مَعْنَاهُ أَنِّي مَتى مَا تركت الْغَزْو على حَوَّاء واغتنام الْأَمْوَال وبذلها لم يبْق لي هم لِأَن أَكثر همي فِي ذَلِك كنت مثل العَبْد إِذا شبعت إبِله فأراحها وقيدها لم يبْق لَهُ هم حِينَئِذٍ 2 - آلَيْت أَي حَلَفت وَقَوله فدخنوا الْمَرْء أَي بخروه قيل إِنَّه طعن رجلا فأحدث فَقَالَ دخنوه لتطيب رَائِحَته فَإِنِّي لَا أدفن الْقَتِيل مِنْكُم إِلَّا طَاهِرا ويروى أَن أحد المخاطبين كَانَ أحدث فِي حَرْب حضرها خوفًا على نَفسه فَعرض الشَّاعِر بهم 3 - هُوَ الْحَارِث بن همام بن مرّة بن ذهل بن شَيبَان وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَهُوَ جَار أبي دؤاد الأيادي الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل وَذَلِكَ أَن أَبَا دؤاد كَانَ فِي جواره فَخرج صبيان الْحَيّ يَلْعَبُونَ فِي غَدِير فَغمسَ الصّبيان ابْن أبي دؤاد فِيهِ فَقَتَلُوهُ فَخرج الْحَارِث وَقَالَ لَا يبْقى صبي فِي الْحَيّ إِلَّا أغرق فِي الغدير أَو يُرْضِي أَبُو دؤاد فودى ابْن أبي دؤاد عشر ديات فَرضِي أَبُو داؤد وَكَانَ من حَدِيثه مَعَ ابْن زيابة أَنه أغار على إبل ابْن زيابة وَكَانَ غَائِبا فَوَقع بَينهمَا الشَّرّ والهجاء فمما قَالَ الْحَارِث فِيهِ هَذَا الشّعْر 4 - العازب الْبعيد وَالْمعْنَى لست براعي إبل أكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 (وتلقنى يشْتَد بِي أجرد ... مستقدم الْبركَة كالراكب) فَأَجَابَهُ ابْن زيابة (يَا لهف زيابة للحرث الصابح ... فالغانم فالآيب) 3 - (وَالله لَو لاقيته خَالِيا ... لآب سيفانا مَعَ الْغَالِب) 4 - (أَنا ابْن زيابة إِن تدعني ... آتِك وَالظَّن على الْكَاذِب) 5 - وَقَالَ الأشتر النَّخعِيّ   فِي النعم الْبعيد عَن أربابه وَإِنَّمَا أَنا صَاحب فرس ورمح أغير على الْأَعْدَاء وأحارب من ابْتغى حَرْبِيّ 1 - يشْتَد من الشد وَهُوَ الْعَدو والأجرد الْفرس الْقصير الشّعْر والمستقدم الْمُتَقَدّم وَالْبركَة الصَّدْر قَالُوا فِي مَعْنَاهُ إِنَّه يتَقَدَّم فِي الحروب كراكبه من حِدة نَفسه وجراءته 2 - زيابة أم الشَّاعِر وَاللَّام فِي قَوْله للحرث للتَّعْلِيل والصابح الَّذِي يصبح أعداءه بالغارة يَقُول يَا لهف أُمِّي على الْحَرْث إِذْ صبح قومِي بالغارة فغنم مِنْهُم وَرجع سالما أَن لَا أكون لَقيته فَقتلته أَو أسرته 3 - يقسم بِاللَّه تَعَالَى أَنه لَو لاقاه خَالِيا لقتل أَحدهمَا الآخر فآب السيفان مَعَ الْغَالِب 4 - قَوْله أَنا ابْن زيابة الخ هَذَا يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ إِنَّك إِن دعوتني علمت حَقِيقَة مَا أَقُول فادعني وأخلص من الظَّن فَإنَّك تظن بِي الْعَجز عَن لقائك وَالظَّن من شَأْن الْكَاذِب وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ إِنَّك إِن دعوتني وظننت أَنَّك تغلبني فَإِنِّي أغلبك فَيَعُود ظَنك عَلَيْك أَي كالمتظاهر عَلَيْك مَعَ الْأَعْدَاء 5 - هُوَ مَالك بن الْحَارِث أحد بني النخع وَالْأَشْتَر لقب لَهُ كَانَ شَاعِرًا يمنيا من شعراء الصَّحَابَة شهد حَرْب الْقَادِسِيَّة أَيَّام عمر بن الْخطاب الَّتِي كَانَت بَين الْمُسلمين وَالْفرس وَكَانَ لعَلي فِي حروبه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 (بقيت وفري وانحرفت عَن الْعلَا ... وَلَقِيت أضيافي بِوَجْه عبوس) (إِن لم أشن على ابْن حَرْب غَارة ... لم تخل يَوْمًا من نهاب نفوس) 3 - (خيلا كأمثال السعالي شزبا ... تعدو ببيض فِي الكريهة شوس) 4 - (حمي الْحَدِيد عَلَيْهِم فَكَأَنَّهُ ... ومضان برق أَو شُعَاع شموس)   مثل مَا كَانَ عَليّ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد كتب لَهُ عَليّ بِولَايَة مصر فَخرج يريدها وَبلغ ذَلِك مُعَاوِيَة فَعظم عَلَيْهِ الْأَمر فَبعث إِلَى الْمُقدم على الْخراج بالقلزم 1 - يعده ويمنيه إِن كَفاهُ شَرّ مَالك فَلَمَّا انْتهى الأشتر إِلَى القلزم استقبله ذَلِك الرجل وَعرض عَلَيْهِ النُّزُول عِنْده فَنزل فَأَتَاهُ بِطَعَام فَأكل ثمَّ جَاءَهُ بِعَسَل وضع فِيهِ سما فشربه فَمَاتَ وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَة لما بلغه ذَلِك إِن لله جُنُودا مِنْهَا الْعَسَل 1 - الوفر المَال مَعْنَاهُ بقيت مَالِي وَلم أنفقهُ فِي مَا يكسبني الذّكر وَرفع الْقدر 2 - يَدْعُو على نَفسه بِمَا يكسبه سوء الثناءان لم يفرق الْغَارة على ابْن حَرْب يَعْنِي مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان 3 - السعالي الغيلان وَقيل هِيَ بَنَات الغيلان والشزب الضمر وَالْبيض من الْبيَاض وَهُوَ كِنَايَة عَن الْكَرم ونقاء الْعرض والشوس جمع أشوس وَهُوَ الغضبان أَو المتكبر وانتصب خيلا على أَنه بدل من غَارة فِي الْبَيْت قبله أَي خيلا مثل السعالي ضمرا تعدو ببيض إِلَى آخر الْبَيْت 4 - قَوْله حمى الْحَدِيد يجوز أَن يكون كِنَايَة عَن شدتهم وَقُوَّة بأسهم وَقَوله فَكَأَنَّهُ ومضان برق الخ كِنَايَة عَن ملازمتهم للبس الدروع وتعهدهم لَهَا لاحتياجهم إِلَيْهَا يصف هَؤُلَاءِ الْقَوْم بالنجدة وَقُوَّة الْبَأْس وملازمتهم للحرب وَمن حمل الْكَلَام على حَقِيقَته لم يستقم لَهُ الْمَعْنى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 1 - وَقَالَ معدان بن جواس الْكِنْدِيّ (إِن كَانَ مَا بلغت عني فلامني ... صديقي وشلت من يَدي الأنامل) 3 - (وكفنت وحدي منذرا فِي رِدَائه ... وصادف حوطا من أعادي قَاتل) 4 - وَقَالَ زفر بن الْحَرْث 5 - (وَكُنَّا حَسبنَا كل بَيْضَاء شحمة ... ليَالِي لاقينا جذام وحميرا)   1 - معدان بن جواس أحد بني كِنْدَة بن ثَوْر شَاعِر جاهلي يماني وروى أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي أَن هَذَا الشّعْر لأبي حوط حجية بن المضرب أحد بني السّكُون بن أَشْرَس بن كِنْدَة وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الشّعْر أَن النُّعْمَان بن الْمُنْذر اللَّخْمِيّ أغار على بني تَمِيم فنذروا بِهِ فهزموه وَكَانَ يَوْمئِذٍ حجية نازلا فيهم عِنْد أُخْته فكيهة زوج ضَمرَة بن ضَمرَة النَّهْشَلِي التَّمِيمِي فاتهمه النُّعْمَان بِأَنَّهُ الَّذِي أَنْذرهُمْ فَأَنْشد هَذَا الشّعْر يخاطبه ويتبرأ فِيهِ من التُّهْمَة ضمن دُعَائِهِ على نَفسه 2 - الأنامل أَطْرَاف الْأَصَابِع وشللها فَسَادهَا يَقُول إِن كَانَ مَا أدّى إِلَيْك عني حَقًا فَأَنا أَدْعُو على نَفسِي أَن أفعل مَا أستحق بِهِ لوم الصّديق واسترخاء أناملي 3 - مُنْذر أَخُوهُ وحوط ابْنه وَقَوله وكفنت وحدي منذرا أَي أكون غَرِيبا لَا أجد معينا وَقَوله فِي رِدَائه أَي لَا أجد كفنا لَهُ 4 - هُوَ أَبُو الْهُذيْل زفر بن الْحَارِث الْكلابِي كَانَ كَبِير قيس فِي زَمَانه وَفِي الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين من أهل الجزيرة وَكَانَ من الْأُمَرَاء وَشهد وقْعَة صفّين مَعَ مُعَاوِيَة أَمِيرا على أهل قنسرين وَشهد وقْعَة مرج راهط مَعَ الضَّحَّاك بن قيس وفيهَا يَقُول هَذَا الشّعْر ومرج راهط بِالْإِضَافَة مَوضِع بِالشَّام كَانَت بِهِ وقْعَة مَشْهُورَة فِي كتب التَّارِيخ 5 - وَكُنَّا حَسبنَا أَي ظننا يَقُول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 (فَلَمَّا قرعنا النبع بالنبع بعضه ... بِبَعْض أَبَت عيدانه أَن تكسرا) (وَلما لَقينَا عصبَة تغلبية ... يقودون جردا للمنية ضمرا) 3 - (سقيناهم كأسا سقونا بِمِثْلِهَا ... وَلَكنهُمْ كَانُوا على الْمَوْت اصبرا) 4 - وَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل   كُنَّا نطمع فِي أَمر فوجدناه على خلاف مَا كُنَّا نظن وَهَذَا من قَوْلهم فِي الْمثل مَا كل بَيْضَاء شحمة وَمثله مَا كل سَوْدَاء تَمْرَة 1 - النبع شجر صلب تعْمل مِنْهَا القسي وَقَوله عيدانه الضَّمِير فِيهِ عَائِد إِلَى النبع وَقيل عيدانه يَعْنِي الْقَوْم الَّذين حَارَبُوهُ لِأَنَّهُ شهد لَهُم بِالصبرِ ضرب ذَلِك مثلا لتكافئ الْفَرِيقَيْنِ جلادة وصبرا 2 - تغلبية أَي تغلب ابْنة وَائِل وَقد ظن بعض أهل الْأَدَب مِمَّن كتب على الحماسة أَنَّهَا تغلب ابْنة حلوان غرُورًا بِذكر الشَّاعِر جذام وحمير وَلَيْسَ من الْحق فِي شَيْء وَقَوله جردا أَي خيلا جردا وَجَوَاب لما فِيمَا بعد وَهُوَ سقيناهم 3 - وَلَكنهُمْ كَانُوا إِلَى آخر الْبَيْت فِيهِ شَهَادَة لَهُم بالغلبة واعتراف بِأَنَّهُم أهل صَبر 4 - هُوَ عَامر بن الطُّفَيْل بن مَالك يَنْتَهِي نسبه إِلَى عَامر بن قيس غيلَان شَاعِر مخضرم كَانَ سيد بني عَامر غير مدافع وَهُوَ ابْن عَم لبيد الشَّاعِر وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَرْبَد أَخُو لبيد يضمران الشَّرّ وَالسوء فَألْقى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِ وطاء وَعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَقَالَ عَليّ أَن لي الْوَبر وَلَك الْمدر وَتجْعَل لي نصف ثمار الْمَدِينَة وَيكون لي الْأَمر من بعْدك فَأبى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ ذَلِك من عَامر مخاتلة لأمر بَينه وَبَين أَرْبَد اتفقَا عَلَيْهِ فخاب مسعاهما وحرج عَامر مغضبا يَقُول وَالله لأَمْلَأَنهَا عَلَيْك خيلا جردا ورجالا مردا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 (طلقت إِن لم تسألي أَي فَارس ... حليلك إِذْ لَاقَى صداء وخثعما) (أكر عَلَيْهِم دعلجا ولبانه ... إِذا مَا اشْتَكَى وَقع الرماح تحمحما) 3 - وَقَالَ عَمْرو بن معد يكرب الزبيدِيّ   ولأربطن بِكُل نَخْلَة فرسا فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ اكْفِنِي عَامِرًا واهد بني عَامر قومه فَسَأَلت عَائِشَة من هَذَا فَقَالَ هَذَا عَامر بن الطُّفَيْل وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أسلم فَأسْلمت مَعَه بَنو عَامر لزاحموا قُريْشًا على منابرهم وَسَار عَامر يُرِيد قومه فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء طَرِيقه أَخَذته غُدَّة كَغُدَّة الْبكر فحبسته فِي بَيت امْرَأَة من سلول فَجعل يثب إِلَى السَّمَاء وَيَقُول يَا موت ابرز لي أغدة كَغُدَّة الْبَعِير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة وَمَات مَكَانَهُ وَيذكر فِي هَذَا الشّعْر يَوْم فيف الرّيح يَوْم تجمعت فِيهِ بَنو الْحَارِث بن كَعْب وَعَلَيْهِم الْحصين ابْن يزِيد وزبيد بن صَعب بن سعد الْعَشِيرَة وَغَيرهم يُرِيدُونَ قتال بني عَامر 1 - طلقت يحْتَمل أَن يكون دُعَاء أَو أَخْبَارًا وحليل الْمَرْأَة زَوجهَا وصداء وخثعم قبيلتان كَانَا مَعَ من أَرَادَ قتال بني عَامر فِي ذَلِك الْيَوْم 2 - دعْلج اسْم فرسه واللبان اسْم لما جرى عَلَيْهِ اللبب من الصَّدْر والتحمحم التصويت دون الصهيل وَهَذَا الْبَيْت معيب من جِهَة نصب اللبان وَرَفعه أما عَيبه من جِهَة النصب فَهُوَ ذكر اللبان بعد قَوْله أكر عَلَيْهِم دعلجا لِأَنَّهُ إِذا كره فقد كرّ جَمِيع جسده وَأما عيب الرّفْع فَهُوَ جعل التحمحم للبان وَإِنَّمَا هُوَ للْفرس وَالصَّوَاب بدل هَذَا الْبَيْت (أقدم فيهم دعلجا وأكره ... إِذا أكْرهُوا فِيهِ الرماح تحمحما) 3 - هُوَ عَمْرو بن معد يكرب بن عبد الله يَنْتَهِي نسبه إِلَى زبيد بن صَعب بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 (وَلما رَأَيْت الْخَيل زورا كَأَنَّهَا ... جداول زرع أرْسلت فاسبطرت) (فَجَاشَتْ إِلَيّ النَّفس أول مرّة ... فَردَّتْ على مكروهها فاستقرت) 3 - (علام تَقول الرمْح يثقل عَاتِقي ... إِذا أَنا لم أطعن إِذا الْخَيل كرت) 4 - (لحا الله جرما كلما ذَر شارق ... وُجُوه كلاب هارشت فازبأرت)   سعد الْعَشِيرَة شَاعِر مخضرم فَارس الْيمن وَهُوَ مقدم على زيد الْخَيل فِي الشدَّة والبأس قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رجال من بني زبيد منصرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من غزَاة تَبُوك وَكَانَت فِي رَجَب سنة تسع فَأسلم وَشهد حَرْب الْقَادِسِيَّة أَيَّام عمر رَضِي الله عَنهُ فأبلى بلَاء حسنا وَكَانَ عَمْرو يكنى أَبَا ثَوْر وَكَانَ أحد من يصدق عَن نَفسه فِي الْحَرْب وَشهد نهاوند مَعَ النُّعْمَان بن مقرن وَبهَا قتل 1 - الزُّور جمع أَزور وَهُوَ المعوج الزُّور أَي هِيَ مائلة من وَقع الطعْن فِيهَا أَو لِلطَّعْنِ والجداول جمع جدول وَهُوَ النَّهر الصَّغِير يَقُول لما رَأَيْت الفرسان منحرفين لِلطَّعْنِ وَقد خلوا أَعِنَّة دوابهم وأرسلوها كَأَنَّهَا أَنهَار زرع أرْسلت مياهها فاسبطرت أَي امتدت 2 - وَالْفَاء فِي قَوْله فَجَاشَتْ للتَّرْتِيب بَين مَعَاني جمل الشَّرْط وَجَوَاب لما حذفه أَبُو تَمام وَهُوَ (هَتَفت فَجَاءَت من زبيد عِصَابَة ... إِذا طردت فاءت قَرِيبا فَكرت) وجاشت الخ جَاشَتْ النَّفس اضْطَرَبَتْ من الْفَزع مَعْنَاهُ لما رَأَيْت الْخَيل هَكَذَا وطنت نَفسِي فاطمأنت وهدأت بعد أَن حَدَّثتنِي بالفرار خوفًا وفزعا 3 - العاتق مَوضِع الرِّدَاء من الْمنْكب أَو هُوَ مَا بَين الْمنْكب والعنق وَالْمعْنَى بِأَيّ حجَّة أحمل السِّلَاح إِذا لم أقَاتل عِنْد كرّ الْخَيل أَي إِنَّمَا أتكلف حمل الرمْح لِلطَّعْنِ بِهِ 4 - لحا الله جرما أَي قبحهم ولعنهم على الْمجَاز وذرت الشَّمْس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 (فَلم تغن جرم نهدها إِذْ تلاقتا ... وَلَكِن جرما فِي اللِّقَاء ابذعرت) (ظللت كَأَنِّي للرماح درية ... أقَاتل عَن أَبنَاء جرم وفرت) 3 - (فَلَو أَن قومِي أنطقتني رماحهم ... نطقت وَلَكِن الرماح أجرت) 4 - وَقَالَ سيار بن قصير الطَّائِي 5 - (لَو شهِدت أم القديد طعاننا ... بمرعش خيل الأرمني أرنت)   بدا قرنها أول الطُّلُوع والشارق الشَّمْس ووجوه كلاب نصب على الذَّم والمهارشة المواثبة وازبأرت أَي تهيأت لِلْقِتَالِ مَعْنَاهُ لحاهم الله كل يَوْم وُجُوه كلاب وَأثبت وتهيأت للشر والقتال 1 - جرم ونهد قبيلتان وَكَانَت جرم قتلت رجلا من بني الْحَرْث فارتحلت جرم فتحولوا إِلَى بني زبيد قوم عَمْرو فَجَاءَت بَنو الْحَرْث يطْلبُونَ بِدَم صَاحبهمْ فعبى عَمْرو جرما لبني نهد وتعبى هُوَ وَقَومه لبني الْحَرْث فَكرِهت جرم دِمَاء بني نهد ففرت وانهزمت بَنو زبيد فَلَامَهُمْ عَمْرو وابذعرت تَفَرَّقت 2 - درية أَي عرضة وَمعنى الْبَيْت بقيت نهاري منتصبا فِي وُجُوه الْأَعْدَاء والطعن يأتيني من جوانبي أذب عَن جرم وَقد هربت 3 - أجرت من الأجرار وَهُوَ شقّ لِسَان الفصيل لِئَلَّا يرضع أمه وَيجْعَل فِيهِ عُوَيْد يَقُول لَو أَنهم أبلوا فِي الْحَرْب بلَاء حسنا لمدحتهم وَذكرت بلاءهم وَلَكنهُمْ قصروا فأجروا لساني فَمَا أنطق بمدحهم والافتخار بهم 4 - سيار بن قصير الطَّائِي أحد بني طيىء بن أدد شَاعِر جاهلي وَلم تُوجد لَهُ تَرْجَمَة فِيمَا بِأَيْدِينَا من كتب الْأَدَب وَيَقُول ذَلِك الشّعْر يَوْم قارات حوق من أَيَّام قبائل طيىء بَعْضهَا مَعَ بعض ويسمي أَيْضا يَوْم اليحاميم 5 - أم القديد قيل هِيَ امْرَأَته ومرعش بلد بَين الشَّام وبلاد الرّوم والأرمني نِسْبَة إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 (عَشِيَّة أرمي جمعهم بلبانه ... وَنَفْسِي وَقد وطنتها فاطمأنت) (ولاحقة الآطال أسندت صفها ... إِلَى صف أُخْرَى من عدا فاقشعرت) وَقَالَ بعض بني بولان من طيىء 3 - (نَحن حبسنا بني جديلة فِي ... نَار من الْحَرْب جحمة الضرم) 4 - (نستوقد النبل بالحضيض ونصطاد ... نفوسا بنت على الْكَرم)   أرمينية والرنين صَوت مَعَ بكاء يَقُول لَو حضرت هَذِه الْمَرْأَة مطاعنتنا بمرعش خيل هَذَا الرجل الأرمني لولولت وضجت إشفاقا علينا لكثرتهم وقلتنا وَلم يذكر أحد فِيمَا نعلم من المؤرخين وَأهل الْأَدَب تفاصيل تِلْكَ اللَّيْلَة 1 - اللبان هُنَا مجَاز عَن الْفرس وَمَعْنَاهُ أَنه يرميهم بفرسه وَنَفسه وَقد وَطن نَفسه وعودها على الشَّرّ فسكنت إِلَيْهِ ورضيت بِهِ 2 - واللحوق الضمور مصدر لحق إِذا ضمر الآطال جمع إطل وَهُوَ الكشح يَقُول رب خيل قد لحقت بطونها بظهورها أملت صفها إِلَى صف خيل مثلهَا من الْأَعْدَاء يفتخر بِشدَّة إقدامه وَحسن بلائه وثبات جأشه فِي ذَلِك الْموقف 3 - جديلة حَيّ من حمير نسبوا إِلَى أمّهم جديلة بنت سبيع بن عَمْرو بن الْغَوْث والجحمة المضطرمة والضرم الالتهاب يَقُول حبسنا هَؤُلَاءِ الْقَوْم على نَار من الْحَرْب شَدِيدَة الالتهاب وَلما كَانَت النَّار لَا تبقى شيئ شبه الْحَرْب بِهِ 4 - نستوقد النبل هَذَا من الْكَلَام الفصيح الموجز جعل ذَلِك مثلا لعظم الأفاعيل بهم ذَلِك الْيَوْم على صُورَة غير مألوفة وَأما قَوْله ونصطاد نفوسا الخ فَإِنَّمَا هُوَ افتخار بِأَن من يَأْخُذهُ وَيَقَع فِي أسره يَوْمئِذٍ هُوَ من الْمجد والشرف بِموضع ليدل بذلك على علو همته وَفضل شجاعته يَقُول إِنَّا نبالغ فِي الرَّمْي فَلَا نجاري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 1 - وَقَالَ رويشد بن كثير الطَّائِي (يَا أَيهَا الرَّاكِب المزجي مطيته ... سَائل بني أَسد مَا هَذِه الصَّوْت) 3 - (وَقل لَهُم بَادرُوا بالعذر والتمسوا ... قولا يبرئكم إِنِّي أَنا الْمَوْت) 4 - (إِن تذنبوا ثمَّ تَأتِينِي بَقِيَّتكُمْ ... فَمَا عَليّ بذنب عنْدكُمْ فَوت) 5 - وَقَالَ أنيف بن زبان النبهاني من طيىء   فِيهَا ونسلب نفوس رجال تعودوا على الْكَرم وَقَوله بنت أَي بنيت على لُغَة طيىء 1 - ذكر بعض أهل الْأَدَب أَن رويشدا قَالَ هَذَا الشّعْر يَوْم ظهر الدهناء وَكَانَ من خَبره أَن بشر بن أبي حَازِم الْأَسدي هجا أَوْس ابْن حَارِثَة بن لأم الطَّائِي فَطَلَبه أَوْس فلجأ إِلَى قومه بني أَسد وَكَانُوا حلفاء بني طيىء فَرَأَوْا تَسْلِيمه إِلَيْهِ سبة وعارا فَأَبَوا أَن يسلموه فَجمع لَهُم أَوْس جديلة طيىء وتلاقيا بِظهْر الدهناء فأوقع بهم أَوْس وظفر ببشر ثمَّ عَفا عَنهُ ورويشد هَذَا من الشُّعَرَاء الَّذين لَيْسَ لَهُم ذكر فِي الشّعْر وشعره متوسط فِي الطَّبَقَة وَهُوَ جاهلي 2 - المزجي السَّائِق قَالُوا أَرَادَ بالصوت جلبتهم وصيحتهم تهكما عَلَيْهِم وَقيل أَرَادَ بالصوت مَا يبلغهُ عَنْهُم وَأَنَّهُمْ إِن لم يقيموا المعذرة على بَرَاءَة ساحتهم مِنْهُ عاقبهم 3 - بَادرُوا بالعذر أَي قدمُوا إِلَى اعتذاركم قبل أَن أعاقبكم إِنِّي أَنا الْمَوْت أَي أقرب لكم موتكم بانتقامي مِنْكُم 4 - بَقِيَّتكُمْ أَي الْبَاقُونَ مِنْكُم وَالْمعْنَى إِن أذْنب مِنْكُم نفر وأتاني آخَرُونَ يتبرؤن من جنايتهم بِغَيْر عذر وَاضح لم يَنْفَعهُمْ ذَلِك عِنْدِي وَلَا تفوتني مكافأتكم جَمِيعًا 5 - أنيف بن زبان هُوَ أحد بني نَبهَان بن ثعل بن عَمْرو بن الْغَوْث بن طيىء أحد رِجَالهمْ سِنَانًا وَلِسَانًا يذكر يَوْم ظهر الدهناء أنيف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 (جَمعنَا لكم من حَيّ عَوْف وَمَالك ... كتائب يردي المقرفين نكالها) (لَهُم عجز بالرمل فالحزن فاللوى ... وَقد جَاوَزت حييّ جديس رعالها) 3 - (وَتَحْت نحور الْخَيل حرشف رجلة ... تناح لغرات الْقُلُوب نبالها) 4 - (أَبى لَهُم أَن يعرفوا الضيم أَنهم ... بنوا ناتق كَانَت كثيرا عيالها)   1 - عَوْف وَمَالك بطْنَان من الْغَوْث بن طيىء والمقرف الَّذِي أمه عَرَبِيَّة وَأَبوهُ مولى ضد الهجين يعيرهم بالضعة فِي النّسَب والنكال مَا تَفْعَلهُ من الْعقُوبَة للجاني وَغَيره من أهل الشَّرّ أَي أننا جَمعنَا لهَؤُلَاء الْقَوْم جيوشا يعجز المقرفون فِيهَا ويلحقهم الضعْف والعار ويصيبهم النكال فيخمل ذكرهم فكأنهم قد هَلَكُوا 2 - الْعَجز مُؤخر الشَّيْء والحزن ضد السهل واللوى هُنَا مَوضِع وَقَوله حييّ جديس قيل أَرَادَ بالحيين طسما وجديسا وَالْقَصْد بِلَادهمْ وديارهم لأَنهم لم يَكُونُوا موجودين وَقت ذَاك والرعيل الْقطعَة الْمُتَقَدّمَة من الْخَيل وَالْجمع رعال يَقُول أَوَائِل هَذِه الْخَيل قد جَاوَزت حييّ جديس وأواخرها بالحزن فاللوى كنى بذلك عَن كَثْرَة الْعدَد يُرِيد أَنا نسير إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْم بِجَيْش كثيف يمْلَأ هَذِه الْأَمَاكِن 3 - الحرشف الْجَرَاد الْمُنْتَشِر الشَّديد الْأكل تشبه بِهِ الْعَرَب كَثْرَة الْجَيْش والرجلة الرجالة الَّذين يَمْشُونَ على أَرجُلهم أَمَام الفوارس فَظهر أَنه يُرِيد رجلة حرشف فَقلب الْإِضَافَة وتتاح أَي تقدر وغرات جمع غرَّة من الغرارة وَهِي الْغَفْلَة مَعْنَاهُ أَن تَحت صُدُور الدَّوَابّ قِطْعَة من الرجالة تقدر نبالها للقلوب الغافلة أَي لَهُم حذق بِالرَّمْي فهم يرْمونَ حبات الْقُلُوب فَلَا يخطئون 4 - المُرَاد بالمعرفة الخطور بالبال أَي لَا يمر بخاطرهم أَن يضاموا والناتق الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الْأَوْلَاد فالعيال هُنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 (فَلَمَّا أَتَيْنَا السفح من بطن حَائِل ... بِحَيْثُ تلاقى طلحها وسيالها) (دعوا لنزار وانتمينا لطيىء ... كأسد الشرى إقدامها ونزالها) 3 - (فَلَمَّا الْتَقَيْنَا بَين السَّيْف بَيْننَا ... لسائلة عَنَّا حفي سؤالها) 4 - (وَلما تدانوا بِالرِّمَاحِ تضلعت ... صُدُور القنا مِنْهُم وعلت نهالها) 5 - (وَلما عصينا بِالسُّيُوفِ تقطعت ... وَسَائِل كَانَت قبل سلما حبالها) 6 - (فَوَلوا وأطراف الرماح عَلَيْهِم ... قوادر مربوعاتها وطوالها)   كِنَايَة عَن الْأَوْلَاد مَعْنَاهُ أَبى لَهُم أَن يضاموا كَثْرَة عَددهمْ يصفهم بِالْعِزَّةِ والمنعة والبأس والشدة 1 - السفح أَسْفَل الْجَبَل حَيْثُ يغلظ وبطن حَائِل مَوضِع والطلح والسيال نَوْعَانِ من الشّجر وَجَوَاب لما فِي الْبَيْت بعده 2 - انتمينا انتسبنا أَي قَالُوا يَا لنزار وَقُلْنَا يَا لطيىء وَقَوله كأسد الشرى إِلَى آخر الْبَيْت مَعْنَاهُ إقدامها ونزالها كإقدام أَسد الشرى ونزالها فَهُوَ على حذف مُضَاف 3 - الحفي فِي السُّؤَال المبالغ فِيهِ أَي لما تحار بِنَا ميز السَّيْف بَيْننَا وَبَين المنتسبين إِلَى نزار وَأظْهر حسن بلَاء أحد الْفَرِيقَيْنِ وزيادته فِيمَا يحمد من الصَّبْر والثبات على صَاحبه لامْرَأَة مُبَالغَة فِي السُّؤَال عَنَّا 4 - تضلعت امْتَلَأت شبعا وريا وَقَوله وعلت نهالها من الْعِلَل وَهُوَ الشّرْب الثَّانِي ضد النهل وَهُوَ الشّرْب الأول أَي شربت من دِمَائِهِمْ ثَانِيًا بعد شربهَا أَولا 5 - يُقَال عصوت بالعصا وعصيت بِالسَّيْفِ إِذا ضربت بهما يفرقون بَين الْفِعْلَيْنِ بِالْوَاو وَالْيَاء وَالْمُسلم المسالمة يَقُول لما تجالدنا بِالسُّيُوفِ وَقتل بَعْضنَا بَعْضًا تقطع مَا كَانَ بَيْننَا من الْقرب فَصَارَت عداوات 6 - قوادر جمع قَادر من قدر عَلَيْهِ يقدر والمربوع الْمُتَوَسّط بَين الْقصير والطويل يَقُول لنهزموا وأسنة الرماح متمكنة مِنْهُم ومقتدرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 1 - وَقَالَ عَمْرو بن معد يكرب (لَيْسَ الْجمال بمئزر ... فَاعْلَم وَإِن رديت بردا) 3 - (إِن الْجمال معادن ... ومناقب أورثن مجدا) 4 - (أَعدَدْت للحدثان سابغة ... وعدء علندى) 5 - (نهدا وَذَا شطب يقد ... الْبيض والأبدان قدا) 6 - (وَعلمت أَنِّي يَوْم ذَاك ... منَازِل كَعْبًا ونهدا) 7 - (قوم إِذا لبسوا الْحَدِيد ... تنمروا حلقا وقدا)   عَلَيْهِم طوالها وأوساطها وَالْقَصْد جَمِيعهَا 1 - يذكر الْيَوْم الْمُتَقَدّم بَين عشيرته وجارتها جرم وَبَين بني الْحَرْث بن كَعْب وحليفتها نهد 2 - كَانَ غَايَة اللبوس عِنْدهم أَن يأتزروا بمئزر ويلبسوا فَوْقه بردا حَتَّى مُلُوكهمْ ويسمون ذَلِك خلعة يَقُول لَيْسَ الْجمال فِيمَا تلبسه من الثِّيَاب 3 - المناقب الْخِصَال الجميلة وَالْمعْنَى أَن جمال الْإِنْسَان فِي أُصُوله الزكية وأفعاله الْكَرِيمَة الَّتِي تورث الْمجد والشرف 4 - الْحدثَان الْحَوَادِث والسابغة الدرْع الواسعة والعداء الْفرس الْكثير الجري والعلندي الغليظ الشَّديد من كل شَيْء يَقُول هيأت لدفع الْحَوَادِث درعا وَاسِعَة وفرسا ضخما شَدِيدا جيد الجري كَثِيره 5 - يُقَال فرس نهد أَي ضخم طَوِيل والشطب طرائق السَّيْف وَالْقد الْقطع طولا والقط الْقطع عرضا وَالْبيض جمع الْبَيْضَة من الْحَدِيد والأبدان الدروع 6 - كَعْب ونهد قبيلتان وَمعنى الْبَيْت علمت أَنِّي منَازِل هَؤُلَاءِ فأعددت لَهُم هَذَا السِّلَاح لعلمي بِالْحَاجةِ إِلَيْهِ 7 - قَوْله تنمروا فِيهِ تأويلات أَجودهَا أَنهم إِذا لبسوا الدروع واليلب تشبهوا بالنمر فِي أفعالهم فِي الْحَرْب وَالْحلق الدروع المنسوجة حلقتين حلقتين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 (كل امْرِئ يجْرِي إِلَى ... يَوْم الْهياج بِمَا استعدا) (لما رَأَيْت نِسَاءَنَا ... يفحصن بالمعزاء شدا) 3 - (وبدت لميس كَأَنَّهَا ... بدر السَّمَاء إِذا تبدى) 4 - (وبدت محاسنها الَّتِي ... تخفى وَكَانَ الْأَمر جدا) 5 - (نازلت كبشهم وَلم ... أر من نزال الْكَبْش بدا) 6 - (هم ينذرون دمي وأنذر ... إِن لقِيت بِأَن اشدا) 7 - (كم من أَخ لي صَالح ... بواته بيَدي لحدا) 8 - (مَا إِن جزعت وَلَا هلعت ... وَلَا يرد بكاي زندا)   وَالْقد أَرَادَ بِهِ اليلب وَهُوَ شبه درع كَانَ يتَّخذ من الْجلد الْغَيْر المدبوغ 1 - كل امْرِئ هَذَا كَمَا قيل فِي الْمثل قبل الرماء تملأ الكنائن 2 - قَوْله يفحصن بالمعزاء أَي يؤثرن فِيهَا من شدَّة الجري والمعزاء الأَرْض الصلبة وشدا مفعول لَهُ أَي يفحصن لشدهن 3 - لميس اسْم امْرَأَة أَي برزت هَذِه الْمَرْأَة كاشفة عَن وَجههَا كَأَنَّهُ بدر السَّمَاء إِذا تبدى وَإِنَّمَا فعلت ذَلِك إِمَّا للتشبيه بالإماء لتأمن السباء وَإِمَّا لما داخلها من الرعب 4 - بَدَت محاسنها ظَهرت 5 - كَبْش الكتيبة رئيسها يَقُول لما رَأَيْت الشدَّة نازلت كَبْش الْأَعْدَاء وَلم يرد عني الْفَزع من منازلته 6 - بِأَن أَشد أَي بِأَن أحمل عَلَيْهِم يَقُول هم ينذرون أَنهم إِن لقوني قتلوني وَأَنا أنذر إِن لقيتهم حملت عَلَيْهِم 7 - بوأته أنزلته أَي كم من أَخ لي موثوق فجعت بِهِ 8 - الْهَلَع أَشد الْجزع مَعَ عدم الصَّبْر ويستعملون الزند فِي معنى الشَّيْء الْقَلِيل كَمَا يستعملون النقير والقطمير الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 (ألبسته أثوابه ... وخلقت يَوْم خلقت جلدا) (أُغني غناء الذاهبين ... أعد للأعداء عدا) 3 - (ذهب الَّذين أحبهم ... وَبقيت مثل السَّيْف فَردا) وَقَالَ عَمْرو أَيْضا 4 - (وَلَقَد أجمع رجْلي بهَا ... حذر الْمَوْت وَإِنِّي لفرور) 5 - (وَلَقَد أعطفها كارهة ... حِين للنَّفس من الْمَوْت هرير) 6 - (كل مَا ذَلِك مني خلق ... وَبِكُل أَنا فِي الروع جدير)   فِي ذَلِك وَالْمعْنَى أَنِّي لم أجزع وَلم أهلع لفقدان من فقدته وَلَو جزعت وهلعت لم يرد ذَلِك على شَيْء 1 - الْجلد الْقوي الشَّديد يُرِيد بذلك وصف نَفسه بِالصبرِ والجلادة عِنْد وُقُوع الْمَكْرُوه وَعدم المبالاة بِمَا ينزل بِهِ من الْحَوَادِث 2 - الْغناء النَّفْع والكفاية قيل إِن المُرَاد بالذاهبين من مضى من عشيرته أَي أَنه الْمُعْتَمد عَلَيْهِ بعدهمْ وَقَوله أعد للأعداء ذكرُوا فِيهِ وُجُوهًا أظهرها أَنه لفروسيته وحماسته يعد بجملة من الشجعان وَيقوم مقامهم فِي وَجه الْأَعْدَاء وَيُقَال إِن عمرا هَذَا كَانَ يعد بِأَلف فَارس لشدَّة بأسه 3 - ينْتَصب فَردا على الْحَال أَي مُنْفَردا أَي قد مضى قرنائي فصرت وحدي لَا صَاحب لي يُعِيننِي على الْأُمُور كالسيف لَا ثَانِي لَهُ فِي غمده 4 - أجمع رجْلي بهَا أَي بفرس أضمهما عَلَيْهَا أستدر الجري وَقَوله إِنِّي لفرور من الفر مَعْنَاهُ أَنه يفر إِذا كَانَ الْفِرَار أحزم 5 - وَلَقَد أعطفها يدل على أَنه يفر ثمَّ يعْطف والهرير من الصَّوْت وهر إِذا كره أَيْضا وَهُوَ المُرَاد هُنَا أَي للنَّفس من الْمَوْت كَرَاهَة 6 - مَا زَائِدَة والروع خوف وَهُوَ هُنَا الْحَرْب وَقَوله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 (وَابْن صبح سادرا يوعدني ... مَاله فِي النَّاس مَا عِشْت مجير) 2 - وَقَالَ قيس بن الخطيم   جدير أَي خليق 1 - وَابْن صبح كنى بذلك عَن ضيَاع نسبه وَإنَّهُ ابْن زنا حملت بِهِ أمه مِمَّن أغار على قبيلته وَإِنَّمَا نسبه إِلَى الصُّبْح لِأَن الْعَادة جرت بِأَن الْمَرْأَة إِذا ولدت من زنا طرحت وَلَدهَا فِي الطَّرِيق وَقت الصُّبْح والسادر اللاهي المتحير التائه فِي الغي وَقَالُوا فِيهِ إِنَّه يستهزئ بِهِ أَي يُغير وَقت الصُّبْح كَمَا يَفْعَله الشجاع فنسبه إِلَيْهِ كَمَا قَالُوا ابْن الْحَرْب وَابْن الفيافي والسادر الَّذِي يَجِيء من غير جِهَته 2 - قيس بن الخطيم بن عدي بن عَمْرو بن سَواد بن ظفر شَاعِر جاهلي أَنْصَارِي أوسي جيد الشّعْر حسنه شهد لَهُ شعراء عصره بالإجادة والتقدم فِيهِ أَتَى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَام وتلا عَلَيْهِ شَيْئا من الْقُرْآن فَقَالَ إِنِّي لأسْمع كلَاما عجيبا فَدَعْنِي أنظر فِي أَمْرِي هَذِه السّنة ثمَّ أَعُود إِلَيْك فَمَاتَ قبل الْحول وَله فِي وقْعَة بُعَاث الَّتِي كَانَت بَين الْأَوْس والخزرج أشعار كَثِيرَة وفيهَا قتل وَكَانَ من خبر هَذَا الشّعْر أَن رجلا من بني عبد الْقَيْس عدا على أبي قيس فَقتله وَكَانَ قيس إِذْ ذَاك صَغِيرا وَكَذَلِكَ جده عدي عدا عَلَيْهِ رجل من بني عَمْرو بن عَامر فَقتله وَقتل الخطيم قبل أَن يثأر بِأَبِيهِ عدي فَخَشِيت أم قيس على ابْنهَا أَن يطْلب بثأر أَبِيه وجده فَيهْلك فَجعلت لَهما قبرين بِفنَاء الْبَيْت فَلم يشك قيس فِي ذَلِك وَنَشَأ قيس أيدا شَدِيد الساعدين فنازع يَوْمًا فَتى من فتيَان بني ظفر فَقَالَ لَهُ ذَلِك الْفَتى وَالله لَو جعلت شدَّة ساعديك على قَاتل أَبِيك وَجدك لَكَانَ خيرا لَك فَأتى أمه وألح عَلَيْهَا أَن تخبره فَلَمَّا رَأَتْ الْجد مِنْهُ فِي ذَلِك أخْبرته بِخَبَر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 (طعنت ابْن عبد الْقَيْس طعنة ثَائِر ... لَهَا نفذ لَوْلَا الشعاع أضاءها) (ملكت بهَا كفي فأنهرت فتقها ... يرى قَائِم من دونهَا مَا وَرَاءَهَا) 3 - (يهون عَليّ أَن ترد جراحها ... عُيُون الأواسي إِذْ حمدت بلاءها) 4 - (وساعدني فِيهَا ابْن عَمْرو بن عَامر ... خِدَاش فَأدى نعْمَة وأفاءها) 5 - (وَكنت أمرأ لَا أسمع الدَّهْر سبة ... أسب بهَا إِلَّا كشفت غطاءها)   أَبِيه وجده فَلم يزل قيس من ذَلِك الْعَهْد يطْلب بثأرهما حَتَّى ثأر لَهما فِي حَدِيث يطول ذكره 1 - طعنه بِالرُّمْحِ ضربه بِهِ وَابْن عبد الْقَيْس هُوَ الَّذِي قتل أَبَا قيس وَقيل الثائر من يَأْخُذ بالثأر والنفذ مَا ينفذ من الطعنة وَالْجمع أنفاذ والشعاع المتفرق وَهُوَ هُنَا الْمُنْتَشِر من الدَّم وَمَعْنَاهُ طعنته طعنة من يطْلب بثأره فَلم أبق غَايَة 2 - ملكت من قَوْلهم ملكت الْعَجِين إِذا بالغت فِي عجنه وَمعنى أنهرته أوسعته حَتَّى جعلته كالنهر والفتق الشق وَمن دونهَا أَي أمامها ووراء هَهُنَا بِمَعْنى خلف مَعْنَاهُ أَنِّي شددت بِهَذِهِ الطعنة كفي ووسعت خرقها حَتَّى يرى الْقَائِم من دونهَا الشَّيْء الَّذِي وَرَاءَهَا 3 - قَوْله يهون أَي يسهل والجراح جمع جِرَاحَة وَهِي الْكَلم والأواسي النِّسَاء المداويات للجراح يَقُول لَا أُبَالِي إِذا نظرت الأواسي إِلَى هَذِه الطعنة فَردَّتْ عيونهن عَنْهَا لقبحها وَكَثْرَة مَا يخرج مِنْهَا مَتى حمدت أَثَرهَا وعاقبتها 4 - ابْن عَمْرو هُوَ خِدَاش من بني عَمْرو بن عَامر وَإِنَّمَا اسْتَعَانَ بخداش لِأَن أَبَا قيس كَانَت لَهُ نعْمَة عِنْده فَأَعَانَ قيسا على أَخذ ثَأْره وَفَاء لتِلْك النِّعْمَة الَّتِي قبله وَهَذَا معنى قَوْله فَأدى نعْمَة وأفاءها أَي إِنَّه كافأني بأَدَاء تِلْكَ النِّعْمَة الَّتِي عِنْده وَرجع بهَا إِلَى أَهلهَا 5 - السبة الْعَار وَمعنى قَوْله إِلَّا كشفت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 (فَإِنِّي فِي الْحَرْب الضروس مُوكل ... بإقدام نفس مَا أُرِيد بقاءها) (إِذا مَا اصطبحت أَرْبعا خطّ مئزري ... وأتبعت دلوي فِي السماح رشاءها) 3 - (مَتى يَأْتِ هَذَا الْمَوْت لَا تلف حَاجَة ... لنَفْسي إِلَّا قد قضيت قضاءها)   غطاءها لَا أتركها ملتبسة على سامعها بل أكشفها لَهُ أَو مَعْنَاهُ أزيلها عَن نَفسِي يُشِير بذلك إِلَى مَا قَالَه بعض الفتيان لَهُ وَالله لَو شددت ساعديك على قَاتل أَبِيك وَجدك لَكَانَ خيرا لَك فَيَقُول لَا أرمي بنقيصة تحط من قدري وتغض من شأني إِلَّا أزلتها عَن نَفسِي أَو أبنت أمرهَا للسامع ليعلم أَنِّي مَكْذُوب عَليّ فِيهَا 1 - الضروس الشَّدِيدَة وَفُلَان مُوكل بِكَذَا ملازم لَهُ ومقبل عَلَيْهِ يَقُول إِنِّي إِذا حمى الْوَطِيس وَاشْتَدَّ الْأَمر كنت موكلا بإقدام نَفسِي لَا أُرِيد بقاءها على الذل وَاحْتِمَال الضيم 2 - الاصطباح شرب الصبوح وَقَوله خطّ مئزري أَي أثر فِي الأَرْض بسحبه عَلَيْهَا كنى بذلك عَن الْخُيَلَاء وَالْعَظَمَة وَقَوله وأتبعت دلوي إِلَى آخر الْبَيْت أَي تممت مَا بَقِي عَليّ من السماح حَال الصحو وَهَذَا الْكَلَام يجْرِي مجْرى الْمثل فِي قَوْلهم اتبع الْفرس لجامها أَي تمم مَا بَقِي عَلَيْك من أَمرك والرشاء الْحَبل يُرِيد أَنِّي إِذا سكرت داخلني الْعجب والزهو وَأَتْمَمْت مَا بَقِي قبلي من الْحُقُوق وَأعْطيت مَا يَسْتَوْفِي بِهِ صَاحب الْحق حَقه وَهَذَا الْكَلَام جرى على عَادَة الْعَرَب فِي الزَّمن الْقَدِيم 3 - لَا تلف حَاجَة أَي لَا تُوجد وَمعنى قد قضيت قضاءها أَي فرغت مِنْهَا يَقُول لَو أدركني هَذَا الْمَوْت الَّذِي لَا بُد مِنْهُ لأدركني وَلم يكن فِي نَفسِي حَاجَة إِلَّا وَقد فرغت مِنْهَا وخلت نَفسِي من التَّعَلُّق بهَا يُرِيد أَن لَهُ همة كَبِيرَة يدْرك بهَا كل مَا يَطْلُبهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 (ثأرت عديا والخطيم فَلم أَضَع ... ولَايَة أَشْيَاخ جعلت إزاءها) 2 - وَقَالَ الْحَارِث بن هِشَام 3 - (الله يعلم مَا تركت قِتَالهمْ ... حَتَّى علوا فرسي بأشقر مُزْبِد)   1 - ثأرت عديا والخطيم أَي قتلت من قَتلهمَا وعدي جده والخطيم أَبوهُ وَقَوله جعلت إزاءها أَي جعلوني أقوم بهَا من قَوْلك فلَان إزاء مَال إِذا كَانَ يقوم بإصلاحه يَقُول قتلت من قتل أبي وجدي فَلم أضيع فِي طلب ثأرهما حُقُوق شُيُوخ جعلوني إزاءها وَقَائِمًا بهَا 2 - الْحَارِث بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم والْحَارث هَذَا أَخُو أبي جهل وأمهما أَسمَاء بنت مخرمَة النهشلية وَهُوَ شَاعِر مخضرم شهد غزَاة بدر مَعَ الْمُشْركين وفرعن أَخِيه أبي جهل فَعَيَّرَهُ بذلك حسان بن ثَابت فِي قصيدة يَقُول فِيهَا يُخَاطب نَفسه (إِن كنت كَاذِبَة الَّذِي حَدَّثتنِي ... فنجوت منجى الْحَارِث بن هِشَام) (ترك الْأَحِبَّة أَن يُقَاتل دونهم ... وَنَجَا بِرَأْس طمرة ولجام) فَأَجَابَهُ الْحَارِث بن هِشَام وَهُوَ مُشْرك يَوْمئِذٍ بِهَذِهِ الأبيات وَأسلم الْحَارِث يَوْم الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه وَلم ير فِي إِسْلَامه شَيْء يكره وَأَعْطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائَة من الْإِبِل من غَنَائِم حنين وَخرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا أَيَّام عمر ابْن الْخطاب بأَهْله وَمَاله فَلم يزل يُجَاهد حَتَّى اسْتشْهد يَوْم اليرموك فِي رَجَب من سنة خمس عشرَة 3 - الله يعلم لَفظه لفظ الْخَبَر وَقصد بِهِ إِلَى الْقسم وَالْيَمِين وعني بالأشقر المزبد الدَّم وَجعله مزبدا لِأَنَّهُ إِذا بدر من الطعنة أزبد أَي علاهُ زبد وَمعنى ذَلِك أَنه مَا انهزم حَتَّى جرح فرسه فعلاه دَمه أَو جرح هُوَ فعلا فرسه دَمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 (وشممت ريح الْمَوْت من تلقائهم ... فِي مأزق وَالْخَيْل لم تتبدد) (وَعلمت أَنِّي إِن أقَاتل وَاحِدًا ... أقتل وَلَا يضرر عدوي مشهدي) 3 - (فصددت عَنْهُم والأحبة فيهم ... طَمَعا ... لَهُم بعقاب يَوْم مرصد) 4 - وَقَالَ الْفِرَار السّلمِيّ 5 - (وكتيبة لبستها بكتيبة ... حَتَّى إِذا التبست نفضت لَهَا يَدي) 6 - (فتركتهم تقص الرماح ظُهُورهمْ ... من بَين منعفر وَآخر مُسْند)   1 - وشممت ريح الْمَوْت هَذَا مثل وَمَعْنَاهُ أَنه غلب ظَنّه أَنه لَو وقف قتل وتلقاء الشَّيْء نَحوه وَقد يسْتَعْمل فِي معنى اللِّقَاء والمأزق الْمضيق والتبدد التَّفَرُّق 2 - وَاحِدًا انتصب على الْحَال أَي مُنْفَردا وَقَوله مشهدي أَي حضوري يَقُول وَقد تيقنت أَنِّي إِذا بقيت وحدي لقِتَال الْأَعْدَاء كنت هَالكا لَا محَالة وَلَا يضر عدوي شهودي لِأَنَّهُ لَا طَاقَة لي بلقائهم 3 - صددت أَعرَضت وَيُرِيد بالأحبة أَخَاهُ أَبَا جهل ورهطه من أهل مَكَّة تَركهم فِي الْمجمع فَقتلُوا وأسروا وَقَوله بعقاب يَوْم مرصد مَعْنَاهُ أَعرَضت عَنْهُم لطمعي فِي أَن يعقب الله لي يَوْمًا يرصد الشَّرّ لَهُم ويمكنني مِنْهُم فانتهز الفرصة 4 - الْفِرَار السّلمِيّ اسْمه حَيَّان بن الحكم شَاعِر مخضرم صَحَابِيّ وَكَانَ صَاحب راية بني سليم يَوْم الْفَتْح 5 - لبستها أَي خلطتها وَقَوله نفضت لَهَا يَدي كِنَايَة عَن الْإِعْرَاض عَنْهَا يَقُول رب كَتِيبَة خلطتها بكتيبة فَلَمَّا اخْتلطت نفضت يَدي مِنْهُم وتركتهم وشأنهم 6 - تقص أَي تكسر والمنعفر الملقي فِي العفر وَهُوَ التُّرَاب والمسند الَّذِي أمسك إِلَى مَا يمسِكهُ وَبِه رَمق يَقُول فَارَقْتهمْ والرماح تخْتَلف بالطعن بَينهم وتكسر ظُهُورهمْ وهم من بَين مصروع ألْقى فِي العفر وَآخر مطعون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 (مَا كَانَ يَنْفَعنِي مقَال نِسَائِهِم ... وَقتلت دون رجالها لَا تبعد) 2 - وَقَالَ بعض بني أَسد 3 - (يديت عَليّ ابْن حسحاس بن وهب ... بِأَسْفَل ذِي الجذاة يَد الْكَرِيم) 4 - (قصرت لَهُ من الحماء لما ... شهِدت وَغَابَ عَن دَار الْحَمِيم)   أَو مَجْرُوح وَقد أسْند إِلَى مَا يمسِكهُ وَبِه رَمق 1 - مَا كَانَ يَنْفَعنِي يجوز أَن تكون مَا استفهاما وَأَن تكون نفيا وَقتلت دون رجالها جملَة وَقعت حَالا وَجُمْلَة لَا تبعد وَقعت مقولة القَوْل وَلَا تبعد أَي لَا تهْلك وَهِي كلمة تقال للْمَيت يَقُول أَي شَيْء يَنْفَعنِي أَن يندبنني وَيَقُلْنَ لي لَا تبعد وَقد بَعدت وَقتلت دون رِجَالهنَّ 2 - هُوَ معقل بن عَامر الْأَسدي أَخُو حضرمي بن عَامر وَقد قَالَ هَذَا الشّعْر يَوْم شعب جبلة يَوْم من أَيَّام الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ لبني عَامر على بني تَمِيم وَقد قتل فِيهِ أَشْرَاف بني تَمِيم وَكَانَ السَّبَب فِي هَذَا الشّعْر أَن معقلا مر على ابْن حسحاس بن وهب من بني أعياء بن طريف الْأَسدي وَقد استلحم فاحتمله إِلَى رَحْله وداواه حَتَّى برِئ ثمَّ كَسَاه وَأَدَّاهُ إِلَى أَهله يديت وأيديت بِمَعْنى وَاحِد أَي أَنْعَمت وَالْيَد فِي قَوْله يَد الْكَرِيم مَعْنَاهَا النِّعْمَة وضعت مَوضِع الْمصدر كَأَنَّهُ قَالَ أَنْعَمت عَلَيْهِ أنعام الْكَرِيم وَذُو الجذاة مَوضِع 3 - قصرت لَهُ أَي حبست لأَجله والحماء اسْم فرسه وَالَّذِي رَوَاهُ غَيره من أهل الْأَدَب واللغة قصرت لَهُ من الدهماء أَي حبست عَلَيْهِ فرسي فأردفته خَلْفي وَحذف مفعول شهِدت لأمن اللّبْس وَقَوله وَغَابَ عَن دَار الْحَمِيم وَجهه أَن يَقُول وَغَابَ عَنهُ حميمه وَلكنه إِذا غَابَ عَن دَار الْحَمِيم فقد غَابَ عَنهُ الْحَمِيم وَهُوَ الصّديق أَي لم يجد من يحميه فِي ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 (أنبئه بِأَن الْجرْح يشوي ... وَأَنَّك فَوق عجلزة جموم) (وَلَو أَنِّي أَشَاء لَكُنْت مِنْهُ ... مَكَان الفرقدين من النُّجُوم) 3 - (ذكرت تعلة الفتيان يَوْمًا ... وَالْحلق الْمَلَامَة بالمليم) 4 - وَقَالَ الشداخ بن يعمر الْكِنَانِي   الْوَقْت يَقُول لما حَضرته فِي ذَلِك الْوَقْت وَلم يكن من يحميه حبست عَلَيْهِ فرسي فأردفته 1 - يشوي أَي يُخطئ وَلم يصب المقتل والعجلزة الصلبة والجموم الَّذِي لَا يَنْقَطِع جريه وَالْمرَاد أَن تبليغك المأمن سهل وَأَن جرحك هَين 2 - الفرقدان نجمان مَعْنَاهُ لَو شِئْت لبعدت مِنْهُ بعد الفرقدين وَلم أصنع مَعَه جميلا وَإِنَّمَا حَملَنِي على ذَلِك كرم طباعي 3 - التعلة مصدر عللته وتعلة الفتيان حَدِيثهمْ الَّذِي يتعللون بِهِ فَيَقُولُونَ أحسن فلَان وأساء فلَان وَالْمعْنَى علمت أَن فعلي سَيذكرُ وَيُقَال فِيهِ الشّعْر فيتغنى بِهِ فيعلل بعض النَّاس بِهِ بَعْضًا فاخترت الثَّنَاء الْحسن وتجنبت الَّذِي ألام عَلَيْهِ من إِسْلَام ابْن حسحاس للمهالك والمليم الَّذِي يفعل مَا يلام عَلَيْهِ 4 - الشداخ بن يعمر شَاعِر جاهلي قديم مقل كَانَ أحد حكام الْعَرَب حكم بَين قضاعة وقصي فِي أَمر الْكَعْبَة وَقد كثر الْقَتْل فشدخ دِمَاء قضاعة تَحت قدمه وأبطلها وَقضى لقصي بِالْبَيْتِ وَمن هُنَا سمي الشداخ وَهُوَ من بني كنَانَة بن خُزَيْمَة وَالسَّبَب فِي هَذِه الأبيات أَنه كَانَ بَين كنَانَة وخزاعة حلف على التناصر والتعاضد على سَائِر النَّاس فاقتتلت خُزَاعَة وَبَنُو أَسد فاعتلتها بَنو أَسد فاستعانت خُزَاعَة ببني كنَانَة فَذكر الشداخ قرَابَة بني أَسد فخذل كنَانَة عَن نصْرَة خُزَاعَة وَبِهَذَا السَّبَب انحدرت بَنو أَسد من تهَامَة إِلَى نجد غَضبا على بني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 (قاتلي الْقَوْم يَا خزاع وَلَا ... يدخلكم من قِتَالهمْ فشل) (الْقَوْم أمثالكم لَهُم شعر ... فِي الرَّأْس لَا ينشرون إِن قتلوا) 3 - (أكلما حَارَبت خُزَاعَة تحدوني ... كَأَنِّي لأمهم جمل) 4 - وَقَالَ الْحصين بن الْحمام المري 5 - (تَأَخَّرت أستبقي الْحَيَاة فَلم أجد ... لنَفْسي حَيَاة مثل أَن أتقدما)   كنَانَة إِذْ لم تنصرهم 1 - قاتلي الْقَوْم أَي قاتلي الْقَوْم وَحدك وَلَا تطلبي منا أَن ننصرك عَلَيْهِم وخزاع مرخم خُزَاعَة والفشل الضعْف والجبن 2 - لَا ينشرون أَي لَا يعيشون بعد قَتلهمْ مَعْنَاهُ أَنهم مثلكُمْ مخلوقين خلقَة الْآدَمِيّين فَإِذا قتل مِنْهُم الرجل لم يَعش ثَانِيًا 3 - تحدوني أَي تسوقني يَقُول أتسوقني خُزَاعَة كلما حَارَبت لنصرها والدفاع عَنْهَا كَأَنِّي نَاضِح لأمهم يَسْتَقِي عَلَيْهِ المَاء فَيُقَال لَهُ أقبل بالدلو وَأدبر وَفِي ذكر أمّهم احتقار لَهُم 4 - الْحصين بن الْحمام بن ربيعَة يَنْتَهِي نسبه إِلَى سهم بن مرّة من غطفان وَهُوَ شَاعِر جاهلي فَارس مَذْكُور يعد من أوفياء الْعَرَب قَالَ أَبُو عُبَيْدَة اتَّفقُوا على أَن أشعر المقلين ثَلَاثَة الْمسيب بن علس وَالْحصين بن الْحمام والمتلمس وَكَانَ من خبر هَذِه الأبيات أَن بني سهم رَهْط الْحصين بن الْحمام وَعقيل بن علفة كَانَ لَهُم جَار يَهُودِيّ فَقتله بَنو جوشن من غطفان وَكَانُوا متقاربي الْمنَازل وَكَانَ عقيل بن علفة غَائِبا بِالشَّام فَلَمَّا بلغه الْخَبَر كتب بِأَبْيَات إِلَى بني سهم يحرضهم على الْقِتَال فَلَمَّا وَردت الأبيات عَلَيْهِم تكفل بِالْحَرْبِ الْحصين بن الْحمام وَقَالَ إِلَى كتب وَبِي نوه خَاطب أماثل سهم وَأَنا من أماثلهم فأبلى فِي تِلْكَ الحروب بلَاء شَدِيدا فَقَالَ الْحصين هَذِه الأبيات من قصيدة طَوِيلَة 5 - تَأَخَّرت إِلَى آخر الْبَيْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 (فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... وَلَكِن على أقدامنا تقطر الدما) (نفلق هاما من رجال أعزة ... علينا وهم كَانُوا أعق وأظلما) وَقَالَ رجل من بني عقيل 3 - (بكره سراتنا يَا آل عَمْرو ... نغاديكم بمرهفة صقال) 4 - (نعديهن يَوْم الروع عَنْكُم ... وَإِن كَانَت مثلمة النصال) 5 - (لَهَا لون من الهامات كاب ... وَإِن كَانَت تحادث بالصقال)   مَعْنَاهُ أَنه لما تَأَخّر طمع فِيهِ الْعَدو وظنه جَبَانًا فاجترأ عَلَيْهِ فَلم يجد لنَفسِهِ حَيَاة مثل التَّقَدُّم لِأَن الجبان يطْمع فِيهِ كل أحد فَيكون سريع العطب 1 - الأعقاب جمع عقب وَهُوَ مُؤخر الْقدَم والكلوم الْجراح يَقُول نَحن لَا نولي فنجرح فِي ظُهُورنَا فتقطر دماؤنا على أعقابنا وَلَكِن نستقبل السيوف بوجوهنا فَإِن أَصَابَنَا جراح قطرت دماؤنا على أقدامنا 2 - الْهَام جمع هَامة وَهِي الرَّأْس يَقُول نشقق هامات من رجال يكرمون علينا لأَنهم منا وهم كَانُوا أسبق إِلَى العقوق 3 - المرهفة السيوف والصقال جمع صقيل يَقُول بِمَشَقَّة رؤسائنا وكراهتهم نباكركم بسيوف مرققة الْحَد مصقولة وَإِنَّمَا قَالَ بكره سراتنا لِأَن الرؤساء يحبونَ إصْلَاح ذَات الْبَين لِأَن عز الرئيس بِأَصْحَابِهِ 4 - نعديهن أَي نصرفهن وَالْمعْنَى نصرف عَنْكُم السيوف إبْقَاء عَلَيْكُم وكراهية لاستئصالكم وَإِن كَانَت نصالها قد تفللت من كَثْرَة مَا نقارع بهَا الْأَعْدَاء 5 - واللون الكابي من قَوْلهم كبا وَجهه إِذا أَرْبَد وَمن الهامات أَي من دِمَاء الهامات ومحادثة السيوف صقلها وجلاؤها يَقُول إِن السيوف قد تغير لَوْنهَا لِكَثْرَة إغمادها فِي الرؤس وَلَا تزَال صدئة وَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 (ونبكي حِين نقتلكم عَلَيْكُم ... ونقتلكم كأنا لَا نبالي) 2 - وَقَالَ الْقِتَال الْكلابِي 3 - (نشدت زيادا والمقامة بَيْننَا ... وذكرته أَرْحَام سعر وهيثم) 4 - (فَلَمَّا رَأَيْت أَنه غير منتة ... أملت لَهُ كفي بلدن مقوم)   كُنَّا نتعهدها بالصقل كنى بذلك عَن كَثْرَة الْعَمَل بهَا 1 - ونبكي إِلَى آخر مَعْنَاهَا أننا نبكي قَتْلَاكُمْ لما يجمعنا وَإِيَّاكُم من الرَّحِم الماسة ونقتلكم إِذا أحوجتمونا إِلَيْهِ فَنحْن نأتيه كأنا لَا نكرهه 2 - الْقِتَال الْكلابِي هُوَ لقب غلب عَلَيْهِ واسْمه عبد الله بن المضرحي بن عَامر الهصار من بني أبي بكر ابْن كلاب بن ربيعَة بن عَامر بن صعصعة شَاعِر إسلامي أموي يعد فِي المقلين من الشّعْر وَكَانَ من حَدِيثه أَنه كَانَ يتحدث ذَات يَوْم مَعَ ابْنة عَم لَهُ يُقَال لَهَا الْعَالِيَة بنت عبد الله وَكَانَ لَهَا أَخ غَائِب يُسمى زيادا فَلَمَّا قدم رأى الْقِتَال يتحدث إِلَى أُخْته فَنَهَاهُ وَحلف لَئِن رَآهُ ثَانِيَة لَيَقْتُلَنهُ فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك بأيام رَآهُ عِنْدهَا فَأخذ السَّيْف وبصر بِهِ الْقِتَال فَخرج هَارِبا وَخرج زِيَاد فِي أَثَره فَلَمَّا دنا مِنْهُ ناشده الْقِتَال بِاللَّه وَالرحم فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ فَبينا هُوَ يسْعَى وَقد كَاد يلْحقهُ وجد رمحا مركوزا فَأَخذه وَعطف على زِيَاد فَقتله فَقَالَ هَذِه الأبيات 3 - يُقَال نشدتك الله وَالرحم وناشدتك الله وَالرحم أَي سَأَلتك بهما والمقامة الْقَوْم والأرحام جمع رحم وَهِي الْقَرَابَة وسعر وهيثم أسما رجلَيْنِ وَمعنى الْبَيْت أَنه يَقُول أَقْسَمت على زِيَاد بِاللَّه تَعَالَى أَن يكف عني وَالْقَوْم بَيْننَا حاضرون وذكرته من أَرْحَام هذَيْن الرجلَيْن مَا يجمعني وإياه طلبا للصلح فَلم ينْتَه 4 - بلدن مقوم أَي بِرُمْح لين مثقف يَقُول لما رَأَيْته لَا يَنْتَهِي بالْقَوْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 (وَلما رَأَيْت أنني قد قتلته ... نَدِمت عَلَيْهِ أَي سَاعَة مندم) 2 - وَقَالَ قيس بن زُهَيْر بن جذيمة الْعَبْسِي فِي قَتله حمل بن بدر يَوْم جفر الهباءة   وَلَا يرعوى بالزجر أملت لَهُ كفى بِرُمْح لين مثقف فطعنته بِهِ 1 - نَدِمت عَلَيْهِ لما قتلته أَي نَدِمت عَلَيْهِ حِين لم تَنْفَع الندامة 2 - هُوَ شَاعِر جاهلي مقل وَكَانَ بِسَبَبِهِ حَرْب داحس والغبراء وَهُوَ أَخُو مَالك والْحَارث ابْني زُهَيْر وَكَانُوا من أَشْرَاف بني عبس وأعزائهم وَكَانَ من حَدِيثه مَعَ حمل بن بدر مَا ذكره أهل الْأَدَب أَن بني فَزَارَة وضعُوا كمينا فِي الثَّنية واستقبلوا داحسا فعرفوه وأمسكوه وَهُوَ السَّابِق ودفعوا زهيرا عَن سبقه قَالَ يَا قوم أَنه لَا يَأْتِي قوم إِلَى قَومهمْ شرا من الظُّلم فأعطونا حَقنا فَأَبت بَنو فَزَارَة أَن يعطوهم شَيْئا فَلَمَّا رأى ذَلِك قيس احْتمل عَنْهُم هُوَ وَمن مَعَه من بني عبس ثمَّ أغار عَلَيْهِم فلقي عَوْف بن بدر فَقتله وَأخذ إبِله فَلَمَّا بلغ الْخَبَر حُذَيْفَة بن بدر وَقَومه بني فَزَارَة تأهبوا لِلْقِتَالِ بعد عرض الدِّيَة عَلَيْهِم فَبلغ ذَلِك بني عبس فَقَالَ قيس بن زُهَيْر أَطِيعُونِي فوَاللَّه لَئِن لم تَفعلُوا لأتكئن على سَيفي حَتَّى يخرج من ظَهْري قَالُوا فَإنَّا نطيعك فارتحلوا فِي الصُّبْح وَقد سرحوا السوام والضعفاء بلَيْل وَسَارُوا يَوْمًا فَلَمَّا أَصْبحُوا طلعت عَلَيْهِم الْخَيل من الثنايا فَقَالَ قيس خُذُوا غير طَرِيق المَال فَمَا أدْرك حُذَيْفَة الْأَثر اتبع المَال هُوَ وَبَنُو ذبيان فَلَمَّا أدركوه ردوا أَوله على آخِره وتقاسموه بَينهم فَقَالَ قيس بن زُهَيْر إِن الْقَوْم قد فرقوا بَينهم الْمغنم فأعطوا الْخَيل فِي آثَارهم فَلم تشعر بَنو ذبيان إِلَّا وَالْخَيْل دواس وَوضعت بَنو عبس فيهم السِّلَاح حَتَّى ناشدتهم بَنو ذبيان الْقَرَابَة وَالرحم وَأَرْسلُوا خيلا تقص أثر النَّاس وَمَا زَالُوا حَتَّى الْتَقَوْا بجفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 (شفيت النَّفس من حمل بن بدر ... وسيفي من حُذَيْفَة قد شفاني) (فَإِن أك قد بردت بهم غليلي ... فَلم أقطع بهم إِلَّا بناني) 3 - وَقَالَ الْحَارِث بن وَعلة الْجرْمِي 4 - (قومِي هم قتلوا اميم أخي ... فَإِذا رميت يُصِيبنِي سهمي) 5 - (فلئن عَفَوْت لأعفون جللا ... وَلَئِن سطوت لأوهنن عظمي)   الهباءة فَقَالَ حُذَيْفَة يَا بني عبس أَيْن الْعُقُول والأحلام فَضَربهُ أَخُوهُ حمل ابْن بدر بَين كَتفيهِ وَقَالَ اتَّقِ مأثور القَوْل فأرسلها مثلا واقتتلوا فَقتل الْحَارِث بن زُهَيْر حمل بن بدر وَأخذ مِنْهُ ذَا النُّون سيف مَالك بن زُهَيْر وَكَانَ قد قتل فِي بَدْء هَذِه الْحَرْب وَهَذَا هُوَ السَّبَب بِاخْتِصَار فِي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ 1 - كَانَ حمل بن بدر قتل أَخا قيس فظفر بِهِ وبأخيه حُذَيْفَة فَقَتَلَهُمَا يَقُول إِنِّي أَعْطَيْت النَّفس مرادها من قتل حمل بن بدر وَكَانَ فِي ذَلِك سكونها وشفاؤها مِمَّا كَانَ بهَا 2 - الغليل حرارة الْعَطش وَالضَّمِير فِي بهم لِحُذَيْفَة بن بدر وَحمل أَخِيه وَقد يسوغ عِنْدهم اسْتِعْمَال الْجمع فِي مقَام الْمثنى والبنان أَطْرَاف الْأَصَابِع يَقُول هم مني فَإِذا قَتلتهمْ فَكَأَنِّي قطعت شَيْئا من جَسَدِي 3 - الْحَارِث بن وَعلة بن عبد الله بن الْحَارِث يَنْتَهِي نسبه إِلَى جرم بن الريان وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ وَعلة من فرسَان قضاعة وأمجادها وأعلامها وشعرائها وَهُوَ غير الْحَارِث بن وَعلة الشَّيْبَانِيّ 4 - أميم مرخم أُمَيْمَة يَقُول قومِي يَا أُمَيْمَة هم الَّذين فجعوني بأخي ووتروني فِيهِ فَإِذا انتقمت مِنْهُم عَاد ضَرَر ذَلِك عَليّ لِأَن عز الرجل بعشيرته 5 - السطو الْقَهْر بالبطش وَالوهم الضعْف وَكَذَلِكَ الوهي والجلل من الأضداد يكون للصَّغِير وللعظيم وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 (لَا تأمنن قوما ظلمتهم ... وبدأتهم بالشتم والرغم) (أَن يأبروا نخلا لغَيرهم ... وَالشَّيْء تحقره وَقد ينمي) 3 - (وزعمتم أَن لَا حلوم لنا ... أَن الْعَصَا قرعت لذِي الْحلم) 4 - (ووطئتنا وطأ على حنق ... وَطْء الْمُقَيد نابت الْهَرم)   المُرَاد هُنَا وَالْمعْنَى إِن تركت الانتقام مِنْهُم صفحت عَن أَمر عَظِيم وَإِن انتقمت مِنْهُم أَو هنت عظمي 1 - الرغم الإذلال وَقد حول الْكَلَام فِيهِ عَن الْأَخْبَار إِلَى الْخطاب متوعدا يَقُول إِن من ظلمته وبدأته بالشتم والإذلال لَا تكون فِي مَوضِع أَمَان مِنْهُ 2 - أَن يأبروا وَقع بَدَلا من الْقَوْم وَأبر النّخل أصلحه وَجعل هَذَا كِنَايَة عَن الْقَهْر وَالْغَلَبَة وَأخذ مَا فِي أَيْديهم يَقُول لَا تأمن قوما إِن ظلمتهم انتقموا مِنْك وجلبوا عَلَيْك فيتمكنون مِنْك وَيكون مَا أصلحته لَهُم دُونك وَقد تحقر شَيْئا فِي بَدْء أمره ويزداد قُوَّة واتساعا فِي غَايَته 3 - قيل إِن أول من قرعت لَهُ الْعَصَا عَمْرو بن جممه وَكَانَ مسنا وَذَلِكَ أَن الْعَرَب أَتَوْهُ يتحاكمون إِلَيْهِ فغلط فقرعت لَهُ الْعَصَا فَفطن للْحكم وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الزَّعْم فِيمَا كَانَ بَاطِلا أَو فِيهِ ارتياب والحلوم جمع حلم وَهُوَ الْعقل وقرع الْعَصَا كِنَايَة عَن التَّنْبِيه وَالْمعْنَى زعمتم أَنه لَا حلوم لنا فَإِن كَانَ الْأَمر على مَا زعمتم فنبهونا أَنْتُم وَهَذَا تهكم بهم 4 - الْوَطْء الأخذة الشَّدِيدَة والحنق الغيظ والهرم شجر ضَعِيف وَالْمعْنَى أثرت فِينَا تَأْثِير الحنق الغضبان كَمَا يُؤثر الْبَعِير الْمُقَيد إِذا وطئ الشَّجَرَة الضعيفة وَإِنَّمَا كَانَت وَطْأَة الْمُقَيد ثَقيلَة لِأَنَّهُ لَا يتَمَكَّن من وضع قوائمه على حسب إِرَادَته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 (وَتَرَكتنَا لَحْمًا على وَضم ... لَو كنت تستبقي من اللَّحْم) وَقَالَ أَعْرَابِي قتل أَخُوهُ ابْنا لَهُ (أَقُول للنَّفس تأساء وتعزية ... إِحْدَى يَدي أصابتني وَلم ترد) 3 - (كِلَاهُمَا خلف من فقد صَاحبه ... هَذَا أخي حِين أَدْعُوهُ وَذَا وَلَدي) 4 - وَقَالَ إِيَاس بن قبيصَة الطَّائِي 5 - (مَا ولدتني حاصن ربعية ... لَئِن أَنا مالأت الْهوى لاتباعها) 6 - (ألم تَرَ أَن الأَرْض رحب فسيحة ... فَهَل تعجزني بقْعَة من بقاعها)   1 - الْوَضم شَيْء يوضع عَلَيْهِ اللَّحْم ليحفظه من الأَرْض وَقَوله لَو كنت تستبقي من اللَّحْم لَو لِلتَّمَنِّي أَي لَو كنت تتْرك بَقِيَّة مِنْهُ 2 - التأساء هِيَ الأسوة وَمَا يؤتسى بِهِ من الْحزن والتعزية حسن الصَّبْر وَقَوله إِحْدَى يَدي أصابتني على الْمثل وَالْمجَاز يُرِيد إِنِّي أُنَاجِي نَفسِي بِهَذَا القَوْل لأجل السلوة وَحسن الصَّبْر 3 - كِلَاهُمَا أَي أَخُوهُ وَولده وَالْمعْنَى أَن كل وَاحِد من الْأَخ الواتر وَالِابْن الْمَفْقُود يصلح لِأَن يرضى بِهِ عوضا من فقدان الآخر 4 - كَانَ عَاملا لكسرى على عين التَّمْر وَمَا والاها إِلَى الْحيرَة وَكَانَ رَئِيسا على الْعَرَب فِي وقْعَة ذِي قار من قبل كسْرَى أبرويز وَفِي أثْنَاء ولَايَته بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 5 - الحاصن العفيفة والربعية المنسوبة إِلَى بني ربيعَة يَقُول لست ابْن امْرَأَة عفيفة من بني ربيعَة إِن كنت شايعت الْهوى فِي طلب امْرَأَة 6 - الرحب الواسعة والبقعة قِطْعَة من الأَرْض مَعْنَاهُ ألم تعلم أَن الأَرْض وَاسِعَة عريضة لم تعجزني بقاعها فَلَا تحملنِي بقْعَة مِنْهَا على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 (ومبثوثة بَث الدبى مسبطرة ... رددت على بطائها من سراعها) (وأقدمت والخطي يخْطر بَيْننَا ... لأعْلم من جبانها من وشجاعها) 3 - وَقَالَ رجل من بني تَمِيم 4 - (أَبيت اللَّعْن إِن سكاب علق ... نَفِيس لَا تعار وَلَا تبَاع) 5 - (مفداة مكرمَة علينا ... يجاع لَهَا الْعِيَال وَلَا تجاع) 6 - (سليلة سابقين تناجلاها ... إِذا نسبا يضمهما الكراع)   إتْيَان مَا تأباه همتي من اتِّبَاع امْرَأَة أَو غَيرهَا 1 - المبثوثة المتفرقة والدبي الْجَرَاد والمسبطرة الممتدة والبطاء جمع بطئ كسراع وسريع وَالضَّمِير للخيل وَالْمعْنَى رب خيل مُتَفَرِّقَة ممتدة فِي وَجه الأَرْض رددت أَولهَا على آخرهَا أَي ضربت وُجُوه أوائلها حَتَّى ألحقتها بأواخرها يُرِيد أَنه كَانَ رَئِيسا مُطَاعًا 2 - الْإِقْدَام التَّقَدُّم إِلَى الْمَكْرُوه والخطي الرمْح أَي فعلت ذَلِك ليبين فضلي على غَيْرِي 3 - هَذَا الرجل طلب مِنْهُ بعض الْمُلُوك فرسا يُقَال لَهَا سكاب فَمَنعه إِيَّاهَا 4 - أَبيت اللَّعْن تَحِيَّة كَانَت تقال للملوك فِي الْجَاهِلِيَّة وسكاب اسْم فرس والعلق الشَّيْء النفيس يَقُول إِن فرسي مَتَاع نَفِيس لَا يعرض للْبيع وَلَا يبْذل للإعارة 5 - مفداة أَي تفدى من كرمها وعتقها وتؤثر على الْعِيَال فتشبع ويجاع لَهَا الْعِيَال وَهَذِه كَانَت عَادَة الْعَرَب 6 - السَّلِيل والسليلة الْوَلَد وأصل الكراع فِي اللُّغَة أنف يتَقَدَّم فِي الْجَبَل فَسُمي بِهِ هَذَا الْفَحْل لعظمه يَقُول هِيَ ولد فرسين سابقين إِذا انتسبا انتهيا إِلَى كرَاع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 (فَلَا تطمع أَبيت اللَّعْن فِيهَا ... ومنعكها بِشَيْء يُسْتَطَاع) 2 - وَقَالَت امْرَأَة من طيىء 3 - (دَعَا دَعْوَة يَوْم الشرى يَا لمَالِك ... وَمن لَا يجب عِنْد الحفيظة يكلم) 4 - (فيا ضَيْعَة الفتيان إِذْ يعتلونه ... بِبَطن الشرى مثل الفنيق المسدم)   1 - فَلَا تطمع أَي ادْفَعْ طمعك فِي تَحْصِيل هَذِه الْفرس ودفعك عَنْهَا نقدر عَلَيْهِ ونستطيعه 2 - هِيَ بنت بهدل بن قرفة الطَّائِي أحد لصوص الْعَرَب وَكَانَ فِي زمن بني أُميَّة وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الشّعْر إِن عون بن جعدة خرج حَاجا فِي خلَافَة عبد الْملك بن مَرْوَان فَعرض لَهُ لصوص فيهم بهدل ومروان ابْنا قرفة فطلبوا مِنْهُ مَا كَانَ عِنْده وألحوا فِي الطّلب وَكلما عرض عَلَيْهِم شَيْء أَبَوا قبُوله فَعلم أَنهم لصوص فأخذلهم أهبته وأناخ رواحله وَقَاتلهمْ وقاتلوه وَكَانَ بهدل لَا يسْقط لَهُ سهم فَرَمَاهُ فأقصده وَمَات لوقته وأغاروا على مَتَاعه فَلم يرَوا مَا كَانُوا يظنون فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك هربوا وتركوه صَرِيعًا ملقى على الأَرْض فَبلغ ذَلِك عبد الْملك بن مَرْوَان فَكتب إِلَى عماله أَن يطلبوا قتلة عون وَأَن يَأْخُذُوا السعاة بذلك أَشد الْأَخْذ ومازالوا يطْلبُونَ وَاحِدًا بعد وَاحِد حَتَّى ظفروا ببهدل فَقتله عُثْمَان بن حَيَّان وَكَانَ أَمِيرا على الْمَدِينَة فَقَالَت بنت بهدل هَذِه الأبيات ترثيه بهَا 3 - الشرى مَكَان والحفيظة الْغَضَب أَي اسْتَغَاثَ هَذَا الرجل بِهَذَا الْموضع فَلم يجب وَقَوْلها يكلم أَي يجرح وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن الْغَلَبَة وَالْقَتْل 4 - فيا ضَيْعَة الفتيان لَفظه لفظ النداء وَمَعْنَاهُ التَّعَجُّب والعتل الْقود بعنف والفنيق من قَوْلهم تفنق فِي عيشه إِذا تنعم وَهُوَ الْفَحْل الْمَصْنُوع للفحلة والمسدم المشدود الْفَم من خوف عضاضه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 (أما فِي بني حصن من ابْن كريهة ... من الْقَوْم طلاب الترات غشمشم) (فَيقْتل جبرا بامرئ لم يكن لَهُ ... بَوَاء وَلَكِن لَا تكايل بِالدَّمِ) 3 - وَقَالَ بعض بني فقعس 4 - (رَأَيْت موَالِي الألى يخذلونني ... على حدثان الدَّهْر إِذْ يتقلب) 5 - (فَهَلا أعدوني لمثلي تفاقدوا ... إِذا الْخصم أَبْزَى مأئل الرَّأْس أنكب)   وَالْمعْنَى مَا أضيع الفتيان فِي ذَلِك الْوَقْت إِذْ يقودونه فِي بطن الشرى وَهُوَ فِي الصلابة وَالسمن مثل الْفَحْل المكرم الَّذِي لَا يُؤْذِي لكرامته وَإِنَّمَا ضَاعَت الفتيان بضياعه لأَنهم منسوبون إِلَيْهِ فحين أضاعوه ضَاعُوا 1 - الكريهة الشدَّة فِي الْحَرْب وَابْنهَا الملازم لَهَا والتراث جمع ترة وَهِي الثأر والغشمشم الَّذِي يركب رَأسه وَلَا يهاب الْإِقْدَام تَقول أَلَيْسَ فِي بني حصن صَاحب غيرَة ودفاع وطلاب ترات ينتصر لَهُ وَهَذَا الْكَلَام تحضيض على طلب الدَّم والترة وتهييج 2 - لَعَلَّ جبرا اسْم الرجل الَّذِي دلّ عَلَيْهِ وَلم يكن لَهُ بَوَاء أَي نظيرا وَالْمعْنَى أما فيهم رجل صفته هَكَذَا فَيقْتل هَذَا الرجل بِرَجُل لم يكن لَهُ نظيرا فَيكون فِي دَمه وَفَاء بدمه وَلَكِن سَقَطت المكايلة فِي الدِّمَاء مُنْذُ جَاءَ الْإِسْلَام فَلَا يقتل بدل الْوَاحِد إِلَّا وَاحِد شريفا كَانَ أَو وضيعا 3 - قيل هُوَ مرّة بن عداء الفقعسي مَنْسُوب إِلَى فقعس ابْن طريف أبي حَيّ من أَسد وَلم تعلم لمرة هَذَا تَرْجَمَة 4 - الموَالِي هُنَا بَنو الْعم وعَلى حدثان الدَّهْر فِي مَوضِع الْحَال أَي رَأَيْتهمْ يخذلونني مقاسيا لما يحدث فِي الدَّهْر أَو إِن تقلبه وتغيره 5 - تفاقدوا أَي فقد بَعضهم بَعْضًا وَالْجُمْلَة دُعَاء عَلَيْهِم وإلابزى الَّذِي يخرج صَدره وَيدخل ظَهره يفعل ذَلِك فِي مَشْيه يخيل إِنَّه أَبْزَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 (وهلا أعدوني لمثلي تفاقدوا ... وَفِي الأَرْض مبثوث شُجَاع وعقرب) (فَلَا تَأْخُذ واعقلا من الْقَوْم إِنَّنِي ... أرى الْعَار يبْقى والمعاقل تذْهب) 3 - (كَأَنَّك لم تسبق من الدَّهْر لَيْلَة ... إِذا أَنْت أدْركْت الَّذِي كنت تطلب) وَقَالَ آخر 4 - (فَلَو أَن حَيا يقبل المَال فديَة ... لسقنا لَهُم سيلا من المَال مفعما) 5 - (وَلَكِن أَبى قوم أُصِيب أخوهم ... رضَا الْعَار فَاخْتَارُوا على اللَّبن الدما)   وَقَوله مائل الصَّدْر أَي مصعر من الْكبر والأنكب الَّذِي يشتكي مَنْكِبَيْه فَهُوَ يمشي مائلا وَهَذِه الصِّفَات من الخداع فِي الْحَرْب وأبزى هُنَا مثل وَمَعْنَاهُ الراصد المخاتل يَقُول فَهَلا ادخروني لمثلي عِنْد اشتداد الْأَمر وتفاقم الْخطب حِين يخاتل الشجعان بَعضهم بَعْضًا ويتربص كل بِالْآخرِ السوء 1 - الشجاع الْحَيَّة الخبيثة كنى بِهِ وبالعقرب عَن الْأَعْدَاء يَقُول قد امْتَلَأت الأَرْض من الْأَعْدَاء فَهَلا أعدوني لمقاومة أعدائهم 2 - الْعقل والمعاقل الدِّيات يَقُول لَا ترغبوا فِي قبُول الدِّيَة فَإِنَّهُ عَار والعار يبْقى أَثَره وَالْأَمْوَال تفنى 3 - مَعْنَاهُ أَن من أدْرك مَا طلبه من الثأر فَكَأَنَّهُ لم يصب وَلم يُوتر وَهَذَا بعث على طلب الدَّم 4 - المَال يُرَاد بِهِ هُنَا الْإِبِل ونكر الْحَيّ وَهُوَ يقْصد حَيا بِعَيْنِه لِأَن المُرَاد كَانَ مفهوما عِنْد من عرف قصَّته وَقَوله سيلا من المَال مفعما كنى بِهِ عَن الْكَثْرَة وَمعنى الْبَيْت لَو كَانَت معاملتنا مَعَ حَيّ يرى قبُول المَال فدَاء لأرضيناه بِالْمَالِ الْكثير 5 - اللَّبن كِنَايَة عَن الْإِبِل الَّتِي تُؤَدّى فِي الدِّيَة لِأَنَّهُ مِنْهَا وَالْمعْنَى امْتنع قوم أصبْنَا صَاحبهمْ من الرضى بِالدِّيَةِ وآثروا طلب الدَّم على قبُول الدِّيَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 1 - وَقَالَت كَبْشَة أُخْت عَمْرو بن معد يكرب (أرسل عبد الله إِذْ حَان يَوْمه ... إِلَى قومه لَا تعقلوا لَهُم دمي) 3 - (وَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُم إفالا وأبكرا ... وأترك فِي بَيت بصعدة مظلم) 4 - (ودع عَنْك عمرا إِن عمرا مسالم ... وَهل بطن عمر وَغير شبر لمطعم)   1 - كَانَت كَبْشَة من النِّسَاء الشاعرات المتوسطات فِي الشّعْر وَكَانَت متزوجة فِي بني الْحَارِث بن كَعْب وَكَانَ عبد الله أخاها لأَبِيهَا وَأمّهَا دون عَمْرو وَالسَّبَب فِي هَذَا الشّعْر أَن عبد الله بن معد يكرب مر براع للمحزم بن سَلمَة من بني مَالك بن مَازِن بن زبيد فاستسقاه لَبَنًا فَأبى واعتل عَلَيْهِ فشتمه فَقتله عبد الله فثأرت بَنو مَازِن بِعَبْد الله فَقَتَلُوهُ وجاؤا إِلَى عَمْرو فَقَالُوا إِن أَخَاك قَتله رجل منا سَفِيه وَنحن يدك وعضدك فنسألك الرَّحِم إِلَّا أخذت الدِّيَة مَا أجبْت وهم عَمْرو بذلك فَغضِبت كَبْشَة وَقَالَت هَذِه الأبيات وَذكر عُلَمَاء الْأَدَب أَيْضا غير ذَلِك فِي سَبَب هَذَا الشّعْر 2 - إِنَّمَا تَكَلَّمت بِهَذَا الْكَلَام وَجَعَلته على لِسَان أَخِيهَا تحضيضا لَهُم على إِدْرَاك الثأر وَيُقَال عقلت فلَانا إِذا أَعْطَيْت دِيَته وَإِنَّمَا جعل الدَّم هُوَ الْمَعْقُول لِأَن المُرَاد مَفْهُوم كَأَنَّهُ قَالَ لَا تَأْخُذُوا بدل دمي عقلا 3 - الأفال جمع أفيل وَهُوَ من أَوْلَاد الْإِبِل مَا بلغ سَبْعَة أشهر وَإِنَّمَا ذكر الأفال والأبكر وَالدية لَا تكون مِنْهُمَا تحقيرا لشأن الدِّيَة وَقَوْلها وأترك فِي بَيت أَي قبر وصعدة مخلاف بِالْيمن وَكَانُوا يَزْعمُونَ أَن الْقَتِيل إِذا هدر دَمه وَلم يثأر يبْقى قَبره مظلما 4 - ودع عَنْك عمرا تُرِيدُ خَالف عمرا إِن مَال إِلَى الصُّلْح وَأخذ الدِّيَة وَقَوْلها وَهل بطن عَمْرو الخ تزهيد فِي الدِّيَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 (فَإِن أَنْتُم لم تثأروا واتديتم ... فَمَشَوْا بآذان النعام المصلم) (وَلَا تردوا إِلَّا فضول نِسَائِكُم ... إِذا ارتملت أعقابهن من الدَّم) 3 - وَقَالَ عنترة بن الْأَخْرَس المعني من طيىء 4 - (أطل حمل الشناءة لي وبغضي ... وعش مَا شِئْت فَانْظُر من تضير)   1 - اتديتم مَعْنَاهُ قبلتم الدِّيَة وَقَوْلها فَمَشَوْا إِمَّا بِفَتْح الْمِيم وَمَعْنَاهُ امشوا وَضعف للتكثير أَو بضَمهَا وَمَعْنَاهُ امسحوا بالمشوش وَهُوَ منديل يمسح بِهِ الدسم وَكنت بِهَذَا وَمَا بعده عَن الذل والمصلم المجدع الإذنين وَقيل الْأَصَم وَالْمعْنَى إِن لم تقتلُوا قاتلي وقبلتم ديتي فامشوا أذلاء بآذان مجدعة كآذان النعام لَا تَسْمَعُونَ مَا يُقَال فِيكُم من الْعَار قيل إِن النعام كلهَا صم لَا تسمع وَلَيْسَ لَهَا آذان وَإِنَّمَا تعرف مَا تحْتَاج إِلَيْهِ بالشم 2 - يُقَال ترمل وارتمل إِذا تلطخ بِالدَّمِ وَجعلت النِّسَاء متلطخات بِدَم الْحيض تفظيعا لِلْأَمْرِ وَكَانَ من عَادَتهم إِذا وردوا الْمِيَاه أَن تتأخر النِّسَاء حَتَّى تصدر كل فرقة عَنهُ فَكُن يغسلن أَنْفسهنَّ وثيابهن ويتطهرن آمنات مِمَّا يزعجهن فَمن تَأَخّر عَن المَاء حَتَّى تصدر النِّسَاء فَهُوَ الْغَايَة فِي الذل وَمعنى هَذَا الْكَلَام أَنه لَا شرف لكم بعد أخذكم الدِّيَة 3 - هُوَ أحد بني معن بن مَالك بن فهم شَاعِر إسلامي فَارس مَشْهُور هَذَا وَنسب أَبُو الْفرج هَذَا الشّعْر لعبد الله بن الحشرج الْجَعْدِي وَكَانَ سيدا من سَادَات قيس وأميرا من أمرائها وَكَانَ جوادا كَرِيمًا شَاعِرًا إسلاميا وَكَانَ لَهُ ابْن عَم يُؤْذِيه ويكرهه وَكَانَ يَقُول لمن يطْلب قراه وَيحك إِنَّه لَيْسَ عِنْده خير وَهُوَ يكذبك ويلمزك فَبلغ ذَلِك عبد الله بن الحشرج فَقَالَ هَذِه الأبيات 4 - الشناءة البغض مَعَ الْعَدَاوَة وَيُقَال ضاره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 (فَمَا بيديك نفع أرتجيه ... وَغير صدودك الْخطب الْكَبِير) (ألم تَرَ أَن شعري سَار عني ... وشعرك حول بَيْتك لَا يسير) 3 - (إِذا أبصرتني أَعرَضت عني ... كَأَن الشَّمْس من قبلي تَدور) 4 - وَقَالَ الْأَحْوَص بن مُحَمَّد بن عَاصِم بن ثَابت بن أبي الْأَفْلَح الْأنْصَارِيّ   يضيره وضره يضرّهُ بِمَعْنى وَاحِد يَقُول احْمِلْ من عَدَاوَتِي وبغضي مَا شِئْت أَن تحمل فَإِن ضَرَر هَذَا لَا يعود إِلَّا عَلَيْك وَهَذَا نِهَايَة فِي الاحتقار وَعدم المبالاة بِهِ 1 - الْخطب الْأَمر الصعب على النَّفس الْمَعْنى أَن مَا يَأْتِي من الْحَوَادِث غير صدودك خطب كَبِير وَأما صدودك فسهل يسير 2 - ألم تَرَ هَذَا تَقْرِير لَهُ بفضله عَلَيْهِ وسلامة عرضه من الذَّم يَقُول ألم تعلم وتتحقق أَن شعرك الَّذِي نسبتني فِيهِ إِلَى مَا لَا يَلِيق بشرفي لم يُصِبْنِي مِنْهُ شَيْء لِأَنَّك كَاذِب فِيهِ وَإِن شعري الَّذِي قلته فِيك مُحِيط ببيتك لَا يفارقك لِأَنِّي صَادِق فِيهِ وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى أَن الروَاة رَوَت شعري لجودته وَتركت شعرك لرداءته 3 - من قبلي أَي من جهتي يَقُول من بغضك لي لَا تقدر على النّظر إِلَيّ كَأَن بيني وَبَيْنك الشَّمْس 4 - اسْمه عبد الله والأحوص لقب وَهُوَ من بني ضبيعة الَّذين يُقَال لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة بَنو كسر الذَّهَب وَكَانَ جده عَاصِم يُسمى حمى الدبر والأحوص شَاعِر إسلامي مفلق مجيد وَجعله ابْن سَلام فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من شعراء الْإِسْلَام وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الشّعْر أَن الْأَحْوَص ركب إِلَى الْوَلِيد بن عبد الْملك وَكَانَ مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم رَمَاه بِبَعْض السوء فَلَقِيَهُ رجل فِي الطَّرِيق من بني مَخْزُوم فوعده أَن يُعينهُ على ابْن حزم فَلَمَّا دخلا على الْوَلِيد قَالَ الْأَحْوَص وَالله لَو كَانَ الَّذِي رماني بِهِ ابْن حزم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 (إِنِّي على مَا قد علمت محسد ... أنمي على الْبغضَاء والشنآن) (مَا تعتريني من خطوب ملمة ... إِلَّا تشرفني وتعظم شاني) 3 - (فَإِذا تَزُول تَزُول عَن متخمط ... تخشى بوادره لَدَى الأفران) 4 - (إِنِّي إِذْ خَفِي الرِّجَال وجدتني ... كَالشَّمْسِ لَا تخفى بِكُل مَكَان) 5 - وَقَالَ الْفضل بن الْعَبَّاس بن عتبَة بن أبي لَهب   من أَمر الدّين لاجتنبته إِلَّا أَن دناءته دَعَتْهُ إِلَى ذمِّي والوقوع فِي عرضي وَكَيف وَهُوَ أكبر عَاص لله فَقَامَ المَخْزُومِي وَأثْنى على ابْن حزم وخذل الْأَحْوَص ثمَّ قدم الْأَحْوَص الْمَدِينَة فَأَخذه ابْن حزم وضربه وَجعل يَصِيح بِهَذَا الشّعْر 1 - الشنآن البغض وَمعنى الْبَيْت أَنِّي مرموق مَحْسُود على مَا قد عَرفته من أحوالي زَائِد كل يَوْم على بغضاء النَّاس لي 2 - يُقَال عراه كَذَا واعتراه أَصَابَهُ وغشيه والملمة النَّازِلَة وَقَوله إِلَّا تشرفني الخ أَي لحسن بلائه فِيهَا وَجَمِيل صبره عَلَيْهَا وَمَعْنَاهُ أَن كل مَا يَعْتَرِينِي من الشدائد فِيهِ شرف لنَفْسي وتعظيم لشأنها لحسن بلائي فِيهَا وصبري عَلَيْهَا 3 - المتخمط المتكبر الغضبان وبوادره مَا يبدر من سطواته وَمَعْنَاهُ أَن الدَّوَاهِي إِذا نزلت بساحته لَا تلين لَهَا عريكته 4 - إِنِّي إِذا خَفِي الرِّجَال الخ يُرِيد أَنِّي نابه الذّكر لي من الْآثَار المحمودة مَا يَجْعَلنِي ظَاهرا ظُهُور الشَّمْس فِي الزَّمن الَّذِي تخفى فِيهِ الرِّجَال وَهَذَا تنويه بفضله وإشادة لذكره 5 - كَانَ الْفضل أحد شعراء بني هَاشم الْمَذْكُورين وفصحائهم الْمَعْدُودين وَهُوَ هاشمي الْأَبَوَيْنِ وَكَانَت لَهُ آثَار حميدة وأشعار جَيِّدَة وَهُوَ شَاعِر إسلامي مجيد وَكَانَت لَهُ صُحْبَة حَسَنَة مَعَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَهَذَا الشّعْر يُخَاطب بِهِ بني أُميَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 (مهلا بني عمنَا مهلا موالينا ... لَا تنبشوا بَيْننَا مَا كَانَ مَدْفُونا) (لَا تطمعوا أَن تهينونا ونكرمكم ... وَأَن نكف الْأَذَى عَنْكُم وتؤذونا) 3 - (مهلا بني عمنَا عَن نحت أثلتنا ... سِيرُوا رويدا كَمَا كُنْتُم تسيرونا) 4 - (الله يعلم أَنا لَا نحبكم ... وَلَا نلومكم أَن لَا تحبونا) 5 - (كل لَهُ نِيَّة فِي بغض صَاحبه ... بِنِعْمَة الله نقليكم وتقلونا) 6 - وَقَالَ الطرماح بن حَكِيم   1 - مهلا الخ كَرَّرَه للتوكيد أَي رفقا بِنَا يَا بني عمنَا قيل يُرِيد التهكم بهم وَيجوز أَن يكون قد رَآهُمْ ابتدؤا فِي أَمر لم يُؤمن مَعَه تفاقم الشقاق فاسترفقهم لذَلِك وَذكر الدّفن والنبش اسْتِعَارَة فِي الْإِظْهَار والكتمان يَقُول ارفقوا بِنَا يَا بني عمنَا وَذَوي رحمنا وَلَا تكشفوا مَا هُوَ مدفون بَيْننَا 2 - أَن تهينونا أَي فِي أَن تهينونا فأوصل الْفِعْل بِنَفسِهِ يَقُول لَا تطمعوا أَنكُمْ إِذا أهنتمونا قابلناكم بالإكرام وَإِذا آذيتمونا قابلناكم بالكف عَن الْأَذَى 3 - يُقَال نحت أئلته إِذا ذمه وتنقصه وَقَوله كَمَا كُنْتُم تسيرون أَي ارْجعُوا إِلَى سيرتكم الأولى يَقُول كفوا عَن ذمنا وتنقصنا وسيروا مَعنا كَمَا كُنْتُم أول الْأَمر 4 - أَنا لَا نحبكم إِلَى آخِره مَعْنَاهُ أَنا قد أبغضناكم فَلَا لوم عَلَيْكُم إِن أبغضتمونا 5 - إِنَّمَا جعل بغض كل طَائِفَة مِنْهُم لِلْأُخْرَى نعْمَة من الله تَعَالَى عَلَيْهِم لأَنهم مَعَ التباغض يتفرقون وَفِي تفرقهم صَلَاح لَهُم وَفِي قرب بَعضهم من بعض مضرَّة عَلَيْهِم 6 - يَنْتَهِي نسبه إِلَى طيىء وَهُوَ من فحول الشُّعَرَاء الإسلاميين وفصحائهم ومنشؤه بِالشَّام وانتقل إِلَى الْكُوفَة مَعَ من وردهَا من جيوش أهل الشَّام واعتقد مَذْهَب الْأزَارِقَة من الْخَوَارِج وَكَانَ الْكُمَيْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 (لقد زادني حبا لنَفْسي أنني ... بغيض إِلَى كل امْرِئ غير طائل) (وَأَنِّي شقي باللئام وَلَا ترى ... شقيا بهم إِلَّا كريم الشَّمَائِل) 3 - (إِذْ مَا رَآنِي قطع الطّرف بَينه ... وبيني فعل الْعَارِف المتجاهل) 4 - (مَلَأت عَلَيْهِ الأَرْض حَتَّى كَأَنَّهَا ... من الضّيق فِي عَيْنَيْهِ كفة حابل)   ابْن زيد صديقا لَهُ ويالله الْعجب شيعي وخارجي يتفقان ويتصادقان أنْشد الْكُمَيْت ذَات يَوْم قَول الطرماح (إِذا قبضت نفس الطرماح أخلقت ... عرى الْمجد واسترخى عنان القصائد) فَقَالَ الْكُمَيْت إِي وَالله وعنان الخطابة وَالرِّوَايَة والفصاحة والشجاعة 1 - يُقَال للشَّيْء الدون الخسيس هَذَا غير طائل وَالْمعْنَى زادني بغاضتي إِلَى كل رجل لَا فضل فِيهِ وَلَا خير عِنْده حبا لنَفْسي لِأَن التمايز بيني وَبَينه هُوَ الَّذِي أَدَّاهُ إِلَيّ بغضي وَلَو كنت مثله مَا كَانَ يبغضني فازددت بذلك محبَّة لنَفْسي 2 - وَأَنِّي شقي باللئام مَعْطُوف على أنني فِي الْبَيْت الأول يَقُول وَزَادَنِي حبا لنَفْسي أَيْضا شقوتي باللئام حَتَّى تنقصوني واغتابوني ثمَّ قطع الْأَخْبَار وَكَأَنَّهُ أقبل على مُخَاطب فَقَالَ وَلَا ترى الخ أَي لَا ترى أحدا يشقى بهم إِلَّا وَهُوَ كريم الطبائع 3 - أَي إِذا أبصرني رد طرفه عني وَقطع نظره إِلَيّ والمتجاهل الَّذِي يرى أَنه جَاهِل وَلَيْسَ بجاهل يَقُول إِذا أبصرني ارْتَدَّ طرفه عني وَقطع نظره إِلَيّ كَالَّذي يعرف الشَّيْء ويتكلف جَهله 4 - يُقَال مَلَأت عَلَيْهِ الأَرْض إِذا ضيقتها عَلَيْهِ وكفة الحابل هِيَ الحفيرة الَّتِي تنصب الحبالة فِيهَا لِأَنَّهَا تجْعَل كالطوق والحابل صَاحب الحبالة يَقُول قد ضَاقَتْ بِهِ الأَرْض من عَدَاوَتِي حَتَّى صَارَت أضيق من حفيرة الحابل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 (أكل امْرِئ ألفى أَبَاهُ مقصرا ... معاد لأهل المكرمات الْأَوَائِل) (إِذا ذكرت مسعاة وَالِده اضطنى ... وَلَا يضطني من شتم أهل الْفَضَائِل) 3 - (وَمَا منعت دَار وَلَا عز أَهلهَا ... من النَّاس إِلَّا بالقنا والقنابل) 4 - وَقَالَ بعض بني فقعس 5 - (وَذَوي ضباب مظهرين عَدَاوَة ... قرحى الْقُلُوب معاودي الأفناد) 6 - (ناسيتهم بغضاءهم وتركتهم ... وهم إِذا ذكر الصّديق أعادي)   1 - مقصرا أَي عَاجِزا عَمَّا فِيهِ شرفه وَشرف بنيه يَقُول مُنْكرا ومتعجبا أكل امْرِئ وجد أَبَاهُ عَاجِزا عَن نيل المكرمات وَكسب الْفضل يعادي أهل الْمجد والشرف السَّابِقين 2 - المسعاة السَّعْي واضطني افتعل من الضني أَي أَنه يضني إِذا ذكر صَنِيع وَالِده لقبحه وَمَعَ هَذَا يشْتم أهل الْفَضَائِل وَلَا يضني مِنْهُ يَقُول إِنَّه يضعف ويصغر إِذا ذكر فعل وَالِده لِأَنَّهُ لم يكْسب محمدة وَلم يحم حَقِيقَة وَهُوَ مَعَ هَذَا يَتَطَاوَل على أهل الْفضل وَالْكَرم يصفه بالقحة والبذاءة 3 - القنا الرماح والقنابل جماعات الْخَيل الْوَاحِدَة قنبلة يَقُول إِن الْعِزّ بِالْقُوَّةِ وَالْغَلَبَة على الْأَعْدَاء 4 - نسبه أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي لمرادس بن جشيش أخي بني سعد بن ثَعْلَبَة بن دودان بن أَسد بن خُزَيْمَة وَلم أَقف لمرادس على تَرْجَمَة 5 - وَذَوي ضباب أَي رب قوم ذَوي أحقاد والضب الحقد الْخَفي وَإِنَّمَا سمي ضبا لِأَن الضَّب يختفي فِي جُحْره طول الشتَاء والأفناد جمع فند وَهُوَ الْفُحْش وَالْخَطَأ فِي الرَّأْي يَقُول هم أَعدَاء قرحت قُلُوبهم من الغيظ على فهم يعاودن فِي قَول الخنى 6 - ناسيتهم أَي رب قوم هَكَذَا ناسيت بغضهم لي حَتَّى نسوا يَقُول لم أكاشفهم وَلَا أظهرت لَهُم علمي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 (كَيْمَا أعدهم لأبعد مِنْهُم ... وَلَقَد يجاء إِلَى ذَوي الأحقاد) 2 - وَقَالَ يزِيد بن الحكم الْكلابِي 3 - (دفعناكم بالْقَوْل حَتَّى بطرتم ... وبالراح حَتَّى كَانَ دفع الْأَصَابِع) 4 - (فَلَمَّا رَأينَا جهلكم غير منته ... وَمَا غَابَ من أحلامكم غير رَاجع) 5 - (مسسنا من الْآبَاء شَيْئا وكلنَا ... إِلَى حسب فِي قومه غير وَاضع) 6 - (فَلَمَّا بلغنَا الْأُمَّهَات وجدْتُم ... بني عمكم كَانُوا كرام الْمضَاجِع)   بعداوتهم لاعدهم لمن هُوَ أبعد مِنْهُم وَأَشد عَدَاوَة ويوضحه الْبَيْت الَّذِي بعده 1 - قيل لبَعض حكماء الْعَرَب مَا تَقول فِي ابْن الْعم فَقَالَ عَدوك وعدو عَدوك الْمَعْنى أَن الْإِنْسَان قد يضْطَر إِلَى نصْرَة بني الْأَعْمَام وَإِن كَانُوا منطوين على ضغائن 2 - هُوَ أحد بني كلاب وَلم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة 3 - البطر محركا الدهش والحيرة والنشاط وَقلة احْتِمَال النِّعْمَة والراح جمع رَاحَة وَهِي الْيَد وَمن محاورات قُرَيْش أَن بَعضهم قَالَ لآخر مِنْهُم مستضعفا لما أوردهُ عَلَيْهِ هَذَا دفع بِالرَّاحِ فَقَالَ مجيبا لَهُ كلا إِن مَعهَا الْأَصَابِع وَمعنى الْبَيْت أَنه يَقُول دفعناكم بالْقَوْل فبطرتم فصرنا إِلَى مَا هُوَ أغْلظ مِنْهُ فَلم ترتدعوا بِهِ فصرنا إِلَى مَا فِيهِ النكاية 4 - الأحلام هُنَا الْعُقُول يَقُول لما تماديتم فِي الْجَهْل وَلم ترجعوا إِلَى الْحق مسسنا الخ 5 - يجوز أَن يكون مسنا بِمَعْنى أصبْنَا واختبرنا أَو بِمَعْنى طلبنا وَقَوله وكلنَا إِلَى آخِره أَي كل وَاحِد منا ينتمي إِلَى حسب والواضع الدنيء يَقُول لما رأيناكم غير منتهين طلبنا من الْآبَاء مَا يفتخر بِهِ بعض النَّاس فَوَجَدنَا أَن كل وَاحِد منا منتم إِلَى بَيت شرِيف 6 - الْمضَاجِع كِنَايَة عَن الْأزْوَاج أَي نَظرنَا فَإِذا نَحن وَأَنْتُم سَوَاء فِي شرف الْآبَاء ولكننا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 (بني عمنَا لَا تشتمونا ودافعوا ... على حسب مَا فَاتَ قيد الأكارع) (وَكُنَّا بني عَم نزا الْجَهْل بَيْننَا ... فَكل يُوفى حَقه غير وادع) 3 - وَقَالَ جَابر بن رألان السنبسي 4 - (لعمرك مَا أخزى إِذا مَا نسبتني ... إِذا لم تقل بطلا عَليّ ومينا) 5 - (ولكنما يخزى امْرُؤ تكلم استه ... قِنَا قومه إِذا الرماح هوينا) 6 - (فَإِن تبغضونا بغضة فِي صدوركم ... فَإنَّا جدعتا مِنْكُم وشرينا)   أكْرم أُمَّهَات مِنْكُم 1 - الدّفع الذب وَالْمَنْع والأكارع جمع كرَاع مستدق السَّاق من الْفرس وَغَيره وَفَاتَ سبق وَأَرَادَ بِالْجمعِ الْوَاحِد يَقُول يَا بني عمنَا تجنبوا الشَّرّ والبغضاء ودافعوا عَن تِلْكَ الأحساب الشَّرِيفَة الَّتِي لم تسبق فِي الْفضل والشرف مِقْدَار كرَاع فَنحْن وَأَنْتُم من دوحة وَاحِدَة 2 - نزا وثب وارتفع وَالْمرَاد بِالْجَهْلِ مَا يَدْعُو إِلَيْهِ الْجَهْل من الشَّرّ والوادع المستريح يَقُول وثب الشَّرّ فِي الْمَكْرُوه بَيْننَا أَي ارْتَفع وَعلا فَكل يَأْخُذ مِنْهُ بِنَصِيب وَأَرَادَ أَنا نتحارب وَالْحَرب لادعة فِيهَا أَي لَا سُكُون فِيهَا وَلَا رَاحَة فَلهَذَا قَالَ غير وادع 3 - هُوَ أحد بني سِنْبِسٍ بن مُعَاوِيَة بن جَرْوَل أَبُو حَيّ من طَيء وَلم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة 4 - أُخْرَى من الخزي أَي الهوان أَو من الخزاية وَهِي الاستحياء والبطل الْبَاطِل والمين الْكَذِب يَقُول قسما بحياتك إِنِّي لَا أهان أَو لَا أستحيي إِذا مَا نسبتني إِلَى أصولي مَا دمت مُتبعا للحق مائلا عَن الْبَاطِل وَالْكذب 5 - تكلم أسته أَي تجرحها لكَونه موليا مُنْهَزِمًا وَقَومه بَنو عَمه أَي حِين ينهزم يولي الدبر فيطعن فِيهِ أسته فيخزي أَي فيذل ويهون وَقَوله هوينا أَي انحططن لِلطَّعْنِ يُرِيد أَن قومه يقاتلونه لبغضه لَهُم وَكفى بِهَذَا خزيا 6 - البغضة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 (وَنحن غلبنا بالجبال وعزها ... وَنحن ورثنا غيثا وبدينا) (وَأي ثنايا الْمجد لم نطلع لَهَا ... وَأَنْتُم غضاب تحرقون علينا) 3 - وَقَالَ سُبْرَة بن عَمْرو الفقعسي 4 - (أتنسى دفاعي عَنْك إِذْ أَنْت مُسلم ... وَقد سَالَ من ذل عَلَيْك قراقر)   والبغضاء أَشد الْعَدَاوَة وشرينا أَي أسرناكم وبعناكم وجدعنا آذانكم وَالْمعْنَى إِن تبغضونا فَحق لكم لأَنا قهرناكم وذللناكم وبالغنا فِي الْإِسَاءَة إِلَيْكُم وَقَوله فِي صدوركم أَي لَا تستطيعوا أَن تكاشفونا بالعداوة 1 - غلبنا بالجبال أَي جبال طيىء وغيث وبدين رجلَانِ من طيىء 2 - الثنايا جمع ثنية وَالْمرَاد بهَا عقبات الْمجد أَو طرائقه الصعبة وَقَوله تحرقون من حرق نابه يحرقه حرقا إِذا سحقه من غيظه يَقُول أَي عقبَة من الْعِزّ لم نعلها وَأَنْتُم تنْظرُون إِلَيْنَا غضابا 3 - هُوَ شَاعِر جاهلي يُخَاطب بِهَذِهِ الأبيات ضَمرَة بن ضَمرَة النَّهْشَلِي فِي الْمُفَاخَرَة الَّتِي كَانَت بَين عباد بن أنف الْكَلْب ومعبد بن نَضْلَة ابْن الأشتر الفقعسي وَقد كَانَا تنافرا إِلَى ضَمرَة وَكَانَ عباد جعل لَهُ مائَة من الْإِبِل إِن هُوَ قدمه على معبد فَفعل وضمرة هَذَا أول من ارتشى فِي الْجَاهِلِيَّة وَطلب عباد الْخطر الَّذِي اتفقَا عَلَيْهِ وَهُوَ مائَة من الْإِبِل يَدْفَعهَا من كَانَ الحكم عَلَيْهِ فَأبى معبد أَن يدْفع إِلَى عباد الْخطر فَتَحَاكَمُوا إِلَى النُّعْمَان بن الْمُنْذر فردهم إِلَى الْعُزَّى فَلَمَّا وصلوا إِلَيْهَا مَنعهم سَاد بهَا وَلم يُعْط عباد الْخطر وَغرم لضمرة مائَة من الْإِبِل وَعلم النَّاس أَن معبدًا أفضل من عباد فَقَالَ سُبْرَة هَذِه الأبيات 4 - الْمُسلم المخذول الَّذِي لَا نَاصِر لَهُ وَقَوله وَقد سَالَ من ذل الخ اسْتِعَارَة جميلَة وَكَلَام موجز حسن وقراقر اسْم وَاد وَالْمعْنَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 (ونسوتكم فِي الروع باد وجوهها ... يخلن إِمَاء وَالْإِمَاء حرائر) (أعيرتنا أَلْبَانهَا ولحومها ... وَذَلِكَ عَار يَا ابْن ريطة ظَاهر) 3 - (تحابي بهَا أكفاءنا ونهينها ... وَنَشْرَب فِي أثمانها ونقامر) 4 - وَقَالَ آخر من بني فقعس 5 - (أيبغي آل شَدَّاد علينا ... وَمَا يرغى لشداد فصيل) 6 - (فَإِن تغمز مفاصلنا تجدها ... غلاظا فِي أنامل من يصول)   دافعت عَنْك الْأَعْدَاء وَأَنت مخذل لَا نَاصِر لَك حِين سَالَ الْوَادي عَلَيْك ذلا وَهُوَ أَنا 1 - الروع هُنَا الْحَرْب وَقَوله يخلن إِمَاء أَي يَحسبن إِمَاء وَكَانَت الْحرَّة فِي ذَلِك الْوَقْت تتشبه بالأمة خوفًا على نَفسهَا من السَّبي وَقَوله وَالْإِمَاء حرائر مَعْنَاهُ أَنكُمْ تفرقتم حَتَّى تركْتُم إماءكم فِيمَا تركْتُم فصرن بِمَنْزِلَة الْحَرَائِر 2 - يُقَال عيره الْأَمر قَالَ الْمجد وَلَا تقل عيره بِكَذَا نسبه إِلَى الْعَار والذم وَظَاهر أَي زائل يُرِيد عيرتنا ألبان الْإِبِل ولحومها واقتناء الْإِبِل مُبَاح لَا مَحْظُور فِيهِ وعاره ذَاهِب 3 - نحابى من الْمُحَابَاة وَهِي الْعَطاء والأكفاء جمع كُفْء وَهُوَ النظير المماثل لَك وَقَوله ونهينها أَي للأضياف وَمن يطْلب الْقرى يَقُول نَحن نَجْعَلهَا حباء لنظرائنا ونبيعها فنصرف أثمانها إِلَى الْخمر والإنفاق ونضرب بِالْقداحِ عَلَيْهَا فِي الميسر عِنْد اشتداد الزَّمَان 4 - هُوَ عَمْرو بن مَسْعُود بن عبد مرَارَة وَهُوَ شَاعِر جاهلي لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة 5 - وَمَا يرغى لشداد فصيل أَي لَا يحمل فصيل لَهُم على رُغَاء بِأَن يفصل عَن أمه بنحر أَو هبة والفصيل ولد النَّاقة يصفهم بالبخل أَو الْمَعْنى أَنهم فُقَرَاء لَا فصيل لَهُم فيرغى 6 - الغمز الاختبار والتجربة والأنامل رُؤْس الْأَصَابِع يَقُول إِن جربتمونا وجدتمونا غلاظا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 1 - وَقَالَ جُزْء بن كُلَيْب الفقعسي (تبغى ابْن كوز والسفاهة كاسمها ... ليستاد منا أَن شتونا لياليا) 3 - (فَمَا أكبر الْأَشْيَاء عِنْدِي حزازة ... بِأَن أَبَت مزريا عَلَيْك وزاريا) 4 - (وَإِنَّا على عض الزَّمَان الَّذِي ترى ... نعالج من كره المخازي الدواهيا) 5 - (فَلَا تطلبنها يَا ابْن كوز فَإِنَّهُ ... غذ النَّاس مذ قَامَ النَّبِي الجواريا) 6 - (وَإِن الَّتِي حدثتها فِي أنوفنا ... وأعناقنا من الإباء كَمَا هيا)   على من يصول علينا 1 - قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن الْأَعرَابِي هُوَ جرير بن كُلَيْب لَا جُزْء وَكِلَاهُمَا لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة 2 - تبغى ابْن كوز أَي تطلب وَقَوله والسفاهة كاسمها اعْتِرَاض أَي أَن السفاهة قبيحة كَمَا أَن اسْمهَا قَبِيح وَقَوله ليستاد منا أَي يتَزَوَّج فِي سَادَاتنَا وَقَوله إِن شتونا أَي دَخَلنَا فِي الشتَاء والشتاء الجدب يُرِيد طلب منا الزواج فِي هَذَا الْوَقْت وَلَو كُنَّا فِي غير هَذَا الْوَقْت لما أمكنه أَن يجترئ على هَذَا 3 - الحزازة الغيظ وَيُقَال زرى عَلَيْهِ عابه وزرى بِهِ وضع مِنْهُ يَقُول لَيْسَ يشْتَد على رجوعك خائبا غير ظافر بطلبتك مزريا عَلَيْك بردنا إياك وزاريا علينا لتقديرك أَنا أسأنا إِلَى أَنْفُسنَا بانصرافنا عَنْك 4 - عض الزَّمَان تَحَامُله على أَهله والمعالجة المقاساة والمزاولة يَقُول نَحن نقاسي الدَّوَاهِي من شدَّة الْحَال وكلب الزَّمَان هربا من المخازي 5 - غذاه غذوا قَامَ بغذائه وَهَذَا كِنَايَة عَن أبطال الْعَادة الَّتِي كَانَت فِي الْعَرَب من وأد الْبَنَات من الْفقر أَو خَشيته والجواري جمع جَارِيَة وَهِي الْبِنْت وَالْمعْنَى لَا تطلب التَّزَوُّج بِالْمَرْأَةِ الَّتِي خطبتها فلك فِي سَائِر النَّاس مندوحة عَنْهَا فَإِن النِّسَاء قد كثرن بعد مبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 6 - الإباء الْكبر والنخوة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 1 - وَقَالَ زِيَادَة الْحَارِثِيّ (لم أر قوما مثلنَا خير قَومهمْ ... أقل بِهِ منا على قَومهمْ فخرا) 3 - (وَمَا تزد هينا الْكِبْرِيَاء عَلَيْهِم ... إِذا كلمونا أَن نكلمهم نزرا) 4 - (وَنحن بَنو مَاء السَّمَاء فَلَا نرى ... لأنفسنا من دون مملكة قصرا) وَقَالَ مسور بن زِيَادَة الْحَارِثِيّ 5 - (أبعد الَّذِي بالنعف نعف كويكب ... رهينة رمس ذِي تُرَاب وجندل)   هَهُنَا يَقُول إِن أصابتنا السّنة فَنحْن على مَا كُنَّا عَلَيْهِ من عزة النَّفس وَشرف الهمة كَمَا كنت تسمع بِهَذَا عَنَّا من قبل 1 - هُوَ زِيَادَة بن زيد بن مَالك وَيَنْتَهِي نسبه إِلَى الْحَارِث بن سعد بن هذيم وَهُوَ الَّذِي قَتله هدبة بن خشرم العذري وَكِلَاهُمَا شَاعِر إسلامي كَانَا فِي عهد بني أُميَّة 2 - الضَّمِير فِي بِهِ يرجع إِلَى مَا ذكره وَدلّ عَلَيْهِ قَوْله خير قَومهمْ وَتَقْدِير الْبَيْت لم أر خير قوم مثلنَا أقل بذلك فخرا منا على قَومنَا وَالْمعْنَى إِنَّا لَا نبغي على قَومنَا وَلَا نتكبر عَلَيْهِم بل نعدهم أمثالنا ونظراءنا فنباسطهم 3 - تزد هينا أَي تستخفنا والنزر الْقَلِيل يَقُول مَا يستخفنا الْكبر على قَومنَا إِذا كلمونا أَن نكلمهم قَلِيلا 4 - يسمون الْملك بِمَاء السَّمَاء لِأَنَّهُ للنَّاس بِمَنْزِلَة الْمَطَر فِي جوده وَالْقصر هُنَا الْغَايَة يَقُول نَحن بَنو ملك فَلَا نرى لأنفسنا غَايَة دون أَن نَكُون ملوكا 5 - النعف مَا استقبلك من الْجَبَل وكويكب جبل والرهينة الْمَرْهُون والرمس الْقَبْر والبقيا الْإِبْقَاء وَالْمعْنَى أأذكر بالبقيا بعد المدفون بنعف هَذَا الْجَبَل الْمَرْهُون فِي قبر ذِي تُرَاب وجندل أَي حِجَارَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 (اذكر بالبقيا على من أصابني ... وبقياي أَنِّي جَاهد غير مؤتلى) (فَإِن لم أنل ثَأْرِي من الْيَوْم أَو غَد ... بنى عمنَا فالدهر ذُو متطول) 3 - (فَلَا يدعني قومِي ليَوْم كريهة ... لَئِن لم اعجل ضَرْبَة أَو أعجل) 4 - (أنختم علينا كلكل الْحَرْب مرّة ... فَنحْن منيخوها عَلَيْكُم بكلكل) 5 - (يَقُول رجال مَا أُصِيب لَهُم أَب ... وَلَا من أَخ أقبل على المَال تعقل) 6 - (كريم أَصَابَته ذئاب كَثِيرَة ... فَلم يدر حَتَّى جئن من كل مدْخل) 7 - (ذكرت أَبَا أروى فأسبلت عِبْرَة ... من الدمع مَا كَادَت عَن الْعين تنجلي)   1 - المؤتلى المقصر يَقُول أبعد فقدي لأبي أذكر بالإبقاء على من قَتله وسامني الْخَسْف بقتْله وإبقائي عَلَيْهِ أَنِّي أجهد فِي قَتله والجهد لَا إبْقَاء فِيهِ وَلَكِن الْمَعْنى يكون مني الانتقام بدل الصفح 2 - متطول مصدر مثل التطول وَالْمعْنَى إِن لم أدْرك ثَأْرِي قَرِيبا فَفِي الدَّهْر تطاول 3 - أَو أعجل يُرِيد لمثلهَا فَحذف وَالْمعْنَى أَنه يَدْعُو على نَفسه بسلب الرياسة فَلَا يدعى للحروب إِن لم يجْتَهد فِي الطّلب بثأره فإمَّا أَن يقتل وَإِمَّا أَن يظفر 4 - إناخة الكلكل كِنَايَة عَن الْقَهْر والإبادة والكلكل الصَّدْر وَهُوَ هُنَا مثل وَهَذَا الْكَلَام تهديد فِي أَنه سيكافئهم على مَا بدؤا بِهِ 5 - أقبل على المَال أَي مَال الدِّيَة يَقُول يشيرون عَليّ بِأخذ الدِّيَة وَلم يصبهم مَا أصابني ولعلهم لَو أصيبوا بِمَا أصبت بِهِ لم تقنعهم الدِّيَة وَلم يرَوا أَخذهَا 6 - الذئاب هُنَا كِنَايَة عَن الْأَعْدَاء يَقُول إِن الَّذِي قَتله الْأَعْدَاء رجل كريم أَصَابُوهُ غدرا وغيلة وَلم يشْعر حَتَّى دخلُوا عَلَيْهِ من كل نَاحيَة 7 - أَبَا أروى كنية زِيَادَة والأسبال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وَقَالَ بعض بني جرم من طيىء (إخالك موعدي ببني جفيف ... وهالة أنني أَنهَاك هالا) (فإلا تَنْتَهِي يَا هال عني ... أدعك لمن يعاديني نكالا) 3 - (إِذا أخصبتم كُنْتُم عدوا ... وَإِن أجدبتم كُنْتُم عيالا) 4 - وَقَالَ آخر 5 - (اللؤم أكْرم من وبر ووالده ... واللؤم أكْرم من وبر وَمَا ولدا)   الْإِرْسَال وتنجلي أَي تنكشف يَقُول تذكرت أبي وَمَا كَانَ عَلَيْهِ من الهمم الْعَالِيَة والمزايا الفاضلة فجادت عَيْني بدمع لَا يَنْقَطِع 1 - إخالك بِمَعْنى أَظُنك وموعدي اسْم فَاعل من أوعده بِكَذَا هدده بِهِ وَبَنُو جفيف وهالة قبيلتان يَقُول أحسبك تهددني ببني جفيف وبهالة ثمَّ أقبل على هَالة فَقَالَ لَهَا إِنَّنِي أزجرك عَن نصْرَة من يعاديني وهال مرخم هَالة 2 - النكال اسْم لما يَجْعَل عِبْرَة للْغَيْر يَقُول إِن لم تَنْتَهِي عني يَا هَالة أنزلت بك عُقُوبَة يتعظ بهَا من يعاديني 3 - إِذا أخصبتم إِلَى آخِره يصفهم بالأشر والبطر عِنْد الخصب أَي إِذا وجدْتُم سَعَة عاديتمونا وَإِن أَسَاءَ إِلَيْكُم الزَّمَان وضاق بكم الْعَيْش فزعتم إِلَيْنَا واستجرتم بناحتي كأنكم عِيَال 4 - اسْمه الحكم بن زهرَة قَالَ الجُمَحِي وزهرة أمه وَهُوَ ابْن الْمِقْدَاد بن الحكم أحد بني مخاشن بطن من فَزَارَة وَيعرف بالحكم الْأَصَم الْفَزارِيّ وَلم أَقف على كَونه جاهليا أَو إسلاميا 5 - وبر بن الأضبط قَبيلَة من كلاب يَقُول اللؤم نَفسه أكْرم من وبر ووالده وَأَوْلَاده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 (قوم إِذا مَا جنى جانيهم أمنُوا ... من لؤم أحسابهم أَن يقتلُوا قَود) (واللؤم دَاء لوبر يقتلُون بِهِ ... لَا يقتلُون بداء غَيره أبدا) وَقَالَ آخر 3 - (أَلا ابلغا خلتي راشدا ... وصنوي قَدِيما إِذْ مَا تصل) 4 - (بِأَن الدَّقِيق يهيج الْجَلِيل ... وَأَن الْعَزِيز إِذا سَاءَ ذل) 5 - (وَأَن الحزامة أَن تصرفوا ... لحي سوانا صُدُور الأسل) 6 - (فَإِن كنت سيدنَا سدتنا ... وَإِن كنت للخال فَاذْهَبْ فَخَل)   1 - الْقود قتل الْقَاتِل بالقتيل يَقُول هم قوم إِذا جر أحدهم جريرة أَمن جَمِيعهم للؤم أحسابهم أَن يُؤَاخذ كلهم بهَا فَكيف بِالْوَاحِدِ مِنْهُم كَأَن دِمَاءَهُمْ لَا تفي بِدَم قَتِيل من غَيرهم 2 - واللؤم دَاء لوبر أَي داؤهم الدناءة يقتلُون بِهِ دون غَيره من الأدواء وَهَذَا مَأْخُوذ من قَوْلهم الْعُيُوب مقَاتل 3 - الْخلَّة الْخَلِيل والصنوان الفرعان يخرجَانِ من أصل وَاحِد هَذَا فِي الأَصْل وَالْمرَاد التَّشْبِيه وَإِذا ظرف وَتصل بِمَعْنى تبلغ إِلَيْهِمَا وَالْمرَاد من الصنو إِمَّا الْأَخ الشَّقِيق أَو الْعم أَي أبلغ خليلي وَأخي أَو عمي إِذا وصلت إِلَيْهِمَا 4 - بَان الدَّقِيق إِلَى آخِره مَعْنَاهُ أبلغاهما أَن صَغِير الْأُمُور يجني الْكَبِير وَأَن الْعَزِيز من الرِّجَال إِذا سَاءَ فعله وقبحت أخلاقه عَاد ذليلا بِأَن يتَجَاوَز حَده وَيدخل فِيمَا لَا يعنيه أَي إِن لم يتدارك الصَّغِير صَار كَبِيرا 5 - الحزامة والحزم ضبط الْأَمر وَالْأَخْذ فِيهِ بالثقة وصدور الأسل المُرَاد مِنْهَا الرماح يَقُول إِن ضبط الْأَمر وإصابة الرَّأْي أَن تردوا رماحكم إِلَى غَيرنَا وَلَا تريقوا الدَّم بَيْننَا وَهَذَا تهديد وإيعاد 6 - الْخَال هُنَا الْكبر يَقُول إِن رمت سيادتنا من وَجههَا سدت وَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 1 - وَقَالَ بعض بني أَسد (كلا أخوينا إِن يرع قومه ... ذَوي جامل دثر وَجمع عَرَمْرَم) 3 - (كلا أخوينا ذُو رجال كَأَنَّهُمْ ... أسود الشرى من كل أغلب ضيغم) 4 - (فَمَا الرشد فِي أَن تشتروا بنعيمكم ... بئيسا وَلَا أَن تشْربُوا المَاء بِالدَّمِ) 5 - وَقَالَ حُرَيْث بن عناب النبهاني 6 - (تَعَالَوْا أفاخركم أأعيا وفقعس ... إِلَى الْمجد أدنى أم عشيرة حَاتِم)   كنت للكبر فَاذْهَبْ واحسب أَنَّك سيد فَإنَّك لَا تكون 1 - اقتتل فريقان من قومه على بِئْر ادَّعَاهَا كل فَقَالَ هَذَا الشّعْر 2 - يرع من الروع وَهُوَ الْفَزع والجامل الْإِبِل والدثر الْكثير والعرمرم الْجَيْش الْعَظِيم يَقُول كلا أخوينا إِذا فزع دَعَا قومه لنصرته وَهَذِه صفتهمْ فِي الْكَثْرَة يريدانه إِذا دعاهم أعانوه بِأَنْفسِهِم وَأَمْوَالهمْ 3 - الشرى مأسدة والأغلب الغليظ الْعُنُق والضيغم فيعل من الضغم وَهُوَ العض يَقُول كلا أخوي يحتمي بِرِجَال كَأَنَّهُمْ فِي الشدَّة والإقدام أسود هَذِه المأسدة الَّتِي فِيهَا ضخامة عنق وَقُوَّة بَأْس وجلادة وصبر 4 - تشتروا مَعْنَاهُ تستبدلوا والبئيس ضد النَّعيم يَقُول لَيْسَ من الرشاد أَن تستبدلوا النَّعيم بالبؤس وَأَن تكْثر الْقَتْلَى بَيْنكُم فتشربوا المَاء ممزوجا بِالدَّمِ 5 - وجده مطر أحد بني نَبهَان بن عَمْرو بن الْغَوْث بن طيىء شَاعِر إسلامي من شعراء الدولة الأموية وَلَيْسَ بمذكور فِي الشُّعَرَاء لِأَنَّهُ كَانَ بدويا مقلا غير متصد للشعر فِي النَّاس لَا مدحا وَلَا هجاء وشعره لَا يعدو أمرا يَخُصُّهُ 6 - بَنو أعياء بن طريف بن عَمْرو أحد بني أَسد وفقعس حَيّ من بني أَسد وَأسد وطيىء حليفتان يَقُول هَلُمَّ أما جدكم أأعياء وفقعس أقرب إِلَى الْمجد أم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 (إِلَى حكم من قيس عيلان فيصل ... وَآخر من حسبي ربيعَة عَالم) (ضربناكم حَتَّى إِذا قَامَ ميلكم ... ضرّ بِنَا العدا عَنْكُم ببيض صوارم) 3 - (فحلوا بأكنافي وأكناف معشرى ... أكن حرزكم فِي المأقط المتلاحم) 4 - (فقد كَانَ أَوْصَانِي أبي أَن أضيفكم ... إِلَيّ وأنهى عَنْكُم كل ظَالِم) وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن كنيف النبهاني 5 - (تعز فَإِن الصَّبْر بِالْحرِّ أجمل ... وَلَيْسَ على ريب الزَّمَان معول) 6 - (فَلَو كَانَ يُغني أَن يرى الْمَرْء جازعا ... لحادثة أَو كَانَ يُغني التذلل) 7 - (لَكَانَ التعزي عِنْد كل مُصِيبَة ... ونائبة بالخر أولى وأجمل)   عشيرة حَاتِم 1 - أَرَادَ بالحكم من قيس عيلان هرم بن قُطْبَة وبالحكم من حييّ ربيعَة دغفلا النسابة وَحيا ربيعَة ذهل بن شَيبَان وَذهل بن ثَعْلَبَة 2 - قَامَ ميلكم بِمَعْنى تقوم فتركتم الْخلاف يَقُول ضربناكم حَتَّى إِذا اسْتَقَمْتُمْ ضربنا أعداءكم بسيوف قواطع يدل بذلك على قدرتهم عَلَيْهِم وعَلى غَيرهم 3 - المأقط الْمضيق فِي الْحَرْب يَقُول حلوا بناحيتي وناحية معشري نَكُنْ لكم حرْزا فِي الحروب 4 - أضيفكم أضمكم يَقُول قد كَانَ أَوْصَانِي أبي بضمكم إِلَيّ وزجر من أَرَادَ ظلمكم 5 - تعز أَي تصبر وَتحمل والريب صرف الدَّهْر وَقَوله معول أَي تعويل يَقُول تصبر فَإِن الصَّبْر بِالرجلِ الْكَرِيم أحسن من التخشع فِيمَا لَا يحسن الخضوع فِيهِ ثمَّ سلاه بقوله وَلَيْسَ على ريب الزَّمَان معول أَي أَن الزَّمَان متقلب متغير لَا يبْقى على حَالَة 6 - يُغني أَي ينفع والجزع محركا نقيض الصَّبْر والتذلل الخضوع والخشوع 7 - التعزي التصبر يَقُول لَو كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 (فَكيف وكل لَيْسَ يعد وحمامه ... وَمَا لامرئ عَمَّا قضى الله مزحل) (فَإِن تكن الْأَيَّام فِينَا تبدلت ... ببؤسى ونعمى والحوادث تفعل) 3 - (فَمَا لينت منا قناة صليبة ... وَلَا ذللتنا للَّتِي لَيْسَ تجمل) 4 - (وَلَكِن رحلناها نفوسا كَرِيمَة ... تحمل مَالا يُسْتَطَاع فَتحمل) 5 - (وقينا بِحسن الصَّبْر منا نفوسنا ... فَصحت لنا الْأَعْرَاض وَالنَّاس هزل) وَقَالَ آخر 6 - (وَكم دهمتني من خطوب ملمة ... صبرت عَلَيْهَا ثمَّ لم أتخشع)   فِي الْجزع مَنْفَعَة لما كَانَ يحسن وَكَانَ الصَّبْر أحسن مِنْهُ فَكيف وَلَيْسَ فِيهِ مَنْفَعَة ويوضحه الْبَيْت الَّذِي بعده 1 - يعدو يتَجَاوَز والمزحل المبعد من زحل عَن مَكَانَهُ إِذا تبَاعد عَنهُ أَي لَا يتَجَاوَز أحد مَا قدره الله عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ عَنهُ مبعد 2 - البؤسى اسْم للبؤس وَشدَّة الْحَاجة والتبدل الِاخْتِلَاف والنعمي ضد البؤسى والحوادث تفعل اعْتِرَاض أَي تَأتي باللين والصعوبة 3 - الْعَرَب تضرب الْمثل بالقناة فَيَقُولُونَ قناة بني فلَان صلبة أَي هم أعزاء أشداء وقناة بني فلَان خوارة أَي هم ضِعَاف 4 - رحلناها قيل مَعْنَاهُ رحلنا لَهَا فَالضَّمِير للحوادث كَقَوْلِهِم كلتك وكلت لَك أَي رحلنا لَهَا نفوسنا الْكَرِيمَة وحملناها مَا لَا تطِيق من أثقال الدَّهْر فَحَملته 5 - وقينا بِحسن الصَّبْر إِلَى آخِره مَعْنَاهُ أننا بِحسن صَبرنَا صحت لنا الْأَعْرَاض وأعراض النَّاس هزل لقلَّة صبرهم على الشدائد الَّتِي نَحن نصبر عَلَيْهَا 6 - دهمتني أَي فاجأتني والتخشع الخضوع يَقُول فاجأتني خطوب الدَّهْر الشَّدِيدَة مَرَّات كَثِيرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 (فأدركت ثَأْرِي وَالَّذِي قد فَعلْتُمْ ... قلائد فِي أَعْنَاقكُم لم تقطع) 2 - وَقَالَ عويف القوافي الْفَزارِيّ 3 - (ذهب الرقاد فَمَا يحس رقاد ... مِمَّا شجاك ونامت العواد) 4 - (خبر أَتَانِي عَن عُيَيْنَة موجع ... كَادَت عَلَيْهِ تصدع الأكباد) 5 - (بلغ النُّفُوس بلاؤه فكأننا ... موتى وَفينَا الرّوح والأجساد)   وحملت فوادحه فَلم أخضع بل اصطبرت لَهَا كَأَنَّهَا مَا دهمتني 1 - الَّذِي قد فَعلْتُمْ يَعْنِي قعودهم عَن نَصره مَعْنَاهُ أَن قعودهم عَن نَصره عَار لَهُم لَا يفارقهم كالقلائد فِي الْأَعْنَاق لَا تفارقها وهم يشبهون الْعَار اللَّازِم بالقلادة فِي الْعُنُق 2 - هُوَ ابْن مُعَاوِيَة بن عقبَة من بني فَزَارَة بن ذبيان وَإِنَّمَا أضيف إِلَى القوافي لقَوْله (سأكذب من قد كَانَ يزْعم أنني ... إِذا قلت قولا لَا أجيد القوافيا) وَهُوَ شَاعِر مقل من شعراء الدولة الأموية من سَاكِني الْكُوفَة وبيته أحد البيوتات الْمُتَقَدّمَة فِي الْعَرَب وَكَانَت أُخْته متزوجة بعيينة بن أَسمَاء الْفَزارِيّ فَطلقهَا فَكَانَ عويف مراغما لعيينة وَقَالَ المحرة لَا تطلق لغير مَا بَأْس فَلَمَّا حبس الْحجَّاج عُيَيْنَة وَقَيده قَالَ عويف هَذِه الأبيات 3 - الرقاد والرقود النّوم بِاللَّيْلِ وَقَوله فَمَا يحس أَي فَمَا أحس بِهِ وَلَا أشعر وشجاك أحزنك والعواد جمع عَائِد من العيادة يَقُول إِن الْعين لم تذق النّوم وَلم تكتحل بِهِ مِمَّا أحزنك وألم بك والعواد قد امْتَلَأت عيونهم بِالنَّوْمِ لخلو بالهم وفراغ قُلُوبهم من الْهم والحزن 4 - الْخَبَر الَّذِي أَتَاهُ هُوَ حبس عُيَيْنَة يَقُول إِن ذَلِك الْحزن وَهَذَا الْأَلَم من الْخَبَر الَّذِي أَتَانِي عَن عُيَيْنَة وَذَلِكَ الْخَبَر موجع مؤلم لَا أَسْتَطِيع تحمله حَتَّى كَادَت الأكباد تتطفر مِنْهُ وتنصدع 5 - بلاؤه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 (يرجون عَثْرَة جدنا وَلَو أَنهم ... لَا يدْفَعُونَ بِنَا المكاره بادوا) (لما أَتَانِي عَن عُيَيْنَة أَنه ... أَمْسَى عَلَيْهِ تظاهر الأقياد) 3 - (نخلت لَهُ نَفسِي النَّصِيحَة أَنه ... عِنْد الشدائد تذْهب الأحقاد) 4 - (وَذكرت أَي فَتى يسد مَكَانَهُ ... بالرفد حِين تقاصر الأرفاد) 5 - (أم من يهين لنا كرائم مَاله ... وَلنَا إِذا عدنا إِلَيْهِ معاد)   أَي بلَاء الْخَبَر والأجساد هُنَا جمع جَسَد وَهُوَ الدَّم يَقُول إِن هول ذَلِك الْخطب وصل أَثَره إِلَى النُّفُوس وَأثر فِيهَا أثرا سَيِّئًا حَتَّى صرنا كالأموات مَعَ بَقَاء الرّوح وَالدَّم فِينَا 1 - يُقَال عثر جد فلَان إِذا ذهب أمره وَهلك وبادوا هَلَكُوا أَي يرجون هلاكنا وَلَوْلَا مَكَاننَا لهلكوا 2 - لما بِمَعْنى حِين ظرف لقَوْله نخلت لَهُ نَفسِي أول الْبَيْت بعده وَقَوله تظاهر الأقياد أَي يكون بَعْضهَا فَوق بعض وَمِنْه قَوْلهم ظَاهر بَين درعين إِذا لبس إِحْدَاهمَا فَوق الْأُخْرَى 3 - نخلت لَهُ أَي أخلصتها لَهُ وَجَاءَت بصريحها والنصيحة الصدْق وَالْإِخْلَاص وَعدم الْغِشّ والأحقاد جمع حقد وَهُوَ الغل فِي الصَّدْر يَقُول لما أَتَانِي ذَلِك الْخَبَر ذهب مَا كَانَ فِي صَدْرِي وعطفت عَلَيْهِ فَإِن العداوات تذْهب عِنْد المصائب 4 - الرفد الْعَطاء وَالْجمع الأرفاد أَرَادَ ببذل الرفد فَحذف الْمُضَاف يَقُول ففكرت فِي نَفسِي وَقلت إِن فَقدنَا هَذَا الرجل فَأَي فَتى بعده يقوم ببذل الْعَطاء حِين يضن كل وَاحِد بِمَالِه يصفه بِالْكَرمِ والسخاء 5 - كرائم المَال خِيَاره أَي من يبْذل لنا خِيَار مَاله وَيكون لنا عِنْده معاد إِذا عدنا بعد هَذَا الْمَذْكُور وإهانة المَال تكون بالبذل والنحر للضيفان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 1 - وَقَالَ بشر بن الْمُغيرَة (جفاني الْأَمِير والمغيرة قد جَفا ... وَأمسى يزِيد لي قد ازور جَانِبه) 3 - (وَكلهمْ قد نَالَ شبعا لبطنه ... وشبع الْفَتى لؤم إِذا جَاع صَاحبه) 4 - (فيا عَم مهلا واتخذني لنوبة ... تنوب فَإِن الدَّهْر جم عجائبه) 5 - (أَنا السَّيْف إِلَّا أَن للسيف نبوة ... ومثلي لَا تنبو عَلَيْك مضاربه)   1 - وَعَمه الْمُهلب بن أبي صفرَة وَكَانَ بشر شَاعِرًا إسلاميا فَارِسًا مَشْهُورا ويشكو فِي هَذَا الشّعْر أَبَاهُ وَعَمه الْمُهلب وَذَلِكَ أَنه كَانَ مَعَ عَمه بخراسان فَلم يوله شَيْئا لَا ولَايَة بلد وَلَا ولَايَة عمل فَأَنْشد أبياتا وصلت إِلَى الْمُهلب وَكَانَ أَبوهُ الْمُغيرَة أَيْضا هُنَاكَ وَلم يساعده فَقَالَ هَذِه الأبيات فوصله أَبوهُ وكلم فِيهِ أَخَاهُ الْمُهلب فولاه كورة يُدِير عَملهَا 2 - أَرَادَ بالأمير الْمُهلب بن أبي صفرَة والمغيرة أَخُوهُ وَيزِيد ابْنه والازورار الانحراف وَالْمعْنَى جفاني عمي الْمُهلب والمغيرة أبي وَصَارَ ابْن عمي يزِيد منحرفا عني لاقتدائه بهما 3 - الشِّبَع قدر مَا يشْبع الرجل من الطَّعَام والشبع من الطَّعَام لَا يكون لؤما إِنَّمَا اللؤم الِانْفِرَاد بِهِ دون من لَهُ حَاجَة إِلَيْهِ يَقُول لم يبْق مِنْهُم أحد إِلَّا وَقد اخْتصَّ بغرضه وأرضى نَفسه دون غَيره فشبعوا وَتركُوا صَاحبهمْ مُحْتَاجا إِلَى الطَّعَام وَذَلِكَ لؤم ودناءة 4 - مهلا أَي رفقا والنوبة النائبة يَقُول فيا عَم رفقا بِي واستبقني وادخرني لنوازل الدَّهْر وحوادثه فَإِن الدَّهْر ذُو شؤن وعجائب كَثِيرَة 5 - نبوة السَّيْف أَن يرْتَد عَن الضريبة من غير تَأْثِير فِيهَا وَالْمُضَارب جمع مضرب بِكَسْر الرَّاء وَهُوَ الْموضع الَّذِي يضْرب بِهِ من السَّيْف يَقُول إِنَّك لَو اتخذتني لَك سِلَاحا فَأَنا كالسيف يمْضِي فِي ضريبته ويصمم إِلَّا أَن السَّيْف قد ينبو ويكل وَلَكِنِّي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 وَقَالَ بعض بني عبد شمس بن فقعس (يَا أَيهَا الراكبان السائران مَعًا ... قولا لسنبس فلتقطف قوافيها) (إِنِّي امْرُؤ مكرم نَفسِي ومتئد ... من أَن أقاذعها حَتَّى أجازيها) 3 - (لما رأوها من الأجزاع طالعة ... شعثا فوارسها شعثا نَوَاصِيهَا) 4 - (لاذت هُنَالك بالأشعاف عَالِمَة ... أَن قد أطاعت بلَيْل أَمر غاويها)   مَاض فِي عزيمتي لَا أتحول عَنْك وَلَا أخون عَهْدك 1 - سِنْبِسٍ حييّ من طيىء يَقُول لتدع قَول الشّعْر فِيمَا بَيْننَا وَبَينهَا فَإِن الْحَرْب أكبر أمرا من الهجاء وتقطف من قطف الثَّمَرَة مثل الْقطع 2 - المتئد من التؤدة وَهِي الإناة فِي الْأَمر والتمكث فِيهِ والمقاذعة الرَّمْي بالفحش من القَوْل أَي لَا أرْضى أَن أَقُول قصيدة بقصيدة حَتَّى أجازيها بِالْفِعْلِ 3 - الضَّمِير فِي رأوها يعود على الْخَيل والأجزاع جمع جزع وَهُوَ مُنْقَطع الْوَادي والشعث جمع أَشْعَث وَهُوَ المغبر من طول السّفر يَقُول لما رَأَوْا الْخَيل بارزة لَهُم من أجزاع الْوَادي طالعة عَلَيْهِم وَهِي شعث وفرسانها شعث أَي غبر لطول السّفر وَجَوَاب لما قَوْله لاذت هُنَالك إِلَى آخِره 4 - اللوذ بالشَّيْء التحصن بِهِ والأشعاف جمع شعفة وَهِي أَعلَى الْجَبَل وَأَعْلَى كل شَيْء وَقَوله أَن قد أطاعت أَن مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة أَي عَالِمَة أَنَّهَا قد أطاعت وَقَوله أَمر غاويها أَي الْأَمر الَّذِي دبره لَهَا غاويها يَقُول لما رَأَتْ الْخَيل طالعة عَلَيْهِم من أجزاع الْوَادي لاذت حِينَئِذٍ بأعالي الْجَبَل وهم يعلمُونَ فِي أنفسهم أَنهم قد أطاعوا فِي هَذَا الْأَمر غاويهم الَّذِي لم يرشدهم وَقد أبرم الْأَمر بِاللَّيْلِ فَلم يحسن التَّدْبِير فِيهِ مَعَ أَنه أجمع للفكر وأصفى للذهن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 1 - وَقَالَ آخر فِي ابْن لَهُ (لَا تعذلي فِي حندج إِن حندجا ... وَلَيْث عفرين لدي سَوَاء) 3 - (حميت عل العهار أطهار أمه ... وَبَعض الرِّجَال المدعين غثاء) 4 - (فَجَاءَت بِهِ سبط البنان كَأَنَّمَا ... عمَامَته بَين الرِّجَال لِوَاء)   1 - قَالَ هَذَا الشّعْر رجل من بني جناب حَيّ من بني الْقَيْن وَكَانَ متزوجا بنت عَم لَهُ فَولدت لَهُ ولدا يُقَال لَهُ سيار وَكَانَ لَهُ ابْن آخر من أمة يُقَال لَهُ حندج فَكَانَت بنت عَمه إِذا رَأَتْهُ يلاطف ابْن الْأمة غضِبت عَلَيْهِ ولامته فَأَنْشد هَذِه الأبيات 2 - حندج ابْنه وَقَوله وَلَيْث عفر بن قيل المُرَاد بِهِ الْأسد وَقيل هُوَ من قَوْلهم فِي الْحِكَايَة عَن الْعَرَب ابْن خمسين لَيْث عفرين وَالْمعْنَى أَن حندجا وَإِن كَانَ طفْلا فَكَأَنَّهُ فِي نَفسِي رجل قد بلغ حق الرجولية من عقل وتجربة وَغَيرهمَا 3 - حميت أَي صنت ومنعت والعهار جمع عاهر وَهُوَ الْفَاجِر والأطهار أَيَّام طهر الْمَرْأَة عَن الْحيض والغثاء فِي الأَصْل مَا تلقيه الْقدر عِنْد الغليان وَالْمرَاد أَن بعض الرِّجَال سقط لَا يعْتد بِهِ يَقُول إِن أمه لم تزل فِي صيانتي وحفظي فَلم يَمَسهَا أحد وَلم يصبهَا غَيْرِي وَلَيْسَ كل من يَدعِي نسبا لولد يكون ذَلِك الْوَلَد نجيبا ذكيا بل قد يكون غثاء سَاقِطا لَا يعْتد بِهِ وَقَوله المدعين أَي لَيْسَ كل من يَدعِي النّسَب إِلَى الْآبَاء يكون لَهُ أَب 4 - سبط البنان تَقول الْعَرَب فلَان سبط الْجِسْم إِذا كَانَ حسن الْقد معتدل الْقَامَة وَفُلَان سبط البنان وَالْيَدَيْنِ إِذا كَانَ سخيا كَرِيمًا وَقَوله عمَامَته بَين الرِّجَال لِوَاء كنى بذلك عَن طوله يمدحه بِالْكَرمِ وبالطول لِأَن الْعَرَب تستحبه يَقُول جَاءَت بِهِ أمه طَويلا كَانَ عمَامَته على رَأسه لِوَاء لطول قامته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 وَقَالَ آخر (رَأَيْت رِبَاطًا حِين تمّ شبابه ... وَولى شَبَابِي لَيْسَ فِي بره عتب) (إِذا كَانَ أَوْلَاد الرِّجَال حزازة ... فَأَنت الْحَلَال الحلو والبارد العذب) 3 - (لنا جَانب مِنْهُ دميث وجانب ... إِذا رامه الْأَعْدَاء مُمْتَنع صَعب) 4 - (وتأخذه عِنْد المكارم هزة ... كَمَا اهتز تَحت البارح الْغُصْن الرطب) 5 - وَقَالَ آخر 6 - (وَفَارَقت حَتَّى مَا أُبَالِي من النَّوَى ... وَإِن بَان جيران عَليّ كرام)   1 - لَيْسَ فِي بره عتب العتب الموجدة والملامة قيل مَعْنَاهُ أَنه يتحَرَّى أَنْوَاع الْبر بِأَبِيهِ فَيقوم بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَلَا يعتب عَلَيْهِ فِي شَيْء 2 - الحزازة وجع فِي الْقلب من غيظ يَقُول إِذا كَانَ الْأَوْلَاد تحزيزا أَي تقطيعا فِي الْقُلُوب لعقوقهم فِي مَوضِع الْبر فَأَنت الْعَسَل مشوبا بِالْمَاءِ العذب 3 - الدميث السهل يَقُول هُوَ سهل لنا مُمْتَنع على الْأَعْدَاء 4 - الهزة النشاط والارتياح والبارح من ريَاح الصَّيف وَإِنَّمَا خص البارح لِأَن الْغُصْن فِي الصَّيف أَلين مِنْهُ فِي الشتَاء يَقُول إِنَّه يجد نشاطا وارتياحا لفعل الْكَرم وحركة إِلَيْهِ كاهتزاز الْغُصْن تَحت الرّيح فِي زمن الصَّيف 5 - ذكرُوا أَن هَذَا الشّعْر لعبد الصَّمد بن المعذل شَاعِر فصيح من شعراء الدولة العباسية وَكَانَ هجاء خَبِيث اللِّسَان شَدِيد الْعَارِضَة 6 - النَّوَى الْبعد والبين الْفِرَاق يَقُول ألفت مُفَارقَة الوطن والإخوان شَيْء بعد شَيْئا إِلَى أَن صرت لَا أُبَالِي بالتنائي عَنْهُم وَإِن كرموا عَليّ عِنْد الْمُجَاورَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 (فقد جعلت نَفسِي على النأي تنطوي ... وعيني على فقد الحبيب تنام) 2 - وَقَالَ آخر 3 - (روعت بالبين حَتَّى مَا أراع لَهُ ... وبالمصائب فِي أَهلِي وجيراني) 4 - (لم يتْرك الدَّهْر لي علقا أضن بِهِ ... إِلَّا اصطفاه بنأي أَو بهجران) 5 - وَقَالَ طفيل الغنوي 6 - (وَمَا أَنا بالمستنكر الْبَين إِنَّنِي ... بِذِي لطف الْجِيرَان قدما مفجع)   1 - جعلت بِمَعْنى طفقت وَأَقْبَلت يَقُول أخذت نَفسِي تصبر على النأي وتنطوي على الْفِرَاق فَلَا يظْهر مِنْهَا جزع وعيني تنام على فقد الصّديق فَلَا تسهر لما تعودت من فِرَاق الْأَحِبَّة 2 - قَالَ أَبُو الْعَلَاء هَذَا يرْوى لمؤرج السدُوسِي وكنيته أَبُو فيد واسْمه عَمْرو بن الْحَارِث 3 - الروع الْفَزع والبين الْفِرَاق يَقُول فزعت بالفراق مرّة بعد أُخْرَى حَتَّى صرت لَا أرتاع لَهُ 4 - العلق الشَّيْء النفيس أَي لم أدخر لنَفْسي علقا نافست فِيهِ إِلَّا زاحمني الدَّهْر عَلَيْهِ فاستأثره إِمَّا بإيقاع بعد بَيْننَا أَو إِحْدَاث هجران وَقَطِيعَة 5 - هُوَ طفيل بن عَوْف يَنْتَهِي نسبه إِلَى غنى بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان وَهُوَ شَاعِر جاهلي من الفحول الْمَعْدُودين يُقَال إِنَّه أقدم شعراء قيس وَهُوَ أوصف الْعَرَب للخيل هُوَ والنابغة الْجَعْدِي وَأَبُو دؤاد الأيادي 6 - استنكر الشَّيْء وتناكره جَهله أَو كرهه وَقَوله بِذِي لطف الْجِيرَان أَرَادَ بلطف الْجِيرَان أَي باللطيف مِنْهُم والمفجع المفجوع يَقُول لست مِمَّن يجزع للبين ويفزع مِنْهُ فإنني قَدِيما مفجع بِفِرَاق الْأَحِبَّة وَقَطِيعَة الْأَصْحَاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 (جدير بِهِ من كل حَيّ صحبتهم ... إِذا أنس عزوا عَليّ تصدعوا) (وَإِنِّي بالمولى الَّذِي لَيْسَ نافعي ... وَلَا ضائري فقدانه لممتع) 3 - وَقَالَ الرَّاعِي 4 - (وَقد قادني الْجِيرَان حينا وقدتهم ... وَفَارَقت حَتَّى مَا تحن جمالِيًّا) 5 - (رجاؤك أنساني تذكر إخوتي ... وَمَالك أنساني بوهبين ماليا) وَقَالَ آخر   1 - جدير بِهِ أَي خليق بالبين يُرِيد أَنه لَا يَخْلُو من صَاحب لَهُ يفقده بِالْمَوْتِ أَو بالظعن والأنس من تأنس بِهِ وتصدعوا تفَرقُوا يَعْنِي أَنه ممتحن بِفِرَاق من يرتاح إِلَيْهِ 2 - الْمولى لَعَلَّ المُرَاد بِهِ ابْن الْعم وَلَا ضائري من ضاره بِمَعْنى ضره وَهَذَا الْبَيْت كَقَوْل الآخر (أقلب عَيْني لَا أرى من أحبه ... وَفِي الدَّار مِمَّن لَا أحب كثير) يَقُول لَا أمتع بِمن أحب وَلَكِن بِمن لَا يَنْفَعنِي وَلَا يضرني فَقده يذهب إِلَى أَنه لَا حَظّ لَهُ فِي بَقَاء الأحباء ودوام صحبتهم 3 - هُوَ عبيد بن حُصَيْن ابْن مُعَاوِيَة يَنْتَهِي نسبه إِلَى عَامر بن صعصعة والراعي لقب غلب عَلَيْهِ لِكَثْرَة وَصفه لِلْإِبِلِ ونعته إِيَّاهَا وَهُوَ شَاعِر فَحل من شعراء الْإِسْلَام وَكَانَ مقدما مفضلا ماجدا فِي قومه 4 - نسب الحنين إِلَى الْجمال لِأَنَّهَا فِي الحنين أقل صبرا يَقُول كنت أنقاد لَهُم لألفتي بهم وينقادون لي لعطفي عَلَيْهِم فَلَا نتفرق ثمَّ فَارَقت مرّة بعد أُخْرَى وقوما بعد قوم فصرت لَا أَحْزَن للفراق 5 - وهبين اسْم مَوضِع يَقُول شغلني رجاؤك عَن تذكر إخوتي وَمَالك أنساني مَالِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 (وَإِنَّا لتصبح أسيافنا ... إِذا مَا اصطبحن بِيَوْم سفوك) (مِمَّا برهن بطُون الأكف ... وأغمادهن رُؤْس الْمُلُوك) وَقَالَ آخر 3 - (لَا يمنعنك خفض الْعَيْش فِي دعة ... نزوع نفس إِلَى أهل وأوطان) 4 - (تلقى بِكُل بِلَاد إِن حللت بهَا ... أَهلا بِأَهْل وجيرانا بجيران) 5 - وَقَالَ بعض بني أَسد   1 - اصطبحن أَي شربن وَقت الْغَدَاة وَجعل الْيَوْم سفوكا لِأَن السفك يَقع فِيهِ 2 - المنابر مَوَاضِع النبر وَهُوَ الصَّوْت لِأَنَّهَا نصبت للمواعظ والخطب أَرَادَ أَنَّهَا تنتضي فتخطب واعظة للأعداء زاجرة لَهُم وَمعنى هَذَا الْبَيْت مَعَ الْبَيْت الَّذِي قبله إِنَّا لتصير أسيافنا إِذا شربت الصبوح من دم الْأَبْطَال فِي يَوْم سفوك للدماء بِهَذِهِ الْحَالة 3 - خفض الْعَيْش لينه والدعة السّكُون والنزوع الاشتياق يَقُول لَا يمنعك شوق نَفسك إِلَى أهلك ووطنك أَن تكون فِي لين من الْعَيْش ولذاذة فِي الْحَيَاة فَإنَّك تلقى بِكُل مَحل نزلت بِهِ أَهلا بدل أهلك وجيرانا بدل جيرانك وَإِنَّمَا وضع أَبُو تَمام هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي بَاب الحماسة لِأَنَّهُمَا صادران عَن قسوة شَدِيدَة وَعدم مبالاة بِمَا ينشأ من التَّحَوُّل عَن الْألف وَترك الصّديق والعشير وَلِأَن ترك الوطن والإخلال بالعشيرة رُبمَا أدّى إِلَى التخاذل والتقاتل فالصبر عَلَيْهِ كالصبر على الْقَتْل 4 - تلقى بِكُل بِلَاد إِلَى آخِره فِيهِ تَسْلِيَة للنَّفس عَن الْأَهْل 5 - قيل إِنَّهَا لعبد الْعَزِيز بن زُرَارَة ابْن جُزْء بن سُفْيَان أحد بني أبي بكر بن كلاب شَاعِر إسلامي وَهُوَ الَّذِي دفن تَوْبَة بن الْحمير بعد أَن قَتله بَنو عقيل لأمر كَانَ بَينهم يطول ذكره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 (إِلَّا أكن مِمَّن علمت فإنني ... إِلَى نسب مِمَّن جهلت كريم) (وَإِلَّا أكن كل الْجواد فإنني ... على الزَّاد فِي الظلماء غير شتيم) 3 - (وَإِلَّا أكن كل الشجاع فإنني ... بِضَرْب الطلا والهام حق عليم) 4 - وَقَالَ عَمْرو بن شأس 5 - (أَرَادَت عرارا بالهوان وَمن يرد ... عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم) 6 - (فَإِن كنت مني أَو تريدين صحبتي ... فكوني لَهُ كالسمن ربت لَهُ الْأدم)   1 - فإنني إِلَى نسب أَي فإنني أنتمي إِلَى نسب يَقُول إِلَّا أكن مِمَّن عرفتهم بالشرف فإنني أنتمي إِلَى نسب كريم مِمَّن جهلتهم 2 - الشتيم المشتوم وَمَعْنَاهُ إِن لم أكن النِّهَايَة فِي الْجُود فإنني طلق الْوَجْه بسهام عِنْد الْقرى لَا أعبس فَلَا أسب وَلَا أشتم وكنى بالظلماء عَن الجدب وَشدَّة الْحَاجة 3 - الطلا الْأَعْنَاق والهام الرؤس وَقَوله حق عليم أَي عليم جدا 4 - يَنْتَهِي نسبه إِلَى أَسد بن خُزَيْمَة شَاعِر مخضرم أدْرك الْإِسْلَام وَهُوَ شيخ كَبِير وَكَانَت لَهُ امْرَأَة من قومه وَابْن من أمة سَوْدَاء يُقَال لَهُ عرار فَكَانَت تعيره إِيَّاه وتؤذيه فَأنْكر عَمْرو عَلَيْهَا أذاها لَهُ وَقَالَ هَذِه الأبيات ثمَّ إِنَّه جهد أَن يصلح بَين ابْنه وَامْرَأَته فَلم يُمكنهُ ذَلِك وَجعل الشَّرّ يزِيد بَينهمَا فَلَمَّا رأى ذَلِك طَلقهَا ثمَّ نَدم وَلَام نَفسه 5 - عرار اسْم ابْنه يَقُول أَرَادَت امْرَأَتي إهانة عرار وَمن يطْلب ذَلِك فِي مثله فقد وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه 6 - نقل الْكَلَام عَن الْغَيْبَة إِلَى الْخطاب والمربوب المصلح والأدم جمع أَدِيم وَإِذا كَانَ الْأَدِيم مربوبا أَي مصلحا وَوضع فِيهِ السّمن لَا يُغَيِّرهُ يَقُول فَإِن كنت توافقيني وتريدين لُزُوم صحبتي فكوني لَهُ كالسمن الَّذِي لَا يتَغَيَّر إِذا رب لَهُ الْأَدِيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 (وَإِن كنت تهوين الْفِرَاق ظعيننتي ... فكوني لَهُ كالذئب ضَاعَت لَهُ الْغنم) (وَإِلَّا فسيري مثل مَا سَار رَاكب ... تجشم خمْسا لَيْسَ فِي سيره أُمَم 3 - (وَإِن عرارا إِن يكن ذَا شكيمة ... تقاسينها مِنْهُ فَمَا أملك الشيم) 4 - (وَإِن عرارا إِن يكن غير وَاضح ... فَإِنِّي أحب الجون ذَا الْمنْكب العمم) 5 - وَقَالَ إِسْحَاق بن خلف 6 - (لَوْلَا أُمَيْمَة لم أجزع من الْعَدَم ... وَلم أقاس الدجى فِي حندس الظُّلم)   1 - الظعينة الْمَرْأَة مَا دَامَت فِي الهودج ثمَّ أَرَادوا مِنْهَا الْمَرْأَة مُطلقًا وَقَوله كالذئب الخ أَرَادَ بِهِ الْفساد وَوُقُوع الشَّرّ وَهَذَا تهديد مِنْهُ لَهَا يَقُول إِن كنت تؤثرين مفارقتي فأسيئي عشرته وكوني لَهُ كالذئب ضَاعَت لَهُ الْغنم لأجل وُقُوعه فِيهَا 2 - التجشم تكلّف الشَّيْء بِجهْد ومشقة وَالْخمس من أظماء الْإِبِل وَهُوَ أَن تمنع من المَاء أَرْبَعَة أَيَّام وَترد فِي الْخَامِس والأمم الْقرب وَالْقَصْد أَرَادَ أَنه على غير قصد فَيكون أَشْقَى لَهُ يَقُول وَإِلَّا فارقيني وَليكن سيرك سير رَاكب تكلّف وُرُود المَاء للخمس على غير هِدَايَة وَقصد 3 - الشكيمة هُنَا شدَّة النَّفس وَقَوله فَمَا أملك الشيم أَي لَا أقدر على تَغْيِير خلقه وَهَذَا كَأَنَّهُ جَوَاب لاعتذارها من قلَّة الملاءمة بَينهمَا وَمَعْنَاهُ فإمَّا أَن تلائميه على مَا تقاسينه من شراسته وَإِمَّا أَن تفارقيني فَإِنَّهُ أحب إِلَيّ مِنْك 4 - الجون الْأسود والعمم التَّام وَكَانَ عرار هَذَا أحد الفصحاء الْعُقَلَاء 5 - هُوَ شَاعِر إسلامي 6 - الْعَدَم الْفقر والحندس شدَّة الظلمَة يَقُول لَوْلَا ابْنَتي أُمَيْمَة لم أخف من الْفقر وَلم أرحل فِي طلب المَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 (وَزَادَنِي رَغْبَة فِي الْعَيْش معرفتي ... ذل الْيَتِيمَة يجفوها ذَوُو الرَّحِم) (أحاذر الْفقر يَوْمًا أَن يلم بهَا ... فيهتك السّتْر عَن لحم على وَضم) 3 - (تهوى حَياتِي وأهوى مَوتهَا شفقا ... وَالْمَوْت أكْرم نزال على الْحرم) 4 - (أخْشَى فظاظة عَم أَو جفَاء أَخ ... وَكنت أُبْقِي عَلَيْهَا من أَذَى الْكَلم) 5 - وَقَالَ حطَّان بن الْمُعَلَّى 6 - (أنزلني الدَّهْر على حكمه ... من شامخ عَال إِلَى خفض)   1 - الْجفَاء نقيض الصِّلَة وذوو الرَّحِم الْأَقَارِب أَي زادني معرفتي بذل الْيَتِيمَة إِذا جفاها ذووها رَغْبَة فِي الْعَيْش 2 - الحذر والحذار الِاحْتِرَاز والإلمام النُّزُول وهتك السّتْر وَغَيره جذبه فَقَطعه من مَوْضِعه أَو شقّ مِنْهُ جزأ فَبَدَا مَا وَرَاءه وَهُوَ هُنَا مجَاز عَن الظُّهُور والكشف وكنى بقوله لحم على وَضم عَن النِّسَاء اللَّاتِي لَا دفاع بِهن وَمن كَلَام الْعَرَب النِّسَاء لحم على وَضم إِلَّا مَا ذب عَنهُ وَالْمعْنَى أحاذر إِلْمَام الْفقر بهَا فَيكْشف السّتْر عَمَّن لَا دفاع بِهِ 3 - الشَّفق الْخَوْف وَالْحرم جمع حَرِيم مَا تحميه وتدافع عَنهُ يَقُول هِيَ راغبة فِي أَن أعيش لَهَا وَأَنا أود مَوتهَا خوفًا من أَن أَرَاهَا فِي الْحَالة الَّتِي تقاسي مِنْهَا الذل والفقر وَالْمَوْت للنِّسَاء خير لَهُنَّ من تِلْكَ الْحَال 4 - أخْشَى فظاظة عَم إِلَى آخِره هَذَا الْبَيْت تَفْسِير لقَوْله أَهْوى مَوتهَا شفقا فِي الْبَيْت قبله والفظاظة الغلظة وَسُوء الْخلق يَقُول أشْفق من مغالظة عَم لَهَا أَو جفوة أَخ تلحقها وَمَا كنت أسمعها كلمة تؤذيها فضلا عَن الغلظة والجفاء 5 - هُوَ شَاعِر إسلامي 6 - معنى قَوْله أنزلني الدَّهْر على حكمه جعلني تَابعا لأَمره منقادا لحكمه والشامخ العالي والخفض مصدر بِمَعْنى المخفوض يَقُول إِنِّي كنت قَوِيا فصيرني الدَّهْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 (وغالني الدَّهْر بوفر الْغنى ... فَلَيْسَ لي مَال سوى عرضي) (أبكاني الدَّهْر وَيَا رُبمَا ... أضحكني الدَّهْر بِمَا يُرْضِي) 3 - (لَوْلَا بنيات كزغب القطا ... رددن من بعض إِلَى بعض) 4 - (لَكَانَ لي مُضْطَرب وَاسع ... فِي الأَرْض ذَات الطول وَالْعرض) 5 - (وَإِنَّمَا أَوْلَادنَا بَيْننَا ... أكبادنا تمشي على الأَرْض) 6 - (لَو هبت الرّيح على بَعضهم ... لامتنعت عَيْني من الغمض)   إِلَى الضعْف وَكنت مَالِكًا فجعلني مَمْلُوكا 1 - غالني أهلكني والوفر المَال وإضافته إِلَى الْغنى من إِضَافَة السَّبَب إِلَى الْمُسَبّب لِأَن المَال سَبَب الْغنى وَمَعْنَاهُ غلبني الدَّهْر على كَثْرَة المَال فَلم يبْق لي سوى نَفسِي 2 - يَا رُبمَا يَا للتّنْبِيه وَهَذَا اللَّفْظ يقْصد مِنْهُ التكثير وَمعنى الْبَيْت أبكاني الدَّهْر بِمَا أسخطني وَكَثِيرًا مَا أضحكني فِيمَا مضى بِمَا أرضاني 3 - بنيات تَصْغِير بَنَات والزغب الشّعْر اللين الصَّغِير وكنى بِهَذَا عَن الضعْف والصغر وَمعنى قَوْله رددن الخ أَي تتابعن وكثرن كل وَاحِدَة إِلَى جنب الْأُخْرَى وَالْمعْنَى لَوْلَا بنيات لي صغيرات كفراخ القطا الَّتِي عَلَيْهَا الزغب لصغرهن اجْتَمعْنَ لي فِي مُدَّة يسيرَة فَمن ثَانِيَة بعد أولى وَوَاحِدَة إِلَى جنب أُخْرَى 4 - المضطرب الِاضْطِرَاب وَالْحَرَكَة يَقُول لَوْلَا خوفي من ضياعهن لَكَانَ لي مجَال وَاسع فِي الأَرْض وَإِنَّمَا لَزِمت مَكَاني بسببهن 5 - تمشي على الأَرْض فِي مَوضِع الْحَال للأولاد وبيننا ظرف لتمشي وَالتَّقْدِير أَوْلَادنَا وَهِي مَاشِيَة على الأَرْض أكبادنا 6 - لَو هبت الرّيح إِلَى آخِره مَعْنَاهُ إِنَّه لَا يطمئن إِلَّا إِذا كَانُوا سَالِمين بأجمعهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 1 - وَقَالَ حَيَّان بن ربيعَة الطَّائِي (لقد علم الْقَبَائِل أَن قومِي ... ذَوُو جد إِذا لبس الْحَدِيد) 3 - (وَأَنا نعم أحلاس القوافي ... إِذا استعر التنافر والنشيد) 4 - (وَأَنا نضرب الملحاء حَتَّى ... تولي وَالسُّيُوف لنا شُهُود) 5 - وَقَالَ الْأَعْرَج المعني 6 - (أَنا أَبُو بَرزَة إِذْ جد الوهل ... خلقت غير زمل وَلَا وكل)   1 - قَالَ أَبُو هِلَال هَكَذَا قَالَ أَبُو تَمام وَنحن نقُول هُوَ حَيَّان بن عليق بن ربيعَة الطَّائِي أَخُو بني أخزم يَنْتَهِي نسبه إِلَى عَمْرو بن ثعل وَهُوَ شَاعِر جاهلي 2 - ذَوُو جد الْجد الْجهد والتشمير للسعي وَالْمرَاد بالحديد الدروع يَقُول تيقنت الْقَبَائِل أَن قومِي ذَوُو بَأْس شَدِيد فِي الْوَقْت الَّذِي يحْتَاج فِيهِ إِلَى لبس الدروع يصفهم بالشجاعة والنجدة ويروي ذَوُو حد وَالْحَد السِّلَاح 3 - يُقَال فلَان حلْس كَذَا أَي ملازم لَهُ أَي وَيشْهدُونَ أَيْضا أَنا نعم أَصْحَاب القوافي عِنْد التفاخر والتناشد 4 - الملحاء الكتيبة الْعَظِيمَة يَقُول وتيقنوا أَيْضا أَنا نضرب الكتيبة الْعَظِيمَة حَتَّى تولي وتنهزم وأسيافنا تشهد لنا بذلك لما فِيهَا من الفلول من كَثْرَة القراع والمجالدة 5 - قيل الصَّحِيح أَنَّهَا لعَمْرو بن يثربي وَكِلَاهُمَا من شعراء الْإِسْلَام والأعرج مَنْسُوب إِلَى معنى طيىء 6 - يُرِيد بِهَذَا أَنه ملازم لمبارزة الْأَعْدَاء ومنازلة الأقران يتَقَدَّم إِلَى الْحَرْب لَا يفتر وَلَا يضعف والوهل الْفَزع والزمل الضَّعِيف والوكل الَّذِي يتكل على غَيره يَقُول أَنا أول من يتَقَدَّم إِلَى الْحَرْب ويسرع إِلَى لِقَاء الْأَعْدَاء وَإِنِّي من يَوْم خلقت لست بجبان ضَعِيف يتكل عِنْد التجالد على غَيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 (ذَا قُوَّة وَذَا شباب مقتبل ... لَا جزع الْيَوْم على قرب الْأَجَل) (الْمَوْت أحلى عندنَا من الْعَسَل ... نَحن بني ضبة أَصْحَاب الْجمل) 3 - (نَحن بَنو الْمَوْت إِذا الْمَوْت نزل ... ننعى ابْن عَفَّان بأطراف الأسل) 4 - (ردوا علينا شَيخنَا ثمَّ بجل) وَقَالَ آخر 5 - (داو ابْن عَم السوء بالنأي والغنى ... كفى بالغنى والنأي عَنهُ مدويا)   1 - الشَّبَاب المقتبل الغض الْجَدِيد وَلَا جزع الْيَوْم الْيَوْم ظرف لقرب الْأَجَل يَقُول خلقت مقتبل الشَّبَاب لم تبلني السنون وَلم تضعفني النوائب والهموم وَلَا أجزع لقرب الْأَجَل 2 - الْمَوْت أحلى عندنَا من الْعَسَل أَي أَنا نَمِيل إِلَى الْمَوْت كَمَا نَمِيل إِلَى الْعَسَل وَقَوله نَحن بني ضبة نَحن مُبْتَدأ وَبني ضبة مَنْصُوب على الِاخْتِصَاص أَو الْمَدْح وَأَصْحَاب الْجمل خبر نَحن 3 - النعي الْإِخْبَار بِمَوْت الْمَيِّت والأسل الرماح 4 - بجل بمعني حسب وموضعه رفع على الابتدا وَخَبره مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ ثمَّ بجلنا ذَاك أَي حَسبنَا يَقُول نَحن من أصل الْمَوْت وَمن جنسه فَلَا نخافه عِنْد نُزُوله يُرِيد أَنهم لازموا الْحَرْب وداوموا عَلَيْهَا حَتَّى صَارُوا للْمَوْت كأولاده ثمَّ أخبر أَنهم لَا يخبرون بِمَوْت عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ إِلَّا بأطراف الرماح وأسنة القنا وكنى بِهَذَا عَن الْأَخْذ بثار عُثْمَان ثمَّ قَالَ لأَصْحَاب عَليّ رَضِي الله عَنهُ إننا لَا نطلب شَيْئا سوى الْأَخْذ بثأره 5 - داو أَي عالج والنأى الْبعد يَقُول تبَاعد عَن ابْن عمك إِذا كَانَ رديا واستغن عَنهُ فإنكما إِذا تقاربتما تحاسدتما وتباغضتما وَقَوله كفى بالغنى والنأى الخ يُريدَان التباعد عَن ابْن الْعم السَّيئ الْخلق الرَّدِيء الْفِعْل والاستغناء عَنهُ نعم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 (جزى الله عني مُحصنا ببلائه ... وَإِن كَانَ مولَايَ الْقَرِيب وخاليا) (يسل الْغنى والنأي أدواء صَدره ... ويبدي التداني غلظة وتقاليا) 3 - (أعَان عَليّ الدَّهْر إِذْ حك بركه ... كفى الدَّهْر لَو وكلته بِي كَافِيا) وَقَالَ رجل من بني كلب 4 - (وحنت نَاقَتي طَربا وشوقا ... إِلَى من بالحنين تشوقيني) 5 - (فَإِنِّي مثل مَا تجدين وجدي ... وَلَكِن أَصبَحت عَنْهُم قروني)   الدَّوَاء لداء صَدره وغل قلبه 1 - مُحصن هُوَ ابْن عَمه الَّذِي تأذى بِهِ يَقُول جزاه الله بِفِعْلِهِ فِينَا جَزَاء يُوَافق عمله وَإِن كَانَ مُتَّصِل السَّبَب بطرفي أبي وَأمي 2 - السل النزع والأدواء جمع دَاء وعنى بهَا مَا فِي الصَّدْر من الحزازات والأحقاد يَقُول إِن الِاسْتِغْنَاء عَنهُ والبعد ينْزع الْأَمْرَاض الَّتِي فِي قلبه وَأَن التداني والقرب مِنْهُ يظْهر الْعَدَاوَة والبغضاء وَمعنى الْبَيْت كالمثل السائر فرق بَين معد تحاب 3 - حك بركه البرك الصَّدْر وَإِنَّمَا خص الصَّدْر لِأَن الْبَعِير إِذا وضع صَدره على شَيْء فقد وضع ثقله عَلَيْهِ وكافيا آخر الْبَيْت اسْم فَاعل وضع مَوضِع الْمصدر أَي كفى الدَّهْر لَو وكلته بِي كِفَايَة مَعْنَاهُ أَنه لما رأى الدَّهْر مشتدا على ابْن عَمه أَعَانَهُ عَلَيْهِ وَكفى بالدهر وَحده مهينا لَهُ 4 - الحنين الشوق وَشدَّة الْبكاء وطربا مفعول لأَجله وَفِي الْبَيْت الْتِفَات وَقَوله تشوقيني حذف مِنْهُ النُّون الأولى استثقالا يَقُول طَال حنين نَاقَتي شوقا وطربا بِمن تهواه ثمَّ الْتفت إِلَيْهَا يخاطبها وَيَقُول وَلَكِن يَا نَاقَتي إِلَى من تشوقينني وتهيجين كامن حبي لَهُ وَهَذَا مِنْهُ تحسر وتأسف 5 - الْأَصْحَاب الانقياد والقرون النَّفس وَالْمعْنَى أَن وجدي مثل وَجدك وَلَكِن تابعتني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 (رَأَوْا عَرْشِي تثلم جانباه ... فَلَمَّا أَن تثلم أفردوني) (هنيأ لِابْنِ عَم السوء أَنِّي ... مجاورة بني ثعل لبوني) وَقَالَ رجل من بني أَسد 3 - (وَمَا أَنا بالنكس الدني وَلَا الَّذِي ... إِذا صد عني ذُو الْمَوَدَّة أحرب) 4 - (ولكنني إِن دَامَ دمت وَإِن يكن ... لَهُ مَذْهَب عني فلي عَنهُ مَذْهَب) 5 - (أَلا إِن خير الود ود تَطَوَّعت ... لَهُ النَّفس لَا ود أَتَى وَهُوَ مُتْعب)   نَفسِي باليأس مِنْهُم وَأَنت لَا تعرفين الْيَأْس 1 - الْعَرْش سَرِير الْملك كنى بِهِ عَن عز الرجل وشرفه والتثلم الْخلَل يَقُول لما رأى قومِي أَن عزى قد ذهب وَزَالَ تركوني فَردا لَا نَاصِر لي وَلَا عضد يُرِيد عدم وفائهم وَأَنَّهُمْ أهل غدر وخيانة 2 - بَنو ثعل قَبيلَة واللبون النَّاقة الَّتِي فِيهَا لبن وَهَذَا الْكَلَام يفهم أَنهم كَانُوا يتمنون بعده عَنْهُم وَيجوز أَن يكون هَذَا الْكَلَام توعدا مِنْهُ لَهُم وتهكما بهم يَقُول ليهنأ عَيْش ابْن عمي بِأَنِّي قطعت حبله وطويت كشحي عَنهُ وجاورت بني ثعل 3 - النكس الضَّعِيف وأحرب أَي أَقُول واحرباه وأصل الْحَرْب بِفَتْح الرَّاء سلب المَال وَالْمعْنَى إِنِّي لست بِالرجلِ الضَّعِيف الدنيء وَلست أَيْضا مِمَّن إِذا صد عَنهُ صَاحبه وَذُو وده ذل وخضع وتميز من الغيظ يُرِيد أَنه جلد قوي لَا يضعف عَن احْتِمَال الشدائد 4 - ولكنني إِن دَامَ دمت ويروى ولكنني مَا دَامَ دمت يَقُول لست أُبَالِي بصدود من يصد من ذَوي الْمَوَدَّة وَلكنه إِن دَامَ على محبته لي دمت أَنا عَلَيْهَا أَيْضا وَإِن سلك سَبِيلا آخر فلي عَنهُ مندوحة وسعة 5 - التَّطَوُّع الانقياد فِي سهولة وَقَوله أَتَى وَهُوَ مُتْعب أَي أَتَى بكره وَلم يَأْتِ بسهولة يَقُول إِن خير الود الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 1 - وَقَالَ أَبُو حَنْبَل الطَّائِي (لقد بلاني على مَا كَانَ من حدث ... عِنْد اخْتِلَاف زجاج الْقَوْم سيار) 3 - (حَتَّى وفيت بهَا دهما معقلة ... كالقار أردفه من خَلفه قار) 4 - (قد كَانَ سير فحلوا عَن حمولتكم ... إِنِّي لكل امْرِئ من جَاره جَار)   مَا أَتَى عفوا من غير تكلّف لَا مَا أَتَى متكلفا لَا سهولة فِيهِ 1 - اسْمه جَارِيَة ابْن مر الثعلي شَاعِر جاهلي وَهُوَ الَّذِي نزل عَلَيْهِ امْرُؤ الْقَيْس بعد أَن قتل أَبوهُ حجر وَكَانَ غُلَاما وَقد أشارت عَلَيْهِ بنته أَن يغدر وَيَأْكُل مَال حجر وَيَأْخُذ عِيَاله فَخرج صَارِخًا أَلا إِن جَارِيَة بن مر قد غدر يَقُولهَا مرَّتَيْنِ ثمَّ جَاءَ إِلَى بَيته ودعا بجذعة من غنم فاحتلبها وَشرب ثمَّ اسْتلْقى على قَفاهُ وَقَالَ وَالله لَا أغدر مَا أجزأتني جَذَعَة وَكَانَ عَامر قصير السَّاقَيْن فَقَالَت بنته وَالله مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ ساقي واف فَقَالَ وَكَيف بهما إِذا كَانَا ساقي غادرهما وَالله حِينَئِذٍ أقبح 2 - بلاني اختبرني وَالْحَدَث مَا يحدث من نَوَائِب الدَّهْر والزجاج جمع زج بِضَم الزَّاي وَهِي الحديدة فِي أَسْفَل الرمْح وَالْمرَاد الرمْح كُله وَالْقَوْم أَرَادَ بهم بني طيىء قومه وسيار اسْم رجل يَقُول لقد خبرني هَذَا الرجل على مَا اتّفق من حدث فَعرف حسن بلائي عِنْد اخْتِلَاف القنا بالطعن 3 - وفيت أَي أدّيت كَامِلا والدهم السود من الْإِبِل ومعقلة مشدودة وَكَانَ لسيار إبل سيقت فتضمنها لَهُ بِأَعْيَانِهَا يَقُول جعل سيار ينْتَظر مَا يكون مني حَتَّى وفيت لَهُ بإبله سُودًا مشدودة بعقلها كَأَنَّهَا فِي سوادها قار عولي بقار يُرِيد تَأْكِيد سوادها 4 - الحمولة الْإِبِل الَّتِي يحمل عَلَيْهَا يَقُول قد كَانَ سير للخوف والحذر قبل هَذَا الْوَقْت فإمَّا السَّاعَة وَقد بَلغْتُمْ المأمن فِي جواري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 1 - وَقَالَ يزِيد بن حمَار السكونِي يَوْم ذِي قار (إِنِّي حمدت بني شَيبَان إِذْ خمدت ... نيران قومِي وَفِيهِمْ شبت النَّار) 3 - (وَمن تكرمهم فِي الْمحل أَنهم ... لَا يعلم الْجَار فيهم أَنه الْجَار) 4 - (حَتَّى يكون عَزِيزًا من نُفُوسهم ... أَو أَن يبين جَمِيعًا وَهُوَ مُخْتَار) 5 - (كَأَنَّهُ صدع فِي رَأس شاهقة ... من دونه لعتاق للطير أوكار)   فحلوا عَن أحمالكم إِنِّي لكل رجل مِنْكُم جَار بَدَلا من جَاره الأول 1 - هَكَذَا قَالَ أَبُو تَمام وَالصَّحِيح أَنه عدي بن يزِيد بن حمَار من بني السّكُون وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَكَانَ نازلا فِي بني شَيبَان وَيَوْم ذِي قار كَانَ لبني شَيبَان على كسْرَى إبرويز وَهُوَ أول يَوْم كَانَ للْعَرَب على الْعَجم 2 - خمود النَّار المُرَاد مِنْهُ إِمَّا إطفاء جذوة الْحَرْب وَإِمَّا إمْسَاك الْيَد عَن الْقِتَال وشبت النَّار أَي أوقدت يَقُول إِنِّي حمدت بني شَيبَان إِذْ سكنت الْحَرْب فِيمَا بَين قومِي وشبت نيران الْحَرْب فِي بني شَيبَان يذم بِهَذَا قومه ويمدح بني شَيبَان كَأَنَّهُ يُرِيد أَن قومه لَيْسُوا أهل حَرْب وَلَا ذَوي بَأْس وَإِن بني شَيبَان أقوياء أعزاء لَا ترْضى أنفسهم بالضيم والذل 3 - التكرم وَالْإِكْرَام وَالْإِحْسَان وَالْمحل الجدب والشدة يَقُول إِنَّهُم يبالغون فِي إكرام الْجَار زمن الجدب حَتَّى يظنّ أَنه مِنْهُم 4 - حَتَّى يكون عَزِيزًا الخ يُرِيد أَنهم يكرمونه حَتَّى يكون أعز من أنفسهم وَقَوله أَو أَن يبين جَمِيعًا الخ أَو بِمَعْنى إِلَى أَي إِنَّه لَا يزَال فيهم مكرما مُحْتَرما إِلَى أَن يفارقهم مجتمعة أَسبَابه مُفَارقَة مُخْتَار لَا مكره 5 - الصدع هُنَا الْفَتى من الأوعال والشاهقة الْقلَّة المرتفعة من الْجَبَل وعتاق الطير جوارحها يَقُول كَأَنَّهُ فَتى من الأوعال فِي رَأس شاهقة لَا تصل إِلَيْهِ عتاق الطير وَهَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وَقَالَ آخر (نزلت على آل الْمُهلب شاتيا ... غَرِيبا عَن الأوطان فِي زمن مَحل) (فمازال بِي إكرامهم واقتفاؤهم ... وإلطافهم حَتَّى حسبتهم أَهلِي) وَقَالَ جَابر بن الثَّعْلَب الطَّائِي 3 - (وَقَامَ إِلَيّ العاذلات يلمنني ... يقلن أَلا تنفك ترحل مرحلا) 4 - (فَإِن الْفَتى ذَا الحزم رام بِنَفسِهِ ... جواشن هَذَا اللَّيْل كي يتمولا) 5 - (وَمن يفْتَقر فِي قومه يحمد الْغنى ... وَإِن كَانَ فيهم وَاسِط الْعم مخولا)   كِنَايَة عَن كَونهم يرفعون منزلَة الْجَار بَينهم ويحامون عَلَيْهِ فَلَا يصل إِلَيْهِ أحد بِسوء 1 - شاتيا أَي دَاخِلا فِي الشتَاء وَالْمحل الجدب مصدر وصف بِهِ الزَّمن 2 - واقتفاءهم أَي تتبعهم أُمُوره فيصلحونها والألطاف الْبر وَالْإِحْسَان يَقُول نزلت بهم فِي زمن الْمحل والجدب فأكرموني وَمَا زَالَ بِي إكرامهم وبرهم وإحسانهم مَعَ اقتفاء آثَار مَا أحتاج إِلَيْهِ حَتَّى ظَنَنْت أَنهم أَهلِي 3 - انتصب مرحلا على الْمصدر أَي أَلا تزَال ترتحل ارتحالا ينكرن عَلَيْهِ كَثْرَة أَسْفَاره وجولانه فِي الْبِلَاد 4 - جواشن اللَّيْل صدوره وأوائله وَهَذَا جَوَاب مِنْهُ لهَؤُلَاء العاذلات واعتذار عَمَّا يتحمله من مشاق السّفر وَاحْتِمَال الصعوبات كَأَنَّهُ قَالَ أكففن عَن العذل واللوم فَإِن الْفَتى الحاذق الضَّابِط لأَمره يَرْمِي بِنَفسِهِ فِي أَوَائِل اللَّيْل وصدوره لِاكْتِسَابِ المَال فيحمي نَفسه من الذل ويصون مَاء وَجهه عَن الإراقة حِين يسْأَل النَّاس 5 - وَاسِط الْعم أَي كريم الْعم والمخول كريم الْخَال وَالْمعْنَى أَنه إِذا افْتقر الْإِنْسَان فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 (ويزرى بعقل الْمَرْء قلَّة مَاله ... وَإِن كَانَ اسرى من رجال واحولا) (كَأَن الْفَتى لم يعر يَوْمًا إِذا اكتسى ... وَلم يَك صعلوكا إِذْ مَا نمولا) 3 - (وَلم يَك فِي بؤس إِذا بَات لَيْلَة ... يناغي غزالا فاتر الطّرف أكحلا) 4 - (إِذا جَانب أعياك فاعمد لجَانب ... فَإنَّك لَاق فِي بِلَاد معولا) وَقَالَ بعض طيىء 5 - (إِن أدع الشّعْر فَلم أكده ... إِذْ أزم الْحق على الْبَاطِل)   قومه يعرف فضل الْغَنِيّ فيحمده وَلَا يحمد قومه لأَنهم يحقرونه لافتقاره 1 - أسرى من رجال أَي أشرف مِنْهُم وأحولا أَي أَكثر حِيلَة يَقُول إِن قلَّة المَال تزري بعقل الْإِنْسَان وتشينه وَإِن كَانَ أشرف قومه وَأكْثر حلَّة وأبلغ حذقا من غَيره 2 - الصعلوك الْفَقِير يَقُول إِذا اكتسى الْفَتى فَكَأَنَّهُ لم يعر قطّ وَإِذا تمول فَكَأَنَّهُ لم يفْتَقر 3 - المناغاة المغازلة وَيُقَال طرف فاتر إِذا كَانَ غير حاد النّظر وَيُرَاد بِهِ الغنج والدلال يَقُول كَأَن الْفَتى لم يَك فِي بؤس وشقاء إِذْ بَات لَيْلَة يغازل فتاة حسناء فاترة الطّرف ذَات دلال وغنج كاحلة الْعَينَيْنِ أَي لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يذهب همه وَيَزُول عَنهُ مَا كَانَ يجده 4 - الْمعول الْمُعْتَمد والمتكل يَقُول إِذا سئمت جانبا من الأَرْض وأعيتك الْحِيلَة فِيهِ فأعمد إِلَى جَانب آخر تَجِد فِيهِ من يعْتَمد عَلَيْهِ وتكل أَمرك إِلَيْهِ 5 - فَلم أكده من أكدى الرجل أَي انْقَطع مَا عِنْده وَمَعْنَاهُ إِنِّي لم أترك الشّعْر عَن عجز وَيُرِيد بازم الْحق على الْبَاطِل تَرْجِيحه جَانب الْجد فِي كبره على الْهزْل وَاللَّهْو فِي زمن الشَّبَاب وألازم العض بِشدَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 (قد كنت أجريه على وَجهه ... وَأكْثر الصد عَن الْجَاهِل) وَقَالَ آخر (زعم العواذل أَن نَاقَة جُنْدُب ... بجنوب خبت عريت وأجمت) 3 - (كذب العواذل لَو رأين مناخنا ... بالقادسية قُلْنَ لج وجنت) وَقَالَ الرَّاعِي 4 - (كفاني عر فان الْكرَى وكفيته ... كلوء النُّجُوم وَالنُّعَاس معانقه) 5 - (فَبَاتَ يرِيه عرسه وَبنَاته ... وَبت أرديه النَّجْم أَيْن مخافقه)   1 - أَي قد كنت أجري الشّعْر على حَقه وكنهه وَمَعَ ذَلِك كنت أَكثر الصد والإعراض عَن الْجُهَّال كَأَنَّهُ يُرِيد إِنِّي مَعَ قدرتي على الشّعْر ووفور حظي مِنْهُ لَا أتبع فِيهِ طَرِيق أهل الهجاء والذم والقدح فِي الْأَعْرَاض بل كنت أسلك فِيهِ السَّبِيل السوي والنهج القويم فَلَا أسب أحدا وَلَا أهاجيه وَبِهَذَا يتَّفق صدر الْبَيْت مَعَ عَجزه 2 - خبت مَاء لكَلْب وعريت أَي من الرحل وأجمت أَي أريحت من الرّكُوب يَقُول زَعَمُوا أَن جندبا قد ألْقى رَحْله وأراح رَاحِلَته وَقعد عَن السّفر 3 - الْقَادِسِيَّة مَوضِع قريب من الْكُوفَة ولج وجنت ويروى لج وزلت أَي لج جُنْدُب فِي التباعد وزلت النَّاقة من طول السّفر وَهَذَا رجل بلغه أَن جندبا نسب إِلَى التَّقْصِير فِي سيره إِلَى الْعَدو فَقَالَ ذَلِك يكذب بِهِ العواذل فِيمَا حكينه عَن جُنْدُب 4 - عرفان اسْم صَاحبه والكرى النّوم وكلوء النُّجُوم مراقبتها يَقُول نَام هَذَا الرجل وكفاني الِاشْتِغَال بِالنَّوْمِ وكلأت النُّجُوم فكفيته السهر وَقد لَازم النعاس وعانقه 5 - الْعرس امْرَأَة الرجل وَهَذَا ظن من الْقَائِل وحدس لِأَن الساهر لَا يعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 وَقَالَ آخر (فلست بنازل إِلَّا ألمت ... برحلي أَو خيالتها الكذوب) (وَقد جعلت قلُوص ابنى سُهَيْل ... من الأكوار مرتعها قريب) 3 - (كَأَن لَهَا برحل الْقَوْم بوا ... وَمَا إِن طبها إِلَّا اللغوب) وَقَالَ آخر وَضرب بَنو عَم لَهُ مولى لَهُ اسْمه حَوْشَب 4 - (إِن كنت لَا أرمى وَتَرْمِي كِنَانَتِي ... تصب جانحات النبل كشحي ومنكبي)   من حَال النَّائِم أَنه يحلم أَو لَا يحلم وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن يُنَبه بِهَذَا الْكَلَام على استحكام نَومه وتلذذه بِهِ حَتَّى رأى فِيهِ زوجه وَبنَاته وَقَوله وَبت أريه النَّجْم أَي وَبت أراقب النَّجْم والمخافق المغارب وَهَذَا مثل قَوْله عز وَجل {فَمن اعْتدى عَلَيْكُم فاعتدوا عَلَيْهِ} 1 - يُقَال خيال وخيالة كَمَا يُقَال مَكَان ومكانة وَجعلهَا كذوبا لِأَنَّهَا لَا حَقِيقَة لَهَا يَقُول لست أنزل منزلا إِلَّا ألمت حبيبتي الَّتِي أهواها برحلي أَو ألمت خيالتها 2 - القلوص من النوق الشَّابَّة الْفتية والأكوار الرّحال يَقُول لم تتباعد هَذِه القلوص فِي الرَّعْي لما حط رَحلهَا عَنْهَا لما بهَا من الإعياء والكلال فبركت مَكَانهَا أَو رعت قَرِيبا ثمَّ بَركت 3 - البو جلد الحوار يحشى وَيقرب إِلَى أمه لتدر عَلَيْهِ والطب هُنَا الشَّأْن واللغوب الإعياء يُرِيد أَنَّهَا لَزِمت رحال الْقَوْم وأقامت عِنْدهم كَأَن لَهَا هُنَاكَ ولدا تعطف عَلَيْهِ وترؤمه وَلَا شَأْن لَهَا إِلَّا اللغوب والكلال كَأَن لَهَا فِي الرحل بوا فَهِيَ لَا تَبْرَح 4 - الكنانة تكون من جلد يوضع فِيهَا النبل وَإِذا كَانَت من خشب فَهِيَ الجفير قَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير صَاحب الْأَصْمَعِي جعل الكنانة هُنَا مثلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 (فَقل لبني عمي فقد وأبيهم ... منوا بهريت الشدق أشوس أغلب) (أفيقوا بني حزن وأهواؤنا مَعًا ... وأرحامنا مَوْصُولَة لم تقضب) 3 - (وَلَا تبعثوها بعد شدّ عقالها ... ذميمة ذكر الغب فِي المتعقب) 4 - (فَإِن تبعثوها تبعثوها ذميمة ... قبيحة ذكر الغب للمتغبب) 5 - (سآخذ مِنْكُم آل حزن بحوشب ... وَإِن كَانَ لي مولى وكنتم بني أبي)   لمَوْلَاهُ أَي إِن رمي مولَايَ وَلم أرم فَكَأَن النبل أصابني فأغضب وانتصر لَهُ والجانحات الكاسرات للجناح من قَوْلهم جنحه إِذا أصَاب جنَاحه 1 - منوا بهريت الشدق يُقَال مني بِكَذَا إِذا ابتلى بِهِ والهريت الْوَاسِع أَي بلوا بواسع الشدق وَيُقَال للأسد هريت والأشوس الغضبان المتكبر والأغلب الْأسد أَي قد ابتلوا وَقدر لَهُم من هَذِه صِفَاته 2 - لم تقضب أَي لم تقطع يستعطفهم وَيَقُول لَهُم انتبهوا من غفلتكم قبل وُقُوع الْحَرْب وأهواؤنا مجتمعة وأرحامنا مَوْصُولَة لم تقطع أَي اتْرُكُوا التجاهل علينا قبل أَن تخْتَلف أهواؤنا فَيجْرِي بَيْننَا الْمَكْرُوه 3 - وَلَا تبعثوها الخ تَقول بعثت النَّاقة أثرتها من مبركها وَالْغِب الْعَاقِبَة والغاية وَهَذَا الْبَيْت من الْأَمْثَال شبه الْحَرْب بالناقة فَقَالَ لَا تثيروها من مبركها بعد شدها بعقالها ذميمة الْعَاقِبَة فِي تعاقب الزَّمَان أَي لَا تبعثوا الْحَرْب بعد السّلم 4 - الغب الْعَاقِبَة أَي إِن تبعثوا الْحَرْب تذموها لما يلحقكم فِيهَا من الْقَتْل قبيحة ذكر الغب للمتغيب 5 - وَإِن كَانَ لي مولى ويروى وَإِن كَانَ مولَايَ فيدخله الْكَفّ وَهُوَ حذف النُّون من مفاعيل وَلَيْسَ فِي الحماسة بَيت مكفوف غَيره وَهُوَ الْأَشْبَه بطريقة الشُّعَرَاء لِأَنَّهُ يصير معرفَة مُضَافا مثل بني أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 وَقَالَ آخر (أَبوك أَبوك أَرْبَد غير شكّ ... أحلك فِي المخازي حَيْثُ حلا) (فَمَا أنفيك كي تزداد لؤما ... لألأم من أَبِيك وَلَا أذلا) 3 - وَقَالَ جميل بن عبد الله بن معمر العذري 4 - (أَبوك حباب سَارِق الضَّيْف برده ... وجدي يَا حجاج فَارس شمرا) 5 - (بَنو الصَّالِحين الصالحون وَمن يكن ... لآباء صدق يلقهم حَيْثُ سيرا)   1 - أَبوك أَبوك الأول مُبْتَدأ وَالثَّانِي تَأْكِيد لَهُ وأربد بدل مِنْهُ وَخبر الْمُبْتَدَأ أحلك وَغير شكّ نصب على الْمصدر وَالْمعْنَى أَن لؤم أَبِيه موروث وَأَنه قد اقْتدى بسلفه 2 - فَمَا أنفيك الخ مَعْنَاهُ إِنِّي لَا أبرئك من أَبِيك طلبا لِأَن أنسبك إِلَى من هُوَ ألأم مِنْهُ لتزداد لؤما وذلا لِأَن أَبَاك قد بلغ النِّهَايَة فِي هذَيْن الوصفين 3 - يَنْتَهِي نسبه إِلَى عذرة بن سعد هذيم وَجَمِيل شَاعِر إسلامي فصيح مقدم جَامع للشعر وَالرِّوَايَة وَكَانَ كثير راوية لَهُ وَكَانَ يقدمهُ على نَفسه ويتخذه إِمَامًا وَكَانَ جميل إِمَام المحبين وَسيد العاشقين لم يكن فِي زَمَنه أرق نسبيا مِنْهُ بِشَهَادَة أهل عصره 4 - سَارِق الضَّيْف برده أَصله سَارِق برد الضَّيْف لكنه أَضَافَهُ إِلَى الضَّيْف بِنَاء على قَوْلهم سرقت الضَّيْف برده وَالْمرَاد سرقت من الضَّيْف فَحذف الْجَار تَخْفِيفًا وَوصل الْفِعْل فَعمل فِيهِ وشمر اسْم فرس لجده وَأَرَادَ بِهَذَا أَن جده شُجَاع أبي النَّفس 5 - يُقَال فلَان ابْن صدق إِذا كَانَ كَرِيمًا مرضيا وَلَيْسَ الصدْق هُنَا ضد الْكَذِب وَالْمعْنَى أَنه يشبه أَبَاهُ فَإِن كَانَ صَالحا فَهُوَ صَالح وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَهُوَ مثله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 (فَإِن تغضبوا من قسْمَة الله حظكم ... فَللَّه إِذْ لم يرضكم كَانَ أبصرا) 2 - وَقَالَ أَبُو النشناش 3 - (إِذا الْمَرْء لم يسرح سواما وَلم يرح ... سواما وَلم تعطف عَلَيْهِ أَقَاربه) 4 - (فللموت خير للفتى من قعوده ... عديما وَمن مولى تدب عقاربه) 5 - (ونائية الأرجاء طامسة الصوى ... خدت بِأبي النشناش فِيهَا ركائبه) 6 - (ليكسب مجدا أَو ليدرك مغنما ... جزيلا وَهَذَا الدَّهْر جم عجائبه)   1 - فَإِن تغضبوا الْبَيْت مَعْنَاهُ إِن سخطتم مَا قسم الله تَعَالَى لكم فَللَّه أعلم بكم حَيْثُ لم يركم أَهلا لأكْثر من ذَلِك أَي أَن مَا حصلتم عَلَيْهِ من البخس فِي الْقِسْمَة حِكْمَة من الله عز وَجل ونصفة 2 - هُوَ شَاعِر إسلامي كَانَ لصا من لصوص بني تَمِيم بَين الْحجاز والشأم أَيَّام مَرْوَان بن الحكم 3 - يُقَال سرحت الْمَاشِيَة إِذا أخرجتها بِالْغَدَاةِ والسوام الْمَاشِيَة وأرحتها إِذا رَددتهَا بالْعَشي وَمَعْنَاهُ إِذا الرجل لم يكن ذَا مَال يسرحه أَي يُخرجهُ بِالْغَدَاةِ إِلَى المرعى ويريحه أَي يردهُ بالْعَشي وَلم يكن لَهُ أقَارِب يتعطفون عَلَيْهِ فالموت خير لَهُ 4 - العديم المعدم ودبيب العقارب كِنَايَة عَن الْأَذَى يَقُول إِذا الرجل لم يكن على مَا وصفت فورود الْمَوْت خير لَهُ من قعوده رَاضِيا بفقره وبأفضال مولى يُؤْذِيه بالمن 5 - النائية الْبَعِيدَة والأرجاء النواحي والصوى الْأَعْلَام وخدت أَي أسرعت والركائب الرَّوَاحِل وَالْمعْنَى رب مفازة بعيدَة الْأَطْرَاف دارسة الْأَعْلَام سَارَتْ بِأبي النشناش فِيهَا رواحله يُرِيد أَنه قوي على الْأَسْفَار لَا يُبَالِي بِمَا يَنَالهُ من التَّعَب وَالْمَشَقَّة 6 - الجم الْكثير يُرِيد أَنه إِنَّمَا يرتكب صعوبات السّفر ومشاقه لكسب الْمجد وَإِدْرَاك الْمغنم يذهب إِلَى أَنه إِنَّمَا لَا يرضى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 (وسائلة بِالْغَيْبِ عني وَسَائِل ... وَمن يسْأَل الصعلوك أَيْن مذاهبه) (فَلم أر مثل الْفقر ضاجعه الْفَتى ... وَلَا كسواد اللَّيْل أخفق طَالبه) 3 - (فعش معدما أَو مت كَرِيمًا فإنني ... أرى الْمَوْت لَا ينجو من الْمَوْت هاربه) 4 - (وَلَو كَانَ حَيّ ناجيا من منية ... لَكَانَ أثيرا حِين جدت ركائبه) وَقَالَ آخر 5 - (أَلا قَالَت العصماء يَوْم لقيتها ... أَرَاك حَدِيثا ناعم البال أفرعا)   أَن يكون الْفقر ضجيعا لَهُ 1 - بِالْغَيْبِ أَي بِظهْر الْغَيْب وَإِنَّمَا جعل سُؤال النَّاس عَنهُ بِظهْر الْغَيْب لِأَن هيبته وَالْخَوْف من وقعته يمنعان من سُؤَالهمْ إِيَّاه عَن حَاله وَمن يسْأَل الصعلوك هَذَا الِاسْتِفْهَام أنكاري أَي يجب أَن لَا تسئل الصعاليك عَن مذاهبهم وطرقهم لِأَنَّهَا لَا تعلم 2 - أخفق طَالبه أَي الطَّالِب فِيهِ أَي لم ينجح يَقُول لم أر كالفقر يَتَّخِذهُ الْفَتى ضجيعا أَي يرضى بِهِ وبلزومه لَهُ وَلم أر كسواد اللَّيْل أكدى رَاكِبه والطالب فِيهِ وَفِي هَذَا الْكَلَام تَنْبِيه على أَنه يجب أَن لَا يحصل وَاحِد مِنْهُمَا لَا الرِّضَا بالفقر وَلَا الإخفاق مَعَ ركُوب اللَّيْل 3 - المعدم الْفَقِير 4 - أثيرا أَي خليقا وجديرا وَالْمعْنَى لَو نجا حَيّ من الْحمام أَي الْمَوْت لَكَانَ هَذَا الصعلوك الَّذِي يطْلب الْمجد وتسري بِهِ فِي اللَّيْل الركائب أثيرا بذلك وخليقا بِهِ وَيَعْنِي بِهَذَا الصعلوك نَفسه 5 - أَرَاك حَدِيثا أَي حَدِيث السن وناعم البال مطمئنه والأفرع التَّام شعر الرَّأْس وَالْمعْنَى تَقول لي هَذِه الْمَرْأَة حِين مواجهتي لَهَا كَانَ عهدي بك حَدِيث السن تَامّ الشّعْر فَمَا بالك الْيَوْم قد كَبرت وانحسر شعر رَأسك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 (فَقلت لَهَا لَا تنكريني فقلما ... يسود الْفَتى حَتَّى يشيب ويصلعا) (وللقارح اليعبوب خير علالة ... من الْجذع المزجى وَأبْعد منزعا) وَقَالَ آخر 3 - (أَلا قَالَت الخنساء يَوْم لقيتها ... عهدتك دهرا طاوي الكشح أهضما) 4 - (فإمَّا تريني الْيَوْم أَصبَحت بادنا ... لديك فقد ألفي على البزل مرجما)   1 - فقلما يسود الْفَتى أَي قل سيادة الْفَتى أَن يبرز استكمالها إِلَّا مَعَ هَذِه الْحَالة والصلع انحسار شعر مقدم الرَّأْس يُرِيد أَن الْإِنْسَان لَا يبلغ الْمجد وَلَا ينَال السِّيَادَة إِلَّا بعد أَن يحصل على أَسبَابهَا وَذَلِكَ يحْتَاج إِلَى زمن طَوِيل وَوقت متسع يبلغ فِيهِ مبلغ الرِّجَال 2 - القارح الْبَالِغ غَايَة السن واليعبوب الْكثير الجري والعلالة هُنَا بَقِيَّة الجري والجذع ابْن سنتَيْن والمزجي الَّذِي يزجي فِي سيره قَلِيلا قَلِيلا والمنزع النُّزُوع إِلَى الْغَايَة يَقُول الْفرس المتناهي فِي الْقُوَّة وَالسّن أبعد غَايَة من ابْن سنتَيْن وَهُوَ مهمل لم يركب وَلم يرض ضرب ذَلِك مثلا لِأَن الرجل المنجذ المجرب للدهر الَّذِي كَبرت سنه وطالت تجربته أفضل من الصَّغِير الغر الَّذِي لم يزاول الشدائد وَلم يدْفع إِلَى المضائق 3 - الأهضم الخميص الْبَطن أَي قَالَت هَذِه الْمَرْأَة رَأَيْتُك زَمَانا لطيف الْبَطن رَقِيق الخصر مشمرا 4 - يُقَال بدن الرجل فَهُوَ بادن إِذا سمن والبزل النوق الَّتِي دخلت فِي التَّاسِعَة جمع بازل والمرجم الَّذِي يرْجم الْآفَاق بِنَفسِهِ وَيُقَال فرس مرجم شَدِيد الجري يَقُول فإمَّا تريني الْيَوْم ثقيلا لَا أَكثر الْحَرَكَة فقد ألفى أَي أوجد مرجما على البزل أَي كثير الْأَسْفَار عَلَيْهَا أرمي بهَا المفاوز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 وَقَالَ شبيب بن عوَانَة الطَّائِي (قضى بَيْننَا مَرْوَان أمس قَضِيَّة ... فَمَا زادنا مَرْوَان إِلَّا تنائيا) (فَلَو كنت بِالْأَرْضِ الفضاء لعفتها ... وَلَكِن أَتَت أبوابه من ورائيا) وَقَالَ جميل بن معمر العذري تقدّمت تَرْجَمته 3 - (فليت رجَالًا فِيك قد نذروا دمي ... وهموا بقتلي يَا بثين لقوني) 4 - (إِذا مَا رأوني طالعا من ثنية ... يَقُولُونَ من هَذَا وَقد عرفوني) 5 - (يَقُولُونَ لي أَهلا وسهلا ومرحبا ... وَلَو ظفروا بِي سَاعَة قتلوني) 6 - (وَكَيف وَلَا توفّي دِمَاؤُهُمْ دمي ... وَلَا مَالهم ذُو ندهة فيدوني)   1 - إِلَّا تنائيا أَي إِلَّا تباعدا يَقُول حكم مَرْوَان بن الحكم علينا حكما فَمَا زادنا إِلَّا تباعدا أَي اخْتِلَافا وبعدا عَن الرضى بِتِلْكَ الْقَضِيَّة 2 - لعفتها أَي كرهتها وَالضَّمِير للقضية الَّتِي قَضَاهَا مَرْوَان ووراء هُنَا بِمَعْنى قُدَّام يَقُول كنت مَحْبُوسًا فِي دَاره فَلم أجسر على إِظْهَار الْكَرَاهَة لحكمه 3 - فليت رجَالًا فِيك أَي بسببك ولقوني خبر لَيْت يَقُول فليت رجَالًا من قَوْمك قد أوجبوا على أنفسهم سفك دمي وَأَرَادُوا قَتْلِي لقوني وواجهوني وَفِي هَذَا الْكَلَام إِيهَام إِنَّهُم لَا يجسرون على التَّعَرُّض لَهُ بِدَلِيل الْبَيْت بعده 4 - التَّثْنِيَة طَرِيق الْعقبَة يَقُول إِذا مَا رأوني طالعا فِي ثنية مُقبلا إِلَيْهِم يتجاهلونني جبنا وأحجاما 5 - وَلَو ظفروا بِي أَي قدرُوا عَليّ يَقُول إِذا مَا رأوني فرحوا بِي ورحبوا وَلَو أَنهم قدرُوا عَليّ فِي سَاعَة لم أقدر فِيهَا على الدفاع لقتلوني 6 - الندهة كَثْرَة المَال فيدوني أَي فيقدروا على أَدَاء ديتي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 (لحا الله من لَا ينفع الود عِنْده ... وَمن حبله إِن مد غير متين) (وَمن هُوَ إِن تحدث لَهُ الْعين نظرة ... يقضب لَهَا أَسبَاب كل قرين) 3 - (وَمن هُوَ ذُو لونين لَيْسَ بدائم ... على خلق خوان كل أَمِين) 4 - وَقَالَ يحيى بن مَنْصُور الْحَنَفِيّ 5 - (وجدنَا أَبَانَا كَانَ حل ببلدة ... سوى بَين قيس قيس عيلان والفزر)   يَقُول وَكَيف ذَلِك وَلَا وَفَاء بدمائهم عَن دمي وَلَيْسَ عِنْدهم مَال كثير فيقدرون على أَدَاء ديتي 1 - يُقَال لحا الله فلَانا أَخْزَاهُ وأبعده والمتين الْقوي يَقُول أخزى الله من لَا يعرف الود وَمن لَا يَنْفَعهُ ويؤثر فِي نَفسه أثرا حسنا وَمن لَا متانة لحبله فِيهِ إِذا مد يَدْعُو بذلك على الوشاة والعواذل والرقباء 2 - يقضب لَهَا أَي يقطع لَهَا والقرين الصاحب يَقُول وأذل الله أَيْضا من إِذا أحدثت لَهُ الْعين نظرة إِعْرَاض أَو لفتة غضب قطع لأَجلهَا أَسبَاب كل وصلَة يَدْعُو أَيْضا على من لم يكن حبه صَادِقا ووده مُتَمَكنًا إِذا بدرت بادرة مِمَّن يُحِبهُ ذهب حبه وَزَالَ وده 3 - الْخلق السجية يَدْعُو أَيْضا على من يَتلون وَلَا يثبت على حَالَة وَاحِدَة وَلَا يَدُوم على خلق كثير الْخِيَانَة لكل أَمِين 4 - قَالَ أَبُو رياش هَذَا غلط من أبي تَمام لِأَن يحيى ابْن مَنْصُور ذهلي وَإِنَّمَا هَذِه الأبيات لمُوسَى بن جَابر الْحَنَفِيّ وَكِلَاهُمَا شَاعِر إسلامي مجيد وَسَيَأْتِي لمُوسَى بن جَابر ذكر 5 - سوى بِمَعْنى متوسطة فِي مَوضِع جر صفة لبلدة والفزر لقب سعد بن زيد مَنَاة وَالْمعْنَى وجدنَا أَبَانَا حل ببلدة متوسطة بَين ديار قيس عيلان وَسعد بن زيد مَنَاة أَي حل بَين مُضر ونأى عَن ربيعَة لِأَن قيسا والفزر من مُضر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 (فَلَمَّا نأت عَنَّا الْعَشِيرَة كلهَا ... أنخنا فحالفنا السيوف على الدَّهْر) (فَمَا أسلمتنا عِنْد يَوْم كريهة ... وَلَا نَحن أغضينا الجفون على وتر) 3 - وَقَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ 4 - (رَأَيْت فَضِيلَة الْقرشِي لما ... رَأَيْت الْخَيل تشجر بِالرِّمَاحِ) 5 - (ورنقت الْمنية فَهِيَ ظلّ ... على الْأَبْطَال دانية الْجنَاح)   1 - فَلَمَّا نأت عَنَّا الخ مَعْنَاهُ لما خذلتنا عشيرتنا وهم ربيعَة وقعدوا عَن نصرنَا اكتفينا بِأَنْفُسِنَا وأقمنا بدار الْحفاظ واتخذنا السيوف حلفاء على الدَّهْر 2 - الكريهة الْحَرْب أَي فَمَا خذلتنا فِي يَوْم حَرْب وَلَا نَحن أغضينا جفوننا على وتر وحقد يَعْنِي أَنهم أدركوا كل ثأر 3 - اسْمه عبد الله بن سلم السَّهْمِي أحد بني هُذَيْل بن مدركة وَهُوَ شَاعِر إسلامي من شعراء الدولة الأموية أحد بني هُذَيْل بن مدركة وَهُوَ شَاعِر إسلامي من شعراء الدولة الأموية وَكَانَ مواليا لبني مَرْوَان متعصبا لَهُم وَله فِي عبد الْملك مدائح وَقد كَانَ حَبسه ابْن الزبير إِلَى أَن شفع لَهُ رجال من قُرَيْش فَأَطْلقهُ بعد سنة فَلَمَّا ولى عبد الْملك وَحج لقِيه أَبُو صَخْر فأدناه عبد الْملك وقربه وَقَالَ لَهُ إِنَّه لم يخف على خبرك وَلَا ضَاعَ لَك عِنْدِي هَوَاك وَلَا موالاتك لنا فَقَالَ إِذا شفى الله من عدوي نَفسِي ورأيته قَتِيل سَيْفك وصريع أوليائك مصلوبا مهتوك السّتْر مفرق الْجمع فَمَا أُبَالِي بِمَا فَاتَنِي من الدُّنْيَا ثمَّ استأذنه فِي الشّعْر فَأذن لَهُ وَأحسن صلته وجائزته 4 - رَأَيْت من رُؤْيَة الْعين وفضيلة بِالتَّصْغِيرِ اسْم رجل بِعَيْنِه وتشاجر الْقَوْم بِالرِّمَاحِ تطاعنوا بهَا وتداخل بَعْضهَا فِي بعض 5 - يُقَال رنق الطَّائِر إِذا بسط جناحيه وَلم يقبضهما وَهَذَا الْفِعْل مَعْطُوف على الْفِعْل الَّذِي تناولته لما وَالْكَلَام كُله على الْمثل وَالْمجَاز يَقُول لما رَأَيْت الْخَيل تشجر بِالرِّمَاحِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 (فَكَانَ أَشَّدهم قلبا وبأسا ... وأصبر فِي الحروب على الْجراح) وَقَالَ بعض بني عبس (أرق لإرحام أَرَاهَا قريبَة ... لحار بن كَعْب لَا لجرم وراسب) 3 - (وَأَنا نرى أقدامنا فِي نعَالهمْ ... وآنفنا بَين اللحى والحواجب) 5 - (وأخلاقنا إعطاءنا وإباءنا ... إِذا مَا أَبينَا لَا ندر لعاصب)   وأشرفت الْمنية عَلَيْهِم إشراف الطَّائِر الباسط جناحيه أَبْصرت فَضِيلَة فَكَانَ أَشد الْقَوْم قلبا وبأسا وأسبقهم إِلَى الْحَرْب وأصبرهم على الْجراح عِنْد اللِّقَاء 1 - عبس والْحَارث بن كَعْب بن ضبة أخوة لأم 2 - لحار ابْن كَعْب أَي لحارث بن كَعْب ورخم الْحَارِث فِي غير النداء وَذَلِكَ جَائِز فِي الشّعْر وجرم بطن فِي طيىء وراسب حَيّ من الْعَرَب أَيْضا يَقُول يرق قلبِي لأرحام مشتبكة بَيْننَا من جِهَة الْحَارِث بن كَعْب لَا من جِهَة جرم وراسب يَقُول إِن نسب الْحَارِث بن كَعْب فِي نزار وَإِن كَانَ عدادهم فِي الْيمن وراسب من جرم وجرم من قضاعة 3 - وآنفنا جمع أنف يخبر أَنهم يرَوْنَ أَقْدَامهم وآنفهم تشبه أَقْدَامهم وآنفهم لهَذِهِ الْقَرَابَة وَإنَّهُ يرق لَهُم لذَلِك إِذْ كَانُوا قومه وَإِنَّمَا خص الْأَطْرَاف بالمشابهة لِأَنَّهَا تظهر للعيون والتشابه يتَعَلَّق بهَا أَكثر وَلم يقل بَين لحاهم لِأَنَّهُ اكْتفى بِإِضَافَة الْإِقْدَام وَالنعال واللحى جمع لحية 4 - وأخلاقنا إعطاءنا وإباءنا كَانَ يجب أَن يَقُول وأخلاقنا أَخْلَاقهم وَلكنه اعْتمد على أَن أَخْلَاقنَا مَعْطُوف على أقدامنا فيشترك مَعَه فِي حكم المشابهة أَي أَنا نرى أَخْلَاقنَا كأخلاقهم إِذا أعطينا أَو أَبينَا وَقَوله لَا ندر لعاصب أَي لَا نعطي على القسر بل برضانا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 1 - وَقَالَ رجل من حمير فِي وقْعَة كَانَت لبني عبد مَنَاة وكلب على حمير (من رأى يَوْمنَا وَيَوْم بني التيم ... إِذْ التف صيقه بدمه) 3 - (لما رَأَوْا أَن يومهم أشب ... شدوا حيازيمهم على ألمه) 4 - (كَأَنَّمَا الْأسد فِي عرينهم ... وَنحن كالليل جاش فِي قتمه)   1 - وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الشّعْر أَن بِلَاد بني سعد أجدبت فانتجع بَنو تيم ابْن مر وَبَنُو عبد مَنَاة بن أد وهم تيم وعدي وعكل إِلَى صحراء صنعاء فرعوا فِيهَا ثمَّ وَقعت حَرْب بَين حمير وصحار فظهرت صحار على حمير وَقتلُوا ملكا من مُلُوكهمْ فَجمعت حمير لصحار فارتحلت صحار من الْبَيْدَاء وَلَحِقت بِبِلَاد معد فثارت حمير إِلَى بني كلب تطلب بِدَم الْملك وكلب أخوة صحار فاستنجدت كلب بتيم الربَاب فأنجدتهم على حمير وظعن بَنو تيم من الصَّحرَاء وَلَحِقُوا ببلادهم فَصَارَت حمير إِلَى التيم وعدي وعكل وَالِي بني كلب بن وبرة فظهرت بَنو عبد مَنَاة وكلب على حمير ثَانِيَة وَقتلت التيم عَلْقَمَة بن ذِي يزن فَقَالَ بعض شعراء حمير هَذِه الأبيات 2 - من رأى على معنى يَا من رأى وَهُوَ تَمام الْوَزْن لِأَن الْبَيْت من المنسرح وَالْيَوْم المُرَاد بِهِ الْوَقْعَة والاستفهام الْغَرَض مِنْهُ التَّعَجُّب والصيق الْغُبَار والتفافه كَانَ برشاش الدَّم القاطر من الْجراح 3 - أشب أَي كثير الجلبة والأصوات والحيازيم الصُّدُور وَالْمرَاد الْقُلُوب وَهَذَا مثل لصبرهم على مَا لحقهم 4 - كَأَنَّمَا الْأسد أَي كَأَنَّمَا هم الْأسد فالأسد خبر لمبتدأ مَحْذُوف والعرين مأوى الْأسد والقتم يُطلق على الظلمَة وَالْغُبَار وَالْمرَاد الظلمَة يشبه بني التيم بالأسد فِي عرينها وَيُشبه نَفسه وَقَومه بِاللَّيْلِ الَّذِي يغلب بظلامه على كل شَيْء يُرِيد أَنهم غالبون على بني التيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 (لَا يسلمُونَ الْغَدَاة جارهم ... حَتَّى يزل الشرَاك عَن قدمه) (وَلَا يخيم اللِّقَاء فارسهم ... حَتَّى يشق الصُّفُوف من كرمه) 3 - (مَا برح التيم يعتزون وزرق ... الْخط تشفي السقيم من سقمه) 4 - (حَتَّى تولت جموع حمير والفل ... سَرِيعا يهوي إِلَى أممه) 5 - (وَكم تركنَا هُنَاكَ من بَطل ... تسفي عَلَيْهِ الرِّيَاح فِي لممه) 6 - وَقَالَ حسان بن نشبة الْعَدوي فِي ذَلِك   1 - حَتَّى يزل الشرَاك فِيهِ قلب وَالْأَصْل زلت الْقدَم عَن الشرَاك وَهَذَا مثل لمَوْته لِأَنَّهُ لَا يلبسهَا بعده وَالْمعْنَى أَنه يمدحهم بِحسن الدفاع عَن الْجَار والمحاماة عَنهُ وَأَنَّهُمْ لَا يسلمونه حَتَّى يَمُوت 2 - وَلَا يخيم اللِّقَاء أَي لَا يجبن عَن اللِّقَاء فَحذف الْجَار تَخْفِيفًا وَوصل الْفِعْل فَعمل وَالْمعْنَى أَن فارسهم لَا يجبن عَن اللِّقَاء بل يقدم إقداما يخرق الصُّفُوف لعزة نَفسه وكرمها 3 - يعتزون أَي ينتسبون وَيدعونَ يَا لفُلَان وزرق الْخط أَي الرماح تشفى المتكبر من كبره وَإِنَّمَا جعل الْفِعْل للرماح على الْمجَاز وَالسعَة 4 - حَتَّى تولت أَي مَا زَالُوا بِهَذِهِ الْحَالة إِلَى أَن انْهَزَمت جيوش حمير والفل مصدر وضع مَوضِع الْمَفْعُول والأمم الْقرب يَقُول مَا زَالَت الرماح تأخذهم من كل نَاحيَة حَتَّى أَدْبَرت جموع حمير وانهزموا كل وَاحِد يسْرع إِلَى قَصده للنجاة بِنَفسِهِ 5 - مَوضِع كم نصب على المفعولية من تركنَا وَيُقَال سفت الرّيح التُّرَاب حَملته وذرته واللمم جمع لمة وَالْمرَاد بهَا مَا تشعث من شعر الرَّأْس يَقُول وَكَثِيرًا تركنَا فِي تِلْكَ المعركة من الْأَبْطَال وهم مصرعون وَأَشَارَ بقوله هُنَاكَ إِلَى معترك الْقَوْم 6 - هُوَ أَخُو بني عدي بن عبد مَنَاة قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي هَذَا الِاسْم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 (نَحن أجرنا الْحَيّ كَلْبا وَقد أَتَت ... لَهَا حمير تزجي الوشيج المقوما) (تركنَا لَهُم شقّ الشمَال فَأَصْبحُوا ... جَمِيعًا يزجون الْمطِي المخزما) 3 - (فَلَمَّا دنوا صلنا فَفرق جمعهم ... سحابتنا تندى أسرتها دَمًا) 4 - (فغادرن قيلا من مقاول حمير ... كَأَن بخديه من الدَّم عِنْدَمَا) 5 - (أَمر على أَفْوَاه من ذاق طعمها ... مطاعمنا يمججن صابا وعلقما)   تَصْحِيف وَالصَّوَاب جساس بن نشبة التَّيْمِيّ 1 - أجرنا الْحَيّ أَي أدخلنا فِي جوارنا هَذِه الْقَبِيلَة وكلبا بدل من الْحَيّ قبله وتزجى الوشيج المقوما أَي تَسوق الرماح المثقفة وَالْمعْنَى أدخلنا فِي جوارنا هَذِه الْقَبِيلَة وضمنا لَهَا الدفاع عَنْهَا وَقد أَتَت لَهَا حمير بِالرِّمَاحِ 2 - شقّ الشمَال أَي جَانب الشمَال وَالْعرب تجْعَل الشمَال كِنَايَة عَن الشؤم والخزم الشد وَالْقطع يُقَال شِرَاك مَخْزُوم أَي مَقْطُوع وَمعنى الْبَيْت خلينا لَهُم فِي الانهزام شقّ الشؤم وجانبه فَأَصْبحُوا يسوقون مطاياهم حسرى 3 - يُقَال صال فلَان على قرنه إِذا أوقع بِهِ واستطال عَلَيْهِ حَتَّى يذل لَهُ وسحابتنا أَي جيشنا الَّذِي كَأَنَّهُ سَحَابَة وتندى أَي ترشح والأسرة الأوساط والطرائق وتستعمل فِي بطُون الأودية أَيْضا وَالْمعْنَى لما قربوا منا فِي الالتقاء صلنا عَلَيْهَا وبطشنا بهم فبدد شملهم جيشنا الَّذِي كَأَنَّهُ سَحَابَة تندى طرائقها دَمًا لِكَثْرَة السفك 4 - قيلا من مقاول حمير أَي ملكا من مُلُوكهمْ والعندم دم الْأَخَوَيْنِ وَقيل البقم أَي ابتدروه بِالسُّيُوفِ حَتَّى تَرَكُوهُ سَاقِطا مضرجا بدمه 5 - الصاب عصارة شجر مر والعلقم شجر مر أَيْضا وَقيل الحنظل وَالْمعْنَى صَارَت مطاعمنا مرّة على أَفْوَاه من ذاقها حَتَّى أَنَّهَا تمج بعد ذواقها صابا وعلقما وَهَذَا الْكَلَام كِنَايَة عَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وَقَالَ فِي ذَلِك أَيْضا (إِنِّي وَإِن لم أفد حَيا سواهُم ... فدَاء لتيم يَوْم كلب وحميرا) (أَبَوا أَن يبيحوا جارهم لعدوهم ... وَقد ثار نقع الْمَوْت حَتَّى تكوثرا) 3 - (سموا نَحْو قيل الْقَوْم يبتدرونه ... بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى هوى فتقطرا) 4 - (وَكَانُوا كأنف اللَّيْث لَا شم مرغما ... وَلَا نَالَ قطّ الصَّيْد حَتَّى تعفرا) وَقَالَ فِي ذَلِك هِلَال بن رزين أحد بني ثَوْر بن عبد مَنَاة بن أد 5 - (وبالبيداء لما أَن تلاقت ... بهَا كلب وَحل بهَا النذور)   كَونهم أولي بَأْس شَدِيد لَا يطاقون 1 - يُقَال فدَاه يفْدِيه فدَاء وفدى أعْطى شَيْئا فأنقذه وَالْمعْنَى إِنِّي وَإِن لم أفد حَيا غير تيم ترفعا بنفسي وإبقاء عَلَيْهَا فَإِنِّي أفديهم لما كَانَ مِنْهُم من حسن الْبلَاء يَوْم اجْتِمَاع كلب وحمير 2 - الْإِبَاحَة التَّخْلِيَة بَيْنك وَبَين الشَّيْء وَالنَّقْع الْغُبَار وتكوثر أَي تراكم يَقُول امْتَنعُوا أَن يخلوا بَين جيرانهم أَي قَبيلَة كلب وَبَين أعدائهم حمير وَقد ارْتَفع غُبَار الْمَوْت حَتَّى التف بالجو وَإِنَّمَا أضَاف النَّقْع إِلَى الْمَوْت تهويلا 3 - القيل الْملك وَيُقَال بادره وابتذره عاجله والتقطر السُّقُوط على أحد القطرين أَي علوا نَحْو الْملك يعاجلونه حَتَّى هوى أَي سقط على أحد قطريه أَي جانبيه وَفِي الْكَلَام اخْتِصَار كَأَنَّهُ قَالَ ابتدروه بالأسياف وضربوه حَتَّى سقط 4 - كأنف اللَّيْث ضرب ذَلِك مثلا للعزة والإباء لِأَن الْأسد أحمى الْحَيَوَان أنفًا والشم مجَاز عَن النوال والمرغم الذل وتعفر من العفر محركا وَهُوَ التُّرَاب يَقُول وَكَانُوا فِي ذَلِك الْيَوْم أَصْحَاب أَنَفَة وحمية كالأسد لَا ينَال ذلا وَلَا يتواضع لشَيْء وَلَا ينَال صَيْده إِلَّا إِذا عفره التُّرَاب 5 - الْبَيْدَاء هُنَا مَوضِع بِعَيْنِه مَعْرُوف وَأَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 (فحانت حمير لما الْتَقَيْنَا ... وَكَانَ لَهُم بهَا يَوْم عسير) (وأيقنت الْقَبَائِل من جناب ... وعامر أَن سيمنعها نصير) 3 - (أجادت وبل مد جنَّة فَدرت ... عَلَيْهِم صوب سَارِيَة درور) 4 - (فَوَلوا تَحت قطقطها سرَاعًا ... تكبهم المهندة الذُّكُور)   زَائِدَة يَقُول لما تلاقت قَبيلَة كلب وحمير بِهَذَا الْمَكَان وَحل بِهِ النذور أَي سَقَطت الْأَقْسَام عَن الحالفين لإدراكهم الأوتار وَنقض مَا كَانَ بَين القبيلتين من العهود وَجَوَاب لما فِي الْبَيْت بعده 1 - فحانت حمير أَي هَلَكت لِأَن الدائرة أَي الْهَزِيمَة كَانَت عَلَيْهِم 2 - جناب وعامر بطُون بني كلب وَأَن مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة وَاسْمهَا ضمير الشَّأْن مَحْذُوف وَالْمرَاد بالنصير آخر الْبَيْت بَنو التيم وَإِنَّمَا نكره ليَكُون أبلغ فِي تَعْظِيم النُّصْرَة كَأَنَّهُ أَرَادَ نصير من النصار أَي كَامِل من مَعْنَاهُ يَقُول وتيقنت الْقَبَائِل من جناب وعامر أَنه سيمنعهم ويحميهم مَانع وَيَنْصُرهُمْ نَاصِر شَدِيد قوي 3 - أجادت أرْسلت والوبل الْمَطَر الشَّديد الْعَظِيم الْقطر والمدجنة الْمظْلمَة والصوب نزُول الْمَطَر والسارية السحابة الَّتِي تَأتي لَيْلًا والدرور الْكَثِيرَة الدّرّ وَهُوَ فَاعل درت وَالْمعْنَى أَتَت سَحَابَة الْجَيْش بمطر جود فوبلت وبل سَحَابَة مظْلمَة لكثافتها وقربها من الأَرْض فصبت عَلَيْهِم المنايا در سَارِيَة وَالْكَلَام على سَبِيل التَّمْثِيل والتشبيه 4 - القطقط صغَار الْبرد شبه النبل النَّافِذ إِلَيْهِم بالقطقط من السَّحَاب وتكبهم تصرعهم والمهندة السيوف والذكور جمع ذكر وَهُوَ الصلب المتين يَقُول انْهَزمُوا أول الْأَمر وَلم يثبتوا تكبهم أَي تصرعهم المهندة الذُّكُور ثمَّ جمعت حمير لتيم فظهرت على تيم فَقَتَلُوهُمْ وَأسرُوهُمْ وخصوا مِنْهُم قوما واستعبدوا آخَرين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 1 - وَقَالَ جُزْء بن ضرار أَخُو الشماخ (أَتَانِي فَلم أسرر بِهِ حِين جَاءَنِي ... حَدِيث بِأَعْلَى القنتين عَجِيب) 3 - (تصاممته لما أَتَانِي يقينه ... وأفرع مِنْهُ مُخطئ ومصيب) 4 - (وَحدثت قومِي أحدث الدَّهْر فيهم ... وَعَهْدهمْ بالحادثات قريب) 5 - (فَإِن يَك حَقًا مَا أَتَانِي فَإِنَّهُم ... كرام إِذا مَا النائبات تنوب)   حَتَّى غزا الأضبط بن قريع صنعاء فاستنقذ أسراء بني تيم وَأصَاب فِي حمير وَنكى نكاية شيديدة 1 - وجده سِنَان بن أُميَّة بن عَمْرو وَيَنْتَهِي نسبه إِلَى غطفان وَهُوَ شَاعِر إسلامي وَهُوَ أَخُو الشماخ لِأَبِيهِ وَأمه وَلَهُمَا أَخ ثَالِث اسْمه مزرد وَهُوَ شَاعِر مَشْهُور أَيْضا ولجزء هَذَا شعر يرثي بِهِ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ حِين قتل 2 - القنتان جبل أسود مشرف بعض الإشراف وَلَيْسَ فِيهِ شَوَاهِق وَلَا صخور ينْبت الْكلأ يَقُول أَتَانِي حَدِيث عَجِيب فَكَرِهته وَلم أسر بِهِ حِين جَاءَنِي وَإِنَّمَا استعجب من الحَدِيث لتَضَمّنه مَا يكرههُ 3 - تصاممته أَي تصاممت عَنهُ أَي أظهرت صمما وتغافلت حَتَّى أَتَانِي يقينه وأفرع أَي صَادف الْفَرْع وَقَوله مِنْهُ مُخطئ ومصيب فالمخطئ الأول الَّذِي كذبه والمصيب الثَّانِي الَّذِي صدقه ويروى وأفزع من الْفَزع وَهُوَ الْخَوْف أَي أفزع الْمُخطئ والمصيب فِي حكايتهما للفظاعة 4 - أحدث الدَّهْر فيهم أَي أَصَابَهُم بحوادثه يَقُول بَلغنِي من أَحَادِيث النَّاس إِحْدَاث الدَّهْر فِي قومِي وإيقاعه بهم وَلم يمض على مَا فعله بهم من الْبلَاء والمحن عهد طَوِيل 5 - فَإِن يَك حَقًا أَي مَا بَلغنِي عَن قومِي من إِيقَاع الدَّهْر بهم وإنزال الْحَوَادِث عَلَيْهِم وَقَوله فَإِنَّهُم كرام الخ يُرِيد فَإِنَّهُم يصبرون صَبر الْكِرَام لَا يظهرون الْعَجز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 (فقيرهم مبدي الْغنى وغنيهم ... لَهُ ورق للسائلين رطيب) (ذلولهم صَعب القياد وصعبهم ... ذَلُول بِحَق الراغبين ركُوب) 3 - (إِذا رنقت أَخْلَاق قوم مُصِيبَة ... تصفى لَهَا أَخْلَاقهم وتطيب) 4 - (وَمن يغمروا مِنْهُم بِفضل فَإِنَّهُ ... إِذا مَا انْتَمَى فِي آخَرين نجيب) 5 - وَقَالَ الْقطَامِي   والضعف عِنْد نزُول النَّوَازِل 1 - مبدي الْغَنِيّ أَي مظهره وغنيهم لَهُ ورق هَذَا مثل ضربه للندى لِأَن الْوَرق بِهِ عَيْش المَال أَي الْإِبِل وَالْغنم ثمَّ يتَمَثَّل بِهِ لغيره من ضروب الْمَنَافِع يَقُول لَئِن فعل بهم الدَّهْر مَا فعل فَإِن فقيرهم لَا يظْهر التخشع والضعف بل يظْهر الْغنى وَالْعَفو والقناعة والغنى مِنْهُم لَا يزَال صَاحب ندى وبذل وَعَطَاء مَعَ طلاقة وَجه وابتسامة ثغر يُرِيد أَن الْحَوَادِث مَا لينت مِنْهُم قناة وَلَا ذللت مِنْهُم صفاة وَلَا جعلت الْغَنِيّ فيهم يضن بِمَالِه وينجل بِهِ 2 - الذلول الْحسن الْخلق الموطئ الأكناف وركوب فعول بِمَعْنى مفعول وَالْمعْنَى من كَانَ مِنْهُم سهل الْجَانِب ترَاهُ متعسرا إِذا سيم الضيم والأبي مِنْهُم معترف بِحَق الراغبين يركب بِهِ فَلَا يمْتَنع 3 - إِذا رنقت أَي كدرت يَقُول إِذا كدرت المصائب أَخْلَاق النَّاس فتغيرت فَإِن أَخْلَاق هَؤُلَاءِ تصفى لَهَا أَي كلما ازدادوا امتحانا بالدهر ازدادوا طلاقة وبشاشة 4 - وَمن يغمروا مِنْهُم بِفضل أَي وَمن يغمروه بِفضل وَيُقَال غمر فلَان فلَانا ببره إِذا عَمه بِهِ وَالْمعْنَى أَن الْمَفْضُول فيهم إِذا عموه بفضلهم ومعروفهم فَإِنَّهُ إِذا انتمي فِي غَيرهم كَانَ فَاضلا 5 - الْقطَامِي لقب غلب عَلَيْهِ واسْمه عُمَيْر بن شييم وَهُوَ شَاعِر إسلامي مقل وَكَانَ نَصْرَانِيّا وَكَانَ حسن التشبيب بِالنسَاء رَقِيقه وَكَانَ يمدح زفر بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 (من تكن الحضارة أَعْجَبته ... فَأَي رجال بادية تَرَانَا) (وَمن ربط الجحاش فَإِن فِينَا ... قِنَا سلبا وأفراسا حسانا) 3 - (وَكن إِذا أغرن على جناب ... وأعوزهن نهب حَيْثُ كَانَا) 4 - (أغرن من الضباب على حُلُول ... وضبة إِنَّه من حَان حانا)   الْحَارِث الْكلابِي وَأَسْمَاء بن خَارِجَة الْفَزارِيّ وَكَانَ زفر أسره فِي الْحَرْب الَّتِي كَانَت بَين قيس وتغلب فَأَرَادَتْ قيس قَتله فحال زفر بَينه وَبينهمْ وَمن عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مائَة من الْإِبِل وَكَانَ الْقطَامِي فحلا فِي الشّعْر رَقِيق الْحَوَاشِي كثير الْأَمْثَال 1 - الحضارة ضد البداوة وَالْمرَاد أهل الحضارة فَحذف الْمُضَاف يَقُول من أعجبه أهل الْحَضَر فِي حاضرتهم فَإنَّا أَحَق بالإعجاب مِنْهُم وَإِن كُنَّا من رجال البدو يُرِيد أَن كل مَا أعْجبك من رجال الْحَضَر فَهُوَ أَكثر بَيْننَا مِنْهُم وَإِن كُنَّا أهل بادية 2 - قِنَا سلبا أَي قِنَا تسلب النُّفُوس جمع سلوب يَقُول إِذا رَضِي غَيرنَا من أهل الْحَضَر بربط الْحمير واقتنائها فَإنَّا لَا نرضى إِلَّا بِمَا عندنَا من القنا الطوَال الَّتِي تسلب النُّفُوس وَالْخَيْل الحسان الَّتِي تعين على دفع الْأَعْدَاء يُرِيد أَنا لَا نرضى إِلَّا بالدفاع عَن الْحرم والإغارة على الْأَعْدَاء ويرضى غَيرنَا بِالْمَالِ والدعة 3 - وَكن أَي الْخَيل أنزلهَا منزلَة أَرْبَابهَا وهم المغيرون وأعوزهن أَي تعسر عَلَيْهِنَّ نهب وَهُوَ مَا ينتهب وَجَوَاب إِذا أول الْبَيْت بعده وَهُوَ أغرن وَالْجُمْلَة خبر كن يَقُول وَكَأن أَرْبَاب الْخَيل منا إِذا أَغَارُوا على نَاحيَة وتعسر عَلَيْهِم النهب وَالْغنيمَة 4 - الضباب يشْتَمل على ضبة وضبيب وحسل وحسيل فَلذَلِك سموا الضباب والحلول الَّذين يكونُونَ فِي مَكَان وَاحِد يَقُول إِنَّهُم لاعتيادهم الْغَارة لَا يصبرون عَنْهَا حَتَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 (وَأَحْيَانا على بكر أخينا ... إِذا مَا لم نجد إِلَّا أخانا) 2 - وَقَالَ الْأَعْرَج المعني 3 - (أرى أم سهل مَا تزَال تفجع ... تلوم وَمَا أَدْرِي علام توجع) 4 - (تلوم على أَن أمنح الْورْد لقحة ... وَمَا تستوي والورد سَاعَة تفزع) 5 - (إِذا هِيَ قَامَت حاسرا مشمعلة ... نخيب الْفُؤَاد رَأسهَا مَا يقنع) 6 - (وَقمت إِلَيْهِ باللجام ميسرًا ... هُنَالك يجزيني بِمَا كنت أصنع)   إِذا أعوزهم الأباعد وصعب عَلَيْهِم السَّلب عطفوا على الْأَقَارِب أَلا ترَاهُ تمم ذَلِك الْمَعْنى بِالْبَيْتِ بعده وَقَوله إِنَّه من حَان حانا هَذَا التَّرْكِيب فِيهِ الْتِفَات كَأَنَّهُ الْتفت إِلَى إِنْسَان وَقَالَ لَهُ إِنَّه من هلك بغزونا فقد هلك 1 - على بكر مُتَعَلق بِفعل مُضْمر دلّ عَلَيْهِ مَا قبله كَأَنَّهُ قَالَ وَأَحْيَانا أغرن على بكر 2 - هُوَ شَاعِر إسلامي مخضرم أدْرك الدولتين وَكَانَ أحد الْخَوَارِج زمن بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وَهُوَ الَّذِي تقدم ذكره فِي شعر مضى 3 - أم سهل امْرَأَته والتفجع التألم لمصيبة تصيب الْإِنْسَان وَجُمْلَة تلوم فِي مَوضِع الْحَال أَي تفجع لائمة وَمَا أَدْرِي علام توجع يُرِيد وَمَا أَدْرِي مَا مُقْتَضى هَذَا السُّؤَال وَهَذَا التفجع 4 - اللقحة النَّاقة الَّتِي بهَا لبن والورد اسْم فرسه يَقُول تعيب على إيثاري فرسي الْورْد بِلَبن لقحة وَمَا تستوي أم سهل مَعَ الْورْد سَاعَة الْفَزع 5 - الحاسر المنكشف الرَّأْس والمشمعل الجاد فِي جريه والنخيب الضَّعِيف وَالْمقنع اللابس القناع يَقُول وَمَا تستوي أم سهل مَعَ الْورْد سَاعَة الْفَزع إِذا قَامَت أم سهل مشمعلة أَي جادة فِي الجري نخيب الْفُؤَاد أَي طائرة اللب لإقناع على رَأسهَا لدهشتها وَهَذَا بَيَان لحالها سَاعَة الْفَزع 6 - ميسيرا أَي مُهَيَّأ وهنالك إِشَارَة إِلَى الْوَقْت الَّذِي يجزيني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 1 - وَقَالَ حجر بن خَالِد بن مَحْمُود بن عَمْرو بن مرْثَد بن مَالك بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة (كلبية علق الْفُؤَاد بذكرها ... مَا إِن تزَال ترى لَهَا أهولا) 3 - (فاقني حياءك لَا أبالك إِنَّنِي ... فِي أَرض فَارس موثق أحولا) 4 - (وَإِذا هَلَكت فَلَا تريدي عَاجِزا ... غسا وَلَا برما وَلَا معزالا)   فِيهِ بِمَا كنت أصنع بِهِ أَي أرى مِنْهُ مَا يسرني بِسَبَب مَا كنت أصنع مَعَه من إيثاري إِيَّاه بِاللَّبنِ على غَيره يَقُول فَأخذت اللجام وَقمت إِلَيْهِ مُهَيَّأ إِيَّاه لما أضمرته فِي نَفسِي وَعند ذَلِك يجزيني وَيقوم بطاعتي لما كنت أختصه بِهِ من التعهد وَحسن الْقيام عَلَيْهِ 1 - شَاعِر جاهلي 2 - علق الْفُؤَاد أَي تعلق بِامْرَأَة كلبية جعل صدر الْبَيْت على الْأَخْبَار عَنْهَا ثمَّ نقل الْكَلَام إِلَى مُخَاطبَة نَفسه فَقَالَ مَا إِن تزَال وَإِن زَائِدَة والأهوال جمع هول وَهُوَ المخافة من الْأَمر لَا يدْرِي مَا هجم عَلَيْهِ مِنْهُ يَقُول هام الْفُؤَاد بحبها وَتعلق بِذكر محاسنها وَلَا تزَال ترى من شدَّة الشغف بهَا أهوالا تقاسيها 3 - فاقني حياءك أَي الزميه من قَوْلهم قني الْحيَاء كرضي لزمَه وَقَوله لَا أبالك بعث وتحضيض وَلَيْسَ بِنَفْي لأَبِيهَا وَاللَّام مُؤَكدَة للإضافة لِأَن الْمَعْنى لَا أَبَاك وَالْخَبَر مَحْذُوف وَالتَّقْدِير لَا أَبَاك مَوْجُود وَإِنَّمَا قَالَ موثق وَلم يكن قد أسر لعلمه بِمَا يؤول إِلَيْهِ فِي مقْصده كَأَنَّهُ لما وَطن نَفسه على ترك التحامي والإبقاء علم أَن الْعَاقِبَة الْأسر 4 - الغس الضَّعِيف والبرم الَّذِي لَا يدْخل مَعَ الْقَوْم فِي الميسر والمعزال الَّذِي لَا ينزل مَعَ الْقَوْم فِي السّفر وَلَكِن ينزل نَاحيَة عَن الْقَوْم يَقُول وَإِذا وافتني الْمنية فَلَا ترغبي فِي رجل عَاجز ضَعِيف وَلَا بخيل يتَنَحَّى نَاحيَة عَن الْقَوْم لَا يرافق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 (واستبدلي ختنا لأهْلك مثله ... يعْطى الجزيل وَيقتل الأبطالا) (غير الجدير بِأَن تكون لقوحه ... رَبًّا عَلَيْهِ وَلَا الفصيل عيالا) 3 - وَقَالَ رشيد بن رميض الْعَنْبَري 4 - (باتوا نياما وَابْن هِنْد لم ينم ... بَات يقاسيها غُلَام كالزلم) 5 - (خَدلج السَّاقَيْن خفاق الْقدَم ... قد لفها اللَّيْل لسواق حطم)   أحدا مِمَّن يصاحبه وَلَيْسَ قَصده فِي هَذِه الوصاة أَن يبعثها إِلَى تخير الرِّجَال وَإِنَّمَا المُرَاد اطلبي مثلي وَهُوَ يعلم أَنَّهَا لَا تظفر بِمن يماثله أَو يُقَارِبه 1 - الختن الصهر وَمثله مُبْتَدأ وَمَا بعده خبر لَهُ وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع نصب صفة للختن وَلَا يجوز نصب مثله يَقُول إِن أردْت الِاخْتِيَار فاختاري لأهْلك صهرا كَرِيمًا شجاعا يبْذل المَال الْكثير وَيقتل الْأَعْدَاء الْأَشِدَّاء 2 - غير الجدير صفة للختن واللقوح النَّاقة ذَات اللَّبن والفصيل ولد النَّاقة يَقُول اخْتَارِي ختنا لَا يكون خليقا بِأَن يكون مَمْلُوكا لمَالِكه لَا مَالِكًا وَيحل الفصيل مِنْهُ مَحل الْعِيَال لَا مَحل المَال 3 - أحد بني عنزة شَاعِر جاهلي مقل يَقُول هَذَا الشّعْر فِي شُرَيْح ابْن ضبيعة حِين مَا غزا الْيمن فِي جموع جمعهَا من ربيعَة وَأم شُرَيْح اسْمهَا هِنْد بنت حسان بن عمر بن مرْثَد وَأول هَذَا الشّعْر كَمَا فِي الأغاني (هَذَا أَوَان الشد فاشتدي زيم) ولقب شُرَيْح بالحطم لهَذَا 4 - الزلم وَاحِد لأزلام وَهِي السِّهَام الَّتِي كَانَت أهل الْجَاهِلِيَّة يستقسمون بهَا يَقُول إِنَّهُم أَقَامُوا اللَّيْلَة وهم نيام وَابْن هِنْد لم تذق عينه النّوم أَي بَات يعاني الْغَارة كَيفَ يوقعها غُلَام مدجج بِالسِّلَاحِ خَفِيف كَأَنَّهُ قدح 5 - خَدلج السَّاقَيْن أَي ممتلئهما خفاق الْقدَم أَي سريع الخطو قد لفها اللَّيْل جعل الْفِعْل لِليْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 (لَيْسَ براعي إبل وَلَا غنم ... وَلَا بجزار على ظهر وَضم) (من يلقني يود كَمَا أودت إرم) 3 - وَقَالَ جَعْفَر بن علبة الْحَارِثِيّ حِين لَقِي بني عقيل وَقد تقدّمت تَرْجَمته   على الْمجَاز وأصل الحطم الْكسر وَالْمعْنَى جمع اللَّيْل هَذِه السَّاق بِرَجُل متناهي الْقُوَّة عنيف السُّوق لَا يرفق بوسائقه رفق الرُّعَاة وَلَا رفق الجزار وَذَلِكَ أَن الرَّاعِي مكتري لاستصلاح مرعيه والجزار لَا يستهلك مَاله يفسره الْبَيْت بعده 1 - الْوَضم شَيْء يوضع عَلَيْهِ اللَّحْم ليقيه من الأَرْض 2 - من يلقني يود كَمَا أودت إرم أَي من يحاربني يهْلك كَمَا هَلَكت إرم ذَات الْعِمَاد 3 - وَكَانَ من حَدِيثه مَعَ بني عقيل أَن بني عقيل بن كَعْب وَبني الْحَارِث بن كَعْب قوم جَعْفَر بن علبة حلوا بِأَرْض يُقَال لَهَا صهيد فَلَمَّا كَانَ ذَات عَشِيَّة برز فتيانهم يَلْعَبُونَ وبرزت لَهُم فتيات ينظرن إِلَيْهِم فَبَصر رجل من بني الْحَارِث بن كَعْب بِرَجُل من بني عقيل يغازل فتاة من بني الْحَارِث فَركب الْحَارِثِيّ فرسا وَأخذ رمحا وَطعن بِهِ الْعقيلِيّ فِي فِيهِ فدق نابه وشق لثته وَظن الْحَارِثِيّ أَن الرمْح قد بلغ مِنْهُ غير ذَلِك فولى وثار بَين الحارثيين والعقيليين منافسات ومنازعات وتقاطع وتدابر ثمَّ مضى زمن طَوِيل وَنَشَأ نشء فِي بني الْحَارِث وَفِيهِمْ شابان مترفان مختالان وهما عَليّ بن جعدب وجعفر بن علبة فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام لَقِي بَنو الْحَارِث وَفِيهِمْ جَعْفَر بن علبة وَعلي بن جعدب نَفرا من بني عقيل فَقتل جَعْفَر وَعلي رجلا من بني عقيل فَوَقع بَين القبيلتين من الوقائع مَا يطول ذكره وَكَانَ ذَلِك أَيَّام هِشَام بن عبد الْملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 (أَلا لَا أُبَالِي بعد يَوْم بسحبل ... إِذا لم أعذب أَن يَجِيء حماميا) (تركت بجنبي سحبل وتلاعه ... مراق دم لَا يبرح الدَّهْر ثاويا) 3 - (إِذا مَا أتيت الحارثيات فانعنى ... لَهُنَّ وخبرهن أَن لَا تلاقيا) 4 - (وقود قلوصى بَينهُنَّ فَإِنَّهَا ... ستضحك مَسْرُورا وتبكي بواكيا) وَقَالَ آخر 5 - (لعمري لرهط الْمَرْء خير بَقِيَّة ... عَلَيْهِ وَإِن عالوا بِهِ كل مركب) 6 - (من الْجَانِب الْأَقْصَى وَإِن كَانَ ذَا غنى ... جزيل وَلم يُخْبِرك مثل مجرب)   1 - سحبل اسْم وَاد وَالْحمام الْمَوْت أَي لَا أُبَالِي بِالْمَوْتِ إِذا سلمت من عَذَاب الله تَعَالَى 2 - التلاع جمع تلعة وَهِي أَرض مُرْتَفعَة يتَرَدَّد فِيهَا السَّيْل إِلَى بطن الْوَادي وثاويا أَي مُقيما يَقُول تركت بجانبي هَذَا الْوَادي ومسايل مَائه دَمًا مراقا لَا يزَال ذكره بَاقِيا على الدَّهْر 3 - فانعني لَهُنَّ أَي أخبرهن بموتي 4 - القلوص من النوق الشَّابَّة وَالْجمع قلص بِضَمَّتَيْنِ وقلائص يَقُول سر بناقتي حَتَّى تقف بَين النِّسَاء فَإِنَّهَا ستسر الشامت وتبكي الصّديق 5 - يُقَال عاليت بفلان بِمَعْنى أعليته يَقُول لعترة الرجل أحسن إبْقَاء عَلَيْهِ وَإِن أركبوه مراكب صعبة 6 - من الْجَانِب الْأَقْصَى أَي الْأَبْعَد مُتَعَلق بقوله خير بَقِيَّة فِي الْبَيْت الأول وَلم يُخْبِرك مثل مجرب يجْرِي مجْرى الِالْتِفَات وَهُوَ توكيد للْخَبَر الَّذِي أوردهُ يُرِيد أَنهم أَنْفَع لَهُ فِي إِيصَال الْخَيْر وَدفع الْمضرَّة من الأباعد وَإِن كَانُوا أَصْحَاب مَال كثير وَلَا يُخْبِرك بدقائق الْأُمُور وخفياتها إِلَّا المجرب الَّذِي عاينها وشاهدها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 (إِذا كنت فِي قوم وَلم تَكُ مِنْهُم ... فَكل مَا علفت من خَبِيث وَطيب) 2 - وَقَالَ البرج بن مسْهر الطَّائِي 3 - (فَنعم الْحَيّ كلب غير أَنا ... رَأينَا فِي جوارهم هَنَات) 4 - (وَنعم الْحَيّ كلب غير أَنا ... رزئنا من بَنِينَ وَمن بَنَات) 5 - (فَإِن الْغدر قد أَمْسَى وأضحى ... مُقيما بَين خبت إِلَى المسات)   1 - هَذَا الْبَيْت فِيهِ تحذير من الاغترار بالأجانب وَبعث على طلب موافقتهم وَترك الْخلاف عَلَيْهِم بعد الْحُصُول فيهم ويروي (إِذا كنت فِي قوم عدا لست مِنْهُم) أَي وَأَنت لَا تهوى هواهم فَكل مِمَّا علفت وَهَذَا من الْأَمْثَال 2 - هُوَ أحد بني جديلة ثمَّ أحد بني طريف بن عَمْرو وَهُوَ من معمري الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ خَلِيلًا للحصين بن الْحمام ونديما لَهُ على الشَّرَاب ثمَّ جرت هَنَات بَينهمَا بِسَبَبِهَا وَقعت الْحَرْب بَين قبيلتيهما وَوَقع البرج أَسِيرًا فَعرف الْحصين حق ندامته وعشرته لَهُ فَمن عَلَيْهِ وجز ناصيته وخلى سَبيله ثمَّ ذهب إِلَى بِلَاد الرّوم فَلم يعرف لَهُ خبر 3 - فَنعم الْحَيّ كلب تهكم وسخرية غير أَنا رَأينَا هَذَا الِاسْتِثْنَاء مُنْقَطع وَكَانَ البرج بن مسْهر فَارق قومه مراغما لَهُم وجاور كَلْبا أَيَّام الْفساد وَهُوَ يَوْم لَهُ خبر طَوِيل فَلم يحمد جوارهم ففارقهم ذاما لَهُم والهنات الْأُمُور الْمُنكرَة جمع هنة وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الشَّرّ ويكنى بِهِ عَن المحقرات 4 - يُقَال فلَان مرزأ فِي مَاله فَيكون مدحا وَفُلَان مرزأ فِي أَهله فَيكون ترحما وتوجعا وَقَوله من بَنِينَ وَمن بَنَات تَفْصِيل كَأَنَّهُ قَالَ رزئنا أُنَاسًا من بَنِينَ وَمن بَنَات فمفعول رزئنا مَحْذُوف 5 - خبت والمسات مَا آن لكَلْب يَقُول الْغدر مُقيم فِي كلب بَين هذَيْن أَي فِي أول دِيَارهمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 (تركنَا قَومنَا من حَرْب عَام ... أَلا يَا قوم لِلْأَمْرِ الشتات) (وأخرجنا الْأَيَامَى من حصون ... بهَا دَار الْإِقَامَة والثبات) 3 - (فَإِن نرْجِع إِلَى الجبلين يَوْمًا ... نصالح قَومنَا حَتَّى الْمَمَات) 4 - وَقَالَ مُوسَى بن جَابر الْحَنَفِيّ 5 - (لَا اشتهي يَا قوم إِلَّا كَارِهًا ... بَاب الْأَمِير وَلَا دفاع الْحَاجِب)   وَآخِرهَا وَفَائِدَة أَمْسَى وأضحى بَيَان اتِّصَال الْوَقْت 1 - أَلا يَا قوم تعجب والشتات مصدر وصف بِهِ أَي لِلْأَمْرِ المتشتت يَقُول انتقلنا عَن قَومنَا وفارقناهم مُنْذُ زمن الْحَرْب الَّتِي اتّفقت بَيْننَا عَاما أول ثمَّ أَخذ يستعطفهم ويتذمم من مراغمتهم وَيظْهر الْحَاجة إِلَيْهِم فَقَالَ يَا قوم أَقبلُوا لما اخْتَلَّ من حَالنَا 2 - وأخرجنا الْأَيَامَى وصف النِّسَاء بِمَا آل أمرهن إِلَيْهِ من الأيمة وَإِن كن وَقت الْإِخْرَاج ذَوَات بعول والأيامى الَّذين لَا أَزوَاج لَهُم من الرِّجَال وَالنِّسَاء الْوَاحِد مِنْهُمَا أيم 3 - المُرَاد بالجبلين أجأ وسلمى وَقَوله حَتَّى الْمَمَات أَي إِلَى الْمَمَات مَعْنَاهُ إِن اتّفق لنا عودة إِلَى بِلَادنَا تركنَا الْخلاف على ذوينا وأقمنا بهَا بَقِيَّة حياتنا 4 - هُوَ أحد شعراء بني حنيفَة المكثرين شَاعِر إسلامي أدْرك بني أُميَّة وَيُقَال لَهُ ابْن الفريعة كَمَا أَن حسان بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ يُقَال لَهُ ابْن الفريعة قَالَ أَبُو الْعَلَاء وَلم أعلم أَن فِي الْعَرَب من سمى مُوسَى زمَان الْجَاهِلِيَّة وَإِنَّمَا حدث هَذَا فِي الْإِسْلَام لما نزل الْقُرْآن 5 - أَرَادَ بالأمير عبد الْملك بن مَرْوَان يَقُول لَا أَرغب يَا قوم فِي أَن أقصد بَاب الْأَمِير إِلَّا بِنَفس كارهة وَلَا أُرِيد أَن آتِي بَابه والحاجب يدفعني عَنهُ وَجعل الْإِتْيَان شَهْوَة لِأَن أَكثر الْإِتْيَان يكون مَعَ الشَّهْوَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 (وَمن الرِّجَال أسنة مذروبة ... ومزندون حضورهم كالغائب) (مِنْهُم لُيُوث لَا ترام وَبَعْضهمْ ... مِمَّا قمشت وَضم حَبل الحاطب) وَقَالَ آخر من بني أَسد فِي يَوْم الْيَمَامَة 3 - (أَقُول لنَفْسي حِين خود رألها ... مَكَانك لما تشفقي حِين مُشفق)   1 - المذروبة المحددة والمزندون مُشْتَقّ من الزند والزند يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْقلَّة والمزند المبخل المقلل وَالْمرَاد بالغائب الْكَثْرَة لَا التَّوْحِيد وَكَانَ من حق التَّقْسِيم أَن يَقُول وَمِنْهُم مزندون لكنه اكْتفى بِالْأولِ وَمثله قَوْله تَعَالَى {مِنْهَا قَائِم وحصيد} يَقُول كَيفَ اشْتهى ذَلِك وَمن الرِّجَال رجال كالأسنة المطرورة المحددة مضاء ونفاذا فِي الْأُمُور وَمِنْهُم بخيل إِن ناله خطب ضَاقَ عَنهُ وَلم يهتد فِيهِ لرشده لَا نفع فِيهِ سَوَاء كَانَ حَاضرا أَو غَائِبا 2 - مِمَّا قمشت أَي جمعت من هُنَا وَهنا وَكَذَلِكَ الحاطب يجمع فِي حبله الْجيد والرديء وَالرّطب واليابس وَرُبمَا وَقعت فِي حبله أَفْعَى يَقُول من الرِّجَال رجال كالأسود فِي الْعِزَّة والمنعة لَا يطْلب اهتضامهم وَلَا يطْمع فيهم وَمِنْهُم متفاوتون كقماش الْبَيْت جمع من هُنَا وَمن هُنَا واستأنف بِهَذَا الْبَيْت تِلْكَ الْقِسْمَة السَّابِقَة على وَجه آخر فَهُوَ من بَاب الْبَيَان وَهُوَ أَن يقْصد الشَّاعِر معنى ويفسره بِمَا يَلِيهِ 3 - خود أسْرع والرأل فرخ النعام وَقَوله مَكَانك مَوْضُوع مَوضِع فعل الْأَمر وَيُقَال للمذعور والمرتاع خود رأله وَهُوَ مثل وَقَوله لما تشفقي حِين مُشفق من بَاب التأنيس لنَفسِهِ والإشفاق الْخَوْف والذعر أَي لم تخافي وَقت مَخَافَة مَعْنَاهُ لَيْسَ هَذَا وَقت الإشفاق فاصبري فَإِنَّهُ وَقت الصَّبْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 (مَكَانك حَتَّى تنظري عَم تنجلي ... عماية هَذَا الْعَارِض المتألق) (وكوني مَعَ التَّالِي سَبِيل مُحَمَّد ... وَإِن كذبت نفس المقصر فاصدقي) 3 - (إِذا قَالَ سيف الله كروا عَلَيْهِم ... كررنا وَلم نحفل بقول المعوق) وَقَالَ مُوسَى بن جَابر 4 - (قلت لزيد لَا تترتر فَإِنَّهُم ... يرَوْنَ المنايا دون قَتلك أَو قَتْلِي) 5 - (فَإِن وضعُوا حَربًا فضعها وَإِن أَبَوا ... فعرضة عض الْحَرْب مثلك أَو مثلي)   1 - العماية الغواية واللجاج والعارض السَّحَاب وَالْمرَاد بِهِ هُنَا الْجَيْش والتألق مثل للمعان الأسلحة وَإِنَّمَا طلب من النَّفس الصَّبْر ذَلِك الْوَقْت لِأَن من ثَبت فِي الْحَرْب إِلَى انكشاف الْحَال فقد أَعْطَاهَا حَقّهَا وَهَذَا كَانَ يَوْم الْيَمَامَة 2 - التَّالِي أَي التَّابِع يَقُول وكوني مَعَ من يتبع سَبِيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن خَالَفت نفس المقصر فَلَا تخالفي أَنْت واثبتي على مَا أَنْت عَلَيْهِ من الصدْق 3 - سيف الله هُوَ خَالِد بن الْوَلِيد وَلم نحفل أَي لم نبال وَيُقَال كرّ عَلَيْهِ إِذا عطف وَحمل عَلَيْهِ وكر عَنهُ إِذا رَجَعَ والمعوق المثبط عَن الْخَيْر يَقُول إِذا قَالَ خَالِد بن الْوَلِيد الملقب بِسيف الله كروا بالحملة على الْأَعْدَاء حملنَا عَلَيْهِم وَلَا نبالي بقول المثبط 4 - الترترة العجلة وَكَثْرَة الْحَرَكَة يَقُول لَا تقلق وَلَا تجبن فَإِنَّهُم يرَوْنَ المنايا أَي فَإِنَّهُم يعلمُونَ أَن المنايا دون أَن نقْتل يُرِيد أَنهم لَا يصلونَ إِلَيْنَا الْبَتَّةَ 5 - يُقَال فلَان عرضة كَذَا أَي مطيق لَهُ قَادر عَلَيْهِ وَمعنى الْبَيْت إِن سالموا فسالم وَأَن أَبَوا فَعدَّة الْحَرْب مثلي أَو مثلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 (وَإِن رفعوا الْحَرْب الْعوَان الَّتِي ترى ... فشب وقود الْحَرْب بالحطب الجزل) وَقَالَ مُوسَى بن جَابر أَيْضا (إِذْ ذكر ابْنا العنبرية لم تضق ... ذراعي وَألقى بأسته من أفاخر) 3 - (هلالان حمالان فِي كل شتوة ... من الثّقل مَالا تَسْتَطِيع الأباعر) وَقَالَ أَيْضا 4 - (ألم تريا أَنِّي حميت حقيقتي ... وباشرت حد الْمَوْت وَالْمَوْت دونهَا)   1 - الْحَرْب الْعوَان هِيَ الَّتِي قوتل فِيهَا مرّة بعد أُخْرَى والجزل من الْحَطب هُوَ مَا عظم ويبس مِنْهُ يَقُول وَإِن لم يَكفهمْ الْقِتَال الأول وأبوا إِلَّا أَن يثيروا الْحَرْب مرّة ثَانِيَة فَلَا تعجز بل أوقدها واجتهد فِي إثارتها قدر مَا تَسْتَطِيع 2 - ابْنا العنبرية هما خالا مُوسَى بن جَابر والعنبرية أمهما وَقَوله لم تضق ذراعي كِنَايَة عَن الضعْف وَالْعجز وَقَوله وَألقى باسته الأست الدبر وَهُوَ كِنَايَة عَن الغلب هُنَا والانقطاع يَقُول إِذا جرى ذكر هذَيْن الرجلَيْن فِي الْمُفَاخَرَة وهما من آبَائِي لم أكن قاصرا عَن مدى من يفاخرني وَلَا عَاجِزا عَمَّن يساجلني ويجاربني 3 - الشتوة الجدب وَمعنى الْبَيْت أَنَّهُمَا فِي الاشتهار وَالِانْتِفَاع بمكانهما بِمَنْزِلَة هلالين ويحملان من أعباء المغارم وأثقال الصَّنَائِع مَا لَو أَنه يُوزن لم تستطع حمله الْإِبِل 4 - الحماية الدفاع والحقيقة مَا يجب على الرجل أَن يحميه وَالْمَوْت دونهَا الْأَحْسَن رفع دونهَا وَيكون فِي معنى صَغِير أَي وَالْمَوْت صَغِير دون هَذِه الخطة يتمدح بِكَوْنِهِ يرى الْمَوْت أسهل شَيْء فِي جنب مَا يرتكبه من الأخطار والأهوال فِي حماية الْحَقِيقَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 (وجدت بِنَفس لَا يجاد بِمِثْلِهَا ... وَقلت اطمئني حِين ساءت ظنونها) (وَمَا خير مَال لَا يقي الذَّم ربه ... بِنَفس امْرِئ فِي حَقّهَا لَا يهينها) وَقَالَ أَيْضا 3 - (ذهبتم ولذتم بالأمير وقلتم ... تركنَا أحاديثا وَلَحْمًا موضعا) 4 - (فَمَا زادني إِلَّا سناء ورفعة ... وَمَا زادكم فِي النَّاس إِلَّا تخضعا) 5 - (فَمَا نفرت جنى وَلَا فل مبردي ... وَلَا أَصبَحت طيري من الْخَوْف وَقعا)   1 - لَا يجاد بِمِثْلِهَا لِأَنَّهَا شريفة نفيسة وكل نَفِيس يعز على صَاحبه ابتذاله يَقُول لم أَتَخَلَّف عَن الْإِقْدَام وجدت بِنَفس نفيسة عزيزة لَا يبْذل مثلهَا وَقلت لَهَا اسكني واطمئني وَلَا تجبني حِين حَدَّثتنِي بالفرار وَعدم الثَّبَات 2 - وَمَا خير مَال اسْتِفْهَام إنكاري يجْرِي مجْرى النَّفْي مَعْنَاهُ لَا خير فِي مَال لَا يصون صَاحبه من الدَّم وإكرام النَّفس إِنَّمَا يكون ببذلها فِي الدفاع عَن عز الْمَرْء وشرفه 3 - يُقَال لَاذَ بالشَّيْء تحصن بِهِ والموضع المقطع يلوم قومه على مَا كَانَ مِنْهُم من الْقعُود عَن نصرته واعتلالهم بالمعاذير المشوبة بِالْكَذِبِ يَقُول إِنَّكُم التجأتم إِلَى الْأَمِير وقلتم تركنَا قوما يَقُولُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ فهم كَاللَّحْمِ الْموضع تتَعَلَّق الأطماع بتناوله وَأَخذه 4 - التخضع التذلل يَقُول لم يزدني قَوْلكُم إِلَّا ارْتِفَاع مَحل وَلم يزدكم فِي النَّاس إِلَّا تذللا لِأَن من لَا يصلح