الكتاب: الحماسة البصرية المؤلف: علي بن أبي الفرج بن الحسن، صدر الدين، أبو الحسن البصري (المتوفى: 659هـ) المحقق: مختار الدين أحمد الناشر: عالم الكتب - بيروت سنة النشر: عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- الحماسة البصرية صدر الدين البَصْري الكتاب: الحماسة البصرية المؤلف: علي بن أبي الفرج بن الحسن، صدر الدين، أبو الحسن البصري (المتوفى: 659هـ) المحقق: مختار الدين أحمد الناشر: عالم الكتب - بيروت سنة النشر: عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] (وَبِه أستعين) الْحَمد لله حمدا يكون لقائله ذخْرا وَالصَّلَاة على نبيه مُحَمَّد الْقَائِل أَن من الْبَيَان لسحرا صَلَاة دائمة على ممر الْأَيَّام تترى وعَلى آله وَأَصْحَابه الَّذين أخْفى بهم نجم الشّرك قهرا وقسرا وأدام الله ايام سيدنَا ومولانا الإِمَام المفترض الطَّاعَة على جَمِيع الْأَنَام ابى أَحْمد المستعصم بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ وَخَلِيفَة رب الْعَالمين. (خَليفَة يخلف الأنواء نائله ... إِذا تهلل قلت الْعَارِض الهطل) (رباعه فِي جوَار الله وَاسِطَة ... وحبله برَسُول الله مُتَّصِل) رضوَان الله على آبَائِهِ الرَّاشِدين وَالْأَئِمَّة المهديين وَبعد فَإِنَّهُ لما كَانَت المجاميع الشعرية صقال الأذهان ولأنواع الْمعَانِي كالترجمان وَكَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 مَوْلَانَا الْملك النَّاصِر صَلَاح الدُّنْيَا وَالدّين نَاصِر الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين أبوالمظفر يُوسُف بن الْملك الْعَزِيز بن الْملك الظَّاهِر لَا زَالَ نَافِذ الْأَوَامِر فِي كل نجد وغائر لهجا بأشعار الْعَرَب الَّتِي هِيَ ديوَان الْأَدَب توخيت فِي تَحْرِير مَجْمُوع محتو على قلائد أشعارهم وغرر أخبارهم مجتنبا للإطالة والإطناب بِمَا تضمنته أَبْوَاب الْكتاب كأمالي الْعلمَاء وحماسات الأدباء ودواوين الشُّعَرَاء من فحول الْمُحدثين والقدماء ومختارات الْفُضَلَاء كأشباه الخالديين المحتوية على دُرَر النظام وجواهر الْكَلَام غير أَنَّهُمَا قد نسبا فِيهَا أَشْيَاء إِلَى غير قَائِلهَا وَلم يقيدا الْكتاب بترجمة أَبْوَاب فغدت فرائده متبددة النظام مستصعبة على الْحِفْظ والأفهام فجَاء مُشْتَمِلًا على غرائب البديع وملح الترصيف والترصيع ثمَّ أَن الشّعْر على اخْتِلَاف مَعَانِيه وأصوله ومبانيه يَنْقَسِم إِلَى نعوت وأوصاف فَمَا وصف بِهِ الْإِنْسَان من الشجَاعَة والشدة فِي الْحَرْب وَالصَّبْر فِي مواطنها سمى حماسة وبسالة وَمَا وصف بِهِ من حسب وكرم وَطيب محتد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 سمى مدحا وتقريظا وفخرا وَمَا اثنى عَلَيْهِ بشئ من ذَلِك مَيتا يُسمى رثاء وتأبينا وَمَا وصفت بِهِ اخلاقه المحمودة من حَيَاء وعفة وإغضاء عَن الْفَحْشَاء ومسامحة عَن زلات الأخلاء سمى ادبا وَمَا وصف بِهِ النِّسَاء من حسن وجمال وغرام بِهن سمى غزل ونسيبا وَمَا وصف بِهِ من ايقاد النيرَان ونباح الْكلاب سمى قرى وضيافة وَمَا وصف بِهِ من بخل وَجبن وَسُوء خلق ونميمة سمى هجاء وَمَا وصفت بِهِ الْأَشْيَاء على اخْتِلَاف اجناسها وأنواعها يُسمى نعتا ووصفا وملحا وماذكر بِهِ الْإِنَابَة إِلَى الله تَعَالَى رفض الدُّنْيَا سمى زهدا وعظة وَالله أعلم 1 - قَالَ عَمْرو بن الاطنابة الْأنْصَارِيّ (ابت لى عفتى وابى بلاءى ... وأخذى الْحَمد بِالثّمن الربيح) الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 (وإقدامى على المكوره نفسى ... وضربى هَامة البطل المشبح) (وقولى كلما جشأت وجاشت ... مَكَانك! تحمدى اَوْ تستريحى) (لأكسبها مآثر صالحات ... وأحمى بعد عَن عرض صَحِيح) (بذى شطب كَمثل الْملح صَاف ... وَنَفس مَا تقر على الْقَبِيح) 2 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ مخضرم (الاهل أَتَى عرسى مكرى ومقدمى ... بوادى حنين والأسنة شرع) (وقولى إِذا مَا النَّفس جَاشَتْ لَهَا قرى ... وهام تدهدا بِالسُّيُوفِ وأذرع) (كَأَن السِّهَام المرسلات كواكب ... إِذا ادبرت عَن عجسها وَهِي تلمع) 3 - وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى مخضرم (وَلما رَأَيْت الْخَيل زورا كَأَنَّهَا ... جداول زرع ارسلت فاسبطرت) 4 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى (مَتى مَا بَرَزْنَا من معد بعصبة ... وغسان نمْنَع حوضنا أَن يهدما) الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 5 - وَقَالَ النُّعْمَان بن بشير الأنصارى (معاوى أَن لَا تُعْطِنَا الْحق تعترف ... لحى الأزد مشدودا عَلَيْهَا العمائم) 6 - وَقَالَ الفرزدق هما بن غَالب أموى الشّعْر (أاسلمتنى للْمَوْت أمك هابل ... وَأَنت دلنظى الْمَنْكِبَيْنِ سمين) 7 - وَقَالَ الْأَخْنَس بن شريق بن شهَاب (وَكم من فَارس لَا تزدريه ... اذا شخصت لرويته الْعُيُون) (يذل لَهُ الْعَزِيز وكل لَيْث ... حَدِيد الناب مَسْكَنه العرين) (عَلَوْت بَيَاض مفرقه بعضب ... يطير لِوَقْعِهِ الْهَام السّكُون) (فأضحت عرسه ولهى عَلَيْهِ ... هدوءا بعد رقدتها أنير) (كصخرة إِذْ تسايل فِي مراخ ... وَفِي جرم وعلمهما ظنون) (تسايل عَن اخيها كل ركب ... وَعند جُهَيْنَة الْخَبَر الْيَقِين) 8 - وَقَالَ المرار بن سعيد الفقعسى اموى الشّعْر (أَنا ابْن التارك البكرى بشر ... عَلَيْهِ الطير ترقبه وقوعا) الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 (علاهُ بضربة بعثت بلَيْل ... نوائحه وأرخصت البضوعا) (وقاد الْخَيل عائذة لكَلْب ... ترى لوجيفها رهجا سَرِيعا) (عجبت لقائلين صه لهدر ... علاهم يقرع الشّرف الرفيعا) 9 - وَقَالَ النَّابِغَة قيس بن حَيَّان الْجَعْدِي مخضرم (بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وجدودنا ... وَإِنَّا لنَرْجُو بعد ذَلِك مظْهرا) (لقِيت الامور صعبها وذلولها ... ولاقيت أَيَّامًا تشيب الحزورا) (وَإِنَّا أنَاس لَا نعود خَيْلنَا ... إِذا مَا الْتَقَيْنَا أَن تحيد وتنفرا) (وننكر يَوْم الروع ألوان خَيْلنَا ... من الطعْن حَتَّى نحسب الجون أشقرا) (وَلَيْسَ بِمَعْرُوف لنا أَن نردها ... صحاحا وَلَا مستنكرا أَن تعقرا) (اذا الْوَحْش ضم الْوَحْش فِي ظلاله ... سواقط من حر وَإِن كَانَ اظهرا) (وَلَا خير فِي حلم إِذا لم يكن لَهُ ... بَوَادِر تحمى صَفوه أَن يكدرا) (وَلَا خير فِي جهل اذا لم يكن لَهُ ... حَلِيم اذا مَا اورد الأمراصدارا) الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 (وَإِن جَاءَ أَمر لَا تطيقان دَفعه ... فَلَا تجزعا مِمَّا قضى الله واصبرا) (ألم تعلما ان الْمَلَامَة نَفعهَا ... قَلِيل اذا مَا الْأَمر ولى فَأَدْبَرَا) (تذكرت والذكرى تهيج ذَا الْهوى ... وَمن عَادَة المحزون أَن يتذكرا) (نداماى عِنْد الْمُنْذر بن محرق ... فَأصْبح مِنْهُم ظَاهر الأَرْض مقفرا) 10 - وَقَالَ أَبُو عَطاء بن يسَار السندى من شعراء الدولتين (وَيَوْم كَيَوْم الْبَعْث مَا فِيهِ حَاكم ... وَلَا عَاصِم الا قِنَا ودروع) (حبست بِهِ نفسى على موقف الردى ... حفاظا وأطراف الرماح شُرُوع) (وَمَا يستوى عِنْد الملمات ان عرت ... صبور على مكروهها وجزوع) 11 - وَقَالَ ابو أُمَامَة زِيَاد الْأَعْجَم اموى الشّعْر (وَفينَا كل اروع لم يروع ... بمزدلف الجموع إِلَى الجموع) (جلاء جفونه رهج السَّرَايَا ... وَطيب ثِيَابه صدأ الدروع) 12 - وَقَالَ عبد الله بن سُبْرَة الحرشى اسلامى ويروى ( للأغربن عبد الله اليشكرى ) (إِذا شالت الجوزاء والنجم طالع ... فَكل مخاضات الْفُرَات معابر) (وإنى اذا ضن الْأَمِير باذنه ... على الْإِذْن من نفسى إِذا شِئْت قَادر) الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 13 - وَقَالَ حُرَيْث بن عناب الطائى اسلامى نَسَبهَا (ابو تَمام إِلَى ابان بن عَبدة وَلَيْسَت لَهُ) (اذا نَحن سرنا بَين شَرق ومغرب ... تحرّك يقظان التُّرَاب ونائمه) 14 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى (إِذا الْملك الْجَبَّار صعر خَدّه ... مشينا اليه بِالسُّيُوفِ نعاتبه) (وَكُنَّا اذا دب الْعَدو لسخطنا ... وراقبنا فِي ظَاهر لَا نراقبه) (دلفنا لَهُ جَهرا بِكُل مثقف ... وأبيض تستسقى الدِّمَاء مضاربه) (وجيش كَمثل اللَّيْل يرجف بالقنا ... وبالشوك والخطى حمر ثعالبه) (غدونا لَهُ وَالشَّمْس فِي ستراتها ... تطالعنا والظل لم يجر ذائبه) (بِضَرْب يَذُوق الْمَوْت من ذاق طعمه ... وتدرك من نجى الْفِرَار مثالبه) (كَأَن مثار النَّقْع فَوق رؤسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه) (وأرعن تعشى الشَّمْس دون حديده ... وتخلس أبصار الكماة كتائبه) الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 (تغص بِهِ الأَرْض الفضاء اذا عدا ... تزاحم اركان الْجبَال مناكبه) (تركنَا بِهِ كَلْبا وقحطان تبتغي ... مجيرا من الْمَوْت المطل مقانبه) 15 - وَقَالَ القحيف بن حمير الخفاجى (لعمرى لقد أمست حنيفَة أيقنت ... بِأَن لَيْسَ إِلَّا بِالرِّمَاحِ عتابها) (فَخلوا طَرِيق الْحَرْب لَا تعرضوا لَهَا ... إِذا مُضر الْحَمْرَاء عب عبابها) (فيا حبذا قيس لَدَى كل موطن ... تزايل هام الْقَوْم فِيهِ رقابها) (وَمن ذَا الَّذِي لَا يجتوى حَرْب عَامر ... اذا مَا تلاقت كعبها وكلابها) (لعمرى لقد ضَاقَتْ دمشق بِأَهْلِهَا ... غَدَاة رَأَوْا قيسا ترف عقابها) 16 - وَقَالَ معبد بن عَلْقَمَة جاهلى (فَقل لزهير أَن شتمت سراتنا ... فلسنا بشتامين للمتشتم) 17 - وَقَالَ أَبُو محجن عبد الله بن حبيب الثقفى اسلامى (لَا تسألى النَّاس عَن مالى وكثرته ... وسايلي النَّاس عَن فعلى وَعَن خلقى) الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 18 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السامى مخضرم (أكليب مَالك كل يَوْم ظَالِما ... وَالظُّلم انكد غبه مَلْعُون) (أَتُرِيدُ قَوْمك مَا أَرَادَ بوائل ... يَوْم القليب سميك المطعون) (وأظن أَنَّك سَوف ينفذ مثلهَا ... فِي صفحتيك سنانى الْمسنون) (قد كَانَ قَوْمك يحسبونك سيدا ... وإخال أَنَّك سيد معيون) 19 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى اليربوعى (اموى الشّعْر) (أبنى حنيفَة حكمُوا سفهاءكم ... أَنى أَخَاف عَلَيْكُم ان اغضبا) (أبنى حنيفَة أننى إِن اهجكم ... أدع الْيَمَامَة لَا توارى ارنبا) 20 - وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم اخو بنى عُمَيْس الكنانى (لنا حصون من الخطى عالية ... فِيهَا جداول من اسيافنا البتر) الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 (فَمن بنى مدرا من خوف حَادِثَة ... فان أسيافنا تغنى عَن الْمدر) 21 - وَقَالَ لَقِيط بن ودَاعَة الحنفى (اذا مَا ابتنى النَّاس الْحُصُون فانما ... حصون بنى لأم مثقفة سمر) (وَأَرْض فضاء لَيْسَ فِيهَا معاقل ... وَلَا وزر إِلَّا الصوارم وَالصَّبْر) 22 - وَقَالَ بشر بن عبد الرَّحْمَن الأنصارى (إِذا النَّاس عاذوا بالحصون مَخَافَة ... جعلنَا معَاذًا بِالسُّيُوفِ الصوارم) (وَلَوْلَا دفاع الله ثمَّ قراعنا ... بأسيافنا مَا جَازَ نقش الدَّرَاهِم) (وَلَا قالم سُلْطَان لأهل خلَافَة ... وَلَا أم أهل الْحق أهل المواسم) (أَبى ذمنا أَنا مصاليت فِي الوغى ... وَأَن قرانا عَاجل غير عاتم) 23 - وَقَالَ آخر (دعوا الْحَيَّة النضناض لَا تعرضوا لَهُ ... فان المنايا بَين أنيابه الْخضر) (وَنحن إِذا كَانَ الْبناء على الثرى ... بنينَا على الشَّمْس المنيرة والبدر) الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 24 - وَقَالَ سُوَيْد بن الصَّامِت اسلامى (اذا مَا الْبيض يَوْم الروع ابدت ... محاسنها وأبرزت الخداما) (اتتنى مَالك بليوث غَابَ ... ضراغم لَا يرَوْنَ الْقَتْل ذَا مَا) (معاقلهم صوارم مرهفات ... يساقون الكماة بهَا السماما) 25 - وَقَالَ الْأَخْنَس بن شهَاب التغلبى جاهلى (لكل أنَاس من معد عمَارَة ... عرُوض إِلَيْهَا يلجأون وجانب) 26 - وَقَالَت ليلى بنت عبد الله الأخيلية أموية الشّعْر (يَا ايها السدم الملوى رَأسه ... ليقود من أهل الْحجاز بريما) 27 - وَقَالَ قيس بن الخطيم بن عدى الأوسى جاهلى (طعنت ابْن عبد الله طعنة ثَائِر ... لَهَا نفذ لَوْلَا الشعاع اضاءها) الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 28 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السامى مخضرم (الا من مبلغ عَنى خفافا ... ألوكا بَيت أهلك مُنْتَهَاهَا) (أَنا الرجل الذى حدثت عَنهُ ... اذا الخفرات لم تستر براها) (فأيى مَا وأيك كَانَ شرا ... فسيق الى الْمنية لَا يَرَاهَا) (اشد على الكتيبة لَا ابالى ... أفيها كَانَ حتفى ام سواهَا) (ولى نفس تتوق إِلَى المعالى ... ستتلف اَوْ أبلغهَا مناها) 29 - وَقَالَ الفرعل الطائى وتروى لهنى بن أحمرالكنانى (وَهُوَ الاكثر) (يَا ضمر اخبرنى وَلست بكاذب ... وأخوك ناصحك الَّذِي لَا يكذب) (هَل فِي السوية أَن إِذا استغنيتم ... وأمنتم فَأَنا الْبعيد الأجنب) الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 (وَإِذا الشدائد مرّة اشجتكم ... فَأَنا الأحب إِلَيْكُم وَالْأَقْرَب) (وَإِذا تكون كريهة ادّعى لَهَا ... وَإِذا يحاس الحيس يدعى جُنْدُب) (عجب لتِلْك قَضِيَّة وإقامتى ... فِيكُم على تِلْكَ الْقَضِيَّة اعْجَبْ) (هَذَا لعمركم الصغار بِعَيْنِه ... لَا ام لى ان كَانَ ذَاك وَلَا اب) (ألمالك خصب الْبِلَاد ورعيها ... ولى الثماد ورعيهن المجدب) 30 - وَقَالَ الْحَارِث بن كلدة الثقفى اسلامى (الا رب من يغشى الأباعد نَفعه ... ويشقى بِهِ حَتَّى الْمَمَات أَقَاربه) (فَخَل ابْن عَم السوء والدهر انه ... ستكفيكه ايامه وتجاربه) (أرانى اذا استغنيتم فعدوكم ... وأدعى اذا مَا الدَّهْر نابت نوائبه) (فان يَك خير فالبعيد يَنَالهُ ... وَإِن يَك شَرّ فَابْن عمك صَاحبه) (لَعَلَّك يَوْمًا ان يَسُرك مشهدى ... اذا جَاءَ خصم كالحباب يشاغبه) الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 31 - وَقَالَ ذُؤَيْب بن حَاضر التنوخى (وَكُنَّا طلبنا صلحهم قبل حربهم ... فلجو وَمَا كَانَ اللجاج من الحزم) (وَقَالُوا شَتمنَا واستخف بجارنا ... وَضرب الطلى بالبيض ادهى من الشتم) (فَلَمَّا وصلنا بِالسُّيُوفِ اكْفِنَا ... وَزَالَ الحيا راموا السَّلامَة بالسلم) (فَهَلا وفى قَوس الْمُرُوءَة منزع ... طلبتم رضانا قبل بادرة السهْم) 32 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث التغلبي اموى الشّعْر (لقد حملت قيس بن عيلان حربنا ... على يَابِس السيساء محدودب الظّهْر) 33 - وَقَالَ وَعلة بن عبد الله الجرمى ونسبها بَعضهم الى النجاشى (واسْمه قيس بن عَمْرو مخضرم) (ونجى ابْن حَرْب سابح ذُو علالة ... اجش هزيم والرماح دواني) (اذا قلت اطراف الرماح تنوشه ... مرته بِهِ الساقان وَالْقَدَمَانِ) 34 - وَقَالَ صَالح بن جنَاح اللخمى أموى الشّعْر (لَئِن كنت مُحْتَاجا الى الْحلم اننى ... الى الْجَهْل فِي بعض الْأَحَايِين أحْوج) الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 (ولى فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولى فرس للْجَهْل بِالْجَهْلِ مسرج) (فَمن شَاءَ تقويمي فانى مقوم ... وَمن شَاءَ تعويجي فانى معوج) (وَمَا كنت ارضى الْجَهْل خدنا وَلَا اخا ... ولكننى ارضى بِهِ حِين احرج) (فان قَالَ بعض الْقَوْم فِيهِ سماجة ... لقد صدقُوا والذل بِالْحرِّ اسمج) 35 - وَقَالَ عنترة بن شَدَّاد العبسى جاهلى (أحولى تنفض استك مذرويها ... لتقتلنى فها أَنا ذَا عمارا) 36 - وَقَالَ خزز بن لوذان جاهلى وتروى لعنترة بن شَدَّاد (لَا تذكرى فرسى وَمَا اطعمته ... فَيكون جِلْدك مثل جلد الجرب) 37 - وَقَالَ الْحَارِث بن عبدا العبسى جاهلى (قربا مربط النعامة منى ... لقحت حَرْب وَائِل عَن جيال) الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 (قرباها فِي مقربات عِجَال ... عابسات يثبن وثب السعالى) (قربا مربط النعامة منى ... جد امْر للمعضلات الثقال) (قربا مربط النعامة منى ... تبتغى الْيَوْم قوتى واحتيالى) (قربا مربط النعامة منى ... باذلا مهجتى لزرق النصال) (لم اكن من جناتها علم الله ... وإنى بحرها الْيَوْم صال) 38 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى (من شعراء بنى الْعَبَّاس وَهُوَ اول الْمُحدثين) (اذا مَا غضبنا غضبة مضرية ... هتكنا حجاب الشَّمْس اَوْ قطرت دَمًا) (اذا مَا أعرنا سيدا من قَبيلَة ... ذرى مِنْبَر صلى عليناوسلما) 39 - وَقَالَ عنترة بن شَدَّاد العبسى جاهلى (إنى امرء من خير عبس منصيا ... شطرى وأحمى سائرى بالمنصل) 40 - وَقَالَ زُهَيْر بن أَبى سلمى المزنى جاهلى فِي مَعْنَاهُ (من يلق يَوْمًا على علاته هرما ... يلق السماحة مِنْهُ والندى خلقا) الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 41 - وَقَالَ آخر قيس بن زُهَيْر العبسى (تركت الركاب لأربابها ... وأكرهت نفسى على ابْن الصَّعق) (جعلت يَدي وشاحا لَهُ ... وَبَعض الفوارس لَا يعتنق) 42 - وَقَالَ آخر (يَا عَمْرو لَو نالتك أرماحنا ... كنت كمن تهوى بِهِ الهاوية) (ألفيتا عَيْنَاك عِنْد الْقَفَا ... أولى فَأولى لَك ذَا واقيه) 43 - وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى (الْحَرْب اول مَا تكون فتية ... تسْعَى بزينتها لكل جهول) (حَتَّى إِذا حميت وشب ضرامها ... عَادَتْ عجوزا غير ذَات حليل) (شَمْطَاء جزت رَأسهَا وتنكرت ... مَكْرُوهَة للشم والتقبيل) 44 - وَقَالَ عَليّ بن ابي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وتروى لحسان بن ثَابت (نَحن الْخِيَار من الْبَريَّة كلهَا ... ونظامها وزمام كل زِمَام) الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 (الخائضو غَمَرَات كل كريهة ... والدافعون حوادث الْأَيَّام) (والمبرمون قوى الْأُمُور بعزمهم ... والناقضون مرائر الإبارم) (فِي كل معركة تطير سُيُوفنَا ... فِيهَا الجماجم عَن فراخ الْهَام) (وَترد عَادِية الْخَمِيس رماحنا ... وتقيم رَأس الأصيد القمقام) (فَالله أكرمنا بنصر نبيه ... وبنا أَقَامَ دعائم الْإِسْلَام) 45 - وَقَالَ مُعَاوِيَة بن ابي سُفْيَان يُخَاطب عليا عَلَيْهِ السَّلَام وَقيل بل قَالَهَا كَعْب بن جعيل (اتاني امْر فِيهِ للنَّاس غمَّة ... وَفِيه اجتداع للأنوف اصيل) (مصاب امير الْمُؤمنِينَ وهدة ... تكَاد لَهُم صم الْجبَال تَزُول) (سأبكى ابا عَمْرو بِكُل مثقف ... وبيض لَهَا فِي الدارعين صليل) (فَللَّه عينا من رأى مثل هَالك ... اصيب بِلَا ذَنْب وَذَاكَ جليل) (فَأَما الَّتِى فِيهَا الْمَوَدَّة بَيْننَا ... فَلَيْسَ إِلَيْهَا مَا حييت سَبِيل) (سألقحها حَربًا عوانا ملحة ... وإنى بهَا من عامها لكفيل) الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 46 - وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء ثَابت قطنة العتكى أموى الشّعْر (المَال نهب الدَّهْر مَا أَخَّرته ... وَيكون حظك مِنْهُ مَا يتَقَدَّم) (امضى وظل الْمَوْت تَحت ذؤابتى ... ويظن صحبى اننى لَا اسْلَمْ) (فَسلمت وَالسيف الحسام وصعدة ... سمراء يجرى بَين اكعبها الدَّم) (وَأَنا ابْن عمك يَوْم ذَلِك دنية ... وَأَنا الْبعيد إِلَيْك مِنْك المجرم) 47 - وَقَالَ ابو محجن الثَّقَفِيّ لما حَبسه سعد بن ابى وَقاص (كفى حزنا ان ترتدى الْخَيل بالقنا ... وأترك مشدودا على وثاقيا) 48 - وَقَالَ الْأَعْشَى عبد الله بن خَارِجَة الشيبانى اموى الشّعْر (وَلَا انا فى امرى وَلَا فِي خصومتى ... بمهتضم حقى وَلَا سَالم قرنى) 49 - وَقَالَ عبد الْملك بن مُعَاوِيَة الحارثى اموى الشّعْر وَقد رَوَاهَا الْبَعْض لحجين بن حجر الغسانى وَالله اعْلَم (يلقى السيوف بِوَجْهِهِ وبنحره ... وَيُقِيم هامته مقَام المغفر) الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 (مَا ان يُرِيد اذا الرماح شجرنه ... درعا سوى سربال طيب العنصر) (وَيَقُول للطرف اصطبر لشبا القنا ... فعقرت ركن الْمجد ان لم تعقر) (وَإِذا تَأمل شخص ضيف مقبل ... متسربل أَثوَاب مَحل اغبر) (اوى إِلَى الكوماء هَذَا طَارق ... نحرتني الْأَعْدَاء ان لم تنحرى) 50 - وَقَالَ المثقب عَائِذ بن مُحصن العبدى جاهلى وتروى لِثَعْلَبَةَ بن يزِيد اُحْدُ بنى سليم وَهُوَ الْأَكْثَر (تهزأت عرسى واستنكرت ... شيبى فَفِيهَا جنف وازورار) (لَا تكثرى هزءا وَلَا تعجبى ... فَلَيْسَ بالشيب على الْمَرْء عَار) (عمرك هَل تدرين ان الْفَتى ... شبابه ثوب عَلَيْهِ معار) (وَلَا ارى مَالا اذا لم يكن ... زغف وخطار ونهد مغار) (مستشرف القطرين عبل الشوى ... محنب الرجلَيْن فِيهِ أقورار) الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 (وأطرق الحانى فِي بَيته ... بالشرب حَتَّى تستباح الْعقار) (فَذَاك عصر قد خلا والفتى ... تلوى لياليه بِهِ وَالنَّهَار) (لَا ينفع الهارب ايغاله ... وَلَا يُنجى ذَا الحذار الحذار) 51 - وَقَالَ الفطامى عُمَيْر بن شييم التغلبي أموى الشّعْر (وَإِن ثوب الداعى بشيبان زعزعت ... رماح وجاشت من جوانبها الْقدر) (هم يَوْم ذى قار أناخوا فجالدوا ... كتائب كسْرَى بعد مَا وَقد الْجَمْر) 52 - وَقَالَ عنترة بن شَدَّاد العبسى جاهلى (ياشاة ماقنص لمن حلت لَهُ ... حرمت على وليتها لم تحرم) 53 - وَقَالَ مهلهل بن ربيعَة الجشمى جاهلى واسْمه امْرُؤ الْقَيْس (أليلتنا بذى حسم أنيري ... اذا انت انقضيت فَلَا تحورى) الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 (فان يَك بالذنائب طَال ليلى ... فقد يبكى من اللَّيْل الْقصير) (وأنقذي بَيَاض الصُّبْح مِنْهَا ... لقد انقذت من شَرّ كَبِير) (كَأَن كواكب الجوزاء عوذ معطفة ... على ربع كسير) (تلألأ واستهل لَهَا سُهَيْل ... يلوح كقمة الْجمل الفدير) (وتحنو الشعريان إِلَى سُهَيْل ... كَفعل الطَّالِب الْقَذْف الغيور) (كَأَن العذريين بكف ساع ... الح على ثمائله ضَرِير) (كَأَن بَنَات نعش تاليات ... قطار عَامِد للشام زور) (تتَابع مشْيَة الْإِبِل الزهارى ... لتلحق كل تالية عبور) (كَأَن الفرقدين يدا مفيض ... الح على افاضته قمير) (كَأَن الجدى فِي مثناة ربق ... أَسِير اَوْ بِمَنْزِلَة الاسير) (كَأَن مجرة النسرين نهج ... لكل حزيقة تحدى وعير) (كَأَن التَّابِع الْمِسْكِين نهج ... أجِير اَوْ بِمَنْزِلَة الْأَجِير) (كَأَن الْمُشْتَرى حسنا ضِيَاء ... بنيق قاهر من فَوق قور) (كَأَن النَّجْم اذ ولى سحيرا ... فصَال جلن فِي يَوْم مطير) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 (كواكب لَيْلَة طَالَتْ وغمت ... فَهَذَا الصُّبْح صاغرة فغورى) (فلونبش الْمَقَابِر عَن كُلَيْب ... لِتُخْبِرَ بالذنائب اى زير) (وإنى قد تركت بواردات ... بجيرا فِي دم مثل العبير) (هتكت بِهِ بيُوت بنى عباد ... وَبَعض الْقَتْل أشفى للصدور) (وَهَمَّام بن مرّة قد تركنَا ... وَعَلِيهِ القشعمان من النسور) (فدى لتنى الشَّقِيقَة يَوْم جاؤا ... كأسد الغاب لجت فِي زئير) (كَأَن رماحهم أشطان بِئْر ... مخوف هدم عرشيهاجرور) (كأنا غدْوَة وَبنى ابينا ... بِجنب عنيزة رحيا مدير) (تظل الْخَيل عاكفة عَلَيْهِم ... كَأَن الْخَيل تدحض فِي غَدِير) (فلولا الرّيح اسْمَع أهل حجر ... نقاف الْبيض تقرع بالذكور) 54 - وَقَالَ تأبط شرا ثَابت بن جَابر من بنى فهم جاهلى (تَقول سليمى لجاراتها ... أرى ثَابتا قد غَدا مرملا) (لَهَا الويل مَا وجدت ثَابتا ... ألف الْيَدَيْنِ وَلَا زملا) الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 (وَلَا رعد السَّاق عِنْد الجرا ... ءإذا بَادر الحملة الهبضلا) (يفوت الْجِيَاد بتقريبه ... ويكسو هواديها القسطلا) (وأدهم قد جبت جلبابه ... كَمَا اجتابت الكاعب الخيعلا) (على ضوء نَار تنورتها ... فَبت لَهَا مُدبرا مُقبلا) (إِلَى ان حدا الصُّبْح اثناءه ... ومزق جلبابه الأليلا) (فَأَصْبَحت والغول لى جَارة ... فيا جارتى أَنْت مَا أهولا) (وطالبتها بضعهَا فالتوت ... فَكَانَ من الرأى ان تقتلا) (عظاية ارْض لَهَا حلتان ... من ورق الطلح لم تغزلا) (فَمن كَانَ يسْأَل عَن جارتى ... فان لَهَا باللوى منزلا) 55 - وَقَالَ النَّابِغَة الذبيانى واسْمه زِيَاد (قَالَت بَنو عَامر خالوا بنى اسد ... يابؤس للْجَهْل ضِرَارًا لأقوام) (انى لأخشى عَلَيْكُم ان يكون لكم ... من اجل بغضائكم يَوْم كأيام) (تبدو كواكبه وَالشَّمْس طالعة ... نور بِنور وإظلام باظلام) 56 - وَقَالَ آخر (وقلتم لنا كفوا الحروب لَعَلَّنَا ... نكف ووثقتم لنا كل موثق) الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 ( ... فَلَمَّا كففنا الْحَرْب كَانَت عهودكم ... كَلمعِ سراب فِي الملا متألق) 57 - وَقَالَ زفر بن الْحَارِث الكلابى من شعراء بنى امية (لعمرى لقد أبقت وقيعة راهط ... لمروان صدعا بَيْننَا متنائيا) (فَلم تَرَ منى نبوة قبل هَذِه ... فرارى وتركى صاحبى ورائيا) (عَشِيَّة اجرى فِي الصقيد وَلَا أرى ... من النَّاس إِلَّا من على وَلَا ليا) (أيذهب يَوْم وَاحِد ان اسأته ... بِصَالح أعمالى وَحسن بلائيا) (وَقد ينْبت المرعى على دمن الثرى ... وَتبقى حزازات النُّفُوس كَمَا هيا) (أرينى سلاحى لَا أبالك إننى ... أرى الْحَرْب لَا تزداد إِلَّا تماديا) الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 58 - وَقَالَ هُبَيْرَة بن ابى وهب المخزومى اسلامى (لعمرك مَا وليت ظهرى مُحَمَّدًا ... وَأَصْحَابه جنبا وَلَا خيفة الْقَتْل) (ولكننى قلبت امرى فَلم اجد ... غناء لسيفى ان ضربت وَلَا نبلى) (وقفت فَلَمَّا خفت ضَيْعَة موقفى ... نجوت كضرغام هزبر ابى شبْل) 59 - وَقَالَ اوس بن حجر جاهلى وَفِي رِوَايَة تنْسب الى عَمْرو (ابْن معدى كرب) (أجاعلة ام الْحصين خزاية ... على فرارى ان لقِيت بنى عبس) (لفيت ابا شأس وشأسا ومالكا ... وقيسا فَجَاشَتْ من لقائهم نفسى) (كَأَن جُلُود النمر جببت عَلَيْهِم ... إِذا جعجعوا بَين الإناخة وَالْحَبْس) الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 (اتونا فضموا جانبينا بصادق ... من الطعْن فعل النَّار بالحطب اليبس) (وَلما دَخَلنَا تَحت فئ رماحهم ... خبطت بكفى اطلب الأَرْض باللمس) (فَأَبت سليما لم تمزق عمامتى ... وَلَكنهُمْ بالطعن قد خرقوا ترسى) (وَلَيْسَ يعاب الْمَرْء من جبن يَوْمه ... وَقد عرفت مِنْهُ الشجَاعَة بالْأَمْس) 60 - وَقَالَ الْفِرَار السامى مخضرم وَبِه سمى الْفِرَار (وكتيبة لبستها بكتيبة ... حَتَّى إِذا التبست نفضت لَهَا يدى) (فتركتهم تقض الرماح ظُهُورهمْ ... من بَين منعفر وَآخر مُسْند) (مَا كَانَ ينفعنى مقَال نِسَائِهِم ... وَقتلت دون رِجَاله لَا تبعد) 61 - وَقَالَ الْحَارِث بن هِشَام المخزومى مخضرم (الله يعلم مَا تركت قِتَالهمْ ... حَتَّى علوا فرسى بأشقر مُزْبِد) 62 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى فِي الْحَارِث بن هِشَام (ان كنت كَاذِبَة الذى حدثتنى ... فنجوت منجى الْحَارِث بن هِشَام) الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 63 - وَقَالَ عَمْرو بن عنترة الطائى (وَلما سَمِعت الْخَيل تَدْعُو مقاعسا ... علمت بِأَن الْيَوْم أغبر فَاجر) (نجوت نجاء لَيْسَ فِيهِ وتيرة ... كأنى عِقَاب دون تيمن كاسر) 64 - وَقَالَ الطرماح بن حَكِيم الطائى اموى الشّعْر (لقد زادنى حبى لنفسى أَنى ... بغيض الى كل امْرِئ غير طائل) 65 - وَقَالَ عبيد بن ايوب بن ضرار العنبرى من مخضرمى الدولتين (كَأَن بِلَاد الله وهى عريضة ... على الْخَائِف المطرود كفة حابل) (يوتى إِلَيْهِ أَن كل ثنية ... تطلعها ترمى اليه بِقَاتِل) الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 66 - وَقَالَ النَّابِغَة الذبيانى واسْمه زِيَاد بن مُعَاوِيَة جاهلى (توهمت آيَات لَهَا فعرفتها ... لسِتَّة أَعْوَام وَذَا الْعَام سَابِع) 67 - وَقَالَ مُضرس بن ربعى جاهلى (يَا أَيهَا الرجل المهدى قوارصه ... أبْصر طريقك لَا يشخص بك الْبَصَر) (لَا يلقينك فى أَفْوَاه مهلكة ... قَول السفاه وَضعف حِين تأتمر) (يَابْنَ استها طلت لما بنت عَنْك وَلَو ... رَأَيْت فِي النّوم شخصى نالك الْقصر) (فان قربت فَلَا أهل وَلَا رَحبَتْ ... أَرض عَلَيْك وَلَا اختيرت لَك الْخَيْر) (وَإِن بَعدت فأقصاها وأبعدها ... فى منزل لَا بِهِ شمس وَلَا قمر) (شحط المزار على علياء شامخة ... من دون قنتها يسْتَنْزل الْمَطَر) (لَا زلت حَربًا وَلَا سالمتنا أبدا ... فَمَا لديك لنا نفع ولاضرر) (نَحن الَّذين لنا مجد ومكرمة ... وَالسَّابِقُونَ إِذا مَا أغْلى الْخطر) (والمانعون إِذا كَانَت ممانعة ... والعائدون بحسناهم اذا قدرُوا) 68 - وَقَالَ الأشجع السلمى من شعراء الدولة العباسية (وعَلى عَدوك يَا ابْن عَم مُحَمَّد ... رصدان ضوء الصُّبْح والإظلام) الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 (فاذا تنبه رعته واذا هدا ... سلت عَلَيْهِ سيوفك الأحلام) 69 - وَقَالَ على بن جبلة العكوك ( من شعراء الدولة العباسية ) (وَمَا لامرئ حاولته مِنْك مهرب ... وَلَو رفعته فِي السَّمَاء الْمطَالع) (وَلَا هارب لَا يهتدى لمكانه ... ظلام وَلَا ضوء من الصُّبْح سَاطِع) 70 - وَقَالَ قيس بن رِفَاعَة الواقفى من بنى وَاقِف بن امْرِئ الْقَيْس) (أَنا النذير لكم منى مجاهرة ... كى لَا ألام على نهى وإنذار) (فان عصيتم مقالى الْيَوْم فاعترفو ... ان سَوف تلقونَ خزيا ظَاهر الْعَار) (لترجعن احاديثا ملعنة ... لَهو الْمُقِيم وَلَهو المدلج السارى) الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 (من كَانَ فِي نَفسه حوجاء يطْلبهَا ... عندى فانى لَهُ رهن باصحار) (أقيم عوجته ان كَانَ ذَا عوج ... كَمَا يقوم قدح النبعة البارى) (وَصَاحب الْوتر لَيْسَ الدَّهْر مدركه ... عندى وإنى لدراك بأوتارى) (من يصل نارى بِلَا ذَنْب وَلَا ترة ... يصلى بِنَار كريم غير غدار) 71 - وَقَالَ ابو الطُّفَيْل عَامر بن وائلة الليثى اسلامى (رأتنى فَقَالَت انت شيخ وَإِنَّمَا ... يروق الغوانى مجدب الخد خَالع) (لَك الْخَيْر لَو أبصرتنى يَوْم مأزق ... وَقد لمعت فِيهِ السيوف القواطع) (وَعند الندى ناهيك بى من اخى الندى ... وَعند حجاج الْقَوْم قولى قَاطع) (يعدوننى شَيخا وَقد عِشْت حقبة ... وَهن عَن الْأزْوَاج نحوى نوازع) (وَمَا شَاب رأسى من سِنِين تَتَابَعَت ... على وَلَكِن شيبتنى الوقائع) (وَمَا قصرت بى همتى دون بغيتى ... وَلَا دنستنى مُنْذُ كنت المطامع) 72 - وَقَالَ حَارِثَة بن بدر الغدانى (وَإِنَّا لتستحلى المنايا نفوسنا ... ونترك اخرى مرّة لَا نذوقها) (وشيب رأسى قبل حِين مشيبه ... رعود المنايا بَيْننَا وبروقها) الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 73 - وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى (أشاب الرَّأْس ايام طوال ... وهم مَا تُفَارِقهُ الضلوع) (وسوق كَتِيبَة دلفت لأخرى ... كَأَن زهاءها رَأس صليعٍ) (دنت واستأخر الأوغال عَنْهَا ... وخلى بَينهم إِلَّا الوزيع) (اذا لم تستطع أمرا فَدَعْهُ ... وجاوزه إِلَى مَا تَسْتَطِيع) (وَصله بالزماع وكل أَمر ... سما لَك اَوْ سموت لَهُ ولوع) 74 - وَقَالَ فِي مَعْنَاهُ الْأَعْشَى عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الهمدانى اموى الشّعْر (إِذا حَاجَة ولتك لَا تستطيعها ... فَخذ طرفا من حَاجَة لَيْسَ تسبق) (فَذَلِك أَحْرَى أَن تنَال جسيمها ... وللقصد أبقى فى الْأُمُور وأرفق) الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 75 - وَقَالَ الْقِتَال الكلابى عبيد بن مُجيب بن المضرحى (وكنيته ابو الْمسيب جاهلى) (نشدت زيادا والمقامة بَيْننَا ... وذكرته أَرْحَام سعر وهيثم) (وَلما دعانى لم اجبه لأننى ... خشيت عَلَيْهِ وقْعَة من مصمم) (فَلَمَّا اعاد الصَّوْت لم اك عَاجِزا ... وَلَا وكلا فِي كل دهياء صليم) (فَلَمَّا رَأَيْت انه غير منته ... املت لَهُ كفى بلدن مقوم) (وَلما رَأَيْت اننى قد قتلته ... نَدِمت عَلَيْهِ اى سَاعَة مندم) 76 - وَقَالَ نهشل بن حرى بن ضَمرَة الدرامى مخضرم (وَيَوْم كَأَن المصطلين بحره ... وَإِن لم يكن جمر قيام على الْجَمْر) (صَبرنَا لَهُ حَتَّى يبوخ وَإِنَّمَا ... تفرج ايام الكريهة بِالصبرِ) الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 (وَمن عدَّة مسعاة فَلَا تكذبنها ... وَلَا تَكُ كالأعمى يَقُول وَلَا يدرى) 77 - وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى (أعاذل انما افنى شبابى ... ركويى فِي الصَّرِيخ إِلَى المنادى) (أعاذل شكتى سيفى ورمحى ... وكل مقلص سَلس القياد) (وَلَو لاقيتنى ومعى سلاحى ... تكشف شَحم قَلْبك عَن سَواد) (اريد حَيَاته وَيُرِيد قَتْلَى ... عذيرك من خَلِيلك من مُرَاد) (وَيبقى بعد حلم الْقَوْم حلمى ... وينفد قبل زَاد الْقَوْم زادى) 78 - وَقَالَ انيف بن زبان النهشلى (وَلما التقى الصفان واشتجر القنا ... نهالا وَأَسْبَاب المنايا نهالها) (تبين لى أَن القماءة ذلة ... وَأَن اعزاء الرِّجَال طوالها) الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 79 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب اموى الشّعْر (تصرم عَنى ود بكر بن وَائِل ... وَمَا خلت منى ودهم يتصرم) (قوارص تأتينى ويحتقرونها ... وَقد يمْلَأ الْقطر الْإِنَاء فيفعم) 80 - وَقَالَ عبيد بن ايوب بن ضرار العنبرى (وَطَالَ احتضانى السَّيْف حَتَّى كَأَنَّمَا ... يلاط بكشحى جفْنه وحمائله) (اخو عَزمَات صَاحب الْجِنّ وانتأى ... عَن الْإِنْس حَتَّى قد تقضت وسائله) (لَهُ نسب الإنسى يعرف نجره ... وللجن مِنْهُ شكله وشمائله) 81 - وَقَالَ معن بن اوس المزنى (تكنفه الوشاة فأزعجوه ... ودسوا من قضاعة غير وان) الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 (فلولا ان لم ابيه امى ... وأنى من هجاه فقد هجانى) (اذا لأصابه منى هجاء ... تناقله الروَاة على لسانى) (اعلمه الرماية كل يَوْم ... فَلَمَّا استد ساعده رمانى) 82 - وَقَالَ كَعْب بن معدان الأشقرى اموى الشّعْر (كَأَن القنا الخطى فِينَا وَفِيهِمْ ... شواطن بِئْر هيجتها المواتح) (هُنَاكَ قذفنا بِالرِّمَاحِ فَمَا يرى ... من الْقَوْم فِي جمع الْفَرِيقَيْنِ رامح) (ودرنا كَمَا دارت على قطبها الرحا ... ودارت على هام الرِّجَال الصفائح) 83 - وَقَالَ آخر (وَلم ار كالمقدام ابعد همة ... وأربط جأشا حِين تخْتَلف السمر) (فَتى ان هُوَ اسْتغنى تخرق فِي الْغنى ... وَإِن قل مَالا لم يضع مَتنه الْفقر) (وَلست ترَاهُ جازعا لمصيبة ... وَلَا فَرحا بالدهر ان اِسْعَدْ الدَّهْر) 84 - وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن خفاف الرجمى (صحوت وزايلنى باطلى ... لعمر ابيك زيالا طَويلا) الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 (وأصبحت اعددت للنائبات ... ت عرضا بَرِيئًا وعضبا صقيلا) (وَوَقع لِسَان كَحَد السنان ... ورمحا من الْخط لدنا طَويلا) (وسابغة من جِيَاد الدروع ... تسمع للسيف فِيهَا صليلا) (كمتن الغدير زفته الدبور ... بَحر المدجج مِنْهَا فضولا) (فَهَذَا عتادى وإنى امْرُؤ ... أوالى الْكَرِيم وأجفو البخيلا) (ونار دَعَوْت بهَا الطارقين ... وَاللَّيْل ملق عَلَيْهَا سدولا) (إِلَى ملق بضيوف الشتَاء ... إِذا الرّيح هبت بلَيْل بليلا) (حَلِيم وَلكنه فِي الحروب ... اذا مَا تلظت ترَاهُ جهولا) (رأى انه جزر للمنون ... وَلَو عَاشَ فِي الدَّهْر عمرا طَويلا) (فطاوع رائده فى الْهوى ... وعاصى على مَا أحب العذولا) 85 - وَقَالَ آخر (ترَاهُ كنصل السَّيْف أصدأ مَتنه ... تقادمه والنصل ماضى الْمضَارب) (تغرب يبغى الْيُسْر لَيْسَ لنَفسِهِ ... خُصُوصا وَلَكِن لِابْنِ عَم وَصَاحب) (وَمن لم يزل يخْشَى العواقب لم يزل ... مهينا رهينا فِي حبال العواقب) الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 (رأى الْعَجز فِي طول الثواء بِلَا غنى ... فأعمل فِيهِ يعملات الركائب) (وأشفق من أسر التبلد مقترا ... فَلم ينجه إِلَّا نجاء النجائب) 86 - وَقَالَ ابو تَمام الطائى فِي مَعْنَاهُ (أعاذلتى مَا أخشن اللَّيْل مركبا ... وأخشن مِنْهُ فِي الملمات رَاكِبه) (دعينى وأخلاق الرِّجَال افانها ... فأهواله الْعُظْمَى تَلِيهَا رغائبه) (ألم تعلمى ان الزماع على السرى ... اخو النجح عِنْد النائبات وَصَاحبه) (وقلقل نأى من خُرَاسَان جأشها ... فَقلت اطمئنى انضر الرَّوْض عازبه) 87 - وَقَالَ قطرى بن الْفُجَاءَة اُحْدُ الْخَوَارِج (أَقُول لَهَا وَقد طارت شعاعا ... من الْأَبْطَال وَيحك لَا تراعى) 88 - وَقَالَ ايضا (لَا يركنن اُحْدُ إِلَى الإحجام ... يَوْم الوغى متخوفا لحمام) الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 89 - وَقَالَ المثقب العبدى (لعمرك إننى وَأَبا ريَاح ... على طول التهاجر مُنْذُ حِين) (ليبغضني وأبغضه وَأَيْضًا ... يرانى دونه وَأرَاهُ دوني) (فَلَو أَنا على حجر ذبحنا ... جرى الدميان بالْخبر الْيَقِين) (فاما ان تكون اخى بِصدق ... فأعرف مِنْك غثى من سمينى) (وَإِلَّا فاطرحنى واتخذنى ... عدوا اتقيك وتتقينى) (وَمَا ادرى إِذا يممت ارضا ... اريد الْخَيْر ايهما يلينى) (أالخير الَّذِي انا ابتغيه ... ام الشَّرّ الَّذِي هُوَ يبتغيني) 90 - وَقَالَ الْعُرْيَان بن سهلة النبهانى من طئ (اقول للنَّفس تاساء وتعزية ... احدى يدى اصابتنى وَلم ترد) (كِلَاهُمَا خلف من فقد صَاحبه ... هَذَا اخى حِين ادعوهُ وَذَا ولدى) الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 91 - وَقَالَ المتلمس جرير بن عبد الْمَسِيح جاهلى (وَكُنَّا إِذا الْجَبَّار صعر خَدّه ... اقمنا لَهُ من زيغه فتقوما) (امنتقلا من نصر بهثة خلتنى ... أَلا إننى مِنْهُم وَإِن كنت معدما) (لذى الْحلم قبل الْيَوْم مَا تقرع الْعَصَا ... وَمَا علم الْإِنْسَان إِلَّا ليعلما) (وَلَو غير أخوالى ارادوا نقيصتى ... جعلت لَهُم فَوق العرانين ميسما) (وَمَا كنت الا مثل قَاطع كَفه ... بكف لَهُ اخرى فَأصْبح اجذما) (يَدَاهُ اصابت هَذِه حتف هَذِه ... فَلم تَجِد الْأُخْرَى عَلَيْهَا مقدما) (فَلَمَّا استقاد الْكَفّ بالكف لم يجد ... لَهُ دركا فِي ان يبينا فأحجما) (وأطرق اطراق الشجاع وَلَو رأى ... مساغا لنابيه الشجاع لصمما) (أحارث انا لَو تساط دماؤنا ... تزيلن حَتَّى لَا يمس دم دَمًا) (وأصبحت ترجو أَن اكون لعقبكم ... زنيما فَمَا احرزت ان اتكلما) (تعيرنى امى رجال وَلنْ ترى ... اخا كرم الا بِأَن يتكرما) (اذا مَا اديم الْقَوْم انهجه البلا ... فَلَا بُد يَوْمًا من قوى ان تجذما) الأَصْل فِيهِ ان عَامر بن الظرب العدوانى كَانَ حَكِيم الْعَرَب يقْضى بَينهم فَلَمَّا أسن تغير عقله وَصَارَ يُخطئ فِي حكومته وَكَانَ لَهُ ابْن عَم يتَصَدَّى الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 مَوْضِعه فَقَالَ لَهُ أَهله: انك رُبمَا خلطت فِي حكومتك وَنحن نَخَاف ان يَزُول بِنَا فلَان عَن هَذَا الْأَمر، قَالَ: فاجعلوا بينى وَبَيْنكُم عَلامَة اذا خلطت عرفونى من غير كَلَام فأنتبه لذَلِك، فَقَالُوا: نُقِيم لَك ابْنَتك فُلَانَة لهَذَا الْأَمر وَكَانَت فهيمة لَبِيبَة مكانت اذا خلط قرعت لَهُ الْعَصَا عَلامَة انه قد اخطأ فَيرجع الى فكره وَيَزُول عَن تخليطه 92 - وَقَالَ يزِيد بن الحكم الكلابى اسلامى (دفعناكم بالْقَوْل حَتَّى بطرتم ... وبالراح حَتَّى كَانَ دفع الْأَصَابِع) 93 - ويروى أَن الْأمين كتب الى الْمَأْمُون بِابْن السَّوْدَاء (يعيره بِأُمِّهِ فجاوبه) (لاتحقرن امْرأ من ان تكون لَهُ ... ام من الرّوم أَو سَوْدَاء عجماء) (فانما امهات الْقَوْم اوعية ... مستودعات وللأحساب آبَاء) الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 (فَرب معربة لَيست بمنجبة ... وَرُبمَا انجبت للفحل سَوْدَاء) 94 - وَقَالَ الْهَيْثَم بن الْأسود بن قيس النخعى جاهلى (وَأعلم علما لَيْسَ بِالظَّنِّ أَنه ... إِذا ذل مولى الْمَرْء فَهُوَ ذليل) (وَإِن لِسَان الْمَرْء مَا لم تكن لَهُ ... حَصَاة على عوراته لدَلِيل) 95 - وَقَالَ طرفَة بن العَبْد جاهلى (ابا مُنْذر افنيت فَاسْتَبق بَعْضنَا ... حنانيك بعض الشَّرّ اهون من بعض) (ابا مُنْذر كَانَت غرُورًا صحيفتى ... وَلم اعطكم فِي الطوع مالى وَلَا عرضى) (رديت وَنَجَا اليشكرى حذاره ... وحاد كَمَا حاد الأزب عَن الدحض) الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 96 - وَقَالَ آخر (سمونا لَهُم بِالْخَيْلِ تردى كَأَنَّهَا ... سعال وعقبان اللوى حِين تركب) (فَقَالُوا لنا انا نُرِيد لقاءكم ... فَقُلْنَا لَهُم اهل تَمِيم ومرحب) (ألم تعلمُوا انا نفل عدونا ... إِذا احشو شدوا فِي حمعهم وتأشبوا) (بِضَرْب يفض الْبيض شدَّة وقعه ... ووخز ترى مِنْهُ الأسنة تخضب) 97 - وَقَالَ هدبة بن خشرم إسلامى (طربت وَأَنت احيانا طروب ... وَكَيف وَقد تغشاك المشيب) (بجد النأى ذكرك فِي فؤادى ... إِذا ذهلت على النأى الْقُلُوب) (عَسى الْهم الذى أمسيت فِيهِ ... يكون وَرَاءه فرج قريب) الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 (فَيَأْمَن خَائِف ويفك عان ... ويأتى اهله الرجل الْغَرِيب) (الا لَيْت الرِّيَاح مسخرات ... لحاجتنا تباكر أَو تؤوب) (فتخبرنا الشمَال اذا أتتنا ... وتخبر أهلنا عَنَّا الْجنُوب) (بِأَنا قد نزلنَا دَار بلوى ... فتخطئنا الْمنية اَوْ تصيب) (فان يَك صدر هَذَا الْيَوْم ولى ... فان غَدا لناظره قريب) (وَقد علمت سليمى أَن عودى ... على الْحدثَان ذُو أيد صَلِيب) (وَأَن خلائقى كرم وأنى ... إِذا أبدت نواجذها الحروب) (اعين على مكارمها وأغشى ... مكارهها إِذا هاب الهيوب) (وأنى فِي العظاءم ذُو غناء ... وأدعى للسماح فاستجيب) (وأنى لَا يخَاف الْغدر جارى ... وَلَا يخْشَى غوائلى الْقَرِيب) (على أَن الْمنية قد توافى ... لوقت والنوائب قد تنوب) 98 - وَقَالَ السموأل بن عاديا جاهلي ويروى لعبد الْملك (ابْن عبد الرَّحِيم الحارثى من شعراء الدولة العباسية (اذا الْمَرْء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فَكل رِدَاء يرتديه جميل) الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 99 - وَقَالَ جَعْفَر بن علبة الحارثى اسلامى (لايكشف الغماء الا ابْن حرَّة ... يرى غَمَرَات الْمَوْت ثمَّ يزورها) (نقاسمهم أسيافنا شَرّ قسْمَة ... ففينا غواشيها وَفِيهِمْ صدورها) 100 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى (لما تذكرت بالديرين ارقنى ... صَوت الدَّجَاج وقرع بالنواقيس) 101 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب (ومغبوقة دون الْعِيَال كَأَنَّهَا ... جَراد إِذا اجلى مَعَ الْفَزع الْفجْر) 102 - وَقَالَ ربيعَة بن مقروم الضبى (أَمن آل هِنْد عرفت الرسوما ... بجمران قفرا أَبَت ان تريما) (وقفت - _ نَاقَتي ... وَمَا انا ام ماسؤالى الرسوما) الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 (وذكرنى الْعَهْد ايامها ... فهاج التَّذَكُّر قلبا سقيما) (فان تسألينى فانى امْرُؤ ... اهين اللَّئِيم وأحبو الكريما) (وقومى فان انت كذبتنى ... بقولى فاسأل بقومى عليما) (طوال الرماح غَدَاة الصَّباح ... ذَوُو نجدة يمْنَعُونَ الحريما) (بَنو الْحَرْب يَوْمًا اذا استلأموا ... حسبتهم فى الْحَدِيد القروما) (وَدَار هوان انفنا الْمقَام ... بهَا فَحَلَلْنَا محلا كَرِيمًا) (وثغر مخوف اقمنا بِهِ ... يهاب بِهِ غَيرنَا ان يُقِيمَا) (جعلنَا السيوف بِهِ والرما ... ح معاقلنا وَالْحَدِيد النظيما) 103 - وَقَالَ زُهَيْر بن أَبى سلمى (يَا حَار لَا ارمين مِنْكُم بداهية ... لم يلقها سوقة قلبى وَلَا ملك) 104 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى (قولا لدودان عبيد الْعَصَا ... مَا غركم بالأسد الباسل) 105 - وَقَالَ ايضا (ارى ام عَمْرو دمعها قد تحدرا ... بكاء على عَمْرو وَمَا كَانَ اصبرا) الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 106 - وَقَالَ ايضا (الا انْعمْ صباحا ايها الطلل البالى ... وَهل ينعمن من كَانَ فِي الْعَصْر الخالى) 107 - وَقَالَ حسان بن ثاتب (ماأبالى أنب بالحزن تَيْس ... أم لحانى بِظهْر غيب لئيم) 108 - وَقَالَ قيس بن زُهَيْر جاهلى (ألم يَأْتِيك والأنباء تنمى ... بِمَا لاقت لبون بنى زِيَاد) (ومحبسها على القرشى تشرى ... بأدراع وأسياف حداد) (كَمَا لاقيت من حمل بن بدر ... وَإِخْوَته على ذَات الإصاد) (فهم فخرو على بِغَيْر فَخر ... وردوا دون غَايَته جوادى) (وَكنت إِذا منيت بخصم سوء ... دلفت لَهُ بداهية نآد) (وَقد دلفوا الى بِفعل سوء ... فألفونى لَهُم صَعب القياد) (أَطُوف مَا أَطُوف ثمَّ آوى ... الى جَار كجار ابى دواد) الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 109 - وَقَالَ الأفوه الأودى واسْمه صلاءة بن عَمْرو جاهلى (ان ترى رَأْسِي فِيهِ قزع ... وشواتى خلة فِيهَا دوار) (أَصبَحت من بعد لون وَاحِد ... وهى لونان وفى ذَاك اعْتِبَار) (فصروف الدَّهْر فِي أطباقه ... خلفة فِيهَا ارْتِفَاع وانحدار) (بَيْنَمَا النَّاس على عليائها ... اذ هووا فِي هوة فِيهَا فغاروا) (انما نعْمَة قوم مُتْعَة ... وحياة الْمَرْء ثوب مستعار) (ولياليه إلال للقوى ... من مداه تختليها وشفار) (تقطع اللَّيْلَة مِنْهَا قُوَّة ... وكما كرت عَلَيْهِ لَا تغار) (حتم الدَّهْر علينا انه ... ظلف مَا نَالَ منا وجبار) (فَلهُ فِي كل يَوْم عدوة ... لَيْسَ عَنْهَا لامرئ طَار مطار) (ريشت جرهم نبْلًا فَرمى ... جرهما مِنْهُنَّ فَوق وغرار) (علمُوا الطعْن معدا فِي الكلى ... وادراع اللأم فالطرف يحار) (وركوب الْخَيل تعدوا المرطى ... قد علاها نجد فِيهِ احمرار) (يابنى هَاجر ساءت خطة ... ان تروموا النّصْف منا ونجار) (ان يجل مهرى فِيكُم جَوْلَة ... فَعَلَيهِ الْكر فِيكُم والغوار) (كشهاب الْقَذْف يرميكم بِهِ ... فَارس فى كَفه للحرب نَار) الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 (فَارس صعدته مَسْمُومَة ... تخضب الرمْح اذا طَار الْغُبَار) (مستطير لَيْسَ من جهل وَهل ... لأخى الْحلم على الْحَرْب وقار) (يحلم الْجَاهِل للسلم وَلَا ... يقر الْحلم اذا مَا الْقَوْم غاروا) (نَحن قدنا الْخَيل حَتَّى انْقَطَعت ... شدن الأفلاء عَنْهَا والمهار) (كلما سرنا تركنَا منزلا ... فِيهِ شَتَّى من سِبَاع الأَرْض غاروا) (وَترى الطير على آثارنا ... رأى عين ثِقَة ان ستمار) (جحفل اورق فِيهِ هبوة ... ونجوم تتلظى وشرار) (ثمَّ لَا يدفعنا عَن حكمنَا ... دَافع الا وعقباه الدمار) 110 - وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى (لَيْسَ الْجمال بمئزر ... فَاعْلَم وَإِن رديت بردا) 111 - وَقَالَ ابو قيس الْحَرْث بن الأسلت الأوسى (من يذقْ الْحَرْب يجد طعمها ... ملاا وتحبسه بجعجاع) الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 (قد حصت الْبَيْضَة رأسى فَمَا ... أطْعم نوما غير تهجاع) (أَعدَدْت للأعداء موضونة ... مفاضة كالنهى بالقاع) (هلا سَأَلت الْقَوْم اذ قلصت ... مَا كَانَ ابطائى وإسراعى) (أحفزها عَنى بذى رونق ... أَبيض مثل الْملح قطاع) (قد أبذل المَال على حبه ... فيهم وَآتى دَعْوَة الداعى) (وأضرب القونس يَوْم الوغى ... بِالسَّيْفِ لم يقصر بِهِ باعى) (اسعى على حى بنى مَالك ... كل امْرِئ فِي شَأْنه ساعى) 112 - وَقَالَ يزِيد بن خذاق العبدى (لن تجمعُوا ودى ومعتبتى ... أَو يجمع السيفان فِي غمد) (ومكرت ملتمسا مودتنا ... وَالْمَكْر مِنْك عَلامَة الْعمد) (وشهرت سَيْفك كى تحاربنا ... فَانْظُر لنَفسك من بِهِ تردى) 113 - وَقَالَ الْحصين بن الْحمام المرى جاهلى (تَأَخَّرت أستبقي الْحَيَاة فَلم أجد ... لنفسى حَيَاة مثل أَن أتقدما) الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 114 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب مخضرم (أَبى قَومنَا ان ينصفونا فأنصفت ... قواطع فى أَيْمَاننَا تقطر الدما) (اذا خالطت هام الرِّجَال رَأَيْتهَا ... كبيض نعام فِي الوغى قد تحطما) (وزعناهم وزع الخوامس بكرَة ... بِكُل يمانى اذا عض صمما) (تركناهم لَا يسْتَحلُّونَ بعْدهَا ... لذى رحم يَوْمًا من النَّاس محرما) 115 - وَقَالَ زفر بن الْحَارِث الكلابى اسلامى (وَكُنَّا حَسبنَا كل بَيْضَاء شحمة ... ليالى لاقينا جذام وحميرا) (فَلَمَّا قرعنا النبع بالنبع بعضه ... بِبَعْض ابت عيدانه ان تكسرا) (وَلما لَقينَا عصبَة تغلبية ... يقودون جردا للمنية ضمرا) (سقيناهم كأسا سقونا بِمِثْلِهَا ... وَلَكنهُمْ كَانُوا على الْمَوْت اصبرا) الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 116 - قيل ان منصفات الْعَرَب ثَلَاث فأولها قصيدة عَامر وَقَالَ عَامر بن أسحم بن عدى الكندى جاهلى وَقيل شيبانى (ألم تَرَ ان جيرتنا استقلوا ... فنيتنا ونيتهم فريق) (تلاقينا بسبسب ذى طريف ... وَبَعْضهمْ على بعض حنيق) الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 (فَجَاءُوا عارضا بردا وَجِئْنَا ... كَمثل السَّيْل غص بِهِ الطَّرِيق) (كَأَن النبل بَينهم جَراد ... تصفقه شآمية خريق) (كَأَن هزيزنا لما الْتَقَيْنَا ... هزيز اباءة فِيهَا حريق) (بِكُل قرارة منا وَمِنْهُم ... بنان فَتى وجمجمة فليق) (فكم من سيد فِينَا وَفِيهِمْ ... بذى الطرفاء منْطقَة شهيق) (فأشبعنا السبَاع وأشبعوها ... فراحت كلهَا تئق تفوق) (وأبكينا نِسَاءَهُمْ وابكوا ... نسَاء مَا يجِف لَهُنَّ موق) (يجاوبن النباح بِكُل فجر ... وَقد مجت من النوح الحلوق) (تركنَا الْأَبْيَض الوضاح مِنْهُم ... كَأَن سَواد لمته العذوق) (تعاوره رماح بنى لكيز ... فَخر كَأَنَّهُ سيف ذليق) (وَقد فتلوا بِهِ منا غُلَاما ... كَرِيمًا لم تأشبه الْعُرُوق) (فَلَمَّا استيقنوا بِالصبرِ منا ... تذكرت الأياصر والحقوق) (فأبقينا وَلَو شِئْنَا تركنَا ... لجيما لَا تقود وَلَا تَسوق) 117 - وَقَالَ عبد الشارق بن عبد الْعُزَّى الْجُهَنِىّ جاهلى (أَلا حييت عَنَّا ي ردينا ... نحييها وَإِن عزت علينا) 118 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السلمى مخضرم (سمونا لَهُم سبعا وَعشْرين لَيْلَة ... نجوب من الأعراص قفرا بسابسا) الحديث: 117 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 (فَلم أر مثل الحى حَيا مصبحا ... وَلَا مثلنَا يَوْم الْتَقَيْنَا فوارسا) (أكر وأحمى للْحَقِيقَة مِنْهُم ... وأضرب منا بِالسُّيُوفِ القوانسا) (إِذا مَا شددنا شدَّة نصبوا لنا ... صُدُور المذاكى والرماح المداعسا) (إِذا الْخَيل أجلت عَن صريع نكرها ... عَلَيْهِم فَمَا يرجعن الا عوابسا) (وَكنت أَمَام الْقَوْم اول ضَارب ... وطاعنت اذ كَانَ الطعان تخالسا) (وَكَانَ شهودى معبد ومخارق ... وَبشر وَمَا استشهدت الا الأكايسا) (ومارس زيد ثمَّ اقصد مهره ... وَحقّ لَهُ فى مثلهَا ان يمارسا) (وَلَو مَاتَ مِنْهُم من جرحنا لأصبحت ... ضباع بِأَكْنَافِ الْأَرَاك عرائسا) (وَلَكنهُمْ فى الفارسى فَلَا ترى ... من الْقَوْم الا فى المضاعف لابسا) (فان يقتلُوا منا كميا فاننا ... ابأنا بِهِ قَتْلَى تذل المعاطسا) (قتلنَا بِهِ فى ملتقى الْقَوْم خَمْسَة ... وقاتله زِدْنَا مَعَ الْقَوْم سادسا) (وَكُنَّا اذا مَا الْحَرْب شبت نشبها ... ونضرب فِيهَا الأبلج المتقاعسا) 119 - وَقَالَ ابو ثُمَامَة العازب بن برَاء الضبى (اقول لمحرز لما الْتَقَيْنَا ... تنكب لَا يقطرك الزحام) الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 (أتسألني السوية وسط زيد ... أَلا إِن السوية أَن تضاموا) (فجارك عِنْد بَيْتك لحم ظيي ... وجاري عِنْد بَيْتِي لَا يرام) 120 - وَقَالَ فلحس الْأسود وَقد ضربه مَوْلَاهُ (وَلَوْلَا عريق فِي من حبشية ... يرد إباقي بعد حول مجرم) (وَبعد السرى فِي كل طخياء حندس ... وَبعد طلوعي مخرما بعد مخرم) (علمت بِأَنِّي خير عبد لنَفسِهِ ... وَأَنَّك عِنْدِي مغنما أَي مغنم) (أيضربني فَردا وَلَو كَانَ مُفردا ... تبين أَن اللَّيْث غير مقلم) 121 - وَقَالَ آخر وَكَانَ اعزل فَوَقع عَلَيْهِ صَاحب سيف فَأخذ سلبه (فَلَو كَانَ فِي كفي الَّذِي فِي يَمِينه ... لعاد كَمَا قد عدت مختلس الرحل) (وَلَكِن لاآني حسرا وبكفه ... كَمثل شُعَاع الشَّمْس يُومِض بِالْقَتْلِ) (ففاز بأثوابي وفزت بحسرة ... لَهَا بَين أثْنَاء الحشي لوعة تغلي) 122 - وَقَالَ سلمى بن ربيعَة من بني السَّيِّد (زعمت تماضر أنني إِمَّا أمت ... يسدد ابينوها الأصاغر خلتي) الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 123 - وَقَالَ آخر (لَا غر وَإِنَّا معشر ... حاموا الْحَقِيقَة والذمار) (نحمي الحواصن أَنَّهَا ... قيد الْكِرَام من الْفِرَار) 124 - وَقَالَ أَعْرَابِي من ربيعَة جاهلي (وَلما الْتَقت حلقات البطان ... ودر سَحَاب الردى فاكفهر) (لبست لبكر وأشياعها ... وَقد حمس الْبَأْس جلد النمر) (فأوردتهم موردا لم يكن ... لَهُم عَنهُ اذ وردوه صدر) (فَوَلوا شلالا وَلَا يعلمُونَ ... أمرخ خيامهم أم عشر) (عباديد شَتَّى ايادي سبا ... يسوقهم عَارض منهمر) (إِذا الغر روعه ذعره ... ثناه إِلَى الْحَرْب كهل مكر) (وَمن رام بالخفض نيل الْعلَا ... فقد رام مِنْهُ مراما عسر) (وَمَا الْعَزْم الا لمستأثر ... إِذا هم بِالْأَمر لم يستشر) الحديث: 123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 (وَقد ينكب الْمَرْء من أَمنه ... ويأمن مَكْرُوه مَا ينْتَظر) (وَإِنِّي لأصفح عَن قدرَة ... وأعذب حينا وحينا أَمر) (ويعجم عودي إِذا نابني ... من الدَّهْر ريب فَلَا ينكسر) (وأجزى القروض بأمثالها ... فبالخير خيرا وبالشر شَرّ) 125 - وَقَالَ سُوَيْد بن كرَاع جاهلي اسلامي (لَئِن ظفرتم بشيخ من مَشَايِخنَا ... لَا يحمل الرمْح والصمصامة الذكرا) (وَلَا يَخُوض غمار الْمَوْت منصلتا ... وَلَا يرى للردى وردا وَلَا صَدرا) (فكم قتلنَا لكم فتيَان ملحمة ... رأد الضُّحَى وجبين الشَّمْس قد ظهرا) 126 - وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ جاهلي (وَلَقَد سريت على الظلام بمغشم ... جلد من الفتيان غير مثقل) الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 127 - وَقَالَ سعد بن ناشب الْمَازِني اسلامي (تفندني فِيمَا ترى من شراستي ... وَشدَّة نَفسِي أم سعد وَمَا تَدْرِي) 128 - وَقَالَ الرّبيع بن زِيَاد الْعَبْسِي جاهلي يصف الْحَرْب (قيدت لَهُم فيلق شهباء كالحة ... بِالْمَوْتِ تمرى وللأبطال تقتسر) (صريف أنيابها صَوت الْحَدِيد إِذا ... عض الْحَدِيد بهَا أبناؤها الوقر) (ودرها الْمَوْت يقرى فِي محالبها ... للواردين يوافي وردهَا الصَّدْر) (من أقتراها قرت كَفاهُ حَقّهمَا ... أَو إجتلاها بَدَت مِنْهَا لَهُ عبر) (فِي جوها الْبيض والماذي مختلط ... والجرد والمرد والخطية السمر) (حَتَّى إِذا واجهتهم وَهِي كالحة ... شوهاء مِنْهَا حمام الْمَوْت ينْتَظر) (جَاءَت بِكُل كمى معلم ذكر ... فِي كَفه ذكر يسْعَى بِهِ الذّكر) (مستوردين الوغى للْمَوْت ردهم ... يَوْم الْحفاظ على روادهم عسر) الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 (لَهُم سرابيل من مَاء الْحَدِيد وَمن ... نضح الدِّمَاء سرابيل لَهُم أخر) (مظاهرات عَلَيْهِم يَوْم بأسهم ... لونان جون وَأُخْرَى فَوْقهم حمر) (فِي يَوْم حتف يهال الناظرون لَهُ ... مَا إِن يبين لَهُم شمس وَلَا قمر) (بالبيض يهتفن والأبصار خاشعة ... مِمَّا ترى وخدود الْقَوْم تنعفر) (تكسوهم مرهفات غير مُجْدِبَة ... يشفى اختلاس ظباها من بِهِ صعر) (هندية كاشتعال النَّار تعصمهم ... بهَا مغاوير عَن احسابهم غير) 129 - وَقَالَ أدهم بن حَازِم الضبى (بني عَامر أضرمتم الْحَرْب بَيْننَا ... وَبَيْنكُم بعد الْمَوَدَّة والقرب) (غدرتم وَلم نغدر وقمتم وَلم نقم ... إِلَى حربنا لما قعدنا عَن الْحَرْب) (وَكُنَّا وَأَنْتُم مثل كف وساعد ... فصرنا وَأَنْتُم مثل شَرق إِلَى غرب) (فَمَا نسلب الْقَتْلَى كَمَا قد فَعلْتُمْ ... وَلَا نمْنَع الأسرى من الْأكل وَالشرب) (وَلبس ثِيَاب الْمَيِّت عَار وذلة ... وَمنع الْأَسير الزَّاد من أقبح السب) (بذلك أوصانا أَبونَا وَلم نَكُنْ ... لنترك ماوصاه فِي الخصب والجدب) 130 - وَقَالَ مَالك بن مُخَارق الْعَبْدي (وَمن يسلب الْقَتْلَى فان قتيلنا ... وَإِن كَانَ مشنوءا يجن ويقبر) (وَإِنَّا لورادون فِي كل حومة ... إِذا جعلت صم القنا تتكسر) الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 131 - وَقَالَ اياس بن مَالك بن عبد الله الطَّائِي (سمونا إِلَى جَيش الحروري بعد مَا ... تناذره أعربهم وَالْمُهَاجِر) (بِجمع تظل الأكم سَاجِدَة لَهُ ... وأعلام سلمى والهضاب النَّوَادِر) (دلفنا إِلَيْهِم وَالسُّيُوف عصينا ... وكل لكل يَوْم ذَلِك واتر) (كلا ثقلينا طامع فِي غنيمَة ... وَقد قدر الرَّحْمَن مَا هُوَ قَادر) (فَلَمَّا ادركناهم وَقد قلصت بهم ... إِلَى الْحَيّ خوص كالحني ضوامر) (فَلم ار يَوْمًا كَانَ أَكثر سالبا ... ومستلبا وَالنَّقْع فِي الجو ثَائِر) (وَأكْثر منا يافعا يَبْتَغِي الْعلَا ... يضارب قرنا دارعا وَهُوَ حاسر) (فَمَا كلت الْأَيْدِي وَلَا أناظر القنا ... وَلَا عثرت منا الجدود العواثر) 132 - وَقَالَ زيد الْخَيل بن مهلهل الطَّائِي مخضرم (بني عَامر هَل تعرفُون إِذا غَدا ... أَبُو مكنف قد شدّ عقد الدوابر) الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 (بِجَيْش تظل البلق فِي حجراته ... ترى الأكم فِيهِ سجدا للحوافز) (وَجمع كَمثل اللَّيْل مرتجس الوغى ... كثير تواليه سريع البوادر) (أَبَت عَادَة للورد أَن يكره الوغى ... وَحجَّة وحاجة رُمْحِي فِي نمير بن عَامر) 133 - وَقَالَ رجل من بني محَارب (معاقلنا فِي الْحَرْب جرد كَأَنَّهَا ... أجادل فِي جو السَّمَاء كواسر) (وَسمر من الخطى ذَات أسنة ... وبيض كأمثال البروق بواتر) (إِذا مَا انتضيناها ليَوْم كريهة ... رَأَيْت لَهَا هام الدى تتطاير) 134 - وَقَالَ حَارِث بن وَعلة الشَّيْبَانِيّ جاهلي وَقيل وَعلة بن الْحَارِث وَقيل هِيَ لِابْنِ الذئبة الْأَسدي وَقيل هِيَ لكنانة بن عبد ياليل الثَّقَفِيّ وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان يتَمَثَّل بهَا عِنْد جُلُوسه للمظالم (مَا بَال من أسعى لأجبر عظمه ... حفاظا وَيَنْوِي من سفاهته كسْرَى) (أَظن خطوب الدَّهْر بيني وَبينهمْ ... ستحملهم مني على مركب وعر) الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 (وَإِنِّي وإياهم كمن نبه القطا ... وَلَو لم تنبه باتت الطير لَا تسري) (أَعُود على ذِي الْجَهْل مِنْهُم تكرما ... تحلمي وَلَو عَاقَبت مَا جرت فِي الْأَمر) (أَنَاة وحلما وانتظارا بهم غَدا ... فَمَا أَنا بالواني وَلَا الضَّرع الْغمر) (ألم تعلمُوا أَنى تخَاف عرامتي ... وَأَن قناتي لَا تلين على القسر) 135 - وَقَالَ بلعاء بن قيس الْكِنَانِي وَقد تمثل بهَا الْمَنْصُور (دَعَوْت أَبَا ليلى إِلَى السّلم كي يرى ... بِرَأْي أصيل أَو يؤل إِلَى الْحلم) (دَعَاني أشب الْحَرْب بيني وَبَينه ... فَقلت لَهُ مهلا هَلُمَّ إِلَى السّلم) (فَلَمَّا أَبى أرْسلت فضلَة ثَوْبه ... إِلَيْهِ فَلم يرجع بحزم وَلَا عزم) (وَحين رمانيها رميت سوَاده ... وَلَا بُد أَن يَرْمِي سَواد الَّذِي يَرْمِي) (فَكَانَت صريع الْخَيل أول وهلة ... فبعدا لَهُ مُخْتَار عجز على علم) (إِذا أَنْت حركت الوغى وشهدتها ... وأفلت من قتل فَلَا بُد من كلم) الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 136 - وَقَالَ آخر (إِذا كَانَ فِي نفس ابْن عمك إحْنَة ... فَلَا تستثرها سَوف يَبْدُو دفينها) (فَإِنِّي رَأَيْت النَّار تكمن فِي الصَّفَا ... وَلَا بُد يَوْمًا أَن يلوح كمينها) 137 - وَقَالَ تأبط شرا ثَابت بن جَابر الفهمي جاهلي (إِذا الْمَرْء لم يحتل وَقد جد جده ... اضاع وقاسى أمره وَهُوَ مُدبر) 138 - وَقَالَ عبد الله بن جذل الطعان الْكِنَانِي اسلامي من شعراء بني امية (لعمري لقد سحت دموعك سحة ... تبْكي على قَتْلِي سليم وأشجعا) (فَهَلا شتيرا أَو مصاد بن خَالِد ... بَكَيْت وَلم يتْرك لَك الدَّهْر مجزعا) الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 (تبْكي على قَتْلِي سليم سفاهة ... وتترك من أَمْسَى مُقيما بصلفعا) (كمرضعة أَوْلَاد أُخْرَى وضيعت ... بنيها فَلم ترقع بذلك مرقعا) 139 - وَقَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ جاهلي (ذَرِينِي أَن أَمرك لن يطاعا ... وَمَا ألفيتني أَمْرِي مضاعا) (أَلا تِلْكَ الثعالب قد تعاوت ... على وحالفت عرجا ضباعا) (فَإِن لم تندموا فثكلت عمرا ... وَهَاجَرت المروق والسماعا) (فَلَا ملكت يداي عنان طرف ... وَلَا أَبْصرت من شمس شعاعا) (وخطة ماجد كلفت نَفسِي ... إِذا ضاقوا رَحبَتْ بهَا ذِرَاعا) 140 - وَقَالَ المنخل الْيَشْكُرِي جاهلي (أَن كنت عاذلتي فسيري ... نَحْو الْعرَاق وَلَا تحوري) 141 - وَقَالَ حباب بن أَفْعَى الْعجلِيّ (وَقرن قد رَأَيْت لَدَى مكر ... فَلم يدبر وَأَقْبل إِذْ رَآنِي) الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 (يجر قنابه حَتَّى اتجهنا ... كِلَانَا واردان الى الطعان) (فَأَخْطَأَ رمه وَأصَاب رُمْحِي ... وَمَا عى الْقِتَال وَلَا ألاني) (وَإِن منيتي قد أنسأتني ... إِلَى أَن شبت أَو ضلت مَكَاني) 142 - وَقَالَ حرثان ذُو الْأصْبع العدواني جاهلي (لاه ابْن عمك لَا أفضلت فِي حسب ... عني وَلَا أَنْت دياني فتخزوني) 143 - وَقَالَ سَلمَة بن مرّة الشَّيْبَانِيّ جاهلي وَكَانَ قد أسرا أمرأ الْقَيْس ابْن عَمْرو وَكَانَ ملكا وَكَانَ سَلمَة قَصِيرا فَأطلق امْرأ الْقَيْس على الْفِدَاء فَلَمَّا جَاءَهُ يَطْلُبهُ نطرت إِلَيْهِ بنت امْرِئ الْقَيْس فاحتقرته لقصره فَقَالَت: أَهَذا الَّذِي اسر أبي فَقَالَ (أَلا زعمت بنت امْرِئ الْقَيْس أنني ... قصير وَقد أعيا أَبَاهَا قصيرها) (وَرب طَوِيل قد نزعت ثِيَابه ... وعانقته وَالْخَيْل تدمي نحورها) (وَقد علمت خيل امْرِئ الْقَيْس أنني ... كررت ونار الْحَرْب تغلى قدورها) (وَلَو شهدتني يَوْم ألقيت كلكلى ... على شيخها مَا كَانَ يَبْدُو نكيرها) الحديث: 142 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 144 - وَقَالَ نَضْلَة السلمى وَكَانَ حَقِيرًا دميما ذَا عزة وبأس (ألم تسل الفوارس يَوْم غول ... بنضلة وَهُوَ موتور مشيح) (رَأَوْهُ فازدووه وَهُوَ حر ... وينفع أَهله الرجل الْقَبِيح) (فَشد عَلَيْهِم بِالسَّيْفِ صَلتا ... كَمَا عض الشبا الْفرس الجموح) (وَأطلق غل صَاحبه وأردى ... قَتِيلا مِنْهُم وَنَجَا جريح) (وَلم يخشوا مصالته عَلَيْهِم ... وَتَحْت الرغوة اللَّبن الصَّرِيح) 145 - وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الْأنْصَارِيّ وتروى لحسان بن ثَابت (لعمرك مَا المعتر يَأْتِي بِلَادنَا ... لنمنعه بالضائع المتهضم) (وَلَا ضيفنا عِنْد الْقرى بمدفع ... وَلَا جارنا فِي النائبات بِمُسلم) (وَلَا السَّيِّد الْجَبَّار حِين يريدنا ... بكيد على أرماحنا بِمحرم) الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 (نُبيح حمى ذِي الْعِزّ ثمَّ نكيده ... ونحمي حمانا بالوشيج الْمُقَوّم) (وَنحن إِذا لم يبرم النَّاس أَمرهم ... نَكُون على أَمر من الْحق مبرم) (وَلَو وزنت رضوى بحلم سراتنا ... لمَال برضوى حلمنا ويلملم) (نَكُون زِمَام القائدين إِلَى الوغى ... إِذا الفشل الرعديد لم يتَقَدَّم) (فَنحْن كَذَاك الدَّهْر مَا هبت الصِّبَا ... نعود على جهالهم بالتحلم) (فَلَو فَهموا أَو وفقوا رشد أَمرهم ... لعدنا عَلَيْهِم بعد يوسى بأنعم) 146 - وَقَالَ آخر (يزِيد اتساعا فِي الكريهة صَدره ... تضايق أَطْرَاف الوشيج الْمُقَوّم) (فَمَا شَارِب بَين الندامى مُعَلل ... بأطرب مِنْهُ بَين سيف ولهذم) (كَأَن نفوس النَّاس فِي سطواته ... فرَاش تهاوى فِي حريق مضرم) الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 147 - وَقَالَ المقشعر بن جديع النضري وَكَانَ قد طعن مُحَمَّد بن طَلْحَة التَّيْمِيّ يَوْم الْجمل وَكَانَ اسْم الْجمل عَسْكَر (وَأَشْعَث قوام بآيَات ربه ... قَلِيل الْأَذَى فِيمَا ترى الْعين مُسلم) (هتكت لَهُ بِالرُّمْحِ جيب قَمِيصه ... فَخر صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ) (يذكرنِي حم وَالرمْح شَاجر ... فَهَلا تَلا حم قبل التَّقَدُّم) (على غير شئ غير أَن لَيْسَ تَابعا ... عليا وَمن لَا يتبع الْحق يظلم) الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 