لعشيرته لَا يسكن إِلَيْهِ النَّاس الْبعدَاء 5 - يُقَال نفرت جنه إِذا ضعف أمره وفل مبرده إِذا تعذر عَلَيْهِ مُرَاده وأصبحت طيره من الْخَوْف وَقعا إِذا ارتاع وَانْهَزَمَ فقد اشْتَمَل هَذَا الْبَيْت على ثَلَاث جمل كلهَا أَمْثَال لثباته فِي وَجه الْعَدو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 وَقَالَ حُرَيْث بن جَابر الوائلي (لعمرك مَا أنصفتني حِين سمتني ... هَوَاك مَعَ الْمولى وَأَن لَا هوى ليا) (إِذا ظلم الْمولى فزعت لظلمه ... فحرك أحشائي وهرت كلابيا) 3 - وَقَالَ البعيث بن حُرَيْث 4 - (خيال لَام السلسبيل ودونها ... مسيرَة شهر للبريد المذبذب) 5 - (فَقلت لَهُ أَهلا وسهلا ومرحبا ... فَردَّتْ بتأهيل وَسَهل ومرحب)   1 - أنصفه أعطَاهُ النصفة وسامه كلفه وَأَن لَا هوى ليا أَن مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة وَاسْمهَا ضمير الشَّأْن يَقُول مَا أَعْطَيْتنِي النصفة حِين عرضت عَليّ الرِّضَا بِأَن يكون لَك هوى مَعَ مَوْلَاك حق تنتقم لَهُ وَأَن لَا يكون لي هوى مَعَ مولَايَ فأخلي بَينه وَبَين أعدائه 2 - فحرك أحشائي أَي أقلقني وهرت كلابيا أَي نبحت وَهَذَا كِنَايَة عَن تهيئه للانتقام وتدججه فِي السِّلَاح لَهُ وَتجمع أَصْحَابه وَالْكَلب يُنكر أَصْحَابه إِذا رَآهُمْ بِهَذِهِ الْحَال أَرَادَ بِهَذَا الْبَيْت أَن يبين كَيْفيَّة تعصبه لمواليه 3 - شَاعِر محسن وَهُوَ ابْن حُرَيْث بن جَابر وَلَهُم شاعران آخرَانِ يُقَال لَهما البعيث أَحدهمَا الْمُجَاشِعِي واسْمه خِدَاش شَاعِر مَشْهُور وَله نقائض بَين جرير والفرزدق وَالثَّانِي البعيث التغلبي وَهُوَ بعيث بن رزام وَكَانَ يهاجي زرْعَة بن عبد الرَّحْمَن 4 - أم السلسبيل اسْم امْرَأَة والسلسبيل المَاء السهل المساغ وَلَو أَن هَذَا الشّعْر مولد لجَاز أَن يُرَاد بِهِ الرِّيق على جِهَة التَّشْبِيه والبريد هُنَا الدَّابَّة المركوبة والمذبذب المسرع الَّذِي لَا يسْتَقرّ وَالْمعْنَى خيال لهَذِهِ الْمَرْأَة زارني بيني وَبَينهَا مسيرَة شهر للبريد المسرع 5 - فَقلت لَهُ أَي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 (معَاذ الْإِلَه أَن تكون كظبية ... وَلَا دمية وَلَا عقيلة ربرب) (وَلكنهَا زَادَت على الْحسن كُله ... كمالا وَمن طيب على كل طيب) 3 - (وَإِن مسيري فِي الْبِلَاد ومنزلي ... لبالمنزل الْأَقْصَى إِذا لم أقرب) 4 - (وَلست وَإِن قربت يَوْمًا ببائع ... خلاقي وَلَا ديني ابْتِغَاء التحبب) 5 - (ويعتده قوم كثير تِجَارَة ... ويمنعني من ذَاك ديني ومنصبي)   للخيال وانتصب أَهلا بِفعل مُضْمر وَكَانَ من الْوَاجِب أَن يَقُول فَردَّتْ بتأهيل وتسهيل وترجيب ليَكُون الْكَلَام على أسلوب وَاحِد وَلكنه أَتَى فِي بعضه بحكاية اللَّفْظ وَفِي بعضه بِبِنَاء الْأَخْبَار 1 - معَاذ الْإِلَه أَي أعوذ بِاللَّه معَاذًا والدمية هِيَ الصُّورَة المنقوشة والعقيلة الْكَرِيمَة من كل شَيْء والربرب القطيع من الْبَقر كَأَنَّهُ يأنف أَن تكون صديقته مثل الظبية أَو الصُّورَة المنقوشة أَو الْكَرِيمَة من بقر الْوَحْش بل هَذِه الْأَشْيَاء عِنْده دون صديقته فِي الْحسن 2 - كمالا مَنْصُوب على التَّمْيِيز وَالْمعْنَى أَنَّهَا يزِيد حسنها على كل حسن كمالا لِأَنَّهُ لَا حسن إِلَّا وتدخله نقيصة سوى حسنها وَكَذَلِكَ تزيد من طيبها على كل طيب طيبا 3 - وَإِن مسيري الخ مَعْنَاهُ أَن مَكَاني الَّذِي أَسِير فِيهِ من الْبِلَاد وَمَوْضِعِي الَّذِي أنزل فِيهِ لأبعد الْمنَازل إِذا لم يلحقني فيهمَا تقريب وَكَانَ الْوَاجِب أَن يَقُول بالمنزل والمسير فَاكْتفى بِأَحَدِهِمَا وآثر الْمنزل بِالذكر لِأَن النُّزُول لَا يكون إِلَّا بعد السّير وَفِي هَذَا الْكَلَام دَلِيل على أَنه لَا يرضى فِي متصرفاته إِلَّا بِمَا يقْضِي بشرفه ومجده 4 - الخلاق الْحَظ والنصيب يَقُول لست وَإِن قربت وبجلت ببائع نَصِيبي من شرفي أَو موضعي من عشيرتي طلبا للتحبب إِلَى من أجاوره 5 - ويمنعني من ذَاك أَي من ارتكابه يَقُول ويعتد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 (دَعَاني يزِيد بعد مَا سَاءَ ظَنّه ... وَعَبس وَقد كَانَا على حد منْكب) (وَقد علما أَن الْعَشِيرَة كلهَا ... سوى محضري من خاذلين وغيب) 3 - (فَكنت أَنا الحامي حَقِيقَة وَائِل ... كَمَا كَانَ يحمي عَن حقائقها أبي) 4 - وَقَالَ المثلم بن ريَاح بن ظَالِم المرى 5 - (من مبلغ عَنى سِنَانًا رِسَالَة ... وشجنة أَن قوما خذا الْحق أودعا)   مَا تبرأت مِنْهُ وأنفت من فعله كثير من النَّاس تِجَارَة رابحة وَأَنا يزهدني فِيهِ شرفي 1 - بعد مَا سَاءَ ظَنّه أَي يئس من الْحَيَاة وَالْحَد الطّرف والمنكب النكبة يُقَال أَصَابَهُ نكب من الدَّهْر ومنكب ونكبة أَي نائبة وَالْمعْنَى دَعَاني يزِيد وَعَبس لنصرتهما وَقد كَانَا أشرفا على الْهَلَاك 2 - الْغَيْب جمع غَائِب يَقُول استغاثا بِي متيقنين أَن كل عشيرتهما إِذا لم أحضر من بَين شَاهد لَا ينصر وغائب لَا يحضر وَقد دلّ بِهَذَا الْكَلَام على الضَّرُورَة الداعية إِلَى الاستغاثة بِهِ 3 - الْحَقِيقَة مَا يجب على الرجل أَن يحميه يتمدح بِكَوْنِهِ يحمي هَذِه الْقَبِيلَة كَمَا كَانَ أَبوهُ يحميها وَأَنه لم يتْرك شرف آبَائِهِ 4 - قَالَ أَبُو هِلَال لَا أعرف المثلم هَذَا وَلم يذكر فِيمَن اسْمه المثلم من الشُّعَرَاء أه وَلَكِن قَالَ أَبُو الْفرج المثلم بن ريَاح هُوَ الَّذِي قتل رجلا كَانَ فِي جوَار الْحَارِث بن ظَالِم المرى فَطَلَبه الْحَارِث فلحق بالحصين بن الْحمام فأجاره فَبلغ ذَلِك الْحَارِث فَطلب الْحصين بِدَم حُبَاشَة الَّذِي قَتله المثلم فَسَأَلَ فِي قومه وجيرانه فَقَالُوا إِنَّا لَا نعقل بِالْإِبِلِ وَلَكِن إِن شِئْت أعطيناك الْغنم وَهَذَا يدل على أَن المثلم لَيْسَ جده ظَالِما المرى كَمَا قَالَه أَبُو تَمام 5 - أَن قوما أَمر من الْقيام وَلَيْسَ المُرَاد فعل الْقيام وَلكنه وصلَة فِي الْكَلَام بل المُرَاد خذا الْحق أَو دَعَاهُ وَسنَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 (سأكفيك جَنْبي وَضعه ووساده ... وأغضب إِن لم تعط بِالْحَقِّ أشجعا) (تصيح الردينيات فيناوفيهم ... صياح بَنَات المَاء أصبحن جوعا) 3 - (لففنا الْبيُوت بِالْبُيُوتِ فاصبحوا ... بني عمنَا من يرمهم يرمنا مَعًا)   أَبُو هرم وشجنة هُوَ ابْن عُطَارِد بن عَوْف بن كَعْب بن زيد مَنَاة يَقُول من يبلغ حَدِيثي هذَيْن الرجلَيْن ثمَّ فسره بقوله أَن قوما الخ يُرِيد إِمَّا أَن تأخذا الْحق إِن قدرتما عَلَيْهِ وَإِمَّا أَن تتركاه أَن ضعفتما عَنهُ وَهَذَا تهكم مِنْهُ بهما 1 - سأكفيك جَنْبي الْجنب والجانب شقّ الْإِنْسَان وَغَيره وَقَوله وَضعه ووساده بدل مِنْهُ وَهَذَا كِنَايَة أَي سأكفيك أَمْرِي كُله وأغضب إِن لم تعط بِالْحَقِّ أشجعا هَكَذَا روى قَالَ المرزوقي ويغلب فِي نَفسِي أَن الشَّاعِر قَالَ (وأغضب إِن لم تعطيا الْحق أشجعا) لِأَنَّهُ جعل الرسَالَة متوجهة نَحْو اثْنَيْنِ سِنَان وشجنة ومخاطبه من بعد أَحدهمَا فِي قَوْله سأكفيك وَجرى هَذَا على عَادَتهم فِي الافتنان وَالتَّصَرُّف وَأَشْجَع هُوَ ابْن ريث بن سِنَان بن غطفان يَقُول سأكفيك أَمْرِي كُله وأغضب إِن لمن تنصفا آل أَشْجَع وتعاملانهم بِالْحَقِّ هَذَا وَقَالَ أَبُو هِلَال فِي قَوْله إِن لم تعط بِالْحَقِّ أشجعا هَذَا تَصْحِيف قَبِيح وَالصَّحِيح (وأغضب إِن لم يغْضب الْحق أشجعا) يَقُول سأكفيك أَمْرِي كُله وَلَا أحملك شَيْئا وأغضب لَك ولحقك إِن لم يغْضب لَهُ أَشْجَع 2 - الردينيات الرماح وَبَنَات المَاء المُرَاد بهَا هُنَا الضفادع وَالْمعْنَى أَن وَقع الرماح فيهم عِنْد المطاعنة لَهُ صَوت مثل صَوت بَنَات المَاء وَهِي جائعة 3 - اللف الْجمع والبيوت بِالْبُيُوتِ أَي بيُوت أَشْجَع ببيوتنا فَأَصْبحُوا بني عمنَا الضَّمِير لبني أَشْجَع وَبني عمنَا مَنْصُوب على النداء وَقَوله من يرمهم يرمنا مَعًا أَي صَارُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 1 - وَقَالَ حُصَيْن بن حمام المري   منا بِمَنْزِلَة أَنْفُسنَا من آذاهم فقد آذَانا 1 - الْحصين تقدّمت تَرْجَمته وَكَانَ السَّبَب فِي هَذَا الشّعْر مَا حدث بِهِ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ كَانَ نَاس من بني قضاعة يُقَال لَهُم بَنو سلامان بن سعد حلفاء لبني صرمة بن مرّة ونزولا فيهم وَكَانَ بَنو حميس ابْن عَامر حلفاء لبني سهم بن مرّة وَكَانَ فِي بني صرمة يَهُودِيّ من أهل تيماء يُقَال لَهُ جُهَيْنَة وَكَانَ فِي بني سهم يَهُودِيّ من أهل وَادي الْقرى وَكَانَ تَاجِرًا فِي الْخمر وَكَانَ بَنو جوشن أهل بَيت من عبد الله بن غطفان جيرانا لبني صرمة وَكَانَ يتشاءم بهم ففقدوا مِنْهُم رجلا يُقَال لَهُ حُصَيْن كَانَ يقطع الطَّرِيق وَحده فَكَانَت أُخْته وأخوته يسْأَلُون النَّاس عَنهُ وينشدونه فِي كل مجْلِس وموسم فَجَلَسَ ذَات يَوْم أَخ لذَلِك الْمَفْقُود فِي بَيت ذَلِك الْيَهُودِيّ المجاور لبني سهم يبْتَاع خمرًا إِذْ مرت أُخْت الْمَفْقُود تسْأَل عَن أَخِيهَا فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ نشدتك الله وَدينك هَل تعلم لأخي علما فَقَالَ لَا وديني لَا أعلم فَلَمَّا مضى أَخُو الْمَفْقُود تمثل ذَلِك الْيَهُودِيّ (لعمرك مَا ضلت ضلال ابْن جوشن ... حَصَاة بلَيْل ألقيت وسط جندل) أَرَادَ أَن الْحَصَاة يُمكن أَن ترجع وَأَن هَذَا لَا يرجع أبدا فَلَمَّا سمع أَخُوهُ ذَلِك تَركه حَتَّى إِذا أَمْسَى قَتله فَأتى الْحصين وَقيل لَهُ إِن جَارك الْيَهُودِيّ قد قَتله أَبُو جوشن جَار بني صرمة فَقَالَ اقْتُلُوا الْيَهُودِيّ الَّذِي فِي جوَار بني صرمة فَأتوهُ فَقَتَلُوهُ فَوَقع الشَّرّ بَينهم وصافهم الْحصين الْحَرْب وَقَاتلهمْ وَهَزَمَهُمْ وكف يَده بعد مَا أَكثر فيهم الْقَتْل وأبى بَنو سلامان أَن يكفوا عَن الْقَوْم حَتَّى أثخنوا فيهم وأجلبت بَنو ذبيان على بني سهم مَعَ بني صرمة وأجلبت بَنو محَارب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 (فَقلت لَهُم يَا آل ذبيان مَا لكم ... تفاقدتم لَا تقدمون مقدما) (مواليكم مولى الْولادَة مِنْهُم ... وَمولى الْيَمين حَابِس قد تقسما) 3 - (وَقلت تبين هَل ترى بَين ضارج ... وَنهي الأكف صَارِخًا غير اعجما) 4 - (من الصُّبْح حَتَّى تغرب الشَّمْس لَا ترى ... من الْخَيل إِلَّا خارجيا مسوما)   ابْن خصفة مَعَهم أَيْضا فأقاموا على الْحَرْب وغاظهم بَنو ذبيان ومحارب فَالْتَقوا بدارة مَوْضُوع فظفر بهم الْحصين وَهَزَمَهُمْ وَقتل مِنْهُم فَأكْثر فِي ذَلِك حَيْثُ يَقُول هَذِه الأبيات 1 - جملَة تفاقد تمّ مُعْتَرضَة بَين مالكم وَبَين لَا تقدمون وَهِي دُعَاء عَلَيْهِم بِأَن يفقد بَعضهم بَعْضًا والمقدم مصدر قدم بِمَعْنى تقدم وضع مَوضِع الْإِقْدَام أَي التَّقَدُّم والفعلان إِذا اتفقَا فِي الْمَعْنى جَازَ وضع مصدر أَحدهمَا مَوضِع مصدر الآخر 2 - الْمولى يُطلق على معَان كَثِيرَة والشاعر فِي هَذَا الْبَيْت قسم الموَالِي إِلَى بني عَم وهم الَّذين سماهم مولى الْولادَة وَالِي حَلِيف وَهُوَ من انْضَمَّ إِلَيْك فعز بعزك وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ مولى الْيَمين لِأَنَّهُ يقسم لَهُ عِنْد الانضمام وَمعنى الْبَيْت تداركوا الَّذين ينتسبون بولاء النّسَب وَوَلَاء الْحلف والنصرة فَكل مِنْهُم ذُو حبس على الشَّرّ متقسم الْحَال مغار عَلَيْهِ 3 - ضارج مَاء لبني عبس وَنهى الأكف مَوضِع والصارخ المستغيث والأعجم الَّذِي لَا يفصح وَالْمعْنَى تَأمل هَل ترى بَين هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ مستغيثا غير أعجم 4 - كَانُوا قبل الْإِسْلَام يسمون من خرج شجاعا أَو كَرِيمًا وَهُوَ ابْن جبان أَو بخيل خارجيا وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ للْفرس الْجواد إِذا برز وَأَبَوَاهُ لبسا كَذَلِك خارجي والمسوم الَّذِي عَلَيْهِ سمة أَي عَلامَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 (عَلَيْهِنَّ فتيَان كساهم محرق ... وَكَانَ إِذا يكسو أَجَاد وأكرما) (صَفَائِح بصرى أخلصتها قيونها ... ومطردا من نسج دَاوُد مُبْهما) 3 - (وَلما رَأينَا الصَّبْر قد حيل دونه ... وَإِن كَانَ يَوْمًا ذَا كواكب مظلما) 4 - (صَبرنَا وَكَانَ الصَّبْر منا سجية ... بأسيافنا يقطعن كفا ومعصما) 5 - (نفلق هاما من رجال أعزة ... علينا وهم كَانُوا أعق وأظلما)   يعرف بهَا يَقُول لَا ترى من الصُّبْح إِلَى وَقت الْمسَاء إِلَّا خيلا مسومة يُرِيد بذلك كَثْرَة الْخَيل وَالرِّجَال حَتَّى يضيق بهم الفضاء 1 - محرق هُوَ أحد مُلُوك لخم حرق قوما فَسُمي محرقا يُرِيد على الْخَيل فتيَان دروعهم وسلاحهم مِمَّا كساهم محرق وَكَانَ محرق إِذا كسى أحدا أَجَاد وَأكْرم 2 - الصفائح السيوف وَهُوَ مفعول كساها فِي الْبَيْت قبله وَبصرى مَوضِع بالشأم تبَاع فِيهِ السيوف والقيون جمع قين وَهُوَ الْحداد والمطرد المتتابع النسج وَلم تجر الْعَادة بقَوْلهمْ كَسَاه سَيْفا وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك وَحسن لِأَن السيوف وَقعت فِي صُحْبَة الدروع والدروع تلبس كَمَا تلبس الْكسْوَة من الثِّيَاب يَقُول كساهم محرق سيوف بصرى الَّتِي أجيد صنعها وكساهم أَيْضا دروعا متتابعة النسج خفيات الحلقات مِمَّا نسجه دَاوُد وَالِد سُلَيْمَان عَلَيْهِمَا السَّلَام 3 - وَإِن كَانَ يَوْمًا اسْم كَانَ يعود إِلَى الْيَوْم أَي وَإِن كَانَ ذَلِك الْيَوْم يَوْمًا ذَا كواكب مَأْخُوذ من قَوْلهم أرَاهُ الْكَوَاكِب نَهَارا وَهُوَ شَيْء نطقوا بِهِ فِي الدَّهْر الأول يُرِيدُونَ بذلك شدَّة الْأَمر وَعظم الْخطب 4 - السجية الطبيعة والمعصم مَوضِع السوار من الساعد 5 - نفلق أَي نشق والهام جمع هَامة وَهِي الرَّأْس والعقوق ضد الْبر وأغلب مَا يسْتَعْمل فِي الْوَلَد مَعَ وَالِده يَقُول نشق رُؤْس رجال أعزة علينا وَلَكنهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 (وَلما رَأَيْت الود لَيْسَ بنافعي ... عَمَدت إِلَى الْأَمر الَّذِي كَانَ أحزما) (فلست بمبتاع الْحَيَاة بذلة ... وَلَا مرتق من خشيَة الْمَوْت سلما) 3 - وَقَالَ بن دارة   ركبُوا الظُّلم والعسف والعقوق والعدوان يُرِيد أَن الَّذِي حملهمْ على قِتَالهمْ إِنَّمَا هُوَ بغيهم وظلمهم وَإِن كَانُوا أعزاء عَلَيْهِم 1 - كَانَ أحزما جعل الحزم لِلْأَمْرِ كَمَا جعل لَهُ الْعَزْم فِي قَوْله تَعَالَى {فَإِذا عزم الْأَمر} وَمعنى الْبَيْت لما رَأَيْتهمْ لَا يرتدعون عَن ركُوب الرَّأْس قصدت إِلَى مَا كَانَ أجمع للحزم مَعَهم من مكاشفتهم وَترك الْإِبْقَاء عَلَيْهِم 2 - بمبتاع الْحَيَاة أَي بمشتريها وَلَا مرتق أَي لست بمرتق فِي الْأَسْبَاب خوفًا من الْمَوْت بل الْميتَة الْحَسَنَة على مَا يتعقبها من الأحدوثة الجميلة آثر عندنَا من العيشة الذميمة على مَا يخالطها من الدنية 3 - اعْلَم أَن هَذِه الكنية تطلق على ثَلَاثَة رجال أَوَّلهمْ سَالم بن مسافع بن دارة وَالثَّانِي عبد الرَّحْمَن بن مسافع بن دارة وَالثَّالِث مسافع أخوهما وَالثَّلَاثَة كلهم شعراء فَأَما سَالم وَهُوَ المُرَاد هُنَا فمخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَأما عبد الرَّحْمَن ومسافع فَمن شعراء الْإِسْلَام ودارة لقب غلب على جدهم كَذَا ذكره أَبُو الْفرج وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الشّعْر أَن مرّة بن وَاقع وَكَانَ وَجها من وُجُوه فَزَارَة كَانَ عِنْده امْرَأَة من أَشْرَاف بني فَزَارَة فَطلقهَا الْبَتَّةَ واحتملت إِلَى أَهلهَا وَهُوَ يظنّ أَنه على ردهَا قَادر مَتى شَاءَ حَتَّى أَتَى على ذَلِك عَام وهما كَذَلِك ثمَّ خطبهَا حمل بن القليب الْفَزارِيّ وَرجل آخر يُقَال لَهُ عَليّ من بني فَزَارَة وَابْن دارة فَبلغ ذَلِك مرّة فَأَرَادَ أَن يُرَاجِعهَا فَأَبت عَلَيْهِ واختارت عليا فَقَالَ ابْن دارة فِي ذَلِك شعرًا فَغَضب مرّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 (يازمل إِنِّي إِن تكن لي حَادِيًا ... أعكر عَلَيْك وَإِن ترغ لَا تسبق) (إِنِّي امْرُؤ تَجِد الرِّجَال عَدَاوَتِي ... وجد الركاب من الذُّبَاب الْأَزْرَق) 3 - وَقَالَ بشامة بن حزن 4 - (وَلَقَد غضِبت لخندف ولقيسها ... لما ونى عَن نصرها خذالها) 5 - (دافعت عَن أعراضها فمنعتها ... وَلَدي فِي أَمْثَالهَا أَمْثَالهَا) 6 - (إِنِّي امْرُؤ اسْم القصائد للعدا ... إِن القصائد شَرها أغفالها)   وَجعل يسب سَالم بن دارة ويشتمه ثمَّ تواعدا أَن يلتقيا وَوَقع الشَّرّ بَينهمَا فِي حَدِيث يطول ذكره وَذَلِكَ أَيَّام مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان 1 - يُنَادي زميل ابْن أبير أحد بني عبد الله بن منَاف وَكَانَ حلف أَن لَا يَأْكُل لَحْمًا وَلَا يغسل رَأْسا وَلَا يَأْتِي امْرَأَة حَتَّى يقْتله وأعكر عَلَيْك أَي أعطف وَإِن ترغ من روغان الثَّعْلَب وَهُوَ الخداع وَالْمعْنَى إِن تخلفت عني حَتَّى يكون مَكَانك مني مَكَان الْحَادِي من الْإِبِل عطفت عَلَيْك وَإِن تقدمتني هَارِبا مني لم تفتني 2 - الركاب الْإِبِل الَّتِي يسَار عَلَيْهَا لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا وَالْمعْنَى أَن عداوتهم لي تزعجهم ويصيبهم مِنْهَا مَا يُصِيب الْإِبِل من أَذَى الذُّبَاب الْأَزْرَق 3 - أحد بني نهشل بن دارم وَالظَّاهِر أَنه إسلامي قَالَ الْبَغْدَادِيّ وَلم أر لَهُ تَرْجَمَة فِي كتب الْأَنْسَاب 4 - خندف لقب ليلى امْرَأَة إلْيَاس بن مُضر بن نزار وَقيس هُوَ قيس عيلان من مُضر وونى فتر وَالْمعْنَى غضِبت لنسلي مُضر خندف وَقيس لما فتر عَن معاونتها نصارها وَإِنَّمَا قَالَ خذالها لِأَنَّهُ وَصفهم بِمَا آل إِلَيْهِ أَمرهم 5 - يَقُول دافعت عَن عزهم ومجدهم ومنعت أعراضهم أَن تبتذل وَلَدي فِي أَمْثَال هَذِه الْقَبَائِل أَمْثَال هَذِه النُّصْرَة 6 - الإغفال جمع غفل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 (قومِي بَنو الْحَرْب الْعوَان بِجَمْعِهِمْ ... والمشرفية والقنا إشعالها) (مَا زَالَ مَعْرُوفا لمرة فِي الوغى ... عل القنا وَعَلَيْهِم إنهالها) 3 - (من عهد عَاد كَانَ مُعَرفا لنا ... أسر الْمُلُوك وقتلها وقتالها) 4 - وَقَالَ أَرْطَاة بن سهية   بِضَم الْغَيْن وَهُوَ الْخَالِي من الْعَلامَة وَالْمعْنَى إِنِّي أجعَل فِي قصائدي شَيْئا تشتهر بِهِ وتعرف كَمَا تعرف النَّاقة بسمتها أَي علامتها وَأَن شَرّ الشّعْر مَا لَا يعرف ويشتهر 1 - الْحَرْب الْعوَان الَّتِي قوتل فِيهَا مرّة بعد مرّة والمشرفية السيوف والقنا الرماح والإشعال الإضرام وَهُوَ على حذف مُضَاف أَي والمشرفية والقنا ذَوَات إشعالها يَقُول قومِي شجعان كَأَنَّهُمْ أَوْلَاد الْحَرْب فَلَا يخَافُونَ مِنْهَا وَقد باشروها مرّة بعد أُخْرَى فَلهم تحربتها وَالسُّيُوف والرماح هِيَ ذَوَات إشعالها وإضرامها وقومي بأجمعهم أَصْحَابهَا يُرِيد أَن قومه مسعروا حَرْب وموقدوها 2 - العل من عِلّة إِذا سقَاهُ ثَانِيًا والإنهال من إنهله إِذا سقَاهُ أَولا وَإِنَّمَا قَالَ وَعَلَيْهِم إنهالها كَأَنَّهُ يَجْعَل ذَلِك وَاجِبا عَلَيْهِم وَالْمرَاد بِهَذَا الْإِثْخَان فِي الْعَدو والفتك بِهِ 3 - من عهد عَاد من هُنَا بِمَعْنى مذ وَإِنَّمَا وضعت مَوضِع مذ لقوتها وَكَثْرَة تصرفها وتمكنها فِي بَاب الْجَرّ يَقُول إِنَّمَا اخْتصَّ بِنَا من أسر الْمُلُوك وقتلهم ومحاربتهم أَمر مَعْرُوف قديم من عهد عَاد 4 - هُوَ ابْن زفر ابْن عبد الله يَنْتَهِي نسبه إِلَى سعد بن ذبيان وسهية أمه وَهُوَ فَارس شَاعِر إسلامي فصيح مَعْدُود فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء الْمَعْدُودين فِي شعراء الْإِسْلَام فِي دولة بني أُميَّة لم يسبقها وَلم يتَأَخَّر عَنْهَا وَكَانَ أَمر أصدق شريفا فِي قومه جوادا وَكَانَ يُنَاقض شبيب بن البرصاء ويهاجيه ووفد مَرَّات على عبد الْملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 (وَنحن بَنو عَم على ذَات بَيْننَا ... زرابي فِيهَا بغضة وتنافس) (وَنحن كصدع الْعس إِن يُعْط شاعيا ... يَدعه وَفِيه عَيبه متشاخس) 3 - (كفى بَيْننَا أَن لَا ترد تَحِيَّة ... على جَانب وَلَا يشمت عاطس) 4 - وَقَالَ عقيل بن علفة المري 5 - (تناهوا واسألوا ابْن أبي لبيد ... أأعتبه الضبارمة النجيد)   ابْن مَرْوَان ينشده ويجيزه 1 - على ذَات بَيْننَا أَي على خَالِصَة نسبنا وقرابتنا وَمن كَلَام الفصحاء فرشت بَيْننَا قطوع النمائم كَأَنَّهُ جعل فَوق الْقَرَابَة مَا قد غمرها من زرابي الْفساد والزرابي الْبسط والطنافس وكنى بهَا عَن الْعَدَاوَة والحقد يَقُول إِنَّا وَإِن كُنَّا أَبنَاء عَم ونسبنا خَالص وَلَكِن قد داخلتنا العداوات والإحن والتباغض والتنافس 2 - الْعس الْقدح الضخم والشاعب هُنَا مصلح الأقداح والمتشاخس المتفاوت المتباين وَهَذَا الْكَلَام كِنَايَة عَن استحكام الْفساد بَينهم فَلَا يقبلُونَ الصُّلْح بِوَجْه 3 - كفى بَيْننَا بِالرَّفْع هُوَ بَين الَّذِي كَانَ ظرفا فنقله إِلَى بَاب الْأَسْمَاء وَمثله قَوْله عز وَجل {لقد تقطع بَيْنكُم} يَقُول قد تناهت بَيْننَا العداوات والأحقاد حَتَّى لَا ترد بَيْننَا تَحِيَّة وَلَا يُقَال لعاطس منا يَرْحَمك الله 4 - وجده الْحَارِث بن مُعَاوِيَة يَنْتَهِي نسبه إِلَى قيس عيلان بن مُضر وَعقيل هَذَا شَاعِر مجيد مقل من شعراء الدولة الأموية وَكَانَ أعرج جَافيا شَدِيد الهوج كثير البذخ وَكَانَ يرى أَن لَا كُفْء لَهُ فِي قومه وَكَانَ فِي بَيت شرف من قومه وَكَانَت قُرَيْش ترغب فِي مصاهرته تزوج إِلَيْهِ أَشْرَافهَا وأمراؤها 5 - الضبارمة الجريء على الْأَعْدَاء وَيُسمى الْأسد ضبارمة والنجيد ذُو النجدة وَهِي الْبَأْس وَالْقُوَّة يَقُول سلوه هَل أعتبته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 (ولستم فاعلين إخال حَتَّى ... ينَال أقاصي الْحَطب الْوقُود) (وَأبْغض من وضعت إِلَيّ فِيهِ ... لساني معشر عَنْهُم أذود) 3 - (وَلست بسائل جارات بَيْتِي ... أغياب رجالك أم شُهُود) 4 - (وَلست بصادر عَن بَيت جاري ... صُدُور العير غمره الْوُرُود) 5 - (وَلَا ملق لذِي الودعات سوطى ... ألاعبه وريبته أُرِيد)   أَي جازيته بِمَا فعل بِي وَإِنَّمَا سمي المجازاة أعتابا لِأَنَّهُ لما جنى عَلَيْهِ فَكَأَنَّهُ استدعى شَره كَمَا يستدعى الرجل الْعُتْبِي من صَاحبه 1 - حَتَّى ينَال الخ هَذَا مثل تمثل بِهِ فِي انْتِهَاء الشَّرّ وَالْمعْنَى لَسْتُم متناهين عَمَّا أكرهه مِنْكُم حَتَّى يعمكم الشَّرّ ويبلغ الْأَمر منتهاء 2 - وضعت إِلَى فِيهِ لساني هُنَا تَقْدِيم وَتَأْخِير وَتَقْدِيره وَأبْغض من وضعت لساني فِيهِ إِلَى معشر عَنْهُم أذود أَي أدافع وَالْمعْنَى أبْغض الْأَشْيَاء إِلَى أَن أهجو معشري الَّذين يلْزَمنِي الدفاع عَنْهُم 3 - وَلست بسائل الخ هَذَا كِنَايَة عَن الْعِفَّة يَقُول لَا أكلم جاراتي لِأَنِّي أصونهن عَن الْكَلَام ورجالك الأَصْل فِيهِ رجالكن وَهَذَا جَائِز فِي الشّعْر فَقَط 4 - العير حمَار الْوَحْش والتغمير هُوَ أَن يشرب وَبِه إِلَى المَاء حَاجَة وَنَفسه تَدعُوهُ إِلَيْهِ وَالْمعْنَى لَا أصدر عَن بَيت جاري وَنَفْسِي تَدعُونِي إِلَى رِيبَة كَمَا تَدْعُو طَالب المَاء إِلَى وُرُوده قَالَ أَبُو رياش هَذَانِ البيتان الأخيران لِابْنِ أبي نمير من بني مرّة جَاءَ بهما أَبُو تَمام ضلة فِي هَذِه الأبيات وليسا مِنْهَا 5 - المُرَاد بِذِي الودعات الطِّفْل لأَنهم كَانُوا يعلقون عَلَيْهِ الودع مَخَافَة الْعين وحركت الدَّال للضَّرُورَة وريبته أُرِيد على حذف مُضَاف أَي رِيبَة أمه يَقُول لَا ألقِي سَوْطِي للطفل ليشتغل بِهِ عَمَّا أريده مَعَ أمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الْأَزْدِيّ (لَا أدفَع ابْن الْعم يمشي على شفا ... وَإِن بلغتني من أَذَاهُ الجنادع) (وَلَكِن أواسيه وأنسى ذنُوبه ... لترجعه يَوْمًا إِلَيّ الرواجع) 3 - (وحسبك من ذل وَسُوء صَنِيعَة ... مناواة ذِي الْقُرْبَى وَإِن قيل قَاطع) وَقَالَ آخر 4 - (إِن يحسدوني فَإِنِّي غير لائمهم ... قبلي من النَّاس أهل الْفضل قد حسدوا) 5 - (فدام لي وَلَهُم مَا بِي وَمَا بهم ... وَمَات أكثرنا غيظا بِمَا يجد)   1 - الشفا حرف الشَّيْء والجنادع الدَّوَاهِي وَالْمعْنَى إِذا انحرف عني مُهَاجرا لي وَمَشى على جَانب من المؤانسة لي لَا أنفره وَلَا أتمم استيحاشه وَإِن بلغتني الدَّوَاهِي عَنهُ 2 - وَلَكِن أواسية أَي أجعله أُسْوَة نَفسِي فأقاسمه مَالِي وملكي يَقُول وَلَكِن أعينه وأعطيه من مَالِي مَا يرضيه وَأعْرض عَن ذلاته وهفواته حَتَّى ترده إِلَى الْأَسْبَاب الَّتِي تبْعَث على تجدّد الْمَوَدَّة وَتَدْعُو إِلَى الْمحبَّة 3 - المناواة المعاداة يَقُول كافيك من سوء الْفِعْل واكتساب الذل أَن تناوي أقاربك وَإِن كَانُوا قاطعين لَك 4 - فَإِنِّي غير لائمهم مَعْنَاهُ أَنه لَا يلوم حواسده على مَا حازه من الْمجد وعلو الهمة حَيْثُ إِن الْعَادة جرت بحسد أهل الْفضل وَأَن الخامل لَا حَاسِد لَهُ 5 - وَمَات أكثرنا الْأَكْثَر هم الحسدة لأَنهم كَثِيرُونَ وَهُوَ وَاحِد يَقُول فدام لي فضلي ومجدي وَلم يذهب ذَلِك عني بحسدهم ودام لَهُم ذَلِك الْحَسَد الَّذِي تغلغل فِي صُدُورهمْ وَأكل من قُلُوبهم حَتَّى مَاتُوا بغيظهم مِمَّا يجدوه من ألم الحقد وداء الْحَسَد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 (أَنا الَّذِي يجدوني فِي صُدُورهمْ ... لَا أرتقي صَدرا مِنْهَا وَلَا نرد) وَقَالَ آخر (ألشر يبدوه فِي الأَصْل أصغره ... وَلَيْسَ يصلى بِنَار الْحَرْب جانيها) 3 - (ألحرب يلْحق فِيهَا الكارهون كَمَا ... تَدْنُو الصِّحَاح إِلَى الْجَرّ بِي فتعديها) 4 - (إِنِّي رَأَيْتُك تقضي الدّين طَالبه ... وقطرة الدَّم مَكْرُوه تقاضيها) 5 - (ترى الرِّجَال قعُودا يأنحون لَهَا ... دأب المعضل إِذْ ضَاقَتْ ملاقيها) وَقَالَ شُرَيْح بن قرواش الْعَبْسِي   1 - لَا أرتقي صَدرا الصَّدْر الرُّجُوع عَن المَاء ضد الْوُرُود وَمعنى الْبَيْت أَنا الَّذِي صرت غُصَّة فِي صُدُورهمْ قد نشبت بالحلوق فَلَا تصدر وَلَا ترد بل استحكمت فِيهَا فَلَا تَنْصَرِف عَنْهَا بِحَال 2 - وَلَيْسَ يصلى بِنَار الْحَرْب جانيها أَي أَن الْحَرْب يجنيها الضَّعِيف وَالْعَاجِز وَيصلى بهَا الْقوي الحازم لِأَنَّهُ لَا يجد من نصْرَة قَرِيبه بدا 3 - الْحَرْب يلْحق فِيهَا الكارهون الخ مَعْنَاهُ أَن شَرّ الْحَرْب يعدي إعداء الجرب وتنال مضرتها غير الْجَانِي إِذا دخل مَعَ الجناة كَمَا يدنو الصَّحِيح إِلَى الأجرب فيعديه 4 - إِنِّي رَأَيْتُك تقضي الدّين طَالبه أَي رَأَيْتُك تُؤدِّي إِلَى الْغُرَمَاء مَا لَهُم عَلَيْك من الدّين وَإِذا طولبت بِدَم لَا تسمح نَفسك بتقاضيه من جهتك فَهَذَا مدح لَهُ 5 - يُقَال أنح يأنح إِذا زجر والدأب الْعَادة والمعضل الَّتِي نشب وَلَدهَا فِي رَحمهَا والملاقي المُرَاد بهَا ملاقي الرَّحِم وَمعنى الْبَيْت أَن الرِّجَال يلقون من الشدَّة فِي الْحَرْب مَا تلقى هَذِه الْمَرْأَة إِذا عسر عَلَيْهَا خُرُوج وَلَدهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 (لما رَأَيْت النَّفس بلثت عكرتها ... على مسحل وَأي سَاعَة معكر) (عَشِيَّة نازلت الفوارس عِنْده ... وَزَل سناني عَن شُرَيْح بن مسْهر) 3 - (وَأقسم لَوْلَا درعه لتركته ... عَلَيْهِ عواف من ضباع وأنسر) 4 - (وَمَا غَمَرَات الْمَوْت إِلَّا نزالك الكمى ... عل لحم الكمي المقطر) 5 - وَقَالَ طرفَة الخزيمي   صـ 1 - عكرتها على مسحل يُقَال عكر على الشَّيْء كرّ وَانْصَرف ومسحل اسْم رجل وَأي سَاعَة معكر بِرَفْع أَي على أَنه مُبْتَدأ وَالْخَبَر مَحْذُوف وَالتَّقْدِير وَأي سَاعَة معكر تِلْكَ السَّاعَة وَالْمرَاد بِهَذَا التهويل يَقُول لما ضَاقَتْ النَّفس وَبلغ مِنْهَا الذعر مبلغه كررت على مسحل ثمَّ انصرفت فِي سَاعَة كريهة وَوقت صَعب لَا يصبر فِيهِ الشجاع 2 - عَشِيَّة ظرف لعكرتها فِي الْبَيْت قبله أَي عَشِيَّة نازلت الفوارس عِنْد مسحل وَزَل سناني عَن شُرَيْح والمنازل سِنَان رمحه عَنهُ وَسلم من طعنه لِأَن شريحا كَانَ لاباس درعا تَحت ثِيَابه 3 - وَأقسم لَوْلَا درعه أَي وَأقسم بِاللَّه تَعَالَى لَوْلَا درعه لتركته قَتِيلا تَأْكُله السبَاع والطيور والعافي طَالب الْمَعْرُوف وَهُوَ هُنَا مجَاز عَن ترقبها لَهُ ووقوعها عَلَيْهِ 4 - الكمى الشجاع والمقطر السَّاقِط على أحد قطريه أَي جانبيه يَقُول مَا شَدَائِد الْمَوْت إِلَّا منازلتك الكمي تصرعه فَوق لحم الكمى الْملقى على الأَرْض قَالُوا وَكَانَ شُرَيْح بن مسْهر طعن مسحلا فصرعه فَحمل شُرَيْح بن قرواش على ابْن مسْهر فصرعه واستنقذ مسحلا مِنْهُ وَقَالَ هَذِه الأبيات 5 - هُوَ أحد بني خُزَيْمَة بن رَوَاحَة بن ربيعَة شَاعِر جاهلي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 (أيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغا ... بني فقعس قَول امْرِئ ناخل الصَّدْر) (فوَاللَّه مَا فارقتكم عَن كشاحة ... وَلَا طيب نفس عَنْكُم آخر الدَّهْر) 3 - (ولكنني كنت امْرأ من قَبيلَة ... بَغت وأتتني بالمظالم وَالْفَخْر) 4 - (فَإِنِّي لشر النَّاس إِن لم أبتهم ... على آلَة حدباء نابئة الظّهْر) 5 - (وَحَتَّى يفر النَّاس من شَرّ بَيْننَا ... ونقعد لَا نَدْرِي أننزع أم نجري) وَقَالَ أبي بن حمام الْعَبْسِي   1 - يُخَاطب وَاحِدًا من الركْبَان غير معِين وَقَوله ناخل الصَّدْر أَي صافي الْقلب غير مُنَافِق 2 - عَن كشاحة أَي عَن عَدَاوَة لَازِمَة لكشحى وَيُقَال طابت نَفسِي عَن كَذَا إِذا رضيت أَن تُفَارِقهُ وسمحت بِهِ يَقُول فوَاللَّه مَا فارقتكم وَفِي قلبِي عَدَاوَة لكم وبغض وإعراض عَنْكُم وحقد وَلَا سمحت نَفسِي بالفراق عَنْكُم آخر الدَّهْر 3 - ولكنني كنت امْرأ الْبَيْت يُرِيد بِهِ توضيح عذره لَهُم وَالسَّبَب الْمُوجب للمجانبة والفرقة 4 - الْآلَة الْحَالة والحدباء الشاقة ونبو الظّهْر خُرُوجه وَهَذَا مجَاز عَن الشدَّة وَلما اسْتعَار الحدب للآلة ناسب أَن يستعير الظّهْر لِأَن الحدب يكون فِيهِ وَهَذَا كِنَايَة عَن كَونه يبيتهم على حَالَة غير محمودة يَقُول إِنِّي لمن أَشد النَّاس شرا إِن لم أنتقم مِنْهُم وَلم أحسن مبيتهم على حَالَة غير محمودة شاقة شَدِيدَة 5 - ارْتبط حَتَّى بِفعل مُضْمر أَي أَدِيم ذَلِك لَهُم حَتَّى يفر النَّاس من ذَلِك الشَّرّ وَقَوله لَا نَدْرِي أننزع أم نجري هَذَا إِلْمَام بِمَا سَار بِهِ الْمثل فِي قَول الشَّاعِر (وَكنت كذات الْقدر لم تدر إِذْ غلت ... أتنزلها مذمومة أم تديمها) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 (تمنى لي الْمَوْت الْمُعَجل خَالِد ... وَلَا خير فِيمَن لَيْسَ يعرف حاسده) (فَخَل مقَاما لم تكن لتسده ... عَزِيزًا على عبس وذبيان ذائده) وَقَالَ أَيْضا 3 - (لست بمولى سوأة أدعى لَهَا ... فَإِن لسوآت الْأُمُور مواليا) 4 - (وَلنْ يجد النَّاس الصّديق وَلَا العدا ... أديمي إِذا عدوا أديمي واهيا) 5 - (وَإِن نجاري يَا ابْن غنم مُخَالف ... نجار اللئام فابغني من ورائيا)   1 - تمنى لي الْمَوْت الخ مَعْنَاهُ حسدني خَالِد فتمنى لي الْمَوْت وَإِذا لم يكن للرجل حَاسِد فَهُوَ سَاقِط من بَين الرِّجَال وَإِنَّمَا تكون الحساد حَيْثُ يكون الْفضل 2 - اللَّام فِي لتسده لَام الْجُحُود يُرِيد من سد ذَلِك الْمقَام وَذَادَ مَا بدا من الشَّرّ عز على قومه وَعظم فِي أَعينهم يَقُول لخَالِد دع السِّيَادَة فلست بِأَهْل لَهَا إِنَّمَا يسْتَحق السِّيَادَة من يذود عَن قومه أَي يدْفع عَنْهُم فَيكون عَزِيزًا عَلَيْهِم وَأَنت لست بِقَادِر على ذَلِك 3 - الْمولى هُنَا الحليف وإضافته إِلَى مَا بعده من إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى الصّفة وَقَوله أَدعِي لَهَا أَي أنسب إِلَيْهَا فَإِن لسوآت الْأُمُور الخ يَقُول للخير أهل وللشر أهل يُرِيد لست متصفا بالسوء وَلَا منتسبا إِلَيْهِ فَإِن للخير أَهلا وللشر أَهلا 4 - الصّديق وَقع صفة للنَّاس وَزيد لَا لتوكيد النَّفْي والعدا الْأَعْدَاء وَيُرِيد بالأديم هُنَا عرضه وَنَفسه أَي لن يجد النَّاس عرضي ضَعِيفا 5 - النجار الأَصْل فابغني أَي اطلبني من ورائيا أَي من خَلْفي يَقُول إِنَّك يَا ابْن غنم تعلم أَن أُصَلِّي مُخَالف لأصل اللئام فاطلبني وَأَنا غَائِب عَنْك فَإنَّك لَا تقاومني وَأَنا حَاضر وَهَذَا الْكَلَام تَعْرِيض بالمخاطب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 (وسيان عِنْدِي أَن أَمُوت وَأَن أرى ... كبعض الرِّجَال يوطنون المخازيا) (وَلست بهياب لمن لَا يهابني ... وَلست أرى للمرء مَا لَا يرى ليا) 3 - (إِذا الْمَرْء لم يحببك إِلَّا تكرها ... عراض الْعلُوق لم يكن ذَاك بَاقِيا) 4 - وَقَالَ عنترة 5 - (يذبب ورد على إثره ... وَأمكنهُ وَقع مردى خشب)   1 - سيان مثلان وَهُوَ خبر مقدم لقَوْله أَن أَمُوت وَأَن أرى وَمعنى الْبَيْت مثلان عِنْدِي أَن أَمُوت وَأَن أرى كمن يألف المخازي ويرضاها وطنا وَهَذَا تَعْرِيض بالمخاطب أَيْضا 2 - وَلست بهياب الخ مَعْنَاهُ من لم يرع حقوقي وينظرني بِعَين الإجلال لم أرع حُقُوقه وَلم أقِم لَهُ بِوَاجِب الْعشْرَة بل أدينه كَمَا يدينني 3 - انتصب تكرها على أَنه مصدر فِي مَوضِع الْحَال وانتصب عراض الْعلُوق على أَنه مصدر مِمَّا دلّ عَلَيْهِ قَوْله يحببك والعلوق النَّاقة الَّتِي نر أم وَلَدهَا وتلمسه حَتَّى إِذا استأنس بهَا وَأَرَادَ الْإِرْضَاع مِنْهَا ضَربته وطردته وَالْمعْنَى أَن الرجل إِذا عارضك فِي الْحبّ عراض النَّاقة الْعلُوق لم يكن ذَلِك الْحبّ بَاقِيا وَلَا ثَابتا 4 - هُوَ ابْن شَدَّاد بن عَمْرو بن مُعَاوِيَة يَنْتَهِي نسبه إِلَى عبس بن بغيض شَاعِر جاهلي فَارس مَذْكُور وَهُوَ أحد أغربة الْعَرَب وأغربة الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة عنترة وخفاف بن ندبة وَعُمَيْر بن الْحباب وسليك بن السلكة والأغربة السودَان من الْعَرَب وَقد حمل على عنترة أشعار كَثِيرَة لبست لَهُ فليتنبه لَهَا الأديب 5 - التذبيب الطراد وَأَصله الْإِسْرَاع وَورد هَذَا هُوَ ابْن حَابِس طلب نَضْلَة الْأَسدي بثأر كَانَ عِنْده والمردى حجر صلب تكسر بِهِ الصخور شبه الْفرس بِهِ وَمعنى الْبَيْت أَن وردا طارد نَضْلَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 (تتَابع لَا يَبْتَغِي غَيره ... بأبيض كالقبس الملتهب) (فَمن يَك فِي قَتله يمترى ... فَإِن أَبَا نَوْفَل قد شجب) 3 - (وغادرن نَضْلَة فِي معرك ... يجر الأسنة كالمحتطب) 4 - وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد 5 - (لحا الله صعلوكا إِذا جن ليله ... مصافي المشاش آلفا كل مجزر)   وَأمكنهُ أَي ساعده على طراده وَقع فرس صلب كالحجر والخشب الخشن 1 - تتَابع أَي تَمَادى وَمعنى الْبَيْت أَن وردا تَمَادى فِي طراد نَضْلَة لَا يُرِيد غَيره بِسيف كالنار الموقدة 2 - فِي قَتله أَي قتل نَضْلَة يمتري أَي يشك وَأَبُو نَوْفَل كنية نَضْلَة وَمعنى شجب هلك أَي من يشك فِي قتل نَضْلَة فَإِن نَضْلَة قد هلك 3 - وغادرن أَي تركن وَالنُّون ضمير الْخَيل وَيُقَال إِن المحتطب دويبة تمر على الأَرْض فَتعلق بهَا العيدان فعلى هَذَا يكون الْمَعْنى أَنه طعن بِالرِّمَاحِ وَتركت فِيهِ فَهُوَ يجرها كَمَا تجر هَذِه الدَّابَّة العيدان وَالْوَجْه أَن يحمل على الْمَعْهُود من تَركهم الرماح فِي المطعون من قَوْلهم أجررته الرمْح إِذا طعنته بِهِ وَتركته فِيهِ ليَكُون أعنت لَهُ 4 - ابْن زيد بن عَمْرو يَنْتَهِي نسبه إِلَى عبس بن بغيض شَاعِر من شعراء الْجَاهِلِيَّة وَفَارِس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها الْمَعْدُودين المقدمين الأجواد وَكَانَ يلقب عُرْوَة الصعاليك لجمعه إيَّاهُم وقيامه بأمرهم إِذا أخفقوا فِي غزواتهم 5 - لحا كلمة يُرَاد مِنْهَا السب والشتم والصعلوك الْفَقِير والمصافي من المصافاة وَهِي الِاخْتِيَار والملازمة والمشاش الْعظم الْمُمكن مضغه والمجزر مَوضِع نحر الْإِبِل يَقُول أخزى الله صعلوكا دنيء النَّفس ساقي الهمة إِذا أظلم ليله اخْتَار سقط الطَّعَام ولازم مواقع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 (يعد الْغنى من نَفسه كل لَيْلَة ... أصَاب قراها من صديق ميسر) (ينَام عشَاء ثمَّ يصبح ناعسا ... يحت الْحَصَا عَن جنبه المتعفر) 3 - (يعين نسَاء الْحَيّ مَا يستعنه ... ويمسي طليحا كالبعير المحسر) 4 - (وَلَكِن صعلوكا صفيحة وَجهه ... كضوء شهَاب القابس المتنور) 5 - (مطلا على أعدائه يزجرونه ... بِسَاحَتِهِمْ زجر المنيح المشهر)   اللَّحْم الرَّدِيء 1 - يُقَال يسر الرجل فَهُوَ ميسر إِذا سهلت ولادَة إبِله وغنمه وَجُمْلَة أصَاب قراها نعت لَيْلَة يَقُول من صِفَات ذَلِك الصعلوك أَنه إِذا أصَاب الْقرى والضيافة كل لَيْلَة من صديق غَنِي موفق للبر وَالْإِحْسَان عد ذَلِك من نَفسه غنى وسعة 2 - ثمَّ يصبح ناعسا أَي يَأْتِي عَلَيْهِ الصَّباح وَهُوَ ناعس لخملوه وانحطاط همته يحت لحصا أَي يفرك مَا لصق بجنبه مِنْهُ 3 - المحسر المعيي وَكَذَلِكَ الطليح يَقُول وَمن صِفَات ذَلِك الصعلوك أَنه يعين نسَاء الْحَيّ لَا يمْتَنع عَن قَضَاء مَا يُكَلف بِهِ مِنْهُنَّ وَلَا تأبى نَفسه ذَلِك وَلَا تأنف وَلَا يزَال كَذَلِك طول يَوْمه حَتَّى يُمْسِي كالطليح المحسر كلالا وإعياء 4 - صفيحة الْوَجْه عرضه وَهُوَ على حذف مُضَاف أَي ضوء صفيحة وَجهه كضوء شهَاب والقابس طَالب النَّار والمتنور الَّذِي يطْلب النَّار من بعيد يَقُول وَلَكِن صعلوكا متصفا بِأَن وَجهه مضيء كضوء شهَاب من نَار أَرَادَ بذلك تهلل وَجهه وانبساط نَفسه وَخبر لَكِن يَأْتِي بعد 5 - يُقَال أطل على أعدائه إِذا أوفى عَلَيْهِم والمنيح من قداح الميسر لَا حَظّ لَهُ وَمثله السفيح والوغد إِنَّمَا تكْثر بهَا القداح فَهِيَ تجال مَعهَا وتزجر فَشبه الصعلوك بِهِ قَالَ أَبُو الْعَلَاء المنيح يسْتَعْمل فِي موضِعين أَحدهمَا أَن يكون لَا حَظّ لَهُ وَالْمعْنَى أَنه يُوفي على أعدائه ويطل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 (إِذا بعدوا لَا يأمنون اقترابه ... تشؤف أهل الْغَائِب المتنظر) (لذَلِك إِن يلق الْمنية يلقها ... حميدا وَإِن يسْتَغْن يَوْمًا فأجدر) وَقَالَ عنترة تقدّمت تَرْجَمته 3 - (تركت بني الهجيم لَهُم دوار ... إِذا تمْضِي جَمَاعَتهمْ تعود)   عَلَيْهِم ويدفعونه عَن ساحتهم كالقدح الَّذِي لَا حَظّ لَهُ ينفر مِنْهُ كل أحد فَهُوَ يدْفع أبدا وَالْآخر أَن يسْتَعْمل فِي معنى الْمُسْتَعَار وَكَانَ الرجل مِنْهُم إِذا لم يكن لَهُ قدح اسْتعَار قدحا من غَيره وَالْمعْنَى على هَذَا أَنه مثل الْقدح الفائز الَّذِي يستعار فيزجر كَمَا يزْجر الْفرس 1 - تشوف مَنْصُوب على الْمصدر مِمَّا دلّ عَلَيْهِ لَا يأمنون اقترابه ومفعوله مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ تشوف أهل الْغَائِب رُجُوعه والمنتظر الَّذِي يترقب عوده ورجوعه يَقُول وَمن صِفَات هَذَا الصعلوك أَن أعداءه يخافونه ويهابونه حَتَّى إِذا بعدوا لَا يأمنون رُجُوعه وَعوده فعل أهل الْغَائِب الَّذِي يترقب عوده ورجوعه 2 - إِن يلق الْمنية خبر عَن قَوْله وَلَكِن صعلوكا الْمُتَقَدّم فِي الأبيات وَلكنه لما ترَاخى الْخَبَر وَهُوَ إِن يلق الْمنية عَن الْمخبر عَنهُ وَهُوَ صعلوكا أَتَى باسم الْإِشَارَة وَجعل إِن يلق الْمنية خَبرا عَنهُ وَذَلِكَ جَائِز لِأَن اسْم الْإِشَارَة المُرَاد بِهِ الصعلوك وَمثل ذَلِك قَوْله تَعَالَى {ألم يعلمُوا أَنه من يحادد الله وَرَسُوله فَأن لَهُ نَار جَهَنَّم} فَأَعَادَ قَوْله فَإِن للتراخي بَين الْخَبَر والمخبر عَنهُ كَمَا ترى فأجدر أَي فأجدر بِهِ مَعْنَاهُ مَا أجدره وَمَا أحقه بذلك 3 - دوار صنم كَانُوا يدورون حوله وَمعنى الْبَيْت قتلت من بني الهجيم قَتِيلا فهم يطوفون حوله كَمَا يُطَاف على الصَّنَم أَو النّسك فَإِذا انْقَضتْ جمَاعَة مِنْهُم عَادَتْ جمَاعَة أُخْرَى فإضافة جمَاعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 (تركت جرية الْعمريّ فِيهِ ... شَدِيد العير معتدل شَدِيد) (فَإِن يبرأ فَلم أنفث عَلَيْهِ ... وَإِن يفقد فَحق لَهُ الفقود) 3 - (وَمَا يدْرِي جرية أَن نبلي ... يكون جفيرها البطل النجيد) 4 - وَقَالَ قيس بن زُهَيْر يرثي حُذَيْفَة وحملا ابْني بدر الفزاريين   إِلَيْهِم من إِضَافَة الْبَعْض إِلَى الْكل 1 - جرية الْعمريّ هُوَ الهجيم مَنْسُوب إِلَى عَمْرو أَبِيه وشديد العير صفة لموصوف مَحْذُوف وَالتَّقْدِير تركته فِيهِ سهم شَدِيد العير وَالْعير الناتئ فِي وسط النصل 2 - لم أنفث عَلَيْهِ من النفث وَهُوَ شبه النفخ يَفْعَله الراقي والساحر كَانَ الرجل مِنْهُم إِذا رمي بِسَهْم وَأَرَادَ سَلامَة الرَّمية مِنْهُ رقى سَهْمه وَإِذا أَرَادَ إهلاكه لم يفعل 3 - الجفير كنَانَة السِّهَام من خشب والنجيد ذُو النجدة يُرِيد بِهِ جرية على سَبِيل التهكم وَيجوز أَن يكون ذَلِك على سَبِيل الْمَدْح لِأَن مدح خَصمه وَقد غَلبه رَاجع إِلَيْهِ 4 - وجده جذيمة بن رَوَاحَة بن ربيعَة يَنْتَهِي نسبه إِلَى عبس ابْن بغيض بن ريث بن غطفان شَاعِر جاهلي وَأَخُوهُ وَرْقَاء بن زُهَيْر الَّذِي قَتله خَالِد بن جَعْفَر بن كلاب وَكِلَاهُمَا فَارس مَذْكُور مَشْهُور وَهَذَا الشّعْر يَقُوله قيس فِي حَرْب داحس والغبراء وَهَذَا إجمالها من كتاب الفاخر للمفضل الضَّبِّيّ قَالَ داحس فرس قيس بن زُهَيْر الْعَبْسِي والغبراء فرس حُذَيْفَة بن بدر الْفَزارِيّ وَكَانَ من حَدِيثهمَا أَن رجلا من بني عبس يُقَال لَهُ قرواش مارى حمل بن بدر وأخاه حُذَيْفَة فِي داحس والغبراء فَقَالَ حمل الغبراء أَجود وَقَالَ قرواش داحس أَجود فتراهنا عَلَيْهِمَا عشرَة فِي عشرَة فَأتى قرواش إِلَى قيس وَأخْبرهُ فَقَالَ رَاهن من شِئْت وجنبني بني فَزَارَة فَإِنَّهُم يظْلمُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 (تعلم أَن خير النَّاس ميت ... على جفر الهباءة لَا يريم) (وَلَوْلَا ظلمه مَا زلت أبْكِي ... عَلَيْهِ الدَّهْر مَا طلع النُّجُوم)   لقدرتهم على النَّاس فِي أنفسهم فَقَالَ قرواش فَإِنِّي قد أوجبت الرِّهَان فَقَالَ قيس وَيلك مَا أردْت إِلَّا إِلَى أشأم بَيت وَالله لتجلبن علينا شرا ثمَّ إِن قيسا أَتَى حمل بن بدر فَقَالَ إِنِّي أَتَيْتُك لأواضعك الرِّهَان عَن صَاحِبي قَالَ حمل لَا أواضعك أَو تَجِيء بالعشر فَإِن أَخَذتهَا أخذت سبقي وَإِن تركتهَا تركت حَقًا قد عَرفته لي وعرفته لنَفْسي فأغضب قيسا ذَلِك فَقَالَ هِيَ عشرُون وَقَالَ حمل ثَلَاثُونَ فتزايدا حَتَّى بلغ بِهِ قيس مائَة وَجعل الْغَايَة مائَة غلوة فضمروهما أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَابْتِدَاء الْغَايَة من ذَات الأصاد إِلَى مَكَان لَيْسَ لَهُ اسْم فقادوا الفرسين إِلَى الْغَايَة وَقد عطشوهما وَجعلُوا السَّابِق الَّذِي يرد ذَات الأصاد ثمَّ أَن حملا وضع كمينا من بني فَزَارَة أثْنَاء الطَّرِيق وَأمرهمْ إِن جَاءَ داحس سَابِقًا أَن يردوا وَجهه عَن الْغَايَة ثمَّ أرسلوهما من مُنْتَهى الْغَايَة فَلَمَّا دنوا وَقد برز داحس وثب الْفتية فلطموا وَجه داحس فَردُّوهُ عَن الْغَايَة فَقَالَ قيس يَا حُذَيْفَة أَعْطِنِي سبقي وَقَالَ الَّذِي عِنْده السَّبق إِن قيسا قد سبق وَإِنَّمَا أردْت أَن يُقَال سبق حُذَيْفَة فَوَقع النزاع وَالشَّر واستعرت بَينهمَا الْحَرْب مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة وَفِي أَثْنَائِهَا قتل من أَشْرَاف فَزَارَة وَبني عبس عدد كثير 1 - تعلم بِمَعْنى اعْلَم وجفر الهباءة بِئْر قريبَة القعر مَاؤُهَا معِين كثير وَلَا يريم أَي لَا يبوح وَكَانَ حمل بن بدر انهزم فِي وقْعَة فَلَمَّا انْتهى إِلَى الهباءة أَمن بهَا فَرمي بِنَفسِهِ إِلَى مَائِهَا ليبترد فَلحقه طالبوه وَهُوَ فِي الْبِئْر مَعَ جمَاعَة من ذويه فَقَتَلُوهُ مَعَ جماعته 2 - وَلَوْلَا ظلمه أَي وَلَوْلَا ظلم حمل بن بدر وَكَانَ ظلمه أَنه أَخذ دِيَة أَخِيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 (وَلَكِن الْفَتى حمل بن بدر ... بغى وَالْبَغي مرتعه وخيم) (أَظن الْحلم دلّ عَليّ قومِي ... وَقد يستجهل الرجل الْحَلِيم) 3 - (ومارست الرِّجَال ومارسوني ... فمعوج عَليّ ومستقيم) 4 - وَقَالَ مساور بن هِنْد   وَقتل قَاتله 1 - مرتعه وخيم من الوخامة وَهِي الثّقل يعرض من الطَّعَام مَعْنَاهُ أَن الْبَغي سيئ الْعَاقِبَة 2 - يُقَال دلّ عَلَيْهِ أَي كلفه فَاحْتمل يُشِير بِهَذَا الْكَلَام إِلَى أَنه إِذا أخرج الْحَلِيم وأحوج تكلّف مَا لم يكن معهودا مِنْهُ يذهب إِلَى أَن يتحلم على ذَوي الْأَذَى ويصبر على أذاهم وَأَن من حمل فَوق وَسعه خرج عَن الْمُعْتَاد مِنْهُ إِلَى غَيره 3 - ومارست الرِّجَال ومارسوني أَي عرفت همتهم وَعرفُوا همتي 4 - هُوَ ابْن قيس بن زُهَيْر بن حُذَيْفَة بن خُزَيْمَة ابْن رَوَاحَة هَكَذَا نقل الْخَطِيب وَغَيره وَذهب إِلَى غَيره وَهُوَ شَاعِر إسلامي مقل وَكَانَ من خبر هَذِه الأبيات أَن مَرْوَان بن أبي الحليل الْعَبْسِي أَخا بني مَالك ابْن زُهَيْر ضرب ابْن المكعبر ضَرْبَة فَشَجَّهُ والمكعبر ابْن أُخْت مساور بن هِنْد فَترك ابْن المكعبر مَرْوَان وَلم يعرض لَهُ فِيهَا ثمَّ إِن بني قيس بن زُهَيْر قَاتلُوا بني مَالك بن زُهَيْر أخوتهم فغدا ابْن المكعبر بنصر أَخْوَاله بني قيس ابْن زُهَيْر فَضَربهُ زيد بن أبي الحليل وَلم يُجهز عَلَيْهِ ومروان أَخُوهُ عِنْد امْرَأَة من بني عبس بناظرة جبل أَو مَاء لبني عبس فَبعث مساور بن هِنْد رجلَيْنِ من بني عبس مَعَهُمَا عتاب بن المكعبر تَحت اللَّيْل حَتَّى طرقوا ناظرة وَانْطَلق عتاب حَتَّى أَتَى مَرْوَان عِنْد الْمَرْأَة فَقَالَ إِنَّا قد أردنَا أَن نحدر خَيْلنَا إِلَى الْعرَاق وَقد أقسم صاحبنا أَن لَا نحدر حَتَّى نأتيه بِحقِّهِ فَقَالَ أَي هالله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 (سَائل تميما هَل وفيت فأنني ... أَعدَدْت مكرمتى ليَوْم سباب) (وَأخذت جَار بني سَلامَة عنْوَة ... فَدفعت ربقته إِلَى عتاب) 3 - (وجلبته من أهل أبضة طَائِعا ... حَتَّى تحكم فِيهِ أهل إراب) 4 - (قتلوا ابْن أختهم وجار بُيُوتهم ... من جينهم وسفاهة الْأَلْبَاب) 5 - (غدرت جذيمة غير إِنِّي لم أكن ... أبدا لأولف غدرة أثوابي)   لأعطينكم حقكم فَانْطَلق مَعَه حَتَّى أَتَى الرجلَيْن فَأَخَذَاهُ وشداه وثاقا وَقَالا لِابْنِ المكعبر الْحق بقومك يَا أَخا بني تَمِيم فَخرج حَتَّى أَتَى بِلَاد قومه ثمَّ بعث رَاكِبًا يعلم لَهُ علم أَخِيه فَوَجَدَهُ قد مَاتَ فثار الشَّرّ بَين الْقَبَائِل قتلا ونهبا فِي بَقِيَّة حَدِيث يطول ذكره 1 - سَائل تميما الْبَيْت مَعْنَاهُ سَائل تميما هَل كَانَ مني وَفَاء لما تضمنه أُصَلِّي فَإِنِّي رجل نظار فِي أعقاب الْأَحَادِيث أخْلص أفعالي مِمَّا يعد سبة 2 - العنوة الْقَهْر والربقة عُرْوَة من حَبل فِيهِ عدَّة عرى تشد بِهِ البهم كنى بِهَذَا عَن تَفْوِيض أمره إِلَيْهِ أَي إِنِّي أسلمته إِلَيْهِ ومكنته مِنْهُ يَقُول إِنِّي استخلصت جَار بني سَلامَة عنْوَة وقهرا وَجعلت أمره إِلَى عتاب ليحكم فِيهِ بِرَأْيهِ 3 - الْهَاء من جلبته ترجع إِلَى جَار بني سَلامَة وأبضة اسْم مَاء لطيىء وإراب مَاء لبني العنبر يَقُول جعلته فِي كنفي وضممته إِلَيّ وَجئْت بِهِ إِلَى أهل إراب ليروا فِيهِ رَأْيهمْ 4 - من حينهم أَي من محنتهم وَعدم رشادهم يَقُول أسرت الرجل ودفعته إِلَيْهِم ليمنوا عَلَيْهِ وَلَو أردْت قَتله لقتلته فَقَتَلُوهُ لخفة عُقُولهمْ 5 - غدرت جذيمة يَعْنِي قومه إِذْ قتلوا الْأَسير الَّذِي دَفعه إِلَيْهِم وَكَانَ ابْن أختهم وجار بُيُوتهم وَقَوله غير أَنِّي الخ يَقُول غير أَنِّي لم أغدر وَلم أكن لأحب الْغدر لنَفْسي وَذكر الثَّوْب على عَادَتهم فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 (وَإِذا فَعلْتُمْ ذَلِكُم لم تتركوا ... أحدا يذب لكم عَن الأحساب) 2 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ 3 - (أبلغ أَبَا سلمى رَسُولا يروعه ... وَلَو حل ذَا سدر وَأَهلي بعسجل) 4 - (رَسُول امْرِئ يهدي إِلَيْك رِسَالَة ... فَإِن معشر جادوا بعرضك فابخل) 5 - (وَإِن بوؤك مبركا غير طائل ... غليظا فَلَا تنزل بِهِ وتحول)   الْكِنَايَة بِهِ عَن النَّفس 1 - يذب أَي يدْفع قد جعل لجذيمة أحسابا يدافع عَنْهَا لِأَنَّهُ مِنْهُم فخاطبهم بِهَذَا الْكَلَام 2 - جده أَبُو عَامر بن حَارِثَة أحد بني سلم بن مَنْصُور وَأمه الخنساء الشاعرة بنت عَمْرو بن الشريد وَكَانَ الْعَبَّاس فَارِسًا شَاعِرًا مخضرما شَدِيد الْعَارِضَة وَالْبَيَان سيدا فِي قومه من كلا طَرفَيْهِ وَفد إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم وَكَانَ من الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم ثمَّ حسن إِسْلَامه 3 - الرَّسُول الرسَالَة ويروعه أَي يفزعه وَذُو سدر مَوضِع ينْبت السدر وعسجل مَوضِع من حرَّة بني سليم وَبَينهمَا مَسَافَة بعيدَة يَقُول أد رِسَالَة متنصح متقرب إِلَى أبي سلمى وَإِن كَانَت تروعه وتفزعه لما فِيهَا من التحذير 4 - رَسُول امْرِئ رَسُول بِمَعْنى رِسَالَة أَيْضا بدل من رَسُولا فِي الْبَيْت قبله وَإِن معشر جادوا بعرضك تَعْرِيض بِمن كَانَ يغشه وَقد نقل الْكَلَام فِي هَذَا الْبَيْت إِلَى الْخطاب ليَكُون أبلغ فِي الرسَالَة يَقُول يُؤَدِّي إِلَيْك رِسَالَة رجل يهديها إِلَيْك وينصحك فِيهَا أَن الَّذين يُرِيدُونَ مِنْك قبُول الدِّيَة إِنَّمَا هم يغشونك وَلَا ينصحون لَك فَاحْذَرْهُمْ وَلَا تبذل لَهُم عرضك فَإِن الْعِزّ فِي طلب الثأر 5 - وَإِن بوؤك يُقَال بوأته مبوأ صدق أَي أحللته وَقَوله غير طائل من الطول بِمَعْنى الْفضل أَي لَا خير فِيهِ فيفضل على غَيره والغليظ الخشن كنى بِهِ عَن نبوه وَعدم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 (وَلَا تطمعن مَا يعلفونك ... إِنَّهُم أتوك على قرباهم بالمثمل) (أبعد الْإِزَار مجسدا لَك شَاهدا ... أتيت بِهِ فِي الدَّار لم يتزيل) 3 - (أَرَاك إِذا قد صرت للْقَوْم ناضحا ... ييقال لَهُ بالغرب أدبر وَأَقْبل) 4 - (فَخذهَا فَلَيْسَتْ للعزيز بخطة ... وفيهَا مقَال لامرئ متذلل) وَقَالَ أَيْضا 5 - (أتشحذ أرماحا بأيدي عدونا ... وتترك أرحاما يهن تكابد)   الِاسْتِقْرَار بِهِ يَقُول وَإِن حملوك على مركب غير وطئ فَلَا ترض بِهِ وانتقل عَنهُ 1 - المثمل هُوَ السم الَّذِي قد خلط بِهِ مَا يقويه ويهيجه ليَكُون أنفذ وعَلى قرباهم أَرَادَ على قرابتهم يَقُول وَلَا ترغب فِيمَا يطمعونك بِهِ من المَال فَإِنَّهُم بذلك يسقونك السم وَإِن كَانُوا أقرباءك فَلَا تغتر بهم وَكن ذَا أَنَفَة وَلَا تجنح إِلَى قرابتهم 2 - المجسد الَّذِي قد صبغ بالجساد وَهُوَ الزَّعْفَرَان وَإِنَّمَا يُرِيد بِهِ فِي هَذَا الْموضع الدَّم لِأَنَّهُ يشبه الزَّعْفَرَان وَلم يتزيل أَي لم يُفَارق الدَّم وَهَذَا الْكَلَام وَإِن كَانَ استفهاما فَمَعْنَاه الْخَبَر أَي أَن الدَّم على الْإِزَار فَوَجَبَ أَن يعرف صَاحب الْجِنَايَة يُرِيد وَأي شَاهد لَك أقوى من الْإِزَار الملوث بِالدَّمِ حَتَّى كَأَنَّهُ صبغ بالجساد وَهُوَ عنْدك فِي الدَّار لم يذهب مِنْهُ أَثَره 3 - الناضح الْبَعِير الَّذِي يستقى عَلَيْهِ المَاء والغرب الدَّلْو يَقُول أبعد الْإِزَار مخضوبا بِالدَّمِ أتيت بِهِ فِي الدَّار شَاهدا تصالحهم فَإِن فعلت ذَلِك صرت ناضحا للْقَوْم منقادا لَهُم 4 - فَخذهَا الْبَيْت مَعْنَاهُ فَخذ هَذِه الخطة إِن رضيت بهَا فَإِنَّهَا لَيست بعزيزة فَإِن قيل لَك إِنَّك ذليل فَلَا تنكر فَإنَّك لم تدفع ذَلِك وأقررت بِهِ 5 - أتشحذ أرماحا من شحذ السكين إِذا أَحدهَا وَهَذَا مثل وَالْمعْنَى أتعين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 (عَلَيْك بجار الْقَوْم عبد بن حبتر ... فَلَا ترشدن إِلَّا وجارك رَاشد) (فَإِن غضِبت فِيهَا حبيب بن حبتر ... فَخذ خطة ترضاك فِيهَا الأباعد) 3 - (إِذا طَالَتْ النَّجْوَى بِغَيْر أولى النهى ... أضاعت واصغت خد من هُوَ فارد) 4 - (فحارب فَإِن مَوْلَاك حارد نَصره ... فَفِي السَّيْف مولى نَصره لَا يحارد) وَقَالَ أَيْضا وَهِي من المنصفات   علينا أعداءنا وَقَوله وتترك أرماحا أَي وتترك شحذ أرماح فَحذف الْمُضَاف وَيجوز أَن يكون قد كنى بالأرماح عَن الرِّجَال والمكابدة معالجة الأقران يَقُول أتهيج أعدائي عَليّ وتترك أَصْحَابِي الَّذين بهم أكابد أعدائي وأعالجهم 1 - علك بجار الْقَوْم عَلَيْك اسْم فعل بِمَعْنى خُذُوا بجار الْقَوْم مُتَعَلق بِهِ يَقُول انتصف لجارك وانتقم لَهُ بِأَن تُؤثر فِي جَار الْقَوْم فَإنَّك لَا تكون راشدا إِلَّا وَقد رشد جَارك مَعَك يُرِيد أَن عزك ورشادك بعز جَارك ورشاده 2 - الخطة الْأَمر والقصة وَمَعْنَاهُ إِن يتسخط هَؤُلَاءِ الْقَوْم من دفاعك عَن جَارك فَلَا تبال بهم وَخذ فِي أمره بِمَا يحمدك فِيهِ الأباعد دون الْأَقَارِب فَإنَّك إِذا اشتهرت بِالْوَفَاءِ استرجحك الْأَجَانِب وَتَسْلِيم الْجَار يجلب الْعَار 3 - النَّجْوَى هُنَا المشورة وَالنَّهْي جمع نهية وَهِي الْعقل وأصغت أمالت وَالْمعْنَى إِذا طَالَتْ الْمُنَاجَاة مَعَ غير أَرْبَاب الآراء القوية ضيعت المستشير وأمالت خَدّه والفارد الْمُنْفَرد وَجعله مُنْفَردا لانفراده مِمَّا يقاسيه ويعانيه 4 - المحاردة أَصْلهَا فِي قلَّة اللَّبن واستعيرت فِي غَيرهَا وَالْمعْنَى حَارب من قصد جَارك وَلَا تقعد عَن نَصره فَإِن لم ينصرك مواليك فاستنصر بِالسَّيْفِ فَإِن فِيهِ مولى لَك لَا يخذلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 (فَلم أر مثل الْحَيّ حَيا مصبحا ... وَلَا مثلنَا يَوْم التفينا فوارسا) (أكر واحمى للْحَقِيقَة مِنْهُم ... وأضرب منا بِالسُّيُوفِ القوانسا) 3 - (إِذا مَا شددنا شدَّة نصبوا لنا ... صُدُور المذاكي والرماح المداعسا) 4 - (إِذا الْخَيل جالت عَن صريع نكرها ... عَلَيْهِم فَمَا يرجعن إِلَّا عوابسا) 5 - وَقَالَ يَا عبد الشارق بن عبد الْعُزَّى الْجُهَنِيّ وَهِي من المنصفات 6 - (أَلا حييت عَنَّا ردينا ... نحيييها وَإِن كرمت علينا)   1 - مثل الْحَيّ يُرِيد بِهِ قوما معهودين وَحيا مصبحا تَمْيِيز لَهُ وَالْمصْبح الَّذِي يغار عَلَيْهِ وَقت الصَّباح وَمعنى الْبَيْت لم أر حَيا مغارا عَلَيْهِ كالحي الَّذِي صبحناهم وَلَا مغيرا مثلنَا يَوْم لَقِينَاهُمْ 2 - أكر وأحمى الخ النّصْف الأول من هَذَا الْبَيْت يرجع إِلَى أعدائه وهم بَنو أَسد وَالثَّانِي يرجع إِلَى عشيرته وَمعنى الْبَيْت لم أر أحسن كرا وأبلغ حماية للحقائق مِنْهُم وَلَا أضْرب للقوانس منا والقونس أَعلَى بَيْضَة الْحَدِيد 3 - المذاكى جمع مذك وَهِي الْخَيل التَّامَّة السن الْكَامِلَة الْقُوَّة والمداعس من الدعس وَهُوَ فِي الأَصْل الدّفع وَيسْتَعْمل فِي الطعْن وَالْمعْنَى إِذا حملنَا عَلَيْهِم ثبتوا فِي وُجُوهنَا ونصبوا صُدُور الْخَيل والرماح للدعس 4 - جالت عَن صريع أَي دارت عَنهُ وَمعنى الْبَيْت إِذا جالت الْخَيل عَن مصروع مِنْهُم لَا يقنعنا ذَلِك مِنْهُم بل نكرها عَلَيْهِم لمثله فَلم ترجع الْخَيل إِلَّا كوالح كنى بذلك عَن كَثْرَة الْكر والطعن 5 - قَالَ أَبُو الْفَتْح الشارق اسْم صنم لَهُم وَلذَلِك قَالُوا عبد الشارق كَمَا قَالُوا عبد الْعُزَّى والعزى صنم أَيْضا وَمثل ذَلِك عبد يَغُوث وَعبد ود وَنَحْوه 6 - يَا ردينا مرخم ردينة وَهُوَ من أَسمَاء النِّسَاء وَقَوله نحييها هُوَ تَحِيَّة الْوَدَاع أَي نودعها ونفارقها وَإِن كرمت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 (ردينة لَو رَأَيْت غَدَاة جِئْنَا ... على أضماتنا وَقد اختوينا) (فَأَرْسَلنَا أَبَا عَمْرو ربيأ ... فَقَالَ أَلا انعموا بالقوم عينا) 3 - (ودسوا فَارِسًا مِنْهُم عشَاء ... فَلم نغدر بفارسهم لدينا) 4 - (فجاؤا عارضا بردا وَجِئْنَا ... كَمثل السَّيْل نركب وازعينا)   علينا قَالَ أَبُو رياش كَانَ الرجل إِذا عرف بحب الْمَرْأَة لَا يزوجوه إِيَّاهَا وَإِذا سلم عَلَيْهَا عرف أَنه يهواها فَيَقُول نسلم عَلَيْهَا ونحييها وَإِن كَانَ فِي ذَلِك يأس مِنْهَا وَهَذَا من إفراط شوقه إِلَيْهَا وَغَلَبَة هَوَاهُ بهَا 1 - على أضماتنا الأضم شدَّة الحقد وَقد أختوينا أَي لم نطعم شَيْئا وَكَانُوا يكْرهُونَ الطَّعَام عِنْد الْحَرْب مَخَافَة أَن يطعن أحدهم فِي بَطْنه فَيخرج مِنْهُ الطَّعَام فَيكون ذَلِك عارا وَجَوَاب لَوْلَا مَحْذُوف لِأَن أَبْيَات القصيدة مَقْصُورَة على بَيَان الْقِصَّة وَالتَّقْدِير لَو رَأَيْت غَدَاة جِئْنَا على أحقادنا لم نطعم شَيْئا لرأيت أمرا عَظِيما 2 - الربئ والربيئة الطليعة وَقَوله أنعموا بالقوم عينا بِشَارَة لَهُم بقلة عدد عدوهم يَقُول أرسلنَا أَبَا عَمْرو ربيأ أَي أرسلناه طَلِيعَة يكْشف لنا حَقِيقَة الْعَدو فَقَالَ أَلا انعموا بالقوم عينا يَعْنِي أَن الْعَدو فِي قلَّة عدد وَكَانَ الْأَحْسَن أَن يَقُول عيُونا وَلكنه وضع الْمُفْرد مَوضِع الْجمع وعينا مَنْصُوب على التَّمْيِيز 3 - ودسوا فَارِسًا الخ أصل الدس إخفاء الشَّيْء تَحت غَيره ثمَّ اسْتعْمل هُنَا فِي إرْسَال الْفَارِس سرا تَحت اللَّيْل يَقُول وَأَرْسلُوا إِلَيْنَا فَارِسًا فِي السِّرّ ليكشف لَهُم عَن أخبارنا فَلم نحبسه عندنَا ونقطع الْأَخْبَار عَنْهُم لِأَن ذَلِك غدر بهم 4 - الْعَارِض السَّحَاب الْمُعْتَرض فِي الْأُفق وَالْبرد الَّذِي فِيهِ الْبرد بِفتْحَتَيْنِ والوازع الَّذِي يرتب الْجَيْش ويصلحه وَيقدم وَيُؤَخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 (تنادوا يالبهثة إِذْ رأونا ... فَقُلْنَا أحسني ضربا جهينا) (سمعنَا دَعْوَة عَن ظهر غيب ... فجلنا جَوْلَة ثمَّ أرعوينا) 3 - (فَلَمَّا أَن تواقفنا قَلِيلا ... أنخنا للكلاكل فارتمينا) 4 - (فَلَمَّا لم نَدع قوسا وَسَهْما ... مشينا نحوهم وَمَشوا إِلَيْنَا)   وَمعنى نركب وازعينا لَا ننقاد لمن يُرِيد ضَبطنَا من الجيشين جَمِيعًا وَلَفظ التَّثْنِيَة المُرَاد بِهِ الْكَثْرَة وَلكنه ثنى على عَادَتهم يَقُول تسارعوا مُقْبِلين نحونا وَكَأَنَّهُم فِي كثرتهم وتعجلهم قِطْعَة من السَّحَاب فِيهَا برد وَنحن لكثرتنا على مَا يعْتَرض فِي طريقنا كالسيل الَّذِي لَا يبْقى وَلَا يذر لَا ننقاد لمن يُرِيد ضَبطنَا 1 - تنادوا يَا لبهثة أَي دعوا بهثة وبهثة بطن من الْعَرَب وجهينة كَذَلِك يَقُول لما رأونا استصرخوا ببهثة فقابلناهم وقذفناهم بِمَا يكْرهُونَ وَقُلْنَا يَا جهين أحسني فيهم الضَّرْب والطعن 2 - سمعنَا دَعْوَة الخ يُقَال فلَان فعل كَذَا بِظهْر الْغَيْب أَي فعله بمَكَان لَا يرى وَلَا يبصر وَأَتَاهُ خبر عَن ظهر غيب أَي انْتهى إِلَيْهِ من شخص غَائِب وَيُقَال أرعوى فلَان عَن كَذَا إِذا انكف عَنهُ وَرجع أَي سمعنَا دَعْوَة تأدت من مَكَان غَائِب عَن عيوننا فدرنا دورة ثمَّ رَجعْنَا إِلَى أماكننا 3 - فَلَمَّا أَن تواقفنا أَي وقف بَعْضنَا مَعَ بعض فِي الْحَرْب وَقَوله أنخنا للكلا كل اللَّام فِيهِ زَائِدَة أَو بِمَعْنى على كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وتله للجبين} أَي عَلَيْهِ وَقَوله فارتمينا من قَوْلهم رمي السهْم عَن الْقوس وراميته مراماة يُرِيد أَنهم تراموا بِالسِّهَامِ يَقُول فَلَمَّا تواقفنا زَمَانا قَلِيلا للمبارزة نزلنَا واستوينا على الصُّدُور لِأَن ذَلِك أمكن للمناضلة والمراماة 4 - فَلَمَّا لم نَدع الخ مَعْنَاهُ لما رمينَا ففنيت السِّهَام وانكسرت القسي تقدمنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 (تلألؤ مزنة برقتْ لأخرى ... إِذا حجلوا بأساف ردينا) (شددنا شدَّة فقتلت مِنْهُم ... ثَلَاثَة فتية وَقتلت قينا) 3 - (وشدوا شدَّة أُخْرَى فجروا ... بأرجل مثلهم ورموا جوينا) 4 - (وَكَانَ أخي جُوَيْن ذَا حفاظ ... وَكَانَ الْقَتْل للفتيان زينا) 5 - (فآبوا بِالرِّمَاحِ مكسرات ... وأبنا بِالسُّيُوفِ قد انحنينا) 6 - (فَبَاتُوا بالصعيد لَهُم أحاح ... وَلَو خفت لنا الكلمى سرينا)   إِلَيْهِم فتجالدنا بِالسُّيُوفِ 1 - تلألؤ مزنة مَنْصُوب مِمَّا دلّ عَلَيْهِ مشينا وَمَشوا لِأَن فِيهِ تلألؤ السِّلَاح من الْفَرِيقَيْنِ وَقَوله إِذا حجلوا من الحجلان وَهُوَ أَن يمشي الْإِنْسَان كالمقيد وردينا من الرديان وَهُوَ الْمَشْي بِسُرْعَة يَقُول إِنَّهُم برزوا إِلَيْنَا وبرزنا إِلَيْهِم وللجميع تلألؤ كتلألؤ مزنة لمعت لمزنة أُخْرَى لما فِي الْفَرِيقَيْنِ من كَثْرَة السِّلَاح فَإِذا حجلوا إِلَيْنَا بِالسُّيُوفِ سبقنَا إِلَيْهِم وأسرعنا نحوهم بِالضَّرْبِ 2 - وَقتلت قينا أَي قتلت فارسهم الْمَشْهُور الْمُسَمّى قينا فَلذَلِك سَمَّاهُ وَلم يسم أحدا من الْفتية 3 - وشدوا شدَّة أُخْرَى أَي شدوا شدَّة ثَانِيَة بعد مَا شددنا قبلهم شدَّة أولى ورموا جوينا أَي قَتَلُوهُ 4 - ذَا حفاظ أَي صَاحب مُحَافظَة يُنَبه بِهَذَا الْبَيْت على أَن جوينا لحسن محافظته على الشّرف لم يزل ثَابتا فِي الْحَرْب حَتَّى قتل فِيهَا وَأَن قتلته كَانَت محمودة تزين وَلَا تشين 5 - فآبوا بِالرِّمَاحِ الخ أَي رجعُوا برماحنا مكسرة فِي أجسامهم ورجعنا بسيوفنا محنية بأعمالنا إِيَّاهَا فِي الْبيض والدروع الَّتِي عَلَيْهِم وَقت الجلاد مَعَهم 6 - لَهُم أحاح أَي لَهُم صَوت من صُدُورهمْ يشبه الأنين والأحاح الْعَطش الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 1 - وَقَالَ بشر بن أبي بن حمام الْعَبْسِي لبني زُهَيْر بن جذيمة (إِن الرِّبَاط النكد من آل داحس ... أبين فَمَا يفلحن يَوْم رهان) 3 - (جلبن بِإِذن الله مقتل مَالك ... وطرحن قيسا من وَرَاء عمان) 4 - (لطمن على ذَات الإصاد وجمعكم ... يرَوْنَ الْأَذَى من ذلة وهوان)   أَيْضا وَلَو خفت الخ الكلمى جَمِيع كليم وَهُوَ الجريح يَقُول إِن هَؤُلَاءِ الْقَوْم باتوا مصرعين مجندلين على الأَرْض وَلَهُم صَوت من صُدُورهمْ وأنين من أحشائهم وآلام الْجراح منعتهم عَن السرى وحبستهم عَن السّير وَلَو خفت جراحات الْجَرْحى وخفوا مَعنا فِي السّير لسرنا إِلَى قَومنَا فِي برد اللَّيْل 1 - هَذَا الشّعْر يَقُوله فِي شَأْن داحس والغبراء وَمَا جلبتا على قومه من الذلة والضعف وَقد تقدم حَدِيثهمَا 2 - الرِّبَاط هُنَا الْخَيل المربوطة والنكد جمع الأنكد وَهُوَ الَّذِي لَا خير فِيهِ ضد الميمون وداحس اسْم فرس لقيس بن زُهَيْر وَقَوله أبين فَمَا يفلحن الخ مَعْنَاهُ أَن الْخَيل المشؤمة من آل داحس أبين الْفَلاح فَمَا يفلحن أَي فَمَا يَأْتِين بِخَير أبدا يَوْم رهان والرهان الْمُرَاهنَة 3 - الضَّمِير فِي جلبن للخيل وَمَالك هُوَ ابْن زُهَيْر قَتله حمل بن بدر وَمعنى طرح أبعد وَمعنى الْبَيْت أَنَّهَا كَانَت سَببا فِي قتل مَالك وَذَهَاب قيس أَخِيه إِلَى عمان وملازمته هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ وعمان بلد بِالْيمن وَأما عمان بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْمِيم فَهُوَ بلد بالشأم 4 - لطمن النُّون من لطمن للخيل وَإِنَّمَا لطم داحس وَحده وَإِنَّمَا أوقع اللَّطْم عَلَيْهِنَّ تهويلا لِلْأَمْرِ وتشنيعا بِهِ يَقُول لطمت خيلكم بِهَذَا الْموضع وصرفت وجوهها عَن الْغَايَة وَأَنْتُم حاضرون ترَوْنَ الْأَذَى وَلم تدافعوا عَن شرفكم جبنا وذلة وَهَوَانًا وَذَات الأصاد يُرِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 (سيمنع مِنْك السَّبق إِن كنت سَابِقًا ... وَتقتل إِن زلت بك القدمان) 2 - وَقَالَ غلاق بن مَرْوَان بن الحكم بن زنباع 3 - (هم قطعُوا الْأَرْحَام بيني وَبينهمْ ... وأجروا إِلَيْهَا وَاسْتَحَلُّوا المحارما) 4 - (فياليتهم كَانُوا لأخرى مَكَانهَا ... وَلم تلدي شَيْئا من الْقَوْم فاطما) 5 - (فَمَا تَدعِي من خير عدوة داحس ... وَلم تنج مِنْهَا يَا ابْن وبرة سالما)   بهَا بقْعَة 1 - سيمنع مِنْك السَّبق الخ أَي إِن سبقت لم يسلم لَك السَّبق وَلم تعط النصفة وَتقتل إِن زلت بك القدمان يَعْنِي إِن سبقت فمنعت قتلت 2 - هُوَ شَاعِر إسلامي مقل يُعَاتب بِهَذَا الشّعْر بني زُهَيْر على مَا صدر مِنْهُم من التَّفَرُّق والتخاذل وَقطع الرَّحِم 3 - وأجروا الخ الإجراء يسْتَعْمل فِي الْمُنكر المذموم كَأَنَّهُمْ أجروا فعلهم إِلَى القطيعة المفهومة من قطعُوا الْأَرْحَام وَذَلِكَ فِي سبق داحس يَقُول هم البادؤن بِقطع الرَّحِم بيني وَبينهمْ وأجروا إِلَى القطيعة فاستحلوا مَا حرم عَلَيْهِم من القطيعة وَسَفك دم الْقُرْبَى 4 - كَانُوا لأخرى مَكَانهَا أَي كَانُوا لقرابة أُخْرَى مَكَان هَذِه الْقَرَابَة وفاطما آخر الْبَيْت منادى مرخم مَحْذُوف مِنْهُ حرف النداء أَي يَا فَاطِمَة وَهِي أُخْت لَهُم وَهَذَا الْبَيْت على كلامين صَدره إِخْبَار وعجزه خطاب وَمثله قَوْله تَعَالَى {يُوسُف أعرض عَن هَذَا واستغفري لذنبك} يتلهف على مَا كَانَ مِنْهُم من الشَّرّ فَيَقُول ليتهم كَانُوا إِلَى قرَابَة أُخْرَى وَلم يكن بَيْننَا وَبينهمْ قرَابَة وليتك لم تلدي يَا فَاطِمَة أحدا مِنْهُم يُرِيد أَنهم أصل الشَّرّ وَالْفساد فليتهم لم يوجدوا 5 - فَمَا تَدعِي الخ أَي فَمَاذَا تدعيه يَا ابْن وبرة من نفع عدوته وَلم تنج مِنْهَا أَي من العدوة يُرِيد لم تَرَ الْخَيْر يَا ابْن وبرة من عدوة داحس وَلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 (شأمتم بهَا حيى بغيض وغربت ... أَبَاك فأودى حَيْثُ والى الأعاجما) (وَكَانَت بَنو ذبيان عزا وإخوة ... فطرتم وطاروا يضْربُونَ الجماجما) 3 - (فأضحت زُهَيْر فِي السنين الَّتِي مَضَت ... وَمَا بعد لَا يدعونَ الأ شائما) وَقَالَ الْمسَاوِر بن هِنْد بن زُهَيْر 4 - (أودى الشَّبَاب فَمَا لَهُ متقفر ... وفقدت أترابي فَأَيْنَ المغبر) 5 - (وَأرى الغواني بَعْدَمَا أوجهنني ... أعرضن ثمت قُلْنَ شيخ أَعور)   تنج مِنْهَا سالما حَيْثُ قتل مَالك بن زُهَيْر وأهين بِسَبَبِهَا بَنو عبس وَإِنَّمَا جعل ذَلِك دَعْوَى لأَنهم كَانُوا يُنكرُونَ سبق داحس 1 - شأمتهم يُقَال شأم فلَان أَصْحَابه إِذا أَصَابَهُم الشؤم من قبله وَقَوله بهَا أَي بالعدوة وحيى بغيض أَي حيى عبس وذبيان فأودى أَي هلك يُشِير بِهَذَا الْبَيْت إِلَى مَا لحق الْحَيَّيْنِ من الشؤم وَلحق أَبَاهُ قيسا حَيْثُ أخرج من دياره إِلَى بِلَاد الْعَجم فَصَارَ يواليهم حَتَّى مَاتَ هُنَاكَ غَرِيبا بعد مَا كَانَ عَزِيزًا فِي وَطنه 2 - وَكَانَت بَنو ذبيان الخ أَي وَكَانَت بَنو ذبيان لكم يَا بني عبس ملاذا وَعزا لما يجمعكم وإياهم من الْأُخوة فتسرعتم إِلَى القطيعة فَأَسْرعُوا إِلَيْكُم أَيْضا حَتَّى أدّى ذَلِك إِلَى ضرب الجماجم وَقطع الرؤس 3 - فأضحت زُهَيْر الخ أَي أضحت قَبيلَة زُهَيْر لَا تعرف إِلَّا بالأشائم قَدِيما وحديثا والأشائم جمع أشأم 4 - فَمَا لَهُ متقفر أَي متتبع والأتراب الَّذين على سنّ وَاحِد والمغبر من غبر إِذا مضى أَو إِذا بَقِي فَهُوَ من الأضداد وَالْمرَاد هُنَا الْبَقَاء يَقُول مضى شَبَابِي فَمَاله متتبع وفقدت أهل سني فَأَيْنَ الْبَقَاء 5 - الغواني جمع غانية وَهِي الَّتِي استغنت بمحاسنها عَن التزين بالحلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 (ورأين رَأْسِي صَار وَجها كُله ... إِلَّا قفاي ولحية مَا تضفر) (ورأين شَيخا قد تحنى ظَهره ... يمشي فيقعس أَو يكب فيعثر) 3 - (لما رَأَيْت النَّاس هروا فتْنَة ... عمياء توقد نارها وتسعر) 4 - (وتشعبوا شعبًا فَكل جَزِيرَة ... فِيهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ومنبر)   وَقَوله بعد مَا أوجهنني أَي بعد مَا كنت ذَا جاه عِنْدهن يَقُول تغير الْحَال بعد ذهَاب الشَّبَاب ونضرته فَرَأَيْت الغانيات قد احتقرنني وأزرين بِي بعد مَا كنت أروق فِي أعينهن وَكنت ذَا جاه عِنْدهن ثمَّ قُلْنَ هَذَا شيخ أَعور 1 - ورأين رَأْسِي الخ أَي رأين رَأْسِي كوجهي مُجَردا من الشّعْر إِلَّا قفاي فَإِن بِهِ قَلِيلا مِنْهُ وَإِلَّا لحية مَا تقوم مقَام الذؤابة فِي الضفر والتجمل وَهَذَا تحسر مِنْهُ على مَا عدم فِي رَأسه من الضفائر وَإِن كَانَت اللِّحْيَة غير مُعْتَاد ضفرها 2 - يمشي فيقعس أَي يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء من يبس عُنُقه وتشنج أخادعه وَقَوله أَو يكب فيعثر كَانَ الْوَاجِب أَن يَقُول أَو يعثر فيكب لِأَن العثار قبل السُّقُوط للْوَجْه لكنه لم يراع التَّرْتِيب لأمنه من اللّبْس يَقُول قد شاهدن شَيخا قد تقوس فَإِذا مَشى رفع بَصَره إِلَى السَّمَاء لَا يَسْتَطِيع غير ذَلِك لما بِهِ من يبس الْأَعْضَاء وَاعْتَرضهُ العثار فِي الطَّرِيق لضَعْفه فيكبو على وَجهه 3 - هروا فتْنَة أَي كرهوها والفتنة العمياء الَّتِي لَا يَهْتَدِي فِيهَا لوجه أَمر يَقُول لما رَأَيْت النَّاس قد كَرهُوا تِلْكَ الْفِتْنَة الَّتِي يصعب عَلَيْهِم فِيهَا سلوك طريقها وَهِي تشتد كل يَوْم بتوقد نارها واشتداد لهبها وَجَوَاب لما مَحْذُوف 4 - فِيهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَي فِيهَا أَمِير للْمُؤْمِنين فالمضاف منوي التَّنْوِين فَيكون بَاقِيا على تنكيره وَإِنَّمَا أضيف للتخصيص وَمثله قَوْله تَعَالَى {هَذَا عَارض مُمْطِرنَا} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 (ولتعلمن ذبيان إِن هِيَ أعرصت ... أَنا لنا الشَّيْخ الْأَغَر الْأَكْبَر) (وَلنَا قناة من ردينة صَدَقَة ... زوراء حاملها كَذَلِك أَزور) 3 - وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد الْعَبْسِي   أَي ممطر لنا وَهَذَا الْبَيْت بِمَا فِيهِ مَعْطُوف على قَوْله هروا فتْنَة يَقُول وَتَفَرَّقُوا فرقا وَاخْتلفُوا فِيمَا بَينهم فَلَا ترى جَزِيرَة إِلَّا وفيهَا على الْمُؤمنِينَ أَمِير وَمَوْضِع للخطابة والوعظ 1 - يَقُول على وَجه التوعد والتهديد ولتعلمن هَذِه الْقَبِيلَة إِن هِيَ ولت وأعرضت عَنَّا أَنا نكتفي من دونهم وَأَن لنا ذَلِك الرئيس الْمَشْهُور الَّذِي يكفينا أمرنَا ويدافع عَنَّا 2 - ردينة امْرَأَة السمهري وَهُوَ الَّذِي كَانَ يقوم الرماح وَكَانَت ردينة تنوب عَنهُ فِي غيبته وَالصَّدَََقَة الصلبة والزوراء المائلة وَهَذَا الْكَلَام كِنَايَة عَن قُوَّة امتناعهم على طالبيهم فَلَا يتقومون لمن يُرِيد تقومهم 3 - تقدّمت تَرْجَمته وَكَانَ السَّبَب فِي هَذِه الأبيات أَن سَعْدا تَتَابَعَت عَلَيْهَا سنوات جهد النَّاس فِيهَا جهدا شَدِيدا وَكَانَت غطفان من أحسن سعد فِيهَا حَالا وَكَانَ فِي بعض تِلْكَ السنين عُرْوَة بن الْورْد غَائِبا فَرجع مخفقا قد أهلك إبِله وخيله وَجَاء إِلَى قومه بِحَال شَدِيدَة فَإِذا بهم فِي حَظِيرَة قد حظروا عَلَيْهِم لما أعوزتهم المكاسب وَقَالُوا نموت فِيهَا جوعا خير من أَن تأكلنا الذئاب فَأَتَاهُم عُرْوَة وَنزع عَنْهُم كنيفهم وَقَالَ لَهُم أخرجُوا وَهَذِه قلوصي فقددوا لَحمهَا واحملوا أسلحتكم على هَذِه القلوص حَتَّى أُصِيب لكم مَا تعيشون بِهِ أَو أَمُوت فَخرج متيامنا عَن الْمَدِينَة يُرِيد أَرض قضاعة وَقصد بني الْقَيْن فَمر بِمَالك بن حمَار وَقد أنفد مَا مَعَه فَقَالَ لَهُ مَالك أَيْن تَنْطَلِق بفتيانك هَؤُلَاءِ ارْجع بهم تهلكهم ضَيْعَة فَقَالَ إِن الضَّيْعَة مَا تَأْمُرنِي بِهِ دَعْنِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 (قلت لقوم فِي الكنيف تروحوا ... عَشِيَّة بتنا عِنْد ماوان ررح) (تنالوا الْغنى أَو تبلغوا بنفوسكم ... إِلَى مستراح من حمام مبرح) 3 - (وَمن يَك مثلي ذَا عِيَال ومقترا ... من المَال يطْرَح نَفسه كل مطرح) 4 - (ليبلغ عذرا أَو يُصِيب رغيبة ... ومبلغ نفس عذرها مثل منجح) 5 - وَقَالَ أَبُو الْأَبْيَض الْعَبْسِي   ألتمس معاشا لي ولقومي أَو أَمُوت فالموت خير من الهزال فَقَالَ لَهُ مَالك إِن أطعتني رجعت إِلَى الحرسين وهما جبلان فِي أَرض بني فَزَارَة كَمَا يَقُول أَبُو رياش فَقَالَ عُرْوَة كَيفَ أصنع بِمن كنت عودته إِذا جَاءَنِي وعراني فَقَالَ يعذرك إِذا لم يكن عنْدك شَيْء فَقَالَ وَلَكِنِّي لَا أعذر نَفسِي بترك الطّلب وَقَالَ هَذِه الأبيات وَهِي أَكثر مِمَّا اخْتَارَهُ أَبُو تَمام وَخَبره طَوِيل اقتصرت مِنْهُ على هَذَا 1 - الكنيف الحظيرة من الشّجر وتروحوا أَي سِيرُوا وَقت الرواح وماوان اسْم مَاء والرزح المهازيل صفة لقوم وَمعنى الْبَيْت قلت لقوم رزح عَشِيَّة بتنا عِنْد ماوان فِي الكنيف تروحوا 2 - المستراح الاسْتِرَاحَة وَالْحمام المبرح الْمَوْت الشَّديد المؤلم يَقُول إِن تسيروا تنالوا مَا تُرِيدُونَ من الْغَنِيمَة أَو تبلغوا بنفوسكم إِلَى مَكَان تستريحون فِيهِ من موت مبرح مؤلم 3 - وَمن يَك مثلي الخ أَي من يَك مثلي معيلا مقترا أَي فَقِيرا يطْرَح نَفسه فِي كل بلَاء ومشقة 4 - ليبلغ عذرا أَي ليقيم لنَفسِهِ عذرا فَلَا ينْسب إِلَى الكسل أَو يُصِيب رغيبة أَي ينَال مَالا والمنجح الغانم وَالْمعْنَى أَنه إِمَّا أَن ينَال عذرا أَو حظا من المَال وَمن أبلغ نفسا عذرها تخلصا من الكسل والجبن فَهُوَ كمن أنجح فِي سَعْيه 5 - هُوَ شَاعِر إسلامي مقل كَانَ فِي أَيَّام هِشَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 (أَلا لَيْت شعري هَل يَقُولَن فوارس ... وَقد حَان مِنْهُم يَوْم ذَاك قفول) (تركنَا وَلم نجنن من الطير لَحْمه ... أَبَا الْأَبْيَض الْعَبْسِي وَهُوَ قَتِيل) 3 - (وَذي أمل يَرْجُو ترائي وَإِن مَا ... يصير لَهُ مني غَدا لقَلِيل) 4 - (وَمَالِي مَال غير درع ومغفر ... وأبيض من مَاء الْحَدِيد صقيل) 5 - (وأسمر خطي الْقَنَاة مثقف ... وأجرد عُرْيَان السراة طَوِيل)   ابْن عبد الْملك وَخرج مُجَاهدًا فِي بعض الْوُجُوه فَرَأى فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ أكل تَمرا وزبدا وَدخل الْجنَّة فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أكل تَمرا وزبدا وَتقدم فقاتل حَتَّى قتل 2 - أَلا لَيْت شعري شعري اسْم لَيْت وَخَبره مَحْذُوف وَهَذِه الْكَلِمَة لَا تَجِيء إِلَّا هَكَذَا وَقَوله هَل يَقُولَن فوارس سد مسد مفعول شعري وَقَوله يَوْم ذَاك يُشِير بِهِ إِلَى ملاقاة الْأَعْدَاء والقفول الرُّجُوع يتحير فِي أمره ويستعظمه فَيَقُول لَيْت شعري هَل يكون قَول الفوارس وَقد حَان مِنْهُم القفول ذَلِك الْيَوْم ومقول القَوْل فِي الْبَيْت بعده 2 - وَلم نجنن الخ من أجنه إِذا ستره وَالْجُمْلَة حَالية من فَاعل تركنَا وَالْمعْنَى أيقولون تركنَا أَبَا الْأَبْيَض قَتِيلا مكشوفا لتأكل الطير من لَحْمه 3 - وَذي أمل أَي وَرب ذِي أمل والتراث الْمِيرَاث وَمَا مَوْصُول بِمَعْنى الَّذِي فَلذَلِك كتب مَفْصُولًا من إِن يَقُول وَرب ذِي رغائب فِي اكْتِسَاب الْأَمْوَال يَرْجُو مَا عِنْدِي وَلَكِن مَا يحصل لَهُ مني غَدا لقَلِيل لِأَن مَا يرجوه عِنْدِي هُوَ غير مَا يُريدهُ 4 - المغفر زرد ينسج على قدر الرَّأْس والأبيض السَّيْف يَقُول وَلَيْسَ لي من المَال إِلَّا درع وبيضة وَسيف مصقول 5 - الأسمر الرمْح والأجرد من الْخَيل الْقصير الشّعْر والسراة الظّهْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 (أقيه بنفسي فِي الحروب وأتقي ... بهاديه إِنِّي للخليل وُصُول) وَقَالَ قيس بن زُهَيْر فِي بني زِيَاد الرّبيع وَعمارَة وَأنس وَكَانَ يُقَال لَهُم الكملة (لعمرك مَا أضاع بَنو زِيَاد ... ذمار أَبِيهِم فِي من يضيع) 3 - (بَنو جنية ولدت سيوفا ... صوارم كلهَا ذكر صَنِيع) 4 - (شرى ودي وشكري من بعيد ... لآخر غَالب أبدا ربيع)   1 - هادي الْفرس صَدره وعنقه يَقُول أحفظ مقَاتل فرسي بفخذي ورجلي وأتقي مِمَّا يأتيني بعنقه ثمَّ قَالَ إِنِّي للخليل وُصُول أَي لَا أَخذ لَهُ فِي الشدائد بل أنتفع بِهِ وأنفعه 2 - بَنو زِيَاد المُرَاد بهم بَنو زِيَاد العبسيون الكمله وأمهم فَاطِمَة الأنمارية وَهِي إِحْدَى المنجبان قيل لَهَا أَي بنيك أفضل فَكَانَ آخر جوابها ثكلتهم إِن كنت أَدْرِي أَيهمْ أفضل وهم ربيع وَعمارَة وَأنس والذمار مَا يجب حفظه وحمايته يَقُول لعمرك إِن بني زِيَاد وفوا بعهود أَبِيهِم وَمَا أضاعوها فِيمَن أضاعها يُرِيد أَسَأْت إِلَيْهِم فَأحْسنُوا إِلَيّ 3 - بَنو جنية أَي هم بَنو جنية جعل أمّهم جنية من حَيْثُ إِنَّهَا خرجت فِي إتيانها بهم عَن الْمُعْتَاد من الْأنس وَيُقَال سيف ذكر إِذا كَانَ ذَا مَاء وَذَا حِدة والصنيع الْمَصْنُوع وَالْمعْنَى هم بَنو جنية يصلونَ إِلَى مَا لَا يصل إِلَيْهِ غَيرهم ولدتهم أمّهم شجعانا وهم فِي قُوَّة الْعَزْم ومضاء الرَّأْي كالصوارم الذُّكُور 4 - من بعيد أَي على بعد كَانَ بَيْننَا فَألْقى الْعَدَاوَة ونصرني للرحم والقرابة وَمعنى الْبَيْت أشترى ربيع على بعده مني مودتي لَهُ وثنائي عَلَيْهِ وعَلى آخر رجل يبْقى من بني غَالب أبدا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 1 - وَقَالَ هدبة بن خشرم (إِنِّي من قضاعة من يكدها ... أكده وَهِي مني فِي أَمَان)   1 - وجده كرز بن أبي حَيَّة يصل نسبه إِلَى سعد بن هذيم وهدبة شَاعِر إسلامي فصيح مُتَقَدم من بادية الْحجاز وَكَانَ شَاعِرًا راوية كَانَ يروي للحطيئة وَكَانَ جميل راوية هدبة وَكَانَ لهدبة ثَلَاثَة أخوة كلهم شَاعِر وَهُوَ الَّذِي قتل زِيَادَة بن زيد الْحَارِثِيّ فِي حَدِيث تقدم بعضه وَكَانَ من خبر هَذِه الأبيات وَالَّذِي هاج الْحَرْب بَين بني عَامر بن عبد الله بن ذبيان أحد بني قضاعة وَبَين بني رقاش وهم بَنو قُرَّة بن خشرم وهم رَهْط زِيَادَة بن زيد أَن حوط بن خشرم أَخا هدبة رَاهن زِيَادَة بن زيد على جملين من إبلهما فتزودوا المَاء فِي الأداوي والقرب وَكَانَت أُخْت حوط عِنْد زِيَادَة بن زيد فَمَال صفوها مَعَ أَخِيهَا على زَوجهَا فوهنت أوعية زِيَادَة وفني مَاؤُهُ قبل صَاحبه فَوَقع بَينهمَا شَيْء من الهنات ثمَّ إِن هدبة وَزِيَادَة خرجا فِي ركب من بني الْحَرْث حجاجا وَمَعَ هدبة أُخْته فَاطِمَة فَقَالَ زِيَادَة شعرًا فِي فَاطِمَة فَغَضب هدبة ورجز بأخت لزِيَادَة فِي الْحَيّ وَقَالَ أُخْتِي تسمع وَأُخْته غَائِبَة فَقَالَ أَشْيَاخ من بني الْحَرْث اركبا لأحملكما الله فإننا قوم حجاج ودعونا من هَذَا فأمسكا وقضوا حجهم وَرَجَعُوا إِلَى الْحَيّ فَالتقى نفر من بني عَامر رَهْط هدبة وَنَفر من بني رقاش رَهْط زِيَادَة فَكَانَ بَينهم كَلَام ولج الشَّرّ بَينهم فِي حَدِيث يطول ذكره أضربنا عَنهُ صفحا 2 - إِنِّي من قضاعة لَا يُرِيد بِهَذَا نِسْبَة نَفسه إِلَى قضاعة فَقَط وَإِنَّمَا يُرِيد اخْتِصَاصه بهم وتعصبه لَهُم وَإِنَّمَا نسب إِلَى قضاعة لِأَن سعد بن هذيم من أسلم ابْن الْحَارِث بن قضاعة يَقُول إِنِّي مُخْتَصّ بقضاعة أحميهم وأدافع عَنْهُم وأرد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 (وَلست بشاعر السفساف فيهم ... وَلَكِن مدره الْحَرْب الْعوَان) (سأهجو من هجاهم من سواهُم ... وَأعْرض مِنْهُم عَمَّن هجاني) 3 - وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم التغلبي   كيد أعدائهم لَهُم وهم مني فِي أَمَان إِذا أَنا حصنهمْ وملجؤهم 1 - السفساف مَا لَا خير فِيهِ من الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال وَفِي الحَدِيث (إِن الله يحب معالي الْأُمُور وَيبغض سفسافها) والمدره رَأس الْقَوْم وسيدهم يَقُول وَلست بالشاعر الضَّعِيف الْكَلَام ولكنني قيم الْحَرْب الَّتِي قوتل فِيهَا مرّة بعد أُخْرَى 2 - من سواهُم يتَعَلَّق بِمن هجاهم والإعراض هُنَا بِمَعْنى التّرْك وَمَعْنَاهُ إِنِّي أكيد أَعدَاء قومِي وَلَا أكيدهم أَذمّ من يذمهم من أعدائهم وأترك ذمّ من يذمني مِنْهُم 3 - وجده مَالك بن عتاب بن سعد بن زُهَيْر ويتصل نسبه بربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وَعَمْرو هَذَا أحد بني تغلب بن وَائِل شَاعِر جاهلي من أَصْحَاب المعلقات وَأمه ليلى بنت مهلهل بن ربيعَة أخي كُلَيْب وَمِمَّا يُؤثر عَنْهَا وَعَن ابْنهَا أَن عَمْرو بن هِنْد قَالَ ذَات يَوْم لندمائه هَل تعلمُونَ أحدا من الْعَرَب تأنف أمه من خدمَة أُمِّي فَقَالُوا نعم عَمْرو بن كُلْثُوم قَالَ وَلم قَالُوا لِأَن أَبَاهَا مهلهل بن ربيعَة وعمها كُلَيْب وَائِل أعز الْعَرَب وبعلها كُلْثُوم بن مَالك فَارس الْعَرَب وَابْنهَا عَمْرو وَهُوَ سيد قومه فَأرْسل عَمْرو بن هِنْد إِلَى عَمْرو بن كُلْثُوم يستزيره ويسأله أَن تزور أمه أمه فَأقبل عَمْرو من الجزيرة إِلَى الْحيرَة فِي جمَاعَة من بني تغلب وَأَقْبَلت ليلى بنت مهلهل فِي ظعن من بني تغلب وَأمر عَمْرو بن هِنْد برواقه فَضرب فِيمَا بَين الْحيرَة والفرات وَأرْسل إِلَى وُجُوه أهل مَمْلَكَته فَحَضَرُوا فِي وُجُوه بني تغلب فَدخل عَمْرو بن كُلْثُوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 (معَاذ الْإِلَه أَن تنوح نساؤنا ... على هَالك أَو أَن نضج من الْقَتْل) (قراع السيوف بِالسُّيُوفِ أحلنا ... بِأَرْض براح ذِي أَرَاك وَذي أثل) 3 - (فَمَا أبقت الْأَيَّام ملمال عندنَا ... سوى جذم أذواد محذفة النَّسْل)   على عَمْرو بن هِنْد فِي رواقه وَدخلت ليلى وَهِنْد فِي قبَّة من جَانب الرواق وَكَانَت عمَّة امْرِئ الْقَيْس بن حجر الشَّاعِر وَكَانَت أم ليلى بنت أخي فَاطِمَة بنت ربيعَة الَّتِي هِيَ أم امْرِئ الْقَيْس وَقد كَانَ عَمْرو بن هِنْد أَمر أمه أَن تنحي الخدم إِذا دعِي بالطرف وتستخدم ليلى أم عَمْرو بن كُلْثُوم فَدَعَا بمائدة ثمَّ دَعَا بالطرف فَقَالَت هِنْد ناوليني يَا ليلى ذَلِك الطَّبَق فَقَالَت ليلى لتقم صَاحِبَة الْحَاجة إِلَى حَاجَتهَا فأعادت عَلَيْهَا وألحت فصاحت ليلى وأذلاه يَا لتغلب فَسَمعَهَا عَمْرو بن كُلْثُوم فثار الدَّم فِي وَجهه وَنظر إِلَيْهِ عَمْرو بن هِنْد فَعرف الشَّرّ فِيهِ فَوَثَبَ عَمْرو بن كُلْثُوم إِلَى سيف لعَمْرو بن هِنْد مُعَلّق بالرواق لَيْسَ هُنَاكَ سيف غَيره فَضرب بِهِ رَأس عَمْرو بن هِنْد ونادى فِي بني تغلب فانتهبوا مَا فِي الرواق وَسَاقُوا نجائبه وَسَارُوا نَحْو الجزيرة 1 - معَاذ الْإِلَه أَي أعوذ بِاللَّه معَاذًا يصف شدَّة صبرهم فِي المصائب يَقُول إِنِّي أعوذ بِاللَّه من أَن تندب نساؤنا وتبكي على ميت منا ونرفع أصواتنا خوفًا من الْقَتْل وفرقا من اللِّقَاء يُرِيد أَن لنا إقداما على المكاره وَقُوَّة جنان وثبات عَزِيمَة 2 - قراع السيوف على حذف مُضَاف أَي قراع أَصْحَاب السيوف والمقارعة مُضَارَبَة الْقَوْم فِي الْحَرْب وَالْأَصْل فِي البراح الأَرْض الَّتِي لَا بِنَاء فِيهَا وَلَا عمرَان والأراك والأثل نَوْعَانِ من الشّجر ينبتان فِي السهل أَكثر وَمَعْنَاهُ أَنهم نزلُوا بِأَرْض لَا هضاب فِيهَا وَلَا جبال يتمنعون بهَا 3 - ملمال عندنَا أَي من المَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 (ثَلَاثَة أَثلَاث فأثمان خَيْلنَا ... وأقواتنا وَمَا نسوق إِلَى الْقَتْل) 2 - وَقَالَ المثلم بن عَمْرو التنوخي 3 - (إِنِّي أَبى الله أَن أَمُوت وَفِي ... صَدْرِي هم كَأَنَّهُ جبل) 4 - (يَمْنعنِي لَذَّة الشَّرَاب وَإِن ... كَانَ قطابا كَأَنَّهُ الْعَسَل) 5 - (حَتَّى أرى فَارس الصموت على ... أكساء خيل كَأَنَّهَا الْإِبِل)   عندنَا والجذم الأَصْل والأذواد جمع ذود يَقع على مَا دون الْعشْرَة من الْإِبِل والمحذفة المقطوعة وَالْمعْنَى مَا أبقى تَأْثِير الْحَوَادِث من أَمْوَالنَا إِلَّا بقايا أذواد مَقْطُوعَة النَّسْل 1 - ثَلَاثَة أَثلَاث خبر لمبتدأ مَحْذُوف وَمَا بعده تَفْسِير لَهُ وتفصيل كَأَنَّهُ قَالَ أَمْوَالنَا ثَلَاثَة أَثلَاث ثلث نشتري بِهِ الْخَيل وَثلث نشتري بِهِ أقواتنا وَثلث نُعْطِيه فِي الدِّيات 2 - هُوَ أحد بني تنوخ وهم أَوْلَاد تيم الله بن أَسد بن وبرة وَهُوَ شَاعِر جاهلي مقل 3 - وَفِي صَدْرِي هم أَرَادَ بالهم دَمًا يَطْلُبهُ أَو حقدا ينْقضه يُنَبه بِهَذَا الْكَلَام على أَنه مُجْتَهد فِي الطّلب أَو أَنه بلغ مُرَاده وَأدْركَ مَطْلُوبه فَيَقُول أمضيت همومي كلهَا وَبَلغت مرادي فِيهَا وأبى الله أَن أَمُوت ولي هم لم أمضه 4 - يَمْنعنِي لَذَّة الشَّرَاب الخ أَي يَمْنعنِي الْهم من لذاذتي بِالشرابِ وَإِن كَانَ قطابا أَي ممزوجا بِغَيْرِهِ كَأَنَّهُ الْعَسَل حلاوة كَانَ الْوَاحِد مِنْهُم إِذا أُصِيب بثأر يتْرك بعض اللَّذَّات فَلِذَا قَالَ يَمْنعنِي الخ 5 - فَارس الصموت يُرِيد بالفارس نَفسه بالصموت اسْم فرسه على إكساء خيل أَي على مآخيرها وَاحِدهَا كسء وَشبه الْخَيل بِالْإِبِلِ لعظمها وطولها وَذَلِكَ مُسْتَحبّ فِي الْخَيل وَمَعْنَاهُ يَمْنعنِي الْهم الالتذاذ بِالشرابِ حَتَّى أرى هَذَا الْأَمر وأشاهده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 (لَا تحسبني محجلا سبط السَّاقَيْن ... أبْكِي أَن يظلع الْجمل) (إِنِّي امْرُؤ من تنوخ ناصره ... مُحْتَمل فِي الحروب مَا احتملوا) 3 - وَقَالَ عبد الله بن سُبْرَة الْحَرَشِي   1 - لَا تحسبني محجلا يجوز أَن يَعْنِي بالمحجل امْرَأَة تألف الحجال وَهُوَ الخدر وتلبس الأحجال وَهِي الخلاخيل وكنى بِهِ عَن الذلة والضعف وَيجوز فِيهِ أَن يُرَاد بالمحجل رجل عَلَيْهِ حجل أَي قيد وسبط السَّاقَيْن أَي رخو السَّاقَيْن والظلع مَا يعرض للجمال من العرج فِي الْمَشْي وَمعنى الْبَيْت أَنِّي لست كالمقيد أَو كَالْمَرْأَةِ أجزع إِذا نزلت بِي نكبة وَإِن كَانَت هينة لِأَن ظلع الْجمل خطب سهل بل أَنا قَادر على قيامي بالشدائد 2 - إِنِّي امْرُؤ من تنوخ أَي أنتسب إِلَى تنوخ وأهوى هَواهَا وناصره نكرَة لِأَن إِضَافَته للتخصيص لَا للتعريف والتنوين فِيهِ منوى أَرَادَ نَاصِر لَهُ يَقُول إِنِّي رجل من بني تنوخ نَاصِر لَهُم أحتمل فِي الحروب مَا احتملوه فِيهَا هَذَا وَقَالَ أَبُو هِلَال هَذَا الشّعْر فِي أشعار هُذَيْل للبريق بن عِيَاض الْهُذلِيّ وَقَالَ إِنِّي امْرُؤ من هُذَيْل أه 3 - هُوَ شَاعِر إسلامي كَانَ من الفتاك وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى حرش مَوضِع بِالْيمن قَالَ أَبُو رياش كَانَ عبد الله بن سُبْرَة هَذَا أحد فتاك الْعَرَب فِي الْإِسْلَام وَكَانَ رجل من الرّوم يُقَال لَهُ سعد الطَّلَائِع يَأْتِي صَاحب الصوائف وهم الْغُزَاة أَيَّام الصَّيف فَيَقُول لَهُ ابْعَثْ معي جندا أدلهم على عورات الرّوم فيتوغل بهم وَقد جعل لَهُم كمينا من الرّوم فيقتلون فَقَالَ ذَات يَوْم لصَاحب الصائفة ابْعَثْ معي رجلا من أَصْحَابك فَإِنِّي قد عرفت غرَّة لَهُم فَانْتدبَ عبد الله بن سُبْرَة وَمضى مَعَ الرجل حَتَّى إِذا انتهيا إِلَى غيضة قَالَ لعبد الله ادخل فَقَالَ لَهُ عبد الله أَنا الدَّلِيل أم أَنْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 (إِذا شالت الجوزاء والنجم طالع ... فَكل مخاضات الْفُرَات معابر) (وَإِنِّي إِذا ضن الْأَمِير بأذنه ... على الْإِذْن من نَفسِي إِذا شِئْت قَادر) 3 - وَقَالَ الرّبيع بن زِيَاد الْعَبْسِي 4 - (حرق قيس عَليّ الْبِلَاد ... حَتَّى إِذا اضطرمت أجذما)   وأبى بوعرف مَا أَرَادَهُ فَقتله فَخرج عَلَيْهِ بطرِيق من بطارقتهم فَاخْتلف هُوَ وَعبد الله بضربتين فَضَربهُ عبد الله فَقتله وضربه الرُّومِي فَقطع أصبعيه ثمَّ رَجَعَ 1 - إِذا شالت أَي إِذا ارْتَفَعت الجوزاء والنجم يُرِيد بِهِ الثريا طالع أَي طالع وَقت الْغَدَاة فَحذف الْغَدَاة والجوزاء والثريا يكون طلوعهما حِين يشْتَد الْحر والمخاضات جمع مخاضة مَا جَازَ النَّاس فِيهِ مشَاة وركبانا والمعابر جمع معبر الشط المهيأ للعبور وَالْمعْنَى إِذا ارْتَفَعت الجوزاء وطلعت الثريا فَاشْتَدَّ الْحر فَقل مَاء الْفُرَات وَأمكن أَن يخاض فِيهِ فَكل مخاضاته معابر يعبر فِيهَا إِلَى الْعَدو 2 - وَإِنِّي إِذا ضن الْأَمِير الخ مَعْنَاهُ أَن العبور إِلَى الْعَدو مَوْقُوف على إرادتي وأذني لَا على إِرَادَة الْأَمِير وَأذنه 3 - وجده عبد الله بن سُفْيَان بن ناشب يَنْتَهِي نسبه إِلَى عبس بن بغيض وَهُوَ أحد الكملة من أَوْلَاد فَاطِمَة بنت الخرشب الأنمارية وَهِي إِحْدَى المنجبات فِي الْعَرَب وَالربيع بن زِيَاد شَاعِر جاهلي كَانَ نديما للنعمان بن الْمُنْذر وَله مَعَ لبيد ربيعَة العامري الشَّاعِر وَغَيره أَخْبَار يطول ذكرهَا 4 - حرق قيس الخ اضطرمت واستعرت وَاحِد وأجذم أسْرع وَمَعْنَاهُ ألهب قيس بن زُهَيْر الْبِلَاد على نَارا فَلَمَّا استعرت هرب وَتَرَكَنِي وَإِنَّمَا قَالَ الرّبيع ذَلِك لِأَن قيسا ترك أَرض الْعَرَب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 (جنية حَرْب جناها فَمَا ... تفرج عَنهُ وَمَا أسلما) (غَدَاة مَرَرْت بآل الربَاب ... تعجل بالركض أَن تلجما) 3 - (فَكُنَّا فوارس يَوْم الهرير ... إِذْ مَال سرجك فاستقدما) 4 - (عطفنا وَرَاءَك أفراسنا ... وَقد أسلم الشفتان الفما) 5 - (إِذا نفرت من بَيَاض السيوف ... قُلْنَا لَهَا أقدمي مقدما) وَقَالَ الشنفرى الْأَزْدِيّ   وانتقل إِلَى بِلَاد الْعَجم بعد إثارة الْفِتَن فِي حَرْب داحس 1 - جنية حَرْب الجنية بِمَعْنى الْجِنَايَة وَمَعْنَاهُ أَنه جنى الْحَرْب على قومه فأعانوه وثبتوا مَعَه وَلم ينكشفوا عَنهُ وَلم يسلموه لأعدائه 2 - غَدَاة ظرف لقَوْله أَجْذم وَجُمْلَة تعجل فِي مَوضِع الْحَال وَأَن تلجم فِي مَوضِع نصب على أَنه مفعول تعجل وَمَعْنَاهُ فَرَرْت وهربت وَقت مرورك بآل هَذِه الْمَرْأَة مستعجلا تركض الْأَعْدَاء فِي أثرك حَتَّى لم تأمن ريثما تلجم دابتك وَتصْلح أَمرك 3 - يَوْم الهرير كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَلَيْلَة الهرير كَانَت فِي الْإِسْلَام من ليَالِي صفّين إِذْ مَال سرجك كِنَايَة عَن اضْطِرَاب الْأَمر واستقدم بِمَعْنى تقدم يَقُول إِنَّك تعلم يَوْم الهرير وأننا كُنَّا فرسَان ذَلِك الْيَوْم وَأَنت قد اضْطربَ أَمرك وفشل رَأْيك يذكرهُ بِمَا آثرهم عَلَيْهِ وإنقاذهم إِيَّاه من الشدائد 4 - عطفنا وَرَاءَك الخ أَي تعطفنا عَلَيْك فِي ذَلِك الْوَقْت ودافعنا دُونك وَأَنت منفتح الْفَم مَكْشُوف الْأَسْنَان من الروع والفزع 5 - قُلْنَا لَهَا القَوْل هُنَا كِنَايَة عَن الْفِعْل فَلَا قَول وَلَكِن الْمَعْنى كَانَت خيولنا إِذا كرهت لمعان السيوف وتأخرت إِلَى خلف ركضناها وحركناها للإقدام 6 - ذكرُوا أَن الشنفرى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 (لَا تقبروني إِن قَبْرِي محرم ... عَلَيْكُم وَلَكِن أَبْشِرِي أم عَامر) (إِذا احتملوا رَأْسِي وَفِي الرَّأْس أكثري ... وغودر عِنْد الْمُلْتَقى ثمَّ سائري) 3 - (هُنَالك لَا أَرْجُو حَيَاة تسرني ... سجيس اللَّيَالِي مبسلا بالجرائر)   من بني الأواس بن الْحجر بن الهنء بن الأزد بن الْغَوْث شَاعِر جاهلي يضْرب بِهِ الْمثل فِي الحذق والدهاء وَكَانَ قد أسرته بَنو شَبابَة بن فهم فَلم يزل فيهم حَتَّى أسرت بَنو سلامان رجلا من بني شَبابَة ففدته بَنو شَبابَة بالشنفري فَكَانَ الشنفري فِي بني سلامان من لَا يحْسب نَفسه إِلَّا أحدهم حَتَّى نازعته بنت الرجل الَّذِي كَانَ فِي حجره وَكَانَ قد اتَّخذهُ ابْنا قَالَ لَهَا ذَات يَوْم اغسلي رَأْسِي يَا أخية فأنكرت أَن يكون أخاها ولطمت وَجهه فَذهب مغاضبا حَتَّى قدم الرجل الَّذِي اشْتَرَاهُ وَكَانَ غَائِبا فَقَالَ لَهُ الشنفري مِمَّن أَنا قَالَ من الأواس بن الْحجر فَقَالَ أما أَنِّي لَا أدعكم حَتَّى أقتل مِنْكُم مائَة رجل فَقَامَ يقتلهُمْ حَتَّى قتل تِسْعَة وَتِسْعين رجلا وَلما ضرب الرجل الَّذِي تمم بِهِ الْمِائَة ضرب رَأسه بِرجلِهِ بعد مَوته فعقرت قدمه فَمَاتَ مِنْهَا 1 - أم عَامر كنية الضبع وَمعنى الْبَيْت لَا تدفنوني فَإِنَّهُ محرم عَلَيْكُم دفني بل اتركوني يأكلني الضبع فَإِنَّهُ أحوط لي من أَي يبْقى جسمي فيفعل بِهِ الْعَدو مَا شاؤا 2 - إِذا ظرف لقَوْله أَبْشِرِي وَثمّ ظرف أَيْضا بدل من عِنْد الْمُلْتَقى والسائر بِمَعْنى الْبَاقِي وَمعنى الْبَيْت أَبْشِرِي أم عَامر إِذا احتملوا رَأْسِي وَتركُوا بَاقِي بدني فِي المعركة وَإِنَّمَا جعل أَكْثَره فِي الرَّأْس لِأَن الرَّأْس مسكن الدِّمَاغ ومأوى الْحَواس 3 - هُنَالك ظرف لقَوْله لَا أَرْجُو حَيَاة وسجيس اللَّيَالِي امتداده والمبسل الْمُسلم والجرائر الجرائم وَالْمعْنَى لَا أَرْجُو فِي ذَلِك الْوَقْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 1 - وَقَالَ تأبط شرا (وَقَالُوا لَهَا لَا تنكحيه فَإِنَّهُ ... لأوّل نصل أَن يلاقي مجمعا) 3 - (فَلم تَرَ من رأى فتيلا وحاذررت ... تأيمها من لابس اللَّيْل أروعا) 4 - (قَلِيل غرار النّوم أكبر همه ... دم الثأر أَو يلقى كميا مسفعا)   حَيَاة سارة لي وَأَنا مخذول طول اللَّيَالِي مُسلم للأعداء بجرائري ظَاهِرَة لقومي فَيكون سَبَب شماتتهم 1 - وَهُوَ ثَابت بن جَابر وَقد تقدّمت تَرْجَمته وَمن خبر هَذَا الشّعْر أَنه خطب امْرَأَة من بني عبس وَمن بني قَارب فَأَرَادَتْ أَن تتزوجه ووعدته بذلك فَلَمَّا جاءها وجدهَا قد رغبت عَنهُ فَقَالَ لَهَا مَا غَيْرك فَقَالَت وَالله إِن الْحسب لكريم وَلَكِن قومِي قَالُوا مَا تصنعين بِرَجُل يقتل عِنْد أحد الْيَوْمَيْنِ وتبقين بِلَا زوج فَانْصَرف عَنْهَا وَهُوَ يَقُول هَذَا الشّعْر 2 - أَن يلاقي مجمعا أَن وَالْفِعْل فِي تَأْوِيل مصدر بدل من ضمير فَإِنَّهُ وَالتَّقْدِير فَإِن ملاقاته مجمعا لأوّل نصل وَمعنى الْبَيْت أَنهم قَالُوا لَهَا لَا تنكحيه فَإِنَّهُ إِذا لَاقَى مجمعا فَهُوَ لأوّل نصل يقتل 3 - الفتيل والنقير والقطمير يضْرب بهَا الْمثل فِي حقارة الشَّيْء وَعدم نَفعه والتأيم الْبَقَاء بِلَا زوج والأروع هُنَا الْحَدِيد الْفُؤَاد وَمعنى الْبَيْت أَنَّهَا لم تَرَ قدر فتيل من الرَّأْي فِي انصرافها عَن رجل متيقظ محترس من الْأَمر قبل وُقُوعه 4 - المُرَاد بالقلة النَّفْي والغرار الْقَلِيل أَي أَنه لَا ينَام الْقَلِيل من اللَّيْل فَكيف بالكثير والكمي الشجاع والمسفع الْمُتَغَيّر لون الْوَجْه وَمعنى الْبَيْت أَنه لَا ينَام اللَّيْل لشجاعته وَأكْثر اهتمامه طلب الثأر أَو ملاقاة الفرسان لممارسته الْحَرْب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 (يماصعه كل يشجع قومه ... وَمَا ضربه هام العدا ليشجعا) (قَلِيل أدخار الزَّاد إِلَّا تعلة ... فقد نشز الشرسوف والتصق المعا) 3 - (يبيت بمغنى الْوَحْش حَتَّى ألفنه ... وَيُصْبِح لَا يحمي لَهَا الدَّهْر مرتعا) 4 - (على غرَّة أَو نهزة من مكانس ... أَطَالَ نزال الْقَوْم حَتَّى س تسعسعا) 5 - (وَمن يغر بالأعداء لَا بُد أَنه ... سيلقى بهم من مصرع الْمَوْت مصرعا) 6 - (رأين فَتى لَا صيد وَحش يهمه ... فَلَو صافحت إنسا لصافحنه مَعًا)   1 - يماصعه أَي يجالده ويقاتله وَقَوله يشجع قومه أَي يشجعه قومه وَمعنى الْبَيْت أَنه لَا يضار بِهِ وَلَا يراميه إِلَّا كل رجل مَعْرُوف بالشجاعة وَأَنه لَا يقْصد بضربه هام العدا أَن ينْسب إِلَى الشجَاعَة لِأَن ذَلِك أَهْون شَيْء عِنْده 2 - التعلة مَا يتعلل بِهِ والنشوز الشخوص والشرسوف مقاطع الأضلاع الَّتِي تشرف على الْبَطن والمعي الْبَطن وَالْمعْنَى أَنه لَا يدّخر من الزَّاد وَلَا يُرِيد مِنْهُ إِلَّا مَا يمسك رمقه ويتعلل بِهِ فاضطره الْجُوع إِلَى شخوص رُؤْس أضلاعه والتصاق بَطْنه 3 - المغنى الْمنزل وَمعنى الْبَيْت أَنه طَال ملازمته الْوَحْش حَتَّى ألفنه فَلَا يمْنَعهَا من الرَّعْي فَهِيَ لَا تخَاف مِنْهُ لِأَن همته مصروفة إِلَى غير وَهَذَا هَا وَهَذَا مِمَّا يدل على قُوَّة ثباته 4 - على غرَّة مُتَعَلق بقوله يحمي والغرة الْغَفْلَة والنهزة الفرصة والمكانس الملازم للكناس وتسعسعا من قَوْلهم تسعسع الشَّهْر إِذا ولى وَالْمعْنَى أَنه لَا يحمي المرتع على غَفلَة أَو فرْصَة من أَسد مكانس وَقد طَال شغفه بنزال الْقَوْم حَتَّى تسعسع أَي ولى أَكْثَره 5 - يُقَال أغراه بفلان حمله على قَتله أَي وَمن يلهج بمحاربة الْأَعْدَاء لَا بُد أَن يلقى بذلك مصرعا 6 - رأين فَتى يلغ يُرِيد بِهَذَا الْبَيْت أَن يبين سَبَب أُنْسُهَا بِهِ بأبين مِمَّا قدمه فَيَقُول رَأَتْ الْوَحْش الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 (وَلَكِن أَرْبَاب الْمَخَاض يشفهم ... إِذا اقتفروه وَاحِدًا أَو مشيعا) (وَإِن وَإِن عمرت أعلم أنني ... سألقى سِنَان الْمَوْت يَبْرق أصلعا) وَقَالَ بعض بني قيس بن ثَعْلَبَة 3 - (دَعَوْت بني قيس إِلَيّ فشمرت ... خناذيذ من سعد طوال السواعد) 4 - (إِذا مَا قُلُوب الْقَوْم طارت مَخَافَة ... من الْمَوْت أرسوا بالنفوس المواجد)   فَتى لَا يخْطر صَيْده لَهَا على بَال فَلَو كَانَ من الْإِمْكَان أَن تصافح إنْسَانا لصافحته كلهَا من كَثْرَة مَا ألفته مِنْهُ يُرِيد بذلك أَنه ألف الْمنَازل الموحشة المخيفة 1 - الْمَخَاض النوق الْحَوَامِل يشفهم أَي يهزلهم إِذا اقتفروه أَي تَتبعُوهُ وَقَوله وَاحِدًا أَو مشيعا أَي مُنْفَردا أَو غير مُنْفَرد وَالْمعْنَى أَنه لَا يُرِيد صيد الْوَحْش بل يُرِيد الإغارة على أَرْبَاب المَال فيجهدهم ويهزلهم تتبع أَثَره على الِانْفِرَاد أَو على الِاجْتِمَاع 2 - يَبْرق أَيْن يلمع والأصلع المنكشف البارز يَقُول إِنِّي على يَقِين أَن الْمَوْت لَا بُد مِنْهُ وَلَا مهرب عَنهُ وَإِنِّي وَلَو عمرت دهرا وَلَا بُد أَن ألْقى سنانه اللامع المنكشف 3 - الخناذيذ فحول الْخَيل وَيسْتَعْمل فِي الشجعان كَمَا هُنَا وَقَوله طوال السواعد أَي ممتدة الْأَيْدِي ومبسوطة بِالضَّرْبِ والطعن وَالْمعْنَى استنجدت ببني قيس فتشمر شجعان من آل سعد الَّذين لَهُم امتداد الْقَامَة وَبسط الْأَيْدِي بِالضَّرْبِ والطعن 4 - أرسوا أثبتوا ومفعوله مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ اثبتوا قُلُوبهم بالنفوس الْكَرِيمَة والمواجد جمع ماجدة يَقُول إِذا كَانَ الْوَقْت وَقت كريهة تطير فِيهِ قُلُوب الْقَوْم فَزعًا وخوفا من الْمَوْت أثبتوا قُلُوبهم بالنفوس الْكَرِيمَة فِي مثل هَذِه الْحَال وَلَا يفارقون مراكزهم بل يدافعون عَن قَومهمْ إِلَى آخر سَاعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 1 - وَقَالَ سعد بن مَالك بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة جد طرفَة بن العَبْد (يَا بؤس للحرب الَّتِي ... وضعت أراهط فاستراحوا) 3 - (وَالْحَرب لَا يبْقى لجاحمها ... التخيل والمراح) 4 - (إِلَّا الْفَتى الصبار فِي النجدات ... وَالْفرس الوقاح) 5 - (والنثرة الحصداء وَالْبيض ... المكلل والرماح)   1 - كَانَ سعد هَذَا أحد سَادَات بكر بن وَائِل وفرسانها فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ شَاعِرًا مجيدا وَله أشعار جِيَاد مأثورة فِي كتب الْأَدَب وَهُنَاكَ شَاعِر آخر اسْمه سعد ابْن مَالك بن الأقيصر القريعي أحد بني سلامان وَكَانَ فَارِسًا شَاعِرًا أَيْضا وَهَذِه القصيدة قَالَهَا سعد فِي حَرْب البسوس الَّتِي هَاجَتْ بَين بكر وتغلب وَاعْتَزل عَنْهَا الْحَارِث بن عباد وَقَالَ هَذَا الْأَمر لَا نَاقَتي فِيهِ وَلَا جملي فَعرض سعد فِي هَذَا الشّعْر بقعوده عَن الْحَرْب وَخبر هَذِه الْحَرْب مَذْكُور فِي كتب التَّارِيخ 2 - يَا بؤس للحرب اللَّام فِيهِ لتأكيد الْإِضَافَة أَي يَا بؤس الْحَرْب وَوضعت تركت والأراهط جمع أرهط الْجَمَاعَة من النَّاس وَالْمعْنَى أسفا على داهية الْحَرْب الَّتِي تَركهَا أراهط فاستراحوا من شدائدها المورثة للشدائد الَّتِي بهَا نيل المكارم 3 - الجاحم الملتهب والتخيل الْخُيَلَاء والمراح النشاط وَالْمعْنَى أَن الْحَرْب داهية لَا يبْقى لحر وطيسها صَاحب التخيل والمراح فَالَّذِي يجرها يعلم حَقِيقَتهَا 4 - النجدات الشدائد والوقاح الشَّديد الْحَافِر وَالْمعْنَى لَا يقوم لحومة الْحَرْب إِلَّا الْفَتى الحابس نَفسه على الدَّوَاهِي وَالْفرس الصلب الْحَافِر 5 - النثرة الدرْع الواسعة والحصداء المحكمة النسج الضيقة الْحلق والمكلل المسمر بالمسامير أَي لَا يثبت للحرب إِلَّا الْفَتى وَالْفرس وَهَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 (وتساقط الأوشاظ والذنبات ... إِذْ جهد الفضاح) (وَالْكر بعد الفر إِذْ ... كره التَّقَدُّم والنطاح) 3 - (كشفت لَهُم عَن سَاقهَا ... وبدا من الشَّرّ الصراح) 4 - (فالهم بيضات الْخُدُور ... هُنَاكَ لَا النعم المراح) 5 - (بئس الخلائف بَعدنَا ... أَوْلَاد يشْكر واللقاح) 6 - (من صد عَن نيرانها ... فَأَنا ابْن قيس لَا براح)   أدوات الْحَرْب وَبهَا التحصن 1 - الأوشاظ الأخلاط جمع وشيظو الذنبات الأتباع والعسفاء والفضاح مصدر فضحه كشف مساويه وَالْمعْنَى أَن الْحَرْب لَا حَظّ فِيهَا للأوشاظ والذنبات إِذا بلغ الْأَمر الفضيحة فَإِنَّهُم يسقطون حِينَئِذٍ وَيكون الْمعول على الرؤساء لما لَهُم من قُوَّة الرَّأْي وَصدق اللِّقَاء 2 - وَالْكر بعد الفر الخ مَعْنَاهُ أَنه لَا تظهر محمدة الْكر بعد الفر وَلَا تستحسن إِلَّا حِين يعز التَّقَدُّم والمنلطحة 3 - كشف السَّاق كِنَايَة عَن اشتداد الْأَمر وَمعنى الْبَيْت اشتدت غَمَرَات الْحَرْب وبدا مَحْض شَرها 4 - بيضات الْخُدُور يُرِيد بهَا النِّسَاء والمراح وصف من أرحت الْإِبِل وَهُوَ ردهَا إِلَى المراح بِالضَّمِّ وَهُوَ المأوى الَّذِي تبينت فِيهِ يَقُول همتنا فِي ذَلِك الْوَقْت أَن نسبي النِّسَاء لَا أَن نغير على الْإِبِل 5 - الخلائف جمع خَليفَة وَهُوَ من تخلفه على أهلك أَو عشيرتك حَال غَيْبَتِك واللقاح بِفَتْح اللَّام بَنو حنيفَة وبالكسر الْإِبِل بِلَا لبن وَالْمعْنَى نَحن الَّذين بِنَا تقوم الْحَرْب وَيحصل الدفاع فَإِذا غبنا فبئس الخلائف أَوْلَاد يشْكر وَبني حنيفَة بَعدنَا إِذْ لَيْسُوا أَهلا لحماية الْحَقِيقَة يُرِيد أَنهم لَا يحْمُونَ حوزتهم بَعدنَا فهم لمن غلب 6 - من صد الخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 (صبرا بني قيس لَهَا ... حَتَّى تريحوا أَو تراحوا) (إِن الموائل خوفها ... يعتاقه الْأَجَل المتاح) 3 - (هَيْهَات حَال الْمَوْت دون ... الْفَوْت وانتضي السِّلَاح) 4 - (كَيفَ الْحَيَاة إِذا خلت ... منا الظَّوَاهِر والبطاح) 5 - (أَيْن الأعزة والأسنة ... عِنْد ذَلِك والسماح)   الصد الْإِعْرَاض والبراح الزَّوَال أَي من أعرض عَن الْحَرْب خوفًا من شَرها فَأَنا ابْن قيس صَاحب النجدة وَالْمجد لَا براح لي عَن هَذِه المعركة إِلَّا بعد الْغَلَبَة 1 - صبرا بني قيس الخ مَعْنَاهُ اصْبِرُوا يَا بني قيس لهَذِهِ الْحَرْب حَتَّى تقتلُوا أعداءكم فتريحوهم من شَرها أَو يقتلوكم فيريحوكم من ذَلِك 2 - الموائل طَالب الموئل وَهُوَ المستقر الَّذِي يرجع إِلَيْهِ وَالْخَوْف نصب بِنَزْع الْخَافِض وَالضَّمِير فِيهِ للحرب ويعتاقه يمنعهُ والمتاح الْمُقدر وَالْمعْنَى أَن الَّذِي يطْلب المفزع والنجاة خوفًا من الْحَرْب يمنعهُ من ذَلِك أَجله الْمُقدر لَهُ فَلَا يَنْفَعهُ التوقي مِمَّا هُوَ وَاقع 3 - هَيْهَات اسْم فعل مَعْنَاهُ الْبعد وانتضى السِّلَاح أَي سل وجرد وَالْمعْنَى أَن الْمَوْت قد حَال دون أَن يفوت الرجل فَيذْهب عَن هَذِه الحروب مُنْهَزِمًا يُرِيد بِهَذَا الْكَلَام أَنه لَيْسَ إِلَّا الْقَتْل أَو الغلب 4 - الظَّوَاهِر أعالي الأودية والبطاح بطونها وَالْمعْنَى هَل ترجى الْحَيَاة بعد مَا خلت أعالي الأودية وبطونها من أمثالنا وأولي بأسنا 5 - أَيْن الأعزة الخ مَعْنَاهُ أَيْن الأعزة منا الْآن والأسنة الَّتِي تسدد إِلَى الْعَدو وَأَيْنَ أهل السماح أَي كَيفَ انفراج الأزمة وأكثرنا قد قتل وَسِلَاحنَا قد نفد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 1 - وَقَالَ جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة (قد يتمت بِنْتي وآمت كنتي ... وشعثت بعد الرِّهَان جمتي) 3 - (ردوا عَليّ الْخَيل إِن ألمت ... إِن لم يناجزها فجزوا لمتي) 4 - (قد عملت وَالِدَة مَا ضمت ... مَا لففت فِي خرق وشمت)   1 - واسْمه ربيعَة وَإِنَّمَا سمي جحدرا لقصره شَاعِر جاهلي وَهَذِه الأبيات قَالَهَا يَوْم التحاليق وَكَانَ لبكر على تغلب أَيَّام حَرْب البسوس وسمى هَذَا الْيَوْم بِيَوْم التحاليق لِأَن بكرا حلقت رؤسها يَوْمئِذٍ استبسالا للْمَوْت وَجعلُوا ذَلِك عَلامَة بَينهم وَبَين نِسَائِهِم إِذْ كن مَعَهم فِي الْحَرْب وَلم يبْق مِنْهُم أحد إِلَّا حلق رَأسه غير جحدر فَإِنَّهُ كَانَ رجلا دميما حسن اللمة فَارِسًا من الفرسان الْمَعْدُودين فَقَالَ يَا قوم إِن حلقتم رَأْسِي شوهتم بِي فدعوا لمتي لأوّل فَارس يطلع من الثَّنية غَدا من الْقَوْم فَفَعَلُوا ذَلِك وَتركُوا لمته 2 - يتمت من الْيُتْم وآمت من الأيمة أَي بقيت بِلَا زوج والكنة قَالَ الْخَلِيل هِيَ امْرَأَة الْأَخ أَو الابْن وَيُرِيد بهَا هُنَا امْرَأَة نَفسه والشعث اغبرار الشّعْر والرهان هُنَا الجلاد والجمة مُجْتَمع شعر الرَّأْس وَالْمعْنَى لَا خير فِي الْبَقَاء بعد يتم الْبِنْت وأيمة الزَّوْجَة واغبرار الشّعْر من طول ممارسة الْقِتَال 3 - ألمت نزلت والمناجزة المعاجلة بِالْقِتَالِ والجز الْقطع واللمة الشّعْر المجاوز شحمة الْأذن وَالْمعْنَى لست بِفَارِس إِن لم أعاجلهم بِالْقِتَالِ فَردُّوا على الْخَيل بعد حُصُولهَا عنْدكُمْ 4 - قد علمت الخ مَعْنَاهُ لم يضع على والدتي مَا تفرسته فِي من النجدة حِين كَانَت تضمني وتلفني فِي الْخرق وَأَنا فِي المهد بل نشأت على خِصَال الشجَاعَة من يَوْم ولدتني أُمِّي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 (إِذا الكماة بالكماة الْتفت ... أمخدج فِي الْحَرْب أم أتمت) 2 - وَقَالَ شماس بن أسود الطهوي لحري بن ضَمرَة النَّهْشَلِي 3 - (أغرك يَوْمًا أَن يُقَال ابْن دارم ... وتقصى كَمَا يقصى من البرك أجرب)   1 - المخدج النَّاقِص الْخلق وَالْمعْنَى إِذا الْتفت الشجعان بالشجعان وَحمى وطيس الْحَرْب علمت نَفسِي وَعرفت سطوتي وتحققت أَن والدتي ولدتني تَاما 2 - وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الشّعْر أَن قيس بن حسان بن عَمْرو بن مرْثَد بن سعد بن مَالك كَانَ نازلا فِي أَخْوَاله بني مجاشع وَكَانَ رجل من بني أَسد يُقَال لَهُ عَمْرو بن عمرَان جارا لحرى بن ضَمرَة فَأخذ قيس بن حسان بكرا من إبل عَمْرو فَأتى عَمْرو بن عمرَان حرى بن ضَمرَة وَأخْبرهُ فَغَضب حرى وأتى قيسا فَضَربهُ بِالسَّيْفِ فَقطع زنده ثمَّ أَخذ من إبِله ثَلَاثِينَ بَعِيرًا وَأَعْطَاهَا إِلَى عَمْرو فَانْطَلق قيس إِلَى أَخْوَاله بني مجاشع وَأخْبرهمْ بِمَا صنع بِهِ حرى فغضبوا من ذَلِك ومضوا إِلَى بني نهشل وَجرى بَينهم كَلَام وعرضوا على حرى أَن يرد الْإِبِل فَأبى فخذله قومه وأسلموه بني مجاشع فجروه وضربوه وَأخذُوا مِنْهُ أَكثر مِمَّا أَخذ واستنصر بقَوْمه فَأَبَوا أَن ينصروه فَهَذَا حَيْثُ يَقُول شماس بن أسود هَذِه الأبيات 3 - أغرك لَفظه لفظ الِاسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ التوبيخ يُقَال غرَّة إِذا خدعه أَو غشه وتقصى أَي تبعد والبرك الْإِبِل وَالْمعْنَى لَا يغرنك يَوْمًا أَن قيل لَك إِنَّك ابْن دارم فَإنَّك تعرف نقصك وتأخرك عَن الشّرف بل أَنْت تقصي أَي تبعد مِمَّا تزْعم وتدعي كَمَا يقصى الأجرب من جمَاعَة الْإِبِل خشيَة أَن يعديها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 (قضى فِيكُم قيس بِمَا الْحق غَيره ... كَذَلِك يخزوك الْعَزِيز المدرب) (فاد إِلَى قيس بن حسان ذوده ... وَمَا نيل مِنْك التَّمْر أَو هُوَ أطيب) 3 - (فإلا تصل رحم بن عَمْرو بن مرْثَد ... يعلمك وصل الرَّحِم عضب مجرب) 4 - وَقَالَ حجر بن خَالِد الثَّعْلَبِيّ 5 - (وجدنَا أَبَانَا حل فِي الْمجد بَيته ... وأعيا رجَالًا آخَرين مطالعه)   1 - كَذَلِك يخزوك أَي يسوسك والمدرب الْبَصِير بالأمور وَالْمعْنَى أَن الدَّلِيل على قصورك عَن منزلَة الْكِرَام أَن قيسا قضى فِيكُم بِغَيْر الْحق فاستسلمت لَهُ لضعفك فَكَذَلِك حالك عِنْد كل عَزِيز مدرب أَي يحصل لَك الخزي من كل أحد 2 - الذود من الْإِبِل مَا دون الْعشْرَة وَقَوله وَمَا نيل مِنْك الخ الْوَاو فِيهِ للْحَال كَأَنَّهُ قَالَ أده وَأَنت إِذا أكلت مستطاب اللَّحْم يُرِيد أَن فِيمَا أَصَابَك من الْمَكْرُوه شِفَاء للغيظ وبردا على الْفُؤَاد فأد إِلَى قيس بن حسان إبِله وَالَّذِي أَخذ مِنْك فَهُوَ التَّمْر أَو هُوَ أطيب من التَّمْر فَأَنت جدير أَن يُؤْخَذ مِنْك وَلَا يرد عَلَيْك شَيْء 3 - أَرَادَ بالعضب المجرب السَّيْف وَمَعْنَاهُ إِن لم تصل قرَابَة عَمْرو بن مرْثَد طَوْعًا مِنْك أكرهك السَّيْف على وَصلهَا 4 - وجده مَحْمُود بن عَمْرو بن مرْثَد بن سعد بن مَالك أحد بني ثَعْلَبَة شَاعِر جاهلي 5 - الْبَيْت لَا يحل فِي الْمجد وَإِنَّمَا الْمجد يحل فِيهِ وَلكنه رمي بالْكلَام على السعَة وَالْمجَاز وأعيا أعجز والمطالع الْمذَاهب والمسالك يَقُول وجدنَا أَبَانَا حل بَيته فِي الشّرف وصعب على رجال آخَرين مذاهبه ومسالكه فَلم يبلغوه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 (فَمن يسع منا لَا ينل مثل سَعْيه ... وَلَكِن مَتى مَا يرتحل فَهُوَ تَابعه) (يسود ثنانا من سوانا وبدؤنا ... يسود معدا كلهَا لَا تدافعه) 3 - (وَنحن الَّذين لَا يررع جارنا ... وَبَعْضهمْ للغدر صم مسامعه) 4 - (ندهدق بضع اللَّحْم للباع والندى ... وَبَعْضهمْ تغلي بذم مناقعه)   1 - فَمن يسع منا الخ أَي من يطْلب نيل مَكَانَهُ من الشّرف كَانَ أقْصَى غَايَته أَن يكون تَابعا لَهُ فَهُوَ الْمفضل علينا وَنحن المفضلون على النَّاس 2 - الثنى من يكون دون الرئيس لكنه يَلِيهِ فِي الرُّتْبَة مثل ولي الْعَهْد فِي الْإِسْلَام والبدء السَّيِّد الْمُتَقَدّم فِي السِّيَادَة الْغَيْر الْمَدْفُوع عَنْهَا وَالْمعْنَى أَن الثنى منا يمنزلة الرئيس الْأَعْظَم من غَيرنَا ورئيسنا تسلم لَهُ الرياسة على قبائل معد كلهَا لَا يَدْفَعهُ عَنْهَا مدافع فَلَمَّا أنْشد حجر هَذَا الْبَيْت رفع عَمْرو بن كُلْثُوم التغلبي يَده فَلَطَمَهُ بَين يَدي الْملك فَغَضب الْملك وَقَامَ ابْن كُلْثُوم فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل أقبل حجر حَتَّى دخل على عَمْرو بن كُلْثُوم قُبَّته فَلَطَمَهُ فَنَادَى يَا آل تغلب قَالَ فوَاللَّه مَا زَالَت الْخَيل تَأتي حَتَّى ظَنَنْت أَن الأَرْض كلهَا خيل ولجأت إِلَى كسر بَيت وَكُنَّا بِالْحيرَةِ فَلَمَّا كَانَ آخر ذَلِك إِذا مُنَاد يُنَادي فَوق قصر الْملك يَا حجر بن خَالِد أَنا لَك جَار قَالَ فوَاللَّه مَا زَالَت الْخَيل تذْهب حَتَّى مَا بَقِي مِنْهُم أحد قَالَ فَأَقْبَلت إِلَى بَاب الْقصر فَقَالَ الْملك أقتلت الرجل قلت لَا فَأنْكر عَليّ ذَلِك 3 - وَنحن الَّذين الخ أَي نَحن القائمون بحماية الْجَار وغيرنا لعَجزه لَا يُبَالِي إِذا عيروه بِسوء الْجوَار كَأَن فِي أُذُنه صمما عَن ذَلِك يُرِيد أَنا نحسن الْجوَار وَلَا نغدر إِذا غدر النَّاس 4 - الدهدقة صَوت الْقدر عِنْد غليانها والبضع جمع بضعَة وَهِي الْقطعَة من اللَّحْم والباع مثل للشرف والعز والمناقع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 (ويحلب ضرس الضَّيْف فِينَا إِذا شتا ... سديف السنام تستريه أَصَابِعه) (منعنَا حمانا واستباحت رماحنا ... حمى كل قوم مستجير مراتعه) وَقَالَ حجر بن خَالِد أَيْضا 3 - (لعمرك مَا ألياه بن عبد ... بِذِي لونين مُخْتَلف الفعال) 4 - (غَدَاة أَتَاهُ جَبَّار بإد ... معضلة وحاد عَن الْقِتَال)   قدور صغَار من حجر وَالْمعْنَى نَحن لتعودنا على الْجُود نقرى النَّاس ونطعمهم وغيرنا لَا تغلي قدورهم إِلَّا مذمومة لبخلهم 1 - ويحلب أَرَادَ بِهَذَا اسْتِخْرَاج الضَّيْف دسم السديف بضرسه وَقَوله إِذا شتا أَي إِذا دخل فِي الشتَاء وَهُوَ الجدب والسديف شَحم السنام تستريه أَي تختاره وَالْمعْنَى أَن ضيفنا إِذا نزل بِنَا عِنْد اشتداد الزَّمَان استخرج بضرسه دسم السنام اسْتِخْرَاج اللَّبن من الضَّرع فَهُوَ يَأْكُل من السنام على قدر مَا تتناوله مِنْهُ أَصَابِعه 2 - منعنَا حمانا الخ الحمي مَا يحميه الْإِنْسَان ويدافع عَنهُ والاستباحة هُنَا جعل الشَّيْء مُبَاحا غير مَمْنُوع وَالْهَاء فِي مراتعه ترجع إِلَى الْحمى أَي الْحمى الَّذِي تستجير مراتعه بالممتنع الْقوي يَقُول لَا يقْصد أحد حمانا لامتناعه وَنحن نستبيح حمى غَيرنَا الَّذِي تكون مراتعه محمية مَمْنُوعَة بالأعزاء الأقوياء يُرِيد أننا أَصْحَاب النجدة والسطوة على من سوانا 3 - الْيَاء اسْم رجل مَعْنَاهُ أقسم بعز حياتك أَن هَذَا الرجل غير متلون فِي أَحْوَاله بل حَاله فِي غيبته كحاله فِي حُضُوره 4 - غَدَاة ظرف للْفِعْل الَّذِي دلّ عَلَيْهِ مُخْتَلف الفعال وجبار اسْم رجل والآد الْمُنكر والمعضلة الداهية الْعسرَة وَالْمعْنَى أَن الْيَاء غير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 (ففض مجامع الْكَتِفَيْنِ مِنْهُ ... بأبيض مَا يغب عَن الصقال) (فَلَو أَنا شهدناكم نصرنَا ... بِذِي لجب أزب من العوالي) 3 - (وَلَكنَّا نأينا واكتفيتم ... وَلَا ينأي الحفي عَن السُّؤَال) 4 - وَقَالَ غَسَّان بن وَعلة 5 - (إِذا كنت فِي سعد وأمك مِنْهُم ... غَرِيبا فَلَا يغررك خَالك من سعد)   مُخْتَلف الفعال غَدَاة أوقعه جَبَّار فِي داهية وانحرف هُوَ عَن الْقِتَال 1 - الفض الْكسر والتفريق وَيُقَال أغبت الْحمى فلَانا إِذا أَتَتْهُ يَوْمًا وَتركته يَوْمًا وَالْمعْنَى أَن الْيَاء ضرب جبارا ضَرْبَة بِسيف أَبيض يصقل كل يَوْم ففض بهَا مجامع كَتفيهِ 2 - بِذِي لجب أَي بِجَيْش ذِي لجب واللجب ارْتِفَاع الْأَصْوَات فِي الْحَرْب والأزب الْكثير الشّعْر والعوالي الرماح وَالْمعْنَى لَو كُنَّا مَعكُمْ لنصرناكم بِجَيْش كثيف كَأَنَّهُ من كَثْرَة رماحه كَرجل كثير الشّعْر فكثرة الشّعْر كِنَايَة عَن كَثْرَة الرماح 3 - النأي الْبعد وَمعنى واكتفيتم انفردتم بِأَنْفُسِكُمْ مستغنين عَنَّا والحفى المستقصى فِي السُّؤَال وَالْمعْنَى لكننا رأيناكم لَا تحتاجون إِلَى نصرتنا لقوتكم فتأخرنا عَنْكُم على أننا مَعَ تنائينا لَا نقصر فِي السُّؤَال عَن أحوالكم فَإِن الْقُلُوب غير مائلة عَن جادة الود 4 - أحد بني مرّة ابْن عباد وَهُوَ شَاعِر مخضرم وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى ابْن دُرَيْد هَذَا الشّعْر للنمر بن تولب فِي بني سعد وهم أَخْوَاله وَقد أَغَارُوا على أبله 5 - إِذا كنت فِي سعد أَرَادَ بني سعد وَفِي الْعَرَب سعود كَثِيرَة سعد تَمِيم وَسعد قيس وَسعد هُذَيْل وَسعد بكر وَغير ذَلِك وَقَوله فَلَا يغررك خَالك جعل النَّهْي فِي اللَّفْظ للخال وَلَكِن الْمَعْنى لَا تغتر بخالك من سعد لِأَن الْمنْهِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 (فَإِن ابْن أُخْت الْقَوْم مصغى إناؤه ... إِذا لم يزاحم خَاله بأب جلد) 2 - وَقَالَ بعض بني جُهَيْنَة فِي وقْعَة كلب وفزارة   هُوَ الْمُخَاطب مَعْنَاهُ إِذا كنت بَعيدا عَن وطنك من قبل أَبِيك وأعمامك وحاصلا فِي بني سعد لكَون أمك مِنْهُم فَلَا تغتربهم 1 - المصغى الممال وَذَلِكَ كِنَايَة عَن نُقْصَان الْحق وَضعف الْجَانِب والمزاحمة المنافسة وَالْجَلد الْقوي وَالْمعْنَى أَن ابْن أُخْت الْقَوْم لَا يكون عَزِيز الْجَانِب إِلَّا إِذا كَانَ أَعْمَامه أقوى من أَخْوَاله 2 - قَالَ أَبُو رياش وَخبر هَذِه الأبيات أَنه لما كَانَت فتْنَة ابْن الزبير وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان يُقَاتل مُصعب بن الزبير وَكَانَت قيس زبيرية وَكَانَ زفر بن الْحَرْث وَعُمَيْر بن الْحباب السّلمِيّ فِي ذَلِك الْعَهْد يغيران على كلب وَكَانَت أَبنَاء القيسيات من بني أُميَّة يفخرون على أَبنَاء الكلبيات بِمَا تفعل بهم قيس فِي البدو والحضر فَقَالَ خَالِد بن يزِيد للكلبيين هَل رجل فِيهِ خير يُغير على بادية قيس وَأَنا أكفيه أَمر السُّلْطَان فَقَالَ حميد بن بَحْدَل خَال يزِيد بن مُعَاوِيَة أَنا لَهَا إِن كفيتني فَسَار حميد بِجمع من قومه بعد أَن ولى على صدقَات أهل الْبَادِيَة فَأدْرك نَاسا من بني فَزَارَة مُتَفَرّقين للنجعة فَأصَاب أَوَّلهمْ زيد بن عُيَيْنَة بن حصن وَكَانَ رجل صدق وَلم يكن مَعَه إِلَّا بنوه فذبحوه وَأخذُوا إبِله وأدركوا بِجَانِب آخر خَمْسَة من بني عُيَيْنَة بن حصن فقاتلوهم قتالا شَدِيدا ثمَّ ظَهَرُوا على هَؤُلَاءِ الْفتية فأساؤا الضَّرْب فيهم بِالسُّيُوفِ حَتَّى حسبوا أَنهم قتلوهم وَسَار الكلبيون من عشيتهم حَتَّى أَصْبحُوا بِجَانِب العاه وَهُوَ اسْم مَوضِع فأدركوا بعض رجال من بني فَزَارَة وَمَا زَالَ الشَّرّ يَنْمُو بَين القبيلتين حَتَّى تقاتلوا فِي وقائع كَثِيرَة يطول ذكرهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 (الْأَهْل أَتَى الْأَنْصَار أَن ابْن بَحْدَل ... حميدا شفى كَلْبا فقرت عيونها) (وَأنزل قيسا بالهوان وَلم تكن ... لتقلع إِلَّا عِنْد أَمر يهينها) 3 - (فقد تركت قَتْلَى حميد بن بَحْدَل ... كثيرا ضواحيها قَلِيلا دفينها) 4 - (فانا وكلبا كاليدين مَتى تقع ... شمالك فِي الهيجا تعنها يَمِينهَا) وَقَالَ المنخل بن الْحَرْث الْيَشْكُرِي 6 - (إِن كنت عاذلتي فسيري ... نَحْو الْعرَاق وَلَا تحوري) 7 - (لَا تسألي عَن جلّ مَالِي ... وانظري كرمي وخيري)   1 - أَلا هَل أَتَى الْأَنْصَار الخ مَعْنَاهُ هَل بلغ الْأَنْصَار أَن حميد بن بَحْدَل انتقم الْكَلْب فَفَرِحُوا بذلك 2 - وَأنزل قيسا الخ يَعْنِي أَن ابْن بَحْدَل أهان قيس عيلان وَلم يَكُونُوا لينزجروا عَن التَّعَدِّي إِلَّا إِذا أهينوا وأذلوا 3 - فقد تركت أَي قيس والضواحي البوارز وَالْمعْنَى أَن ابْن بَحْدَل قَاتل قيسا بأشد الْقِتَال حَتَّى إِن الْقَتْلَى مِنْهُم طرحت بارزة للشمس لم يدْفن مِنْهُم أحد فَالْمُرَاد بقوله قَلِيلا دفينها نفى الدّفن 4 - فَإنَّا وكلبا الخ مَعْنَاهُ نَحن وهم كجسم وَاحِد وَكيد وَاحِدَة يُقَال للْقَوْم إِذا كَانَت نصرتهم وَاحِدَة هم يَد وَاحِدَة 5 - هُوَ المنخل بن مَسْعُود بن عَامر ابْن ربيعَة أحد بني يشْكر شَاعِر جاهلي كَانَ ينادم النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَهُوَ الَّذِي سعى بالنابغة الذبياني إِلَى النُّعْمَان فِي أَمر المتجردة فلحق النَّابِغَة بآل جَفْنَة الغسانيين خوفًا من النُّعْمَان 6 - إِن كنت عاذلتي الخ مَعْنَاهُ إِن كنت تعذليني فاذهبي عني فلست لي بصاحبة وَلَا تحوري أَي لَا تَرْجِعِي 7 - لَا تسألي الخ جلّ الشَّيْء معظمه وَالْخَيْر الْكَرم مَعْنَاهُ إياك وَالسُّؤَال عَن مُعظم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 (وفوارس كأوار حر ... النَّار أحلاس الذُّكُور) (شدوا دوابر بيضهم ... فِي كل محكمَة القتير) 3 - (واستلأموا وتلببوا ... إِن التلبب للمغير) 4 - (وعَلى الْجِيَاد الْمُضْمرَات ... فوارس مثل الصقور) 5 - (يخْرجن من خلل الْغُبَار ... يجفن بِالنعَم الْكثير) 6 - (أَقرَرت عَيْني من أُولَئِكَ ... والفوائح بالعبير)   مَا عِنْدِي من المَال بل سائلي عَن كرمي ومحاسن أخلاقي يُرِيد أَنه لَيْسَ بِكَثِير المَال وَلكنه كريم 1 - وفوارس أَي وَرب فوارس والأوار التوهج وأحلاس الذُّكُور فرسَان الْخَيل الملازمون ظُهُورهَا 2 - الدوابر الْأَوَاخِر وَالْبيض جمع بَيْضَة الْحَدِيد تلبس فِي الرَّأْس والقتير مسامير الدروع مَعْنَاهُ أَنهم ربطوا أَوَاخِر بيضات الْحَدِيد من جَانب الْخلف بالدروع خوفًا من سُقُوطهَا عِنْد جري الْخَيل 3 - واستلأموا أَي لبسوا اللأمات وَهِي الدروع وتلببوا أَي تحزموا للإغارة على الْعَدو لِأَن التلبب من شَأْن المغير وكنى بذلك عَن تهيؤهم للحرب واستعدادهم للإغارة 4 - الْجِيَاد جمع جواد والمضمرات الَّتِي ضمرت بالرياضة وَكِلَاهُمَا نعت للخيل يُرِيد أَن فَوْقهَا فوارس كالقصور فِي الخفة والسرعة عِنْد تخطفهم الأقران 5 - وجف يجِف إِذا أسْرع وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْخَيل يخْرجن من وسط الْغُبَار فيسرعن السّير مِمَّا أغارت عَلَيْهِ فرسانها من النعم الْكثير 6 - من أُولَئِكَ أَي من الفوارس والفوائح بالعبير النِّسَاء وَالْمعْنَى سرني أُولَئِكَ الفوارس بظفرهم وطاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 (وَإِذا الرِّيَاح تناوحت ... بجوانب الْبَيْت الكسير) (ألفيتني هش الْيَدَيْنِ ... بمري قدحي أَو شجيري) 3 - (وَلَقَد دخلت على الفتاة ... الخدر فِي الْيَوْم المطير) 4 - (الكاعب الْحَسْنَاء ترفل ... فِي الدمقس وَفِي الْحَرِير) 5 - (فدفعتها فتدافعت ... مشي القطاة إِلَى الغدير) 6 - (ولثمتها فتنفست ... كتنفس الظبي الغرير)   خاطري بِرُؤْيَة النِّسَاء الَّتِي نشرت أريج العبير 1 - تناوحت أَي هبت من كل جِهَة كِنَايَة عَن الجدب والكسير الَّذِي لَهُ كسور وَهُوَ مَا مس الأَرْض من هداب خيامهم وفيهَا حبال تشد بهَا وَالْمعْنَى إِذا أجدبت الْبِقَاع واستخفت الرِّيَاح بِالْبَيْتِ ألفيتني الخ 2 - هش الْيَدَيْنِ خفيفهما بمري قدحي أَي بأجالته والشجير الْغَرِيب وَالْمعْنَى إِذا ظهر الجدب تجدني خَفِيف الْيَدَيْنِ بإجالة أقداحي عِنْد حُضُور الأيسار وأضم إِلَيْهَا الْقدح الْغَرِيب الْمُسْتَعَار تكثيرا لَهَا واهتزازا لِكَثْرَة الْجُود 3 - وَلَقَد دخلت الخ مَعْنَاهُ وَافق دخولي على الفتاة فِي خدرها الْيَوْم الماطر وَخص الْيَوْم الماطر لِأَنَّهُ يَوْم المؤانسة وفراغ البال وَلَا يصلح للصَّيْد وَاللَّهْو فِيهِ أطيب لخلو البال فِيهِ 4 - الكاعب البادي ثديها للنهود وترفل تختال والدمقس الْحَرِير الْأَبْيَض وَالْمعْنَى دخلت على الفتاة الجامعة للمحاسن وَهِي تختال فِي لِبَاس الْحَرِير الْأَبْيَض وَغير الْأَبْيَض 5 - القطاة وَاحِدَة القطا لنَوْع من الطير والغدير قِطْعَة من المَاء يغادرها السَّيْل وَالْمعْنَى دافعتها فتدافعت أَي مشت مشي القطاة فِي خفتها وسرعتها إِذا قصدت الغدير 6 - الغرير ولد الظبي وَهُوَ الصَّغِير وَالْمعْنَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 (فدنت وَقَالَت يَا منخل ... مَا بجسمك من حرور) (مَا شف جسمي غير حبك ... فاهدئي عني وسيري) 3 - (وأحبها وتحبني ... وَيُحب ناقتها بَعِيري) 4 - (وَلَقَد شربت من المدامة ... بالصغير وبالكبير) 5 - (فَإِذا انتشيت فإنني ... رب الخورنق والسدير) 6 - (وَإِذا صحوت فإنني ... رب الشويهة وَالْبَعِير)   لما قبلت فاها وخدها تنفست الصعداء لمكاني مِنْهَا واتحاد قلبِي بقلبها كَمَا يتنفس الظبي الغرير 1 - فدنت أَي قربت والحرور حر الشَّمْس مَعْنَاهُ أَنَّهَا رأتني على غير مَا عهدته مني فَقَالَت تتعجب مَا بجسمك من حرور كَمَا يُقَال مَا لَقينَا من فلَان على جِهَة الاستعظام والتعجب 2 - يُقَال شف جِسْمه يشف شفوفا نحل وَضعف وَقَوله فاهدئي عني أَي الزمي السّكُون وَقَوله وسيري أَرَادَ أمسكي عني وسيري فِي بسيرة حَسَنَة وَالْمعْنَى فَكَانَ من جوابي لَهَا أَنه مَا غير حالتي وأضعف جسمي إِلَّا مَا داخلني من حبك وغرامك فاتركي هَذَا القَوْل وسيري فِي بسيرة توَافق حَالي وارحميني على مَا يحدث بِي 3 - وَيُحب ناقتها بَعِيري هَذِه جملَة يُرِيد بهَا توكيد الْمحبَّة وَطول الألفة بَينهمَا 4 - المدامة مَا عتق من الْخمر وَقَوله بالصغير وبالكبير يُرِيد بصغير مَاله وكبيره أَو يُرِيد بالصغير الدِّرْهَم وبالكبير الدِّينَار 5 - الخورنث قصر النُّعْمَان ابْن الْمُنْذر والسدير نهر بِنَاحِيَة الْحيرَة وَالْمعْنَى فَإِذا سكرت وأخذتني النشوة رَأَيْت نَفسِي كالملك النُّعْمَان الَّذِي بنى الخورنق وَملك نهر الْحيرَة وَمَا وَالَاهُ 6 - وَإِذا صحوت الخ مَعْنَاهُ وَإِذا ذهب عني السكر فَأَنا عَائِد إِلَى حالتي قبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 (يَا هِنْد من لمتيم ... يَا هِنْد للعاني الْأَسير) (يعكفن مثل أساود التنوم ... لم تعكف بزور) 3 - وَقَالَ باعث بن صريم الْيَشْكُرِي   السكر لَا أملك إِلَّا الشَّاة وَالْبَعِير 1 - هِنْد هَذِه بنت النُّعْمَان بن الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء والمتيم من استعبده الْحبّ والعاني الْمُقَيد يَقُول يَا هِنْد من لذَلِك المتيم بحبك الْوَاقِع فِي أسرك فينقذه مِمَّا هُوَ فِيهِ 2 - يعكفن الخ يجوز أَن يكون هَذَا الْبَيْت فِي صفة النِّسَاء فَيكون قَوْله يعكفن عَن عكفت الْمَرْأَة شعرهَا إِذا ألزمت بعضه بَعْضًا وَجَعَلته ضفائر والأساود جمع الْأسود من الْحَيَّات تشبه بهَا الضفائر والتنوم شجر تلْتَفت عَلَيْهِ تِلْكَ الأساود وَالْمعْنَى يضفرن من الشّعْر ضفائر مثل أساود التنوم الَّتِي لَا خلاف فِي عكوفها لِأَنَّهَا تلتوي بِهَذَا الشّجر وَيجوز أَن يكون فِي صفة الْخَيل وَالْمعْنَى أَن الْخَيل تَجِيء بالفرسان يضم بَعْضهَا إِلَى بعض وهم كالأساود من الْحَيَّات شجاعة وإقداما وَعدم خوف من الشَّرّ 3 - هُوَ شَاعِر جاهلي فارسى شُجَاع أحد بني غبر وَكَانَ من خبر هَذَا الشّعْر أَن وَائِل بن صريم أَخا باعث كَانَ ذَا منزلَة من الْمُلُوك وَمَكَان عِنْدهم وَكَانَ مفتوق اللِّسَان حلوه وَكَانَ جميلا فَبَعثه عَمْرو بن هِنْد اللَّخْمِيّ ساعيا على بني تَمِيم فَأخذ الأتاوة مِنْهُم حَتَّى استوفى مَا عِنْدهم غير بني أسيد بن عَمْرو ابْن تَمِيم وَكَانُوا على طويلع فَأَتَاهُم وَنزل بهم وَجمع النعم وَالشَّاء فَأمر بإحصائه فَبَيْنَمَا هُوَ قَاعد على بِئْر أَتَاهُ شيخ مِنْهُم فحدثه فَغَفَلَ وَائِل فَدفعهُ الشَّيْخ فَوَقع فِي الْبِئْر فَاجْتمعُوا ورموه بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ فَبلغ الْخَبَر أَخَاهُ باعث بن صريم فعقد لِوَاء ونادى فِي غبر وآلي أَن يقتلهُمْ على دم وَائِل حَتَّى يلقِي الدَّلْو فتمتلئ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 (سَائل أسيد هَل ثأرت بوائل ... أم هَل شفيت النَّفس من بلبالها) (إِذْ أرسلوني مائحا بدلائهم ... فملأتها علقا إِلَى أسبالها) 3 - (إِنِّي وَمن سمك السَّمَاء مَكَانهَا ... والبدر لَيْلَة نصفهَا وهلالها) 4 - (آلَيْت أثقف مِنْهُم ذَا لحية ... أبدا فتنظر عينه فِي مَالهَا) 5 - (وخمار غانية عقدت برأسها ... أصلا وَكَانَ منشرا بشمالها)   دَمًا فَقتل باعث مِنْهُم ثَمَانِينَ وَأسر عدَّة وَقدم رجلا مِنْهُم يُقَال لَهُ قمامة فذبحه وَألقى دلوه فَخرجت ملأى بِالدَّمِ وَلم يزل يُغير عَلَيْهِم زَمَانا وَقتل مِنْهُم فَأكْثر 1 - سَائل أسيد أَي اسْأَل هَذِه الْقَبِيلَة هَل ثأرت بوائل أَي أخذت الثأر مِنْهُم والبلبال الاهتمام بِطَلَب الثأر وَالْمعْنَى اسْأَل عني أسيد تخبرك بِأخذ ثَأْرِي من وَائِل وشفاء نَفسِي من همومها 2 - المائح الَّذِي ينزل الْبِئْر ويملأ الدَّلْو والعلق الدَّم وأسبال الدَّلْو أعاليها وَضرب ذَلِك مثلا لاهتمامه بثأر أَخِيه وإكثار الْقَتْل مِمَّن قَتله وَالْمعْنَى انتقمت لَهُم من وَائِل وأجريت سيلا من الدَّم أَي أكثرت الْقَتْل كالمائح بالدلاء 3 - سمك السَّمَاء أَي رَفعهَا بِغَيْر عمد والبدر مَعْطُوف على السَّمَاء وَالْمعْنَى أقسم بِاللَّه تَعَالَى الَّذِي رفع السَّمَاء والبدر لَيْلَة نصف الشُّهُور وَلَيْلَة هلالها وَإِنَّمَا أضَاف النّصْف إِلَى السَّمَاء لِأَن الْبَدْر الَّذِي يعرف بِهِ نصف الشُّهُور فِي السَّمَاء 4 - آلَيْت أَي حَلَفت وأثقف أَي لَا أثقف بِمَعْنى أظفر وَالْمعْنَى أوجبت على نَفسِي بِأَنِّي لَا أظفر مِنْهُم بِذِي لحية أَي سيد كريم إِلَّا قتلته فَلَا تنظر عينه فِي مَاله لِأَنَّهُ يُفَارِقهُ بمفارقة روحه بدنه 5 - عقدت برأسها أَي كنت السَّبَب فِي عقدهَا لَهُ وَالْأَصْل جمع أصيل ضد الْغَدَاة وَالْمعْنَى وَرب خمار غانية سبيت أول النَّهَار عقدت خمارها برأسها آخِره بَعْدَمَا كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 (وعقيلة يسى عَلَيْهَا قيم ... متغطرس أبديت عَن خلْخَالهَا) (وكتيبة سفع الْوُجُوه بواسل ... كالأسد حِين تذب عَن أشبالها) 3 - (قد قدت أول عنفوان رعيلها ... فلففتها بكتيبة أَمْثَالهَا) وَقَالَ الفند الزماني تقدّمت تَرْجَمته 4 - (أيا طعنة مَا شيخ ... كَبِير يفن بَال)   منشرا بشمالها لحيرتها من الْخَوْف يُرِيد أَنه لما لحقها اطمأنت فَجعلت خمارها على رَأسهَا آمِنَة بِهِ 1 - العقيلة كَرِيمَة الْحَيّ والقيم الزَّوْج والمتغطرس صَاحب النخوة وَقَوله أبديت الخ مَعْنَاهُ أغرت على حيها فشمرت سَاقهَا للهرب فَظهر خلْخَالهَا يَقُول وَرب كَرِيمَة يحامي عَلَيْهَا زَوجهَا وَهُوَ ذُو نخوة وَكبر هربت وَقت إغارتي على حيها فَظهر خلْخَالهَا عِنْدَمَا تشمرت للهرب يُرِيد أَنه ينفع ويضر لِأَن الرجل الْكَامِل كَذَلِك 2 - الكتيبة الْجَيْش والسفع جمع أسفع وَهُوَ المسود الْوَجْه من الشَّمْس والبواسل الشجعان والأشبال أَوْلَاد الْأسد وَالْمعْنَى وَرب جَيش تَغَيَّرت ألوان وُجُوههم من حرارة الشَّمْس وهم فِي الشجَاعَة والإقدام كالأسود الَّتِي تدافع عَن أَوْلَادهَا 3 - أول عنفوان رعيلها الأول هُنَا بِمَعْنى السَّابِق والعنفوان أول الشَّيْء والرعيل جمَاعَة الْخَيل وَأول صفها وَالْمعْنَى قد سرت بسوابق أَوَائِل الْخَيل أَي الفوارس فجعلتهم خائضين فِي غمار كَتِيبَة من الولم تكن فِي أقل مِنْهُم 4 - أيا طعنة الخ مَا زَائِدَة واليفن الشَّيْخ الْهَرم وَاللَّفْظ لفظ النداء وَمَعْنَاهُ التَّعَجُّب يتعجب من طعنة يتحدث بِمِثْلِهَا من شيخ هرم قد بلَى لما أَتَى عَلَيْهِ من طول الزَّمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 (تقيم المأتم الْأَعْلَى ... على جهد وإعوال) (وَلَوْلَا نبل عوض فِي ... حظباي وأوصالي) 3 - (لطاعنت صُدُور الْخَيل ... طَعنا لَيْسَ بالآلي) 4 - (ترى الْخَيل على آثَار ... مهري فِي السنا العالي) 5 - (وَلَا تبقي صروف الدَّهْر ... إنْسَانا على حَال)   1 - تقيم المأتم صفة للطعنة والمأتم النِّسَاء يجتمعن فِي الْخَيْر وَالشَّر والأعوال رفع الصَّوْت بالبكاء وَالْمعْنَى أَنَّهَا طعنة هائلة لَا يُرْجَى للمطعون بعْدهَا الْحَيَاة بل يَمُوت فتجتمع لمَوْته النِّسَاء من أهل الشّرف يشققن جيوبهم ويعولن عَلَيْهِ وَوصف المأتم بالأعلى يدل على أَنه قتل رَئِيسا 2 - وَلَوْلَا نبل عوض الخ النبل اسْم جمع للسهام والعوض الدَّهْر والحظبي الْجِسْم والأوصال جمع وصل وَهُوَ موصل العضوين أَي وَلَوْلَا سِهَام الدَّهْر فِي جسمي وأوصالي أَي مفاصلي وَجَوَاب لَوْلَا لطاعنت أول الْبَيْت بعده 3 - صُدُور الْخَيل أَي صُدُور الفوارس والآلي المقصر وَالْمعْنَى لَوْلَا حوادث الدَّهْر ترمي فِي مفاصلي لطاعنت فِي صُدُور الفوارس طعانا لَا تَقْصِير فِيهِ 4 - الْآثَار الأعقاب والسنا العالي كنى بِهِ عَن بريق السِّلَاح كَأَنَّهُمْ يقدمونه ويتقون بِهِ وَيجوز أَن يُرَاد بِهِ الْمجد وَمَعْنَاهُ ترى الفرسان إِذا تبِعت أثري فِي مجد عَال راضين برآستي وتقدمي عَلَيْهِم لِأَن فِي ذَلِك شرفا لَهُم 5 - صروف الدَّهْر نوائبه وتصاريفه وَفِي هَذَا الْبَيْت تَسْلِيَة لَهُ فِيمَا صَار إِلَيْهِ من الضعْف بَعْدَمَا كَانَ قَوِيا يَقُول وَأَن نَوَائِب الدَّهْر وتصاريفه لَا تبقي الْإِنْسَان على حَالَة وَاحِدَة لِكَثْرَة تغيرها واختلافها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 (تفتيت بهَا إِذْ كره ... الشكة أمثالي) (كجيب الدفنس الورها ... عريعت بعد إجفال) وَقَالَ ربيعَة بن مقروم تقدّمت تَرْجَمته 3 - (أَخُوك أَخُوك من تَدْنُو وترجو ... مودته وَإِن دعِي استجابا) 4 - (إِذا حَارَبت حَارب من تعادي ... وَزَاد سلاحه مِنْك اقترابا) 5 - (وَكنت إِذا قريني جاذبته ... حبالي مَاتَ أَو تبع الجذابا) 6 - (فَإِن أهلك فذي حنق لظاه ... عَليّ تكَاد تلتهب التهابا)   1 - تفتيت أَي تخلقت بأخلاق الفتيان والشكة مَا يلبس من السِّلَاح والمعني أَنه وجد الفتوة فِي نَفسه مَعَ كبره وَضَعفه عَن حمل السِّلَاح كالشيوخ أَمْثَاله لضعفهم عَنهُ وكراهتهم لَهُ يُرِيد بِهَذَا الْبَيْت أَنه طعن رجلَيْنِ كَانَا على فرس فِي حَرْب البسوس فانتظما فِي رمحه من قُوَّة الطعنة 2 - الدفنس الحمقاء والورهاء قَليلَة الْعقل وريعت أَي أخيفت والأجفال الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي وَالْمعْنَى أَن هَذِه الطعنة لقوتها اتَّسع محلهَا كاتساع جيب الْمَرْأَة الحمقاء الَّتِي تسرع فِي الْمَشْي وَهِي خائفة وَرُبمَا مزقت جيبها فِي هَذِه الْحَالة 3 - أَخُوك الثَّانِي توكيد للْأولِ وَمَعْنَاهُ أَن أَخَاك الصَّادِق الإخاء من تَدْنُو مِنْهُ بِالْقربِ وَنَرْجُو مودته بِالصّدقِ وَإِذا دَعوته لأمر اعتراك أجابك 4 - إِذا حَارَبت الخ مَعْنَاهُ إِذا حَارَبت عَدوك قرب مِنْك هَذَا المؤاخى لَك وَمَعَهُ سلاحه ليعينك 5 - وَكنت الخ مَعْنَاهُ أَن حبالي متينة محكمَة القوى فَإِذا جاذبت خصمي بهَا مَاتَ قبل وُصُوله إِلَى أَو صَار منقادا لي ذليلا بجذبي لَهُ 6 - فذي حنق أَي رب ذِي حنق والحنق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 (مخضت بدلوه حَتَّى تحسى ... ذنُوب الشَّرّ ملأى أَو قرابا) (بمثلي فاشهد النَّجْوَى وعالن ... بِي الْأَعْدَاء وَالْقَوْم الغضابا) 3 - (فَإِن الموعدي يرَوْنَ دوني ... أسود خُفْيَة الغلب الرقابا) 4 - (كَأَن على سواعدهن ورسا ... علا لون الأشاجع أَو خضابا) 5 - وَقَالَ سلمي بن ربيعَة من بني السَّيِّد بن ضبة   شدَّة الْغَضَب يَقُول إِن أمت فَرب رجل ذِي حقد وَغَضب تكَاد نَار عداوته تتوقد توقدا 1 - مخضت بدلوه أَي حركتها لتمتلئ ودلوه كِنَايَة عَن شَره والتحسي شرب المَاء قَلِيلا قَلِيلا والذنُوب الدَّلْو الَّتِي لَهَا ذَنْب وقراب المَاء المقارب الامتلاء وَالْمعْنَى أَنه أَرَادَ بِي شرا فسقيته مِنْهُ ذنوبا ممتلئة أَو مقاربة الامتلاء وَلم أزل أظهر عَلَيْهِ حَتَّى عجز عَن مقاومتي 2 - بمثلي فاشهد الْبَيْت مَعْنَاهُ إِن أردْت شُهُود النَّجْوَى فشاهدها بمثلي وجاهر بِي الْأَعْدَاء وكاشفهم ليكفوا عَنْك فمثلي يصلح لدفع الشدائد وكشف النوائب 3 - فَإِن الموعدي أَي الَّذين توعدوني بِالشَّرِّ وخفية ماسدة والغلب جمع أغلب وَهُوَ غليظ الرَّقَبَة وَالْمعْنَى أَن أعدائي يرَوْنَ لقائي أَشد عَلَيْهِم من لِقَاء الْأسود فَلَا يَسْتَطِيعُونَ إِلَيّ سَبِيلا الورس نبت يصْبغ بِهِ والأشاجع عروق ظَاهر الْكَفّ وَالْمعْنَى أَن تِلْكَ الْأسود دائمة الافتراس لَا يُفَارق الدَّم سواعدها 5 - هُوَ شَاعِر جاهلي أحد بني ضبة بن أدبن طابخة وَكَانَت قد فارقته امْرَأَته عاتبة عَلَيْهِ فِي استهلاكه المَال وتعريضه النَّفس للمعاطب فلحقت بقومها فَأخذ يتلهف عَلَيْهَا ويتحسر فِي أَثَرهَا فَذَلِك حَيْثُ يَقُول هَذَا الشّعْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 (حلت تماضر غربَة فاحتلت ... فلجا وَأهْلك باللوى فالحلة) (وَكَأن فِي الْعَينَيْنِ حب قرنفل ... أَو سنبلا كحلت بِهِ فانهلت) 3 - (زعمت تماضر أنني إِمَّا أمت ... يسدد أبينوها الأصاغر خلتي) 4 - (تربت يداك وَهل رَأَيْت لِقَوْمِهِ ... مثلي على يسري وَحين تعلتي)   1 - تماضر اسْم امْرَأَة وغربة أَي دَارا بعيدَة وفلج وَاد فِي طَرِيق الْبَصْرَة واللوى والحلة موضعان وَالْمعْنَى أَن تماضر نزلت بدار بعيدَة مِنْك فاستقرت وتوطنت فِي فلج وَوَافَقَ حُلُول أهلك باللوى فالحلة وَهَذَا يدل على بعد المزار لِأَن بَين فلج والحلة مسيرَة عشر وَهَذَا الْكَلَام توجع وتحسر 2 - وَكَأن فِي الْعَينَيْنِ المُرَاد بِهَذَا الْمثنى مفرده وَهُوَ عين والقرنفل والسنبل من أخلاط الْأَدْوِيَة الَّتِي تحرق الْعين فانهلت أَي سَالَتْ وَالْمعْنَى سَالَتْ الدُّمُوع من عَيْني حزنا على فِرَاق تماضر يُرِيد أَنه ألف الْبكاء لتباعدها فجادت الْعين بإسالة الدمع وَكَأن فِيهَا أحد هذَيْن المهيجين للدموع 3 - زعم يتَرَدَّد بَين الشَّك وَالْيَقِين وَالْمرَاد هُنَا الظَّن وَيُقَال سد فلَان مسد فلَان إِذا نَاب مَنَابه وَقَامَ مقَامه إِمَّا أمت مَا زئدة مدغمة فِي إِن الشّرطِيَّة وأبينوها تَصْغِير أَبنَاء والخلة الْحَاجة وَالْمعْنَى مِمَّا زعمته تماضر أَن أبناءها الأصاغر يقومُونَ مقَامي بعد موتِي وتكتفي بهم عني وَيُرِيد بِهَذَا الْكَلَام التَّوَصُّل إِلَى الأبانة عَن مَحَله فِي الْفضل وَأَنه لايغنى غناءه من النَّاس إِلَّا الْقَلِيل 4 - تربت يداك هَذَا الْتِفَات من الْغَيْبَة إِلَى خطابها وَمعنى تربت يداك أَي صَار فِي يَديك التُّرَاب وَهَذَا اللَّفْظ يسْتَعْمل فِي معنى الْفقر والخيبة وَهل رَأَيْت الخ أقبل يوبخها ويخطئ رأيها ويكذب ظَنّهَا ويقبح اخْتِيَارهَا فِي افاتة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 (رجلا إِذا مَا النائبات غشينه ... أكفى لمعضلة وَإِن هِيَ جلت) (ومناخ نازلة كفيت وَفَارِس ... نهلت قناتي من مطاه وعلت) 3 - (وَإِذا العذارى بالدخان تقنعت ... واستعجلت نصب الْقُدُور فملت) 4 - (دارت بأرزاق العفاة مغالق ... بيَدي من قمع العشار الجلة)   نَفسهَا الْحَظ مِنْهُ فَقَالَ أَي هَل رَأَيْت لِقَوْمِهِ رجلا مثلي يكثر الْعَطاء فِي حالتي يسره وعسره حَتَّى تعلقي رجاءك فِيهِ وَقَوله حِين تعلتي يُرِيد أَنه حِين عسره تعتل حَاله وتختل 1 - رجلا بدل من مثلي فِي الْبَيْت قبله والمعضلة الداهية وجلت أَي عظمت وَالْمعْنَى هَل تجدين رجلا مثلي عِنْد غشيان النوائب يكون أقوى مني دفعا لَهَا يُرِيد بذلك أَنه سيد يركن إِلَيْهِ 2 - ومناخ نازلة الخ أقبل يعدد الْخِصَال الْمَجْمُوعَة فِيهِ من الْخَيْر وَمَا كَانَت كِفَايَته مقسومة فِيهِ ومصروفة إِلَيْهِ ومناخ مصدر أنخت والنازلة الداهية وكفيت يتَعَدَّى إِلَى مفعولين وَقد حذفهما وَقَوله نهلت قناتي الخ جعل الْعِلَل والنهل هُنَا كِنَايَة عَن الرّيّ والامتلاء والمطا الظّهْر يَقُول وَرب نازلة أناخت وَنزلت دفعت شَرها وكفيت قومِي الاهتمام بهَا وَرب فَارس نَالَتْ قناتي من ظَهره فتورت مِنْهُ علا ونهلا وَكَانَ الْأَلْيَق بالحماسة أَن يَقُول نهلت قناتي من حشاه لِأَن طعنه فِي ظَهره وَهُوَ مولى مُنْهَزِم لَا يدل على الشجَاعَة 3 - العذارى جمع عذراء والتقنع لبس القناع وملت أَي أدخلت الشَّيْء فِي الْملَّة وَالْمعْنَى وَإِذا العذارى تولت الْعَمَل وَصَبَرت على الدُّخان واستعجلت نصب الْقُدُور على النَّار وَلَكِن شدَّة الْجُوع دعتهن إِلَى الْملَّة وَهِي الْجَمْر لاستبطاء إِدْرَاك الْقُدُور وَإِنَّمَا خص العذارى لفرط حيائهن وَشدَّة انقباضهن 4 - العفاة جمع عاف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 (وَلَقَد رأبت ثأى الْعَشِيرَة بَينهَا ... وكفيت جانيها اللتيا وَالَّتِي) (وصفحت عَن ذِي جهلها ورفدتها ... نصحي وَلم تصب الْعَشِيرَة زلتي) 3 - (وكفيت مولَايَ الأحم جريرتي ... وحبست سائمتي على ذِي الْخلَّة) 4 - وَقَالَ أبي بن سلمي بن ربيعَة بن زبان الضَّبِّيّ 5 - (وخيل تلافيت ريعانها ... بعجلزة جمزى المدخر)   وَهُوَ السَّائِل الطَّالِب للرزق والمغالق جمع مغلق وَهُوَ سهم الميسر والقمع جمع قمعة وَهِي رَأس السنام والعشار جمع عشراء بِضَم الْعين وَفتح الشين وَهِي النَّاقة الحاملة لعشرة أشهر وَالْمعْنَى إِذا كَانَت الْحَال كَمَا ذكر أديرت القداح لتنال ذَوُو الْحَاجَات من أَعلَى سَنَام النوق الْعِظَام 1 - الرأب الْإِصْلَاح والثأي الْفساد واللتيا تَصْغِير الَّتِي وهما اسمان للكبيرة وَالصَّغِيرَة من الدَّوَاهِي يَقُول وكما ظهر غنائي فِي تِلْكَ الْأَبْوَاب فَلَقَد سعيت فِي إصْلَاح ذَات الْبَين من الْعَشِيرَة وكفيت من جنى مِنْهَا الْجِنَايَة الصَّغِيرَة والكبيرة بِالنَّفسِ وَالْمَال والجاه والعز 2 - وصفحت الخ مَعْنَاهُ أَنه يصفح عَن ذَوي الْجَهْل من عشيرته ويمنحهم نصحه وَلَا يصيبهم من عثراته شَيْء يُرِيد أَنه لَيْسَ من أهل السَّفه وجناة الشَّرّ 3 - الْمولى ابْن الْعم والأحم الْأَقْرَب والجريرة الْجِنَايَة والسائمة المَال الرَّاعِي والخلة الْحَاجة والفقر وَالْمعْنَى لم أكلف خاصتي بِشَيْء من جنايتي وَجعلت مَالِي من الْإِبِل وَالْغنم وَقفا عَن ذَوي الْحَاجَات 4 - هُوَ شَاعِر جاهلي أَيْضا 5 - ريعان كل شَيْء أَوله والعجلزة الْفرس الصلبة والجمزى المسرعة فِي السّير والمدخر مَا تدخره من جريها لوقت الْحَاجة إِلَيْهَا وَالْمعْنَى وَرب خيل مُغيرَة قيدت أوائلها بفرس صلب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 (جموم الجراء إِذا عوقبت ... وَإِن نوزقت برزت بالحضر) (سبوح إِذا اعترضت فِي الْعَنَان ... مروح ململمة كالحجر) 3 - (دفعن على نعم بِالْبُرَاقِ ... من حَيْثُ أفْضى بِهِ ذُو شمر) 4 - (فَلَو طَار ذُو حافر قبلهَا ... لطارت وَلكنه لم يطر) 5 - (فَمَا سوذنيق على مربإ ... خَفِيف الْفُؤَاد حَدِيد النّظر)   سريع يدّخر جَرَيَانه لوقت الْحَاجة إِلَيْهِ 1 - جموم الجراء أَي غير نافدة الجري إِذا عوقبت أَي طلب مِنْهَا عقب وَهُوَ الجري بعد الجري وَإِن نوزقت من النزق وَهُوَ النشاط أَي جرت مَعهَا الْخَيل الجري الأول برزت عَلَيْهِم بالحضر أَي بالجري الشَّديد وَالْمعْنَى أَنَّهَا لَا ينْفد جريها إِذا طلب مِنْهَا جري بعد جري وَإِذا جرت الْخَيل مَعهَا سبقتها بعدوها فِي أول جري تِلْكَ الْخَيل 2 - سبوح أَي تسبح فِي السّير كالسابح فِي المَاء واعترضت فِي الْعَنَان أَي جمحت والمروح من المرح وَهُوَ التَّبَخْتُر والململمة الْمَجْمُوعَة الصلبة وَالْمعْنَى أَنَّهَا تسبح فِي السّير عِنْد عدم انقيادها فَكيف بهَا إِذا انقادت وَلها التَّبَخْتُر كَأَنَّهَا فِي الجري كالحجر الْمدَار 3 - دفعن أَي الْخَيل وَهُوَ جَوَاب وَرب خيل تلافيت فِي الْبَيْت الأول وَالنعَم الْإِبِل والبراق جمع برقة وَهُوَ مَوضِع فِيهِ حِجَارَة بيض وسود وأفضى بِهِ أَي أَدَّاهُ إِلَى الفضاء وَذُو شمر اسْم مَوضِع وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْخَيل أرْسلت فِي تعاقب إبل بِالْبُرَاقِ من حَيْثُ أَدَّاهَا إِلَى الفضاء ذُو شمر 4 - فَلَو طَار الخ مَعْنَاهُ لَو كَانَ يطير فرس قبل هَذِه لطارت هَذِه من سرعتها وَلَكِن هَذَا مَا لَا يكون 5 - السوذنيق من جوارح الطير وَهُوَ الشاهين والمربأ الْمَكَان الْمُرْتَفع وَقَوله خَفِيف الْفُؤَاد كِنَايَة عَن النشاط وحدة النّظر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 (رأى أرنبا سنحت بالفضاء ... فبادرها ولجات الْخمر) (بأسرع مِنْهَا وَلَا منزع ... يقمصه ركضه بالوتر) 3 - وَقَالَ زيد الفوارس بن حُصَيْن الضَّبِّيّ   نُفُوذه إِلَى مَسَافَة بعيدَة 1 - الأرنب يؤنث وسنحت بالفضاء أَي برزت بِهِ والولجات مَوَاضِع الولوج جمع ولجة وَالْخمر مَا واراك من الشّجر وَالْمعْنَى أَن ذَلِك الشاهين رأى أرنبا وَافق بروزها بالفضاء فَسبق إِلَيْهَا قبل أَن تلج الْأَشْجَار الملتفة 2 - بأسرع مِنْهَا خبر مَا سوذنيق والمنزع السهْم ويقمص أَي يجْرِي والركض تَحْرِيك الْفَارِس رجلَيْهِ على الْفرس عِنْد الاستحثاث وَإِنَّمَا جعل الركض للوتر لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَزُجّ بِالسَّهْمِ ويدفعه وَالْمعْنَى مَا سوذينق هَذَا وَصفه بأسرع من فرسي وَلَا سهم يجريه ركض الْوتر 3 - وجده ضرار ابْن عَمْرو بن مَالك بن زيد يَنْتَهِي نسبه إِلَى ضبة بن أد بن طابخة وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَكَانَ أَبوهُ ضرار بن عَمْرو يُقَال لَهُ الرديم لِأَنَّهُ كَانَ إِذا وقف فِي الْحَرْب ردم ناحيته أَي سدها وطالت رياسته فِي الْحَرْب وَغَيرهَا وَشهد يَوْم القرنتين وَمَعَهُ ثَمَانِيَة عشر من وَلَده وَكلهمْ يُقَاتلُون مَعَه وَزيد الفوارس كَانَ فارسهم وَلِهَذَا قيل لَهُ زيد الفوارس وَكَانَ من خبر هَذَا الشّعْر أَن زيد الفوارس أقبل هُوَ وعلقمة بن مرهوب وَرجل من بني هَاجر وَرجل من بني صبح وَحسان ابْن الْمُنْذر بن ضرار حَتَّى نزلُوا ببني جديلة من طيىء فَأبى زيد وعلقمة أَن ينزلا مَعَ حسان وركبا وُجُوههمَا فَقَالَ أَوْس بن حَارِثَة بن لأم لحسان من هَذَانِ مَعَك فَقَالَ زيد الفوارس وعلقمة بن مرهوب فَقَالَ لِابْنِهِ قيس اركب فارددهما عَليّ فَركب ثمَّ قَالَ إِن أبي يقسم عَلَيْكُمَا لترجعان فأبيا فَأَغْلَظ لَهما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 (تألى ابْن أَوْس حلفة ليردني ... على نسْوَة كأنهن مفائد) (قصرت لَهُ من صدر شولة إِنَّمَا ... يُنجي من الْمَوْت الْكَرِيم المناجد) 3 - (دَعَاني ابْن مرهوب على شنء بَيْننَا ... فَقلت لَهُ إِن الرماح مصايد) 4 - (وَقلت لَهُ كن عَن شمَالي فإنني ... سأكفيك إِن ذاد الْمنية ذائد)   فَرجع إِلَيْهِ زيد فَقتله فَلَمَّا رأى ذَلِك عَلْقَمَة وَكَانَ مصارما لزيد قَالَ يَا زيد أذكرك الله أَن تتركني فَلَمَّا أَبْطَأَ على أَوْس ابْنه تحذر حسان الَّذِي كَانَ عِنْده فَركب هُوَ وصاحباه فَلَمَّا انْتَهوا إِلَى زيد وَرَأَوا مَا صنع قَالَ لرجل هُوَ أَهْون من مَعَه ارْجع إِلَى دِرْعِي نسيتهَا عِنْد أَوْس فأتني بهَا فَإِن قَالَ لَك من أَنْت فَقل أَنا ضرار فَرجع ذَلِك الرجل إِلَى أَوْس فَقَالَ لَهُ من أَنْت فَقَالَ أَنا ابْن ضرار فَقتله وَقَالَ كريم بكريم 1 - تألى ابْن أَوْس أَي حلف وحلفة نصب على الْمصدر من غير لَفظه والمفائد جمع مفأد وَهِي عيدَان الْحَدِيد الَّتِي يشوي عَلَيْهَا اللَّحْم يُشِير بذلك إِلَى خستهن 2 - قصرت لَهُ أَي حبست ومنعت وشولة اسْم فرسه والمناجد الشجاع وَالْمعْنَى أَنه مَنعه وحبسه عَن دنوه من صدر فرسه لشدَّة دفاعه وأنجى نَفسه لكَونه سيدا مرجوا 3 - على شنء بَيْننَا الشنأ البغض والعداوة إِن الرماح مصايد أَي أَنَّهَا للرِّجَال كالفخ للطير وَالْمعْنَى أَن ابْن مرهوب اسْتَغَاثَ بِي فأجبته إِلَى ذَلِك على مَا بَيْننَا من الْعَدَاوَة وَقلت لَهُ لَا تخف فالرماح حبائل الرِّجَال ومصايدهم وَإِنِّي سأحفظك بهَا 4 - كن عَن شمَالي إِنَّمَا أمره بذلك لِأَن الْجِهَة الْيُمْنَى مَوضِع النَّاصِر وَقَوله إِن ذاد الْمنية الخ أَي إِن سَاق الْمنية سائق وَالْمعْنَى كن فِي كنفي من الْجَانِب الشمَال فسأكفيك مَا تخافه إِن ذاد الْمنية ذائد أَي دَفعهَا دَافع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 1 - وَقَالَ الرقاد بن الْمُنْذر بن ضرار الضَّبِّيّ (لقد علمت عوذ وبهثة أنني ... بوادي حمام لَا أحاول مغنما) 3 - (وَلَكِن أَصْحَابِي الَّذين لقيتهم ... تعادوا سرَاعًا وَاتَّقوا بِابْن أزنما) 4 - (فركبت فِيهِ إِذْ عرفت مَكَانَهُ ... بمنقطع الطرفاء لدنا مُقَومًا) 5 - (وَلَو أَن رُمْحِي لم يخني انكساره ... جعلت لَهُ من صَالح الْقَوْم توأما)   1 - هُوَ شَاعِر جاهلي 2 - عوذ وبهثة قبيلتان الأولى عوذ بن غَالب من بني عبس وَالثَّانيَِة بهثة من عبد الله بن غطفان وَمعنى البهثة فِي اللُّغَة ولد الْبَغي وَالْحمام بِضَم الْحَاء حمى الْإِبِل وَالدَّوَاب وَالْمعْنَى لقد علمت هَاتَانِ القبيلتان أَنِّي قصرت مرادي فِي هَذِه الْوَاقِعَة على طلب الثأر دون طلب الْمغنم 3 - وَلَكِن أَصْحَابِي يُرِيد بهم أعداءه وتعادوا سرَاعًا أَي تبَادرُوا مُسْرِعين وَاتَّقوا بِابْن أزنما أَي جَعَلُوهُ وقاية لَهُم وَالْمعْنَى أَن أعدائي الَّذين لقيتهم لِلْقِتَالِ انحازوا مسارعين إِلَى ابْن أزنم وجعلوه بيني وَبينهمْ يُرِيد بذلك أَن ابْن أزنم ثَبت فِي وَجه الْقَوْم يشغلهم ليسلم أَصْحَابه 4 - بمنقطع الطرفاء مُتَعَلق بركبت والطرفاء شجر واللدن الْمُقَوّم هُوَ الرمْح وَالْمعْنَى فَوضعت فِيهِ رُمْحِي بَعْدَمَا عرفت مَحَله من أَصْحَابه بمنقطع الطرفاء وَهُوَ مستتر بهم لِأَنَّهُ لَو قتل قبلهم انْهَزمُوا 5 - الضَّمِير فِي لَهُ يرجع إِلَى ابْن أزنم وَالْمرَاد بِصَالح الْقَوْم السَّيِّد الشريف مِنْهُم والتوأم من يُولد مَعَ آخر فِي بطن وَأَرَادَ بِهِ مُطلق الْجمع مجَازًا وَالْمعْنَى خانني رُمْحِي وانكسر وَلَوْلَا ذَلِك لطعنت بِهِ مَعَه صَالح الْقَوْم فيكونان كالتوأمين وَخص الصَّالِحين من الْقَوْم لأَنهم يتبجحون بقتل الْمُلُوك والرؤساء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 (وَلَو أَن فِي يمنى الكتيبة شدتي ... إِذا قَامَت العوجاء تبْعَث مأتما) وَقَالَ أَيْضا (إِذا المهرة الشقراء أدْرك ظهرهَا ... فشب الْإِلَه الْحَرْب بَين الْقَبَائِل) 3 - (وأوقد نَارا بَينهم بضرامها ... لَهَا وهج للمصطلى غير طائل) 4 - (إِذا حَملتنِي وَالسِّلَاح مشيحة ... إِلَى الروع لم أصبح على سلم وَائِل) 5 - (فدى لفتى ألْقى إِلَيّ برأسها ... تلادي وَأَهلي من صديق وجامل)   1 - الكتيبة الْجَيْش والشدة الحملة على الْعَدو والعوجاء المُرَاد بهَا أم ابْن أزنم وَالْمعْنَى لَو كَانَت حملتي فِي يمنى الكتيبة لَكُنْت قتلت ابْن أزنم وَقَامَت أمه تهيج المأتم للنوح عَلَيْهِ وَهَذَا الْكَلَام يدل على أَنه خَفِي عَلَيْهِ مَوْضِعه هَل هُوَ فِي الميمنة أم فِي الميسرة 2 - المهرة ولد الْفرس والشقراء الْحَمْرَاء وَأدْركَ ظهرهَا من أدْرك الثَّمر إِذا أمكن الِانْتِفَاع بِهِ فشب الْإِلَه الْحَرْب أَي أوقدها وَهَذَا دُعَاء وَالْمعْنَى إِذا قوي ظهرهَا وَصَارَ بِحَيْثُ يركب فشب الله الْحَرْب حِينَئِذٍ بَين الْقَبَائِل يُرِيد أَنه إِذا ركبهَا فَلَا يُبَالِي بالحروب 3 - وأوقد نَارا الخ من جملَة الدُّعَاء عَلَيْهِم وَهَذَا الْكَلَام يدل على استعجالهم لحُصُول الْحَالة الَّتِي يتمناها والضرام دقاق الْحَطب والوهج الاشتعال والطائل النافع وَالْمعْنَى أثار الله أَسبَاب الْحَرْب ملتهبة لَا ينفع إشعالها من اصطلى بهَا وَخص الضرام لِأَن النَّار تسرع فِيهِ فيعلو لهبها 4 - المشيحة الْفرس الْقوي الحذر والروع الْحَرْب وَالْمعْنَى إِذا ركبت المهرة وَأَنا لابس السِّلَاح مسرعا إِلَى الْحَرْب فَلَا أسالم عِنْد ذَلِك بني وَائِل 5 - ألْقى إِلَيّ برأسها أَي وَهبهَا لي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 1 - وَقَالَ شمعلة بن الْأَخْضَر بن هُبَيْرَة (وَيَوْم شَقِيقَة الحسنين لاقت ... بَنو شَيبَان آجالا قصارا) 3 - (شككنا بِالرِّمَاحِ وَهن زور ... صماخي كبشهم حَتَّى استدارا)   والتلاد المَال الْقَدِيم وَالصديق تَفْسِير للأهل والجامل أَي الْجمال وَهِي الْإِبِل تَفْسِير لِلْمَالِ الْقَدِيم وَالْمعْنَى أفدى بِمَالي الْقَدِيم وَأَهلي المصادقين فَتى ملكني هَذِه المهرة ومكنني مِنْهَا 1 - وَأَبُو هُبَيْرَة الْمُنْذر بن ضرار بن عَمْرو بن مَالك يَنْتَهِي نسبه إِلَى ضبة بن أد وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَهُوَ أَخُو الْفضل بن الْأَخْضَر الْآتِي وَهَذَا يذكر فِيهِ يَوْم الشَّقِيقَة وَذَلِكَ أَن قوما من بني شَيبَان فيهم بسطَام بن قيس الشَّيْبَانِيّ أَغَارُوا على بني ضبة وَاسْتَاقُوا إبلهم فَهَب بَنو ضبة وأدركوا بسطَام بن قيس فَلَمَّا لحقوه جعل بسطَام يعرقب الْإِبِل فَقَالُوا لَهُ يَا بسطَام مَا هَذَا السَّفه لَا تعقرها لَا أبالك إمالنا وإمالك ثمَّ ضربه عَاصِم بن خَليفَة الضَّبِّيّ فَقتله وَكَانَ عَاصِم ضَعِيفا ورأته أمه ذَات يَوْم وَمَعَهُ حَدِيدَة فَقَالَت لَهُ مَا تفعل بِهَذِهِ فَقَالَ أقتل بهَا بسطاما فَقَالَت مستنكرة أستك أضيق من ذَلِك 2 - الشَّقِيقَة رَملَة عَظِيمَة والحسنان رملتان وَقيل الحسنان كثيب ضم إِلَيْهِ قِطْعَة أَرض بِقرب مِنْهُ وَكَانَ فِيهِ مقتل بسطَام بن قيس الشَّيْبَانِيّ وَالْمعْنَى أذكر يَوْم شَقِيقَة الحسنين الَّذِي قصرت فِيهِ آجال بني شَيبَان أَي لاقوا الْمَوْت فِيهِ 3 - شككنا بِالرِّمَاحِ أَي نظمنا بهَا وَهن زور الضَّمِير للخيل والزور أجمع أَزور وَهُوَ المنحرف والصماخ خرق الْأذن الْموصل للرأس والكبش سيد الْقَوْم واستدار أَي أَخذه دوار فِي رَأسه وَالْمعْنَى أَن يَوْم الشَّقِيقَة هُوَ الْيَوْم الَّذِي نظمنا فِيهِ صماخى سيدهم وَهُوَ بسطَام وَالْخَيْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 (فَخر على الألاءة لم يوسد ... وَقد كَانَ الدِّمَاء لَهُ خمارا) 2 - وَقَالَ حسيل بن سجيح الضَّبِّيّ 3 - (لقد علم الْحَيّ المصبح أنني ... غَدَاة لَقينَا بالشريف الأحامسا) 4 - (جعلت لبان الجون للْقَوْم غَايَة ... من الطعْن حَتَّى آض أَحْمَر وارسا) 5 - (وأرهبت أولى الْقَوْم حَتَّى تنهنهوا ... كَمَا ذدت يَوْم الْورْد هيما خوامسا)   منحرفة لِلطَّعْنِ أَي طعناه حَتَّى سقط قَتِيلا 1 - فَخر على الألاءة أَي سقط عَلَيْهَا وَهِي شَجَرَة حَسَنَة المنظر قبيحة الْمخبر لمرارتها وَالْمعْنَى أَن بسطاما سقط على الآلاءة مقتولا من غير وساد يوضع تَحْتَهُ غريقا فِي دَمه كَأَنَّهُ لبس خمارا أَحْمَر 2 - هُوَ شَاعِر جاهلي وَكَانَ من حَدِيثه فِي هَذَا الشّعْر أَن بنى ضبة انتجعوا أَرض بني عَامر بالشريف فطلبهم بَنو عَامر فَسَار حسيل فِي آخريات بني ضبة فَمنع بني عَامر من النّيل مِنْهُم وَقَالَ هَذِه الأبيات 3 - المصبح الَّذِي يصبحه الْقَوْم بالغارة والشريف مَاء لبني نمير بِنَجْد وَله يَوْم والأحامس لقب قُرَيْش وكنانة وجديلة وَمن تَابعهمْ فِي الْجَاهِلِيَّة لتحمسهم فِي دينهم أَو لاحتمائهم بالحمساء وَهِي الْكَعْبَة وَالْمعْنَى لم يجهل الْحَيّ الَّذين صبحناهم بالغارة أنني كَانَ من أَمْرِي كَذَا وَكَذَا فِي الْغَدَاة الَّتِي لَقينَا فِيهَا الأحامس بالشريف ويوضحه الْبَيْت بعده 4 - جعلت لبان الجون الخ خبر أَن فِي الْبَيْت الأول وَجعلت بِمَعْنى صيرت واللبان الصَّدْر والجون اسْم فرسه وآض صَار والورس صبغ أَحْمَر وَالْمعْنَى قد علم الْقَوْم الَّذين صبحناهم بالغارة أَنِّي جعلت صدر فرسي غَرضا لِلطَّعْنِ حَتَّى صَار بِالدَّمِ كالمصبوغ بالورس 5 - حَتَّى تنهنهوا أَي كفوا وَرَجَعُوا والهيم الَّتِي بهَا الهيام وَهُوَ دَاء يَصْحَبهُ الْعَطش الشَّديد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 (بمطرد لدن صِحَاح كعوبه ... وَذي رونق عضب يقد القوانسا) (وبيضاء من نسج ابْن دَاوُد نثرة ... تخيرتها يَوْم اللِّقَاء الملابسا) 3 - (وحرمية منسوبة وسلاجم ... خفاف ترى عَن حَدهَا السم قالسا)   والخوامس العطاش عَطش الْخمس وَالْخمس أَن ترعى ثَلَاثَة أَيَّام وَترد المَاء فِي الرَّابِع فَيكون لَهَا ازدحام يَوْم الْورْد وَالْمعْنَى لم أترك الْقَوْم حَتَّى خوفت أوائلهم فكفوا وَذَلِكَ كَمَا تكف إبِلا عطاشا عَطش الْخمس بِكَسْر الْخَاء فازدحمت على المَاء يُرِيد أَنهم شجعان يتعالون عَلَيْهِ وَهُوَ يهددهم ويطردهم 1 - المطرد الرمْح الْمُسْتَقيم واللدن اللين والكعب مَا بَين العقدتين ورونق السَّيْف مَاؤُهُ وَحسنه يقد القوانسا أَي يقطعهُ طولا والقوانس جمع قونس وَهُوَ أَعلَى بَيْضَة الْحَدِيد وَالْمعْنَى أرهبت الْقَوْم وحملت عَلَيْهِم بِرُمْح مُسْتَقِيم لين صَحِيح الكعوب وعضب أَي سيف ذِي حِدة يقطع أعالي بَيْضَة الْحَدِيد 2 - وبيضاء أَي درعا من نسج ابْن دَاوُد أَي من منسوجه وَمن عَادَة الْعَرَب أَن تقيم الابْن مقَام الْأَب وَالْأَب مقَام الابْن والنثرة المحكمة والملابس مَنْصُوب بعد حذف حرف الْجَرّ أَي تخيرتها يَوْم اللِّقَاء من الملابس وإعراب بَيْضَاء بِالْجَرِّ لعطفه على بمطرد أَي وبدرع بَيْضَاء من عمل ابْن دَاوُد محكمَة النسج اخترتها من ملابسي يَوْم الْقِتَال 3 - وحرمية أَي قَوس متخذة من شجر الْحرم والسلاجم الطوَال صفة لمَحْذُوف أَي وسهام طوال وقالسا حَال من السم أخرجه مخرج النّسَب أَي ذَا قلس وَهُوَ من قلس الْبَحْر إِذا قذف مَا فِيهِ وَالْمعْنَى وبقوس مَعْرُوفَة النّسَب وسهام طوال خَفِيفَة على الْيَد ترى السم مقذوفا عَن حَدهَا إِذا ضرب بهَا فَهِيَ سم سَاعَة فَكَمَا لَا يعِيش ملدوغ السم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 (فَمَا زلت حَتَّى جنني اللَّيْل عَنْهُم ... أطرف عني فَارِسًا ثمَّ فَارِسًا) (وَلَا يحمد الْقَوْم الْكِرَام أَخَاهُم العتيد ... السِّلَاح عَنْهُم أَن يمارسا) 3 - وَقَالَ مُحرز بن المكعبر الضَّبِّيّ 4 - (نجى ابْن نعْمَان عوفا من أسنتنا ... إيغاله الركض لما شالت الجذم) 5 - (حَتَّى أَتَى علم الدهنا يواعسه ... وَالله أعلم بالصمان مَا جشموا)   الناقع لَا يعِيش الْمَضْرُوب بهَا 1 - جنني اللَّيْل عَنْهُم أَي حَال بيني وَبينهمْ أطرف عني الخ أَي أصرف عني فَارِسًا بعد فَارس وَالْمعْنَى أَنه دَامَ على قِتَالهمْ وقتلهم إِلَى اللَّيْل 2 - العتيد الْمعد وعنهم يتَعَلَّق بالعتيد أَي الْمعد السِّلَاح للدفاع عَنْهُم النَّائِب منابهم والممارسة المزاولة والمجالدة وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان إِذا كَانَ يُؤَدِّي مَا عَلَيْهِ من حماية الْحَقِيقَة بِالْيَدِ وَاللِّسَان فَلَيْسَ ذَلِك لِأَن يحمده قومه على ممارسته لِأَن ذَلِك وَاجِب عَلَيْهِ بل الْحَمد فِيمَا يزِيد على الْوَاجِب 3 - هُوَ شَاعِر جاهلي وَشهد يَوْم الْكلاب الثَّانِي وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي كَانَ بَين بني الْحَرْث بن كَعْب وَبني تَمِيم وَغَيرهم من الْعَرَب 4 - عَوْف بن نعْمَان من بني شَيبَان وَهُوَ سيد بني هِنْد والإيغال الْإِسْرَاع فِي إبعاد وشالت أَي ارْتَفَعت والجذم جمع جذمة وَلَعَلَّه أَرَادَ بهَا قِطْعَة من الْخَيل على سَبِيل الْمجَاز وَالْمعْنَى مَا نجى ابْن نعْمَان من أسنتنا إِلَّا شدَّة ركضه الْخَيل وإمعانه فِي الْهَرَب لما تفرق عَنهُ قومه 5 - الْعلم الْجَبَل وَالِد هُنَا مَوضِع فِي بِلَاد تَمِيم بِنَجْد والمواعسة السّير فِي الرملة اللينة والصمان الأَرْض الصلبة وَيُقَال جشم الْأَمر الْأَمر تكلفه بِمَشَقَّة وَالْمعْنَى أَن ابْن نعْمَان مَا زَالَ هَارِبا منا حَتَّى أَتَى إِلَى جبال الدهنا يسير فِي وعسائها وَالَّذِي قاسوه بالصمان من الشدائد علمه عِنْد الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 (حَتَّى انْتَهوا لمياه الْجوف ظَاهِرَة ... مَا لم تسر قبلهم عَاد وَلَا إرم) 2 - وَقَالَ عَامر بن شَقِيق من بني كوز بن كَعْب بن بجالة بن ذهل بن مَالك 3 - (أَلا حلت هنيدة بطن قو ... بأقواع المصامة فالعيونا) 4 - (فَإنَّك لَو رَأَيْت وَلنْ تريه ... أكف الْقَوْم تخرق بالقنينا) 5 - (بِذِي فرقين يَوْم بَنو حبيب ... نيوبهم علينا يحرقونا)   1 - الْجوف وَاد وظاهرة مَنْصُوب على أَنه مصدر مِمَّا دلّ عَلَيْهِ حَتَّى انْتَهوا وَقَوله عَاد وَلَا إرم قَالَ أَبُو هِلَال عَاد وإرم وَاحِد فجعلهما اثْنَيْنِ غلط وَالْمعْنَى مَا زَالُوا سائرين حَتَّى صَارُوا إِلَى مياه هَذَا الْوَادي منتصف النَّهَار سيرا لم تَرَ مثله وَاحِدَة من هَاتين الأمتين القويتين لما دخل عَلَيْهِم من الرعب 2 - هُوَ شَاعِر جاهلي 3 - هنيدة امْرَأَة وقو مَوضِع والأقواع جمع قاع وَهِي الأَرْض السهلة والمصامة مَوضِع وَالْمعْنَى أَنه يُخْبِرهُمْ بحلول هنيدة بِهَذِهِ الْمَوَاضِع موضعا بعد مَوضِع 4 - وَلنْ تريه جملَة دعائية وَأكْثر مَا يَقع الدُّعَاء يكون بِلَا وَيَجِيء بلن قَلِيلا وتخرق أَي تثقب هَذَا إِذا قرئَ مَبْنِيا للْمَفْعُول وَإِن كَانَ مَبْنِيا للْفَاعِل فَيكون من الْخرق ضد الرِّفْق كَأَن الأكف كَانَت تخرق فِي الطعْن وَلَا ترفق لشدَّة الْأَمر والقنين جمع قناة يَقُول إِنَّك لَو رَأَيْت وَلَا أَرَاك الله مشْهد الْقَوْم وأكفهم تخرق بِالرِّمَاحِ لرأيت أمرا عَظِيما فجواب لَو مَحْذُوف 5 - ذُو فرقين هضبة فِي بِلَاد بني أَسد مُتَعَلق بلو رَأَيْت فِي الْبَيْت قبله وَيَوْم بَنو حبيب ظرف للو رَأَيْت أَيْضا وَيُقَال فلَان يحرق أنيابه إِذا حك بَعْضهَا بِبَعْض تهديدا وَهُوَ كِنَايَة عَن شدَّة الغيظ وَالْمعْنَى أَنَّك لَو رَأَيْت أَيْضا بِذِي فرقين يَوْم بني حبيب وهم غضاب علينا لعجبت من بأسنا وشجاعتنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 (كَفاك النأي مِمَّن لم تريه ... ورجيت العواقب للبنينا) 2 - وَقَالَ أَبُو ثُمَامَة بن عَازِب الضَّبِّيّ 3 - (رددت لضبة أمواهها ... وكادت بِلَادهمْ تستلب) 4 - (بكر الْمطِي وإتباعه ... وبالكور أركبه والقتب) 5 - (أخاصمهم مرّة قَائِما ... وأجثوا إِذا مَا جثوا للركب)   1 - كَفاك النأي أَي أَغْنَاك الْبعد وَالْمعْنَى اكْتفى ببعدك مِمَّن لَا تطيقي النّظر إِلَيْهِ وَهُوَ مصروع فِي المعركة وَلَا تعلقي رجاءك بِهِ بل علقي رجاءك بِأَن الله تَعَالَى يحسن العقبى لأولادنا إِذا بلغُوا طلبُوا ثَأْرنَا 2 - واسْمه الْبَراء وَهُوَ شَاعِر جاهلي مقل فَارس وَكَانَ أَبُو ثُمَامَة مُقيما على مياه ضبة وهم منتجعون فجَاء قوم يُرِيدُونَ التغلب عَلَيْهَا فطردهم عَنْهَا أَبُو ثُمَامَة وَقَومه وَقَالَ رددت لضبة أمواهها الخ فَهَذَا سَبَب أبياته 3 - الأمواه جمع مَاء والاستلاب هُنَا كِنَايَة عَن الجدب وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذ من قَوْلهم شَجَرَة سليب سلبت وَرقهَا وَأَغْصَانهَا يَقُول دافعت عَن ضبة ورددت إِلَيْهَا ماءها وَلَوْلَا ذَلِك لوقعوا فِي الجدب وَيجوز أَن يكون بَاقِيا على حَقِيقَته وَهُوَ الاختلاس وَالْمعْنَى دافعة عَن بني ضبة وملكتهم أَمْوَالهم وَلَوْلَا دفاعي عَنْهُم لتغلبت عَلَيْهِم الأعادي وسلبت مِنْهُم بِلَادهمْ 4 - بكر الْمطِي مُتَعَلق برددت فِي الْبَيْت الأول والمطي جمع مَطِيَّة والاتباع الْمُوَالَاة والكور الرحل والقتب الأكاف على قدر السنام وَالْمعْنَى مَا زلت أكر عَلَيْهِم بِالْخَيْلِ وَالْإِبِل حَتَّى طردتهم عَن الْمِيَاه 5 - الْمُخَاصمَة الْمُنَازعَة والمغالبة وَقَائِمًا انتصب على الْحَال وَيُقَال جثا لِرُكْبَتَيْهِ إِذا سقط وَالْمعْنَى لَا زلت أخاصمهم فَإِن قاتلوني وهم قائمون قاتلتهم قَائِما وَإِن قاتلوني وهم جالسون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 (وَإِن منطق زل عَن صَاحِبي ... تعقبت آخر ذَا معتقب) (أفر من الشَّرّ فِي رخوة ... فَكيف الْفِرَار إِذا مَا اقْترب) وَقَالَ أَبُو ثُمَامَة أَيْضا 3 - (قلت لمحرز لما الْتَقَيْنَا ... تنكب لَا يقطرك الزحام) 4 - (أتسألني السوية وسط زيد ... أَلا إِن السوية أَن تضاموا)   على الركب قاتلتهم وَأَنا جَالس عَلَيْهَا أَشد الْقِتَال 1 - وَإِن منطق زل فِيهِ قلب وَالْأَصْل وَإِن زل صَاحِبي فِي منطق وتعقبت آخر أَي أخذت طَرِيقا آخر وَذَا معتقب أَي ذَا مطلع وَالْمعْنَى وَإِن زل صَاحِبي فِي منطق وَلم يُوَافق الصَّوَاب أَو لم يعد بصلاح عدلت عَنهُ وَطلبت آخر مَكَانَهُ الْفِرَار الصد والإعراض وَعدم الإقبال على الشَّيْء والرخوة الرخَاء وَأَرَادَ بِهِ وَقت عدم أَسبَاب الشَّرّ وَقَوله فَكيف الْفِرَار الخ يُرِيد بِهِ إِنْكَار أَن يفر من الشَّرّ ويعرض عَنهُ وَقت إقباله عَلَيْهِ واقترابه مِنْهُ وَالْمعْنَى أَنه لَا يَبْتَدِئ خَصمه بِالشَّرِّ مَا دَامَ مُسْتَقِيمًا وَلَكِن إِذا أَبى خَصمه إِلَّا الشَّرّ وَالْحَرب فَلَيْسَ من عَادَته أَن يفر من الْحَرْب عِنْد قرب وَقتهَا وحلوله 3 - قلت لمحرز الخ هَذَا الْكَلَام تهكم واستهزاء ومحرز اسْم رجل وتنكب أَي تبَاعد وَكن جانبا وَلَا يقطرك أَي لَا يصرعك وَالْمعْنَى قلت لمحرز لما الْتَقَيْنَا تبَاعد مني وَاحْذَرْ الزحام لَا يقتلك يستهزئ بمحرز ويصفه بِأَنَّهُ جبان لم يُبَاشر الشدائد 4 - السوية الْإِنْصَاف وَزيد قَبيلَة مُحرز والضيم الإذلال والقهر وَالْمعْنَى أَنه يستهزئ بمحرز وَيَقُول لَهُ أتطلب مني إنصافك وَأَنت وسط عشيرتك كلا بل الْإِنْصَاف أَن نقهركم حَتَّى تنقادوا وتخضعوا لنا وَهَذَا كَقَوْل الآخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 (فجارك عِنْد بَيْتك لحم ظَبْي ... وجاري عِنْد بَيْتِي لَا يرام) 2 - وَقَالَ عبد الله بن عنمة الضَّبِّيّ 3 - (أبلغ بني الْحَارِث المرجو نَصرهم ... والدهر يحدث بعد الْمرة الحالا) 4 - (أَنا تركنَا فَلم نَأْخُذ بِهِ بَدَلا ... عزا عَزِيزًا وأعماما وأخوالا) 5 - (قد كنت آخذ حَقي غير مهتضم ... وسط الربَاب إِذا الْوَادي بهم سالا)   (تَحِيَّة بَينهم ضرب وجيع) فالضرب لَا يكون تَحِيَّة 1 - لحم ظَبْي هَذَا كِنَايَة عَن الذل والهوان يتَنَاوَلهُ كل أحد وَقَوله لَا يرام أَي لَا يقْصد وَلَا يَنَالهُ أحد بِسوء وَمَعْنَاهُ أَن جَارك لضعفك ذليل مثل ظَبْي يتَنَاوَلهُ كل مفترس وَأَن جاري لقوتي عَزِيز لَا يقدر أحد أَن يصل إِلَيْهِ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن النزاع بَينهمَا كَانَ بِسَبَب جَار كَأَنَّهُ يَقُول لمحرز من بَاب التهكم بِهِ هَل أَنْت مثلي حَتَّى تعارضني 2 - وجده حرثان بن ثَعْلَبَة بن ذُؤَيْب بن السَّيِّد بن مَالك ابْن بكر بن سعد بن ضبة وَهُوَ شَاعِر مخضرم شهد حَرْب الْقَادِسِيَّة 3 - الْمرة الطَّرِيقَة الَّتِي يسْتَمر عَلَيْهَا الشَّيْء وَأَرَادَ أَن الدَّهْر يحدث حَالا بعد حَال وَالْمعْنَى بلغ رسالتي بني الْحَارِث الَّذين اخترناهم على قَومنَا طَمَعا فِي نَصرهم لنا فَلم نجدهم كَذَلِك والدهر يحدث الْحَال بعد الْحَال يُرِيد أَنهم يميلون مَعَ كل ريح 4 - أَنا تركنَا الخ أَي بَلغهُمْ أَنا تركنَا قَومنَا وأهلنا وَكَانَ لنا فيهم عز ومنعة واخترناكم عَلَيْهِم لكَي تنصرونا فَلم نجدكم خير بدل لنا 5 - غير مهتضم أَي غير مقهور والرباب أَحيَاء ضبة سموا بذلك لأَنهم أدخلُوا أَيْديهم فِي رب وتعاقدوا وَالْمعْنَى كنت قَادِرًا على أَخذ حَقي غير مقهور وَلَا مغلوب وسط الربَاب إِذا جاؤا كالسيل المنهمر تمتلئ بهم الطّرق والفجاج لَا يرد وُجُوههم شَيْء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 (لَا تجعلونا إِلَى مولى يحل بِنَا ... عقد الحزام إِذا مَا لبده مَالا) (مولى من الْخَوْف يدعى وَهُوَ مُشْتَمل ... ترى بِهِ عَن قتال الْقَوْم عقَالًا) وَقَالَ أَيْضا 3 - (مَا إِن ترى السَّيِّد زيدا فِي نُفُوسهم ... كَمَا ترَاهُ بَنو كوز ومرهوب) 4 - (إِن تسألوا الْحق نعطي الْحق سائله ... والدرع محقبة وَالسيف مقروب) 5 - (وَإِن أَبَيْتُم فإنأ معشر ... لَا نطعم الْخَسْف إِن السم مشروب)   1 - الْمولى ابْن الْعم وَحل عقد الحزام كِنَايَة عَن ضعف الْفَارِس وَالْمعْنَى لَا تجعلونا موكولين إِلَى ابْن عَم يخذلنا ويعين علينا فِي الْحَرْب كلما رأى السرج مَال بِنَا حل عقد حزامه ليضعف أمرنَا 2 - مولى من الْخَوْف الخ أَي لَا تلجؤنا إِلَى مولى يَدعِي إِلَى الْقِتَال وَهُوَ مُرْتَد بالخوف فَكيف يدنو من المعركة والرعب آخذ بِمَجَامِع قلبه 3 - مَا إِن ترى السَّيِّد الخ إِن زَائِدَة مُؤَكدَة لما النافية وَالسَّيِّد وَزيد وَبَنُو كوز وَبَنُو مرهوب أَحيَاء من ضبة وَزيد وكوز أَخَوان ابْنا كَعْب ابْن بجالة وَالسَّيِّد أَخُو ذهل بن مَالك ومرهوب هُوَ ابْن عبيد بن هَاجر بن كَعْب وَالْمعْنَى أَن بني السَّيِّد لَا يوجبون لبني زيد فِي نُفُوسهم من الْحُرْمَة والنصرة مَا يُوجِبهُ لَهُم بَنو كوز وَبَنُو مرهوب 4 - والدرع محقبة الخ أَي والدرع مشدودة فِي الحقيبة وَكَذَلِكَ كَانَت تفعل الْعَرَب بالدروع إِذا هموا بِالْقِتَالِ اسْتخْرجُوا الدروع من الحقائب فَلَبِسُوهَا وَالسيف مقروب أَي فِي القراب أَي فِي غمده وَالْمعْنَى نَحن لنانية فِي الْخَيْر فَإِن أردتم حقن الدِّمَاء صالحناكم على ذَلِك ووضعنا الدروع فِي الحقائب وَالسُّيُوف فِي أغمادها وَتَركنَا الْقِتَال وَإِن أَبَيْتُم أظهرناها لكم 5 - معشر أنف المعشر الْجَمَاعَة وَالْأنف جمع أنوف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 (فازجر حِمَارك لَا يرتع بروضتنا ... إِذا يرد وَقيد العير مكروب) (إِن تدع زيد بني ذهل لمغضبة ... نغضب لزرعة إِن الْفضل مَحْسُوب) 3 - (وَلَا تكونن كمجرى داحس لكم ... فِي غطفان غَدَاة الشّعب عرقوب) وَقَالَ الْفضل بن الْأَخْضَر بن هُبَيْرَة الضَّبِّيّ   وهم أَصْحَاب الحمية وَالْغَضَب والخسف الذل وَإِن السم مشروب مَعْنَاهُ أَن النَّفس العزيزة تصبر على شرب السم وَلَا تصبر على الهوان وَالْمعْنَى وَإِن أَبَيْتُم أَن تسْأَلُون الصُّلْح فَنحْن ذَوُو حمية أَي شرف نفس تصبر نفوسنا على شرب السم وَلَا تصبر على أَن يتعالى علينا غَيرنَا واستعار الطّعْم وَالشرب لتجرع الغصة وتوطين النَّفس على الْمَشَقَّة عِنْد إِزَالَة الذلة ورد الكريهة يُرِيد إِن أَبَيْتُم الْحق فَإنَّا لَا نقر بالخسف ونؤثر عَلَيْهِ شرب السم 1 - فازجر حِمَارك أَي كف أذاك فالحمار كِنَايَة عَن الْأَذَى ورتعت الْمَاشِيَة رتعا ورتوعا رعت كَيفَ شَاءَت وَالرَّوْضَة الْموضع المعجب بالزهور وَقيد العير مكروب أَي قَيده مضيق عَلَيْهِ يَقُول كف عَن التَّعَرُّض لنا وَالدُّخُول فِي حريمنا فَإنَّك إِن لم تفعل ذَلِك ذممت عَاقِبَة أَمرك وضاق بك المتسع 2 - زيد وَبَنُو ذهل وزرعة قبائل وَقَوله إِن الْفضل مَحْسُوب أَي إِن لنا من الْفضل مثل مَا لكم وَالْمعْنَى إِن تدع بَنو زيد قَومهَا لأمر أغضبها أجبنا نَحن قَومنَا أَيْضا إِذا دَعونَا لمثل ذَلِك وغضبنا لَهُم فَلَا يكون أحد أفضل منا فِي حماية الْحَقِيقَة 3 - كَانَ التَّنَازُع بَينهم فِي رُهْبَان وَقع على عرقوب وَهُوَ فرس لَهُم وغداة ظرف لمجرى وَجعل النَّهْي فِي اللَّفْظ لعرقوب وَهُوَ فِي الْمَعْنى لَهُم حذرهم اسْتِعْمَال اللجاج لِئَلَّا يتَأَدَّى الْأَمر إِلَى مثل مَا تأدى فِي رهان داحس والغبراء يَقُول لَا يكونن جرى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 (أَلا أَيهَا ذَا النابح السَّيِّد إِنَّنِي ... على نأيها مستبسل من وَرَائِهَا) (دع السَّيِّد إِن السَّيِّد كَانَت قَبيلَة ... تقَاتل يَوْم الروع دون نسائها) 3 - (على ذَاك ودوا أنني فِي ركية ... تجذ قوى أَسبَابهَا دون مَائِهَا) 4 - وَقَالَ سِنَان بن الْفَحْل أَخُو بني أم الْكَهْف من طيىء 5 - (وَقَالُوا قد جننت فَقلت كلا ... وربي مَا جننت وَمَا انتشيت)   عرقوب شؤما عَلَيْكُم كمجرى داحس فِي غطفان غَدَاة شعب الحيس 1 - أَيهَا ذَا النابح السَّيِّد أَي يَا أَيهَا المتعرض لبني السَّيِّد والنأي الْبعد والمستبسل الموطن نَفسه على الْمَوْت وَالْمعْنَى أَيهَا الْكَلْب الَّذِي ينبح السَّيِّد لَا يَضرهَا نباحك فإنني من وَرَائِهَا أحامي عَلَيْهَا وأفاديها بنفسي وَإِن كنت على بعد مِنْهَا 2 - دع السَّيِّد الخ أَي خل سَبِيل السَّيِّد فَإِنَّهَا قَبيلَة لَهَا شجاعة وإقدام يَوْم الْحَرْب يسلمُونَ أنفسهم وَلَا يسلمُونَ نِسَاءَهُمْ بل يدافعون عَن حقيقتهم أَشد الدفاع 3 - على ذَاك أَي على مَا وصفتهم بِهِ وَالركبَة الْبِئْر والجذ الْقطع والقوى طاقات الْحَبل أَي تقطع طاقات حبالها دون مَائِهَا أَي دون الْوُصُول إِلَى مَائِهَا لبعد قعرها وَالْمعْنَى أَن بني السَّيِّد على مَا وصفتهم بِهِ من الْعِزّ والمنعة وَأَنِّي أحامي عَلَيْهِم وأفديهم بنفسي لَا يحبونَ سلامتي بل يودون أَن أسقط فِي بِئْر بعيدَة القعر فَأهْلك فِيهَا 4 - وَهَذَا الشّعْر يَقُوله سِنَان حِين مَا اخْتصم بَنو أم الْكَهْف من جرم طيىء وَبَنُو هرم بن العشراء من فَزَارَة فِي مَاء وهم مختلطون متجاورون 5 - وَقَالُوا قد جننت الخ كَانَ الْوَاجِب أَن يَقُول قد جننت أَو سكرت فَاكْتفى بِأَحَدِهِمَا لِأَن النَّفْي الَّذِي هُوَ مَا جننت وَمَا انتشيت أَي مَا سكرت ينظمهما ولكلا موضعان أَحدهمَا أَن تكون للزجر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 (وَلَكِنِّي ظلمت فكدت أبْكِي ... من الظُّلم الْمُبين أَو بَكَيْت) (فَإِن المَاء مَاء أبي وجدي ... وبئري ذُو حفرت وَذُو طويت) 3 - (وقبلك رب خصم قد تمالوا ... عَليّ فَمَا هلعت وَلَا دَعَوْت) 4 - (وَلَكِنِّي نصبت لَهُم جبيني ... وألة فَارس حَتَّى قريت)   والردع وَالثَّانِي أَن تكون للتّنْبِيه كألا يَقُول نسبني النَّاس إِلَى الْجُنُون أَو السكر فَقلت لَهُم كلا وَالله مَا أصابني جُنُون وَلَا تمشت فِي نشوة 1 - وَلَكِنِّي ظلمت الخ يُرِيد بِهَذَا الْبَيْت بَيَان مَا أنكروه مِنْهُ حِين قَالُوا لَهُ قد جننت وَالْعرب تعير من يبكي لقُوَّة قَلبهَا فَلذَلِك قَالَ كدت أبْكِي وَلَكِن للاستدراك بعد النَّفْي يَقُول إِنِّي لست بذاهب الْعقل من جُنُون أَو سكر كَمَا تظنون وَلَكِنِّي رجل مظلوم اشْتَدَّ عَليّ الظُّلم فكدت أبْكِي أَو بَكَيْت لهول مَا حل بِي 2 - ذُو بِمَعْنى الَّذِي فِي لُغَة طيىء وَتَقَع على جَمِيع الموصولات وَلَا يتَغَيَّر لَفظهَا وَلَوْلَا ذَلِك لقَالَ الَّتِي حفرت لِأَن الْبِئْر مُؤَنّثَة وَالْمعْنَى كَيفَ أحتمل الضيم وَمَا أدعيه من المَاء هُوَ مَاء أبي وجدي وبئري هِيَ الَّتِي حفرتها وأصلحتها 3 - وقبلك يَصح أَن يكون ظرفا لقَوْله تمالوا وَرب للتكثير والخصم المخاصم وَهُوَ المجادل وَقد يكون للْوَاحِد والاثنين وَالْجمع وَالْمَذْكُور والمؤنث وَالْجمع هُوَ المُرَاد هُنَا وَقد تمالوا على أَي اجْتَمعُوا وتعصبوا فَمَا هلعت أَي مَا جزعت جزعا فَاحِشا وَلَا دَعَوْت أَي وَلَا استغثت أحدا وَالْمعْنَى قد ضعفت الْآن وذل جَانِبي فَقَوِيت عَليّ وظلمتني وقبلك قد تعاون على الْخُصُوم فِي هَذَا المَاء فَغَلَبَتْهُمْ وطردتهم عَنهُ وَجمعته فِي حياضي لواردة إبلي 4 - كنى بقوله نصبت لَهُم جبيني عَن المعاداة ومناصبة الشَّرّ وَأَنه لَا لم يضعف وَلم يهن وَقَوله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 1 - وَقَالَ جَابر بن حريش (وَلَقَد أرانا يَا سمي بِحَائِل ... نرعى القري فكامسا فالأصفرا) 3 - (فالجزع بَين ضباعة فرصافة ... فعوارض حو البسابس مقفرا) 4 - (لَا أَرض أَكثر مِنْك بيض نعَامَة ... ومذانبا تندى وروضا أخضرا) 5 - (ومعينا يحمي الصوار كَأَنَّهُ ... متخمط قطم إِذا مَا بربرا)   وألة فَارس الألة المُرَاد بهَا آلَات الْحَرْب وقريت أَي جمعت وَالْمعْنَى أَنِّي خاصمتهم بِاللِّسَانِ ثمَّ بلغ الْخِصَام بِنَا إِلَى الرماح فطاعنتهم وغلبتهم وجمعت المَاء فِي الْحَوْض 1 - هُوَ شَاعِر طائي جاهلي 2 - وَلَقَد أرانا الخ أرانا مُسْتَقْبل بِمَعْنى الْمَاضِي أَي رَأَيْتنَا وسمى مرخم سميَّة وَحَائِل بطن وَاد بجبلى طيىء والقرى اسْم وَاد هُنَا وَفِي غير هَذَا الْموضع مجْرى المَاء إِلَى الرَّوْضَة وكامس والأصفر جبلان وَالْمعْنَى لَا تنسي يَا سميَّة رعايتنا ومرورنا بِهَذِهِ الْمَوَاضِع 3 - فالجزع الخ الْجزع منعطف الْوَادي وضباعة ورصافة جبلان وعوارض جبل بِهِ قبر حَاتِم الطَّائِي وحو البسابس الحو جمع أحوى وَهُوَ الْأسود يُرِيد بِهِ الْخضر من النَّبَات والبسابس جمع بسبس وَهُوَ الفضاء والمقفر الَّذِي لَا أنيس بِهِ وَالْمعْنَى وَكُنَّا نرعى بِهَذِهِ الْمَوَاضِع أَيْضا 4 - لَا أَرض أَكثر مِنْك خطاب للمواضع الَّتِي تقدّمت وبيض نعَامَة تَمْيِيز لأكْثر مِنْك ومذانبا مَعْطُوف عَلَيْهِ وَهُوَ جمع مذنب لمسيل المَاء وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْمَوَاضِع أَكثر خصبا وخضرة من غَيرهَا بِدَلِيل كَثْرَة بيض النعام فِيهَا لِأَنَّهَا لَا تبيض إِلَّا فِي الأَرْض ذَات الخصب وَالْمَاء 5 - ومعينا تَمْيِيز مَعْطُوف على بيض نعَامَة وَهُوَ الثور سمي معينا لكبر عَيْنَيْهِ والصوار القطيع من الْبَقر والمتخمط المتكبر والقطم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 (إِذْ لَا تخَاف حدوجنا قذف النَّوَى ... قبل الْفساد إِقَامَة وتديرا) وَقَالَ إِيَاس بن مَالك بن عبد الله بن خيبرى الطَّائِي   الْفَحْل الهائج وبربر صَاح وَالْمعْنَى أَن تِلْكَ الأَرْض أَكثر بيضًا وبقرا ترعى فِي الخصب وَهِي آمِنَة من الصَّائِد وحماية الْمعِين تدل على حسن المعاشرة 1 - الحدوج مراكب النِّسَاء جمع حدج وَتقول الْعَرَب نوى قذف وَنِيَّة قذف وفلاة قذف إِذا كَانَت بعيدَة وَقَوله قبل الْفساد أَي قبل حَرْب الْفساد والتدير نزُول الدّور وَالْمعْنَى إِذْ كُنَّا قبل حَرْب الْفساد الَّتِي كَانَت فِي طيىء إِلَى خمس وَعشْرين سنة فِي أَمن ودعة لَا نَخَاف النَّوَى ومفارقة الأوطان وهجوم الْعَدو فِي هَذِه الْمنَازل الْمُتَقَدّم ذكرهَا وَسميت بِحَرب الْفساد لِأَن بَعضهم كَانَ يشرب فِي قحف رَأس صَاحبه إِذا قَتله ويخصف نَعله بأذنيه إِظْهَارًا للتشفي 2 - هُوَ شَاعِر إسلامي تَابِعِيّ وَكَانَ من خبر هَذِه الأبيات أَن نجدة ابْن عَامر الحروري الْحَنَفِيّ كَانَ لَهُ جَيش يُغير على الْعَرَب فِي جَمِيع الْجِهَات فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَلأ يَدَيْهِ وَفعل ذَلِك ببني أَسد وطيىء حَتَّى مر ذَلِك الْجَيْش ببني معن وفعلوا بهم مَا فعلوا ومضوا ثمَّ إِن بني معن تذامروا وحرض بَعضهم بَعْضًا على الْقَتْل والقتال وَأخذُوا مَا قدرُوا عَلَيْهِ من السِّلَاح ثمَّ أَقبلُوا فِي أثر الْقَوْم فَلَمَّا رَآهُمْ أَبُو عَمْرو وَكَانَ رَئِيس الْقَوْم قَالَ لِقَوْمِهِ إِن بني معن قد أَقبلُوا وأيم الله إِن صدقوكم الْقِتَال إِنَّهُم لخلقاء أَن يظهروا عَلَيْكُم وَقد كَانَ من بني معن كتاب من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا دنوا مِنْهُم أخرجُوا الْكتاب واستقبلوا الْقبْلَة وحملوا عَلَيْهِم وهزموهم وَقتلُوا مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة حَتَّى إِن الرجل من بني معن كَانَ يَنْتَهِي إِلَى الرجل مِنْهُم فَيَأْخُذ السَّيْف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 (سمونا إِلَى جَيش الحروري بَعْدَمَا ... تناذره وأعرابهم وَالْمُهَاجِر) (بِجمع تظل الأكم سَاجِدَة لَهُ ... وأعلام سلمى والهضاب النَّوَادِر) 3 - (فَلَمَّا أدركناهم وَقد قلصت بهم ... إِلَى الْحَيّ خوص كالحني ضوامر) 4 - (أنخنا إِلَيْهِم مِثْلهنَّ وزادنا ... جِيَاد السيوف والرماح الخواطر)   مِنْهُ فَيضْرب عُنُقه فَذَلِك حَيْثُ يَقُول إِيَاس هَذِه الأبيات 1 - سمونا أَي علونا والحروري المُرَاد بِهِ أَبُو عَمْرو أَو نجدة بن عَامر والحروري نِسْبَة إِلَى حروراء قَرْيَة كَانَت فِيهَا الْخَوَارِج وَقَوله بَعْدَمَا تناذره أَي بعض مَا خوف بَعضهم بَعْضًا بِهِ والأعراب سكان الْبَوَادِي إِلَى وَالْمُهَاجِر الْمُنْتَقل من الْبَوَادِي إِلَى الْأَمْصَار وَالْمعْنَى نَحن سرنا إِلَى الْخَوَارِج المتحزبين بَعْدَمَا خوف أهل الْبَوَادِي والأمصار بَعضهم بَعْضًا بهم 2 - تظل الأكم الخ الأكم جمع إكام وَهِي الرملة وسلمى جبل طيىء وأعلامه الْجبَال الْمُتَّصِلَة بِهِ والهضاب جمع هضبة وَهِي التلال وكل شَيْء زَالَ عَن مَوْضِعه فقد ندر وَمِنْه نَوَادِر الْكَلَام وَالْمعْنَى تخففنا إِلَى الْخَوَارِج بِجمع صَارَت الأكم موطأة لَهُم حَتَّى أَنهم وضعُوا حوافر خيلهم على جبال سلمى وَمَا حوله من الهضاب فَكَأَنَّهَا سَاجِدَة لهَذَا الْجمع 3 - أدركنا لُغَة فِي أدركنا وَقد قلصت بهم أَي ارْتَفَعت وأسرعت بهم والخوص الْإِبِل الغائرات الْعُيُون والحني جمع حنية وَهِي الْقوس والضوامر المهازيل وَالْمعْنَى فَلَمَّا جعلناهم قيد أبصارنا وأدركناهم وَقد أسرعت بهم دوابهم الَّتِي لحقها الكلال إِلَى الْحَيّ وَجَوَاب لما أول الْبَيْت بعده 4 - يجوز أَن يكون معنى إِلَيْهِم عِنْدهم وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ الِانْتِهَاء وَيكون المُرَاد أنخنا إِلَى فنائهم وَإِنَّمَا قَالَ وزادنا جِيَاد السيوف الخ إِشَارَة إِلَى أَنه لم يكن لهَؤُلَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 (كلا ثقلينا طامع بغنيمة ... وَقد قدر الرَّحْمَن مَا هُوَ قَادر) (فَلم أر يَوْمًا كَانَ أَكثر سالبا ... ومستلبا سرباله لَا يناكر) 3 - (وَأكْثر منا يافعا يَبْتَغِي الْعلَا ... يضارب قرنا دارعا وَهُوَ حاسر)   الْأَعْدَاء عِنْدهم إِلَّا الْقَتْل بِالسَّيْفِ والطعن بِالرِّمَاحِ والخواطر المضطربة وَالْمعْنَى فَلَمَّا أدركناهم أنخنا فِي فنائهم من الدَّوَابّ مثل مَا لَهُم مِنْهَا واعتمادنا فِي ذَلِك الْوَقْت على السيوف الجيدة والرماح الَّتِي لَهَا اللمعان والخطران 1 - كلا ثقلينا أصل الثّقل مَا يكون مَعَ الْإِنْسَان مِمَّا يثقله من حشمه ومتاعه ثمَّ استعاره هُنَا للجيش لِأَنَّهُ ثقيل الْوَطْأَة وَقَوله بغنيمة أَي فِي غنيمَة وَالْمعْنَى لما التقى الْجَمْعَانِ جَمعنَا وَجمع الْخَوَارِج طمع كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي سلب الآخر وَكَانَ الْأَمر إِلَى الله تَعَالَى لم نظفر إِلَّا بِمَا قدره لنا 2 - كَانَ أَكثر سالبا وَقع صفة للْقَوْم وَفِي الْكَلَام حذف كَأَنَّهُ قَالَ من ذَلِك الْيَوْم ومستلبا أَي مسلوبا وسرباله مَفْعُوله الثَّانِي وَلَا يناكر أَي لَا يقدر أَن يدافع سالبه وَالْمعْنَى لم أر يَوْمًا بلغ الْغَايَة فِي إثخان الْعَدو وسلبهم كَيَوْم حَرْب الْخَوَارِج فَلم يقدر مسلوبهم على أَن يمْنَع سرباله من سالبه 3 - اليافع الْغُلَام الَّذِي راهق الْعشْرين وَفِي هَذَا الْكَلَام حذف أَيْضا وإيجاز كَأَنَّهُ قَالَ وَلم أر يَوْمًا كَانَ أَكثر شَابًّا يَبْتَغِي الْعلَا من قَومنَا وَقَوله يَبْتَغِي الْعلَا ويضارب قرنا صفتان ليافع والدراع الَّذِي عَلَيْهِ درع والحاسر من لَا مغفر لَهُ وَلَا درع وَلَا جنَّة تقية يَقُول وَلم أر يَوْمًا أَكثر شَابًّا يطْلب الصيت وَالذكر من قَومنَا يضارب الْقرن الدارع وَهُوَ حاسر لَا درع مَعَه وَلَا مغفر يُرِيد أَنهم كَانُوا أشداء أقوياء فِي ذَلِك الْيَوْم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 (فَمَا كلت الْأَيْدِي وَلَا أنأطر القنا ... وَلَا عثرت منا الجدود العواثر) 2 - وَقَالَ الأخرم السنبسي 3 - (أَلا إِن قرطا على آلَة ... أَلا إِنَّنِي كَيده مَا أكيد) 4 - (بعيد الْوَلَاء بعيد الْمحل ... من ينأ عَنْك فَذَاك السعيد) 5 - (وَعز الْمحل لنا بَائِن ... بناه الْإِلَه ومجد تليد) 6 - (ومأثرة الْمجد كَانَت لنا ... وأورثناها كَانَت أَبونَا لبيد)   1 - مَا كلت أَي مَا ضعفت وَقَوله وَلَا أنأطر القنا أَي انعطف وتثنى وَيُقَال عثر جد فلَان وتعس جده إِذا هلك وَلَيْسَ مَقْصُوده أَن لَهُم جدودا من شَأْنهَا أَن تعثر ثمَّ نفى ذَلِك عَنْهَا بل مُرَاده أَنهم لَا جدود لَهُم بِهَذِهِ الصّفة وَالْمعْنَى نَحن قاتلنا الْخَوَارِج وسواعدنا مشتدة ورماحنا مقومة وجدودنا غير عاثرة فَكُنَّا الظاهرين عَلَيْهِم فَلم يهْلك منا كَمَا هلك مِنْهُم 2 - أحد بني سِنْبِسٍ امْرَأَة عَمْرو بن الْغَوْث بن طيىء ولدت لَهُ ثعل ونبهان فهم يسمون بهَا 3 - أَلا إِن قرطا الخ قرط رجل من سِنْبِسٍ والآلة الْحَالة وكيده مَا أكيد مَا زَائِدَة كَأَنَّهُ قَالَ إِنِّي أكيد كَيده أَي أفعل مثل فعله وَالْمعْنَى اسمعوا قولي وَاعْلَمُوا أَن قرطا على حَالَة مُغَايرَة وَلَا يضرني ذَلِك فَإِنِّي أكيد كَيده أَي أفعل كَمَا يفعل 4 - بعيد الْوَلَاء الخ الْوَلَاء الْمُوَالَاة وَالْمعْنَى أَنه لَا خير فِي موالاته وَفِي قربه بل الْخَيْر والسعادة فِي التنحي عَنهُ 5 - وَعز الْمحل الخ بَائِن أَي ظَاهر مَعْنَاهُ أَن محلنا لَهُ عز بَائِن مشتهر كَالشَّمْسِ لِأَن الله بناه وشيده وَلنَا مجد تليد أَي قديم 6 - ومأثرة الْمجد الخ سميت المكارم مآثر لِأَنَّهُ يأثرها الآخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 (لنا باحة ضبس نابها ... يهون عَليّ حامييها الْوَعيد) (بهَا قضب هنداوانية ... وعيص تزاءر فِيهِ الْأسود) 3 - (ثَمَانُون ألفا وَلم أحصهم ... وَقد بلغت رَجمهَا أَو تزيد) 4 - وَقَالَ عبد الرَّحْمَن المعني   عَن الأول والمأثرة المكرمة المتوارثة وَمَعْنَاهُ أَن الَّذِي يُؤثر من الْمجد وَالْفضل هُوَ لنا دونكم قد انْتقل إِلَيْنَا من أَبينَا لبيد وَنحن وارثوه 1 - لنا باحة الخ الباحة عَرصَة الدَّار والضبس الشَّديد والناب السَّيِّد المدافع عَن قومه وَالْمرَاد بحامييها أجأ وسلمى وهما جبلا طيىء أَو المُرَاد بحامييها الْخَيل وَالسِّلَاح وَالْمعْنَى لنا حصن منيع يدافع عَنهُ سيد شَدِيد هُوَ فِي الرعب كَنَابِ السَّبع وَلَا يضرنا الْوَعيد مَا دمنا فِي هذَيْن الجبلين أَو فِي الْخَيل وَالسِّلَاح 2 - بهَا قضب الخ القضب جمع قضيب وَهُوَ السَّيْف الْقَاطِع والهندوانية منسوبة إِلَى هندي على غير قِيَاس والعيص الأَصْل الْكَرِيم ومنابت كرائم الْأَشْجَار الملتفة وَالْمرَاد بِهِ هُنَا كَثْرَة الرماح وتزاءر فِيهِ الْأسود أَي تصوت فِيهِ الشجعان وَالْمعْنَى دون الْوُصُول إِلَى تِلْكَ الْعَرَصَة سيوف هندية وأجمة من الرماح تسمع فِيهَا صَوت الشجعان 3 - لم أحصهم أَي لم أحص عَددهمْ وَالرَّجم الرَّمْي بالْقَوْل وَغَيره يُرِيد بِهِ هُنَا الظَّن والتخمين أَو تزيد أَو فِيهِ بِمَعْنى بل كَقَوْلِه تَعَالَى {وأرسلناه إِلَى مائَة ألف أَو يزِيدُونَ} وَالْمعْنَى أَنهم ثَمَانُون ألفا بِالظَّنِّ والتخمين لَا بالإحصاء وَرُبمَا يزِيدُونَ على هَذَا الْعدَد 4 - هُوَ شَاعِر إسلامي ويلقب بمرقس وَهُوَ أحد بني معن بن عتود الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 (قد قارعت معن قراعا صلبا ... قراع قوم يحسنون الضربا) (ترى مَعَ الروع الْغُلَام الشطبا ... إِذا أحس وجعا أَو كربا) 3 - (دنا فَمَا يزْدَاد إِلَّا قربا ... تمرس الجرباء لاقت جربا) 4 - وَقَالَ عبيد بن ماوية الطَّائِي 5 - (أَلا حَيّ ليلى وأطلالها ... ورملة ريا وأجبالها) 6 - (وأنعم بِمَا أرْسلت بالها ... ونال التَّحِيَّة من نالها)   1 - قد قارعت الخ القرع والقراع المُرَاد مِنْهُ هُنَا المجالدة بِالسُّيُوفِ وَمعنى قَوْله قراعا صلبا أَي شَدِيدا لَا خوف فِيهِ وَلَا فزع ومعن أَبُو قَبيلَة وَالْمعْنَى أَن بني معن ضاربوا الْخَوَارِج مُضَارَبَة قوم لَهُم دراية بملاقاة الْأَعْدَاء 2 - ترى مَعَ الروع الخ الروع الْخَوْف والشطب السبط الْعِظَام الْخَفِيف اللَّحْم إِذا أحس أَي إِذا وجد ظرف لقَوْله دنا أول الْبَيْت بعده وَالْمعْنَى ترى مَعَ الْخَوْف غُلَاما تَامّ الْخلق لَا يخَاف الْأَهْوَال وَإِذا وجد فِي نَفسه وجعا أَو كربا دنا مِمَّا يخَاف لشدَّة بأسه 3 - تمرس الجرباء الخ التمرس التحكك والجرب جمع أجرب وجرباء وَالْمعْنَى أَنه إِذا لَاقَى مَا يفزعه دنا مِنْهُ لقُوته دنوا كتمرس الجرباء حِين تلاقي الجرب 4 - هُوَ شَاعِر إسلامي 5 - أَلا حَيّ ليلى أَي بلغَهَا التَّحِيَّة والإطلال جمع طلل وَهُوَ مَا شخص من آثَار الديار ورملة ريا مَوضِع والأجبال جمع جبل وَمن عَادَة الشُّعَرَاء أَنهم يحيون المحبوبة والمواضع الَّتِي تحل بهَا إشعارا بفرط الْحبّ وَشدَّة الوجد وَالْمعْنَى تنبه وَبلغ ليلى التَّحِيَّة والمواضع الَّتِي تحل بهَا 6 - بِمَا أرْسلت الْبَاء بَاء الْبَدَل أَي بَدَلا مِمَّا أرْسلت وَالْعرب تَقول هَذَا بِذَاكَ أَي عوض عَنهُ وَمَا مَعَ الْفِعْل فِي تَأْوِيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 (فَإِنِّي لذُو مرّة مرّة ... إِذا ركبت حَالَة حَالهَا) (أقدم بالزجر قبل الْوَعيد ... لتنهى الْقَبَائِل جهالها) 3 - (وقافية مثل حد السنان ... تبقى وَيذْهب من قَالَهَا) 4 - (تجودت فِي مجْلِس وَاحِد ... قراها وَتِسْعين أَمْثَالهَا) وَقَالَ جَابر بن رألان السنبسي   مصدر أَي بإرسالها والبال الْحَال والخاطر وَالْقلب والتحية السَّلَام والبقاء والتحية الْملك أَيْضا ونال قد يكون بِمَعْنى أنال وَالْمعْنَى اجْعَل ليلى فِي نعومة بَال ورفاهة حَال مُكَافَأَة لإرسالها التَّحِيَّة وَقد نَالَ الْملك من حصل لَهُ الْوُصُول إِلَيْهَا أَو قد نَالَ الْعِزَّة وَالسَّلَام من بلغَهَا التَّحِيَّة 1 - فَإِنِّي لذُو مرّة الخ الْمرة بِكَسْر الْمِيم الْقُوَّة وَلم يرض أَن يَجْعَل لنَفسِهِ مرّة حَتَّى جعلهَا مرّة فِي فَم ذائقها وَقَوله إِذا ركبت حَالَة الخ يُرِيد إِذا ازدحمت الْأُمُور إِذا والشدائد وَركب بَعْضهَا بَعْضًا وَالْمعْنَى أَن لي قُوَّة مرّة فِي فَم ذائقها ومضاء فِي الْأُمُور إِذا تراكمت الشدائد وَركب بَعْضهَا بَعْضًا 2 - أقدم بالزجر الخ يجوز أَن يكون أقدم بِمَعْنى أتقدم فَتكون الْبَاء فِيمَا بعده أَصْلِيَّة وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ أقدم الزّجر فَتكون الْبَاء زَائِدَة وَالْمعْنَى أَنِّي أزْجر الْقَوْم وأقيم عَلَيْهِم الْحجَج قبل أَن أتوعدهم لتنهي الْقَبَائِل جهالها عَن الْفساد والفتنة فَإِن لم ينجح فيهم ذَلِك أوقعت بهم 3 - وقافية الخ الْوَاو وَاو رب والقافية المُرَاد بهَا هُنَا بَيت من الشّعْر وَالْمعْنَى وَرب بَيت من الشّعْر مثل حد السنان فِي التَّأْثِير والاستقامة يبْقى أَثَره على طول الزَّمَان وَإِن فقد قَائِله 4 - تجودت أَي اخْتَرْت الْجيد وَالضَّمِير فِي قراها للقافية وَهُوَ من قريت المَاء فِي الْحَوْض إِذا جمعته أَو من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 (لما رَأَتْ معشرا قلت حمولتهم ... قَالَت سعاد أَهَذا مالكم بجلا) (إِمَّا ترى مَا لنا أضحى بِهِ خلل ... فقد يكون قَدِيما يرتق الخللا) 3 - (قد يعلم الْقَوْم أَنا يَوْم نجدتهم ... لَا نتقي بالكمي الحارد الأسلا) 4 - (لَكِن ترى رجلا فِي إثره رجل ... قد غادرا رجلا بالقاع منجدلا)   قروت الأَرْض إِذا تتبعتها وَالْوَاو من وَتِسْعين وَاو الْمَعِيَّة وَالْمعْنَى وَرب بَيت من الشّعْر صفته كَذَا أَنا تخيرته ونظمت فرئده مَعَ تسعين بَيْتا من أَمْثَاله فِي مجْلِس وَاحِد 1 - قلت حمولتهم الحمولة الْإِبِل الَّتِي يحمل عَلَيْهَا وبجل بِمَعْنى حسب مَبْنِيّ على السّكُون لكنه حرك بِالنّصب للقافية يَقُول لما رَأَتْ سعاد قلَّة إبلنا قَالَت مُنكرَة ومتعجبة أَهَذا مالكم فَحسب أَي أَهَذا مالكم مكتفى بِهِ 2 - إِمَّا ترى الخ مَا زَائِدَة مدغمة فِي إِن الشّرطِيَّة والخلل الأول بِمَعْنى النَّقْص والخلل الثَّانِي بِمَعْنى الفرجة بَين الشَّيْئَيْنِ حَتَّى يَصح الرتق مَعَه وَقَوله فقد يكون جعل اللَّفْظ مُسْتَقْبلا وَإِن أَرَادَ الْمُضِيّ لاستمرار حَالهم على طَريقَة وَاحِدَة وَيُقَال رتق فلَان كَذَا إِذا أصلحه وسد فتقه وَالْمعْنَى أجبنا سعاد بقولنَا لَهَا إِن كنت تَرين اختلال حَالنَا الْآن فقديما كُنَّا نسد الْخلَل بِأَمْوَالِنَا يُرِيد أَن هَذَا المَال على نقصانه وقلته قد جبرنا بِهِ الْكسر وأصلحنا بِهِ الْفَاسِد وأنقذنا بِهِ من الْفقر فَلَا تنكري علينا نَقصه وقلته 3 - يَوْم نجدتهم النجدة الْقُوَّة والحارد الشَّديد المهيب والكمي الشجاع والأسل الرماح وَالْمعْنَى لَا يخفى على الْقَوْم أَنا يَوْم إِظْهَار الْقُوَّة لَا نقي أَنْفُسنَا من الرماح بالشجاع الشَّديد الْقُوَّة يصف قومه بالإقدام وَالثيَاب عِنْد اللِّقَاء 4 - قد غادرا رجلا أَي ترك كل وَاحِد مِنْهُمَا رجلا مصروعا بالقاع وَهُوَ مَا اسْتَوَى من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 1 - وَقَالَ قبيصَة بن النَّصْرَانِي الْجرْمِي من طيىء (لم أر خيلا مثلهَا يَوْم أدْركْت ... بني شمجى خلف اللهيم على ظهر) 3 - (أبر بأيمان وأجرأ مقدما ... وأنقض منا للَّذي كَانَ من وتر) 4 - (عَشِيَّة قَطعنَا قَرَائِن بَيْننَا ... بأسيافنا والشاهدون بَنو بدر)   الأَرْض وَذَلِكَ مثل قَوْله تَعَالَى {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدَة} أَي اجلدوا كل وَاحِد مِنْهُم ثَمَانِينَ جلدَة يَقُول لَا نتأخر عَن مناجزة الْأَعْدَاء كَمَا تظن بل ترى الرجل منا مُتَقَدما وَخَلفه رجل يجْرِي إِلَى آخر ثمَّ ننصرف وَقد غادرنا رجَالًا مصرعين مجندلين على الأَرْض 1 - هُوَ أحد شعراء بني جرم من طيىء شَاعِر جاهلي شعره متين رصين من حر كَلَام الْعَرَب وَقد تلاعبت بأكثره يَد الضّيَاع كَغَيْرِهِ من الشُّعَرَاء وَقد زعم الروَاة أَنه أَبُو إِيَاس بن قبيصَة آخر مُلُوك الْحيرَة ولاه كسْرَى عَلَيْهَا بعد النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَكَانَ قبيصَة سيدا شهما مُطَاعًا فِي قومه حضر حروب الْفساد الَّتِي كَانَت بَين الْغَوْث وجديلة من طيىء وَقد ذكرهَا فِي شعره 2 - لم أر خيلا الخ المُرَاد بِالْخَيْلِ هُنَا الفرسان وَبَنُو شمجى بن جرم من قضاعة واللهيم جبل وَالظّهْر المُرَاد بِهِ ظهر الأَرْض وَالْمعْنَى لم تَرَ عَيْني فُرْسَانًا مثل هَؤُلَاءِ على ظهر الأَرْض يَوْم قصدُوا بني شمجى وأدركوهم خلف اللهيم 3 - أبر بِإِيمَان الخ الْإِيمَان جمع يَمِين والمقدم الْإِقْدَام وَالْوتر الثأر ونقضه حل عقده باشتفاء النَّفس من الواتر الَّذِي أبرمه وَالْمعْنَى لم أر مثلهم فِي وَفَاء العهود وَكَثْرَة الْإِقْدَام والنقض لمبرم الثأر أَي فِي أَخذه وَكَانَت عَادَتهم أَن ينذروا أَنهم لَا يشربون الْخمر وَلَا يقربون النِّسَاء حَتَّى يدركوا ثأرهم 4 - عَشِيَّة قَطعنَا الخ عَشِيَّة بدل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 (فَأَصْبَحت قد حلت يَمِيني وَأدْركت ... بَنو ثعل تبلي وراجعني شعري) 2 - وَقَالَ أدهم بن أبي الزَّعْرَاء   من يَوْم أدْركْت فِي الْبَيْت الأول وَيَعْنِي بالقرائن الْأَرْحَام وأواصر الْقَرَابَة وَالْمعْنَى لم أر خيلا تماثلها عَشِيَّة أرسلناها على أَعْدَائِنَا فقطعنا بِاسْتِعْمَال السيوف الْقرَابَات الجامعة لنا وَبَنُو بدر شاهدون لبلائنا 1 - قد حلت يَمِيني أَي وفيت بنذري وَأخذ بِثَأْرِي وَأدْركت بَنو ثعل تبلى والتبل الثار أَي قَامَت قومِي بنصري وشفوا صَدْرِي وراجعني شعري وَكَانَ الْوَاحِد مِنْهُم لَا يَقُول الشّعْر حَتَّى يدْرك ثَأْره 2 - هُوَ سُوَيْد بن مَسْعُود بن جَعْفَر بن عبد الله يَنْتَهِي نسبه إِلَى معن الطَّائِي وأدهم هَذَا شَاعِر إسلامي كَانَ فِي عهد مَرْوَان بن الحكم قَالَ أَبُو رياش وَكَانَ من حَدِيث هَذِه الأبيات أَن معدان ابْن عبيد حدث أَنه تزوج امْرَأَة من بني بدر بن فَزَارَة قَالَ فَكَانَ شباب من بني بدر يزورون حينا فَاجْتمعُوا ذَات يَوْم على نَبِيذ لَهُم مَعَ شباب منا فأسرع فيهم الشَّرَاب فَوَقع بَينهم كَلَام فَوَثَبَ غُلَام منا فَضرب شَابًّا من بني بدر فَشَجَّهُ فَمَاتَ مِنْهَا فَقلت للبدريين لكم دِيَة صَاحبكُم فَأَبَوا إِلَّا أَن يدْفع الطَّائِي إِلَيْهِم وأبيت أَن أفعل فَأتوا صَاحب الْمَدِينَة فِي ذَلِك وَكُنَّا قد منعنَا الصَّدَقَة من حِين وَقعت الْفِتْنَة فَكتب أُميَّة بن عبد الله أحد بني عُثْمَان بن عَفَّان وَكَانَ عَامل صَدَقَة الحليفين أَسد وطيىء كتب إِلَى مَرْوَان يُخبرهُ بمنعنا الصَّدَقَة وقتلنا الرجل فَكتب إِلَيْهِ مَرْوَان أَن سير إِلَيْهِم جَيْشًا وَكتب إِلَيّ أَن مكن الْبَدْرِيِّينَ من صَاحبهمْ وأد الصَّدَقَة وَإِلَّا فقد أمرت رَسُولي أَن يأتيني بك وَإِن أَبيت أَتَانِي برأسك ثمَّ وَالله لأبيلن الْخَيل فِي عرصاتك قَالَ فَأمرت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 (قد صبحت معن بِجمع ذِي لجب ... قيسا وعبدانهم بالمنتهب)   بِضَرْب عنق الرَّسُول فَقَالَ الرَّسُول إِن الرُّسُل لَا تقتل وَإِنِّي لأسير فِيكُم يَا معشر بني طيىء استحياء فَقلت قد صدقت وخليت سَبيله وَقلت لَهُ قل لمروان آلَيْت أَن تبيل الْخَيل فِي عرصاتي وبيني وَبَيْنك رمل عالج وعديد طيىء حَولي والجبلان خلف ظَهْري فاجهد جهدك فَلَا أبقى الله عَلَيْك وكتبت إِلَيْهِ أَنا وَبَعض قومِي شعرًا فِيهِ ذمّ لَهُ وتنقيص بِهِ فَكتب مَرْوَان إِلَى عبد الْوَاحِد بن منيع السَّعْدِيّ وَإِلَى أُميَّة بن عبد الله أَن سيرا بِأَهْل الشَّام وَأهل الْمَدِينَة والبوادي وَقيس وَغَيرهم إِلَى معدان حَتَّى تَأْخُذُوا مِنْهُ الصَّدَقَة وتقيدوا الْبَدْرِيِّينَ من صَاحبهمْ وأوطئوا الْخَيل بِلَاد طيىء وائتوني بمعدان فَصَارَ أُميَّة فِي عدد كَبِير وَبعث إِلَى كل صَاحب دم وثأر يَطْلُبهُ فِي طيىء فثارت قيس تطلب الثأر من طيىء قَالَ معدان وَكنت فِي اثْنَي عشر ألفا فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَى عَسْكَر أُميَّة إِذا جبال من حَدِيد وعسكر لَا يرى طرفاه فَرفع طيىء النَّار على أجأ ونحروا الجزر وَعمِلُوا من جلودها حجفا تروسا بِلَا خشب وطعموا من لحومها فَقلت يَا بني خيبري وَيَا معشر طيىء هَذَا وَالله يومكم الْبَقَاء الدَّهْر أَو الْهَلَاك فَإِذا وَقع النبل عنْدكُمْ فقبح الله أجزع الْفَرِيقَيْنِ ثمَّ تواقف الْفَرِيقَانِ وَوَقع بَينهم الشَّرّ وَخبر هَذَا يطول وتسمي هَذِه الْوَقْعَة وقْعَة المنتهب وَقد قيل فِيهَا أشعار كَثِيرَة مِنْهَا هَذِه الأبيات 1 - بِجمع ذِي لجب الْجمع الْجَيْش واللجب كَثْرَة الْأَصْوَات والعبدان جمع عبد وَالْمرَاد بهم الرُّعَاة والمنتهب مَوضِع كَانَت بِهِ الْوَاقِعَة وَالْمعْنَى قد أغارت بَنو معن صباحا على قيس فأدركوهم ورعاة إبلهم بِهَذَا الْموضع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 (وأسدا بغارة ذَات حدب ... رجراجة لم تَكُ مِمَّا يؤتشب) (إِلَّا صميما عربا إِلَى عرب ... تبْكي عواليهم إِذا لم تختضب) 3 - ... من ثغر اللبات يَوْمًا والحجب) 4 - وَقَالَ البرج بن مسْهر الطَّائِي   1 - وَأسد بغارة الخ وأسدا مَعْطُوف على قيس وَقَوله بغارة مُتَعَلق بصبحت والغارة المُرَاد بهَا الْخَيل والحدب خُرُوج الظّهْر كِنَايَة عَن الشراسة والشدة والرجراجة المضطربة الَّتِي تموج من كثرتها وَالْأَصْل فِي الأشب الِاخْتِلَاط والالتفاف ثمَّ توسعوا فِيهِ واستعملوه فِي الأخلاط الَّذين لَا خير فيهم وَلَا غناء عِنْدهم وَالْمعْنَى وصبحت معن بني أَسد بخيل لَا تركب لشراستها وَهِي متموجة لكثرتها لَيست مِمَّا يخْتَلط أَي لَيست مِمَّا لَا خير فِيهِ 2 - إِلَّا صميما اسْتثِْنَاء مُنْقَطع والصميم الْخَالِص وعربا بدل من صميما والعوالي الرماح وبكاء العوالي مثل لحزنها إِذا هِيَ لم تختضب بالدماء وَالْمعْنَى لَهُم صِحَة النّسَب من عرب إِلَى عرب وَإِن ارتفعوا وَأَن عواليهم تحزن إِن لم تختضب من دم الْأَعْدَاء وَهَذَا من بَاب التَّوَسُّع 3 - ثغر اللبات هِيَ هزمات التراقي مُتَعَلق بتختضب والحجب وَهِي الأفئدة مَعْطُوف عَلَيْهِ وَهَذَا يدل على أَن لَهُم مهارة فِي الطعْن فَلَا يصيبون إِلَّا الْمقَاتل 4 - تقدّمت تَرْجَمته وَكَانَ سَبَب هَذِه الأبيات أَن البرج بن مسْهر كَانَ هُوَ وَعَمه أَبُو جَابر قَاعِدين يشربان وَكَانَت امْرَأَة أبي جَابر جالسة فانتشى البرج فَقَامَ إِلَيْهَا ووثب عَلَيْهَا فَرَآهُ عَمه فاستحيى وكف وَقَالَ يَا عمي غلبني الشَّرَاب قَالَ أَو لم أرك حِين رَأَيْتنِي كَفَفْت وَاسْتَحْيَيْت وَلَو كَانَ الشَّرَاب غلبك لم تستح اذْهَبْ فوَاللَّه لَا تجمعني وَإِيَّاك محلّة وَلَا غَزْوَة وَلَا نَجْتَمِع فِي بلد وَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 (إِلَى الله أَشْكُو من خَلِيل أوده ... ثَلَاث خلال كلهَا لي غائض) (فمنهن أَن لَا تجمع الدَّهْر تلعة ... بُيُوتًا لنا يَا تلع سيلك غامض) 3 - (ومنهن أَن لَا أَسْتَطِيع كَلَامه ... وَلَا وده حَتَّى يَزُول عوارض) 4 - (ومنهن أَن لَا يجمع الْغَزْو بَيْننَا ... وَفِي الْغَزْو مَا يلقى الْعَدو المباغض) 5 - (وَيتْرك ذَا البأ والشديد كَأَنَّهُ ... من الذل والبغضاء شهباء ماخض)   أُكَلِّمك كلمة أبدا فَقَالَ البرج هَذِه الأبيات 1 - ثَلَاث خلال الخ الْخلال الْخِصَال وغائض من غاض المَاء إِذا نقص وغاضه غَيره إِذا نَقصه وَالْمعْنَى شكايتي إِلَى الله من صديق لَا أنكر صداقته ثَلَاث خِصَال تنغصني وَتذهب بنشاطي 2 - التلعة الأَرْض المرتفعة يتَرَدَّد فِيهَا السَّيْل إِلَى بطن الْوَادي وَقَوله يَا تلع سيلك غامض دُعَاء على تِلْكَ التلعة الَّتِي لَا تجمع بَيته وَبَيت ابْن عَمه وَهُوَ مرخم تلعة والغامض الخافي وَالْمعْنَى فَمن الْخِصَال أَن لَا تَجْتَمِع بُيُوتنَا بتلعة مدى الدَّهْر فَلَا سَالَ وَادي تلعة لَا تجمع بيني وَبَين أقاربي 3 - ومنهن الخ أَي وَمن الْخِصَال أَنِّي لَا أقدر على وده إِن اجتلبته لنَفْسي لِأَن الْإِنْسَان لَا يحمل غَيره على مودته وعوارض اسْم جبل وَقد نفى الود فِي هَذَا الْبَيْت مَعَ أَنه أثبت الود فِي الْبَيْت الأول بقوله من خَلِيل أوده لِأَنَّهُ يُرِيد هُنَا مُقْتَضى الود وموجبه 4 - وَفِي الْغَزْو الخ مَا زَائِدَة وَالْمعْنَى وَفِي الْغَزْو إِنَّمَا يلقى فِيهِ الْعَدو المباغض فَيحْتَاج إِلَى الصّديق المخالص وَقيل الْمَعْنى وَفِي الْغَزْو يلقى الْعَدو المباغض فَكيف الصّديق يَقُول وَمن الْخِصَال الَّتِي أشكوها مِنْهُ أننا لَا نَجْتَمِع فِي الْغَزْو وَفِي الْغَزْو يلقى الْعَدو المباغض الْمُصَرّح بالعداء فَكيف بِالصديقِ 5 - وَيتْرك الخ ضمير الْفَاعِل يعود على الْغَزْو والبأ وَالْكبر والشهباء من النوق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 (فسائل هداك الله أَي بني أَب ... من النَّاس يسْعَى سعينا ويقارض) (نقارضك الْأَمْوَال والود بَيْننَا ... كَأَن الْقُلُوب راضها لَك رائض) 3 - (كفى بالقبور صَارِمًا لَو رَعيته ... وَلَكِن مَا أعلنت باد وخافض) 4 - وَقَالَ قبيصَة بن النَّصْرَانِي الْجرْمِي   مَا جمعت الْبيَاض والسواد والماخض ذَات الْمَخَاض وَهُوَ وجع الْولادَة وَالْمعْنَى أَن الْغَزْو لَا يتْرك لصَاحب الْكبر كبره وعظمته بل يَجعله ذليلا كالناقة الَّتِي ذللها وجع الْولادَة 1 - فسائل الخ أَي استخبر النَّاس أرشدك الله أَي بني أَب من غير عشيرتنا يسْعَى فِي الْخيرَات كَمَا نسعى نَحن فِيهَا وَيُعْطِي القروض كَمَا نعطي 2 - نقارضك الْأَمْوَال الخ أَي نبذل لَك أَمْوَالنَا ونخصك بمحبتنا كَأَن قُلُوبنَا ريضت لَك 3 - كفى بالقبور الخ الْبَاء زَائِدَة والقبور فَاعل كفى وَالْقَصْد بِذكر الْقُبُور مَا يؤى إِلَيْهَا وَيُقَال رعيت كَذَا وراعيته إِذا راقبته وَقَوله باد وخافض يُرِيد أَن الَّذِي بدا مِنْك خافض لنا عِنْد النَّاس وناقص من منزلتنا فِي الشّرف والعز يَقُول لَو انتظرت الْمَوْت وَصَبَرت على المجاملة مُدَّة الْعَيْش لَكَانَ يَكْفِيك عِنْد حُصُوله مَا تعجلته من القطيعة وَلَكِن هَذَا الَّذِي بدا مِنْك خافض لشرفنا عِنْد الْقَبَائِل 4 - قبيصَة تقدّمت تَرْجَمته وَقَالَ هَذِه الأبيات يعْتَذر فِيهَا من إحجام اتّفق مِنْهُ وَتَأَخر عَن الزَّحْف وَقد ظهر للنَّاس أمره فَأخذ يلوم فرسه وَيذكر أَنه السَّبَب فِي ذَلِك فَقَالَ على سَبِيل التلهف والتحسر ألم تَرَ أَن الْورْد الخ هَذَا وَالَّذِي نسب هَذِه الأبيات إِلَى قبيصَة بن النَّصْرَانِي هُوَ النمري فِي شَرحه للحماسة قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي هَذَا غلط وَالْحق أَنَّهَا للأعرج الْمَعْنى قَالَهَا يَوْم ناصفة حِين حاد بِهِ فرسه وَقد قتلت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 (ألم تَرَ أَن الْورْد عرد صَدره ... وحاد عَن الدَّعْوَى وضوء البوارق) (وأخرجني من فتية لم أرد لَهُم ... فراقا وهم فِي مأزق متضايق) 3 - (وعض على فأس اللجام وعزني ... على أمره إِذْ رد أهل الْحَقَائِق) 4 - (فَقلت لَهُ لما بلوت بلاءه ... وابنا تمتّع من خَلِيل مفارق) 5 - (أحدث من لاقيت يَوْمًا بلاءه ... وهم يحسبون أنني غير صَادِق)   بَنو جديلة سَبْعَة أخوة لَهُ فِي ذَلِك الْيَوْم 1 - أَن الْورْد الخ الْورْد اسْم فرسه وعرد انحرف عَن وَالدَّعْوَى قَول الفوارس من يبارز وضوء البوارق لمعان السيوف والأسلحة جمع بارقة وَالْمعْنَى أما علمت أَن فرسي الْورْد انحرفعن الْمَقْصد صَدره وَتَوَلَّى إِلَى غير الْجِهَة الَّتِي أريدها وَهَذَا سَبَب نكوصه وتأخره وَلَوْلَا أَن فرسه خانه فِي ذَلِك الْيَوْم لبارز أقرانه 2 - المأزق الْمضيق فِي الْحَرْب وَإِنَّمَا قَالَ متضايق لِأَن ضيق الْمَكْر فِي المعارك إِنَّمَا يحصل شَيْئا بعد شَيْء وَأَرَادَ بالفتية اخوته الَّذين قتلوا فِي ذَلِك الْيَوْم وَالْمعْنَى لَوْلَا نفور فرسي مَا كنت فَارَقْتهمْ وهم فِي موطن من الْحَرْب متضايق عَلَيْهِم 3 - فأس اللجام هِيَ الحديدة المعترضة فِي حنك الْفرس وعزني غلبني وَأهل الْحَقَائِق هم أهل المدافعة الَّذين يستغاث بهم وَالْمعْنَى عض فرسي على الشكيمة وغلبني على أَمْرِي فَأَرَدْت التَّقَدُّم وَأَرَادَ التَّأَخُّر وَذَلِكَ حِين بَادر أهل الْحَقَائِق بخيلهم إِلَى الطعان ولقاء الأقران 4 - لما بلوت بلاءه يُرِيد لما اطَّلَعت على حَقِيقَة أمره وَعلمت سوء بلائه وأبنا أَي رَجعْنَا وَقَوله تمتّع الخ كَأَنَّهُ يخاطبه بِمَا يدل على قرب أَجله وانقضاء مدَّته وَأَنه لَا خير لَهُ فِي الْبَقَاء عِنْده 5 - أحدث من لاقيت الخ بلاءه يُرِيد سوء بلائه يَقُول أحدث بذلك من لاقيت مِمَّن يعرفهُ فيظن أَنِّي غير صَادِق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 وَقَالَ أَيْضا (هاجرتي يَا بنت آل سعد ... أأن حلبت لقحة للورد) (جهلت من عنانه الممتد ... ونظري فِي عطفه الألد) 3 - (إِذا جِيَاد الْخَيل جَاءَت تردى ... مَمْلُوءَة من غضب وحرد) وَقَالَ أَيْضا 4 - (لعمر أَبِيك لَا يَنْفَكّ منا ... أَخُو ثِقَة يعاش بِهِ متين)   لِأَنَّهُ من نسل كريم وَالظَّن بِهِ خلاف مَا أَتَاهُ من الْخلق الذميم 1 - هاجرتي أَي أَنْت هاجرتي وَقَوله يَا بنت آل سعد لَفْظَة آل زَائِدَة وَأخرج قَوْله أأن حلبت الخ مخرج التقريع والتوبيخ واللقحة النَّاقة بهَا لبن والورد اسْم فرسه وَالْمعْنَى أَنه يقرعها ويوبخها وَيَقُول لَهَا أَكَانَ الهجر مِنْك لي بِسَبَب أَنِّي حلبت النَّاقة لفرسي الْورْد وَلم أتركه لأولادك 2 - يجوز أَن يكون زَاد من فِي قَوْله من عنانه وَأَرَادَ جهلت عنانه أَو يكون قد حذف الْمَفْعُول كَأَنَّهُ قَالَ جهلت من عنانه مَا أعرفهُ من عتقه وَكَرمه ونجابته وَيُرِيد بعنانه عُنُقه لِأَنَّهُ إِذا كَانَ طَويلا كَانَ الْعَنَان طَويلا وَعطف الشَّيْء جَانِبه والألد الشَّديد الْخُصُومَة وَالْمعْنَى جهلت مَا فِيهِ من المحاسن الَّتِي من جُمْلَتهَا طول عُنُقه وامتداد عنانه فِي الْغَارة وَطول نَظَرِي إِلَى عطفه الأشد الَّذِي لَا يسْتَقرّ من المرح 3 - جَاءَت تردى من الرديان وَهُوَ شدَّة الجري والحرد أَصله الْقَصْد وَإِن أُرِيد بِهِ الْغَضَب فَهُوَ رَاجع إِلَيْهِ وَالْمعْنَى جهلت نَظَرِي فِيهِ حِين حُضُور الْخَيل مسرعة فِي جريها وَهِي مَمْلُوءَة من الْغَضَب فِي المعركة ومضيق الْحَرْب 4 - لعمر أَبِيك الخ معنى لَا يَنْفَكّ لَا يزَال والمتين كل صلب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 (مُفِيد مهلك ولزاز خصم ... على الْمِيزَان ذُو زنة رزين) (يزِيد نبالة عَن كل شَيْء ... ونافلة وَبَعض الْقَوْم دون) 3 - وَقَالَ خفاف بن ندبة   شَدِيد وَالْمعْنَى لعمر أَبِيك قسمي لَا يزَال منا أَخُو ثِقَة يتكل جميعنا عَلَيْهِ فِي المعاش وَهُوَ صَاحب قُوَّة ورأي لَا يقطع أَمر دونه يُرِيد نَحن الَّذين فِينَا مثل هَذَا السَّيِّد 1 - معنى قَوْله مُفِيد مهلك أَنه يكْسب المَال وينفقه فِي وجوهه وَيهْلك أعداءه ولزاز خصم أَي ملازم لخصمه وَالْمعْنَى أَنه ينفع أصدقاءه ويضر أعداءه وَلَا يُفَارق خَصمه حَتَّى يَقْهَرهُ وَإِذا وزن بِغَيْرِهِ رجح عَلَيْهِ 2 - النبالة مصدر نبل ككرم وَهُوَ الذكاء والنجابة والنافلة الْفضل وَدون هُوَ الْقَاصِر عَن الشَّيْء يُقَال هُوَ دون فِي الرِّجَال وَلَيْسَ بِدُونِ وَالْمعْنَى أَنه فاق غَيره فِي النبالة وَالْفضل فَلَا يُسَاوِيه أحد فيهمَا وَقد حوى من الْمجد حَدِيثه وقديمه وَبَعض الْقَوْم قصر عَن ذَلِك 3 - هُوَ ابْن عُمَيْر بن الْحَارِث ابْن الشريد بن ريَاح يَنْتَهِي نسبه إِلَى سليم بن مَنْصُور شَاعِر مخضرم وكنيته أَبُو خراشة وندبة بِفَتْح النُّون اسْم أمه أشتهر بهَا وَهُوَ صَحَابِيّ جليل شهد فتح مَكَّة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ لِوَاء بني سليم وَشهد حنينا والطائف وَهُوَ مِمَّن ثَبت على إِسْلَامه فِي الرِّدَّة وَهُوَ أحد فرسَان قيس وشعرائها وَكَانَ أسود حالكا وَهُوَ أحد أغربة الْعَرَب وَهُوَ ابْن عَم الخنساء الشاعرة وَجعله ابْن سَلام فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من الفرسان مَعَ مَالك بن نُوَيْرَة وَمَعَ ابْني عَمه صَخْر وَمُعَاوِيَة وَكَانَ بَينه وَبَين الْعَبَّاس بن مرداس مهاجاة وملاحاة وتخاصم أَيَّام كَانَا فِي الْجَاهِلِيَّة وَذَلِكَ أَن خفافا كَانَ فِي مَلأ من بني سليم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 (أعباس إِن الَّذِي بَيْننَا ... أَبى أَن يُجَاوِزهُ أَربع) (علائق من حسب دَاخل ... مَعَ الإل وَالنّسب الأرفع) 3 - (وَأَن ثنية رَأس الهجاء ... بيني وَبَيْنك لَا تطلع)   فَقَالَ لَهُم إِن عَبَّاس بن مرداس يُرِيد أَن يبلغ فِينَا مَا بلغ عَبَّاس بن أنس ويأبى ذَلِك عَلَيْهِ خِصَال قعدن بِهِ فَقَالَ لَهُ فَتى من رَهْط الْعَبَّاس وَمَا تِلْكَ الْخِصَال يَا خفاف فَقَالَ اتقاؤه بخيله عِنْد الْمَوْت واستهانته بسبايا الْعَرَب وَقَتله الأسرى ومكالبته للصعاليك على الاسلاب وَلَقَد طَالَتْ حَيَاته حَتَّى تمنينا مَوته فَانْطَلق الْفَتى إِلَى الْعَبَّاس وَأخْبرهُ الْخَبَر فَوَقع بَينهمَا مَا وَقع وَبَقِي الحَدِيث لَهُ مَوضِع غير هَذَا 1 - الْمُخَاطب عَبَّاس بن مرداس وَقَوله أَبى أَن يُجَاوِزهُ الخ فِيهِ قلب وَالْأَصْل أَبى أَن يُجَاوز هُوَ أَربع خِصَال لِأَنَّهَا تَمنعهُ يَقُول يَا عَبَّاس إِن الحرمات الْأَرْبَع الَّتِي تجمعني وَإِيَّاك تمنع الشَّرّ الَّذِي بَيْننَا فَلَا يتخطاها بل يقف دونهَا 2 - علائق تَفْسِير للخصال الْأَرْبَع الَّتِي أجملها والعلائق جمع علاقَة وَقَوله من حسب دَاخل أَي مختلط والحسب مَا يعد من الْخِصَال الْكَرِيمَة والإل الْعَهْد وَالْحلف وَالنّسب الرَّحِم والأرفع العلى الرفيع وَالْمعْنَى وَتلك الْخِصَال علائق هِيَ الْحسب الْمُخْتَلط بالعهد وَالنّسب الأرفع الَّذِي هُوَ أقرب النّسَب وَهُوَ نسب الْأَب 3 - وَأَن ثنية الخ الثَّنية الْعقبَة والهجاء الذَّم وَلَا تطلع أَي لَا تصعد وكأنهما كَانَا تعاقدا أَن لَا يهجو أَحدهمَا صَاحبه يَقُول والخصلة الرَّابِعَة الصعوبة فِي صعُود عقبَة الهجاء بَيْننَا أَي للمعاقدة الَّتِي مَضَت بَينهمَا على أَن لَا يَقع من أَحدهمَا هجاء للْآخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 (وَأبْغض إِلَيّ بإتيانها ... إِذا أَنا لم آتِهَا أدفَع) 2 - وَقَالَ معبد بن عَلْقَمَة 3 - (غيبت عَن قتل الحتات وليتني ... شهِدت حتاتا حِين ضرج بِالدَّمِ) 4 - (وَفِي الْكَفّ مني صارم ذُو حَقِيقَة ... مَتى مَا يقدم فِي الضريبة يقدم) 5 - (فَيعلم حَيا مَالك ولفيفها ... بِأَن لست عَن قتل الحتات بِمحرم) 6 - (فَقل لزهير إِن شتمت سراتنا ... فلسنا بشتامين للمتشتم)   1 - وَأبْغض إِلَيّ الخ أَي مَا أبْغض إتْيَان عقبَة الهجاء إِلَيّ وَلَو لم أترك الهجو تأثما وتكرما لَكَانَ مَا تعاقدنا عَلَيْهِ يدفعني عَنهُ ويمنعني مِنْهُ 2 - هُوَ شَاعِر مخضرم صَاحِبي شهد فتح مَكَّة 3 - الحتات اسْم رجل والمضرج الْمَصْبُوغ وَالْمعْنَى لم أحضر حِين قتل الحتات وليتني حَضرته وَهُوَ صريع يعلوه الدَّم يتلهف على عدم حُضُوره 4 - ذُو حَقِيقَة الْحَقِيقَة مَا يصير إِلَيْهِ حق الْأَمر ووجوبه والضريبة الرجل الْمَضْرُوب بِالسَّيْفِ وَإِنَّمَا جعل الَّذِي يقْصد إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ ضريبة إِشَارَة إِلَى التَّمَكُّن مِنْهُ وَأَنه لَا يقدر على الْفِرَار والخلاص وَالْمعْنَى لَيْتَني حَضرته وَمَعِي سيف ذُو مساعدة على أَخذ الْحق نَافِذ فِي الضريبة إِذا قَدمته لَا أَخَاف تَأَخره لِأَنَّهُ لَا ينبو عَن الضَّرْب 5 - ولفيفها الخ لفيف الْقَوْم أتباعهم وَالْمحرم صَاحب الْحُرْمَة أَو الدَّاخِل فِي الْحرم أَو فِي الشَّهْر الْحَرَام وَالْمعْنَى لَو كنت حَاضرا لعلم حَيا مَالك وَمن مَعهَا بأنني مَا كنت بِمحرم عَن أَخذ الثأر لحتات وَيعلم مَنْصُوب على أَنه جَوَاب لَيْتَني فِي الْبَيْت الأول 6 - إِن شتمت سراتنا الخ السراة الْأَشْرَاف والمتشتم المتحكك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 (ولكننا نأبى الظلام ونعتصي ... بِكُل رَقِيق الشفرتين مصمم) (وتجهل أَيْدِينَا ويحلم رَأينَا ... ونشتم بالأفعال لَا بالتكلم) 3 - (وَإِن التَّمَادِي فِي الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... بكفيك فاستأخر لَهُ أَو تقدم) 4 - وَقَالَ بعض لصوص بني طيىء 5 - (وَلما أَن رَأَيْت أبنى شميط ... بسكة طيىء وَالْبَاب دوني)   بالشتم والمتعرض لَهُ وَالْمعْنَى فَأخْبر زهيرا عني بأنك إِن عبت من لَا يعاب من أشرافنا فلسنا مثلك فِي التَّعَرُّض للشتم لِأَن فعلك هَذَا من سوء خلقك 1 - نأبى الظلام الخ الظلام الْمظْلمَة ونعتصي أَي نَأْخُذ السَّيْف ونضرب بِهِ مثل الْعَصَا والمصمم الْمَاضِي فِي الضَّرْب وَالْمعْنَى لسنا بشتامين بل نَحن أَصْحَاب أَنَفَة لَا نرضى بالضيم وَلَا نعجز عَن الضَّرْب بِالسَّيْفِ الصَّقِيل الْمَاضِي 2 - وتجهل أَيْدِينَا الخ أَفعَال الْإِنْسَان كلهَا منسوبة إِلَى جوارحه عَليّ التَّوَسُّع فَلذَلِك نسب الْجَهْل إِلَى الْأَيْدِي والحلم إِلَى الرَّأْي وَالْمعْنَى أَن أَيْدِينَا تجْهَل فِي ضرب الْأَعْدَاء وَفِي رَأينَا الْإِصَابَة ولسنا نشتم أعداءنا بالتكلم بل نشتمهم بِالْفِعْلِ وَهُوَ قتلنَا لَهُم 3 - وَإِن التَّمَادِي الخ هَذَا توعد وتهديد مِنْهُ لخصمه وَالْمعْنَى أَن أَمر اللجاج والاستمرار فِيمَا يزِيد مَا بَيْننَا فَسَادًا أَنْت قَادر عَلَيْهِ فَإِن شِئْت فَتقدم إِلَيْهِ أَو تَأَخّر عَنهُ 4 - قَالَ أَبُو هِلَال هُوَ شبيب بن عَمْرو بن كريب شَاعِر إسلامي مقل كَانَ فِي عهد عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ يُصِيب الطَّرِيق فَوجه على فِي طلبه ابْني شميط فأحس بذلك وَركب فرسه الْعَصَا فنجا بِهِ وَذكر قصَّته فِي هَذِه الأبيات 5 - السِّكَّة السطر من الشّجر وعني بِالْبَابِ المسالح أَو بَاب الْبَلَد يَقُول وَلما رَأَيْت أبنى شميط قد سارا فِي أثري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 (تجللت الْعَصَا وَعلمت أَنِّي ... رهين مخيس إِن أدركونى) (وَلَو أَنِّي لَبِثت لَهُم قَلِيلا ... لجروني إِلَى شيخ بطين) 3 - (شَدِيد مجامع الْكَتِفَيْنِ بَاقٍ ... على الْحدثَان مُخْتَلف الشؤن) وَقَالَ حُرَيْث بن عناب بن مطر بن سلسلة بن كَعْب بن عَوْف تقدّمت تَرْجَمته 4 - (لما رَأَيْت العَبْد نَبهَان تاركي ... بلماعة فِيهَا الْحَوَادِث تخطر)   وأحسست بهما فِي أَرض طيىء ودوني الْبَاب وَجَوَاب لما قَوْله تجللت الْعَصَا الخ 1 - تجللت الْعَصَا أَي ركبته فصرت فَوق ظَهره بِمَنْزِلَة الجل لَهُ والمخيس اسْم سجن بناه عَليّ كرم الله وَجهه بِالْكُوفَةِ والتخييس التذليل وَالْمعْنَى ركبت فرسي وتحققت أَن ابْني شميط إِن لحقاني كنت مَحْبُوسًا فِي هَذَا السجْن 2 - إِلَى شيخ بطين أَي عَظِيم الْبَطن هَذِه صفة عَليّ رَضِي الله عَنهُ يَقُول وَلَو أَنِّي تلبثت قَلِيلا عَن الْفِرَار والنجاة بنفسي لجراني وذهبا بِي إِلَى هَذَا الشَّيْخ البطين وَالْعرب لَا تبالي بإيقاع الْجمع على الْمثنى بل وعَلى الْوَاحِد إِذا كَانَ المُرَاد مَعْلُوما 3 - أَرَادَ بقوله شَدِيد مجامع الْكَتِفَيْنِ أَنه تَامّ الْخلق شَدِيد الْبَأْس قوي البنية وَقَوله على الْحدثَان أَي على حوادث الدَّهْر مُخْتَلف الشؤون أَي أَن طرائقه كَثِيرَة فِي زهده وَعلمه وبأسه وإقدامه فِي ذَات الله تَعَالَى قَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَالَّذِي فلق الْحبَّة وبرأ النَّسمَة لَو ظَفرت بِهِ لصدقت ظَنّه 4 - العَبْد نَبهَان أَرَادَ بني نَبهَان فَذكر الْجد وَالْمرَاد الْقَوْم وَسَماهُ بِالْعَبدِ تهجينا لَهُ ورميا لَهُ باللؤوم واللماعة الْمَفَازَة تلمع بِالسَّرَابِ وَقَوله فِيهَا الْحَوَادِث يُرِيد أَنَّهَا مخوفة لَا تؤمن فِيهَا نَوَائِب الدَّهْر وتخطر أَي تحدث وتعترض وَلَا يمْتَنع أَن تكون اللماعة كِنَايَة عَن الْأَمر الشَّديد والداهية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 (نصرت بمنصور وبابني معرض ... وَسعد وجبار بل الله ينصر) (وَللَّه أَعْطَانِي الْمَوَدَّة مِنْهُم ... وَثَبت ساقي بَعْدَمَا كدت أعثر) 3 - (إِذا ركب النَّاس الطَّرِيق رَأَيْتهمْ ... لَهُم قَائِد أعمى وَآخر مبصر) 4 - (لَهُم منطقان يفرق النَّاس مِنْهُمَا ... ولحنان مَعْرُوف وَآخر مُنكر)   الْمُنكرَة فَيكون قَوْله تاركي بلماعة كَمَا يُقَال تركته بِحَال سوء وَمَعْنَاهُ لما رَأَيْت بني نَبهَان الَّذين هم مثل العبيد فِي الذل واللؤم تركوني فِي مفازة مخوفة محفوفة بالمكاره أَو تركوني قرين الْحَوَادِث 1 - نصرت بمنصور الخ جَوَاب لما أول الْبَيْت قبله يَقُول لما تركني نَبهَان بِهَذِهِ الْمَفَازَة أَو تركني رهين الْحَوَادِث والشدائد نصرني هَؤُلَاءِ الْقَوْم بل الله ينصر أَي أَن الله تَعَالَى هُوَ النَّاصِر لي بتوفيقه 2 - وَللَّه أَعْطَانِي الخ مَعْنَاهُ أَن الله هُوَ الَّذِي حببني إِلَى مَنْصُور وَابْني معرض وَسعد وجبار ونجاني بهم من أسر أعدائي وَثَبت قدمي بَعْدَمَا كدت أعثر 3 - لَهُم قَائِد الخ يجوز أَن يكون ضمير لَهُم عَائِدًا إِلَى ناصريه وهم الَّذين سماهم فَيكون الْكَلَام مدحا وَيكون معنى الْكَلَام إِذا انتوت نيات هَؤُلَاءِ النَّاس رَأَيْتهمْ لعزتهم ومنعتهم يَسِيرُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار فالقائد الْأَعْمَى هُوَ اللَّيْل وَالْآخر المبصر هُوَ النَّهَار وَيجوز أَن يكون الضَّمِير لخاذليه فَيكون الْكَلَام ذما وَمَعْنَاهُ إِذا أبْصر النَّاس مراشدهم وجدت هَؤُلَاءِ يستضيئون بِرَأْي كل وَاحِد فهم تبع لكل من يُشِير عَلَيْهِم صَوَابا أَو خطأ 4 - لَهُم منطقان أَي منطق فِي النثر ومنطق فِي النّظم يفرق النَّاس أَي يخَافُونَ مِنْهُمَا ولحنان أَي تعريضان تَعْرِيض بِالْمَعْرُوفِ وتعريض بالمنكر وَالْمعْنَى لَهُم كلامان كَلَام فِي الْخطب وَكَلَام فِي القصائد تخشاهما النَّاس لما فيهمَا من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 (لكل بني عَمْرو بن عَوْف رباعة ... وَخَيرهمْ فِي الْخَيْر وَالشَّر بختر) وَقَالَ أبان بن عَبدة (إِذا الدّين أودى بِالْفَسَادِ فَقل لَهُ ... يدعنا ورأسا من معد نصادمه) 3 - (ببيض خفاف مرهفات قواطع ... لداود فِيهَا أَثَره وخواتمه)   التحريض على معالي الْأُمُور ورقيق المواعظ وَلَهُم لحنان أَيْضا لحن مَعْرُوف ولحن مُنكر فاللحن الْمَعْرُوف الْحسن مرجو لمن يُحِبهُمْ واللحن الْمُنكر السَّيئ مهلك لمن يعاديهم هَذَا إِذا كَانَ الْكَلَام فِي الْبَيْت قبله مَحْمُولا على الْمَدْح وَإِن حمل على الذَّم فيريد أَنهم ذُو وُجُوه مُخْتَلفَة وأفعال غير صَادِقَة وَلَهُم تعريضان أَحدهمَا مَا اعتادوه عِنْد نكث العهود وعرفه النَّاس من أفعالهم وَالْآخر مَا يتعاطونه عِنْد أَعمال الْحِيَل فَهُوَ خَافَ عَن النَّاس ومنكور لديهم إِذا اطلعوا عَلَيْهِ 1 - الرباعة استقامة الْأَمر وَحسن الشَّأْن وَالْمعْنَى أَن لكل وَاحِد من بني عَمْرو أمرا مُسْتَقِيمًا وتدبيرا مرضيا وأفضلهم فِي الْخَيْر وَالشَّر والسراء وَالضَّرَّاء بحتر بن عتود 2 - الدّين هُنَا يجوز أَن يُرَاد بِهِ الطَّاعَة والائتلاف وَيجوز أَن يُرَاد بِهِ الْإِسْلَام وَقَوله أودى بِالْفَسَادِ أَي أذهب بِهِ الْفساد بِمَا ظهر من وُلَاة الْأَمر حِين جعلُوا الْخلَافَة ملكا وَقَوله فَقل لَهُ أَي قل للخليفة وَالْمرَاد بِهِ مَرْوَان بن الحكم وَالرَّأْس الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة وأصل الصدم ضربك الشَّيْء بِشَيْء صلب وَالْمعْنَى قل للخليفة مَرْوَان بن الحكم ونبهه عِنْد ظُهُور الْفساد فِي الدّين يدعنا وَجَمَاعَة من معد نصادمه أَي نصادم هَذَا الْخَلِيفَة الَّذِي أَكثر الْفِتَن وَجعل الْخلَافَة ملكا 3 - ببيض خفاف مُتَعَلق بنصادمه فِي آخر الْبَيْت الأول وَالْبيض السيوف وَجعلهَا خفافا لسرعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 (وزرق كستها ريشها مضرحية ... أثيث خوافي ريشها وقوادمه) (بِجَيْش تضل البلق فِي حجراته ... بِيَثْرِب أخراه وبالشأم قادمه) 3 - (إِذا نَحن سرنا بَين شَرق ومغرب ... تحرّك يقظان التُّرَاب ونائمه) وَقَالَ أنيف بن حَكِيم النبهاني 4 - (جَمعنَا لكم من حَيّ عَوْف وَمَالك ... كتائب يردي المقرفين نكالها)   الضاربين بهَا وَلم تكن السيوف من صَنْعَة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يكون لَهُ فِيهَا أثر وخواتم وَإِنَّمَا يُرِيد بنسبتها إِلَيْهِ أَنَّهَا سيوف قديمَة 1 - وزرق الخ الزرق النصال المجلوة والمضرحي الْكَرِيم من الصقور والأثيث الملتف وخوافي الريش صغاره وقوادمه كباره وَالْمعْنَى ونقاتل بسهام مجلوة كَأَن ريشها مستعار من الصَّقْر الَّذِي هَذِه صفته يصف السِّهَام بِسُرْعَة النّفُوذ وَبعد الرَّمْي 2 - فِي حجراته الخ الحجرات الْأَطْرَاف ويثرب مَدِينَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمعْنَى وبجيش تغيب البلق فِي أَطْرَافه لكثرته لِأَن أَوله بالشأم وَآخره بِيَثْرِب فَلَا ترى بَينهمَا إِلَّا جَيْشًا عرمرما 3 - يقظان التُّرَاب مَا وطئ بالأرجل وسلك فَكَأَن ترابه منتبه والنائم الَّذِي لم يُوطأ وَلم يسْلك فَكَأَن ترابه نَائِم وَالْمعْنَى نَحن نملأ الأَرْض مسلوكها ومتروكها لكثرتنا 4 - من حيى عَوْف وَمَالك أَرَادَ من حيى عَوْف وحيى مَالك فَاكْتفى بِالتَّوْحِيدِ عَن التَّثْنِيَة والكتائب الجيوش والمقرف الَّذِي أمه عَرَبِيَّة وَأَبوهُ غير عَرَبِيّ وَالْمعْنَى جَمعنَا لكم أحزابا من بني عَوْف وَبني مَالك يهْلك المقرفين عذا وَخص المقرفين لأَنهم يقصرون فِي الْحَرْب فتهلكهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 (فَإنَّا إِذا مَا الْحَرْب أَلْقَت قناعها ... بهَا حِين يجفوها بنوها لأبرار) (ولسنا بمحتلين دَار هضيمة ... مَخَافَة موت إِن بِنَا نبت الدَّار) 3 - وَقَالَ قراد بن عباد 4 - (إِذا الْمَرْء لم تغْضب لَهُ حِين يغْضب ... فوارس إِن قيل اركبوا الْمَوْت يركبُوا) 5 - (وَلم يُحِبهُ بالنصر قوم أعزة ... مقاحيم فِي الْأَمر الَّذِي يتهيب)   1 - أَلْقَت قناعها أَي اشتدت وتكشفت وَقَوله بهَا يتَعَلَّق بأبرار وَقَوله حِين يجفوها بنوها أَي يَتْرُكهَا أَصْحَابهَا الَّذين زاولوها وعالجوا شدائدها وَمعنى كَونهم أبرار بِالْحَرْبِ أَنهم يحبونها ويصبرون على حرهَا وَالْمعْنَى أننا لقوتنا لَا نَتْرُك الْحَرْب إِذا تَركهَا أَصْحَابهَا 2 - الهضيمة الذلة وَاحْتِمَال الضيم وَقَوله إِن بِنَا نبت الدَّار أَي إِن لم توافقنا الدَّار وَالْمعْنَى نَحن لَا نُقِيم فِي دَار تنقص فِيهَا حقوقنا وَلَا توافقنا بل نطلب دَارا غَيرهَا توافقنا وَلَا تنقص فِيهَا حقوقنا 3 - قَالَ أَبُو هِلَال قراد بن عباد وَقع هَكَذَا فِي الأَصْل وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا هُوَ قراد بن الْعيار بن مُحرز بن خَالِد أحد بني رزام وَأَبُو الْعيار أحد شياطين الْعَرَب وقراد شَاعِر إسلامي مقل 4 - إِذا الْمَرْء الخ مَعْنَاهُ إِذا لم تتعصب للمرء عشيرته حِين تعصبه لصون مجده وشرفه وهم شجعان إِن قيل لَهُم اركبوا الْمَوْت يركبوه وَلَا يهابوه يخبر بِأَن عز الرجل بعشيرته وَمن يسْخط لسخطه وَجَوَاب إِذا قَوْله تهضمه فِي أول الْبَيْت الثَّالِث 5 - وَلم يُحِبهُ من الحباء وَهُوَ الْعَطاء بِلَا من وَلَا جَزَاء والمقاحيم جمع مقحام وَهُوَ الَّذِي يَخُوض قحمة الشدائد أَي معظمها وَالْمعْنَى وَلم ينصره قوم لَهُم عزة وإقدام فِي الْأَمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 (تهضمه أدنى الْعَدو وَلم يزل ... وَإِن كَانَ عضا بالظلامة يضْرب) (فآخ لحَال السّلم من شِئْت واعلمن ... بِأَن سوى مَوْلَاك فِي الْحَرْب أجنب) 3 - (ومولاك مَوْلَاك الَّذِي إِن دَعوته ... أجابك طَوْعًا والدماء تصبب) 4 - (فَلَا تخذل الْمولى وَإِن كَانَ ظَالِما ... فَإِن بِهِ تثأى الْأُمُور وترأب) 5 - وَقَالَ زَاهِر أَبُو كرام التَّمِيمِي   الشَّديد الصعب 1 - تهضمه أَي قهره وكسره وَيُقَال فلَان عض قتال إِذا كَانَ ذَا ممارسة فِيهِ وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان إِذا لم ينصره قومه مَعَ قوتهم قهره أَضْعَف أعاديه وَلم يزل يضْرب بالظلامة وهضم الْحُقُوق وَيرد إِلَى الخضوع وَإِن كَانَ صَاحب قُوَّة ومراس وحدة 2 - السّلم الصُّلْح وَالْمولى ابْن الْعم وَالْمعْنَى كن محبا لمن شِئْت فِي حَال السّلم وَاعْلَم بِأَن ابْن عمك هُوَ الَّذِي ينفعك عِنْد الْحَرْب وَإِن سواهُ أَجْنَبِي يتغافل عَنْك وَلَا ينصرك يُرِيد أَن مَوْلَاك فِي الْحَقِيقَة هُوَ ابْن عمك الَّذِي إِذا استغثت بِهِ بعد مَا كَانَ مِنْك أغاثك وأعانك على عَدوك وَفِي هَذَا الْبَيْت حث على استصلاح بني الْأَعْمَام 3 - ومولاك مَوْلَاك الخ مَعْنَاهُ أَن ابْن عمك هُوَ الَّذِي يحامي عَلَيْك ويدافع عَنْك وَإِن دَعوته فِي الشدائد أجابك عَن طيب نفس 4 - تثأى الْأُمُور أَي تفْسد وترأب أَي تصلح وَالْمعْنَى لَا تتْرك ابْن عمك وَلَا تهجره وَإِن هجرك وَقَلَاكَ فَإِن بِهِ قوام أَمرك وصلاحه وَبِه يفْسد الْأَمر ويتسع الفتق وَأَرَادَ أَنه يضر وينفع 5 - كَانَ زَاهِر هَذَا بارز رجلا يُقَال لَهُ تيم وَكَانَ أحد الفرسان فَقتله زَاهِر فَأخذ يفخم أمره ويعظم شَأْنه لِأَن ثناءه عَلَيْهِ وإكباره لَهُ كَأَنَّهُ رَاجع إِلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 (لله تيم أَي رمح طراد ... لَاقَى الْحمام بِهِ ونصل جلاد) (ومحش حَرْب مقدم متعرض ... للْمَوْت غير معرد حياد) 3 - (كالليث لَا يثنيه عَن إقدامه ... تخوف الردى وقعاقع الإيعاد) 4 - (مذل بمهجته إِذا مَا كذبت ... خوف الْمنية نجدة الأنجاد) 5 - (ساقيته كأس الردى بأسنة ... ذلق مؤللة الشفار حداد)   وعائد عَلَيْهِ إِذا صَار قتيله 1 - اللَّام فِي قَوْله لله تيم دخلت للتخصيص والتعجب وَمثل هَذَا قَوْلهم لله دره وَقَوله أَي رمح طراد تعجب من الرمْح الَّذِي طارده بِهِ وَكَذَلِكَ يتعجب من السَّيْف الَّذِي جالده بِهِ وَالْحمام الْمَوْت يتعجب من شجاعة تيم وَيَقُول لله تيم ويتعجب من رمحه وسيفه وَيَقُول أَي رمح مطاردة وَأي سيف مجالدة لَا قي الْمَوْت بهما ومدحه لِأَن مدحه رَاجع إِلَيْهِ إِذْ صَار قتيله 2 - ومحش حَرْب مَعْطُوف على رمح جعله آلَة للحش وَهُوَ إيقاد النَّار والتعريد ترك الْقَصْد وَسُرْعَة الانهزام والحياد المائل وَالْمعْنَى وَأي آلَة لَا يُقَاد الْحَرْب هُوَ أَي كَانَ أسْرع النَّاس إِلَيّ الْحَرْب مقداما فِيهَا لَا يخَاف من الْمَوْت وَلَا يَزُول عَن مركزه وَلَا يمِيل عَن قَصده 3 - القعاقع صَوت السِّلَاح على السِّلَاح والإيعاد التهديد بِالشَّرِّ مَعْنَاهُ أَنه كالأسد الَّذِي لَا يصرفهُ عَن مُرَاده خوف الْهَلَاك يوأصوات التهديد والوعيد 4 - مذل بمهجته من قَوْلهم مذل بِمَالِه إِذا بذله بسهولة والنجدة الْقُوَّة وَقَوله إِذا مَا كذبت الخ أَي خانت النجدة أَهلهَا وأصحابها وَالْمعْنَى أَنه لَا يخَاف من الْحَرْب بل يبْذل مهجته فِيهَا إِذا خانت النجدة أَصْحَابهَا لضيق الْوَقْت وصعوبة المراس 5 - أصل الْمُسَاقَاة تكون بَين اثْنَيْنِ وَأَرَادَ بهَا هُنَا المناولة والإعطاء وكأس الردى مجَاز عَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 (فطعنته وَالْخَيْل فِي رهج الوغى ... نجلاء تنضح مثل لون الجادي) (فَكَأَنَّمَا كَانَت يَدي من حتفه ... لما انثنيت لَهُ على ميعاد) 3 - (فهوى وجائشها يفور بمزبد ... من جَوْفه متتابع الإزباد) 4 - وَقَالَ عَمْرو القنا 5 - (الْقَائِلين إِذا هم بالقنا خَرجُوا ... من غمرة الْمَوْت فِي حوماتها عودوا)   الْمَوْت وَقَوله بأسنة أَرَادَ بسنانين وَإِنَّمَا جمع جَريا على عَادَتهم من إِيقَاع الْجمع على الْمثنى وَبِالْعَكْسِ إِذا كَانَ المُرَاد مفهوما وَقَوله ذلق مؤللة الشفار حداد الذلق جمع ذليق وَهُوَ من كل شَيْء حَده والمؤللة المحددة والشفار السكين العريض وَغَيره والحداد الحادة وَالْمعْنَى ناولت تيما كأس الْهَلَاك بطعن سِنَان نَافِذ صقيل حاد 1 - رهج الوغى الخ الرهج الْغُبَار والوغى الْحَرْب والنجلاء الطعنة الواسعة والجادي الزَّعْفَرَان وَالْمعْنَى لما كَانَت بيني وَبَين تيم مُسَاقَاة الردى طعنته وَالْخَيْل فِي غُبَار المعركة طعنة وَاسِعَة لَا يقوم مِنْهَا يندفق مِنْهَا الدَّم الزَّعْفَرَانِي اللَّوْن 2 - من حتفه أَي من هَلَاكه وَالْمعْنَى لم أَشك حِين انعطافي إِلَيْهِ بِالرُّمْحِ أَن يَدي حالفتني على هَلَاكه كَأَنَّهَا كَانَت على ميعاد من ذَلِك وَهَذَا الْكَلَام يدل على أَنه سقط لأوّل طعنة 3 - وجائشها أَي جائش الطعنة وَهُوَ مَا يَجِيش أَي يسيل من دم جَوْفه لِأَنَّهُ طعنه فِيهِ وَالْمعْنَى أَنه سقط على الأَرْض منجدلا وَالدَّم يفور من جَوْفه يعلوه زبد بعد زبد لقُوَّة فورانه من شدَّة الطعنة 4 - هُوَ شَاعِر إسلامي كَانَ أحد الْخَوَارِج من الفرسان الْمَعْدُودين مِنْهُم وَالشعرَاء المجيدين فيهم 5 - إِذا هم بالقنا خَرجُوا يُرِيد خَرجُوا وَمَعَهُمْ القنا وَقَوله من غمرة الْمَوْت أَي من شدَّة الْحَرْب والحومات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 (عَادوا فغادوا كراما لَا تنابلة ... عِنْد اللِّقَاء وَلَا رعش رعاديد) (لَا قوم أكْرم مِنْهُم يَوْم قَالَ لَهُم ... محرض الْمَوْت عَن أحسابكم ذودوا) 3 - وَقَالَ الفرزدق   جمع حومة وَهِي فِي الأَصْل أعظم مَوضِع فِي الْبَحْر واستعارها لشدَّة الْحَرْب وَقَوله عودوا هُوَ حِكَايَة مَا قَالُوا وَالْمعْنَى أَنهم حِين خَرجُوا من شدَّة الْحَرْب وَمَعَهُمْ الرماح كَانَ قَوْلهم عودوا فِي حوماتها وَذَلِكَ لطمعهم فِي الْقِتَال وتعودهم حمل الشدائد لعلو همتهم 1 - لَا تنابلة الخ التنابلة جمع تنبال وَهُوَ الْقصير والرعش جمع أرعش والرعاديد جمع رعديد وَهُوَ الجبان وَالْمعْنَى فَلَمَّا عَادوا عَادوا كراما موفين بعهودهم فليسوا بقصار عِنْد المبارزة وَلَا بخائفين من مصادمة الأقران 2 - محرض الْمَوْت أَي المحرض على الْحَرْب ذودوا أَي ادفعوا وَالْمعْنَى أَنهم أكْرم النَّاس وأشرفهم وَظهر ذَلِك يَوْم قَالَ قَائِلهمْ وَهُوَ المحرض لَهُم على الْقِتَال دافعوا عَن أحسابكم وحاموا عَلَيْهَا 3 - الفرزدق لقبه وكنيته أَبُو فراس واسْمه همام بن غَالب بن صعصعة يَنْتَهِي نسبه إِلَى زيد بن مَنَاة بن تَمِيم وَهُوَ وَجَرِير والأخطل فِي الطَّبَقَة الأولى من الشُّعَرَاء الإسلاميين وَاخْتلف الْعلمَاء بالشعر فِي المفاضلة بَينه وَبَين جرير وَكَانَ يُونُس يفضل الفرزدق وَيَقُول لَوْلَا الفرزدق لذهب شعر الْعَرَب وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء لم أر بدويا أَقَامَ فِي الْحَضَر إِلَّا فسد لِسَانه غير رؤبة والفرزدق وَقَالَ قُتَيْبَة بن مُسلم فِيمَا كتبه إِلَى الْحجَّاج حِين سَأَلَهُ عَن أشعر شعراء الْجَاهِلِيَّة وأشعر شعراء الْإِسْلَام قَالَ أشعر الْجَاهِلِيَّة امْرُؤ الْقَيْس وأضربهم مثلا طرفَة وَأما شعراء الْوَقْت فالفرزدق أفخرهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 (إِن تنصفونا يال مَرْوَان نقترب ... إِلَيْكُم وَإِلَّا فأذنوا ببعاد) (فَإِن لنا عَنْكُم مزاحا ومذهبا ... بعيس إِلَى ريح الفلاة صوادي) 3 - (مخيسة بزل تخايل فِي البرى ... سوار على طول الفلاة غوادي) 4 - (وَفِي الأَرْض عَن ذِي الْجور منأ وَمذهب ... وكل بِلَاد أوطنت كبلادي)   وَجَرِير أهجاهم والأخطل أوصفهم وَقد طبق الْمفصل أَبُو الْفرج فِي قَوْله حِين سُئِلَ عَنْهُمَا من كَانَ يمِيل إِلَى جودة الشّعْر وفخامته وَشدَّة أسره فليقدم الفرزدق وَمن كَانَ يمِيل إِلَى أشعار المطبوعين وَالْكَلَام السَّمْح الجزل فليقدم جَرِيرًا هَذَا وَكَانَ الفرزدق يشبه بزهير من شعراء الْجَاهِلِيَّة 1 - وَإِلَّا فأذنوا أَي وَإِلَّا فاعلموا وَالْمعْنَى إِن سلكتم بِنَا مَسْلَك الْإِنْصَاف يَا آل مَرْوَان جاورناكم وَسَمعنَا قَوْلكُم وَإِن بغيتم علينا فاعلموا أننا نَكُون فِي معزل عَنْكُم لأَنا لَا نصبر على الضيم 2 - مزاحا هُوَ من زاح يزيح إِذا ذهب والعيس الْإِبِل الْبيض والفلاة الْمَفَازَة والصوادي العطاش جمع صادية وَالْمعْنَى إِن سمتمونا خسفا فَإِن لنا فِي الأَرْض مُبْعدًا عَنْكُم بابل لَهَا اشتياق إِلَى السّير فِي المفاوز كاشتياقها إِلَى المَاء 3 - المخيسة المذللة والبزل جمع بازل وَهِي الَّتِي دخلت فِي التَّاسِعَة وَالْبَعِير الَّذِي طلع نابه وتخايل أَي تختال والبري جمع برة وَهِي حَلقَة تجْعَل فِي الْأنف والسواري جمع سَارِيَة والغوادي جمع غادية وَالْمعْنَى أَن الْإِبِل الَّتِي هَذِه صفتهَا دائمة السّير لَيْلًا وَنَهَارًا لقوتها على الْأَسْفَار 4 - المنأى المبعد وَالْمذهب أَرَادَ بِهِ الطَّرِيق الْوَاسِع وَقَوله وكل بِلَاد الخ يُرِيد أَن كل بلد تَسْتَقِر فِيهِ آمنا غير مروع وَلَا مهضوم الْحق فَهُوَ كبلدك الَّذِي كنت بِهِ يَقُول نَحن لشرفنا لَا نُقِيم فِي بِلَاد الْوَالِي الجائر بل نتحول عَنْهَا وكل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 (وماذا عَسى الْحجَج يبلغ جهده ... إِذا نَحن خلفنا حفير زِيَاد) (فباست أبي الْحجَّاج واست عجوزه ... عتيد بهم ترتعي بوهاد) 3 - (فلولا بَنو مَرْوَان كَانَ ابْن يُوسُف ... كَمَا كَانَ عبدا من عبيد إياد) 4 - (زمَان هُوَ العَبْد الْمقر بذلة ... يراوح صبيان الْقرى ويغادي) وَقَالَ آخر 5 - (قد علم المستأخرون فِي الوهل ... إِذا السيوف عريت من الْخلَل)   بلد يَسْتَقِيم فِيهِ أمرنَا فَهُوَ بلدنا فالوطن حَيْثُ يتوطن أمرنَا 1 - حفير زِيَاد هُوَ نهر كَانَ احتفره وَإِلَيْهِ تَنْتَهِي حُكُومَة الْحجَّاج وَالْمعْنَى نَحن إِذا تركنَا بِلَاد الْحجَّاج وسرنا عَنْهَا لَا يقدر أَن يصل إِلَيْنَا 2 - فباست أبي الْحجَّاج الخ الأست الْعَجز والعجوز أم الْحجَّاج عتيد بهم انتصب عتيد على الِاخْتِصَاص والشتم وَهُوَ من أَوْلَاد الْغنم مَا بلغ سنة تَصْغِير عتود والبهم صغَار أَوْلَاد الْغنم والوهاد جمع وهدة وَهِي مَا انخفض من الأَرْض الْمَعْنى أَن الْعَار لَاحق باست وَالِد الْحجَّاج وَأمه وَإِذا ذكرتهم فَإِنَّهُم كصغار غنم ترعى بِأَرْض منخفضة لضعفهم وخوفهم منا يُرِيد بِهَذَا الْكَلَام أَن يبين جسارته على هجو الْحجَّاج وَذكر سوأته 3 - ابْن يُوسُف هُوَ الْحجَّاج وَجعله الشَّاعِر من عبيد إياد لِأَن ثقيفا جد الْحجَّاج كَانَ عبدا لأياد بن نزار وَمَعْنَاهُ لَوْلَا بَنو مَرْوَان لعاش الْحجَّاج ذليلا 4 - زمَان هُوَ العَبْد الخ أَي زمَان كَونه ذليلا كَالْعَبْدِ لَا يُنكر ذله وَهُوَ يعلم صبيان الْمكتب بِالطَّائِف يراوحهم ويغاديهم ينْصَرف عَنْهُم بالمساء وَيذْهب إِلَيْهِم بِالْغَدَاةِ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن الْحجَّاج كَانَ معلما بِالطَّائِف وَكَانَ فِي صغره يُسمى كليبا فَكيف الْآن يتعالى العَبْد على سَيّده 5 - المستأخرون أَي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 (أَن الْفِرَار لَا يُرِيد فِي الْأَجَل) وَقَالَ شبيل الْفَزارِيّ وحاربه بَنو أَخِيه فَقَتلهُمْ (أيا لهفى على من كنت أَدْعُو ... فيكفيني وساعده الشَّديد) 3 - (وَمَا من ذلة غلبوا وَلَكِن ... كَذَاك الْأسد تفرسها الْأسود) 4 - (فلولا أَنهم سبقت إِلَيْهِم ... سوابق نبلنا وهم بعيد) 5 - (لحاسونا حِيَاض الْمَوْت حَتَّى ... تطاير من جوانبنا شريد)   الْمُتَأَخّرُونَ وَفِي الوهل أَي فِي الْخَوْف وعريت جردت والخلل جمع خلة بِكَسْر الْخَاء وَهِي جفن السَّيْف 1 - أَن الفزار الخ سد مسد مفعولي علم وَالْمعْنَى أَن الَّذين تَأَخَّرُوا عَن الْقِتَال وفروا مِنْهُ يعلمُونَ أَن ذَلِك لَا يزِيد فِي آجالهم وَهَذَا تحريض مِنْهُ لَهُم على الْقِتَال 2 - فيكفيني الخ أَي يدافع عني بِقُوَّة وَشدَّة بَأْس وَالْمعْنَى أَنه يتلهف على قَتله أَوْلَاد أَخِيه الَّذين كَانُوا ينفعونه عِنْد الملمات إِذا دعاهم لَهَا 3 - وَمَا من ذلة الخ مَعْنَاهُ نَحن مَا قتلناهم لضعفهم وَلَكنهُمْ كالأسود الَّتِي تفترسها الْأسود 4 - وهم بعيد لفظ بعيد مثل ظهير يَقع على الْمُفْرد وَالْجمع أَي وهم متباعدون وَالْمعْنَى نَحن رميناهم بسهامنا السَّابِقَة إِلَيْهِم وهم على بعد فقتلناهم وَلَو كَانُوا على قرب منا لنالوا منا كَمَا نلنا مِنْهُم بِدَلِيل الْبَيْت بعده 5 - لحاسونا حِيَاض الْمَوْت فِيهِ توسع لِأَن الْمَعْنى على مَا فِي الْحِيَاض والمحاساة الْمُسَاقَاة والشريد الْمَطَر أَو المتفرق وكنى بِهِ عَن الْكَثْرَة وَإِن كَانَ وَاحِدًا وَالْمعْنَى لَوْلَا سهامنا سبقت إِلَيْهِم فمنعتهم من تقدمهم إِلَيْنَا لكانوا سقونا من حِيَاض الْمَوْت كَمَا سقيناهم حَتَّى كَانَ يتطاير منا كل شريد من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 وَقَالَ قطري بن الْفُجَاءَة تقدّمت تَرْجَمته (أَلا أَيهَا الْبَاغِي البرَاز تقربن ... أساقك بِالْمَوْتِ الذعاف المقشبا) (فَمَا فِي تساقي الْمَوْت فِي الْحَرْب سبة ... على شاربيه فاسقني مِنْهُ واشربا) وَقَالَ دراج وَكَانَ قد طعن 3 - (شدي عَليّ العصب أم كهمس ... وَلَا تهْلك أَذْرع وأرؤس) 4 - (مقطعات ورقاب خنس ... فأنما نَحن غَدَاة الأنحس) 5 - (هيم بهيم طليت تمرس)   أعضائنا يُرِيد أَنهم كَانُوا مثلنَا فِي الْقُوَّة وَلَكنَّا احتلنا عَلَيْهِم برمينا فيهم بِالسِّهَامِ على بعدهمْ منا 1 - الذعاف سم سَاعَة والمقشب الَّذِي قد خلط بِهِ مَا يقويه وَالْمعْنَى يَا من يُرِيد مبارزتي تقرب مني أفعل بك مَا يقوم مقَام سم سَاعَة 2 - سبة على شاربيه أَي عَار عَلَيْهِم وَالْمعْنَى أَنه لَا عَار فِي الْحَرْب إِذا سقى كل إِنْسَان صَاحبه كأس الْمَوْت فِيهَا 3 - العصب بِالسُّكُونِ ويحرك كَأَنَّهُ يُرِيد بِهِ أطناب المفاصل وَأم كهمس هِيَ امْرَأَته وَقَوله وَلَا تهْلك من الهول وَهُوَ الْفَزع والأذرع جمع ذِرَاع والأرؤس جمع رَأس يَقُول شدي عَليّ أطناب مفاصلي بالعصائب وَلَا تخافي من الْأَيْدِي والرؤس الَّتِي تقطعت بِدَلِيل الْبَيْت بعده 4 - ورقاب خنس أَي منقبضة منخفضة من الطعْن جمع خانس والأنحس جمع نحس وَهُوَ الغبرة هُنَا وَهِي كِنَايَة عَن الْحَرْب وَيُرِيد فَإِنَّمَا نَحن غَدَاة هيج الْغُبَار أَي غَدَاة الْحَرْب 5 - هيم بهيم خبر عَن نَحن فِي الْبَيْت قبله والهيم الْإِبِل العطاش والتمرس التحكك وَالْمعْنَى نَحن يَوْم الْحَرْب مثل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 1 - وَقَالَ الأرقط بن رعبل بن كُلَيْب الْعَنْبَري (إِنِّي ونجما يَوْم أبرق مَازِن ... على كَثْرَة الْأَيْدِي لمؤنسيان) 3 - (يلوذ أَمَامِي لوذة بلبانه ... وترهب عَنَّا نبعة ويماني) 4 - (ونغشى فنغشى ثمَّ نرمى فنرتمي ... ونضرب ضربا لَيْسَ فِيهِ تواني) وَقَالَ رداك بن ثميل   إبل عطاش جرب طليت بالقطران فَجعلت يحتك بَعْضهَا بِبَعْض 1 - هُوَ شَاعِر إسلامي مقل وَكَانَ قد لَقِي هُوَ وَابْنه نجم لصوسا فقاتلاهم وظفرا بهم فَأخذ يقص قصَّته فِي هَذِه الأبيات 2 - إِنِّي ونجما الخ نجم ابْن هَذَا الشَّاعِر والأبرق أَرض فِيهَا طين وحجارة وَقَوله على كَثْرَة الْأَيْدِي يُرِيد على كَثْرَة أَيدي هَؤُلَاءِ اللُّصُوص علينا وَقَوله لمؤتسيان من الْمُوَاسَاة وَهِي المعاونة وَالْمعْنَى أَنِّي وَابْني نجما تعاونا على اللُّصُوص حِين قاتلناهم فهزمتهم أَنا وَابْني على كثرتهم وهم جمع وَأَنا وَنجم اثْنَان 3 - يلوذ أَمَامِي اللوذ بالشَّيْء الاستتار والاحتصان بِهِ وفاعل الْفِعْل ضمير يعود إِلَى ابْنه وَالْهَاء فِي لبانه يعود إِلَى الْفرس وَإِن لم يجر لَهُ ذكر لِأَن المُرَاد مَفْهُوم واللبان الصَّدْر والنبعة الْقوس واليماني السَّيْف وكنى بقوله وترهب عَنَّا الخ عَن عدم وُصُول الرماح وَالسُّيُوف إِلَيْهِم يَقُول إِن ابْني نجما كَانَ يلوذ بصدر فرسي ويتحصن بِهِ وَكَانَت الرماح وَالسُّيُوف تَزُول عَنَّا وَلَا تصل إِلَيْنَا 4 - ونغشى أَي نقصد إِلَى الْقِتَال وَلَا نحجم والتواني الرِّفْق والبطء وَالتَّقْصِير وَمَعْنَاهُ أننا نقصد الْقَوْم بالهجوم عَلَيْهِم فيقصدوننا أَيْضا ثمَّ يكون بَيْننَا الرَّمْي بالنبال وَالضَّرْب بِالسُّيُوفِ فنرميهم ونضربهم بِالسُّيُوفِ البواتر ضربا لَا تَقْصِير فِيهِ حَتَّى ينهزموا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 (نَفسِي فدَاء لبني مَازِن ... من شمس فِي الْحَرْب أبطال) (هيم إِلَى الْمَوْت إِذا خيروا ... بَين تباعات وتقتال) 3 - (حموا حماهم وسما بَيتهمْ ... فِي باذخات الشّرف العالي) وَقَالَ سوار 4 - (أجنوب إِنَّك لَو رَأَيْت فوارسي ... بِالسَّيْفِ حِين تبادر الأشرار) 5 - (سَعَة الطَّرِيق مَخَافَة أَن يؤسروا ... وَالْخَيْل تتبعهم وهم فرار)   1 - من شمس الشَّمْس جمع شموس وَهُوَ من الْآدَمِيّين الشجاع الَّذِي لَا يذل لغيره وَمن الْخَيْر الجموح الَّذِي لَا يُمكن أحدا من سَرْجه 2 - هيم إِلَى الْمَوْت الخ الهيم الْإِبِل العطاش والتباعات جمع تباعة وَهِي فِي الأَصْل مَا يتبع الْفِعْل من الغرامة وَمَا يضاهيها ثمَّ أَرَادَ مِنْهَا مَا يلحقهم من الْعَار وَالْمعْنَى أَنهم إِذا خيروا فِي أَمرهم بَين صبرهم على الْقِتَال وَبَين رضاهم بالعار اخْتَارُوا الْقِتَال وامتنعوا مِمَّا فِيهِ عَار عَلَيْهِم وَالْمرَاد بالعار أَخذهم الدِّيَة وعجزهم عَن طلب الثأر 3 - الباذخات جمع باذخ وَهُوَ الْجَبَل الْمُرْتَفع يَقُول منعُوا دِيَارهمْ ومرعاهم من الغارات وَقد علا بَيتهمْ واشتهر فِي النَّاس مجدهم وشرفهم فَكَانُوا فِي عز باذخ وَشرف رفيع عَال 4 - أجنوب الخ جنوب اسْم امْرَأَته وَالسيف شاطئ الْبَحْر وَالْمعْنَى لَو شاهدت فوارسي يَا جنوب بِالسَّيْفِ حِين سَابق شرار النَّاس وجبناؤهم إِلَى متسع الطَّرِيق خوفًا من الْأسر لرأيت أمرا مُنْكرا فجواب لَو مَحْذُوف وإبهام الْحَال فِي مثل هَذَا الْكَلَام أبلغ من بَيَانهَا 5 - سَعَة الطَّرِيق مفعول تبادر فِي الْبَيْت قبله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 (يدعونَ سوارا إِذا احمر القنا ... وَلكُل يَوْم كريهة سوار) 2 - وَقَالَ أَبُو حزابة أَو بن حزابة 3 - (من كَانَ أقحم أَو خامت حَقِيقَته ... عِنْد الْحفاظ فَلم يقدم على القحم) 4 - (فعقبة بن زُهَيْر يَوْم نازله ... جمع من التّرْك لم يحجم وَلم يخم)   ومخافة مفعول لأَجله وَأَن يؤسروا فِي تَأْوِيل مصدر وَالْمعْنَى تتبادروا إِلَى سَعَة الطَّرِيق خوفًا من الْأسر وَالْخَيْل تجْرِي وَرَاءَهُمْ وهم فِي أَشد الْفِرَار 1 - إِذا احمر القنا كِنَايَة عَن شدَّة الْحَرْب واحمرار القنا إِنَّمَا يكون من الدَّم السَّائِل عَلَيْهِ وَلكُل يَوْم الخ أَرَادَ أَن يبين أَن ذَلِك دأبهم عِنْد الكريهة من دُعَائِهِمْ إِيَّاه وَأَن ذَلِك دأبه من إجَابَته لَهُم والكريهة الْحَرْب وَالْمعْنَى أَنهم كلما اشْتَدَّ الْحَرْب اسْتَغَاثُوا بِهِ ليفرج عَنْهُم وَأَنه من حماة الْحَقِيقَة وينصر من انتصر بِهِ 2 - اسْمه الْوَلِيد بن حنيفَة أحد بني ربيعَة بن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم وَأَبُو حزابة شَاعِر من شعراء الدولة الأموية بدوي حضري سكن الْبَصْرَة وَخرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث لما خرج على عبد الْملك وَأَظنهُ قتل مَعَه وَكَانَ شَاعِرًا راجزا فصيحا خَبِيث اللِّسَان هجاء 3 - من كَانَ أقحم الخ الإقحام والاندفاع فِي الْأَمر من غير نظر فِيهِ وخامت أَي جبنت والحفاظ الْمُحَافظَة والقحم جمع قحمة وَهِي الشدَّة والهلكة وَالْمعْنَى من اقتحم الشدائد فِي الْمُحَافظَة على حَقِيقَته أَو نَام عَن ذَلِك فَلم يقدم على الشدائد فعقبة الخ 4 - لم يحجم أَي لم يعجز عَن الْإِقْدَام وَلم يخم أَي لم يجبن يَقُول إِن عقبَة بن زُهَيْر لم يجبن وَلم يضعف حِين نازله جمع من الأتراك أَي فِي الْوَقْت الَّذِي يتَأَخَّر فِيهِ الشجاع وَيَمُوت لهوله الجبان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 (مشمر للمنايا عَن شواه إِذا ... مَا الوغد أسبل ثوبيه على الْقدَم) (خَاضَ الردى والعدى قدما بمنصله ... وَالْخَيْل تعلك ثني الْمَوْت باللجم) 3 - (وهم مئون ألوفا وَهُوَ فِي نفر ... شم العرانين ضرا بَين للبهم) وَقَالَ أَوْس بن ثَعْلَبَة 4 - (جذام حَبل الْهوى مَاض إِذا جعلت ... هواجس الْهم بعد النّوم تعتكر)   1 - الْعَرَب تضرب تشمير الثَّوْب مثلا للْجدّ فِي الْأَمر والنشاط فِيهِ والشوى أَطْرَاف الْبدن جمع شواة والوغد الجبان وأسبال الثَّوْب على الْقدَم ضد التشمير وَالْمرَاد بثوبيه إزَاره وَرِدَاؤُهُ وَالْمعْنَى أَنه يستعد للحرب لقُوته إِذا تخلف عَنْهَا الجبان لضَعْفه 2 - يُقَال خَاضَ الغمرات والشدائد اقتحمها وَدخل فِيهَا بِلَا مبالاة والمنصل السَّيْف وقدما أَي مُتَقَدما وتعلك أَي تمضغ وَثني الشَّيْء مَا يثنى مِنْهُ وَجعل الْخَيل تمضغ الْمَوْت لِأَن وقوفها فِي الْحَرْب عالكة للجمها يُؤَدِّي إِلَى الْمَوْت وَالْمعْنَى أَنه خَاضَ الْحَرْب مُتَقَدما إِلَى الْأَعْدَاء بِسَيْفِهِ وَالْخَيْل على حَالَة تُؤدِّي إِلَى الْمَوْت 3 - الْمِائَة من الْأَسْمَاء المنقوصة الَّتِي وَقعت التَّاء فِيهَا بَدَلا من لامها وَلذَلِك جمع جمع سَلامَة كثبة وَنَحْوهَا وألوفا تتمييز وَلم يرد أَنه حَارب مئين ألوفا وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَى جنس التّرْك كُله فجعلهم أعداءه وَقَوله شم العرانين الشم جمع أَشمّ وَهُوَ الْمُرْتَفع والعرانين جمع عرنين وَهُوَ مقدم الْأنف والبهم جمع بهمة وَهُوَ الشجاع وَالْمعْنَى أَن الْأَعْدَاء من التّرْك كَانُوا كثيرا وَكَانَ عقبَة ابْن زُهَيْر فِي نفر قَلِيل من أَصْحَابه الَّذين جمعُوا صِفَات الشجعان فقاوم بهم الْجمع الْكثير من التّرْك 4 - جذام خبر لمبتدأ مَحْذُوف أَي أَنا جذام وجذام من الجذم وَهُوَ الْقطع والهواجس جمع هاجس وَهُوَ مَا يخْطر بالبال وتعتكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 (وَمَا تجهمني ليل وَلَا بلد ... وَلَا تكاءدني عَن حَاجَتي سفر) 2 - وَقَالَ آخر 3 - (أَقُول وسيفي فِي مفارق أغلب ... وَقد خر كالجذع السحوق المشذب) 4 - (بك الوجبة الْعُظْمَى أناخت وَلم تنخ ... بشعبة فابعد من صريع ملحب)   أَي تنعطف وَالْمعْنَى أَنه قامع لهوى نَفسه إِذا أَرَادَ أمرا أَمْضَاهُ وَلَا يكترث بِمَا يتراكم عَلَيْهِ من الخواطر 1 - وَمَا تجهمني الخ التجهم اسْتِقْبَال الْإِنْسَان بِوَجْه كريه وَفِي الْكَلَام قلب لِأَن الْمَعْنى وَمَا تجهمت لَيْلًا وتكاءدني أَي شقّ عَليّ وَقَالَ عَن حَاجَتي حملا على الْمَعْنى لِأَن المُرَاد وَلَا مَنَعَنِي سفر شاق عَن حَاجَتي وَالْمعْنَى لَا أكره سير اللَّيْل وَلَا التطواف فِي الْبِلَاد لطلب حوائجي وَلَا يصعب عَليّ السّفر فأتركه فتفوتني حَاجَتي 2 - قَالَ هَذَا الشّعْر وَقد أوقعت بَنو مَازِن بِقوم من بني عجل فَقتلُوا مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة فعدت بَنو عجل على جَار لبني مَازِن فَقَتَلُوهُ 3 - المفارق جمع مفرق وَهُوَ وسط الرَّأْس الَّذِي يفرق فِيهِ الشّعْر وأغلب اسْم رجل والجذع سَاق النَّخْلَة والسحوق الطَّوِيل والمشذب المقطع وَالْمعْنَى أَقُول وَقد وضعت سَيفي فِي رَأس أغلب وَقد سقط مصروعا مثل سَاق النَّخْلَة الطَّوِيل المقطع الأغصان يُرِيد أَنه سلب مَا عَلَيْهِ بعد قَتله ومقول القَوْل الْبَيْت بعده 4 - بك الوجبة الخ المُرَاد بالوجبة هُنَا الْمنية والملحب الْمَجْرُوح أَو الْمُذَلل وَالْمعْنَى أَن الْمَوْت نزل بك وَلم ينزل بشعبة فبعدا لَك من صريع مَجْرُوح إِذْ قصدت شُعْبَة بِالْقَتْلِ فصرت أَنْت قَتِيلا دونه كَأَن هَذَا المصروع كَانَ يتوعد شُعْبَة بِالْقَتْلِ أَو يُريدهُ لَهُ وَقَوله فأبعد دُعَاء عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 (سقَاهُ الردى سيف إِذا سل أَو مَضَت ... إِلَيْهِ ثَنَا يَا الْمَوْت من كل مرقب) (فيا عجل عجل القاتلين بذحلهم ... غَرِيبا لدينا من قبائل يحصب) 3 - (جنيتم وجرتم إِذْ أَخَذْتُم بحقكم ... غَرِيبا زعمتم مرملا غير مذنب) 4 - (وَمَا قتل جَار غَائِب عَن نصيره ... لطَالب أوتار بمسلك مطلب) 5 - (فَلم تدركوا ذحلا وَلم تذْهبُوا بِمَا ... فَعلْتُمْ بني عجل إِلَى وَجه مَذْهَب)   1 - أَو مَضَت إِلَيْهِ أَي أشارت والثنايا الْأَسْنَان والمرقب المرصد وَهَذَا تَمْثِيل وَلَا إيماض وَلَا مرقب وَإِنَّمَا الْمَعْنى مَا سقَاهُ الْمَوْت إِلَّا سَيفي الَّذِي إِذا جردته من غمده قتلت بِهِ من أُرِيد 2 - عجل القاتلين الْإِضَافَة فِيهِ مثل الْإِضَافَة فِي حق الْيَقِين لِأَن بني عجل هم القاتلون والذحل الثأر ويحصب قَبيلَة يعير بني عجل بكونهم ضعفاء عَن أَخذ ثأرهم من بني مَازِن وَأَنَّهُمْ قتلوا رجلا غَرِيبا من قَبيلَة يحصب كَانَ مجاورا لبني مَازِن واكتفوا بذلك فِي ثأرهم 3 - زعمتم مرملا الخ زعمتم حذف مفعولاه وَالتَّقْدِير زعمتموه مأخوذا فِي ثأركم ومرملا غير مذنب حالان من الضَّمِير الْمَحْذُوف فِي زعمتم والمرمل الْفَقِير وَالْمعْنَى أَنكُمْ جرتم وتعديتم فِي قتلكم رجلا غَرِيبا فِي جوارنا بَدَلا من ثأركم وَهُوَ مرمل فَقير وَلم يرتكب فِيكُم ذَنبا تأخذونه بِهِ 4 - لطَالب أوتار الخ الأوتار جمع وتر وَهُوَ الثأر وَقَوله بمسلك مطلب يُرِيد أَن هَذَا الْفِعْل هُوَ ظلم وعدوان وَلَيْسَ فعل من يطْلب الثأر وَالْمعْنَى أَن قتلكم الْغَرِيب المجاور لنا بَدَلا من ثأركم وَقد غَابَ عَنهُ نصراؤه لَيْسَ بِمذهب حميد فِي طلب الثأر بل هُوَ ظلم مِنْكُم وعدوان 5 - فَلم تدركوا ذحلا الخ الذحل الثأر وَالْمعْنَى فَلم تدركوا ثأركم لأنكم قتلتم غير من جنى عَلَيْكُم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 (وَلَكِنَّكُمْ خِفْتُمْ أسنة مَازِن ... فنكبتم عَنْهَا إِلَى غير منْكب) (وَقد ذقتمونا مرّة بعد مرّة ... وَعلم بَيَان الْمَرْء عِنْد المجرب) 3 - وَقَالَ بغثر بن لَقِيط الْأَسدي 4 - (أما حَكِيم فَالْتمست دماغه ... ومقيل هامته بِحَدّ المنصل) 5 - (وَإِذ أحملت على الكريهة لم أقل ... بعد الْعَزِيمَة ليتنى لم أفعل) وَقَالَ رجل من بني نمير 6 - (أَنا ابْن الرابعين من آل عَمْرو ... وفرسان المنابر من جناب)   وَلم تذْهبُوا فِي فعلكم هَذَا إِلَى مَا يذهب إِلَيْهِ النَّاس فِي طلب الثأر 1 - فنكبتم عَنْهَا أَي انحرفتم وعدلتم وَالْمعْنَى أَنكُمْ خِفْتُمْ من بني مَازِن فعدلتم عَنْهُم إِلَى شَرّ معدل وَهُوَ قتلكم رجلا غَرِيبا فِي جوارهم وَمَعَ ذَلِك هم لَا يتركونكم حَتَّى يدركوا مِنْكُم ثأر جارهم 2 - ذقتمونا أَي جربتمونا وَقَوله وَعلم بَيَان الْمَرْء الخ مثل وَقَوله عِنْد المجرب أَي عِنْد التجربة وَالْمعْنَى أَنه لَا يخفى عَلَيْكُم علو همتنا لأنكم شاهدتم ذَلِك منا مرَارًا وَالْإِنْسَان لَا يعرف مَا لغيره من الْبَأْس والنجدة إِلَّا عِنْد تجربته إِيَّاه 3 - هُوَ شَاعِر جاهلي 4 - ومقيل هامته الخ مقيل الهامة مَحل استقرارها والهامة الرَّأْس والمنصل السَّيْف وَالْمعْنَى مهما يكن من شَيْء فقد طلبت دماغ هَذَا الرجل بسيفي فَأَصَبْته بِهِ غير متندم على مَا فعلت 5 - على الكريهة أَي على الْأَمر الْمَكْرُوه والعزيمة توطين النَّفس على المُرَاد يُرِيد أَنه إِذا حمل على الْمَكْرُوه أقدم عَلَيْهِ وَلم ينْدَم بعد التروي والعزم على مَا فعل 6 - أَنا ابْن الرابعين الخ الرَّابِع الرئيس الَّذِي كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 (نعرض للطعان إِذا الْتَقَيْنَا ... وُجُوهًا لَا تعرض للسباب) (فآبائي سراة بني نمير ... وأخوالي سراة بني كلاب) 3 - وَقَالَ الهذلول بن كَعْب الْعَنْبَري 4 - (تَقول وصكت نحرها بِيَمِينِهَا ... أبعلي هَذَا بالرحا المتقاعس)   يَأْخُذ ربع الْغَنِيمَة فِي الغز وَأَيَّام الْجَاهِلِيَّة وجناب اسْم حَيّ وَالْمعْنَى أَنا ابْن الْأُمَرَاء من آل عَمْرو فِي الْجَاهِلِيَّة وَأَنا سلالة الفصحاء من حَيّ جناب فِي الْإِسْلَام 1 - السباب من السب وَهُوَ الشتم وَالْمعْنَى أننا من فرسَان الْحَرْب نعرض وُجُوهنَا الْكَرِيمَة لَهَا ونظهرها فَلَا نَخَاف من الْقَتْل لشجاعتنا وَهَذِه الْوُجُوه الَّتِي عرضناها للحرب لَا تتعرض للسباب وَلَا للشتم 2 - سراة بني نمير الخ السراة الْأَشْرَاف وَالْمعْنَى أنني شرِيف الطَّرفَيْنِ أَبَا وخالا فأبوتي فِي سَادَات بني نمير وخؤلتي فِي سَادَات بني كلاب 3 - وَكَانَ قد تزوج امْرَأَة من بني بَهْدَلَة فرأته يَوْمًا يطحن للأضياف فَضربت صدرها وَقَالَت أَهَذا زَوجي فَبَلغهُ ذَلِك فَقَالَ هَذِه الأبيات والمبرد فِي الْكَامِل ذكر هَذِه الأبيات لأعرابي سعدي وَكَانَ سيدا رَئِيسا فَنزل بِهِ ضيف فَقَامَ إِلَى الرحا يطحن فمرت بِهِ زوجه فِي نسْوَة فَقَالَت أَهَذا بعلي إعظاما لذَلِك فَأخْبر بِمَا قَالَت فَقَالَ 4 - الصَّك الضَّرْب الشَّديد بِشَيْء عريض أَو هُوَ الضَّرْب مُطلقًا والاستفهام فِي قَوْله أبعلي إِنْكَار أَو تعجب والمتقاعس الَّذِي دخل ظَهره وَخرج صَدره ضد الأحدب وَالْمعْنَى أَن امْرَأَتي حِين رأتني وَأَنا أطحن بالرحا للأضياف ضربت صدرها بِيَمِينِهَا تأسفا مِنْهَا أَنِّي أتولى عمل الرحا وَأَنا زَوجهَا وَأنْكرت مينى هَذَا الْفِعْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 (فَقلت لَهَا لَا تعجلِي وتبيني ... فعالي إِذا الْتفت عَليّ الفوارس) (أَلَسْت أرد الْقرن يركب ردعه ... وَفِيه سِنَان ذُو غرارين نائس) 3 - (وَاحْتمل الأوق الثقيل وامتري ... خلوف المنايا حِين فر المغامس) 4 - (واقري الهموم الطارقات حزامة ... إِذا كثرت للطارقات الوساوس)   1 - لَا تعجلِي أَي بالإنكار والتقريع وتبيني أَي اعرفي من قَوْلهم تبين الشَّيْء عرفه والفعال بِالْفَتْح الْفِعْل الْحسن الَّذِي يحمد عَلَيْهِ صَاحبه وَمَعْنَاهُ فأجبتها وَقلت لَهَا لَا تعجلِي فِي أَمْرِي فَإِن كَانَ أسخطك مَا أَنا فِيهِ من عمل الرحا فَلَا يسخطك فعلي إِذا علمت مَا يكون مني من الْبَأْس والنجدة حِين تحيط بِي الفوارس من كل جَانب وَأَنا أكشفهم عني بِالسَّيْفِ 2 - ألف الِاسْتِفْهَام إِذا اتَّصل بِحرف النَّفْي يُقرر بِهِ مَا كَانَ منفيا والقرن المكافئ لَك وَمعنى يركب ردعه أَي يخر صَرِيعًا لوجهه وَذكر الرّكُوب مثل وَيجوز أَن يكون المُرَاد بالردع مَا تلطخ بِهِ من الدَّم وَقَوله وَفِيه سِنَان ذُو غرارين يُرِيد أَنه معطون بسنان ذِي حَدَّيْنِ ونائس مُضْطَرب وَالْمعْنَى أَنِّي أتمكن من الْقرن عِنْد امْتِنَاعه مني وأطعنه بسناني الصلب المضطرب ذِي الحدين 3 - وأحتمل الأوق الخ الأوق الثّقل والامتراء الْحَلب والخلوف جمع خلف وَهُوَ ضرع النَّاقة وَجعل قَوْله وأمتري خلوف المنايا كِنَايَة عَن إقباله على الْمَوْت وَعدم مبالاته بِهِ والثبات عِنْد نُزُوله والمغامس الَّذِي يدْخل فِي الشدائد وَيدخل غَيره فِيهَا وَالْمعْنَى أَنِّي أحمل من الشدائد مَا لَا يَسْتَطِيع أَن يحملهُ غَيْرِي وأطلب الْحَرْب وَأثبت فِيهَا إِذا فر غَيْرِي مِنْهَا 4 - وأقري أَي أضيف والطارق الْآتِي لَيْلًا والحزامة التيقظ وَضبط الْأَمر والوساوس اسْم لما يَقع فِي النَّفس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 (إِذا خام أَقوام تقحمت غمرة ... يهاب حمياها الألد المداعس) (لعمر أَبِيك الْخَيْر إِنِّي لخادم ... لضيفي وَإِنِّي إِن ركبت لفارس) 3 - (وَإِنِّي لأشري الْحَمد أبغي رباحه ... وأترك قَرْني وَهُوَ خزيان ناعس) وَقَالَت كنزة أم شملة بن برد الْمنْقري 4 - (إِن يَك ظَنِّي صَادِقا وَهُوَ صادقي ... بشملة يحبسهم بهَا محبسا أزلا)   من الشَّرّ مَعْنَاهُ أَنه يتلَقَّى مَا يَعْتَرِيه من وساوس النَّفس بالحزم والتيقظ وَالنَّظَر فِي العواقب فَلَا يكون مِنْهَا فِي حيرة إِذا اشتدت على غَيره وَكَثُرت أَحَادِيث النَّفس بهَا 1 - إِذا خام أَي إِذا جبن والتقحم الدُّخُول فِي الْأَمر بِلَا تَأمل والغمرة الشدَّة والحميا الشدَّة أَيْضا والألد الشَّديد الْخُصُومَة اللجوج والمداعس من الدعس وَهُوَ الطعْن وَالْمعْنَى إِذا تَأَخّر غَيْرِي عَن الْحَرْب جبنا مِنْهُ تقدّمت أَنا إِلَيْهَا وَلَو أُلَاقِي من شدتها مَا يخَاف مِنْهُ اللجوج المطاعن 2 - لعمر أَبِيك الخ مَعْنَاهُ أقسم بحياة أَبِيك الْبر إِنَّه مَا حَملَنِي على الطَّحْن بالرحا إِلَّا تواضعي فِي خدمَة أضيافي واعتنائي بهم فَلَا تأسفي على ذَلِك فَإِنِّي لفارس الْحَرْب إِذا ركبت لَهَا 3 - وَهُوَ خزيان ناعس أَي وَهُوَ متندم مقتول وَالْمعْنَى أَنِّي مَا أطلب من أعمالي إِلَّا شكري عَلَيْهَا الَّذِي هُوَ ربحها وَمَعَ ذَلِك فلست بجبان بل أترك خصمي سادما نَادِما مقتولا لَا يَتَحَرَّك كالنائم 4 - وَهُوَ صادقي الضَّمِير للظن أَي أَن ظَنِّي بشملة يصدقني لَا محَالة أَنه يفعل بهم كَذَا وَالْبَاء من قَوْله بشملة مُتَعَلق بظني ومحبسا أزلا أَي سجنا ضيقا وَالْمعْنَى إِن كَانَ ظَنِّي بشملة صَادِقا وَهُوَ صادقي لَا محَالة فَإِنَّهُ لَا يرِيح الْقَوْم من الْحَرْب بل يسد عَلَيْهِم طَرِيق التَّخَلُّص مِنْهَا ويتركهم فِي ضيق سجنها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 (فيا شَمل شمر واطلب الْقَوْم بِالَّذِي ... أصبت وَلَا تقبل قصاصا وَلَا عقلا) وَقَالَت أَيْضا (لهفى على الْقَوْم الَّذين تجمعُوا ... بِذِي السَّيِّد لم يلْقوا عليا وَلَا عمرا) 3 - (فَإِن يَك ظَنِّي صَادِقا وَهُوَ صادقي ... بشملة يحبسنهم بهَا محبسا وعرا) 4 - وَقَالَ شبْرمَة بن الطُّفَيْل 5 - (لعمري لرئم عِنْد بَاب ابْن مُحرز ... أغن عَلَيْهِ اليارقان مشوف) 6 - (أحب إِلَيْكُم من بيُوت عمادها ... سيوف وأرماح لَهُنَّ حفيف)   1 - الْقصاص أَخذ الشَّيْء بالشَّيْء وَقَوله وَلَا عقلا الْعقل الدِّيَة وَالْمعْنَى جد يَا شملة واجتهد واطلب الْقَوْم طلبا حثيثا بِالَّذِي أصبت بِهِ وَلَا تقبل الْمُسَاوَاة بِأَن تقتل وَاحِدًا بِوَاحِد وَلَا تقبل المَال فَإِنَّهُ سبة وعار بل عَلَيْك بِالْفَضْلِ وَالزِّيَادَة حَتَّى تشفى الْغلَّة وتريح النَّفس 2 - بِذِي السَّيِّد الخ السَّيِّد اسْم مَوضِع وَالْمعْنَى أَنِّي كَثِيرَة التلهف على الْقَوْم الَّذين اجْتَمعُوا بِهَذَا الْموضع وَلم يتَّفق لَهُم أَن يلاقوا عليا وَلَا عمرا 3 - محبسا وعرا أَي سجنا صعبا وَقد تقدم تَفْسِير هَذَا الْبَيْت قَرِيبا 4 - شَاعِر إسلامي مقل من شعراء الدولة العباسية 5 - لعمري لرئم الخ الرئم الغزال الْخَالِص الْبيَاض شبه بِهِ الْمَرْأَة والأغن الَّذِي فِي صَوته غنة وَهُوَ صَوت يخرج من الْأنف واليارقان السواران والمشوف المجلو وَكَانَ الأجود أَن يكون صفة البارق فيثنى وَلَكِن جعله صفة للرئم على السعَة وَالْمعْنَى أَن الْمَرْأَة الجامعة لمحاسن الغزلان أحب إِلَيْكُم فِي ميلكم إِلَيْهَا من أَن تحملوا المشاق فِي حماية مَا يجب عَلَيْكُم أَن تحموه 6 - أحب إِلَيْكُم الخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 (أَقُول لفتيان ضرار أبوهم ... وَنحن بصحراء الطعان وقُوف) (أقِيمُوا صُدُور الْخَيل إِن نفوسكم ... لميقات يَوْم مَا لَهُنَّ خلوف) 3 - وَقَالَ قبيصَة بن جَابر   يعرض هَذَا الشَّاعِر بِقوم سكنوا إِلَى الْخَفْض والدعة وتوانوا عَن لِقَاء الْحَرْب وَقَوله عمادها سيوف يَعْنِي مَا تستظل بِهِ الصعاليك فِي المفاوز كَانُوا إِذا وجدوا حر الهجير أَقَامُوا السيوف والرماح على الأَرْض وَجعلُوا عَلَيْهَا ثوبا يقيهم من الشَّمْس والحفيف الدوي وَالْمعْنَى لَسْتُم مِمَّن يحمي الْحَقِيقَة وَلَكِنَّكُمْ أَصْحَاب نسَاء وَلَهو وَلعب 1 - أَقُول لفتيان الخ مَعْنَاهُ أَقُول لشبان بني ضرار وَنحن واقفون نَنْتَظِر قرب الْقِتَال والمداعسة ومقول القَوْل الْبَيْت بعده 2 - يُقَال أَقَامَ صدر مطيته إِذا جد فِي السّير وَكَذَلِكَ إِذا جد فِي أَي أَمر كَانَ والميقات يسْتَعْمل فِي الزَّمَان وَالْمَكَان وَالْمرَاد الْوَقْت المحدد لانقضاء النُّفُوس وَقَوله مَا لَهُنَّ خلوف أَي مَا لَهُنَّ تخلف عَن ذَلِك الْمِيقَات وَالْمعْنَى جدوا فِي أَمركُم وامضوا على همكم ووجهوا الْخَيل نَحْو عَدوكُمْ وأبرزوا لقتالهم وَاعْلَمُوا أَن لكم أجلالا تجاوزونه وَلَا يجاوزكم 3 - هُوَ شَاعِر مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَأسلم وعاش حَتَّى أدْرك مُعَاوِيَة وَكَانَ مِمَّن أَكثر الطعْن على الْوَلِيد بن عقبَة ابْن أبي معيط أَيَّام كَانَ واليا على الْكُوفَة فَكَانَ ذَات يَوْم عِنْد مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان والوليد جَالس فَقَالَ مُعَاوِيَة مَا كَانَ شَأْنك يَا قبيصَة وشأن الْوَلِيد فَقَالَ كَانَ خيرا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي أول صلَة الرَّحِم وَحسن الْكَلَام فَلَا تسألن عَن الشُّكْر لَهُ وَحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ ثمَّ غضب على النَّاس وغضبوا عَلَيْهِ وَكُنَّا مِنْهُم فإمَّا ظَالِمُونَ فنستغفر الله وَإِمَّا مظلومون فغفر الله لَهُ وَخذ فِي غير هَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 (بنيي هيضم هُوَ جدتماني ... بطيأ بالمحاولة احتيالي) (وعاجمت الْأُمُور وعاجمتني ... كَأَنِّي كنت فِي الْأُمَم الخوالي) 3 - (فلسنا من بني جداء بكر ... وَلَكنَّا بَنو جد النقال) 4 - (تفرى بيضها عَنَّا فَكُنَّا ... بني الأجلاد مِنْهَا والرمال)   يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِن الحَدِيث ينسى الْقَدِيم قَالَ وَلم فوَاللَّه لقد أحسن السِّيرَة وَبسط الْخَيْر وكف الشَّرّ قَالَ فَأَنت أقدر على ذَلِك مِنْهُ فافعل قَالَ اسْكُتْ لأسكت فَسكت وَسكت الْقَوْم فَقَالَ مُعَاوِيَة مَا لَك لَا تَتَحَدَّث فَقَالَ قبيصَة نهيتني عَمَّا كنت أحب فَسكت عَمَّا أكره 1 - هُوَ جدتماني أَي أوجدتماني فالهاء بدل من همزَة الِاسْتِفْهَام واحتيالي فَاعل بطيأ وَالْإِضَافَة فِيهِ من إِضَافَة الْمصدر لمفعوله أَو لفَاعِله وَالْمعْنَى هَل وجدتماني يَا ابْني هيضم يبطؤ احتيال النَّاس عَليّ ويتعذر وُقُوع ذَلِك مِنْهُم لفرط حزامتي وتيقظي أَو هَل وجدتماني يبطؤا احتيالي على النَّاس لقلَّة فطنتي وذكائي 2 - وعاجمت الْأُمُور أصل الْعَجم العض ثمَّ استعير للتجربة والخوالي الْمَاضِيَة وَالْمعْنَى أَنِّي مارست الْأُمُور حَتَّى وقفت على حَقِيقَتهَا كَأَنِّي أحد المعمرين فِي الدُّنْيَا لِكَثْرَة تجاربي 3 - جداء بكر الخ الجداء المقطوعة الثدي وَالْبكْر النَّاقة على حالتها الأولى وَجعل الْبكر الجداء كِنَايَة عَن الْحَرْب الضعيفة والنقال قَالَ بعض من كتب هُنَا هُوَ تكَرر الْولادَة وكنى بِهِ عَن الْحَرْب الْعوَان الَّتِي قوتل فِيهَا مرّة بعد أُخْرَى يَقُول لسنا أَبنَاء حَرْب ضَعِيفَة قَليلَة الشَّرّ والأذى وَلَكنَّا بَنو حَرْب عوان يتَكَرَّر فِيهَا الْقِتَال مرّة بعد مرّة 4 - تفرى أَي تشقق وَالضَّمِير فِي بيضها للْأَرْض وساغ ذَلِك وَإِن لم يجر لَهَا ذكر لِأَن المُرَاد مَعْلُوم وَكَذَلِكَ الْعَرَب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 (لنا الحصنان من أجاء وسلمى ... وشرقياهما غير انتحال) (وتيماء الَّتِي من عهد عَاد ... حميناها بأطراف العوالي) 3 - وَقَالَ سَالم بن وابصة 4 - (عَلَيْك بِالْقَصْدِ فِيمَا أَنْت فَاعله ... إِن التخلق يَأْتِي دونه الْخلق) 5 - (وموقف مثل حد السَّيْف قُمْت بِهِ ... أحمي الذمار وترميني بِهِ الحدق)   تفعل وَيَعْنِي بذلك كَثْرَة عَددهمْ واتساع دِيَارهمْ والأجلاد جمع جلد وَهُوَ الصلب من الأَرْض يَقُول تشقق عَنَّا بيض الأَرْض فَنحْن بنوها نتصرف فِيهَا كَيفَ نشَاء لكثرتنا بِكُل مَكَان 1 - غير انتحال انتصب غير على أَنه مصدر يُؤَكد بِهِ مَا قَالَه والانتحال ادِّعَاء الْإِنْسَان مَا لغيره وَالْمعْنَى لنا الحصنان من هذَيْن الجبلين وشرقياهما لنا أَيْضا بقول صَادِق وَدَعوى صَحِيحَة 2 - وتيماء الخ أَي وَلنَا أَيْضا حصن تيماء من قديم الزَّمَان حميناه بأطراف رماحنا 3 - هُوَ أحد التَّابِعين بِإِحْسَان وَأَبوهُ وابصة بن سعيد صَحَابِيّ جليل 4 - عَلَيْك بِالْقَصْدِ الخ مَعْنَاهُ الْتزم الاسْتقَامَة فِي أعمالك وَلَا تتكلف مَا لَيْسَ من طبعك فَإِن طبعك يغلب على ذَلِك 5 - وموقف أَي وَرب موقف وَالْمرَاد بِهِ موطن الْحَرْب وَشبهه بِحَدّ السَّيْف لما فِيهِ من الصعوبة وَالْمَشَقَّة وَقَوله أحمي الذمار الذمار مَا يجب على الْإِنْسَان حفظه وَقَوله وترميني بِهِ الحدق أَي تَعَجبا من ثباتي وَجعل الْفِعْل للحدق توسعا وَإِنَّمَا هُوَ للناظرين بهَا وَالْمعْنَى وَرب موقف مخوف كَحَد السَّيْف وقفت بِهِ أدافع عَن حقيقتي وترميني بِهِ عُيُون الناظرين تَعَجبا واستعظاما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 (فَمَا زلقت وَلَا أبديت فَاحِشَة ... إِذا الرِّجَال على أَمْثَالهَا زلقوا) وَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل وَقد تقدّمت تَرْجَمته (قضى الله فِي بعض المكاره للفتى ... برشد وَفِي بعض الْهوى مَا يحاذر) 3 - (ألم تعلمي أَنِّي إِذا الإلف قادني ... إِلَى الْجور لَا أنقاد والإلف جَائِر) 4 - وَقَالَ مجمع بن هِلَال 5 - (إِن أك مَا شَيخا كَبِيرا فطالما ... عمرت وَلَكِن لَا أرى الْعُمر ينفع)   1 - يُقَال زلق كفرح وَنصر ذل وَضعف وبمكانه مل مِنْهُ فَتنحّى عَنهُ وَلَا أبديت فَاحِشَة المُرَاد بالفاحشة الِاضْطِرَاب والقلق وَالْمعْنَى فَمَا فَارَقت مركزي وَلَا مللته خوفًا من صعوبة هَذِه المقامات إِذا زلق الرِّجَال فِي أَمْثَالهَا وَجَوَاب إِذا فَمَا زلقت مُتَقَدم عَلَيْهِ 2 - مَا يحاذر أَي مَا يخَاف وَيكرهُ وَالْمعْنَى أَن الله تَعَالَى هُوَ الْعَالم بمصلحة الْإِنْسَان فَرُبمَا كَانَت مصْلحَته فِيمَا يكره ومفسدته فِيمَا يحب يُرِيد أَن بعض مَا يكرههُ الْمَرْء رُبمَا كَانَ فِيهِ رشده وَمَا يهواه وَيُحِبهُ رُبمَا كَانَ فِيهِ مَا يخافه ويحذره 3 - وَالْألف جَائِر كَانَ الْوَاجِب أَن يَقُول وَهُوَ جَائِر لكنه وضع الظَّاهِر مَوضِع الْمُضمر للنظم يُرِيد أَنه لَا يمِيل إِلَى الْجور وَلَو دَعَاهُ إِلَيْهِ صديقه 4 - وجده خَالِد بن مَالك أحد بني تيم الله بن ثَعْلَبَة أَو هُوَ شَاعِر جاهلي ذكره أَبُو حَاتِم فِي المعمرين وَقَالَ عَاشَ مائَة وتسع عشرَة سنة وَكَانَ قد غزا ذَات مرّة فَلم يغنم فَمر وَهُوَ رَاجع من غزاته بِمَاء لبني تَمِيم وَعَلِيهِ نَاس من مجاشع فَقتل مِنْهُم وَأسر وسبى فَقَالَ فِي ذَلِك هَذِه الأبيات 5 - إِن أك مَا شَيخا مَا زَائِدَة وَقَوله فطالما يجوز أَن تكون مَا مَصْدَرِيَّة أَي فقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 (مَضَت مائَة من مولدِي فنضوتها ... وَخمْس تبَاع بعد ذَاك وَأَرْبع) (وخيل كأسراب القطا قد وزعتها ... لَهَا سبل فِيهِ الْمنية تلمع) 3 - (شهِدت وغنم قد تحويت وَلَذَّة ... أتيت وماذا الْعَيْش إِلَّا التَّمَتُّع)   طَال عمري وَيجوز أَن تكون كَافَّة للْفِعْل وَيُقَال عمر فلَان كفرح وَنصر وَضرب عمرا إِذا بَقِي زَمَانا وَقَوله لَا أرى الْعُمر أَي اتِّصَال الْعُمر وَطوله فَحذف الْمُضَاف وَالْمعْنَى إِن كنت صرت شَيخا فَلَقَد طَال تعميري فِي الدُّنْيَا وَلَكِن لَا أرى طول الْعُمر نَافِعًا إِذا كَانَ عاقبته مُفَارقَة الْأَهْل والوطن 1 - فنضوتها من قَوْلهم نضا ثِيَابه إِذا نَزعهَا واستعاره لبَقَائه هَذِه الْمدَّة ومضيها عَلَيْهِ أَي تجردت مِنْهَا تجردي عَن ثوبي وَخمْس تبَاع أَي تَابِعَة للمائة فَهُوَ مصدر وصف بِهِ وَقَوله بعد ذَاك أَي بعد مَا ذكرُوا أَربع أَي أَربع تبع لَهَا أَيْضا يُرِيد أَنه عَاشَ مائَة وتسعا من السنين 2 - كأسراب القطا الأسراب الْجَمَاعَات مفرده سرب والقطا نوع من الطير لَا يحب الِانْفِرَاد قد وزعتها أَي كففتها لتجتمع والسبل الْمَطَر وَالْمرَاد بِهِ هُنَا تتَابع الْخَيل فِي الْغَارة كتتابع الْمَطَر وَالْمعْنَى وَرب خيل مثل القطا فِي اجتماعها كففتها لتجتمع فِي سَيرهَا ثمَّ تنْدَفع فِي الْغَارة والمنية تلمع من حركاتها أَي أَن سَيرهَا يدل على الشَّرّ وَالْقَتْل وَجَوَاب رب أول الْبَيْت بعده وَهُوَ شهِدت 3 - شهِدت هُوَ جَوَاب رب وَقَوله وغنم أَي وَرب غنم الخ ثمَّ أقبل بعد ذكر هَذِه الْأَشْيَاء كالملتفت إِلَى غَيره فَقَالَ وماذا الْعَيْش إِلَّا التَّمَتُّع أَي بِهَذِهِ الْأَشْيَاء مَعْنَاهُ وَرب خيل هَذِه صفاتها شهِدت بهَا الْغَارة وَرب غنم حويته وَرب لَذَّة عَيْش استقصيتها وَمَا الْعَيْش إِلَّا الِانْتِفَاع بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 (وعاثرة يَوْم الهييما رَأَيْتهَا ... وَقد ضمهَا من دَاخل الْقلب مجزع) (لَهَا غلل فِي الصَّدْر لَيْسَ ببارح ... شجى نشب وَالْعين بِالْمَاءِ تَدْمَع) 3 - (تَقول وَقد أفردتها من حَلِيلهَا ... تعست كَمَا أتعستني يَا مجمع) 4 - (فَقلت لَهَا بل تعس أم مجاشع ... وقومك حَتَّى خدك الْيَوْم أضرع) 5 - (عبأت لَهُ رمحا طَويلا وألة ... كَأَن قبس يعلى بهَا حِين تشرع)   1 - الهييما مَوضِع كَانَت فِيهِ هَذِه الْوَاقِعَة وَالْمعْنَى وَرب امْرَأَة تعثر فِي مشيها لتحيرها من هول يَوْم الهييما نظرتها وَقد استولى عَلَيْهَا الرعب من دَاخل قَلبهَا 2 - لَهَا غلل الخ أصل الغلل المَاء الْجَارِي بَين الْأَشْجَار وَجعله كِنَايَة عَن الشجي وَهُوَ مَا ينشب فِي الْحلق من عظم وَغَيره والبارح الزائل وشجى بدل من غلل ونشب من نشب الشَّيْء بالشَّيْء إِذا علق بِهِ وَالْمعْنَى رَأَيْتهَا وَهِي ذَات شجى لَا يفارقها وعينها يجْرِي مِنْهَا الدمع كَأَنَّهَا أُصِيبَت فِي حلقها فَهِيَ لَا تستريح 3 - تَقول الخ هُوَ جَوَاب رب وَمَعْنَاهُ وَرب عاثرة هَذِه صفتهَا قَالَت لي بعد أَن سبيتها وَفرقت بَينهَا وَبَين زَوجهَا تعست أَي سَقَطت لوجهك يَا مجمع كَمَا أتعستني بأسرك لي 4 - انتصب تعس على الْمصدر وخدك أضرع من الضراعة وَهِي الذل والانقياد وَالْمعْنَى فَقلت لَهَا بل تعسا لَك يَا أم مجاشع ولقومك حَتَّى أَنَّك الْيَوْم فِي ذل وهوان ومجاشع قَبيلَة وَقد جعلهَا أما لهَذِهِ الْقَبِيلَة وأصلا لَهَا مَعَ أَنَّهَا أُخْت لَهَا أَي بعض مِنْهَا تهكما بهَا واستهزاء 5 - عبأت لَهُ أَي هيأت لَهُ والألة السِّلَاح والقبس النَّار وَالْمعْنَى أَعدَدْت لَهُ رمحا طَويلا وحربة إِذا أشرعت يرى رَأسهَا كَأَنَّهُ قبس مشتعل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 (وكائن تركت من كَرِيمَة معشر ... عَلَيْهَا الخموش ذَات حزن تفجع) 2 - وَقَالَ الْأَخْنَس 3 - (فَمن يَك أَمْسَى فِي بِلَاد مقامة ... يسائل أطلالا بهَا لَا تجاوب) 4 - (فلابنة حطَّان بن قيس منَازِل ... كَمَا نمق العنوان فِي الرّقّ كَاتب) 5 - (تمشي بهَا حول النعام كَأَنَّهَا ... إِمَاء تزجى بالْعَشي حواطب)   1 - وكائن تركت أَي وكأي تركت والخمش فِي الْبدن وَالْوَجْه مثل الخدش وَالْمعْنَى وَكم من كَرِيمَة معشر تركتهَا مخدوشة الْوَجْه من الضَّرْب واللطم متفجعة لما حل بمعشرها 2 - وَأَبوهُ شهَاب بن شريق بن ثُمَامَة بن أَرقم أحد بني تغلب وَهُوَ شَاعِر جاهلي قبل الْإِسْلَام بدهر 3 - فِي بِلَاد مقامة أَي إِقَامَة وَيُقَال فِي ضِدّه هُوَ بلد قلعة أَي لَيْسَ بِموضع للإقامة والأطلال جمع طلل وَهُوَ مَا شخص من آثَار الديار وَالْمعْنَى من أَمْسَى فِي بِلَاد أَقَامَ فِيهَا يسائل الأطلال من ديار الْأَحِبَّة وَهِي لَا تجبيبه 4 - فلابنة حطَّان الخ جَوَاب الشَّرْط ونمق الْكتاب كتبه ونمقه تنميقا حسنه وزينه وَالرّق جلد الغزال وَالْمعْنَى من كَانَ الْوُقُوف على ديار الْأَحِبَّة من همه فلابنة حطَّان ديار أَيْضا أَقف بهَا وَهِي فِي الدُّثُور والعفاء مثل العنوان المنمق فِي الرّقّ 5 - حول النعام جمع حَائِل وَهِي الَّتِي لم تحمل وتزجى أَي تساق وَالْمعْنَى أَن منَازِل الْأَحِبَّة خلت من أَهلهَا فَصَارَت مسَاكِن للنعام ترعى فِيهَا غير خائفة من أحد وَهِي فِي مشيها مثل الْجَوَارِي الَّتِي تمشي على مهل بالْعَشي لما على رُؤْسهنَّ من الْحَطب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 (وقفت بهَا أبْكِي وأشعر سخنة ... كَمَا اعْتَادَ محموما بِخَيْبَر صالب) (خليلي عوجا من نجاء شملة ... عَلَيْهَا فَتى كالسيف أروع شاحب) 3 - (خليلاي هوجاء النَّجَاء شملة ... وَذُو شطب لَا يحتويه المصاحب) 4 - (وَقد عِشْت دهرا والغواة صَحَابَتِي ... أُولَئِكَ خلصاني الَّذين أصَاحب) 5 - (قرينَة من أسفى وقلد حبله ... وحاذر جراه الصّديق الْأَقَارِب)   1 - وأشعر أَي يَجْعَل شعاري والشعار مَا يَلِي الْجَسَد من الثِّيَاب ثمَّ توسع فِيهِ فَقيل أشعر قلبِي هما وسخنة أَي حرارة والصالب الْحمى الَّتِي مَعهَا صداع وأضافها إِلَى خَيْبَر لِأَن حماها شَدِيدَة وَالْمعْنَى وقفت بديار الْأَحِبَّة لآخذ حظي من الْبكاء بهَا فَلَمَّا بَكَيْت وجدت بِي حرارة تخالط جسمي وقلبي مثل حرارة حمى خَيْبَر من الوجد والتذكار 2 - خليلي عوجا أَي قفا وانزلا والنجاء السرعة والشملة السريعة والأروع الْجَمِيل والشاحب المهزول يُخَاطب خليلية وَيَقُول لَهما انزلا من نَاقَة سريعة السّير عَلَيْهَا فَتى كالسيف فِي المضاء والحدة كثير الْأَسْفَار 3 - خليلاي مَوْضِعه نصب على الْحَال من وقفت بهَا السَّابِق والهوجاء النَّاقة فِي سَيرهَا هوج والنجاء السرعة والشملة السريعة والشطب طرائق السَّيْف والاجتواء الْكَرَاهَة وَالْمعْنَى وقفت على ديار أحبتي أبْكِي بهَا وخليلاي هَذِه النَّاقة المسرعة وَهَذَا السَّيْف الْجيد الَّذِي لَا يكرههُ المصاحب يُشِير بِهَذَا الْكَلَام إِلَى أَن أَصْحَابه خذلوه وَلم يساعدوه فِي وُقُوفه على ديار أحبته 4 - والغواة صَحَابَتِي المُرَاد بالغواة الشبَّان الَّذين استغواهم الْعِشْق وَالْمعْنَى بقيت زَمَانا طَويلا لَا يطيب لي عَيْش إِلَّا بِحُضُور الندامي الَّذين أَخْلصُوا لي مَوَدَّتهمْ فاتخذتهم أَصْحَابِي 5 - قرينَة من أسفى الخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 (فأديت عني مَا استعرت من الصِّبَا ... وللمال عِنْدِي الْيَوْم رَاع وكاسب) (ترى رائدات الْخَيل حول بُيُوتنَا ... كمعزى الْحجاز أعوزتها الزرائب) 3 - (لكل أنَاس من معد عمَارَة ... عرُوض إِلَيْهَا يلجؤن وجانب)   الْقَرِينَة القرين وأسفى دخل فِي السفاء وَهُوَ السَّفه وقلد حبله أَي ترك مهملا وجراه جريمته وَالصديق كالأصدقاء وَالْمعْنَى عِشْت زَمَانا قرين من لَا يُؤْخَذ بِرَأْيهِ لسفهه فاعتزله الأصدقاء وخافوا جرمه 1 - فأديت عني الخ أَتَى بعن ليشير إِلَى أَنه أدّى حَقًا وَجب عَلَيْهِ وَمعنى فأديت عني نحيت عَن نَفسِي مَا وَجب عَلَيْهَا وَقَوله مَا استعرت يُرِيد حُقُوق مَا استعرت وَجعل الصِّبَا مستعارا على التَّشْبِيه كَأَن الصِّبَا كَانَ عَارِية ثمَّ أخذت مِنْهُ وَقَوله وللمال عِنْدِي الخ نبه بِهِ على أَنه بعد أَن ترك مَا كَانَ فِيهِ من اللَّهْو والغي أقبل على جمع المَال وَحفظه وَلم يرد بِالْيَوْمِ وقتا معينا وَلكنه أَرَادَ حَاضر الْأَزْمَان ومؤتنفها وَمَعْنَاهُ نحيت عَن نَفسِي مَا كنت فِيهِ من لَوَازِم الصِّبَا الْمُسْتَعَار وتنبهت لحفظ المَال وَجمعه 2 - الرائدات المختلفات والمعزى خلاف الضَّأْن وأعوزتها أَي ضَاقَتْ عَلَيْهَا والزرائب جمع زريبة وَهِي محبس الْغنم وَالْمعْنَى لَا ترى عندنَا إِلَّا الْخَيل تخْتَلف حول بُيُوتنَا لَا تسعها المرابط لكثرتها يُرِيد أَنهم أَصْحَاب غارات وهمتهم فِي اقتناء الْخَيل وَجَمعهَا دون الْإِبِل وَالْغنم 3 - الْعِمَارَة دون الْقَبِيلَة وَهِي مجرورة على الْبَدَل من أنَاس وَالْعرُوض الطَّرِيق فِي عرض الْجَبَل وَالْمرَاد هُنَا الظّهْر الَّذِي يستندون إِلَيْهِ وَيُقَال لجأت إِلَى كَذَا فزعت إِلَيْهِ ولذت بِهِ وَالْمعْنَى لكل عمَارَة من معد مُسْتَند يعولون عَلَيْهِ ويراقبون غوثه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 (وَنحن أنَاس لَا حجاز بأرضنا ... مَعَ الْغَيْث مَا نلفى وَمن هُوَ غَالب) (فيغبقن أحلابا ويصبحن مثلهَا ... فهن من التعداء قب شوازب) 3 - (فوارسها من تغلب ابْنة وَائِل ... حماة كماة لَيْسَ فيهم أشائب) 4 - (هم يضْربُونَ الْكَبْش يَبْرق بيضه ... على وَجهه من الدِّمَاء سبائب) 5 - (وَإِن قصرت أسيافنا كَانَ وَصلهَا ... خطانا إِلَى أَعْدَائِنَا فنضارب)   1 - الْحجاز الحاجز ونلفى نوجد وَالْمعْنَى نَحن أَصْحَاب عزة لَا نبتني حاجزا بَيْننَا وَبَين الْأَعْدَاء وَإِنَّمَا نَكُون حَيْثُ يكون الخصب وَالْغَلَبَة على الْعَدو 2 - الغبوق مَا يشرب بالْعَشي والصبوح مَا يشرب بِالْغَدَاةِ واستعاره إِلَى الأحلاب بِمَعْنى الأشواط من قَوْلهم احلب فرسك قرنا أَو قرنين فَجعل صبوحهن وغبوقهن الْأَعْدَاء فِي أول النَّهَار وَآخره لتضمر والتعداء الجري والقب جمع أقب وَهُوَ دَقِيق الخصر والشزب جمع شازب وَهُوَ الضامر فَيكون الْمَعْنى أَن صبوح الْخَيل وغبوقها الجري فِي أول النَّهر وَآخره فَهِيَ من ذَلِك دقيقة الخصر ضامرة فائقة الجري لتعودها عَلَيْهِ 3 - حماة كماة الخ الحماة المحامون والكماة الفرسان والأشائب الأخلاط جمع إشابة وَالْمعْنَى أَن فوارس هَذِه الْخَيل كلهم شجعان مقاديم من بني تغلب لَيْسَ فيهم أخلاط يُرِيد أَنهم لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى غَيرهم لقوتهم 4 - الْكَبْش رَئِيس الْقَوْم ويبرق بيضه أَي يلمع وَالْبيض جمع بَيْضَة الْحَدِيد والسبائب جمع سبيبة وَهِي الطرائق وَالْمعْنَى أَنهم أدرى النَّاس بِضَرْب الْأَعْدَاء فَلَا يضْربُونَ إِلَّا الرئيس اللامع بَيْضَة الْحَدِيد الَّذِي يسيل دَمه على وَجهه كَأَنَّهُ طرائق حمر 5 - وَإِن قصرت أسيافنا الخ مَعْنَاهُ أننا لَا نبالي بقصر سُيُوفنَا عَن تنَاولهَا الْأَعْدَاء فَإِن سرعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 (فَللَّه قوم مثل قومِي عِصَابَة ... إِذا اجْتمعت عِنْد الْمُلُوك العصائب) (أرى كل قوم قاربوا قيد فحلهم ... وَنحن خلعنا قَيده فَهُوَ سارب) 3 - وَقَالَ العديل بن الفرخ الْعجلِيّ   خطانا إِلَيْهِم تقربهم منا فنضاربهم 1 - فَللَّه قوم تعجب وعصابة مَنْصُوب على التَّمْيِيز يظْهر من عز قومه وفخرهم مَا يحمل النَّاس على التَّعَجُّب مِنْهُم وَذَلِكَ حِين يَجْتَمعُونَ مَعَ الْقَبَائِل عِنْد الْمُلُوك فيمتازون عَنْهُم 2 - قاربوا قيد فحلهم أَي قصروا قَيده وَالْمرَاد فَحل الْإِبِل وَخص الْفَحْل لِأَن سَائِر الْإِبِل تَابِعَة لَهُ والسارب الذَّاهِب فِي الأَرْض وَالْمعْنَى أَن غَيرنَا يُقيد فَحله خوفًا عَلَيْهِ من الْغَارة وَنحن لَا يَسْتَطِيع أحد أَن يُغير علينا فنطلق فحلنا يرْعَى حَيْثُ يَشَاء 3 - هُوَ شَاعِر إسلامي فِي عهد بني أُميَّة ويلقب بالعباب وَهُوَ من رَهْط أبي النَّجْم الْعجلِيّ وَكَانَ قد هجا الْحجَّاج فهرب مِنْهُ إِلَى قَيْصر ملك الرّوم فَبعث إِلَيْهِ الْحجَّاج لترسلن بِهِ أَو لأجهزن إِلَيْك خيلا يكون أَولهَا عنْدك وَآخِرهَا عِنْدِي فَبعث بِهِ إِلَيْهِ فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ قَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل (وَدون يَد الْحجَّاج من أَن تنالني ... بِسَاط بأيدي الناعجات عريض) (مهامة أشباه كَأَن سرابها ... ملاء بأيدي الغانيات رحيض) فَقَالَ أَنا الْقَائِل (فَلَو كنت فِي سلمى أجا وشعابها ... لَكَانَ لحجاج عَليّ دَلِيل) (خَلِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ وسيفه ... لكل إِمَام مصطفى وظليل) (بني قبَّة الْإِسْلَام حَتَّى كَأَنَّمَا ... هدى النَّاس من بعد الضلال رَسُول) فَعَفَا عَنهُ وَأطْلقهُ قَالَ أَبُو رياش لَيست هَذِه الأبيات للعديل وَإِنَّمَا هِيَ لأبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 (أَلا يَا اسلمي ذَات الدماليج وَالْعقد ... وَذَات الثنايا الغر والفاحم الْجَعْد) (وَذَات اللثات الحم والعارض الَّذِي ... بِهِ أبرقت عمدا بأبيض كالشهد) 3 - (كَأَن ثناياها اغتبقن مدامة ... ثوت حجَجًا فِي رَأس ذِي قنة فَرد)   الأخيل الْعجلِيّ من قصيدة طَوِيلَة وَهُوَ شَاعِر إسلامي أَيْضا فِي عهد بني أُميَّة وسببها أَن أَبَا الأخيل وَفد على عمر بن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ فِي آخر أَيَّام بني أُميَّة فَقيل لَهُ إِن أَبَا الأخيل بِالْبَابِ يسْتَأْذن فَقَالَ إِذا وَالله لَا يَأْذَن لَهُ غَيْرِي فَقَامَ من مَجْلِسه حَتَّى أَتَاهُ بِالْبَابِ فَأخذ بِيَدِهِ وَأَقْعَدَهُ مَعَه على بساطه ثمَّ قَالَ أَنْشدني منصفتك فأنشده إِيَّاهَا فَكَسَاهُ وَأَعْطَاهُ ثَلَاثِينَ ألفا 1 - أَلا يَا اسلمي الخ أَلا حرف تَنْبِيه وَيَا حرف نِدَاء والمنادى مَحْذُوف على تَقْدِير هَذِه واسلمي أَي دومي سَالِمَة والدماليج جمع دملوج سوار الْيَد والثنايا من الْأَسْنَان وَالْعقد القلادة والفاحم الشّعْر الْأسود والجعد ضد المسترسل وَالْمعْنَى أَنه يصفها بِهَذِهِ الصِّفَات وَيَدْعُو لَهَا بدوام السَّلامَة والعافية 2 - اللثات جمع لثة وَهِي مغارز الْأَسْنَان والحم جمع أحم وَهُوَ الْأسود والعارض الناب والضرس وَمعنى أبرقت أظهرت برقا والبرق فِي الأَصْل وميض السَّحَاب استعاره لبريق الْأَسْنَان ولمعانها وعمدا أَي عامدة وَالْمرَاد بالأبيض ريق الْفَم والشهد الْعَسَل الْأَبْيَض وَالْمعْنَى أَنَّهَا سَوْدَاء اللثات بَيْضَاء الْعَارِض حلوة الرِّيق 3 - اغتبقن مدامة الخ الاغتباق شرب الْعشي وَخَصه لِأَنَّهُ يُرِيد أَن فمها تطيب رَائِحَته عِنْد السحر إِذا تَغَيَّرت رَائِحَة الأفواه وثوت أَقَامَت وَالضَّمِير للمدامة والحجج جمع حجَّة وَهِي السّنة والقنة رَأس الْجَبَل وَالْمعْنَى أَن فمها تطيب رَائِحَته كَأَن ثناياها سقيت مدامة مُعتقة لطول إِقَامَتهَا فِي أَعلَى مَكَان وَذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 (جرى بِفِرَاق العامرية غدْوَة ... شواحج سود مَا تعيد وَمَا تبدي) (لعمري لقد مرت بِي الطير آنِفا ... بِمَا لم يكن إِذْ مرت الطير من بُد) 3 - (ظللت أساقي الْمَوْت إخوتي الأولى ... أبوهم أبي عِنْد المزاحة وَالْجد) 4 - (كِلَانَا يُنَادي يَا نزار وبيننا ... قِنَا من قِنَا الخطي أَو من قِنَا الْهِنْد)   يُورثهَا برودة ولونا لطيفا 1 - الشواحج الْغرْبَان وَقَوله مَا تعيد وَمَا تبدي مثل والمعيد الْعَالم بالأمور والمبدئ المعبد الْمُذَلل وَكَانَ من عَادَتهم التشاؤم بالغربان والتطير مِنْهَا فَيَقُول جرى بِفِرَاق هَذِه المحبوبة أول النَّهَار غربان سود لم تعلم من الْأَمر شَيْئا وَلم تعبد وَلم تذلل لِأَنَّهَا وحشية يُرِيد أَن ذَلِك لم يكن عَن علم مِنْهَا وتجربة وَإِنَّمَا هُوَ عَادَة لنا وَتَطير منا أَو الْمَعْنى أَن الْغُرَاب صَاح فِي أول النَّهَار فَكَانَ صياحه فألا لفراق العامرية على أَن صَوته لَا يُبْدِي معنى وَلَا يُعِيد فحوى 2 - أنث الطير لِأَنَّهُ أَرَادَ الْجَمَاعَة وآنفا نصب على الظَّرْفِيَّة وَمَعْنَاهُ فِي أول وَقت يقرب منا وَقَوله من بُد من زَائِدَة وبد اسْم يكن أَي بِمَا لم يكن بُد من وُقُوعه يَقُول لقد مرت بِي الطير من عهد قريب وَعلمت من مرورها أمرا لم يكن بُد من وُقُوعه 3 - يُقَال ظلّ يفعل كَذَا إِذا فعله نَهَارا ثمَّ توسعوا فِيهِ وَجرى مجْرى صَار وَقَوله عِنْد المزاحة المُرَاد بالمزاحة الْهزْل الَّذِي هُوَ ضد الْجد وَالْمعْنَى أَنه لما دلّت الطير حِين مرورها بِي على الْوَاقِع أوقعت بأخواتي وساقيتهم كأس الْحَرْب وَإِن كُنَّا فِي الْحَقِيقَة أَبنَاء جد وَاحِد وَذَلِكَ لاخْتِلَاف شؤوننا بتقلب الزَّمَان 4 - يُنَادي يَا نزار الخ نزار أبوهم وَهُوَ نزار بن معد بن عدنان والخطى نِسْبَة إِلَى مَوضِع تجلب إِلَيْهِ الرماح من الْهِنْد لِأَنَّهَا لَا تنْبت إِلَّا بِهِ وَقَوله أَو من قِنَا الْهِنْد يُرِيد أَن القنا عِنْدهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 (قروم تسامى من نزار عَلَيْهِم ... مضاعفة من نسج دَاوُد والسغد) (إِذا مَا حملنَا حَملَة مثلُوا لنا ... بمرهفة تذري السواعد من صعد) 3 - (وَإِن نَحن نازلناهم بصوارم ... ردوا فِي سرابيل الْحَدِيد كَمَا نردي) 4 - (كفى حزنا أَن لَا أَزَال أرى القنا ... تمج نجيعا من ذراعي وَمن عضدي)   كَانَت نَوْعَيْنِ نوعا يَأْتِي إِلَيْهِم من الْخط ونوعا يجلب من الْهِنْد دون أَن يمر بالخط وَالْمعْنَى أَن كلا من الْفَرِيقَيْنِ صَار ينتسب إِلَى نزار وَبينهمْ رماح من ورماح الْخط ورماح من الرماح الَّتِي تنْبت بِالْهِنْدِ 1 - أصل القروم الفحول المصاعيب الَّتِي أعفيت من الْحمل وَتركت للضراب ثمَّ استعيرت للشجعان وَقَوله تسامي أَي تتسامي فِي الْعِزّ والشرف والمضاعفة الدروع الَّتِي نسجت حلقتين حلقتين والسغد بلد تعْمل بِهِ الدروع وَالْمعْنَى أَنهم أَشْرَاف من نزار جمعُوا شرف الْحسب وَالنّسب فَلَا تراهم إِلَّا وهم فِي الدروع الداودية والسغدية 2 - المرهفة السيوف المرققة الْحَد وَمعنى تذري السواعد أَي تسقطها من صعد أَي من أَعلَى وَالْمعْنَى إِذا تقدمنا إِلَيْهِم بالحملة تمثلوا لنا وقابلونا بِالسُّيُوفِ المرهفة الَّتِي ترمي بالسواعد من أعاليها 3 - السرابيل الدروع وَقَوله كَمَا نردى من الرديان وَهُوَ سرعَة الْمَشْي وَالْمعْنَى وَإِن نازلناهم بقواطع السيوف هرولوا إِلَيْنَا مَعَ ثقل الدروع عَلَيْهِم كَمَا نهرول إِلَيْهِم 4 - تمج نجيعا أَي تصبه والنجيع الدَّم المائل للسواد أَو دم الْجوف من ذراعي وَمن عضدي المُرَاد بذراعه وعضده قومه الَّذين يتقوى بهم وَالْمعْنَى أَن الْحزن كل الْحزن فِي رؤيتي الرماح ينصب مِنْهَا دم قومِي فَهَذَا يَكْفِي من الْحزن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 (لعمري لَئِن رمت الْخُرُوج عَلَيْهِم ... بقيس على قيس وعَوْف على سعد) (وضيعت عمرا والرباب ودارما ... وَعَمْرو بن أد كَيفَ أَصْبِر عَن أد) 3 - (لَكُنْت كمهريق الَّذِي فِي سقائه ... لرقراق آل فَوق رابية صلد) 4 - (كمرضعة أَوْلَاد أُخْرَى وضيعت ... بني بَطنهَا هَذَا الضلال عَن الْقَصْد) 5 - (فأوصيكما يَا ابْني نزار فتابعا ... وَصِيَّة مفضي النصح والصدق والود)   1 - بقيس على قيس الخ نبه بذلك على قرب الْقَرَابَة بَينهم وَأَنه إِن أَخذ فِي النكاية فيهم احْتَاجَ أَن يخرج بقيس على قيس وَسعد على سعد لِأَن عوفا هُوَ ابْن سعد وَاحْتَاجَ أَيْضا أَن يراغم عمرا والرباب ودارما كَمَا وضحه فِي الْبَيْت بعده 2 - كَيفَ أَصْبِر عَن أد مَعْنَاهُ أَنه إِذا ضيع هَؤُلَاءِ الَّذين سماهم يحزن عَلَيْهِم كل الْحزن لمنزلتهم عِنْده ولاسيما منزلَة ابْن أد فَلذَلِك خصّه بِكَوْنِهِ لَا يصبر عَنهُ 3 - لَكُنْت الخ هَذَا جَوَاب الْقسم وَقَوله كمهريق أَي كمريق والسقاء الزق والرقراق الِاضْطِرَاب والآل السراب والرابية الرملة المرتفعة والصلد الشَّديد الأملس وَالْمعْنَى أَنه إِذا قَاتل إخوانه وضيعهم يكون كمن يصب مَاء زقه على الأَرْض طَمَعا فِي السراب يُرِيد أَنه يضيع مَا عِنْده وَيطْلب مَا لَا حَقِيقَة لَهُ 4 - كمرضعة الخ مَعْنَاهُ أَنه إِذا قَاطع أولياءه وأصدقاءه صَار فِي عمله هَذَا مثل مُرْضِعَة ضلت عَن طَرِيق الصَّوَاب فأرضعت أَوْلَاد غَيرهَا وَتركت أَوْلَادهَا جياعا 5 - يَا ابْني نزار الخ ابْنا نزار همار بيعَة وَمُضر ومفضى النصح أَي وَاصل نصحه إِلَيْكُم وَالْمعْنَى أخصكما يَا ابْني نزار بوصيتي فاتبعاها فَإِنَّهَا وَصِيَّة نَاصح لكم وَالْوَصِيَّة هِيَ قَوْله فِي الْبَيْت بعده فَلَا تعلمن الْحَرْب الخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 (فَلَا تعلمن الْحَرْب فِي الْهَام هامتي ... وَلَا ترميا بِالنَّبلِ ويحكما بعدِي) (أما ترهبان النَّار فِي ابْني ابيكمضا ... وَلَا ترجوان الله فِي جنَّة الْخلد) 3 - (فَمَا ترب أثرى لَو جمعت ترابها ... بِأَكْثَرَ من ابْني نزار على الْعد) 4 - (هما كنفا الأَرْض اللذا لَو تزعزعا ... تزعزع مَا بَين الْجنُوب إِلَى السد) 5 - (وَإِنِّي وَإِن عاديتهم وجفوءتهم ... لتألم مِمَّا عض أكبادهم كَبِدِي)   1 - فِي ألهام هامتي ألهام جمع هَامة وَهِي الرَّأْس يُرِيد إيَّاكُمْ أَن تنظروا هامتي فِي الْحَرْب أَي عَلَيْكُم بالتواصل حَتَّى لَا تقع الْحَرْب بَيْننَا وَقَوله وَلَا ترميا بِالنَّبلِ أَي دعوا التفاخر والتنافر فَإِن ذَلِك من أَسبَاب التقاطع والتهاجر وويحكما كلمة ترحم وَالْمعْنَى أَن وصيتي لَكمَا يَا ابْني نزار هِيَ أَن تتركا شقاقي وعنادي فَلَا أحاربكما بعد هَذِه الْمرة وَأَن تستقيما بعدِي فتتركا التفاخر والتنافر بَيْنكُمَا وَتَكون همتكما فِي إصْلَاح ذَات الْبَين 2 - أما ترهبان الخ مَعْنَاهُ أما تخافان عِقَاب الله فِي حَرْبِيّ وترجوان رِضَاهُ فِي جنَّة الْخلد بِالطَّاعَةِ وصلَة الْأَرْحَام 3 - فَمَا ترب أثري الخ أثرى وَالثَّرَى اسمان للْأَرْض وَالْمعْنَى أَن ربيعَة وَمُضر لَهما من الْكَثْرَة مَا لَيْسَ فِي غَيرهمَا من النَّاس وَأَن لَهُم بعد الصيت فِي الشّرف وإرهاب الْعَدو لِكَثْرَة عَددهمْ 4 - هما كنفا الأَرْض أَي جانباها وحذفت نون اللَّذَان لضَرُورَة النّظم والسد سد يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَهُوَ فِي الشمَال وَالْمعْنَى أَن ربيعَة وَمُضر بهما قوام كل قَبيلَة فَلَا تستند الْقَبَائِل إِلَّا إِلَيْهِمَا لِأَنَّهُمَا كجانبي الأَرْض فَلَو تحركا تحركت يُرِيد أَنهم حكام أهل الأَرْض 5 - وَإِنِّي وَإِن عاديتهم الخ مَعْنَاهُ أَنه لَا يُرِيد عدواتهم وَلَا هجرهم لِأَنَّهُ مِنْهُم فَهُوَ يحب مَا يحبونَ وَيكرهُ مَا يكْرهُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 (فَإِن أبي عِنْد الْحفاظ أبوهم ... وخالهم خَالِي وجدهم جدي) (رماحهم فِي الطول مثل رماحنا ... وهم مثلنَا قد السيور من الْجلد) 3 - وَقَالَت عَاتِكَة بنت عبد الْمطلب 4 - (سَائل بِنَا فِي قَومنَا ... وليكف من شَرّ سَمَاعه)   1 - فان أبي الخ مَعْنَاهُ أَنِّي وهم عِنْد الافتخار من بَيت وَاحِد فأيما خصْلَة من خِصَال الْخَيْر فَأَنا شريكهم فِيهَا 2 - قد السيور الْقد الْقطع طولا ضد القط وَهُوَ مَنْصُوب على الْمصدر وَالْمعْنَى أَن مفاخرهم فِي الْأَنْسَاب والأحساب لَا تجَاوز مفاخرنا فَنحْن وهم من أصل وَاحِد وَذَلِكَ كَمَا تقطع السيور من الْجلد على قدر بَعْضهَا 3 - هُوَ ابْن هَاشم بن عبد منَاف القرشية الهاشمية عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاخْتلف فِي إسْلَامهَا فَقَالَ قوم أسلمت وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَجَمَاعَة من أهل الْعلم لم يسلم من عمات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير صَفِيَّة أم الزبير بن الْعَوام رَضِي الله عَنْهُمَا وَكَانَت عَاتِكَة عِنْد أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَالِد أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي صَاحِبَة رُؤْيا بدر وحديثها مَذْكُور فِي كتب السّير قَالَ أَبُو هِلَال لما قتل البراض بن قيس عُرْوَة بن عتبَة الْجَعْفَرِي كَانَت قُرَيْش بعكاظ فاحتملوا نَحْو مَكَّة وَقد أَتَى هوَازن قتل البراض عُرْوَة فأتبعوهم فأدركوهم بنخلة فَاقْتَتلُوا حَتَّى دخلت قُرَيْش الْحرم وجن عَلَيْهِم اللَّيْل فكفت عَنْهُم هوَازن وَلِلنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ ذَاك عشرُون سنة وَذَلِكَ الْيَوْم أحد أَيَّام الفخار فَذَلِك حَيْثُ تَقول عَاتِكَة هَذِه الأبيات 4 - سَائل بِنَا أَي عَنَّا وَقَوْلها وليكف من شَرّ سَمَاعه هَذَا مثل وَمَعْنَاهُ أَنه يَكْفِي من الشَّرّ أَن يتحدث بِهِ وَإِن لم يكن لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 (قيسا وَمَا جمعُوا لنا ... فِي مجمع بَاقٍ شناعه) (فِيهِ السنور والقنا ... والكبش ملتمع قناعه) 3 - (بعكاظ يعشي الناظرين ... إِذا هم لمحوا شعاعه) 4 - (فِيهِ قتلنَا مَالِكًا ... قسرا وأسلمه رعاعه)   حَقِيقَة فَكيف بِهِ إِذا كَانَ حَقًا وَالشَّر يُرَاد بِهِ هُنَا الْحَرْب وَالْمعْنَى اسْأَل عَنَّا فِي قَومنَا من قُرَيْش تعلم مَا لنا من الشّرف والنجدة وَأَن سَماع الحَدِيث فِي شَأْن الْحَرْب يَكْفِي فِي التهويل عَن مشاهدتها 1 - قيسا مَنْصُوب على أَنه مفعول سَائل فِي الْبَيْت قبله والشناع الشناعة وَهِي الْقبْح وَالْعَيْب وَالْمعْنَى إسأل عَنَّا قيسا وَمَا جَمَعُوهُ لنا من الجموع الَّتِي يبْقى قبح آثارها 2 - فِيهِ السنور الخ السنور الدرْع أَو السِّلَاح والقنا الرماح والكبش رَئِيس الْجَيْش وملتمع من لمع إِذا برق والقناع المُرَاد بِهِ بَيْضَة الْحَدِيد وَالْمعْنَى أَن الْجَيْش الَّذِي جَمَعُوهُ لنا فِيهِ الدروع والرماح والرئيس الَّذِي تلمع بَيْضَة الْحَدِيد على رَأسه 3 - بعكاظ جَار ومجرور مُتَعَلق بقولِهَا فِي مجمع الْمُتَقَدّم فِي الأبيات وعكاظ سوق كَانَت للْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة ويعشي الناظرين أَي يضعف أَبْصَارهم وَأَصله من العشور وَهُوَ سوء الْبَصَر لَيْلًا وشعاعه تنَازع فِيهِ يعشى ولمحوا فاعمل الأول وَهُوَ يعشى وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَيقدر فِي الثَّانِي ضمير وَالْمعْنَى أَن هَذَا الْمجمع بعكاظ يضعف أبصار الناظرين شُعَاع أسلحته إِذا هم لمحوه 4 - فِيهِ قتلنَا الخ الضَّمِير من فِيهِ يعود إِلَى الْمجمع والقسر الْقَهْر والرعاع سفلَة النَّاس وَالْمعْنَى أَن مَالِكًا كَانَ جنده مركبا من العبيد والخدم وأخلاط النَّاس وَلم يكن من صَرِيح الْعَرَب أهل الْحفاظ والحماية فَلذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 (ومجدلا غادرنه ... بالقاع تنهسه ضباعه) 2 - وَقَالَ عبد الْقَيْس بن خفاف البرجمي 3 - (صحوت وزايلني باطلي ... لعمر أَبِيك زيالا طَويلا)   أسلموه لأوّل حَرْب 1 - ومجدلا أَي مطروحا على الجدالة وَهِي الأَرْض وَالنُّون فِي غادرنه للخيل والقاع مَا اسْتَوَى من الأَرْض والنهس انتزاع اللَّحْم عِنْد العض وَالْمعْنَى أَن الْخَيل تركته مطروحا على الأَرْض تَأْكُل الضباع لَحْمه 2 - هوشاعر جاهلي مَنْسُوب إِلَى البراجم وهم قوم من أَوْلَاد حَنْظَلَة ابْن مَالك وَفِي الْمثل إِن الشقي وَافد البراجم لِأَن عَمْرو بن هِنْد أحرق تِسْعَة وَتِسْعين رجلا من بني دارم وَكَانَ قد حلف ليحرقن مِنْهُم مائَة بأَخيه سعد فَمر رجل فاشتم رَائِحَة لحم فَظن أَنه شواء اتَّخذهُ الْملك فَعدل إِلَيْهِ ليَأْكُل مِنْهُ فَقيل لَهُ مِمَّن أَنْت فَقَالَ من البراجم فكمل بِهِ الْمِائَة فَضرب بِهِ الْمثل وَكَانَ عبد قيس هَذَا زمن حَاتِم طيىء وَكَانَ قد أَتَاهُ فِي دِمَاء حملهَا عَن قومه وأسلموه فِيهَا وَعجز عَنْهَا وَكَانَ شريفا شَاعِرًا شجاعا فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ إِنَّه قد وَقعت بيني وَبَين قومِي دِمَاء فتواكلوها وَإِنِّي حملتها فِي مَالِي وَأَهلي فَقدمت مَالِي واخترت أَهلِي وَكنت أوثق النَّاس بك فِي نَفسِي فَإِن تحملتها فكم من حق قَضيته وهم كفيته وَإِن حَال دون ذَلِك حَائِل لم أذمم يَوْمك وَلم أنس غدك فَقَالَ حَاتِم إِنِّي كنت لَا أحب أَن يأتني مثلك من قَوْمك وَهَذَا مرباعي فَخذه وافرا فَإِن وَفِي بالجمالة وَإِلَّا أكملت لَك فَأَخذهَا وزاده مائَة بعير وَانْصَرف رَاجعا إِلَى قومه 3 - الصحو ترك دواعي الصِّبَا وأباطيله وَقَوله وزايلني أَي فارقني وَالْمعْنَى تنبهت وفارقني مَا ألام عَلَيْهِ من ملهيات الصِّبَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 (فَأَصْبَحت لَا نزقا للحاء ... وَلَا للحوم صديقي أكولا) (وَلَا سابقي كاشح نازح ... بذحل إِذا مَا طلبت الذحولا) 3 - (وأصبحت أَعدَدْت للنائبات ... عرضا بَرِيئًا وعضبا صقيلا) 4 - (وَوَقع لِسَان كَحَد السنان ... ورمحا طَوِيل الْقَنَاة عسولا) 5 - (وسابغة من جِيَاد الدروع ... تسمع للسيف فِيهَا صليلا)   فراقا طَويلا وَقد جعل الطول وَصفا للزيال من بَاب التَّوَسُّع وَإِلَّا فَهُوَ وصف لوقت الزيال 1 - أجْرى أَصبَحت مجْرى صرت وَقَوله لَا نزقا للحاء ألنزق الْخَفِيف الْحَرَكَة واللحاء المشاتمة وَالصديق مُفْرد يُرَاد بِهِ الْجمع يُرِيد استبدلت من الخفة وقارا وَمن العجلة أَنَاة وَيُرِيد بقوله وَلَا للحوم الخ أَنه لَيْسَ بمغتاب عياب لصديقه 2 - كاشح الخ الْكَاشِح الْعَدو المبطن للعداوة والنازح الْبعيد الدَّار والذحل الثأر وَالْمعْنَى أَنه لَا يفوتني لحاق الْعَدو على بعده مني إِذا طلبت الانتصاف مِنْهُ لثأر بيني وَبَينه 3 - وأصبحت الخ مَعْنَاهُ لم أصبح إِلَّا وَقد هيأت للحوادث عرضا منزها عَن الشين وسيفا مصقولا فَإِذا حل بِي خطب لَا أقعد قاصرا عَن حفظ مَا يجب عَليّ حفظه من حقوقي وشرفي 4 - وَوَقع لِسَان مَعْطُوف على عرضا وَهُوَ مجَاز عَن الْحجَج الدامغة والعسول الشَّديد الاهتزاز وَالْمعْنَى وأعددت أَيْضا حجَجًا مفحمة للخصم صادرة عَن لِسَان مثل حد السنان وأعددت أَيْضا رمحا طَويلا قصبه شَدِيد الاهتزاز 5 - وسابغة الخ السابغة الدرْع التَّامَّة وجياد الدروع السهلة السلسلة اللينة والصليل صَوت وَقع الْحَدِيد بعضه على بعض وَالْمعْنَى وأعددت أَيْضا درعا وَاسِعَة لَا يُؤثر فِيهَا وَقع السَّيْف عَلَيْهَا لاستحكامها وسلاستها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 (كمتن الغدير زهته الدبور ... يجر المدجج مِنْهَا فضولا) 2 - وَقَالَت امْرَأَة من بني عَامر 3 - (وَحرب يضج الْقَوْم من نفيانها ... ضجيج الْجمال الجلة الدبرات) 4 - (سيتركها قوم وَيصلى بحرها ... بَنو نسْوَة للثكل مصطبرات) 5 - (فَإِن يَك ظَنِّي صَادِقا وَهُوَ صادقي ... بكم وبأحلام لكم صفرات)   1 - كمتن الغدير الخ الْمَتْن الظّهْر والغدير الْقطعَة من المَاء يغادرها السَّيْل وزهته الدبور أَي حركته ريح الدبور والمدجج التَّام السِّلَاح والفضول الزَّائِد وَالْمعْنَى أَن هَذِه الدرْع بحلقها وبريقها تشبه صفحة مَاء الغدير إِذا حركته الرّيح وَإِذا لبسهَا المدجج جر ذيلها على الأَرْض لسبوغها وطولها 2 - قَالَ أَبُو رياش هِيَ من بني قُشَيْر 3 - يضج الْقَوْم أَي يَصِيح والنفيان مَا يتطاير من المَاء والجلة المسان من الْإِبِل يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع والمذكر والمؤنث والدبرات جمع دبرة وَهِي الَّتِي بهَا قرحَة وَالْمعْنَى أَنَّهَا حَرْب يتَعَوَّذ الْقَوْم من تفاقمها حَتَّى يسمع لَهُم صياح كصياح الْإِبِل من الدبر لطولها عَلَيْهِم وَشدَّة مراسها 4 - للثكل مصطبرات الثكل فقدان الْوَلَد ومصطبرات أَي صابرات يَقُول سيترك هَذِه الْحَرْب قوم لَا عَادَة لَهُم بِمِثْلِهَا وَيُصلي بهَا أَبنَاء النِّسَاء الكريمات الصابرات على فقد أَوْلَادهنَّ 5 - وبأحلام لكم صفرات أَي وبعقول لكم خَالِيَة من الْخَيْر وَهَذَا تهديد مِنْهُ لَهُم وتوعد وَجَوَاب الشَّرْط أول الْبَيْت بعده وَالْمعْنَى إِن صدق ظَنِّي فِيكُم وَفِي عقولكم الَّتِي لَا خير فِيهَا عدتم لما نكره مِنْك فَعَادَت رماحنا فِيكُم بِالْقَتْلِ سريعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 (تعد فِيكُم جزر الْجَزُور رماحنا ... ويمسكن بالأكباد منكسرات) 2 - وَقَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت 3 - (غذوتك مولودا وعلتك يافعا ... تعل بِمَا ادني إِلَيْك وتنهل)   1 - جزر الْجَزُور هَذَا مثل لسرعة عمل الرماح فِي أجسامهم وَالْمعْنَى إِن لم تنتهوا عَمَّا يغضبنا عَادَتْ رماحنا منكسرة فِي أكبادكم بعد فعلهَا بكم مَا يفعل بالجزور 2 - اسْمه عبد الله بن ربيعَة بن عَوْف بن أُميَّة وَهُوَ من ثَقِيف وَهُوَ شَاعِر مجيد فِي أَكثر شعره أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَصَحَّ أَنه عَاشَ حَتَّى رثى أهل بدر قَالَ الْأَصْمَعِي ذهب أُميَّة فِي شعره بعامة مَا يكون فِي الْآخِرَة وعنترة بعامة مَا يكون فِي الْحَرْب وَقد صدقه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض شعره وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحب أَن يسمع من شعره وَكَانَ أُميَّة قد قَرَأَ الْكتب الْقَدِيمَة وَأَرَادَ أَن يتبع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويهاجر فَقدم الْحجاز ليَأْخُذ مَاله فَلَمَّا نزل بَدْرًا قيل لَهُ إِلَى أَيْن يَا أَبَا عُثْمَان قَالَ أُرِيد أَن أتبع مُحَمَّدًا فَقيل لَهُ هَل تَدْرِي مَا فِي هَذَا القليب وَهُوَ بِئْر كَانَت هُنَاكَ قَالَ لَا فَقيل لَهُ فِيهِ شيبَة وَرَبِيعَة وَفُلَان وَفُلَان فجدع أنف نَاقَته وشق ثَوْبه وَبكى وَذهب إِلَى الطَّائِف وَمَات بهَا كَافِرًا فِي السّنة التَّاسِعَة هَذَا وتروى هَذِه الأبيات الَّتِي نَسَبهَا أَبُو تَمام إِلَيْهِ لِابْنِ عبد الْأَعْلَى وَقيل هِيَ لأبي الْعَبَّاس الْأَعْمَى 3 - غذوتك أَي قُمْت بمؤنتك وعلتك أَي قُمْت بشأنك واليافع المقتبل الشَّبَاب وتعل من الْعِلَل وَهُوَ الشّرْب الثَّانِي وتنهل من النهل وَهُوَ الشّرْب الأول وَالْمعْنَى ربيتك وَأَنت مَوْلُود وَقمت بأحوالك فِي شبابك أقرب إِلَيْك من منافعك مَا يمكنني تقريبه فتأخذ مِنْهُ الْكثير والقليل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 (إِذا لَيْلَة نابتك بالشكو لم أَبَت ... لشكواك إِلَّا ساهرا أتململ) (كَأَنِّي أَنا المطروق دُونك بِالَّذِي ... طرقت بِهِ دوني وعيني تهمل) 3 - (تخَاف الردى نَفسِي عَلَيْك وَإِنَّهَا ... لتعلم أَن الْمَوْت حتم مُؤَجل) 4 - (فَلَمَّا بلغت السن والغاية الَّتِي ... إِلَيْهَا مدى مَا كنت فِيك أُؤَمِّل) 5 - (جعلت جزائي مِنْك جبها وغلظة ... كَأَنَّك أَنْت الْمُنعم المتفضل) 6 - (فليتك إِذْ لم ترع حق أبوتي ... فعلت كَمَا الْجَار المجاور يفعل) 7 - (وسميتني باسم المفند رَأْيه ... وَفِي رَأْيك التفنيد لَو كنت تعقل) 8 - (ترَاهُ معدا للْخلاف كَأَنَّهُ ... برد على أهل الصَّوَاب مُوكل)   1 - أتململ أَي أتقلب على الْملَّة وَهِي الْجَمْر وَالْمعْنَى أَنه إِذا أصَاب وَلَده مَا يُؤْذِيه لَا يرتاح حَتَّى يرتاح ابْنه 2 - كَأَنِّي أَنا المطروق الخ مَعْنَاهُ كَأَن الَّذِي أصَاب وَلَده من الشكوى أَصَابَهُ هُوَ وَلم يصب ابْنه 3 - الردى الْهَلَاك والختم الْوَاجِب وَالْمعْنَى تعدم نَفسِي الْقَرار خوفًا عَلَيْك من الْهَلَاك مَعَ أَنَّهَا لم يبعد عَنْهَا أَن الْمَوْت حتم وَاقع 4 - فَلَمَّا بلغت السن أَي فَلَمَّا أدْركْت سنّ الرِّجَال وَجَوَاب لما فِي الْبَيْت بعده وَهُوَ قَوْله جعلت جزائي الخ 5 - الجبه مُقَابلَة الْإِنْسَان بِمَا يكرههُ وَالْمعْنَى لما أدّيت حق التربية جازيتني بالسوء والمجاهرة كَأَنَّك صَاحب النِّعْمَة وَالْفضل 6 - الْمَعْنى فليتك إِذْ لم ترع حق الْأُبُوَّة عاملتني مُعَاملَة الْجَار لجاره بالرعاية 7 - فنده نسبه إِلَى سوء الْعقل وَالْمعْنَى لم تَجِد لي مكافئة سوى أَي نسبتني إِلَى الغباوة وَلَو كنت تعقل لعَلِمت أَن التفنيد فِي رَأْيك لَا فِي رَأْيِي 8 - ترَاهُ معدا أَي مُهَيَّأ نَفسه للْخلاف وَيُقَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 وَقَالَت امْرَأَة من بني هزان وهم بطن من عنزة يُقَال لَهَا أم ثَوَاب فِي ابْن لَهَا عفها (ربيته وَهُوَ مثل الفرخ أعظمه ... أم الطَّعَام ترى فِي جلده زغبا) (حَتَّى إِذا آض كالفحال شذبه ... أباره وَنفى عَن مَتنه الكربا) 3 - (أنشا يمزق أثوابي يؤدبني ... أبعد شيبي عِنْدِي يبتغى الأدبا) 4 - (إِنِّي لَأبْصر فِي ترجيل لمته ... وَخط لحيته فِي خَدّه عجبا)   فلَان مُوكل بِكَذَا أَي ملازم لَهُ يَقُول ترى هَذَا الْوَلَد قد هيأ نَفسه للْخلاف وَالرَّدّ على أهل الصَّوَاب كَأَنَّهُ مجبول على الرَّد عَلَيْهِم والغض مِنْهُم 1 - الفرخ كل صَغِير من الْحَيَوَان وَأم الطَّعَام الْمعدة والزغب صغَار الريش وَقَوله ترى فِي جلده زغبا كِنَايَة عَن صغره وَأَنه لَا يحسن الْقيام بِأَمْر نَفسه تَقول أَحْسَنت إِلَيْهِ وَهُوَ صَغِير وَقمت بأَمْره أتم قيام وَأعظم مَا فِيهِ معدته وَلَا يحسن شَيْئا من أَمر نَفسه 2 - آض صَار والفحال فَحل النّخل والأبار الملقح والمصلح للنخل وشذبه ألْقى عَنهُ كربه الَّتِي هِيَ أصُول السعف والمتن الظّهْر وَالْمعْنَى وَمَا زلت بِهِ كَذَلِك حَتَّى كبر واستقام أمره وَوجد الْقُوَّة باستصلاح أَحْوَاله أنشأ الخ 3 - أنشا ابْتَدَأَ خففت همزته للضَّرُورَة وَهُوَ من أَفعَال الشُّرُوع وَقَوله يمزق أثوابي كِنَايَة عَن الإهانة والتقريع وَقَوله يؤدبني فِي معن التَّعْلِيل لما يَفْعَله بهَا وَقَوله أبعد شيبي الخ إِنْكَار مِنْهَا عَلَيْهِ تَقول إِنِّي ربيته وَهُوَ ضَعِيف مثل الفرخ حَتَّى إِذا بلغ مبلغ الرِّجَال أَخذ يضربني ويهينني يُرِيد بذلك تأديبي فِيمَا يزْعم وتأديب المسن لَا يجدي وَلَا يُفِيد 4 - الترجيل غسل الشّعْر ومشطه واللمة الشّعْر الْمُجْتَمع المجاوز شحمة الْأذن وَالْمعْنَى إِنِّي لأشاهد فِي تَحْسِين شعره وَخط لحيته فِي خَدّه عجبا تُرِيدُ إِنِّي لَا عجب كَيفَ تحول عَمَّا كنت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 (قَالَت لَهُ عرسه يَوْمًا لتسمعني ... مهلا فَإِن لنا فِي أمنا أربا) (وَلَو رأتني فِي نَار مسعرة ... ثمَّ استطاعت لزادت فَوْقهَا حطبا) 3 - وَقَالَ ابْن السُّلَيْمَانِي 4 - (لعمرك إِنِّي يَوْم سلع للائم ... لنَفْسي وَلَكِن مَا يرد التَّلَوُّم) 5 - (أأمكنت من نَفسِي عدوي ضلة ... ألهفى على مَا فَاتَ لَو كنت أعلم) 6 - (لَو أَن صُدُور الْأَمر يبدون للفتى ... كأعقابه لم تلفه يتندم) 7 - (لعمري لقد كَانَت فجاج عريضة ... وليل سخامي الجناحين أدهم)   أعهده فِيهِ إِلَى مَا أَجِدهُ مِنْهُ السَّاعَة 1 - عرسه امْرَأَته والأرب الْحَاجة وَالْمعْنَى إِن لنا أربا إِلَى أمنا فِي جَمِيع أمورنا لِأَن لَهَا السن والتجربة 2 - مسعرة موقدة وَالْمعْنَى أَنَّهَا تغرني بقولِهَا الأول فَإِن ضميرها مُخَالف لنطقها تُرِيدُ أَن عرسه تنهاه عَن إيذائي ظَاهرا وَهِي تود هلاكي 3 - هُوَ شَاعِر إسلامي مقل وَكَانَ إِبْرَاهِيم بن عَرَبِيّ وَالِي الْيَمَامَة قبض عَلَيْهِ وَحمل إِلَى الْمَدِينَة مأسورا فَلَمَّا مر بسلع قَالَ هَذِه الأبيات 4 - سلع اسْم حصن بوادي مُوسَى وَقَوله مَا يرد يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ مَا يرجع أَو مَا ينفع والتلوم تكلّف اللوم وَالْمعْنَى بقيت يَوْم سلع أعاتب نَفسِي على فعلهَا وَلَكِن مَا ينفع التَّلَوُّم بعد فَوَات الشَّيْء 5 - أأمكنت اسْتِفْهَام توبيخي وضلة مصدر فِي مَوضِع الْحَال وَأعلم بِمَعْنى أعرف تنصب مَفْعُولا وَاحِدًا حذف هُنَا وَالْمعْنَى أجعلت لعدوي سَبِيلا إِلَى ضَلَالَة مني بقلة اهتدائي فوا أسفا على فَوَات ذَلِك لَو كنت أعلم مغبته مَا تندمت 6 - الْمَعْنى لَو أَن الْإِنْسَان يعلم صُدُور الْأَمر وَيظْهر لَهُ مَا خَفِي عَنهُ كأواخره لم تَجدهُ نَادِما 7 - فجاج جمع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 (إِذْ الأَرْض لم تجْهَل عَليّ فروجها ... وَإِذ لي عَن دَار الهوان مراغم) (فَلَو شِئْت إِذْ بِالْأَمر يسر لقلصت ... برحلي فتلاء الذراعين عيهم) 3 - (عَلَيْهَا دَلِيل بالفلاة نَهَاره ... وبالليل لَا يخطي لَهَا الْقَصْد منسم) وَقَالَ آخر   فج وَهُوَ الطَّرِيق الْوَاسِع وسخامي الجناحين أسود الطَّرفَيْنِ والأدهم الْأسود وَكَانَ هُنَا تَامَّة وَالْمعْنَى لقد كَانَت الطّرق متناهية فِي الوسع لَا تضيق بِي وَكَانَ اللَّيْل شَدِيد الظلمَة يسترني فضيعت الحزم مَعَ هَذِه الْأُمُور حَتَّى ضيقت على نَفسِي 1 - الْفروج هُنَا الثغور وَفِي الْكَلَام قلب أَي لم أَجْهَل ثغورها والهوان الذل والمراغم المباعد وَالْمعْنَى أَنِّي مَعَ سَعَة الطّرق وَسَوَاد اللَّيْل مَا كنت جَاهِلا فروج الأَرْض ومواضع الحماية وَمَا صَعب على الْمَهْرَب عَن دَار أذلّ فِيهَا 2 - قلصت أسرعت والفتل تبَاعد الْمرْفقين عَن الزُّور والعيهم النَّاقة السريعة وَالْمعْنَى أَنِّي لَو أردْت التَّخَلُّص وَكَانَ الْأَمر سهلا عَليّ حِينَئِذٍ كَانَ ذَلِك أمكن لي بركوب النَّاقة السريعة 3 - أجْرى الدَّلِيل مجْرى الْعَارِف والعالم فعداه بِالْبَاء وَالْمرَاد أَنه عَالم بطرق الفلاة وأعلامها وَقَوله نَهَاره مَنْصُوب على الظَّرْفِيَّة وبالليل لَا يخطي الخ المنسم الْخُف يُرِيد أَنه لبصره لَا يُخطئ منسم بعيره فيزيغ عَن الْقَصْد وَالْمرَاد من هَذِه الأبيات أَنه يلوم نَفسه على تَمْكِينه الْأَعْدَاء مِنْهَا وَكَانَت أَسبَاب النجَاة سهلة عَلَيْهِ وممكنة لَهُ من نَاقَة فتلاء الذراعين ينجو بهَا وليل أسود حالك يستره وَمَعْرِفَة بالطرق ترشده وفجاج عريضة لَا تضيق بِهِ فضيع الحزم مَعَ هَذِه الْأَسْبَاب حَتَّى ضيق عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 (أَعدَدْت بَيْضَاء للحروب ومصقول ... الغرارين يفصم الحلقا) (وفارجا نبعة وملء جفير ... من نصال تخالها وَرقا) 3 - (وأريحيا عضبا وَذَا خصل ... مخلولق الْمَتْن سَابِقًا تئقا) 4 - (يمْلَأ عَيْنَيْك بالفناء ويرضيك ... عقَابا إِن شِئْت أَو نزقا) 5 - وَقَالَ قَتَادَة بن مسلمة الْحَنَفِيّ   1 - الْبَيْضَاء الدرْع والغراران الحدان والفصم الْكسر مَعَ انْفِصَال وَالْمعْنَى أَعدَدْت للحرب درعا بَيْضَاء وسيفا لَا مَعَ الحدين يكسر حلق الدرْع 2 - الفارج الْقوس المتباعد وتره عَن الكبد والنبعة وَاحِدَة النبع وَهُوَ أَجود شجر تتَّخذ مِنْهُ القسي الْعَرَبيَّة والجفير كنَانَة النبل الواسعة من الْخشب وَالْمرَاد بالورق ورق الحواء وَهُوَ يشبه النصال عرضا وَالْمعْنَى وأعددت أَيْضا قوسا جيدا ونصالا عريضة كورق الحواء 3 - وأريحيا يجوز أَن يكون وصف السَّيْف بِأَنَّهُ أريحي لِأَنَّهُ يَهْتَز فَكَأَنَّهُ يرتاح للضرب أَو نِسْبَة إِلَى أرِيحَا قَرْيَة بالشأم والخصل الشّعْر الْمُجْتَمع والمخلولق الشَّديد الملاسة والمتن الظّهْر والتئق الممتلئ نشاطا وَالْمعْنَى وأعددت أَيْضا سَيْفا أريحيا قَاطعا وفرسا مُجْتَمع الشّعْر أملس الظّهْر سَابِقًا كثير النشاط 4 - يمْلَأ عَيْنَيْك أَي يُعْجِبك حسنه وَهُوَ مربوط بالفناء والفناء مَا امْتَدَّ من جَوَانِب الْبَيْت وَالْعِقَاب جمع عقب وَهُوَ الجري بعد الجري والنزق الجري الأول وَالْمعْنَى أَن هَذَا الْفرس جميل يمْلَأ الْعَينَيْنِ حسنا بِفنَاء الْبَيْت ويرضيك جريه فِي كل حَال 5 - هُوَ شَاعِر جاهلي سيد كريم وَهُوَ الَّذِي أَجَارَ الْحَارِث بن ظَالِم المري لما قتل خَالِد بن جَعْفَر بن كلاب وَخرج يلوذ بالقبائل ويحتمي بهَا وَكَانَ بِسَبَب قَتله لخَالِد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 (بكرت عَليّ من السفاه تلومني ... سفها تعجز بَعْلهَا وتلوم) (لما رأتني قد رزئت فوارسي ... وبدت بجسمي نهكة وكلوم) 3 - (مَا كنت أول من أصَاب بنكبة ... دهر وَحي باسلون صميم) 4 - (قاتلتهم حَتَّى تكافأ جمعهم ... وَالْخَيْل فِي سبل الدِّمَاء تعوم) 5 - (إِذْ تتقي بسراة آل مقاعس ... حد الأسنة وَالسُّيُوف تَمِيم)   جَعْفَر يَوْم رحرحان وَهُوَ مَوضِع وحديثهما مَذْكُور فِي كتب الْأَدَب والتاريخ وَقَتَادَة هَذَا من بني حنيفَة بن لجيم ومسكنهم بِالْيَمَامَةِ 1 - البكور الْإِتْيَان فِي أول النَّهَار وَالْمرَاد الْمُبَادرَة والإسراع والسفه الخفة وَالِاضْطِرَاب وتعجز أَي تنْسب بَعْلهَا إِلَى الْعَجز والبعل الزَّوْج والمصراع الأول من الْبَيْت إِخْبَار وَالثَّانِي عتاب وتوبيخ يَقُول بادرت إِلَى هَذِه الْمَرْأَة تلومين وتعذلني خفَّة مِنْهَا وسفها ثمَّ أقبل يُنكر عَلَيْهَا ذَلِك فَقَالَ وَهل يَنْبَغِي لَهَا أَن تلوم زَوجهَا سفها وتنسبه إِلَى الْعَجز 2 - رزئت أصبت والنهكة الضعْف والكلوم الجروح وَالْمعْنَى فعلت مَا تقدم حِين رأتني قد أصبت بقتل فوارسي وَظهر بجسمي الضعْف والجروح 3 - من أصَاب فِي معنى النكرَة فَيُفِيد الْكَثْرَة وَالْمرَاد مَا كنت أول إِنْسَان أَصَابَهُ بنكبة دهر والنكبة الْمُصِيبَة والدهر الزَّمن مُطلقًا والباسلون الشجعان والصميم لب الشَّيْء الْمَعْنى لست أول شخص أَصَابَهُ الدَّهْر والفوارس الْكِرَام بمصيبة وَمثل هَذَا لَا عَار فِيهِ 4 - التكافؤ من الْكُفْء وَهُوَ قلب الشَّيْء على وَجهه وَالْمرَاد أَنهم انْهَزمُوا والسبل السَّائِل من الْمَطَر وَالدَّم وَالْمعْنَى مَا زلت أقاتلهم حَتَّى انْهَزمُوا وَقد كَانَت الْخَيل تسبح فِي بَحر من الدِّمَاء 5 - الاتقاء أَن تجْعَل بَيْنك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 (لم ألق قبلهم فوارس مثلهم ... أحمى وَهن هوازم وهزيم) (لما التقى الصفان وَاخْتلف القنا ... وَالْخَيْل فِي نقع العجاج أزوم) 3 - (فِي النَّقْع ساهمة الْوُجُوه عوابس ... وبهن من دعس الرماح كلوم) 4 - (يممت كبشهم بطعنة فيصل ... فهوى لحر الْوَجْه وَهُوَ دميم) 5 - (وَمَعِي أسود من حنيفَة فِي الوغى ... للبيض فَوق رُؤْسهمْ تسويم)   وَبَين مَا تخَاف حاجزا يقيك ويحفظك وَالْمعْنَى قَاتَلت هَؤُلَاءِ الْقَوْم قتالا شَدِيدا حِين كَانَت تَمِيم تتحصن من حد الرماح وَالسُّيُوف بأشراف آل مقاعس وَهِي قَبيلَة مَشْهُورَة 1 - لم ألق الخ يجوز أَن يكون عَنى بالفوارس أَصْحَابه الَّذين فجع بهم وَأَن يكون المُرَاد بهم فرسَان الْأَعْدَاء وأحمى أَرَادَ أحمى مِنْهُم وَالضَّمِير فِي قَوْله وَهن يرجع إِلَى الْخَيل وَلِهَذَا قَالَ هوازم وَهُوَ جمع هازم وهزيم بمعن مهزوم وَالْمعْنَى لم أجد قبل هَذِه الفرسان مثلهم فِي الدفاع عَن أنفسهم هازمين أَو مهزومين 2 - القنا الرماح وَالنَّقْع الْغُبَار الكثيف والعجاج مَا تطاير مِنْهُ والأزم الْإِمْسَاك والعض وَجَوَاب لما يممت الْآتِي 3 - السهوم تغير اللَّوْن مَعَ ضعف والدعس الطعْن وَشدَّة الْوَطْء 4 - الْكَبْش الرئيس والفيصل هُوَ مَا يفصل بِهِ بَين الْفَرِيقَيْنِ وَالْحر من كل شَيْء خالصه والدميم الْقَبِيح الْوَجْه وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة أَنه حِين التقى الجيشان وتبادل ضرب الرماح وَالْحَال أَن الْخَيل عاضة على لجمها فِي غُبَار كثير متطاير متغيرة اللَّوْن كاشرة بهَا آثَار من طعن الرماح قصدت أشجعهم وطعنته طعنة شُجَاع فَسقط على وَجهه وَقد تبدل حسنه بقبح 5 - الوغى الْحَرْب والتسويم التَّأْثِير والعلامة وَالْمعْنَى أَنه كَانَ معي فِي ذَلِك الْوَقْت رجال من حنيفَة يشبهون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 (قوم إِذا لبسوا الْحَدِيد كَأَنَّهُمْ ... فِي الْبيض وَالْحلق الدلاص نُجُوم) (فلئن بقيت لأرحلن بغزوة ... تحوي الْغَنَائِم أَو يَمُوت كريم) وَقَالَ رجل من بني يشْكر فِيمَا كَانَ بَينهم وَبَين ذهل 3 - (أَلا أبلغ بني ذهل رَسُولا ... وَخص إِلَى سراة بني البطاح) 4 - (بِأَنا قد قتلنَا بالمثنى ... عُبَيْدَة مِنْكُم وَأَبا الجلاح) 5 - (فَإِن ترضوا فَإنَّا قد رَضِينَا ... وَإِن تأبوا فأطراف الرماح) 6 - (مقومة وبيض مرهفات ... تتر وجماجما وبنان رَاح)   الْأسود فِي الْحَرْب مَعَ مداومته حَتَّى أَن الْبيض لِكَثْرَة وجودهَا على رُؤْسهمْ حسرت الشّعْر عَن جوانبها 1 - الْبيض مَا يَجْعَل على الرَّأْس لوقايته وَالْحلق الدروع والدلاص اللينة الملساء وَالْمعْنَى هم قوم إِذا لبسوا أَنْوَاع الأسلحة تراهم كَأَنَّهُمْ فِي لبسهم هَذَا نُجُوم فِي البريق واللمعان 2 - اللَّام للقسم ولأرحلن جَوَابه وَالْمعْنَى أقسم إِنِّي إِن عِشْت لأغزون غَزْوَة تجمع الْغَنَائِم إِلَّا أَن أَمُوت 3 - الرَّسُول الرسَالَة وَقَوله وَخص إِلَى سراة الخ أَي توصل إِلَى أَن تخصهم بأدائها والبطاح مَالك بن عَامر بن ذهل بن ثَعْلَبَة 4 - مَوضِع بِأَنا الخ مَنْصُوب على أَنه بدل من رَسُولا والمثنى وَعبيدَة وَأَبُو الجلاح أَسمَاء رجال وَالْمعْنَى أبلغ أكَابِر هَؤُلَاءِ الْقَوْم أَنا قد قتلنَا بدل الْوَاحِد الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ منا اثْنَيْنِ مِنْكُم 5 - الْمَعْنى إِن رَضِيتُمْ الصُّلْح فَنحْن راضون وَإِن أَبَيْتُم فأطراف الرماح بَيْننَا 6 - المقومة المعتدلة والمرهفات المسنونة وتتر تسْقط والجماجم المُرَاد بهَا السادات والبنان أَطْرَاف الْأَصَابِع والراح الْكَفّ وَالْمعْنَى أَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 1 - وَقَالَ جريبة بن الأشيم الفقعسي (فدى لفوارسي المعلمين ... تَحت الْعَجَاجَة خَالِي وَعم) 3 - (هم كشفوا عَيْبَة العائبين ... من الْعَار أوجههم كالحمم) 4 - (إِذا الْخَيل صاحت صياح النسور ... حززنا شراسيفها بالجذم)   الرماح الْمُتَقَدّمَة معتدلة وبيننا أَيْضا السيوف اللامعة المسنونة الَّتِي تسْقط رُؤْس السادات عَن الْأَبدَان والأصابع عَن الْكَفّ 1 - وجده عَمْرو ابْن وهب أحد بني فقعس بن طريف وَهُوَ أَخُو مطير بن الأشيم أحد شياطين بني أَسد وجريبة شَاعِر إسلامي مقل وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الشّعْر أَن سلهبا وَأَبا سلهب من بني ضبيعة بن عجل سارا فِي جمع من بكر بن وَائِل يطلبان الْغَنَائِم وَخرجت بَنو فقعس أَيْضا فَالتقى الْجَمْعَانِ وَلَا يُرِيد أحد مِنْهُم صَاحبه فَلَمَّا الْتَقَوْا صَاح بَنو فقعس نزال نزال فَلم ينزلُوا وقاتلوا على الْخَيل فَشد فَرْوَة بن مرْثَد على أبي سلهب فاختلفا ضربتين فكلاهما قتل صَاحبه وهزمتهم بَنو فقعس وَقتلُوا مِنْهُم فَقَالَ فِي ذَلِك جريبة بن الأشيم هَذِه الأبيات 2 - المعلمون المتسمون بالسمة والعجاجة الْغُبَار وفدى مُبْتَدأ خَبره خَالِي وَالْمعْنَى أفدي فوارسي المتسمين بسمات الشجَاعَة تَحت غُبَار الْحَرْب بخالي وَعمي 3 - العيبة شبه الخريطة من الْأدم وَهَذَا مثل مَعْنَاهُ أَنهم أظهرُوا من عيب من كَانَ يطْلب عيبهم مَا كَانَ خافيا فكأنهم كشفوا عيابهم المنطوية على عيوبهم والحمم الفحم وَالْمعْنَى أَن هَؤُلَاءِ الفرسان أدركوا ثأر من قتل مِنْهُم وكشفوا سوأة أعدائهم وأظهروا مخازيهم وألبسوهم عارا تسود مِنْهُ الْوُجُوه حَتَّى كَأَنَّهَا فَحم 4 - صياح النسور يُرِيد بذلك أصواتا قَصِيرَة والحز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 (إِذا الدَّهْر عضتك أنيابه ... لَدَى الشَّرّ فأزم بِهِ مَا أزم) (وَلَا تلف فِي شَره هائبا ... كَأَنَّك فِيهِ مسر السقم) 3 - (عرضنَا نزال فَلم ينزلُوا ... وَكَانَت نزال عَلَيْهِم أَطَم) 4 - (وَقد شبهوا العير أفراسنا ... فقد وجدوا ميرها ذَا بشم) 5 - وَقَالَ شَقِيق بن سليك الْأَسدي   الْقطع والشراسيف مقاط الأضلاع والجذم بقايا السِّيَاط وَالْمعْنَى أَن خَيْلنَا معودة أَن لَا تصيح فِي الْحَرْب فَإِن عرض لَهَا ذَلِك الصياح الْقصير ضربناها بالسياط لتذكر عَادَتهَا 1 - أَرَادَ بأنياب الدَّهْر مصائبه والأزم العض وَمَا مَعَ الْفِعْل بعْدهَا فِي تَأْوِيل مصدر وَاسم الزَّمَان مَحْذُوف وَالْمعْنَى إِذا نزلت بك حوادث الدَّهْر فَلَا تضعف وقاومه بِالصبرِ مَا قاومك بالمصائب 2 - ألفاه وجده وَيُقَال هاب فلَان كَذَا يهابه إِذا خافه فَهُوَ هائب وهيوب وَالْمعْنَى لَا تهب الدَّهْر وَلَا تكن مِنْهُ بِمَنْزِلَة الَّذِي بِهِ مرض عجز عَن مداواته فيئس من حَيَاته فأخفى أَثَره وكتمه وَهُوَ مِنْهُ خَائِف 3 - أَطَم من قَوْلهم طم الشَّيْء كثر حَتَّى علا وَغلب وَالْمعْنَى دعوناهم للبراز فَلم يبرزوا وَكَانَ دعاؤهم إِلَى المبارزة والمنازلة أَشد عَلَيْهِم من وَقع سهامنا وَطعن رماحنا لأَنهم جلبوا على أنفسهم الْعَار والذم 4 - العير الْإِبِل عَلَيْهَا الْميرَة وَهِي جلب الطَّعَام والبشم الثّقل فِي الطَّعَام يُقَال بشم فلَان من الطَّعَام إِذا أَصَابَهُ ثقل وتخمة يُرِيد أَنهم عدونا غنيمَة لَهُم فاستوبلوا عَاقِبَة غنيمتهم 5 - هُوَ شَاعِر إسلامي مقل وَهُوَ أحد بني أَسد بن خُزَيْمَة من مُضر أَو من بني أَسد بن ربيعَة بن نزار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 (أَتَانِي عَن أنس وَعِيد ... فسل تغيض الضَّحَّاك جسمي) (وَلم أعص الْأَمِير وَلَك أربه ... وَلم أسبق أَبَا أنس بوغم) 3 - (وَلَكِن الْبعُوث جنت علينا ... فصرنا بَين تطويح وَغرم) 4 - (وخافت من جبال السغد نَفسِي ... وخافت من جبال خوار رزم) 5 - (فقارعت الْبعُوث وقارعتني ... ففاز بضجعة فِي الْحَيّ سهمي) 6 - (وَأعْطيت الْجعَالَة مستميتا ... خَفِيف الحاذ من فتيَان جرم)   1 - معنى سل ذاب وَضعف والتغيض التغيظ وَالضَّحَّاك اسْم أبي أنس وَهُوَ الضَّحَّاك بن قيس الفِهري صَاحب مرج راهط وَالْمعْنَى هددني أَبُو أنس الضَّحَّاك فأضعف وعيده وغيظه جسمي 2 - رابه إِذا أَتَاهُ بريبة والوغم الترة وَهِي الثأر وَالْمعْنَى لم أُخَالِف الْأَمِير وَلم أَتكَلّم فِيهِ بِسوء وَلم أتقدمه بِحَرب 3 - الْبعُوث جمع بعث ويحرك هُوَ الْجَيْش وَجمعه لاختلافه وتكرره والتطويح التبعيد فِي الأَرْض يَقُول لم أعص الضَّحَّاك الْأَمِير وَلَكِن جِنَايَة الْجَيْش علينا عظم لدينا موقعها فصرنا بَين النزوح عَن الْأَهْل والإبعاد عَن الوطن وَبَين غرم نلتزمه 4 - السغد أمكنة مُتَفَرِّقَة وخوارزم بَلْدَة مَشْهُورَة وَالْمعْنَى خَافت نَفسِي من هَذِه الْجبَال فَكرِهت الْخُرُوج 5 - قارعت من الْقرعَة وَقَوله ففاز بضجعة الخ أَي خرج سهمي باضطجاعي وراحتي فِي الْحَيّ وَالْمعْنَى أَنِّي صنعت مَعَهم الْقرعَة فَخرج سهمي براحتي وَعدم خروجي إِلَى الْحَرْب 6 - الْجعَالَة الْعَطاء الَّذِي يُؤْخَذ من السُّلْطَان والمستميت طَالب الْمَوْت وخفيف الحاذ المُرَاد بِهِ السَّرِيع النشيط وَالْمعْنَى لما كرهت الْخُرُوج أخرجت عني رجلا شجاعا كثير النشاط من فتيَان جرم قَبيلَة مَشْهُورَة على جعل مَعْلُوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 بَاب المراثي 1 - قَالَ أَبُو خرَاش الْهُذلِيّ (حمدت إلهي بعد عُرْوَة إِذْ نجا ... خرَاش وَبَعض الشَّرّ أَهْون من بعض) 3 - (فوا الله مَا أنسى قَتِيلا رزئته ... بِجَانِب قوسى مَا مشيت على الأَرْض)   1 - اسْمه خويلد بن مرّة أحد بني هُذَيْل وَهُوَ من فرسَان الْعَرَب وفتاكهم شَاعِر مخضرم أسلم وَهُوَ شيخ كَبِير يَوْم حنين وَكَانَ مِمَّن يعدو على رجلَيْهِ فَيَسْبق الْخَيل وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الشّعْر أَن عُرْوَة بن مرّة أَخا أبي خرَاش وخراش بن أبي خرَاش اصْطَحَبَا فِي سفر كَانَا فِيهِ فأسرهما بطْنَان من ثمالة وَكَانُوا موتورين فَاخْتَلَفُوا فِي الْإِبْقَاء عَلَيْهِمَا وقتلهما فَمَال بَنو بِلَال إِلَى قَتلهمَا وَبَنُو رزام إِلَى الْإِبْقَاء عَلَيْهِمَا وتفاقم الْأَمر بَينهمَا فِي ذَلِك إِلَى أَن صَار يُؤَدِّي إِلَى الْمُقَاتلَة فتفرد بَنو بِلَال بِعُرْوَة فَقَتَلُوهُ وَتفرد بَنو رزام بخراش فَخَلا بِهِ رجل مِنْهُم وَأطْلقهُ فَلَمَّا وافى خرَاش إِلَى أَبِيه وَأخْبرهُ بِمَا جرى اقْتصّ قصتهما فِي هَذِه الأبيات ويروى عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عُبَيْدَة أَنَّهُمَا قَالَا لَا نَعْرِف أحدا مدح من لَا يعرفهُ غير أبي خرَاش وَقد سلك بعض من شعراء الْإِسْلَام مسلكه 2 - عُرْوَة أَخُو الشَّاعِر وخراش ابْنه وَالْمعْنَى أشكر الله بعد مَا اتّفق من قتل عُرْوَة على نجاة خرَاش وَبَعض الشَّرّ أخف من بعض وَقد كنت أعتقد قَتلهمَا مَعًا 3 - رزئته فجعت بِهِ وقوسى اسْم مَكَان بالسراة وَبِه قتل عُرْوَة أَخُوهُ وَالْمعْنَى أقسم بِاللَّه إِنِّي لَا أنسى الْقَتِيل الَّذِي فجعت بفقده بِجَانِب قومى مُدَّة حَياتِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 (على أَنَّهَا تَعْفُو الكلوم وَإِنَّمَا ... نوكل بالأدنى وَإِن جلّ مَا يمْضِي) (وَلم أدر من ألْقى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ ... على أَنه قد سل عَن ماجد مَحْض) 3 - (وَلم يَك مثلوج الْفُؤَاد مهبجا ... أضاع الشَّبَاب فِي لربلة والخفض) 4 - (وَلكنه قد نازعته مجاوع ... على أَنه ذُو مرّة صَادِق النهض)   1 - على أَنَّهَا الخ هَذَا الْكَلَام يجْرِي مجْرى الِاعْتِذَار مِنْهُ والاستدراك على نَفسه فِيمَا أطلقهُ من قَوْله لَا أنسى قَتِيلا رزئته مُدَّة حَياتِي وَالضَّمِير فِي أَنَّهَا للقصة وَخبر أَن الْجُمْلَة بعْدهَا والعفاء الدُّرُوس والذهاب والكلوم جمع كلم وَيَعْنِي بِهِ الحز عِنْد ابْتِدَاء الْمُصِيبَة وَجل عظم وَمَوْضِع على أَنَّهَا نصب على الْحَال وَأَرَادَ بِهَذَا تقادم الْعَهْد وتطاول الزَّمن يَقُول وَالله لَا أنساه وَلَو طَال عَهده وعفت آثاره وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَن الْإِنْسَان يشْتَد جزعه بالمصيبة الْقَرِيبَة الْعَهْد فَأَما المتقادم عهدها فَإِن مضى الزَّمن يذهبها وَقَوله وَإِنَّمَا نوكل بالأدنى الخ مَعْنَاهُ أَن الفجيعة تلازم الْإِنْسَان وتشتد بِهِ على المصائب الْقَرِيبَة الْعَهْد وَإِن كَانَت صَغِيرَة وَأَنَّهَا تخف على الْإِنْسَان إِذا طَال أمدها وَإِن كَانَت كَبِيرَة 2 - من استفهامية وعَلى أَنه فِي مَوضِع الْحَال وَالْمعْنَى لم أتحقق الَّذِي اهْتَدَى لهَذِهِ المكرمة فَنزع رِدَاءَهُ وألقاه على أخي مَعَ كَونه مسلولا عَن كريم خَالص النّسَب 3 - مثلوج الْفُؤَاد بارده والمهبج الَّذِي استرخى لَحْمه وَتغَير لَونه والربيلة السّمن يَقُول إِنَّه كَانَ ذكي الْفُؤَاد شهما لم يكن مِمَّن ضيع شبابه فِي الْخَفْض والدعة وَصَلَاح بدنه 4 - المجاوع جمع مجوعة السّنة يكون فِيهَا الْجُوع وَأَرَادَ مِنْهَا هُنَا المخامص جمع مَخْمَصَة وَهِي خلو الْبَطن من الطَّعَام جوعا وَإِنَّمَا أثرت فِيهِ المجاوع لِأَنَّهُ إِذا سَافر آثر صَحبه على نَفسه بزاده فيجوع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 1 - وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب (عَلَيْك سَلام الله قيس بن عَاصِم ... وَرَحمته مَا شَاءَ أَن يترحما) 3 - (تَحِيَّة من غادرته غَرَض الردى ... إِذا زار عَن شحط بلادك سلما) 4 - (فَمَا كَانَ قيس هلكه هلك وَاحِد ... وَلكنه بُنيان قوم تهدما) 5 - وَقَالَ هِشَام بن عقبَة الْعَدوي أَخُو ذِي الرمة يرثي أوفى بن دلهم وَذَا الرمة غيلَان   ويشبعهم والمرة الْقُوَّة وَقَوله صَادِق النهض يُرِيد النهوض إِلَى المكارم والمعالي لَا يكذب فِيهَا إِذا نَهَضَ إِلَيْهَا يَقُول وَلكنه كَانَ محالف الْجُوع يُؤثر أَصْحَابه على نَفسه بزاده فيشبعهم ويجوع مَعَ أَنه صَاحب قُوَّة وصادق فِي النهوض للمعالي والمكارم 1 - وَاسم أَبِيه يزِيد بن عَمْرو بن وَعلة وَهُوَ من بني عبد شمس ابْن سعد بن زيد بن مَنَاة بن تَمِيم وَهُوَ شَاعِر مجيد لَيْسَ بالمكثر مخضرم أدْرك الْإِسْلَام فَأسلم وَكَانَ فِي جَيش النُّعْمَان بن مقرن الَّذين حَاربُوا الْفرس مَعَه بِالْمَدَائِنِ وَكَانَ لَا يحسن الهجاء لِأَنَّهُ كَانَ يرْتَفع عَنهُ 2 - من عَادَة الْعَرَب إِذا حيوا الْمَيِّت قدمُوا لفظ عَلَيْك وَالْمعْنَى عَلَيْك تَحِيَّة الله وَرَحمته يَا قيس بن عَاصِم مُدَّة مَشِيئَته للرحمة أَي دَائِما 3 - تَحِيَّة مَنْصُوب على الْمصدر وغادره تَركه والردى الْهَلَاك والشحط الْبعد وَالْمعْنَى أحييك تَحِيَّة من خلفته هدفا للهلاك ودأبه أَنه إِذا زار بلادك بعد بعد سلم عَلَيْك 4 - الهلك الْمَوْت وَالْمعْنَى مَا كَانَ هلك قيس هلك وَاحِد من النَّاس بل كَانَ مَوته موتا لقبيلته 5 - قَالَ أَبُو هِلَال كَانَ لذِي الرمة ثَلَاثَة إخْوَة أوفى وَهِشَام ومسعود وَكلهمْ كَانُوا يَقُولُونَ الشّعْر فتغلب ذُو الرمة على شعرهم وتفوق عَلَيْهِم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 (تعزيت عَن أوفى بغيلان بعده ... عزاء وجفن الْعين ملآن مترع) (نعى الركب أوفى حِين آبت رِكَابهمْ ... لعمري لقد جاؤا بشر فأوجعوا) 3 - (نعوا باسق الْأَفْعَال لَا يخلفونه ... تكَاد الْجبَال الصم مِنْهُ تصدع) 4 - (خوى الْمَسْجِد الْمَعْمُور بعد ابْن دلهم ... وَأمسى بأوفى قومه قد تضعضعوا) 5 - (فَلم تنسني أوفى المصيبات بعده ... وَلَكِن نك الْقرح بالقرح أوجع)   1 - تعزيت تصبرت وغيلان اسْم ذِي الرمة وأوفى أَخُوهُ وهما أخوا هِشَام ومترع مَمْلُوء وَالْمعْنَى تصبرت على مَا أصابني من فقد أوفى وتسليت عَنهُ بمصيبتي على فقد ذِي الرمة وَالْحَال أَن جفن الْعين مَمْلُوء من الدُّمُوع المنصبة 2 - النعي الْإِخْبَار بِالْمَوْتِ وآب رَجَعَ وَالْمعْنَى أَن الركب لما رجعُوا أخبروني بِمَوْت أوفى ولعمري إِنَّمَا جاؤا بِخَبَر من الشَّرّ فأوجعوا بِهِ فُؤَادِي 3 - الباسق العالي وتصدع تتشقق وَالْمعْنَى أَنهم أخبروني بِمَوْت شرِيف الْأَفْعَال عَزِيز الْوُجُود الَّذِي لم يبْق من يقوم مقَامه وتكاد الْجبَال الصلبة تشقق من ذَلِك النعي 4 - خوى خلا وَابْن دلهم رجل عمر مَسْجِدا وَكَانَ الْقَائِم بشؤنه فَلَمَّا مَاتَ خلا الْمَسْجِد والضعضعة الخضوع والتذلل يَقُول إِن الْمَسْجِد الَّذِي بناه ابْن دلهم خوي وتساقط بِنَاؤُه وتعطلت إِقَامَة الشعائر فِيهِ بعد مَوته إِذْ كَانَ هُوَ الْقَائِم 4 بأَمْره المتفقد لصلاحه وَأَن أوفى كَانَ قوام عشيرته وموئلهم فَلَمَّا مَاتَ اضْطَرَبَتْ أَحْوَالهم فصاروا بعده أذلاء ضعفاء 5 - النكء قشر القرحة قبل أَن تَبرأ والقرح الْجرْح وأوجع أَشد وجعا وَالْمعْنَى كل مُصِيبَة بعد فقد أوفى لَا تنسني الْحزن عَلَيْهِ بل تزيدني ألما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 1 - وَقَالَ متمم بن نُوَيْرَة (لقد لامني عِنْد الْقُبُور على البكا ... رفيقي لتذراف الدُّمُوع السوافك)   كالجرح إِذا نزل عَلَيْهِ جرح آخر كَانَ أَشد وجعا 1 - وجده عَمْرو بن شَدَّاد يصل نسبه إِلَى يَرْبُوع بن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم وَكَانَ متمم يكنى أَبَا نهشل وَهُوَ شَاعِر مخضرم صَحَابِيّ وَكَانَ من أَشد خلق الله جزعا على أَخِيه مَالك بن نُوَيْرَة وَكَانَ مَالك قد قتل زمن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ أَيَّام الرِّدَّة وَصلى متمم ذَات يَوْم الصُّبْح مَعَ أبي بكر رَضِي الله عَنهُ ثمَّ أنْشد (نعم الْقَتِيل إِذا الرِّيَاح تناوحت ... تَحت الْإِزَار قتلت يَا ابْن الْأَزْوَر) (أدعوته بِاللَّه ثمَّ قتلته ... لَو هُوَ دعَاك بِذِمَّة لم يغدر) فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ وَالله مَا دَعوته وَلَا قتلته ثمَّ قَالَ (لَا يضمر الْفَحْشَاء تَحت رِدَائه ... حُلْو شمائله عفيف المئزر) (ولنعم حَشْو الدرْع أَنْت وحاسرا ... ولنعم مأوى الطارق المتنور) ثمَّ بَكَى حَتَّى سَالَتْ عينه العوراء ثمَّ انخرط على رسية قوسه مغشيا عَلَيْهِ وَصلى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ الصُّبْح ذَات يَوْم فَلَمَّا فرغ من صلَاته إِذا هُوَ بِرَجُل قصير متنكب قوسا وَبِيَدِهِ عَصا فَقَالَ من هَذَا فَقَالَ متمم بن نُوَيْرَة فاستنشده قَوْله فِي أَخِيه فأنشده شعرًا حسنا رصينا متينا فَقَالَ عمر هَذَا وَالله التأبين ولوددت أَنِّي أحسن الشّعْر فأرثي أخي زيدا بِمثل مَا رثيت بِهِ أَخَاك فَقَالَ متمم لَو أَن أخي مَاتَ على مَا مَاتَ عَلَيْهِ أَخُوك مَا رثيته فَقَالَ عمر مَا عزاني أحد عَن أخي بِمثل مَا عزاني بِهِ متمم 2 - التذراف جَرَيَان الدمع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 (فَقَالَ أَتَبْكِي كل قبر رَأَيْته ... لقبر ثوى بَين اللوى فالدكادك) (فَقلت لَهُ إِن الشجا يبْعَث الشجا ... فدعن فَهَذَا كُله قبر مَالك) 3 - وَقَالَ أَبُو الْعَطاء السندي 4 - (أَلا إِن عينا لم تَجِد يَوْم وَاسِط ... عَلَيْك بجاري دمعها لجمود) 5 - (عَشِيَّة قَامَ النائحات وشققت ... جُيُوب بأيدي مأتم وخدود) 6 - (فَإِن تمس مهجور الفناء وَرُبمَا ... أَقَامَ بِهِ بعد الْوُفُود وُفُود)   والسوافك المُرَاد مِنْهَا المسفوكة وَالْمعْنَى أَن رفيقي لامني على بُكَائِي الْكثير عِنْد الْقُبُور لكَونه يتألم بألمي 1 - ثوى بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ واللوى والدكادك اسْما موضِعين وَالْمعْنَى أَن رفيقي لامني فَقَالَ أَتَبْكِي كل قبر نظرته لأجل ذَلِك الْقَبْر الَّذِي أَقَامَ بِهِ هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ 2 - الشجا الْحزن وَالْمعْنَى فأجبته بِأَن رُؤْيَة الْقَبْر تذكرني بِقَبْر مَالك لِأَنَّهُ كَانَ عَظِيم الشَّأْن قد مَلأ الأَرْض بإحسانه فَكَأَن الأَرْض كلهَا قَبره 3 - أَبُو عَطاء تقدّمت تَرْجَمته وَهَذَا الشّعْر يَقُوله أَبُو عَطاء فِي ابْن هُبَيْرَة وَكَانَ قد قَتله الْمَنْصُور بواسط بعد أَن أَمنه وَكَانَ قد قَتله غدرا فَلَمَّا حمل إِلَيْهِ رَأسه قَالَ للحرسي أَتَرَى إِلَى طِينَة رَأسه مَا أعظمها فَقَالَ الحرسي طِينَة إيمَانه أعظم من طِينَة رَأسه 4 - جمود بخيلة بالدمع مَعَ طلبه مِنْهَا وَالْمعْنَى أَن الْعين الَّتِي لم تبك عَلَيْك يَوْم قتلت بواسط بكاء كثيرا لبخيلة كالحجر الَّذِي لَا يرشح 5 - عَشِيَّة بدل من يَوْم لِأَن المُرَاد بِهِ الْوَقْت وَمعنى قيام النائحات تهيؤها للنوح والمأتم النِّسَاء يجتمعن فِي الْخَيْر وَالشَّر وَالْمعْنَى وَذَلِكَ عَشِيَّة قيام النائحات يشققن ثيابهن مِمَّا يَلِي صدورهن ويلطمن خدودهن 6 - الفناء مَا امْتَدَّ من جَوَانِب الدَّار وَقَوله وَرُبمَا الخ بَيَان لحاله فِيمَا تقدم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 (فَإنَّك لم تبعد على متعهد ... بلَى كل من تَحت التُّرَاب بعيد) 2 - وَقَالَ آخر 3 - (لَو كَانَ حَوْض حمَار مَا شربت بِهِ ... إِلَّا بِإِذن حمَار آخر الْأَبَد) 4 - (لكنه حَوْض من أودى بإخوته ... ريب الزَّمَان فأمسى بَيْضَة الْبَلَد)   من رياسته وفضله وشرفه وتوفر همم النَّاس على زيارته وَالْمعْنَى فَإِن أَمْسَى بَيْتك مَهْجُورًا بعد موتك وَكَثِيرًا مَا أَقَامَت بِهِ الْجَمَاعَات بعد الْجَمَاعَات فِي حياتك وَجَوَاب الشَّرْط يَأْتِي أول الْبَيْت بعده 1 - فَإنَّك لم تبعد الخ هَذَا جَوَاب الشَّرْط وَالْمرَاد بالمتعهد الَّذِي يتعهده بِالذكر والبكاء وَالْمعْنَى أَنْت وَإِن كنت قد بَعدت بوضعك تَحت التُّرَاب غير أَنَّك لم تبعد على من يتعهدك بالبكاء وَالذكر وزيارة الْقَبْر وَقَوله بلَى كل من الخ مَعْنَاهُ أَنْت بعيد إِذْ لَيْسَ لمن يتعهدك نوال مِنْك كَمَا كَانَت عادتك فِي الْحَيَاة 2 - هُوَ صنان بن عباد الْيَشْكُرِي وَذَلِكَ أَن شمط بن عبد الله الْيَشْكُرِي أَتَاهُ وَقد أورد إبِله وأترع حَوْضه فَأخذ شمط فَوق يَده وَقدم إبِله فأوردها فِي مائَة الَّذِي استقى فَقَالَ صنان فِي ذَلِك هَذِه الأبيات وَهِي من قصيدة اخْتَارَهَا مِنْهَا أَبُو تَمام 3 - حمَار هُوَ عَلْقَمَة بن النُّعْمَان بن قيس أحد بني ثَعْلَبَة وَالْخطاب فِي قَوْله مَا شربت لشمط وَهُوَ حطَّان بن قيس عَم عَلْقَمَة وَكَانَ صنان فِي حَيَاة عَلْقَمَة يتعزز بِهِ فَلَا يعْتَرض أحد عَلَيْهِ فِيمَا يَفْعَله وَلَا يطْمع إِنْسَان فِي اهتضام حَقه يَقُول لَو كَانَ حمَار مَوْجُودا مَا كنت تشرب من الْحَوْض مَا عِشْت إِلَّا بِإِذْنِهِ 4 - أودى أهلك وريب الزَّمَان مصائبه وبيضة الْبَلَد بيض النعام تضعه فِي مَكَان ثمَّ تنساه فَيبقى وحيدا وَضرب ذَلِك مثلا للذل والهوان وَالْمعْنَى لَكِن هَذَا الْحَوْض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 (لَو كَانَ يشكى إِلَى الْأَمْوَات مَا لَقِي الْأَحْيَاء ... بعدهمْ من شدَّة الكمد) (ثمَّ اشتكيت لأشكاني وساكنه ... قبر بسنجار أَو قبر على قهد) 3 - وَقَالَ رجل من خثعم 4 - (نهل الزَّمَان وعل غير مصرد ... من آل عتاب وَآل الْأسود)   حَوْض شخص أهلك الزَّمَان إخْوَته فأمسى كبيضة النعام فِي المهانة والانفراد 1 - الكمد الْهم والحزن الشديدان وَالْمعْنَى لَو كَانَت الشكوى إِلَى الْأَمْوَات تَنْفَع مَا كَانَ الْأَحْيَاء يَجدونَ بعدهمْ حزنا 2 - ثمَّ اشتكيت مَعْطُوف على قَوْله لَو كَانَ يشكي وَقَوله لأشكاني يُقَال شكا إِلَيْهِ حَاله فأشكاه أَي أَزَال عَنهُ مَا يشكو مِنْهُ وَقَوله وساكنه مَعْطُوف على قَوْله قبر بسنجار مقدما عَلَيْهِ وَإِنَّمَا يحسن هَذَا إِذا كَانَ الْعَامِل مقدما وَهُوَ فِي الْفِعْل وَالْفَاعِل أَكثر مِنْهُ فِي غَيره وسنجار وقهد اسْما موضِعين وَالْمعْنَى لَو كَانَت الْأَمْوَات تسمع الشكوى ثمَّ اشتكيت لأزال مَا أَشْكُو مِنْهُ قبر بسنجار وساكنه وقبر بقهد 3 - نسب هَذَا الشّعْر ياقوت فِي المعجم إِلَى عَمْرو بن النُّعْمَان البياضي وَقَالَ يرثي بِهَذَا قومه وَكَانُوا قد دخلُوا حديقة من حدائقهم فِي بعض حروبهم وَأَغْلقُوا بَابهَا عَلَيْهِم ثمَّ اقْتَتَلُوا فَلم يفتح الْبَاب حَتَّى قتل بَعضهم بَعْضًا هَذَا والأبيات الَّتِي ذكرهَا ياقوت من هَذِه القصيدة غير الَّتِي هُنَا 4 - النهل الشّرْب الأول والعلل الشّرْب الثَّانِي والتصريد تقليل الشّرْب ونهل الزَّمَان وَعلله من هَؤُلَاءِ كِنَايَة عَن استئصاله إيَّاهُم وَعدم إبقائه عَلَيْهِم يَقُول إِن الزَّمَان أفنى هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَقصد إِلَى الْأَفْضَل فَالْأَفْضَل مِنْهُم حَتَّى بلغ غَرَضه ونال مُرَاده كَأَن مُرَاده أَن هَؤُلَاءِ كَانُوا يردون عوادي الزَّمَان ويقاومون حوادثه ويدفعونها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 (من كل فياض الْيَدَيْنِ إِذا غَدَتْ ... نكباء تلوي بالكنيف المؤصد) (فاليوم أضحوا للمنون وسيقة ... من رائح عجل وَآخر مغتدي) 3 - (خلت الديار فَسدتْ غير مسود ... وَمن الشَّقَاء تفردي بالسودد) 4 - وَقَالَ مُحَمَّد بن بشير الْخَارِجِي 5 - (نعم الْفَتى فجعت بِهِ إخوانه ... يَوْم البقيع حوادث الْأَيَّام)   عَمَّن نزلت بِهِ فحقد عَلَيْهِم فنال مِنْهُم 1 - فياض الْيَدَيْنِ أَي بالعطاء والنكباء كل ريح تنكبت عَن مهاب الرِّيَاح الْأَرْبَع وَإِذا كثرت النكباوات وَاشْتَدَّ هبوبها كَانَ الْقَحْط والجدب وتلوى تذْهب والكنيف الحظيرة من الشّجر والمؤصد المطبق وَالْمعْنَى أَن الزَّمَان ذهب بِكُل جواد من القبيلتين كريم عِنْد اشتداد الجدب وهم بالحظيرة 2 - الوسيقة الطريدة والرائح الذَّاهِب بالْعَشي والمغتدى الذَّاهِب فِي الغدو وَالْمعْنَى بعد أَن كَانُوا من الْكِرَام على مَا علمت أَصْبحُوا الْيَوْم وهم طريدة الْمَوْت فَمنهمْ الذَّاهِب عَشِيَّة وَمِنْهُم الذَّاهِب غدْوَة 3 - السودد السِّيَادَة وَالْمعْنَى مَاتَ السَّادة فصرت سيدا لقوم لَا سيادة فيهم وَلَيْسَ فيهم سيد غَيْرِي وَذَلِكَ من الشَّقَاء 4 - وجده عبد الله بن عقيل من بني خَارِجَة ابْن عدوان ويكنى أَبَا سُلَيْمَان شَاعِر فصيح حجازي مطبوع من شعراء الدولة الأموية كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى أبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن ربيعَة الْقرشِي أحد بني أَسد بن عبد الْعُزَّى وَله فِيهِ مدائح ومراث مختارة هِيَ من عُيُون الشّعْر وَكَانَ يسكن الْبَادِيَة فِي أَكثر زَمَانه يُقيم فِي بوادي الْمَدِينَة فَلَا يكَاد يحضر مَعَ النَّاس 5 - نعم الْفَتى الْمَخْصُوص بالمدح مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ نعم الْفَتى فَتى وفجعت بِهِ أَصَابَت بفقده وَالْمعْنَى أَن الْفَتى الَّذِي فجعت حوادث الْأَيَّام إخوانه بفقده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 (سهل الفناء إِذا حللت بِبَابِهِ ... طلق الْيَدَيْنِ مؤدب الخدام) (وَإِذا رَأَيْت صديقه وشقيقه ... لم تدر أَيهمَا ذَوُو الْأَرْحَام) وَقَالَ أَيْضا 3 - (طلبت فَلم أدْرك بوجهي وليتني ... قعدت فَلم أبغ الندى بعد سائب) 4 - (وَلَو لَجأ الْعَافِي إِلَى رَحل سائب ... ثوى غير قَالَ أَو غَدا غير خائب) 5 - (أَقُول وَمَا يدْرِي أنَاس غدوا بِهِ ... إِلَى اللَّحْد مَاذَا أدرجوا فِي السبائب)   يَوْم البقيع نعم الْفَتى 1 - سهل الفناء واسعه الْمَعْنى أَن دَار هَذَا الْفَتى وَاسِعَة الفناء لَا تضيق بأضيافه وَهُوَ مَعَ هَذَا كريم حسن التَّدْبِير فِي منزله 2 - الْمَعْنى أَنه لكرمه وكماله لَا يفضل شقيقه على صديقه فَلَا يمكنك أَن تفرق بَينهمَا 3 - الْبَاء من قَوْله بوجهي مُتَعَلق بطلبت أَي بذلت وَجْهي والندى الْجُود وسائب اسْم رجل وَالْمعْنَى أَنِّي بذلت حر وَجْهي للنَّاس بعد سائب أطلب جودهم فَلم أنله فليتني صنته وَلم أطلب شيئ 4 - االعافي طَالب الْمَعْرُوف وثوى بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ والقالي الْمُبْغض وَغير مَنْصُوب على الْحَال وَالْمعْنَى أَن سائبا كَانَ جوادا كَرِيمًا يلجأ إِلَيْهِ الطالبون للمعروف فَلَو لَاذَ بِهِ أحدهم وَأقَام بِبَابِهِ لم تزِدْه الْإِقَامَة إِلَّا محبَّة فِيهِ غير مبغض لعيشه وَلم يخرج من عِنْده إِلَّا مقضي الْحَاجة غير خائب 5 - أدرجوه لفوه والسبائب جمع سبيبة الشقة الرقيقة وَالْمعْنَى أَقُول متحسرا موقنا باليأس وَقد غَدا النَّاس بِهِ إِلَى اللَّحْد أَي رجل أدرج فِي الْكَفَن والغادون بِهِ لَا يعلمُونَ أَنه رجل جليل الْقدر عَظِيم الشَّأْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 (وكل امرء يَوْمًا سيركب كَارِهًا ... على النعش أَعْنَاق العدا والأقارب) 2 - وَقَالَ دُرَيْد بن الصمَّة 3 - (نصحت لعَارض وَأَصْحَاب عَارض ... ورهط بني السَّوْدَاء وَالْقَوْم شهدي)   1 - كَارِهًا حَال من قَوْله سيركب والعدا الغرباء الأباعد وَالْمعْنَى لم يُوجد أحد من الْبشر إِلَّا وَيحمل فِي النعش على أَعْنَاق الرِّجَال الأباعد والأقارب 2 - وجده الْحَرْث بن مُعَاوِيَة أحد بني جشم بن مُعَاوِيَة بن بكر بن هوزان فَارس شُجَاع شَاعِر فَحل وَجعله مُحَمَّد بن سَلام أول شعراء الفرسان وَكَانَ أطول الفرسان الشُّعَرَاء غزوا وأبعدهم أثرا وَأَكْثَرهم ظفرا وأيمنهم طائرا وَأدْركَ الْإِسْلَام وَلم يسلم وَخرج مَعَ قومه بني جشم يَوْم حنين مُظَاهرا للْمُشْرِكين وَلَا فضل فِيهِ للحرب وَإِنَّمَا أَخْرجُوهُ تيمنا بِهِ وليقتبسوا من رَأْيه وَقتل يَوْمئِذٍ على شركه وَهَذِه القصيدة يرثي بهَا أَخَاهُ عبد الله بن الصمَّة لما قتل وَكَانَ عبد الله قد غزا غطفان وَمَعَهُ قومه وَقوم آخَرُونَ فظفر بهم وسَاق أَمْوَالهم فِي يَوْم يُقَال لَهُ يَوْم اللوى وَمضى بهَا وَلما كَانَ مِنْهُم غير بعيد قَالَ انزلوا بِنَا فَقَالَ أَخُوهُ دُرَيْد نشدتك الله أَن لَا تنزل فَإِن غطفان لَيست بغافلة عَن أموالها فَأبى إِلَّا أَن ينزل فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذا بغبار قد ارْتَفع أَشد من دخانهم فَأَقْبَلت بَنو غطفان وتلاحقوا بمنعرج اللوى واقتتلوا فَقتل رجل من بني قَارب عبد الله بن الصمَّة وتفرق جمعهم واستنقذ بَنو غطفان مَالهم 3 - يُقَال نَصَحته وَنَصَحْت لَهُ وَهِي الجيدة نصحا ونصيحة وعارض أَخُو دُرَيْد وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَة أَسمَاء وَثَلَاث كنى والرهط الْقَوْم وَبَنُو السَّوْدَاء أَصْحَاب عبد الله أَخِيه الَّذين كَانُوا مَعَه وَالْقَوْم شهدى أَي شُهُود على نصحي لَهُم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 (فَقلت لَهُم ظنُّوا بألفي مدجج ... سراتهم فِي الْفَارِسِي المسرد) (فَلَمَّا عصوني كنت مِنْهُم وَقد أرى ... غوايتهم وأنني غير مهتدي) 3 - (أَمرتهم أَمْرِي بمنعرج اللوى ... فَلم يستبينوا الرشد إِلَّا ضحى الْغَد) 4 - (وَهل أَنا إِلَّا من غزيَّة إِن غوت ... غويت وَإِن ترشد غزيَّة أرشد) 5 - (تنادوا فَقَالُوا أردْت الْخَيل فَارِسًا ... فَقلت أعبد الله ذَلِكُم الردي)   وَالْإِضَافَة بَيَانِيَّة وَالْمعْنَى لم آل جهدا فِي نصحي لأخي عَارض وَأَصْحَابه ولقوم بني السَّوْدَاء وَالْقَوْم شُهُود على ذَلِك 1 - ظنُّوا أَي أيقنوا والمدجج التَّام السِّلَاح والسراة الأخيار وَيُرِيد بالفارسي المسرد الدروع والسرد تتَابع الشَّيْء وَالْمرَاد تتَابع الْحلق فِي النسج وَالْمعْنَى أَنِّي نصحتهم وحذرتهم من الْأَعْدَاء وَقلت لَهُم أيقنوا أَن الْأَعْدَاء ألفا فَارس كاملو السِّلَاح قد لبس أَشْرَافهم الدروع المسردة الَّتِي تتَابع نسج حلقها 2 - كنت مِنْهُم مَعْنَاهُ أَنه وافقهم وَترك خلافهم والغواية ضد الْهدى وَالْمعْنَى فَلَمَّا لم يمتثلوا أَمْرِي وَلم يقبلُوا نصيحتي سلكت مسلكهم عَالما أَنهم على غير هدى وأنني غير مُصِيب فِيمَا سلكته إِلَّا أَن الرَّحِم والقرابة دعتني إِلَى الذود عَنْهُم 3 - أَمْرِي مصدر أَتَى لتوكيد الْفِعْل والمنعرج المنعطف واللوى مَا التوى واسترق من الرمل وَالْمعْنَى أبديت لَهُم رَأْيِي بمنعرج اللوى ليكونوا على حذر فَلم يظْهر لَهُم رشد قولي إِلَّا حِين أَن دهمهم الْعَدو فِي الضُّحَى 4 - هَل للنَّفْي وغزية قومه وَالْمعْنَى مَا أَنا إِلَّا من غزيَّة فِي حالتي الغي والرشاد فغوايتي ورشادي مُتَعَلق بغوايتهم ورشادهم 5 - أردى أهلك وَالْمرَاد بِالْخَيْلِ أَصْحَابهَا والردى الْهَالِك وَالْمعْنَى نَادَى بَعضهم بَعْضًا وصاحوا فِيمَا بَينهم لعظم الْمُصِيبَة فَقَالُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 (فَجئْت إِلَيْهِ والرماح تنوشه ... كوقع الصَّيَاصِي فِي النسيج الممدد) (وَكنت كذات البو ريعت فَأَقْبَلت ... إِلَى جلد من مسك سقب مقدد) 3 - (فطاعنت عَنهُ الْخَيل حَتَّى تنفست ... وَحَتَّى علاني حالك اللَّوْن أسودي) 4 - (قتال امْرِئ آسى أَخَاهُ بِنَفسِهِ ... وَيعلم أَن الْمَرْء غير مخلد) 5 - (فَإِن يَك عبد الله خلى مَكَانَهُ ... فَمَا كَانَ وقافا وَلَا طائش الْيَد)   أهلك راكبو الْخَيل فلَانا الْفَارِس فَقلت أعبد الله أخي ذَلِكُم الْمَقْتُول وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك إنكارا لقَتله واستعظاما لِأَنَّهُ يعلم إقدامه وشجاعته فِي الْحَرْب 1 - تنوشه تتناوله والصياصي جمع صيصة وَهِي شَوْكَة يمرها الحائك على الثَّوْب وَقت نسجه والنسيج المنسوج وَالْمعْنَى أتيت عبد الله وَالْحَال أَن الرماح تتناوله وَلها صَوت كصوت شَوْكَة الحائك فِي الثَّوْب الَّذِي ينسجه 2 - ذَات البو النَّاقة الَّتِي يَمُوت وَلَدهَا فيسلخ جلده ويحشى تبنا لتحن عَلَيْهِ فتدر اللَّبن وراعه أفزعه وخوفه وَالْجَلد مَا جلد من المسلوخ وألبس غَيره لتشمه أم المسلوخ فتدر عَلَيْهِ والمسك الْجلد والسقب ولد النَّاقة وَالْمعْنَى فصرت فِي الْفَزع وَالْخَوْف كذات البو الَّتِي فزعت على وَلَدهَا فَأَقْبَلت إِلَى جلده الْمَوْضُوع على غَيره لتشمه 3 - تنفست تكشفت والحالك الْأسود وأسودي أَصله أسودي بياء النّسَب مُشَدّدَة فَخفف بِحَذْف إِحْدَى الياءين وَالْمعْنَى فضاربت الفرسان حَتَّى انكشفوا عَنهُ وتلوثت بدمائهم وَمن شدتها تغير لوني بِالسَّوَادِ 4 - قتال مَنْصُوب على المصدرية وآساه سواهُ بِنَفسِهِ وَالْمعْنَى أَنِّي لم أقصر فِي دفاعي عَنهُ وَلم أرهب الْمَوْت لعلمي أَن الْإِنْسَان لَا يخلد 5 - خلى مَكَانَهُ مضى لسبيله والوقاف الَّذِي يقف مَخَافَة وجبنا وَلَا يقدم والطائش الَّذِي لَا يُصِيب إِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 (كميش الْإِزَار خَارج نصف سَاقه ... بعيد من الْآفَات طلاع أنجد) (قَلِيل التشكي للمصيبات حَافظ ... من الْيَوْم أعقاب الْأَحَادِيث فِي غَد) 3 - (ترَاهُ خميص الْبَطن والزاد حَاضر ... عتيد وَيَغْدُو فِي الْقَمِيص المقدد) 4 - (وَإِن مَسّه الإقواء والجهد زَاده ... سماحا وإتلافا لما كَانَ فِي الْيَد) 5 - (صبا مَا صبا حَتَّى علا الشيب رَأسه ... فَلَمَّا علاهُ قَالَ للباطل أبعد)   رمي وَالْمعْنَى فَإِن مضى عبد الله لسبيله فَمَا كَانَ جَبَانًا وَلَا ضَعِيف الْيَد جَاهِلا بِالرَّمْي 1 - كميش الْإِزَار مثل فِي الْجلد والتشمير والكميش الْخَفِيف السَّرِيع وأضاف الكميش إِلَى الْإِزَار توسعا وَقَوله خَارج نصف سَاقه يصفه أَيْضا بالجد والنشاط وَقَوله بعيد من الْآفَات يُرِيد أَنه سليم الْأَعْضَاء لَا دَاء بِهِ وَالْمعْنَى أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ أمرا جد فِيهِ وشمر لَهُ وَكَانَ مَعَ هَذَا سالما من الْأَمْرَاض جادا فِي الْأُمُور الشَّرِيفَة 2 - يُرِيد بقوله قَلِيل التشكي نفى أَنْوَاع التشكي كلهَا لأَنهم يستعملون الْقلَّة فِي معنى النَّفْي والتشكي الشكاية وَالْمعْنَى أَنه كَانَ عالي الهمة قوي الفكرة صبورا على حوادث الدَّهْر بَصيرًا بالعواقب يعلم فِي يَوْمه مَا يكون فِي غده فيسعى فِي دَفعه 3 - خميص الْبَطن خاليها والعتيد الْمعد والمقدد الممزق وَالْمعْنَى أَنه كَانَ كَرِيمًا بَالغ النِّهَايَة فِي الْكَرم يُؤثر غَيره على نَفسه بزاده وملبسه يصفه بقلة الْأكل مَعَ اتساع الْحَال وَحُضُور الزَّاد 4 - الإقواء الْفقر والسماح والسماحة الْجُود وَالْكَرم وَالْمعْنَى أَنه إِذا ضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَا لَا يقصر فِي الْكَرم وبذل مَا فِي يَده 5 - صبا الأول من الْميل وَالثَّانِي من الصباء وَهُوَ حَدَاثَة السن وَالْمعْنَى أَنه مَال إِلَى اللَّهْو مُدَّة صغر سنه فَلَمَّا شَاب ترك الملاهي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 (وَطيب نَفسِي أنني لم أقل لَهُ ... كذبت وَلم أبخل بِمَا ملكت يَدي) وَقَالَ أَيْضا (تَقول أَلا تبْكي أَخَاك وَقد أرى ... مَكَان البكا لَكِن بنيت على الصَّبْر) 3 - (فَقلت أعبد الله أبْكِي أم الَّذِي ... لَهُ الجدث الْأَعْلَى قَتِيل أبي بكر) 4 - (وَعبد يَغُوث تحجل الطير حوله ... وَعز الْمُصَاب حثو قبر على قبر)   1 - أنني الخ فِي تَأْوِيل مصدر فَاعل طيب وَلَيْسَ مُرَاده نفي الْكَذِب فَقَط وَإِنَّمَا المُرَاد أَنه لم يجفه أقل جفَاء وَلم أعبه فِي فعل من أَفعاله وَالْمعْنَى أنني تلقيت قَوْله بِالْقبُولِ وصدقته فِيمَا يَقُول وَلم أبخل عَلَيْهِ بِمَالي وَلم أجفه وَلم أعبه فَذَلِك الَّذِي هون وجدي وَطيب نَفسِي 2 - قَوْله مَكَان البكا بَيَان لاسْتِحْقَاق أَخِيه أَن يبكى عَلَيْهِ أَي هَذَا مَحل الْبكاء على أخي وَالْمعْنَى أَن امْرَأَتي تعرض عَليّ أَن أبْكِي على أخي وَأَنا أرى أَنه يسْتَحق الْبكاء غير أنني جبلت على الصَّبْر فاخترته 3 - أعبد الله أبْكِي الخ كَأَنَّهُ قَالَ إِلَى من أصرف الْبكاء وَمن أخص بِهِ أعبد الله الَّذِي قَتله بَنو غطفان أم المدفون فِي الجدث الْأَعْلَى ثمَّ بَينه بقوله قَتِيل أبي بكر وَالْمرَاد بِهِ قيس أَخُوهُ الَّذِي قَتله بَنو أبي بكر بن كلاب والجدث الْقَبْر والأعلى الْأَشْرَف وانتصب عبد الله بأبكى بعده وقتيل أبي بكر بدل من الَّذِي وَمَعْنَاهُ قلت لَهَا نعم أبْكِي وَلَكِن إِلَى من أصرف الْبكاء أأبكي عبد الله أم قَتِيل أبي بكر المدفون فِي أشرف الْقُبُور 4 - الْوَاو فِي وَعبد يَغُوث بِمَعْنى أَو وَهُوَ اسْم أَخِيه أَيْضا وقتلته بَنو مرّة وحجل الطَّائِر نزا فِي مَشْيه والمصاب الْمُصِيبَة وحثو بدل مِنْهُ وَالْمعْنَى أَو تريدين أَن أبْكِي هَذَا الرجل الَّذِي اجْتمعت حوله الطُّيُور لتأكله لقد تنابعت المصائب فَهِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 (أَبى الْقَتْل إِلَّا آل صمة إِنَّهُم ... أَبُو أغيره وَالْقدر يجْرِي إِلَى الْقدر) (فَأَما ترينا لَا تزَال دماؤنا ... لَدَى واتر يسْعَى بهَا آخر الدَّهْر) 3 - (فَإنَّا للحم السَّيْف غير نكيرة ... ونلحمه حينا وَلَيْسَ بِذِي نكر) 4 - (يغار علينا واترين فيشتفى ... بِنَا إِن أصبْنَا أَو نغير على وتر) 5 - (قسمنا بِذَاكَ الدَّهْر شطرين بَيْننَا ... فَمَا يَنْقَضِي إِلَّا وَنحن على شطر) 6 - وَقَالَ تأبط شرا   كحثو قبر على قبر فَمَاذَا ينفع الْبكاء 1 - آل صمة أَي أَوْلَاده وَكَانَ لدريد أخوة كلهم قد قتل عبد الله وَقيس وَعبد يَغُوث وَقد تبين من قَتلهمْ وخَالِد وَقَتله بَنو الْحَارِث بن كَعْب وَقَوله وَالْقدر الخ مَعْنَاهُ كَمَا أَنهم قدرُوا للْقَتْل كَذَلِك الْقَتْل قدر لَهُم مَعْنَاهُ أَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم أَبَوا أَن يموتوا حتف أنفهم فَكَأَن الْقَتْل أبي أَن ينزل بِأحد إِلَّا بهم وَقدر لَهُم كَمَا قدرُوا لَهُ 2 - لَا تزَال الخ فِي مَوضِع الْمَفْعُول لترين والواتر هُوَ الَّذِي قتل لَهُ قَتِيل وَهُوَ يسْعَى فِي ثَأْره 3 - فَإنَّا الخ جَوَاب الشَّرْط وَغير نكيرة نصب على الْمصدر وَالْهَاء للْمُبَالَغَة يَقُول فَأَما ترى أَنا لَا تزَال دماؤنا أَبَد الدَّهْر عِنْد واترين يسعون بهَا فَإنَّا نخاطر بأرواحنا فنقتل ونقتل وَذَلِكَ لَيْسَ بمنكر فِينَا وَمنا 4 - واترين حَال من الضَّمِير فِي علينا وَالْمعْنَى أَن أعداءنا إِمَّا أَن يُغيرُوا علينا طَالِبين ثؤرهم عندنَا فيصيبوا منا مَا يشتفون بِهِ وَإِمَّا أَن نغير عَلَيْهِم لنأخذ بثأرنا يُرِيد ان دأبهم ذَلِك 5 - انتصب شطرين على الْمصدر وَالْمعْنَى أننا بِهَذَا السَّبَب قسمنا الدَّهْر قسمَيْنِ إِمَّا أَن ننتصر عَلَيْهِم أَو ينتصروا علينا فَلَا نزال على أحد الْقسمَيْنِ 6 - تقدّمت تَرْجَمته وَالصَّحِيح أَن هَذَا الشّعْر مولد قَالَه خلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 (إِن بِالشعبِ الَّذِي دون سلع ... لقتيلا دَمه مَا يطلّ) (خلف العبء عَليّ وَولى ... أَبَا بالعبء لَهُ مُسْتَقل) 3 - (ووراء الثأر منى ابْن أُخْت ... مصع عقدته مَا تحل) 4 - (مطرق يرشح سما كَمَا أطرق ... أَفْعَى ينفث السم صل)   الْأَحْمَر قَالَ النمري وَمِمَّا يدل على أَنه مولد قَوْله جلّ حَتَّى دق فِيهِ الْأَجَل فَإِن الْأَعرَابِي لَا يكَاد يتغلغل إِلَى مثل هَذَا وَقَالَ أَبُو الندى مِمَّا يدل على أَن هَذَا الشّعْر مولد أَنه ذكر فِيهِ سلعا وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ وَأَيْنَ تأبط شرا من سلع وَهُوَ إِمَّا قتل فِي بِلَاد هُذَيْل وَرمي بِهِ فِي غَار يُقَال لَهُ رخمان هَذَا وَكَلَام أبي الندى بناه على أَن قَائِل الشّعْر هُوَ ابْن أُخْت تأبط شرا يرثي بِهِ خَاله أَو تأبط شرا نَفسه يرثي نَفسه قبل مَوته لما أَيقَن بِالْقَتْلِ 1 - الشّعب الطَّرِيق فِي الْجَبَل وسلع مَوضِع وَقَوله دَمه مَا يطلّ يُقَال طل دَمه بِالْفَتْح وطل بِالضَّمِّ وَهُوَ أَكثر طلا ذهب هدرا لَا يثأر بِهِ وَالْمعْنَى أَن الْقَتِيل الَّذِي بِالشعبِ دون سلع لَا يذهب دَمه هدرا 2 - العبء الثّقل ومستقل أَي مُحْتَمل يُقَال اسْتَقل كَذَا حمله وَرَفعه وَالْمعْنَى أَنه ترك ثقل الثأر عَليّ وَذهب وَأَنا قَادر على حمل ثقله غير عَاجز عَن طلبه 3 - المصع الشَّديد الْمُقَاتلَة الثَّابِت وَالْمعْنَى أَن هَذَا الثأر الَّذِي أتركه إِن لم آخذه مِنْكُم فخلفي ابْن أُخْت ثَابت الْجنان قوي الْعَزِيمَة لَا تنْتَقض عزيمته 4 - أطرق أرْخى عَيْنَيْهِ ينظر إِلَى الأَرْض والرشح كالعرق والنفث كالقذف والصل الْخَبيث من الأفاعي وَالْمعْنَى أَن ابْن أُخْتِي إِذا رَأَيْته مطيل النّظر إِلَى الأَرْض فَلَا تظن إطراقه إطراقا بل هُوَ شُجَاع فِي الحروب مِقْدَام فِي النزال يطْرق إطراق الْحَيَّة الخبيثة الَّتِي تنفث السم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 (خبر مَا نابنا مصمئل ... جلّ حَتَّى دق فِيهِ الْأَجَل) (يَزْنِي الدَّهْر وَكَانَ غشوما ... بِأبي جَاره مَا يذل) 3 - (شامس فِي القر حَتَّى إِذا مَا ... ذكت الشعرى فبرد وظل) 4 - (يَابِس الجنبين من غير بؤس ... وندي الْكَفَّيْنِ شهم مدل) 5 - (ظاعن بالحزم حَتَّى إِذا مَا ... حل حل الحزم حيت يحل)   1 - المصمئل الشَّديد وَجل عظم ودق صغر وَالْأَجَل الْجَلِيل وَالْمعْنَى أَن الَّذِي نزل بِنَا وأصابنا بِخَبَر مَوته أَمر كَبِير يصغر عِنْده مَا هُوَ عَظِيم جليل من الْحَوَادِث 2 - بزه الشَّيْء سلبه إِيَّاه وَالْمرَاد فجعني بِهِ الدَّهْر والغشوم الظلوم والأبي الَّذِي لَا يحْتَمل الضيم وَالْمعْنَى أَن الدَّهْر بتجبره وظلمه فجعني وسلبني رجلا عَزِيزًا ذَا أَنَفَة لَا يحْتَمل الذل يحمي جَاره فيعز وَلَا يضام 3 - الشامس ذُو الشَّمْس والقر الْبرد وذكت اشتعلت وَالْمعْنَى أَن هَذَا الرجل ذُو كرم وسخاء فَمن لَجأ إِلَيْهِ فِي الشتَاء وجد عِنْده مَا يدفئه من الطَّعَام واللباس كَالشَّمْسِ تدفئ المقرور وَمن وَفد عَلَيْهِ فِي الصَّيف حِين يطلع نجم الشعرى وجد عِنْده ظلا ظليلا وَمَاء بَارِدًا يُطْفِئ بِهِ حرارة جَوْفه 4 - يَابِس الجنبين يُرِيد أَنه هزيل وَمن عَادَتهم التمدح بالهزال والبؤس الْفقر والشهم الذكي الْحَدِيد الْقلب والمدل الواثق بِنَفسِهِ وبآلاته وعدته وَالْمعْنَى أَنه قَلِيل الْأكل لَا طَعَام غَيره وَلَيْسَ ذَلِك لفقر بل هُوَ سخي يُؤثر أضيافه بالزاد على نَفسه ذكي الْقلب يقظان واثق بِنَفسِهِ وَمَا أعده لحوادث الدَّهْر 5 - الظعن ضد الْإِقَامَة وَالْمعْنَى أَنه متصف بالحزم فِي جَمِيع شؤونه وأحواله حلا وترحلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 (غيث مزن غامر حَيْثُ يجدي ... وَإِذا يَسْطُو فليث أبل) (مُسبل فِي الْحَيّ أحوى رفل ... وَإِذا يَغْزُو فَسمع أزل) 3 - (وَله طعمان أرِي وشري ... وكلا الطعمين قد ذاق كل) 4 - (يركب الهول وحيدا وَلَا يَصْحَبهُ ... إِلَّا الْيَمَانِيّ الأفل)   1 - المزن جمع مزنة وَهِي فِي الأَصْل السحابة الْبَيْضَاء وَالْمرَاد السحابة فِيهَا المَاء لِأَن السَّحَاب الْأَبْيَض لَا مَاء فِيهِ وغمره المَاء علاهُ ويجدي يُعْطي الجدوى وَهِي الْعَطِيَّة ويسطو يقهر ويصول وَاللَّيْث الْأسد وَالْإِبِل المصمم الْمَاضِي على وَجهه لَا يُبَالِي مَا لَقِي وَالْمعْنَى أَنه جواد كريم شُجَاع إِذا أعْطى أجزل الْعَطاء كالسحاب الَّذِي يغمر النَّاس بِكَثْرَة أمطاره وَإِذا صال فكالأسد الهصور لَا يُبَالِي بالعدو 2 - مُسبل فِي الْحَيّ مَفْعُوله مَحْذُوف أَي مُسبل إزَاره فِي الْحَيّ وهم يمدحون ذَا النِّعْمَة بذلك حَال الدعة وَعدم الْحَرْب فَأَما فِي الشدائد فَإِنَّهُم يمدحون الرجل بالتشمير وَعدم اللين والأحوى من فِي شَفَتَيْه سَواد وَهُوَ مَحْمُود فيهمَا والرفل الْكثير اللَّحْم والسمع ولد الذِّئْب وَالْأَزَلُ السَّرِيع الْمَشْي الْمَمْسُوح الْعَجز وَالْمعْنَى أَنه يتنعم فِي حَالَة السّلم ويسبل رِدَاءَهُ وَيَأْكُل مَا يَشْتَهِي وَإِذا نزل فِي الْحَرْب كَانَ كالسبع الضاري يشمر عَن ساعد جده وَيقدم إقدامه 3 - الأري الْعَسَل والشري الحنظل وكلا مفعول ذاق وَالْمعْنَى أَنه رجل سهل الْجَانِب حُلْو المذاق لمحبه مر الطّعْم خشن لعَدوه وكل من الْمُحب والعدو قد ذاق كلا الطعمين 4 - انتصب وحيدا عَن الْحَال واليماني السَّيْف والأفل المنثلم وَالْمعْنَى أَنه شُجَاع لَا يخَاف الْأَهْوَال لِكَثْرَة ممارسته لَهَا يقتحمها بِنَفسِهِ وَلَا يستصحب معينا إِلَّا السَّيْف الْيَمَانِيّ المنثلم من كَثْرَة الضَّرْب بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 (وفتو هجروا ثمَّ أَسرُّوا ... ليلهم حَتَّى إِذا انجاب حلوا) (كل مَاض قد تردى بماض ... كسنا الْبَرْق إِذا مَا يسل) 3 - (فَأَدْرَكنَا الثأر مِنْهُم وَلما ... ينج ملحيين إِلَّا الْأَقَل) 4 - (فاحتسوا أنفاس نوم فَلَمَّا ... هوموا رعتهم فاشمعلوا) 5 - (فلئن فَلت هُذَيْل شباه ... لبما كَانَ هذيلا يفل) 6 - (وَبِمَا أبركها فِي مناخ ... جعجع ينقب فِيهِ الأظل)   1 - فتو جمع فَتى وهجر سَار وَقت الهاجرة وَهِي اشتداد الْحر فِي نصف النَّهَار وَالسري السّير فِي اللَّيْل خَاصَّة وانجاب انْكَشَفَ وَالْمعْنَى وَرب فتيَان واصلوا سيرهم من وَقت الهاجرة إِلَى آخر اللَّيْل فَإِذا انْكَشَفَ الضَّوْء وطلع الْفجْر أَقَامُوا وَقَوله حلوا جَوَاب لرب وَإِذا 2 - تَقول الْعَرَب ارتدى بِسَيْفِهِ وتردى وَيُسمى السَّيْف الرِّدَاء والعطاف وسنا الْبَرْق لمعانه وَالْمعْنَى أَن كل مَاض مِنْهُم تقلد بِالسَّيْفِ الْمَاضِي الَّذِي يَحْكِي سنا الْبَرْق عِنْد إِخْرَاجه من الغمد 3 - أدركنا أَخذنَا وملحيين مُخْتَصر من الْحَيَّيْنِ لُغَة لبَعض الْعَرَب وَالْمعْنَى أَخذنَا ثَأْرنَا مِنْهُم وَلم ينج مِنْهُم إِلَّا الْيَسِير 4 - احتسى الشَّرَاب تنَاوله شَيْئا شَيْئا والأنفاس الجرع وهوم الرجل إِذا هز رَأسه من النعاس واشمعلوا أَسْرعُوا فِي السّير ورعتهم أفزعتهم وَهُوَ جَوَاب لما وَالْمعْنَى كَانُوا فِي النعاس فَلَمَّا أفزعتهم جدوا فِي السّير 5 - الفل كسر فِي حد السَّيْف والشبا الْحَد وَقَوله لبما كَانَ الخ مَعْنَاهُ فكثيرا مَا كَانَ كَذَا 6 - وَبِمَا أبركها مَعْطُوف على لبما كَانَ فِي الْبَيْت قبله وأبرك النَّاقة أناخها والجعجع الأَرْض الغليظة ونقبت النَّاقة حفي خفها والأظل بَاطِن خف النَّاقة وَضرب ذَلِك مثلا لِشِدَّتِهِ وَقُوَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 (وَبِمَا صبحها فِي ذراها ... مِنْهُ بعد الْقَتْل نهب وشل) (صليت مني هُذَيْل بخرق ... لَا يمل الشَّرّ حَتَّى يملوا) 3 - (ينهل الصعدة حَتَّى إِذا مَا ... نهلت كَانَ لَهَا مِنْهُ عل) 4 - (حلت الْخمر وَكَانَت حَرَامًا ... وبلأي مَا ألمت تحل) 5 - (فاسققنها يَا سَواد بن عَمْرو ... إِن جسمي بعد خَالِي لخل)   بأسه وَأَنه كَانَ ينَال مِنْهُم ويحملهم على مراكب صعبة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَئِن ناله ضعف من هُذَيْل فَلَا فخار لَهُم بذلك فطالما نالهم مِنْهُ الضعْف والانهزام من قبل وطالما حملهمْ المشاق وأركبهم المراكب الصعبة 1 - ذَر الْبَيْت ساحته وَمَا يكتنفه والشل الطَّرْد وَالْمعْنَى أَنه كثيرا مَا أغار عَلَيْهِم صباحا فِي أكناف بُيُوتهم فَبعد أَن يقتل أبطالهم ينهبهم ويستاق أَمْوَالهم 2 - صلى بِالْأَمر قاسي شدته والخرق الشجاع والكريم وَالْمعْنَى أَن هذيلا قاست الشدائد من شُجَاع ذِي صَبر وثبات على الْقِتَال فَلَا يسأمه حَتَّى يجد السَّآمَة من أعدائه فيرأف بهم 3 - أنهله الشَّرَاب سقَاهُ إِيَّاه أول مرّة وعله سقَاهُ الثَّانِيَة والصعدة الْقَنَاة تنْبت مستوية وَالْمعْنَى أَنه لَا يَكْتَفِي بطعن أعدائه بقناته مرّة بل يكرره مرّة بعد أُخْرَى كالشارب الَّذِي لَا يَكْفِيهِ النهل فيشتاق إِلَى الْعِلَل 4 - الْإِلْمَام الزِّيَارَة الْخَفِيفَة وَلكنهَا هُنَا كِنَايَة عَن حُصُول الْخمر عِنْده بِالْفِعْلِ واللأى البطء وَالْمعْنَى أَنه فَازَ بِأخذ الثأر بعد بطء وَمضى مُدَّة فَصَارَت الْخمر حَلَالا لَهُ بعد أَن حرمهَا على نَفسه جَريا على عَادَتهم من تَحْرِيم الْخمر وَغسل الرَّأْس من الْجِمَاع قبل أَخذ الثأر 5 - سَواد مرخم سوَادَة والخل المهزول وَالْمعْنَى اسْقِنِي الْخمر الْآن فَإِن جسمي قد هزل بعد خَالِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 (تضحك الضبع لقتلى هُذَيْل ... وَترى الذِّئْب لَهَا يستهل) (وعتاق الطير تَغْدُو بطانا ... تتخطاهم فَمَا تستقل) وَقَالَ سيود المراثد الْحَارِثِيّ 3 - (لعمري لقد نَادَى بأرفع صَوته ... نعي سُوَيْد أَن فارسكم هوى) 4 - (أجل صَادِقا وَالْقَائِل الْفَاعِل الَّذِي ... إِذا قَالَ قولا أنبط المَاء فِي الثرى) 5 - (فَتى قبل لم تعنس السن وَجهه ... سوى خلسة فِي الرَّأْس كالبرق فِي الدجى)   1 - اسْتعَار الضحك للضبع والاستهلال للذئب وَالْمعْنَى أَن الضبع وَالذِّئْب فِي سرُور بقتلى هُذَيْل لحصولهما على كَثْرَة الْغذَاء من لحومها 2 - عتاق الطير جوارحها وتستقل تطير وَالْمعْنَى أَن جوارح الطير تنزل على الْقَتْلَى من هُذَيْل فتملأ بطونها حَتَّى لَا تكَاد تطِيق الطيران لِكَثْرَة مَا تَأْكُل 3 - النعي الناعي وفارسكم يُرِيد أفرسكم وَلِهَذَا أقسم وَعظم الْحَال فِي نعي الناعي وَهوى هلك وَالْمعْنَى أقسم لقد نَادَى الْمخبر بِأَعْلَى صَوته أَن فارسكم الوحيد هلك 4 - أجل حرف جَوَاب لتحقيق الْخَبَر وصادقا مفعول فعل مَحْذُوف أَي نعيت صَادِقا أَي فِي عزيمته ثمَّ زَاده ثَنَاء فَقَالَ وَالْقَائِل الْفَاعِل الخ وَهُوَ عطف على صَادِقا وأنبط أخرج وَالثَّرَى التُّرَاب الندى يُرِيد أَنه لَا ينْزع عَن الْأَمر حَتَّى يبلغ آخِره يَقُول أجل نعيت صَادِقا فِي عزمه إِذا قَالَ فعل وَإِذا وعد أنْجز وَأعْطى وَإِذا صرف نَفسه إِلَى أَمر أمضاء لَا ينْصَرف عَنهُ حَتَّى يبلغ غَايَته 5 - الْقبل المقتبل الشَّبَاب وتعنس تنقص وَالْخلْسَة الْبيَاض فِي السوَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 (أشارت لَهُ الْحَرْب الْعوَان فَجَاءَهَا ... يقعقع بالأقراب أول من أَتَى) (وَلم يجنها لَكِن جناها وليه ... فآسى وآداه فَكَانَ كمن جنى) 3 - وَقَالَ رجل من بني نصر بن قعين   والدجى الظلام وَالْمعْنَى أَنه كَانَ فَتى فِي مقتبل عمره وريعان شبابه لم يُغير وَجهه كبر السن سوى شَيْء من بَيَاض الشيب فِي رَأسه يشبه لمعان الْبَرْق فِي الظلام 1 - أشارت لَهُ الخ كَأَنَّهُ حِين رأى الْحَرْب لم يصبر إِلَى أَن يدعى وَلَكِن حِين هَاجَتْ أسْرع إِلَيْهَا فَكَأَنَّهَا أشارت إِلَيْهِ وَالْحَرب الْعوَان هِيَ الَّتِي قوتل فِيهَا مرّة ويقعقع يصوت والإقراب جمع قرب وَهُوَ غمد السَّيْف وَأول مَنْصُوب على الْحَال من فَاعل جَاءَ أَو يقعقع وَالْمعْنَى أَن الْحَرْب بِمُجَرَّد مَا هَاجَتْ جاءها وَعَلِيهِ السِّلَاح يسمع صَوت رنينه وَأَنه كَانَ أول فَارس لبّى إشارتها 2 - يُقَال جنى الذَّنب عَلَيْهِ يجنيه جِنَايَة جَرّه إِلَيْهِ وَالْمرَاد من الْمولى هُنَا الصّديق أَو ابْن الْعم وآداه بِمَعْنى أَعَانَهُ وَالْمعْنَى لم يكن المتسبب فِي هَذِه الْحَرْب بل وليه فاضطر لِأَن يُعينهُ ويواسيه فعد مثيرا لغبارها 3 - هَذَا الشّعْر لِرَبِيعَة بن عبيد بن سعد بن جذيمة بن مَالك بن نصر بن قعين أحد بني أَسد وَرَبِيعَة هَذَا هُوَ أَبُو ذؤاب الْأَسدي وَكَانَ ذؤاب قتل عتيبة بن الْحَرْث ابْن شهَاب الْيَرْبُوعي فِي حَرْب لَهُم وأسرت بَنو يَرْبُوع ذؤابا أسره الرّبيع بن عتيبة بن الْحَارِث وَهُوَ لَا يعلم أَنه قَاتل أَبِيه فَأَتَاهُ ربيعَة أَبُو ذؤاب فافتداه بِشَيْء مَعْلُوم ووعده أَن يَأْتِي بِهِ سوق عكاظ فَلَمَّا دخلت الْأَشْهر الْحرم وافى ربيعَة أَبُو ذؤاب الْمَوْسِم بِالْإِبِلِ وتخلف الرّبيع بن عتيبة لشغل عرض لَهُ وَلم يواف بالأسير الْمَوْسِم فَلَمَّا لم ير ربيعَة ربيعا بِابْنِهِ ظن أَنه علم بِأَنَّهُ قَاتل أَبِيه فَقتله فرثاه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 (أبلغ قبائل جَعْفَر إِن جِئْتهَا ... مَا إِن أحاول جَعْفَر بن كلاب) (أَن الهوادة والمودة بَيْننَا ... خلق كسحق اليمنة المنجاب) 3 - (أذؤاب إِنِّي لم أهبك وَلم أقِم ... للْبيع عِنْد تحضر الأجلاب) 4 - (إِن يَقْتُلُوك فقد ثللت عروشهم ... بعتيبة بن الْحَارِث بن شهَاب) 5 - (بأشدهم كَلْبا على أعدائهم ... وأعزهم فقدا على الْأَصْحَاب) 6 - وَقَالَ الحريث بن زيد الْخَيل   بِهَذِهِ الأبيات وسارت عَنهُ فبلغت يربوعا فَعَلمُوا أَن ذؤابا قَاتل عتيبة فأقادوه بِهِ وقتلوه 1 - الْمَعْنى أبلغ قبائل جَعْفَر بن ثَعْلَبَة وَإِنِّي لَا أُرِيد جَعْفَر بن كلاب 2 - الهوادة اللين والسحق الْبَالِي من الثِّيَاب واليمنة نوع من برود الْيمن والمنجاب المنشق وَالْمعْنَى أبلغهم أَن اللين الَّذِي كَانَ بَيْننَا قد تبدل بالخشونة وَأَن الْمَوَدَّة قد انفصمت عراها فَصَارَت كَالثَّوْبِ المنشق 3 - لم أهبك أَي لم أجعلك هبة للْقَوْم الَّذين قتلوك وَقَوله للْبيع يُرِيد أَنِّي لم آخذ الدِّيَة فَكنت بَائِعا لدمك كَمَا تبَاع الجلب من الْأَمْوَال إِذا سيقت إِلَى الْحَضَر وَأَرَادَ بقوله لم أقِم لم أتهيأ إِلَى ذَلِك والأجلاب النعم لِأَنَّهَا تجلب من مَكَان إِلَى آخر يَقُول لم أتغافل عَن طلب دمك استهانة بك وَمَا وَهبتك للأعداء وَلَا قُمْت للْبيع وَالشِّرَاء بعْدك 4 - ثللت عروشهم شققت أسرتهم وَهُوَ كِنَايَة عَن هدم عماد مجدهم وَالْمعْنَى إِن كَانُوا فرحوا بقتلك وتبجحوا بِهِ فقد هدمت عزهم بقتل عتيبة 5 - الْكَلْب الشدَّة وَالْمعْنَى أَنه قتل عتيبة الَّذِي هُوَ أقواهم شدَّة على أعدائهم وَمن يعز فَقده على أَصْحَابه كثيرا 6 - وجده مهلهل بن يزِيد وَهُوَ من بني طيىء شَاعِر إسلامي وَأَبوهُ زيد الْخَيل صَحَابِيّ جليل وَإِنَّمَا سمي زيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 (أَلا بكر الناعي بأوس بن خَالِد ... أخي الشتوة الغبراء والزمن الْمحل) (فَإِن يقتلُوا بالغدر أَوْسًا فإنني ... تركت أَبَا سُفْيَان مُلْتَزم الرحل) 3 - (فَلَا تجزعي يَا أم أَوْس فَإِن ... تصيب المنايا كل حاف وَذي نعل)   الْخَيل لِكَثْرَة خيله وَلما وَفد إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمَّاهُ زيد الْخَيْر وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَة بَنِينَ كلهم يَقُول الشّعْر وهم عُرْوَة وحريث ومهلهل قَالَ أَبُو عَمْرو كَانَ حُرَيْث بن زيد الْخَيل شَاعِرًا فَبعث عمر بن الْخطاب رجلا من قُرَيْش يُقَال لَهُ أَبُو سُفْيَان يَسْتَقْرِئ أهل الْبَادِيَة فَمن لم يقْرَأ شَيْئا من الْقُرْآن عاقبه فَأقبل حَتَّى نزل بمحلة بني نَبهَان فاستقرأ ابْن عَم لزيد الْخَيل يُقَال لَهُ أَوْس بن خَالِد بن يزِيد فَلم يقْرَأ شَيْئا فَضَربهُ فَمَاتَ فأقامت بنته أم أَوْس منائح تندبه وَأَقْبل حُرَيْث بن زيد الْخَيل فَأَخْبَرته فَأخذ الرمْح فَشد على أبي سُفْيَان فطعنه فَقتله وَقتل نَاسا من أَصْحَابه ثمَّ هرب إِلَى الشأم وَقَالَ فِي ذَلِك هَذِه الأبيات 1 - البكرة فِي الأَصْل أول النَّهَار وَالْمرَاد أسْرع وبادر والشتوة الغبراء الَّتِي تهب فِيهَا الرِّيَاح وَأَرْض يابسة سميت بذلك لتهيج الْغُبَار فِيهَا وَالْمحل الجدب وَالْمعْنَى بَادر الناعي وَأخْبر بِمَوْت أَوْس بن خَالِد الَّذِي كَانَ ملْجأ الْقَوْم عِنْد الجدب وَانْقِطَاع نزُول الْمَطَر 2 - قَوْله مُلْتَزم الرحل أَرَادَ مُلْتَزم السرج لِأَن أَبَا سُفْيَان كَانَ على ظهر فرسه فطعنه حُرَيْث فانكب على السرج وَالْتَزَمَهُ من الْأَلَم ثمَّ مَاتَ وَالْمعْنَى لَا يحزنني قتل الْقَوْم لأوس غدرا بعد أَن قتلت أَبَا سُفْيَان على سَرْجه فتركته مُلْتَزما لَهُ لَا يَسْتَطِيع النُّزُول عَنهُ 3 - فَلَا تجزعي من الْجزع وَهُوَ أَشد الْحزن وَأم أَوْس بنت الْقَتِيل وَأَرَادَ بقوله كل حاف وَذي نعل الْغَنِيّ وَالْفَقِير وَالْمعْنَى لَا تحزني يَا أم أَوْس لقتل أَبِيك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 (قتلنَا بقتلانا من الْقَوْم عصبَة ... كراما وَلم نَأْكُل بهم حشف النّخل) (وَلَوْلَا الأسى مَا عِشْت فِي النَّاس سَاعَة ... وَلَكِن إِذا مَا شِئْت جاوبني مثلي) وَقَالَ أَبُو حناك الْبَراء بن ربعي الفقعسي 3 - (أبعد بني أُمِّي الَّذين تتابعوا ... أرجي الْحَيَاة أم من الْمَوْت أجزع) 4 - (ثَمَانِيَة كَانُوا ذؤابة قَومهمْ ... بهم كنت أعطي مَا أَشَاء وَأَمْنَع)   فالموت حتم على جَمِيع النَّاس غنيهم وفقيرهم 1 - الْعصبَة الْجَمَاعَة من الرِّجَال والحشف رَدِيء التَّمْر وَذكر الحشف ازدراء بِهِ وَالْمعْنَى أننا قتلنَا بِمن قتل منا جمَاعَة الْأَبْطَال وَلم نقبل أَخذ دِيَة عَنْهُم من تمر وَلَا غَيره 2 - الأسى الْحزن والأسى بِالضَّمِّ جمع أُسْوَة وَهِي مَا يتأسى بِهِ الحزين وَالْمعْنَى لَوْلَا أَنِّي أجد لي مشاركين فِي الْحزن فأقتدي بهم فِي الصَّبْر لما عِشْت سَاعَة لما عِنْدِي من الْحزن 3 - أبعد بني أُمِّي لَفظه لفظ الِاسْتِفْهَام وَالْمرَاد بِهِ التوجع وتتابعوا توالوا بَعضهم إِثْر بعض يتألم من الْحَيَاة بعد الْمَوْت إخْوَته وَيَقُول أبعد إخوتي الَّذين تتابعوا إِلَى الْمَوْت وَاحِدًا بعد آخر حَتَّى انقرضوا أَرْجَى الْحَيَاة أم أجزع من الْمَوْت 4 - ثَمَانِيَة أَي هم ثَمَانِيَة وَضرب الذؤابة مثلا لعزهم وشرفهم وسيادتهم وَفِي قَوْله بهم كنت أعطي الخ حذف أَي كنت أعْطى من أَشَاء إعطاءه وَأَمْنَع من أَشَاء مَنعه وَمثل هَذَا الْحَذف كثير فِي كَلَامهم إِذا كَانَت الْقَرَائِن دَالَّة عَلَيْهِ وَالْمعْنَى أَن إخوتي كَانُوا ثَمَانِيَة وَكَانُوا فِي قَومهمْ أَصْحَاب رفْعَة ومجد كالذؤابة لَيْسَ لَهَا مَحل إِلَّا الرَّأْس وَكنت بهم فِي عزة أقدر على إِعْطَاء من شِئْت إعطاءه وَمنع من شِئْت مَنعه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 (أُولَئِكَ إخْوَان الصفاء رزئتهم ... وَمَا الْكَفّ إِلَّا إِصْبَع ثمَّ إِصْبَع) (لعمرك إِنِّي بالخليل الَّذِي لَهُ ... عَليّ دلال وَاجِب لمفجع) 3 - (وَإِنِّي بالمولى الَّذِي لَيْسَ نافعي ... وَلَا ضائري فقدانه لممتع) 4 - وَقَالَ مُطِيع بن إِيَاس فِي يحيى بن زِيَاد   1 - رزئت الرزء الْمُصِيبَة وَقَوله وَمَا الْكَفّ الخ يُرِيد أَن الْكَفّ بالأصابع تبطش فَإِذا ذهبت الْأَصَابِع بَطل عمل الْكَفّ أَي أَنِّي ذللت بعد مَوْتهمْ وضعفت حَتَّى صرت ككف ذهبت أصابعها وَالْمعْنَى أَنِّي أصبت بفقد إخوتي فَأَصْبَحت بعدهمْ كَالْكَفِّ الخالية من الْأَصَابِع لَا أقدر على الْبَطْش 2 - الَّذِي لَهُ الخ مَعْنَاهُ لَهُ أَن يدل وعَلى أَن أحتمل والدلال والدالة مَا تدل بِهِ على حميمك وصديقك والمفجع من التفجع وَهُوَ أَن يوجع الْإِنْسَان بِشَيْء يكرم عَلَيْهِ فيعدمه يقسم أَنه أَصَابَته فاجعة عَظِيمَة فِي أعز أخلائه الَّذين كَانَ يحْتَمل دلالهم لمحبته لَهُم 3 - الْمولى هُنَا العشير أَو ابْن الْعم والممتع من قَوْلهم متع الله فلَانا بفلان أَي أبقاه لَهُ ليستمتع بِهِ وَأَصله من الْمَدّ وَالزِّيَادَة يشتكي من فقد من كَانَ يرتجي نفعهم ويعتز بهم وَبَقَاء من لَا يضرون وَلَا ينفعون من بني عمومته 4 - أحد بني كنَانَة وَهُوَ من مخضرمي الدولتين بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وَلم يكن من فحول الشُّعَرَاء وَإِنَّمَا كَانَ ظريفا خليعا حُلْو الْعشْرَة مليح النادرة مَاجِنًا مُتَّهمًا فِي دينه بالزندقة وَكَانَ مُتَّصِلا بالوليد بن يزِيد بن عبد الْملك ومتصرفا فَأَبْعَده فِي دولة بني أُميَّة ثمَّ اتَّصل فِي دولة بني الْعَبَّاس بِجَعْفَر بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور قَالَ مُحَمَّد بن حبيب سَأَلت رجلا من أهل الْكُوفَة عَن مُطِيع بن إِيَاس وَكَانَ صاحبا لَهُ فَقَالَ لَا أود أَن تَسْأَلنِي عَنهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 (يَا أهل بكوا لقلبي الْقرح ... وللدموع السواكب السفح) (راحوا بِيَحْيَى وَلَو تطاوعني الأقدار ... لم تبتكر وَلم ترح) 3 - (يَا خير من يحسن الْبكاء لَهُ الْيَوْم ... وَمن كَانَ أمس للمدح) 4 - (قد ظفر الْحزن بالسرور وَقد ... أديل مكروهنا من الْفَرح)   قلت وَلم قَالَ وَمَا سؤالك عَن رجل إِذا حضر ملك وَإِذا غَابَ عَنْك شاقك وَإِذا عرفت بِصُحْبَتِهِ فَضَحِك وَكَانَ مُطِيع من أهل الْكُوفَة نديما ليحيى بن زِيَاد لَا يكادان يفترقان وَكَانَ لمطيع صديق يُقَال لَهُ عمر بن سعيد فَلَمَّا مَاتَ رثاه مُطِيع بِهَذِهِ الأبيات 1 - يَا أهل أَصله يَا أَهلِي حذفت مِنْهُ الْيَاء وَيُقَال بكاه بِالتَّشْدِيدِ بَكَى عَلَيْهِ ورثاه وبكاه على الْمَيِّت تبكية هيجه للبكاء وَإِنَّمَا قَالَ بكوا لِأَن التشارك أدل على تَعْظِيم الفجيعة وتجليل الْمُصِيبَة والقرح الجريح والسفح جمع سفوح من قَوْلهم سفح الدمع يسفحه أرْسلهُ وسفح الدمع يسفح انصب يُرِيد شاركوني فِي الْبكاء وساعدوني عَلَيْهِ فَإِن قلبِي تقرح ودمعي تحدر وانسكب كَأَنَّهُ يذهب إِلَى أَنه قلبه تفطر وَفَسَد ودمعه نفد وَذهب فَلم يجد لَدَيْهِ قلبا وَلَا دمعا فَهُوَ يطْلب المعونة من أَهله والمشاركة فِي الْبكاء 2 - راحوا بِهِ أَي ذَهَبُوا بِهِ وَالْمعْنَى ذَهَبُوا بِيَحْيَى إِلَى الْقَبْر وَلَو كَانَت الأقدار طوع أَمْرِي لتركته فَلم يفارقني غدوا وَلَا عشيا 3 - الْمَعْنى أَنه الْيَوْم أحسن إِنْسَان يسْتَحق الْبكاء لعزته ومجده وَقد كَانَ فِي حَيَاته أَحَق النَّاس بالمدح 4 - قد ظفر الْحزن بالسرور هَذَا هُوَ الْكَلَام الَّذِي يروقك حسنه ويبهرك جماله ورونقه وَيذْهب مَعْنَاهُ إِلَى نَفسك طَائِعا غير مكره وأديل من الدولة وَهِي انقلاب الزَّمَان وَقَوله من الْفَرح من للبدل وَأَرَادَ بالفرح مَا يفرح بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 وَقَالَ أَيْضا (قلت لحنانة دلوح ... تسح من وابل سحوح) (أُمِّي الضريح الَّذِي أسمى ... ثمَّ استهلي على الضريح) 3 - (لَيْسَ من الْعدْل أَن تشحي ... على فَتى لَيْسَ بالشحيح) 4 - وَقَالَ أَشْجَع بن عَمْرو السّلمِيّ 5 - (مُضِيّ ابْن سعيد حِين لم يبْق مشرق ... وَلَا مغرب إِلَّا لَهُ فِيهِ مادح)   وَالْمعْنَى قد غلب الْحزن السرُور فخلفت دولته دولته وتحولت الْحَال من هناء إِلَى كدر 1 - الحنانة هُنَا السحابة فِيهَا رعد كَأَنَّهَا تحن بِهِ إِلَى شَيْء ودلوح ثَقيلَة بِمَا فِيهَا من المَاء وتسح تنصب وسحوح كثير الانصباب وَالْمعْنَى قلت للسحابة ذَات الرَّعْد الْكَثِيرَة المَاء الَّتِي تصب مَطَرا كثير الانصباب 2 - أُمِّي اقصدي والضريح الحفرة فِي وسط الْقَبْر واستهلي صبي وَالْمعْنَى اقصدي الْقَبْر الَّذِي أسمى لَك صَاحبه ثمَّ صبى عَلَيْهِ 3 - الْمَعْنى لَيْسَ من الْعدْل أَن تبخلي أيتها السحابة بمائك على فَتى لم يكن بَخِيلًا بِأَعَز شَيْء عَلَيْهِ 4 - هُوَ من ولد الشريد بن مطرود السّلمِيّ وَكَانَ يكنى أَبَا الْوَلِيد شَاعِر إسلامي عباسي نَشأ بِالْبَصْرَةِ وَقَالَ الشّعْر وأجاد فِيهِ حَتَّى عد من الفحول وَكَانَ الشّعْر يَوْمئِذٍ فِي ربيعَة واليمن وَلم يكن لقيس شَاعِر فَلَمَّا نجم أَشْجَع وَقَالَ الشّعْر افتخرت بِهِ قيس وَانْقطع إِلَى البرامكة ومدحهم واختص بِجَعْفَر فأصفاه مدحه فأعجب بِهِ جَعْفَر وَوَصله إِلَى الرشيد ومدحه فأعجب بِهِ أَيْضا وأمده بِالْمَالِ فأثرى وَحسنت حَاله فِي أَيَّامه وَتقدم عِنْده وَله فِيهِ المدائح المختارة والقصائد السائرة 5 - الْمَعْنى مَاتَ ابْن سعيد بعد أَن خلد لَهُ جميل الذّكر فِي الْمَشَارِق والمغارب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 (وَمَا كنت أَدْرِي مَا فواضل كَفه ... على النَّاس حَتَّى غيبته الصفائح) (فَأصْبح فِي لحد من الأَرْض مَيتا ... وَكَانَت بِهِ حَيا تضيق الصحاصح) 3 - (سأبكيك مَا فاضت دموع فَإِن تغض ... فحسبك مني مَا تجن الجوانح) 4 - (فَمَا أَنا من رزء وَإِن جلّ جازع ... وَلَا بسرور بعد موتك فارح) 5 - (كَأَن لم يمت حَيّ سواك وَلم تقم ... على أحد إِلَّا عَلَيْك النوائح) 6 - (لَئِن حسنت فِيك المراثي وَذكرهَا ... لقد حسنت من قبل فِيك المدائح)   وَترك جَمِيع أهل الدُّنْيَا مداحا لَهُ 1 - الفواضل جمع فاضلة وَهِي مَا يفضل من ندى الْكَفّ والصفائح أَحْجَار عراض تغطي بهَا الْقُبُور وَالْمعْنَى مَا كنت أعلم مَاله من مَكَارِم وعطايا أَيَّام حَيَاته فَلَمَّا مَاتَ وَظهر الْبُؤْس على من كَانُوا مغمورين بنعمه اتَّضَح كرمه 2 - الصحاصح جمع صحّح الْمَكَان المستوي وَالْمعْنَى أَنه أصبح فِي جُزْء صَغِير من الأَرْض بعد مَوته مَعَ أَن فيا فِيهَا كَانَت تضيق بِمَالِه من إِحْسَان وإنعام فِي حَال حَيَاته فَكَأَنَّهَا كَانَت تضيق بِهِ 3 - الجوانح الضلوع سميت بذلك لِأَن فِيهَا ميلًا وَالْمعْنَى سأديم الْبكاء عَلَيْك مُدَّة فيضان دموعي فَإِن تذْهب فيكفيك مَا تكنه ضلوعي من اللوعة والأسى يُرِيد أَن حزنه لَا يَنْقَطِع 4 - الرزء الْمُصِيبَة وَالْمعْنَى أَن مصيبتي فِيك عَظِيمَة فلست أجزع لما يُصِيبنِي بعْدهَا وَإِن عظم وَلَا أفرح بِمَا أنال من المسرات 5 - كَأَن مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة والنوائح جمع نائحة يَقُول كَأَنَّهُ لم يمت أحد سواك من قبلك وَلَا من بعْدك فَلَا يجد الْإِنْسَان سلوة بِهِ عَنْك وَكَأن النوائح لَا تنوح إِلَّا عَلَيْك لعظم الْمُصِيبَة بك 6 - الْمَعْنى أَنْت ذُو محَاسِن فِي حياتك وَبعد موتك وَلِهَذَا حسنت فِيك المراثي والمدائح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 1 - وَقَالَ يحيى بن زِيَاد الْحَارِثِيّ (نعى ناعيا عَمْرو بلَيْل فأسمعا ... فراعا فؤادا لَا يزَال مزوعا) 3 - (وَمَا دنس الثَّوْب الَّذِي زودوكه ... وَإِن خانه ريب البلى فتقطعا) 4 - (دفعنَا بك الْأَيَّام حَتَّى إِذا أَتَت ... تريدك لم نسطع لَهَا عَنْك مدفعا) 5 - (مضى فمضت عني بِهِ كل لَذَّة ... تقر بهَا عَيْنَايَ فانقطعا مَعًا) 6 - (مضى صَاحِبي واستقبل الدَّهْر مصرعي ... وَلَا بُد أَن ألقِي حمامي فأصرعا)   1 - يكنى أَبَا الْفضل وَهُوَ خَال أبي الْعَبَّاس السفاح شَاعِر مقل ماجن خليع يَرْمِي بالزندقة ولاه أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور على الأهواز برجاء من ابْنه الْمهْدي قَالَ سَأَلت أبي أَن يولي يحيى بن زِيَاد عملا فَلم يجبني وَقَالَ إِنَّه خليع ماجن متخرق فِي النَّفَقَة فَقلت إِنَّه قد تَابَ وأناب ونضمن عَنهُ مَا تحب فولاه الأهواز 2 - النعي الْخَبَر بِالْمَوْتِ وَقَوله فأسمعا حذف مفعولاه لِأَن المُرَاد أسمعا النَّاس نعيه وَإِنَّمَا حذفهما لِأَن الْإِيهَام فِي هَذَا الْمقَام أبلغ والروع الْفَزع وَإِنَّمَا قَالَ مروعا إِيذَانًا بِأَن ذَلِك الروع لَا إفاقة مِنْهُ أَو بِأَن المصائب كثرت فِي عشيرته وَالْمعْنَى أخبر شخصان بِمَوْت عَمْرو لَيْلًا فأسمعا النَّاس كلهم نعيه فأفزعا أفئدتهم الَّتِي لَا تزَال مروعة لِكَثْرَة مَا حصل فِي الْعَشِيرَة من المصائب 3 - الْمَعْنى لم يتسخ كفنك الَّذِي كفنوك بِهِ لطهارتك وَإِن خانه ريب البلى فَقَطعه ومزقه يُرِيد إِن مضيت إِلَى سَبِيلك فقد ذهبت طَاهِرا غير مدنس بنقيصة وَلَا ملوث بِعَارٍ 4 - الْمَعْنى كنت لنا حَافِظًا من حوادث الْأَيَّام حَتَّى إِذا أرادتك بِالْمَوْتِ لم نستطع أَن ندفعها عَنْك 5 - الْمَعْنى ذهب فَذَهَبت عني كل لَذَّة أسر بهَا فَكَانَ ذهَاب اللَّذَّات مَعَ ذَهَابه 6 - المضى أهلك الدَّهْر صَاحِبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 1 - وَقَالَ ابْن المقفع (رزئنا أَبَا عَمْرو وَلَا حَيّ مثله ... فَللَّه ريب الحادثات بِمن وَقع) 3 - (فَإِن تَكُ قد فارقتنا وَتَرَكتنَا ... ذَوي خلة مَا فِي انسداد لَهَا طمع) 4 - (فقد جر نفعا فَقدنَا لَك أننا ... أمنا على كل الرزايا من الْجزع) وَقَالَ بعض بني أَسد 5 - (بَكَى على قَتْلَى العدان فَإِنَّهُم ... طَالَتْ إقامتهم بِبَطن برام)   والتفت إِلَيّ فَلَا بُد أَن ألْقى مَا لقى 1 - اسْمه عبد الله كَاتب بليغ جيد الْكَلَام فصيح الْعبارَة لَهُ حكم وأمثال كَانَ الْخَلِيل بن أَحْمد يحب أَن يرَاهُ وَكَانَ ابْن المقفع يحب ذَلِك أَيْضا فجمعهما عباد بن عباد المهلبي فتحادثا ثَلَاثَة أَيَّام ولياليهن فَقيل للخليل كَيفَ رَأَيْت عبد الله قَالَ مَا رَأَيْت مثله وَعلمه أَكثر من عقله وَقيل لِابْنِ المقفع كَيفَ رَأَيْت الْخَلِيل قَالَ مَا رَأَيْت مثله وعقله أَكثر من علمه قَالُوا وَكَانَ ابْن المقفع زنديقا قَالَ الْمهْدي بن الْمَنْصُور مَا وجدت كتاب زندقة إِلَّا أَصله ابْن المقفع وَكَانَ بَينه وَبَين عبد الحميد الْكَاتِب صداقة ومحبة خَالِصَة وَكَانَا فِي أَيَّام بني مَرْوَان وَبني الْعَبَّاس وَابْن المقفع يرثي بِهَذَا الشّعْر يحيى بن زِيَاد الْحَارِثِيّ أَبُو عبد الْكَرِيم بن أبي العوجاء 2 - الْمَعْنى أصبْنَا فِي أبي عَمْرو وَلَيْسَ لَهُ مثيل وأعجب من وُقُوع حوادث الزَّمَان بِهَذَا الرجل 3 - الْخلَّة الْحَاجة 4 - وَمعنى الْبَيْتَيْنِ إِن كنت قد فارقتنا وَتَرَكتنَا أَصْحَاب حَاجَة لَا نطمع فِي سدها فقد جلب إِلَيْنَا فقدك نفعا إِذْ صرنا فِي مأمن من الْحزن على أَيَّة مُصِيبَة بعْدك 5 - العدان مَوضِع بديار بني تَمِيم بِسيف كاظمة وَقيل مَاء لسعد بن زيد مَنَاة بن تَمِيم وبرام جبل فِي بِلَاد بني سليم عِنْد الْحرَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 (كَانُوا على الْأَعْدَاء نَار محرق ... ولقومهم حرما من الأحرام) (لَا تهلكي جزعا فَإِنِّي واثق ... برماحنا وعواقب الْأَيَّام) 3 - (عادات طي فِي بني أَسد لَهُم ... ري القنا وخضاب كل حسام) وَقَالَ آخر 4 - (نعى لي أَبُو الْمِقْدَام فاسود منظري من ... الأَرْض واستكت عَليّ المسامع) 5 - (وَأَقْبل مَاء الْعين من كل زفرَة ... إِذا وَردت لم تستطعها الأضالع) وَقَالَ آخر   من نَاحيَة البقيع وَالْمعْنَى أكثري الْبكاء على قَتْلَى العدان فقد طَال مكثهم بِبَطن هَذَا الْموضع 1 - محرق هُوَ عَمْرو بن هِنْد والأحرام جمع حرم وَالْمعْنَى كَانُوا على الْأَعْدَاء كنار ذَلِك الرجل لَا يطاقون وَكَانُوا لقومهم كالحرم فِي منع تعدِي الْغَيْر عَلَيْهِم 2 - جزعا مَنْصُوب على المصدرية يَقُول لَا تذوبي جزعا لِسَلَامَةِ من وترنا فَإِن لي ثِقَة برماحنا وثقة بِتَغَيُّر الزَّمَان واختلافه 3 - عادات طي الخ هُوَ فِي قُوَّة التَّعْلِيل لما قبله والقنا الرماح يَقُول فَإِن بني طيىء قَومنَا اعتادوا أَن يرووا رماحهم ويخضبوا سيوفهم من دِمَاء بني أَسد أَعْدَائِنَا 4 - المنظر مَا نظرت إِلَيْهِ واستكت من السكَك محركا وَهُوَ الصمم وَالْمعْنَى أخْبرت بِمَوْت أبي الْمِقْدَام فاسودت الدُّنْيَا بوجهي وَصمت أذناي 5 - الزفرة النحيب وَهُوَ تردد الْبكاء فِي الْجوف وَالْمعْنَى لما سَمِعت هَذَا الْخَبَر أقبل على مَاء عَيْني من كل زفرَة فِي قلبِي إِذا اشتدت بِي ووردت عَليّ لَا تَسْتَطِيع الأضالع حَرَارَتهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 (قد كَانَ قبلك أَقوام فجعت بهم ... خلى لنا فقدهم سمعا وأبصارا) (أَنْت الَّذِي لم تدع سمعا وَلَا بصرا ... إِلَّا شفا فَأمر الْعَيْش إمرارا) 3 - وَقَالَ الشمردل بن شريك 4 - (بنفسي خليلاي اللَّذَان تبرضا ... دموعي حَتَّى أسْرع الْحزن فِي عَقْلِي) 5 - (وَلَوْلَا الأسى مَا عِشْت فِي النَّاس سَاعَة ... وَلَكِن إِذْ مَا شِئْت جاوبني مثلي)   1 - فجعت بهم أصبت فيهم وخلى ترك وَأبقى يَقُول قد كَانَ قبلك سَادَات وأشراف أصبْنَا بهم وحزنا عَلَيْهِم وَلَكِن فقدهم ترك لنا أبصارنا وَأَسْمَاعِنَا لما كُنَّا نجده من بعض السلوة عَنْهُم 2 - يُقَال مَا بَقِي إِلَّا شفى أَي إِلَّا شَيْء قَلِيل