148 - وَقَالَ شبيب بن يزِيد بن نعيم الشَّيْبَانِيّ الشاري يعير الْحجَّاج لما هرب من غزالة امْرَأَته وَهِي قد كَانَت نذرت أَن تصلي فِي جَامع الْكُوفَة رَكْعَتَيْنِ بآل عمرَان وَالْبَقَرَة فهجم عَلَيْهَا فِي خمسين ألفا وَكَانَت يَوْمئِذٍ فِي تِسْعمائَة فَارس فَلم يَجْسُر عَلَيْهَا وهرب انْتهى ويروى لعمران بن حطَّان اموي الشّعْر (أَسد على وَفِي الحروب نعَامَة ... ربداء تجفل من صفير الصافر) (هلا برزت إِلَى غزالة فِي الوغى ... بل كَانَ قَلْبك فِي جناحي طَائِر) (صدعت غزالة جمعهم بفوارس ... جعلت كتائبهم كأمس الدابر) 149 - وَقَالَ شريك بن الْأَعْوَر الْحَارِثِيّ اسلامي (أيشتمني مُعَاوِيَة بن حَرْب ... وسيفي صارم وَمَعِي لساني) (وحولي من ذَوي يمن لُيُوث ... ضراغمة تهش إِلَى الطعان) (فَلَا تبسط لسَانك يَا أبن حَرْب ... فَإنَّك قد بلغت مدى الْأمان) (فَإِن تَكُ من أُميَّة فِي ذراها ... فَإِنِّي من ذرى عبد المدان) (وَإِن تَكُ للشقاء لنا أَمِيرا ... فَإنَّا لَا نُقِيم على الهوان) (مَتى مَا تدع قَوْمك ادْع قومِي ... وتختلف الأسنة بالطعان) الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 150 - وَقَالَ الأشتر النَّخعِيّ اسلامي واسْمه مَالك بن الْحَارِث ابْن عبد يَغُوث بن مسلمة بن ربيعَة) (بقيت وفرى وانحرفت عَن العلى ... وَلَقِيت أضيافي بِوَجْه عبوس) 151 - وَقَالَ ابو عَليّ الْبَصِير أموي الشّعْر (أكذبت أحسن مَا يظنّ مؤملي ... وهدمت مَا شادته لي أسلافي) (وعدمت عاداتي الَّتِي عودتها ... قدما من الْإِتْلَاف والإخلاف) (وغضضت من نَارِي ليخفي ضوءها ... وقريت عذرا كَاذِبًا أضيافي) (وصحبت أَصْحَابِي بِعرْض معرض ... متحكم فِيهِ ومان وافي) الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 (إِن لم أشن على عَليّ حلَّة ... تضحى قذى فِي أعين الْأَشْرَاف) 152 - وَقَالَ الْقِتَال الْكلابِي عُبَيْدَة بن مُجيب بن المضرحي (إِذا هم هما لم ير اللَّيْل غمَّة ... عَلَيْهِ وَلم تصعب عَلَيْهِ المراكب) (قرى الْهم اذ ضاف الزماع فإصبحت ... مَنَازِله تعتس فِيهَا الثعالب) (يرى أَن بعد الْعسر يسرا وَلَا يرى ... إِذا كَانَ يسر أَنه الدَّهْر لازب) 153 - وَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل العامري مخضرم (وَإِنِّي وَإِن كنت ابْن فَارس بهمة ... وَفِي السِّرّ مِنْهَا والصريح الْمُهَذّب) (فَمَا سودتني عَامر عَن كَلَالَة ... أَبى الله أَن اسمو بِأم وَلَا أَب) (ولكنني أحمى حماها وأتقي ... أذاها وأرمي من رَمَاهَا بمقنب) 154 - وَقَالَ بشامة بن الغدير إسلامي (وجدت أبي فيهم وجدي قبله ... يطاع نؤتى أمره وَهُوَ محتبي) الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 (فَلم أتعمل للسيادة فيهم ... وَلَكِن اتتنى طَائِعا غير مُتْعب) 155 - وَقَالَ آخر (قد قَالَ قوم أعْطه لقديمه ... جهلوا وَلَكِن أَعْطِنِي لتقدمي) (فَأَنا ابْن نَفسِي لَا ابْن عرضي اجتدي ... بِالسَّيْفِ لَا برفات تِلْكَ الْأَعْظَم) 156 - وَقَالَت كَبْشَة بنت معدى كرب الربيدية جَاهِلِيَّة ترثي أخاها عبد الله بن معدى كرب الزبيدِيّ (أرسل عبد الله إِذْ حَان يَوْمه ... إِلَى قومه لَا تعقلوا لَهُم دمي) الحديث: 155 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 157 - وَقَالَ سَالم بن داراة أموي الشّعْر (أيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغا ... على نأيهم مني الْقَبَائِل من عكل) (فَلَا صلح حَتَّى تنحط الْخَيل بالقنا ... وتوقد نَار الْحَرْب بالحطب الجزل) (وجرد تعَاطِي بالكماة كَأَنَّهَا ... تلاحظ من غيظ بأعينها الْقبل) (عَلَيْهَا رجال جالدوا يَوْم منعج ... ذوى التَّاج ضربوا الْمُلُوك على وَهل) (بِضَرْب يزِيل الْهَام عَن سكناته ... وَطعن كأفواه المفرجة الْهزْل) (وَكُنَّا حَسبنَا فقعسا قبل هَذِه ... أذلّ على وَقع الهوان من النَّعْل) (فقد نظرت نَحْو السَّمَاء وسلمت ... على النَّاس واعتاضت بخصب من الْمحل) (فان انتم لم تثأروا بأخيكم ... فكونوا نسَاء للخلوق وللكحل) (وبيعوا الردينيات بالحلى واقعدوا ... عَن الْحَرْب واعتاضوا المغازل بِالنَّبلِ) 158 - وَقَالَ آخر (خُذُوا الْقَوْم أَن أَعْطَاكُم الْقَوْم عقلكم ... وَكُونُوا كمن سيم النوال فأربعا) الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 (وَلَا تكثروا فِيهَا الضجاج فَإِنَّهُ ... محا السَّيْف مَا قَالَ ابْن دارة اجمعا) 159 - وَقَالَ عَمْرو بن أَسد الفقعسي (رَأَيْت موَالِي الأولى يخذلونني ... على حدثان الدَّهْر اذ يتقلب) 160 - وَقَالَ الْقطَامِي أموي الشّعْر (لم تَرَ قوما هم شَرّ لإخوتهم ... منا عَشِيَّة يجْرِي بِالدَّمِ الْوَادي) (نقريهم لهذميات نقد بهَا ... مَا كَانَ خاط عَلَيْهِم كل زراد) 161 - وَقَالَ جرير بن الخطفي (كَيفَ العزاء وَلم اجد مذ بنتم ... قلبا يقر وَلَا شرابًا ينقع) الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 162 - وَقَالَ معقر بن اوس بن حمَار الْبَارِقي (أَمن آل شعثاء الحمول البواكر ... مَعَ الصُّبْح قد زَالَت بِهن الأباعر) (وحلت سليمى بَين هضب وأيكة ... فَلَيْسَ عَلَيْهَا يَوْم ذَلِك قَادر) (وَأَلْقَتْ عصاها واستقرت بهَا النَّوَى ... كَمَا قر عينا بالإياب الْمُسَافِر) (فصبحها أملاكها بكتيبة ... عَلَيْهَا اذا امست من الله نَاظر) (يفرج عَنَّا ثغر كل مخوفة ... جواد كسرحان الأباءة ضامر) (وكل طموح فِي الجراء كَأَنَّهَا ... إِذا اغتمست فِي المَاء فتخاء كاسر) 163 - وَقَالَ المتلمس الضبعِي واسْمه جرير (فَلَا تقبلن ضيما مَخَافَة ميتَة ... وموتن بهَا حرا وجلدك أملس) الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 164 - وَقَالَ زيد الْخَيل بن مهلهل الطَّائِي مخضرم (تذكر وطبه لما رَآنِي ... أقلب صعدة مثل الْهلَال) (وَأسلم عرسه لما الْتَقَيْنَا ... وأيقن أننا صهب السبال) (فَإِن يبرأ فَلم أنفث عَلَيْهِ ... وَإِن يهْلك فَإِنِّي لَا أُبَالِي) (وَقد علمت معد أَن سَيفي ... كريه كلما دعيت نزال) (أغاديه بصقل كل يَوْم ... وأعجمه بهامات الرِّجَال) 165 - وَقَالَ أَيْضا (نجا سَلامَة والرماح شواجر ... دَعوَاهُم دَعْوَى بني الصيداء) (لَوْلَا ادعاؤهم بِدَعْوَى غَيرهم ... وَردت نِسَاؤُهُم على الأطواء) 166 - وَله أَيْضا (يابني الصيداء ردوا فرسي ... أَنما تُؤْخَذ أَفْرَاس الذَّلِيل) (انه مهري وَقد عودته ... دلج اللَّيْل وإيطاء الْقَتِيل) 167 - وَقَالَ شَدَّاد بن مُعَاوِيَة الْعَبْسِي وتروى لزيد الْخَيل (فَمن يَك سَائِلًا عني فَإِنِّي ... وجروة لَا تبَاع وَلَا تعار) الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 (مقربة السناء وَلَا ترَاهَا ... وَرَاء الْحَيّ تتبعها المهار) (الا ابلغ بني الصيداء عني ... عَلَانيَة وَمَا يغنى السرَار) (قتلت سراتكم وَتركت مِنْكُم ... خشارا قل مَا نفع الخشار) 168 - وَقَالَ زيد الْخَيل بن مهلهل الطَّائِي مخضرم (رأتني كأشلاء اللجام وَلنْ ترى ... أَخا الْحَرْب إِلَّا اشعث اللَّوْن اغبرا) (اخا الْحَرْب ان عضت بِهِ الْحَرْب عضها ... وَإِن شمرت عَن سَاقهَا الْحَرْب شمرا) 169 - وَقَالَ القحيف الْعجلِيّ (أَبيت اللَّعْن أَن سكاب علق ... نَفِيس لَا تعار وَلَا تبَاع) (مفداة مكرمَة علينا ... تجاع لَهَا الْعِيَال وَلَا تجاع) (سليلة سابقين تناجلاها ... اذا نسبا يضمهما الكراع) (فَلَا تطمع ابيت اللَّعْن فِيهَا ... ومنعكها لشئ يُسْتَطَاع) 170 - وَقَالَ قطري بن الْفُجَاءَة الْمَازِني (لعمرك أَنِّي فِي الْحَيَاة لزاهد ... وَفِي الْعَيْش مالم ألق أم حَكِيم) الحديث: 168 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 (من الخفرات الْبيض لم ار مثلهَا ... شِفَاء لذِي دَاء وَلَا لسقيم) (فَلَو شهدتني يَوْم دولاب ابصرت ... طعان فَتى فِي الْحَرْب غير مليم) (غَدَاة طفت عُلَمَاء بكر بن وَائِل ... وأحلافها من يحصب وسليم) (وَمَال الحجازيون نَحْو بِلَادهمْ ... وعجنا صُدُور الْخَيل نَحْو تَمِيم) 171 - وَقَالَ مُعَاوِيَة بن مَالك بن جَعْفَر بن كلاب وَهُوَ معود الْحُكَمَاء (إِذا سقط السَّمَاء بِأَرْض قوم ... رعيناه وَإِن كَانُوا غضابا) (بِكُل مقلص عبل شواه ... إِذا وضعت اعنتهن ثابا) (ودافعة الحزام بمرفقيها ... كشاة الربل آنست الكلابا) 172 - وَقَالَ الْحَارِث بن ظَالِم الْيَرْبُوعي (رفعت السَّيْف اذ قَالُوا قُرَيْش ... وبينت الشَّمَائِل والعتابا) الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 173 - وَقَالَ الراجز (أَنِّي وكل شَاعِر من الْبشر ... شَيْطَانه أُنْثَى وشيطاني ذكر) (فَمَا رَآنِي شَاعِر إِلَّا استتر ... فعل نُجُوم اللَّيْل عاين الْقَمَر) 174 - وَقَالَ عَمْرو بن عبد الْجِنّ جاهلي (أما وَدِمَاء مائرات تخالها ... على قنة الْعزي أَو النسْر عِنْدَمَا) (وَمَا قدس الرهبان فِي كل هيكل ... ابيل الأبيلين الْمَسِيح بن مريما) (لقد هز مني عَامر يَوْم لعلع ... حساما إِذا لَاقَى الضريبة صمما) 175 - وَقَالَ قراد بن حَنش الصاردي (اذا اجْتمع الْعمرَان عَمْرو بن عَامر ... وَبدر بن عَمْرو خلت ذبيان تبعا) (وألقوا مقاليد الْأُمُور أليهم ... جَمِيعًا قماء كارهين وطوعا) (هم صلبوا العبدى فِي جذع نَخْلَة ... فَلَا عطست شَيبَان إِلَّا بأجدعا) 176 - وَقَالَ عبيد الله بن الْحر الْجعْفِيّ اسلامي (وَقد علمت خيلي بساباط أنني ... إِذا حيل دون الطعْن غير عنود) الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 (اكر وَرَاء المجحرين وأدعي ... مَوَارِيث اباء لنا وجدود) 177 - وَقَالَ مقبل بن عبد الْعزي جاهلي (أيوعدني أَبُو عَمْرو ودوني ... رجال لَا ينهنهها الْوَعيد) (رجال من بني سهم بن عَمْرو ... إِلَى ابياتهم يأوى الطريد) (وَكَيف اخاف أَو أخْشَى وعيدا ... ونصرهم اذا ادعو عتيد) 178 - وَقَالَ ابو الخطار بشر بن صَفْوَان الْكلابِي اسلامي (أقاذت بَنو مَرْوَان قيسا دماءنا ... وَفِي الله أَن لم ينصفوا حكم عدل) (كأنكم لم تشهدوا مرج راهط ... وَلم تعلمُوا من كَانَ ثمَّ لَهُ الْفضل) (وقيناكم حر القنا بنحورنا ... وَلَيْسَ لكم خيل هُنَاكَ وَلَا رجل) (وَلما رَأَيْتُمْ وَاقد الْحَرْب قد خبا ... وطاب لكم فِيهِ المشارب وَالْأكل) (تناسيتم مسعاتنا وبلائنا ... وخامركم من سوء بَغْيكُمْ جهل) (فَلَا تعجلوا أَن دارت الْحَرْب بَيْننَا ... وزلت عَن الموطاة بالقدم النَّعْل) الحديث: 177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 179 - وَقَالَ خِدَاش بن زُهَيْر العامري (ألم تعلمي وَالْعلم ينفع أَهله ... وَلَيْسَ الَّذِي يدْرِي كآخر لَا يدْرِي) (بِأَنا على سرائنا غير جهل ... وَأَنا على ضرائنا من ذَوي الصَّبْر) (ونفرى سرابيل الكماة عَلَيْهِم ... إِذا مَا الْتَقَيْنَا بالمهندة البتر) (وَقد علمت قيس بن غيلَان أننا ... نحل إِذا خَافَ الْقَبَائِل بالثغر) (وَنَصْبِر للمكروه عِنْد لِقَائِه ... فنرجع عَنهُ بِالْغَنِيمَةِ وَالذكر) 180 - وَقَالَ عبيد بن الأبرص الْأَسدي جاهلي (يَا ذَا المخوفنا بقتل أَبِيه اذلا لَا وحينا) الحديث: 179 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 (انا اذا عض الثقاف ... بِرَأْس صعدتنا لوينا) (نحي حقيقتنا وَبَعض ... الْقَوْم يسْقط بَين بَينا) (هلا سَأَلت جموع كِنْدَة ... يَوْم ولوا أَيْن أَيّنَا) (أَيَّام نضرب هامهم ... ببواتر حَتَّى انحنينا) (نَحن الأولى فأجمع جمو ... عك ثمَّ وجههم الينا) 181 - وَقَالَ طرفَة بن العَبْد جاهلي (أَلا أيهذا اللأئمى احضر الوغى ... وَأَن اشْهَدْ اللَّذَّات هَل انت مخلدي) 182 - وَقَالَ سهم بن حَنْظَلَة الغنوي وتروى لكعب بن سعد ابْن عَمْرو بن عقبَة الغنوي (لَا يحملنك اقتار على زهد ... وَلَا تزل فِي عَطاء الله مرتعبا) (بَينا الْفَتى فِي نعيم يطمئن بِهِ ... اخنى ببؤس عَلَيْهِ الدَّهْر فانقلبا) الحديث: 181 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 (فاعص العواذل وأرم اللَّيْل عَن عرض ... بذى شتيت يقاسي ليله خببا) (شهم الْفُؤَاد قنيص الشد منجرد ... فَوق النواظر مَطْلُوبا وَإِن طلبا) (كالسمع لم يثقب البيطار سرته ... وَلم يدجه وَلم يغمز لَهُ عصبا) (حَتَّى تصادف مَالا اَوْ يُقَال فَتى ... لَاقَى الَّتِي تشعب الفتيان فانشعبا) 183 - وَقَالَ جريبة بن الأشيم الفقعسي اموي الشّعْر (اذا الْخَيل صاحت صياح النسور ... حززنا شراسيفها بالجذم) (اذا الدَّهْر عضتك انيابه ... لَدَى الشَّرّ فازم بِهِ مَا ازم) (عرضنَا نزال فَلم ينزلُوا ... وَكَانَت نزال عَلَيْهِم اطم) 184 - وَقَالَ بشر بن ابي خازم جاهلي (أتوعدني بقومك يَا ابْن سعدى ... وَمَا بيني وَبَيْنك من ذمام) الحديث: 183 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 (مَتى مَا ادْع فِي اسد تجبني ... مسومة على خيل صِيَام) (تتَابع نَحْو داعيها سرَاعًا ... كَمَا انْسَلَّ الفرند من النظام) 185 - وَقَالَ الأعشي مَيْمُون الْبَاهِلِيّ جاهلي (صدت هُرَيْرَة عَنَّا مَا تكلمنا ... جهلا بِأم خُلَيْد حَبل من تصل) 186 - وَقَالَ زيد الْخَيل (رأتني كأشلاء اللجام وَلنْ ترى ... أَخا الْحَرْب إِلَّا أَشْعَث اللَّوْن اغبرا) (اخا الْحَرْب ان عضت بِهِ الْحَرْب عضها ... وَإِن شمرت عَن سَاقهَا الْحَرْب شمرا) 187 - وَقَالَ الفرزدق (هَيْهَات مَا سفهت أمة رأيها ... فاستجهلت حلماءها سفهاؤها) (حَرْب تشاجر بَينهم بضغائن ... فد كفرت آباءها أبناؤها) الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 188 - وَقَالَ آخر (وَأَنا النذير إِلَيْكُم مسودة ... يصل الْأَعَمّ إِلَيْكُم أقوادها) (أبناؤها متكنفون أباهم ... حنقوا الصُّدُور وَمَا هم أَوْلَادهَا) 189 - وَقَالَ عَمْرو بن لأى بن عَائِذ بن تيم اللات (يارب من يبغض أذوادنا ... رحن على بغضائه وأغتدين) (لَو تنْبت المرعى على أَنفه ... لرحن مِنْهُ أصلا قد ونين) 190 - وَقَالَ المرقش الْأَكْبَر (لَيْسَ على طول الْحَيَاة نَدم ... وَمن وَرَاء الْمَرْء مايعلم) (لَا يبعد الله التلبب ... والغارات اذ قَالَ الْخَمِيس نعم) (والعدو بَين المجلسين إِذا ... آد العشى وتنادى الْعم) 191 - وَقَالَ عَمْرو بن الإطنابة الحزرجي (أَنِّي من الْقَوْم الَّذين اذا انتدوا ... بدأوا بِحَق الله ثمَّ النائل) الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 192 - وَقَالَ عنترة بن الْأَخْرَس الطَّائِي إسلامي وتروى لبهدل ابْن ام قرفة الطَّائِي وقرفة امهِ وَاسْمهَا فَاطِمَة بنت ربيعَة بن بدر الفزارية (أطل حمل الشناءة لي وبغضي ... وعش ماشئت وَانْظُر من تضير) 193 - وَقَالَ رجل من لخم يحرض الاسود اللَّخْمِيّ وَذَلِكَ أَنه كَانَت حَرْب بَين مُلُوك الشَّام وهم غَسَّان وملوك الْعرَاق وهم لخم فظفر الغسانيون باللخميين وَقتلُوا جمَاعَة مِنْهُم ثمَّ فِي آخر السّنة الْتَقَوْا فِي ذَلِك الْموضع وَكَانَ قد جمع اللخميون جمعا عَظِيما فظفروا بالغسانيين وأسروا مِنْهُم جمَاعَة وَأَرَادَ ملكهم ابْن الْمُنْذر الْأسود البقيا عَلَيْهِم فَقَامَ رجل من قومه وَكَانَ قد قتل لَهُ أَخ يحرضه على قَتلهمْ فَقَالَ (مَا كل يَوْم ينَال الْمَرْء مَا طلبا ... وَلَا يسوغه الْمِقْدَار مَا وهبا) الحديث: 192 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 (وأحزم النَّاس من أَن نَالَ فرصته ... لم يَجْعَل السَّبَب الْمَوْصُول مقتضبا) (وأنصف النَّاس فِي كل المواطن من ... سقى المعادين بالكأس الَّتِي شربا) (وَلَيْسَ يظلمهم من رَاح يَضْرِبهُمْ ... بِحَدّ سيف بِهِ من قبله ضربا) (وَالْعَفو إِلَّا عَن الْأَعْدَاء مكرمَة ... من قَالَ غير الَّذِي قد قلته كذبا) (قتلت عمرا وتستبقى يزِيد لقد ... رَأَيْت رَأيا يجر الويل والحربا) (لَا تقطعن ذَنْب الأفعى وترسلها ... أَن كنت شهما فَألْحق رَأسهَا الذنبا) (هم جردوا السَّيْف فاجعلهم لَهُ حزرا ... وأضرموا النَّار فاجعلهم لَهَا حطبا) (وَاذْكُر لمنجاهم مثوى أبي كرب ... وَحبس آل عدى عِنْدهم حقبا) (امست تضرب بالبلقاء هامته ... وَنحن نستعمل اللَّذَّات والطربا) (أَن تعف عَنْهُم يَقُول النَّاس كلهم ... لم يعف حلما وَلَكِن عَفوه رهبا) (أنم حقودا لنا فيهم مماطلة ... وَمَا تنام إِذا لم تنبه الغضبا) (وَكَانَ أحسن من ذَا الْعَفو لَو هربوا ... لكِنهمْ انفوا من مثلك الهربا) (لَا عَفْو عَن مثلهم فِي مثل مَا طلبُوا ... فان يكن ذَاك كَانَ الهلك والعطبا) (أَن حاولوا الْملك قَالَ النَّاس حَقهم ... وَلَيْسَ طَالب حق مثل من غصبا) (هم أهلة غَسَّان ومجدهم ... عَال فَإِن حاولوا ملكا فَلَا عجبا) (وعرضوا بِفِدَاء واصفين لنا ... خيلا وإبلا تروق الْعَجم والعربا) (أيحلبون دمامنا ونحلبهم ... رسلًا لقد شرفونا فِي الورى حَلبًا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 (علام نقبل ابلا مِنْهُم وهم ... لَا فضَّة قبلوا منا وَلَا ذَهَبا) (اسْقِ الْكلاب دَمًا من عصبَة دمهم ... عِنْد الْبَريَّة تستشفي بِهِ الكلبا) (لم يتْركُوا سَببا للصلح جهدهمْ ... فَلَا تكن أَنْت أَيْضا تَارِكًا سَببا) (لَو لم تسر جَازَ أَن تعفوا محاجزة ... وَاللَّيْث لَا يحسن البقيا إِذا وثبا) 194 - وَقَالَ لَقِيط بن حَارِثَة بن معبد الْإِيَادِي جاهلي يحذر قومه من غَزْو كسْرَى ويحثم على الإستعداد لَهُ (يَا دَار عمْرَة من محتلها الجرعا ... هَاجَتْ لَك الْهم وَالْأَحْزَان والجزعا) (بل أَيهَا الرَّاكِب المسري على عجل ... هَاجَتْ نَحْو الجزيرة مرتادا ومنتجعا) (ابلغ إيادا وخلل فِي سراتهم ... أَنِّي أرى الْأَمر أَن لم اعص قد نصعا) (يَا لهف نَفسِي ان كَانَت أُمُوركُم ... شَتَّى وَأحكم أَمر النَّاس فاجتمعا) (أَلا تخافون قوما لَا ابا لكم ... امشوا إِلَيْكُم كأمثال الدبا شرعا) الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 (لَو أَن جمعهم راموا بهدته ... شم الشماريخ من ثهلان لَا نصدعا) (فِي كل يَوْم يسنون الحراب لكم ... لَا يهجعون إِذا مَا غافل هجعا) (لَا حرث يشغلهم بل لَا يرَوْنَ لَهُم ... من دون قتلكم ريا وَلَا شبعا) (وَأَنْتُم تَحْرُثُونَ الأَرْض من سفه ... فِي كل نَاحيَة تبغون مزدرعا) (وتلقحون حِيَال الشول آرنة ... وتنتجون بدار القلعة الربعا) (وتلبسون ثِيَاب الْأَمْن ضاحية ... لَا تجمعون وَهَذَا اللَّيْث قدجمعا) (مَا لي اراكم نياما فِي بلهنة ... وَقد ترَوْنَ شهَاب الْحَرْب قد سطعا) (وَقد أظلكم من شطر ثغركم ... هول لَهُ ظلم يغشاكم قطعا) (صونوا خيولكم واجلوا سُيُوفكُمْ ... وجددوا للقسى النبل والشرعا) (واشروا تلادكم فِي حرز انفسكم ... وحرز نسوتكم لَا تهلكوا هلعا) (اذكوا الْعُيُون وَرَاء السَّرْح واحترسوا ... حَتَّى ترى الْخَيل من تعدايها رجعا) (لَا تثمروا المَال للأعداء انهم ... أَن يظهوا يحتووكم والتلاد مَعًا) (هَيْهَات مَا زَالَت الْأَمْوَال مذ أَبَد ... لأَهْلهَا أَن اصيبوا مرّة تبعا) (قومُوا قيَاما على امشاط ارجلكم ... ثمَّ افزعوا قد ينَال الْأَمر من فَزعًا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 (وقلدوا امركم لله دركم ... رحب الذِّرَاع بِأَمْر الْحَرْب مضطلعا) (لَا مترفا أَن رخاء الْعَيْش ساعده ... وَلَا اذا عض مَكْرُوه بِهِ خشعا) (مسهد النّوم تعنيه اموركم ... يروم مِنْهَا إِلَى الْأَعْدَاء مطلعا) (مَا انْفَكَّ يحلب هَذَا الدَّهْر اشطره ... يكون مُتبعا يَوْمًا مُتبعا) (لَا يطعم النّوم الأريث يحفزه ... هم تكَاد حشاه تحطم الضلعا) (حَتَّى استمرت على شزر مريرته ... مستحكم الرَّأْي لَا قحما وَلَا ضرعا) (عبل الذِّرَاع ابيا ذَا مزابنة ... فِي الْحَرْب يحتبل الريبال والسبعا) (لق محضت لكم ودى بِلَا دخل ... فاستيقظوا أَن خير الْعلم مَا نفعا) 195 - وَقَالَ سديف بن مَيْمُون مولى السفاح من مخضرمي الدولتين يحرض السفاح على بني امية (أصبح الْملك ثَابت الآساس ... بالبهاليل من بني الْعَبَّاس) (ياكريم المطهرين من الرجس ... وَيَا رَأس كل طود وَرَأس) (أَنْت مهْدي هَاشم وهداها ... كم أنَاس رجوك بعد أنَاس) الحديث: 195 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 (لَا تقيلن عبد شمس عثارا ... وأرمها بالمنون والإتعاس) (ذلها أظهر التودد مِنْهَا ... وَبهَا مِنْكُم كحز المواسي) (وَلَقَد سَاءَنِي وساء سواي ... قربهَا من نمارق وكراسي) (لَا تلينوا لقولها وازجروها ... فالدواهي تجن بالأحلاس ونود) (لنزلوها بِحَيْثُ انزلها الله ... بدار الهوان والأنكاس) (واذْكُرُوا مصرع الْحُسَيْن وَزيد ... وقتيلا بِجَانِب المهراس) (والقتيل الَّذِي بحران أضحى ... ثاويا بَين غربَة وتناس) (نعم شبْل الهراش مَوْلَاك شبْل ... لَو نجا من حبائل الإفلاس) 196 - وَقَالَ أَيْضا (يَا ابْن عَم النَّبِي أَنْت ضِيَاء ... استبنا بك الْيَقِين الجليا) (جرد السَّيْف وارفع الصَّوْت حَتَّى ... لَا ترى فَوق ظهرهَا أمويا) (لَا يغرنك مَا ترى من رجال ... أَن تَحت الضلوع دَاء دويا) (بطن البغض فِي الْقَدِيم فأضحى ... ثاويا فِي قُلُوبهم مطويا) الحديث: 196 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 197 - وَقَالَ عبد يَغُوث بن وَقاص الْحَارِثِيّ جاهلي وَكَانَ قد اسرته تَمِيم فشدوا لِسَانه بنسعة خوفًا أَن يهجوهم الا فِي وَقت اكله وشربه فَقَالَ: اطلقوا لساني حَتَّى أَذمّ قومِي وأقتلوني قتلة كَرِيمَة بِأَن تسقوني خمرًا وتقطعوا الأكحلين مني فأنزف حَتَّى أَمُوت فَفَعَلُوا ذَلِك فَقَالَ: (ألالا تلوماني كفى اللوم مابيا ... فَمَا لَكمَا فِي اللوم خير وَلَا ليا) 198 - وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم الْمنْقري مخضرم (جزى الله خيرا منقرا من قَبيلَة ... إِذا الْمَوْت بِالْمَوْتِ ارتدى وتأزرا) (دعوتهم فاستعجلوني بنصرهم ... إِلَى غضابا يَنْفضونَ السنورا) 199 - وَقَالَ الأشهببن رميلة النَّهْشَلِي (وَمَا نفي عَنْك قوما أَنْت خائفهم ... كَمثل وقمك جُهَّالًا بجهال) الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 (فاقعس إِذا حدبوا وأحدب إِذا قعسوا ... ووازن الشَّرّ مِثْقَالا بمثقال) 200 - وَقَالَ الشنفري الْأَسدي جاهلي (لَا تقبروني أَن قَبْرِي محرم ... عَلَيْكُم وَلَكِن خامري أم عَامر) (إِذا احتملت رَأْسِي وَفِي الرَّأْس أكثري ... وغودر عِنْد الْمُلْتَقى ثمَّ سائري) (هُنَالك لَا أَرْجُو حَيَاة تسرني ... سجيس اللَّيَالِي مبسلا بالجرائر) 201 - وَقَالَ سُوَيْد بن أبي كَاهِل من مخضرمي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام (بسطت رَابِعَة الْحَبل لنا ... فوصلنا الْحَبل مِنْهَا فَانْقَطع) 202 - وَقَالَ المرار بن منقذ (عجبت خَوْلَة إِذْ تنكرني ... أم رَأَتْ خَوْلَة شَيخا قدكبر) الحديث: 200 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 203 - وَقَالَ الرماح بن ميادة (وَقَالَت حذار اقوم أَن صُدُورهمْ ... وعيش أَبى حقدا عَلَيْك تَفُور) (فَقلت لَهَا قد يُؤْخَذ الظبي غرَّة ... وتصطاد شَاة الْكَلْب وَهُوَ عقور) 204 - وَقَالَ (إِذا تخازرت وَمَا بِي من خزر ... ثمَّ كسرت الْعين من غير عور) الحديث: 203 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 (ألفيتني الوى بعيد المستمر ... أحمل مَا حملت من خير وَشر) (كالحية النضاض فِي أصل الْحجر) 205 - وَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل العامري (لقد علمت عليا هوَازن أنني ... أَنا الْفَارِس الحامي حَقِيقَة جَعْفَر) (وَقد لم المذنوق أَنِّي أكره ... على جمعهم كرّ المنيح المشهر) (إِذا أَزور من وَقع الرماح زجرته ... وَقلت لَهُ إرجع مُقبلا غير مُدبر) (أَلَسْت ترى أرماحهم فِي شرعا ... وَأَنت حصان ماجد الْعرق فاصبر) (أردْت لكيما يعلم النَّاس أنني ... صبرت وأخشى مثل يَوْم المشقر) الحديث: 205 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 206 - وَقَالَ زُهَيْر بن مَسْعُود الضَّبِّيّ وَرويت شَاذَّة عَن عنترة الْعَبْسِي (هلا سَأَلت هداك الله مَا حسبي ... عِنْد الطعان إِذا مَا احْمَرَّتْ الحدق) (وجالت الْخَيل بالأبطال معلمة ... شعث النواصي عَلَيْهَا الْبيض تأتلق) (هَل أترك الْقرن مصفرا أنامله ... قد بل أثوابه من جَوْفه العلق) (وَقد غَدَوْت أَمَام الْحَيّ يحملني ... نهد المراكل فِي أقرابه بلق) (حَتَّى أنال عَلَيْهِ كل مكرمَة ... إِذا توجع عَنْهَا الواهن الْحمق) 207 - وَقَالَ عَمْرو بن يَرْبُوع الغنوي يُخَاطب عرو بن معدي كرب الزبيدِيّ الْأَكْبَر جاهلي (فَلَو كنت ياعمرو أَنْت الْخَبِير ... بشيب غَنِي وشبانها) (وبالكر مِنْهَا على المعلمين ... وبالضرب من بعد تطعانها) (لَكُنْت تجوب على سلهب ... تثير الْغُبَار بصوانها) (نَكَحْنَا نِسَاءَهُمْ عنْوَة ... ببيض الصفاح ومرانها) الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 208 - وَقَالَ بعض اللُّصُوص (إِذا مَا كنت ذَا فرس ورمح ... فَمَا أَنا بالفقير إِلَى الرِّجَال) (لَعَلَّك أَن يسوءك أَن تريني ... أريغ المَال بالأسل الطوَال) (ذَرِينِي أَبْتَغِي نشبا فَإِنِّي ... رَأَيْت الْفقر دَاعِيَة السُّؤَال) (رَأَيْت الْفقر ويب أَبِيك ذلا ... وَلم أر من يعز بِغَيْر مَال) 209 - وَقَالَ أعشى تغلب ربيعَة بن نجوان وَكَانَ نَصْرَانِيّا (كَأَن بني مَرْوَان بعد وليدهم ... جراميد مَا تندى وَإِن بلها الْقطر) (وَكَانُوا أُنَاسًا ينقحون فَأَصْبحُوا ... وَأكْثر مَا يعطونك النّظر الشزر) (ألم يَك غدرا مَا فَعلْتُمْ بشمعل ... وَقد خَابَ من كَانَت سَرِيرَته الْغدر) (وكأين دفعنَا عَنْكُم من عَظِيمَة ... وَلَكِن أَبَيْتُم لَا وَفَاء وَلَا شكر) (فَإِن تكفرُوا مَا قد فَعلْتُمْ فَرُبمَا ... أتيح لكم قصرا بأسيافنا النَّصْر) الحديث: 208 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 210 - وَقَالَ لَقِيط بن مرّة الْأَسدي (وأبقت لي الْأَيَّام بعْدك مدْركا ... وَمرَّة وَالدُّنْيَا قَلِيل عتابها) (قرينين كالذئبين يقتسمانني ... وَشر صحابات الرِّجَال ذئابها) (إِذا رَأيا لي غَفلَة أسدا لَهَا ... أعادي والأعداء كَلْبِي كلابها) (وَقد جعلت نَفسِي تطيب لضغمة ... لضعمهماها يقرع الْعظم نابها) (فلولا رجال أَن نتوبا وَمَا أرى ... عقولكما الا بَعيدا ذهابها) (سقيتكما قبل التَّفَرُّق شربة ... شَدِيدا على باغي الظلام طلابها) 211 - وَقَالَ ضابئ بن الْحَارِث بن ارطاة البرجمي اسلامي (وقائلة لَا يبعد الله ضابئا ... إِذا الْقرن لم يُوجد لَهُ من ينازله) الحديث: 210 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 (هَمَمْت وَلم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عُثْمَان تبْكي حلائله) (فَلَا يُعْطين بعدِي امْرُؤ ضيم خطة ... حذار لِقَاء الْمَوْت وَالْمَوْت نائله) 212 - وَقَالَ عبد الله بن الزبير الاسدي أموي الشّعْر (أَقُول لإِبْرَاهِيم لما لَقيته ... أرى الْأَمر أَمْسَى هَالكا متشعبا) (تخير فإمَّا أَن تزور ابْن ضابئ ... عُمَيْرًا وَإِمَّا أَن تزور المهلبا) (هما خطتا خسف نجاؤك مِنْهُمَا ... ركوبك حوليا من الثَّلج أشهبا) (وَإِلَّا فَمَا الْحجَّاج مغمد سَيْفه ... يَد الدَّهْر حَتَّى يتْرك الطِّفْل أشيبا) 213 - وَقَالَ عبد الله بن الزبعري مخضرم (كل بؤس ونعيم زائل ... وَبَنَات الدَّهْر يلعبن بِكُل) الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 (والعطيات خساس بَيْننَا ... وَسَوَاء قبر مثر ومقل) (لَيْت أشياخي ببدر شهدُوا ... جزع الْخَزْرَج من وَقع الأسل) (حِين زرنا بقباء بركها ... واستحر الْقَتْل فِي عبد الأشل) (فَقَتَلْنَا النّصْف من ساداتهم ... وعدلنا ميل بدر فاعتدل) 214 - وَقَالَ خفاف بن ندبة جاهلي (فَإِن تَكُ خيلي قد أُصِيبَت صميمها ... فعمدا على عين تيممت مَالِكًا) (وقفت لَهُ علوى وَقد خام صحبتي ... لأبني مجدا أَو لأثأر هَالكا) (لدن ذَر قرن الشَّمْس حَتَّى رَأَيْتهمْ ... سرَاعًا على خيل تؤم المسالكا) (تيممت كَبْش الْقَوْم لما عَرفته ... وجانبت شُبَّان الرِّجَال الصعالكا) (وجادت لَهُ مني يَمِيني بطعنة ... كست مَتنه من أسود اللَّوْن حالكا) (وَقلت لَهُ وَالرمْح يأطر مَتنه ... تَأمل خفافا إِنَّنِي أَنا ذلكا) (فَخر صَرِيعًا وانتقذنا جَوَاده ... وحالف بعد الْأَهْل صمًّا دكا دكا) الحديث: 214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 215 - وَقَالَ آخر (ألم نطلقكم فكفرتمونا ... وَلَيْسَ الْكفْر من شيم الْكِرَام) (فخافوا عودة للدهر فِيكُم ... فَإِن الدَّهْر يغدر بالأنام) 216 - وَقَالَ سحيم بن وثيل الريَاحي إسلامي (أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا ... مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني) (صَلِيب الْعود منسلفى نزار ... كنصل السَّيْف وضاح الجبين) (أَخُو خمسين مُجْتَمع أشدى ... ونجذي معاودة الشؤون) (وماذا يدرى الشُّعَرَاء مني ... وَقد جَاوَزت حد الْأَرْبَعين) (عذرت البزل إِذْ هِيَ قارعتني ... فَمَا شأني وشأن بني اللَّبُون) الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 217 - وَقَالَ رشيد بن رميض الْعَنزي (نَام الحداة وَابْن هِنْد لم ينم ... هَذَا أَوَان الشد فاشتدي زيم) (بَات يقاسيها غُلَام كالزلم ... خَدلج السَّاقَيْن خفاق الْقدَم) (قد لفها اللَّيْل بسواق حطم ... لَيْسَ براعي إبل وَلَا غنم) (وَلَا بجزار على ظهر وَضم ... من يلقني يود كَمَا أودت إرم) 218 - وَقَالَ آخر (وكأين من عَدو ظلت أبدى ... لَهُ ودا يغر بِهِ القنيص) (أكاشره وَأعلم أَن كِلَانَا ... على مَا سَاءَ صَاحبه حَرِيص) 219 - وَقَالَ آخر (أيا قَومنَا قد ذقتم حَرْب قومكم ... وجربتموها وَالسُّيُوف توقد) (وحاولتم صلحا ولسنا نريده ... وَلَكِن رَأينَا الْبَغي عارا يخلد) (وَفينَا وَإِن قُلْنَا اصطلحنا ضغائن ... وَإِن عدتم للحرب فالعود أَحْمد) 220 - وَقَالَ شَقِيق بن جُزْء الْبَاهِلِيّ (أتوعدني بقومك يَا ابْن حجل ... أشابات يخالون العيادا) الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 (بِمَا جمعت من حضن وَعَمْرو ... وَمَا حضن وَعَمْرو والجيادا) 221 - وَقَالَ النَّجَاشِيّ الْحَارِثِيّ أموي الشّعْر (أبلغ شهابا وَخير القَوْل أصدقه ... إِن الْكَتَائِب لَا يهزمن بالكتب) (تهدي الْوَعيد بِأَعْلَى الرمل من أضم ... فَإِن أردْت مصاع الْقَوْم فاقترب) (وَإِن تغب فِي جُمَادَى عَن وقائعنا ... فَسَوف نلقاك فِي شعْبَان أَو رَجَب) 222 - وَقَالَ بشر بن أبي عوَانَة جاهلي وَكَانَ قد خرج فِي ابْتِغَاء مهر ابْنة عَمه فَعرض لَهُ أَسد فَقتله (أفاطم لَو شهِدت بِبَطن خبت ... وَقد لَاقَى الهزبر أَخَاك بشرا) (إِذا لرأيت ليثا رام ليثا ... هزبرا أغلبا يتغي هزبرا) (تبهنس إِذْ تقاعس عَنهُ مهري ... محاذرة فَقلت عقرت مهْرا) (أنل قدمي ظهر الأَرْض إِنِّي ... وجدت الأَرْض أثبت مِنْك ظهرا) الحديث: 221 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 (وَقلت لَهُ وَقد أبدى نصالا ... محددة ووجها مكفهرا) (بدل بمخلب وبحد نَاب ... وباللحظات تحسبهن جمرا) (وَفِي يمناي ماضي الْحَد أبقى ... بمضربه قراع الْخطب إثرا) (ألم يبلغك مَا فعلت ظباه ... بكاظمة غَدَاة لقِيت عمرا) (وقلبي مثل قَلْبك لست أخْشَى ... مصاولة وَلست أَخَاف ذعرا) (وَأَنت تروم للأشبال قوتا ... ومطلبي لبِنْت الْعم مهْرا) (فَفِيمَ تروم مثلي أَن يُولى ... وَيتْرك فِي يَديك النَّفس قسرا) (نَصَحْتُك فالتمس يَا لَيْث غَيْرِي ... طَعَاما إِن لحمي كَانَ مرا) (فَلَمَّا ظن أَن الْغِشّ نصحي ... فخالفني كَأَنِّي قلت هجرا) (مَشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كَانَ إِذْ طلباه وعرا) (يكفكف غيلَة إِحْدَى يَدَيْهِ ... ويبسط للوثوب على أُخْرَى) (هززت لَهُ الحسام فخلت أَنِّي ... شققت بِهِ لَدَى الظلماء مجرا) (وجدت لَهُ بطائشة رَآهَا ... لمن كَذبته مأمنته قدرا) (بضربة فيصل تركته شفعا ... وَكَانَ كَأَنَّهُ الجلمود وترا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 (فَخر مفرجا بِدَم كَأَنِّي ... هدمت بِهِ بِنَاء مشمخرا) (وَقلت لَهُ يعز على أَنِّي ... قتلت مناسبي جلدا وقهرا) (وَلَكِن رمت شَيْئا لم يرمه ... سواك فَلم أطق يَا لَيْث صبرا) (تحاول أَن تعلمني فِرَارًا ... لعمر أَبى لقد حاولت نكرا) (فَلَا تبعد لقد لاقيت حرا ... يحاذر أَن يعاب فمت حرا) 223 - وَقَالَ قيس بن زُهَيْر جاهلي (تعلم أَن خير النَّاس مَيتا ... على جفر الهباءة لَا يريم) 224 - وَقَالَ عُطَارِد بن قرَان الحظلي من اللُّصُوص (خليلي من عليا نزار سقيتما ... وأعفيتما من سيئ الْحدثَان) (ألم تخبراني الْيَوْم ان قد عرفتما ... بذى الشيح دَارا ثمَّ لَا تقفان) (لقد هزئت مني بِنَجْرَان أَن رَأَتْ ... مقَامي فِي الكبلين أم أبان) (كَأَنِّي جواد ضمه الْقَيْد بَعْدَمَا ... جرى سَابِقًا فِي حلبة ورها) الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 (كَأَن لم ترى قبلي أَسِيرًا مكبلا ... ولاجلا يرْمى بِهِ الرجوان) (خليلي لَيْسَ الرَّأْي فِي صدر وَاحِد ... أُشير على الْيَوْم مَا تريان) (أأركب صَعب الْأَمر إِن ذلوله ... بِنَجْرَان لَا يقْضى لحين أَوَان) 225 - وَقَالَ شمعلة بن الْأَخْضَر (وَيَوْم شَقِيقَة الحسنين لاقت ... بَنو شَيبَان أَعمار اقصارا) (هَزَمْنَا جيشهم لما الْتَقَيْنَا ... وَمَا صَبَرُوا لنا إِلَّا غرارا) (شككنا بِالرِّمَاحِ وَهن زور ... صماخي شيخهم حَتَّى استدارا) (فَخر على الألاءة لم يوسد ... وَقد صَار الدِّمَاء لَهُ خمارا) (تَرَكْنَاهُ يمج دَمًا نجيعا ... يرى لبطون رَاحَته اصفرارا) 226 - وَقَالَ نصر بن سيار أموي الشّعْر (أرى خلل الرماد وميض جمر ... ويوشك أَن يكون لَهُ ضرام) الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 (فَإِن لم يطفه عقلاء قوم ... فَإِن وقوده جثث وهام) (فَإِن النَّار بالعودين تذكى ... وَإِن الْحَرْب أَولهَا كَلَام) (فَقلت من التَّعَجُّب لَيْت شعري ... أأيقاظ أُميَّة أم نيام) (فَإِن يَك قَومنَا أَمْسوا رقودا ... فَقل هبوا فقد حَان الْقيام) (تعزو عَن زمانكم وَقُولُوا ... على الْإِسْلَام وَالْعرب السَّلَام) 227 - وَقَالَ أبر مُسلم الْخُرَاسَانِي (أدْركْت بالحزم والكتمان مَا عجزت ... عَنهُ مُلُوك بني مَرْوَان إِذْ حشدوا) (مازلت أسعى عَلَيْهِم فِي دِيَارهمْ ... وَالْقَوْم فِي ملكهم بِالشَّام قد رقدوا) (حَتَّى ضربتهم بِالسَّيْفِ فانتبهوا ... من رقدة لم ينمها قبلهم أحد) (وَمن رعى غنما فِي أَرض مسبعَة ... ونام عَنْهَا تولى رعيها الْأسد) 228 - وَقَالَ ماجد بن مُخَارق الغنوى (إِذا مَا وترنا لم ننم عَن تراتنا ... وَلم نك أوغالا نُقِيم البواكيا) الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 (ولكننا نعلو الْجِيَاد شوازبا ... فنرمي بهَا نَحْو الترات المراميا) (وقائلة خوفًا على من الردى ... وَقد قلت هَاتِي ناوليني سلاحيا) (لَك الْخَيْر لَا تعجل إِلَى حَرْب معشر ... فريدا وحيدا وابغ نَفسك ثَانِيًا) (فَقلت أخي سَيفي ورمحي ناصري ... ودرعي لي حصن ومهري تلاعيا) (وَلست بباق حِين تَدْنُو منيتي ... وَلَا هَالك من قبل يدنو حماميا) (سأتلف نَفسِي أَو سأبلغ همتي ... فأغني وأغنى من أردْت بماليا) (وأظلم نَفسِي للصديق حفيظة ... وتظلم أعدائي يَدي ولسانيا) (وَمَا الْفقر أنجاني وَلَا الْعَجز عاقني ... وَلَكِن مَالِي ضَاقَ بِي عَن فعاليا) 229 - وَقَالَ السليك بن السلكة جاهلي (فَلَا يغررك صعلوك نؤوم ... إِذا أَمْسَى يعد من الْعِيَال) (إِذا أضحى تفقد مَنْكِبَيْه ... وَأبْصر لَحْمه حذر الهزال) (وَلَكِن كل صعلوك ضروب ... بنصل السَّيْف هامات الرِّجَال) 230 - وَقَالَ عُرْوَة الصعاليك جاهلي (إِذا الْمَرْء لم يطْلب معاشا لنَفسِهِ ... شكا الْفقر أَو لَام الصّديق فأكثرا) (وَصَارَ على الأدنين كلا وأوشكت ... قُلُوب ذَوي الْقُرْبَى لَهُ أَن تنكرا) الحديث: 229 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 (وَمَا طَالب الْمَعْرُوف من حَيْثُ يَبْتَغِي ... من النَّاس إِلَّا من أبر وشمرا) (فسر فِي بِلَاد الله وَالْتمس الْغَنِيّ ... تعش ذَا يسَار أَو تَمُوت فتعذرا) (وَلَا ترض من عَيْش بِدُونِ وَلَا تنم ... وَكَيف ينَام اللَّيْل من كَانَ مُعسرا) 231 - وَقَالَ عبيد بن أَيُّوب بن ضرار الْعَنْبَري وَكَانَ لصا (تَقول وَقد أَلممْت بالجن لمة ... مخضبة الْأَطْرَاف خرس الخلاخل) (أَهَذا خدين الذِّئْب والغول وَالَّذِي ... يهيم بربات الحجال البحادل) (رَأَتْ خلق الدرسي أسود شاحبا ... من الْقَوْم بساما كريم الشَّمَائِل) (تعود من آبَائِهِ فتكاتهم ... وإطعامهم فِي كل غبراء ماحل) (إِذا صَاد صيدا لفه بضرامة ... وشيكا وَلم ينظر لغلى المراجل) (فنهشا كنهش الصَّقْر ثمَّ مراسه ... بكفيه رَأس الشيحة المتمائل) (إِذا مَا أَرَادَ الله ذل قَبيلَة ... رَمَاهَا بتشتيت الْهوى والتخاذل) (وَأول عجز الْقَوْم عَمَّا ينوبهم ... تدافعهم عَنهُ وَطول التواكل) الحديث: 231 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 232 - وَقَالَ أَيْضا (لقد خفت حَتَّى لوتمر حمامة ... لَقلت عَدو أَو طَلِيعَة معشر) (وَخفت خليلي ذَا الصفاء ورابني ... وَقيل فلَان أَو فُلَانَة فاحذر) (فَأَصْبَحت كالوحشي يتبع مَا خلا ... وَيتْرك مأنوس الْبِلَاد المدعثر) (إِذا قيل خير قلت هذي خديعة ... وَإِن قيل شَرّ قلت حق فشمر) 233 - وَقَالَ عَمْرو بن براقة الْهَمدَانِي (تَقول سليمى لَا تعرض لتلفة ... وليلك عَن ليل الصعاليك نَائِم) (وَكَيف ينَام اللَّيْل من جلّ همه ... حسام كلون الْملح أَبيض صارم) (ألم تعلمي أَن الصعاليك نومهم ... قَلِيل إِذا نَام الخلى المسالم) (كَذبْتُمْ وَبَيت الله لَا تأخذونها ... مراغمة مَا دَامَ للسيف قَائِم) (مَتى تجمع الْقلب الذكي وصارما ... وأنفا حميا تجتنبك الْمَظَالِم) (مَتى تجمع المَال الممنع بالقنا ... تعش ماجدا أَو تخترمك الْمَحَارِم) الحديث: 232 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 (وَكنت إِذا قوم غزوني غزوتهم ... فَهَل أَنا فِي ذَا يال هَمدَان ظَالِم) (فَلَا صلح حَتَّى تقرع الْخَيل بالقنا ... وتضرب بالبيض الرقَاق الجماجم) 234 - وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد الْعَبْسِي جاهلي (قلت لقوم بالكنيف تروحوا ... عَشِيَّة بتنا عِنْد ماوان زرح) 235 - وَقَالَ أَبُو النشناش من اللُّصُوص النَّهْشَلِي أموي الشّعْر (وسائلة أَيْن ارتحالي وَسَائِل ... وَمن يسْأَل الصعلوك ايْنَ مذاهبه) (إِذا الْمَرْء لم يسرح سواما وَلم يرح ... سواما وَلم تعطف عَلَيْهِ أَقَاربه) (فللموت خير للفتى من قعوده ... عديما وَمن مولى تدب عقاربه) (فَلم أر مثل الْفقر ضاجعة الْفَتى ... وَلَا كسواد اللَّيْل أخفق طَالبه) (فمت معدما أَو عش كَرِيمًا فإنني ... أرى الْمَوْت لَا ينجو من الْمَوْت هاربه) (ودع عَنْك مولى السوء الدَّهْر إِنَّه ... سيكفيكه أَيَّامه ونوائبه) الحديث: 234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 236 - وَقَالَ جَابر بن ثَعْلَب الطَّائِي جاهلي (وَقَامَ إِلَى العاذلات يلمني ... يقلن أَلا تنفك ترحل مرحلا) 237 - وَقَالَ أَحْمَر بن سَالم المرى إسلامي (مقل رأى الإقلال عارا فَلم يزل ... يجوب بِلَاد الله حَتَّى تمولا) (إِذا جاب أَرضًا ينتوبها رمت بِهِ ... مهامه أُخْرَى عيسه فتغلغلا) (وَلم يثنه عَمَّا أَرَادَ مهابة ... وَلَكِن مضى قد مَا وَإِن كَانَ مبسلا) (يلاقي الرزايا عسكرا بعد عَسْكَر ... ويغشى المنايا جحفلا ثمَّ جحفلا) (على ثِقَة أَن سَوف يغدوا مجدلا ... على المَال قرنا أَو يروح مجدلا) (فَلَمَّا أَفَادَ المَال جاد بفضله ... لمن جَاءَهُ يَرْجُو جداه مؤملا) (وَإِن امْرأ قد بَاعَ بِالْمَالِ نَفسه ... وجاد بهَا أهل لِأَن لَا يبخلا) الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 238 - وَقَالَ الْحَرِيش السَّعْدِيّ جاهلي (أَلا خَلِّنِي أذهب لشأني وَلَا أكن ... على النَّاس كلا إِن ذَا لشديد) (أرى الضَّرْب فِي الْبلدَانِ يفنى معاشر ... وَلم أر من يجدي عَلَيْهِ قعُود) (أتمنعني خوف المنايا وَلم أكن ... لأهرب هَا لَيْسَ عَنهُ محيد) (فَلَو كنت ذَا مَال لقرب مجلسي ... وَقيل إِذا أَخْطَأت أَنْت سديد) (فدعنى أَطُوف فِي الْبِلَاد لعني ... أسر صديقا أَو يساء حسود) الحديث: 238 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 239 - وَقَالَ هدبة بن خشرم (وَلست بمفراح إِذا الدَّهْر سرني ... وَلَا جازع من صرفه المتقلب) (وَلست بباغي الشَّرّ وَالشَّر تاركي ... وَلَكِن مَتى أحمل على الشَّرّ أركب) 240 - وَقَالَ بعض بني سليم (فَإِن تسأليني كَيفَ أَنْت فإنني ... صبور على ريب الزَّمَان صَلِيب) (يعز على أَن ترى بِي كآبة ... فيشمت عَاد أَو يساء حبيب) ( 241 - وَقَالَ الْوَلِيد بن عقبَة (أَلا أبلغ مُعَاوِيَة بن حَرْب ... فَإنَّك من أخي ثِقَة مليم) (قطعت الدَّهْر كالسدم الْمَعْنى ... تهدر من دمشق وَلَا تريم) الحديث: 239 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 (فَإنَّك وَالْكتاب إِلَى عَليّ ... كدابغة وَقد حلم الْأَدِيم) (فَلَو كنت الْقَتِيل وَكَانَ حَيا ... لشمر لَا ألف وَلَا سؤوم) 242 - وَقَالَ آخر (لَوْلَا ابْن عَفَّان الإِمَام لقد ... أغضيت من شتمى على رغم) (كَانَت عُقُوبَة مَا صنعت كَمَا ... كَانَ الزناء عُقُوبَة الرَّجْم) 243 - وَقَالَ عبد الْعَزِيز بن زُرَارَة وَكَانَ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان ينشدها كثيرا (قد عِشْت فِي النَّاس أطوارا على خلق ... شَتَّى وقاسيت فِيهَا اللين والفظعا) (كلا بلوت فَلَا النعماء تبطرني ... وَلَا تخشعت من مكروهها جزعا) الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 (بَاب المديح والتقريظ) قَالَ سَواد بن قَارب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ رئيه قد أَتَاهُ ثَلَاث لَيَال فِي حَال سنته يضْربهُ بِرجلِهِ وَيَقُول لَهُ قُم يَا سَواد بن قَارب واعقل إِن كنت تعقل أَنه قد بعث نَبِي من لؤَي بن غَالب يَدْعُو إِلَى الله تَعَالَى وَإِلَى عِبَادَته فقصد النَّبِي وَوَقع وَلم يَك فِي قلبه حب الْإِسْلَام 1 - فَلَمَّا شَاهده أنْشد (أَتَانِي رئي بعد هدء ورقده ... ولميك فِيمَا قد بلوت بكاذب) (ثَلَاث لَيَال قَوْله كل لَيْلَة ... أَتَاك رَسُول من لؤَي بن غَالب) (فشمرت عَن ذيل الْإِزَار ووسطت ... بِي الذعلب الوجناء بَين السباسب) (فاشهد أَن الله لَا شئ غَيره ... وَأَنَّك مَأْمُون على كل غَائِب) (وَأَنَّك أدنى الْمُرْسلين وَسِيلَة ... إِلَى الله يَا ابْن الأكرمين الأطائب) (فمرنا بِمَا يَأْتِيك ياخير مُرْسل ... وَإِن كَانَ فِيمَا جِئْت شيب الذوائب) (وَكن لي شَفِيعًا يَوْم لَا ذُو شَفَاعَة ... سواك بمغن عَن سَواد بن قَارب) ثمَّ أسلم على يَد النَّبِي وَفَرح النَّبِي بِإِسْلَامِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 2 - وَقَالَ مَالك بن عَوْف الْيَرْبُوعي (مَا إِن رَأَيْت وَلَا سَمِعت بِوَاحِد ... فِي النَّاس كلهم بِمثل مُحَمَّد) (أوفى وَأعْطى للجزيل إِذا أجتدى ... وَإِذا يَشَأْ يُخْبِرك عَمَّا فِي غَد) 3 - وَقَالَ ابو طَالب بن عبد الْمطلب بن عبد منَاف (وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ ... ثمال الْيَتَامَى عصمَة للأرامل) (يلوذ بِهِ الْهَلَاك من آل هَاشم ... فهم عِنْده فِي نعْمَة وفواضل) (وَأصْبح فِينَا أَحْمد فِي أرومة ... تقصر عَنْهَا سُورَة المتطاول) (حَلِيم رشيد عَادل غير طائش ... يوالي إِلَهًا لَيْسَ عَنهُ بغافل) 4 - وَقَالَ الأعشي مَيْمُون بن قيس بن جندل (ألم تغتمض عَيْنَاك لَيْلَة أرمدا ... وَبت كَمَا بَات السَّلِيم مسهدا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 5 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ مخضرم (يَا أَيهَا الرجل الَّذِي تهوى بِهِ ... وجناء مجمرة المناسم عرمس) (إِذْ مَا أتيت على الرَّسُول فَقل لَهُ ... حق عَلَيْك إِذا اطْمَأَن الْمجْلس) (يَا خير من ركب المطى وَمن مَشى ... فَوق التُّرَاب إِذا تعد الْأَنْفس) (إِنَّا وَفينَا بِالَّذِي عاهدتنا ... وَالْخَيْل تقرع بالكماة وتضرس) (إِذْ سَالَ من أَبنَاء بهثة كلهَا ... جمع تظل بِهِ المخارم ترجس) (حَتَّى صبحنا أهل مَكَّة فيلقا ... شهباء يقدمهَا الْهمام الأشوس) (من كل أغلب من سليم فَوْقه ... بيضائ محكمَة الدخال وقونس) (يغشى الكتيبة معلما وبكفه ... عضب يقد بِهِ ولدن مدعس) (كَانُوا أما الْمُؤمنِينَ دريئة ... وَالشَّمْس يَوْمئِذٍ عَلَيْهِم أشمس) 6 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس (وتعرف فِيهِ من أَبِيه وجده ... شمائلهم وَمن يزِيد وَمن حجر) (سماحة ذَا وبرذا ووفاء ذَا ... ونائل ذَا إِذا صَحا وَإِذا سكر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 7 - وَقَالَ النَّابِغَة الذيباني (كليني لَهُم يَا أُمَيْمَة ناصب ... وليل أقاسيه بطئ الْكَوَاكِب) 8 - وَقَالَ أَيْضا (حَلَفت فَلم أترك لنَفسك رِيبَة ... وَلَيْسَ وَرَاء الله للمرء مَذْهَب) 9 - وَقَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى ... (إِن الْبَخِيل ملوم حَيْثُ كَانَ ... لوكن الْجواد على علاته هرم) 10 - وَقَالَ أَيْضا (وَفِيهِمْ مقامات حسان وجوهها ... وأندية ينتابها القَوْل وَالْفِعْل) 11 - وَقَالَ الْكُمَيْت بن زيد بن الْأَخْنَس الْأَسدي (طربت وَمَا شوقا إِلَى الْبيض أطرب ... وَلَا لعبا مني وَذُو الشوق يلْعَب) 12 - وَقَالَ جُنْدُب بن خَارِجَة بن سعد الطَّائِي جاهلي (إِلَى أَوْس بن حَارِثَة بن لأم ... ليقضي حَاجَتي فِيمَن قَضَاهَا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 (فَمَا وطىء الْحَصَى مثل ابْن سعدى ... وَلَا لبس النِّعَال وَلَا احتذاها) (إِذا مَا راية رفعت لمجدٍ ... سما أوسٌ إِلَيْهَا فاحتواها) 13 - وَقَالَ الشماخ بن ضرار الذبياني إسلامي (وَلست إِذا الهموم تحرضتني ... بأخضع فِي الْحَوَادِث مستكين) (فسل الْهم عَنْك بِذَات لوث ... عذافرة مضبرة أمون) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 (إِذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بِدَم الوتين) (إِلَيْك بعثت رَاحِلَتي تشكي ... حروثاً بعد محفدها السمين) (إِذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جواريء بالرمل عين) (رَأَيْت عرابة الأوسى يسمو ... إِلَى الْخيرَات مُنْقَطع القرين) (إِذا مَا راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة بِالْيمن) (فدى لعطائك الْحسن الموفى ... رَجَاء المخلفات من الظنون) 14 - وَقَالَ أَبُو نواس الْحكمِي راداً عَلَيْهِ (أَقُول لناقتي إِذْ بلغتني ... لقد أَصبَحت عِنْدِي بِالْيَمِينِ) (وَلم أجعلك للغربان نهبا ... وَلَا قلت اشرقي بِدَم الوتين) (حرمت على الأزمة والولايا ... وأعلاق الرحالة والوضين) 15 - وَقَالَ الفرزدق (أَقُول لناقتي لما ترامت ... بِنَا بيد مسربلة القتام) (إلام تلفتين وَأَنت تحتي ... وَخير النَّاس كلهم أَمَامِي) (مَتى تردى الرصافة تستريحي ... من التهجير والدبر الدوامي) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 16 - وَقَالَ أَبُو نواس الْحكمِي (فَإِذا الْمطِي بِنَا بلغن مُحَمَّدًا ... فظهورهن على الرّحال حرَام) (قربننا من خير من وطئ الْحَصَى ... فلهَا علينا حُرْمَة وذمام) 17 - وَقَالَ عبد الله بن رَوَاحَة إسلامي (إِذا بلغتني وحملت رحلي ... مسيرَة أَربع بعد الحساء) (فشأنك فانعمى وخلاك ذمّ ... وَلَا أرجع إِلَى أَهلِي ورائي) 18 - وَقَالَ ذُو الرمة (أَقُول لَهَا إِذْ شمر السّير واستوت ... بهَا البيد واستنت عَلَيْهَا الْحَرَائِر) 19 - وَقَالَ دواد بن سلم فِي قثم بن الْعَبَّاس (نجوت من حل وَمن رحْلَة ... يَا ناق إِن قربتني من قثم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 (إِنَّك إِن بلغتنيه غَدا ... عَاشَ لنا الْيُسْر وَمَات الْعَدَم) (فِي بَاعه طول وَفِي وَجهه ... نور وَفِي الْعرنِين مِنْهُ شمم) (لم يدر مَا لَا وبلى قد درى ... فعافها واعتاض عَنْهَا نعم) (أَصمّ عَن ذكر الْخَنَا سَمعه ... وَمَا عَن الْخَيْر بِهِ من صمم) 20 - وَقَالَ ذُو الرمة (سَمِعت النَّاس ينتجعون غيثا ... فَقلت لصيدح انتجعي بِلَالًا) 21 - وَقَالَ المثقب الْعَبْدي (فسل الْهم عَنْك بِذَات لوث ... عذافرة كمطرقة القيون) (إِذا مَا قُمْت أحدجها بلَيْل ... تأوه آهة الرجل الحزين) (تَقول إِذا دارأت لَهَا وضنيي ... أَهَذا دينه أبدا وديني) (أكل الدَّهْر حل وارتحال ... أما تبقى عَليّ وَلَا تقيني) (ثنيت زمامها وَوضعت رحلي ... ونمرقة رفدت لَهَا يَمِيني) (فرحت بهَا تعَارض مسبطرا ... على ضحضاحه وعَلى الْمُتُون) (إِلَى عَمْرو وَمن عَمْرو أَتَتْنِي ... أخي النجدات والحلم الرصين) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 22 - وَقَالَ جُنَادَة بن مرداس الْعقيلِيّ (إِلَيْك اعتسفنا بطن خبت بأينق ... نوازع لَا يبغين غَيْرك منزلا) (رعين الْحمى شَهْري ربيع كليهمَا ... فجئن كَمَا شيدت بالشيد هيكلا) (فَلَمَّا دَعَاهَا السّير عَادَتْ كَأَنَّهَا ... أَهله صيف ردهَا البرج أَفلا) 23 - وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون (أعز أَبْلَج يسسقى الْغَمَام بِهِ ... لَو صارع الْقَوْم عَن أحسابهم صرعا) (قد حملوه حَدِيث السن مَا حملت ... ساداتهم فأطاق الْحمل واضطلعا) (لَا يرقع النَّاس مَا أَوْهَى وَلَو جهدوا ... أَن يرقعوه وَلَا يوهو مَا رقعا) 24 - وَقَالَ أَبُو الشيص مُحَمَّد بن عبد الله الْخُزَاعِيّ (وعصابة صرفت إِلَيْك وجوهها ... نكبات دهر للفتى عضاض) (شدوا بأكوار الرّحال مطيهم ... من كل أهوج للحصى رضاض) (قطعُوا إِلَيْك نِيَاط كل تنوفة ... ومهامه ملس الْمُتُون عراض) (أكل الوجيف لحومها ولحومهم ... فأتوك أنقاضا على أنقاض) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 (وَلَقَد أتين على الزَّمَان سواخطا ... ورجعن عَنْك وَهن عَنهُ رواض) (لأبي مُحَمَّد المرجي راحتا ... ملك إِلَى شرف العلى نهاض) (فيد تدفق بالندى لوَلِيِّه ... وَيَد على الْأَعْدَاء سم قَاض) (رَاض الْأُمُور ورضنه بعزيمة ... وَكَفاك رأى مروض رواض) 25 - وَقَالَ الممزق شأس بن نَهَار الْعَبْدي جاهلي يمدح النُّعْمَان بن الْمُنْذر الْأَكْبَر وَكَانَ قد هم أَن يَغْزُو عبد الْقَيْس فَلَمَّا سمع القصيدة رَجَعَ عَن ذَلِك (وَنَاجِيَة عديت من عِنْد ماجد ... إِلَى وَاجِد من غير سخط مفرق) (لتبلغني من لَا يكدر نعْمَة ... بغدر وَلَا يزكو لَدَيْهِ تملقي) (تحاس يداها بالحصى وترضه ... بأسمر صراف إِذا حمى مطرق) (وَقد ضمرت حَتَّى التقى من نسوعها ... قوى ذِي ثَلَاث لم تكن قبل تلتقي) (وَقد تخذت رجْلي إِلَى جنب غرزها ... نسيفا كأفحوص القطاة المطرق) (وأضحت بجو يصْرخ الذِّئْب حولهَا ... وَكَانَت بقاع ناعم النبت سملق) (تروح وتغدو مَا يحل وضينها ... إِلَيْك ابْن مَاء المزن وَابْن محرق) (علوتم مُلُوك الارض بالحزم والتقى ... وَغرب ندى من غرَّة الْمجد يستقى) (وَأَنت عَمُود الْملك مهما تقل نقل ... وَمهما تضع من بَاطِل لَا يُحَقّق) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 (فَإِن يجبنوا تشجع وَإِن يبخلوا تَجِد ... وَإِن يخرقوا بِالْأَمر تفصل فَتفرق) (أحقا أَبيت اللَّعْن أَن ابْن مزننا ... على غير إجرام بريقي مشرقي) (فَإِن كنت مَأْكُولا فَكُن أَنْت آكِلِي ... وَإِلَّا فأدركني وَلما أمزق) 26 - وَقَالَ الْأَحْوَص بن الأقلح بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ (إِذا كنت عزهاة عَن اللَّهْو وَالصبَا ... فَكُن حجرا من يَابِس الصخر جلمدا) (هَل الْعَيْش إِلَّا مَا تلذ وتشتهي ... وَإِن لَام فِيهِ ذُو الشنان وفندا) (لعمري لقد لاقيت يَوْم موقرا ... أَبَا خَالِد فِي الْحَيّ يحمل أسعدا) (وَأوقدت نَارِي باليفاع فَلم تدع ... لنيران أعدائي بنعماك موقدا) (وَمَا كَانَ مَالِي طارفا عَن تِجَارَة ... وَمَا كَانَ مِيرَاثا من المَال متلدا) (وَلَكِن عَطاء من إِمَام مبارك ... ملا الأَرْض مَعْرُوفا وعدلا وسوددا) (فَإِن أشكر النعمى الَّتِي سلفت لَهُ ... فأعظم بهَا عِنْدِي إِذا ذكرت يدا) (أهان تلاد المَال للحمد إِنَّه ... إِمَام هدى يجرى على مَا تعودا) (فكم لَك عِنْدِي من عَطاء ونعمة ... تسوء عدوا غائبين وشهدا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 (فَلَو كَانَ بذل المَال وَالْعرْف مخلدا ... من النَّاس إنْسَانا لَكُنْت المخلدا) (فأقسم لَا أَنْفك مَا عِشْت شاكرا ... لنعماك مَا ناح الْحمام وغردا) 27 - وَقَالَ الفرزدق (تَقول لما رأتني وَهِي طيبَة ... على الْفراش وَمِنْهَا الدل والخفر) 28 - وَقَالَ الْأَحْوَص بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ (فلأشكرنك حسن مَا أوليتني ... شكرا تحل بِهِ الْمطِي وترحل) (مدحاً يكون لكم غرائب شعرهَا ... مبذولة ولغيركم لَا تبذل) (وأراك تفعل مَا تَقول وَبَعْضهمْ ... مذق اللِّسَان يَقُول مَا لَا يفعل) (إِن امْرأ قد نَالَ مِنْك قرَابَة ... يَرْجُو مَنَافِع غَيرهَا لمضلل) 29 - وَقَالَ كثير بن عبد الرَّحْمَن الْخُزَاعِيّ (عجبت لتركي خطة الرشد بعد مَا ... بدا لي من عبد الْعَزِيز قبُولهَا) (حَلَفت بِرَبّ الراقصات إِلَى منى ... يغول الْبِلَاد نَصهَا وذميلها) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 (لَئِن عَاد لي عبد الْعَزِيز بِمِثْلِهَا ... وأمكنني مِنْهَا إِذا لَا أقيلها) (إِذا ابتدر النَّاس المكارم بذهم ... عريضة أَخْلَاق ابْن ليلى وطولها) (بسطت لباغي الْعرف كفا خصيبة ... تنَال العدى بله الصّديق فضولها) 30 - وَقَالَ مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُعَاوِيَة بن عتبَة بن أبي سُفْيَان (رأين الغواني الشيب لَاحَ بمفرقي ... فأعرضن عني بالوجوه النواضر) (وَكن إِذا أبصرنني أَو سمعن بِي ... دنون فرقعن الكوى بالمحاجر) (لَئِن حجمت عني نواظر أعين ... رمين بأحداق المها والجآذر) (فَإِنِّي من قوم كريم نجارهم ... لأقدامهم صيغت رُؤُوس المنابر) 31 - وَقَالَ شماخ بن ضرار الذبياني مخضرم (وشعث نشاوى من كرى عِنْد ضمر ... أنخن بجعجاع كريم المعرج) 32 - وَقَالَ الأخوص بن زيد بن عتاب الْيَرْبُوعي (وَكنت إِذا مَا بَاب ملك قرعته ... قرعت بآباء ذَوي شرف ضخم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 (بآباء عتاب وَكَانَ أبوهم ... إِلَى الشّرف الْأَعْلَى بآبائه ينمى) (هم ملكوا الْأَمْلَاك آل محرق ... وَزَادُوا أَبَا قَابُوس رغما على رغم) (وَكُنَّا إِذا قوم رمينَا صفاتهم ... تركنَا صدوعا فِي الصفاة الَّتِي نرمي) 33 - وَقَالَت الذلفاء (هَل من سَبِيل إِلَى خمر فأشربها ... أم هَل سَبِيل إِلَى نصر بن حجاج) (إِلَى فَتى ماجد الأعراق مقتبل ... تضىء غرته فِي الحالك الداجي) (نعم الْفَتى فِي ظلام اللَّيْل نصرته ... لبائس أَو لمسكين ومحتاج) 34 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب فِي على بن الْحُسَيْن بن عَليّ عَلَيْهِم السَّلَام (هَذَا الَّذِي تعرف الْبَطْحَاء وطأته ... وَالْبَيْت يعرفهُ والحل وَالْحرم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 35 - وَقَالَ الحزين بن وهب الْكِنَانِي أموي الشعرفي عبد الله بن عبد الْملك وَقيل أَنَّهَا فِي قثم بن الْعَبَّاس (قَالُوا دمشق فَإِن الخيرون بهَا ... ثمَّ ائْتِ مصر فثم النائل العمم) (لما وقفت عَلَيْهِ بالجموع ضحى ... وَقد تعرضت الْحجاب والخدم) (حييته بِسَلام وَهُوَ مرتفق ... وضجة الْقَوْم عِنْد الْبَاب تزدحم) (يغضى حَيَاء ويغضى من مهابته ... فَلَا يكلم إِلَّا حِين يبتسم) (فِي كَفه خيزران رِيحه عبق ... من كف أروع فِي عرنينه شمم) (لَا يخلف الْوَعيد مَيْمُون نقيبته ... رحب الفناء أريب حِين يعتزم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 (كم صارخ بك من راج وراجية ... يَدْعُوك يَا قثم الْخيرَات يَا قثم) 36 - وَقَالَ أَبُو الطمحان القيني (إِذا لبسوا عمائمهم ثنوها ... على كرم وَإِن سفروا أناروا) (يَبِيع وَيَشْتَرِي لَهُم سواهُم ... وَلَكِن بِالرِّمَاحِ هم تجار) (إِذا مَا كنت جَار بني لؤى ... فَأَنت لأكرم الثقلَيْن جَار) 37 - وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ (أعفاء تحسبهم للحياء ... مرضى تطاول أسقامها) (يهون عَلَيْهِم إِذا يغضبون ... سخط العداة وإرغامها) (ورتق الفتوق وفتق الرتوق ... وَنقض الْأُمُور وإبرامها) 3 - 8 - وَقَالَ الْكُمَيْت (قاد الجيوش لخمس عشرَة حجَّة ... ولداته إِذْ ذَاك فِي أشغال) (قعدت بِهِ هماتهم وسمت بِهِ ... همم الْمُلُوك وَسورَة الْأَبْطَال) (فِي كَفه قصبات كل مقلد ... يَوْم الرِّهَان وَفَوْز كل نضال) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 39 - وَقَالَ حَمْزَة بن بيض الْكِنَانِي أموي الشّعْر (أَتَيْنَاك فِي حَاجَة فاقضها ... وَقل مرْحَبًا يجب المرحب) (فَإنَّك فِي الْفَرْع من أسرة ... لَهَا الْبَيْت والشرق وَالْمغْرب) (بلغت لعشر مَضَت من سنيك ... مَا يبلغ السَّيِّد الأشيب) (فهمك فِيهَا جسام الْأُمُور ... وهم لداتك أَن يلعبوا) 40 - وَقَالَ أَبُو الجويرة الْعَبْدي أموي الشّعْر (أنخنا بفياض الْيَدَيْنِ يَمِينه ... تبكر بِالْمَعْرُوفِ ثمَّ تروح) (ويدلج فِي حاجات من هُوَ نَائِم ... ويورى كريمات الندى حِين يقْدَح) (إِذا اعتم بالبرد الْيَمَانِيّ خلته ... هلالا بدا فِي جَانب الْأُفق يلمح) (يزِيد على سرو الرِّجَال بسروره ... وَيقصر عَنهُ مدح من يتمدح) (يمد نجاد السَّيْف حَتَّى كَأَنَّهُ ... بِأَعْلَى سنامي فالج يتطوح) (يلقح نَار الْحَرْب بعد حيالها ... ويخدجها إِيقَاعه حِين يلقح) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 41 - وَقَالَ كَثِيرَة عزة (جرى ناشئاً للحمد من كل حلبة ... فجَاء مَجِيء السَّابِق المتمهل) (أَشد حَيَاء من فتاة حيية ... وأمضى مضاء من سِنَان مؤلل) 42 - وَقَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت جاهلي (أأذكر حَاجَتي أم قد كفاني ... حياؤك إِن شيمتك الْحيَاء) 43 - وَقَالَ وَلَده أَبُو الْقَاسِم بن أُميَّة (يَا طَالب الْخيرَات عِنْد سراتنا ... أقصد هديت إِلَى بني دهمان) (الْأَكْثَرين الأطيبين أرومة ... أهل الثراء وطيبو الأعطان) (وَلَقَد بلوت النَّاس ثمَّ خبرتهم ... فَوجدت أكْرمهم بني الديَّان) (قوم إِذا نزل الْغَرِيب بدارهم ... تَرَكُوهُ رب صواهل وقيان) (وَإِذا دعوتهم ليَوْم كريهة ... سدوا شُعَاع الشَّمْس بالخرصان) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 (لَا ينكتون الأَرْض عِنْد سُؤَالهمْ ... لتطلب العلات بالعيدان) (بل يبسطون وُجُوههم فترى لَهَا ... عِنْد اللِّقَاء كأحسن الألوان) 44 - وَقَالَ جرير بن الخطفي (فَمَا كَعْب بن امامة وَابْن سعدى ... بأجود مِنْك يَا عمر الجوادا) 45 - وَقَالَ عبد الله بن الزبير وتروى لعَمْرو بن كميل (سأشكر عمرا إِن تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وَإِن هِيَ جلت) (فَتى غير مَحْجُوب الْغنى عَن صديقه ... وَلَا مظهر الشكوى إِذا النَّعْل زلت) (رأى خَلِّنِي من حَيْثُ يخفى مَكَانهَا ... فَكَانَت قذى عَيْنَيْهِ حَتَّى تجلت) 46 - وَقَالَ أَيْضا (فَلَا مجد إِلَّا مجد أَسمَاء فَوْقه ... وَلَا جرى إِلَّا جرى أَسمَاء فاضله) (ترَاهُ إِذا مَا جِئْته متهللا ... كَأَنَّك تعطيه الَّذِي أَنْت نائله) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 (وَلَو لم يكن فِي كَفه غير نَفسه ... لجاد بهَا فيتق الله سائله) 47 - وَقَالَ آخر (وَكنت جليس قعقاع بن شور ... وَلَا يشقى بقعقاع جليس) (ضحوك السن إِن نطقوا بِخَير ... وَعند الشَّرّ مطراق عبوس) 48 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ (لله در عِصَابَة نادمتهم ... يَوْمًا بجلق فِي الزَّمَان الأول) 49 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل بن أَوْس الْعَبْسِي يمدح عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ (مَاذَا أَقُول لأفراخ بِذِي مرخ ... حمر الحواصل لَا مَاء وَلَا شجر) 50 - وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون الْبَصِير وَكَانَ قد أسره رجل من كلب وَكَانَ قد هجاه وَهُوَ لَا يعرفهُ فَنزل ذَلِك الرجل بشريح ابْن السموأل فَمر بالأعشى فناداه (شُرَيْح لَا تتركني بعد مَا علقت ... حبالك الْيَوْم بعد الْقد أظفاري) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 فجَاء شُرَيْح إِلَى الْكَلْبِيّ فَقَالَ هَب لي هَذَا الْأَسير المفرور فوهب لَهُ فَقَالَ لَهُ شُرَيْح أقِم عِنْدِي حَتَّى أكرمك فَقَالَ الْأَعْشَى من تَمام صنيعك بِي أَن تُعْطِينِي نَاقَة نَاجِية وتطلقني فَفعل وَمضى من سَاعَته فَبلغ الْكَلْبِيّ أَنه الْأَعْشَى وَكَانَ قد هجا قومه وَهُوَ لَا يعرفهُ فَأرْسل إِلَى شُرَيْح يَطْلُبهُ مِنْهُ فَأخْبرهُ بِخَبَرِهِ فندم على إِطْلَاقه 51 - وَقَالَ الفرزدق وَكَانَ قد هرب من زِيَاد إِلَى سعيد بن الْعَاصِ فَمثل بَين يَدَيْهِ وَعِنْده الحطيئة وَكَعب ابْن جعيل فَاسْتَجَارَ بِهِ مِنْهُ وَأنْشد (أرقت فَلم أنم لَيْلًا طَويلا ... أراقب هَل أرى النسرين زَالا) 52 - وَقَالَ الْمسيب بن فروخ الْأَعْمَى من مخضرمي الدولتين (لَيْت شعري من أَيْن رَائِحَة الْمسك ... وَمَا إِن إخال بالخيف أنسى) (حِين غَابَتْ بَنو أُميَّة عَنهُ ... والبهاليل من بني عبد شمس) (خطباء على المنابر فرسَان ... عَلَيْهَا وقالة غير خرس) (أهل حلم إِذا الحلوم استفزت ... ووجوه مثل الدَّنَانِير ملس) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 53 - وَقَالَ عبيد الله بن قيس الرقيات أموي الشّعْر (لَو كَانَ حَولي بَنو أُميَّة لم ... ينْطق رجال إِذا هم نطقوا) (إِن جَلَسُوا لم تضق مجَالِسهمْ ... أَو ركبُوا ضَاقَ عَنْهُم الْأُفق) (كم فيهم من فَتى أخى ثِقَة ... عَن مَنْكِبَيْه الْقَمِيص منخرق) (تحبهم عوذ النِّسَاء إِذا ... مَا احمر تَحت القوانس الحدق) (وَأنكر الْكَلْب أَهله وَعلا الشَّرّ ... وطاح المروع الْفرق) (فريحهم عِنْد ذَاك أذكى من ... الْمسك وَفِيهِمْ لخابط ورق) 54 - وَقَالَ أَيْضا (كَيفَ نومى على الْفراش وَلما ... تَشْمَل الشأم غَارة شعواء) (تذهل الشَّيْخ عَن بنيه وتبدى ... عَن خدام العقيلة الْحَسْنَاء) (إِنَّمَا مضعب شهَاب من الله ... تجلت عَن وَجهه الظلماء) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 (ملكه ملك رأفة لَيْسَ فِيهِ ... جبروت كلا وَلَا كبرياء) (يَتَّقِي الله فِي الْأُمُور وَقد ... أَفْلح من كَانَ دينه الاتقاء) 55 - وَقَالَ عبد الله بن الزبير الْأَسدي أموي الشّعْر (إِذا مَا مَاتَ خَارِجَة بن حصن ... فَلَا مطرَت على الأَرْض السَّمَاء) (وَلَا رَجَعَ الْوُفُود بِغنم جَيش ... وَلَا حملت على الطُّهْر النِّسَاء) (فبورك فِي بنيك وَفِي بنيهم ... إِذا ذكرُوا وَنحن لَهُم فدَاء) 56 - وَقَالَ طفيل الغنوي (أما ابْن طوق فقد أوفى بِذِمَّتِهِ ... كَمَا وَفِي بقلاص النَّجْم حاديها) (قد حل رابية لم يعلها أحد ... صعبا مباءتها صعبا مراقيها) 57 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل بن أَوْس الْعَبْسِي (أَمن رسم دَار مربع ومصيف ... لعينيك من مَاء الشوون وَكَيف) 58 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث (إِلَى إِمَام تغدينا فواضله ... أظفره الله فليهنأ لَهُ الظفر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 59 - وَقَالَ الشماخ معقل بن ضرار الذبياني (إِلَيْك نشكو عراب الْيَوْم فاقتنا ... يَا ذَا الْبلَاء وَيَا ذَا السودد الْبَاقِي) (يَا ابْن المجلى عَن المكروب كربته ... والفاتح الغل عَنهُ بعد إيثاق) (والشاعب الصدع قد أعيا تلاحمه ... وَالْأَمر يَفْتَحهُ من بعد إغلاق) 60 - وَقَالَ عدي بن الرّقاع أموي الشّعْر (وَإِذا الرّبيع تَتَابَعَت أنواؤه ... فسقى خناصرة الأحص وجادها) (نزل الْوَلِيد بهَا فَكَانَ لأَهْلهَا ... غيثا أغاث أنيسها وعتادها) (أَو مَا ترى أَن الْبَريَّة كلهَا ... أَلْقَت خزائمها إِلَيْهِ فقادها) (غلب المساميح الْوَلِيد سماحة ... وَكفى قُريْشًا مَا يسوء وسادها) (وَلَقَد أَرَادَ الله إِذْ ولاكها ... من أمة إصلاحها ورشادها) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 61 - وَمِنْهَا فِي التَّشْبِيه الرائع (تزجى أغن كَأَن إبرة روقه ... قلم أصَاب من الدواة مدادها) 62 - وَقَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى (ولنعم حَشْو الدرْع أَنْت إِذا ... دعيت نزال ولج فِي الذعر) 63 - وَقَالَ الْمسيب بن علس (أَنْت الرئيس إِذا هم نزلُوا ... وتواجهوا كالأسد والنمر) (لَو كنت من شَيْء سوى بشر ... كنت الْمنور لَيْلَة الْقدر) (ولأنت أَجود بالعطاء من الريان ... لما جاد بالقطر) (ولأنت أَشْجَع من أُسَامَة إِذْ ... راث الصَّرِيخ ولج فِي الذعر) 64 - وَقَالَ عمر بن لَجأ التَّيْمِيّ (آل الْمُهلب قوم خولوا كراما ... مَا ناله عَرَبِيّ وَلَا وَلَا كادا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 (لَو قيل للمجد حد عَنْهُم وخلهم ... بِمَا احتكمت من الدُّنْيَا لما حادا) (إِن المكارم أَرْوَاح يكون لَهَا ... آل الْمُهلب دون النَّاس أجسادا) (آل الْمُهلب قوم إِن مدحتهم ... كَانُوا الأكارم آبَاء وأجدادا) (إِن العرانين تلقاها محسدة ... وَلَا ترى للئام النَّاس حسادا) 65 - وَقَالَ مَرْوَان بن أبي حَفْصَة واسْمه زيد مولى مَرْوَان بن الحكم من مخضرمي الدولتين (بَنو مطر عِنْد اللِّقَاء كَأَنَّهُمْ ... أسود لَهَا فِي أَرض خفان أشبل) (هم يمْنَعُونَ الْجَار حَتَّى كَأَنَّمَا ... لجارهم بَين السماكين منزل) (بهَا ليل فِي الْإِسْلَام سادوا وَلم يكن ... كأولهم فِي الْجَاهِلِيَّة أول) (هم الْقَوْم إِن قَالُوا أَصَابُوا وَإِن دعوا ... أجابوا وَإِن اعطوا أطابوا وأجزلوا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 66 - وَقَالَ أَيْضا (قد آمن الله من خوف وَمن عدم ... من كَانَ معن لَهُ جارا من الزَّمن) (معن بن زَائِدَة الموفى بِذِمَّتِهِ ... والمشترى الْحَمد بالغالي من الثّمن) (يرى العطايا الَّتِي تبقى محامدها ... غنما إِذا عدهَا الْمُعْطِي من الْغبن) (بنى لشيبان مجدا لَا زَوَال لَهُ ... حَتَّى تَزُول ذرى الْأَركان من حضن) 67 - وَقَالَ ابْن أبي السمط (فَتى لَا يُبَالِي المدلجون بنوره ... إِلَى بَابه أَن لَا تضيء الْكَوَاكِب) (لَهُ حَاجِب عَن كل أَمر يعِيبهُ ... وَلَيْسَ لَهُ عَن طَالب الْعرف حَاجِب) (أَصمّ عَن الْفَحْشَاء حَتَّى كَأَنَّهُ ... إِذا ذكرت فِي مجْلِس الْقَوْم غَائِب) 68 - وَقَالَ مَرْوَان بن صرد من شعراء الدولة العباسية (إِن السنان وحد السَّيْف لَو نطقا ... تحدثا عَنْك يَوْم الروع بالعجب) (أنفقت مَالك تعطيه وتبذله ... يَا متْلف الْفضة الْبَيْضَاء وَالذَّهَب) (عيدانكم خير عيدَان وأطيبها ... عيدَان نبع وَلَيْسَ النبع كالغرب) 69 - وَقَالَ بشار بن برد (إِنَّمَا لَذَّة الْجواد ابْن سلم ... فِي عَطاء وموكب للقاء) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 (لَيْسَ يعطيك للرجاء وَلَا الْخَوْف ... وَلَكِن يلذ طعم الْعَطاء) (تسْقط الطير حَيْثُ تلْتَقط الْحبّ ... وتغشى منَازِل الكرماء) (فعلى عقبَة السَّلَام مُقيما ... وَإِذا سَار تَحت ظلّ اللِّوَاء) 70 - وَقَالَ حجية بن المضرب (إِذا كنت ساإلا عَن الْمجد والعلى ... وَأَيْنَ الْعَطاء الجزل والنائل الْغمر) (فَنقبَ عَن الأملوك وأهتف بيعفر ... وعش جَار ظلّ لَا يغالبه الدَّهْر) (أُولَئِكَ قوم شيد الله فَخْرهمْ ... فَمَا فَوْقه فَخر وَإِن عظم الْفَخر) (أنَاس إِذا مَا الدَّهْر أظلم وَجهه ... فأيديهم بيض وأوجههم زهر) (يصونون أحسابا ومجدا مؤثلا ... ببذل أكف دونهَا المزن وَالْبَحْر) (سموا فِي الْمَعَالِي رُتْبَة فَوق رُتْبَة ... أحلتهم حَيْثُ النعائم والنسر) (أَضَاءَت لَهُم أحسابهم فتضاءلت ... لنورهم الشَّمْس المنيرة والبدر) (وَلَوْلَا مس الصخر الْأَصَم أكفهم ... أَفَاضَ ينابيع الندى ذَلِك الصخر) (وَلَو كَانَ فِي الأَرْض البسيطة مثلهم ... لمختبط عاف لما عرف الْفقر) (شكرت لكم معروفكم وبلاءكم ... وَمَا ضَاعَ مَعْرُوف يُكَافِئهُ شكر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 71 - وَقَالَ عَليّ بن جبلة العكوك (كل من فِي الأَرْض من ملك ... بَين باديه إِلَى حَضَره) (مستعير مِنْك مكرمَة ... يكتسيها يَوْم مفتخره) (إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبُو دلف ... بَين باديه ومحتضره) (فَإِذا ولى أَبُو دلف ... ولت الدُّنْيَا على أَثَره) (ملك تندى أنامله ... كانبلاج النوء عَن مطره) (مستهل عَن مواهبه ... كابتسام الرَّوْض عَن زهره) (المنايا فِي مقانبه ... والعطايا فِي ذرى حجره) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 72 - وَقَالَ أَيْضا (دجلة تسقى وَأَبُو غَانِم ... يطعم من تسقى من النَّاس) (يرتق مَا تفتق أعداؤه ... وَلَيْسَ يأسو فتقه آسى) (فَالنَّاس جسم وَإِمَام الْهدى ... رَأس وَأَنت الْعين فِي الراس) 73 - وَقَالَ إِبْرَهِيمُ بن هرمة من مخضرمي الدولتين (كريم لَهُ وَجْهَان وَجه لَدَى الرضى ... طليق وَوجه فِي الكريهة باسل) (لَهُ لحظات عَن حفافي سَرِيره ... إِذا كرها فِيهَا عِقَاب ونائل) (فَأم الَّذِي آمَنت آمِنَة الردى ... وَأم الَّذِي حاولت بالثكل ثاكل) (فأقسم مَا أكبا زنادك قَادِح ... وَلَا أكذبت فِيك الرَّجَاء القوابل) (وَلَا رجعت ذَا حَاجَة عَنْك عِلّة ... وَلَا عَاق خيرا عَاجلا فِيك آجل) 74 - وَقَالَ آخر (قِنَا لم يَضرهَا فِي الكريهة عِنْدَمَا ... طعنت بهَا أَن لَا تسن نصالها) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 (وَلم تصدف الْخَيل الْعتاق عَن الردى ... محاذرة لما وزعت رعالها) (لَدَى هبوة مَا كَانَ سَيْفك تحتهَا ... ووجهك إِلَّا شمسها وهلالها) 75 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد (كَأَنَّهُ قمر أَو ضيغم هصر ... أَو حَيَّة ذكر أَو عَارض هطل) 76 - وَقَالَ عبيد الله بن قيس الرقيات من شعراء بني أُميَّة (لعمري لَئِن كَانَت قُرَيْش بأسرها ... وُجُوهًا لَأَنْتُم بالوجوه عُيُون) (كَمَا لَيْسَ يخفى الْفضل أَيْن مَكَانَهُ ... كَذَا لَيْسَ يخفى الْفضل أَيْن يكون) 77 - وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (إِنِّي أمنت من الزَّمَان وريبه ... لما علقت من الْأَمِير حِبَالًا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 78 - وَقَالَ مَنْصُور النمري من شعراء الدولة العباسية (إِن المكارم وَالْمَعْرُوف أَوديَة ... أحلك الله مِنْهَا حَيْثُ تَجْتَمِع) (إِذا رفعت إمرأ فَالله رافعه ... وَمن وضعت من الأقوام يتضع) (يقظان لَا يتعايا بالخطوب إِذا ... نابت وَلَا يَعْتَرِيه الضّيق والزمع) (ليل من النَّقْع لَا شمس وَلَا قمر ... إِلَّا جبينك والمذروبة الشَّرْع) (مستحكم الرَّأْي مستغن بوحدته ... عَن الرِّجَال بريب الدَّهْر مضطلع) (إِن أخلف الْقطر لم تخلف مخايله ... أَو ضَاقَ أَمر ذَكرْنَاهُ فيتسع) (لما أخذت بكفى حَبل طَاعَته ... أيقنت أَنِّي من الْأَحْدَاث مُمْتَنع) (من لم يكن بأمين الله معتصما ... فَلَيْسَ بالصلوات الْخمس ينْتَفع) 79 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفي (أَمِير الْمُؤمنِينَ على صِرَاط ... إِذا اعوج الْمَوَارِد مُسْتَقِيم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 80 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب الْمُجَاشِعِي (فلأمدحن بني الْمُهلب مِدْحَة ... غراء ظَاهِرَة على الْأَشْعَار) 81 - وَقَالَ أَبُو الشغب الْعَبْسِي فِي وَلَده رِبَاط وتروى للأقرع بن معَاذ العامري (رَأَيْت رِبَاطًا حِين تمّ شبابه ... وَولى شَبَابِي لَيْسَ فِي بره عتب) 82 - وَقَالَ سلم الخاسر التَّيْمِيّ من شعراء الدولة العباسية (أبلغ الفتيان مألكة ... أَن خير الود مَا نفعا) (إِن قرما من بني مطر ... أتلفت كَفاهُ مَا جمعا) (كلما عدنا لنائله ... عَاد فِي معروفه جذعا) 83 - وَقَالَ أَبُو النَّجْم الْعجلِيّ (إِن الأعادي لن تنَال رماحنا ... حَتَّى تنَال كواكب الجوزاء) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 (كم فِي لجيم من أغر كَأَنَّهُ ... صبح يشق طيالس الظلماء) 84 - وَقَالَ سحبان وَائِل فِي طَلْحَة الطلحات الْخُزَاعِيّ من سادس الْكَامِل (يَا طلح أكْرم من مَشى ... حسبا وَأَعْطَاهُمْ لتالد) (مِنْك الْعَطاء فَأعْطِنِي ... وعَلى مدحك فِي الْمشَاهد) 85 - وَقَالَ عَمْرو التنابن عميرَة الْعَنْبَري من بني تَمِيم من الْبَسِيط (إِذا النحور بصارد اللحى خضبت ... شَهْري ربيع وَمَج نَضرة الْعود) (واستوحش الْجُود فِي أزم الشتَاء فَفِي ... ناديهم الحزم والأخلاق والجود) (مَا مثلهم بشر عِنْد الحروب إِذا ... قَالَ المحرض عَن أحسابكم ذودوا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 (الْقَائِلين إِذا هم بالقنا خَرجُوا ... من غمرة الْمَوْت فِي حوماتها عودوا) (عَادوا فعادوا كراما لَا تنابلة ... عِنْد اللِّقَاء وَلَا رعش رعاديد) 86 - وَقَالَ عبيد بن العرندس الْكلابِي جاهلي (هَينُونَ لَينُونَ أيسار ذَوُو كرم ... سواس مكرمَة أَبنَاء أيسار) (إِن يسْأَلُوا الْخَيْر يعطوه وَإِن خبروا ... فِي الْجهد أدْرك مِنْهُم طبب أَخْبَار) (وَإِن توددتهم لانوا وَإِن شهموا ... كشفت آساد حَرْب غير أغمار) (فيهم وَمِنْهُم بعد الْمجد متلدا ... وَلَا يعد ثَنَا خزي وَلَا عَار) (لَا ينطقون عَن الْفَحْشَاء إِن نطقوا ... وَلَا يمارون إِن ماروا بإكثار) (من تلق مِنْهُم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النُّجُوم الَّتِي يسري بهَا الساري) 87 - وَقَالَ أَبُو الشيص مُحَمَّد بن رزين الْخُزَاعِيّ (كريم يغض الطّرف فضل حيائه ... وَيَدْنُو وأطراف الرماح دواني) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 (وكالسيف إِن لاينته لَان مَتنه ... وحداه إِن خاشنته خشنان) 88 - وَقَالَ يحيى بن زِيَاد الْحَارِثِيّ (تخالهم للحلم صمًّا عَن الْخَنَا ... وخرسا عَن الْفَحْشَاء عِنْد التهاجر) (ومرضى إِذا لاقوا حَيَاء وعفة ... وَعند المنايا كالليوث الخوادر) (لَهُم ذل إنصاف ولين تواضع ... بِهِ لَهُم ذلت رِقَاب المعاشر) (كَأَن بهم وصما يخَافُونَ عَيبه ... وَمَا وصمهم إِلَّا اتقاء المعاير) 89 - وَقَالَ آخر (فَتى لَا ترَاهُ الدَّهْر إِلَّا مشمرا ... ليدرك ثأرا أَو ليرغم لوما) (تبسمت الآمال عَن طيب ذكره ... وَإِن كَانَ يبكيها إِذا مَا تجهما) 90 - وَقَالَ ذُو الرمة (أَنْت الرّبيع إِذا مَا لم يكن مطر ... والسائس الحازم المعفول مَا أمرا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 91 - وَقَالَ آخر (وأحلام عَاد لَا يخَاف جليسهم ... وَإِن نطقوا العوراء غرب لِسَان) (إِذا حدثوا لم يخْش سوء استماعهم ... وَإِن حدثوا أَدّوا بِحسن بَيَان) 92 - وَقَالَ كَعْب بن معدان الأشقري أموي الشّعْر (كم حَاسِد لَك قد عطلت همته ... مغرى بشتم صروف الدَّهْر وَالْقدر) (كَأَنَّمَا أَنْت سهم فِي مفاصله ... إِذا رآك ثنى طرفا على عور) (كم حسرة مِنْك تردى فِي جوانحه ... لَهَا على الْقلب مثل الوخز بالإبر) (أَنْت الْكَرِيم الْفَتى لَا شَيْء يُشبههُ ... لَا عيب فِيك سوى أَن قيل من بشر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 93 - وَقَالَ الْقطَامِي عُمَيْر بن شييم أموي الشّعْر يمدح بني دارم (جزى الله خيرا وَالْجَزَاء بكفه ... بني دارم عَن كل جَان وغارم) (هم حملُوا رحلي وأدوا أمانتي ... إِلَى وردوا فِي ريش القوادم) (وَلَا عيب فيهم غير أَن قدورهم ... على المَال أَمْثَال السنين الحواطم) (وَإِن مَوَارِيث الأولى يرثونهم ... كنوز الْمَعَالِي لَا كنوز الدَّرَاهِم) (وَمَا ضرّ مَنْسُوبا أَبوهُ وَأمه ... إِلَى دارم أَن لَا يكون لهاشم) 94 - وَقَالَ أَبُو البرج الْقَاسِم بن حَنْبَل المري وتروى لمرة الْجَعْدِي (أرى الخلان بعد أبي حبيب ... وَحجر فِي جنابهم جفَاء) (من الْبيض الْوُجُوه بني سِنَان ... لَو أَنَّك تستضيء بهم أضاءوا) (هم شمس النَّهَار إِذا اسْتَقَلت ... وَبدر مَا يغيبه العماء) (بناة مَكَارِم واساة كلم ... دِمَاؤُهُمْ من الْكَلْب الشِّفَاء) (فَلَو أَن السَّمَاء دنت لمجد ... ومكرمة دنت لَهُم السَّمَاء) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 95 - وَقَالَ مطرود بن كَعْب الْخُزَاعِيّ إسلامي ويروى لِابْنِ الزبعري وَالْأول أَكثر (يَا أَيهَا الرجل المحول رَحْله ... هلا نزلت بآل عبد منَاف) (الآخذون الْعَهْد من آفاقها ... والراحلون برحلة الإيلاف) (والخالطون فقيرهم بغنيهم ... حَتَّى يعود فقيرهم كالكافي) (والمطعمون إِذا الرِّيَاح تناوحت ... وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف) (والمفضلون إِذا المحول ترادفت ... والقائلون هَلُمَّ للأضياف) (هبلتك أمك لَو نزلت برحلهم ... منعوك من عدم وَمن إقراف) (ويكللون جفانهم بسديفهم ... حَتَّى تغيب الشَّمْس فِي الرجاف) (كَانَت قُرَيْش بَيْضَة فتفلقت ... فالمح خالصه لعبد منَاف) 96 - وَقَالَ عبد الله بن الزبعري (عَمْرو العلى هشم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ ... قوم بِمَكَّة مُسنَّتَيْنِ عجاف) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 (وَهُوَ الَّذِي سنّ الرحيل لِقَوْمِهِ ... رَحل الشتَاء ورحلة الأصياف) 97 - وَقَالَ قيس بن عنقاء الْفَزارِيّ (غُلَام رَمَاه الله بِالْخَيرِ يافعا ... لَهُ سيمياء لَا تشق على الْبَصَر) (كَانَ الثريا علقت فَوق نَحره ... وَفِي خَدّه الشعرى وَفِي وَجهه الْقَمَر) (إِذا قيلت العوراء أغضى كَأَنَّهُ ... ذليل بِلَا ذل وَلَو شَاءَ لانتصر) 98 - وَقَالَ مَالك بن الريب إسلامي (لِيَهنك أَنِّي لم أجد لَك عائبا ... سوى حَاسِد والحاسدون كثير) (وَأَنَّك مثل الْغَيْث أما نَبَاته ... فظل وَأما مَاؤُهُ فطهور) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 99 - وَقَالَ إِدْرِيس بن أبي حَفْصَة من مخضرمي الدولتين وَذكر ابلا (لما أتتك وَقد كَانَت مُنَازعَة ... وافى الرِّضَا بَين أيديها بأقياد) (لَهَا أَحَادِيث من ذكراك تشغلها ... عَن الرتوع وتنهاها عَن الزَّاد) (أمامها مِنْك نور تستضيء بِهِ ... وَمن رجائك فِي أعقابها حادي) 100 - وَقَالَ نصيب بن رَبَاح أموي الشّعْر (أَقُول لركب صادرين لقيتهم ... قفا ذَات أوشال ومولاك قَارب) (قفوا خبروني عَن سُلَيْمَان إِنَّنِي ... لمعروفه من أهل ودان طَالب) (فَقَالُوا تَرَكْنَاهُ وَفِي كل لَيْلَة ... يطِيف بِهِ من طَالب الْعرف رَاكب) (فعاجوا فَأَثْنوا بِالَّذِي أَنْت أَهله ... وَلَو سكتوا أثنت عَلَيْك الحقائب) (هُوَ الْبَدْر وَالنَّاس الْكَوَاكِب حوله ... وَهل يشبه الْبَدْر الْمُنِير الْكَوَاكِب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 101 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب الْمُجَاشِعِي وتروى لِأَخِيهِ الأخطل بن غَالب وأدخلها الفرزدق فِي شعره (وَركب كَأَن الرّيح تطلب عِنْدهم ... لَهَا ترة من جذبها بالعصائب) (سروا يركبون الرّيح وَهِي تلفهم ... إِلَى شعب الأكوار ذَات الحقائب) (إِذا مَا استداروا وجهة الرّيح أعصفت ... تصك وُجُوه الْقَوْم بَين الركائب) (إِذا آنسوا نَارا يَقُولُونَ ليتها ... وَقد خضرت أَيْديهم نَار غَالب) (رَأَوْا ضوء نَار فِي يفاع تألقت ... يُؤَدِّي إِلَيْهَا لَيْلهَا كل ساغب) (تشب لمقروين طَال سراهم ... إِلَيْهَا وَقد أصغت توالي الْكَوَاكِب) (ترى نيسبا من صادرين وَورد ... إِذا رَاكب ولى أناخت بِرَاكِب) (إِلَى نَار ضراب العراقيب لم يزل ... لَهُ من ذبابي سَيْفه خير جالب) (تدر لَهُ الأنساء فِي لَيْلَة الصِّبَا ... وتمرى لَهُ البات عِنْد الترائب) وَإِنَّمَا لم تذكر هَذِه الأبيات فِي بَاب الأضياف لأجل قصَّتهَا مَعَ نصيب لما أنْشد شعره قبله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 102 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث (ولواؤك الخطار يخْطر تَحْتَهُ ... من فَوق رَأسك أسمر خطار) (فَكَأَن خلط سوَاده وبياضه ... ليل يزاحم طرتيه نَهَار) (خرس فَإِن كثر الْخطاب لشمأل ... أَو لاججته فَإِنَّهُ مهذار) 103 - وَقَالَ جرير بن الخطفي أموي الشّعْر (تعزت أم حرزة ثمَّ قَالَت ... رَأَيْت الموردين ذَوي امتياح) 104 - وَقَالَ ابْن الرّقاع العاملي أموي الشّعْر (لَا خير فِي الْحر لَا ترجى فواضله ... فاستمطروا من قُرَيْش كل منخدع) (تخال فِيهِ إِذا خاتلته بلها ... عَن مَاله وَهُوَ وافي الْعقل والورع) 105 - وَقَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى جاهلي (وأبيض فياض يَدَاهُ غمامة ... على معتفيه مَا تغب نوافله) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 106 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل الْعَبْسِي مخضرم (وغارة كشعاع الشَّمْس مشعلة ... تهوى بِكُل صبيح الْوَجْه بسام) (قب الْبُطُون من التعداء قد علمت ... أَن كل عَام عَلَيْهَا عَام إلجام) (مستحقبات رواياها جحافلها ... يسمو بهَا أشعري طرفه سامي) 107 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث (المنعمون بَنو حَرْب وَقد حدقت ... بِي الْمنية واستبطأت أَنْصَارِي) (قوم إِذا حَاربُوا شدوا مآزرهم ... دون النِّسَاء وَلَو باتت بأطهار) 108 - وَقَالَ عَليّ بن جبلة العكوك وتروى لخلف بن مَرْزُوق مولى ريطة (أَنْت الَّذِي تنزل الْأَيَّام منزلهَا ... وتنقل الدَّهْر من حَال إِلَى حَال) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 (وَمَا مددت مدى طرف إِلَى أحد ... إِلَّا قضيت بأرزاق وآجال) (تزور سخطا فتمسى الْبيض راضية ... وتستهل فتبكي أعين المَال) 109 - وَقَالَ أَبُو الطمحان القيني واسْمه شَرْقي بن حَنْظَلَة (وَإِنِّي من الْقَوْم الَّذين هم هم ... إِذا مَاتَ مِنْهُم سيد قَامَ صَاحبه) (نُجُوم سَمَاء كلما غَابَ كَوْكَب ... بدا كَوْكَب تأوى إِلَيْهِ كواكبه) (وَمَا زَالَ فيهم حَيْثُ كَانَ مسود ... تسير المنايا حَيْثُ سَارَتْ كتائبه) (أَضَاءَت لَهُم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللَّيْل حَتَّى نظم الْجزع ثاقبه) 110 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن هرمة من مخضرمي الدولتين (إِذا قيل أَي فَتى تعلمُونَ ... أهش إِلَى الطعْن بالذابل) (وأضرب للقرن يَوْم الوغى ... وَأطْعم فِي الزَّمن الماحل) (أشارت إِلَيْك أكف الْأَنَام ... إِشَارَة غرقى إِلَى سَاحل) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 111 - وَقَالَ مَرْوَان بن أبي حَفْصَة (معن بن زَائِدَة الَّذِي زيدت بِهِ ... شرفا إِلَى شرف بَنو شَيبَان) (إِن عد أَيَّام الفخار فَإِنَّمَا ... يوماه يَوْم ندى وَيَوْم طعان) (يكسو المنابر والأسرة بهجة ... ويزينها بجهارة وَبَيَان) (تمْضِي أسنته ويسفر وَجهه ... فِي الروع عِنْد تغير الألوان) (مَا زلت يَوْم الهاشمية معلما ... بِالسَّيْفِ دون خَليفَة الرَّحْمَن) (فحميت حوزته وَكنت وقاءه ... من ضرب كل مهند وَسنَان) (أَنْت الَّذِي ترجو ربيعَة سيبه ... وتعده لنوائب الْحدثَان) (فت الَّذين رجوا نداك وَلم ينل ... أدنى بننائك فِي المكارم بإني) 112 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد (الله أطفأ نَار الْحَرْب إِذْ سعرت ... شرقا بموقدها فِي الغرب دَاوُد) 113 - وَقَالَ الحطيئة الْعَبْسِي بن أَوْس (وَإِن الَّذِي نكبتها عَن معاشر ... على غضاب أَن صددت كَمَا صدوا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 114 - وَقَالَ أَيْضا (وأدماء حرجوج تعالت موهنا ... بسوطي فارمدت نجاء الخفيدد) 115 - وَقَالَ أَبُو الْهِنْدِيّ (نزلت على آل الْمُهلب شاتيا ... غَرِيبا عَن الأوطان فِي زمن الْمحل) (فَمَا زَالَ بِي إحسانهم وافتقادهم ... وإيناسهم حَتَّى حسبتهم أَهلِي) 116 - وَقَالَ زِيَاد بن حمل بن سعد بن عميرَة بن حُرَيْث (لَا حبذا أَنْت يَا صنعاء من بلد ... وَلَا شعوب هوى مني وَلَا نقم) 117 - وَقَالَ بكر بن النطاح وَجَاء باستطراد فِيهِ هجاء ومدح (عرضت عَلَيْهَا مَا أَرَادَت من المنى ... لترضى فَقَالَت قُم فجئني بكوكب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 (فَقلت لَهَا هَذَا التعنت كُله ... كمن يَشْتَهِي لحم عنقاء مغرب) (سلى كل شَيْء يَسْتَقِيم طلابه ... وَلَا تذهبي يَا بدر بِي كل مَذْهَب) (فأقسم لَو أَصبَحت فِي عز مَالك ... وَقدرته مَا نَالَ ذَلِك مطلبي) (فَتى شقيت أَمْوَاله بهباته ... كَمَا شقيت بكر بأرماح تغلب) 118 - وَقَالَ مَرْوَان عبد بني قضاعة (فَلَو كنت مولى قيس عيلان لم تَجِد ... عَليّ لإِنْسَان من النَّاس درهما) (وَلَكِنِّي مولى قضاعة كلهَا ... فلست أُبَالِي أَن أدين وتغرما) (أُولَئِكَ قومِي بَارك الله فيهم ... على كل حَال مَا أعف وأكرما) 119 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد (أجدك مَا تدرين أَن رب لَيْلَة ... كَأَن دجاها من قرونك ينشر) (لهوت بهَا حَتَّى تجلت بغرة ... كغرة يحيى حِين يذكر جَعْفَر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 120 - وَقَالَ عَليّ بن جبلة (موفق الرَّأْي لَا زَالَت عَزَائِمه ... تكَاد مِنْهَا الْجبَال الصم تنصدع) (كَأَنَّمَا كَانَت الآراء مِنْهُ لَهَا ... نواظر فِي قُلُوب الدَّهْر تطلع) 121 - وَقَالَ يزِيد بن مُحَمَّد بن الْمُهلب ابْن الْمُغيرَة بن الْمُهلب بن أبي صفرَة (رهننت يَدي بِالْعَجزِ عَن شكر بره ... وَمَا فَوق شكري للشكور مزِيد) (وَلَو كَانَ بِمَا يُسْتَطَاع استطعته ... وَلَكِن مَا لَا يُسْتَطَاع شَدِيد) 121 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر (ولأشكرن غَرِيب نعْمَته ... حَتَّى أَمُوت وفضله الْفضل) (أَنْت الشجاع إِذا هم نزلُوا ... عِنْد الْمضيق وفعلك الْفِعْل) 123 - وَقَالَ بعض الْخَوَارِج (فَإِن كَانَ مِنْكُم كَانَ مَرْوَان وَابْنه ... وَعَمْرو مِنْكُم هَاشم وحبِيب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 (فمنا حُصَيْن والبطين وقعنب ... وَمنا أَمِير الْمُؤمنِينَ شبيب) فَلَمَّا ظفر بِهِ هِشَام قَالَ أَنْت الْقَائِل وَمنا أَمِير الْمُؤمنِينَ شبيب فَقَالَ لم أقل إِلَّا وَمنا أَمِير الْمُؤمنِينَ شبيب وَهَذَا يُسمى المواربة يَقُول الْمُتَكَلّم شَيْئا يتَضَمَّن مَا يُنكر عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ ثمَّ يخلص مِنْهُ إِن فطن لَهُ إِمَّا بتحريفه بِزِيَادَة أَو نُقْصَان إو إِبْدَال أَو تَصْحِيف 124 - وَمن طريف ذَلِك أَن النَّبِي قَالَ لعَلي رَضِي الله عَنهُ لما قَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ (أَتجْعَلُ نَهْبي وَنهب العبيد ... بَين عُيَيْنَة والأقرع) (وَمَا كَانَ صحن وَلَا حَابِس ... يَفُوقَانِ مرداس فِي مجمع) (وَمَا أَنا دون امْرِئ مِنْهُمَا ... وَمن تضع الْيَوْم لَا يرفع) اقْطَعْ لِسَانه عني فَأعْطَاهُ مائَة نَاقَة وَقَالَ أمضيت مَا أمرت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 125 - وَقَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى [الصَّوَاب الْأَعْشَى] (إِن الَّذِي فِيهِ تماريتما ... يبين للسامع والناظر) 126 - وَقَالَ النَّابِغَة الذيباني (فَللَّه عينا من رأى مثله فَتى ... أضرّ لمن عادى وَأكْثر نَافِعًا) (وَأعظم أحلاما وأكبر سيدا ... وَأفضل مشفوعا إِلَيْهِ وشافعا) 127 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد (ينَال بالرفق مَا يعيى الرِّجَال بِهِ ... كالموت مستعجلا يَأْتِي على مهل) 128 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ (إِن الذوائب من فهر وإخوتهم ... قد بينوا سنة للنَّاس تتبع) 129 - وَقَالَ آخر [فِي خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي] (هَذَا الَّذِي آمل تعميره ... لدفع مَا أخْشَى من الدَّهْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 (مَا قَالَ لَا قطّ وَلَو قَالَهَا ... صَامَ لَهَا الْعشْر من أِشهر) 130 - وَقَالَ لبيد بن ربيعَة العامري (وَبَنُو الريان لَا يأْتونَ لَا ... وعَلى ألسنهم خفت نعم) (زينت أحسابهم أحلامهم ... وَكَذَلِكَ الْحلم زين للكرم) 131 - وَقَالَ آخر (لَزِمت نعم حَتَّى كَأَنَّك لم تكن ... بِلَا عَارِفًا فِي سالف الدَّهْر والأمم) (وَأنْكرت لَا حَتَّى كَأَنَّك لم تكن ... سَمِعت من الْأَشْيَاء شَيْئا سوى نعم) 132 - وَقَالَ أَبُو دهبل الجُمَحِي فِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الهبرزي وَقيل يمدح النَّبِي (عقم النِّسَاء فَلم يلدن شبيهه ... إِن النِّسَاء بِمثلِهِ عقم) (مُتَقَارب بنعم بِلَا متباعد ... سيان مِنْهُ الوفر والعدم) (نزر الْكَلَام من الْحيَاء تخاله ... ضمنا وَلَيْسَ بجسمه سقم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 133 - وَقَالَ آخر فِي ضِدّه (منيتي بنعم حَتَّى إِذا وَجَبت ... ألحقت لَا بنعم مَا هَكَذَا الْجُود) (فصرت مثل جواد بذ حلبته ... بذ الْجِيَاد لَهُ فِي الأَرْض تخديد) (حَتَّى إِذا مَا دنا من رَأس غَايَته ... أعيا وَمَرَّتْ بِهِ المهرية الْقود) 134 - قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (جزى الله عني صَالحا بجزائه ... وأضعف أضعافا لَهُ فِي جَزَائِهِ) (بلوت رجَالًا بعده فِي إخائهم ... فَمَا ازددت إِلَّا رَغْبَة فِي إخائه) (خَلِيل إِذا مَا جِئْت أبغيه عرفه ... رجعت بِمَا أبغي ووجهي بمائه) 135 - وَقَالَ آخر (إِذا مَا أَتَاهُ السائلون توقدت ... عَلَيْهِ مصابيح الطلاقة والبشر) (لَهُ فِي ذَوي الْمَعْرُوف نعمي كَأَنَّهَا ... مواقع مَاء المزن فِي الْبَلَد القفر) 136 - وَقَالَ آخر (أَخ لست أَدْرِي كَيفَ أشكر بره ... تجل أياديه عَن الْوَصْف وَالذكر) (شكرت لَهُ حسن الإخاء فَعَاد لي ... بإحسانه حَتَّى عجزت عَن الشُّكْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 137 - وَقَالَ مازح بن مهَاجر (أرى الْحَيَّيْنِ من قيس وكلب ... إِذا ذكرت عراصكم الرحاب) (وَأَيَّام لكم طَالَتْ سناء ... فَلَيْسَ لعائب فِيهَا معاب) (يَغُضُّونَ الجفون قلى ومقتا ... وَيظْهر مِنْهُم الْحَسَد العجاب) (فقيس لَا تقاس بكم سماحا ... وكلب دون مجدكم كلاب) (أُولَئِكَ معشر خبثوا وقلوا ... وَأَنْتُم معشر كَثُرُوا وطابوا) 138 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة الخطفي يمدح عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ (إِنَّا لنَرْجُو إِذا مَا الْغَيْث أخلفنا ... من الْخَلِيفَة مَا نرجو من الْمَطَر) 139 - وَقَالَ حَاتِم الطَّائِي جاهلي (إِن كنت كارهة لعيشتنا ... هاتا فحلي فِي بني بدر) 140 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل بن أَوْس (وفتيان صدق من عدى عَلَيْهِم ... صَفَائِح بَصرِي علقت بالعواتق) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 141 - وَقَالَ إِسْحَاق بن حسان الخزيمي (إِذا لبسوا عمائمهم ثنوها ... على كرم وَإِن سفروا أناروا) (يَبِيع وَيَشْتَرِي لَهُم سواهُم ... وَلَكِن بِالسُّيُوفِ هم تجار) (إِذا مَا كنت جَار بني خريم ... فَأَنت لأكرم الثقلَيْن جَار) 142 - وَقَالَ أَوْس بن حجر (وَمَا كَانَ وقافا إِذا الْخَيل أحجمت ... وَمَا كَانَ مبطانا إِذا مَا تجردا) (كثير رماد الْقدر غير ملعن ... وَلَا مؤيس مِنْهَا إِذا هُوَ أخمدا) 143 - وَقَالَ الفرزدق همام الْمُجَاشِعِي (وَمنا الَّذِي اختير الرِّجَال سماحة ... وجودا إِذا هَب الرِّيَاح الزعازع) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 144 - وَقَالَ مَرْوَان ابْن أبي حَفْصَة (تدارك معن قبَّة الدّين بَعْدَمَا ... خشينا على أوتاده أَن تنزعا) (أَقَامَ على الثغر الْمخوف وهَاشِم ... تساقى سماما بالأسنة منقعا) (وَمَا أحجم الْأَعْدَاء عَنْك بَقِيَّة ... عَلَيْك وَلَكِن لم يرَوا فِيك مطمعا) (رَأَوْا مخدرا قد جربوه وعاينوا ... لَدَى غيله مِنْهُم مجرأ ومصرعا) (لقد أَصبَحت فِي كل شَرق ومغرب ... بسيفك أَعْنَاق المريبين خضعا) 145 - وَقَالَ عبيد الله بن قيس الرقيات (إِن الْأَعَز الَّذِي أَبوهُ أَبُو ... العَاصِي عَلَيْهِ الْوَقار والحجب) (يعتدل التَّاج فَوق مفرقه ... على جبين كَأَنَّهُ الذَّهَب) (مَا نقموا من بني أُميَّة إِلَّا ... أَنهم يحلمون إِن غضبوا) (وَإِنَّهُم مَعْدن الْكِرَام وَمَا ... تصلح إِلَّا عَلَيْهِم الْعَرَب) (وَإِن جَلَسُوا لم تضق مجَالِسهمْ ... والأسد أَسد العرين إِن ركبُوا) 146 - وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (وَلَقَد تنسمت الرِّيَاح لحاجتي ... وَإِذا لَهَا من راحتيك نسيم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 (ورميت نَحْو سَمَاء جودك ناظري ... أرعى مخايل برقها وأشيم) (ولربما استيأست ثمَّ أَقُول لَا ... إِن الَّذِي وعد النجاح كريم) 147 - وَقَالَ أَيْضا (نَفسِي بِشَيْء من الدُّنْيَا معلقَة ... وَالله والقائم الْمهْدي يكفيها) (إِنِّي لأيئس مِنْهَا ثمَّ يطمعني ... فِيهَا احتقارك للدنيا وَمَا فِيهَا) 148 - وَقَالَ أَشْجَع السّلمِيّ (إِلَيْك أَبَا الْعَبَّاس سَارَتْ نَجَائِب ... لَهَا همم تسري إِلَيْك وتنزع) (بذكرك نحدوها إِذا مَا تَأَخَّرت ... فتمضي على هول الْمُضِيّ وتسرع) (فَمَا للسان الْمَدْح دُونك مشرع ... وَمَا للمطايا دون بابك مفزع) (إِذا مَا حِيَاض الْمجد قلت مياهها ... فحوض أبي الْعَبَّاس فِي الْجُود منزع) (فزرة تزر حلماً وعلماً وسوددا ... وبأسا بِهِ أنف الْحَوَادِث يجدع) 149 - وَقَالَ يزِيد بن مفرغ أموي الشّعْر (عدس مَا لعباد عَلَيْك إِمَارَة ... نجوت وَهَذَا تحملين طليق) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 (لعمري لقد أنجاك من هوة الردى ... إِمَام وحبل للْإِمَام وثيق) (سأشكر مَا أوليت من حسن نعْمَة ... ومثلي بشكر المنعمين حقيق) 150 - وَقَالَت الخنساء بنت الشريد (جارى أَبَاهُ فَأَقْبَلَا وهما ... يتعاوران ملاءة الْحَضَر) (وهما وَقد برزا كَأَنَّهُمَا ... صقران قد حطا إِلَى وكر) (حَتَّى إِذا نزت لقلوب وَقد ... لزت هُنَاكَ الْعذر بالعذر) (وَعلا هتاف النَّاس أَيهمَا ... قَالَ الْمُجيب هُنَاكَ لَا نَدْرِي) (برقتْ صفيحة وَجه وَالِده ... وَمضى على غلوائه يجْرِي) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 151 - وَقَالَ ربيعَة بن مقروم الضَّبِّيّ (وَقد سَمِعت بِقوم يمدحون فَلم ... أسمع بمثلك لَا حلما وَلَا جودا) (وَقد سبقت لغايات الْجِيَاد وَقد ... أشبهت آباءك الصَّيْد الصناديدا) (هَذَا ثنائي بِمَا أوليت من حسن ... لَا زلت عوض قرير الْعين محسودا) 152 - وَقَالَ الْأَعْشَى بن جشم الْهَمدَانِي أموي الشّعْر (وَإِن امْرَءًا أسرى إِلَيْك ودونه ... من الأَرْض موماة وبيداء سملق) (لمحقوقة أَن تستجبي لصوته ... وَأَن تعلمي أَن المعان موفق) (لعمري لقد لاحت عُيُون كَثِيرَة ... إِلَى ضوء نَار فِي يفاع تحرق) (تشب لمقرورين يصطليانها ... وَبَات على النَّار الندى والمحلق) (رضيعي لبان ثدي أم تحَالفا ... بأسحم داج عوض لَا نتفرق) (يداك يدا صدق فَكف مفيدة ... وَأُخْرَى إِذا مَا ضن بالزاد تنْفق) (ترى الْجُود يجرى ظَاهرا فَوق وَجهه ... كَمَا زَان متن الهندواني رونق) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 (وَأَن عنَاق العيس سَوف يزوركم ... ثَنَاء على أعجازهن مُعَلّق) (فجمر أَمر النَّاس يَوْمًا وَلَيْلَة ... فهم ساكتون والمنية تنطق) (جماع الْهوى فِي الرشد أدنى إِلَى التقى ... وَترك الْهوى فِي الغي أدنى وأرفق) ذ 153 - وَقَالَ عَمْرو بن العَاصِي يمدح عليا رَضِي الله عَنهُ (طَعَام سيوفه مهج الأعادي ... وفيض دم النحور لَهَا شراب) (كَأَن سِنَان عَامله ضمير ... فَلَيْسَ عَن الْقُلُوب لَهُ ذهَاب) 154 - وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر إسلامي (صموت وقوال فللحلم صمته ... وبالعلم يجلو الشَّك مَنْطِقه الْفَصْل) 155 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث (وَمَا هم على بعد بِرَأْي مُسَدّد ... فأفناهم من قبل تَأتي كتائبه) (وحاربهم بالبيض حَتَّى إِذا أَتَوا ... لما شام قَامَ الْعَفو فيهم يحاربه) 156 - وَقَالَ دعبل الْخُزَاعِيّ (مُسَدّد الرَّأْي إِن تلحظ مكايده ... مكايد الدَّهْر لم يثبت لَهَا قدم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 (لَا يعرف الْعَفو إِلَّا بعد مقدرَة ... وَلَا يُعَاقب حَتَّى تنجلي التهم) 157 - وَقَالَ النَّابِغَة زِيَاد بن مُعَاوِيَة الذبياني (مهلا فدَاء لَك الأقوام كلهم ... وَمَا أثمر من مَال وَمن ولد) 158 - وَقَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت جاهلي (ليطلب الْوتر أَمْثَال ابْن ذِي يزن ... لجج فِي الْبَحْر للأعداء أَحْوَال) (أَتَى هِرقل وَقد شالت نعامته ... فَلم يجد عِنْده النَّصْر الَّذِي سالا) (ثمَّ انتحى نَحْو كسْرَى بعد سابعة ... من السنين لقد أبعد قِلْقَالًا) (حَتَّى أَتَى بيني الْأَحْرَار يقدمهم ... تخالهم فَوق سهل الأَرْض أجبالا) (لله دِرْهَم من فتية صَبر ... مَا إِن رَأَيْت لَهُم فِي النَّاس أَمْثَالًا) (بيض مرازبة غلب أساوره ... أَسد تربب فِي الغابات أشبالا) (حملت أسدا على سود الْكلاب فقد ... أضحى شريدهم فِي الْبَحْر فلالا) (اشرب هَنِيئًا عَلَيْك التَّاج مرتفقا ... فِي رَأس غمدان دَارا مِنْك مجلالا) (ثمَّ اظل الْمسك إِذْ شالت نعامتهم ... وأسبل الْيَوْم فِي برديك إسبالا) (هذي المكارم لَا قعبان من لبن ... شيبا بِمَاء فعادا بعد أبوالا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 159 - وَقَالَ الْأَحْوَص عبد الله بن عَاصِم الْأَسدي من شعراء بني أُميَّة (فخرت وانتمت فَقلت ذَرِينِي ... لَيْسَ جهل أَتَيْته ببديع) (فَأَنا ابْن الَّذِي حمت لَحْمه الدبر ... قَتِيل اللحيان يَوْم الرجيع) (غسلت خَالِي الْمَلَائِكَة الْأَبْرَار ... مَيتا طُوبَى لَهُ من صريع) 160 - وَقَالَ أعشى هَمدَان (وَإِذا سَأَلت الْمجد أَيْن مَحَله ... فالمجد بَين مُحَمَّد وَسَعِيد) (بَين الْأَشَج وَبَين قيس باذخ ... بخ بخ لوالده وللمولود) (مَا قصرت بك أَن تنَال مدى العلى ... أَخْلَاق مكرمَة وَارِث جدود) (وَإِذا دَعَا لعظيمة حشدت لَهُ ... هَمدَان تَحت لوائه الْمَعْقُود) (وَإِذا دَعَوْت بآل كِنْدَة أجفلوا ... بكهول صدق سيد ومسود) (وشباب ملحمة كَأَن سيوفهم ... فِي كل ملحمة بروق ورعود) 161 - وَقَالَ عبد الله بن أبي معقل الأوسي (إِن يَعش مُصعب فَنحْن بِخَير ... قد أَتَانَا من عيشه مَا نرجى) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 (ملك يطعم الطَّعَام ويسقى ... لبن البخت فِي عساس الخليج) 162 - وَقَالَ الْحسن بن هانىء الْحكمِي (أَنْت الَّذِي تَأْخُذ الدُّنْيَا بحجزته ... إِذا الزَّمَان على أبنائه كلحا) (وكلت بالدهر عينا غير غافلة ... من جود كفك تأسو كلما جرحا) 163 - وَقَالَ مِسْكين ربيعَة بن عَامر الدِّرَامِي أموي الشّعْر (إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ رحلتها ... تثير القطا لَيْلًا وَهن هجود) (على الطَّائِر الميمون وَالْجد صاعدا ... لكل أنَاس طَائِر وجدود) (إِذا الْمِنْبَر الغربي خلى مَكَانَهُ ... فَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ يزِيد) 164 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد الْأنْصَارِيّ (لَو أَن خلقا يخلقون منية ... من بأسهم كَانُوا بني جبريلا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 (قوم إِذا حمر الهجير من الوغى ... جعلُوا الجماجم للسيوف مقيلا) 165 - وَقَالَ أَبُو دهبل الجُمَحِي أموي الشّعْر (تحمله النَّاقة الأدماء متعجرا ... بالبرد كالبدر ججلي لَيْلَة الظُّلم) (وَكَيف أنساك لَا نعماك وَاحِدَة ... عِنْدِي وَلَا بِالَّذِي أسديت من قدم) 166 - وَقَالَ بشار بن برد من شعراء الدولتين (دَعَاني إِلَى عمر جوده ... وَقَول الْعَشِيرَة بَحر خضم) (وَلَوْلَا الَّذِي خبروا لم أكن ... لأمدح رَيْحَانَة قبل شم) (إِذا أيقظتك حروب العدى ... فنبه لَهَا عمرا ثمَّ نم) (فَتى لَا ينَام على دمنة ... وَلَا يشرب المَاء إِلَّا بِدَم) 167 - وَقَالَ ريَاح بن سنيح يمدح الفرزدق ويهجو جَرِيرًا (إِن الفرزدق صَخْرَة عَادِية ... طَالَتْ فَلَيْسَ تنالها الأوعالا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 (قد قست شعرك يَا جرير وشعره ... فنقصت عَنهُ يَا جرير وطالا) (ووزنت فخرك يَا جرير وفخره ... فخففت عَنهُ حِين قلت وَقَالا) (والزنج لَو لاقيتهم فِي صفهم ... لاقيت ثمَّ جحا جحا أبطالا) 168 - وَقَالَ كثير بن أبي جُمُعَة (تَقول حليلتي لما رأتني ... أرقت وضافني هم دخيل) (كَأَنَّك قد بدا لَك بعد مكث ... وَطول إِقَامَة فِينَا رحيل) (فَقلت أجل فبعض اللوم إِنِّي ... قَدِيما لَا يلائمني العذول) (إِلَى القرم الَّذِي فَاتَت يَدَاهُ ... بِفعل الْخَيْر بسطة من ينيل) (كلا يوميه بِالْمَعْرُوفِ طلق ... وكل فعاله حسن جميل) (لأهل الود والقربى عَلَيْهِ ... صنائع بثها بر وُصُول) (وعفو عَن مسيئهم وصفح ... يعود بِهِ إِذا غلق الجهول) (إِذا هُوَ لم يذكرهُ نَهَاهُ ... وقار الدّين والرأي الْأَصِيل) (جناب وَاسع الأكتاف سهل ... وظل فِي منادحه ظَلِيل) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 169 - وَقَالَ أَبُو زبيد الطَّائِي (سأقطع مَا بيني وَبَين ابْن عَامر ... قطيعة وصل لَا قطيعة جَافيا) (فَتى يتبع النعمى بنعمى يربها ... وَلَا يتبع الإخوان بالذم زاريا) (إِذا كَانَ شكري دون فيض بنانه ... وطاولني جودا فَكيف احتياليا) 170 - وَقَالَ عمَارَة بن عقيل بن بِلَال بن جرير (بني دارم إِن يفن عمري فَإِنَّهُ ... سَيبقى لكم مني ثَنَاء مخلد) (بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدا ... فَإِن عدتم أثنيت وَالْعود أَحْمد) 171 - وَقَالَ أَبُو عَليّ الْبَصِير (لَئِن كَانَ يهديني الْغُلَام لوجهتي ... ويقتادني فِي السّير إِذْ أَنا رَاكب) (لقد يستضيء الْقَوْم بِي فِي أُمُورهم ... ويخبو ضِيَاء الْعين والرأي ثاقب) 172 - وَقَالَ الكروس بن سليم الْيَشْكُرِي (حنيفَة عز مَا ينَال قديمَة ... بِهِ شرفت فَوق الْبناء قُصُورهَا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 (هم فِي الذرى من فرع بكر بن وَائِل ... وهم عِنْد إظلام الْأُمُور بدورها) (يطيب تُرَاب الأَرْض إِن نزلُوا بهَا ... وَأطيب مِنْهُ فِي الْمَمَات قبورها) (إِذا أخمد النيرَان من حذر الْقرى ... هدى الضَّيْف لَيْلًا فِي حنيفَة نورها) 173 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل بن أَوْس يمدح طريف بن دفاع الْحَنَفِيّ (تفرست فِيهِ الْخَيْر لما لَقيته ... لما أورث الدفاع غير مضيع) (فَتى غير مفراح إِن الْخَيْر مَسّه ... وَمن نائبات الدَّهْر غير جزوع) (فَذَاك فَتى إِن تأته لصنيعة ... إِلَى مَاله لم تأته بشفيع) 174 - وَقَالَ أَيْضا (أَلا أبلغ بني عَوْف بن كَعْب ... وَهل قوم على خلق سَوَاء) 175 - وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمولى من مخضرمي الدولتين (يَا وَاحِد الْعَرَب الَّذِي ... أَمْسَى وَلَيْسَ لَهُ نَظِير) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 (لَو كَانَ مثلك وَاحِدًا ... مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا فَقير) 176 - وَقَالَ أَيْضا (وَإِذا تبَاع كَرِيمَة أَو تشتري ... فسواك بَائِعهَا وَأَنت المُشْتَرِي) (وَإِذا تخيل من سحابك لامع ... سبقت مخايله يَد المستمطر) (وَإِذا صنعت صَنِيعَة أتممتها ... بيدين لَيْسَ نداهما بمكدر) 177 - وَقَالَ أَبُو الشيص الْخُزَاعِيّ (ملك لَا يصرف الْأَمر وَالنَّهْي ... لَهُ دون أمره الوزراء) (حل فِي الدوحة الَّتِي طَالَتْ النَّاس ... جَمِيعًا فَمَا إِلَيْهَا ارتقاء) (وَسمعت كَفه الْخَلَائق جودا ... فَاسْتَوَى الْأَغْنِيَاء والفقراء) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 178 - وَقَالَ أَبُو دهبل الجُمَحِي أموي الشّعْر (جئْتُك أَنا بَلْدَة مباركة ... أقطعها بالذميل والعنق) (أمت بالود والقرابة والنصح ... وقطعي إِلَيْكُم علق) (وإنني وَالَّذِي يحجّ لَهُ ... النَّاس بجدوى سواك لم أَثِق) (مَا زلت فِي الْعَفو للذنوب وَإِطْلَاق ... لعان بجرمه غلق) (حَتَّى تمنى البراة أَنهم ... عنْدك أَمْسوا فِي الْقد وَالْحلق) 179 - وَقَالَ الْفضل بن الْعَبَّاس بن عتبَة بن أبي لَهب واسْمه عبد الْعُزَّى (إِنَّمَا عبد منَاف جَوْهَر ... زين الْجَوْهَر عبد الْمطلب) (من يساجلني يساجل ماجدا ... يمْلَأ الدَّلْو إِلَى عقد الكرب) (إِن قومِي ولقومي بسطة ... منعُوا ضيمي وأرخوا من لبب) (تركُوا عقد لساني مُطلقًا ... بفعال أثلوه وَنسب) (أَنْت إِن تأتهم تنزل بهم ... بَاغِيا للْعُرْف فيهم لَا تخب) (وَأَنا الْأَخْضَر مَا بَينهم ... أَخْضَر الْجلْدَة من بَيت الْعَرَب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 180 - وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون (وَإِن محلا وَإِن مرتحلا ... وَإِن فِي السّفر إِذْ مضوا مهلا) 181 - وَقَالَ الأخطل (دع المغمر لَا تسْأَل بمصرعه ... واسأل بمصقلة الْبكْرِيّ مَا فعلا) (جزل الْعَطاء وأقوام إِذا سئلوا ... يُعْطون نزرا كَمَا تستوكف الوشلا) (وَفَارِس غير وقاف برابيه ... يَوْم الكريهة حَتَّى يخضب الأسلا) 182 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب أموي الشّعْر (ومستنفرات للقلوب كَأَنَّهَا ... مها حول منتوجاته تتصرف) 183 - وَقَالَ السفاح بن بكير بن معدان الْيَرْبُوعي (يَا فَارِسًا مَا أَنْت من فَارس ... موطأ الأكناف رحب الذِّرَاع) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 (قَوَّال مَعْرُوف وفعاله ... عقار مثنى أُمَّهَات الرباع) (يجمع حلما وأناة مَعًا ... ثمت ينباع ينابيع الشجاع) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 184 - وَقَالَ عَوْف بن محلم السَّعْدِيّ (يَا ابْن الَّذِي دَان لَهُ المشرقان ... وألبس الْعدْل بِهِ المغربان) (إِن الثَّمَانِينَ وبلغتها ... قد أحوجت سَمْعِي إِلَى ترجمان) (وبدلتني بالشطاط انحنا ... وَكنت كالصعدة تَحت السنان) (وَمَا بَقِي فِي لمستمتع ... إِلَّا لساني وبحسبي لِسَان) (أَدْعُو بِهِ الله وَأثْنى بِهِ ... على الْأَمِير المصعبي الهجان) 185 - وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان (إِذا مُضر الْحَمْرَاء عب عبابها ... فَمن يتَصَدَّى موجها حِين يطحر) 186 - وَقَالَ أَيْضا (لَدَى ملك يَعْلُو الرِّجَال بَصِيرَة ... كَمَا يبهر الْبَدْر النُّجُوم السواريا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 187 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل بن أَوْس الْعَبْسِي (قَالَت أُمَامَة لَا تجزع فَقلت لَهَا ... إِن العزاء وَإِن الصَّبْر قد غلبا) 188 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن هرمة الْقرشِي من مخضرمي الدولتين (وَنَاجِيَة صَادِق وخدها ... رميت بهَا حد إزعاجها) (وكلفتها طامسات الصوى ... بتهجيزها ثمَّ إدلاجها) (إِلَى ملك لَا إِلَى سوقة ... كسته الْمُلُوك ذرى تاجها) (إِذا قيل من خير من يرتجى ... لمعتر فهر ومحتاجها) (وَمن يقرع الْخَيل تَحت العجاج ... بالجامها ثمَّ إسراجها) (أشارت نسَاء بني غَالب ... إِلَيْك بِهِ قبل أزواجها) 189 - وَقَالَ أَيْضا (أعبد الْوَاحِد الْمَحْمُود إِنِّي ... أغص حذار شخصك بالقراح) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 (إِذا فخمت غَيْرك فِي ثنائي ... ونصحى فِي المغيبة وانتصاحي) (فَإِن قصائدي لَك فاصطنعني ... كرائم قد عضلن عَن النِّكَاح) (فَإِن أك قد هفوت إِلَى أَمِير ... فَعَن غير التَّطَوُّع والسماح) (وَلَكِن سقطة كتبت علينا ... وَبَعض القَوْل يذهب بالرياح) (وجدنَا غَالِبا خلقت جنَاحا ... وَكَانَ أَبوك قادمة الْجنَاح) (وَأَنت من الغوائل حِين ترمي ... وَمن ذمّ الرِّجَال بمنتزاح) 190 - وَقَالَ جرير بن الخطفي (مُضر أبي وَأَبُو الْمُلُوك فَهَل لكم ... يَا خزر تغلب من أَب كأبينا) (هَذَا ابْن عمي فِي دمشق خَليفَة ... لَو شِئْت ساقكم إِلَى قطينا) (إِن الَّذِي حرم المكارم تغلبا ... جعل الْخلَافَة والنبوة فِينَا) 191 - وَقَالَ الْأَعْشَى عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الهمذاني (يَا أَيهَا الْقلب الْمُطِيع الْهوى ... إنى اعتراك الطَّرب النازح) (تذكر جمالاً فَإِذا مَا نأت ... طَار شعاعا قَلْبك الطامح) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 (مَالك لَا تتْرك جهل الصِّبَا ... وَقد علاك الشمط الْوَاضِح) (فَصَارَ من ينهاك عَن حبها ... لم تَرَ إِلَّا أَنه كاشح) (يَا جمل مَا حبي لكم زائل ... عني وَلَا عَن كَبِدِي نازح) (إِنِّي توهمت امْرَءًا صَادِقا ... يصدق فِي مدحته المادح) (ذؤابة العنبر فافخر بِهِ ... والمرء قد ينعشه الصَّالح) (أَبْلَج بهْلُول وظني بِهِ ... أَن ثنائي عِنْده رابح) (نعم فَتى الْحَيّ إِذا لَيْلَة ... لم يور فِيهَا زنده القادح) (وهبت الرّيح شآمية ... فانجحر لقابس والنابح) 192 - وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر (من سره كرم الْحَيَاة فَلَا يزل ... فِي مقنب من صالحي الْأَنْصَار) 193 - وَقَالَ جرير بن الخطفي (وكائن بالأباطح من صديق ... يراني لَو أصبت هُوَ المصابا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 وَقَالَ أَبُو نواس الْحكمِي (أَنْت على مَا بك من قدرَة ... فلست مثل الْفضل بالواجد) (أوجده الله فَمَا مثله ... لطَالب فِيهِ وَلَا نَاشد) (وَلَيْسَ على الله بمستنكر ... أَن يجمع الْعَالم فِي وَاحِد) 195 - وَقَالَ سلم بن عَمْرو (كَيفَ الْقَرار وَلم أبلغ رضَا ملك ... تبدو المنايا بكفيه وتحتجب) (وَأَنت كالدهر مبثوثا حبائله ... والدهر لَا ملْجأ مِنْهُ وَلَا هرب) (وَلَو ملكت عنان الرّيح أصرفه ... فِي كل نَاحيَة مَا فاتك الطّلب) 196 - وَقَالَ مَرْوَان بن أبي حَفْصَة (أَحْيَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد ... سنَن النَّبِي حرامها وحلالها) (ملك تفرع نبعة من هَاشم ... مد الْإِلَه على الْأَنَام ظلالها) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 (وَقعت مواقعها بعفوك أنفس ... أذهبت بعد مَخَافَة أوجالها) (ونصبت نَفسك خير نفس دونهَا ... وَجعلت مَالك واقيا أموالها) (قصرت حمائله عَلَيْهِ فقلصت ... وَلَقَد تحفظ قينها فأطالها) (هَل تطمسون من السَّمَاء نجومها ... بأكفكم أم تسترون هلالها) (أَو تدفعون مقَالَة عَن ربه ... جِبْرِيل بلغَهَا النَّبِي فَقَالَهَا) (شهِدت من الْأَنْفَال آخر آيَة ... بتراثهم فأردتم إِبْطَالهَا) (فدعوا الْأسود خوادرا فِي غيلها ... لَا تولغن دماءكم أشبالها) 197 - وَقَالَ حَرِيم بن أَوْس بن حَارِثَة بن لأم الطَّائِي (وَأَنت لما ولدت أشرقت الأَرْض ... وضاءت بنورك الْأُفق) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 (فَنحْن فِي ذَلِك الضياء وَفِي النُّور ... وسبل الرشاد نخترق) (من قبلهَا طبت فِي الظلال وَفِي ... مستودع حَيْثُ يخصف الْوَرق) (ثمَّ هَبَطت الْبِلَاد لَا بشر ... أَنْت وَلَا مُضْغَة وَلَا علق) (بل نُطْفَة تركب السفين وَقد ... ألْجم نسرا وَأَهله الْغَرق) (تنقل من صالب إِلَى رحم ... إِذا مضى عَالم بدا طبق) 198 - وَقَالَ كثير بن أبي جُمُعَة يمدح عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ (وليت فَلم تَشْتُم عليا وَلم تخف ... بَرِيئًا وَلم تتبع مقَالَة مجرم) (وَقلت فصدقت الَّذِي قلت بِالَّذِي ... فعلت فأمسى رَاضِيا كل مُسلم) (أَلا إِنَّمَا يَكْفِي الْفَتى بعد زيغه ... من الأود الْبَاقِي ثقاف الْمُقَوّم) (وَمَا زلت سباقا إِلَى كل غَايَة ... صعدت بهَا أَعلَى الْبناء بسلم) (فَلَمَّا أَتَاك الْملك عفوا وَلم يكن ... لطَالب دنيا بعده من تكلم) (تركت الَّذِي يفنى وَإِن كَانَ مونقا ... وآثرت مَا يبْقى بِرَأْي مصمم) (فَمَا بَين شَرق الأَرْض والغرب كلهَا ... مُنَاد يُنَادي من فصيح وأعجم) (يَقُول أَمِير الْمُؤمنِينَ ظلمتي ... بِأخذ لدينار وَأخذ لدرهم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 (بَاب التأبين والرثاء) 1 - قَالَ الْمُغيرَة أَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب مخضرم (لقد عظمت مُصِيبَتنَا وجلت ... عَشِيَّة قيل قد قبض الرَّسُول) (وأضحت أَرْضنَا مِمَّا عراها ... تكَاد بِنَا جوانبها تميل) (فَقدنَا الْوَحْي والتنزيل فِينَا ... يروح بِهِ وَيَغْدُو جبرئيل) (وَذَاكَ أَحَق مَا ذهبت عَلَيْهِ ... نفوس النَّاس أَو كربت تَزُول) (أفاطم إِن جزعت فَذَاك عذر ... وَإِن لم تجزعي ذَاك السَّبِيل) (فقبر أَبِيك سيد كل قبر ... وَفِيه سيد النَّاس الرَّسُول) 2 - وَقَالَ عبد الله بن أنيس إسلامي (نفى النّوم مَا لَا تعتليه الأضالع ... وخطب جليل لِلْخَلَائِقِ فاجع) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 (غَدَاة الناعي إِلَيْنَا مُحَمَّدًا ... وَتلك الَّتِي تستك مِنْهَا المسامع) (فوَاللَّه لَا آسى على هلك هَالك ... من النَّاس مَا أرسى ثبير وفارع) 3 - وَقَالَ عَمْرو بن سَالم الْخُزَاعِيّ اسلامي (لعمري لَئِن جَادَتْ لَك الْعين بالبكا ... لمحقوقة أَن تستهل وتدمعا) (فيا حَفْص إِلَّا الْأَمر جلّ عَن البكا ... غَدَاة نعى الناعي النَّبِي فأسمعا) (فوَاللَّه لَا أنساه مَا دمت ذَاكِرًا ... لشَيْء وَمَا قلبت كفا وإصبعا) 4 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ (إِذا تذكرت شجوا من أخي ثِقَة ... فاذكر أَخَاك أَبَا بكر بِمَا فعلا) 5 - وَقَالَ الشماخ بن ضرار الذبياني ويروى لِأَخِيهِ مزرد (جزيت عَن الْإِسْلَام خيرا وباركت ... يَد الله فِي ذَاك الْأَدِيم الممزق) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 6 - وَقَالَ الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط (أَلا من لِليْل لَا تغور كواكبه ... إِذا غَار نجم لَاحَ نجم يراقبه) (بني هَاشم لَا تعجلونا فَإِنَّهُ ... سَوَاء علينا قَاتلُوهُ وسالبه) (وَإِنَّا وَإِيَّاكُم وَمَا كَانَ مِنْكُم ... كصدع الصَّفَا لَا يرأب الصدع شاعبه) (بني هَاشم كَيفَ الهوادة بَيْننَا ... وَعند على سَيْفه وجنئبه) (لعمرك مَا أنسى ابْن أروى وَقَتله ... وَهل ينسين المَاء مَا عَاشَ شَاربه) (هم قَتَلُوهُ كي يَكُونُوا مَكَانَهُ ... كَمَا فعلت يَوْمًا بكسرى مرازبه) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 7 - وَقَالَت ليلى الأخيلية إسلامية (أبعد عُثْمَان ترجو الْخَيْر أمته ... وَكَانَ آمن من يمشي على سَاق) (خَليفَة الله أَعْطَاهُم وخولهم ... مَا كَانَ من ذهب جم وأوراق) (فَلَا تقولن لشَيْء لست أَفعلهُ ... قد قدر الله مَا كل امرىء لاقي) 8 - وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤَلِي إسلامي (أَلا أبلغ مُعَاوِيَة بن حَرْب ... فَلَا قرت عُيُون الشامتنيا) (أَفِي الشَّهْر الْحَرَام فجعتمونا ... بِخَير النَّاس طرا أجمعينا) (قتلتم خير من ركب المطايا ... وَأكْرمهمْ وَمن ركب السفينا) (وَمن لبس النِّعَال وَمن حذاها ... وَمن قَرَأَ المثاني والمئينا) (إِذا اسْتقْبلت وَجه أبي حُسَيْن ... رَأَيْت الْبَدْر راق الناظرينا) (وَقد علمت قُرَيْش حَيْثُ كَانَت ... بأنك خَيرهَا حسبا ودينا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 9 - وَقَالَ دعبل بن عَليّ الْخُزَاعِيّ (مدارس آيَات خلت من تِلَاوَة ... ومنزل وَحي مقفر العرصات) (لآل رَسُول الله بالخيف من منى ... وبالبيت والتعريف والجمرات) (ديار عَليّ وَالْحُسَيْن وجعفر ... وَحَمْزَة والسجاد ذِي الثفنات) (قفا نسْأَل الدَّار الَّتِي خف أَهلهَا ... مَتى عهدها بِالصَّوْمِ والصلوات) (وَأَيْنَ الأولى شطت بهم غربَة النَّوَى ... أفانين فِي الْآفَاق مفترقات) (أحب قصي الدَّار من أجل حبهم ... وأهجر فيهم زَوْجَتي وبناتي) (ألم تراني من ثَلَاثِينَ حجَّة ... أروح وأغدو دَائِم الحسرات) (أرى فيئهم فِي غَيرهم متقسما ... وأيديهم فِي فيئهم صفرات) (فَإِن قلت عرفا أنكروه بمنكر ... وغطوا على التَّحْقِيق بِالشُّبُهَاتِ) (قصاراي مِنْهُم أَن أذوب بغصة ... تردد بَين الصَّدْر واللهوات) (كَأَنَّك بالأضلاع قد ضَاقَ رحبها ... لما ضمنت من شدَّة الزفرات) (لقد خفت فِي الدُّنْيَا وَأَيَّام عيشها ... وَإِنِّي لأرجو الْأَمْن بعد وفاتي) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 10 - وَقَالَ سُلَيْمَان بن قَتَّة الْعَدوي هُوَ مولى عمر بن عبد الله التَّيْمِيّ (مَرَرْت على أَبْيَات آل مُحَمَّد ... فَلم أرها أَمْثَالهَا يَوْم حلت) 11 - وَقَالَ دعبل الْخُزَاعِيّ (رَأس ابْن بنت مُحَمَّد ووصيه ... يَا للرِّجَال على قناة يرفع) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 (والمسلمون بمنظر وبمسمع ... لَا جازع من ذَا وَلَا متخشع) (أيقظت أجفانا وَكنت لَهَا كرى ... وأنمت عينا لم تكن بك تهجع) (كحلت بمنظرك الْعُيُون عماية ... وأصم نعيك كل أذن تسمع) (مَا رَوْضَة إِلَّا تمنت أَنَّهَا ... لَك مَضْجَع ولخط قبرك مَوضِع) \ 12 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ (بَكت عَيْني وَحقّ لَهَا بكاها ... وَمَا يُغني الْبكاء وَلَا العويل) (على أَسد الْإِلَه غَدَاة قَالُوا ... أحمزة ذَلِك الرجل الْقَتِيل) (أُصِيب الْمُسلمُونَ بِهِ جَمِيعًا ... هُنَاكَ وَقد اصيب بِهِ الرَّسُول) 13 - وَقَالَ جرير بن الخطفي (إِنِّي تذكرني الزبير حمامة ... تَدْعُو بمجمع نخلتين هديلا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 (قَالَت قُرَيْش مَا أذلّ مجاشعها ... جارا وَأكْرم ذَا الْقَتِيل فتيلا) (أفتى الندى وفتى الطعان قتلتم ... وفتى الرِّيَاح إِذا تهب بليلا) 14 - وَقَالَ أَيْضا (إِن الرزية من تضمن قَبره ... وَادي السبَاع لكل جنب مصرع) (لما أَتَى خبر الزبير تواضعت ... سور الْمَدِينَة وَالْجِبَال الخشع) 15 - وَقَالَت عَاتِكَة بنت نفَيْل فِي زَوجهَا عبد الله بن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا (فَللَّه عينا من رأى مثله فَتى ... أكر وأحمى فِي الْهياج وأصبرا) (إِذا شرعت فِيهِ الأسنة خاضها ... إِلَى الْمَوْت حَتَّى يتْرك الْمَوْت أحمرا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 (فآليت لَا تنفك عَيْني سخينة ... عَلَيْك وَلَا يَنْفَكّ جلدي أغبرا) (مدى الدَّهْر مَا غنت حمامة أيكة ... وَمَا طرد اللَّيْل النَّهَار المنورا) 16 - وَقَالَت فِي زَوجهَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ (عين جودى بعبرة ونحيب ... لَا تملى على الإِمَام النجيب) (فجعتنا الْمنون بالفارس الْمعلم ... يَوْم الْهياج والتلبيب) (عصمَة الله والمعين على الدَّهْر ... غياث المنتاب والمحروب) (قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ... قد سقته الْمنون كأس شعوب) 17 - وَقَالَت فِي زَوجهَا الزبير بن الْعَوام (عدر ابْن جرموز بِفَارِس بهمة ... يَوْم اللِّقَاء وَكَانَ غير معرد) (يَا عَمْرو لَو نبهته لوجدته ... لَا طائشا رعش الْفُؤَاد وَلَا الْيَد) (شلت يَمِينك أَن قتلت لمسلما ... حلت عَلَيْك عُقُوبَة الْمُتَعَمد) (إِن الزبير لذُو بلَاء صَادِق ... سمح سجيته كريم المحتد) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 (كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عَنْهَا طرادك يَا ابْن فقع القردد) (فَاذْهَبْ فَمَا ظَفرت يداك بِمثلِهِ ... فِيمَا مضى مِمَّن يروح وَيَغْتَدِي) 18 - وَقَالَت فِي زَوجهَا الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا (وَحسَيْنا فَلَا عدمت حُسَيْنًا ... أقصدته أسنة الْأَعْدَاء) (غادرته بكربلاء صَرِيعًا ... جَادَتْ المزن فِي ذرى كربلاء) وَهَؤُلَاء قد قتلوا عَنْهَا جَمِيعًا رَضِي الله عَنْهُم فَكَانَ عبد الله بن عمر يَقُول من أَرَادَ أَن يكون شَهِيدا فليتزوج عَاتِكَة بنت نفَيْل 19 - وَمِمَّا ينْسب إِلَى آدم عَلَيْهِ السَّلَام (تَغَيَّرت الْبِلَاد وم عَلَيْهَا ... فَوجه الأَرْض مغبر قَبِيح) (تغير كل ذِي ريح وَطعم ... وَقل بشاشة الْوَجْه الْمليح) (أرى طول الْحَيَاة على غما ... فَهَل أَنا من حَياتِي مستريح) 20 - وَقَالَ بعض أَوْلَاد روح بن زنباع الجذامي (أيا منزلا بالدير أصبح خَالِيا ... تلاعب فِيهِ شمأل ودبور) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 (كَأَنَّك لم تسكنك بيض أوانس ... وَلم يتبختر فِي فنائك حور) (وَأَبْنَاء أَمْلَاك عباشم سادة ... صَغِيرهمْ عِنْد الْأَنَام كَبِير) (وَإِذا لبسوا ادراعهم فعنابس ... وَإِن لبسوا تيجانهم فبدور) (على أَنهم يَوْم اللِّقَاء ضراغم ... وَأَنَّهُمْ يَوْم النوال بحور) (وَلم يشْهد الصهريج وَالْخَيْل حوله ... لَدَيْهِ فساطيط لَهُم وخدور) (وحولك رايات لَهُم وعساكر ... وخيل لَهَا بعد الصهيل شخير) (ليَالِي هِشَام بالرصافة قاطن ... وفيك ابْنه يَا دير وَهُوَ أَمِير) (إِذْ الْعَيْش غض والخلافة لدنة ... وَأَنت طرير وَالزَّمَان غرير) (وروضك مرتاض ونورك نير ... وعيش بني مَرْوَان فِيك نضير) (بلَى فسقاك الْغَيْث صوب غمامة ... عَلَيْك لَهَا بعد الرواح بكور) (تذكرت قومِي خَالِيا فبكيتهم ... بشجو ومثلي بالبكاء جدير) (فعزيت نَفسِي وَهِي نفس إِذا جرى ... لَهَا ذكر قومِي أنة وزفير) (لَعَلَّ زَمَانا جَار يَوْمًا عَلَيْهِم ... لَهُم بِالَّذِي تهوى النُّفُوس يَدُور) (فيفرح محزون وينعم بائس ... وَيُطلق من ضيق الوثاق أَسِير) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 (رويدك إِن الْيَوْم يتبعهُ غَد ... وَإِن صروف الدائرات تَدور) 21 - وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم يرثي الْمُغيرَة بن الْمُهلب (قل للقوافل والغزي إِذا غزوا ... والباكرين وللمجد الرَّائِح) (إِن السماحة والشجاعة ضمنا ... قبرا بمرو على الطَّرِيق الْوَاضِح) (وَإِذا مَرَرْت بقبره فاعقر بِهِ ... كوم الهجان وكل طرف سابح) (وانضح جَوَانِب قَبره بدمائها ... فَلَقَد يكون أَخا دم وذبائح) (مَاتَ الْمُغيرَة بعد طول تعرض ... للْقَتْل بَين أسنة وصفائح) (فانع الْمُغيرَة للْمُغِيرَة إِذْ بَدَت ... شعواء مشعلة كنبح النابح) (ملك أغر متوج يسمو لَهُ ... طرف الصّديق وغض طرف الْكَاشِح) (يَا لهفتي يَا لهفتي لَك كلما ... خيف الغوار على المدل الماسح) (فَلَقَد فقدت مسودا ذَا نجدة ... كالبدر أَزْهَر ذِي جدي ونوافح) (كَانَ الْملاك لديننا ورجاءنا ... وملاذنا فِي كل خطب فادح) 22 - وَقَالَ الأشجع بن عَمْرو السّلمِيّ (مضى ابْن سعيد حِين لم يبْق مشرق ... وَلَا مغرب إِلَّا لَهُ فِيهِ مادح) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 23 - وَقَالَ عبيد الله بن قيس الرقيات أموي الشّعْر (رحم الله أعظما دفنوها ... بسجستان طَلْحَة الطلحات) (كَانَ لَا يحرم الْخَلِيل وَلَا ... يعتل بالبخل طيب العذرات) (سبط الْكَفّ بالنوال إِذا مَا ... كَانَ جود الْخَلِيل حسن العدات) (فلعمر الَّذِي اجتباك لقد ... كنت رحيب الفناء سهل المبات) (لم أجد بعْدك الأخلاء إِلَّا ... كثماد منزوحة وقلات) 24 - وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب إسلامي (عَلَيْك سَلام الله قيس بن عَاصِم ... وَرَحمته مَا شَاءَ أَن يترحما) (تَحِيَّة من غادرته غَرَض الردى ... إِذا زار عَن شخط بلادك سلما) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 (فَمَا كَانَ قيس هلكه هلك وَاحِد ... وَلكنه بُنيان قوم تهدما) 25 - وَقَالَ مَرْوَان بن أبي حَفْصَة (مضى لسبيله معن وَأبقى ... محامد لن تبيد وَلنْ تنالا) (هوى الْجَبَل الَّذِي كَانَت نزار ... تهد من الْعَدو بِهِ الجبالا) (فَإِن يَعْلُو الْبِلَاد لَهُ خشوع ... فقد كَانَت تطول بِهِ اختيالا) (وَلم يَك طَالب الْمَعْرُوف يَنْوِي ... إِلَى غير ابْن زَائِدَة ارتحالا) (وَكَانَ النَّاس كلهم لِمَعْنٍ ... إِلَى أَن زار حفرته عيالا) (ثوى من كَانَ يحمل كل ثقل ... ويسبق فيض رَاحَته السؤالا) (مضى لسبيله من كنت ترجو ... بِهِ عثرات دهرك أَن تقالا) (فلست بِمَالك عبرات عَيْني ... أَبَت بدموعها إِلَّا انهمالا) (كَأَن الشَّمْس يَوْم أُصِيب معن ... من الإظلام ملبسة جلالا) (يَرَانَا النَّاس بعْدك فل دهر ... أَبى لجدودنا إِلَّا اغتيالا) (فلهف أبي عَلَيْك إِذا العطايا ... جعلن مني كواذب واعتلالا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 (فلهف أبي عَلَيْك إِذا الْأُسَارَى ... شكوا حلقا بأسوقهم ثقالا) (ولهف ابي عَلَيْك إِذا القوافي ... لممتدح بهَا ذهبت ضلالا) (أَقَمْنَا بِالْيَمَامَةِ بعد معن ... مقَاما لَا نُرِيد بِهِ زمالا) (وَقُلْنَا أَيْن نَذْهَب بعد معن ... وَقد ذهب النوال فَلَا نوالا) (فَمَا بلغت أكف ذَوي العطايا ... يَمِينا من يَديك وَلَا شمالا) 26 - وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الْأَسدي (ألما على معن وقولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعًا ثمَّ مربعًا) 27 - وَقَالَ لبيد بن ربيعَة العامري مخضرم (بلينا وَمَا تبلى النُّجُوم الطوالع ... وتبلى الْجبَال بَعدنَا والمصانع) 28 - وَقَالَ أَيْضا (أخْشَى على أَرْبَد الحتوف وَلَا ... أرهب نوء السماك والأسد) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 (أفجعني الْوَعْد وَالصَّوَاعِق ... بالفارس يَوْم الكريهة النجد) 29 - وَقَالَ متمم بن نُوَيْرَة إسلامي (لقد لامني عِنْد الْقُبُور على البكا ... رفيقي لتذراف الدُّمُوع السوافك) (فَقَالَ أَتَبْكِي كل قبر رَأَيْته ... لقبر ثوى بَين اللوى الدكادك) (فَقلت لَهُ إِن السى يبْعَث الأسى ... ذروني فَهَذَا كُله قبر مَالك) 30 - وَقَالَ أَيْضا (لعمري وَمَا عمري بتأبين هَالك ... وَلَا جزع مِمَّا أصَاب فأوجعا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 31 - وَقَالَ أَيْضا (أرقت ونام الأخلياء وهاجني ... مَعَ اللَّيْل هم فِي الْفُؤَاد وجيع) (وهيج لي حزنا تذكر مَالك ... فَمَا بت إِلَّا والفؤاد مروع) (إِذا عِبْرَة ورعتها بعد عِبْرَة ... أَبَت واستهلت عِبْرَة ودموع) (لذكرى حبيب بعد هدء ذكرته ... وَقد حَان من تالي النُّجُوم طُلُوع) (إِذا رقأت عَيْنَايَ ذَكرنِي بِهِ ... حمام تنادي فِي الغصون وُقُوع) (كَأَن لم أجالسه وَلم أمس لَيْلَة ... أرَاهُ وَلم نصبح وَنحن جَمِيع) 32 - وَقَالَ أَبُو خرَاش الْهُذلِيّ (تَقول أرَاهُ بعد عُرْوَة لاهيا ... وَذَلِكَ رزء لَو علمت جليل) (فَلَا تحسبي أَنِّي تناسيت عَهده ... وَلَكِن صبري يَا أميم جميل) (ألم تعلمي أَن قد تفرق قبلنَا ... خَلِيلًا صفاء مَالك وَعقيل) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 (أَبى الصَّبْر ني لَا يزَال يهيجني ... مبيت لنا فِيمَا مضى ومقيل) (وَإِنِّي إِذا مَا الصُّبْح آنست ضوءه ... يعاودني قطع على ثقيل) 33 - وَقَالَت قتيلة بنت النَّضر بن الْحَارِث وَكَانَ النَّبِي قد قتل أَبَاهَا وَهُوَ أول من ضربت رقبته فِي الْإِسْلَام وقاتله عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ (يَا رَاكِبًا إِن الأثيل مَظَنَّة ... من صبح خَامِسَة وَأَنت موفق) 34 - وَقَالَ مليل بن الدهقانة التغلبي (أَلا لَيْسَ الرزية فقد مَال ... وَلَا شَاة تَمُوت وَلَا بعير) (وَلَكِن الرزية فقد قرم ... يَمُوت لمَوْته قوم كثير) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 35 - وَقَالَ العطوي مُحدث (وَلَيْسَ صرير النعش مَا تسمعونه ... وَلكنه أصلاب قوم تقصف) (وَلَيْسَ نسيم الْمسك ريا جنوطه ... وَلكنه ذَاك الثَّنَاء المخلف) 36 - وَقَالَ أخر (يَا قبر لَا تظلم عَلَيْهِ فطالما ... جلى بغرته دجى الإظلام) (أعجب لقبر قيس شبر قد حوى ... ليثا وبحر ندى وَبدر تَمام) (فطالما اصطت على أبوابه ... ركب الْمُلُوك وَجلة الأقوام) (يَا وَيْح أيد اسلمتك إِلَى الثرى ... مَا كنت تسلمها إِلَى الإعدام) 37 - وَقَالَ أَبُو خرَاش خويلد بن مرّة الْهُذلِيّ وَكَانَ قد خرج خرَاش وَلَده هُوَ وَأَخُوهُ عُرْوَة مَعًا فأغارا على بطنين من ثمالة يُقَال لَهما بَنو رزام وَبَنُو بِلَال فَأَما بَنو بِلَال فَأخذُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 عُرْوَة فَقَتَلُوهُ وَأما بَنو رزام فَأخذُوا خراشا فأرادوا قَتله فَألْقى رجل مِنْهُم رِدَاءَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ انج بِنَفْسِك ففحص كَأَنَّهُ ظَبْي فتبعوه ففاتهم فَأتى اباه فَأخْبرهُ خَبره فَقَالَ (حمدت الهي بعد عُرْوَة إِذْ نجا ... خرَاش وَبَعض الشَّرّ أَهْون من بعض) 38 - وَقَالَ قس بن سَاعِدَة الأيادي وَكَانَ لَهُ أَخَوان يصحبانه فماتا قبله فَأَقَامَ على قبريهما حَتَّى لحق بهما (خليلي هبا طالما قد رقدتما ... أجد كَمَا لَا تقضيان كراكما) (ألم تعلما أَنِّي بسمعان مُفْرد ... وَمَالِي فِيهِ من نديم سواكما) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 (أقيم على قبريكا لست بارحا ... طوال اللَّيَالِي أَو يُجيب صداكما) (كأنكما وَالْمَوْت أقرب غَايَة ... بجسمي فِي قبريكما قد أتاكما) وَذكروا أَن رجلَيْنِ من بني أَسد خرجا فِي بعث الْحجَّاج فآخيا دهقانا بهَا فِي مَوضِع يُقَال لَهُ راوند فَمَاتَ أَحدهمَا وَبَقِي الآخر والدهقان ينادمان قَبره يشربان كأسين ويصبان على قَبره كأسا فَمَاتَ الدهْقَان وَبَقِي الْأَسدي وَكَانَ اسْمه عِيسَى بن قدامَة الْأَسدي ينادم قبريهما وَيشْرب قدحا وَيصب على قبريهما قدحين ويترنم بِهَذِهِ الأبيات وَقيل كَانُوا ثَلَاثَة من أهل الْكُوفَة فِي بعث الْحجَّاج يتنادمون وَلَا يخالطون أحدا فَمَاتَ أحدهم وَبَقِي صَاحِبَاه فَمَاتَ الآخر وَبَقِي عِيسَى بن قدامَة وَكَانَ أحد الثَّلَاثَة فَقَالَ يرثيهما (خليلي هبا طالما قد رقدتما ... أجدكما لَا تقضيان كراكما) (ألم تعلما مَالِي براوند كلهَا ... وَلَا بخزاق من صديق سواكما) (جرى النّوم مجْرى الْعظم وَاللَّحم مِنْكُمَا ... كَأَن الَّذِي يسْقِي الْعقار سقاكما) (فَأَي أَخ يجفو أَخا بعد مَوته ... فلست الَّذِي من بعد موت جفاكما) (أصب على قبريكما من مدامة ... فَإِن النّوم لم تذوقاها ترو ثراكما) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 (أناديكما كَيْمَا تجيبا وتنطقا ... وَلَيْسَ مجابا صَوته من دعاكما) (أَمن طول نوم لَا تجيبان دَاعيا ... خليلي مَا هَذَا الَّذِي قد دهاكما) (قضيت بِأَنِّي لَا محَالة هَالك ... وَأَنِّي سيعروني الَّذِي قد عراكما) (سأبكيكما طول الْحَيَاة وَمَا الَّذِي ... يرد على ذِي عولة إِن بكاكما) 39 - وَقَالَ الطرماح (فَتى لَو يصاغ الْمَوْت صِيغ كمثله ... إِذا الْخَيل جالت فِي مساجلها قدما) (وَلَو أَن موتا كَانَ سَالم رهبة ... من النَّاس إنْسَانا لَكَانَ لَهُ سلما) 40 - وَقَالَ آخر (يروم جسيمات العلى فينالها ... فَتى فِي جسيمات المكارم رَاغِب) (فَإِن تمس وحشا دَاره فلربما ... تواهق أَفْوَاجًا إِلَيْهَا المواكب) (يحيون بساما كَأَن جَبينه ... هِلَال بدا وانجاب عَنهُ السحائب) (وَمَا غَائِب من كَانَ يُرْجَى إيابه ... وَلكنه من غيب الْمَوْت غَائِب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 41 - وَقَالَ دُرَيْد بن الصمَّة الْقشيرِي مخضرم (نصحت لعَارض وَأَصْحَاب عَارض ... ورهط بني السَّوْدَاء وَالْقَوْم شهدي) 42 - وَقَالَ آخر فِي معنى قَول دُرَيْد فَلَمَّا عصوني (عَصَانِي قومِي والرشاد الَّذِي بِهِ ... أمرت وَمن يعْص المجرب ينْدَم) (فصبرا بني بكر على الْمَوْت إِنَّنِي ... أرى عارضا ينهل بِالْمَوْتِ وَالدَّم) 43 - وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد الْعَدوي (ذكرت أبي أروى فنهنهت عِبْرَة ... من الدمع مَا كَانَت عَن النَّحْر تنجلي) (أبعد الَّذِي بالنعف نعف كويكب ... رهينة رمس ذِي تُرَاب وجندل) (أذكر بالبقيا على من أصابني ... وبقياي إِنِّي جَاهد غير مؤتلي) (يَقُول رجال مَا أُصِيب لَهُم أَب ... وَلَا من أَخ أقبل على المَال تعقل) (أنختم علينا كلكل الْحَرْب مرّة ... فَنحْن منيخوها عَلَيْكُم بكلكل) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 44 - وَقَالَت الخنساء بنت الشريد مخضرمة (تعرقني الدَّهْر نهسا وحزا ... وأوجعني الدَّهْر قرعا وغمزا) 45 - وَقَالَت ترثي أخاها صخرا (يَا صَخْر وراد مَاء قد تناذره ... أهل الْمَوَارِد مَا فِي ورده عَار) 46 - وَقَالَت أَيْضا (أَلا يَا صَخْر لَا أنساك حَتَّى ... أُفَارِق مهجتي ويشق رمسي) 47 - وَقَالَت أَيْضا (وَمَا كرّ إِلَّا كَانَ أول طَاعن ... وَلَا أبصرته الْخَيل إِلَّا اقشعرت) (فيدرك ثأرا وَهُوَ لم يخطه الْغنى ... فَمثل أخي يَوْمًا بِهِ الْعين قرت) (فلست أرزي بعده برزية ... فأذكره إِلَّا سلت وتجلت) 48 - وَقَالَت أَيْضا (أبعد ابْن عَمْرو من أَلا الشريد ... حلت بِهِ الأَرْض أثقالها) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 49 - وَقَالَت أَيْضا وتروى لصخر أَخِيهَا (إِذا مَا امْرُؤ أهْدى لمَيت تَحِيَّة ... فحياك رب النَّاس عني معاويا) (وهون وجدي أنني لم أقل لَهُ ... كذبت وَلم أبخل عَلَيْهِ بماليا) 50 - وَقَالَت أَيْضا (أعيناي جودا وَلَا تجمدا ... أَلا تبكيان لصخر الندى) (طَوِيل النجاد رفيع الْعِمَاد ... سَاد عشيرته أمردا) (يكلفه الْقَوْم مَا عالهم ... وَإِن كَانَ أَصْغَرهم مولدا) 51 - وَقَالَت الفارعة بنت شَدَّاد المرية فِي أَخِيهَا (هلا سقيتم بني جرم أسيركم ... نَفسِي فداؤك من ذِي غلَّة صادي) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 (شهاد أندية رفاع ألوية ... سداد أوهية فتاح أسداد) (نحار راغية قتال طاغية ... حَلَال رابية فكاك أقياد) (قَوَّال محكمَة نقاض مبرمة ... فراج مُبْهمَة طلاع أنجاد) 52 - وَقَالَت ليلى الأخيلية ترثي تَوْبَة بن الْحمير (لعمرك مَا بِالْمَوْتِ عَار على الْفَتى ... إِذا لم تصبه فِي الْحَيَاة المعاير) (وَمَا أحد حَيّ وَإِن كَانَ سالما ... بأجلد مِمَّن غيبته الْمَقَابِر) (وَمن كَانَ مِمَّا يحدث الدَّهْر جازعاً ... فَلَا بُد يَوْمًا أَن يرى وَهُوَ صابر) (وَلَيْسَ لذِي عَيْش من الْمَوْت مهرب ... وَلَيْسَ على الْأَيَّام والدهر غابر) (وكل جَدِيد أَو شباب إِلَى بلَى ... وكل امرىء يَوْمًا إِلَى الله صائر) (وكل قريني ألفة لتفرق ... شتاتاً وَإِن عاشا وَطَالَ التعاشر) (فَلَا يبعندك الله يَا توب هَالكا ... أَخا الْحَرْب إِذْ دارت عَلَيْك الدَّوَائِر) (فأقسم لَا أَنْفك أبكيك مَا دعت ... على فنن وَرْقَاء أَو طَار طَائِر) (قَتِيل بني عَوْف فيا لهفتي لَهُ ... وَمَا كنت إيَّاهُم عَلَيْهِ أحاذر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 (ولكنني قد كنت أخْشَى قَبيلَة ... لَهَا بدروب الشَّام باد وحاضر) 53 - وَقَالَت أَيْضا (فَإِن تكن الْقَتْلَى بَوَاء فأنكم ... فَتى مَا قتلتم آل عَوْف بن عَامر) (فَلَا يبعدنك الله يَا توب إِنَّمَا ... لِقَاء المنايا دارعاً مثل حاسر) (أَتَتْهُ المنايا دون درع حَصِينَة ... وأسمر خطي وأرقب ضامر) (فَنعم الْفَتى إِن كَانَ تَوْبَة فَاجِرًا ... وَفَوق الْفَتى إِن كَانَ لَيْسَ بفاجر) (فَتى ينهل الْحَاجَات ثمَّ يعلها ... فيطلعها عَنهُ ثنايا المصادر) (فَتى كَانَ أَحْيَا من فاتة حيية ... وَأَشْجَع من لَيْث بخفان خادر) (فَتى كَانَ للْمولى سناء ورفعة ... وللطارق الساري قرى غير باسر) (فَتى لَا تخطاه الركاب وَلَا يرى ... لقدر عيالاً غير جَار مجاور) (كَأَن فَتى الفتيان تَوْبَة لم ينخ ... قَلَائِص يفحصن الْحَصَى بالكراكر) 54 - وَقَالَت أَيْضا (لقد علم الْجُوع الَّذِي بَات سارياً ... على الضَّيْف وَالْجِيرَان أَنَّك قَاتله) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 (وَإنَّك رحب الباع يَا توب للقرى ... إِذا مَا لئيم الْقَوْم ضَاقَتْ مَنَازِله) (يبيت قرير الْعين من بَات جَاره ... ويضحى بِخَير ضَيفه ومنازله) (أَتَتْهُ المنايا حِين تمّ شبابه ... وأقصر عَنهُ كل قرم ينازله) (وَعَاد كليث الغاب يحمي عرينه ... وترضى بِهِ أشبابه وحلائله) 55 - وَقَالَت زَيْنَب بنت الطثرية أموية الشّعْر (أرى الأثل من بطن العقيق مجاوري ... مُقيما قد غالت يزِيد غوائله) (فَتى قد قد السَّيْف لَا متضائل ... وَلَا رهل لباته وأباجله) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 (فَتى لَا يرى قد الْقَمِيص يخصره ... ولكنما توهى الْقَمِيص كواهله) (يَسُرك مَظْلُوما ويرضيك ظَالِما ... وكل الَّذِي حَملته فَهُوَ حامله) (إِذا جد عِنْد الْجد أرضاك جده ... وَذُو بَاطِل إِن شِئْت أرضاك باطله) (إِذا الْقَوْم أموا بَيته فَهُوَ عَامِد ... لأحسن مَا ظنُّوا بِهِ فَهُوَ فَاعله) (إِذا نزل الأضياف كَانَ عذوراً ... على الْحَيّ حَتَّى تستقل مراجله) (وَقد كَانَ يرْوى المشرفي بكفه ... ويبلغ أقْصَى حجرَة الْحَيّ نائله) (فَتى لَيْسَ لِابْنِ الْعم كالذئب إِن رأى ... بِصَاحِبِهِ يَوْمًا دَمًا فَهُوَ آكله) (مضى وورثناه دريس مفاضة ... وأبيض هندياً طَويلا حمائله) 56 - وَقَالَ الشمردل الْيَرْبُوعي أموي الشّعْر (لعمري لَئِن غالت أخي دَار غربَة ... وآب إِلَيْنَا سَيْفه ورواحله) (وحلت بِهِ أثقالها الأَرْض وانْتهى ... بمثواه مِنْهَا وَهُوَ عف مآكله) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 (لقد ضمنت جلد القوى كَانَ يتقى ... بِهِ جَانب الثغر الْمخوف زلازله) (وُصُول إِذا اسْتغنى وَإِن كَانَ مقتراً ... من المَال لم تحف الصّديق مسَائِله) (إِلَى الله أَشْكُو لَا إِلَى النَّاس فَقده ... ولوعة حزن أوجع الْقلب دَاخله) (أَبى الصَّبْر أَن الْعين بعْدك لم تزل ... يخالط جفنيها قذى مَا تزايله) (وَكنت أعير الدمع قبلك من بَكَى ... فَأَنت على من مَاتَ بعْدك شاغله) (يذكرنِي هيف الْجنُوب ومنتهى ... نسيم الصِّبَا رمساً عَلَيْهِ جنادله) (وَسورَة أَيدي الْقَوْم إِذْ حلت الحبى ... حبى الشيب واستغوى أَخا الْحلم جاهله) (لعمرك أَن الْمَوْت منا لمولع ... بِمن كَانَ يُرْجَى نَفعه ونوافله) (فعيني إِن أبكاكما الدَّهْر فابكيا ... لمن نَصره قد بَان عَنَّا ونائله) (إِذا استعبرت عوذ النِّسَاء وشمرت ... مآزر يَوْم لَا توارى خلاخله) (أخي لَا بخيل فِي الْحَيَاة بِمَالِه ... عَليّ وَلَا مستبطىء الْفَرْض خازله) (فَمَا كنت ألْقى لامرىء عِنْد موطن ... أَخا كَأَخِي لَو كَانَ حَيا أبادله) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 57 - وَقَالَت جنوب أُخْت عَمْرو ذِي الْكَلْب الهذلية جَاهِلِيَّة (سَأَلت بِعَمْرو أخي صُحْبَة ... فأفظعني حِين ردوا السؤالا) (أتيح لَهُ نمراً أجبل ... فنالا لعمرك مِنْهُ منالا) (فأقسم يَا عَمْرو لَو نبهاك ... إِذن نبها مِنْك دَاء عضالا) (إِذن نبها لَيْث عريسة ... مفيتاً مُفِيدا نفوساً ومالا) (إِذن نبها غير رعديدة ... وَلَا طائشاً دهشاً حِين صالا) (وَقد علم الضَّيْف والمرملون ... إِذا اغبر أفق وهبت شمالا) (بأنك كنت الرّبيع المغيث ... لمن يعتفيك وَكنت الثمالا) (وخرق تجاوزت مجهوله ... بأدماء حرف تشكى الكلالا) (فَكنت النَّهَار بِهِ شمسه ... وَكنت دجى اللَّيْل فِيهِ الهلالا) 58 - وَقَالَت الخنساء (وقائلة والنعش قد فَاتَ خطوها ... لتدركه يَا لهف نَفسِي على صَخْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 59 - وَقَالَت أَيْضا (وَمَا الْغَيْث فِي جعد الثرى دمث الربى ... تبعق فِيهِ الْعَارِض المتهلل) 60 - وَقَالَت عمْرَة الخثعمية ترثي ولديها (لقد زَعَمُوا أَنِّي جزعت عَلَيْهِمَا ... وَهل جزع أَن قلت وإبأباهما) 61 - وَقَالَت صَفِيَّة الباهلية (كُنَّا كغصنين فِي جرثومة سمقا ... حينا بِأَحْسَن مَا يسمو لَهُ الشّجر) (حَتَّى إِذا قيل قد طَالَتْ فروعهما ... وطاب فيئاهما واستنيع الثَّمر) (أخلى على واحدي ريب الزَّمَان وَمَا ... يبْقى الزَّمَان على شَيْء وَلَا يذر) (كُنَّا كأنجم ليل بَينهَا قمر ... يجلو الدجى فهوى من بَينهَا الْقَمَر) (فَاذْهَبْ حميدا على مَا كَانَ من مضض ... فقد ذهبت فَأَنت السّمع وَالْبَصَر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 62 - وَقَالَت الخرنق بنت هفان ترثي أَبَاهَا وَزوجهَا وَابْنهَا (لَا يبعدن قومِي الَّذين هم ... سم العداة وَآفَة الجزر) (النازلين بِكُل معترك ... والطيبين معاقد الأزر) (قوم إِذا ركبُوا سَمِعت لَهُم ... لَغطا من التاييه والزجر) (والخالطين نحيتهم بنضارهم ... وَذَوي الْغنى مِنْهُم بِذِي الْفقر) (هَذَا ثنائي مَا بقيت لَهُم ... وَإِذا هَلَكت أجنني قَبْرِي) 63 - وَقَالَت امْرَأَة ترثي أَبَاهَا (إِذا مَا دَعَا الدَّاعِي عليا وجدتني ... أراع كَمَا رَاع العجول مهيب) (وَكم من سمى لَيْسَ مثل سميه ... وَإِن كَانَ يدعى باسمه فيجيب) 64 - وَقَالَت زهراء الْكلابِيَّة (تأوهت من ذكري ابْن عمي ودرنه ... نقا هائل جعد الثرى وصفيح) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 (وَكنت أَنَام اللَّيْل من ثقتي بِهِ ... وَأعلم أَن لَا ضيم وَهُوَ صَحِيح) (فَأَصْبَحت سالمت الْعَدو وَلم أجد ... من السّلم بدا والفؤاد جريح) 65 - وَقَالَت فَاطِمَة بنت الأحجم الْخُزَاعِيَّة (يَا عين جودي عِنْد كل صباح ... جودي بأَرْبعَة على الْجراح) 66 - وَقَالَت الخرنق بنت قُحَافَة (أعاذلتي على رزء أفيقي ... فقد أشرقتني بالعذل ريقي) (فَلَا وَأَبِيك آسى بعد بشر ... على حَيّ يَمُوت وَلَا صديق) 67 - وَقَالَت ليلى بنت طريف التغلبية ترثي أخاها الْوَلِيد (بتل ثباتاً رسم قبر كَأَنَّهُ ... على علم فَوق الْجبَال منيف) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 (تضمن جوداً حاتمياً ونائلاً ... وَسورَة مِقْدَام وقلب حصيف) (أَلا قَاتل الله الجثا حَيْثُ أضمرت ... فَتى كَانَ للمعروف غير عيوف) (خَفِيف على ظهر الْجواد إِذا عدا ... وَلَيْسَ على أعدائه بخفيف) (أيا شجر الخابور مَالك مورقاً ... كَأَنَّك لم تحزن على ابْن طريف) (فَتى لَا يحب الزَّاد إِلَّا من التقى ... وَلَا المَال إِلَّا من قِنَا وسيوف) (فقدناه فقدان الرّبيع وليتنا ... فديناه من سَادَاتنَا بألوف) (وَمَا زَالَ حَتَّى أرهق الْمَوْت نَفسه ... شجى لعدو أولجا لضعيف) (فَإِن يَك أرداه يزِيد بن مزِيد ... فَرب زحوف لفها بزحوف) (عَلَيْك سَلام الله وَقفا فإنني ... أرى الْمَوْت وقاعاً بِكُل شرِيف) 68 - وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الْهُذلِيّ مخضرم (أَمن الْمنون وريبها تتوجع ... والدهر لَيْسَ بمعتب من يجزع) 69 - وَقَالَ منقذ بن عبد الرَّحْمَن الْهِلَالِي من مخضرمي الدولتين (الدَّهْر لاءم بَين فرقتنا ... وكذاك فرق بَيْننَا الدَّهْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 70 - وَقَالَ الشمردل اللَّيْثِيّ أموي الشّعْر (لهفي عَلَيْك للهفة من خَائِف ... يَبْغِي جوارك حِين لَيْسَ مجير) 71 - وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني جاهلي واسْمه زِيَاد (لَا يهنئى النَّاس مَا يرعون من كلأ ... وَمَا يسوقون من أهل وَمن مَال) 72 - وَقَالَ ربيعَة بن عبيد القعْنبِي [وَهُوَ أَبُو ذؤاب قَاتل عتيبة بن شهَاب] وَلَيْسَ فِي الْعَرَب ربيعَة غَيره (أبلغ قبائل جَعْفَر إِن جِئْتهَا ... مَا إِن أحاول جَعْفَر بن كلاب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 73 - وَقَالَ مكرز بن حَفْص بن الْأَحْنَف الْكِنَانِي الجاهلي (لَا يبعدن ربيعَة بن مكدم ... وَسَقَى الغوادي قَبره بذنوب) 74 - وَقَالَ كَعْب الأشقري (لحاك الله يَا شَرّ المطايا ... أعن قبر الْمُهلب تنفرينا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 (فلولا أنني رجل غَرِيب ... لَكُنْت على ثَلَاث تحجلينا) 75 - وَقَالَ الْأَزْرَق بن المكعبر (أتنفر عَن عَمْرو ببيداء نَاقَتي ... وَمَا كَانَ ساري اللَّيْل ينفر عَن عَمْرو) (لقد حببت عِنْدِي الْحَيَاة حَيَاته ... وحبب سُكْنى الْقَبْر مذ صَار فِي الْقَبْر) 76 - وَقَالَ كَعْب بن سعد بن عقبَة الغنوي جاهلي (تَقول سليمى مَا لجسمك شاحباً ... كَأَنَّك يحميك الطَّعَام طَبِيب) (فَقلت وَلم أعي الْجَواب لقولها ... وللدهر فِي صم الصلاب نصيب) (تتَابع أَحْدَاث تخرمن إخوتي ... وشيبن راسي والخطوب تشيب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 (أَتَى دون حُلْو الْعَيْش حَتَّى أمره ... نكوب على آثارهن نكوب) (لعمري لَئِن كَانَت أصابة مُصِيبَة ... أخي والمنايا للرِّجَال شعوب) (لقد عجمت مني الْحَوَادِث ماجداً ... عروفاً بِصَرْف الدَّهْر حِين يريب) (وقور فَأَما حلمه فمروح ... علينا وَأما جَهله فعزيب) (فَتى الْحَرْب إِن حَارَبت كَانَ سهامها ... وَفِي السّلم مفضال الْيَدَيْنِ وهوب) (فَتى لَا يُبَالِي أَن يكون بجسمه ... إِذا نَالَ خلات الرِّجَال شحوب) (غنينا بِخَير حقبة ثمَّ جلحت ... علينا الَّتِي كل الْأَنَام تصيب) (فَلَو كَانَ حَيّ يفتدى لفديته ... بِمَا لم تكن عَنهُ النُّفُوس تطيب) (فَإِن تكن الْأَيَّام أحسن مرّة ... إِلَيّ فقد عَادَتْ لَهُنَّ ذنُوب) (وخبرتماني إِنَّمَا الْمَوْت بالقرى ... فَكيف وهاتا هضبة وقليب) (أخي مَا أخي لَا فَاحش عِنْد بَيته ... وَلَا ورع عِنْد اللِّقَاء هيوب) (إِذا مَا تراآه الرِّجَال تحفظُوا ... فَلم تنطق العوراء وَهُوَ قريب) (على خير مَا كَانَ الرِّجَال نَبَاته ... وَمَا الْخَيْر إِلَّا قسْمَة وَنصِيب) (حَلِيف الندى يَدْعُو الندى فَيُجِيبهُ ... سَرِيعا ويدعوه الندى فيجيب) (هُوَ الْعَسَل الماذي حلما وشيمة ... وَلَيْث إِذا يلقى الْعَدو غضوب) (حَلِيم إِذا مَا سُورَة الْجَهْل أطلقت ... حبى الشيب للنَّفس اللجوج غلوب) (هوت أمه مَا يبْعَث الصُّبْح غادياً ... وماذا يُؤدى اللَّيْل حِين يؤوب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 (كعالية الرمْح الرديني لم يكن ... إِذا ابتدر الْقَوْم الفعال يُجيب) (أَخُو شتوات يعلم الْحَيّ أَنه ... سيكثر مَا فِي قدره ويطيب) (إِذا حل لم يقْض المقامة بَيته ... وَلكنه الْأَدْنَى بِحَيْثُ يثوب) (كَأَن أَبَا المغوار لم يوف مرقباً ... إِذا ربأ الْقَوْم الْغُزَاة رَقِيب) (وَلم يدع فتياناً كراماً لميسر ... إِذا اشْتَدَّ من ريح الشتَاء هبوب) (ليبكك عان لم يجد من يُعينهُ ... وطاوي الحشا نائي المزار غَرِيب) (بَكَيْت أَخا لَا واء يحمد يَوْمه ... كريم رُؤُوس الدارعين ضروب) (حبيب إِلَى الزوار غشيان بَيته ... جميل الْمحيا شب وَهُوَ أديب) (فَتى أريحي كَانَ يَهْتَز للندى ... كَمَا اهتز ماضي الشفرتين قضيب) (كَأَن بيُوت الْحَيّ مَا لم يكن بهَا ... بسابس لَا يلقى بِهن عريب) (وداع دَعَا من يُجيب إِلَى الندى ... فَلم يستجبه عِنْد ذَاك مُجيب) (فَقلت ادْع أُخْرَى وارفع الصَّوْت دَعْوَة ... لَعَلَّ أَبَا المغوار مِنْك قريب) 77 - قَول مهلهل (نبئت أَن النَّار بعْدك أوقدت ... واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 78 - وَقَالَ يحيى بن زِيَاد الْحَارِثِيّ من شعراء الدولة العباسية (نعى ناعياً عَمْرو بلَيْل فأسمعا ... فراعا فؤاداً كَانَ قدماً مروعا) (دفعنَا بك الْأَيَّام حَتَّى إِذا أَتَت ... تريدك لم نسطع لَهَا عَنْك مدفعا) (فطاب ثرى أفْضى إِلَيْك وَإِنَّمَا ... يطيب إِذا كَانَ الثرى لَك مضجعا) (مضى واستقبل صَاحِبي واستقبل الدَّهْر مصرعي ... وَلَا بُد أَن ألْقى حمامي فأصرعا) (مضى فمضت عني بِهِ كل لَذَّة ... تقر بهَا عَيْنَايَ فانقطعا مَعًا) (وَمَا كنت إِلَّا السَّيْف لَاقَى ضريبة ... فقطعها ثمَّ انثنى فتقطعا) 79 - وَقَالَ أَبُو تَمام حبيب بن أَوْس الطَّائِي (أَصمّ بك الناعي وَإِن كَانَ أسمعا ... وَأصْبح مغنى الْجُود بعْدك بلقعا) (مصيفاً أَفَاضَ الْحزن فِيهِ جداولاً ... من الدمع حَتَّى خلته صَار مربعًا) (وَمَا كنت إِلَّا السَّيْف لَاقَى ضريبة ... فقطعها ثمَّ انثنى فتقطعا) (فَتى كَانَ شربا للعفاة ومرتعا ... فَأصْبح للهندية الْبيض مرتعا) (فَتى كلما ارتاد الشجاع من الردى ... مفرا غَدَاة المازق ارتاد مصرعا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 (إِذا سَاءَ يَوْم فِي الكريهة منْظرًا ... تصلاه علما أَن سيحسن مسمعا) 80 - وَقَالَت ماوية بنت الأحت [ترثي] بنيها (هوت امهم مَاذَا بهم يَوْم صرعوا ... بجيشان من أوتاد ملك تهدما) (أَبَوا أَن يَفروا والقنا فِي نحورهم ... وَأَن يرتقوا من خشيَة الْمَوْت سلما) (وَلَو أَنهم فروا لكانوا أعزة ... وَلَكِن رَأَوْا صبرا على الْمَوْت أكرما) 81 - وَقَالَ أَبُو مكنف أَبُو سلمى من ولد زُهَيْر بن أبي سلمى (أبعد أبي الْعَبَّاس يستعتب الدَّهْر ... وَمَا بعده للدهر عُقبى وَلَا عذر) (إِذا مَا أَبُو الْعَبَّاس خلى مَكَانَهُ ... فَلَا حملت أُنْثَى وَلَا مَسهَا طهر) (وَلَا أمْطرت أَرضًا سَمَاء وَلَا جرت ... نُجُوم وَلَا لدت لشاربها الْخمر) (كَأَن بني الْقَعْقَاع يَوْم وَفَاته ... نُجُوم سَمَاء خر من بَينهَا الْبَدْر) (توفيت الآمال يَوْم انقضائه ... وَأصْبح فِي شغل عَن السّفر السّفر) 82 - وَقَالَ أَبُو تَمام حبيب بن أَوْس الطَّائِي (كَذَا فليجل الْخطب وليفدح الْأَمر ... فَلَيْسَ لعين لم يفض ماءها عذر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 83 - وَقَالَ عبد السَّلَام بن رغبان ديك الْجِنّ (على هَذِه كَانَت تَدور النوائب ... وَفِي كل جَمِيع للذهاب مَذَاهِب) (نزلنَا على حكم الزَّمَان وَأمره ... وَقد يقبل النّصْف الألد المشاغب) (وتضحك سنّ الْمَرْء وَالْقلب عَابس ... ويرضى الْفَتى عَن دهره وَهُوَ عَاتب) (أَلا أَيهَا الركْبَان وَالرَّدّ وَاجِب ... قفوا خبرونا مَا تَقول النوادب) (إِلَى أَي فتيَان الندى سبق الردى ... وأيهم انتابت حماه النوائب) (أَلا يَا أَبَا الْعَبَّاس كم رد رَاغِب ... لفقدك ملهوفاً وَكم جب غارب) (وَيَا قبر جد كل الْقُبُور بجوده ... ففيك سَمَاء ثرة وسحائب) (فَإنَّك لَو تَدْرِي بِمَا فِيك من علا ... عَلَوْت فلاحت فِي ذراك الْكَوَاكِب) (أَخ كنت تدمى مهجتي وَهُوَ نَائِم ... حذاراً وتعمى مقلتي وَهُوَ غَائِب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 (فَمَاتَ فَمَا صبري على الْأجر وَاقِفًا ... وَلَا أَنا فِي عمر إِلَى الله رَاغِب) (أأسعى لأحظى فِيك بِالْأَجْرِ إِنَّه ... لسعي إِذا مسني لَدَى الله غَائِب) (وَمَا الْإِثْم إِلَّا الصَّبْر عَنْك وَإِنَّمَا ... عواقب حمد أَن تذم العواقب) (يَقُولُونَ مِقْدَار على الْحر وَاجِب ... فَقلت وإعوال على الْحر وَاجِب) (هُوَ الْقلب لما حَان يَوْم ابْن أمه ... وهى جَانب مِنْهُ وَخلف جَانب) (فَتى كَانَ مثل السَّيْف من حَيْثُ جِئْته ... لنائبة تَأْتِيك فَهُوَ مضَارب) (بكاك أَخ لم تحوه بِقرَابَة ... بلَى إِن إخْوَان الصفاء أقَارِب) (وأظلمت الدُّنْيَا الَّتِي كنت جارها ... كَأَنَّك للدنيا أَخ ومناسب) (يبرد نيران المصائب أنني ... أرى زَمنا لم تبْق فِيهِ مصائب) 84 - وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب خويلد بن محرب الْهُذلِيّ (عرفت الديار كرقم الدواة ... يزبرها الْكَاتِب الْحِمْيَرِي) 85 - وَقَالَ المتنخل مَالك بن عُوَيْمِر بن عُثْمَان الْهُذلِيّ جاهلي (أَقُول لما أَتَانِي الناعيان بِهِ ... لَا يبعد الرمْح ذُو النصلين وَالرجل) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 (رباء شماء لَا يأوي لقلتهما ... إِلَّا السَّحَاب وَإِلَّا الأوب والسبل) (ويل امهِ رجلا تأبى بِهِ غبنا ... إِذا تجرد لَا خَال وَلَا بخل) (السالك الثغرة الْيَقظَان كالئها ... مشي الهلوك عَلَيْهَا الخيعل الْفضل) (فَاذْهَبْ فَأَي فَتى فِي النَّاس أحرزه ... فِي حتفه ظلم دعجٌ وَلَا جبل) 86 - وَقَالَ أَبُو الهيذام عَامر بن الضَّحَّاك الْكلابِي (سأبكيك بالبيض الرقَاق وبالقنا ... فَإِن بهَا مَا يدْرك الْمَاجِد الوترا) (وَلست كمن يبكي أَخَاهُ بعبرة ... يعصرها من جفن مقلته عصرا) (وَإِنَّا أنَاس مَا تفيض دموعنا ... على هَالك منا وَإِن قَصم الظهرا) 87 - وَقَالَ عقيل بن علفة المري (لتغد المنايا حَيْثُ شَاءَت فَإِنَّهَا ... محللة بعد الْفَتى ابْن عقيل) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 88 - وَقَالَ طريف أَبُو وهب الْعَبْسِي فِي أَبِيه (لقد شمت الْأَعْدَاء بِي وتغيرت ... عُيُون أَرَاهَا بعد موت أبي عَمْرو) (تجرأ على الدَّهْر لما فقدته ... وَلَو كَانَ حَيا لاجترأت على الدَّهْر) (أَلا لَيْت أُمِّي لم تلدني وليتني ... سبقتك إِذْ كُنَّا إِلَى غَايَة نجري) (وَكنت بِهِ أكنى فَأَصْبَحت كلما ... كنيت بِهِ فاضت دموعي على نجري) (وَقد كنت ذَا نَاب وظفر على العدى ... فَأَصْبَحت لَا يَخْشونَ نابي وَلَا ظفري) (وقاسمني دهري بنى مشاطرا ... فَلَمَّا تقضى شطره عَاد فِي شطري) 89 - وَقَالَ شقران العذري أموي الشّعْر (أجدك لن تزل الدَّهْر عَيْني ... لَهَا فِي أثر ذِي ثِقَة سجوم) (وإخوان رزئهم فبانوا ... كَمَا انْقَضتْ من الْفلك النُّجُوم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 90 - وَقَالَ أَبُو قحفان الْأَعْشَى عَامر بن الْحَارِث بن عون الْبَاهِلِيّ وتروى للدعجاء ابْنة الْمُنْتَشِر وتروى لليلى بنت وهب الباهلية أُخْت الْمُنْتَشِر (إِنِّي أَتَتْنِي لِسَان لَا أسر بهَا ... من علو لَا عجب مِنْهَا وَلَا سخر) 91 - وَقَالَ الحطية يرثي عَلْقَمَة بن علاثة الْكلابِي (لعمري لنعم الْحَيّ من آل جَعْفَر ... بحوران أَمْسَى أعلقته الحبائل) 92 - وَقَالَ خلف بن خَليفَة الْبَاهِلِيّ أموي الشّعْر (أعاتب نَفسِي أَن تبسمت خَالِيا ... وَقد يضْحك الموتور وَهُوَ حَزِين) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 (وبالدير أشجاني وَكم من شج لَهُ ... دوين الْمصلى بِالبَقِيعِ شجون) (ربى حولهَا أَمْثَالهَا إِن أتيتها ... قرينك أشجاناً وَهن سُكُون) (كفى الهجر أَنا لم يضح لَك أمرنَا ... وَلم يأتنا عَمَّا لديك يَقِين) 93 - وَقَالَ عبد الْملك بن عبد الرَّحِيم الْحَارِثِيّ (وأنى لأرباب الْقُبُور لغابط ... بسكنى سعيد بَين أهل الْمَقَابِر) (وَإِنِّي لمفجوع بِهِ إِذْ تكاثرت ... عداتي وَلم أهتف سواهُ بناصر) (فَكنت كمغلوب على نصل سَيْفه ... وَقد حز فِيهِ نصل حران ثَائِر) (أتيناه زواراً فأمجدنا قرى ... من البث والداء الدخيل المخامر) (وأبنا بزرع قد نما فِي صدورنا ... من الوجد يسقى بالدموع البوادر) (وَلما حَضَرنَا لاقتسام تراثه ... وجدنَا عظيمات اللهى والمآثر) (فأسمعنا بِالصَّمْتِ رَجَعَ حَدِيثه ... فأبلغ بِهِ من نَاطِق لم يحاور) 94 - وَقَالَ سَلمَة بن يزِيد بن الْمجمع الحعفي (أَقُول لنَفْسي فِي الْخَلَاء ألومها ... لَك الويل مَا هَذَا التجلد وَالصَّبْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 95 - وَقَالَ مَرْوَان بن أبي حَفْصَة (لقد أَصبَحت تختال كل بَلْدَة ... بِقَبْر أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَقَابِر) (أَتَتْهُ الَّذِي ابتزت سُلَيْمَان ملكه ... وألوت بِذِي القرنين مِنْهَا الدَّوَائِر) (أَتَتْهُ فغالته المنايا وعدله ... ومعروفه فِي الشرق والغرب ظَاهر) (وَلَو كَانَ تَجْرِيد السيوف يردهَا ... ثنت حَدهَا عَنهُ السيوف البواتر) (بأيد بهَا تُعْطى الصوارم حَقّهَا ... وتروى لَدَى الروع الرماح الشواجر) 96 - وَقَالَت امْرَأَة من بلحارث بن كَعْب (فَارِسًا مَا غادروه ملحما ... غير زميل وَلَا نكس وكل) (لم يَشَأْ طاربه ذُو ميعة ... لَاحق الآطال نهد ذُو خصل) (غير أَن الْبَأْس مِنْهُ شِيمَة ... وصروف الدَّهْر تجْرِي بالأجل) 97 - وَقَالَ عبد الْأَعْلَى بن كناسَة الْمَازِني (أبعدت من يَوْمك الْفِرَار فَمَا ... جَاوَزت حَيْثُ انْتهى بك الْقدر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 (لَو كَانَ يُنجى من الردى حذر ... نجاك مِمَّا أَصَابَك الحذر) (يَرْحَمك الله من أخي ثِقَة ... لم يَك فِي صفو وده كدر) (فَهَكَذَا يذهب الزَّمَان ويفنى ... الْعلم فِيهِ ويدرس الْأَثر) 98 - وَقَالَ [آخر] (إِذا مَا امْرُؤ أثنى بآلاء ميت ... فَلَا يبعد الله الْوَلِيد بن أدهما) (فَمَا كَانَ مفراحاً إِذا الْخَبَر مَسّه ... وَلَا كَانَ منانا إِذا هُوَ أنعما) (لعمرك مَا وارى التُّرَاب فعاله ... وَلكنه وارى ثيابًا وأعظما) 99 - وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني (فَإِن يهْلك أَبُو قَابُوس يهْلك ... ربيع النَّاس والشهر الْحَرَام) (ونأخذ بعده بذناب عَيْش ... أجب الظّهْر لَيْسَ لَهُ سَنَام) 100 - وَقَالَ مُحَمَّد بن بشير بن خَارِجَة العدواني وتروى لأبي البلهاء عُمَيْر بن عَامر مولى يزِيد بن مزِيد (نعم الْفَتى فجعت بِهِ إخوانه ... يَوْم البقيع حوادث الْأَيَّام) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 (سهل الفناء إِذا حللت بِبَابِهِ ... طلق الْيَدَيْنِ مؤدب الخدام) (وَإِذا رَأَيْت خَلِيله وشقيقه ... لم تدر أَيهمَا أَخُو الْأَرْحَام) 101 - وَقَالَ حَاطِب بن قيس (سَلام على الْقَبْر الَّذِي ضم أعظما ... تحوم الْمَعَالِي حوله فتسلم) (سَلام عَلَيْهِ كلما ذَر شارق ... وَمَا امْتَدَّ قطع من دجى اللَّيْل مظلم) (فيا قبر عَمْرو جاد أَرضًا تعطفت ... عَلَيْك ملث دَائِم الْقطر مرزم) (تَضَمَّنت جسماً طَابَ حَيا وَمَيتًا ... فَأَنت بِمَا ضمنت فِي الأَرْض معلم) (فَلَا يبعدنك الله يَا عَمْرو هَالكا ... فقد كنت نور الْخطب والخطب مظلم) 02 - وَقَالَ الرّبيع بن زِيَاد الْعَبْسِي جاهلي (إِنِّي أرقت فَلم أغمض حَار ... من سيىء النبأ الْجَلِيل الساري) 103 - وَقَالَ عكرشة الْعَبْسِي وَكَانَ قد خرج إِلَى الشَّام فَهَلَك بنوه بالطاعون (سقى الله أجداثاً ورائي تركتهَا ... بحاضر قنسرين من سبل الْقطر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 (مضوا لَا يُرِيدُونَ الرواح وغالهم ... من الدَّهْر أَسبَاب جرين على قدر) (وَلَو يَسْتَطِيعُونَ الرواح تروحوا معي ... وغدوا فِي المصبحين على ظهر) (لعمري لقد وارت وضمت قُبُورهم ... أكفا شَدَّاد الْقَبْض بالأسل السمر) (غطارفة زهر مضوا لسبيلهم ... فلهفي على تِلْكَ الغطارفة الزهر) (أبعد بني الدَّهْر أَرْجُو غضارة ... من الْعَيْش أَو آسى لما فَاتَ من عمري) (يذكرنيهم كل خير رَأَيْته ... وَشر فَمَا انْفَكَّ مِنْهُم على ذكر) (وَآخر عهدي مِنْك يَا شغب شمة ... بشرح وداعا والمطي بِنَا تسري) (فَكَانَ وداعاً لَا تلاقي بعده ... بَعيدا إِلَى الْيَوْم الْقِيَامَة والحشر) (وَأبْدى لي الشحناء من كَانَ مخفيا ... عداوته لما تغيب فِي الْقَبْر) 104 - وَقَالَ مرّة بن مَالك العذري (وباكية تبْكي عديا وَإِنَّمَا ... ثنت لي أحزاناً فَثَابَ غرامها) (قُبُور تحاماها الجيوش مهابة ... وخوفاً وَإِن لم يبد إِلَّا رمامها) (إِذا ذكر الْأَعْدَاء وَقع سيوفها ... وَطعن قناها لم يطعها منامها) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 (تفانوا وَلم يبقوا وكل قَبيلَة ... سريع إِلَى ورد الْحمام كرامها) 105 - وَقَالَ عدي بن ربيعَة جاهلي يرثي أَخَاهُ مهلهلا (ضربت صدرها إِلَيّ وَقَالَت ... يَا عدي لقد وقتك الأواقي) (مَا أَرْجَى فِي الْعَيْش بعد ندامى ... قد أَرَاهُم سقوا بكأس حلاق) (إِن تَحت الْأَحْجَار حزماً وعزما ... وخصيماً أَلد ذَا مغلاق) (حَيَّة فِي الوجار أَرْبَد لَا ينفع ... مِنْهُ السَّلِيم نفثة راق) (فَارس يضْرب الكتيبة بِالسَّيْفِ ... دراكاً كلاعب المخراق) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 106 - وَقَالَ نَهَار بن توسعة (أَلا ذهب الْغَزْو المقرب للغنى ... وَمَات الندى والحزم بعد الْمُهلب) (أَقَامَا بمرو الروذ رهنى ضريحة ... وَقد غيبا فِي كل شَرق ومغرب) 107 - وَقَالَ سلم الخاسر فِي مُحَمَّد بن الْمهْدي (بِمَوْت أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد ... زها الْمَوْت واختالت عَلَيْهِ الْمَقَابِر) (رَأَيْت المنايا يفتخرن بِمَوْتِهِ ... كَأَن المنايا تبتغي من تفاخر) (فَلَو بَكت الْأَيَّام مَيتا بَكت لَهُ ... سوالفها والباقيات الغوابر) (وَمَا النَّاس إِلَّا للفناء مصيرهم ... لكل امرىء من يَوْمه مَا يحاذر) 108 - وَقَالَ آخر وتروى لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ (لكل اجْتِمَاع من خليلين فرقة ... وكل الَّذِي دون الْمَمَات قَلِيل) (وَإِن افتقادي وَاحِدًا بعد وَاحِد ... دَلِيل على أَن لَا يَدُوم خَلِيل) 109 - وَقَالَ كَعْب بن جعيل أموي الشّعْر (برابية الثرثار قبر ترابه ... يضم الْغَمَام الْجُود وَالشَّمْس والبدرا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 (رَأَتْ تغلب العلياء عِنْد مصابه ... عُيُون الأعادي نَحْو أعينها خزرا) (وودت نُجُوم الجو يَوْم حملنه ... على النعش لَو كَانَت بأجمعها قبرا) (مُنَافَسَة مِنْهَا عَلَيْهِ وضنة ... على الترب أَن تحوي المآثر والفخرا) (وَمَا بخلت عَيْنَايَ بالدمع بعده ... على هَالك إِلَّا ذكرت لَهَا عمرا) (فتسمح لي بالدمع حزنا لذكره ... وتبعث مِنْهُ لَا بكيا وَلَا نزرا) 110 - وَقَالَ ابْن أم حزنة واسْمه ثَعْلَبَة بن حزن بن زيد مَنَاة إسلامي وَرَوَاهَا الخالديان لمَالِك بن نُوَيْرَة وَلَيْسَت لَهُ (ألوم النائبات من اللَّيَالِي ... وَمَا تَدْرِي اللَّيَالِي من ألوم) (وَكَانَ أخي زعيم بني تَمِيم ... وكل قَبيلَة فلهَا زعيم) (وَكَانَ إِذا الشدائد أرهقتني ... يقوم بهَا وأقعد لَا أقوم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 111 - وَقَالَ عمَارَة بن عقيل (رحم الله خَالِدا فَلَقَد مَاتَ ... حميدا وعاش ذَا إفضال) (لم يمت مُوسِرًا من المَال لَكِن ... مُوسِرًا من محامدٍ وفعال) 112 - وَقَالَ الضَّحَّاك بن عقيل (ديار أقفرت من بعد قوم ... بهم يستمطر الْبَلَد المحول) (ورثناهم مَنَازِلهمْ فزالوا ... وَأي نعيم دنيا لَا يَزُول) 113 - وَقَالَ آخر (عافوا حِيَاض الْمَوْت فاختلجتهم ... حِيَاض المنايا عَن لئيم المشارب) (فماتوا جَمِيعًا خشيَة الْعَار وابتنوا ... مَكَارِم ناطوا عزها بالكواكب) (شروا أنفساً كَانُوا قَدِيما أضنة ... بهَا طَمَعا فِي باقيات العواقب) (وأضحوا وهم سنوا الْوَفَاء وأورثوا ... مَوَارِيث مجد ذكرهَا غير ذَاهِب) 114 - وَقَالَ الغطمش الضَّبِّيّ (سقى الله قبراً كنت رَوْضَة عيشه ... وجنته كَيفَ استبد بك الدَّهْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 (لقد كنت عَن لحظ الْعُيُون رَقِيقه ... يُؤثر فِيك اللحظ وَالنَّظَر الشزر) (جميل وَحقّ الله فِي مثلك البكا ... وأجمل [لي] مِنْهُ التجلد وَالصَّبْر) (فَإِن صبرت نَفسِي فَذَلِك شيمتي ... وَإِن جزعت يَوْمًا فَأَنت لَهَا عذر) 115 - وَقَالَ تَوْبَة بن مُضر [س] العذري (رَأَتْ إخوتي بعد اجْتِمَاع تفَرقُوا ... فَلم يبْق إِلَّا وَاحِد مِنْهُم فَرد) (تقسمهم ريب الْمنون كَأَنَّمَا ... على الدَّهْر فيهم أَن يُفَرِّقهُمْ عهد) 116 - وَقَالَ آخر (فَمَا تقشعر الأَرْض إِن نزلُوا بهَا ... وَلكنهَا تزهو بهم وتطيب) (أصَاب الحيا تِلْكَ الْقُبُور وشققت ... عَلَيْهِنَّ من غر السَّحَاب جُيُوب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 117 - وَقَالَ أَبُو عَطاء السندي فِي نصر بن سيار [من مخضرمي الدولتين] (فاضت دموعي على نصر وَمَا ظلمت ... عين تفيض على نصر بن سيار) (يَا نصر من للقاء الْحَرْب إِن لقحت ... يَا نصر بعْدك أَو للضيف وَالْجَار) (الخندفي الَّذِي يحمي حقيقتهم ... فِي كل يَوْم مخوف الشين والعار) (والقائد الْخَيل قبا فِي أعنتها ... بالقوم حَتَّى يلف الْغَار بِالْغَارِ) (من كل أَبيض كالمصباح من مُضر ... يجو بسنته الظلماء للساري) (مَاض على الهول مِقْدَام إِذا اعترضت ... سمر الرماح وَولى كل فرار) (إِن قَالَ قولا وفى بالْقَوْل موعده ... إِن الْكِنَانِي واف غير غدار) 118 - وَقَالَ أهبان بن همام بن نَضْلَة الْأَسدي جاهلي (خليلي عوجا إِنَّهَا حَاجَة لنا ... على قبر همام سقته الرواعد) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 (على قبر من يُرْجَى نداه ويبتغى ... قراه إِذا لم يحمد الأَرْض حَامِد) (كريم النثا حُلْو الشَّمَائِل بَينه ... وَبَين المرجى نفنف متباعد) (إِذا نَازع الْقَوْم الْأَحَادِيث لم يكن ... عييا وَلَا عبأ على من يقاعد) (وَضعنَا الْفَتى كل الْفَتى فِي حفيرة ... بحوين قد ناحت عَلَيْهِ العوائد) (صَرِيعًا كنصل السَّيْف تضرب حوله ... ترائبهن المعولات الفواقد) 119 - وَقَالَ الْفضل بن عبد الصَّمد الرقاشِي فِي جَعْفَر الْبَرْمَكِي (أما وَالله لَوْلَا خوف واش ... وَعين للخليفة لَا تنام) (لطفنا حول جذعك واستلمنا ... كَمَا للنَّاس بِالْحجرِ استلام) (فَمَا أَبْصرت بعْدك يَا ابْن يحيى ... حساماً قده السَّيْف الحسام) (على الْمَعْرُوف وَالدُّنْيَا جَمِيعًا ... ودولة آل برمك السَّلَام) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 120 - وَقَالَ أَوْس بن حجر التَّمِيمِي جاهلي (أيتها النَّفس أجملي جزعا ... إِن الَّذِي تحذرين قد وَقعا) (إِن الَّذِي جمع السماحة والنجدة ... والبأس والندى جمعا) (الألمعي الَّذِي يظنّ بك الظَّن ... كَأَن قد رأى وَقد سمعا) 121 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد الْأنْصَارِيّ (وَإِنِّي وَإِسْمَاعِيل يَوْم وَفَاته ... لكالجفن يَوْم الروع فَارقه النصل) (يذكرنيك الْجُود وَالْفضل والحجى ... وَقيل الْخَنَا وَالْعلم والحلم وَالْجهل) (فألقاك فِي مذمومها متنزها ... وألقاك فِي محمودها وَلَك الْفضل) (وَأحمد من أخلاقك الْبُخْل إِنَّه ... بعرضك لَا بِالْمَالِ حاشى لَك الْبُخْل) 122 - وَقَالَ مرّة بن منقذ التنوخي وتروى لمقرب التنوخي (جسور لَا يروع عِنْدهم ... وَلَا يثنى عزيمته اتقاء) (حَلِيم فِي شراسته إِذا مَا ... حبا الحلماء أطلقها المراء) (فَإِن تكن الْمنية أقصدته ... وحم عَلَيْهِ بالتلف الْقَضَاء) (فقد أودى بِهِ كرم ومجد ... وعود بالمكارم وَابْتِدَاء) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 123 - وَقَالَ عدي بن الرّقاع العاملي يُخَاطب منَازِل قومه أموي الشّعْر (فسقيت من دَار وَإِن لم تسمعي ... أصواتنا صوب الرّبيع المسبل) (ورعيت من دَار وَإِن لم تنطقي ... بِجَوَاب حاجتنا وَإِن لم تعقلي) (قد كَانَ أهلك بُرْهَة لَك زِينَة ... فتبدلوا بَدَلا وَلم تستبدلي) (فأبكى إِذا بَكت الْمنَازل أَهلهَا ... معذورة وظلمت إِن لم تفعلي) 124 - وَقَالَ رجل من بني تَمِيم هُوَ الفرزدق (لَو لم يفارقني عَطِيَّة لم أهن ... وَلم أعْط أعدائي الَّذِي كنت أمنع) (شُجَاع إِذا لَاقَى ورام إِذا رمى ... وهاد إِذا مَا أظلم اللَّيْل مصدع) (سأبكيك حَتَّى نتفد الْعين ماءها ... ويشفى مني الدمع مَا أتوجع) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 125 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب (ألم تَرَ أَنِّي يَوْم جو سويقة ... بَكَيْت فنادتني هنيدة ماليا) (فَقلت لَهَا إِن الْبكاء لراحة ... بِهِ يشتفي من ظن أَن لَا تلاقيا) 126 - وَقَالَ آخر (أمنت شبا الزَّمَان فَمَا أُبَالِي ... أيعدل بعد يَوْمك أم يجور) (وَكنت سرُور قلبِي والمرجى ... فَلَمَّا مت فارقني السرُور) 127 - وَقَالَ الضَّبِّيّ (لما مَضَت قبله اللَّيَالِي ... وأحدثت بعده أُمُور) (واعتضت باليأس عَنهُ صبرا ... فاعتدل الْحزن وَالسُّرُور) (فلست أخْشَى وَلَا أُبَالِي ... مَا فعلت بعْدك الدهور) (فليجهد الدَّهْر فِي مساتي ... فَمَا عَسى جهده يضير) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 128 - وَله فِي طَاهِر بن الْحُسَيْن (وقوفك تَحت ظلال السيوف ... أقرّ الْخلَافَة فِي دارها) (كَأَنَّك مطلع بالقلوب ... إِذا مَا تناجت بأسرارها) (فكرات طرفك مريرة ... إِلَيْك تفاحص أَخْبَارهَا) (وَفِي راحتيك الردى والندى ... وكلتاهما طوع ممتارها) (وأقضية الله محتومة ... وَأَنت منفذ أقدارها) 129 - وَقَالَ عكرشة أَبُو الشغب فِي وَلَده (قد كَانَ شغب لَو أَن الله عمره ... عزا تزاد بِهِ فِي عزها مُضر) (لَيْت الْجبَال تداعت يَوْم مصرعه ... دكا فَلم يبْق من أحجارها حجر) (فَارَقت شغبا وَقد قوست من كبر ... بئس الحليفان طول الْحزن وَالْكبر) 130 - وَقَالَ آخر (لَا يبعد الله أَقْوَامًا رزئتهم ... بانوا لوقت مناياهم وَقد بعدوا) (أضحت قُبُورهم شَتَّى ويجمعهم ... حَوْض المنايا وَلم يجمعهُمْ بلد) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 (رعوا من الْمجد أكنافا إِلَى أجل ... حَتَّى إِذا بلغت أظماؤهم رقدوا) (كَانَت لَهُم همم فرقن بَينهم ... إِذا القعاديد عَن أَمْثَالهَا قعدوا) (بذل الْجَمِيل وتفريج الْجَلِيل ... وَإِعْطَاء الجزيل إِذا لم يُعْطه أحد) 131 - وَقَالَ حَارِثَة بن بدر فِي زِيَاد بن أَبِيه (صلى الْإِلَه على قبر وطهره ... عِنْد الثوية يسفي فَوْقه المور) (زفت إِلَيْهِ قُرَيْش نعش سَيِّدهَا ... فثم كل التقى وَالْبر مقبور) (أَبَا الْمُغيرَة وَالدُّنْيَا مفجعة ... وَإِن من غرت الدُّنْيَا لمغرور) (قد كَانَ عنْدك بِالْمَعْرُوفِ معرفَة ... وَكَانَ عنْدك للنكراء تنكير) (وَكنت تغشى وَتُعْطِي المَال من سَعَة ... لِأَن بَيْتك أضحى وَهُوَ معمور) (النَّاس بعْدك قد خفت حلومهم ... كَأَنَّمَا نفخت فِيهَا الأعاصير) 132 - وَقَالَت امْرَأَة ترثي زَوجهَا (لعمري وَمَا عمري عَليّ بهين ... لنعم الْفَتى غادرتم آل خثعما) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 (وَكَانَ إِذا مَا أورد الْخَيل بيشة ... إِلَى جنب أشراج أَنَاخَ فألجما) (فارسلها رهوا رعالا كَأَنَّهَا ... جَراد زفته ريح نجد فأتهما) 133 - وَقَالَت امْرَأَة ترثي أخاها (هَل خبر الْقَبْر سائليه ... أم قر عينا بزائريه) (أم هَل ترَاهُ أحَاط علما ... بالجسد المستكن فِيهِ) (لَو يعلم الْقَبْر من يواري ... تاه على كل من يَلِيهِ) (يَا موت لَو تقبل افتداء ... كنت بنفسي سأفتديه) (أنعى بريدا إِلَى حروب ... تحسر عَن منظر كريه) (يَا جبلا كَانَ ذَا امْتنَاع ... وركن عز لآمليه) (وَيَا مَرِيضا على فرَاش ... تؤذيه أَيدي ممرضيه) (وَيَا صبورا على بلَاء ... كَانَ بِهِ الله يَبْتَلِيه) (ذهبت يَا موت بِابْن أُمِّي ... بالسيد الْفَاضِل النبيه) (تحلو نعم عِنْده سماحا ... وَلم يقل قطّ لَا بِفِيهِ) (يَا موت مَاذَا أردْت مني ... حققت مَا كنت أتقيه) (دهر رماني بفقد إلفي ... أَذمّ دهري وأشتكيه) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 (آمنك الله كل روع ... وَكلما كنت تتقيه) 134 - وَقَالَت امْرَأَة من بني عذرة (لقد غادر الركب اليمانون خَلفهم ... شَدِيد نِيَاط الْقلب ذَا مرّة شزر) (ترى خَيره فِي السهل لَا حزن بعده ... إِذا كَانَ بعض الْخَيْر فِي جبل وعر) 135 - وَقَالَ آخر يرثي زَوجته (فَإِن يكن الزَّمَان عدا علينا ... ففاقم شعبنا بعد اتِّفَاق) (فَكل هوى يصير إِلَى انْقِضَاء ... كَمَا صَار الْهلَال إِلَى محاق) (فَإِن تَكُ قد نأت ونأيت عَنْهَا ... وَفرق بَيْننَا حدث الشقاق) (فَكل قرينَة وقرين إلْف ... مصيرهما إِلَى أمد الْفِرَاق) 136 - وَقَالَ آخر (وَكنت مجاورا لبني سعيد ... فأفقدنيهم ريب الزَّمَان) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 (فَلَمَّا أَن فقدت بني سعيد ... فقدت الود إِلَّا بِاللِّسَانِ) 137 - وَقَالَ لبيد بن ربيعَة العامري (يَا أَرْبَد الْخَيْر الْكَرِيم جدوده ... أفردتني أَمْشِي بقرن أعضب) 138 - وَقَالَ أَيْضا (لعمري لَئِن كَانَ الْمخبر صَادِقا ... لقد رزئت فِي حَادث الدَّهْر جَعْفَر) (أَخا لي أما كل شَيْء سَأَلته ... فيعطي وَأما كل ذَنْب فَيغْفر) (فَإِن يَك نوء من سَحَاب أَصَابَهُ ... فقد كَانَ يَعْلُو كل قرن ويظفر) 139 - وَقَالَ كثير بن أبي جُمُعَة الملحي (عداني أَن أزورك غير بغض ... مقامك بَين مصفحة شَدَّاد) (فَلَا تبعد فَكل فَتى سَيَأْتِي ... عَلَيْهِ الْمَوْت يطْرق أَو يغادي) (وكل ذخيرة لَا بُد يَوْمًا ... وَإِن بقيت تصير إِلَى نفاد) (فلوفوديت من حدث اللَّيَالِي ... فديتك بالطريف وبالتلاد) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 140 - وَقَالَ عتِيك بن قيس (برغم العلى والجود وَالْمجد والندى ... طواك الردى يَا خير حاف وناعل) (لقد غال صرف الدَّهْر مِنْك مرزأ ... نهوضا بأعباء الْأُمُور الأثاقل) (فإمَّا تصبك الحادثات بنكبة ... رمتك بهَا إِحْدَى الدَّوَاهِي الضايل) (فَلَا تبعدن إِن الحتوف موارد ... وكل فَتى من صرفهَا غير وَائِل) 141 - وَقَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ مخضرم (أَبَت عَيْنَاك إِلَّا أَن تلجا ... وتختالا بمائهما اختيالا) (كَأَنَّهُمَا شعيبا مستغيث ... يزجي طالعا بهما ثقالا) (وَهِي خرزاهما فالماء يجْرِي ... خلالهما وينسل انسلالا) (على حيين فِي عَاميْنِ شَتَّى ... فقد عَنَّا طلابهما وطالا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 (وَأَيَّام الْمَدِينَة ودعونا ... فَلم يدعوا لقائلة مقَالا) (فأية لَيْلَة تَأْتِيك سَهوا ... فَتُصْبِح لَا ترى مِنْهُم خيالا) (يؤرقنا أَبُو حَنش وطلق ... وعمار وآونة أثالا) (أَرَاهُم رفقتي حَتَّى إِذا مَا ... تجافى اللَّيْل وانخزل انخزالا) (إِذا أَنا كَالَّذي يجْرِي لورد ... إِلَى آل فَلم يدْرك بِلَالًا) 142 - وَقَالَ أَبُو حزابة الْحَنْظَلِي (لعمري لقد هدت قُرَيْش عروشنا ... بأبيض نفاح العشيات أزهرا) (وَكَانَ حصادا للمنايا زرعنه ... فَهَلا تركن النبت مَا دَامَ أخضرا) (لحا الله قوما أسلموك وجردوا ... عناجيج أعطتها يَمِينك ضمرا) (أما كَانَ فيهم ماجد ذُو حفيظة ... يرى الْمَوْت فِي بعض المواطن أفخرا) 143 - وَقَالَ أَبُو عدي العبلي (تَقول أُمَيْمَة لما رَأَتْ ... نشوزي عَن المضجع الْأَنْفس) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 (وَقلة نومي على مضجعي ... لَدَى هجعة الْأَعْين النعس) (أَبى مَا عرَاك فَقلت الهموم ... عرين أَبَاك فَلَا تبلسي) (لفقد الْأَحِبَّة إِذْ نالها ... سِهَام من الْحَدث المبيس) (فَذَاك الَّذِي غالني فاعلمي ... وَلَا تسألي بامرئ متعس) (أذلوا قناتي لمن رامها ... وَقد ألصقوا الرغم بالمعطس) 144 - وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد التَّيْمِيّ فِي يزِيد بن مزِيد (أحقا أَنه أودي بزيد ... تبين أَيهَا الناعي المشيد) (أَتَدْرِي من نعيت وَكَيف فاهت ... بِهِ شفتاك واراك الصَّعِيد) (أحامي الْمجد وَالْإِسْلَام أودى ... فَمَا للْأَرْض وَيحك لَا تميد) (تَأمل هَل ترى الْإِسْلَام مَالَتْ ... دعائمه وَهل شَاب الْوَلِيد) (وَهل تسقى الْبِلَاد عشار مزن ... بدرتها وَهل يخضر عود) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 (ألم تعجب لَهُ أَن المنايا ... فتكن بِهِ وَهن لَهُ جنود) (ليبكك شَاعِر لم يبْق دهر ... لَهُ نشبا وَقد كسد القصيد) 145 - وَقَالَ يَعْقُوب بن الرّبيع بن حَارِثَة فِي امْرَأَته (فَلَو أنني إِذْ حم يَوْم وفاتها ... أحكم فِي عمري لشاطرتها عمري) (فَحل بِنَا الْمَقْدُور فِي سَاعَة مَعًا ... فَمَاتَتْ وَلَا أَدْرِي ومت وَلَا تَدْرِي) 146 - وَقَالَ ديك الْجِنّ عبد السَّلَام فِي مَعْنَاهُ (لامت قبلك بل أَحَي وَأَنت مَعًا ... وَلَا بقيت إِلَى يَوْم تموتينا) (لَكِن نَعِيش كَمَا نهوى ونأمله ... ويرغم الله فِينَا أنف واشينا) (حَتَّى إِذا مَا انتقضت أَيَّام مدتنا ... وحان من يَوْمنَا مَا كَانَ يعدونا) (متْنا كِلَانَا كغصني بانة ذبلا ... من بعد مَا استورقا واستنضرا حينا) 147 - وَقَالَ آخر (لَئِن كَانَت الْأَحْدَاث طولن عبرتي ... بفقدك أَو أسكن قلبِي التخضعا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 (لقد أمنت نَفسِي المصائب كلهَا ... فَأَصْبَحت مِنْهَا آمنا أَن أروعا) (فَمَا اتَّقى فِي الدَّهْر بعْدك نكبة ... وَلَا أرتجى للدهر مَا عِشْت مرجعا) 148 - وَقَالَ الأشجع السّلمِيّ (حَلَفت لقد أنسى يزِيد بن مزِيد ... ربيعَة مِنْهَا فقد كل فقيد) (فَتى يمْلَأ الْعَينَيْنِ حسنا وبهجة ... ويملأهما قلب كل حسود) 149 - وَقَالَ آخر (رمتنا المنايا يَوْم مَاتَ بحادث ... بطئ تداني شعبه المتبدد) (فَقل للمنايا مَا تركت بَقِيَّة ... علينا فعيثي كَيفَ شِئْت وأفسدي) 150 - وَقَالَ الْحكمِي (طوى الْمَوْت مَا بيني وَبَين مُحَمَّد ... وَلَيْسَ لما تطوى الْمنية ناشر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 (وَكنت عَلَيْهِ أحذر الْمَوْت وجده ... فَلم يبْق لي شَيْء عَلَيْهِ أحاذر) (لَئِن عمرت دور بِمن لَا أحبه ... لقد عمرت مِمَّن أحب الْمَقَابِر) 151 - وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد الْأمَوِي (هَانَتْ عَليّ نَوَائِب الدَّهْر ... فلتجر كَيفَ تحب أَن تجْرِي) (هَل بعد يَوْمك مَا أحاذره ... يَا بكر كل مُصِيبَة بكر) 152 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب (أَبَا خَالِد ضَاعَت خُرَاسَان بعدكم ... وَقَالَ ذَوُو الْحَاجَات أَيْن يزِيد) (فَلَا قطرت بِالريِّ بعْدك قَطْرَة ... وَلَا اخضر بالمروين بعْدك عود) 153 - وَقَالَ الأبيرد بن المعذر الْيَرْبُوعي (تطاول ليلى لَا أَنَام تقلبا ... كَأَن فِرَاشِي حَال من دونه الْجَمْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 (أراقب من ليل التَّمام نجومه ... لدن غَابَ قرن الشَّمْس حَتَّى بدا الْفجْر) (تذكر علق بَان منا بنصره ... ونائله يَا حبذا ذَلِك الذّكر) (فان تكن الْأَيَّام فرقن بَيْننَا ... فقد عذرتنا فِي صحابته الْعذر) (أحقا عباد الله أَن لست لاقيا ... بريدا طوال الدَّهْر مَا لألأ العفر) (فَتى لَيْسَ كالفتيان إِلَّا خيارهم ... من الْقَوْم جزل لَا قَلِيل وَلَا وعر) (فَتى إِن هُوَ اسْتغنى تخرق فِي الْغنى ... وَإِن كَانَ فقر لم يؤد مَتنه الْفقر) (ترى الْقَوْم فِي العزاء ينتظرونه ... إِذا ضل رأى الْقَوْم أَو حزب الْأَمر) (فليتك كنت الْحَيّ فِي النَّاس بَاقِيا ... وَكنت أَنا الْمَيِّت الَّذِي أدْرك الدَّهْر) 154 - وَقَالَ الغطمش الضَّبِّيّ (إِلَى الله أَشْكُو لَا إِلَى النَّاس أنني ... أرى الأَرْض تبقى والأخلاء تذْهب) (أخلاي لَو غير الْحمام أَصَابَكُم ... عتبت وَلَكِن مَا على الدَّهْر معتب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 155 - وَقَالَ الْأَشْهب بن رميلة التهثلي (وَإِن الَّذِي حانت بفلج دِمَاؤُهُمْ ... هم الْقَوْم كل الْقَوْم يَا أم خَالِد) (هم ساعد الدَّهْر الَّذِي يَتَّقِي بِهِ ... وَمَا خير كف لَا تنوء بساعد) (أسود شرى لاقت أسود خُفْيَة ... تساقت على لوح سمام الأساود ... 156 - وَقَالَ الْحَارِث بن ضرار النَّهْشَلِي (سقى جدثا أَمْسَى بدومة ثاويا ... من الدَّلْو الجوزاء غاد ورائح) (ليبك يزِيد ضارع لخصومة ... ومختبط مِمَّا تطيح الطوائح) 157 - وَقَالَ ذُو الإصبع بن حرثان بن محرث العدواني (عذير الْحَيّ من عدوان ... كَانُوا حَيَّة الأَرْض) (بغى بَعضهم بَعْضًا ... فَلم يرعوا على بعض) (فقد أَمْسوا أَحَادِيث ... بِرَفْع القَوْل والخفض) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 (وَمِنْهُم كَانَت السادات ... والموفون بالقرض) (وَمِنْهُم حكم يقْضى ... فَلَا ينْقض مَا يقْضى) (وَمِنْهُم من أجَاز الْحَج ... بِالسنةِ وَالْفَرْض) (وهم كَانُوا فَلَا تكذب ... ذَوي الْعِزَّة والنهض) (لَهُم كَانَت جمام الما ... ء لَا المزحى وَلَا البرض) 158 - وَقَالَ آخر (أَلا لله مَا مردى جروب ... حواه بَين حضنيه الظليم) (وَقد بَانَتْ عَلَيْهِ مهى رماح ... حواسر مَا تنام وَلَا تنيم) 159 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف وَفِي رِوَايَة بَعضهم (إِذا مَا دَعَوْت الصَّبْر بعْدك والبكا ... أجَاب البكا طَوْعًا وَلم يجب الصَّبْر) (فَإِن يَنْقَطِع مِنْك الرَّجَاء فَإِنَّهُ ... سَيبقى عَلَيْك الْحزن مَا بقى الدَّهْر) 160 - وَقَالَ آخر [فَاخِتَة بنت عدي] (لعمرك مَا خشيت على أبي ... رماح بني مُقَيّدَة الْحمار) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 (وَلَكِنِّي خشيت على أَبى ... رماح الْجِنّ أَو إياك حَار) 161 - وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (طوتك خطوب دهرك بعد نشر ... كَذَاك خطوبه نشرا وطيا) 162 - وَقَالَ الفرزدق (نعاء ابْن ليلى للسماح وللندى ... وأيدي شمال باردات الأنامل) 163 - وَقَالَ جرير بن الخطفى يرثى عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ (نعى النعاة أَمِير الْمُؤمنِينَ لنا ... يَا خير من حج بَيت الله واعتمرا) (حملت أمرا عَظِيما فاصطبرت لَهُ ... وَقمت فِيهِ بِإِذن الله يَا عمرا) (الشَّمْس طالعة لَيست بكاسفة ... تبكى عَلَيْك نُجُوم اللَّيْل والقمرا) 164 - وَقَالَ النَّابِغَة الجعدى (سَأَلتنِي جارتي عَن أمتِي ... وَإِذا مَا عى ذُو اللب سَأَلَ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 (سَأَلتنِي عَن أنَاس هَلَكُوا ... شرب الدَّهْر عَلَيْهِم وَأكل) (وَأرَانِي طَربا من بعدهمْ ... طرب الواله أَو كالمختبل) 165 - وَقَالَ أَعْرَابِي يرثى ولد عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ (تعز أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُ ... لما قد ترى يغذى الْوَلِيد ويولد) (هَل ابْنك إِلَّا من سلالة آدم ... لكل على حَوْض الْمنية مورد) 166 - وَقَالَ ديك الْجِنّ عبد السَّلَام (لَيْسَ يخْشَى جَيش الْحَوَادِث من جنداه ... وَفْدًا صبَابَة ودموع) (قمر حِين رام أَن يتجلى ... سَار فِيهِ المحاق قبل الطُّلُوع) (فلذة من صميم قلبِي وجزؤ ... من فُؤَادِي وَقطعَة من ضلوعي) (لصغير أعَار رزء كَبِير ... وفريد أذاق فقد جَمِيع) (إِن تكن فِي التُّرَاب خير ضجيع ... كنت لَهُ فِي الْمعَاد خير شَفِيع) 167 - وَقَالَ إِسْحَاق بن خلف فِي بنت لَهُ (أضحت أُمَيْمَة معمورا بهَا الرَّجْم ... لقى صَعِيد عَلَيْهَا الترب مرتكم) (قد كنت أخْشَى عَلَيْهَا أَن تقدمني ... إِلَى الْمَمَات فيبدى وَجههَا الْعَدَم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 (للْمَوْت عِنْدِي أياد لست أنكرها ... أَحْيَا سُرُورًا وَبِي مِمَّا أَتَى ألم) 168 - وَقَالَ أَيْضا (أُمَيْمَة تهوى عَيْش شيخ يسره ... لَهَا الْمَوْت قبل الويل لَو أَنَّهَا تَدْرِي) (يخَاف عَلَيْهَا نكبة الدَّهْر بعده ... وَهل ختن يُرْجَى أعف من الْقَبْر) 169 - وَقَالَ آخر يحب ابْنَته (رَأَيْت رجَالًا يكْرهُونَ بناتهم ... وفيهن لَا تكذب نسَاء صوالح) (وفيهن وَالْأَيَّام تذْهب بالفتى ... عوائد لَا يمللنه ونوائح) 170 - وَقَالَ عمرَان بن حطَّان الشَّيْبَانِيّ وَأَبُو رياش نَسَبهَا إِلَى مُحَمَّد بن عبد الله الْأَزْدِيّ وتروى لِابْنِ الْعَرَبيَّة الْيَشْكُرِي (لقد زَاد الْحَيَاة إِلَى حبا ... بَنَاتِي إنَّهُنَّ من الضِّعَاف) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 (مَخَافَة أَن يرين الْبُؤْس بعدِي ... وَأَن يشربن رنقا بعد صَاف) (وَأَن يعرين إِن كسى الْجَوَارِي ... فيبدي الضّر عَن رمم عجاف) (وَأَن يضطرهن الدَّهْر بعدِي ... إِلَى قحم غليظ الْقلب جَاف) (ولولاهن قد أَبْصرت رشدي ... وَفِي الرَّحْمَن للضعفاء كَاف) 171 - وَقَالَ إِسْحَاق بن خلف (لَوْلَا أُمَيْمَة لم أجزع من الْعَدَم ... وَلم أجب فِي الدياجي حندس الظُّلم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 (مَخَافَة الْفقر يَوْمًا أَن يلم بهَا ... فَيكْشف السّتْر عَن لحم على وَضم) (للْمَوْت عِنْدِي أياد لست ناسيها ... لما كفاني مَا أخْشَى على الْحرم) (قد كنت أحذر أَن يبتزها عدم ... فَيكْشف السّتْر عَن خيم وَعَن كرم) (تهوي حَياتِي وأهوى مَوتهَا شفقا ... وَالْمَوْت أكْرم نزال على الْحرم) (وَزَادَنِي رَغْبَة فِي الْعَيْش معرفتي ... ذل الْيَتِيمَة يجفوها ذَوُو الرَّحِم) (إِذا تذكرت بِنْتي حِين تندبني ... فاضت لرحمة بِنْتي عبرتي بدمي) 172 - وَقَالَ حطَّان بن الْمُعَلَّى الْعَبْدي (أنزلني الدَّهْر على حكمه ... من شامخ عَال إِلَى خفض) 173 - وَقَالَ بشر بن النكث الثَّقَفِيّ (أَلا لَيْت شعري إِن سليمَة فاتها ... من الْمَوْت مَا تلقى من النَّاس والدهر) (إِذا ظلموها حَقّهَا وتناصروا ... عَلَيْهَا ولجوا فِي القطيعة والهجر) (فتدعو أَبَاهَا والصفائح دونه ... ولبيك لَو أَنِّي أجبْت من الْقَبْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 174 - وَقَالَ جرير بن الخطفي (لَوْلَا الْحيَاء لهاجى استعبار ... ولزرت قبرك والحبيب يزار) (كَانَت إِذا طرق الضجيع فراشها ... صين الحَدِيث وعفت الْأَسْرَار) (لن يلبث القرناء أَن يتفرقوا ... ليل يكر عَلَيْهِم ونهار) (كَانُوا الخليط هم الخليط فزايلوا ... وَلَقَد تبدل بالديار ديار) 175 - وَقَالَ ثَابت قطنة بن كَعْب الْعَتكِي (كل الْقَبَائِل بايعوك على الَّذِي ... تَدْعُو إِلَيْهِ طائعين وَسَارُوا) (حَتَّى إِذا حمى الوغى وتركتهم ... نصب الأسنة أسلموك وطاروا) (إِن يَقْتُلُوك فَإِن قَتلك لم يكن ... عارا عَلَيْك وَرب قتل عَار) 176 - وَقَالَ أراكة بن عبد الله بن سُفْيَان الثَّقَفِيّ يرثي وَلَده عمرا وَكَانَ قد اسْتَخْلَفَهُ عبيد الله بن الْعَبَّاس على الْيمن لما شخص إِلَى عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فَقتله بسر بن أَرْطَاة وَقتل وَلَدي عبيد الله (لعمري لقد اردى ابْن أَرْطَاة فَارِسًا ... بِصَنْعَاء كالليث الهزبر أبي أجر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 (فَقلت لعبد الله إِذْ خن باكيا ... بدمع على الْخَدين منهمل يجْرِي) (تبين فَإِن كَانَ البكا رد هَالكا ... على أحد فاجهد بكاك على عَمْرو) (وَلَا تبك مَيتا بعد ميت أجنه ... عَليّ وعباس وَآل أبي بكر) 177 - وَقَالَ آخر (اسال الرّيح إِن احارت جَوَابا ... واسألن إِن أجبْت عَنَّا السحابا) (هَل جرى ذيل تيك أَو جاد هَذَا ... لِأُنَاس أعز منا جنابا) (خلق النَّاس سوقة وعبيدا ... وخلقنا الْمُلُوك والأربابا) (كَانَ ذُو أصبح الرّبيع غياثا ... يحْسب النَّاس سيبه إحسابا) (يمطر الْبُؤْس وَالنَّعِيم وتبدي ... راحتاه مثوبة وعقابا) (وطىء الأَرْض بالجنود اقتدارا ... واقتسارا حَتَّى أذلّ الصعابا) (وتغض الْعُيُون من دون الْأَمْلَاك ... إِمَّا بدا وتحنو الرّقاب) ا ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 (فَرَمَاهُ الزَّمَان مِنْهُ بِيَوْم ... غادر المعمر الخصيب خرابا) (فَكَأَن الجموع وَالْعدَد الدهم ... وَذَاكَ النَّعيم كَانَ خرابا) 178 - وَقَالَ أَبُو دَاوُد الْإِيَادِي (لَا أعد الإقتار عدما وَلَكِن ... فقد من قد رزئته الإعدام) (من شباب كَأَنَّهُمْ أَسد غيل ... خالطت فرط جدها الأحلام) (وكهول بني لَهُم أولوهم ... مأثرات تهابها الأقوام) (فهم للملاينين ليان ... وعرام إِذا يُرَاد العرام) (وسماح لَدَى الجدوب إِذا مَا ... أقحط الْعَام واستقل الرهام) (سلط الْمَوْت والمنون عَلَيْهِم ... فَلهم فِي صدى الْمَقَابِر هام) (فعلى مثلهم تساقط نَفسِي ... حسرات وَذكرهمْ لي سقام) (نبذ من قَول من رثى نَفسه حَيا) 179 - وَقَالَ مَالك بن الريب بن قرط التَّمِيمِي (أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 (تذكرت من يبكي عَليّ فَلم أجد ... سوى السَّيْف وَالرمْح الرديني باكيا) (واشقر مجدوب يجر عنانه ... إِلَى الْمَوْت لم يتْرك لَهُ الْمَوْت ساقيا) (يُقَاد ذليلاً بعد مَا مَاتَ ربه ... يُبَاع بخس بعد مَا كَانَ غاليا) (أَقُول لِأَصْحَابِي ارفعوني فإنني ... يقر بعيني أَن سُهَيْل بداليا) (فَمَا صَاحِبي رحلي دنا الْمَوْت فانزلا ... برابية إِنِّي مُقيم لياليا) (وخطا بأطراف الأسنة مضجعي ... وردا على عَيْني فضل ردائيا) (وَلَا تحسداني بَارك الله فيكما ... من الأَرْض ذَات الْعرض أَن توسعاليا) (فقد كنت عطافا إِذا الْخَيل أحجمت ... سَرِيعا لَدَى الهيجا إِلَى من دعانيا) (فطورا تراني فِي طلاء ونعمة ... وَيَوْما تراني وَالْعتاق ركابيا) (وَيَوْما تراني فِي رحى مستديرة ... تخرق أَطْرَاف الرماح ثيابيا) (فَلَا تنسيا عهدي خليلي أنني ... تقطع أوصالي وتبلي عظاميا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 (وقوما على بِئْر الشبيك فأسمعا ... بهَا الْوَحْش وَالْبيض الحسان الروانيا) (بأنكما خلفتماني بقفرة ... تهيل على الرّيح فِيهَا السوافيا) (يَقُولُونَ لَا تبعد وهم يدفنوني ... وَأَيْنَ مَكَان الْبعد إِلَّا مكانيا) (غَدَاة غَد يَا لهف نَفسِي على غَد ... إِذا رَاح أَصْحَابِي وخلفت ثاويا) (واصبح مَالِي من طريف وتالد ... لغيري وَكَانَ المَال بالْأَمْس ماليا) (فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغا ... بني مَالك بن الريب أَن لَا تلاقيا) (وعطل قلوصي فِي الركاب فَإِنَّهَا ... ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا) (أقلب طرفِي فِي الرفاق فَلَا أرى ... بِهِ من عُيُون المؤنسات مراعيا) (وبالرمل منا نسْوَة لَو شهدنني ... بكين وفدين الطَّبِيب المداويا) (عَجُوز وأختاي اللَّتَان أصيبتا ... وَبنت أبي ليلى تهيج البواكيا) (صريع على أَيدي الرِّجَال بقفرة ... يسوون لحدي حَيْثُ حم قضائيا) 180 - وَقَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ (شربت الشكاعي والتددت ألدة ... وَأَقْبَلت أَفْوَاه الْعُرُوق المكاويا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 (لأنسأ فِي عمري قَلِيلا وَمَا أرى ... لدائي إِن لم يشفه الله شافيا) (فيا صَاحِبي رحلي سَوَاء عَلَيْكُمَا ... أداويتما العصران أم لم تداويا) (وَفِي كل عَام تدعوان أطبة ... إِلَيّ وَمَا يَجدونَ إِلَّا هواهيا) (فَإِن تحسما عرقا من الدَّاء تتركا ... إِلَى جنبه عرقا من الدَّاء ساقيا) 181 - وَقَالَ أَبُو الطمحان القيني (أَلا عللاني قبل نوح النوائح ... وَقبل ارتقاء النَّفس بَين الجوانح) (وَبعد غَد يَا لهف نَفسِي على غَد ... إِذا رَاح أَصْحَابِي وَلست برائح) (إِذا رَاح أَصْحَابِي تفيض عيونهم ... وغودرت فِي لحد على صفائحي) (يَقُولُونَ هَل أصلحتم لأخيكم ... وَمَا الْقَبْر فِي الأَرْض الفضاء بِصَالح) 182 - وَقَالَ لبيد بن ربيعَة العامري (تمنى ابنتاي أَن يعِيش أَبوهُمَا ... وَهل أَنا إِلَّا من ربيعَة أَو مُضر) 183 - وَقَالَ هدبة بن خشرم (وَلَا تنكحي إِن فرق الدَّهْر بَيْننَا ... أغم الْقَفَا وَالْوَجْه لَيْسَ بأنزعا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 184 - وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب (ابْني إِنِّي قد كَبرت ورابني ... بَصرِي وَفِي لمصلح مستمتع) (فلئن هَلَكت فقد بنيت مساعيا ... يبْقى لكم مِنْهَا مآثر أَربع) (ذكر إِذا ذكر الْكِرَام يزينكم ... ووراثة الْحسب الْمُقدم تَنْفَع) (ومقام أَيَّام لَهُنَّ فَضِيلَة ... عِنْد الحفيظة والمجامع تجمع) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 (ولهى من الْكسْب الَّذِي يغنينكم ... يَوْمًا إِذا احْتضرَ النُّفُوس المطمع) (ونصيحة فِي الصَّدْر ثَابِتَة لكم ... مَا دمت أبْصر فِي الْحَيَاة وأسمع) (أوصيكم بتقى الْإِلَه فَإِنَّهُ ... يُعْطي الزغائب من يَشَاء وَيمْنَع) (وببر والدكم وَطَاعَة أمره ... إِن الأبر من الْبَنِينَ الأطوع) (ودعوا الضغينة لَا تكن من شَأْنكُمْ ... إِن الضغينة للأقارب تقطع) (واعصوا الَّذِي يزجي الضغاين بَيْنكُم ... منتصحا ذَاك السمام المنقع) (يزجي عقاربه ليَبْعَث بَيْنكُم ... حَربًا كَمَا بعث الْعُرُوق الأخدع) (وَلَقَد علمت بِأَن قصري حُفْرَة ... غبراء تحملنِي إِلَيْهَا شرجع) (إِن الْحَوَادِث يخْتَر من وَإِنَّمَا ... عمر الْفَتى فِي أَهله مستودع) (يسْعَى وَيجمع حَاسِدًا مستهتراً ... جدا وَلَيْسَ بآكل مَا يجمع) تمّ بِحَمْد الله وَحسن توفيقه طبع الْجُزْء الأول من الحماسة البصرية لسَيِّد الأدباء وعمدة البلغاء صدر الدّين عَليّ بن أبي الْفرج بن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ رَحمَه الله يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي عشر من شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 1383 هـ 30 اكتوبر سنة 1963 م ويليه الْجُزْء الثَّانِي من بَاب الْأَدَب إِن شَاءَ الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (بَاب الْأَدَب) 1 - قَالَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وأرضاه وكرم وَجهه وتروى لحسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ (إِذا اشْتَمَلت على الْيَأْس الْقُلُوب ... وضاق لما بِهِ الصَّدْر الرحيب) (وأوطنت المكاره واطمأنت ... وأرست فِي مكامنها الخطوب) (وَلم ير لانكشاف الضّر وَجه ... وَلَا أغْنى بحليته الأريب) (أَتَاك على قنوط مِنْك غوث ... يَجِيء بِهِ الْقَرِيب المستجيب) (وكل الحادثات وَإِن تناهت ... فموصل بهَا الْفرج الْقَرِيب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1 2 - وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى [أموى الشّعْر] (وهون عَلَيْك فان الْأُمُور ... بكف الْإِلَه مقاديرها) (فَلَيْسَ بآتيك منهيَها ... وَلَا قَاصِر عَنْك مأمورها) 3 - وَقَالَ آخر (لَا تيأسن وَإِن طَالَتْ مُطَالبَة ... إِذا استعنت بَصِير أَن ترى فرجا) 4 - وَقَالَ أَبُو طَالب بن عبد الْمطلب بن هَاشم (لَا تيأسَن إِذا مَا ضقت من فرج ... يَأْتِي بِهِ الله فِي الروحات والدلج) (فَمَا تجرع كأس الصَّبْر معتصم ... بِاللَّه إِلَّا أَتَاهُ الله بالفرج) 5 - وَقَالَ الأضبط بن قريع أموى الشّعْر (لكل ضيق من الْأُمُور سَعَة ... وَالصُّبْح والمسى لَا بَقَاء مَعَه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 2 (أقنع من الْعَيْش مَا أَتَاك بِهِ ... من قرَ عينا بعيشه نَفعه) (قد يجمع المَال غير آكله ... وَيَأْكُل المَال غير من جمعه) (فَلَا تهين الْكَرِيم علَك أَن ... تركع يَوْمًا والدهر قد رَفعه) (فصل حبال الْبعيد إِن وصل الْحَبل ... وأقص الْقَرِيب إِن قطعه) 6 - وَقَالَ دعبل بن رزين الْخُزَاعِيّ (وَإِن أولى البرايا أَن تواسيه ... عِنْد المسرة من آساك فِي الْحزن) (إِن الْكِرَام إِذا مَا أسهلوا ذكرُوا ... من كَانَ يألفهم فِي الموطن الخشن) 7 - وَقَالَ أَوْس بن حجر (وَلَيْسَ أَخُوك الدَّائِم الْعَهْد بالذى ... يسوءك إِن ولى ويرضيك مُقبلا) (وَلكنه النائي إِذا كنت آمنا ... وَصَاحِبك الْأَدْنَى إِذا الْأَمر أعضلا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 3 8 - وَقَالَ الْمقنع الكندى (وَإِذا رزقت من النَّوَافِل ثروة ... فامنح عشيرتك الْأَقَارِب فَضلهَا) (واستبقها لدفاع كل مِلَّة ... وأرفق بناشئها وطلوع كهلها) (واحلم إِذا جهلت عَلَيْك غواتها ... حَتَّى ترد بِفضل علمك جهلها) (وَاعْلَم بأنك لَا تسود الْخَلَائق عشيرة ... حَتَّى ترى دمث الْخَلَائق سهلها) 9 - وَقَالَ عبيد الله بن زِيَاد الْحَارِثِيّ (لَا يبلغ الْمجد أَقوام وَإِن كرموا ... حَتَّى يذلوا وَإِن عزو الأقوام) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 4 (ويشتموا فترى الألوان مسفرة ... لَا عَفْو ذل وَلَكِن عَفْو أَحْلَام) (وَإِن دَعَا الْجَار لبوا عِنْد دَعوته ... فِي النائبات يَا إسراج وإلجام) 10 - وَقَالَ الزبير بن عبد الْمطلب (لقد ترجو فيعسر مَا ترَجى ... عَلَيْك وينجح الْأَمر العسير) (وَمَا تدرى أَفِي الْأَمر المرجىَ ... أم الْأَمر الذى تخشى السرُور) (لَو أَن الْأَمر مقبله جلى ... كمدبره لما عمى الْبَصِير) (إِذا مَا الْعقل لم يعْقد بقلب ... فَلَيْسَ يجِئ بِالْعقلِ الدهور) (وَلَيْسَ الْفقر من إقلال مَال ... وَلَكِن أَحمَق الْقَوْم الْفَقِير) (صَغِير الْقَوْم فِي التَّأْدِيب يُرْجَى ... وَلَا يُرْجَى على الْأَدَب الْكَبِير) (تصيب الْخَيْر فِيمَن تزدريه ... ويخلف ظَنك الرجل الطرير) (مَتى تطفى كَبِير الشَّرّ يطفى ... وَإِن أوقدته كبر الصَّغِير) (كَمَال الْمَرْء حسن الدّين مِنْهُ ... ويقتصه وَإِن كمل الْفُجُور) (إِذا لم تدر مَا الْإِنْسَان فَانْظُر ... من الخدن المفاوض والوزير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 11 - وَقَالَ أَبُو الْبِلَاد الطهوى (وَإِنَّا وجدنَا النَّاس عودين طيبا ... وعودا خبيثا لَا يبَض على الْعَصْر) (تزين الْفَتى أخلاقه وتشينه ... وتذكر أَفعَال الْفَتى وَهُوَ لَا يدرى) 12 - وَقَالَ آخر (هِيَ الْمَقَادِير تجرى فِي أعنتها ... فاصبر فَلَيْسَ لَهَا صَبر على حَال) (يَوْمًا تريش خسيس الْقَوْم ترفعه ... دون السَّمَاء وَيَوْما تخْفض العالى) 13 - وَقَالَ إِيَاس بن الْقَائِف (يُقيم الرِّجَال الْأَغْنِيَاء بأرضهم ... وترمى النَّوَى بالمقترين المراميا) (فَأكْرم أَخَاك الدَّهْر مَا عشتما مَعًا ... كفى بالممات فرقة وتنائيا) (إِذا جِئْت أَرضًا بعد طول اجتنابها ... فقدت صديقي والبلاد كماهيا) 14 - وَقَالَ معن بن أَوْس وَكَانَ مزوجا بأخت صديق لَهُ فَطلقهَا فأقسم أَن لَا يكلمهُ فَقَالَ معن يستعطفه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 (لعمرك مَا أدرى وَإِنِّي لأوجل ... على أَيّنَا تَغْدُو الْمنية أول) 15 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السلمى (ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وَفِي أثوابه أسله مزير) 16 - وَقَالَ رجل من بنى فَزَارَة (أكنيه حِين أناديه لأكرمه ... وَلَا ألقيه والسوءة اللقبا) (كَذَاك ادبت حَتَّى صَار من خلقى ... إِنِّي وجدت ملاك الشيمة الأدبا) 17 - وَقَالَ الْقِتَال الكلابى عبد الله بن المضرحى جاهلى (لَا يَسْتَطِيع جَمِيع النَّاس أَن يَجدوا ... مثلى وَإِن كَانَ شخصى غير مَشْهُور) (أبدى خلائق للأعداء طيبَة ... منى وأفسر نفسى غير مقسور) (وأترك الْأَمر فِي قلبِي تلهبه ... حينا وأضحك مِنْهُ غير مسرور) (حَتَّى أرى فرْصَة مِمَّن أكاشره ... والحزم أترك أمرا بعد تَقْدِير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 18 - وَقَالَ مَالك بن النُّعْمَان وتروى لمُحَمد بن عَوْف الأزدى (وَإِنِّي لأستبقى إِذا الْعسر مسنى ... بشاشة وجهى حِين تبلى الْمَنَافِع) (مَخَافَة أَن أقلى إِذا جِئْت زَائِرًا ... وترجعنى نَحْو الرِّجَال المطامع) ... 0 فَأَسْمع منا أَو أشرف منعما ... وكل مصادى نعْمَة متواضع) 19 - وَقَالَ حَاتِم بن عبد الله الطَّائِي (وعاذلتين هبتا بعد هجعة ... تلومان متلافا مُفِيدا ملوما) 20 - وَقَالَ أَيْضا (وعاذلة هَبت بلَيْل تلومنى ... وَقد غَابَ عيَوق الثريا فعرَدا) 21 - وَقَالَ أَيْضا (وَمَا أهل مشمخر حصونه ... من الْمَوْت إِلَّا مثل من حل بالصخر) 22 - وَقَالَ قيس بن الْحطيم (وَمَا بعض الْإِقَامَة فِي ديار ... يهان بهَا الْفَتى إِلَّا بلَاء) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 (وَبَعض خلائق الأقوام دَاء ... كداء الْبَطن لَيْسَ لَهُ دَوَاء) (وَبَعض الدَّاء ملتمس شفَاه ... وداء النوك لَيْسَ لَهُ شِفَاء) (فَقل للمتقى غَرَض المنايا ... توقَّ فَلَيْسَ ينفعك اتقاء) (فَمَا يعْطى الْحَرِيص غنى بحرص ... وَقد ينمى على الْجُود الثراء) (وَلم أر كامرئ يدنو لخسف ... لَهُ فِي الأَرْض سير وانتواء) 23 - وَقَالَ الْأَعْشَى عبد الله بن الْمخَارِق الشيباانى (غنى النَّفس مَا استغنت غنى ... وفقر النَّفس مَا عمرت شقاء) (وَلَيْسَ بِنَافِع ذَا الْبُخْل مَال ... وَلَا مزر بِصَاحِبِهِ السخاء) (وَمن يَك سالما لم يلق بؤسا ... ينخ يَوْمًا بعقوته الْبلَاء) (وكل شَدِيدَة نزلت بِقوم ... سيأتى بعد شدتها رخاء) (فَقل للمتقى غَرَض المنايا ... توقَّ فَلَيْسَ ينفعك اتقاء) (يعمر ذُو الزمانة وَهُوَ كَلّ ... على الْأَدْنَى وَلَيْسَ لَهُ غناء) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 (ويردى الْمَرْء وَهُوَ عميد قوم ... وَلَو فادوه مَا قبل الْفِدَاء) (فَلَا تجْعَل طَعَام اللَّيْل ذخْرا ... حذار غَد لكل غذَاء) (وكل جِرَاحَة تؤسى فتبرأ ... وَلَا يبرا إِذا جرح الهجاء) 24 - وَقَالَ جميل بن الْمُعَلَّى الفزارى (وَأعْرض عَن مطاعم قد أَرَاهَا ... وأتركها وَفِي بطنى انطواء) (فَلَا وَأَبِيك ماا فِي الْعَيْش خير ... وَلَا الدُّنْيَا إِذا ذهب الْحيَاء) (يعِيش الْمَرْء مَا استحيا بِخَير ... وَيبقى الْعود مَا بَقِي اللحاء) 25 - وَقَالَ عبد الله بن كريز (لَيْت شعرى عَن أميرى مَا الذى ... غاله فِي الْحبّ حَتَّى ودعه) (لَا تهّنى بعد إكرامك لى ... فشديد عَادَة منتزعه) (وَاذْكُر الْبلوى الذى أبليتنى ... ومقالا قلته فى المجمعه) (لَا يكن برقك برقا خلبا ... إِن خير الْبَرْق مَا الْغَيْث مَعَه) (كم يجود مقرف نَالَ العلى ... وكريم بخله قد وَضعه) 26 - وَقَالَ الشنفرى الأزردى (وَلَوْلَا اجْتِنَاب الذام لم يلف مشرب ... يعاش بِهِ إِلَّا لدىَّومأكل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 27 - وَقَالَ بعض بنى نهشل (نصرت سَوْدَة عَنى أَن رَأَتْ ... صلع الرَّأْس وَفِي الْجلد وضح) (قلت يَا سَوْدَة هَذَا والذى ... يفرج الْكُرْبَة عَنى والكلح) (هُوَ زين لى فِي الْوَجْه كَمَا ... زيّن الطّرف تحاسين القزح) 28 - قَالَ زيد بن عَمْرو بن نفَيْل (تِلْكَ عرساى تنطقان بهجر ... وَتَقُولَانِ قَول أشر وعثر) (تَسْأَلَانِ الطَّلَاق أَن رأتانى ... قل مالى قد جئتمانى بنكر) (فلعلى أَن يكثر المَال عندى ... ويخلى من المغارم ظهرى) (ويكأن من يكن لَهُ نشب يحبب وَمن يفْتَقر يَعش عَيْش ضرّ) 29 - أَصله بَيَاض (ألم تَرَ أَن الْمَرْء من ضيق عيشه ... يلام على معروفه وَهُوَ محسن) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 (وَمَا كَانَ من بخل وَلَا من ضراعة ... وَلَكِن كَمَا يزفن لَهُ الدَّهْر يزفن) 30 - قَالَ يزِيد بن الجهم (تسائلني هوَازن أَيْن مالى ... وَهل لى غير مَا أنفقت مَال) (فَقلت لَهَا هوَازن إنّ مالى ... أضرّ بِهِ الملمّات الثقال) (أضرّ بِهِ نعم وَنعم قَدِيما ... على مَا كَانَ من مَال وبال) 31 - أَصله بَيَاض (وإنى لعف عَن زِيَارَة جارتى ... وإنى لمشنوء إِلَى اغتيابها) (إِذا غَابَ مِنْهَا بَعْلهَا لم أكن لَهَا ... زؤورا وَلم يذبح علىّ كلابها) (وَمَا أَنا بالدارى أَحَادِيث بَيتهَا ... وَلَا عَالم فِي أَي حوك ثِيَابهَا) (وَإِن قرَاب الْبَطن يَكْفِيك ملؤه ... وَيَكْفِيك سوءات الرِّجَال اجتنابها) 33 - وَقَالَ جؤية بن النَّضر (قَالَت طَريقَة مَا تبقى دراهمنا ... وَمَا بِنَا سرف فِيهَا وَلَا خرق) (إِنَّا إِذا اجْتمعت يَوْمًا دراهمنا ... ظلت إِلَى طرق الْمَعْرُوف تستبق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 (مَا يألف الدِّرْهَم الصياح صرتنا ... لَكِن يمر عَلَيْهَا وَهُوَ منطلق) (حَتَّى يصير إِلَى نذل يخلده ... يكَاد من صرّه إِيَّاه ينمزق) 33 - وَقَالَ الفرزدق (ألم ترنى عَاهَدت ربى وإننى ... لبين رتاج قَائِم ومقام) 34 - وَقَالَ تأبط شرا (عاذلتى إِن بعض اللوم معنفة ... وَهل مَتَاع وَإِن أبقيته بَاقٍ) 35 - وَقَالَ حميد بن ثَوْر الهلالى (وَإِن قَالَ غاو من تنوخ قصيدة ... بهَا جرب عدت علىّ بزوبرا) (وينطقها غيرى وأكلف جرمها ... فَهَذَا قَضَاء حكمه أَن يغيرا) (كَذَاك وَإِن غنت بأيك حمامة ... دعت سَاق حر قبل صَوت ابْن أحمرا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 36 - وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الأسدى (وَمَا الْجُود عَن فقر الرِّجَال وَلَا الْغنى ... وَلكنه خيم الرِّجَال وَخَيرهَا) (وَقد تخدع الدُّنْيَا فيمسى غنيها ... فَقِيرا ويغنى بعد عسر فقيرها) (وَمن يتبع مَا يعجب النَّفس لم يزل ... مُطيعًا لَهَا فِي كل أَمر يضيرها) (فنفسك أكْرم عَن أُمُور كَثِيرَة ... فمالك نفس بعْدهَا تستعيرها) (وَلَا تقرب الشىء الْحَرَام فانما ... حلاوته تفنى وَيبقى مريرها) (وَلَا تهْلك الدُّنْيَا عَن الْحق واعتمل ... لآخرة لَا بُد أَن ستصيرها) 37 - وَقَالَ العديل العجلى (أفى الْحق يعْطى الفرزدق حكمه ... وَتخرج كفّى من نوالكم صفرا) (أهم فتثنينى أواصر بَيْننَا ... وأيد حسان لَا اؤدى لَهَا شكرا) 38 - وَقَالَ المثقب العبدى (لَا تقولن إِذا مَا لم ترد ... أَن تتمّ الْوَعْد فِي شيءٌ نعمٌ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 (حسن قَول نعم من بعد لَا ... وقبيح قَول لَا بعد نعم) (إنّ لَا بعد نعم فَاحِشَة ... فبلا فابدأ إِذا خفت النَّدَم) 39 - وَقَالَ المتَوَكل الليثى واسْمه عبد الله بن نهشل (لَا تنه عَن خلق وتأتى مثله ... عَار عَلَيْك إِذا فعلت عَظِيم) (وأقم لمن صافيت وَجها وَاحِدًا ... وخليقة إِن الْكَرِيم قؤوم) (وَإِذا أهنت أَخَاك أَو أفردته ... عمدا فَأَنت الواهن المذموم) (وَإِذا رَأَيْت الْمَرْء يقفو نَفسه ... وَالْمُحصنَات فَمَا لذاك حَرِيم) (ومعيري بالفقر قلت لَهُ اتئد ... إِنِّي أمامك فِي الْأَنَام قديم) (قد يكثر النكث المقصر همه ... ويقل مَال الْمَرْء وَهُوَ كريم) 40 - وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم المنقرى مخضرم (ألم تَرَ مَا بينى وَبَين ابْن عَامر ... من الود قد بَالَتْ عَلَيْهِ الثعالب) (وَأصْبح باقى الود بينى وَبَينه ... كَأَن لم يكن والدهر فِيهِ الْعَجَائِب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 (فَقلت تعلم إِن وصلك جاهدا ... وهجرك عندى شقة مُتَقَارب) (فَمَا أَنا بالباكي عَلَيْك صبَابَة ... وَلَا بالذى تَأْتِيك منى المثالب) (إِذا الْمَرْء لم يحببك إِلَّا تكرها ... بدا لَك من أخلاقه مَا يغالب) (فَدَعْهُ وصرم الْكل أَهْون حَادث ... وفى الأَرْض للمرء الجليد مَذَاهِب) 41 - وَقَالَ كثير بن أَبى جمعه الملحى (وَمن لَا يغمض عينه عَن صديقه ... وَعَن بعض مَا فِيهِ يمت وَهُوَ عَاتب) (وَمن يتتبع جاهدا كل عَثْرَة ... يجدهَا وَلم يسلم لَهُ الدَّهْر صَاحب) 42 - وَقَالَ سحيم عبد بنى الحسحاس إسلامى (وَمَا كنت أخْشَى جندلا أَن يبيعنى ... بِشَيْء وَإِن أضحت أنامله صفرا) (أخوكم وَمولى مالكم وربيبكم ... وَمن قد ثوى فِيكُم وعاشركم دهرا) (أشوقا وَلما تمض لى غير لَيْلَة ... فيكيف إِذا سَار المطى بِنَا عشرا) 43 - وَقَالَ قيس بن خفاف (أجبيل إِن أَبَاك كارب يَوْمه ... فَإِذا دعيت إِلَى المكارم فاعجل) (وَاعْلَم بِأَن الضَّيْف مخبر أَهله ... بمبيت ليلته وَإِن لم يسئل) (واترك مَحل السوء لَا تنزل بِهِ ... وَإِذا نبا بك منزل فتحول) (وَإِذا افْتَقَرت فَلَا تكن متخشعا ... ترجو الفواضل عِنْد غير الْمفضل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 (وَإِذا هَمَمْت بِأَمْر شَرّ فاتئد ... وَإِذا هَمَمْت بِأَمْر خير فافعل) (وَإِذا تشاجر فى فُؤَادك مرّة ... أَمْرَانِ فاعمد للأعف الأجمل) 44 - وَقَالَ المهلهل بن مَالك الكنانى وتروى لمُحَمد بن عِيسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله التيمى (وَلَا تقطع أَخا لَك عِنْد ذَنْب ... فَإِن الذَّنب يغفره الْكَرِيم) (وَلَا تعجل على أحد بظُلْم ... فَإِن الظُّلم مرتعه وخيم) (وَلَا تفحش وَإِن ملئت غيظا ... على أحد فَإِن الْفُحْش لوم) 45 - وَقَالَ يزِيد بن الحكم الثقفى (ترى الْمَرْء يخْشَى بعض مَا لَا يضيره ... ويأمل شَيْئا دونه الْمَوْت وَاقع) (وَمَا المَال والأهلون إِلَّا ودائع ... وَلَا بُد يَوْمًا أَن ترد الودائع) (وكل أمانى امْرِئ لَا ينالها ... كأضغاث أَحْلَام يراهن هاجع) (وفى الْيَأْس عَن بعض المطامع رَاحَة ... وَيَا رب خير أَدْرَكته المطامع) (أَبى الشيب وَالْإِسْلَام أَن أتبع الْهوى ... وفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء وازع) 46 - وَقَالَ البخترى ابْن أَبى صفرَة (وإنى لتنهانى خلائق أَربع ... عَن الْفُحْش فِيهَا للكريم روادع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 (حَيَاء وَإِسْلَام وشيب وعفة ... وَمَا الْمَرْء إِلَّا مَا حبته الطبائع) (فَمَا أَنا مِمَّن تطبيه خريدة ... وَلَو أَنَّهَا بدر من الْأُفق طالع) (وَقد كنت فِي عصر الشَّبَاب مجانبا ... هواى فَأنى الْآن والشيب وازع) 47 - وَقَالَ مُحَمَّد بن حَازِم ويروى لأبى الْأسود الديلى (وإنى ليثنينى عَن الْجَهْل والخنا ... وَعَن شتم أَقوام خلائق أَربع) (حَيَاء وَإِسْلَام وبقيا وأننى ... كريم ومثلى قد يضر وينفع) (فشتان مَا بينى وَبَيْنك إننى ... على كل حَال أستقيم وتظلع) زيادات لَطِيفَة 48 - كتب الحكم بن عبد الرَّحْمَن المروانى من الأندلس إِلَى صَاحب مصر يفتخر (أَلسنا بنى مَرْوَان كَيفَ تبدلت ... بِنَا الْحَال أَو دارت علينا الدَّوَائِر) (إِذا ولد الْمَوْلُود مِنْهَا تهللت ... لَهُ الأَرْض واهتزت إِلَيْهِ المنابر) وَكتب إِلَيْهِ كتابا يهجوه فِيهِ ويسبه فَكتب لَهُ صَاحب مصر أما بعد فَإنَّك قد عرفتنا فهجوتنا وَلَو عرفناك لأجبناك وَالسَّلَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 49 - وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الموصلى (إِذا كَانَت الْأَحْرَار أصلى ومنصبى ... وأدفع ضيمى حَاتِم وَابْن حَاتِم) (عطست بأنف شامخ وتناولت ... يداى الثريا قَاعِدا غير قَائِم) 50 - وَقَالَ أَيْضا (وآمرة بالبخل قلت لَهَا أقصرى ... فَذَلِك شَيْء مَا إِلَيْهِ سَبِيل) (فَمن خير حالات الْفَتى لَو عَلمته ... إِذا نَالَ شَيْئا أَن يكون ينيل) (فانى رَأَيْت الْبُخْل يزرى بأَهْله ... فأكرمت نَفسِي أَن يُقَال بخيل) (فعالى فعال المكثرين تكرما ... ومالى كَمَا قد تعلمين قَلِيل) (أرى النَّاس خلان الْجواد وَلَا أرى ... بَخِيلًا لَهُ فِي الْعَالمين خَلِيل) (وَكَيف أَخَاف الْفقر أَو أخرم الْغنى ... وَرَأى أَمِير الْمُؤمنِينَ جميل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 51 - وَقَالَ آخر (وَمَا كَانَ ظنى أَن ترى لى زلَّة ... وَلَكِن قَضَاء الله مَا عَنهُ مَذْهَب) (إِذا اعتذر الجانى محا الْعذر ذَنبه ... وكل امْرِئ لَا يقبل الْعذر مذنب) 52 - وَقَالَ آخر (كفى حزنا أَن الْغنى مُتَعَذر ... على وأنى بالمكارم مغرم) (وَمَا قصرت بى فى المكارم همة ... ولكننى أسعى إِلَيْهَا فَأحْرم) 53 - وَقَالَ طريح بن إِسْمَاعِيل الثقفى (وَمَا لى أذاد واقصى حَيْثُ أقصدكم ... كَمَا توقى من ذى العرة الجرب) (كأننى لم يكن بينى وَبَيْنكُم ... إل وَلَا خلة ترعى وَلَا نسب) (وَلَو كَانَ بالود يدنى مِنْك أزلفنى ... بقربك الود والإشفاق والحدب) (وَكنت دون رجال قد جعلتهم ... دونى إِذا مَا رأونى مُقبلا قطبوا) (رَأَوْا صدودك عَنى فى اللِّقَاء ... ترامسوا أَن حُبْلَى مِنْك منقضب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 (فَإِن وصلت فَأهل الْعرف أَنْت وَإِن ... تدفع يدى فلى بقيا ومنقلب) (أَيْن الذمامة وَالْحق الذى نزلت ... بحفظه وبتعظيم لَهُ الْكتب) (وهزى العيس من أَرض يَمَانِية ... إِلَيْك خوصا بهَا التَّعْيِين والنقب) (يقودنى الود وَالْإِخْلَاص مخترمى ... من أبعد الأَرْض حَتَّى منزلى كثب) (وحوكى الشّعْر أصفيه وأنظمه ... نظم القلادة فِيهَا الدّرّ وَالذَّهَب) (وَكنت جارا وضيفا مِنْك فِي خفر ... قد أَبْصرت منزلى فى ظلك الْعَرَب) (وَكَانَ مَنعك لى كالنار فى علم ... فَرد يشب سناها الرّيح والحطب) (وَقد أَتَاك بقول آثم كذب ... قوم بغوفى فنالوا فى مَا طلبُوا) (وَمَا عهدتك فِيمَا زل تقطع ذَا ... قربى وَلَا تقطع الْحق الذى يجب) (فقد تقربت جهدى فى رضاك بِمَا ... كَانَت تنَال بِهِ من مثلك الْقرب) (فَلَا أرانى باخلاصى وتنقيتى ... لَك الثَّنَاء وقربى مِنْك أقترب) (قد كنت أحسبنى غير الْغَرِيب فقد ... أَصبَحت اعلن أَنى الْيَوْم مغترب) (أمشمت أَنْت أَقْوَامًا صُدُورهمْ ... على فِيك على الأذقان تلتهب) (فاحفظ ذِمَامك وَاعْلَم أَن صنعك بى ... بمسمع من عداة ضغنهم ذرب) (إِن يعلمُوا الْخَيْر يخفوه وَإِن علمُوا ... شرا أذاعوا وَإِن لم يعلمُوا كذبُوا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 54 - وَقَالَ عِصَام بن عُبَيْدَة الزمانى (أبلغ أَبَا مسمع عَنى مغلغلة ... وفى العتاب حَيَاة بَين أَقوام) 55 - وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى (يَا أم عقبَة إنى أَيّمَا رجل ... إِذا النُّفُوس ادرعن الرعب والرهبا) (لَا أمدح الْمَرْء أبغى فضل نائلة ... وَلَا أظل أداجيه إِذا غَضبا) (وَلَا ترينى على بَاب أراقبه ... أبغى الدُّخُول إِذا مَا بَابه حجبا) 56 - وَقَالَ آخر (أَبيت ويأبى الْيَأْس لي أَن يذلنى ... وقُوف بِبَاب صدنى عَنهُ حَاجِب) (أأوجب حَقًا لامرئ غير مُوجب ... لحقى لقد ضَاقَتْ على الْمذَاهب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 57 - وَقَالَ مَسْعُود بن شَيبَان المرى (مَا بَال حاجبنا يعتام بزتنا ... وَلَيْسَ للحسب الزاكى بمعتام) (يَدْعُو أمامى رجَالًا لَا يعد لَهُم ... جد كجدى وَلَا عَم كأعمامى) (مَتى رَأَيْت الصقور الجدل يقدمهَا ... خلطان من رخم قرع وَمن هام) (لَو كَانَ يدعى على الأحساب قدمنى ... مجد تليد وجد رَاجِح نامى) 58 - وَقَالَ أَبُو المياح العبدى (إِذا خفت عَن دَار هوانا فولها ... سواك وَعَن دَار الْأَذَى فتحول) (وَلَا تَكُ مِمَّن يغلق الْهم بَابه ... عَلَيْهِ بمغلاق من الْعَجز مقفل) (وَمَا الْمَرْء إِلَّا حَيْثُ يَجْعَل نَفسه ... ففى صَالح الْأَعْمَال نَفسك فَاجْعَلْ) 59 - وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر بن أَبى سلمى (لَو كنت أعجب من شئ لأعجبنى ... سعى الْفَتى وَهُوَ مخبوء لَهُ الْقدر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 (يسْعَى الْفَتى لأمور لَيْسَ يُدْرِكهَا ... فَالنَّفْس وَاحِدَة والهم منتشر) (والمرء مَا عَاشَ مَمْدُود لَهُ أمل ... لَا ينتهى الْعين حَتَّى ينتهى الْأَثر) 60 - وَقَالَ الْحَارِث بن خَالِد بن الْعَاصِ المخزومى (على لإخوانى رَقِيب من الصَّفَا ... تبيد الليالى وَهُوَ لَيْسَ يبيد) (يذكرنيهم فِي مغيب ومشهد ... فسيان عندى غيب وشهود) (وإنى لأستحى أخى أَن أبره ... قَرِيبا وأجفو والمزار بعيد) 61 - وَقَالَ أنس بن زنيم لما طَال مقَامه بِبَاب عمر بن عبد الله التيمى (لقد كنت أسعى فِي هَوَاك وأبتغى ... رضاك وأعصى أسرتى والأدانيا) (حفاظا وإشفاقا لما كَانَ بَيْننَا ... لتجزينى يَوْمًا فَمَا كنت جازيا) (أرانى إِذا مَا شمت مِنْك سَحَابَة ... لتمطرنى عَادَتْ عجاجا وسافيا) (إِذا قلت نالتنى سماؤك يَا منت ... شآبيبها واثعنجرت عَن شماليا) (وأدليت دلوى فى دلاء كَثِيرَة ... فَابْن ملاء غير دلوى كَمَا هيا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 (أأقصى ويدنى من يقصر رَأسه ... وَمن لَيْسَ يغنى عَنْك مثل غنائيا) 62 - وَقَالَ الْحجَّاج كُلَيْب بن يُوسُف الثقفى وَكتب بهَا إِلَى عبد الْملك (إِذا أَنا لم أطلب رضاك وَأتقى ... أذاك فيومى لَا توارى كواكبه) (أسالم من سالمت من ذى هوادة ... وَمن لم تسالمه فانى محاربه) (إِذا قارف الْحجَّاج فِيك خطيتة ... فَقَامَتْ عَلَيْهِ فِي الصياح نوادبه) (إِذا أَنا لم أدن الشفيق لنصحه ... وأقص الذى تسرى إِلَى عقاربه) (وَأعْطِ المواسى فى الْبلَاء عَطِيَّة ... يرد الذى ضَاقَتْ عَلَيْهِ مذاهبه) (فَمن يتقى يومى ويرعى مودتى ... ويخشى غدى والدهر جم عجائبه) (وَإِلَّا فذرنى والأمور فإننى ... شفيق رَفِيق أحكمته تجاربه) 63 - وَقَالَ الْحَارِث بن خَالِد بن الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة المخزومى لما أَقَامَ بِبَاب عبد الْملك وَلم يصل إِلَيْهِ فكر رَاجعا (صحبتك إِذْ عينى عَلَيْهَا غشاوة ... فَلَمَّا انجلت قطعت نفسى الومها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 (وَمَا بى إِن أقصيتنى من ضراعة ... وَلَا افْتَقَرت نفسى إِلَى من يضيمها) (عطفت عَلَيْك النَّفس حَتَّى كَأَنَّمَا ... يَكْفِيك بؤسى أَو إِلَيْك نعيمها) 64 - بعث الْوَلِيد بن يزِيد إِلَى هِشَام يَقُول (أَلَيْسَ عَظِيما أَن أرى كل وَارِد ... حياضك يَوْمًا صادرا بالنوافل) (وأرجع مجذوذ الرَّجَاء مصرعا ... بتحلئة عَن ورد تِلْكَ المناهل) (فَأَصْبَحت مِمَّا كنت آمل مِنْكُم ... وَلَيْسَ بلاق من رجا كل آمل) (كمقتبض يَوْمًا على عرض هبوة ... يشد عَلَيْهَا كَفه بالأنامل) 65 - وَقَالَ آخر (أرى دولا هَذَا الزَّمَان بأَهْله ... وَبينهمْ فِيهِ تكون النوائب) (فَلَا تمنعن ذَا حَاجَة جَاءَ طَالبا ... فَإنَّك لَا تدرى مَتى أَنْت طَالب) (وَإِن قلت فى شئ نعم فأتمه ... فَإِن نعم حق على الْحر وَاجِب) (وَإِلَّا فَقل لَا تسترح وترح بهَا ... لكيلا يَقُول النَّاس إِنَّك كَاذِب) 66 - وَقَالَ ثَابت قطنة العتكى من شعراء بنى أُميَّة (أَصبَحت لَا المَال فِي الدُّنْيَا يطاوعنى ... لكنه كَيفَ مَا قلبت يعصينى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 (وَكم طمعت فَمَا حصلت من طمعى ... غير العناء وقولى لَيْسَ يرضينى) (لَا خير فِي طمع يَدْعُو إِلَى طبع ... وبلغة من قوام الْعَيْش تكفينى) (وَمَا اشْتريت بمالى قطّ محمدة ... إِلَّا تيقنت أَنى غير مغبون) (وَمَا دعيت إِلَى مجد ومكرمة ... إِلَّا أجبْت إِلَيْهِ من ينادينى) (كم من عَدو رمانى لَو قصدت لَهُ ... لم يَأْخُذ النّصْف منى حِين يرمينى) 67 - مثله قَول الْمَجْنُون (أيا قلب قد أعذرت فِي طلب الصبى ... فَهَل أَنْت عَنهُ لَا أَبَا لَك نَازع) (طمعت بليلى أَن تريغ ... وَإِنَّمَا تقطع أَعْنَاق الرِّجَال المطامع) 68 - وَقَالَت امْرَأَة من بنى سليم (هلا سَأَلت خَبِير قوم عَنْهُم ... وشفاء علمك حائرا أَن تسألى) (يبدى لَك الْعلم الجلى بفهمه ... فيلوح قبل تفكر وَتَأمل) 69 - وَقَالَ آخر (استخبر النَّاس عَمَّا أَنْت جاهله ... من الْأُمُور فقد يجلو الْعَمى الْخَبَر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 (فَإِن أَقمت على أَن لَا مسايلة ... فلست تعرف مَا تأتى وَمَا تذر) 70 - وَقَالَ حَاتِم الطائى جاهلى (وإنى لتهوانى الضيوف إِذا رَأَتْ ... بعلياء نارى آخر اللَّيْل توقد) (وَلَا أشترى مَالا بغدر عَلمته ... أَلا كل مَال خالط الْغدر أنكد) 71 - وَقَالَ عبد الله بن سَلام العبدى (إِذا غَدَوْت فَلَا أغدو على حذر ... من خيفة الشَّمْس أخشاها وَلَا زحل) (الله يمضى الذى يقْضى على فَلم ... أخش البوائق من ثَوْر وَمن حمل) 72 - وَقَالَ القطامى عُمَيْر بن شيمم التغلبى (أرى النَّاس أدنى للرشاد وَإِنَّمَا ... دنا الغى للْإنْسَان من حَيْثُ يطْمع) (فدع أَكثر الأطماع عَنْك فَإِنَّمَا ... تضر وَإِن الْيَأْس مَا زَالَ ينفع) 73 - وَقَالَ كَعْب بن بِلَال فى مَعْنَاهُ (وَلما رَأَيْت الود لَيْسَ بنافعى ... لَدَيْهِ وَلَا يرثى لحَاجَة موجعى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 (زجرت الْهوى إنى امْرُؤ لَا يقدونى ... هواى وَلَا رأى إِلَى غير مطمع) 74 - وَقَالَ كثير عزة (أود لكم خيرا وتطرحوننى ... أكعب بن عَمْرو لاخْتِلَاف الصَّنَائِع) (وَكَيف لكم صدرى سليم وَأَنْتُم ... على حسك الشحناء حنو الأضالع) (إِذا قل مالى زَاد عرضى كَرَامَة ... على وَلم أتبع دقاق المطامع) 75 - وَقَالَ المرار بن سعيد (إِذا شِئْت يَوْمًا أَن تسود عشيرة ... فبالحلم سد لَا بالتسرع والشتم) (وللحلم خير فاعلمن مغبة ... من الْجَهْل إِلَّا أَن تشمس بالظلم) 76 - وَقَالَ الحكم بن عبدل اموى الشّعْر وأنشدها النَّضر بن سميل لما سَأَلَهُ الْمَأْمُون عَن اقنع بَيت للْعَرَب (أطلب مَا يطْلب الْكَرِيم من الرزق بنفسى وأجمل الطلبا) 77 - وَقَالَ آخر (وَلَا يرهب ابْن الْعم مَا عِشْت سطوتى ... وَلَا أختشى من سطوة المتهدد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 (وإنى وَإِن أوعدته أَو وعدته ... لمخلف إيعادى ومنجز موعدى) 78 - وَقَالَ الْمقنع الكندى مُحَمَّد بن عُمَيْر (يعاتبنى فِي الدّين قومى وإيما ... ديونى فى أَشْيَاء تكسبهم حمدا) (أَسد بِهِ مَا قد أخلوا وضيعوا ... ثغور حُقُوق مَا أطاقوا لَهَا سدا) (فَمَا زادنى الإقتار إِلَّا تقربا ... وَمَا زادنى فضل الْغنى مِنْهُم بعدا) (وفى جَفْنَة مَا يغلق الْبَاب دونهَا ... مكللة لَحْمًا مدفقة ثردا) (وفى فرس نهد عَتيق جعلته ... حِجَابا لبيتى ثمَّ أخدمته عبدا) (وَإِن الذى بينى وَبَين بنى أَبى ... وَبَين بنى عمى لمختلف جدا) (أَرَاهُم إِلَى نصرى بطاء وَإِن هم ... دعونى إِلَى نصر أتيتهم شدا) (فَإِن أكلُوا لحمى وفرت لحومهم ... وَإِن هدموا مجدى بنيت لَهُم مجدا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 (وَإِن ضيعوا غيبى حفظت غيوبهم ... وَإِن هم هووا غيي هويت لَهُم رشدا) (وَإِن زجروا طيرا بنحس تمر بى ... زجرت لَهُم طيرا تمر بهم سَعْدا) (وَلَا أحمل الحقد الْقَدِيم عَلَيْهِم ... وَلَيْسَ رَئِيس الْقَوْم من يحمل الحقدا) (لَهُم جلّ مالى إِن تتَابع لى غنى ... وَإِن قل مالى لم أكلفهم رفدا) (وإنى لعبد الضَّيْف مَا دَامَ ثاويا ... وَمَا شِيمَة لى غَيرهَا تشبه العبدا) (على أَن قومى مَا ترى عين نَاظر ... كشيبهم شيبا وَلَا مردهم مردا) (بِفضل وأحلام وجود وسودد ... وقومى ربيع فى الزَّمَان إِذا شدا) 79 - وَقَالَ القطامى (والعيش لَا عَيْش إِلَّا مَا تقربه ... عين وَلَا حَالَة إِلَّا ستنتقل) 80 - وَقَالَ مُحَمَّد بن أُميَّة (وَمن دَعَا النَّاس إِلَى ذمَّة ... ذموه بِالْحَقِّ وبالباطل) (مقَالَة السوء إِلَى أَهلهَا ... أسْرع من منحدر سَائل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 81 - وَقَالَ عبد الْأَعْلَى القرشى إسلامى وأنشدها عبد الْملك بن مَرْوَان عِنْد وَفَاته لِبَنِيهِ (انفوا الضغائن والتخاذل عَنْكُم ... عِنْد المغيب وَفِي الْحُضُور الشهد) (بصلاح ذَات الْبَين طول بقاءكم ... إِن مد فى عمرى وَإِن لم يمدد) (إِن القداح إِذا جمعن فرامها ... بِالْكَسْرِ ذُو حنق وبطش أيد) (عزت فَلم تكسر وَإِن هى فرقت ... فالوهن والتكسير للمتبدد) (فبمثل هَذَا الدَّهْر ألف بَيْننَا ... بتواصل وتراحم وتودد) 82 - وَقَالَ آخر (كَأَن الْغدر لم يخلق لحر ... فلست ترَاهُ إِلَّا فى لئيم) (يُمَيّز بَين أَقوام فيبدى ... صميم الْقَوْم من غير الصميم) (فَهَذَا لَيْسَ يُوجد فى لئيم ... وَهَذَا لَيْسَ يُوجد فى كريم) 83 - وَقَالَ آخر (مَتى تَرَ مَوْصُوفا من النَّاس غَائِبا ... ترَاهُ عيَانًا دون مَا قَالَ واصف) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 (وَمَا الْمَرْء فى الْأَخْلَاق إِلَّا كإلفه ... وأخدانه فَانْظُر من الْمَرْء آلف) (وَيَا رب كره جَاءَ من حَيْثُ لم يخف ... وميسور أَمر فى الذى أَنْت خَائِف) 84 - وَقَالَ المرقش الْأَصْغَر ربيعَة بن شعْبَان (مَتى مَا يَشَأْ ذُو الود يصرم خَلِيله ... ويعبد عَلَيْهِ لَا محَالة ظَالِما) (فَمن يلق خيرا يحمد النَّاس أمره ... وَمن يغو لَا يعْدم على الغى لائما) (ألم تَرَ أَن الْمَرْء يجذم كَفه ... ويجشم من لوم الصّديق العظائما) 85 - وَقَالَ النمر بن تواب العكلى (قَامَت لتعذلنى من اللَّيْل اسْمَع ... سفها تبيتك الْمَلَامَة فاهجعى) (لَا تعجلى لغد فَأمر غَد لَهُ ... أتعجلين الشَّرّ مَا لم تمنعى) (قَامَت تبكى أَن سبأت لفتية ... زقا وخابية بِعُود مقطع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 (لَا تجزعى إِن منفسا أهلكته ... وَإِذا هَلَكت فَعِنْدَ ذَلِك فاجزعى) (وَإِذا أتانى إخوتى فذريهم ... يتعللوا فى الْعَيْش أَو يلهوا معى) (لَا تطرديهم عَن فراشى إِنَّه ... لَا بُد يَوْمًا أَن سيخلو مضجعى) 86 - وَقَالَ عُمَيْر بن مِقْدَام الأسدى (مضى مَا مضى من حُلْو عَيْش ومره ... كَأَن لم يكن إِلَّا كأحلام رَاقِد) (وَمَا الدَّهْر إِلَّا لَيْلَة مثل لَيْلَة ... وَيَوْم كَيَوْم صادر مثل وَارِد) 87 - وَقَالَ آخر (إِذا أَنْت لم تسْتَقْبل الْأَمر لم تَجِد ... لكفك فى إدباره مُتَعَلقا) (فَإِن أَنْت لم تتْرك أَخَاك وزلة ... إِذا زلها أوشكتما أَن تفَرقا) (إِذا كدرت أَخْلَاق مَوْلَاك فاقتصر ... على مَا صفا مِنْهُ ودع مَا ترنقا) 88 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى (أَخُوك الذى إِن تَدعه لملمة ... يجبك وَإِن عاتبته لَان جَانِبه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 (إِذا كنت فى كل الْأُمُور معاتبا ... صديقك لم تلق الذى لَا تعاتبه) (فعش وَاحِدًا أَو صل أَخَاك فَإِنَّهُ ... مقارف ذَنْب تَارَة ومجانبه) (إِذا أَنْت لم تشرب مرَارًا على القذى ... ظمئت وأى النَّاس تصفو مشاربه) (إِذا كَانَ ذواقا أَخُوك من السرى ... موجهة فى كل فج ركائبه) (فَخَل لَهُ وَجه الطَّرِيق وَلم تكن ... مَطِيَّة رحال كثير مذاهبه) (وَمَا النَّاس إِلَّا حَافظ ومضيع ... وَمَا الْعَيْش إِلَّا مَا تطيب عواقبه) 89 - وَقَالَ مِسْكين الدارمى ربيعَة بن عَامر (إِذا مَا خليلى خاننى وائتمنته ... وَيَكْفِيك من قبح الْأُمُور استماعها) (نبذت إِلَيْهِ وده وَتركته ... مُطلقَة لَا يُسْتَطَاع ارتجاعها) (وفتيان صدق لست مطلع بَعضهم ... على سر بعض غير أَنى جِمَاعهَا) (يظلون شَتَّى فى الْبِلَاد وسرهم ... إِلَى صَخْرَة أعيا الرِّجَال انصداعها) (لكل امْرِئ شعب من الْقلب فارغ ... وَمَوْضِع نجوى لَا يرام اطلاعها) 90 - وَقَالَت امْرَأَة كَانَ زَوجهَا فى بعث عمر بن الْخطاب رضى الله عَنهُ (تطاول هَذَا اللَّيْل وازور جَانِبه ... وَلَيْسَ إِلَى جنبى حبيب ألاعبه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 (فوَاللَّه لَوْلَا الله لَا شئ غَيره ... لزعزع من هَذَا السرير جوانبه) (مَخَافَة ربى وَالْحيَاء يصوننى ... وَأكْرم زوجى أَن تنَال مراكبه) 91 - وَقَالَ الأخنع بن حَابِس (أصد صدود امْرِئ مُجمل ... إِذا حَال ذُو الود عَن حَاله) (وَلست بمستعتب صاحبا ... إِذا جعل الهجر من باله) (ولكننى قَاطع حبله ... وَذَلِكَ فعلى بأمثاله) (وإنى على كل حَاله لَهُ ... من إدبار ود وإقباله) (لراع لأحسن مَا بَيْننَا ... بِحِفْظ الإخاء وإجلاله) 92 - وَقَالَ معن بن أَوْس المزنى (وذى رحم قلت أظفار ضغنه ... بحلى عَنهُ وَهُوَ لَيْسَ لَهُ حلم) 93 - وَقَالَ نهشل بن حرى (وَمولى عصانى واستبد بِرَأْيهِ ... كَمَا لم يطع بالبقتين قصير) (فَلَمَّا رأى مَا غب أمرى وَأمره ... وناءت بأعجاز الْأُمُور صُدُور) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 (تمنى نئيشا أَن يكون أطاعنى ... وَقد حدثت بعد الْأُمُور أُمُور) يُقَال مَا فعلت ذَلِك نئيشا أى أخيرا وانتصابه على الظّرْف والتناؤش بِالْهَمْزَةِ التأطر والتباعد انْتهى 94 - وَقَالَ الْأَحْوَص عبد الله بن مُحَمَّد الأوسى (أرانى إِذا عاديت قوما ركنتم ... إِلَيْهِم فآيستم من النَّصْر مطمعى) (وَكم نزلت بى من أُمُور ممضة ... خذلتم عَلَيْهَا ثمَّ لم أتخشع) (فَأَدْبَرَ عَنى كربها لم أباله ... وَلم أدعكم فى هولها المتطلع) (أُؤَمِّل فِيكُم أَن تروا غير رَأْيكُمْ ... وشيكا وكيما تنزعوا غير منزع) (وَقد أبقت الْحَرْب الْعوَان وعضها ... على خذلكم منى فَتى غير مقْمَع) 95 - وَقَالَ عَمْرو بن أُميَّة وتروى للغطمش الضبى (وإنى لأستبقى ابْن عمى وَاتَّقَى ... سعاداته حَتَّى يريع ويعقلا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 (وَألبسهُ من فضل حلمى خَلِيقَة ... تكون لذى رأى من الْجَهْل موئلا) (أعدّ لَهُ مالى إِذا اعتلّ مَاله ... رُجُوعا عَلَيْهِ بالندى وتفضلا) (ليعتب يَوْمًا أَو يُرَاجع عقله ... فَيُصْبِح مَا فِي نَفسه قد تبدلا) (وآخذ أقْصَى حَقه من عدوه ... لَهُ وأداجيه وَإِن كَانَ موغلا) (وَلَا طول إِلَّا لامرئ صان عرضه ... وحاول بِالْمَعْرُوفِ أَن يتطولا) 96 - وَقَالَ الْمُغيرَة بن حبناء التميمى (إِذا مَا رفيقى لم يكن حلف ناقتى ... لَهُ مركب فضل فَلَا حملت رحلى) (وَلم يَك من زادى لَهُ نصف مزودى ... فَلَا كنت ذَا زَاد وَلَا كنت ذَا رَحل) (شَرِيكَيْنِ فِيمَا نَحن فِيهِ وَقد رأى ... علىّ لَهُ فضلا بِمَا نَالَ من فضلى) 97 - وَقَالَ حَاتِم الطائى (إِذا كنت ريا للقلوص فَلَا تدع ... رفيقك يمشى خلفهَا غير رَاكب) 98 - وَقَالَ عمَارَة بن عقيل (تجرّمت لى فِي غير جرم علمتُه ... سوى أَن يكون الدَّهْر بى قد تغيرا) (فَأقبل بالأعداء من كل جَانب ... علىّ وولىّ بِالصديقِ فَأَدْبَرَا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 (وَقد كنت لى عونا على الدَّهْر ناصرا ... عَزِيزًا وغيثا كلما شِئْت أمطرا) (وَمَا كنت غدرا كفورا فَلَا تكن ... بصاحبك الوافى أعق وأغدرا) (فَمَا أَنْت إِلَّا من زَمَانك إِنَّه ... زمَان جَفتْ خلاّنه وتنكرا) 99 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث (أبنى أُميَّة إِن أخذت كثيركم ... دون الْأَنَام فَمَا أَخَذْتُم أَكثر) (أبنى أُميَّة لى مدائح فِيكُم ... تنسون إِن طَال الزَّمَان وتذكر) 100 - وَقَالَ معن بن أَوْس المزنى (لعمرك مَا أهويتُ كفى لريبة ... وَلَا حملتنى نَحْو فَاحِشَة رجلى) 101 - وَقَالَ عَاصِم بن هِلَال النمرى (أَلم تعلمى أَنى لكل ملمة ... تحّيف أَمْوَال الرِّجَال رؤوم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 (وَأَن الندى مولى طريفى وتالدى ... وأنى قريب للعفاة حميم) (أصون ببذل المَال عرضا تكشفت ... صروف الليالى عَنهُ وَهُوَ سليم) 102 - وَقَالَ صَالح بن عبد القدوس الأزدى من شعراء الدولة العباسية (رَأَيْت صَغِير الْأَمر تنمى شؤنه ... فيكبر حَتَّى لَا يجذّ ويعظم) (وَإِن عناء أَن تفهّم جَاهِلا ... ويحسب جهلا أَنه مِنْك أفهم) (مَتى يبلغ الْبُنيان يَوْمًا تَمَامه ... إِذا كنت تبنيه وَغَيْرك يهدم) 103 - وَقَالَ أَيْضا (مَا يبلغ الْأَعْدَاء من جَاهِل ... مَا يبلغ الْجَاهِل من نَفسه) (وَالشَّيْخ لَا يتْرك أخلاقه ... حَتَّى يوارى فِي ثرى رمسه) (إِذا ارعوى عَاد إِلَى جَهله ... كذى الضى عَاد إِلَى نكسه) (وَإِن من أدبته فِي الصِّبَا ... كالعود يسقى المَاء فِي غرسه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 (حَتَّى ترَاهُ مورقا ناضرا ... بعد الذى أَبْصرت من يبسه) (فالق أَخا الضغن بايناسه ... لتدرك الفرصة فِي أنسه) 104 - وَقَالَ أَيْضا (إِذا مَا أهنتّ النَّفس لم تلق مكرما ... لَهَا بعد إِذْ عرّضها لهوان) (إِذا مَا لقِيت النَّاس بِالْجَهْلِ والخنا ... فأيقن بذلّ من يَد ولسان) (لعمرك مَا أدّى امْرُؤ حقّ صَاحب ... إِذا كَانَ لَا يرعاه فِي الْحدثَان) (وَلَا أَدْرَاك الْحَاجَات مثل مثابر ... وَلَا عَاق عَنْهَا النجح مثل توان) 105 - وَقَالَ صَالح بن جنَاح أموى الشعروهو من نبى لخم أحد الْحُكَمَاء (أَلا إِنَّمَا الْإِنْسَان غِمد لِقَلْبِهِ ... وَلَا خير فِي غمد إِذا لم يكن نصل) (وَإِن تجمع الْآفَات فالبخل شَرها ... وَشر من الْبُخْل المواعيد والمطل) (وَلَا خير فِي وعد إِذا كَانَ كَاذِبًا ... وَلَا خير فِي قَول إِذا لم يكن فعل) 106 - وَقَالَ محلم بن بشامة (وربّ ابْن عَم سنّ لى حد سَهْمه ... ونكّب عمدا عَن مقاتله سهمى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 (رعبتُ الذى لم يرع يبْنى وَبَينه ... وَعَاد إِلَى مَا دلّ عَن حلمه حلمى) 107 - وَقَالَ آخر (هبّتُ تلوم وتلحانى على خلق ... عُوّتُه عَادَة وَالْخَيْر تعويد) (قَالَت رَأَيْتُك متلافا لما ملكت ... مِنْك الْيَمين فَهَلا مِنْك تصريد) (قلت اتركينى أبع مالى بمكرمة ... يبْقى ثنائى بهَا مَا أَوْرَق الْعود) (إِنَّا إِذا مَا أَتَيْنَا فعل مكرمَة ... قَالَت لنا أنفس محمودة عودوا) 108 - وَقَالَ أحيحة بن الجلاح جاهلى (استبق مَالك لَا يغررك ذُو نشب ... من ابْن عمّ وَلَا عمّ وَلَا خَال) ... 0 فَلَنْ أَزَال على الزَّوْرَاء أعمرها ... إِن الحبيب على الإخوان ذُو مَال) (كل النداء إِذا ناديت يخذلنى ... إِلَّا ندائى إِذا ناديت يَا مالى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 109 - وَقَالَ أَيْضا (وَمَا يدرى الْفَقِير مَتى غناهُ ... وَمَا يدرى الْغنى مَتى يعيل) (وَمَا تدرى إِذا يمّمت أَرضًا ... بأىّ الأَرْض يدْرك المقيل) 110 - وَقَالَ أَبُو داؤود الإيادى (لَا يخَاف النديم جهلى على الكأ ... س وَلَا يحذر الصّديق عقوقى) (أمنع النَّفس لَذَّة المَاء ظمآ ... ن إِذا لم ينله قبلُ رفيقى) (وأبيح الصّديق جاهى ومالى ... إِن عادنى بِظهْر غيب صديقى) (طامح الطّرف لَا يدنس عرضى ... طمع عِنْد نَاقص مَرْزُوق) 111 - وَقَالَ عبد الله بن الْمخَارِق (تودّ عدوى ثمَّ تزْعم أننى ... صديقك إِن الرأى مِنْك لعازب) (وَلَيْسَ أخى من ودّنى بِلِسَانِهِ ... وَلَكِن أخى من ودُنى وَهُوَ غَائِب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 112 - وَقَالَ عبد الله بن مُعَاوِيَة الطالبى (أَنى يكون أَخا أَو ذَا مُحَافظَة ... من كنت من غيبه مستشعرا وجلا) (إِذا تغيبت لم تَبْرَح تظن بِهِ ... ظنا وتسأل عَمَّا قَالَ أَو فعلا) 113 - وَقَالَ آخر (إِذا مَا كنت فِي أَرض غَرِيبا ... تصيد بهَا ضراغمها البغاث) (فَكُن ذَا بزّة فالمرء يزرى ... بِهِ فِي الحى أَثوَاب رثاث) 114 - وَقَالَ مَالك بن حَرِيم الهمدانى وتروى لكعب بن سعد الغنوى (وذى ندب دامى الأظل قسمته ... مُحَافظَة يبْنى وَبَين زميلى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 (وَزَاد رفعت الْكَفّ عَنهُ تجملا ... لأوثر فى زادى على أكيلى) (وَمَا أَنا بالشئ الذى لَيْسَ نافعي ... ويغضب مِنْهُ صاحبى بقؤول) (وَلنْ يلبث الْجُهَّال أَن يتهضموا ... أَخا الْحلم مَا لم يستعن بجهول) 155 - وَقَالَ عدى بن الرّقاع (وفراق ذى حسب وروعة فاجع ... داويته بتجمل وعزاء) (ليرى الرِّجَال الكاشحون صلابتى ... وأكف ذَاك بعفة وحياء) 166 - وَقَالَ آخر (وذى لطف عزفت النَّفس عَنهُ ... حذار الشامتين وَقد شجانى) (قطعت قرينتى عَنهُ فأغنى ... غناهُ فَلَنْ أرَاهُ وَلنْ يرانى) 117 - وَقَالَ آخر (لعمرك مَا أتلفت مَالا كسبته ... إِذا كنت معتاضا بإتلافه نبْلًا) (وَلَا قيل لى وَالْحَمْد لله غادر ... وَلَا استحسنت نفسى على صَاحب نبْلًا) (وَلَا نزلت بى للزمان ملمة ... فأحدثت مِنْهَا حِين تنزل بى ذلا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 (صبرت لريب الدَّهْر يفعل مَا اشْتهى ... فَلَمَّا رأى صبرى لأفعاله ملا) 118 - وَقَالَ آخر (إِذا مت فابكينى بشيئين لَا يقل ... كذبت وَشر الباكيات كذوبها) (بعفة نفس حِين يذكر مطمع ... وعزتها إِن كَانَ أَمر يُرَبِّيهَا) (فَإِن قلت سمح بالندى لم تكذبى ... فَأَما تقى نفسى فربى حسيبها) 119 - وَقَالَ آخر (أبقى لى الدَّهْر أَقْوَامًا أجاملهم ... فى شتم عرضى لَا يألون مَا قَدَحُوا) (تَدْنُو مَوَدَّتهمْ منى إِذا افتقروا ... يَوْمًا إِلَى وَإِن نالوا الْغنى نزحوا) 120 - وَقَالَ زُهَيْر بن أَبى سلمى (وَمن يعْص أَطْرَاف الزّجاج فَإِنَّهُ ... مُطِيع العوالى ركبت كل لهذم) 121 - وَقَالَ طرفَة بن العَبْد جاهلى (ستبدى لَك الْأَيَّام مَا كنت جَاهِلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزَود) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 122 - وَقَالَ الْحسن بن عَمْرو الإباضى وتروى لأبى مُحَمَّد التيمى (إِذا مَا خلوت الدَّهْر يَوْمًا فَلَا تقل ... خلوت وَلَكِن قل على رَقِيب) (وَلَا تحسبن الله يغْفل سَاعَة ... وَلَا أَن مَا يخفى عَلَيْهِ يغيب) (إِذا كَانَت السبعون سنك لم يكن ... لدائك إِلَّا أَن تَمُوت طَبِيب) (وَإِن أمرأ قد سَار سبعين حجَّة ... إِلَى منهل من ورده لقريب) (إِذا مَا انْقَضى الْقرن الذى أَنْت مِنْهُم ... وخلفت فى قرن فَأَنت غَرِيب) 123 - وَقَالَ آخر (إِذا قل إنصاف الْفَتى لصديقه ... على غير مَعْرُوف فَلَا لوم فى الهجر) (وَمَا النَّاس إِلَّا منصف فى مَوَدَّة ... وَإِلَّا معِين للصديق على الدَّهْر) 124 - وَقَالَ آخر (سأبعد ضَارِبًا فى الأَرْض حَتَّى ... أفوت الْفقر أَو يفنى الطَّرِيق) (وَلَا ألفى على الأخوان كلا ... يملهم غدوى والطروق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 125 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد (فَإِن الهوينا تخون الرجا ... ل إِذْ مَا الشدائد لم تركب) (وَلم أر كَابْن السرى والفلا ... أسر بعاقبة الْمطلب) 126 - وَقَالَ الممزق العبدى (وَلنْ يَسْتَطِيع الدَّهْر تغير طبعه ... لئيم وَلَا يسطيعه متكرم) (كَمَا أَن مَاء المزن مَا ذيق سَائِغ ... زلال وَمَاء الْبَحْر يلفظه الْفَم) 127 - وَقَالَ عدى بن زيد العبادى جاهلى (وعاذلة هبت بلَيْل تلومنى ... فَلَمَّا غلت فى اللوم قلت لَهَا اقصدى) (أعاذل أَن الْجَهْل من لَذَّة الْفَتى ... وَأَن المنايا للرِّجَال بِمَرْصَد) (أعاذل مَا يدْريك أَن منيتى ... إِلَى سَاعَة فى الْيَوْم أوفى ضحى الْغَد) (ذرينى ومالى إِن مالى مَا مضى ... أمامى من مَال إِذا خف عودى) (وللوارث الباقى من المَال فاتركى ... عتابى إنى مصلح غير مُفسد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 (كفى زاجرا للمرء أَيَّام دهره ... تروح لَهُ بالواعظات وتغتدى) (بليت وأبليت الرِّجَال وأصبحت ... سنُون طوال قد أَتَت دون مولدى) (فَمَا أَنا بدع من حوادث تعترى ... رجَالًا أَتَت من بعد بؤس بِأَسْعَد) (فنفسك فاحفظها من الغى والخنا ... مَتى تغوها يغو الذى بك يقْتَدى) (وَإِن كَانَت النعماء عنْدك لامرئ ... فمثلا بهَا فاجز المطالب أَو زد) (إِذا مَا امْرُؤ لم يرج مِنْك هوادة ... فَلَا ترجها مِنْهُ وَلَا حفظ مشْهد) (إِذا أَنْت فاكهت الرِّجَال فَلَا تمل ... وَقل مثل مَا قَالُوا وَلَا تتزيد) (وَلَا تقصرن عَن سعى من قد ورثته ... فَمَا اسطعت من خير لنَفسك فازدد) 1280 - وَقَالَ أَيْضا (فَلَا تفشين سرا إِلَى غير حرزه ... وَلَا تكْثر الشكوى إِلَى غير عَائِد) (فيا رب من يشجى بسرك شامت ... وَمولى وَإِن قربته متباعد) (ومعذرة جرت إِلَيْك ملامة ... وطارف مَال هاج إِتْلَاف تالد) 129 - وَقَالَ أَوْس بن حجر جاهلى (وقومك لَا تجْهَل عَلَيْهِم وَلَا تكن ... بهم هرشا تغتابهم وتقاتل) (فَمَا ينْهض البازى بِغَيْر جنَاحه ... وَمَا يحمل الماشين إِلَّا الْحَوَامِل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 (وَلَا قَائِم إِلَّا بساق سليمَة ... وَلَا باطش مَا لم تعنه الأنامل) (إِذا أَنْت لم تعرض عَن الْجَهْل والخنا ... أصبت حَلِيمًا أَو أَصَابَك جَاهِل) 130 - وَقَالَ سَالم بن وابصة الأسدى (أحب الْفَتى ينفى الْفَوَاحِش سَمعه ... كَأَن بِهِ عَن كل فَاحِشَة وقرا) 131 - وَقَالَ قَتَادَة بن جرير وتروى لعبد الله بن أَبى (وَلم أر مثل الْحق أنكرهُ امْرُؤ ... وَلَا الضيم أعطَاهُ امْرُؤ وَهُوَ طائع) (مَتى مَا يكن مَوْلَاك خصمك جاهدا ... تذلل ويصرعك الَّذين تصارع) (وَهل ينْهض البازى بِغَيْر جنَاحه ... وَإِن جذ يَوْمًا ريشه فَهُوَ وَاقع) 132 - وَقَالَ نصيب بن رَبَاح (وَمَا ضرّ أثوابى سوادى وأننى ... لكالمسك لَا يسلو عَن الْمسك ذائقه) (وَلَا خير فى ود امْرِئ متكاره ... عَلَيْك وَلَا فى صَاحب لَا توافقه) (إِذا الْمَرْء لم يدْرك من الود مثل مَا ... بذلت لَهُ فَاعْلَم بأنى مفارقه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 133 - وَقَالَ سحيم عبن بنى الحسحاس (أشعار عبد بنى الحسحاس قمن لَهُ ... يَوْم الفخار مقَام الأَصْل وَالْوَرق) (إِن كنت عبدا فنفسى حرَّة كرما ... أَو أسود اللَّوْن إنى أَبيض الْخلق) 134 - وَقَالَ الْأَحْوَص (وإنى لآتى الْبَيْت مَا إِن أحبه ... وَأكْثر هجر الْبَيْت وَهُوَ حبيب) (وإنى إِذا مَا جِئتُكُمْ متهللا ... بُد مِنْكُم وَجه على قطوب) (وأغضى على أَشْيَاء مِنْكُم تربينى ... وأدعى إِلَى مَا سركم فَأُجِيب) 135 - وَقَالَ قراد بن أقرم الفزارى أموى الشّعْر (أَبى الْإِسْلَام لَا أَب لى سواهُ ... إِذا هتفوا ببكر أَو تَمِيم) (دعى الْقَوْم ينصر مدعيه ... فيلحقه بذى النّسَب الصميم) 136 - وَقَالَ آخر (وزهدنى فى النَّاس معرفتى بهم ... وَطول اختبارى صاحبا بعد صَاحب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 (فَلم ترنى الْأَيَّام خلا يسرنى ... بواديه إِلَّا ساءنى فى العواقب) (وَلَا قلت أرجوه لدفع ملمة ... من الدَّهْر إِلَّا كَانَ إِحْدَى النوائب) 137 - وَقَالَ عقيل بن علفة (وللدهر أَثوَاب فَكُن فى ثِيَابه ... كلبسته يَوْمًا أجد وأخلقا) (وَكن أَكيس الكيسى إِذا كنت فيهم ... وَإِن كنت فى الحمقى فَكُن أَنْت أحمقا) 138 - وَقَالَ آخر (إِلَى كم يكون الْجَهْل مِنْك وأحلم ... وتظلمنى حقى وَلَا أتظلم) (وأسكت عَن شكواك وَالْحَال نَاطِق ... وتعتب أفعالى وَإِن سكت الْفَم) (وَمَا بى قُصُور لَو علمت عَن الْأَذَى ... وَلَكِن ثنائى عَن أذاك التكرم) (فَلَو قد عرفت الْحق لَا كنت عَارِفًا ... للامك دونى من سجاياك لوم) 139 - وَقَالَ آخر أَبُو حَكِيم المرى (يقر بعينى وَهُوَ ينقص مدتى ... ممر الليالى أَن يشب حَكِيم) (مَخَافَة أَن يغتالنى الْمَوْت قبله ... فيغشى بيُوت الحى وَهُوَ يَتِيم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 140 - وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الكندى (اسر بمر يَوْم بعد يَوْم ... وبالحولين وَالْعَام الْجَدِيد) (وأفرح بالمحاق وبالد آدى ... يسقن الْبيض فى أكناف سود) (وفى تكرارهن نفاد عمرى ... وَلَكِن كى يشب أَبُو الْوَلِيد) (غُلَام من سراة بنى لوى ... منافى العمومة والجدود) (خشَاش يَسْتَحِيل الطّرف مِنْهُ ... بناظرتى قطامى صيود) (خليق عَن تَكَامل خمس عشر ... بانجاز المواعد والوعيد) 141 - وَقَالَ ابْن الْحمام الأسدى (كُنَّا نداريها فقد مزقت ... واتسع الْخرق على الراقع) (كَالثَّوْبِ إِذْ أنهج فِيهِ البلى ... أعيا على ذى الْحِيلَة الصَّانِع) 142 - وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤلى (إِذا قلت أنصفنى وَلَا تظلمنى ... رمى كل حق ادعيه بباطل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 (فماطلته حَتَّى ارعوى وَهُوَ كَارِه ... وَقد يرعوى ذُو الشغب بعد التحامل) (فانك لم تعطف على الْحق ظَالِما ... بِمثل خصيم عَاقل متجاهل) 143 - وَقَالَ عُرْوَة بن لَقِيط الأزدى (فَخير الأيادى مَا شفعن بِمِثْلِهَا ... وَخير البوادى مَا أتين عوائدا) (وَلست ترى مَالا على الدَّهْر خَالِدا ... وَحمد الْفَتى يبْقى على الدَّهْر خَالِدا) 144 - وَقَالَ مويال بن جهم المذحجى وتروى لبشر بن الْهُذيْل الفزارى (وإنى لَا أخزى إِذا قيل مملق ... جواد وأخزى أَن يُقَال بخيل) (فالا يكن جسمى طَويلا فاننى ... لَهُ بالخصال الصَّالِحَات وُصُول) (إِذا كنت فى الْقَوْم الطوَال علوتهم ... بعارفة حَتَّى يُقَال طَوِيل) (وَلَا خير فى حسن الجسوم وطولها ... إِذا لم يزن حسن الجسوم عقول) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 (وَكم قد رَأينَا من فروع كَثِيرَة ... تَمُوت إِذا لم يحيهن أصُول) (وَلم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وَأما وَجهه فجميل) 145 - وَقَالَ الْمُغيرَة بن حبناء التميمى (أعوذ بِاللَّه من حَال تزين لى ... لوم الْعَشِيرَة أَو تدنى من النَّار) (لَا أَدخل الْبَيْت أحبو من مؤخرة ... وَلَا أكسر فى ابْن الْعم أظفارى) (إِن يحجب الله أبصارا أراقبها ... فقد يرى الله حَال المدلج السارى) 146 - وَقَالَ عبد الله بن مُعَاوِيَة بن جَعْفَر الطالبى من شعراء الدولتين (وَلست برَاء عيب ذى الود كُله ... وَلَا بعض مَا فِيهِ إِذا كنت رَاضِيا) (فعين الرِّضَا عَن كل عيب كليلة ... وَلَكِن عين السخط تبدى المساويا) (أَأَنْت أخى مَا لم تكن لى حَاجَة ... فان عرضت أيقنت أَن لَا أَخا ليا) (فَلَا ازْدَادَ مَا بينى وَبَيْنك بعد مَا ... بلوتك فى الْحَالين إِلَّا تماديا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 (كِلَانَا غنى عَن أَخِيه حَيَاته ... وَنحن إِذا متْنا أَشد تَغَانِيًا) 1470 - وَقَالَ والبة بن الْحباب (وَلَيْسَ فَتى الفتيان من رَاح أَو غَدا ... لشرب صبوح أَو لشرب غبوق) (وَلَكِن فَتى الفتيان من رَاح أَو غَدا ... لضر عَدو أَو لنفع صديق) 148 - وَقَالَ زرافة بن سبيع الأسدى وتروى لخَالِد بن نَضْلَة الحجوانى الأسدى (لعمرى لرهط الْمَرْء خير بَقِيَّة ... عَلَيْهِ وَإِن عالوا بِهِ كل مركب) 149 - وَقَالَ ضابئ بن الْحَارِث بن أَرْطَاة البرجمى إسلامى (وَمن يَك أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْله ... فانى وقيار بهَا لغريب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 (وَمَا عاجلات الطير تدنى من الْفَتى ... نجاحا وَلَا فى ريثهن يخيب) (وَرب أُمُور لَا تضيرك ضيرة ... وللقلب من مخشاتهن وجيب) (وَلَا خير فى لَا يوطن نَفسه ... على نائبات الدَّهْر حِين تنوب) (وفى الشَّك تَفْرِيط وفى الْعَزْم قُوَّة ... ويخطى الْفَتى فى حدسه ويصيب) 150 - وَقَالَ طرفَة بن العَبْد (وَقد يبْعَث الْأَمر الْعَظِيم صغيره ... حَتَّى تظل لَهُ الدِّمَاء تصبب) 151 - وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور بِاللَّه (إِذا كنت ذَا رأى فَكُن ذَا عَزِيمَة ... فان فَسَاد الرأى أَن تترددا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 (وَلَا تمهل الْأَعْدَاء يَوْمًا لقدرة ... وبادرهم أَن يملكُوا مثلهَا غَدا) 152 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى وَقيل هُوَ مولى بنى سدوس (إِذا بلغ الرأى المشورة فَاسْتَعِنْ ... برأى لَبِيب أَو مشورة حَازِم) (وَلَا تحسب الشورى عَلَيْك غَضَاضَة ... فان الخوافى قُوَّة للقوادم) (وخل الهوينى للضعيف وَلَا تكن ... نؤوما فان الحزم لَيْسَ بنائم) (فانك لَا تستطرد الْهم بالمنى ... وَلَا تبلغ الْعليا بِغَيْر المكارم) 153 - وَقَالَ عبد الله بن مُعَاوِيَة بن جَعْفَر الطالبى وَمِنْهُم من نَسَبهَا إِلَى صَالح بن عبد القدوس (إِن اللبيب يرضى بعيشه ... لَا من يظل على مَا فَاتَ مكتئبا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 (لَا تحقرن من الأقوام محتقرا ... كل امْرِئ سَوف يجرى بالذى اكتسبا) (لَا تفش سرا إِلَى غير اللبيب وَلَا الْخرق المشيع لَهُ يَوْمًا إِذا غَضبا) (قد يحقر الْمَرْء مَا يهوى فيركبه ... حَتَّى يكون إِلَى توريطه سَببا) (شَرّ الاخلاء من كَانَت مودته ... مَعَ الزَّمَان إِذا مَا خَافَ أَو رغبا) (إِذا وترت امْرَءًا فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لَا يحصد بِهِ عنبا) (إِن الْعَدو وَإِن أبدى مسالمة ... إِذا رأى مِنْك يَوْمًا فرْصَة وثبا) 154 - وَقَالَ أَيْضا (إِذا كنت فى حَاجَة مُرْسلا ... فَأرْسل حكيما وَلَا توصه) (وَإِن نَاب أَمر عَلَيْك النَّوَى ... فَشَاور لبيبا وَلَا تعصه) (وَإِن نَاصح مِنْك يَوْمًا دنا ... فَلَا تنأ عَنهُ وَلَا تقصه) (وَذَا الْحق لَا تنتقص حَقه ... فان القطيعة فى نَقصه) (وَلَا تذكر الدَّهْر فى مجْلِس ... حَدِيثا إِذا أَنْت لم تحصه) (وَنَصّ الحَدِيث إِلَى أَهله ... فان الْأَمَانَة فى نَصه) (فكم من فَتى عَازِب لبه ... وَقد تعجب الْعين من شخصه) (وَآخر تحسبه أنوكا ... ويأتيك بِالْأَمر من فصه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 155 - وَقَالَ أَبُو الْمنْهَال بقيلة الْأَكْبَر (وَإِنَّمَا الشّعْر لب الْمَرْء يعرضه ... على الْمجَالِس إِن كيسا وَإِن حمقا) (وَإِن أشعر بَيت أَنْت قَائِله ... بَيت يُقَال إِذا أنشدته صدقا) (إلبس جديدك إنى لابس خلقى ... وَلَا جَدِيد لمن لَا يلبس الخلقا) 156 - وَقَالَ حمارس بن عدى العذرى (إنى لأسكت عَن علم وَمَعْرِفَة ... خوف الْجَواب وَمَا فِيهِ من الخطل) (أخْشَى جَوَاب جهول لَيْسَ ينصفنى ... وَلَا يهاب الذى يَأْتِيهِ من زلل) 157 - وَقَالَ قيس بن عَاصِم المنقرى وتروى لمسكين الدرامى (أَخَاك أَخَاك إِن من لَا أخاله ... كساع إِلَى الهيجا بِغَيْر سلَاح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 (وَأَن ابْن عَم الْمَرْء فَاعْلَم جنَاحه ... وَهل ينْهض البازى بِغَيْر جنَاح) 158 - وَقَالَ عقيل بن هَاشم القينى (يَا آل عَمْرو أميتوا الضغن بَيْنكُم ... إِن الضغائن كسر لَيْسَ ينجبر) (قد كَانَ فى آل مَرْوَان لكم عبر ... إذهم مُلُوك وَإِذ مَا مثلهم بشر) (تَحَاسَدُوا بَينهم بالغش فاخترموا ... فَمَا تحس لَهُم عين وَلَا أثر) 159 - وَقَالَ الْهَيْثَم بن الْأسود النخعى (بنى عمنَا إِن الْعَدَاوَة شَرها ... ضغائن تبقى فى نفوس الْأَقَارِب) (تكون كداء الْبَطن لَيْسَ بِظَاهِر ... فَيبرأ وداء الْبَطن من شَرّ صَاحب) (بنى عمنَا أَن الْجنَاح يشله ... تنقص شل الرّيح من كل جَانب) 160 - وَقَالَ يحيى بن زِيَاد الحارثى (تهادى رجال أَن مَرضت سفاهة ... بِذَاكَ وأى النَّاس سَالِمَة الدَّهْر) (وَإِن امْرَءًا بِالْمَوْتِ أصبح شامتا ... لرهن بِهِ يَوْمًا وَإِن غره الْعُمر) 161 - وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون (وَمن يغترب عَن قومه لَا يزل يرى ... مصَارِع مظلوم مجرا ومسحبا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 162 - وَقَالَ الْأَحْوَص (وإنى لأستحييكمو أَن يقودنى ... إِلَى غَيْركُمْ من سَائِر النَّاس مطمع) (وَأَن اجتدى للنقع غَيْرك مِنْهُم ... وَأَنت إِمَام للبرية مقنع) 163 - وَقَالَ حطائط بن يعفر اخو الْأسود بن يعفر النهشلى (تَقول ابْنة الْعباب رهم حربتنا ... حطائط لم تتْرك لنَفسك مقْعدا) 164 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى (أصون عرضى بمالى لَا أدنسه ... لَا بَارك الله بعد الْعرض فى المَال) (أحتال لِلْمَالِ إِن أودى فأكسبه ... وَلست للعرض إِن أودى بمحتال) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 165 - وَقَالَ كُلْثُوم بن عَمْرو التغلبى من شعراء الدولة العباسية (إِن الْكَرِيم ليخفى عَنْك عسرته ... حَتَّى ترَاهُ غَنِيا وَهُوَ مجهود) (وللبخيل على أَمْوَاله علل ... زرق الْعُيُون عَلَيْهَا أوجه سود) (إِذا تكرمت عَن بذل الْقَلِيل وَلم ... تقدر على سَعَة لم يظْهر الْجُود) (بَث النوال وَلَا تمنعك قلته ... فَكل مَا سد فقرا فَهُوَ مَحْمُود) 166 - وَقَالَ قيس بن الخطيم (إِذا جَاوز الْإِثْنَيْنِ سر فانه ... بنث وتكثير الحَدِيث قمين) (وَإِن ضيع الإخوان سرا فاننى ... كتوم لأسرار العشير أَمِين) (أَبى الذَّم لى الْآبَاء تنمى جدودهم ... وفعلى بِفعل الصَّالِحين معِين) (سلى من جليسى فى الندى ومآلفى ... وَمن هولى عِنْد الصفاء خدين) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 وإنى لأعتام الرِّجَال بخلتى ... إِلَى الرأى فى الْأَحْدَاث حِين تحين) (فأبرى بهم صدرى وأصفى مودتى ... وسرك عندى بعد ذَاك مصون) (أَمر على الباغى ويغلظ جانبى ... وَذُو الود أحلولى لَهُ وألين) 167 - وَقَالَ آخر (لَا يعلم الْمَرْء لَيْلًا مَا يَصْحَبهُ ... إِلَّا كواذب مِمَّا يخبر الفال) (والفال والزجر والكهان كلهم ... يضللون وَدون الْغَيْب أقفال) 168 - وَقَالَ جبلة العذرى عبد الْمَسِيح بن بقيلة الغسانى (استقدر الله خيرا وارضين بِهِ ... فَبَيْنَمَا الْعسر إِذْ دارت مياسير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 (تأتى أُمُور فَمَا تدرى أعاجلها ... خير لنَفسك أم مَا فِيهِ تَأْخِير) (وبينما الْمَرْء فى الْأَحْيَاء مغتبطا ... إِذْ صَار فى الرمس تعفوه الأعاصير) (يبكى الْغَرِيب عَلَيْهِ لَيْسَ يعرفهُ ... وَذُو قرَابَته فى الْحمى مسرور) (حَتَّى كَأَن لم يكن إِلَّا تذكره ... والدهر أَيَّة مَا حَال دهارير) (الْخَيْر وَالشَّر مقرونان فى قرن ... وَالْخَيْر مُتبع وَالشَّر مَحْذُور) (وَالنَّاس أَوْلَاد علات فَمن علمُوا ... أَن قد أقل فمجفو ومحقور) (وهم بَنو الْأُم اما إِن رَأَوْا نشبا ... فَذَاك بِالْغَيْبِ مَحْفُوظ ومخفور) 169 - وَقَالَ النمر بن تولب (أعاذل إِن يصبح صادى بقفرة ... بَعيدا نآنى صاحبى وقريبى) (ترى أَن مَا أبقيت لم أك ربه ... وَأَن الذى أنفقت كَانَ نصيبى) (وذى إبل يسْعَى ويحسبها لَهُ ... أخى نصب فى رعيها دؤوب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 (غَدَتْ وَغدا رب سواهَا يَسُوقهَا ... وَبدل أحجارا وجال قليب) 170 - وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤلى (أفنى الشَّبَاب الذى أبليت جدته ... كرّ الجديدين من آتٍ ومنطلق) (لم يتركا لى فى طول اخْتِلَافهمَا ... شَيْئا أَخَاف عَلَيْهِ لذعة الحدق) 171 - وَقَالَ مَالك بن أَسمَاء أموى الشّعْر (كتمت شيبى ليخفى بعد رَوْعَته ... فلاح مِنْهُ وميض لَيْسَ ينكتم) (رَاع الغوانى فَمَا يقربن نَاحيَة ... رأين فِيهَا بروق الشيب تبتسم) 172 - وَقَالَ الْحَارِث بن كلدة الثقفى وتروى لغيلان بن سَلمَة الثقفى (أَلا بلغ معاتبتى وقولى ... بنى عمى فقد حسن العتاب) (وسل هَل كَانَ لى ذَنْب إِلَيْهِم ... هم مِنْهُ فأعتبهم غضاب) (كتبت إِلَيْهِم كتبا مرَارًا ... فَلم يرجع إِلَى لَهَا جَوَاب) (فَمَا أدرى أغيرهم تناء ... وَطول الْعَهْد أم مَال أَصَابُوا) (فَمن يَك لَا يَدُوم لَهُ وَفَاء ... وَفِيه حِين يغترب انقلاب) (فعهدى دَائِم لَهُم وودى ... على حَال إِذا شهدُوا وغابوا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 173 - وَقَالَ آخر (وَإِذا صاحبت فاصحب ماجدا ... ذَا حَيَاء وعفاف وكرم) (قَوْله للشئ لَا إِن قلت لَا ... وَإِذا قلت نعم قَالَ نعم) 174 - وَقَالَ الحطيئة العبسى (وَلست أرى السَّعَادَة جمع مَال ... وَلَكِن التقى هُوَ السعيد) (وتقوى الله خير الزَّاد ذخْرا ... وَعند الله للأتقى مزِيد) (وَمَا لَا بُد أَن يأتى قريب ... وَلَكِن الذى يمضى بعيد) 175 - وَقَالَ هدبة بن خشرم أموى الشّعْر (وَكن معقلا للحلم وَاصْفَحْ عَن الْخَنَا ... فانك رَاء مَا حييت وسامع) (وأحبب إِذا أَحْبَبْت حبا مقاربا ... فانك لَا تدرى مَتى أَنْت نَازع) (وَأبْغض إِذا أبغضت بغضا مقاربا ... فانك لَا تدرى مَتى أَنْت رَاجع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 176 - وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى جهيم بن الْحَارِث من بنى عائذة من شن (لقد علمت عميرَة أَن جارى ... إِذا ضن المثمر من عيالى) (وإنى لَا أضنن على ابْن عمى ... بنصرى فى الخطوب وَلَا نوالى) (وَلست بقائل قولا لأحظى ... بقول لَا يصدقهُ فعالى) (وَمَا التَّقْصِير قد علمت معد ... وأخلاق الدنية من خلالى) (وَأكْرم مَا تكون على نفسى ... إِذا مَا قل فى اللزبات مالى) (فتحسن نصرتى واصون عرضى ... ويجمل عِنْد أهل الرأى حالى) (وَإِن نلْت الْغنى لم أغل فِيهِ ... وَلم أخصص بجفوتى الموالى) (وَقد أَصبَحت لَا أحتاج مِمَّا ... بلوت من الْأُمُور إِلَى سُؤال) (وَذَلِكَ أننى أدبت نفسى ... وَمَا حلت الرِّجَال ذوى الْمحَال) (إِذا مَا الْمَرْء قصر ثمَّ مرت ... عَلَيْهِ الْأَرْبَعُونَ من الرِّجَال) (وَلم يلْحق بصالحهم فَدَعْهُ ... فَلَيْسَ بلاحق أُخْرَى الليالى) 177 - وَقَالَ الملتمس واسْمه جرير (وَأعلم علم حق غير ظن ... وتقوى الله من خير العتاد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 (لحفظ المَال أيسر من بغاه ... وَضرب فى الْبِلَاد بِغَيْر زَاد) (وَإِصْلَاح الْقَلِيل يزِيد فِيهِ ... وَلَا يبْقى الْكثير على الْفساد) 178 - وَقَالَ الأفوه الأودى صلاءة بن عَمْرو بن الْحَارِث (الْبَيْت لَا يبتنى إِلَّا لَهُ عمد ... وَلَا عماد إِذا لم ترس أوتاد) (وَإِن تجمع أوتاد وأعمدة ... وَسَاكن بلغُوا الْأَمر الذى كَادُوا) (لَا يصلح النَّاس فوضى لَا سراة لَهُم ... وَلَا سراة إِذا جهالهم سادوا) (تلفى الْأُمُور بِأَهْل الرأى مَا صلحت ... فان تولت فبالأشرار تنقاد) (إِذا تولى سراة الْقَوْم أَمرهم ... بِمَا على ذَاك أَمر الْقَوْم فازدادوا) (أَمارَة الغى أَن تلقى الْجَمِيع لَدَى الإبرام لِلْأَمْرِ والأذناب أكتاد) (كَيفَ الرشاد إِذا مَا كنت من نفر ... لَهُم عَن الرشد أغلال وأقياد) (أعْطوا غواتهم جهلا مقادتهم ... فكلهم فى حبال الغى منقاد) (حَان الرحيل إِلَى قوم وَإِن بعدوا ... فيهم صَلَاح لمرتاد وإرشاد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 (فَسَوف أجعَل بعد الأَرْض دونكم ... وَإِن دنت رحم مِنْكُم وميلاد) 179 - وَقَالَ الْمُغيرَة بن حبناء (خُذ من أَخِيك الْعَفو واغفر ذنُوبه ... وَلَا تَكُ فى كل الْأُمُور تعاتبه) (فانك لن تلقى أَخَاك مهذبا ... وأى امْرِئ ينجو من الْعَيْب صَاحبه) (أَخُوك الذى لَا ينْقض النأى عَهده ... وَلَا عِنْد صرف الدَّهْر يزور جَانِبه) (وَلَيْسَ الذى يلقاك بالبشر والرضى ... وَإِن غبت عَنهُ لسعتك عقاربه) 180 - وَقَالَ أَيْضا ويروى للجعجاع بن زِيَاد (إِذا الْمَرْء أولاك الهوان فأوله ... هوانا وَإِن كَانَت قَرِيبا أواصره) (فان أَنْت لم تقدر على أَن تهينه ... فَدَعْهُ إِلَى يَوْم الذى أَنْت قادره) (وقارب إِذا مَا لم تَجِد لَك حِيلَة ... وصمم إِذا أيقنت أَنَّك عاقره) (وإنى لأجزى بالمودة أَهلهَا ... وبالشر حَتَّى يسأم الشَّرّ حَافره) (وأغضب للْمولى فأمنع ضيمه ... وَإِن كَانَ غشا مَا تجن ضمائره) (وأحلم مَا لم ألق فى الْحلم ذلة ... وللجاهل العريض عندى زاجره) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 181 - وَقَالَ حَاتِم الطائى (أماوى قد طَال التجنب والهجر ... وَقد عذرتنى فى طلابكم الْعذر) 182 - وَقَالَ عَامر بن عَمْرو بن الْبكاء (خذى الْعَفو منى تستديمى مودتى ... وَلَا تنطقى فى سورتى حِين أغضب) (وَلَا تنقرينى نقرك الدُّف دَائِما ... فانك لَا تدرين كَيفَ المغيب) (فانى رَأَيْت الْحبّ فى الْقلب والأذى ... إِذا اجْتمعَا لم يلبث الْحبّ يذهب) 183 - وَقَالَ أعرابى من بنى قريع (مَتى مَا يرى النَّاس الْغنى وجاره ... فَقير يَقُولُوا عَاجز وجليد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 184 - وَقَالَ عمار بن جَابر الهلالى (يَا رب قائلة يَوْمًا لجارتها ... هَل أَنْت مخبرتى مَا شَأْن عمار) (قَالَت أرى رجلا عَار أشاجعه ... كَأَنَّهُ نَاقَة أَو نضو أسفار) (إِمَّا ترينى لجسمى غير محتشد ... فاننى حشد للضيف وَالْجَار) (وَمَا على الْحر أَن تعرى أشاجعه ... ويلبس الْخلق المرقوع من عَار) 185 - وَقَالَ آخر (للْجدّ مَا خلق الْإِنْسَان فالتمسن ... بالجد حظك لَا باللهو واللعب) (لَا يلبث الْهزْل أَن تجنى لصَاحبه ... ذما وَيذْهب عَنهُ بهجة الْأَدَب) 186 - وَقَالَت مَيْسُونُ الْكلابِيَّة لما تزوج بهَا مُعَاوِيَة (لبيت تخفق الْأَرْوَاح فِيهِ ... أحب إِلَى من قصر منيف) (وأصوات الرِّيَاح بِكُل فج ... أحب إِلَى من نقر الدفوف) (وكلب يتبع الأظعان صَعب ... أحب إِلَى من هر أُلُوف) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 (وَلبس عباءة وتقر عينى ... أحب إِلَى من لبس الشفوف) (وخرق من بنى عمى نجيب ... أحب إِلَى من علج عنيف) فَقَالَ مُعَاوِيَة مَا كفاها أَن جعلتنى علجا حَتَّى جعلتنى عنيفا ثمَّ أولدها يزِيد 187 - وَقَالَ آخر (إنى سأستر مَا ذُو الْعقل ساتره ... من حَاجَة وأميت السِّرّ كتمانا) (وحاجة دون أُخْرَى قد سمحت بهَا ... جَعلتهَا للتى أخفيت عنوانا) 188 - وَقَالَ مَالك بن أَسمَاء بن خَارِجَة وتروى لأبى دهبل الجمحى وَالْأول أَكثر وتروى كَذَلِك لحسين بن خريم (أتانى بهَا يحيى وَقد نمت نومَة ... وَقد غَابَتْ الجوزاء وَانْحَدَرَ النسْر) (فَقلت اصطحبها أَو لغيرى فأسقها ... فَمَا أَنا بعد الشيب ويبك وَالْخمر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 (إِذا الْمَرْء وفى الْأَرْبَعين وَلم يكن ... لَهُ دون مَا يأتى حَيَاء وَلَا ستر) (فذره وَلَا تنفس عَلَيْهِ الذى أَتَى ... وَلَو مد أَسبَاب الْحَيَاة لَهُ الْعُمر) 189 - وَقَالَ النَّابِغَة الجعدى (وبيضاء مثل الريم لَو شِئْت قد صبَّتْ ... إِلَى وفيهَا للخاتل ملعب) (تجنبتها إنى امْرُؤ فى شبيبتى ... وتلعابتى عَن جَانب الْجَار أجنب) (وصهباء لَا تنفى القذى وهى دونه ... تصفق فى راووقها ثمَّ تقطب) (تمززتها والديك يَبْدُو صباحه ... إِذا مَا بَنو نعش دنوا فتصوبوا) 190 - وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤلى (دع الْخمر يشْربهَا الغواة فاننى ... رَأَيْت أخاها مغنيا بمكانها) (فالا يكنها أَو تكنه فانه ... أَخُوهَا غذته أمه بلبانها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 191 - وَقَالَ حَارِثَة بن بدر (إِذا مَا شربت الراح أبدت مكارمى ... وجدت بِمَا حازت ايداى من الوفر) (وَإِن مسنى جهلا نديمى لم أزل ... على اشرب هداك الله طيبَة النشر) (أرى ذَاك حَقًا وَاجِبا لمنادمى ... إِذا قَالَ لى غير الْجَمِيل من السكر) 192 - وَقَالَ الأقيشر الْمُغيرَة بن عبد الله بن عبد عَمْرو (لَا تشربن أبدا رَاحا مسارقة ... إِلَّا مَعَ الغر أَبنَاء البطاريق) (أفنى تلادى وَمَا جمعت من نشب ... قرع القواقير أَفْوَاه الأباريق) (كأنهن بأيدى الشّرْب معلمة ... إِذا تلألأن فى أيدى الغرانيق) (عَلَيْك كل فَتى سمح خلائقه ... مَحْض الْعُرُوق كريم غير ممذوق) 193 - وَقَالَ بكر بن النطاح بن أَبى حمَار الحنفى (إِذا مَا طوى دونى امْرُؤ بطن كَفه ... طويت يمينى دونه وشماليا) (يبين لنا ذُو الْحلم من حلمائنا ... إِذا مَا تعاطينا الزّجاج تعاطيا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 (أرى الكأس تهدى للئيم ملامة ... وتترك أَخْلَاق الْكَرِيم كَمَا هيا) (رَأَيْت أقل النَّاس عقلا إِذا انتشى ... أقلهم عقلا إِذا كَانَ صَاحِيًا) 194 - وَقَالَ قعنب ابْن ام صَاحب ونسبها ثَعْلَب إِلَى طَيْسَلَة الفزارى (مهلا أعاذل قد جربت من خلقى ... أَنى أَجود لأقوام وَإِن ضننوا) 195 - وَقَالَ آخر (تعلم فَلَيْسَ الْمَرْء يُولد عَالما ... وَلَيْسَ أَخُو علم كمن هُوَ جَاهِل) (وَإِن كَبِير الْقَوْم لَا علم عِنْده ... صَغِير إِذا الْتفت عَلَيْهِ المحافل) 196 - وَقَالَ الرّبيع بن أَبى الْحقيق اليهودى (إِنَّا إِذا مَالَتْ دواعى الْهوى ... وأنصت السَّامع للقائل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 (واعتلج الْقَوْم بألبابهم ... نقضى بِحكم عَادل فاصل) (نكره أَن نسفه أَحْلَامنَا ... فنخمل الدَّهْر مَعَ الخامل) (لَا نجْعَل الْبَاطِل حَقًا وَلَا ... نلظ دون الْحق بِالْبَاطِلِ) 197 - وَقَالَ آخر (ألم تعلم جَزَاك الله خيرا ... بِأَن أَخا المكارم لَا يخون) (وَحلف الْخَيْر مؤتمن حفوظ ... وَلَكِن قل فى النَّاس الْأمين) 198 - وَقَالَ آخر (سارعى كل مَا اسْتوْدعت جهدى ... وَقد يرْعَى أَمَانَته الْأمين) (وَذُو الْخَيْر المؤثل ذُو وَفَاء ... كريم لَا يمل وَلَا يخون) 199 - وَقَالَ حنيف بن عُمَيْر اليشكرى وتروى لنهار ابْن أُخْت مُسَيْلمَة الْكذَّاب وهى (اصبر النَّفس عِنْد كل ملم ... إِن فى الصَّبْر حِيلَة الْمُحْتَال) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 (لَا تضيقن بالأمور فقد تكشف غماؤها بِغَيْر احتيالى) (رُبمَا تكره النُّفُوس من الْأَمر لَهُ فُرْجَة كحل الْعقل) 200 - وَقَالَ مَالك بن قُرَّة اموى الشّعْر (وذى حنق على يود أَنى ... أَتَى دونى الصفائح وَالتُّرَاب) (تركت عتابه وصفحت عَنهُ ... وَيبقى الود مَا بقى العتاب) 201 - وَقَالَ آخر (إِن الْكَرِيم إِذا مَا كَانَ ذَا كذب ... شان التكرم مِنْهُ ذَلِك الْكَذِب) (والصدق أفضل شئ أَنْت فَاعله ... لَا شئ كالصدق لَا فَخر وَلَا حسب) 202 - وَقَالَ الْحجَّاج السلمى (بخيل يرى فى الْجُود عارا وَإِنَّمَا ... على الْمَرْء عَار أَن يضن ويبخلا) (إِذا الْمَرْء أثرى ثمَّ لم يرج نَفعه ... صديق فلاقته الْمنية أَولا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 203 - وَقَالَ آخر (لقل عارا إِذا ضيف تضيفنى ... مَا كَانَ عندى إِذا أَعْطَيْت مجهودى) (جهد الْمقل إِذا أعطَاهُ مصطبرا ... ومكثر من غنى سيان فى الْجُود) 204 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى (إِذا مَا لم تكن إبل فمعزى ... كَأَن قُرُون جلتها العصى) 205 - وَقَالَ آخر (أَجود بمالى دون عرضى وَمن يرد ... رزية عرضى يعْتَرض دونه الْبُخْل) (إِذا الْمَرْء أثرى ثمَّ ضن بِمَالِه ... أَبى النَّاس يَوْمًا أَن يكون لَهُ الْفضل) 206 - وَقَالَ الحكم بن عبدل الأسدى (وإنى لأستغنى فَمَا أبطر الْغنى ... وأبذل ميسورى لمن يبتغى قرضى) 207 - وَقَالَ آخر (تعلمنى بالعيش عرسى كَأَنَّمَا ... تعلمنى الْأَمر الذى أَنا جاهله) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 (يعِيش الْفَتى بالفقر يَوْمًا وبالغنى ... وكل كَأَن لم يلق حِين يزايله) 208 - وَقَالَ الأقيشر الأسدى (إِن كنت تبغى الْعلم أَو أَهله ... أَو شَاهدا يخبر عَن غَائِب) (فَاعْتبر الأَرْض بأربابها ... وَاعْتبر الصاحب بالصاحب) 209 - وَقَالَ عُيَيْنَة بن هُبَيْرَة (وَمَا صاحبى عِنْد الرخَاء بِصَاحِب ... إِذا لم يكن عِنْد الْأُمُور الشدائد) (إِذا مَا رأى وجهى فأهلا ومرحبا ... ويرمى ورائى بِالسِّهَامِ القواصد) (إِذا انتقد النَّاس الْكِرَام رَأَيْته ... يطن طنين الزيف فى كف ناقد) 210 - وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب (وَلَيْسَ أَخُوك الدَّائِم الْعَهْد بالذى ... يذمك إِن ولى ويرضيك مُقبلا) (وَلَكِن أَخُوك النائى مَا كنت آمنا ... وَصَاحِبك الْأَدْنَى إِذا الْأَمر أعضلا) 211 - وَقَالَ عُرْوَة بن أذينة القرشى أموى الشّعْر (لقد علمت وَمَا الْإِسْرَاف من خلقى ... أَن الذى هُوَ رزقى سَوف يأتينى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 (أسعى إِلَيْهِ فيعيينى تطلبه ... وَلَو قعدت أتانى لَا يعنينى) (لَا أركب الْأَمر تزرى بى عواقبه ... وَلَا يعاب بِهِ عرضى وَلَا دينى) (كم من فَقير غنى النَّفس تعرفه ... وَمن غنى فَقير النَّفس مِسْكين) (إنى لأنطق فِيمَا كَانَ من أربى ... وَأكْثر الصمت عَمَّا لَيْسَ يعنينى) (لَا خير فى طمع يدنى إِلَى طبع ... وَغير من كفاف الْعَيْش يكفينى) 212 - وَقَالَ ابو الربيس التغلبى (أى عَيْش عيشى إِذا كنت فِيهِ ... بَين حل وَبَين وَشك رحيل) (كل فج من الْبِلَاد كأنى ... طَالب بعض أَهله بذحول) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 (مَا أرى الْفضل والتكرم إِلَّا ... تَركك النَّفس عَن طلاب الفضول) (وبلاء حمل الأيادى وَأَن تسمع منا تُؤْتى بِهِ من منيل) 213 - وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى (ألم تَرَ مِفْتَاح الْأُمُور لِسَانه ... إِذا هُوَ أبدى مَا يَقُول من الْفَم) (وكائن ترى من صَامت لَك معجب ... زِيَادَته اَوْ نَقصه فى التَّكَلُّم) (لِسَان الْفَتى نصف وَنصف فواده ... فَلم يبْق إِلَّا صُورَة اللَّحْم وَالدَّم) 214 - وَقَالَ جرير بن الخطفى (وَكنت إِذا علقت حبال قوم ... صحبتهم وشيمتى الْوَفَاء) (فَأحْسن حِين يحسن محسنوهم ... واجتنب الْإِسَاءَة إِن أساؤا) (أَشَاء سوى مشيئتهم فآبى ... مشيئتهم وأترك مَا أَشَاء) 215 - وَقَالَ فضَالة بن زيد العدوانى وَكَانَ من المعمرين (إِذا جلّ خطب صلت بِالْمَالِ حَيْثُ مَا ... تَوَجَّهت من أرْضى فصيح وأعجم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 (وهابك أَقوام وَإِن لم تصبهم ... بنفع وَمن يسْتَغْن يحمد وَيكرم) (وفى الْفقر ذل للرقاب وطالما ... رَأَيْت فَقِيرا غير نكس مذمم) (يلام وَإِن كَانَ الصَّوَاب بكفه ... وتحمد آلَاء الْبَخِيل المدرهم) ... كَذَلِك هَذَا الدَّهْر يرفع ذَا الْغنى ... بِلَا كرم مِنْهُ وَلَا بتحلم) 216 - وَقَالَ أَبُو جلدَة (مَا يسر الله من خير قنعت بِهِ ... وَلَا أَمُوت على مَا فاتنى جزعا) (وَلَا أخاتل جارا الْبَيْت غفلته ... وَلَا أَقُول لشئ فَاتَ مَا صنعا) 217 - وَقَالَ زُهَيْر (وَمن لَا يقدم رجله مطمئنة ... فيثبتها فى مستوى الأَرْض تزلق) 218 - وَقَالَ عبيد بن الأبرص (من يسْأَل النَّاس يحرموه ... وَسَائِل الله لَا يخيب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 (بَاب النسيب والغزل) 1 - قَالَ ابو دَاوُد عدى بن الرّقاع أموى الشّعْر وَهُوَ عدى ابْن زيد بن مَالك بن عدى بن الرّقاع (لَوْلَا الْحيَاء وَأَن رأسى قد عسا ... فِيهِ المشيب لزرت أم الْقَاسِم) (فَكَأَنَّهَا بَين النِّسَاء أعارها ... عَيْنَيْهِ أحور من جآذر جاسم) (وَسنَان أقصده النعاس فرنقت ... فى عينه سنة وَلَيْسَ بنائم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 (يصطاد يقظان الرِّجَال حَدِيثهَا ... وَتَطير لذته بِروح النَّائِم) (وَمن الضَّلَالَة بعد مَا ذهب الصِّبَا ... نظرى إِلَى حور الْعُيُون نواعم) 2 - وَقَالَ قيس بن الخطيم أموى الشّعْر (تبدت لنا كَالشَّمْسِ تَحت غمامة ... بدا حَاجِب مِنْهَا وضنت بحاجب) (وَلم أرها إِلَّا ثَلَاثًا على منى ... وَأحسن بهَا عذراء ذَات ذوائب) (ديار الَّتِى كَادَت وَنحن على منى ... تحل بِنَا لَوْلَا نجاء الركائب) 3 - وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى أموى الشّعْر (وخبرك الواشون أَن لَا أحبكم ... بلَى وستور الله ذَات الْمَحَارِم) (أصد وَمَا الصد الذى تعلمينه ... عزاء بِنَا إِلَّا ابتلاع العلاقم) (حَيَاء وبقيا أَن تشيع نميمة ... بِنَا وبكم أُفٍّ لأهل النمائم) (وَإِن دَمًا لَو تعلمين جنيته ... على الحى جانى مثله غير سَالم) (أما إِنَّه لَو كَانَ غَيْرك أرقلت ... إِلَيْهِ القنا بالراعفات اللهاذم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 (وَلَكِن لعمر الله مَا طل مُسلما ... كغر الثنايا واضحات الملاغم) (إِذا هن ساقطن الْأَحَادِيث للفتى ... سقاط حَصى المرجان من كف ناظم) (رمين فأنفذن الْقُلُوب وَلَا ترى ... دَمًا مائرا إِلَّا جوى فى الحيازم) 4 - وَقَالَ مَالك بن أَسمَاء (وَحَدِيث ألذه فَهُوَ مِمَّا ... تشتهيه النُّفُوس يُوزن وزنا) (منطق صاب وتلحن أَحْيَانًا ... وَخير الحَدِيث مَا كَانَ لحنا) (وَإِذا الدّرّ زَان وَجه وُجُوه ... كَانَ للدر حسن وَجهك زينا) 5 - وَقَالَ آخر وتروى لذى الرمة (وإنى ليجرى بَيْننَا حِين نلتقى ... حَدِيث لَهُ وشئ كوشى المطارف) (حَدِيث كوقع الْقطر فى الْمحل يشتفى ... بِهِ من جوى فى دَاخل الْقلب شاغف) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 6 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى رضى الله عَنهُ (يَا لقومى هَل يقتل الْمَرْء مثلى ... واهن الْبَطْش وَالْعِظَام سؤوم) 7 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى اموى الشّعْر (إِن الْعُيُون الَّتِي فى طرفها حور ... قتلننا ثمَّ لم يحيين قَتْلَانَا) 8 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى جاهلى (كَأَن المدام وَصوب الْغَمَام ... وريح الخزامى وَنشر الْقطر) (يعل بِهِ برد أنيابها ... إِذا غرد الطَّائِر المستحر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 9 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى (لقد طَال كتمانى أُمَامَة حبها ... فَهَذَا أَوَان الْحبّ تبدو شواكله) 10 - وَقَالَ جميل بن عبد الله بن قميئة العذرى (إنى لأحفظ غيبكم ويسرنى ... لَو تعلمين بِصَالح أَن تذكرى) (وَيكون يَوْم لَا أرى لَك مُرْسلا ... أَو نلتقى فِيهِ على كأشهر) (وَكَأن طارقها على علل الْكرَى ... والنجم وَهنا قد دنا لتغور) (يستاف ريح مدامة معلولة ... برضاب مسك فى ذكى العتبر) (يَا ليتنى ألْقى الْمنية بَغْتَة ... إِن كَانَ يَوْم لقائكم لم يقدر) (مَا أَنْت والوعد الذى تعديننى ... إِلَّا كبرق سَحَابَة لم تمطر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 11 - وَقَالَ أَيْضا (نصد إِذا مَا النَّاس بالْقَوْل أَكْثرُوا ... علينا وتجرى بالصفاء الرسائل) (فان غفل الواشون عدنا لوصلنا ... وَعَاد التصافى بَيْننَا والتراسل) (فيا حسنها إِذْ يغسل الدمع كحلها ... وَإِذ هى تذرى الدمع مِنْهَا الأنامل) (عَشِيَّة قَالَت فى العتاب قتلتنى ... وقتلى بِمَا قَالَت هُنَاكَ تحاول) (أَلا رب لَاحَ لَو بِلَا الْحبّ لم يلم ... وَلكنه من سُورَة الْحبّ جَاهِل) 12 - وَقَالَ قيس بن الملوح (وَلم أر ليلى بعد موقف سَاعَة ... بخيف منى ترمى جمار المحصب) (ويبدى الْحَصَا مِنْهَا إِذا قذفت بِهِ ... من الْبرد أَطْرَاف البنان المخضب) (فَأَصْبَحت من ليلى الْغَدَاة كناظر ... مَعَ الصُّبْح فى أعقاب نجم مغرب) (أَلا إِنَّمَا غادرت يَا أم مَالك ... صدى أَيْنَمَا تذْهب بِهِ الرّيح يذهب) 13 - وَقَالَ الْكُمَيْت بن مَعْرُوف الأسدى أموى الشّعْر (يَمْشين مَشى قطا البطاح تأودا ... قب الْبُطُون رواجح الأكفال) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 (وَإِذا أردن زِيَارَة فَكَأَنَّمَا ... ينقلن أرجلهن من أوحال) (من كل آنسة الحَدِيث حيية ... لَيست بِفَاحِشَة وَلَا متفال) (وَتَكون ريقتها إِذا نبهتها ... كالشهد أَو كسلافة الجريال) (أقْصَى مذاهبها إِذا لاقيتها ... فى الشَّهْر بَين أسنة وحجال) 14 - وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون بن قيس من قيس بنى ثَعْلَبَة جاهلى (غراء فراء مصقول عوارضها ... تمشى الهوينى كَمَا يمشى الوجى الوحل) (كَأَن مشيتهَا من بَيت جارتها ... مر السحابة لَا ريث وَلَا عجل) 15 - وَقَالَ ابْن أَبى بن مقبل (يَمْشين هيل النقا مَالَتْ جوانبه ... ينهال حينا وينهاه الندى حينا) (يهززن للمشى أعطافا منعمة ... هز الْجنُوب ضحى عيدَان يبرينا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 (أَو كاهتزاز ردينى تجاذبه ... أيدى الكماة فزادت مَتنه لينًا) (بيض يجردن من ألحاظهن لنا ... بيضًا ويغمدن مَا جردنه فِينَا) (إِذا نطقن رَأَيْت الدّرّ منتثرا ... وَإِن صمتن رَأَيْت الدّرّ مكنونا) 16 - وَقَالَ آخر (أَبَت الروادف والثدى لقمصها ... مس الْبُطُون وَأَن تمس ظهورا) (وَإِذا الرِّيَاح تناوحت بنسيمها ... نبهن حاسدة وهجن غيورا) 17 - وَقَالَ رجل من بنى أَبى بكر بن كلاب (أَلا يَا سنا برق علا قلل الْحمى ... لهنك من برق على كريم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 (لمعت اقْتِدَاء الطير وَالْقَوْم هجع ... فهيجت أحزانا وَأَنت سليم) (فَبت بِحَدّ الْمرْفقين أشيمه ... كأنى لبرق بالستار حميم) (فَهَل من معير طرف عين جلية ... فانسان عين العامرى كليم) (رمى قلبه الْبَرْق الملألى رمية ... بِذكر الْحمى وَهنا فكاد يهيم) 18 - وَقَالَ أعرابى من بنى طئ (خليلى بِاللَّه اقعدا فتبينا ... وميضا أرى الظلماء عَنهُ تقدد) (يكْشف أَعْرَاض السَّحَاب كَأَنَّهُ ... صفيحة هندى تسل وتغمد) (فَبت على الأجيال لَيْلًا أشيمه ... أقوم لَهُ حَتَّى الصَّباح وأقعد) 19 - وَقَالَ آخر (صبا الْبَرْق نجديا فهاج صبابتى ... كأنى لنجدى البروق نسيب) (بدا كانصداع اللَّيْل عَن وَجه صبحه ... وتطرده بَين الْأَرَاك جنوب) (فطورا ترَاهُ ضَاحِكا فى ابتسامه ... وطورا ترَاهُ قد علاهُ قطوب) (إِذا هاج برق الْغَوْر غور تهَامَة ... تهيج من شوقى على ضروب) 20 - وَقَالَ سحيم بن المخرم (أَلا أَيهَا الْبَرْق الَّذِي بَات يرتقى ... ويجلو دجى الظلماء أذكرتنى نجدا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 (وهيجتنى من أَذْرُعَات وَلَا أرى ... بِنَجْد على ذى حَاجَة طرب بعدا) (الم تَرَ أَن اللَّيْل يقصر طوله ... بِنَجْد وتزداد الرِّيَاح بِهِ بردا) (فَأشْهد لَوْلَا أَنْت قد تعلمينه ... وحبيك مَا باليت أَن لَا أرى نجدا) 21 - وَقَالَ آخر (فوا كبدى مِمَّا أحس من الْهوى ... إِذا مَا بدا برق من اللَّيْل يلمح) (لَئِن كَانَ هَذَا الدَّهْر تأيا وغربة ... عَن الْأَهْل والأوطان فالموت أروح) 22 - وَقَالَ جَامع الكلابى (أعنى على برق أريك وميضه ... يضئ دجنات الظلام لوامعه) (إِذا اكتحلت عينا محب بضوئه ... تجافت بِهِ حَتَّى الصَّباح مضاجعه) (فَبَاتَ وسادى ساعد قل لَحْمه ... عَن الْعظم حَتَّى كَاد يَبْدُو أشاجعه) ~ 23 - وَقَالَ أعرابى قدم ليضْرب عُنُقه (تألق الْبَرْق نجديا فَقلت لَهُ ... يَا أَيهَا الْبَرْق إنى عَنْك مَشْغُول) (أَلَيْسَ يَكْفِيك هَذَا ثَائِر حنق ... فى كَفه صارم كالملح مسلول) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 24 - وَقَالَ جميل بن معمر (أَلا إِن نَارا دونهَا رمل عالج ... وهضب النقا من منظر لبعيد) (تبدت كَمَا يَبْدُو السها غير أَنَّهَا ... أنارت ببيض عيشهن رغيد) (يمنيننا وصلا بَعيدا قَرِيبه ... وَأكْثر وصل الغانيات صدود) 25 - وَقَالَ قيس بن الملوح العذرى (وإنى لنار دونهَا رمل عالج ... على مَا بعينى من قذى لبصير) (كَأَن نسيم الرّيح حِين ينيرها ... كنجم خفى فى الظلام ينير) (مَتى تذكرى للقلب ينْهض بروعة ... جنَاح الْهوى حَتَّى يكَاد يطير) 26 - وَقَالَ الشماخ بن ضرار وتروى لِأَخِيهِ مزرد (لليلى بالعنيزة ضوء نَار ... تلوح كَأَنَّهَا الشعرى العبور) (إِذا مَا قلت قد خمدت زهاها ... سَواد اللَّيْل وَالرِّيح الدبور) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 27 - وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة الخزاعى (نظرت وأصحابى بأيلة موهنا ... وَقد حَان من نجم الثريا تصوب) (لعزة نَارا مَا تبوخ كَأَنَّهَا ... إِذا مَا رمقناها من الْبعد كَوْكَب) (إِذا مَا خبت من آخر اللَّيْل خبوة ... أُعِيد لَهَا بالمندلى فتثقب) 28 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (أَلا أَيهَا الركب الَّذين دليلهم ... سُهَيْل أما مِنْكُم على دَلِيل) (ألموا بِأَهْل الأبرقين فَسَلمُوا ... وَذَاكَ لأهل الأبرقين قَلِيل) 29 - وَقَالَ أَيْضا (إِذا مَا سُهَيْل أبرزته غمامة ... على منْكب من جَانب الطّور يلمح) (دَعَا بَعْضنَا بَعْضًا فبتنا كأننا ... رَأينَا حبيبا كَانَ ينأى وينزح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 (وَذَلِكَ أَنا واثقون بقربكم ... وَأَن النَّوَى عَمَّا قَلِيل تزحزح) 30 - وَقَالَ عبد الله بن شبيب (هوى صاحبى ريح الشمَال إِذا جرت ... وأهوى لنفسى أَن تهب جنوب) (يَقُولُونَ لَو عزيت قَلْبك لَا رعوى ... فَقلت وَهل للعاشقين قُلُوب) 31 - وَقَالَ الْأَقْرَع بِمَ معَاذ العامرى ويكنى أَبَا جوثه (إِذا رَاح ركب مصعدون فقلبه ... مَعَ الرائحين بالمصعدين جنيب) (وَإِن هَب علوى الرِّيَاح وجدتنى ... كأنى لعلو ياتهن نسيب) 32 - وَقَالَ قيس بن الملوح العامرى (أيا جبلى نعْمَان بِاللَّه خليا ... طَرِيق الصِّبَا يخلص إِلَى نسيمها) (أجد بردهَا أَو تشف منى صبَابَة ... على كبد لم يبْق إِلَّا صميمها) (فان الصِّبَا ريح إِذا مَا تنسمت ... على نفس مهموم تجلت همومها) (أَلا إِن أهوائى بليلى قديمَة ... وأقتل أهواء الرِّجَال قديمها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 33 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (أَلا يَا صبا نجد مَتى هجت من نجد ... لقد زادنى مسراك وجدا على وجد) 34 - وَقَالَ الْقِتَال الكلابى (إِذا هبت الْأَرْوَاح كَانَ أحبها ... إِلَى الَّتِى من نَحْو نجد هبوبها) (إنى ليدعونى إِلَى طَاعَة الْهوى ... كواعب أتراب مراض قلوبها) ... 0 كَأَن شفَاه الحو مِنْهُنَّ حملت ... درى بردا ينهل مِنْهَا غُرُوبهَا) (بِهن من الدَّاء الذى أَنا عَارِف ... وَمَا يعرف الأدواء إِلَّا طبيبها) 35 - وَقَالَ جحدر العكلى (رَأَيْت بذى المجازة ضوء نَار ... تلألأ وهى نازحة الْمَكَان) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 (فَشبه صاحباى بهَا سهيلا ... فَقلت تَبينا مَا تنظران) (أنار أوقدت لتنوارها ... بَدَت لَكمَا أم الْبَرْق اليمانى) (وَكَيف ودونها هضبات سلع ... وأعلام الأبارق تعلمان) (كَأَن الرّيح ترفع من سناها ... بنائق حلَّة من أرجوان) (وَمِمَّا هاجنى فازددت شوقا ... بكاء حَمَامَتَيْنِ تجاوبان) (تجاوبتا بلحن أعجمى ... على غُصْنَيْنِ من غرب وَبَان) (فَكَانَ البان أَن بَانَتْ سليمى ... وَفِي الغرب اغتراب غير دَان) (أَلَيْسَ اللَّيْل يجمع أم عَمْرو ... وَإِيَّاك فَذَاك لنا تدان) (نعم وَترى الْهلَال كَمَا أرَاهُ ... ويعلوها النَّهَار كَمَا علانى) 36 - وَقَالَ آخر فِي مَعْنَاهُ (رَأَيْت غرابا سَاقِطا فَوق قضبة ... من القضب لم ينْبت لَهَا ورق نضر) (فَقلت غراب لاغتراب وقضبة ... لقضب النَّوَى هذى العيافة والزجر) 37 - وَقَالَ أَبُو صَخْر الهذلى (بيد الذى شغف الْفُؤَاد بكم ... تفريج مَا ألْقى من الْهم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 38 - وَقَالَ جميل بن معمر العذرى (وإنى لراض من بثينة بالذى ... لَو استيقن الواشى لقرت بلابله) (بِلَا وَبِأَن لَا أَسْتَطِيع وبالمنى ... وبالأمل المرجو قد خَابَ آمله) (وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضى ... أواخره لَا تلتقى وأوائله) 39 - وَقَالَ قيس بن الخطيم (رد الخليط الْجمال فانصرفوا ... مَاذَا عَلَيْهِم لَو أَنهم وقفُوا) 40 - وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذلى (وَإِن حَدِيثا مِنْك لَو تبذلينه ... حَتَّى النَّحْل فِي ألبان عوذ مطافل) 41 - وَقَالَ ذُو الرمة (وقفنا فَقُلْنَا إيه عَن أم سَالم ... وَمَا بَال تكليم الديار البلاقع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 42 - وَقَالَ أَيْضا (وَمَا يرجع الوجد الزَّمَان الذى مضى ... وَمَا للفتى عَن دمنة الحى مرجع) 43 - وَقَالَ أَبُو صَخْر الهذلى (أَلا أَيهَا الركب المخبون هَل لكم ... بساكن أجراع الْحمى بَعدنَا خبر) 44 - وَقَالَ قيس بن ذريح (أَلا يَا غراب الْبَين مَا لَك كلما ... تذكرت لبنى طرت لى عَن شماليا) (أعندك علم الْغَيْب أم / أَنْت مخبرى ... عَن الحى إِلَّا بالذى قد بدا ليا) (فَلَا حملت رجلاك عشا لبيضة ... وَلَا زَالَ عظم من جناحك واهيا) (أحب من الْأَسْمَاء مَا وَافق اسْمهَا ... وأشبهه أَو كَانَ مِنْهُ مدانيا) (وَمَا ذكرت عندى لَهَا من سميَّة ... من النَّاس إِلَّا بل دمعى ردائيا) (سلى النَّاس هَل خيرت سرك مِنْهُم ... أَخا ثِقَة أَو ظَاهر الْغِشّ باديا) (وَأخرج من بَين الْبيُوت لعلنى ... أحدث عَنْك النَّفس فِي السِّرّ خَالِيا) (وإنى لآستغشى وَمَا بى نعسة ... لَعَلَّ خيالا مِنْك يلقى خياليا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 (أَقُول إِذا نفسى من الوجد أصعدت ... بهَا زفرَة يعتادها وهى ماهيا) (أشوقا وَلما يمض لى غير لَيْلَة ... رويد الْهوى حَتَّى يغب لياليا) (تمر الليالى والشهور وَلَا أرى ... غرامى بكم يزْدَاد إِلَّا تماديا) (فقد يجمع الله الشتيتين بعد مَا ... يظنان كل الظَّن أَن لَا تلاقيا) (تساقط نفسى حِين أَلْقَاك أنفسا ... يردن فَمَا يصدرن إِلَّا صواديا) (فان أحى أَو أهلك فلست بزائل ... لكم حَافظ مَا بلّ ريق لسانيا) 45 - وَقَالَ أَيْضا (فأقسم مَا عمش الْعُيُون شوارف ... روائم بوّ حائمات على سقب) (بأوجد منى يَوْم ولت حمولها ... وَقد طلعت أولى الركاب من النقب) (وكل ملمات الزَّمَان وَجدتهَا ... سوى فرقة الأحباب هينة الْخطب) (وَقلت لقلبى حِين لج بى الْهوى ... وكلفنى مَا لَا يُطيق من الْحبّ) (أَلا أَيهَا الْقلب الذى قَادَهُ الْهوى ... أفق لَا أقرّ الله عَيْنك عَن قلب) 46 - وَقَالَ مُضرس بن قرط المزنى (أذود سوام الطّرف عَنْك وَمَا لَهُ ... إِلَى أحد إِلَّا إِلَيْك طَرِيق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 (وَلَو تعلمين الْغَيْب أيقنت أننى ... وَرب البرايا المشعرات صَدُوق) (تتوق إِلَيْك النَّفس ثمَّ أردهَا ... حَيَاء ومثلى بِالْحَيَاءِ خليق) (سلى هَل قلانى من عشير صحبته ... وَهل ذمّ رحلى فِي الرّحال رَفِيق) (سعى الدَّهْر والواشون بينى وَبَينهَا ... فَقطع حَبل الْوَصْل وَهُوَ وثيق) (تكَاد بِلَاد الله يَا أم معمر ... بِمَا رَحبَتْ يَوْمًا علىّ تضيق) (وهيجنى للوصل أيامنا الألى ... مررن علينا وَالزَّمَان وريق) (أتجمع قلبا بالعراق فريقه ... وَمِنْه بأظلال الْأَرَاك فريق) (فَكيف بهَا لَا الدَّار جَامِعَة الْهوى ... وَلَا أَنْت يَوْمًا عَن هَوَاك تفيق) (صبوحى إِذا مَا ذرت الشَّمْس ذكركُمْ ... ولى ذكركُمْ عِنْد الْمسَاء غبوق) (وخبرتنى يَا قلب أَنَّك صابر ... على الْبعد من سعدى فَسَوف تذوق) (فمت كمدا أَو عش وحيدا فانما ... تكلفنى مَا لَا أَرَاك تطِيق) 47 - وَقَالَ ابْن ميادة فِي بعض الرِّوَايَات (ترى إِن حجَجنَا نلتقى أم مَالك ... وتجمعنا والنخلتين طَرِيق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 .. 0 وتصطك أَعْنَاق المطى وبيننا ... حَدِيث وسر لم يذعه صديق) 48 - وَقَالَ المضرب عقبَة بن كَعْب بن زُهَيْر (وَلما قضينا من منى كل حَاجَة ... ومسّح بالأركان من هُوَ ماسح) (وشدت على حدب المطايا رحالنا ... وَلَا ينظر الغادى الذى هُوَ رائح) (أَخذنَا بأطراف الْأَحَادِيث بَيْننَا ... وسالت بأعناق المطى الأباطح) 49 - وَقَالَ آخر (وَلما قضينا من منى كل حَاجَة ... وَلم يبْق إِلَّا أَن تزم الركائب) (وقفنا فسلمنا سَلام مودّع ... فَردَّتْ علينا أعين وحواجب) 50 - وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة (رمتنى على بعد بثينة بعد مَا ... تولى شبابى وارجحن شبابها) (بِعَين نجلاوين لَو رقرقتهما ... لنوء الثريا لاستهل سحابها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 (ولكنما ترمين نفسا كَرِيمَة ... لعزة مِنْهَا صفوها ولبابها) 51 - وَقَالَ سوَادَة بن كلاب القشيرى (أَلا حبذا الوادى الذى قَابل النقا ... وَيَا حبذا من أجل ظمياء حاضره) (إِذا ابتسمت ظمياء وَاللَّيْل مسدف ... تجلى ظلام اللَّيْل حَتَّى تباشره) (ألمت بأصحاب الركاب فنبهت ... بنفحة مسك أرق الركب تاجره) (وَلَو سَأَلت للنَّاس يَوْمًا بوجهها ... سَحَاب الثريا لاستهلت مواطره) 52 - وَقَالَ الرماح بن ميادة (وَمَا اختلجت عيناى إِلَّا رَأَيْتهَا ... على رغم واشيها وغيظ المكاشح) (فيا لَيْت عينى طَال مِنْهَا اختلاجها ... فكم يَوْم لهوٍ لى بذلك صَالح) 53 - وَقَالَ الأقيشر (أيا صاحبى أبشر بزورتنا الْحمى ... وَأهل الْحمى من مبغض وودود) (قد اختلجت عينى فَدلَّ اختلاجها ... على حسن وصل بعد قبح صدود) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 54 - وَقَالَ أَيْضا (وَمَا خدرت رجلاى إِلَّا ذكرتكم ... فَيذْهب عَن رجلاى مَا تجدان) (وَمَا اختلجت عيناى إِلَّا تبادرت ... دموعها بالسح والهملان) (سُرُورًا بِمَا جربته من لقائكم ... إِذا اختلجت عيناى كل أَوَان) 55 - وَقَالَ جميل بن معمر المعذرى (أَلا لَيْت أَيَّام الصفاء جَدِيد ... ودهرا تولى يَا بثين يعود) (علقت الْهوى مِنْهَا وليدا فَلم يزل ... إِلَى الْيَوْم ينمى حبها وَيزِيد) (وأفنيت عمرى بانتظار نوالها ... وأفنت بِذَاكَ الدَّهْر وَهُوَ جَدِيد) (فَلَا أَنا مَرْدُود بِمَا جِئْت طَالبا ... وَلَا حبّها فِيمَا يبيد يبيد) (إِذا قلت مَا بى يَا بثينة قاتلى ... من الْحبّ قَالَت ثَابت وَيزِيد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 (وَإِن قلت ردى بعض عقلى أعش بِهِ ... مَعَ النَّاس قَالَ ذَاك مِنْك بعيد) (يَمُوت الْهوى منى إِذا مَا لقيتها ... وَيحيى إِذا فارقتها وَيعود) (وَمَا أنس م الْأَشْيَاء لَا أنس قَوْلهَا ... وَقد قربت نضوى أمصر تُرِيدُ) (وَلَا قَوْلهَا لَوْلَا الْعُيُون الَّتِى ترى ... لزرتك فاعذرنى فدتك جدود) (خليلىّ مَا أخْفى من الوجد ظَاهر ... ودمعى بِمَا قلت الْغَدَاة شَهِيد) (لكل حَدِيث بَينهُنَّ بشاشة ... وكل قَتِيل بَينهُنَّ شَهِيد) (أَلا لَيْت شعرى هَل أبيتن لَيْلَة ... بوادى الْقرى إنى إِذا لسَعِيد) (وَهل ألقين سعدى من الدَّهْر لقبة ... وَمَا رثّ من حَبل الْوِصَال جَدِيد) (فقد تلقى الْأَهْوَاء بعد تفَاوت ... وَقد تطلب الْحَاجَات وهى بعيد) 56 - وَقَالَ آخر (وَلما شَكَوْت الْوَصْل قَالَت أما ترى ... منَاط الثرياوهى مِنْك بعيد) (فَقلت لَهَا إِن الثريا وَإِن نأت ... يصوب مرَارًا ونوءها فيجود) 57 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (قفى يَا أميم الْقلب نَقْرَأ تَحِيَّة ... ونشكو الْهوى ثمَّ افعلى مَا بدا لَك) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 (سلى البانة الغنّاء بالأجرع الذى ... بِهِ البان هَل حيّيت أطلال دَارك) (وَهل قُمْت فِي أظلالهن عَشِيَّة ... مقَام أخى البأساء واخترت ذَلِك) (وَهل هملت عيناى فِي الدَّار غدْوَة ... بدمع كنظم اللُّؤْلُؤ المتهالك) (وَيَا بانة الوادى أَلَيْسَ مُصِيبَة ... من الله أَن تحمى على ظّلالك) (أرى النَّاس يرجون الرّبيع وَإِنَّمَا ... ربيعى الذى أَرْجُو جدى من نوالك) (أرى النَّاس يَخْشونَ السنين وَإِنَّمَا ... سنى الَّتِى أخْشَى صروف احتمالك) (تعاللت كى أشجى وَمَا بك عِلّة ... تريدين قَتْلَى قد ظَفرت بذلك) (وقولك للعواد كَيفَ تَرَوْنَهُ ... فَقَالُوا قَتِيلا قلت أَهْون هَالك) (فَمَا ساءنى ذكر السوى بمساءة ... وَلَا سرنى إِلَّا خطرت ببالك) (عدمتك من نفس فَأَنت سقيتنى ... بكأس الْهوى من حب من لم يبالك) (ومنيتى لقيان من لست لاقيا ... نهارى وَلَا ليلى وَلَا بَين ذَلِك) (لِيَهنك إمساكى بكفى على الحشا ... ورقراق دمعى رهبة من زيالك) (فَلَو قلت طأ فِي النَّار أعلم أَنه ... رضَا لَك أَو مدنٍ لنا من وصالك) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 (لقدمت رجلى نَحْوهَا فوطئتها ... هدى مِنْك لى أوضلة من ضلالك) (فوَاللَّه مَا منيتنا مِنْك محرما ... ولكنما أطعمتنا فِي حلالك) 58 - وَقَالَ أَيْضا (أيا رب أَدْعُوك العشية مخلصا ... لتعفو عَن نفس كثير ذنوبها) (قضيت لَهَا بالحب ثمَّ ابتليتها ... بحب الغوانى ثمَّ أَنْت حسيبها) (خليلىّ مَا من حوبة تعلمانها ... بحسمى إِلَّا أم عَمْرو طيبها) (وَقد زَعَمُوا أَن الرِّيَاح إِذا جرت ... يَمَانِية يشفى الْمُحب دبيبها) (وَقد كذبُوا لَا بل تزيد صبَابَة ... إِذا كَانَ من نَحْو الحبيب هبوبها) (أهم بجذ الْحَبل ثمَّ يردنى ... من الْقَصْد ريا أم عَمْرو وطيبها) 59 - وَقَالَ تَوْبَة بن الحميّر (وأغبظ من ليلى بِمَا لَا أناله ... أَلا كل مَا قرت بِهِ الْعين صَالح) (فَلَو أَن ليلى الأخيلية سلمت ... على ودونى جندل وصفائح) (لسلمت تَسْلِيم البشاشة أوزقا ... إِلَيْهَا صدى من جَانب الترب صائح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 (وَلَو أَن ليلى فِي السَّمَاء لصعدت ... بطرفى إِلَى ليلى الْعُيُون الطوامح) (فَهَل فِي غَد إِن كَانَ فِي الْيَوْم عِلّة ... شِفَاء لما تلقى النُّفُوس الشحائح) (وَهل تبكنى ليلى إِذا مت قبلهَا ... وَقَامَ على قبرى النِّسَاء النوائح) (كَمَا أصَاب الْمَوْت ليلى بكيتها ... وجاد لَهَا جَار من الدمع سافح) 60 - وَقَالَ معقل بن جناب وتروى لجعدة ابْن مُعَاوِيَة العقيلى (أَقُول لصاحبى والعيس تهوى ... بِنَا بَين المنيفة فالضمار) 61 - وَقَالَ شَيبَان بن الْحَارِث القفطانى (تصدت بِأَسْبَاب الْمَوَدَّة والهوى ... فَلَمَّا حوت قلبى ثنت بصدود) (فَلَو شِئْت يَا ذَا الْعَرْش حِين خلقتنى ... شقيا بِمن أهواه غير سعيد) (عطفت علىّ الْقلب مِنْهَا برحمة ... وَلَو كَانَ أقسى من صفا وحديد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 62 - وَقَالَ الرماح بن ميادة أموى الشّعْر (يمنوننى مِنْك اللِّقَاء وإننى ... لأعْلم مَا أَلْقَاك من دون قَابل) (وَلم يبْق مِمَّا كَانَ بينى وَبَينهَا ... من الود إِلَّا مخفيات الرسائل) (فَمَا أنس مل أَشْيَاء لَا أنس قَوْلهَا ... وأدمعها يذرين حَشْو المكاحل) (تمتّع بذا الْيَوْم الْقصير فانه ... رهين بأيام الشُّهُور الأطاول) (وعطلت قَوس اللَّهْو من شرعاتها ... وعادت سهامى بَين رث وفاصل) 63 - وَقَالَ أَيْضا (وكواعب قد قُلْنَ يَوْم تواعد ... قَول المجدّ وَهن كالمزّاح) (يَا ليتنا من غير أَمر نائر ... طلعت علينا العيس بِالرِّمَاحِ) (بَينا كَذَاك رأيتنى متعصبا ... بالبرد فَوق جلالة سرادح) (فِيهِنَّ صفراء الترائب طفلة ... بَيْضَاء مثل غريضة التفاح) (فنظرن من خلل الستور بأعين ... مرضى يخالطها السقام صِحَاح) (وارتشن حِين أردن أَن يرمننا ... نبْلًا مقذذة بِغَيْر قداح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 64 - وَقَالَ أَيْضا (وإنى لأخشى أَن ألاقى من الْهوى ... وَمن زفرات الْحبّ حِين تَزُول) (كَمَا كَانَ لَاقَى فِي الزَّمَان الذى مضى ... عرية من شحط النَّوَى وَجَمِيل) 65 - تَتِمَّة على الْهَامِش وَيُمكن أَن يكون تبعا لهذين الْبَيْتَيْنِ (وإنى لأهوى والحياة شهية ... وفائى إِذا قيل الحبيب يَزُول) (وتختص من دونى بِهِ غربَة النَّوَى ... ويضمره بعد الدنو رحيل) (فان سبقت قبل البعاد منيتى ... فانى وأرباب الغرام نبيل) 66 - وَقَالَ أَيْضا (أَلا لَيْت شعرى هَل إِلَى أم جحدر ... سَبِيل فَأَما الصَّبْر عَنْهَا فَلَا صبرا) (تميل بِنَا شحط النَّوَى ثمَّ نلتقى ... عداد الثريا صادفت لَيْلَة بَدْرًا) (وإنى لأستثنى الحَدِيث من أجلهَا ... لأسْمع مِنْهَا وهى نازحة ذكرا) (فبهرا لقومى إِذْ يَبْغُونَ مهجتى ... بغانية بهرا لَهُم بعْدهَا بهرا) 67 - وَقَالَ عُرْوَة بن اذينة القرشى (بيض نواعم مَا هممن بريبة ... كظباء مَكَّة صيدهن حرَام) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 (يَحسبن من لين الْكَلَام زوانيا ... ويصدهن عَن الْخَنَا الْإِسْلَام) 68 - وَقَالَ اسماعيل بن يسَار من مخضرمى الدولتين (أوفى بِمَا قلت وَلَا تندمى ... إِن الوفى القَوْل لَا ينْدَم) (إيه بِمَا جِئْت على رَقَبَة ... بعد الْكرَى والحى قد هوّموا) (حَتَّى دخلت الْبَيْت فاستذرفت ... من شفق عَيْنَاك لى تسجم) (ثمَّ انجلى الْحزن وروعاته ... وغُيب الْكَاشِح والمبرم) (وَلَيْسَ إِلَّا الله لى صَاحب ... إِلَيْكُم والصارم اللهذم) (فَبت فِيمَا شِئْت من غِبْطَة ... يمنحها نحرها والفم) (حَتَّى إِذا الصُّبْح بدا ضوؤه ... وَغَابَتْ الجوزاء والمرزم) (خرجت وَالْوَطْء خفى كَمَا ... ينساب من مكمنه الأرقم) 69 - وَقَالَ وضاح الْيمن (قَالَت لقد أعييتنا حجَّة ... فأت إِذا مَا هجع السامر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 (واسقط علينا كسقوط الندى ... لَيْلَة لَا ناه وَلَا آمُر) 70 - وَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة القرشى (حَتَّى إِذا مَا اللَّيْل جن ظلامه ... وَنظرت غَفلَة كاشح أَن يغفلا) (واستنكح النّوم الَّذين نخافهم ... وَسَقَى الْكرَى بوابهم فاستثقلا) (خرجت تأطّر فِي الثِّيَاب كَأَنَّهَا ... أيم يسيب على كثيب أهيلا) 71 - وَقَالَ أَيْضا (أَمن آل نعم أَنْت غاد فمبكر ... غَدَاة غَد أم رائح فمهجّر) 72 - وَقَالَ عبيد بن أَوْس الطائى فِي أُخْت عدى بن أَوْس الطائى (قَالَت وعيش اخى وَحُرْمَة والدى ... لأنبهن الحى إِن لم تخرج) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 (فَخرجت خوف يَمِينهَا فتبسمت ... فَعلمت أَن يَمِينهَا لم تحرج) (فتناولت رأسى لتعرف مَسّه ... بمخضب الْأَطْرَاف غير مشنّج) (فلثمت فاها آخِذا بقرونها ... شرب النزيف يبرد مَاء الحشرج) 73 - وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة (أألحق إِن دَار الربَاب تَبَاعَدت ... أَو انبتّ حَبل إِن قَلْبك طَائِر) 74 - وَقَالَ النجاشى الحارثى أموى الشّعْر (وكذبت طرفى فيكِ والطرف صَادِق ... وأسمعت أذنى عَنْك مَا لَيْسَ تسمع) (وَلم أسكن الأَرْض الَّتِى تسكنينها ... لِئَلَّا يَقُولُوا صابر لَيْسَ يجزع) (فَلَا كمدى يفنى وَلَا لَك رقة ... وَلَا عَنْك إقْصَار وَلَا فِيك مطمع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 75 - وَقَالَ قيس بن ذريح (فان تكن الدُّنْيَا بلُبنى تقلبت ... فللدهر وَالدُّنْيَا بطُون وَأظْهر) (لقد كَانَ فِيهَا للأمانة مَوضِع ... وللكف مرتاد وللعين منظر) (وللحائم الصديان رى بقربها ... وللمرح الذَّيَّال طيب ومسكر) 76 - وَقَالَ قيس بن معَاذ وتروى لنصيب بن رَبَاح وَالْأول أَكثر (كَأَن الْقلب لَيْلَة قيل يغدى ... بليلى العامرية أَو يراح) (قطاة عزها شرك فبائت ... تجاذبه وَقد علق الْجنَاح) 77 - وَقَالَ عجلَان النهدى (حجازى الْهوى غلق بِنَجْد ... ضمين لَا يعِيش وَلَا يَمُوت) (تخال فُؤَاده كفّى طريد ... كَأَنَّهُمَا بشاطى الْبَحْر حوت) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 78 - وَقَالَ بشار بن برد (أَقُول وليلتى تزداد طولا ... أما اللّيل بعدهمْ نَهَار) (جَفتْ عينى عَن التغميض حَتَّى ... كَأَن جفونها عَنْهَا قصار) (كَأَن جفونها كحلت بشوك ... فَلَيْسَ لَو سنة فِيهَا قَرَار) (تخال فُؤَاده كرة تنزّى ... حذار الْبَين لَو نفع الحذار) (يروعه السرَار بِكُل شىء ... مَخَافَة أَن يكون بِهِ السرَار) 79 - وَقَالَ المؤمل بن أميل المحاربى من شعراء الْمَنْصُور (شفت المؤمل يَوْم الْحيرَة النّظر ... لَيْت المؤمل لم يخلق لَهُ بصر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 (صف للأحبة مَا لاقيت من سهر ... إِن الْأَحِبَّة لَا يَدْرُونَ مَا السهر) (إِن كنت جاهلة بالحب فانطلقى ... إِلَى الْقُبُور فَفِي من حلهَا العبر) (أمسيت أحسن خلق الله كلهم ... فخبرينا أشمس أَنْت أم قمر) (لَا تحسبينى غَنِيا من محبتكم ... إنى إِلَيْك وَإِن أَيسَرت مفتقر) (إِن الحبيب يُرِيد السّير فِي صفر ... لَيْت الشُّهُور هوى من بَينهَا صفر) (حسب الخليلتين فِي الدُّنْيَا عذابهما ... وَالله لَا عذبتهم بعْدهَا سقر) (لما رمت مهجتى قَالَت لجارتها ... إنى قتلت قَتِيلا مَا لَهُ خطر) (قتلت شَاعِر هَذَا الحى من مُضر ... وَالله يعلم مَا ترْضى بذا مُضر) (شَكَوْت مَا بى إِلَى هِنْد فَمَا اكترثت ... مَا قَلبهَا أحديد أَنْت أم حجر) (أَحْبَبْت من أجلهَا قوما ذوى إحن ... بينى وَبينهمْ النيرَان تستعر) 80 - وَقَالَ عبد الله بن عَمْرو العرجي أموى الشّعْر (محجوبة سَمِعت صوتى فأرّقها ... من آخر اللَّيْل لما مَسهَا السحر) (تثنى على جيدها ثنينى معصفرة ... والحلى مِنْهَا على لبانها خصر) (لم يحجب الصَّوْت أَجْرَاس وَلَا حلق ... فدمعها لطروق الصَّوْت منحدر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 (فِي لَيْلَة النّصْف لَا يدرى مضاجعها ... أوجهها عِنْده أبهى أم الْقَمَر) (لَو خليت لمشت نحوى على قدم ... تكَاد من رقة للمشى تنفطر) 81 - وَقَالَ آخر وَمِنْهُم من ينسبها إِلَى يزِيد بن مُعَاوِيَة (وسرب نسَاء من عقيل وجدننى ... وَرَاء بيُوت الحى مرتجزا أشدو) (وفيهن هِنْد وهى خود غريرة ... ومنية قلبى دون أترابها هِنْد) (فسددن أخصاص الْبيُوت بأعين ... حكت قضبا فِي كل قلب لَهَا غمد) (وقلن أَلا من أَيْن أقبل ذَا الْفَتى ... ومنشأه إِمَّا تهَامَة أَو نجد) (وَفِي لَفظه علوِيَّة من فصاحة ... وَقد كَاد من أعطافه يقطر الْمجد) 83 - وَقَالَ أَيْضا (وسرب كعين الرمل ميل إِلَى الصِّبَا ... روادع بالجادى حور المدامع) (إِذا مَا تنازعن الحَدِيث عَن الصِّبَا ... تبسمن إيماض البروق اللوامع) (سمعن غنائى بعد مَا نمن نومَة ... من اللَّيْل قاقلولين فَوق الْمضَاجِع) (قنعن بطيف من خيال بعثته ... وَكنت بوصل مِنْهُم غير قَانِع) (إِذا رمت من ليلى على الْبعد نظرة ... لتطفى جوى بَين الحشا والأضالع) (يَقُول رجال الحى تطمع أَن ترى ... محَاسِن ليلى مت بداء المطامع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 (وتلتذ مِنْهَا بِالْحَدِيثِ وَقد جرى ... حَدِيث سواهَا فِي خروتْ المسامع) (وَكَيف ترى ليلى بِعَين ترى بهَا ... سواهَا وَمَا طهرتها بالمدامع) (أَجلك يَا ليلى عَن الْعين إِنَّمَا ... أَرَاك بقلب خاشع لَك خاضع) 83 - وَقَالَ جميل بن معمر العذرى (إِذا مَا تراجعنا الذى كَانَ بَيْننَا ... جرى الدمع من عينى بثينة بالكحل) (كِلَانَا بَكَى أَو كَاد يبكى صبَابَة ... إِلَى إلفه واستعجلت عِبْرَة قبلى) (فَلَو تركت عقلى معى مَا طلبتها ... وَلَكِن طلابيها لما فَاتَ من عقلى) (فيا وَيْح نفسى حسب نفسى الذى بهَا ... وَيَا وَيْح أهلى مَا أُصِيب بِهِ أهلى) (خليلى فِيمَا عشتما هَل رَأَيْتُمَا ... قَتِيلا بَكَى من حب قَاتله قبلى) (تداعين واستعجلن مشيا بذى الغضا ... ديب القطا الكدرى فِي الدمث السهل) 84 - وَقَالَ أَيْضا (أَلا يَا خَلِيل النَّفس هَل أَنْت قَائِل ... لبثينة سرا هَل إِلَيْك سَبِيل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 (فان هى قَالَت لَا سَبِيل فَقل لَهَا ... عناء الْفَتى العذرى مِنْك طَوِيل) 85 - وَقَالَ آخر (وَلَيْسَ المعنّى بالذى لَا يهجيه ... إِلَى الشوق إِلَّا الهاتفات السواجع) (وَلَا بالذى أَن بَان يَوْمًا خَلِيله ... يَقُول وبيدى الصَّبْر إنى جازع) (لكنه سقم الْهوى ومطاله ... وَطول الجوى ثمَّ الشؤون الدوامع) (رشاشا وتوكافا ووبلا وديمة ... فَذَلِك يبدى مَا تجن الأضالع) 86 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر (أَمن أجل نبهانية حل أَهلهَا ... يجزع الملا عَيْنَاك تبتدران) (فدمعهما سح وسكب وديمة ... ووبل وتوكاف وتنهملان) 87 - وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى (نظرت كأنى من وَرَاء زجاجة ... إِلَى الدَّار من مَاء الصبابة أنظر) (فعيناى طورا تغرقان من البكا ... فأغشى وطورا تحسران فأبصر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 88 - وَقَالَ جميل بن معمر العذرى (وَمِمَّا شجانى أَنَّهَا يَوْم ودعت ... تولت وَمَاء الْعين فِي الجفن حائر) (فَلَمَّا أعادت من بعيد بنظرة ... إلىّ التفاتا أسلمتنى المحاجر) 89 - وَقَالَ آخر (وَكنت مَتى أرْسلت طرفك رائدا ... لقلبك يَوْمًا أتعبتك المناظر) (رَأَيْت الذى لَا كُله أَنْت قَادر ... عَلَيْهِ وَلَا عَن بعضه أَنْت صابر) 90 - وَقَالَ كثير بن عبد الرَّحْمَن الخزاعى أموى الشّعْر وفيهَا أَبْيَات تروى لجميل (إِلَى الله أَشْكُو لَا إِلَى النَّاس حبها ... وَلَا بُد من شكوى حبيب يودع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 (إِذا قلت هَذَا حِين أسلو ذكرتها ... فظلت لَهَا نفسى تتوق وتنزع) (أَلا تتقين الله فِي حب عاشق ... لَهُ كبد حرى عَلَيْك تصدع) (غَرِيب مشوق مولع بادّكاركم ... وكل غَرِيب الدَّار بالشوق مولع) (وجدت غَدَاة الْبَين إِذْ بنت زفرَة ... فكادتْ لَهَا نفسى عَلَيْك تقطع) (وأصبحت مِمَّا أحدث الدَّهْر خَاشِعًا ... وَكنت لريب الدَّهْر لَا أتضعضع) (فَمَا فِي حَيَاة بعد موتك رَغْبَة ... وَلَا فِي وصال بعد هجرك مطمع) (وَمَا للهوى وَالْحب بعْدك لَذَّة ... وَمَات الْهوى وَالْحب بعْدك أجمع) (فَإِن يَك جثمانى بِأَرْض سواكم ... فَإِن فؤادى عنْدك الدَّهْر أجمع) (إِذا قلت هَذَا حِين أسلو وأجترى ... على هجرها ظلت النَّفس تشفع) (وَإِن رُمت نفسى كَيفَ آتى لهجرها ... ورمت صدودا ظلت الْعين تَدْمَع) (فيا قلب خبرنى وَلست بفاعل ... إِذا لم تنَلْ واستأثرت كَيفَ تصنع) (وَقد قرع الواشون مِنْهَا لَك الْعَصَا ... وَإِن الْعَصَا كَانَت لذى الْحلم تقرع) (وأعجبنى يَا عز مِنْك خلائق ... كرام إِذا عد الْخَلَائق أَربع) (دنوك حَتَّى يرفع الْجَاهِل الصِّبَا ... ورفعك أَسبَاب الْهوى حِين يطْمع) (فيا رب حبينى إِلَيْهَا وأعطنى الْمَوَدَّة مِنْهَا أَنْت تُعْطى وتمنع) 91 - وَقَالَ أَيْضا (حيتك عزة يَوْم الْبَين وانصرفت ... فحى وَيحك من حياك يَا جمل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 (لَو كنت حييتها مَا زلت ذَا مقة ... عندى ومامسك الإدلاج وَالْعَمَل) (لَيْت التَّحِيَّة كَانَت لى فأشكرها ... مَكَان يَا جملا حيييت يَا رجل) ... 0 فحن من جزع إِذْ قلت ذَاك لَهُ ... ورام تكليمها لَو تنطق الْإِبِل) 92 - وَقَالَ أَيْضا (خليلى هَذَا ربع عزة فاعقلا ... قلوصيكما ثمَّ انظرا حَيْثُ حلت) (وَمَا كنت أدرى قبل عزة مَا البكا ... وَلَا موجعات الْبَين حَتَّى تولت) (وَكَانَت لقطع الْحَبل بينى وَبَينهَا ... كناذرة نذرا فأوفت وحلت) (فَقلت لَهَا يَا عز كل مُصِيبَة ... إِذا وطنت يَوْمًا لَهَا النَّفس ذلت) (كأنى أنادى صَخْرَة حِين أَعرَضت ... من الصم لَو تمشى بهَا العصم زلت) (فليت قلوصى عِنْد عزة قيدت ... بِحَبل ضَعِيف حل مِنْهَا فضلت) (وغودر فِي الحى المقيمين رَحلهَا ... وَكَانَ لَهَا بَاغ سواى فبلت) (وَكنت كذى رجلَيْنِ رجل صَحِيحَة ... وَرجل رمى فِيهَا الزَّمَان فشلت) (وَكنت كذات الضلع لماْ تحاملت ... على ظلعها بعد العثار اسْتَقَلت) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 (هَنِيئًا مريئا غير دَاء مخامر ... لعزة من أعراضنا مَا استحلت) (فوَاللَّه مَا قاربت إِلَّا تَبَاعَدت ... بِصرْم وَلَا استكثرت إِلَّا أقلت) (فان تكن العتبى فأهلا ومرحبا ... وحقت لَهَا العتبى علينا وَقلت) (فَأن تكن الْأُخْرَى فان وَرَاءَنَا ... منادح لَو سَارَتْ بهَا العيس كلت) (أسيئسى بِنَا أَو أحسنى لَا ملومة ... لدينا وَلَا مقلية إِن تقلت) (فَلَا يحْسب الواشون أَن صباتى ... بعزة كَانَت غمرة فتجلت) (فوَاللَّه ثمَّ الله مَا حل قبلهَا ... وَلَا بعْدهَا من خلة حَيْثُ حلت) (فيا عجبا للقلب كَيفَ اصطباره ... وللنفس لما وطنت حَيْثُ ذلت) (وإنى وتهيامى بعزة بعد مَا ... تخليت مِمَّا بَيْننَا وتخلت) (لكالمرتجى ظلّ الغمامة كلما ... تبوأ مِنْهَا للمقيل اضمحلت) (كأنى وَإِيَّاهَا سَحَابَة ممحل ... رجاها فَلَمَّا جاوزته استهلت) 93 - وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة الْقرشِي (فَلَمَّا توافقنا وسلمت أَعرَضت ... وُجُوه زهاها الْحسن أَن تقنعنا) 94 - وَقَالَ أَيْضا (نظرت إِلَيْهَا بالمحصب من منى ... ولى نظر لَوْلَا التحرج عَارِم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 95 - وَقَالَ حَازِم بن مرداس (إِلَى الله أَشْكُو طول شوقى وإننى ... أهيم بِقَيْد فِي الكبول أَسِير) (أسيرٌ أبىَ إِلَّا الصبابة والهوى ... لَهُ عبرات نحوكم وزفير) (إِذا رام بَاب السجْن ارتج دونه ... وسد بأغلاق لَهُنَّ صرير) (وَإِن رام مِنْهُ مطلعا رد شأوه ... أمينان فِي السَّاقَيْن فَهُوَ حَصِير) (فيا لَيْت إِن الرّيح عِنْد هبوبها ... مسخرة لى حَيْثُ شِئْت تسير) (فتبلغنى النكباء عَنْكُم رِسَالَة ... وتبلغكم منى السَّلَام دبور) 96 - وَقَالَت ريا العقيلية وتروى لضاحية الْهِلَالِيَّة (فَمَا وجد مغلول بتيماء موثق ... بساقية من ضرب القيون كبول) (قَلِيل الموالى مُسلم بجريرة ... لَهُ بعد نومات الْعُيُون عويل) (يَقُول لَهُ البواب أَنْت معذّب ... غَدَاة غَد أَو ملم فقتيل) (بِأَكْثَرَ منى لوعة يَوْم بَان لى ... فِرَاق حبيب مَا إِلَيْهِ سَبِيل) (عَشِيَّة أمشى الْقَصْد ثمَّ يردنى ... عَن الْقَصْد روعات الْهوى فأميل) 97 - وَقَالَ جَعْفَر بن علبة الحارثى (هواى مَعَ الركب اليمانين مصعد ... جنيب وجثمانى بِمَكَّة موثق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 98 - وَقَالَ مُحَمَّد بن صَالح العلوى مُتَأَخّر (وبدا لَهُ من بعد مَا اندمل الْهوى ... برق تألق موهنا لمعانه) (يَبْدُو كحاشة الرِّدَاء ودونه ... صَعب الذرى متمنع أَرْكَانه) (ودنا لينْظر أَيْن لَاحَ فَلم يطق ... نظرا إِلَيْهِ ورده سجّانه) (فَالنَّار مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ ضلوعه ... وَالْمَاء مَا سمحت بِهِ أجفانه) 99 - وَقَالَ سحيم عبد بنى الحساس إسلامى (عميرَة ودع إِن تجهزت غاديا ... كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا) 100 - وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الموصلى (حى طيفا من الْأَحِبَّة زارا ... بعد مَا صرع الْكرَى السّمارا) (طَارِقًا فِي الظلام تَحت دجى اللَّيْل ... بَخِيلًا بِأَن يزور نَهَارا) (قلت مَا بالنا جُفينا وَكُنَّا ... قيل ذَاك الأسماع والأبصارا) (قَالَ إِنَّا كَمَا عهِدت وَلَكِن ... شغل الحلى أَهله أَن يعارا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 101 - وَقَالَ مُحَمَّد بن بشير من الْأَنْصَار من بنى خَارِجَة وتروى لأبى دهبل الجمحى (يَا أحسن النَّاس إِلَّا أَن نائلها ... قدما لمن يبتغى معروفها عسر) (هَل تذكرين كَمَا لم أنس عهدكم ... وَقد تدوم وصل الْخلَّة الذّكر) (قولى وركبك قد مَالَتْ عمائمهم ... وَقد سقى الْقَوْم كأس النعسة السهر) (يَا لَيْت إنى بأثوابى وراحلتى ... عبد لأهْلك طول الدَّهْر مؤتجر) (جنيّه أَولهَا جن يعلمهَا ... رمى الْقُلُوب بقوس مَا لَهَا وتر) (وَقد نظرت فَمَا ألأفيت من أحد ... يعتاده الشوق إِلَّا بدؤه النّظر) (تقتضين فىّ وَلَا أقضى عَلَيْك كَمَا ... يقْضى المليك على الْمَمْلُوك يقتسر) (إِن كَانَ ذَا قدرْ يعطيك نَافِلَة ... منا ويحرمنا مَا أنصف الْقدر) 103 - وَقَالَ آخر (لعمرك إنى يَوْم بانوا فَلم أمت ... خُفاتا على آثَارهم لصبور) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 (غَدَاة المنقى إِذْ رميت بنظرة ... وَنحن على متن الطَّرِيق نسير) (فَقَالَت دموع الْعين حَتَّى كَأَنَّهَا ... لناظرها غُصْن يراح مطير) ... 0 فَقلت لقلبى حِين خف بِهِ الْهوى ... وَكَاد من الوجد المبير يطير) (فَهَذَا وَلما تمض لى غير لَيْلَة ... فَكيف إِذا مرت عَلَيْهِ شهور) (وَأصْبح أَعْلَام الْأَحِبَّة دونهَا ... من الأَرْض غول نازح ومسير) ... 0 وأصبحت نجدىّ الْهوى مِنْهُم النَّوَى ... أَزِيد اشتياقا أَن يحن بعير) (عَسى الله بعد النأى أَن يصقب النَّوَى ... وَيجمع شَمل بعْدهَا وسرور) 103 - وَقَالَ كثير عزة (وَقد زعمت أَنى تَغَيَّرت بعْدهَا ... وَمن ذَا الذى يَا عز لَا يتَغَيَّر) (تغير جسمى والخليقة كالتى ... عهِدت وَلم يخبر بسرك مُخَيّر) 104 - وَقَالَ آخر (تعطلن إِلَّا من محَاسِن أوجه ... فهن حوال فِي الصِّفَات عواطل) (كواس عوار صامتات نواطق ... بعف الْكَلَام باذلات بواحل) (برزن عفافا واحتجبن تسترا ... وشيب بقول الْحق مِنْهُنَّ بَاطِل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 (فذروا الْحلم مرتاب وَذُو الْجَهْل طامع ... وَهن عَن الْفَحْشَاء حيد نواكل) 105 - وَقَالَ آخر (أَلا هَل إِلَى أجبال سلمى بذى اللوى ... لوى الرمل من قبل الْمَمَات معاد) (بِلَاد بهَا كُنَّا وَنحن نحبّها ... إِذْ النَّاس نَاس والبلاد بِلَاد) 106 - وَقَالَ كثير عزة (وأدنيتنى حَتَّى إِذا مَا ملكتنى ... بقول يحل العصم سهل الأباطح) 107 - وَقَالَ آخر (أحب بِلَاد الله مَا بَين منعج ... إِلَى وسلمى أَن يصوب سحابها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 (بِلَاد بهَا نيطت علىّ تمائمى ... وَأول أَرض مس جلدى ترابها) 108 - وَقَالَ آخر (أحن إِلَى أَرض الْحجاز لِأَنَّهَا ... منَازِل أحبابى وَأهل مودتى) (بِلَاد بهَا نيطت علىّ تمائمى ... وَأول أَرض ترابها مس جلدتى) 109 - وَقَالَ آخر (ذكرت بلادى فاستهلّت مدامعى ... لشوق إِلَى عهد الصِّبَا المتقادم) (حننت إِلَى أَرض بهَا اخضّر شاربى ... وَقطع عَنى قبل عقد التمائم) 110 - وَقَالَ مَنْظُور بن عبيد بن مزِيد وتروى لِابْنِ ميادة (أَلا لَيْت شعرى هَل أبيتن لَيْلَة ... بحرة ليلى حَيْثُ ربتنى أهلى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 (بِلَاد بهَا نيطت علىّ تمائمى ... وقطعن عَنى حِين أدركنى عقلى) (فان كنت عَن تِلْكَ المواقف حابسى ... فأفش علىّ الرزق واجمع إِذا شملى) 111 - وَقَالَ بِلَال بن حمامة (أَلا لَيْت شعرى هَل أبيتن لَيْلَة ... بفخ وحولى إذخر وجليل) (وَهل أردنْ يَوْمًا مياه مجنّة ... وَهل يبدونْ لى شامة وطفيل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 112 - وَقَالَ سوار بن المضرب السعدى (سقى الله الْيَمَامَة من بِلَاد ... نوافحها كأرواح الغوانى) (بهَا سقت الشَّبَاب إِلَى مشيبى ... ففتّح عِنْده حسن الزَّمَان) (وجوّ زَاهِر للريح فِيهِ ... نسيم لَا يروع الترب وانى) 113 - وَقَالَ أَبُو عدى العبلى أموى الشّعْر (أحن إِلَى وادى الْأَرَاك صبَابَة ... لعهد الصِّبَا فِيهَا وتذكار أول) (كَأَن نسيم الرّيح فِي جنباته ... نسيم حبيب أَو لِقَاء مُؤَمل) (وَللَّه من أَرض بهَا ذَر شارق ... حَيَاة لذى هلك وخصب لممحل) 114 - وَقَالَ آخر (أيا حبذا نجد وَطيب ثرى بِهِ ... تصافحه أيدى الرِّيَاح الغرائب) (وعهد صبا فِيهِ ينازعك الْهوى ... بِهِ لَك أتراب عَذَاب المشارب) (تنَال الرضى مِنْهُنَّ فِي كل مطلب ... عَذَاب الثنايا واردات الذوائب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 115 - وَقَالَ بشار بن برد (مَتى تعرف الدَّار الَّتِى بَان أَهلهَا ... بسعدى فان الْعَهْد مِنْك الْقَرِيب) (تذكّرك الْأَهْوَاء إِذْ أَنْت يافع ... لَدَيْهَا فمغناها إِلَيْك حبيب) 116 - وَقَالَ مرار بن هباش الطائى وتروى للصمة القشيرى (سقى الله أطلالا بأكثبة الْحمى ... وَإِن كن قد أبدين للنَّاس دائيا) (منَازِل لَو مرت بِهن جنازتى ... لقَالَ الصدى يَا حاملى اربعا بيا) 117 - وَقَالَ أَبُو قطيفة (أَلا لَيْت شعرى هَل تغير بَعدنَا ... بَقِيع الْمصلى أم كعهدى الْقَرَائِن) (وَهل أدؤر حول البلاط عوامر ... كَمَا كن أم هَل بِالْمَدِينَةِ سَاكن) (أحن إِلَى تِلْكَ الديار وَأَهْلهَا ... كأنى أَسِير فِي السلَاسِل رَاهن) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 (بِلَاد بهَا أهلى ولهوى ومولدى ... جرت لى طيور السعد فِيهَا الأيامن) (إِذا برقتْ نَحْو الْحجاز غمامة ... دَعَا الشوق منى برقها المتيامن) (وَمَا إِن خرجنَا رَغْبَة عَن بِلَادنَا ... وَلكنه مَا قدر الله كَائِن) (لَعَلَّ قُريْشًا أَن تثوب حلومها ... فتعمر بالساداتْ مِنْهَا المواطن) 118 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (ردا مَاء حزوى فانشحا نضوتيكما ... على حِين يخلى مَاء حزوى رقيبها) (وسوفا الثرى حَتَّى يحلئ عنكما ... غليل الصدى برد الْحِيَاض وطيبها) (فان على المَاء الذى تردانه ... مفلجة الأنياب دُرم كعوبها) (فَمَا مزنة بَين السماكين أَوْمَضْت ... من الْغَوْر ثمَّ استعرضتها جنوبها) (بِأَحْسَن مِنْهَا يَوْم قَالَت وحولنا ... من النَّاس أوشاب يخَاف شغوبها) (تغانيت واستغنيت عَنَّا بغيرنا ... هَنِيئًا لمن فِي السِّرّ أَنْت حبيبها) (فَقلت لَهَا أَنْت الحبيبة فاعلمى ... إِلَى يَوْم يلقى كل نفس حسيبها) (وددت بِلَا مقت من الله أَنَّهَا ... نصيبى من الدُّنْيَا وأنى نصِيبهَا) 119 - وَقَالَ ثَعْلَبَة بن أَوْس الكلابى (يقر بعينى أَن أرى من مَكَانَهُ ... ذرى عقدات الأرجع المتقاود) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 (وَأَن أَرَادَ المَاء الذى وَردت بِهِ ... سليمى وَقد مل السرى كل واخد) (وألصق أحشائى بِبرد ترابه ... وَإِن كَانَ مخلوطا بِسم الأساود) 120 - وَقَالَ عُرْوَة بن جائى العجلانى (أحنّ إِلَى أَرض الْحجاز وحاجتى ... بِنَجْد بِلَاد دونهَا الطّرف يقصر) (وَمَا نظرى من نَحْو نجد بنافعى ... أجل لَا ولكنى على ذَاك أنظر) (أفى كل يَوْم نظرة ثمَّ عِبْرَة ... لعينيك حَتَّى مَاؤُهَا يتحدر) (مَتى يستريح الْقلب إِمَّا مجاورْ ... حَزِين وَإِمَّا نازح يتفكر) 121 - وَقَالَت علية بنت المهدى (ومغترب بالمرج يبكى لشجوه ... وَقد غَابَ عَنهُ المسعدون على الْحبّ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 (إِذا مَا أَتَاهُ الركب من نَحْو أرضه ... تَنْشَق يستشفى برائحة الركب) 122 - وَقَالَت أَيْضا (إِذا كنت لَا يسليك عَمَّن تحبه ... تناو وَلَا يشفيك طول تلاق) (فَمَا أَنْت إِلَّا مستعير حشاشة ... لمهجة نفس آذَنت بِفِرَاق) 123 - وَقَالَ يحيى بن طَالب الحنفى من مخضرمى الدولتين (أحقا عباد الله أَن لست نَاظرا ... إِلَى قرقرى يَوْمًا وأعلامها الغبر) (كَأَن فؤادى كلما مر رَاكب ... جنَاح غراب رام نهضا إِلَى وكر) (إِذا ارتحلت نَحْو الْيَمَامَة رفْقَة ... دعَاك الْهوى وارتاح قَلْبك للذّكر) (فيا رَاكب الوجناء أَبَت مُسلما ... وَلَا زلت من ريب الْحَوَادِث فى ستر) (إِذا مَا أتيت الْعرض فاهتف بجوه ... سقيت على شحط النَّوَى سبل الْقطر) (فانك من وَاد إِلَى مرجب ... وَإِن كنت لَا تزدار إِلَّا على عقر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 (فَقَالَ لقد يشفى الْبكاء من الجوى ... وَلَا شئ أجدى من عزاء وَمن صَبر) 124 - وَقَالَ آخر طَلْحَة بن ابى الصفى الفقعسى (سقى الله أَيَّامًا لنا لسنا رجعا ... وسقيا لعصر العامرية من عصر) (ليالى أَعْطَيْت البطالة مقودى ... تمر الليالى والشهور وَلَا أدرى) 125 - وَقَالَ سُوَيْد بن كرَاع العكلى (خليلى قوما فى عطالة فانظرا ... أنارا ترى من ذى ابانين أم برقا) (وحطا على الأطلال رحلى فانها ... لأوّل أطلال عرفت بهَا العشقا) 126 - وَقَالَ الصمَّة القشيرى (سقى الله أَيَّامًا لنا ولياليا ... لَهُنَّ بِأَكْنَافِ الشَّبَاب ملاعب) (إِذْ الْعَيْش غض وَالزَّمَان بغبطة ... وَشَاهد آفَات المحبين غَائِب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 127 - وَقَالَ أَيْضا (حننت إِلَى ريا ونفسك باعدت ... مزارك من ريا وشعبا كَمَا مَعًا) (فَمَا حسن أَن تأتى الْأَمر طَائِعا ... وتجزع إِن داعى الصبابة أسمعا) (قفا ودعا نجدا من حل بالحمى ... وَقل لنجد عندنَا أَن يودعا) (وَلما رَأَيْت الْبشر أعرض دُوننَا ... وحالت بَنَات الشوق يحنن نزعا) (تلفت نَحْو الحى حَتَّى وجدتنى ... وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا) (بَكت عينى الْيُمْنَى فَلَمَّا زجرتها ... عَن الْجَهْل بعد الْحلم أسبلتا مَعًا) (وأذكر أَيَّام الْحمى ثمَّ أنثنى ... على كبدى من خشيَة أَن تصدعا) (فَلَيْسَتْ عشيات الْحمى برواجع ... عَلَيْك وَلَكِن خل عَيْنَيْك تدمعا) (وَلم أر مثل العامرية قبلهَا ... وَلَا بعْدهَا يَوْم ارتحلنا مودعا) (تريك غَدَاة الْبَين مقلة شادن ... وحيد غزال فى القلائد أتلعا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 (فليت جمال الحى حِين ترحلوا ... بذى سلم أضحت مزاحيف ظلعا) (كَأَنَّك بدع لم تَرَ الْبَين قبلهَا ... وَلم تَكُ بالألاف قبل مفجعا) 128 - وَقَالَ قيس بن الحدادية الخزاعى (بَكت من حَدِيث نمه وأشاعه ... ولفقه واش من الْقَوْم راضع) (وَقَالَت وعيناها تفيضان بالبكا ... من الوجد خبرنى مَتى أَنْت رَاجع) (فَقلت لَهَا تالله يدرى مُسَافر ... إِذا أضمرته الأَرْض مَا الله صانع) (فَلَا يسمعن سرى وسرك ثَالِث ... فَكل حَدِيث جَاوز اثْنَيْنِ شَائِع) (وَكَيف يشيع السِّرّ منى ودونه ... حجاب وَمن دون الْحجاب الأضالع) 129 - وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الأزدى وتروى لرجل من بنى كلاب (وَلما قضينا غُصَّة من حديثنا ... وَقد فاض من بعد الحَدِيث المدامع) (جرى بَيْننَا منا رسيس يزيدنا ... سقاما إِذا مَا استيقنته المسامع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 (فَهَل مثل أَيَّام تسلفن بالحمى ... عوائد أَو غيث الستارين وَاقع) (وَإِن نسيم الرّيح من مدرج الصِّبَا ... لأوراب قلب شفه الْحبّ نَافِع) 130 - وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة الخثعمى (إِذا قيل هَذَا بَيت عزة قادنى ... إِلَيْهِ الْهوى واستعجلنى البوادر) (عجبت لصونى الود فى مُضْمر الحشى ... لمن هُوَ فِيمَا قد خلا لى واتر) (أَلا لَيْت حظى مِنْك يَا عز أَنه ... إِذا بنت بَاعَ الصَّبْر لى عَنْك تَاجر) (وَأَنت الَّتِى حييت كل قَصِيرَة ... إِلَى وَلم تشعر بِذَاكَ القصائر) (عنيت قصيرات الحجال وَلم أرد ... قصار الخطا شَرّ النِّسَاء البحاتر) 131 - وَقَالَ آخر (يَا صاحبى فدت نفسى نفوسكما ... وحيثما كنتما لقيتما رشدا) (أَن تحملا حَاجَة لى خف محملها ... تستوجبا نعْمَة منى بهَا ويدا) (أَن تقرآن على أَسمَاء ويحكما ... منى السَّلَام وَأَن لَا تخبرا أحدا) 132 - وَقَالَ الفرزدق بن همام (هَل تذكرين إِذا الركاب مناخة ... برحالها لرواح أهل الْمَوْسِم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 133 - وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة المخزومى (أشارت بِطرف الْعين خيفة أَهلهَا ... إِشَارَة مذعور وَلم تَتَكَلَّم) 134 - وَقَالَ آخر (إِذا مَا الْتَقَيْنَا والوشاة بِمَجْلِس ... فألسننا حَرْب وأعيننا سلم) (وَتَحْت مجارى الصَّدْر منا مَوَدَّة ... تطلع سرا حَيْثُ لَا يذهب الْوَهم) 135 - وَقَالَ ابو دهبل الجمحى وتروى لِابْنِ أَبى ربيعَة (على أَنَّهَا ناحت وَلم تذر عِبْرَة ... وَتَحْت وأسراب الدُّمُوع سفوح) (وناحت وفرخاها بِحَيْثُ تراهما ... وَمن دون أفراخى مهامه فيح) (عَسى جود عبد الله أَن يعكس النَّوَى ... فتضحى عصى التيسار وهى طريح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 136 - وَقَالَ عدى بن الرّقاع وتروى لنصيب بن رَبَاح (وَنبهَ شوقى بَعْدَمَا كنت نَائِما ... هتوف الضُّحَى مشغوفة بالترنم) (بَكت شجوها تَحت الدجى فتساجمت ... إِلَيْهَا غرُوب الدمع من كل مسجم) (فَلَو قبل مبكاها بَكَيْت صبَابَة ... بسعدى شفيت النَّفس قبل التندم) (وَلَكِن بَكت قبلى فهيج لى البكا ... بكاها فَقلت الْفضل للمتقدم) 137 - وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم (تغنى أَنْت فى ذممى وعهدى ... وَذمَّة والدى أَن لَا تضارى) (وبيتك فأصلحيه وَلَا تخافى ... على زغب مصعرة صغَار) (فانك كلما غنيت صَوتا ... ذكرت أحبتى وَذكرت دارى) (وَإِمَّا يَقْتُلُوك طلبت ثأرا ... لَهُ نبأ لِأَنَّك فى جوارى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 - وَقَالَ طَارق بن نابى وفيهَا أَبْيَات تروى لِابْنِ الدمينة وَهِي وَمَا وجد أعرابية وطارق كَانَ فى زمن الرشيد (أَلا قَاتل الله الْحَمَامَة غدْوَة ... على الْغُصْن مَاذَا هيجت حِين غنت) (تغنت بِصَوْت أعجمى وهيجت ... جواى الذى كَانَت ضلوعى أحنت) (فيا منتشر الْمَوْتَى أعنى على الَّتِى ... بهَا نهلت نفسى سقاما وعلت) (لقد بخلت حَتَّى لَو أَنى سَأَلتهَا ... قذى الْعين من سافىْ التُّرَاب لضنت) (حَلَفت لَهَا بِاللَّه مَا أم وَاحِد ... إِذا ذكرته آخر اللَّيْل حنت) (وَمَا وجد أعرابية قذفت بهَا ... صروف النَّوَى من حَيْثُ لم تَكُ ظنت) (تمنت أحاليب الرعاء وخيمة ... بِنَجْد فَلم يقدر لَهَا مَا تمنت) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 (إِذا ذكرت مَاء العضاه وطيبه ... وَبرد الْحَصَى من بطن خبت أرنت) (بأعظم منى لوعة غير أننى ... اجمجم أحشائى على مَا أجنت) (وَكَانَت ريَاح تحمل الْحَاج بَيْننَا ... فقد بخلت تِلْكَ الرِّيَاح وضنت) 139 - وَقَالَ آخر (أحقا يَا حمامة بطن وَج ... بِهَذَا النوح أَنَّك تصدقينا) (فانى مثل مَا تجدين وجدى ... ولكنى أسر وتعلنينا) (غلبتك بالبكاء بِأَن ليلى ... أواصله وَأَنَّك تهجعينا) (وإنى أشتكى فَأَقُول حَقًا ... وَإنَّك تشتكين فتكذبينا) 140 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (أَلَيْسَ عَظِيما أَن نَكُون ببلدة ... كِلَانَا بهَا ثاو وَلَا نتكلم) (أمنا أُنَاسًا فى الْمَوَدَّة بَيْننَا ... فزادوا علينا فى الحَدِيث وأوهموا) (وَقَالُوا لنا مَا لم نقل ثمَّ أَكْثرُوا ... علينا وباحوا بالذى كنت أكتم) (وَقد منحت عينى القذى لفراقكم ... وَعَاد لَهَا تهتانها فهى تسجم) (منعمة لَو دب ذَر بجلدها ... لَكَانَ دَبِيب النَّمْل بِالْجلدِ يكلم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 141 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن هرمة (تَقول والعيس قد شدت بأرجلنا ... الْحق إِنَّك منا الْيَوْم منطلق) (قلت نعم فاكظمى قَالَت وَمَا جلدى ... وَمَا أَظن اجتماعا حِين نفترق) (فارقتها لَا فؤادى من تذكرها ... سالى الهموم وَلَا حُبْلَى لَهَا خلق) (فاضت على إثرهم عَيْنَاك دمعهما ... كَمَا تتَابع يجرى اللُّؤْلُؤ النسق) (فَاسْتَبق عَيْنك لَا يودى الْبكاء بهَا ... واكفف مدامع من عَيْنَيْك تستبق) (لَيْسَ الشؤون وَإِن جَادَتْ بباقية ... وَلَا الجفون على هَذَا وَلَا الحدق) 142 - وَقَالَ آخر يزِيد (أَقُول لعينى حِين جَادَتْ بِمَائِهَا ... وإنسانها فى لجة الدمع يغرق) (خذى بِنَصِيب من محَاسِن وَجههَا ... دعى الدمع لليوم الذى نتفرق) 143 - وَقَالَ عَمْرو بن شأس (إِذا نَحن أدلجنا وَأَنت أمامنا ... كفى لمطايانا برياك هاديا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 (أَلَيْسَ يزِيد العيس خفَّة أَذْرع ... وَإِن كن حسرى أَن تكونى أماميا) (ذكرتك بالديرين يَوْمًا فَأَشْرَفت ... بَنَات الْهوى حَتَّى بلغن التراقيا) (أعد الليالى لَيْلَة بعد لَيْلَة ... وَقد عِشْت دهرا لَا أعد اللياليا) (إِذا مَا طواك الدَّهْر يَا أم مَالك ... فشأن المنايا القاضيات وشأنيا) (فَمَا مس جلدي الأَرْض إِلَّا ذكرتها ... وَإِلَّا وجدت طيبها فى ثيابيا) 144 - وَقَالَ الْوَلِيد بن يزِيد الأموى (لَا أسأَل الله تغييرا لما صنعت ... نَامَتْ وَإِن سهرت عيناى عَيناهَا) (فالليل أطول شئ حِين أفقدها ... وَاللَّيْل أقصر شئ حِين أَلْقَاهَا) 145 - وَقَالَ يزِيد بن عبد الْملك لما وقف على قبر حبابة (وكل خَلِيل راءنى فَهُوَ قَائِل ... من أَجلك هَذَا هَامة الْيَوْم أَو غَد) (فِان تسل عَنْك النَّفس أَو تدع الصِّبَا ... فباليأس تسلو عَنْك لَا بالتجلد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 146 - وَقَالَ آخر (أيا رب إِن الْمَالِكِيَّة حاجنى ... وَأَنت على أَن تجمع الشمل قَادر) (وَلم أرها إِلَّا بنعمان مرّة ... وَقد عطرت مِنْهَا الثرى والضفائر) (يَقُولُونَ لى زر حاجرا واقض حَقّهَا ... وَإِن لم تزرها قيل إِنَّك غادر) (وَمَا حاجر إِلَّا بليلى وَأَهْلهَا ... إِذا لم تكن ليلى فَلَا كَانَ حاجر) 147 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (أَلا يَا حمامات اللوى عدن عودة ... فإنى إِلَى أصواتكن حَزِين) (فعدن فَلَمَّا عدن كدن يمتننى ... وكدت بأسرارى لَهُنَّ أبين) (وعدن بقرقار الهدير كَأَنَّمَا ... شربن حميا أَو بِهن جُنُون) (فَلم ترعينى قبلهن جمائما ... بكين وَلم تَدْمَع لَهُنَّ عُيُون) (وإنى لأهوى النّوم من غير نعسة ... لَعَلَّ لِقَاء فى الْمَنَام يكون) (تحدثنى الأحلام أَنى أَرَاكُم ... فيا لَيْت أَحْلَام الْمَنَام يَقِين) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 (شهِدت بأنى لم أحل عَن مَوَدَّة ... وأنى بكم لَو تعلمين ضنين) (وَأَن فؤادى لَا يلين إِلَى هوى ... سواك وَإِن قَالُوا بلَى سيلين) 148 - وَقَالَ أَيْضا (وَإِذا عتبت على بت كأننى ... بِاللَّيْلِ مختلس الْفُؤَاد سليم) (وَلَقَد أردْت الصَّبْر عَنْك فعاقنى ... علق بقلبى من هَوَاك قديم) (يبْقى على حدث الزَّمَان وريبة ... وعَلى جفائك إِنَّه لكريم) 149 - وَقَالَت وجيهة بنت أَوْس الضبية (وعاذلة هبت بلَيْل تلومنى ... على الشوق لم تمح الصبابة من قلبى) (فَمَا لى إِن أَحْبَبْت أَرض عشيرتى ... وأحببت طرفاء القصبية من ذَنْب) (فَلَو أَن ريحًا بلغت وحى مُرْسل ... حفى لناجيت الْجنُوب على النقب) (وَقلت لَهَا أدّى إِلَيْهِم تحيتى ... وَلَا تخلطيها طَال سعدك بالترب) (فِانى إِذا هبت شمالا سَأَلتهَا ... هَل ازْدَادَ صداح النميرة من قرب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 150 - وَقَالَ عُرْوَة بن أذينة القرشى (إِن الَّتِى زعمت فُؤَادك ملهّا ... خلقت هَوَاك كَمَا خلقت هوى لَهَا) (فِيك الذى زعمت بهَا وكلاكما ... أبدى لصَاحبه الصبابة كلهَا) (بَيْضَاء باكرها النَّعيم فصاغها ... بلباقة فأدقها وأجلهّا) (لما عرضت مسلمّا فى حَاجَة ... أَرْجُو معونتها وأخشى ذلها) (حجبت تحيتها فَقلت لصاحبى ... مَا كَانَ أَكْثَرهَا لنا وأقلها) (وَإِذا وجدت لَهَا وساوس سلوة ... شفع الضَّمِير إِلَى الْفُؤَاد فسلهّا) (ويبيت بَين جوانحى حب لَهَا ... لَو كَانَ تَحت فراشها لأقلها) (ولعمرها لَو كَانَ حبك فَوْقهَا ... يَوْمًا وَقد ضحيت إِذا لأظللهًا) 151 - وَقَالَ ابو الشص الخزاعى (وقف الْهوى بى حَيْثُ أَنْت فَلَيْسَ لى ... مأخر عَنهُ وَلَا مُتَقَدم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 152 - وَقَالَ حميد بن ثَوْر الهلالى (وَمَا هاج هَذَا الشوق إِلَّا حمامة ... دعت سَاق حر فى حمام ترنما) 153 - وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد الأموى (أشاقك برق أم شجتك حمامة ... لَهَا فَوق أَغْصَان الْأَرَاك نئيم) (أضَاف إِلَيْهَا الْهم فقدان آلف ... وليل يسد الْخَافِقين بهيم) (أنافت على سَاق بلَيْل فرجّعت ... وللوجد مِنْهَا مقْعد ومقيم) (تميد إِذا مَا الْغُصْن مادت متونه ... كَمَا ماد من رِىَ المدام نديم) (فباتت تناديه وأنى يجيبها ... مَنُوط بأطراف الرماح سهيم) (أتيح لَهُ رام بصفراء نبعة ... على عجسها ماضى الشباة ضميم) (رَمَاه فأصماه فطار وَلم يطر ... فظل لَهَا ظلّ عَلَيْهِ يحوم) (فراحت بهم لَو تضمن مثله ... حَشا آدمى رَاح وَهُوَ رَمِيم) (وظلت بأجراع الغدير نَهَارهَا ... مولعة كل المرام تروم) (وللبرق إيماض وللدمع واكف ... وللريح من نَحْو الْعرَاق نسيم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 (فطورا أَشْيَم الْبَرْق أَيْن مصابه ... وطورا إِلَى إعوال تِلْكَ أهيم) (فَمن دون ذَا يشتاق من كَانَ ذَا هوى ... ويعزب عَنهُ الْحلم وَهُوَ حيلم) 154 - وَقَالَ البخترى بن عذافر الحرشى (أأن هَتَفت يَوْمًا بواد حمامة ... بَكَيْت وَلم يعذرك بِالْجَهْلِ عاذر) (دعت سَاق حر بعد مَا علت الضُّحَى ... فهاجت لَك الأحزان أَن ناح طَائِر) (تغنى الضُّحَى وَالصُّبْح فى مرجحنة ... كناف الأعالى تحتهَا المَاء خائر) (كَأَن لم يكن بالغيل أَو بطن وجرة ... أَو الْجزع من أهل الأشاءة حَاضر) (وإنى وَإِن غال التقادم حاجتى ... ملم على أوطان ليلى فناظر) 155 - وَقَالَ رزين بن على الخزاعى أَخُو دعبل (فوا حسرتا لم أقض مِنْكُم لبانة ... وَلم أتمتع بالجوار وبالقرب) (يَقُولُونَ هَذَا آخر العهدمنوم ... فَقلت وَهَذَا آخر الْعَهْد من قلبى) (أَلا يَا حمام الشّعب شعب مرهق ... سقتك الغوادى من حمام وَمن شعب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 156 - وَقَالَ قيس بن الملوح وتروى لنصيب الْأَكْبَر مولى بنى مَرْوَان (لقد هَتَفت فى جنح ليل حمامة ... على فنن غض وإنى لنائم) (فَقلت اعتذارا عِنْد ذَاك وإننى ... لنفسى مِمَّا قد رَأَيْت للائم) (أأزعم أَنى عاشق ذُو صبَابَة ... بسعدى وَلَا أبكى وتبكى الْبَهَائِم) (كذبت وَبَيت الله لَو كنت عَاشِقًا ... لما سبقتنى بالبكاء الحمائم) 157 - وَقَالَ شَقِيق بن السليك العامرى من بنى أَسد (لقد هيجت منى حمامة أيكة ... من الوجد وجدا كنت أكتمه جهدى) (تنادى هديلا فَوق أَخْضَر ناعم ... عداة ربيع باكر فى ثرى جعد) (فَقلت هلمى نبك من ذكر مَا خلا ... ونظهر مِنْهُ مَا نسر وَمَا نبدى) (فِان تسعدينى نجر عبرتنا مَعًا ... وَإِلَّا فِانى سَوف أسفحها وحدى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 (فِان رِدَاء الشيب مردْ فأقبلى ... على ذَاك منى يَا أُمَامَة أَو صُدى) (وإنى لَا أَنْفك فى غير رِيبَة ... أهيم بكم حَتَّى أوسّد فى لحدى) (وإنى لَا أَنْفك أتبع قائدى ... إِلَيْك فَأرْخى من وثاقى أَو شُدى) (وَقلت لواش جد فِيك يلومنى ... تنكْب فَلَا غي عَلَيْك وَلَا رشدى) (أَلا أَيهَا الرَّاكِب المكلون هَل لكم ... بأخت بنى نهد أُمَامَة من عهد) (أألقت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى ... بِأَرْض بنى قَابُوس أم ظعنت بعدى) (سَقَاهَا من الوسمى كل مجليجل ... سكوب العزالى صَادِق الْبَرْق والرعد) 158 - وَقَالَ أَبُو كَبِير الهذلى (أَلا يَا حمام الأيك إلفك حَاضر ... وغصنك مياد فَفِيمَ تنوح) (أفق لَا تَنَح فى غير شئ فِاننى ... بَكَيْت زَمَانا والفؤاد صَحِيح) (ولوعا فشطت غربَة دَار زَيْنَب ... فها أَنا أبكى والفؤاد قريح) 159 - وَقَالَ عَوْف بن محلم الشيبانى (أفى كل عَام غربَة ونزوح ... أما للنوى من وَنِيَّة فتريح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 (لقد طلح الْبَين المشتّ ركائبى ... فَهَل أرين الْبَين وَهُوَ طليح) (وأرّقنى بالرى صَوت حمامة ... فنحت وَذُو الشجو الْغَرِيب ينوح) 160 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (ذكرتك والنجم اليمانى كَأَنَّهُ ... وَقد عَارض الشعرى قرين هجان) (فَقلت لأصحابى ولاحت غمامة ... بِنَجْد أَلا لله مَا تريان) (قفا لَا نرى برقا تقطع دونه ... من الطّرف أبصار لَهُنَّ روان) (أفى كل يَوْم أَنْت رام بلادها ... بعينين إنْسَانا هما غرقان) (فعينى يَا عينا حتام أَنْتُمَا ... بهجران أم الْغمر تختلجان) (أما أَنْتُمَا إِلَّا علىّ طَلِيعَة ... على قرب أعدائى وَبعد مَكَان) (إِذا اغرورقت عيناى قَالَت صحابتى ... إِلَى كم ترى عَيْنَاك تبتدران) (عذرتك يَا عينى الصَّحِيحَة بالبكا ... فمالك يَا عوراء والهملان) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 (أَلا فاحملانى بارْك الله فيكما ... إِلَى حَاضر المَاء الذى تردان) (فِان على المَاء الذى تردانه ... غريما لوانى الدّين مُنْذُ زمَان) (لطيف الحشى عذب اللمى طيب الثنا ... لَهُ علل لَا تنقضى لِأَوَانِ) 161 - وَقَالَت أم المثلم الهذلية وتروى لكريمة بنت أَسد وتروى للصمة القشيرى (وحنت قلوصى بعد هدء صبَابَة ... فيا روعة مَا رَاع قلبى جَنِينهَا) (حنت فى عقاليها وشب لعينها ... سنا بارق يسرى فجن جنونها) (فَقلت لَهَا صبرا فَكل قرينَة ... مفارقها لَا بُد يَوْمًا قرينها) (وَمَا بَرحت حَتَّى ارعوينا لصوتها ... وَحَتَّى انبرى منا معِين يعينها) (فَقلت لَهَا حَنى رويدا فِاننى ... وَإِيَّاك نبدى عولة سنبينها) 162 - وَقَالَت سَالِمَة الْكَلْبِيَّة (أَلا لَا تلومانى على الشوق وانظرا ... إِلَى الْعَجم يبدين الصبابة من قبلى) (لقد هاج لى شوقا وغال صبَابَة ... حنين قلوصى حَيْثُ حنت بذى الأثل) 163 - وَقَالَ الشماخ بن ضرار (مَاذَا يهيجك من ذكر ابْنة الراق ... إِذْ لَا تزَال على هول وإشفاق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 (قَامَت تريك أثيث النبت منسدلا ... مثل الأوساد فد مسّحن بالقاق) (حرف صموت السرى أَلا تلفتها ... فى اللَّيْل فى خرس مِنْهَا وإطراق) (حنت على سكَّة السارى فجاوبها ... صليبة من حمام ذَات أطواق) (كَادَت تساقطنى والرحل إِن نطقت ... حمامة فدعَتْ ساقا على سَاق) 164 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولى (ظلت تشّوقنى برجع حنينها ... وأزيدها شوقا برجع حنينى) (نضوين مغتربين بَين مهامةٍ ... طويا الضلوع على هوى مكتون) (وَلَو سُئِلت عَنَّا القلوص لأخبرت ... عَن مُسْتَقر صبَابَة المحزون) 165 - وَقَالَ مَالك بن عَمْرو الهذلى (فِاما تعرضن اميم عَنى ... وينزعك الوشاة اولو النياطْ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 166 - وَقَالَ آخر (أترحل عَن حَبِيبك ثمَّ تبكى ... عَلَيْهِ فَمَا دعَاك إِلَى الْفِرَاق) (كَأَنَّك لم تذق للبين طعما ... فتعلم أَنه مر المذاق) 167 - وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة القرشى (نزلُوا ثَلَاث مِنى بمنزل غِبْطَة ... وهم على عجل لعمرك مَا هم) (متجاورين بِغَيْر دَار إِقَامَة ... لَو قد أجدّ رحيلهم لم يندموا) (ولهن بِالْبَيْتِ الْعَتِيق لبُانة ... وَالْبَيْت يعرفهن لَو يتَكَلَّم) (لَو كَانَ حيّا قبلهن ظعائنا ... حيّا الْحطيم وجوههن وزمزم) 168 - وَقَالَ أَيْضا (إِذا وجدت أوار الحبّ فى كبدى ... أَقبلت نَحْو سقاء الْقَوْم أبترد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 (هبنى بردت بِبرد المَاء ظَاهره ... فَمن لنار على الأحشاء تتقد) 169 - وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة (قَالَ لى صاحبى ليعلم مَا بى ... أَتُحِبُّ القتول أُخْت الربَاب) 170 - وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب (خليلى مَا أنصفتما إِذْ وجدتما ... بذى الأثل دَارا ثمَّ لَا تقفان) (وَلَو كنتما مثلى إِذا لوقفتما ... على الرّبع أَو وجدى الذى تجدان) (فَلَا تقبلن الدَّهْر من ذى خلاخل ... حَدِيثا وَلَا تؤمن لَهَا بِأَمَان) 171 - وَقَالَ آخر (مَا بَال قتلاك لَا تخشين طالبهم ... لم تضمنى دِيَة مِنْهُم وَلَا قودا) (إِن الشِّفَاء وَلَو ضنت بنائله ... فرع البشام الذى تجلو بِهِ البردا) (هَل أَنْت شافية قلبا يهيم بكم ... لم يلق عُرْوَة من عفراء مَا وجدا) (مَا فى فُؤَادك من دَاء يخامره ... إِلَّا الَّتِى لَو رَآهَا رَاهِب سجدا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 172 - وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الأسدى (فيا ليتنى أقرضت جلدا صبابتى ... وأقرضنى صبرا على الشوق مقرض) (إِذا أَنا رضت النَّفس فى حب غَيْركُمْ ... أَتَى حبكم من دونه يتَعَرَّض) 173 - وَقَالَ كثير عزة (أَلا إِن عزّة قد أَقبلت ... تقلب نحوى طرفا غضيضا) (تَقول مَرضت فَمَا عدتنى ... فَقلت لَهَا لَا أُطِيق النهوضا) (كِلَانَا مريضان فى بَلْدَة ... وَكَيف يعود مَرِيض مَرِيضا) 174 - وَقَالَ جميل بن معمر (أتتنى والعوائد مسنداتى ... فَقَالَت صَحَّ جسمك يَا جميل) (فَقلت لَهَا وَأَنت جُزيت خيرا ... فَأَنت الْعَائِد الْحسن الْجَمِيل) 175 - وَقَالَ رجل من بنى كلاب (وَمَا عَلَيْك إِذا أخبرتنى دنفا ... رهن الْمنية يَوْمًا أَن تعودينى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 (وتأخذى نُطْفَة فى الْقَعْب بَارِدَة ... فتغمسى فَاك فِيهَا ثمَّ تسقينى) (وتجعلى كفك الريّا على كبدى ... فان ذَاك وعهد الله يشفينى) 176 - وَقَالَ النَّابِغَة الذبيانى واسْمه زِيَاد (أَقُول والنجم قد مَالَتْ أواخره ... إِلَى الْغُرُوب تَأمل نظرة حَار) 177 - فى مَعْنَاهُ لأبى العميثل (وبيضاء مكسال لعوب خريدة ... لذيذ لَدَى ليلى التَّمام شمامها) (كَأَن وميض الْبَرْق بينى وَبَينهَا ... إِذا حَان من بعض الستور ابتسامها) 178 - وَقَالَ آخر (من الْبيض حوراء المدامع طفلة ... يشوب بَيَاض الْكَفّ مِنْهَا خضابها) (تبدلت لنا من بَين أَسْتَار قبَّة ... كشمس تبدت حِين زَالَ سحابها) (فخلت وميض الْبَرْق عِنْد ابتسامها ... وَقد حَال دون الثغر مِنْهَا نقابها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 179 - وَقَالَ سلم الخاسر وَقد نَسَبهَا الجاحظ إِلَيْهِ وَلَيْسَت فى ديوانه (تبدت فَقلت الشَّمْس عِنْد طُلُوعهَا ... بجلد غنىّ اللَّوْن عَن أثر الورس) (فَلَمَّا كررت الطّرف قلت لصاحبى ... على مرية مَا هَهُنَا مطلع الشَّمْس) 180 - وَقَالَ طرفَة بن العَبْد (وفى الحى أحوى ينفض المرد شادن ... مظَاهر سمطى لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد) 181 - وَقَالَ النَّابِغَة الذبيانى (تجلو بقادمتى حمامة أيكة ... بردا أسفّ لثاته بالإثمد) 182 - وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى (وأعيد عَن طول السُّرى بَرحت بِهِ ... أفانين نهّاض على الأين مرجم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 (وإدراج ليل بعد ليل يجوبه ... بِهِ زَوَال أسفار مَتى يمس يجرم) (سريت بِهِ حَتَّى إِذا مَا تمزقت ... توالى الدجى عَن وَاضح اللَّوْن معلم) (رمته أَنَاة من ربيعَة عَامر ... نؤوم الضُّحَى فى مأتم أىّ مأتم) (فجاءْ كخوط البان لَا متتايع ... وَلَكِن بسيما ذى وقار وميسم) (فَقُلْنَ لَهَا سرا فَدَيْنَاك لَا يرح ... صَحِيحا وَإِن لم تقتليه فألمى) (فَأَلْقَت قناعا دونه الشَّمْس واتقت ... بِأَحْسَن موصولين كف ومعصم) (أنحنا فَلَمَّا أفرغت فى فُؤَاده ... وَعَيْنَيْهِ مِنْهَا السحر قُلْنَ لَهُ قُم) (فَمَا قَامَ إِلَّا بَين أيد تُقِيمهُ ... كَمَا عطفت ريح الصِّبَا عود سأسم) (فودّ بجدع الْأنف لَو أَن صَحبه ... تنادوا وَقَالُوا فى المناخ لَهُ نم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 183 - وَقَالَ بشر بن عبد الرَّحْمَن الأنصارى (وقصيرة الْأَيَّام ودّ جليسها ... لَو بَاعَ مجلسها بفقد حميم) (من محذيات أخى الْهوى غصص الجوى ... بدلال غانية ومقلة ريم) (صفراء من بقر الجواء كَأَنَّمَا ... ترك الْحيَاء بهَا رداع سقيم) 184 - وَقَالَ جران الْعود النميرى (سقيا لزورك من وزر أَتَاك بِهِ ... حَدِيث نَفسك عَنهُ وَهُوَ مَشْغُول) 185 - وَقَالَ المؤمل بن أميل (أتانى الْكرَى لَيْلًا بشخص أحبه ... أَضَاءَت لَهُ الْآفَاق وَاللَّيْل مظلم) (فكلمنى بِالنَّوْمِ غبر مغاضب ... وعهدى بِهِ غَضْبَان لَا يتَكَلَّم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 186 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف (خيالك حِين أرقد نصب عينى ... إِلَى حِين انتباهى لَا يَزُول) (وَلَيْسَ يزورنى صلَة وَلَكِن ... حَدِيث النَّفس عَنْك بِهِ الْوُصُول) 187 - وَقَالَ أَبُو تَمام الطائى أَوْس بن حبيب (زار الخيال لَهَا لَا بل أزاركه ... فكر إِذا نَام فكر الْخُلُو لم ينم) (ظبى تقنصته لما نصبت لَهُ ... فى آخر اللَّيْل أشراكا من الحُلمُ) 188 - وَقَالَ آخر (أيا أم عَمْرو قد أرى لَك والهوى ... يرينى الذى مَا كُله بجميل) (خيالك أبقى مِنْك وصلا إِذا سرى ... إلىّ بِلَا هاد وَلَا بِدَلِيل) 189 - وَقَالَ قيس بن الخطيم (أَنى سريت وَكنت غير سروب ... وتقرب الأحلام غير قريب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 190 - وَقَالَ قيس بن ثَعْلَبَة (إِذا كنت ترأين الْجَمِيل إساءة ... إِلَيْك وَلم تَنْفَع إِلَيْك الْوَسَائِل) (فَمَا حيلتى فِيمَن يصد تجنيا ... وَيحكم فِيهِ جَائِر وَهُوَ عَادل) 191 - وَقَالَ قبيس بن الملوح العامرى (بعيشك هَل ضممت إِلَيْك ليلى ... قبيل الصُّبْح أم قبلت فاها) (وَهل رّفت عَلَيْك ذؤابتاها ... رفيف الاقحوانه الأقحوانة فى نداها) 192 - جَوَابه وَلَيْسَ مَكْتُوب عَلَيْهِ لمن (نعم عانقتها ولثمت خدا ... يحاكى وردة يحيى شذاها) (وملت إِلَى اللمى فَشَرِبت خمرًا ... بهَا داويت روحى من أذاها) 193 - وَقَالَ العرجى (باتا بأنعم لَيْلَة حَتَّى بدا ... صبح تلوّح كالأغر الْأَشْقَر) (فتلازما عِنْد الْفِرَاق صبَابَة ... أَخذ الْغَرِيم بِفضل ثوب الْمُعسر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 194 - وَقَالَ أَبُو الشغب العبسى (أَلا يَا حمام الأيك مَا لَك باكيا ... أفارقت إلفا أم جفاك حبيب) (دعَاك الْهوى والشوق لما ترنمت ... هتوف الضُّحَى بَين الغصون طروب) (تجاوب وُرقا قد أذنّ لصوتها ... فَكل لكل مسعد ومجيب) 195 - وَقَالَ لزاز الكلابى وتروى لفروة بن حميضة الأسدى (كَأَن قلوصى تحمل الْأَحول الذى ... بشرقىّ سلمى يَوْم نعف قسام) (حذار انبتات الْبَين من أم سَالم ... وجدّ حبال لم تكن برمام) 196 - وَقَالَ عُرْوَة بن حزَام (يَقُول لى الْأَصْحَاب إِذْ يعذلوننى ... أشوق عراقى وَأَنت يمانى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 (أمامى هوى لَا نوم دون لِقَائِه ... وخلفى هوى قد شفنى وبرانى) (فَمن يَك لم يغرض فِانى وناقتى ... بِحجر إِلَى أهل الْحمى غرضان) (تَحت فتبدى مَا بهَا من صبَابَة ... وأخفى الذى لَوْلَا الأسى لقضانى) (هوى ناقتى خلفى وقدامى الْهوى ... وإنى وَإِيَّاهَا لمختلفان) (وَقد تركت عفراء قلبى كَأَنَّهُ ... جنَاح عِقَاب دَائِم الخفقان) (أَلا لعن الله الوشاة وَقَوْلهمْ ... فُلَانُهُ أضحت خلة لفُلَان) (فيا لَيْت كل اثْنَيْنِ بَينهمَا هوى ... من النَّاس بعد الْيَأْس يَجْتَمِعَانِ) (جعلت لعّراف الْيَمَامَة حكمه ... وعراف نجد إِن هما شفيان) (فَمَا تركا من رقية يعرفانها ... وَلَا سلوة إِلَّا وَقد سقيانى) (فَقَالَا شفاك الله وَالله مَا لنا ... بِمَا ضمنت مِنْك الضلوع يدان) (وإنى لأهوى الْحَشْر إِذْ قيل إننى ... وعفراء يَوْم الْحَشْر ملتقيان) 197 - وَقَالَ السمهرى بن بشر العكلى (أَلا ليتنا نحيا جَمِيعًا بغبطة ... وتبلى عظامى حِين تبلى عظامها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 (نَكُون كَمَا كَانَ المحبون قبلنَا ... إِذا مَاتَ موتاها تعارف هامها) (فِان لم تكن ليلى طوتك فِإنه ... شَبيه بليلى دلها وقوامها) (كَأَن وميض الْبَرْق بينى وَبَينهَا ... إِذا حَان من بَين الحَدِيث ابتسامها) 198 - وَقَالَت امْرَأَة من بنى الصارد (أَلا رفْقَة من دير بصرى تحملت ... تؤم الْحمى لقّيت من رفْقَة رشدا) (إِذا مَا بَلغْتُمْ سَالِمين فبلغوا ... تَحِيَّة من قد ظن أَن لَا يرى نجدا) (وَقُولُوا تركنَا الصاردى مكبلا ... بكبل الْهوى من حبكم مضمرا وجدا) (فيا لَيْت شعرى هَل أرى جَانب الْحمى ... وَقد أنبتت أجراعه نفلا جَعدًا) (وَهل أردن الدَّهْر مَاء وقيعة ... كَأَن الصِّبَا تسدى على مَتنه بردا) 199 - وَقَالَ تَمِيم بن أَبى بن مقبل (خليلى إِن الرأى فرّقه الْهوى ... أشيرا برأى مِنْكُمَا الْيَوْم ينفع) (أأهجر ليلى بعد طول صبَابَة ... أم أَصْرَم حَبل الْوَصْل مِنْهَا فأقطع) (أم أرْضى بِمَا قد كنت أَسخط مرّة ... أم أشْرب رنق الْعَيْش أم كَيفَ أصنع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 200 - وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الأسدى (أَيْن أهل القباب بالدهناء ... أَيْن جيراننا على الأحساء) (فارقونا وَالْأَرْض ملبسة نوَر ... الأقاحي تجاد بالأنواء) (كل يَوْم بأقحوان جَدِيد ... تضحك الأَرْض من بكاء السَّمَاء) 201 - وَقَالَ دعبل بن على الخزاعى (لَا تعجبى يَا سلم من رجل ... ضحك المشيب بِرَأْسِهِ فَبكى) (يَا لَيْت شعرى كَيفَ نومكما ... يَا صاحبى إِذا دمى سفكا) (لَا تأخذا بظلامتى أحدا ... قلبى وطرفى فى دمى اشْتَركَا) 202 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولى (تمر الصِّبَا صفحا بساكن ذى الغضا ... فيصدع قلبى أَن يهب هبوبها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 203 - وَقَالَ قيس بن الملوح (حَلَال لليلى شَتمنَا وانتقاصنا ... هَنِيئًا ومغفور لليلى ذنوبها) (وَمَا هجرتك النَّفس يَا ليل عَن قلى ... قلتك وَلَا أَن قل مِنْك نصِيبهَا) (وَلَكنهُمْ يَا أحسن النَّاس أولعوا ... بقول إِذا مَا جِئْت هَذَا حبيبها) (يقر بعينى قربهَا ويزيدنى ... بهَا كلفا من كَانَ عندى يعيبها) (وَكم قَائِل قد قَالَ تب فعصيته ... وَتلك لعمري تَوْبَة لَا أتوبها) 204 - وَقَالَ أعرابى (أَلا يَا شِفَاء النَّفس لَيْسَ بعالم ... بِهِ النَّاس حَتَّى يعلمُوا لَيْلَة الْقدر) (سوى رجمهم بِالظَّنِّ وَالظَّن مُخطئ ... مرَارًا وَمِنْهُم من يُصِيب وَلَا يدرى) 205 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف (قد سحب النَّاس أذيال الظنون بِنَا ... وفرّق النَّاس فِينَا قَوْلهم فرقا) (فكاذب قد رمى بِالظَّنِّ غَيْركُمْ ... وصادق لَيْسَ يدرى أَنه صدقا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 206 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (خليلى هَل من حِيلَة تعلمانها ... تسكن وجدا أَو تكفكف مدمعا) (وَهل سلوة تسلى الْمُحب من الْهوى ... وتترك مِنْهُ ساحة الصَّبْر بلقعا) (فَقَالَا نعم طى الفيافى ونشرها ... إِذا اجتذبا حَبل الغرام تقطعا) (وَلَيْسَ كَمثل الْيَأْس يدْفع صبوة ... وَلَا كفؤاد الصب صَادف مطمعا) (إِذا الْقلب لم يطْمع سلا عَن حَبِيبه ... وَلَو كَانَ من مَاء الصبابة مترعا) (فجريت مَا قَالُوا فَلم ألق رَاحَة ... فأيقنت أَن الْقرب مَا زَالَ أنفعا) (وَقد زعما أَن الْهوى يذهب الْهوى ... وَمَا صدقا فى القَوْل حِين تنوعا) (وَلَيْسَ شِفَاء الصب إِلَّا حَبِيبه ... وَإِن لم يصل كَانَ التجاور أنفعا) (تجاريب من قاسى الْهوى فى شبابه ... وَلم يسل عَنهُ أشيب الرَّأْس أنزعا) 207 - وَقَالَ أَبُو دهبل الجمحى وتروى لقيس بن معَاذ (أأترك ليلى لَيْسَ بينى وَبَينهَا ... سوى لَيْلَة إنى إِذا لصبور) (عَفا الله عَن ليلى الْغَدَاة فِانها ... إِذا وليت أمرا على تجور) (هبونى امْرأ مِنْكُم أضلّ بعيره ... لَهُ ذمَّة إِن الذمام كَبِير) (وللصاحب المنزول أعظم حرمةٍ ... على صَاحب من أَن يضل بعير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 208 - وَقَالَ آخر (شَكَوْت فَقَالَت كل هَذَا تبرما ... بحبى أراح الله قَلْبك من حبى) (فَلَمَّا كتمت الْحبّ قَالَت لشدما ... صبرت وَمَا هَذَا بِفعل شجى الْقلب) (فأدنو فتقصينى فأبعد طَالبا ... رِضَاهَا فَتعْتَد التباعد من ذنبى) (فشكواى يؤذيها وصبرى يسوؤها ... وتجزع من بعدى وتنفر من قربى) (فيا قوم هَل من حِيلَة تعرفونها ... أَشِيرُوا بهَا واستوجبوا الْأجر من ربى) (يَقُولُونَ هَذَا آخر الْعَهْد مِنْهُم ... فَقلت وَهَذَا آخر الْعَهْد من قلبى) 209 - وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة (قضى كل ذى دين فوفى غَرِيمه ... وَعزة ممطول معنىّ غريمها) (إِذا سمت نفسى هجرها واجتنابها ... رَأَتْ غَمَرَات الْمَوْت فِيمَا أسومها) (إِذا بنت بَان الْعرف إِلَّا أَقَله ... من النَّاس واستعلى الْحَيَاة ذميمها) (فِان تمس قد شطت بعزة دارها ... وَلم ينصرم بالعهد منا زعيمها) (فقد غادرت فى الْقلب منى زمانة ... وللعين عبرات سريع سجومها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 (وَمن يبتدع مَا لَيْسَ من خيم نَفسه ... يَدعه ويغلبه على النَّفس خيمها) 210 - وَقَالَ حبيب بن أَوْس الطائى (أما إِنَّه لَوْلَا الخليط المودّع ... وَربع خلا مِنْهُ مصيف ومربع) 211 - وَقَالَ مَرْوَان بن أَبى حَفْصَة (مَا يلمع الْبَرْق إِلَّا حنّ مغترب ... كَأَنَّهُ من دواعى شوقه وصب) (أَهلا بطيف لأم السمط أرّقنا ... وَنحن لَا صدد منا وَلَا كثب) (ودى على مَا عهدتم فى تجدده ... لَا الْقلب عَنْكُم بطول النأى يَنْقَلِب) 212 - وَقَالَ آخر (ولمّا أَبى إِلَّا جماحا فُؤَاده ... وَلم يسل عَن ليلى بِمَال وَلَا أهل) (تسلى بِأُخْرَى غَيرهَا فِاذا الَّتِى ... تسلى بهَا تغرى بليلى وَلَا تسلى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 213 - وَقَالَ دعبل الخزاعى (خبرت الْهوى حَتَّى عرفت أُمُوره ... وجّربته فى السّر مِنْهُ وفى الْجَهْر) (فَلَا الْبعد يسلينى وَلَا الْقرب نافعى ... وفى الطمع الأدواء واليأس لَا يبرى) 214 - وَقَالَ آخر (سَأَلت المحبين الَّذين تحملوا ... تباريح هَذَا الْحبّ فى سالف الدَّهْر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 (فَقَالُوا شِفَاء الْحبّ حب يُزِيلهُ ... لآخر أَو نأى طَوِيل على هجر) (فجربت مَا قَالُوا قكنت كمن رجا ... ضلالا وجهلا يخمد الْجَمْر بالجمر) 215 - وَقَالَ مرّة بن منقذ الخثعمى (إِذا رام قلبى هجرها حّل دونه ... شفيعان من قلبى لَهَا وجلان) (إِذا قلت لَا قَالُوا بلَى ثمَّ أصبحا ... جَمِيعًا على الرأى الذى يريان) 216 - وَقَالَ دَاوُد بن بشر الكلابى (أتبكى على ريا ونجد وَلنْ ترى ... بِعَيْنَيْك ريا مَا حييت وَلَا نجدا) (وَلَا مشرفا مَا عِشْت أنقاء وجرة ... وَلَا واطئا من ثربهن ثرى جَعدًا) (وَلَا واجدا ريح الخزامى تسوفها ... ريَاح الصِّبَا تعلو دكادك أَو وهدا) (تبدلت من ريا وجارات أَهلهَا ... قرى نبطيّات يسميننى مردا) 217 - وَقَالَ آخر (وقالو بعاد الصب يسلى من الْهوى ... وَلم تَرَ شَيْئا يُثمر الوجد كالقرب) (فقد سرت شَرق الأَرْض جهدا وغربها ... ولججت فى ضيق الحزون وفى الرحب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 (فَمَا زادنى التسيار إِلَّا صبَابَة ... يكَاد غراما أَن يذوب بهَا قلبى) 218 - وَقَالَ جَابر بن ثَعْلَب التغلبى (وَقلت لأصحابى هى الشَّمْس ضوؤها ... قريب وَلَكِن فى تنَاولهَا بعد) (هَل الْحبّ إِلَّا زفرَة بعد زفرَة ... وحر على الأحشاء لَيْسَ لَهُ برد) (وفيض دموع الْعين يَا مىّ كلما ... بدا علم من أَرْضكُم لم يكن يَبْدُو) 219 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف (لعمرى لقد جلبت نظرتى ... إِلَيْك علىّ بكاء طَويلا) (فيا وَيْح من كلفت نَفسه ... بِمن لَا يُطيق إِلَيْهِ سَبِيلا) (هى الشَّمْس مَسْكَنهَا فى السَّمَاء ... فعز الْفُؤَاد عزاء جميلا) (فَلَنْ تَسْتَطِيع إِلَيْهَا الصعُود ... وَلنْ تَسْتَطِيع إِلَيْك النزولا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 220 - وَقَالَ ذُو الرمة (أوانس أما من أردن عناءه ... فعان وَمن أطلقن فَهُوَ طليق) (دعون الْهوى ثمَّ ارتمين قُلُوبنَا ... بأسهم أَعدَاء وَهن صديق) 221 - وَقَالَ تَوْبَة بن الْحمير الخفاجى (أروح بِتَسْلِيم عَلَيْك وأغتدى ... وحسبك بِالتَّسْلِيمِ منى تقاضيا) (كفى بطلاب الْمَرْء مَا لَا بناله ... عناء وباليأس المبرح شافيا) 222 - وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة (هَل مَا علمت وَمَا اسْتوْدعت مَكْتُوم ... أم حبلها إِذْ نأتك الْيَوْم مصروم) 223 - وَقَالَ الْأَحْوَص (إِذا رمت عَنْهَا سلوة قَالَ شَافِع ... من الْقلب ميعاد السلوّ الْمَقَابِر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 (سَيبقى لَهَا فِي مُضْمر الْقلب والحشى ... سريرة حب يَوْم تبلى السرائر) 224 - وَقَالَ النَّابِغَة الجعدى (دنت فعل ذى حب فَلَمَّا تبعتها ... تولّت وردّت حاجتى فِي فؤاديا) (وحلّت سَواد الْقلب لَا أَنا مبتغ ... سواهَا وَلَا عَن حبها متراخيا) (وَقد طَال عهدى بالشباب وظله ... ولاقيت أَيَّامًا تشيب النواصيا) (وَلَو دَامَ مِنْهَا وَصلهَا مَا قليتها ... وَلَكِن كفى بالهجر للحب شافيا) (وَمَا رابها من رِيبَة غير أَنَّهَا ... رَأَتْ لِمّتى شابت وشاب لِداتيا) 225 - وَقَالَ قيس بن الملوح (ذكرتك والحجيج لَهُم عجيج ... بِمَكَّة والقلوب لَهَا وجيب) (فَقلت وَنحن فِي بلد حرَام ... بِهِ لله أخلصت الْقُلُوب) (إِلَيْك أَتُوب يَا رَحْمَن مِمَّا ... جنيت فقد تكاثرت الذُّنُوب) (وَأما عَن هوى ليلى وتركى ... زيارتها فانى لَا أَتُوب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 (فَكيف وحبها علق بقلبى ... أَتُوب إِلَيْك مِنْهَا أَو أونيب) 226 - وَقَالَ أَبُو حليمة بن رَاشد (ومستوحش لم يمس فِي دَار غربَة ... وَلكنه مِمَّن يحب غَرِيب) (طواه الْهوى واستشعر الْوَصْل غَيره ... فشطت نَوَاه والمزار قريب) (سَلام على الدَّار الَّتِى لَا أزورها ... وَإِن حلّها شخص إلىّ حبيب) (وَإِن حجبت عَن ناظرى بستورها ... هوى تحسن الدُّنْيَا بِهِ وتطيب) (رضيت بسعى الدَّهْر بينى وَبَينه ... وَإِن لم يكن للعين فِيهِ نصيب) (ألم تَرَ صمتى حِين بجري حَدِيثه ... وَقد كنت أدعى باسمه فَأُجِيب) (أدارى جليسى بالتجلد فِي الْهوى ... ولى حِين أَخْلو زفرَة ونحيب) (وَأخْبر عَنْكُم بالذى لَا أحبه ... ويضحك سنى والفؤاد كئيب) (مَخَافَة أَن تغرى بِنَا ألسن العدا ... فيطمع فِينَا كاشح ومعيب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 (كَأَن مجَال الدمع من كل نَاظر ... على حركات العاشقين رَقِيب) (وَكم قد أذلّ الْحبّ من متمنع ... فأضحى وثوب الْعِزّ مِنْهُ سليب) 227 - وَقَالَ قيس بن الملّوح العامرى (وأجهشت للتوباذ لما رَأَيْته ... وَهَلل للرحمن حِين رآنى) (فَقلت لَهُ أَيْن الَّذين عهدتهم ... حواليك فِي خفض وَطيب زمَان) (فَقَالَ مضوا واستبدلوا من دِيَارهمْ ... وَمن ذَا الذى يبْقى على الْحدثَان) (وإنى لأبكى الْيَوْم حذرى غَدا ... فراقك وَالْحَيَّانِ مجتمعان) (سجالا وتهتانا وَبلا وديمة ... وسّحا وتسجاما وتنهملان) 228 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة الحطفى (يَا قلب لَك فِي العزاء فانه ... قد عيل صبرك والكريم صبور) 229 - وَقَالَ آخر (لَئِن كَانَ هَذَا مِنْك حَقًا فاننى ... مداوى الذى بينى وَبَيْنك بالهجر) (ومنصرف عَنى انصراف ابْن حرَّة ... طوى وده والطى أبقى من النشر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 230 - وَقَالَ بكر بن النطاح وتروى للسمهورى بن الْكُمَيْت بن زيد (بَيْضَاء تسحب من قيام فرعها ... وتغيب فِيهِ وَهُوَ جثل أسحم) (فَكَأَنَّهَا فِيهِ نَهَار سَاطِع ... وَكَأَنَّهُ ليل عَلَيْهَا مظلم) 231 - وَقَالَ آخر يزِيد بن الطثرية (ألهف أَبى لما أدمت لَك الْهوى ... وأصفيتك الودّ الذى هُوَ ظَاهر) (وجاهرت فِيك النَّاس حَتَّى أضربى ... مجاهرتى الْقَوْم الَّذين أجاهر) (وأنتِ كفى الْغُصْن بَينا يظلنى ... ويعجبنى إِذْ زعزعته الأعاصر) (فَصَارَ لغيرى ظلّه وهواؤه ... ودارت بجسمى بعد ذَاك الهواجر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 232 - وَقَالَ الرمّاح بن ميادة (يَقُولُونَ حج الْبَيْت واجتنبت الصِّبَا ... وصل الضُّحَى والبس طوال القلانس) (وَكَيف يحجّ الْبَيْت من فى فُؤَاده ... لحب الغوانى الْبيض أكبر هاجس) (أحب الغوانى الفاركات بعولها ... وَإِن كنّ لَا يمنعن رَاحَة لامس) 233 - وَقَالَ آخر فِي مَعْنَاهُ (أحب اللواتى فِي صباهن غرَّة ... وفيهن عَن أَزوَاجهنَّ طماح) (مسرات حب مظهرات عَدَاوَة ... تراهن كالمرضى وهنّ صِحَاح) 234 - وَقَالَ يزِيد بن الطثرية (بأكنافالحجاز هوى دَفِين ... يؤرقنى إِذا هدت الْعُيُون) (فأبكى حِين يهدأ كل خلق ... بكاء بَين زفرته أَنِين) (وَمَا جاران مؤتلفان إِلَّا ... سيفرق بَين جَمعهمَا الْمنون) 235 - وَقَالَ ابو حكيمة بن رَاشد (إِذا هاج مثلتك لى المنى ... فألقاك مَا بينى وَبَيْنك من ستر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 (فديتك لم أَصْبِر ولى فِيك حِيلَة ... وَلَكِن دعانى الْيَأْس مِنْك إِلَى الصَّبْر) 236 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (وَمَا أحدث النأى المفرّق بَيْننَا ... سلوّا وَلَا طول اجْتِمَاع تقاليا) (كَأَن لم يكن إِذا كَانَ بعده ... تلاق وَلَكِن لَا إخال تلاقيا) (خليلىّ إِلَّا تبكيا لى ألتمس ... خَلِيلًا إِذا أنزفت دمعى بكا ليا) (لقد خفت أَن يلقانى الْمَوْت بَغْتَة ... وَفِي النَّفس حاجات إِلَيْك كَمَا هيا) (وددت على حبى الْحَيَاة لَو أَنَّهَا ... يُزَاد لَهَا فِي عمرها من حياتيا) 237 - وَقَالَ على بن عَلْقَمَة وَبَعْضهمْ يَجْعَلهَا من قصيدة ورد الجعدى (إِذا الرّيح من نَحْو الحبيب تنسمت ... وجدت لمسراها على كبدى بردا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 (على كبد قد كَاد بيدى بهَا الْهوى ... ندوبا وَبَعض الْقَوْم يحسبنى جلدا) 238 - وَقَالَ ورد بن ورد الجعدى (خليلىّ عوجا بَارك الله فيكما ... وَإِن لم تكن هِنْد لأرضكما قصدا) (وقولا لَهَا لَيْسَ الضلال أجارنا ... ولكننا جرنا لنلقاكم عمدا) (وَإِنَّا على الْعَهْد الذى تعهدينه ... وَشر عباد الله من نقض العهدا) (غَدا يكثر الباكون منا ومنكم ... وتزداد دارى من دِيَاركُمْ بعدا) (وَقد كَانَ لَوْلَا مَا تجن من الْهوى ... لنا جَائِزا أَن لَا تراعى لكم ودا) (تخيرت من نعْمَان عود أراكة ... لهِنْد وَلَكِن من يبلغهُ هندا) (فمدت يدا فِي حسن دلّ تناولا ... إِلَيْهِ وَقَالَت مَا أرى مثل ذَا يهدى) 239 - وَقَالَ محرّز العقيلى (قفا يَا صاحبى على الرسوم ... فَمَا عصر الْمنَازل بالذميم) (كفى حزنا تفرق قاطنيها ... وموقفنا على الطلل الْقَدِيم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 (سَلام الله مَا هبّت شمال ... على ريم بساحتهامقيم) (وَلَو أَن الدُّمُوع نزحن شوقا ... نزحن الشوق من قلب سقيم) (وإنى لَا أَزَال طليح وجد ... أكفكف حَائِل الدُّمُوع النموم) (وَإِن الْبَرْق يبْعَث دَاء قلبى ... وَلَا سِيمَا من أجراع الغميم) 240 - وَقَالَ أَبُو الْمنْهَال بقيلة الْأَصْغَر جَابر بن عبد الله ابْن عَامر الهلالى (حَلَفت بربّ مَكَّة والمصلّى ... وَرب الواقفين غَدَاة جمع) لأَنْت على التنائى فاعلميه ... أحبّ إلىّ من بصرى وسمعى) (لعمرك أننى لأحب سلعا ... لرؤيتها وَمن أكتاف سلع) 241 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى (بقيت طلولك يَا أميم على البلى ... لَا مثل مَا بقيت عَلَيْهِ طلول) 242 - وَقَالَ الْأَعْشَى نعْمَان بن نجوان التغلبى واسْمه ربيعَة وتروى لعَمْرو بن الْأَيْهَم (حنت سَلامَة للفراق جمَالهَا ... كَيْمَا تحب وَمَا أحب زيالها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 (هَذَا النَّهَار بدا لَهَا من همها ... مَا بالها بِاللَّيْلِ زَالَ زَوَالهَا) (الْحسن آلفها يبيت ضجيعها ... وتظل قَاصِرَة عَلَيْهِ ظلالها) (ظلت تسائل بالمتيم مَاله ... وهى الَّتِى فعلت بِهِ أفعالها) 243 - وَقَالَ آخر (سقى بَلَدا أمست سليمى تحله ... من المزن مَا يرْوى بِهِ ويسيم) (وَإِن لم أكن من ساكينيه فانه ... يحل بِهِ شخص علىّ كريم) (أَلا حبذا من لَيْسَ يعدل عِنْده ... لدىّ وَإِن شطّ المزار نعيم) (وَإِن لامنى فِيهِ حميم وَصَاحب ... فَرد بغيظ صَاحب وحميم) 244 - وَقَالَ أحيحة بن الجلاح الأوسي (يشتاق شوقى إِلَى مليكَة لَو ... أمست قَرِيبا لمن يطالبها) الحديث: 243 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 (مَا أحسن الْجيد من مليكَة واللبّات إِذْ زانها ترائبها) (يَا ليتنى لَيْلَة إِذْ هجع النَّاس ونام الْكلاب صَاحبهَا) (فى لَيْلَة لَا نرىْ بهَا أحدا ... يسْعَى علينا إِلَّا كواكبها) (فَمَا ترجى النُّفُوس من طلب الْخَيْر وَحب الْحَيَاة كاذبها) 245 - وَقَالَ يُوسُف بن يَعْقُوب القرشى (نظرت وعينى تستهلّ شؤونها ... وفى الْقلب من خوف الْفِرَاق شؤون) (إِلَى بارق من دونه الطود مبرق ... لذى الشوق يخفى تَارَة وَيبين) (وَكم تَحت ذَاك البارق اللائح الذى ... تَأَمَّلت من واش علىّ ظنين) (وَمن ذى هوى حَتَّى هَاجَرت كأننى ... بهجرانه لخّت علىّ يَمِين) (كأنى غَدَاة الْبَين من لاعج الْهوى ... بأسمر مسنون الشباة طعين) (وَمَا واله مفجوعة بوليدها ... لَهَا حِين تمسى بالعقال حنين) (بأوجد منى يَوْم بنت وَقد بدا ... لعينىّ من بَين الحبيب يَقِين) الحديث: 245 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 (غَدَاة فِرَاق الظاعنين وإننى ... بِمن لم أودّع مِنْهُم لحزين) (وَلما تقضى الْحَج وانصرفت بِنَا ... نوى غربَة عَمَّن نحب شطون) (رحلنا فشرّقنا وراحوا فغرّبوا ... فَفَاضَتْ لروعات الْفِرَاق عُيُون) (فَكيف نرجّى إِن يحّم لقاؤنا ... وفى كل يَوْم رحلتان تكون) (فيا عاذلاتىْ إِن أردتنّ سلوتى ... فَذَلِك شئ مَا أرَاهُ يكون) (فأمسكن عَنى بالعشى حمائما ... لَهُنَّ على سوق العضاه رنين) (أَو أخفين لمع الْبَرْق من نَحْو أرْضهَا ... إِذا لَاحَ فى دانى البروق هتون) (أَو اشققن عَن قلبى فأخرجن حبها ... فقلبى لَهَا مستودع وَأمين) (أَو اقصرن عَن هَذَا فِان انْصِرَافه ... إِلَى مُدَّة لَا بُد أَن سَيكون) 246 - وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى (بدا حِين سرنا قَاصِدين لأهلنا ... سنيح فَقَالَ الْقَوْم مرّسنيح) (وهاب رجال أَن يَسِيرُوا فلجلجوا ... فَقلت لَهُم قَالَ لدىّ ريح) (عِقَاب باِعقاب من الدَّار بعد مَا ... مَضَت نِيَّة لَا تستطاع طريح) الحديث: 246 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 (وَقَالُوا دم دَامَت مَوَدَّة بَيْننَا ... عْلى رغم واش بالقبيح يبوحْ) (وَقَالَ صحابى هدهد فَوق بانة ... هدى وَبَيَان فى الطَّرِيق يلوح) (وَقَالُوا حمامات فحمّ لقاؤها ... وطلح فنيلت والمطى طلوح) (لعيناك يَوْم الْبَين أسْرع واكفا ... من الفنن الممطور وَهُوَ مروح) 247 - وَقَالَ جميل بن معمر (تَعَالَى نبع فى الْعَام يَا بثن ديننَا ... بدنيا فِانا قَابلا سنتوب) (فَقَالَت لعّنا يَا جميل نبيعه ... وآجالنا من دون ذَاك قريب) 248 - وَقَالَ آخر وَلَعَلَّه لقيس بن الملوح العامرى (بِمَا نلْت يَا ليلى من الْحسن والبها ... وَعزة آبَاء كرام جحاجح) (تَعَالَى نبع دينا بدنيا لذيذة ... فمتجر أَرْبَاب الْهوى أى رابح) (ونستغفر الرَّحْمَن من كل مَا جرى ... وَيرجع منا صَالحا كل صَالح) 249 - وَقَالَ آخر (تَعَالَى نبع دينا بدنيا نصِيبهَا ... ونستغفر الرَّحْمَن فَالْبيع وَاجِب) (من الدَّهْر يَوْمًا ثمَّ نخلص تَوْبَة ... نصُوحًا فيعفو رَبنَا أَو يُعَاقب) الحديث: 247 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 (فقد وعد الله التجاوز عَبده ... إِذا العَبْد لَاقَى ربه وَهُوَ تائب) 250 - وَقَالَ قيس بن الملوح وتروى لِابْنِ الدمينة (ونبّئت ليلى أرْسلت بشفاعة ... إلىّ فَهَلا نفس ليلى شفيعها) (أأكرم من ليلى علىّ فتبتغى ... بِهِ الجاه أم كنت امْرأ لَا أطيعها) 251 - وَقَالَ خَارِجَة (أشوقا وَلما يسْلك الْبَين مسلكا ... فَمَا أَنْت إِن شقَّتْ عَصا الْبَين فَاعل) (هُنَاكَ يحنّ الْقلب حّنة واله ... ويستنّ مرفضّ من الدمع هاطل) (وَإِن عّن لى بِاللَّيْلِ ذكرك عّنة ... هفوت وشاقتنى الرسوم المواحل) (وأقنع من ليلى باِصقاب دارها ... وأخدع فِيهَا بالمنى وَهُوَ بَاطِل) 252 - وَقَالَ جران الْعود واسْمه الْمُسْتَوْرد (ذكرت الصِّبَا فانهّلت الْعين تذرف ... وراجعك الشوق الذى كنت تعرف) الحديث: 250 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 253 - وَقَالَ بشار بن برد (حَتَّى إِذا بعث الصَّباح فراقنا ... ورأين من وَجه الظلام صدودا) (جرت الدُّمُوع وقلن فِيك جلادة ... عَنَّا ونكره أَن تكون جليدا) 254 - وَقَالَ آخر (ليلى المحبين مطوى جوانحه ... مشمّر الذيل مَنْسُوب إِلَى الْقصر) (مَا ذَاك إِلَّا لِأَن الصُّبْح يحسدهم ... فَأطلع الشَّمْس من غيظ على الْقَمَر) 255 - وَقَالَ ابو الْعَوام بن كَعْب بن زُهَيْر بن أَبى سلمى وَمِنْهُم من ينسبها للحسين بن مطير وَبَعضهَا لكثير وَالْأول أصح (وخبّرت ليلى بالعراق مَرِيضَة ... فَأَقْبَلت من مصر إِلَيْهَا أعودها) الحديث: 253 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 (فوَاللَّه مَا أدرى إِذا أَنا جِئْتهَا ... أأبرئها من دائها أم أزيدها) (أَلا لَيْت شعرى بَعدنَا هَل تغيّرت ... ملاحة عينى أم عَمْرو وجيدها) (لقد كنت جلدا قبل أَن توقد النَّوَى ... على كبدى نَارا بطيئا حمودها) (وْلو نزلت نَار الْهوى لتصرمتْ ... وَلَكِن شوقا كل يَوْم يزيدها) (وَقد كنت أَرْجُو أَن نموت صبابتى ... إِذا قدمت أَيَّامهَا وعهودها) (فقد جعلت فى حَبَّة الْقلب والحشى ... عهاد الْهوى تولى بشوق يُعِيدهَا) (بسود نَوَاصِيهَا وحمر أكفهّا ... وصفر تراقيها وبيض خدودها) (وَكنت إِذا مَا جِئْت ليلى أزورها ... أرى الأَرْض تطوى لى وَيَدْنُو بعيدها) (من الخفرات الْبيض ود جليسها ... إِذا مَا انْقَضتْ أحدوثة أَن تعيدها) (مخصّرة الأوساط زانت عقودها ... بِأَحْسَن مِمَّا زينتها عقودها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 (يمنيننا حَتَّى ترفّ قُلُوبنَا ... رفيف الخزامى بَات طل يجودها) (وَتَحْت مجَال الصَّدْر حر بلابل ... من الشوق لَا يدعى لخطب وليدها) (حزازات شوق فى الْفُؤَاد وعبرة ... أظل بأطراف البنان أذودها) (نظرت إِلَيْهَا نظرة مَا يسرنى ... بهَا حمر أنعام الْبِلَاد وسودها) (إِذا جِئْتهَا وسط النِّسَاء منحتها ... صدودا كَأَن الْقلب لَيْسَ يريدها) (ولى نظرة بعد الصدود من الجوى ... كنظرة ثَكْلَى قد أُصِيب وحيدها) (رفعت عَن الدُّنْيَا المنى غير وَجههَا ... فَلَا أسأَل الدُّنْيَا وَلَا أستزيدها) (وَلَو أَن مَا أبقيت منى مُعَلّق ... بِعُود ثمام مَا تأوّد عودهَا) 256 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة (أميم بقلبى من هَوَاك ضمانة ... وَأَنت لَهَا لَو تعلمين طَبِيب) (وإنى لتعرونى لذكراك رعدة ... لَهَا بَين جسمى وَالْعِظَام دَبِيب) (أحقا عباد الله أَن لست خَارِجا ... وَلَا والجا إِلَّا علىّ رَقِيب) (وَلَا زَائِرًا فَردا وَلَا فى جمَاعَة ... من النَّاس إِلَّا قيل أَنْت مريب) (وَإِن الْكَثِيب الْفَرد من جَانب الْحمى ... إلىّ وَإِن لم آته لحبيب) (وَلَو أَن مَا بى بالحصى فلقّ الْحَصَى ... وبالريح لم يسمع لَهُنَّ هبوب) (وَلَو أننى أسْتَغْفر الله كلما ... ذكرتك لم تكْتب علىّ ذنُوب) الحديث: 256 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 (أما والذى يبلو السرائر كلهَا ... وَيعلم مَا يَبْدُو بِهِ ويغيب) (لقد كنت مِمَّا يصطفى النَّاس خلة ... لَهَا دون خلان الصفاء نصيب) (يَقُولُونَ من هَذَا الْغَرِيب بأرضنا ... وأيدى الْهَدَايَا إننى لغريب) (غَرِيب دَعَاهُ الشوق فاقتاده الْهوى ... كَمَا قيد عود فى الزِّمَام صَلِيب) (فَلَا خير فى الدُّنْيَا إِذا أَنْت لم تزر ... حبيبا وَلم يطرب إِلَيْك حبيب) (تهيج علىّ الشوق بعد أندماله ... يَمَانِية علوِيَّة وجنوب) (بنفسى وأهلى من إِذا عرضوا لَهُ ... بِبَعْض الْأَذَى لم يدر كَيفَ يُجيب) (وَلم يعْتَذر عذر البرئ وَلم تزل ... بِهِ سكتة حَتَّى يُقَال مريب) (لَك الله إنى وَاصل مَا وصلتنى ... ومثن بِمَا أوليتنى ومثيب) 257 - وَقَالَ ذُو الرمة (وَكنت أرى من وَجه مية لمحة ... فأبرق مغشيا على مكانيا) (أصلى فَمَا أدرى إِذا مَا ذكرتها ... أثنتين صليت العشا أم ثمانيا) (وَإِن سرت فى الأَرْض الفضاء حسبتنى ... ادارى رحلى أَن يمِيل حياليا) (يَمِينا إِذا كَانَت يَمِينا وَإِن تكن ... شمالا يجاذبنى الْهوى عَن شماليا) الحديث: 257 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 258 - وَقَالَ آخر (طرقتنى فى خُفْيَة واكتتام ... من رَقِيب وحاسد وغيور) (فأبان الحلى وَالطّيب عَمَّا ... سترته من أمرنَا المستور) 259 - وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف (قلت الزِّيَارَة قَالَت وهى ضاحكة ... الله يعلم فِيهَا كنه إضمارى) (فَكيف أصنع بالواشين لَا سلمُوا ... والعنبر الْورْد يَأْتِيهم بأخبارى) 260 - وَقَالَ يزِيد الغوانى العجلى وَهُوَ ابْن سُوَيْد بن حطَّان من بنى بهثة (سرت عرض ذى قار إِلَيْنَا فصدقت ... أَحَادِيث للواشى بِهن دَبِيب) (أَحَادِيث سدّاها شبيب ونارها ... وَإِن كَانَ لم يسمع بِهن شبيب) 261 - وَقَالَ عدى بن زيد العبادى (بكر العاذلون فى وضح الصُّبْح يَقُولُونَ لى أَلا تستفيق) الحديث: 258 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 (ويلومون فِيك يَا ابْنة عبد الله ... وَالْقلب عنْدكُمْ موثوق) (لست أدرى إِذْ أَكْثرُوا العذل فِيهَا ... أعدو يلومنى أم صديق) (زانها وَجههَا وَفرع عميم ... وأثيث صلت الجبين أنيق) (وثنايا مفلجات عِذاب ... لَا قصار ترى وَلَا هن روق) (فدعوا بالصبوح يَوْمًا فَجَاءَت ... فينة فى يَمِينهَا إبريق) (قَدمته على عقار كعين الديك ... صفى سلافها الراووق) (مرّة قبل مزجها فِاذا مَا ... مزجت لذّ طعمها من يَذُوق) (وطفا فَوْقهَا فواقع كاليا ... قوت حمر يزينها التصفيق) (ثمَّ كَانَ المزاج مَاء غمام ... غير مَا آجن وَلَا مطروق) 262 - وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (بسطت كفى نحوكم سَائِلًا ... مَاذَا تردون على السَّائِل) (إِن لم تنيلوه فقولو لَهُ ... قولا جميلا بدل النائل) (أَو كُنْتُم الْآن على عسرة ... مِنْكُم فمّنوه إِلَى قايل) 263 - وَقَالَ ابو بكر بن عبد الرَّحْمَن الزهرى (وَلما نزلنَا منزلا طله الندى ... أنيقا وبستانا من النُّور حاليا) الحديث: 262 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 (أجدّ لنا طيب الْمَكَان وحسبنه ... منى فتمنينا فكنتِ الأمانيا) 264 - وَقَالَ آخر ... وَلَو قيل لى مَاذَا على الله تشْتَهى ... لَقلت وَلم أعدل بهَا أحدا ريا) (أنال الرِّضَا من لثمها وتنيلنى ... على ظمأ من خمر ريقتها ريا) 265 - وَقَالَ خُلَيْد مولى الْعَبَّاس بن مُحَمَّد (أما والراقصات بِذَات عرق ... وَمن صلىّ بنعمان الْأَرَاك) 266 - وَقَالَ ماجد بن مُخَارق الغنوى (فَلَمَّا اسْتَقَلت شرعهم وتحرشت ... بهَا الرّيح أبديت الذى كنت أكتم) (سأبكيك بِالْعينِ الَّتِى قادت الْهوى ... إِلَى الْقلب حَتَّى يعقب الدمعة الدَّم) 267 - وَقَالَ الْحَارِث بن وابصة الكنانى (لقد كدت لَوْلَا أننى أملك الأسى ... وتعترض الأحزان بى ثمَّ أَصْبِر) الحديث: 264 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 (أحن حنين الواله الطَّرب الذى ... ثنى شجوه بعد الحنين التَّذَكُّر) 268 - وَقَالَ قيس بن الملوح (إِلَى الله أَشْكُو نِيَّة شقَّتْ الْعَصَا ... هى الْيَوْم شَتَّى وهى أمس جَمِيع) (أيا حرجات الدَّار حَيْثُ تحملوا ... بذى سلم لَا جادكن ربيع) (وَلَو لم يهجنى الظاعنون لهاجنى ... حمائم ورق فى الديار وُقُوع) (تداعين فاستبكين من كَانَ ذَا هوى ... نوائح مَا تجرى لَهُنَّ دموع) (وَإِن انهمال الدمع يَا ليل كلما ... ذكرتك وحدى خَالِيا لسريع) (مضى زمن وَالنَّاس يستشفعون بى ... فَهَل لى ليلى الْغَدَاة شَفِيع) (نَدِمت على مَا كَانَ منى فقدتنى ... كَمَا ينْدَم المغبون حِين يَبِيع) (عدمتك من نفس شُعَاع فِاننى ... نهيتك عَن هَذَا وَنحن جَمِيع) (فقربتِ لى غير الْقَرِيب وأشرقت ... ْثنايا عذابْ مَا لَهُنَّ طُلُوع) الحديث: 268 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 269 - وَقَالَ كثير عزة (فَمَا رَوْضَة بالحزن طيبَة الثرى ... يمج الندى جنجاثها وعرارها) (بأطيب من أردان عزة موهنا ... وَقد أوقدت بالمندل الرطب نارها) (لَهَا أرج بعد الهدوء كَأَنَّمَا ... تلاقت بهَا عّطارها وتجارها) (منعمة لم تدر مَا عَيْش شقوة ... وفى المنصب العالى الرفيع نجارها) (هى الْعَيْش مَا لاقتك يَوْمًا بودها ... وَمَوْت إِذا لافاك مِنْهَا ازوارارها) (وإنى وَإِن شّطت نَوَاهَا لحافظ ... لَهَا حَيْثُ حلت واستقرّ قَرَارهَا) 270 - وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون (عهدى بهَا فى الحى قد سربلت ... بَيْضَاء مثل المهرة الضامر) 271 - وَقَالَ ذُو الرمة (خليلى عدّا حاجتى من هواكما ... ومَن ذَا يواسى النَّفس إِلَّا خليلها) (ألما بمىّ قبا أَن تطرح النَّوَى ... بِنَا مطرحا أَو قبل بَين يزيلها) (وَإِن لم يكن إِلَّا تعلل سَاعَة ... قَلِيلا فِانى نَافِع لى قليلها) (لقد اُشربت نفسى لمىّ مَوَدَّة ... تقضى الليالى وهى بَاقٍ وسيلها) الحديث: 269 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 (كأنى أَخُو جريالة بابلية ... من الراح دبت فى الْعِظَام شمولها) 272 - وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة (وَكنت امْرأ بالغور منى لبانة ... وبالجلس أُخْرَى مَا تعيد وَمَا تبدى) (فعين تكر الطّرف نَحْو تهَامَة ... وَعين تكر الطّرف شوقا إِلَى نجد) (فأبكى على هِنْد إِذا هى فَارَقت ... وأبكى على دعد إِذا بنت عَن دعد) (فَلَا تلحيانى إِن جزعت فَمَا أرى ... على زفرات الْحبّ من أحد جلد) 273 - وَقَالَ قيس بن ذريح الكنانى (أَلا يَا غراب الْبَين قد طِرت بالذى ... أحاذر من ليلى فَمَا أَنْت صانع) (كَأَن بِلَاد الله مَا لم تكن بهَا ... وَإِن حل فِيهَا الْخلق وَحش بَلَاقِع) (لقد كنت أبكى والنوى مطمئنة ... بِنَا وبكم من علم مَا الْبَين صانع) (وأهجركم هجر البغيض وحبكم ... على كبدى مِنْهُ كلوم صوادع) (أقضى نهارى بِالْحَدِيثِ وبالمنى ... ويجمعنى والهم بِاللَّيْلِ جَامع) الحديث: 272 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 (نهارى نَهَار النَّاس حَتَّى إِذا بدا ... لى اللَّيْل هزّتنى إِلَيْك الْمضَاجِع) (لقد ثبتَتْ فى الْقلب مِنْك محبَّة ... كَمَا ثبتَتْ فى الراحتين الْأَصَابِع) (فَمَا كل مَا منّتك نَفسك خَالِيا ... يلاقى وَمَا كل الْهوى أَنْت تَابع) (وَلَيْسَ لأمر حاول الله جمعه ... مُشتّ وَلَا مَا فرّق الله جَامع) (طمعتَ بليلى أَن تريع وَإِنَّمَا ... تقطع أَعْنَاق الرِّجَال المطامع) 274 - وَقَالَ جميل بن معمر العذرى (أَلا ليتنا نحيا جَمِيعًا وَإِن نمت ... يواف لَدَى الْمَوْتَى ضريحى ضريحها) (فَمَا أَنا فى طول الْحَيَاة براغب ... إِذا قيل قد سُوّى عَلَيْهَا صفيحها) 275 - وَقَالَ تَوْبَة بن الْحمير الخفاجى (حمامة بطن الواديين ترنمّى ... سقاك من الغر الغوادى مطيرها) (أبينى لنا لَا زَالَ ريشك نَاعِمًا ... وَلَا زلت فى خضراء غض نضيرها) (وَكنت إِذا مَا جِئْت ليلى تبرقعت ... فقد رابنى مِنْهَا الْغَدَاة سفورها) الحديث: 274 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 (وَقد رابنى مِنْهَا صدود رَأَيْته ... وإعراضها عَن حاجتى وبسورها) (وأشرفت فى القور اليفاع لعلنى ... أرى نَار ليلى أَو يرانى بصيرها) (يَقُول أنَاس لَا يضيرك نأيها ... بلَى كل مَا شف النُّفُوس يضيرها) (أَلَيْسَ يضير الْعين أَن تكْثر البكا ... ويُمنع مِنْهَا نومها وسرورها) (يقر بعينى أَن أرى العيس تعتلى ... بِنَا نَحْو ليلى وهى تجرى صفورها) (أرى الْيَوْم يأتى دون ليلى كَأَنَّمَا ... أَتَت حجج من دونهَا وشهورها) (لكل لِقَاء نلتقيه بشاشة ... وَإِن كَانَ حولا كل يَوْم أزورها) (لقد زعمت ليلى بأنى فَاجر ... لنفسى تقاها أَو عَلَيْهَا فجورها) (أمخترمى ريب الْمنون وَلم أزر ... عذارىّ من هَمدَان بيض نحورها) (ينؤن بأرداف ثقال وأسوق ... خدال وأقدام لطاف خصورها) 276 - وَقَالَ جرير بن الخطفى (مَتى كَانَ الْخيام بذى طلوح ... سُقيتِ الْغَيْث أيتها الْخيام) 277 - وَقَالَ الرماح بن ميادة (فوَاللَّه مَا أدرى أيغلبنى الْهوى ... إِذا جدّ الْبَين أم أَنا غالبه) الحديث: 276 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 (فِان أستطع أغلب وَإِن يغلب الْهوى ... فَمثل الذى لَا قيت يُغلب صَاحبه) (وأشفق من وَشك الْفِرَاق وإننى ... أَظن لمحمولُ عَلَيْهِ فراكبه) 278 - وَقَالَ مُضرس بن قرط (فأقسم لَوْلَا أَن تَقول عشيرتى ... صبا بسليمى وَهُوَ أشمط راجف) (لخفّت إِلَيْهَا من بعيد مطيتى ... وَلَو ضَاعَ من مالى تليد وطارف) (ذكرت سليمى ذكرة فَكَأَنَّمَا ... أصَاب بهَا إِنْسَان عينىّ طارف) (أَلا إِنَّمَا العينان للقلب رائد ... فَمَا تألف العينان فالقلب آلف) 279 - وَقَالَ آخر (أَلا هَل إِلَى مىّ سَبِيل وَسَاعَة ... تكلمنى فِيهَا من الدَّهْر خَالِيا) (فأشفى نفسى من تباريح مَا بهَا ... فِان كلاميها شِفَاء لما بيا) 280 - وَقَالَ يحيى بن طَالب الحنفى (أيا أَثلَاث القاع من بطن وجرة ... حنينى إِلَى أظلالكن طَوِيل) الحديث: 278 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 (وَيَا أَثلَاث القاع قد ملّ رفقتى ... مسيرى فَهَل فى ظلكن مقيل) (وَيَا أَثلَاث البان قلبى موكّل ... بكن وجدوى خيركن قَلِيل) (أَلا هَل إِلَى نشر الخزامى ونظرة ... إِلَى قرقرى قبل الْمَمَات سبيلْ) (أحدث عَنْك النَّفس أَن لست رَاجعا ... إِلَيْك فحزنى فى الْفُؤَاد دخيل) (أُرِيد هبوطا نحوكم فيردنى ... إِذا رمته دين علىّ ثقيل) 281 - وَقَالَ ذُو الرمة (خليلى عوجا من صُدُور الرَّوَاحِل ... بجمهور حزوى فابكيا فى الْمنَازل) 282 - وَقَالَ أَيْضا (إِذا غيّر النأى المحبين لم يكد ... رسيس الْهوى من حب ميّة يبرح) 283 - وَقَالَ يزِيد بن الطثرية (أيا خلة النَّفس الَّتِى لَيْسَ دونهَا ... لنا من أخلاء الصفاء بديل) الحديث: 281 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 (وَيَا من كتمنا حبه لم يطع بِهِ ... عذول وَلم يُؤمن عَلَيْهِ دخيل) (أما من مقَام أشتكى غربَة النَّوَى ... وَخَوف العدى فِيهِ إِلَيْك سَبِيل) (فديتك أعدائى كثير وشّقتى ... بعيد وأنصارى إِلَيْك قَلِيل) (وَكنت إِذا مَا جِئْت جِئْت بعلة ... فأفنيت علاتى فَكيف أَقُول) (فَمَا كل يَوْم لى بأرضك حَاجَة ... وَلَا كل يَوْم لى إِلَيْك رَسُول) (فَلَا تحملى ذنبى وَأَنت ضَعِيفَة ... فَحمل دمى يَوْم الْحساب يطول) 284 - وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله النميرى (تضّوع مسكا بطن نعْمَان إِذْ مشت ... بِهِ زَيْنَب فى نسْوَة عطرات) (مررن بفخ ثمَّ رحن عَشِيَّة ... يلبّين للرحمن معتمرات) (فَلم تَرَ عينى مثل سرب رَأَيْته ... خرجن من التَّنْعِيم مؤتجرات) (جلون وُجُوهًا لم تلحها سمائم ... حرور وَلم يسفعن بالسبرات) (فَقلت يعافير الظباء تناولت ... يناع غصون المرد مهتصرات) الحديث: 284 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 (تقنصن لبَىّ يَوْم نعْمَان إننى ... رَأَيْت فؤادى عادم النظرات) (وَلما رَأَتْ ركب النميرى راعها وَكن مَتى يلقينه حذرات) (دعت نسْوَة شم العرانين بُدّنا ... نواعم لَا شعث وَلَا غبرات) (فأرخين حَتَّى جَاوز الركب دونهَا ... حِجَابا من القسى والحبرات) (فكدت اشتياقا نَحْوهَا وصبابة ... تقطع نفسى دونهَا حسرات) (فراجعت نفسى والحفيظة بعد مَا ... بللت رِدَاء العصب بالعبرات) (أعَان الذى فَوق السَّمَاوَات عَرْشه ... أوانس بالبطحاء مؤتزرات) (يخمّرن أَطْرَاف البنان من التقى ... ويخرجن شطر اللَّيْل مُعْتَجِرَات) 285 - وَقَالَ أَبُو دهبل الجمحى وتروى لعبد الرَّحْمَن بن حسان الأنصارى (طَال ليلى وبتّ كالمحزون ... ومللت الثواء فى جيرون) الحديث: 285 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 (ولتلك اغتربت فى الشَّام حَتَّى ... ظن أهلى مرجّمات الظنون) (فَبَكَتْ خشيَة التَّفَرُّق جمل ... كبكاء القرين إِثْر القرين) (وهى زهراء مثل لؤلؤة الغوّاص ... صيغت من جَوْهَر مَكْنُون) (وَإِذا مَا نسبتها لم تجدها ... فى سناء من المكارم دونى) (وَلَقَد قلت إِذْ تطاول ليلى ... وتقلبّت ليلتى فى فنون) (لَيْت شعرى أَمن هوى طَار نومى ... أم برانى ربى قصير الجفون) (ثمَّ خَاصرتهَا إِلَى الْقبَّة الخضراء ... تمشى فى مرمر مسنون) (قبَّة من مراجل نصبوها ... عِنْد حد الشتَاء فى قيطون) (وقباب قد اشرجت وبيوت ... ُنْطُقها بالريحان والزرجون) (تجْعَل الندّ واليلنجوج والمسك ... صلاء لَهَا على الكانون) (ثمَّ فارقتها على خير ماكان ... قرين مفارقا لقرين) 286 - وَقَالَ قيس بن الملوح (وُعّلقت ليلى وهى ذَات ذؤابة ... وَلم يبد للأتراب من ثديها حجم) الحديث: 286 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 (صغيرين نرعى البهم يَا لَيْت أننّا ... إِلَى الْآن لم نكبَر وَلم يكبر البهم) 287 - وَقَالَ يزِيد بن الطثرية (وَلَا بَأْس بالهجر الذى لَيْسَ بالقلى ... إِذا اشتجرت عِنْد الحبيب شواجره) (وَلَكِن مثل الْمَوْت هجران ذى الْهوى ... حذار الأعادى والحبيب يجاوره) 288 - وَقَالَ آخر (لعمرك مَا الهجران أَن تبعد النَّوَى ... باِلفين دهرا ثمَّ يَجْتَمِعَانِ) (ولكنما الهجران أَن تجمع النَّوَى ... وَيمْنَع منى من أرى ويرانى) 289 - وَقَالَ قَائِد بن الْمُنْذر القشيرى (هَل الوجد إِلَّا أَن قلبى لَو دنا ... من الْجَمْر قيد الرمْح لاحترق الْجَمْر) 290 - وَقَالَ آخر (سقى الْعلم الْفَرد الذى فى ظلاله ... غزالان مكحولان مؤتلفان) (أرعتهما صيدا فَلم أستطعهما ... ورميًا فقاتل وَقد قتلانى) الحديث: 287 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 291 - وَقَالَ عُرْوَة بن حزَام (وإنى لتعرونى لذكراك رعدة ... لَهَا بَين جسمى وَالْعِظَام دَبِيب) (وَمَا هُوَ إِلَّا أَن أَرَاهَا فجاءة ... فأبهت حَتَّى لَا أكاد اُجيب) (وأصدف عَن رأيى الذى كنت أرتئى ... وأنسى الذى أَعدَدْت حِين تغيب) (وَيظْهر قلبى عذرها ويعينها ... علىّ فَمَا لى فى الْفُؤَاد نصيب) (وَقد علمت نفسى مَكَان شفائها ... قَرِيبا وَهل مَا لَا ينَال قريب) (حَلَفت بِرَبّ الراكعين لرَبهم ... خشوعا وَفَوق الراكعين رَقِيب) (لَئِن كَانَ برد المَاء حرّان صاديا ... إلىّ حبيباً إِنَّهَا لحبيب) 292 - وَقَالَ الرّماح بن ميّادة (أَبيت أمنى النَّفس من لاعج الْهوى ... إِذا كَانَ برح الشوق يتلفها وجدا) (منى إِن تكن حَقًا تكن أحسن المنى ... وَإِلَّا فقد عِشْنَا بهَا زَمنا رغدا) (أمانىّ من سعدى عِذابا كَأَنَّمَا ... سقتنا بهَا سعدى على ظمأ بردا) الحديث: 291 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 (أَلا حبذا سعدى على فرط حبها ... وإخلافها بعد المطال لنا وَعدا) 293 - وَقَالَ ابْن الدمينة (خليلى! زورا بى أُمَيْمَة فاجلوا ... بهَا بضرى أَو غمرة عَن فؤاديا) (فقد طَال هجرانى أُمَيْمَة أبتغى ... رضَا النَّاس لَا ألْقى من النَّاس رَاضِيا) 294 - وَقَالَت صاحبته محيبة لَهُ (أيا حسن الْعَينَيْنِ أَنْت قتلتنى ... وَيَا فَارس الخيلين أَنْت شفائيا) (ورغبَتنى الظمء الطَّوِيل بِشَربَة ... على ظمأ لم تشف منى فؤاديا) 295 - وَقَالَ بشار بن برد (يَا قرّة الْعين إنى لَا أسميكِ ... أكنى بِأُخْرَى أسميها وأعنيك) (أخْشَى عَلَيْك من الْجِيرَان حاسدة ... أوسهم غيران يرمينى ويرميك) (يَا أطيب النَّاس ريقا غير مختبر ... إِلَّا شَهَادَة أَطْرَاف المساويك) الحديث: 293 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 (منيتنا زورة فى النّوم وَاحِدَة ... فاثنى وَلَا تجعلها بَيْضَة الديك) (يَا رَحْمَة الله حلى فى مَنَازلنَا ... حسبى برائحة الفردوس من فِيك) (إِن الذى رَاح مغبوطا براحته ... كف تمسك أَو كف تعاطيك) (أغراك بالبخل قلب لَا يلين لنا ... يَا ليته مرّة بالجود يغريك) (قَالَت ملكت وَلم تملك فَقلت لَهَا ... مَا كل مالكة تزرى بمملوك) (إِذا بخلت وَلم تعطين من سَعَة ... فَمن يؤمل مَعْرُوف الصعاليك) 296 - وَقَالَ مُسلم بن جُنْدُب (طرقتك زَيْنَب والركاب مناخة ... بَين المخارم والندى يتصبب) (بثينة العلمين وَهنا بَعْدَمَا ... خَفق السماك وجاوزته الْعَقْرَب) (فتحية وسلامة لخيالها ... وَمَعَ التَّحِيَّة والسلامة مرحب) (أنَّى اهتديت وَمن هداك ودوننا ... أجأٌ فرملة عالج فالمرقب) (إِن كَانَ أهلك يمنعونك رَغْبَة ... عَنى فقومى بى أضن وأرغب) (أَو لَيْسَ لى قرناء إِن أقصيتنى ... حدبوا علىّ وَفِيهِمْ مستعتب) (فلئن دَنَوْت لأدنون بعفة ... وَلَئِن نأيت فَمَا ورائى أرحب) الحديث: 296 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 (يَأْبَى وجّدك أَن أكون مذمما ... عقل أعيش بِهِ وقلب قُلبّ) 297 - وَقَالَ جميل بن معمر (لما دنا الْبَين بَين الحى واقتسموا ... حَبل النَّوَى فَهُوَ فى أَيْديهم قطع) (جَادَتْ بأدمعها سلمى وأعجلنى ... وَشك الْفِرَاق فَمَا أبقى وَمَا أدع) (يَا قلب وَيحك مَا سلمى بذى سلم ... وَلَا الزَّمَان الذى قد فَاتَ مرتجع) (أكلما بْان ركبْ لَا تلائمهم ... وَلَا يبالون أَن يشتاق من فجعوا) (علقتنى بهوى مِنْهُم فقد جعلت ... من الْفِرَاق حَصَاة الْقلب تنصدع) 298 - وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد الكنانى (سقى سلمى وَأَيْنَ ديار سلمى ... إِذا كَانَت مجاورة السرير) الحديث: 297 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 (وَقَالُوا مَا تشَاء فَقلت ألهو ... إِلَى الإصباح آثر ذى أثير) (بآنسة الحَدِيث رضاب فِيهَا ... بعيد النّوم كالعنب الْعصير) (سقونى النسء ثمَّ تكنفونى ... عداة الله من كذب وزور) (فيا للنَّاس كَيفَ خلبت نفسى ... على شئ ويكرهه ضميرى) 299 - وَقَالَ كثير عزة (أَقُول لماء الْعين أمعن لَعَلَّه ... بِمَا لَا يرى من غَائِب الوجد يشْهد) (فَلم أدر أَن الْعين قبل فراقها ... غَدَاة الشبا من لاعج الشوق تجمد) (وَلم