وَقَوله فَأمر الْعَيْش أَي صَار ذَا مرَارَة يَقُول وَلَكِن أَنْت لما أصبْنَا بك وفجعنا لم تدع من سمعنَا وبصرنا إِلَّا بَقِيَّة قَليلَة فاشتدت مرَارَة عيشنا وَذَلِكَ من جزعنا عَلَيْك وَعدم صَبرنَا عَنْك 3 - الشمردل بن شريك بن عبد الْملك يتَّصل نسبه بِثَعْلَبَة بن يَرْبُوع وَهُوَ شَاعِر إسلامي من شعراء الدولة الأموية كَانَ فِي أَيَّام جرير والفرزدق وَهُوَ من شعراء بني تَمِيم وَكَانَ قد خرج هُوَ وَإِخْوَته حكم وَوَائِل وَقُدَامَة إِلَى خُرَاسَان مَعَ وَكِيع بن سود فَبعث وَكِيع أَخَاهُ وائلا فِي بعث إِلَى حَرْب التّرْك وَبعث آخاه قدامَة إِلَى فَارس فِي بعث آخر وَبعث أَخَاهُ حكما إِلَى سجستان فَلم يلبث أَن جَاءَهُ نعي أَخِيه قدامَة من فَارس ثمَّ تلاه نعي أَخِيه وَائِل فرثاهما بقصيدة اخْتَار مِنْهَا أَبُو تَمام هذَيْن الْبَيْتَيْنِ 4 - تبرضا أفنيا 5 - الأسى جمع أُسْوَة وَهِي مَا يتسلى بِهِ الحزين وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أفدي خليلي اللَّذين أذهبا دموعي لِكَثْرَة بُكَائِي عَلَيْهِمَا من الْحزن حَتَّى كدت أجن وَلَوْلَا تسليتي بمصاب غَيْرِي لما بقيت سَاعَة لَكِن المصائب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 1 - وَقَالَ نهشل بن حري (أغر كمصباح الدجنة يَتَّقِي ... قذى الزَّاد حَتَّى تستفاد أطايبه) 3 - (وهون وجدي عَن خليلي أنني ... إِذا شِئْت لاقيت امْرأ مَاتَ صَاحبه) 4 - (أَخ ماجد لم يخزني يَوْم مشْهد ... كَمَا سيف عَمْرو لم تخنه مضاربه)   عَمت جَمِيع النَّاس فَلَو طلبت شَرِيكا لي فِي الْحزن لوجدت لي أَمْثَالًا وَأَرَادَ بالخليلين أَخَوَيْهِ 1 - نهشل بن حري شَاعِر إسلامي أَيْضا وَهُوَ من بني غطفان وَكَانَ شَاعِرًا فصيحا يَقُول أحسن الشّعْر وأجوده وبهذه الأبيات يرثي أَخَاهُ مَالك بن حري وَكَانَ قد قتل بصفين وَكَانَ مَعَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ مَالك شجاعا فَارِسًا 2 - الدجنة الظلمَة والقذى الْوَسخ والأطايب مَا طَابَ من الزَّاد وَالْمعْنَى هُوَ فِي قومه ذُو عزة قد فاقهم فَصَارَ كمصباح الظلام بَينهم لَا يَأْكُل من الزَّاد إِلَّا مَا اكْتَسبهُ بِنَفسِهِ وَكَانَ حَلَالا طيبا ويدع الْخَبيث مِنْهُ وَالْمحرم 3 - وهون خفف والوجد الْحزن وَالْمعْنَى خفف حزني على هَذَا الْخَلِيل مَا أشاهده فِي النَّاس من فقدان أَصْحَابهم حَتَّى أَنِّي إِذا أردْت من فقد صَاحبه مثلي أجد كثيرا فَلذَلِك أَتَسَلَّى وتخف وَطْأَة الْحزن عَليّ 4 - الْمَاجِد الشريف الْكَرِيم لم يحزني لم يهني ويخجلني والمشهد مُجْتَمع النَّاس لمشاهدة مَا يحصل وَسيف عَمْرو هُوَ الصمصامة وَصَاحبه عَمْرو بن معدي كرب وَالْمعْنَى أَن هَذَا الممدوح أَخ لي وَهُوَ ذُو شرف وكرم وَكَانَ عوني فِي الوقائع والمجتمعات فَلم يهني وَلم يخجلني فِي وَاقعَة من الوقائع الَّتِي استعنت بِهِ فِيهَا وَهُوَ فِي مساعدته وَعدم خيانته لي كسيف عَمْرو فِي ذَلِك حَيْثُ لم يُخطئ مضاربه فِي يَوْم مَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 1 - وَقَالَ الْأسود بن عبد يَغُوث بن الْمطلب بن نَوْفَل (أَتَبْكِي أَن يضل لَهَا بعير ... ويمنعها من النّوم السهود) 3 - (فَلَا تبْكي على بكر وَلَكِن ... على بدر تقاصرت الجدود) 4 - (أَلا قد سَاد بعدهمْ رجال ... وَلَوْلَا يَوْم بدر لم يسودوا)   1 - كَانَ للأسود بن عبد يَغُوث ثَلَاثَة بَنِينَ زَمعَة وَعقيل والْحَارث كلهم قد قتل ببدر فَلَمَّا ناحت قُرَيْش على قتلاها قَالَ الْعُقَلَاء مِنْهُم لَا تَفعلُوا فَيبلغ ذَلِك مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه فيشمتوا بكم وَكَانَ الْأسود يحب أَن يبكي على بنيه فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ سمع نائحة فِي اللَّيْل فَقَالَ لغلام وَقد ذهب بَصَره أنظر هَل أحل النحيب أَو هَل بَكت قُرَيْش على قتلاها لعَلي أبْكِي على أبي حكيمة يَعْنِي زَمعَة فَإِن جوفي قد احْتَرَقَ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ الْغُلَام قَالَ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَة تبْكي على بعير لَهَا قد أضلته فَذَلِك حَيْثُ يَقُول الْأسود هَذِه الأبيات 2 - أَتَبْكِي الِاسْتِفْهَام فِيهِ تعجب وإنكار وَقَوله أَن يضل أَي من أَن يضل الخ ويضل يفقد ويمنعها عطف على أَتَبْكِي والسهود السهر يُنكر عَلَيْهَا أَن تبْكي بَعِيرهَا وَقد أضلته وَأَن يمْنَعهَا ذَلِك من النّوم 3 - الْبكر الْقوي من الْإِبِل على بدر يُرِيد على أهل بدر الَّذين قتلوا بِهِ وَبدر الْموضع الَّذِي حصلت فِيهِ الْوَاقِعَة الشهيرة وتقاصرت الجدود ضعفت الحظوظ وعثرت والتقاصر فِي الجدود العاثرة مثل يَقُول دعِي الْبكاء على هَذَا الْبكر وَلَا تندبيه وَلَكِن ابكي على أهل بدر الَّذين عثرت جدودهم وضعفت حظوظهم يستهين بفقد المَال ويستعظم فقد النُّفُوس 4 - السودد الشّرف يَقُول قد شرف بعد من قتل ببدر قوم لَوْلَا هَذَا الْيَوْم المشؤوم مَا شرفوا وغرضه التَّعْرِيض بِأبي سُفْيَان بن حَرْب لِأَنَّهُ كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 1 - وَقَالَ رجل من بني أَسد (خليلي هبا طَال مَا قد رقدتما ... أجد كَمَا لَا تقضيان كراكما) 3 - (ألم تعلما مَالِي براوند كلهَا ... وَلَا بخزاق من حبيب سواكما) 4 - (أصب على قبريكما من مدامة ... فإلا تنالاها ترو جثاكما) 5 - (أقيم على قبريكما أست بارحا ... طوال اللَّيَالِي أَو يُجيب صداكما)   رَئِيسا على قُرَيْش فِي هَذَا الْيَوْم 1 - ذكرُوا أَن رجلَيْنِ من بني أَسد خرجا إِلَى أَصْبَهَان فآخيا دهقانا بهَا فِي مَوضِع يُقَال لَهُ راوند ونادماه فَمَاتَ أَحدهمَا وَبَقِي الآخر والدقهان ينادمان قَبره ويشربان كأسين ويصبان على قَبره كأسا ثمَّ مَاتَ الدهْقَان فَكَانَ الْأَسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنم بِهَذَا الشّعْر وَقَالَ بعض أهل الْعلم إِن هَذَا الشّعْر لقس بن سَاعِدَة الأيادي فِي خليلين كَانَا لَهُ فماتا وَقَالَ آخَرُونَ هَذَا الشّعْر لنصر بن غَالب يرثي بِهِ أَوْس بن خَالِد وأنيسا هَذَا وَالشعر كُله تِسْعَة أَبْيَات اقْتصر أَبُو تَمام على سِتَّة 2 - هبا أفيقا أجدكما مَنْصُوب على المصدرية وَلَا يُقَال إِلَّا مُضَافا وَمَعْنَاهُ الْقسم وَالْيَمِين وَمعنى تقضيان تتمان وكرا كَمَا نومكما وَالْمعْنَى يَا خليلي أفيقا من نومكما فقد طَال مَا نمتما وَأَنِّي أقسم بحياتكما أَن لَا تتما نومكما 3 - ألم تعلما تَقْرِير وتثبيت وراوند اسْم مَوضِع وخزاق مَحل بِهِ وَقَوله من حبيب من زَائِدَة وَالْمعْنَى كَيفَ نمتما عني مَعَ علمكما أَن لَا صديق لي بِهَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ غيركما 4 - جثا كَمَا جمع جثوَة وَهُوَ التُّرَاب الْمُجْتَمع وَيُقَال للقبر جثوَة وَالْمعْنَى كنتما نديماي على الشّرْب والآن أصب من المدام على قبريكما فَإِن لم تشرباه يشربه الْقَبْر 5 - طوال مَنْصُوب على الظَّرْفِيَّة بأقيم أَو ببارحا والصدا مَا يجيبك من مثل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 (وأبكيكما حَتَّى الْمَمَات وَمَا الَّذِي ... يرد على ذِي عولة أَن بكاكما) (جرى النّوم بَين اللَّحْم وَالْجَلد مِنْكُمَا ... كأنكما ساقي عقار سقاكما) 3 - وَقَالَ عبد الْملك بن عبد الرَّحِيم الْحَارِثِيّ يكنى أَبَا الْوَلِيد 4 - (إِنِّي لأرباب الْقُبُور لغابط ... بسكنى سعيد بَين أهل الْمَقَابِر) 5 - (وَإِنِّي لمفجوع بِهِ إِذْ تكاثرت ... عداتي وَلم أهتف سواهُ بناصر) 6 - (فَكنت كمغلوب على نصل سَيْفه ... وَقد حز فِيهِ نصل حران ثَائِر)   صَوْتك وَالْمعْنَى أستمر على ملاذمة قبريكما اللَّيَالِي الْكَثِيرَة الطَّوِيلَة إِلَّا أَن يجيبني صداكما وَالْعرب كَانَت تزْعم أَن عِظَام الْمَوْتَى تصير أصداء وهاما 1 - يرد أَي يجدي وينفع والعولة صَوت الصَّدْر وَأَن إِمَّا بِالْفَتْح فَيكون الْفِعْل بعْدهَا مصدرا فَاعل يرد أَو بِالْكَسْرِ شَرْطِيَّة يدل على جوابها مَا قبله وَالْمعْنَى لَا أَنْفك عَن الْبكاء عَلَيْكُمَا حَتَّى أَمُوت وَلَكِن مَاذَا ينفع بكاء الباكي والذاهب لَا يعود 2 - الْعقار الْخمر وَالْمعْنَى سرى النّوم فيكما حَتَّى امتزج بِالدَّمِ وَالْعُرُوق فصرتما كمن سقى الْخمر فَلَا يفِيق 3 - وَهُوَ شَامي شَاعِر إسلامي من عُلَمَاء الْكَلَام 4 - الْغِبْطَة تمني نعْمَة الْغَيْر مَعَ بَقَائِهَا لَهُ وَالسُّكْنَى مصدر كبشرى وَالْمعْنَى إِنِّي لأغبط سكان الْقُبُور فِي سعادتهم بدفن سعيد بَينهم 5 - أهتف أَدْعُو وسواه مَنْصُوب على الِاسْتِثْنَاء من نَاصِر مقدم عَلَيْهِ وَالْمعْنَى إِنِّي لمصاب بفقده حِين كثرت أعدائي وَطلبت النَّاصِر فَلم أجد غَيره فعظمت مصيبتي 6 - النصل حَدِيدَة السَّيْف وحز قطع والحران العطشان والثائر من يطْلب الثأر وَالْمعْنَى أَن حَالي الْآن حَال من غلب على نصل سَيْفه فَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 (أتيناه زوارا فأمجدنا قرى ... من البث والداء الدخيل المخامر) (وأبنا بزرع قد نما فِي صدورنا ... من الوجد يسقى بالدموع البوادر) 3 - (وَلما حَضَرنَا لاقتسام تراثه ... أصبْنَا عظيمات اللهى والمآثر) 4 - (وأسمعنا بِالصَّمْتِ رَجَعَ جَوَابه ... فأبلغ بِهِ من نَاطِق لم يحاور) 5 - وَقَالَت امْرَأَة من بني شَيبَان   يُمكنهُ إعماله وَقد قطع فِيهِ نصل سيف طَالب الثأر وَهُوَ كِنَايَة عَن أَن المرثي كَانَ كسيفه الَّذِي يدْفع بِهِ الْأَعْدَاء فَلَمَّا مَاتَ لم يُمكنهُ مقاومتهم 1 - أمجدنا أَكثر لنا والقرى الضِّيَافَة والدخيل المتمكن من الْقلب والمخامر من الْخمر وَهُوَ السّتْر وَالْمعْنَى وفدنا عَلَيْهِ فَلم يمنعنا قراه لَكِن هَذَا الْقرى هُوَ مَا تزودنا بِهِ من الْحزن والوجد والكآبة ح آب رَجَعَ والبوادر المستبقة وَالْمعْنَى فرجعنا من زيارته بوجد فِي صدورنا يسقى بالدموع المتسابقة فينمو كنمو الزَّرْع الَّذِي يتعهد بالسقي 3 - التراث الْمِيرَاث واللهى جمع لهوة وَهِي أفضل الْعَطاء والمآثر جمع مأثرة وَهِي المحمدة وَالْمعْنَى لما حَضَرنَا لاقتسام مَا خَلفه من الْأَمْوَال لم نجد غير مكارمه ومفاخره لكَونه لم يتْرك شَيْئا من المَال لِكَثْرَة الْبَذْل 4 - المحاورة المحادثة وَرجع جَوَابه مرجوع جَوَابه وَالْمعْنَى لما ناديناه كَانَ الصمت جَوَابه أَي أَنه أجابنا اعْتِبَارا لَا كلَاما فأبلغ بِهِ من نَاطِق لَا يتَبَيَّن كَلَامه وَإِنَّمَا يدل عَلَيْهِ لِسَان الْحَال 5 - هِيَ بنت فَرْوَة ابْن مَسْعُود ترثي فَرْوَة أَبَاهَا وقيسا ابْني مَسْعُود بن عَامر بن عمر بن أبي ربيعَة وقتلا مَعَ الْمُنْذر ذِي القرنين يَوْم عين أباغ يَوْم قتل الْمُنْذر وَكَانَ الَّذِي قَتله شمر بن عَمْرو الْحَنَفِيّ وَكَانَ مَعَ الْحَارِث بن أبي شمر الغساني وَالْمُنْذر هُوَ ابْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 (وَقَالُوا ماجدا مِنْكُم قتلنَا ... كَذَاك الرمْح يُكَلف بالكريم) (بِعَين أباغ قاسمنا المنايا ... فَكَانَ قسيمها خير القسيم) وَقَالَ عتي بن يزِيد بن مَالك الْعقيلِيّ 3 - (أَعدَاء من لليعملات على الوجى ... وأضياف ليل بيتوا لنزول) 4 - (أَعدَاء مَا للعيش بعْدك لَذَّة ... وَلَا لخليل بهجة بخليل) 5 - (أَعدَاء مَا وجدي عَلَيْك بهين ... وَلَا الصَّبْر إِن أَعْطيته بجميل)   امْرُؤ الْقَيْس وَأمه مَاء السَّمَاء النمرية 1 - يُكَلف يعشق وَالْمعْنَى أَنهم عيرونا بقَوْلهمْ إِنَّا قتلنَا مِنْكُم كَرِيمًا شريفا فأجبناهم لَا عَار فِي ذَلِك لِأَن الرمْح لَا يعشق إِلَّا الْكَرِيم 2 - تعلق الظّرْف بقاسمنا وَعين أباغ وَاد وَرَاء الأنبار على طَرِيق الْفُرَات إِلَى الشأم وَقَوْلها قاسمنا المنايا مَفْعُوله مَحْذُوف كَأَنَّهَا قَالَت قاسمنا المنايا النَّاس وَالْأَصْحَاب يُقَال قاسمه الشَّيْء أَخذ كل قسمه تَقول إِن المنايا قاسمتنا النَّاس وَالْأَصْحَاب بِهَذَا الْموضع فَأخذت قسمهَا خير قسم وهما المرثيان وَلم يؤخذوا من المنايا شَيْئا إِذْ لم يُمكن أَن ينتصفوا مِنْهَا 3 - الْهمزَة لنداء الْقَرِيب وعداء منادى واليعملات جمع يعملة وَهِي النَّاقة السريعة والوجى الحفاء وبيتوا أَتَوا لَيْلًا ناداه سَائِلًا لَهُ على طَرِيق التوجع يَا عداء مضيت لسبيلك فَمن الْآن للنوق الصابرة على الْعَمَل وَمن للأضياف والمحتاجين إِذا نزلُوا بفنائك وَقد كنت تتفقدهم وَلَيْسَ لَهُم سواك 4 - الْبَهْجَة السرُور أَو الْحسن وَالْمعْنَى يَا عداء ذهبت بعْدك لَذَّة الْعَيْش فَصَارَ مرا وَلم يبْق لخليل بخليله سرُور وَذهب حسن الْخلَّة بذهابك 5 - الْمَعْنى يَا عداء لَا يظنّ أحد أَن حزني عَلَيْك هَين وَلَا صبري عَلَيْك جميل إِن أَعْطيته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 وَقَالَ أَيْضا وَالْوَزْن وَاحِد (كَأَنِّي والعداء لم نسر لَيْلَة ... وَلم نزج أنضاء لَهُنَّ ذميل) (وَلم نلق رحلينا ببيداء بلقع ... وَلم نرم جوز اللَّيْل حَيْثُ يمِيل) 3 - وَقَالَ أَبُو الحجناء 4 - (أضحت جِيَاد ابْن قعقاع مقسمة ... فِي الْأَقْرَبين بِلَا من وَلَا ثمن)   1 - أزجاه سَاقه والأنضاء جمع نضو وَهُوَ الْبَعِير المهزول والذميل ضرب من سير الْإِبِل وَهُوَ فَوق الْعُنُق وَالْمعْنَى ذهبت أَيَّام اجتماعي بالعداء فكأننا لم نَجْتَمِع وَلم نسر لَيْلَة نسوق فِيهَا الْإِبِل المهزولة الَّتِي لَهَا سير فَوق الْعُنُق 2 - الْبَيْدَاء الصَّحرَاء والبلقع الأَرْض الخالية من العشب وَالْمَاء وَجوز اللَّيْل وَسطه وَالْمعْنَى وكأنا لم نلق رحلينا بالصحراء الخالية من المَاء والعشب وَلم نقطع اللَّيْل سيرا حَتَّى ذهب أَكْثَره وَمَال إِلَى الصُّبْح 3 - اسْمه نصيب وَهُوَ الْأَصْغَر مولى الْمهْدي كَانَ عبدا نَشأ بِالْيَمَامَةِ وَاشْترى للمهدي فِي حَيَاة الْمَنْصُور فَلَمَّا سمع شعره قَالَ وَالله مَا هُوَ بِدُونِ نصيب مولى بني مَرْوَان فَأعْتقهُ وزوجه وكناه أَبَا الحجناء وَدخل نصيب ذَات يَوْم على ثُمَامَة بن الْوَلِيد الْعَبْسِي بعد وَفَاة أَخِيه شيبَة بن الْوَلِيد وَكَانَ نصيب مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ أَيَّام حَيَاته فَوجدَ ثُمَامَة أَخَاهُ يفرق خيله على النَّاس فَأمر لنصيب بفرس فَأبى أَن يقبله وَبكى ثمَّ قَالَ (يَا شيبَة الْخَيْر إِمَّا كنت لي شجنا ... آلَيْت بعْدك لَا أبْكِي على شجن) أضحت جِيَاد الخ 4 - الأقربون الْوَرَثَة وَالْمعْنَى مَاتَ ابْن قعقاع فَصَارَت خيله الْجِيَاد مقسمة بَين ورثته بِلَا ثمن وَلَا منَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 (ورثتهم فتسلوا عَنْك إِذْ ورثوا ... وَمَا وَرثتك غير الْهم والحزن) وَقَالَ آخر (لنعم الفتي أضحى بِأَكْنَافِ حَائِل ... غَدَاة الوغى أكل الردينية السمر) 3 - (لعمري لقد أرديت غير مزلج ... وَلَا مغلق بَاب السماحة بالعذر) 4 - (سأبكيك لَا مستبقيا فيض عِبْرَة ... وَلَا طَالبا بِالصبرِ عَاقِبَة الصَّبْر) 5 - وَقَالَ خلف بن خَليفَة 6 - (أعاتب نَفسِي أَن تبسمت خَالِيا ... وَقد يضْحك الموتور وَهُوَ حَزِين)   1 - الْمَعْنى صيرتهم وارثين فطابت نُفُوسهم بِمَا نالوا أما أَنا فَلم أرث مِنْك سوى الْهم والحزن فَلَا أسلوك 2 - اللَّام جَوَاب قسم مَحْذُوف والأكناف الجوانب وَحَائِل مَوضِع من أَرض الْيَمَامَة لبني قُشَيْر وَأَصله من الدهناء وَالْأكل الطّعْم مَنْصُوب على الْحَال والردينية الرماح وَالْمعْنَى مَحْمُود فِي الفتيان فَتى أضحى بِجَانِب هَذَا الْوَادي غَدَاة الْحَرْب طَعَاما للرماح السمر 3 - المزلج النَّاقِص الْمُرُوءَة وَالْمعْنَى أقسم لقدمت وَأَنت سخي تَامّ الْمُرُوءَة غير ضَعِيف وَلَا بخيل يعْتَذر لسائله 4 - المُرَاد بِالصبرِ الأول الْعبْرَة وبعاقبة الصَّبْر السلو وَالْمعْنَى لَا أَزَال أبْكِي عَلَيْك غير تَارِك من دموعي شَيْئا وَلَا طَالب بالبكاء سلوا عَنْك 5 - هُوَ شَاعِر إسلامي ظريف فصيح مطبوع وَكَانَ أقطع لَهُ أَصَابِع من جُلُود 6 - الموتور الَّذِي أَصَابَهُ نُقْصَان فِي رِجَاله أَو مَاله وَالْمعْنَى ألوم نَفسِي عِنْد تفردي بهَا على تبسمي وَإِن كَانَ ذَلِك غير دَال على السرُور فقد يضْحك الْمُصَاب بفقد مَاله أَو رِجَاله وفؤاده ممتلئ حزنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 (وبالدير أشجاني وَكم من شج لَهُ ... دوين الْمصلى بِالبَقِيعِ شجون) (رَبًّا حولهَا أَمْثَالهَا إِن أتيتها ... قرينك أشجانا وَهن سُكُون) 3 - (كفى الهجر أَنا لم يضح لَك أمرنَا ... وَلم يأتنا عَمَّا لديك يَقِين) وَقَالَ عبد الله بن ثَعْلَبَة الْحَنَفِيّ 4 - (لكل أنَاس مقبر بفنائهم ... فهم ينقصُونَ والقبور تزيد) 5 - (وَمَا إِن يزَال رسم دَار قد أخلقت ... وَبَيت لمَيت بالفناء جَدِيد) 6 - (هم جيرة الْأَحْيَاء أما جوارهم ... فدان وَأما الْمُلْتَقى فبعيد) وَقَالَ آخر   1 - الدَّيْر مَوضِع والأشجان الأحزان ودوين تَصْغِير دون أَي دون الْمصلى بِقَلِيل وَالْمعْنَى أَن فِي هَذَا الدَّيْر همومي وأحزاني لمواراة من فقدته بِهِ وَكم مثلي لَهُ قرب الْمصلى بِالبَقِيعِ هموم وأحزان 2 - الرِّبَا جمع ربوة وَهِي مَا ارْتَفع من الأَرْض وَالْمرَاد بهَا هُنَا الْقُبُور وقرينك أضفنك وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْقُبُور الَّتِي أوجبت الهموم وَالْأَحْزَان إِذا زرتها ضيفتك هما وحزنا وَهِي مَعَ هَذَا سَاكِنة لَا تتحرك 3 - يُقَال وضح الْأَمر يضح وضوحا بَان وَظهر وَالْمعْنَى كفانا هجرا أَنا لم نَعْرِف خبرك وَلم تعرف خبرنَا 4 - المقبر مَوضِع الْقَبْر وَالْمعْنَى لكل قوم مَقْبرَة بجوارهم يدفنون فِيهَا فينقص عَددهمْ وتزيد عدَّة قُبُورهم 5 - أخلقت درست وَالْمعْنَى أَن الديار تبلى والقبور تتجدد بفنائها 6 - الجيرة الْجِيرَان وَالْمعْنَى أَن الْأَمْوَات جيران الْأَحْيَاء بدنوهم من قُبُورهم وَأما اللِّقَاء والدنو مِنْهُم فبعيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 (لَا يبعد الله إخْوَانًا لنا ذَهَبُوا ... أفناهم حدثان الدَّهْر والأبد) (نمدهم كل يَوْم من بقيتنا ... وَلَا يؤب إِلَيْنَا مِنْهُم أحد) وَقَالَ الغطمش الضَّبِّيّ 3 - (إِلَى الله أَشْكُو لَا إِلَى النَّاس أنني ... أرى الأَرْض تبقى والأخلاء تذْهب) 4 - (أخلاي لَو غير الْحمام أَصَابَكُم ... عتبت وَلَكِن مَا على الْمَوْت معتب) 5 - وَقَالَ أَرْطَأَة بن سهية المري   1 - لَا يبعد لَا يهْلك وَهِي كلمة يقْصد بهَا التوجع وَلَيْسَ هُنَاكَ طلب وَلَا سُؤال وحدثان الدَّهْر مصائبه والأبد الدَّهْر وَالْمعْنَى أتفجع على إخْوَان لنا أَتَت عَلَيْهِم الْأَيَّام ومصائبها فأهلكتهم 2 - يؤب يرجع وَالْمعْنَى أَن الْمَوْت يَأْخُذ كل يَوْم من خيارنا فيلحقه بأولئك الإخوان وَلَا يرجع إِلَيْنَا أحد مِنْهُم 3 - الأخلاء جمع خَلِيل وَالْمعْنَى أرفع شكواي إِلَى الله دون غَيره من النَّاس فِي مصيبتي وَهِي أنني أرى الأَرْض بَاقِيَة والأخلاء فانية 4 - أخلاي منادى حذفت مِنْهُ يَاء النداء والعتاب والمعتب اللوم فِي سخط وَالْمعْنَى يَا أخلائي لَو كَانَ الَّذِي أَصَابَكُم غير الْمَوْت لعتبت عَلَيْهِ لكنه الْمَوْت فَلَا عتاب عَلَيْهِ 5 - سهية أمه وَأَبوهُ زفر بن عبد الله بن مَالك يَنْتَهِي نسبه إِلَى سعد ابْن ذبيان وأرطأة شَاعِر إسلامي فصيح مَعْدُود فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء الْمَعْدُودين من شعراء الْإِسْلَام فِي عهد بني أُميَّة دخل على عبد الْملك بن مَرْوَان ذَات يَوْم فَقَالَ هَل تَقول الْيَوْم شعرًا فَقَالَ كَيفَ أَقُول وَأَنا لَا أشْرب وَلَا أطرب وَلَا أغضب وَإِنَّمَا يكون الشّعْر بِوَاحِدَة من هَؤُلَاءِ وَكَانَ قد مَاتَ لَهُ ابْن فَأَقَامَ على قَبره حولا يَأْتِيهِ كل غَدَاة فَيَقُول يَا عمر إِن أَقمت مَعَك إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 (هَل أَنْت ابْن ليلى إِن نظرتك رائح ... مَعَ الركب أوغاد غَدَاة غَد معي) (وقفت على قبر ابْن ليلى فَلم يكن ... وُقُوفِي عَلَيْهِ غير مبكى ومجزع) 3 - (عَن الدَّهْر فاصفح أَنه غير معتب ... وَفِي غير من قد وارت الأَرْض فاطمع) وَقَالَ آخر فِي أَخ لَهُ مَاتَ بعد أَخ وَالْوَزْن مثل الأول 4 - (كَأَنِّي وصيفيا خليلي لم نقل ... لموقد نَار آخر اللَّيْل أوقد) 5 - (فَلَو أَنَّهَا إِحْدَى يَدي رزئتها ... وَلَكِن يَدي بَانَتْ على إثْرهَا يَدي)   الْمسَاء فَهَل أَنْت رائح معي ويأتيه عِنْد الْمسَاء فَيَقُول مثل ذَلِك ثمَّ ينْصَرف فَلَمَّا كَانَ رَأس الْحول تمثل بقول لبيد (إِلَى الْحول ثمَّ اسْم السَّلَام عَلَيْكُمَا) وَمن يبك حولا كَامِلا فقد اعتذر ثمَّ قَالَ هَذِه الأبيات 1 - نظره وانتظره بِمَعْنى يُنكر ويتوجع أَن لَا يذهب مَعَه ابْنه وَقت غدوه أَو رَوَاحه وَهُوَ جَالس ينتظره 2 - الْمَعْنى وقفت على قَبره فَلم يفدني وُقُوفِي غير الْبكاء والجزع 3 - غير معتب غير مرض وَالْمعْنَى لَا تعاتب الدَّهْر فَإِنَّهُ لَا يُرْضِي أحدا وعلق أملك بِغَيْر الْمَوْتَى 4 - الْمَعْنى أصبت بِفِرَاق خليلي وَكُنَّا قد تعودنا الضِّيَافَة مَعًا فصرنا الْآن كأنا لم نَجْتَمِع وَلم نقل لموقد النَّار آخر اللَّيْل إِكْرَاما للأضياف أوقدها 5 - الضَّمِير فِي أَنَّهَا يعود إِلَى الْقِصَّة وَإِحْدَى مُبْتَدأ ورزئتها فِي مَوضِع الْخَبَر وَجَوَاب لَو حذفه لِأَن الْغَرَض مَفْهُوم يَقُول لَو أصبت بأحدى يَدي لَكَانَ فِي الْبَاقِيَة بعض الْكِفَايَة وَلَكِن تبِعت الأولى الثَّانِيَة فَلم يبْق لي قُوَّة وَلَا حَاجَة بِالْحَيَاةِ وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 (فأقسمت لَا آسى على إِثْر هَالك ... قدي الْآن من وجد على هَالك قدي) وَقَالَ آخر فِي ابْن لَهُ (هوى ابْني من علا شرف ... يهول عِقَابه صعده) 3 - (هوى من رَأس مرقبة ... فزلت رجله وَيَده) 4 - (فَلَا أم فتبكيه ... وَلَا أُخْت فتفتقده) 5 - (هوى عَن صَخْرَة صلد ... ففرت تحتهَا كبده) 6 - (ألام على تبكيه ... وألسه فَلَا أَجِدهُ)   كِنَايَة عَن موت أَخَوَيْهِ 1 - آسى أَحْزَن وقدي بِمَعْنى حسبي وَالْمعْنَى أقسم إِنِّي لَا أَحْزَن على هَالك بعد هَذَا فقد بلغ الْجزع نهايته وحسبي هَذَا الوجد حسبي فَلَيْسَ فِيهِ مزِيد 2 - هوى سقط والشرف كل مَا ارْتَفع من الْمَكَان وَالْعِقَاب طير مَعْرُوف والصعد الصعُود وَالْمعْنَى سقط ابْني من مَكَان عَال جدا يفزع الْعقَاب من صُعُوده 3 - المرقبة الْمَكَان الْمُرْتَفع وزلت زلقت وَيُقَال أَيْضا زلت ذهبت وَالْمعْنَى كَانَ سُقُوطه من أَعلَى مَكَان مُرْتَفع فَذَهَبت رجله وَيَده 4 - يُقَال افتقده وتفقده طلبه عِنْد غيبته وَالْمعْنَى أَنه مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ أم تبْكي عَلَيْهِ وَلَا أُخْت تسْأَل عَنهُ وتطلبه عِنْد غيبته 5 - الصلد من الصخور مَا لَا ينْبت شَيْء وفرت كبده فريت وَالْمعْنَى كَانَ سُقُوطه عَن حجر صلد أملس فتقطعت كبده تحتهَا 6 - ألام من اللوم وَهُوَ التعنيف والتقريع وتبكيه من التبكاء وَهُوَ الْبكاء وألمسه أطلبه وَالْمعْنَى أَن النَّاس يلومونني على بُكَائِي عَلَيْهِ وَيزِيد فِي عبرتي أَنِّي أطلبه فَلَا أَجِدهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 (وَكَيف يلام محزون ... كَبِير فَاتَهُ وَلَده) 2 - وَقَالَ آخر 3 - (إِذا مَا دَعَوْت الصَّبْر بعْدك والبكا ... أجَاب البكا طَوْعًا وَلم يجب الصَّبْر) 4 - (فَإِن يَنْقَطِع مِنْك الرَّجَاء فَإِنَّهُ ... سَيبقى عَلَيْك الْحزن مَا بَقِي الدَّهْر) 5 - وَقَالَ النَّابِغَة يرثي أَخَاهُ من أمه   1 - الْمَعْنى أتعجب من النَّاس كَيفَ يلومونني على بُكَائِي وَلَدي وَقد تركني وَأَنا مسن لَا يُرْجَى لي ولد 2 - يُقَال إِن هَذَا الشّعْر للْعَبَّاس بن الْأَحْنَف من بني عدي بن حنيفَة وَهُوَ شَاعِر غزل شرِيف مطبوع وَله مَذْهَب حسن وديباجة فِي الشّعْر جَيِّدَة ولمعانيه عذوبة ولطف وَكَانَ من شعراء بني الْعَبَّاس وَقدمه الْمبرد على نظرائه وَأَطْنَبَ فِي وَصفه وَلم يتَجَاوَز الْغَزل إِلَى مديح أَو هجاء 3 - طَوْعًا مَنْصُوب على الْحَال أَي طَائِعا وَالْمعْنَى إِذا استعنت بعْدك بِالصبرِ والبكاء أعانني الْبكاء وَلم يَعْنِي الصَّبْر 4 - الْمَعْنى إِن انْقَطع أملي مِنْك فَإِن حزني عَلَيْك بَاقٍ أَبَد الدَّهْر 5 - هُوَ النَّابِغَة الذبياني واسْمه زِيَاد بن مُعَاوِيَة أحد بني ذبيان ويكنى أَبَا أُمَامَة وَأمه عَاتِكَة بنت أنيس الْأَشْجَعِيّ وَهُوَ أحد الْأَشْرَاف الَّذين غض الشّعْر مِنْهُم وَوضع وَهُوَ من الطَّبَقَة الأولى من شعراء الْجَاهِلِيَّة المقدمين على سَائِر الشُّعَرَاء وَشهد لَهُ عمر بن الْخطاب بِأَنَّهُ أشعر الْعَرَب وَكَانَ النَّابِغَة خَاصّا بالنعمان بن الْمُنْذر كَبِيرا عِنْده وَكَانَ من ندمائه وَأهل أنسه فَرَأى المتجردة ذَات يَوْم فَجْأَة وَكَانَت زوج النُّعْمَان فَسقط نصيفها واستترت بِيَدِهَا فَكَادَتْ ذراعها تستر وَجههَا لغلظها فَقَالَ قصيدته الَّتِي أَولهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 (لَا يهنئ النَّاس مَا يرعون من كلاء ... وَمَا يسوقون من أهل وَمن مَال) (بعد ابْن عَاتِكَة الثاوي على أَمر ... أَمْسَى ببلدة لَا عَم وَلَا خَال) 3 - (سهل الخليقة مشاء بأقدحه ... إِلَى ذَوَات الذرا حمال أثقال) 4 - (حسب الخليلين نأي الأَرْض بَينهمَا ... هَذَا عَلَيْهَا وَهَذَا تحتهَا بالي)   (أَمن آل مية رائح أَو مغتدى ... عجلَان ذَا زَاد وَغير مزود) فَلَمَّا سَمعهَا النُّعْمَان امْتَلَأَ غَضبا فأوعد النَّابِغَة وتهدده فهرب مِنْهُ إِلَى مُلُوك غَسَّان بالشأم فامتدحهم وَمكث عِنْدهم مَا شَاءَ الله أَن يمْكث ثمَّ رَجَعَ إِلَى قومه وَرَضي عَنهُ النُّعْمَان 1 - الْكلأ مَا ترعاه الدَّوَابّ وهنأه الطَّعَام صَار هنيأ 2 - الثاوي الْمُقِيم وعَلى بِمَعْنى فِي وَأمر اسْم الْموضع الَّذِي دفن فِيهِ وَهُوَ بِنَجْد من ديار غطفان ويروى على أَبَوي وَهُوَ اسْم مَوضِع أَو جبل بالشأم يُرِيد الدُّعَاء على كَافَّة النَّاس لعظم مصيبته فَهُوَ يَقُول لَا يطيب للنَّاس كَافَّة الرَّعْي وَمَا يسوقون من الْإِبِل وَمَا يأنسون بِهِ من الْأَهْل بعد ابْن عَاتِكَة الْمُقِيم فِي أَمر غَرِيبا لَا عَم لَهُ وَلَا خَال 3 - السهل اللين والخليقة الْخلق ومشاء كثير الْمَشْي والأقدح جمع قدح وَهُوَ سهم الميسر وَهَذَا كِنَايَة عَن تحمله الدِّيات فِي مَاله عَن النَّاس ناهضا بِالْأَمر الشاق وَذَوَات الذرا الْإِبِل الْعَظِيمَة الأسنمة وَالْمعْنَى أَنه كَانَ لين العريكة كَرِيمًا يكثر ضرب القداح بَين إبِله الْعَظِيمَة ليتخير مِنْهَا مَا يقرى بِهِ أضيافه ويتحمل أثقال الغرامات عَن النَّاس ويلتزمها فِي مَاله 4 - حسب الخليلين الخ مَعْنَاهُ كفاهما ذَلِك وبالي أَي ممزق الْأَعْضَاء وَالْمعْنَى كفانا الْآن حيلولة الأَرْض بَيْننَا وَهَذَا غَايَة الْبعد إِذْ أَنا فَوق الأَرْض وَهُوَ بالي الْجِسْم تحتهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 وَقَالَ مويلك المزموم يرثي امْرَأَته أم الْعَلَاء (أمرر على الجدث الَّذِي حلت بِهِ ... أم الْعَلَاء فنادها لَو تسمع) (أَنى حللت وَكنت جد فروقة ... بَلَدا يمر بِهِ الشجاع فَيفزع) 3 - (صلى عَلَيْك الله من مفقودة ... إِذْ لَا يلائمك الْمَكَان البلقع) 4 - (فَلَقَد تركت صَغِيرَة مَرْحُومَة ... لم تدر مَا جزع عَلَيْك فتجزع) 5 - (فقدت شمائل من لزامك حلوة ... فتبيت تسهر أَهلهَا وتفجع) 6 - (وَإِذا سَمِعت أنينها فِي لَيْلهَا ... طفقت عَلَيْك شؤن عَيْني تَدْمَع)   1 - أمرر هَذَا خطاب لنَفسِهِ والجدث الْقَبْر وَقَوله لَو تسمع هَذَا الْكَلَام كَلَام من غلب الْقنُوط عَلَيْهِ من إِدْرَاكهَا تَحِيَّة من زارها يَقُول أمرر على الْقَبْر الَّذِي دفنت بِهِ أم الْعَلَاء فنادها لَو تسمع كلامك وَلَا أَرَاهَا تسمع 2 - أَنى مَعْنَاهُ كَيفَ وَالْجد الِاجْتِهَاد وفروقة من الْفرق وَهُوَ الْخَوْف وَالتَّاء للْمُبَالَغَة وَالْمعْنَى كَيفَ حللت بَلَدا يخافه الشجاع إِذا مر بِهِ لوحشته وَقد كنت من الْخَوْف فِي نِهَايَة 3 - صلى عَلَيْك الخ كَأَنَّهُ يئس مِنْهَا فَأقبل يترحم عَلَيْهَا وَالصَّلَاة مَعْنَاهَا الرَّحْمَة والبلقع الْخَالِي وَالْمعْنَى رَحِمك الله أيتها المفقودة فَإنَّك حللت فِي مَكَان خَال لَا يلائمك لوحشته 4 - رفع فتجزع على الِاسْتِئْنَاف وَالْمعْنَى ذهبت لسبيلك وَتركت بنتك صَغِيرَة يرق لَهَا النَّاس ليتمها وَهِي لصغرها لَا تعرف الْجزع فتجزع عَلَيْك 5 - الشَّمَائِل جمع شمال وَهِي الخليقة وَاللزَام الْمُلَازمَة وَالْمعْنَى أَنَّك كنت تحبينها وتضمينها إِلَى صدرك ففقدت الْآن تِلْكَ الرأفة الوالدية وَصَارَ أَهلهَا فِي سهر وحزن لبكائها 6 - الْمَعْنى أَنِّي إِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 1 - وَقَالَ حَفْص بن الأخيف الْكِنَانِي (لَا يبعدن ربيعَة بن مكدم ... وَسَقَى الغوادي قَبره بذنوب) 3 - (نفرت قلوصي من حِجَارَة حرَّة ... بنيت على طلق الْيَدَيْنِ وهوب) 4 - (لَا تنفري يَا ناق مِنْهُ فَإِنَّهُ ... شريب خمر مسعر لحروب) 5 - (لَوْلَا السفار وَبعد خرق مهمة ... لتركتها تحبو بأَرْبعَة على العرقوب)   سَمِعت بكاءها فِي اللَّيْل أخذت دموع عَيْني تسيل حسرة عَلَيْك 1 - قَالَ مُحَمَّد ابْن سَلام الصَّحِيح أَن هَذِه الأبيات لعَمْرو بن شَقِيق أحد بني فهر بن مَالك وَمن النَّاس من يَرْوِيهَا لكرز بن حَفْص بن الأخيف العامري وَعَمْرو بن شَقِيق أولى بهَا وَهَذَا الشّعْر قيل فِي قتل ربيعَة بن مكدم الْكِنَانِي أحد فرسَان مُضر الْمَعْدُودين وشجعانهم الْمَشْهُورين قَتله نُبَيْشَة بن حبيب السّلمِيّ فِي يَوْم الكديد 2 - الغوادي جمع غادية وَهِي سَحَابَة الصَّباح والذنُوب الدَّلْو الْعَظِيمَة أستعير هُنَا للغيث يتفجع على ربيعَة وَيَدْعُو لَهُ بِالرَّحْمَةِ والرضوان 3 - نفرت فزعت والقلوص من النوق الشَّابَّة وَقَوله من حِجَارَة حرَّة المُرَاد بهَا قبر ربيعَة والحرة أَرض ذَات حِجَارَة سود وَالْمعْنَى أَن نَاقَتي نفرت عِنْد دنوها من قبر بني بحجارة سود على كريم كثير العطايا 4 - مسعر على وزن مفعل آلَة فِي إيقاد الْحَرْب وَالْمعْنَى لَا تنفري أيتها النَّاقة مِنْهُ فَإِن صَاحبه كَانَ كثير الشّرْب للخمر ذَا حروب ووقائع 5 - السفار السّفر والخرق الأَرْض الواسعة والمهمه الْمَفَازَة الْبَعِيدَة الْأَطْرَاف والحبو الْمَشْي على الْيَدَيْنِ والبطن وعرقوب الدَّابَّة فِي رجلهَا بِمَنْزِلَة الرّكْبَة فِي يَدهَا وَالْمعْنَى لَوْلَا أَنِّي مُحْتَاج إِلَيْهَا فِي السّفر لطوله لنحرتها عِنْد قَبره لتأكلها النَّاس كَمَا كَانَت عَادَتهم إِذا اجتازوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 وَقَالَ آخر (أجارى مَا أزداد إِلَّا صبَابَة ... إِلَيْك وَمَا تزداد إِلَّا تنائيا) (أجارى لَو نفس فدت نفس ميت ... فديتك مَسْرُورا بنفسي وماليا) 3 - (وَقد كنت أَرْجُو أَن أَمْلَاك حقبة ... فحال قَضَاء الله دون رجائيا) 4 - (أَلا ليمت من شَاءَ بعْدك إِنَّمَا ... عَلَيْك من الأقدار كَانَ حذاريا) 5 - وَقَالَ فَاطِمَة بنت الأحجم الْخُزَاعِيَّة 6 - (يَا عين بكي عِنْد كل صباح ... جودى بأَرْبعَة على الْجراح)   بِقَبْر كريم 1 - أجاري ترخيم جَارِيَة وَهُوَ هُنَا اسْم رجل والصبابة الوجد والمحبة والتنائي الْبعد وَالْمعْنَى يَا جَارِيَة لَا أزداد إِلَّا محبَّة فِيك وميلا إِلَيْك وَأَنت لَا تزداد إِلَّا بعدا مني 2 - الْمَعْنى يَا أَيهَا المقبور وَلَو تفدى نفس بِنَفس لسرني أَن أفديك بنفسي وَمَا تملك يَدي 3 - أَمْلَاك أَي أبقى مَعَك والحقبة وَاحِدَة الحقب وَهِي السنون وَالْمعْنَى أَنِّي كنت أَرْجُو بقائي مَعَك دهرا وَلَكِن حَال قَضَاء الله دون مَا أَرْجُو 4 - الْمَعْنى مَا كنت أَخَاف على أحد من حوادث الْأَيَّام إِلَّا عَلَيْك وَحَيْثُ مت فَلَا أجزع على أحد بعْدك فليمت بعْدك من يَمُوت 5 - وَكَانَ أَبوهَا أحد سَادَات الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ زوج خالدة بنت هَاشم بن عبد الْمطلب وَفَاطِمَة هَذِه تعد فِي الصَّحَابَة وَهَذِه الأبيات تمثلت بهَا فَاطِمَة الزهراء أَو عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهُمَا يَوْم وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 6 - بكي أكثري الْبكاء عِنْد كل صباح تُرِيدُ أَن وَقت نكايته فِي الْأَعْدَاء كَانَ فِي الصَّباح فَأَرَادَتْ أَن تجْعَل إزاء فعله حِينَئِذٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 (قد كنت لي جبلا ألوذ بظله ... فتركتني أضحى بأجرد ضاح) (قد كنت ذَات حمية مَا عِشْت لي ... أَمْشِي البرَاز وَكنت أَنْت جناحي) 3 - (فاليوم أخضع للذليل وأتقي ... مِنْهُ وأدفع ظالمي بِالرَّاحِ) 4 - (وأغض من بَصرِي وَأعلم أَنه ... قد بَان حد فوارسي ورماحي) 5 - (وَإِذا دعت قمرية شجنا لَهَا ... يَوْمًا على فنن دَعَوْت صباحي) وَقَالَت أَيْضا   الْبكاء عَلَيْهِ فِي هَذَا الْوَقْت وَالْمرَاد بالأربعة قبائل الرَّأْس وَهِي مجاري الدمع إِلَى الْعين وتريد بِهَذَا الْكَثْرَة وَالْمعْنَى يَا عَيْني أكثري الْبكاء كل صباح على الْجراح واستنزلي الدُّمُوع الْكَثِيرَة عَلَيْهِ 1 - الأجرد الأملس والضاحي البارز للشمس وَالْمعْنَى كنت لي ملْجأ أَعْتَصِم بِهِ والآن قد تَرَكتنِي غَرضا لسهام الْأَيَّام 2 - الحمية الأنفة والعزة وَالْبرَاز الفضاء وجناحي أَي قوتي وَالْمعْنَى قد كنت فِي حياتك صَاحِبَة عزة وأنفة أقطع الفلاة الواسعة وحيدة لَا أرهب أحدا إِذْ كنت قوتي وحصني 3 - الراح الْكَفّ وَالْمعْنَى أَنِّي أَصبَحت الْيَوْم ذليلة خاضعة لكل امْرِئ وَلَو ذليلا خائفة مِمَّن أرادني بِسوء لَيْسَ لي مَا أدفَع بِهِ ظالمي إِلَّا كفي 4 - بَان انْفَصل وَالْمعْنَى أَنِّي أعرض عَمَّن نالني بِسوء لعلمي أَن الَّذِي كَانَ قائدا للفوارس وَكَانَ كَحَد الرمْح فِي الشدَّة وَالْقُوَّة انْفَصل عني 5 - الشجن الْحزن أَو الحبيب فعلى الأول يكون مَفْعُولا لَهُ وعَلى الثَّانِي مَفْعُولا بِهِ والفنن الْغُصْن الناعم وَالْمعْنَى أَنِّي إِذا سَمِعت نوح القمرية حزنا على إلفها فَوق الْغُصْن ناديت وَا سوء صَبَاحَاه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 (إخوتي لَا تبعدوا أبدا ... وبلى وَالله قد بعدوا) (لَو تملتهم عشيرتهم ... لاقتناء الْعِزّ أَو ولدُوا) 3 - (هان من بعض الرزية أَو ... هان من بعض الَّذِي أجد) 4 - (كل مَا حَيّ وَإِن أمروا ... واردوا الْحَوْض الَّذِي وردوا) 5 - وَقَالَت امْرَأَة   1 - إخوتي منادى وَالْمعْنَى يَا إخوتي لَا أُرِيد هلاككم طول الدَّهْر وَلَكِن الله قدر ضد مرادي 2 - تملتهم تمتعت بهم زَمنا طَويلا 3 - هان جَوَاب لَو والرزية الْمُصِيبَة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَو تمتعت بهم عشيرتهم زَمنا طَويلا حَتَّى حازت الْعِزّ أَو خلفوا أَوْلَادًا لخف بعض الْمُصِيبَة أَو بعض مَا أَجِدهُ من الْحزن 4 - مَا زَائِدَة وَأمرُوا أَي عمروا وَالضَّمِير فِيهِ يرجع إِلَى كل وَالْمعْنَى كل الْأَحْيَاء وَأَن عمروا طَويلا لَا بُد أَن يردوا الْحَوْض الَّذِي ورده إخوتي 5 - قَالُوا هَذِه الأبيات لأم السليك وَاسْمهَا السلكة وَهِي أمة سَوْدَاء وَكَانَ السليك أحد صعاليك الْعَرَب العدائين الَّذين كَانُوا لَا يلحقون وَلَا تُدْرِكهُمْ الْخَيل إِذا عدوا وَكَانَ من حَدِيث هَذِه الأبيات أَن السليك بن السلكة خرج فِي تيم الربَاب يتتبع الأرياف ويغير على الْأَحْيَاء وَالْأَمْوَال حَتَّى مر بِأَرْض بَين ديار بني عقيل وَسعد بن تَمِيم فلقي رجلا من خثعم يُقَال لَهُ مَالك بن عُمَيْر فَأَخذه وَمَعَهُ امْرَأَة من بني خفاجة فَقَالَ الْخَثْعَمِي أَنا أفدي نَفسِي مِنْك فَقَالَ لَهُ السليك لَك ذَلِك على أَن لَا تطلع على أحدا من خثعم فَأعْطَاهُ عهدا على ذَلِك وَخرج إِلَى قومه وَترك عِنْده امْرَأَته فَأَتَاهَا السليك وَجعلت تَقول لَهُ احذر خثعم فَإِنِّي أَخَافهُم عَلَيْك وَبلغ شبْل بن قلادة وَأنس بن مدركة الْخَبَر فَلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 (طَاف يَبْغِي نجوة ... من هَلَاك فَهَلَك) (لَيْت شعري ضلة ... أَي شَيْء قَتلك) (أمريض لم تعد ... أم عَدو ختلك) (أم تولى بك مَا ... غال فِي الدَّهْر السلك) 3 - (والمنايا رصد ... للفتى حَيْثُ سلك) (أَي شَيْء حسن ... لفتى لم يَك لَك) 4 - (كل شَيْء قَاتل ... حِين تلقى أَجلك) (طَال مَا قد نلْت فِي ... غير كد أملك)   يلبثا حَتَّى أَسْرعَا إِلَى السليك وَلم يعلم بهما حَتَّى طرقاه فَشد عَلَيْهِ أنس فَقتله فَذَلِك حَيْثُ تَقول أمه هَذِه الأبيات وَقيل الْقَائِل لَهَا غَيرهَا وَلَكِن مَا ذكر أقرب إِلَى الصَّوَاب 1 - يبغى يطْلب والنجوة النجَاة والهلاك الْفقر وَخبر لَيْت مَحْذُوف تَقْدِيره وَاقع وضلة مَنْصُوب على المصدرية وَالْمعْنَى خرج طَائِفًا يطْلب نجاة من الْفقر فَمَاتَ وَلم أعلم سَبَب مَوته فَأَنا لذَلِك فِي ضلال وحيرة 2 - السلك الحجل وَهُوَ طَائِر مَعْرُوف وَالْمعْنَى أصدك الْمَرَض عَن الْعود إِلَيْنَا أم عرض لَك عَدو فقتلك أم أَصَابَك من الْحَوَادِث مَا خطفك خطْفَة الحجل 3 - المنايا جمع منية وَهِي الْمَوْت وَالْمعْنَى أَن المنايا للفتى بالمرصاد أَيْنَمَا ذهب وَأَنت وَإِن كنت قد فقدت لكنك حزت كل خصْلَة محمودة فَلَا تُوجد لأحد مزية إِلَّا وَهِي لَك 4 - الْمَعْنى إِذا دنا الْأَجَل فَكل شَيْء سم يقتل وَكَثِيرًا مَا نلْت مقصدك من غير تَعب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 (إِن أمرا فادحا ... عَن جوابي شغلك) (سأعزي النَّفس إِذْ ... لم تجب من سَأَلَك) (لَيْت قلبِي سَاعَة ... صبره عَنْك ملك) (لَيْت نَفسِي قدمت ... للمنايا بدلك) 3 - وَقَالَ العجير السَّلُولي 4 - (تركنَا أَبَا الأضياف فِي لَيْلَة الصِّبَا ... بمر ومردى كل خصم يجادله)   1 - الفادح الْأَمر الْعَظِيم وَالْمعْنَى أَن الَّذِي مَنعك عَن جوابي أَمر عَظِيم وسأسلي النَّفس بِالصبرِ إِذْ صَار جوابي عَلَيْك من الممتنعات 2 - الْمَعْنى أَتَمَنَّى أَن يملك قلبِي الصَّبْر عَنْك سَاعَة أَو أَن نَفسِي هِيَ الهالكة دُونك 3 - هُوَ ابْن عبد الله بن عُبَيْدَة يصل نسبه إِلَى سلول بن مرّة شَاعِر مقل إسلامي من شعراء بني أُميَّة وَجعله مُحَمَّد بن سَلام فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من شعراء الْإِسْلَام وَكَانَ كَرِيمًا جوادا تصله الْمُلُوك والأمراء وَكَانَ لَهُ ابْن عَم إِذا علم بأضياف عِنْده لم يدعهم حَتَّى يَأْتِي بجزور كوماء فينحرها عِنْد بَيته فيبيتون بِأَحْسَن حَال ثمَّ مَاتَ فَقَالَ العجير يرثيه بِهَذِهِ الأبيات وَمر ماءة لبني أَسد بَينهَا وَبَين الخوة يَوْم وَهُوَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ابْن عَم العجير واسْمه جَابر بن زيد 4 - ومردى هِيَ فِي الأَصْل صَخْرَة يكسر بهَا النَّوَى وَالْمعْنَى أننا تركنَا الَّذِي كَانَ ملْجأ للأضياف حَتَّى صَار كَالْأَبِ لَهُم فِي لَيْلَة تهب الصِّبَا عِنْد طُلُوع شمس يَوْمهَا مَدْفُونا بمر فَنحْن فِي نِهَايَة الْحزن لفقده حَيْثُ إِنَّه مَا عَارضه خصم إِلَّا وَدفعه وأرداه ببأسه القوى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 (تركنَا فَتى قد أَيقَن الْجُوع أَنه ... إِذا مَا ثوى فِي أرحل الْقَوْم قَاتله) (فَتى قد قد السَّيْف لَا متضائل ... وَلَا رهل لباته وأباجله) 3 - (إِذا جد عِنْد الْجد أرضاك جده ... وَذُو بَاطِل إِن شِئْت ألهاك باطله) 4 - (يَسُرك مَظْلُوما ويرضيك ظَالِما ... وكل الَّذِي حَملته فَهُوَ حامله) 5 - (إِذا نزل الأضياف كَانَ عذورا ... على الْحَيّ حَتَّى تستقل مراجله) وَقَالَ الحجناء مولى بني أَسد 6 - (أعاذل من يرزأ كحجناء لَا يزل ... كئيبا ويزهد بعده فِي العواقب)   1 - ثوى بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ وَالْمعْنَى تركنَا فِي مر فَتى عَظِيما كَرِيمًا كَانَ إِذا حل فِي حَيّ أَصَابَهُ الْقَحْط أسْرع الْقَحْط إِلَى الْخُرُوج مِنْهُ لعلمه أَنه قَاتله 2 - فَتى أَي هُوَ فَتى وَقَوله قد قد السَّيْف كنى بِهِ عَن مضاء عزمه وثبات جأشه وتماسك خلقه والمتضائل هُنَا الضَّعِيف الذَّلِيل والرهل الاسترخاء واللبات جمع لبة وَهِي المنحر وَمحل القلادة والأباجل جمع أبجل وَهُوَ عرق غليظ يكون فِي الْفَخْذ والساق يَقُول هُوَ فَتى شُجَاع ثَابت عِنْد الْمَكْرُوه تَامّ الْخلق غير ضَعِيف وَلَا متخشع وَلَا مسترخي الْعُرُوق والأعصاب يُرِيد أَنه كَامِل الْقُوَّة 3 - الْمَعْنى أَنه إِذا اجْتهد أعْجبك اجْتِهَاده وَإِن مزح ألهاك مزاحه 4 - الْمَعْنى أَنه يَأْخُذ بِيَدِك إِذا كنت مَظْلُوما ويعينك إِذا كنت ظَالِما وَكلما كلفته بِهِ يتحمله وَهَذَا الْكَلَام على عَادَتهم 5 - العذور السَّيئ الْخلق وتستقل ترْتَفع والمراجل جمع مرجل وَهُوَ الْقدر وَالْمعْنَى أَنه إِذا نزل الأضياف بساحته يسيء خلقه على خدمه وَأَصْحَابه حَتَّى ترْتَفع الْقُدُور على النَّار تعجيلا لقراهم 6 - أعاذل منادى مرخم عاذلة وحجناء اسْم الشَّاعِر والكئيب من الكآبة وَهِي الْغم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 (حبيب إِلَى الفتيان صُحْبَة مثله ... إِذا شان أَصْحَاب الرِّجَال الحقائب) (نظام أنَاس كَانَ يجمع بَينهم ... ويصدع عَنْهُم عاديات النوائب) 3 - (وجربت مَا جربت مِنْهُ فسرني ... وَلَا يكْشف الفتيان غير التجارب) 4 - (بعيد الرِّضَا لَا يَبْتَغِي ود مُدبر ... وَلَا يتَصَدَّى للضغين المغاضب) 5 - (وَكنت إِذا مَا خفت أمرا جنيته ... يخْفض جاشي ضبثك المتراغب)   وَسُوء الْحَال والانكسار من حزن والزهد عدم الرَّغْبَة فِي الشَّيْء والعواقب أَرَادَ بهَا عواقب إطهار النِّسَاء وكنى بهَا عَن الْجِمَاع وَالْمعْنَى أيتها العاذلة تبصري قبل العذل لتعرفي أَن من يصب بمصيبة كمصيبتي لَا يزَال حَزينًا زاهدا فِي قرْبَان النِّسَاء لعلمه أَنه لَا يُولد لَهُ مثل الْمَفْقُود 1 - حبيب إِلَى الفتيان ارْتَفع على أَنه خبر مقدم وصحبة مثله مُبْتَدأ مُؤخر وشانه عابه والحقائب جمع حقيبة وَهِي الرافدة فِي مُؤخر القتب وَالْمعْنَى إِذا بخل الموسرون بِمَا فِي حقائبهم فعابهم امتلاؤها كَانَت صُحْبَة مثله محببة للفتيان 2 - نظام أنَاس هَذَا مستعار من نظم الؤلؤ وَهُوَ جمعه وتأليفه ويصدع يفرق وَالْعَادِيات إِمَّا من الْعدوان وَهُوَ الظُّلم وَإِمَّا من الْعَدو يُرِيد مسرعات النوائب وَالْمعْنَى أَنه كَانَ تنتظم بِهِ أَحْوَال عشيرته وَيدْفَع عَنْهُم شَدَائِد الْحَوَادِث العادية عَلَيْهِم 3 - الْمَعْنى أَنِّي جربته فِي الْمُهِمَّات فَظهر لي مِنْهُ مَا سرني وَلَا يظْهر أَحْوَال الفتيان إِلَّا التجارب 4 - الضغين الْحَاسِد وَالْمعْنَى أَنه لَيْسَ بسريع الأوبة إِذا غضب وَلَا يتَعَرَّض لعَدوه الْحَاسِد لَهُ الحاقد عَلَيْهِ احتقارا بِهِ فيتركه ينطوي على مَا فِي صَدره من غل وحقد وعداوة محاذرا مَا يكون من ناحيته 5 - الضبث الْقَبْض الشَّديد والمتراغب من الرغب بِالضَّمِّ شدَّة النهم إِلَى الشَّيْء يَقُول كَانَ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 وَقَالَ آخر (إِذا مَا امْرُؤ أثنى بآلاء ميت ... فَلَا يبعد الله الْوَلِيد بن أدهما) (فَمَا كَانَ مفراحا إِذا الْخَيْر مَسّه ... وَلَا كَانَ منانا إِذا هُوَ أنعما) 3 - (ونادى الْمُنَادِي أول اللَّيْل باسمه ... إِذا أجحر اللَّيْل الْبَخِيل المذمما) 4 - (لعمرك مَا وارى التُّرَاب فعاله ... ولكنما وراى ثيابًا وأعظما) 5 - وَقَالَ أَبُو الشغب الْعَبْسِي فِي خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي   دأبى وعادتي أَنِّي إِذا جنيت جِنَايَة وَخفت شَرها وعاقبتها لجأت إِلَيْهِ فيحميني ويخفف عني مَا أَجِدهُ حماية من يقبض على شَيْء يرغب فِيهِ وَيحْتَاج إِلَيْهِ 1 - الآلاء النعم وَالْمعْنَى إِذا أثنى على ميت بِحسن أياديه فَقرب الله الْوَلِيد إِلَى الْخَيْر لِكَثْرَة أياديه 2 - المفراح الْكثير الْفَرح وَالْمعْنَى أَنه كَانَ لَا يطغيه الْغَنِيّ وَلَا يكدر إنعامه بالمن والأذى 3 - أجحره أدخلهُ فِي الْجُحر وَالْمعْنَى أَن من طرق بَابه وناداه باسمه أول اللَّيْل أَضَافَهُ وَلَيْسَ مثل الْبَخِيل الَّذِي إِذا جن اللَّيْل حبس نَفسه وأغلق بَابه 4 - الفعال الْفِعْل الْحسن وَالْمعْنَى أقسم أَن مناقبه مَشْهُورَة وَإِنَّمَا ستر التُّرَاب ثِيَابه وأعظمه 5 - شَاعِر إسلامي مقل كَانَ فِي عهد بني أُميَّة وخَالِد بن عبد الله الْقَسرِي جده يزِيد بن أَسد بن كرز يَنْتَهِي نسبه إِلَى شقّ بن صَعب الكاهن الْمَشْهُور نَشأ خَالِد بن عبد الله بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ فِي حداثته يتخنث ويتتبع المغنين وَكَانَ مَعَ عمر بن أبي ربيعَة يمشي بَينه وَبَين النِّسَاء برسائله إلَيْهِنَّ وَكَانَ أَبوهُ عبد الله كَاتبا عِنْد حبيب بن مسلمة الفِهري وَكَانَ بليغا مفوها فَلَمَّا مَاتَ خَلفه ابْنه خَالِد فَكَانَ فِي مرتبته ثمَّ لَا زَالَ يترقى إِلَى أَن تولى الْعرَاق وَكَانَ من أجبن النَّاس وَلكنه كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 (أَلا إِن خير النَّاس حَيا وهالكا ... أَسِير ثَقِيف عِنْدهم فِي السلَاسِل) (لعمري لَئِن عمرتم السجْن خَالِدا ... وأوطأتموه وَطْأَة المتثاقل) 3 - (لقد كَانَ يبْنى المكرمات لِقَوْمِهِ ... وَيُعْطى اللهى فِي كل حق وباطل) 4 - (فَإِن تسجنوا الْقَسرِي لَا تسجنوا اسْمه ... وَلَا تسجنوا معروفه فِي الْقَبَائِل) 5 - وَقَالَ مهلهل   سخيا كَرِيمًا وَهَذَا الشّعْر يَقُوله أَبُو الشغب لما وَقع خَالِد أَسِيرًا فِي يَد يُوسُف ابْن عمر الثَّقَفِيّ وَحَدِيثه مَذْكُور فِي كتب التَّارِيخ 1 - الْمَعْنى أَن خير النَّاس من الْأَحْيَاء والأموات أَسِير ثَقِيف المغلول عِنْدهم فِي السلَاسِل 2 - عمرتم السجْن خَالِدا أَي أدمتم سجنه فِيهِ كَأَنَّهُمْ جعلُوا السجْن لخَالِد بَيْتا لَهُ طول حَيَاته وَقَوله وأوطأتموه أَي أركبتموه مراكب شاقة وجشمتموه الصعاب 3 - اللهى العطايا وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أقسم لَئِن عَاقَبْتُمْ خَالِدا بإبقائه فِي السجْن عمره وحملتموه من الْقُيُود مَا لَا يُطيق فقد كَانَ يشيد المكرمات لِقَوْمِهِ وَيُعْطِي العطايا من يَسْتَحِقهَا وَمن لَا يَسْتَحِقهَا فَلَا يعِيبهُ مَا صَنَعْتُم بِهِ 4 - الْمَعْنى إِن حبستم خَالِد فَلَا يمكنكم أَن تحبسوا اسْمه ومعروفه لشهرتهما بَين الْقَبَائِل 5 - هُوَ عدي ابْن ربيعَة أَخُو كُلَيْب وَائِل الَّذِي هاج بمقتله حَرْب بكر وتغلب وَهُوَ شَاعِر جاهلي مجيد محسن وَهُوَ خَال امْرِئ الْقَيْس وَهُوَ من بني تغلب وتزعم الْعَرَب أَنه كَانَ يَدعِي فِي قَوْله أَكثر من فعله وَكَانَ شعراء الْجَاهِلِيَّة فِي ربيعَة أَوَّلهمْ مهلهل هَذَا والمرقشان وَسعد بن مَالك وَهَذَا الشّعْر يرثي بِهِ مهلهل أَخَاهُ كليبا وَكَانَ عَزِيزًا فِي قومه يضْرب بعزته الْمثل فَيُقَال أعز من كُلَيْب وَائِل وَحَدِيث كُلَيْب مَشْهُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 (نبئت أَن النَّار بعْدك أوقدت ... واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس) (وَتَكَلَّمُوا فِي أَمر كل عَظِيمَة ... لَو كنت شاهدهم بهَا لم ينبسوا) 3 - (وَإِذا تشَاء رَأَيْت وَجها وَاضحا ... وذراع باكية عَلَيْهَا برنس) 4 - (تبْكي عَلَيْك وَلست لائم حرَّة ... تأسى عَلَيْك بعبرة وتنفس) وَقَالَ آخر 5 - (لقد مَاتَ بالبيضاء من جَانب الْحمى ... فَتى كَانَ زينا للمواكب وَالشرب) 6 - (تظل بَنَات الْعم وَالْخَال حوله ... صوادي لَا يروين بالبارد العذب)   1 - كَانَ كُلَيْب وَائِل لَا توقد مَعَ ناره للأضياف نَار فِي أحمائه وَفِيمَا يقرب من مَنَازِله واستب تفاخر وتشاتم وَالْمعْنَى تحققت يَا كُلَيْب أَن النَّار الَّتِي كَانَت لَا توقد عِنْد غَيْرك للقرى أوقدت بعْدك وَأَن أهل الْمجْلس أخذُوا فِي الْمُفَاخَرَة والمشاتمة وَقد كَانُوا لَا يجسرون على ذَلِك فِي حياتك 2 - ينبسوا يتكلموا وَالْمعْنَى أَنهم تكلمُوا فِي كل مُهِمّ وَلَو كنت حاضرهم مَا تكلمُوا 3 - وَإِذا تشَاء خطاب لِأَخِيهِ وواضحا مكشوفا والبرنس لِبَاس المأتم 4 - تأسى تحزن وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لم يبْق بعْدك غير النوح فَلَو قصدت الْحمى لَا ترى إِلَّا وُجُوهًا مكشوفة من نسَاء لبسن لِبَاس الْحزن وَهن يضربن بأيديهن على صدورهن جزعا وبكاء عَلَيْك وَلَا ألوم حرَّة على بكائها وتنفسها إِذْ فقد مثلك يُوجب ذَلِك 5 - الْبَيْضَاء هُنَا مَوضِع قرب حمى الربذَة والمواكب الْجَمَاعَات ركبانا أَو مشَاة وَالشرب الْقَوْم يَجْتَمعُونَ للشراب وَالْمعْنَى أَن الَّذِي مَاتَ بِهَذَا الْموضع كَانَ زينا للفوارس إِذا ركبُوا وللندامى إِذا شربوا 6 - الصوادي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 (يهلن عَلَيْهِ بالأكف من الثرى ... وَمَا من قلى يحثى عَلَيْهِ من الترب) وَقَالَ جَارِيَة مَاتَت أمهَا فأضرت بهَا امْرَأَة أَبِيهَا (فَلَو يَأْتِي رَسُولي أم سعد ... أَتَى أُمِّي وَمن يعنيه حاجي) 3 - (وَلَكِن قد أَتَى من بَين ودي ... وَبَين فُؤَاده غلق الرتاج) 4 - (وَمن لم يؤذه ألم برأسي ... وَمَا الرئمان إِلَّا بالنتاج) وَقَالَت أم الصَّرِيح الكندية 5 - (هوت أمّهم مَاذَا بهم يَوْم صرعوا ... بجيشان من أَسبَاب مجد تصرما)   العطاش وَالْمعْنَى اجْتمعت حوله أَقَاربه تلتهب أكبادهم من الْحزن عَلَيْهِ فَلَا يُطْفِئ حَرَارَتهَا عذب المَاء إِذْ لم يكن ذَلِك عَن عَطش 1 - القلى البغض وَالْمعْنَى وصرن يرسلن التُّرَاب عَلَيْهِ وَمَا كَانَ هَذَا عَن بغض وَلَكِن مواراة لَهُ 2 - أم سعد أمهَا ويعنيه أَي يهمه وَالرَّسُول الرسَالَة والحاج جمع حَاجَة تَقول لَو أَن رسالتي وصلت أم سعد لوصلت إِلَى أُمِّي وَمن تهمه حاجاتي 3 - وَلَكِن قد أَتَى فِيهِ ضمير يعود إِلَى الرَّسُول بِمَعْنى الرسَالَة وَمن تَعْنِي بِهِ امْرَأَة أَبِيهَا والغلق محركا مَا يغلق بِهِ الْبَاب والرتاج الْبَاب الْعَظِيم وَالْمعْنَى وَلَكِن رَسُولي أَتَى امْرَأَة أبي الَّتِي انغلق بَاب الْمَوَدَّة بيني وَبَينهَا فَلَا يهمها أَمْرِي 4 - الرئمان الْعَطف والود وَالْمعْنَى وأتى من لَا يهمه أَمْرِي وَلَا يجزع لسقمي ثمَّ قَالَت وَمَا الرئمان إِلَّا بالنتاج تُرِيدُ أَن الْعَطف والحنان لَا يكون إِلَّا من الْولادَة 5 - هوت أمّهم هَذِه الْكَلِمَة تَقُولهَا الْعَرَب عِنْد التَّعَجُّب والاستعظام وَلَيْسَ الْغَرَض مِنْهَا الدُّعَاء وَيدل على أَن غرضهم هَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 (أَبَوا أَن يَفروا والقنا فِي نحورهم ... وَأَن يرتقوا من خشيَة الْمَوْت سلما) (فَلَو أَنهم فروا لكانوا أعزة ... وَلَكِن رَأَوْا صبرا على الْمَوْت أكرما) 3 - وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير بن الأشيم الْأَسدي   أَنهم لَا يذكرونها وَلَا يأْتونَ بهَا فِي مَوَاطِن الذَّم وجيشان مخلاف بِالْيمن سمي باسم جيشان بن غيدان بن حجر بن ذِي رعين لِأَنَّهُ كَانَ ينزل بِهِ وتصره تقطع تَقول لله در هَؤُلَاءِ مَا أكبر هَذَا الْمجد وَمَا أعظم هَذَا الشّرف الَّذِي تقطعت أَسبَابه وتفرق شَمله يَوْم صرعوا بِهَذَا الْموضع 1 - والقنا الْوَاو للْحَال وَالْمعْنَى أَنهم لغيرتهم وشرفهم ثبتوا للقنا وَهِي فِي نحورهم وكرهوا الْفِرَار من الْمَوْت 2 - الْمَعْنى أَنهم لَو فروا لقلتهم وَكَثْرَة أعدائهم لعذروا على أَنهم قد قتلوا مِنْهُم كثيرا وَلَكنهُمْ آثروا الْمَوْت على الْفِرَار لِأَنَّهُ أعز وَأكْرم 3 - هُوَ كَمَا فِي الأغاني الْحُسَيْن بن مطير بن مكمل مولى لبني أَسد بن خُزَيْمَة ثمَّ لبني سعد ابْن مَالك بن ثَعْلَبَة وَهُوَ شَاعِر إسلامي أدْرك بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس فصيح مُتَقَدم فِي الرجز والقصيد يعد من فحول الْمُحدثين وَكَلَامه يشبه كَلَام الْأَعْرَاب وَأهل الْبَادِيَة ومذهبه يماثل مَذْهَبهم ووفد على معن بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ لما ولى الْيمن فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ أنْشدهُ (أَتَيْتُك إِذْ لم يبْق غَيْرك جَابر ... وَلَا واهب يُعْطي اللها والرغائبا) فَقَالَ لَهُ يَا أَخا بني أَسد لَيْسَ هَذَا بمدح إِنَّمَا الْمَدْح قَول نَهَار بن توسعة فِي مسمع بن مَالك (قلدته عرى الْأُمُور نزار ... قبل أَن يهْلك السراة البحور) فغدا إِلَيْهِ بأرجوزة يمدحه بهَا فاستحسنها وأجزل صلته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 (ألما على معن وقولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعًا ثمَّ مربعًا) (فيا قبر معن أَنْت أول حُفْرَة ... من الأَرْض خطت للسماحة مضجعا) 3 - (وَيَا قبر معن كَيفَ واريت جوده ... وَقد كَانَ مِنْهُ الْبر وَالْبَحْر مترعا) 4 - (بلَى قد وسعت الْجُود ولجود ميت ... وَلَو كَانَ حَيا ضقت حَتَّى تصدعا) 5 - (فَتى عَيْش فِي معروفه بعد مَوته ... كَمَا كَانَ بعد السَّيْل مجْرَاه مرتعا)   1 - ألما انزلا والغوادي جمع غادية السحابة الَّتِي تَغْدُو والمربع الرّبيع وَالْمعْنَى يَا خليلي انزلا على قبر معن واطلبا لَهُ السقيا مرّة بعد مرّة وَهُوَ كِنَايَة عَن طلب الرَّحْمَة 2 - الْخط الْحفر والمضجع مَوضِع الِاضْطِجَاع يُنَادي قبر معن متوجعا وَيَقُول أَنْت أول حُفْرَة حفرت للجود وَالْفضل حَيْثُ سكن فِيك من كَانَ أكْرم النَّاس 3 - المترع المملوء وَوَحدهُ لِأَنَّهُ اكْتفى بالإخبار عَن أَحدهمَا ثِقَة بِأَن الآخر فِي حكمه يتعجب من مواراة الْقَبْر لَهُ وَكَيف وسع ذَلِك الْجُود المتدفق الَّذِي شَمل الأَرْض كلهَا وَهُوَ حفيرة صَغِيرَة تضيق عَنهُ 4 - بلَى جَوَاب اسْتِفْهَام مقرون بِنَفْي وَهَذَا الشَّاعِر لما أنكر على الْقَبْر أَن يَتَّسِع لمواراة الممدوح كَأَن الْقَبْر قَالَ لَهُ ألم أسعه ألم أواره فَقَالَ نعم أَنْت مَا وسعته إِلَّا لكَونه مَاتَ بِمَوْتِهِ وَلَو كَانَ حَيا مَا وسعت جوده بل ضقت بِهِ حَتَّى تتشقق 5 - فَتى إِمَّا مَنْصُوب على الِاخْتِصَاص أَو مَرْفُوع على أَنه خبر لمَحْذُوف وَقَوله عَيْش فِي معروفه أَرَادَ من اسْتغنى بِهِ وبمعروفه من المتصلين بِهِ والمنقطعين إِلَيْهِ وَقَوله كَمَا كَانَ الخ أصل الْكَلَام كَمَا كَانَ مجْرى السَّيْل مرتعا بعده يُرِيد أَن يُشبههُ بالسيل إِذا جرى فِي مجْرَاه فَإِن الممدوح أَفَاضَ على النَّاس الْخَيْر وَالْمَعْرُوف حَتَّى انتفعوا بِهِ بعد مَوته كَمَا أَن السَّيْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 (وَلما مضى معن مضى الْجُود فانقضى ... وَأصْبح عرنين المكارم أجدعا) وَقَالَ آخر (مَاذَا أجال وثيرة بن سماك ... من دمع باكية عَلَيْهِ وباكي) 3 - (ذهب الَّذِي كَانَت معلقَة بِهِ ... حدق العناة وأنفس الْهَلَاك) 4 - وَقَالَ أَشْجَع بن عَمْرو السّلمِيّ فِي مُحَمَّد بن مَنْصُور بن زِيَاد 5 - (أنعى فَتى الْجُود إِلَى الْجُود ... مَا مثل من أنعى بموجود)   إِذا أَفَاضَ على النَّاس غيثه ونفعه أغناهم ذَلِك بعد ذَهَابه وَالْمعْنَى أذكر فَتى حَيا بِذكر جوده لِأَنَّهُ ترك من ذكره مَا أبقاه حَيا على طول الدَّهْر كالسيل الَّذِي إِذا ذهب ترك الأَرْض معمورة بالنبات 1 - الْعرنِين مَا ارْتَفع من قَصَبَة الْأنف والأجدع الْمَقْطُوع الْأنف وَلما ظرف وَهُوَ لوُقُوع الشَّيْء لوُقُوع غَيره يَقُول حِين مضى معن لسبيله مضى الْجُود مَعَه وَصَارَ بعده جَانب المكارم معيبا مُشَوه الْوَجْه 2 - أجال من جولان الدمع أَي سيلانه وجريه من الْعين ووثيرة اسْم رجل وَالْمعْنَى أَي شَيْء أَكثر جولانه وثيرة بن سماك من انصباب دموع الباكيات عَلَيْهِ والباكين فَإِن هَذَا الْحزن صرنا مِنْهُ فِي حيرة 3 - العناة وَاحِدهَا عان وَهُوَ الْأَسير والهلاك الْفُقَرَاء وَالْمعْنَى مضى لسبيله من كَانَ يفك الأسراء وَيطْعم الْفُقَرَاء وَقد كَانُوا لَا يلجأون إِلَّا إِلَيْهِ فِي حَيَاته 4 - تقدّمت تَرْجَمته وَمُحَمّد بن مَنْصُور بن زِيَاد كَانَ أحد الْأُمَرَاء فِي عهد بني الْعَبَّاس وَكَانَ يلقب بفتى الْعَسْكَر وَكَانَت لَهُ جَارِيَة يُقَال لَهَا فوز وَكَانَ كثيرا مَا يشبب بهَا الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف ويذكرها فِي شعره 5 - الْمَعْنى أَنِّي أخبر الْجُود بِمَوْت ذَلِك الْفَتى الَّذِي كَانَ مُنْفَردا بِهِ ليَكُون حَزينًا عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 (أنعى فَتى مص الثرى بعده ... بَقِيَّة المَاء من الْعود) (وانثلم الْمجد بِهِ ثلمة ... جَانبهَا لَيْسَ بمسدود) 3 - (فَالْآن تخشى عثرات الندى ... وصولة الْبُخْل على الْجُود) 4 - وَقَالَ عبد الله بن الزبير الْأَسدي 5 - (رمى الْحدثَان نسْوَة آل حَرْب ... بِمِقْدَار سمدن لَهُ سمودا) 6 - (فَرد شعورهن السود بيضًا ... ورد وجوههن الْبيض سُودًا)   بِسَبَب انْقِطَاع صلته بَينه وَبَين النَّاس وَقل من يُوجد فِيهِ مثله 1 - الثرى التُّرَاب الندى وَالْمعْنَى قل الْجُود بعده حَتَّى أَن الأَرْض يَبِسَتْ فامتصت مَا فِي الْعود من بَقِيَّة المَاء أَي أجدبت الْبِلَاد بعده 2 - الانثلام الانكسار وَالْمعْنَى أَن الْمَفْقُود انصدع الْمجد بِمَوْتِهِ صدعة فَلَا يسدها شَيْء 3 - العثرات واحدتها عَثْرَة وَهِي الزلة وَالْمعْنَى فَالْآن تخَاف زلَّة أَقْدَام الندى أَي ذَهَابه وَغَلَبَة الْبُخْل على الْجُود 4 - يَنْتَهِي نسبه إِلَى أَسد بن خُزَيْمَة وَهُوَ من شعراء الدولة الأموية وَمن شيعتهم والمتعصب لَهُم وَكَانَ كُوفِي المنشأ والمنزل فَلَمَّا غلب مُصعب بن الزبير على الْكُوفَة أَتَى بِعَبْد الله أَسِيرًا إِلَيْهِ فَمن عَلَيْهِ وَوَصله وَأحسن صلته فاتصل بِهِ وَأكْثر من مدحه وَلم يزل مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ حَتَّى قتل مُصعب وَكَانَ عبد الله أحد الهجائين يخَاف النَّاس شَره وَله أَخْبَار كَثِيرَة طَوِيلَة أضربنا عَنْهَا لطولها 5 - الْحدثَان نَوَائِب الدَّهْر وَآل حَرْب المُرَاد بهم بَنو أُميَّة والسمود الْغَفْلَة وَذَهَاب الْقلب عَن الشَّيْء وَالْمعْنَى أَن نَوَائِب الدَّهْر رمت بسهام الْغم إِلَى نسْوَة آل حَرْب بِمِقْدَار صيرهن غافلات عَن كل شَيْء لما أصابهن من شدَّة الْحزن 6 - الْمَعْنى أَن الْحزن غير صورتهن من كَثْرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 (فَإنَّك لَو رَأَيْت بكاء هِنْد ... ورملة إِذْ تصكان الخدودا) (سَمِعت بكاء باكية وَبَاكٍ ... أبان الدَّهْر وَاحِدهَا الفقيدا) 3 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد 4 - (حنين وياس كَيفَ يتفقان ... مقيلاهما فِي الْقلب مُخْتَلِفَانِ) 5 - (غَدَتْ وَالثَّرَى أولى بهَا من وَليهَا ... إِلَى منزل ناء لعينك داني) 6 - (فَلَا وجد حَتَّى تنزف الْعين ماءها ... وتعترف الأحشاء بالخفقان)   اللَّطْم حَتَّى أَنه شيبهن ومحا محاسنهن 1 - هِنْد ورملة ابنتا مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان 2 - سَمِعت جَوَاب لَو وَأَبَان أعلن وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنَّك لَو رَأَيْت بكاءهما وَقت لطمهما على الخدود لسمعت بكاء يَشْمَل الرِّجَال وَالنِّسَاء حزنا على من أعلن الدَّهْر بفقده وَالْبَيْت الأول مِنْهُمَا يدل على كَثْرَة الْحزن والمآتم 3 - كَانَ أَبوهُ مولى الْأَنْصَار ثمَّ مولى أبي أُمَامَة أسعد بن زُرَارَة الخزرجي ويلقب بصريع الغواني وَهُوَ شَاعِر مُتَقَدم من شعراء الدولة العباسية مولده ومنشأه بِالْكُوفَةِ وَكَانَ متفننا متصرفا فِي شعره شَاعِرًا أحسن النمط جيد القَوْل فِي الشَّرَاب وَكثير من الروَاة يقرنه بِأبي نواس فِي هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ أول من عقد هَذِه الْمعَانِي اللطيفة واستخرجها وَهُوَ أول من أفسد الشّعْر بِهَذَا النَّوْع الَّذِي سَمَّاهُ النَّاس بالبديع وَهَذَا الشّعْر يرثي بِهِ امْرَأَته 4 - الْمَعْنى أتعجب من اجْتِمَاع الْيَأْس والرجاء مَعَ اخْتِلَاف مقرهما فِي الْقلب فَإِن الْيَأْس من لِقَاء الْإِنْسَان والشوق إِلَيْهِ لَا يَجْتَمِعَانِ 5 - النائي الْبعيد وَالْمعْنَى أَصبَحت وَهِي فِي ملك التُّرَاب دون ملك وَليهَا فَاخْتَارَتْ منزلا قَرِيبا من الْعين فِي الظَّاهِر وبعيدا فِي الْبَاطِن 6 - خبر لَا مَحْذُوف وَهُوَ حَاصِل وتنزف تستنفد وَالْمعْنَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 وَقَالَ أَيْضا (قبر بحلوان استسر ضريحه ... خطرا تقاصر دونه الأخطار) (نفضت بك الأحلاس نفض إِقَامَة ... واسترجعت نزاعها الْأَمْصَار) 3 - (فَاذْهَبْ كَمَا ذهبت غوادي مزنة ... أثنى عَلَيْهَا السهل والأوعار) 4 - (سلكت بك الْعَرَب السَّبِيل إِلَى الْعلَا ... حَتَّى إِذا سبق الردى بك حاروا) 5 - وَقَالَ أَبُو حَنش الْهِلَالِي فِي يَعْقُوب بن دَاوُد   لَا وجد عِنْدِي يعْتد بِهِ حَتَّى لَا يبْقى من دموعي شَيْء لاتصال الْبكاء وتقر أحشائي بالخفقان 1 - استسر بِمَعْنى أخْفى والخطر الشّرف وتقاصر تعجز وَالْمعْنَى أَن هَذَا الْقَبْر بحلوان قد اشْتَمَل ضريحه على ذِي شرف يعجز عَن مساواته كل عَظِيم فِي الشّرف 2 - الأحلاس جمع حلْس وَهُوَ مَا يتَّخذ للفرش تَحْتَهُ والنزاع جمع نَازع وَهُوَ الْبعيد الْغَرِيب وَالْمعْنَى أَن المحتاجين قعدوا عَن طلب الْجُود بعد موتك يأسا مِمَّن يُرْجَى خَيره وكل من كَانُوا على بابك انصرفوا إِلَى أوطانهم نافضين أَيْديهم مِمَّن يتعطف عَلَيْهِم فكأنهم كَانُوا ودائع الْأَمْصَار 3 - المزنة السحابة ذَات المَاء والغوادي جمع غادية وَهِي السحابة تَأتي صباحا وأضافها إِلَى المزنة لتجمعها مِنْهَا وَالْمعْنَى اذْهَبْ لسبيلك مَحْمُود النعم مشكور الصَّنَائِع وآثارك كآثار السحابة الَّتِي أغاثت النَّاس بفيض مَائِهَا فَلَمَّا ذهبت أثنى عَلَيْهَا أهل السهل والجبل 4 - الْمَعْنى أَنَّك أرشدت الْعَرَب إِلَى اكْتِسَاب الْمَعَالِي وَقد كَانُوا جاهلين بتحصيلها فَلَمَّا فقدت ضلوا حائرين 5 - واسْمه خضر بن قيس النميري وَهُوَ شَاعِر مولد بصرى وَكَانَ يجيد حفظ الْقُرْآن وعاش مائَة سنة وَصَحب يَعْقُوب بن دَاوُد وَزِير الْمهْدي فَلَمَّا حَبسه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 (يَعْقُوب لَا تبعد وجنبت الردى ... فلنبكين زَمَانك الرطب الثرى) (وَلَئِن تعهدك الْبلَاء بِنَفسِهِ ... فَلَقِيته إِن الْكَرِيم ليبتلى) 3 - (وَأرى رجَالًا ينهسونك بعد مَا ... أغنيتهم من فاقة كل الْغنى) 4 - (لَو أَن خيرك كَانَ شرا كُله ... عِنْد الَّذين عدوا عَلَيْك لما عدا) وَقَالَت صَفِيَّة الباهلية ترثي أخاها   الْمهْدي ونال مِنْهُ مَا نَالَ قَالَ أَبُو حَنش هَذِه الأبيات 1 - تبعد تهْلك والردى الْهَلَاك أَيْضا وَلم يرض بالحرى على عَادَة النَّاس من قَوْلهم عِنْد الْمُصَاب لَا تبعد حَتَّى زَاد عَلَيْهِ وجنبت الردى ليَكُون الْكَلَام أدل على التوجع وَيُشِير بقوله زَمَانك الرطب الثري إِلَى كَثْرَة إحسانه إِلَى النَّاس فَكَأَنَّهُ كَانَ لَهُم كالمطر تحيي بِهِ الأَرْض وسكانها وَالثَّرَى التُّرَاب الندي وَالْمعْنَى يَا يَعْقُوب لَا تهْلك والهلاك بعيد مِنْك فَنحْن لحزننا عَلَيْك نبكي على أيامك الَّتِي عَم فِيهَا إحسانك إِلَى النَّاس 2 - تعهدك تفقدك وَالْبَلَاء هُنَا المحنة الَّتِي نزلت بِهِ ويبتلى يختبر يَقُول فلئن كَانَ الْبلَاء بحث عَنْك وتفقدك بِنَفسِهِ فَلَقِيته بعزيمة صَادِقَة وصبر جميل فَلَا يهْلك ذَلِك وَلَا تسأم فَإِن الْكَرِيم مبتلى ومختبر 3 - ينهسونك يغتابونك وأصل النهس بِمقدم الْفَم والنهش بِجَمِيعِهِ الْتفت بِهَذَا الْكَلَام إِلَى رجال يذمون يَعْقُوب وينالون من عرضه فَيَقُول إِنِّي أرى رجَالًا نهسوا عرضك وجحدوا فضلك وإحسانك بعد مَا أغنيتهم من فقر وأنقذتهم من بلَاء وشقاء يصفهم باللؤم وَجحد الْمَعْرُوف وإنكار الْفضل ودناءة الْفِعْل وَالْأَصْل 4 - الْمَعْنى لَو كَانَ مَا صَار إِلَيْهِم من إحسانك الوافر يفْرض شرا لما جاوزهم إِلَى غَيرهم وَلما كَانَ الْأَذَى ينالك من جِهَته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 (كُنَّا كغصنين فِي جرثومة سمقا ... حينا بِأَحْسَن مَا يسمو لَهُ الشّجر) (حَتَّى إِذا قيل قد طَالَتْ فروعهما ... وطاب فيآهما واستنظر الثَّمر) 3 - (أخنى على واحدي ريب الزَّمَان وَمَا ... يبقي الزَّمَان على شَيْء وَلَا يذر) 4 - (كُنَّا كأنجم ليل بَينهَا قمر ... يجلو الدجى فهوى من بَينهَا الْقَمَر) 5 - وَقَالَ التَّمِيمِي فِي مَنْصُور بن زِيَاد   1 - الجرثومة الأَصْل وسمقا طالا ويسمو يَعْلُو وَالْمعْنَى كنت أَنا وَأخي كغصنين طالا وتشعبا من أصل وَاحِد متكافئين فِي رفْعَة الشّرف ودمنا زَمَانا على أحسن مَا يَدُوم بِهِ الفرعان فِي أَصلهمَا 2 - ألفيء الظل واستنظر انْتظر 3 - أخنى مَعْنَاهُ أهلك وريب الزَّمَان مصيبته وَلَا يذر لَا يدع وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أننا لما بلغنَا مبلغ الْكَمَال وطاب منشؤنا وَكُنَّا كفرعي الشَّجَرَة الَّتِي طَابَ ظلها وانتظر ثَمَر أَغْصَانهَا أحدث حدثان الدَّهْر أحدثا فاجعة فأهلكت أخي الْوَاحِد وَلَا عجب فَإِن هَذِه أَحْوَال الدَّهْر الَّذِي لَا يَدُوم على حَال 4 - الْمَعْنى أننا كُنَّا فِي الِاجْتِمَاع مَعَ الأهلين كالأنجم الَّتِي تبدو فِي اللَّيْل وَهُوَ بَيْننَا كَالْقَمَرِ الَّذِي يكْشف الظلمَة فَسقط من وَسطهَا أَي غَابَ عَن أَعيننَا 5 - هُوَ عبد الله بن أَيُّوب ويكنى أَبَا مُحَمَّد كَانَ من أهل الْيَمَامَة شَاعِر مولد فصيح عَرَبِيّ عَالم مُتَكَلم وَكَأَنَّهُ كَانَ بعد مُسلم بن الْوَلِيد بِقَلِيل وَمن مَشْهُور قَوْله فِي الْفضل بن يحيى (لعمرك مَا الْأَشْرَاف فِي كل بَلْدَة ... وَإِن عظموا للفضل إِلَّا صنائع) (ترى عُظَمَاء النَّاس للفضل خشعا ... إِذا مَا بدا وَالْفضل لله خاشع) (تواضع لما زَاده الله رفْعَة ... وكل رفيع عِنْده متواضع) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 (لهفا عَلَيْك للهفة من خَائِف ... يَبْغِي جوارك حِين لَيْسَ مجير) (أما الْقُبُور فَإِنَّهُنَّ أوانس ... بجوار قبرك والديار قُبُور) 3 - (عَمت فواضله فَعم مصابه ... فَالنَّاس فِيهِ كلهم مأجور) 4 - (يثني عَلَيْك لِسَان من لم توله ... خيرا لِأَنَّك بالثناء جدير) 5 - (ردَّتْ صنائعه إِلَيْهِ حَيَاته ... فَكَأَنَّهُ من نشرها منشور) 6 - (فَالنَّاس مأتمهم عَلَيْهِ وَاحِد ... فِي كل دَار رنة وزفير)   وَهَذَا من جيد الشّعْر وحر الْكَلَام 1 - لهفا أَصله لهفي قلبت ياؤه ألفا وَهُوَ مُبْتَدأ مُضَاف إِلَى يَاء النَّفس الَّتِي قلبت ألفا وَقَوله عَلَيْك خَبره وَقَوله للهفة اللَّام فِيهِ للتَّعْلِيل كَأَن الَّذِي جعله يتلهف عَلَيْهِ وُقُوعه فِي لهف شَدِيد وحزن بَالغ وَالْمعْنَى لي عَلَيْك حسرة شَدِيدَة من أجل حسرة رجل جر عَلَيْهِ الدَّهْر فَطلب جوارك حِين لم يجد مجيرا 2 - الْمَعْنى لما حللت فِي قبرك أنست بمجاورتك الْقُبُور وَأما الديار فَصَارَت موحشة بعد فراقك 3 - الفواضل جمع فاضلة الْمَوَاهِب والعطايا وَقَوله فَعم مصابه أَي أَن النَّاس كلهم جزعوا بِمَوْتِهِ لما كَانَ يصل إِلَيْهِم من بره وَالْمعْنَى أَنه عَمت عطاياه جَمِيع النَّاس فِي حَيَاته فجزعوا كلهم بِمَوْتِهِ وصاروا شُرَكَاء فِي الْأجر والمصيبة 4 - الْمَعْنى أَنْت جدير بِكُل ثَنَاء حَتَّى أَن من لم تحسن إِلَيْهِ يشكرك ويعدد خصالك 5 - الصَّنَائِع جمع صَنِيعَة وَهِي مَا تسديه إِلَى غَيْرك من الْبر وَالْإِحْسَان الْمَعْنى مَاتَ وَترك مننا مخلدة بَين النَّاس ينشرونها فَصَارَ كَأَنَّهُ حَيّ بنشرهم لَهَا 6 - الْمَعْنى أَن النَّاس فجعوا كلهم بفقده وتشاركوا فِي الْحزن عَلَيْهِ فَلم يبْق لَهُم دَار إِلَّا وفيهَا جزع وبكاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 (عجبا لأَرْبَع أَذْرع فِي خَمْسَة ... فِي جوفها جبل أَشمّ كَبِير) 2 - وَقَالَ نَهَار بن توسعة بن تَمِيم بن عرْفجَة 3 - (عتْبَان قد كنت امْرأ لي جَانب ... حَتَّى رزئتك والجدود تضعضع) 4 - (قد كنت أشوس فِي المقامة سادرا ... فَنَظَرت قصدي واستقام الأخدع) 5 - (وفقدت إخْوَانِي الَّذين بعيشهم ... قد كنت أعطي مَا أَشَاء وَأَمْنَع) 6 - (فَلِمَنْ أَقُول إِذا تلم ملمة ... أَرِنِي بِرَأْيِك أم إِلَى من أفزع)   1 - الأشم العالي وَالْمعْنَى أَنِّي لأعجب من قبر طوله أَربع أَذْرع فِي خَمْسَة أشبار يشْتَمل على جبل عَظِيم شامخ 2 - هُوَ أحد شعراء بكر بن وَائِل شَاعِر إسلامي مجيد كَانَ أشعر بكري بخراسان وَهُوَ يرثي بِهَذَا الشّعْر أَخَاهُ عتْبَان 3 - الْجَانِب هُنَا الملجأ والرزء فقدان الحبيب والجدود الحظوظ وتضعضع أَي تنحط وتسفل وَالْمعْنَى يَا عتْبَان قد كنت لي ملْجأ فِي حياتك أبلغ بك كل مرام فَلَمَّا فجعت بفقدك انحطت حظوظي بعد مَا كَانَت مُرْتَفعَة 4 - الشوس النّظر بمؤخر الْعين تغيظا وتكبرا والسادر الَّذِي لَا يُبَالِي بِمَا يصنع وَقَوله فَنَظَرت قصدي أَرَادَ ذهب عني مَا كنت فِيهِ من الْخُيَلَاء وَقَوله واستقام الأخدع أَرَادَ أَن جَانِبه قد لَان وَكبره قد ذهب والأخدع عرق فِي جَانب الْعُنُق وَالْمعْنَى أَنِّي كنت لَا أعد أحدا يعارضني من الْعَشِيرَة حَتَّى فجعت بك فخضعت وَذهب كبري وَمَا كنت أفاخر النَّاس بِهِ 5 - الْمَعْنى حَال الفقدان بيني وَبَين إخْوَانِي الَّذين بعيشهم كنت أعطي مَا أُرِيد وَأَمْنَع مَا أُرِيد 6 - تلم ملمة تنزل نازلة وأفزع ألتجئ وَحذف الْمَفْعُول الثَّانِي لقَوْله أَرِنِي أَي أَرِنِي الصَّوَاب أَو وَجه الْأَمر بِرَأْيِك وَالْمعْنَى أَي رجل ذكي الْفُؤَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 (وليأتين عَلَيْك يَوْم مرّة ... يبكى عَلَيْك مقنعا لَا تسمع) وَقَالَ يزِيد بن عَمْرو الطَّائِي (أصَاب الغليل عبرتي فأسالها ... وَعَاد احتمام لَيْلَتي فأطالها) 3 - (أَلا من رأى قوما كَأَن رِجَالهمْ ... نخيل أَتَاهَا عاضد فأمالها) 4 - (أدفن قتلاها وآسو جراحها ... وَأعلم أَن لَا زيغ عَمَّا مني لَهَا) 5 - (وقائلة من أمهَا طَال ليله ... يزِيد بن عَمْرو أمهَا فاهتدى لَهَا)   إِذا نزلت بِنَا نازلة أَقُول لَهُ أَرِنِي الصَّوَاب بِرَأْيِك وَأي رجل نلتجئ إِلَيْهِ عِنْد ذَلِك 1 - الْمقنع المستور الْوَجْه وَالْمعْنَى أقسم لَا بُد أَن يَأْتِي يَوْم يبكي عَلَيْك فِيهِ وَأَنت مَسْتُور الْوَجْه غير سامع عويل الباكين وَالظَّاهِر أَن هَذَا خطاب لغير الْمَفْقُود من نَحْو شامت 2 - الغليل حرارة الْحبّ أَو الْحزن والاحتمام القلق والانزعاج وأضاف الاحتمام إِلَى ليلته لكَونه فِيهَا وَالْمعْنَى أَن مَا فِي الْبَاطِن من شدَّة الْحَرَارَة صير دموعي منسكبة وَبت لَيْلَتي فِي قلق وانزعاج وَهِي مَعَ ذَلِك لطولها تكَاد أَن لَا تصبح 3 - الِاسْتِفْهَام للتوجع والعاضد الْقَاطِع وَالْمعْنَى أَقُول متوجعا هَل رَأَيْت مقتل الْقَوْم الَّذين كَانُوا كالنخل فِي طول الْقَامَة واعتدالها فَأَتَاهُم قَاطع فَأَما لَهُم أَي قَتلهمْ 4 - آسوا أداوي والجراح وَاحِدهَا جريح ومني قدر وَالْمعْنَى أَنِّي فِي هَذِه الْحَالة أتولى دفن قتلاهم وأداوي جريحهم وَهِي حَالَة ينصدع مِنْهَا الْفُؤَاد حزنا وَمَعَ هَذَا فَأَنا على يَقِين أَن مَا قدر لَا مفر مِنْهُ 5 - أمهَا قَصدهَا وَمن مُبْتَدأ وَطَالَ خَبره وَيزِيد مُبْتَدأ ثَان وَهُوَ نفس الْقَائِل وَأمّهَا الثَّانِيَة خبر عَنهُ وَالْمعْنَى وَرب قائلة فِي ذَاك الْوَقْت إِن الَّذِي قصد الْقَتْلَى طَال ليله ثمَّ أَشَارَ لنَفسِهِ قَائِلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 1 - وَقَالَ قسَامَة بن رَوَاحَة السنبسي (لبئس نصيب الْقَوْم من أخويهم ... طراد الْحَوَاشِي واستراق النَّوَاضِح) 3 - (وَمَا زَالَ من قَتْلَى رزاح بعالج ... دم ناقع أَو جاسد غير ماصح) 4 - (دَعَا الطير حَتَّى أَقبلت من ضرية ... دواعي دم مهراقه غير بارح) 5 - (عَسى طَيئ من طيىء بعد هَذِه ... ستطفئ غلات الكلى والجوانح)   إِن الَّذِي قصدهم يزِيد بن عَمْرو وَهُوَ الَّذِي اهْتَدَى لَهَا مَعَ التباس طرقها 1 - وجده جلّ بِضَم الْجِيم ابْن حق بِكَسْر الْحَاء يَنْتَهِي نسبه إِلَى الْغَوْث ابْن طيىء وَهُوَ شَاعِر جاهلي مقل 2 - يُرِيد بأخويهم صاحبيهم يُقَال يَا أَخا بكر أَي يَا وَاحِدًا مِنْهُم والحواشي صغَار الْإِبِل ورذالها والنواضح جمع ناضحة وَهِي الَّتِي يستقى عَلَيْهَا وطراد وَمَا عطف عَلَيْهِ بدل من نصيب وَالْمعْنَى أَن من أعظم الذَّم والعار أَن يقْعد صَاحب الثأر عَن طلبه وَيَأْخُذ فِي سَرقَة الْإِبِل وطردها فَهُوَ بئس نصيب الْقَوْم من صَاحِبيهِ 3 - رزاح اسْم قَبيلَة من خولان وَرمل عالج اسْم مَوضِع والناقع الثَّابِت والماصح الذَّاهِب والجاسد الجامد وَالْمعْنَى أَن دِمَاء قَتْلَى رزاح بعالج لم تزل طرية أَو جامدة غير ذَاهِبَة أَي بَاقِيَة على حَالهَا فَلَا تغسل إِلَّا بِأخذ الثأر من أعدائها 4 - ضرية قَرْيَة على طَرِيق الْبَصْرَة إِلَى مَكَّة سميت باسم ضرية بنت ربيعَة بن نزار وَغير بارح غير زائل وَالْمعْنَى لما اسْتدلَّ الطير بِدَم الْقَتْلَى الَّذِي مهراقه غير زائل على أكل لحومها فَكَأَنَّهُ دَعَاهَا إِلَى ذَلِك من ضرية 5 - طيىء قَبيلَة وَالْغلَّة حرارة الْحزن وحدوثها من الْقلب والكبد لكنه بَالغ فنسبها إِلَى الكلى والضلوع وَقَوله بعد هَذِه إِشَارَة إِلَى الْحَالة الْحَاضِرَة يَقُول المرجو من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 1 - وَقَالَ سُلَيْمَان بن قَتَّة الْعَدوي (مَرَرْت على أَبْيَات آل مُحَمَّد ... فَلم أرها أَمْثَالهَا يَوْم حلت) 3 - (فَلَا يبعد الله الديار وَأَهْلهَا ... وَإِن أَصبَحت مِنْهُم برغمي تخلت) 4 - (أَلا إِن قَتْلَى الطف من آل هَاشم ... أذلت رِقَاب الْمُسلمين فذلت) 5 - (وَكَانُوا غياثا ثمَّ أضحوا رزية ... أَلا عظمت تِلْكَ الرزايا وجلت)   أَوْلِيَاء الدَّم أَن يطلبوا الثأر فِي الْمُسْتَقْبل وَإِن كَانُوا أخروه إِلَى هَذِه الْمدَّة فتسكن النُّفُوس وتبرد الْقُلُوب مِمَّا بهَا من غلَّة الْحزن وحرارته وَالْمعْنَى لَيْسَ بِبَعِيد الرَّجَاء أَن طيئا بعد هَذِه الْأَحْوَال يطْلبُونَ الثأر وَإِن أهملوه قَلِيلا فتنطفيء الْحَرَارَة الَّتِي تجاوزت الْقلب والكبد إِلَى الكلى والضلوع 1 - هُوَ شَاعِر إسلامي شيعي وَهُوَ من بني عدي وَنسب ياقوت هَذِه الأبيات إِلَى أبي دهبل الجُمَحِي يرثي بهَا الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَمن قتل مَعَه بالطف 2 - الْآل والأهل وَاحِد عِنْد الْبَصرِيين وَالْمعْنَى أَنِّي مَرَرْت على أَبْيَات من اسْتشْهد مَعَ الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ بكربلاء من آل مُحَمَّد فَوَجَدتهَا موحشة بعد أَن كَانَت مأهولة مزينة بهم 3 - الْمَعْنى عمر الله تِلْكَ الديار وأدام من يسكنهَا وَإِن أَصبَحت خَالِيَة مِنْهُم بالرغم عني 4 - الطف مَوضِع قرب الْفُرَات بِهِ قتل سيدنَا الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ سُلَيْمَان قَالَ أذلت رقابا من قُرَيْش فذلت فَقَالَ عبد الله بن الْحُسَيْن أذلت رِقَاب الْمُسلمين فذلت فَقَالَ ابْن قَتَّة أَنْت وَالله أشعر مني وَالْمعْنَى أَن من قتلوا بالطف من آل هَاشم صيروا الْمُسلمين أذلاء 5 - الرزية الْمُصِيبَة وَالْمعْنَى أَن بني هَاشم كَانُوا ملْجأ للنَّاس فِي حوائجهم وغوثا لَهُم فِي شدائدهم فَلَمَّا اسْتشْهدُوا صَارُوا مُصِيبَة عَلَيْهِم فَمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 1 - وَقَالَت قتيلة بنت الْحَرْث بن كلدة بن عَلْقَمَة بن هَاشم بن عبد منَاف (يَا رَاكِبًا إِن الأثيل مَظَنَّة ... من صبح خَامِسَة وَأَنت موفق) 3 - (بلغ بِهِ مَيتا فَإِن تَحِيَّة ... مَا إِن تزَال بهَا الركائب تخفق) 4 - (مني إِلَيْهِ وعبرة مسفوحة ... جَادَتْ لمائحها وَأُخْرَى تخنق)   أَشد تِلْكَ الْمُصِيبَة وَأَعْظَمهَا 1 - هِيَ من الشُّعَرَاء المخضرمين قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق لما انْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بدر حَتَّى إِذا كَانَ بالصفراء وَقَالَ عمر بن شبة فِي حَدِيثه بالأثيل قتل النَّضر بن الْحَارِث بن كلدة أحد بني عبد الدَّار أَمر عليا رَضِي الله عَنهُ أَن يضْرب عُنُقه وَكَانَ النَّضر يُؤْذِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمُسْلِمين وَيَقُول مُحَمَّد يأتيكم بأخبار عَاد وَثَمُود وَأَنا آتيكم بِخَبَر الأكاسرة والقياصرة فَلَمَّا قتل قَالَت أُخْته قتيلة بنت الْحَارِث هَذِه الأبيات ترثيه بهَا فَيُقَال إِنَّه لما سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَلَامهَا قَالَ لَو سَمِعت هَذَا قبل أَن أَقتلهُ مَا قتلته هَذَا وَإِن شعرهَا أكْرم شعر موتور وأعفه وأكفه وأحلمه 2 - الأثيل مَوضِع فِيهِ قبر النَّضر والمظنة مَوضِع الظَّن تُرِيدُ أَن الأثيل مَظَنَّة أَن تصل إِلَيْهِ صَبِيحَة لَيْلَة خَامِسَة وَقَوْلها وَأَنت موفق أَي إِن وفقت لطريقك وَلم تحد عَنهُ وَالْمعْنَى يَا رَاكِبًا إِن الأثيل يظنّ أَن تبلغه فِي صبح اللَّيْلَة الْخَامِسَة إِن وفقت إِلَى الطَّرِيق وَلم تزغ عَنهُ 3 - إِن زَائِدَة وتخفق تتحرك 4 - مسفوحة مصبوبة والمائح النَّازِل فِي الْبِئْر ليملأ الدَّلْو وَمعنى الْبَيْتَيْنِ إِذا وصلت هَذَا الْمَكَان فَبلغ ساكنه تَحِيَّة لَا تزَال الركائب تتحرك بهَا مني إِلَيْهِ وبلغه عِبْرَة مصبوبة استنزفها من الْعين فَقده وَأُخْرَى آخذة بِالْحلقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 (فليسمعن النَّضر إِن ناديته ... إِن كَانَ يسمع ميت أَو ينْطق) (ظلت سيوف بني أَبِيه تنوشه ... لله أَرْحَام هُنَاكَ تشقق) 3 - (أمحمد ولأنت ضنء نجيبة ... من قَومهَا والفحل فَحل معرق) 4 - (مَا كَانَ ضرك لَو مننت وَرُبمَا ... من الْفَتى وَهُوَ المغيظ المحنق) 5 - (وَالنضْر أقرب من أصبت وَسِيلَة ... وأحقهم إِن كَانَ عتق يعْتق) 6 - وَقَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي   1 - الْمَعْنى على النَّضر أَن يسمع نداءك إِن كَانَ الْمَيِّت يسمع أَو ينْطق 2 - تنوشه تتناوله وَاللَّام فِي لله للتعجب وَالْمعْنَى لم يقْتله أحد غير بني أَبِيه فعجبا من أَرْحَام تتقطع هُنَاكَ 3 - الضنء الْوَلَد والنجيبة الْكَرِيمَة والمعرق من لَهُ عرق فِي الْكَرم وَالْمعْنَى يَا مُحَمَّد إِن الَّتِي وَلدتك كَرِيمَة قَومهَا وَالَّذِي ولدك سيد عريق فِي الْكَرم فَأَنت خُلَاصَة شريفين 4 - الْمَعْنى إِذا كنت كَذَلِك فَمَا كَانَ يَضرك لَو مننت على أخي وأطلقته وَلَيْسَ هَذَا عَيْبا عَلَيْك إِذْ قد يعْفُو الْفَتى مَعَ انطوائه على الغيظ والحنق 5 - الْمَعْنى أَن النَّضر أقرب الْإِسْرَاء الَّذين أسرتهم إِلَيْك وأحقهم بِالْعِتْقِ إِن وَقع فكاك أَو عتق 6 - واسْمه حسان ابْن قيس بن عبد الله يَنْتَهِي نسبه إِلَى جعدة بن كَعْب بن ربيعَة أحد بني عَامر بن صعصعة ويكنى النَّابِغَة أَبَا ليلى وَهُوَ شَاعِر قديم معمر أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَكَانَ أكبر من النَّابِغَة الذبياني وَأنْشد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شعرًا فأعجب بِهِ وَقَالَ لَهُ لَا يفضض الله فَاك وَلَقَد أَتَت عَلَيْهِ مائَة سنة أَو نَحْوهَا وَمَا نقص من فِيهِ سنّ وَكَانَ مِمَّن فكر فِي الْجَاهِلِيَّة فَأنْكر الْخمر وَالسكر وَمَا تفعل بِالْعقلِ وهجر الأزلام والأوثان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 (فَتى كَانَ فِيهِ مَا يسر صديقه ... على أَن فِيهِ مَا يسوء الأعاديا) (فَتى كملت خيراته غير أَنه ... جواد فَمَا يبْقى من المَال بَاقِيا) وَقَالَ آخر 3 - (وَأي فَتى ودعت يَوْم طويلع ... عَشِيَّة سلمنَا عَلَيْهِ وسلما) 4 - (رمى بصدور العيس منخرق الصِّبَا ... فَلم يدر خلق بعْدهَا أَيْن يمما) 5 - (فيا جازي الفتيان بِالنعَم أجزه ... بنعماه نعمى واعف إِن كَانَ مجرما)   1 - فَتى مَنْصُوب على الِاخْتِصَاص وَلما كَانَ قَوْله فِيهِ مَا يسر صديقه يعلم مِنْهُ أَن فِي النَّاس من يجمع الْخَيْر دون الشَّرّ وخشي أَنه إِذا سكت على هَذِه الْجُمْلَة ظن بِهِ الْقُصُور عَن التَّمام فَلَا تكون فِيهِ النكاية فِي الْأَعْدَاء والإساءة إِلَيْهِم فتمم وَصفه بِأَن قَالَ على أَن فِيهِ مَا يسوء لأعاديا وَالْمعْنَى أذكر فَتى بلغت أَفعاله أَن صديقه لَا يرى مِنْهُ إِلَّا مَا يسره وعدوه لَا يرى مِنْهُ إِلَّا مَا يكرههُ لشدَّة بأسه عَلَيْهِ 2 - الْمَعْنى وأذكر فَتى جمع أَنْوَاع الْبر فَمَا كَانَ يعاب بِشَيْء سوى أَنه لم يستبق من مَاله شَيْئا لما فِيهِ من كَثْرَة الْجُود وَهُوَ كَمَال على كَمَاله الأول 3 - نصب أَي بودعت وَهُوَ فِي مقَام التَّعَجُّب على طَرِيق التفخيم وَعَشِيَّة نصب على الْبَدَلِيَّة من يَوْم وَالْمعْنَى مَا أجل شَأْن فَتى ودعته يَوْم طويلع وَذَلِكَ وَقت العشية حِين مَا سلم على سَلام الْوَدَاع وسلمت عَلَيْهِ مثله وَذَلِكَ وداع لَا تلاقي بعده 4 - العيس جمع أعيس وَهِي الْإِبِل الْبيض يخالط بياضها شَيْء من الشقرة ومنخرق الصِّبَا مَوضِع انخراقه أَي هبوبه وَالْمعْنَى أَنه سَار نَحْو مهب الصِّبَا قَاصِدا نَاحيَة من الانحاء فَلم يدر النَّاس أَيْن توجه 5 - الْمَعْنى يَا جازي النَّاس بِمَا أنعموا وأفضلوا كافئه بِالْخَيرِ على نعمه وَاصْفَحْ عَنهُ إِن كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 وَقَالَ شبيب بن عوَانَة (لتبك النِّسَاء المعولات بعولة ... أَبَا حجر قَامَت عَلَيْهِ النوائح) (عقيلة دلاه للحد ضريحه ... وأثوابه يبرقن وَالْخمس مائح) 3 - (خدب يضيق السرج عَنهُ كَأَنَّمَا ... يمد ركابيه من الطول ماتح) وَقَالَ آخر 4 - (أَبَا خَالِد مَا كَانَ أدهى مُصِيبَة ... أَصَابَت معدا يَوْم أَصبَحت ثاويا) 5 - (لعمري لَئِن سر الأعادي فأظهروا ... شماتا لقد مروا بربعك خَالِيا)   أذْنب 1 - العولة الْبكاء بِرَفْع الصَّوْت وَقَامَت عَلَيْهِ الخ حَال بإضمار قد وَالْمعْنَى على النِّسَاء أَن يبْكين بكاء مستمرا بِصَوْت عَال على أبي حجر الَّذِي مَاتَ وَقد قَامَت عَلَيْهِ النوائح 2 - عقيلة وَالْخمس اسْما رجلَيْنِ وَدَلاهُ أنزلهُ وبرق تلألأ والمائح من يخرج المَاء من الْبِئْر بعد نُزُوله فِيهِ وَالْمعْنَى أَنه بعد مَا مَاتَ أنزلهُ عقيلة فِي لحده وكفنه أَبيض يتلألأ وَالَّذِي حفر قَبره الْخمس وَكَأَنَّهُ مائح مَاء من الْبِئْر 3 - الخدب الضخم والماتح المستسقي على بكرَة وَالْمعْنَى أَنه كَانَ ضخما إِذا ركب ضَاقَ بِهِ السرج طَوِيل الْقَامَة والساقين كَأَن ركابيه رشاء فِي يَد مستسق 4 - الداهية الْأَمر الْمُنكر وثاويا مُقيما يستعظم الْمُصِيبَة الَّتِي أَصَابَت معدا بِمَوْت هَذَا المرثي فَيَقُول يَا أَبَا خَالِد مَا أعظم الْمُصِيبَة الَّتِي أَصَابَت معدا يَوْم دفنت 5 - الشمات الشماتة وَهِي الْفَرح بمصيبة الْأَعْدَاء وَالْمعْنَى لَئِن فَرح الأعادي بموتك فأظهروا شماتتهم فَلَيْسَ بعجيب لأَنهم مروا بربعك وَهُوَ خَال مِنْك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 (فَإِن تَكُ أفنته اللَّيَالِي وأوشكت ... فَإِن لَهُ ذكرا سيفني اللياليا) وَقَالَت امْرَأَة من كِنْدَة (لَا تخبروا النَّاس إِلَّا أَن سيدكم ... أسلمتموه وَلَو قاتلتم امتنعا) 3 - (أنعى فَتى لم تذر الشَّمْس طالعة ... يَوْمًا من الدَّهْر إِلَّا ضرّ أَو نفعا) وَقَالَت امْرَأَة من بني أَسد 4 - (خليلي عوجا إِنَّهَا حَاجَة لنا ... على قبر أهبان سقته الرواعد) 5 - (فثم الْفَتى كل الْفَتى كَانَ بَينه ... وَبَين المزجى نفنف متباعد)   1 - أوشكت أَي أسرعت وَالْمعْنَى لَئِن أسرعت اللَّيَالِي فِي هَلَاكه فَإِن ذكره بَاقٍ لَا يفنى 2 - لَا تخبروا الخ هَذَا تهكم وسخرية يشوبه تعيير وتوبيخ تُرِيدُ أَنكُمْ قد ارتكبتم أمرا عَظِيما بتسليمكم سيدكم فاستروا أَمركُم وَلَا تنبئوا النَّاس بِهِ الْمَعْنى لَا تخبروا النَّاس بخذلانكم لسيدكم لِأَن ذَلِك عَار عَلَيْكُم إِذْ لَو لم تسلموه لأعدائه وقاتلتم دونه لاشتدت وطأته عَلَيْهِم وَلم يصلوا إِلَيْهِ 3 - ذرور الشَّمْس انتشارها فِي الجو وَالْمعْنَى أَنا أخْبركُم بِمَوْت رجل شرِيف لم تطلع عَلَيْهِ شمس يَوْم إِلَّا نفع أصدقاءه أَو ضرّ أعداءه 4 - عاج بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ والرواعد السحب الَّتِي لَهَا رعد وَالْمعْنَى يَا خليلي قفا على قبر أهبان سقته السحب الماطرة فَإِن فِي الْوُقُوف حَاجَة لنا لَا بُد من قَضَائهَا 5 - المزجي الضَّعِيف والنفنف المهواة بَين الجبلين وَالْمعْنَى إِنَّمَا أَمرتكُم بِالْوُقُوفِ على هَذَا الْقَبْر لِأَن بِهِ فَتى كَامِل الفتوة بَينه وَبَين الضَّعِيف مهواة بعيدَة حَتَّى لَا التقاء بَينهمَا وَلَا تدان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 (إِذا انتضل الْقَوْم الْأَحَادِيث لم يكن ... عييا وَلَا رَبًّا على من يقاعد) 2 - وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر   1 - الانتضال أَصله فِي الرَّمْي ثمَّ اسْتعْمل فِي الْمُفَاخَرَة والرب المتكبر وَالْمعْنَى إِذا أَخذ الْقَوْم فِي الْمُفَاخَرَة لم يكن عَاجِزا عَن الْكَلَام وَلَا متكبرا على الندماء 2 - وجده أَبُو سلمى ربيعَة بن رَبَاح أحد بني مَازِن بن ثَعْلَبَة وَهُوَ من المخضرمين وَمن فحول الشُّعَرَاء قَالَ الحطيئة لَهُ وَكَانَ راوية زُهَيْر وَآل زُهَيْر يَا كَعْب قد علمت روايتي لكم وانقطاعي إِلَيْكُم وَقد ذهب الفحول من الشُّعَرَاء غَيْرِي وَغَيْرك فَلَو قلت شعرًا تذكر فِيهِ نَفسك وتضمني موضعا بعْدك فَإِن النَّاس لأشعاركم أروى وإليها أسْرع فَفعل كَعْب ذَلِك ووفد كَعْب وبجير ابْنا زُهَيْر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بلغا أبرق العزاف فَقَالَ كَعْب لبجير الْحق بِالرجلِ وَأَنا مُقيم هَهُنَا أنْتَظر مَا يَقُول لَك فَقدم بجير على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسمع مِنْهُ وَأسلم وَبلغ ذَلِك كَعْبًا فَأَنْشد أبياتا بلغت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأهدر دَمه وَقَالَ من لَقِي مِنْكُم كَعْب بن زُهَيْر فليقتله فَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ بجير يُخبرهُ بذلك وَقَالَ لَهُ أَنْج وَمَا أَرَاك بمفلت ثمَّ كتب إِلَيْهِ بعد ذَلِك يَأْمُرهُ أَن يسلم وَيقبل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم كَعْب وَقَالَ قصيدته الْمَشْهُورَة يعْتَذر فِيهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَمعَهَا وَقبل معذرته وَخبر هَذِه الأبيات أَن رجلا من مزينة يُقَال لَهُ جوي مر على الْأَوْس والخزرج وهم يقتتلون وَكَانَت الْأَوْس حلفاء مزينة فَدخل الْمُزنِيّ مَعَ حلفائه فأصيب فَمر بِهِ ثَابت بن الْمُنْذر أَبُو حسان بن ثَابت فَقَالَ أَخا مزينة مَا طرحك فِي هَذَا المطرح فوَاللَّه إِنَّك من قوم مَا يحمونك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 (لقد ولى أليته جوي ... معاشر غير مطلول أَخُوهَا) (فَإِن تهْلك جوي فَكل نفس ... سيجلبها لذَلِك جالبوها) 3 - (وَإِن تهْلك جوي فَإِن حَربًا ... كظنك كَانَ بعْدك موقدوها) 4 - (وَمَا ساءت ظنونك يَوْم تولي ... بأرماح وَفِي لَك مشرعوها) 5 - (وَلَو بلغ الْقَتِيل فعال قوم ... لسرك من سيوفك منتضوها) 6 - (لنذرك وَالنُّذُور لَهَا وَفَاء ... إِذا بلغ الخزاية بالغوها)   فَرفع جوي رَأسه إِلَيْهِ وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَقَالَ أعْطى الله عهدا ليقْتلن مِنْكُم خَمْسُونَ رجلا لَيْسَ فيهم أَعور وَلَا أعرج فسارت كَلمته حَتَّى أَتَت عمق أَرض مزينة فثاروا لكلمة جوي وَوَقع الشَّرّ بَينهم 1 - الألية الْيَمين وطل ذهب وَالْمعْنَى تحققت أَن جويا ولي أَمر يَمِينه جماعات لَا يذهب دم أخيهم هدرا لشجاعتهم ووفائهم 2 - جوي منادى وَالْمعْنَى فَإِن تهْلك يَا جوي فلست فَردا فِي ذَلِك إِذْ كل نفس هالكة 3 - كظنك خبر كَانَ مقدما وَالْمعْنَى وَإِن هَلَكت يَا جوي فَإِنَّهُ ستقع حَرْب بعْدك وَيكون موقدوها مسارعين إِلَى الْأَخْذ بثأرك كظنك فيهم حَيا 4 - تولى تقسم ومشرعوها معملوها وَالْمعْنَى وَافق الْأَمر ظَنك بأرماح وَفِي لَك معملوها فِي أعدائك يَوْم حَلَفت 5 - الفعال بِفَتْح الْفَاء الْكَرم وانتضى السَّيْف سَله وَالْمعْنَى لَو أمكن أَن يعلم ميت فعل قوم لَكَانَ فعال قَوْمك بعْدك سارا لَك لأَنهم أخذُوا بثأرك 6 - النّذر مَا يُوجِبهُ الْإِنْسَان على نَفسه من الطَّاعَات وَقَوله وَالنُّذُور الخ اعْتِرَاض يُشِير بِهِ إِلَى أَنهم وفوا بنذره وَالْمعْنَى أَنهم مَا قتلوا الْأَعْدَاء إِلَّا وَفَاء بِنَذْرِك حِين ترك النَّاس نذورهم فلحقهم الخزي والهوان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 (كَأَنَّك كنت تعلم يَوْم بزت ... ثِيَابك مَا سيلقى سالبوها) (فَمَا عتر الظباء بحي كَعْب ... وَلَا الْخَمْسُونَ قصر طالبوها) 3 - (صبحن الخزرجية مرهفات ... أبان ذَوي أرومتها ذووها) وَقَالَ آخر 4 - (نعى الناعي الزبير فَقلت تنعى ... فَتى أهل الْحجاز وَأهل نجد) 5 - (خَفِيف الحاذ نسال الفيافي ... وعبدا للصحابة غير عبد)   1 - بزت سلبت وَالْمعْنَى أَن نذرك فِي أعدائك قد تحقق كَأَنَّك كنت يَوْم سلبت ثِيَابك عَالما بِمَا سيلقاه السالبون من الْقَتْل والنكال 2 - عتر يعتر إِذا ذبح العتيرة وَهِي مَا تذبح بدل مَا نذر وَهَذَا الْكَلَام كِنَايَة عَن الْوَفَاء بِالنذرِ وَعدم التَّقْصِير فِيهِ وَذَلِكَ أَن بعض الْعَرَب كَانَ يَقُول إِذا بلغت غنمي كَذَا من الْعدَد ذبحت مِنْهَا شَاة أَو شياها وأطعمها الْمَسَاكِين فَإِذا بلغت غنمه تِلْكَ الْعدة ضن بهَا وَكره أَن لَا يُوفي بِالنذرِ فاصطاد ظَبْيًا أَو ظباء فذبحها عَن الْغنم وَالْمعْنَى لَيْسَ الْأَمر فِي هَذِه الْوَقْعَة كمن نذر شَيْئا ثمَّ وَفِي بِغَيْرِهِ فَإِن أَصْحَابك لم يذبحوا الظباء بدل الرِّجَال وَلم يقصروا فِي إِيفَاء نذرك بل قتلوا خمسين كَمَا نذرت 3 - أرهف السَّيْف رققه والأرومة الأَصْل وَالْمعْنَى أَنهم سقوا الْخَزْرَج صبوح السيوف الَّتِي كتب عَلَيْهَا صانعوها أَسمَاء من صنعت لَهُم كَمَا هِيَ عَادَة مُلُوكهمْ 4 - فَقلت تنعى أَصله تنعى فَحذف ألف الِاسْتِفْهَام وَالْمرَاد التفخيم والتعظيم وَالْمعْنَى أخبر الْمخبر بِمَوْت الزبير فَقلت لَهُ أتخبر بِمَوْت سيد أهل الْحجاز ونجد 5 - الحاذ هُنَا الظّهْر ونسل الْمَاشِي أسْرع والفيافي البراري وَالصَّحَابَة فِي الأَصْل مصدر ثمَّ اسْتعْمل وَصفا وقوى فِي الوصفية حَتَّى جرى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 وَقَالَ رقيبة الْجرْمِي (أَقُول وَفِي الأكفان أَبيض ماجد ... كغصن الْأَرَاك وَجهه حِين وسما) 3 - (أحقا عباد الله أَن لست رائيا ... رِفَاعَة بعد الْيَوْم إِلَّا توهما) (فأقسم مَا جشمته من ملمة ... تُؤَد كرام الْقَوْم إِلَّا تجشما) 3 - (وَلَا قلت مهلا وَهُوَ غَضْبَان قد غلا ... من الغيظ وسط الْقَوْم إِلَّا تبسما) وَقَالَ آخر 5 - (أَلا لَا فَتى بعد ابْن نَاشِرَة الْفَتى ... وَلَا عرف إِلَّا قد تولى فَأَدْبَرَا) 6 - (فَتى حنظلي مَا تزَال ركابه ... تجود بِمَعْرُوف وتنكر مُنْكرا)   مجْرى الْأَسْمَاء وَقَوله غير عبد أَي هُوَ عبد لأَصْحَابه فِي خدمته لَهُم وكفايته أُمُورهم وَغير عبد فِي الرّقّ وَالْملك وَالْمعْنَى كَانَ غير كسلان وَلَا متوان بل كَانَ ذَا سرعَة وخبرة وَكَانَ عبد ود لأَصْحَابه لَا عبد رق 1 - الْأَبْيَض الْمَاجِد الْكَرِيم الشريف ووسم خرج قَلِيلا 2 - أحقا انتصب على الظَّرْفِيَّة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَقُول فِي حَال مالف فِي الأكفاق شرِيف كريم معتدل الْقَامَة كغصن البان وَجهه وسيم حِين نبت عذاره أَفِي الْحق يَا عباد الله أَنِّي لَا أرى رِفَاعَة بعد هَذَا الْيَوْم طول الدَّهْر إِلَّا مُتَوَهمًا 3 - تجشم تكلّف وَالْمعْنَى مَا كلفته بِأَمْر يصعب حمله على الْكِرَام إِلَّا تحمله 4 - الْمَعْنى أَنِّي مَا قلت لَهُ مهلا حَال غَضَبه الشَّديد بَين الْقَوْم إِلَّا تهلل وَجهه بالتبسم 5 - لَا فَتى مُبْتَدأ مَحْذُوف الْخَبَر وَلَا عرف مثله وَالْمعْنَى ذهبت الفتوة والمروءة من النَّاس وَأدبر الْمَعْرُوف بعد ابْن نَاشِرَة 6 - فَتى خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَالْمعْنَى هُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 (لحا الله قوما أسلموك وجردوا ... عناجيج أعطتها يَمِينك ضمرا) وَقَالَ آخر (كَانَت خُزَاعَة ملْء الأَرْض مَا اتسعت ... فَقص مر اللَّيَالِي من حواشيها) 3 - (أضحى أَبُو الْقَاسِم الثاوى ببلقعة ... تسفى الرِّيَاح عَلَيْهِ من سوافيها) 4 - (هبت وَقد علمت أَن لَا هبوب بِهِ ... وَقد تكون حسيرا إِذْ يباريها) 5 - (أضحى قرى للمنايا رهن بلقعة ... وَقد يكون غَدَاة الروع يقريها)   آب رَجَعَ والبوادر المستبقة وَالْمعْنَى فرجعنا من زيارته بوجد فِي صدورنا يسقى بالدموع المتسابقة فينمو كنمو الزَّرْع الَّذِي يتعهد بالسقي 3 - التراث الْمِيرَاث واللهى جمع لهوة وَهِي أفضل الْعَطاء والمآثر جمع مأثرة وَهِي المحمدة وَالْمعْنَى لما حَضَرنَا لاقتسام مَا خَلفه من الْأَمْوَال لم نجد غير مكارمه ومفاخره لكَونه لم يتْرك شَيْء من المَال لِكَثْرَة الْبَذْل 4 - المحاورة المحادثة وَرجع جَوَابه مرجوع جَوَابه وَالْمعْنَى لما ناديناه كَانَ الصمت جَوَابه أَي أَنه أجابنا اعْتِبَارا لَا كلَاما فأبلغ بِهِ من نَاطِق لَا يتَبَيَّن كَلَامه وَإِنَّمَا يدل عَلَيْهِ لِسَان الْحَال 5 - هِيَ بنت فَرْوَة ابْن مَسْعُود ترثي فَرْوَة أَبَاهَا وقيسا ابْني مَسْعُود بن عَامر بن عمر بن أبي ربيعَة وقتلا مَعَ الْمُنْذر ذِي القرنين يَوْم عين أباغ يَوْم قتل الْمُنْذر وَكَانَ الَّذِي قَتله شمر بن عَمْرو الْحَنَفِيّ وَكَانَ مَعَ الْحَارِث بن أبي شمر الغساني وَالْمُنْذر هُوَ ابنفتى حنظلي بلغ من جوده أَن ركابه لَا تزَال تَأمر بِمَعْرُوف وتنهي عَن مُنكر وَإِذا كَانَ هَذَا حَالهَا فَكيف حَال صَاحبهَا 1 - لحا الله قوما هَذِه الْكَلِمَة تسْتَعْمل فِي الذَّم والسب وأسلموك أَي خذلوك وقعدوا عَن نصرتك وجردوا عناجيج أَي جردوها للركض فِي الْهَرَب والعناجيج جمع عنجوج الطَّوِيل من الْخَيل والضمر جمع ضامر وَالْمعْنَى قبح الله قوما لم ينصروك بل جردوا الْخُيُول الْعَظِيمَة الَّتِي وهبتها لَهُم للركض فِي الْهَرَب فركبوها وهربوا 2 - مَا اتسعت ظرف كَأَنَّهُ قَالَ مِقْدَار الأَرْض كلهَا وأصل القص التتبع والحواشي الْأَطْرَاف وَالْمعْنَى كَانَت خُزَاعَة كَثِيرَة تكَاد تملأ الأَرْض لَكِن أَتَى عَلَيْهِم الزَّمَان فَأخذ من أَطْرَافهم من شَاءَ 3 - الثاوي الْمُقِيم والبلقعة الْمَكَان الْخَالِي وتسفى تطير التُّرَاب وَالْمعْنَى دفن أَبُو الْقَاسِم بمَكَان خَال من النَّاس تَأتي العواصف بِالتُّرَابِ فتلقيه عَلَيْهِ 4 - أَن لَا هبوب بِهِ أَن مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة والهبوب الانتباه وَالْحَرَكَة من النّوم وحسيرا ضَعِيفَة وَالْمعْنَى أَن الرِّيَاح إِنَّمَا تهب لعلمها أَنه ميت لَا يقدر على مباراتها وَلَو كَانَ حَيا لم تهب لقصورها عَنهُ 5 - الْقرى طَعَام الضَّيْف وَالْمعْنَى أَنه صَار طعمة للمنايا بمَكَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 1 - وَقَالَ عقيل بن علفة بن الْحَرْث بن مُعَاوِيَة بن ضباب بن جَابر بن يَرْبُوع بن غيظ بن مرّة (لتغد المنايا حَيْثُ شَاءَت فَإِنَّهَا ... محللة بعد الْفَتى ابْن عقيل) 3 - (فَتى كَانَ مَوْلَاهُ يحل بنجوة ... فَحل الموَالِي بعده بمسيل) 4 - (طَوِيل نجاد السَّيْف وهم كَأَنَّمَا ... تصول إِذا استنجدته بقبيل) 5 - (كَأَن المنايا تبتغى فِي خيارنا ... لَهَا ترة أَو تهتدي بِدَلِيل) 6 - وَقَالَ مسافع بن حُذَيْفَة الْعَبْسِي 7 - (أبعد بني عَمْرو أسر بمقبل ... من الْعَيْش أَو آسى على أثر مُدبر)   خَال وَقد كَانَ يَوْم الْحَرْب يطْعمهَا لأعدائه 1 - هُوَ شَاعِر مجيد مقل من شعراء دولة بني أُميَّة وَكَانَ أعرج جَافيا شَدِيد الهوج وَقد تقدم لَهُ ذكر 2 - لتغد أَي لتصب ومحللة أَي مُطلقَة وَالْمعْنَى لم تبْق صعوبة للمنايا بعد الْفَتى ابْن عقيل فلتذهب إِلَى من شَاءَت 3 - النجوة الْمَكَان العالي والمسيل مَوضِع السَّيْل وَالْمعْنَى لم يبْق لأحد من أَقَاربه عز بعده فتحولوا من الْعِزّ إِلَى الذل 4 - نجاد السَّيْف حمائله وَكلما كَانَ الرجل أطول كَانَت حمالَة سَيْفه أطول وَالوهم الْقوي والاستنجاد طلب النجدة وَالْمعْنَى كَانَ طَوِيل الْقَامَة قوي الْبَأْس إِذا طلبت مِنْهُ النجدة قَامَ مقَام قَبيلَة لكَمَال شجاعته 5 - الترة الثأر وَالْخيَار الْكِرَام وَالْمعْنَى كَأَن المنايا تطلب ثأرا لَهَا عِنْد خيارنا أَو أَنَّهَا تهتدي بِدَلِيل كرمهم ومآثرهم فَلَا يصعب عَلَيْهَا الْوُصُول إِلَيْهِم 6 - هُوَ شَاعِر فَارس من شعراء الْجَاهِلِيَّة 7 - أبعد بني عَمْرو والهمزة للإنكار وَأسر من السرُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 (وَلَيْسَ وَرَاء الشَّيْء شَيْء يردهُ ... عَلَيْك إِذا ولى سوى الصَّبْر فاصبر) (سَلام بني عَمْرو عَليّ حَيْثُ هامكم ... جمال الندي والقنا والسنور) 3 - (أولاك بَنو خير وَشر كليهمَا ... جَمِيعًا ومعروف ألم ومنكر) 4 - وَقَالَ الرّبيع بن زِيَاد فِي مَالك بن زُهَيْر الْعَبْسِي   ومقبل بِمَعْنى آتٍ ومدبر بِمَعْنى ذَاهِب وآسي مضارع أسى من بَاب تَعب إِذا حزن وَالْمعْنَى لَا أسر بعد بني عَمْرو بِطيب الْعَيْش وإقبال الدُّنْيَا وَلَا أَحْزَن على إدبارها 1 - الْمَعْنى لَا يرد الْفَائِت شَيْء بعد فقدانه فَلَا علاج غير الصَّبْر فالزمه 2 - هامكم مُبْتَدأ مَحْذُوف الْخَبَر تَقْدِيره مقبور وَذكر الْهَام على عَادَة الْعَرَب فِي زعمهم أَن عِظَام الْمَوْتَى تصير هاما تطير وَبني عَمْرو منادى حذف مِنْهُ حرف النداء وجمال الندي مَنْصُوب على الْمَدْح والندى الْمجْلس لُغَة فِي النادي والقنا جمع قناة وَهِي الرمْح والسنور لبوس من جلد كالدروع يُرِيد أَنهم جمال الْمجَالِس يَوْم الْجمع وزين السِّلَاح غَدَاة الروع وَالْمعْنَى سَلام عَلَيْكُم يَا بني عَمْرو يَا جمال النادي والرماح وَسَائِر السِّلَاح حَيْثُ أَنْتُم مقبورون 3 - أولاك لُغَة فِي أُولَئِكَ وَبَنُو خير وَشر أَرَادَ أَنهم ملازمون لفعل الْخَيْر مَعَ الأصدقاء وَالشَّر مَعَ الْأَعْدَاء وكليهما بدل من خير وَشر وألم نزل وَالْمعْنَى هَؤُلَاءِ كَانُوا يحبونَ أَصْحَابهم ويعادون من خالفهم فَكَانُوا مَعْرُوفا لأحبابهم ومنكرا لأعدائهم 4 - الرّبيع تقدّمت تَرْجَمته وَكَانَ من خبر هَذِه الأبيات أَن مَالك بن زُهَيْر الْعَبْسِي كَانَ متزوجا فِي بني فَزَارَة فَبعث إِلَيْهِ أَخُوهُ قيس حِين قتل ندبة بن حُذَيْفَة أَن أخرج عَنْهُم لَيْلًا فَبعث إِلَيْهِ مَالك مَالِي إِلَى بني بدر من ذَنْب وَإِنَّمَا ذَنْبك عَلَيْك وَمَا أَنا بتارك منزلي لما أحدثت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 (إِنِّي أرقت فَلم أغمض حَار ... من سيئ النبإ الْجَلِيل الساري) (من مثله نمسي النِّسَاء حواسرا ... وَتقوم معولة مَعَ الأسحار) 3 - (أفبعد مقتل مَالك بن زُهَيْر ... ترجو النِّسَاء عواقب الْأَطْهَار) 4 - (مَا إِن أرى فِي قَتله لِذَوي النهى ... إِلَّا الْمطِي تشد بالأكوار)   أَنْت وَمكث مَالك فِي بني فَزَارَة زَمنا ثمَّ غدرت بِهِ فزاره وَجه إِلَيْهِ حُذَيْفَة من يقْتله فَقَتَلُوهُ وَكَانَ الرّبيع مجاورا لِحُذَيْفَة فجَاء إِلَيْهِ وَقَالَ يَا حُذَيْفَة سيرني فَإِنِّي جاركم فسيره ثَلَاث لَيَال فَقَالَ حمل لِحُذَيْفَة بئس مَا عملت قتلت مَالِكًا وخليت حَبل الرّبيع وَالله ليضر مِنْهَا عَلَيْك نَارا فدونك الرجل قبل أَن يفوتك وَلَا أحسبك تُدْرِكهُ ثمَّ إِن الرّبيع جمع بني عبس للقاء بني فَزَارَة وَجَرت بِسَبَب ذَلِك حروب فِيمَا بَينهم يطول ذكرهَا 1 - أرقت سهرت وحار مرخم حَارِث والنبأ الْخَبَر والساري السَّرِيع وَالْمعْنَى يَا حَارِث إِنِّي سهرت لَيْلَتي وَلم أنم من الْخَبَر السَّيئ الْعَظِيم الْمُنْتَشِر فِي الْقَبَائِل بِسُرْعَة 2 - حواسرا أَي كاشفات والمعولة الباكية أَشد الْبكاء وَالْمعْنَى أَن هَذَا الْخَبَر من الْأَخْبَار الَّتِي تبيت لَهَا النِّسَاء كاشفات الْوُجُوه وتصبح رافعات الصَّوْت بالبكاء لشدَّة وقعها 3 - الْمَعْنى لَا يَنْبَغِي للنِّسَاء أَن ترجو مواقعة الرِّجَال لَهُنَّ عقب الطُّهْر بعد قتل مَالك بن زُهَيْر فَإِن ذَلِك غير مُمكن وَقد كَانَ من عَادَة الْعَرَب أَنهم لَا يمسون النِّسَاء وَلَا يشربون الْخمر وَلَا يتلذذون بلذيذ قبل أَن يَأْخُذُوا الثأر 4 - إِن زَائِدَة وَالنَّهْي الْعُقُول والمطئ الَّتِي تمطو فِي السّير والأكوار جمع كور الرحل وَالْمعْنَى لَا أرى شَيْء يَلِيق بأرباب الْعُقُول فِي أَمر قَتله إِلَّا أَن يشدوا على مطيهم للأخذ بثأره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 (ومجنبات مَا يذقن عذوفا ... يقذفن بالمهرات والأمهار) (ومساعرا صدأ الْحَدِيد عَلَيْهِم ... فَكَأَنَّمَا طلي الْوُجُوه بقار) 3 - (من كَانَ مَسْرُورا بمقتل مَالك ... فليأت نسوتنا بِوَجْه نَهَار) 4 - (يجد النِّسَاء حواسرا يندبنه ... يلطمن أوجههن بالأسحار) 5 - (قد كن يخبأن الْوُجُوه تسترا ... فاليوم حِين برزن للنظار) 6 - (يضربن حر وجوههن على فَتى ... عف الشَّمَائِل طيب الْأَخْبَار)   1 - هَكَذَا يرْوى هَذَا الْبَيْت نَاقِصا والمجنبات من الْخَيل مَا تجنب إِلَى الْإِبِل فِي الْغَزْو والعذوف أدنى مَا يُؤْكَل والمهرات جمع مهرَة والأمهار جمع مهر وَالْمعْنَى تشد الأكوار على الْمطِي وَالْخَيْل المقادة فِي جَانب الْإِبِل لتركب وَلَا تذوق أدنى شَيْء طلبا للسرعة ويرمين بأولادهن ذُكُورا وإناثا حَتَّى لَا يفوتها لحاق الْعَدو 2 - المساعر جمع مسعر وَهُوَ من يُوقد الْحَرْب وصدأ الْحَدِيد طبعه ووسخه وَالْمرَاد بالحديد الدروع وَهُوَ كِنَايَة عَن طول مكثها عَلَيْهِم وملازمتها لَهُم والقار الزفت وَالْمعْنَى وَلَا أرى أَن يَلِيق بذوي النهى أَيْضا إِلَّا أَن يعدوا رجَالًا شجعانا كثيري لبس المغافر حَتَّى تسود وُجُوههم فَتكون كَأَنَّهَا طليت بقار 3 - وَجه نَهَار أَي أَوله وَالْمعْنَى من سره قتل مَالك فليجئ إِلَى نسائنا فِي أول النَّهَار فَيرى مَا هن فِيهِ من الْحزن والصراخ والعويل 4 - يندبنه يبْكين عَلَيْهِ وَالْمعْنَى فَإِذا جاءهن شاهدهن مكشوفات الْوُجُوه لاطمات الخدود قبل أَن يَبْدُو الصَّباح يبْكين عَلَيْهِ 5 - برزن ظهرن 6 - حر الْوَجْه خالصه وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن هَذِه النسْوَة كن من ذَوَات الْخُدُور اللَّاتِي لَا يراهن أحد فصرن الْيَوْم مكشوفات لكل نَاظر يضربن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر (لعمرك مَا خشيت على أبي ... مصَارِع بَين قو فالسلي) (وَلَكِنِّي خشيت على أبي ... جريرة رمحه فِي كل حَيّ) 3 - (من الفتيان محلول ممر ... وأمار بإرشاد وغي) 4 - (أَلا لهف الأرامل واليتامى ... ولهف الباكيات على أبي) 5 - وَقَالَ آخر يرثي دعامة بن طعمة 6 - (فِي بعض تطواف ابْن طعمة ... آمنا لَاقَى حمامه) 7 - (رصدا لَهُ من خَلفه ... يغتره لَا بل أَمَامه)   خَالص وجوههن أسفا على سيد كريم الشَّمَائِل طيب الذّكر 1 - قو منزل للقاصد إِلَى الْمَدِينَة من الْبَصْرَة والسلى رياض فِي طَرِيق الْيَمَامَة إِلَى الْبَصْرَة وَكَانَ هَذَا المرثي مَاتَ حتف أَنفه عطشا بَين هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ فَلهَذَا قَالَ لم أخش عَلَيْهِ الْغدر بَينهمَا 2 - الجريرة الْجِنَايَة والحي الْقَبِيلَة وَالْمعْنَى وَلَكِنِّي أخْشَى عَلَيْهِ جِنَايَة رمحه فِي الْحَيّ لِأَنَّهُ كَانَ مغوارا 3 - المحلولي الَّذِي تناهت حلاوته والممر الَّذِي صَار مرا وَالْمعْنَى أَنه كَانَ من بَين الفتيان حلوا محبوبا إِلَى كل النَّاس مرا على أعدائه يضر وينفع وَيَأْتِي بِالْخَيرِ وَالشَّر 4 - أللهف التأسف وَالْمعْنَى مَا أَشد أَسف الأرامل واليتامى على فقد أبي إِذْ كَانَ ملجأهن وَمَا أَشد أَسف الباكيات عَلَيْهِ 5 - وَكَانَ دعامة جوالة كثير التطواف فاتفق أَنه مَاتَ آمن مَا كَانَ فَأخذ هَذَا الرجل يقص حَاله فِي هَذِه الأبيات 6 - التطواف الطّواف وَالْمعْنَى أَن ابْن طعمة لَاقَى حمامه فِي بعض أَسْفَاره وَقد كَانَ آمنا 7 - رصدا أَي مترقبا ويغتره يَأْخُذهُ على غرَّة وأمامه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 (غر امْرُؤ منته نفس ... أَن تدوم لَهُ السلامه) (هَيْهَات أعيا الْأَوَّلين ... دَوَاء دائك يَا دعلمه) وَقَالَ غوية بن سلمي بن ربيعَة 3 - (أَلا نادت أُمَامَة بِاحْتِمَال ... لتحزنني فَلَا بك مَا أُبَالِي) 4 - (فسيري مَا بدا لَك أَو أقيمي ... فَأَيا مَا أتيت فَعَن تقالي) 5 - (وَكَيف تروعني امْرَأَة ببين ... حَياتِي بعد فَارس ذِي طلال) 6 - (وَبعد أبي ربيعَة عبد عَمْرو ... ومسعود وَبعد أبي هِلَال)   مَعْطُوف على خَلفه وَالْمعْنَى مَا زَالَ الْمَوْت مترقبا لَهُ حَتَّى أَتَاهُ على بَغْتَة من خَلفه لإبل من أَمَامه فَأَخذه 1 - غره خدعه وَالْمعْنَى خدع امْرُؤ منته نَفسه أَن يَدُوم سالما 2 - أعيا أعجز وَالْمعْنَى مَا أبعد مَا تمنيت فَإِن دَاء الْمَوْت أعجز الْأَوَّلين فَكيف حَال الآخرين 3 - الِاحْتِمَال الارتحال وَقَوله فَلَا بك مَا أُبَالِي مَعْنَاهُ أقسم بك ويروي فآبك مَا أُبَالِي أَي أبعدك الله وَهَذِه الرِّوَايَة أَجود وَالْمعْنَى خبرتني أُمَامَة بارتحالها لتحزنني وَلَكِنِّي غير مبال بهَا فلتذهب حَيْثُ شَاءَت 4 - التقالي التباغض وَالْمعْنَى افعلي مَا تحبين من السّير أَو الْإِقَامَة فَإِنِّي مبغضك على كل حَال وَلَيْسَ هَذَا لجناية مِنْك وَلَكِن موت من مَاتَ بغض إِلَى كل شَيْء 5 - تروعني تفزعني والبين الْفِرَاق وَذُو طلال فرسه وحياتي نصب ظرفا وَالْمعْنَى وَهل يفزعني طول حَياتِي بعد فقد فَارس ذِي طلال فِرَاق امْرَأَة 6 - بعد أبي ربيعَة عبد عَمْرو الخ مَعْطُوف على بعد فَارس فِي الْبَيْت قبله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 (أَصَابَتْهُم حميدين المنايا ... فدى عمي لمصبحهم وخالي) (أُولَئِكَ لَو جزعت لَهُم لكانوا ... أعز عَليّ من أَهلِي وَمَالِي) وَقَالَ قراد بن غوية بن سلمي بن ربيعَة بن زبان 3 - (أَلا لَيْت شعري مَا يَقُولَن مُخَارق ... إِذا جاوب الْهَام المصيح هامتي) 4 - (ودليت فِي زوراء يسفى ترابها ... عَليّ طَويلا فِي ذراها إقامتي) 5 - (وقالو أَلا لَا يبعدن اختياله ... وصولته إِذا القروم تسامت) 6 - (وَمَا الْبعد إِلَّا أَن يكون مغيبا ... عَن النَّاس منى نجدتي وقسامتي)   1 - حميدين مَنْصُوب على الْحَال وَالْمصْبح مَوضِع الإصباح وَالْمعْنَى أَنهم أصيبوا بِالْمَوْتِ وهم محمودون ففداهم عمي وخالي صباحا وَمَسَاء حَيْثُ أَقَامُوا 2 - جزعت حزنت وَالْمعْنَى هَؤُلَاءِ لَو جزعت عَلَيْهِم أَشد الْجزع فَلَا ألام لأَنهم كَانُوا عِنْدِي أعز الْأَهْل وَالْمَال 3 - خبر لَيْت مَحْذُوف والهام جمع هَامة وَهِي والصدى مَا يكون من عِظَام الْمَوْتَى على زعمهم وَالْمعْنَى لَيْتَني أعلم مَا يَقُول مُخَارق بعد موتِي عِنْد مَا تجيب هامتي الْهَام الَّتِي يصاح بهَا 4 - دليت أنزلت والزوراء الحفرة المعوجة أَرَادَ بهَا اللَّحْد ويسفى يهال وطويلا نصب على الْحَال بدليت وذراها أعاليها وَالْمعْنَى وأنزلت فِي حُفْرَة معوجة يهال ترابها على مُدَّة إقامتي فِي أعاليها طول الأمد 5 - اختياله إدلاله وتجبره لِثِقَتِهِ بِنَفسِهِ والقروم الفحول وَالْمرَاد الْأَبْطَال وتسامت تنازلت وتفاخرت وَالْمعْنَى أَنهم يَقُولُونَ فِي وَصفهم لي لَا يبعد عَنَّا تجبره وصولته على الْأَعْدَاء إِذا تنازلت الْأَبْطَال 6 - النجدة الشجَاعَة والقسامة الْحسن يُرِيد أَنهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 (أيبكي كَمَا لَو مَاتَ قبلي بكيته ... ويشكر لي بذلي لَهُ وكرامتي) (وَكنت لَهُ عَمَّا لطيفا ووالدا ... رؤفا وَأما مهدت فأنامت) 3 - وَقَالَ المسجاح بن سِبَاع الضَّبِّيّ 4 - (لقد طوفت فِي الْآفَاق حَتَّى ... بليت وَقد أَنى لي لَو أبيد) 5 - (وأفنانى وَلَا يفنى نَهَار ... وليل كلما يمْضِي يعود) 6 - (وَشهر مستهل بعد شهر ... وحول بعده حول جَدِيد)   يدعونَ لَهُ بِعَدَمِ الْبعد وَمَا الْبعد إِلَّا مَا هُوَ فِيهِ فقد غَابَتْ عَنْهُم شجاعته وَحسنه ونجدته وَهل الْبعد إِلَّا هَذَا 1 - الْمَعْنى هَل يبكي عَليّ مُخَارق إِذا مت كَمَا أَنه لَو مَاتَ قبلي جزعت عَلَيْهِ كل الْجزع وَهل يشكرني على مَا أوليته من وافر كرمي أَولا 2 - لطيفا ملاطفا وَقَوله وَأما مهدت فأنامت هَذِه الْكَلِمَة سَارَتْ مثلا فِيمَا ينشر من الْإِحْسَان ويعم من الرِّفْق وَالْفضل وَالْمعْنَى وَكَيف لَا يشكرني على ذَلِك وَقد كنت لَهُ كالعم بل الْوَالِد فِي اللطف والرأفة وكالأم فِي الحنو والشفقة وتمهيد أَسبَابهَا لولدها 3 - ذكره أَبُو حَاتِم فِي المعمرين وَقَالَ هُوَ مسجاح بن خَالِد بن الْحَارِث بن قيس يصل نسبه إِلَى سعد بن ضبة ثمَّ أنْشد لَهُ هَذَا الشّعْر وَكَأَنَّهُ شَاعِر جاهلي 4 - بليت ضعفت وَأَنِّي قرب وأبيد أهلك وَالْمعْنَى لقد أكثرت الطّواف فِي الْآفَاق حَتَّى ضعفت وَقد قرب موتِي 5 - الْمَعْنى وأفناني الزَّمَان وَلَا يفنى فَكَانَ كلما مضى يَوْم يخلفه مثله 6 - الْمَعْنى وأفناني أَيْضا شهر كلما مضى خَلفه آخر وَإِذا ذهب حول تجدّد مثله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 (ومفقود عَزِيز الْفَقْد تَأتي ... منيته ومأمول وليد) وَقَالَ حزاز بن عَمْرو أَخُو بني عبد مَنَاة يرثي زيد الفوارس وعمرا وَغَيرهمَا من بني عَمه (تبْكي على بكر شربت بِهِ ... سفها تبكيها على بكر) 3 - (هلا على زيد الفوارس زيد ... اللات أَو هلا على عَمْرو) 4 - (تبكين لَا رقأت دموعك أَو ... هلا على سلفي بني نصر) 5 - (خلوا عَليّ الدَّهْر بعدهمْ ... فَبَقيت كالمنصوب للدهر)   1 - ومأمول وليد المأمول مَا عقد عَلَيْهِ أمله ورجاؤه وَأَرَادَ بالوليد ولد أشابا فتيا فَقده وَهُوَ شيخ كَبِير هرم فأفناه ذَلِك أَيْضا غما عَلَيْهِ وَالْمعْنَى وأفناني أَيْضا من يعز فَقده عَليّ ووليد يحزنني فقدانه أَيْضا لما استولى عَليّ من الْغم 2 - الْبكر الشَّاب من الْإِبِل وسفها أَي جهلا وَهُوَ مَنْصُوب على أَنه مفعول لَهُ 3 - هلا حرف تنديم على زيد الفوارس مُتَعَلق بِالْفِعْلِ أول الْبَيْت بعده وَاللات اسْم صنم وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أيليق مِنْك أيتها الْمَرْأَة أَن تبْكي على فَتى من الْإِبِل شربت بِثمنِهِ خمرًا وَهَذَا الْبكاء مِمَّا يشْعر بجهلك وَنقص عقلك فَهَلا بَكَيْت على زيد الفوارس أَو على عَمْرو 4 - لَا رقأت دموعك دُعَاء عَلَيْهَا ورقأت سكنت وَأَرَادَ بسلفي بني نصر العمومة والخؤلة مِنْهُم وَلذَلِك ثنى يأمرها بالبكاء أَيْضا على هَؤُلَاءِ 5 - خلوا عَليّ الدَّهْر أَي أغروه بِي وسلطوه عَليّ لما ذَهَبُوا عني فَبَقيت كالمنصوب للدهر يُرِيد صرت غَرضا لَهُ يرميني بِمَا لَا طَاقَة لي بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 (إِن الرزية مَا أولاك إِذا ... هر المخالع أقدح الْيُسْر) (أهل الحلوم إِذا الحلوم هفت ... وَالْعرْف فِي الأقوام والنكر) وَقَالَ زويهر بن الْحَرْث بن ضرار 3 - (ألم تَرَ أَنِّي يَوْم فَارَقت مؤثرا ... أَتَانِي صَرِيح الْمَوْت لَو أَنه قتل) 4 - (وَكَانَت علينا عرسه مثل يَوْمه ... غَدَاة غَدَتْ منا يُقَاد بهَا الْجمل) 5 - (وَكَانَ عميدنا وبيضة بيتنا ... فَكل الَّذِي لاقيت من بعده جلل)   1 - الرزية الْمُصِيبَة وَمَا زَائِدَة وأولاك لُغَة فِي أُولَئِكَ وَهُوَ على حذف مُضَاف أَي فقد أولاك وهر كره والمخالع المقامر والأقدح جمع قدح سهم الميسر واليسر الْقمَار وَالْمعْنَى الْمُصِيبَة كل الْمُصِيبَة فقد أُولَئِكَ الأخيار إِذا اشْتَدَّ الزَّمَان وَكره المقامر أسْهم الْقمَار 2 - الحلوم جمع حلم الْعقل وهفت طاشت وَخفت وَالْعرْف الْمَعْرُوف وَالْمعْنَى هم أهل الْعُقُول إِذا احْتَاجَت النَّاس إِلَيْهِم وهم أهل الْمَعْرُوف للأقربين والإساءة للأعداء 3 - ألم تَرَ مَعْنَاهُ أعلم ومؤثر ابْن أخي الشَّاعِر والصريح الْخَالِص وَلَو أَنه قتل جَوَابه مَحْذُوف أَي لَكَانَ ذَلِك أيسر على مِمَّا ألاقيه وَالْمعْنَى اعْلَم أَنِّي يَوْم فَارَقت مؤثرا ورد على خَالص الْمَوْت غير أَنه لم يقتلني وَلَو قتلني لَكَانَ ذَلِك أحب إِلَيّ وَهُوَ كِنَايَة عَن شدَّة جزعه 4 - عرسه زوجه وَأَرَادَ مُفَارقَة عرسه فَحذف الْمُضَاف وَمثل يَوْمه أَي مثل يَوْم فَقده كَأَنَّهُمْ أنسوا بهَا أَيَّام إِقَامَتهَا عِنْدهم فَلَمَّا انْتَقَلت عَنْهُم عَادَتْ الْمُصِيبَة عَلَيْهِم وَالْمعْنَى وَكَانَت علينا مُفَارقَة عرسه وَقت أَن كرهت الْمقَام عندنَا وَذَهَبت يُقَاد بهَا الْجمل مثل يَوْم فَقده فِي الْحزن والجزع 5 - العميد السَّيِّد والعماد السَّنَد وبيضة الْبَيْت أَرَادَ بهَا أَنه مَعْرُوف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 1 - وَقَالَ ابْن عنمة الضَّبِّيّ (لأم الارض ويل مَا أجنت ... بِحَيْثُ أضرّ بالْحسنِ السَّبِيل) 3 - (نقسم مَاله فِينَا وندعو ... أَبَا الصَّهْبَاء إِذْ جنح الْأَصِيل) 4 - (أجدك لَا ترَاهُ وَلنْ ترَاهُ ... تخب بِهِ عذافرة ذمول)   مرجوع إِلَيْهِ فِي كل مُهِمّ وَأَرَادَ بقوله فَكل الَّذِي لاقيت من بعده أَي من الشدائد والمصائب والجلل الصَّغِير وَالْمعْنَى وَكَانَ سيدنَا وسندنا الَّذِي نرْجِع إِلَيْهِ فِي كل مُهِمّ فَكل مَا يَقع عندنَا من الخطوب بعده صَغِير 1 - تقدّمت تَرْجَمته وَهَذَا الشّعْر يَقُوله فِي مقتل بسطَام بن قيس قَتله عَاصِم بن خَليفَة الضَّبِّيّ وَكَانَ ابْن عنمة مجاورا فِي بني شَيبَان فخاف على نَفسه مِنْهُم فرثاه بِهَذِهِ الأبيات يستميل بني شَيبَان 2 - لأم الأر ويل هَذِه الْكَلِمَة تسْتَعْمل فِي التَّعَجُّب وَمَا أجنت مَا استفهامية وأجنت سترت ومفعوله مَحْذُوف أَي رجلا أَي رجل وأضر دنا وَالْحسن جبل رمل وَالْمعْنَى ويل وهلاك لأم الأَرْض كَيفَ سترت رجلا عَظِيما بمَكَان قرب فِيهِ الطَّرِيق من الْجَبَل الْمُسَمّى بالْحسنِ 3 - أَبَا الصَّهْبَاء هَذِه كنية بسطَام بن قيس الْمَقْتُول وجنح مَال والأصيل العشية وَالْمعْنَى أننا ورثنا مَاله وصرنا نندب عَلَيْهِ ونقول وابسطاماه وَقت أَن مَال الْعشي وَهُوَ الْوَقْت الَّذِي كَانَت تَجْتَمِع فِيهِ الأضياف 4 - أجدك مَنْصُوب على المصدرية وَهِي كلمة تسْتَعْمل فِي معنى قَوْلك أجد مِنْك وتخب تمشي الخبب وَهُوَ نوع من سير الْإِبِل والعذافرة الغليظة الشَّدِيدَة والذمول من الذملان وَهُوَ ضرب من السّير سريع وَالْمعْنَى أباجتهاد مِنْك أَنَّك لَا ترَاهُ قَرِيبا فِي حَال الْأَمْن وَلَا ترَاهُ أَيْضا من بعيد فِي الْغَزْو تسرع بِهِ النَّاقة الغليظة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 (حقيبة رَحلهَا بدن وسرج ... تعارضها مربية دؤل) (إِلَى ميعاد أرعن مكفهر ... تضمر فِي جوانبه الْخُيُول) 3 - (لَك المرباع مِنْهَا والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول) 4 - (أفاتته بَنو زيد بن عَمْرو ... وَلَا يُوفي ببسطام قَتِيل) 5 - (وخر على الألاءة لم يوسد ... كَأَن جَبينه سيف صقيل)   بالسير السَّرِيع 1 - الحقيبة مَا يَجْعَل وَرَاء الرحل من النَّاقة وَالْبدن الدرْع الْقصير والمربية القوية السمينة والدؤل من الدؤلان وَهُوَ ضرب من الْعَدو وَالْمعْنَى وَرَاء رَحل هَذِه النَّاقة درع وسرج وَفِي معارضتها نَاقَة سريعة السّير 2 - أرعن أَي جَيش كثيف كَأَنَّهُ أنف الْجَبَل فِي الطول والرفعة والمكفر الكريه المنظر وتضمر تعلف الْقُوت الْقَلِيل بعد السّمن وَالْمعْنَى تسير النَّاقة بِهِ إِلَى ميعاد جَيش كثيف مُرْتَفع كريه المنظر وَهُوَ جَيش تضمر الْخُيُول فِي جوانبه فَكل رجل يجنب مَعَه فرسا يُقَاد فِي جنب رَاحِلَته كَمَا كَانَت عَادَة أهل الْغَارة 3 - المرباع ربع الْغَنِيمَة وَكَانَ الرئيس فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا غزا يَأْخُذهُ والصفايا جمع صَفِيَّة وَهِي مَا يختاره الرئيس لنَفسِهِ من خِيَار الْغَنِيمَة والنشيطة مَا أَصَابَهُ الْجَيْش فِي الطَّرِيق والفضول مَا فضل فَلم يَنْقَسِم وَالْمعْنَى أَن هَذَا الْمَفْقُود كَانَت لَهُ إِمَارَة تَامَّة فِي أَصْحَابه وَكَانَ اختيارهم دون اخْتِيَاره 4 - فَاتَ يتَعَدَّى إِلَى مفعول وَاحِد وَإِذا دخلت عَلَيْهِ الْهمزَة يتَعَدَّى إِلَى اثْنَيْنِ وَالْأول هُنَا مَحْذُوف وَالْمعْنَى أَن بني زيد بن عَمْرو ضيعوا دم بسطَام بافاتتهم النَّاس دَمه وَهُوَ الَّذِي لَا يَفِي بدمه دم قَتِيل 5 - الألاءة شَجَرَة بِعَينهَا وخر سقط وَقَوله كَأَن جَبينه الخ أَي لصفائه وانحسار الشّعْر عَنهُ وَالْمعْنَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 1 - وَقَالَ الْهُذيْل بن هُبَيْرَة (ألكني وفر لِابْنِ الغريرة عرضه ... إِلَى خَالِد من آل سلمى بن جندل)   أَن من تضييعهم إِيَّاه أَيْضا تَركهم لَهُ حَتَّى سقط على الشَّجَرَة وَلم يوسدوا رَأسه وَوَجهه بعد مَا قتل عَلَيْهِ أَمارَة الْبشر وَهُوَ من سماة الشجعان 1 - هُوَ أحد بني حرقة بن ثَعْلَبَة بطن من تغلب شَاعِر مقل وَكَانَ من خَبره فِي هَذِه الأبيات أَنه كَانَ غزا بني أبي ربيعَة بن ذهل بن شَيبَان فأطرد إبلهم فَقَالَ لَهُ قومه أغر بِنَا على بعض من تمر بِهِ فَأَغَارَ على بني كوز وَهَاجَر من بني ضبة فَأصَاب مِنْهُم ثَلَاثِينَ امْرَأَة فِيهِنَّ منصورة بنت شَقِيق أُخْت عَامر بن شَقِيق فأطلقهن مَكَانَهُ غَيرهَا فَاحْتمل بهَا حَتَّى أَتَى أَرض قومه وَكَانَ أَخُوهَا وَزوجهَا غائبين فبلغهما الْخَبَر فطلباها حَتَّى أَتَيَا الْهُذيْل وسألاه إِيَّاهَا فَقَالَ هِيَ بيني وبينكما فَإِن أحبت فلتتبعكما وَإِن كرهت لم أعطكماها فَقَالَا نَنْظُر فِي أمرنَا الْيَوْم فَأتيَا رجلا من بني تغلب فحدثاه الحَدِيث واستجاراه فَانْطَلق مَعَهُمَا إِلَى الْهُذيْل فَقَالَ إِنَّك قد أَعْطَيْت الْقَوْم مَا قد علمت أفأجيرهما عَلَيْك على الْوَفَاء قَالَ نعم فخيرت الْمَرْأَة فَاخْتَارَتْ زَوجهَا فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهَا وانصرفا بهَا ثمَّ إِن الْهُذيْل تبعتها نَفسه فَأَغَارَ ثَانِيَة على بني ضبة وَجمع لَهُم فاستصرخ بَنو ضبة ببني سعد بن زيد مَنَاة فَالْتَقوا وَقتل من بني تغلب نَاس وانهزموا أَسْوَأ هزيمَة وَوَقع ابْن الْهُذيْل أَسِيرًا أسره عَامر بن شَقِيق ثمَّ أَتَاهُم الْهُذيْل فِي ابْنه يطْلب إِلَيْهِ أَن يفاديه أَو يمن عَلَيْهِ فوعده أَن يفعل فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ ذَلِك قَالَ هَذِه الأبيات 2 - ألكني أَي أَعنِي على أَدَاء ألوكتي أَي رسالتي وفر عرضه أَي اتركه سالما وَالْمعْنَى بلغ رسالتي إِلَى خَالِد واترك ابْن الغريرة جانبا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 (فَمَا أَبْتَغِي فِي مَالك بعد دارم ... وَمَا أَبْتَغِي فِي دارم بعد نهشل) (وَمَا أَبْتَغِي فِي نهشل بعد جندل ... إِذا مَا دَعَا الدَّاعِي لأمر مجلل) 3 - (وَمَا أَبْتَغِي فِي جندل بعد خَالِد ... لطارق ليل أَو لعان مكبل) 4 - وَقَالَ إِيَاس بن الْأَرَت 5 - (وَلما رَأَيْت الصُّبْح أقبل وَجهه ... دَعَوْت أَبَا أَوْس فَمَا أَن تكلما) 6 - (وحان فِرَاق من أَخ لَك نَاصح ... وَكَانَ كثير الشَّرّ للخير توأما)   1 - أَبْتَغِي أطلب 2 - المجلل الْعَظِيم 3 - الطارق الْآتِي لَيْلًا والعاني الْأَسير والمكبل الْمُقَيد بالكبل وَهُوَ الْقَيْد وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة أَنه رتب أفخاذا وبطونا من الْقَبَائِل وَذكر أَن كل وَاحِد مِنْهَا كَانَ لَهُ رَئِيس يرجع إِلَيْهِ فِي الملمات وَذكر أَنه بعد فقد هَؤُلَاءِ الرؤساء لَا يُرْجَى خير من هَؤُلَاءِ الْبُطُون والأفخاذ أَلا ترَاهُ يَقُول فَمَا ابْتغِي الخ يَعْنِي أَي شَيْء أطلبه فِي بني مَالك بعد خُرُوج بني دارم مِنْهُم وَأي شَيْء أبتغيه فِي بني دارم بعد خُرُوج بني نهشل مِنْهُم وَأي شَيْء أَبْتَغِي فِي بني جندل لطارق بلَيْل يطْلب الضِّيَافَة أَو لأسير مُقَيّد يطْلب الْخَلَاص بعد افتقاد خَالِد 4 - هُوَ شَاعِر مقل فَارس كريم مغلق وَاسم أَبِيه خَالِد 5 - لما ظرفيه وَأَن زَائِدَة وَذكر الصُّبْح لِأَنَّهُ كَانَ يُنَادِيه فِي ذَلِك الْوَقْت فَكَانَ يجِيبه فَلَمَّا مَاتَ لم يجبهُ وَالْمعْنَى أَنِّي حِين رَأَيْت الصُّبْح انْفَلق ضوؤه ناديت أَبَا أَوْس لأنبهه كعادتي فَلم يجبني 6 - حَان قرب والتوأم هُوَ الَّذِي يُولد مَعَ آخر وَكَانَ كثير الشَّرّ أَي كَانَ عِنْده حَال الْغَضَب شَرّ كثير وَعند الرِّضَا خير جم فَكَأَنَّهُ ولد مَعَ الْخَيْر فهما توأمان وَالْمعْنَى أَنه قرب فِرَاق من أَخ نَاصح لَك كَانَ عِنْده حَال الْغَضَب شَرّ كثير وَعند الرِّضَا كَأَنَّهُ ولد مَعَ الْخَيْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 (تتَابع قرواش بن ليلى وعامر ... وَكَانَ السرُور يَوْم مَاتَا مدمما) (هَمَمْت بِأَن لَا أطْعم الدَّهْر بعدهمْ ... حَيَاة فَكَانَ الصَّبْر أبقى وأكرما) وَقَالَ قبيصَة بن النَّصْرَانِي الْجرْمِي من طيىء تقدّمت تَرْجَمته 3 - (أَلا يَا عين فحتفلي وبكي ... على قرم لريب الدَّهْر كَاف) 4 - (وَمَا للعين لَا تبْكي لحوط ... وَزيد وَابْن عَمهمَا ذفاف) 5 - (وَعبد الله يَا لهفى عَلَيْهِ ... وَمَا يخفى بزيد مَنَاة خَافَ) 6 - (وجدنَا أَهْون الْأَمْوَال هلكا ... وَجدك مَا نصبت لَهُ الأثاف)   1 - مدمما أَي مغطى وَالْمعْنَى تتَابع موت قرواش وَمَوْت عَامر فبدل السرُور يَوْم مَوْتهمَا بالغم 2 - الْمَعْنى أَنِّي كنت وطنت نَفسِي على الزّهْد فِي الْحَيَاة بعدهمْ ثمَّ نظرت فَوجدت الِاقْتِدَاء بِالنَّاسِ فِي مصائبهم وَالصَّبْر عَلَيْهَا أبقى فِي الذّكر وأجمل 3 - احتفلي اجتهدي فِي الْبكاء وبكي أَي اكثري الْبكاء وَالْقَرْمُ السَّيِّد وريب الدَّهْر نَوَائِب الزَّمَان وَالْمعْنَى يَا عين اجتهدي وأكثري الْبكاء على سيد كَانَ كَافِيا للنَّاس مَا راب من أَحْدَاث الدَّهْر 4 - حوط وَزيد وذفاف أَسمَاء رجال 5 - لهفي أَصله لهفي وَمَا يخفى بزيد مَنَاة خَافَ يُرِيد أَن زيد مَنَاة لَا يخفي فَضله بَين النَّاس لشهرة أمره وانتشار ذكره وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَاجِب أَن تبْكي الْعُيُون بِسُرْعَة على هَؤُلَاءِ الرِّجَال خُصُوصا عبد الله الملهوف عَلَيْهِ وَزيد مَنَاة لبعد صيته وشهرته 6 - هلكا مَنْصُوب على التَّمْيِيز وَمَا مفعول ثَان لوجدنا وَقَوله وَجدك الْجد هُنَا العظمة وَقَوله مَا نصبت الخ يَعْنِي مَا يطْبخ ويذبح وَهُوَ فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي لوجدنا والأثافي جمع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 1 - وَقَالَ أَبُو صعترة البولاني (زكيرة وابنا أمه الْهم والمنى ... وَفِي الصَّدْر مِنْهُم كلما غبت هاجس) 3 - (أودهم ودا إِذا خامر الحشا ... أَضَاء على الأضلاع وَاللَّيْل دامس) 4 - (بَنو رجل لَو كَانَ حَيا أعانني ... على ضرّ أعدائي الَّذين أمارس) وَقَالَ الغطمش من بني شقرة بن كَعْب بن ثَعْلَبَة بن سعد بن ضبة 5 - (أَلا رب من يغتابني ود أنني ... أَبوهُ الَّذِي يدعى إِلَيْهِ وينسب) 6 - (على رشدة من أمه أَو لغية ... فيغلبها فَحل على النَّسْل منجب)   أثفية وَهِي أحد أَحْجَار الْقدر وَالْمعْنَى أننا وجدنَا وعظمتك أَهْون الْأَمْوَال مَا يذبح ويطبخ فهلاك المَال سهل وَإِنَّمَا الْعَظِيم الصعب هَلَاك الرِّجَال 1 - هَذَا الشّعْر يرثي بِهِ أَوْلَاد أَخِيه وَكَانَ قد توفّي والدهم فَصَارَ كافلهم فماتوا فَقَالَ هَذِه الأبيات 2 - الهاجس مَا يخْطر بالبال يَقُول هم الَّذين أهتم لَهُم وأتمنى خَيرهمْ وبقاءهم وَفِي صَدْرِي لَهُم هاجس من الْهم والحزن 3 - خامر خالط والدامس المظلم وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن الشَّيْء إِذا أشرق بِاللَّيْلِ فَهُوَ بِالنَّهَارِ أولى وَالْمعْنَى أَن ودي لَهُم ود إِذا فرض استقراره فِي الْقلب كَانَ مشرقا على الإضلاع فِي اللَّيْل المظلم 4 - الْمَعْنى أَن بني أخي أَوْلَاد رجل لَو كَانَ حَيا لأعانني على دفع الْأَعْدَاء الَّذين طالما أمارسهم 5 - الْمَعْنى رب رجل يَأْكُل لحمي بِظهْر الْغَيْب ويتنقصني وَمَعَ ذَلِك يتَمَنَّى أَن أكون أَبَاهُ الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ وَإِنَّمَا يحملهُ على ذَلِك الْحَسَد والبغضاء 6 - على يتَعَلَّق بقوله أنني أَبوهُ كَأَنَّهُ يُرِيد ود أبوته لَهُ على رشدة والرشدة اسْم الْهَيْئَة فِي الرشاد والغية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 (فبالخير لَا بِالشَّرِّ فارج مودتي ... وَأي امْرِئ يقتال مِنْهُ الترهب) (أَقُول وَقد فاضت لعَيْنِي عِبْرَة ... أرى الأَرْض تبقى والأخلاء تذْهب) 3 - (أخلاء لَو غير الْحمام أَصَابَكُم ... عتبت وَلَكِن مَا على الدَّهْر معتب) 4 - وَقَالَت امْرَأَة   نقيض الرشدة وَالْمعْنَى أَنه تمنى كوني أَبَا لَهُ لرشدة أَو لغية فيغلب على الشّبَه فَحل إِذا ولد لَهُ كَانَ الْوَلَد منجبا وَيَعْنِي بالفحل نَفسه أَي يتَمَنَّى أَن أكون أَبَاهُ سَوَاء أَكَانَ من حَلَال أم من حرَام 1 - فارج مودتي يُرِيد بِهِ أَنه إِذا أَرَادَ أَن ينَال مودته ويكتسبها فَلَا يرجوها إِلَّا بِالْخَيرِ وَقَوله وَأي امْرِئ يقتال مِنْهُ أَي يحتكم عَلَيْهِ وَالتَّرَهُّب التخوف أَي وَأي امْرِئ تطلب مودته على الرهبة مِنْهُ وَالْمعْنَى أَنَّك إِذا رغبت فِي مودتي فَلَا تَأمل مودتك لي إِلَّا بِالْخَيرِ لِأَن الْمَرْء إِذا كَانَ ذَا حمية وبأس لَا تنَال محبته ومودته على الرهبة مِنْهُ ويأبى أَن يحتكم عَلَيْهِ من يخيفه ويوعده 2 - الإخلاء جمع خَلِيل وَهُوَ الصّديق 3 - الْحمام الْمَوْت وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَقُول وعيني منهملة بالدموع أرى الإخلاء تفنيهم الأَرْض وَهِي بَاقِيَة يَا أخلائي لَو كَانَ مَا أَصَابَكُم غير الْمَوْت لعتبت عَلَيْهِ وَلَكِن لَا عتاب على الزَّمَان لِأَنَّهُ لَا يسْتَردّ مِنْهُ مَا أَخذه 4 - قَالَ أَبُو رياش وَالَّذِي عِنْدِي أَن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من أَبْيَات لمُحَمد بن بشير أحد بني الخارجية وهم من غَزوَان بن عَمْرو بن قيس عيلان يرثي بهَا أَبَا عُبَيْدَة بن عبد الله بن زَمعَة أحد أذواد الركب وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة بن عبد الله يفضل على مُحَمَّد بن بشير فَلَمَّا مَاتَ دَعَاهُ عبد الله بن حسن فَقَالَ لَهُ إِن هندا قد جزعت على أَبِيهَا فَقل أبياتا تسليها بِهن عَنهُ فَقَالَ قد قلت فَقَالَ قُم فَادْخُلْ إِلَيْهَا فَدخل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 (أَلا فاقصري من دمع عَيْنَيْك لن تري ... أَبَا مثله تنمي إِلَيْهِ المفاخر) (وَقد علم الأقوام أَن بَنَاته ... صوادق إِذْ يندبنه وقواصر) 3 - وَقَالَ القلاخ 4 - (سقى جدثا وَأرى أريب بن عسعس ... من الْعين غيث يسْبق الرَّعْد وابله) 5 - (ملث إِذا ألْقى بِأَرْض بعاعه ... تغمد سهل الأَرْض مِنْهُ مسايله)   وَهُوَ مَعَه فَقَالَ (إِذا مَا ابْن زَاد الركب لم يمس بائتا ... قفا صفر لم يقرب الْفرش واتر) (فقومي اضربي يَا هِنْد عَيْنَيْك لن تري ... أَبَا مثله تنمي إِلَيْهِ المفاخر) (وَكنت إِذا مَا شِئْت سنيت والدا ... يزين كَمَا زَان الْيَدَيْنِ الأساور) وَقد علم الأقوام الْبَيْت 1 - أقصري أَي كفي وتنمي تَنْتَهِي وَالْمعْنَى أَلا كفي عَن الْبكاء حَيْثُ لَا يُفِيد إِذْ لَا قدرَة لَك على رد أَب تَنْتَهِي المفاخر إِلَيْهِ 2 - قواصر عاجزات وَالْمعْنَى لقد علم كل النَّاس أَن بَنَاته يكثرن من الندبة عَلَيْهِ وَهن محقات فِي ذَلِك لكنهن فِي قُصُور لعظم الْمُصِيبَة بِهِ وَامْتِنَاع تَحْصِيل مَا فَاتَ 3 - قَالَ أَبُو هِلَال فِي الشُّعَرَاء ثَلَاثَة يُقَال لَهُم القلاخ أحدهم القلاخ الراجز بن حزن بن جناب بن منقر وَالْآخر القلاخ بن زيد أحد بني عَمْرو ابْن مَالك وَالثَّالِث القلاخ الْعَنْبَري أحد بني العنبر وَالْمرَاد هُنَا القلاخ بن حزن الْمنْقري وَهُوَ شَاعِر إسلامي مجيد مقل 4 - وارى ستر وأريب اسْم رجل وَالْعين اسْم لما بَين قبْلَة الْعرَاق ومغيب الشَّمْس وَالْمعْنَى ادعوا لقبر ستر أريب بن عسعس أَن يسْقِي من الْموضع الَّذِي بَين قبْلَة الْعرَاق ومغيب الشَّمْس غيثا يسْبق وابله الرَّعْد 5 - ملث أَي دَائِم وبعاعه ثقله وتغمد عَم والمسايل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 (فَمَا من فَتى كُنَّا من النَّاس وَاحِدًا ... بِهِ نبتغي مِنْهُم عميدا نبادله) (ليَوْم حفاظ أَو لدفع كريهة ... إِذا عي بِالْحملِ المعضل حامله) 3 - (وَذي تدر إِمَّا اللَّيْث فِي أصل غابه ... بأشجع مِنْهُ عِنْد قرن ينازله) 4 - (قبضت عَلَيْهِ الْكَفّ حَتَّى تقيده ... وَحَتَّى يَفِي للحق أخضع كَاهِله) 5 - (فَتى كَانَ يستحيي وَيعلم أَنه ... سيلحق بالموتى وَيذكر نائله)   جمع مسيل وَهُوَ الَّذِي يجْرِي مِنْهُ السَّيْل وَالْمعْنَى إِن هَذَا الْمَطَر يكون دَائِما حَتَّى أَنه إِذا ألْقى ثقله على الأَرْض عَم مجاري مَائه وَجههَا وَجَمِيع الأودية 1 - من زَائِدَة وَمن النَّاس صفة للفتى ونبادله نطلب عوضا عَنهُ وَالضَّمِير فِي بِهِ عَائِد إِلَى الْفَتى وَالْمعْنَى لَيْسَ بعده فِي النَّاس من يسد مسده فِي الرِّئَاسَة والسياسة فَلَو وجد لاستبدلناه بِهِ وَلكنه لم يُوجد وَهَذَا الْبَيْت فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير تَقْدِيره فَمَا من النَّاس فَتى كُنَّا نبتغي مِنْهُم وَاحِدًا عميدا نبادله بِهِ 2 - تعلق ليَوْم بنبادله وعى بِهِ عجز عَنهُ والمعضل الْمضيق والحفاظ الْمُحَافظَة وَالْمعْنَى وَأَيْنَ الَّذِي نبادله بِهِ ليَوْم الْمُحَافظَة على الْحسب مُحَافظَة الْكِرَام أَو ليَوْم الْحَرْب إِذا عجز بِالْحملِ الْمضيق حامله أَي لَيْسَ للشدائد سواهُ 3 - تدرإ من الدرء وَهُوَ الدّفع الشَّديد والغاب مَوضِع الْأسد الَّذِي يألفه وَالْمعْنَى وَرب رَحل ذِي دفع شَدِيد لَيْسَ الْأسد فِي غابه أقوى قلبا مِنْهُ عِنْد نَظِير لَهُ فِي بأسه وشدته ينازله 4 - قبضت عَلَيْهِ جَوَاب رب وكاهله مَرْفُوع بيفي والأخضع الَّذِي فِي عُنُقه انخفاض وَهُوَ مَنْصُوب على الْحَال وأقاد الْقَاتِل بالقتيل أَي قَتله بِهِ وَالْمعْنَى وَرب رجل صفته مَا تقدم كُنَّا نحبسه ونأسره حَتَّى نَأْخُذ مِنْهُ الْقود بِأَن نَقْتُلهُ أَو يذعن لنا 5 - الْمَعْنى أَنه فَتى كَانَ كثير الْحيَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 وَقَالَ الضَّبِّيّ (أأبي لَا تبعد وَلَيْسَ بِخَالِد ... حَيّ وَمن تصب الْمنون بعيد) (أأبي إِن تصبح رهين قرارة ... زلخ الجوانب قعرها ملحود) 3 - (فلرب مكروب كررت وَرَاءه ... فمنعته وَبَنُو أَبِيه شُهُود) 4 - (أنفًا ومحمية وَأَنَّك ذائد ... إِذْ لَا يكَاد أَخُو الْحفاظ يذود) 5 - (ولرب عان قد فَككت وَسَائِل ... أَعْطيته فغدا وَأَنت حميد)   حَتَّى أَنه إِذا وقف بِبَابِهِ الْمُحْتَاج لَا يردهُ خائبا علما مِنْهُ أَنه سيموت وَذكر جوده يخلد 1 - لَا تبعد دُعَاء للْمَيت للاحتياج إِلَى حَيَاته والمنون الْمَوْت وَالْمعْنَى يَا أبي لَا بَعدت فَإِنِّي مُحْتَاج إِلَى حياتك لكني جازم بِأَنَّهُ لَا خُلُود للحي وَإِنَّمَا علمت أَن من يصبهُ الْمَوْت فَهُوَ فِي غَايَة من الْبعد 2 - القرارة هُنَا الْقَبْر وزلخ أَي مزلة أَو زَالَ وملحود من قَوْلهم لحد الْقَبْر عمل لَهُ لحدا 3 - كررت وَرَاءه دافعت عَنهُ ومنعته وقيته وحفظته يَقُول يَا أبي إِن تصبح رهين ذَلِك الْقَبْر المزلخ الجوانب بعيد العمق فكثيرا مَا دافعت عَن المكروب وحميته وَبَنُو أَبِيه شُهُود لَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يدافعوا عَنهُ ويحفظوه من الْأَعْدَاء 4 - نصب أنفًا ومحمية على الْمَفْعُول لَهُ والذائد المدافع يَقُول إِن ذَلِك الْمَنْع كَانَ مِنْك حمية وأنفة أَن يلْحق ذَلِك المكروب ضيم وَكَانَ من عادتك أَنَّك تَحْمِي من احتمي بك حِين لَا يَسْتَطِيع ذُو الْمُحَافظَة وَالْغَضَب أَن يدْفع غائلة أَو يُنجي من ملمة 5 - العاني الْأَسير يَقُول وَكَثِيرًا مَا فَككت الْأَسير وأغثت الْفَقِير وَأعْطيت السَّائِل فَرجع وَهُوَ رَاض عَنْك شَاكر لفضلك حَامِد لَك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 (يثني عَلَيْك وَأَنت أهل ثنائه ... ولديك إِمَّا يستزدك مزِيد) وَقَالَ عكرشة أَبُو الشغب يرثي ابْنه شغبا (قد كَانَ شغب لَو أَن الله عمره ... عزا تزاد بِهِ فِي عزها مُضر) 3 - (فَارَقت شغبا وَقد قوست من كبر ... لبئست الخلتان الثكل وَالْكبر) 4 - (لَيْت الْجبَال تداعت عِنْد مصرعه ... دكا فَلم يبْق من أَرْكَانهَا حجر) وَقَالَ آخر يرثي ابْنه 5 - (لله در الدافنيك عَشِيَّة ... أما راعهم مثواك فِي الْقَبْر أمردا)   1 - إِمَّا أَصله أَن الشّرطِيَّة أدغمت فِي مَا الزَّائِدَة يَقُول وينصرف عَنْك ذَلِك السَّائِل ناطقا بالثناء عَلَيْك وَأَنت لثنائه أهل وَإِن استزادك فلديك مِمَّا يطْلب مزِيد وسعة 2 - الْمَعْنى لَو أَن الله عمر ابْني شغبا لأضحى فِي عزة وَكَانَ لمضر مزِيد عز على عزها 3 - قوست انحنيت والخلتان الخصلتان والثكل فقدان الْوَلَد وَالْمعْنَى فَارَقت شغبا عِنْد مُنْتَهى سنى وَانْحِنَاء ظَهْري فبئست الخلتان فقد الْوَلَد وَكبر السن 4 - ألدك الْهدم والتسوية وَالْمعْنَى تمنيت وَقت مَوته لَو أَن الْجبَال دكت فَلم يبْق من أَرْكَانهَا حجر واستوت بِالْأَرْضِ 5 - لله در الدافنيك هَذِه الْكَلِمَة تسْتَعْمل فِي التَّعَجُّب والدافنيك الَّذين يدفنونك وَقَوله أما راعهم أما بِمَعْنى أَلا وراعه كَذَا أفزعه ومثواك إقامتك وأمردا مَنْصُوب على الْحَال وَالْمعْنَى أَنِّي أتعجب من الَّذين يدفنونك بالْعَشي فِي قبرك أما أفزعتهم إقامتك فِي لحدك وَأَنت أَمْرَد وَلَا شَيْء مَعَك وَلَا أنيس لَك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 (مجاور قوم لَا تزاور بَينهم ... وَمن زارهم فِي دَارهم زار همدا) 2 - وَقَالَ لبيد 3 - (لعمري لَئِن كَانَ الْمخبر صَادِقا ... لقد رزئت فِي حَادث الدَّهْر جَعْفَر) 4 - (أَخا لي أما كل شَيْء سَأَلته ... فيعطي وَأما كل ذَنْب فَيغْفر)   1 - الهمد الخامدون وَالْمعْنَى وَأَنت أَيْضا مجاور قوم أموات لَا يزور بَعضهم بَعْضًا وَمن زارهم فِي دَارهم زار أشباحا لَا يحسون 2 - هُوَ ابْن ربيعَة بن عَامر بن مَالك أحد بني عَامر بن صعصعة شَاعِر معمر مخضرم مَعْدُود فِي فحول الشُّعَرَاء المجيدين وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ قومه بني جَعْفَر ابْن كلاب فَأسلم وَحسن إِسْلَامه وعاش حَتَّى أدْرك مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهُوَ ملك وَكَانَ فَارِسًا أَيَّام الْجَاهِلِيَّة وَلم يقل شعرًا فِي الْإِسْلَام إِلَّا بَيْتا أَو بَيْتَيْنِ وَنزل الْكُوفَة أَيَّام عمر بن الْخطاب فَأَقَامَ بهَا وَمَات هُنَاكَ وَفِي الشُّعَرَاء من تسمى بلبيد غَيره فَمنهمْ لبيد بن عُطَارِد وَمِنْهُم لبيد بن أزنم أحد بني عبد الله بن غطفان وَبِهَذَا الشّعْر يرثي لبيد أَخَاهُ أَرْبَد وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا عَلَيْهِ هُوَ وعامر بن الطُّفَيْل فأصابت أَرْبَد صَاعِقَة فأهلكته فَأخْبر بذلك لبيد فَقَالَ هَذِه الأبيات 3 - رزئت أُصِيبَت وجعفر أَرَادَ بَنو جَعْفَر وهم رهطه وَقَوله لَئِن كَانَ الْمخبر صَادِقا هُوَ قد علم صدق الحَدِيث لكنه لاستعظامه للنبأ رَجَعَ على الْمخبر بالتكذيب وَأدْخل الشَّك على المسموع والمشهود 4 - أَخا مفعول رزئت وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أقسم لَئِن كَانَ الَّذِي أَخْبرنِي بِهَلَاك أخي صَادِقا فَلَقَد أُصِيبَت قبيلتي بفقد أَخ لي كَانَ يُعْطي السَّائِل ويصفح عَن المجرم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 (فَإِن يَك نوء من سَحَاب أَصَابَهُ ... فقد كَانَ يَعْلُو فِي اللِّقَاء ويظفر) 2 - وَقَالَت زَيْنَب بنت الطثرية ترثي أخاها يزِيد بن الطثرية 3 - (أرى الأثل من بطن العقيق مجاوري ... مُقيما وَقد غالت يزِيد غوائله)   1 - النوء أَصله النَّجْم مَال إِلَى الْغُرُوب وَالْمرَاد بِهِ هُنَا الصاعقة الَّتِي أَصَابَته وَقَوله فقد كَانَ يَعْلُو فِي اللِّقَاء أَي يسمو على غَيره فِي الْحَرْب يَقُول فَإِن تَكُ قد أَصَابَت أخي صَاعِقَة من السَّمَاء فَلَقَد كَانَ شجاعا مظفرا 2 - وَاسم أَبِيهَا الصمَّة أحد بني سَلمَة الْخَيْر بن قُشَيْر والطثرية أمهَا وَهِي شاعرة محسنة مجيدة من شعراء الْإِسْلَام وَهِي أُخْت يزِيد بن الطثرية الشَّاعِر المفلق الْغَزل الْمجِيد وَكَانَ يزِيد قد قتل فِي خلَافَة بني الْعَبَّاس قتلته بَنو حنيفَة بن لجيم وَذَلِكَ أَن بني حنيفَة أغارت على طَائِفَة من بني عقيل مَعَهم رجل من بني قُشَيْر جَار لَهُم فَقتل الْقشيرِي وَرجل من بني عقيل واطردت بَنو حنيفَة إبل بني عقيل فجَاء الصَّرِيخ قَومهمْ فَلَحقُوا الْقَوْم فقاتلوهم فَقتلُوا من بني حنيفَة رجلا وعقروا أفراسا ثَلَاثَة من خيلهم وَانْصَرف بَنو حنيفَة ثمَّ إِن بني عقيل لَبِثُوا سنة فانحدرت منتجعة من بلادها إِلَى بِلَاد بني تَمِيم فَذكر ذَلِك لبني حنيفَة وحذر العقيليون مِنْهُم وأتتهم النّذر من نمير فانكشفوا وجمعوا جمعا لغزو بني حنيفَة فَالْتَقوا بالعقيق والتحم بَينهم الْقِتَال وَفِي الْأَثْنَاء نشب ثوب يزِيد بجزل حطب فَانْقَلَبَ عَن فرسه وضربه بَنو حنيفَة بسيوفهم فَقَتَلُوهُ فَقَالَت أُخْته زَيْنَب ترثيه بِهَذِهِ الأبيات 3 - الأثل شجر وعقيق وَاد بِبِلَاد بني عقيل مِمَّا يَلِي الْيَمَامَة وغاله أهلكه ومجاوري صفة لبطن العقيق وَمُقِيمًا مفعول ثَان لأرى وَالْمعْنَى أَنِّي أرى الأثل من بطن العقيق المجاور لي مُقيما على حَاله لم يتَغَيَّر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 (فَتى قد قد السَّيْف لَا متضائل ... وَلَا رهل لباته وأباجله) (إِذا نزل الأضياف كَانَ عذورا ... على الْحَيّ حَتَّى تستقل مراجله) 3 - (مضى وورثناه دريس مفاضة ... وأبيض هنديا طَويلا حمائله) 4 - (وَقد كَانَ يروي المشرفي بكفه ... ويبلغ أقْصَى حجرَة الْحَيّ نائله) 5 - (كريم إِذا لاقيته مُتَبَسِّمًا ... وَإِمَّا تولى أَشْعَث الرَّأْس جافله)   جزعا على فقد أخي وَقد أهلكت يزِيد حوادث الدَّهْر 1 - متضائل من الضؤلة وَهِي الدقة فِي الأَصْل وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن الذل والضعف والرهل المسترخي والأباجل الْعُرُوق وَالْمعْنَى أَن الغوائل غالت فَتى مُسْتَقِيم الْقَامَة غير ذليل وَلَا ضَعِيف وَلَا مسترخي اللبات وَالْعُرُوق 2 - العذور السَّيئ الْخلق والمرجل الْقدر الْعَظِيمَة وَالْمعْنَى أَنه كَانَ سيئ الْخلق على أَهله عِنْد نزُول الأضياف بساحته حَتَّى تنصب المراجل وتهيأ المطاعم لَهُم ثمَّ يعود إِلَى خلقه الأول 3 - الدريس الدرْع الْبَالِي وَهُوَ مفعول ثَان لورث والمفاضة الواسعة وأبيض يَعْنِي سَيْفا مجلوا وَالْمعْنَى أَنه أنْفق مَاله فِيمَا نشر لَهُ حمدا فَلم يكن مِيرَاثه إِلَّا درعا وَاسِعَة بالية وسيفا طَوِيل الحمائل يلْبسهُ طَوِيل الْقَامَة 4 - المشرفي السَّيْف والحجرة النَّاحِيَة والنائل الْعَطاء وَالْمعْنَى أَنه كَانَ شَدِيد الْبَأْس عَظِيم النكاية فِي الْأَعْدَاء ويبلغ أقْصَى نَاحيَة الْحَيّ عطاؤه 5 - كريم أَي هُوَ كريم وَأَشْعَث مغبر الشّعْر متلبد وجافله من قَوْلهم جفل الشّعْر جفولا شعث وأغبر فَهُوَ جافل وَالْمعْنَى أَنَّك إِذا لَقيته رَاضِيا ساكتا لاقيت مِنْهُ طلعة الْكِرَام وأفعالهم وَإِن أعرض عَنْك وَولى وجدته أغبر الرَّأْس كثير الشّعْر لَا يهمه أَمر نَفسه فِي اللبَاس وَالطَّعَام وَإِنَّمَا همه الْغَزْو وَالسَّعْي فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 (إِذا الْقَوْم أموا بَيته فَهُوَ عَامِد ... لأحسن مَا ظنُّوا بِهِ فَهُوَ فَاعله) (ترى جازريه يرعدان وناره ... عَلَيْهَا عداميل الهشيم وصامله) 3 - (يجران ثنيا خَيرهَا عظم جَاره ... بَصيرًا بهَا لم تعد عَنْهَا مشاغله) 4 - وَقَالَ أَبُو حَكِيم المري يرثي ابْنه حكيما 5 - (وَكنت أرجي من حَكِيم قِيَامه ... عَليّ إِذا مَا النعش زَالَ ارتدانيا)   إصْلَاح أَمر الْعَشِيرَة 1 - أموا قصدُوا وَالْمعْنَى أَن طوائف الرِّجَال إِذا قصدُوا بَيته اسْتَقْبَلَهُمْ بأكمل مَا يكون من ظنونهم بِهِ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم وَتحمل مَا يثقل عَلَيْهِم وتدبير مَا يدهمهم 2 - الجازر الناحر والعدمل الْقَدِيم والصامل الْيَابِس والهشيم الْيَابِس المهشوم وَالْمعْنَى أَنه يطعم النَّاس فِي الشتَاء والجدب وَلذَا ترى جازريه يرتعدان خوفًا مِنْهُ لاستعجاله إيَّاهُمَا وَالنَّار توقد بيابس الْحَطب وقديمه ومهشومه 3 - الثنى من النوق مَا ولدت بطنين وَخَيرهَا عظم جَاره يُرِيد أَن خير عظم فِيهَا يهديه إِلَى جَاره وبصيرا حَال من ضمير عَامل مَحْذُوف يرجع إِلَى المرثي وَلم تعد لم تصرف أَي لم يشْغلهُ عَنْهَا ضنه بهَا وَالْمعْنَى أَن الجازرين يجران نَاقَة وَهُوَ يخْتَار خير مَا فِيهَا من الْعظم يهديه لجاره مَعَ كَونه بَصيرًا بهَا وَلَا يصرفهُ شاغل عَنْهَا وَلَا ضنه بهَا 4 - وَكَانَ أَبُو حَكِيم هَذَا قد قَالَ (يقر بعيني وَهُوَ يقصر مدتي ... مُرُور اللَّيَالِي أَن يشب حَكِيم) (مَخَافَة أَن يغتالني الْمَوْت دونه ... ويغشى بيُوت الْحَيّ وَهُوَ يَتِيم) فَلَمَّا مَاتَ حَكِيم رثاه بِهَذِهِ الأبيات 5 - أرجي أَرْجُو والنعش شَبيه بالمحفة كَانَ يحمل عَلَيْهِ الْملك إِذا مرض ثمَّ كثر حَتَّى سمى الَّذِي يحمل فِيهِ الْمَيِّت نعشا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 (فَقدم قبلي نعشه فارتديته ... فيا وَيْح نَفسِي من رِدَاء علانيا) 2 - وَقَالَ منقذ الْهِلَالِي 3 - (الدَّهْر لاءم بَين ألفتنا ... وكذاك فرق بَيْننَا الدَّهْر) 4 - (وكذاك يفعل فِي تصرفه ... والدهر لَيْسَ ينَال وتر) 5 - (كنت الضنين بِمن أصبت بِهِ ... وسلوت حِين تقادم الْأَمر) 6 - (ولخير حظك فِي الْمُصِيبَة أَن ... يلقاك عِنْد نُزُولهَا الصَّبْر)   وارتداني حَملَنِي على عَاتِقه فِي مَوضِع الرِّدَاء 1 - وَيْح كلمة تسْتَعْمل فِي الرَّحْمَة ضد ويل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ كنت أَرْجُو من ابْني حَكِيم أَن يقوم على جثتي بعد موتِي وَيحمل نعشي على مَنْكِبه فتقدمني فِي الْمَوْت فَحملت نعشه عوضا عَن أَن يحمل نعشي فيا رحمتاه لنَفْسي من شدَّة جزعها على ذَلِك الْمَيِّت الْمَحْمُول على مَنْكِبي 2 - اعْلَم أَن فِي بني هِلَال شاعرين كِلَاهُمَا يُسمى منقذ الأول منقذ بن بدر الْهِلَالِي كَانَ أَيَّام نصيب الْأَكْبَر مولى بني مَرْوَان وَالثَّانِي منقذ ابْن عبد الرَّحْمَن الْهِلَالِي كَانَ أَيَّام مُطِيع بن إِيَاس فِي دولة بني الْعَبَّاس وَلَا أَدْرِي أَيهمَا أَرَادَ أَبُو تَمام وَكِلَاهُمَا شَاعِر إسلامي مقل 3 - لاءم ألف والألفة بِالضَّمِّ اسْم من الائتلاف وَهُوَ الِاجْتِمَاع وَمعنى وكذاك فرق الخ أَي كَمَا جمع الدَّهْر بَيْننَا ولاءم كَذَلِك فرق 4 - مَوضِع كَذَاك مفعول لقَوْله يفعل وَالْمعْنَى وَهُوَ فِي تصاريفه فعال مثل مَا فعل بِنَا يهب ويرتجع ويوتر غَيره وَلَا يُوتر 5 - الضنين الْبَخِيل وَالْمعْنَى كنت الْبَخِيل بِمن أصبت بِهِ فَلَمَّا تقادم الْعَهْد بَيْننَا سلوت عَنهُ حَتَّى كأنا لم نَجْتَمِع 6 - الْمَعْنى أَن خير حظك فِيمَا تصاب بِهِ أَن يتلقاك الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 (وَقَالَت مية ابْنة ضرار الضبية ترثي أخاها قبيصَة بن ضرار) (لَا تبعدن وكل شَيْء ذَاهِب ... زين الْمجَالِس والندي قبيصا) 3 - (يطوي إِذا مَا الشُّح أبهم قفله ... بَطنا من الزَّاد الْخَبيث خميصا) وَقَالَ عكرشة الْعَبْسِي يرثي بنيه 4 - (سقى الله أجداثا ورائي تركتهَا ... بحاضر قنسرين من سبل الْقطر)   1 - وَقبيصَة بن ضرار الضَّبِّيّ كَانَ أحد الفرسان الْمَشْهُورين عِنْد الْعَرَب وَكَانَ مَعَ قومه يَوْم الْكلاب الثَّانِي يَوْم اجْتمع بَنو الْحَرْث بن كَعْب وَكَانَ قائدهم عبد يَغُوث بن صلاءة الْحَارِثِيّ وغزا بني تَمِيم فظفرت بِهِ بَنو تَمِيم وقتلوه وَكَانَ ذَلِك فِي الْجَاهِلِيَّة قبل الْإِسْلَام بِقَلِيل 2 - وكل شَيْء ذَاهِب هَذَا تسل وتصبر أَي قَالَت متوجعة لَا تبعدن ثمَّ عقبته بالتسلي فَقَالَت وكل حَيّ منا سيذهب وَيَمُوت وزين الْمجَالِس منادى حذف مِنْهُ حرف النداء والندى مَكَان اجْتِمَاع النَّاس وقبيص عطف بَيَان على لفظ زين المنادى وَالْمعْنَى كنت أَتَمَنَّى دوامك يَا زين الْأَهْل وَالْعشيرَة وَلَكِن كل حَيّ ميت 3 - يطوي يجيع بَطْنه وَالْفِعْل طوى يطوي من بَاب رمي يَرْمِي إِذا تعمد الْجُوع وَعدم الْأكل وَالشح أَشد الْحِرْص وَأبْهم قفله جعل الْفِعْل للشح على معنى أَن الشُّح جعل قفله مُبْهما لَا يدْرِي كَيفَ يفتح وَهَذَا كِنَايَة عَن تملك الْبُخْل للنَّاس وَعدم الْجُود بِمَا فِي أَيْديهم تَقول هَذَا الرجل كَانَ يطوي بَطنا خميصا من الزَّاد السَّيئ الْغذَاء إِذا اشْتَدَّ الزَّمَان فَصَارَ كل مَالك لشَيْء يبخل بِهِ حَتَّى لَا يُمكن انْتِزَاعه مِنْهُ تصفه بِالْكَرمِ والجود حِين الجدب والقحط 4 - الجدث الْقَبْر وقنسرين بلد بِالشَّام وحاضر مَوضِع بِهِ والسبل الْمَطَر السابل وَهُوَ مفعول ثَان لسقى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 (مضوا لَا يُرِيدُونَ الرواح وغالهم ... من الدَّهْر أَسبَاب جرين على قدر) (وَلَو يَسْتَطِيعُونَ الرواح تروحوا ... معي وغدوا فِي المصبحين على ظهر) 3 - (لعمري لقد وارت وضمت قُبُورهم ... أكفا شَدَّاد الْقَبْض بالأسل السمر) 4 - (يذكرنيهم كل خير رَأَيْته ... وَشر فَمَا انْفَكَّ مِنْهُم على ذكر) وَقَالَ رجل من بني أَسد 5 - (أبعدت من يَوْمك الْفِرَار فَمَا ... جَاوَزت حَيْثُ انْتهى بك الْقدر)   وَالْمعْنَى رحم الله قبورا تركتهَا ورائي بحاضر قنسرين وزادها خصبا ورونقا 1 - الرواح الْعود بالْعَشي وغالهم أهلكهم وَالْمعْنَى فقدتهم ومضوا عني من غير عود وأهلكهم من الدَّهْر أَسبَاب قدرت لَهُم بِمِقْدَار مَحْدُود 2 - الْمَعْنى وَلَو أمكنهم الرُّجُوع لغدوا فِي صباح الْيَوْم الثَّانِي على ظهر الأَرْض وَلم يصيروا فِي بَطنهَا مَعَ الْأَمْوَات 3 - إِنَّمَا قَالَ وارت وضمت والموارى هُوَ السَّاتِر وساتر الشَّيْء ضام لَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن الْقُبُور كَانَت ذَات حنو وَعطف عَلَيْهِم والأسل الرماح وَالْمعْنَى أقسم بحياتي لقد أخفت قُبُورهم وضمت أكف شجعان شَدِيدَة الْقَبْض على الرماح 4 - الذّكر بِالضَّمِّ مَا يكون بِالْقَلْبِ وبالكسر مَا يكون بِاللِّسَانِ وَالْمعْنَى أَنِّي أَتَذكر هَؤُلَاءِ كلما رَأَيْت خيرا أَو شرا فَلَا أَزَال مِنْهُم على ذكر يُرِيد أَنهم كَانُوا ذَوي خير لأوليائهم وَأهل شَرّ على أعدائهم فَكلما رأى خيرا أَو شرا تذكرهم 5 - معنى أبعدت باعدت وَمن يَوْمك من أَجلك وَالْمعْنَى فَرَرْت من أَجلك وَآخر أمدك فِرَارًا بعيد وَلَكِنَّك لم تتجاوز الْموضع الَّذِي يَنْتَهِي بِهِ أَجلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 (لوكان يُنجي من الردى حذر ... نجاك مِمَّا أَصَابَك الحذر) (يَرْحَمك الله من أخي ثِقَة ... لم يَك فِي صفو وده كدر) 3 - (فَهَكَذَا يذهب الزَّمَان ويفنى ... الْعلم فِيهِ ويدرس الْأَثر) وَقَالَت أم قيس الضبية 4 - (من للخصوم إِذا جد الضجاج بهم ... بعد ابْن سعد وَمن للضمر الْقود) 5 - (ومشهد قد كفيت الغائبين بِهِ ... فِي مجمع من نواصي النَّاس مشهود) 6 - (فرجته بِلِسَان غير ملتبس ... عِنْد الْحفاظ وقلب غير مزؤد)   1 - نجاك جَوَاب لَو وَالْمعْنَى لَو كَانَ يخلص من الْمَوْت تحفظ وتحصن لحصنك مَا أخذت بِهِ نَفسك من الحذر الشَّديد 2 - من للتبيين وَالْمعْنَى لَا أَزِيد بعد هَذَا غير الدُّعَاء لَك بِالرَّحْمَةِ فَلَقَد كنت لي أَخا أَثِق بِهِ وفيا فِي الود صافيا فِي المشرب 3 - الْمَعْنى أَن شَأْن الزَّمَان هَكَذَا لم يتَغَيَّر حَاله بِمَوْتِهِ فَإِن انقضاءه كانقضاء من تقدمه ويفنى أهل الْعلم وَيذْهب الْأَثر 4 - من للخصوم لَفظه لفظ الِاسْتِفْهَام وَالْمرَاد التوجع وَقَوْلها جد أَي كثر وَاشْتَدَّ والضجاج الصياح والضامر الْخَفِيف اللَّحْم الهضيم الْبَطن والقود جمع أَقُود وَهُوَ الطَّوِيل الْعُنُق من الْخَيل وَالْمعْنَى أَقُول متوجعة من يفصل بَين الْخُصُوم عِنْد اشتداد الْمُخَاصمَة بَينهم وَمن للخيل وَالْإِبِل الَّتِي كَانَ يتخذها للغارة والقرى والعطية بعد ابْن سعد 5 - الْوَاو وأورب والمشهد محْضر النَّاس ومجتمعهم وَالْمرَاد بالنواصي الْأَشْرَاف 6 - اللِّسَان الْكَلَام هُنَا والمزؤد المذعور وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَرب مشْهد كَانَ حضورك فِيهِ كَافِيا عَن حُضُور كثير من الْأَشْرَاف مَعَ كونك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 (إِذا قناة امرء أزرى بهَا خور ... هز ابْن سعد قناة صلبة الْعود) وَقَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي تقدّمت تَرْجَمته (ألم تعلمي أَنِّي رزئت مُحَاربًا ... فمالك مِنْهُ الْيَوْم شَيْء وَلَا ليا) 3 - (وَمن قبله مَا قد رزئت بوحوح ... وَكَانَ ابْن أُمِّي والخليل المصافيا) 4 - (فَتى كملت خيراته غير أَنه ... جواد فَمَا يبقي من المَال بَاقِيا) 5 - (فَتى تمّ فِيهِ مَا يسر صديقه ... على أَن فِيهِ مَا يسوء الأعاديا)   حَالا بَين جمَاعَة مِنْهُم فَكَانَ حلولك فيهم بِمحل الرَّأْس من الْجَسَد كشفت غمته بِكَلَام بَين وقلب ثَابت عِنْد الأنفة وَإِظْهَار كرم النَّفس وشرفها 1 - ضرب الْقَنَاة هُنَا مثلا للإباء والامتناع وأزرى نقص والخور الضعْف وَالْمعْنَى إِذا لم يبْق فِي إباء أحد مطمع فَابْن سعد لَهُ إباء صَحِيح ثَابت لَا يزرى بقناته ضعف كَمَا يزري بقناة غَيره 2 - ألم تعلمي ظَاهره تفرير وَلكنه توجع وتلهف وَالْخطاب لزوجته ومحارب ابْنه ورزئته فجعت بِهِ وَالْمعْنَى ألم تعلمي مَا فجعنا بِهِ من موت محَارب فَلَيْسَ لَك وَلَا لي شَيْء مِنْهُ غير التحسر والتوجع 3 - وحوح اسْم أَخِيه وَأَصله من قَوْلهم وحوح الرجل إِذا ردد صَوتا فِي صَدره مِمَّا يشبه جرس الْحَاء وَهُوَ قريب من النحنحة وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْمُصِيبَة لَيست أول مُصِيبَة نزلت بِي إِذْ قبل مصيبتي بمحارب فجعت بفقد أخي وحوح وَقد كَانَ ابْن أُمِّي والمخلص لي بالود وَالْوَفَاء 4 - فَتى مَنْصُوب على الْمَدْح والاختصاص وَالْمعْنَى أذكر فَتى اسْتكْمل كل الْخَيْر إِلَّا أَنه كَانَ من جوده إِذا أنْفق لم يبْق شَيْئا من المَال لِكَثْرَة بذله 5 - الْمَعْنى أذكر فَتى كَانَ جَامعا لخصلتي الْخَيْر وَالشَّر فمورد الْخَيْر لسرور الأحباب والأصدقاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 وَقَالَ رجل من بني هِلَال يرثي ابْن عَم لَهُ (أبعد الَّذِي بالنعف من آل مَاعِز ... يرجي بمران الْقرى ابْن سَبِيل) (لقد كَانَ للسارين أَي معرس ... وَقد كَانَ للغادين أَي مقيل) 3 - (بنى الْمُحْصنَات الغر من آل مَالك ... يربين أَوْلَادًا لخير حليل) 4 - وَقَالَ كبد الْحَصَاة الْعجلِيّ   ومصدر الشَّرّ لإساءة الْأَعْدَاء 1 - أبعد الَّذِي الخ الْهمزَة للانكار وَرَوَاهُ ياقوت (أبعد الطوَال الشم من آل مَاعِز) والنعف مَوضِع وَأَصله مَا استقبلك من الْجَبَل ومران اسْم مَوضِع على طَرِيق الْبَصْرَة لبني هِلَال يَقُول على وَجه الْإِنْكَار أيرجى الْمُسَافِر الضِّيَافَة بمران بعد المدفون بالنعف يَعْنِي أَن مَوته سد الطَّرِيق على من يطْلب الضِّيَافَة 2 - الساري الذَّاهِب لَيْلًا وَأي صفة لمَحْذُوف وتستعمل هُنَا للمدح والمعرس مَكَان التَّعْرِيس وَهُوَ النُّزُول عِنْد الصُّبْح والمقيل مَوضِع القيلولة وَالْمعْنَى أقسم لقد كَانَ هَذَا الْمَفْقُود ملْجأ للذاهبين النازلين آخر اللَّيْل فَكَانُوا يَجدونَ عِنْده خير مَكَان وموئلا للغادين بِالنَّهَارِ فيجدون عِنْده خير مقيل 3 - بنى نصب على الْمَدْح وَالْمعْنَى أمدح أَوْلَاد أُمَّهَات عفيفات حسان من آل مَالك يربين أَوْلَادًا لِأَزْوَاج أَشْرَاف كرام فَمنهمْ الفقيد الَّذِي هُوَ خير زوج 4 - يرثي يزِيد بن حَنْظَلَة بن ثَعْلَبَة ابْن سيار وَيزِيد هَذَا يلقب بالمكسر وَكَانَت طَائِفَة من طيىء أغارت على بكر ابْن وَائِل فَأخذُوا مِنْهُم مَالا جما فَأَغَارَ المكسر على طيىء فاكتسح أَمْوَالهم وَأصَاب مِنْهُم سَبَايَا فَأَغَارَ زيد الْخَيل على بني تيم الله بن ثَعْلَبَة وَقَالَ (إِذا عركت عجل بِنَا ذَنْب غَيرنَا ... عركنا بتيم اللات ذَنْب بني عجل) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 (أَلا هلك المكسر يالبكر ... فأودى الباع والحسب التليد) (أَلا هلك المكسر فاستراحت ... حوافي الْخَيل والحي الحريد) وَقَالَ ابْن أهبان الفقعسي يرثي أَخَاهُ 3 - (على مثل همام تشق جيوبها ... وتعلن بالنوح النِّسَاء الفواقد) 4 - (فَتى الْحَيّ إِن تَلقاهُ فِي الْحَيّ أَو يرى ... سوى الْحَيّ أَو ضم الرِّجَال الْمشَاهد) 5 - (إِذا نَازع الْقَوْم الْأَحَادِيث لم يكن ... عييا وَلَا رَبًّا على من يقاعد)   1 - المكسر اسْم رجل وأودى هلك والباع الْكَرم مجَازًا والحسب الشّرف والتليد الْقَدِيم يتلهف ويتحسر قَائِلا لقد هلك المكسر فَمَاتَ بِمَوْتِهِ الْجُود والشرف الْقَدِيم 2 - الحفاء رقة الْقدَم والحريد الْمُنْفَرد يصفه بِأَنَّهُ كَانَ يبعد الْغَزْو فَلَا يبْقى على الْخَيل وَإِن حفيت لقُوته وشجاعته فَلَمَّا مَاتَ استراحت الْخَيل وَذهب مَا بهَا من الحفاء وَاطْمَأَنَّ الْحَيّ الْمُنْفَرد الَّذِي كَانَ يروعه ويفزعه وَقت الإغارة 3 - من عَادَتهم أَنهم يذكرُونَ الْمثل ويريدون الممدوح صِيَانة لَهُ ونزاهة وليكون الْمَدْح بطرِيق أثبت وسبيل أقوم وَهُوَ طَرِيق الْكِنَايَة والفواقد جمع فاقدة وَهِي الَّتِي مَاتَ زَوجهَا وَالْمعْنَى أَن هماما حقيق بِأَن تشق النِّسَاء الفاقدات جُيُوبهنَّ ويرفعن أصواتهن بالنوح تحسرا وجزعا عَلَيْهِ 4 - الْمَعْنى أَن هَذَا الفقيد إِن تلقه فِي الْحَيّ أَو فِي مَكَان غَيره أَو عِنْد حُصُول وُفُود الرِّجَال فِي مجامع الْمُلُوك تلق الفتوة والرئاسة لَهُ فِي كل حَال مسلمة إِلَيْهِ 5 - التَّنَازُع التَّنَاوُل وَالْمعْنَى أَن هَذَا الْفَتى إِذا جَالس الْقَوْم وَتَنَاول مَعَهم أَطْرَاف الْأَحَادِيث لم يكن عييا وَلَا متكبرا على من يجالسه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 (طَوِيل نجاد السَّيْف يصبح بَطْنه ... خميصا وجاديه على الزَّاد حَامِد) وَقَالَ ابْن عمار الْأَسدي يرثي ابْنه معينا (ظللت بخسر سَابُور مُقيما ... يؤرقني أنينك يَا معِين) 3 - (وناموا عَنْك واستيقظت حَتَّى ... دعَاك الْمَوْت وَانْقطع الأنين) وَقَالَ طريف بن أبي وهب الْعَبْسِي يرثي ابْنه 4 - (أرابع مهلا بعض هَذَا وأجملي ... فَفِي الْيَأْس ناه والعزاء جميل)   1 - جاديه طَالب جوده وَالْمعْنَى أَنه كَانَ طَوِيل الْقَامَة بلغ من جوده أَنه يُؤثر غَيره على نَفسه بالزاد وَيَحْمَدهُ كل من يطْلب نواله 2 - أصل الظلول الْمكْث فِي النَّهَار لكنه يتوسع فِيهِ فَيجْعَل للأوقات كلهَا وخسر سَابُور بلد من بِلَاد الْعَجم نسب إِلَى خسر وسابور وهما ملكان من الْفرس وأرقه أسهره والأنين صَوت الْمَرِيض أَو الحزين 3 - وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي قضيت إقامتي بخسر سَابُور مواظبا على السهر لما يزعجني من أنينك يَا معِين ونام الْقَوْم عَنْك وَاسْتمرّ سهري إِلَى أَن دعَاك الْمَوْت وَانْقطع ذَلِك الأنين 4 - رَابِع مرخم رَابِعَة وَهِي أم المرثى ومهلا مَعْنَاهُ رفقا وَبَعض مَنْصُوب بِفعل مَحْذُوف أَي كفي عَنْك بعض مَا أَنْت فِيهِ وأجملي أَي اتئدي واعتدلي وَقَوْلها فَفِي الْيَأْس ناه أَي إِذا يئست من شَيْء انْتَهَيْت عَنهُ وَقَوْلها والعزاء جميل أَي أَن الصَّبْر عِنْد النوائب أجمل بالإنسان وَالْمعْنَى يَا رَابِعَة كفي بعض هَذَا الْجزع وردي إِلَيْك بعض مَا ذهب عَنْك من السلو وأجملي فِي الْحزن فَإِن فِي الْيَأْس سلوة وَلَك فِي النَّاس أُسْوَة وَإِنَّمَا الَّذِي يجمل بعد هَذَا هُوَ الصَّبْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 (فَإِن الَّذِي تبكين قد حَال دونه ... تُرَاب وزوراء الْمقَام دحول) (نحاه للحد زبرقان وحارث ... وَفِي الأَرْض للأقوام قبلك غول) 3 - (وَأي فَتى واروه ثمت أَقبلت ... أكفهم تحثي مَعًا وتهيل) 4 - (وظلت بِي الأَرْض الفضاء كَأَنَّمَا ... تصعد بِي أَرْكَانهَا وتجول) 5 - (وَشد إِلَيّ الطّرف من كَانَ طرفه ... بِعَهْد عبيد الله وَهُوَ كليل) 6 - (لَئِن كَانَ عبد الله خلى مَكَانَهُ ... على حِين شيبي بالشباب بديل)   1 - زوراء الْمقَام الْقَبْر دحول هوة تكون فِي الأَرْض لَا على اسْتِوَاء وَالْمعْنَى لَا ينفعك الْجزع فَإِن ابْنك قد حَال بَينه وَبَين اللِّقَاء تُرَاب وقبر معوج الحفرة 2 - نحاه صرفه والغول الْهَلَاك وَالْمعْنَى أَن الَّذِي وَضعه فِي الْقَبْر زبرقان وحارث وَلنْ تخصي يَا رَابِعَة بِمَوْت ولدك فَإِن النَّاس قَدِيما يموتون 3 - وَأي فَتى كلمة يُرَاد بهَا التَّعْظِيم والتفخيم والحثي صب التُّرَاب يرفع من بعيد والهيل صبه مُرْسلا من قريب وَالْمعْنَى أَن الَّذِي دفن فَتى عَظِيم فَبعد أَن واروه فِي الْقَبْر صبوا عَلَيْهِ التُّرَاب فَمنهمْ من كَانَ على بعد من الْقَبْر وَمِنْهُم من كَانَ على شفيره 4 - تصعد بِي من التصعيد وَهُوَ السّير والذهاب فَكَأَن الأَرْض تسير بِهِ وَتذهب والأركان الْأَطْرَاف وَالْمعْنَى وَصَارَت الأَرْض ضيقَة فِي عَيْني عِنْد مواراته فَكَأَنَّمَا أطرافها تصعد بِي وتدور وَهَذَا يدل على كَثْرَة الِاضْطِرَاب وَشدَّة الدهشة 5 - وَشد إِلَى الطّرف يَعْنِي نظر إِلَيْهِ نظر جفَاء من كَانَ ينظر إِلَيْهِ نظرة مَوَدَّة ومحبة وَالْمعْنَى أَن الْأَحْوَال تبدلت بعد ابْني فَمن كَانَ ينظر إِلَيّ باللين فِي حَيَاته صَار ينظر إِلَى بالجفاء والشدة بعد مَوته 6 - خلى مَكَانَهُ أَي مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 (لقد بقيت مني قناة صليبة ... وَإِن مس جلدي نهكة وذبول) (وَمَا حَالَة إِلَّا ستصرف حَالهَا ... إِلَى حَالَة أُخْرَى وسوف تزل) 3 - وَقَالَ الْعُتْبِي 4 - (وقاسمني دهري بني مشاطرا ... فَلَمَّا تقضي شطره عَاد فِي شطري)   1 - القناه الرمْح وَيَعْنِي بهَا نَفسه النهكة التَّغَيُّر والذبول هُنَا جفاف بهجة الشَّبَاب وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَئِن كَانَ عبد الله مَاتَ فِي زمن شيبي الَّذِي هُوَ بدل من الشَّبَاب فَلَقَد بقيت مني نفس هِيَ فِي الصلابة كالرمح وَمَا شابت وَإِن ضعف جسمي وَذهب رونق شَبَابِي 2 - الْمَعْنى لَا يَدُوم هَذَا الْحزن على حَالَة بل كل شَيْء آخِره إِلَى تغير وَزَوَال 3 - هُوَ شَاعِر أديب مولد رَقِيق الْأَلْفَاظ والحواشي نظما ونثرا سُئِلَ عَن السَّيِّد الْحِمْيَرِي فَقَالَ لَيْسَ فِي عصرنا هَذَا أحسن مِنْهُ مذهبا فِي شعره وَلَا أنقى ألفاظا مِنْهُ وَسمع ذَات يَوْم منشدا ينشد شعرًا للسَّيِّد فَقَالَ أحسن وَالله مَا شَاءَ هَذَا وَالله الشّعْر الَّذِي يهجم على الْقلب بِلَا حجاب وَهُوَ الْقَائِل (رأين الغواني الشيب لَاحَ بمفرقي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر) (وَكن إِذا أبصرنني أَو سمعنني ... سعين فرفعن الْكرَى بالمحاجر) 4 - قاسمه شَاركهُ فِي الْقِسْمَة والمشاطرة المناصفة يُرِيد ناصفني وَمعنى تقضي شطره استوفى حَظه وَمعنى عَاد فِي شطري أقبل يَأْخُذ من نَصِيبي الَّذِي كَانَ أقره لي وَالْمعْنَى أَن الدَّهْر ادّعى أَنه مشارك لَهُ فِي بنيه وَأَن لَهُ مِنْهُم النّصْف فقاسمه على ذَلِك فَلَمَّا استوفى حَظه أقبل يَأْخُذ من نصِيبه الَّذِي كَانَ أقرّ لَهُ بِهِ وساهمه عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 (أَلا لَيْت أُمِّي لم تلدني وليتني ... سبقتك إِذْ كُنَّا إِلَى غَايَة نجري) (وَكنت بِهِ أكنى فَأَصْبَحت كلما ... كنيت بِهِ فاضت دموعي على نحري) 3 - (وَقد كنت ذَا نَاب وظفر على العدا ... فَأَصْبَحت لَا يَخْشونَ نابي وَلَا ظزى) وَقَالَت امْرَأَة ترثي أَبَاهَا 4 - (إِذا مَا دعى الدَّاعِي عليا وجدتني ... أراع كَمَا رَاع العجول مهيب) 5 - (وَكم من سمي لَيْسَ مثل سميه ... وَإِن كَانَ يدعى باسمه فيجيب) وَقَالَ رجل من كلب 6 - (لحا الله دهرا شَره قبل خَيره ... ووجدا بصيفي أَتَى بعد معبد)   1 - الْمَعْنى أَتَمَنَّى أَن أُمِّي لم تلدني وأنني سبقتك إِلَى الْمَوْت حِين مَا كُنَّا نتسابق إِلَيْهِ إِذْ هُوَ الْغَايَة الَّتِي يَنْتَهِي إِلَيْهَا كل أحد 2 - الْمَعْنى أَنِّي كنت أكنى بِهِ فِي حَيَاته فَالْآن كلما أكنى بِهِ بعد مماته تراءت لي صورته فأبكي جزعا وحزنا عَلَيْهِ 3 - الْمَعْنى كنت فِي حَيَاته ذَا شَوْكَة وبأس تهابني الْأَعْدَاء فَالْآن بعد فَقده صرت ذليلا بَينهم 4 - العجول النَّاقة الَّتِي فقدت وَلَدهَا والمهيب الرَّاعِي الَّذِي يُنَادي الْإِبِل وَالْمعْنَى أنني كلما نَادَى وَاحِد باسم عَليّ أَو يذكرهُ أجد فِي نَفسِي فَزعًا يَعْتَرِينِي كَمَا يعتري النَّاقة الَّتِي فقدت وَلَدهَا وَقت نِدَاء الرَّاعِي لَهَا لِأَن فَقده صيرها ترتاع بِأَدْنَى سَبَب 5 - الْمَعْنى وَكم من شخص تسمى باسم عَليّ لَكِن وَالِدي كَانَ بمعزل عَنْهُم إِذْ لَا يُقَاس بِهِ أحد 6 - لحاه الله دُعَاء على الدَّهْر الَّذِي وَصفه وَمعنى شَره قبل خَيره أَن مَا كَانَ يخْشَى شَره فِي الْأَحِبَّة سبق مَا كَانَ يرتجي من خَيره بهم ثمَّ دَعَا بعد ذَلِك على وجد تعجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 (بَقِيَّة إخْوَانِي أَتَى الدَّهْر دونهم ... فَمَا جزعي أم كَيفَ عَنْهُم تجلدي) (فَلَو أَنَّهَا إِحْدَى يَدي رزئتها ... وَلَكِن يَدي بَانَتْ على إثْرهَا يَدي) (فآليت لَا آسى على إِثْر هَالك ... قدي الْآن من وجد على هَالك قدي) وَقَالَ أَعْرَابِي 3 - (لحا الله دهرا شَره قبل خَيره ... تقاضى فَلم يحسن إِلَيْنَا التقاضيا) 4 - (فَتى كَانَ لَا يطوي على الْبُخْل نَفسه ... إِذْ ائتمرت نفساه فِي السِّرّ خَالِيا)   لَهُ بصيفي بعد وجد كَانَ تقدم لَهُ فِي معبد وَالْمعْنَى لحا الله دهرا غير منصف فَإِن شَره يسْبق خَيره ولحا وجدا عاودني بصيفي بَعْدَمَا فجع بمعبد 1 - يُقَال فلَان بَقِيَّة قومه أَي من خيارهم وَالْمرَاد بإتيان الدَّهْر غدره بهم وَقَوله فَمَا جزعي كَأَنَّهُ لَا يعْتد بالجزع الْوَاقِع لَهُ من أَجلهم لقصوره عَمَّا كَانَ يجب يَقُول هم خِيَار إخْوَان عدا عَلَيْهِم الدَّهْر وغدر بهم فَبَقيت قاصرا عَن الْجزع مسلوب الْفُؤَاد بعيد التجلد 2 - قَوْله فَلَو أَنَّهَا الخ الْبَيْتَيْنِ تقدم شرحهما 3 - تقاضى أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن الْأَرْوَاح دين للدهر ثمَّ قَالَ فَلم يحسن إِلَيْنَا الخ يُرِيد أَنه تعجله وَأَخذه قبل وقته يَقُول لَا أحسن الله إِلَيّ دهر شَره أقدم من خَيره وَكَأن أَرْوَاح الْخلق دين لَهُ فَلَمَّا تقاضاه لم يحسن التقاضي فِينَا إِذْ أَخذ من يعز عَليّ قبل حُلُول أَجله 4 - يُقَال طوى نَفسه على كَذَا أَي أخفاه وأضمره وَقَوله إِذا ائتمرت نفساه الْإِنْسَان لَا تكون لَهُ نفسان وَلكنه إِذا تَأمل فِي أَمر يُريدهُ كَانَ لَهُ أَمر يحث نَفسه عَلَيْهِ وَأمر آخر يزجرها عَنهُ فينزلون ذَلِك منزلَة نفسين لَهُ وخاليا نصب على الْحَال من الضَّمِير فِي ائتمرت والائتمار التشاور هُنَا وَالْمعْنَى اذكر فَتى لَا يضمر الْبُخْل وَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 1 - وَقَالَ الأبيرد الْيَرْبُوعي (وَلما نعى الناعي بريدا تغولت ... بِي الأَرْض فرط الْحزن وَانْقطع الظّهْر) 3 - (عَسَاكِر تغشى النَّفس حَتَّى كأنني ... أَخُو سكرة دارت بهامته الْخمر) 4 - (فَتى إِن هُوَ اسْتغنى تخرق فِي الْغنى ... وَإِن قل مَال لم يضع مَتنه الْفقر) 5 - (وسامى جسيمات الْأُمُور فنالها ... على الْعسر حَتَّى أدْرك الْعسر الْيُسْر)   تنطوي عَلَيْهِ نَفسه وَإِذا خلا بهَا وتشاور مَعهَا اخْتَارَتْ الْبَذْل على الْإِمْسَاك وَالْكَرم على الْبُخْل 1 - هُوَ ابْن المعذر بن قيس يصل نسبه إِلَى يَرْبُوع بن حَنْظَلَة شَاعِر مقل بدوي فصيح من شعراء الْإِسْلَام فِي أول دولة بني أُميَّة وَلم يكن مِمَّن يمدح الْخُلَفَاء وَلَا مِمَّن يفد إِلَيْهِم وَهَذِه الأبيات من قصيدة لَهُ يرثي بهَا بريدا أَخَاهُ وَهِي مَعْدُودَة من مُخْتَار المراثي وَهِي قصيدة طَوِيلَة اخْتَار مِنْهَا أَبُو تَمام هَذِه الأبيات 2 - تغولت أَي تلونت ودارت فِي عَيْني وفرط مفعول لَهُ وَالْمعْنَى وَلما أَخْبرنِي الْمخبر بفقد بريد أخي دارت فِي عَيْني الأَرْض وتلونت كتلون الغول وضعفت قواي وَذَلِكَ لشدَّة مَا بِي من الْحزن 3 - العساكر جمع عسكرة وَهِي الشدَّة وَالْمعْنَى غشيتني الشدائد حَتَّى صرت كأنني سَكرَان دارت الْخمر بِرَأْسِهِ 4 - تخرق فِي السخاء إِذا توسع فِيهِ وتكرم وَقَوله وَإِن قل مَال أَي وَإِن قل مَاله وَمعنى لم يضع مَتنه الْفقر أَي لم يورثه فقره ذلا وخضوعا وَالْمعْنَى أذكر فَتى إِذا ازْدَادَ غناهُ ازْدَادَ توسعا فِي الْعَطاء وَإِن قل مَاله لم يورثه تخضعا 5 - الْمَعْنى أَن هَذَا الْفَتى جد فِي طلب معالي الْأُمُور فنالها مَعَ مَا فِيهِ من الْعسر حَتَّى غلب الْيُسْر الْعسر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 (فَتى لَا يعد الرُّسُل يقْضِي ذمامه ... إِذا نزل الأضياف أَو تنحر الجزر) (أحقا عباد الله أَن لست لاقيا ... بريدا طوال الدَّهْر مَا لألأ العفر) 3 - وَقَالَ سَلمَة الْجعْفِيّ يرثي أَخَاهُ لأمه 4 - (أَقُول لنَفْسي فِي الْخَلَاء ألومها ... لَك الويل مَا هَذَا التجلد وَالصَّبْر) 5 - (ألم تعلمي أَن لست مَا عِشْت لاقيا ... أخي إِذْ أَتَى من دون أوصاله الْقَبْر) 6 - (وَكنت أرى كالموت من بَين لَيْلَة ... فَكيف ببين كَانَ ميعاده الْحَشْر)   1 - الرُّسُل اللَّبن والذمام الْحق الْوَاجِب عَلَيْك وَالْمعْنَى أذكر فَتى إِذا نزل الأضياف بِهِ لَا يعد اللَّبن قَاضِيا ذمام قراهم بِهِ حَتَّى تنحر الجزر لَهُم 2 - لألأ الظبي حرك ذَنبه والعفر الظباء الَّتِي تعلو بياضها حمرَة وَالْمعْنَى يَا عباد الله أَفِي الْحق أَنِّي لَا ألقِي بريدا طول الدَّهْر 3 - هُوَ ابْن يزِيد بن مشجعَة بن مَالك الْجعْفِيّ شَاعِر مخضرم وَفد إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم وَحسن إِسْلَامه والجعفي حَيّ من مذْحج 4 - الْخَلَاء الْخلْوَة وَمَا هَذَا التجلد اسْتِفْهَام على طَرِيق التقريع والتوبيخ 5 - ألم تعلمي تَقْرِير بِمَا هُوَ وَاجِب والأوصال المفاصل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي أُنَاجِي النَّفس فِي الْخلْوَة على سَبِيل اللوم والزجر فَأَقُول لَهَا هَلَكت مَا هَذَا الَّذِي تظهرينه من الْقُوَّة وَالصَّبْر ألم تعلمي أَن لِقَاء أخي بعد مَا ضم أعضاءه الْقَبْر محَال 6 - كالموت الْكَاف وَحده اسْم بِمَعْنى مثل والبين الْبعد وَقَوله كَانَ ميعاده الْحَشْر وضع الْمَاضِي مَوضِع الْمُسْتَقْبل أَي يكون ميعاده الْحَشْر وَالْهَاء ترجع إِلَى الْبَين وَالْمعْنَى كنت أعد مفارقتي لَهُ فِي لَيْلَة مثل الْمَوْت فَكيف يكون حَالي وَقد فرق بَيْننَا الْمَوْت ببعد يكون ميعاده الْحَشْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 (وهون وجدي أنني سَوف أغتدي ... على إثره يَوْمًا وَإِن نفس الْعُمر) (فَتى كَانَ يُعْطي السَّيْف فِي الروع حَقه ... إِذا ثوب الدَّاعِي وتشقى بِهِ الجزر) 3 - (فَتى كَانَ يُدْنِيه الْغنى من صديقه ... إِذا مَا هُوَ اسْتغنى ويبعده الْفقر) وَقَالَت عمْرَة الخثعمية ترثي ابنيها 4 - (لقد زَعَمُوا أَنى جزعت عَلَيْهِمَا ... وَهل جزع أَن قلت وابأباهما) 5 - (هما أخوافي الْحَرْب من لَا أخاله ... إِذا خَافَ يَوْمًا نبوة فدعاهما)   1 - هون فَاعل خفف وَمَوْضِع أنني رفع لِأَنَّهُ فَاعل هون وَنَفس أطيل وَالْمعْنَى وخفف وجدي وقلقي أَنِّي ذَاهِب فِي أَثَره وَإِن نفس فِي أَجلي وأطيل 2 - ثوب رَجَعَ صَوته فِي الدُّعَاء مرّة بعد أُخْرَى وَالْمعْنَى أذكر فَتى إِذا اسْتَغَاثَ بِهِ مستغيث أَو دَعَاهُ دَاعِي الْحَرْب أمضى السَّيْف فِي الْأَعْدَاء حَتَّى يُؤَدِّي حق الضَّرْب وتشقى بِهِ الْإِبِل فينحرها للأضياف 3 - يُدْنِيه يقربهُ وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يعد التفرد فِي الْغنى لؤما فيشرك أصدقاءه فِيهِ كَمَا أَنه فِي حَال الْفقر يعد مخالطتهم لؤما أَيْضا لما فِيهِ من التَّعَرُّض لما فِي أَيْديهم فيبعد عَنْهُم لعفته 4 - كَأَنَّهَا لما استشرف النَّاس جزعها أظهرت الْإِنْكَار والتكذيب فِيمَا زعموه فَقَالَت وَهل جزع الخ وأحرف ندبة بِمَعْنى أتألم وابأباهما أَصله بأبيهما فرت من الكسرة بعْدهَا يَاء إِلَى الفتحة فقلبت الْيَاء ألفا وَالْمعْنَى مَا صدقُوا فِيمَا قَالُوا بِأَنِّي جزعت على وَلَدي حق الْجزع وَهل قولي وبأباهما يعد جزعا 5 - فصل بَين الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ بقوله فِي الْحَرْب ونبوة السَّيْف كلاله وَعدم مضائه هَذَا فِي الأَصْل ثمَّ استعيرت للشدة وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا كَانَا غوثا لمن لَا غوث لَهُ فَإِذا خَافَ ضعفا أَو ظلما اسْتَغَاثَ بهما فيدفعانهما عَنهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 (هما يلبسان الْمجد أحسن لبسة ... شحيحان مَا اسطاعا عَلَيْهِ كِلَاهُمَا) (شهابان منا أوقدا ثمَّ أخمدا ... وَكَانَ سنى للمدلجين سناهما) 3 - (إِذا نزل الأَرْض الْمخوف بهَا الردى ... يخْفض من جأشيهما منصلاهما) 4 - (إِذا أستغنيا حب الْجَمِيع إِلَيْهِمَا ... وَلم ينأ من نفع الصّديق غناهما) 5 - (إِذا افْتقر ألم يجثما خشيَة الردى ... وَلم يخْش رزأ مِنْهُمَا مولياهما)   1 - معنى هما يلبسان الْمجد أَنَّهُمَا يتمتعان بِهِ وشحيحان خبر مقدم لكلاهما وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا كَانَا يتمتعان بالمجد أحسن تمتّع وَكِلَاهُمَا بخيل بِهِ مُدَّة اقتدارهما عَلَيْهِ خوفًا من أَن يَنَالهُ غَيرهم فيفاخرهم 2 - شهابان مُبْتَدأ وَخَبره قَوْله أوقدا وسناهما اسْم لَكَانَ مُؤخر وسنا خَبَرهَا مقدم والشهاب شعلة نَار ساطعة والسنا الضَّوْء والمدلجون جمع مُدْلِج وَهُوَ الساري أول اللَّيْل وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا كَانَا فِي الشُّهْرَة وَالْجمال كشهابين أوقدا قَلِيلا ثمَّ أخمدا وَكَانَت نَار قراهما نورا للسارين فِي اللَّيْل يأنسون بهَا من وَحْشَة الطَّرِيق 3 - يخْفض يسكن والجأش روع الْقلب إِذا اضْطربَ والمنصل السَّيْف وَالْمعْنَى إِذا قدر لَهما النُّزُول بمَكَان مخوف سكن روعيهما سيفاهما تُرِيدُ أَنَّهُمَا لشجاعتهما لَا يصطحبان إِلَّا سيفيهما وَلَا يهابان مَا يعترضهما 4 - لم ينأ لم يبعد وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا إِذا نالا الْغنى حبب جمَاعَة الْحَيّ إِلَيْهِمَا فازدادا إنعاما عَلَيْهِم وتفقدا لَهُم وَلم يبعد غناهما من انْتِفَاع الغرباء وَمن ينتسب إِلَيْهِمَا بود وصداقة 4 - جثم فِي مَكَانَهُ أَقَامَ بِهِ لم يُفَارِقهُ وَقَوْلها مولياهما لَيْسَ المُرَاد التَّثْنِيَة بل المُرَاد الْكَثْرَة وَهَذَا فِي كَلَامهم كثير وَالْمولى المُرَاد بِهِ هُنَا ابْن الْعم وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا إِذا ضَاقَ عيشهما لم يلزما بيوتهما تاركين للغزو خوفًا من الْهَلَاك وَلم يخْش ابْن عَمهمَا ثقلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 (لقد سَاءَنِي أَن عنست زوجتاهما ... وَأَن عريت بعد الوجى فرساهما) (وَلنْ يلبث العرشان يستل مِنْهُمَا ... خِيَار الأواسي أَن يمِيل غماهما) وَقَالَ آخر 3 - (صلى الْإِلَه على صفي مدرك ... يَوْم الْحساب وَمجمع الأشهاد) 4 - (نعم الْفَتى زعم الرفيق وجاره ... وَإِذا تصبصب آخر الأزواد)   مِنْهُمَا باحتياجهما إِلَيْهِ 1 - عنست الْمَرْأَة طَال مكثها فِي بَيت أَهلهَا بعد إِدْرَاكهَا حَتَّى خرجت من عداد الْأَبْكَار وَالْمرَاد هُنَا طول مكثهما بعد الزواج بِلَا زوج ووجى الْفرس بِالْكَسْرِ وجد وجعا فِي حَافره وَالْمعْنَى لقد أحزنني لُزُوم مرأتيهما بِبَيْت أَبِيهِمَا من غير أَن تزفا إِلَيْهِمَا وَأَن صَار ظهر فرسيهما خَالِيا مِنْهُمَا بعد أَن كَانَ حافرهما يوجع من كَثْرَة الْأَسْفَار فِي الْغَزْو 2 - عرش الْبَيْت سقفه وَجعلت لكل وَاحِد مِنْهُمَا عرشا كَانَ يثبت وَيقوم بِهِ وَهَذَا مثل ضَربته لعز من يتَعَلَّق بهما ويلتجئ إِلَيْهِمَا تُرِيدُ الْعَرْش إِنَّمَا بَقَاؤُهُ بعمده فَإِذا انتزع مِنْهُ أفضله وخياره فَلَنْ يلبث أَن يمِيل سقفه فَيسْقط والأواسي جمع آسِيَة وَهِي الاسطوانة والغمى السّقف وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا لما فقدا لم يمْكث عرش بيتهما حَتَّى سل مِنْهُ خِيَار أعمدته وَسقط سقفه فكأنهما كَانَا كالأعمدة لَهُ 3 - الْمَعْنى رَحْمَة الله على خصيصي مدرك رَحْمَة مُتَوَالِيَة عَلَيْهِ إِلَى يَوْم الْحساب والحشر 4 - ممدوح نعم مَحْذُوف وَحذف مفعولي زعم لدلَالَة الْحَال عَلَيْهِمَا أَي زعماه أَنه ممدوح كَذَلِك وتصبصب الشَّيْء أَي صَار إِلَى الصبابة وَهِي الْبَقِيَّة الْيَسِيرَة من الشَّيْء يُرِيد نعم الْفَتى مدرك فِي المرافقة والمجاورة وَعند نفاد الزَّاد وَالْمعْنَى نعم الْفَتى مدرك إِذْ يثني عَلَيْهِ رَفِيقه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 (وَإِذا الركاب تروحت ثمَّ اغتدت ... حَتَّى المقيل فَلم تعج لحياد) (حثوا الركاب تؤمها أنضاؤها ... فزها الركاب مغنيان وحادي) 3 - (لما رَأَوْهُمْ لم يحسوا مدْركا ... وضعُوا أناملهم على الأكباد) 4 - (فَكَأَنَّمَا طارت بلبي بعده ... صفراء عارضها رعيل جَراد) 5 - وَقَالَ الشماخ يرثي عمر بن الْخطاب   وجاره بِكُل حمد حِين نفاد الزَّاد مِنْهُمَا 1 - عاج مَال والحياد الْإِعْرَاض عَن السّير للنزول وَالْمعْنَى وَنعم الْفَتى هُوَ إِذا الركاب راحت بالْعَشي وسارت غدوا إِلَى وَقت المقيل بِأَن واصلت السّير بالسير فَلم تمل للإعراض عَنهُ لأجل النُّزُول 2 - حثوا الركاب أَي أجدوا سَيرهَا وتؤمها أنضاؤها أَي تتبعها مهازيلها والأنضاء جمع نضو وَهُوَ الْبَعِير المهزول وزهاه استخفه وَحمله على السّير السَّرِيع وَالْمعْنَى حمل النَّاس الركاب على الْجد فِي السّير تتبعه مهازيله واستخفه فِي سرعَة السّير مغنيان وحاد ليلحقوا مدْركا 3 - لما رَأَوْهُمْ أَي رَأَوْا أنفسهم أَن مدْركا لم يكن مَعَهم وَقَوله وضعُوا أناملهم الخ كِنَايَة عَن الْفَزع والجزع وَالْمعْنَى لما رأى أهل الْحَيّ أَنهم لم يلْحقُوا مدْركا وَلم يقفل مَعَهم وجعت أكبادهم جزعا فوضعوا أَيْديهم عَلَيْهَا خوف التقطع 4 - إِنَّمَا خص الصَّفْرَاء من الْجَرَاد لخفتها فِي الطيران والرعيل الْجَمَاعَة يَقُول فَلَمَّا فقدت مدْركا ذهب قلبِي وكأنما طَار بِهِ جَرَادَة صفراء عارضها جمَاعَة من الْجَرَاد 5 - هُوَ ابْن ضرار بن سِنَان بن أُميَّة يتَّصل نسبه بِسَعْد بن ذبيان شَاعِر مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَهُوَ أحد من هجا عشيرته وهجا أضيافه وَمن عَلَيْهِم بالقرى والشماخ لقب واسْمه معقل وَله أَخَوان من أَبِيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 (جزى الله خيرا من أَمِير وباركت ... يَد الله فِي ذَاك الْأَدِيم الممزق) (فَمن يسع أَو يركب جناحي نعَامَة ... ليدرك مَا قدمت بالْأَمْس يسْبق) 3 - (قضيت أمورا ثمَّ غادرت بعْدهَا ... بوائج فِي أكمامها لم تفتق)   وَأمه شاعران مجيدان أَحدهمَا مزرد وَهُوَ مَشْهُور واسْمه يزِيد وَالْآخر جُزْء ابْن ضرار وَأكْثر الْعلمَاء على أَن هَذَا الشّعْر لَهُ لَا لِأَخِيهِ الشماخ لَكِن قَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ناحت الْجِنّ على عمر قبل أَن يقتل بِثَلَاث وأنشدت هَذِه الأبيات فَقَالَت عَائِشَة لبَعض النَّاس اعلموا لي علم هَذَا الرجل الَّذِي قَالَ هَذَا الشّعْر فَذَهَبُوا نَحوه فَلم يَجدوا أحدا فَقَالَت عَائِشَة فوَاللَّه إِنِّي لأحسبه من الْجِنّ فَلَمَّا قتل عمر رَضِي الله عَنهُ نحل النَّاس هَذِه الأبيات لجزء بن ضرار هَذَا والشماخ جعله ابْن سَلام فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة وقرنه بالنابغة الْجَعْدِي ولبيد وَأبي ذُؤَيْب وَوَصفه فَقَالَ كَانَ شَدِيد متون الشّعْر أَشد كلَاما من لبيد ولبيد أسهل مِنْهُ منطقا 1 - من للْبَيَان والأديم الْجلد وَالْمرَاد جلد عمر بن الْخطاب طعنه أَبُو لؤلؤة فَتى الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَقَوله وباركت يَد الله الخ هَذَا كَلَام جزل فخم متين وَالْمعْنَى كافأ الله الْأَمِير بِكُل خير وباركت قدرَة الله فِي جلده المشقق بطعنة أبي لؤلؤة فَتى الْمُغيرَة بن شُعْبَة 2 - ضرب جناحي النعامة مثلا لخفة الْعَدو وَسُرْعَة السّير وَالْمعْنَى أَن الَّذِي يُكَلف نَفسه اللحاق بك فِيمَا قدمت من الْبر يكون مَسْبُوقا وَلَو ركب جناحي نعَامَة 3 - غادرت تركت والبوائج الدَّوَاهِي وَاحِدهَا بائجة والأكمام الغلف وَلم تفتق أَي لم تشقق وَالْمعْنَى أَنَّك قضيت فِي أيامك أمورا ثمَّ تركت بعْدهَا دواهي لم تظهر فِي حياتك فَرَأَيْت سترهَا أولى خشيَة الْفِتْنَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 (أبعد قَتِيل بِالْمَدِينَةِ أظلمت ... لَهُ الأَرْض تهتز العضاه بأسوق) (تظل الحصان الْبكر يلقِي جَنِينهَا ... نَثَا خبر فَوق الْمطِي مُعَلّق) 3 - (وَمَا كنت أخْشَى أَن تكون وَفَاته ... بكفي سبنتى أَزْرَق الْعين مطرق) 4 - وَقَالَ صَخْر بن عَمْرو بن الْحَرْث بن الشريد أَخُو الخنساء   1 - العضاه كل شجر يعظم وَله شوك وَالْمعْنَى أيليق بالأشجار الْعَظِيمَة أَن تتحرك زهوا ونشاطا بعد قتل أَمِير بِالْمَدِينَةِ أظلمت لقَتله الأَرْض 2 - الحصان العفيفة ذَات الزَّوْج وَالْبكْر الَّتِي حملت أول حملهَا والنثا الْخَبَر خيرا كَانَ أَو شرا وَقَوله فَوق الْمطِي الخ كِنَايَة عَن سرعَة انتشاره فِيمَا بَين النَّاس وَالْمعْنَى أَن خبر مَوته أدهش النَّاس حَتَّى أَلْقَت ذَات الْجَنِين جَنِينهَا من هَذَا الْخَبَر الدائر 3 - وَمَا كنت أخْشَى أَي لم يخْطر ببالي والسبنتي النمر وَالْمرَاد بِهِ الرجل الجريء وزرقة الْعين تدل على كَونه روميا أَو على الضغن والمطرق الوضيع يَقُول وَمَا كَانَ يخْطر ببالي وَإِن لم آمن الْحدثَان عَلَيْهِ أَن يقدم عَلَيْهِ مثل هَذَا العَبْد الدنيء 4 - أحد بني سليم شَاعِر جاهلي وَكَانَ حَلِيمًا جوادا محبوبا فِي عشيرته شريفا فِي قومه وَكَانَ أَبوهُ يَأْخُذ بِيَدِهِ وَيَد أَخِيه مُعَاوِيَة وَيَقُول أَنا أَبُو خيري مُضر فتعترف لَهُ الْعَرَب بذلك وَكَانَ أَخا الخنساء لأَبِيهَا قَالَت الخنساء زَوجنِي أبي سيدا من سَادَات الْعَرَب متلافا معطاء فأنفد مَاله فَخرجت أَبْتَغِي لنا شَيْئا فَقَالَ إِلَى أَيْن يَا خنساء قلت إِلَى أخي صَخْر فأتيناه فقاسمنا مَاله وأعطانا خير النصفين فَأقبل زَوجي يُعْطي ويهب حَتَّى أنفده ثمَّ قَالَ لي إِلَى أَيْن يَا خنساء قلت إِلَى أخي صَخْر فأتيناه وقاسمنا مَاله وأعطانا خير النصفين إِلَى الثَّالِثَة فَقَالَت لَهُ امْرَأَته أما ترْضى أَن تقاسمهم مَالك حَتَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 (وَقَالُوا أَلا تهجوا فوارس هَاشم ... وَمَالِي وإهداء الخناثم ماليا) (أَبى الهجو أَنِّي قد أَصَابُوا كَرِيمَتي ... وَأَن لَيْسَ إهداء الْخَنَا من شماليا) 3 - (إِذا مَا امْرُؤ أهْدى لمَيت تَحِيَّة ... فحياك رب النَّاس عني معاويا)   تعطيهم خير النصفين فَقَالَ (وَالله لَا أمنحها شِرَارهَا ... وَلَو هَلَكت قددت خمارها) (واتخذت من شعر صدارها) فَلَمَّا قتل لبست عَلَيْهِ الصدار وَكَانَ الَّذِي قَتله ربيعَة بن ثَوْر الْأَسدي أَدخل حلقا من الدرْع فِي حوفه فأدماه فأضناه وَطَالَ مَرضه ومله أَهله فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ الْبلَاء وَقد نتأت قِطْعَة لحم فِي مَوضِع الطعنة وَاسْتَرْخَتْ قَالُوا لَهُ لَو قطعتها لرجونا أَن تَبرأ فَقَالَ شَأْنكُمْ الْمَوْت أَهْون عَليّ مِمَّا أَنا فِيهِ فَقطعت فيئس من نَفسه فَمَاتَ وَهَذِه الأبيات يرثي بهَا أَخَاهُ مُعَاوِيَة وَكَانَ قَتله دُرَيْد وهَاشِم ابْنا حَرْمَلَة المريان فَقيل لصخر أهجهم فَقَالَ مَا بَيْننَا وَبينهمْ هُوَ أقذع من الهجاء على أَنِّي أمسك عَن هجائهم صونا لنَفْسي عَن الْخَنَا ثمَّ إِنَّه غزاهم فَقتل أَحدهمَا وَقَالَ هَذِه الأبيات 1 - الْخَنَا الْفُحْش وَالْمعْنَى أَنهم حرضوني على هجاء فوارس هَاشم لكنني استقبحت ذَلِك لانطواء الهجاء على الْفُحْش 2 - الشمَال الْخصْلَة وَالْمعْنَى أَنهم وَإِن انتهكوا حرمتي فَلَيْسَ من شيمتي الانتقام بالهجو الَّذِي هُوَ سلَاح اللِّسَان وَإِنَّمَا من خصالنا أننا لَا ننتصف من أحد إِلَّا بِالسَّيْفِ لَا بالْكلَام الَّذِي هُوَ فعل الْعَاجِز 3 - معاويا مرخم مُعَاوِيَة وَالْمعْنَى إِذا أهْدى أحد تَحِيَّة إِلَى ميت فتحيتك عِنْدِي يَا مُعَاوِيَة طلب الْإِحْسَان وَالرَّحْمَة من الله عَلَيْك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 (لنعم الْفَتى أدّى ابْن صرمة بزه ... إِذا رَاح فَحل الشول أحدب عَارِيا) (إِذا ذكر الأخوان رقرقت عِبْرَة ... وحييت رمسا عِنْد لية ثاويا) 3 - (وَطيب نَفسِي أنني لم أقل لَهُ ... كذبت وَلم أبخل عَلَيْهِ بماليا) 4 - (وَذي إخْوَة قطعت أَقْرَان بَينهم ... كَمَا تركوني وَاحِدًا لَا أخاليا) 5 - وَقَالَت أُخْت المقصص الباهلية   1 - ابْن صرمة هُوَ هَاشم بن حَرْمَلَة الَّذِي رد على صَخْر سلَاح مُعَاوِيَة وسلبه والبز السِّلَاح والشول النوق الَّتِي خف لَبنهَا وارتفع ضرْعهَا وأتى عَلَيْهَا من نتاجها سَبْعَة أشهر أَو ثَمَانِيَة الْوَاحِدَة شَائِلَة وَالْمعْنَى لنعم الْفَتى هُوَ إِذْ أدّى ابْن صرمة إِلَى صَخْر سلبه وسلاحه فِي وَقت رَاح فِيهِ فَحل الشول خاوي الْبَطن نحيف الْجِسْم لتغير المرعى 2 - رقرق الدمع صبه ولية اسْم مَوضِع والثاوي الْمُقِيم وَالْمعْنَى أَنِّي كلما ذكر الأخوان صببت دموعا على تذكر هَذَا الفقيد وَأخذت أحيي قبرا مُقيما بلية 3 - الْمَعْنى وهون مَا أَلْقَاهُ من الْحزن عَلَيْهِ أَنِّي لم أخجله مرّة بِقَوْلِي لَهُ كذبت وَلم أبخل عَلَيْهِ بِمَالي 4 - الأقران الحبال وانتصب وَاحِدًا على الْحَال وَالْمعْنَى وَرب رجل صَاحب إخْوَة قطعت الْأَسْبَاب الجامعة بيني وَبَين إخْوَته بقتلي إيَّاهُم كَمَا أَنهم تركوني وحيدا فريدا وَيَعْنِي بِالرجلِ نَفسه 5 - هِيَ مَيْسُونُ من بني الصموت من عبد الله ابْن كلاب بن عَامر بن صعصعة شاعرة من شعراء الْإِسْلَام كَانَت أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان وَهِي ترثي بِهَذِهِ الأبيات أخاها المقصص حِين قَتله هِلَال أَخُو بني سمال بن عَوْف وَكَانَ من حَدِيثه أَن المقصص أَخا بني الصموت خرج أَيَّام فتْنَة ابْن الزبير يَأْخُذ الصَّدقَات مِمَّن يمر بِهِ من النَّاس حَتَّى أَتَى بني قنفذ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 (يَا طول يومي بالقليب فَلم تكد ... شمس الظهيرة تتقى بحجاب) (ومرجم عَنْك الظنون رَأَيْته ... ورآك قبل تَأمل المرتاب) 3 - (فأفأت أدما كالهضاب وجاملا ... قد عدن مثل علائف المقضاب)   من بني سليم فَأخذ صَدَقَاتهمْ ثمَّ بعث إِلَى هِلَال أَن ابْعَثْ إِلَيّ بابنتك فَقَالَ هِلَال إِن كَانَ تزويجا فليأتنا فَإِنَّهُ كُفْء فَقَالَ إِنَّمَا أردْت أَن تمشط رؤسنا وتتحدث مَعنا فَضرب هِلَال الرَّسُول فَركب المقصص فِي فرسَان ثَلَاثَة حَتَّى هجم على الْحَيّ فثاروا إِلَيْهِ فناوشوه قَلِيلا وَحمل المقصص على هِلَال فخاف هِلَال أَن يطعنه وَلَيْسَ مَعَه سلَاح فَوجدَ أثفية فاقتلعها ورماه بهَا فَقتله وَانْهَزَمَ أَصْحَابه فَركب أَوْلِيَاء المقصص حِين هدأت الْفِتْنَة إِلَى الْحجَّاج وَذكروا أَمر صَاحبهمْ فأهدر دم المقصص فَقَالَت أُخْته هَذِه الأبيات وَكَانَ مَقْتَله بِنَاحِيَة هضب القليب وَهُوَ مَوضِع بِنَجْد 1 - القليب اسْم مَوضِع وتتقي تحتجب وَالْمعْنَى طَال يومي بالقليب حَتَّى ظَنَنْت أَن شمسه لَيْسَ لَهَا غرُوب 2 - الْوَاو وَاو رب والمرجم من الرَّجْم وَهُوَ التَّكَلُّم بِالظَّنِّ 3 - أفأت أَي رجعت بالفيء وَهُوَ الْغَنِيمَة والأدم من الظباء بيض تعلوهن جدد فِيهِنَّ غبرة وَمن الْإِبِل الْبيَاض الْوَاضِح والهضاب جمع هضبة وَهِي الْجَبَل المنبسط وجامل جمع جمل والعلائف جمع علوفة وَهِي مَا يسمن فِي الْبيُوت والمقضاب المزرعة الَّتِي تنْبت القضب وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَرب رجل كَذبته ظنونه فَبَلغهُ خبر غزوك فَظن أَنَّك بالبعد مِنْهُ فأغرت عَلَيْهِ قبل أَن يتَأَمَّل مَا شكّ فِيهِ من أَمرك فَأَصَبْت من الْفَيْء بإغارتك عَلَيْهِ مَا أَعْطَيْت مِنْهُ إبِلا عَظِيمَة سَمِينَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 (لكم المقصص لَا لنا إِن أَنْتُم ... لم يأتكم قوم ذَوُو أَحْسَاب) (فكه إِلَى جنب الخوان إِذا غَدَتْ ... نكباء تقلع ثَابت الْأَطْنَاب) 3 - (وَأَبُو الْيَتَامَى يَنْبُتُونَ بِبَابِهِ ... نبت الْفِرَاخ بكاليء معشاب) 4 - وَقَالَت عمْرَة بنت مرداس ترثي أخاها 5 - (أعيني لم أختلكما بخيانة ... أَبى الدَّهْر وَالْأَيَّام أَن أتصبرا) 6 - (وَمَا كنت أخْشَى أَن أكون كأنني ... بعير إِذا ينعى أخي تحسرا)   1 - المقصص اسْم المرثي وَالْمعْنَى إِن لم يأتكم قوم ذَوُو حسب يطْلبُونَ ثأر المقصص فَهُوَ رجل مِنْكُم مهدور الدَّم لامنا 2 - الفكه الْحسن الْخلق الضحوك والنكباء ريح عادلة عَن مهب الرِّيَاح الْمَعْرُوفَة والخوان مَا يُؤْكَل عَلَيْهِ الطَّعَام والأطناب حبال الْخَيْمَة وَالْمعْنَى أَنه حسن الْخلق ضحوكا عِنْد قربه من الخوان مَعَ من يُطعمهُمْ من المحتاجين حِين هبوب الرّيح الَّتِي تقلع أصُول الْخيام وتهلك الزَّرْع فينشأ عَنْهَا شدَّة الجدب 3 - يَنْبُتُونَ يَجْتَمعُونَ والفراخ دود يكون فِي العشب والكالئ مَوضِع الْكلأ وَهُوَ العشب والمعشاب الْكثير العشب وَالْمعْنَى أَنه كَانَ ملْجأ لِلْيَتَامَى متفقدا لأحوالهم فَكَانُوا يَجْتَمعُونَ عِنْد بَابه كاجتماع الدُّود فِي العشب 4 - هِيَ أُخْت الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ شاعرة مجيدة مقلة مخضرمة أمهَا الخنساء بنت عَمْرو الشاعرة 5 - ختله خدعه وَالْمعْنَى يَا عَيْني مَا خدعتكما بخيانة وَلَا حذرتكما من الْبكاء وأنتما مديمان لَهُ وَمَا رضيت الْأَيَّام مني سلوا وتصبرا 6 - تحسر الْبَعِير سقط تعبا وَالْمعْنَى أَنِّي كنت قبل هَذِه الرزية واثقة بصبري إِلَى أَن أخْبرت بِمَوْت أخي فصرت كَأَنِّي بعير حمل فَوق الطَّاقَة فَسقط تعبا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 (ترى الْخصم زورا عَن أخي مهابة ... وَلَيْسَ الجليس عَن أخي بأزورا) وَقَالَت ريطة بنت عَاصِم (وقفت فأبكتني بدار عشيرتي ... على رزئهن الباكيات الحواسر) 3 - (غدوا كسيوف الْهِنْد وراد حومة ... من الْمَوْت أعيا وردهن المصادر) 4 - (فوارس حاموا عَن حريمي وحافظوا ... بدار المنايا والقنا متشاجر) 5 - (وَلَو أَن سلمى نالها مثل رزئنا ... لهدت وَلَكِن تحمل الرزء عَامر)   1 - الزُّور جمع أَزور وَهُوَ المنحرف وَالْمعْنَى أَن أخي كَانَت خصماؤه منحرفة عَنهُ لعظم هيبته وجلساؤه فِي أنس وحبور فَكَأَن هيبته مرَارَة على الْأَعْدَاء وحلاوة للأصدقاء 2 - الرزء فقدان الحبيب والحواسر الكاشفات عَن وجوههن وَالْمعْنَى أَنِّي لما رَأَيْت النِّسَاء عِنْد وُقُوفِي بدار الْعَشِيرَة باكيات كاشفات الْوُجُوه مِمَّا أصبن بِهِ بَكَيْت لبكائهن 3 - الوراد جمع وَارِد والحومة مَوضِع الْقِتَال وأعيا وردهن المصادر مَعْنَاهُ لم يصدروا عَنْهَا وَالْمعْنَى أَن الَّذين فقدوا كَانُوا كسيوف الْهِنْد فِي قُوَّة الطعْن فَغَدوْا واردين مَوضِع الْقِتَال فَلم يصدروا عَن ورودهم لكَوْنهم مقتولين 4 - الْحَرِيم الْموضع الَّذِي تلزمهم حمايته والمتشاجر المشتبك والمتداخل وَالْمعْنَى أَنهم شجعان منعُوا حريمي عَن استطالة أَيدي الْأَعْدَاء إِلَيْهَا وثبتوا على الْمُحَافظَة فِي حَال اشتباك الرماح 5 - سلمى أحد جبلي طيىء وهدت كسرت وعامر قبيلتها وَالْمعْنَى لَو أَن الْجَبَل الْمَدْعُو بسلمى أَصَابَهُ مثل رزيتنا لَدُكَّ وتكسر وَلَكِن تحملهَا بَنو عَامر لشدَّة صبرهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 (كَأَنَّهُمْ تَحت الخوافق إِذْ غدوا ... إِلَى الْمَوْت أَسد الغابتين الهواصر) 2 - وَقَالَت عَاتِكَة بنت زيد بن عَمْرو بن نفَيْل 3 - (آلَيْت لَا تنفك عَيْني حزينة ... عَلَيْك وَلَا يَنْفَكّ جلدي أغبرا) 4 - (فَللَّه عينا من رأى مثله فَتى ... أكر وأحمى فِي الْهياج وأصبرا) 5 - (إِذا أشرعت فِيهِ الأسنة خاضها ... إِلَى الْمَوْت حَتَّى يتْرك الْمَوْت أحمرا)   1 - الخافق المضطرب والهصر الدّفع وَالْكَسْر والهواصر واحده هاصر وَالْمعْنَى أَنهم لما سَارُوا فِي الصَّباح إِلَى لِقَاء الْعَدو والرايات عَلَيْهِم خافقة أشبهوا الْأسود الكواسر فِي غاباتها 2 - شاعرة فصيحة صحابية لَهَا جمال وَكَمَال وَتَمام فِي عقلهَا ومنظرها وجزالة فِي رأيها تزوجت بِعَبْد الله بن أبي بكر الصّديق فَلَمَّا مَاتَ من السهْم الَّذِي أَصَابَهُ بِالطَّائِف خطبهَا عمر بن الْخطاب فَتزوّجت بِهِ فَلَمَّا قتل خطبهَا الزبير بن الْعَوام فَتَزَوجهَا فَلَمَّا قتل عَنْهَا بوادي السبَاع تزَوجهَا الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا فَلَمَّا قتل بكربلاء كَانَت أول من رفع خَدّه عَن التُّرَاب ثمَّ تأيمت بعده وَكَانَ عبد الله بن عمر يَقُول من أَرَادَ الشَّهَادَة فليتزوج عَاتِكَة قَالَ أَبُو رياش هَذِه الأبيات قالتها عَاتِكَة ترثي بهَا زَوجهَا عبد الله بن أبي بكر وَكَانَ قد أَصَابَهُ سهم يَوْم الطَّائِف رَمَاه بِهِ أَبُو محجن فماطله حَتَّى مَاتَ فِي خلَافَة أَبِيه 3 - آلى حلف وَالْمعْنَى أَقْسَمت لَا أترك الْبكاء عَلَيْك وَلَا يمس جلدي مَاء أَغْتَسِل بِهِ من الْغُبَار حزنا على فقدك 4 - الْهياج الْحَرْب وَالْمعْنَى أَنه كَانَ عديم الْمِثَال وَمن العجيب رُؤْيَة إِنْسَان فَتى مثله أَكثر مِنْهُ كرا وحماية وصبرا على الْقِتَال 5 - فِيهِ الأسنة الضَّمِير يرجع إِلَى الْهياج وَيتْرك الْمَوْت أَحْمَر أَي شَدِيدا وَالْمعْنَى أَنه كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 وَقَالَ امْرَأَة من طيىء (تأوب عَيْني نصبها واكتئابها ... ورجيت نفسا راث عَنْهَا إيابها) (أعلل نَفسِي بالمرجم غيبه ... وكاذبتها حَتَّى أبان كذابها) 3 - (ألهفى عَلَيْك ابْن الأشد لبهمة ... أفر الكماة طَعنهَا وضرابها) 4 - (مَتى يَدعه الدَّاعِي إِلَيْهِ فَإِنَّهُ ... سميع إِذا الآذان صم جوابها) 5 - (هُوَ الْأَبْيَض الوضاح لَو رميت بِهِ ... ضواح من الريان زَالَت هضابها)   إِذا أشرعت فِي الْحَرْب الأسنة إِلَى الفرسان خاضها فَلَا يرجع حَتَّى يتْرك الْمَوْت شَدِيدا ويسفك دِمَاء كَثِيرَة 1 - التأوب الرُّجُوع وَالنّصب التَّعَب والاكتئاب الْحزن وراث أَبْطَأَ والإياب الرُّجُوع وَالْمعْنَى توالى الْبكاء من عَيْني وَرجع إِلَيْهَا تعبها وحزنها وعلقت رجائي بِنَفس غَائِبَة عني وَقد خفيت أَخْبَارهَا عَليّ وَأَبْطَأ رُجُوعهَا إِلَيّ 2 - علله بِهِ شغله والغيب الْخَبَر والترجيم التَّكَلُّم بِلَا علم وَأَبَان ظهر وَالْمعْنَى أَنِّي أشغل نَفسِي وألاطفها بِمن خَبره يظنّ بِهِ الظنون تسكينا لَهَا فَلَا زلت أعاملها بِالْكَذِبِ حَتَّى ظهر الْأَمر 3 - البهمة الشجاع وتأنيث الضَّمِير فِي الْبَيْت مُرَاعَاة للفظ البهمة وأفر طرد والكماة الشجعان وَالْمعْنَى أَنِّي فِي غَايَة التحسر عَلَيْك يَا ابْن الأشد لشجاعتك الَّتِي طردت بهَا الشجعان عَن بَعضهم بطعنك وضرابك 4 - الْمَعْنى أَنه كَانَ إِذا ناداه المستغيث إِلَى أَن يدْفع عَنهُ مَا هُوَ فِيهِ من الْأَمر النَّازِل بِهِ فَإِنَّهُ يسْرع بإجابته حِين لَا تصغى آذان غَيره إِلَى الاستغاثة بل تصم 5 - تُرِيدُ بالأبيض الوضاح خلوص النّسَب واشتهار الذّكر والضواحي النواحي والريان جبل مَعْرُوف والهضاب مَا دون الْمُرْتَفع من الْجبَال وَالْمعْنَى أَنه صافي النّسَب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 وَقَالَت العوراء بنت سبيع (أبْكِي لعبد الله إِذْ ... حشت قبيل الصُّبْح ناره) (طيان طاوى الكشح لَا ... يرخى لمظلمة إزَاره) 3 - (يَعْصِي الْبَخِيل إِذا أَرَادَ ... الْمجد مخلوعا عذاره) وَقَالَت عَاتِكَة بنت زيد بن عَمْرو بن نفَيْل ترثي عمر 4 - (من لنَفس عادها أحزانها ... ولعين شفها طول السهد) 5 - (جَسَد لفف فِي أَكْفَانه ... رَحْمَة الله على ذَاك الْجَسَد)   مَشْهُور الذّكر لكرمه وعفته فَلَو رميت بِهِ نواحي الريان لزالت هضابها عَن أماكنها لشدَّة بأسه وهيبته 1 - حشت أوقدت وَالْمعْنَى أَنِّي أبْكِي لفقد عبد الله حِين أوقدت نَار حربه قبل الصُّبْح فَقتل 2 - الطيان أَصله الجائع فأستعير لَهُ طاوي الكشح أَي مُضْمر الْبَطن لَيْسَ بضخم الجنبين وَيُقَال رجل طوى كشحه أَي أعرض بوده والمظلمة الْمَرْأَة الَّتِي أظلم عَلَيْهَا اللَّيْل وَالْمعْنَى أَنه كَانَ ضامر الْبَطن معرضًا عَمَّن لَا يُرِيد وده عفيفا وَكَانَ من عَادَتهم فِي الْجَاهِلِيَّة أَن الْوَاحِد مِنْهُم إِذا طرق امْرَأَة بِاللَّيْلِ لفاحشة وَقضى مِنْهَا مُرَاده أرْخى إزَاره رَاجعا على أثر قدمه لِئَلَّا يخرج الْأَمر من حد الخفاء 3 - العذار للْفرس اللجام وَالْمعْنَى أَنه كَانَ لَا يُطِيع بَخِيلًا على بخله إِذا أَرَادَ الْمجد وَلَا يُبَالِي بقول عاذل كالفرس الَّذِي خلع لجامه فَلَا يُسْتَطَاع رده 4 - عادها جاءها وابتدأها وشفها أضرّ بهَا ونقصها وَالْمعْنَى من أستنجده لنَفس نزلت بهَا الأحزان وَمن لعلاج عين أضرّ بهَا ونقصها طول السهر 5 - رَحْمَة الله الخ اعْتِرَاض بَين الْأَوْصَاف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 (فِيهِ تفجيع لمولى غَارِم ... لم يَدعه الله يمشي بسبد) وَقَالَت امْرَأَة من بني الْحَرْث (فَارس مَا غادروه ملحما ... غير زميل وَلَا نكس وكل) 3 - (لَو يشا طَار بِهِ ذُو ميعة ... لَاحق الآطال نهد ذُو خصل) 4 - (غير أَن الْبَأْس مِنْهُ شِيمَة ... وصروف الدَّهْر تجْرِي بالأجل) 5 - وَقَالَ جرير يرثي قيس بن ضرار بن الْقَعْقَاع بن معبد بن زُرَارَة   1 - الْمولى ابْن الْعم هُنَا والغارم من لَزِمته الدِّيَة والسبد الشَّيْء الْقَلِيل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ رحم الله جسدا جهز بِمَا يُجهز بِهِ الْمَوْتَى وفجع بِهِ موَالِيه الَّذين كَانُوا يعيشون بخيره وَإِذا لحق أحدهم غرم احتمله عَنهُ حَتَّى لم يبْق شَيْئا من مَاله 2 - مَا من قَوْلهَا مَا غادروه زَائِدَة والملحم مَا جعل لَحْمًا للسباع وَالطير والزميل الضَّعِيف والنكس المقصر عَن غَايَة الْمجد وَالْكَرم والوكل الجبان الَّذِي يتكل على غَيره وَالْمعْنَى أَن الَّذِي قتل فَارس ترك فِي المعركة لَحْمًا للطير مَعَ كَونه كَانَ مقداما ذَا بَأْس يقدم على الْأُمُور بِنَفسِهِ غير ضَعِيف 3 - الميعة نشاط الْفرس والأطل الخاصرة ولاحقه ضامره والنهد الْقوي والخصلة بِالضَّمِّ لفيفة من شعر وَالْمعْنَى أَنه لَو أَرَادَ النجَاة لطار بِهِ فرس هَذِه صِفَاته لكنه اخْتَار الْمَوْت على الْحَيَاة 4 - الْمَعْنى لَا عيب فِيهِ غير أَنه جعل الْبَأْس شيمته وَلَكِن لَا مخلص من الْأَجَل ونوائب الدَّهْر 5 - هُوَ ابْن عَطِيَّة بن الخطفي واسْمه حُذَيْفَة بن بدر يَنْتَهِي نسبه إِلَى يَرْبُوع بن حَنْظَلَة ابْن مَالك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم شَاعِر مفلق مكثر مجيد وَهُوَ والفرزدق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 (وباكية من نأي قيس وَقد نأت ... بقيس نوى بَين طَوِيل بعادها) (أَظن انهمال الدمع لَيْسَ بمنته ... عَن الْعين حَتَّى يضمحل سوادها) 3 - (وَحقّ لقيس أَن يُبَاح لَهُ الْحمى ... وَأَن تعقر الوجناء أَن خف زَادهَا)   والأخطل المقدمون على شعراء الْإِسْلَام الَّذين لم يدركوا الْجَاهِلِيَّة ومختلف فِي أَيهمْ الْمُتَقَدّم وَلم يبْق أحد من شعراء عصرهم إِلَّا تعرض لَهُم فافتضح وَسقط وَكَانَ جرير يناضله ثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ شَاعِرًا فينبذهم وَرَاء ظَهره وَيَرْمِي بهم وَاحِدًا وَاحِدًا وَثَبت لَهُ الفرزدق والأخطل قَالَ ابْن سَلام سَأَلت بشارا المرعث يَعْنِي ابْن برد أَي الثَّلَاثَة أشعر فَقَالَ لم يكن الأخطل مثلهمَا وَلَكِن ربيعَة تعصبت لَهُ فأفرطت فِيهِ قَالَ وَكَانَ لجرير ضروب من الشّعْر لَا يحسنها الفرزدق سمع الفرزدق ذَات يَوْم عِنْد الْأَحْوَص مغنية تغني فَقَالَ الفرزدق مَا أرق شعركم يَا أهل الْحجاز وأملحه فَقَالَ الْأَحْوَص أَو مَا تَدْرِي لمن هَذَا الشّعْر قَالَ لَا وَالله فَقَالَ إِنَّه لجرير يهجوك بِهِ فَقَالَ ويل لِابْنِ المراغة مَا كَانَ أحوجه مَعَ عفته إِلَى صلابة شعره وأحوجني مَعَ شهواتي إِلَى رقة شعره 1 - النأى الْبعد والنوى الْبعد أَيْضا والبين الْفِرَاق وَالْمعْنَى وَرب باكية على فِرَاق قيس وَقد طرحته النَّوَى بمَكَان لَا يُرْجَى رُجُوعه مِنْهُ 2 - منته مُنْقَطع وَالْمعْنَى أتحقق أَنه لَا يَنْقَطِع الدمع من الْعين إِلَّا بعد ذهَاب سوادها 3 - الْعقر قطع القوائم والوجناء القوية من الْإِبِل والعظيمة الوجنتين وَالْمعْنَى وَحقّ لقيس أَن يطْمع الْعَدو فِي حماه لذهاب حاميه وَأَن تعقر الوجناء لقلَّة الزَّاد إِذْ لَا خير فِي شَيْء لَا صَاحب لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 وَقَالَ آخر (إِن المساءة للمسرة موعد ... أختَان رهن للعشية أَو غَد) (فَإِذا سَمِعت بهالك فتيقنن ... أَن السَّبِيل سَبيله وتزود) وَقَالَ آخر يرثي أَخَاهُ 3 - (أَخ وَأب بر وَأم شفيقة ... تفرق فِي الْأَبْرَار مَا هُوَ جَامعه) 4 - (سلوت بِهِ عَن كل من كَانَ قبله ... وأذهلني عَن كل مَا هُوَ تَابعه) وَقَالَ آخر يرثي ابْنه 5 - (ذهبت على حِين أعجبتني ... وَولى الشَّبَاب وَجَاء الْكبر) 6 - (فَإِن أبك أبك على فاجع ... وَإِن يَك صَبر فمثلي صَبر)   1 - الْمَعْنى أَن المسرة لَا تدوم على حَال إِذْ موعدها المساءة وهما أختَان لوُقُوع التقابل بَينهمَا فالإنسان يَمُوت إِمَّا لَيْلًا أَو نَهَارا 2 - الْمَعْنى إِذا بلغك موت أحد فَاعْتبر بِهِ وتيقن أَن سَبِيلك سَبيله فَخير مَا يخْتَار فِي الْحَيَاة التزود بِالْعَمَلِ الصَّالح 3 - الْمَعْنى أَن أخي كَانَ جَامعا للمشتت من الْأَخْلَاق الْحَسَنَة فَكَانَ أَخا فِي الْمَوَدَّة وَأَبا فِي الْبر وَأما فِي الرأفة وَقَلِيل اجْتِمَاع هَذِه الْأَخْلَاق فِي رجل وَاحِد 4 - الْمَعْنى أَنِّي كنت مستغنيا بِهِ عَن كل عَزِيز فقدته قبله فصرت لَا أُبَالِي بعد مَوته بفقد أحد 5 - الْمَعْنى أَنِّي فقدتك حِين سر قلبِي بك وَقمت بخدمتي فَذَهَبت حِين تولى الشَّبَاب ونزول الْكبر 6 - الْمَعْنى أَنِّي إِذا بَكَيْت لَا ألام فَإِنِّي لَا أبْكِي إِلَّا على من فجع النَّاس مَوته وَإِذا قدر مني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 صَبر فلي أُسْوَة بأمثالي وَالْحَمْد لله فِي الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أولى الرِّوَايَة والدراية تمّ الْجُزْء الأول بعون الله تَعَالَى ويليه الْجُزْء الثَّانِي أَوله بَاب الْأَدَب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 (لكل امْرِئ شعب من الْقلب فارغ ... وَمَوْضِع نجوى لَا يرام اطلاعها) (يظلون شَتَّى فِي الْبِلَاد وسرهم ... إِلَى صَخْرَة أعيا الرِّجَال انصداعها) وَقَالَ يحيى بن زِيَاد تقدّمت تَرْجَمته 3 - (وَلما رَأَيْت الشيب لَاحَ بياضه ... بمفرق رَأْسِي قلت للشيب مرْحَبًا) 4 - (وَلَو خفت إِنِّي إِن كَفَفْت تحيتي ... تنكب عني رمت أَن يتنكبا) 5 - (وَلَكِن إِذا مَا حل كره فسامحت ... بِهِ النَّفس يَوْمًا كَانَ للكره أذهبا)   أفردت كلا مِنْهُم بِالْوَفَاءِ وكتمان مَا أودعني من سره فَكنت أَنا نظام أسرارهم 1 - الشّعب هُنَا الْجَانِب ونجوى مصدر ويوصف بِهِ الْأَمر المكتوم وَالْمعْنَى لكل رجل مِنْهُم مَوضِع من قلبِي أحفظ لَهُ فِيهِ مَا يودعني من السِّرّ وَمَوْضِع مُنَاجَاة يصعب الْوُصُول إِلَيْهِ 2 - يُقَال شت الْأَمر شتا وشتيتا تفرق قَوْله إِلَى صَخْرَة أَي مضموم إِلَى صَخْرَة وأعياه كَذَا أعجزه وانصدع انْشَقَّ وَالْمعْنَى أَنهم يغيبون عني وسرهم مَكْتُوم عِنْدِي كَأَنَّهُمْ أودعوه فِي صَخْرَة أعجز الرِّجَال شقها 3 - لَاحَ أشرق وأضاء وَكَانَ الظَّاهِر أَن يَقُول قلت لَهُ وَلكنه أظهر للتفخيم ومرحبا كلمة تقال للتحية وَالْإِكْرَام وَالْمعْنَى لما ظهر الشيب برأسي رضيت بِهِ وأكرمته 4 - خفت المُرَاد بهَا رَجَوْت وتنكب أعرض 5 - الكره الْمَكْرُوه وَجَاء بلكن هُنَا لترك قصَّة إِلَى قصَّة أُخْرَى وسامحت ساهلت وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَو رَجَوْت إِنِّي إِذا تكرهت المشيب وغضبت عَلَيْهِ أعرض عني لفَعَلت ذَلِك حَتَّى يعرض عني وَلَكِن إِذا حل مَا يكرههُ الْإِنْسَان فَتَلقاهُ بثبات وصبر كَانَ ذَلِك أعون على زَوَال الْكَرَاهَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 3 1 - وَقَالَ المرار بن سعيد (إِذا شِئْت يَوْمًا أَن تسود عشيرة ... فبالحلم سدلا بالتسرع والشتم) 3 - (وللحلم خير فاعلمن مغبة ... من الْجَهْل إِلَّا أَن تشمس من ظلم) وَقَالَ عِصَام بن عبيد الزماني) 5 - (أبلغ أَبَا مسمع عني مغلغلة ... وَفِي العتاب حَيَاة بَين أَقوام)   1 - وجده حبيب بن خَالِد بن نَضْلَة بن الأشيم بن هوَازن شَاعِر إسلامي من مخضرمي الدولتين بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وَقيل إِنَّه لم يدْرك بني الْعَبَّاس وَكَانَ قَصِيرا مفرط الْقصر ضئيل الْجِسْم وَكَانَ يهاجي الْمسَاوِر بن هِنْد أحد بني جذيمة الْعَبْسِي وَكَانَ لَهُ أَخ يُسمى بَدْرًا وَكَانَا لصين وَكَانَ بدر أشهر مِنْهُ بِالسَّرقَةِ وَأكْثر غارات على النَّاس 2 - التسرع التعجل وَالْمعْنَى إِذا أردْت أَن تكون سيدا فِي عشيرة فَاسْتعْمل مَعهَا الرِّفْق والمداراة لَا الْغَضَب والتحامل 3 - اللَّام لَام الِابْتِدَاء وَقَوله فاعلمن أَي فَاعْلَم الْحلم ومغبته والمغبة الْعَاقِبَة وَلما قَالَ وللحلم خير من الْجَهْل مغبة وَأطلق رَجَعَ وَاسْتثنى فِي كَلَامه فَقَالَ إِلَّا أَن تشمس الخ وَيُقَال شمس لي فلَان إِذا تنكروهم بِالشَّرِّ وَالْمعْنَى أَن عَاقِبَة الْحلم خير من عَاقِبَة الْجَهْل فَالْزَمْ الْحلم إِلَّا أَن ترى ظلما لَا يدْفع إِلَّا بِالْجَهْلِ فافعله فَإِنَّهُ أفضل إِذن من الْحلم 4 - هُوَ شَاعِر جاهلي مقل من من بني حنيفَة ابْن لجيم وزمان أحد أجداده 5 - مغلغة أَي رِسَالَة مغلغلة وَمعنى كَونهَا مغلغلة مَحْمُولَة من بلد إِلَى بلد وَفِي العتاب الخ اعْتِرَاض وَالْمعْنَى أد رسالتي إِلَى أبي مسمع وأعلمه أَن الْقَوْم مَا داموا يتعاتبون فهم بِخَير فَإِذا ارْتَفع العتاب من بَينهم انطوت صُدُورهمْ على الضغائن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 4 (أدخلت قبلي قوما لم يكن لَهُم ... فِي الْحق أَن يدخلُوا الْأَبْوَاب قدامي) (لَو عد قبر وقبر كنت أكْرمهم ... مَيتا وأبعدهم من منزل الذام) 3 - (فقد جعلت إِذا مَا حَاجَتي نزلت ... بِبَاب دَارك أدلوها بِأَقْوَام) 4 - وَقَالَ شبيب بن البرصاء المري   1 - الْمَعْنى قربت دوني قوما لَيْسَ لَهُم حق الْقرْبَة 2 - الام الْعَيْب وَالْمعْنَى أَن الْقُبُور لَو عدت وَاحِدًا بعد وَاحِد لَكُنْت أكْرم من مضى قبلك من الْأَمْوَات وأبعدهم عَن الْعَيْب 3 - أدلوها انتجزها وَالْمعْنَى أَنَّك لرفعتهم على عنْدك أحوجتني إِلَى استشفاع النَّاس فِي تنجز حوائجي 4 - هُوَ شبيب بن زيد بن جَمْرَة أَو جبرة يصل نسبه إِلَى مرّة بن سعد بن ذبيان والبرصاء أمه قَالُوا أَن البرصاء هَذِه خطبهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يكن بهَا برص فَقَالَ أَبوهَا لَا أرضاها لَك يَا رَسُول الله فَإِنَّهَا برصاء فَرجع أَبوهَا إِلَيْهَا فَإِذا هِيَ قد برصت وأبوها اسْمه الْحَارِث بن عَوْف بن أبي حَارِثَة وشبيب شَاعِر فصيح إسلامي بدوي لم يحضر إِلَّا وافدا أَو منتجعا وَهُوَ من شعراء بني أُميَّة وَكَانَ يهاجي عقيل بن علفة ويعاديه لشراسة كَانَت فِي عقيل وَشر عَظِيم وَكِلَاهُمَا كَانَ سيدا شريفا فِي قومه وَكَانَ شبيب أَعور أصَاب عينه رجل من طيىء فِي حَرْب كَانَت بَينهم وَكَانَ قد خطب إِلَى يزِيد بن هَاشم بن حَرْمَلَة المري ابْنَته فَقَالَ هِيَ صَغِيرَة فَقَالَ شبيب لَا وَلَكِنَّك تُرِيدُ أَن تردني فَقَالَ لَهُ يزِيد مَا أردْت ذَاك وَلَكِن انظرني هَذَا الْعَام فَرَحل شبيب مغضبا فَكلم يزِيد بعض أَهله وَقَالَ لَهُ مَا أفلحت خطب إِلَيْك شبيب سيد قَوْمك فرددته فَبعث إِلَيْهِ يزِيد ارْجع فقد زَوجتك فَإِنِّي أكره أَن ترجع إِلَيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 (وَإِنِّي لتراك الضغينة قد بدا ... ثراها من الْمولى فَلَا استثيرها) (مَخَافَة أَن تجنى عَليّ وَإِنَّمَا ... يهيج كبيرات الْأُمُور صغيرها) 3 - (لعمري لقد أشرفت يَوْم عنيزة ... على رَغْبَة لَو شدّ نَفسِي مريرها) 4 - (تبين أعقاب الْأُمُور إِذا مَضَت ... وَتقبل أشباها عَلَيْك صدورها) 5 - (إِذا افتخرت سعد بن ذبيان لم تَجِد ... سوى مَا ابتنينا مَا يعد فخورها)   أهلك وَقد رددتك فَأبى شبيب أَن يرجع وَقَالَ قصيدة اخْتَار مِنْهَا أَبُو تَمام هَذِه الأبيات 1 - الضغينة الحقد وأصل الثرى الندوة فِي التُّرَاب واستثاره أثاره وَالْمولى ابْن الْعم هُنَا يَقُول إِنِّي أعفو وأتغاضى وَأعْرض عَن الشَّرّ إِذا بدا لي من ابْن عمي 2 - ضمير تجني رَاجع إِلَى الضغينة وَالْمعْنَى مَخَافَة أَن تجر الضغينة على أمرا لَا يُمكن تَدَارُكه فقد يكون الْأَمر صَغِيرا فِي المبدإ ثمَّ يزْدَاد عظما حَتَّى يعم شَره 3 - عنيزة مَوضِع وَالرَّغْبَة المرغوب فِيهِ كَأَنَّهُ كَانَ قد ظَهرت لَهُ فرْصَة فِي صَاحبه لَو انتهزها لَكَانَ فِيهَا الاشتفاء والمرير من الحبال الْمُحكم فتله وَالْمعْنَى أقسم بحياتي إِنِّي نظرت يَوْم عنيزة إِلَى أَمر مَرْغُوب فِيهِ وبغية كَانَت لي لَو أمضيت فِيهَا عزمي لشفيت نَفسِي وَلَكِنِّي اخْتَرْت مَا هُوَ الْأَفْضَل والأمدح فمنعت نَفسِي عَن الشَّرّ وطويتها على السماح 4 - تبين أَي تتبين وأعقاب الْأُمُور أواخرها وَالْمرَاد بالأشباه المتشابهة وصدورها أوائلها وَالْمعْنَى أَن الْأُمُور إِذا مَضَت لَا تشتبه نتائجها وَإِنَّمَا المشتبه عَلَيْك مِنْهَا أوائلها 5 - فَخر الْقَوْم ذكرُوا مناقبهم وَمَا مفعول لتجد وَالْمعْنَى أَن قَبيلَة سعد ابْن ذبيان إِذا افتخرت لم تَجِد مَا تعده فخرا سوى مَا بنيناه من الْمجد فالفخر لنا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 (فَلَا خير فِي العيدان إِلَّا صلابها ... وَلَا ناهضات الطير إِلَّا صقورها) (ألم تَرَ أَنا نور قوم وَإِنَّمَا ... يبين فِي الظلماء للنَّاس نورها) وَقَالَ معن بن أَوْس   1 - الناهض من الطير الباسط جناحيه للطيران وَالْمعْنَى خير الأعواد أصلبها وأسرع الطُّيُور صقورها يَعْنِي أَن المفاخر لَا ينالها إِلَّا من هُوَ أهل لَهَا 2 - جعل نَفسه وَقَومه نورا لبلادهم لِأَنَّهُ ينْتَفع بهم كَمَا ينْتَفع بِالنورِ وَالْعرب تَقول فِي الْمَدْح فلَان نجم الْبَلَد ونوره إِلَّا أَنهم إِذا قَالُوا فلَان شمس أَرَادوا الْغَلَبَة والظهور وَإِذا قَالُوا نور أَرَادوا الرّفْعَة والشرف وَالْمعْنَى ألم تَرَ أَنا للْقَوْم بِمَنْزِلَة النُّور للأبصار فَلَا يَهْتَدُونَ إِلَّا بِحسن تدبيرنا 3 - وجده نصر ابْن زِيَاد يَنْتَهِي نسبه إِلَى مزينة بن أد وَهُوَ شَاعِر مجيد محسن متين الْكَلَام حسن الديباجة فخم الْمعَانِي من مخضرمي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَله مدائح كَثِيرَة فِي أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووفد إِلَى عمر بن الْخطاب مستعينا بِهِ على بعض أمره وخاطبه بقصيدته الَّتِي أَولهَا (تأوبه طيف بِذَات الجرائم ... فَنَامَ رفيقاه وَلَيْسَ بنائم) وَعمر بعد ذَلِك إِلَى أَيَّام الْفِتْنَة بَين عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم وَكَانَ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان يفضل مزينة فِي الشّعْر وَيَقُول كَانَ أشعر أهل الْجَاهِلِيَّة مِنْهُم وَهُوَ زُهَيْر وَكَانَ أشعر أهل الْإِسْلَام مِنْهُم وَهُوَ ابْنه كَعْب ومعن ابْن أَوْس وَكَانَ لَهُ صديق قد تزوج معن بأخته فاتفق أَن مَعنا طَلقهَا فآلى صديقه أَن لَا يكلمهُ أبدا فَأَنْشَأَ معن يستعطف قلبه ويسترقه لَهُ بِهَذِهِ الأبيات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 (لعمرك مَا أَدْرِي وَإِنِّي لأوجل ... على أَيّنَا تَغْدُو الْمنية أول) (وَإِنِّي أَخُوك الدَّائِم الْعَهْد لم أخن ... إِن أبزاك خصم أَو نبابك منزل) 3 - (أُحَارب من حَارَبت من ذِي عَدَاوَة ... وأحبس مَالِي إِن غرمت فأعقل) 4 - (وَإِن سؤتني يَوْمًا صفحت ألى غَد ... ليعقب يَوْمًا مِنْك آخر مقبل) 5 - (كَأَنَّك تشفى مِنْك دَاء مساءتي ... وسخطي وَمَا فِي ريبتي مَا تعجل) 6 - (وَإِنِّي على أَشْيَاء مِنْك تريبني ... قَدِيما لذُو صفح على ذَاك مُجمل)   1 - وَجل خَافَ وَالْمعْنَى وبقائك مَا أعلم أَيْن يكون الْمُقدم فِي غدو الْمَوْت عَلَيْهِ وانتهاء الْأَجَل بِهِ وَإِنِّي لخائف مترقب 2 - أَبْزَى بِهِ فلَان قهره وبطش بِهِ ونبا بعد ونيابه الْمنزل لم توافقه الْإِقَامَة فِيهِ 3 - أُحَارب الخ هَذَا تَفْسِير لدوام عَهده وثبات وده وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي لَك صَادِق الْمَوَدَّة دَائِم الْوَفَاء وَلَا يظْهر لَك ذَلِك إِلَّا عِنْد تطاول الْأَعْدَاء وتجافي الْمنزل فأعادي من عاداك وَإِن أَصَابَك غرم حبست مَالِي عَلَيْك لتدفع بِهِ مَا يثقلك من الدّين 4 - الْمَعْنى إِن فعلت مَا يسوؤني تجاوزت عَنْك إِلَى غَد ليجيء يَوْم آخر مقبل مِنْك بِمَا يسرني 5 - مساءتي يُرِيد إساءتك إِلَيّ وَكَذَلِكَ سخطي يُرِيد سخطك عَليّ وَقَوله وَمَا فِي ريبتي مَا تعجل يُرِيد لَيْسَ فِي مساءتي وَمَا يريبني ربح وَمَنْفَعَة تتعجلها وَالْمعْنَى أَنَّك تستمر فِي إساءتك إِلَيّ وسخطك عَليّ حَتَّى كَأَن بك دَاء شفاؤه بذلك وَمَا فِي مساءتي وَمَا يريبني ربح وَمَنْفَعَة توجب أَن تتعجلها 6 - الْمَعْنى وَإِنِّي مَعَ كوني غير رَاض عَنْك لما رَابَنِي فِيك من قديم الْإِسَاءَة لصفوح ومهد إِلَيْك الْجَمِيل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 (ستقطع فِي الدُّنْيَا إِذا مَا قطعتني ... يَمِينك فَانْظُر أَي كف تبدل) (وَفِي النَّاس إِن رثت حبالك وَاصل ... وَفِي الأَرْض عَن دَار القلى متحول) 3 - (إِذا أَنْت لم تنصف أَخَاك وجدته ... على طرف الهجران إِن كَانَ يعقل) 4 - (ويركب حد السَّيْف من أَن تضيمه ... إِذا لم يكن عَن شفرة السَّيْف مزحل) 5 - (وَكنت إِذا مَا صَاحب رام ظنتي ... وَبدل سوأ بِالَّذِي كنت أفعل) 6 - (قلبت لَهُ ظهر الْمِجَن فَلم أَدَم ... على ذَاك إِلَّا ريثما أتحول) 7 - (إِذا انصرفت نَفسِي عَن الشَّيْء لم تكد ... إِلَيْهِ بِوَجْه آخر الدَّهْر تقبل)   1 - الْمَعْنى أَنا لَك فِي الْمُوَافقَة بِمَنْزِلَة يَمِينك وَإِذا قطعتني فَإِنَّمَا قطعت يَمِينك فَانْظُر من الَّذِي تَجْعَلهُ بدلي ويشفق عَلَيْك شفقتي 2 - رثت ضعفت والقلى البغض وَالْمعْنَى إِن ضعفت أَسبَاب مودتك فَفِي النَّاس من يرغب فِي مواصلتي وَالْأَرْض وَاسِعَة وفيهَا مَوضِع أنتقل إِلَيْهِ عَن قرب من يبغضني 3 - يعقل يفرق بَين الْإِحْسَان والإساءة 4 - مزحل مبعد وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنَّك إِذا لم تعامل أَخَاك بالإنصاف الَّذِي هُوَ شَرط فِي الْأُخوة وجدته يهجرك إِن كَانَ يفرق بَين الْإِحْسَان والإساءة فَإِذا لم يجد لَهُ مهربا من ظلمك إِلَّا حد السَّيْف رَكبه وَلم يصبر على ظلمك إِيَّاه 5 - ظنني الظنة التُّهْمَة 6 - الْمِجَن الترس والريث البطء وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي كنت إِذا جَاوز أحد حد وفائي إِلَى حد الذلة وَبدل إحساني إِلَيْهِ بالإساءة تحولت عَن صداقته إِلَى عدواته وعاملته كَمَا يعاملني وَلم أَدَم على تحمل ضيمه إِلَّا مُدَّة تحولي 7 - الْمَعْنى أَنِّي إِذا صرفت نَفسِي عَن الشَّيْء كَرَاهَة فِيهِ لم ألتفت إِلَيْهِ أبدا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 1 - وَقَالَ عَمْرو بن قميئة (يَا لهف نَفسِي على الشَّبَاب وَلم ... أفقد بِهِ إِذْ فقدته أمما) 3 - (إِذْ أسحب الريط والمروط إِلَى ... أدنى تجاري وانفض اللمما)   1 - وجده ذريح بن سعد بن مَالك أحد بني ضبيعة وَكَانَ عَمْرو بن قميئة شَاعِرًا فحلا مقدما من قدماء الشُّعَرَاء فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ أقدم من امْرِئ الْقَيْس وسمته الْعَرَب عمرا الضائع لمَوْته فِي غربَة وَفِي غير مأرب وَلَا مطلب وَكَانَ فِي حَدَاثَة سنه شَابًّا جميلا حسن الْوَجْه مديد الْقَامَة عفيفا وَمَات أَبوهُ وَخَلفه صَغِيرا فَكَفَلَهُ عَمه مرْثَد بن سعد فَلَمَّا شب راودته امْرَأَة عَمه عَن نَفسه فَأبى وَأَرَادَ أَن يخرج فخافت الفضيحة فمنعته من الْخُرُوج حَتَّى جَاءَ عَمه فَوَجَدَهَا مغضبة فَقَالَ مَا بالك قَالَت إِن رجلا من قَوْمك قريب الْقَرَابَة جَاءَ يستامني نَفسِي وَيُرِيد فراشك مُنْذُ خرجت قَالَ من هُوَ قَالَت أما أَنا فَلَا أُسَمِّيهِ وَلَكِن قُم فافتقد أَثَره فَقَامَ فَعرفهُ فَلَمَّا رَآهُ عَمْرو خَافَ الشَّرّ وَخرج إِلَى الْحيرَة ثمَّ اعتذر بعد مُدَّة إِلَى عَمه وَرجع إِلَيْهِ 2 - الْأُمَم الْقَصْد الْقَرِيب وَالْمعْنَى هَذَا أوانك يَا تحسري فَإِنِّي لم أفقد بالشباب أمرا هينا قَرِيبا وَلَكِنِّي فقدت بِهِ أمرا عَظِيما بعيد الْمطلب 3 - أسحب أجر والريط جمع ريطة وَهِي الملاءة إِذا كَانَت قِطْعَة وَاحِدَة والمروط جمع مرط وَهُوَ كسَاء من خَز وَنَحْوه والتجار جمع تَاجر وَهُوَ هُنَا الْخمار واللمم جمع لمة وَهُوَ مَا ألم بالمنكب من الشّعْر وَالْمعْنَى أَن ذَلِك الزَّمَان الَّذِي هُوَ زمَان اللَّهْو والنشاط كنت فِيهِ شَابًّا أجر أذيالي إِلَى أقرب خمار من الخمارين الَّذين أبايعهم وأشتري الْخمر مِنْهُم وأنفض شعر اللمة عجبا بنفسي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 (لَا تغبط الْمَرْء أَن يُقَال لَهُ ... أَمْسَى فلَان لسنه حكما) (إِن سره طول عمره فَلَقَد ... أضحى على الْوَجْه طول مَا سلما) وَقَالَ إِيَاس بن الْقَائِف 3 - (تقيم الرِّجَال الْأَغْنِيَاء بأرضهم ... وَتَرْمِي النَّوَى بالمقترين المراميا) 4 - (فَأكْرم أَخَاك الدَّهْر مَا دمتما مَعًا ... كفى بالممات فرقة وتنائيا) 5 - (إِذا زرت أَرضًا بعد طول اجتنابها ... فقدت صديقي والبلاد كَمَا هيا) 6 - وَقَالَ ربيعَة بن مقروم الضَّبِّيّ   1 - غبطته تمنيت مثل حَاله وَالْمعْنَى لَا تحسد الرجل إِذا كَبرت سنه فَجعل حكما لذَلِك فَإِن الَّذِي فَاتَهُ من الشبيبة أفضل مِمَّا أُوتِيَ من السِّيَادَة وَالْحكم 2 - الْمَعْنى إِن سره أَنه عَاشَ طَويلا فَإِن ذَلِك قد تبين فِي وَجهه وَظَهَرت آثَار الْكبر عَلَيْهِ 3 - تقيم الرِّجَال الخ يفضل الْغنى على الْفقر وَيبْعَث على طلبه وارتياده والنوى وجهة الْقَوْم الَّتِي يقصدونها والمقترون المقلون والمرامي جمع مرمي وَهُوَ هُنَا الْمَكَان وَالْمعْنَى أَن الرَّاحَة بالغنى والتعب بالفقر 4 - الدَّهْر انتصب على أَنه ظرف وَمَا دمتما بدل مِنْهُ والتنائي الْبعد يَقُول اجْتهد فِي إكرام أَخِيك مُدَّة بقائكما ودوامكما مُجْتَمعين فَإِنَّهُ لَا تلاقي بعد الْمَوْت وَكفى بِهِ مفرقا 5 - بعد طول اجتنابها أَي بعد طول اجتنابي إِيَّاهَا يَقُول فَلَا تهجر أَخَاك فَرُبمَا تغيب عَنهُ ثمَّ تعود طَالبا لوصله فَلَا تَجدهُ 6 - وجده قيس بن جَابر بن خَالِد شَاعِر مُضَرِي مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وعاش فِي الْإِسْلَام زَمَانا وَله شعر فاخر جيد حسن مُخْتَار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 (وَكم من حَامِل لي ضَب ضغن ... بعيد قلبه حُلْو اللِّسَان) (وَلَو أَنِّي أَشَاء نقمت مِنْهُ ... بشغب أَو لِسَان تيحان) 3 - (وَلَكِنِّي وصلت الْحَبل مِنْهُ ... مُوَاصلَة بِحَبل أبي بَيَان) 4 - (وضمرة إِن ضَمرَة خير جَار ... علقت لَهُ بِأَسْبَاب متان) 5 - (هجان الْحَيّ كالذهب الْمُصَفّى ... صَبِيحَة دِيمَة يجنيه جَان) وَقَالَ سلمى بن ربيعَة وَتَقَدَّمت تَرْجَمته   1 - كم هُنَا للتكثير وَهِي خبرية والضب الحقد وأضافه إِلَى الضغن لِأَن الضَّب فِيهِ عسر وَشدَّة الْعسر فَكَأَنَّهُ قَالَ حقد عسر وَالْمعْنَى وَكم من رجل بصدره حقد على شَدِيد يعطيني بِلِسَانِهِ مَا أحب ويضمر لي فِي قلبه مَا أكره 2 - الشغب تهيج الشَّرّ وتيحان أَي عريض يَقُول مَا لَا يعنيه يَقُول وَلَو أردْت الانتقام مِنْهُ لانتقمت بِلِسَان طلق ذلق يهيج الشَّرّ 3 - الْحَبل هُنَا وَسَائِل الْمحبَّة ووثيقات الْمَوَدَّة وَأَبُو بَيَان أحد أعمام ربيعَة بن مقروم يَقُول وَلَكِنِّي أبقيت على من يعاديني ووصلت أَسبَاب محبته وَلم أعجل مؤاخذته بإساءته إِلَيّ ووصلته بِحَبل أبي بَيَان عمي 4 - الْأَسْبَاب الحبال والمتان جمع متين وَهُوَ الْمُحكم يَقُول ووصلته أَيْضا بِحَبل ضَمرَة الَّذِي هُوَ خير جَار لي وبيني وَبَينه وافر اتِّحَاد وعهود وَثِيقَة 5 - هجان الْحَيّ كريمه وَقَوله كالذهب الْمُصَفّى يُرِيد لَا عيب فِيهِ كَمَا أَن الذَّهَب الْخَالِص لَا عيب فِيهِ وَلَا يتَغَيَّر وَلَا يصدأ والديمة مطر بِلَا رعد وَلَا برق وَالْهَاء فِي يجنيه عَائِدَة إِلَى الذَّهَب وَوضع يجنيه مَوضِع يلتقطه يَقُول وَله كرم فِي الْحَيّ وصفاء خلق كالذهب الْخَالِص الَّذِي يتلألأ لآخذه بعد الْمَطَر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 (إِن شواء ونشوة ... وخبب البازل الأمون) (يجشمها الْمَرْء فِي الْهوى ... مَسَافَة الْغَائِط البطين) 3 - (وَالْبيض يرفلن كالدمى ... فِي الريط وَالْمذهب المصون) 4 - (والكثر والخفض آمنا ... وَشرع المزهر الحنون) 5 - (من لَذَّة الْعَيْش والفتى ... للدهر والدهر ذُو فنون)   1 - الشواء اللَّحْم المشوي والنشوة الْخمر وَالسكر والخبب ضرب من سير الْإِبِل والبازل الَّتِي قد اسْتكْمل لَهَا تسع سِنِين فتناهت قوتها والأمون النَّاقة الَّتِي يُؤمن عثارها 2 - يجشمها الْمَرْء صفة أَيْضا للبازل والهوى مَا يهواه الْإِنْسَان وَالْغَائِط المطمئن من الأَرْض والبطين الْوَاسِع الغامض أَي يكلفها صَاحبهَا قطع الْمسَافَة الْبَعِيدَة فِيمَا يهواه 3 - الْبيض النِّسَاء الحسان ويرفلن يتبخترن والدمي جمع دمية بِالضَّمِّ وَهِي الصُّورَة من العاج والريط جمع ريطة وَهِي الملاءة الواسعة وَالْمذهب المصون يُرِيد بِهِ الثِّيَاب الفاخرة المطرزة بِالذَّهَب 4 - الكثر المَال الْكثير والخفض الرَّاحَة والدعة وَالشَّرْع أوتار الْعود وَهُوَ المزهر والحنون من الحنين وَهُوَ المطرب من الصَّوْت 5 - من لَذَّة الْعَيْش خبر إِن فِي أول الْقطعَة وَقَوله والفتى للدهر الخ يُرِيد أَن كل ذَلِك مِمَّا يلتذ بِهِ الْمَرْء وَلَكِن الْفَتى هدف للدهر والدهر ذُو شؤون وأحوال مُخْتَلفَة وَمعنى الأبيات أَن أكل الشواء وَشرب الْخمر وإعمال النَّاقة فِي مآرب الْإِنْسَان وَغير ذَلِك مِمَّا ذكر من ملاذ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَالْإِنْسَان مَحْكُوم للدهر والدهر ذُو فنون لَا يبْقى على حَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 (والعسر كاليسر والغنى ... كَالْعدمِ والحي للمنون) (أهلكن طسما وَبعده ... غذي بهم وَذَا جدون) 3 - (وَأهل جاش ومأرب ... وَحي لُقْمَان والتقون) 4 - وَقَالَ آخر   1 - الْمنون الْمَوْت يُرِيد لَا تثق بالدهر وَلَا تأمن جَانِبه فاليوم يسر وَغدا عسر وَمرَّة غنى وَمرَّة فقر والغاية فِي كل حَال هِيَ الْمَوْت 2 - طسم حَيّ من الْيمن والغذي السخلة والبهم أَوْلَاد الضَّأْن والمعز وَالْبَقر وَذُو جدون علس بن الْحَارِث من حمير وَهُوَ أول من غنى بِالْيمن سمي بِهِ لحسن صَوته يُرِيد أَن الدَّهْر مَا أبقى على أحد 3 - جاش مَوضِع بِالْيمن ومأرب بلد من بِلَاد الْيمن ولقمان هُوَ ابْن عاديا والتقون جمع تقن وَهُوَ الحاذق وَمعنى الأبيات لَا تثق بالدهر فَإِنَّهُ غير وَفِي فاليوم يسر وَغدا عسر والحي ميت أَلا ترى مَا صَنعته الْأَيَّام بِمن ذكرُوا من هلاكهم فَكَأَنَّهُ يَقُول عش غَنِيا أَو فَقِيرا فَإِن المون لَا يتركك 4 - هُوَ عبد الله ابْن همام السَّلُولي من بني مرّة بن صعصعة شَاعِر إسلامي كَانَ مكينا عِنْد آل مَرْوَان وَهُوَ الَّذِي بعث يزِيد بن مُعَاوِيَة على الْبيعَة لِابْنِهِ مُعَاوِيَة وَكَانَ يُقَال لَهُ الْعَطَّار لحسن شعره وَهُوَ من التَّابِعين لَا من الصَّحَابَة وَكَانَ قد وشى بِهِ واش إِلَى زِيَاد بن أَبِيه فَقَالَ لَهُ إِن عبد الله قد هجاك فَقَالَ زِيَاد للرجل أفأجمع بَيْنكُمَا قَالَ نعم فَبعث زِيَاد إِلَى ابْن همام فجَاء وَدخل الرجل بَيْتا فَقَالَ زِيَاد لِابْنِ همام بَلغنِي أَنَّك هجوتني فَقَالَ لَهُ كلا أصلح الله الْأَمِير مَا فعلت وَلَا أَنْت لذَلِك أهل قَالَ فَإِن هَذَا أَخْبرنِي وَأخرج الرجل فَأَطْرَقَ ابْن همام هنيهة ثمَّ أقبل على الرجل فَقَالَ وَأَنت امْرُؤ الْبَيْتَيْنِ فأعجب زِيَاد بجوابه وأقصى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 (وَأَنت امْرُؤ إِمَّا ائتمنتك خَالِيا ... فخنت وَإِمَّا قلت قولا بِلَا علم) (فَأَنت من الْأَمر الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... بِمَنْزِلَة بَين الْخِيَانَة وَالْإِثْم) وَقَالَ شبيب بن البرصاء المري تقدّمت تَرْجَمته 3 - (قلت لغلاق بعرنان مَا ترى ... فَمَا كَاد لي عَن ظهر وَاضِحَة يُبْدِي) 4 - (تَبَسم كرها واستبنت الَّذِي بِهِ ... من الْحزن البادي وَمن شدَّة الوجد) 5 - (إِذا الْمَرْء أعراه الصّديق بدا لَهُ ... بِأَرْض الأعادي بعض ألوانها الربد)   السَّاعِي وَلم يقبل مِنْهُ 1 - إِمَّا حرف تَفْصِيل وَشرط وائتمنتك اخْتَرْتُك وجعلتك موضعا لأمانتي وخاليا حَال أَي وَقد خلوت بك لِئَلَّا يتَجَاوَز السِّرّ الَّذِي أودعتكه غَيرنَا وَقَوله فخنت عطف على أئتمنتك كَأَنَّهُ قَالَ أَنْت رجل إِمَّا مؤتمن فخنت الْأَمَانَة وَإِمَّا قَائِل قولا لَا علم لَك بِهِ يَقُول إِنَّك على كل حَال مَذْمُوم لِأَنَّك لَا تَخْلُو إِمَّا أَن أكون قد أسررت إِلَيْك فخنتني أَو أَنَّك قلت هَذَا بِغَيْر علم 2 - الْمَعْنى أَنْت من الْأَمر الَّذِي حدث بَيْننَا فِي منزلَة مذمومة إِمَّا على الْخِيَانَة فِيمَا ائتمنت فِيهِ وَإِمَّا على الْإِثْم فِيمَا تستشهد فِيهِ أَي بِمَا لَا علم لَك بِهِ 3 - غلاق اسْم رجل وعرنان اسْم وَاد والواضحة الْأَسْنَان تبدو عِنْد الضحك 4 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي كلما كلمت غلاقا أَو سَأَلته عَن شَيْء بالوادي الْمُسَمّى بعرنان لم يكد يظْهر لي طلاقة وبشاشة وَذَلِكَ لإعراضه عني أَو لما خالطه من الْفِكر غير أَنه تَبَسم لَا عَن رضى مِنْهُ فَعلمت بذلك مَا فِي قلبه من الْحزن وعظيم الوجد 5 - يُقَال أعراه صديقه إِذا تبَاعد عَنهُ وَلم ينصره والربد لون إِلَى الغبرة وَهَذَا مثل أَي ظهر لَهُ من أعدائه مَا يكره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 وَقَالَ سَالم بن وابصة الْأَسدي وَهُوَ شَاعِر إسلامي تَابِعِيّ (أحب الْفَتى يَنْفِي الْفَوَاحِش سَمعه ... كَأَن بِهِ عَن كل فَاحِشَة وقرا) (سليم دواعي الصَّدْر لَا باسطا أَذَى ... وَلَا مَانِعا خيرا وَلَا قَائِلا هجرا) 3 - (إِذا شِئْت أَن تدعى كَرِيمًا مكرما ... أديبا ظريفا عَاقِلا ماجدا حرا) 4 - (إِذا مَا أَتَت من صَاحب لَك زلَّة ... فَكُن أَنْت محتالا لزلته عذرا) 5 - (غنى النَّفس مَا يَكْفِيك من سد خلة ... فَإِن زَاد شَيْئا عَاد ذَاك الْغنى فقرا)   وَالْمعْنَى أَن الرجل إِذا تبَاعد عَنهُ صديقه وخذله وَقعد عَن نصرته وَقد تَركه بالفضاء فِي أَرض الْعَدو ظهر لَهُ من ألوانها الربد أَي بدا لَهُ من أعدائه مَا يكره 1 - لوقر الصمم وَالْمعْنَى أَنِّي لَا أحب من الفتيان إِلَّا من ينزه نَفسه عَن الْفَوَاحِش فَإِذا مر شَيْء مِنْهَا على سَمعه كَانَ كالأصم الَّذِي لَا يسمع سليم إِمَّا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَو مَنْصُوب على الْحَال مِمَّا قبله وعَلى كل فَمَا بعده إِلَى آخر الْبَيْت صِفَات لَهُ ودواعي الصَّدْر همومه والهجر الهذيان وَالْمعْنَى هُوَ فَتى سلم صَدره من دواعي الشَّرّ والمضار وَيدل على ذَلِك مَا عود نَفسه عَلَيْهِ من الْكَفّ عَن الْأَذَى وَحب الْخَيْر وَاجْتنَاب الهذيان 3 - حر الشَّيْء خالصه 4 - إِذا مَا أَتَت الخ جَوَاب إِذا الأولى وَمعنى الْبَيْتَيْنِ إِذا أردْت أَن تعرف بَين النَّاس بِالْكَرمِ وَحسن المعاشرة وَالْعقل وَالْمجد إِذا وَقعت من صديقك زلَّة فاطلب لَهَا حِيلَة يعْذر بهَا 5 - الْخلَّة الْحَاجة وَالْمعْنَى مَتى وجدت مَا يسد حَاجَتك فَأَنت غَنِي النَّفس فَإِن طلبت زِيَادَة عَن كفايتك صرت مُحْتَاجا فَيرجع غناك فقرا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 1 - قَالَ المؤمل بن أميل الْمحَاربي (وَكم من لئيم ود أَنِّي شتمته ... وَإِن كَانَ شتمي فِيهِ صاب وعلقم) 3 - (وللكف عَن شتم اللَّئِيم تكرما ... أضرّ لَهُ من شَتمه حِين يشْتم) وَقَالَ عقيل بن علنة المري تقدّمت تَرْجَمته 4 - (وللدهر أَثوَاب فَكُن فِي ثِيَابه ... كلبسته يَوْمًا أجد وأخلقا) 5 - (وَكن أَكيس الكيسى إِذا كنت فيهم ... وَإِن كنت فِي الحمقى فَكُن أَنْت أحمقا) وَقَالَ بعض الفزاريين   1 - أحد بني محَارب بن خصفة بن قيس عيلان شَاعِر كُوفِي إسلامي من مخضرمي الدولتين وَكَانَت شهرته فِي العباسية أَكثر وَانْقطع إِلَى الْمهْدي فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وَهُوَ صَالح الْمَذْهَب فِي شعر متوسط وَفِي شعره لين 2 - الصاب عصارة شجر مر وَالْمعْنَى وَكم من لئيم يشفى غلَّة صَدره بشتمي إِيَّاه وَإِن كَانَ فِي ذَلِك مَا تمجه الطباع كالمرارة الشَّدِيدَة 3 - الْمَعْنى أَن إمساكي عَن مشاتمة اللئام تكرما مني أصون لعرضي وَأَشد ضَرَرا عَلَيْهِم من الذَّم والهجو 4 - أجد وأخلقا أَرَادَ أجد يَوْمًا وأخلق يَوْمًا وَالْمعْنَى أَن الدَّهْر مُخْتَلف الشؤون فَكُن متلونا كتلونه وخالق النَّاس بأخلاقهم وَلَا تكلفهم من خلقك مَا لَا يُطِيقُونَ 5 - الْكيس الْعَاقِل الحاذق الظريف والأحمق قَلِيل الْعقل وَالْمعْنَى إِذا وجدت بَين الْعُقَلَاء فَكُن أعقلهم وَإِذا وجدت مَعَ الحمقى فَكُن أَشد مِنْهُم حمقا وَأجر مَعَ الدَّهْر كَمَا يجْرِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 (أكنه حِين أناديه لأكرمه ... وَلَا ألقبه والسوأة اللقبا) (كَذَاك أدبت حَتَّى صَار من خلقي ... إِنِّي وجدت ملاك الشيمة الأدبا) وَقَالَ رجل من بني قريع 3 - (مَتى مَا يرى النَّاس الْغَنِيّ وجاره ... فَقير يَقُولُوا عَاجز وجليد) 4 - (وَلَيْسَ الْغنى والفقر من حِيلَة الْفَتى ... وَلَكِن أحاظ قسمت وجدود) 5 - (إِذا الْمَرْء أعيته الْمُرُوءَة ناشئا ... فمطلبها كهلا عَلَيْهِ شَدِيد)   1 - السوأة مَنْصُوب على أَنه مفعول مَعَه واللقبا مَنْصُوب بألقبه وَالْمعْنَى أَنِّي عودت نَفسِي على حسن المعاشرة مَعَ جلسائي فَلَا أخاطب الْوَاحِد مِنْهُم إِلَّا بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ وَلَا ألقبه بِمَا يسوءه 2 - الْملاك اسْم لما يملك بِهِ الشَّيْء والشيمة الْخلق وَالْأَدب اسْم لما يَفْعَله الْإِنْسَان فيتزين بِهِ فِي النَّاس وَالْمعْنَى أَنِّي نشأت على الْأَدَب حَتَّى صَار الْأَدَب من خلقي وَقَوله إِنِّي وجدت الخ اسْتِئْنَاف لبَيَان فضل الْأَدَب وَحسن أَثَره يُرِيد إِنِّي لَا أجد شَيْئا تملك بِهِ الْأَخْلَاق إِلَّا الْأَدَب 3 - الجليد الصبور 4 - معنى الْبَيْتَيْنِ بلغ من جهل النَّاس أَنهم إِذا رَأَوْا الْغَنِيّ وجاره الْفَقِير يَقُولُونَ هَذَا من جلادته وتصبره أَتَاهُ الْغَنِيّ وَهَذَا من عَجزه أَتَاهُ الْفقر وَهَذَا افتراء بل الْغنى والفقر أَمْرَانِ لم يكن حصولهما بِالتَّدْبِيرِ والعلاج وَإِنَّمَا هَذِه حظوظ قسمهَا الله تَعَالَى بَين عباده فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا 5 - ناشئا انتصب على الْحَال وَيُقَال فَتى ناشيء أَي شَاب فَتى وَلَا تُوصَف بِهِ الْجَارِيَة وَالْمعْنَى إِذا ضعف الْإِنْسَان عَن نيل الْمُرُوءَة وَهُوَ شَاب فمطلبها وَهُوَ كهل بعيد عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 (وكائن رَأينَا من غَنِي مذمم ... وصعلوك قوم مَاتَ وَهُوَ حميد) (وَإِن امْرَءًا يُمْسِي وَيُصْبِح سالما ... من النَّاس إِلَّا مَا جنى لسَعِيد) وَقَالَ آخر 3 - (أضحت أُمُور النَّاس يغشين عَالما ... بِمَا يتقى مِنْهَا وَمَا يتَعَمَّد) 4 - (جدير بِأَن لَا أستكين وَلَا أرى ... إِذا الْأَمر ولى مُدبرا أتبلد) وَقَالَ آخر 5 - (وَإنَّك لَا تَدْرِي إِذا جَاءَ سَائل ... أَأَنْت بِمَا تعطيه أم هُوَ أسعد) 6 - (عَسى سَائل ذُو حَاجَة إِن منعته ... من الْيَوْم سؤلا أَن يكون لَهُ غَد)   1 - كَائِن بِمَعْنى كثير والصعلوك الْفَقِير وَالْمعْنَى لَيْسَ الشّرف بالغنى والفقر فكم من غَنِي رَأَيْنَاهُ مذموما مستحقرا وَكم من فَقير مدحه النَّاس بعد مَوته 2 - مَا مَصْدَرِيَّة وَالْمعْنَى أَن الَّذِي تسلم أَحْوَاله فِي ممساه ومصبحه بَين النَّاس لصَاحب سَعَادَة مَا لم يجن جِنَايَة 3 - يغشين أَي يغشين مني وعالما حَال من الضَّمِير الْمَجْرُور بمنى وَالْمعْنَى إِنِّي أخْبرت أُمُور النَّاس فَعلمت مَا يتَجَنَّب من أَحْوَالهم وَمَا يقْصد مِنْهَا 4 - لَا أستكين لَا أخضع وتبلد الرجل فِي أمره تحير فَأقبل يضْرب بَلْدَة نَحره بِيَدِهِ وَهِي الثغرة وَمَا حولهَا وَالْمعْنَى فَإِذا صرت مقدمهم فِي الْفضل فَلَا يَلِيق بِي أَن أخضع أَو أبقى فِي الْحيرَة بعد إدبار أَمر الرياسة لِأَنَّهَا كالظل الزائل 5 - الْمَعْنى إِذا جَاءَك سَائل وأعطيته شَيْئا فَلَا يعلم من الأسعد مِنْكُمَا فَلَعَلَّ مَا يصل إِلَيْك من مكافأته وثنائه عَلَيْك أَنْفَع لَك مِمَّا أَخذه مِنْك 6 - أَن يكون فِي مَوضِع خبر عَسى وَمن بِمَعْنى فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 (وَفِي كَثْرَة الْأَيْدِي لذِي الْجَهْل زاجر ... وللحلم أبقى للرِّجَال وأعود) وَقَالَ آخر (إياك وَالْأَمر الَّذِي إِن توسعت ... موارده ضَاقَتْ عَلَيْك المصادر) 3 - (فَمَا حسن أَن يعْذر الْمَرْء نَفسه ... وَلَيْسَ لَهُ من سَائِر النَّاس عاذر) 4 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس تقدّمت تَرْجَمته   وَضمير لَهُ يرجع إِلَى السَّائِل وَالْمعْنَى لَا يَلِيق أَن تمنع سَائِلًا أَتَاك وَله حَاجَة فَإنَّك إِن منعته فِي يَوْمك الَّذِي هُوَ لَك فَإِنَّهُ يقرب أَن يكون غَد ذَلِك الْيَوْم لَهُ فَلَا يسمح أَن يقْضِي لَك حَاجَة تريدها مِنْهُ 1 - الْجَهْل هُنَا بذاءة اللِّسَان وفحش القَوْل فِي خفَّة وطيش وَقَوله وَفِي كَثْرَة الْأَيْدِي مَعْنَاهُ كَثْرَة الأخوان والأعوان يَقُول استبق إخوانك وَإِن كَثُرُوا فَإِن فِي التكاثر بهم مزجرة للجاهل وَمَعَ ذَلِك فالحلم أبقى للرِّجَال وأنفع 2 - وَالْأَمر انتصب بِفعل نَاب إياك عَنهُ فَكَأَنَّهُ قَالَ أحذرك نَفسك وَأَن تلابس الْأَمر الخ وسعة الْمَوَارِد هُنَا كِنَايَة عَن سهولة الْأَمر فِي أَوَائِله ورغبة النَّفس فِيهِ وَالْمعْنَى احذر الْأَمر الَّذِي إِن دخلت فِيهِ لَا يمكنك إِتْمَامه فَإِن مُجَرّد النّظر فِي المبادئ لَا ينفع فِي العواقب 3 - الْمَعْنى لَا يحسن بِالْمَرْءِ أَن يَأْتِي بالعذر لنَفسِهِ وَلَا يعذرهُ أحد من النَّاس 4 - قَالَ أَبُو رياش هَذَا الشّعْر لمعاوية بن مَالك معود الْحُكَمَاء الْكلابِي وَإِنَّمَا سمي معود الْحُكَمَاء لقَوْله (سأعقلها وتحملها غنى ... وأورث مجدها أبدا كلابا) (أَعُود مثلهَا الْحُكَمَاء بعدِي ... إِذا مَا نَائِب الْحدثَان نابا) (سبقت بهَا قدامَة أَو سميرا ... وَلَو دعيا إِلَى مثل أجابا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 (ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وَفِي أثوابه أَسد مزير) (ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظَنك الرجل الطرير) 3 - (فَمَا عظم الرِّجَال لَهُم بفخر ... وَلَكِن فَخْرهمْ كرم وَخير) 4 - (بغاث الطير أَكْثَرهَا فراخا ... وَأم الصَّقْر مقلاة نزور) 5 - (ضِعَاف الطير أطولها جسوما ... وَلم تطل البزاة وَلَا الصقور) 6 - (لقد عظم الْبَعِير بِغَيْر لب ... فَلم يسْتَغْن بالعظم الْبَعِير)   وَقُدَامَة وسمير من بني سَلمَة الْخَيْر من قُشَيْر بن كَعْب وَكَانَا شريفين فِي قومهما 1 - الأزدراء الاستخفاف والمزير الْعَاقِل الحازم وَالْمعْنَى لَيست نحافة الرجل دَاعِيَة إِلَى الاستخفاف بِهِ فلربما تزدريه لذَلِك وَقَلبه فِي الْبَاطِن قلب الْأسد 2 - الطرير الشَّاب الناعم الَّذِي نبت شَاربه وَالْمعْنَى لَا يجمل بك أَن تستخف بِالرجلِ النحيف وتستعظم الطرير ظَانّا بِهِ الْخَيْر فَإِذا امتحنته رَأَيْت مِنْهُ خلاف مَا تظن 3 - الْخَيْر الشّرف وَالْمعْنَى لَيْسَ الْفَخر بِعظم الجثة بل الْفَخر بِالْكَرمِ والشرف 4 - البغاث من الطير شراره وَمَا لَا يصيد مِنْهُ وَضرب ذَلِك مثلا لِكَثْرَة من لَا خير فِيهِ والمقلاة الَّتِي لَا يكثر فرخها ونزور من النزر وَهُوَ الْقَلِيل وَالْمعْنَى أَن بغاث الطير كَثِيرَة الْفِرَاخ وَأم الصَّقْر مَعَ قوتها قَليلَة الْأَوْلَاد 5 - الْمَعْنى وَأَيْضًا أَن أَضْعَف الطُّيُور أطولها جسما وأقواها كالصقر والبازي عَظِيمَة الهمة قَصِيرَة القامات 6 - اللب الْعقل وَالْمعْنَى أَن مُجَرّد عظم الجثة لَا يُفِيد فقد يُوجد فِي الْبَعِير وَلَا عقل لَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 (يصرفهُ الصَّبِي بِكُل وَجه ... ويحبسه على الْخَسْف الْجَرِير) (وتضربه الوليدة بالهراوى ... فَلَا غير لَدَيْهِ وَلَا نَكِير) 3 - (فَإِن أك فِي شِرَاركُمْ قَلِيلا ... فَإِنِّي فِي خياركم كثير) وَقَالَ بَعضهم 4 - (أعاذل مَا عمري وَهل لي وَقد أَتَت ... لداتي على خمس وَسِتِّينَ من عمر) 5 - (رَأَيْت أَخا الدُّنْيَا وَإِن كَانَ خافصا ... أَخا سفر يسرى بِهِ وَهُوَ لَا يدْرِي)   1 - الْخَسْف الذل والجرير الخطام وَالْمعْنَى أَن الْبَعِير مَعَ عظمه يَدُور بِهِ الصَّبِي حَيْثُ يَشَاء ويذله بالزمام فينقاد لَهُ 2 - الوليدة الْجَارِيَة والهراوي جمع هراوة وَهِي الْعَصَا والغير جمع غيرَة وَهِي الحمية وَالْمعْنَى أَن الْبَعِير مَعَ عظمه تضربه الْجَارِيَة بالعصا فضلا عَن الصَّبِي فَلَا غيرَة لَهُ على ذَلِك وَلَا إِنْكَار 3 - الْمَعْنى إِن لم يعرفنِي شِرَاركُمْ لِأَنِّي لست مِنْهُم فَإِن خياركم يعرفوني لِأَنِّي مِنْهُم أَي أَنِّي قَلِيل الشَّرّ وَكثير الْخَيْر 4 - عاذل مرخم عاذلة وَمَا عمري اسْتِفْهَام على جِهَة التحقير كَأَن العاذلة عتبت عَلَيْهِ فِي التبذير وخوفته الْعَاقِبَة واللدات جمع لِدَة وَهُوَ من يُولد مَعَك وَالْمعْنَى يَا عاذلتي لَا تعتبي عَليّ فِيمَا أنفقهُ من المَال خوف العواقب فَأَي شَيْء عمري وَكَيف يَدُوم بقائي حَتَّى أخوف بالفقر وَهل لي عمر وأقراني يعدون خمْسا وَسِتِّينَ سنة 5 - الْخَفْض الدعة وَالْمعْنَى أَنِّي أرى المشتغل بالدنيا وَإِن كَانَ فِي سَعَة من الْعَيْش لكنه فِي غَفلَة عَن قرب أمده لِأَن لَهُ أَََجَلًا يساق إِلَيْهِ وَهُوَ فِي هَذِه الدُّنْيَا كالمسافر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 (مقيمين فِي دَار نروح ونغتدي ... بِلَا أهبة الثاوي الْمُقِيم وَلَا السّفر) وَقَالَ بَعضهم (لَا تعترض فِي الْأَمر تكفى شؤونه ... وَلَا تنصحن إِلَّا لمن هُوَ قابله) 3 - (وَلَا تخذل الْمولى إِذا مَا ملمة ... ألمت ونازل فِي الوغى من ينازله) 4 - (وَلَا تحرم الْمولى الْكَرِيم فَإِنَّهُ ... أَخُوك وَلَا تَدْرِي لَعَلَّك سائله) 5 - وَقَالَ مَنْظُور بن سحيم 6 - (وَلست بهاج فِي الْقرى أهل منزل ... على زادهم أبْكِي وأبكي البواكيا)   1 - الأهبة الْعدة والثاوي الْمُقِيم الملازم لبيته والمثوى الْمنزل وَالسّفر واحده مُسَافر وَالْمعْنَى تَرَانَا مقيمين فِي دَار الدُّنْيَا نروح فِيهَا ونغتدي لحاجاتنا وَمن غير أَن نستعد لزاد النَّازِل الْمُقِيم وَلَا الْمُسَافِر 2 - الْمَعْنى لَا تعترض فِيمَا كفيته وَلَا تنصح إِلَّا لمن يقبل النَّصِيحَة 3 - الْمولى ابْن الْعم هُنَا والوغى الْحَرْب وَالْمعْنَى لَا تخذل ابْن عمك إِذا نزلت بِهِ نازلة وبارز فِي الْحَرْب من يبارزه 4 - الْمَعْنى إِذا سَأَلَك ابْن الْعم حَاجَة فَلَا ترده خائبا فَإِنَّهُ أَخُوك وَلَا أَمَان لتقلبات الدَّهْر فلعلك تحْتَاج إِلَيْهِ يَوْمًا مَا 5 - وَهُوَ أحد بني فقعس شَاعِر إسلامي مقل وَهَذِه الأبيات من قصيدة يَقُولهَا فِي امْرَأَته ذما لَهَا أَولهَا (ذهبت إِلَى الشَّيْطَان أَخطب بنته ... فأوقعها من شقوتي فِي حباليا) (فأنقذني مِنْهَا حماري وجبتي ... جزى الله خيرا جبتي وحماريا) وَلست بهاج الخ وقصته أَنه حلق شعر امْرَأَته فَرَفَعته إِلَى الْوَالِي فجلده واعتقله وَكَانَ لَهُ حمَار وجبة فدفعهما إِلَيْهِ فسرحه 6 - فِي للتَّعْلِيل والقرى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 (فإمَّا كرام موسرون أتيتهم ... فحسبي من ذُو عِنْدهم مَا كفانيا) (وَإِمَّا كرام معسرون عذرتهم ... وَإِمَّا لئام فادكرت حيائنا) 3 - (وعرضي أبقى مَا ادكرت ذخيرة ... وبطني أطويه كطي ردائيا) وَقَالَ سَالم بن وابصة التَّابِعِيّ الْجَلِيل رَضِي الله عَنهُ 4 - (ونيرب من موَالِي السوء ذِي حسد ... يقتات لحمي وَلَا يشفيه من قرم)   مَا يقدم إِلَى الضَّيْف وَقَوله على زادهم أبْكِي كنى بالبكاء عَن الأسف وَلَا بكاء هُنَاكَ كَأَنَّهُ يُرِيد لَا آسَف على مَا أرى من الحرمان وَقَوله وأبكي البواكيا يُرِيد لَا أبْكِي غَيْرِي تهالكا على مَال أطلبه 1 - إِمَّا للتفصيل وَذُو بِمَعْنى الَّذِي وَهَذَا بسط لعذره فِي عدم الهجاء وَقَوله فحسبي مُبْتَدأ وَمَا كفاني فِي مَوضِع الْخَبَر 2 - ادكرت تذكرت وَمعنى الأبيات أَنِّي لَا أهجو بِسَبَب الْقرى أهل الْمنزل على مَا عِنْدهم من الزَّاد فَلَا آسَف لما أرى من الحرمان أَسف من يبكي ويبكي غَيره بل أرْضى بِمَا يَتَيَسَّر وَلَا أكلف أحدا فَوق طاقته فَإِن وجدت كراما موسرين حللت بفنائهم واكتفيت بِمَا يُوجد عِنْدهم وَإِن وجدت كراما معسرين عذرتهم وَأما اللئام فالحياء يحجني عَمَّا عِنْدهم 3 - مَا مُضَاف إِلَى أبقى وَالْمعْنَى وعرضي أبقى شَيْء أدخره ذخيرة لِأَنَّهُ أعز الذَّخَائِر لي فَأَغَارَ على بذله وَإِن مسني ضرّ الْجُوع أَصْبِر عَلَيْهِ 4 - النيرب النميمة والعداوة وَهُوَ مُضَاف إِلَى مَحْذُوف أَي ذِي نيرب ويقتات من الْقُوت وَالْقَرْمُ شَهْوَة اللَّحْم يَقُول وَرب ذِي نيرب حسود من موَالِي السوء يغتابني وَيَأْكُل لحمي وَلَا يشفيه ذَلِك من قرم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 (داويت صَدرا طَويلا غمره حقدا ... مِنْهُ وقلمت أظفارا بِلَا جلم) (بالحزم وَالْخَيْر أسديه وألحمه ... تقوى الْإِلَه وَمَا لم يرع من رحم) 3 - (فَأَصْبَحت قوسه دوني موترة ... يَرْمِي عدوي جهارا غير مكتتم) 4 - (إِن من الْحلم ذلا أَنْت عارفه ... والحلم عَن قدرَة فضل من الْكَرم) وَقَالَ آخر 5 - (وَأعْرض عَن مطاعم قد أَرَاهَا ... فأتركها وَفِي بَطْني انطواء)   1 - داويت صَدرا الخ أَي صابرته وداجيته مَعَ انطوائه على حقدي وَمعنى داويت صَدرا أَي مَكْنُون صَدره والغمر الحقد والجلم مَا يقطع بِهِ صوف الْغنم يَقُول وعالجت دَاء حقده بدواء الْإِحْسَان إِلَيْهِ والإعراض عَن إساءته 2 - بالحزم مُتَعَلق بقلمت أَو داويت وَقَوله أسديه وألحمه كنى بِهِ عَن الملاطفة والملاينة وَقَوله تقوى الْإِلَه يرجع إِلَى أسديه وَمَا لم يرع من رحم يرجع إِلَى ألحمه والإسداء مد الثَّوْب للنسج والإلحام النسج وَالْمعْنَى أعَالجهُ بالحزم وإسداء الْمَعْرُوف إِلَيْهِ والمنوي بِهِ تقوى الله وردع مَا أَتَاهُ من قلَّة الرِّعَايَة فِي الرَّحِم 3 - دوني أَي قدامي يَقُول مازلت أتلطف وَأصْلح الْفَاسِد بالرفق قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى صَار يُقَاتل عني عدوي مجاهرة بَعْدَمَا كَانَ يعاديني مكاشرة 4 - الْمَعْنى أَن الْحلم فِي غير مَوْضِعه ذل وَذَلِكَ عِنْد عدم الْقُدْرَة وَلكنه عِنْد الْقُدْرَة شُعْبَة من الْكَرم كَمَا كَانَ حلمي عَلَيْهِ وَنبهَ بِهَذَا الْكَلَام على أَن حلمه عَنْهُم كَانَ عَن قدرَة لَا عَن عجز 5 - الْمَعْنى تعرض لي مطاعم فِيهَا دنس فأتركها وبطني جَائِع مَخَافَة الْعَار وَالْإِثْم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 (فَلَا وَأَبِيك مَا فِي الْعَيْش خير ... وَلَا الدُّنْيَا إِذا ذهب الْحيَاء) (يعِيش الْمَرْء مَا استحيا بِخَير ... وَيبقى الْعود مَا بَقِي اللحاء) وَقَالَ نَافِع بن سعد الطَّائِي 3 - (ألم تعلمي أَنِّي إِذا النَّفس أشرفت ... على طمع لم أنس أَن أتكرما) 4 - (وَلست بلوام على الْأَمر بعد مَا ... يفوت وَلَكِن عل أَن أتقدما) وَقَالَ بعض بني أَسد 5 - (إِنِّي لأستغني فَمَا أبطر الْغنى ... وَأعْرض ميسوري على مبتغي قرضي) 6 - (وأعسر أَحْيَانًا فتشتد عسرتي ... وَأدْركَ ميسور الْغنى وَمَعِي عرضي)   1 - الْمَعْنى أقسم بعز أَبِيك أَنه لَا خير فِي الْعَيْش بعد فقد الْحيَاء 2 - لحاء الْعود قشره وَالْمعْنَى أَن حَيَاة الْمَرْء بِالْحَيَاءِ كَمَا أَن حَيَاة الْعود باللحاء 3 - أشرف عَلَيْهِ مَال إِلَيْهِ وَقَوله على طمع أَي على مطموع فِيهِ وَقَوله لم أنس الخ أَي لم أترك مَا جبلت عَلَيْهِ من الْعِفَّة وكرم النَّفس وَالْمعْنَى أَنَّك تعلمين أَن نَفسِي إِذا مَالَتْ إِلَى مطموع فِيهِ أمْسكهَا عَنهُ شرفها وكرم أَصْلهَا 4 - وَلَكِن عل اسْم عل مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ وَلَكِن لعلني وَهُوَ يَجِيء بِأَن وَبِغير أَن فَإِذا كَانَ مَعَه أَن أَفَادَ معنى عَسى وَالْمعْنَى أَنِّي إِذا فَاتَنِي أَمر لَا أرجع على نَفسِي باللوم الْكثير تحسرا فِي أَثَره وَلَكِن أرجيها بالسعي بعد فَوَاته لنيل أَمر آخر مثله 5 - فَمَا أبطر الْغنى البطر محركا قلَّة احْتِمَال النِّعْمَة والطغيان بهَا والميسور الْيُسْر وَالْمعْنَى لَا أتطاول على غَيْرِي إِذا اسْتَغْنَيْت وَأعْرض مَا تيَسّر عِنْدِي على من يطْلب مَالِي وَلَا أمْنَعهُ 6 - الْمَعْنى وَرُبمَا تَخْلُو يَدي من المَال أَحْيَانًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 (وَمَا نالها حَتَّى تجلت وأسفرت ... أَخُو ثِقَة مني بقرض وَلَا فرض) (وأبذل معروفي وتصفو خليقتي ... إِذا كدرت أَخْلَاق كل فَتى مَحْض) 3 - (وَلكنه سيب الْإِلَه ورحلتي ... وشدي حيازيم المطية بالغرض) 4 - (وَأَسْتَنْقِذ الْمولى من الْأَمر بَعْدَمَا ... يزل كَمَا زل الْبَعِير عَن الدحض) 5 - (وأمنحه مَالِي وودي ونصرتي ... وَإِن كَانَ محني الضلوع على بغضي) 6 - (ويغمره حلمي وَلَو شِئْت ناله ... قوارع تبرى الْعظم عَن كلم مض)   فيشتد على الضّيق فأجتهد حَتَّى أدْرك سَعَة الْغنى وَمَعِي جميل ذكري لم أفْسدهُ بدناءة 1 - الْهَاء فِي قَوْله نالها رَاجِعَة إِلَى الْعسرَة وَالْقَرْض الدّين وَالْفَرْض الْهِبَة وَالْمعْنَى مَا كلفت أحدا إِزَالَة الْعسرَة عني بدين وَلَا هبة حَتَّى تكشفت بل صبرت على الْعسرَة وَمَا شَكَوْت إِلَى أحد حَالي 2 - الخليقة الْخلق وَالْمعْنَى أَنِّي أبذل الْمَعْرُوف وأصفي خلقي فِي حَال تكدر أَخْلَاق كل فَتى مثلي خَالص الْمَوَدَّة 3 - الْهَاء فِي وَلكنه تعود إِلَى ميسور الْغنى وسيب الْإِلَه عطاؤه والحيازيم جمع حيزوم وَهُوَ الْوسط وَالْغَرَض للرحل كالحزام للسرج وَالْمعْنَى مَا زلت أركب وأسافر ويرزقني الله حَتَّى جَاءَ الْيُسْر وَذهب الْعسر 4 - الْمولى ابْن الْعم هُنَا والدحض مَكَان الزلق وَالْمعْنَى استدرك قريبي عِنْد وُقُوعه فِي زلَّة الشدَّة كَمَا يزل قدم الْبَعِير عَن الزلق 5 - المحني المطوي وَالْمعْنَى وَذَلِكَ الْمولى وَإِن كَانَ منطويا على عَدَاوَتِي أبذل لَهُ مَالِي ونصرتي 6 - غمره غطاه والقوارع الْكَلِمَات الَّتِي تقرع الْقلب وَعَن بِمَعْنى من وَهِي للْبَيَان والمض الْحزن وَالْمعْنَى أتجاوز عَن هفواته مَعَ قدرتي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 (وأقضي على نَفسِي إِذا الْأَمر نابني ... وَفِي النَّاس من يقْضى عَلَيْهِ وَلَا يقْضِي) (وَلست بِذِي وَجْهَيْن فِيمَن عَرفته ... وَلَا الْبُخْل فَاعْلَم من سمائي وَلَا أرضي) 3 - (وَإِنِّي لسهل مَا تغير شيمتي ... صروف ليَالِي الدَّهْر بالفتل والنقض) 4 - (أكف الْأَذَى عَن أسرتي وأذوده ... على أنني أجزي الْمُقَارض بالقرض) 5 - (وأمضي همومي بالزماع لأَهْلهَا ... إِذا مَا الهموم لم يكد بَعْضهَا يمْضِي) وَقَالَ حَاتِم الطَّائِي   1 - الْمَعْنى إِذا نابني أَمر جعلت عَقْلِي غَالِبا على نَفسِي وَفِي النَّاس من هُوَ بِخِلَاف ذَلِك فَيبقى مَحْكُومًا عَلَيْهِ لَا حَاكما 2 - الْمَعْنى لَا أداهن أحدا بعد مصافاتي لَهُ وَلَيْسَ الْبُخْل من طبيعتي فِيمَا كثر وَقل 3 - الْمَعْنى أَنِّي سهل الْخلق لَا تغير طبيعتي تقلبات الزَّمَان وتصاريفه بِالْأَحْكَامِ والنقض 4 - أسرة الرجل رهطه وَقَومه وأذود أدفَع والمقارض المقاطع وَالْمعْنَى أَنِّي أمنع الْأَذَى عَن قومِي وأدفع عَنْهُم مَعَ أنني أكافئ المقاطع بالمقاطعة 5 - الزماع الثَّبَات على الْأَمر والمضاء فِيهِ وَالْمعْنَى أعالج الهموم بثبات الْقلب لأَهْلهَا إِذا صَارَت الهموم لَا يكَاد يمْضِي بَعْضهَا فضلا عَن كلهَا 6 - هُوَ حَاتِم بن عبد الله بن سعد يصل نسبه إِلَى الْغَوْث بن طيىء وَكَانَ حَاتِم يكنى أَبَا سفانة وَأَبا عدي كني بذلك لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ ولدان سفانة وعدي وحاتم من شعراء الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ جوادا يشبه شعره جوده وَيصدق قَوْله فعله وَكَانَ حَيْثُمَا نزل عرف منزله وَكَانَ مظفرا إِذا قَاتل غلب وَإِذا غنم أنهب وَإِذا سُئِلَ وهب وَإِذا ضرب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 (وَمَا أَنا بالساعي بِفضل زمامها ... لتشرب مَاء الْحَوْض قبل الركائب) (وَمَا أَنا بالطاوي حقيبة رَحلهَا ... لأبعثها خفا وأترك صَاحِبي) 3 - (إِذا كنت رَبًّا للقلوص فَلَا تدع ... رفيقك يمشي خلفهَا غير رَاكب) 4 - (أنخها فأردفه فَإِن حملتكما ... فَذَاك وَإِن كَانَ الْعقَاب فعاقب) وَقَالَ آخر 5 - (وَإِنِّي لأنسى عِنْد كل حفيظة ... إِذا قيل مَوْلَاك احْتِمَال الضغائن)   بِالْقداحِ فَازَ وَإِذا سوبق سبق وَإِذا أسر أطلق يحمي الذمار ويقري الضَّيْف ويشبع الجائع ويفرج عَن المكروب وَيطْعم الطَّعَام ويفشي السَّلَام وَكَانَ يحب مَكَارِم الْأَخْلَاق وَكَانَت الشُّعَرَاء تفد إِلَيْهِ 1 - معنى قَوْله بالساعي بِفضل زمامها أَي بِمَا أعطي رَاحِلَتي من زمامها وَهَذَا مثل والركائب جمع ركُوب وَهُوَ اسْم مَا يركب وَالْمعْنَى لَا أتسرع فِي الْوُرُود مستعجلا براحلتي لأشرب قبل وُرُود ركائب الْقَوْم 2 - الحقيبة مَا يشد خلف الرحل وَالْمعْنَى إِذا رافقت أحدا فِي السّفر وسعت جنابي لَهُ وَلَا أتركه يمشي وَقد خففت حقيبة رَحل نَاقَتي طَالبا للإبقاء عَلَيْهَا وَلَكِنِّي أردفه وأركبه 3 - القلوص الْفتية من النوق وَالْمعْنَى لَا تتْرك رفيقك مَاشِيا وعندك القلوص 4 - المعاقبة المناوبة فِي الرّكُوب وَالْمعْنَى إِذا كَانَت عنْدك نَاقَة فأنخها وَأَرْدَفَ رفيقك فَإِن لم يُمكن ذَلِك فناوبه 5 - الحفيظة الحمية وَاحْتِمَال الضغائن مفعول أنسى يصف نَفسه بِأَن الحقد لَيْسَ من طبعه وَلَا من عَادَته فَيَقُول أَن الحقد لَيْسَ من طبعي وَلَا عادتي فَإِذا سَمِعت قَول قَائِل هَذَا ابْن عمك عطفت عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 (وَإِن كَانَ مولى لَيْسَ فِيمَا ينوبني ... من الْأَمر بالكافي وَلَا بالمعاون) وَقَالَ آخر (وَمولى جَفتْ عَنهُ الموَالِي كَأَنَّهُ ... من الْبُؤْس مَطْلِي بِهِ القار أجرب) 3 - (رئمت إِذا لم تَرَ أم البازل ابْنهَا ... وَلم يَك فِيهَا للمبسين محلب) وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد تقدّمت تَرْجَمته 4 - (دعيني أَطُوف فِي الْبِلَاد لعلني ... أفيد غنى فِيهِ لذِي الْحق محمل) 5 - (أَلَيْسَ عَظِيما أَن تلم ملمة ... وَلَيْسَ علينا فِي الْحُقُوق معول)   ونسيت سيئته وَلم أحتمل فِي صَدْرِي ضغنة 1 - يَقُول بل أعينه على مَا ينوبه وَإِن لم يكن كَافِيا وَلَا معينا فِيمَا ينوبني 2 - الْمولى الْقَرِيب هُنَا وجفت عَنهُ الموَالِي أَي خذلته والقار الزفت 3 - رئمت أَي عطفت والبازل النَّاقة لَهَا تسع سِنِين والمبسون الحالبون المصوتون عِنْد الْحَلب بس بس لتدر النَّاقة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَرب قريب خذله أَقَاربه وتحاموه كَمَا يتحامى النَّاس الْبَعِير الَّذِي طلي بالقار لما بِهِ من الجرب عطفت عَلَيْهِ حِين لَا تعطف الوالدة على وَلَدهَا لشدَّة الزَّمَان وَعُمُوم الْمحل وَقلة الدّرّ 4 - أفيد هُنَا بِمَعْنى أستفيد وَالْمعْنَى اتركيني أَكثر السّفر فِي الْبِلَاد لعلينى أستفيد مَالا يَكْفِي ذَوي الْحُقُوق وأحمل بِهِ عَنْهُم أثقال الدِّيات وَالْخطاب لزوجته 5 - أَلَيْسَ يُقرر بِهِ فِي الْوَاجِب الْوَاقِع وَالْمعْنَى أَلَيْسَ من الْعَار الشَّديد أَن يكون الْوَقْت وَقت الْمُوَاسَاة وتفقد الْأَحْوَال بنزول النَّوَازِل وَلَا يكون الْمعول فِي الْحُقُوق علينا بِأَن لَا نبذل فِي مثل ذَلِك الْوَقْت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 (فَإِن نَحن لم نملك دفاعا بحادث ... تلم بِهِ الْأَيَّام فالموت أجمل) وَقَالَ آخر (تثاقلت إِلَّا عَن يَد أستفيدها ... وخلة ذِي ود أَشد بِهِ أزري) وَقَالَ عبد الله بن الزبير الْأَسدي تقدت تَرْجَمته 3 - (لَا أَحسب الشَّرّ جارا لَا يفارقني ... وَلَا أحز على مَا فَاتَنِي الودجا) 4 - (وَمَا نزلت من الْمَكْرُوه منزلَة ... إِلَّا وثقت بِأَن ألْقى لَهَا فرجا) 5 - وَقَالَ مَالك بن حَرِيم الْهَمدَانِي 6 - (أنبئت وَالْأَيَّام ذَات تجارب ... وتبدي لَك الْأَيَّام مَا لست تعلم)   1 - الْمَعْنى أَن الْمَوْت أجمل بِنَا إِذا نزلت نازلة وَلم نقدر على دفاعها عَن أحد 2 - الْيَد النِّعْمَة وآزره على أمره أَي عاونه عَلَيْهِ وَالْمعْنَى أَنِّي تقاعدت عَن المطالب كلهَا إِلَّا إِذا اتّفق مصنع عِنْد حر أَو صداقة أَخ أعتمده فِي مدافعة شَرّ فَأَنِّي أتسرع إِلَيْهِمَا 3 - الحز الْقطع والودج عرق فِي الْعُنُق وَالْمعْنَى أَنِّي بعيد عَن الشَّرّ وَأَهله فَلَا أعده جاري وَلَا أقتل نَفسِي تأسفا وتلهفا إِذا فَاتَنِي شَيْء 4 - الْمَعْنى أَنا واثق بِأَن الْمَكْرُوه ينْكَشف فَأَنا صبور عَلَيْهِ وَمَا أَزَال أتلطف فِي دَفعه حَتَّى ينجلي عني 5 - وجده مَسْرُوق بن الأجدع شَاعِر جاهلي وَابْنه الأجدع بن مَالك الَّذِي قاد بني هَمدَان إِلَى بني مُرَاد فِي يَوْم يُقَال لَهُ يَوْم الرّوم فأصابت فِيهِ هَمدَان من مُرَاد حَتَّى أثخنوهم وَكَانَ ذَلِك قبل الْإِسْلَام وَمَالك بن حَرِيم هَذَا جد مَسْرُوق بن الأجدع التَّابِعِيّ الْمُحدث الْجَلِيل 6 - أنبئت أخْبرت وَالْمعْنَى أَنا خَبِير بالأمور ومطلع على الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 (بِأَن ثراء المَال ينفع ربه ... ويثنى عَلَيْهِ الْحَمد وَهُوَ مذمم) (وَإِن قَلِيل المَال للمرء مُفسد ... يحز كَمَا حز القطيع الْمحرم) 3 - (يرى دَرَجَات الْمجد لَا يستطيعها ... وَيقْعد وسط الْقَوْم لَا يتَكَلَّم) وَقَالَ مُحَمَّد بن بشير تقدّمت تَرْجَمته 4 - (لِأَن أزجي عِنْد العري بالخلق ... وأجتزي من كثير الزَّاد بالعلق) 5 - (خير وَأكْرم لي من أَن أرى مننا ... معقودة للئام النَّاس فِي عنقِي) 6 - (أَنِّي وَإِن قصرت عَن همتي جدني ... وَكَانَ مَالِي لَا يقوى على خلقي)   تصاريف الْأَيَّام فَإِنَّهَا تبدي بتجاربها مَا لَا نعلمهُ 1 - ثراء المَال كثرته ونماؤه ويثنى يعود ويعطف وَالْمعْنَى فَعلمت من تجاربها أَن المَال الْكثير يُفِيد مَالِكه ويجلب لَهُ الْحَمد ويسدل الْحجاب على عيوبه 2 - القطيع السَّوْط وَالْمحرم الخشن الصلب الَّذِي لم يلين فَيكون أَشد إيجاعا وَالْمعْنَى أَن قلَّة المَال مضرَّة للمرء فتتركه يتألم كتألم من يواليه السَّوْط يُرِيد أَن الْفقر يضع أَهله وَإِن لم يَكُونُوا كَذَلِك من قبل 3 - الْمَعْنى أَن الْفَقِير يرى الشّرف فَلَا يقدر عَلَيْهِ وَيقْعد وسط الْقَوْم سَاكِنا لَا يتَكَلَّم من الذل أَو من الْهم 4 - أزجى أسوق والخلق الثَّوْب الْبَالِي وأجتزي أَي أقنع وأكتفي والعلق جمع علقَة وَهِي الْقَلِيل من المعاش 5 - معنى الْبَيْتَيْنِ لِأَن أقطع مَسَافَة الْأَيَّام بِمَا يستر الْبدن وأكتفي من كثير الزَّاد بقليله خير لي وأعز من أَن يكون للنَّاس عَليّ منن تكون طوقا فِي عنقِي وسيما إِذا كَانَ مصدرها من اللئام 6 - الْجدّة الثروة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 (لتارك كل أَمر كَانَ يلْزَمنِي ... عارا ويشرعني فِي المنهل الرنق) وَقَالَ أَيْضا وَالْوَزْن كَالْأولِ (مَاذَا يكلفك الروحات والدلجا ... الْبر طورا وطورا تركب اللججا) 3 - (كم من فَتى قصرت فِي الرزق خطوته ... ألفيته بسهام الرزق قد فلجا) 4 - (إِن الْأُمُور إِذا انسدت مسالكها ... فالصبر يفتق مِنْهَا كل مَا أرتتجا) 5 - (لَا تيأسن وَإِن طَالَتْ مُطَالبَة ... إِذا استعنت بصبر أَن ترى فرجا)   1 - يشرعني أَي يَخُوض بِي يُقَال شرعت فِي المَاء إِذا خضت فِيهِ وأشرعني فِيهِ فلَان والرنق الكدر وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي مَعَ قلَّة مَالِي وعلو همتي لَا أميل إِلَى مَا يورثني عارا وَيذْهب بِي إِلَى النقائص 2 - مَاذَا لَفظه اسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ الْإِنْكَار والروحات جمع رَوْحَة وَهُوَ يُرِيد بِهِ السّير رواحا والدلج السّير أول اللَّيْل وَالْبر انتصب بِفعل مُضْمر دلّ عَلَيْهِ الْفِعْل الَّذِي بعده واللجج جمع لجة مُعظم المَاء وَالْمعْنَى أَي شَيْء يحملك على سير اللَّيْل وَالنَّهَار مُتَّصِلا لَا تزَال تركب الْبر تَارَة وَالْبَحْر أُخْرَى 3 - سِهَام الرزق أَرَادَ بهَا الحظوظ والانصباء فاستعار السِّهَام لَهَا وفلج غلب وَالْمعْنَى لَيْسَ الرزق بكثره السَّعْي فكثير من الفتيان قصرت خطوته فِي طلب الرزق وجدته قد أدْرك من الرزق مَا لم يُدْرِكهُ غَيره 4 - الفتق الشق وارتتج انغلق وَالْمعْنَى إِذا ضَاقَتْ عَلَيْك مسالك الْأُمُور فاصبر فَإِن الصَّبْر يفتح مَا انغلق مِنْهَا 5 - الْمَعْنى لَا تقنط من حُصُول الْفرج إِذا استعنت بِالصبرِ وَإِن تَعَذَّرَتْ المطالب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 (أخلق بِذِي الصَّبْر أَن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أَن يلجا) (قدر لرجلك قبل الخطو موضعهَا ... فَمن علا زلقا عَن غرَّة زلجا) 3 - (وَلَا يغرنك صفو أَنْت شَاربه ... فَرُبمَا كَانَ بالتكدير ممتزجا) 4 - وَقَالَ حجية بن المضرب يُخَاطب زَوجته 5 - (لججنا ولجت هَذِه فِي التغضب ... ولط الْحجاب دُوننَا والتنقب)   1 - الْمَعْنى أَن صَاحب الصَّبْر جدير بنيل حَاجته وَمن يدمن قرع الْبَاب لَا محَالة يدْخل 2 - الزلق هُنَا مَكَان الزلق والغرة الْغَفْلَة وزلج زل وَالْمعْنَى تَأمل مَوضِع قدمك قبل أَن تضعها فَمن مَشى فِي مَكَان الزلق على غَفلَة مِنْهُ زل 3 - الْمَعْنى لَا تغتر بصفاء الْعَيْش فَرُبمَا يكون ممزوجا بِمَا يكدر 4 - شَاعِر جاهلي كريم فَارس مقل وَكَانَ من حَدِيثه أَنه كَانَ جَالِسا ذَات يَوْم بِفنَاء بَيته فَخرجت جَارِيَة بِقَعْبٍ فِيهِ لبن فَقَالَ لَهَا أَيْن تريدين بالقعب فَقَالَت بني أَخِيك الْيَتَامَى فَوَجَمَ وأطرق لشدَّة الْحزن فَلَمَّا أراح راعياه إبِله قَالَ لَهما رداها نَحْو بني أخي ثمَّ دخل منزله فعاتبته امْرَأَته فَقَالَ هَذِه الأبيات قَالَ أَبُو رياش يُقَال أَن عَائِشَة لما قتل أَخُوهَا مُحَمَّد بن أبي بكر أرْسلت عبد الرَّحْمَن أخاها فجَاء بِابْنِهِ الْقَاسِم وبنتيه من مصر فَلَمَّا جَاءَتْهُم أخذتهم عَنهُ عَائِشَة فربتهم إِلَى أَن استقلوا ثمَّ دعت عبد الرَّحْمَن فَقَالَت يَا عبد الرَّحْمَن لَا تَجِد فِي نَفسك من أخذي بني أَخِيك دُونك وَلَكنهُمْ كَانُوا صبيانا فَخَشِيت أَن تتأفف بهم نساؤك فَكنت ألطف بهم وأصبر عَلَيْهِم فخذهم إِلَيْك وَكن لَهُم كَمَا كَانَ حجية بن المضرب لبني أَخِيه معدان وأنشدته هَذِه الأبيات 5 - لج من اللجاجة وَهِي التَّمَادِي فِي الشَّرّ وَالْخُصُومَة والتغضب أَن يغْضب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 (تلوم على مَال شفاني مَكَان ... إِلَيْك فلومي مَا بدا لَك واغضبي) (رَأَيْت الْيَتَامَى لَا تسد فقورهم ... هَدَايَا لَهُم فِي كل قَعْب مشعب) 3 - (فَقلت لعبدينا أرِيحَا عَلَيْهِم ... سأجعل بَيْتِي مثل آخر معزب) 4 - (بني أَحَق أَن ينالوا سغابة ... وَأَن يشْربُوا رنقا لَدَى كل مشرب)   شَيْئا بعد شَيْء واللط السّتْر والتنقب شدّ النقاب وَالْمعْنَى تماديت أَنا وَهَذِه الْمَرْأَة فِي الْخُصُومَة والتغضب حَتَّى أدّى ذَلِك إِلَى ستر الْحجاب بَيْننَا وَشد النقاب 1 - شفاني مَكَانَهُ مَعْنَاهُ أذهب مَا فِي قلبِي من الْحزن وَأَبْرَأ مَا فِي صَدْرِي من دَاء الكمد حَيْثُ وَضعته مَوْضِعه وواسيت بِهِ بني أخي وَإِلَيْك أَي تنحى وَالْمعْنَى أَنَّهَا تلومني على بذل مَال وَضعته فِي مَوْضِعه فَقلت لَهَا تنحي عني وافعلي مَا شِئْت من اللوم وَالْغَضَب 2 - الفقور جمع فقر والمصادر لَا تجمع إِلَّا أَنه ذهب بِهِ مَذْهَب الْأَسْمَاء والقعب الْقدح من الْخشب والمشعب المجبور فِي مَوَاضِع مِنْهُ الْمَعْنى رَأَيْت الْيَتَامَى لَا تسد فَقرهمْ الْهَدَايَا الَّتِي ترسل إِلَيْهِم فِي كل قدح مجبور 3 - أرِيحَا عَلَيْهِم أَي ردا الْإِبِل عَلَيْهِم رواحا وَمثل آخر أَي مثل بَيت آخر والمعزب الْخَالِي من الْإِبِل وَالْمعْنَى لما رَأَيْت الْيَتَامَى على هَذَا الْحَال عطفت عَلَيْهِم فَأمرت عَبدِي أَن يردا عَلَيْهِم الْإِبِل فِي الرواح ليأخذوها فسأجعل بَيْتِي مثل الْبَيْت الَّذِي لَا إبل فِيهِ 4 - السغابة الْجُوع والرنق المَاء المكدر وكنى بِهِ عَن سوء الْحَال يَقُول إِنِّي أوثر بني أخي على أَوْلَادِي وأولادي أَحَق أَن ينالوا الْجُوع والسغب وَأَن يَكُونُوا فِي بؤس وَسُوء حَال وَالْمعْنَى أَنِّي أحب أَن أبذل لبني أخي مَا يدْفع عَنْهُم الْفقر وَإِن كَانَ مِنْهُ مَا يفقر بني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 (ذكرت بهم عِظَام من لَو أَتَيْته ... حريبا لآساني لَدَى كل مركب) (أخي وَالَّذِي إِن أَدَعهُ لملمة ... يجبني وَإِن أغضب إِلَى السَّيْف يغْضب) 3 - (فَلَا تحسبيني بلدما إِن نكحته ... ولكنني حجية بن المضرب) 4 - (رحمت بني معدان إِذْ ساف مَالهم ... وَحقّ لَهُم مني وَرب المحصب) 5 - (فَإِن تقعدي فَأَنت بعض عيالنا ... وَإِن أَنْت لم ترْضى بذلك فاذهبي)   1 - ذكرت بهم الخ يُرِيد بِهَذَا أَن يبين وَجه تَفْضِيل بني أَخِيه بِالْمَالِ دون أَوْلَاده والحريب المسلوب وآساه سواهُ بِنَفسِهِ 2 - أخي أَي الَّذِي تَذكرته هُوَ أخي وَمعنى الْبَيْتَيْنِ كَيفَ أبخل عَلَيْهِم وَأَنا أَتَذكر بهم من لَو كَانَ حَيا وأتيته مسلوبا لسواني بِنَفسِهِ وأعانني مَا اسْتَطَاعَ هُوَ أخي وَمن إِذا ناديته لنازلة لم يقْعد عَن نصرتي وَإِن غضِبت غَضبا يُؤَدِّي إِلَى اشتعال نَار الْحَرْب حَارب من يحاربني 3 - البلدم الرجل البليد الثقيل المضطرب الْخلق وَالْمعْنَى لَا تظني أَن أكون ثقيلا عَلَيْك إِن نكحتني لكنك إِن لم تعرفيني حق الْمعرفَة فَأَنا حجية بن المضرب 4 - ساف من السواف كسحاب الموتان فِي الْإِبِل يُقَال ساف المَال يسوف هلك أَو وَقع فِيهِ السواف وَالْمَال المُرَاد بِهِ الْإِبِل يَقُول لما هلك مَال بني أخي رحمتهم وَذَلِكَ حق وَاجِب عَليّ 5 - الْمَعْنى فَإِن شِئْت أَن تقيمي عندنَا فحبك مني حب أَوْلَادِي وَإِن لم توافقك الْإِقَامَة فاذهبي إِلَى حَيْثُ شِئْت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 1 - وَقَالَ الْمقنع الْكِنْدِيّ (يعاتبني فِي الدّين قومِي وَإِنَّمَا ... ديوني فِي أَشْيَاء تكسبهم حمدا) 3 - (أَسد بِهِ مَا قد أخلوا وضيعوا ... ثغور حُقُوق مَا أطاقوا لَهَا سدا)   1 - الْمقنع لقب غلب عَلَيْهِ واسْمه مُحَمَّد بن ظفر بن عُمَيْر يَنْتَهِي نسبه إِلَى كِنْدَة بن عفير وَإِنَّمَا لقب بالمقنع لِأَنَّهُ كَانَ أجمل النَّاس وَجها وَكَانَ إِذا حسر اللثام عَن وَجهه أَصَابَته الْعين ويلحقه عنت ومشقة فَكَانَ لَا يمشي إِلَّا مقنعا وَهُوَ شَاعِر مقل من شعراء الْإِسْلَام فِي عهد بني أُميَّة وَكَانَ لَهُ مَحل وَشرف ومروءة وسؤدد فِي عشيرته وَكَانَ متخرقا فِي عطاياه سمح الْيَد بِمَالِه لَا يرد سَائِلًا عَن شَيْء وَذكروا أَن عبد الْملك بن مَرْوَان وَكَانَ أول خَليفَة ظهر مِنْهُ الْبُخْل قَالَ ذَات يَوْم أَي الشُّعَرَاء أفضل فَقَالَ كثير بن هراسة يعرض ببخل عبد الْملك أفضلهم الْمقنع الْكِنْدِيّ حَيْثُ يَقُول (إِنِّي أحرض أهل الْبُخْل كلهم ... لَو كَانَ ينفع أهل الْبُخْل تحريضي) (مَا قل مَالِي إِلَّا زادني كرما ... حَتَّى يكون برزق الله تعويضي) (وَالْمَال يرفع من لَوْلَا دَرَاهِمه ... أَمْسَى يقلب فِينَا طرف مخفوض) (لن تخرج الْبيض عفوا من أكفهم ... إِلَّا على وجع مِنْهُم وتمريض) (كَأَنَّهَا من جُلُود الباخلين بهَا ... عِنْد النوائب تحذى بِالْمَقَارِيضِ) فَقَالَ عبد الْملك وَعرف مَا أَرَادَ الله أصدق من الْمقنع حَيْثُ يَقُول {وَالَّذين إِذا أَنْفقُوا لم يُسْرِفُوا وَلم يقترُوا} 2 - الْمَعْنى عَاتَبَنِي قومِي فِي كَثْرَة ديوني وَلم يعلمُوا أَنَّهَا تكسبهم حمدا لبذلي لَهَا فِي أُمُور الْخَيْر 3 - الثغر فِي الأَصْل مَوضِع المخافة وَالْمرَاد مَوَاضِع الْحق وَالْمعْنَى أَنا صنت ببذل هَذِه الْأَمْوَال أعراضهم ووقيت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 (وَفِي جَفْنَة مَا يغلق الْبَاب دونهَا ... مكللة لَحْمًا مدفقة ثردا) (وَفِي فرس نهد عَتيق جعلته ... حِجَابا لبيتي ثمَّ أخدمته عبدا) 3 - (وَإِن الَّذِي بيني وَبَين بني أبي ... وَبَين بني عمي لمختلف جدا) 4 - (فَإِن أكلُوا لحمي وفرت لحومهم ... وَإِن هدموا مجدي بنيت لَهُم مجدا) 5 - (وَإِن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم ... وَإِن هم هووا غيبي هويت لَهُم رشدا) 6 - (وَإِن زجروا طيرا بنحس تمر بِي ... زجرت لَهُم طيرا تمر بهم سَعْدا)   مهجهم من حوادث يصعب زَوَالهَا 1 - الْجَفْنَة الْقدح الْعَظِيم ومكللة أَي عَلَيْهَا من اللَّحْم مثل الأكاليل والمدفق من الدفق وَهُوَ الصب وكنى بِهَذَا عَن الامتلاء والثرد جمع ثريد وَهُوَ مَا يتَّخذ من كسر الْخبز 2 - النهد الْفرس الْقوي الْعَظِيم والعتيق الْكَرِيم وَلم يرد بقوله جعلته حِجَابا لبيتي أَنه يحجب بَيته من نظر النَّاظر وَإِنَّمَا يُرِيد أَنه نصب عَيْنَيْهِ وأكبر همه وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن مِمَّا بذلته من المَال أَيْضا مَا كَانَ فِي إطْعَام الأضياف وَفِي فرس هَذِه صفته جعلته نصب عَيْني وأكبر همي وَفِي عبد جعلته خَادِمًا لَهُ فِي تَدْبِير شؤونه 3 - وَإِن الَّذِي الخ كَانَ بَنو عَمه عاتبوه فِي الِاسْتِدَانَة فَبين لَهُم صَوَاب مَا أَتَى وَخطأ مَا أَتَوْهُ من العتاب واللوم وجدا نصب على الْحَال أَي جادا وَالْمعْنَى أَن لي خَلِيقَة تحملنِي على فعل الْخيرَات فَهِيَ تبَاين خلائق أقاربي مباينة شَدِيدَة 4 - الوفر الزِّيَادَة 5 - هووا أَي مالوا يُرِيد إِن تمنوا لي الشَّرّ تمنيت لَهُم الْخَيْر 6 - زجر الطير تفاءل بِهِ فتطير فنهره يُرِيد ان تمنوا الْبُؤْس والشقاء تمنيت لَهُم السَّعَادَة والهناء وَمعنى الأبيات أَنِّي أداريهم وأواصلهم وَإِن حسدوني وهدموا شَرْقي سعيت فِي بِنَاء شرفهم وَإِن فعلوا فِي غيبي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 (وَلَا أحمل الحقد الْقَدِيم عَلَيْهِم ... وَلَيْسَ رَئِيس الْقَوْم من يحمل الحقدا) (لَهُم جلّ مَالِي إِن تتَابع لي غنى ... وَإِن قل مَالِي لم أكلفهم رفدا) 3 - وَإِنِّي لعبد الضَّيْف مَا دَامَ نازلا ... وَمَا شِيمَة لي غَيرهَا تشبه العبدا) وَقَالَ رجل من الفزاريين 4 - (إِلَّا يكن عظمي طَويلا فإنني ... لَهُ بالخصال الصَّالِحَات وُصُول) 5 - (وَلَا خير فِي حسن الجسوم ونبلها ... إِذا لم تزن حسن الجسوم عقول) 6 - (إِذا كنت فِي الْقَوْم الطوَال علوتهم ... بعارفة حَتَّى يُقَال طَوِيل)   خلاف رضاي فَلَا أفعل مَعَهم سوى مَا يرضيهم وَإِن مالوا إِلَى تحريفي عَن الصَّوَاب ملت إِلَى إرشادهم إِلَيْهِ وَإِذا أَرَادوا بِي شرا أردْت بهم خيرا 1 - الْمَعْنى أَنِّي أنسى قديم حقدهم وَلَيْسَ من الرؤساء من يحقد 2 - الرفد الْعَطاء والصلة وَالْمعْنَى أَنِّي إِذا ازددت مَالا ازددت لَهُم بذلا وَإِن قل مَالِي لم أطلب مِنْهُم عَطاء وَلَا صلَة 3 - الشيمة الْخلق وَالْمعْنَى أَنِّي أخدم الضَّيْف بنفسي كخدمة العَبْد لسَيِّده وَلَيْسَ لي شِيمَة تشبه شِيمَة العَبْد غَيرهَا 4 - إِن لَا يكن عظمي طَويلا أَرَادَ إِن لم أكن طَويلا لِأَنَّهُ إِذا طَال عظمه طَالَتْ قامته والخصلة لَا تكون إِلَّا فِي الْخَيْر والمدح وَالْمعْنَى إِن لم أكن طَوِيل الْقَامَة فَإِنِّي بالخصال الصَّالِحَة أصل إِلَى مَا لَا يصل إِلَيْهِ طويلها 5 - نبل الجسوم كمالها وَالرجل لَا يكون نبيلا حَتَّى يكون مَحْمُود الشَّمَائِل يَقُول لَا خير فِي حسن الْجِسْم وكماله حَتَّى يكون مَعَ ذَلِك الْعقل فبه تتمّ الزِّينَة والكمال 6 - العارفة الْيَد الَّتِي تسدى وَالْمعْنَى إِذا وجدت فِي قوم طوال علوتهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 (وَكم قد رَأينَا من فروع كَثِيرَة ... تَمُوت إِذا لم تحيهن أصُول) (وَلم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وَأما وَجهه فجميل) وَقَالَ عبد الله بن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن جَعْفَر 4 - (أرى نَفسِي تتوق إِلَى أُمُور ... وَيقصر دون مبلغهن مَالِي)   بِكَثْرَة الْبَذْل وَالْكَرم فتسلم لي فَضِيلَة الطول عِنْدهم 1 - يَقُول وَكَثِيرًا مَا رَأينَا أَوْلَاد آبَاء أَشْرَاف زَالَ مجدهم وَوضع شرفهم إِذْ لم يكن فيهم شرف آبَائِهِم كالشجرة إِذا لم تحي الْغُصْن بَطل وَفَسَد يُرِيد أَن الْمَرْء يبْقى بجميل ذكره الَّذِي هُوَ أصل لِحَيَاتِهِ فَإِذا مَاتَ الأَصْل انْقَطع الْفَرْع 2 - الْوَجْه من الْمَعْرُوف مجَاز يُرِيد إِذا سمع كَانَ حلوا وَإِذا ذكر كَانَ حسنا وَالْمعْنَى أَنِّي لَا أرى مثل الْكَرم وَالْمَعْرُوف فَإِنَّهُ أشبه حُلْو المذاق فِي لذته وَالْوَجْه الْجَمِيل فِي المنظر 3 - ابْن أبي طَالب عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن عبد الْمطلب ابْن هَاشم بن عبد منَاف شَاعِر إسلامي كَانَ فِي عهد بني أُميَّة وَهُوَ من فتيَان بني هَاشم وأجوادهم وشعرائهم وَلم يكن مَحْمُود الْمَذْهَب فِي دينه وَكَانَ يرْمى بالزندقة ويستولي عَلَيْهِ من عرف واشتهر أمره فِيهَا وَكَانَ قد خرج بِالْكُوفَةِ فِي آخر أَيَّام مَرْوَان بن مُحَمَّد ثمَّ انْتقل عَنْهَا إِلَى نواحي خُرَاسَان فَأَخذه أَبُو مُسلم فَقتله هُنَاكَ وَكَانَ عبد الله هَذَا أقسى خلق الله قلبا يغْضب على الرجل فيأمر أَن يضْرب بالسياط وَهُوَ يتحدث ويتغافل عَنهُ حَتَّى يَمُوت تَحت السِّيَاط 4 - تتوق تشتاق وَالْمعْنَى أَن نَفسِي تتوق إِلَى اكْتِسَاب الْفَضَائِل بمعالي الْأُمُور وأعمال الْبر وَلَكِن لَا يطاوعني عَلَيْهِمَا المَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 (فنفسي لَا تطاوعني ببخل ... وَمَالِي لَا يبلغنِي فعالي) 2 - وَقَالَ مُضرس بن ربعي 3 - (إِنَّا لنصفح عَن مجاهل قَومنَا ... وَنُقِيم سالفة الْعَدو الأصيد) 4 - (وَمَتى نخف يَوْمًا فَسَاد عشيرة ... نصلح وَإِن نر صَالحا نفسد) 5 - (وَإِذا نموا صعدا فَلَيْسَ عَلَيْهِم ... منا الخبال وَلَا نفوس الْحَسَد) 6 - (ونعين فاعلنا على مَا نابه ... حَتَّى نيسره لفعل السَّيِّد)   1 - الفعال بِالْفَتْح بِالْكَرمِ وَالْمعْنَى أَنِّي أرد النَّفس إِلَى الْبُخْل فتأباه وَلَا يُعِيننِي مَالِي على مَا أقصده من الْكَرم 2 - أحد بني أَسد شَاعِر جاهلي محسن مُتَمَكن وَهُوَ الْقَائِل (فَلَا تهلكن النَّفس لوما وحسرة ... على الشَّيْء أسداه لغيرك قادره) (وَلَا تيأسن من صَالح أَن تناله ... وَإِن كَانَ بؤسا بَين أيد تبادره) (وَمَا فَاتَ فَاتْرُكْهُ إِذا عز واصطبر ... عَن الدَّهْر إِن دارت عَلَيْك دوائره) (فَإنَّك لَا تُعْطِي امْرأ حق غَيره ... وَلَا تعرف الشق الَّذِي الْغَيْث ماطره) 3 - المجهلة مَا يحمل على الْجَهْل والسالفة صفحة الْعُنُق والأصيد الَّذِي يرفع رَأسه كبرا وَالْمعْنَى أننا إِذا جهل علينا قَومنَا صفحنا عَنْهُم وأبقينا على الْحَال بَيْننَا وَبينهمْ ونذل الْعَدو المتكبر على حكمنَا 4 - الْمَعْنى أننا إِذا خفنا فَسَادًا فِي الْعَشِيرَة بادرنا إِلَى إِصْلَاحه وَإِذا رَأينَا صَالحا أقمناه وقويناه وَلَا نتعرض لَهُ بِالْفَسَادِ 5 - نمى ارْتَفع والصعد الْأَمْكِنَة الْعَالِيَة والخبال الْفساد وَالْمعْنَى لَا نحسدهم على ارتقائهم فِي المناصب الْعَالِيَة وَحُصُول الْغنى لَهُم 6 - يسره وَفقه وَالْمعْنَى أننا نعين الضُّعَفَاء منا وندفع عَنْهُم الدِّيَة ونذب عَنْهُم حَتَّى يبلغُوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 (ونجيب دَاعِيَة الصَّباح بثائب ... عجل الرّكُوب لدَعْوَة المستنجد) (فنفل شوكتها ونفثأ حميها ... حَتَّى تبوخ وحمينا لم يبرد) 3 - (وَتحل فِي دَار الْحفاظ بُيُوتنَا ... رتع الجمائل فِي الدرين الْأسود) 4 - وَقَالَ المتَوَكل اللَّيْثِيّ 5 - (إِنِّي إِذا مَا الْخَلِيل أحدث لي ... صرما ومل الصفاء أَو قطعا) 6 - (لَا أحتسي مَاءَهُ على رنق ... وَلَا يراني لبينه جزعا)   منَازِل السادات 1 - الثائب فِي الأَصْل الرّيح الشَّدِيدَة تكون فِي أول الْمَطَر شبه بِهِ الْجَيْش فِي السرعة إِلَى الاستغاثة وَالْمعْنَى أننا إِذا اسْتَغَاثَ بِنَا من أغير عَلَيْهِ أجبناه سَرِيعا بِجَيْش سريع الرّكُوب لدَعْوَة المستصرخ 2 - فَلهُ كَسره والشوكة هُنَا كِنَايَة عَن السِّلَاح وَالْقُوَّة جَمِيعًا وفثأ الْغَضَب كجمع سكنه وكسره وفثأ الْقدر اسكن غليانها والحمى مصدر حميت النَّار اشْتَدَّ حرهَا وباخ الْحر سكن وَالْمعْنَى أننا ننصره عَلَيْهِم فنكسر شوكتهم ونسكن هيجانهم حَتَّى يسكن وَنحن على مَا نَحن عَلَيْهِ من الْقُوَّة 3 - الْحفاظ الْمُحَافظَة والرتع جمع راتع وَهُوَ الْبَعِير الَّذِي يرْعَى الْكلأ والدرين مَا جف من الشّجر والنبات وَالْمعْنَى أَن بُيُوتنَا تصير فِي دَار الْمُحَافظَة والأمن إِذا اشْتَدَّ الزَّمَان ونبذل للضعفاء حَتَّى ترعى إبلنا الْحَشِيش الْبَالِي ونترك الْكلأ لَهُم وَلمن يجاورنا 4 - هُوَ ابْن عبد الله بن نهشل أحد بني لَيْث بن بكر شَاعِر من شعراء الْإِسْلَام كَانَ فِي عهد مُعَاوِيَة وَابْنه يزِيد ومدحهما وَقد اجْتمع مَعَ الأخطل وَنَاشَدَهُ عِنْد قبيصَة بن والق فقدمه الأخطل وَشهد لَهُ 5 - الصرم الْقطع 6 - أحتسى أتجرع والرنق الكدر وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي إِذا هجرني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 (أهجره ثمَّ يَنْقَضِي غبر الهجران ... عَنَّا وَلم أقل قذعا) (احذر وصال اللَّئِيم إِن لَهُ ... عضها إِذا حَبل وَصله انقطعا) وَقَالَ بَعضهم 3 - (خليلي بَين السلسلين لَو أنني ... بنعف اللوى أنْكرت مَا قلتما ليا) 4 - (ولكنني لم أنس مَا قَالَ صَاحِبي ... نصيبك من ذل إِذا كنت خَالِيا) 5 - وَقَالَ قيس بن الخطيم   خليلي وَلم يبْق على الصفاء لَا أتجرع مَاء الود بيني وَبَينه على كدر وَلَا أظهر جزعا لاستحداث فِرَاق مِنْهُ أَو تنكر ينطوي عَلَيْهِ 1 - الغبر البقايا واحدتها غبرة والقذع الْفُحْش وَالْمعْنَى أَنِّي أقطع العلائق بيني وَبَينه حَتَّى تَنْقَضِي مُدَّة الهجران عَنَّا وَلم أقل فحشا رِعَايَة لخلته 2 - العضه الْإِفْك وَالْمعْنَى احذر مُوَاصلَة اللَّئِيم ومؤاخاته لِأَنَّهُ إِذا انْقَطع حَبل وَصله تكذب عَلَيْك من الْإِفْك مَا لم تكتسبه 3 - السلسلين مَوضِع من بِلَاد بني أَسد ونعف اللوى مَوضِع والنعف أَيْضا الْمَكَان الْمُرْتَفع يَقُول لَو كنت فِي أرضي ثمَّ سمتماني مَا سمتما لأنكرته وَلم أقبله 4 - انتصب نصيبك بِفعل مَحْذُوف أَي خُذ وَقَوله إِذا كنت خَالِيا أَي من أعوانك وأنصارك يَقُول ولكنني لم أنس مَا وصاني بِهِ صَاحِبي بقوله لي خُذ نصيبك من الذل إِذا كنت خَالِيا من أعوانك وصاه بِاحْتِمَال الضيم إِذا كَانَ فِي غير قومه لِئَلَّا يتضاعف عَلَيْهِ الْأَذَى 5 - قَالَ أَبُو رياش هَذِه الأبيات للربيع بن أبي الْحقيق الْيَهُودِيّ أما قيس بن الخطيم فقد تقدّمت تَرْجَمته وَأما الرّبيع بن أبي الْحقيق فَإِنَّهُ كَانَ شَاعِرًا من شعراء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 (وَمَا بعض الْإِقَامَة فِي ديار ... يهان بهَا الْفَتى إِلَّا بلَاء) (وَبَعض خلائق الأقوام دَاء ... كداء الْبَطن لَيْسَ لَهُ دَوَاء) 3 - (وَبَعض القَوْل لَيْسَ لَهُ عناج ... كمحض المَاء لَيْسَ لَهُ إِنَاء) 4 - (يُرِيد الْمَرْء أَن يعْطى مناه ... ويأبى الله إِلَّا مَا يَشَاء) 5 - (وكل شَدِيدَة نزلت بِقوم ... سَيَأْتِي بعد شدتها رخاء) 6 - (وَلَا يعْطى الْحَرِيص غنى لحرص ... وَقد ينمي على الْجُود الثراء) 7 - (غَنِي النَّفس مَا عمرت غَنِي ... وفقر النَّفس مَا عمرت شقاء)   الْيَهُود من بني قُرَيْظَة وَكَانَ أحد الرؤساء يَوْم بُعَاث وَكَانَ حليفا للخزرج هُوَ وَقَومه وَأدْركَ النَّابِغَة الذبياني وتقاولا الشّعْر وَشهد لَهُ النَّابِغَة 1 - الْمَعْنى أَن إِقَامَة الْإِنْسَان فِي مَوضِع الإهانة وَإِن لم تطل بِهِ أَيَّامه بلَاء وامتحان 2 - يَقُول بعض مَا يتخلق بِهِ النَّاس تتعذر مُفَارقَته والإقلاع عَنهُ ويتعذر أَيْضا مداواته وإزالته بِمَنْزِلَة دَاء الْبَطن الَّذِي لَا دَوَاء لَهُ وَالْعرب تَقول إِذا لم تهتد إِلَى وَجه الشَّيْء هُوَ كداء الْبَطن 3 - قَول لَا عناج لَهُ أرسل بِلَا روية والعناج أَيْضا ملاك الشَّيْء ومحض المَاء خالصه وَالْمعْنَى أَن القَوْل بِلَا نتيجة كَالْمَاءِ الْخَالِص يَتلون بلون الْإِنَاء 4 - المنى جمع منية وَالْمعْنَى ظَاهر 5 - المُرَاد بالشديدة الْعسر 6 - الثراء كَثْرَة المَال وينمي يزِيد وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن بعد الْعسر يسرا فَلَا تنزل بِقوم شدَّة إِلَّا ويخلفها الرخَاء ونيل الْغنى غير مَوْقُوف على الْحِرْص بل رُبمَا تكون زِيَادَة الْحِرْص تقليلا للرزق فالغنى ينقص بالحرص كَمَا يزْدَاد بالجود 7 - الْمَعْنى أَن الْغنى غنى النَّفس لَا غنى المَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 (وَلَيْسَ بِنَافِع ذَا الْبُخْل مَال ... وَلَا مزر بِصَاحِبِهِ السخاء) (وَبَعض الدَّاء ملتمس شفَاه ... وداء النوك لَيْسَ لَهُ شِفَاء) 3 - وَقَالَ يزِيد بن الحكم الثَّقَفِيّ يعظ ابْنه بَدْرًا   1 - الْمَعْنى لَا ينفع الْبَخِيل مَاله وَلَا يعيب السخاء صَاحبه 2 - النوك بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الْحمق وَالْمعْنَى بعض الدَّاء يعرف شفاؤه فتطلب إِزَالَته وداء الْحمق لَا دَوَاء لَهُ 3 - وجده أَبُو العَاصِي صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بني ثَقِيف شَاعِر إسلامي زمن الفرزدق وَجَرِير مر عَلَيْهِ الفرزدق ذَات يَوْم وَهُوَ ينشد فِي الْمجْلس شعرًا فَقَالَ من هَذَا الَّذِي ينشد شعرًا كَأَنَّهُ من أشعارنا فَقَالُوا يزِيد بن الحكم فَقَالَ نعم أشهد الله أَن عَمَّتي وَلدته وَكَانَ شَاعِر ثَقِيف فِي الْإِسْلَام ذكرُوا أَن عبد الْملك بن مَرْوَان قَالَ ذَات يَوْم كَانَ شَاعِر ثَقِيف فِي الْجَاهِلِيَّة خيرا من شَاعِرهمْ فِي الْإِسْلَام فَقيل لَهُ من يَعْنِي أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُم أما شَاعِرهمْ فِي الْإِسْلَام فيزيد بن الحكم وَله عدَّة قصائد يُعَاتب فِيهَا أَخَاهُ عبد ربه بن الحكم وَابْن عَمه عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أبي العَاصِي وَكلهَا شعر متوسط وَكَانَ فِيهِ أباء وأنفة دَعَاهُ الْحجَّاج فولاه كورة فَارس وَدفع إِلَيْهِ عَهده فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ ليودعه قَالَ لَهُ الْحجَّاج أَنْشدني بعض شعرك وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن ينشده مديحا لَهُ فأنشده قصيدة يفخر فِيهَا بِنَفسِهِ وبآبائه فَلَمَّا سمع الْحجَّاج فخره نَهَضَ مغضبا وَخرج يزِيد من غير أَن يودعه فَقَالَ الْحجَّاج لحاجبه ارتجع مِنْهُ الْعَهْد فَإِذا رده فَقل لَهُ أَيهمَا خير لَك مَا ورثك أَبوك أم هَذَا فَرد على الْحَاجِب الْعَهْد وَقَالَ قل لَهُ (ورثت جدي مجده وفعاله ... وورثت جدك أَعْنُزًا بِالطَّائِف) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 (يَا بدر والأمثال يضْربهَا ... لذِي اللب الْحَكِيم) (دم للخليل بوده ... مَا خير ود لَا يَدُوم) 3 - (واعرف لجارك حَقه ... وَالْحق يعرفهُ الْكَرِيم) 4 - (وَاعْلَم بِأَن الضَّيْف يَوْمًا ... سَوف يحمد أَو يلوم) 5 - (وَالنَّاس مبتنيان مَحْمُود ... البناية أَو ذميم) 6 - (وَاعْلَم بني فَإِنَّهُ ... بِالْعلمِ ينْتَفع الْعَلِيم)   وَخرج عَنهُ مغضبا وَلحق بِسُلَيْمَان بن عبد الْملك ومدحه فَأجرى عَلَيْهِ عطاءه مُدَّة حَيَاته 1 - قَوْله والأمثال يضْربهَا جملَة مُعْتَرضَة بَين المنادى وَبَين قَوْله دم وَنبهَ بِهَذَا الِاعْتِرَاض على أَن وَصيته وَصِيَّة حَكِيم 2 - وَمعنى الْبَيْتَيْنِ يَا بدر والأمثال لَا تبين إِلَّا لِذَوي الْعُقُول لفهمهم مَعَانِيهَا إِذا اخْتَرْت أحدا لصداقتك فَكُن لَهُ مخالطا وثابتا على الود فَإِن الَّذِي لَا دوَام لوده لَا خير فِيهِ 3 - وَالْحق يعرفهُ الخ هَذَا يجْرِي مجْرى الْمثل وَفِيه حض على تعرف حق الْجَار ومواساته وَالْمعْنَى فَيجب عَلَيْك أَن تعرف حق جَارك وَلَا يعرف الْحق غير الْكَرِيم 4 - وَاعْلَم الخ هَذِه الْوَصِيَّة قد عللها بقوله سَوف يحمد أَو يلوم يَقُول أحسن إِلَى الضَّيْف وقم بِمَا يجب لَهُ عَالما بِأَن نُزُوله بك يجلب لَك حمدا إِن أَحْسَنت إِلَيْهِ ولوما وذما إِن قصرت فِي حَقه يُرِيد وَاعْلَم بِأَن ضيفك إِن تقم بِحَق كرامته أثنى عَلَيْك وَإِن أهملت أمره ذمك 5 - مَحْمُود البناية الخ بدل مِمَّا قبله وَالْمعْنَى أَن النَّاس صنفان مِنْهُم من يحمد وَمِنْهُم من يذم وَذَلِكَ مَوْقُوف على أَخْلَاقهم وأحوالهم 6 - فَإِنَّهُ بِالْعلمِ الخ الْهَاء ضمير الشَّأْن وَالْجُمْلَة اعْتِرَاض بَين اعْلَم ومفعوليه وَالْمرَاد بِالْعلمِ اسْتِعْمَاله لِأَن من علم طرق الرشاد ثمَّ لم يسلكها كَانَت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 (إِن الْأُمُور دقيقها ... مِمَّا يهيج لَهُ الْعَظِيم) (والتبل مثل الدّين تقضاه ... وَقد يلوى الْغَرِيم) 3 - (وَالْبَغي يصرع أَهله ... وَالظُّلم مرتعه وخيم) 4 - (وَلَقَد يكون لَك الْبعيد ... أَخا ويقطعك الْحَمِيم) 5 - (والمرء يكرم للغنى ... ويهان للعدم العديم) 6 - (قد يقتر الْحول التقي ... وَيكثر الْحمق الأثيم)   مَعْرفَته بهَا وبالا عَلَيْهِ 1 - الْمَعْنى أَن الشَّرّ يبدؤه أصغره كَمَا أَن السَّيْل أَوله مطر ضَعِيف وَهَذَا الْكَلَام فِيهِ حض على النّظر فِي أعقاب الْأُمُور قبل الشُّرُوع فِيهَا 2 - التبل الثار ويلوي يمطل والغريم من لَهُ الدّين وَالْمعْنَى أَن طلب الثار كَالدّين الَّذِي لَا بُد من قَضَائِهِ وَقَبضه مِمَّن عَلَيْهِ وَقد يبطئ أَخذ الثار كَمَا يمطل الْغَرِيم بِدِينِهِ 3 - الْبَغي تجَاوز الْحَد والوخيم الثقيل الَّذِي لَا يمريء وَالْمعْنَى أَن الْبَغي مهلك وَالظُّلم وبيء أَي لَا بُد للظالم أَن يُؤْخَذ يَوْمًا بظلمه 4 - الْحَمِيم الْقَرِيب الَّذِي تهتم لأَمره وَالْمعْنَى لَا تثق بعهود الْأَيَّام والليالي فقد يصلك الْغَرِيب صلَة الْأَخ ويقطعك الْحَمِيم بغدره 5 - العديم الْفَقِير والمغنى سَبَب الْكَرَامَة والفقر سَبَب الذلة فيكرم الْغَنِيّ لغناه ويهان الْفَقِير لعدمه وَفَقره وَفِي هَذَا نهي عَن ضيَاع المَال والتبذير فِيهِ 6 - أقتر الرجل ضيق فِي النَّفَقَة وَيُقَال أَيْضا اقتر اقتارا إِذا قل مَاله وَهُوَ المُرَاد هُنَا وَيُقَال أَكثر الرجل إِذا كثر مَاله والحول الْكثير الْحِيَل والحمق الأحمق والأثيم كثير الْإِثْم وَالْمعْنَى أَن الرزق غير مَوْقُوف على الْعقل وَالتَّدْبِير فقد يفْتَقر الْمُحْتَال الحذر ويستغني الأحمق السَّيئ الْفِعْل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 (يملى لذاك ويبتلى ... هَذَا فَأَيّهمَا المضيم) (والمرء يبخل فِي الْحُقُوق ... وللكلالة مَا يسيم) 3 - (مَا بخل من هُوَ للمنون ... وريبها غَرَض رجيم) 4 - (وَيرى الْقُرُون أَمَامه ... همدوا كَمَا همد الهشيم) 5 - (وتخرب الدُّنْيَا فَلَا ... بؤس يَدُوم وَلَا نعيم)   1 - يملى أَي يمد فِي عمره والمضيم من أَصَابَهُ الضَّرَر وَالْمعْنَى أَن الأثيم أمْهل لِيَزْدَادَ إِثْمًا والتقى ضيق عَلَيْهِ للامتحان وَقَوله فَأَيّهمَا المضيم أبهم للتقريع والتشنيع وَيُشِير إِلَى أَن الَّذِي يصاب بِالضَّرَرِ فِي عَاقِبَة أمره مَعْلُوم 2 - الْكَلَالَة الْوَارِث مَا عدا الْوَالِد وَالْولد وَمَا فِي قَوْله مَا يسيم يجوز أَن تكون زَائِدَة فَيكون الْمَعْنى أَن الرجل يبخل بِمَا يلْزمه من أَدَاء الْحُقُوق وَيتْرك مَاله لكلالته وَيجوز أَن تكون مَصْدَرِيَّة فَكَأَنَّهُ قَالَ وإسامته لما لَهُ لغيره لَا لنَفسِهِ والإسامة إِخْرَاج المَال إِلَى المرعى 3 - مَا استفهامية على طَرِيق الْإِنْكَار والمنون إِذا ذكر فَالْمُرَاد بِهِ الدَّهْر وَإِذا أنث فَالْمُرَاد بِهِ الْمنية والريب صرفه وَالْغَرَض الهدف والرجيم بِمَعْنى المرجوم وَالْمعْنَى كَيفَ يبخل من هُوَ للحوادث كالهدف الْمَنْصُوب للرمي 4 - الْقرن من النَّاس أهل زمَان وَاحِد وهمدوا بادوا وَأَصله من همدت النَّار إِذا ذهبت الْبَتَّةَ وَلم يبْق مِنْهَا شَيْء والهشيم مَا يتفتت من ورق الشّجر إِذا وطئ وَالْمعْنَى أَنه يعلم من التَّارِيخ أَن من مضى قبله من الْأُمَم باد وَهلك كهلاك ورق الشّجر المتفتت فَكيف حَاله 5 - الْمَعْنى أَن الدُّنْيَا لَا بَقَاء لَهَا وكل مَا فِيهَا يفنى فَلَا دوَام للفقر والغنى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 (كل امْرِئ ستئيم مِنْهُ ... الْعرس أَو مِنْهَا يئيم) (مَا علم ذِي ولد أيثكله ... أم الْوَلَد الْيَتِيم) 3 - (وَالْحَرب صَاحبهَا الصَّلِيب ... على تلاتلها العزوم) 4 - (من لَا يمل ضراسها ... ولدى الْحَقِيقَة لَا يخيم) 5 - (وَاعْلَم بِأَن الْحَرْب لَا ... يسطعها المرح السؤم) 6 - (وَالْخَيْل أَجودهَا المناهب ... عِنْد كبتها الأزوم) وَقَالَ مُنْقد الْهِلَالِي   1 - الأيم الَّذِي تجرد من الْأَهْل والعرس الزَّوْج وَالْمعْنَى أَن الْمَوْت يشْتَمل الذّكر وَالْأُنْثَى فإمَّا أَن يَمُوت الرجل وَتبقى امْرَأَته أَيّمَا أَو تَمُوت امْرَأَته وَيبقى الرجل أَيّمَا مِنْهَا 2 - الثكل فقدان الحبيب وَالْمعْنَى أَن علم التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير عِنْد الله فالوالد وَالْولد لَا يعلم أَيهمَا يتَقَدَّم الآخر أَو يتَأَخَّر عَنهُ 3 - الصَّلِيب الْقوي وتلاتل الْحَرْب شدائدها المقلقة لَا وَاحِد لَهَا والعزوم الْمَاضِي الْعَزْم وَالْمعْنَى أَن صَاحب الْحَرْب الصابر على شدائدها الْمَاضِي فِيهَا إِلَى أَن يبلغ مَا يُرِيد 4 - من لَا يمل خبر الْمُبْتَدَأ وَهُوَ الصاحب فِي الْبَيْت قبله وضراس الْحَرْب عضها وَلَا يخيم أَي لَا يجبن وَالْمعْنَى صَاحب الْحَرْب الَّذِي هَذِه صِفَاته من لَا يمل عضها وَلَا يضعف لَدَى المدافعة 5 - المرح النشيط والسؤوم الْكثير الضجر وَالْمعْنَى وتيقن أَن الْحَرْب لَيست من قدرَة الضَّعِيف 6 - المناهب الْكثير الْعَدو كَأَنَّهُ ينتهب الأَرْض فِي عدوه والكبة الحملة فِي الْحَرْب والأزوم العضوض وَالْمعْنَى أَن أَجود الْخَيل الْكثير الْعَدو عِنْد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 (أَي عَيْش عيشي إِذا كنت مِنْهُ ... بَين حل وَبَين وَشك رحيل) (كل فج من الْبِلَاد كَأَنِّي ... طَالب بعض أَهله بذحول) 3 - (مَا أرى الْفضل والتكرم إِلَّا ... كفك النَّفس عَن طلاب الفضول) 4 - (وبلاء حمل الأيادي وَأَن تسمع ... منا تُؤْتى بِهِ من منيل) وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي شحاذ الضَّبِّيّ 5 - (إِذا أَنْت أَعْطَيْت الْغنى ثمَّ لم تَجِد ... بِفضل الْغنى ألفيت مَالك حَامِد) 6 - (إِذا أَنْت لم تعرك بجنبك بعض مَا ... يريب من الْأَدْنَى رماك الأباعد)   حَملَة الْحَرْب العضوض على اللجام وَذَلِكَ يدل على شدَّة نشاطه 1 - الوشك الْقرب وَالْمعْنَى إِذا كنت فِي عيشي بَين نزُول وارتحال فَكَأَنَّهُ لَا عَيْش لي يُرِيد الازدراء بالعيش والذم لَهُ 2 - الْفَج الطَّرِيق الْوَاسِع والذحول جمع ذحل وَهُوَ الثار وَالْمعْنَى أَنِّي كلما سلكت طَرِيقا وَاسِعًا من الْبِلَاد لَا يوافقني أحد فَكَأَنِّي لَا أحل فِيهِ إِلَّا وَأَنا مبغض إِلَى أَهله كَأَن لي عِنْدهم ثارا أطلبه مِنْهُم 3 - الفضول مَا لَا خير فِيهِ وَالْمعْنَى أَن كف النَّفس عَن طلب الفضول هُوَ الْفضل والتكرم 4 - الْمَعْنى أَن تحمل النعم وَمَا يمن بِهِ عَلَيْك معطيه لبلاء عَظِيم 5 - الْمَعْنى إِذا حصل لَك الْغنى ثمَّ أَمْسَكت عَن إِنْفَاق مَا يفضل لَك مِنْهُ لم تَجِد أحدا يحمدك 6 - عركه دلكه حَتَّى أزاله وأذهبه وَقَوله مَا يريب أَي مَا يكون فِيهِ ظن وتهمة وَالْمعْنَى أَنَّك إِذا لم تدفع مَا يصيبك بِهِ الْقَرِيب من الإهانة والذل رماك الأباعد بأشد مِنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 (إِذا الْحلم لم يغلب لَك الْجَهْل لم تزل ... عَلَيْك بروق جمة ورواعد) (إِذا الْعَزْم لم يفرج لَك الشَّك لم تزل ... جنيبا كَمَا استتلى الجنيبة قَائِد) 3 - (وَقل غناء عَنْك مَال جمعته ... إِذا صَار مِيرَاثا وواراك لأحد) 3 - (إِذا أَنْت لم تتْرك طَعَاما تحبه ... وَلَا مقْعدا تدعى إِلَيْهِ الولائد) 5 - (تجللت عارا لَا يزَال يشبه ... سباب الرِّجَال نثرهم والقصائد) وَقَالَ آخر   1 - عَلَيْك بروق جمة الخ كنى بِهِ عَن غليان الصُّدُور بالحقد عَلَيْهِ وتعجيل الْإِسَاءَة إِلَيْهِ وَالْمعْنَى إِذا لم يغلب حلمك جهلك لم تزل مَغْلُوبًا مسخوطا عَلَيْك من كل وَاحِد 2 - جنيبا أَي مجنوبا واستتلى استتبع والجنيبة مَا يُقَاد فِي جنب النَّاقة وَالْمعْنَى إِذا لم يكن عنْدك عزم تبلغ بِهِ غرضك تكون منقادا كالجنيبة مهانا تَابعا لَا متبوعا وَفِي هَذَا بعث وحض على اقتحام الْأُمُور وَاسْتِعْمَال الاستبداد فِيهَا بعد النّظر والحزم والتروي كَمَا أَنه وصّى فِي الْبَيْت الَّذِي قبله بالرفق فِي الْأُمُور وحذر مِمَّا يكْسب الحقد والعداوة 3 - المُرَاد بِذكر الْقلَّة هُنَا النَّفْي وغناء حَال أَي مغنيا وَالْمعْنَى لَا يُغني عَنْك مَال تجمعه إِذا ذهبت عَنهُ وَتركته لورثتك 4 - الولائد الْجَوَارِي والخدم وَفِي هَذَا الْكَلَام حث على الإيثار على النَّفس 5 - تجللت أَي لبست وشب النَّار أوقدها وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنَّك إِذا لم تُؤثر غَيْرك بِطَعَام تحبه على نَفسك وبمقعد تدعى إِلَيْهِ الْجَوَارِي والخدم حرصا على طلب الْمَعَالِي لبست عارا يزِيدهُ سباب الرِّجَال بالنثر وَالنّظم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 (ويل أم لذات الشَّبَاب معيشة ... مَعَ الكثر يعطاه الْفَتى الْمُتْلف الندي) (وَقد يعقل القل الْفَتى دون همه ... وَقد كَانَ لَوْلَا القل طلاع أنجد) 3 - وَقَالَت حرقة بنت النُّعْمَان   1 - ويل إِذا أضيفت بِغَيْر اللَّام تنصب بِفعل مَحْذُوف كويل زيد بِمَعْنى ألزم الله زيدا الويل وَإِذا أضيفت بِاللَّامِ ترفع كويل لزيد وَهِي فِي الْبَيْت رويت بِالضَّمِّ فَتكون على تَقْدِير حذف اللَّام مَعَ الْهمزَة وقصده بِهَذَا مدح الشَّبَاب وَحمد لذاته وانتصب معيشة على التَّمْيِيز والكثر الْكثير من المَال وَالْمعْنَى مَا أحسن الشَّبَاب وَمَا ألذه معيشة للفتى البذول إِذا كَانَ كثير المَال منعم البال 2 - الْعقل الْحَبْس والقل الْقلَّة وهمه عزمه وَقد كَانَ وضع الْمَاضِي مَوضِع الْمُسْتَقْبل أَي يكون والأنجد الْأَمْكِنَة الْعَالِيَة وَالْمعْنَى أَن الْقلَّة تمنع صَاحبهَا من طلب الْمَعَالِي وَقد يكون مواصلا للأمور الْعِظَام لَوْلَا الْقلَّة 3 - هُوَ ابْن الْمُنْذر اللَّخْمِيّ ملك الْحيرَة وَهِي امْرَأَة شريفة شاعرة محسنة مخضرمة وَلها أَخ يُقَال لَهُ حريق مصغر اسْمهَا وَأُخْت يُقَال لَهَا هِنْد وَلما قدم سعد بن أبي وَقاص أَمِيرا على الْقَادِسِيَّة أَتَتْهُ حرقة بنت النُّعْمَان فِي جوَار كُلهنَّ مثل زيها يطلبن صلته فَلَمَّا وقفن بَين يَدَيْهِ قَالَ أيتكن حرقة بنت النُّعْمَان قُلْنَ هَذِه وأشرن إِلَيْهَا فَقَالَ لَهَا أَنْت حرقة قَالَت نعم فَمَا تكرارك الِاسْتِفْهَام إِن الدُّنْيَا دَار زَوَال وَإِنَّهَا لَا تدوم على حَال إِنَّا كُنَّا مُلُوك هَذَا الْمصر من قبلك يجبى إِلَيْنَا خراجه ويطيعنا أَهله زمَان الدولة فَلَمَّا أدبر الْأَمر وانقضى صَاح بِنَا صائح الدَّهْر فصدع عصانا وشتت جَمعنَا وَكَذَلِكَ الدَّهْر يَا سعد أَنه لَيْسَ من قوم بسرور وحبرة إِلَّا والدهر معقبهم حسرة ثمَّ أنشأت تنشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 (بَينا نسوس النَّاس وَالْأَمر أمرنَا ... إِذا نَحن فيهم سوقة نتنصف) (فأف لدُنْيَا لَا يَدُوم نعيمها ... تقلب تارات بِنَا وَتصرف) وَقَالَ الحكم بن عبدل   فأكرمها سعد وَأحسن جائزتها فَلَمَّا أَرَادَت فِرَاقه قَالَت لَهُ لَا أنصرف عَنْك حَتَّى أحييك بِتَحِيَّة أملاكنا بَعضهم لبَعض لَا جعل الله لَك إِلَى لئيم حَاجَة وَلَا زَالَ لكريم عنْدك حَاجَة وَلَا نزع من عبد صَالح نعْمَة إِلَّا جعلك سَببا لردها عَلَيْهِ فَلَمَّا خرجت من عِنْده تلقاها نسَاء الْمصر فَقُلْنَ لَهَا مَا صنع بك الْأَمِير قَالَت حاط لي ذِمَّتِي وَأكْرم وَجْهي إِنَّمَا يكرم الْكَرِيم الْكَرِيم 1 - بَينا كلمة تسْتَعْمل فِي المفاجأة وَهِي من ظروف الْمَكَان وألفها زَائِدَة ونسوس من سَاس زيد الْأَمر يسوسه سياسة دبره وَقَامَ بِهِ والسياسة لَفْظَة عَرَبِيَّة خَالِصَة وَالْأَمر أمرنَا تُرِيدُ لَا أحد يشاركنا فِي السُّلْطَان والسوقة من دون الْملك وَهُوَ لفظ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجَمَاعَة ونتنصف أَي نخدم يُقَال نصفهم ينصفهم أَي خدمهم وَكَذَلِكَ تنصف والناصف الْخَادِم تَقول بَيْنَمَا نَحن نستخدم النَّاس وندبر أُمُورهم وطاعتنا وَاجِبَة عَلَيْهِم وأحكامنا نَافِذَة فيهم تقلبت الْأُمُور وصرنا سوقة نخدم النَّاس 2 - أُفٍّ كلمة زجر وكراهية وَالْمعْنَى حقارة لدُنْيَا نعيمها يَزُول وحالها لَا تدوم فَهِيَ تتصرف بِنَا وتتقلب من الْفقر إِلَى الْغنى وَبِالْعَكْسِ 3 - وجده جبلة بن عَمْرو أحد بني أَسد بن خُزَيْمَة شَاعِر إسلامي مجيد مُتَقَدم فِي طبقته خَبِيث اللِّسَان من شعراء الدولة الأموية وَكَانَ أعرج أحدب لَا تُفَارِقهُ عَصَاهُ ومنشؤه بِالْكُوفَةِ وَلما كبر وَترك الْوُقُوف بِأَبْوَاب الْمُلُوك كَانَ يكْتب على عَصَاهُ حَاجته وَيبْعَث بهَا مَعَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 (أطلب مَا يطْلب الْكَرِيم من الرزق ... لنَفْسي وأجمل الطلبا) (وأحلب الثرة الصفي وَلَا ... أجهد أخلاف غَيرهَا حَلبًا) 3 - (إِنِّي رَأَيْت الْفَتى الْكَرِيم إِذا ... رغبته فِي صَنِيعَة رغبا) 4 - (وَالْعَبْد لَا يطْلب الْعَلَاء وَلَا ... يعطيك شَيْئا إِلَّا إِذا رهبا) 5 - (مثل الْحمار الْموقع السوء لَا ... يحسن مشيا إِلَّا إِذا ضربا) 6 - (وَلم أجد عُرْوَة الْخَلَائق إِلَّا الدّين ... لما اعْتبرت والحسبا) 7 - (قد يرْزق الْخَافِض الْمُقِيم وَمَا ... شدّ بعنس رحلا وَلَا قتبا)   رسله فَلَا يحبس لَهُ رَسُول وَلَا تُؤخر لَهُ حَاجَة 1 - الْمَعْنى أَنِّي أسلك فِي طلب الرزق مَسْلَك الْكَرِيم وأجمل فِي الطّلب وألزم القناعة 2 - الثرة الغزيرة من النوق وَالشَّاء والسحب والصفى ضد البكئ وَهِي الغزيرة اللَّبن والأخلاف جمع خلف وَهُوَ الضَّرع وَالْبَيْت كُله مثل وَالْمعْنَى لَا أطلب حاجاتي من غير أَهلهَا فَإِذا أردْت الْحَلب أحلب ذَات الدّرّ 3 - الصنيعة الْإِحْسَان وَالْمعْنَى أَن الْفَتى الْكَرِيم من طبعه الْكَرم فَإِذا رغبته فِي إِحْسَان رغب فِيهِ 4 - رهب خَافَ وَالْمعْنَى أَن اللَّئِيم ضد الْكَرِيم فِي طلب الْعَلَاء وَغَيره من المحاسن فَإِذا طلبت مِنْهُ شَيْئا لَا يعطيكه إِلَّا إِذا هددته وخوفته 5 - الْموقع الَّذِي فِي ظَهره آثَار دبر وَالْمعْنَى أَن ذَلِك العَبْد مثل الْحمار الْموقع الَّذِي لَا يقومه غير الضَّرْب 6 - العروة من الْقَمِيص والإبريق مَعْرُوفَة واستعارها لما يجمع الْأَخْلَاق الْكَرِيمَة ويشد بَعْضهَا إِلَى بعض وَالْمعْنَى أَنِّي لم أجد موثقًا للأفعال الْكَرِيمَة غير الدّين والحسب عِنْد التَّأَمُّل 7 - الْخَافِض المُرَاد بِهِ صَاحب الدعة والعنس النَّاقة القوية والرحل مَا يَجْعَل على ظهر الْبَعِير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 (وَيحرم المَال ذُو المطية والرحل ... وَمن لَا يزَال مغتربا) وَقَالَ آخر (يَا أَيهَا الْعَام الَّذِي قد رَابَنِي ... أَنْت الْفِدَاء لذكر عَام أَولا) 3 - (أَنْت الْفِدَاء لذكر عَام لم يكن ... نحسا وَلَا بَين الْأَحِبَّة زيلا) وَقَالَ الفرزدق تقدّمت تَرْجَمته 4 - (إِذا مَا الدَّهْر جر على أنَاس ... كلاكله أَنَاخَ بآخرينا) 5 - (فَقل للشامتين بِنَا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كَمَا لَقينَا)   للرُّكُوب والقتب الأكاف وَالْمعْنَى أَن الرزق والحظوظ بيد الله فَلَا يتَوَقَّف على كَثْرَة السّفر فكم من صَاحب بطالة كسول فِي رغد من الْعَيْش 1 - الرحل هُنَا مصدر رحلت الْبَعِير إِذا شددت عَلَيْهِ الرحل الْمَعْنى وَقد يحرم من غَرَضه من يكثر السّفر وَالطّواف فِي الْآفَاق 2 - يفضل بِهَذَا أَيَّامه الْمَاضِيَة على أَيَّامه الْحَاضِرَة وَقَوله رَابَنِي أَي أوقعني فِي ريبه وصروفه وَألف أَولا للإطلاق وَمَعْنَاهُ أسبق يذكر أَن عَامه الثَّانِي جَاءَ شَدِيدا عَلَيْهِ بِخِلَاف الأول 3 - أَنْت الْفِدَاء الخ يُرِيد تَكْرِير الدُّعَاء ضجرا وسآمة وبيانا لما رابه مِنْهُ والنحس ضد السعد وزيل فرق وَالْمعْنَى جعلت فدَاء أَيهَا الْعَام الثَّانِي للعام الْمَاضِي الَّذِي لم يكن نحسا عَليّ وَلم يفرق بيني وَبَين أحبتي 4 - الكلاكل جمع كلكل وَهُوَ الصَّدْر وَالْمعْنَى إِذا أناخت صروف الدَّهْر على قوم بِإِزَالَة نعمهم وتكدير عيشهم فعادتها والمعهود مِنْهَا أَنَّهَا تفعل بغيرهم مثل ذَلِك 5 - الْمَعْنى فَأخْبر الشامتين بِنَا أَن لَا يَكُونُوا على غَفلَة فسيصير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 1 - وَقَالَ الصلتان الْعَبْدي (أشاب الصَّغِير وأفنى الْكَبِير ... كرّ الْغَدَاة وَمر الْعشي) 3 - (إِذا لَيْلَة هرمت يَوْمهَا ... أَتَى بعد ذَلِك يَوْم فتي) 4 - (نروح ونغدوا لحاجاتنا ... وحاجة من عَاشَ لَا تنقضى) 5 - (ويسلبه الْمَوْت أثوابه ... ويمنعه الْمَوْت مَا يشتهى)   حَالهم إِلَى مَا صرنا إِلَيْهِ 1 - الصلتان لقب غلب عَلَيْهِ واسْمه قثم بن خبية أحد بني محَارب بن عَمْرو بن وَدِيعَة بن عبد الْقَيْس وَإِلَيْهِ ينْسب فَيُقَال الْعَبْدي وَهُوَ شَاعِر مَشْهُور إسلامي خَبِيث اللِّسَان وَكَانَ قد ادّعى أَن الفرزدق وجريرا تحاكما إِلَيْهِ فَقضى بَينهمَا بِأَن الفرزدق أشرف من جرير وَأَن بنى مجاشع أشرف من بنى كُلَيْب وَأَن جَرِيرًا أشعر من الفرزدق وَذكر ذَلِك فِي قصيدته الَّتِي أَولهَا (أَنا الصلتان وَالَّذِي قد علمْتُم ... مَتى مَا يحكم فَهُوَ بالحكم صادع) (أَتَتْنِي تَمِيم حِين هابت قضاتها ... وَإِنِّي لبالفصل الْمُبين قَاطع) إِلَى آخر مَا قَالَ وعدتها ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ بَيْتا وَلَهُم شاعران آخرَانِ يُقَال لَهما الصلتان أَحدهمَا الصلتان الضَّبِّيّ وَالثَّانِي الصلتان الفهمي 2 - أشاب الخ جعل ذَلِك الْفِعْل لليوم وَاللَّيْلَة على طَرِيق الْمجَاز الْعقلِيّ لِأَن الْيَوْم وَاللَّيْلَة سَبَب ظَاهر فِي ذَلِك 3 - هرمت يَوْمهَا أضعفته مُسلما للزوال والفتى الشَّاب وَالْمعْنَى إِذا أضعفت لَيْلَة يَوْمهَا وقربته من الزَّوَال أَتَى بعده يَوْم جَدِيد 4 - الْمَعْنى مَا دَامَ الْإِنْسَان حَيا فحاجته لَا تُفَارِقهُ صباحا مسَاء 5 - الْمَعْنى أَن الْمَوْت يعريه من لِبَاسه ويلبسه لباسا آخر وَهُوَ الْكَفَن ويصده بعد ذَلِك عَمَّا كَانَ يرغبه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 (تَمُوت مَعَ الْمَرْء حاجاته ... وَتبقى لَهُ حَاجَة مَا بَقِي) (إِذا قلت يَوْمًا لمن قد ترى ... أروني السّري أروك الْغنى) 3 - (ألم تَرَ لُقْمَان أوصى ابْنه ... وأوصيت عمرا فَنعم الوصى) 4 - (بني بدا خبء نجوى الرِّجَال ... فَكُن عِنْد سرك خبء النجى) 5 - (وسرك مَا كَانَ عِنْد امْرِئ ... وسر الثَّلَاثَة غير الخفى) 6 - (كَمَا الصمت أدنى لبَعض الرشاد ... فبعض التَّكَلُّم أدنى لغي) 7 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ   فِي أَيَّام حَيَاته 1 - مَا ظرفية مَصْدَرِيَّة وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان مَا دَامَ حَيا حاجاته ممتدة فَإِذا مَاتَ مَاتَت حاجاته 2 - السّري الشريف من قَوْلهم سرو الرجل يسرو سروا إِذا كَانَ سخيا فِي مُرُوءَة وَالْمعْنَى أَن أَخْلَاق الرِّجَال تَغَيَّرت فَإِذا سَأَلت عَن الشريف دلوك على ضِدّه الْغَنِيّ 3 - الْمَعْنى اعْلَم أَنِّي أوصيت عمرا كَمَا أوصى لُقْمَان ابْنه 4 - الخبء بِالْفَتْح مَا خبئ كالخبئ والنجوى مصدر وَهُوَ مُسْتَعْمل فِيمَا يتحدث فِيهِ اثْنَان على طَرِيق السِّرّ والكتمان وَالْمعْنَى إِذا نَاجَيْت صاحبا لَك فَكُن خبأ فِيمَا تودعه من سرك فَإِن نجوى الرِّجَال إِذا بدا خبؤها عَادَتْ وبالا 5 - الْمَعْنى لَا تفش سرك إِلَى غير نَفسك وَإِذا أفشيته إِلَى غَيْرك فَلَا يكون إِلَّا إِلَى وَاحِد إِذْ لَا يخفى سر الثَّلَاثَة 6 - مَا زَائِدَة وَالْمعْنَى قد يكون الصمت وَاجِبا فِي بعض المواقع طَالبا للرشاد كَمَا أَنه قد يكون فِي الْكَلَام مواقع تُفْضِي إِلَى الغي وَعدم الرشاد 7 - وجده الْمُنْذر بن حرَام أحد بني تيم الله بن ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن الْخَزْرَج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 (أصون عرضي بِمَال لَا أدنسه ... لَا بَارك الله بعد الْعرض فِي المَال)   وَأمه الفريعة بنت خَالِد بن قيس بن لوذان وَهُوَ فَحل من فحول الشُّعَرَاء عمر عشْرين وَمِائَة سنة سِتِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَام وَفضل الشُّعَرَاء بِثَلَاث كَانَ شَاعِر الْأَنْصَار فِي الْجَاهِلِيَّة وشاعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النُّبُوَّة وشاعر الْيمن كلهَا فِي الْإِسْلَام وَكَانَ ثَلَاثَة رَهْط من قُرَيْش يَهْجُونَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن الزبعري وَأَبُو سُفْيَان ابْن الْحَرْث بن عبد الْمطلب وَعَمْرو بن العَاصِي فَقَالَ قَائِل لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ اهج عَنَّا الْقَوْم الَّذين هجونا فَقَالَ عَليّ إِن أذن لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعلت فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أتأذن لعَلي أَن يهجو عَنَّا هَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذين قد هجونا فَقَالَ لَيْسَ هُنَاكَ ثمَّ قَالَ للْأَنْصَار مَا يمْنَع الْقَوْم الَّذين نصروا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسلاحهم أَن ينصروه بألسنتهم فَقَالَ حسان بن ثَابت أَنا لَهَا وَأخذ بِطرف لِسَانه وَقَالَ وَالله مَا يسرني بِهِ مقول بَين بصرى وَصَنْعَاء فَقَالَ كَيفَ تهجوهم وَأَنا مِنْهُم فَقَالَ إِنِّي أسلك مِنْهُم كَمَا تسل الشعرة من الْعَجِين فَكَانَ يهجو قُريْشًا ثَلَاثَة من الْأَنْصَار حسان بن ثَابت وَكَعب بن مَالك وَعبد الله بن رَوَاحَة وَكَانَ حسان وَكَعب يعارضانهم بالوقائع وَالْأَيَّام والمآثر ويعيرانهم بالمثالب وَكَانَ عبد الله بن رَاحَة يعيرهم بالْكفْر فَكَانَ فِي ذَلِك الزَّمَان أَشد القَوْل عَلَيْهِم قَول حسان وَكَعب وأهون القَوْل عَلَيْهِم قَول ابْن رَوَاحَة فَلَمَّا أَسْلمُوا وفقهوا الْإِسْلَام كَانَ أَشد القَوْل عَلَيْهِم قَول ابْن رَوَاحَة 1 - الْمَعْنى أَن صِيَانة الْعرض بِالْمَالِ فَإِنَّهُ يُزَكِّيه ويحفظه عَمَّا يدنسه وَلَا خير فِي مَال لَا يحفظ الْعرض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 (أحتال لِلْمَالِ أَن أودي فأكسبه ... وَلست للعرض أَن أودي بمحتال) 2 - بَاب النسيب 3 - قَالَ الصمَّة بن عبد الله بن طفيل بن الْحَرْث بن قُرَّة بن هُبَيْرَة ابْن عَامر بن سَلمَة الْخَيْر بن قُشَيْر بن كَعْب   1 - الْمَعْنى إِذا ذهب المَال يقدر الْإِنْسَان على تَحْصِيله وَكَسبه وَإِذا ذهب الْعرض فَلَا يقدر أَن يحتال فِي استرجاعه تمّ بَاب الْأَدَب 2 - النسيب ذكر الشَّاعِر الْمَرْأَة بالْحسنِ وَالْأَخْبَار عَن تصرف هَواهَا بِهِ وَلَيْسَ هُوَ الْغَزل وَإِنَّمَا الْغَزل الاشتهار بمودات النِّسَاء والصبوة إلَيْهِنَّ 3 - كَانَ الصمَّة بن عبد الله شريفا ناسكا عابدا غزلا شَاعِرًا مقلا بدويا من شعراء الدولة الأموية وَكَانَ قد خطب بنت عَمه وَكَانَ لَهَا محبا فاشتط عَلَيْهِ عَمه فِي الْمهْر فَسَأَلَ أَبَاهُ أَن يعاونه وَكَانَ كثير المَال فَلم يعنه بِشَيْء فَسَأَلَ عشيرته فَأَعْطوهُ فَأتى بِالْإِبِلِ عَمه فَقَالَ لَا أقبل هَذِه فِي مهر ابْنَتي فسل أَبَاك أَن يبدلها لَك فَسَأَلَ ذَلِك أَبَاهُ فَأبى عَلَيْهِ فَلَمَّا رأى ذَلِك من فعلهمَا قطع عقلهَا وخلاها فَعَاد كل بعير إِلَى أَهله وَتحمل الصمَّة راحلا فَقَالَت بنت عَمه حِين رَأَتْهُ يتَحَمَّل تالله مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ رجلا باعته عشيرته بأَرْبعَة ثمَّ مضى إِلَى الشَّام فَلَمَّا طَال مقَامه تبعتها نَفسه فَقَالَ هَذِه الأبيات الَّتِي تسيل حسنا وتملأ الْقلب روعة وبهجة جزالة فِي الْأَلْفَاظ وفخامة فِي الْمعَانِي ومتانة فِي التَّرْكِيب وصياغة بديعة وديباجة حَسَنَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 (حننت إِلَى ريا ونفسك باعدت ... مزارك من ريا وشعباكما مَعًا) (فَمَا حسن أَن تَأتي الْأَمر طَائِعا ... وتجزع أَن دَاعِي الصبابة أسمعا) 3 - (قفا وادعا نجدا وَمن حل بالحمى ... وَقل لنجد عندنَا أَن يودعا) 4 - (بنفسي تِلْكَ الأَرْض مَا أطيب الرِّبَا ... وَمَا أحسن المصطاف والمتربعا) 5 - (وَلَيْسَت عشيات الْحمى برواجع عَلَيْك ... وَلَكِن خل عَيْنَيْك تدمعا) 6 - (وَلما رَأَيْت الْبشر أعرض دُوننَا ... وحالت بَنَات الشوق يحنن نزعا)   1 - الحنين تألم من الشوق وريا اسْم امْرَأَة وباعدت أبعدت وَالْوَاو فِي الْمَوْضِعَيْنِ من الْبَيْت وَاو الْحَال والمزار الزِّيَارَة والشعب الْحَيّ يلوم نَفسه فِي بعده عَنْهَا ويقرعها فَيَقُول اشْتقت إِلَى ريا وَقرب وصالها وَقد أبعدت زيارتك مِنْهَا حِين فارقتها وَقد كَانَ شعبًا كَمَا مُجْتَمعين 2 - المُرَاد بِالْأَمر الْفِرَاق أَو الْحبّ وَإِن الثَّانِيَة بِتَقْدِير اللَّام وَالْمعْنَى لَيْسَ بِحسن أَن تنقاد أَولا للحب مُخْتَارًا فَإِذا أسمعك دَاعِي الصبابة نداءه جزعت 3 - الْحمى مَوضِع فِيهِ مَاء وكلأ يمْنَع النَّاس مِنْهُ والنجد كل مَا ارْتَفع من تهَامَة إِلَى أَرض الْعرَاق وَالْمعْنَى يَا خليلي قفا حَتَّى تودعا نجدا وَمن سكن حماه وَقَلِيل عندنَا أَن نودعه 4 - الْألف وَاللَّام فِي الرِّبَا عوض عَن الْمُضَاف إِلَيْهِ والربا مَا ارْتَفع من الأَرْض والمصطاف مَكَان الصَّيف والمتربع مَكَان الرّبيع وَالْمعْنَى أفدي بنفسي تِلْكَ الأَرْض لطيب رباها العجيب وَحسن فصليها صيفا وربيعا 5 - الْمَعْنى أَنَّك وَإِن أفرطت فِي الْجزع فَإِن أَوْقَات المواصلة بالحمى مَعَ أحبابك لَا تكَاد تعود وَلَكِن أَدَم الْبكاء لَهَا مَعَ التوجع فِي أَثَرهَا تَجِد فِيهِ رَاحَة 6 - الْبشر جبل بالجزيرة وَأعْرض أبدى عرضه وجانبه وحالت تحركت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 (بَكت عَيْني الْيُسْرَى فَلَمَّا زجرتها ... عَن الْجَهْل بعد الْحلم أسبلتاما) (تلفت نَحْو الْحَيّ حَتَّى وجدتني ... وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا) 3 - (وأذكر أَيَّام الْحمى ثمَّ أنثني ... على كَبِدِي من خشيَة أَن تصدعا) 4 - وَقَالَ آخر   وَبَنَات الشوق نوازع الحنين كأطفال الْحبّ وَهَذِه اسْتِعَارَة لَطِيفَة جميلَة وَأَرَادَ بهَا مسببات الشوق وآثاره والنزع جمع نَازع أَي مشتاق 1 - بَكت عَيْني جَوَاب لما فِي الْبَيْت قبله وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي لما رَأَيْت الْبشر أبدى جَانِبه حاجزا بَيْننَا وتحركت مسببات الشوق بالحنين مشتاقة إِلَى نجد بَكت عَيْني الْيُسْرَى فَلَمَّا منعتها عَن الْبكاء الَّذِي يشْعر بِالْجَهْلِ بعد الْحلم وتيقنت أَن الْبكاء لَا يُفِيد مَعَ الْيَأْس من الْقرب طاوعتها الْيُمْنَى فدمعتا مَعًا وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بِالْجَهْلِ بعد الْحلم الْجزع بعد الصَّبْر 2 - تلفت الْتفت وَاللَّيْث صفحة الْعُنُق والأخدع عرق فِيهَا والإصغاء الْميل وليتا وأخدعا منصوبان على التَّمْيِيز وَالْمعْنَى لما حَان الْفِرَاق صرت أَكثر من الِالْتِفَات جِهَة الْحَيّ حَتَّى وجدت نَفسِي وجع الليت والأخدع لدوام التفاتي تحسرا فِي أثر الْفَائِت من أحبابي وديارهم 3 - الْمَعْنى أَنِّي أَتَذكر أوقاتي بالحمى لما كَانَ بَيْننَا من أَسبَاب الْوِصَال بهَا فانثنى على كَبِدِي فأقبض عَلَيْهَا مَخَافَة تشققها وخروجها من موضعهَا شوقا إِلَى أحبابها 4 - نسبهما أَبُو الْفَتْح عُثْمَان بن جني إِلَى الصمَّة بن عبد الله الْمُتَقَدّم وَكَذَلِكَ أَبُو رياش وسَاق حَدِيث الصمَّة السَّابِق وَبنت عَمه الَّتِي كَانَ يهواها اسْمهَا ريا إِلَّا أَن الْعَرَب قد تغير أَسمَاء من تحب بأسماء غَيرهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 (ونبئت ليلى أرْسلت بشفاعة ... إِلَيّ فَهَلا نفس ليلى شفيعها) (أأكرم من ليلى عَليّ فتبتغي ... بِهِ الجاه أم كنت أمرأ لَا أطيعها) 3 - وَقَالَ ابْن الدمينة 4 - (أما يستفيق الْقلب إِلَّا انبرى لَهُ ... توهم صيف من سعاد ومربع) 5 - (أخادع عَن أطلالها الْعين إِنَّه ... مَتى تعرف الأطلال عَيْنك تَدْمَع)   1 - نبأ يتَعَدَّى إِلَى ثَلَاثَة مفاعيل وَقَوله بشفاعة أَي بِذِي شَفَاعَة وهلا من أدوات التحضيض وَهُوَ خَاص بِالْفِعْلِ فَالْكَلَام على إِضْمَار فعل بعد هلا الْمَعْنى خبرت أَن ليلى أرْسلت إِلَى ذَا شَفَاعَة تطلب بِهِ جاها عِنْدِي فَهَلا قصدتني وَجعلت نَفسهَا شَفِيعًا 2 - أأكرم الخ الِاسْتِفْهَام إِنْكَار وتقريع أنكر استعانتها عَلَيْهِ بِغَيْرِهِ وَقَوله فتبتغي مَنْصُوب فِي جَوَاب الِاسْتِفْهَام وسكنه للضَّرُورَة وَالْمعْنَى هَل الَّذِي أَرْسلتهُ إِلَى أكْرم عِنْدِي من ليلى فتطلب بِهِ الجاه أم رأتني لَا أطيعها فِيمَا تَأْمُرنِي بِهِ مَعَ أَنِّي لَا أجد أكْرم عِنْدِي مِنْهَا وَلَا أطيع أحدا غَيرهَا 3 - الدمينة أمه واسْمه عبد الله بن عبد الله أحد بني عَامر بن تيم الله ويكنى ابْن الدمينة أَبَا السرى وَهُوَ من بني خثعم شَاعِر إسلامي مجيد محسن سجنه مُصعب بن الزبير فِي دم كَانَ قبله فَأخْرجهُ قومه من السجْن وهرب إِلَى صنعاء 4 - الْهمزَة للاستفهام وَمَا نَافِيَة واستفاق وأفاق بِمَعْنى أَي صَحا وانبرى تعرض وَأَرَادَ بالصيف منزل الصَّيف والمربع الْموضع الَّذِي ينزلون بِهِ فِي الرّبيع وسعاد اسْم من يهواها وَالْمعْنَى كَيفَ لَا يستفيق الْقلب إِلَّا وَقد تعرض لَهُ خيال سعاد فِي المصيف والمربع 5 - مخادعة الْعين تشكيكها فِيمَا ترى والأطلال لأهل الْمدر آثَار الْحِيطَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 (عهِدت بهَا وحشا عَلَيْهَا براقع ... وهذي وحوش أَصبَحت لم تبرقع) وَقَالَ آخر (فيا رب إِن أهلك وَلم ترو هامتي ... بليلى أمت لَا قبر أعطش من قَبْرِي) 3 - (وَإِن أك عَن ليلى سلوت فَإِنَّمَا ... تسليت عَن يأس وَلم أسل عَن صَبر) 4 - (وَإِن يَك عَن ليلى غنى وتجلد ... فَرب غنى نفس قريب من الْفقر) وَقَالَ آخر 5 - (يَوْم ارتحلت برحلي قبل برذعتي ... وَالْعقل متلة وَالْقلب مَشْغُول)   والمساجد وَلأَهل الْوَبر المأكل وَالْمشْرَب والمراقد وَالْمعْنَى أموه على الْعين فِي رُؤْيَة الأطلال لِأَنَّهَا إِذا عرفتها بَكت 1 - عهِدت بهَا وحشا الخ يَعْنِي نسَاء متبرقعات أَي فَارق الأطلاق أَهلهَا وسكنها الْوَحْش بَدَلا بهم وَالْمعْنَى كنت ألْقى أَيَّام عمرَان تِلْكَ الأطلال وحشا من الحبيبات يخْرجن فِي البراقع وَالْيَوْم أرى بهَا وحوشا لَا تتبرقع يُعَاتب نَفسه فِي شغل الْقلب بسعاد وَيذكر تجلده فِي تناسيها ويشكو عَيْنَيْهِ إِنَّهَا تبْكي كلما رَأَتْ آثَار تِلْكَ الأطلال 2 - الهامة الرَّأْس وَالْمعْنَى يَا رب إِن لم تروني من ليلى قبل أَن أَمُوت بِمَا يروي الْمُحب من حَبِيبه من نظرة واجتماع لم يكن قبر أعطش من قَبْرِي أَي لَا مقبور أعطش مني 3 - الْمَعْنى أَن سلوى عَن ليلى سلو يأس لَا سلو صَبر 4 - الْمَعْنى إِن اسْتَغْنَيْت بِامْرَأَة غير ليلى فَلَيْسَتْ هِيَ عوضا مِنْهَا وكل مَا لَا تقنع بِهِ النَّفس فَهُوَ فقر فغناي بِغَيْر ليلى كالفقر إِلَيْهَا لِأَنَّهُ لَا عوض لَهَا 5 - ارتحلت أَي شددت الرحل والبرذعة مَا يلقى على ظهر العبير تَحت الرحل لوقايته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 (ثمَّ انصرفت إِلَى نضوى لأبعثه ... إِثْر الحدوج الغوادي وَهُوَ مَعْقُول) 2 - وَقَالَ جران الْعود 3 - (أيا كبدا كَادَت عَشِيَّة غرب ... من الشوق إِثْر الظاعنين تصدع) 4 - (عَشِيَّة مَا فِيمَن أَقَامَ بغرب ... مقَام وَلَا فِيمَن مضى متسرع)   عَن الحك واتله من الوله وَهُوَ التحير وَالْمعْنَى أَنِّي لفرط ذهولي وَشدَّة مَا بِي من الوجد وشغل الْقلب صرت أفعل مَا أفعل من غير تدبر فلست أنسى ذَلِك الْيَوْم 1 - النضو الْبَعِير المهزول والحدج مركب من مراكب النِّسَاء وَالْعقل الشد بالعقال وَالْمعْنَى ثمَّ انصرفت إِلَى بَعِيري لأرسله خلف الحدوج السائرة فِي الْغَدَاة وَهُوَ مَعْقُول وَهل يسير الْبَعِير الْمَعْقُول يصف دهشه بحبها حَتَّى قدم مَا يجب أَن يُؤَخر 2 - واسْمه عَامر بن الْحَارِث وَإِنَّمَا لقب بجران الْعود لقَوْله يُخَاطب امْرَأتَيْنِ (خذا حذرا يَا جارتي فإنني ... رَأَيْت جران الْعود قد كَاد يصلح) يَعْنِي أَنه كَانَ قد اتخذ من جلد الْعود سَوْطًا ليضْرب بِهِ نِسَاءَهُ وَهُوَ شَاعِر نمري جاهلي جيد الشّعْر حسن التَّشْبِيه فصيح الْعبارَة لطيف الْمعَانِي وَكَانَ هُوَ وَعُرْوَة بن عتبَة الرّحال خدنين تبعين فَتزَوج كل وَاحِد مِنْهُمَا امْرَأَة فلقيا مِنْهُمَا مَكْرُوها فَأَنْشد كل وَاحِد مِنْهُمَا قصيدة يذكر مَا لقِيه من امْرَأَته فَكَانَت قصيدة جران أَجود سبكا وَمتْن رصفا وأزين لفظا مِمَّا قَالَه عُرْوَة 3 - غرب جبل بِالشَّام والظعن السّير أول اللَّيْل 4 - عَشِيَّة الثَّانِيَة بدل من الأولى وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي لما بِي من المقاساة وشوق الْقلب إِلَى الأحباب الظاعنين عَشِيَّة غرب أنادي معنونا عَن تِلْكَ الْحَالة بِقَوْلِي يَا كَبِدِي الَّتِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الْأَسدي تقدّمت تَرْجَمته (لقد كنت جلدا قبل أَن توقد النَّوَى ... على كَبِدِي جمرا بطيئا خمودها) (وَقد كنت أَرْجُو أَن تَمُوت صبابتى ... إِذا قدمت أَيَّامهَا وعهودها) 3 - (فقد جعلت فِي حَبَّة الْقلب والحشا ... عهاد الْهوى تولى بشوق يُعِيدهَا) 4 - (بسود نَوَاصِيهَا وحمر أكفها ... وصفر تراقيها وبيض خدودها) 5 - (مخصرة الأوساط زانت عقودها ... بِأَحْسَن مِمَّا زينتها عقودها)   قاربت أَن تشقق من الشوق أثر الظاعنين فِي عَشِيَّة عَشِيَّة عدم حُصُول الْإِقَامَة فِيمَن أَقَامَ بغرب وَلم يفد التسرع لتهيؤ المقيمين للسَّفر وَبعد الذاهبين عَن اللحوق 1 - جلدا أَي قَوِيا والنوى الرحيل وَالْمعْنَى لقد كنت قبل الرحيل قَوِيا ذَا صَبر فَلَمَّا دنا الْفِرَاق ذهبت قوتي لما أوقده فِي قلبِي من النَّار الَّتِي لَا يخمد جمرها 2 - العهود جمع عهد وَهُوَ اللِّقَاء هُنَا يَقُول كنت أَظن أَن تذْهب صبابتي ويصحو قلبِي إِذا طَال الْعَهْد بَيْننَا وقدمت أَيَّام اللِّقَاء 3 - حبه الْقلب الْعلقَة الَّتِي فِيهِ وَيُقَال لَهَا سويداء الْقلب والعهدة أول الْمَطَر وَالْجمع العهاد وَالْوَلِيّ مَا يكون من الْمَطَر بعد الوسمي شبه أول الشوق بالعهاد وَمَا وليه بالولي فَأول الْمَطَر إِذا لحقه الثَّانِي كثر الرّبيع وأخصب لَهُ الْبَلَد وَالْمعْنَى لقد ازدادت الصبابة واشتعلت حَتَّى صيرت فِي حَبَّة الْقلب والحشا أَوَائِل من الْهوى يتلوها أعظم مِنْهَا يَتَجَدَّد من الشوق 4 - بسود نَوَاصِيهَا الْبَاء مُتَعَلقَة بقوله جعلت فِي الْبَيْت الْمُتَقَدّم وَالْمعْنَى أَن نَوَاصِيهَا السود وأكفها الْحمر الخ كن سَببا فِي تجدّد صبابتي وازديادها دَائِما 5 - المخصر الدَّقِيق الخاصرة الضامر وَالْمعْنَى وَهن أَيْضا دقيقات الخصور وقلائدها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 (يمنيننا حَتَّى ترف قُلُوبنَا ... رفيف الخزامى بَات طل يجودها) وَقَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ تقدّمت تَرْجَمته (أما وَالَّذِي أبكى وأضحك وَالَّذِي ... أمات وَأَحْيَا وَالَّذِي أمره الْأَمر) 3 - (لقد تَرَكتنِي أحسد الْوَحْش أَن أرى ... أليفين مِنْهَا لَا يروعهما الذعر) 4 - (فيا حبها زِدْنِي جوى كل لَيْلَة ... وَيَا سلوة الْأَيَّام موعدك الْحَشْر)   وحليها تكتسب من التزين بهَا إِذا علقت عَلَيْهَا أَكثر مِمَّا تكتسبه مِنْهَا إِذا تحلت بهَا 1 - يمنيننا أَي يعدننا وترف هُنَا مَعْنَاهُ تختلج وتضطرب فَرحا ونشاطا والخزامي نبت أَو خيري الْبر زهره أطيب الأزهار نفحة والطل الندى وجاده سقَاهُ يصف لطافتهن فِي مواعيدهن وتقريبهن أَمر الْوِصَال بَينه وبينهن فَيَقُول إِن تِلْكَ الحبيبات أخذن يعدننا بألطف وعد يقرب أَمر الْوِصَال حَتَّى ترتاح قُلُوبنَا وتفرح وتنتعش انتعاش الخزامي الَّتِي سَقَاهَا الندى فَصَارَت ناعمة نَضرة 2 - تكْرَار الْقسم للتفخيم وَلذَلِك كَانَ الْجَواب وَاحِدًا 3 - لقد تَرَكتنِي جَوَاب الْقسم وَالضَّمِير لحبيبه وراعه أفزعه والذعر الْخَوْف وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أما أَنِّي أَحْلف بِاللَّه الَّذِي يفعل مَا يَشَاء وَبِيَدِهِ الْحزن وَالسُّرُور وَالْأَمَانَة والأحياء لقد أبقتني حبيبتي فِي مَكَان الوحشة إِذا تَأَمَّلت الوحوش وَهِي تأتلف فِي مراعيها تمنيت أَن تكون حالتي مَعهَا كَحال الوحوش فِي تألفها لِأَنِّي أرى كل أليفين مِنْهَا لَا يفزعهما خوف 4 - الجوى حرقة الْقلب وَالْمعْنَى فيا حبها زِدْنِي حرقة وَشدَّة وجد كل لَيْلَة وَافْعل مَا شِئْت بِي وَيَا أَيهَا السلو تبَاعد عني وَلَا تقترب مني فَإِن الْحَشْر موعد بيني وَبَيْنك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 (عجبت لسعي الدَّهْر بيني وَبَينهَا ... فَلَمَّا انْقَضى مَا بَيْننَا سكن الدَّهْر) (وَمَا هُوَ إِلَّا أَن أَرَاهَا فجاءة ... فأبهت لَا عرف لدي وَلَا نكر) وَقَالَ أَيْضا 3 - (بيد الَّذِي شعف الْفُؤَاد بكم ... تفريج مَا ألْقى من الْهم) 4 - (ويقر عَيْني وَهِي نازحة ... مَالا يقر بِعَين ذِي الْحلم) 5 - (إِنِّي أرى وأظن أَن سترى ... وضح النَّهَار وعالي النَّجْم)   1 - يجوز أَن يُرِيد بسعي الدَّهْر سرعَة تقضي الْأَوْقَات مُدَّة الْوِصَال بَينهمَا فَيكون الْمَعْنى أَنِّي متعجب من الدَّهْر حَيْثُ أسْرع بتقضي الْأَوْقَات مُدَّة الْوِصَال بَيْننَا فَلَمَّا انْقَضى الْوَصْل عَاد إِلَى حَالَته فِي السّكُون والبطء وَهَذِه عَادَتهم فِي استقصار أَيَّام الْوَصْل واستطالة أَيَّام الْفِرَاق وَيجوز أَن يُرِيد بسعي الدَّهْر سِعَايَة أهل الدَّهْر بالنمائم والوشايات وَإنَّهُ لما ارْتَفع مُرَادهم فِيمَا طلبوه من الْفساد بَينهمَا سكنوا وكما أَرَادَ على هَذَا بسعي الدَّهْر أَهله كَذَلِك أَرَادَ بِسُكُون الدَّهْر 2 - أبهت من البهت بِالضَّمِّ وَهُوَ الْحيرَة والانقطاع وَالْمعْنَى وَلَيْسَ حَالَة حبي إِيَّاهَا إِلَّا أَنِّي أَرَاهَا بَغْتَة فأدهش وأتحير حَتَّى لَا يكون لي علم بِالْعرْفِ والنكر 3 - شعف الْقلب أَي أصَاب شعفته وشعفة كل شَيْء أَعْلَاهُ وَقَوله بكم أَي بحبكم وَالْمعْنَى أَن الَّذِي ابتلاني بحبكم وشغل قلبِي بِهِ بِيَدِهِ وَفِي اخْتِيَاره كشف مَا أقاسيه من الْهم 4 - نازحة أَي قَليلَة الدُّمُوع والحلم بِالْكَسْرِ الْعقل وبالضم الْمَنَام وَالْبَيْت مُحْتَمل لَهما وَالْمعْنَى ويقر عَيْني فِي قلَّة دموعها بِمَا لَا يقر عين الْعَاقِل أَو من يرى الْحلم يُرِيد أَنِّي أفرح باليسير التافه الَّذِي لَا يفرح بِهِ عَاقل 5 - أَن هُنَا بِالْفَتْح بدل من مَا لَا يقر والوضح محركا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 (ولليلة مِنْهَا تعود لنا ... من غير مَا رفث وَلَا إِثْم) (أشهى إِلَى نَفسِي وَلَو نزحت ... مِمَّا ملكت وَمن بني سهم) 3 - (قد كَانَ صرم فِي الْمَمَات لنا ... فعجلت قبل الْمَوْت بالصرم) 4 - (وَلما بقيت ليبقين جوى ... بَين الجوانح مضرع جسمي) 5 - (فتعلمي أَن قد كلفت بكم ... ثمَّ افعلي مَا شِئْت عَن علم) 6 - وَقَالَ ابْن أذينة   بَيَاض الصُّبْح وَالْمعْنَى يقر عَيْني أَن أرى بَيَاض النَّهَار وعالي الْكَوْكَب بِاللَّيْلِ وأظن أَنَّهَا تشاركني فِي رؤيتها فَأَفْرَح بذلك 1 - مَا زَائِدَة والرفث الْفُحْش من القَوْل وَغَيره 2 - نزحت بَعدت وَبَنُو سهم قبيلته وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لعود لَيْلَة من لَيَال الْوِصَال من غير رِيبَة أحب إِلَيّ من مَالِي وَأَهلي وقبيلتي وَلَو بَعدت نَفسِي عَن المَال 3 - الصرم الْقطع وَالْمعْنَى كل منا يعلم أَن الْمَوْت مفرق وَلَكِنَّك تعجلت الْفِرَاق والقطيعة قبله 4 - الجوانح الضلوع وأضرع أذلّ وَالْمعْنَى أقسم لمُدَّة بقائك إبْقَاء لحرقة وحزن مُسْتَقر بَين الضلوع مذل ومضعف للجسم 5 - تعلمي أَي اعلمي وَعَن بِمَعْنى بعد وَالْمعْنَى تحققي صدق محبتي لَك ثمَّ افعلي مَا بدا لَك بعد الْعلم 6 - هُوَ عُرْوَة ابْن أذينة وأذينة لقبه واسْمه يحيى بن مَالك أحد بني لَيْث بن بكر بن عبد مَنَاة ويكنى عُرْوَة بن أذينة أَبَا عَامر وَهُوَ شَاعِر غزل مقدم من شعراء الْمَدِينَة وَهُوَ مَعْدُود فِي الْفُقَهَاء والمحدثين روى عَنهُ مَالك بن أنس وَهُوَ الْقَائِل (لقد علمت وَمَا الْإِسْرَاف من خلقي ... أَن الَّذِي هُوَ رِزْقِي سَوف يأتيني) (أسعى إِلَيْهِ فيعييني تطلبه ... وَلَو جَلَست أَتَانِي لَا يعييني) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 (إِن الَّتِي زعمت فُؤَادك ملها ... خلقت هَوَاك كَمَا خلقت هوى لَهَا) (بَيْضَاء باكرها النَّعيم فصاغها ... بلباقة فأدقها وأجلها) 3 - (حجبت تحيتها فَقلت لصاحبي ... مَا كَانَ أَكْثَرهَا لنا وأقلها) 4 - (وَإِذا وجدت لَهَا وساوس سلوة ... شفع الضَّمِير إِلَى الْفُؤَاد فسلها) وَقَالَ آخر 5 - (أما وَالَّذِي حجت لَهُ العيس ترتمى ... لمرضاته شعث طَوِيل ذميلها)   من أَبْيَات طَوِيلَة وَلها حِكَايَة بَينه وَبَين هِشَام بن عبد الْملك تطلب من كتب الْأَدَب 1 - الزَّعْم القَوْل بِمَعْنى الدَّعْوَى وَالظَّن والهوى فِي الْبَيْت المهوى أَي المحبوب وَالْمعْنَى أَن الَّتِي ظنت وَقَالَت إِنَّك مللتها لَيْسَ كَذَلِك بل أَنْت تحبها كَمَا تحبك 2 - باكرها هُنَا بِمَعْنى سبق إِلَيْهَا فِي أول أحوالها واللباقة الحذق وأدقها وأجلها أَي أَتَى بهَا دقيقة جليلة وَالْمعْنَى أَنَّهَا حسناء سبق إِلَيْهَا النَّعيم فِي أول أحوالها فصاغها بحذق فَأتى بهَا دقيقة جليلة فَمَا يسْتَحبّ دقيقة مثل الْأنف والخصر صيرها فِيهِ دقيقة وَمَا يسْتَحبّ جلالته مثل السَّاق والردف جعلهَا فِيهِ جليلة يُرِيد أَنَّهَا نشأت فِي النِّعْمَة وَأَن خفض الْعَيْش رباها وَحسن خلقهَا 3 - الْمَعْنى أَنَّهَا منعت تحيتها عَنَّا دلالا فَقلت لصاحبي مَا كَانَ أَكْثَرهَا لنا حَيْثُ كَانَت مُوَاصلَة بالْعَطْف والميل وَمَا أقلهَا لنا السَّاعَة وَقد زهدت فِينَا 4 - افْتتح كَلَامه بأما الَّتِي للاستفتاح ثمَّ أقسم وَالْمعْنَى إِنِّي لَا أسلو عَنْهَا أبدا وَإِن خطرت السلوة عَنْهَا بقلبي كَانَ الضَّمِير شفيعها إِلَيّ فَأخْرج الوساوس من قلبِي 5 - أما حرف تَنْبِيه والعيس جمع أعيس وَهُوَ من الْإِبِل الْأَبْيَض الَّذِي يخالط بياضه شَيْء من الشقرة والارتماء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 (لَئِن نائبات الدَّهْر يَوْمًا أدلن لي ... على أم عَمْرو دولة لَا أقيلها) وَقَالَ آخر (وَكنت إِذا أرْسلت طرفك رائدا ... لقلبك يَوْمًا أتعبتك المناظر) 3 - (رَأَيْت الَّذِي لَا كُله أَنْت قَادر ... عَلَيْهِ وَلَا عَن بعضه أَنْت صابر) وَقَالَ آخر 4 - (أَقُول لصاحبي والعيس تهوي ... بِنَا بَين المنيفة فالضمار)   الرَّمْي والمرضاة الرضي الْأَشْعَث المغبر والذميل من السّير السَّرِيع 1 - أدا لَك الله من عَدوك وعَلى عَدوك أَي جعل لَك عَلَيْهِ دولة وَالْإِقَالَة الْفَسْخ وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أقسم بِاللَّه الَّذِي تسير القوافل إِلَى بَيته ابْتِغَاء مرضاته وَهِي مغبرة من طول السّفر وَسُرْعَة السّير لَئِن جعلت نَوَائِب الدَّهْر لي دولة على أم عَمْرو لعددت ذَلِك ذَنبا للنوائب فَلَا أقيلها مِنْهُ فَالضَّمِير من لَا أقيلها يرجع إِلَى النائبات كَأَن لذاته كَانَت فِي الْهوى 2 - الرائد الَّذِي يتَقَدَّم الْقَافِلَة ليتأمل حَال المَاء والكلأ وَجعل الْعين رائدا للقلب لِأَن الْقلب يتبع مَا ترَاهُ الْعين فيستحسن مَا تستحسن وَيكرهُ مَا تكره 3 - معنى الْبَيْتَيْنِ وَكنت إِذا أرْسلت الْعين جاسوسا للقلب لِأَنَّهُ يمِيل إِلَى مَا تميل إِلَيْهِ الْعين وَيكرهُ مَا تكرههُ أتعبتك المناظر فَرَأَيْت أَشْيَاء كَثِيرَة حَسَنَة لَا تصبر عَنْهَا وَلَا تقدر عَلَيْهَا 4 - المنيفة مَاء لبني تَمِيم والضمار اسْم مَوضِع وَقَوله فالضمار كَانَ حق الْعَطف أَن يكرن بِالْوَاو لِأَن بَين لَا تدخل إِلَّا بَين شَيْئَيْنِ متباينين أَو الْأَشْيَاء إِلَّا إِذا أُرِيد بَين أَجزَاء المنيفة فَيصير المنيفة كاسم الْجمع نَحْو الْقَوْم وَالْعشيرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 (تمتّع من شميم عرار نجد ... فَمَا بعد العشية من عرار) (أَلا يَا حبذا نفحات نجد ... وريا روضه بعد القطار) 3 - (وَأهْلك إِذْ يحل الْحَيّ نجدا ... وَأَنت على زَمَانك غير زاري) 4 - (شهور ينقضين وَمَا شعرنَا ... بأنصاف لَهُنَّ وَلَا سرار) وَقَالَ آخر 5 - (وَمِمَّا شجاني أَنَّهَا يَوْم أَعرَضت ... تولت وَمَاء الْعين فِي الجفن حائر)   1 - الشميم مصدر وَيُقَال تمتّع بِكَذَا وَمن كَذَا والعرار وردة ناعمة صفراء طيبَة الرَّائِحَة هُنَا وَقَوله من عرار من لاستغراق الْجِنْس وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَقُول لصاحبي وَالْإِبِل تسير بِنَا سَرِيعا بَين هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ تمتّع من طيب رَائِحَة عرار نجد فَهَذَا أَوَانه وَهُوَ لَا يُوجد بعد العشية 2 - النفح تضوع الرِّيَاح بالنسيم الطّيب والريا الرَّائِحَة هُنَا والقطار جمع قطر وَالْمعْنَى مَحْبُوب فِي الْأَشْيَاء إِلَى نفحات نجد وفوحان رَائِحَة روضه عقب الْمَطَر 3 - زرى عَلَيْهِ عابه وأزرى بِهِ قصر بِهِ وَالْمعْنَى ومحبوب إِلَيّ أَيْضا مِنْهَا زمَان أهلك حِين كَانُوا نازلين بِنَجْد وَأَنت رَاض من الزَّمَان لمساعدته إياك بِمَا تهواه وتريده 4 - سرار الشَّهْر آخِره وَالْمعْنَى أَن الزَّمَان الْمَذْكُور شهور مَضَت وَمَا علمنَا بأنصافها وَلَا بأواخرها لما كُنَّا فِيهِ من اللَّذَّة وَطيب الْعَيْش 5 - يُقَال شجاه الشَّيْء أحزنه وحار الدمع وَالْمَاء إِذا تحير فِي مَوْضِعه وَقد ملأَهُ فَلَا مَوضِع لَهُ وأعرضت أبدت عرضهَا أَي نَاحيَة مِنْهَا وَالْمعْنَى وَمِمَّا أحزنني وأقلقني أَن حبيبتي يَوْم عرضت لي وأرادت فراقي سَارَتْ والأجفان مَمْلُوءَة بالدموع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 (فَلَمَّا أعادت من بعيد بنظرة ... إِلَيّ التفاتا أسلمته المحاجر) 2 - وَقَالَ العرجي 3 - (وَلما رَأَيْت الكاشحين تتبعوا ... هوانا وأبدوا دُوننَا نظرا شزرا) 4 - (جعلت وَمَا بِي من جفَاء وَلَا قلى ... أزوركم يَوْمًا وأهجركم شهرا)   1 - التفاتا مفعول بِهِ ومحجر الْعين مَا يَبْدُو من النقاب وَالْمعْنَى فَلَمَّا أعادت التفاتا ناظرة إِلَيّ من بعيد أسلمت الدمع المحاجر فَلم تمسكه وانصب انصبابا 2 - هُوَ عبد الله بن عمر بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة ابْن عبد شمس وَإِنَّمَا لقب العرجي لِأَنَّهُ كَانَ يسكن عرج الطَّائِف وَهُوَ من شعراء قُرَيْش وَمِمَّنْ شهر بالغزل مِنْهَا ونحا فِي شعره نَحْو عمر بن أبي ربيعَة وتشبه بِهِ فأجاد وَكَانَ مشغوفا باللهو وَالصَّيْد حَرِيصًا عَلَيْهِمَا قَلِيل المحاشاة لأحد فيهمَا وَلم تكن لَهُ نباهة فِي أَهله وَلكنه كَانَ يجيد الْغَزل والنسيب ذكر إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي أَنه لما مَاتَ عمر بن أبي ربيعَة رؤيت جَارِيَة تبْكي وتلطم وَجههَا قائلة من لمَكَّة وَذكر شعابها ونسائها قيل لَهَا طيبي نفسا فقد نَشأ فَتى من آل عُثْمَان بن عَفَّان يُقَال لَهُ العرجي يحذو حذوه قَالَت فأنشدوني بعض مَا قَالَت فأنشدوها قَوْله وَلما رَأَيْت الكاشحين الخ فمسحت عينهَا وَرفعت يَدهَا إِلَى السَّمَاء وَقَالَت الْحَمد لله الَّذِي لم يضيع حرمه 3 - الْكَاشِح الْعَدو الْبَاطِن الْعَدَاوَة والتتبع التأثر والاقتفاء وَالنَّظَر الشزر النّظر بمؤخر الْعين بغضا وعداوة 4 - جعلت جَوَاب لما وَجعلت فِي معنى طفقت والقلى الْعَدَاوَة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَلما رَأَيْت الرقباء معترضين طَرِيق الْحبّ وأظهروا لنا نظرا شزرا مائلين لإيقاع الْبغضَاء بَيْننَا صرت أزوركم يَوْمًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 1 - وَقَالَ بعض القرشيين (بَيْنَمَا نَحن بالبلاكث فالقاع ... سرَاعًا والعيس تهوي هويا) 3 - (خطرت خطرة على الْقلب من ذكراك ... وَهنا فَمَا اسْتَطَعْت مضيا) 4 - (قلت لبيْك إِذْ دَعَاني لَك الشوق ... وللحاديين حثا المطيا) 5 - وَقَالَ ابْن هرمة   وأهجركم شهرا وَمَا كَانَ ذَلِك من جفَاء وَلَا عَدَاوَة بل خوفًا من الْأَعْدَاء 1 - هُوَ أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْمسور بن مخرمَة شَاعِر إسلامي مقل خرج ذَات يَوْم إِلَى الشَّام فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق ذكر امْرَأَته صَالِحَة بنت أبي عُبَيْدَة بن الْمُنْذر بن الزبير وَكَانَ شَدِيد الْحبّ لَهَا فَضرب وُجُوه رواحله رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة وَأنْشد هَذَا الشّعْر فَلَمَّا رَأَتْ رُجُوعه من أجلهَا وَسمعت الشّعْر قَالَت لَا جرم وَالله لَا أستأثر عَلَيْك بِشَيْء فشاطرته مَالهَا وَكَانَت قبل تضن عَلَيْهِ بِهِ 2 - البلاكث والقاع موضعان وتهوى تنقض والهوى السُّقُوط من أَعلَى إِلَى أَسْفَل 3 - الوهن مضى وَقت من اللَّيْل كالموهن وَمعنى الْبَيْتَيْنِ بَيْنَمَا نَحن نسير فِي هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ وَالْإِبِل تنقض بِنَا سَاقِطَة من أَعلَى إِلَى أَسْفَل إِذْ فاجأتني حَالَة من ذكراك بعد مضى وَقت من اللَّيْل فَلم أقدر على السّير لشدَّة مَا لَحِقَنِي من الوجد 4 - الْحَث الحض وَالْمعْنَى لما فاجأتني تِلْكَ الخطرة وَدَعَانِي دَاعِي الشوق لَك قلت لبيْك وَقلت للحاديين أَسْرعَا بالمطي 5 - هُوَ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن هرمة وَهُوَ من الخلج من قيس عيلان وَابْن هرمة آخر الشُّعَرَاء الَّذين يحْتَج بقَوْلهمْ قَالَ الْأَصْمَعِي ساقة الشُّعَرَاء ابْن ميادة وَابْن هرمة ورؤبة وَكَانَ ابْن هرمة من مخضرمي الدولتين مدح الْوَلِيد بن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 (استبق دمعك لَا يود الْبكاء بِهِ ... واكفف مدامع من عَيْنَيْك تستبق) (لَيْسَ الشؤن وَإِن جَادَتْ بباقية ... وَلَا الجفون على هَذَا وَلَا الحدق) وَقَالَ آخر 3 - (قد كنت أعلو الْحبّ حينا فَلم يزل ... بِي النَّقْض والإبرام حَتَّى علانيا)   يزِيد ثمَّ أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور وَكَانَ مُولَعا بِالشرابِ أَخذه صَاحب شرطة زِيَاد ابْن عبيد الله الْحَارِثِيّ وَكَانَ واليا على الْمَدِينَة فِي ولَايَة أبي الْعَبَّاس السفاح وَرَفعه إِلَى زِيَاد وَجلده فِي الْخمر فَلَمَّا ولى الْمَنْصُور شخص إِلَيْهِ فامتدحه فَاسْتحْسن الْمَنْصُور شعره وَقَالَ لَهُ سل حَاجَتك قَالَ تكْتب إِلَى عَامل الْمَدِينَة أَن لَا يحدني فِي الْخمر قَالَ هَذَا حد من حُدُود الله وَمَا كنت لأعطله قَالَ فاحتل لي فِيهِ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَكتب إِلَى عَامله من أَتَاك بِابْن هرمة سَكرَان فاجلده مائَة جلدَة واجلد ابْن هرمة ثَمَانِينَ فَكَانَ النَّاس يَمرونَ بِهِ وَهُوَ سَكرَان فَيَقُولُونَ من يَشْتَرِي ثَمَانِينَ بِمِائَة 2 - أوداه أهلكه والمدامع مجَاز عَن الدُّمُوع لِأَن المدامع مجاري الدُّمُوع أمره باستبقاء دمعه وَنَهَاهُ عَن التهالك فِي الْبكاء لِئَلَّا تفْسد عَلَيْهِ عينه فَيَقُول احرص على بَقَاء دمعك وَلَا تهلكه بالبكاء فتفسد عَيْنَاك وامنعهما من مبادرة الدُّمُوع مِنْهُمَا 2 - الشؤون جمع شَأْن وَهُوَ مجْرى الدمع إِلَى الْعين والحدق جمع حدقة وَهِي سَواد الْعين وَالْمعْنَى لَيست مجاري الدمع إِلَى الْعين وَإِن جَادَتْ بالدموع وَلَا الجفون وَلَا الحدق بباقية على هَذَا الْفِعْل الَّذِي هُوَ كَثْرَة الْبكاء 3 - النَّقْض ضد الإبرام والإبرام الإحكام وَالْمعْنَى كنت أغلب الْهوى حينا فَلم يزل ينْقض عَليّ وَأَنا أبرم وأنقض عَلَيْهِ وَهُوَ يبرم إِلَى أَن غلبني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 (وَلم أر مثلينا خليلي جَنَابَة ... أَشد على رغم الْعَدو تصافيا) (خليلين لَا نرجو لِقَاء وَلَا ترى ... خليلين إِلَّا يرجوان التلاقيا) 3 - (يَقُولُونَ من طول اعتدالك بالعدا ... نجدك وَمَا تلقى لعينيك شافيا) 4 - (بلَى إِن بالجزع الَّذِي ينْبت الغضا ... إِلَيّ وَإِن لم ألقه لمداويا) وَقَالَ آخر 5 - (وكل مصيبات الزَّمَان وَجدتهَا ... سوى فرقة الأحباب هينة الْخطب) 6 - (وَقلت لقلبي حِين لج بِهِ الْهوى ... وكلفني مَالا أُطِيق من الْحبّ) 7 - (أَلا أَيهَا الْقلب الَّذِي قَادَهُ الْهوى ... أفق لَا أقرّ الله عَيْنك من قلب)   1 - الْجَنَابَة هُنَا الغربة والرغم من الرغام وَهُوَ التُّرَاب كِنَايَة عَن الاستهانة والذل وَالْمعْنَى مَا رَأَيْت مثلنَا خليلين فِي الغربة أَشد تصافيا على استهانة الْعَدو وذله 2 - الْمَعْنى تَرَانَا خليلين قد تمكن الْيَأْس من اللِّقَاء فِي قلب كل وَاحِد منا وَلَا ترى خليلين إِلَّا ويؤملان الملاقاة 3 - سكن نجدك للضَّرُورَة وَالْمعْنَى يَقُولُونَ أَنَّك أوغلت فِي تساويك بالعدا فِيمَا يتخلقون بِهِ فنجدك لَا تلقى شافيا لعينيك من الْبكاء 4 - الْجزع منعطف الْوَادي والغضا شجر وَالْمعْنَى فَقلت لَهُم نعم وَلَكِن لي معالج بالوادي الَّذِي ينْبت فِيهِ الغضا وَإِن لم يتَّفق بيني وَبَينه اللِّقَاء 5 - الْمَعْنى كل مُصِيبَة هينة سهلة إِلَّا فرقة الأحباب فَأَنَّهَا أعظم مُصِيبَة 6 - لج بِهِ لزمَه 7 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي نصحت قلبِي حِين لزمني الْهوى وكلفني من ثقل الْحبّ مَالا أقدر عَلَيْهِ فَقلت لَهُ أَلا أَيهَا الْقلب التَّابِع للهوى تنبه مِمَّا وَقعت فِيهِ لَا أقرّ الله عَيْنَيْك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير تقدّمت تَرْجَمته (فيا عجبا للنَّاس يستشرفوننى ... كَأَن لم يرَوا بعدى محبا وَلَا قبلي) (يَقُولُونَ لي اصرم يرجع الْعقل كُله ... وصرم حبيب النَّفس أذهب لِلْعَقْلِ) 3 - (وَيَا عجبا من حب من هُوَ قاتلي ... كَأَنِّي أجزيه الموده من قَتْلَى) 4 - (وَمن بَيِّنَات الْحبّ أَن كَانَ أَهلهَا ... أحب إِلَى قلبِي وعينى من أَهلِي) وَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي   1 - استشرفه نظر إِلَيْهِ ببصره وَالْمعْنَى أتعجب من النَّاس إِذْ ينظرُونَ إِلَيّ وتطمح أَبْصَارهم نحوي كَأَنَّهُمْ لم يرَوا بعد رُؤْيَتهمْ وَلَا قبل رُؤْيَتهمْ لي محبا مثلي 2 - الصرم الْقطع وَالْمعْنَى أَنهم يَقُولُونَ لي نصحا مِنْهُم اقْطَعْ علاقَة الْحبّ يعد إِلَيْك الْعقل وَلم يعلمُوا أَن قطع العلاقة من الحبيب الَّذِي يحل مَحل النَّفس سلب لِلْعَقْلِ 3 - الْمَعْنى وأتعجب أَيْضا من حبي لمن يقتلني كَأَن مودتي لَهُ جَزَاء لقَتله لي 4 - الْمَعْنى وَمن آيَات الْحبّ الْبَينَات أَنِّي أوثر حب أَهلهَا على حب أَهلِي 5 - وَاسم أبي ربيعَة حُذَيْفَة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم وَعمر يكنى أَبَا الْخطاب واشتهر بجده أبي ربيعَة وَاسم أَبِيه عبد الله فِي الْإِسْلَام سَمَّاهُ بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة بجيرا وَكَانَت قُرَيْش تلقبه الْعدْل لأَنهم كَانُوا يكسون الْكَعْبَة سنة ويكسوها سنة فأرادوا بذلك أَنه وَحده وَعدل لَهُم جَمِيعًا فِي ذَلِك وَعمر هَذَا شَاعِر غزل مفتون بِالنسَاء وصاف لَهُنَّ محبب إلَيْهِنَّ لَا يمدح سواهن وَكَانَ يشبب بنساء الْأُمَرَاء وسيدات النِّسَاء كَانَ رَقِيق الشّعْر حسن الديباجة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 (وَلما تفاوضنا الحَدِيث وأسفرت ... وُجُوه زهاها الْحسن أَن تتقنعا) (تبالهن بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امْرُؤ بَاغ أكل وأوضعا)   صافيها جيد الأسلوب سهل التَّرْكِيب غواصا على معَان كَثِيرَة وَكَانَت الْعَرَب تقر لقريش بالتقدم فِي كل شَيْء عَلَيْهَا إِلَّا فِي الشّعْر حَتَّى كَانَ عمر بن أبي ربيعَة فأقرت لَهَا الشُّعَرَاء بالشعر أَيْضا وَلم تنازعها شَيْئا وَحج عبد الْملك بن مَرْوَان ذَات سنة فَلَقِيَهُ عمر فَقَالَ لَهُ عبد الْملك تعال يَا فَاسق فَقَالَ لَهُ بئست تَحِيَّة ابْن الْعم على طول الشحط فَقَالَ عبد الْملك يَا فَاسق أما أَن قُريْشًا تعلم أَنَّك أطولها صبوة وأبطؤها تَوْبَة أَلَسْت الْقَائِل (وَلَوْلَا أَن تعنفني قُرَيْش ... مقَال الناصح الْأَدْنَى الشفيق) (لَقلت إِذا الْتَقَيْنَا قبليني ... وَلَو كُنَّا على ظهر الطَّرِيق) والتقى عمر وَجَمِيل ذَات يَوْم فتناشدا فأنشده عمر شعرًا حسنا مُخْتَارًا فصاح جميل وَقَالَ هَذَا وَالله الَّذِي أَرَادَتْهُ الشُّعَرَاء فأخطأته 1 - التفاوض فِي الحَدِيث الِاجْتِمَاع فِيهِ وأسفر ظهر وطلع والزهو الاستخفاف وَالْكبر والتيه وَالْهَاء فِيهِ إِمَّا رَاجِعَة إِلَى امْرَأَة قد جرى ذكرهَا من قبل أَو هِيَ رَاجِعَة إِلَى الْوُجُوه وَالْمعْنَى لما تنازعنا الحَدِيث واندفعنا فِيهِ وأشرقت وَظَهَرت وُجُوه استخف أَرْبَابهَا الْحسن ومنعها من أَن يسترنها بقناع عجبا بهَا 2 - تبالهن أَي تغافلن وزعمن أَنَّهُنَّ لم يعرفنني وَهُوَ جَوَاب لما وَالْبَغي التَّعَدِّي وَأكل من الكلال وَهُوَ الإعياء وأوضع أسْرع فِي السّير وَالْمعْنَى لما عرفنني تغافلن عني وزعمن أَنَّهُنَّ لم يعرفنني وقلن هُوَ بَاغ أسْرع حَتَّى أكل رَاحِلَته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 (وقربن أَسبَاب الْهوى لمتيم ... يقيس ذِرَاعا كلما قسن إصبعا) (وَقلت لمطريهن وَيحك إِنَّمَا ... ضررت فَهَل تسطيع نفعا فتنفعا) وَقَالَ أَبُو الربيس الثَّعْلَبِيّ 4 - (هَل تبلغني أم حَرْب وتقذفن ... على طرب بيُوت هم أقاتله) 5 - (مبينَة عنق حسن خد ومرفقا ... بِهِ جنف أَن يعرك الدُّف شاغله)   1 - المتيم من استعبده الْحبّ وقاس قدر وَالْمعْنَى أَنَّهُنَّ فعلن مَا يُوجب الطمع فِي وصلهن حَتَّى قربن أَسبَاب الْهوى لمن استعبده الْحبّ فَصَارَ يقدر فِيهِ ذِرَاعا إِذا قدرن إصبعا أَي إِن هَوَاهُ يزِيد على هواهن 2 - يُقَال أطرى فلَان فلَانا إِذا مدحه بِأَحْسَن مَا قدر عَلَيْهِ وتسطيع مَنْقُوص عَن تَسْتَطِيع وويح كلمة ترحم وَإِذا أضيف بِغَيْر اللَّام ينصب وَيكون الْعَامِل فِيهِ فعلا مضمرا كَأَنَّهُ ألزمهُ الله ويحا وانتصب فتنفعا بِأَن مضمرة وَهُوَ جَوَاب الِاسْتِفْهَام بِالْفَاءِ وَالْمعْنَى وَقلت للمبالغ فِي مدحهن وَيحك إِنَّمَا وصفك لمحاسنهن إِضْرَار بِي فَهَل تَسْتَطِيع أَن تجمع بيني وبينهن فتنفعني 3 - واسْمه عباد بن طهفة شَاعِر إسلامي وَهُوَ أَبُو الربيس الثَّعْلَبِيّ من بني ثَعْلَبَة بن سعد بن ذبيان 4 - الطَّرب خفَّة تلْحق الْإِنْسَان لنشاط أَو جزع وبيوت هم من بَات يبيت كَأَنَّهُ هم جَاءَهُ لَيْلًا وأقاتله أغالبه 5 - مبينَة فَاعل تنازعه كل من الْفِعْلَيْنِ فِي الْبَيْت قبله وَهِي النَّاقة الْكَرِيمَة وَالْعِتْق هُنَا الْكَرم وخلوص الأَصْل والجنف الْميل وعرك حك والدف الْجنب يَقُول على وَجه التَّمَنِّي هَل أَرَانِي رَاكب نَاقَة توصلني إِلَى هَذِه الْمَرْأَة وتطرح عني ثقل هم أغالبه وَهَذِه النَّاقة لَهَا شَوَاهِد توجب عتقهَا من حسن الخد والمرفق المتجانف عَن الزُّور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 (مطارة قلب إِن ثنى الرجل رَبهَا ... بسلم غرز فِي مناخ تعاجله) (يباري بهَا الْقود النوافخ فِي البرى ... قَلِيل النُّزُول أغيد الْخلق عاطله) 3 - (مراجع نجد بعد فرك وبغضة ... مُطلق بصرى أصمع الْقلب جافله) وَقَالَ عبد الله بن عجلَان النَّهْدِيّ   1 - مطارة قلب المُرَاد أَنَّهَا ذكية الْفُؤَاد شهمة النَّفس وَكَأن بهَا جنونا لنشاطها والغرز الركاب وتعاجله جَوَاب الشَّرْط وَأَصله بِسُكُون اللَّام للجزم لكنه نقل إِلَيْهَا حَرَكَة الْهَاء وَالْمعْنَى أَنه يصفها بِأَنَّهَا ذكية الْفُؤَاد شَدِيدَة السرعة فِي السّير حَتَّى أَن صَاحبهَا إِن عطف رجله بركابها الَّذِي هُوَ كالسلم عاجلته فَنَهَضت بِهِ قبل أَن تمكنه من كورها 2 - يباري يسابق والقود جمع قوداء النَّاقة الطَّوِيلَة الْعُنُق والبري جمع برة وَهِي الْحلقَة تجْعَل فِي أنف الْبَعِير والأغيد الناعم والعاطل الَّذِي لم يكن عَلَيْهِ حلي النِّسَاء وَالْمعْنَى يسابق بِهَذِهِ النَّاقة النوق الطَّوِيلَة الْأَعْنَاق الَّتِي تنفخ فِي الحلقات الْمَوْضُوعَة فِي أنوفها رجل كثير الْأَسْفَار ناعم الْبشرَة لَا يشبه النِّسَاء فِي التحلي 3 - جعل نجدا وَبصرى كالمرأتين فأوقع عَلَيْهِمَا الرّجْعَة وَالطَّلَاق وَكَأن أَرض نجد لما نبت بِهِ قَالَ بعد فرك وبغضة وَإِن كَانَ ذَلِك لَا يَقع إِلَّا مِنْهُ والفرك البغضة والأصمع الذكي والجافل الْخَفِيف السّير وَالْمعْنَى قَاصد إِلَى نجد بعد بغضه لَهَا معرض عَن بصرى ذكي الْقلب حازمه 4 - أحد بني نهد بن زيد بن لَيْث من قضاعة شَاعِر جاهلي أحد المتيمين من الشُّعَرَاء وَمن قَتله الْحبّ مِنْهُم قَالَ ابْن سِيرِين خرج عبد الله بن العجلان فِي الْجَاهِلِيَّة هائما على وَجهه لَا يدْرِي أَيْن يذهب فَقَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 (وحقة مسك من نسَاء لبستها ... شَبَابِي وكاس باكرتني شمولها) (جَدِيدَة سربال الشَّبَاب كَأَنَّهَا ... سقية بردي نمتها غيولها) 3 - (ومخملة بِاللَّحْمِ من دون ثوبها ... تطول الْقصار والطوال تطولها)   (أَلا إِن هندا أَصبَحت مِنْك محرما ... وأصبحت من أدنى حموتها حما) (فَأَصْبَحت كالمغمود جفن سلاحه ... يقلب بالكفين قوسا وأسهما) ثمَّ مد بهما صَوته فَمَاتَ قَالَ ابْن سِيرِين فَمَا سَمِعت أَن أحدا مَاتَ عشقا غير هَذَا 1 - وحقة مسك كنى بِهَذَا عَن الْمَرْأَة جعلهَا لطيب رياها كظرف الْمسك وَمعنى لبستها تمتعت بهَا وشبابي نصب على الظَّرْفِيَّة وَالْمعْنَى زمن شَبَابِي والشمول من الْخمر مَا تهب عَلَيْهِ ريح الشمَال وَالْمعْنَى وَرب جَارِيَة حسناء طيبَة الْعرف كَأَنَّهَا حقة مسك تمتعت بهَا زمن شَبَابِي وكأس من شُمُول باكرتني فِي الصَّباح 2 - أَدخل الْهَاء على جَدِيدَة وَالْأَكْثَر أَن يُقَال جَدِيد وَمعنى جَدِيدَة سربال الشَّبَاب أَنَّهَا فِي عنفوان شبابها والسربال فِي الأَصْل الدرْع استعاره لغضارة الشَّبَاب ونضارته والسقية بِمَعْنى المسقية والبردي نبت ناعم والغيول جمع غيل وَهُوَ كل وَاد تسيل فِيهِ الْعُيُون وَالْمعْنَى أَنَّهَا شَابة فِي عنفوان شبابها كَأَنَّهَا فِي زِيَادَة الْخلق وَحسن البنية كالبردي الَّذِي نمى بسقي مَاء الْوَادي 3 - المخملة المنسوجة يُرِيد أَن أعضاءها تَسَاوَت فِي ركُوب اللَّحْم إِيَّاهَا وَظُهُور السّمن بهَا مَكَان اللَّحْم جعل لَهَا خملا وَمعنى من دون ثوبها إِنَّهَا ملْء درعها وَالْمعْنَى أَنَّهَا سَمِينَة ممتلئة اللَّحْم تَحت ثوبها ربعَة لَا بالطويلة وَلَا بالقصيرة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 (كَأَن دمقسا أَو فروع غمامة ... على متنها حَيْثُ اسْتَقر جديلها) (وأبيض منقوف وزق وقينة ... وصهباء فِي بَيْضَاء باد حجولها) 3 - (إِذا صب فِي الراووق مِنْهَا تضوعت ... كميت يلذ الشاربين قليلها) وَقَالَ عبد الله بن الدمينة الْخَثْعَمِي تقدّمت تَرْجَمته) 4 - (وَلما لحقنا بالحمول ودونها ... خميص الحشا توهي الْقَمِيص عواتقه)   1 - الدمقس الْحَرِير الْأَبْيَض وَفرع كل شَيْء أَعْلَاهُ وفروع الغمامة أَشَارَ بهَا إِلَى أطرافها وجوانبها أَي إِنَّهَا لينَة الْمحبس براقة اللَّوْن والمتن الظّهْر والجديل الوشاح وَالْمعْنَى كَأَن على متنها من الصفاء وَالْبَيَاض والبريق حَرِيرًا أَبيض أَو فرع غمامة بَيْضَاء فِي مَوضِع الوشاح 2 - المنقوف الرجل الْخَفِيف الأخدعين وهما عرقان فِي صفحتي الْعُنُق الْقَلِيل اللَّحْم والقينة الْمُغنيَة والصهباء الْخمر والحجول الْأَوَانِي الَّتِي تدار فِيهَا الْخمر 3 - الراووق المصفاة والكميت الْخمْرَة يخالطها سَواد وخمرة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَرب رجل أَبيض خَفِيف الأخدعين قَلِيل اللَّحْم وزق ومغنية حظيت بهم وَرب خمرة فِي زجاجة صَافِيَة براقة ظَاهر مَحل استدارتها مِنْهَا إِذا صب فِي المصطفاة شَيْء مِنْهَا انتشرت رَائِحَة خمر كميت فِي قليلها لَذَّة الشاربين فَكيف كثيرها 4 - الحمول الهوادج وخميض الحشا رَقِيق الخواصر الْقَلِيل اللَّحْم وتوهى ترخى والعاتق مَحل الرِّدَاء من الْكَتف يُرِيد أَن الْقَمِيص لَا يَقع من عَاتِقه على وطىء لِأَن عِظَامه غير مكسوة بِاللَّحْمِ وَصفه بقلة اللَّحْم لِأَن ذَلِك مِمَّا يمدح بِهِ الرجل وَأَرَادَ بالحمول الظعائن وأثقالها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 (قَلِيل قذى الْعَينَيْنِ يعلم أَنه ... هُوَ الْمَوْت إِن لم تصرعنا بوائقه) (عرضنَا فسلمنا فَسلم كَارِهًا ... علينا وتبريح من الغيظ خانقه) 3 - (فسايرته مِقْدَار ميل وليتني ... بكرهي لَهُ مَا دَامَ حَيا أرافقه) 4 - (فَلَمَّا رَأَتْ أَن لَا وصال وَأَنه ... مدى الصرم مَضْرُوب علينا سرادقه) 5 - (رمتني بِطرف لَو كميا رمت بِهِ ... لبل نجيعا نَحره وبنائقه) 6 - (ولمح بعينيها كَأَن وميضه ... وميض الحيا تهدي لنجد شقائقه)   1 - قَلِيل قذي الْعَينَيْنِ يصفه بحدة النّظر وَإِنَّمَا يُرِيد مراعاته أَهله لشدَّة الْغيرَة والبوائق جمع بائقة وَهِي الداهية 2 - عرضنَا جَوَاب لما فِي الْبَيْت الأول والتبريح شدَّة الْأَذَى وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة وَلما لحقنا بالهوادج الَّتِي فِيهَا الحبيبة وَخَلفهَا قيم خَفِيف اللَّحْم لَا يَقع الْقَمِيص من عَاتِقه على لين وطىء لِأَن عِظَامه غير مكسوة بِاللَّحْمِ وَذَلِكَ الْقيم حاد النّظر لَيْسَ بِعَيْنيهِ قذى شَدِيد الْغيرَة على أَهله فَنحْن من شدَّة صولته نعلم أَنه الْمَوْت إِن لم تُهْلِكنَا دواهيه دنونا مِنْهُ فسلمنا عَلَيْهِ وَسلم علينا وَهُوَ كَارِه لما فِيهِ من عظم الْغيرَة على أَهله وَفِي شدَّة غيظ آخذ بخناقه 3 - يَقُول فرافقته مَسَافَة ميل وتمنيت أَن أرافقه مَا دَامَ مَعَ حَيا مَعَ أَنِّي أكرهه 4 - الصرم الْقطع 5 - رمتني جَوَاب لما نجيعا نصب على نزع الْخَافِض وَهُوَ من الدَّم مَا كَانَ إِلَى السوَاد أَو هُوَ دم الْجوف والكمي الشجاع والبنائق جمع بنيقة وَهِي لبنة الْقَمِيص وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَلما رَأَتْ الحبيبة أَنه لَا تلاقي بَيْننَا وَأَن سرادق الْقطع الممتد مَضْرُوب علينا نظرت إِلَى مُنكرَة بِطرف لَو نظرت بِهِ شجاعا لقتل وبل نَحره وبنائقة بِالدَّمِ الْأسود 6 - اللمح النّظر والوميض اللمعان والحيا الْغَيْث والشقائق جمع شَقِيقَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 قَالَ أَبُو الطمحان القيني (أَلا عللاني قبل نوح النوائح ... وَقبل ارتقاء النَّفس فَوق الجوانح) (وَقبل غَد يَا لهف نَفسِي على غَد ... إِذا رَاح أَصْحَابِي وَلست برائح)   وَهِي من الْبَرْق لامعه فِي الْأُفق وَالْمعْنَى ورمتني أَيْضا بِنَظَر بعينيها مواعدة بجميل بعد تعذر الْمَطْلُوب كَأَن لمعانه بشبه لمعان برق الْغَيْث الَّذِي تظهر شقائقه فِي أَرض نجد وَهُوَ برق خَلفه مطر كثير 1 - واسْمه حَنْظَلَة بن الشَّرْقِي أحد بني الْقَيْن من قضاعة وَكَانَ شَاعِرًا فَارِسًا صعلوكا مخضرما أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ تربا للزبير بن عبد الْمطلب فِي الْجَاهِلِيَّة ونديما لَهُ وَلأبي الطمحان شعر مطبوع مُخْتَار وَذكره أَبُو حَاتِم فِي المعمرين وَأوردهُ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة من المخضرمين الَّذين أدركوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَسْلمُوا وَلَهُم شاعران آخرَانِ يلقبان هَذَا اللقب أَحدهمَا أَبُو الطمحان الْأَسدي فِي زمن يُوسُف بن عمر وَالثَّانِي أَبُو الطمحان النَّهْشَلِي وَلَهُم ثَالِث وَهُوَ أَبُو الطمحان الطَّائِي قَالَ إِسْحَاق الْموصِلِي دخلت يَوْمًا على الْمَأْمُون فَوَجَدته حائرا غير نشيط فَأخذت أحدثه بملح الْأَحَادِيث وطرفها أستميله لِأَن يضْحك أَو ينشط فَلم يكن من ذَلِك شَيْء فخطر ببالي بيتان فَأَنْشَدته إيَّاهُمَا أَلا عللاني الخ فَتنبه كالمفزع ثمَّ قَالَ من يَقُول هَذَا وَيحك قلت أَبُو الطمحان القيني يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ صدق وَالله أعدهما عَليّ فأعدتهما عَلَيْهِ حَتَّى حفظهما ثمَّ دَعَا بِالطَّعَامِ فَأكل ودعا بِالشرابِ فَشرب وَأمر لي بجائزة 2 - التَّعْلِيل تطييب النَّفس بِذكر مَا تحب والجوانح ضلوع الصَّدْر وارتقاء النَّفس بُلُوغهَا التراقي 3 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَلا طيبا نَفسِي بِذكر من أحب قبل أَن أَمُوت وتبلغ الرّوح التراقي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 (إِذا رَاح أَصْحَابِي تفيض دموعهم ... وغودرت فِي لحد على صَفَائِح) (يَقُولُونَ هَل أصلحتم لأخيكم ... وَمَا اللَّحْد فِي الأَرْض الفضاء بِصَالح) وَقَالَ آخر 3 - (هَل الوجد إِلَّا أَن قلبِي لَو دنا ... من الْجَمْر قيد الرمْح لأحترق الْجَمْر) 4 - (أَفِي الْحق أَنِّي مغرم بك هائم ... وَأَنَّك لَا خل لدي وَلَا خمر) 5 - (فَإِن كنت مطبوبا فَلَا زلت هَكَذَا ... وَإِن كنت مسحورا فَلَا برأَ السحر)   وَقبل أَن يَأْتِي الغدو يَا حسرتي على الْغَد إِذا ذهب أَصْحَابِي وَلست بذاهب مَعَهم 1 - هَذَانِ البيتان لم أجد من رَوَاهُمَا لأبي الطمحان القيني وَلَكِن رأيتهما فِي نُسْخَة من الحماسة زِيَادَة على مَا تقدم فتركتهما والصفائح الْحِجَارَة العريضة وَالْمعْنَى إِذا رَاح أَصْحَابِي تجْرِي الدُّمُوع من أَعينهم وَتركت فِي قبر ذِي صَفَائِح مغطى بهَا على 2 - الْمَعْنى يسْأَل النَّاس فَيَقُولُونَ هَل أصلحتم لأخيكم قَبره وَلَكِن لح اللَّحْد فِي الأَرْض الواسعة 3 - هَل الوجد الخ لَفظه اسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ النَّفْي وَقيد الرمْح قدره وَالْمعْنَى لَيْسَ الوجد إِلَّا هَذَا الَّذِي بِي وَهُوَ أَن قلبِي لَو قرب من الْجَمْر حَتَّى لَا يكون بَينهمَا إِلَّا قدر رمح لغلبت ناره نَار الْجَمْر وَكَاد الْجَمْر يَحْتَرِق 4 - المغرم الَّذِي لزمَه الْحبّ والهائم المتحير وَيُقَال مَا هُوَ بخل وَلَا خمر أَي لَيْسَ بِشَيْء يخلص ويتبين وَالْمعْنَى لَا يدْخل فِي الْحق ووجوهه أَن يكون حبي لَك غراما وَأَنِّي بك هائم وحبك لَيْسَ بخالص وَلَا متبين 5 - مطبوبا من الطِّبّ وَهُوَ هُنَا علاج الْجِسْم أَو النَّفس وَالْمعْنَى إِن كَانَ الَّذِي نزل بِي وأقاسيه دَاء مَعْلُوما يعرف دواؤه فَلَا فارقني لِأَنِّي ألتذ بِهِ وَإِن كَانَ الَّذِي حل بِي فَلَا يعلم مَا هُوَ فَلَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 وَقَالَ آخر (تشكى المحبون الصبابة لَيْتَني ... تحملت مَا يلقون من بَينهم وحدي) (فمكانت لنَفْسي لَذَّة الْحبّ كلهَا ... فَلم يلقها قبلي محب وَلَا بعدِي) وَقَالَ شبْرمَة بن الطُّفَيْل 3 - (وَيَوْم شَدِيد الْحر قصر طوله ... دم الزق عَن واصطفاق المزاهر) 4 - (لدن غدْوَة حَتَّى أروح وصحبتي ... عصاة على الناهين شم المناخر) 5 - (كَأَن أَبَارِيق الشُّمُول عَشِيَّة ... إوز بِأَعْلَى الطف عوج الْحَنَاجِر)   فارقني أَيْضا 1 - الصبابة رقة الشوق وحرارته وَهَذَا كَلَام من تجلد فِي الْهوى وَادّعى التَّلَذُّذ بِهِ وَإِن برح بِهِ وَأثر فِيهِ 2 - معنى الْبَيْتَيْنِ تشكي المحبون حرارة الشوق لقصورهم عَن بُلُوغ غَايَة الْعِشْق وأود أَنِّي لَو تحملت ذَلِك وحدي من بَينهم فَكَانَت لنَفْسي من لَذَّة الْحبّ مَا لم يجد مثلهَا محب قبلي وَلَا بعدِي 3 - دم الزق أَرَادَ بِهِ الْخمر واصطفاق المزاهر أَي ضرب الْعود وتحرك أوتاره وَالْمعْنَى وَرب يَوْم شَدِيد الْحر قضيناه بِشرب الْخمر وَسَمَاع الْغناء 4 - أروح أَي أذهب فِي وَقت الْعشي وَمعنى عصاة على الناهين أَنهم لَا يبالون بلوم لائم وَلَا يَسْتَمِعُون إِلَى عذل عاذل وشم المناخر شم الأنوف والشمم ارْتِفَاع قَصَبَة الْأنف وكنى بِهَذَا عَن الْعِزَّة والإباء وَالْمعْنَى اشتغلنا بِمَا ذكر من الْغَدَاة إِلَى الْعشي وَالَّذين كَانُوا معي كَانُوا لَا يطيعون من يمنعهُم وينهاهم عَمَّا هم فِيهِ فهم معجبون بِأَنْفسِهِم متكبرون 5 - الشُّمُول الْخمر والطف شاطئ الْفُرَات وَالْمعْنَى كَأَن أواني الْخمر إِذا فرغت وأميلت كطيور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 وَقَالَ جَابر بن الثَّعْلَب الْجرْمِي من طيىء (ومستخبر عَن سر ريا رَددته ... بعمياء من ريا بِغَيْر يَقِين) (فَقَالَ انتصحني أنني لَك نَاصح ... وَمَا أَنا إِن خبرته بأمين) وَقَالَ نفر بن قيس 4 - (أَلا قَالَت بهيشة مَا لنفر ... أرَاهُ غيرت مِنْهُ الدهور) 5 - (وَأَنت كَذَاك قد غيرت بعدِي ... وَكنت كَأَنَّك الشعرى العبور) وَقَالَ برج بن مسْهر الطَّائِي 6 - (وندمان يزِيد الكأس طيبا ... سقيت إِذا تغورت النُّجُوم)   مَاء اجْتمعت عَشِيَّة بِأَعْلَى السَّاحِل معوجة الْحَنَاجِر والحلوق 1 - يُقَال هُوَ على عمياء من أمره إِذا لم يكن مِنْهُ على بَيِّنَة يَعْنِي أَنه ترك السَّائِل عَن أَخْبَارهَا على غير بَيَان فَلَا يفهم مِنْهَا شَيْئا 2 - انتصحني أَي أدخلني فِي أَمرك وأجرني مجْرى نصحائك إِنِّي أَمِين وَلست آمن إِن خبرته عَمَّا بَيْننَا 3 - وجده حجر بن ثَعْلَبَة يصل نسبه إِلَى الْغَوْث بن طيىء شَاعِر جاهلي وَهُوَ جد الطرماح بن حَكِيم 4 - الْمَعْنى أَن بهيشة قَالَت مُنكرَة مَا الَّذِي عرض لنفر فَإِنِّي أرَاهُ مغيرا بحوادث الدَّهْر 5 - الشعرى العبور كَوْكَب إِذا طلع تعبر المَال الراعية بحرها وَإِذا سَقَطت فببردها الْمَعْنى فَقلت لَهَا مَا تنكرينه مني مَوْجُود فِيك أَيْضا فقد كنت كالشعرى العبور إشراقا وتلألؤا فتحولت وتغيرت 6 - الندمان النديم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 (رفعت بِرَأْسِهِ وكشفت عَنهُ ... بمعرقة ملامة من يلوم) (فَلَمَّا أَن تنشى قَامَ خرق ... من الفتيان مختلق هضوم) 3 - (إِلَى وجناء ناوية فكاست ... وَهِي العرقوب مِنْهَا والصميم) 4 - (كهاة شَارف كَانَت لشيح ... لَهُ خلق يحاذره الْغَرِيم) 5 - (فأشبع شربه وسعى عَلَيْهِم ... بإبريقين كأسهما رذوم)   وَهُوَ من ينادمك على الشَّرَاب وَقَوله يزِيد الكأس طيبا أَي لحسن عشرته يطيب الشّرْب مَعَه وتغورت أَي غَابَتْ وَالْمعْنَى وَرب نديم يزِيد الكاس طيبا لحسن عشرته سقيته إِذا غَابَتْ النُّجُوم 1 - رفعت بِرَأْسِهِ يُرِيد أنبهته من مَنَامه والمعرقة من الْخمر القليلة المزج وَالْمعْنَى نبهته من النّوم وأزلت عَنهُ مَا كَانَ تداخله من الْغم بلوم اللائمين إِيَّاه على معاطاة الشَّرَاب بِأَن سقيته المعرقة 2 - تنشى سكر والخرق السخي والمختلق الْكَرِيم الْأَخْلَاق والهضوم المبالغ فِي الْجُود أَيَّام الشتَاء 3 - الوجناء الغليظة الشَّدِيدَة والناوية السمينة وكاس من الكوس وَهُوَ الْمَشْي على ثَلَاث قَوَائِم ووهى ضعف والصميم من الْعظم مَا بِهِ قوام الْعُضْو وَمعنى الْبَيْتَيْنِ فَلَمَّا إِن سكر قَامَ فَتى سخي كريم الْأَخْلَاق بذول إِلَى نَاقَة شَدِيدَة سَمِينَة فعرقبها فمشت على ثَلَاث قَوَائِم حَتَّى ضعف مِنْهَا العرقوب وَمَا بِهِ قوامها 4 - الكهاة النَّاقة الضخمة كَادَت تدخل فِي السن والشارف المسنة وَقَوله لَهُ خلق الخ كَانَ الْكَرِيم مِنْهُم إِذا نحر فِي الشّرْب وَوقت السكر يفعل ذَلِك فِي غير ملكه ليستام مَالك الْجَزُور بهَا أَعلَى الثّمن فيغرمه لَهُ فيعد ذَلِك الْغرم غنما وَالصَّبْر على سوء خلقه كرما يُرِيد أَن هَذِه النَّاقة كَانَت لشيخ هَذِه صفته 5 - الشّرْب جمع شَارِب والرذوم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 (ترَاهَا فِي الْإِنَاء لَهَا حميا ... كمتا مثل مَا فقع الْأَدِيم) (ترنح شربهَا حَتَّى تراهم ... كَأَن الْقَوْم تنزفهم كلوم) 3 - (فقمنا والركاب مخيسات ... إِلَى فتل الْمرَافِق وَهِي كوم) 4 - (كأنا والرحال على صوار ... برمل حزاق أسلمه الصريم) 5 - (فبتنا بَين ذَاك وَبَين مسك ... فيا عجبا لعيش لَو يَدُوم)   السَّائِل من الامتلاء وَالْمعْنَى فأطعم ذَلِك الْفَتى من تِلْكَ النَّاقة جَمِيع الشاربين وَطَاف عَلَيْهِم بإبريقين كأسهما سَائِلَة من الامتلاء 1 - الحميا سُورَة الْخمر والكميت الْخمر الَّتِي بَين الشقرة والسواد وفقع حسن وَصفا والأديم الْجلد وَالْمعْنَى ترى تِلْكَ الْخمْرَة وَهِي فِي الكأس لَهَا سُورَة وَهِي حَمْرَاء مثل حمرَة الْأَدِيم 2 - ترنحهم تميلهم هَكَذَا وَهَكَذَا والكلوم الْجِرَاحَات وَالْمعْنَى وَإِنَّهَا أَيْضا تزيل قوى شاربيها لشدتها فكأنهم جرحى تسيل دِمَاؤُهُمْ 3 - مخيسات مذللات والفتل جمع فتلاء وَهِي النَّاقة الَّتِي تبَاعد بَين مرفقها وزورها والكوم جمع كوماء وَهِي الْعَظِيمَة السنام وَالْمعْنَى فقمنا بعد ذَلِك والركاب مهيأة لنا إِلَى نُوق تبَاعد مَا بَين مرافقها وزورها عَظِيمَة الأسنمة فركبناها 4 - الصوار بقر الْوَحْش يُرِيد بذلك تَشْبِيه ركائبهم بقطيع من الْبَقر بالرمل الْمَذْكُور وحزاق مَوضِع والصريم اسْتعْمل فِي الصُّبْح وَاللَّيْل جَمِيعًا لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا ينصرم عَن صَاحبه وَالْمعْنَى كأنا ورحالنا على تِلْكَ الركائب قطيع من بقر الْوَحْش برمل حزاق وَقد أسلمها الصريم إِلَى الصيادين وَالْكلاب فَخفت وأسرعت فِي السّير 5 - الْمَعْنى فبتنا بَين تِلْكَ اللَّذَّة الْمُتَقَدّمَة وَلَذَّة عَيْش أُخْرَى طيبَة تشبه الْمسك فِي طيبه فيا عجبا من اسْتِمْرَار الْوَقْت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 (وَفينَا مسمعات عِنْد شرب ... وغزلان يعد لَهَا الْحَمِيم) (نطوف مَا نطوف ثمَّ يأوي ... ذَوُو الْأَمْوَال منا والعديم) 3 - (إِلَى حفر أسافلهن جَوف ... وأعلاهن صفاح مُقيم) وَقَالَ إِيَاس بن الْأَرَت الطَّائِي 4 - (هَلُمَّ خليلي والغواية قد تصبى ... هَلُمَّ نحي المنتشين من الشّرْب) 5 - (نسل ملامات الرِّجَال بَريَّة ... وَنَفر شرور الْيَوْم باللهو واللعب)   بِتِلْكَ اللَّذَّة الَّتِي من عَادَتهَا سرعَة الزَّوَال كَيفَ غفل عَنْهَا الزَّمَان حَتَّى اتَّصَلت بلذة أُخْرَى مَوْصُوفَة بِمَا ذكر فليت مَا نَحن عَلَيْهِ يَدُوم 1 - المسمعات الْمُغَنِّيَات وَالْحَمِيم المَاء الْحَار وَالْمعْنَى وَمن تَمام لَذَّة هَذَا الْعَيْش إِن فِينَا مغنيات بَين الشاربين وَنسَاء حسانا كالغزلان يعد لَهَا المَاء الْحَار للْغسْل يُرِيد أَنَّهُنَّ من أهل النِّعْمَة والترف 2 - العديم الْفقر 3 - الْحفر الْقُبُور والجوف جمع أجوف والصفاح الْحِجَارَة العراض وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أننا نَلْهُو وَنَلْعَب وَآخر أمرنَا إِلَى الْمَوْت والدفن 4 - هَلُمَّ بِمَعْنى أقبل وهلم الثَّانِيَة تَأْكِيد وللعرب فِيهَا مذهبان فَمنهمْ من يَجعله كُله اسْم فعل وَحِينَئِذٍ يَقع للْوَاحِد والمثنى وَالْجمع والمذكر والمؤنث على حَالَة وَاحِدَة وَمِنْهُم من يَجعله مركبا من هَا التنبية وَلم الَّذِي هُوَ فعل فيثنيه ويجمعه ويذكره ويؤنثه وَقَوله والغواية قد تصبي اعْتِرَاض وَفَائِدَته التَّرْغِيب فِي الْأَمر الْمَدْعُو إِلَيْهِ وتحقيقه يُرِيد أَن الغي يَدْعُو صَاحبه إِلَى أُمُور كَثِيرَة والمنتشى بَالغ النِّهَايَة فِي السكر وَالْمعْنَى هَلُمَّ يَا صديقي والغواية قد تميل بصاحبها إِلَى اللَّهْو وَالصبَا هَلُمَّ نحيي السكارى من الندماء الَّذين شربوا الْخمر 5 - سلاه أَزَال عَنهُ مَا بِهِ والرية اسْم من رويت وَنَفر من الفرى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 (إِذا مَا تراخت سَاعَة فاجعلنها ... لخير فَإِن الدَّهْر أعصل ذُو شغب) (فَإِن يَك خير أَو يكن بعض رَاحَة ... فَإنَّك لَاق من غموم وَمن كرب) وَقَالَ آخر 3 - (أحب الأَرْض تسكنها سليمى ... وَإِن كَانَت توارثها الجدوب) 4 - (وَمَا دهري يحب تُرَاب أَرض ... وَلَكِن من يحل بهَا حبيب) 5 - (أعاذل لَو شربت الْخمر حَتَّى ... يكون لكل أُنْمُلَة دَبِيب)   وَأَرَادَ بِهِ الْإِزَالَة والتفريق على الْمجَاز وَالْمعْنَى أَن تأت نزل عَنَّا ذمّ النَّاس ولومهم بِشَربَة من الْخمر وندفع حوادث الْأَيَّام باللهو واللعب 1 - العصل اعوجاج الأنياب وَيَعْنِي بِهَذَا إِنَّا إِن مَا يعَض عَلَيْهِ الدَّهْر لَا يُمكن انْتِزَاعه مِنْهُ والشغب تهييج الشَّرّ وَالْمعْنَى إِذا وجدت فرْصَة سَاعَة فاجعلها فِي الْخَيْر فَإِن مَا يعَض عَلَيْهِ الدَّهْر لَا يُمكن انْتِزَاعه مِنْهُ كَمَا لَا يُمكن انتزاع الشَّيْء من الناب الَّتِي فِيهَا اعوجاج 2 - من غموم من زَائِدَة على رَأْي الْأَخْفَش كَأَنَّهُ قَالَ فَإنَّك لَاق غموما وسيبويه لَا يرى زيادتها فِي الْوَاجِب وَوجه الْكَلَام على هَذَا فَإنَّك لَاق مَا شِئْت من غموم الخ وَالْمعْنَى أَن الدَّهْر لَا يخل حَاله من الامتزاج فَكَمَا تلقى الرَّاحَة تلقى الْغم فِي مقابلتها 3 - الجدوب جمع جَدب وَالْمعْنَى لَا أحب الْمقَام إِلَّا فِي بلد فِيهِ سلمى وَإِن كَانَ أبدا قحطا 4 - أسْند الْحبّ إِلَى الدَّهْر على طَريقَة قَوْلهم نَهَاره صَائِم وليله قَائِم وَالْمعْنَى لَيْسَ حب الْأَرْضين مني بعادة فِي دهري وَلَكِن الَّذِي ينزل بهَا هُوَ الحبيب 5 - عاذل مرخم عاذلة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 (إِذا لعذرتني وَعلمت أَنِّي ... بِمَا أتلفت من مَالِي مُصِيب) وَقَالَ أَبُو صعترة البولاني (فَمَا نُطْفَة من حب مزن تقاذفت ... بِهِ جنبتا الجودي وَاللَّيْل دامس) 3 - (فَلَمَّا أقرته اللصاب تنفست ... شمال لأعلى مَائه فَهُوَ قارس) 4 - (بأطيب من فِيهَا وَمَا ذقت طعمه ... ولكنني فِيمَا ترى الْعين فَارس) 5 - وَقَالَ الْحَرْث بن خَالِد المَخْزُومِي   1 - إِذا لعذرتني جَوَاب لَو وَمعنى الْبَيْتَيْنِ يَا عاذلة لَو أكثرت فِي الشّرْب حَتَّى يكون لكل أُنْمُلَة حَرَكَة إِذا لقبلت عُذْري وَعلمت أَنِّي مَا أَخْطَأت فِي إِتْلَاف مَالِي 2 - النُّطْفَة المَاء النقي الَّذِي لَا كدورة فِيهِ وَأَرَادَ بحب المزن الْبرد والمزن السَّحَاب فِيهِ الْمَطَر وَأَرَادَ بجنبتا الجودي الكنف والناحية والجودي اسْم جبل والدامس المظلم 3 - اللصاب جمع لصب وَهِي شقوق فِي الْجَبَل والقارس الْبَارِد الشَّديد الْبُرُودَة 4 - فَارس أَي متفرس وَمعنى الأبيات لَيْسَ مَاء مزن سَالَتْ بِهِ نَاحيَة جبل الجودي فِي اللَّيْل المظلم فَلَمَّا قر ذَلِك المَاء فِي الشقوق هبت ريح الشمَال عَلَيْهِ فبرد بأعذب من رضاب فَم هَذِه الْمَرْأَة وَلَا أَقُول هَذَا عَن ذواق واختبار وَلَكِن عَن صدق فراسة 5 - وجده الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة ابْن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم وَكَانَ خَالِد شَاعِرًا كثير الشّعْر فِي عهد بني أُميَّة ولى مَكَّة من قبل يزِيد بن مُعَاوِيَة فَلم يُمكنهُ مِنْهَا ابْن الزبير فَلَمَّا ولى عبد الْملك أقره عَلَيْهَا ثمَّ عَزله فَقدم عَلَيْهِ دمشق فَلم ير لَهُ عِنْده مَا يحب فَانْصَرف عَنهُ وَقَالَ (تبعتك إِذْ عَيْني عَلَيْهَا غشاوة ... فَلَمَّا انجلت قطعت نَفسِي ألومها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 (إِنِّي وَمَا نحرُوا غَدَاة منى ... عِنْد الْجمار تؤودها الْعقل) (لَو بدلت أَعلَى مساكنها ... سفلا وَأصْبح سفلها يَعْلُو) 3 - (فيكاد يعرفهَا الْخَبِير بهَا ... فَيردهُ الإقواء وَالْمحل) 4 - (لعرفت مغناها لما ضمنت ... مني الضلوع لأَهْلهَا قبل) وَقَالَ آخر   (عطفت عَلَيْك النَّفس حَتَّى كَأَنَّمَا ... بكفك بؤسي أَو لديك نعيمها) (فَمَا بِي إِن أقصيتني من ضراعة ... وَلَا افْتَقَرت نَفسِي إِلَى من يضيرها) فَلَمَّا سمع ذَلِك عبد الْملك أرضاه وَوَصله وَمن شعره ذَلِك الْبَيْت الْمَشْهُور (أظلوم إِن مصابكم رجلا ... أهْدى السَّلَام تَحِيَّة ظلم) وَهُوَ أحد شعراء قُرَيْش الْمَعْدُودين من ذَوي الْغَزل والنسيب وَكَانَ يذهب مَذْهَب عمر بن أبي ربيعَة وَلَا يتَجَاوَز الْغَزل إِلَى المديح والهجاء وَكَانَ يهوى عَائِشَة بنت طَلْحَة ويشبب بهَا وَأَخُوهُ عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي مُحدث جليل من وُجُوه التَّابِعين 1 - الْوَاو للقسم وتؤودها تعييها وَالْعقل جمع عقال 2 - لَو بدلت الخ الأبيات جَوَاب الْقسم 3 - الْفَاء عطف على بدلت والأقواء خلو الدَّار من ساكنها وَالْمحل الجدب 4 - لعرفت الْجُمْلَة جَوَاب لَو والمغنى الْمنزل وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة أَنِّي أقسم بالقرابين الَّتِي يَنْحَرهَا الحجيج غَدَاة منى عِنْد الْجمار وَهِي الْبدن الَّتِي أعيتها الْعقل فَلم تقدر على السّير لَو غيرت ديار هَذِه الْمَرْأَة وَصَارَ الْأَعْلَى أَسْفَل والأسفل أَعلَى فَيقرب أَن يعرفهَا الْخَبِير بهَا فَيردهُ عَن ذَلِك خلوها وَمَا أَصَابَهَا من الْقَحْط لعرفت منزلهَا لما انطوت عَلَيْهِ ضلوعي من ود أَهلهَا أَيَّام مواصلتها حَتَّى كَانَ لَا يتلبس عَليّ شَيْء مِنْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 (مريضات أَو بَات التهادي كَأَنَّمَا ... تخَاف على أحشائها أَن تقطعا) (تسيب انسياب الأيم أخصره الندى ... فَرفع من أعطافه مَا ترفعا) وَقَالَ آخر 3 - (أَبَت الروادف والثدي لقمصها ... مس الْبُطُون وَأَن تمس ظهورا) 4 - (وَإِذا الرِّيَاح مَعَ الْعشي تناوحت ... نبهن حاسدة وهجن غيورا) وَقَالَ بكر بن النطاح   1 - الأوبة رفع القوائم فِي السّير وَالرَّجْعَة أَيْضا والتهادي التمايل وَالْمَشْي بَين اثْنَيْنِ يصفها بِالنعْمَةِ وَضعف الْحَرَكَة لثقل ردفها ودقة خصرها وَالْمعْنَى أَن الحبيبات يَمْشين متمايلات فكأنهن مريضات يخفن أَن تتقطع أحشاؤهن من ثقل أردافهن ودقة خصورهن 2 - تسيب تتدافع والإيم الجان من الْحَيَّات وأخصره أثر فِيهِ الْبرد والحية لَا تصبر على الْبرد لِأَنَّهُ إِذا أثر فِيهَا يبس جرمها وَالْمعْنَى فهن يشبهن فِي مشيهن الْحَيَّة الَّتِي تتدافع خوفًا من برد الْمَطَر فَترفع مَا تقدر عَلَيْهِ من أعطافها 3 - الثدي جمع ثدي والقمص جمع قَمِيص درع الْمَرْأَة ولقمصها تنازعه كل من مس وتمس وَالْمعْنَى أَن هَذِه الحبيبات امْتنعت روادفها وثديها لما اكتسبته من الضخامة أَن تمس الثِّيَاب بَطنهَا وظهرها 4 - تناوحت تقابلت وَالْمعْنَى إِذا هبت الرِّيَاح فتقابلت كالشمال والجنوب وَالصبَا وَالدبور الْتَصق من درعها بِبَطْنِهَا وظهرها مَا كَانَ يمنعهُ ثديها وروادفها قبل هبوبها فَظهر من محاسنها مَا يُنَبه الْحَاسِد الغافل ويهيج صَاحب الْغيرَة لِأَن مَا خَفِي مِنْهَا ظهر للعيون فالغيور يكره والحاسد يتَنَبَّه 5 - اخْتلف النسابون هَل هُوَ عجلي أَو حَنَفِيّ وَلم يرجح أحد الْقَوْلَيْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 (بَيْضَاء تسحب من قيام فرعها ... وتغيب فِيهِ وَهُوَ وحف أسحم) (فَكَأَنَّهَا فِيهِ نَهَار سَاطِع ... وَكَأَنَّهُ ليل عَلَيْهَا مظلم) وَقَالَ آخر 3 - (تأملتها مغترة فَكَأَنَّمَا ... رَأَيْت بهَا من سنة الْبَدْر مطلعا)   وَعجل بن لجيم وحنيفة بن لجيم إخْوَان وَكَانَ بكر بن النطاح صعلوكا يُصِيب الطَّرِيق ثمَّ أقصر عَن ذَلِك وَجعله أَبُو دلف من الْجند وَكَانَ شجاعا بطلا فَارِسًا شَاعِرًا حسن الشّعْر جيد التَّصَرُّف فِيهِ كثير الْوَصْف لنَفسِهِ بالشجاعة والإقدام وَكَانَ فِي عهد بني الْعَبَّاس قَالَ أَبُو الْحسن الراوية قَالَ لي الْمَأْمُون أَنْشدني أَشْجَع بَيت وأعفه وأكرمه من شعر الْمُحدثين فَأَنْشَدته (وَمن يفْتَقر منا يَعش بحسامه ... وَمن يفْتَقر من سَائِر النَّاس يسْأَل) (وَإِنَّا لنلهو بِالسُّيُوفِ كَمَا لهت ... عروس بِعقد أَو سخاب قرنفل) فَقَالَ لي وَيحك من يَقُول هَذَا قلت بكر بن النطاح فَقَالَ أحسن وَالله وَلكنه قد كذب فِي قَوْله فَمَا باله يسْأَل أَبَا دلف وينتجعه ويمدحه هلا أكل خبزه بِسَيْفِهِ كَمَا قَالَ وَكَانَ بكر قد قصر مدائحه على أبي دلف وأخيه معقل وَله فيهمَا جيد الشّعْر ومختاره 1 - الْفَرْع شعر الرَّأْس والوحف الْكثير الْأسود مِنْهُ والأسحم المظلم 2 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَن هَذِه الحبيبة بَيْضَاء صَافِيَة نقية طَوِيلَة الشّعْر فَإِذا قَامَت جرته وَإِذا أَرْسلتهُ سترهَا فتغيب فِيهِ وَهُوَ مَعَ طوله وَكَثْرَة أُصُوله كثير السوَاد شَدِيد الظلمَة فَكَأَنَّهَا فِيهِ لشدَّة بيضاها نَهَار سَاطِع من خلل ظلام وَكَأن ذَلِك الشّعْر لشدَّة سوَاده عَلَيْهَا ليل مظلم يغشى بَيَاض نَهَار 3 - مغترة أَي غافلة وَأَرَادَ بِسنة الْبَدْر وَجهه وَالْمعْنَى نظرت إِلَيْهَا وَهِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 (إِذا مَا مَلَأت الْعين مِنْهَا ملأتها ... من الدمع حَتَّى أنزف الدمع أجمعا) و2 قَالَ كثير بن عبد الرَّحْمَن 3 - (وددت وَمَا تغني الودادة أنني ... بِمَا فِي ضمير الحاجبية عَالم) 4 - (فَإِن كَانَ خيرا سرني وعلمته ... وَإِن كَانَ شرا لم تلمني اللوائم) 5 - (وَمَا ذكرتك النَّفس إِلَّا تَفَرَّقت ... فريقين مِنْهَا عاذر لي ولائم)   غافلة فَكَأَنِّي لكَمَال محاسنها رَأَيْت بهَا بَدْرًا طالعا 1 - أنزف الدمع أفناه كُله وَالْمعْنَى إِذا مَلَأت عَيْني من محاسنها بَكَيْت وجدا عَلَيْهَا حَتَّى أفنى الدمع كُله 2 - وجده الْأسود بن عَامر أحد بني خُزَاعَة بن ربيعَة ويكنى أَبَا صَخْر وَكَانَ من فحول شعراء الْإِسْلَام جعله ابْن سَلام فِي الطَّبَقَة الأولى مِنْهُم وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع يذهب مَذْهَب الكيسانية من الشِّيعَة وَيَقُول بالرجعة والتناسخ وَكَانَ بَنو مَرْوَان يعلمُونَ بمذهبه فَلَا يغيرهم ذَلِك عَنهُ لجلالته فِي أَعينهم ولطف مَحَله فِي أنفسهم وَكَانَ أَشد النَّاس تيها بِنَفسِهِ وأزهاهم بهَا على كل أحد وَهُوَ أحد عشاق الْعَرَب الْمَشْهُورين بذلك وصاحبته عزة الحاجبية وَبهَا يعرف 3 - وَمَا تغني الودادة اعْتِرَاض بَين وددت ومفعوله والودادة مصدر ود يود والحاجبية من بني حَاجِب وَالْمعْنَى تمنيت وَمَا يُغني التَّمَنِّي أَنِّي عَالم بِمَا ينطوي عَلَيْهِ قلب عزة الحاجبية لي 4 - اكْتفى قَوْله وعلمته بمفعول وَاحِد لِأَنَّهُ بِمَعْنى عرف وَالْمعْنَى فَإِن كَانَ مَا تضمره لي ودا صافيا سرني ذَلِك وَإِن كَانَ إعْرَاضًا أرحت نَفسِي من لوم اللائمات 5 - إِلَّا تَفَرَّقت الخ قَالَ هَذَا جَريا على عَادَة النَّاس فِي ترددهم بَين مَا يقوى الْعَزْم عَلَيْهِ وَبَين مَا يضعف فِيهِ فَجعل كل وَاحِد مِنْهُمَا كَأَنَّهُ نفس على حِدة فَوَاحِدَة تعذره وَأُخْرَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 (فريق أَبى أَن يقبل الضيم عنْوَة ... وَآخر مِنْهَا قَابل الضيم راغم) وَقَالَ أَيْضا (وَأَنت الَّتِي حببت شغبا إِلَى بدا ... إِلَيّ وأوطاني بِلَاد سواهُمَا) 3 - (إِذا ذرفت عَيْنَايَ أعتل بالقذى ... وَعزة لَو يدْرِي الطَّبِيب قذاهما) 4 - (وحلت بِهَذَا حلَّة ثمَّ أَصبَحت ... بِأُخْرَى فطاب الواديان كِلَاهُمَا) 5 - (فَلَو تذريان الدمع مُنْذُ استهلتا ... على إِثْر جازي نعْمَة لجزاهما)   تلومه وَالْمعْنَى مَا تذكرتك النَّفس إِلَّا صَارَت قسمَيْنِ قسم يعذرني وَقسم يلومني 1 - هَذَا الْبَيْت بَيَان لما فِي الْبَيْت قبله وَالْمعْنَى فقسم من الْقسمَيْنِ الْمَذْكُورين أنكر الْجفَاء قهرا وَالْقسم الآخر مِنْهُمَا احْتمل الضيم بالذلة 2 - شغب وبدا موضعان وَالْمعْنَى أَنِّي كَمَا آثرت محبتك على محبَّة أَهلِي وعشيرتي آثرت محبَّة بلادك على محبَّة بلادي 3 - ذرفت سَالَتْ وَالْمعْنَى إِذا سَالَتْ عَيْنَايَ بالدموع جعلت عِلّة سيلانهما القذى وَلَو يدْرِي الطَّبِيب لعلم أَن عزة هِيَ السَّبَب فِي ذَلِك إِذْ كَانَ الْبكاء لأَجلهَا 4 - اسْم الْإِشَارَة عَائِد إِلَى أحد الْمَوْضِعَيْنِ وَقَوله بِأُخْرَى أنث بِاعْتِبَار الْبقْعَة وَالْمعْنَى أَنَّهَا حلت وَنزلت بِهَذَا الْموضع مرّة وأصبحت بالموضع الآخر مرّة أُخْرَى فَلِذَا طَابَ كلا الواديين بحلولها فيهمَا 5 - أذري أذرت الْعين الدمع أسالته واستهلال الْعين سيلانها بالدمع وَالْمعْنَى لَو أسالت العينان الدُّمُوع من حِين أخذتا فِي الْبكاء على ميت كَانَ يَجْزِي بِالنعْمَةِ على أَي فعل لجزاهما وَعطف عَلَيْهِمَا وَلَكِن كَانَ ذَلِك مِنْهُمَا لأجل عزة الَّتِي لم تعطف عَلَيْهِمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 1 - وَقَالَ نصيب الْأَكْبَر مولى بني مَرْوَان (لقد هَتَفت فِي جنح ليل حمامة ... على فنن وَهنا وَإِنِّي لنائم) (فَقلت اعتذارا عِنْد ذَاك وإنني ... لنَفْسي مِمَّا قد رَأَتْهُ للائم) 4 - (أأزعم أَنِّي هائم ذُو صبَابَة ... لسعدى وَلَا أبْكِي وتبكي الحمائم) 5 - (كذبت وَبَيت الله لَو كنت عَاشِقًا ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم) وَقَالَ آخر 6 - (أرار الله نقيك فِي السلامى ... على من بالحنين تعولينا)   1 - هُوَ ابْن ريَاح مولى عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان كَانَ شَاعِرًا فحلا فصيحا مقدما فِي النسيب والمديح عفيفا لم ينْسب بِامْرَأَة قطّ وَكَانَ كَبِير النَّفس ذَا مكانة عِنْد الْمُلُوك يجيد مديحهم ومراتبهم وَشهد لَهُ أهل وقته بالإجادة والتقدم وَله شعر سهل مُمْتَنع سَائِغ عذب رائع كَأَنَّهُ اللُّؤْلُؤ الرطب 2 - هتف نَادَى وجنح اللَّيْل جَانِبه والفنن الْغُصْن الناعم والوهن نصف اللَّيْل وَالْمعْنَى لقد نادت الْحَمَامَة فِي ظلمَة اللَّيْل على غُصْن وَأَنا غير يقظان من نومي 3 - وإنني الْوَاو للْحَال 4 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي لما سَمِعت حنين تِلْكَ الْحَمَامَة قلت معتذرا ولائما لنَفْسي على مَا قد أبصرته كَيفَ أَدعِي أَنِّي متحير صَاحب صبَابَة لسعدى وتبكي الْحَمَامَة على أليفها وَأَنا لَا أبْكِي على أليفتي 5 - الْمَعْنى فَإِذا أكون كَاذِبًا فِيمَا ادعيته وَبَيت الله لَو كنت عَاشِقًا لما تركت الْبكاء حَتَّى سبقتني إِلَيْهِ الحمائم 6 - أرار الخ يُخَاطب نَاقَته ويصف وجدهَا وَيَدْعُو عَلَيْهَا أَن يَجْعَلهَا الله نضوا مهزولا والرير والرار الذائب من مخ الْعِظَام أَو الَّذِي كَانَ شحما فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 (فَإِنِّي مثل مَا تجدين وجدي ... وَلَكِنِّي أسر وتعلنينا) (وَبِي مثلي الَّذِي بك غير إِنِّي ... أجل عَن العقال وتعقلينا) وَقَالَ آخر 3 - (وَلما أَبى إِلَّا جماحا فُؤَاده ... وَلم يسل عَن ليلى بِمَال وَلَا أهل) 4 - (تسلى بِأُخْرَى غَيرهَا فَإِذا الَّتِي ... تسلى بهَا تغري بليلى وَلَا تسلي) وَقَالَ كثير تقدّمت تَرْجَمته 5 - (عجبت لبرئي مِنْك يَا عز بَعْدَمَا ... عمرت زَمَانا مِنْك غير صَحِيح)   الْعِظَام ثمَّ صَار مَاء أسود رَقِيقا وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا عَن مرض وَضعف والنقي المخ والسلامي عظم فِي فرسن الْبَعِير وَقَوله على من بالحنين الخ إِمَّا إِنْكَار على النَّاقة أَو تفخيم لشأن المشتاق إِلَيْهِ والتعويل رفع الصَّوْت بالبكاء وَالْمعْنَى جعل الله مخك رَقِيقا وأهزلك على من ترفعين صَوْتك بالأنين والبكاء 1 - الْمَعْنى إِن وجدي كوجدك وَلَكِنِّي أكتمه وتظهرين 2 - الْمَعْنى أَن نزاعي مثل نزاعك وَلَكِن يُؤمن مني أَن أهيم على وَجْهي وَأَنت تعقلين مَخَافَة ذهابك على الْوَجْه 3 - أبي امْتنع والجماح هُنَا بِمَعْنى الْعِصْيَان 4 - تسلى جَوَاب لما وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَلما أَبى فُؤَاده إِلَّا عصيانا عَن السلو وَلم يَله عَن ليلى بِالْمَالِ والأهل تسلى بِأُخْرَى غَيرهَا فَإِذا الَّتِي تسلى بهَا عَنْهَا صَارَت تحمله على حب ليلى وَلم تشغله عَنْهَا 5 - عز مرخم عزة وَالْمعْنَى أَنِّي أتعجب من برْء دائي مِنْك يَا عزة بعد مَا بقيت زَمَانا طَويلا مَرِيضا غير صَحِيح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 (فَإِن كَانَ برْء النَّفس لي مِنْك رَاحَة ... فقد بَرِئت إِن كَانَ ذَاك مريحي) (تجلى غطاء الرَّأْس عني وَلم يكد ... غطاء فُؤَادِي ينجلي لسريح) وَقَالَ عُرْوَة بن أذينة تقدّمت تَرْجَمته 3 - (إلفان تعنيهما للبين فرقته ... وَلَا يملان طول الدَّهْر مَا اجْتمعَا) 4 - (مستقبلان نشاصا من شبابهما ... إِذا دعى دَعْوَة دَاعِي الْهوى سمعا) 5 - (لَا يعجبان بقول النَّاس عَن عرض ... ويعجبان بِمَا قَالَا وَمَا صنعا)   1 - الْمَعْنى فَإِن كَانَ شِفَاء النَّفس من مرض حبك رَاحَة لي فقد شفيت مِنْهُ إِن كَانَ ذَاك يريحني وَلَكِن الوجد بَاقٍ غير مفارق فَأَيْنَ الرَّاحَة 2 - أَرَادَ بغطاء الرَّأْس السوَاد الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ فِي الشَّبَاب والسريح الْأَمر السهل وَالْمعْنَى تجلى وانكشف سَواد رَأْسِي عَن بَيَاض فَصَارَ الرَّأْس أَبيض وَلَكِن غطاء قلبِي لم يكد ينجلي بسهولة 3 - تعنيهما تهمهما والبين هُنَا الْوَصْل وَمَا مَصْدَرِيَّة وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا صاحبان متحدان بالمودة تهمهما للوصل والاجتماع فرقته وَمُدَّة اجْتِمَاعهمَا لَا يمل أَحدهمَا صَاحبه طول الدَّهْر 4 - النشاص أَصله السَّحَاب إِذا ارْتَفع من قبل الْعين حِين ينشأ ويعلو وَالْمرَاد الاسْتوَاء فِي السن والشباب تَقول الْعَرَب رَأَيْت نشاص جوَار إِذا كن أَتْرَابًا ونشاص خيل وإبل إِذا كَانَت مستوية وَالْمعْنَى وهما مستقبلان شبَابًا مستويا لِأَنَّهُمَا على سنّ وَاحِدَة أَي هما فِي ريعان شبابهما مصغيان إِلَى دَاعِي الْهوى فَإِذا دعاهما إِلَيْهِ أجابا 5 - يُقَال كَلمته عَن عرض أَي نَاحيَة وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا لَا يعجبهما من مقَال النَّاس وفعالهم شَيْء بل الْإِعْجَاب يتَعَلَّق بِمَا يؤثرانه ويصنعانه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 وَقَالَ آخر (وَلما بدا لي مِنْك ميل مَعَ العدا ... سواي وَلم يحدث سواك بديل) (صددت كَمَا صد الرَّمْي تطاولت ... بِهِ مُدَّة الْأَيَّام وَهُوَ قَتِيل) وَقَالَ آخر وَالْوَزْن كَالَّذي قبله 3 - (أحبا على حب وَأَنت بخيلة ... وَقد زَعَمُوا أَن لَا يحب بخيل) 4 - (بلَى وَالَّذِي حج الملبون بَيته ... ويشفى الْهوى بالنيل وَهُوَ قَلِيل) 5 - (وَإِن بِنَا لَو تعلمين لغلة ... إِلَيْك كَمَا بالحائمات غليل)   1 - سوى هُنَا بِمَعْنى بدل وَمَكَان 2 - صددت أَعرَضت وَهُوَ جَوَاب لما وَالرَّمْي المرمي بِسَهْم الصياد وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَلما بدا لي ميلك مَعَ الْأَعْدَاء بدل وَمَكَان ميلك إِلَى وَلم يحدث لي بديل مَكَانك عوضا مِنْك أَعرَضت عَنْك إِعْرَاض يأس لَا إِعْرَاض بغض وَأَنا أعلم أَن هَوَاك قاتلي كَهَذا المرمي الَّذِي لَا يشك فِي كَونه قَتِيلا وَإِن طَالَتْ مدَّته 3 - أحبا لَفظه لفظ الِاسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ التوبيخ وانتصب حبا بإضمار فعل كَأَنَّهُ قَالَ أتجمعين على حبا وَالْمعْنَى أتزيديني حبا بعد حب مَعَ بخلك وهم يَزْعمُونَ أَن الْبَخِيل لَا يُحِبهُ أحد 4 - الْمقسم عَلَيْهِ مَحْذُوف والنيل الْوَصْل وَالْمعْنَى نعم قسما بِاللَّه الَّذِي يقْصد الْحجَّاج بَيته ملبين وَلَيْسَ يشفى الْهوى غير الْوُصُول إِلَيْك وَلَكِن مَتى يُمكن وَهُوَ قَلِيل 5 - لَو تعلمين اعْتِرَاض كالعذر لَهَا أَي إِنَّهَا لَو علمت مَا بِهِ كَانَت لَا تستحيز مَا يجْرِي عَلَيْهِ رفقا بِهِ وَالْغلَّة الْعَطش وحرارة الْحبّ والحزن والحائم الطير الَّذِي يحوم حول المَاء لما بِهِ من الْعَطش وَالْمعْنَى أَن توقعي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 وَقَالَ آخر (إِذا كنت لَا يسليك عَمَّن توده ... تناء وَلَا يشفيك طول تلاق) (فَهَل أَنْت إِلَّا مستعير حشاشة ... لمهجة نفس آذَنت بِفِرَاق) وَقَالَ عبد الله بن الدمينة الْخَثْعَمِي 3 - (أَلا يَا صبا نجد مَتى هجت من نجد ... لقد زادني مسراك وجدا على وجد) 4 - (أأن هَتَفت وَرْقَاء فِي رونق الضُّحَى ... على فنن غض النَّبَات من الرند) 5 - (بَكَيْت كَمَا يبكي الْوَلِيد وَلم تكن ... جليدا وأبديت الَّذِي لم تكن تبدي)   لوصالك وعطشي لَهُ كعطش الطير الحائم 1 - التنائي الْبعد 2 - الحشاشة روح الْقلب ورمق من حَيَاة النَّفس والمهجة خَالص النَّفس وَمعنى الْبَيْتَيْنِ إِذا كنت لَا يشغلك عَن محبوبك بعد وَلَا يشفيك طول تلاق فَإِذا لَا يسليك هَذَا وَلَا يشفيك ذَا فَأَنت كمن اسْتعَار بَقِيَّة روح لخالصة نفس أخْبرت بالفراق أَي فَذَلِك عَلامَة لقرب الْمَوْت 3 - الصباريح الْقبُول وهاجت ثارت وَالْمعْنَى أَلا يَا صبا نجد مَتى كَانَ هبوبك من نجد الَّتِي هِيَ أَرض المحبوب فَلَقَد زادني مسراك حزنا على حزن أَي مَا كَانَ مِنْك هبوب إِلَّا كَانَ مني وجد 4 - الورقاء الْحَمَامَة الَّتِي مَال سوادها إِلَى الْبيَاض والرونق الضياء والرند نوع من الطّيب والفنن الْغُصْن الناعم والغض الطري 5 - الجليد الْقوي وَمعنى الْبَيْتَيْنِ الْآن صاحت حمامة وَرْقَاء فِي أول الضُّحَى وحنت على غُصْن من شجر الرند بَكَيْت بكاء الصَّبِي أعياه مَطْلُوبه وَلم تكن قَوِيا على الْبكاء وأظهرت الَّذِي كنت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 (وَقد زَعَمُوا أَن الْمُحب إِذا دنا ... يمل وَأَن النأي يشفى من الوجد) (بِكُل تداوينا فَلم يشف مَا بِنَا ... على ذَاك قرب الدَّار خير من الْبعد) 3 - (على أَن قرب الدَّار لَيْسَ بِنَافِع ... إِذا كَانَ من تهواه لَيْسَ بِذِي عهد) 4 - (إِذا مَا شِئْت أَن تسلى خَلِيلًا ... فَأكْثر دونه عدد اللَّيَالِي) 5 - (فَمَا سلى خَلِيلك مثل نأي ... وَلَا بلَى جديدك كابتذال) وَقَالَ آخر 6 - (أَلا طرقتنا آخر اللَّيْل زَيْنَب ... عَلَيْك سَلام هَل لما فَاتَ مطلب)   تخفيه فِي فُؤَادك من الشوق والغرام 1 - النأي الْبعد 2 - معنى الْبَيْتَيْنِ زعم النَّاس أَن الاستكثار من المحبوب والتداني مِنْهُ يكْسب الْمُحب ملالا والتنائي عَنهُ يحدث سلوا وَقد تداوينا بِكُل وَاحِد مِنْهُمَا فَلم ينجع ذَلِك الدَّوَاء إِلَّا أَنه على الْأَحْوَال كلهَا وجدت قرب الدَّار مِنْهُ خيرا من بعْدهَا عَنهُ 3 - الْمَعْنى وَمَعَ ذَلِك فَإِن قرب الدَّار لَا نفع فِيهِ إِذا لم يبْق محبوبك على مَا عهد عَلَيْهِ 4 - الْمَعْنى إِذا شِئْت نِسْيَان من تحبه فباعده أَيَّامًا وليالي وَأكْثر من عَددهَا يُرِيد أَن بعد الْعَهْد بَيْنك وَبَين من تحب سلوة عَنهُ وَهَذَا رَأْي بعض العاشقين وَمِنْهُم من يرى أَن ذَلِك يزِيد فِي الْحبّ ويلهب نَار الشوق 5 - بلَى بِمَعْنى أبلى وَالْمعْنَى لَا شَيْء يشغلك عَن خَلِيلك مثل الْبعد عَنهُ فَإِن الزِّيَادَة فِي الْبعد زِيَادَة فِي النسْيَان فَكَمَا أَنه سَبَب فِي النسْيَان كَذَلِك كَثْرَة ابتذال الثَّوْب سَبَب فِي جعله بَالِيًا 6 - طرقت أَتَت لَيْلًا وَالْمعْنَى أتتنا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 (وَقَالَت تجنبنا وَلَا تقربننا ... وَكَيف وَأَنْتُم حَاجَتي أتجنب) (يَقُولُونَ هَل بعد الثَّلَاثِينَ ملعب ... فَقلت وَهل قبل الثَّلَاثِينَ ملعب) 3 - (لقد جلّ خطب الشيب إِن كَانَ كلما ... بَدَت شيبَة يعرى من اللَّهْو مركب) وَقَالَ كثير تقدّمت تَرْجَمته 4 - (وأدنيتني حَتَّى إِذا مَا ملكتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح) 5 - (تناهيت عني حِين لَا لي حِيلَة ... وغادرت مَا غادرت بَين الجوانح) وَقَالَ آخر   زَيْنَب فِي السحر فَقلت مُسلما عَلَيْهَا عَلَيْك سَلام الله هَل لما فَاتَ من أَيَّام الْوِصَال مطلب لي فَأَنا لَهُ 1 - الْمَعْنى قَالَت مجيبة جانبنا وَلَا تدنون منا فَقلت كَيفَ أتجنبكم وَأَنْتُم مناي فِي الدُّنْيَا 2 - الْمَعْنى عيروني بالتصابي بعد تقضي الثَّلَاثِينَ من سني عمري فَقلت وَهل قبل الثَّلَاثِينَ تصاب لِأَن من لم يُجَاوز الثَّلَاثِينَ فَهُوَ فِي عداد الصّبيان لَا يعرف اللَّذَّات 3 - الْمَعْنى أقسم لقد عظم أَمر الشيب إِن كَانَ كلما كثر خلا من اللَّهْو مركب 4 - أدناه قربه والعصم جمع أعصم وَهِي من الوعول الجبلية الَّتِي فِي قَوَائِمهَا بَيَاض وَمن عَادَتهَا أَن تسكن فِي أَعلَى الْجَبَل وَيحل ينزل والأباطح جمع أبطح وَهُوَ بطن الْوَادي حَيْثُ يسيل المَاء 5 - تناهيت جَوَاب إِذا وغادرت تركت والجوانح الضلوع وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وقربتني يَا عزة بِكَلَام لرقته وعذوبته ينزل الوعول الوحشية الَّتِي يتعسر صيدها من الْجبَال إِلَى بطُون الأودية أَو إِلَى الأَرْض السهلة اللينة حَتَّى إِذا صرت فِي يدك تَبَاعَدت عني فِي الْوَقْت الَّذِي رَأَيْت أَنه لَيْسَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 (تعرضن مرمى الصَّيْد ثمَّ رميننا ... من النبل لَا بالطائشات الخواطف) (ضعائف يقتلن الرِّجَال بِلَا دم ... فيا عجبا للقاتلات الضعائف) 3 - (وللعين ملهى فِي التلاد وَلم يقد ... هوى النَّفس شَيْء كاقتياد الطرائف) وَقَالَ آخر 4 - (لَئِن كَانَ يهدى برد أنيابها الْعلَا ... لأفقر مني إِنَّنِي لفقير)   لي فِيهِ حِيلَة وَتركت بَين الضلوع مَا تركت من نَار الشوق والغرام 1 - مرمى الصَّيْد ظرف مَكَان والطائش الخاطف من السِّهَام هُوَ الَّذِي يَقع على الأَرْض ثمَّ يحبو إِلَى الهدف كَأَنَّهُ يتخطف من الأَرْض شَيْئا ومفعول رميننا الثَّانِي مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ رميننا بالصائبات الناقرات لَا بالطائشات الخواطف والناقر من السِّهَام الَّذِي ينقر الهدف وَالْمعْنَى أَن الحبيبات تعرضن لنا وبيننا وبينهن غلوة سهم وفعلن فعل المتعرض للصَّيْد إِذا أَرَادَ رميه ثمَّ نظرن إِلَيْنَا وعرضن محاسنهن علينا وَتلك نبالهن الَّتِي لَا تطيش 2 - ضعائف أَي فِي الْخلقَة والخلق أَي ضعفن عَن الرِّجَال كيدا وفعلا وَقَوله بِلَا دم يُرِيد بِهِ الثأر وَالْمعْنَى هن مَعَ ضعفهن يقتلن الرِّجَال من غير أَن يكون ثار بَينهم وبينهن فيا عجبي كَيفَ يقتلن مَعَ ضعفهن 3 - التلاد جمع تليد وَهُوَ المَال الْقَدِيم والطرائف جمع طريف وَهُوَ الْجَدِيد من المَال وَالْمعْنَى أَن للعين ملهى فِي المَال الْقَدِيم لَكِن لَا يَقُود هوى النَّفس شَيْء كَمَا يَقُود المَال الْجَدِيد من حَيْثُ إِن لكل جَدِيد لَذَّة 4 - يهدى من الإهداء وَهُوَ الإتحاف والعلا الأعالي من الْأَسْنَان وَهِي مَوضِع الْقبل وَأَرَادَ بِبرد الْأَسْنَان عذوبة الرِّيق عِنْد المذاق وَالْمعْنَى أقسم لَئِن كَانَ يهدى برد أسنانها وعذوبة رضابها عِنْد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 (فَمَا أَكثر الْأَخْبَار أَن قد تزوجت ... فَهَل يأتيني بِالطَّلَاق بشير) وَقَالَ آخر (يقر بعيني أَن أرى رَملَة الغضى ... إِذا مَا بَدَت يَوْمًا لعَيْنِي قلالها) 3 - (وَلست وَإِن أَحْبَبْت من يسكن الفضى ... بِأول راج حَاجَة لَا ينالها) 4 - وَقَالَ آخر 5 - (سلى البانة الغيناء بالأجرع الَّذِي ... بِهِ البان هَل حييت أطلال دَارك)   المذاق إِلَى من هُوَ أفقر مني إِلَيْهَا فإنني لفقير وَلَا غَايَة وَرَاء فقري 1 - الْمَعْنى كثر فِي أَفْوَاه النَّاس الْإِخْبَار بتزويجها واشتغالها ببعلها عَن غَيره فَهَل يأتيني مُبشر بتطليقها وَهل هُنَا لِلتَّمَنِّي 2 - أَن أرى فَاعل يقر والغضى هُنَا وَاد بِنَجْد والقلال جمع قلَّة وَهِي أَعلَى الْجَبَل وَالْمعْنَى إِذا بَدَت يَوْمًا لعَيْنِي قلال الغضى فقرة عَيْني فِي رُؤْيَة رمالها 3 - الْمَعْنى لست بِأول من يَرْجُو حَاجَة لَا يُدْرِكهَا وَإِن أَحْبَبْت من يسكن الغضى وَهَذَا يدل على أَنه كَانَ بَين أهل الغضى وَبَين قومه عَدَاوَة مَانِعَة من المواصلة وَلذَلِك قَالَ مَا قَالَ 4 - هَذَا هُوَ الشّعْر الَّذِي يسحر النُّفُوس ويخلب الْأَلْبَاب وَيَأْخُذ بِمَجَامِع الْقُلُوب نفاسة وحلاوة وطلاوة وَلَا يَقع مثل هَذَا لكل شَاعِر وَلَكِن للْوَاحِد بعد الْوَاحِد مِمَّن آتَاهُ الله سَلامَة ذوق ولطافة فكر وَحسن بَيَان 5 - البانة شَجَرَة والغيناء الْعَظِيمَة الواسعة الظل والأجرع من الْأَمَاكِن السهل الْمُخْتَلط بالرمل وأطلال الديار مَا ارْتَفع مِنْهَا وَالْمعْنَى سلى شَجَرَة البان الْعَظِيمَة بالأجرع الَّذِي يُوجد بِهِ البان هَل حييت أطلالك أَولا فَإِنِّي قد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 (وَهل قُمْت فِي أظلالهن عَشِيَّة ... مقَام أخي البأساء واخترت ذَلِك) (وَهل هملت عَيْنَايَ فِي الدَّار غدْوَة ... بدمع كنظم اللُّؤْلُؤ المتهالك) 3 - (أرى النَّاس يرجون الرّبيع وَإِنَّمَا ... ربيعي الَّذِي أَرْجُو نوال وصالك) 4 - (أرى النَّاس يَخْشونَ السنين وَإِنَّمَا ... سني الَّتِي أخْشَى صروف احتمالك) 5 - (لَئِن سَاءَنِي أَن نلتني بمساءة ... لقد سرني أَنِّي خطرت ببالك) 6 - (لِيَهنك إمساكي بكفي على الحشا ... ورقراق عَيْني رهبة من زيالك) وَقَالَ آخر   حييتها لسكناك فِيهَا اسْتشْهد بالبان على أَنه قد قضى حق منزل الْأَحِبَّة لما وقف عَلَيْهِ وَأَنه حَيا الأطلال تَحِيَّة المتقرب إِلَيْهَا 1 - البأساء هُنَا الْفقر وَالْمعْنَى واسألي أَيْضا هَل قُمْت فِي ظلال تِلْكَ الأطلال مقَام الْفَقِير الْمُحْتَاج إِلَى عطفك وَكَانَ ذَلِك من اخْتِيَاري إِذْ فِيهِ شِفَاء غليلي أَولا 2 - همل الدمع سَالَ والمتهالك المتساقط وَالْمعْنَى واسألي أَيْضا هَل سَالَتْ عَيْنَايَ من شدَّة الْبكاء بدمع يشبه نظم اللُّؤْلُؤ المتساقط أَولا 3 - الْمَعْنى أَنِّي أرى رَجَاء النَّاس مُتَعَلقا بِالربيعِ وَأما رجائي فَهُوَ مُتَعَلق بنوال وصالك إِذْ هُوَ مقصدي وبغيتي 4 - الْمَعْنى أرى النَّاس خَائِفين من الجدب وَإِنَّمَا جدبي الَّذِي أخافه حوادث ارتحالك 5 - الْمَعْنى أقسم لَئِن أسخطتني بإساءتك لي فقد سرني أَنِّي ذكرت بفؤادك 6 - رهبة مفعول لَهُ والرقراق صب الدمع والزيال مصدر زايل بِمَعْنى فَارق وَالْمعْنَى لِيَهنك إِنِّي وصلت إِلَى حَالَة أمسك فِيهَا بكفي على مَا فِي دَاخل جسمي من الْقلب والكبد وليسرك أَيْضا بُكَائِي حذرا من فراقك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 (تمتّع بهَا مَا ساعفتك وَلَا تكن ... عَلَيْك شجا فِي الْحلق حِين تبين) (وَإِن هِيَ أعطتك الليان فَإِنَّهَا ... لغيرك من خلانها ستلين) 3 - (وَإِن حَلَفت لَا ينْقض النأي عهدها ... فَلَيْسَ لمخضوب البنان يَمِين) وَقَالَ آخر وَقيل هُوَ عتيبة بن مرداس 4 - (قَليلَة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من الْعَيْش بَارِد) 5 - (أَرَادَت لتنتاش الرواق فَلم تقم ... إِلَيْهِ وَلَكِن طأطأته الولائد)   1 - المساعفة الْمُوَافقَة والشجاما اعْترض فِي الْحلق من عظم وَنَحْوه وَتبين أَي تبعد يصف النِّسَاء وأخلاقهن فِي الانقياد فَيَقُول عَلَيْك بالاستمتاع بِهن مُدَّة انقيادهن وإسعافهن بالمراد من جهتهن وَلَا يكن عَلَيْك حِين يفارقنك مثل الشجا فِي الْحلق 2 - الْمَعْنى لَا تثق بلينها إِذْ هِيَ كَمَا تلين لَك تلين لغيرك 3 - الْمَعْنى وَإِن عاهدتك على إِيفَاء وعدها فَلَا تصدقها فَإِنَّهَا تفارق وتنقض يَمِينهَا إِذْ لَيْسَ لمن تخضب البنان يَمِين 4 - الناظران عرقان فِي مجْرى الدمع من جَانِبي الْأنف والبارد الثَّابِت وَيُقَال عَيْش خافض ومخفوض إِذا كَانَ رغدا لينًا يصفها بِأَنَّهَا لَيست جهمة الْوَجْه بارزة الْعَينَيْنِ لَكِنَّهَا أسيلة الخد لَطِيفَة الْعين يزينها شباب غض وعيش لين ونعمة ورفاهية 5 - انتاش تنَاول والرواق مَا مد مَعَ الْبَيْت من ستارة والطأطأة خفض الرَّأْس وَالْمعْنَى أَنَّهَا مخدومة لَا تُرِيدُ شَيْئا إِلَّا أمرت جواريها فَإِذا أَرَادَت أَن تتَنَاوَل الرواق لم تقم إِلَيْهِ وَلَكِن تكفيها الولائد مَا تريده خاضعات لَهَا يُرِيد أَنَّهَا لَا تبتذل نَفسهَا فِي الْخدمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 (تناهى إِلَى لَهو الحَدِيث كَأَنَّهَا ... أَخُو سقطة قد أسلمته العوائد) 2 - وَقَالَ تَوْبَة بن الْحمير 3 - (وَلَو أَن ليلى الأخيلية سلمت ... عَليّ ودوني تربة وصفائح) 4 - (لسلمت تَسْلِيم البشاشة أوزقا ... إِلَيْهَا صدى من جَانب الْقَبْر صائح) 4 - (وأغبط من ليلى بمالا أناله ... أَلا كل مَا قرت بِهِ الْعين صَالح)   1 - تناهى أَصله تتناهى وَلَهو الحَدِيث مَا يشغل الخاطر وَالْمعْنَى أَنَّهَا بلغت النِّهَايَة فِي الْميل إِلَى لَهو الحَدِيث مَعَ جاراتها حَيْثُ كفيت كل مَا عداهُ فَهِيَ منعمة لَا تعلل إِلَّا بِهِ فَكَأَنَّهَا عليل برفرف عَلَيْهِ ويشفق حَتَّى لَا يهمه شَيْء 2 - وجده حزم بن كَعْب بن خفاجة أحد بني عقيل بن كَعْب وَكَانَ شَاعِرًا إسلاميا لصا أحد عشاق الْعَرَب المدلهين الْمَشْهُورين بذلك وصاحبته ليلى الأخيلية وَهِي بنت عبد الله بن الرّحال من بني الأخيل وَهِي من النِّسَاء المتقدمات فِي الشّعْر من شعراء الْإِسْلَام وَلَا يقدم عَلَيْهَا غير الخنساء وَلما قتل تَوْبَة رثته بِشعر مُخْتَار جيد يدل على إخلاصها وَله ووفائها بعهده وَكَانَ تَوْبَة قَتله بَنو عَوْف فِي حَدِيث يطول ذكره 3 - الصفائح الْحِجَارَة العراض يُغطي بهَا الْقَبْر 4 - زقا صَاح والصدى مَا يجيبك من الْجبَال وَغَيرهَا إِذا صحت وَكَانَت الْعَرَب تزْعم أَن عِظَام الْمَوْتَى تصير هاما وإصداء وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَو أَن ليلى الأخيلية سلمت عَليّ وَأَنا مقبور وفوقي تُرَاب وحجارة لأجبتها مُسلما تَسْلِيم بشاشة أَو أجابها بَدَلا مني صَوت عِظَامِي من جَانب الْقَبْر 5 - الْمَعْنى أَنا مرموق مَحْسُود مُنْذُ عرفت بليلى وَإِن لم أنل مِنْهَا مَطْلُوبا وَأَنِّي قرير الْعين بِأَن أذكر بهَا وَهَذَا الْقدر نَافِع لي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 وَقَالَ آخر (فَإِن تمنعوا ليلى وَحسن حَدِيثهَا ... فَلَنْ تمنعوا مني البكا والقوافيا) (فَهَلا منعتم إِذْ منعتم حَدِيثهَا ... خيالا يوافيني على النأي هاديا) وَقَالَ نصيب تقدّمت تَرْجَمته 3 - (كَأَن الْقلب لَيْلَة قيل يغدى ... بليلى العامرية أَو يراح) 4 - (قطاة عزها شرك فباتت ... تجاذبه وَقد علق الْجنَاح) 5 - (لَهَا فرخان قد تركا بوكر ... فعشهما تصفقه الرِّيَاح) 6 - (إِذا سمعا هبوب الرّيح نصا ... وَقد أودى بِهِ الْقدر المتاح)   1 - الْمَعْنى إِن حلتم بيني وَبَين ليلى والإيناس بحديثها فَإِنَّكُم لَا تقدرون على منع مَا أَنا بصدده من الْبكاء وجدا بهَا وَمن نظم القوافي فِي محاسنها 2 - النأي الْبعد وَالْمعْنَى إِذْ قد منعتم حَدِيثهَا والدنو مِنْهَا فَهَلا منعتم خيالا عَارِفًا بِالطَّرِيقِ على الْبعد بيني وَبَينهَا يزورني فِي الْمَنَام 3 - يغدى بهَا يذهب بهَا فِي الصَّباح وَيرَاح أَي يذهب بهَا فِي الْعشي 4 - قطاة خبر كَأَن وعزها غلبها والشرك من حبائل الصَّيْد وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لما أحسست بالليلة الَّتِي هَمت ليلى بالفراق فِي صبيحتها أَو فِي وَقت الرواح من عشيتها صَار قلبِي فِي الخفقان كقطاة وَقعت فِي شرك فَبَقيت لَيْلَتهَا تجاذبه والجناح قد علق لَا متخلص لَهُ 5 - تصفيق الرِّيَاح تحريكها وهبوبها وَالْمعْنَى أَن حَال الْقلب حِين أحس بِمَا ذكر كَحال القطاة الْمَذْكُورَة وَقد تركت خلفهَا فرخين لَهَا فَإِذا سمعا صَوت الرّيح فِي عشهما ظنا أَنه صَوت جنَاح أمهما 6 - نصا أَي نصبا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 (فَلَا فِي اللَّيْل نَالَتْ مَا ترجي ... وَلَا فِي الصُّبْح كَانَ لَهَا براح) 2 - وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميري 3 - (رمتني وَستر الله بيني وَبَينهَا ... وَنحن بِأَكْنَافِ الْحجاز رَمِيم) 4 - (فَلَو أَنَّهَا لما رمتني رميتها ... وَلَكِن عهدي بالنضال قديم) وَقَالَ آخر   أعناقها وأودى هلك والمتاح الْمُقدر وَالْمعْنَى فَإِذا سمعا صَوت هبوب الرّيح وظنا بذلك أَنه صَوت جنَاح أمهما رفعا أعناقهما وَقد أهلك ذَلِك العش الْقدر الْمُقدر 1 - البراح الْخَلَاص وَالْمعْنَى لم تبلغ تِلْكَ القطاة رجاءها لَا فِي اللَّيْل وَلَا فِي الصُّبْح 2 - واسْمه الْهَيْثَم بن الرّبيع بن زُرَارَة أحد بني نمير بن عَامر بن صعصعة شَاعِر مجيد مقدم أدْرك بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وَكَانَ فصيحا راجزا مقصدا من سَاكِني الْبَصْرَة وَكَانَ أهوج جَبَانًا بَخِيلًا كذابا مَعْرُوفا بذلك أجمع وَكَانَ لَهُ سيف يُسَمِّيه لعاب الْمنية لَيْسَ بَينه وَبَين الْخَشَبَة فرق وَكَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يقدمهُ على الرَّاعِي وَكَانَ أَبُو حَيَّة يفد على الْمُلُوك ويمدحهم فيحسنون صلته 3 - ستر الله المُرَاد بِهِ هُنَا الْإِسْلَام أَو الشيب والأكناف الجوانب ورميم اسْم امْرَأَة وَهُوَ فَاعل رمتني وَالْمعْنَى رمتني رَمِيم بِسَهْم ألحاظها فتيمتني وَنحن بجوانب الْحجاز وَلَكِن حَال الْإِسْلَام أَو الشيب بيني وَبَينهَا فِي ارْتِكَاب القبائح وَالْفُحْش 4 - النضال المراماة وَالْمعْنَى فَلَو أَنِّي تعرضت لَهَا لفَعَلت مثل فعلهَا وَلَكِنِّي شخت وَكَبرت فعهدي بمناضلة النِّسَاء قديم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 (أسجنا وقيدا واشتياقا وغربة ... ونأي حبيب إِن ذَا لعَظيم) (وَإِن امْرأ دَامَت مواثيق عَهده ... على مثل مَا قاسيته لكريم) وَقَالَ آخر 3 - (رعاك ضَمَان الله يَا أم مَالك ... وَللَّه عَن يشقيك أغْنى وأوسع) 4 - (يذكرنيك الْخَيْر وَالشَّر وَالَّذِي ... أَخَاف وَأَرْجُو وَالَّذِي أتوقع) 5 - وَقَالَ الحكم الخضري   1 - انتصب سجنا بإضمار فعل كَأَنَّهُ قَالَ أتجمع عَليّ حبسا وتقييدا واشتياقا وَبعد الحبيب فَكيف أقاسي هَذِه الْأَشْيَاء ومقاساتها أَمر عَظِيم جدا 2 - الْمَعْنى أَن دوَام الْمَرْء على مواثيق عَهده مَعَ مقاساته مثل مَا أقاسي لمن الْكَرم الدَّال على شرف العنصر 3 - قَوْله يشقيك يحْتَمل أَن يكون الْعَامِل فِيهِ أَن مقدرَة أَو أَن تكون الْعين مبدلة من همزَة أَن لِأَن بعض الْعَرَب يفعل ذَلِك بِكُل همزَة مَفْتُوحَة وَاللَّام فِي قَوْله وَللَّه للابتداء وَالْمعْنَى رعاك ذمَّة الله يَا أم مَالك وَلَا يصل إِلَيْك مِنْهُ مَا يشقيك فَإِنَّهُ أغْنى وأوسع كرما من ذَلِك وَهَذَا الْبَيْت كُله مَبْنِيّ على الدُّعَاء لَهَا 4 - الْمَعْنى لَا تَخْلُو حَالَة من الْأَحْوَال إِلَّا وذكراك فِي فُؤَادِي لَا أغفل عَنهُ 5 - أحد بني خضر بِالضَّمِّ بطن من قيس عيلان وَأَبوهُ معمر بن قنبر بن جحاش بن سَلمَة بن ثَعْلَبَة بن مَالك وَأَوْلَاد مَالك يُقَال لَهُم الْخضر لِأَن مَالِكًا كَانَ شَدِيد الأدمة وَكَذَلِكَ كَانَ وَلَده فسموا الْخضر وَكَانَ الحكم شَاعِرًا إسلاميا وَكَانَ بَينه وَبَين الرماح بن ميادة هجاء وَشر وَكَانَ الحكم يسجع سجعا طَويلا لَا فَائِدَة فِيهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 (تساهم ثوباها فَفِي الدرْع رأدة ... وَفِي المرط لفاوان ردفهما عبل) (فوَاللَّه لَا أَدْرِي أزيدت ملاحة ... وحسنا على النسوان أم لَيْسَ لي عقل) وَقَالَ آخر 3 - (أروح وَلم أحدث لليلى زِيَارَة ... لبئس إِذا راعي الْمَوَدَّة والوصل) 4 - (تُرَاب لأهلي لَا وَلَا نعْمَة لَهُم ... لشد إِذا مَا قد تعبدني أَهلِي) 5 - وَقَالَ أَبُو دهبل الجُمَحِي   برجز منظوم وَلَا كَلَام فصيح وَكَانَ مقلا معدما 1 - التساهم التقاسم والرأدة الناعمة والمرط كسَاء من الْخَزّ واللفاوان تَثْنِيَة لفاء وَهِي الْفَخْذ الْكَثِيرَة اللَّحْم والردف الكفل والعبل الضخم وَالْمعْنَى أَن جسم هَذِه الْمَرْأَة أنقسم بَين درعها وإزارها فَفِي الدرْع بدن ناعم وخصر دَقِيق وَفِي مرْطهَا فخذان غليظتان عَلَيْهِمَا ردف ضخم 2 - الْمَعْنى أقسم أَنِّي متحير فِيمَا أرى من محاسنها فَهَل أَقُول أَنَّهَا زيدت ملاحة وحسنا على جَمِيع النِّسَاء أم أَتكَلّم بذلك بِلَا عقل من شدَّة حبي لَهَا وشغفي بجمالها 3 - أروح الخ حذف همزَة الِاسْتِفْهَام الإنكاري وَاللَّام من قَوْله لبئس لَام الِابْتِدَاء ومذموم بئس مَحْذُوف لِأَن المُرَاد مَفْهُوم وَكَأن من صَحبه من أَهله استعجلوه عَن زِيَارَة ليلى فَيَقُول مُنْكرا أأروح من غير أَن أَقْْضِي حَقّهَا أَو أجدد الْإِلْمَام بهَا لبئس راعي الْمَوَدَّة والمواصلة أَنا 4 - هَذَا دُعَاء على أَهله وَالْمعْنَى حصلت لَهُم الخيبة والبؤس فقد أَرَادوا لي ترك مَوَدَّة ليلى وَأَن أكون عبدا لَهُم وَلَكِن كَيفَ يكون ذَلِك 5 - واسْمه وهب بن زَمعَة بن أسيد أحد بني جمح بن عَمْرو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 (أأترك ليلى لَيْسَ بيني وَبَينهَا ... سوى لَيْلَة إِنِّي إِذا لصبور) (هبوني امْرأ مِنْكُم أضلّ بعيره ... لَهُ ذمَّة إِن الذمام كَبِير) 3 - (وللصاحب الْمَتْرُوك أعظم حُرْمَة ... على صَاحب من أَن يضل بعير) 4 - (عَفا الله عَن ليلى الْغَدَاة فَإِنَّهَا ... إِذا وليت حكما عَليّ تجور) وَقَالَ آخر فِي هَذَا الْوَزْن   وَكَانَ أَبُو دهبل جميلا شَاعِرًا إسلاميا قَالَ الشّعْر فِي آخر خلَافَة عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَ محسنا مجيدا وَأكْثر شعره فِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْأَزْرَق وَالِي الْيَمَامَة ومدح مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَعبد الله بن الزبير وَقد كَانَ ولاه بعض أَعمال الْيمن وَكَانَ يشبب بِامْرَأَة من قومه يُقَال لَهَا عمْرَة وَكَانَ لَهَا عَاشِقًا وَكَانَت امْرَأَة جزلة يجْتَمع إِلَيْهَا الرِّجَال للمحادثة وإنشاد الشّعْر وَنقل الْأَخْبَار وَكَانَ أَبُو دهبل لَا يُفَارق مجلسها وَكَانَت هِيَ أَيْضا محبَّة لَهُ وَكَانَ أَبُو دهبل سيدا من أَشْرَاف بني جمح وَكَانَ يحمل الدِّيات فِي مَاله وَيُعْطِي الْفُقَرَاء ويقرى الضَّيْف وَكَانَت لَهُ نَاقَة لم يكن فِي زمانها أَسِير مِنْهَا وَله فِيهَا شعر حسن 1 - الْمَعْنى أَيكُون بيني وَبَين ليلى مَسَافَة لَيْلَة وأتركها من غير زِيَارَة إِنِّي إِذا لقَلِيل الْوَفَاء لما عِنْدِي من كَثْرَة الصَّبْر 2 - هبوني أَي عدوني واجعلوني 3 - معنى الْبَيْتَيْنِ أجروني مجْرى رجل مِنْكُم ندله بعير وَله ذمام الصُّحْبَة إِن الذمام حَقه كَبِير والرفيق أعظم حُرْمَة فِي الْإِعَانَة مِمَّن ضل لَهُ بعير 4 - الْمَعْنى لَا حاسب الله ليلى يَوْم الْحساب فَإِنَّهَا إِذا وليت عَليّ حكما تجور فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 (أآخر شَيْء أَنْت فِي كل هجعة ... وَأول شَيْء أَنْت عِنْد هبوبي) (مزيدك عِنْدِي أَن أقيك من الردى ... وود كَمَاء المزن غير مشوب) وَقَالَ آخر وَالْوَزْن كَالَّذي قبله 3 - (مَا أنصفت ذلفاء أما دنوها ... فَهجر وَأما نأيها فيشوق) 4 - (تبَاعد مِمَّن واصلت وَكَأَنَّهَا ... لآخر مِمَّن لَا تود صديق) 5 - وَقَالَ حَفْص العليمي 6 - (أَقُول لحلمي لَا تزعني عَن الصِّبَا ... وللشيب لَا تذْعَر عَليّ الغوانيا) 7 - (طلبت الْهوى الغوري حَتَّى بلغته ... وسيرت فِي نجديه مَا كفانيا)   1 - الهبوب الْقيام من النّوم وَالْمعْنَى لَا أَخْلو من ذكرك سَاعَة لِأَنِّي إِن نمت كَانَ خيالك سميري وَكَذَلِكَ فِي الْيَقَظَة 2 - المزن السَّحَاب فِيهِ الْمَطَر وَالْمعْنَى أَن مُنْتَهى الزِّيَادَة لَك عِنْدِي هُوَ أَن أحفظك من كل سوء وَأَن أودك ودا خَالِصا 3 - ذلفاء اسْم امْرَأَة وَأَصله من الذلف وَهُوَ صغر الْأنف واستواء الأرنبة وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْمَرْأَة جارت عَليّ فِي حكم الْهوى وَلم تنصف لِأَنِّي إِن طلبت مِنْهَا التداني هجرتني وَإِن رمت مِنْهَا التنائي شوقتني 4 - تبَاعد أَصله تتباعد وَالْمعْنَى أَن من شيمها الْبعد عَمَّن يودها والقرب مِمَّن لَا يودها 5 - أحد بني عليم بن جناب بطن من كلب 6 - الْحلم الْعقل ووزعه يزعه كَفه وَلَا تذْعَر لَا تفزع والغواني جمع غانية وَهِي الْمَرْأَة الغنية بحسنها عَن الزِّينَة وَالْمعْنَى أَنِّي أَقُول لعقلي لَا تكفني عَن اللَّهْو والشوق فِي أَوَانه وللشيب لَا تفزع عَليّ النِّسَاء الحسان 7 - النجد مَا أشرف من الأَرْض وارتفع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 (فيا رب إِن لم تقضها لي فَلَا تدع ... قذور لَهُم واقبض قذور كَمَا هيا) (وَيَا لَيْت أَن الله إِن لم ألاقها ... قضى بَين كل اثْنَيْنِ أَن تلاقيا) 3 - وَقَالَ أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ 4 - (وَلما نزلنَا منزلا طله الندى ... أنيقا وبستانا من النُّور حاليا) 5 - (أجد لنا طيب الْمَكَان وَحسنه ... منى فتمنينا فَكنت الأمانيا) وَقَالَ سَعْدَان بن المضرب الْكِنْدِيّ   والغور ضِدّه وسيرت أكثرت السّير وكررته وَضرب هَذَا مثلا لتقلبه فِي أَنْوَاع شَتَّى من الْهوى حَتَّى وصل مِنْهُ إِلَى الْغَايَة وَالْمعْنَى أَنِّي تفننت فِي الْهوى فأنجد بِي طورا وغار بِي طورا إِلَى أَن تناهيت وَبَلغت أقْصَى الغايات 1 - الْقَضَاء الْقطع وَالْحكم وقذور اسْم امْرَأَة وَأَصله من قَوْلهم امْرَأَة قذور إِذا كَانَت متنزهة عَن الأقذار وَالْمعْنَى فيا رب إِن لم تحكم بقذور لي فَلَا تتركها لَهُم وأقبضها كَمَا هِيَ 2 - الْمَعْنى أَتَمَنَّى أَن الله إِن حكم بَيْننَا بِعَدَمِ التلاقي يحكم بِهِ بَين كل أليفين 3 - وجده أَزْهَر أحد بني زهرَة ابْن كلاب وَأَبُو بكر هَذَا شَاعِر إسلامي مقل لَهُ شعر جيد حسن مُخْتَار 4 - طله الندى أَي صيره مطلولا بِهِ والأنيق المعجب وحاليا أَي متحليا 5 - أجد جَوَاب لما وَمَعْنَاهُ جدد والمنى جمع منية والأماني جمع أُمْنِية وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لما قدر لنا النُّزُول فِي منزل معجب صيره الندى مطلولا وَفِي بُسْتَان معمور مزين بِالنورِ والزهر جدد لنا طيبه وَحسنه مني فتمنينا فَلم يكن مَا تمنيناه إِلَّا قربك ورؤيتك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 (صفا ود ليلى مَا صفا ثمَّ لم نطع ... عدوا وَلم نسْمع بِهِ قيل صَاحب) (فَلَمَّا تولى ود ليلى لجَانب ... وَقوم تولينا لقوم وجانب) 3 - (وكل خَلِيل بعد ليلى يخافني ... على الْغدر أَو يرضى بود مقارب) وَقَالَ آخر 4 - (أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... وذكرك لَا يسرى إِلَيّ كَمَا يسرى)   1 - صفا ود ليلى الخ يجوز أَن يكون الود مُضَافا إِلَى الْمَفْعُول وَالْمرَاد صفا ودنا لليلى مَا صفا ودها لنا وَمَا من قَوْله مَا صفا مَصْدَرِيَّة وَالْمعْنَى صفا ودنا لليلى مُدَّة صفائها لنا خَالِصا مِمَّا يشوبه ويفسده من طَاعَة عَدو أَو إصغاء إِلَى نَاصح يظْهر قَول النصح وَيجوز أَن يكون الود مُضَافا إِلَى الْفَاعِل وَالْمرَاد صفا ود ليلى مَا صفا ودنا لَهَا وَالْأول هُوَ الْوَجْه بِدَلِيل مَا بعده 2 - تولى من التولي وَهُوَ الْإِعْرَاض والذهاب وَقَوله لجَانب أَي إِلَى نَاحيَة أُخْرَى وَالْمعْنَى فَلَمَّا ذهب ودها وتغيرت عَنَّا إِلَى جَانب آخر وَقوم آخَرين ذَهَبْنَا بودنا كَذَلِك 3 - الْمَعْنى أَن النَّاس لما رَأَوْا ولوعي بليلى والميل إِلَيْهَا ثمَّ انصرافي عَنْهَا لأدنى سَبَب صَار كل خَلِيل فِيمَا بيني وَبَينه يخافني على قلَّة الْوَفَاء أَو يرضى بود مقارب لودي وَقد عَابَ النقاد هَذَا الْمَعْنى وَقَالُوا إِن ذَا الْهوى لَا يَسْتَدْعِي مِمَّن يهواه الْمُكَافَأَة على مَا يتَحَمَّل فِيهِ 4 - المُرَاد بِالذكر الخيال وَإِنَّمَا كنى بِهِ عَنهُ لِأَن الخيال فِي الْمَنَام لَا يكون إِلَّا عَن التَّذَكُّر فِي الْيَقَظَة وَالْمعْنَى أَتَمَنَّى أَن أعلم هَل أبقى لَيْلَة من ليَالِي الدَّهْر وخيالك لَا يسري إِلَيّ كَمَا يسري إِلَى السَّاعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 (وَهل يدع الواشون إِفْسَاد بَيْننَا ... وحفرا لنا العاثور من حَيْثُ لَا نَدْرِي) وَقَالَ آخر (إِن كَانَ هَذَا مِنْك حَقًا فإنني ... مداوي الَّذِي بيني وَبَيْنك يالهجر) 3 - (ومنصرف عَنْك انصراف ابْن حرَّة ... طوى وده والطي أبقى من النشر) وَقَالَ آخر 4 - (وَفِي الجيرة الغادين من بطن وجرة ... غزال كحيل المقلتين ربيب) 5 - (فَلَا تحسبي أَن الْغَرِيب الَّذِي نأى ... وَلَكِن من تنأين عَنهُ غَرِيب)   1 - العاثور الْمهْلكَة من الأَرْض وَمَا أعد ليَقَع فِيهِ أحد والبين هُنَا الْوَصْل وَالْمعْنَى وَهل أرى نَفسِي سليمَة من رمي الوشاة وطلبهم إِفْسَاد وصلنا وحفر مهواة لنقع فِيهَا إِذا غبنا عَنْهُم من حَيْثُ لَا نشعر وَلَا نَدْرِي 2 - إِن كَانَ هَذَا الخ اسْم الْإِشَارَة يعود إِلَى مَا رَآهُ مِنْهَا من الصد والإعراض كَمَا هُوَ دأب العاشقين يَقُول إِن كَانَ هَذَا الَّذِي يظْهر مِنْك مُوَافقا لما تخفيه فَإِنِّي سأداوي مَا بيني وَبَيْنك بالتهاجر والتقاطع 3 - المُرَاد بِابْن حرَّة الْكَرِيم الَّذِي يصون نَفسه وَصَاحبه وَالْمعْنَى وأنصرف عَنْك انصراف كريم يطوي وده ويعد الطي خيرا من النشر 4 - الجيرة جمع جَار ووجرة مَوضِع تنْسب إِلَيْهِ الغزلان وكحيل بِمَعْنى مَكْحُول وربيب بِمَعْنى مربوب وَالْمعْنَى وَمَعَ الجيرة الْمُسَافِرين فِي الْغَدَاة من بطن وجرة غزال أسود المقلتين مربوب يُرِيد بِهَذَا التلهف والتحسر 5 - غَرِيب يُرِيد هُوَ الْغَرِيب وَالْمعْنَى لَا تظني أَن الْغَرِيب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 وَقَالَ آخر (بنفسي وَأَهلي من إِذا عرضوا لَهُ ... بِبَعْض الْأَذَى لم يدر كَيفَ يُجيب) (وَلم يعْتَذر عذر الْبري وَلم تزل ... بِهِ سكتة حَتَّى يُقَال مريب) وَقَالَ آخر 3 - (أرى كل أَرض دمتتها وَإِن مَضَت ... لَهَا حجج يزْدَاد طيبا ترابها) 4 - (ألم تعلمن يَا رب أَن رب دَعْوَة ... دعوتك فِيهَا مخلصا لَو أجابها) 5 - (وَأقسم لَو أَنِّي أرى نسبا لَهَا ... ذئاب الفلا حبت إِلَيّ ذئابها)   عِنْدِي من يُفَارق وَطنه وَإِنَّمَا الْغَرِيب من تبعدين عَنهُ 1 - بنفسي مُتَعَلق بِفعل مُقَدّر كَأَنَّهُ قَالَ أفدي بنفسي وَالْمعْنَى أفدي بنفسي وَأَهلي من إِذا عرضوا لَهُ بِبَعْض مَا يُؤْذِي لم يعلم كَيفَ يدافع وَلَا يَهْتَدِي إِلَى وُجُوه الْحِيَل وَذَلِكَ لغرارته 2 - الْمَعْنى وَلم يظْهر عذرا يعرب بِهِ عَن بَرَاءَته وَلَا يزَال ملازما للسكوت حَتَّى يظنّ أَن بِهِ رِيبَة 3 - دمنتها فعل مَبْنِيّ من الدمنة وَهِي أثر الدَّار وَمَا أسود من الرماد وَغَيره فَكَأَن مَعْنَاهُ أثرت فِيهَا بِالْإِقَامَةِ والحجج جمع حجَّة بِمَعْنى السّنة وَالْمعْنَى أَنِّي أرى كل مَكَان أَقَامَت فِيهِ الحبيبة زَمنا يزِيد ترابه طيبا وَإِن مرت عَلَيْهِ سنُون 4 - ألم تعلمن الْهمزَة فِيهِ للتقرير يُرِيد أقرّ أَنَّك تعلم ومخلصا حَال وَلَو لِلتَّمَنِّي وأجابها يُرِيد أجَاب فِيهَا وَالْمعْنَى أَنْت اعْلَم يَا رب إِنَّه رب دَعْوَة دعوتك فِيهَا مخلصا أَتَمَنَّى الْإِجَابَة فِيهَا 5 - أقسم جملَة تغني عَن الْيَمين وَجَوَابه جملَة حبت إِلَيّ الخ وَجَوَاب لَو مُقَدّر أَعنِي عَنهُ جَوَاب الْيَمين لِأَنَّهُ من جنسه وَالْمعْنَى وَأقسم أَنِّي لَو أرى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 (لعمر أَبى ليلى لَئِن هِيَ أَصبَحت ... بوادي الْقرى مَا ضرّ غَيْرِي اغترابها) وَقَالَ آخر (لعمرك مَا ميعاد عَيْنَيْك والبكا ... بداراء إِلَّا أَن تهب جنوب) 3 - (أعاشر فِي داراء من لَا أحبه ... وبالرمل مهجور إِلَيّ حبيب) 4 - (إِذا هَب علوي الرِّيَاح وجدتني ... كَأَنِّي لعلوي الرِّيَاح نسيب) وَقَالَ آخر 5 - (هَل الْحبّ إِلَّا زفرَة بعد زفرَة ... وحر على الأحشاء لَيْسَ لَهُ برد)   ذئاب الْبَريَّة منسوبة إِلَيْهَا لحببت إِلَيّ تِلْكَ الذئاب لشدَّة شغفي بهَا 1 - إقسامه بأبيها تَعْظِيم لَهَا وتنبيه على محلهَا من قلبه الْمَعْنى أقسم بِأبي ليلى لَئِن عَادَتْ إِلَى موضعهَا من وَادي الْقرى لم يضر الْبعد مِنْهَا والاغتراب عَنْهَا غَيْرِي 2 - داراء مَوضِع مَشْهُور ومنزل للْعَرَب معمور جَاءَ ذكره فِي حَدِيث وَفد عبد الْقَيْس إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ من نواحي الْبَحْرين وَالْمعْنَى لعمرك مَا الْموعد بَين عَيْنَيْك وَبَين الْبكاء وَأَنت بداراء إِلَّا حِين هبوب الْجنُوب وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن هبوبها كَانَ من جِهَة من اشتاق إِلَيْهِ فَكلما هبت أَهْدَت إِلَيْهِ طيبه وجددت ذكرَاهُ فَبكى شوقا إِلَى من يحب 3 - الْمَعْنى أَن من صروف الدَّهْر أَنِّي معاشر بداراء من لَا أحبه وَمن أهواه مُقيم بالرمل وملازم لهجري 4 - إِذا هَب علوي الرِّيَاح يُرِيد إِذا هبت الرّيح من نَحْو عالية نجد وَالْمعْنَى إِذا هبت الرّيح من نَحْو عالية نجد وجدتني كَأَنِّي منتسب إِلَيْهَا لشدَّة شغفي بِمن سكن نجدا 5 - الِاسْتِفْهَام هُنَا بِمَعْنى النَّفْي والزفرة من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 (وفيض دموع الْعين يَا مي كلما ... بدا علم من أَرْضكُم لم يكن يبد) 2 - وَقَالَ ابْن ميادة 3 - (كَأَن فُؤَادِي فِي يَد ضبثت بِهِ ... محاذرة أَن يقضب الْحَبل قاضبه) 4 - (وأشفق من وَشك الْفِرَاق وإنني ... أَظن لمحمول عَلَيْهِ فراكبه)   الزَّفِير وَهُوَ إِخْرَاج النَّفس ممتدا وَلَا يكون إِلَّا عِنْد الضجر والسآمة 1 - مي اسْم الحبيبة وَالْعلم الْجَبَل كَأَن إنْسَانا لامه على الْحبّ وَكذبه فِي دَعْوَاهُ لَهُ فَقَالَ رادا عَلَيْهِ لَيْسَ الْحبّ إِلَّا تتَابع الزفرات وتتابع حر على الأحشاء لَا يَعْتَرِيه برد وبكاء طَوِيل كلما ظهر جبل من أَرْضكُم لم يكن يظْهر قبلا 2 - واسْمه الرماح بن يزِيد أَو ابْن أبرد يصل نسبه إِلَى سعد بن ذبيان وميادة أمه وَكَانَ يزْعم أَنَّهَا فارسية وَذكر ذَلِك فِي شعره وَهُوَ شَاعِر إسلامي عريض للشر طَالب مهاجاة الشُّعَرَاء ومسابة النَّاس وَبَينه وَبَين الحكم الخضري هجاء وسباب ووفد إِلَى الْمَنْصُور ومدحه وَقد كَانَ دخل على الْوَلِيد ابْن يزِيد وأنشده قصيدة يَقُول فِيهَا (فضلنَا قُريْشًا غير رَهْط مُحَمَّد ... وَغير بني مَرْوَان أهل الْفَضَائِل) فَقَالَ الْوَلِيد قدمت آل مُحَمَّد قبلنَا فَقَالَ مَا كنت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَظُنهُ يُمكن غير ذَلِك فَلَمَّا أفضت الْخلَافَة إِلَى بني هَاشم وَدخل على الْمَنْصُور قَالَ لَهُ كَيفَ قَالَ لَك الْوَلِيد فَأخْبرهُ بِمَا قَالَ فَجعل الْمَنْصُور يتعجب 3 - الضبث الْقَبْض على الشَّيْء وَالْمرَاد بالحبل الْوَصْل ومحاذرة مفعول لَهُ والقضب الْقطع وَالْمعْنَى كَأَن قلبِي قبض عَلَيْهِ قَابض لخوفي من أَن يقطع الْوَصْل قاطعه من الْبَين 4 - وأشفق من الإشفاق وَهُوَ الْخَوْف ووشك الْفِرَاق سرعته وأظن أَي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 (فوَاللَّه لَا أَدْرِي أيغلبني الْهوى ... إِذا جد جد الْبَين أم أَنا عالبه) (فَأن أستطع أغلب وَإِن يغلب الْهوى ... فَمثل الَّذِي لاقيت يغلب صَاحبه) وَقَالَ آخر 3 - (فيا أهل ليلى كثر الله فِيكُم ... بأمثالها حَتَّى تجودوا بهَا ليا) (فَمَا مس جَنْبي الأَرْض إِلَّا ذكرتها ... وَإِلَّا وجدت رِيحهَا فِي ثيابيا) وَقَالَ آخر 5 - (يَقُول العدا لَا بَارك الله فِي العدا ... قد اقصر عَن ليلى ورثت وسائله)   يَقع فِي ظَنِّي وَعلمِي وَقَوله لمحمول عَلَيْهِ الخ كِنَايَة عَن وُقُوع الْفِرَاق وَأَنه لَا محَالة مِنْهُ الْمَعْنى أَنِّي كثير الحذر من سرعه الْفِرَاق وَأَنه يَقع فِي ظَنِّي أَنه لَا بُد مِنْهُ وَلَا نجاة عَنهُ 1 - الْمَعْنى فوَاللَّه لَا أعلم أيغلبني الْهوى وأكون فِي قَبضته إِذا تحقق الْفِرَاق أم أغلبه فَأَسْتَرِيح من بلاياه وأتخلص من عَذَابه 2 - الْمَعْنى أَنِّي أعالج الْهوى حَتَّى أغلبه فَإِن غلبني فَلَا عجب إِذْ لَا يلاقي الْهوى أحد إِلَّا وَيكون مَغْلُوبًا لَهُ 3 - بنى الْكَلَام على أَن عشيرتها والمالكين لأمرها إِنَّمَا بخلوا بهَا لِأَنَّهَا مَعْدُومَة الْمثل فيهم فَأقبل يستعطفهم وَيَدْعُو لَهُم بِأَن يكثر الله أَمْثَالهَا فيهم حَتَّى يتْركُوا المنافسة فِيهَا ويجودوا بهَا لَهُ 4 - الْمَعْنى مَا اضطجعت للمنام خَالِيا بنفسي إِلَّا امْتنع النّوم فَقَامَ ذكرهَا مقَام خيالها ثمَّ صرت من الشوق أتصورها معي فأجد رائحتها فِي ثِيَابِي 5 - المُرَاد بالعدا الوشاة والمفسدون بَين المتحابين وَقَوله لَا بَارك الله فِي العدا دُعَاء عَلَيْهِم وَيُقَال أقصر عَن الشَّيْء إِذا كف عَنهُ وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ ورثت بليت وَالْمعْنَى ادّعى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 (وَلَو أَصبَحت ليلى تدب على الْعَصَا ... لَكَانَ هوى ليلى جَدِيدا أَوَائِله) وَقَالَ آخر (وقفت لليلى بالملا بعد حقبة ... بِمَنْزِلَة فانهلت الْعين تَدْمَع) 3 - (وأتبع ليلى حَيْثُ سَارَتْ وودعت ... وَمَا النَّاس إِلَّا آلف ومودع) 4 - (كَأَن زماما فِي الْفُؤَاد مُعَلّقا ... تقود بِهِ حَيْثُ استمرت وأتبع) 5 - وَقَالَ ورد الْجَعْدِي   الوشاة أَنِّي كَفَفْت عَن ليلى وَزَالَ ولوعي بهَا فَلَا بَارك الله فيهم فَإِنَّهُم ادعوا بَاطِلا ومرادهم إِفْسَاد قَلبهَا عَليّ 1 - الْمَعْنى وَلَو أَن ليلى هرمت وأصبحت تدب على الْعَصَا لَكَانَ حبها فِي ذَلِك الْوَقْت جَدِيدا 2 - الملا الْمَفَازَة والحقبة السّنة وَالْمعْنَى أَنِّي وقفت بِمَنْزِلَة لليلى بالملا بعد سنة فَذَكرتهَا فَبَكَيْت 3 - ودعت مَعْنَاهُ تودعت ثمَّ قَالَ وَمَا النَّاس إِلَّا آلف ومودع يُرِيد أَن النَّاس مَا بَين آلف لَهَا لكَونه مُسَافِرًا مَعهَا ومنصرف عَنْهَا بعد توديعها وتشييعها 4 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي صرت تَابعا لليلى بروحي فِي سَيرهَا وتوديعها وَقد صَار النَّاس قسمَيْنِ قسم آلف لَهَا لكَونه مُسَافِرًا مَعهَا وَقسم منصرف عَنْهَا بعد تشييعها وتوديعها فَكنت على خلافهم لِأَنِّي ملازمها فِي كل حَال وَصَارَ قلبِي طَائِعا لَهَا ومنقادا إِلَيْهَا كَأَنَّهَا علقت فِيهِ زماما تقوده بِهِ حَيْثُ أَرَادَت وَأَنا على أَثَرهَا 5 - هُوَ ورد بن عَمْرو بن ربيعَة بن جعدة شَاعِر جاهلي وَهُوَ الَّذِي قتل شرَاحِيل بن الأصهب الْجعْفِيّ وَذَلِكَ أَن شرَاحِيل خرج ذَات سنة مغيرا فِي جمع عَظِيم من الْيمن وَكَانَ قد طَال عمره وَكثر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 (خليلي عوجا بَارك الله فيكما ... وَإِن لم تكن هِنْد لأرضكما قصدا) (وقولا لَهَا لَيْسَ الضلال أجارنا ... ولكننا جرنا لنلقاكم عمدا)   تبعه وَبعد صيته واتصل ظفره وَكَانَ قد صَالح بني عَامر على أَن يَغْزُو الْعَرَب مارا بهم فِي بَدأته وعودته وَلَا يُعَارض وَاحِد مِنْهُم صَاحبه فَلَمَّا خرج غازيا أبعد حَتَّى مر على بني جعدة فَنزل بهم ونحروا لَهُ وأكرموه هُوَ وَمن مَعَه ثمَّ عمد نَاس من أَصْحَابه سُفَهَاء فتناولوا إبِلا لبني جعدة فنحروها فشكت ذَلِك بَنو جعدة إِلَى شرَاحِيل وَقَالُوا قريناك وأحسنا ضيافتك ثمَّ لم تمنع أَصْحَابك مِمَّا يصنعون فَقَالَ أَنهم قوم مغيرون وَقد أساؤا لعمري وَإِنَّمَا يُقِيمُونَ عنْدكُمْ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ يرتحلون عَنْكُم فَقَالَ الرقاد لِأَخِيهِ ورد دَعْنِي أذهب إِلَى بني قُشَيْر وجعدة وقشير إخْوَان لأَب وَأم فَأَدْعُوهُمْ وأصنع أَنْت لشراحيل طَعَاما طيبا حسنا وادخله إِلَيْك واقتله فَإِن احتجت إِلَيْنَا فدخن فَإِنِّي إِذا رَأَيْت الدُّخان أَتَيْتُك بهم فَوَضَعْنَا سُيُوفنَا فِي الْقَوْم فَعمد ورد إِلَى طَعَام فأصلحه ودعا شرَاحِيل وناسا من أَصْحَابه وَأَهله وَبني عَمه فَكلما دخل الْبَيْت رجل قَتله ورد حَتَّى انتصف النَّهَار فَوَقع بَين الْفَرِيقَيْنِ مَا يطول ذكره قَالَ أَبُو رياش ذكرُوا أَن الْمَأْمُون قَالَ ذَات يَوْم للمغنين أَيّكُم يعرف هَذِه الأبيات (تخيرت من نعْمَان عود أراكة ... لهِنْد فَمن هَذَا يبلغهُ هندا) الأبيات وَهِي ثَمَانِيَة فَلم يعرفهَا مِنْهُم أحد ثمَّ انصرفوا فَسَأَلَ عَنْهَا بعض الأدباء فَقَالَ أَنا أعرفهَا وأنشده إِيَّاهَا وَهِي لورد هَذَا وَلَكِن أَبَا تَمام اخْتَار مِنْهَا بَيْتَيْنِ 1 - عاج نزل وَأقَام قَلِيلا 2 - أجارنا عدل بِنَا وَمعنى الْبَيْتَيْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 وَقَالَ آخر (وَمَا فِي الأَرْض أَشْقَى من محب ... وَإِن وجد الْهوى حُلْو المذاق) (ترَاهُ باكيا فِي كل حِين ... مَخَافَة فرقة أَو لاشتياق) 3 - (فيبكي إِن نأوا شوقا إِلَيْهِم ... ويبكي إِن دنوا خوف الْفِرَاق) 4 - (فتسخن عينه عِنْد التنائي ... وتسخن عينه عِنْد التلاقي) 5 - وَقَالَ ابْن الطثرية 6 - (عقيلية أما ملاث إزَارهَا ... فدعص وَأما خصرها فبتيل)   يَا خليلي بَارك الله فيكما انزلا بهند وَإِن كَانَ قصدكما غَيرهَا وَمَا حملتكما على النُّزُول إِلَّا لصدق إحائكما وتبليغ رسالتي إِلَيْهَا فاستعطفاها وقولا لَهَا مَا عدلنا عَن الطَّرِيق ضلالا عَنْهَا وَلَكِن نزلنَا عنْدكُمْ عمدا لمحض لقائكم 1 - يَقُول لَيْسَ فِي الأَرْض أَشْقَى من صَاحب الْحبّ وَإِن كَانَ يجده حُلْو المذاق 2 - نصب مَخَافَة على الْمصدر 3 - معنى الْبَيْتَيْنِ ترَاهُ فِي كل حالاته دَائِم الْبكاء وَذَلِكَ لَيْسَ إِلَّا خوف الْفرْقَة أَو لما بِهِ من شدَّة الشوق فبكاؤه فِي النأي لأَجله وَفِي الْقرب لأجل الْفِرَاق 4 - الْمَعْنى أَن عينه عِنْد الْبعد تسخن بدمعة الْحزن وَعند التلاقي تسخن بدمعة الْحزن أَيْضا خوفًا من الْفِرَاق 5 - هُوَ يزِيد بن الصمَّة أحد بني سَلمَة الْخَيْر بن قُشَيْر والطثرية أمه وَهُوَ شَاعِر إسلامي وَكَانَ جميل الْوَجْه حسن الشّعْر حُلْو الشَّمَائِل وَكَانَ يَقُول من أفحم عِنْد النِّسَاء فلينشد من شعري وَكَانَ كثيرا مَا يتحدث إِلَى النِّسَاء وَقد قَتله بَنو حنيفَة يَوْم الفلج وَكَانَ لبني عَامر على بني حنيفَة ولأخته زَيْنَب شعر جيد ترثيه بِهِ 6 - ملاث الْإِزَار الْموضع الَّذِي يشد عَلَيْهِ الْإِزَار وَهُوَ الْعَجز والكفل والدعص قِطْعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 (تقيظ أكناف الْحمى ويظلها ... بنعمان من وَادي الْأَرَاك مقيل) (أَلَيْسَ قَلِيلا نظرة إِن نظرتها ... إِلَيْك وكلا لَيْسَ مِنْك قَلِيل) 3 - (فيا خلة النَّفس الَّتِي لَيْسَ دونهَا ... لنا من أخلاء الصفاء خَلِيل) 4 - (وَيَا من كتمنا حبه لم يطع بِهِ ... عَدو وَلم يُؤمن عَلَيْهِ دخيل) 5 - (أما من مقَام أشتكي غربَة النَّوَى ... وَخَوف العدا فِيهِ إِلَيْك سَبِيل)   من الرمل مستديرة والخصر البتيل مَا دق حَتَّى كَأَنَّهُ انْقَطع مَا فَوْقه عَمَّا تَحْتَهُ لدقته وَالْمعْنَى هِيَ من بني عقيل فَأَما مَا فِي الْإِزَار مِنْهَا فثقيل غليظ مثل الدعص وَأما مَا هُوَ خَارج الْإِزَار من الخصر فَهُوَ فِي غَايَة الدقة 1 - تقيظ أَصله تتقيظ أَي تقيم بِالْمَكَانِ الْمَذْكُور قيظها والمقيل مَكَان القيلولة وَالْمعْنَى أَنَّهَا تقيم فِي القيظ بِأَكْنَافِ الْحمى ويظلها مقيل بنعمان من وَادي الْأَرَاك 2 - الِاسْتِفْهَام بِمثل هَذَا يُقرر بِهِ فِي الْوَاجِب الثَّابِت وكلا حرف ردع وزجر فِيهَا معنى النَّفْي يَقُول مُبينًا لما يقاسيه فِيهَا ويتحمله من أجلهَا أَلَيْسَ قَلِيلا نظرة مِنْك إِذا حصلت لي ثمَّ استدرك على نَفسه فَقَالَ وَلَكِن لَا قَلِيل مِنْك 3 - الْخلَّة بِالضَّمِّ لُغَة فِي الْخَلِيل وَهُوَ من أصفيته الْمَوَدَّة وأخلصت لَهُ فِي الْمحبَّة وخليل اسْم لَيْسَ مُؤخر 4 - بِهِ بِمَعْنى فِيهِ والدخيل المداخل المباطن الَّذِي لَا تطمئِن إِلَيْهِ نَفسك 5 - أما أَدَاة عرض فِيهَا طلب بلين ورفق وَالْمقَام مَوضِع الْإِقَامَة وَجُمْلَة اشْتَكَى غربَة النَّوَى الخ صفته وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة يَا خَلِيلَة النَّفس الَّتِي لَيْسَ خَلِيل من أخلاء الصفاء غَيرهَا لنا وَيَا من حبها مَكْتُوم لَا يطاع فِيهِ عَدو وَلَا يُؤمن عَلَيْهِ صديق أما عنْدك مقَام لي فِيهِ سَبِيل إِلَيْك أظهر لَك الشكوى فِيهِ من بعد الْفِرَاق وَخَوف العدا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 (فديتك أعدائي كثير وشقتي ... بعيد وأشياعي لديك قَلِيل) (وَكنت إِذا مَا جِئْت جِئْت بعلة ... فأفنيت علاتي فَكيف أَقُول) 3 - (فيا كل يَوْم لي بأرضك حَاجَة ... وَلَا كل يَوْم لي إِلَيْك رَسُول) 4 - (صَحَائِف عِنْدِي للعتاب طويتها ... ستنشر يَوْمًا والعتاب طَوِيل) 5 - (فَلَا تحملي ذَنبي وَأَنت ضَعِيفَة ... فَحمل دمي يَوْم الْحساب ثقيل) وَقَالَ آخر 6 - (أبعد الَّذِي قد لج تتخذينني ... عدوا وَقد جرعتني السم منقعا)   1 - الشقة بعد مسير أَرض إِلَى أَرض بعيدَة والأشياع الْأَنْصَار وَالْمعْنَى جعلت فدَاك أَشْكُو إِلَيْك كَثْرَة أعدائي وَبعد الطَّرِيق وفرط التَّعَب وَقلة أَنْصَارِي عنْدك 2 - فَكيف أَقُول يُرِيد فَكيف أَقُول مَا أقوله ويحوز أَن يكون المُرَاد بأقول أَتكَلّم فيستغنى عَن الْمَفْعُول وَالْمعْنَى كنت إِذا أردْت الْوُصُول وصلت بحبلة فَالْآن أفنيت حيلي فَمَاذَا أَقُول بعد ذَلِك 3 - الْمَعْنى فَمَا كل يَوْم تعرض لي بأرضك حَاجَة أتعلل بهَا وَلَيْسَ بميسور لي أَن أرسل إِلَيْك كل يَوْم رَسُولا 4 - الْمَعْنى عِنْدِي للعتاب صَحَائِف مطوية وستنشر يَوْمًا من الْأَيَّام وَيكون العتاب فِيهِ طَويلا 5 - دمى بِمَعْنى قَتْلَى وَالْمعْنَى أَن إِثْم قَتْلِي عَظِيم حمله يَوْم الْحساب فَلَا تحمليه وَأَنت ضَعِيفَة عَن حمله 6 - قد لج يُرِيد مَا لج بِهِ من هَواهَا وسم ناقع أَي قَاتل لوقته وَالْمعْنَى أبعد مَا لزمني من فرط الْحبّ تريدين هجري وعداوتي وَقد سقيتني السم الناقع الْقَاتِل لحينه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 (وشفعت من يَبْغِي عَليّ وَلم أكن ... لأرجع من يَبْغِي عَلَيْك مشفعا) (فَقَالَت وَمَا هَمت برجع جَوَابنَا ... بل أَنْت أَبيت الدَّهْر إِلَّا تضرعا) 3 - (فَقلت لَهَا مَا كنت أول ذِي هوى ... تحمل حملا فادحا فتوجعا) 4 - وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤَلِي   1 - شفعه قبل شَفَاعَته يَقُول وَقبلت شَفَاعَة الْبَاغِي المعتدي عَليّ وَلم يكن مني أَنِّي قبلت شَفَاعَة من بغى واعتدى عَلَيْك 2 - التضرع التصاغر والتذلل وَالْمعْنَى فَقَالَت وَمَا أَرَادَت بقولِهَا رَجَعَ الْجَواب بل اتسعت فِي الْكَلَام وَقَالَت أَنْت أَبيت أَن تبقى مُدَّة عمرك إِلَّا متصاغرا ذليلا 3 - الفادح المثقل وَالْمعْنَى ومثلي كثير مِمَّن توجع للحب فلست بِأول باد فِيهِ 4 - اسْمه ظَالِم ابْن عَمْرو بن سُفْيَان أحد بني الديل بن بكر بن عبد مَنَاة وَكَانَ أَبُو الْأسود من وُجُوه التَّابِعين وفقهائهم ومحدثيهم وَرُوِيَ عَن أكَابِر الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَاسْتَعْملهُ عَليّ رَضِي الله عَنهُ على الْبَصْرَة بعد ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَكَانَ من وُجُوه شيعته وَكَذَلِكَ اسْتَعْملهُ عمر وَعُثْمَان رَضِي الله عَنْهُمَا وَكَانَ هُوَ الأَصْل فِي بِنَاء النَّحْو وَعقد أُصُوله بِرَأْي من عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَيَكْفِي فِي وَصفه مَا قَالَ الجاحظ كَانَ أَبُو الْأسود معدودا فِي طَبَقَات من النَّاس وَهُوَ فِيهَا كلهَا مقدم ومأثور عَنهُ الْفضل فِي جَمِيعهَا كَانَ معدودا فِي التَّابِعين وَالْفُقَهَاء والمحدثين وَالشعرَاء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحويين والحاضري الْجَواب والشيعة والبخلاء والصلع الْأَشْرَاف وَكَانَ بَينه وَبَين عدي بن حَاتِم الطَّائِي مهاجاة وملاحاة مَا كَانَ يَنْبَغِي لمثلهما على جلالتهما وعلو شَأْنهمَا أَن يقعا فِيهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 (أَبى الْقلب إِلَّا أم عَمْرو وحبها ... عجوزا وَمن يحبب عجوزا يفند) (كَثوب الْيَمَانِيّ قد تقادم عَهده ... ورقعته مَا شِئْت فِي الْعين وَالْيَد) وَقَالَ آخر 3 - (هجرتك أَيَّامًا بِذِي الْغمر إِنَّنِي ... على هجر أيامي بِذِي الْغمر نادم) 4 - (وَإِنِّي وَذَاكَ الهجر لَو تعلمينه ... كعازبة عَن طفلها وَهِي رائم) وَقَالَ آخر 5 - (مَا أحدث النأي المفرق بَيْننَا ... سلوا وَلَا طول اجْتِمَاع تقاليا)   1 - التفنيد التوبيخ والتعنيف 2 - ورقعته مَا شِئْت يُرِيد مَا شئته فَحذف الْعَائِد وَقَوله فِي الْعين يُرِيد فِي النّظر وَفِي الْيَد يُرِيد عِنْد الْمس وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن قلبِي لَا يُرِيد غير أم عَمْرو وحبها وَإِن هرمت وَكَبرت وَمن عَادَة النَّاس أَنهم يوبخون من يحب الْعَجُوز ويتصابى بهَا وَهِي فِي النِّسَاء كخلق الْبرد الْيَمَانِيّ فِي الثِّيَاب وَقد قدم عَهده فَإِذا مَسسْته وَنظرت إِلَيْهِ وجدت رقعته زَائِدَة على كل رقْعَة دقة ومتانة فَكَذَلِك منظر أم عَمْرو ومختبرها 3 - ذِي الْغمر مَوضِع وَالْمعْنَى هجرتك مُدَّة بِذِي الْغمر وَأَنا نادم على هجرك بذلك الْموضع فِي تِلْكَ الْمدَّة 4 - العازبة الْبَعِيدَة والرائم المشفق وَالْمعْنَى لَو تعلمين حَالي مَعَ الهجر لعَلِمت أَن مثلي كناقة غَابَتْ عَن طفلها فَهِيَ مشفقة عَلَيْهِ 5 - النأى الْبعد والسلو ذهَاب النَّفس عَمَّا كَانَت تحبه وتشتغل بِهِ وَقَوله وَلَا طول اجْتِمَاع ارْتَفع بِفعل مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ وَلَا أحدث طول اجْتِمَاع تقاليا والتقالي البغض وَالْمعْنَى لم يحصل من الْبعد المفرق بَيْننَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 (وَلَا زادني الواشون إِلَّا صبَابَة ... وَلَا كَثْرَة الناهين إِلَّا تماديا) (وَأَنت الَّتِي مَا من صديق وَلَا عدى ... يرى نضو مَا أبقيت إِلَّا رثى ليا) 3 - (خليلي إِلَّا تبكيا لي أستعن ... خَلِيلًا إِذا أفنيت دمعا بَكَى ليا) 4 - (كَأَن لم يكن بَين إِذا كَانَ بعده ... تلاق وَلَكِن لَا إخال التلاقيا) 5 - وَقَالَ جميل   سلو وَلم يحدث من طول اجتماعنا بغض 1 - الْمَعْنى مَا زادني كَثْرَة الواشين إِلَّا غراما وشوقا إِلَيْك وَلَا كَثْرَة اللائمين لي فِي حبك إِلَّا إصرارا وتطاولا عَلَيْهِ 2 - النضو بِالضَّمِّ ذهَاب اللَّوْن وَمَا أبقيت يُرِيد بِهِ بَقِيَّة جِسْمه وَهَذَا مجَاز لِأَن أَصله فِي ذهَاب لون الخضاب ورثى رحم وَالْمعْنَى مَا رَآنِي أحد من الصّديق والعدو متغير الْجِسْم ذَاهِب اللَّوْن من وجدي بك إِلَّا رق لي ورحمني 3 - يَقُول يَا خليلي إِن لم تساعداني على الْبكاء أطلب خَلِيلًا غيركما يبكي لي إِذا أفنيت دمعي 4 - يكن هُنَا تَامَّة والبين الْفِرَاق وَالْمعْنَى كَأَن الْأَمر والشأن لم يكن فِرَاق وألم إِذا حصل بعده تلاق وَلَكِن لَا أَظُنهُ حَاصِلا 5 - هُوَ جميل بن عبد الله بن معمر أحد بني عذرة بن سعد هذيم وَجَمِيل شَاعِر إسلامي فصيح مقدم جَامع للشعر وَالرِّوَايَة كَانَ راوية هدبة ابْن خشرم وَكَانَ هدبة شَاعِرًا راوية للحطيئة وَكَانَ الحطيئة شَاعِرًا راوية لزهير وابنيه كَعْب وبجير وَكَانَ كثير راوية جميل وَكَانَ يقدمهُ على نَفسه ويتخذه إِمَامًا وَهُوَ أحد عشاق الْعَرَب الَّذين تيمهم الْحبّ وأضناهم الْعِشْق وصاحبته بثينة وَكَانَت تكنى أم عبد الْملك وَكَانَت أَيْضا من بني عذرة وَالْجمال والعشق فيهم كثير وعشق جميل بثينة وَهُوَ غُلَام صَغِير فَلَمَّا كبر خطبهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 (تفرق أهلانا بثين فَمنهمْ ... فريق أَقَامَ واستقل فريق) (فَلَو كنت خوارا لقد باخ ميسمي ... ولكنني صلب الْقَنَاة عَتيق) 3 - (كَأَن لم نحارب يَا بثين لَو أَنَّهَا ... تكشف غماها وَأَنت صديق) وَقَالَ آخر 4 - (شيب أَيَّام الْفِرَاق مفارقي ... وأنشزن نَفسِي فَوق حَيْثُ تكون) 5 - (وَقد لَان أَيَّام اللوى ثمَّ لم يكد ... من الْعَيْش شَيْء بعدهن يلين)   فَرد عَنْهَا فَقَالَ فِيهَا الشّعْر الرَّقِيق الْحسن وَكَانَت تزوره ويزورها فَجمع لَهُ قَومهَا جمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى وَله مَعهَا أَخْبَار يطول ذكرهَا 1 - اسْتَقل الرجل إِذا حمل مَتَاعه وَالْمعْنَى وَقع التَّفَرُّق بَين أَهلِي وَأهْلك يَا بثينة فَمنهمْ مُقيم وَمِنْهُم مُسَافر قد ارتحل للْخلاف الْوَاقِع بَينهمَا 2 - الخوار الضَّعِيف وباخ تغير والميسم الْجمال وَالْحسن والعتيق الشريف الْمَاجِد وَالْمعْنَى فَلَو كنت ضَعِيفا لتغير جمالي ولكنني قوي جلد شرِيف ماجد 3 - الضَّمِير فِي أَنَّهَا يرجع إِلَى الْحَرْب والغمي الْأَمر المظلم وَالْمعْنَى لَو أَن الْحَرْب تكشف أمرهَا المظلم وَأَنت ذَات صداقة لي لصرنا كأننا لم توقد بَيْننَا نَار الْحَرْب 4 - المفارق جمع مفرق وَحَيْثُ اسْم مَكَان وَتَكون تَامَّة بِمَعْنى تحضر وأنشزن رفعن وَالْمعْنَى صيرت أَيَّام الْفِرَاق رَأْسِي ذَا شيب ورفعن نَفسِي فَوق مَكَان احتضارها وبلوغها التراقي 5 - لِأَن أَيَّام اللوى يُرِيد كَانَ الْعَيْش فِيهَا رغدا لينًا واللوى مَوضِع بِعَيْنِه قد أكثرت الشُّعَرَاء من ذكره وَهُوَ وَاد من أَوديَة بني سليم يتلهف على تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي كَانَت فِي ذَلِك الْموضع فَيَقُول لقد لَان عيشي فِي تِلْكَ الْأَيَّام بذلك الْموضع وَلم أكد أرى عَيْشًا لينًا بعد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 (يَقُولُونَ مَا أبلاك وَالْمَال غامر ... لديك وضاحي الْجلد مِنْك كنين) (فَقلت لَهُم لَا تعذلوني وانظروا ... إِلَى النازع الْمَقْصُور كَيفَ يكون) وَقَالَ أَبُو دهبل الجُمَحِي تقدّمت تَرْجَمته 3 - (أَقُول والركب قد مَالَتْ عمائمهم ... وَقد سقى الْقَوْم كأس النعسة السهر) 4 - (يَا لَيْت أَنِّي بأثوابي وراحلتي ... عبد لأهْلك هَذَا الشَّهْر مؤتجر) 5 - (إِن كَانَ ذَا قدرا يعطيك نَافِلَة ... منا ويحرمنا مَا أنصف الْقدر)   1 - غامر أَي كثير وافر والضاحي الظَّاهِر للشمس والكنين المستور يَقُول لما رأى أَهلِي مَا أَنا فِيهِ من الضعْف وشحوب الْجِسْم أَنْكَرُوا على ذَلِك وَقَالُوا مَا أبلاك وَالْمَال عنْدك كثير وَأَنت مترف كنين لَا تظهر للشمس 2 - النازع الَّذِي يحن إِلَى وَطنه والمقصور الْمَحْبُوس شبه نَفسه حِين لم يصل إِلَى حَبِيبه وَقد فرق الدَّهْر بَينهمَا بنازع إِلَى وَطنه مَحْبُوس دونه وَالْمعْنَى فَقلت مجيبا لَهُم لَا تلوموني وانظروا إِلَى حِين لم أصل إِلَى حبيبتي وَقد فرق الدَّهْر بَيْننَا فَكَأَنِّي بعيد مشتاق إِلَى وَطنه وَهُوَ مَحْبُوس عَنهُ وَحَال هَذَا كَيفَ يكون فَكيف حَالي 3 - الْوَاو من قَوْله والركب وَاو الْحَال وَقد مَالَتْ عمائمهم يُرِيد لغَلَبَة النّوم عَلَيْهِم والنعسة النومة الْخَفِيفَة وَالْمعْنَى أَقُول وَقد مَالَتْ عمائم الركب لغَلَبَة النّوم عَلَيْهِم حَتَّى كَأَنَّهُمْ سقاهم السهر كؤس النعاس فسكروا 4 - يَا لَيْت أَنِّي الخ يُرِيد بذلك نَفسه وَجَمِيع مَا عِنْده والمؤتجر الْمُسْتَأْجر يَقُول أَتَمَنَّى أَنِّي مستعبد لأهْلك طول الشَّهْر الَّذِي نَحن فِيهِ مؤتجر بنفسي وزادي وراحلتي لَا أكلفهم مُؤنَة 5 - النَّافِلَة الْعَطِيَّة وَالْمعْنَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 (جنية أَو لَهَا جن يعلمهَا ... رمى الْقُلُوب بقوس مَا لَهَا وتر) وَقَالَ تَوْبَة بن الْحمير تقدّمت تَرْجَمته (يَقُول أنَاس لَا يضيرك نأيها ... بلَى كل مَا شف النُّفُوس يضيرها) 3 - (أَلَيْسَ يضير الْعين أَن تكْثر البكا ... وَيمْنَع مِنْهَا نومها وسرورها)   لَيْسَ من إنصاف الْقدر أَن يعطيك منا الْعَطِيَّة ويحرمنا من عطيتك فَينفذ مرادك دون مرادنا وَهَذَا قَول متدله ذَاهِب الْعقل فِي الْعِشْق رُبمَا لَا يُؤَاخذ بِهَذِهِ الجريرة 1 - المُرَاد بِالْقَوْسِ الْعين وَالْمعْنَى أَن فعلهَا مباين لفعل الْإِنْس وَكَذَلِكَ شكلها وحسنها فَهَل هِيَ جنية أَو أحد من الْجِنّ يعلمهَا كَيفَ يكون رمي الْقُلُوب بِالْقَوْسِ الَّذِي لَا وتر لَهُ إِذْ أَن رمي الْقوس بِلَا وتر محَال أه تَنْبِيه قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي لَيْسَ قَوْله يَا لَيْت أَنِّي بأثوا بِي الخ لأبي دهبل إِنَّمَا وَقع فِي ديوانه مَعَ ثَلَاثَة أَبْيَات أخر وَالصَّحِيح أَنَّهَا لمُحَمد بن بشير الْخَارِجِي وَهَذَا الْبَيْت الْمَذْكُور لَا يكَاد يعرف مَعْنَاهُ أَلْبَتَّة إِلَّا بالأبيات الَّتِي تتقدمه وَهِي (يَا أحسن النَّاس إِلَّا أَن نائلها ... قدما لمن يرتجى معروفها عسر) (وَإِنَّمَا دلها سحر تصيد بِهِ ... وَإِنَّمَا قَلبهَا للمشتكي حجر) (هَل تذكرين وَلما أنس عهدكم ... وَقد يَدُوم لعهد الْخلَّة الذّكر) (قولي وركبك قد مَالَتْ عمائمهم ... وَقد سقاهم بكأس النومة السّفر) يَا لَيْت أَنِّي بأثوا بِي الْبَيْت أه 2 - لَا يضير أَي لَا يضر وشف النُّفُوس أَي آذاها وأذابها وَالْمعْنَى يَقُول أنَاس أَن الْفِرَاق والبعد لَا يَضرك فَقلت بلَى كل مَا يُؤْذِي النَّفس يَضرهَا وَلَا ينفعها وَأَنْتُم لَا تعرفُون خَصَائِص الْحبّ وأحواله 3 - الْمَعْنى لَو أردتم دَلِيل ذَلِك فانظروا إِلَى الْعين عِنْد فرط الْبكاء كَيفَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 وَقَالَ ابْن أبي دباكل الْخُزَاعِيّ (يطول الْيَوْم لَا أَلْقَاك فِيهِ ... وَيَوْم نلتقى فِيهِ قصير) (وَقَالُوا لَا يضيرك نأي شهر ... فَقلت لصاحبي فَمن يضير) 3 - وَقَالَ عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود 4 - (شققت الْقلب ثمَّ ذررت فِيهِ ... هَوَاك فليم فالتأم الفطور)   يَضرهَا ويحول بَينهَا وَبَين النّوم وَالسُّرُور أَلَيْسَ ذَلِك ضَرَرا بهَا وإيذاء لَهَا 1 - الْمَعْنى يطول يَوْم الْفِرَاق وَيقصر يَوْم التلاق 2 - يَقُول إِن صَاحِبي ادّعَيَا عدم الضّر لي بالبعد وَلَو كَانَ شهرا فَقلت لَهما وَلَو كَانَت دعواكم هَذِه صَحِيحَة فَمن الَّذِي يضرّهُ الْبعد غَيْرِي 3 - وَعتبَة بن مَسْعُود جده وَعبد الله ابْن مَسْعُود البدري صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إخْوَان ولعتبة صُحْبَة بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَيْسَ من الْبَدْرِيِّينَ وَكَانَ ابْنه عبد الله أَبُو عبيد الله رجلا صَالحا ولاه عمر بن الْخطاب بعض الْأَعْمَال فَحَمدَ أمره وَأما عبيد الله وَلَده فَإِنَّهُ كَانَ أحد وُجُوه الْفُقَهَاء الَّذين روى عَنْهُم الْفِقْه والْحَدِيث وَهُوَ أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ ضريرا روى عَن جمَاعَة من وُجُوه الصَّحَابَة وَكَانَ ابْن عَبَّاس يقدمهُ ويؤثره ويعزه عزا وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لَو كَانَ عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة حَيا مَا صدرت إِلَّا عَن رَأْيه ولوددت أَن لي بِيَوْم من أَيَّام عبيد الله غرما قَالَ ذَلِك فِي خِلَافَته وَكَانَ مَعَ ذَلِك شَاعِرًا رَقِيقا أديبا مجيدا محسنا مُتَمَكنًا 4 - ذره رشه ونشره وليم أَصله لئم من الالتئام والفطور الانشقاق وَالْمعْنَى نشرت حبك فِي الْقلب بعد شقك إِيَّاه فالتأم على مَا بِهِ فالتأم انشقاقه يُرِيد بذلك أَن هَواهَا تمكن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 (تغلغل حب عَثْمَة فِي فُؤَادِي ... فباديه مَعَ الخافي يسير) (تغلغل حَيْثُ لم يبلغ شراب ... وَلَا حزن وَلم يبلغ سرُور) وَقَالَ ابْن ميادة تقدّمت تَرْجَمته 3 - (وَمَا أنس مل أَشْيَاء لَا أنس قَوْلهَا ... وأدمعها يذرين حَشْو المكاحل) 4 - (تمتّع بذا الْيَوْم الْقصير فَإِنَّهُ ... رهين بأيام الشُّهُور الأطاول) وَقَالَ آخر 5 - (بَيْضَاء آنسة الحَدِيث كَأَنَّهَا ... قمر توَسط جنح ليل مبرد)   من قلبه فَلَا يُمكن انْتِزَاعه مِنْهُ 1 - التغلغل التَّوَصُّل والإسراع إِلَى الشَّيْء على تَعب وَشدَّة وَلَا يُقَال لمن توصل وَالطَّرِيق سهل تغلغل وَالْمعْنَى وصل هَواهَا إِلَى الْقلب بِشدَّة وَصَارَ الظَّاهِر مِنْهُ تَابعا للباطن 2 - الْمَعْنى أَنه وصل ذَلِك الْحبّ إِلَى مَحل لَا يصل إِلَيْهِ الشَّرَاب وَلَا الْحزن وَلَا السرُور 3 - مَا شَرْطِيَّة وَأنس جزم بهَا ومل أَشْيَاء أَرَادَ من الْأَشْيَاء وَجعل الْحَذف بَدَلا من الْإِدْغَام ويذرين أَرَادَ يسقطن وَقَوله حَشْو المكاحل يُرِيد من عين كحلاء وَكَأن الدمع حِين سَالَ صَحبه الْكحل 4 - تمتّع الخ مقول القَوْل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ إِن أنس شَيْء من الْأَشْيَاء لَا أنس قَوْلهَا وَقد بَكت بدمع يسيل من عين كحلاء تمتّع بِهَذَا الْيَوْم الْقصير ولذته فَإِنَّهُ لَا يُمكن حُصُول مثله إِلَّا بعد شهور وسنين 5 - المُرَاد بآنسة الحَدِيث ذَات أنس فِيهِ وَشبههَا بقمر توَسط السَّمَاء فِي جنح ليل كَانَ فِيهِ غيم وَبرد وَالْقَمَر إِذا خرج من خلل الْغَمَام فِي لَيْلَة مطيرة كَانَ أَضْوَأ وَأحسن يصفها بإشراق اللَّوْن وَأنس الحَدِيث ويشبهها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 (موسومة بالْحسنِ ذَات حواسد ... إِن الحسان مَظَنَّة للحسد) (خود إِذا كثر الحَدِيث تعوذت ... بحمى الْحيَاء وَإِن تكلم تقصد) 3 - (وَترى مدامعها ترقرق مقلة ... سَوْدَاء ترغب عَن سَواد الإثمد) وَقَالَ آخر 4 - (صفراء من بقر الجواء كَأَنَّمَا ... ترك الْحيَاء بهَا رداع سقيم) 5 - (من محذيات أخى الْهوى جرع الأسى ... بدلال غانية ومقلة ريم)   بقمر توَسط فِي السَّمَاء فِي جنح ليل فِيهِ غيم وَبرد 1 - موسومة بالْحسنِ يُرِيد أَن الْحسن سيماء لَهَا فَهِيَ ممسوحة بِهِ وموسومة وَذَات حواسد أَي من يَرَاهَا من النِّسَاء يحسدها لِأَن الحسان عرضة للحسد وَالْمعْنَى أَنَّهَا مَشْهُورَة فِي الْحسن يحسدها من يَرَاهَا من النِّسَاء وَقَوله إِن الحسان الخ مثل 2 - الخود الناعمة وَالْقَصْد الِاعْتِدَال وَالْمعْنَى أَنَّهَا ناعمة الْبدن تتحصن بِالْحَيَاءِ إِذا كثر الْكَلَام وَإِن تَكَلَّمت تعتدل فِي الْكَلَام للطافته مِنْهَا 3 - المدامع مسايل الدمع من قبائل الرَّأْس ورقرق الدمع فِي الْعين إِذا جَاءَ وَذهب من غير أَن يسيل والإثمد حجر الْكحل وَالْمعْنَى أَنَّهَا إِذا بَكت ترى مسايل الدمع تحرّك مقلة سَوْدَاء غير راغبة فِي سَواد الإثمد 4 - الجواء اسْم مَوضِع بالصمان أَو بقرقري من نواحي تهَامَة والرداع أثر السقم بعد رُجُوع الْمَرَض وَذَلِكَ مجَاز عَن أثر الطّيب والزعفران فِي الْجَسَد يصف حبيبته بِأَنَّهَا درية اللَّوْن وَأَنَّهَا تشبه فِي الصُّفْرَة بقر الجواء وَأَنَّهَا قَليلَة الحركات وَالْكَلَام لفرط حيائها فَكَأَن بهَا أثر سقم لما ألفته من الكسل 5 - الإحذاء الإنالة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 (وقصيرة الْأَيَّام ود جليسها ... لَو نَالَ مجلسها بفقد حميم) وَقَالَ آخر (ونار كسحر الْعود ترفع ضوأها ... مَعَ اللَّيْل هبات الرِّيَاح الصوارد) 3 - (أصد بأيدي العيس عَن قصد أَهلهَا ... وقلبي إِلَيْهَا بالمودة قَاصد) وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير تقدّمت تَرْجَمته 4 - (وَكنت أذود الْعين أَن ترد البكا ... فقد وَردت مَا كنت عَنهُ أذودها)   يُقَال أحذيته إِذا أَعْطيته شَيْء والجرع جمع جرعة والريم الغزال وَالْمعْنَى أَنَّهَا من النِّسَاء اللَّاتِي تَسْقِي الشبَّان وأرباب الْهوى جرع الْحزن وَأَنَّهَا تفتنهم بمحاسنها ودلالها ومقلة كمقلة الغزال ثمَّ لَا تنيلهم شَيْء 1 - الْبَاء من قَوْله بفقد بَاء الْعِوَض وَالْحَمِيم الْقَرِيب الَّذِي يهتم لأَمره وَالْمعْنَى أَنَّهَا لَا تمل فالأيام فِي ملازمتها قَصِيرَة حَتَّى أَن مجالسها يود أَن يَدُوم مجلسها لَهُ وَإِن فقد أقرباءه 2 - السحر بِالْفَتْح الرئة وَمَا يتَعَلَّق بالحلقوم وَالْعود الْجمل المسن والصوارد جمع صارد وَهُوَ من الْهَوَاء الْبَارِد 3 - أصد جَوَاب رب والعيس الْبيض من الْإِبِل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَرب نَار تشبه فِي الْحمرَة رئة الْجمل المسن تزيد اشتعالها هبات الرِّيَاح البوارد مَعَ اللَّيْل أمنع المطايا عَن التَّوَجُّه نَحْو أَهلهَا وَلَكِن الْقلب غير مُمْتَنع عَن قَصدهَا لما فِيهِ من فرط الْمَوَدَّة 4 - أذود أمنع وَأَن ترد الْبكاء شبه الْبكاء بمورد من الْمَوَارِد وَجعل الْعين ترد إِلَيْهِ وَالْمعْنَى كنت أمنع الْعين من الْبكاء فغلبها الْبكاء ووردت المورد الَّذِي كنت أدفعها عَنهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 (خليلي مَا بالعيش عتب لَو أننا ... وجدنَا لأيام الْحمى من يُعِيدهَا) (ولي نظرة بعد الصدود من الجوى ... كنظرة ثَكْلَى قد أُصِيب وليدها) 3 - (هَل الله عاف عَن ذنُوب تسلفت ... أم الله إِن لم يعف عَنْهَا يُعِيدهَا) وَقَالَ سوار بن المضرب 4 - (يَا أَيهَا الْقلب هَل تنهاك موعظة ... أَو يحدثن لَك طول الدَّهْر نِسْيَانا) 5 - (إِنِّي سأستر مَا ذُو الْعقل ساتره ... من حَاجَة وأميت السِّرّ كتمانا) 6 - (وحاجة دون أُخْرَى قد سنحت بهَا ... جَعلتهَا للَّتِي أخفيت عنوانا)   1 - الْمَعْنى لَا معتب على الْعَيْش لِأَن صفاءه باتصاله بأيام كأيام الْحمى فَلَو وجدنَا من يُعِيد أَمْثَالهَا لطاب وَصفا كَمَا كَانَ من قبل فَلَا ذَنْب لَهُ إِنَّمَا الذَّنب لما يكدره 2 - الجوى دَاء الْحبّ فِي الْجوف والثكلى الفاقدة لأعز النَّاس عَلَيْهَا والوليد الْوَلَد وَالْمعْنَى صَارَت نظرتي من حرقة الْحبّ بعد تمنعها كنظرة امْرَأَة حزينة على فقد وَلَدهَا 3 - تسلفت تقدّمت وَالْمعْنَى هَل يغْفر الله عَمَّا سلف من ذنُوب الْأَيَّام أَو يُعِيد لنا تسهيل أَمْثَالهَا إِن لم يعف عَنْهَا 4 - الِاسْتِفْهَام للتوبيخ وَقَوله أَو يحدثن زَاد نون التوكيد الْخَفِيفَة فِي الْمَعْطُوف من غير أَن تكون فِي الْمَعْطُوف عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قدر حُصُولهَا فِي الأول فزادها فِي الثَّانِي وَالْمعْنَى هَل يَنْتَهِي الْقلب بِالْمَوْعِظَةِ أَو يحدث تكاثر الْأَيَّام لَهُ نِسْيَانا 5 - كتمانا مفعول لَهُ وَالْمعْنَى أَنِّي أستر من الْحَاجة مَا يستره صَاحب الْعقل وأكتم السِّرّ وأخفيه كَمَا يخفى الْمَيِّت فِي الْقَبْر 6 - وحاجة يُرِيد وَرب حَاجَة وسنح بِهِ أظهره والعنوان من عَن لي الشَّيْء إِذا اعْترض وَالْمعْنَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 (إِنِّي كَأَنِّي أرى من لَا حَيَاء لَهُ ... وَلَا أَمَانَة وسط الْقَوْم عُريَانا) وَقَالَ آخر (أهابك إجلالا وَمَا بك قدرَة ... عَليّ وَلَكِن ملْء عين حبيبها) 3 - (وَمَا هجرتك النَّفس أَنَّك عِنْدهَا ... قَلِيل وَلَكِن قل مِنْك نصِيبهَا) وَقَالَ ابْن الدمينة يعرض بحب ابْنة عَمه 4 - (أَلا لَا أرى وَادي الْمِيَاه يثيب ... وَلَا النَّفس عَن وَادي الْمِيَاه تطيب) 5 - (أحب هبوط الواديين وإنني ... لمشتهر بالواديين غَرِيب)   وَرب حَاجَة أظهرتها وَفِي النَّفس خلَافهَا لِأَنِّي جعلت الْمظهر فِي التَّوَصُّل بِهِ إِلَى الْمُضمر كعنوان الْكتاب الَّذِي يظْهر وَمَا ينطوي عَلَيْهِ مَسْتُور 1 - الْمَعْنى أَنِّي من أهل الْحيَاء وَالْأَمَانَة فَمن لَا حَيَاء لَهُ وَلَا أَمَانَة أرَاهُ كَأَنَّهُ عُرْيَان بَين الْقَوْم 2 - انتصب إجلالا على أَنه مفعول لَهُ وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع الْحَال وَالْمعْنَى أَنِّي أحتشمك بِظهْر الْغَيْب وأخافك وَمَا بك قدرَة عَليّ وَلَكِن ذَلِك إكبارا لقدرك لِأَن الْعين تمتلئ مِمَّن تحبه 3 - الْمَعْنى مَا هجرتك النَّفس لقلتك عِنْدهَا وَلَكِن لقلَّة حظها مِنْك فَأَنت الَّتِي أحدثت الهجر 4 - وَادي الْمِيَاه مَوضِع بسماوة كلب بَين الشأم وَالْعراق والإثابة المجازاة وطاب عَنهُ أعرض وَالْمعْنَى لَا أرى وَادي الْمِيَاه يَجْعَل لي ثَوابًا وَلَا أرى النَّفس تعرض عَنهُ 5 - الْمَعْنى أَنِّي مشتهر بحب هَذِه الْمَرْأَة فِي الواديين غَرِيب لَا يساعدني أحد على طلابها وَإِن أُرِيد بِي سوء من أجلهَا لم أجد ناصرا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 (أحقا عباد الله أَن لست واردا ... وَلَا صادرا إِلَّا عَليّ رَقِيب) (وَلَا زَائِرًا فَردا وَلَا فِي جمَاعَة ... من النَّاس إِلَّا قيل أَنْت مريب) 3 - (وَهل رِيبَة فِي أَن تحن نجيبة ... إِلَى إلفها أَو أَن يحن نجيب) 4 - (وَإِن الْكَثِيب الْفَرد من جَانب الْحمى ... إِلَيّ وَإِن لم آته الحبيب) 5 - (لَك الله إِنِّي وَاصل مَا وصلتني ... ومثن بِمَا أوليتني ومثيب) 6 - (وآخذ مَا أَعْطَيْت عفوا وإنني ... لأزور عَمَّا تكرهين هيوب) 7 - (فَلَا تتركي نَفسِي شعاعا فَإِنَّهَا ... من الوجد قد كَانَت عَلَيْك تذوب)   1 - أحقا فِي مَوضِع الظّرْف وَمَوْضِع أَن بِمَا بعده مَوضِع الِابْتِدَاء وأحقا فِي مَوضِع الْخَبَر وَالْمعْنَى أَفِي الْحق يَا عباد الله أَنِّي لَا أرد إِلَى الْوَادي وَلَا أصدر عَنهُ إِلَّا والرقيب على أثري لَا يفارقني 2 - فَردا انتصب على الْحَال وَالْمعْنَى لَا أجتمع مَعَ أحد إِلَّا ويظن بِي الريب 3 - هَل رِيبَة لَفظه اسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ النَّفْي وَالْمعْنَى لَا رِيبَة فِي حنين أحد المتآلفين إِلَى الآخر 4 - الْكَثِيب التل من الرمل وَالْمعْنَى أَنِّي أحب التل الْمُنْفَرد بِجَانِب حمى حبيبتي لِأَنَّهُ موطئها فَأَحبهُ لحبي لَهَا وَإِن كَانَ الْوُصُول إِلَيْهِ مُمْتَنعا 5 - لَك الله يجوز أَن يكون دُعَاء لَهَا وَالْمعْنَى إِحْسَان الله لَك وَيجوز أَن يكون قسما وَجَوَابه أَنِّي وَاصل فَكَأَنَّهُ دَعَا لَهَا أَو أقسم لَهَا بِأَنَّهُ يبْقى على الْعَهْد لَهَا مُدَّة دوَام مواصلتها وبقائها على المصافاة 6 - الْمَعْنى أَنِّي أقبل كلما صدر عَنْك من جِهَة الْعَفو وَأعْرض عَمَّا تكرهينه هَيْبَة 7 - الشعاع التَّفَرُّق اللَّازِم للنَّفس من الْهم وَالْمعْنَى لَا تتركي النَّفس فِي مقاساة الْهم والقلق فَإِنَّهَا كَادَت من الشوق أَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 (وَإِنِّي لاستحييك حَتَّى كَأَنَّمَا ... عَليّ بِظهْر الْغَيْب مِنْك رَقِيب) وَقَالَ آخر (تحمل أَصْحَابِي وَلم يَجدوا وجدي ... وَلِلنَّاسِ أشجان ولي شجن وحدي) 3 - (أحبكموا مَا دمت حَيا فَإِن أمت ... فواكبدا مِمَّن يحبكم بعدِي) وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميري تقدت تَرْجَمته 4 - (رمته أَنَاة من ربيعَة عَامر ... نؤوم الضُّحَى فِي مأتم أَي مأتم) 5 - (فجَاء كخوط البان لَا متتابع ... وَلَكِن بسيما ذِي وقار وميسم) 6 - (فَقُلْنَا لَهَا سرا فَدَيْنَاك لَا يرح ... صَحِيحا وَإِن لم تقتليه فألممي)   تذوب عَلَيْك 1 - الْمَعْنى أَنِّي دَائِم الْحيَاء مِنْك كَأَنَّمَا جعلت مِنْك رقيبا عَليّ بِظهْر الْغَيْب 2 - الشجن الْحَاجة وَالْجمع أشجان وشجون وَالْمعْنَى ارتحل أَصْحَابِي وَلم ينلهم من الوجد مَا نالني وَفِي النَّاس حاجات وَقد أفردت نَفسِي بحاجة لَهَا إفرادا 3 - الْمَعْنى لَا أترك حبكم مَا دمت حَيا فَإِن أمت فوا حزني مِمَّن يحبكم بعدِي 4 - أَنَاة أَي ذَات فتور وكسل والمأتم نسَاء يجتمعن فِي خير أَو شَرّ وَالْمعْنَى أَن الَّتِي نظرت إِلَيْهِ ذَات فتور من ربيعَة وَهِي لتنعمها وَطيب عيشها كَثِيرَة النّوم وَقت الضُّحَى مكتنفة بأترابها من النِّسَاء 5 - الخوط الْغُصْن الطري وَالْجمع خيطان وَمن عَادَة الْعَرَب أَنهم يشبهون الشَّاب التَّام الْخلق الغض الشَّبَاب بالخوط والتتابع مُوالَاة الْمَشْي فِي سرعَة والسيماء الْعَلامَة وقصره للضَّرُورَة والميسم الوسامة وَالْحسن وَالْمعْنَى أَنه جَاءَ كغصن البان غير موَالٍ فِي مَشْيه وَلَكِن جَاءَ بمنظر ذِي وقار وَحسن 6 - سرا يجوز أَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 (فَأَلْقَت قناعا دونه الشَّمْس واتقت ... بِأَحْسَن موصولين كف ومعصم) (وَقَالَت فَلَمَّا أفرغت فِي فُؤَاده ... وَعَيْنَيْهِ مِنْهَا السحر قُلْنَ لَهُ قُم) 3 - (فود بجدع الْأنف لَو أَن صَحبه ... تنادوا وَقَالُوا فِي المناخ لَهُ نم)   يكون مصدرا فِي مَوضِع الْأَمر أَي أسرى إِلَيْهِ فَيكون قَوْله لَا يرح الخ جَوَاب الْأَمر وَيجوز أَن يكون مصدرا فِي مَوضِع الْحَال وَقَوله لَا يرح جزم بِلَا الناهية وَجعل النَّهْي فِي اللَّفْظ للرجل وَالْمَرْأَة هِيَ المنهية وَهَذَا يَقع فِي كَلَامهم كثيرا وَالْمرَاد لَا تدعيه يروح صَحِيحا ألممي أَي قاربي وَالْمعْنَى فَقُلْنَا لَهَا مسارين جعلنَا فدَاك لَا تتركيه يرجع صَحِيحا بل إِمَّا أَن تقتليه وَإِمَّا أَن تفعلي بِهِ مَا هُوَ دون الْقَتْل 1 - القناع مَا تتقنع بِهِ الْمَرْأَة وتستر بِهِ وَجههَا وَهُوَ أوسع من المقنعة وَدون يسْتَعْمل ظرفا بِمَعْنى أَمَام ووراء وَأَرَادَ بالشمس الْوَجْه واتقت أَي صانت يُرِيد وصانت وَجههَا عني والمعصم مَوضِع السوار من الْيَد وَالْمعْنَى أَنَّهَا أَلْقَت قناعا وَرَاءه الشَّمْس ثمَّ صانته عني بكفها ومعصمها الجميلتين 2 - أفرغت أَي صبَّتْ وَالسحر إِخْرَاج الشَّيْء فِي أحسن معارضه حَتَّى يفتن وَالْمعْنَى فَلَمَّا صبَّتْ فِي فُؤَاده وَعَيْنَيْهِ السحر لِأَنَّهُ رَآهَا فَوق مَا هِيَ عَلَيْهِ من الْحسن قَالَت لَهُنَّ قُلْنَ لَهُ قُم الْآن بوجد زَائِد وحزن مُتَّصِل 3 - الْبَاء فِي قَوْله بجدع الْأنف بَاء الْبَدَل والعوض والجدع الْقطع وَقَوله تنادوا يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ تجمعُوا فِي الندى وَهُوَ الْمجْلس وَيجوز أَن يكون من النداء أَي تداعوا وَقَالُوا لَهُ ذَلِك وَالْمعْنَى فود لَو أَن أَصْحَابه يَقُولُونَ لَهُ جَمِيعًا نم فِي المناخ وَلَا تسر مَعنا وَيقطع أَنفه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 (فراح وَمَا يدْرِي أَفِي سَاعَة الضُّحَى ... تروح أم داج من اللَّيْل مظلم) وَقَالَ آخر (نظرت كَأَنِّي من وَرَاء زجاجة ... إِلَى الدَّار من فرط الصبابة أنظر) 3 - (فعيناي طورا تغرقان من البكا ... فأعشى وطورا تحسران فأبصر) وَقَالَ آخر 4 - (وَمَا شنتا خرقاء واهيتا الكلا ... سقى بهما سَاق فَلم تتبللا) 5 - (بأضيع من عَيْنَيْك للدمع كلما ... توهمت ربعا أَو تذكرت منزلا)   1 - الْمَعْنى مَا كَانَ يُرِيد أَن يسير لكنه ألجئ إِلَى ذَلِك فراح وَهُوَ لَا يدْرِي هلى هُوَ يسير نَهَارا أم لَيْلًا لذهاب حواسه وَتعلق قلبه بمحبوبته 2 - الصبابة رقة الشوق وَالْمعْنَى أنني من فرط شوقي وشغفي إِلَى رُؤْيَة دَار محبوبتي كَأَنِّي أنظر إِلَى الدَّار من وَرَاء زجاجة لامتلاء عَيْني بالدموع الصافية فَلَا تظهر لي الْآثَار 3 - الطّور الْمرة وَالْحَال يُقَال النَّاس على أطوار أَي على أَحْوَال شَتَّى وأعشى أَي لَا أبْصر وحسر وتحسر يجوز أَن يكون من قَوْلهم حسر الْبَحْر إِذا نضب المَاء من ساحله وَيجوز أَن يكون من قَوْلهم حسرت الْمَرْأَة القناع أزالته عَن وَجههَا وَالْأول أَجود وَالْمعْنَى فتمتلئ عَيْنَايَ مرّة بالدموع فَلَا أقدر على النّظر وَتارَة يَنْقَطِع الدمع عَنْهُمَا فأبصر 4 - الشن والشنة الْقرْبَة الصَّغِيرَة البالية والخرقاء الحمقاء الَّتِي لَا تحسن الْعَمَل والواهي الضَّعِيف والكلى جمع الْكُلية وَهِي الرقعة المستديرة تخرز تَحت عروق الزق فَإِذا وهنت وَاسْتَرْخَتْ سَالَ المَاء من الزق وبله بِالْمَاءِ فتبلل 5 - بأضيع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 1 - وَقَالَ أَبُو الشيص الْخُزَاعِيّ (وقف الْهوى بِي حَيْثُ أَنْت فَلَيْسَ لي ... مُتَأَخّر عَنهُ وَلَا مُتَقَدم) 3 - (أجد الْمَلَامَة فِي هَوَاك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمني اللوم) 4 - (أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إِذْ كَانَ حظي مِنْك حظي مِنْهُم)   خبر مَا وتوهم الشَّيْء خطر بِبَالِهِ وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَلَيْسَ زقان باليان فِي يَد امْرَأَة لَا تحسن الْعَمَل وَقد ضعفت رقاعهما وَقد سقى بهما سَاق فَلم يُؤثر فيهمَا بَلل بأشد إِضَاعَة للْمَاء من عَيْنَيْك للدمع كلما توهمت دَار الحبيب أَو تذكرت منزله 1 - واسْمه مُحَمَّد بن رزين بن سُلَيْمَان وَأَبُو الشيص لقب غلب عَلَيْهِ وَهُوَ عَم دعبل بن عَليّ بن رزين وَكَانَ أَبُو الشيص شَاعِرًا إسلاميا متوسط الْمحل من شعراء عصره غير نابه الذّكر لوُقُوعه بَين مُسلم بن الْوَلِيد وَأَشْجَع وَأبي نواس فَحمل ذكره وَعمي فِي آخر عمره وَله مراث فِي عَيْنَيْهِ قبل ذهابهما وَبعده وَكَانَ سريع الهاجس جدا وَكَانَ الشّعْر أَهْون عَلَيْهِ من شرب المَاء على العطشان وَكَانَ من أوصف النَّاس للشراب وأمدحهم للملوك 2 - خبر أَنْت مَحْذُوف أَي واقفة وَالْمعْنَى وقف بِي الْهوى حَيْثُ أَنْت واقفة فَلَيْسَ لي مُتَأَخّر عَن موقفك وَلَا مُتَقَدم عَلَيْهِ 3 - حبا مفعول لأَجله وَالْمعْنَى أَنِّي أجد اللوم الَّذِي يتضجر مِنْهُ غَيْرِي لذيذا فِي هَوَاك لحبي لذكرك فليكثر اللائمون اللوم حَتَّى تزداد اللَّذَّة 4 - أشبهت أعدائي أَي وَافَقت فِي معاملتي أعدائي وَقَوله حظي مِنْهُم يُرِيد التَّشْبِيه وَالْمعْنَى وَافَقت أعدائي فِي معاملتك لي فَأخذت فِيمَا أكرهه وأعرضت عَمَّا أحبه فصرت أحبهم لِأَن حظي مِنْك فِيمَا أرومه يماثل حظي من أعدائي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 (وأهنتني فأهنت نَفسِي صاغرا ... مَا من يهون عَلَيْك مِمَّن أكْرم) وَقَالَ آخر (وَلَا غرو إِلَّا مَا يخبر سَالم ... بِأَن بني أستاهها نذروا دمي) 3 - (وَمَالِي من ذَنْب إِلَيْهِم عَلمته ... سوى أنني قد قلت يَا سرحة اسلمى) 4 - (نعم فاسلمى ثمَّ اسلمى ثمت اسلمى ... ثَلَاث تحيات وَإِن لم تكلمى) وَقَالَ خُلَيْد مولى الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس   1 - الْمَعْنى أردْت ذلتي فذللت نَفسِي لَك مُصَغرًا لَهَا وَلَا كَرَامَة لمن يهون عَلَيْك 2 - لَا غرو أَي لَا عجب وَخبر لَا مَحْذُوف تَقْدِيره مَوْجُود وَمَوْضِع مَا يخبر رفع على أَنه بدل من مَوضِع لَا غرو وَسَالم مَمْلُوكه والأستاه جمع إست وَهُوَ الدبر وَالْمرَاد السب والذم يُرِيد السقاط الأسافل من النَّاس الَّذين لَا عقول لَهُم وَقَوله نذروا دمي أَي قَالُوا إِن رَأَيْنَاهُ قَتَلْنَاهُ يتعجب من ذَلِك وَالْمعْنَى لَا أتعجب من شَيْء إِلَّا مِمَّا أوصله إِلَيّ سَالم من بني أستاه أمهاتهم بِأَنَّهُم أَرَادوا قَتْلِي 3 - أصل السرحة الشَّجَرَة الْعَظِيمَة من العضاه وكنى بهَا عَن امْرَأَة فيهم وَالْمعْنَى لَا ذَنْب لي أعترف بِهِ غير أنني قلت يَا سرحة اسلمى وَكَأن هَذَا الشَّاعِر لما قَالَ يَا سرحة اسلمى علم أهل الْمَرْأَة أَنه يُرِيد صاحبتهم فغضبوا لذَلِك 4 - نعم وَإِن كَانَ حرفا فِي الأَصْل يُجَاب بِهِ فِي الِاسْتِفْهَام الْمَحْض فقد يتَوَصَّل بِهِ إِلَى بسط الْكَلَام وصلته كَمَا هُنَا وَثَلَاث تحيات انتصب على الْمصدر من فعل مَحْذُوف تَقْدِيره أحيي وَالْمعْنَى حييتها ثَلَاثًا بِقَوْلِي اسلمى إِن لم ترد الْجَواب إِلَيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 (أما والراقصات بِذَات عرق ... وَمن صلى بنعمان الْأَرَاك) (لقد أضمرت حبك فِي فُؤَادِي ... وَمَا أضمرت حبا من سواك) 3 - (أَطَعْت الآمريك بِصرْم حُبْلَى ... مريهم فِي أحبتهم بِذَاكَ) 4 - (فَإِن هم طاوعوك فطاوعيهم ... وَإِن عاصوك فاعصي من عصاك) 5 - (رعاك الله يَا سلمى رعاك ... ودارك باللوى ذَات الْأَرَاك) 6 - (قتلت بفاحم وبذي غرُوب ... أَخا قوم وَمَا قتلوا أَخَاك) وَقَالَ أَبُو القمقام الْأَسدي 7 - (اقْرَأ على الوشل السَّلَام وَقل لَهُ ... كل المشارب مذ هجرت ذميم)   1 - الرقص نوع من سير الْإِبِل وَذَات عرق مَوضِع لَيْسَ بِبَعِيد من مَكَّة وَهُوَ مهل أهل الْعرَاق ونعمان الْأَرَاك وَاد بَين مَكَّة والطائف 2 - معنى الْبَيْتَيْنِ أقسم بِالْإِبِلِ الراقصات بِهَذَا الْموضع وبمن صلى بنعمان الْأَرَاك من القاصدين للبيت الْحَرَام لقد جعلت حبك مَسْتُورا فِي قلبِي وَلم أستعبد فُؤَادِي إِلَّا لَك 3 - الصرم الْقطع وَالْمعْنَى أَنَّك أَطَعْت من أَمرك بِقطع علاقَة مودتي فمريهم حَتَّى يَفْعَلُوا مثل ذَلِك فِي أحبتهم ثمَّ لينظروا مَا يعتريهم من ذَلِك 4 - الْمَعْنى صليهم كَمَا يصلونك وأبعديهم كَمَا يبعدونك 5 - الْمَعْنى أَنه يَدْعُو لسلمى بالرعاية ولدارها بالدوام 6 - الفاحم الشّعْر الْأسود والغروب جمع غرب وَهُوَ حِدة الشّعْر وَالْمعْنَى أَنَّك قتلتني بشعرك الْأسود الحاد اللامع وَمَا قتلني أحد من قومِي 7 - أصل الوشل المَاء الْقَلِيل وَالْمرَاد بِهِ هُنَا مَاء قريب من غضور ورمان شَرْقي سميراء وَالْمعْنَى اقْرَأ السَّلَام على الوشل وَخَبره أَنه لم يطب لي مشرب بعده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 (سقيا لظلك بالْعَشي وبالضحى ... ولبرد مائك والمياه حميم) (لَو كنت أملك منع مائك لم يذقْ ... مَا فِي قلاتك مَا حييت لئيم) وَقَالَ ابْن الدمينة تقدّمت تَرْجَمته 3 - (وَأَنت الَّتِي كلفتني دلج السرى ... وجون القطا بالجلهتين جثوم) 4 - (وَأَنت الَّتِي قطعت قلبِي حزازة ... وقرقت قرح الْقلب فَهُوَ كليم)   1 - كَانَ الْوَاجِب أَن يَجْعَل الْفَيْء للعشي والظل للضحى كَمَا فِي قَول الآخر (فَلَا الظل من شمس الضُّحَى تستطيعه ... وَلَا الْفَيْء من برد الْعشي تذوق) وَلكنه جعل الْفَيْء ظلا لمشابهتهما فِي نظر الْعين وَالْحَمِيم الْحَار وَالْمعْنَى سقى الله ظلك ضحى وَعَشِيَّة وأدام ماءك الْبَارِد دون مَاء غَيْرك الْحَار الَّذِي لَا يشفي غليلا 2 - القلات جمع قلت وَهُوَ حُفْرَة فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا مَاء الْمَطَر وَالْمعْنَى لَو كَانَ لي قدرَة على منع مائك لمنعته من أَهله اللئام لأَنهم أعدائي إِذْ فرقوا بيني وَبَين محبوبي الَّذِي كَانَ ينزل على هَذَا المَاء 3 - الدلج سير أول اللَّيْل والسرى سير عامته وَإِضَافَة الدلج إِلَيْهِ من إِضَافَة الْبَعْض للْكُلّ والجون الْأسود والجلهتان ناحيتا الْوَادي وطرفاه وعَلى هَذَا أَكثر الْعلمَاء إِلَّا أَبَا زِيَاد الْكلابِي فَإِنَّهُ قَالَ الجلهتان مَكَان بالحمى حمى ضرية وجثم الطَّائِر ألصق صَدره بِالْأَرْضِ وَالْمعْنَى مَا أتكلف الْأَسْفَار فِي ظلمَة اللَّيْل إِلَّا لَك فَأمر على أَمَاكِن لَا يُوجد فِيهَا غير القطا 4 - الحزازة الوجد الَّذِي يقطع الْقلب وقرقت يُقَال قرقت الْجرْح إِذا قشرته وَلم يكن قد برأَ والكليم الجريح وَالْمعْنَى مَا يقطع قلبِي غير الوجد بك وَمَا قشر قرح الْقلب وَهُوَ جريح سواك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 (وَأَنت الَّتِي أحفظت قومِي فَكلم ... بعيد الرِّضَا داني الصدود كظيم) فأجابته أُمَامَة على وَزنهَا ورويها (وَأَنت الَّذِي أخلفتني مَا وَعَدتنِي ... وأشمت بِي من كَانَ فِيك يلوم) 3 - (وأبرزتني للنَّاس ثمَّ تَرَكتنِي ... لَهُم غَرضا أرمى وَأَنت سليم) 4 - (فَلَو أَن قولا يكلم الْجِسْم قد بدا ... بجسمي من قَول الوشاة كلوم) وَقَالَ المعلوط بن بدل السَّعْدِيّ 5 - (إِن الظعائن يَوْم جو سويقة ... أبكين عِنْد فراقهن عيُونا) 6 - (غيضن من عبراتهن وقلن لي ... مَاذَا لقِيت من الْهوى ولقينا)   1 - أحفظه أغضبهُ والكظيم المكظوم وَهُوَ من امْتَلَأَ جَوْفه بِالْغَضَبِ وَالْمعْنَى وَأَنت الَّتِي أغضبت قومِي عَليّ فكلهم بعيد الرِّضَا عني قريب الصد والهجر ممتلئ الْجوف من الْغَضَب 2 - الْمَعْنى كَمَا تلومني ألومك فِي خلف الْوَعْد والشمات بِي من كَانَ يلومني فِيك 3 - الْمَعْنى وكشفت أَمْرِي بَين النَّاس وصيرتني غَرضا لألسنتهم وَأَنت سليم مِنْهَا 4 - يكلم يجرح وَالْمعْنَى فَلَو فرض أَن القَوْل يجرح الْجِسْم لظهر بجسمي جروح كَثِيرَة من قَول الوشاة 5 - الظعائن جمع ظَعِينَة وَهِي الْمَرْأَة مَا دَامَت فِي الهودج والجو الأَرْض المطمئنة وسويقة تَصْغِير سَاق وَهَذَا فِي الأَصْل ثمَّ صَار علما على مَوضِع بالصمان وَالْمعْنَى لما حَان رحيل الظعائن يَوْم جو سويقة أظهرن مَا كَانَ كامنا من الْحزن بالبكاء على فراقهن 6 - غيضن أقللن وَالْمرَاد أخذن الدُّمُوع بأطراف بنانهن مَخَافَة الرقباء والاستفهام فِي قَوْله مَاذَا لقِيت الخ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 (بل لَو يساعفنا الغيور بداره ... يَوْمًا لقد مَاتَ الْهوى وحيينا) وَقَالَ جميل تقدّمت تَرْجَمته (وماذا عَسى الواشون أَن يتحدثوا ... سوى أَن يَقُولُوا إِنَّنِي لَك عاشق) 3 - (نعم صدق الواشون أَنْت حَبِيبَة ... إِلَيّ وَإِن لم تصف مِنْك الْخَلَائق) وَقَالَ ابْن الدمينة 4 - (وَإِذا عتبت عَليّ بت كأنني ... بِاللَّيْلِ مختلس الرقاد سليم) 5 - (وَلَقَد أردْت الصَّبْر عَنْك فعاقنى ... علق بقلبي من هَوَاك قديم)   للتعظيم والتفخيم وَالْمعْنَى أَنَّهُنَّ أقللن من دُمُوعهنَّ وأخذنها بأطراف الْأَصَابِع مَخَافَة الرقباء وقلن لي أَلَيْسَ بعظيم مَا لَقيته من الْهوى ولقيناه 1 - الْإِسْعَاف قَضَاء الْحَاجة وَالْمعْنَى لَو يقاربنا الغيور بداره يَوْمًا لسعى فِي جَمعنَا فَيذْهب الْهوى وتسترد حياتنا 2 - مَاذَا فِي مَوضِع الْمُبْتَدَأ وَالْمعْنَى أَي حَدِيث عَسى الواشون أَن يتحدثوا بِهِ فَلَا يقدرُونَ فِي وشايتهم على أَكثر من أَن يَقُولُوا أنني لَك محب عاشق يُرِيد انهم لَا يقدرُونَ فِي وشايتهم عَليّ أَكثر من أَن يَقُولُوا أنني عاشق لَك 3 - الْمَعْنى نعم وَأَنا أقرّ أنني عاشق لَك وَلَا أكذبهم فِي قَوْلهم أَنْت حَبِيبَة إِلَيّ وَإِن تكدرت مِنْك الشَّمَائِل 4 - عتب عَلَيْهِ لامه فِي سخط وَغَضب واختلاس الشَّيْء أَخذه بِسُرْعَة والسليم الملدوغ سمي بِهِ تفاؤلا وَالْمعْنَى أَنِّي غير مُحْتَمل لعتابك فَإِذا عتبت عَليّ أَبيت مسلوب الرقاد ساهرا من القلق سهر الملدوغ الَّذِي ذهب الْأَلَم برقاده 5 - العلق الْحبّ وَالْمعْنَى أَنِّي أردْت الصَّبْر عَنْك فدفعني عَن المُرَاد مَا علق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 (يبْقى على حدث الزَّمَان وريبه ... وعَلى جفائك إِنَّه لكريم) 2 - وَقَالَ آخر 3 - (ألمم على دمن تقادم عهدها ... بالجزع واستلب الزَّمَان جمَالهَا) 4 - (رسم لقاتله الفرانق مَا بِهِ ... إِلَّا الوحوش خلت لَهُ وخلالها) 5 - (ظلت تسائل بالمتيم أَهله ... وَهِي الَّتِي فعلت بِهِ أفعالها) وَقَالَ آخر 6 - (وَمَا برح الواشون حَتَّى ارتموا بِنَا ... وَحَتَّى قُلُوب عَن قُلُوب صوادف)   بقلبي من هَوَاك قَدِيما ثمَّ وصف ذَلِك الْهوى بقوله يبْقى الخ 1 - الْمَعْنى أَنه لعلق وَهوى كريم لِأَنَّهُ يبْقى على جفائك وَتغَير الْحدثَان فَلَا يَزُول 2 - قَالَ أَبُو رياش هِيَ لعَمْرو بن الْأَيْهَم 3 - الْإِلْمَام النُّزُول والدمن جمع دمنة وَهِي مَا بَقِي من آثَار الدَّار والجزع مَوضِع وَالْمعْنَى أنزل على دمن بالجزع متقادمة الْعَهْد لتطاول الْأَيَّام الَّتِي غيرتها وَذَهَبت بجمالها 4 - الغرانق بِفَتْح الْغَيْن جمع غرانق بضَمهَا فَيكون الْفرق بَينهمَا الْفَتْح فِي الْجمع وَالضَّم فِي الْمُفْرد وَهُوَ الشَّاب الناعم وَالْمعْنَى هُوَ رسم لحبيبة صفتهَا أَنَّهَا تسفك دِمَاء الشبَّان قد استبدلت بِأَهْلِهَا وحوشا وَذَلِكَ الرَّسْم خلت لَهُ الوحوش لكَونهَا بِهِ فَلم ترض غَيره مسكنا وخلا هُوَ لَهَا 5 - الْمَعْنى أَنَّهَا بَعْدَمَا استعبدته بالحب صَارَت تسائل أَهله على سَبِيل التجاهل عَن سَبَب تغير أَحْوَاله مَعَ كَونهَا تعلم أَنَّهَا هِيَ الَّتِي أوقعته فِي تِلْكَ الْأَحْوَال 6 - صدف عَنهُ أعرض وَخبر برح مَحْذُوف وَالْمعْنَى وَمَا برح الواشون فِي عَمَلهم حَتَّى أنفذوا فِينَا وَمَا راموا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 (وَحَتَّى رَأينَا أحسن الْوَصْل بَيْننَا ... مساكنة لَا يقرف الشَّرّ قارف) وَقَالَ آخر (فَإِن ترجع الْأَيَّام بيني وَبَينهَا ... بِذِي الأثل صيفا مثل صَيْفِي ومربعي) 3 - (أَشد بأعناق النَّوَى بعد هَذِه ... مرائر إِن جاذبتها لم تقطع) وَقَالَ كُلْثُوم بن صَعب 4 - (دَعَا دَاعيا بَين فَمن كَانَ باكيا ... معي من فِرَاق الْحَيّ فَليَأْتِنِي غَدا)   وَحَتَّى جاءتنا قُلُوب تصرف الود والميل بِمَا تَأتيه وتستعمله من الوشاية عَن قُلُوب أخر 1 - القرف اقتراف الشَّرّ واكتسابه ومساكتة مفعول ثَان لرأينا وَالْمعْنَى وَحَتَّى رَأينَا أحسن الْوَصْل بَيْننَا مُلَازمَة السُّكُوت من الْجَانِبَيْنِ توقيا من تُهْمَة تتسلط بِحَيْثُ لَا يبْعَث الشَّرّ بَيْننَا باعث هَذَا والمساكتة لَا تكون من جنس الْوِصَال لَكِنَّهَا تجْعَل بَدَلا مِنْهُ يُرِيد رَأينَا أَن أحسن شَيْء بَيْننَا أَن نسكت حَتَّى يكف الوشاة بَيْننَا وَبَين من نحب 2 - ترجع أَي ترد وَذُو الأثل مَوضِع والمربع الرّبيع 3 - النَّوَى الْبعد والمرائر جمع مريرة وَهِي الْحَبل الْمُحكم الفتل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ فَإِن تعد الْأَيَّام بيني وَبَينهَا بِذِي الإثل صيفا ومربعا يكون بهما مثل صَيْفِي ومربعي اللَّذين حصل بهما الْوِصَال واللذة اللَّذَان كَانَا بَيْننَا فِي أيامهما أَشد بأعناق الْبعد بعد هَذِه الْفرْقَة حِبَالًا محكمَة الفتل إِن عالجتها بالجذب لم تتقطع بِحَيْثُ لَا يُمكنهُ أَن يصل إِلَيْنَا ثَانِيًا 4 - الْمَعْنى نَادَى مُنَادِي الْفِرَاق بالرحيل فَمن كَانَ الْفِرَاق ثقيلا عَلَيْهِ فَليَأْتِنِي غَدا لنتشارك فِي حمله بِكَثْرَة الْبكاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 (فليت غَدا يَوْم سواهُ وَمَا بقى ... من الدَّهْر ليل يحبس النَّاس سرمدا) (لتبك غرانيق الشَّبَاب فإنني ... إخال غَدا من فرقة الْحَيّ موعدا) 3 - وَقَالَ زِيَاد بن حمل بن سعد بن عميرَة بن حُرَيْث 4 - (لَا حبذا أَنْت يَا صنعاء من بلد ... وَلَا شعوب هوى مني وَلَا نقم) 5 - (وَلنْ أحب بلادا قد رَأَيْت بهَا ... عنسا وَلَا بَلَدا حلت بِهِ قدم)   1 - بقى لُغَة بني طيىء وَالْمعْنَى أَتَمَنَّى أَن يكون لي بدل يَوْم غَد يَوْم آخر غَيره تفاديا مِمَّا يجْرِي من الْفِرَاق وَأَن يكون بدل اللَّيْلَة الحائلة بَيْننَا وَبَين غَد مَا بَقِي من الدَّهْر كُله تمنى طول لَيْلَة حَتَّى لَا يكون فِي غده فِرَاق أبدا 2 - الغرانيق النواعم من الشبَّان وَالْمعْنَى ليبك من الشبَّان من يُرِيد الْبكاء فَإِن غَدا موعد فرقة الْحَيّ لَا بُد من وُرُوده من ارتحالهم 3 - وَيُقَال لَهُ زِيَاد ابْن منقذ أحد بني عدي من بني تَمِيم وَكَانَ قد نزل صنعاء فاستوبأها وَكَانَ منزله بِنَجْد فِي وَادي أشي فَقَالَ هَذِه القصيدة يتشوق فِيهَا إِلَى بِلَاده 4 - صنعاء بلد عَظِيم بِالْيمن وشعوب قصر بِالْيمن مَعْرُوف بالارتفاع أَو بساتين ورياض بِظَاهِر صنعاء ونقم بِضَمَّتَيْنِ أَو بِفتْحَتَيْنِ جبل مطل على صنعاء الْيمن قرب غمدان وَمن للْبَيَان والهوى بِمَعْنى المهوى وَالْمعْنَى لَا مَحْبُوب فِي الْأَشْيَاء أَنْت يَا صنعاء من بَين بلادي وَلَا مَحْبُوب فِي الْأَشْيَاء أَيْضا شعوب وَلَا نقم 5 - عنس مخلاف بِالْيمن ينْسب إِلَى عنس بن مَالك بن أدد وَكَذَلِكَ قدم مُقَابل لقرية يُقَال لَهَا مهجرة سمي باسم قَبيلَة يُقَال لَهَا قدم وَهِي الَّتِي تنْسب إِلَيْهَا الثِّيَاب القدمية وَالْمعْنَى وَغير مَحْبُوب إِلَيّ أَيْضا بِلَاد فِيهَا قَبيلَة عنس وَلَا أحب أَيْضا بَلَدا سكنته قَبيلَة قدم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 (إِذا سقى الله أَرضًا صوب غادية ... فَلَا سقاهن إِلَّا النَّار تضطرم) (وحبذا حِين تمسي الرّيح بَارِدَة ... وَادي أشي وفتيان بِهِ هضم) 3 - (الواسعون إِذا مَا جر غَيرهم ... على الْعَشِيرَة والكافون مَا جرموا) 4 - (والمطعمون إِذا هبت شآمية ... وباكر الْحَيّ من صرادها صرم) 5 - (وشتوة فللوا أَنْيَاب لزبتها ... عَنْهُم إِذا كلحت أنيابها الأزم)   1 - الصوب نزُول الْمَطَر والغادية السحابة الَّتِي تَغْدُو نَهَارا وَالْمعْنَى إِذا سقى الله أَرضًا غير هَذِه الْبِلَاد مَطَرا فَسَقَاهَا نَارا تشتعل 2 - برد الرّيح يدل على الْقَحْط لوُقُوعه شتاء ووادي أشي مَوضِع بالوشم والوشم وَاد بِالْيَمَامَةِ فِيهِ نخل والهضم جمع هضوم وَهُوَ الَّذِي يصرف مَاله ويبذله كَيْفَمَا شَاءَ فِي الضِّيَافَة وَالْمعْنَى لَا أحب مَا ذكر من الْبِلَاد بل الَّذِي هُوَ أحب الْأَشْيَاء عِنْدِي وَادي أشي الَّذِي يجمع فتيانا كرماء يبذلون أَمْوَالهم وَالزَّمَان زمَان الْقَحْط 3 - الواسعون مَأْخُوذ من الوسع وَهُوَ الطَّاقَة وَالْمعْنَى وهم الَّذين يُوسعُونَ على الْعَشِيرَة بتحمل الدِّيات والغرامات إِذا حصلت لَهُم جِنَايَة من غَيرهم وَإِن سبق الجرم من أنفسهم كفوا عشيرتهم تكاليفه 4 - مفعول المطعمون مَحْذُوف وشآمية حَال من فَاعل هبت وَهِي الرّيح الشامية والصراد السَّحَاب الرَّقِيق الَّذِي لَا مَاء فِيهِ والصرم أَصله فِي أقطاع الْإِبِل فاستعاره لقطع السَّحَاب الْمَذْكُور وَالْمعْنَى وهم الَّذين يطْعمُون المحتاجين إِذا هبت الرّيح شآمية وَجَاء الْحَيّ قطع من السَّحَاب الَّذِي لَا مَاء فِيهِ بكرَة فيشتد الزَّمَان بِالْقَحْطِ 5 - الفل الْكسر واللزبة الشدَّة وكلح عبس والأزم جمع أزوم وَهُوَ العضوض وَجعل الأنياب مثلا لبلوغها النِّهَايَة يَقُول وَرب شتوة فرقوا شدائدها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 (حَتَّى انجلى حَدهَا عَنْهُم وجارهم ... بنجوة من حذار الشَّرّ معتصم) (هم البحور عَطاء حِين تَسْأَلهُمْ ... وَفِي اللِّقَاء إِذا تلقى بهم بهم) 3 - (وهم إِذا الْخَيل حالوا فِي كواثبها ... فوارس الْخَيل لَا ميل وَلَا قرم) 4 - (لم ألق بعدهمْ حَيا فَأخْبرهُم ... إِلَّا يزيدهم حبا إِلَيّ هم)   ودفعوها عَن عشيرتهم إِذا ظَهرت عابسة عاضة بأنيابها 1 - الْحَد فِي الأَصْل غرب السَّيْف أَو السكين وضربه مثلا للشدة أَيْضا والنجوة المرتفعة من الأَرْض لَا يبلغهَا السَّيْل هَذَا أَصله وَلكنه جعله مجَازًا عَن الملاذ الَّذِي آووا إِلَيْهِ واعتصموا بِهِ حذرا من الشَّرّ وَالْمعْنَى ودام دفعهم لتِلْك الشدَّة حَتَّى انْكَشَفَ عَنْهُم وَصَارَ جارهم معتصما من حذار الشَّرّ بعز ومنعة تشبه الْمَكَان الْمُرْتَفع الَّذِي لَا يبلغهُ السَّيْل 2 - الْبَاء زَائِدَة والبهم جمع بهمة وَهُوَ الشجاع الَّذِي لَا يدْرِي كَيفَ يُؤْتِي لاستبهام شَأْنه وَالْمعْنَى أَنهم كالبحور فِي الْعَطاء إِذا سئلوا وشجعانا باسلون فِي الْحَرْب عِنْد لِقَاء الْعَدو 3 - حالوا أَي ركبُوا يُقَال حَال فِي ظهر دَابَّته إِذا ركبهَا والكواثب جمع كاثبة وَهِي أَعلَى الظّهْر من الدَّابَّة والميل جمع أميل وَهُوَ الَّذِي لَا يثبت على ظهر الْفرس والقزم الضَّعِيف من النَّاس يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع والمذكر والمؤنث وَالْمعْنَى أَنهم ذَوُو مهارة وفروسية فَإِذا ركبُوا ظُهُور الْخَيل ثبتوا عَلَيْهَا غير ضعفاء وَلَا ميل فكأنهم فرسانها وأربابها 4 - الضَّمِير فِي قَوْله يزيدهم للْمَفْعُول وهم الثَّانِي للْفَاعِل وهما لشَيْء وَاحِد يَعْنِي قومه وَالْمعْنَى لم يَقع لِقَاء حَيّ بعدهمْ فاختبار إِلَّا زادني ذَلِك حبا لَهُم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 (كم فيهم من فَتى حُلْو شمائله ... جم الرماد إِذا مَا أخمد الْبرم) (تحب زَوْجَات أَقوام حلائله ... إِذا الأنوف امترى مكنونها الشبم) 3 - (ترى الأرامل والهلاك تتبعه ... يستن مِنْهُ عَلَيْهِم وابل رذم) 4 - (كَأَن أَصْحَابه بالقفر يمطرهم ... من مستحير غزير صَوبه ديم)   1 - كم للتكثير وجم الرماد كَثِيره وَلَا يكثر الرماد إِلَّا لِكَثْرَة الأضياف فَهُوَ كِنَايَة عَن الْكَرم والبرم هُوَ الَّذِي لَا يدْخل مَعَ الْقَوْم فِي الميسر لدناءته وخسته وَالْمعْنَى أَنهم أسخياء كرماء فكم فيهم من فَتى حسن الشيمة مكرم للضيف إِذا أخمد الْبَخِيل ناره منعا للضيفان من النُّزُول عِنْده 2 - الحلائل جمع حَلِيلَة الْمَرْأَة المتزوجة وامترى استخرج والمكنون المستور وَأَرَادَ بِهِ مَا يسيل من الأنوف عِنْد الْبرد والشبم الْبرد وَالْمعْنَى أَن هَذَا الرجل يسر يُوسع على عِيَاله فَإِذا اشْتَدَّ الْقَحْط وَخرج المَاء من الأنوف لشدَّة الْبرد أطعمت حلائله حلائل غَيره من النَّاس فيحبونهن ويثنون عَلَيْهِنَّ بأنهن يهدبن للجارات 3 - الأرامل جمع أرملة وأرمل لِأَنَّهُ يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى وهم الَّذين قد انْقَطع زادهم والهلاك الْفُقَرَاء الَّذين أشرفوا على الْهَلَاك والاستنان الانصباب والوابل الْمَطَر الْكثير والرذم السَّائِل وَالْمعْنَى أَنه رجل بلغ النِّهَايَة فِي الْعَطاء فالأرامل والفقراء تتبعه فيعطيهم بِقدر آمالهم ويزيدهم 4 - القفر من الأَرْض مَا لَا نَبَات فِيهِ وَلَا مَاء والمستحير السَّحَاب الَّذِي لَا ينْتَقل من مَكَانَهُ وَهُوَ مَمْلُوء بِالْمَاءِ والغزير الْكثير والصوب الانصباب والديم جمع دِيمَة وَهِي الْمَطَر الدَّائِم فِي سُكُون وَالْمعْنَى أَن أَصْحَابه فِي القفر من الأَرْض فِي غَضَاضَة عَيْش وتنعم لما يبذله لَهُم من الْجُود وَالعطَاء الَّذِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 (غمر الندى لَا يبيت الْحق يثمده ... إِلَّا غَدا وَهُوَ سامي الطّرف يبتسم) (إِلَى المكارم يبنيها ويعمرها ... حَتَّى ينَال أمورا دونهَا قحم) 3 - (تشقى بِهِ كل مرباع مودعة ... عرفاء يشتو عَلَيْهَا تامك سنم) 4 - (إِن العقائل لَا يَدْعُو لمسيرها ... وَلَا يشح عَلَيْهَا حِين تقتسم) 5 - (ترى الجفان من الشيزى مكللة ... قدامه زانها التشريف وَالْكَرم)   هُوَ كالمطر المنصب الدَّائِم 1 - الْغمر الْكثير والندى الْعَطاء ويثمده يكثر عَلَيْهِ حَتَّى يفنى مَا عِنْده وَالْحق حق الْقرى وَغَيره والسامي العالي وَقَوله لَا يبيت الخ يشْتَمل على معنى الشَّرْط وَالْجَزَاء أَي كلما بَات يثمد مَا عِنْده ويفنيه غَدا سامي الطّرف مُبْتَسِمًا 2 - إِلَى مُتَّصِل بقوله غَدا والقحم واحدتها قحمة وَهِي الشدَّة الْمهْلكَة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنه وافر السخاء فَكلما بَات الْحق يثمد مَا عِنْده غَدا عالي الطّرف مُبْتَسِمًا وَإِن بَات يعاني مشقة من إِعْطَاء النَّاس بانيا عَامِرًا للمكارم حَتَّى ينَال أمورا دون نيلها شَدَائِد مهلكة 3 - المرباع النَّاقة الَّتِي من شَأْنهَا أَن تضع وَلَدهَا فِي الرّبيع وَهُوَ الْمَحْمُود من النِّتَاج والمودعة الَّتِي لَا تركب وَلَا تحمل والعرفاء السمينة الغليظة الَّتِي صَار لَهَا كالعرف والتامك السنام والسنم العالي وَالْمعْنَى أَنه لِكَثْرَة كرمه ينْحَر من الْإِبِل أعزها وأسمنها للأضياف 4 - العقائل جمع عقيلة وَهِي الْكَرِيمَة من الْإِبِل وَالشح الْبُخْل وَالْمعْنَى أَنه لَا يسرح الْإِبِل الْكَرِيمَة إِلَى المرعى بل يحبسها لينحرها للضيفان وَلَا يبخل عِنْد التَّقْسِيم 5 - الشيزي خشب يصنع مِنْهُ الجفان وَهِي جمع جَفْنَة وَهِي الْقَصعَة وتكليل الجفان جعلهَا مغطاة بِقطع كبار من اللَّحْم وَقَوله زانها الخ يُرِيد مَا يَسْتَعْمِلهُ من اللطف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 (ينوبها النَّاس أَفْوَاجًا إِذا نَهِلُوا ... علوا كَمَا عل النهلة النعم) (زارت رويقة شعثا بعد مَا هجعوا ... لَدَى نواحل فِي أرساغها الخدم) 3 - (وَقمت للزور مرتاعا فأرقني ... فَقلت أَهِي سرت أم عادني حلم) 4 - (وَكَانَ عهدي بهَا وَالْمَشْي يبهظها ... من الْقَرِيب وَمِنْهَا النّوم والسأم)   والمؤانسة للأضياف وَالْمعْنَى أَن الجفان الْمعدة للأضياف عَلَيْهَا كالأكاليل من قطع اللَّحْم يزينها مَا يَسْتَعْمِلهُ من اللطف والتأنيس مَعَ الضيفان 1 - ينوبها النَّاس أَي يتناوبونها طَائِفَة بعد طَائِفَة والنهل من الشّرْب أَوله والعل ثَانِيه وَهَذَا كِنَايَة عَن الامتلاء والشبع ووفرة مَا يُؤْكَل وَالنعَم من الْإِبِل وَالْمعْنَى أَن النَّاس يأْتونَ إِلَى هَذِه الجفان طَائِفَة بعد أُخْرَى وَمن أكل مرّة يعود إِلَى الْأكل ثَانِيَة لِكَثْرَة مَا هُوَ مَوْجُود من الطَّعَام 2 - رويقة اسْم محبوبته والأشعث المغبر والنواحل الْإِبِل المهزولة والخدم السيور الَّتِي تشد فِي رسغ الْبَعِير وَالْمعْنَى زار خيال هَذِه المحبوبة قوما غبرا مسافرين بعد مَا نَامُوا عِنْد الْإِبِل المهزولة من طول السّفر 3 - الزُّور الزائر يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع والمذكر والمؤنث ومرتاعا أَي فَزعًا من قَوْلك رعته فارتاع إِذا أفزعته وأرقني أيقظني وأسهرني وَسكن الْهَاء من قَوْله أَهِي مَعَ ألف الِاسْتِفْهَام لِأَنَّهُ أجْرى ألف الِاسْتِفْهَام مجْرى وَاو الْعَطف وَالْمعْنَى أنني قُمْت للزائر من النّوم فَزعًا فأسهرني فَقلت هَل قصدتني بِنَفسِهَا أم أرْسلت إِلَيّ خيالها فِي الْمَنَام يُرِيد أَي الْأَمريْنِ كَانَ 4 - الْوَاو من قَوْله وَكَانَ وَاو الْحَال من قَوْله أَهِي سرت فِي الْبَيْت قبله ويبهظها يثقلها ويشق عَلَيْهَا وَالْمعْنَى كَيفَ سرت وَقد كَانَ عهدي بهَا أَن الْمَشْي الْقَرِيب يثقلها وَمن عَادَتهَا النّوم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 (وبالتكاليف تَأتي بَيت جارتها ... تمشي الهوينا وَمَا تبدو لَهَا قدم) (سود ذوائبها بيض ترائبها ... درم مرافقها فِي خلقهَا عمم) 3 - (رويق إِنِّي وَمَا حج الحجيج لَهُ ... وَمَا أهل بجنبي نَخْلَة الْحرم) 4 - (لم ينسني ذكركُمْ مذ لم ألاقكم ... عَيْش سلوت بِهِ عَنْكُم وَلَا قدم) 5 - (وَلم تشاركك عِنْدِي بعد غانية ... لَا وَالَّذِي أَصبَحت عِنْدِي لَهُ نعم)   والملال 1 - تمشي الهوينا أَي على تؤدة ورفق وَالْمعْنَى أَنَّهَا تمشي بتؤدة ورفق إِلَى بَيت جارتها من غير أَن يظْهر لَهَا قدم يصفها بِأَنَّهَا خَفِيفَة فِي مشيها إِذا مشت لَا تزعج أحدا 2 - سود ذوائبها أَي لِأَنَّهَا شَابة والترائب عِظَام الصَّدْر حَيْثُ يعلق الحى ي وَاحِدهَا تريبة والدرم وَاحِدهَا أدرم يُقَال مرفق أدرم إِذا لم يكن لَهُ حجم لاكتنازه بِاللَّحْمِ والعمم يُرِيد بِهِ الطول والعظم وَالْمعْنَى أَنَّهَا حَسَنَة الْخلق كَامِلَة الْأَوْصَاف الَّتِي مِنْهَا سَواد شعر الذوائب وَبَيَاض الصَّدْر وَكَثْرَة لحم الْمرَافِق ورشاقة الْقد 3 - رويق مرخم رويقة وَالْوَاو للقسم وَمَا بِمَعْنى الَّذِي والأهلال رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ ونخلة مَكَان يقرب من مَدِينَة الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 4 - لم ينسني جَوَاب الْقسم وَحقّ جَوَاب الْقسم إِذا كَانَ أَوله حرف نفي أَن يكون بِمَا أَو بِلَا وَلكنه أَتَى بلم للضَّرُورَة والقدم طول الْعَهْد 5 - الغانية الْمَرْأَة الغنية بجمالها عَن الزِّينَة وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة يَا رويقة أَنِّي أقسم بِالْبَيْتِ الَّذِي حج إِلَيْهِ الْحجَّاج وبلهلال الْحرم بِالتَّلْبِيَةِ بجنبي نَخْلَة مَا أنساني ذكركُمْ عَيْش أسلوبه وَمَا شغلني عَنْكُم طول الْعَهْد مُنْذُ فارقتكم وَمَا أشركت فِي حبي إياك غانية سواك لَا وَالله الَّذِي أَسْبغ عَليّ نعمه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 (مَتى أَمر على الشقراء معتسفا ... خل النقا بمروح لَحمهَا زيم) (والوشم قد خرجت مِنْهُ وقابلها ... من الثنايا الَّتِي لم أقلهَا ثرم) 3 - (يَا لَيْت شعري عَن جَنْبي مكشحة ... وَحَيْثُ تبنى من الحناءة الأطم) 4 - (عَن الإشاءة هَل زَالَت مخارمها ... وَهل تغير من آرامها إرم) 5 - (وجنة مَا يذم الدَّهْر حاضرها ... جبارها بالندى وَالْحمل محتزم)   1 - مَتى أَمر استبعاد لطول الْعَهْد واستعجال لما يتمناه من الْعود إِلَى هَذِه الْأَمَاكِن الَّتِي ذكرهَا والشقراء مَاء كثير النّخل وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا عني بِهِ فرسه والاعتساف الْعُدُول عَن الجادة والخل الطَّرِيق النَّافِذ فِي الرمل والنقا الرمل والمروح الْفرس النشيط والزيم انضمام اللَّحْم بعضه إِلَى بعض واشتداد اكتنازه وَالْمعْنَى أَتَمَنَّى قرب مروري على هَذَا الْموضع بفرس نشيط مرح مكتنز اللَّحْم مضموم بعضه إِلَى بعض 2 - الوشم مَوضِع بِالْيَمَامَةِ يشْتَمل على خمس قرى عَلَيْهَا سور وَاحِد من لبن وَفِيه نخيل وزروع وَهُوَ مَعْطُوف على خل النقا فِي الْبَيْت قبله وَقَوله قد خرجت يَعْنِي فرسه المروح والثنايا جمع ثنية وَهِي الْعقبَة أَو الطَّرِيق بَين الْجبَال وقلاه أبغضه والثرم جبل بِالْيَمَامَةِ وَالْمعْنَى أَتَمَنَّى أَيْضا مروري على الوشم الَّذِي تخرج مِنْهُ فرسي ويقابلها ثرم من العقبات الَّتِي لم أبغضها 3 - المكشحة مَوضِع بِالْيَمَامَةِ والحناءة رمل من رمال عالج والأطم الْحسن 4 - الإشاءة بدل من جَنْبي مكشحة وَهُوَ اسْم مَوضِع أَيْضا والمخارم الطّرق فِي الغلظ والإرم الطَّرِيق وَمعنى الْبَيْتَيْنِ يَا قوم لَيْت علمي كَانَ وَاقعا بأحوال هَذِه الْمَوَاضِع هَل هِيَ بَاقِيَة على مَا عهدتها أم تَغَيَّرت 5 - مَا يذم الدَّهْر حاضرها يُرِيد وَعَن جنَّة يرضى حاضرها عَن الدَّهْر وَيَحْمَدهُ لما فِيهَا من الخصب وسعة الْعَيْش والجبار النَّخْلَة الطَّوِيلَة والندى الرُّطُوبَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 (فِيهَا عقائل أَمْثَال الدمى خرد ... لم يغذهن شقا عَيْش وَلَا يتم) (ينتابهن كرام مَا يذمهم ... جَار غَرِيب وَلَا يُؤْذى لَهُم حشم) 3 - (مخدمون ثقال فِي مجَالِسهمْ ... وَفِي الرّحال إِذا صاحبتهم خدم) 4 - (بل لَيْت شعري مَتى أغدوا تعارضني ... جرداء سابحة أَو سابح قدم)   وَالْحمل الطّلع والاحتزام الالتفاف وَالْمرَاد فِيهَا الخصب وَالْمعْنَى وأستخبر أَيْضا عَن أَحْوَال جنَّة تحمل أبدا وتدوم مخضرة معمورة بِالنَّخْلِ الَّتِي يجتنى مِنْهَا الثَّمر 1 - العقائل جمع عقيلة وَهِي كَرِيمَة الْحَيّ والدمي جمع دمية وَهِي الصُّورَة المنقوشة والخرد جمع خريدة وَهِي الْبكر 2 - ينتابهن يقصدهن والحشم الأتباع والخدم 3 - مخدمون أَي لأَنهم سادة وَأَرَادَ بالثقال أَنهم ذَوُو وقار وحلم وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة أَن فِي هَذِه الْجنَّة نسَاء كرائم حييات بيضًا أَبْكَارًا نواعم نشأن على رغد الْعَيْش والراحة بتربية آبائهن يقصدهن من النَّاس كرامهم وأعزاؤهم لَا يذمهم جَار غَرِيب بل يمدحهم لما يجده من إِحْسَان الْقرى وَلَا يُؤَدِّي لَهُم أَتبَاع لحسن أَخْلَاقهم مخدمون سادة أَصْحَاب رزانة ووقار وحلم فِي مجَالِسهمْ وَإِذا صاحبتهم فِي السّفر وَجَدتهمْ خدما لمن يرافقهم 4 - بل تدخل للإضراب عَن الأول وَالْإِثْبَات للثَّانِي وَكَأَنَّهُ أَرَادَ الِانْصِرَاف عَمَّا كَانَ فِيهِ وَأَرَادَ الِاشْتِغَال بِغَيْرِهِ فَأتى ببل إِيذَانًا بذلك وتعارضني مَعْنَاهُ إِذا أردْت أَن أقودها سبقتني إِلَى مَا أُرِيد مِنْهَا يُرِيد أَنَّهَا سهلة المقادة قَوِيَّة سريعة والجرداء من الْخَيل القصيرة الشّعْر وَهُوَ مَحْمُود فِيهَا والسبح نوع من الْعَدو كَأَن الْفرس يسبح فِي جريه والقدم الْمُتَقَدّم السَّابِق يُوصف بِهِ الذّكر وَالْأُنْثَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 (نَحْو الأميلح أَو سمنان مبتكرا ... بفتية فيهم المرار وَالْحكم) (لَيست عَلَيْهِم إِذا يَغْدُونَ أردية ... إِلَّا جِيَاد قسي النبع واللجم) 3 - (من غير عدم وَلَكِن من تبذلهم ... للصَّيْد حِين يَصِيح القانص اللَّحْم) 4 - (فيفزعون إِلَى جرد مسومة ... أفنى دوابرهن الركض والأكم)   1 - الأميلح مَاء لبني ربيعَة الْجُوع وسمنان مَوضِع بالبادية وَقيل هُوَ بديار بني تَمِيم قرب الْيَمَامَة والمرار أَخُو الشَّاعِر وَالْحكم ابْن عَمه هَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَقَالَ غَيره هما أَخَوَاهُ وَمعنى الْبَيْتَيْنِ يَا قوم لَيْت علمي حَاصِل مَتى أغدو بفرس سابحة أَو سابح سَابق أقوده فيسبقني لسلاسة قياده إِلَى جِهَة الأميلح وسمنان مبتكرا مَعَ فتية فيهم أخي وَابْن عمي 2 - كَانَ الرجل من الْعَرَب يخلع لجام فرسه فيتقلد بِهِ أَو يَجعله على خصره وَرفع الأجياد وَالْوَجْه الْجيد النصب لِأَنَّهُ اسْتثِْنَاء مُنْقَطع والنبع شجر تتَّخذ مِنْهُ القسي 3 - من غير تعلق بقوله لَيست عَلَيْهِم إِذا يَغْدُونَ والعدم الْفقر والقانص الصَّائِد وَاللَّحم الرَّاغِب فِي أكل اللَّحْم وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن أُولَئِكَ الْفتية لَيْسَ عَلَيْهِم أردية إِذا يَغْدُونَ غير القسي الْجِيَاد من النبع وَغير لجم خيولهم الَّتِي يتقلدون بهَا وخلوهم من الأردية لَيْسَ لفقر بل لتبذلهم وولوعهم بالصيد يصفهم بِأَنَّهُم أهل صيد وفروسية 4 - فيفزعون أَي يلجؤن والجرد من الْخَيل القصيرة الشّعْر والمسومة المعلمة بعلامات تعرف بهَا والدوابر مآخر الحوافر والأكم جمع أكمة وَهِي الْجَبَل وَالْمعْنَى أَنهم إِذا صَوت القانص يلتجئون إِلَى خيل قَصِيرَة الشّعْر نشيطة معلمة قد أفنى مآخير حوافرها ركض الفوارس لَهَا وتأثير الْجبَال فِي حوافرها لِأَن جريها كَانَ عَلَيْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 (يرضخن صم الحصافى كل هاجرة ... كَمَا تطايح عَن مرضاخه الْعَجم) (يَغْدُو أمامهم فِي كل مربأة ... طلاع أنجدة فِي كشحه هضم) 3 - وَقَالَ عَمْرو بن ضبيعة الرقاشِي 4 - (تضيق جفون الْعين عَن عبراتها ... فتسفحها بعد التجلد وَالصَّبْر) 5 - (وغصة صدر أظهرتها فرفهت ... خزارة حر فِي الجوانح والصدر)   1 - أصل الرضخ الْكسر والصم الصلاب والهاجرة نصف النَّهَار عِنْد اشتداد الْحر وتطايح تطاير والمرضاخ الْحجر الَّذِي يكسر عَلَيْهِ النَّوَى أَو بِهِ والعجم النَّوَى شبه مَا تطؤه الحوافر وَمَا تكسره من صلاب الْحَصَى بِمَا يتطاير من النَّوَى عَن المرضاخ نصف الْخَيل بِشدَّة الْعَدو وصلابة الْحَافِر فَيَقُول أَنَّهَا ترمي صلاب الْحَصَا إِذا عدت فِي نصف النَّهَار عِنْد اشتداد الْحر فيتطاير كتطاير النَّوَى عَن مرضاخه 2 - المربأة المرقبة والأنجدة جمع نجد الْمَكَان الْمُرْتَفع والكشح الخصر والهضم دقة الخاصرة يصف الْفتية بِكَثْرَة الْبَذْل وعلو الهمم فَيَقُول يمشي أمامهم فِي الغدو فِي كل مرقبة رجل عالي الهمة بذول ضامر الْبَطن من الْجُوع لَا يثاره غَيره بِالطَّعَامِ على نَفسه 3 - أحد بني رقاش وهم منسوبون إِلَى أمّهم 4 - العبرات الدُّمُوع وتسفحها تصبها وَالْمعْنَى أَن الْعين تمتلئ دموعا حَتَّى تتضايق جفونها عَن احتباسها فتصبها بعد قُوَّة وتصبر 5 - الضَّمِير فِي أظهرتها رَاجع إِلَى العبرات ورفهت أَي وسعت والحزازة وجع فِي الْقلب والجوانح الضلوع وَالْمعْنَى وَرب غُصَّة فِي الصَّدْر أظهرتها العبرات فوسعت حزازة فِي الضلوع والصدر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 (أَلا ليقل من شَاءَ مَا شَاءَ إِنَّمَا ... يلام الْفَتى فِيمَا اسْتَطَاعَ من الْأَمر) (قضى الله حب الْمَالِكِيَّة فاصطبر ... عَلَيْهِ فقد تجْرِي الْأُمُور على قدر) وَقَالَت وجيهة بنت أَوْس الضبية 3 - (وعاذلة تغدوا عَليّ تلومني ... على الشوق لم تمح الصبابة من قلبِي) 4 - (فَمَا لي إِن أَحْبَبْت أَرض عشيرتي ... وأبغضت طرفاء القصيبة من ذَنْب) 5 - (فَلَو أَن ريحًا بلغت وَحي مُرْسل ... حفي لنا جيت الْجنُوب على النقب) 6 - (فَقلت لَهَا أُدي إِلَيْهِم رسالتي ... وَلَا تخلطيها طَال سعدك بالترب)   1 - اللَّام من قَوْله ليقل دخلت على فعل الْغَائِب وَقد تدخل فِي فعل الْمُخَاطب وَقَوله مَا شَاءَ أَرَادَ مَا شَاءَ أَن يَقُوله فَحذف الْمَفْعُول وَالْمعْنَى لَا أُبَالِي بلوم أحد فَلْيقل من شَاءَ القَوْل مَا شَاءَ أَن يَقُوله فَإِن الملام يسْتَحقّهُ الْفَتى فِيمَا يطيقه ثمَّ لَا يَفْعَله فَأَما مَا لَا يطيقه فَقَط سقط عَنهُ اللوم فِيهِ 2 - الْمَعْنى حتم الله عَلَيْك حب الْمَالِكِيَّة وأوجبه فتكلف الصَّبْر فِيهِ فَإِن مجْرى الْأُمُور على حسب الْمَقَادِير 3 - الْمَعْنى وَرب عاذلة تَغْدُو عَليّ باللوم على مَا أَنا فِيهِ من الغرام والشوق لَا يُؤَدِّي عتبها إِلَى طائل إِذا أَنَّهَا لَا تطِيق أَن تمحو بعذلها مَا فِي قلبِي من الصبابة 4 - الطرفاء شجر والقصيبة مَوضِع من أَرض الْيَمَامَة لتيم وعدي وعكل وثور بني عبد مَنَاة بن أد بن طلانجة وَالْمعْنَى حَيْثُ لَا يجدي العذل فَمَا لي من ذَنْب يضرني إِن أَحْبَبْت أَرض عشيرتي وأبغضت طرفاء القصيبة 5 - الْوَحْي الرسَالَة والحفي الْملح فِي سُؤَاله أَو هُوَ الَّذِي يتَعَلَّم الشَّيْء باستقصاء والنقب الطَّرِيق فِي الْجَبَل 6 - طَال سعدك اعْتِرَاض حسن جميل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 (فَإِنِّي إِذا هبت شمالا سَأَلتهَا ... هَل ازْدَادَ صداح النميرة من قرب) وَقَالَ مرداس بن همام الطَّائِي (هويتك حَتَّى كَاد يقتلني الْهوى ... وزرتك حَتَّى لامني كل صَاحب) 3 - (وَحَتَّى رَأَوْا مني أدانيك رقة ... عَلَيْهِم وَلَوْلَا أَنْت مَا لَان جَانِبي) 4 - (أَلا حبذا لوما الْحيَاء وَرُبمَا ... منحت الْهوى من لَيْسَ بالمتقارب)   وَالْغَرَض مِنْهُ الدُّعَاء للريح وَقَوْلها لَا تخلطيها بالترب كِنَايَة عَن الذل والإهانة تنهاها عَن أَن تذلها وتهينها وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَو أمكن للريح أَن تبلغ رِسَالَة مُرْسل ملح فِي سُؤَاله لناجيت ريح الْجنُوب الْمَارَّة على طَرِيق الْجَبَل فَقلت لَهَا أُدي إِلَى أحبتي رسالتي وَلَا تهينيها وتذليها بخلطها بِالتُّرَابِ أَطَالَ الله سعدك 1 - انتصب شمالا على الظّرْف أَي هبت الرّيح شمالا وَكَأن الْجنُوب كَانَت تهب من نَحْو أرْضهَا مُسْتَقْبلَة لديار أحبتها فَلذَلِك جَعلتهَا رسولها وَكَانَت الشمَال تهب من نَاحيَة أَرض حبيبها مُسْتَقْبلَة بلادها فَلذَلِك زعمت أَنَّهَا تسائلها عَمَّا أبهم عَلَيْهَا من أخبارهم والصدح الصَّوْت والنميرة هضبة بَين نجد وَالْبَصْرَة بعد الدهناء وَالْمعْنَى أَنِّي أسأَل الرّيح إِذا هبت من جِهَة الشمَال الَّتِي هِيَ نَاحيَة أَرض الْأَحِبَّة هَل ازدادت أصوات أهل النميرة من قرب 2 - لامني عذلني 3 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي تعلّقت بك وعشقتك حَتَّى كَاد يقتلني الْعِشْق وزرتك حَتَّى لم يبْق صَاحب إِلَّا لامني وعذلني وَحَتَّى رأى العواذل مني رقة عَلَيْهِم ولينا لَهُم وَلَوْلَا هَوَاك مَا لنت لَهُم 4 - مَحْبُوب حبذا مَحْذُوف ولوما الْحيَاء هُوَ فِي معنى لَوْلَا الْحيَاء وَالْمعْنَى حبب إِلَيّ التهتك فِي الْهوى لَوْلَا الْحيَاء يَمْنعنِي على أنني رُبمَا أَعْطَيْت هواي شخصا لَا مطمع فِي دنوه وقربه وَلَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 (بأهلي ظباء من ربيعَة عَامر ... عَذَاب الثنايا مشرفات الحقائب) وَقَالَ بعض بني أَسد (تبِعت الْهوى يَا طيب حَتَّى كأنني ... من أَجلك مضروس الْجَرِير قؤد) 3 - (تعجرف دهرا ثمَّ طاوع أَهله ... فَصَرفهُ الرواد حَيْثُ تُرِيدُ) 4 - (وَإِن ذياد الْحبّ عَنْك وَقد بَدَت ... لعينى آيَات الْهوى لشديد)   ينصفني فِي حبه 1 - بأهلي ظباء أَي يفدى بأهلي ظباء يَعْنِي نسَاء وَقَوله عَذَاب الثنايا أَي حسان المباسم والثغور ومشرفات الحقائب أَرَادَ عظيمات الأرداف والحقائب جمع حقيبة وَأَصلهَا للخرج يشد على عجز الْبَعِير أَو الْفرس فكنى بهَا عَن الأرداف وَالْمعْنَى يفدى بأهلي نسَاء كالظباء عَذَاب المباسم حسان الثغور مشرفات الأرداف 2 - طيب منادى مرخم والضروس من الضرس وَهُوَ العض والجرير الْحَبل وقؤد بِمَعْنى مقود وَكَانَت الْعَرَب إِذا صَعب الْبَعِير عَلَيْهِم وعسر انقياده أَتَوا بِحَبل ولفوا عَلَيْهِ قِطْعَة جلد ثمَّ تحز قَصَبَة أنف الْبَعِير وَيُوضَع ذَلِك فِيهِ فَإِذا حرك زمامه أوجعهُ ذَلِك فانقاد يَقُول أَعْطَيْت الْهوى مقادتي فتبعته حَيْثُ جرى كالبعير الَّذِي ضرس بذلك الْحَبل 3 - العجرفة الْإِقْدَام فِي هوج وَقلة المبالاة بِشَيْء وَيُقَال هُوَ يتعجرف على النَّاس أَي يركبهم بِمَا يكرهونه لَا يهاب شَيْئا والرواد جمع رائد وَهُوَ الَّذِي يذهب وَيَجِيء ورياد الْإِبِل اختلافها فِي المرعى مقبلة ومدبرة يصف ذَلِك الْبَعِير الصعب الَّذِي شبه بِهِ نَفسه بِأَنَّهُ كَانَ قد أَبى على أَهله وتكبر فَلَا يهاب شَيْئا وَمكث كَذَلِك زَمنا ثمَّ ذل وانقاد تصرفه الرواد حَيْثُ شَاءَت 4 - الذياد الدفاع وآيات الْهوى علاماته وآثاره وَالْمعْنَى إِن دفاع حبي عَنْك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 (وَمَا كل مَا فِي النَّفس لي مِنْك مظهر ... وَلَا كل مَا لَا نستطيع نذود) (وَإِنِّي لأرجو الْوَصْل مِنْك كَمَا رجا ... صدى الْجوف مرتادا كداه صلود) 3 - (وَكَيف طلابي وصل من لَو سَأَلته ... قذى الْعين لم يطْلب وَذَاكَ زهيد) 4 - (وَمن لَو رأى نَفسِي تسيل لقَالَ لي ... أَرَاك صَحِيحا والفؤاد دو جليد) 5 - (فيا أَيهَا الريم الْمحلى لبانه ... بكرمين كرمي فضَّة وفريد)   وَصَرفه عسر صَعب وَقد ظَهرت عَلَامَات الْهوى لعَيْنِي أميل مَعهَا حَيْثُ مَالَتْ 1 - نذود نطرد وندفع وَالْمعْنَى لَيْسَ جَمِيع مَا يشْتَمل عَلَيْهِ صَدْرِي يُمكن إِظْهَاره وَلَا كل مَا تُطِيقهُ النَّفس يسهل دَفعه 2 - الصدى العطشان ومرتادا أَي طَالبا وَهُوَ مَنْصُوب على الْحَال والكدى جمع كدية وَهِي حجر يعْتَرض فِي الْبِئْر عِنْد الاحتفار فَيمْتَنع قطعه بالمعاول والصلود الصلد الْيَابِس وَالْمعْنَى أَن رجائي فِي وصلك مَعَ حَاجَتي إِلَيْهِ رَجَاء رجل عطشان يطْلب المَاء ويرجوه من بِئْر هَذِه صفتهَا 3 - الطلاب الطّلب وقذى الْعين مَا يقذيها ويؤذيها وَأَرَادَ مَا يُزِيلهُ ويمنعه وَيطْلب يسعف وَالْمعْنَى كَيفَ أطلب وصل حبيب لَو سَأَلته إِزَالَة قذى الْعين لم يجبني إِلَيْهِ وَذَاكَ قَلِيل فِيمَا يسئل ويلتمس 4 - النَّفس الدَّم والفؤاد جليد يجوز أَن يكون المُرَاد بِهِ قلب الْمَرْأَة فَتكون الْوَاو للْحَال وَيجوز أَن يكون من تَمام قَول الْمَرْأَة وَتَكون الْوَاو للْعَطْف وَفِيه بعد وَالْمعْنَى وَكَيف أطلب وصل حَبِيبَة لَو رَأَتْ دمي يسيل من فرط مَا لَحِقَنِي من حبها لقالت أَرَاك صَحِيحا لَا عِلّة بك وَالْحَال أَن فؤادها جليد قوي قَاس 5 - الريم الظبي الْخَالِص الْبيَاض واللبان الصَّدْر والكرمان مثنى كرم القلادتان والفريد الدّرّ وَهُوَ مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر مَحْذُوف أَي وفريد فيهمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 (أجدي لَا أَمْشِي برمان خَالِيا ... وغضور إِلَّا قيل أَيْن تُرِيدُ) وَقَالَ رجل من بني الْحَرْث (منى إِن تكن حَقًا تكن أحسن المنى ... وَإِلَّا فقد عِشْنَا بهَا زَمنا رغدا) 3 - (أماني من سعدى رواء كَأَنَّمَا ... سقتك بهَا سعدى على ظمإ بردا) 4 - وَقَالَ آخر   1 - أجدي لَفظه اسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ الْقسم وَالْيَمِين وَالْمرَاد بالجد الْحَظ وَالْبخْت ورمان جبل فِي رمل من بِلَاد طيىء غربي سلمى أحد جبلي طيىء وَإِلَيْهِ انْتهى فل أهل الرِّدَّة أَيَّام أبي بكر الصّديق فقصدهم خَالِد بن الْوَلِيد فَرَجَعُوا إِلَى الْإِسْلَام وغضور مَاء لطيىء على يسَار رمان وَمعنى الْبَيْتَيْنِ يَا أَيهَا الظبي الَّذِي تحلى صَدره بقلادتين من فضَّة فيهمَا در أقسم بجد مني أَن لَا أَمْشِي بالموضع الْمُسَمّى برمان خَالِيا وَلَا أَمر على المَاء الْمَعْرُوف بغضور إِلَّا قيل لي أَيْن تُرِيدُ وتقصد 2 - منى خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَهُوَ جمع منية والرغد السعَة فِي الْعَيْش وَالْمعْنَى هِيَ منى أَن تكن مُحَققَة فَهِيَ أحسن الْأَمَانِي وأوفقها للنَّفس وَإِن كَانَت كَاذِبَة فَإنَّا قد عِشْنَا بذكرها زَمنا ممتدا فِي عَيْش رغد 3 - بردا يُرِيد مَاء ذَا برد وَالْمعْنَى هِيَ أماني موقعها من قُلُوبنَا موقع المَاء الْبَارِد من ذِي الْغلَّة 4 - هُوَ الْعَوام بن عقبَة بن كَعْب بن زُهَيْر بن أبي سلمى شَاعِر إسلامي فِي عهد بني الْعَبَّاس وَكَانَ قد كلف بِامْرَأَة من بني عبد الله بن غطفان وَكَانَت تحبه كَذَلِك فَخرج إِلَى مصر فِي ميرة فَبَلغهُ أَنَّهَا مَرِيضَة فَترك ميرته وكر رَاجعا نَحْوهَا وَأَنْشَأَ يَقُول (نبئت سَوْدَاء الغميم مَرِيضَة) الخ وَهِي سَبْعَة أَبْيَات وَقع اخْتِيَار أبي تَمام مِنْهَا على بَيْتَيْنِ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى بَلَدهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 (ونبئت سَوْدَاء الغميم مَرِيضَة ... فَأَقْبَلت من مصر إِلَيْهَا أعودها) (فوَاللَّه مَا أَدْرِي إِذا أَنا جِئْتهَا ... أأبرئها من دائها أم أزيدها) وَقَالَ آخر 3 - (إِنِّي وَإِيَّاك كالصادي رأى نهلا ... ودونه هوة يخْشَى بهَا التلفا) 4 - (رأى بِعَيْنيهِ مَاء عز مورده ... وَلَيْسَ يملك دون المَاء منصرفا)   لم يزل يتلطف حَتَّى رَأَتْهُ وَرَآهَا فأومأت إِلَيْهِ أَن مَا جَاءَ بك فَقَالَ جِئْت عَائِدًا حِين علمت علتك فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ أَن ارْجع فَإِنِّي فِي عَافِيَة فَرجع إِلَى ميرته وَاسْتمرّ بهَا الْمَرَض فَجعلت تتوله إِلَيْهِ حَتَّى مَاتَت فَلَمَّا بلغه الْخَبَر أنشأ يَقُول (سقى جدثا بَين الغميم وزلفة ... أحم الذرى واهي الْعِزّ إِلَى مطيرها) (إِذا سكنت عَنْهَا الْجنُوب تجاوبت ... جلاد مرابيع السَّحَاب وخورها) (وَإِنِّي لأَصْحَاب الْقُبُور لغابط ... بسوداء إِذْ كَانَت صدى لَا أزورها) (وَإِن تَكُ سَوْدَاء العشية فَارَقت ... فقد مَاتَ ملح الغانيات ونورها) (كَأَن فُؤَادِي يَوْم جَاءَ نعيها ... ملاءة قَز بَين أيد تطيرها) 1 - سَوْدَاء الغميم الخ الغميم وَاد فِي ديار حَنْظَلَة من بني تَمِيم وَاسم الْمَرْأَة ليلى ولقبها سَوْدَاء وَكَانَت تنزل الغميم فأضيفت إِلَيْهِ وَالْمعْنَى نبئت أَنَّهَا تألمت لعَارض عِلّة فَأَقْبَلت من أَهلِي بِمصْر عَائِدًا لَهَا 2 - الْمَعْنى أقسم وَالله لَا أَدْرِي إِذا أَنا جِئْت المحبوبة هَل أبرئها من دائها وعلتها أم أزيدها دَاء وَعلة 3 - الصادي العطشان والمنهل مَوضِع المَاء والهوة الحفرة العميقة وَالْمعْنَى أَن حَالي مَعَك كَحال العطشان الَّذِي رأى مَاء ودونه حُفْرَة عميقة يخَاف السُّقُوط فِيهَا لَو ذهب إِلَيْهِ 4 - المورد مَكَان وُرُود المَاء والمنصرف الِانْصِرَاف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 وَقَالَ آخر (أَلا بأبينا جَعْفَر وبأمنا ... نقُول إِذا الهيجاء سَار لواؤها) (وَلَا عيب فِيهِ غير مَا خوف قومه ... على نَفسه أَن لَا يطول بَقَاؤُهَا) وَقَالَ آخر 3 - (وَإِنِّي على هجران بَيْتك كَالَّذي ... رأى نهلا ريا وَلَيْسَ بناهل) 4 - (يرى برد مَاء ذيد عَنهُ وروضة ... برود الضُّحَى فينانة بالأصائل) وَقَالَ آخر   وَالْمعْنَى أَن ذَلِك الصادي نظر بِعَيْنيهِ مَاء يشق وُرُوده وَلَا يقدر أَن ينْصَرف عَنهُ لشدَّة مَا بِهِ من الظمأ 1 - أَلا بأبينا الخ تعلق الْجَار بِفعل مُقَدّر وَالْمرَاد يفدى بأبينا جَعْفَر وبأمنا والهيجاء الْحَرْب وأضاف اللِّوَاء إِلَى ضمير الهجاء لحاجتها إِلَيْهِ وَالْمعْنَى نقُول يفدى بأبينا وَأمنا جَعْفَر إِذا سَار لِوَاء الْحَرْب 2 - مَا زَائِدَة وَالْمعْنَى أَن جعفرا بَرِيء من الْعُيُوب إِلَّا من مَخَافَة قومه عَلَيْهِ أَن لَا يطول بَقَاؤُهُ فيهم أَي وَلَيْسَ ذَلِك بِعَيْب وَإِنَّمَا يشفقون مِمَّا ذكر تنافسا فِي حَيَاته وانتفاعا بمكانه وَأورد أَبُو تَمام هَذَا الْكَلَام فِي بَاب النسيب للطافة لَفظه وحلاوة مَعْنَاهُ وَإِن لم يكن مِنْهُ 3 - النهل والري مصدران جَعلهمَا اسْمَيْنِ وَالْمعْنَى إِنِّي على هجرانك كالظمآن الَّذِي رأى مَاء وَلَيْسَ بشارب مِنْهُ 4 - ذيد عَنهُ أَي منع مِنْهُ والفينانة الْكَثِيرَة الأغصان والأصائل جمع أصيل وَهُوَ الْوَقْت بعد الْعَصْر إِلَى الْمغرب وَالْمعْنَى يرى مَاء بَارِدًا منع مِنْهُ وروضة بَارِدَة فِي وَقت الضُّحَى كَثِيرَة الأغصان بالْعَشي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 (مرا على أهل الغضا إِن بالغضا ... رقارق لَا زرق الْعُيُون وَلَا رمدا) (أكاد غَدَاة الْجزع أبدي صبَابَة ... وَقد كنت غلاب الْهوى مَاضِيا جلدا) 3 - (فَللَّه دري أَي نظرة نَاظر ... نظرت وأيدي العيس قد نكبت رقدا) 4 - (يقربن مَا قدامنا من تنوفة ... ويزددن مِمَّن خلفهن بِنَا بعدا) وَقَالَ ابْن هرم الْكلابِي 5 - (إِنِّي على طول التجنب والهوى ... وواش أَتَاهَا بِي وواش لَهَا عِنْدِي)   1 - الغضا مَوضِع بِنَجْد والرقارق النِّسَاء النواعم والرمد جمع رمداء وَالْمعْنَى يَا صَاحِبي مرا على أهل الغضاء أَن بِهِ نسَاء شواب نواعم لَيست عيونهن زرقا وَلَا رمدا بل هن كحل سود 2 - الْجزع فِي الأَصْل منعطف الْوَادي وَهُوَ هُنَا مَوضِع من ديار بني الضباب بِنَجْد وَهُوَ مسيرَة يَوْمَيْنِ على وَجه وَاحِد وَالْجَلد الصلب الْقوي وَالْمعْنَى أَنِّي كنت مَاضِيا قَوِيا كثير الْغَلَبَة للهوى فَلَمَّا كَانَ غَدَاة الْجزع غلبني الْهوى فكدت أظهر مَا عِنْدِي من الصبابة وَشدَّة الشوق 3 - فَللَّه دري كلمة تعجب واستعظام وَمن عَادَتهم أَن ينسبوا مَا يعجبهم إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَقَوله أَي نظرة ذِي هوى تعجب أَيْضا والعيس الْجمال فِيهَا بَيَاض ونكب عَن الطَّرِيق عدل ورقد مَوضِع فِي بِلَاد قيس كَانَ يجمعهُمْ 4 - التنوفة الْمَفَازَة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لله دري أَي نظرة نَاظر نظرتها وَقد عدلت العيس عَن رقد وانحرفن عَنهُ يقربن المفاوز الَّتِي أمامنا بِسُرْعَة عدوهن ويزددن بِنَا بعدا مِمَّن كَانَ خلفهن 5 - خبر إِن يَأْتِي فِي الْبَيْت بعده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 (لأحسن رم الْوَصْل من أم جَعْفَر ... بحذ القوافي والمنوقة الجرد) (وأستخبر الْأَخْبَار من نَحْو أرْضهَا ... وأسأل عَنْهَا الركب عَهدهم عهدي) 3 - (فَإِن ذكرت فاضت من الْعين عِبْرَة ... على لحيتى نثر الجمان من العقد) وَقَالَ عَمْرو بن حَكِيم 4 - (خليلي أَمْسَى حب خرقاء عامدي ... فَفِي الْقلب مِنْهُ وقرة وصدوع) 5 - (وَلَو جاورتنا الْعَام خرقاء لم نبل ... على جدبنا أَن لَا يصوب ربيع)   1 - الْأَحْسَن خبر أَن ورم الْوَصْل إِصْلَاحه والحذ جمع حذاء وَهِي السريعة السّير والمنوقة المذللة الَّتِي صَارَت مثل النوق والجرد من الْإِبِل الَّتِي لَا وبر عَلَيْهَا وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي على طول التجنب من أم جَعْفَر وَطول الْهوى بهَا وَكَثْرَة الوشاة بَيْننَا لأحسن إصْلَاح الْوَصْل مِنْهَا بالقوافي السريعة وَالْإِبِل الَّتِي لَا وبر عَلَيْهَا 2 - وأستخبر الْأَخْبَار فِي الْكَلَام حذف مُضَاف وَقد أَقَامَ الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه وَالْمرَاد وأستخبر ذَوي الْأَخْبَار وَالْمعْنَى وأستخبر ذَوي الْأَخْبَار من جِهَة أرْضهَا وأسأل الركب عَنْهَا وَالْحَال أَن عَهدهم عهدي 3 - نثر مَنْصُوب على الْمصدر من غير لَفظه والجمان حبات من الْفضة وَالْمعْنَى فَإِن ذكرت أم جَعْفَر فاضت عبرتي وانتثرت على لحيتي انتثار حبات الْفضة من العقد 4 - أَمْسَى المُرَاد بِهِ اتِّصَال الْوَقْت وخرقاء اسْم امْرَأَة والعامد القاصد الموجع ووقرة أَي أثر والصدوع الشقوق وَالْمعْنَى يَا خليلي أَمْسَى حب خرقاء ممرضي وقاصدا إِلَى قلبِي وَفِي قلبِي مِنْهُ أثر وشقوق 5 - لم نبل أَي لم نبال والجدب الْقَحْط وصاب الْمَطَر يصوب وَقع وَالربيع الْمَطَر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 وَقَالَ آخر (ألما على الدَّار الَّتِي لَو وَجدتهَا ... بهَا أَهلهَا مَا كَانَ وحشا مقيلها) (وَإِن لم يكن إِلَّا معرج سَاعَة ... قَلِيلا فَإِنِّي نَافِع لي قليلها) وَقَالَ رجل من بني كلاب 3 - (مَاذَا عَلَيْك إِذا خبرتني دنفا ... رهن الْمنية يَوْمًا أَن تعوديني) 4 - (أَو تجعلي نُطْفَة فِي الْقَعْب بَارِدَة ... وتغمسي فَاك فِيهَا ثمَّ تَسْقِنِي) وَقَالَ جميل تقدّمت تَرْجَمته 5 - (بثينة مَا فِيهَا إِذا مَا تبصرت ... معاب وَلَا فِيهَا إِذا نسبت أشب)   وَالْمعْنَى لَو جاورتنا خرقاء الْعَام كُله لم نبال بِعَدَمِ نزُول مطر حَال كوننا مجدبين 1 - ألما أَي انزلا ووحشا أَي خَالِيا موحشا والمقيل النّوم فِي الظهيرة 2 - معرج أَي تعريج سَاعَة وَهُوَ الْإِقَامَة وقليلا صفة لمعرج وقليلها مُبْتَدأ مُؤخر وَنَافِع خَبره وَمعنى الْبَيْتَيْنِ يَا صَاحِبي انزلا على الدَّار الَّتِي لَو وجدت أَهلهَا بهَا مَا كَانَ مقيلها خَالِيا موحشا وَإِن لم يكن الْإِلْمَام وَالنُّزُول إِلَّا إِقَامَة قَليلَة فِي سَاعَة فَإِن قليلها نَافِع لي 3 - مَاذَا لَفظه اسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ التقريع ودنفا أَي مشرفا على الْهَلَاك وانتصابه على أَنه مفعول ثَالِث لخبرتني وَرهن الْمنية صفة لَهُ 4 - النُّطْفَة المَاء الصافي قل أَو كثر وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَي شَيْء عَلَيْك إِذا بلغك أنني مشرف على الْهَلَاك رهن الْمَوْت أَن تعوديني فِي يَوْم أَو تجعلي المَاء الْبَارِد فِي الْقَعْب وتغمسي فَاك فِيهِ ثمَّ تسقيني مِنْهُ فأبرأ من علتي 5 - تبصرت أَي استقصى النّظر إِلَيْهَا وأشب أَي عيب وَالْمعْنَى أَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 (لَهَا النظرة الأولى عَلَيْهِم وبسطة ... وَإِن كرت الْأَبْصَار كَانَ لَهَا الْعقب) (إِذا ابتذلت لم يزرها ترك زِينَة ... وفيهَا عاذ ازدانت لذِي نيقة حسب) وَقَالَ الْحَارِثِيّ 3 - (سلبت عِظَامِي لَحمهَا فتركتها ... مُجَرّدَة تضحى إِلَيْك وتخصر) 4 - (وأخليتها من مخها فتركتها ... أنابيب فِي أجوافها الرّيح تصفر) 5 - (إِذا سَمِعت باسم الْفِرَاق تقعقعت ... مفاصلا من هول مَا تتنظر)   من نظر إِلَى بثينة لَا يجد فِيهَا معابا وَإِلَى نَسَبهَا لَا يجد فِيهِ عَيْبا 1 - البسطة الْفَضِيلَة والعقب مَا يَجِيء بعد من جري الْفرس وَالْمعْنَى أَنَّهَا أحسن من جَمِيع النِّسَاء فَإِذا نظرت النظرة الأولى إِلَيْهَا كَانَ لَهَا الْفضل عَلَيْهِنَّ وَإِذا كرر النّظر كَانَت المزية لَهَا فِي ذَلِك 2 - الابتذال لبس ثِيَاب البذلة وازدانت تزينت والنيقة الْمُبَالغَة فِي تَحْسِين الشَّيْء وإحكامه وَحسب مُبْتَدأ مُؤخر وَمَعْنَاهُ كَاف وَالْمعْنَى أَنَّهَا إِذا لبست من الثِّيَاب مبذولها لم يعبها ترك زينتها فَإِذا لبست الثِّيَاب الفاخرة كَانَ فِيهَا مَا يَكْفِي المبالغ فِي صفاتها 3 - مُجَرّدَة فِي مَوضِع الْحَال ونضحي أَي تظهر للشمس وتخصر أَي تبرد 4 - معنى الْبَيْتَيْنِ سلبت بحبك اللَّحْم من عِظَامِي فتركتها مُجَرّدَة تقاسي أَذَى الْحر وَالْبرد وخالية من المخ كالأنابيب يدخلهَا الرّيح فَيحدث فِيهَا صَوتا 5 - التقعقع صَوت السِّلَاح وَالْمرَاد الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب فِي المفاصل وَتنظر انْتظر وَالْمعْنَى إِذا ذكر الْفِرَاق ارتعدت فَيبلغ مِنْهَا أَنَّهَا لارتعادها تتداخل مفاصلها ويحتك بَعْضهَا بِبَعْض حَتَّى يسمع لَهَا صَوت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 (خذي بيَدي ثمَّ ارفعى الثَّوْب فانظري ... بِي الضّر إِلَّا أنني أتستر) (فَمَا حيلتي إِن لم تكن لَك رَحْمَة ... عَليّ وَلَا لي عَنْك صَبر فأصبر) 3 - (فوَاللَّه مَا قصرت فِيمَا أَظُنهُ ... رضاك وَلَكِنِّي محب مكفر) 4 - بَاب الهجاء وَقَالَ مُوسَى بن جَابر الْحَنَفِيّ تقدّمت تَرْجَمته 5 - (كَانَت حنيفَة لَا أبالك مرّة ... عِنْد اللِّقَاء أسنة لَا تنكل)   1 - الضّر الْمَرَض وَالْمعْنَى إِن كنت تستبعدين مَا أَنا فِيهِ من الْأَلَم فَخذي بيَدي ثمَّ ارفعي الثَّوْب عني فانظري مَا حل بِي من الْمَرَض لكنني أتستر بتجلد وتصبر 2 - الْمَعْنى إِن لم ترحميني فَلَا حِيلَة لي عَلَيْك وَلَا صَبر لي عَنْك فأصبر 3 - الْمُكَفّر المجحود النِّعْمَة وَالْمعْنَى أقسم بِاللَّه إِنِّي مَا قصرت فِي تَحْصِيل رضاك ولكنني قَلِيل الْحَظ مِنْك وَهَذِه الأبيات كعقود الدّرّ فِي لبات العذارى وكسبائك الذَّهَب فِي نحور الولائد يهجم على قَلْبك حسنها لَا تَدْرِي من أَي نَاحيَة أنجد إِلَيْك وَلَا من أَي طَرِيق تمكن مِنْك وَكَذَلِكَ الشّعْر إِذا صفا لَهُ الخاطر ولطف فِيهِ الْفِكر ونشطت لَهُ النَّفس وانقاد إِلَيْهِ الضَّمِير ترى الفصاحة فِيهِ قَائِمَة والبلاغة والبراعة بَين يَديك ماثلة خَالِيا من التعقيد بَرِيئًا من وصمة الإغلاق بَاب الهجاء 4 - الهجاء هُوَ والوقيعة فِي الْأَنْسَاب وَغَيرهَا وَرمي الْإِنْسَان بالمعايب 5 - كَانَت حنيفَة الخ هَذَا تهكم وسخرية وَقَوله لَا أبالك لَيْسَ بِنَفْي للأبوة بل هُوَ بعث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 (فرأت حنيفَة مَا رَأَتْ أشياعها ... وَالرِّيح أَحْيَانًا كَذَاك تحول) 2 - وَقَالَ قراد بن حَنش الصادري 3 - (لقومي أدعى للعلا من عِصَابَة ... من النَّاس يَا حاربن عمر وتسودها)   وتحضيض وَلَا تنكل أَي لَا تجبن عَن لِقَاء الْأَعْدَاء 1 - الأشياع الْقَوْم يتبع بَعضهم بَعْضًا فِي الْفِعْل وَالرِّيح أَحْيَانًا الخ أَي مرّة تكون شمالا وَمرَّة جنوبا وَكَذَلِكَ مَوْضِعه نصب على أَنه مفعول مُطلق أَرَادَ وَالرِّيح تتحول أَحْيَانًا تحولا كَمَا عرفت وصف بني حنيفَة بالشجاعة أَولا ثمَّ نفاها عَنْهُم ثَانِيًا استهزاء بهم كأمثالهم وَجعل تحول الرّيح لَهُم مثلا 2 - أحد بني صادرة وهم فَخذ من فَزَارَة وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَهُوَ الْقَائِل يمدح بني فَزَارَة (وَنحن رهنا الْقوس ثمت فوديت ... بِأَلف على ظهر الْفَزارِيّ أقرعا) (بِعشر مئين للملوك سعي بهَا ... ليوفى سيار بن عَمْرو فأسرعا) (رمينَا صفاه بالمئين فَأَصْبَحت ... ثناياه فِي الساعين للمجد مهيعا) وَذَلِكَ أَن الْأسود بن الْمُنْذر لما قتل الْحَارِث بن ظَالِم المري ابْنه أَخذ سِنَان ابْن أبي حَارِثَة المري فَأَتَاهُ الْحَارِث بن أبي سُفْيَان أحد بني صادرة أَخُو سيار ابْن عَمْرو بن جَابر الْفَزارِيّ لأمه فَاعْتَذر إِلَى الْأسود أَن يكون سِنَان علم بذلك أَو اطلع عَلَيْهِ وَقَالَ على دِيَة ابْنك ألف بعير دِيَة الْمُلُوك فَأدى إِلَى الْأسود مِنْهَا ثَمَانمِائَة وخلى عَن سِنَان ثمَّ مَاتَ الْحَارِث فَقَالَ سيار بن بذلك عَمْرو وَأَنا أقوم فِيمَا بَقِي مقَام الْحَارِث فَلم يرض بِهِ الْأسود فرهنه سيار قوسه حَتَّى أدّى الْبَقِيَّة 3 - أدعى للعلا أَي أَحَق بهَا من غَيرهم مَعْنَاهُ أَنهم لَا يسودهم أحد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 (وَأَنْتُم سَمَاء يعجب النَّاس رزها ... بآبدة تنحي شَدِيد وئيدها) (تقطع أطناب الْبيُوت بحاصب ... وأكذب شَيْء برقها ورعودها) 3 - (فويل أمهَا خيلا بهاء وشارة ... إِذا لاقت الْأَعْدَاء الولا صدودها) 4 - وَقَالَ عملس بن عقيل بن علفة 5 - (من مبلغ عني عقيلا رِسَالَة ... فَإنَّك من حَرْب عَليّ كريم)   1 - وَأَنْتُم سَمَاء المُرَاد بالسماء السَّحَاب ورزها أَي صَوت رعدها والآبدة الداهية وَتَنَحَّى أَي تعتمد والوئيد الصَّوْت العالي يُرِيد أَنْتُم مثل سَحَاب صَوته مقرون بِآفَة 2 - تقطع الخ الضَّمِير للسماء والحاصب الرّيح تحمل الْحَصْبَاء يُشِير بِهَذَا الْكَلَام إِلَى أَنه لَا خير فيهم 3 - فويل امها أَي فويل أمهَا حذفت همزَة أمهَا لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال لَا للْقِيَاس وَهَذِه اللَّفْظَة تفِيد التَّعَجُّب وخيلا يُرَاد بهَا الفرسان مَنْصُوب على التَّمْيِيز والشارة الْجمال جعل لَهُم حسنا يتعجب مِنْهُ وجمالا على طَرِيق الِاسْتِهْزَاء بهم ثمَّ وَصفهم بالصدود عَن الْأَعْدَاء أَي بالانهزام عِنْد ملاقاتهم 4 - وجده الْحَارِث بن مُعَاوِيَة بن ضباب يصل نسبه إِلَى مرّة بن سعد بن ذبيان وَهُوَ شَاعِر إسلامي وَأَبوهُ أَيْضا شَاعِر من شعراء الدولة الأموية 5 - من مبلغ لفظ الِاسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ التَّمَنِّي وَقَوله فَإنَّك من حَرْب على كريم هُوَ معنى الرسَالَة مَعَ مَا بعده من الأبيات وَمعنى قَوْله فَإنَّك من حَرْب الخ أَي إِنَّك أكْرم على مِمَّن ينتسب إِلَى بني حَرْب وَالْمعْنَى أَن عقيلا أكْرم عَلَيْهِ وأعز من بني حَرْب وَهَذَا الْبَيْت يُفِيد الاستعطاف بِخِلَاف مَا بعده فَإِنَّهُ يُفِيد التقريع والتعنيف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 (ألم نعلم الْأَيَّام إِذْ أَنْت وَاحِد ... وَإِذ كل ذِي قربى إِلَيْك مليم) (وَإِذ لَا يقيك النَّاس شَيْئا تخافه ... بِأَنْفسِهِم إِلَّا الَّذين تضيم) 3 - (أترفع وَهِي الأبعدين وَلم يقم ... لوهيك بَين الْأَقْرَبين أَدِيم) 4 - (فَأَما إِذا عضت بك الْحَرْب عضة ... فَإنَّك مَعْطُوف عَلَيْك رَحِيم) 5 - (وَأما إِذا آنست أمنا ورخوة ... فَإنَّك للقربى أَلد خصوم)   1 - ألم تعلم لفظ ألم يُقرر بِهِ مَا ثَبت وَوَقع وَالْأَيَّام روى بِالرَّفْع وَبِالنَّصبِ فَإِذا كَانَ مَنْصُوبًا يكون الْخطاب لعقيل وَيكون تعلم بِمَعْنى تعرف وَالْمعْنَى أما عرفت الْأَيَّام الَّتِي كَانَت حالك فِيهَا مَا ذكرت لَك وَالْمرَاد بِالْأَيَّامِ حوادث الدَّهْر وَإِذا كَانَ مَرْفُوعا يكون الْمَعْنى ألم تعلم الْأَيَّام حالك وقصتك والمليم الَّذِي يَأْتِي بِمَا يلام عَلَيْهِ وَالْمعْنَى هَل تذكر يَا عقيل حِين كنت وحيدا لَا نَاصِر لَك وكل قريب لَك مليم 2 - إِلَّا الَّذين تضيم أَي إِلَّا الَّذين تظلمهم يَقُول وَهل تذكر أَيْضا يَا عقيل حِين لَا واقي لَك من شَيْء تخافه إِلَّا الَّذين كنت تظلمهم 3 - الرّفْع الْإِصْلَاح والوهي الضعْف والأديم الْجلد ضربه مثلا يُقَال فلَان صَحِيح الْأَدِيم إِذا كَانَ سليما وَالْمعْنَى هَل تصلح فَسَاد العشائر وَلَا تصلح فَسَاد عشيرتك يُرِيد أَنه سيئ التَّدْبِير يرى الْخَيْر لغيره وَلَا يرَاهُ لنَفسِهِ 4 - رَحِيم بِمَعْنى مَرْحُوم يَقُول إِذا اشتدت بك الْحَرْب يَا عقيل وَكَاد عَدوك يستحوذ عَلَيْك رحمناك ودافعنا عَنْك 5 - إِذا آنست أَي إِذا أَبْصرت وَرَأَيْت والرخوة الرخَاء والألد الشَّديد الْخُصُومَة يُرِيد بِهَذَا الْبَيْت أَن عقيلا لئيم الطباع إِذا كَانَ فِي شدَّة خضع وذل وَإِذا كَانَ فِي أَمن ورخاء تَعَالَى وتكبر حَتَّى على الْأَقَارِب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 3 - 1 وَقَالَ أَرْطَأَة بن سهية المري تقدّمت تَرْجَمته (تمنت وذاكم من سفاهة رأيها ... لأهجوها لما هجتني محَارب) 3 - (معَاذ الْإِلَه إِنَّنِي بقبيلتي ... وَنَفْسِي عَن ذَاك الْمقَام لراغب) 4 - وَقَالَ زميل بن أبير 5 - (إِنِّي أمرؤ أطوي لمولاي شرتي ... إِذا أثرت فِي أخدعيك الأنامل)   1 - وَهُوَ يهجو بِهَذَا الشّعْر هِلَال بن الْبَعِير الْمحَاربي وأوله (يَقُولُونَ أَبنَاء الْبَعِير وَمَاله ... سَنَام وَلَا فِي ذرْوَة الْمجد غارب) 2 - تمنت هُوَ من الْأَمَانِي الَّتِي تعرض للنَّفس وَقَوله وذاكم أَي وَذَاكَ التَّمَنِّي ومحارب قَبيلَة يُرِيد أَن محَارب تمنت أَن يحصل لَهَا الْفَخر والشرف بهجوه لَهَا كَمَا هجته 3 - معَاذ مَنْصُوب على الْمصدر أَي أعوذ بِاللَّه معَاذًا وَقَوله عَن ذَاك الْمقَام أَي مقَام الهجو وَمعنى لراغب أَي معرض مترفع بنفسي عَنهُ يَقُول إِنِّي مترفع عَن هَذَا الْمقَام بنفسي وَكَذَا قبيلتي وَأَعُوذ بِاللَّه أَن أقع فِي هَذَا وَهَذَا مِنْهُ احتقار لهِلَال وعشيرته 4 - أحد بني عبد الله بن عبد منَاف شَاعِر إسلامي وَكَانَ بَينه وَبَين سَالم بن دارة الْغَطَفَانِي تحاسد وتنافس وتقاطع وتدابر وَكَانَ بَينهمَا هجاء مقذع 5 - معنى أطوى أكف وَالْمولى ابْن الْعم والشرة الشَّرّ والأخدعان عرقان فِي صفحتي الْعُنُق فِي مَوضِع الْحجامَة وكنى بتأثير الأنامل فِي الأخدعين عَن وُقُوع الْمُخَاصمَة بَينهمَا وَتعلق كل وَاحِد مِنْهُمَا بِالْآخرِ يَقُول إِنِّي رجل أكف شري عَن ابْن عمي إِذا نازعت ابْن عمك ونازعك حَتَّى أثرت أنامله فِي أخدعيك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 (خلقت على خلق الرِّجَال بأعظم ... خفاف تطوى بَينهُنَّ المفاصل) (وقلب جلت عَنهُ الشؤون وَإِن تشأ ... يُخْبِرك ظهر الْغَيْب مَا أَنْت فَاعل) 3 - (وَلست بربل مثلك احتملت بِهِ ... عوان نأت عَن فَحلهَا وَهِي حافل) 4 - (فَجئْت ابْن أَحْلَام النيام وَلم تَجِد ... لصهرك إِلَّا نَفسهَا من تباعل)   1 - تطوى أَي تنطوي يُرِيد بذلك إِنَّه لَيْسَ ضخما ثقيل الْحَرَكَة بل هُوَ قَلِيل اللَّحْم خَفِيف الْحَرَكَة وَالْعرب تمدح ذَلِك وتذم السّمن فِي الرِّجَال 2 - وقلب عطف على قَوْله بأعظم أَي وخلقت بقلب جلت عَنهُ الشؤون الخ أَي انكشفت عَنهُ الشؤون فَلَا يلتبس عَلَيْهِ شَأْن لذكائه وَلَا يُخطئ فِيمَا يَظُنّهُ بل يُخْبِرك عَن ظهر الْغَيْب بِمَا أَنْت فَاعله يدل بِهَذَا الْكَلَام على أَنه خلق نشيطا متيقظا 2 - وَلست بربل الخ الربل السمين الرطب احتملت بِهِ ويروى احْتَلَمت بِهِ وَهُوَ الصَّوَاب والعوان المتوسطة فِي السن والحافل الممتلئ ضرْعهَا لَبَنًا وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن اجْتِمَاع الْمَنِيّ فِي الرَّحِم وَالْمعْنَى لست برطب مسترخ مثلك احْتَلَمت بِهِ امْرَأَة عوان بعيدَة عَن زَوجهَا وَهِي حافل 4 - ابْن أَحْلَام النيام انتصب على الْحَال وكنى بِهِ عَن كَونه لَا وَالِد لَهُ وَأَن أمه زَانِيَة كَأَنَّهُ نَام عَنْهَا زَوجهَا فزنى بهَا فَحملت بِهِ وَزوجهَا نَائِم وَقَوله لصهرك قَالَ الْخَلِيل الصهر حُرْمَة الختن وتباعل أَي تكون لَهُ زوجا مَعْنَاهُ أَن أمه احْتَلَمت بِهِ فولدته لغير أَب وَلم تَجِد من تباعله أَي تتخذه زوجا وَأَبا لَهُ وَقت حملهَا بِهِ إِلَّا نَفسهَا هَذَا والبيتان ليسَا لزميل وَإِنَّمَا هما لأرطأة بن سهية يهجو زميلا وصواب إنشاد الْبَيْت الأول هَكَذَا (وَلست بربل مثلك احْتَلَمت بِهِ ... عوان نأت عَن أَهلهَا وَهِي حَائِل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 1 - وَقَالَ خَارِجَة بن ضرار المري (أخالد هلا إِذْ سفهت عشيرة ... كَفَفْت لِسَان السوء أَن يتدعرا) 3 - (وَهل كنت إِلَّا حوتكيا ألاقه ... بَنو عَمه حَتَّى بغى وتجبرا) 4 - (فَإنَّك واستبضاعك الشّعْر نحونا ... كمستبضع تَمرا إِلَى أَرض خيبرا) 5 - وَقَالَ عمَارَة بن عقيل   1 - أحد بني مرّة بن عَوْف بن سعد بن ذبيان 2 - إِذْ سفهت عشيرة عشيرة نصب على التَّمْيِيز أَي سفهت عشيرتك وَأَن يتدعر من الدعارة وَهِي الْخبث يَقُول يَا خَالِد هلا إِذْ كَانَ قَوْمك ذَوي سفه وطيش كَفَفْت لسانهم أَن يَقع فِي الْقَبِيح والخبيث 3 - الحوتكي الْقصير وألاقه أمْسكهُ وَقَامَ بأَمْره وقلما يستعملون هَذِه الْكَلِمَة إِلَّا فِي النَّفْي وَالْمعْنَى مَا كنت إِلَّا ضَعِيفا ذليلا وَلَوْلَا بَنو عمك ضموك إِلَيْهِم مَا بغيت وتجبرت 4 - يُقَال استبضع الشَّيْء جعله بضَاعَة وَهَذَا مثل وَخص خَيْبَر لِأَن نخلها كثير يَقُول لَهُ أَنْت سَفِيه فِي إرسالك الشّعْر إِلَيْنَا لأننا معدنه وَفينَا من هُوَ أشعر مِنْك 5 - وجده بِلَال بن جرير بن عَطِيَّة بن الخطفي ويكنى عمَارَة أَبَا عقيل وَهُوَ شَاعِر مقدم فصيح من شعراء الدولة العباسية وَكَانَ يسكن بادية الْبَصْرَة ويزور الْخُلَفَاء والأمراء فيجزلون صلته ويمدح قوادهم فيحظى بِكُل فَائِدَة وَكَانَ نحاة الْبَصْرَة يَأْخُذُونَ عَنهُ اللُّغَة قَالَ سلم بن خَالِد كَانَ جدي أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول ختم الشّعْر بِذِي الرمة وَلَو رأى جدي عمَارَة بن عقيل لعلم أَنه أشعر فِي مَذَاهِب الشُّعَرَاء من ذِي الرمة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 (بنى منقذ لَا آمن الله خوفكم ... وزادكم ذلا ورقة جَانب) (فَمن يرتجيكم بعد نائلة الَّتِي ... دعت وَيْلَهَا لما رَأَتْ ثار غَالب) 3 - (دَعَتْهُ وَفِي أثوابه من دماثها ... خليطا دم من ثَوْبه غير ذَاهِب) 4 - وَقَالَ طرفَة بن العَبْد   1 - ورقة جَانب أَي ضعف جَانب يهجوهم وَيَدْعُو عَلَيْهِم بِمَا يزيدهم خوفًا وذلا 2 - نائلة اسْم امْرَأَة زوجت قَاتل أَبِيهَا أَو أَخِيهَا فعيرهم عمَارَة ذَلِك ودعت وَيْلَهَا أَي صاحت بِالْوَيْلِ وغالب هُوَ أَخُوهَا أَو أَبوهَا أَي صاحت لما رَأَتْ ثار غَالب أَبِيهَا أَو أَخِيهَا وَالْمعْنَى كَيفَ يُرْجَى مِنْكُم الْخَيْر وتكونون من أَهله ومنكم نائلة الَّتِي زوجت قَاتل أَبِيهَا أَو أَخِيهَا فأورثتكم بذلك عارا لَا يفارقكم 3 - دَعَتْهُ أَي دعت الويل وَفِي أثوابه أَي أَثوَاب زَوجهَا لَهَا خليطا دم تَثْنِيَة خليط أَي دمان مختلطان الأول دم أَخِيهَا أَو أَبِيهَا وَالثَّانِي دم عذرتها وَالْمعْنَى أَنَّهَا صاحت بِالْوَيْلِ لما رَأَتْ ثار غَالب وَفِي أَثوَاب زَوجهَا من دم غَالب وَدم بَكَارَتهَا مَا لَا يذهب ذكره وَيبقى عاره إِلَى الْأَبَد 4 - وجده سُفْيَان بن سعد بن مَالك بن ضبيعة وطرفة لقب غلب عَلَيْهِ واسْمه عَمْرو وَهُوَ شَاعِر جاهلي مكثر مجيد وَلَيْسَ عِنْد الروَاة من شعره وَشعر عبيد بن الأبرص إِلَّا النزر الْقَلِيل وَهُوَ أشعر الشُّعَرَاء بعد امْرِئ الْقَيْس ومرتبته تلِي مرتبته وَقَالَ الشّعْر وَهُوَ غُلَام يفع وَقتل وَهُوَ ابْن سِتّ وَعشْرين سنة قَتله عَمْرو بن هِنْد على يَد عَامله بهجر وقصته مَشْهُورَة وَكَانَ لطرفة ابْن عَم يُقَال لَهُ عبد عَمْرو بن بشر وَكَانَ طرفه عدوا لَهُ مبغضا وَكَانَ يهجوه وَيَقَع فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 (فرق عَن بيتيك سعد بن مَالك ... وعمرا وعوفا مَا تشي وَتقول) (وَأَنت على الْأَدْنَى شمال عرية ... شآمية تزوي الْوُجُوه بلَيْل) 3 - (وَأَنت على الْأَقْصَى صبا غير قُرَّة ... تذاءب مِنْهَا مرزغ ومسيل) 4 - (وَأعلم علما لَيْسَ بِالظَّنِّ أَنه ... إِذا ذل مولى الْمَرْء فَهُوَ ذليل) 5 - (وَإِن لِسَان الْمَرْء مَا لم تكن لَهُ ... حَصَاة على عوراته لدَلِيل) وَقَالَ بشير بن أبي بن جذيمة بن الحكم بن مَرْوَان بن زنباع بن جذيمة   1 - عَن بيتيك أَي بَيت أعمامك وَبَيت أخوالك مَا تشي وَتقول مَا مَصْدَرِيَّة مَعْنَاهُ أَن وشيك وقولك وسعايتك بالنميمة فرق عَن بَيْتِي أعمامك وأخوالك 2 - شمال عرية أَي ريح بَارِدَة وشآمية أَي تَأتي من نَاحيَة الشأم وتزوي الْوُجُوه أَي تقبضها والبليل ريح بَارِدَة مَعهَا ندى وَالْمعْنَى أَنه على أَقَاربه فِي الْأَذَى كَالرِّيحِ الْبَارِدَة الَّتِي تَتَغَيَّر مِنْهَا الْوُجُوه وتتقلص مِنْهَا الشفاه 3 - الصِّبَا ريح مهبها من مطلع الثريا إِلَى بَنَات نعش وَهِي طيبَة النسيم لَا يكون مِنْهَا ضَرَر وَغير قُرَّة أَي غير بَارِدَة وتذاءب مِنْهَا من التذاؤب وَهُوَ مَجِيء الرّيح من كل جَانب ومرزغ أَي مطر يَأْتِي بالرزغة وَهِي الوحل الْقَلِيل ومسيل أَي مطر يَأْتِي بالسيل وَالْمعْنَى أَنه على الأباعد كريح الصِّبَا الطّيبَة النسيم الَّتِي ينشأ عَنْهَا كل خير 4 - وَأعلم الخ أَي وَأعلم علما بِالْيَقِينِ أَن الْإِنْسَان تَابع لمَوْلَاهُ فَإِن كَانَ مَوْلَاهُ عَزِيزًا كَانَ عَزِيزًا مثله وَإِن كَانَ ذليلا كَانَ مثله أَيْضا 5 - الْحَصَاة الْعقل وَيُقَال للرجل ذِي الْعقل أَنه لذُو حَصَاة وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان إِذا لم يكن لَهُ عقل يحفظ بِهِ سره ويكتم بِهِ على نَفسه ظَهرت عيوبه واضطرب أمره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 (أتخطر للأشراف يَا قرد حذيم ... وَهل يستعد القرد للخطران) (أَبى قصر الأذناب أَن تخطروا بهَا ... ولؤم بني قرد بِكُل مَكَان) 3 - (لقد سمنت قعدانكم آل حذيم ... وأحسابكم فِي الْحَيّ غير سمان) وَقَالَ فرعان بن الأعرف فِي ابْنه منَازِل   1 - أتخطر للأشراف لَفظه اسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ الْإِنْكَار والتوبيخ وتخطر من الخطران وَهُوَ رفع الْفَحْل ذَنبه عِنْد الْهياج استعاره هُنَا للمفاخرة وَلما كَانَ الْمُخَاطب من بني قرد جعله قردا وَمعنى قَوْله وَهل يستعد الخ أَن القرد ذَنبه قصير لَا يشول بِهِ وَلَا يخْطر يُرِيد من أَيْن لكم الخطران والقرد لَا ذَنْب لَهُ يخْطر بِهِ وَالْمعْنَى هَل تفاخر الْأَشْرَاف يَا قرد حذيم وَهل فِيك أَهْلِيَّة واستعداد للخطران بذيلك الْقصير يُرِيد بِهَذَا الْكَلَام أَن بني قرد لم يبلغُوا مرتبَة الْأَشْرَاف 2 - أَبى قصر الأذناب الخ هَذَا تَفْسِير لما أنكرهُ بقوله وَهل يستعد القرد الخ وَمَعْنَاهُ إِن قصر أذنابكم يَا بني قرد مِنْكُم من الخطران أَي منعكم من مفاخرة الْأَشْرَاف فَلَيْسَ لكم شرف وَلَا حسب بل لؤمكم مَلأ الدُّنْيَا 3 - قعدانكم جمع قعُود وَهُوَ مَا يقتعده الْإِنْسَان من الْإِبِل أَي يركبه وَإِنَّمَا جعل قعدانهم سَمِينَة لأَنهم يؤثرونها بِاللَّبنِ على الضَّيْف وَالْجَار وَمعنى وأحسابكم فِي الْحَيّ الخ إِنَّهُم يضيعون الْحُقُوق فَلَا حسب لَهُم يمدحون بِهِ يصفهم بالبخل لمنعهم اللَّبن عَن الأضياف وَالْجِيرَان وإيثارهم القعدان بِهِ حَتَّى تسمن وأحسابهم مَهْزُولَة غير سَمِينَة لأَنهم يضعون الْحُقُوق الَّتِي بهَا يكون الشّرف والحسب 4 - أحد بني مرّة شَاعِر لص وَكَانَ منَازِل ابْنه قد عقه وتغمد حَقه واستهان بِهِ فَأَنْشَأَ هَذِه الأبيات يذمه ويهجوه بهَا قَالَ أَبُو رياش وَكَانَ لمنازل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 (جزت رحم بيني وَبَين منَازِل ... جزاءا كَمَا يسْتَنْزل الدّين طَالبه) (لربيته حَتَّى إِذا آض شيظما ... يكَاد يُسَاوِي غارب الْفَحْل غاربه) 3 - (فَلَمَّا رَآنِي أبْصر الشَّخْص أشخصا ... قَرِيبا وَذَا الشَّخْص الْبعيد أَقَاربه)   هَذَا ابْن يُقَال لَهُ خليج فعق خليج أَبَاهُ فقدمه إِلَى إِبْرَاهِيم بن عَرَبِيّ مستعديا عَلَيْهِ وَقَالَ (تظلمني حَقي خليج وعقني ... على حِين كَانَت كالحنى عِظَامِي) وَهِي أَبْيَات خَمْسَة فَأَرَادَ إِبْرَاهِيم بن عَرَبِيّ ضربه فَقَالَ خليج أصلح الله الْأَمِير لَا تعجل أتعرف هَذَا قَالَ لَا قَالَ هَذَا منَازِل بن فرعان الَّذِي عق أَبَاهُ وَفِيه يَقُول (جزت رحم بيني وَبَين منَازِل) الأبيات فَقَالَ إِبْرَاهِيم يَا هَذَا عققت فعققت فَمَا أعلم لَك مثلا إِلَّا قَول خَالِد لأبي ذُؤَيْب (فَلَا تجزعن من سيرة أَنْت سرتها ... فَأول راضي سيرة من يسيرها) 1 - جزت رحم الخ جعل فعل الْجَزَاء للرحم والجازي هُوَ الله تَعَالَى لِأَنَّهَا السَّبَب فِي الْجَزَاء وَقَوله جَزَاء الخ أَي جَزَاء ذِي الدّين الَّذِي لَا يفتر صَاحبه عَن طلبه حَتَّى يَسْتَوْفِي مَاله وَالْمعْنَى جزى الله منَازِل على الرَّحِم أَي على الْقَرَابَة الَّتِي بيني وَبَينه جَزَاء يسْتَوْفى لَهُ وَعَلِيهِ كَمَا يسْتَنْزل صَاحب الدّين مِمَّن عَلَيْهِ حَقه 2 - لربيته الخ اللَّام فِيهِ وَاقعَة فِي جَوَاب قسم دلّ عَلَيْهِ الْكَلَام ورباه قَامَ بأَمْره وَهُوَ صَغِير إِلَى أَن بلغ وآض بِمَعْنى صَار والشيظم الطَّوِيل وَالْغَارِب فِي الأَصْل مَا بَين السنام إِلَى الْعُنُق ثمَّ استعير حَتَّى قيل لأعالي كل شَيْء غارب وَالْمعْنَى أقسم أَنه بَعْدَمَا ربيته فَبلغ مبلغ الرِّجَال غدرني وهضمني حَقي وَلم يقم بِوَاجِب تربيتي لَهُ 3 - فَلَمَّا رَآنِي الخ مَعْنَاهُ فَلَمَّا رَآنِي شَيخا كَبِيرا ضعف نظره وَاخْتلفت مواقع بصارته حَتَّى يرى الشَّخْص الْقَرِيب مِنْهُ أشخصا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 (تغمد حَقي ظَالِما ولوى يَدي ... لوى يَده الله الَّذِي هُوَ غالبه) (وَكَانَ لَهُ عِنْدِي إِذا جَاع أَو بَكَى ... من الزَّاد أحلى زادنا وأطايبه) 3 - (وربيته حَتَّى إِذا مَا تركته ... أَخا الْقَوْم وَاسْتغْنى عَن الْمسْح شَاربه) 4 - (وجمعتها دهما جلادا كَأَنَّهَا ... أَشَاء نخيل لم تقطع جوانبه) 5 - (فَأَخْرجنِي مِنْهَا سليبا كأنني ... حسام يمَان فارقته مضاربه)   وَيرى الشَّخْص الْبعيد مِنْهُ قَرِيبا تغمد حَقي الخ 1 - تغمد حَقي أَي ستر حَقي وأخفاه لوى يَده الله هَذِه جملَة دعائية يُرِيد بهَا أَن ينْتَقم الله لَهُ من ابْنه منَازِل ويجازيه على قلَّة قِيَامه بِحُقُوق التربية 2 - وَكَانَ لَهُ عِنْدِي الخ مَعْنَاهُ كَانَ منَازِل كلما جَاع أَو بَكَى وَهُوَ صَغِير يحضر لَهُ أَبوهُ من الطَّعَام أحلاه وأطببه من بَاب الرأفة بِهِ 3 - وَاسْتغْنى عَن الْمسْح شَاربه عبارَة عَن كَونه بلغ عنفوان الشَّبَاب وَصَارَ فِي عداد الفتيان الْبَالِغين مبلغ الرِّجَال 4 - وجمعتها الضَّمِير للخيل أَي جمعت خيلا دهما جمع أدهم جلادا من الجلادة وَهِي الصلابة كَأَنَّهَا أَشَاء نخيل الخ أَي كَأَنَّهَا صغَار نخل لم يقطع مِنْهُ شَيْء وَالْمعْنَى أَنِّي لما جمعت من الْخَيل الَّتِي وصفتها مَا جمعته وأعددتها لركوبي وركوبه اعْتدى عَليّ وسلبها مني ظلما وحرمني مِنْهَا 5 - فَأَخْرجنِي مِنْهَا الضَّمِير إِلَى الدهم فِي الْبَيْت السَّابِق والسليب الَّذِي سلب مَاله مجَاز عَن الشَّجَرَة الَّتِي سلبت وَرقهَا وَالْمُضَارب جمع مضرب بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا وَالْمرَاد بِهِ هُنَا حد السَّيْف وَجمعه مُبَالغَة شبه نَفسه بِالسَّيْفِ الكهام المفلول يَقُول فَأَخْرجنِي من هَذِه الْخَيل سليبا كالسيف يماني قَاطع فتفلل حَده وتكسر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 (أأن أرعشت كفا أَبِيك وأصبحت ... يداك يَدي لَيْث فَإنَّك ضاربه) 2 - وَقَالَ عارق الطَّائِي يهجو المنادرة   1 - أأن أرعشت الخ يُقَال رعش فلَان من بَاب فَرح وَمنع أَخَذته رعدة وأرعشه الله وكنى بِهَذَا عَن الْكبر والهرم والهمزة الأولى للإنكار والتوبيخ يَقُول ألأجل أَنِّي كَبرت وهرمت وأصبحت أَنْت شَابًّا قَوِيا شَدِيدا تجترئ عَليّ بالإهانة وَالضَّرْب 2 - واسْمه قيس بن جروة بن سيف بن وائلة بن عَمْرو أحد بني طيىء وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَإِنَّمَا سمي عارقا لقَوْله من قصيدة (لَئِن لم نغير بعض مَا قد صَنَعْتُم ... لأنتحين للعظم ذُو أَنا عارقه) قَالَ أَبُو رياش لَيْسَ هَذَا الشّعْر لعارق إِنَّمَا هُوَ لثرملة بن شعاث الأجئي على لِسَان عارق وَسبب هَذِه الأبيات أَن عَمْرو بن الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء كَانَ قد عَاهَدَ طيئا أَن لَا يغزوهم فاتفق أَن عمرا غزا الْيَمَامَة فَرجع مخفقا وَمر بطيىء فَقَالَ لَهُ زُرَارَة بن عدس أَبيت اللَّعْن أصب من هَذَا الْحَيّ فَقَالَ وَيلك إِن لَهُم عقدا فَقَالَ وَإِن كَانَ فَإنَّك لم تكْتب العقد لَهُم كلهم فَلم يزل بِهِ حَتَّى أصَاب نسْوَة وأزوادا فَقَالَ فِي ذَلِك قيس بن جروة (أَلا حَيّ قبل الْبَين من أَنْت عاشقه) الأبيات الْآتِيَة بعد فَلَمَّا بلغ عَمْرو ابْن هِنْد هَذَا الشّعْر قَالَ لَهُ زُرَارَة أَنه ليتوعدك فَقَالَ عَمْرو لثرملة أَن ابْن عمك ليهجوني ويتوعدني فَقَالَ وَالله مَا هجاك وأنشده هَذِه الأبيات فَقَالَ عَمْرو وَالله لأقتلنه فَبلغ ذَلِك عارقا فَقَالَ (من مبلغ عَمْرو بن هِنْد رِسَالَة ... إِذا استحقبتها العيس تنضى من الْبعد) وَسَيَجِيءُ هَذَا الشّعْر أَيْضا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 (وَالله لَو كَانَ ابْن جَفْنَة جاركم ... لكسا الْوُجُوه غَضَاضَة وَهَوَانًا) (وسلاسلا يثنين فِي أَعْنَاقكُم ... وَإِذا لقطع تلكم الأقرانا) 3 - (ولكان عَادَته على جاراته ... مسكا وريطا رادعا وجفانا) 4 - وَقَالَ مساور بن هِنْد بن قيس بن زُهَيْر يهجو بني أَسد 5 - (زعمتم أَن إخوتكم قُرَيْش ... لَهُم إلْف وَلَيْسَ لكم إلاف)   1 - غَضَاضَة أَي ذلا وخذلانا مَعْنَاهُ لَو جاوركم ابْن جَفْنَة وَتَوَلَّى أَمركُم لأهانكم وَلم يَرْحَمكُمْ 2 - وسلاسلا مَعْطُوف على غَضَاضَة فِي الْبَيْت قبله وَلَيْسَت السلَاسِل من كسْوَة الْوُجُوه وَإِنَّمَا المُرَاد لكسا الْوُجُوه غَضَاضَة وقلد الْأَعْنَاق سلاسل ويثنين أَي يعطفن ويلوين والأقران جمع قرن بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الْحَبل وتقطع الأقران كِنَايَة عَن تبديد جمعهم وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يَجْعَل الأغلال فِي أَعْنَاقهم ويمزق شملهم 3 - الريط من الثِّيَاب كل ملاءة غير ذَات لفقين كلهَا نسج وَاحِد وَقطعَة وَاحِدَة والرادع الْمُتَغَيّر لَونه بالطيب يُقَال وَبِه ردع من طيب أَي أثر مِنْهُ والجفان جمع جَفْنَة يوضع فِيهَا الطَّعَام وَالْمعْنَى أَنه يقذفه بِكَوْنِهِ يَخْلُو بنساء من يجاورهم ويعطيهن مسكا وثيابا مطيبة وَطَعَامًا 4 - وكنيته أَبُو الصمعاء وجده قيس هُوَ صَاحب الْحَرْب بَين فَزَارَة وَعَبس وَهُوَ شَاعِر شرِيف فَارس مخضرم إسلامي ذكره ابْن حجر فِيمَن أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يجْتَمع بِهِ وَهُوَ وَأَبوهُ وجده أَشْرَاف شعراء فرسَان وَهُوَ من المعمرين وَلم يذكرهُ أَبُو حَاتِم فيهم وَكَانَ يهاجي المرار الفقعسي ويهجو بني أَسد 5 - لَهُم إلْف الخ الْألف والألاف والإيلاف الْعَهْد وَشبه الْإِجَازَة بالخفارة وَأول من أَخذهَا هَاشم من ملك الشأم فَكَانَت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 (أُولَئِكَ أومنوا جوعا وخوفا ... وَقد جاعت بَنو أَسد وخافوا) 2 - وَقَالَ قعنب بن أم صَاحب 3 - (إِن يسمعوا رِيبَة طاروا بهَا فَرحا ... مني وَمَا سمعُوا من صَالح دفنُوا) 4 - (صم إِذا سمعُوا خيرا ذكرت بِهِ ... وَإِن ذكرت بشر عِنْدهم أذنوا)   قُرَيْش آمِنين فِي امتيارهم وتنقلاتهم صيفا وشتاء وَالنَّاس يتخطفون من حَولهمْ فَإِذا عرض لَهُم عَارض قَالُوا نَحن أهل حرم الله فَلَا يتَعَرَّض لَهُم أحد وَكَانَ هَاشم يؤلف إِلَى الشأم وَعبد شمس إِلَى الْحَبَشَة وَالْمطلب إِلَى الْيمن وَنَوْفَل إِلَى فَارس وَكَانَ تجار قُرَيْش يَخْتَلِفُونَ إِلَى هَذِه الْأَمْصَار بعهود هَؤُلَاءِ الْأُخوة فَلَا يتَعَرَّض لَهُم وَالْمعْنَى زعمتم أَنكُمْ مثل قُرَيْش فَكيف تَكُونُونَ مثلهم وَلَهُم رحْلَة الشتَاء والصيف وتجارة الشَّام واليمن وَلَيْسَ لكم شَيْء كَمَا لَهُم 1 - أُولَئِكَ الخ الْإِشَارَة لقريش مَعْنَاهُ لَسْتُم من قُرَيْش وَلَا قُرَيْش مِنْكُم فدعواكم الْأُخوة لقريش دَعْوَى بَاطِلَة لأَنهم قد أمنُوا من الْجُوع وَالْخَوْف وَأَنْتُم يَا بني أَسد لَا تزالون فِي جوع وَخَوف يُشِير بِهَذَا الْكَلَام إِلَى قَوْله تَعَالَى {لِإِيلَافِ قُرَيْش إيلافهم رحْلَة الشتَاء والصيف} إِلَى آخر السُّورَة 2 - وَأَبوهُ ضَمرَة أحد بني عبد الله بن غطفان وَهُوَ شَاعِر إسلامي كَانَ فِي أَيَّام الْوَلِيد ابْن عبد الْملك 3 - إِن يسمعوا رِيبَة الخ مَعْنَاهُ أَن لَهُ أعادي كلما سمعُوا بحسنة تذكر عَنهُ طووها وكتموها مغتمين لَهَا وَكلما سمعُوا بسيئة تفترى عَلَيْهِ نشروها وأذاعوها فرحين بهَا وَهَذَا من شدَّة عداوتهم لَهُ 4 - صم الخ أَي هم صم وأذنوا آخر الْبَيْت بِمَعْنى اسْتَمعُوا وَالْمعْنَى أَنهم يميلون إِلَى مَا يصل إِلَى آذانهم من الهجو فِيهِ ويرتاحون إِلَيْهِ وينحرفون عَمَّا يصل إِلَيْهَا من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 (جهلا علينا وجبنا عَن عدوهم ... لبئست الخلتان الْجَهْل والجبن) وَقَالَ مَنْصُور بن مسحاح الضَّبِّيّ (ثأرت ركاب العير مِنْهُم بهجمة ... صفايا وَلَا بقيا لمن هُوَ ثَائِر) 3 - (من الصهب أثْنَاء وجذعا كَأَنَّهَا ... عذارى عَلَيْهَا شارة ومعاصر)   من الْمَدْح لَهُ وينفرون مِنْهُ 1 - جهلا علينا وجبنا الخ جهلا وجبنا منصوبان على المصدرية بيجمعون مُقَدرا والخلتان تَثْنِيَة خلة بِفَتْح الْخَاء وَهِي الْخصْلَة وَالْمعْنَى أيجمعون الْجَهْل علينا والجبن عَن أعدائهم لعمرك بئس جهلهم علينا وجبنهم عَن أعاديهم 2 - ركاب العير الخ الركاب الْإِبِل الَّتِي يسَار عَلَيْهَا وَالْعير الْحمار وَقد يُرَاد بِهِ السَّيِّد أَي أخذت ثار إبل فِيهَا حمَار أَو ثار إبل للسَّيِّد والهجمة الْمِائَة من الْإِبِل وَمَا قاربها والصفايا جمع صفي وَهِي الغزيرة اللَّبن وَقَوله وَلَا بقيا لمن هُوَ ثَائِر يُرِيد أَن طَالب الثأر لَا يبْقى على من عِنْده ثَأْره إِذا وجده والبقيا الرأفة وَالرَّحْمَة والتائر طَالب الثأر وَالْمعْنَى أَنهم لما أَغَارُوا على إبل لنا فِيهَا حمَار أَو على إبل لسيدنا أدْركْت ثأرها فأغرت على هجمة لَهُم من الْإِبِل كَثِيرَة اللَّبن 3 - من الصهب أَي من الْإِبِل الشَّدِيدَة الْحمرَة والإثناء جمع ثنى وَهِي النَّاقة الَّتِي وضعت بطنين والجذعة دون الثني والعذارى الْأَبْكَار وَشبه الْإِبِل بالعذارى لحسنها فِي عيونهم لِأَنَّهَا من أنفس الْأَمْوَال عِنْدهم والشارة الْهَيْئَة الْحَسَنَة والمعاصر جمع معصر وَهِي الَّتِي قد بلغت عصر شبابها وقاربت الْحيض وَالْمعْنَى أَن الهجمة الَّتِي أغرنا عَلَيْهَا هِيَ من الْإِبِل الشَّدِيدَة الْحمرَة حَالَة كَونهَا أثْنَاء وجذعا وَهِي أَيْضا لحسنها فِي عيوننا مثل الإبكار والمعاصر الَّتِي عَلَيْهَا هَيْئَة الْحسن ولجمال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 (فَإِن نلق من سعد هَنَات فإننا ... لكاثر أَقْوَامًا بهم ونفاخر) (لقد كَانَ فِيكُم لَو وفيتم لجاركم ... لحى ورقاب عردة ومناخر) 3 - (فبهرا لمن غرت كَفَالَة منقر ... وَإِن كَانَ عقد بَينهم متظاهر) 4 - وَقَالَت امْرَأَة من عائذة بن مَالك لجواس بن نعيم 5 - (مَتى تلق جواسا وَإِن كَانَ محرما ... يقل لَك هَل تخشى عَليّ حكيما) 6 - (وَمَا لي لَا أخش عَلَيْك محربا ... أَخا ثِقَة ينعى قَتِيلا كَرِيمًا)   1 - الهنات الْأُمُور الَّتِي تؤذي وَالْمعْنَى نَحن وَإِن كُنَّا نتأذى من قَبيلَة سعد فَإنَّا نفتخر بهم لأَنهم بَنو أَبينَا 2 - لَو وفيتم الخ أَي فَهَلا وفيتم ورقاب عردة أَي رِقَاب غِلَاظ شَدَّاد وَالْمعْنَى كُنْتُم رجَالًا أَصْحَاب اللحى والرقاب الْغِلَاظ الشداد والمناخر الَّتِي هِيَ مَوضِع الحمية وَلم تَكُونُوا صبيانا عاجزين لصغركم عَن الْوَفَاء للْجَار فَهَلا وفيتم لَهُ 3 - فبهرا أَي فبعدا ومنقر أَبُو بطن من تَمِيم والمتظاهر من التظاهر وَهُوَ التعاون وَالْمرَاد من هَذَا الْكَلَام أَنه يحرضهم على الْقيام بِحَق الْجَار ويعاتبهم على قلَّة الْوَفَاء لَهُ 4 - وجواس أحد بني حرثان ابْن ثَعْلَبَة من بني ضبة وَفِي الشُّعَرَاء أَيْضا جواس بن نعيم بن الْحَارِث أحد بني الهجيم بن عَمْرو بن تيم وَيعرف بِابْن أم نَهَار وَفِيهِمْ أَيْضا جواس بن القعطل الْكَلْبِيّ وجواس بن قُطْبَة العذري 5 - وَإِن كَانَ محرما أَي دَاخِلا فِي الْحرم أَو فِي الْأَشْهر الْحرم وَحَكِيم رجل شُجَاع وَالْمعْنَى أَن جواسا جبان يخْشَى لِقَاء حَكِيم وَإِن كَانَ فِي الْحرم الَّذِي هُوَ مَحل الْأَمْن أَو فِي الْأَشْهر الْحرم الَّتِي لَا قتال فِيهَا 6 - وَمَالِي لَا أخْشَى أَي كَيفَ لَا أَخَاف والمحرب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 (مَتى تلقه يعدو بِهِ الْورْد جائلا ... بشكته تلق الألد الغشوما) فَقَالَ جواس (وَالله مَا أخْشَى حكيما ورهطه ... ولكنما يخْشَى أَبَاك حَكِيم) 3 - (وجدت أَبَاك تَابعا فتبعته ... وَأَنت لعهار الرِّجَال لُزُوم) 4 - (على كل وَجه عائذي دمامة ... يوافي بهَا الْأَحْيَاء حِين تقوم)   الْمُغْضب من حربه إِذا أغضبهُ وينعى قَتِيلا أَي يخبر بِمَوْتِهِ وَالْمعْنَى كَيفَ لَا أَخَاف عَلَيْك هَذَا الشجاع الغضبان وَأَنا على ثِقَة من شجاعته وَصدق مقاتلته بِأَنَّهُ قتل فَارِسًا كَرِيمًا 1 - الْورْد اسْم فرس والشكة السِّلَاح والألد الشَّديد الْخُصُومَة والغشوم الظَّالِم وَالْمعْنَى لَو لاقيت حكيما يَا جواس وَهُوَ شاكي السِّلَاح وفرسه يجْرِي بِهِ جري الرِّيَاح للاقيت الْفَارِس الَّذِي لَا يُطَاق 2 - ورهطه أَي قومه وقبيلته ولكنما الخ مَعْنَاهُ لِأَنَّهُ مِنْك بسبيل وَفِي رِوَايَة ولكنما يهواك أَنْت حَكِيم وَهِي الصَّحِيحَة وعَلى هَذَا يَجْعَل حَكِيم عاهرا وَيُرِيد أَن يرميها بِهِ 3 - تَابعا أَي يتبع النَّاس لذله وَهُوَ أَنه وَقَوله لعهار الرِّجَال أَي زناتهم جمع عاهر وَهُوَ الزَّانِي وَلُزُوم مُبَالغَة فِي مُلَازمَة الشَّيْء وَالْإِقَامَة عَلَيْهِ وَالْمعْنَى رَأَيْت أَبَاك تَابعا للفجار فِي عمل الْخَبَائِث فاقتديت بِهِ وَاتَّبَعت عهار الرِّجَال وصرت دائمة اللُّزُوم لَهُم 4 - عائذي أَي من بني عائذة والدمامة الْقبْح فِي الْوَجْه وَقَوله يوافي بهَا الخ أَي يَأْتِي بِهَذِهِ الدمامة حِين تقوم الْأَحْيَاء فِي مجَالِس الْمُلُوك ومواسم الْعَرَب وَإِنَّمَا خص هَذِه الْمَوَاضِع لِأَن النَّاس يتزينون بهَا فَكيف يكون حَاله فِي غَيرهَا وَمَعْنَاهُ أَن كل عائذي من قَومهَا إِذا حضر مجَالِس الْمُلُوك ومواسم الْعَرَب قَامَ فِيهَا بِوَجْه قَبِيح فَإِذا كَانَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 (وأورثها شَرّ التراث أبوهم ... قماءة جسم والرواء دميم) (كَأَن خروء الطير فَوق رُؤْسهمْ ... إِذا اجْتمعت قيس مَعًا وَتَمِيم) 3 - (مَتى تسْأَل الضَّبِّيّ عَن شَرّ قومه ... يقل لَك إِن العائذي لئيم) 4 - وَقَالَ مُحرز بن الكعبر الضَّبِّيّ لبني عدي بن جُنْدُب بن العنبر 5 - (أبلغ عديا حَيْثُ صَارَت بهَا النَّوَى ... وَلَيْسَ لدهر الطالبين فنَاء)   هَذِه مقَامه فِي مَحل الزِّينَة فَكيف حَاله فِي مَوضِع الابتذال 1 - التراث الْمِيرَاث والقماءة قصر الْقَامَة والرواء بِضَم الرَّاء حسن المنظر والدميم الْقَبِيح وَالْمعْنَى أَن الْعُيُوب الَّتِي فيهم من قصر الْقَامَة وقبح المنظر ورثوها عَن أَبِيهِم 2 - كَأَن خروء الطير أَي كَأَن الطير وَإِنَّمَا زَاد الشَّاعِر لفظ الخروء استهزاء بهم وَالْمعْنَى أَنهم لَا مآثر لَهُم وَلَا أَيَّام يعدونها فِي المواسم إِذا اجْتمعت قبائل قيس وَتَمِيم لذَلِك فهم سكُوت أذلاء لَا يرفعون رُؤْسهمْ وَلَا يتحركون من الدناءة والخزي كَأَن الطير فَوق رُؤْسهمْ 3 - مَتى تسْأَل الخ مَعْنَاهُ أَن كل عائذي لئيم باعتراف من قومه بذلك 4 - كَانَ مُحرز جارا لبني عدي بن جُنْدُب فَأَغَارَ بَنو عَمْرو بن كلاب على إبِله وذهبوا بهَا فَطلب إِلَى بني عدي أَن يسعوا لَهُ فوعدوه أَن يَفْعَلُوا فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ ورآهم لَا يصنعون شَيْئا أَتَى الْمخَارِق والمساحق ابْني شهَاب المازنيين وهما من بني خُزَاعَة فسعيا لَهُ فَردا عَلَيْهِ إبِله فَقَالَ هَذِه الأبيات يهجو بهَا بني عدي 5 - أبلغ عديا الخ النَّوَى الْبعد والذهاب فِي الأَرْض وَقَوله وَلَيْسَ لدهر الطالبين الخ يُرِيد ان من طلب الثأر لَا تفنى طلبته مَا دَامَ طَالبا إِلَى أَن يدْرك ثَأْره وينال حَقه يَقُول أخبر بني عدي أَيْنَمَا كَانُوا من الْبِلَاد أَن الثأر لَا يَنْقَضِي زمَان طلبه مَا دَامَ صَاحبه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 (كسَالَى إِذا لاقيتهم غير منطق ... يلهى بِهِ المتبول وَهُوَ عناء) (أخبر من لاقيت أَن قد وفيتم ... وَلَو شِئْت قَالَ المنبؤن أساؤا) 3 - (لَهُم ريثة تعلوا صريمة أَمرهم ... وللأمر يَوْمًا رَاحَة فقضاء) 4 - (وَإِنِّي لراجيكم على بطء سعيكم ... كَمَا فِي بطُون الْحَامِلَات رَجَاء)   طَالبا لَهُ حَتَّى يَأْخُذ حَقه مِمَّن عَلَيْهِ الثأر 1 - كسَالَى أَي هم كسَالَى يَعْنِي رَهْط بني عدي وَقَوله يلهى بِهِ أَي يُعلل بِهِ والمتبول الَّذِي أُصِيب بتبل أَي بعداوة وحقد وَهُوَ عناء يُرِيد أَن الْكَلَام إِذا لم يَله فعل كَانَ عناء ومشقة يصفهم بِالْكَسَلِ وَقلة النشاط لِأَنَّهُ طلب مِنْهُم النَّصْر فَلم ينصروه على أعدائه وَإِن المستغيث بهم لَا يجد مِنْهُم غير قَول يتسلى بِهِ وَالْقَوْل من غير فعل عناء 2 - أخبر من لاقيت الخ مَعْنَاهُ أَنِّي أنشر الْجَمِيل عَنْكُم خوفًا عَلَيْكُم من الملام وَلَو شِئْت ضد ذَلِك لفَعَلت لأنكم ضمنتم فَمَا وفيتم فَيَقُول الَّذين أخْبرهُم بقلة وفائكم أَصْحَابك أساؤا وَلَكِن لم أشأ إِظْهَار عيوبكم للستر عَلَيْكُم 3 - لَهُم ريثة أَي لَهُم إبطاء وتعلوا أَي تغلب والصريمة الْعَزْم على الشَّيْء يُرِيد بذلك نفي الْعَزِيمَة عَنْهُم لِأَن الريث والبطء قد غلبها وَالْمعْنَى أَن عزمهم ضَعِيف مغلوب بالبطالة والكسل وَأَن الْأَمر لَا بُد لَهُ من أَن يقْضِي يَوْمًا وَيرَاح مِنْهُ وَيَعْنِي بهَا أَن الْأَمر لَا بُد أَن يقْضِي فِي يَوْم من الْأَيَّام وَيرَاح مِنْهُ وَفِيه إِشَارَة إِلَى أَنهم لم يقضوا مَا طلبه مِنْهُم من رد إبِله وَإِن غَيرهم ردهَا وأراحه مِمَّا كَانَ فِيهِ 4 - وَإِنِّي لراجيكم الخ لم يقنعه مَا تقدم من العتاب حَتَّى زَاد فِي عتابهم أَن جعل رَجَاءَهُ فيهم على غير ثِقَة لِأَن من يَرْجُو مَا فِي بطُون الْحَامِلَات فَهُوَ شَاك فِيهِ على غير ثِقَة مِنْهُ وَمَعْنَاهُ أَنِّي فِي رجائي لكم مَعَ تراخيكم فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 (فَهَلا سعيتم سعي عصبَة مَازِن ... وَهل كفلائي فِي الْوَفَاء سَوَاء) (لَهُم أَذْرع باد نواشر لَحمهَا ... وَبَعض الرِّجَال فِي الحروب غثاء) 3 - (كَأَن دنانيرا على قسماتهم ... وَإِن كَانَ قد شف الْوُجُوه لِقَاء) 4 - وَقَالَ شمعلة بن الْأَخْضَر 5 - (وَضعنَا على الْمِيزَان كوزا وهاجرا ... فمالت بَنو كوز بأبناء هَاجر) 6 - (وَلَو مَلَأت أعفاجها من رثيئة ... بَنو هَاجر مَالَتْ بهضب الأكادر)   نصرتي كمن يَرْجُو مَا فِي بطُون الْأُمَّهَات 1 - فَهَلا سعيتم الخ أَي فَهَلا كُنْتُم يَا بني عدي مثل بني مَازِن لما تكفلوا بنصري قَامُوا بِهِ فلستم مثلهم فِي الْوَفَاء 2 - نواشر لَحمهَا جمع نَاشِرَة وَهِي عصب الذِّرَاع والغثاء مَا يحملهُ السَّيْل من هُنَا وَهنا يمدح بني مَازِن ويصفهم بِالْقُوَّةِ وَقلة ثقل الْأَبدَان ويعرض بالآخرين وهم بَنو عدي بِأَنَّهُم مثل الغثاء الَّذِي لَا طائل تَحْتَهُ 3 - على قسماتهم أَي على وُجُوههم جمع قسْمَة قد شف الْوُجُوه أَي غير محاسنها وَالْمعْنَى أَن وُجُوههم فِي الْحَرْب مثل الدَّنَانِير فِي الْحسن وَالْإِشْرَاق وَإِن كَانَ غَيرهَا قد تَغَيَّرت وقبحت وَفِي هَذَا تَعْرِيض ببني عدي 4 - أحد بني ضبة وَلَهُم شاعران آخرَانِ يُقَال لَهما شمعلة أَحدهمَا شمعلة بن فائد وَالثَّانِي شمعلة بن طَيْسَلَة 5 - كوز وَهَاجَر قبيلتان من ضبة وَمَعْنَاهُ أننا لما اختبرنا بني كوز وَبني هَاجر وجدنَا الْغَلَبَة والرجحان لأبناء كوز على أَبنَاء هَاجر 6 - الأعفاج الأمعاء جمع عفج والرثيئة لبن حامض يوضع عَلَيْهِ لبن حليب فيثقل من أَكثر من أكله والهضب جمع هضبة وَهِي جبل منبسط على وَجه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 (ولكنما أغتروا وَقد كَانَ عِنْدهم ... قطيبان شَتَّى من حليب وحازر) وَقَالَ قرواش بن حوط الضَّبِّيّ (نبئت أَن عقَالًا ابْن خويلد ... بنعاف ذِي عذم وَأَن الأعلما) 3 - (ينمي وعيدهما إِلَيّ وبيننا ... شم فوارع من هضاب يرمرما) 4 - (غضا الْوَعيد فَمَا أكون لموعدي ... قنصا وَلَا أكلا لَهُ متخضما)   الأَرْض والأكادر جبل وَقَالَ نصر الأكادر بلد من بِلَاد فَزَارَة وَأنْشد هَذَا الْبَيْت وَالْمعْنَى لَو مَلَأت بطونها من الرثيئة بَنو هَاجر لكَانَتْ أثقل من الْجبَال الَّتِي بِجنب هَذَا الْبَلَد 1 - ولكنما اغتروا أَي غفلوا والقطيبان تَثْنِيَة قطيب وَهُوَ لبن الْإِبِل يجمع بِلَبن الْغنم والحازر الحامض وَالْمعْنَى وَلَكنهُمْ أخذُوا على غَفلَة وَقد كَانَ عِنْدهم خليطان من لبن حليب عَلَيْهِ لبن حامض أعدوهما لشربهم فوزنوا قبل الشّرْب يستهزئ بهم ويعيرهم بِأَن هَذَا طعامهم وَفِيه إِشْعَار ببخلهم 2 - بنعاف ذِي عذم النعاف جمع نعف وَهُوَ أنف الْجَبَل وذوو عذم مَوضِع وَأَن الأعلما أَن توكيد لِأَن الأولى والأعلم مَعْطُوف على عقال أَي أَن عقَالًا والأعلم وهما رجلَانِ 3 - ينمي وعيدهما أَي يبلغنِي تهديدهما إيَّايَ والشم الْجبَال المرتفعة والفوارع جمع فارع وَهُوَ العالي الْمُرْتَفع ويرمرم جبل فِي بِلَاد قيس وَالْمعْنَى كَيفَ أخْشَى بَأْس عقال والأعلم وبيني وَبَينهمَا جبال مُرْتَفعَة وطرق متوعرة 4 - غضا وعيدكما أَي كفا وارجعا عَنهُ والقنص الصَّيْد وَالْأكل مَا يُؤْكَل والمتخضم الَّذِي يُؤْكَل بسهولة وَالْمعْنَى أَنه يُخَاطب عقَالًا والأعلم بِأَن يرجعا عَن تهديده وَيَقُول لَهما لست لمن يهددني صيدا وَلَا طَعَاما يُؤْكَل بسهولة بل أَنا شُجَاع أحمي نَفسِي وَلَا أمكن أحدا مِنْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 (ضبعا مجاهرة وليثا هدنة ... وثعيلبا خمر إِذا مَا أظلما) (لَا تسأمالي من دسيس عَدَاوَة ... أبدا فَلَيْسَ بمسئمي أَن تسأما) وَقَالَ سُوَيْد بن مشنوء 3 - (دعِي عَنْك مسعودا فَلَا تذكرنه ... إِلَيّ بِسوء واعرضي لسبيل) 4 - (نهيتك عَنهُ فِي الزَّمَان الَّذِي مضى ... وَلَا يَنْتَهِي الغاوي لأوّل قيل) وَقَالَ معدان بن عبيد بن عدي بن عبد الله بن خيبري بن أفلت الطَّائِي ثمَّ المعني   1 - ضبعا مجاهرة الضبع تُوصَف بِضعْف الْقلب والمجاهرة الْمُبَادرَة بالعداوة أَي هما عِنْد المجاهرة كالضبع فِي الْجُبْن وليثا هدنة الْهُدْنَة الصُّلْح أَي هما كالأسد عِنْد الصُّلْح وثعيلبا خمر الخ الْخمر مَا يواري الْإِنْسَان من الْأَشْجَار وأظلما دخلا فِي الظلام أَي هما كالثعلب فِي روغانه وَإِنَّمَا صغر الثَّعْلَب وَجعل فعله فِي الظلام لِأَنَّهُ فِي الصغر أروغ بمنه فِي الْكبر وَأَنه فِي اللَّيْل أَخبث مِنْهُ فِي النَّهَار وَالْمعْنَى أَن عقَالًا والأعلم لَهما جبن وقعود عَن الْحَرْب وفرار عَن الشجعان 2 - لَا تساؤا لي من سئم الشَّيْء إِذا كرهه والدسيس الْإخْفَاء وَإِن تسأما فِي تَأْوِيل مصدر اسْم لَيْسَ مُؤَخرا أَي فَلَيْسَ بمسئمي سآمتكما وَالْمعْنَى أَنه لَا يُرِيد أَن يمْلَأ صَدره من عداوتها وَأَنه لَا يسئمه سآمتهما 3 - وأعرضي لسبيل أَي اعرضي إِلَى سَبِيل غير مَسْعُود يُقَال عرض عرضه إِذا ذكره بِسوء وَالْمعْنَى لَا تذكري مسعودا عِنْدِي بِسوء 4 - وَلَا يَنْتَهِي الخ مَعنا أَن الْجَاهِل لَا يرتدع للزجرة الأولى حَتَّى يزْجر مرّة بعد أُخْرَى وَهَذِه الْجُمْلَة من الْأَمْثَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 (عجبت لعبدان هجوني سفاهة ... أَن اصطبحوا من شائهم وتقيلوا) (بجاد وريسان وفهر وغالب ... وَعون وَهدم وَابْن صفوة أخيل) 3 - (فَأَما الَّذِي يحصيهم فمكثر ... وَأما الَّذِي يطريهم فمقلل) 4 - وَقَالَ يزِيد بن قنافة بن عبد شمس الْعَدوي من بني عدي بن أخرم ابْن أبي أخرم من ثعل بن عَمْرو بن الْغَوْث رَهْط حَاتِم بن عبد الله   1 - عجبت لعبدان الخ العبدان جمع عبد وَالْعَبْد هُنَا كِنَايَة عَن اللَّئِيم واصطبحوا أَي شربوا وَقت الصَّباح وتقيلوا أَي شربوا وَقت القيلولة وَالشَّاء جمع شَاة وَالْمعْنَى أَنهم تجاوزوا حَدهمْ فهجوني لأَنهم رَأَوْا مَا لم يعهدوه من الْغنى بَعْدَمَا كَانُوا فُقَرَاء لَا يملكُونَ شَيْئا فطغوا عِنْد الْغنى 2 - بجاد وَمَا عطف عَلَيْهِ إِلَى آخر الْبَيْت أَسمَاء قبائل والأخيل اسْم طَائِر مَعْنَاهُ أَن هَذِه الْقَبَائِل هِيَ الَّتِي اعْتدت عَلَيْهِ وهجته 3 - يحصيهم أَي يعدهم ومكثر يُرِيد أَنه يعد مِنْهُم كثيرا لوفور عَددهمْ ويطريهم أَي يمدحهم وَالْمعْنَى أَن الَّذِي يعدهم يجدهم كثيرين لوفور عَددهمْ وَأَن الَّذِي يمدحهم يجدهم قَلِيلا لقلَّة من يسْتَحق الْمَدْح مِنْهُم 4 - وجده عبد شمس الْعَدوي من بني عدي بن أخزم ابْن أبي أخزم رَهْط حَاتِم بن عبد الله الْجواد الْمَشْهُور وَأَبُو أخزم هُوَ جد حَاتِم أوجد جده وَلما مَاتَ ابْنه أخزم وَكَانَ قد ترك بَنِينَ وَثبُوا على جدهم يَوْمًا فأدموه فَقَالَ (إِن بني رملوني بِالدَّمِ ... من يلق آساد الرِّجَال يكلم) (وَمن يكن دَرْء بِهِ يقوم ... شنشنة أعرفهَا من أخزم) كَأَن أخزم كَانَ عاقا لَهُ هَذَا وَيزِيد بن قنافة شَاعِر جاهلي من شعراء طيىء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 (لعمري وَمَا عمري عَليّ بهين ... لبئس الْفَتى الْمَدْعُو بِاللَّيْلِ حَاتِم) (غَدَاة أَتَى كالثور أحرج فاتقى ... بجبهته أقتاله وَهُوَ قَائِم)   وَكَانَ من حَدِيث أبياته أَن رجلا من بني السَّيِّد بن مَالك الضَّبِّيّ يُقَال لَهُ زيد بن ثَابت جاور فِي بني طيىء وَكَانَت لَهُ نعْمَة فيهم فَأَغَارَ عَلَيْهِ بَنو معن فَقَتَلُوهُ وَأخذُوا مَاله فَبلغ ذَلِك بني السَّيِّد فَرَكبُوا فِيمَن يتبعهُم من بني ضبة فوجدوا رجلا من طيىء فَقَالُوا لَهُ من أَنْت فكتمهم فعرفوا لغته فَقَالُوا لَهُ أَنْت آمن إِن دللتنا على أقرب أَبْيَات بني معن فدلهم على بني ثَوْر بن ود من بني معن فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا قَلِيلا فَذهب رجل مِنْهُم إِلَى حَاتِم بن عبد الله وَهُوَ فِي قبَّة لَهُ من أَدَم فِي دَار لَيْسَ مَعَه فِيهَا أحد غير بَيت أَو بَيْتَيْنِ من بني عدي فيهم يزِيد بن قنافة وَأخْبر حاتما بالْخبر فَأمر أمته أَن توقد النَّار فِي قُبَّته وَاحْتمل تَحت اللَّيْل فنجا وبقى يزِيد بن قنافة وَلم يعلم بالْخبر حَتَّى صبحته الْخَيل غدْوَة وَكَانَت امْرَأَته لَا تكَلمه فدعته باسمه وأخبرته الْخَبَر فثار إِلَى قوسه وَمنع عَن حريمه وَإِنَّمَا كَانَ الْقَوْم أَرَادوا حاتما فنجا فَقَالَ يزِيد بن قنافة هَذِه الأبيات 1 - وَمَا عمري عَليّ الخ هَذَا تَحْقِيق للْيَمِين وَأَن عمره لَيْسَ مِمَّا يهون عَلَيْهِ فَيحلف بِهِ كَاذِبًا وَمَعْنَاهُ أَنِّي أَحْلف بحياتي الَّتِي لَا تهون عَليّ فأحلف بهَا كَاذِبًا أَن حاتما مَذْمُوم من بَين الفتيان المدعوين بِاللَّيْلِ وَإِنَّمَا خص اللَّيْل لشدَّة الهول فِيهِ 2 - غَدَاة أَتَى الخ فَاعل أَتَى يعود على حَاتِم وأحرج أَي ضيق عَلَيْهِ والأقتال جمع قتل بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ الْعَدو الْمقَاتل يصف حاتما على سَبِيل السخرية بِأَنَّهُ خرج على أعدائه مثل الثور الهائج فَلَمَّا جَاءَ وَقت الدفاع ولى مُنْهَزِمًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 (كَأَن بصحراء المريط نعَامَة ... تبادرها جنح الظلام نعائم) (أعارتك رِجْلَيْهَا وَهَا فِي لبها ... وَقد جردت بيض الْمُتُون صوارم) وَقَالَ عارق وَهُوَ قيس بن جروة الطَّائِي تقدّمت تَرْجَمته 3 - (من مبلغ عَمْرو بن هِنْد رِسَالَة ... إِذا استحقبتها العيس تنضى من الْبعد) 4 - (أيوعدني والرمل بيني وَبَينه ... تبين رويدا مَا أُمَامَة من هِنْد) 5 - (وَمن أجإ حَولي رعان كَأَنَّهَا ... قنابل خيل من كميت وَمن ورد) 6 - (غدرت بِأَمْر كنت أَنْت دَعوتنَا ... إِلَيْهِ وَبئسَ الشيمة الْغدر بالعهد)   1 - المريط اسْم مَوضِع وتبادرها أَي تسابقها وجنح الظلام طَائِفَة مِنْهُ 2 - وَهَا فِي لبها أَي خافق عقلهَا وَمَعْنَاهُ كَأَنَّك يَا حَاتِم حِين جردت السيوف من أغمادها أعارتك النعامة رِجْلَيْهَا وَقلة عقلهَا فَكنت مثلهَا فِي سرعَة الجريان وَقلة الْعقل عِنْد فرارك من لِقَاء الْأَعْدَاء 3 - إِذا استحقبتها العيس أَي حملتها فِي الحقائب تنضى من الْبعد أَي تهزل لبعد الْمسَافَة وَجعل الْحمل للعيس اتساعا فِي الْمَعْنى 4 - تبين رويدا أَي تحقق الْأَمر وتمهل فِيهِ وَالْمعْنَى أَتُهَدِّدُنِي يَا ابْن هِنْد وبيني وَبَيْنك حصن منيع لَا تهددني بل تحقق الْأَمر وتمهل وَانْظُر أَيّنَا أشرف فَمَا أمك مثل أُمِّي 5 - وَمن أجا الخ أجأ جبل لطيىء والرعان جمع رعن وَهُوَ أنف الْجَبَل والقنابل الْجَمَاعَات من الْخَيل جمع قنبل والكميت والورد من صِفَات الْخَيل وَالْمعْنَى ألم تنظر يَا ابْن هِنْد مَا بيني وَبَيْنك من الهضاب الَّتِي تشبه الْخَيل فِي كثرتها وألوانها 6 - وَبئسَ الشيمة أَي بئس الطبيعة وَالْمعْنَى أَنَّك يَا ابْن هِنْد غدرت بِنَا بعد مَا ضمنت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 (وَقد يتْرك الْغدر الْفَتى وَطَعَامه ... إِذا هُوَ أَمْسَى حلبة من دم الفصد) وَقَالَ آخر (لعمري وَمَا عمري عَليّ بهين ... لقد سَاءَنِي طورين فِي الشّعْر حَاتِم) 3 - (أيقظان فِي بغضائنا وهجائنا ... وَأَنت عَن الْمَعْرُوف وَالْبر نَائِم) 4 - (بحسبك أَن قد سدت أخزم كلهَا ... لكل أنَاس سادة ودعائم) 5 - (فَهَذَا أَوَان الشّعْر سلت سهامه ... معابلها والمرهفات السلاجم)   لنا أَن تحمينا فبئس مَا صنعت من الْغدر وَنقض الْعَهْد وَذَلِكَ أَن عَمْرو بن هِنْد كَانَ قد عاهدهم على أَن لَا يغزوهم فنقض عَهده وغدر 1 - كَانَ الرجل مِنْهُم إِذا جَاع جَاءَ إِلَى عرق بعير وفصده وتلقى دم الفصد فِي مصير حَتَّى إِذا امْتَلَأَ عقده من رَأسه شواه على النَّار وَأكله يَفْعَلُونَ ذَلِك فِي سنة الجدب وَالْمعْنَى قد يتْرك الْإِنْسَان الْغدر وَهُوَ فِي شدَّة الْعَيْش فَكيف لَا تتركه وَأَنت ملك 2 - طورين أَي مرَّتَيْنِ وَالْمعْنَى أقسم بحياتي الَّتِي لَا تهون عَليّ فأحلف بهَا كَاذِبًا أَن حاتما تعرض لي مرَّتَيْنِ بِمَا سَاءَنِي 3 - أيقظان الخ الْهمزَة للإنكار والتوبيخ يَقُول مَا يَنْبَغِي لَك أَن تكون يقظان فِي هجونا وبغضائنا ونائما عَن الْخَيْر وَالْبر وَالْإِحْسَان 4 - بحسبك أَي كافيك والدعائم جمع دعامة هِيَ كِنَايَة عَن السَّيِّد الَّذِي يركن إِلَيْهِ وَالْمعْنَى لَا فَخر لَك غير سيادتك على قبيلتك وَهَذَا أَمر قد صَار مَعْلُوما وَلَيْسَ خُصُوصِيَّة لَك بل غَيْرك سَاد قومه 5 - المعابل جمع معبل وَهُوَ السهْم العريض والمرهفات السيوف المحددة والسلاجم الطوَال وَالْمعْنَى هَذَا وَقت المباراة والمعارضة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 وَقَالَ رجل من طَيء (إِن امْرأ يُعْطي الأسنة نَحره ... وَرَاء قُرَيْش لَا أعد لَهُ عقلا) (يذمون لي الدُّنْيَا وَقد ذَهَبُوا بهَا ... فَمَا تركُوا فِيهَا لملتمس ثعلا) وَقَالَ رويشد الطَّائِي لبني موقع 3 - (وموقع تنطق غير السداد ... فَلَا جيد جزعك يَا موقع) 4 - (فَمَا فَوق ذلتكم ذلة ... وَلَا تَحت موضعكم مَوضِع) وَقَالَ جَابر 5 - (أجدوا النِّعَال لأقدامكم ... أجدوا فويها لكم جَرْوَل)   فِي السب والمقاذعة فتعال يَا حَاتِم نَنْظُر أَيّنَا الْغَالِب فَإِن لكل زمَان شَيْئا يظْهر فِيهِ ويغلب وزماننا هَذَا زمَان الشّعْر 1 - وَرَاء قُرَيْش أَي قدامها ووراء من أَسمَاء الأضداد يُطلق على الْخلف وَالْإِمَام وَالْمعْنَى أَن الَّذِي يضر نَفسه لينفع قُريْشًا حَتَّى تكون لَهُم الدولة ويفوزوا بِالْملكِ لَيْسَ من ذَوي الْعقل عِنْدِي 2 - الثعل بِضَم الثَّاء وَفتحهَا زِيَادَة فِي أطباء النَّاقة وَالْبَقَرَة وَالشَّاة وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن الشَّيْء الْقَلِيل يصف الْخُلَفَاء من قُرَيْش بِأَنَّهُم ينهون غَيرهم عَن حب الدُّنْيَا وهم أحرص النَّاس عَلَيْهَا لم يتْركُوا وَجه رَغْبَة فِيهَا إِلَّا أَتَوْهُ 3 - فَلَا جيد جزعك أَي لَا سقى واديك من الْجُود بِفَتْح الْجِيم وَهُوَ الْمَطَر والجزع منعطف الْوَادي وموقع اسْم قَبيلَة يصفهم بقول الْفُحْش وَيَدْعُو عَلَيْهِم بالجدب وضيق الْعَيْش فَمَا فَوق ذلتكم الخ مَعْنَاهُ أَنهم أذلّ النَّاس وَأَقلهمْ قدرا 5 - أجدوا النِّعَال أَي اتَّخَذُوهَا جَدِيدَة فويها لكم ويها اسْم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 (وأبلغ سلامان إِن جِئْتهَا ... فَلَا يَك شبها لَهَا المغزل) (يكسي الْأَنَام ويعرى استه ... وينسل من خَلفه الْأَسْفَل) 3 - (فَإِن بجيرا وأشياعه ... كَمَا تبحث الشَّاة إِذْ تدأل) 4 - (أثارت عَن الحتف فاغتالها ... فَمر على حلقها المغول)   فعل يغري بِهِ وجرول منادى يُرِيد يَا بني جَرْوَل وَهُوَ جَرْوَل بن مجاشع وَكَانَ لَهُ عشرَة بَنِينَ سماهم كلهم بأسماء السبَاع وَكَانَ جَرْوَل أجبن النَّاس مَعَ حسن منظره وهيئته وَالْمعْنَى غيروا حالكم وأحسنوا هيئتكم أَو هُوَ كِنَايَة عَن الْفِرَار والهرب 1 - سلامان قَبيلَة من هَمدَان إِن جِئْتهَا أَي جِئْت سلامان وحللت فِيهَا وَقَوله فَلَا يَك الخ هُوَ الرسَالَة الَّتِي يُرِيد إبلاغها وَالْمعْنَى إِن حللت فِي بني سلامان فَأخْبرهُم أَن لَا يَكُونُوا فِي أَحْوَالهم مثل المغزل يكسى الْخلق وَهُوَ عُرْيَان وَذَلِكَ أَنهم ينفعون غَيرهم وَلَا ينفعون أنفسهم 2 - يكسى الْأَنَام الخ أَي يكسو الْأَنَام وَهُوَ عُرْيَان وَيخرج أَسْفَله من خَلفه عِنْد خلعه من الْغَزل الَّذِي عَلَيْهِ وَيفهم من هَذَا الْكَلَام أَن بني سلامان كَانُوا يرتكبون الْأَهْوَال الَّتِي مغانمها لغَيرهم فَلذَلِك جعل المغزل مثلا لَهُم لِأَن عمله لغيره 3 - كَمَا تبحث الشَّاة الخ هُوَ مثل يضْرب لكل من أعَان على حتف نَفسه أَي على هلاكها وتدأل من الدألان وَهُوَ الْمَشْي فِي نشاط 4 - فاغتالها أَي أهلكها والمغول مَا يهْلك بِهِ الشَّيْء وَالْمرَاد بِهِ هُنَا السكين وَمَعْنَاهُ مَعَ الْبَيْت الَّذِي قبله أَن بجيرا وَأَتْبَاعه فِي إهلاكهم أنفسهم مثل شَاة حفرت الأَرْض برجلها فظهرت مِنْهَا سكين فذبحت بهَا فَكَانَ حفرهَا سَبَب مَوتهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 (وَآخر عهد لَهَا مونق ... غَدِير وجزع لَهَا مبقل) وَقَالَ إِيَاس بن الأرث الطَّائِي (كَأَن مرعى امكم إِذْ بَدَت ... عقربة يكومها عقربان) 3 - (إكليلها زول وَفِي شولها ... وخز أَلِيم مثل وخز السنان) 4 - (كل عَدو يتقى مُقبلا ... وأمكم سورتها بالعجان)   1 - مونق أَي حسن معجب وَهُوَ نعت لغدير الَّذِي بعده مقدم عَلَيْهِ والغدير قِطْعَة مَاء تغادرها السُّيُول أَي تتركها وجزع مقبل أَي وَاد مخصب وَالْمعْنَى مَا كَانَ أحسن آخر يَوْم لبني سلامان وهم فِي خير نعْمَة من مَاء عذب وَمَكَان خصب 2 - كَأَن مرعى أمكُم يجوز أَن يكون مرعى اسْم كَائِن وأمكم بدل مِنْهُ وَيجوز أَن يكون ذَلِك لقبا لقبها بِهِ الشَّاعِر والعقربة وَالْعَقْرَب مَعْرُوف ويكومها أَي يُجَامِعهَا والعقربان بِضَم الْعين ذكر العقارب يسبهم بِأَن أمّهم فِي الْأَذَى الَّذِي يصدر مِنْهَا مثل العقربة الَّتِي يُجَامِعهَا عقرب فَيكون الْأَذَى طبعا لأمهم كَمَا أَنه طبع للعقربة 3 - إكليلها زول الخ الإكليل كِنَايَة عَن قرنها والزول الْخَفِيف الظريف وَفِي شولها أَي فِيمَا ترفعه من ذنبها وخز أَي طعن وَالْمعْنَى أَن الْأَذَى الَّذِي يصدر مِنْهَا حِين ترفع ذنبها للدغ لَهُ ألم مثل طعن الرمْح 4 - سورتها بالعجان السُّورَة الْقُوَّة والعجان مَا بَين الْقبل والدبر وَهُوَ هُنَا ضد الإقبال وَالْمعْنَى أَن الأعادي يخَاف مِنْهَا إِذا جَاءَت مقبلة وَأَن أمكُم يخْشَى مِنْهَا إِذا ولت مُدبرَة لِأَنَّهَا إِذا أَدْبَرت هيجت النميمة وَقيل إِنَّهَا تبيح عجانها للرِّجَال فتستعين بهم على من يعاديها فَتكون قوتها بعجانها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 1 - وَقَالَ أدهم بن أبي الزَّعْرَاء الطَّائِي (بنى خيبري نهنهوا عَن قناذع ... أَتَت من لدنكم وانظروا مَا شؤونها) 3 - (وكائن بِنَا من ناشص قد علمْتُم ... إِذا نفرت كَانَت بطيأ سكونها) 4 - (وبالحجل الْمَقْصُور خلف ظُهُورنَا ... نواشيء كالغزلان نجل عيونها) 5 - (وَإِنَّا لمحقوقون حِين غضبتم ... بأيمة عبد الله أَن سنهينها)   1 - قَالَ أَبُو رياش تزوج عبد الله بن مُدْلِج الطَّائِي هنيدة بنت عبد الرَّحْمَن ابْن حدير فَأَبت أَن تنزله عِنْدهَا فَقَالَ فِي ذَلِك أدهم بن أبي الزَّعْرَاء هَذِه الأبيات 2 - نهنهوا عَن قناذع أَي كفوا وانزجروا والقناذع الدَّوَاهِي أَو هِيَ الْكَلَام الْقَبِيح وَقَوله وانظروا مَا شؤونها أَي تدبروا عَاقبَتهَا وَالْمعْنَى انْتَهوا يَا بني خيبري عَمَّا تَقولُونَ من الْكَلَام الْقَبِيح الَّذِي يأتينا من عنْدكُمْ وانظروا فِي عواقبه 3 - وكائن بِنَا أَي وَكم بِنَا والناشص المبغضة لزَوجهَا وَالْمعْنَى وَكم بِنَا من ناشص إِذا غضِبت لَا يسكن غَضَبهَا وَأَنْتُم تعلمُونَ ذَلِك أَو يُقَال جعل الناشص كِنَايَة عَن بادرة غضبهم وسطوتهم أَي نَحن أَصْحَاب بَأْس وسطوة إِذا غضبنا لشَيْء لَا يسكن غضبنا حَتَّى نبلغ مرادنا 4 - وبالحجل الْمَقْصُور الخ الحجل جمع حجلة وَهِي بَيت الْعَرُوس المزين بالثياب والمقصور الْمَمْنُوع أَو الْمُرْسل عَلَيْهِ السّتْر والنواشئ جمع ناشئة وَهِي الشَّابَّة الحديثة السن ونجل عيونها أَي واسعات عيونها جمع نجلاء من النجل بِفَتْح الْجِيم وَهُوَ سَعَة الْعين وَالْمعْنَى أَن وَرَاءَنَا بالحجال فتيات مثل الغزلان فِي حسن جيدها واتساع عيونها 5 - لمحقوقون أَي حقيق بِنَا وَالْأَيمَة مصدر آمت الْمَرْأَة تئيم أيمة إِذا كَانَت بِلَا زوج وَالْمعْنَى نَحن حقيق نبا أَن نهين تِلْكَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 (فلست لمن أدعى لَهُ إِن تفقأت ... عَلَيْهَا دماميل استه وحبونها) وَقَالَ حُرَيْث بن عناب النبهاني 3 - (بني ثعل أهل الْخَنَا مَا حديثكم ... لكم منطق غاو وَلِلنَّاسِ منطق)   الناشص وَيبقى عبد الله بِلَا زوج لأجل غضبكم 1 - لمن ادّعى لَهُ أَي لمن انتسب إِلَيْهِ وَهُوَ أبي إِن تفقأت أَي إِن تشققت والأست الْعَجز أَو حَلقَة الدبر وَفِي لفظ الأست احتقار وَضرب هَذَا مثلا للاجتماع والحبون جمع حبن بِكَسْر الْحَاء وَهُوَ خراج كالدمل وَعَلَيْهَا أَي على هَذِه الْمَرْأَة وَهِي مَعْلُومَة من الْكَلَام وَالْمعْنَى أكون ضائع النّسَب مَجْهُول الْأَب إِن أَعْطيته مُرَاده حَتَّى يشتفي قلبه أَو يجْتَمع بهَا 2 - وجده مطر بن سلسلة بن كَعْب أحد بني نَبهَان بن عَمْرو بن الْغَوْث بن طيىء وحريث شَاعِر إسلامي من شعراء الدولة الأموية وَلَيْسَ بمذكور فِي الشُّعَرَاء لِأَنَّهُ كَانَ بدويا مقلا غير متصد بالشعر للنَّاس مدحا وهجاء وَلَا يعد وشعره أمرا يَخُصُّهُ وَمن حَدِيث هَذِه الأبيات أَن حريثا كَانَ يهوى امْرَأَة يُقَال لَهَا حييّ بنت الْأسود فَخَطَبَهَا فوعده أَهلهَا أَن يزوجوه مِنْهَا ووعدته أَن لَا تجيب إِلَى تَزْوِيج إِلَّا بِهِ فَخَطَبَهَا رجل من بني ثعل وَكَانَ مُوسِرًا فمالت إِلَيْهِ وَتركت حريثا وَقد خيرت بَينهمَا فَاخْتَارَتْ الثعلى فَتَزَوجهَا فَطَفِقَ حريت يهجو قَومهَا وَقوم المتزوج بهَا فَقَالَ هَذِه الأبيات يهجو بني ثعل 3 - أهل الْخَنَا أَي يَا أهل الْفُحْش وَقَوله مَا حديثكم يُرِيد مَا لغتكم وَذَلِكَ احتقار واستهزاء والمنطق الغاوي الشاذ الزائغ عَن المألوف وَلِلنَّاسِ منطق المُرَاد بِالنَّاسِ الْعَرَب يصفهم بِسوء الْمنطق وَأَنَّهُمْ من الأنباط لَا من الْعَرَب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 (كأنكم معزى قواصع جرة ... من العي أَو طير بخفاف ينغق) (ديافية قلف كَأَن خطيبهم ... سراة الضُّحَى فِي سلحه يتمطق) 3 - وَقَالَ شعيث بن عبد الله   1 - كأنكم معزى الخ المعزى من الْغنم ضد الضَّأْن وقواصع جرة من قصع الْبَعِير بجرته إِذا ردهَا إِلَى جَوْفه والجرة مَا يُخرجهُ من بَطْنه بعد أكله فيأكله ثَانِيًا حِين يجتر وَالْمرَاد بالطير الْغرْبَان وخفاف اسْم مَوضِع وتنغق أَي تصوت وَالْمعْنَى أَنهم لعيهم وَقلة بيانهم إِذا تكلمُوا كَانُوا مثل بَهِيمَة تجتر أَو غربان تصيح فَلَا تعرف مِنْهُم إِلَّا أفواها متحركة بِأَصْوَات تمجها الأسماع 2 - ديافية أَي منسوبون إِلَى دياف وَهِي أَرض بِالشَّام للأنباط يُرِيد أَنهم لَيْسُوا من الْعَرَب لأَنهم إِذا أَرَادوا أَن يعرضُوا بِرَجُل أَنه نبطي نسبوه إِلَى هَذَا الْموضع والقلف جمع أقلف وَهُوَ الَّذِي لم يختن وسراة الضُّحَى وَسطه والسلح الْعذرَة ويتمطق من التمطق وَهُوَ تذوق الشَّيْء بِضَم إِحْدَى الشفتين على الْأُخْرَى مَعَ صَوت بَينهمَا وَالْمعْنَى أَنه يخرجهم من أَن يَكُونُوا عربا ويجعلهم غير مختونين إِلْحَاقًا لَهُم بالعجم وَأَن خطيبهم الَّذِي يزعمونه فصيحا إِذا تكلم عَنْهُم يَوْم فخارهم تلجلج فِي كَلَامه لقلَّة بَيَانه كَأَنَّهُ يتمطق فِي سلحة وَيفهم من وَصفهم بذلك فِي الضُّحَى إِنَّهُم كسَالَى لَا يقومُونَ من فرشهم إِلَّا فِي ذَلِك الْوَقْت 3 - شَاعِر إسلامي فِي عهد بني مَرْوَان وَهُوَ من بني كنَانَة ويهجو بِهَذَا الشّعْر رجلا من بني الْقَيْن اسْمه عقال بن هَاشم وَأَظنهُ الَّذِي كَانَ يهاجي ابْن ميادة وعقال هَذَا يَقُول فِي بني كنَانَة (فَمَا كنَانَة فِي خير بخائرة ... وَلَا كنَانَة فِي شَرّ بأشرار) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 (أترجو حييا أَن تَجِيء صغارها ... بِخَير وَقد أعيا عَلَيْك كِبَارهَا) (إِذا النَّجْم وافى مغرب الشَّمْس أجحرت ... مقاري حييّ واشتكى الْغدر جارها) وَقَالَ حُرَيْث بن عناب تقدّمت تَرْجَمته 3 - (قولا لصخرة إِذْ جد الهجاء بهَا ... عوجي علينا يُحْيِيك ابْن عناب) 4 - (هلا نهيتم عويجا عَن مقاذعتى ... عبد المقذ دعيا غير صياب)   1 - أترجو حييا الخ مَعْنَاهُ إِنَّه جرد من نَفسه إنْسَانا ولامه على تَعْلِيق رجائه بِأَن تَأتي صغَار هَذِه الْقَبِيلَة بِخَير لم توفق للإتيان بِهِ كِبَارهَا يُشِير بِهَذَا الْكَلَام إِلَى أَن أهل هَذِه الْقَبِيلَة لَا يفلحون أبدا 2 - إِذا النَّجْم الخ المُرَاد بِالنَّجْمِ فِي كَلَام الْعَرَب الثريا ووافي مغرب الشَّمْس أَي طلع فِي وَقت غُرُوبهَا وَذَلِكَ فِي زمن الشتَاء وأجحرت أَي أخفيت كَأَنَّهَا أدخلت فِي الْجُحر والمقاري جمع مقري وَهِي الْآنِية الَّتِي يقرى فِيهَا الضَّيْف وَالْمرَاد من هَذَا الْكَلَام أَنهم بخلاء يجيعون ضيفهم وَيَسْرِقُونَ مَال جارهم 3 - قولا لصخرة الخ جري الْخطاب هُنَا على عَادَة الْعَرَب من خطاب الْوَاحِد بخطاب الِاثْنَيْنِ وَقَوله إِذْ جد الهجاء بهَا أَي إِذْ جدت فِي الهجاء وَاجْتَهَدت فِيهِ وصخرة اسْم امْرَأَة وَالْمرَاد هُنَا أبناؤها إِذْ جدوا فِي الهجاء واجتهدوا فِيهِ وَقَالَ يُحْيِيك مَعَ أَنه لَا تَحِيَّة هُنَا استهزاء بهم وتهكما عَلَيْهِم وَالْمعْنَى قُولُوا لبني صَخْرَة ينزلُوا علينا لنهجوهم كَمَا هجونا 4 - هلا نهيتم الخ هلا للتحضيض والمقاذعة المشاتمة بقول الْفُحْش وَعبد المقذ بدل من عويج أَو مَنْصُوب على الذَّم والمقذ مُنْقَطع شعر الْقَفَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 (مستحقبين سليمى أم منتشر ... وَابْن المكفف ردفا وَابْن خباب) (يَا شَرّ قوم بنى حصن مهاجرة ... وَمن نعرب مِنْهُم شَرّ أَعْرَاب) 3 - (لَا يرتجي الْجَار خيرا فِي بُيُوتهم ... وَلَا محَالة من شتم وألقاب) وَقَالَ آخر 4 - (بنى أَسد إِلَّا تنحوا تطأكم ... مناسم حَتَّى تحطموا وحوافر)   والدعي الَّذِي يتبناه غير أَبِيه أَي يَتَّخِذهُ ابْنا وَغير صياب أَي غير خِيَار يُقَال فلَان من صياب قومه أَي من خيارهم وَالْمعْنَى هلا تزجرون عويجا عَن مشاتمتي ذَلِك العَبْد الذَّلِيل الَّذِي يضْرب على قَفاهُ فَيسْقط شعره فضلا عَن كَونه دعيا بَين قومه دخيلا فيهم 1 - مستحقبين سليمى أَي حاملين لَهَا فِي مَوضِع الحقيبة وَهِي الْقطعَة المحشوة تَحت الرحل وَابْن المكفف مَعْطُوف على سليمى والردف الَّذِي يركب خلف الرَّاكِب وَابْن خباب مَعْطُوف عَلَيْهَا أَيْضا يعير الْقَوْم الَّذين هجوه بحملهم سليمى وَمن مَعهَا فِي مَوضِع الحقيبة وانتسابهم إِلَيْهَا وَكَأَنَّهُ يرميهم بهَا يُرِيد أَن الْجَمِيع لَيْسُوا من أهل الْخَيْر 2 - بني حصن مَنْصُوب على الذَّم أَو الِاخْتِصَاص وتعرب أَي تكلّف الدُّخُول فِي الْعَرَب وَالْإِعْرَاب سكان الْبَوَادِي وَمَعْنَاهُ أَن بني حصن شَرّ قوم هَاجرُوا إِلَى الْأَمْصَار ودخلوا فِي عربها أَو شَرّ قوم باقين بالبوادي على حَالهم 3 - لَا محَالة أَي لَا بُد والألقاب جمع لقب وَهُوَ تَسْمِيَة الْإِنْسَان بِمَا يكره وَالْمعْنَى أَنهم لَا خير عِنْدهم للْجَار فضلا عَن غَيره وكل من يجاورهم لَا يشكرهم بل يعيرهم وَيظْهر عيوبهم بِالْأَلْقَابِ والشتم 4 - إِلَّا تنحوا أَي إِن لم تبعدوا والمناسم جمع منسم وَهُوَ خف الْبَعِير وَالْمعْنَى إِن لم تبعدوا عَنَّا يَا بني أَسد وتهابونا داستكم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 (وميعاد قوم إِن أَرَادوا لقاءنا ... مياه تحامتها تَمِيم وعامر) (وَمَا نَام مياح البطاح ومنعج ... وَلَا الرس إِلَّا وَهُوَ عجلَان ساهر) 3 - (تضاءلتم منا كَمَا ضم شخصه ... أَمَام الْبيُوت الخاريء المتقاصر) 4 - (ترى الجون ذَا الشمراخ والورد يبتغى ... ليَالِي عشرا بَيْننَا وَهُوَ عائر) 5 - (وَلما رأيناكم لِئَامًا أدقة ... وَلَيْسَ لكم من سَائِر النَّاس نَاصِر)   خيولنا وإبلنا تَحت مناسمها وحوافرها حَتَّى تستوي بكم الأَرْض 1 - وميعاد قوم على حذف مُضَاف أَي وَمَوْضِع ميعاد قوم وتحامتها أَي تركتهَا وَالْمعْنَى إِن أَرَادَ بَنو أَسد لقاءنا يجدونا عِنْد الْمِيَاه الَّتِي تركتهَا بَنو تَمِيم وَبَنُو عَامر هَيْبَة منا ومخافة يُرِيد إِن بني أَسد لَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يردوا تِلْكَ الْمِيَاه وَإِن كَثُرُوا 2 - مياح البطاح الخ المياح الَّذِي يدْخل الْبِئْر فَيمْلَأ الدَّلْو مِنْهَا لقلَّة مَائِهَا والبطاح مَاء فِي ديار بني أَسد ومنعج والرس موضعان فيهمَا مَاء يُورد وَالْمعْنَى أَنه ينذر بني أَسد وَيَقُول لَهُم لَا تزعموا أننا غافلون عَنْكُم بل نَحن متيقظون لكم إِن أردتم لقاءنا يُرِيد بتيقظ قومه أَنهم الغالبون على بني أَسد 3 - تضاءلتم من التضاؤل وَهُوَ صغر الْجِسْم والمتقاصر الَّذِي يظْهر الْقصر وَالْمعْنَى أَنكُمْ تهابوننا فتجمعون أبدانكم وتضمونها متصاغرين من مخافتنا كَمَا يضم نَفسه الَّذِي يقْضِي حَاجته أَمَام الْبيُوت للستر عَلَيْهَا 4 - ترى الجون الخ الجون الْفرس الأدهم والشمراخ غرَّة الْفرس والورد من الْخَيل بَين الْكُمَيْت والأشقر وعائر من عَار الْفرس إِذا ذهب وانفلت وَالْمعْنَى أَنهم يطْلبُونَ الْفرس الْمَشْهُور بلونه عشر لَيَال فَلَا يجدونه وَهُوَ وَسطهمْ وَذَلِكَ لِكَثْرَة خيلهم 5 - أدقة جمع دَقِيق يُرِيد بِهِ الذَّلِيل وَجَوَاب لما فِي الْبَيْت بعده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 (ضممناكم من غير فقر إِلَيْكُم ... كَمَا ضمت السَّاق الكسير الجبائر) وَقَالَ أَبُو صعترة البولاني (أتهجونا وَكُنَّا أهل صدق ... وتنسى مَا حباك بَنو برَاء) 3 - (هم نتجوك تَحت اللَّيْل سقبا ... خَبِيث الرّيح من خمر وَمَاء) 4 - (وهم جهلوا عَلَيْك بِغَيْر جرم ... وبلوا منكبيك من الدِّمَاء) وَقَالَ الطرماح بن جهم السنبسي لنافذ بن سعد الْمَعْنى 5 - (إِن بمعن إِن فخرت لمفخرا ... وَفِي غَيرهَا تبنى بيُوت المكارم)   وَهُوَ ضممناكم 1 - السَّاق الكسير أَي الْمَكْسُورَة وفعيل الَّذِي بِمَعْنى مفعول يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث والجبائر جمع جبيرَة وَهِي العيدان الَّتِي تجبر بهَا الْعِظَام وَالْمعْنَى وَلما رأيناكم أذلاء بَين النَّاس لِئَامًا أخساء وَلَا نَاصِر لكم يقوم بأمركم وَيدْفَع عَنْكُم ضممناكم إِلَيْنَا كَمَا تضم السَّاق الكسيرة بالجبائر ولسنا فِي حَاجَة إِلَيْكُم وَلكنهَا الرَّحْمَة والشفقة عَلَيْكُم 2 - مَا حباك أَي أَعْطَاك وَالْمعْنَى أتهجونا بعد علمك بصدقنا وتنسى إِحْسَان بني برَاء عَلَيْك 3 - نتجوك أَي أولدوك والسقب فِي الأَصْل ولد النَّاقة وَأَرَادَ بِهِ هُنَا مَا يخرج عِنْد قَضَاء الْحَاجة وَالْمعْنَى أَنهم ضربوك ضربا مبرحا وَأَنت سَكرَان حَتَّى أحدثت على نَفسك حَدثا كَهَيئَةِ السقب خَبِيث الرّيح 4 - منكبيك تَثْنِيَة منْكب وَهُوَ مجمع عظم الْعَضُد والكتف وَالْمعْنَى أَنهم ضربوك وَأَنت بَرِيء فَكيف لَا يضربونك إِذا هجوتهم 5 - إِن بِمَعْنى الخ معن قَبيلَة من طيىء وَقَوله وَفِي غَيرهَا تبني الخ يُرِيد فِي غير معن تضرب قباب الْكَرم يَقُول إِن فخرت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 (مَتى قدت يَا ابْن الحنظلية عصبَة ... من النَّاس تهديها فجاج المخارم) (إِذا مَا ابْن جد كَانَ ناهز طيىء ... فَإِن الذرا قد صرن تَحت المناسم) 3 - (فقد بزمام بظر أمك واحتفر ... بأير أَبِيك الْغسْل كراث عاسم) وَقَالَ الكروس بن زيد بن حصن بن مصاد بن مَالك بن معقل بن مَالك   بقبيلة معن كَانَ ذَلِك لَك فَإِن فيهم مَوضِع الْفَخر وَلَكِن لَا يُوجد فيهم الْكَرم والجود 1 - مَتى قدت هَذَا إِنْكَار وتقريع والعصبة من النَّاس وَالْخَيْل مَا بَين الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين وَقَوله تهديها يُقَال هديته الطَّرِيق وَإِلَى الطَّرِيق دللته وأرشدته والفجاج جمع فج الطَّرِيق الْوَاسِع بَين جبلين والمخارم جمع مخرم وَهُوَ أنف الْجَبَل وَالْمعْنَى فِي أَي وَقت قدت النَّاس يَا ابْن الحنظلية إِلَى الطّرق الصعاب المجهولة وَكنت لَهُم كالهادي يُرِيد أَن ابْن الحنظلية من الضِّعَاف الَّذين لَا يركن إِلَيْهِم عِنْد الشدائد 2 - إِذا مَا ابْن جد الخ قيل إِن جدا اسْم قَبيلَة وَقيل إِنَّه ينْسبهُ إِلَى الْجد يُشِير إِلَى أَنه لَا أَب لَهُ والناهز رَئِيس الْقَوْم الَّذِي يرى مصالحهم والذرا جمع ذرْوَة وَهِي أَعلَى السنام والمناسم جمع منسم وَهُوَ خف الْبَعِير وَالْمعْنَى أَنه إِذا كَانَ ابْن جد زعيم طيىء وَرَئِيسهمْ فقد انعكس الْأَمر بهم فَصَارَ الشريف وضيعا والوضيع شريفا 3 - فقد بزمام الخ الزِّمَام مَا تقاد بِهِ الدَّابَّة والبظر مَا تقطعه الخافضة من الْفرج والفسل الضَّعِيف وعاسم مَوضِع وَالْمعْنَى لَا تتعرض لطلب الْمَعَالِي فلست من أَهلهَا بل يَكْفِيك أَن تقود بظر أمك بدل أَن تقود النَّاس فَإِنَّهُ عَظِيم وَأَن أَخذ أير أَبِيك فِي يدك فَإِنَّهُ أليق بهَا من السَّيْف وَالْبَيْت كُله سبّ لَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 (أَلا لَيْت حظي من عطائك أنني ... علمت وَرَاء الرمل مَا أَنْت صانع) (فقد كَانَ لي عَمَّا أرى متزحزح ... ومتسع من جَانب الأَرْض وَاسع) 3 - (وهم إِذا مَا الجبس قصر نَفسه ... طُلُوع إِذا أعيا الرِّجَال الْمطَالع) وَقَالَ وضاح بن إِسْمَاعِيل بن عبد كلال بن دَاوُد بن أبي أَحْمد تقدّمت تَرْجَمته 4 - (من مبلغ الْحجَّاج عني رِسَالَة ... فَإِن شِئْت فاقطعني كَمَا قطع السلا) 5 - (وَإِن شِئْت فاقتلنا بمُوسَى رميضة ... جَمِيعًا فقطعنا بهَا عقد العرا) 6 - (وَإِن قلت لَا إِلَّا التَّفَرُّق والنوى ... فبعدا أدام الله تَفْرِقَة النَّوَى)   1 - وَرَاء الرمل مُتَعَلق بعلمت وَالْمعْنَى لَيْتَني علمت وَأَنا فِي مَكَاني قبل أَن أتوجه إِلَيْك وأرجوك مَا أَنْت صانعه من خيبة رجائي فَكنت أبقى فِي موضعي وَلَا آتِيك وَيكون ذَلِك غَايَة مرادي 2 - متزحزح أَي مبعد وَالْمعْنَى أَنِّي كنت فِي فسحة من أَمْرِي وَكَانَ بعدِي عَنهُ أحسن لي مِمَّا أرَاهُ من الإهانة الَّتِي أصابتني من جِهَته 3 - وهم يُرِيد بِهِ الهمة والمضاء وَقَوله إِذا مَا الجبس الجبس الجبان الثقيل الجافي وَالْمعْنَى أَنِّي كنت فِي مندوحة عَمَّا حصل لي من الإهانة وَكَانَت لي همة عالية يقصر عَنْهَا الجبان وتعز على الرِّجَال مطالعها 4 - فَإِن شِئْت الخ هُوَ الرسَالَة الَّتِي يُرِيد إبلاغها مَعَ الأبيات بعده والسلا الْجلد الَّذِي يكون فِيهِ الصَّبِي فِي بطن أمه وَإِنَّمَا مثل بِهِ لِأَنَّهُ إِذا انْقَطع عَن الصَّبِي حِين يُولد لَا يرجع إِلَيْهِ وَهَذَا كِنَايَة عَن الخيبة وَقطع الْمَوَدَّة بَينهمَا 5 - الموسى آلَة الْحلق ورميضة أَي محددة وَعقد العرى على حذف مُضَاف أَي تقطيع عقد العرى جمع عُرْوَة 6 - تَفْرِقَة النَّوَى أَي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 (فَإِنِّي أرى فِي عَيْنك الْجذع معرضًا ... وتعجب أَن أَبْصرت فِي عَيْني القذى) 2 - وَقَالَ عَمْرو بن مخلاة الْحمار الْكَلْبِيّ 3 - (ضربنا لكم عَن مِنْبَر الْملك أَهله ... بجيرون إِذْ لَا تَسْتَطِيعُونَ منبرا) 4 - (وَأَيَّام صدق كلهَا قد عَرَفْتُمْ ... نصرنَا وَيَوْم المرج نصرا مؤزرا)   فِرَاق الْبعد وَالْمعْنَى إِن لم ترض إِلَّا فراقنا مِنْك وبعدنا عَنْك فأدام الله ذَلِك بَيْننَا وَبَيْنك 1 - الْجذع معرضًا الخ الْجذع أصل الشَّجَرَة ومعرضا أَي مُعْتَرضًا والقذى مَا يسْقط فِي الْعين وَالشرَاب وَالْمعْنَى أَن الْعَدَاوَة بَيْننَا قد رسخت من جهتك وَأَنا أرى الْجذع مُعْتَرضًا فِي عَيْنك فَلَا أنكرهُ وَأَنت تنكر القذى فِي عَيْني وَهَذَا مثل يضْرب لمن يرى الْقَلِيل من عُيُوب النَّاس وَلَا يرى الْكثير من عيوبه وَحَاصِل الأبيات أَنه يظْهر قلَّة مبالاته بالحجاج وَيَقُول لَهُ إِن شِئْت فاقطع الْمَوَدَّة بَيْننَا قطعا لَا وصل بعده وَإِن شِئْت فأبعدنا مِنْك فَلَا حَاج لنا فِيك فَإنَّك تنكر الصَّغِير من عيوبنا وَلَا تنكر الْكَبِير من عيوبك 2 - هُوَ شَاعِر إسلامي فِي عهد بني أُميَّة وَله شعر كثير فِي وقْعَة مرج راهط 3 - ضربنا لكم أَي صرفنَا لكم وَالْخطاب لمروان بن الحكم وأشياعه وَيُرِيد بِأَهْل مِنْبَر الْملك عليا كرم الله وَجهه وَأَوْلَاده وجيرون مَوضِع وَالْمعْنَى نَحن أحسنا إِلَيْكُم بإثباتنا لكم الْمجد الَّذِي لَا تستحقونه بَعْدَمَا صرفنَا عَنهُ أَهله وكنتم لَا تَسْتَطِيعُونَ ذَلِك فعلام الْإِسَاءَة مِنْكُم إِلَيْنَا 4 - وَيَوْم المرج أَي مرج راهط وَهُوَ يَوْم مَعْلُوم عِنْدهم قتل فِيهِ مَرْوَان ابْن الحكم الضَّحَّاك بن قيس الفِهري صَاحب شرطة مُعَاوِيَة ثمَّ طلب الْأَمر لنَفسِهِ وَهُوَ يُوهم أَنه مَعَ ابْن الزبير وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الْيَوْم إِنَّه لما مَاتَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 (فَلَا تكفرُوا حسنى مَضَت من بلائنا ... وَلَا تمنحونا بعد لين تجبرا) (فكم من أَمِير قبل مَرْوَان وَابْنه ... كشفنا غطاء الْغم عَنهُ فأبصرا) 3 - (ومستسلم نفسن عَنهُ وَقد بَدَت ... نَوَاجِذه حَتَّى أهل وَكبر)   يزِيد بن مُعَاوِيَة وَولى ابْنه مُعَاوِيَة بن يزِيد وَمكث مائَة يَوْم ثمَّ ترك الْأَمر وَاعْتَزل النَّاس فَأخذت الْبيعَة لعبد الله بن الزبير وَكَانَ مَرْوَان بن الحكم بالشأم فهم بِالْمَسِيرِ إِلَى الْمَدِينَة ومبايعة ابْن الزبير فَقدم عَلَيْهِ عبيد الله بن زِيَاد فَقَالَ لَهُ إِنِّي استحييت لَك من هَذَا الْفِعْل إِذْ أَصبَحت شيخ قُرَيْش الْمشَار إِلَيْهِ وتبايع عبد الله بن الزبير وَأَنت أولى بِهَذَا الْأَمر مِنْهُ فَقَالَ لَهُ لم يفت شَيْء فَبَايعهُ وَبَايع أهل الشأم وَخَالف عَلَيْهِ الضَّحَّاك بني قيس الفِهري وَصَارَ أهل الشأم حزبين حزب اجْتمع إِلَى الضَّحَّاك وحزب مَعَ مَرْوَان بن الحكم وَوَقعت بَينهمَا هَذِه الْوَقْعَة واستقام الْأَمر بعد لمروان بن الحكم ومؤزرا أَي قَوِيا وَالْمعْنَى إِن تأييدنا وَنَصَرنَا لكم لَا يحتاجان إِلَى دَلِيل لشهرتهما 1 - حسنى مَضَت الْحسنى هُنَا مصدر وَلَيْسَ بتأنيث الْأَحْسَن لِأَن الأفعل والفعلى إِذا كَانَا صفتين لَا يستعملان إِلَّا نكرَة وَقَوله من بلائنا أَي مَا قاسيناه واحتملناه من الشدائد فِي تمهيد السَّبِيل لكم يَقُول لَا تجحدوا مَا مضى من إحساننا إِلَيْكُم فتعاملونا بالقسوة بدل اللين 2 - فكم من أَمِير يُرِيد بِهِ مُعَاوِيَة وَيزِيد وَالْمعْنَى كم من أَمِير شملناه بنصرنا فكشفنا عَنهُ فِي الْحَرْب كربه فاستقام أمره وَأبْصر رشده فاهتدى إِلَى مَا فِيهِ شرفه بَعْدَمَا كَانَ لَا يَهْتَدِي 3 - ومستسلم أَي مُسلم نَفسه لغيره وَالنُّون فِي نفسن للخيل وَلم يُصَرح باسمها لِأَن الْحَرْب تدل عَلَيْهَا والنواجذ الأضراس وَأهل أَي رفع صَوته وَالْمعْنَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 (إِذا افتخر الْقَيْسِي فاذكر بلاءه ... بزراعة الضَّحَّاك شَرْقي جوبرا) (فَمَا كَانَ فِي قيس من ابْن حفيظة ... يعد وَلَكِن كلهم نهب أشقرا) 3 - وَقَالَ جواس بن القعطل الْكَلْبِيّ 4 - (أعبد المليك مَا شكرت بلاءنا ... فَكل فِي رخاء الْأَمْن مَا أَنْت آكل)   وَكم من مستسلم أنجدته خيولنا وَقد انكشفت شفتاه عَن أَسْنَانه من شدَّة الكرب حَتَّى رفع صَوته بِالتَّكْبِيرِ يُرِيد بالمستسلم مُعَاوِيَة ويصفه بِمَا لحقه فِي حربه مَعَ عَليّ كرم الله وَجهه يَوْم صفّين 1 - بزراعة الضَّحَّاك الخ الزِّرَاعَة مَوضِع الزَّرْع وَالضَّحَّاك كَانَت مَعَه قيس فأسلموه إِلَى أعدائه فَقَتَلُوهُ وجوبر قَرْيَة بِالشَّام وَالْمعْنَى إِذا افتخرت قيس فاذكر لَهُم خذلانهم الضَّحَّاك ليتركوا الافتخار 2 - من ابْن حفيظة الخ الحفيظة الْغَضَب وَالْحمية وأشقر رجل كَانَ نهب صندوقا فَظن أَن فِيهِ مَالا ففتحه فَإِذا فِيهِ عِظَام فضربته الْعَرَب مثلا لما لَا خير فِيهِ وَالْمعْنَى أَن قيسا لَيْسَ فيهم رجل شُجَاع وَلَكِن كلهم فِي أَحْوَالهم مثل مَا نهبه أشقر فَلَا خير فيهم لمن يظنّ أَن فيهم خيرا 3 - وَهُوَ أَيْضا شَاعِر إسلامي كَانَ مِمَّن شهد ذَلِك الْيَوْم وَله فِيهِ شعر وَفِي هَذَا الشّعْر يُعَاتب عبد الْملك بن مَرْوَان لِأَنَّهُ لما قتل ابْن الزبير وسكنت الْحَرْب أقبل عبد الْملك يتألف بني قيس وَكَانُوا أعداءه ويوحش بني كلب وهم أنصاره حَتَّى انْتَهَت الْحَال بِهِ إِلَى أَن عزل كثيرا مِمَّن اسْتَعْملهُ من كلب على أَعماله وَجعل أبدالهم من قيس 4 - أعبد المليك الخ يُرِيد بِهِ عبد الْملك بن مَرْوَان وَالْمعْنَى مَا شكرت يَا عبد الْملك نعمتنا ودفاعنا عَنْك وتأييدنا ملكك حَتَّى صرت فِي غَايَة الْأَمْن على نَفسك وعَلى رعيتك وَبعد ذَلِك ضيعت حقوقنا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 (بجابية الجولان لَوْلَا ابْن بَحْدَل ... هَلَكت وَلم ينْطق لقَوْمك قَائِل) (فَلَمَّا عَلَوْت الشَّام فِي رَأس باذخ ... من الْعِزّ لَا يسطيعه المتناول) 3 - (نفحت لنا سجل الْعَدَاوَة معرضًا ... كَأَنَّك مِمَّا يحدث الدَّهْر جَاهِل) 4 - (وَكنت إِذا أشرفت من رَأس هضبة ... تضاءلت إِن الْخَائِف المتضائل) 5 - (فَلَو طاوعوني يَوْم بطْنَان أسلمت ... لقيس فروج مِنْكُم وَمُقَاتِل) وَقَالَ أَيْضا   الْوَاجِبَة عَلَيْك 1 - بجابية الجولان مُتَعَلق بشكرت الَّذِي فِي الْبَيْت قبله والجولان مَوضِع وَابْن بَحْدَل هُوَ حميد بن بَحْدَل قَاتل ابْن الزبير وَالْمعْنَى أَنه يعاتبه بقوله لَوْلَا حميد بن بَحْدَل نصرك لهلكت وَلم تكن خَليفَة تخْطب على المنابر أَو يخْطب لَك عَلَيْهَا 2 - عَلَوْت الشَّام أَي تسلطت عَلَيْهَا والباذخ العالي وَالْمعْنَى لما استقام أَمرك وَعلا سلطانك بنصرنا لَك عاديتنا 3 - نفحت لنا أَي عاديتنا والنفح الْإِصَابَة يُقَال نفحه بِالسَّيْفِ إِذا تنَاوله بِهِ والسجل الدَّلْو إِذا كَانَ فِيهَا مَاء وَقَوله كَأَنَّك مِمَّا أحدث الدَّهْر جَاهِل أَي كَأَنَّك من أجل مَا أحدث الدَّهْر لَك من الْملك وَالسُّلْطَان جَاهِل بِمَا يكون بعد وَالْمعْنَى لما وصلت إِلَى مَا وصلت إِلَيْهِ من ولايتك على الشَّام بنصرنا لَك عاديتنا غير ملتفت إِلَى تصاريف الدَّهْر فِي إعراضك عَنَّا 4 - من رَأس هضبة أَي رَأس جبل وتضاءلت أَي تصاغرت وَالْمعْنَى كنت قبل أَن ننصرك ضَعِيفا فتقويت بِنَا 5 - بطْنَان مَوضِع بِالشَّام وَالْمعْنَى لَو طاوعني الْقَوْم يَوْم بطْنَان لملكت قيس نساءكم وَأسْلمت لَهُم مقاتلكم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 (صبغت أُميَّة بالدماء رماحنا ... وطوت أُميَّة دُوننَا دنياها) (أأمي رب كَتِيبَة مَجْهُولَة ... صيد الكماة عَلَيْكُم دَعْوَاهَا) 3 - (كُنَّا وُلَاة طعانها وضرابها ... حَتَّى تجلت عَنْكُم غماها) 4 - (فَالله يَجْزِي لَا أُميَّة سعينا ... وَعلا شددنا بِالرِّمَاحِ عراها) 5 - (جئْتُمْ من الْحجر الْبعيد نياطه ... وَالشَّام تنكر كهلها وفتاها) 6 - (إِذْ أَقبلت قيس كَأَن عيونها ... حدق الْكلاب وأظهرت سيماها)   1 - صبغت أُميَّة الخ مَعْنَاهُ أننا حاربنا لأجل بني أُميَّة وقتلنا لَهُم أعداءهم حَتَّى فازوا بالدنيا دُوننَا وَبعد ذَلِك غدروا بِنَا 2 - أأمي ترخيم أُميَّة والكتيبة الْجَيْش الْكَبِير وَالصَّيْد جمع أصيد وَهُوَ المتكبر والكماة جمع كمى وَهُوَ الشجاع وَعَلَيْكُم دَعْوَاهَا أَي تهديدها وَالْمعْنَى رب كَتِيبَة هددتكم شجعانها وَجَوَاب رب كُنَّا وُلَاة طعانها فِي الْبَيْت بعده 3 - الْوُلَاة جمع الْوَالِي وَهُوَ الْمُتَوَلِي للشَّيْء الْفَاعِل لَهُ وَقَوله حَتَّى تجلت أَي انكشفت وغماها أَي أمرهَا الشَّديد مَعْنَاهُ رب كَتِيبَة هددتكم فخلصناكم مِنْهَا وكشفنا عَنْكُم كربها 4 - شددنا أَي قوينا والعرى جمع عُرْوَة وَالْمعْنَى أَن الله هُوَ الَّذِي يجزينا خيرا على سعينا لَا أَنْتُم وَكَذَلِكَ الْمَعَالِي الَّتِي رفعنَا بنيانها تجزينا أَي يجزينا الله عَلَيْهَا 5 - من الْحجر أَي من بِلَاد الْحجر وَهِي مَكَّة والنياط بعد الْمسَافَة وكهلها وفتاها أَي كبيرها وصغيرها وَالْمعْنَى انتقلتم إِلَيْنَا من بِلَاد الْحجاز حَتَّى صرتم بحدودنا لَا يعرفكم أهل الشَّام لأنكم لَسْتُم من أَهلهَا 6 - إِذْ أَقبلت ظرف لقَوْله جئْتُمْ من الْحجر فِي أول الْبَيْت قبله وحدق الْكلاب جمع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 1 - وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن الحكم (لحا الله قيسا قيس عيلان إِنَّهَا ... أضاعت ثغور الْمُسلمين وَوَلَّتْ)   حدقة وَهِي سَواد الْعين يُرِيد أَنَّهَا احْمَرَّتْ للعداوة وَالْغَضَب وأظهرت سيماها أَي علامتها للمحاربة وَالْمعْنَى جئْتُمْ من بِلَاد الْحجاز وَقت إقبال قيس وَقد احْمَرَّتْ عيونها للعداوة وَالْغَضَب وأظهرت علامتها للمحاربة 1 - وجده أَبُو العَاصِي بن أُميَّة بن عبد شمس وَهُوَ أَخُو مَرْوَان بن الحكم شَاعِر إسلامي متوسط الْحَال فِي شعراء زَمَانه وَكَانَ يهاجي عبد الرَّحْمَن بن حسان ابْن ثَابت فيقاومه وينتصف كل وَاحِد مِنْهُمَا من صَاحبه وَكَانَ قد قدم على مُعَاوِيَة وَقد عزل أَخَاهُ مَرْوَان عَن الْحجاز وَولى سعيد بن الْعَاصِ وَكَانَ مَرْوَان وَجه بِهِ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ ألقه أَمَامِي وعاتبه لي واستصلحه فَقَالَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَإِن كَانَ عزلك عَن موجدة دخلت إِلَيْهِ مُنْفَردا وَإِن كَانَ عَن غير موجدة دخلت إِلَيْهِ مَعَ النَّاس وَمضى عبد الرَّحْمَن أَمَامه فَلَمَّا قدم على مُعَاوِيَة دخل إِلَيْهِ فَأَنْشَأَ يَقُول (أتتك العيس تنفخ فِي برآها ... تكشف عَن مناكبها القطوع) (بأبيض من أُميَّة مضرحي ... كَأَن جَبينه سيف صَنِيع) فَقَالَ مُعَاوِيَة أزائرا جِئْت أم مفاخرا أم مكاثرا فَقَالَ أَي ذَلِك شِئْت فَقَالَ لَهُ مَا أَشَاء من ذَلِك شَيْئا وَأَرَادَ مُعَاوِيَة أَن يقطعهُ عَن كَلَامه الَّذِي عَن لَهُ وَحصل بَينهمَا كَلَام ثمَّ قَالَ عبد الرَّحْمَن مَا حملك على عزل ابْن عمك الْجِنَايَة أوجبت سخطا أم لرأي رَأَيْته وتدبير دَبرته فَقَالَ لتدبير ورأي رَأَيْته قَالَ فَلَا بَأْس بذلك وَخرج من عِنْده 2 - الثغور جمع ثغر وَهُوَ مَوضِع المخافة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 (فشاول بقيس فِي الطعان وَلَا تكن ... أخاها إِذا مَا المشرفية سلت) 2 - وَقَالَ أَبُو الْأسد فِي الْحسن بن رَجَاء بن أبي الضَّحَّاك 3 - (فلأنظرن إِلَى الْجبَال وَأَهْلهَا ... وَإِلَى منابرها بِطرف أخزر) 4 - (مَا زلت تركب كل شَيْء قَائِم ... حَتَّى اجترأت على ركُوب الْمِنْبَر) 5 - وَقَالَ الرَّاعِي النميري   من الْعَدو وَالْمعْنَى لعن الله قيسا وقبحهم حَيْثُ أضاعوا ثغور الْمُسلمين وأدبروا منهزمين 1 - فشاول بقيس أَي مارس بهم والمشرفية السيوف وَالْمعْنَى مارس بقيس فِي الدعة والسكون وَلَا تمارس بهم فِي الْحَرْب فليسوا من رجالها وَاحْذَرْ أَن تكون أَخَاهُم إِذا جردت السيوف من أغمادها فَإِنَّهُم لَا يقومُونَ مَعَك وَقت الْقِتَال 2 - واسْمه نباتة بن عبد الله الْحمانِي وَقيل إِنَّه من بني شَيبَان وَهُوَ شَاعِر إسلامي مطبوع متوسط الشّعْر مليح النَّوَادِر مداح خَبِيث الهجاء 3 - بِطرف أخزر مُتَعَلق بقوله فلأنظرن والأخزر من الخزر وَهُوَ النّظر بمؤخر الْعين يُرِيد لَا أملأ عَيْني من النّظر إِلَى الْجبَال بعد مَا صرت أَمِيرا عَلَيْهَا خَطِيبًا على منابرها 4 - مَا زلت الخ مَعْنَاهُ مَا زلت تتهافت على ركوبك كل شَيْء قَائِم حَتَّى تجاسرت على جلوسك فَوق الْمِنْبَر 5 - تقدّمت تَرْجَمته وَكَانَ قد نزل بِهِ رجل من بني كلاب فِي ركب مَعَه لَيْلًا فِي سنة مُجْدِبَة وَقد عزبت عَن الرَّاعِي إبِله فَنحر لَهُم نَاقَة من رواحلهم فَلَمَّا جَاءَت الْإِبِل إِلَى الرَّاعِي أعْطى رب الناب نابا مثلهَا وزادها نَاقَة وَقَالَ هَذِه الأبيات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 (عجبت من السارين وَالرِّيح قُرَّة ... إِلَى ضوء نَار بَين فردة فالرحا) (إِلَى ضوء نَار يشتوى الْقد أَهلهَا ... وَقد يكرم الأضياف وَالْقد يشتوى) 3 - (فَلَمَّا أتونا فاشتكينا إِلَيْهِم ... بكوا وكلا الْحَيَّيْنِ مِمَّا بِهِ بَكَى) 4 - (بَكَى معوز من أَن يلام وطارق ... يشد من الْجُوع الْإِزَار على الحشا) 5 - (فألطفت عَيْني هَل أرى من سَمِينَة ... ووطنت نَفسِي للغرامة والقرى)   1 - وَالرِّيح قُرَّة أَي بَارِدَة وفردة مَاء بالثلبوت لبني نعَامَة والثلبوت وَاد بَين طيىء وذبيان والرحا جبل بَين كاظمة والسيدان عَن يَمِين الطَّرِيق من الْيَمَامَة إِلَى الْبَصْرَة وَالْمعْنَى عجبت من الْقَوْم السائرين لَيْلًا فِي زمن الجدب يقصدون ضوء نَار توقد للضيافة فِي مَوضِع بَين فردة والرحا 2 - يشتوي الْقد الخ هَذَا كِنَايَة عَن الجدب والقحط وَالْقد الْقطعَة من الْجلد الْغَيْر المدبوغ لأَنهم إِنَّمَا شووه لعدم مَا ينحرونه وَالْمعْنَى سَارُوا إِلَى ضوء نَار قد عَم أَهلهَا الجدب وَلَكنهُمْ لجودهم يكرمون الضَّيْف 3 - فَلَمَّا أتونا مَعْنَاهُ فَلَمَّا أَتَانَا الْقَوْم لَيْلًا يَشكونَ إِلَيْنَا مَا أَصَابَهُم من الْجُوع ويلتمسون منا مَا يَأْكُلُونَهُ شَكَوْنَا إِلَيْهِم مَا بِنَا من الْفقر فَبكى كل مِنْهُم لما بِهِ من الْجُوع وَبكى كل منا لما بِهِ من الْفقر 4 - المعوز الْفَقِير والطارق الَّذِي يَأْتِي لَيْلًا وَقَوله يشد من الْجُوع الْإِزَار الخ أَي يشده على بَطْنه ليستمسك بِهِ لضَعْفه من الْجُوع وَالْمعْنَى بَكَى الْفَقِير منا خوفًا من أَن يعجزه الْفقر عَن إكرام الضَّيْف وَبكى الَّذِي أَتَانَا مِنْهُم لَيْلًا يلْتَمس منا مَا يَأْكُلهُ وَهُوَ شاد الْإِزَار على بَطْنه ليستمسك لِأَن الْجُوع أضعفه وَهَذَا الْبَيْت بَيَان للبيت الَّذِي قبله 5 - فألطفت عَيْني أَي ضممت أجفاني وَهُوَ فعل الَّذِي يمعن فِي النّظر إِلَى الشَّيْء والقرى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 (فأبصرتها كوماء ذَات عَرِيكَة ... هجانا من اللَّاتِي تمتعن بالصوى) (فأومأت إِيمَاء خفِيا حبتر ... وَللَّه عينا خبتر أَيّمَا فَتى) 3 - (وَقلت لَهُ ألصق بأيبس سَاقهَا ... فَإِن يجْبر العرقوب لَا يرقإ النسا) 4 - (فَأَعْجَبَنِي من حبتر أَن حبترا ... مضى غير منكوب ومنصله انتضى) 5 - (كَأَنِّي وَقد أشبعتهم من سنامها ... جلوت غطاء عَن فُؤَادِي فانجلى)   مَا يَأْكُلهُ الضَّيْف وَالْمعْنَى فَنَظَرت ببصر حَدِيد لعَلي أجد نَاقَة من النوق السمان فأنحرها للأضياف وأدفع قيمتهَا لصَاحِبهَا 1 - الكوماء الْعَالِيَة السنام والعريكة السنام نَفسه والهجان الْبَيْضَاء والصوى جمع صوة وَهِي الأَرْض الغليظة وَالْمعْنَى أَبْصرت نَاقَة بَيْضَاء سَمِينَة عالية السنام 2 - حبتر غُلَام والحبتر فِي الأَصْل الْقصير من الرِّجَال وَالْمعْنَى فأشرت إِلَى حبتر إِشَارَة خُفْيَة بِأَن ينْحَر هَذِه النَّاقة فَأدْرك المُرَاد من إشارتي فَللَّه حبتر فِي حِدة نظره وَسُرْعَة فهمه 3 - الأيبس مَا قل عَنهُ اللَّحْم من السَّاق وَغَيرهَا والعرقوب فِي رجل الدَّابَّة بِمَنْزِلَة الرّكْبَة فِي يَدهَا وَلَا يرقأ النسا أَي لَا يَنْقَطِع دَمه والنسا عرق يَأْتِي من الورك إِلَى الكعب وَالْمعْنَى أَشرت إِلَيْهِ بِضَرْب سَاقهَا بِالسَّيْفِ وإيصال الضَّرْبَة بالعرقوب والنسا حَتَّى لَا يَنْقَطِع دَمه لِأَن العرقوب إِن أمكن جبره بالعلاج فَإِن نساه لَا يَنْقَطِع دَمه فَحِينَئِذٍ ييأس صَاحب النَّاقة من حَيَاتهَا ويرضى بِأَن يَأْخُذ عوضهَا منا فيستقيم لنا أَمر الضَّيْف والضيافة 4 - غير منكوب أَي غير متباطئ وَلَا مَدْفُوع فِي صَدره والمنصل السَّيْف وَالْمعْنَى أَنِّي لما أمرت حبترا تلقى أَمْرِي بِكُل همة فَقَامَ إِلَى النَّاقة وجرد السَّيْف من غمده وضربها بِهِ 5 - كَأَنِّي الخ مَعْنَاهُ أَنِّي كنت أخْشَى أَن أعجز عَن إكرام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 (فبتنا وباتت قَدرنَا ذَات هزة ... لنا قبل مَا فِيهَا شواء ومصطلى) (وَأصْبح راعينا بريمة عندنَا ... بستين أبقتها الأخلة والخلا) 3 - (فَقلت لرب الناب خُذْهَا ثنية ... وناب علينا مثل نابك فِي الحيا) 4 - وَقَالَ فِي ذَلِك خنزر بن أَرقم 5 - (بني قطن مَا بَال نَاقَة ضيفكم ... تعشون مِنْهَا وَهِي ملقى قتودها)   الأضياف لضيق يَدي فينسبوني إِلَى الْبُخْل فَلَمَّا أشبعتهم من سَنَام هَذِه النَّاقة انجلى عَن قلبِي مَا كنت أخشاه من نسبتي إِلَى الْبُخْل يُرِيد فَلَمَّا أطعمتهم زَالَ مَا كنت أَجِدهُ من الْغم 1 - الهزة صَوت غليان الْقدر وَالْمعْنَى أننا بتنا ليلتنا وَلنَا قبل الَّذِي أودع فِي الْقدر لحم مشوي ونار نستدفئ بهَا وباتت قَدرنَا أَيْضا وَاللَّحم فِيهَا يسمع صَوت غليانها 2 - بريمة اسْم راعيهم والأخلة جمع خَلِيل والخلا الرطب من النَّبَات وَالْمعْنَى أَن بريمة راعينا حضر عندنَا وَقت الصُّبْح بَعْدَمَا أكرمنا الضيفان وَمَعَهُ سِتُّونَ من الْإِبِل أبقتها الأخلاء لنا 3 - الناب النَّاقة المسنة والثنية الدَّاخِلَة فِي السَّادِسَة والحيا هُنَا الشَّحْم وَالسمن وَالْمعْنَى فَقلت لصَاحب النَّاقة الَّتِي أكرمت بهَا الضيفان خُذ هَذِه الثَّنية مني مجَّانا وَلَك علينا نَاقَة مثل نَاقَتك فِي السّمن عِنْدَمَا تَأتي أَيَّام الخصب وتسمن الْإِبِل وَلَيْسَت هَذِه الأبيات من الهجو فِي شَيْء لِأَنَّهَا كلهَا فِي الافتخار بِالْكَرمِ وَإِنَّمَا أوردهَا هُنَا لتعلقها بِمَا بعْدهَا 4 - واسْمه الْحَلَال وَهُوَ أحد بني بدر بن ربيعَة بن عبد الله بن الْحَارِث بن نمير وَهُوَ شَاعِر إسلامي مقل والراعي من بني قطن بن ربيعَة بن عبد الله بن الْحَارِث 5 - القتود جمع قتد وَهُوَ خشب الرحل وَالْمعْنَى مالكم يَا بني قطن أَخَذْتُم نَاقَة ضيفكم وأكلتم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 (عدا ضيفكم يمشي وناقة رَحْله ... على طُنب الفقماء ملقى قديدها) (وَبَات الْكلابِي الَّذِي يَبْتَغِي الْقرى ... بليلة نحس غَابَ عَنْهَا سعودها) 3 - (أَمن ينقص الأضياف أكْرم عَادَة ... إِذا نزل الأضياف أم من يزيدها) 4 - (كأنكم إِذْ قُمْتُم تنحرونها ... براذين مشدود عَلَيْهَا لبودها) 5 - (فَمَا فتح الأقوام من بَاب سوأة ... بني قطن إِلَّا وَأَنْتُم شهودها) فَأَجَابَهُ الرَّاعِي بقصيدة مِنْهَا   لحملها وَصَارَ رَحلهَا ملقى على الأَرْض 1 - عدا ضيفكم أَي صَار والطنب الْحَبل والفقماء لقب امْرَأَة الرَّاعِي والقديد اللَّحْم المقطع طولا وَالْمعْنَى صَار ضيفكم مَاشِيا على رجلَيْهِ وَلحم نَاقَته ملقى على الطنب وَكَانَ من عَادَتهم أَن يلْقوا القديد على الْأَطْنَاب يجففونها 2 - بليلة نحس أَي بليلة لَا خير فِيهَا وَالْمعْنَى صَار الَّذِي يطْلب الضِّيَافَة عنْدكُمْ فِي لَيْلَة نحيسة ذهب عَنْهَا كل خير 3 - عَادَة مَنْصُوب على التَّمْيِيز وَالْمعْنَى هَل الَّذِي ينقص الأضياف إِذا نزلت بِهِ أكْرم عَادَة أم الَّذِي يزيدها إِذا نزلت بِهِ يُريدَان الَّذِي يزيدها أكْرم عَادَة من الَّذِي ينقصها 4 - البراذين جمع برذون وَهُوَ الْفرس التركي يضْربُونَ بِهِ الْمثل لكل مَذْمُوم عِنْدهم واللبود جمع لبد وَهُوَ الشّعْر المتلبد وَقيل شبههم بالبراذين لحرصهم على أكل لَحمهَا لِأَن البراذين تحرص على أكل الْعلف 5 - بني قطن أَي يَا بني قطن وَالْمعْنَى أَن بني قطن من أهل الْعُيُوب والنقائص لَا من أهل الْكَمَال والشرف فَلَا يفتح بَاب من أَبْوَاب السوء إِلَّا وهم شُهُود حاضرون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 (مَاذَا نكرتم من قلُوص نحرتها ... بسيفي وضيفان الشتَاء شهودها) (فقد علمُوا أَنِّي وفيت لِرَبِّهَا ... فراح على عنس بِأُخْرَى يَقُودهَا) 3 - (قريت الْكلابِي الَّذِي يَبْتَغِي الْقرى ... وأمك إِذْ يحدى إِلَيْنَا قعودها) 4 - (رفعنَا لَهَا نَارا تثقب للقرى ... ولقحة أضياف طَويلا ركودها) 5 - (إِذا أخليت عود الهشيمة أرزمت ... جوانبها حَتَّى نبيت نذودها)   1 - مَاذَا نكرتم يُقَال نكرت الشَّيْء وأنكرته بِمَعْنى والقلوص من الْإِبِل كالشابة من النِّسَاء وَالْمعْنَى مَا تعييركم لنا من أجل قلُوص دعتني الضَّرُورَة إِلَى نحرها للضيفان وَأعْطيت صَاحبهَا نَاقَة خيرا مِنْهَا 2 - العنس النَّاقة القوية مَعْنَاهُ لَا حرج علينا فِي نحر هَذِه النَّاقة وإطعام الأضياف مِنْهَا لِأَنَّهَا لم تضع على صَاحبهَا بل أَخذ عوضهَا منا نَاقَة أحسن مِنْهَا 3 - يحدى إِلَيْنَا من حدا الْإِبِل إِذا سَاقهَا أَي يساق إِلَيْنَا وَالْمعْنَى أَنِّي لم أخص الضيفان بالإكرام بل أكرمت أمك أَيْضا وأطعمتها حِين جاءتنا يساق إِلَيْنَا بَعِيرهَا 4 - تثقب أَي توقد واللقحة النَّاقة الَّتِي فِيهَا لبن وَهِي هُنَا كِنَايَة عَن الْقدر الَّتِي يطْبخ فِيهَا والركود السّكُون وَجعل ركودها طَويلا لثقلها وامتلائها وَالْمعْنَى رفعنَا لَهَا نَارا توقد للضيافة وَقدرا طَوِيلَة السّكُون لثقلها من امتلائها بِاللَّحْمِ وَالْمعْنَى أَن أمه أكلت مَعَ الضيفان وَلم يختصوا بِالْأَكْلِ دونهَا 5 - إِذا أخليت أَي جعل لَهَا الْحَطب بِمَنْزِلَة الخلا للناقة فَأوقد تحتهَا وأرزمت أَي صاحت بغليانها وَالْمعْنَى لما أوقد الْحَطب تحتهَا اشْتَدَّ صَوت غليانها حَتَّى تدفع مَا فِيهَا من اللَّحْم فبتنا نذوده ونمنعه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 (إِذا نصبت للطارقين حسبتها ... نعَامَة حزباء تقاصر جيدها) (تبيت الْمحَال الغر فِي حجراتها ... شكارى مراها مَاؤُهَا وحديدها) 3 - (بعثنَا إِلَيْهَا المنزلين فحاولا ... لكَي ينزلاها وَهِي حام حيودها) 4 - (فباتت تعد النَّجْم فِي مستحيرة ... سريع بأيدي الآكلين جمودها) 5 - (فَلَمَّا سقيناها العكيس تملأت ... مذاخرها وَارْفض رشحا وريدها)   1 - الحزباء الأَرْض الصلبة المرتفعة شبه الْقدر بالنعامة لِأَنَّهَا تكْثر رفع رَأسهَا وَوَضعه لجنبها وَقَوله تقاصر جيدها بَيَان لوجه التَّشْبِيه أَي فَكَذَلِك الْقدر ترفع قطع اللَّحْم الَّتِي فِيهَا وتخفضها لشدَّة غليانها 2 - الْمحَال فقار الظّهْر وَجعلهَا غرا لسمنها والحجرات النواحي والشكارى الممتلئة ومراها أَي استخرج دسمها وحديدها أَي مرقتها وَالْمعْنَى أَن فقرات الظّهْر السمينة تبيت فِي جَوَانِب الْقدر ممتلئة من الدسم يسْتَخْرج دسمها مَاؤُهَا ومرقتها 3 - المنزلين مثنى منزل وَإِنَّمَا ثناه ليرى أَن الْوَاحِد لَا يطيقها وَلَا ينْهض بتحريكها لثقلها وَقَوله فحاولا أَي احتالا فِي إنزالها والحيود الجوانب وَالْمعْنَى أَنهم أرْسلُوا إِلَيْهَا رجلَيْنِ لإنزالها لِأَن الرجل وَحده لَا يَسْتَطِيع تحريكها لكَونهَا حامية الجوانب ثَقيلَة لامتلائها بِاللَّحْمِ فَاسْتعْمل الرّجلَانِ الْحِيلَة فِي إنزالها 4 - المستحيرة الْجَفْنَة الْكَثِيرَة الدسم الممتلئة بِاللَّحْمِ والمرق والجمود يدل على شدَّة الْبرد وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْجَفْنَة ترى فِيهَا نُجُوم السَّمَاء لصفائها وَكَثْرَة دسمها 5 - العكيس لبن يصب على المرق وتملأت أَي امْتَلَأت والمذاخر الأمعاء وَالْعُرُوق وَارْفض أَي انصب والوريد عرق فِي صفحة الْعُنُق مَعْنَاهُ أَن بَطنهَا امْتَلَأَ من المرق حِين سقيناها مِنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 (وَلما قَضَت من ذِي الْإِنَاء لبانة ... أَرَادَت إِلَيْنَا حَاجَة لَا نريدها) وَقَالَ رجل من بني أَسد (دببت للمجد والساعون قد بلغُوا ... جهد النُّفُوس وألقوا دونه الأزرا) 3 - (فكابروا الْمجد حَتَّى مل أَكْثَرهم ... وَعَانَقَ الْمجد من أوفى وَمن صبرا) 4 - (لَا تحسب الْمجد تميا أَنْت آكله ... لن تبلغ الْمجد حَتَّى تلعق الصبرا) وَقَالَ آخر   1 - المُرَاد بِذِي الْإِنَاء الطَّعَام وَالْمعْنَى لما شبعت بامتلاء بَطنهَا من الطَّعَام أَرَادَت منا أمرا لَا نريده مِنْهَا 2 - الدبيب الْمَشْي فِيهِ بطء وَالسَّعْي السّير بجد وتشمير وَقَوله وَقد بلغُوا جهد النُّفُوس أَي احتملوا الْمَشَقَّة والأزر جمع إِزَار وإلقاء الْإِزَار كِنَايَة عَن الِاجْتِهَاد فِي طلب الشَّيْء وَالْمعْنَى أَن غَيْرك سعى إِلَى الْمجد بهمة عالية وَأَنت لخمولك تسْعَى متكاسلا وتدب دَبِيب الشَّيْخ الْهَرم فَكيف تنَال الْمجد يُرِيد بذلك أَنه لَيْسَ من أَهله 3 - فكابر وَالْمجد أَي تحملوا المشاق وركبوا العظائم فِي طلبه وَعَانَقَ الْمجد أَي طلبه حَتَّى بلغه وخالطه وَقَوله من أوفى من الْوَفَاء وَمن صَبر أَي على شدائده وَالْمعْنَى أَن الْمجد لَهُ أهل غَيْرك قد اجتهدوا فِي طلبه حَتَّى مل أَكْثَرهم وناله أهل الْوَفَاء وَأهل الصَّبْر على شدائده وَلست أَنْت مِنْهُم 4 - هَذَا تقريع وَالصَّبْر بِكَسْر الْبَاء عصارة شجر مر وَالْمعْنَى هَل تزْعم أَن الْمجد طَرِيقه سهل يسلكه مثلك كلا بلَى الْمجد إِنَّمَا يَنَالهُ أهل النجدة وَأَصْحَاب الهمم الَّذين يصبرون على تجرع المرارات فَأَيْنَ أَنْت مِنْهُم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 (ومستعجل بِالْحَرْبِ وَالسّلم حَظه ... فَلَمَّا استثيرت كل عَنْهَا محافره) (وَحَارب فِيهَا بامرئ حِين شمرت ... من الْقَوْم معجاز لئيم مكاسره) 3 - (فَأعْطى الَّذِي يُعْطي الذَّلِيل وَلم يكن ... لَهُ سعي صدق قَدمته أكابره) 4 - وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن عمار الْأَسدي   1 - يُقَال استعجل الشَّيْء إِذا تعجله وَلم يصبر إِلَى وقته وَالْمرَاد بمحافره سلاحه ضربه مثلا وَهِي فِي الأَصْل آلَات الْحفر جمع محفر وَالْمعْنَى رب طَالب للحرب مستعجل لَهَا وحظه الصُّلْح قد عجز عَنْهَا حِين هَاجَتْ وَلم يصبر على ممارسة الْأَبْطَال 2 - شمرت أَي اشتدت والمعجاز الدَّائِم الْعَجز ومكاسره أَي أُصُوله ومختبره وَالْمعْنَى أَنه مارس الْحَرْب حِين اشتدادها بامرئ دَائِم الْعَجز لئيم الْأُصُول والمختبر 3 - الَّذِي يُعْطِيهِ الذَّلِيل هُوَ الْهَزِيمَة أَو الْأسر وَقَوله وَلم يكن لَهُ سعي صدق أَي لم يكن لسلفه قديم سعي حميد فيرثه عَنهُ أَو يقْتَدى بِهِ وأكابره أَي أجداده وَالْمعْنَى أَنه لما حَارب انهزم فَأسلم نَفسه إِلَى أعدائه وَلم يكن لسلفه الَّذين مضوا سعي حميد وَقدم فِي الشجَاعَة فَكَانَ يَقْتَدِي بهم أَو يَرث ذَلِك عَنْهُم 4 - وجده عُيَيْنَة بن الطُّفَيْل ابْن جذيمة يَنْتَهِي نسبه إِلَى أَسد بن خُزَيْمَة وَإِسْمَاعِيل شَاعِر مقل من شعراء الدولتين الأموية والعباسية وَكَانَ فِي الْكُوفَة يغشى مجَالِس الْغناء وَيشْرب مَعَ الشّرْب وَكَانَ فِي جواره رجل من قومه ينهاه عَن السكر وهجاء النَّاس ويعذله ويلومه على ذَلِك وَكَانَ إِسْمَاعِيل لَهُ مبغضا فَبنى ذَلِك الرجل مَسْجِدا يلاصق دَار إِسْمَاعِيل وَحسنه وشيده وَكَانَ يجلس فِيهِ هُوَ وذوو الصّلاح من قومه عَامَّة نهارهم فَلَا يقدر إِسْمَاعِيل أَن يشرب فِي دَاره وَلَا يدْخل إِلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 (بَكت دَار بشر شجوها إِذْ تبدلت ... هِلَال بن مَرْزُوق ببشر بن غَالب) (وَهل هِيَ إِلَّا مثل عرس تبدلت ... على رغمها من هَاشم فِي محَارب) 3 - وَقَالَت امْرَأَة قتل زَوجهَا فِي جوَار الزبْرِقَان فَلم يطْلب بثأره 4 - (مَتى تردوا عكاظ توافقوها ... بأسماع مجادعها قصار)   أحد مِمَّن كَانَ يألفه فَكَانَ إِسْمَاعِيل يهجوه ويذمه هَذَا وَقَالَ دعبل الْخُزَاعِيّ هَذِه الأبيات للوليد بن كَعْب قَالَهَا لما مَاتَ بشر بن غَالب وَاشْترى دَاره هِلَال ابْن مَرْزُوق 1 - شجوها أَي حزنها وَنصب على أَنه مفعول لَهُ والشاعر يفضل بشرا على هِلَال فَيَقُول إِن دَار بشر بَكت حزنا عَلَيْهِ بعد مَا ملكهَا بعده هِلَال يُرِيد أَن هلالا لَا شرف لَهُ بل الشّرف لبشر بن غَالب 2 - محَارب قَبيلَة مَوْضُوعَة الْقدر يضْربُونَ بهَا الْمثل فِي الخمول وَالْمعْنَى أَن هَذِه الدَّار فِي نزُول ابْن مَرْزُوق بهَا بعد مَا كَانَ ينزلها بشر بن غَالب صَارَت مثل عروس زوجت فِي بني هَاشم ثمَّ زوجت بعدهمْ فِي بني محَارب بِدُونِ رِضَاهَا 3 - وَكَانَ من خبر هَذِه الأبيات أَن رجلا من بني عبد الْقَيْس يُقَال لَهُ ابْن مية كَانَ جارا للزبرقان بن بدر فَقتله رجل من بني عَوْف بن كَعْب وَهُوَ فِي جوَار الزبْرِقَان يُقَال لَهُ هزال فِي مَوضِع يُقَال لَهُ شبرمان فَأَبْطَأَ الزبْرِقَان فِي طلب ثَأْره فَقَالَت امْرَأَة ذَلِك الرجل هَذِه الأبيات فَحلف الزبْرِقَان ليقْتلن هز الْإِثْم سعت بَنو سعد حَتَّى أرضوه وودى ابْن مية 4 - عكاظ اسْم سوق كَانَت للْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَت قبائل الْعَرَب تَجْتَمِع فِيهَا كل سنة يتفاخرون ويحضرها شعراؤهم ويتناشدون مَا أحدثوه من الشّعْر والمجادع من جدعه إِذا قطعه تَقول للَّذين لم يَأْخُذُوا ثار زَوجهَا إِذا حضرتم سوق عكاظ ووافقتم أَهلهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 (أجيران ابْن مية خبروني ... أعين لِابْنِ مية أم ضمار) (تجلل خزيها عَوْف بن كَعْب ... فَلَيْسَ لخلنها مِنْهُ اعتذار) 3 - (فأنكم وَمَا تخفون مِنْهَا ... كذات الشيب لَيْسَ لَهَا خمار) وَقَالَ آخر 4 - (تولت قُرَيْش لَذَّة الْعَيْش واتقت ... بِنَا كل فج من خُرَاسَان أغبرا) 5 - (فليت قُريْشًا أَصبَحت ذَات لَيْلَة ... تؤم بهَا بحرا من الموج أكدرا) وَقَالَت امْرَأَة تهجو قَتَادَة بن مغرب الْيَشْكُرِي وَهُوَ زَوجهَا   تصاممتم لِكَثْرَة مَا تَسْمَعُونَ من عيوبكم كَأَن أسماعكم مجدوعة 1 - ابْن مية اسْم زَوجهَا الْمَقْتُول وَالْعين النَّقْد الْحَاضِر والضمار الدّين الَّذِي لَا يُرْجَى قَضَاؤُهُ وَالْمعْنَى هَل تَسْتَطِيعُونَ أَن تدركوا ثار زَوجي أَو يذهب دَمه بَاطِلا 2 - تجلل خزيها أَي لبسه وَالْخلف بِسُكُون اللَّام أَوْلَاد السوء وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الذَّم وَالْمعْنَى أَن بني عَوْف هم الَّذين لبسوا مذلة هَذِه الخطة وركبهم خزيها وَلَا مخلص لبنيهم من ذَلِك الخزي الَّذِي لحقهم 3 - فَإِنَّكُم الخ مَعْنَاهُ أَنكُمْ فِي محاولتكم أَن يخفى على النَّاس مَا ركبكم من ذل هَذِه الْخَطِيئَة ومخازيها مثل امْرَأَة شَمْطَاء لَا خمار لَهَا تغطي بِهِ شيبها فَالْأَمْر أظهر من أَن يكتم 4 - الْفَج الطَّرِيق الْوَاسِع وَالْمعْنَى أَن قُريْشًا استأثرت بِطيب الْعَيْش ووجهتنا إِلَى خُرَاسَان 5 - تؤم أَي تقصد وَبهَا الْبَاء بَاء الْبَدَل وَالضَّمِير لخراسان والأكدر الْمُتَغَيّر فِيهِ لون الكدرة وَالْمعْنَى لَيْت قُريْشًا وجهتنا إِلَى بَحر متغير لنغرق فِيهِ بَدَلا من طرق خُرَاسَان الَّتِي وجهونا إِلَيْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 (حَلَفت وَلم أكذب وَإِلَّا فَكل مَا ... ملكت لبيت الله أهديه حاقيه) (لَو أَن المنايا أَعرَضت لاقتحمتها ... مَخَافَة فِيهِ إِن فِيهِ لداهيه) 3 - (فَمَا جيفة الْخِنْزِير عِنْد ابْن مغرب ... قَتَادَة إِلَّا ريح مسك وغاليه) 4 - (فَكيف اصْطِبَارِي يَا قَتَادَة بَعْدَمَا ... شممت الَّذِي من فِيك أثأى صماخيه) وَقَالَ عبد الله بن أوفى الْخُزَاعِيّ فِي امْرَأَته 5 - (نكحت ابْنة المنتصى نكحة ... على الكره ضرت وَلم تَنْفَع)   1 - وَلم أكذب جملَة حَالية فِي مَوضِع نصب أَي حَلَفت صَادِقَة فِي خبري وَقَوْلها لبيت الله تُرِيدُ لمن حول بَيت الله وَالْمعْنَى أَنِّي حَلَفت صَادِقَة فِي يَمِيني وَإِن لم أصدق فِيهَا فَجَمِيع مَا أملكهُ أهديه لمن حول بَيت الله وَأَنا حافية 2 - أَعرَضت أم ظَهرت من عرضهَا بِضَم الْعين أَي من جَانبهَا الَّذِي تَجِيء مِنْهُ تُرِيدُ لَو تمكنت مِنْهَا لاقتحمتها أَي رميت بنفسي فِيهَا وَالْمعْنَى أَنَّهَا تخْتَار الْمَوْت وَلَا تخْتَار أَن تعيش مَعَ زَوجهَا خوفًا من بخر فَمه لِأَن بخره من جملَة الدَّوَاهِي وَهَذَا الْبَيْت فِيهِ جَوَاب عَن الْقسم الَّذِي فِي الْبَيْت قبله 3 - الغالية من الطّيب وَالْمعْنَى أَنَّهَا بالغت فِي بخر فَمه حَتَّى جعلت رَائِحَة الجيفة عِنْده كريح الْمسك تُرِيدُ مَا رَائِحَة جيفية الْخِنْزِير إِلَّا ريح مسك وَطيب بِالنِّسْبَةِ إِلَى رَائِحَة فَمه 4 - أثأي أَي أفسد وَالْمعْنَى أَنَّهَا تخاطب زَوجهَا بِأَنَّهَا لَا تَسْتَطِيع الصَّبْر على معاشرته بَعْدَمَا شمت من بخر فَمه مَا أثرت رَائِحَته فِي أذنها فَكيف حَال الْأنف 5 - ابْنة المنتصي زَوْجَة الشَّاعِر وَالْمعْنَى أَنه تزوج بهَا عَن كره مِنْهُ وَأَن تزَوجه بهَا ضره وَلم يَنْفَعهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 (وَلم تغن من فاقة معدما ... وَلم تَجِد خيرا وَلم تجمع) (منجذة مثل كلب الهراش ... إِذا هجع النَّاس لم تهجع) 3 - (مفرقة بَين جِيرَانهَا ... وَمَا تستطع بَينهم تقطع) 4 - (بقول رَأَيْت لما لَا ترى ... وَقيل سَمِعت وَلم تسمع) 5 - (فَإِن تشرب الزق لَا يروها ... وَإِن تَأْكُل الشَّاة لَا تشبع) 6 - (وَلَيْسَت بتاركة محرما ... وَلَو حف بالأسل الشَّرْع)   1 - الْفَاقَة الْفقر وَالْمعْنَى أَن تزَوجه بامرأته لم ينفع فِي وَجه من الْوُجُوه فَمَا أغْنى فَقِيرا وَلَا أنال خيرا وَلَا جمع شملا 2 - المنجذة المجربة الْمَعْلُوم مَا عِنْدهَا والهراش تحريش كلب على كلب آخر وَقَوله إِذا هجع النَّاس لم تهجع يصفها بِأَنَّهَا تمشي بالنمائم بَين النَّاس وَالْمعْنَى أَن النَّاس عرفُوا مَا عِنْدهَا وَإِنَّهَا مثل كلب الهراش فِي تهييج الشَّرّ والنميمة فَلَا تتْرك النَّاس فِي رَاحَة من شَرها وَلَا تنام إِن نَامَتْ النَّاس لحرصها على أذاهم 3 - مَا تستطع الخ مَا شَرْطِيَّة وتستطع فعل الشَّرْط وتقطع جَوَابه وجزاؤه وَالْمعْنَى أَن امْرَأَته لحرصها على أَذَى النَّاس تفرق بالنميمة بَين الخلطاء وتقطع الْأَرْحَام بَين الْأَقَارِب مهما استطاعت ذَلِك 4 - بقول مُتَعَلق بقوله تقطع الَّذِي فِي آخر الْبَيْت قبله وَالْمعْنَى أَنَّهَا تباهت وتكابر فتدعي رُؤْيَة مَا لم تره وَسَمَاع مَا لم تسمعه لتقطع بذلك علائق الْمَوَدَّة بَين الْأَصْحَاب والقرابة بَين الْأَقَارِب 5 - تشرب الزق أَي تشرب مَا فِي الزق وَالْمعْنَى أَنَّهَا تَأتي بِأَفْعَال المسرفين فِي الْأكل وَالشرب لَا تعرف القناعة وَلَا تعرف صِحَة نَفسهَا 6 - محرما أَي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 (وَلَو صعدت فِي ذرى شَاهِق ... تزل بهَا العصم لم تصرع) (فبئست قعاد الْفَتى وَحدهَا ... وبئست موفية الْأَرْبَع) وَقَالَ بعض آل الْمُهلب قَالَ دعبل هُوَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن ولقبه أَبُو الأنواء 3 - (قوم إِذا أكلُوا أخفوا كَلَامهم ... واستوثقوا من رتاج الْبَاب وَالدَّار) 4 - (لَا يقبس الْجَار مِنْهُم فضل نارهم ... وَلَا تكف يَد عَن حُرْمَة الْجَار)   حَرَامًا وَالْحُرْمَة مَا لَا يحل انتهاكه وحف أَي أحَاط والأسل الرماح وَالشَّرْع جمع شارعة من أشرعت الرمْح نَحوه فشرع إِذا سددته نَحوه وصوبته وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا مولعة بالحرام لَا تتركه وَلَا تقلع عَنهُ وَلَا يمْنَعهَا من إِتْيَانه مَانع 1 - الذرى جمع ذرْوَة وَهِي أعالي الشَّيْء والشاهق الْجَبَل الْمُرْتَفع والعصم جمع أعصم وَهُوَ الوعل الَّذِي فِي يَده بَيَاض وَالْمعْنَى أَنَّهَا قَليلَة اللَّحْم يابسة الْبدن إِذْ صعدت فِي أَعلَى الْجَبَل الَّذِي تزل بِهِ الوعول لم تزل قدمهَا وَلم تسْقط من فَوْقه 2 - القعاد مَا يقعده الْإِنْسَان فِي بَيته وموفية الْأَرْبَع أَي مَعهَا ثَلَاث نسْوَة فَتكون هِيَ تَمام الْأَرْبَع وَالْمعْنَى أَن الذَّم لَا يفارقها بِوَجْه فَإِن كَانَت مُنْفَرِدَة فَهِيَ مذمومة وَإِن كَانَ مَعهَا غَيرهَا فَهِيَ مذمومة أَيْضا 3 - قوم أَي هم قوم وَقَوله أخفوا كَلَامهم أَي لِئَلَّا يسمعهم أحد فيأكل مَعَهم والرتاج الْبَاب المغلق وَعَلِيهِ بَاب صَغِير وَيُطلق أَيْضا على مَا يغلق بِهِ الْبَاب يصفهم بِشدَّة الْبُخْل 4 - لَا يقبس الْجَار الخ القبس الشعلة من النَّار والقابس طَالب النَّار وَمَعْنَاهُ أَنهم يَبْخلُونَ على جارهم ويؤذونه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 (كاثر بِسَعْد إِن سَعْدا كَثِيرَة ... وَلَا تَبْغِ من سعد وَفَاء وَلَا نصرا) (وَلَا تدع سَعْدا للقراع وخلها ... إِذا أمنت ونعتها الْبَلَد القفرا) 3 - (يروعك من سعد بن عمر وجسومها ... وتزهد فِيهَا حِين تقتلها خَبرا) وَقَالَ آخر 4 - (أعاريب ذَوُو فَخر بإفك ... وألسنة لطاف فِي الْمقَال) 5 - (رَضوا بِصِفَات مَا عدموه جهلا ... وَحسن القَوْل من حسن الفعال)   1 - كاثر أَمر من قَوْلك كاثرت فلَانا إِذا غالبته بِالْكَثْرَةِ وَقَوله وَلَا تَبْغِ أَي لَا تطلب وَالْمعْنَى أَن بني سعد للمكاثرة لَا للوفاء والنصرة يُرِيد أَن عَددهمْ كثير يغلبُونَ من كاثرهم وَلَكِن لَا وَفَاء عِنْدهم وَلَا نصر 2 - القراع الْمُحَاربَة ونعتها مَنْصُوب على أَنه مفعول مَعَه وَالْمعْنَى أَن بني سعد لَا يصلحون للحرب وَإِنَّمَا يصلحون لقَوْل الشّعْر فِي حَالَة الْأَمْن 3 - يروعك أَي يُعْجِبك وَالْمعْنَى لَا تغرنك أجسامهم فترغب فيهم وتميل إِلَيْهِم فَإنَّك إِذا اختبرتهم زهدت فيهم يُرِيد أَن منظرهم حسن ومخبرهم قَبِيح 4 - الأعاريب جمع أَعْرَاب وهم سكان الْبَوَادِي والإفك الْكَذِب وَسمي الْكَذِب إفكا لِأَنَّهُ مَصْرُوف عَن الْحق وَقَوله وألسنة لطاف أَي أَلْفَاظ حَسَنَة جميلَة وَالْمعْنَى أَنهم من حَوَاشِي النَّاس لَا فَخر لَهُم وَلَكِن ألفاظهم لَطِيفَة رقيقَة يُرِيد أَنهم يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ 5 - رَضوا بِصِفَات الخ أَي أَحبُّوا أَن يحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا جهلا وغباوة والفعال بِفَتْح الْفَاء اسْم للْفِعْل الْحسن وَالْمعْنَى أَن جهلهم أرضاهم بِالصِّفَاتِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 1 - وَقَالَ مَالك بن أَسمَاء   الْحَسَنَة الَّتِي تسمعها فِي كَلَامهم وَلَكِن لَا نصيب لَهُم مِنْهَا وَلَا يحسن القَوْل إِلَّا بِحسن الْفِعْل 1 - وجده خَارِجَة بن حصن بن حُذَيْفَة بن بدر الْفَزارِيّ وَهُوَ شَاعِر إسلامي فِي عهد بني أُميَّة غزل ظريف وَكَانَ آباؤه سادة غطعان وَهُوَ أَخُو عُيَيْنَة بن أَسمَاء وَمَالك هُوَ الَّذِي يَقُول (وَحَدِيث ألذه هُوَ مِمَّا ... ينعَت الناعتون يُوزن وزنا) (منطق صائب وتلحن أَحْيَانًا ... وَأحلى الحَدِيث مَا كَانَ لحنا) وَأُخْته هِنْد بنت أَسمَاء الَّتِي تزَوجهَا الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ اخْتلف الْحجَّاج مَعهَا ذَات لَيْلَة فِي وقْعَة بَنَات قين بَنَات قين اسْم مَوضِع بِالشَّام فِي بادية كلب فِيهِ عُيُون مَاء عدَّة وَكَانَت بَنو فَزَارَة أوقعت ببني كلب على هَذِه الْمِيَاه وقْعَة مَشْهُورَة أَيَّام عبد الْملك فَبعث الْحجَّاج إِلَى مَالك بن أَسمَاء وَكَانَ مَحْبُوسًا بِمَال عَلَيْهِ لَهُ فَأخْرجهُ من السجْن وَسَأَلَهُ عَن الحَدِيث فحدثه بِهِ ثمَّ أقبل على هِنْد وَقَالَ لَهَا قومِي إِلَى أَخِيك فَقَالَت لَا أقوم إِلَيْهِ وَأَنت ساخط عَلَيْهِ فَأقبل الْحجَّاج إِلَيْهِ فَقَالَ إِنَّك وَالله مَا علمت للخائن أَمَانَته اللَّئِيم حَسبه الزَّانِي فرجه فَقَالَ مَالك إِن أذن لي الْأَمِير تَكَلَّمت قَالَ قل قَالَ أما قَول الْأَمِير الزَّانِي فرجه فوَاللَّه لأَنا أَحْقَر عِنْد الله سُبْحَانَهُ وأصغر فِي عين الْأَمِير من أَن يجب لله على حد فَلَا يقيمه وَأما قَوْله اللَّئِيم حَسبه فوَاللَّه لَو علم الْأَمِير مَكَان رجل أشرف مني لم يصاهرني وَأما قَوْله إِنِّي خؤون فَلَقَد ائتمنني الْأَمِير فوفرت فأخذني بِمَا أَخَذَنِي بِهِ فَبِعْت مَا كَانَ وَرَاء ظَهْري وَلَو ملكت الدُّنْيَا بأسرها لافتديت بهَا من مثل هَذَا الْكَلَام قَالَ فَنَهَضَ الْحجَّاج وَقَالَ شَأْنك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 (لَو كنت أحمل خمرًا يَوْم زرتكم ... لم يُنكر الْكَلْب أَنِّي صَاحب الدَّار) (لَكِن أتيت وريح الْمسك يفغمني ... وَعَنْبَر الْهِنْد أذكيه على النَّار) 3 - (فَأنْكر الْكَلْب ريحي حِين أبصرني ... وَكَانَ يعرف ريح الزق والقار) وَقَالَ آخر 4 - (هجوت الأدعياء فناصبتني ... معاشر خلتها عربا صحاحا) 5 - (فَقلت لَهُم وَقد نبحوا طَويلا ... عَليّ فَلم أجب لَهُم نباحا) 6 - (أَمنهم أَنْتُم فأكف عَنْكُم ... وأدفع عَنْكُم الشتم الصراحا)   يَا هِنْد بأخيك ثمَّ أطلقهُ من السجْن 1 - لَو كنت الخ مَعْنَاهُ أَنكُمْ تعودتم على شرب الْخمر حَتَّى عرف كلبكم رائحتها فِيكُم فَلَو كَانَ معي خمر يَوْم زرتكم لتحَقّق كلبكم إِنِّي مِنْكُم 2 - يفغمني من فغمه الطّيب إِذا مَلأ خياشيمه وَالْمعْنَى وَلَكِنِّي أتيتكم متضمخا بالمسك 3 - القار شَيْء أسود يطلى بِهِ الزق وَالْمعْنَى لما جِئتُكُمْ وَأَنا متضمخ بالمسك أنكر الْكَلْب طيب رائحتي لِأَنَّهُ لَا يعرف غير ريح الْخمر والقار 4 - الأدعياء جمع دعِي وَهُوَ هُنَا الْمُتَّهم فِي نسبه وناصبتني أَي عادتني وَمعنى خلتها عربا صحاحا أَي صِحَاح الْأَنْسَاب وَمَعْنَاهُ أَنه لما هجا الأدعياء تعرض لعداوته قوم يظنهم من الْعَرَب الصَّحِيحَة النّسَب 5 - النباح للكلب وَيُقَال نبح الشَّاعِر مجَازًا للذم وَالْمعْنَى أَنهم قَالُوا فِي شأني مَا قَالُوا فَلم أكترث بباطل كَلَامهم وَلم أجاوبهم 6 - أَمنهم أَنْتُم فِي مَوضِع نصب مفعول لَقلت فِي أول الْبَيْت قبله والصراح الْخَالِص من كل شَيْء وَالْمعْنَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 (وَإِلَّا فاحمدوا رَأْيِي فَإِنِّي ... سأنفى عَنْكُم التهم القباحا) (وحسبك تُهْمَة بِبَرِيءٍ قوم ... يضم على أخي سقم جنَاحا) وَقَالَ مدرك أَو مغلس بن حصن الفقعسي 3 - (لقد كنت أرمي الْوَحْش وَهِي بغرة ... ويسكن أَحْيَانًا إِلَيّ شرودها) 4 - (فقد أمكنتني الْوَحْش مذ رث أسهمي ... وَمَا ضرّ وحشا قانص لَا يصيدها) 5 - (فَأَعْرَضت عَن سلمى وَقلت لصاحبي ... سَوَاء علينا بخل سلمى وجودهَا) 6 - (فَلَا تحسدن عبسا على مَا أَصَابَهَا ... وذم حَيَاة قد تولى زهيدها) 7 - (تشبه عبس هاشما أَن تسربلت ... سرابيل خَز أنكرتها جلودها)   هَل أَنْتُم من الأدعياء فأرحمكم وأصرف عَنْكُم الشتم الْخَالِص 1 - فأحمدوا رَأْيِي اجعلوه مَحْمُودًا عنْدكُمْ 2 - تُهْمَة مَنْصُوب على التَّمْيِيز وَضم الْجنَاح كِنَايَة عَن التعطف وَالْمعْنَى وحسبك تُهْمَة بِبَرِئَ قوم يعْطف على ذِي سقم 3 - الْوَحْش هُنَا كِنَايَة عَن النِّسَاء والغرة الْغَفْلَة والشرود النفور وَالْمعْنَى أَنِّي كنت فِيمَا مضى أتعرض للنِّسَاء وَهِي غافلة فأصيبها بمحاسني ويرتاح أَحْيَانًا إِلَى أشدهن نفارا 4 - رث أَي بلَى وَالْمعْنَى أَن الْوَحْش أمكنتني الْيَوْم من صيدها بعد مَا كلت سهامي فعجزت عَن صيدها وَلَا يَضرهَا من لَا يصيدها 5 - فَأَعْرَضت الخ المُرَاد بِهَذَا الْبَيْت أَنه أعرض عَن سلمى وَلم يلْتَفت إِلَيْهَا وَلم يبل بِمَا تجود بِهِ أَو تبخل 6 - قد تولى أَي تولاها وزهيدها أَي لئيمها وَالْمعْنَى لَا تحسد بني عبس على مَا نالوه من الْعِزّ بل ذمّ حَيَاة تولاها اللَّئِيم 7 - أَن تسربلت يُرِيد لِأَن تسربلت الْخَزّ من الثِّيَاب مَعْرُوف وَإِنَّمَا قَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 (فَلَا تحسبن الْخَيْر ضَرْبَة لازب ... لعبس إِذا مَا مَاتَ عَنْهَا وليدها) (فسادة عبس فِي الحَدِيث نساؤها ... وقادة عبس فِي الْقَدِيم عبيدها) وَقَالَ آخر 3 - (أَقُول حِين أرى كَعْبًا ولحيته ... لَا بَارك الله فِي بضع وَسِتِّينَ) 4 - (من السنين تملاها بِلَا حسب ... وَلَا حَيَاء وَلَا قدر وَلَا دين) وَقَالَ عويف القوافي تقدّمت تَرْجَمته 5 - (وَمَا أمكُم تَحت الخوافق والقنا ... بثكلى وَلَا زهراء من نسْوَة زهر)   أنكرتها جلودها لِأَنَّهَا لم تعتدها من قبل وَالْمعْنَى أَن بني عبس لَا يكونُونَ مثل بني هَاشم فِي الْمُرُوءَة وَالْكَرم وَغَيرهمَا من الصِّفَات المحمودة وَلَو لبسوا الْخَزّ الَّذِي لم تتعوده جُلُودهمْ 1 - ضَرْبَة لازب أَي لَازم لَهُم وثابت ووليدها هُوَ الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان لِأَن أمه ولادَة بنت خُلَيْد بن جُزْء بن الْحَارِث بن زُهَيْر الْعَبْسِي وَكَانَت زَوْجَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَالْمعْنَى لَا تظن أَن الْخَيْر يَدُوم لبني عبس بعد موت الْوَلِيد من بَينهم 2 - لمراد بِالنسَاء زَوْجَة عبد الْملك أم الْوَلِيد وَالْمرَاد بالعبيد عنترة لِأَنَّهُ كَانَ هجينا أَي كَانَ ابْن أمة وَأَبوهُ حر وَالْمعْنَى أَن الَّذين تسودهم أُنْثَى ويرشدهم عبد لَا عقل لَهُم وَلَا شرف 3 - الْبضْع مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة 4 - تملاها أَي استمتع بهَا وعاش ملاوتها والملاوة البرهة من الدَّهْر وَمَعْنَاهُ مَعَ الْبَيْت قبله أَن كَعْبًا شَرّ النَّاس لم يفده طول عمره شَيْئا فَلَا مجد لَهُ وَلَا مِقْدَار وَلَا حَيَاء وَلَا دين 5 - الخوافق الريات والثكلى هِيَ الَّتِي تفقد وَلَدهَا وَلَا زهراء أَي لَيست الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 (ألستم أقل النَّاس عِنْد لوائهم ... وَأَكْثَرهم عِنْد الذَّبِيحَة وَالْقدر) وَقَالَ آخر (ونبئت ركبان الطَّرِيق تناذروا ... عقيلا إِذا حلوا الذناب فصرخدا) 3 - (فَتى يَجْعَل الْمَحْض الصَّرِيح لبطنه ... شعارا ويقري الضَّيْف عضبا مُجَردا) وَقَالَ آخر 4 - (أَنَاخَ اللؤم وسط بني ريَاح ... مطيته فأقسم لَا يريم)   بكريمة وَالْمعْنَى أَنهم يتأخرون عَن الْحَرْب لقلَّة شجاعتهم فَلَا تفقدهم أمّهم وَأَن أمّهم غير كَرِيمَة 1 - الْقدر مُؤَنّثَة ويقررهم على لؤمهم وتأخرهم فِي الْحَرْب فَيَقُول إِنَّكُم من أهل الْأكل وَالشرب لَا من أهل الشجَاعَة وَالْقُوَّة فَلذَلِك تتأخرون عَن الْحَرْب 2 - تناذروا أَي أنذر بَعضهم بَعْضًا والذناب وَاد لبني مرّة بن عَوْف كثير النّخل غزير المَاء وصرخد بلد ملاصق لبلاد حوران من أَعمال دمشق وَالْمعْنَى أَنِّي خبرت بِأَن الركْبَان قد عرفُوا عقيلا بالغدر والخيانة فَإِذا نزلُوا بِهَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ القريبين من مَحل عقيل أوصى بَعضهم بَعْضًا بالاحتراز مِنْهُ 3 - الْمَحْض اللَّبن الَّذِي لم يخالطه المَاء والصريح الْخَالِص والشعار مَا يَلِي الْجَسَد من الثِّيَاب ثمَّ توسعوا فِيهِ وجعلوه لكل مَا يلاصق من دَاخل الْجِسْم أَو خَارجه وَالْمعْنَى أَن عقيلا بخيل يغدر بضيفه ويخونه وَلَا يعرف غير شبع بَطْنه من الطَّعَام 4 - أَنَاخَ اللؤم يُقَال أنخت الْبَعِير فبرك وَلَا يُقَال فناخ وَمعنى لَا يريم أَي لَا يبرح وَالْمعْنَى أَن بني ريَاح لَا يفارقهم اللؤم وَلَا يتجاوزهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 (كَذَلِك كل ذِي سفر إِذا مَا ... تناهى عِنْد غَايَته مُقيم) وَقَالَ آخر (إِذا بكرية ولدت غُلَاما ... فيا لؤما لذَلِك من غُلَام) 3 - (يزاحم فِي المآدب كل عبد ... وَلبس لَدَى الْحفاظ بِذِي زحام) وَقَالَ آخر 4 - (ردي ثمَّ اشربي نهلا وَعلا ... وَلَا تغررك أَقْوَال ابْن ذيب) 5 - (فَلَو كَانَ القليب على لحاهم ... لأسهل وَطْؤُهَا شفة القليب)   1 - كل ذِي سفر أَي كل مُسَافر وَالْمعْنَى أَن كل مُسَافر إِذا بلغ الْغَايَة من سَفَره يقف عِنْدهَا وَيُقِيم كَمَا أَقَامَ اللؤم بَين بني ريَاح 2 - فيا لؤما لَفظه لفظ النداء وَالْمعْنَى معنى التَّعَجُّب أَي مَا أشده من لؤم وَمثله يَا حسرة على الْعباد وَالْمعْنَى أَن كل بكرية لَا تَلد إِلَّا لئيما يتعجب من لؤمه 3 - المآدب جمع مأدبة وَهِي طَعَام الْوَلِيمَة وَالْمعْنَى أَنه يزاحم اللئام عِنْد الْأكل وَالشرب وَلَا يزاحم الشجعان عِنْد المدافعة عَن الْمَحَارِم 4 - ردي أَمر من الْوُرُود وَالْخطاب لناقته والنهل الشّرْب الأول والعل الشّرْب الثَّانِي يَقُول لناقته ردي المَاء واشربي كَيفَ شِئْت وَلَا تغتري بقول بني ذيب وَبَنُو ذيب بطن من قَبيلَة 5 - القليب الْبِئْر واللحى جمع لحية وأسهل وجدهَا سهلا وَقَوله وَطْؤُهَا الضَّمِير لِلْإِبِلِ وَإِن لم يجر لَهَا ذكر وَالْمعْنَى لَو كَانَت الْبِئْر على لحاهم لوجدنا وَطْء الْإِبِل على فَم تِلْكَ الْبِئْر سهلا يُرِيد بذلك أَنهم أذلاء لَا يقدرُونَ على حماية أنفسهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 وَقَالَ آخر (إِن تبغضوني فقد اسخنت أعينكُم ... وَقد أتيت حَرَامًا مَا تظنونا) (وَقد ضممت إِلَى الأحشاء جَارِيَة ... عذبا مقبلها مِمَّا تصونونا) وَقَالَ آخر 3 - (يَا قبح الله أَقْوَامًا إِذا ذكرُوا ... بني عميرَة رَهْط اللؤم والعار) 4 - (قوم إِذا خَرجُوا من سوأة ولجوا ... فِي سواة لم يجنوها بِأَسْتَارِ) وَقَالَ آخر يهجو الحضري ويمدح البدوي   1 - أسخنت أعينكُم أَي أحزنتها وأبكيتها وَقَوله مَا تظنونا يجوز أَن يكون من غَالب الظَّن أَو الْيَقِين وَالْمعْنَى إِن أبغضتموني فَحق لكم ذَلِك لِأَنِّي فعلت بكم مَا يَقْتَضِي الْبغضَاء وأتيت مَا تظنونه حَرَامًا 2 - الحشا هُوَ مَا انضمت عَلَيْهِ الضلوع وَالْمعْنَى أخذت جَارِيَة لكم مِمَّا تحتفظون بِهِ وتصونونه وعانقتها ووصلت مِنْهَا إِلَى مَا يُوصل إِلَيْهِ 3 - يَا قبح الله يَا حرف نِدَاء والمنادى مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ يَا قوم أَو يَا نَاس قبح الله أَقْوَامًا أَي أبعدهم وَبني عُمَيْر بدل من أَقْوَامًا ورهط اللؤم مَنْصُوب على الذَّم والاختصاص وَالْمعْنَى أبعد الله بني عميرَة كلما ذكرُوا فَإِنَّهُم أهل اللؤم والعار 4 - قوم خبر لمبتدأ مَحْذُوف أَي هم قوم والسوأة الْأَمر الْقَبِيح الْمُنكر وولجوا دخلُوا وَقَوله لم يجنوها أَي يغطوها ويستروها والأستار جمع ستر وَالْمعْنَى أَنهم كلما خَرجُوا من سوأة ومخزية دخلُوا فِي سوأة مثلهَا أَو أَسْوَأ مِنْهَا لَا يستترون مِنْهَا يُرِيد بذلك أَن الْعَار لَا يفارقهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 (جَوَاب بيداء بهَا عزوف ... لَا يَأْكُل البقل وَلَا يريف) (وَلَا يرى فِي بَيته القليف ... إِلَّا الحميت المفعم المكشوف) 3 - (للْجَار والضيف إِذا يضيف ... والحضري بَطْنه معلوف) 4 - (للفسو فِي أثوابه شفيف ... أعجب بيتيه لَهُ الكنيف) 5 - (أوطانه مبقلة وَسيف) وَقَالَ ريعان   1 - الْجَواب من الجوب وَهُوَ قطع الْمسَافَة والبيداء الْمَفَازَة والعزوف من العزف وَهُوَ صَوت الْجِنّ يسمع فِي المفاوز بِاللَّيْلِ أَو هُوَ من عزف الرِّيَاح أَي صَوتهَا الَّتِي يسمع فِيهَا بِاللَّيْلِ وَهَذَا كِنَايَة عَن كَونهَا مخيفة يهاب النَّاس السّير فِيهَا وَلَا يريف أَي لَا يدْخل الرِّيف وَهُوَ الْحَضَر وَالْمعْنَى أَن البدوي طواف فِي المفاوز المخيفة مُقيم على التطواف لَيْسَ بضعيف وَلَا كسلان وَلَا يَأْكُل الْبُقُول الَّتِي ترخي الأعصاب وَلَا ينزل بلادا الْحَضَر 2 - القليف تمر ينْزع نَوَاه ويكنز فِي ظروف من خوص والحميت وعَاء السّمن والمفعم الملآن مَعْنَاهُ أَن البدوي لَا يرى فِي بَيته إِلَّا الحميت المكشوف للْجَار والضيف وكشفه لَهما يدل على السخاء 3 - معلوف أَي ممتلئ طَعَاما وريحا من كَثْرَة أكله 4 - الشفيف رقة الثَّوْب وَالْمعْنَى أَن ثِيَابه رقت لِكَثْرَة فسوه فِيهَا وَأَنه يحب الكنيف لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ لِكَثْرَة أكله 5 - المبقلة مَوضِع الْبُقُول وَالسيف بِكَسْر السِّين سَاحل الْبَحْر مَعْنَاهُ أَن أوطان الحضري مَوضِع الْبُقُول وساحر الْبَحْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 (لظلت قراقير صياما بِظَاهِر ... من الضحل كَانَت قبل فِي لجج خضر) (وَلَا نكسر الْعظم الصَّحِيح تعزرا ... ونغني عَن الْمولى ونجبر ذَا الْكسر) 3 - (غلبنا بني حَوَّاء مجدا وسؤددا ... ولكننا لم نستطع غلب الدَّهْر) وَقَالَ حجر بن حَيَّة الْعَبْسِي 4 - (وَلَا أدوم قدري بعد مَا نَضِجَتْ ... بخلا لتمنع مَا فِيهَا أثا فِيهَا)   1 - القراقير جمع قُرْقُور وَهِي السفن وصياما أَي راكدة والضحل المَاء الْقَلِيل واللحجه جمع لجة وَهِي مُعظم الْبَحْر وَالْخضر السود وَالْبَحْر الْأَخْضَر الْأسود وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَو أَن الَّذِي نُعْطِيه من المَال مبتغين بِهِ الْحَمد يُعْطي مثله الْبَحْر الطامي لَصَارَتْ السفن رواكد على مَاء قَلِيل يترقرق على وَجه الأَرْض بَعْدَمَا كَانَت تجْرِي على لجج خضر 2 - تعزرا أَي قهرا وإجبارا ونغني على الْمولى أَي ندفع عَنهُ مَعْنَاهُ نَحن لَا نفصل اللَّحْم إِذا أعطينا بل نُعْطِيه صَحِيحا لعزنا وكرمنا وندافع عَمَّن ينتمي إِلَيْنَا ونجبر ذَا الْكسر بِمَا يصلح شَأْنه 3 - المُرَاد ببني حَوَّاء جَمِيع النَّاس مَعْنَاهُ نَحن غلبنا جَمِيع النَّاس فِي الْمُفَاخَرَة بالمجد وفقناهم فِيهِ ولكننا مَا استطعنا أَن نغلب الدَّهْر مَعَ مَا نَحن فِيهِ من الْعِزّ والشرف 4 - وَلَا أدوم قدري أَي لَا أطيل إدامتها والأثافي جمع أثفية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 (حَتَّى تقسم شَتَّى بَين مَا وسعت ... وَلَا يؤنب تَحت اللَّيْل عافيها) (لَا أحرم الجارة الدُّنْيَا إِذا اقْتَرَبت ... وَلَا أقوم بهَا فِي الْحَيّ أخزيها) 3 - (وَلَا أكلمها إِلَّا عَلَانيَة ... وَلَا أخْبرهَا إِلَّا أناديها) وَقَالَ الْمسَاوِر بن هِنْد بن قيس بن زُهَيْر 4 - (فدا لبني هِنْد غَدَاة دعوتهم ... بجو وبال النَّفس والأبوان) 5 - (إِذا جَارة شلت لسعد بن مَالك ... لَهَا إبل شلت لَهَا إبلان) 6 - (إِذا عقدت أفناء سعد بن مَالك ... لَهَا ذمَّة عزت بِكُل مَكَان)   وَهِي الْحِجَارَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا الْقدر مَعْنَاهُ أَنِّي لَا أطيل إدامة قدري بعد إِدْرَاكهَا على الأثافي بخلا بِمَا فِيهَا بل أنزلهَا عَنْهَا وَأطْعم مِنْهَا الأضياف وَكَانَ الْبَخِيل مِنْهُم يتْرك الْقدر مَنْصُوبَة على الأثافي ليرى غَيره أَن الْقدر لم تدْرك وَجعل الْمَنْع للأثافي لِأَن الْقدر لم يغْرف مِنْهَا شَيْء مَا دَامَت عَلَيْهَا مَنْصُوبَة 1 - وَلَا يؤنب أَي لَا يلام والعافي طَالب الْمَعْرُوف مَعْنَاهُ أَن مَا فِيهَا من الطَّعَام يعم الْقَرِيب والبعيد والداني والقاصي لَيْلًا وَنَهَارًا 2 - الدُّنْيَا أَي الْقُرْبَى وأخزيها أَي أهينها مَعْنَاهُ أَنِّي لَا أعامل جارتي إِلَّا بِمَا يَلِيق بِي من الْجُود وَالْكَرم وَحفظ الْجَار والرأفة بِهِ 3 - الْعَلَانِيَة ضد السِّرّ مَعْنَاهُ أَنِّي لَا أكلمها إِلَّا مُعْلنا كَلَامي وَلَا أخْبرهَا إِلَّا مناديا لَهَا مَعَ مَا بِي من حسن الْجوَار والعفاف وصيانة الْأَعْرَاض 4 - وبال اسْم مَاء أضيف إِلَيْهِ الجو والجو مَا اطْمَأَن من الأَرْض مَعْنَاهُ نَفسِي وأبواي فدَاء لبني هِنْد حِين دعوتهم لينصروني على أعدائي بجو وبال 5 - شلت أَي طردت مَعْنَاهُ إِذا طردت إبل لجاره سعد طردت من أجلهَا وسببها إبلان لغَيْرهَا عوضا عَمَّا طرد مِنْهَا وَالْمرَاد من ذَلِك أَن قَبيلَة سعد يدافعون عَن جارهم ويحامون عَلَيْهِ لعزهم وشرفهم 6 - أفناء سعد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 (إِذا سئلوا مَا لَيْسَ بِالْحَقِّ فيهم ... أَبى كل مجني عَلَيْهِ وجاني) (وَدَار حفاظ قد حللتم مهانة ... بهَا نيبكم والضيف غير مهان) وَقَالَ آخر 3 - (جزى الله خيرا غَالِبا من عشيرة ... إِذا حدثان الدَّهْر نابت نوائبه) 4 - (فكم دافعوا من كربَة قد تلاحمت ... عَليّ وموج قد علتني غواربه) 5 - (إِذا قلت عودوا عَاد كل شمردل ... أَشمّ من الفتيان جزل مواهبه)   أَي قبائلها مَعْنَاهُ أَنهم إِذا عقدوا عهدا لغَيرهم حفظوه وَلم ينقضوه لوفاء ذمتهم 1 - أَبى أَي امْتنع مَعْنَاهُ أَن كل مجني عَلَيْهِ وجان مِنْهُم إِذا سُئِلَ مَا لَيْسَ حَقًا امْتنع من ذَلِك لشرف نَفسه وَلم يرض بالضيم 2 - الْحفاظ الْمُحَافظَة والنيب جمع نَاب والناب النَّاقة المسنة مَعْنَاهُ أَن محلكم منيع مَحْفُوظ تكرمون فِيهِ الأضياف وتهينون الْإِبِل بنحرها لَهُم 3 - الْحدثَان مصدر حدث مَعْنَاهُ كافأ الله عَنَّا خيرا آل غَالب فَإِن مكارمهم وهمتهم لَا تخفى عِنْد اشتداد الزَّمَان 4 - تلاحمت أَي اشتدت ولزمت والغوارب جمع غارب وَهُوَ أَعلَى الموج وَأَعْلَى الظّهْر مَعْنَاهُ مرَارًا كَثِيرَة دافعوا دوني وخلصوني من كرب الدَّهْر 5 - الشمردل الطَّوِيل والأشم من الشمم وَأَصله ارْتِفَاع الْأنف وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن الْكَرم مَعْنَاهُ إِذا عرضت على كل وَاحِد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 (إِذا أخذت بزل الْمَخَاض سلاحها ... تجرد فِيهَا متْلف المَال كاسبه) وَقَالَ آخر (أيا ابْنة عبد الله وَابْنَة مَالك ... وَيَا ابْنة ذِي البردين وَالْفرس الْورْد) 3 - (إِذا مَا صنعت الزَّاد فالتمسي لَهُ ... أكيلا فَإِنِّي لست آكله وحدي)   من بني غَالب معاودة الْحَرْب والكرور فِيهَا عَاد مِنْهُم إِلَيْهَا كل رجل كريم النَّفس كثير الْعَطِيَّة وَذَلِكَ لما فيهم من الشجَاعَة 1 - البزل جمع بازل وَهُوَ المتناهى قُوَّة وشبابا والمخاض النوق الْحَوَامِل وَالْمرَاد بسلاحها محاسنها وإمارات عتقهَا وكرمها ومتلف المَال كاسبه هُوَ كَقَوْلِهِم مخلف متْلف ومخلاف متلاف مَعْنَاهُ أَن الْإِبِل إِذا بلغت محاسنها فِي عيونهم مَا بلغت لَا يَبْخلُونَ بهَا على الأضياف بل ينحرونها لَهُم وَلَا يمْنَعهَا من نحرها حسنها وجمالها وَذَلِكَ لما عِنْدهم من كَثْرَة الْجُود ومزيد الْكَرم 2 - ابْنة مَالك هِيَ ماوية بنت عبد الله زَوْجَة حَاتِم الطَّائِي وَالْمرَاد بِذِي البردين عَامر بن أُحَيْمِر بن بَهْدَلَة أعطَاهُ الْمُنْذر ابْن مَاء السَّمَاء بردين حِين سَأَلَهُ عَن حَقِيقَته فَوَجَدَهُ من أشرف الْعَرَب وأشجعهم والورد من الْخَيل بَين الْكُمَيْت والأشقر 3 - الأكيل الَّذِي يتَكَرَّر مِنْهُ الْأكل مَعَ غَيره مثل الجليس الَّذِي يتَكَرَّر مِنْهُ الْجُلُوس مَعَه فَإِن أكل مَعَه مرّة وَاحِدَة أَو جالسه مرّة لَا يُقَال لَهُ أكيل وجليس وَقَالَ التمسي لَهُ أكيلا وَلم يقل التمسي لَهُ أكيلي لِأَنَّهُ أَرَادَ وَاحِدًا من المعروفين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 (أَخا طَارِقًا أَو جَار بَيت فإنني ... أَخَاف مذمات الْأَحَادِيث من بعدِي) (وَإِنِّي لعبد الضَّيْف مَا دَامَ ثاويا ... وَمَا فِي إِلَّا تِلْكَ من شِيمَة العَبْد) وَقَالَ آخر 3 - (وَلَيْسَ فَتى الفتيان من جلّ همه ... صبوح وَإِن أَمْسَى ففضل غبوق) 4 - (وَلَكِن فَتى الفتيان من رَاح أَو غَدا ... لضر عَدو أَو لنفع صديق) وَقَالَ حزاز بن عَمْرو من بني عبد منَاف   بمؤاكلته وَالْمعْنَى أَن حاتما الطَّائِي يَقُول لزوجته إِذا فرغت من اتِّخَاذ الزَّاد وإعداده فاطلبي من أَجله من يؤاكلني فَإِنِّي لم أَعُود نَفسِي الْأكل وحدي 1 - أَخا طَارِقًا بدل من أكيلا فِي الْبَيْت الَّذِي قبله والطارق الَّذِي يَأْتِي لَيْلًا فإنني الخ مَعْنَاهُ أَنه لَا يسرني أَن يذمني النَّاس بعد حَياتِي ويصفوني بالبخل إِذا تكلمُوا فِي شَأْن الْجُود وَالْكَرم 2 - ثاويا أَي مُقيما مَعْنَاهُ أَنِّي أقوم بِخِدْمَة الضَّيْف مُدَّة إِقَامَته عِنْدِي وَمَا فِي من شَيْء يُقَال لَهُ خدمَة إِلَّا خدمتي للضيف وَالْمرَاد من ذَلِك أَنه من أهل الْجُود والسيادة 3 - الصبوح الشّرْب فِي أول النَّهَار والغبوق الشّرْب فِي آخِره 4 - رَاح من الرواح وَهُوَ من زَوَال الشَّمْس إِلَى اللَّيْل وَغدا من الغدو وَهُوَ من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال وَمَعْنَاهُ مَعَ الْبَيْت الَّذِي قبله لَيْسَ الْفَتى الْكَامِل الفتوة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 (لنا إبل لم تهن رَبهَا ... كرامتها والفتى ذَاهِب) (هجان يكافأ مِنْهَا الصّديق ... وَيدْرك فِيهَا المنى الرَّاغِب) 3 - (ونطعن عَنْهَا نحور العدا ... وَيشْرب منا بهَا الشَّارِب) 4 - (ونؤلفها فِي السنين الكلول ... إِذا لم يجد مكسبا كاسب) 5 - (وَلم تَكُ يَوْمًا إِذا روحت ... على الْحَيّ يلفى لَهَا جادب) 6 - (حبانا بهَا جدنا والإله ... وَضرب لنا خذم صائب) وَقَالَ مَنْصُور بن مسجاح) 7 - (ومختبط قد جَاءَ أوذي قرَابَة ... فَمَا اعتذرت إبلي عَلَيْهِ وَلَا نَفسِي)   من يمْضِي أَيَّامه فِي الْأكل وَالشرب بل الْفَتى الْكَامِل هُوَ الَّذِي يذل أعداءه ويعز أصدقاءه فِي كل أوقاته 1 - كرامتها أَي إكرامها مَعْنَاهُ أَنا نؤثر إكرام نفوسنا وصيانتها على إكرام المَال وصيانته فنجود بِهِ 2 - الهجان الْإِبِل الْبيض ويكافأ من الْكُفْء الَّذِي هُوَ الْمثل أَي يماثل وَالْمرَاد بالراغب طَالب الْخَيْر وَالْمَعْرُوف مَعْنَاهُ لنا إبل كَرِيمَة نتساوى فِيهَا مَعَ أصدقائنا لَا نستأثر بهَا دونهم وننحر مِنْهَا للأضياف إِذا نزلُوا بساحتنا 3 - المُرَاد بالشارب هُنَا شَارِب الْخمر مَعْنَاهُ أَنا نستعمل الْإِبِل فِي الغارات ونصرف أثمانها فِي شرب الْخمر 4 - فِي السنين أَي فِي زمن الجدب والكلول جمع كل وَالْمرَاد بهم هُنَا الضُّعَفَاء مَعْنَاهُ إِذا اشْتَدَّ الزَّمَان جعلنَا إبلنا يألفها ضعفاء النَّاس فينالون مِنْهَا 5 - الجادب العائب مَعْنَاهُ نَحن كرام فَكل من رأى إبلنا وَهِي رَائِحَة دَعَا لنا وَأثْنى علينا وَلَا يعيبها لأننا نجود بهَا 6 - حبانا من الحباء وَهُوَ الْعَطاء بِلَا جَزَاء وَلَا من والخذم الْقَاطِع أَي بِضَرْب قَاطع صائب 7 - المختبط الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 (حبسنا وَلم نَسْرَح لكَي لَا يلومنا ... على حكمه صبرا معودة الْحَبْس) (فَطَافَ كَمَا طَاف الْمُصدق وَسطهَا ... يُخَيّر مِنْهَا فِي البوازل وَالسُّدُس) وَقَالَ عَامر بن حوط من بني عَامر بن عبد مَنَاة بن بكر بن سعد بن ضبة 3 - (وَلَقَد علمت لتأتين عَشِيَّة ... مَا بعْدهَا خوف عَليّ وَلَا عدم) 4 - (وأزور بَيت الْحق زورة ماكث ... فعلام أحفل مَا تقوض وانهدم)   الَّذِي يقْصد غَيره طَالبا للمعروف من غير تقدم معرفَة واعتذرت أَي تَعَذَّرَتْ مَعْنَاهُ وَرب إِنْسَان من الْأَجَانِب أَو الْأَقَارِب قصدنا طَالبا للمعروف أَعْطيته من إبلي وَلم أتعلل بِأَنَّهَا غَائِبَة عني 1 - وَلم نَسْرَح أَي لم نرسلها إِلَى المرعى مَعْنَاهُ حبسنا على حكم هَذَا الْأَجْنَبِيّ الطَّالِب للمعروف أَو حكم الْقَرِيب إبِلا عودناها الْحَبْس بِجَانِب بُيُوتنَا صبرا وَلم نخرجها إِلَى المرعى لِئَلَّا نلام 2 - الْمُصدق الَّذِي يَأْخُذ الصَّدقَات والبوازل جمع بازل وَهُوَ ابْن تسع سِنِين وَالسُّدُس جمع سديس وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين وَخص البوازل وَالسُّدُس لِأَن سنّهَا أنفس الْأَسْنَان عِنْدهم فَمَتَى وَقع فِيهَا التَّخْيِير فَمَا دونهَا أَهْون مَعْنَاهُ أَنا نحكم الْأَجْنَبِيّ أَو الْقَرِيب فِي إبلنا ونجعل لَهُ الِاخْتِيَار فِيهَا كَمَا نحكم الْمُصدق الَّذِي يَجِيء بالعز والقهر فَيكون تدل لَهُ علينا تدلل من يسْتَخْرج حَقًا وَاجِبا 3 - وَلَقَد علمت يجْرِي مجْرى الْقسم فَلذَلِك أَجَابَهُ بلتأتين وَيُرِيد بالعشية آخر النَّهَار من يَوْم مَوته والعدم فقدان المَال وَالْمعْنَى لقد علمت أَنِّي أَمُوت وَلَيْسَ بعد الْمَوْت فقر وَلَا خوف 4 - بَيت الْحق المُرَاد بِهِ الْقَبْر والماكث الْمُقِيم وأحفل أَي أُبَالِي والتقويض الانهدام مَعْنَاهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 (ولأتركن للساملين حياضهم ... ولأحبسن على مكارمي النعم) وَقَالَ زيد الفوارس بن حُصَيْن بن ضرار (أقلي عَليّ اللوم يَا ابْنة مُنْذر ... ونامي فَإِن لم تشْتَهي النّوم فاسهري) 3 - (ألم تعلمي أَنِّي إِذا الدَّهْر مسني ... بنائبة زلت وَلم أتترتر) 4 - (يراني الْعَدو بعد غب لِقَائِه ... خليا نعيم البال لم أتغير) 5 - (وراكدة عِنْدِي طَوِيل صيامها ... قسمت على ضوء من النَّار مبصر)   لَا بُد لي من زِيَارَة الْقَبْر وَالْإِقَامَة فِيهِ فعلام تأسفي على مَا يفوت من حطام الدُّنْيَا 1 - الساملون جمع سامل وَهُوَ المصلح مَعْنَاهُ أَنِّي لَا أسْتَعْمل همتي فِي إصْلَاح مَالِي وَعمارَة حياضي بل استعملها فِي الْجُود وَالْكَرم وإعانة ذَوي الْحَاجَات 2 - أقلى عَليّ اللؤم أَي لَا تلوميني مَعْنَاهُ أَنه يَقُول لعاذلته لَا تلوميني وافعلي مَا شِئْت واعلمي أَن لومك لَا يَمْنعنِي من جودي وكرمي 3 - وَلم أتترتر أَي وَلم أتزلزل مَعْنَاهُ أَنه شُجَاع لَا تزعزعه حوادث الدَّهْر وَلَا تحوله عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ 4 - بعد غب لِقَائِه أَي بعد يَوْم لِقَائِه بِيَوْم وخاليا حَال من يراني وَهُوَ الَّذِي لَا هم لَهُ مَعْنَاهُ أَن الْعَدو يراني بعد يَوْم لِقَائِه بِيَوْم خَالِيا نعيم البال كَأَنَّهُ مَا مسني أَذَى 5 - وراكدة أَي سَاكِنة ثَابِتَة أَرَادَ بهَا الْقدر وصيامها أَي ركودها ومكثها على الأثافي لثقلها بِاللَّحْمِ وَقسمت أَي قسمت مرقها للثرد بِدَلِيل قَوْله قسمت لَحمهَا فِي الْبَيْت الَّذِي بعده وَجعل الضَّوْء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 (طروقا فَلم أفحش وَقسمت لَحمهَا ... إِذا اجْتنب الْعَافُونَ نَار العذور) وَقَالَ الْهُذيْل بن مشجعَة البولاني (إِنِّي وَإِن كَانَ ابْن عمي غَائِبا ... لمقاذف من خَلفه وورائه) 3 - (ومفيده نصري وَإِن كَانَ امْرأ ... متزحزحا فِي أرضه وسمائه) 4 - (وَمَتى أجئه فِي الشدائد مرملا ألق الَّذِي فِي مزودي لوعائه) 5 - (وَإِذا تتبعت الجلائف مَا لنا ... خلطت صحيحتنا إِلَى جربائه)   مبصرا لِأَن الْأَبْصَار يكون فِيهِ وَمثله قَوْله تَعَالَى {وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرة} وَالْمعْنَى وَقدر طَوِيلَة الْمكْث على الأثافي لثقلها من كَثْرَة اللَّحْم فِيهَا قسمت مرقها للثرد على ضوء من النَّار فِي وَقت طروق الضَّيْف واشتداد الْبرد 1 - طروقا أَي وَقت طروق الضَّيْف وَهُوَ ظرف لقسمت على ضوء نَار الْمُتَقَدّم فَلم أفحش أَي لم أقل الْفُحْش والعافون جمع عاف وَهُوَ طَالب الْمَعْرُوف والعذور السيء الْخلق مَعْنَاهُ أَنه قسم مَا فِي الْقدر من المرق لأعمال الثَّرِيد وَقسم مَا فِيهَا من اللَّحْم بَين الأضياف على ضوء من النَّار فِي وَقت طروقهم بِاللَّيْلِ حِين قصدُوا ناره وَاجْتَنبُوا نَار الْبَخِيل السيء الْأَخْلَاق 2 - المقاذف المرامي ووراء هُنَا بِمَعْنى قُدَّام لِأَنَّهُ قد ذكر مَعَه خلف مَعْنَاهُ أَنه يدافع عَن ابْن عَمه من قدامه وَمن خَلفه وَإِن كَانَ غَائِبا 3 - المتزحزح المتباعد وَالْمعْنَى أَنه قَائِم بشأن ابْن عَمه وَإِن تبَاعد عَنهُ فِي أَي مَوضِع كَانَ 4 - المرمل الَّذِي قد نفد زَاده والمزود وعَاء الزَّاد مَعْنَاهُ أَنِّي أنفعه فِي كل شدَّة يَقع فِيهَا 5 - الجلائف جمع جليفة وَهِي السّنة الشَّدِيدَة الَّتِي تذْهب بالأموال وَقَوله خلطت صحيحتنا إِلَى جربائه من الْأَمْثَال يَعْنِي نخلط فقره بغنانا وغثه بسميننا وَالْمعْنَى إِذا افْتقر ابْن عمنَا ساعدناه بِأَمْوَالِنَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 (وَإِذا أَتَى من وجهة بطريفة ... لم أطلع مِمَّا وَرَاء خبائه) (وَإِذا اكتسى ثوبا جميلا لم أقل ... يَا لَيْت أَن عَليّ حسن رِدَائه) وَقَالَ حسان بن حَنْظَلَة بن أبي رهم بن حسان بن حَيَّة بن شُعْبَة الطَّائِي 3 - (تِلْكَ ابْنة الْعَدوي قَالَت بَاطِلا ... أزرى بقومك قلَّة الْأَمْوَال) 4 - (إِنَّا لعمر أَبِيك يحمد ضيفنا ... ويسود مقترنا على الإقلال) 5 - (غضِبت عَليّ أَن اتَّصَلت بطيىء ... وَأَنا امْرُؤ من طيىء الأجبال)   1 - من وجهة أَي من سفر والطريفة مَا يستطرفه الْإِنْسَان من المَال ويستحدثه والخباء من الْأَبْنِيَة يكون من صوف أَو وَبرا وَشعر مَنْصُوبًا على عمودين أَو ثَلَاثَة وَمَا فَوق ذَلِك فَهُوَ بَيت يُشِير بِهَذَا الْبَيْت إِلَى تَنْزِيه نَفسه عَن الطمع فِيمَا لَيْسَ لَهُ 2 - يَا لَيْت فِي مَوضِع نصب على أَنه مفعول لم أقل وَيَا حرف نِدَاء والمنادى مَحْذُوف تَقْدِيره يَا قوم أَو يَا نَاس لَيْت أَن على رِدَاءَهُ الْحسن وَهَذَا الْبَيْت يدل على قلَّة المنافسة وَترك الْحَسَد 3 - أزرى بقومك أَي قصر بهم وَالْمعْنَى قَالَت ابْنة الْعَدوي زورا من القَوْل وباطلا لقد قصر بقومك فَقرهمْ وَقلة مَالهم فأجبتها بِقَوْلِي أَنا لعمر أَبِيك الخ 4 - المقتر الْمُعسر مَعْنَاهُ أَن الضَّيْف نعم الشَّاهِد على بطلَان مَا قَالَت حَيْثُ يحمدنا على جودنا وكرمنا وَكَثْرَة مَا ننفقه من أَمْوَالنَا 5 - اتَّصَلت انتسبت وأضاف طيئا إِلَى الأجبال الْمَشْهُورَة فِي بِلَادهمْ نَحْو أجاء وسلمى وعوارض للتخصيص والتبيين وَذَلِكَ لِأَن طيئا فرقتان فرقة تنزل السُّفْلى من جبالهم وَفرْقَة تنزل الْعُلُوّ مِنْهَا وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْمَرْأَة غضِبت عَليّ لانتسابي إِلَى طيىء وَقَالَت أَنْت من تَمِيم وَلست من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 (وَأَنا امْرُؤ من آل حَيَّة منصبي ... وَبَنُو جُوَيْن فاسألي أخوالي) (وَإِذا دَعَوْت بني جديلة جَاءَنِي ... مرد على جرد الْمُتُون طوال) 3 - (أَحْلَامنَا تزن الْجبَال رزانة ... وَيزِيد جاهلنا على الْجُهَّال) وَقَالَ إِيَاس بن الْأَرَت 4 - (وَإِنِّي لقوال لعافي مرْحَبًا ... وللطالب الْمَعْرُوف إِنَّك واجده) 5 - (وَإِنِّي لممن يبسط الْكَفّ بالندى ... إِذا شنجت كف الْبَخِيل وساعده)   طيىء فَقلت لَهَا أَنا مِمَّن يسكن أعالي الْجبَال من طيىء 1 - من آل حَيَّة خبر مقدم ومنصبي مُبْتَدأ مُؤخر وَالْجُمْلَة صفة امْرُؤ وَبَنُو مُبْتَدأ وأخوالي خَبره ومفعول اسألي مَحْذُوف تَقْدِيره النَّاس وَالْمعْنَى أَنا امْرُؤ مَشْهُور النّسَب من آل حَيَّة منصبي وَبَنُو جُوَيْن أخوالي فَإِن ارتبت وَشَكَكْت فِي ذَلِك فاسألي النَّاس 2 - الجرد من الْخَيل الْقصار الشّعْر والمتون جمع متن وَهُوَ الظّهْر وَالْمعْنَى إِذا دَعَوْت بني جديلة للحرب جَاءَنِي مِنْهُم فرسَان شُبَّان لَا يهابون الْأَبْطَال وَإِنَّمَا خص المرد لإقدامهم فِي الحروب على غرَّة 3 - الأحلام جمع حلم وَهُوَ الْعقل وتزن توازي وتساوي والرزانة الثّقل وَالْمعْنَى نَحن قوم عقلاء تماثل عقولنا الْجبَال فِي ثُبُوتهَا فَلَا يستفزنا الْغَضَب وَإِذا جهل وسفه أحد علينا أريناه من الْجَهْل مَا يضعف قوته ويخرس لِسَانه 4 - لقوال كثير القَوْل والعافي طَالب الْعَطاء وَجمعه عفاة ومرحبا مَنْصُوب على الْمصدر وَهُوَ يجْرِي مجْرى الْجمل لمَكَان الْعَامِل فِيهِ مَعَه وَقد وَقع موقع الْمَفْعُول من قَوْله قَوَّال وَالْمَعْرُوف هُنَا الْخَيْر والجميل وَالْمعْنَى أَنِّي رجل أحب الْكَرم وَمَكَارِم الْأَخْلَاق فأرحب بالسائل وَلَا أرده خَالِيا 5 - الندى الْعَطاء وشنجت تقبضت يبسا وَالْمعْنَى أَنِّي رجل أبسط كفي بالعطاء والجود فِي وَقت الجدب وَشدَّة احْتِيَاج النَّاس وَظُهُور الْبُخْل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 (لعمرك مَا تَدْرِي أُمَامَة أَنَّهَا ... ثنى من خيال مَا أَزَال أعاوده) (فشقت على ركبى وعنت ركائبي ... وَردت عَليّ اللَّيْل قرنا أكابده) وَقَالَ آخر 3 - (أثنى عَليّ بِمَا لَا تكذبين بِهِ ... يَا طيب أَي فَتى للضيف وَالْجَار) 4 - (إِنِّي أجاور مَا جَاوَرت فِي حسبي ... وَلَا أُفَارِق إِلَّا طيب الدَّار) وَقَالَ آخر 5 - (كم من لئيم رَأينَا كَانَ ذَا إبل ... فَأصْبح الْيَوْم لَا معط وَلَا قاري)   1 - الْعُمر بِفَتْح الْعين وَضمّهَا وَاحِد وَلَا يسْتَعْمل فِي الْقسم إِلَّا مَفْتُوحًا وَجَوَاب الْقسم مَحْذُوف تَقْدِيره قسمي وثنى أَي مرّة بعد أُخْرَى يُشِير إِلَى معاودة الخيال مرّة بعد مرّة وَالْمعْنَى أقسم بحياتك أَن أُمَامَة لَا تعلم بِأَن خيالها يأتيني مرّة بعد أُخْرَى 2 - شقَّتْ صعبت وركبي أَصْحَابِي وعنت تعبت والركائب الرَّوَاحِل والقرن الْمنَازل فِي الْحَرْب وَالْمعْنَى أَنِّي لما عاودني خيالها انْتَبَهت وأيقظت أَصْحَابِي ليرحلوا معي فصعب عَلَيْهِم الرحلة معي فرحلت أكابد اللَّيْل سيرا كَمَا يكابد الرجل خَصمه 3 - الثَّنَاء الْمَدْح بالجميل وَطيب منادى مرخم طيبَة وَأي فَتى مُبْتَدأ وَخَبره مُضْمر تَقْدِيره أَنْت وَالْمعْنَى ليكن ثناؤك عَليّ حَقًا يَا طيبَة وَقَوْلِي أَي فَتى أَنْت للضيف إِذا نزل وَالْجَار إِذا استجار بك 4 - فِي حسبي أَي مَعَ حسبي وَشرف أُصَلِّي وَمَتى كَانَ كَذَلِك امْتنع عَن فعل مَا لَا يحسن وَالْمعْنَى أَنِّي إِذا جَاوَرت أحدا عاملته مُعَاملَة الْكِرَام وَإِذا فارقته فارقته وَهُوَ يثني عَليّ ويحمد جواري 5 - الْقَارئ المكرم للضيفان وَالْمعْنَى رَأينَا كثيرا من اللئام كَانُوا يملكُونَ نفائس الْأَمْوَال ويبخلون بهَا على الضَّيْف وَغَيره ثمَّ أزيلت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 (وَلَو يكون على الْحداد يملكهُ ... لم يسق ذَا غلَّة من مَائه الْجَارِي) وَقَالَ حسان بن ثَابت (المَال يغشى رجَالًا لَا طباخ بهم ... كالسيل يغشى أصُول الدندن الْبَالِي) 3 - (أصون عرضي بِمَالي لَا أدنسه ... لَا بَارك الله بعد الْعرض فِي المَال) 4 - (أحتال لِلْمَالِ إِن أودى فأجمعه ... وَلست للعرض أَن أودى بمحتال) 5 - (الْفقر يزري بِأَقْوَام ذَوي حسب ... ويقتدي بلئام الأَصْل أنذال) قَالَ عبد الْعَزِيز بن زُرَارَة الْكلابِي   عَنْهُم 1 - الْحداد النَّهر وَقيل إِنَّه وَاد مَاؤُهُ لَا يَنْقَطِع وَالْغلَّة حرارة الْعَطش وَالْمعْنَى وَلَو ملك الْوَاحِد من أُولَئِكَ اللئام ذَلِك المَاء الْمَذْكُور وجاءه رجل أحرقه الظمأ يطْلب مِنْهُ شربة لم يجد بهَا عَلَيْهِ 2 - لَا طباخ بهم أَي لَا خير عِنْدهم والدندن مَا بلَى من الشّجر وَالْمعْنَى يملك المَال رجال لَيْسَ فيهم خير وَلَا حسن تَدْبِير فَلَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ كَمَا لَا ينْتَفع الشّجر الْبَالِي بالسيل إِذا أَصَابَهُ 3 - أصون أحفظ وَالْمعْنَى إِنِّي أبذل مَالِي لحفظ عرضي كَيْلا يلحقني عيب ومذمة وَلَا خير فِي بَقَاء المَال بعد ذهَاب الْعرض 4 - أودى هلك وَالْمعْنَى أَنِّي أجد طرقا كَثِيرَة لجمع المَال إِذا ذهب وَلَا تُوجد طَرِيق لاسترجاع الْعرض لَو ذهب 5 - أزرى بِهِ عابه والأنذال الأخساء وفاعل يَقْتَدِي يعود على المَال الْمَذْكُور قبلا وَالْمعْنَى أَن الْفقر يظْهر أَصْحَاب الشّرف والحسب لَدَى النَّاس بمظهر الْعَيْب والذلة وَيتبع لئام الْأُصُول الأخساء وَفِي بعض النّسخ بعد المصراع الأول وَلَا يسود غير السَّيِّد المَال وعَلى هَذَا فَفِي الْبَيْت أقواء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 (دَعَوْت إِلَيْهَا فتية بأكفهم ... من الجزر فِي برد الشتَاء كلوم) (إِذا مَا اشتهوا مِنْهَا شواء سعى لَهُم ... بِهِ هذريان للكرام خدوم) وَقَالَ آخر 3 - (فإلا أكن عين الْجواد فإنني ... على الزَّاد فِي الظلماء غير شتيم) 4 - (فإلا أكن عين الشجاع فإنني ... أرد سِنَان الرمْح غير سليم) وَقَالَ آخر 5 - (وسع بمدك مَاء اللَّحْم تقسمه ... وَأكْثر الشوب إِن لم يكثر اللَّبن)   فَلْيتَأَمَّل فيهمَا 1 - دَعَوْت ناديت وَضمير إِلَيْهَا يعود إِلَى نَاقَة ذَبحهَا لأضيافه والجزر الذّبْح وَالْمرَاد بِبرد الشتَاء زمَان الْقَحْط والجدب والكلوم الْجِرَاحَات وَالْمعْنَى أَنِّي كثير الْبر وَالْإِكْرَام للضيفان وَلذَلِك ترى غلماني وخدمي مجرحة أَيْديهم من كَثْرَة النَّحْر سِيمَا فِي أَيَّام الْبُؤْس واحتياج النَّاس 2 - الشواء اللَّحْم المشوي والهذريان الْخَفِيف فِي الْكَلَام والخدوم الْكثير الْخدمَة وَالْمعْنَى مَا اشتهت أضيافي شواء إِلَّا وقدمته لَهُم الْخدمَة بِكُل بشر وإيناس 3 - المُرَاد بِعَين الْجواد ذَات الْكَرِيم وشتيم فعيل بِمَعْنى مفعول 4 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي إِن لم أكن كل الْجواد وَالْجَامِع لأسباب السخاء فإنني لَا أشتم بقلة الزَّاد وحبسه عَن مريده فِي الظلام وَإِن لم أكن جَامعا لضروب الشجَاعَة فَإِنِّي لَا أرجع رُمْحِي من الْحَرْب سالما من الْكسر والثلم والفل 5 - مد الْقدر إِذا أَكثر مرقها والشوب الْخَلْط والمزج وَالْمعْنَى أَنه يَأْمر خادمه بتكثير المَاء للحم وتكثير مزج اللَّبن إِذا كَانَ قَلِيلا لينال جَمِيع ضيفانه على سَوَاء فَلَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 (وسع بِهِ وَتَلفت حول حاضره ... إِن الْكَرِيم الَّذِي لم يخله الفطن) وَقَالَ آخر (إِذا هِيَ لم تمنع برسلي لحومها ... من السَّيْف لاقت حَده وَهُوَ قَاطع) 3 - (ندافع عَن أحسابنا بِلُحُومِهَا ... وَأَلْبَانهَا إِن الْكَرِيم يدافع) 4 - (وَمن يقترق خلقا سوى خلق نَفسه ... يَدعه وترجعه إِلَيْهِ الرواجع) وَقَالَ مُضرس بن ربعي   يَأْكُل جمَاعَة صرف اللَّحْم وَيبقى آخَرُونَ خماص الْبُطُون أَو يشرب جمَاعَة لَبَنًا مَحْضا وَيبقى آخَرُونَ من غير شرب وتكثير المرق ورد فِي السّنة 1 - حاضره من حضر للضيافة وَالْمعْنَى أَكثر مَاء اللَّحْم وَأكْثر التفاتك يَمِينا وَشمَالًا لتنظر وَتعلم حوائج الضيفان وشأن الْكَرِيم أَن يكون حاذقا فطنا لأغراض الضيوف 2 - الرُّسُل اللَّبن وَالْمعْنَى أَن أبله إِذا درت اللَّبن للضيفان فقد حفظت لحومها فَلَا تذبح وَذَلِكَ لِأَن الْعَرَب كَانُوا يقتنعون بِاللَّبنِ إِذا وجد وَيَقُولُونَ اللَّبن أحد اللحمين فَإِذا لم تدر إبلهم لم يكن لَهُم بُد من نحرها للضيوف 3 - الْمَعْنى أننا نطعم لحومها ونسقي أَلْبَانهَا النَّاس حَتَّى لَا تلْحق أحسابنا سبة وشتيمة 4 - يقترف يكْتَسب وَالْمعْنَى من يسْتَبْدل أَخْلَاق آبَائِهِ بأخلاق غَيرهم فَلَا بُد أَن تَأتي عَلَيْهِ أَيَّام تضطره أَن يَتْرُكهَا وَيرجع إِلَى أَخْلَاق آبَائِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 (وَإِنِّي لأدعو الضَّيْف بالضوء بعد مَا ... كسا الأَرْض نضاح الجليد وجامده) (لأكرمه إِن الْكَرَامَة حَقه ... ومثلان عِنْدِي قربه وتباعده) 3 - (أَبيت أعشه السديف وإنني ... بِمَا نَالَ حَتَّى يتْرك الْحَيّ حامده) وَقَالَ حماس بن ثامل 4 - (ومستنبح فِي لج ليل دَعوته ... بمشبوبة فِي رَأس صَمد مُقَابل) 5 - (وَقلت لَهُ أقبل فَإنَّك رَاشد ... وَإِن على النَّار الندى وَابْن ثامل) وَقَالَ النمري وَيُقَال أَنَّهَا لرجل من باهلة   1 - دَعْوَة الضَّيْف بالضوء هِيَ أَن الْعَرَب كَانُوا يوقدون النَّار فِي أعالي الْجبَال ليراها الْمَارَّة ويأتوها فيضيفوهم ويكرموهم والنضاح الرشاش والجليد مَا يسْقط على الأَرْض من الندى فيجمد لبرد الْهَوَاء 2 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي إِذا اشْتَدَّ الْبرد وجمد المَاء أضرم النَّار فِي اللَّيْل لتَكون عَلامَة للضيف يهتدى بهَا إِلَى بَيْتِي لأكرمه وَذَلِكَ حق وَدين لَهُ عَليّ سَوَاء كَانَ من أقربائي أَو بَعيدا عني 3 - السديف شَحم السنام وَالْمعْنَى أقدم للضيف أطيب اللَّحْم وَأعد مَا ناله مني نعْمَة قد أنعم بهَا عَليّ فَلَا أَزَال أَحْمد عَلَيْهَا حَتَّى يُفَارق قبيلتي 4 - الْوَاو وَاو رب والمستنبح من يطْلب مَكَان نبح الْكلاب ليستدل بِهِ على مَكَان الضِّيَافَة ولج اللَّيْل مُعظم ظلمته وَأَصله لمعظم المَاء والمشبوبة النَّار المضرمة والصمد الْمَكَان الْمُرْتَفع وَالْمعْنَى أوقدت النَّار فِي مَكَان عَال يُقَابل الضَّيْف إِذا جَاءَ لتَكون دَلِيلا لَهُ على بَيْتِي 5 - رَاشد مهتد والندى الْجُود وَالْمعْنَى بشرت الضَّيْف بقدومه عَليّ وأريته استبشاري بِهِ وانتظاري إِيَّاه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 (فأوسعني حمدا وأوسعته قرى ... وأرخص بِحَمْد كَانَ كاسبه الْأكل) وَقَالَ آخر (تركت ضأني تود الذِّئْب راعيها ... وَأَنَّهَا لَا تراني آخر الْأَبَد) 3 - (الذِّئْب يطرقها فِي الدَّهْر وَاحِدَة ... وكل يَوْم تراني مدية بيَدي) وَقَالَ آخر 4 - (وَمَا أَنا بالساعي إِلَى أم عَاصِم ... لأضربها إِنِّي إِذا لجهول)   بِهِ مَعْنَاهُ أَنه سبق قومه إِلَى ملاقاة الضَّيْف وفاز بإكرامه قبلهم وَيُشِير بِهَذَا إِلَى أَن قومه أهل كرم وذوو فضل وإحسان 1 - وأرخص بِحَمْد أَي مَا أرخص حمدا وَالْمعْنَى أَنه أَكثر فِي حمدي وَأَنا أكثرت فِي إطعامه وإكرامه وَمَا أرخص حمدا ثمنه إطْعَام الطَّعَام 2 - الضَّأْن من الْغنم ضد الْمعز وتود هُنَا تعدِي إِلَى مفعولين وَقَوله وَإِنَّهَا لَا تراني عطف على مَفْعُوله الأول أَي وتود أَنَّهَا لَا تراني الخ 3 - الذِّئْب يطرقها الخ هَذَا بَيَان لسَبَب تمنيها ذَلِك وكل يَوْم ظرف لقَوْله تراني ومدية بدل من الضَّمِير فِيهِ بدل اشْتِمَال والمدية السكين وَمعنى هَذَا الْبَيْت مَعَ الْبَيْت الَّذِي قبله أَن أغنامه تمنت أَن يكون الذِّئْب هُوَ الَّذِي يقوم بشأنها بدله لِأَن الذِّئْب يَأْتِيهَا فِي دهرها مرّة وَاحِدَة ثمَّ لَا يعود إِلَيْهَا وَهُوَ كل يَوْم يَأْتِيهَا والسكين فِي يَده ليذبح مِنْهَا للضيافة يُرِيد بِهَذَا الْكَلَام أَنه كثير الْجُود وَالْكَرم 4 - اللَّام من لأضربها لَام كي وَلَيْسَت بلام الْجُحُود لِأَن لَام الْجُحُود تقع بعد كَانَ وَمَا تصرف مِنْهَا كَقَوْل الله تَعَالَى {وَمَا كَانَ الله ليطلعكم على الْغَيْب} وَكَأَنَّهُ قَالَ هَذَا الْكَلَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 (لَك الْبَيْت إِلَّا فينة تحسنينها ... إِذا حَان من ضيف عَليّ نزُول) وَقَالَ بعض بني أَسد (وسوداء لَا تُكْسَى الرّقاع نبيلة ... لَهَا عِنْد قرات العشيات أزمل) 3 - (إِذا مَا قريناها قراها تَضَمَّنت ... قرى من عرانا أَو تزيد فتفضل) وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد تقدّمت تَرْجَمته 4 - (سَلِي الطارق المعتر يَا أم مَالك ... إِذا مَا أَتَانِي بَين قدري ومجزرى)   لما رأى غَيره يضْرب زَوجته ويمنعها من تَدْبِير بَيتهَا فَأَرَادَ أَن يَنْفِي ذَلِك عَن نَفسه فَقَالَ وَمَا أَنا بالساعي الخ 1 - لَك الْبَيْت أَي لَك تَدْبِير الْبَيْت والفينة الْوَقْت وَالْمعْنَى أَن تَدْبِير الْبَيْت مفوض إِلَيْك وأمرك فِيهِ نَافِذ فِي كل وَقت إِلَّا وقتا يجب عَلَيْك أَن تحسني فِيهِ إِلَى الضَّيْف وَهُوَ وَقت نُزُوله عندنَا 2 - المُرَاد بِالسَّوْدَاءِ هُنَا الْقدر الَّتِي يطْبخ فِيهَا وَجمع الرّقاع لِأَن الرقعة والرقعتين لَا تسترها لعظمها والنبيلة الْعَظِيمَة الشان والقرات جمع قُرَّة وَهِي الْبرد والأزمل الصَّوْت الشَّديد وَخص قرات العشيات لِأَنَّهَا وَقت الجدب الَّذِي تكْثر فِيهِ الأضياف وَالْمعْنَى وَرب قدر من قدرونا سَوْدَاء عَظِيمَة الشَّأْن يشْتَد صَوت غليانها وَقت نزُول الأضياف عندنَا زمن الْقَحْط والشدة 3 - قريناها أَي ملأناها لحوما وَجعل مَا يطْبخ فِيهَا قرى لَهَا ليطابق تَضَمَّنت قرى من عرانا وَيُقَال عراه يعروه إِذا غشيه طَالبا معروفه وَالْمعْنَى أَنهم كلما أمدوها بِمَا يطْبخ فِيهَا أمدتهم بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة لَهُم ولأضيافهم أَو تزيد على الْمَطْلُوب فتفضل على غَيرهم 4 - الطارق الْآتِي لَيْلًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 (أيسفر وَجْهي أَنه أول الْقرى ... وأبذل معروفي لَهُ دون منكري) وَقَالَ آخر (وَإِنَّا لمشاؤن بَين رحالنا ... إِلَى الضَّيْف منالا جني ومنيم) 3 - (فذوا الْحلم منا جَاهِل دون ضَيفه ... وَذُو الْجَهْل منا عَن أَذَاهُ حَلِيم)   للضيافة والقرى والمعتر الْمُعْتَرض وَلَا يسْأَل والمجزر مَوضِع جزر الْإِبِل إِذا مَا أَتَانِي يُرِيد أَن المعتر إِذا أَتَاهُ فِي مَوضِع الضِّيَافَة أعطَاهُ إِمَّا لَحْمًا غير مطبوخ وَذَلِكَ من المجزر وَإِمَّا لَحْمًا مطبوخا وَذَلِكَ من الْقدر 1 - أيسفر وَجْهي هَذَا فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي لسلى وَفِي الْكَلَام حذف أَي أم لَا وساغ الْحَذف لما يدل على الْمَحْذُوف من قَرَائِن اللَّفْظ وَالْحَال وَمعنى قَوْله يسفر أَي يَتَهَلَّل بالبشاشة وَأَنه أول الْقرى أَي أَن أَسْفَاره بالبشاشة للضيف من أَوَائِل إكرامه وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ وَالْمُنكر هَهُنَا أَن يسْأَله عَن اسْمه وَنسبه وبلده ومقصده وكل هَذَا مِمَّا يجلب عَلَيْهِ الْحيَاء وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي الْمَعْرُوف هُنَا الْقرى وَالْمُنكر الْحرم يُرِيد أَنه يبْذل للضيف كل مَا يملك سوى الْحرم وَمَعْنَاهُ أَنه يتلَقَّى الضَّيْف بالبشاشة فِي أول ضيافته لَهُ ويبذل لَهُ من الْمَعْرُوف مَا يؤنسه ويجتنب مَا يوحشه 2 - لاحف أَي يُغطي الضَّيْف باللحاف ومنيم أَي يحدثه حَتَّى ينَام مَعْنَاهُ أَن لَهُم حسن عناية بالضيف لَا يقصرون فِي حَقه 3 - فذو الْحلم منا الخ يُرِيد أَن الْحَلِيم مِنْهُم يجهل دون ضَيفه إِذا أوذي وَمعنى وَذُو الْجَهْل منا الخ أَن الضَّيْف إِذا أحدث مَا يؤذينا يرى الجهول منا مُحْتملا لَهُ وَلَا يتَعَرَّض لأذاه وَالْمعْنَى أَن الْعَاقِل مِنْهُم يتجاهل على من يتَعَرَّض لضيفه وَأَن الْجَاهِل مِنْهُم يتَحَمَّل الْأَذَى من ضَيفه وَلَا يؤاخذه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 وَقَالَ ابْن هرمة تقدّمت تَرْجَمته (أغشى الطَّرِيق بقبتي ورواقها ... واحل فِي نشر الرِّبَا فأقيم) (أَن امْرأ جعل الطَّرِيق لبيته ... طنبا وَأنكر حَقه للئيم) وَقَالَ آخر 3 - (ومستنبح تستكشط الرّيح ثَوْبه ... ليسقط عَنهُ وَهُوَ بِالثَّوْبِ معصم) 4 - (عوى فِي سَواد اللَّيْل بعد اعتسافه ... لينبح كلب أَو ليفزع نوم)   يُرِيد بذلك أَنهم بلغُوا فِي إكرام الضَّيْف غَايَة مَا بعْدهَا غَايَة 1 - الرواق مَا يكون حول الْقبَّة والنشز الْمَكَان الْمُرْتَفع وَكَذَا الربوة وَالْجمع الرِّبَا مَعْنَاهُ أَنه يضْرب قُبَّته على الطَّرِيق وَيُقِيم فِي الْأَمْكِنَة المرتفعة 2 - طنبا على حذف مُضَاف أَي مَوضِع طُنب والطنب حَبل الْبَيْت مَعْنَاهُ أَن من يتَّخذ الطَّرِيق موضعا يضْرب بِهِ خيمته وَلَا يُؤَدِّي حق ذَلِك الطَّرِيق فَهُوَ من اللئام 3 - المستنبح الَّذِي يطْلب نباح الْكَلْب ليهتدي بذلك فِي طَرِيقه وتستكشف أَي تكشف ومعصم أَي مستمسك وَنبهَ بِهَذَا الْكَلَام أَنه فِي وَقت قحط وَشدَّة وَالْمعْنَى وَرب ضال عَن الطَّرِيق يتسمع نباح الْكلاب ليهتدى بهَا وَالرِّيح تجاذب ثَوْبه ليسقط عَنهُ وَهُوَ محتفظ عَلَيْهِ مستمسك بِهِ 4 - عوى فِي سَواد اللَّيْل أَي نبح وَصَاح والاعتساف الْأَخْذ فِي الطَّرِيق على غير هِدَايَة وَالْمعْنَى أَنه صَوت بِصَوْت شَبيه بالعواء ليسمعه كلب فَيُجِيبهُ فيهتدى بذلك فِي طَرِيقه أَو يتيقظ لَهُ قوم نيام فيتلقوه أَو يرفعوا لَهُ نَار الضِّيَافَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 (فجاوبه مستسمع الصَّوْت للقرى ... لَهُ عِنْد إتْيَان المهبين مطعم) (يكَاد إِذا مَا أبْصر الضَّيْف مُقبلا ... يكلمهُ من حبه وَهُوَ أعجم) 3 - وَقَالَ سَالم بن قحفان الْعَنْبَري 4 - (لَا تعذليني فِي الْعَطاء ويسري ... لكل بعير جَاءَ طَالبه حبلا) 5 - (فَإِنِّي لَا تبْكي عَليّ إفالها ... إِذا شبعت من روض أوطانها بقلا)   1 - مستسمع بِمَعْنى سامع وَأَرَادَ بِهِ الْكَلْب والمهبون الأضياف وَالْمعْنَى أَنه لما عوى جاوبه كلب يَدعُوهُ إِلَى الْقرى لِأَن لَهُ عِنْد حُضُور الأضياف مطعما مِمَّا ينْحَر لَهُم من الْإِبِل 2 - الْأَعْجَم الَّذِي لَا يتَكَلَّم يصف بِهَذَا الْبَيْت شدَّة حب الْكَلْب للضيف لِأَنَّهُ يَأْكُل مِمَّا ينْحَر للضيافة 3 - وَكَانَ من حَدِيث هَذِه الأبيات أَن سَالم بن قحفان جَاءَ إِلَيْهِ أَخُو امْرَأَته زَائِرًا فَأعْطَاهُ بَعِيرًا من إبِله وَقَالَ لامْرَأَته هَاتِي حبلا يقرن بِهِ مَا أعطيناه إِلَى بعيره ثمَّ أعطَاهُ بَعِيرًا آخر وَقَالَ لَهَا مثل ذَلِك ثمَّ أعطَاهُ آخر فَقَالَت مَا بَقِي عِنْدِي حَبل فَقَالَ عَليّ الْجمال وَعَلَيْك الحبال فرمت إِلَيْهِ بخمارها وَقَالَت اجْعَلْهُ حبلا لبعضها فَأَنْشَأَ يَقُول (لقد بكرت أم الْوَلِيد تلومني ... وَلم أجترم جرما فَقلت لَهَا مهلا) لَا تعذليني فِي الْعَطاء الخ 4 - ويسرى أَي هيئي وَالْمعْنَى لَا تلوميني على مَا أهبه من جمالي بل هيئي لكل بعير أهبه حبلا يُقَاد بِهِ فَمَا أَنا بالبخيل 5 - فَإِنِّي لَا تبْكي عَليّ إفالها مَعْنَاهُ أَن الْإِبِل بهائم لَا تهتم بِي إِذا مت بل غايتها أَنَّهَا ترتع وتشبع والأفال صغَار الْإِبِل جمع أفيل مَعْنَاهُ أَن إبِله لَا تحزن عَلَيْهِ إِذا مَاتَ بل هِيَ بهائم ترتع وتشبع لَا تعقل الْحزن وَلَا الْفَرح فموته عِنْدهَا وَمَوْت من لم يَنْحَرهَا سَوَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 (فَلم أر مثل الْإِبِل مَالا لمقتن ... وَلَا مثل أَيَّام الْحُقُوق لَهَا سبلا) فأجابته امْرَأَته وَاسْمهَا ليلى (حَلَفت يَمِينا يَا ابْن قحفان بِالَّذِي ... تكفل بالأرزاق فِي السهل والجبل) 3 - (تزَال حبال محصداة أعدهَا ... لَهَا مَا مَشى مِنْهَا على خفه جمل) 4 - (فأعط وَلَا تبخل لمن جَاءَ طَالبا ... فعندي لَهَا خطم وَقد زاحت الْعِلَل) وَقَالَ آخر 5 - (أَلا تَرين وَقد قطعتني عذلا ... مَاذَا من الْبعد بَين الْبُخْل والجود)   1 - المقتني هُوَ الَّذِي يقتني المَال وَالْمرَاد بالحقوق مَا ينحره للضيافة وَيُعْطِيه فِي الدِّيات مَعْنَاهُ أَن الْإِبِل أحسن من كل مَال يقتني وَأَن نحرها للأضياف وَدفعهَا فِي الدِّيات أحسن من كل سَبِيل لَهَا تنْفق فِيهِ 2 - السهل ضد الْجَبَل مَعْنَاهُ أقسم بِاللَّه الَّذِي هُوَ متكفل لجَمِيع مخلوقاته بالرزق وَجَوَاب الْقسم قَوْلهَا تزَال 3 - تزَال أَي مَا تزَال وَجَاز حذف حرف النَّفْي لدلَالَة الْيَمين عَلَيْهِ والمحصدات الحبال المحكمة الفتل وأعدها أهيئها وَضمير لَهَا لِلْإِبِلِ وَمَا مَصْدَرِيَّة ظرفية وَالْمعْنَى أَنِّي أقسم مَا تزَال الحبال الْوَثِيقَة الفتل عِنْدِي أعدهَا لِلْإِبِلِ لكل مِنْهَا حَبل يُقَاد بِهِ مَا دَامَت تمشي على أرجلها 4 - الخطم جمع خطام وَهُوَ مَا يُقَاد بِهِ الْبَعِير وزاحت أَي زَالَت وَالْمعْنَى فأعط من الْإِبِل من يطْلب مَعْرُوفك وَلَا تبخل عَلَيْهِ فعندي لكل مَا تعطيه مِنْهَا حَبل يُقَاد بِهِ وَقد زَالَت الْعِلَل فَلَا مَانع من الْإِعْطَاء 5 - أَلا أَدَاة يُنَبه بهَا وَمعنى قطعتني عذلا أَي أوجعتني ملامة وَقَوله مَاذَا من الْبعد اسْتِفْهَام على طَرِيق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 (أَلا يكن ورقي غضا أراح بِهِ ... للمعتفين فَإِنِّي لين الْعود) 2 - وَقَالَ قيس بن عَاصِم الْمنْقري 3 - (إِنِّي امروء لَا يعتري خلقي ... دنس يفنده وَلَا أفن)   التهويل والتفخيم كَأَنَّهَا كَانَت تلومه على كَثْرَة الْجُود وَلَا تنظر مَا بَين الْبُخْل والجود من الْبعد فَيَقُول أَلا تنظرين إِلَى الْبعد الشاسع بَين الْجُود وَالْبخل فَلَيْسَ لَك أَن تلوميني فِي الْعَطاء 1 - الْوَرق هُنَا المَال من إبل ودراهم وَغَيرهَا والغض الطري وأراح أَي ارْتَاحَ والمعتفون الطالبون للمعروف ولين الْعود كِنَايَة عَن السخاء وَلما كنى عَن معروفه بالورق وَصله بِالْعودِ تحسينا لكَلَامه وَإِشَارَة إِلَى أَنه لَا يتْرك الْجُود بِوَجْه 2 - وجده سِنَان بن خَالِد بن منقر أحد بني سعد بن زيد مَنَاة بن تَمِيم وَقيس يكنى أَبَا عَليّ وَهُوَ شَاعِر فَارس شُجَاع حَلِيم كثير الغارات مظفر فِي غَزَوَاته أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَأسلم وَحسن إِسْلَامه وأتى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَحبه فِي حَيَاته وَعمر بعده زَمَانا قَالَ الْأَحْنَف بن قيس مَا تعلمت الْحلم إِلَّا من قيس بن عَاصِم المنقرى قيل لَهُ وَكَيف ذَلِك يَا أَبَا بَحر فَقَالَ قتل ابْن أَخِيه ابْنا لَهُ فَأتى بِابْن أَخِيه مكتوفا يُقَاد إِلَيْهِ فَقَالَ أذعرتم الْفَتى ثمَّ أقبل عَلَيْهِ فَقَالَ يَا بني نقصت عددك وأوهنت ركنك وفتت فِي عضدك وأشمت عَدوك وأسأت قَوْمك خلوا سَبيله واحملوا إِلَى أم الْمَقْتُول دِيَته فَانْصَرف الْقَاتِل وَمَا حل قيس حبوته وَلَا تغير وَجهه 3 - لَا يعتري خلقي أَي لَا يُصِيبهُ والدنس مَا يشين الْإِنْسَان ويعيبه ويفنده أَي يفحشه والأفن ضعف الْعقل مَعْنَاهُ أَنه شرِيف الْخِصَال نقي الْعرض ثَابت الْعقل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 (من منقر فِي بَيت مكرمَة ... والغصن ينْبت حوله الْغُصْن) (خطباء حِين يقوم قَائِلهمْ ... بيض الْوُجُوه مصاقع لسن) 3 - (لَا يَفْطنُون لعيب جارهم ... وهم لحفظ جواره فطن) 4 - وَقَالَ ابْن عنقاء الْفَزارِيّ 5 - (رَآنِي على مَا بِي عميلة فاشتكى ... إِلَى مَاله حَالي أسر كَمَا جهر)   1 - منقر أَبُو بطن من تَمِيم والمكرمة فعل الْكَرم وَقَوله والغصن ينْبت الخ مثل فِي أَن الطّيب ينشأ عَنهُ الطّيب وَالْمعْنَى أَن أَصله من قوم كرام فَيكون كَرِيمًا مثل الْغُصْن يخرج مِنْهُ غُصْن آخر فَيكون مثله 2 - مصاقع جمع مصقع وَهُوَ البليغ العالي الصَّوْت واللسن جمع لسن وَهُوَ المتناهي فِي الفصاحة والبلاغة وَمَعْنَاهُ أَنهم أدباء سَادَات إِذا تكلمُوا جاؤا بفصيح الْكَلَام وبليغه 3 - الفطن جمع فطن وَهُوَ الحاذق الذكي يَقُول إِنَّهُم لكرم أَخْلَاقهم لَا يتفحصون عَمَّا خَفِي من أَمر الْجَار بل يلابسونه على ظَاهر أمره وَإِذا اتّفق لَهُ مَا يُوجب عَلَيْهِم حفظه بِعقد الْجوَار فطنوا لذَلِك وحاموا عَلَيْهِ وبذلوا نُفُوسهم دونه 4 - هَذِه الأبيات يَقُولهَا ابْن عنقاء فِي ابْن عَم لَهُ يُقَال لَهُ عميلة وَكَانَ قوم من الْعَرَب أَغَارُوا على نعم لَهُ فاستاقوها حَتَّى لم يبْق لَهُ مِنْهَا شَيْء فَأتى ابْن أَخِيه فَقَالَ لَهُ يَا ابْن أخي أَنه قد نزل بعمك مَا ترى فَهَل من حلوبة قَالَ نعم يَا عَم يروح المَال وأبلغ مرادك مِنْهُ فَلَمَّا رَاح المَال قاسمه إِيَّاه وَأَعْطَاهُ شطره فَقَالَ ابْن عنقاء هَذِه الأبيات 5 - على مَا بِي أَي على الَّذِي بِي من الْفَاقَة والاحتياج وَقَوله فاشتكى إِلَى مَاله مجَاز جعل رُجُوعه إِلَى مَاله فِي إصْلَاح أمره شكاية مِنْهُ إِلَيْهِ وَقَوله أسر كَمَا جهر يُرِيد بِهِ أَنه اهتم بأَمْره فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 (لسنا وَإِن أحسابنا كرمت ... يَوْمًا على الأحساب نَتَّكِل) (نَبْنِي كَمَا كَانَت أوائلنا ... تبنى ونفعل مثل مَا فعلوا) 3 - وَقَالَ طريح بن إِسْمَاعِيل الثَّقَفِيّ 4 - (طلبت ابْتِغَاء الشُّكْر فِيمَا صنعت بِي ... فقصرت مَغْلُوبًا وَإِنِّي شَاكر) 5 - (وَقد كنت تُعْطِينِي الجزيل بديهة وَأَنت لما استكثرت من ذَاك حاقر) 6 - (فأرجع مغبوطا وَترجع بِالَّتِي ... لَهَا أول فِي المكرمات وَآخر)   1 - الْمَعْنى أَنا لَا نَتَّكِل على أحسابنا فِي يَوْم من الْأَيَّام وَإِن كَانَت كَرِيمَة 2 - الْمَعْنى لَا نعتمد على الأحساب بل نَبْنِي ونشيد مَا شيده وبناه آبَاؤُنَا من الْكَرم وَالْمجد ونقتدي بهم فِي جَمِيع فعالهم من المكارم 3 - وجده عبيد ابْن أسيد بن علاج بن أبي سَلمَة بن عبد الْعُزَّى بن قسي وَهُوَ ثَقِيف بن مُنَبّه بن بكر أحد بني قيس عيلان بن مُضر ويكنى طريح أَبَا الصَّلْت وَهُوَ شَاعِر من شعراء الْإِسْلَام فِي عهد بني أُميَّة وَكَانَ خصيصا بالوليد بن يزِيد الْفَاسِق المارق من الدّين واستفرغ شعره فِيهِ وَكَانَ الْوَلِيد بن يزِيد يكرم طريحا وَكَانَت لَهُ مِنْهُ منزلَة ومكانة وَكَانَ يدني مَجْلِسه ويجعله أول دَاخل وَآخر خَارج وَلم يكن يصدر إِلَّا عَن رَأْيه وَمَات طريح أَيَّام الْمهْدي وَهَذَا الشّعْر يمدح بِهِ خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي 4 - الْمَعْنى حاولت طلب شكرك على مَا أوليتني من صنيعك وجميلك فعجزت عَن إِدْرَاك مَا يُوجِبهُ حَقك عَليّ من الشكران مَعَ بذل قصارى جهدي فِي ذَلِك 5 - الجزيل الْكثير وبديهة أَي من غير سُؤال 6 - الْغِبْطَة أَن تتمنى مثل مَا لغيرك بِدُونِ أَن تُرِيدُ زَوَاله عَنهُ وَمعنى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 (فَقلت لَهُ خيرا وأثنيت فعله ... وأوفاك مَا أسديت من ذمّ أَو شكر) 3 - وَقَالَ آخر (سأشكر عمرا إِن تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وَإِن هِيَ جلت) 3 - (فَتى غير مَحْجُوب الْغنى عَن صديقه ... وَلَا مظهر الشكوى إِذا النعلو زلت) 5 - (رأى خلتي من حَيْثُ يخفى مَكَانهَا ... فَكَانَت قذى عَيْنَيْهِ حَتَّى تجلت)   1 - وأثنيت فعله أَي على فعله وَمَعْنَاهُ مدحته وَيُقَال أسداه خيرا إِذا أحسن إِلَيْهِ وَمن ذمّ أَو شكر أَي من ذمّ إساءتك وشكر إحسانك فقد أوفاك حق مَا أسديت إِلَيْهِ وَمَعْنَاهُ أَن الشَّاعِر أثنى على عملية بِمَا فعل مَعَه من الْبر وأوفاه حق إحسانه إِلَيْهِ 2 - هُوَ رجل يُقَال لَهُ عَمْرو بن كميل نظر إِلَيْهِ عَمْرو ابْن ذكْوَان وَعَلِيهِ حَبَّة بِلَا قَمِيص فَجعل يسْعَى لَهُ ويتشفع حَتَّى ولى الْبَصْرَة فَقَالَ هَذِه الأبيات 3 - الأيادي النعم وَلم تمنن أَي لم يمتن عَليّ بهَا وَإِن عظمت وَالْمعْنَى سأكثر شكري لعَمْرو مَا دمت حَيا على النعم الَّتِي اختصني بهَا بِدُونِ من مِنْهُ وَإِن كَانَت جليلة 4 - فَتى أَي هُوَ فَتى وَقَوله غير مَحْجُوب الْغنى الخ يُرِيد أَنه يُشَارك صديقه لَا يمسك عَنهُ شَيْء وَقَوله وَلَا مظهر الشكوى الخ يَعْنِي أَنه جلد صبور ذُو مُرُوءَة لَا يبث شكواه إِلَى أحد وَقَوله إِذا النَّعْل زلت كِنَايَة عَن الشدَّة وَالْحَاجة وَمَعْنَاهُ أَنه كريم يَجْعَل صديقه شَرِيكا لَهُ فِي غناهُ مُدَّة مساعدة الزَّمَان فَإِن لم يساعده الزَّمَان لَهُ لَا يشتكي وَلَا يتألم بل يصبر ويتجلد 5 - الْخلَّة هُنَا الْحَاجة والفقر وَقَوله من حَيْثُ يخفي مَكَانهَا يُرِيد أَنه اطلع على تِلْكَ الْخلَّة من مَكَان تخفى فِيهِ وَلَا تظهر وَقَوله فَكَانَت قذى عَيْنَيْهِ أَي لم يصبر عَلَيْهَا كَمَا لَا يصبر الرجل على قذى عَيْنَيْهِ يَقُول رأى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 1 - وَقَالَ رجل من بهراء واسْمه فدكي (إِن أجز عَلْقَمَة بن سيف سَعْيه ... لَا أجزه ببلاء يَوْم وَاحِد) 3 - (لأحبني حب الصَّبِي ورمني ... رم الْهَدْي إِلَى الْغَنِيّ الْوَاجِد)   مني مَا يدل على حَاجَتي وفاقتي فَلم يصبر على ذَلِك حَتَّى كَأَن بِعَيْنيهِ قذى وَمَا زَالَ يحرص على دفع مَا بِي حَتَّى تجلت هَذِه الْغُمَّة الَّتِي كنت فِيهَا 1 - وَكَانَ من خَبره أَنه كَانَ مجاورا فِي بني تغلب لبني عتاب بن سعد الْجُشَمِي فَأَقَامَ فيهم مُدَّة مُنْقَطِعًا إِلَى رجل يُقَال لَهُ عَلْقَمَة بن سيف العتابي وَكَانَ فَارِسًا كَرِيمًا فَخرج عَلْقَمَة ذَات يَوْم فِي بعض غزاوته فَأَغَارَ حَنش بن معبد أحد بني ثَعْلَبَة بن بكر على إبل البهراني فَأَخذهَا فَلَمَّا قدم عَلْقَمَة أخبر بشأن البهراني فَقَالَ إِن حَنش بن معبد صديق لي فَإِذا وفدت إِلَيْهِ رد عَليّ الْإِبِل فوفد إِلَيْهِ فِي جمَاعَة من بني تغلب وَفِيهِمْ رجل من بني الْأَوْس بن تغلب وهم أشأم حَيّ فِي الْعَرَب فَلَمَّا قدمُوا على حَنش بن معبد فَرح بهم وَبنى عَلَيْهِم قبَّة وَأكْرمهمْ وَوَعدهمْ أَن يرد على عَلْقَمَة الْإِبِل إِذا أَصْبحُوا فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل استسمع عَلَيْهِم حَنش بن معبد وهم يتحدثون ويذكرون مَا صنع بهم حَنش فَسمع من رجل من بني الْأَوْس كلَاما أحفظه وأغضبه وَحلف أَن لَا يرد مِنْهَا بَعِيرًا فَلَمَّا رجعُوا أخرج عَلْقَمَة بن سيف من مَاله مائَة بعير وَأَعْطَاهَا البهراني وَقَالَ هَذَا بدل مَا أَخذ مِنْك فَقَالَ البهراني هَذِه الأبيات 2 - إِن أجز أَي إِن أردْت أَن أكافئه وأجازيه وَقَوله ببلاء يَوْم أَي بِنِعْمَة يَوْم يُرِيد انه قَاصِر عَن مُكَافَأَة عَلْقَمَة على مَا أولاه من جزيل الْإِحْسَان 3 - لأحبني اللَّام لَام الْيَمين ورمني أَي أصلح حَالي وَالْهدى الْعَرُوس تزف إِلَى زَوجهَا وَمَعْنَاهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 (وأجابني يَوْم الصُّرَاخ بهجمة ... مائَة تشق على عصي الذائد) (وَقد نضحت مليلتي فتميثت ... عَن آل عتاب بِمَاء بَارِد) 3 - وَقَالَ أَبُو زِيَاد الْأَعرَابِي الْكلابِي   أَنه بَالغ فِي إكرامه وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ حباله ورأفة بِهِ كَمَا يرأف الْإِنْسَان بِالصَّبِيِّ وَأَنه تكلّف فِي الْعِنَايَة بِهِ كَمَا يتَكَلَّف أهل الْعَرُوس فِي تجهيزها إِذا زفوها إِلَى زَوجهَا الْغَنِيّ خوفًا من تعيير أهل زَوجهَا لَهَا أَو تعيير النَّاس لزَوجهَا بتزوجه إِيَّاهَا 1 - يَوْم الصُّرَاخ أَي وَقت الْفَزع والذعر والهجمة من الْإِبِل مَا بَين السّبْعين إِلَى الْمِائَة وتشق أَي تستعصى والذائد السَّائِق مَعْنَاهُ أَن عَلْقَمَة أعطَاهُ مائَة من إبِله تستعصى على من يَسُوقهَا لقوتها وَذَلِكَ ليصلح بهَا شَأْنه مَكَان إبِله الَّتِي أخذت مِنْهُ 2 - نضحت أَي سكنت والمليلة شدَّة الْعَطش فتميثت أَي بردت وذابت مَعْنَاهُ أَن عَلْقَمَة بن سيف العتابي شرح صَدره وَسكن غليله بِمَا أعطَاهُ من الْإِبِل 3 - هُوَ شَاعِر إسلامي راوية عَالم بالشعر وأخبار النَّاس وَكَانَ فِي أَيَّام بني الْعَبَّاس قَالَ أَبُو زِيَاد أولم جَار لي يكنى أَبَا سُفْيَان وَلِيمَة وَدَعَانِي لَهَا فانتظرت رَسُوله حَتَّى تصرم يومي فَلم يَأْتِ فَقلت لامرأتي (وَأَن أَبَا سُفْيَان لَيْسَ بمولم ... فقومي وهاتي فقرة من حوارك) قَالَ إِسْحَاق الْموصِلِي لما حَدثهُ بِهَذَا الحَدِيث أَلَيْسَ غير هَذَا قَالَا إِنَّمَا أَرْسلتهُ يَتِيما فَقلت أَفلا أجيزه قَالَ شَأْنك فَقلت (فبيتك خير من بيُوت كَثِيرَة ... وقدرك خير من وَلِيمَة جَارك) قَالَ فَضَحِك وَقَالَ أَحْسَنت بِأبي أَنْت وَأمي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 (لَهُ نَار تشب على يفاع ... إِذا النيرَان ألبست القناعا) (وَلم يَك أَكثر الفتيان مَالا ... وَلَكِن كَانَ أرحبهم ذِرَاعا) 3 - وَقَالَ العرندس 4 - (هَينُونَ لَينُونَ أيسار ذَوُو كرم ... سواس مكرمَة أَبنَاء أيسار) 5 - (إِن يسْأَلُوا الْحق يعطوه وَإِن خبروا ... فِي الْجهد أدْرك مِنْهُم طيب أَخْبَار) 6 - (وَإِن توددتهم لانوا وَإِن شهموا ... كشفت أذمار شَرّ غير أشرار)   1 - تشب أَي توقد واليفاع الْمَكَان الْمُرْتَفع وألبست القناعا كِنَايَة عَن أخمادها مَعْنَاهُ أَنه جواد فِي الشدَّة والرخاء فَلَا تحمله شدَّة الزَّمَان على قلَّة الْجُود وَالْكَرم كَمَا تحمل غَيره 2 - مَالا وذراعا منصوبان على التَّمْيِيز وَالْمعْنَى أَنه وَاسع الْيَد فِي الْعَطاء مَعَ قلَّة مَا عِنْده 3 - هُوَ أحد بني بكر بن كلاب ويمدح بِهَذَا الشّعْر بني عَمْرو والغنويين وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة إِذا أنشدها يَقُول هَذَا وَالله محَال كلابي يمدح غنويا 4 - الأيسار جمع يسر وهم الَّذين يجيلون القداح وَالْعرب تتمدح بذلك لِأَنَّهُ من عَلَامَات الْكَرم عِنْدهم وَقَوله سواس مكرمَة أَي أَنهم يروضون المكارم ويلون أمرهَا يُرِيد أَنهم أَصْحَاب لين وَأهل كرم مَعَ شرف أصلهم 5 - إِن يسْأَلُوا الْحق أَي مَا أوجبوه على أنفسهم من مَالهم وَإِن خبروا أَي اختبروا وامتحنوا والجهد الشدَّة وَمَعْنَاهُ أَنهم لعلو همتهم وكرم أَخْلَاقهم لَا يمْنَعُونَ الْحُقُوق عَن أَرْبَابهَا وَإِن سَأَلت عَنْهُم وهم فِي شدَّة سَمِعت من أخبارهم كل جميل 6 - وَإِن توددتهم أَي طلبت مَوَدَّتهمْ وشهموا مَبْنِيّ للْمَجْهُول من شهمه إِذا أفزعه والأزمار جمع زمر وَهُوَ الشجاع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 (فيهم وَمِنْهُم يعد الْمجد متلدا ... وَلَا يعد نَثَا خزي وَلَا عَار) (لَا ينطقون عَن الْفَحْشَاء إِن نطقوا ... وَلَا يمارون إِن ماروا باكثار) 3 - (من تلق مِنْهُم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النُّجُوم الَّتِي يسري بهَا الساري) وَقَالَ آخرى 4 - (رهنت يَدي بِالْعَجزِ عَن شكر بره ... وَمَا فَوق شكري للشكور مزِيد) 5 - (وَلَو أَن شَيْئا يُسْتَطَاع استطعته ... وَلَكِن مَالا يُسْتَطَاع شَدِيد)   وَالشَّر الْحَرْب وَقَوله غير أشرار جمع شرير على غير قِيَاس وَالْمعْنَى أَنَّك إِن تقربت إِلَيْهِم بالمودة أحبوك ولانوا لَك وَإِن حركتهم على سَبِيل الإخافة لم تَجِد عِنْدهم لينًا بل تجدهم شجعان حَرْب وَإِن كَانُوا أهل خير 1 - المتلد الْقَدِيم والنثا مَا يخبر بِهِ عَن الرجل من حسن أَو سيء أَي نَثَا سوء يذل صَاحبه إِذا ذكر بِهِ يُريدَان لَهُم قدم صدق فِي الْمجد والشرف وَلَا يصدر عَنْهُم إِلَّا كل جميل 2 - لَا ينطقون الخ يَعْنِي أَن لَهُم أَخْلَاقًا حميدة ونفوسا كَرِيمَة تمنعهم عَن النُّطْق بالفحش وَلَا يمارون أَي لَا يجادلون مَعْنَاهُ أَنهم لَا يَتَكَلَّمُونَ بالفحش وَلَا يكثرون الْكَلَام فِي أَمر لَا طائل فِيهِ 3 - مثل النُّجُوم أَي مثلهَا فِي الاهتداء بهَا مَعْنَاهُ أَنهم كلهم أهل سيادة وَأَنَّهُمْ مثل النُّجُوم فِي ضوئها وإنارتها والاهتداء بهَا 4 - رهنت يَدي بِالْعَجزِ مَعْنَاهُ إِن اسْتَطَاعَ أحد شكر أياديه فلكم يَدي رهينة بِالْعَجزِ عَنهُ ومزيد أَي زِيَادَة يريدانه عَاجز عَن شكر من أحسن إِلَيْهِ وَإِن كَانَ لَا شكر فَوق شكره 5 - وَلَو أَن شَيْئا الخ مَعْنَاهُ لَو كَانَ يَسْتَطِيع أَن يَفِي بشكره لفعل ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الْأَسدي (لَهُ يَوْم بؤس نيه للنَّاس أبؤس ... وَيَوْم نعيم قيه للنَّاس أنعم) (فيمطر يَوْم الْجُود من كَفه الندى ... ويمطر يَوْم الْبَأْس من كَفه الدَّم) 3 - (وَلَو أَن يَوْم الْبَأْس خلى عِقَابه ... على النَّاس لم يصبح على الأَرْض مجرم) 4 - (وَلَو أَن يَوْم الْجُود خلى يَمِينه ... على النَّاس لم يصبح على الأَرْض معدم) وَقَالَ أَبُو الطمحان القيي واسْمه حَنْظَلَة بن الشَّرْقِي تقدّمت تَرْجَمته 5 - (إِذا قيل أَي النَّاس خير قَبيلَة ... وأصبر يَوْمًا لَا توارى كواكبه)   وَلكنه عَاجز عَنهُ 1 - الْبُؤْس ضد النَّعيم مَعْنَاهُ أَن أَيَّام هَذَا الممدوح مقسمة بَين إنعام وانتقام فأيام الإنعام لأصدقائه تسعد بهَا وَأَيَّام الانتقام لأعدائه تشقى بهَا 2 - الْبَأْس الْقِتَال يُرِيد بِهَذَا الْبَيْت أَنه جواد شُجَاع 3 - وَلَو أَن الخ يُشِير بِهِ إِلَى أَن هَذَا الممدوح عالي الهمة شَدِيد الْبَأْس 4 - المعدم الْفَقِير وَالْمرَاد من هَذَا الْبَيْت أَنه سمح كريم كثير الْعَطاء والجود 5 - قَبيلَة مَنْصُوب على التَّمْيِيز وَالْمرَاد بِالْيَوْمِ أَيَّام الْحَرْب والقتال وَلَا توارى أَصله لَا تتورى فَحذف إِحْدَى التَّاءَيْنِ وكواكبه كِنَايَة عَن شدَّة ذَلِك الْيَوْم وَالْأَصْل فِي هَذَا وَمَا يجْرِي مجْرَاه يَوْم حليمة وَذَلِكَ أَنه صعد الْغُبَار فِي ذَلِك وانعقد فِي الجو حَتَّى ستر الشَّمْس فرؤيت الْكَوَاكِب ظهرا هَكَذَا ذكرُوا مَعْنَاهُ إِذا سَأَلَ سَائل عَمَّن هم خير قَبيلَة وأصبرها يَوْم الْقِتَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 (فَإِن بني لأم بن عمر وأرومة ... سمت فَوق صَعب لَا تنَال مراقبه) (أَضَاءَت لَهُم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللَّيْل حَتَّى نظم الْجزع ثاقبه) 3 - وَقَالَ آخر 4 - (يَا أَيهَا المتمني أَن يكون فَتى ... مثل ابْن ليلى لقد خلى لَك السبلا) 5 - (أعدد نَظَائِر أَخْلَاق عددن لَهُ ... هَل سبّ أحد أَو سبّ أَو يخلا)   الشَّديد قيل لَهُ بَنو لأم 1 - الأرومة الأَصْل والمراقب وَاحِدهَا مرقبة وَهِي الْمَكَان المشرف العالي يقف عَلَيْهِ الحارس يَقُول إِن بني لأم بن عَمْرو سادة أعزاء سموا فَوق صَعب من الْمجد يشق الارتقاء إِلَيْهِ يُريدَان بني لأم حازوا من الْمجد والشرف مَالا يرام 2 - نظم الْجزع أَي حمل ناظمه على نظمه والجزع خرز فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد تشبه بِهِ الْعُيُون وَالضَّمِير من ثاقبه يعود إِلَى الْجزع مَعْنَاهُ أَن أحسابهم ووجوههم أَضَاءَت لَهُم ظلام اللَّيْل حَتَّى حملت فِي ضمن ذَلِك ناظم الْجزع على نظمه يُشِير بِهَذَا الْبَيْت إِلَى أَنهم من ذَوي الجاه والحسب 3 - هُوَ مُحَمَّد بن بشير الْخَارِجِي من بني خَارِجَة بن عدوان وَقد تقدّمت تَرْجَمته هَذَا الشّعْر يرثي بِهِ سُلَيْمَان بن الْحصين وَكَانَ خَلِيلًا مصافيا لَهُ وصديقا مخلصا فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَان جزع عَلَيْهِ وحزن حزنا شَدِيدا فرثاه بِهَذِهِ الأبيات 4 - مثل ابْن ليلى هُوَ سُلَيْمَان بن الْحصين وَقَوله لقد خلى لَك السبلا أَي لقد ترك لَك الطّرق فِي اكْتِسَاب مَنَاقِب الفتوة مَعْنَاهُ يَا من تمنى أَن يكون مثل ابْن ليلى فِي فتوته لقد خلي لَك الطّرق فِي اكْتِسَاب مَنَاقِب الفتوة 5 - أَو سبّ أَي هَل سبه أحد مَعْنَاهُ أَنه صَاحب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 (إِن تنْفق المَال أَو تكلّف مساعيه ... يصعب عَلَيْك وَتفعل دون مَا فعلا) (لَو يبْعَث النَّاس أَدْنَاهُم وأبعدهم ... فِي ساحة الأَرْض حَتَّى يحرثوا الإبلا) 3 - (كي يطلبوا فَوق ظهر الأَرْض لم يَجدوا ... مثل الَّذِي غَيَّبُوا فِي بَطْنه رجلا) وَقَالَ آخر 4 - (لم أر معشرا كبني صريم ... تلفهم التهائم والنجود) 5 - (أجل جلالة وأعز فقدا ... وأقضى للحقوق وهم قعُود)   الْخِصَال الحميدة والأخلاق الْكَرِيمَة المعدودة الَّتِي مِنْهَا أَنه لَا يسب النَّاس لكرم أخلاقه وَلَا يَسُبُّونَهُ لِكَثْرَة هيبته وَلَا يبخل عَلَيْهِم لِأَنَّهُ شب على الْجُود وَالْكَرم 1 - تكلّف مساعيه أَي تهواها مَعْنَاهُ لَو أنفقت مَالك كل الْإِنْفَاق وسعيت كل السَّعْي لتَكون مثل ابْن ليلى فِي كَثْرَة جوده وعلو همته مَا اسْتَطَعْت إِلَى ذَلِك سَبِيلا بل أتيت بِأَقَلّ مِمَّا أَتَى بِهِ 2 - حَتَّى يحرثوا الْإِبِل أَي يهزلوها ويضعفوها بالأسفار 3 - لم يَجدوا جَوَاب لَو فِي أول الْبَيْت الَّذِي قبله وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَو طَاف النَّاس بِالْأَرْضِ سائرين تَحت كل كَوْكَب لكَي يصادفوا عَلَيْهَا مثل هَذَا الممدوح الَّذِي استودعوه بَطنهَا لم يَجدوا لَهُ نظيرا 4 - تلفهم أَي تجمعهم والتهائم الْأَمَاكِن المنخفضة من الأَرْض ضد النجُود مَعْنَاهُ لم أر قوما تجمعهم الأَرْض مثل بني صريم 5 - وهم قعُود أَي وهم فِي مجَالِسهمْ مَعْنَاهُ وَلم أر أَيْضا قوما أعظم جلالة فِي أَعيننَا وَلَا أثقل فقدانا علينا وَلَا أقضى للحقوق من بني صريم وهم فِي مجَالِسهمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 (واكثر ناشئا مِخْرَاق حَرْب ... يعين على السِّيَادَة أَو يسود) 2 - وَقَالَ شقران مولى بني سلامان بن سعد هذيم 3 - (لَو كنت مولى قيس عيلان لم تَجِد ... عَليّ لإِنْسَان من النَّاس درهما) 4 - (ولكنني مولى قضاعة كلهَا ... فلست أُبَالِي أَن أدين وتغرما) 5 - (أُولَئِكَ قومِي بَارك الله فيهم ... على كل حَال مَا أعف وأكرما) 6 - (ثقال الجفان والحلوم رحاهم ... رَحا المَاء يكتالون كَيْلا غذمذما)   1 - ناشئا مَنْصُوب على التَّمْيِيز من نَشأ الْغُلَام إِذا شب ومخراق الْحَرْب صَاحبهَا مَعْنَاهُ أَن بني صريم قد نشؤا فِي الْقُوَّة والشجاعة وَلَا يستعملون همتهم إِلَّا فِي طلب السِّيَادَة لَهُم ولغيرهم 2 - هُوَ شَاعِر إسلامي من شعراء الدولتين بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وَكَانَ يهاجي ابْن ميادة ويشاتمه 3 - درهما مفعول أول لتجدو وَعلي لإِنْسَان مَفْعُوله الثَّانِي 4 - وتغرما مَعْطُوف على أدين وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَو كَانَ ولائي فِي قيس عيلان لم أقترض دهما من أحد لأنفقه فِي سَبِيل الْخَيْر مَخَافَة أَن لَا يؤدوه عني وَلَكِن ولائي فِي قضاعة فَلَا أُبَالِي أَن أقترض مَا أنفقهُ فِي وُجُوه الْبر لأَنهم يؤدون عني مَا أقترضه وَالْمرَاد من هَذَا الْكَلَام تَفْضِيل قضاعة لجودهم وكرمهم على قيس عيلان لبخلهم وإمساكهم 5 - على كل حَال يتَعَلَّق بقوله بَارك الله فيهم أَي بَارك الله فيهم متحولين فِي شؤن الدَّهْر وتصاريفه ثمَّ قَالَ مستأنفا مَا أعف وأكرما أَي مَا أعفهم وَأكْرمهمْ مَعْنَاهُ أَنه يَدْعُو لَهُم بِالْبركَةِ ويتعجب من عفافهم وكرمهم 6 - الجفان جمع جَفْنَة وَهِي الْقَصعَة والرحا مَعْرُوفَة وَخص رَحا المَاء لِأَنَّهَا أَكثر طحنا من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 (جُفَاة المحز لَا يصيبون مفصلا ... وَلَا يَأْكُلُون اللَّحْم إِلَّا تخذما) وَقَالَ أَبُو دهبل الجُمَحِي يمدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن الْبيُوت معادن فنجاره ... ذهب وكل بيوته ضخم) 3 - (عقم النِّسَاء فَمَا يلدن شبيهه ... إِن النِّسَاء بِمثلِهِ عقم) 4 - (متهلل بنعم بِلَا متباعد ... سيان مِنْهُ الوفر والعدم)   رحى الْيَد وَثقل الجفان وَكَثْرَة الطَّحْن يدلان على كَثْرَة الْإِطْعَام والغذمذم الْكَيْل الْجزَاف يصفهم بإطعام الطَّعَام ورزانة الْعُقُول وبإعطائهم الْعَطاء الجزيل 1 - المحز الْقطع وَهُوَ والحز سَوَاء والتخذم تقطيع اللَّحْم بالسكين مَعْنَاهُ أَنهم إِذا أَرَادوا اللَّحْم تناولوا مَا سهل مِنْهُ وَلَا يتبعُون مَا لصق بالعظم كعادة الْفُقَرَاء وَلَا يَأْكُلُونَهُ إِلَّا مقطعا بالسكاكين يُشِير بذلك إِلَى أَنهم أَغْنِيَاء متنعمون 2 - المُرَاد بِالْبُيُوتِ هُنَا قبائل الْعَرَب وأصولهم والمعادن جمع مَعْدن وَهُوَ منبت الْجَوَاهِر من ذهب وَنَحْوه والنجار الأَصْل وَقَوله وكل بيوته ضخم مَعْنَاهُ أَن الْقَبَائِل الَّتِي اكتنفته من أَخْوَاله وأعمامه شريفة عَظِيمَة مثل هَاشم وَأُميَّة ومخزوم يَقُول إِن الْقَبَائِل مُتَفَاوِتَة فِي الشّرف وَالْمجد فَحل هَذَا من بَينهَا فِي أعظم مَوضِع وأشرف أصل فأصله خَالص نَفِيس كالذهب لَا عيب فِيهِ وَأَن الْقَبَائِل الَّتِي اكتنفته من أَعْمَامه وأخواله كلهَا عَظِيمَة الشَّأْن 3 - عقم النِّسَاء أَرَادَ عقم النِّسَاء بِمثلِهِ فَحذف لدلَالَة مَا بعده عَلَيْهِ والعقم جمع عقيم وَهِي الَّتِي لَا تَلد وَالْمعْنَى أَن النِّسَاء منعن أَن تَأتي بِمثلِهِ فَهِيَ لَا تَلد مثل الممدوح 4 - متهلل بنعم أَي فَرح بقول نعم بِلَا متباعد أَي بعيد من قَول لَا والسيان المثلان والوفر المَال الْكثير والعدم قلَّة المَال مَعْنَاهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 (نزر الْكَلَام من الْحيَاء تخاله ... ضمنا وَلَيْسَ بجسمه سقم) وَقَالَت ليلى الأخيلية تقدّمت ترجمتها (يَا أَيهَا السدم الملوي رَأسه ... ليقود من أهل الْحجاز بريما) 3 - (أَتُرِيدُ عَمْرو بن الخليع ودونه ... كَعْب إِذا لوجدته مرؤما) 4 - (إِن الخليع ورهطه فِي عَامر ... كالقلب ألبس جؤجوء أَو حزيما) 5 - (لَا تغزون الدَّهْر آل مطرف ... لَا ظَالِما أبدا وَلَا مَظْلُوما)   أَنه يحب الْإِعْطَاء ويميل إِلَيْهِ ويجتنب الْمَنْع ويتباعد مِنْهُ وَأَنه يُعْطي عِنْد الشدَّة وضيق الْعَيْش كَمَا يُعْطي عِنْد الرخَاء وَالسعَة 1 - نزر الْكَلَام أَي قَلِيل الْكَلَام وتخاله ضمنا أَي تظنه سقيما مَعْنَاهُ أَنه لَا يتَكَلَّم كثيرا لشدَّة حيائه كَانَ بِهِ سقما يمنعهُ من الْكَلَام 2 - السدم والسادم النادم الحزين والسدم أَيْضا الْفَحْل الهائج والملوي رَأسه أَي المتكبر والبريم الْجَيْش الْمُؤلف من أخلاط النَّاس وأوباشهم مَعْنَاهُ يَا أَيهَا الشجاع المتكبر الَّذِي يَقُود جَيْشًا من أهل الْحجاز وَالْقَصْد الْإِنْكَار على الْمُخَاطب فِيمَا يَأْتِيهِ 3 - كَعْب المُرَاد بِهِ كَعْب بن ربيعَة بن عَامر والمرؤم اسْم مفعول من رئمه رأما إِذا عطف عَلَيْهِ مَعْنَاهُ لَو طلبت عَمْرو بن الخليع لوجدت قومه منعطفين عَلَيْهِ يمنعونه مِمَّن يُريدهُ 4 - الجؤجؤ الصَّدْر والحزيم مَوضِع الحزام من الصَّدْر مَعْنَاهُ أَن مَوضِع الخليع من بني عَامر مَوضِع الْقلب من الْبدن فَلَا بُد أَن يحفظوه تُرِيدُ أَنه فِي وسط عَامر بن صعصعة فَلَا يمكنك الْوُصُول إِلَيْهِ 5 - لَا ظَالِما انتصب على الْحَال أَي لَا مبتدئا لَهُم بِالْحَرْبِ من غير أَن يحاربوك وَلَا مَظْلُوما أَي وَلَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 (قوم رِبَاط الْخَيل وسط بُيُوتهم ... وأسنة زرق تخال نجوما) (ومخرق عَنهُ الْقَمِيص تخاله ... وسط الْبيُوت من الْحيَاء سقيما) 3 - (حَتَّى إِذا رفع اللِّوَاء رَأَيْته ... تَحت اللِّوَاء على الْخَمِيس زعيما) وَقَالَت أَيْضا وَيُقَال بل قَالَهَا أَبوهَا 4 - (نَحن الأخايل لَا يزَال غلامنا ... حَتَّى يدب على الْعَصَا مَذْكُورا) 5 - (تبْكي السيوف إِذا فقدن أكفنا ... جزعا وتعلمنا الزفاق بحورا)   منتقما مِنْهُم إِن حاربوك مَعْنَاهُ أَنَّهَا تنهاه عَن غزوهم على كل حَال من أَحْوَاله لأَنهم أولو بَأْس شَدِيد لَا يطاقون 1 - زرق أَي صَافِيَة لامعة تظنها نجوما فِي الصفاء واللمعان تُرِيدُ انهم أَصْحَاب خيل ورماح مستعدون لدفع الْأَعْدَاء 2 - ومخرق عَنهُ الْقَمِيص مَعْنَاهُ أَنه لَا يُبَالِي كَيفَ كَانَت ثِيَابه لِأَنَّهُ لَا يزين نَفسه إِنَّمَا يزين حَسبه ويصون كرمه ومجده أَو أَن ذَلِك كِنَايَة عَن كَونه تَامّ الْخلقَة عَظِيم المناكب لِأَنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك أسْرع التخرق إِلَى قَمِيصه أَو أَنه كثير الْغَزَوَات مُتَّصِل الْأَسْفَار فَيكون كِنَايَة عَن نشاطه وَقَوْلها من الْحيَاء مُقيما تَعْنِي أَنه منتقع اللَّوْن من الْحيَاء وحياؤه خوفًا أَن لَا يكون قد بلغ من إكرام الْقَوْم مَا يجب عَلَيْهِ تُرِيدُ أَنه شُجَاع كريم 3 - الْخَمِيس الْجَيْش والزعيم الْكَفِيل والرئيس مَعْنَاهُ إِذا رفعت راية الْحَرْب كَانَ هَذَا الممدوح رَئِيس الْجَيْش وقائده 4 - الأخايل قَبيلَة ويدب أَي يمشي مشْيَة الشَّيْخ الْهَرم وَالْمعْنَى نَحن المعروفون المشهورون وَلَا يزَال الْغُلَام منا رفيع الْقدر من صباه إِلَى أَن يصير شَيخا هرما 5 - تبْكي السيوف الخ أَي إِذا فقدت السيوف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 (ولنحن أوثق فِي صُدُور نِسَائِكُم ... مِنْكُم إِذا بكر الصُّرَاخ بكورا) وَقَالَ آخر (يشبهون سيوفا فِي صرامتهم ... وَطول أنضية الْأَعْنَاق والأمم) 3 - (إِذا غَد الْمسك يجْرِي فِي مفارقهم ... راحوا تخالهم مرضى من الْكَرم) 4 - وَقَالَ آخر   أكفنا بَكت حنينا إِلَيْنَا وجزعا على فَوَات مَا كَانَ يَرْوِيهَا وبحورا أَي مثل البحور فِي الْعَطاء مَعْنَاهُ أَن السيوف تبْكي إِذا فقدت أكفنا حزنا وجزعا على مَا يفوتها مِنْهَا لِأَنَّهَا لَا تَجِد من يسقيها من دم الْأَعْدَاء بعد أكفنا وَأَن أَصْحَابنَا يعلمُونَ مَا عندنَا من الْجُود وَالْكَرم وَكَثْرَة الْعَطاء 1 - الصُّرَاخ الصياح وَإِنَّمَا خص الصُّرَاخ بالبكور لِأَن الْغَارة تقع صباحا مَعْنَاهُ أَن نساءكم لَهُنَّ ثِقَة بِنَا أَكثر من ثقتهن بكم لأننا نبادر بجمايتهن قبلكُمْ فَنحْن لنا الْفضل عَلَيْكُم 2 - الصرامة الشجَاعَة والأنضية جمع نضي وَهُوَ السهْم الَّذِي لَا ريش لَهُ وَلَا نصل وَالْمرَاد بهَا هُنَا الْأَعْنَاق والأمم جمع أمة وَهِي الْقَامَة مَعْنَاهُ أَنهم فِي شجاعتهم ومضاء عزيمتهم مثل السيوف مَعَ طول أَعْنَاقهم وَطول قامتهم واعتدالها 3 - تخالهم أَي تظنهم مَعْنَاهُ أَنهم إِذا استعملوا الطّيب وقعدوا فِي مجَالِس الْأنس وَقت الصَّباح يظنهم من رَآهُمْ أَنهم مرضى لشدَّة حيائهم ووقارهم وَهَذَا الْكَلَام كِنَايَة عَن كرم أَخْلَاقهم ورزانة عُقُولهمْ 4 - قَالَ أَبُو الندى قتلت نهد ابْني زِيَاد الجشميين من بني حرَام فَقَالَ الْحَارِث بن عَوْف أَخُو بني حرَام يرثيهما (إِن تكن الْحَوَادِث غيرتني ... فَلم أر هَالكا كابني زِيَاد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 (فَإِن تكن الْحَوَادِث حرقتني ... فَلم أر هَالكا كابني زِيَاد) (هما رمحان خطيان كَانَا ... من السمر المثقفة الصعاد) 3 - (تهال الأَرْض أَن يطآ عَلَيْهَا ... بمثلهما تسالم أَو تعادي) وَقَالَ آخر 4 - (كريم يغض الطّرف فضل حيائه ... وَيَدْنُو وأطراف الرماح دواني)   (تهال الأَرْض أَن يطآ إِلَيْهَا ... بمثلهما تسالم أَو تعادي) (فَلَا بَرحت تجود على عهاد ... نجاء بالروائح والغوادي) (ديار الأخطبين وَكَيف أَسْقِي ... قَتِيلا بَين نهد أَو مُرَاد) هما رمحان الخ وَبعده (مثقفة صدورهما وشيفت ... صُدُور أسنة لَهما حداد) 1 - حرقتني أَي أصابتني مَعْنَاهُ أَن الْحَوَادِث لم تصبه بِمثل هَلَاك ابْني زِيَاد 2 - السمر الرماح والمثقفة من التثقيف وَهُوَ التَّعْدِيل والصعاد جمع صعدة وَهِي الْقَنَاة الَّتِي تنْبت مستوية لَا تحْتَاج إِلَى تثقيف مَعْنَاهُ أَنَّهُمَا كَانَا كالرمحين فِي صلابتهما واعتدالهما 3 - تهال الأَرْض من الهول وَهُوَ الْفَزع وَقَوله أَن يطآ أَي لِأَن يطآ عَلَيْهَا وَقَوله بمثلهما الخ يُرِيد أَنَّهُمَا أهل صَلَاح وَفَسَاد وصداقة وعداوة مَعْنَاهُ كَانَت لَهما وَطْأَة شَدِيدَة على الأَرْض لقوتهما فيفزعان الأَرْض وَكَانَا حصنين لمن يركن إِلَيْهِمَا فِي كل مهمة 4 - يغض الطّرف أَي يكفه مَعْنَاهُ أَنه كريم يغض طرفه لاستحيائه وَأَنه شُجَاع لَا يهاب الْحَرْب بل يقرب من الرماح كلما قربت مِنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 (وكالسيف إِن لاينته لِأَن مَسّه ... وحداه إِن خاشنته خشنان) وَقَالَ العجير السَّلُولي تقدّمت تَرْجَمته (إِن ابْن عمي لِابْنِ زيد وَإنَّهُ ... لِبلَال أَيدي جلة الشول بِالدَّمِ) 3 - (طُلُوع الثنايا بالمطايا وسابق ... إِلَى غَايَة من يبتدرها يقدم) 4 - (من النَّفر المدلين فِي كل حجَّة ... بمستحصد من جَوْلَة الرَّأْي مُحكم) 5 - (جديرون أَن لَا يذكروك بريبة ... وَلَا يغرموك الدَّهْر مَا لم تغرم)   1 - وكالسيف الخ مَعْنَاهُ أَنَّك إِن لاطفته ولاينته وجدت مِنْهُ كل رفق ولين وَإِن عاديته وخاشنته لقِيت مِنْهُ كل قسوة وخشونة 2 - لِبلَال أَيدي الخ يُرِيد انه يعرقبها إِذا أَرَادَ نحرها والجلة المسنة من الْإِبِل والشول النوق الَّتِي جف لَبنهَا مَعْنَاهُ أَن ابْن عَمه يقطع بِالسَّيْفِ أَيدي الْإِبِل الْعَظِيمَة السمينة قبل أَن يَنْحَرهَا للأضياف ليتَمَكَّن من نحرها 3 - طُلُوع الثنايا مثل أَي أَنه يسمو إِلَى المكارم لِأَنَّهُ بعيد الهمة والثنايا جمع ثنية وَهِي الْعقبَة وَقَوله من يبتدرها أَي إِلَيْهَا فَحذف الْجَار وَوصل الْفِعْل إِلَى الِاسْم مَعْنَاهُ أَنه ذُو همة يُبَادر إِلَى كل غَايَة من الْمجد كل من بَادر إِلَيْهَا تقدم من بَين أقرانه 4 - المدلين من أدلى بحجته إِذا احْتج بهَا والمستحصد الْمُحكم والجولة مصدر جال رَأْيه يجول إِذا ذهب يغوص فِي الْأُمُور وَذَلِكَ مجَاز يُرِيد أَنهم من الَّذين لَهُم إِصَابَة الرَّأْي وجودة الْفِكر ورزانة الْعقل 5 - جديرون أَي خليقون وَلَا يغرموك مَعْنَاهُ أَنهم لَا يلزمونك أرش جنايتك وَقَوله مَا لم تغرم أَي إِلَّا أَن تأبى وَتكره أَن يتحملها غَيْرك مَعْنَاهُ هم حقيقون بِأَنَّهُم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 وَقَالَ أَيْضا (أَقُول لعبد الله وَهنا ودوننا ... مناخ المطايا من منى فالمحصب) (لَك الْخَيْر عللنا بهَا عل سَاعَة ... تمر وسهواء من اللَّيْل يذهب) 3 - (فَقَامَ فأدنى من وِسَادِي وساده ... طوى الْبَطن ممشوق الذراعين شرجب) 4 - (بعيد من الشَّيْء الْقَلِيل احتفاظه ... عَلَيْك ومنزور الرِّضَا حِين يغْضب)   لَا يذكرونك بمكروه وَأَنَّهُمْ لَا يلزمونك بإرش جنايتك إِلَّا أَن تأبى وَتكره أَن يتحملها غَيْرك وَالْمرَاد من ذَلِك أَنهم لَا يغتابون النَّاس وَلَا يؤذونهم 1 - وَهنا أَي بعد سَاعَة من اللَّيْل وَمنى قَرْيَة بِمَكَّة والمحصب مَوضِع رمي الْجمار مَعْنَاهُ قلت لعبد الله بعد مُضِيّ سَاعَة من اللَّيْل وبيننا مَسَافَة مبرك المطايا من منى والمحصب ومقول القَوْل الْبَيْت الَّذِي بعده 2 - لَك الْخَيْر أَي اخْتَار الله لَك الْخَيْر وعللنا بهَا أَي حَدثنَا بحديثها أَي الْمَرْأَة وسهواء أَي قدرا من اللَّيْل مَعْنَاهُ قلت لعبد الله أخْتَار الله لَك الْخَيْر عللنا بِحَدِيث تِلْكَ الْمَرْأَة لَعَلَّ بعض اللَّيْل يَنْقَضِي بسهولة من طيب حَدِيثهَا 3 - الوساد المخدة وطوى الْبَطن أَي صَغِير الْبَطن خلقَة وممشوق الذراعين أَي طويلهما مَعَ خفَّة لحمهما والشرجب الطَّوِيل أَيْضا مَعْنَاهُ فَقَامَ وَقرب مني وَهُوَ طَوِيل الْقد صَغِير الْبَطن خَفِيف لحم الذراعين يُشِير بِهَذِهِ الْأَوْصَاف إِلَى قوته وَكَثْرَة نشاطه 4 - الاحتفاظ الْغَضَب يصفه بسهولة الْجَانِب والمنزور الْقَلِيل مَعْنَاهُ أَنه سهل الْجَانِب لَا يغْضب عَلَيْك بِسَبَب أَمر يسير وَلكنه إِذا غضب لَا يرجع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 (هُوَ الظفر الميمون إِن رَاح أَو غَدا ... بِهِ الركب والتلعابة المتحبب) 2 - وَقَالَ أَبُو دهبل فِي ابْن الْأَزْرَق المَخْزُومِي 3 - (مَاذَا رزئنا غَدَاة الْخلّ من رمع ... عِنْد التَّفَرُّق من خيم وَمن كرم) 4 - (ظلّ لنا وَاقِفًا يُعْطي فَأكْثر مَا ... قُلْنَا وَقَالَ لنا فِي وَجهه نعم)   عَن غَضَبه إِلَّا بعد كل تَشْدِيد يُشِير بذلك إِلَى شرف نَفسه وَقُوَّة حميته 1 - التلعابة الْكثير اللّعب وَهُوَ كِنَايَة عَن كَونه سعيدا وَالْمعْنَى أَنه سعيد يفوز بِجَمِيعِ مقاصده ويتودد إِلَى النَّاس 2 - أَبُو دهبل تقدّمت تَرْجَمته وَكَانَ من حَدِيث هَذِه الأبيات أَن ابْن الْأَزْرَق الَّذِي يُقَال لَهُ الثبت بن عبد الرَّحْمَن بن الْوَلِيد المَخْزُومِي كَانَ واليا على بعض الْجِهَات أَيَّام ابْن الزبير فَعَزله ابْن الزبير وَولى مَكَانَهُ ابْنا لسعد بن أبي وَقاص يُقَال لَهُ إِبْرَاهِيم فَخرج حَتَّى ذهب إِلَى عمله فَقَالَ لِابْنِ الْأَزْرَق هَلُمَّ حِسَابك فَقَالَ لَهُ ابْن الْأَزْرَق مَالك عِنْدِي حِسَاب وَلَا بيني وَبَيْنك عمل وَخرج مُتَوَجها إِلَى مَكَّة وَكَانَ مَعَه أَيَّام ولَايَته أَبُو دهبل فَاسْتَأْذن ابْن الْأَزْرَق أَن يُقيم مَعَ إِبْرَاهِيم فَأذن لَهُ فَأَقَامَ أَبُو دهبل مَعَ إِبْرَاهِيم فَلم يصنع بِهِ خيرا فَأَنْشد هَذِه الأبيات 3 - الْخلّ ورمع موضعان بِالْيمن والخيم السجية والطبيعة مَعْنَاهُ أَنهم أصيبوا بذهاب هَذَا الممدوح وَتَفَرَّقَتْ عَنْهُم خصاله الحميدة 4 - فِي وَجهه أَي فِي سَفَره الَّذِي يتَوَجَّه فِيهِ إِلَى مقْصده وَالْمعْنَى أَن أَكثر شَيْء قُلْنَاهُ لَهُ حِين سألناه الْعَطاء وَأكْثر شَيْء قَالَه لنا حِين عزم على السّفر هُوَ لفظ نعم وَالْمرَاد من هَذَا الْكَلَام أَنه كثير الْعَطاء والجود الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 (ثمَّ انتحى غير مَذْمُوم وأعيننا ... لما تولى بدمع سافح سجم) 3 (تحمله النَّاقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلي داجي الظُّلم) 3 - (وَكَيف أنساك لَا نعماك وَاحِدَة ... عِنْدِي وَلَا بِالَّذِي أوليت من قدم) وَقَالَ أَيْضا فِيهِ 4 - (مَا زلت فِي الْعَفو للذنوب وَإِطْلَاق ... لعان بجرمه غلق) 5 - (حَتَّى تمنى البراة أَنهم ... عنْدك أَمْسوا فِي الْقد وَالْحلق)   1 - انتحى أَي قصد نَاحيَة غير مَذْمُوم انتصب على الْحَال يصفه بِالْكَرمِ والبراءة من الْعَيْب وسافح أَي مسفوح وسجم أَي منسجم وَالْمعْنَى أَنه ذهب عَنَّا وسافر وَنحن نثني على مَا كَانَ من حسن عنايته بشأننا ودموعنا تسيل من أَعيننَا لأجل فِرَاقه 2 - الأدماء أَي الْبَيْضَاء ومعتجرا أَي متعمما وَالْبرد الثَّوْب المخطط مَعْنَاهُ أَنه مضى عَنَّا تحمله النَّاقة الْبَيْضَاء فِي حسن ملابسه وجمال وَجهه 3 - فَكيف أنساك أَي لَا أنساك وَفِيه الْتِفَات وَالْمعْنَى أَنِّي لَا أنساك بَعْدَمَا أَنْعَمت عَليّ بِهَذِهِ النعم العديدة الَّتِي لم يتقادم عهدها 4 - فِي الْعَفو خبر لَا زلت أَي آخِذا فِي الْعَفو العاني الْأَسير والغلق الْمَتْرُوك الَّذِي لَا يفك 5 - البراة جمع بَرِيء أَي البريئون من الجرم وَالْقد السّير الَّذِي يشد بِهِ الْأَسير وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنَّك مَا زلت آخِذا فِي الْعَفو إِلَى أَن تمنى من لَا جرم لَهُ أَن يكون أَسِيرًا عنْدك حَتَّى يتوفر عَلَيْهِ نظرك وإحسانك وَفِي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من الهجنة مَا لَا يخفى لِأَنَّهُ من الحماقة أَن يتمنوا الْأسر ثمَّ الْإِطْلَاق وهم طلقاء معافون وَإِن تمنوا ذَلِك لما يجدونه عِنْد هَذَا الممدوح من الْإِحْسَان فَلَيْسَ هَذَا التَّمَنِّي من الكياسة فِي شَيْء بل الكياسة أَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 1 - وَقَالَ الحزين الْكِنَانِي (هَذَا الَّذِي تعرف الْبَطْحَاء وطأته ... وَالْبَيْت يعرفهُ والحل وَالْحرم) 3 - (إِذا رَأَتْهُ قُرَيْش قَالَ قَائِلهَا ... إِلَى مَكَارِم هَذَا يَنْتَهِي الْكَرم) 4 - (يكَاد يمسِكهُ عرفان رَاحَته ... ركن الْحطيم إِذا مَا جَاءَ يسْتَلم)   يتمنوا الْإِحْسَان مَعَ الْإِطْلَاق لَا مَعَ الْأسر فباب التَّمَنِّي مَفْتُوح من كل وَجه 1 - أحد بني كنَانَة والحزين لقب غلب عَلَيْهِ واسْمه عَمْرو بن عبيد بن وهب بن مَالك أحد بني عبد مَنَاة بن كنَانَة ويكنى الحزين أَبَا الحكم كَانَ من شعراء الدولة الأموية حجازيا مطبوعا وَلم يكن من فحول طبقته وَكَانَ هجاء خَبِيث اللِّسَان سَاقِطا يرضيه الْيَسِير ويتكسب بِالشَّرِّ وهجاء النَّاس وَلَيْسَ مِمَّن خدم الْخُلَفَاء وَلَا مِمَّن انتجعهم بمدح وَلَا كَانَ يريم الْحجاز حَتَّى مَاتَ وَهَذَا الشّعْر يَقُوله الحزين فِي عبد الله بن عبد الْملك بن مَرْوَان وَكَانَ عبد الله من فتيَان بني أُميَّة وظرفائهم وَكَانَ حسن الْوَجْه حسن الْمَذْهَب وَالنَّاس يروون هَذِه الأبيات للفرزدق يمدح بهَا عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ غلط مِمَّن رَوَاهَا فِيهِ لِأَن هَذَا لَيْسَ مِمَّا يمدح بِهِ مثل عَليّ بن الْحُسَيْن وَله من الْفضل الباهر مَا لَيْسَ لأحد فِي وقته 2 - الْبَطْحَاء أَرض مَكَّة والحل خَارج الْمَوَاقِيت من الْبِلَاد وَالْحرم مَا بَين الْمَوَاقِيت الْمَعْرُوفَة مَعْنَاهُ هَذَا الَّذِي يعرفهُ أهل مَكَّة ويعرفه أهل الْبَيْت والحل وَالْحرم فضلا عَن غَيرهم 3 - إِلَى مَكَارِم هَذَا مُتَعَلق بينتهي وَهَذِه الْجُمْلَة فِي مَوضِع الْمَفْعُول لقَالَ 4 - عرفان مَنْصُوب على أَنه مفعول لَهُ ويستلم أَي يلمس وَالْمعْنَى يكَاد يمسِكهُ ركن الْحطيم لأجل عرفان رَاحَته إِذا جَاءَ يلمس الْحجر الْأسود الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 (أَي الْقَبَائِل لَيست فِي رقابهم ... لأولية هَذَا أَو لَهُ نعم) (بكفه خيزران رِيحهَا عبق ... من كف أروع فِي عرنينه شمم) 3 - (يغضي حَيَاء ويغضى من مهابته ... فَمَا يكلم إِلَّا حِين يبتسم) وَقَالَ آخر 4 - (إِذا انتدى واحتبى بِالسَّيْفِ دَان لَهُ ... شوس الرِّجَال خضوع الجرب للطالي)   1 - لأولية هَذَا أَي لِآبَائِهِ الْأَوَائِل مَعْنَاهُ أَن فَضله وَفضل آبَائِهِ على الْقَبَائِل لَا يُنكره أحد 2 - الخيزران مَا يمسِكهُ الْملك بِيَدِهِ من عَصا وَنَحْوهَا يُشِير بِهِ إِذا تكلم والأروع الْفَائِق فِي الْجمال والعرنين الْأنف والشمم ارْتِفَاع قَصَبَة الْأنف مَعَ اسْتِوَاء أَعْلَاهُ وَإِذا قرن الشمم بالعرنين أَو الْأنف فَالْمُرَاد بِهِ الْكَرم يُشِير بِهَذَا الْبَيْت إِلَى أَنه من الْمُلُوك الفائقين فِي الْجمال وَالْكَرم والشجاعة 3 - يغضي أَي يدني أجفانه مَعْنَاهُ أَنه كثير الْحيَاء مهيب عِنْد النَّاس لَا يكلمونه إِلَّا فِي وَقت ابتسامه 4 - انتدى أَي جلس فِي النادي وَهُوَ مجْلِس الْقَوْم والاحتباء بِالسَّيْفِ يكون عِنْد عقد جوَار أَو حَرْب أَو شبههما لِأَن السَّيْف فِي أَمْثَال هَذِه الْأَحْوَال رُبمَا مست الْحَاجة إِلَيْهِ لذَلِك ودان لَهُ أَي خضع لَهُ والشوس جمع أشوس وَهُوَ الَّذِي ينظر بمؤخر عينه عَدَاوَة أَو كبرا وَإِنَّمَا خص الجرب لِأَنَّهَا كَثِيرَة الخضوع للطالي لارتياحها إِلَى معالجته مَا بهَا من الجرب يُرِيد أَنه شُجَاع مهاب تنقاد لَهُ الرِّجَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 (كَأَنَّمَا الطير مِنْهُم فَوق هامهم ... لَا خوف ظلم وَلَكِن خوف إجلال) وَقَالَت ليلى الأخيلية تقدّمت ترجمتها (فَإِنِّي لم أكد آتِيك تهوي ... برحلي رأدة الأصلاب نَاب) 3 - (قريح الظّهْر يفرح أَن يَرَاهَا ... إِذا وضعت وَليهَا الْغُرَاب) 4 - وَقَالَ الْعُرْيَان بن سهلة الْجرْمِي 5 - (مَرَرْت على دَار امْرِئ السوء حوله ... لبون كعيدان بحائط بُسْتَان) 6 - (فَقَالَ أَلا أضحت لبونى كَمَا ترى ... كَأَن على لباتها طين أفدان)   1 - فَوق هامهم أَي فَوق رُؤْسهمْ مَعْنَاهُ أَنهم فِي مَجْلِسه يكونُونَ فِي غَايَة السّكُون وَالْوَقار خوفًا من هيبته واحتشامه لَا خوفًا من ظلمه 2 - رأدة الأصلاب أَي متحركة الأصلاب والناب المسنة مَعْنَاهُ لم أكد أزورك وَقد زرتك تطير برحلي نَاقَة وَثِيقَة الظّهْر لينته وَقد أخذت من السن بِنَصِيب 3 - القريح الجريح والولية البرذعة مَعْنَاهُ أَنَّهَا قريح الظّهْر يفرح الْغُرَاب إِذا كشف عَنْهَا بردعتها فيطير إِلَى ظهرهَا لِأَنَّهُ ينقره ويدميه 4 - هُوَ شَاعِر من شعراء الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ أحد بني جرم من طيىء أَو من قضاعة لَا يدْرِي إِلَى أَي هذَيْن ينتسب 5 - اللَّبُون الْإِبِل ذَات الألبان والعيدان طوال النّخل وَالْمرَاد بِالْحَائِطِ مَوضِع الشّجر مَعْنَاهُ مَرَرْت على دَار رجل لئيم لَهُ إبل عَظِيمَة الشان 6 - اللبات جمع لبة وَهِي المنحر والأفدان جمع فدن وَهُوَ الْقصر يُشِير بذلك إِلَى سمنها وضخامتها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 (فَقلت عَسى أَن يحوي الْجَيْش سربها ... وَلَا وَاحِد يسْعَى عَلَيْهَا وَلَا اثْنَان) (ورحت إِلَى دَار امْرِئ الصدْق حوله ... مرابط أَفْرَاس وملعب فتيَان) 3 - (ومنحر مئناث يجر حوارها ... وَمَوْضِع إخْوَان إِلَى جنب إخْوَان) 4 - (فَقلت لَهُ إِنِّي أَتَيْتُك رَاغِبًا ... بذعلبة تدمى وَإِنِّي امروء عاني) 5 - (فَقَالَ أَلا أَهلا وسهلا ومرحبا ... جعلتك مني حَيْثُ أجعَل أشجاني)   1 - السرب الْجَمَاعَة مَعْنَاهُ فدعوت عَلَيْهَا بالنهب وَالسَّلب من صَاحبهَا اللَّئِيم وَأَن لَا يعاونه أحد على استدراكها وردهَا إِلَيْهِ لِأَنَّهُ لم يطعم مِنْهَا الأضياف 2 - الأفراس جمع فرس وملعب فتيَان أَي أَنهم يَجْتَمعُونَ حوله لسخائه وَالْمعْنَى فَتركت دَار هَذَا الرجل اللَّئِيم وقصدت دَار رجل آخر كريم حوله خيل وفتيان تلعب لأَنهم يَجْتَمعُونَ عِنْده لسخائه 3 - المئناث من الْإِبِل الَّتِي تَلد إِنَاثًا وَمعنى يجر حوارها أَنَّهَا تجزر وَهُوَ فِي بَطنهَا فيجر من بَطنهَا والحوار ولد النَّاقة مَعْنَاهُ وَحَوله أَيْضا منحر مئناث يجر وَلَدهَا من بَطنهَا حِين نحرها وَمَوْضِع إخْوَان بِجَانِب إخْوَان 4 - الذعلبة النَّاقة السريعة وتدمي أَي يخرج الدَّم من مناسمها وعانى أَي خاضع أطلب فِي دم أَو فكاك مَعْنَاهُ فَقلت لَهُ قصدتك رَاغِبًا إِلَيْك أَبْتَغِي مَعْرُوفك مَعَ مَا نالني ونال نَاقَتي من التَّعَب وَالنّصب وَإِنِّي امْرُؤ خاضع ذليل 5 - معنى جعلتك مني الخ إِنِّي جعلتك فِي قلبِي حَيْثُ أجعَل همي وحاجتي والأشجان جمع شجن وَهُوَ الْحَاجة هُنَا مَعْنَاهُ أَنه تَلقانِي بِكُل إكرام وتعظيم وَقَالَ لي جعلتك فِي قلبِي حَيْثُ أجعَل حَاجَتي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 (فَقلت لَهُ جَادَتْ عَلَيْك سَحَابَة ... بِنَوْء يندي كل فغو وَرَيْحَان) (وَقلت سقاك الله خمر سلافة ... بِمَاء سَحَاب حائر بَين مصدان) وَقَالَ آخر 3 - (لمست بكفي كَفه أَبْتَغِي الْغنى ... وَلم أدر أَن الْجُود من كَفه يعدي) 4 - (فَلَا أَنا مِنْهُ مَا أَفَادَ ذَوُو الْغنى ... أفدت وأعداني فأتلفت مَا عِنْدِي) 5 - وَقَالَ آخر   1 - بِنَوْء أَي بمطر ويندي أَي يبل والفغو والفاغية نور الْحِنَّاء وَالريحَان النبت الطّيب الرَّائِحَة مَعْنَاهُ فدعوت لَهُ بِالْخصْبِ وَحسن الْحَال 2 - السلاف الْخمر الْمُعتقَة والحائر المتحير المتردد والمصدان جمع مصد وَهُوَ الهضبة الْعَالِيَة مَعْنَاهُ ودعوت لَهُ أَيْضا بِأَن يطيب عيشه وتخصب أوديته 3 - من كَفه يعدي أَي يتَجَاوَز من كَفه إِلَى كفي 4 - أَفَادَ وأفدت بِمَعْنى اسْتَفَادَ واستفدت وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي صافحته طَالبا معروفه وَلم أعلم أَن السخاء من يَده يعدي فَلَا أَنا اسْتَفَدْت من جِهَته مَا استفاده مِنْهُ الْأَغْنِيَاء وأعداني لمس كَفه الْجُود فأهلكت مَا عِنْدِي وَقَالَ الشَّاعِر ذَلِك لِأَن هَذَا الممدوح أعطَاهُ عَطاء جزيلا بعد مَا مدحه بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ ففرقه كُله على النَّاس وَلم يرجع إِلَى بَيته بِشَيْء مِنْهُ فَقَالَ لمست بكفي كَفه الخ 5 - قَالَ أَبُو هِلَال هُوَ جثامة بن قيس أَخُو بلعاء بن قيس أحد بني أبي بكر بن كلاب كَانَ شَاعِرًا جاهليا وَكَانَ رَئِيسا على قبيلته يَوْم الْفجار الثَّانِي لما قتل أَخُوهُ بلعاء بن قيس وَقد شهد هَذِه الْحَرْب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ غُلَام يفع وَكَانَ لَا يصير فِي فِئَة إِلَّا انهزم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 (إِذا لاقيت قومِي فاسأليهم ... كفى قومِي بِصَاحِبِهِمْ خَبِيرا) (هَل أعفو عَن أصُول الْحق فيهم ... إِذا عسرت وأقتطع الصدورا) 3 - وَقَالَ عَمْرو بن الأطنابة أحد بني الْخَزْرَج 4 - (إِنِّي من الْقَوْم الَّذين إِذا انتدوا ... بدؤا بِحَق الله ثمَّ النائل)   من يحاذيها فَقَالَ حَرْب بن أُميَّة وَعبد الله بن جدعَان أَلا ترَوْنَ إِلَى هَذَا الْغُلَام مَا يحمل على فِئَة إِلَّا انْهَزَمت 1 - كفى قومِي بِصَاحِبِهِمْ خَبِيرا هُوَ مقلوب التَّرْكِيب وَكَانَ الْوَاجِب أَن يَقُول كفى بقومي خَبِيرا بِصَاحِبِهِمْ إِلَّا أَنهم كثيرا مَا يَفْعَلُونَ ذَلِك اعْتِمَادًا على فهم الْمَعْنى المُرَاد وَيُرِيد بِصَاحِبِهِمْ نَفسه والخبير ذُو الْخِبْرَة التَّامَّة وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول خبراء وَلَكِن الْوَاحِد قد يَنُوب عَن الْجمع مَعْنَاهُ إِن سَأَلت عَن حقيقتي وَشرف نَفسِي فاسألي عني قومِي فَإِنَّهُم أخبر بِصَاحِبِهِمْ 2 - أصُول الْحق أَي أصُول حَقي يُرِيد سليهم هَل أتسامح فِيمَا يجب عَليّ من أصُول حَقي وَهل أترك الِاسْتِقْصَاء فِي استخراجها وَقَوله وأقتطع الصُّدُور أَي آخذ مَا سهل أَخذه من أَوَائِل حقوقي مَعْنَاهُ لَو سَأَلت قومِي عَن حسن معاملتي لَهُم ورأفتي بهم لأخبروك بِأَنِّي أتسامح بِمَا يجب لي عَلَيْهِم من الْحُقُوق وآخذ الْيَسِير مِنْهَا وَلَا أستقصي فِي تقاضيها 3 - كَانَ عَمْرو ملك الْحجاز أَيَّام الْجَاهِلِيَّة والأطنابة أمه وَهُوَ شَاعِر مجيد وَلما بلغه أَن الْحَارِث بن ظَالِم المري قتل خَالِد بن جَعْفَر بن كلاب غضب لذَلِك غَضبا شَدِيدا وَكَانَ خَالِد مصافيا لَهُ وَقَالَ وَالله لَو لَقِي الْحَارِث خَالِدا وَهُوَ يقظان لما نظر إِلَيْهِ وَلكنه قَتله نَائِما وَلَو أَتَانِي لعرف قدره 4 - انتدوا أَي جَلَسُوا فِي النادي وَهُوَ الْمجْلس وَقَوله بدؤا بِحَق الله أَي بدؤا بِمَا يجب عَلَيْهِم وَقَوله ثمَّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 (المانعين من الْخَنَا جاراتهم ... والحاشدين على طَعَام النَّازِل) (والخالطين فقيرهم بغنيهم ... والباذلين عطاءهم للسَّائِل) 3 - (الضاربين الْكَبْش يَبْرق بيضه ... ضرب المهجهج عَن حِيَاض الآبل) 4 - (والقاتلين لَدَى الوغى أقرانهم ... إِن الْمنية م وَرَاء الوائل) 5 - (والقائلون فَلَا يعاب كَلَامهم ... يَوْم المقامة بِالْقضَاءِ الْفَاصِل)   النائل يَعْنِي الْعَطاء للسَّائِل مَعْنَاهُ أَنهم قوم صلحاء أسخياء يؤدون الْفَرْض أَولا وَالنَّفْل ثَانِيًا 1 - الْخَنَا الْفُحْش والحاشدين أَي الجامعين مَعْنَاهُ أَنهم أهل العفاف الموفون بِحَق الْجوَار وَإِذا نزل بهم الضَّيْف لم يطعموه وَحده وَلَكنهُمْ يجمعُونَ الْقَوْم يَأْكُلُون مَعَه ويؤنسونه 2 - والخالطين الخ مَعْنَاهُ أَنهم أهل شَفَقَة ورأفة بالفقراء والضعفاء فَلَا يميزون الْأَغْنِيَاء عَنْهُم وَلَا يرفعونهم عَلَيْهِم وَأَن عطاءهم مبذول للسائلين 3 - الْكَبْش سيد الْقَوْم وَقَائِدهمْ ويبرق بَيْضَة أَي يلمع وَهُوَ جمع بيضه الْحَدِيد الَّتِي تلبس فِي الرَّأْس والمهجهج الَّذِي يطرد الْإِبِل عَن الْحَوْض إِذا رويت والآبل صَاحب الْإِبِل مثل لِابْنِ وتامر أَي صَاحب لبن وَصَاحب تمر يصف بِهَذَا الْبَيْت شجاعتهم وبسالتهم فِي الْحَرْب والقتال 4 - الوغى الْحَرْب والوائل الَّذِي ولى عَن الْحَرْب يطْلب النجَاة وَمَعْنَاهُ أَنهم إِذا حملُوا على أعدائهم فِي الْحَرْب أبادوهم عَن آخِرهم وَمن فر وهرب من شدَّة بأسهم فَهُوَ هَالك على كل حَال وَالْمرَاد أَنه لَا خلاص لأقرانهم من أَيْديهم وَلَا ملْجأ لَهُم 5 - المقامة الْمجْلس مَعْنَاهُ هم أُمَرَاء الْكَلَام الفاصلون بَين الْحق وَالْبَاطِل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 (خزر عيونهم إِلَى أعدائهم ... يَمْشُونَ مشي الْأسد تَحت الوابل) (لَيْسُوا بأنكاس وَلَا ميل إِذا ... مَا الْحَرْب شبت أشعلوا بالشاعل) وَقَالَت حَبِيبَة بنت عبد الْعُزَّى العوراء 3 - (أعن الْفَتى بر تلكأ نَاقَتي ... فكسا مناسمها النجيع الْأسود) 4 - (إِنِّي وَرب الراقصات إِلَى منى ... بجنوب مَكَّة هديهن مقلد) 5 - (أولي على هلك الطَّعَام ألية ... أبدا وَلَكِنِّي أبين وَأنْشد)   1 - خزر عيونهم من الخزر وَهُوَ النّظر بِأحد الشقين والوابل الْمَطَر الشَّديد مَعْنَاهُ أَنهم لَا يكترثون بأعدائهم وَلَا يفزعون من شَيْء لشدَّة ثباتهم 2 - الإنكاس جمع نكس وَهُوَ الرجل الَّذِي لَا خير فِيهِ والميل جمع أميل وَهُوَ الَّذِي لَا يثبت على الْفرس وشبت أَي أوقدت والشاعل صَاحب الأشعال مَعْنَاهُ أَنهم لَيْسُوا بالضعفاء بل هم فرسَان إِذا أوقدت نَار الْحَرْب أشعلوها بِمن يشعلها 3 - أعن الْفَتى هَذَا إِنْكَار وَنفي وبر بدل من الْفَتى وتلكأ أَصله تتلكأ والتلكؤ مَعْنَاهُ الْحَبْس والإبطاء وَقَوْلها فكسى مناسمها دُعَاء على النَّاقة بالنحر إِن تَأَخَّرت فِي الْمسير وأبطأت والنجيع الدَّم المائل إِلَى السوَاد أَو دم الْجوف مَعْنَاهُ أَنَّهَا تنكر على نَفسهَا وناقتها أَن تبطئ فِي الْمسير إِلَى بر وَتَدْعُو على ناقتها بالعرقبة أَن تَأَخَّرت فِي سَيرهَا عَنهُ 4 - الراقصات من الرقص وَهُوَ نوع من سير الْإِبِل والجنوب النواحي جمع جنب وَالْهَدْي مَا يهدى إِلَى الْكَعْبَة المشرفة والمقلد الَّذِي فِي عُنُقه عَلامَة لإهدائه وَجَوَاب الْقسم فِي الْبَيْت الَّذِي بعده 5 - أولى أَي لَا أولى من الْإِيلَاء وَهُوَ الْحلف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 (وصّى بهَا جدي وَعَلمنِي أبي ... نفض الْوِعَاء وكل زَاد ينْفد) (فأحفظ حميتك لَا أبالك واحترس ... لَا تخرقنه فَأْرَة أَو جدجد) وَقَالَ مَالك بن جعدة الثَّعْلَبِيّ 3 - (فابلغ صلهبا عني وسعدا ... تحيات مآثرها سفور) 4 - (فَإنَّك يَوْم تَأتِينِي حريبا ... تحل عَليّ يَوْمئِذٍ نذور)   وَحذف حرف النَّفْي لأمن اللّبْس لِأَنَّهُ لَو أُرِيد الْإِيجَاب لوَجَبَ أَن يُقَال لأولين بِاللَّامِ وَنون التوكيد وَأبين أَي أظهر منزلي وَأنْشد أَي أطلب من يَأْكُل طَعَامي وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي لَا أَحْلف على هلك الطَّعَام ولكنني أظهر منزلي وأطلب من يَأْكُل طَعَامي 1 - وصّى بهَا أَي بِهَذِهِ الْخصْلَة الحميدة وينفد أَي يفنى وَيذْهب مَعْنَاهُ أَنَّهَا لَا تَأتي الْكَرم تكلفا وتطبعا بل هُوَ غريزة فِيهَا ورثتها عَن أَبِيهَا وجدهَا 2 - الحميت زق السم وَالْجد جد طَائِر صَغِير يشبه الْجَرَاد ينزل على الزق فيخرقه مَعْنَاهُ احفظ السّمن فِي الزق للأضياف والطارقين 3 - صلهب وَسعد رجلَانِ والمآثر جمع مأثرة أَو مأثورة والسفور جمع سفر وَهُوَ الْكتاب أَي يستغرقها سفور إِذا كتبت فِيهَا مَعْنَاهُ أبلغهما عني تحيات تستوعب الْكتب مآثرها إِذا سطرت فِيهَا وَقَالَ ذَلِك على سَبِيل الِاسْتِهْزَاء بِدَلِيل مَا بعده 4 - الحريب الَّذِي سلب مَاله فَلم يبْق عِنْده شَيْء ويومئذ بدل من يَوْم تَأتِينِي وَتحل أَي تجب على من قَوْلهم حل الدّين إِذا وَجب فَكَأَن الشَّاعِر أَتَاهُ سَائِلًا فحرمه أَو وعده وَعدا لم يَفِ بِهِ فَقَالَ إِن أتيتني مسلوبا وجدتني لَك بِخِلَاف مَا كنت لي من غير بخل عَلَيْك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 (تحل عَليّ مفرهة سناد ... على أخفافها علق يمور) (لأمك ويلة وَعَلَيْك أُخْرَى ... فَلَا شَاة تنيل وَلَا بعير) وَقَالَ عبد الله الحوالي من الأزد 3 - (لما نعيا بالقلوص ورحلها ... كفى الله كَعْبًا مَا تعيا بِهِ كَعْب) 4 - (دعرنا لَهَا قينا رَفِيقًا بمدية ... يجزئها فِينَا كَمَا يجزأ النهب) 5 - (لعمري لقد ضيعت يَا كَعْب نَاقَة ... يَسِيرا عَلَيْهَا أَن يضر بهَا الركب) 6 - (موكلة بالأولين فَكلما ... رَأَتْ رفْقَة فالأولون لَهَا نصب)   1 - المفرهة الَّتِي تَلد أَوْلَادًا فرها بتَشْديد الرَّاء جمع فاره كراكع وَركع أَي أَوْلَادًا كَرِيمَة والسناد النَّاقة القوية والعلق الدَّم ويمور أَي يجْرِي مَعْنَاهُ يجب عَليّ أَن أنحر لَك نَاقَة هَذِه صفتهَا 2 - الويلة الفضيحة وَأُخْرَى أَي وَعَلَيْك ويلة أُخْرَى وَهَذَا دُعَاء عَلَيْهِ وعَلى أمه وَمعنى قَوْله فَلَا شَاة تنيل الخ أَنه لَا يُرْجَى من جِهَته شَاة فَمَا فَوْقهَا وارتفع بعير على الِاسْتِئْنَاف يَدْعُو عَلَيْهِ وعَلى أمه بالخزي والفضيحة بِسَبَب كَونه بَخِيلًا 3 - تعيا بالقلوص أَي أعياه أمرهَا والقلوص الشَّابَّة من النوق وتعييه بالقلوص هُوَ أَنَّهَا عجزت عَن السّير فنحرها يخبر أَن كَعْبًا لما أعياه أَمر نَاقَته وَأمر رَحلهَا كفى الله كَعْبًا ذَلِك 4 - الْقَيْن اسْم العَبْد والمدية السكين والنهب الْغَنِيمَة مَعْنَاهُ لما كلت النَّاقة عَن السّير نحرناها وقسمناها بَيْننَا تَقْسِيم الْغَنِيمَة 5 - يَسِيرا عَلَيْهَا الخ أَي كَانَ هينا عَلَيْهَا إتعاب الرَّاكِب إِيَّاهَا فَلَا تتعب من السّير لقوتها 6 - موكلة بالأولين الخ المُرَاد بالأولين أَوَائِل الركب يَعْنِي أَنَّهَا كَانَت تقصد أَوَائِل الركاب وَلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 وَقَالَ حجر بن خَالِد يمدح النُّعْمَان بن الْمُنْذر (سَمِعت بِفعل الفاعلين فَلم أجد ... كَمثل أبي قَابُوس حزما ونائلا) (فساق الْإِلَه الْغَيْث من كل بَلْدَة ... إِلَيْك فأضحى حول بَيْتك نازلا) 3 - (فَأصْبح مِنْهُ كل وَاد حللته ... من الأَرْض مسفوح المذانب سَائِلًا) 4 - (مَتى تنع ينع الْجُود والبأس والتقى ... وتصبح قلُوص الْحَرْب جرباء حَائِلا)   تفارقها فَكَأَنَّهَا موكلة بالأولين والرفقة الْجَمَاعَة وَالنّصب الشَّيْء الْمَنْصُوب مَعْنَاهُ أَنَّهَا كلما رَأَتْ ركبا رمت بِنَفسِهَا كَمَا يَرْمِي السهْم إِلَى الهدف وَلَحِقت بأوائله كَأَنَّهَا موكلة بالأوائل وَالْمرَاد أَنَّهَا نَاقَة سريعة السّير 1 - الْكَاف فِي كَمثل زَائِدَة وَأَبُو قَابُوس كنية النُّعْمَان بن الْمُنْذر وحزما ونائلا منصوبان على التَّمْيِيز مَعْنَاهُ أَنِّي سَمِعت كثيرا من أَخْبَار الْمُلُوك لكنني لم أجد فيهم مثل النُّعْمَان بن الْمُنْذر فِي شدَّة الحزم وَكَثْرَة الْعَطاء 2 - إِلَيْك مُتَعَلق بِمَحْذُوف أَي من كل بَلْدَة إِلَيْك أمرهَا وتدبيرها يَدْعُو للنعمان بِالْخصْبِ ومزيد النعم وَأَن تكون الدُّنْيَا تَحت أمره وتدبيره 3 - فَأصْبح مِنْهُ أَي من السَّيْل والمسفوح المنصب الْجَارِي والمذانب جمع مذنب وَهُوَ مسيل المَاء مَعْنَاهُ حَيْثُمَا حللت فِي وَاد وجدته مريعا خصيبا 4 - ينع الْجُود من النعي وَهُوَ الْإِخْبَار بِمَوْت الْمَيِّت والقلوص الشَّابَّة من النوق وَلَيْسَ للحرب قلُوص إِنَّمَا هُوَ مجَاز اسْتَعْملهُ لضعف الْحَرْب الْملك النُّعْمَان والحائل من حَالَة النَّاقة إِذا ضربهَا الْفَحْل فَلم تحمل مَعْنَاهُ أَن الْجُود وَالْكَرم وَالتَّقوى والشجاعة مفقودة بعد النُّعْمَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 (فَلَا ملك مَا يدركنك سَعْيه ... وَلَا سوقة مَا يمدحنك بَاطِلا) وَقَالَ آخر ى (ومستنبح بعد الهدوء دَعوته ... بشقراء مثل الْفجْر ذَاك وقودها) 3 - (فَقلت لَهُ أَهلا وسهلا ومرحبا ... بموقد نَار مُحَمَّد من يرودها) 4 - (نصبنا لَهُ جوفاء ذَات ضَبَابَة ... من الدهم مبطانا طَويلا ركودها)   1 - يدركنك فعل مضارع مُؤَكد بالنُّون الثَّقِيلَة وَمَا الدَّاخِلَة عَلَيْهِ زَائِدَة وَمثل ذَلِك يُقَال فِي يمدحنك وَأدْخل النُّون الثَّقِيلَة عَلَيْهِمَا لما فِي الْكَلَام من معنى النَّفْي وَالْمعْنَى أَنْت أعز من الْمُلُوك وَأجل من أَن تمدحك الرّعية 2 - المستنبح من يطْلب نباح الْكَلْب ليهتدى بِهِ فِي طَرِيقه والهدوء قِطْعَة من اللَّيْل يهدأ فِيهَا النَّاس والشقراء الْحَمْرَاء وَالْمرَاد بهَا النَّار وَشبه النَّار بِالْفَجْرِ لارتفاعها وانتشارها والذاكي المتقد والوقود بِضَم الْوَاو التوقد أَي متقد توقدها فَهُوَ من بَاب شعرك شَاعِر وَالْمعْنَى وَرب طَارق بِاللَّيْلِ بعد مَا سكن النَّاس أَضَاءَت لَهُ نَار الضِّيَافَة ليبصرها فَيَجِيء إِلَيْهَا 3 - بموقد نَار يُرِيد بِهِ الشَّاعِر نَفسه وَهُوَ مُتَعَلق بِمَحْذُوف أَي تنَال الْإِكْرَام والترحيب بموقد نَار وَمُحَمّد من يرودها يُرِيد أَن من طلبَهَا وأتى إِلَيْهَا حمد أمرهَا ويرودها أَي يطْلبهَا مَعْنَاهُ أَنِّي تلقيت الضَّيْف بِكُل إكرام وَقلت لَهُ نلْت مرامك بموقد نَار من أَتَاهَا يحمد أَهلهَا ويثني عَلَيْهِم 4 - الجوفاء الْقدر الواسعة الْجوف وَالْمرَاد بالضبابة مَا يَعْلُو الْقدر من البخار والدهم جمع دهماء وَهِي السَّوْدَاء والمبطان الْعَظِيمَة الْبَطن والركود السّكُون مَعْنَاهُ نصبنا للضيف قدرا سَوْدَاء وَاسِعَة الْبَطن يطول مكثها على النَّار لعظمها وامتلائها بِاللَّحْمِ والمرق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 (فَإِن شِئْت أثويناك فِي الْحَيّ مكرما ... وَإِن شِئْت بلغناك أَرضًا تريدها) وَقَالَ آخر (ومستنبح تهوي مساقط رَأسه ... إِلَى كل شخص فَهُوَ للسمع أصور) 3 - (يصفقه أنف من الرّيح بَارِد ... ونكباء ليل من جُمَادَى وصرصر) 4 - (حبيب إِلَى كلب الْكَرِيم مناخه ... بغيض إِلَى الكوماء وَالْكَلب أبْصر)   1 - أثويناك من أثواه بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَهُ بِهِ مَعْنَاهُ أننا بعد إكرامنا للضيف قُلْنَا لَهُ إِن أردْت الْإِقَامَة بَيْننَا أَقمت مكرما مُعظما وَإِن أردْت التَّوَجُّه إِلَى مقدصك بلغناك مرادك وأوصلناك إِلَى مَحل استقرارك 2 - المساقط جمع مسْقط وَيُرِيد بِهِ الْمصدر أَي يمِيل رَأسه إِلَى كل شخص يقدره إنْسَانا ليلتجئ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ ضل الطَّرِيق والأصور المائل مَعْنَاهُ وَرب طَارق بِاللَّيْلِ ضال عَن الطَّرِيق يكَاد رَأسه يسْقط من مَكَانَهُ لِكَثْرَة التفاته يَمِينا وَشمَالًا ليجد إنْسَانا يضيفه مَعَ ميله إِلَى كل صَوت يسمعهُ لشدَّة حيرته وَجَوَاب رب فِي الأبيات الْآتِيَة وَهُوَ حضأت لَهُ نَارِي 3 - يصفقه أَي يضْربهُ وَالْأنف من الرّيح أَولهَا والنكباء كل ريح تهب بَين ريحين من الرِّيَاح الْأَرْبَع وَالْمرَاد بجمادى شهر من شهور الشتَاء والصرصر الرّيح الْبَارِدَة وَالْمرَاد من هَذَا الْبَيْت وصف الضَّيْف بِمَا لاقاه من أَذَى الرّيح وَشدَّة الْبرد والمطر ليَكُون لَهُ عذر فِي استنباحه الْكلاب وَطَلَبه من ينزل عِنْده 4 - حبيب ارْتَفع على أَنه خبر مقدم ومناخه مُبْتَدأ مُؤخر أَي إِن مناخ الضَّيْف حبيب إِلَى الْكَلْب لِأَنَّهُ يشركهُ فِي الْقرى وَقَوله بغيض أَي هُوَ بغيض يرد ان النَّاقة الْعَظِيمَة تبغض الضَّيْف وتكرهه لِأَنَّهَا تنحر عِنْد نُزُوله وَلَا بُد والكوماء النَّاقة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 (حضأت لَهُ نَارِي فأبصر ضوأها ... وَمَا كَاد لَوْلَا حضأة النَّار يبصر) (دَعَتْهُ بِغَيْر اسْم هَلُمَّ إِلَى الْقرى ... فَأسْرى يبوع الأَرْض وَالنَّار تزهر) 3 - (فَلَمَّا أَضَاءَت شخصه قلت مرْحَبًا ... هَلُمَّ وللصالين بالنَّار أَبْشِرُوا) 4 - (فجَاء ومحمود الْقرى يستفزه ... إِلَيْهَا وداعي اللَّيْل بالصبح يصفر)   الْعَظِيمَة السنام وَأبْصر أَي أعلم من الْبَصَر بِالْقَلْبِ لَا من الْبَصَر بِالْعينِ مَعْنَاهُ أَن كلب الرجل الْكَرِيم يحب الضَّيْف ليَأْكُل من طَعَامه وَأَن نَاقَته تكره الضَّيْف لِأَنَّهُ يَنْحَرهَا لَهُ 1 - حضأت لَهُ نَارِي أَي رفعتها لَهُ مَعْنَاهُ وَرب ضيف رفعت لَهُ نَار الضِّيَافَة ليهتدي بهَا فِي طَرِيقه فَيَأْتِي إِلَيْهَا وَلَوْلَا رَفعهَا لَهُ مَا كَانَ يبصر الطَّرِيق وَلَا يَهْتَدِي 2 - دَعَتْهُ بِغَيْر اسْم يُرِيد أَنَّهَا أمرشدته إِلَى مَوضِع الضِّيَافَة فَكَأَنَّهَا نادته وهلم أَي تعال ويبوع الأَرْض أَي يقطعهَا بالخطوات الواسعة والحركات السريعة وتزهر أَي تضيء فِي ارْتِفَاع مَعْنَاهُ أَن النَّار دعت الضَّيْف بِلِسَان الْحَال فَأتى إِلَيْهَا مسرعا وَهِي مضيئة مُرْتَفعَة 3 - فَلَمَّا أَضَاءَت شخصه أَي لما دنا مني وتراءى لي شخصه وَقَوله قلت مرْحَبًا هَلُمَّ الأول تَسْلِيم عَلَيْهِ وترحيب بِهِ وَالثَّانِي أر بالدنو إِلَيْهِ وَأَبْشِرُوا أَي اسْتَبْشَرُوا وَالْمعْنَى أَن الضَّيْف لما قرب مني وتراءى لي شخصه بضوء النَّار تلقيته بالترحيب وَقلت لمن حول النَّار من المصطلين وَمن الْأَهْل والحاشية اسْتَبْشَرُوا بالضيف 4 - يستفزه أَي يستحثه وداعي اللَّيْل مَا يصوت بِالسحرِ مثل الديك وَغَيره والصفير كل صَوت يَمْتَد مَعَ رقة مَعْنَاهُ أَن الضَّيْف أَتَى فِي وَقت السحر وَأَنا أستحثه إِلَى نَار الضِّيَافَة لأجل أَن يصطلى بهَا ويجد من إكرامنا لَهُ مَا يسره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 (تَأَخَّرت حَتَّى لم تكد تصطفي الْقرى ... على أَهله وَالْحق لَا يتَأَخَّر) (وَقمت بنصل السَّيْف والبرك هاجد ... بهَا زره وَالْمَوْت فِي السَّيْف ينظر) 3 - (فأغضضته الطُّولى سناما وَخَيرهَا ... بلَاء وَخير الْخَيْر مَا يتَخَيَّر) 4 - (فأوفضن عَنْهَا وَهِي ترغو حشاشة ... بِذِي نَفسهَا وَالسيف عُرْيَان أَحْمَر)   1 - لم تكد تصطفي الْقرى مَعْنَاهُ أَن غَيْرك يسْبق إِلَى الْقرى فينال صفوته فَلَا تكَاد تنَال شَيْئا مِنْهُ وَقَوله وَالْحق لَا يتَأَخَّر أَي حق الضَّيْف لَا يُؤَخر عَنهُ وَإِن تَأَخّر حُضُوره مَعْنَاهُ أَنِّي قلت للضيف قد تَأَخَّرت حَتَّى كَاد غَيْرك يسْبق إِلَى الْقرى فينال خِيَار الطَّعَام دُونك وَلَكِن حق الضَّيْف لَا يُؤَخر عَنهُ بتأخر حُضُوره 2 - البرك الْإِبِل والهاجد النَّائِم والبهازر جمع بهزرة وَهِي النَّاقة الْعَظِيمَة مَعْنَاهُ فَقُمْت بِالسَّيْفِ إِلَى الْإِبِل الْعَظِيمَة وَهِي نَائِمَة وَالْمَوْت فِي سَيفي ينْتَظر مَاذَا يكون مني 3 - فأعضضته الطُّولى أَي جعلت السَّيْف يعضها والطولى مُؤَنّثَة الأطول وَخَيرهَا بلَاء أَي وأحسنها نعْمَة وَمن نعْمَة النَّاقة أَن تكون كَرِيمَة الْأَوْلَاد غزيرة اللَّبن سريعة السّير وَغير ذَلِك من الصِّفَات المحمودة فِيهَا وَمَعْنَاهُ أَنه نحر من الْإِبِل أطولها سناما وأطيبها لَحْمًا وَأَكْرمهَا عِنْده منزلَة 4 - فأوفضن عَنْهَا من الإيفاض وَهُوَ الْإِسْرَاع أَي تَفَرَّقت الْإِبِل عَنْهَا بِسُرْعَة وترغو من الرُّغَاء أَي تصوت والحشاشة بَقِيَّة الرّوح وبذي نَفسهَا أَي بخالصة نَفسهَا وعريان أَحْمَر أَي مُجَرّد من غمده متلطخ بِدَم النَّاقة وَمَعْنَاهُ أَنه لما عرقب النَّاقة بِالسَّيْفِ تَفَرَّقت الْإِبِل من حولهَا وَهِي تصوت وتجود بِبَقِيَّة روحها وَالسيف مُجَرّد من غمده متلطخ بدمها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 (فباتت رحاب جونة من لحامها ... وفوها بِمَا فِي جوفها يتغرغر) وَقَالَ آخر (وَمَا يَك فِي من عيب فَإِنِّي ... جبان الْكَلْب مهزل الفصيل) وَقَالَ آخر 3 - (سأقدح من قدري نَصِيبا لجارتي ... وَإِن كَانَ مَا فِيهَا كفافا على أَهلِي) 4 - (إِذا أَنْت لم تشرك رفيقك فِي الَّذِي ... يكون قَلِيلا لم تشاركه فِي الْفضل)   1 - الرحاب الواسعة وَأَرَادَ بهَا الْقدر والجونة السَّوْدَاء وَمن لحامها خبر باتت كَقَوْلِك أَنْت مني وفوها أَي فمها ويتغرغر أَي يصوت من شدَّة غليانها ويسيل بِمَا فِي جوفها مَعْنَاهُ أَن الْقدر باتت من لحم النَّاقة وفمها يصوت من شدَّة غليانها ويسيل بِمَا فِيهَا على النَّار 2 - جبان الْكَلْب الخ أَي كَلْبِي جبان وفصيلي مهزول إِنَّمَا قَالَ جبان الْكَلْب لِأَنَّهُ تعود أَن يسالم الطراق لِئَلَّا تتأذى بِهِ الأضياف إِذا وردوا وَقَالَ مهزول الفصيل لِأَنَّهُ يُؤثر غَيره بِلَبن أمه أَو يَنْحَرهَا عَنهُ وَمَعْنَاهُ أَنِّي سخي كريم خَال من الْعُيُوب 3 - سأقدح أَي سأغرف والكفاف مَا يكف الْإِنْسَان عَن السُّؤَال وَيكون على قدر حَاجته لَا يزِيد عَنْهَا وَلَا ينقص مَعْنَاهُ أنني مَحْمُود الْجوَار فَلَا أبخل على جاري بل أعْطِيه مِمَّا عِنْدِي وَلَو كَانَ على قدر حَاجَتي 4 - الْفضل مَا زَاد عَن الْحَاجة وَمثل هَذَا الْبَيْت قَول الآخر (لَيْسَ الْعَطاء من الفضول سماحة ... حَتَّى تجود وَمَا لديك قَلِيل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 1 - وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم (ذَرِينِي فَإِن الشُّح يأم هَيْثَم ... لصالح أَخْلَاق الرِّجَال سروق)   1 - هُوَ عَمْرو بن سِنَان أحد بني منقر من بني تَمِيم وَسمي أَبوهُ سِنَان بالأهتم لِأَن قيس بن عَاصِم ضرب فَمه بقوس فهتم أَسْنَانه وَكَانَ عَمْرو جاهليا إسلاميا وَأَخُوهُ عبد الله بن الْأَهْتَم جد خَالِد بن صَفْوَان الْخَطِيب وَكَانَ عَمْرو لَهُ ابْنة يُقَال لَهَا أم حبيب تزَوجهَا الْحسن بن عَليّ وَقدر فِي نَفسه أَن تكون فِي الْجمال نزعت إِلَى أَبِيهَا فَوَجَدَهَا على غير مَا قدر وَظن فَطلقهَا وَكَانَ عَمْرو شَاعِرًا محسنا مجيدا كَأَن شعره الْحلَل المنشرة وَكَانَ فِي وَفد بني تَمِيم إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانُوا سبعين أَو ثَمَانِينَ رجلا وهم الَّذين نادوا عِنْد الحجرات بِصَوْت جَاف عَال أخرج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد فقد جِئْنَا لِنُفَاخِرَك ومعنا شَاعِرنَا وَخَطِيبِنَا فَخرج إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجلسَ فَقَامَ الْأَقْرَع بن حَابِس فَتكلم ورد عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَلَامه أحسن رد وأبلغه ثمَّ توالى الخطباء وَالشعرَاء وَجمع لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطباءه وشعراءه وَمَا لَبِثُوا أَن عجزت بَنو تَمِيم واستكانت فأسلموا وَأَقَامُوا عِنْده يتعلمون الْقُرْآن ويتفقهون فِي الدّين ثمَّ أَرَادوا الْخُرُوج إِلَى قَومهمْ فَأَعْطَاهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكساهم فَقَالَ أما بَقِي مِنْكُم أحد وَكَانَ عَمْرو بن الْأَهْتَم فِي رِكَابهمْ وَهُوَ غُلَام حدث فَقَالَ قيس بن عَاصِم لم يبْق منا أحد إِلَّا غُلَام حَدِيث السن فِي رِكَابنَا فَأعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل مَا أَعْطَاهُم 2 - ذَرِينِي أَي اتركيني أمض على مَا أَنا عَلَيْهِ من الْكَرم وَالشح الْبُخْل وَالْمعْنَى اتركيني أجر على كرمي فَإِن الْبُخْل يزين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 (ذَرِينِي وحطي فِي هواي فإنني ... على الْحسب الزاكي الرفيع شفيق) (ذَرِينِي فَإِنِّي ذُو فعال تهمني ... نَوَائِب يغشى رزؤها وَحُقُوق) 3 - (وكل كريم يتقى الذَّم بالقرى ... وللحق بَين الصَّالِحين طَرِيق) 4 - (لعمرك مَا ضَاقَتْ بِلَاد بِأَهْلِهَا ... وَلَكِن أَخْلَاق الرِّجَال تضيق) وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد تقدّمت تَرْجَمته 5 - (إِنِّي امروء عافي إنائي شركَة ... وَأَنت امروء عافي إنائك وَاحِد)   للْإنْسَان الْعذر الْكَاذِب والعلل الْبَاطِلَة وَيذْهب بأخلاقه الحميدة فَكَأَنَّهُ يسرقها مِنْهُ 1 - وحطي فِي هواي أَي وافقيني وساعديني وَهُوَ منحط الرجل رَحْله حَيْثُ يحط صَاحبه لِأَن ذَلِك يكون باتفاقهما مَعْنَاهُ وافقيني وساعديني على الْجُود فإنني أَخَاف على شرفي من عَار الْبُخْل 2 - الفعال بِفَتْح الْفَاء الْكَرم ويغشى رزؤها أَي يَغْشَانِي رزؤها فَحذف الْمَفْعُول ورزؤها المُرَاد بِهِ مَا يَنَالهُ النَّاس من مَاله وينتفعون بِهِ وَيُقَال مِنْهُ هُوَ يرزأ فِي مَاله إِذا كَانَ سخيا ينَال النَّاس إفضاله والحقوق مَا يلْزمه من حق الأضياف وَالزُّوَّارِ يُرِيد انه كريم يصرف همته إِلَى أَدَاء مَا يلْزمه من حُقُوق الضيفان وَالزُّوَّارِ وإعانة الْمُضْطَرين ذَوي الْحَاجَات ليدوم لَهُ الْمجد وَحسن الثَّنَاء 3 - الْقرى طَعَام الضِّيَافَة مَعْنَاهُ أَن كل كريم يبْذل مَاله دون عرضه وَيتبع سَبِيل الْحق ويسلك طَرِيقه ليستوجب الْمَدْح وَالشُّكْر 4 - تضيق أَي تضيق بهم مَعْنَاهُ أَن أَرض الله وَاسِعَة لم تضق على امْرِئ وَإِنَّمَا تضيق أَخْلَاق الرِّجَال وصدورهم 5 - الْعَافِي طَالب الْمَعْرُوف وَشركَة أَي خلق كثير وَهَذَا كِنَايَة عَن الْكَرم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 (أتهزأ مني أَن سمنت وَأَن ترى ... بوجهي شحوب الْحق وَالْحق جَاهد) (أقسم جسمي فِي جسوم كَثِيرَة ... وأحسوا قراح المَاء وَالْمَاء بَارِد) وَقَالَ آخر 3 - (أَجلك قوم حِين صرت إِلَى الْغنى ... وكل غَنِي فِي الْقُلُوب جليل) 4 - (وَلَيْسَ الْغنى إِلَّا غنى زين الْفَتى ... عَشِيَّة يقري أَو غَدَاة ينيل)   وَقَوله وَأَنت امْرُؤ الخ كِنَايَة عَن الْبُخْل وَمَعْنَاهُ أَنِّي امْرُؤ كريم لَا آكل وحدي بل يَأْكُل معي عدَّة يشاركوني فِي إنائي وَأَنت رجل بخيل تَأْكُل وَحدك فعافى إنائك وَاحِد 1 - أَن سمنت أَي لِأَن سمنت وَلِأَن ترى بوجهي والشحوب التَّغَيُّر من الهزال وَنَحْوه وأضاف الشحوب إِلَى الْحق لِأَن سَببه إِنَّمَا هُوَ توفر همته وبذل عنايته فِي إِقَامَة الْحُقُوق وأدائها فِي وجوهها وَمَعْنَاهُ أَتسخر مني لأجل ضخامتك ونحول جسمي وَتغَير وَجْهي وَلَا تعلم أَن تغير وَجْهي سَببه هُوَ كوني مجهودا فِي أَدَاء الْحُقُوق 2 - أقسم جسمي أَي أقسم قوت جسمي والقراح المَاء الَّذِي لم يخالطه غَيره وَالْمَاء بَارِد كِنَايَة عَن زمن الشتَاء الَّذِي يشْتَد فِيهِ الجدب مَعْنَاهُ أَنِّي أَجود بقوتي على غَيْرِي وأوثره على نَفسِي وأجتزئ بحسو المَاء الْبَارِد عَن الْقُوت يُرِيد انه كريم يُؤثر غَيره على نَفسه أَيَّام الشدَّة والفاقة 3 - أَجلك قوم أَي أعظموك وبجلوك وَقَوله حِين صرت إِلَى الْغنى أَي اسْتَغْنَيْت يَقُول لما اسْتَغْنَيْت عظمت فِي عُيُون النَّاس فأجلوا قدرك والغنى سَبَب لجلالة قدر صَاحبه فِي الْقُلُوب 4 - يقرى أَي يطعم الأضياب وينيل أَي يُعْطي مَعْنَاهُ لَيْسَ الْغنى إِلَّا مَا يُضَاف بِهِ الْقَوْم فِي آخر النَّهَار إِذا نزلُوا ويتزودون مِنْهُ فِي أول النَّهَار إِذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 1 - وَقَالَ المثلم بن ريَاح المري (بكر العواذل بِالسَّوَادِ يلمنني ... جهلا يقلن أَلا ترى مَا تصنع) (أفنيت مَالك فِي السفاه وَإِنَّمَا ... أَمر السفاهة مَا أمرنك أجمع) 4 - (وقتود نَاجِية وضعت بقفرة ... وَالطير غاشية العوافي وَقع)   ارتحلوا فَهَذَا هُوَ الْغنى الْمَحْمُود صَاحبه 1 - هُوَ شَاعِر جاهلي وَهُوَ الَّذِي التجأ بالحصين بن الْحمام المري لما قتل حُبَاشَة الَّذِي كَانَ فِي جوَار الْحَارِث بن ظَالِم فأجاره الْحصين وَغرم عَنهُ دِيَة الْقَتِيل هَذَا وَقَالَ دعبل إِن هَذِه الأبيات لشبيب بن البرصاء وشبيب تقدّمت تَرْجَمته 2 - إِنَّمَا قَالَ بكر العواذل لِأَن الْعَرَب كَانَت تشرب لَيْلًا وتسكر وَتُعْطِي الْمَوَاهِب فَإِذا أَصْبحُوا لامهم البخلاء وَالْمرَاد بِالسَّوَادِ غلس الصُّبْح وَقَوله أَلا ترى الخ أَي أَي شَيْء تصنع مَعْنَاهُ أَن العواذل لامتني عِنْد الصَّباح على إِنْفَاق مَالِي فِي وُجُوه الْخَيْر وَالْبر جهلا مِنْهُنَّ 3 - السفاه والسفاهة الخفة والطيش مَعْنَاهُ قَالَت لي العواذل ضيعت مَالك فِي السفاهة وَلَيْسَ بِي سفاهة وَإِنَّمَا السفاهة مَا قلنه من عذلي ولومي 4 - وقتود مجرور بِرَبّ مقدرَة وَقَوله وضعت بقفرة خبر مَا بعْدهَا والقتود جمع قتد وَهُوَ خشب الرحل والناجية النَّاقة القوية السريعة وَمعنى وضعت بقفرة أَي تركتهَا لِأَنِّي عرقبتها والقفرة الأَرْض الخالية من النَّبَات وَالْمَاء والعوافي الطير جمع عَافِيَة وَهُوَ من قَوْلهم عفاه واعتفاه إِذا طلب معروفه مَعْنَاهُ وَرب نَاقَة حططت الرحل عَنْهَا ووضعتها بِالْأَرْضِ القفرة وَالطير العوافي تغشاها وَتَقَع عَلَيْهَا بعد مَا عرقبتها بِالسَّيْفِ لأتمكن من نحرها لمن يمر بِنَا من الأضياف الْمُسَافِرين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 (بمهند ذِي حلية جردته ... يبري الْأَصَم من الْعِظَام وَيقطع) (لتنوب نائبة فتعلم أنني ... مِمَّن يغر على الثَّنَاء فيخدع) 3 - (إِنِّي مقسم مَا ملكت فجاعل ... أجرا لآخرة وَدُنْيا تَنْفَع) وَقَالَ أَبُو البرج الْقَاسِم بن حَنْبَل المري فِي زفر بن أبي هَاشم بن مَسْعُود بن سِنَان 4 - (أرى الخلان بعد أبي حبيب ... وَحجر فِي جنابهم جفَاء) 5 - (من الْبيض الْوُجُوه بني سِنَان ... لَو أَنَّك تستضيء بهم أضاؤا)   1 - بمهند تعلق بقوله وضعت بقفرة لِأَنَّهُ فِي معنى عرقبت وَالْمرَاد بالحلية دم النَّاقة الَّذِي تلطخ بِهِ السَّيْف جعله كالحلية لَهُ ويبري أَن يقطع والأصم مَا لَيْسَ بأجوف وَإِذا كَانَ يقطع الْأَصَم من الْعِظَام فالمجوف أَهْون عَلَيْهِ مَعْنَاهُ أَنه عرقب النَّاقة بِسيف مَاض 2 - لتنوب مُتَعَلق بِفعل مُضْمر يدل عَلَيْهِ الْكَلَام الْمُتَقَدّم كَأَنَّهُ قَالَ فعلت ذَلِك لكَي إِذا نابت نائبة علمت أَنِّي أنهض فِيهَا مغرورا مخدوعا عَن المَال بالثناء وَالشُّكْر 3 - كَانَ الْمُنَاسب أَن يَقُول وَمَنْفَعَة لدُنْيَا بدل قَوْله وَدُنْيا تَنْفَع ليَكُون لفقا لقَوْله أجر الْآخِرَة وَلكنه عدل عَن ذَلِك لضَرُورَة الشّعْر مَعْنَاهُ أَنه جعل مَاله مبذولا فِي أَمريْن وهما ثَوَاب الْآخِرَة وَمَنْفَعَة الدُّنْيَا ليحظى بِالْأَجْرِ وَالثَّوَاب من الله تَعَالَى فِي الْآخِرَة ويستوجب الثَّنَاء وَالشُّكْر من النَّاس فِي الدُّنْيَا 4 - الجناب نَاحيَة الْقَوْم مَعْنَاهُ أَن أَصْحَابه بعد أبي حبيب وَحجر لَا يهتمون بحاجته كَمَا كَانَا يهتمان بهَا 5 - من الْبيض الْوُجُوه أَي من الْكِرَام أهل الْجمال والسيادة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 (لَهُم شمس النَّهَار إِذا اسْتَقَلت ... وَنور مَا يغيبه العماء) (هم حلوا من الشّرف الْمُعَلَّى ... وَمن حسب الْعَشِيرَة حَيْثُ شاؤا) 3 - (بناة مَكَارِم وأساة كلم ... دِمَاؤُهُمْ من الْكَلْب الشِّفَاء) 4 - (فَأَما بَيتكُمْ إِن عد بَيت ... فطال السّمك واتسع الفناء) 5 - (وَأما أسه فعلى قديم ... من العادي إِن ذكر الْبناء) 6 - (فَلَو أَن السَّمَاء دنت لمجد ... ومكرمة دنت لكم السَّمَاء)   1 - العماء السَّحَاب مَعْنَاهُ أَنهم لَا نَظِير لَهُم فِي الشّرف كَمَا أَن الشَّمْس لَا نَظِير لَهَا وَأَنَّهُمْ أشهر من النُّور لِأَن النُّور رُبمَا اعتراه سَحَاب يَحْجُبهُ ومجدهم ظَاهر لَا يَحْجُبهُ شَيْء 2 - من الشّرف الْمُعَلَّى أَي من الشّرف الَّذِي هُوَ كالقدح الْمُعَلَّى لِأَنَّهُ أشرف الأقداح وأكثرها حظوظا وانصباء وَجعل هَذَا مثلا لأرفع الْمَرَاتِب 3 - الأساة جمع آس وَهُوَ الطَّبِيب والكلم الْجرْح وَالْكَلب شبه جُنُون يعتري الْإِنْسَان إِذا عضه الْكَلْب الْمَجْنُون قالو أَنه لَا دَوَاء لعض الْكَلْب الْمَجْنُون أنجع فِي المعضوض من شربه دم ملك يُشِير بِهَذَا الْبَيْت إِلَى أَنهم مُلُوك أَشْرَاف يقْتَدى بهم فِي المكارم والمعالي 4 - السّمك أَعلَى الْبَيْت من دَاخل والفناء مَا امْتَدَّ من جَوَانِب الْبَيْت وَالْمرَاد بِالْبَيْتِ الشّرف وَالْعرب يصفونَ الْبَيْت بالعلو والرفعة ويريدون علو الشَّأْن فَإِذا قَالُوا فلَان من أهل الْبيُوت فَإِنَّمَا يعنون شرفه ومجده 5 - الأس الأساس والعادي الْقَدِيم كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى عَاد مَعْنَاهُ أَن بَيتهمْ قديم فِي الشّرف كَأَنَّهُ من عهد عَاد 6 - المكرمة فعل الْكَرم مَعْنَاهُ أَنْتُم أهل مجد وكرم ورفعتكم فَوق رفْعَة كل أحد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 وَقَالَ أَرْطَأَة بن سهية المري تقدّمت تَرْجَمته (فَلَو أَن مَا نعطي من المَال نبتغي ... بِهِ الْحَمد يُعْطي مثله زاخر الْبَحْر) (لظلت قراقير صياما بِظَاهِر ... من الضحل كَانَت قبل فِي لجج خضر) 3 - (وَلَا نكسر الْعظم الصَّحِيح تعززا ... ونغني عَن الْمولى ونجبر ذَا الْكسر) 4 - (غلبنا بني حَوَّاء مجدا وسوددا ... ولكننا لم نستطع غلب الدَّهْر)   1 - جملَة نبتغي فِي مَوضِع الْحَال وَكَذَلِكَ جملَة يُعْطي مثله فَكَأَنَّهُ قَالَ لَو أَن الَّذِي نُعْطِيه من المَال مبتغين بِهِ الْحَمد يُعْطي مثله طامي الْبَحْر الزاخر الطامي المتلاطم 2 - القراقير جمع قُرْقُور وَهِي السفن وصياما أَي راكدة والضحل المَاء الْقَلِيل يترقرق على وَجه الأَرْض واللجج جمع لجة وَهِي مُعظم الْبَحْر وَالْخضر السود وَالْبَحْر الْأَخْضَر الْأسود وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَو أَن الَّذِي نُعْطِيه من المَال مبتغين بِهِ الْحَمد يُعْطي مثله الْبَحْر الطامي لَصَارَتْ السفن رواكد على مَاء قَلِيل يترقرق على وَجه الأَرْض بَعْدَمَا كَانَت تجْرِي على لجج خضر 3 - وَلَا نكسر الْعظم الخ مَعْنَاهُ أَنهم لَيْسُوا أهل فَسَاد وانتصب تعززا على أَنه مفعول لَهُ وَقَوله ونجبر ذَا الْكسر أَي نصلح أمره ونزيل فقره وَقَوله ونغني عَن الْمولى أَي نتولى شَأْنه وندافع عَنهُ وَالْمرَاد بِهِ ابْن الْعم يُرِيد انهم لَا يفسدون فِي الأَرْض فَلَا يكسرون الصَّحِيح لعزهم ومجدهم ويعينون ابْن الْعم ويغنون غناءه ويقومون مقَامه ويجبرون ذَا الْكسر والذل 4 - المُرَاد ببني حَوَّاء جَمِيع النَّاس مَعْنَاهُ نَحن غلبنا جَمِيع النَّاس فِي الْمُفَاخَرَة بالمجد وفقناهم فِيهِ ولكننا مَا استطاعنا أَن نغلب الدَّهْر مَعَ مَا نَحن فِيهِ من الْعِزّ والشرف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 وَقَالَ حجر بن حَيَّة الْعَبْسِي (وَلَا أدوم قدري بعد مَا نَضِجَتْ ... بخلا لتمنع مَا فِيهَا أثافيها) (حَتَّى تقسم شَتَّى بَين مَا وسعت ... وَلَا يؤنب تَحت اللَّيْل عافيها) 3 - (لَا أحرم الجارة الدُّنْيَا إِذا اقْتَرَبت ... وَلَا أقوم بهَا فِي الْحَيّ أخزيها) 4 - (وَلَا أكلمها إِلَّا عَلَانيَة ... وَلَا أخْبرهَا إِلَّا أناديها) وَقَالَ الْمسَاوِر بن هِنْد بن قيس بن زُهَيْر تقدّمت تَرْجَمته 5 - (فدا لبني هِنْد غَدَاة دعوتهم ... بجو وبال النَّفس والأبوان)   1 - وَلَا أدوم قدري أَي لَا أطيل إدامتها والأثافي جمع أثفية وَهِي الْحِجَارَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا الْقدر وَجعل الْمَنْع للأثافي لِأَنَّهَا لَا يُؤْخَذ مِنْهَا شَيْء مَا دَامَت مَنْصُوبَة على الأثافي مَعْنَاهُ أَنِّي لَا أطيل إدامة قدري بعد إِدْرَاكهَا على الأثافي بخلا بِمَا فِيهَا بل أنزلهَا عَنْهَا وَأطْعم مِنْهَا الأضياف وَكَانَ الْبَخِيل مِنْهُم يتْرك الْقدر مَنْصُوبَة على الأثافي ليرى غَيره أَن الْقدر لم تدْرك 2 - وَلَا يؤنب أَي لَا يلام والعافي طَالب الْمَعْرُوف مَعْنَاهُ أَن مَا فِيهَا من الطَّعَام يعم الْقَرِيب والبعيد والداني والقاصي لَيْلًا وَنَهَارًا 3 - الدُّنْيَا أَي الْقُرْبَى وَلَا أقوم بهَا تَقول الْعَرَب قَامَ بِي فلَان وَقعد إِذا نَثَا عَنْك قبيحا وأخزيها أَي أهينها مَعْنَاهُ أَنِّي لَا أعامل جارتي إِلَّا بِمَا يَلِيق بِي من الْجُود وَالْكَرم وَحفظ الْجَار والرأفة بِهِ 4 - الْعَلَانِيَة ضد السِّرّ مَعْنَاهُ أَنِّي لَا أكلمها إِلَّا مُعْلنا كَلَامي وَلَا أخْبرهَا إِلَّا مناديا لَهَا مَعَ مَا بِي من حسن الْجوَار والعفاف وصيانة الْأَعْرَاض 5 - وبال اسْم مَاء لبني عبس أضيف إِلَيْهِ الجو والجو مَا اطْمَأَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 (إِذا جَارة شلت لسعد بن مَالك ... لَهَا إبل شلت لَهَا إبلان) (إِذا عقدت أفناء سعد بن مَالك ... لَهَا ذمَّة عزت بِكُل مَكَان) 3 - (إِذا سئلوا مَا لَيْسَ بِالْحَقِّ فيهم ... أَبى كل مجني عَلَيْهِ وجاني) 4 - (وَدَار حفاظ قد حللتم مهانة ... بهَا نيبكم والضيف غير مهان) وَقَالَ آخر 5 - (جزى الله خيرا غَالِبا من عشيرة ... إِذا حدثان الدَّهْر نابت نوائبه) 6 - (فكم دافعوا من كربَة قد تلاحمت ... عَليّ وموج قد علتني غواربه)   من الأَرْض مَعْنَاهُ نَفسِي وأبواي فدَاء لبني هِنْد حِين دعوتهم لينصروني على أعدائي بجو وبال 1 - شلت أَي طردت مَعْنَاهُ إِذا طردت إبل لجارة سعد طردت من أجلهَا وسببها إبلان لغَيْرهَا عوضا عَمَّا طرد مِنْهَا وَالْمرَاد من ذَلِك أَن قَبيلَة سعد يدافعون عَن جارهم ويحامون عَلَيْهِ لعزهم وشرفهم 2 - أفناء سعد أَي قبائلها مَعْنَاهُ أَنهم إِذا عقدوا عهدا لغَيرهم حفظوه وَلم ينقضوه لوفاء ذمتهم 3 - أَبى أَي امْتنع مَعْنَاهُ أَن كل مجني عَلَيْهِ وجان مِنْهُم إِذا سُئِلَ مَا لَيْسَ حَقًا امْتنع من ذَلِك لشرف نَفسه وَلم يرض بالضيم 4 - الْحفاظ الْمُحَافظَة والنيب جمع نَاب والناب النَّاقة المسنة مَعْنَاهُ أَن محلكم منيع مَحْفُوظ تكرمون فِيهِ الأضياف وتهينون الْإِبِل بنحرها لَهُم 5 - الْحدثَان نَوَائِب الدَّهْر وشدائده مَعْنَاهُ كافأ الله عَنَّا خيرا آل غَالب فَإِن مكارمهم وهمتهم لَا تخفى عِنْد اشتداد الزَّمَان 6 - الْكُرْبَة اسْم لما يَأْخُذ بِالنَّفسِ من الْهم والحزن وتلاحمت أَي اشتدت ولزمت والغوارب جمع غارب وَهُوَ أَعلَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 (إِذا قلت عودوا عَاد كل شمردل ... أَشمّ من الفتيان جزل مواهبه) (إِذا أخذت بزل الْمَخَاض سلاحها ... تجرد فِيهَا متْلف المَال كاسبه) 3 - وَقَالَ آخر 4 - (أيا ابْنة عبد الله وَابْنَة مَالك ... وَيَا ابْنة ذِي البردين وَالْفرس الْورْد)   الموج وَأَعْلَى الظّهْر مَعْنَاهُ مرَارًا كَثِيرَة دافعوا دوني وخلصوني من كرب الدَّهْر الَّتِي أحاطت بِي واشتدت عَليّ 1 - إِذا قلت عودوا أَي إِلَى الْحَرْب والشمردل الطَّوِيل والأشم من الشمم وَأَصله ارْتِفَاع الْأنف وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن الْكَرم مَعْنَاهُ إِذا عرضت على كل وَاحِد من بني غَالب معاودة الْحَرْب والكرور فِيهَا عَاد مِنْهُم إِلَيْهَا كل رجل كريم النَّفس كثير الْعَطِيَّة وَذَلِكَ لما فيهم من الشجَاعَة 2 - البزل جمع بازل وَهُوَ المتناهي قُوَّة وشبابا والمخاض النوق الْحَوَامِل وَالْمرَاد بسلاحها محاسنها وأمارات عتقهَا وكرمها ومتلف المَال كاسبه هُوَ كَقَوْلِهِم مخلف متْلف ومخلاف متلاف مَعْنَاهُ أَن الْإِبِل إِذا بلغت محاسنها فِي عيونهم مَا بلغت لَا يَبْخلُونَ بهَا على الأضياف بل ينحرونها لَهُم وَلَا يمْنَعهَا من نحرها حسنها وجمالها وَذَلِكَ لما عِنْدهم من كَثْرَة الْجُود ومزيد الْكَرم 3 - قَالَ التبريزي هَذِه الأبيات لحاتم الطَّائِي يُخَاطب امْرَأَته ماوية بنت عبد الله 4 - ابْنة مَالك هِيَ ماوية بنت عبد الله زَوْجَة حَاتِم الطَّائِي وَالْمرَاد بِذِي البردين عَامر بن أُحَيْمِر بن بَهْدَلَة أعطَاهُ الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء بردين حِين سَأَلَهُ عَن حَقِيقَته فَوَجَدَهُ من أشرف الْعَرَب وأشجعهم والورد من الْخَيل بَين الْكُمَيْت والأشقر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 (إِذا مَا صنعت الزَّاد فالتمسي لَهُ ... أكيلا فَإِنِّي لست آكله وحدي) (أَخا طَارِقًا أَو جَار بَيت فإنني ... أَخَاف مذمات الْأَحَادِيث من بعدِي) 3 - (وَإِنِّي لعبد الضَّيْف مَا دَامَ ثاويا ... وَمَا فِي إِلَّا تِلْكَ من شِيمَة العَبْد) وَقَالَ آخر 4 - (وَلَيْسَ فَتى الفتيان من جلّ همه ... صبوح وَإِن أَمْسَى ففضل غبوق) 5 - (وَلَكِن فَتى الفتيان من رَاح أَو غَدا ... لضر عَدو أَو لنفع صديق)   1 - إِذا مَا صنعت الزَّاد أَي إِذا فرغت من إعداد الزَّاد والأكيل من يؤاكلك وَالْمعْنَى أَن حاتما الطَّائِي يَقُول لزوجته إِذا فرغت من اتِّخَاذ الزَّاد وإعداده فاطلبي من أَجله من يؤاكلني فَإِنِّي لم أَعُود نَفسِي الْأكل وحدي 2 - أَخا طَارِقًا بدل من أكيلا فِي الْبَيْت الَّذِي قبله والطارق الَّذِي يَأْتِي لَيْلًا فإنني الخ مَعْنَاهُ أَنه لَا يسرني أَن يذمني النَّاس بعد حَياتِي ويصفوني بالبخل إِذا تكلمُوا فِي شَأْن الْجُود وَالْكَرم 3 - ثاويا أَي مُقيما مَعْنَاهُ أَنِّي أقوم بِخِدْمَة الضَّيْف مُدَّة إِقَامَته عِنْدِي وَمَا فِي خصْلَة من خِصَال العَبْد إِلَّا خدمتي للضيف وَالْمرَاد من ذَلِك أَنه من أهل الْجُود والسيادة 4 - من جلّ همه أَي أكبر همه وقصده والصبوح الشّرْب فِي أول النَّهَار والغبوق الشّرْب فِي آخِره 5 - رَاح من الرواح وَهُوَ من زَوَال الشَّمْس إِلَى اللَّيْل وَغدا من الغدو وَهُوَ من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال وَمَعْنَاهُ مَعَ الْبَيْت الَّذِي قبله لَيْسَ الْفَتى الْكَامِل الفتوة من يمْضِي أَيَّامه فِي الْأكل وَالشرب بل الْفَتى الْكَامِل هُوَ الَّذِي يذل أعداءه ويعز أصدقاءه فِي كل أوقاته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 وَقَالَ حزاز بن عَمْرو من بني عبد منَاف (لنا إبل لم تهن رَبهَا ... كرامتها والفتى ذَاهِب) (هجان يكافأ مِنْهَا الصّديق ... وَيدْرك فِيهَا المنى الرَّاغِب) 3 - (ونطعن عَنْهَا نحور العدا ... وَيشْرب منا بهَا الشَّارِب) 4 - (ونؤلفها فِي السنين الكلول ... إِذا لم يجد مكسبا كاسب) 5 - (وَلم تَكُ يَوْمًا إِذا روحت ... على الْحَيّ يلفى لَهَا جادب)   1 - كرامتها أَي إكرامها وَقَوله والفتى ذَاهِب اعْتِرَاض بَين الْمَوْصُوف وَالصّفة فِي الْبَيْت بعده يَقُول لنا إبل نبذلها دون نفوسنا وأعراضنا نتقي بهَا الذَّم ونصون بهَا الْعرض مَعْنَاهُ أَنا نؤثر إكرام نفوسنا وصيانتها على إكرام المَال وصيانته فنجود بِهِ 2 - الهجان الْإِبِل الْبيض وَيَقَع على الْوَاحِد وَالْجمع ويكافأ من الْمُكَافَأَة وَهِي المجازاة وَالْمرَاد بِالصديقِ جنسه وَالْمرَاد بالراغب طَالب الْخَيْر وَالْمَعْرُوف مَعْنَاهُ لنا إبل كَرِيمَة نتساوى فِيهَا مَعَ أصدقائنا لَا نستأثر بهَا دونهم وننحر مِنْهَا للأضياف إِذا نزلُوا بساحتنا 3 - ونطعن عَنْهَا الخ مَعْنَاهُ ندفع عَنْهَا الغارات ونحامي دونهَا وَالْمرَاد بالشارب هُنَا شَارِب الْخمر يَقُول إِن هَذِه الْإِبِل كَرِيمَة نمْنَع الْأَعْدَاء عَنْهَا ونطعن فِي نحورهم دونهَا ونصرف أثمانها فِي شرب الْخمر 4 - فِي السنين أَي فِي زمن الجدب والكلول جمع كل وَالْمرَاد بهم هُنَا الضُّعَفَاء مَعْنَاهُ إِذا اشْتَدَّ الزَّمَان جعلنَا إبلنا يألفها ضعفاء النَّاس فينالون مِنْهَا 5 - الجادب العائب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 (حبانا بهَا جدنا والإله ... وَضرب لنا خذم صائب) وَقَالَ مَنْصُور بن مسجاح (ومختبط قد جَاءَ أَو ذِي قرَابَة ... فَمَا اعتذرت إبلي عَلَيْهِ وَلَا نَفسِي) 3 - (حبسنا وَلم نَسْرَح لكَي لَا يلومنا ... على حكمه صبرا معودة الْحَبْس) 4 - (فَطَافَ كَمَا طَاف الْمُصدق وَسطهَا ... يُخَيّر مِنْهَا فِي البوازل وَالسُّدُس)   مَعْنَاهُ نَحن كرام فَكل من رأى إبلنا وَهِي رَائِحَة دَعَا لنا وَأثْنى علينا وَلَا يعيبها لأننا نجود بهَا 1 - حبانا من الحباء وَهُوَ الْعَطاء بِلَا جَزَاء وَلَا من والخذم الْقَاطِع أَي بِضَرْب قَاطع صائب يَقُول إِن هَذِه الْإِبِل حبانا بهَا إلاله وورثناها من جدنا وَبَعضهَا أخذناه بِالسَّيْفِ 2 - المختبط الَّذِي يقصدك طَالبا للمعروف من غير تقدم معرفَة واعتذرت أَي تَعَذَّرَتْ مَعْنَاهُ وَرب إِنْسَان من غَيرنَا أومن ذَوي قرابتنا قصدنا طَالبا للمعروف أَعْطيته من إبلي وَلم أتعلل بِأَنَّهَا غَائِبَة عني 3 - حبسنا أَي منعنَا وَلم نَسْرَح أَي وَلم نرسلها إِلَى المرعى وَقَوله على حكمه أَي على حكم هَذَا المختبط الْعَافِي أَو الْقَرِيب مني وَتعلق الْجَار فِيهِ بقوله حبسنا وَقَوله صبرا أَي صابرين على مَا نتحمله للعفاة وَقَوله معودة الْحَبْس أَي إبِلا من عَادَتهَا أَن تحبس بالفناء وَلم تخرج إِلَى المرعى مَعْنَاهُ حبسنا على حكم هَذَا الْأَجْنَبِيّ الطَّالِب للمعروف أَو حكم الْقَرِيب إبِلا عودناها الْحَبْس بِجَانِب بُيُوتنَا صبرا وَلم نخرجها إِلَى المرعى لِئَلَّا نلام 4 - الْمُصدق الَّذِي يَأْخُذ الصَّدقَات يُرِيد بذلك أَن إدلاله علينا إدلال من يسْتَخْرج حَقًا وَاجِبا علينا والبوازل جمع بازل وَهُوَ ابْن تسع سِنِين وَالسُّدُس جمع سديس وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين وَخص البوازل وَالسُّدُس لِأَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 وَقَالَ عَامر بن حوط من بني عَامر بن عبد مَنَاة بن بكر بن سعد بن ضبة (وَلَقَد علمت لتأتين عَشِيَّة ... مَا بعْدهَا خوف عَليّ وَلَا عدم) (وأزور بَيت الْحق زورة ماكث ... فعلام أحفل مَا تقوض وانهدم) 3 - (ولأتركن للساملين حياضهم ... ولأحبسن على مكارمي النعم) وَقَالَ زيد الفوارس بن حُصَيْن بن ضَرَرا تقدّمت تَرْجَمته 4 - (أقلي عَليّ اللوم يَا ابْنة مُنْذر ... ونامي فَإِن لم تشْتَهي النّوم فاسهري)   سنّهَا أنفس الْأَسْنَان عِنْدهم فَمَتَى وَقع فِيهَا التَّخْيِير فَمَا دونهَا أَهْون مَعْنَاهُ أَنا نحكم ذَلِك المختبط أَو الْقَرِيب فِي إبلنا ونجعل لَهُ الِاخْتِيَار فِيهَا كَمَا نحكم الْمُصدق الَّذِي يَجِيء بالعز والقهر فَيكون تدلله علينا تدلل من يسْتَخْرج حَقًا وَاجِبا 1 - وَلَقَد علمت يجْرِي مجْرى الْقسم فَلذَلِك أَجَابَهُ بلتأتين وَيُرِيد بالعشية آخر النَّهَار من يَوْم مَوته والعدم فقدان المَال وَالْمعْنَى لقد علمت أَنِّي أَمُوت وَلَيْسَ بعد الْمَوْت فقر وَلَا خوف 2 - بَيت الْحق المُرَاد بِهِ الْقَبْر وأضافه إِلَى الْحق لِأَنَّهُ الْموضع الَّذِي يتَيَقَّن فِيهِ الْإِنْسَان بِمَالِه أَو عَلَيْهِ لِأَنَّهُ أول منزل من منَازِل الْآخِرَة والماكث الْمُقِيم وأحفل أَي أُبَالِي والتقويض الانهدام مَعْنَاهُ لَا بُد لي من زِيَارَة الْقَبْر وَالْإِقَامَة فِيهِ فعلام تأسفي على مَا يفوت من حطام الدُّنْيَا 3 - الساملون جمع سامل وَهُوَ السَّاعِي لإِصْلَاح الْمَعيشَة مَعْنَاهُ أَنِّي لَا أسْتَعْمل همتي فِي إصْلَاح مَالِي وَعمارَة حياضي بل أستعملها فِي الْجُود وَالْكَرم وإعانة ذَوي الْحَاجَات 4 - أقلي عَليّ اللوم أَي اجعليه قَلِيلا هَذَا أَصله وَلَكنهُمْ كثيرا يستعملون الْقلَّة فِي معنى النَّفْي وَالْمرَاد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 (ألم تعلمي أَنِّي إِذْ الدَّهْر مسني ... بنائبة زلت وَلم أتترتر) (يراني الْعَدو بعد غب لِقَائِه ... خليا نعيم البال لم أتغير) 3 - (وراكدة عِنْدِي طَوِيل صيامها ... قسمت على ضوء من النَّار مبصر) 4 - (طروقا فَلم أفحش وَقسمت لَحمهَا ... إِذا اجْتنب الْعَافُونَ نَار العذور)   لَا تلوميني ونامي اقطعي عني لومك من قَوْلهم نَام الخلخال إِذا انْقَطع صَوته من امتلاء السَّاق بالسمن وَقَوله فَإِن لم تشْتَهي الخ مَعْنَاهُ إِن لم تَكْفِي عَن ذَلِك اللوم فافعلي مَا شِئْت يَقُول لعاذلته لَا تلوميني وافعلي مَا شِئْت واعلمي أَن لومك لَا يَمْنعنِي من جودي وكرمي 1 - مسني أَي أصابني وزلت أَي انصرفت عني وَذَهَبت وَلم أتترتر أَي أعجل وَكَأَنَّهُ يُرِيد زلت عني نَوَائِب الدَّهْر وَلم تستخفني فَكنت أعجل وأتحول عَمَّا كنت عَلَيْهِ يذهب إِلَى أَنه شُجَاع لَا تزعزعه حوادث الدَّهْر وَلَا تحوله عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ 2 - بعد غب لِقَائِه أَي بعد يَوْم لِقَائِه بِيَوْم وخليا حَال من يراني وَهُوَ الَّذِي لَا هم عِنْده وَمَعْنَاهُ أَن الْعَدو يراني بعد يَوْم لِقَائِه بِيَوْم خليا من الهموم ناعم البال كَأَنَّهُ مَا مسني أَذَى 3 - وراكدة أَي سَاكِنة ثَابِتَة وَأَرَادَ بهَا الْقدر وصيامها أَي ركودها ومكثها على الأثافي لثقلها بِاللَّحْمِ وَقسمت أَي قسمت مرقها وَمَا احتوت عَلَيْهِ من اللَّحْم بِدَلِيل قَوْله قسمت لَحمهَا فِي الْبَيْت الَّذِي بعده وَجعل الضَّوْء مبصرا لِأَن الإبصار يكون فِيهِ وَمثله قَوْله تَعَالَى {وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرة} وَالْمعْنَى وَقدر طَوِيلَة الْمكْث على الأثافي لثقلها من كَثْرَة اللَّحْم فِيهَا قسمت مرقها وَمَا احتوت عَلَيْهِ من اللَّحْم على ضوء من النَّار فِي وَقت طروق الضَّيْف واشتداد الْبرد 4 - طروقا أَي وَقت طروق الضَّيْف وَهُوَ ظرف لقسمت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 وَقَالَ الْهُذيْل بن مشجعَة البولاني (إِنِّي وَإِن كَانَ ابْن عمي غَائِبا ... لمقاذف من خَلفه وورائه) (ومفيده نصري وَإِن كَانَ امْرأ ... متزحزحا فِي أرضه وسمائه) 3 - (وَمَتى أجئه فِي الشدائد مرملا ... ألق الَّذِي فِي مزودي لوعائه) 4 - (وَإِذا تتبعت الجلائف مَا لنا ... خلطت صحيحتنا ألى جربائه) 5 - (وَإِذا أَتَى من وجهة بطريفة ... لم أطلع مِمَّا وَرَاء خبائه)   على ضوء نَار الْمُتَقَدّم فَلم أفحش أَي لم أقل الْفُحْش والعافون جمع عاف وَهُوَ طَالب الْمَعْرُوف والعذور السَّيئ الْخلق مَعْنَاهُ أَنه قسم مَا فِي الْقدر من المرق لأعمال الثَّرِيد وَقسم مَا فِيهَا من اللَّحْم بَين الأضياف على ضوء من النَّار فِي وَقت طروقهم بِاللَّيْلِ حِين قصدُوا ناره وَاجْتَنبُوا نَار الْبَخِيل السَّيئ الْأَخْلَاق 1 - المقاذف المرامي ووراء هُنَا بِمَعْنى قُدَّام لِأَنَّهُ قد ذكر مَعَه خلف مَعْنَاهُ أَنه يدافع عَن ابْن عَمه من قدامه وَمن خَلفه وَإِن كَانَ غَائِبا 2 - المتزحزح المتباعد وَقَوله فِي أرضه وسمائه يُرِيد فِي غوره ونجده وَالْمعْنَى أَنه قَائِم بشأن ابْن عَمه وَإِن تبَاعد عَنهُ فِي أَي مَوضِع كَانَ 3 - المرمل الَّذِي قد نفد زَاده والمزود وعَاء الزَّاد مَعْنَاهُ أَنِّي أنفعه فِي كل شدَّة يَقع فِيهَا 4 - الجلائف جمع جليفة وَهِي السّنة الشَّدِيدَة الَّتِي تذْهب بالأموال وَقَوله خلطت صحيحتنا إِلَى جربائه من الْأَمْثَال يَعْنِي نخلط فقره بغنانا وغثه بسميننا وَالْمعْنَى إِذا افْتقر ابْن عمنَا ساعدناه بِأَمْوَالِنَا 5 - من وجهة أَي من سفر والطريفة مَا يستطرفه الْإِنْسَان من المَال ويستحدثه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 (وَإِذا اكتسى ثوبا جميلا لم أقل ... يَا لَيْت أَن عَليّ حسن رِدَائه) وَقَالَ حسان بن حَنْظَلَة بن أبي رهم بن حسان بن حَيَّة بن شُعْبَة الطَّائِي (تِلْكَ ابْنة الْعَدوي قَالَت بَاطِلا ... أزرى بقومك قلَّة الْأَمْوَال) 3 - (إِنَّا لعمر أَبِيك يحمد ضيفنا ... ويسود مقترنا على الإقلال) 4 - (غضِبت عَليّ أَن اتَّصَلت بطيىء ... وَأَنا امرء من طيىء الأجبال)   وَقَوله لم أطلع الخ أَي لم أسأَل عَمَّا ستره عني والخباء من الْأَبْنِيَة يكون من صوف أَو وبر أَو شعر مَنْصُوبًا على عمودين أَو ثَلَاثَة وَمَا فَوق ذَلِك فَهُوَ بَيت يُشِير بِهَذَا الْبَيْت إِلَى تَنْزِيه نَفسه عَن الطمع فِيمَا لَيْسَ لَهُ 1 - يَا لَيْت فِي مَوضِع نصب على أَنه مفعول لم أقل وَيَا حرف نِدَاء والمنادى مَحْذُوف تَقْدِيره يَا قوم أَو يَا بأزرى نَاس لَيْت أَن عَليّ رِدَاءَهُ الْحسن وَهَذَا الْبَيْت يدل على قلَّة المنافسة وَترك الْحَسَد 2 - بَاطِلا أَي قولا بَاطِلا وَقَوله أزري بقومك أَي عابهم وَقصر بهم عَن العلى وَالْمجد وَالْمعْنَى قَالَت ابْنة الْعَدوي زورا من القَوْل وباطلا لقد قصر بقومك فَقرهمْ وَقلة مَا لَهُم 3 - إِنَّا لعمر أَبِيك الخ يُرِيد فَأَخْبَرتهَا مجيبا لَهَا وَمثله يحذف فِي الْكَلَام كثيرا والمقتر الْمُعسر يَقُول فأجبتها رادا عَلَيْهَا أضيفان يحمدنا على جودنا وكرمنا وَكَثْرَة مَا ننفقه من أَمْوَالنَا وَأَن معسرنا يسود غَيره على إقلاله وعسرته 4 - اتَّصَلت أَي انتسبت وأضاف طيئا إِلَى الأجبال الْمَشْهُورَة فِي بِلَادهمْ نَحْو أجأ وسلمى وعوارض للتخصيص والتبيين وَذَلِكَ لِأَن طيئا فرقتان فرقة تنزل السُّفْلى من جبالهم وَفرْقَة تنزل الْعليا مِنْهَا وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْمَرْأَة غضِبت عَليّ لانتسابي إِلَى طيىء وَقَالَت أَنْت من تَمِيم وَلست من طيىء فَقلت لَهَا أَنا مِمَّن يسكن أعالي الْجبَال من طيىء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 (وَأَنا امْرُؤ من آل حَيَّة منصبي ... وَبَنُو جُوَيْن فاسألي أخوالي) (وَإِذا دَعَوْت بني جديلة جَاءَنِي ... مرد عل جرد الْمُتُون طوال) 3 - (أَحْلَامنَا تزن الْجبَال رزانة ... وَيزِيد جاهلنا على الْجُهَّال) وَقَالَ إِيَاس بن الْأَرَت 4 - (وَإِنِّي لقوال لعافي مرْحَبًا ... وللطالب الْمَعْرُوف إِنَّك واجده)   1 - من آل حَيَّة خبر مقدم ومنصبي مُبْتَدأ مُؤخر وَالْجُمْلَة صفة امْرُؤ وَبَنُو مُبْتَدأ وأخوالي خَبره ومفعول اسألي مَحْذُوف تَقْدِيره النَّاس وَالْمعْنَى أَنِّي امْرُؤ مَشْهُور النّسَب من آل حَيَّة منصبي وأصلي وَبَنُو جُوَيْن أخوالي فَإِن ارتبت وَشَكَكْت فِي ذَلِك فاسألي النَّاس 2 - الجرد من الْخَيل الْقصار الشّعْر والمتون جمع متن وَهُوَ الظّهْر وَإِنَّمَا خص المرد لإقدامهم فِي الحروب وصبرهم عَلَيْهَا وَالْمعْنَى إِذا دَعَوْت بني جديلة للحرب جَاءَنِي مِنْهُم فرسَان شُبَّان لَا يهابون الْأَبْطَال وَلَا يخَافُونَ الْمَوْت 3 - الأحلام جمع حلم وَهُوَ الْعقل وتزن توازن وتساوي والرزانة الثّقل وَالْمعْنَى نَحن قوم عقلاء تماثل عقولنا الْجبَال فِي ثباتها فَلَا يستفزنا الْغَضَب وَإِذا جهل وسفه أحد علينا أريناه من الْجَهْل مَا يضعف قوته ويخرس لِسَانه 4 - لقوال كثير القَوْل والعافي طَالب الْعَطاء وَجمعه عفاة ومرحبا مَنْصُوب على الْمصدر وَهُوَ يجْرِي مجْرى الْجمل لمَكَان الْعَامِل فِيهِ مَعَه وَقد وَقع موقع الْمَفْعُول من قَوْله قَوَّال وَقَوله وللطالب الْمَعْرُوف أَي وقوال للطَّالِب الخ وَالْمَعْرُوف هُنَا الْخَيْر والجميل وَالْمعْنَى أَنِّي رجل أحب الْكَرم وَمَكَارِم الْأَخْلَاق فأرحب بالسائل وَلَا أرده خَالِيا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 (وَإِنِّي لممن يبسط الْكَفّ بالندى ... إِذا شنجت كف الْبَخِيل وساعده) (لعمرك مَا تَدْرِي أُمَامَة أَنَّهَا ... ثنى من خيال مَا أَزَال أعاوده) 3 - (فشقت على ركبي وعنت ركائبي ... وَردت عَليّ اللَّيْل قرنا أكابده) وَقَالَ آخر 4 - (أثنى عَليّ بِمَا لَا تكذبين بِهِ ... يَا طيب أَي فَتى للضيف وَالْجَار)   1 - وَإِنِّي لممن الخ أَي من الْقَوْم الَّذين يبسطون أكفهم بالندى والندى الْعَطاء وشنجت تقبضت يبسا وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى زمن الشدَّة وَالْمَشَقَّة وَالْمعْنَى إِنِّي رجل أبسط كفى بالعطاء والجود فِي وَقت الجدب وَشدَّة احْتِيَاج النَّاس وَظُهُور الْبُخْل 2 - الْعُمر بِفَتْح الْعين وَضمّهَا وَاحِد وَلَا يسْتَعْمل فِي الْقسم إِلَّا مَفْتُوحًا وَجَوَاب الْقسم مَحْذُوف تَقْدِيره قسمي وثنى أَي مرّة بعد أُخْرَى وَقَوله مَا أَزَال أعاوده أَي يعاودني لِأَن الخيال هُوَ الَّذِي يَغْشَاهُ ويزوره وَكَثِيرًا مَا يَقع مثل هَذَا فِي كَلَامهم اعْتِمَادًا على فهم الْمَعْنى وَيُشِير بِهَذَا الْكَلَام إِلَى معاودة الخيال مرّة بعد مرّة وَالْمعْنَى أقسم بحياتك أَن أُمَامَة لَا تعلم بِأَن خيالها يأتيني مرّة بعد أُخْرَى 3 - شقَّتْ صعبت وَالضَّمِير فِيهِ إِلَى الرحلة أَو إِلَى معاودة الخيال وَإِنَّمَا شقَّتْ عَلَيْهِم لأَنهم كَانُوا قد استراحوا فَلَمَّا عاوده خيالها انتبه وَمَعَهُ أَصْحَابه وارتحل يكابد اللَّيْل وركبي أَصْحَابِي وعنت تعبت والركائب الرَّوَاحِل والقرن الْمنَازل فِي الْحَرْب وَالْمعْنَى أَنِّي لما عاودني خيالها انْتَبَهت وأيقظت أَصْحَابِي ليرحلوا معي فصعب عَلَيْهِم الرحلة معي فرحلت أكابد اللَّيْل سيرا كَمَا يكابد الرجل خَصمه 4 - أثنى أَمر للمخاطبة وَالثنَاء الْمَدْح بالجميل وَقَوله لَا تكذبين بِهِ أَي بِمَا لَا تصادفين فِيهِ كَاذِبَة وَطيب منادى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 (إِنِّي أجاور مَا جَاوَرت فِي حسبي ... وَلَا أُفَارِق إِلَّا طيب الدَّار) وَقَالَ آخر (كم من لئيم رَأينَا كَانَ ذَا إبل ... فَأصْبح الْيَوْم لَا معط وَلَا قاري) 3 - (وَلَو يكون على الْحداد يملكهُ ... لم يسق ذَا غلَّة من مَائه الْجَارِي) وَقَالَ حسان بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ تقدّمت تَرْجَمته 4 - (المَال يغشي رجَالًا لَا طباخ بهم ... كالسيل يغشى أصُول الدندن الْبَالِي)   مرخم طيبَة وَأي فَتى مُبْتَدأ وَخَبره مُضْمر تَقْدِيره أَنْت وَالْمعْنَى ليكن ثناؤك عَليّ حَقًا يَا طيبَة وَقَوْلِي أَي فَتى أَنْت للضيف إِذا نزل وَالْجَار إِذا استجار بك 1 - فِي حسبي أَي مَعَ حسبي وَشرف أُصَلِّي وَمَتى كَانَ كَذَلِك امْتنع عَن فعل مَا لَا يحسن وَالْمعْنَى أَنِّي إِذا جَاوَرت أحدا عاملته مُعَاملَة الْكِرَام وَإِذا فارقته فارقته وَهُوَ يثني عَليّ ويحمد جواري 2 - الْقَارِي المكرم للضيفان وَالْمعْنَى رَأينَا كثيرا من اللئام كَانُوا يملكُونَ نفائس الْأَمْوَال ويبخلون بهَا على الضَّيْف وَغَيره ثمَّ أزيلت عَنْهُم 3 - الْحداد النَّهر وَقيل إِنَّه وَاد مَاؤُهُ لَا يَنْقَطِع وَالْغلَّة حرارة الْعَطش وَالْمعْنَى وَلَو ملك الْوَاحِد من أُولَئِكَ اللئام ذَلِك المَاء الْمَذْكُور وجاءه رجل أحرقه الظمأ يطْلب مِنْهُ شربة لم يجد بهَا عَلَيْهِ 4 - يغشى أَي يزور وَينزل وَقَوله لَا طباخ بهم أَي لَا خير عِنْدهم والدندن مَا بلي من الشّجر وَالْمعْنَى أَن المَال يُصِيب رجَالًا لَيْسَ فيهم خير وَلَا حسن تَدْبِير فَلَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ كمالا لَا ينْتَفع الشّجر الْبَالِي بالسيل إِذا أَصَابَهُ يُرِيد أَن الْمَرْء لَا ينَال الْغنى لفضل فِيهِ وَإِنَّمَا ذَلِك بمقادير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 (أصون عرضي بِمَالي لَا أدنسه ... لَا بَارك الله بعد الْعرض فِي المَال) (أحتال لِلْمَالِ إِن أودى فأجمعه ... وَلست للعرض إِن أودى بمحتال) 3 - (الْفقر يزري بِأَقْوَام ذَوي حسب ... ويقتدي بلئام الأَصْل أنذال) 4 - وَقَالَ عبد الْعَزِيز بن زُرَارَة الْكلابِي 5 - (دَعَوْت إِلَيْهَا فتية بأكفهم ... من الجزر فِي برد الشتَاء كلوم)   قدرت فقد يتَّفق حُصُول المَال عِنْد من لَا يسْتَحقّهُ 1 - أصون أحفظ وَالْمعْنَى أَنِّي أبذل مَالِي لحفظ عرضي كَيْلا يلحقني عيب ومذمة وَلَا خير فِي بَقَاء المَال بعد ذهَاب الْعرض 2 - أودى هلك وَالْمعْنَى أَنِّي أجد طرقا كَثِيرَة لجمع المَال إِذا ذهب وَلَا تُوجد طَرِيق لاسترجاع الْعرض لَو ذهب 3 - أزرى بِهِ عابه والأنذال الأخسار وفاعل يَقْتَدِي يعود على المَال الْمَذْكُور قبلا وَالْمعْنَى أَن الْفقر يظْهر أَصْحَاب الشّرف والحسب لَدَى النَّاس بمظهر الْعَيْب والذلة وَيتبع لئام الْأُصُول الأخساء وَفِي بعض النّسخ بعد المصراع الأول (وَلَا يسود غير السَّيِّد المَال) وعَلى هَذَا فَفِي الْبَيْت أقواء فَلْيتَأَمَّل فيهمَا 4 - هوشاعر إسلامي كَانَ فِي زمن بني أُميَّة وَتَوَلَّى مصر لمعاوية وَذَلِكَ أَنه أَقَامَ على بَاب مُعَاوِيَة سنة لَا يَأْذَن لَهُ وَكَانَ فِي شملة من صوف ثمَّ أذن لَهُ وقربه وَأَدْنَاهُ وَأحسن مَنْزِلَته فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ دخلت إِلَيْك بالأمل واحتملت جفوتك بِالصبرِ وَرَأَيْت ببابك أَقْوَامًا قدمهم الْحَظ وَآخَرين أخرهم الحرمان فَلَيْسَ يَنْبَغِي للمقدم أَن يَأْمَن عواقب الْأَيَّام وَلَا للمؤخر أَن ييأس من عطف الزَّمَان فَمَا خرج حَتَّى ولاه مصر 5 - دَعَوْت ناديت وَضمير إِلَيْهَا يعود إِلَى نَاقَة ذَبحهَا لأضيافه والجزر الذّبْح وَالْمرَاد بِبرد الشتَاء زمَان الْقَحْط والجدب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 (إِذا مَا اشتهوا مِنْهَا شواء سعى لَهُم ... بِهِ هذريان للكرام خدوم) وَقَالَ آخر (فإلا أكن عين الْجواد فإنني ... على الزَّاد فِي الظلماء غير شتيم) 3 - (فإلا أكن عين الشجاع فإنني ... أرد سِنَان الرمْح غير سليم) وَقَالَ آخر 4 - (وسع بمدك مَاء اللَّحْم تقسمه ... وَأكْثر الشوب إِن لم يكثر اللَّبن)   والكلوم الْجِرَاحَات وَالْمعْنَى أَنِّي كثير الْبر وَالْإِكْرَام للضيفان وَلذَلِك ترى غلماني وخدمي مجرحة أَيْديهم من كَثْرَة النَّحْر سِيمَا فِي أَيَّام الْبُؤْس واحتياج النَّاس 1 - الشواء اللَّحْم المشوي والهذريان الْخَفِيف فِي الْكَلَام والخدوم الْكثير الْخدمَة وَالْمعْنَى مَا اشتهت أضيافي شواء إِلَّا وقدمته لَهُم الْخدمَة بِكُل بشر وإيناس 3 - المُرَاد بِعَين الْجواد ذَات الْكَرِيم وشتيم فعيل بِمَعْنى مفعول 3 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي إِن لم أكن كل الْجواد وَالْجَامِع لأسباب السخاء فإنني لَا أشتم نقلة الزَّاد وحبسه عَن مريده فِي الظلام وَإِن لم أكن جَامعا لضروب الشجَاعَة فَإِنِّي لَا أرجع رُمْحِي من الْحَرْب سالما من الْكسر أَو الثلم والفل 4 - مد الْقدر إِذا أَكثر مرقها والشوب الْخَلْط والمزج وَالْمعْنَى أَنه يَأْمر خادمه بتكثير المَاء للحم وتكثير مزج اللَّبن إِذا كَانَ قَلِيلا لينال جَمِيع ضيفانه على سَوَاء فَلَا يَأْكُل جمَاعَة صرف اللَّحْم وَيبقى آخَرُونَ خماص الْبُطُون أَو يشرب جمَاعَة لَبَنًا مَحْضا وَيبقى آخَرُونَ من غير شرب وتكثير المرق ورد فِي السّنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 (وسع بِهِ وَتَلفت حول حاضره ... إِن الْكَرِيم الَّذِي لم يخله الفطن) وَقَالَ آخر (إِذا هِيَ لم تمنع برسل لحومها ... من السَّيْف لاقت حَده وَهُوَ قَاطع) 3 - (ندافع عَن أحسابنا بِلُحُومِهَا ... وَأَلْبَانهَا إِن الْكَرِيم يدافع) 4 - (وَمن يقترف خلقا سوى خلق نَفسه ... يَدعه وترجعه إِلَيْهِ الرواجع) وَقَالَ مُضرس بن ربعي تقدّمت تَرْجَمته 5 - (وَإِنِّي لأدعو الضَّيْف بالضوء بَعْدَمَا ... كسا الأَرْض نضاح الجليد وجامده)   1 - حاضره من حضر للضيافة وَالْمعْنَى أَكثر مَاء اللَّحْم وَأكْثر التفاتك يَمِينا وَشمَالًا لتنظر وَتعلم حوائج الضيفان وشأن الْكَرِيم أَن يكون حاذقا فطنا لأغراض الضيوف 2 - الرُّسُل اللَّبن وَالْمعْنَى أَن إبِله إِذا درت اللَّبن للضيفان فقد حفظت لحومها فَلَا نذبح وَإِذا لم يكن فِيهَا لبن نحرناها وَذَلِكَ لِأَن الْعَرَب كَانُوا يقتنعون بِاللَّبنِ إِذا وجد وَيَقُولُونَ اللَّبن أحد اللحمين فَإِذا لم تدر إبلهم لم يكن لَهُم بُد من نحرها للضيوف 3 - الْمَعْنى أننا نطعم لحومها ونسقي أَلْبَانهَا النَّاس حَتَّى لَا تلْحق أحسابنا سبة ونقيصة 4 - يقترف يكْتَسب وَالْمعْنَى أَن من يسْتَبْدل أَخْلَاق آبَائِهِ بأخلاق غَيرهم فَلَا بُد أَن تَأتي عَلَيْهِ أَيَّام تضطره أَن يتكرها وَيرجع إِلَى أَخْلَاق آبَائِهِ 5 - دَعْوَة الضَّيْف بالضوء هِيَ أَن الْعَرَب كَانُوا يوقدون النَّار فِي أعالي الْجبَال ليراها الْمَارَّة ويأتوها فيضيفوهم ويكرموهم والنضاح الرشاش والجليد يسْقط على الأَرْض من الندى فيجمد لبرد الْهَوَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 (لأكرمه إِن الْكَرَامَة حَقه ... ومثلان عِنْدِي قربه وتباعده) (أَبيت أعشيه السديف وإنني ... بِمَا نَالَ حَتَّى يتْرك الْحَيّ حامده) 3 - وَقَالَ حماس بن ثامل 4 - (ومستنبح فِي لج ليل دَعوته ... بمشبوبة فِي رَأس صَمد مُقَابل)   1 - ومثلان عِنْدِي الخ يُرِيد أَن الْقَرِيب مِنْهُ والبعيد فِي النّسَب عِنْده سَوَاء فِي الْإِكْرَام وَمعنى الْبَيْتَيْنِ إِنِّي إِذا اشْتَدَّ الْبرد وجمد المَاء أضرم النَّار فِي اللَّيْل لتَكون عَلامَة للضيف يَهْتَدِي بهَا إِلَى بَيْتِي لأكرمه وَذَلِكَ حق وَدين لَهُ عَليّ سَوَاء كَانَ من أقاربي أَو بَعيدا عني 2 - السديف شَحم السنام وَقَوله وإنني بِمَا نَالَ الخ يُرِيد ان أَن اقترح عَليّ شَيْئا أعده نعْمَة وَالْمعْنَى أقدم للضيف أطيب اللَّحْم وَأعد مَا ناله مني نعْمَة قد أنعم بهَا عَليّ فَلَا أَزَال أَحْمَده عَلَيْهَا حَتَّى يُفَارق قبيلتي 3 - لَعَلَّه مولى عُثْمَان بن عَفَّان وَكَانَ شَاعِرًا إسلاميا أدْرك بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس كَانَ عِنْد السفاح ذَات يَوْم وَقد ذكر إِسْمَاعِيل ابْن عبد الله الْقَسرِي بني أُميَّة فذمهم وسبهم فَقَالَ حماس يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أيسب بني عمك أَن بني أُميَّة لحمك ودمك فكلهم وَلَا تؤكلهم فَقَالَ لَهُ صدقت وَأمْسك إِسْمَاعِيل فَلم يحر جَوَابا 4 - الْوَاو وَاو رب والمستنبح من يطْلب مَكَان نبح الْكلاب ليستدل بِهِ على مَكَان الضِّيَافَة ولج اللَّيْل مُعظم ظلمته وَأَصله لمعظم المَاء والمشبوبة النَّار المضرمة والصمد الْمَكَان الْمُرْتَفع وَالْمعْنَى أوقدت النَّار فِي مَكَان عَال يُقَابل الضَّيْف إِذا جَاءَ لتَكون دَلِيلا لَهُ على بَيْتِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 (وَقلت لَهُ أقبل فَإنَّك رَاشد ... وَإِن على النَّار الندى وَابْن ثامل) 2 - وَقَالَ النمري وَيُقَال إِنَّهَا لرجل من باهلة 3 - (وداع دَعَا بعد الهدوء كَأَنَّمَا ... يُقَاتل أهوال السرى وتقاتله) 4 - (دَعَا بائسا شبه الْجُنُون وَمَا بِهِ ... جُنُون وَلَكِن كيد أَمر يحاوله) 5 - (فَلَمَّا سَمِعت الصَّوْت ناديت نَحوه ... بِصَوْت كريم الْجد حُلْو شمائله) 6 - (فأبرزت نَارِي ثمَّ أثقبت ضوءها ... وأخرجت كَلْبِي وَهُوَ فِي الْبَيْت دَاخله)   1 - رَاشد مهتد والندى الْجُود وَالْمعْنَى بشرت الضَّيْف بقدومه على وأريته استبشاري بِهِ وانتظاري إِيَّاه 2 - لَعَلَّه مَنْصُور بن الزبْرِقَان النمري أحد بني النمر بن قاسط وَهُوَ شَاعِر من شعراء الدولة العباسية وَهُوَ تلميذ كُلْثُوم بن عَمْرو العتابي وَرِوَايَته وَعنهُ أَخذ وَمن بحراه استقى وبمذهبه تشبه 3 - الهدوء السّكُون والسرى السّير لَيْلًا وَقَوله كَأَنَّمَا يُقَاتل الخ يُريدَان الْحَال بلغ بِهِ حدار أَي فِيهِ أَن أهوال السرى تغالبه عَن نَفسه ويصارعها عَنْهَا ويدفعها 4 - دَعَا أَي نَادَى والبائس هُوَ الَّذِي نزلت بِهِ شدَّة وَنصب على الْحَال وَالْمرَاد بِهِ الْكَلْب وَنصب شبه الْجُنُون على أَنه صفة لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره دَعَا دُعَاء شبه الخ والكيد الْحِيلَة ويحاوله يطْلب دَفعه والخلاص مِنْهُ 5 - حُلْو شمائله أَي أخلاقه كَرِيمَة 6 - أثقبت ضوءها أنرته والأثقاب الإنارة وَهُوَ فِي الْبَيْت مُبْتَدأ وَخبر وداخله خبر ثَان وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة وَرب مُنَاد نَادَى لمن يؤويه ويطعمه بعد سُكُون اللَّيْل ونوم النَّاس وَهُوَ فِي أَشد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 (فَلَمَّا رَآنِي كبر الله وَحده ... وَبشر قلبا كَانَ جما بلابله) (فَقلت لَهُ أَهلا وسهلا ومرحبا ... رشدت وَلم أقعد إِلَيْهِ أسائله) 3 - (وَقمت إِلَى برك هجان أعده ... لوجبة حق نَازل أَنا فَاعله) 4 - (بأبيض خطت نَعله حَيْثُ أدْركْت ... من الأَرْض لم تخطل عَليّ حمائله)   حَال حَتَّى كَأَنَّهُ يتقاتل مَعَ السّري نَادَى وَهُوَ فِي هَذِه الْحَالة الَّتِي تشبه الْجُنُون وَمَا كَانَ بِهِ جُنُون وَإِنَّمَا فعل ذَلِك رَجَاء أَن يشفق عَلَيْهِ من يسمعهُ فيخلصه مِمَّا هُوَ فِيهِ وحينما سَمِعت أَنا صَوته ناديت جِهَته بِصَوْت رجل كريم الأَصْل طيب الْأَخْلَاق واستعملت جَمِيع الْأَسْبَاب الَّتِي توصله إِلَى بَيْتِي بِأَن أضرمت النَّار زِيَادَة ليشتد نورها فيراني بِسَبَبِهِ وأخرجت الْكَلْب لينبح فَيسمع صَوته فيهتدي إِلَيّ 1 - جما بلابله أَي همومه كَثِيرَة 2 - فَقلت لَهُ أَهلا الخ أَي وجدت أَهلا وسهلا وسعة ورشدت اهتديت 3 - البرك اسْم جمع لما يبرك من الْإِبِل والهجان كرائم الْإِبِل ووجبة الْحق أَي نُزُوله 4 - بأبيض مُتَعَلق بقوله قُمْت فِي الْبَيْت قبله والأبيض السَّيْف ونعل السَّيْف مَا تكون فِي أَسْفَل غمده من حَدِيد أَو غَيره من الْمَعَادِن وَلم تخطل أَي لم تضطرب وَلم تطل وحمائل السَّيْف علاقاته وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة أَن الضَّيْف لما رَآنِي فَرح برؤيتي فَكبر الله وَبشر فُؤَاده بِإِزَالَة همومه الْكَثِيرَة فأسمعته جَمِيع أَلْفَاظ التبشير والترحيب والإيناس وَلم أقعد أسائله من أَيْن جِئْت وَإِلَى أَيْن تذْهب بل قُمْت إِلَى جمَاعَة من كرائم الْإِبِل كنت ادخرتها لما يجب عَليّ من حق النازلين بِي من الأضياف بِسيف إِذا لمس أَسْفَل غمده الأَرْض خططها وَعلمهَا وحمائل هَذَا السَّيْف لم تطل عَليّ لِأَن قامتي طَوِيلَة وَطول الْقَامَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 (فجال قَلِيلا واتقاني بخيره ... سناما وأملاه من الني كَاهِله) (بقرم هجان مُصعب كَانَ فَحلهَا ... طَوِيل الْقرى لم يعد أَن شقّ بازله) 3 - (فَخر وظيف القرم فِي نصف سَاقه ... وَذَاكَ عقال لَا ينشط عاقله) 4 - (بذلك أَوْصَانِي أبي وبمثله ... كَذَلِك أوصاه قَدِيما أَوَائِله) 5 - وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني   مِمَّا تتمدح بِهِ الْعَرَب 1 - فَاعل جال عَائِد على البرك الْمُتَقَدّم ذكره والني الشَّحْم والكاهل مَا بَين الْكَتِفَيْنِ 2 - القرم الْجمل الشَّاب وَهُوَ بدل من خَيره فِي الْبَيْت قبله والمصعب الْفَحْل الْكَرِيم الَّذِي لَا يبتذل فِي الْعَوَارِض بل يقصر على الضراب وَالضَّمِير فِي فَحلهَا رَاجع إِلَى البرك فِيمَا تقدم والقرى الظّهْر وشق بازله طلع سنه وَذَلِكَ سنّ يطلع للجمال فِي السّنة التَّاسِعَة من أعمارها 3 - فَخر أَي فَسقط والوظيف مستدق الذِّرَاع والعقال مَا يعقل ويربط بِهِ من حَبل وَنَحْوه وَلَا ينشط أَي لَا يحل 4 - وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة إِنِّي لما قُمْت إِلَى ذَلِك البرك تذكر عادتي مَعَه فَطَافَ وتستر مني بِبَعِير هُوَ أعظمه سناما وَأَكْثَره شحما بجمل شَاب كريم قد قصرته على الفحلة طَوِيل الظّهْر لم يُجَاوز عمره تسع سِنِين فضربته بِالسَّيْفِ فَسقط واختلطت يَدَاهُ برجليه وَنزل بِهِ الْمَوْت الَّذِي لَا مناص مِنْهُ وَهَذِه الْأَفْعَال الحميدة لَيست فِينَا بمستحدثة وَإِنَّمَا ورثتها من أبي وَهُوَ ورثهَا من آبَائِهِ قَدِيما 5 - اسْمه زِيَاد بن مُعَاوِيَة أحد بني سعد بن ذبيان ويكنى أَبَا أُمَامَة وَهُوَ شَاعِر جاهلي وَهُوَ فِي الطَّبَقَة الأولى المقدمين على سَائِر الشُّعَرَاء وَهُوَ أحد الْأَشْرَاف الَّذين غض الشّعْر مِنْهُم وَوضع من شَأْنهمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 (لَهُ بِفنَاء الْبَيْت سَوْدَاء فخمة ... تلقم أوصال الْجَزُور العراعر) (بَقِيَّة قدر من قدور تورثت ... لآل الجلاح كَابِرًا بعد كَابر) 3 - (تظل الْإِمَاء يبتدرن قديحها ... كَمَا ابْتَدَرْت سعد مياه قراقر) وَقَالَ الفرزدق تقدّمت تَرْجَمته 4 - (وداع بلحن الْكَلْب يَدْعُو ودونه ... من اللَّيْل سجفا ظلمَة وغيومها) 5 - (دَعَا وَهُوَ يَرْجُو أَن يُنَبه إِذْ دَعَا ... فَتى كَابْن ليلى حِين غارت نجومها)   1 - فنَاء الْبَيْت هُوَ مَا امْتَدَّ من جوانبه وَيَعْنِي بِالسَّوْدَاءِ الْقدر والفخمة الْعَظِيمَة والأوصال المفاصل وَالْجَزُور النَّاقة والعراعر الْعَظِيم الْخلق وَجعل اشتمالها على الأوصال كتلقمها إِيَّاهَا وَالْمعْنَى لهَذَا الممدوح قدر عَظِيمَة كَافِيَة لإطعام من نزل بِهِ من الضيفان تلتقم مَا يوضع فِيهَا من مفاصل الْإِبِل الْكَثِيرَة الشَّحْم وَاللَّحم 2 - بَقِيَّة قدر أَي هِيَ بَقِيَّة قدر وَلم يُوجد كَابر فِي معنى كَبِير إِلَّا فِي هَذَا الْموضع وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْقدر هِيَ قدر من بَقِيَّة قدور ورثهَا عَن آبَائِهِ كَابِرًا عَن كَابر 3 - تظل أَي تدوم والقديح المرق أَو مَا يبْقى فِي أَسْفَل الْقدر فيغرف بِجهْد وقراقر وَاد بالدهناء وَشبه تبادر الْإِمَاء نَحْو الْقدر بتبادر بطُون سعد إِلَى تِلْكَ الْمِيَاه وَالْمعْنَى لَا تزَال الْإِمَاء تتبادر إِلَى تنَاول مرق هَذِه الْقدر للضيفان كَمَا تتبادر بطُون بني سعد إِلَى مَاء قراقر 4 - الْوَاو وَاو رب وَأَرَادَ بالداعي بلحن الْكَلْب المستنبح وَهُوَ الَّذِي يتَكَلَّف نباح الْكَلْب فِي صَوته وَإِنَّمَا فعل ذَلِك إِذْ حَال بَينه وَبَين النَّاظر ستران ظلمَة اللَّيْل وَالْتِبَاس النُّجُوم 5 - غارت نجومها أَي غارت وَذَهَبت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 (بعثت لَهُ دهماء لَيست بلقحة ... تدر إِذا مَا هَب نحسا عقيمها) (كَأَن الْمحَال الغر فِي حجراتها ... عذارى بَدَت لما أُصِيب حميمها) 3 - (غضوبا كحيزوم النامة أحشمت ... بأجواز خشب زَالَ عَنْهَا هشيمها) 4 - (محضرة لَا يَجْعَل السّتْر دونهَا ... إِذا الْمُرْضع العوجاء جال بريمها)   1 - بعثت جَوَاب رب والدهماء السَّوْدَاء وَأَرَادَ بهَا الْقدر والعقيم الرّيح الَّتِي لَيْسَ مَعهَا مطر لِأَنَّهَا لَا تَنْفَع الْأَشْجَار وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة وَرب مُنَاد أظلم عَلَيْهِ اللَّيْل وَلم تضيء لَهُ النُّجُوم ليهتدي إِلَى مَكَان الضِّيَافَة فَصَارَ يصوت بِصَوْت يشبه نباح الْكلاب راجيا أَن يسمعهُ كريم مثل ابْن ليلى فِي وَقت غيبوبة النُّجُوم أرْسلت لَهُ قدرا عَظِيمَة كَثِيرَة الْإِطْعَام فِي أَيَّام الجدب والقحط 2 - الْمحَال فقر الظّهْر واحده محَالة والغر الْبيض والحجرات الجوانب والعذارى الْأَبْكَار وَالْحَمِيم الْقَرِيب الَّذِي يهتم لأَمره وَشبه الْمحَال وفقر الظّهْر فِي نواحي الْقدر وجوانبها وَهِي بَيْضَاء سَمِينَة مَعَ تضمن الْقدر السَّوْدَاء لَهَا بالعذارى الْأَبْكَار وَقد لبسن ثِيَاب السوَاد لما أصبن بِمن يعز عَلَيْهِنَّ وَالْمعْنَى كَأَن قطع اللَّحْم وفقر الظّهْر فِي بياضها وَكَثْرَة شحمها مَعَ سَواد الْقدر وَهِي فِي داخلها أبكار عذارى لبسن السوَاد من الثِّيَاب لفقد الْعَزِيز عَلَيْهِنَّ 3 - غضوبا صفة لدهماء وَجعل غليانها بِمَنْزِلَة الْغَضَب وحيزوم النعامة صدرها وأحمشت أَي أشبعت وقودا تحتهَا والأجواز الأوساط والهشيم الْيَابِس المتكسر من النَّبَات وَالْمعْنَى قدمت لَهُ قدرا كصدر النعامة فِي اتساعها قد اشْتَدَّ غليانها بِمَا وضع تحتهَا من الْوقُود حَتَّى نضج مَا فِيهَا 4 - محضرة أَي لَا يمْنَع مِنْهَا أحد والعوجاء الَّتِي اعوجت هزالًا وجوعا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 1 - وَقَالَ شُرَيْح بن الْأَحْوَص بن جَعْفَر بن كلاب (ومستنبح يَبْغِي الْمبيت ودونه ... من اللَّيْل سجفا ظلمَة وستورها) 3 - (رفعت لَهُ نَارِي فَلَمَّا اهْتَدَى بهَا ... زجرت كلابي أَن يهر عقورها) 4 - (فَاتَ وَإِن أسرى من اللَّيْل عقبَة ... بليلة صدق غَابَ عَنْهَا شَرّ برهَا)   والبريم خيط ينظم فِيهِ خرز فتشده الْمَرْأَة فِي وَسطهَا وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْقدر معدة لكل من يَأْتِيهَا من الضيفان فَلَا يمْنَع مِنْهَا أحد سِيمَا إِذا اشْتَدَّ الْجُوع فِي وَقت الْقَحْط 1 - هُوَ شَاعِر من شعراء الْجَاهِلِيَّة وأمير من أمرائها وَسيد من ساداتها وَكَانَ أَبوهُ الْأَحْوَص رَئِيس بني عَامر يَوْم رحرحان الثَّانِي وَهُوَ يَوْم لبني عَامر بن صعصعة على بني تَمِيم وَكَانَ سَببه أَن الْحَارِث بن ظَالِم قتل خَالِد بن جَعْفَر بن كلاب ثمَّ هرب فَأتى زُرَارَة بن عدس من بني تَمِيم فَأَقَامَ عِنْده فَخرج الْأَحْوَص بن جَعْفَر هُوَ وعشيرته ثائرا بأَخيه فَالْتَقوا برحرحان وَانْهَزَمَ بَنو تَمِيم وَأسر يَوْمئِذٍ معبد بن زُرَارَة أَخُو حَاجِب بن زُرَارَة رَئِيس بني تَمِيم وَكَانَ شُرَيْح ابْنه رَئِيس الْخَيل الَّتِي خرجت فِي طلب الْحَارِث بن ظَالِم 2 - المستنبح طَالب الْقرى ويبغي يطْلب والسجفان الستران 3 - أَن يهر الخ أَرَادَ أَن لَا يهرهر الْكَلْب إِذا صَوت 4 - الْعقبَة شَيْء من اللَّيْل ونوبة مِنْهُ وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة رب مستنبح يطْلب الْمبيت وَقد أظلم عَلَيْهِ اللَّيْل فَلم يهتد أعليت لَهُ نَارِي ليهتدي إِلَى بَيْتِي بضوئها ومنعت الْكلاب من أَن تهر بعد وُصُوله فَقضى ليلته عِنْدِي هادئ البال مستريحا بَعْدَمَا قاسى من شرور السّير وتعب السّفر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 وَقَالَ مِسْكين الدَّارمِيّ تقدّمت تَرْجَمته (كَأَن قدور قومِي كل يَوْم ... قباب التّرْك ملبسة الْجلَال) (كَأَن الموفدين بهَا جمال ... طلاها الزفت والقطران طالي) 3 - (بِأَيْدِيهِم مغارف من حَدِيد ... أشبههَا مقيرة الدوالي) وَقَالَ العكلي 4 - (أعاذل بكيني لأضياف لَيْلَة ... نزور الْقرى أمست بليلا شمالها) 5 - (أعامر مهلا لَا تلمني وَلَا تكن ... خفِيا إِذا الْخيرَات عدت رجالها) 6 - (أرى إبلي تجزي مجازي هجمة ... كثير وَإِن كَانَت قَلِيلا إفالها)   1 - الْمَعْنى أَنه يشبه قدور قومه فِي عظمها واتساعها واسوداد ظواهرها بقباب التّرْك الَّتِي ألبست أغطية سُودًا 2 - أَرَادَ بالموفدين المزاولين لَهَا فِي نصبها وطبخها وإنزالها وأصل الموفد المشرف على الشَّيْء العالي عَلَيْهِ وَالْمعْنَى أَنه يشبه خدمَة الْقدر بالجمال المطلية بالقطران 3 - المقيرة المطلية بالقار وَهُوَ الزفت والدوالي جمع دالية وَهِي دلو يستقى بهَا 4 - أعاذل منادى مرخم عاذلة وبكيني أبْكِي عَليّ إِذا مت ونزور الْقرى أَي يقل من يضيف فِيهَا والبليل الرّيح الْبَارِدَة وَالْمعْنَى يَا عاذلة أبْكِي عَليّ إِذا مت لِأَنِّي أطْعم وَأكْرم الضيفان حِين يقل من يكرمهم 5 - الْمَعْنى أرْفق يَا عَامر فِي عتبك عَليّ وَلَا تلمني بل اتَّخَذَنِي أُسْوَة فاقتد بِي فِي الْكَرم وَمَكَارِم الْأَخْلَاق حَتَّى لَا يخفى أَمرك إِذا عدت رجال الْخيرَات 6 - الهجمة الْقطعَة من الْإِبِل من الْأَرْبَعين إِلَى الْمِائَة والأفال جمع أفيل وَهُوَ مَا اسْتكْمل الْحول وَدخل فِي السّنة الثَّانِيَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 (مثاكيل مَا تنفك أرحل جمة ... ترد عَلَيْهِم نوقها وجمالها) وَقَالَ جَابر بن حَيَّان (فَإِن يقتسم مَالِي بني وإخوتي ... فَلَنْ يقسموا خلقي الْكَرِيم وَلَا فعلي) 3 - (أهين لَهُم مَالِي وَأعلم أنني ... سأورثه الْأَحْيَاء سيرة من قبلي) 4 - (وَمَا وجد الأضياف فِيمَا ينوبهم ... لَهُم عِنْد علات الزَّمَان أَبَا مثلي)   من الْإِبِل 1 - مثاكيل جمع مثكال وَهِي النَّاقة الَّتِي اعتادت أَن تثكل وَلَدهَا أَي تفقده بِمَوْت أَو نَحوه والجمة الْجَمَاعَة ترد فِي الصُّلْح بَين النَّاس والأرحل جمع رَحل وَهُوَ المثوى والمنزل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي أرى إبلي تقوم مقَام كثير من إبل غَيْرِي وَإِن كَانَت قَليلَة الفصلان وَهِي دَائِما تفقد أَوْلَادهَا لِكَثْرَة مَا أنحره للضيوف مِنْهَا وَلَا تزَال مأوى جمَاعَة تصرف إِلَيْهِم إِذا وردوا ذكورها وإناثها أما إناثها فللحلب وَأما ذكورها فللفحل 2 - الْمَعْنى أَن اقتسم مَالِي أَوْلَادِي وإخوتي فَلَنْ يقتسموا مَا تفردت بِهِ من خلق كريم وَفعل جميل أعدهما لزواري 3 - أهين لَهُم مَالِي هَذَا كِنَايَة عَن بذل مَاله وسخاء يَده وَالضَّمِير فِي لَهُم يعود على الزوار والأضياف المفهومين من الْبَيْت السَّابِق وَالضَّمِير فِي قَوْله سأورثه لِلْمَالِ أَي سأورث مَالِي الْأَحْيَاء وَقَوله سيرة من قبلي مَنْصُوب بِفعل مُقَدّر كَأَنَّهُ قَالَ أَسِير فِيمَا أتركه سيرة أسلافي وَالنَّاس قبلي وَيُشِير بِهَذَا إِلَى الْحَالة الْمُعْتَادَة الَّتِي تجْرِي مجْرى الشيم والعادات وَالْمعْنَى أَنِّي أهين مَالِي لزواري وأضيافي مَعَ علمي بأنني سأترك مَالِي للْوَرَثَة بعدِي وأسير فِيمَا أتركه سيرة أسلافي وَالنَّاس قبلي 4 - علات الزَّمَان مكارهه وشدائده وَجعل نَفسه أَبَا الأضياف لِأَنَّهُ يحنو عَلَيْهِم حنو الْأَب وَهَكَذَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 وَقَالَ حَاتِم تقدّمت تَرْجَمته (وعاذلة قَامَت بلَيْل تلومني ... كَأَنِّي إِذا أَعْطَيْت مالى أضيمها) (أعاذل إِن الْجُود لَيْسَ بمهلكي ... وَلَا مخلد النَّفس الشحيحة لؤمها) 3 - (وتذكر أَخْلَاق الْفَتى وعظامه ... مغيبة فِي اللَّحْد بَال رميمها) 4 - (وَمن يبتدع مَا لَيْسَ من خيم نَفسه ... يَدعه ويغلبه على النَّفس خيمها) وَقَالَ أَيْضا 5 - (أكف يَدي عَن أَن ينَال التماسها ... أكف صَحَابِيّ حِين حاجتنا مَعًا)   كَانَت عَادَة الْعَرَب وَالْمعْنَى لم يجد الأضياف والنازلون فِيمَا يصيبهم من حوادث الدَّهْر ونوائبه رجلا شفوقا عَلَيْهِم مثل كَالْأَبِ الشفوق الرَّحِيم 1 - الْوَاو وَاو رب وهبت أَي قَامَت من نومها وَإِنَّمَا كَانَ اللوم فِي اللَّيْل لِأَنَّهَا لَا تتمكن من ذَلِك بِالنَّهَارِ لاشتغاله بِخِدْمَة الأضياف وأضيمها أظلمها وبابه بَاعَ 2 - عاذل مرخم عاذلة 3 - الرميم الْعظم الْبَالِي 4 - الخيم الطبيعة والخلق وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة وَرب لائمة اجتهدت فِي عذلي موجهة اللوم فِيمَا أنفقهُ من مَالِي للأضياف كَأَنَّهَا رَأَتْ إنفاقي المَال ظلما لَهَا وانشقاصا من حَقّهَا قلت لَهَا يَا عاذلة إِن كرمي وجودي لَا يهلكني وَإِن النَّفس البخيلة بِمَا عِنْدهَا من المَال لَا يخلدها لؤمها فِي الدُّنْيَا وَأَن أَخْلَاق الرجل الْكَرِيم ومكارمه لَا تزَال تذكر وَهُوَ مغيب فِي قَبره بالية عِظَامه وَأَن الَّذِي يختلق ويبتدع مَا لم يكن من خلقه وطبيعته لَا بُد من أَن يَأْتِي عَلَيْهِ يَوْم يتْركهُ فِيهِ وَيرجع إِلَى ضريبته وأخلاقه 5 - أكف يَدي أَن أقبضها وَقَوله حاجتنا مَعًا أَي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 (أَبيت هضيم الكشح مضطمر الحشا ... من الْجُوع أخْشَى الذَّم أَن أتضلعا) (وَإِنِّي لأستحيي رفيقي أَن يرى ... مَكَان يَدي من جَانب الزَّاد أقرعا) 3 - (وَإنَّك مهما تعط بَطْنك سؤله ... وفرجك نالا مُنْتَهى الذَّم أجمعا) وَقَالَ أَيْضا 4 - (أما وَالَّذِي لَا يعلم السِّرّ غَيره ... ويحيي الْعِظَام الْبيض وَهِي رَمِيم) 5 - (لقد كنت أخْتَار الْقرى طاوي الحشا ... مُحَافظَة من أَن يُقَال لئيم) 6 - (وَإِنِّي لأستحيي يَمِيني وَبَينهَا ... وَبَين فمي داجى الظلام بهيم)   كلنا جَائِع فحاجته إِلَى الطَّعَام كحاجة صَاحبه وَالْمعْنَى أَنِّي أَقبض يَدي إِذا جلسنا على الطَّعَام إيثارا لِأَصْحَابِي خوفًا من نفاد الزَّاد فِي حَال احتياجنا كلنا إِلَى الطَّعَام والزاد 1 - أَبيت هضيم الكشح هَذَا يدل على أَنه كَانَ يُؤثر أضيافه بِالْأَكْلِ على نَفسه وَقت الْحَاجة والهضيم الضامر والكشح مَا بَين الخاصرة إِلَى الضلع والمضطمر المهزول وتضلع الرجل إِذا امْتَلَأَ من الزَّاد وَالْمعْنَى أَنِّي أَبيت ضامر الْبَطن مهضوم الحشا لَا أمتلئ طَعَاما مَخَافَة أَن أَذمّ عَلَيْهِ 2 - أَرَادَ بالأقرع الْخَالِي من الطَّعَام وَالْمعْنَى إِنِّي لأَسْتَحي مِمَّن يجالسني على الطَّعَام أَن يرى مَا يليني من الْمَائِدَة خَالِيا 3 - السؤل المسؤول وَأَرَادَ بِهِ مَا يشتهيه وَالْمعْنَى أَن الشَّخْص إِذا أعْطى بَطْنه وفرجه مَا يَشْتَهِي وَاتبع هَوَاهُ بِقَضَاء مَا تزينه لَهُ نَفسه من شهواتها أَصَابَهُ من النَّاس مُنْتَهى الذَّم والشتم 4 - الرميم الْبَالِي 5 - لقد كنت الخ جَوَاب الْقسم ومحافظة مفعول لَهُ 6 - بهيم أَي شَدِيد الظلمَة لَا وضح فِيهِ وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 1 - وَقَالَ رجل من آل حَرْب (باتت تلوم وتلحاني على خلق ... عودته عَادَة والجود تعويد) 3 - (قَالَت أَرَاك بِمَا أنفقت ذَا سرف ... فِيمَا فعلت فَهَلا فِيك تصريد) 4 - (قلت أتركيني أبع مَالِي بمكرمة ... يبْقى ثنائي بهَا مَا أَوْرَق الْعود) 5 - (إِنَّا إِذا مَا أَتَيْنَا أَمر مكرمَة ... قَالَت لنا أنفس حربية عودوا)   أقسم بِالَّذِي لَا يعلم السِّرّ غَيره ويحيي الْخلق بعد فنائهم لقد كنت أوثر أَن أقرى الضيفان وَأَنا جَائِع اتقاء ذمِّي ونسبتي إِلَى اللؤم وَأَنِّي لفي غَايَة من الْحيَاء إِذا أكلت وحدي وَلم أوقد النَّار فِي اللَّيْل ليهتدي إِلَى بَيْتِي الأضياف والمسافرون 1 - ذكر الْمَدَائِنِي أَن السفاح أَمر بقتل رجل من بني أُميَّة فتبعته امْرَأَته وَابْنه الصَّغِير وَجعل يفرق أَمْوَاله وَامْرَأَته تَقول ولدك ولدك فَقَالَ هَذِه الأبيات 2 - تلحاني أَي تعذلني وتوبخني وَمعنى والجود تعويد أَن الْجُود إِذا صَار عَادَة للْإنْسَان لم يُمكنهُ مُفَارقَته وَلَا ينفع اللوم فِيهِ 3 - التصريد التقليل من كل شَيْء يُقَال صرد لَهُ عطاءه أَي أعطَاهُ قَلِيلا قَلِيلا 4 - مَا أَوْرَق الْعود مَا مَصْدَرِيَّة ظرفية وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة أَن لائمة لامتني فِي اللَّيْل وعذلتني على سخائي وكرمي الَّذِي هُوَ طبيعي فِي وَإِن كَانَ النَّاس يتعلمونه تعلما ويتكلفونه فَقَالَت لي إِن كَثْرَة إنفاقك سرف وتبذير فقلل وَأمْسك عَلَيْك مَالك فَقلت لَهَا دعيني أَشْتَرِي بِمَالي مَكَارِم يَدُوم مدح النَّاس لي بِسَبَبِهَا مَا أدام الله الْحَيَاة فِي النَّبَات 5 - أنفس حربية منسوبة إِلَى حَرْب بن أُميَّة وَالْمعْنَى نَحن قوم إِذا عَملنَا عملا من أَعمال الْكَرم أمرتنا وحرضتنا أَنْفُسنَا أَن نكرره ونزداد من مثله لِأَن الْكَرم طبيعتنا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 وَقَالَ أَبُو كدراء الْعجلِيّ (يَا أم كدراء مهلا لَا تلوميني ... إِنِّي كريم وَإِن اللوم يُؤْذِينِي) (فَإِن بخلت فَإِن الْبُخْل مُشْتَرك ... وَإِن أجد أعْط عفوا غير ممنون) 3 - (لَيست بباكية إبلي إِذا فقدت ... صوتي وَلَا وارثي فِي الْحَيّ يبكيني) 4 - (بنى البناة لنا مجدا ومكرمة ... لَا كالبناء من الْآجر والطين) وَقَالَ عتبَة بن بجير وَقيل أَنَّهَا لمسكين الدِّرَامِي 5 - (لِحَافِي لِحَاف الضَّيْف وَالْبَيْت بَيته ... وَلم يلهني عَنهُ غزال مقنع) 6 - (أحدثه إِن الحَدِيث من الْقرى ... وَتعلم نَفسِي أَنه سَوف يهجع)   وَرِثْنَاهَا عَن جدنا الْأَعْلَى حَرْب بن أُميَّة 1 - مهلا أَي رفقا وَالْمعْنَى يَا أيتها الْمَرْأَة ترفقي بِي وأقلعي عَن لومي على مَا أَنا فِيهِ من السخاء والجود لِأَن ذَلِك طبيعتي وَخلقِي فأكره أَن أسمع لوما وعذلا لِأَن ذَلِك يؤلمني ويوجعني 2 - عفوا غير ممنون أَي فضلا لَا يَنْقَطِع وَالْمعْنَى إِن بخلت كَانَ لي فِي الْبُخْل شُرَكَاء كَثِيرُونَ وَإِن جدت كنت فِي الْجُود مثل من يتَصَرَّف فِي ملكه 3 - يبكيني أَي يبكي عَليّ مَعْنَاهُ لَا أُبْقِي من إبلي إِلَّا مَا يفضل عَن إفضالي 4 - الْمَعْنى أَن أسلافي بنوا لي مجدا وكرما فأحتاج إِلَى أَن أقتدي بهم وَأَعْمر خططهم وَإِن لم تكن من الْآجر والطين 5 - كنى بالغزال الْمقنع عَن ذِي الْوَجْه الْجَمِيل 6 - يهجع ينَام وَمعنى الْبَيْتَيْنِ كل مَا أملكهُ فَهُوَ ملك للضيف وَلَيْسَ يلهيني عَنهُ مَا يلهي النَّاس وَإِنِّي لَا أقتصر على إطعامه بل لَا أَزَال أحدثه وأونسه حَتَّى ينَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 1 - وَقَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ (ودهم تصاديها الولائد جلة ... إِذا جهلت أجوافها لم تحلم) 3 - (ترى كل هرجاب لجوج لهمة ... زفوف بشلو الناب هوجاء عيلم) 4 - (لَهَا لغط جنح الظلام كَأَنَّهُ ... عجارف غيث رائح متهزم)   1 - أحد بني باهلة وَكَانَ من شعراء الْجَاهِلِيَّة وَأدْركَ الْإِسْلَام فَأسلم وغزا مغازي الرّوم وَأُصِيب بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ هُنَاكَ ثمَّ نزل الشَّام وَتُوفِّي فِي زمن عُثْمَان بعد أَن بلغ سنا عالية وَهُوَ أحد عوران قيس وهم خَمْسَة شعراء تَمِيم بن أبي مقبل والراعي والشماخ وَابْن أَحْمَر وَحميد بن ثَوْر وَكَانَ عمر وشاعرا فصيحا مقدما معدودا من المجيدين 2 - المُرَاد بالدهم الْقُدُور السود وتصاديها تداريها بِالنّصب والإنزال والولائد جمع وليدة وَهِي الْأمة والجلة الْعَظِيمَة الْكَبِيرَة وَالْمعْنَى وَرب قدور كَثِيرَة تدير شؤونها الْإِمَاء والخدم إِذا اشْتَدَّ غليانها لَا تسكن بعد ذَلِك كالأحمق الَّذِي إِذا اشْتَدَّ غَضَبه لَا يحلم أبدا قدمت مَا فِيهَا من اللَّحْم والمرق للضيفان 3 - الهرجاب الطَّوِيلَة من النوق وَقيل السريعة مِنْهَا وَأَرَادَ بِهِ عظم الْقدر وَسُرْعَة إنضاجها للحم واللجوج الشَّديد الصَّوْت ولهمة أَي تلتقم مَا يلقى فِيهَا والزفوف السَّرِيع والشلو الْعُضْو والهوجاء الَّتِي فِيهَا هوج أَي طيش وَسُرْعَة والعيلم المَاء الْكثير الغزير وكل هَذِه الصِّفَات استعارها للقدر 4 - اللَّغط اخْتِلَاط الْأَصْوَات والعجارف الأمطار الشَّدِيدَة مَعَ الرَّعْد وَالرِّيح والرائح الْآتِي والمتهزم الَّذِي لَهُ هزيم وَهُوَ صَوت الرَّعْد وكل هَذِه الصِّفَات استعارها للقدر أَيْضا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 (إِذا ركدت حول الْبيُوت كَأَنَّمَا ... ترى الْآل يجْرِي عَن قنابل صيم) وَقَالَ المرار الفقغسي تقدّمت تَرْجَمته (آلَيْت لَا أُخْفِي إِذا اللَّيْل جنني ... سنا النَّار عَن سَار وَلَا متنور) 3 - (فيا موقدي نَارِي ارفعاها لَعَلَّهَا ... تضيء لسار آخر اللَّيْل مقتر) 4 - (وماذا علينا أَن يواجه نارنا ... كريم الْمحيا شاحب المتحسر) 5 - (إِذا قَالَ من أَنْتُم ليعرف أَهلهَا ... رفعت لَهُ باسمي وَلم أتنكر)   1 - الْآل السراب وَهُوَ مَا يرى حِين اشتداد الْحر كَالْمَاءِ عَن بعد والقنابل جماعات الْخَيل والصيم الواقفات من الْخَيل وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة أَنه يُشِير إِلَى أَنه بلغ الْغَايَة فِي الْكَرم حَتَّى اصْطنع قدورا تشبه الْإِبِل فِي الْعظم والرعد والبرق والغيث فِي شدَّة الغليان وَكَثْرَة المرق وبخارها حينما تنزل عَن النَّار يشبه السراب النَّازِل عَن ظُهُور الْخَيل 2 - آلَيْت حَلَفت وجنه اللَّيْل ستره والسنا الضَّوْء والساري الْمُسَافِر لَيْلًا وَالْمعْنَى حَلَفت أَنِّي لَا أحجب ضوء نَار قراي عَن مُسَافر وَلَا قَاصد 3 - المقتر البائس المفتقر 4 - شاحب المتحسر أَي متغير مَا يَبْدُو مِنْهُ كالوجه وَالْيَد وَالرجل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنه يُنَادي خدمه وعبيده قَائِلا ارفعا النَّار وأضرماها رَجَاء أَن تضيء لفقير مُسَافر آخر اللَّيْل فيهتدي بهَا إِلَى النُّزُول عندنَا وَأي ضَرَر يلحقنا إِذا نظر نارنا رجل كريم الْوَجْه طلقه مَعَ تغير وَجهه وَيَديه وَرجلَيْهِ من تَعب السّفر 5 - الْمَعْنى إِذا جَاءَنَا الضَّيْف وَقَالَ من أَنْتُم ليعرف أهل هَذِه النَّار أخْبرته باسمي وَلم أتنكر ليجاوزني إِلَى غَيْرِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 (فبتنا بِخَير من كَرَامَة ضيفنا ... وبتنا نهيي طعمه غير ميسر) وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد الْعَبْسِي تقدّمت تَرْجَمته (أرى أم حسان الْغَدَاة تلومني ... تخوفني الْأَعْدَاء وَالنَّفس أخوف) 3 - (لَعَلَّ الَّذِي خوفتنا من أمامنا ... يصادفه فِي أَهله المتخلف) 4 - (إِذا قلت قد جَاءَ الْغنى حَال دونه ... أَبُو صبية يشكو المفاقر أعجف) 5 - (لَهُ خلة لَا يدْخل الْحق دونهَا ... كريم أَصَابَته حوادث تجرف) وَقَالَ يزِيد بن الطثرية تقدّمت تَرْجَمته   1 - الطّعْم الطَّعَام وَالْميسر الْقمَار وَالْمعْنَى أننا لما أكرمنا ضيفنا اطمأننا وسكنا فكأنا أصبْنَا خيرا وبتنا نهدي من لحم مَا ذبحناه لَهُ لجيراننا وَلم يكن مَا نحرناه لقمار فَيكون لنا فِيهِ شُرَكَاء بل كَانَ للضيف فَلَا شريك لنا فِيهِ 2 - الْمَعْنى أَن أم حسان تعذلني وتخوفني الْخُرُوج إِلَى أعدائي وَالنَّفس أخوف فَإِن الْمَوْت يلْحق الْمُقِيم كَمَا يلْحق الْمُسَافِر 3 - يُرِيد أَن الْمَوْت الَّذِي تخوفني مِنْهُ يخَاف مِنْهُ المتخلف الْمُقِيم فِي أَهله المستقر عِنْدهم لَا الْمُتَقَدّم إِلَى الْعَدو 4 - المفاقر الْحَاجَات جمع فقر على غير قِيَاس وأعجف أَي هزيل من الضّر وَالْمعْنَى أننا إِذا جَمعنَا المَال للغنى جَاءَنَا فَقير هزيل ذُو عِيَال فَنُعْطِيه وننفق مِنْهُ وَهَذِه حَالنَا مَعَ غَيره 5 - الْخلَّة الْحَاجة وَالْحق الْقَرَابَة هُنَا وتجرف أَي تذْهب بِالْمَالِ كَمَا تذْهب المجرفة بِمَا يجرف بهَا وَالْمعْنَى أَن أَبَا الصبية الَّذِي جَاءَنَا لَهُ حَاجَة لَا تجاوزها الْقَرَابَة وَهُوَ كريم أَصَابَته حوادث الدَّهْر ونوائبه الَّتِي ذهبت بِمَالِه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 (إِذا أرسلوني عِنْد تَقْدِير حَاجَة ... أمارس فِيهَا كنت نعم الممارس) (ونفعى نفع الموسرين وَإِنَّمَا ... سوامي سوام المقترين المفالس) وَقَالَ الْأَقْرَع بن معَاذ 3 - (إِن لنا صرمة تلفى مخيسة ... فِيهَا معاد وَفِي أَرْبَابهَا كرم) 4 - (تسلف الْجَار شربا وَهِي حائمة ... وَلَا يبيت على أعناقها قسم)   1 - أمارس أعاني وَجُمْلَة أمارس صفة لحَاجَة 2 - السوام الْأَنْعَام الراعية والمقتر الْفَقِير والمفالس جمع مُفلس وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنه يصف نَفسه بِحسن التأني فِي الْأُمُور يَقُول بلغ مني التدبر فِي الْأُمُور أَنهم إِذا أرسلوني لحَاجَة مَوْصُوفَة بكوني أعاني فِيهَا بذلت قصارى جهدي فِي قَضَائهَا وَكنت خير رجل قَامَ بِمِثْلِهَا وَإِن نفعي للنَّاس نفع الْأَغْنِيَاء الباذلين وَإِن كَانَ مَالِي قَلِيلا لِأَنِّي غَنِي النَّفس 3 - الصرمة من الْإِبِل نَحْو الْأَرْبَعين والمخيسة الَّتِي لم تسرح وَلكنهَا حبست للنحر أَو الْقسم وَقَوله فِيهَا معاد أَي يعود فِيهَا العفاة يصيبون مرّة بعد أُخْرَى وَالْمعْنَى أَن لنا إبِلا ترَاهَا محبوسة حول بُيُوتنَا للنحر أَو الْقسم وفيهَا يعود العفاة يصيبون مِنْهَا مرّة بعد أُخْرَى وَكلما عَاد العفاة وجدوا كرما فِي أَصْحَابهَا 4 - تسلف أَي تقدم وَالْجَار نصب على نزع الْخَافِض أَي تقدم إِلَى الْجَار وَالشرب المَاء وَأَرَادَ بِهِ هُنَا اللَّبن والحائم العطشان الَّذِي يحوم حول المَاء وَقَوله وَلَا يبيت على أعناقها قسم يُرِيد لَا نقسم عَلَيْهَا أَن لَا تنحر أَو توهب وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْإِبِل تروي الْجَار من لَبنهَا وَهِي عطاش وَإِلَّا نقسم عَلَيْهَا أَن لَا تنحر وَلَا توهب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 (وَلَا تسفه عِنْد الْحَوْض عطشتها ... أَحْلَامنَا وشريب السوء يحتدم) (يَزْرَعهَا الله من جنب ويحصدها ... فَلَا يقوم لما يَأْتِي بِهِ الصرم) 3 - (إِن أخلف الضَّيْف رسل عِنْد حاجتنا ... لم يخلف الضَّيْف من أصلابها دسم) 4 - وَقَالَ يزِيد بن الجهم الْهِلَالِي ويروي لحميد بن ثَوْر 5 - (لقد أمرت بالبخل أم مُحَمَّد ... فَقلت لَهَا حثي على الْبُخْل أحمدا) 6 - (فَإِنِّي امرء عودت نَفسِي عَادَة ... وكل امْرِئ جَار على مَا تعودا)   1 - وَلَا تسفه عِنْد الْحَوْض أَي لَا نواثب النَّاس الوراد عِنْد الْحَوْض فننسب إِلَى السَّفه والطيش والأحلام الْعُقُول والشريب المشارك فِي الشّرْب واحتدم تحرق غيظا وَالْمعْنَى إِذا أوردنا إبلنا المَاء وَبهَا عَطش لَا نزاحم الموردين فَيكون عطشها سفها لعقولنا وَقد يَحْتَرِق شريك السوء غيظا 2 - الصرم الْقطع وَالْجنب هُنَا مُعظم الشَّيْء وَأَكْثَره وَالْمعْنَى نطلب من الله تَعَالَى أَن يحيي لنا إبلنا وينشئها من إبل كَثِيرَة عَظِيمَة لنكرم بهَا الضيفان فَلَا يحول بَيْننَا وَبَين مَا يَأْتِي بِهِ الله الْقطع 3 - الرُّسُل اللَّبن وَالْمعْنَى أَنَّهَا إِن لم تدر اللَّبن للضيف فَلَا نحرمه من أَن نطعمه من لحومها 4 - هُوَ حميد بن ثَوْر بن عبد الله أحد بني هِلَال بن عَامر بن صعصعة شَاعِر إسلامي وقرنه مُحَمَّد بن سَلام بنهشل بن حري وَأَوْس بن مغراء وَأدْركَ حميد بن ثَوْر عمر بن الْخطاب وَقَالَ الشّعْر فِي أَيَّامه 5 - أم مُحَمَّد هِيَ زَوجته وَأحمد اسْم علم لولد لَهَا أَو قريب مِنْهَا 6 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَن امْرَأَته حينما رَأَتْهُ كَرِيمًا أمراته بالبخل فَقَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 (أحين بدا فِي الرَّأْس شيب وَأَقْبَلت ... إِلَيّ بَنو عيلان مثنى وموحدا) (رَجَوْت سقاطي واعتلالى ونبوتي ... وَرَاءَك عني طَالقا وارحلي غَدا) وَقَالَ آخر 3 - (إِنِّي وَإِن لم ينل مَالِي مدى خلقي ... فياض مَا ملكت كفاي من مَال) 4 - (لَا أحبس المَال إِلَّا ريث أتْلفه ... وَلَا تغيرني حَال إِلَى حَال) وَقَالَ سوَادَة الْيَرْبُوعي   لَهَا لَا تحمليني على الْبُخْل بل احملي قريبك أَحْمد لِأَنِّي امْرُؤ كريم قد عودت نَفسِي الْكَرم فَلَا أحولها عَنهُ وكل إِنْسَان آخذ بِمَا تعود عَلَيْهِ 1 - مثنى معدول عَن اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ وموحد معدول عَن وَاحِد وَاحِد 2 - السقاط أَن لَا فعل الْإِنْسَان يفعل الْكِرَام وَأَن لَا يذهب مَذْهَبهم ويسلك طريقهم والاعتلال التعلل أَرَادَ بِالنُّبُوَّةِ الْبعد وَقَوله وَرَاءَك عني أَي ابعدي عني وطالقا نصب على الْحَال من قَوْله وَرَاءَك وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أوقت أَن اشتعل الشيب فِي رَأْسِي وَقد أَقبلت بَنو عيلان نحوي معلقين آمالهم بِي رَجَوْت وأملت سقاطي واعتلالي وبعدي عَن الطالبين لعطائي مَعَ تجربتي واجتماع هَذِه الْأَحْوَال فِي وَلم يوافقك مَا أصنع من الْكَرم فابعدي عني طَالقا وارحلي 3 - المدى الْغَايَة والفياض الْكثير الْعَطاء 4 - الريث البطء وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي وَإِن لم يكن لي مَال كثير يَفِي بِكُل مَا ترغب فِيهِ أخلاقي الطّيبَة من الْكَرم فَأَنا كثير الْعَطاء والبذل لما فِي يَدي وَلَا أمسك مَا عِنْدِي من المَال إِلَّا مُدَّة مَا أنفقهُ وَلَا أتحول عَن خلقي بتحول الزَّمَان وَالْأَيَّام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 (أَلا بكرت مي عَليّ تلومني ... تَقول أَلا أهلكت من أَنْت عائله) (ذَرِينِي فَإِن الْبُخْل لَا يخلد الْفَتى ... وَلَا يهْلك الْمَعْرُوف من هُوَ فَاعله) 3 - وَقَالَ حطائط بن يعفر أَخُو الْأسود بن يعفر النَّهْشَلِي 4 - (تَقول ابْنة الْعباب رهم حربتنا ... حطائط لم تتْرك لنَفسك مقْعدا) 5 - (إِذا مَا أفدنا صرمة بعد هجمة ... تكون عَلَيْهَا كَابْن أمك أسودا) 6 - (فَقلت وَلم أعي الْجَواب تبيني ... أَكَانَ الهزال حتف زيد وأربدا)   1 - عاله كفله وَكَفاهُ 2 - ذريتي اتركيني وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن هَذِه الْمَرْأَة استعجلت بلومي وَقَالَت قد ضيعت بِكَثْرَة إنفاقك من أَنْت كافله وقائم بشؤونه وَلم تبْق لَهُ مَا يتعيش بِهِ من المَال ببذلك للضيفان فَقلت لَهَا اتركيني فَإِن بخل الشَّخْص لَا يزِيد فِي عمره وَإِن فعل الْخَيْر لَا ينقص من عمر فَاعله 3 - وجدهما عبد الْأسود بن جندل بن نهشل وحطائط أَخُو الْأسود شَاعِر جاهلي مقل وَهَذَا الشّعْر يَقُوله لأمه رهم بنت الْعباب وَقد لامته على جوده وعاتبته 4 - ابْنة الْعباب هِيَ أم الشَّاعِر ورهم اسْمهَا وحربتنا أَي سلبتنا مالنا الَّذِي نَعِيش بِهِ وَتَرَكتنَا فُقَرَاء وحطائط منادى وَقَوله لم تتْرك الخ تَقول الْعَرَب مَا ترك لَك مقَاما وَلَا مقْعدا أَي لم يبْق لَك مَا يمكنك الْإِقَامَة فِيهِ وَالْقعُود بِهِ 5 - أفدنا بِمَعْنى استفدنا والصرمة من الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين من الْإِبِل والهجمة من الْأَرْبَعين إِلَى مَا زَادَت وَقَوله تكون عَلَيْهَا الخ أَي تعود عَلَيْهَا سالكا طَرِيق أَخِيك الْأسود بن يعفر فِي بذل المَال 6 - أعي الْجَواب أَي لم أعجز عَنهُ وتبيني بِمَعْنى تبصري وَقَوله أَكَانَ الهزال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 (أريني جوادا مَاتَ هزلا لعلني ... أرى مَا تَرين أَو بَخِيلًا مخلدا) وَقَالَ الْمقنع الْكِنْدِيّ تقدّمت تَرْجَمته (نزل المشيب فَأَيْنَ تذْهب بعده ... وَقد ارعويت وحان مِنْك رحيل) 3 - (كَانَ الشَّبَاب خَفِيفَة أَيَّامه ... والشيب محمله عَليّ ثقيل) 4 - (لَيْسَ الْعَطاء من الفضول سماحة ... حَتَّى تجود وَمَا لديك قَلِيل)   الخ أَي هَل كَانَ الْفقر والهزال سَبَب موت من مَاتَ من عشيرتنا 1 - أريني جوادا أَي دليني عَلَيْهِ وعرفيني مَكَانَهُ والهزل هُنَا الهزال والضعف وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة أَنَّهَا لامته على كرمه وَقَالَت سلبت مَالك وضيعته وَلم تبْق لنَفسك مَا يمكنك من الْمَعيشَة وَلَا مَكَانا تقعد فِيهِ وَكلما ملكنا عددا من الْإِبِل جدت بِهِ بعد أَن جدت من قبله بِعَدَد أَكثر مِنْهُ مثل مَا يفعل أَخُوك أسود فأجبتها وَلم أعجز عَن الْجَواب تبصري وتأملي هَل كَانَ الْفقر والهزال سَبَب موت من مَاتَ من عشيرتنا أَو قلت لَهَا دليني على مَكَان جواد منا أَو من غَيرنَا أَمَاتَهُ الضّر أَو بخيل زَاد بخله فِي عمره لعَلي أهتدي بهديك وأطاوعك وأرجع إِلَى مَا تريدين 2 - ارعوى عَن الشَّيْء انْصَرف عَنهُ وَالْمعْنَى نزل بك مُنْذر الْمَوْت وَقرب انْقِضَاء أَجلك فَيَنْبَغِي أَن تقدم بَين يَدي موتك مَا يجب من الْكَرم والخيرات 3 - محمله أَي حمله وَالْمعْنَى أَن الشَّبَاب وَهُوَ زمَان اللَّهْو قد انْقَضتْ أَيَّامه وَجَاءَت أَيَّام الشيب وَهِي أَيَّام التفكر وَالِاعْتِبَار وَترك الْهوى 4 - الفضول مَا فضل عَنْك بعد حوائجك وَالْمعْنَى أَن الْعَطاء من الفضول لَا يُقَال لَهُ جود وسماحة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 وَقَالَ جؤية بن النَّضر (قَالَت طريفة مَا نبقى دراهمنا ... وَمَا بِنَا سرف فِيهَا وَلَا خرق) (إِنَّا إِذا اجْتمعت يَوْمًا دراهمنا ... ظلت إِلَى طرق الْمَعْرُوف تستبق) 3 - (مَا يألف الدِّرْهَم الصياح صرتنا ... لَكِن يمر عَلَيْهَا وَهُوَ منطلق) 4 - (حَتَّى يصير إِلَى نذل يخلده ... يكَاد من صره إِيَّاه ينمزق) 5 - وَقَالَ زرْعَة بن عَمْرو   وَإِنَّمَا الْجُود والسماحة أَن يجود الْإِنْسَان بِكَثِير مَاله وقليله 1 - طريفة اسْم امْرَأَة وَقَوله وَمَا بِنَا الخ الْوَاو فِيهِ للْحَال والسرف التبذير والخرق إِجْرَاء الْأَمر على غير مجْرَاه وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْمَرْأَة قَالَت إِن دراهمنا تذْهب وَلَا تبقى وَلَيْسَ ذَلِك لتبذير فِيهَا أَو عدم حسن تصرف 2 - الْمَعْنى أَنا إِذا جَمعنَا الدَّرَاهِم يَوْمًا أنفقناها فِي طرق الْمَعْرُوف وَالْخَيْر 3 - الْمَعْنى بلغ من جودنا وكرمنا إِن الدِّرْهَم الَّذِي لَهُ صَوت صَار لَا يألف صرتنا بل يمر عَلَيْهَا وَلَا يسْتَقرّ 4 - النذل اللَّئِيم والانمزاق الانخراق وَالْمعْنَى أَن الدَّرَاهِم لَا يخزنها إِلَّا اللَّئِيم الْبَخِيل يكَاد من شدَّة حرصه عَلَيْهَا وصره إِيَّاهَا تنخرق بِخِلَاف الْكَرِيم فَإِنَّهُ لَا يدخرها عِنْده وَلَا يحرص عَلَيْهَا بل ينفقها 5 - وجده خويلد بن نفَيْل ابْن عمر بن كلاب شَاعِر أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَشهد يَوْم رحرحان وَكَانَ فَارِسًا شجاعا وَأَخُوهُ يزِيد بن عَمْرو وَكَانَ أَيْضا شجاعا مقدما وَشهد أَيْضا ذَلِك الْيَوْم وَكَانَا مَعَ أَبِيهِمَا عَمْرو بن خويلد وَكَانَا إِذا أَقبلَا نظر إِلَيْهِمَا النَّاس لحسنهما وجمالهما ونضرة شبابهما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 (وأرملة تنوء على يَديهَا ... من الضراء أَو قصَص الهزال) (خلطت بغثها سمني فأضحت ... شريكة من يعد من الْعِيَال) 3 - (وأفنتني اللَّيَالِي أم عَمْرو ... وحلي فِي التنائف وارتحالي) 4 - (وتربيتي الصَّغِير إِلَى مداه ... وتأميلي هلالا عَن هِلَال) 5 - وَقَالَ عبد الله بن الحشرج الْجَعْدِي   1 - الْوَاو وَاو رب وتنوء أَي تنهض بِجهْد وتعتمد على يَديهَا وَقَوله أَو قصَص الهزال أَي دنو الْمَوْت مِنْهَا 2 - خلطت جَوَاب رب والغث المهزول والسمين ضِدّه وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَرب امْرَأَة شَدِيدَة الضّر قد أعياها الْفقر والجوع الْمدنِي من الْمَوْت إِلَى أَن تعتمد إِذا قَامَت على يَديهَا لما لحقها من الهزال تفقدت أحوالها وجعلتها من جملَة عيالي 3 - الْحل الْحُلُول والتنوفة الْمَفَازَة 4 - مداه أَي غَايَته وهلالا عَن هِلَال أَي هلالا بعد هِلَال وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن مُرُور اللَّيَالِي وَكَثْرَة الْأَسْفَار أكلت لحمي وأضعفت قواي وَكَذَلِكَ تربيتي الصَّغِير حَتَّى يبلغ أشده وانتظاري الشَّهْر بعد الشَّهْر أعياني أَيْضا 5 - وجده الْأَشْهب بن ورد بن عَمْرو بن ربيعَة بن جعدة وَكَانَ عبد الله شَاعِرًا إسلاميا وَسَيِّدًا من سَادَات قيس وأميرا من أمرائها جوادا ممدحا ولي أَكثر أَعمال خُرَاسَان وَفَارِس وكرمان وَكَانَ أَبوهُ الحشرج بن الْأَشْهب سيدا شَاعِرًا وأميرا كَبِيرا وَكَانَ عَمه زِيَاد بن الْأَشْهب شريفا سيدا وَكَانَ زِيَاد قد سَار إِلَى عَليّ ليصلح بَينه وَبَين مُعَاوِيَة على أَن يوليه الشَّام فَأبى عَليّ وَلم يجبهُ إِلَى ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 (أَلا بكرت تلومك أم سلم ... وَغير اللوم أدنى للسداد) (وَمَا بذلي تلادي دون عرضي ... بإسراف أميم وَلَا فَسَاد) 3 - (فَلَا وَأَبِيك مَا أعطي صديقي ... مكاشرتي وأمنعه تلادي) 4 - (وَلَكِنِّي امروء عودت نَفسِي ... على علاتها جرى الْجواد) 5 - (مُحَافظَة على حسبي وأرعى ... مساعي آل ورد والرقاد) وَقَالَ رجل من بني سعد 6 - (أَلا بكرت أم الْكلاب تلومني ... تَقول أَلا قد أبكأ الدّرّ حالبه)   1 - أدنى أَي أقرب وَالْمعْنَى أَن هَذِه الْمَرْأَة استعجلت عَليّ باللوم مَعَ أَن اسْتِعْمَال غير اللوم أقرب فِي تسديدي وإرشادي إِذْ كَانَ الْإِكْثَار من اللوم يعود إغراء 2 - خَاطب نَفسه فِي الْبَيْت الأول ثمَّ نقل الْكَلَام إِلَى الْأَخْبَار على عَادَتهم والتلاد المَال الْقَدِيم وضده الطارف وأميم مرخم أُمَيْمَة وَالْمعْنَى لَيْسَ مَا أبذل من المَال الَّذِي ورثته عَن آبَائِي صونا وحفظا لعرضي بإسراف يَا أُمَيْمَة وَلَا تبذير وَلَا فَسَاد 3 - المكاشرة إبداء الْأَسْنَان بالضحك وَقَوله وأمنعه تلادي مَعْطُوف على أعْطى 4 - على علاتها أَي على عسرها وشدتها 5 - مُحَافظَة مفعول لَهُ وَورد الرقاد قبيلتان وَالْمعْنَى الأبيات الثَّلَاثَة أقسم بأبيك إِنِّي لَا أعاشر الصّديق وأعطيه مكاشرتي مَانِعا عَنهُ مَالِي وَلَكِنِّي رجل أجري فِي الْبَذْل والجود جري الْفرس والجواد وَلَا أفعل ذَلِك إِلَّا لحفظ شرفي ومراعاة مَكَارِم آبَائِي 6 - ابكأه أَقَله والدر اللَّبن وَيُقَال أَيْضا أبكأ الدّرّ إِذا وجده بكيئا وَهُوَ المُرَاد والبكيئة ضد الغزيرة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 (تَقول أَلا أهلكت مَالك ضلة ... وَهل ضلة أَن ينْفق المَال كاسبه) وَقَالَ مزعفر (وَإِنِّي لأسدي نعمتي ثمَّ أَبْتَغِي ... لَهَا أُخْتهَا حَتَّى أعل وأشفعا) 3 - (وَأَجْعَل نعمى مَا فعلت ذمَامَة ... عَليّ وَآتِي صَاحِبي حَيْثُ ودعا) 4 - (وَإِنِّي بِمَا يَكْفِي من الزَّاد أَهله ... وَإِن كَانَ موفورا جلبناه أجمعا) وَقَالَ عارق الطَّائِي تقدّمت تَرْجَمته 5 - (أَلا حَيّ قبل الْبَين من أَنْت عاشقه ... وَمن أَنْت مشتاق إِلَيْهِ وشائقه)   1 - الضلة الضلال وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن هَذِه الْمَرْأَة استعجلت عَليّ باللوم لِكَثْرَة بذلي وإكرامي للنازلين عِنْدِي قائلة قد وجد الحالب لبننا قَلِيلا وَقد أذهبت مَالك للضلال فَقلت لَهَا هَل إِنْفَاق كاسب المَال ضلال 2 - الأسداء الْإِحْسَان وَقَوله ثمَّ ابْتغِي الخ أَي أطلب مثلهَا حَتَّى أعل الخ وأعل من الْعِلَل وَهُوَ الشّرْب الثَّانِي وأشفع أَي أقرن وَالْمعْنَى أَنِّي أحب إسداء النِّعْمَة ثمَّ أطلب مثلهَا إِلَى أَن ألحقها بهَا وأقرن إِلَيْهَا أُخْرَى 3 - الذمامة الذَّم كَأَنَّهُ يعْتَقد أَن فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ إساءة وَيجوز أَن يكون ذمَامَة بِمَعْنى الْحق من الذمام يُرِيد أَن من أنعم عَلَيْهِ يكون لَهُ حُرْمَة عِنْده ووسيلة لَدَيْهِ وَقَوله وَآتِي صَاحِبي أَي آتِي قَبره زَائِرًا حفظا لعهده حَيا وَمَيتًا وَالْمعْنَى أَنِّي أحب الْكَرم وَأَجْعَل نعْمَة مَا فعلته حَقًا عَليّ وَآتِي قبر صَاحِبي زَائِرًا أحفظ عَهده حَيا وَمَيتًا 4 - الْمَعْنى أَنِّي أكتفي بِمَا تيَسّر من الزَّاد وَلَا أستزيد مِنْهُ إِلَّا عِنْد توفره 5 - الْبَين الْبعد وشائقه أَي من يشتاق إِلَيْك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 (وَمن لَا تواتي دَاره غير فينة ... وَمن أَنْت تبْكي كل يَوْم يُفَارِقهُ) (تخب بصحراء الثوية نَاقَتي ... كعدو رباع قد أمخت نواهقه) 3 - (إِلَى الْمُنْذر الْخَيْر بن هِنْد تزوره ... وَلَيْسَ من الْفَوْت الَّذِي هُوَ سابقه) 4 - (فَإِن نسَاء غير مَا قَالَ قَائِل ... غنيمَة سوء وسطهن مهارقه)   1 - المواتاة الْمُوَافقَة والمساعدسة والفينة الْوَقْت والساعة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ حَيّ قبل حُلُول الْبعد محبوبك الَّذِي لَك شوق إِلَيْهِ مثل مَا لَهُ شوق إِلَيْك وَالَّذِي لَا توَافق دَاره أَي لَا تَجْتَمِع مَعَه إِلَّا سَاعَات قَليلَة وَالَّذِي أَنْت تبْكي شوقا إِلَيْهِ كل يَوْم تُفَارِقهُ فِيهِ 2 - الخبب ضرب من الْعَدو وصحراء الثوية اسْم مَوضِع والرباع حمَار الْوَحْش وأمخت سمنت والنواهق عِظَام فِي السَّاق 3 - إِلَى الْمُنْذر مُتَعَلق بقوله تخب فِي الْبَيْت قبله وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنه يخبر أَن نَاقَته تسرع السّير كَمَا يسرعه حمَار الْوَحْش الَّذِي قد أطاعه الْعلف والمرتع فَصَارَ لعظامه مخ من السّمن وَإِنَّمَا تجتهد فِي السّير هَذَا الِاجْتِهَاد لِأَنَّهَا تقصد الْمُنْذر الَّذِي قد كثر خَيره حَتَّى صَار هُوَ الْخَيْر وَلَيْسَت تسرع هَذَا الْإِسْرَاع خوفًا أَن يفوتها بره وَكَرمه وَلَكِن إِذا عظم الرجل فالقاصد يَقْصِدهُ بكد وجد 4 - غير مَا قَالَ قَائِل الْجُمْلَة صفة لِنسَاء وغنيمة سوء خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي هن الخ وأضاف الْغَنِيمَة إِلَى السوء على طَرِيق الإزراء والاحتقار وَقَوله وسطهن مهارقه خبر أَن والمهارق هِيَ الثِّيَاب الْبيض كَانَت الْعَرَب تكْتب عَلَيْهَا العهود وَمَا أَرَادوا بَقَاءَهُ من الدَّهْر وَضمير مهارقه عَائِد إِلَى الْمُنْذر بن هِنْد وَالْمعْنَى أَن النِّسَاء اللَّاتِي سباهن الْملك وَيُخَالف وصفهن لما قَالَ قَائِل يَعْنِي من حسن لَهُ أَن يُوقع بِهن فهن بِالْحَقِيقَةِ غنيمَة سوء لَا ينْتَفع بهَا لِأَنَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 (وَلَو نيل فِي عهد لنا لحم أرنب ... وَفينَا وَهَذَا الْعَهْد أَنْت معالقه) (أكل خَمِيس أَخطَأ الْغنم مرّة ... وصادف حَيا دانيا هُوَ سائقه) 3 - (وَكُنَّا أُنَاسًا دائنين بغبطة ... تسيل بِنَا تلع الملا وأبارقه) 4 - (فأقسمت لَا أحتل إِلَّا بصهوة ... حرَام عَلَيْك رمله وشقائقه)   قد سبق من الْملك عهد لَهُنَّ بالأمان 1 - لحم أرنب هَذَا تحقير لِأَنَّهُ صيد مستباح وَقَوله معالقه أَي مُتَعَلق بذمتك وَفِي رقبتك حَتَّى تخرج مِنْهُ وَالْمعْنَى لَو تعدى علينا أحد فصاد أرنبا دَاخِلا فِي حمانا لاقتصصنا مِنْهُ وَفَاء بالعهد وَأَنت أَيهَا الْملك سبق مِنْك عهد لهَؤُلَاء السبايا فَلَا يَنْبَغِي أَن تنقض عَهْدك لِأَنَّهُ مُتَعَلق بك يلزمك الْوَفَاء بِهِ 2 - أكل خَمِيس الخ لَفظه لفظ الِاسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ التقريع وَالْخَمِيس الْجَيْش وَالْغنم الْغَنِيمَة وَالْمعْنَى أكل جَيش أخفق فِي وَجه قدر أَن فِيهِ غنما ثمَّ صَادف فِي رُجُوعه قوما قريبين يسهل اغتنامهم وأسرهم يُوقع الْقَتْل فيهم فَهَذَا مشؤمة عواقبه 3 - دائنين آخذين بِالطَّاعَةِ مغتبطين بِمَا لنا من الذِّمَّة وَالْغِبْطَة أَن تتمنى مثل مَا للْغَيْر بِدُونِ أَن تطلب زَوَالهَا عَنهُ والتلعة مسيل مَاء وَجمعه تلع والملا هُنَا الصَّحرَاء والأبارق جمع الأبرق وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي ألبست حِجَارَة سُودًا وبيضا وكنى بِهَذَا عَن الْكَثْرَة يصف نَفسه وَقَومه بِأَنَّهُم كَانُوا أهل نعْمَة ورفاهية وحفض عَيْش وَأَنَّهُمْ كَانُوا مُطِيعِينَ لملوكهم وَقد غبطهم النَّاس على مَا هم فِيهِ 4 - السهوة الْمَكَان العالي والشقائق جمع شَقِيقَة وَهِي رَملَة بَين أَرضين وَالْمعْنَى حَلَفت لَا أنزل إِلَّا بَعيدا من أَرْضك فِي مَكَان مُرْتَفع لَا وُصُول لَك إِلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 (حَلَفت بِهَدي مشْعر بكراته ... تخب بصحراء الغبيط درادقه) (لَئِن لم تغير بعد مَا قد صَنَعْتُم ... لأنتحين للعظم ذُو أَنا عارقه) وَقَالَ برج بن مسْهر الطَّائِي 3 - (سرت من لوى المروت حَتَّى تجاوزت ... إِلَيّ ودوني من قناة شجونها) 4 - (إِلَى رجل يزجي الْمطِي على الوجى ... دقاقا ويشقى بِالسِّنَانِ سمينها)   1 - الْهدى الَّذِي يهدي إِلَى الْبَيْت الْحَرَام وإشعاره طعنه فِي سنامه وتقليده والبكرات جمع بكرَة وَهِي الشَّابَّة من الْإِبِل وتخب أَي تمشي الخبب وَهُوَ نوع من سير الْإِبِل وصحراء الغبيط مَكَان مَخْصُوص والداردق من الْإِبِل صغارها 2 - انتحاه قَصده وَذُو بِمَعْنى الَّذِي فِي لُغَة طيىء والعارق منتزع اللَّحْم من الْعظم وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَقْسَمت بِمَا يهدي للحرم من الْبدن الَّتِي تمشي صغارها بصحراء الغبيط إِن لم تحول فعلك وَتغَير صنعك لأقصدن فِي مجازاتك كسر الْعظم الَّذِي آخذ اللَّحْم مِنْهُ 3 - سرت أَي جَاءَ طيفها لَيْلًا واللوى مستدق الرمل والمروت اسْم وَاد وقناة وَاد فِي الْمَدِينَة وشجونها شعابها وجوانبها المتقاربة 4 - إِلَى رجل مُتَعَلق بسرت فِي الْبَيْت قبله وَيَعْنِي بِالرجلِ نَفسه ويزجي يَسُوق والوجى الحفاء وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنَّهَا أَجدت السّير لَيْلًا من الْوَادي الْمَذْكُور حَتَّى مرت على وَادي قناة وَقطعت جَمِيع شعوبه ووصلت إِلَيّ وَأَنا رجل أسوق الْإِبِل الَّتِي تعبت من كَثْرَة السّير حَالَة كَونهَا ضامرة مَهْزُولَة وَلَا أَزَال إِلَى فك العاني وإغاثة الملهوف وأنحر السمين مِنْهَا للعفاة والضيوف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 (فللقوم مِنْهَا بالمراجل طبخة ... وللطير مِنْهَا فرثها وجنينها) وَقَالَ ملحة الْجرْمِي (فَتى عزلت عَنهُ الْفَوَاحِش كلهَا ... فَلم تختلط مِنْهُ بِلَحْم وَلَا دم) 3 - (كَأَن زرور القبطرية علقت ... علائقها مِنْهُ بجذع مقوم) 4 - (عملس أسفار إِذا اسْتقْبلت لَهُ ... سموم كحر النَّار لم يتلثم) 5 - (إِذا مَا رمى أَصْحَابه بجبينه ... سرى اللَّيْلَة الظلماء لم يتهكم)   1 - المراجل جمع مرجل وَهُوَ الْقدر وَالضَّمِير فِي مِنْهَا عَائِد إِلَى سمينها فِي الْبَيْت قبله والفرث السرجين مَا دَامَ فِي الكرش والجنين الْوَلَد مَا دَامَ فِي بطن أمه وَالْمعْنَى أَنه بلغ من كرمه أَن أطْعم الْإِنْسَان وَالْحَيَوَان غير الْإِنْسَان فَأَما الْإِنْسَان فَأكل أطيب اللَّحْم وسمينه وَمَا بَقِي أكله الطير 2 - عزلت أَي نحيت مِنْهُ فِي جَانب وَالْمعْنَى أَنه رجل عفيف ذُو نزاهة قد نحى مِنْهُ جَمِيع مَا يشينه ويعيبه 3 - زرور جمع زر وَهُوَ مَا يوضع فِي الْقَمِيص وَنَحْوه والقبطرية ضرب من الثِّيَاب وعلائقها مَا تعلق بِهَذَا الممدوح مِنْهَا وجذوع الشّجر أُصُولهَا وَشبه قامته بجذع مُسْتَقِيم معتدل يصفه بطول الْقَامَة واستقامتها وَهُوَ ممدوح عِنْد الْعَرَب 4 - العملس فِي الأَصْل الذِّئْب الجريء الْمِقْدَام وَشبه نَفسه بِهِ فِي الجراءة والإقدام وَزَاد اللَّام فِي قَوْله اسْتقْبلت لَهُ تَأْكِيدًا وَالْأَصْل استقبلته والسموم الرّيح الحارة يصفه بِالْقُوَّةِ والشدة والشجاعة وَالصَّبْر على مشاق السّفر 5 - إِذا مَا رمى أَصْحَابه الخ مَعْنَاهُ إِذا قدمه أَصْحَابه ليهتدوا بِهِ وَالسري مسير اللَّيْل كُله وَمعنى لم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 (كَأَن قرادى زوره طبعتهما ... بطين من الجولان كتاب أعجم) وَقَالَ آخر (إِنَّك يَا ابْن جَعْفَر نعم الْفَتى ... وَنعم مأوى طَارق إِذا أَتَى) 3 - (وَرب ضيف طرق الْحَيّ سرى ... صَادف زادا وحديثا مَا اشْتهى) 4 - (إِن الحَدِيث طرف من الْقرى ... ثمَّ اللحاف بعد ذَاك فِي الذرى) وَقَالَ الشماخ تقدّمت تَرْجَمته   يتهكم لم يركب رَأسه وَلم يتَجَاوَز قدره وَالْمعْنَى أَن أَصْحَابه إِذا قدموه ليهتدوا بِهِ وهم سائرون فِي لَيْلَة شَدِيدَة الظلام لم يجبن وَلم يتَجَاوَز الْحَد 1 - القرادة دويبة مَعْرُوفَة والزور الصَّدْر وَأَرَادَ بقرادي زوره حلمتي الثديين والطبع الْخَتْم والجولان مَوضِع بِالشَّام بَينه وَبَين دمشق مسيرَة لَيْلَة وَخص طين الجولان لِأَنَّهُ شَدِيد السوَاد وَأَرَادَ بِكِتَاب أعجم كتاب الرّوم وَالْفرس لأَنهم حِينَئِذٍ كَانُوا أحذق بِالْكِتَابَةِ يصفه بِالْقُوَّةِ والشجاعة ثمَّ شبه حلمتي ثدييه بقرادتين مصنوعتين من طين الجولان ختمهما كتاب الرّوم وَالْفرس 2 - يَعْنِي بِابْن جَعْفَر عبد الله بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق رَضِي الله عَنْهُم والطارق الْآتِي لَيْلًا 3 - السرى سير عَامَّة اللَّيْل 4 - الذري الكنف والجانب وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة مَحْمُود من الفتيان أَنْت يَا ابْن جَعْفَر ومحمود فناؤك ودارك فِي مأوى طَارق إِذا ورد وَرب امْرِئ ضيف أَتَى الْحَيّ لَيْلًا وجد مَا يشتهيه من الزَّاد وحلو الحَدِيث إِذْ أَنه كَمَا يكرم الضَّيْف بِتَقْدِيم الزَّاد كَذَلِك يكرم بحلو الحَدِيث وبالفراش الَّذِي يَلِيق بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 (وَأَشْعَث قد قد السفار قمصه ... وجر شواء بالعصا غير منضج) (دَعَوْت إِلَى مَا نابني فَأَجَابَنِي ... كريم من الفتيان غير مزلج) 3 - (فَتى يمْلَأ الشيزى ويروي سنانه ... وَيضْرب فِي رَأس الكمي المدجج) 4 - (فَتى لَيْسَ بالراضي بِأَدْنَى معيشة ... وَلَا فِي بيوف الْحَيّ بالمتولح) وَقَالَ يزِيد الْحَارِثِيّ 5 - (وَإِذا الْفَتى لَاقَى الْحمام رَأَيْته ... لَوْلَا الثَّنَاء كَأَنَّهُ لم يُولد)   1 - الْأَشْعَث الَّذِي يبتذل نَفسه وَلَا يصونها عَن الابتذال وَقد الشَّيْء قطعه والسفار السّفر وجر شواء فِيهِ إِشَارَة إِلَى توليه من خدمَة الرفقاء وَالْأَصْحَاب مَا لَا يكون من عمله والشواء اللَّحْم المشوي 2 - دَعَوْت أَي استغثت بِهِ والمزلج النَّاقِص والبخيل 3 - الشيزي الجفان تتَّخذ من الشيز وَهُوَ خشب أسود والسنان الحديدة الَّتِي فِي رَأس الرمْح والكمي الشجاع المتكمي بسلاحه أَي المتغطي بِهِ والمدجج التَّام السِّلَاح 4 - وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة وَرب رجل متبذل قد أخلق السّفر ثِيَابه لِكَثْرَة الْغَزْو والغارات فَهُوَ يستعجل الْقرى ليدرك اللَّحْم وَإِن مشويا غير ناضج طلبت مِنْهُ الإغاثة على مَا أصابني من نَوَائِب الدَّهْر فَأَجَابَنِي مِنْهُ كريم من الفتيان غير ضَعِيف وَلَا بخيل هُوَ فَتى كريم إِذا طبخ للضيفان مَلأ الجفان وَإِذا نزل للحرب أروى سِنَان رمحه من دم الْأَبْطَال وَلم يضْرب إِلَّا الشجاع التَّام السِّلَاح وَهُوَ فَتى لَا يرضى بالدون من الْمَعيشَة وَلكنه يطْلب الْمَعَالِي من الْأُمُور يُؤْتِي إِلَيْهِ وَلَا يُؤْتِي بِهِ إِلَى أحد 5 - الْحمام الْمَوْت يَقُول إِذا مَاتَ الْإِنْسَان وَمضى إِلَى سَبيله ترَاهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 (وأتيت أَبيض سابغا سرباله ... يَكْفِي الْمشَاهد غيب من لم يشْهد) وَقَالَ دُرَيْد بن الصمَّة تقدّمت تَرْجَمته (ترَاهُ خميص الْبَطن والزاد حَاضر ... عتيد وَيَغْدُو فِي الْقَمِيص المقدد) 3 - (وَإِن مَسّه الإقواء والجهد زَاده ... سماحا وإتلافا لما كَانَ فِي الْيَد) 4 - (قصير الْإِزَار خَارج نصف سَاقه ... صبور على العزاء طلاع أنجد) 5 - (قَلِيل التشكي للمصيبات حَافظ ... من الْيَوْم أعقاب الْأَحَادِيث فِي غَد)   لَوْلَا الثَّنَاء وَالذكر الْحسن كَأَنَّهُ لم يُولد وَلم يسْبق لَهُ وجود يُرِيد أَنه لَا حَيَاة لرجل يَمُوت وَلَا يذكر بجميل بعده 1 - الْأَبْيَض هُنَا نقي الْعرض وسابغ السربال كِنَايَة عَن طَوِيل الْقَامَة وَقَوله يَكْفِي الْمشَاهد الخ أَي يقوم مقَام الْغَائِب كِفَايَة لَهُ ونيابة عَنهُ وَالْمعْنَى أتيت رجلا طَاهِر الْعرض طَوِيل الْقَامَة جوادا يقوم مقَام الْغَائِب كِفَايَة لَهُ ونيابة عَنهُ 2 - خميص الْبَطن أَي ضامره والعتيد الْحَاضِر المهيأ والمقدد المشقق الممزق 3 - الإقواء الْفقر 4 - أَرَادَ بالعزاء الجدب وشدائد السنين والأنجد جمع نجد وَهُوَ مَا ارْتَفع من الأَرْض 5 - وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة أَنه يصفه بقلة الْأكل مَعَ اتساع الْحَال وَطَاعَة الزَّاد لِأَنَّهُ يُؤثر غَيره على نَفسه وَإِن افْتقر زَاده الْفقر سماحا وبذلا لما فِي يَده وَإِذا أهمه أَمر أسْرع وشمر لَهُ وبذل الْجهد فِي تلافيه وَهُوَ كثير الصَّبْر فِي الشدائد وَأَيَّام الْقَحْط جاد فِي معالي الْأُمُور وَلذَلِك لَا يطول ثِيَابه ليَكُون على أهبة واستعداد لمثل ذَلِك وَإِذا تدافعت المصائب عَلَيْهِ لَا يتألم مِنْهَا ويحفظ من يَوْمه مَا يتعقب أَفعاله من أَحَادِيث النَّاس غَدا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 وَقَالَ آخر (كريم رأى الإقتار عارا فَلم يزل ... أَخا طلب لِلْمَالِ حَتَّى تمولا) (فَلَمَّا أَفَادَ المَال عَاد بفضله ... على كل من يَرْجُو جداه مؤملا) وَقَالَ أَبُو تَمام لما أَتَى يزِيد بن عبد الْملك بآل الْمُهلب قَامَ كثير بَين يَدي يزِيد فَقَالَ 3 - (حَلِيم إِذا مَا نَالَ عاقب مُجملا ... أَشد الْعقَاب أَو عَفا لم يثرب) 4 - (فعفوا أَمِير الْمُؤمنِينَ وحسبة ... فَمَا تكتسب من صَالح لَك يكْتب) 5 - (أساؤا فَإِن تغْفر فَإنَّك أَهله ... وَأفضل حلم حسبَة حلم مغضب)   1 - الإقتار التَّضْيِيق فِي الْمَعيشَة والعار النقيصة وَقَوله أَخا طلب لِلْمَالِ أَي ملازما لطلبه مجدا فِيهِ وتمول الرجل كثر مَاله 2 - أَفَادَ المَال استفاده وجناه والجدي الْعَطاء وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنه يصف رجلا بِكَوْنِهِ كَرِيمًا علم أَن التَّضْيِيق فِي الْمَعيشَة يكسبه ذلا وعارا فَمَا زَالَ جادا حَتَّى كثر مَاله فَلَمَّا اسْتغنى تفضل على كل من يَرْجُو نداه وعطاءه 3 - الْمُجْمل من قَوْلهم أجمل فلَان فِي الطّلب إِذا اتأد واعتدل فَلم يفرط وَلم يثرب لم يعير وَلم يوبخ يصفه بالحلم وَأَنه إِذا عاقب أَشد الْعقَاب أجمل فِيهِ وَإِذا عَفا لم يلم وَلم يوبخ 4 - فعفوا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا طلب وسؤال وانتصب عفوا وحسبة على الْمصدر وَالْمعْنَى أطلب مِنْك الْعَفو وَأَن تحتسب عِنْد الله فِيهِ فَإِن الْإِنْسَان مهما اكْتسب من صَالح الْأَعْمَال فَهُوَ ذخر لَهُ عِنْد الله 5 - الْمَعْنى أذنبوا فَاغْفِر لَهُم فَإنَّك أَحَق من غفر عَن المذنبين وَأفضل الْحلم عِنْد الله مَا كَانَ عَن استغضاب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 وَقَالَ يزِيد بن الجهم (تسائلني هوَازن أَيْن مَالِي ... وَهل لي غير مَا أتلفت مَال) (فَقلت لَهَا هوَازن إِن مَالِي ... أضرّ بِهِ الملمات الثقال) 3 - (أضرّ بِهِ نعم ونم قَدِيما ... على مَا كَانَ من مَال وبال) وَقَالَ إعرابي 4 - (أَلا فَتى نَالَ العلى بهمه ... لَيْسَ أَبُوء بِابْن عَم أمه ... ترى الرِّجَال تهتدي بِأُمِّهِ)   1 - تسائلني أَي تَسْأَلنِي 2 - الملمات الْآفَات النازلات 3 - الوبال الْهَلَاك وَهُوَ خبر لنعم الثَّانِيَة وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة أَن قَبيلَة هوَازن سَأَلتنِي أَيْن ذهب مَالِي وَمَالِي مَال إِلَّا الَّذِي أنفقته وبذلته فأجبتها قَائِلا يَا هوَازن إِن مَالِي قد أفنته النَّوَازِل الشَّدِيدَة وأذهبه قولي لكل سَائل نعم وَنعم هَلَاك لِلْمَالِ من قديم الزَّمَان 4 - أَلا فَتى هَذَا تمن وَألف الِاسْتِفْهَام دخل على لَا النافية وَقَوله لَيْسَ أَبوهُ الخ هَذَا معنى مَا ورد فِي بعض الْآثَار اغتربوا وَلَا تضووا لِأَن الْوَلَد إِذا كَانَ بَين متشاركين فِي النّسَب مقاربين فِيهِ جَاءَ ضاويا مهزولا وَقَوله ترى الرِّجَال تهتدي بِأُمِّهِ أَي بِقَصْدِهِ وَالْمعْنَى أَتَمَنَّى فَتى ذَا همة غير ضَعِيف لَيْسَ بَين أَبِيه وَأمه نسب ترى الرِّجَال تقتدي بِهِ ويقصدون مَا يَقْصِدهُ وأختار أَن لَا يكون بَين أَبِيه وَأمه نِسْبَة لِأَن الْعَرَب تزْعم أَن الْوَلَد من الْقَرِيب يكون ضَعِيفا وَمن الْبعيد الْأَجْنَبِيّ يكون قَوِيا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 1 - وَقَالَ ابْن الْمولى ليزِيد بن حَاتِم بن قبيصَة بن الْمُهلب (وَإِذا تبَاع كَرِيمَة أَو تشترى ... فسواك بَائِعهَا وَأَنت المُشْتَرِي) 3 - (وَإِذا توعرت المسالك لم يكن ... مِنْهَا السَّبِيل إِلَى نداك بأوعر) 4 - (وَإِذا صنعت صَنِيعَة أتممتها ... بيدين لَيْسَ نداهما بمكدر)   1 - هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم بن الْمولى مولى الْأَنْصَار وَابْن الْمولى كنيته كَانَ شَاعِرًا مُتَقَدما مجيدا من مخضرمي الدولتين ومادحي أهلهما وَكَانَ ظريفا عفيفا نظيف الثِّيَاب حسن الْهَيْئَة وَكَانَ يسكن بقباء وَكَانَ يقدم على الْمهْدي فيمدحه وَكَانَ مداحا لجَعْفَر بن سُلَيْمَان وَقثم بن الْعَبَّاس الهاشميين وَيزِيد بن حَاتِم بن قبيصَة بن الْمُهلب وَأكْثر فِيهِ الْمَدْح وَكَانَ يزِيد قد تولى مصر ولاه الْمَنْصُور أَبُو جَعْفَر فقصده ابْن الْمولى إِلَى مصر وَكَانَ قد أنشأ فِيهِ قصيدة فأنشده إِيَّاهَا فَأعْطَاهُ حَتَّى رَضِي وَمرض عِنْده مَرضا طَويلا وَثقل حَتَّى أشفى على الْمَوْت فَلَمَّا أَفَاق من علته ونهض دخل عَلَيْهِ يزِيد بن حَاتِم متعرفا خَبره فَقَالَ لَوَدِدْت وَالله يَا أَبَا عبد الله أَن لَا تعالج بعدِي سفرا ثمَّ أَضْعَف صلته 2 - الْكَرِيمَة من الْخِصَال مَا يمدح بهَا صَاحبهَا وَاو بِمَعْنى الْوَاو وَأَرَادَ من البيع انصراف الرَّغْبَة عَن الْفَضَائِل وبالشراء النهوض إِلَيْهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا 3 - توعرت من قَوْلهم طَرِيق وعر أَي غليظ والمسالك الطّرق والسبيل الطَّرِيق وَقَوله إِلَى نداك بأوعر الْبَاء زيدت فِي خبر يكن وَهُوَ قَلِيل وأوعر أَي وعر يُرِيد إِذا اشْتَدَّ الزَّمَان فانسدت الطّرق إِلَى من يَبْتَدِئ بِالْمَعْرُوفِ كَانَ الْوُصُول إِلَى عطائك سهلا لسماحتك 4 - الصنيعة عمل الْمَعْرُوف وَالْخَيْر والندى الْعَطاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 (وَإِذا هَمَمْت لمعتفيك بنائل ... قَالَ الندى فأطعته لَك أَكثر) (يَا وَاحِد الْعَرَب الَّذِي مَا إِن لَهُم ... من مَذْهَب عَنهُ وَلَا من مقصر) 3 - وَقَالَ الْمعدل بن عبد الله اللَّيْثِيّ 4 - (جزى الله فتيَان العتيك وَإِن نأت ... بِي الدَّار عَنْهُم خير مَا كَانَ جازيا)   1 - المعتفى طَالب الندى والنائل الْعَطاء معنى الأبيات الْأَرْبَعَة أَنَّك رجل لَا تزَال جادا فِي اصطناع الْمَعْرُوف وَفعل الْخيرَات فَأَنت تشتري المكارم وَغَيْرك يَبِيعهَا وَإِذا صعبت وَشقت الطّرق على النَّاس فالطريق إِلَى جودك وكرمك هينة سهلة على من يسلكها وَمن مَكَارِم أخلاقك وعلو همتك أَنَّك إِذا عملت عمل خير باشرته بِنَفْسِك وأكملته وَأَنت مسرور منشرح الصَّدْر وَأَيْضًا إِذا أردْت أَن تمنح وَتُعْطِي الطالبين لعطائك ناداك الْجُود قَائِلا أَكثر الْعَطاء فأطعته 2 - الْمَذْهَب الطَّرِيق والمقصر هُنَا الْحِيلَة والملجأ وَالْمعْنَى أَنَّك مُنْفَرد بَين الْعَرَب بخصال الْخَيْر الَّتِي مِنْهَا أَنهم لَا يقصدون فِي الْمُهِمَّات سواك وَلَا يعدلُونَ عَنْك 3 - كَانَ المعذل كثيرا مَا يقترف من الجنيات ويجترم على النَّاس وَكَانَت تلْزمهُ ديات كَثِيرَة وَكَانَ النهس بن ربيعَة الْعَتكِي يكفل عَنهُ مَا يلْزمه من المَال وَكَانَ النهس إِذا كفل عَنهُ دفع المعذل إِلَيْهِ فَوَقع المعذل ذَات يَوْم وَقبض عَلَيْهِ فأدركه النهس وَحمله على فرس وَأمره أَي ينجو بِنَفسِهِ وَأسلم نَفسه مَكَانَهُ فَلَمَّا نجا قَالَ لَهُ المعذل أخيرك بَين أَن أمدحك أَو أمدح قَوْمك فَاخْتَارَ مدح قومه فَقَالَ هَذِه الأبيات 4 - العتيك اسْم علم ونأت أَي بَعدت وَإِنَّمَا قَالَ وَإِن نأت بِي الدَّار عَنْهُم ليشير أَنه لَا يَبْتَغِي جَزَاء على الْمَدْح وَلَا يطْلب مُكَافَأَة على الثَّنَاء وَلَيْسَ هُوَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 (هم خلطوني بالنفوس وأكرموا الصَّحَابَة ... لما حم مَا كنت لاقيا) (هم يفرشون اللبد كل طمرة ... وأجرد سباح يبذ المغاليا) 3 - (طعامهم فوضى فضا فِي رحالهم ... وَلَا يحسنون السِّرّ إِلَّا تناديا) 4 - (كَأَن دنانيرا على قسماتهم ... إِذا الْمَوْت للأبطال كَانَ تحاسيا)   طامعا فِي ذَلِك وَالْمعْنَى قَابل الله رجال العتيك بِأَحْسَن الْجَزَاء وَإِن كَانَت دَاري بعيدَة عَنْهُم 1 - هم خلطوني بالنفوس مَعْنَاهُ أَنهم أنزلوه مِنْهُم منزلَة أنفسهم وَالصَّحَابَة بِمَعْنى الصُّحْبَة وحم الْأَمر قدر وَالْمعْنَى أَنهم عدوني مِنْهُم وأحسنوا فِي إكرامي وأكرموا صحبتي حِين مَا ألم بِي الضَّرَر وَقدر على الْأَذَى وَلَقِيت مِنْهُ الْأَمر الْعَظِيم 2 - يفرشون اللبد أَي يجْعَلُونَ اللبد فراشا للظهور يُقَال فرشت الْفراش وأفرشنيه فلَان أَي جعلني أفرشه والطمرة الْفرس الْكَثِيرَة الجري والأجرد الْفرس الْقصير الشّعْر ويبذ يغلب والمغالي السهْم يصفهم بالفروسية وجودة المطاردة 3 - فوضى من فوضت إِلَيْهِ الْأَمر والفضاء من فضت الأَرْض إِذا اتسعت وَلَا يحسنون السِّرّ الخ مَعْنَاهُ أَنهم لَا يَفْعَلُونَ قبيحا يستر وَالْمعْنَى لَا يستأثر بَعضهم على بعض فِي الْمَأْكُول وَلَا يَفْعَلُونَ قبيحا يستر فَكل أفعالهم ظَاهِرَة لِأَنَّهَا جميلَة 4 - القسمات الْوُجُوه وَيُقَال وَجه مقسم إِذا وَفِي كل جُزْء مِنْهُ حَظه من الْحسن والتحاسي من الحسو وَهُوَ الشّرْب شَيْئا بعد شَيْء وَالْمعْنَى إِذا شرب الْأَبْطَال كؤوس الْمَوْت قَلِيلا قَلِيلا من المهابة والفزع فَهَؤُلَاءِ يقدمُونَ عَلَيْهِ إقدام المسرور بِهِ المتهلل وَجه فَرحا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 وَقَالَ أَعْرَابِي (وَزَاد وضعت الْكَفّ فِيهِ تأنسا ... وَمَالِي لَوْلَا أنسة الضَّيْف من أكل) (وَزَاد رفعت الْكَفّ عَنهُ تكرما ... إِذا ابتدر الْقَوْم الْقَلِيل من الثفل) 3 - (وَزَاد أكلناه وَلم نَنْتَظِر بِهِ ... غَدا إِن بخل الْمَرْء من أسوإ الْفِعْل) وَقَالَ بَعضهم 4 - (لقل عارا إِذا ضيف تضيفني ... مَا كَانَ عِنْدِي إِذا أَعْطَيْت مجهودي) 5 - (جهد الْمقل إِذا أَعْطَاك نائله ... ومكثر فِي الْغنى سيان فِي الْجُود)   1 - الْمَعْنى رب أكل طيب مددت يَدي إِلَيْهِ لأونس الضَّيْف إِكْرَاما لَهُ وَإِن كنت لَا أجد فِي نَفسِي حَاجَة للْأَكْل لَوْلَا مُرَاعَاة الضَّيْف وإكرامه 2 - الثفل رذال الطَّعَام وخبيثه وَالْمعْنَى رب أكل خَبِيث رفعت يَدي عَنهُ أَنَفَة مِنْهُ وَكَرَاهَة لَهُ حِين بَادر غَيْرِي إِلَى قَلِيله الْخَبيث 3 - الْمَعْنى وَرب أكل عجلنا بِهِ فأكلناه وَلم نبقه إِلَى غَد مثل مَا تفعل البخلاء لأَنا منزهون عَن أسوإ الْفِعْل وَهُوَ الْبُخْل 4 - اللَّام فِي لقل جَوَاب قسم مُضْمر وعارا انتصب على لتمييز وفاعل قل مَا كَانَ عِنْدِي وتضيفني أَي نزل عَليّ وَالْمعْنَى لَا عَار فِي الْقَلِيل الَّذِي عِنْدِي إِذا أَعْطَيْت مجهودي فِي الْوَقْت الَّذِي ينزل فِيهِ عِنْدِي الضَّيْف 5 - جهد الْمقل مُبْتَدأ ومكثر مَعْطُوف على الْمقل وَقد حذف الْمُضَاف مِنْهُ وَالْمرَاد وَجهد مكثر وسيان خبر الْمُبْتَدَأ وَمَا عطف عَلَيْهِ كَأَنَّهُ قَالَ جهد الْمقل إِذا أَعْطَاك مَا عِنْده وَجهد المكثر فِي الْغنى مثلان يُرِيد أَن قَلِيل المَال إِذا أَعْطَاك مَا عِنْده كالمكثر من الْغَنِيّ إِذا بذل من مَاله فِي أَحْكَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 1 - وَقَالَ خلف بن خَليفَة مولى قيس بن ثَعْلَبَة (عدلت إِلَى فَخر الْعَشِيرَة والهوى ... إِلَيْهِم وَفِي تعداد مجدهم شغل) 3 - (إِلَى هضبة من آل شَيبَان أشرفت ... لَهَا الذرْوَة العلياء والكاهل العبل) 4 - (إِلَى النَّفر الْبيض الألاء كَأَنَّهُمْ ... صَفَائِح يَوْم الروع أخلصها الصقل) 5 - (إِلَى مَعْدن الْعِزّ الْمُؤَيد والندى ... هُنَاكَ هُنَاكَ الْفضل والخلق الجزل)   الْجُود وَالْكَرم 1 - هُوَ شَاعِر إسلامي مجيد محسن مقل كَانَ فِي زمن جرير والفرزدق وَكَانَ يُقَال لَهُ الأقطع لِأَنَّهُ قطعت يَده لسرقة أتهم بهَا وَكَانَ لسنا بذيا مر ذَات يَوْم على جمَاعَة فَلَقِيَهُ رجل فَقَالَ لَهُ خلف من الَّذِي يَقُول (هُوَ الْقَيْن وَابْن الْقَيْن لاقين مثله ... لفطح الْمساحِي أَو لجدل الأداهم) يعرض بالفرزدق فَقَالَ الرجل ذَاك الَّذِي يَقُول (هُوَ اللص وَابْن اللص لَا لص مثله ... لنقب الْبيُوت أَو لطر الدَّرَاهِم) يعرض بخلف 2 - الْمَعْنى صرفت همتي إِلَى ذكر مفاخر الْعَشِيرَة وَهُوَ أَي مَعَهم وَتركت غَيره لِأَن فِي عد مجدهم وإحصائه مَا يشغلني عَن غَيره 3 - الهضبة الْجَبَل من صَخْرَة وَاحِدَة والذروة أَعلَى الشَّيْء والكاهل مَا بَين الْكَتِفَيْنِ والعبل الضخم الممتلئ يَعْنِي بذلك بني شَيبَان وكنى عَنْهُم بالهضبة لأَنهم ملْجأ وحصن 4 - إِلَى النَّفر الْبيض الخ بدل مِمَّا قبله وَمعنى النَّفر الْبيض أَنهم أنقياء الْأَعْرَاض والألاء بِمَعْنى الَّذين وَمَا بعده صلته والصفائح السيوف والروع الْفَزع 5 - الْمُؤَيد المعزز المقوى والندى الْعَطاء والخلق الجزل المُرَاد بِهِ الْخلق الْكَرِيم الْحسن يَقُول عدلت عَمَّا كنت فِيهِ وملت إِلَى مدح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 (أحب بَقَاء الْقَوْم للنَّاس أَنهم ... مَتى يظعنوا من مصرهم سَاعَة يَخْلُو) (عَذَاب على الأفواه مَا لم يذقهم ... عَدو وبالأفواه أَسمَاؤُهُم تحلو) 3 - (عَلَيْهِم وقار الْحلم حَتَّى كَأَنَّمَا ... وليدهم من أجل هيبته كهل) 4 - (إِذا استجهلوا لم يعزب الْحلم عَنْهُم ... وَإِن آثروا أَن يجهلوا عظم الْجَهْل)   بني شَيبَان الَّذين هم فِي عزة ومنعة من عدوهم مثل مَنْعَة الْجَبَل الَّذِي هُوَ صَخْرَة وَاحِدَة رفيعة عالية لَا تتزحزح من مَكَانهَا وملت إِلَى النَّفر الْكِرَام المطهري الأحساب الَّذين هم فِي هول الْحَرْب مثل السيوف الَّتِي أجيد صقلها حَتَّى خلصت من جَمِيع الأوساخ وملت إِلَى أصل الْعِزّ الْقوي ومنبع الْجُود ومقر الْفضل والأخلاق الْكَرِيمَة الطّيبَة 1 - بظعنوا يرحلوا وَالْمعْنَى أحب أَن لَا يرحل بَنو شَيبَان من بلدهم لأَنهم إِذا رحلوا خلت من النَّاس وَإِن كَانَ فِيهَا نَاس غَيرهم حَيْثُ أَنهم ينفعون النَّاس وَأَن غَيرهم لَا يعْمل مثل عَمَلهم 2 - عَذَاب على الأفواه يُرِيد أَن طعمهم حُلْو فِي الأفواه وَقَوله مَا لم يذقهم عَدو مَعْنَاهُ إِلَّا على أَفْوَاه الْأَعْدَاء فَإِن مذاقهم مر فِيهَا وَهَذَا كُله كِنَايَة عَن اللين والشدة وخشونة الْجَانِب وَالْمعْنَى أَن طبائعهم وأخلاقهم مَعَ أحبابهم كَرِيمَة لينَة وَمَعَ عدوهم قاسية شرسة وَأَنَّهُمْ لشمُول إحسانهم وَكَثْرَة محاسنهم يحلو ذكرهم فيطيب فِي السّمع 3 - الْوَلِيد الصَّبِي والكهل من الرِّجَال من جَاوز الثَّلَاثِينَ وَصفهم بالحلم والإناة فَبَالغ فِي ذَلِك حَتَّى قَالَ أَن الصَّبِي فِي وقاره وهيبته كمن جَاوز الثَّلَاثِينَ من عمره 4 - لم يعزب أَي لم يبعد وآثروا اخْتَارُوا وَالْمعْنَى أَنهم قوم لَا يبعد حلمهم إِذا جهل عَلَيْهِم وَإِن اخْتَارُوا أَن يظهروا الْجَهْل عظم جهلهم على غَيرهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 (هم الْجَبَل الْأَعْلَى إِذا مَا تناكرت ... مُلُوك الرِّجَال أَو تخاطرت البزل) (ألم نر أَن الْقَتْل غال إِذا رَضوا ... وَإِن غضبوا فِي موطن رخص الْقَتْل) 3 - (لنا فيهم حصن حُصَيْن وَمَعْقِل ... إِذا حرك النَّاس المخاوف وَالْأَزَلُ) 4 - (لعمري لنعم الْحَيّ يَدْعُو صريخهم ... إِذا الْجَار والمأكول أرهقه الْأكل) 5 - (سعاة على أفناء بكر بن وَائِل ... وتبل أقاصي قَومهمْ لَهُم تبل)   1 - تناكرت يجوز أَن يكون من النكراء وَهِي الداهية أَي تداهوا بمكايدهم وَيجوز أَن يكون من الْإِنْكَار ضد الْمعرفَة أَي يُنكر بَعضهم بَعْضًا لما ينطوي عَلَيْهِ كل لصَاحبه من سوء الرَّأْي وإضمار الشَّرّ وتخاطرت من الخطران وَهُوَ إشالة الأذناب وإدارتها عِنْد الْهياج وَهَذَا إِشَارَة إِلَى الْمُحَاربين إِذا تدافعوا وتضاربوا والبزل جمع بازل وَهُوَ الْبَعِير الَّذِي بلغ السّنة التَّاسِعَة من عمره وَالْمعْنَى أَنهم بلغُوا الْغَايَة فِي الدهاء وَأَنَّهُمْ يعلون رُؤَسَاء النَّاس قولا وفعلا ومكرا 2 - يصفهم بالشجاعة وعلو الجاه وَعظم الشَّأْن والمهابة عِنْد النَّاس فَيَقُول إِن رضاهم إحْيَاء وسخطهم إفناء 3 - المعقل الملجأ وَالْأَزَلُ الضّيق والشدة وَالْمعْنَى أَنهم الملجأ عِنْد المخاوف والشدائد 4 - الصَّرِيخ المستغيث وأرهقه ضيق عَلَيْهِ وغشيه وَالْمعْنَى فَنعم الْحَيّ هم إِذا اسْتَغَاثَ بهم المستغيث واستنصرهم وَإِذا دعاهم أجابوه وَإِذا الْجَار مَأْكُول ومطموع فِيهِ وَإِذا اشْتَدَّ الزَّمَان وَنزل بِالنَّاسِ الكرب 5 - سعى عَلَيْهِ أَقَامَ بأَمْره والتبل الذحل والثار الأقاصي الأباعد وَالْمعْنَى أَنهم يقومُونَ مَأْمُور بكر بن وَائِل ويذبون عَنْهُم وذحل الأباعد من قَومهمْ كذحل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 (إِذا طلبُوا ذحلا فَلَا الذحل فَائت ... وَإِن ظلمُوا أكفاءهم بَطل الذحل) (مواعيدهم فعل إِذا مَا تكلمُوا ... بِتِلْكَ الَّتِي إِن سميت وَجب الْفِعْل) 3 - (بحور تلاقيها بحور غزيرة ... إِذا زخرت قيس وَأَخَوَاتهَا ذهل) وَقَالَ آخر 4 - (عَادوا مروءتنا فضلل سَعْيهمْ ... وَلكُل بَيت مُرُوءَة أَعدَاء) 5 - (لسنا إِذا ذكر الفعال كمعشر ... أزرى بِفعل أَبِيهِم الْأَبْنَاء) وَقَالَ المتَوَكل اللَّيْثِيّ تقدّمت تَرْجَمته   الْمُخْتَص بهم لأَنهم يتشمرون فِي الانتقام والانتصار فيهمَا على حد وَاحِد 1 - الذحل الثار وَالْمعْنَى أَن لَهُم الْقَهْر وَالْغَلَبَة فَإِذا طلبُوا ثارا فَلَا يفوتهُمْ وَإِن ظلمُوا أكفاءهم فِي الْحَرْب فَلَا يطالبهم أحد بثار 2 - بِتِلْكَ أَي بِلَفْظ نعم يصفهم بِالْوَفَاءِ فَيَقُول إِذا قَالُوا نعم وَجب الْفِعْل فَلم يتَأَخَّر 3 - غزيرة أَي كَثِيرَة وزخر الْبَحْر إِذا طما وَعلا موجه وَقيس اسْم قَبيلَة تنْسب إِلَى قيس ابْن ثَعْلَبَة بن عكابة وَذهل اسْم قَبيلَة أَيْضا تنْسب إِلَى ذهل بن شَيبَان بن عكابة وَصفهم بِالْكَثْرَةِ فشبههم بالبحور الْكَثِيرَة فَيَقُول هم كَثِيرُونَ كأعدائهم 4 - عَادوا مروءتنا من الْعَدَاوَة يُرِيد حسدونا على مروءتنا وضلل سَعْيهمْ أَي نسب إِلَى الضلال لما لم يلْحقُوا شأونا 5 - الفعال الْكَرم وأزرى بِهِ عابه وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنهم حسدونا على علو همتنا ومروءتنا فخاب سَعْيهمْ وَلَا يَخْلُو أهل الْمُرُوءَة من أَعدَاء وحساد وَأَنا قوم لَا نعتمد على أنسابنا وعَلى مَا قدمه أسلافنا من المفاخر والمساعي لكننا نعمر مَا شيدوه وَلَا نعيب فعلهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 (لسنا وَإِن أحسابنا كرمت ... يَوْمًا على الأحساب نَتَّكِل) (نَبْنِي كَمَا كَانَت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل مَا فعلوا) 3 - وَقَالَ طريح بن إِسْمَاعِيل الثَّقَفِيّ 4 - (طلبت ابْتِغَاء الشُّكْر فِيمَا صنعت بِي ... فقصرت مَغْلُوبًا وَإِنِّي شَاكر) 5 - (وَقد كنت تُعْطِينِي الجزيل بديهة ... وَأَنت لما استكثرت من ذَاك حاقر) 6 - (فأرجع مغبوطا وَترجع بِالَّتِي ... لَهَا أول فِي المكرمات وَآخر)   1 - الْمَعْنى أَنا لَا تنكل على أحسابنا فِي يَوْم من الْأَيَّام وَإِن كَانَت كَرِيمَة 2 - الْمَعْنى لَا نعتمد على الأحساب بل نَبْنِي ونشيد مَا شيده وبناه آبَاؤُنَا من الْكَرم وَالْمجد ونقتدي بهم فِي جَمِيع فعالهم من المكارم 3 - وجده عبيد بن أسيد بن علاج بن أبي سَلمَة بن عبد الْعُزَّى بن قسي وَهُوَ ثَقِيف بن مُنَبّه بن بكر أحد بني قيس عيلان بن مُضر ويكنى طريح أَبَا الصَّلْت وَهُوَ شَاعِر من شعراء الْإِسْلَام فِي عهد بني أُميَّة وَكَانَ خصيصا بالوليد بن يزِيد لفَاسِق المارق من الدّين واستفرغ شعره فِيهِ وَكَانَ الْوَلِيد بن يزِيد يكرم طريحا وَكَانَت لَهُ مِنْهُ منزلَة ومكانة وَكَانَ يدني مَجْلِسه ويجعله أول دَاخل وَآخر خَارج وَلم يكن يصدر إِلَّا عَن رَأْيه وَمَات طريح أَيَّام الْمهْدي وَهَذَا الشّعْر بمدح بِهِ خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي 4 - الْمَعْنى حاولت طلب شكرك على مَا أوليتني من صنيعك وجميلك فعجزت عَن إِدْرَاك مَا يُوجِبهُ حَقك عَليّ من الشكران مَعَ بذل قصارى جهدي فِي ذَلِك 5 - الجزيل الْكثير وبديهة أَي من غير سُؤال 6 - الْغِبْطَة أَن تتمنى مثل مَا لغيرك بِدُونِ أَن تُرِيدُ زَوَاله عَنهُ وَمعنى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 وَقَالَ حبيب بن عَوْف (فَتى زَاده السُّلْطَان فِي الْحَمد رَغْبَة ... إِذا غير السُّلْطَان كل خَلِيل) وَقَالَ ابْن الزبير الْأَسدي يفضل مُحَمَّد بن مَرْوَان على عبد الْعَزِيز تقدّمت تَرْجَمته (لَا تجعلن مثدنا ذَا سرة ... ضخما سرادقه عَظِيم الموكب) 3 - (كأعر يتَّخذ السيوف سرادقا ... يمشي برايته كمشي الأنكب)   الْبَيْتَيْنِ طالما أَنْعَمت عَليّ بِالنعَم الْكَثِيرَة من غير سُؤال مني فأجده كثيرا وَأَنت تَجدهُ قَلِيلا حَقِيرًا فأرجع عَنْك مرموقا تتمنى النَّاس أَن يكون لَهُم مِنْك مثل مَا كَانَ لي وَترجع أَنْت بخصال الْكَرم والسبق إِلَى الْغَايَة الْمَطْلُوبَة لَهَا أول يبتدأ بِهِ وَآخر يَنْتَهِي إِلَيْهِ 1 - الْمَعْنى أَنه رجل كريم الْأَخْلَاق حسن الشَّمَائِل لم يبطره الْغنى وَلَا أطغاه السُّلْطَان والإمارة 2 - المثدن الضخم السمين الثقيل الْجِسْم الْكثير اللَّحْم وَقَوله ذَا سرة يُرِيد أَنَّهَا ضخمة لِأَن كل النَّاس لَهُم سرر إِلَّا أَنهم يخصون فِي بعض الْمَوَاضِع لعلم السَّامع بِمَا يُرِيدُونَ والسرادق مَا حول الْخَيْمَة والقبة يُرِيد أَنه مستظل لَهُ وقاء من الْحر وَالْبرد لَا يبتذل فِي الحروب وَلَا يركب مركبا صعبا 3 - الأنكب الَّذِي أحد مَنْكِبَيْه أشرف من الآخر أَي أَعلَى مِنْهُ وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَا تجْعَل رجلا ضخم الْجِسْم مستظلا لَهُ وقاء من الْحر وَالْبرد لَا يبتذل فِي الحروب وَلَا يركب مركبا صعبا كَرجل عَظِيم شُجَاع يتَّخذ السيوف ظلالا وَإِذا مَشى برايته ولوائه مَشى مشي رجل أحد مَنْكِبَيْه أَعلَى من الآخر دلَالَة على شرفه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 (فتح الْإِلَه بِشدَّة لَك شدها ... مَا بَين مشرقها وَبَين الْمغرب) (جمع ابْن مَرْوَان الْأَغَر مُحَمَّد ... بَين ابْن أشترهم وَبَين المصعب) 3 - وَقَالَ أعشى بني أبي ربيعَة 4 - (وَمَا أَنا فِي أَمْرِي وَلَا فِي خصومتي ... بمهتضم حَقي وَلَا قارع سني) 5 - (وَلَا مُسلم مولَايَ عِنْد جِنَايَة ... وَلَا خَائِف مولَايَ من شَرّ مَا أجني)   وعلو مَنْزِلَته 1 - الشدَّة الحملة وَالْمعْنَى فتح الله لَك الْبِلَاد مشرقا ومغربا بِمَا شده لَك من الحملات 2 - ابْن الأشتر هُوَ مَالك بن الأشتر النَّخعِيّ وأضافه إِلَى من كَانَ يدين لَهُم وَيدخل تَحت طَاعَته وهواه وَمصْعَب هُوَ بن الزبير يُرِيد أَن مُحَمَّد بن مَرْوَان جمع بَين قتل ابْن الأشتر وَمصْعَب ابْن الزبير فأراح مِنْهُمَا 3 - اسْمه عبد الله بن خَارِجَة بن حبيب أحد بني أبي ربيعَة ابْن ذهل بن شَيبَان وَهُوَ شَاعِر إسلامي مرواني الْمَذْهَب شَدِيد التعصب لبني أُميَّة قدم ذَات يَوْم على عبد الْملك بن مَرْوَان فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ عبد الْملك مَا الَّذِي بَقِي من شعرك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا الَّذِي أَقُول (وَمَا أَنا فِي أَمْرِي وَلَا فِي خصومتي) الأبيات فَلَمَّا فرغ قَالَ عبد الْملك من يلومني على هَذَا وَأمر لَهُ بصلَة كَبِيرَة 4 - الاهتضام الظُّلم وَقَوله حَقي أَي مَا اسْتَحَقَّه على النَّاس وَلَا قارع سني أَي لَا أندم على شَيْء أَفعلهُ لكَمَال حزمي وصواب تدبيري وَالْمعْنَى لست بمهتضم حَقي وَلَا نادم على فعل مَا يحسن فعله وَذَلِكَ لعزتي وشرفي 5 - الْمولى ابْن الْعم هُنَا وَالْمعْنَى إِذا جنى ابْن عمي جِنَايَة لم أخذله وَلَكِنِّي أدفَع عَنهُ وَلَا ألزمهُ جنايتي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 (وَأَن فؤادا بَين جَنْبي عَالم ... بِمَا أَبْصرت عَيْني وَمَا سَمِعت أذنى) (وفضلنى فِي الشّعْر واللب أنني ... أَقُول على علم وَأعرف مَا أَعنِي) 3 - (وأصبحت إِذْ فضلت مَرْوَان وَابْنه ... على النَّاس قد فضلت خير أَب وَابْن) وَقَالَ أَيْضا فِي سُلَيْمَان بن عبد الْملك 4 - (أَتَيْنَا سُلَيْمَان الْأَمِير نزوره ... وَكَانَ امْرأ يحبى وَيكرم زَائِره) 5 - (إِذا كنت بالنجوى بِهِ متزدا ... فَلَا الْجُود مخليه وَلَا الْبُخْل حاضره) 6 - (كلا شَافِعِيّ سُؤَاله من ضَمِيره ... عَن الْجَهْل ناهيه وبالحلم آمره) 7 - وَقَالَ الْكُمَيْت يمدح مسلمة بن عبد الْملك   1 - يُرِيد أَنه ذُو فطنة ونباهة خَبِير بتصاريف الْأُمُور 2 - الْمَعْنى أَنه متيقظ منتبه لَا يَقُول بِجَهْل وَلَا ينْطق إِلَّا عَن معرفَة وَعلم وَبِذَلِك فضل فِي الشّعْر وَالْعقل 3 - الْمَعْنى أَنِّي حِين فضلت مَرْوَان بن الحكم وَابْنه عبد الْملك على النَّاس فضلت أفضل أَب وَخير ابْن 4 - الحباء الْعَطاء وَالْمعْنَى جِئْنَا لزيارة الْأَمِير سُلَيْمَان الَّذِي ينعم على زَائِره ويكرمه 5 - النَّجْوَى مَا يكون من الحَدِيث فِي الْخلْوَة وَالْمعْنَى إِذا وَقعت فِي خاطره وتفردت بمناجاته فالجود نصب عَيْنَيْهِ وَالْبخل غَائِب عَن همه 6 - سُؤَاله جمع سَائل وتزعم الْعَرَب أَن الْإِنْسَان لَهُ نفسان عِنْد مَا يحضرهُ من الفعال والمقال فإحداهما تَأمره بِالْفِعْلِ وَالْأُخْرَى تنهاه وتبعثه على التّرْك وَمعنى الْبَيْت أَن كلتا نفسيه تنهاه عَن الْبُخْل وتأمره بالبذل والأفضال 7 - هُوَ الْكُمَيْت بن زيد أحد بني أَسد ابْن خُزَيْمَة شَاعِر مقدم عَالم بلغات الْعَرَب خَبِير بأيامها ووقائعها وَهُوَ من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 (فَمَا غَابَ عَن حلم وَلَا شهد الْخَنَا ... وَلَا استغذب العوراء يَوْمًا فَقَالَهَا) (يَدُوم على خير الْخلال وَيَتَّقِي ... تصرمها من شِيمَة وانتقالها) 3 - (وتفضل إِيمَان الرِّجَال شِمَاله ... كَمَا فضلت يمنى يَدَيْهِ شمالها) 4 - (وَمَا أجم الْمَعْرُوف من طول كره ... وأمرا بِأَفْعَال الندى وافتعالها)   شعراء مُضر وألسنتها والمتعصبين على القطحانية المقارعين لشعرائهم الْعلمَاء بمثالبهم ومعايبهم وَكَانَ فِي أَيَّام بني أُميَّة وَلم يدْرك بني الْعَبَّاس وَكَانَ مَعْرُوفا بالتشيع لبني هَاشم مَشْهُورا بذلك وقصائده الهاشميات من جيد شعره ومختاره وَاعْلَم أَن من يُقَال لَهُ الْكُمَيْت من الشُّعَرَاء ثَلَاثَة كلهم من بني أَسد بن خُزَيْمَة أَوَّلهمْ الْكُمَيْت الْأَكْبَر ابْن ثَعْلَبَة بن نَوْفَل وَالثَّانِي الْكُمَيْت ابْن مَعْرُوف بن الْكُمَيْت الْأَكْبَر وَالثَّالِث ابْن زيد هَذَا 1 - الْخَنَا الْفُحْش والعوراء الْكَلِمَة القبيحة يُرِيد أَنه ملازم للحلم عفيف متنزه عَن النقائص 2 - وَيَتَّقِي أَي يخَاف ويتحفظ والتصرم الِانْقِطَاع وَالْمعْنَى أَنه يحب الْخَيْر أبدا ويتحفظ من أَن تَزُول عَنهُ شِيمَة كَرِيمَة أَو خلق حسن 3 - الْمَعْنى أَن يَده الشمَال تزيد فِي الْفضل والأفضال على أَيْمَان الرِّجَال مثل مَا غلبت وزادت يَمِينه على شِمَاله 4 - وَمَا أجم الْمَعْرُوف أَي مَا كرهه وَقَوله وأمرا بِأَفْعَال الندى عطفه على الْمَعْرُوف يُرِيد وَمَا أجم الْأَمر بِفعل الندى واكتسابه لَهُ كَأَنَّهُ كَانَ يبْعَث غَيره عَلَيْهِ تَارَة ويتولى فعله بِنَفسِهِ أُخْرَى وَيُقَال كرّ الشَّيْء إِذا توالى وتتابع وَالْمعْنَى أَنه لم يكره فعل الْخَيْر وَإِن طَال تكراره وتواتره وَلم يكن يكره الْأَمر بِفعل الندى واكتسابه لَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 (ويبتذل النَّفس المصونة نَفسه ... إِذا مَا رأى حَقًا عَلَيْهِ ابتذالها) (بلوناك فِي أهل الندى ففضلتهم ... وباعك فِي الأبواع قدما فطالها) 3 - (فَأَنت الندى فِيمَا يَنُوبك والسدى ... إِذا الخود عدت عقبَة الْقدر مَالهَا) وَقَالَ المتَوَكل اللَّيْثِيّ تقدّمت تَرْجَمته 4 - (مدحت سعيدا واصطفيت ابْن خَالِد ... وللخير أَسبَاب بهَا يتوسم)   1 - نَفسه الثَّانِيَة بدل من النَّفس الأولى فِي الْبَيْت ذَاته والابتذال ضد الصيانة وَالْمعْنَى أَنه بلغ من كرمه وَطيب أَصله وأخلاقه أَنه إِذا رأى ابتذال نَفسه وَاجِبا عَلَيْهِ حَقًا ملازما لَهُ يبتذلها وَلَا يصونها يُرِيد أَنه كَانَ يفعل ذَلِك فِي الشدائد 2 - بلوناك أَي اختبرناك وَيُقَال فاضلت فلَانا ففضلته فَأَنا أفضله بِالضَّمِّ إِذا غلبته فِي الْفضل وباعك مَعْطُوف على ضمير الْمُخَاطب فِي بلوناك يُرِيد أَن لَك الْغَلَبَة على أهل الْجُود وَالْفضل من قديم 3 - الندى والسدى هما الرُّطُوبَة الَّتِي تنزل من السَّمَاء فتجمد من شدَّة الْبرد وَأَرَادَ بهما الْإِحْسَان وَالْمَعْرُوف ونابه الْأَمر نزل بِهِ والخود الْمَرْأَة الناعمة الشَّابَّة وَخص الخود لكرمها ونعمتها وَعقبَة الْقدر مَا يبْقى فِيهَا من المرق وَغَيره ويكنى بِهِ عَن سنة الجدب وَالْمعْنَى أَنْت الَّذِي فاض برك وإحسانك حَتَّى سميت بِالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَان فِي حِين أَن الْمَرْأَة الناعمة الَّتِي يغلب عَلَيْهَا الْكَرم وَالنعْمَة تعد مَا يفضل فِي أَسْفَل الْقدر مَالهَا وذخيرتها 4 - توسم الشَّيْء تخيله وتفرسه يَقُول اخْتَرْت من بَين النَّاس ابْن خَالِد ومدحت سعيدا وأثنيت عَلَيْهِ وللخير وُجُوه يتَبَيَّن وسمه وعلامته بهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 (فَكنت كمجتس بمحفاره الثرى ... فصادف عين المَاء إِذْ يترسم) (فَإِن يسْأَل الله الشُّهُور شَهَادَة ... تنبي جُمَادَى عَنْكُم وَالْمحرم) 3 - (بأنكما خير الْحجاز وَأَهله ... إِذا جعل الْمُعْطِي يمل ويسأم) وَقَالَ نصيب فِي عمر بن عبيد الله بن معمر التَّيْمِيّ تقدّمت تَرْجَمته 4 - (وَالله مَا يدْرِي امرء ذُو جَنَابَة ... وَلَا جَار بَيت أَي يوميك أَجود) 5 - (أيوم إِذا ألفيته ذَا يسارة ... فَأعْطيت عفوا مِنْك أم يَوْم تجهد)   1 - المجتس المتجسس المتلمس والمحفار آلَة الْحفر وَالثَّرَى التُّرَاب ويترسم يتبع الرسوم والْآثَار وَالْمعْنَى فَكنت فِي اصطفائي إيَّاهُمَا كَرجل يتطلب المَاء بمحافره من تُرَاب الأَرْض فصادف عينه ومنبعه أَي أصبت فِي الْقَصْد وَالِاخْتِيَار وَوضعت الثَّنَاء فِي مَوْضِعه 2 - تنبي أَي تخبر وَإِنَّمَا خص جُمَادَى وَالْمحرم لِأَن جُمَادَى من أشهر الْقَحْط وَالْمحرم من الْأَشْهر الْحرم 3 - بأنكما مُتَعَلق بقوله تنبي فِي الْبَيْت قبله وَجعل بِمَعْنى طفق وَأَقْبل فَلَا يتَعَدَّى والسآمة الضجر يَقُول أَن يسْأَل الله عَنْكُم الشُّهُور أخْبرت جُمَادَى بقراكم الضَّيْف وصلتكم الرَّحِم وَهُوَ شهر برد وجدب وَأخْبر الْمحرم بحفظكم حرمته وتأديتكم حَقه لِأَنَّهُ شهر حرَام لَا يسفك فِيهِ دم وَلَا ينهب فِيهِ شَيْء 4 - الْجَنَابَة هُنَا بِمَعْنى الغربة وَجعل الْجُود لليوم على طَريقَة قَوْله تَعَالَى {بل مكر اللَّيْل وَالنَّهَار} لما كَانَ فيهمَا وعَلى حد قَول النَّاس نَهَاره صَائِم وليله نَائِم 5 - أيوم الخ هَذَا تَفْصِيل لما أجمله قبل وَمعنى ألفيته ألفيت فِيهِ وَجعل الْيَوْم مَفْعُولا بِهِ على السعَة وَذَا يسارة حَال من التَّاء وَيُقَال هُوَ ذُو يسَار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 (وَإِن خليليك السماحة والندى ... مقيمان بِالْمَعْرُوفِ مَا دمت تُوجد) (مقيمان ليسَا تاركيك لخلة ... من الدَّهْر حَتَّى يفقدا حِين تفقد) وَقَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت تقدّمت تَرْجَمته 3 - (أأذكر حَاجَتي أم قد كفاني ... حياؤك إِن شيمتك الْحيَاء) 4 - (وعلمك بالحقوق وَأَنت فرع ... لَك الْحسب الْمُهَذّب والسناء) 5 - (خَلِيل لَا يُغَيِّرهُ صباح ... عَن الْخلق الْجَمِيل وَلَا مسَاء)   ويساره أَي صَاحب يسر وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَا يعلم الْغَرِيب المتنائي عَنْك وَلَا الْقَرِيب المتداني مِنْك أَي وقتيك أَكثر سخاء وَخيرا وَقت كونك مُوسِرًا غَنِيا أم وَقت كونك مُعسرا مجهودا 1 - السماحة هِيَ سهولة الْجَانِب فِي الْإِعْطَاء وَطيب النَّفس بِهِ وَقَوله مقيمان أَي ثابتان 2 - الْخلَّة الْحَاجة والفقر وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن السماحة والندى صديقان لَك ثابتان عنْدك بِسَبَب برك ومعروفك مَا دمت أَنْت حَيا وَلَا يُمكن أَن يفارقاك لفقر أَو حَاجَة نزلت بك من الْأَيَّام بل هما ملازمان لَك لَا يزولان إِلَّا بزوالك 3 - الشيمة الْخلق والطبع 4 - السناء الرّفْعَة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ يَكْفِينِي عَن ذكر حَاجَتي حياؤك الَّذِي هُوَ طبع فِيك ومعرفتك الْحُقُوق وَأَنت صَغِير مَالك للحسب الْمُهَذّب النقي والعز والرفعة 5 - خَلِيل أَي أَنْت خَلِيل وَقَوله لَا يُغَيِّرهُ صباح الخ أَي لَا تغيره الْأَوْقَات عَمَّا ألف من الْبر وَخص الصَّباح والمسار لِأَنَّهُمَا وقتا الإغارة والضيافة وَالْمعْنَى أَنْت صديق لَا تغيره الْأَوْقَات عَمَّا اعْتَادَ من بره وإحسانه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 (وأرضك كل مكرمَة بنتهَا ... بَنو تيم وَأَنت لَهَا سَمَاء) (إِذا أثنى عَلَيْك الْمَرْء يَوْمًا ... كَفاهُ من تعرضه الثَّنَاء) 3 - (تباري الرّيح مكرمَة ومجدا ... إِذا مَا الْكَلْب أجحره الشتَاء) وَقَالَ ابْن عبدل الْأَسدي تقدّمت تَرْجَمته 4 - (بَينا هم بِالظّهْرِ قد جَلَسُوا ... يَوْمًا بِحَيْثُ ينْزع الذّبْح) 5 - (فَإِذا ابْن بشر فِي مواكبه ... تهوي بِهِ خطارة سرح)   1 - وأرضك الخ يُرِيد بأرضه مَا توطد لَهُ من مباني الْمجد والشرف وَجعل تفقده ومراعاته من بعد وتوفره على مَا يشيده بِنَفسِهِ كالسماء وَقد علم أَن حَيَاة الأَرْض إِنَّمَا تكون بِمَا ينزل على الأَرْض من الْمَطَر وَالْمعْنَى أَن مَا تبنيه بَنو تيم من مباني الْمجد والشرف كالأرض لَك وَأَنت لَهُ سَمَاء فَأَنت تحييه كَمَا أَن السَّمَاء تحيي الأَرْض بغيثها 2 - أثنى عَلَيْك مدحك وَالْمعْنَى أَن مادحك لَا يحْتَاج إِلَى قصدك بِهِ لِأَنَّهُ مَتى تأدى إِلَيْك مدحه أنلته إحسانك فأغنيته عَن التَّعَرُّض وَالْقَصْد 3 - تباري تجاري وأجحر الشتَاء الْكَلْب أدخلهُ الْجُحر وَهُوَ كل مَا تحفره الوحوش والهوام لتأوي إِلَيْهِ وَالْمعْنَى قد فاض برك وَعظم مجدك حَتَّى شابها الرّيح كَثْرَة وَقُوَّة فِي حِين أَن الْكَلْب من شدَّة الْبرد الَّذِي يكثر فِيهِ الْقَحْط ويعم الجدب قد أَوَى إِلَى جُحْره 4 - الظّهْر مَا علا من الأَرْض وَهُوَ هُنَا مَوضِع وَالذّبْح نبت لَهُ أصل يقشر عَنهُ وَيخرج كالجزر ويقشر عَنهُ جلد أسود وَهُوَ حُلْو يُؤْكَل وَله زهر أَحْمَر 5 - المواكب جمع موكب وَهُوَ الْجَمَاعَة يكونُونَ راكبين وتهوى تسرع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 (فَكَأَنَّمَا نظرُوا إِلَى قمر ... أَو حَيْثُ علق قوسه قزَح) وَقَالَ حَاتِم بن عبد الله الطَّائِي تقدّمت تَرْجَمته (مَتى مَا يَجِيء يَوْمًا إِلَى المَال وارثي ... يجد جمع كف غير ملأى وَلَا صفر) 3 - (يجد فرسا مثل الْعَنَان وصارما ... حساما إِذا مَا هز لم يرض بالهبر) 4 - (وأسمر خطيا كَأَن كوبه ... نوى القسب قد أرمى ذِرَاعا على الْعشْر)   والخطارة الَّتِي تخطر فِي مشيها نشاطا والسرح السهلة الْيَدَيْنِ 1 - قَوس قزَح قَوس السَّحَاب وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة بَيْنَمَا كَانَ الْقَوْم جُلُوسًا فِي الْموضع الْمُسَمّى بِالظّهْرِ فِي حِين نزع الذّبْح وجنيه إِذْ جَاءَ الْأَمِير ابْن بشر وَمَعَهُ جَيْشه وَالْخَيْل مسرعة بهم فكأنهم فِي شخوص أَبْصَارهم نَحوه ينظرُونَ الْقَمَر أَو السَّمَاء فِي حِين ظُهُور قَوس قزَح لوسامته وَحسن منظره وارتفاع مجده 2 - جمع كف هُوَ قدر مَا يشْتَمل عَلَيْهِ الْكَفّ من المَال وَغَيره يَقُول مَتى جَاءَ وارثي بعد موتِي يجد قدرا من المَال لَا يُوصف بِالْكَثْرَةِ وَلَا بالقلة 3 - الْعَنَان الْجَام وَشبه الْفرس بالعنان فِي أدماجه ضموره وصارما حساما أَي سَيْفا قَاطعا والهبر الْقطع 4 - الأسمر الرمْح والخطى مَنْسُوب إِلَى خطّ وَهُوَ مرسى السفن بِالْبَحْرَيْنِ والكعوب العقد والقسب ضرب من التَّمْر غليظ النَّوَى صلبه وَمعنى الْبَيْتَيْنِ يجد فرسا ضامرة وسيفا قَاطعا إِذا حرك فِي الضريبة لم يرض بِالْقطعِ وَلَكِن يتجاوزه وَيخرج إِلَى مَا رواءه ويجد رمحا خطيا صلب العقد لم يكن طَويلا فيضطرب حِين الطعْن بِهِ وَلَا قَصِيرا فيقصر عَن الطعْن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 وَقَالَ آخر (آل الْمُهلب قوم خولوا شرفا ... مَا ناله عَرَبِيّ لَا وَلَا كادا) (لَو قيل للمجد حد عَنْهُم وخالهم ... بِمَا احتكمت من الدُّنْيَا لما حادا) 3 - (إِن المكارم أَرْوَاح يكون لَهَا ... آل الْمُهلب دون النَّاس أجسادا) وَقَالَت قتيلة أُخْت النَّضر بن الْحَرْث تقدّمت ترجمتها 4 - (الْوَاهِب الْألف لَا يَبْغِي بهَا بَدَلا ... إِلَّا الْإِلَه ومعروفا بِمَا اصطنعا) 5 - وَقَالَت صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب   1 - خولوا ملكوا وَكَاد قرب وَالْمعْنَى أَن آل الْمُهلب ملكهم الله شرفا لم ينله عَرَبِيّ وَمَا قرب أَن يحوزه 2 - خالهم أَي تخل عَنْهُم وأتركهم وَالْمعْنَى لَو قلت للمجد وَكَانَ مِمَّن يعقل انْصَرف عَن آل الْمُهلب وَخذ حكمك مَا شِئْت لم يفارقهم 3 - جعل آل الْمُهلب دون النَّاس أرواحا للمكارم فَيَقُول إِن قوام المكارم بآل الْمُهلب مثل قوام الأجساد بالأرواح 4 - الْمَعْنى تصفه بِأَنَّهُ يتلذذ بِفعل الْمَعْرُوف واحتساب الْأجر عِنْد الله تَعَالَى 5 - وجدهَا هَاشم بن عبد منَاف القرشية الهاشمية وَهِي عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأُخْت حَمْزَة بن عبد الْمطلب لأَبِيهَا وَأمّهَا وَهِي أم الزبير بن الْعَوام وَكَانَ قد تزَوجهَا فِي الْجَاهِلِيَّة الْحَارِث بن حَرْب بن أُميَّة أَخُو أبي سُفْيَان فَمَاتَ عَنْهَا فَتَزَوجهَا الْعَوام بن خويلد فأولدها الزبير وَعبد الْكَعْبَة وَلم يخْتَلف فِي إسْلَامهَا وَاخْتلف فِي عَاتِكَة وأروى وَالصَّحِيح أَنه لم يسلم غَيرهَا وَلما قتل أَخُوهَا حَمْزَة وجدت عَلَيْهِ وجدا شَدِيدا وَلكنهَا صبرت صبرا عَظِيما وَأَقْبَلت لتراه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 (أَلا من مبلغ عني قُريْشًا ... فَفِيمَ الْأَمر فِينَا والإمار) (لنا السّلف الْمُقدم قد علمْتُم ... وَلم توقد لنا بالغدر نَار) 3 - (وكل مَنَاقِب الْخيرَات فِينَا ... وَبَعض الْأَمر منقصة وعار) وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم يمدح عمر بن عبيد الله بن معمر تقدّمت تَرْجَمته   بِأحد فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لابنها الزبير ألقها فأرجعها لَا ترى مَا بأخيها فلقيها الزبير وَقَالَ أَي أمه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرك أَن تَرْجِعِي قَالَت وَلم وَقد بَلغنِي أَنه مثل بأخي وَذَاكَ فِي ذَات الله فَمَا أرضانا بِمَا كَانَ من ذَلِك لأصبرن ولأحتسبن إِن شَاءَ الله وَعَاشَتْ صَفِيَّة كثيرا وَتوفيت سنة عشْرين فِي خلَافَة عمر 1 - الرسَالَة الَّتِي تطلب إبلاغها قَوْلهَا فَفِيمَ الْأَمر الخ والأمار الْمُشَاورَة كَأَنَّهَا تستجهل قُريْشًا فَتَقول من يبلغهم عني لماذا كَانَ الْأَمر والإمار فينادون غَيرنَا 2 - لنا السّلف الْمُقدم الخ هَذَا بَيَان لسَبَب اخْتِصَاص قَومهَا بِالْأَمر والأمار وتعني بالسلف الْمُقدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَوْلها لم توقد لنا بالغدر نَار مَعْنَاهُ لم نغدر فتوقد نَار للشهرة وَعَادَة الْعَرَب أَنهم إِذا أَرَادوا أَن يشهروا إنْسَانا بالغدر أوقدوا نَارا فَاجْتمع إِلَيْهَا النَّاس ثمَّ نَادَى مُنَاد إِلَّا أَن فلَانا قد غدر نخاطب بِهَذَا بني أُميَّة وَتقول كَيفَ تكون الْولَايَة لكم وَالسَّلَف الْمُقدم لنا 3 - المناقب جمع منقبة وَهِي مَا يُؤثر من المكارم والمحامد وَالْمعْنَى أَن جَمِيع مَا يُؤثر من الْخَيْر اجْتمع فِينَا وأعراضنا مصونة وَلَا يمسنا شَيْء من المنقصة والعار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 (أَخ لَك لَيْسَ خلته بمذق ... إِذا مَا عَاد فقر أَخِيه عادا) (أَخ لَك لَا ترَاهُ الدَّهْر إِلَّا ... على العلات بساما جوادا) وَقَالَت امْرَأَة من بني مَخْزُوم 3 - (إِن تسألي فالمجد غير البديع ... قد حل فِي تيم ومخزوم) 4 - (قوم إِذا صَوت يَوْم النزال ... قَامُوا إِلَى الجرد اللهاميم) 5 - (من كل محبوك طوال الْقرى ... مثل سِنَان الرمْح مشهوم) وَقَالَت أُخْرَى   1 - خلته أَي مودته والمذق اللَّبن الْمَخْلُوط بِالْمَاءِ 2 - على العلات أَي على جَمِيع الْأَحْوَال وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن هَذَا الْأَخ لَا ينطوي لَك على غل وَإِذا أعْطى راجيه أغناه فَإِن رَاجعه الْفقر لِكَثْرَة مؤنه عَاد بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وَهُوَ رجل جواد يَتَهَلَّل وَجهه وينشرح للمعروف فِي جَمِيع أَحْوَاله وتقلبات الدَّهْر بِهِ 3 - غير البديع أَي لَيْسَ بحادث وَنصب على الْحَال وَالْمعْنَى أَن مجد تيم ومخزوم قديم 4 - يَوْم النزال أَي يَوْم الْحَرْب والجرد من الْخَيل قصيرات الشّعْر وَهُوَ ممدوح فِيهَا واللهاميم من الْخَيل جيادها 5 - المحبوك الْمُحكم الْخلق والقرى الظّهْر وَلَا يحمد من الْفرس طول الظّهْر وَإِنَّمَا أَرَادَت بِهِ بعد الظّهْر من الأَرْض والمشهوم حَدِيد النَّفس وَالْقلب وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنهم قوم إِذا دعوا للحرب قَامُوا إِلَى الْجِيَاد من خيولهم فَرَكبُوا مِنْهَا كل جواد تَامّ الْخلق رفيع الظّهْر ذكي الْقلب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 (أَلا إِن عبد الْوَاحِد الرجل الَّذِي ... ينيلك مَا تبغيه وَالْعرض وافر) 2 - وَقَالَت الخنساء 3 - (دلّ على معروفه وَجهه ... بورك هَذَا هاديا من دَلِيل) 4 - (تحسبه غَضْبَان من عزه ... ذَلِك مِنْهُ خلق مَا يحول)   1 - الْمَعْنى أَن هَذَا الرجل يُعْطي قبل أَن يسئل بِدُونِ أَن يبْذل مَاء الْوُجُوه لَهُ 2 - هِيَ بنت عَمْرو بن الشريد بن ريَاح من بني سليم وَاسْمهَا تماضر وَلها يَقُول دُرَيْد بن الصمَّة (حيوا تماضر واربعوا صحبي) الخ قدمت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ قَومهَا فَأسْلمت مَعَهم فَذكرُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يستنشدها وَيُعْجِبهُ شعرهَا فَكَانَت تنشده وَيَقُول هيه هيه خناس وَقَالُوا وَكَانَت تَقول فِي أول أمرهَا الْبَيْتَيْنِ وَالثَّلَاثَة حَتَّى قتل أَخُوهَا مُعَاوِيَة وَهُوَ شقيقها قَتله هَاشم وَزيد المريان وَقتل صَخْر وَهُوَ أَخُوهَا لأَبِيهَا طعنه أَبُو ثَوْر الْأَسدي فَمَرض مِنْهَا قَرِيبا من سنة ثمَّ مَاتَ فَأَكْثَرت الشّعْر عَلَيْهِمَا وَلَا سِيمَا أَخُوهَا صَخْر وَكَانَ أحبهما إِلَيْهَا وَكَانَ حَلِيمًا جوادا محبوبا فِي الْعَشِيرَة وَأجْمع أهل الْعلم بالشعر أَنه لم يكن امْرَأَة قبلهَا وَلَا بعْدهَا أشعر مِنْهَا وَشهِدت حَرْب الْقَادِسِيَّة وَمَعَهَا أَرْبَعَة بَنِينَ لَهَا فحضتهم على الْقِتَال وَالْجهَاد فكلهم قتل فِي سَبِيل الله فَلَمَّا بلغَهَا الْخَبَر قَالَت الْحَمد لله الَّذِي شرفني بِقَتْلِهِم وَأَرْجُو من رَبِّي أَن يجمعني بهم فِي مُسْتَقر رَحمته وَكَانَ عمر بن الْخطاب يُعْطِيهَا أرزاق أَوْلَادهَا الْأَرْبَعَة حَتَّى قبض رَضِي الله عَنهُ 3 - تصفه بطلاقة الْوَجْه وبشاشته وَنصب هاديا على الْحَال 4 - مَا يحول لَا يتَحَوَّل وَلَا يتَغَيَّر تُرِيدُ أَنه ظَاهر الْعِزّ دَائِما وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنه رجل عِنْده طلاقة وبشاشة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 (ويلمه مسر حَرْب إِذا ... ألقِي فِيهَا وَعَلِيهِ الشليل) وَقَالَت امْرَأَة من إياد (الْخَيل تعلم يَوْم الروع إِن هزمت ... أَن ابْن عمر ولدى الهيجاء يحميها) 3 - (لم يبد فحشا وَلم يهدد لمعظمة ... وكل مكرمَة يلقى يساميها) 4 - (المستشار لأمر الْقَوْم يحزبهم ... إِذا الهنات أهم الْقَوْم مَا فِيهَا) 5 - (لَا يرهب الْجَار مِنْهُ غدرة أبدا ... وَإِن ألمت أُمُور فَهُوَ كافيها)   يسْتَدلّ ناظره على خَيره ومعروفه بِمُجَرَّد رُؤْيَته يَظُنّهُ من يرَاهُ أَنه غَضْبَان لعزته وشممه وَهَذَا خلق طبيعي فِيهِ لَا يتَحَوَّل عَنهُ 1 - ويلمه كلمة تعجب ومسعرا مَنْصُوب على التَّمْيِيز وَهُوَ مَا توقد بِهِ النَّار والشليل درع قَصِيرَة تصفه بِالْقُوَّةِ والشجاعة وَأَن النَّاس تتعجب مِنْهُ إِذا كَانَ فِي الْحَرْب لقُوته وَشدَّة بطشه 2 - الْخَيل تعلم الخ اللَّفْظ للخيل وَالْمعْنَى لأصحابها والهيجاء الْحَرْب وَالْمعْنَى يعلم أَصْحَاب الْخَيل يَوْم الْخَوْف إِن هزمت الْأَبْطَال أَن ابْن عَمْرو عِنْد الْحَرْب يحميهم وَيَنْصُرهُمْ 3 - لم يهدد أَي لم يُحَرك والمعظمة الْحَادِثَة ويساميها أَي يسمو إِلَيْهَا وَالْمعْنَى أَنه لَا يظْهر فَاحِشَة وَلم يَتَحَرَّك لحوادث الدَّهْر وكل مكرمَة تَلقاهُ مساميا لَهَا وساعيا إِلَيْهَا 4 - يحزبهم أَي ينوبهم ويشتد عَلَيْهِم والهنات جمع هنة وَهِي كِنَايَة عَن الْأَمر الْمُنكر وَقَوْلها أهم الْقَوْم الخ أَي جعل من هَمهمْ وَالْمعْنَى أَنه الْمرجع فِي المصائب والشدائد إِذا نزلت بالقوم وشغلتهم وَكَانَت من هَمهمْ 5 - يرهب يخَاف وألمت نزلت وَالْمعْنَى أَنه رجل يحمي الْجَار ويحفظ عهوده فَيَأْمَن غدره وَإِن نزلت بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 بَاب الصِّفَات وَمَا اخْتَارَهُ مِنْهُ قَالَ البعيث الْحَنَفِيّ تقدّمت تَرْجَمته (وهاجرة يشوي مهاها سمومها ... طبخت بهَا عيرانة واشتويتها) (مفرجة منفوجة حضرمية ... مساندة سر المهارى انتقيتها) 3 - (فطرت بهَا شجعاء قرواء جرشعا ... إِذا عد مجد العيس قدم بَيتهَا)   النوائب أزالها عَنهُ وأنجاه مِنْهَا 1 - الهاجرة وَقت ترك الْعَمَل إِذا قَامَ قَائِم الظهيرة وَغلب الْحر فِيهِ والمها بقر الْوَحْش والسموم الرّيح الحارة والعيرانة النَّاقة القوية واشتويتها مَعْنَاهُ سرت عَلَيْهَا حَتَّى أنضاها حر الهواجر وأذهب لَحمهَا فَصَارَت كالمحترقة 2 - المفرجة الَّتِي بَعدت مرافقها عَن زورها واتسعت آباطها يُرِيد أَنَّهَا فتلاء الْمرَافِق والمنفوجة الواسعة الجنبين والحضرمية من نسل إبل حَضرمَوْت والمساندة القوية الظّهْر وسر المهارى أَي خِيَارهَا والمهارى نِسْبَة إِلَى مهرَة بن حيدان وَمعنى الْبَيْتَيْنِ وَرب وَقت اشْتَدَّ فِيهِ الْحر حَتَّى صَار يشوي الوحوش رِيحه سرت فِيهِ على نَاقَة قَوِيَّة صلبة حَتَّى أثر فِيهَا الْحر مثل تَأْثِير النَّار فِي اللَّحْم من طبخه وشيه وَمن عَلَامَات شدَّة هَذِه النَّاقة وقوتها أَنَّهَا فتلاء الذراعين وَاسِعَة الجنبين قَوِيَّة الظّهْر وَأَنه قد اصطفاها من خِيَار الْإِبِل المهرية 3 - طرت بهَا أَي سرت عَلَيْهَا السّير السَّرِيع والشجعاء الجريئة الْقلب والقرواء الطَّوِيلَة الظّهْر والجرشع المنتفخة الجنبين والعيس الْإِبِل الْبيض يخالط بياضها شقرة وَقَوله إِذا عد مجد العيس يُرِيد إِذا ذكرت مفاخر الْإِبِل ومناسبها قدم نسلها وَالْمعْنَى سرت سيرا حثيثا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 (وجدت أَبَاهَا رائضيها وَأمّهَا ... فَأعْطيت فِيهَا الحكم حَتَّى حويتها) وَقَالَ عنترة بن الْأَخْرَس (لَعَلَّك تمنى من أراقم أَرْضنَا ... بأرقم يسقى السم من كل منطف) 3 - (ترَاهُ بأجواز الهشيم كَأَنَّمَا ... على مَتنه أَخْلَاق برد مفوف) 4 - (كَأَن بضاحي جلده وسراته ... وَمجمع ليتيه تهاويل زخرف)   على هَذِه النَّاقة الَّتِي صفاتها كَيْت وَكَيْت 1 - الرياضة حسن التربية ورائضيها مفعول ثَان لوجدت وَقد فصل بِهِ بَين الْمَعْطُوف والمعطوف عَلَيْهِ وَالْمعْنَى وجدت هَذِه النَّاقة مدربة على السّير سلسة القياد فَجعلت حكم الثّمن لصَاحِبهَا يَأْخُذ مني مَا يُرِيد حَتَّى ملكتها 2 - لَعَلَّك تمني الخ هَذَا دُعَاء على الْمُخَاطب وَإِن كَانَ لَفظه ترجيا وَتمنى أَي يقدر لَك وتبتلى والأراقم جمع أَرقم وَهُوَ الْحَيَّة فِيهَا نقط بيض والمنطف من نطف السم إِذا قطر وَالْمعْنَى ادعوا الله تَعَالَى أَن يقدر لَك حَيَّة عَظِيمَة من حيات أَرْضنَا تسيل سما من كل مَوضِع فِيهَا 3 - الأجواز الأوساط وَهِي جمع جوز والهشيم الْيَابِس المتكسر من النَّبَات وَالشَّجر والمتن الظّهْر والأخلاق جمع خلق وَهُوَ الثَّوْب الْبَالِي والمفوف المنقوش وَالْمعْنَى تنظر إِلَى ذَلِك الأرقم بَين الْيَابِس من النَّبَات وَالشَّجر ممزق الْجلد كَأَن على ظَهره أثوابا بالية منقوشة 4 - ضاحي الْجلد مَا ظهر مِنْهُ وسراته أَي أَعْلَاهُ والليتان مثنى لَيْت وَهُوَ عرق فِي صفحة الْعُنُق والتهاويل النقوش والزخرف كل مَا زين وَحسن وَالْمعْنَى كَانَ بِالظَّاهِرِ من جلد الأرقم وَمَا علا مِنْهُ وعنقه نقوشا زخرفته وزينته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 (كَأَن مثنى نسعة تَحت حلقه ... مِمَّا قد طوى من جلده المتغضف) (إِذا انْسَلَّ الْحَيَّات بالصيف لم يزل ... يشاعر بَاقِي جلبة لم تقرف) وَقَالَ ملحة الْجرْمِي 3 - (أرقت وَطَالَ اللَّيْل للبارق الومض ... حبيا سرى مجتاب أَرض إِلَى أَرض) 4 - (نشاوى من الأدلاج كدري مزنه ... يقْضِي بجدب الأَرْض مَا لم يكد يقْضِي)   1 - النسعة قِطْعَة من سير ينسج عريضا تشد بِهِ الرّحال والمتغضف المتثني المتكسر شبه غُضُون جلده المتكسر لكَونه فَاضلا عَن لَحْمه بنسعة مثنية تَحت حلقه وَالْمعْنَى ترَاهُ من سمنه وَكَثْرَة سمه قد صَار لجلده طيات تَحت حلقه 2 - إِذا أنسل الْحَيَّات الخ اسْتعَار أنسل من ذَوَات الريش إِلَى الْحَيَّات وَالْمرَاد نزعت جلدهَا وَذَلِكَ فِي كل سنة ويشاعر من شَاعِر الْمَرْأَة إِذا بَات مَعهَا فِي شعار وَاحِد والشعار الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْجَسَد وَالْمرَاد يُبَاشر وَلم تقرف أَي لم تقشر والجلبة قشرة الْجرْح يُرِيد أَنه صلب الْجلد لَا يبْلى سَرِيعا 3 - أرقت أَي سهرت اللَّيْل والبارق السَّحَاب ذُو الْبَرْق والومض مصدر من ومض الْبَرْق إِذا لمع وَكَثِيرًا مَا يَقع الْوَصْف بِالْمَصْدَرِ والحبي سَحَاب معترض فِي الْآفَاق ومجتاب أَرض أَي قاطعها وَالْمعْنَى فارقني النّوم فطال اللَّيْل من أجل سَحَاب فِيهِ برق يلمع ويسير لَيْلًا من أَرض إِلَى أَرض 4 - النشاوى السكارى وَأَرَادَ بهَا قطع السَّحَاب يُرِيد أَن قطع السَّحَاب لِكَثْرَة سَيرهَا صَارَت كالسكارى تميل من جَانب إِلَى جَانب والأدلاج سير أول اللَّيْل وَالْمرَاد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 (تحن بأجواز الفلا قطراته ... كَمَا حن نيب بَعضهنَّ إِلَى بعض) (كَأَن الشماريح الْعلَا من صبيره ... شماريخ من لبنان بالطول وَالْعرض) 3 - (يباري الرِّيَاح الحضرميات مزنه ... بمنهمر الأرواق ذِي قزع رفض) 4 - (يُغَادر مَحْض المَاء ذُو هُوَ محضه ... على إثره أَن كَانَ للْمَاء من مَحْض)   السّير بِلَا قيد والمزن الْأَبْيَض مِنْهُ وَالْمرَاد مُطلق سَحَاب وَقَوله كدري مزنه كَانَ الظَّاهِر أَن يَقُول كدرية وَلكنه أظهر فِي مَوضِع الضَّمِير وَجعل فِي لَونه كدرة لِكَثْرَة مَائه وَقَوله يقْضِي بجدب الأَرْض الخ أَي يحكم للمجدب من الأَرْض بِالْخصْبِ والنماء مَا لم يكد يقْضِي بِهِ لنَفسِهِ يُرِيد أَن هَذَا السَّحَاب إِذا أَتَى على أَرض مُجْدِبَة لم يفارقها حَتَّى ينزل فِيهَا من المَاء مَا يكون فِيهِ إحْيَاء وخصب لَهَا 1 - الأجواز الأوساط والقطرات النواحي والنيب النياق المسنة وَالْمعْنَى أَن جَوَانِب هَذَا السَّحَاب تتجاوب بالرعد فَكَأَنَّهَا تحن إِلَى مَوَاضِع لَهَا كَالْإِبِلِ يحن بَعْضهَا إِلَى بعض 2 - شماريخ الْجَبَل أَعْلَاهُ واستعاره للسحاب والعلا جمع علياء والصبير السَّحَاب الَّذِي فِيهِ سَواد وَبَيَاض ولبنان جبل فِي الشَّام وَالْمعْنَى كَأَن أعالي هَذَا السَّحَاب فِي ضخامتها مثل أعالي جبل لبنان طولا وعرضا 3 - يباري يجاري والمزن السَّحَاب المنهمر المنسكب والروق المَاء الصافي والقزع قطع السَّحَاب والرفض الْإِبِل تتْرك فِي المرعى وَالْمعْنَى أَن هَذَا السَّحَاب يجاري الرِّيَاح الَّتِي تهب من جِهَة حضر الْمَوْت بمطر صَاف منصف متقطع متفرق 4 - يُغَادر يتْرك وَذُو هُنَا بِمَعْنى الَّذِي والمحض الْخَالِص وَالْمعْنَى يتْرك خَالص المَاء الَّذِي هُوَ خَالِصَة السَّحَاب فِي مسايل الأودية على أَثَره وَقَوله أَن كَانَ للْمَاء من مَحْض إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَن الْمَطَر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 (يروي الْعُرُوق الهامدات من البلى ... من العرفج النجدي ذُو باد والحمض) (وَبَات الحبي الجون ينْهض مقدما ... كنهض المدانى قَيده الموعث النَّقْض) بَاب السّير وَالنُّعَاس 3 - قَالَ الخطيم 4 - (وَقَالَ وَقد مَالَتْ بِهِ نشوة الْكرَى ... نعاسا وَمن يعلق سرى اللَّيْل يكسل) 5 - (أنخ نعط أنضاء النعاس دواءها ... قَلِيلا ورفه عَن قَلَائِص دبل)   جنس وَاحِد إِذا لم يخْتَلط بِهِ غَيره لَا يخْتَلف 1 - الهامات اليابسات والعرفج نَبَات وباد هلك والحمض المر من النَّبَات وَالْمعْنَى أَنه إِذا مر على الأَرْض المجدبة أَحْيَا الْمَيِّت من شَجَرهَا ونباتها 2 - الحبي السَّحَاب الَّذِي بعضه فَوق بعض والجون السَّحَاب الْأسود والمداني الَّذِي ضيق عَلَيْهِ بتقصير العقال والموعث السائر فِي الوعث وَهِي الأَرْض اللينة الْكَثِيرَة الرمل والنقض المهزول الضَّعِيف وَالْمعْنَى أَن سير هَذَا السَّحَاب لثقله وعظمه مثل سير الْبَعِير الَّذِي ضيق عَلَيْهِ بِالْعقلِ فِي الأَرْض الَّتِي يصعب فِيهَا السّير 3 - لَعَلَّه الخطيم بن عدي بن عَمْرو بن سَواد بن ظفر أَبُو قيس بن الخطيم وَهُوَ من شعراء الْجَاهِلِيَّة 4 - النشوة السكر وانتصب نعاسا على أَنه مصدر فِي مَوضِع الْحَال وَقَوله وَمن يعلق سري اللَّيْل أَي يلْزمه وَيتَعَلَّق بِهِ 5 - الأنضاء المهازيل وأضافها إِلَى النعاس إِشَارَة إِلَى أَن سَبَب هزالها وضعفها عدم النّوم وَقَوله ودواءها أَرَادَ بِهِ النّوم والترفيه التوسيع والقلائص جمع قلُوص وَهِي الشَّابَّة من الْإِبِل وذبل جمع ذابل وَهُوَ المبتذل الَّذِي أضعفه السّفر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 (فَقلت لَهُ كَيفَ الإناخة بَعْدَمَا ... حد اللَّيْل عُرْيَان الطَّرِيقَة منجلي) وَقَالَ آخر (وفتيان بنيت لَهُم رِدَائي ... على أسيافنا وعَلى القسي) 3 - (فظلوا لائذين بِهِ وظلت ... مطاياهم ضوارب باللحي) 4 - (فَلَمَّا صَار نصف اللَّيْل هُنَا ... وَهنا نصفه قسم السوي) 5 - (دَعَوْت فَتى أجَاب فَتى دَعَاهُ ... بلبيه أَشمّ شمردلي)   1 - حدا اللَّيْل سَاقه وعريان الطَّرِيقَة يَعْنِي الصُّبْح وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة قَالَ لي صَاحِبي وَقد فعل فِيهِ النعاس فعل الْخمر بالسكران وَلَا بُد لمن كثر سيره فِي اللَّيْل أَن يَعْتَرِيه الكسل والتعب أبرك الْإِبِل الَّتِي أهزلها عدم النعاس لتداويها بِقَلِيل من النّوم ووسع عَن إبل مبتذلة مَهْزُولَة فأجبته لَا سَبِيل إِلَى إبراكها بعد أَن أقبل الصُّبْح وَذهب اللَّيْل 2 - الْوَاو وَاو رب وَمعنى بنيت لَهُم رِدَائي أَي وَضعته لَهُم يَسْتَظِلُّونَ بِهِ من الشَّمْس وَالْمعْنَى وَرب فتيَان أثر الْحر فيهم ومالوا إِلَى النُّزُول فَنصبت أسيافنا وقسينا وَرفعت رِدَائي فَوْقهَا لأظل الفتيان بِهِ 3 - لائذين لاجئين وَالْمعْنَى فداموا ملتجئين إِلَى رِدَائي من حر الشَّمْس ودامت إبلهم ملصقة أذقانها بِالْأَرْضِ بِسَبَب الكلال والتعب 4 - هُنَا لُغَة فِي هُنَا يُرِيد فَلَمَّا صَار نصف اللَّيْل فِي نَاحيَة مُعينَة عِنْده وَالنّصف الآخر فِي نَاحيَة وَالْغَرَض انتصاف اللَّيْل وَقَوله قسم السوي انتصب على الْمصدر والسوي أَكثر مَا يَجِيء فِي آخِره تَاء التَّأْنِيث 5 - دَعَوْت جَوَاب لما فِي الْبَيْت قبله وَقَوله أجَاب فَتى أَي أجابني فَتى لِأَنَّهُ هُوَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 (فَقَامَ يصارع البردين لدنا ... يقوت الْعين من نوم شهي) (فَقَامُوا يرحلون منفهات ... كَأَن عيونها نزح الركي) وَقَالَ رجل من بني بكر 3 - (وَلَقَد هديت الركب فِي ديمومة ... فِيهَا الدَّلِيل يعَض بالخمس)   الدَّاعِي لَهُ وَأَرَادَ بالفتى الثَّانِي نَفسه وَقَوله بلبيه أَي أجَاب بِالتَّلْبِيَةِ وَقَوله أَشمّ مجرور على أَنه بدل من الضَّمِير الْمُتَّصِل بلبيه والشمم ارْتِفَاع الْأنف والشمردلي الطَّوِيل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ فَلَمَّا انتصف اللَّيْل وَصَارَ قسمَيْنِ بقسمة الْإِنْصَاف ناديت فَتى مُرْتَفع الْأنف طَوِيل الْقَامَة فَأَجَابَنِي بِالتَّلْبِيَةِ 1 - فَقَامَ يصارع الخ يُرِيد أَنه قَامَ يتمايل ويضطرب لما بِهِ من النعاس فَكَأَنَّهُ يصارع برديه واللدن اللين وَالْمعْنَى فَقَامَ لينًا يتمايل من نعاسه فَكَأَنَّهُ يصارع ثِيَابه وَقد كَانَ من قبل نَائِما يغذي عَيْنَيْهِ من النّوم المشتهي 2 - يرحلون منفهات أَي يلبسونها الرّحال والمنفهات جمع منفهة وَهِي المعيية ونزح الركى هِيَ الَّتِي لم يبْق فِيهَا مَاء والركى جمع ركية وَهِي الْبِئْر وَالْعرب تشبه عُيُون الْإِبِل بالركايا النازحة وَذَلِكَ إِذا غارت عيونها من التَّعَب وَطول السّفر وَالْمعْنَى قَامَ أُولَئِكَ الفتيان يلبسُونَ إبلهم رِحَالهَا ليسيروا عَلَيْهَا وَهِي من شدَّة الكلال والتعب قد غارت عيونها حَتَّى صَارَت مثل الْآبَار المنزوح مَاؤُهَا 3 - الديمومة الأَرْض الواسعة كَأَنَّهُ إِنَّمَا سميت بذلك لِأَن السراب يَدُوم فِيهَا وَقَوله يعَض بالخمس كِنَايَة عَن الغيظ والندم كَأَنَّهُ حِين مَا يضل يُصِيبهُ غيظ وَنَدم فيعض أنامله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 (مستعجلين إِلَى ركي آجن ... هيهت عهد المَاء بالإنس) (مستعجلين فمشتو ومعالج ... نقبا بخف جلالة عنس) 3 - (ومهوم ركب الشمَال كَأَنَّمَا ... بفؤاده عرض من الْمس) وَقَالَ آخر 4 - (وَهن مناخات يحاذرن قولة ... من الْقَوْم أَن شدوا قتود الركائب) 5 - (نكاد إِذا قمنا يطير قُلُوبنَا ... تسربلنا ولوثنا بالعصائب)   1 - الركي جمع ركية وَهِي الْبِئْر والآجن المَاء الْمُتَغَيّر وارتفع عهد المَاء بهيهات وَالْمرَاد تعجلوا إِلَى ركي متغير بعد عهد مَائه بالإنس 2 - مشتو مُبْتَدأ وَخَبره مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ على الِاسْتِئْنَاف فَمنهمْ مشتو وَمِنْهُم معالج ونقب خف الْبَعِير إِذا حفى وَالْجَلالَة النَّاقة القوية والعنس النَّاقة الصلبة 3 - ومهوم مَعْطُوف على قَوْله فمشتو أَي وَمِنْهُم رجل مهوم والمهوم الَّذِي يَهْتَز بِرَأْسِهِ من النعاس والمس الْجُنُون وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة أَنِّي دللت الْقَوْم فِي أَرض وَاسِعَة يتحير ويندم فِيهَا الدَّلِيل وَقد كَانُوا مستعجلين إِلَى بِئْر متغيرة المَاء بعيدَة الْعَهْد بِالنَّاسِ فَمنهمْ مشتغل باشتواء اللَّحْم وَمِنْهُم من يداوي نَاقَة أَصَابَهَا الحفاء من شدَّة السّير وَمِنْهُم من غلب عَلَيْهِ النعاس فَركب معكوسا كَأَن بِهِ جنونا لَا يُبَالِي بالسقوط لغَلَبَة النعاس عَلَيْهِ 4 - وَهن مناخات يُرِيد الْإِبِل والمناخات المبركات ويحاذرن أَي يخفن والقتود أخشاب الرّحال يُرِيد أَن مطاياهم وَهِي مناخات فِي مباركها تخَاف قَول المنادى شدوا قتود ركائبكم 5 - اللوث الطي والإدارة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن مطايانا وَهن مناخات فِي مباركها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 (حبسن فِي قرح وَفِي داراتها ... سبع لَيَال غير معلوفاتها) (حَتَّى إِذا قضيت من بتاتها ... وَمَا تقضي النَّفس من حاجاتها) 3 - (حملت أثقالي مصمماتها ... غلب الذفارى وعفرنياتها) 4 - (فانصلتت تعجب لانصلاتها ... كَأَنَّمَا أَعْنَاق سامياتها) 5 - (بَين قرورى ومرورياتها ... قسي نبع رد من سياتها)   خائفات قَول المنادى تهيئوا للرحيل نقارب إِذا وقفنا أَن يذهب بقلوبنا لبسنا السرابيل وشدنا العصائب 1 - قرح سوق بوادي الْقرى وَيُرِيد بالدارات دارات الرمل ودارات الْعَرَب نَيف وَعِشْرُونَ دارة والدارة مَا فِي الْجَبَل من الأَرْض الواسعة 2 - الْبَتَات الْمَتَاع 3 - المصممات الْإِبِل الصابرات على السّير الَّتِي لَا ترغو والغلب الْغِلَاظ والذفارى جمع ذفرى وَهِي الْعظم الناتئ خلف الْأذن والعفرنيات جمع عفرناه وَهِي النَّاقة الصلبة السريعة وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة حبست النوق فِي قرح وَفِي داراتها من غير علف سبع لَيَال حَتَّى إِذا نلْت من متاعها وقضيت بهَا حَاجَة نَفسِي حملت متاعي على النياق الصابرات على السّير السمينة القوية 4 - انصلتت أَي ذهبت جادة وَخرجت مسرعة والساميات من النوق الَّتِي ترفع رَأسهَا إِذا سَارَتْ 5 - قرورى مَوضِع بَين الْمَعْدن والحاجر والمروريات صحار على طَرِيق مَكَّة من نَاحيَة الْكُوفَة والنبع شجر يتَّخذ مِنْهُ القسي وسية الْقوس انعطافها وَمعنى الْبَيْتَيْنِ خرجت مسرعة معجبة بإسراعها قد شابهت أعناقها المرتفعة القسي المتخذة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 (كَيفَ ترى مر طلاحياتها ... والحمضيات على علاتها) (يبتن ينقلن بأجهزاتها ... وَالْحَادِي اللاغب من حداتها) 3 - وَقَالَ حَكِيم بن قبيصَة الضَّبِّيّ) 4 - (لعمر أبي بشر لقد خانه بشر ... على سَاعَة فِيهَا إِلَى صَاحب فقر) 5 - (فَمَا جنَّة الفردوس هَاجَرت تبتغي ... وَلَكِن دعَاك الْخبز أَحسب وَالتَّمْر)   من النبع المعكوفة الْمَوْجُودَة بَين قروى ومرورياتها 1 - إبل طلاحية إِذا ألفت شجر الطلح وأكلت ورقة والحمضيات الَّتِي ترعى نَبَات الحمض وَالْمعْنَى كَيفَ تنظر مُرُور النياق الَّتِي تَأْكُل من الطلح والحمض على مَا فِيهَا من الدبر والهزال وَمَا على ظهرهَا من الأثقال والأحمال 2 - الأجهزات الْأَمْتِعَة وَهُوَ جمع أجهزة جمع جهاز وَالْحَادِي سائق الْإِبِل واللاغب من أَصَابَهُ تَعب وَالْمعْنَى تبيت هَذِه النياق تنقل الْأَمْتِعَة وَتحمل حاديها المتعب 3 - وجده ضرار بن عَمْرو أحد بني ضبة وَقبيصَة أَبوهُ كَانَ مِمَّن شهد يَوْم الْكلاب الثَّانِي وَهُوَ الَّذِي قتل ابْن لبيد الحماسي الكاهن وَلَعَلَّ حكيما هَذَا أدْرك الْإِسْلَام وَلم يسلم وَقد كَانَ لَهُ ابْن يُقَال لَهُ بشر فَارقه مُهَاجرا البدو إِلَى الْأَمْصَار فَأَنْشد هَذِه الأبيات يعاتبه بهَا 4 - يَعْنِي بِأبي بشر نَفسه وَقَوله على سَاعَة فِيهَا الخ أَي فِي سَاعَة يشْتَد احْتِيَاجه إِلَيْهِ فِيهَا يُشِير إِلَى أَوَان كبره وَضَعفه وَالْمعْنَى لعمري لقد خانني بشر فِي وَقت كبري وعجزي وَهَذَا وَقت يشْتَد فِيهِ فقر الْإِنْسَان وَحَاجته إِلَى معِين 5 - الْمَعْنى لم ترحل عني طَالبا جنَّة الفردوس وَلَكِنِّي أَظن أَن الَّذِي دعَاك إِلَى المهاجرة نهمة بَطْنك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 (أقرص تصلي ظَهره نبطية ... بتنورها حَتَّى يطير لَهُ قشر) (أحب إِلَيْك أم لقاح كَثِيرَة ... معطفة فِيهَا الجليلة وَالْبكْر) 3 - (كَأَن أداوى بِالْمَدِينَةِ علقت ... ملاء بأحقيها إِذا طلع الْفجْر) 4 - (كَأَن قرى نمل على سرواتها ... يلبدها فِي ليل سَارِيَة قطر) وَقَالَ وَاقد بن الغطريف بن طريف بن مَالك بن طيىء وَكَانَ مَرِيضا فحموه المَاء وَاللَّبن 5 - (يَقُولُونَ لَا تشرب نسيئا فَإِنَّهُ ... وَإِن كنت حرانا عَلَيْك وخيم)   ورغبتك فِي أَطْعِمَة المدن والحضر 1 - تصلى أَي تدخل فِي النَّار يُقَال صليت الشواء إِذا شويته والنبطية نِسْبَة إِلَى النبط وهم جيل من النَّاس ينزلون بالأباطح بَين العراقين 2 - اللقَاح النوق الغزيرة اللَّبن والجليلة النَّاقة الْعَظِيمَة وَالْبكْر النَّاقة الَّتِي تَلد بَطنا وَاحِدًا 3 - أداوى جمع أداوة وَهِي المطهرة والأحقى جمع حقو وَهُوَ من الْإِنْسَان معقد الأزار 4 - السروات جمع سراة وَهِي من كل شَيْء أَعْلَاهُ والسارية سَحَابَة تسرى بِاللَّيْلِ ويلبدها أَي يصلبها وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة أرغيف تَشْوِيه جَارِيَة نبطية بتنورها حَتَّى ينضج أحب إِلَيْك أم نياق كَثِيرَة اللَّبن والتعطف على وَلَدهَا القوية الْعَظِيمَة الإخلاف الممتلئة لَبَنًا السمينة المرتفعة الأسمنة الْكَثِيرَة اللَّحْم والشحم 5 - النسيىء اللببن الْمَخْلُوط بِالْمَاءِ والحران الشَّديد الْعَطش ووخيم أَي ثقيل وَالْمعْنَى قَالَ لي النَّاس وهم يحمونني المَاء وَاللَّبن لَا تشهربهما فَإِنَّهُ يثقل عَلَيْك وَيزِيد فِي ألمك شربهما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 (لَئِن لبن المعزى بِمَاء مويسل ... بغاني دَاء إِنَّنِي لسقيم) وَقَالَ حندج بن حندج المري (فِي ليل صول تناهى الْعرض والطول ... كَأَنَّمَا ليله بِاللَّيْلِ مَوْصُول) 3 - (لَا فَارق الصُّبْح كفي إِن ظَفرت بِهِ ... وَإِن بَدَت غرَّة مِنْهُ ونحجيل) 4 - (لساهر طَال فِي صول تململه ... كَأَنَّهُ حَيَّة بِالسَّوْطِ مقتول)   1 - مويسل اسْم مَاء وَهُوَ تَصْغِير مأسل وبغاني دَاء أَي كسبني وَالْمعْنَى قلت لَهُم مجيبا إِن كَانَ اللَّبن ممزوجا بِمَاء هَذِه الْعين يكسبني ثقلا وداء وَهُوَ غذائي ومساك قوتي مذ كنت فإنني لمتناهى السقم 2 - فِي ليل صول الْجَار وَالْمَجْرُور مُتَعَلق بتناهى وُصُول مَدِينَة من بِلَاد الخزر وَهِي بِلَاد التّرْك وَجعل لِليْل طولا وعرضا تَشْبِيها بالأجسام وَالْمرَاد بِهِ السعَة والامتداد وَالْمعْنَى تناهى الْعرض والطول فِي ليل صول كَأَنَّهُ مَوْصُول بلَيْل آخر 3 - لَا فَارق الخ يجوز أَن يكون هَذَا دُعَاء يُرِيد أَن ظَفرت بالصبح فَلَا فرق الله بيني وَبَينه وَيجوز أَن يكون إِخْبَارًا يُرِيد أَنه يتشبث بِهِ فَلَا يُفَارِقهُ وَقَوله وَإِن بَدَت الخ يُرِيد تباشيره ممتزجة بالظلام والغرة بَيَاض فِي جبهة الْفرس والتحجيل بَيَاض فِي قَوَائِم الْفرس 4 - الْجَار وَالْمَجْرُور فِي قَوْله لساهر مُتَعَلق بقوله بَدَت فِي الْبَيْت قبله وَيَعْنِي بالساهر نَفسه والتململ القلق والانزعاج وَمعنى الْبَيْتَيْنِ إِن ظَفرت بالصبح فَلَا فَارَقت الصُّبْح وَإِن ظَهرت علاماته لساهر ليل طَال تململه فِي صول كتململ الْحَيَّة المضروبة ضربا شَدِيدا بِالسَّوْطِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 (مَتى أرى الصُّبْح قد لاحت مخايله ... وَاللَّيْل قد مزقت عَنهُ السرابيل) (ليل تحير مَا ينحط فِي جِهَة ... كَأَنَّهُ فَوق متن الأَرْض مشكول) 3 - (نجومه ركد لَيست بزائلة ... كَأَنَّمَا هن فِي الجو الْقَنَادِيل) 4 - (مَا أقدر الله أَن يدني على شحط ... من دَاره الْحزن مِمَّن دَاره صول) 5 - (الله يطوي بِسَاط الأَرْض بَينهمَا ... حَتَّى يرى الرّبع مِنْهُ وَهُوَ مأهول) 6 - وَقَالَ حميد الأرقط   1 - مَتى أرى الصُّبْح لَفظه اسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ التَّمَنِّي ومخايلة طلايعه وعلاماته والسرابيل أَرَادَ بهَا الظلام وَالْمعْنَى أَتَمَنَّى أَن تظهر لي عَلَامَات الصُّبْح وَأَن يذهب ظلام اللَّيْل 2 - تحير أَي لم تتحرك كواكبه وَمتْن الأَرْض ظهرهَا والمشكول المشدود 3 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَن هَذَا اللَّيْل سَاكن لم تتحرك نجومه وَلم يزل إِلَى جِهَة أُخْرَى كالمربوط على وَجه الأَرْض نجومه ساكنه لَا تَزُول كَأَنَّهَا فِي السَّمَاء قناديل معلقَة 4 - مَا أقدر الله لَفظه تعجب وَمَعْنَاهُ الطّلب وَالتَّمَنِّي والشحط الْبعد والحزن مَوضِع يَقُول أَتَمَنَّى أَن يجمع الله بيني وَبَين من أحب وَأَن يداني بَين دارينا على مَا بِنَا من الْبعد والشحط إِذا لَا تدانى بَين من دَاره الْحزن وَبَين من دَاره صول إِلَّا أَن يُرِيد الله اجْتِمَاعهمَا بقدرته 5 - الْبسَاط الأَرْض الواسعة وَالرّبع الدَّار وَالْمعْنَى أطلب من الله أَن يطوي شقة الْبعد بَينا لأرى الدَّار وَمن فِيهَا 6 - هُوَ حميد بن مَالك شَاعِر إسلامي مجيد محسن ولقب بالأرقط لآثار كَانَت بِوَجْهِهِ وَكَانَ أحد البخلاء قَالَ أَبُو عُبَيْدَة بخلاء الْعَرَب أَرْبَعَة الحطيئة وَحميد الأرقط وَأَبُو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 (قد أغتدي وَالصُّبْح محمر الطرر ... وَاللَّيْل يحدوه تباشير السحر) (وَفِي تواليه نُجُوم كالشرر ... بسحق الميعة ميال الْعذر) 3 - (كَأَنَّهُ يَوْم الرِّهَان المحتضر ... وَقد بدا أول شخص ينْتَظر) 4 - (دون أثابي من الْخَيل زمر ... ضار غدى ينفض صيبان الْمَطَر) 5 - (عَن زف ملحاح بعيد الْمُنْكَدر ... أقنى تظل طيره على حذر) 6 - (يلذن مِنْهُ تَحت أفنان الشّجر ... من صَادِق الودق طروح بالبصر) 7 - (بعيد توهيم الوقاع وَالنَّظَر ... كَأَنَّمَا عَيناهُ فِي حرفي حجر)   الْأسود الدؤَلِي وخَالِد بن صَفْوَان 1 - الاغتداء الذّهاب فِي أول الصُّبْح والطرة من كل شَيْء جَانِبه وتباشير الصُّبْح أَوَائِله يصف نَفسه بالنشاط والمضاء فِي الْأَمر 2 - السحق الْبعد وَجعله سحقا لاتصاله وداومه فِي السّير والميعة النشاط والعذر الخصل من الشّعْر وَمعنى الْبَيْتَيْنِ إِنِّي أذهب إِلَى أعمالي ومصالحي فِي أَوَائِل الصُّبْح الَّذِي تنير نجومه على فرس بعيد الْمَشْي سريعة ذِي نشاط مُرْسلَة خصل شعره على عُنُقه 3 - الرِّهَان الْمُسَابقَة على الْخَيل والشخص الْإِنْسَان وَغَيره ترَاهُ من بعيد 4 - الأثابي الْجَمَاعَات وَالزمر جمع زمرة بِمَعْنى الْجَمَاعَة وصائب الْمَطَر نازله وَجمعه صيبان 5 - الزف ريش النعام والملحاح بناه للْمُبَالَغَة من ألح يلح والانكدار انصباب الْبَازِي من الْهَوَاء والأقنى أَشمّ الْأنف مُرْتَفعَة 6 - الأفنان جمع فنن وَهُوَ الْغُصْن والودق حِدة النّظر 7 - الوقاع جمع وقيعة وَهِي نقرة فِي الْجَبَل أَو السهل يستنقع فِيهَا المَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 (بَين مآق لم تخرق بالإبر) بَاب الْملح 2 - قَالَ بَعضهم 3 - (يَقُول لي الْأَمِير بِغَيْر جرم ... تقدم حِين جد بِنَا المراس) 4 - (فَمَالِي إِن أطعتك من حَيَاة ... وَمَالِي غير هَذَا الرَّأْس راس)   1 - المآقي جمع مؤق وَمعنى الأبيات الْخَمْسَة أَن كَأَن هَذَا الْفرس يَوْم السباق الَّذِي حَضَره الفرسان بَين جماعات من الْخَيل كَثِيرَة طير ينفض صغَار النقط من الْمَطَر عَن ريش النعام ملح فِي سيره بعيد الانصباب من الْهَوَاء مُرْتَفع الْأنف طيوره دائمة الحذر يستترون من هَذَا الصَّقْر تَحت أَغْصَان الشّجر خوفًا أَن يراهن وَهَذَا الصَّقْر خداع وَعِنْده مكر فِي اصطياد الطير بلغ مِنْهُ أَنه يبعد إيهامهم نُزُوله على المَاء للشُّرْب وَرَأسه مثل الْحجر فِي صلابته وَعَيناهُ فِي جانبيه بَين مآق لم تخيط وَقد تخاط عين الْبَازِي إِذا صيد طلبا مِنْهُ أَن يتأنس ويتربى ويتأدب 2 - ذكر الْمبرد أَن الْمُهلب بن أبي صفرَة قَالَ يَوْمًا وَقد اشتدت الْحَرْب ينْه وَبَين الْخَوَارِج لأبي عَلْقَمَة اليحمدي أمددنا بخيل اليحمد وَقَالَ لَهُم أعيرونا جماجمكم سَاعَة فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِن جماجمهم لَيست بفخار فتعار وأعناقهم لَيْسَ بكراث فتنبت وَقَالَ لحبيب وَلَده كرّ على الْقَوْم وَقَالَ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَقيل إنَّهُمَا لِلْأَعْوَرِ الشني قالهما للمهلب بن أبي صفرَة 3 - المراس الشدَّة فِي الْقِتَال 4 - وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن الْأَمِير أَمرنِي من غير حُصُول ذَنْب مني أَن أتقدم حِين اشتداد الْحَرْب فأجبته قَائِلا إِن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 1 - وَقَالَت امْرَأَة (فقدت الشُّيُوخ وأشياعهم ... وَذَلِكَ من بعض أقواليه) 3 - (ترى زَوْجَة الشَّيْخ مغمومة ... وتمسي لصحبته قاليه) 4 - (فَلَا بَارك الله فِي عرده ... وَلَا فِي غُضُون أسته الباليه) 5 - (وَإِن دمشق وفتيانها ... أحب إِلَيْنَا من الجاليه) 6 - (نكحت الْمَدِينِيّ إِذْ جَاءَنِي ... فيالك من نكحة غاليه)   أطعتك وحاربت وَقتلت فَلَا حَيَاة لي بعْدهَا وَلَيْسَ لي رَأس ثَانِيَة 1 - وَكَانَت هَذِه الْمَرْأَة تزوجت شَابًّا فاستطابت عيشها مَعَه ثمَّ طَلقهَا وَتَزَوَّجت شَيخا من أهل الْمَدِينَة فَلم تحمد صحبته فَقَالَت هَذِه الأبيات 2 - فقدت الشُّيُوخ هَذَا دُعَاء عَلَيْهِم وأشياعهم أتباعهم وَمن يرضى بهم أَو يتعصب لَهُم وَالْمعْنَى أَنَّهَا تَدْعُو على الشُّيُوخ الطاعنين فِي السن وَمن يرضى مناكحهم أَو يتعصب لَهُم وتشير إِلَى أَن لَهَا طرائق فِي ذمّ الشُّيُوخ 3 - قالية مبغضة وَالْمعْنَى أَن نسَاء الرِّجَال الطاعنين فِي السن فِي غم وكرب يتمنين مفارقتهم ويبغضن مصاحبتهم لما يجدنه من نكد الْعَيْش وضيقه 4 - العرد الذّكر والغضون مَا يظْهر من تقلص الْجلد وتثنية والبالية الْخلقَة وَالْمعْنَى أَنَّهَا تَدْعُو عَلَيْهِ وتذم صحبته وعشرته 5 - الجالية الغرباء الَّذين جلوا عَن أوطانهم الْوَاحِد جال وَالْمعْنَى أَن الشَّام وشبانها محبوبون عندنَا أَكثر من الغرباء 6 - غَالِيَة من الغلاء وَالْمعْنَى تزوجت الرجل الْمَنْسُوب للمدينة حينما خطبني وَكَانَت تَزْوِيجه غَالِيَة خاسرة لِأَنَّهُ لم يكن مشاكلا لي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 (لَهُ ذفر كصنان التيوس ... أعيا على الْمسك والغاليه) وَقَالَ آخر (من أَيّنَا تضحك ذَات الحجلين ... أبدلها الله بلون لونين) 3 - (سَواد وَجه وَبَيَاض عينين) وَقَالَ أَبُو الخَنْدَق الْأَسدي وَقيل أَنه لدعبل 4 - (أعوذ بِاللَّه من ليل يقربنِي ... إِلَى مضاجعة كالدلك بالمسد)   1 - الذفر الرّيح طيبَة كَانَت أَو خبيثة وَهنا أَرَادَت الخبيثة والصنان ذفر الْإِبِط والغالية طيب وَالْمعْنَى رَائِحَته مُنْتِنَة مثل رَائِحَة التيوس وَمهما أدهن وتطيب فريحه الخبيثة تغلب الروائح الطّيبَة 2 - الحجلان الخلخالان وَالْمعْنَى تضحك على أَي وَاحِد منا صَاحِبَة الخلخالين جعل الله لَوْنهَا لونين بِأَن يعميها ويجعلها مَكْرُوهَة مذمومة فيبيض عينيها ويسود وَجههَا 3 - لَعَلَّه خَنْدَق بن بدر أَو ابْن مرّة الْأَسدي الَّذِي كَانَ صديقا لكثير وَكَانَا على مَذْهَب وَاحِد يَقُولَانِ بالرجعة والتناسخ وَقد اجْتمعَا بِالْمَوْسِمِ ذَات سنة فتذاكرا التشييع فَقَالَ خَنْدَق لَو وجدت من يضمن لي عيالي بعدِي لوقفت بِالْمَوْسِمِ فَذكرت فضل آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وظلم النَّاس لَهُم وغصبهم إيَّاهُم على حَقهم ودعوت إِلَيْهِم وتبرأت من أبي بكر وَعمر فضمن كثير عِيَاله فَقَامَ خَنْدَق وَفعل ذَلِك فَوَثَبَ عَلَيْهِ النَّاس فضربوه ورموه بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ 4 - الدَّلْك الغمز والفرك والمسد الْحَبل من الليف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 (قد لمست معرها فَمَا وَقعت ... مِمَّا لمست يَدي إِلَّا على وتد) (فِي كل عُضْو لَهَا قرن تصك بِهِ ... جنب الضجيع فيضحي واهي الْجَسَد) وَقَالَ آخر وَمر بِأبي الْعَلَاء الْعقيلِيّ يفلي ثِيَابه 3 - (وَإِذا مَرَرْت بِهِ مَرَرْت بقانص ... متشمس فِي شرفة مقرور) 4 - (للقمل حول أبي الْعَلَاء مصَارِع ... من بَين مقتول وَبَين عقير) 5 - (وكأنهن لَدَى دروز قَمِيصه ... فذ وتوأم سمسم مقشور)   1 - معراها أَي جَسدهَا الَّذِي عرته يصفها بالهزال وخلو الْجِسْم من اللَّحْم حَتَّى صَار لَهَا حجوم تشبه الْأَوْتَاد 2 - الصَّك الدّفع وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة أَنه يتحصن بِاللَّه تَعَالَى من النّوم مَعَ امْرَأَة خشنة الْجَسَد إِذا لمس جَسدهَا المعرى من الثِّيَاب كَأَنَّهُ لمس وتدا فِي خشونته لهزالها وتعرى عظامها من اللَّحْم وَمن شدَّة يبسها كَأَن لَهَا فِي كل عُضْو من أعضائها قرنا تدفع بِهِ جنب من يضاجعها أَو ينَام مَعهَا فَيحصل لَهب بذلك وَهن وَضعف 3 - القانص الصَّائِد وتشمس دخل فِي الشَّمْس والمشرقة والشرقة مقْعد الرجل فِي الشتَاء قرب الشَّمْس والمقرور الَّذِي أصباه القر وَهُوَ الْبرد وَالْمعْنَى أَنه يصفه فِي كآبته وبشاعة منظره بصياد أَصَابَهُ الْبرد فَجَلَسَ يتدفأ بَحر الشَّمْس 4 - العقيل الجريح وَالْمعْنَى أَنه من كَثْرَة درنه ووسخه قد اتخذ الْقمل بُيُوتًا فِي ثِيَابه فَصَارَ يَأْخُذهُ وَيقتل مِنْهُ ويجرح كَأَنَّهُ مَعَه فِي ساحة الْحَرْب 5 - الْفَذ الْفَرد وكل اثْنَيْنِ ولدا فِي بطن وَاحِد يُقَال لأَحَدهمَا توأم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 (ضرج الأنامل من دِمَاء قتيلها ... حنق على أُخْرَى الْعَدو مغير) وَقَالَ آخر وَهُوَ لبَعض الْحِجَازِيِّينَ (خبروها بِأَنِّي قد تزوجت ... فظلت تكاتم الغيظ سرا) 3 - (ثمَّ قَالَت لأختها ولأخرى ... جزعا ليته تزوج عشرا) 4 - (وأشارت إِلَى نسَاء لَدَيْهَا ... لَا ترى دونهن للسر سترا) 5 - (مَا لقلبي كَأَنَّهُ لَيْسَ مني ... وعظامي كَأَن فِيهِنَّ قترا) 6 - (من حَدِيث نمى إِلَيّ فظيع ... خلت فِي الْقلب من تلظيه جمرا)   1 - الضرج الْمَصْبُوغ بالحمرة والحنق الغضبان وَمعنى الْبَيْتَيْنِ كَانَ الْقمل بَين مَا خيط من قَمِيصه فَرد وَزوج من حب السمسم المقشور ورؤس أَصَابِعه مصبوغة بدماء الْمَقْتُول من الْقمل وَهُوَ غَضْبَان مستعد لِحَرْب مَا بَقِي فِي قَمِيصه من الْقمل 2 - فظلت فدامت وَحذف الْمَفْعُول الأول من تكاتم أَي تكاتمني الخ وَيجوز أَن يكون تكاتم بِمَعْنى تكْتم فَلَا يتَعَدَّى إِلَى اثْنَيْنِ 3 - جزعا انتصب على أَنه مفعول لَهُ 4 - لَدَيْهَا أَي عِنْدهَا 5 - الفتر هُنَا استرخاء الْأَعْضَاء والمفاصل 6 - نمى وصل والتلظي الاشتعال وَمعنى الأبيات الْخَمْسَة أَن زَوجته علمت بِأَنَّهُ تزوج فَلم تظهر غيظا ثمَّ حدثت أُخْتهَا وَامْرَأَة ثَانِيَة قائلة لما لحقها من الْجزع الَّذِي لم تظهره أَتَمَنَّى أَن يكون تزوج عشرا من النِّسَاء وأشارت إِلَى نسْوَة عِنْدهَا لَا تقدر أَن تكْتم سرها عَنْهُن أتعجب من قلبِي الَّذِي كَأَنَّهُ من شدَّة اضطرابه واحتراقه مُنْفَصِل عني وَمن عِظَامِي اللَّاتِي كَأَن فِيهِنَّ ضعفا وفتورا بِسَبَب خبر وصل إِلَى بشع شنيع قد جَاوز الْحَد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 1 - وَقَالَ آخر (جزى الله عَنَّا ذَات بعل تَصَدَّقت ... على عزب حَتَّى يكون لَهُ أهل) 3 - (فَإنَّا سنجزيها بِمَا فعلت بِنَا ... إِذا مَا تزوجنا وَلَيْسَ لَهَا بعل) 4 - (أفيضوا على عُزَّابُكُمْ بنسائكم ... فَمَا فِي كتاب الله أَن يحرم الْفضل) وَقَالَ آخر وَقد سرقت لَهُ دلو   فِي التَّأْثِير على قلبِي حَتَّى ظَنَنْت أَن جمرا يشتعل فِيهِ 1 - ذكرُوا أَن بعض الْأَعْرَاب ورد إِلَى الْبَصْرَة فَحَضَرَ الْجَامِع وَسمع المؤذنين يُؤذنُونَ فَقَالَ مَا لهَؤُلَاء يصيحون وَلم يكن لَهُ بِالْأَذَانِ عهد فَقَالَ لَهُ بعض ذَوي المجون كل من كَانَ فِي قلبه شَيْء وَصعد إِلَى هَذِه المنارة وباح بِمَا فِي قلبه أعْطى مناه فَقَالَ الْأَعرَابِي إِنِّي إِذن وَالله لصاعد فَقَالَ الماجن لنقيب المؤذنين هَذَا أَعْرَابِي جيد الْأَذَان يُرِيد أَن يُؤذن فَقَالَ ليصعد فَصَعدَ الْأَعرَابِي وَكَانَ جهير الصَّوْت وَرفع صَوته بِهَذِهِ الأبيات فَعدا النَّاس إِلَيْهِ وطرحوه من المنارة فَهَلَك فَسمع بعض نسَاء الْبَصْرَة تَقول رحم الله ذَلِك الْمُؤَذّن مَا كَانَ أطيب أَذَانه 2 - العزب الرجل الَّذِي لم يتَزَوَّج والأهل بِمَعْنى الزَّوْجَة 3 - البعل الزَّوْج 4 - أفيضوا تصدقوا والعزاب جمع عَازِب وقصده إِلَى جمع العزب وَلكنه لما تصور أَن كلا مِنْهُمَا بعيد عَن الْأَهْل جعل العزب والعازب بِمَعْنى ثمَّ اسْتعَار بِنَاء العازب للعزب وَالْفضل الزَّائِد وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة ظَاهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 (أنْشد بِاللَّه وبالدلو الْخلق ... يَا رب من أحسها مِمَّن صدق) (فَهَب لَهُ بَيْضَاء بلهاء الْخلق ... وَمن نوى كتمان دلوي فَاحْتَرَقَ) 3 - (وأبعث عَلَيْهِ علقا من العلق ... إِن لم يَصْحَبهُ بِمَا سَاءَ طرق) 4 - (وَبَات فِي جهد بِلَاد وأرق ... وهب لَهُ ذَات صدار منخرق) 5 - مشومة تخلط شوما بخرق وَقَالَ آخر   1 - أنْشد أَي اطلب وَقَوله بِاللَّه أَي مستغيثا بِاللَّه أَو مذكرا بِاللَّه وَقَوله وبالدلو يُرِيد وبسبب الدَّلْو نشدتي وطلبي والخلق الْبَالِي الْقَدِيم وَقَوله من أحسها أَي من رَآهَا وأدركها وَقَوله مِمَّن صدق أَي من الَّذين يصدقون فِي القَوْل 2 - فَهَب لَهُ الخ هَذَا دُعَاء لَهُ بِأَن يملكهُ الله امْرَأَة كَرِيمَة لَا غائل لَهَا والبيضاء الْمَرْأَة الْحَسْنَاء والبلهاء الْمَرْأَة السالمة النِّيَّة وَقَوله فَاحْتَرَقَ أَي أحرقه الله بالنَّار 3 - العلق هُنَا الداهية والطروق المجيئ لَيْلًا 4 - الصدار الثَّوْب الَّذِي يبلغ الصَّدْر 5 - مشومة مسهل الْهمزَة أَصله مشؤومة والخرق ضد الرِّفْق وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة أطلب مستغيثا بِاللَّه وبسبب الدَّلْو البالية المفقودة طلبي ونشدتي قَائِلا يَا رب من وجد هَذِه الدَّلْو وصدقني عِنْد سُؤَالِي عَنْهَا زوجه امْرَأَة حسناء لَيْسَ عِنْدهَا مكر وَلَا خديعة وَمن كتمها عني فأحرقه بالنَّار وَأرْسل عَلَيْهِ داهية أَن لم تأته فِي الصَّباح تأته فِي الْمسَاء وبيته فِي ضيق وَشدَّة وسهر وزوجه امْرَأَة مَجْنُونَة تقطع ثِيَابهَا مشؤمة تخلط الْحسن بالقبيح فِي أَعمالهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 (كَأَن خصييه من التدلدل ... سحق جراب فِيهِ ثنتا حنظل) وَقَالَ آخر (كَأَن خصييه إِذا تدلدلا ... أئغيتان تحملان مرجلا) 3 - وَقَالَت امْرَأَة 4 - (كَأَن خصييه إِذا مَا جبا ... دجاجتان تلقطان حبا) وَقَالَ آخر 5 - (وفيشة زين وَلَيْسَت فاضحه ... نابلة طورا وطورا رامحه)   1 - التدلدل الِاضْطِرَاب والسحق الثَّوْب الْبَالِي الْخلق وَمعنى الْبَيْت ظَاهر 2 - الأثفية وَاحِدَة الْأَحْجَار الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا الْقدر والمرجل الْقدر من النّحاس 3 - هَذِه الأرجوزة لامْرَأَة تهجو زَوجهَا لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن يُسَافر فَقَالَ لَهَا (أَن لم أقيدك بِقَيْد فاجمحي ... يرد من غرب الدَّوَاهِي الطمح) (عَن الغدو وَعَن التروح ... ودلج اللَّيْل إِلَى أَن تصبحي) (فاعتكفي فِي مَسْجِدي وسبحي) فأجابته (من يَشْتَرِي مني زوجا خبا ... أخب من ضَب يداهي ضبا) كَأَن خصييه الخ 4 - الْجب انحناء الظّهْر وَمد الْيَدَيْنِ إِلَى الأَرْض وَرفع الأليتين 5 - الفيشة رَأس الْقَضِيب وَلَيْسَت فاضحة أَي لَا تفضح صَاحبهَا لشدَّة مَا فِيهَا من الْقُوَّة ونابلة ترمي مثل النبل ورامحة تطعن مثل الرمْح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 (على الْعَدو وَالصديق جامحه ... من لقِيت فَهِيَ لَهُ مصافحه) (تسد فرج القحبة المسافجه ... مفْسدَة لِابْنِ الْعَجُوز الصالحه) (كَأَنَّهَا صنجة ألف راجحه) وَقَالَ آخر وفيشة لَيست كهذى الفيش ... قد ملئت من خرق وطيش) (إِذا بَدَت قلت أَمِير الْجَيْش ... من ذاقها يعرف طعم الْعَيْش) وَقَالَ آخر (لَا أكتم الْأَسْرَار لَكِن أنمها ... وَلَا أترك الْأَسْرَار تغلى على قلبِي) (وَإِن قَلِيل الْعقل من بَات ليله ... تقلبه الْأَسْرَار جنبا إِلَى جنب) وَقَالَ آخر (فجاؤا بشيخ كدح الشَّرّ وَجهه ... جهول مَتى مَا ينْفد السب يلطم)   1 - أَرَادَ بالعدو الْمَرْأَة الَّتِي لَا يحل وَطْؤُهَا وبالصديق ضدها وجامحة من جمح الْفرس إِذا شرد يُرِيد أَنَّهَا لَا تميز بَين الْعَدو وَالصديق 2 - القحبة من النِّسَاء الْعَجُوز المسنة واختارها لاتساع وعائها والمسافحة الزَّانِيَة والصنجة جَدِيدَة الْمِيزَان الَّتِي فِي وَسطه من فَوق والراجحة المائلة 3 - الْخرق الْجُنُون والطيش الخفة 4 - الْعَيْش الْمَعيشَة 5 - أنمها أفشها 6 - بَات ليله أَي فِي ليله وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي أفشي الْأَسْرَار وَلَا أدعها مكتومة تَفُور على قلبِي مثل الْقدر على النَّار وعقله قَلِيل من كتم الْأَسْرَار حَتَّى أرقته وأسهرته وأضجرته 7 - الكدح والخدش متقاربان فِي الْمَعْنى وينفد يفني والنفاد الفناء وَالْمعْنَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 وَقَالَت امْرَأَة لأخرى أَخذهَا الطلق وَاسْمهَا سَحَابَة (أيا سَحَاب طرقي بِخَير ... وطرقي بخصية وأير ... وَلَا تريني طرف البظير) وَقَالَ آخر (فَإنَّك إِن ترى عرصات جمل ... بعاقبة فَأَنت إِذا سعيد) 3 - (لَهَا عينان من أقط وتمر ... وَسَائِر خلقهَا بعد الثَّرِيد) وَقَالَ آخر 4 - (أنخ فاصطبغ قرصا إِذا اعتادك الْهوى ... بِزَيْت كَمَا يَكْفِيك فقد الحبائب)   ظَاهر 1 - سَحَاب مرخم سَحَابَة وَهُوَ اسْم امْرَأَة وطرقت الحبلى إِذا خرج بعض الْوَلَد والنظير مصغر البظر وَهُوَ مَا تقطعه الخافضة وأرادت بِهِ الْفرج تتمنى أَن تَأتي بِذكر لَا بأنثى 2 - عرصات جمع عَرصَة وَهِي مَا يَتَّسِع من الْمَكَان وجمل اسْم علم وَقَوله بعاقبة أَي بعقب مَا عرفتها وَدفعت إِلَيْهَا وَالْمعْنَى من سعادتك أَن ترى فِي عَاقِبَة أَمرك عرصات جمل 3 - الأقط مَا يصنع من لبن الْغنم يُرِيد أَن عينهَا اجْتمع فِيهَا الْبيَاض والسواد وَأَرَادَ بالثريد لين جَسدهَا وَالْمعْنَى ظَاهر 4 - اصطبغ من الصّباغ وَهُوَ الأدام الْمَعْنى أبرك نَاقَتك وكل قرصا مغمسا بالزيت يسليك فقد الأحباب إِذا كَانَ الْحبّ ملازما لَك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 (إِذا اجْتمع الْجُوع المبرح والهوى ... نسيت وصال الآنسات الكواعب) وَقَالَ آخر (كَأَن ثناياها وَمَا ذقت طعمها ... لبا نعجة سوطته بدقيق) وَقَالَ آخر 3 - (رمتني بِسَهْم الْحبّ أما قذاذه ... فتمر وَأما ريشه فسويق) وَقَالَ آخر 4 - (أَلا رب خود عينهَا من خزيرة ... وأنيابها الغر الحسان سويق) وَقَالَ آخر 5 - (وَمَا الْعَيْش إِلَّا نومَة وتشرق ... وتمر كأكباد الْحرار وَمَاء) وَقَالَ آخر   1 - المبرح المهلك والكواعب جمع كاعب وَهِي الَّتِي نهد ثدياها وَالْمعْنَى أَن اجْتِمَاع الْحبّ مَعَ شدَّة الْجُوع ينسى وصال الآنسات الجميلات من الأحباب 2 - سطت الشَّيْء إِذا جمعته مَعَ غَيره فِي الْإِنَاء وضربتهما حَتَّى يختطا وَالْمعْنَى ظَاهر 3 - القذاذ جمع القذة وَهُوَ الريش وَرِيش السهْم نصله يُرِيد أَنَّهَا كَانَت تطعمه التَّمْر والسويق فَلذَلِك أحبها 4 - الخود الْمَرْأَة الناعمة الْجِسْم والخزيرة لحم يقطع صغَارًا ويغلى بِمَاء ويذر عَلَيْهِ دَقِيق قيل الْمَقْصُود بذلك بَنو مجاشع وقريش وَكَانَت الْعَرَب تعيرهما بأكلها 5 - التشرق التظاهر للشمس وَالنَّوْم فِيهَا والحرار جمع حران وَهُوَ العطشان شبه التَّمْر بأكباد الْحرار فِي الْجَفَاف والسواد يُرِيد بذلك الرَّدِيء من التَّمْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 (قَامَت تمطى والقميص منخرق ... فصادف الْخرق مَكَانا قد حلق) (كَأَنَّهُ قَعْب نضار منفلق) وَقَالَ آخر 3 - (إِذا اجْتمع الْجُوع المبرح والهوى ... على الرجل الْمِسْكِين كَاد يَمُوت) وَقَالَ آخر 4 - (يَا رب إِن قتلتها فعد لَهَا ... فَلَنْ تَمُوت أَو تجيد قَتلهَا) وَقَالَ آخر 5 - (وَأبْغض الضَّيْف مَا بِي جلّ مأكله ... إِلَّا تنفجه حَولي إِذا قعدا) 6 - (مَا زَالَ ينفج جَنْبَيْهِ وحبوته ... حَتَّى أَقُول لَعَلَّ الضَّيْف قد ولدا) 7 - (وَقَالَ بِلَال بن جرير)   1 - تمطى أَي تتمطى والتمطي التَّبَخْتُر وَمد الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْي وَقَوله مَكَانا قد حلق يَعْنِي الْفرج 2 - الْقَعْب الْقدح الضخم والنضار شجر تتَّخذ من خشبه القصاع وَمرَاده ظَاهر 3 - المبرح المهلك والمسكين من لَا يملك قوت يَوْمه 4 - الْمَعْنى أَنَّهَا لَا تَمُوت إِلَّا أَن تشدد فِي قَتلهَا وتبالغ فِيهِ 5 - تنفج فلَان إِذا توسع فِي جُلُوسه وَالْمعْنَى أَنه يبغض الضَّيْف وَلَيْسَ ذَلِك لِكَثْرَة أكله بل لاتساعه فِي الْمجْلس وَأَخذه مَكَانا وَاسِعًا إِذا قعد مَعَه 6 - النفج الْكبر والحبوة من الاحتباء وَهُوَ جمع الرجل ظَهره وساقيه فعمامته 7 - وجده عَطِيَّة بن الخطفي وَهُوَ ابْن جرير الشَّاعِر وَكَانَ أعق النَّاس بِأَبِيهِ وَكَانَ شَاعِرًا محسنا ناقدا بَصيرًا قيل لَهُ أَي شعر ذِي الرمة أَجود فَقَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 (وعكلية قَالَت لجارة بَيتهَا ... إِذا العير أدلى حبذا مثل ذَا علقا) وَقَالَ آخر (وَإِنَّا لنجفوا الضَّيْف من غير عسرة ... مَخَافَة أَن يضرى بِنَا فَيَعُود) 3 - (ونشلي عَلَيْهِ الْكَلْب عِنْد مَحَله ... ونبدي لَهُ الحرمان ثمَّ نزيد) وَقَالَ آخر وَنظر إِلَى جَارِيَة سَوْدَاء تخضب كفها 4 - (تخضب كفا بتكت من زندها ... فتخضب الْحِنَّاء من مسودها)   (هَل حَبل خرقاء بعد الْيَوْم مَذْمُوم) إِنَّهَا مَدِينَة الشّعْر 1 - وعكلية منسوبة إِلَى عكل اسْم قَبيلَة وَالْعير الْحمار الوحشي والعلق الشَّيْء النفيس 2 - قَالُوا كَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول هَذَا الْبَيْت جَار على مَذْهَب الأخساء من جفَاء الضَّيْف وكراهته وَعدم إكرامه وَخَالفهُ غَيره فتحاكما إِلَى عبد الله بن طَاهِر فَحكم على الْأَصْمَعِي وَقَالَ إِنَّمَا يُرِيد أَنا لَا نبالغ فِي بر الضَّيْف وَلَا نتكلف لَهُ لِئَلَّا يحتشم وَلَكِن نقدم إِلَيْهِ بعض مَا يحضر عندنَا ليأنس بِنَا فيكثر زيارتنا ثمَّ نوفيه حق إكرامه بعد ذَلِك إِلَّا أَن عَادَة أهل الْمُرُوءَة وَالْكَرم أَن يتكلفوا للضيف ابْتِدَاء ليعرف مَحَله عِنْدهم فَإِذا زَالَت الحشمة ترك التَّكَلُّف هَذَا وَبَعْضهمْ يرى أَن الصَّوَاب مَعَ الْأَصْمَعِي بِدَلِيل الْبَيْت الَّذِي بعده وضرى بِهِ لهج وولع 3 - نشلي نغزي وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنهم يظهرون لضيفهم من خلاف عَادَة الكرماء مَا لَا يعود بعده ويغرون كلبهم بِهِ لينهشه عِنْد حُلُوله ويحرمونه من الْعَطاء ثمَّ يزِيدُونَ فِي إهانته وحرمانه 4 - تخضب كفا أَي تزينها بِالْحِنَّاءِ وبتكت قطعت وَهَذَا دُعَاء عَلَيْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 (كَأَنَّهَا والكحل فِي مرودها ... تكحل عينيها بِبَعْض جلدهَا) وَقَالَ أَعْرَابِي لِابْنِهِ وَكَانَ قد دخل الْحمام فَأَحْرَقتهُ النورة (لعمري لقد حذرت قرطا وجاره ... وَلَا ينفع التحذير من لَيْسَ يحذر) 3 - (نهيتهما عَن نورة أحرقتهما ... وحمام سوء مَاؤُهُ يتسعر) 4 - (فَمَا مِنْهُمَا إِلَّا أَتَانِي موقعا ... بِهِ أثر من مَسهَا يتقشر) 5 - (أجدكما لم تعلما أَن جارنا ... أَبَا الحسل بالصحراء لَا يتنور)   وَقَوله فتخضب الْحِنَّاء الخ يُرِيد أَن سَواد لَوْنهَا يُغير من الْحِنَّاء وَالْمعْنَى أَنَّهَا لشدَّة سوادها كَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تحنئ الْحِنَّاء وتخضبها 1 - المرود مَا يكتحل بِهِ فِي الْعين وشدد لضَرُورَة الشّعْر وَالْمعْنَى أَنه لشدَّة سَواد هَذِه الْجَارِيَة كَأَنَّهَا إِذا اكتحلت اكتحلت بِقِطْعَة من جلدهَا التحذير التخويف وَالْمعْنَى خوفهما ووعظهما فَلم يخافا وَلم يتعظا وَإِذا لم يكن للْإنْسَان من نَفسه واعظ لم تُؤثر فِيهِ المواعظ 3 - النورة مَا يتَّخذ فِي الْحمام لإِزَالَة الشّعْر وَالْمعْنَى نهيتهما عَن اسْتِعْمَال النورة وَدخُول الْحمام الْمُسِيء الَّذِي قد سخن وغلا مَاؤُهُ حَتَّى صَار كالنار المشتعلة 4 - الْموقع الْبَعِير الَّذِي بِهِ آثَار الجروح وتقشر الْجرْح إِذا علاهُ قشر وَالْمعْنَى أَتَاهُ قرط وجاره وَقد أثرت النورة فِي جسميهما مثل تَأْثِير الجروح فِي الْبَعِير وَقد علت جروحهما القشور 5 - أجدكما هَذِه الْكَلِمَة لَا تسْتَعْمل إِلَّا مُضَافَة وَمَعْنَاهَا الْيَمين وَيجوز فِي الْجِيم الْكسر وَالْفَتْح فَإِذا كسر كَانَ الْمَعْنى أَن يستحلفه بحقيقته وَإِذا فتح استحلفه ببخته وحظه والحسل ولد الضَّب وَالْمعْنَى أستحلفكما بحقيقتكما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 (وَلم تعلما حمامنا ببلادنا ... إِذا جعل الحرباء بالجذل يخْطر) وَقَالَ آخر (أَلا فَتى عِنْده خفان يحملني ... عَلَيْهِمَا إِنَّنِي شيخ على سفر) 3 - (أَشْكُو إِلَى الله أحوالا أمارسها ... من الْجبَال وَأَنِّي سيئ الْبَصَر) 4 - (إِذا سرى الْقَوْم لم أبْصر طريقهم ... إِن لم يكن لَهُم ضوء من الْقَمَر) وَقَالَت جَارِيَة فِي نسَاء يتساببن 5 - (سبي أبي سبك لن يضيره ... إِن معي قوافيا كَثِيره) 6 - (ينْفخ مِنْهَا الْمسك والذريره)   وعظمتكما ألم تعلما أَن أَبَا الحسل لَا يسْتَعْمل النورة حَتَّى تركتما الِاقْتِدَاء بِهِ 1 - الحرباء دويبة تسْتَقْبل الشَّمْس برأسها دَائِما وَيضْرب الْمثل فِيهَا بِكَثْرَة التلون لِأَنَّهَا سريعة الانقلاب من لون إِلَى آخر والجذل أصل الْحَطب الْعَظِيم ويخطر أَي يُحَرك ذَنبه وَالْمعْنَى وَلم تعلما أننا فِي أَيَّام القيظ وَشدَّة الْحر لَا نغتسل بالحمامات بل نغتسل ببلادنا وَبُيُوتنَا 2 - الأخفاف لِلْإِبِلِ كالحوافر للخيل وَالْبِغَال وَالْحمير 3 - أمارسها أعانيها 4 - سرى الْقَوْم سَارُوا لَيْلًا وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة أَلا يُوجد رجل كريم يمن عَليّ براحلة لأركبها وأسافر عَلَيْهَا لِأَنِّي رجل عَاجز عَن الْمَشْي على الْأَقْدَام وأشكو إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شؤونا أقضيها بِسَبَب صعوبة الطّرق فِي الْجبَال وَضعف نَظَرِي حَتَّى إِذا سَار الْقَوْم لَيْلًا لَا أرى طريقهم إِلَّا إِذا كَانَ الْقَمَر طالعا مضيئا 5 - يضيره يضرّهُ 6 - ينفح يفوح والذريرة نوع من الْعطر وَالْمعْنَى مهما سببت أبي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 وَقَالَت أُخْرَى فِي مثل هَذَا الْوَزْن (إِن أَبَاك زهزق دَقِيق ... لَا حسن الْوَجْه وَلَا عَتيق) (تضحك من طرطبه العنوق) وَقَالَت أُخْرَى 3 - (يَا رب من عادى أبي فعاده ... وارم بسهمين على فُؤَاده) 4 - (وَاجعَل حمام نَفسه فِي زَاده) 5 - وَقَالَت أم النحيف 6 - (لعمري لقد أخلفت ظَنِّي وسؤتني ... فحزت بعصياني الندامة فاصبر)   لن يضرّهُ سبك لَهُ وَعِنْدِي شعر وقصائد كَثِيرَة تفوح مِنْهَا رَوَائِح الْمسك والذريرة فَهِيَ تدفع عَنَّا خبث سبك 2 - الزهزق اللَّئِيم الدَّقِيق الْحسب والعتيق الْكَرِيم 2 - الطرطب صَوت الرَّاعِي إِذا سكن معزاه والعنوق إناث أَوْلَاد المعزى وَالْمعْنَى أَن أَبَاهَا قد اجْتمع فِيهِ لؤم الأَصْل وبشاعة المنظر وقبح الصَّوْت حَتَّى صَارَت الْحَيَوَانَات تضحك لسَمَاع صَوته 3 - فعاده أَي أهلكه لِأَن من عَادَاهُ الله هلك 4 - الْحمام الْمَوْت وَالْمعْنَى أهلك يَا رب من يعادي أبي أَشد الإهلاك وَأمته بِسَبَب زَاده الَّذِي يَأْكُلهُ ليحيا بِهِ 5 - وَهُوَ سعد بن قرط أحد بني جذيمة وَكَانَ قد تزوج امْرَأَة نهته أمه عَنْهَا فَأَرَادَ أَن يطلقهَا فَلم ترض أمه وذمته وحذرته من الْمُطَالبَة بِالْمهْرِ وَغير ذَلِك مِمَّا يخافه الْمُطلق وامرته أَن يصبر عَلَيْهَا إِلَى أَن تَمُوت 6 - الْمَعْنى أقسم بعمري إِنَّك قد أخلفت مَا كنت أَظُنهُ فِيك من الْبر بِي وطاعتي وعصيتني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 (وَلَا تَكُ مطلاقا ملولا وسامح الْقَرِينَة ... وَافْعل فعل حر مشهر) (فقد حزت بالورهاء أَخبث خبثة ... فدع عَنْك مَا قد قلت يَا سعد وَاحْذَرْ) 3 - (تربص بهَا الْأَيَّام عل صروفها ... سترمي بهَا فِي جاحم متسعر) 4 - (فكم من كريم قد مناه إلهه ... بمذمومة الْأَخْلَاق وَاسِعَة الْحر) 5 - (فطاولها حَتَّى أتتها منية ... فَصَارَت سفاة جثوَة بَين أقبر) 6 - (فأعقب لما كَانَ بِالصبرِ معصما ... فتاة تمشى بَين إتب ومئزر)   فندمت فاصبر على مَا أَنْت فِيهِ 1 - المطلاق الْكثير التَّطْلِيق وَالْمعْنَى وَلَا تَكُ كثير التَّطْلِيق كثير الْملَل لقرينتك وزوجتك وسامحها إِذا أساءت إِلَيْك وَافْعل فعل الْأَحْرَار الْمَشْهُورين بالحزم 2 - الورهاء الحمقاء وَقَوْلها أَخبث خبثة أَي كل فَاسد وَقَوْلها فدع عَنْك الخ كَأَنَّهُ لما هم بِطَلَاق زوجه أنْكرت عَلَيْهِ أمه وحذرته ذَلِك وَالْمعْنَى قد نزل بك وأصابك بِهَذِهِ الزَّوْجَة الحمقاء فَسَاد عَظِيم فاترك مَا تَكَلَّمت بِهِ من أَمر الطَّلَاق وَاحْذَرْ أَن تعود إِلَيْهِ 3 - التَّرَبُّص الِانْتِظَار وصروف الْأَيَّام نوائبها ومصائبها والجاحم النَّار الشَّدِيدَة التأجج وَالْمعْنَى اصبر وانتظر لَعَلَّ حوادث الدَّهْر تهلكها فتكفيك شَرها 4 - مناه ابتلاه وَالْحر فرج الْمَرْأَة وَالْمعْنَى ظَاهر 5 - طاولها أَي باراها فِي طول الْمدَّة والمنية الْمَوْت والسفاة الكومة من التُّرَاب والجثوة الْحِجَارَة الْمَجْمُوعَة يَقُول لما ابتلى بهَا طاولها وصابرها إِلَى أَن أَتَاهَا الْمَوْت فَصَارَت كومة من التُّرَاب حَشْو حِجَارَة مَجْمُوعَة بَين قُبُور كَثِيرَة 6 - معصما معتصما وَهُوَ المتحصن الْمُمْتَنع والأتب ثوب أَو برد يشق فِي وَسطه فتلقيه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 (مهفهفة الكشحين محطوطة المطا ... كهم الْفَتى فِي كل مبدى ومحضر) (لَهَا كفل كالدعص لبده الندى ... وثغر نقي كالأقاحي الْمنور) وَقَالَ سعد ابْنهَا وَلَيْسَ من الْكتاب 3 - (يَا لَيْت مَا أمنا شالت نعامتها ... أَيّمَا إِلَى جنَّة أَيّمَا إِلَى نَار) 4 - (تلتهم الوسق مشدودا أشظنه ... كَأَنَّمَا وَجههَا قد طلي بالقار) 5 - (لَيست بشبعى وَلَو أوردتها هجرا ... وَلَا بريا وَلَو قاظت بِذِي قار)   الْمَرْأَة فِي عُنُقهَا من غَيْركُمْ وَلَا جيب والمئزر الأزار وَالْمعْنَى فرزقه الله بِسَبَب صبره الَّذِي اعْتصمَ بِهِ امْرَأَة حَسَنَة عفيفة مخدرة 1 - المهفهفة الخميصة الْبَطن الدقيقة الخصر ومحطوطة المطا أَي مصقولة الظّهْر مجلوته وَقَوْلها كهم الْفَتى أَي كَمَا يهواها الْفَتى ويهمه أمرهَا حِين مَا ينْصَرف عَنْهَا 2 - الدعص مَا اسْتَدَارَ من الرمل والأقاحي جمع أقحوان وَهُوَ زهر أَبيض فِي وَسطه كتلة صفراء يُسمى بالبابونج وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنَّهَا رقيقَة الخصر ضامرة الْبَطن ناعمة الظّهْر كَمَا يهواها الْفَتى ويهمه أمرهَا حَيْثُمَا انْصَرف عَنْهَا لَهَا كفل عَظِيم مُرْتَفع وثغر كثير النَّظَافَة مجلو الْأَسْنَان صَغِير طيب الرَّائِحَة 3 - شالت من الشول وَهُوَ رفع الذَّنب وَأَرَادَ بشالت نعامتها مَوتهَا وَيُقَال للْقَوْم إِذا ارتحلوا عَن منهلهم أَو تفَرقُوا شالت نعامتهم وَأَيّمَا أَصله أما وَالْمعْنَى أَنه يتَمَنَّى موت أمه سَوَاء ذهبت للنار أَو للجنة 4 - تلتهم تبتلع والوسق سِتُّونَ صَاعا والأشظة جمع شظية وَهِي الفلقة من الْعَصَا وَنَحْوهَا والقار الزفت 5 - هجر بلد بِالْيمن كَثِيرَة التَّمْر وقاظ أَقَامَ فِي القيظ وَهُوَ الْحر وَذُو قار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 1 - وَقَالَ أَبُو الطمحان القيني الْأَسدي وحلقه صَاحب شرطة يُوسُف بن عمر (وبالحيرة الْبَيْضَاء شيخ مسلط ... إِذا حلف الْأَيْمَان بِاللَّه برت) 3 - (لقد حَلقُوا مِنْهَا غدافا كَأَنَّهُ ... عناقيد كرم أينعت فاسبكرت) 4 - (فظل العذارى يَوْم تحلق لمتي ... على عجل يلقطنها حَيْثُ خرت) وَقَالَ آخر 5 - (وَلَقَد غَدَوْت بمشرف يَافُوخه ... عسر المكرة مَاؤُهُ يتدفق)   مَوضِع وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنَّهَا كَثِيرَة الْأكل تبتلع السويق من شرهها ونهمها سَوْدَاء الْوَجْه كَأَنَّهُ طلي بالزفت لَا تشبع وَلَو أَنه أطعمها تمر هجر وَلَا تروى وَلَو شربت مَاء ذِي قار 1 - قَائِل هَذِه الأبيات إِنَّمَا هُوَ طخيم أَو الطخماء الْأَسدي وَهُوَ شَاعِر إسلامي أموي مقل وسببها أَن طخيما شرب الْخمر وَكَانَ بِالْحيرَةِ فَأَخذه الْعَبَّاس بن معبد المري وَكَانَ على شرطة يُوسُف بن عمر فحلق رَأسه فَقَالَ هَذِه الأبيات 2 - الْحيرَة بلد قرب الْكُوفَة وَالْمعْنَى ظَاهر 3 - لقد حَلقُوا مِنْهَا أَي من هامته وَمن رَأسه الغداف الْأسود وَأَرَادَ بِهِ الشّعْر واسبكر طَال وامتد وَشبه لمته فِي طولهَا ولينها بعناقيد من الْكَرم استرسلت 4 - فظل أَي صَار وَإِنَّمَا لقطن لمته لحسنها وولوعهن بهَا واللمة الشّعْر الَّذِي يُجَاوز شحمة الْأذن وخرت سَقَطت وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنه يشبه شعر رَأسه الَّذِي حلقوه بعناقيد ناضجة من الْعِنَب تدلت واسترسلت فَصَارَ النِّسَاء الْأَبْكَار يلتقطنها يَوْم حلقها حَيْثُمَا وَقعت 5 - المشرف الْمُرْتَفع واليافوخ وسط الرَّأْس وعسر المكرة أَي شَدِيد الْقُوَّة لَا يسترخي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 (أرن يسيل من النشاط لعابه ... ويكاد جلد إهابه يتمزق) بَاب مذمة النِّسَاء 2 - قَالَ بَعضهم 3 - (دمشق خذيها واعلمي أَن لَيْلَة ... تمر بعودي نعشها لَيْلَة الْقدر) 4 - (أكلت دَمًا إِن لم أرعك بضرة ... بعيدَة مهوى القرط طيبَة النشر)   1 - الأرن النشيط وَمعنى الْبَيْتَيْنِ ظَاهر 2 - قَائِل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ أَعْرَابِي كَانَ قد تزوج امْرَأَة فَلم توافقه فَقيل لَهُ أَن حمى دمشق سريعة فِي موت النِّسَاء فحملها إِلَى دمشق وَأنْشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وبعدهما (أما لَك عمر إِنَّمَا أَنْت حَيَّة ... إِذا هِيَ لم تقتل تعش آخر الدَّهْر) (ثَلَاثِينَ حولا لَا أرى مِنْك رَاحَة ... لهنك فِي الدُّنْيَا لباقية الْعُمر) (فَإِن أنفلت من عمر صعبة سالما ... تكن من نسَاء النَّاس فِي بَيْضَة الْعقر) 3 - عودي نعشها أَرَادَ بهما يَدي النعش الَّذِي نحمل عَلَيْهِ بعد الْمَوْت وَالْمعْنَى خذيها يَا دمشق وأهلكيها بحماك واعلمي أَن لَيْلَة موت هَذِه الْمَرْأَة عِنْدِي هِيَ لَيْلَة الْقدر الَّتِي هِيَ خير من ألف شهر 4 - أكلت دَمًا هَذَا يجْرِي مجْرى الْيَمين وَالْمرَاد بِالدَّمِ الدِّيَة يُرِيد قتل لي قَتِيل فأعجز عَن الْأَخْذ بثأره فأرضى بِأخذ الْإِبِل فِي دِيَته فَإِذا طعمت ألبناها فَكَأَنَّمَا أشْرب دم ذَلِك الْقَتِيل وكنى ببعيدة مهوى القرط عَن طول الْعُنُق والنشر الرَّائِحَة الطّيبَة وَالْمعْنَى إِن لم أَتزوّج عَلَيْك امْرَأَة حَسَنَة السالفة طيبَة الرَّائِحَة تروعك وتفزعك فَقتل الله لي قَتِيلا أعجز عَن أَخذ ثَأْره فآخذ دِيَته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 وَقَالَ آخر (سقى الله دَارا فرق الدَّهْر بَيْننَا ... وَبَيْنك فِيهَا وابلا سَائل الْقطر) (وَلَا ذكر الرَّحْمَن يَوْمًا وَلَيْلَة ... ملكناك فِيهَا لم تكن لَيْلَة الْبَدْر) وَقَالَ آخر فِي امْرَأَة طَلقهَا 3 - (رحلت أنيسَة بِالطَّلَاق ... وعتقت من رق الوثاق) 4 - (بَانَتْ فَلم يألم لَهَا ... قلبِي وَلم تبك المآقي) 5 - (ودواء مَالا تشتهيه ... النَّفس تَعْجِيل الْفِرَاق) 6 - (لَو لم أرح بفراقها ... لأرحت نَفسِي بالإباق) 7 - (وخصيت نَفسِي لَا أُرِيد ... حَلِيلَة حَتَّى التلاقي)   1 - الوابل الْمَطَر الْكثير 2 - معنى الْبَيْتَيْنِ أَنه يَدْعُو بِالْخَيرِ للدَّار الَّتِي حصلت فِيهَا الْفرْقَة بَينه وَبَين تِلْكَ الْمَرْأَة وَيَدْعُو على اللَّيْلَة الَّتِي تزَوجهَا فِيهَا لِأَنَّهَا كَانَت مظْلمَة لم يطلع فِيهَا الْبَدْر 3 - الْمَعْنى رحلت امْرَأَته أنيسَة وَمَعَهَا طَلاقهَا وَقد كَانَ قبل تطليقها كالأسير الموثق فَلَمَّا طَلقهَا فَكَأَنَّهُ أطلق من وثَاقه 4 - بَانَتْ فَارَقت وبعدت والمآقي جمع موق وَهُوَ طرف الْعين الَّذِي يَلِي الْأنف وَهُوَ مجْرى الدمع وَجعل الْبكاء للمآقي مجَازًا وسعة 5 - تَعْجِيل الْفِرَاق يُرِيد تَعْجِيل فِرَاقه وَمعنى الْبَيْتَيْنِ بَعدت غير مأسوف عَلَيْهَا وَالَّذِي لَا تشتهيه نَفسك فدواؤه تَعْجِيل مُفَارقَته 6 - أرح أَي أرتاح بعد الْمَشَقَّة والأباقي الْهَرَب 7 - خصى النَّفس قطعهَا عَن الملاذ والحلية الزَّوْج وَقَوله حَتَّى التلاق أَي إِلَى وَقت تلاقي الْخلق يَوْم الْقِيَامَة وَمعنى الْبَيْتَيْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 وَقَالَ آخر (ألمم بجوهر بالقضبان والمدر ... وبالعصي الَّتِي فِي روسها عجر) (ألمم بهَا لَا لتسليم وَلَا مقة ... إِلَّا ليكسر مِنْهَا أنفها الْحجر) 3 - (ألمم بوطباء فِي أشداقها سَعَة ... فِي صُورَة الْكَلْب إِلَّا أَنَّهَا بشر) 4 - (حدباء وقصاء صيغت صِيغَة عجبا ... وَفِي ترائبها عَن صدرها زور) وَقَالَ آخر 5 - (تمت عُبَيْدَة إِلَّا من محاسنها ... وَالْملح مِنْهَا مَكَان الشَّمْس وَالْقَمَر)   أَنه لَو لم تحصل لَهُ رَاحَة بفراقها لهرب وَقطع نَفسه عَن ملاذ النِّسَاء وَلم يشته امْرَأَة حَتَّى يَوْم الْقِيَامَة 1 - الْإِلْمَام الزِّيَارَة الْخَفِيفَة وَقَوله بالقضبان أَي والقضبان مَعَك كَمَا يُقَال خرج بسلاحه أَي وَالسِّلَاح مَعَه وَالْعجز جمع عُجَره وَهِي الْعقْدَة 2 - المقة الْمحبَّة 3 - الوطباء الْعَظِيمَة الثديين والأشداق جَوَانِب الْفَم 4 - الحدباء الْخَارِجَة الظّهْر الدَّاخِلَة الصَّدْر والوقصاء القصيرة الْعُنُق والترائب عِظَام الصَّدْر والزور الميلان وَمعنى الأبيات الْأَرْبَعَة أَن ترد أَن تَأتي هَذِه الْمَرْأَة فَلَا تأتها إِلَّا ومعك الْعَصَا وَالْحِجَارَة لضربها وَلَا يكن إتيانك لتسيلم عَلَيْهَا أَو لمحبة لَهَا بل لتكسر بِالْحجرِ أنفها وَهَذِه الْمَرْأَة بشعة الْخلق كَبِيرَة الْفَم أشبهت الْكلاب فِي الصُّورَة وَإِن كَانَت بشرا معوجة الظّهْر قَصِيرَة الْعُنُق مائلة عِظَام الصَّدْر أعجوبة من عجائب الدَّهْر 5 - تمت عُبَيْدَة أطلق القَوْل بِتَمَامِهَا ثمَّ اسْتثْنى من ذَلِك المحاسن فَكَانَ التَّمام فِي المقابح لَا غير والمحاسن جمع حسن على غير قِيَاس وَالْملح الملاحة يُرِيد أَن بعد الملاحة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 (قل للَّذي عابها من عائب حنق ... أقصر فرأس الَّذِي قد عبت للحجر) وَقَالَ آخر (لَا تنكحن الدَّهْر مَا عِشْت أَيّمَا ... مخرمَة قد مل مِنْهَا وملت) 3 - (تحك قفاها من وَرَاء خمارها ... إِذا فقدت شَيْئا من الْبَيْت جنت) 4 - (تجود برجليها وتمنع درها ... وَإِن طلبت مِنْهَا الْمَوَدَّة هرت) وَقَالَ آخر   مِنْهَا كبعدها من الشَّمْس وَالْقَمَر 1 - الحنق المغتاظ وَقَوله فرأس الَّذِي أَرَادَ فرأس الْإِنْسَان الَّذِي قد عبت الخ وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنه يصفها بِأَنَّهَا استكملت جَمِيع أَوْصَاف القباحة وَالْحسن بعيد عَنْهَا كبعدها من الشَّمْس وَالْقَمَر قل للَّذي يعيبها عجبا لَك أقلل من ذكر معائبها فَلَيْسَ لَهَا إِلَّا أَن تكسر رَأسهَا بِالْحجرِ 2 - أَرَادَ بِالنِّكَاحِ العقد أَي لَا تتَزَوَّج والأيم من النِّسَاء الَّتِي فَارقهَا وَجها بِمَوْت أَو طَلَاق وَقَوله مخرمَة أَي كثر الدُّعَاء عَلَيْهَا أَن تخترمها الْمنية أَي تأخذها وَقَوله قد مل مِنْهَا الخ يريدانها طعنت فِي السن وقضت مآرب الشَّهَوَات وقضيت مِنْهَا 3 - تحك قفاها أَي من وسخها وَكَثْرَة الْقمل عَلَيْهَا والخمار مَا تستر وَجههَا بِهِ الْمَرْأَة وَقَوله إِذا فقدت شَيْء الخ أَي إِذا فقدت مَا لَا قيمَة لَهُ وَلَا خطر كَانَ عِنْدهَا كالشيء الَّذِي لَا عوض عَنهُ فيصيبها كالجنون 4 - تجود برجليها الخ هَذَا مثل أَي تسرع بشرها وتمنع خَيرهَا وتمنع درها أَي خَيرهَا وهرت نبحت مثل الْكلاب وَالْمعْنَى ظَاهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 (لأسماء وَجه بِدعَة من سماجة ... يرغبني فِي نيك كل أتان) (بدا فبدت لي شقة من جَهَنَّم ... فَقُمْت وَمَالِي بالجحيم يدان) 3 - (وغادرت أَصْحَابِي الَّذين تخلفوا ... بِمَا شِئْت من خزي وَطول هوان) 4 - (وَمَا كنت أَدْرِي قبلهَا أَن فِي النسا ... جحيما أَرَاهَا جهرة وتراني) وَقَالَ آخر 5 - (لَا تنكحن عجوزا إِن أتيت بهَا ... واخلع ثِيَابك مِنْهَا ممنعا هربا) 6 - (وَإِن أتوك فَقَالُوا أَنَّهَا نصف ... فَإِن أمثل نصفيها الَّذِي ذَهَبا) وَقَالَ آخر 7 - (رقطاء حدباء يُبْدِي الكبد مضحكها ... قنواء بِالْعرضِ والعينان بالطول)   1 - بِدعَة أَي لم يصغ مثله فِي الْقبْح والسماحة القباحة والأتان الْأُنْثَى من الْحمير 2 - الْمَعْنى لما رأى وَجههَا رَأْي جانبا من جَهَنَّم فتهيأ للهرب مِنْهَا وَلم يكن لَهُ طَاقَة بِالصبرِ على مرآها 3 - غادرت أَي تركت والخزي الْوُقُوع فِي بلية 4 - الْجَحِيم النَّار وَمعنى الْبَيْتَيْنِ تركت رُفَقَائِي على حَالَة تشبه حَالَة من نزل بِهِ الْبلَاء والشقاء وَلم أعلم قبل أَن أرى هَذِه الْمَرْأَة أَن بعض النِّسَاء نَار 5 - أمعن فِي الْهَرَب أسْرع فِيهِ 6 - النّصْف من النِّسَاء مَا تكون لَا صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة والأمثل الْأَفْضَل وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَا ترغب فِي نِكَاح الْعَجُوز وانفر مِنْهَا كل النفور وَأَن أخبروك أَنَّهَا متوسطة فِي الْعُمر فَاعْلَم أَن الْأَحْسَن من عمرها الَّذِي تكون فِيهِ ذَات رونق وبهجة قد ذهب 7 - الرقطاء المنقطة بالبرش والحدباء الْخَارِجَة الظّهْر والكبد الشدَّة وَقَوله قنواء بِالْعرضِ الخ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 (لَهَا فَم ملتقى شدقيه نقرتها ... كَأَن مشفرها قد طر من فيل) (أسنانها أضعفت فِي خلقهَا عددا ... مظهرات جَمِيعًا بالرواويل) وَقَالَ آخر 3 - (اصرميني يَا خلقَة المجدار ... وصليني بطول بعد المزار) 4 - (فَلَقَد سمتني بِوَجْهِك والوصل ... قروحا أعيت على المسبار) 5 - (ذقن نَاقص وأنف غليظ ... وجبين كساجة القسطار) 6 - (طَال ليلِي بهَا فَبت أنادي ... يَا لثارات مستضاء النَّهَار)   يَعْنِي بِهِ أَن طول أنفها قد بدا بِالْعرضِ وَعرض عينيها قد بدا بالطول فَصَارَ الْحسن قبحا 1 - نقرتها أَرَادَ نقرة قفاها وَمعنى طر أَي قطع من طرته أَي جَانِبه يصفها بِأَن فمها فِي السعَة بلغ نقرة الْقَفَا وَأَن شفتها غَايَة فِي الغلظ كَأَنَّهَا قِطْعَة من شفة الْفِيل 2 - مظهرات أَي جعل بضعهَا فَوق بعض والرواويل جمع راوول وَهِي أَسْنَان زَوَائِد تكون خلف الْأَسْنَان وَالْمعْنَى أَن أسنانها على غير النِّسْبَة الْمُعْتَادَة المألوفة 3 - الصرم الْقطع والمجدار مَا يعْمل لطرد السبَاع فِي الْمزَارِع فَإِذا نصب قَائِما نفرت مِنْهُ وكنى بِهِ عَن الثّقل والغلظ وَإِن كل إِنْسَان ينفر مِنْهَا وَالْمعْنَى أبعدي عني أيتها الغليظة الثَّقِيلَة فَلَقَد اشْتَدَّ بغضك فِي قلبِي حَتَّى صرت أعد بعْدك عني وصلالي 4 - سمتني أَو لَيْتَني والقروح الجروح والمسبار الْميل الَّذِي يختبر بِهِ عمق الْجرْح 5 - الساجة خَشَبَة تتَّخذ من خشب الساج والقسطار الصَّيْرَفِي الَّذِي يتفقد الدَّرَاهِم وَمعنى الْبَيْتَيْنِ ظَاهر 6 - مستضاء النَّهَار أَي النَّهَار المضئ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 (قامة الفصعل الضئيل وكف ... خنصراها كذينقا قصار) وَقَالَ آخر (ألام على بغضي لما بَين حَيَّة ... وضبع وتمساح تغشاك من بَحر) 3 - (تحاكي نعيما زَالَ فِي قبح وَجههَا ... وصفحتها لما بَدَت سطوة الدَّهْر) 4 - (هِيَ الضربان فِي المفاصل خَالِيا ... وَشعْبَة برسام ضممت إِلَى النَّحْر) 5 - (إِذا سفرت كَانَت لعينك سخنة ... وَإِن برقعت فالفقر فِي غَايَة الْفقر) 6 - (وَإِن حدثت كَانَت جَمِيع مصائب ... موفرة تَأتي بقاصمة الظّهْر)   1 - الفصعل الْعَقْرَب الصَّغِير والضئيل الضَّعِيف والكذينق مدقة الْقَاصِر وَهُوَ الصّباغ 2 - تغشاك أَتَاك وَالْمعْنَى من الْعجب أَن أكون ملوما على بغضي لَهَا وَهِي مَوْصُوفَة بِهَذِهِ الصِّفَات الدنية 3 - تحاكى تماثل والسطو الْبسط على الْإِنْسَان بقهر وَشدَّة وَالْمعْنَى أَنَّهَا تماثل فِي قبح وَجههَا قبح زَوَال النِّعْمَة وَأَرَادَ الْمثل السائر أقبح من زَوَال النِّعْمَة يضْرب لشدَّة الْقبْح 4 - البرسام دَاء يعرض للحجاب الَّذِي بَين الكبد والمعي ثمَّ يتَّصل بالدماغ وَالْمعْنَى إِذا خلوت بهَا كَانَت خلوتها كضربان الْعُرُوق بالألم فِي مفاصل من بِهِ دَاء المقرس وَإِن جذبتها إِلَى نَفسك قاسيت مِنْهَا مَا يقاسي المبرسم 5 - سفرت ظَهرت وسخنة الْعين بِالضَّمِّ نقيض قرتها وَيُقَال أسخن الله عينه أَي أبكاه وَقَوله فالفقر فِي غَايَة الْفقر يُرِيد إِذا تناهى الْفقر فَلَا يكون وَرَاءه شَرّ مِنْهُ وَالْمعْنَى إِذا كشفت وَجههَا جلب إِلَى الْعين حرارة تَدْمَع بهَا وَذَلِكَ لسماجة الْوَجْه فَكيف إِذا كَانَت مبرقعة فَإِنَّهَا تكون فقرا لَيْسَ وَرَاءه شَرّ مِنْهُ 6 - قاصمة الظّهْر الداهية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 (حَدِيث كقلع الضرس أَو نتف شَارِب ... وغنج كحطم الْأنف عيل بِهِ صبري) (وتفتر عَن قلح عدمت حَدِيثهَا ... وَعَن جبلى طي وَعَن هرمي مصر) وَقَالَ آخر 3 - (لَو تسمعت صَوته قلت هَذَا ... صَوت فرخ فِي عشه مزقوق) 4 - (أَو تَأَمَّلت رَأسه قلت هَذَا ... حجر من حِجَارَة المنجنيق) 5 - (معمل قرض لحية لَو ترَاهَا ... قلت عئنون هربذ محلوق) 6 - (لم أعبه أَن لَا يكون تقيا ... مُؤمنا مبغضا لأهل الفسوق) 7 - (غير أَنِّي أردْت أَن ينظر النَّاس ... إِلَى خلق رَبنَا الْمَخْلُوق)   1 - الحطم كسر الشَّيْء الْيَابِس وَعيلَ بِهِ صبري أَي غَابَ وَذهب 2 - تفتر تَبَسم والقلح من القلح وَهُوَ صفرَة الْأَسْنَان وَمعنى الأبيات الثَّلَاثَة إِذا تَكَلَّمت أصَاب مخاطبها جَمِيع المصائب والدواهي وحديثها مثل قلع الضرس أَو نتف الشَّارِب وتتبسم عَن أَسْنَان صفر وكل جَانب من فمها مثل جبل من جبلي طي أَو قدر هرم من هرمي مصر فِي ضخامته 3 - يُقَال زق الطَّائِر فرخه إِذا أطْعمهُ بِفِيهِ 4 - المنجنيق آلَة كَانَت للْعَرَب تتخذها لهدم القلاع والحصون فِي الْحَرْب فتضع فِيهَا الصخور الْكَبِيرَة الْعَظِيمَة وتقذفها فَمَا أَتَت على شَيْء إِلَّا حطمته أَو هدمته 5 - الْقَرْض الْقطع والعثنون مَا تدلى من اللِّحْيَة عَن الذقن والهربذ الَّذِي يصلى بالمجوس 6 - أَن لَا يكون أَي بِأَن لَا يكون 7 - الْخلق التَّقْدِير والإيجاد وَمعنى الْبَيْتَيْنِ لَا أعيره بِعَدَمِ تقواه وكفره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 وَقَالَ آخر (مَاذَا يؤرقني قدما ويسهرني ... من صَوت ذِي رعثات سَاكن الدَّار) (كَأَن حماضة فِي رَأسه نَبتَت ... من أول الصَّيف قد هَمت بإئمار) وَقَالَ آخر 3 - (صَوت النواقيس بالأسحار هيجني ... بل الديرك الَّتِي قد هجن تشويقي) 4 - (كَأَن أعرافها من فَوْقهَا شرف ... حمر بَنِينَ على بعض الجواسيق) 5 - (على نغانغ سَالَتْ فِي بلاعمها ... كَثِيرَة الوشي فِي لين وترقيق)   مُجْتَمع شعر الرَّأْس والجثلة الْكثير من الشّعْر والخوافي مَا دون الريشات الْعشْر فِي جنَاح الطَّائِر والمرعش الْحمام الْأَبْيَض أَو هُوَ النسْر الَّذِي قد كبر وهرم 1 - مَاذَا يؤرقني لَفظه اسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ تعجب وإنكار ويؤرقني يسهرني وَقَوله من صَوت ذِي رعثات أَي من انْتِظَار صَوته فَحذف الْمُضَاف ورعثات جمع رعثة وَهِي من الديك عثنونه أَي عرفه 2 - الحماضة نبت أَحْمَر الثَّمر 3 - الناقوس الَّذِي تضرب بِهِ النَّصَارَى لأوقات صلَاتهم 4 - الجواسيق جمع جوسق وَهُوَ الْقصر أخبر بِأَن صَوت النواقيس أفلقه وهيجه فِي وَقت السحر ثمَّ أضْرب عَن ذَلِك بِأَن صياح الديوك هُوَ الَّذِي هيج شوقه وَشبه أعراف الديوك فِي ارتفاعها على رؤوسها بشرفات من فَوق الْقُصُور الْعَالِيَة 5 - النغانغ لحمات حمر تكون تَحت منقار الديك كاللحية والبلاعم مجاري الطَّعَام فِي الْحلق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 (كَأَنَّمَا لبست أَو ألبست فنكا ... فقلصت من حَوَاشِيه عَن السُّوق)   1 - الفنك دَابَّة فروتها أطيب أَنْوَاع الفرو وأشرحها وأعدلها صَالح لجَمِيع الأمزجة المعتدلة والتقلص التقبض والارتفاع وَمعنى هَذِه الأبيات بطرِيق الْإِجْمَال أَن صَوت النواقيس بل صَوت الديوك الَّتِي وصفهَا شوقه إِلَى من يُحِبهُ إِلَى هُنَا انْتهى شرح ديوَان الحماسة بعون الله تَعَالَى وَحسن توفيقه وَالْحَمْد لله أَولا وآخرا وَقد وَقع الْفَرَاغ من جمعه يَوْم الثُّلَاثَاء السَّابِع عشر من رَمَضَان الْمُعظم من شهور سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَألف سنة مَضَت من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة على صَاحبهَا أفضل الصَّلَاة وأزكى التَّحِيَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424