أر مثل الْعين ضنت بِمَائِهَا ... علىّ وَلَا مثل على الدمع يحْسد) 300 - وَقَالَ أَبُو هفان المهزمى (لما ثنت جيد الغزال وأعرضت ... أَرَاك الْهوى فى لحظها لحظ عَاتب) الحديث: 299 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 (فَلم أدر مَا العتبى وَلَا كنت مذنبا ... سوى أننى مستشعر ثوب تائب) (وَمَا لحظتك الْعين منى بنظرة ... فتقلع إِلَّا عَن دموع سواكب) (وإنى لأستدعى بك الْحزن والبكا ... إِذا غاض دمعى عِنْد بعض المصائب) 310 - وَقَالَ آخر وتروى لذى الرّمة (وقفت على ربع لمية ناقتى ... فَمَا زلت أبكى عِنْده وأخاطبه) (وأسقيه حَتَّى كَاد مِمَّا أبثه ... تكلمنى أحجاره وملاعبه) (وَقد حَلَفت بِاللَّه مية مَا الذى ... أَقُول لَهَا لَا الذى أَنا كاذبه) (إِذا فرمانى الله من حَيْثُ لَا أرى ... وَلَا زَالَ فى دارى عَدو أجانبه) (إِذا رَاجَعتك القَوْل مية أَو بدا ... لَك الموجه مِنْهَا أَو نضى الدرْع سالبه) (فيا لَك من خد أسيل ومنطق ... رخيم وَمن خلق تعلل جادبه) 302 - وَقَالَ مُزَاحم العقيلى (أفى كل يَوْم أَنْت من غربَة النَّوَى ... إِلَى الشم من أَعْلَام ميلاء نَاظر) (بعمشاء من طول الْبكاء كَأَنَّمَا ... بهَا خزر أَو طرفها متخازر) (تمنى المنى حَتَّى إِذا نَالَتْ المنى ... بدا واكف من دمعها متبادر) الحديث: 310 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 303 - وَقَالَ الْأَحْوَص (يَا بَيت عَاتِكَة الَّتِى أتعزل ... حذر العدى وَبِه الْفُؤَاد موكّل) (هَل عيشنا بك فى زَمَانك رَاجع ... فَلَقَد تفاحش بعْدك المتعلل) (إنى لأمنحك الصدود وإننى ... قسما إِلَيْك مَعَ الصدود لأميل) (وأصد عَنْك وَمَا الصدود لبغضة ... إِلَّا مَخَافَة كاشح لَا يعقل) (إِن الشَّبَاب وعيشنا العذب الذى ... كُنَّا بِهِ وَمنا نسر ونجذل) (ولّت بشاشته وَأصْبح ذكره ... شجنا يعل بِهِ الْفُؤَاد وينهل) 304 - وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذلى (يَا بَيت دهماء الذى أتجنب ... ذهب الزَّمَان وحبها لَا يذهب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 305 - وَقَالَ ذُو الرّمة غيلَان (أَلا يَا اسلمى يَا دَار مىّ على البلى ... وَلَا زَالَ منهلا بجرعائك الْقطر) 306 - وَقَالَ الشنفرى الأزدى جاهلى (أُمَيْمَة لَا يخزى نثاها جليسها ... إِذا ذكر النسوان عفت وجلت) 307 - وَقَالَ ذُو الرّمة غيلَان (أمنزلتى مى سَلام عَلَيْكُمَا ... هَل الأزمن اللاتى مضين رواجع) 308 - وَقَالَ الْحَارِث بن خَالِد بن العاصى المخزومى (أظليم إِن مصابكم رجلا ... أهْدى السَّلَام تَحِيَّة ظلم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 (أقصيته وَأَرَادَ وصلكم ... فليهنه إِذْ جَاءَهُ السّلم) (لفّاء ممكور مخلخلها ... عجزاءْ لَيْسَ لعظمها حجم) (وَكَأن غَالِيَة تباشرها ... تَحت الثِّيَاب إِذا صغا النَّجْم) 309 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى (دَعَوْت إِلَه الْعَرْش مولى مُحَمَّد ... ليجمع شعبًا أَو يقرّب نَائِيا) 310 - وَقَالَ الفرزدق (ألم تَرَ أَنى يَوْم جوّ سويقة ... بَكَيْت فنادتنى هنيدة مَا ليا) 311 - وَقَالَ قيس بن المّلوح وفيهَا أَبْيَات تنْسب إِلَى قيس بن ذريح وَإِلَى جميل بن معمر العذرى (وخبرتمانى أَن تيماء منزل ... لليلى إِذا مَا الصَّيف ألْقى المراسيا) الحديث: 311 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 (فهذى شهور الصَّيف عَنَّا قد انْقَضتْ ... فَمَا للنوى ترمى بليلى المراميا) (أعد الليالى والشهور وَلَا أرى ... غرامى بكم يزْدَاد إِلَّا تماديا) (فيا جبلى نعْمَان إِن آن بعدهمْ ... فِانى سأكسوك الدُّمُوع الجواريا) (فَلَو كَانَ واش بِالْيَمَامَةِ دَاره ... ودارى بِأَعْلَى حَضرمَوْت اهْتَدَى ليا) (فِان تمنعوا ليلى وَحسن حَدِيثهَا ... فَلَنْ تمنعوا منى البكا والقوافيا) (فَهَلا منعتم إِذْ منعتم حَدِيثهَا ... خيالا يوافينى على النأى شافيا) (يَقُولُونَ ليلى أهل بَيت عَدَاوَة ... بنفسى ليلى من عَدو وَمَا ليا) (وَأَنت الَّتِى مَا من صديق وَلَا عدى ... يرى نضو مَا أبقيت إِلَّا رثى ليا) (أَلا أَيهَا الركب اليمانون عرّجوا ... علينا فقد أَمْسَى هواى يَمَانِيا) (أسايلكم هَل سَالَ نعْمَان بَعدنَا ... وَحب إِلَيْنَا بطن نعْمَان وَاديا) (خليلىّ لَا وَالله لَا أملك البكا ... إِذا علم من أَرض لَيْلَة بدا ليا) كَأَن لم يكن بَين إِذا كَانَ بعده ... تلاق وَلَكِن لَا إخال التلاقيا) (لقد كنت أعلو حب ليلى فَلم يزل ... بى النَّقْض والإبرام حَتَّى علانيا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 312 - وَقَالَ بعض بنى فَزَارَة (وعود قَلِيل الذَّنب عاودت ضربه ... إِذا هاج شوقى من معاهدها ذكر) (وَقلت لَهُ ذلفاء وَيحك سيبت ... لَك الضَّرْب فاصبر إِن عادتك الصَّبْر) (وَأعْرض حَتَّى يحْسب النَّاس أَنما ... بى الهجر لَا وَالله مَا بى لَك الهجر) (وَلَكِن أروض النَّفس أنظر هَل لَهَا ... إِذا فَارَقت يَوْمًا أحبتها صَبر) 313 - وَقَالَ زُهَيْر بن جناب (إِذا مَا شِئْت أَن تسلو حبيبا ... فَأكْثر دونه عدد الليالى) (فَمَا سلّى حَبِيبك مثل نأى ... وَلَا أبلى جديدك كابتذال) 314 - جَوَابه وَلَكِن مَا عرف لمن (لقد أكثرت فى عدد الليالى ... وخلت بأننى أنسى الحبيبا) الحديث: 312 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 (فَلم تفد النَّوَى غير اشتياق ... رَأَيْت للفظه معنى عجيبا) 315 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولى (لَا يمنعنّك خفض الْعَيْش فى دعة ... نزوع نفس إِلَى أهل وأوطان) (تلقى بِكُل بِلَاد إِن حللت بهَا ... أَهلا بِأَهْل وجيرانا بجيران) 316 - وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذلى (جمالك أَيهَا الْقلب القريح ... ستلقى من تحبّ فتستريح) 317 - وَقَالَ أَيْضا (أَلا زعمت أَسمَاء أَن لَا احبها ... فَقلت بلَى لَوْلَا ينازعنى شغلى) 318 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد (مَرِيضَة أثْنَاء التهادى كَأَنَّمَا ... تخَاف على أحشائها أَن تقطعا) الحديث: 315 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 (تسيب انسياب الأيم أخصره الندى ... فَرفع من أعطافه مَا ترفعا) (تأملتها مغترة فَكَأَنَّمَا ... رَأَيْت بهَا من سنة الْبَدْر مطلعا) (إِذا مَا مَلَأت الْعين مِنْهَا ملأتها ... من الدمع حَتَّى أنزف الدمع أجمعا) 319 - وَقَالَ آخر (فقمن بطيئا مشيهن تأوّدا ... على قضب قد ضَاقَ مِنْهُ خلاخله) (كَمَا هزّت المرّان ريح فحركت ... أعالى مِنْهُ وارجحنّت أسافله) 320 - وَقَالَ ابو نواس بن هَانِئ الحكمى (بانوا وَفِيهِمْ شموس دجن ... تنعل أَقْدَامهَا الْقُرُون) (تعوم أعجازهن عوما ... وتنثنى فَوْقهَا الْمُتُون) 321 - وَقَالَ جَابر بن ثَعْلَبَة الطائى وَقيل الجرمى (ومستخبر عَن سر ريّا رَددته ... بعمياء من ريّا بِغَيْر يَقِين) الحديث: 319 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 (يَقُولُونَ خبرنَا فَأَنت أمينها ... وَمَا أَنا إِن خبرتهم بأمين) 322 - وَقَالَ آخر (رعاك ضَمَان الله يَا اُم مَالك ... وَللَّه أَن يشفيك أغْنى وأوسع) (يذكرنيك الْخَيْر وَالشَّر والذى ... أَخَاف وَأَرْجُو والذى أتوقع) 323 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس (تَقول وَقد جردتها عَن ثِيَابهَا ... كَمَا رعت مَكْحُول المدامع أتلعا) 324 - وَقَالَ الراعى بن حُصَيْن بن مُعَاوِيَة بن جندل (صلىّ على عزّة الرَّحْمَن وابنتها ... ليلى وَصلى على جاراتها الْأُخَر) (هن الْحَرَائِر لَا ربات أخمرة ... سود المحاجر لَا يقْرَأن بالسور) الحديث: 322 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 (لَا تعم أعين أَصْحَاب أَقُول لَهُم ... بالأنبط الْفَرد لما بذمم بصرى) (هَل تؤنسون بِأَعْلَى جاسم ظعنا ... وركن فحلين واستقبلن ذَا بقر) (أتبعث آثَارهم عينا معاودة ... سبق الْعُيُون إِذا استكرهن بِالنّظرِ) 325 - وَقَالَت ريّا العقيلية (جعلت لسانى الرّيح إِن هَب حكمه ... غَدَاة اللوى حِين استقام هبوبها) (وللشمس إِن غَابَتْ وَلم يدر كاشح ... بِأَن سليمى قد أَتَاهَا حبيبها) 326 - وَقَالَ بخيس بن منيع من بنى بكر (خليلىّ إنى الْيَوْم شَاك إلَيْكُمَا ... وَهل تَنْفَع الشكوى إِلَى من يزيدها) (تفرق ألاّف وجرية عِبْرَة ... أظل بأطراف البنان أذودها) الحديث: 325 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 327 - وَقَالَ مُطِيع بن إِيَاس الليثى ويكنى أَبَا سلمى (أسعدانى يَا نخلتى حلوان ... وارثيا لي من ريب هَذَا الزَّمَان) (واعلما إِن بقيتما أَن نحسا ... سَوف يأتيكما فتفترقان) (ولعمرى لَو ذقتما ألم الفر ... قة أبكاكما الذى أبكانى) (كم رمتنى صروف هذى الليالى ... بِفِرَاق الأحباب والخلان) (فجعتنى الْأَيَّام أغبط مَا كنت بصدع للبين غير مدان) 328 - وَقَالَ حميد بن ثَوْر الهلالى (أَقُول لعبد الله بينى وَبَينه ... لَك الْخَيْر خبرنى وَأَنت صديق) (ترانى إِن عللت نفسى بسرحة ... من السَّرْح مسدودا علىّ طَرِيق) (سقى السرحة المحلال بالأجرع الذى ... بِهِ السَّرْح دجن دَائِم وبروق) (فيا طيب رياها وَيَا برد ظلها ... إِذا حَان من شمس النَّهَار وديق) (حمى ظلها شكس الخليقة خَائفًا ... عَلَيْهَا عرام الطارقين شفيق) (أَبى الله إِلَّا أَن سرحة مَالك ... على كل أفنان العضاه تروق) (فَلَا الظل مِنْهَا بالضحى تستطيعه ... وَلَا الفئ مِنْهَا بالعشى تذوقْ) الحديث: 327 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 329 - زقال جميل بن معمر العذرى وَمِنْهُم من نَسَبهَا إِلَى قيس بن المّلوح (عرضت على قلبى الْفِرَاق فَقَالَ لى ... من الْآن فأيس لَا أغرُك من صبرى) (إِذا بَان من تهوى وَأصْبح نَائِيا ... فَلَا شئ أجدى من حلولك فى الْقَبْر) (وداع دَعَا إِذْ نَحن بالخيف من منى ... فهيج أحزان الْفُؤَاد وَلم يدر) (دَعَا باسم ليلى غَيرهَا فَكَأَنَّمَا ... أطار بليلى طائرا كَانَ فى صدرى) 330 - وَقَالَ الْكُمَيْت بن مَعْرُوف (هلا سَأَلت منازلا بالأبرق ... درست وَكَيف سُؤال من لم ينْطق) الحديث: 329 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 (لعبت بِهِ ريحَان ريح عجاجة ... بالسافيات من التُّرَاب المعنّق) (والهيف هائجة لَهَا ينتابها ... طِفْل العشى بذى مآتم يشرق) (تصل اللقَاح إِلَى النِّتَاج مربّة ... بخفوق كوكبها وَإِن لم يخْفق) (قد كنت قبل تتوق من هجرانها ... فاليومْ إِذْ شحط المزار بهَا تق) (وَالْحب فِيهِ مرَارَة وحلاوة ... سايل بذلك من تطعّم أَو ذُقْ) (مَا ذاق بؤس معيشة وَنَعِيمهَا ... فِيمَا مضى أحد إِذا لم يعشق) 331 - وَقَالَ مُزَاحم بن الْحَارِث بن الأعلم العقيلى إسلامى (وَقَالُوا تعرّفها الْمنَازل من منى ... وَمَا كل من وافى منى أَنا عَارِف) (فوجدى بهَا وجد المضل بعيره ... بِمَكَّة لم تعطف عَلَيْهِ العواطف) (فَمَا عِنَب جون بِأَعْلَى تبَالَة ... حصيد أمالته الأكف القواطف) (بأطيب من فِيهَا وَمَا ذقت طعمه ... ولكننى بالطير وَالنَّاس عَارِف) (وَمَا برح الواشون حَتَّى ارتموا بِنَا ... وَحَتَّى قُلُوب عَن قُلُوب صوادف) الحديث: 331 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 332 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب المجاشعى (وجون عَلَيْهِ الجص فِيهِ مَرِيضَة ... تطلّع فِيهِ النَّفس وَالْمَوْت حاضره) 333 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى (سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كل مرام) 334 - وَقَالَ المرقش الْأَكْبَر (قل لأسماء أنجزى الميعادا ... وانظرى إِن تزودى مِنْك زادا) (أَيْنَمَا كنت أَو حللت بِأَرْض ... أَو بِلَاد أَحْبَبْت تِلْكَ البلادا) (إِن تكونى تركت ربعك بِالشَّام ... وجاورت حميرا أَو مرَادا) (فارتجى أَن أكون مِنْك قَرِيبا ... واسألى الصادرين والورّادا) (وَإِذا مَا رَأَيْت ركبا محلين ... يقودون مقربات جيادا) (فهم صحبتى على أظهر الميس ... يزجون أينقا أفرادا) الحديث: 332 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 (وَإِذا مَا سَمِعت من نَحْو أَرض ... بمحب قد مَاتَ أَو قيل كادا) (فاعلمى علم غير شكّ بأنى ... ذَاك وأبكى لمقصد لن يقادا) 335 - وَقَالَ خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة (أَلَيْسَ يزِيد السّير فى كل لَيْلَة ... وفى كل يَوْم من أحبتنا قربا) (أحن إِلَى بَيت الزبير وَقد علت ... بِنَا العيس خرقا من تهَامَة أَو نقبا) (إِذا لم تبلغنى إِلَيْكُم ركائبى ... فَلَا وَردت مَاء وَلَا رعت العشبا) (تجول خلاخيل النِّسَاء وَلَا أرى ... لرملة خلخالا يجول وَلَا قلبا) (أقلوا علىّ اللوم فِيهَا لأننى ... تخيرتها مِنْهُم زبيرية قلبا) (احب بنى العّوام من أجل حبها ... وَمن أجلهَا أَحْبَبْت أخوالها كَلْبا) (فاِن تسلمى نسلم وَإِن تتنصّرى ... يشد رجال بَين أَعينهم صلبا) الحديث: 335 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 336 - وَقَالَ عَامر بن مَالك الفزارى وتروى للعرجى (تشّرب قلبى حبها وَمَشى بِهِ ... تمشّى حميا الكأس فى جسم شَارِب) (ودّب هَواهَا فى عظامى فشفّها ... كَمَا دب فى الملسوع سم العقارب) 337 - وَقَالَ عَمْرو بن ضبيعة الرقاشى (تضيق جفون الْعين عَن عبراتها ... فتسفحها بعد التجلدّ وَالصَّبْر) 338 - وَقَالَ آخر (باتت رقودا وَسَار الركب مدّلجا ... وَمَا الأوانس فى بكر لسارينا) (كَأَن ريقتها مسك على ضرب ... شيبت بأصهب من بيع الشآمينا) (يَا رب لَا تسلبنى حبها أبدا ... وَيرْحَم الله عبدا قَالَ آمينا) الحديث: 336 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 339 - وَقَالَ جرير بن الخطفى (يَا أُخْت نَاجِية السَّلَام عَلَيْكُم ... قبل الرحيل وَقبل لوم العُّذل) 340 - وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان (أما والذى حج الملبّون بَيته ... شلالا وَمولى كل بَاقٍ وهالك) 341 - وَقَالَ الشماخ معقل بن ضرار الذبيانى (أَلا مَن لقلب قد أشتّ بلبه ... دواعى الْهوى من حرَّة اللَّوْن عوهج) (صبا صبوة من ذى بحار فجاوزت ... إِلَى آل ليلى بطن غول فمنعج) (وَقد ينتهى الشوق النزيع ويرعوى ... فؤاد الْفَتى بالحلم بعد التعوج) (يمج بمسواك الْأَرَاك بنانها ... رضاب الندى عَن اقحوان مفلج) (تخامص من برد الوشاح إِذا مشت ... تخامص حافى الْخَيل فى الأمعز الوجى) الحديث: 339 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 342 - وَقَالَ قيس بن الملوح وفيهَا أَبْيَات تروى لجميل (وبالجزع من أَعلَى الثَّنية منزل ... رحيب الفضا صدرى بِهِ متضايق) (وَإِن مرورى لَا أكلم أَهله ... أَمر من الْمَوْت الذى أَنا ذائق) (وماذا عَسى الواشون أَن يتحدثوا ... سوى أَن يَقُولُوا إننى لكِ عاشق) (أجل صدق الواشون أَنْت حَبِيبَة ... إلىّ وَإِن لم تصف مِنْك الْخَلَائق) (يضم علىّ اللَّيْل أَطْرَاف حبها ... كَمَا ضم أَطْرَاف الْقَمِيص البنائق) (كَأَن على أنيابها الْخمر شابها ... بِمَاء الندى من آخر اللَّيْل غابق) (وَمَا ذقنه إِلَّا بعينى تفرّسا ... كَمَا شيم فى أَعلَى السحابة بارق) 343 - وَقَالَ مرّة بن عبد الله النهدى وتروى للعوام بن عقبَة العجلانى (أإن سجعت يَوْمًا بواد حمامة ... دعت سَاق حرّ مَاء عَيْنَيْك دافق) الحديث: 342 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 (كَأَنَّك لم تسمع بكاء حمامة ... بشجو وَلم يحزنك إلْف مفارق) (وَلم تَرَ مفجوعا بشئ يُحِبهُ ... سوالك وَلم يعشق كعشقك عاشق) (بلَى فأفق عَن ذكر ليلى فاِنما ... أَخُو الصَّبْر من كف الْهوى وَهُوَ تائق) 344 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب (إِن الْمَلَامَة مثل مَا بكرت بِهِ ... من تَحت لَيْلَتهَا عَلَيْك نوار) (قَالَت وَكَيف يمِيل مثلك للصبا ... وَعَلَيْك من سمة الْحَلِيم وقار) (والشيب ينْهض فى الشبابْ كَأَنَّهُ ... ليل يَصِيح بجانبيه نَهَار) 345 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث التغلبى (كذبتك عَيْنك أم رَأَيْت بواسط ... غلس الظلام من الربَاب خيالا) (وتغوّلت لتروعنا جنية ... والغانيات يرينك الأهوالا) 346 - وَقَالَ فائد بن الأقرم وتروى لعمر بن أَبى ربيعَة (أعُلىّ مَا مَاء الْفُرَات وطيبه ... منى على ظمأ وَبرد شراب) الحديث: 344 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 (بألذ منكِ وَإِن نأيت وقلما ... يرْعَى النِّسَاء أَمَانَة الغُيّاب) 347 - وَقَالَ قيس بن ذريح (تمتّع بهَا مَا ساعفتك وَلَا تكن ... عَلَيْك شجًا فى الْحلق حِين تبين) 348 - وَقَالَ مَرْوَان بن حَفْصَة (إِن الغوانى طَال مَا قتّلننا ... بعيونهن وَلَا يدين قَتِيلا) (من كل آنسة كَأَن حجالها ... ضمن أحور فى الكناس كحيلا) (أَو دين عُرْوَة والمرقش قبله ... كل أُصِيب وَمَا أطَاق ذهولا) (وَلَقَد تركن أَبَا ذُؤَيْب هائما ... وَلَقَد تبلن كثيّرا وجميلا) (وتركن لِابْنِ أَبى ربيعَة منطقا ... فِيهِنَّ أصبح سائرا مَحْمُولا) (إِلَّا أكن مِمَّن قتلن فاِننى ... مِمَّن تركن فُؤَاده مخبولا) الحديث: 347 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 (بَاب الأضياف) 1 - قَالَ ابْن عبد الْأَعْلَى العبدى (ومستنبح لهفان يضْربهُ الندى ... وتسفى عَلَيْهِ شمأل وجنوب) (وَقد أعشت الظلماء أنجم ليله ... وزرّت عَلَيْهِ للغمام جُيُوب) (طوى السّير عمَرى ليله ونهاره ... ففى أخمصيه للدؤوب ندوب) (يعاوره خوف الأعادى نَهَاره ... وَخَوف المنايا اللَّيْل فَهُوَ كئيب) ... رفعت لَهُ حَمْرَاء أخرق نورها ... قَمِيص الدجى إِذْ طَار فِيهِ لهيب) (إِذا ألسن النيرَان اُخرسن ضنة ... فألسنها مستحضر وخطيب) (وجاوب عَنْهَا من حَكَاهُ بِصَوْتِهِ ... وَلَو لم يجب كَانَ اللهيب يُجيب) (وَأَقْبل قد ألْقى الحذار وَرَاءه ... وَبشر نفسا مَا تكَاد تطيب) (فحيّيت محبوبا وأخزيت بكرَة ... لَهَا تامك عالي الْبناء قتيب) (عدا السَّيْف فِيهَا طوره فجرانها ... زميل بِمَا تَحت الجران خضيب) (فخّرت وَولى البزل عَنْهَا نوافرا ... لَهُنَّ عَلَيْهَا أنّة ونحيب) (فَبَاتَ لَهُ من كَبِدهَا وسنامها ... طعامان كل من يَدَيْهِ قريب) (وللكلب لما أَن هداه إِلَى الْقرى ... نصيب وللنور الدَّلِيل نصيب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 (تشارك فِيهَا الضَّيْف وَالْكَلب وَالصَّلَا ... وكل إِلَى قلب الْكَرِيم حبيب) (وهاتيك عاداتى وعادةْ والدى ... وجدى وإنى بعد ذَاك مُصِيب) 2 - وَقَالَ مرّة بن محكان التيمى وَقيل السعدى (أَقُول والضيف مخشّى ذمامته ... على الْكَرِيم وَحقّ الضَّيْف قد وجبا) (يَا ربة الْبَيْت قومى غير صاغرة ... ضمى إِلَيْك رحال الْقَوْم والقربا) (فى لَيْلَة من جُمَادَى ذَات أندية ... لَا يبصر الْكَلْب من ظلمائها الطنبا) (لَا ينبح الْكَلْب فِيهَا غير وَاحِدَة ... حَتَّى يلف على خيشومه الذنبا) (مَاذَا تَرين أندنيهم لأرحلنا ... فى جَانب الْبَيْت أم نبنى لَهُم قببا) (لمرمل الزَّاد معنىّ بجاجته ... من كَانَ يكره ذما أَو يقى حسبا) (وَقمت مستبطنا سيفى وَأعْرض لى ... مثل المجادل كوم يركت عضبا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 (فصادف السَّيْف مِنْهَا سَاق متلبة ... جلس فصادف مِنْهُ سَاقهَا عطبا) (زيّافة بنت زياف مذكرة ... لما نعوها لراعى سرحنا انتحبا) (أمطيت جازرنا أَعلَى سناسنها ... فَصَارَ جازرنا من فَوْقهَا قتبا) (ينشنش اللَّحْم عَنْهَا وهى باركة ... كَمَا تنشنش كفّا قَاتل سلبا) (نصبت قدرى لَهُم وَالْأَرْض قد لبست ... من الصقيع ملاء جدة قشبا) (حتلا إِذا مَا قضى الأضياف حَاجتهم ... لم يجِف غائرها عجما وَلَا عربا) (وَقلت لما غدوا أوصى قعيدتنا ... غدّى بنيك فَلَنْ تلقيهم حقبا) (لَا تعذلينى على إيتاه مكرمَة ... ناهبتها إِذْ رَأَيْت الْحَمد منتهبا) (فى عقر نَاب وَلَا مَال أَجود بِهِ ... وَالْحَمْد خير لمن ينتابه عقبا) 3 - وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم المنقرى اسلامى مخضرمى وَاسم الْأَهْتَم سِنَان بن سمُىّ (ومستنبح بعد الهدوء دَعوته ... وَقد حَان من نجم الشتَاء خفوق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 (يعالج عرنينا من اللَّيْل بَارِدًا ... تلف ريَاح ثَوْبه وبروق) (تألق فى عين من المزن وادق ... لَهُ هيدب جم السجال دفوق) (أضفت فَلم أفحش عَلَيْهِ وَلم أقل ... لأحرمه إِن الْمَكَان مضيق) (وَقلت لَهُ أَهلا وسهلا ومرحبا ... فَهَذَا مبيت صَالح وصديق) (وضاحكته من قبل عرفانى اسْمه ... ليأنس بى إِن الْكَرِيم رَفِيق) (وَقمت إِلَى الكوم الهواجدْ فاتقت ... مقاحيد كوم كالمجادل روق) (باِدماء مرباع النِّتَاج كَأَنَّهَا ... إِذا اعترضت دون العشار فنيق) (وَقَامَ إِلَيْهَا الجازران فأوقدا ... يطيران عَنْهَا الْجلد وهى تفوق) (بضربة سَاق أَو بنجلاء ثرة ... لَهَا من أَمَام الْمَنْكِبَيْنِ فتيق) (فَبَاتَ لَهَا مِنْهَا وللضيف موهنا ... شواء سمين زاهق وغبوق) (وَبَات لنا دون الصِّبَا وهى قُرَّة ... لِحَاف ومصقول الكساء رَقِيق) (وكل كريم يتقى الذَّم بالقرى ... وللحمد بَين الصَّالِحين طَرِيق) (ذرينى فاِن الشُّح يَا أم هَيْثَم ... لصالح أَخْلَاق الرِّجَال سروق) (لعمرك مَا ضَاقَتْ بِلَاد بِأَهْلِهَا ... وَلَكِن أَخْلَاق الرِّجَال تضيق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 4 - وَقَالَ حَاتِم الطائى وتروى لقيس بن عَاصِم المنقرى (أيا ابْنة عبد الله وَابْنَة مَالك ... وَابْنَة ذى البردين وَالْفرس الْورْد) (إِذا مَا صنعت الزَّاد فالتمسى لَهُ ... أكيلا فاِنى لست آكله وحدى) 5 - وَقَالَ ابْن حَكِيم الليثى (ومستنبح والجون أهدب ماطر ... على طمرة وَاللَّيْل أسود مظلم) (فَلَا علم فى الأَرْض يُعلم قَصده ... بِذَاكَ وَلَا يهديه فى الجو أنجم) (هدته لنا وردية اللَّوْن طيّرت ... شرارا رِدَاء الْأُفق مِنْهُنَّ معلم) (فعانقه كلى وَكَاد مَسَرَّة ... يكلمهُ لَو أَنه يتَكَلَّم) (وحاذرن عاداتى القلاص فأجفلت ... عوارف إِن السَّيْف فِيهِنَّ يلحم) 6 - وَقَالَ إِسْحَاق بن حسان الخريمى (أضاحك ضيفى قبل إِنْزَال رَحْله ... ويخصب عندى وَالْمَكَان جديب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 (وَمَا الخصب للأضياف أَن يكثر الْقرى ... ولكنما وَجه الْكَرِيم خصيب) 7 - وَقَالَ آخر (لحا الله من يمسى بطينا وجاره ... من الْجُوع مخىّ الضلوع خميص) (لعمرك مَا ضيفى علىّ بهّين ... وإنى على مَا سره لحريص) 8 - وَقَالَ آخر (والضيف فأكرُم مَا اسْتَطَعْت تعّلة ... وتلّقه بتودد وتهلل) (وَاعْلَم بِأَن الضَّيْف يَوْمًا مخبر ... بمبيت ليلته وَإِن لم يسْأَل) 9 - وَقَالَ مِسْكين الدرامى (أرى كل ريح سَوف تسكن مرّة ... وكل سَمَاء لَا محَالة تُقلع) (وإنىّ والأضياف فى بردة مَعًا ... إِذا مَاتَ نصف الشَّمْس وَالنّصف ينْزع) (أحدثه إِن الحَدِيث من القرىّ ... وتعرف نفسى أَنه سَوف يهجع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 10 - وَقَالَ الْأَحْوَص (عوّدت قومى إِذا مَا الضَّيْف نبهنى ... عقر العشار على عسرى وإيسارى) (إنى إِذا خفيت نَار لمرملة ... ألفى بأرفع تلّ رَافعا نارى) (هَذَا وإنى على جارى لذُو حدب ... أحنو عَلَيْهِ بِمَا يحنى على الْجَار) 11 - وَقَالَ آخر (وقدور على اليفاع يُنَادى ... الضَّيْف مِنْهَا نعيط الغليان) (نُصبت للعفاة فى رَأس نيق ... شَاهِق الهضب شامخ الْأَركان) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 مَا قيل فى النيرَان الموقدة على اليفاع 12 - قَالَ بعض الْأَعْرَاب (وشعثاء غبراء الْفُرُوع منيفة ... بهَا تُوصَف الْحَسْنَاء بل هى أجمل) (دَعَوْت بهَا أَبنَاء ليل كَأَنَّهُمْ ... وَقد أبصروها معطشون قد أنهلوا) 13 - وَقَالَ ابْن مطرف (إِن يكن للسماء غيث سفوح ... فلنا هَاشم بن عبد منَاف) (أوقد النَّار بالغضا حِين لم يرض ... نباح الْكلاب للأضياف) (سيد جَاره غَدا جَار ... بَيت الله بَين الصَّفَا وَبَين الطّواف) 14 - وَقَالَ آخر (الله جَار بنى الْمُهلب مَا سرى ... سَار وَمَا طرد الدجى بصباح) (أجبال أبّهة غيوث مواهب ... أقمار أندية لُيُوث كفاح) (رفعوا الْوقُود على الْجبَال ترّفعا ... أَن يسْتَدلّ عَلَيْهِم بنباح) 15 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب (ومستنبح طاوى الْمصير كَأَنَّمَا ... يخامره من شدَّة الْجُوع أولق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 (دَعَوْت بِحَمْرَاء الْفُرُوع كَأَنَّهَا ... ُذرى راية فى جَانب الجو تخفق) (وإنى سَفِيه النَّار للمبتغى الْقرى ... وإنى حَلِيم الْكَلْب للضيف يطْرق) (إِذا مت فابكينى بِمَا أَنا أَهله ... فَكل جميل قلت فىّيصدق) (وَكم قَائِل مَاتَ الفرزدق والندى ... وقائله مَاتَ الندى والفرزدق) 16 - وَقَالَ مُضرس بن ربعى بن لَقِيط الأسدى وَمِنْهُم من ينسبها إِلَى شبيب بن البرصاء وَقيل إِنَّهَا لعوف بن الْأَحْوَص الكلابى وفيهَا اخْتِلَاف رِوَايَات ( (ومستنبح يخْشَى القواء ودونه ... من اللَّيْل سجفا ظلمَة وستورها) (رفعت لَهُ نارى فَلَمَّا اهْتَدَى لَهَا ... زجرت كلابى أَن يهّر عقورها) (فَبَاتَ وَإِن أسرى من اللَّيْل عقبَة ... بليلة صدق غَابَ عَنْهَا شرورها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 (فَلَا تسألينى واسألى عَن خليقتى ... إِذا ردّ عافى القِدر من يستعيرها) (ترجّى النُّفُوس الشئ لَا تستطيعه ... وتخشى من الْأَشْيَاء مَا لَا يضيرها) (وَلَا خير فى العيدان إِلَّا صلابها ... وَلَا ناهضات الطير إِلَّا صقورها) (وَقد يأنس الْأَعْدَاء أَن يستفزنى ... قيام الأعادى وثبها وزئيرها) (وَيَوْم من الشعرى كَأَن ظباءها ... كواعب مَقْصُور عَلَيْهَا ستتورها) (تدّلت عَلَيْهِ الشَّمْس حَتَّى كأنماْ ... من الْحر يُرمى بِالسَّكِينَةِ نورها) (سجودا لَدَى الأرطى كَأَن رؤسها ... علاها صداع أَو بوال يضورها) (إِذا احمر آفَاق السَّمَاء وأعصفت ... ريَاح الشتَاء واستهلت شهورها) (ترى أَن قِدرى لَا تزَال كَأَنَّهَا ... لذى الْجُوع والمقرور أم يزورها) (وَكَانُوا قعُودا حولهَا يرقبونها ... وَكَانَت فتاة الحى مِمَّن تنيرها) (وَقد علم الأقوام أَن قراهم ... شواء المتالى عندنَا وقديرها) (وليل يَقُول الْقَوْم فى ظلماته ... سَوَاء بصيرات الْعُيُون وُغورها) (تجاوزته حَتَّى مضى مدلهمة ... ولاح من الشَّمْس المضيئة نورها) (وإنى لترّاك الضغينة قد بدا ... ثراها من الْمولى فَلَا أستثيرها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 (مَخَافَة أَن يُجنى علىّ وَإِنَّمَا ... يهيج كبيرات الْأُمُور صغيرها) (وقور إِذا مَا الْجَهْل أعجب أَهله ... وَمن خير أَخْلَاق الرِّجَال وقورها) (إِذا قيلت العوراء ولّيت سَمعهَا ... سواىّ وَلم أسأَل بهَا مَا دييرها) (تناسيتها والحلم منى سجية ... وأنبأت نفسى أَنَّهَا لَا يضيرها) (ألم تَرَ أَنا نور قوم وَإِنَّمَا ... يبيّن فِي الظلماء للنَّاس نورها) ... 0 تبين أعقاب الْأُمُور إِذا مَضَت ... وَتقبل أشباها عَلَيْك صدورها) 17 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن هرمة (وَإِذا تنوّر طَارق مستنبح ... نبحت فدلته علىّ كلابى) (ونبحن يستعجلنه ولقينه ... يضربنه بشراشر الأذناب) (ورجعن عَنهُ وَقد أنسن بِقُرْبِهِ ... ويكدن أَن ينطقن بالترحاب) 18 - وَقَالَ أَيْضا (ومستنبح تستكشط الريحُ ثَوْبه ... ليسقط عَنهُ وَهُوَ بِالثَّوْبِ مُعصم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 19 - وَقَالَ زِيَاد الآعجم (أضرمت نارك فِي اليفاع بعرفج ... وَالْكَلب قد ملاّ الفلا بنباح) (فلذاك تبغضك العدى وبحقها ... إِذْ لم تدع لَهُم يسيرَ سماح) 20 - وَقَالَ أَبُو التيار بن الراجز بَحر بن خلف (أوقدُ فاِن اللَّيْل ليل قرُّ ... وَالرِّيح يَا وَاقد ريح صرّ) (عَسى يرى نارك من يمر ... إِن جلبت ضيفا فَأَنت حر) 21 - وَقَالَ مِسْكين الدرامى (إنى لأغلاهم بِاللَّحْمِ قد علمُوا ... نيّا وأرخصهم لَحْمًا إِذا نضجا) (لَا تجعلنى كأقوام علمتُهمُ ... لم يظلموا لبة يَوْمًا وَلَا ودجا) (أَدِيم ودّى لمن دَامَت مودته ... وأمزج الود أَحْيَانًا لمن مزجا) (يارب أَمريْن قد فرقتُ بَينهمَا ... من بعد مَا اشتبها فِي الصَّدْر واعتلجا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 (وأقطع الْخرق لاهية ... إِذا الْكَوَاكِب كَانَت فِي الدجى سرجا) 22 - وَقَالَ شمر بن الْحَارِث الضبى (ونار قد حضأتُ بُعيد هدء ... بدار لَا أُرِيد بهَا مقَاما) (سوى تَحْلِيل رَاحِلَة وَعين ... أكالئها مَخَافَة أَن تناما) (أَتَوا نارى منون أَنْتُم ... فَقَالُوا الْجِنّ قلت عِموا ظلاما) (فَقلت إِلَى الطَّعَام فَقَالَ مِنْهُم ... زعيم نحسد الْإِنْس الطعاما) (لقد فُضلتم بِالْأَكْلِ فِينَا ... وَلَكِن ذَاك يُعقبكم سقااما) 23 - وَقَالَ غربال بن مجمع الحنفى (أَلا رب ضيف طَارق قد قريتُه ... وآنسته قبل الضِّيَافَة بالبشر) (وجدت لَهُ فضلا علىّ بِقَصْدِهِ ... إلىّ يرانى مَوضِع الْحَمد وَالْأَجْر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 (فزودته مَا لَا يقل بَقَاؤُهُ ... وزودنى شكرا يَدُوم على الدَّهْر) (وَقد ربحت عندى تِجَارَة ماجد ... يجود فيعتاض انثناء من الوفر) 24 - وَقَالَ آخر (وَإِنَّا لمشاؤون بَين رحالنا ... إِلَى الضَّيْف منا لاحف ومُنيم) (فذو الْحلم منا جَاهِل دون ضَيفه ... وَذُو الْجَهْل منا عَن أذااه حَلِيم) 25 - وَقَالَ آخر (أَبيت غبوقى المَاء والضيف طاعم ... لَهُ عندنَا حق من الله وَاجِب) (إِذا لم يكن بعض الذى يُقتفى بِهِ ... فَلَا بُد إنى ضَاحِك وملاعب) 26 - وَقَالَ عقبَة بن مِسْكين الدارمى (لِحَافِي لِحَاف الضَّيْف وَالْبَيْت بَيته ... وَلم يُلهنى عَنهُ غزال مقّنع) (أحادثه إِن الحَدِيث من القِرى ... وَتعلم نفسى أَنه سَوف يهجع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 27 - وَقَالَ آخر (ورد جازرهم حرفا مصرمة ... فِي الرَّأْس مِنْهَا وَفِي الأعقاب تمليح) (إِذا الرِّيَاح غَدَتْ تلقى أجرّتها ... وَلَا كريم من الْولدَان مصبوح) 28 - وَقَالَ تأبط شرّا الفهمى (وواد كبطن العير جَاوَزت بَطْنه ... بِهِ الذِّئْب يعوى كالخليع المعّيل) 29 - وَقَالَ رجل من بنى عبد شمس فِي ضِيَافَة ذِئْب (تضيّفنى وَهنا فَقلت أسابقى ... إِلَى الزَّاد شلّت من يدى الْأَصَابِع) (فَلم تلق للسعدى ضيفا بقفزة ... من الأَرْض إِلَّا وَهُوَ غرثان جَائِع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 30 - وَقَالَ المرقش الْأَكْبَر عَمْرو بن سعد بن مَالك الضبعى جاهلى (ودوّيه غبراء قد طَال عهدها ... تهالك فِيهَا الوِرد والمرء ناعس) (قطعت إِلَى معروفها منكراتها ... بعيهمة تنسل وَاللَّيْل دامس) (فَلَمَّا أَضَاء النَّار عِنْد طعامنا ... عرانا عَلَيْهَا أطلس اللَّوْن يائس) (نبذت إِلَيْهِ جذلان ينفض رَأسه ... كَمَا آب بالنهب الكمى المخالس) 31 - وَقَالَ الفرزدق فِي ذِئْب نزل ضيفا عَلَيْهِ (وأطلس عسّال وَمَا كَانَ صاحبا ... رفعت لنارى مَوهنا فأتانى) (فَلَمَّا أَتَى قلت ادن دُونك إننى ... وَإنَّك فِي زادى لمشتركان) (فَبت أقدّ الزَّاد بينى وَبَينه ... على ضوء نَار مرّة ودخان) (وَقلت لَهُ لما تكشر ضَاحِكا ... وقائم سيفى من يدى بمَكَان) (تعش فاِن عاهدتنى لَا تخوننى ... نَكُنْ مثل من يَا ذِئْب يصطحبان) (وَأَنت امْرُؤ يَا ذِئْب والغدر كنتما ... أخيين كَانَا أرضعا بلبان) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 (وَلَو غَيرنَا نبهت تلتمس الْقرى ... رماك بِسَهْم أَو شباة سِنَان) 32 - وَقَالَ النجاشى الحارثى مثله (وَمَاء كلون الغِسل قد عَاد آجنا ... قَلِيل بِهِ الْأَصْوَات فِي بلد مَحل) (وجدت عَلَيْهِ الذِّئْب يعوى كَأَنَّهُ ... خليع خلا من كل مَال وَمن أهل) (فَقلت لَهُ يَا ذِئْب هَل لَك فِي فَتى ... يواسى بِلَا منّ عَلَيْك وَلَا بخل) (فَقَالَ هداك الله للرشد إِنَّمَا ... دعوتَ لما لم يَأْته سبع قبلى) (فلست بآتيه وَلَا أستطيعه ... ولاك اسقنى إِن كَانَ ماؤك ذَا فضل) (فَقلت عَلَيْك الحوضَ إنى تركته ... وَفِي ضغوه فضل القلوص من السّجل) (فطرّب يستعوى ذئابا كَثِيرَة ... وعدت وكل من هَوَاهُ على شغل) مَا قيل فِيمَن أخمد ناره وكعم كَلْبه مَخَافَة أَن يهتدى بِهِ طَارق ليل) 33 - قَالَ الْهُذيْل بن مجاشع اليشكرى (إِذا كَانَ حلم الْكَلْب زينا فكلبه ... سَفِيه وَفِي وَقت السفاه حَلِيم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 (وَإِن اُقدت نَار فَلَيْسَ لناره ... وَإِن كَانَ مقرور الْعِظَام جحيم) (تعلم من جديه كَعُم كلابه ... إِذا لَاحَ وَجه للظلام بهيم) (وَمَا زَالَ لَا زَالَت عَلَيْهِ مصائب ... يُصوِّم بخلاّ ضَيفه ويصوم) 34 - وَقَالَ برد بن حَابِس (توعّدنى لتقتلنى نمير ... مَتى قتلت نمير من هجاها) (لئام لَا يشرّ لَهُم ضرام ... إِذا مَا الناب لم ترأم طلاها) (كَأَن كلابهم وَاللَّيْل داج ... كهول لَا يحبونَ السفاها) (وَكَيف يسبهم وهم فرَاش ... إِذا مَا عاين النَّار اصطلاها) (وَلَيْسَ تغيظ مخلوقا بظُلْم ... وَلَا تغتاظ إِن ظلمٌ عراها) 35 - وَقَالَ فَقِيه بن مرداس السلمى (حلماء وَالْحَرب الْعوَان سَفِيهَة ... سُفَهَاء عِنْد الضَّيْف وَهُوَ حَلِيم) (نيرانهم محجوبة وَنِسَاؤُهُمْ ... مبذولة وصحيحهم مكلوم) (يحيى بهم لؤم الورى إِن عمّروا ... وَإِذا همَ مَاتُوا يَمُوت اللوم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 (وَالْكَلب يَأْكُل ضيفهم رأد الضُّحَى ... لكنه فِي ليله مكعوم) (لَا يظْلمُونَ وطابهم لضيوفهم ... وَالْجَار فِي حجراتهم مظلوم) (وَإِذا عدمت الْبُخْل عِنْد سواهُم ... فالجود بَين بُيُوتهم مَعْدُوم) 36 - وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم (أَلا أقل لكعب الأشقرى بلومكم ... علمنَا بِأَن اللوم فِي الأَرْض أشقر) ... 0 بيوتك أشباه الْبيُوت وَأَهْلهَا ... خنازير أَنْبَاط تُعاف وتقذر) (تواصلوا بِذبح الْكَلْب إِن جرّ صَوته ... لَهُم طَارِقًا وَالرِّيح نكباء صَرْصَر) (فَمَا ترك الْكَلْب النباح مَخَافَة ... على زادهم لَكِن على النَّفس يحذر) 37 - وَقَالَ آخر (لئيم يغطى النَّار حَتَّى كَأَنَّهَا ... عروس عَلَيْهَا الزَّعْفَرَان تخدر) (يهون عَلَيْهِ أَن يكسّر عرضه ... إِذا مَا غَدَتْ رغفانه تتكسر) 38 - وَقَالَ قرواش بن هانى (رَأَيْت حَلِيف اللوم برد بن حَابِس ... على الضَّيْف يُشلى الْكَلْب كل صباح) (ويخنقه فِي اللَّيْل إِن هرّ خيفة ... من الضَّيْف أَن يهدى لَهُ بنباح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 39 - وَقَالَ القطامى عَمْرو بن شيم التغلبى (أخبّرك الأنباء عَن أم منزل ... تضيفّتها بَين العُذيب فراسب) (وَلَا بُد أَن الضَّيْف مخبر أَهله ... بِمَا قد رَأَوْهُ أَو مخبر صَاحب) (تلفعت فِي طلّ وريح تلفنى ... وفى طرمساء غير ذَات كواكب) (إِلَى حيزبون توقد النَّار عِنْدَمَا ... تلفعت الظلماء من كل جَانب) (فَمَا راعها إِلَّا بغام مطيتى ... تريح بمحسور من الصَّوْت لاغب) (تَقول وَقد قربت كورى وناقتى ... إِلَيْك فَلَا تذْعَر علىّ ركائبى) (وجنت جنونا من دلات مناخة ... وَمن رجل عارى الأشاجع شاحب) (سرى فِي جليد اللَّيْل حَتَّى كَأَنَّمَا ... تخزم بالأطراف شوك العقارب) (فَسلمت وَالتَّسْلِيم لَيْسَ يسرها ... وَلكنه حق على كل جَانب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 (فَردَّتْ سَلاما كَارِهًا ثمَّ أَعرَضت ... كَمَا انْحَازَتْ الأفعى مَخَافَة ضَارب) (فَقلت لَهَا لَا تفعلى ذَا بِرَاكِب ... أَتَاك مُصِيب مَا أصَاب فذاهب) (وَلما تنازعنا الحَدِيث سَأَلتهَا ... مَن الحى قَالَت معشر من محَارب) (من المشتوين القِدّ مِمَّا تراهم ... جياعا وريف النَّاس لَيْسَ بناضب) (فَلَمَّا بدا حرمانها الضَّيْف لم يكن ... علىّ مناخ السوء ضَرْبَة لازب) (وَقمت إِلَى مهرية قد تعودت ... يداها ورجلاها خبيب المواكب) (تخوّد تخويد النعامة بعد مَا ... تصوبت الجوزاء قصد المغارب) (أَلا إِنَّمَا نيران قيس إِذا شتوا ... لطارق ليل مثل نَار الحباحب) (إِذا مت فانعينى بِمَا أَنا أَهله ... لتغلب إِن الْمَوْت لَا بُد غالبى) 40 - وَقَالَ بهْلُول بن الغطريف المزنى (بِنَار أَبى الحباحب رُمت فخرا ... على قوم لنارهم اسْتعَار) (إِذا لمعت وسجف اللَّيْل ملقى ... أنارت مثل مَا متع النَّهَار) (ولولفحتك من هضبات نجد ... وبيتك دون مطلبه وبار) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 (لَكُنْت قُتار جاحمها وأنىّ ... لمثلك فِي ضؤولته قتار) 41 - وَقَالَ آخر وَقد نزل بِقوم فَلم يحمد ضيافتهم (أعوذ بربى أَن أَبيت بليلة ... كليلتنا بالنعف عِنْد بشير) (فَلَمَّا أتيناه اسْتَشَارَ رماده ... بكلب إِلَى جنب الصِلاء عَقور) (يشقّق أَثوَاب الْغَرِيب بنابه ... ويخلط نبحا فَاحِشا بهرير) (أتيناه نستدعى الْقرى فأحالنا ... على شمأل مَضْرُوبَة ودبور) (يدل على متن الطَّرِيق بلومه ... يرى طرده الأضياف غير نَكِير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 (بَاب مَا قيل فِي الهجاء) 1 - قَالَ الحطيئة جَرْوَل العبسى يهجو الزبْرِقَان بن بدر (لَما بدا لىّ مِنْكُم عيب أَنفسكُم ... وَلمن يكن لجراحى مِنْكُم آسى) 2 - وَقَالَ أَيْضا (يَا أَيهَا الْملك الذى أمست لَهُ ... بُصرى وغزّة سهلها والأجرع) 3 - وَقَالَ الأخطل (مَا زَالَ فِينَا رِبَاط الْخَيل معلمة ... وَفِي كُلَيْب رِبَاط اللوم والعار) (النازلون بدار الْهون إِن نزلُوا ... وتستبيح كُلَيْب محرم الْجَار) (قوم إِذا استنبح الأضياف كلبَهم ... قَالُوا لأمهم يُولى على النَّار) 4 - وَقَالَ دَاوُد بن عُيَيْنَة المنقرى (قوم إِذا أكلُوا أخفوا كَلَامهم ... واستوثقوا من رتاج الْبَاب وَالدَّار) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 (لَا يقبس الْجَار مِنْهُم فضل نارهم ... وَلَا تكف يَد عَن حُرْمَة الْجَار) 5 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى (أبلغ هوَازن أَعْلَاهُ وأسفلها ... أَن لست هاجيها إِلَّا بِمَا فِيهَا) 6 - وَقَالَ صَفْوَان بن عبد يَا ليل (فسائل عَامِرًا عَنَّا جَمِيعًا ... بِأَعْلَى الجِزع من وادى رَبَاح) (عَشِيَّة لم يكن للرمح حَظّ ... وَكَانَ الْحَظ فِيهِ للصفاح) (وأفلتنا أَبُو ليلى طفيل ... صَحِيح الْجِسْم من أثر الْجراح) 7 - وَقَالَ نمير بن ماجد الغنوى وهى من أقبح الهجاء (أبلغ لديك بنى لأم مغلغلة ... وَقد كنت أعهدهم من معشر قرم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 (مَا بَال ظلمهم مثلى وَمَا ظلمُوا ... مثقالَ خردلة فِي سالف الْأُمَم) (أصابنى معشر لَيست دِمَاؤُهُمْ ... توفى بأحساب أهل الْمجد وَالْكَرم) (تركى طلابهم عَار وقتلهم ... كأكلك الغث لَا يشفى من القرم) 8 - وَقَالَ آخر (رمتنى بَنو عجل بداء أَبِيهِم ... وأى امْرِئ فِي النَّاس أَحمَق من عجل) (أَلَيْسَ أبوهم عَار عين جَوَاده ... فَصَارَت بِهِ الْأَمْثَال تضرب فِي الْجَهْل) 9 - وَقَالَ قيس بن زُهَيْر العبسى (تعرفن من ذيبان من لَو لَقيته ... بِيَوْم حفاظ طَار فِي لهواتى) (وَلَو أَن سافى الرّيح يجعلكم قذى ... لأعيننا مَا كُنْتُم بقذاة) 10 - وَقَالَ جرير بن الخطفى (أَبنَاء نخل وحيطان ومزرعة ... سيوفهم خشب فِيهَا مساحيها) 11 - وَقَالَ آخر (لقد جللّت خزيا هِلَال بن عَامر ... بنى عَامر طرّا بسلحة مادر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 (فأف لكم لَا تَذكرُوا الْفَخر بعْدهَا ... بنى عَامر أَنْتُم شرار المعاشر) 12 - وَقَالَ آخر (وجيرة لن ترى فِي النَّاس مثلهم ... إِذا يكون لنا عيد وإفطار) (أَن يوقدوا يوسعونا من دخانهم ... وَلَيْسَ يدركنا مَا تُنضج النَّار) 13 - وَقَالَ آخر (رَأَيْت أَبَا الْمُغيرَة وَهُوَ من لَا ... يَذُوق طَعَامه غير الذُّبَاب) (رَأَيْت جِماله فطعمت فِيهِ ... وَفِي المطمع المذلة للرقاب) 14 - وَقَالَ يزِيد بن عَمْرو بن الصَعِق (إِذا مَا مَاتَ ميت من تَمِيم ... فسرك أَن يعِيش فجيئى بزاد) (بِخبْز أَو بِسمن أَو بِتَمْر ... أَو الشئ الملفّف فِي البِجاد) (ترَاهُ يطوّف الْآفَاق حرصا ... ليَأْكُل رَأس لُقْمَان بن عَاد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 15 - وَقَالَ مُحَمَّد بن خازم الباهلى (إِن كنت لَا ترهب ذمى لما ... تعرف من صفحى عَن الْجَاهِل) (فاخش سكوتى واستماعى لما ... يؤثره فِيك خنى الْقَائِل) 16 - وَقَالَ (رَأَيْت المعلىّ لَيْسَ يشبه عَمه ... وَلَا خَاله وَلَا أَبَاهُ المقدّما) (أُولَئِكَ مَا زَالُوا عرانين خندف ... إِذا كَانَ يَوْمًا كاسف الشَّمْس مظلما) (فَهَذَا فَمَا تَلقاهُ إِلَّا مصمّما ... على مَال ذى الْقُرْبَى وَإِن كَانَ معدما) (فَتى كنز الْأَمْوَال تَحت عجانه ... إِذا كنز النَّاس الندى والتكرّما) (ترَاهُ كَمَاء الْبَحْر يلفظ ملحه ... لوارده عَنهُ وَإِن كَانَ مفعما) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 17 - وَقَالَ آخر (سرت نحوى عقاربُه وَلَيْسَت ... بضائرة وَلَا هى للسمام) (ليبعثنى على عرض حَلَال ... وأبعثه على عرض حرَام) 18 - وَقَالَ آخر (أَبُو مَرْوَان خبزته عُقُود ... معلقَة بأعناق السماك) (إِذا أضمرت رؤيتها ترَاهُ ... بَكَى يبكى بكاء فَهُوَ باكى) 19 - وَقَالَ على بن الجهم نَاظرا سرت نحوى عقاربه قبل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ (بلَاء لَيْسَ يُشبههُ بلَاء ... عَدَاوَة غير ذى حسب وَدين) (يبيحك مِنْهُ عرضا لم يصنه ... ويرتع مِنْك فِي عرض مصون) 20 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث التغلبى (أما كُلَيْب بن يَرْبُوع فَلَيْسَ لَهُم ... عِنْد التقارض إِيرَاد وَلَا صدر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 21 - وَقَالَ جرير بن الخطفى (أَرْجُو لتغلب إِذْ عيّت أُمُورهم ... أَن لَا يُبَارك فِي الْأَمر الذى ائْتَمرُوا) 22 - وَقَالَ آخر وَلَعَلَّه جرير (وَإِن حَرَامًا أَن أسب مقاعسا ... بآبائى الشم الْكِرَام الخضارم) (وَلَكِن سفاها لَو سببت وسبنى ... بنى عبد شمس من منَاف وهَاشِم) 23 - وَقَالَ آخر (زعمت بِأَن مجدك فِي الثريا ... وقومك كالجبال أَبَا رياش) (وَأَرْفَع من محلّكم حضيض ... وأرزن مِنْكُم أَوْهَى فرَاش) 24 - وَقَالَ أعشى هَمدَان يهجو لصوصا (يَمرونَ بالدهنا خفافا عيابهُم ... ويخرجن من دارين بَحر الحقائب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 (على حِين ألهى النَّاس جُلّ أُمُورهم ... فندلا زُرَيْق المَال ندل الثعالب) 25 - وَقَالَ النَّابِغَة الجعدى (أضلّ الله سعى بنى قريع ... وَلَيْسَ لما أضلّ الله هاد) (إِذا دخلُوا بُيُوتهم أَكَبُّوا ... على الركبات من قِصَر الْعِمَاد) 26 - وَقَالَ الْأَحْوَص (سَلام الله يَا مطر عَلَيْهَا ... وَلَيْسَ عَلَيْك يَا مطر السَّلَام) (فاِن يكن النِّكَاح أحل انثى ... فاِن نِكَاحهَا مَطَرا حرَام) (فَطلقهَا فلست لَهَا بكفو ... وَإِلَّا يعل مفرقك الحسام) (فَلَا غفر الْإِلَه لمنكحها ... ذنوبهم وَإِن وصلوا وصاموا) 27 - وَقَالَ حُرَيْث بن مخفض البجلى (يدل على أَن الزَّمَان منكس ... صعودك أَعْوَاد المنابر خاطبا) (فسبحان من أَغْنَاك من بعد فاقه ... وأعطاك برذونا وعبدا وحاجبا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 28 - وَقَالَ آخر (أَبوك أَب حر وأمك حرَّة ... وَقد يلد الحران غير نجيب) (فَلَا يعجبن النَّاس مِنْك ومنهما ... فَمَا خبث من فضَّة بعجيب) 29 - وَقَالَ آخر (لَئِن كَانَ معن زَان شَيبَان كلهَا ... لقد شان روح كل آل الْمُهلب) (رفيع بجديه وضيع بِنَفسِهِ ... لئيم محياه كريم الْمركب) 30 - وَقَالَ ابْن أَبى عبينة (أأطلب بعد الْيَوْم صُحْبَة خَالِد ... جحدتُ إِذا مَا أنزل الله فِي السُّور) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 (أَبوك لنا غيث نَعِيش بسيبنة ... وَأَنت جَراد لَيْسَ تبقى وَلَا تذر) (لَهُ أثر فِي كل وَقت يسرّنا ... وَأَنت تعفىّ دَائِما ذَاك الْأَثر) 31 - وَقَالَ سهل بن هَارُون (من كَانَ يعمر مَا شادت أَوَائِله ... فَأَنت تخرب مَا شادوا وَمَا سمكوا) (مَا كَانَ فِي الْحق أَن تعرى فعالهم ... وَأَنت تحوى من الْمِيرَاث مَا تركُوا) 32 - وَقَالَ أعرابى يهجو أَبَاهُ (إِذا كَانَت الْآبَاء مثل أَب لنا ... فَلَا أبقيت الدُّنْيَا على ظهرهَا أَبَا) (إِذا شَاب رَأس الْمَرْء أقلع وارعوى ... وَإِن أَبَانَا حِين شَاب تشببا) 33 - وَقَالَ ظفر بن محَارب الكلبى (فاِن أَحَق النَّاس أَن لَا تلومه ... على الشَّرّ من لم يفعل الْخَيْر وَالِده) (إِذا الْمَرْء ألفى وَالِديهِ كليهمَا ... على اللؤم فاعذره إِذا خَابَ رائده) 34 - وَقَالَ سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن حسان بن ثَابت الأنصارى (إنى رَأَيْت من مَكَارِم حسبكم ... أَن تلبسوا خَز الثِّيَاب وتشبعوا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 (فاِذا تذكرت المكارم مرّة ... فِي مجْلِس أَنْتُم فِيهِ فتقنّعوا) 35 - وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسان بن ثَابت الأنصارى (أَبى لَك كسب الْحَمد رأى مقصّر ... وَنَفس أضاق الله بِالْخَيرِ بَاعهَا) (إِذا هى حثته على الْخَيْر مرّة ... عصاها وَإِن هَمت بشرٍ أطاعها) 36 - وَقَالَ الْحجَّاج بن علاط السلمى مخضرم (بخيل يرى فِي الْجُود عارا وَإِنَّمَا ... على الْمَرْء عَار أَن يضن ويبخلا) (إِذا الْمَرْء أثرى ثمَّ لم يرج نَفعه ... صديق فلاقته الْمنية أوّلا) 37 - وَقَالَ ربيعَة الرقى مولى بنى سليم ويكنى أَبَا أُسَامَة (لشتّان مَا بَين اليزيدين فِي الندى ... يزِيد سليم والأغر ابْن حَاتِم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 (فهمّ الْفَتى الأزدى إِتْلَاف مَاله ... وهم الْفَتى الْقَيْسِي جمع الدَّرَاهِم) (فَلَا يحسبِ التمتام أَنى هجوته ... ولكننى فضلّت أهل المكارم) 38 - وَقَالَ آخر (أرى أَمْوَالكُم حلاّ وبلاّ ... كلحم الظبى فِي خضب وجدب) (لبخلكم ولومكم عَلَيْهَا ... وَإِنَّكُمْ بَنو حَار بن كَعْب) 39 - وَقَالَ أَبُو الهول يهجو طَلْحَة بن معمر التميمى (لَئِن كَانَت الدُّنْيَا أنالتك ثروة ... فَأَصْبَحت فِيهَا بعد عسر أَخا يسر) (لقد كشف الإثراء مِنْك خلائقا ... من اللوم كَانَت تَحت ثوب من الْفقر) 40 - وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسان الأنصارى (لم تنْظرُون إِذا مَرَرْت عَلَيْكُم ... نظر التيوس إِلَى شفار الجازر) (خزر الْعُيُون نواكس أبصاركم ... نظر الذَّلِيل إِلَى الْعَزِيز القاهر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 (أحياؤهمْ عَار على أَمْوَالهم ... والميتون مسَبَّة للغابر) 41 - وَقَالَ صَخْر بن حبناء اليربوعى يُعَاتب أَخَاهُ (لحا الله أكبانا زنادا وشرنا ... وأيسرنا عَن عرض وَالِده ذبا) (رَأَيْتُك لما نلتّ مَالا وعضّنا ... زمَان ترى فِي حد أنيابه شغبا) (جعلت لنا ذَنبا لتمنع نائلا ... فَأمْسك وَلَا تجْعَل غناك لنا ذَنبا) 42 - وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم (نبئت أشقر تهجونا فَقلت لَهُم ... مَا كنت أحسبهم كَانُوا وَلَا خلقُوا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 (لَا يكبرُونَ وَإِن طَالَتْ حياتهمَ ... وَلَو يَبُول عَلَيْهِم ثَعْلَب غرقوا) (قوم من الْحسب الْأَدْنَى بِمَنْزِلَة ... كالفقع بالقاع لَا أصل وَلَا ورق) 43 - وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب المجاشعى (قبح الْإِلَه بني كُلَيْب أَنهم ... لَا يغدرون وَلَا يفون لِجَار) 44 - وَقَالَ الحكم بن مقداد بن الصَّباح المخاشني (اللؤم أكبر من وبر ووالده ... واللؤم أكبر من وبر وَمَا ولدا) (واللؤم دَاء لوبر يقتلُون بِهِ ... لَا يقتلُون بداء غَيره أبدا) (قوم إِذا مَا جنى جانيهم أمنُوا ... من لؤم أحسابهم إِن يقتلُوا قودا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 45 - وَقَالَ مليك بن العجلان التميمى وَنَازع رجلا من عنزة (أَلَيْسَ أحقَّ الأَرْض أَن لَا أحبها ... وأسرع عَنْهَا السّير وَاللَّيْل مظلم) (بلادى نأى عَنْهَا الصّديق وسبنى ... بهَا عنزى ثمَّ لَا أَتكَلّم) 46 - وَقَالَ آخر (إِذا أَنْت حمّلت المهلّب حَاجَة ... رهبت عَلَيْهَا أَن يضل ضلالها) (فاِن قَالَ إنى فَاعل ذَاك عَاجلا ... فَلَيْسَ بِأَدْنَى من سُهَيْل منالها) 47 - وَقَالَ آخر (وَمَا تُنسى الْأَيَّام لَا تنس جوعنا ... بدار بنى بدر وَطول التلدّد) (ظللنا كأنا بَينهم أهل مأتم ... على ميت مسنودّع بطن ملحد) (يحدث بعض بعضننا عَن مصابه ... وَيَأْمُر بعض بَعْضنَا بالتجلد) 48 - وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم (قضى الله خلق النَّاس ثمَّ خُلقتم ... بَقِيَّة خلق الله آخر آخر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 49 - وَقَالَ جرير (فَمَا جَاءَنَا من نَحْو أَرْضك جَاهِل ... وَلَا عَالم إِلَّا نسيتك ياعمرو) (أتكعم كلب الحى من خشيَة الْقرى ... ونارك كالعذراء من دونهَا ستر) 50 - وَقَالَ أَيْضا (أَلا لَيْت شعرى مَا تَقول مجاشع ... وَلم تتّرِك كفّاك فِي الْقوس منزعا) (وَإِن ذياد اللَّيْل لَا تستطيعه ... وَلَا الصُّبْح حَتَّى يستبين فيسطعما) (تعدّون عقر النيب أفضل مجدكم ... بَنو ضوطرى لَوْلَا الكمىّ المقنّعا) 51 - وَقَالَ عبد الله بن همام الرياحى (زيادتنا نعْمَان لَا تحبسنّها ... تق الله فِينَا وَالْكتاب الذى تتلو) (وَلَا يَك بَاب الشَّرّ تحسن فَتحه ... علينا وَبَاب الْخَيْر أَنْت لَهُ قفل) (وَأَنت امْرُؤ حُلْو اللِّسَان بليغه ... فَمَا باله عِنْد الزِّيَادَة لَا يحلو) (وقبلك مَا كَانَت تلينا أَئِمَّة ... يهمّهم تقويمنا وهم عُضل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 (يذمّون لى الدُّنْيَا وهم يرضعونها ... أفاوق حَتَّى مَا يدرّ لَهَا ثعل) 52 - وَقَالَ آخر (زعمت غُدَانَة أَن فِيهَا سيدا ... ضخما يواريه جنَاح الجندب) (يرويهِ مَا يرْوى الذُّبَاب فينتشى ... سكرا ويشبعه كرَاع الحنطب) 53 - وَقَالَ الراعى (قبّيلة من قيس كبّة سَاقهَا ... إِلَى أهل نجد لؤمها وافتقارها) (كزائد مَا بالأصابع حَاجَة ... إِلَيْهَا وَلَا يخفى على النَّاس عارها) 54 - وَقَالَ حميد الأرقط (أَتَانَا وَلم يعدله سحبان وَائِل ... بَيَانا وعلما بالذى هُوَ قَائِل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 (يَقُول وَقد أرسى المراسى للقرى ... أبن لى مَا الْحجَّاج بِالنَّاسِ فَاعل) (فَقلت لعمرى مَا لهَذَا طرقتنى ... فكلُ ودع الأرجاف مَا أَنْت آكل) (فَمَا زَالَ عَنهُ اللقم حَتَّى حسبتُه ... من العى لما أَن تكلم بَاقِل) 55 - وَقَالَ حبيب بن قرفة العبسى (تبيت بَنو كَعْب بطانا وجارهم ... خميصا وَيَغْدُو ضيفهم جد ساغب) (قَبيلَة لم يسمع النَّاس مثلهم ... كزائدة الْإِبْهَام فَوق الرواجب) (ترى اللؤم فِي أدبارهم حَيْثُ أدبروا ... وتعرفه إِن أَقبلُوا فِي الحواجب) 56 - وَقَالَ ذريح بن عبد الله البجلى (إِذا مَا تميمى أجنّ بيلدة ... بَكَى جزعا من لؤم أعظُمه الْقَبْر) (تنْتج أبكار المخازي بدارهم ... قَدِيما ويبلى قبل لؤمهم الدَّهْر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 57 - وَقَالَ دعبل بن على بن رزين الخزاعى (مضى خلف واللؤم قُدَّام نعشه ... إِلَى الْقَبْر فِيهِ مَا اقام مُقيم) (خمدناك إِذْ أوديت باللوم مَيتا ... وفعلك أَيَّام الْحَيَاة ذميم) 58 - وَقَالَ آخر (حَرِيص على الدُّنْيَا مضيع لدينِهِ ... وَلَيْسَ لما فِي بَيته بمضيع) (سريع إِلَى ابْن الْعم يشمّ عرضه ... وَلَيْسَ إِلَى داعى الندى بسريع) 59 - وَقَالَ كَعْب بن سعد الغنوى (وَمَا إِن فِي الْحَرِيش وَلَا عقيل ... وَلَا أَوْلَاد جعدة من كريم) (اولئك معشر كبنات نعش ... رواكد لَا تسير مَعَ النُّجُوم) (وَلَا البُرص الفقاح بنى نُمير ... وَلَا العجلان زَائِدَة الظليم) 60 - وَقَالَ حميد بن ثَوْر الهلالى (قصائد تستحلى الروَاة نشيدها ... ويلهو بهَا من لاعب الحى سامر) (يعضّ عَلَيْهَا الشَّيْخ إِبْهَام كَفه ... وتخزى بهَا أحياؤكم والمقابر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 61 - وَقَالَ غَسَّان السليطى يهجو جَرِيرًا (قبح الْإِلَه بنى كُلَيْب إِنَّهُم ... خُور الْقُلُوب أخفّة الأحلام) (قوم إِذا ذكر الْكِرَام بِصَالح ... لم يذكرُوا فِي صَالح الأقوام) (وَيبين نجر اللؤم حِين تراهُم ... فِي كل كهل مِنْهُم وَغُلَام) 62 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى (خليلىّ من كَعْب أعينا أخاكما ... على نَصره إِن الْكَرِيم معِين) (وَلَا تبخلا بخل ابْن قزعة إِنَّه ... مَخَافَة أَن يُرْجَى نداه حَزِين) (كَأَن عبيد الله لم يدر مَا الندى ... وَلم يدر أَن المكرمات تكون) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 (إِذا جِئْته فِي حَاجَة سدّ بَابه ... فَلم تلقه إِلَّا وَأَنت كمين) (فَقل لأبى يحيى مَتى تبلغ العلى ... وَفِي كل مَعْرُوف عَلَيْك يَمِين) 63 - وَقَالَ يزِيد بن الحكم بن أَبى الْعَاصِ الثقفى (تكاشرنى كرها كَأَنَّك نَاصح ... وعينك تُبدى أَن صدرك لى دوى) (لسَانك ماذىّ وعينك علقم ... وشرك مَبْسُوط وخيرك ملتوى) (فليت كفافا كَانَ خيرك كُله ... وشرك عَنى مَا ارتوى المَاء مرتوى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 (وَكم موطن لولاى طِحتَ كَمَا هوى ... بأجرامه من قَلة النيق منهوى) (جمعت وفحشا غيبَة ونميمة ... خِصَالًا ثَلَاثًا لست عَنْهَا بمرعوى) (تبدلّ خَلِيلًا بى كشكلك شكله ... فاِنى خَلِيلًا صَالحا بك مُقتوى) 64 - وَقَالَ أَيْضا (رَأَيْت أَبَا أُميَّة وَهُوَ يلقى ... ذوى الشحناء بِالْقَلْبِ الْوَدُود) (فشر أَبى أُميَّة للأدانى ... وَخير أَبى أُميَّة للبعيد) 65 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن هرمة القرشى (وإنى وتركى ندى الأكرمين ... وقدحى بكفى زندا شَحاحا) (كتاركه بيضَها بالعراء ... وملبسها بيض أُخْرَى جنَاحا) 66 - وَقَالَ أَيْضا (يحب المديح أَبُو ثَابت ... ويجزع عَن صلَة المادح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 (كبكر تحب لذيذ النِّكَاح ... وتجزع من صولة الناكح) 67 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل العبسى (كدحت بأظفارى وأعولت معولى ... فصادفت جلمودا من الصخر أملسا) 68 - وَقَالَ آخر (شرابك مختوم وخبزك لَا يرى ... ولحمك بَين الفرقدين معلّق) (نديمك عطشان وضيفك جَائِع ... وكلبك معكوم وبابك مغلق) 69 - وَقَالَ الْأَحْمَر بن شُجَاع (فعلنَا بهم فعل الْكِرَام فَأَصْبحُوا ... وَمَا مِنْهُم إِلَّا عَن الشُّكْر أَزور) (فاِن يكفرونا مَا صنعنَا إِلَيْهِم ... فَمَا كل من يُؤْتى لَهُ الشُّكْر يشْكر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 70 - وَقَالَ الْأَحْمَر بن مرداس الحنفى (فعلنَا بِأَقْوَام جميلا فصيّروا ... جميلى قبيحا بعد مَا حاولوا قَتْلَى) (وآثرت أَقْوَامًا علىّ حفيظة ... فَمَا وفّروا مالى وَلَا شكروا فعلى) 71 - وَقَالَ الفرزدق (لوأن قِدرا بَكت من طول مَا حبست ... عَن الْحُقُوق بَكت قدر ابْن عمار) (مَا مَسهَا دسم مذ فُضّ مَعْدِنهَا ... وَلَا رَأَتْ بعد نَار الْقَيْن من نَار) 72 - وَقَالَ آخر (ولاحت لنا أَبْيَات آل محرّق ... بهَا اللؤم ثاو لَا يروح وَلَا يَغْدُو) (خيام قصيرات الْعِمَاد كَأَنَّهَا ... كلاب على الأذناب مقيعة رُبد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 73 - وَقَالَ كَعْب بن جعيل يهجو الْمُغيرَة بن شُعْبَة (إِذا رَاح فِي قوهيّة متأزّرا ... فَقل جعل يستنّ فِي لبن مَحْض) (وتحسبه إِن قَامَ للمشى قَاعِدا ... لقلَّة مقاسيه فِي الطول وَالْعرض) (فأقسم لَو خرّت من إستك بَيْضَة ... لما انْكَسَرت من قرب بعضك من بعض) (فيا خلقَة الشَّيْطَان أقصر فاِنما ... رَأَيْتُك أَهلا للعداوة والبغض) 74 - وَقَالَ آخر (أَيهَا الرَّاكِب المغذّ إِلَى الْفضل ... ترفق فدون فضل حجاب) (وَنعم هبك قد وصلت إِلَى الْفضل ... فَهَل فِي يَديك إِلَّا التُّرَاب) 75 - وَقَالَ آخر (أخالد أعييت الهجاء وفُتّه ... فقولى وَإِن أبلغتُ فِيك مقّصر) (لؤمتَ فَلَو كنت السَّمَاء لأمسكت ... حياها وَأمسى جوّها وَهُوَ أغبر) (قبحت فجاوزت المدى قبح منظر ... وَيَا حَسَنَة من منظر حِين تخبر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 (تحالفك السوءات حَيا وَمَيتًا ... وتُبعث مَقْرُونا بهَا حِين تحْشر) 76 - وَقَالَ آخر وتنسب إِلَى مُسلم بن الْوَلِيد (لَو كَانَ يشبه جلد كل أَب لَهُ ... لرأيتَ جلدته كُيمنة عبقر) (قبحتْ مناظره فحين خبرُتُه ... حسنت مناظره لقبح المنظر) 77 - وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد الأنصارى (أما الهجاء فدقَّ عرضك دونه ... والمدح عَنْك كَمَا علمت جليل) (فَاذْهَبْ فَأَنت طليق عرضك إِنَّه ... عرض عززت بِهِ وَأَنت ذليل) 780 - وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولى (فَكُن كَيفَ شِئْت وَقل مَا تشا ... وأبرق يَمِينا وأرعد شمالا) (نجا بك لؤمك منجى الذُّبَاب ... حمتْه مقاذيره ان ينالا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 79 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى (اثنى عَلَيْك ولىَ حَال تكذّبنى ... فِيمَا اقول فاستحيى من النَّاس) (قد قلت ان ابا حَفْص لأكرم من ... يمشى وكذّبنى فِي ذَاك إفلاسى) 80 - وَقَالَ آخر (أتطمع فِي ود امْرِئ وَهُوَ قَاطع ... لأرحامه هَيْهَات قد فاتك الرشد) (إِذا لم يكن فِي الْمَرْء خير لوالد ... وَلَا ولد لم يرجه أحد بعد) 81 - وَقَالَ الْأَعْشَى أَبُو بَصِير (اتانى وَعِيد الحُوص من آل جَعْفَر ... فيا عبد الشَّمْس لَو نهيت الأحاوصا) 82 - وَقَالَ آخر (سَوَاء عَلَيْك الْفقر وَاللَّيْلَة الَّتِى ... بِسَاحَة عبد الله أَنْت مُقيم) (وَلَو حوّلت صفراء قارونَ عِنْده ... وبيضاء كسْرَى مَاتَ وَهُوَ مليم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 (وزهّدنى فِيك العشيةَ أننى ... رَأَيْتُك لَا يدنو إِلَيْك كريم) 83 - وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم (لكل قَبيلَة قمر وَنجم ... وتيم اللات لَيْسَ لَهَا نُجُوم) (اناس ربة النِحيين مِنْهُم ... فعدّوها إِذا عد الْقَدِيم) 84 - وَقَالَ آخر (إِذا ذكرُوا أصلا كَرِيمًا ومنصبا ... رفيعا فموتوا آل ذيبان بالغم) (فللناس بدر طالع وكواكبُ ... وشمس تضئ الْأُفق مَعَ عَارض بهيمى) (وَلَيْسَ لَهُم بدر سَمَاء كَمَا لَهُم ... وَلَا أنجم تهدى وَلَا مفخر ينمى) 85 - وَقَالَ وَاثِلَة بن حَنْظَلَة (لقد صبرت للذل أَعْوَاد مِنْبَر ... تقوم عَلَيْهَا فِي يَديك قضيب) (بَكَى الْمِنْبَر الشرقى لما علوتَه ... وكادت مسامير الْحَدِيد تذوب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 86 - وَقَالَ الممزق مُسلم الحضرمى (إِذا ولدت حَلِيلَة باهلى ... غُلَاما زيد فى عدد اللئام) (وَعرض الباهلى وَإِن توقّى ... عَلَيْهِ مثل منديل الطَّعَام) 87 - وَقَالَ المخرق وَلَده (أَنا المخرق أَعْرَاض اللئام كَمَا ... كَانَ الممّزق أَعْرَاض اللئام أَبى) (لن أهجو الدَّهْر إِلَّا من لَهُ حسب ... وَلست أمدح إِلَّا ثاقب الْحسب) 88 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى (حَار بن كَعْب أَلا أَحْلَام تزجركم ... عَنى وَأَنْتُم من الْجوف الجماخير) (لَا عيب فى الْقَوْم من طول وَمن قصر ... جسم البغال وأحلام العصافير) 89 - وَقَالَ يزِيد بن خذّاق العجلى وتروى لِسَلَامَةِ بن جندل (أَبى الْقلب أَن يأتى السدير وأهَله ... وَإِن قيل عَيْش بالسدير غزير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 (بِهِ البق والحمى واُسد خُفْيَة ... وَعَمْرو بن هِنْد يعتدى ويجور) (فَلَا أنذر الحى الذى نزلُوا بِهِ ... وإنى لمن لم يَأْته لنذير) 90 - وَقَالَ اسماعيل بن عمار الحارثى (بنى مَسْجِدا بُنْيَانه من خِيَانَة ... لعمرى لقدما كنت غير موفق) (كصاحبه الرُّمَّان لما تَصَدَّقت ... جرت مثلا للخائن الْمُتَصَدّق) (يَقُول لَهَا أهل الصّلاح نصيحة ... لَك الويل لَا تزنى وَلَا تتصدقى) 91 - وَقَالَ أَبُو نواس الْحسن بن هَانِئ (بنيت بِمَا خُنْت الإِمَام سِقَايَة ... فَلَا شربوا إِلَّا أَمر من الصَّبْر) (فَمَا كنت إِلَّا مثل بائعة استها ... تعود على المرضى بِهِ طلب الْأجر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 92 - وَقَالَ الفرزدق (أَلا قبح الْإِلَه بنى كُلَيْب ... ذوى الحمرات والعمد الْقصار) 93 - وَقَالَ أَيْضا (لقد خُنْت قوما لَو لجأت إِلَيْهِم ... طريد دم أَو حَامِلا ثقل مغروم) (للاقيت مِنْهُم مطعما ومطاعنا ... ورآك شزرا بالوشيج الْمُقَوّم) 94 - وَقَالَ جرير بن الخطفى (بنى مَالك فَاتَ الفرزدق مَجدنَا ... وَمَات ابْن ليلى وَهُوَ من ذَاك بائس) (فَمَا زَالَ معقولا عقال عَن الندى ... وَمَا زَالَ مَحْبُوسًا عَن الْخَيْر حَابِس) 95 - وَقَالَ الحزين عَمْرو بن وهب الكنانى (كَأَنَّمَا خلقت كفّاه من حجر ... فَلَيْسَ بَين يَدَيْهِ والندى عمل) (يرى التَّيَمُّم فى بر وفى بَحر ... مَخَافَة أَن يرى فى كَفه بَلل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 96 - وَقَالَ أَبُو على الْبَصِير الْأَعْمَى من محضرمى الدولتين (لعمر أَبِيك مَا نسب الْمُعَلَّى ... إِلَى كرم وفى الدُّنْيَا كريم) (وَلَكِن الْبِلَاد إِذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعى الهشيم) 97 - وَقَالَ سهل بن حنظل الغنوى (إِذا مَا لقِيت بنى عَامر ... لقِيت جفَاء ونوكا كثيرا) (نعام تمد بأعناقنا ... ويمنعها نوكها أَن تطيرا) 98 - وَقَالَ النمر بن تولب (إِذا كنت فى سعد وأمك مِنْهُم ... غَرِيبا فَلَا يغررك خَالك من سعد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 (فان ابْن أُخْت الْقَوْم مصغى إناؤه ... إِذا لم يزاحم خَاله بأب جلد) (إِذا مَا دعوا كيسَان كَانَت كهولهم ... إِلَى الْغدر أدنى من شبابهم المرد) 99 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل بن أَوْس العبسى (هلا غضِبت لجارييتك ... إِذْ تنبذه حضاجر) 100 - وَقَالَ جرير بن عطيه الخطفى (لنا حَوْض الحجيج وساقياه ... وَمن ورث النُّبُوَّة والكتابا) 101 - وَقَالَ نصيب فى رجل مطله بوعد (فجر ومنافى ثَلَاثَة أشهر ... بوعد وأوفت بعد ذَاك معاذره) (غَد عِلّة لليوم وَالْيَوْم عِلّة ... لأمس مدىً لَا ينقضى الدَّهْر آخِره) (وإنى لراج حِين أَرْجُو مغررا ... ندى جامد لَا يخرج المَاء عاصره) 102 - وَقَالَ آخر (فان يكن الرّبيع أَفَادَ مَالا ... وَلم يكن الرّبيع بِهِ خليقا) (فَمَا ضرّ الْإِلَه بِهِ عدوا ... وَلَا نفع الْإِلَه بِهِ صديقا) 103 - وَقَالَ النُّعْمَان بن الْمُنْذر اللخمى (شرد برحلك عَنى حَيْثُ شِئْت وَلَا ... تكْثر علىّ ودع عَنْك الأباطيلا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 (وَالْحق بِحَيْثُ رَأَيْت الأَرْض وَاسِعَة ... وقلب الطّرف إِن عرضا وَإِن طولا) (قد قيل ذَلِك إِن حَقًا وَإِن كذبا ... فَمَا اعتذارك من شئ إِذا قيلا) 104 - وَقَالَ صَالح بن عبد القدوس (إِذا كنت لَا ترجى لدفع ملمة ... وَلم يَك للمعروف عنْدك مَوضِع) (وَلَا أَنْت ذُو جاه يعاش بجاهه ... وَلَا أَنْت يَوْم الْبَعْث للنَّاس تشفع) (فعيشك فى الدُّنْيَا وموتك وَاحِد ... وعود خلال من حياتك أَنْفَع) 105 - وَقَالَ الأخوص (فَلَيْسَ بير بوع إِلَى الْعقل حَاجَة ... وَلَا دنس يسودّ مِنْهُ ثِيَابهَا) (مشائيم لَيْسُوا مصلحين عشيرة ... وَلَا ناعب إِلَّا بَين غرابها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 106 - وَقَالَ آخر (لَئِن قلت لى بَيت كريم ومنصب ... وآباء صدق قد مضوا وجدود) (صدقت وَلَكِن أَنْت خربَتْ مَا بنوا ... بكفك عمدا وَالْبناء جَدِيد) 107 - وَقَالَ آخر (لَك الشّرف الذى يطَأ الثريا ... بزعمكم وجاهكم عريض) (وَقلت معاشرى قوم كرام ... رزان الْحلم بحرهم يفِيض) (وقدرك فى الحضيض كَمَا علمنَا ... وأرزن من حلومكم البعوض) 108 - وَقَالَ مَالك بن أَسمَاء بن خَارِجَة (لَو كنت أحمل خمرًا حِين زرتكم ... لم يُنكر الْكَلْب أَنى صَاحب الدَّار) (لَكِن أتيت وريح الْمسك تفغمنى ... وَعَنْبَر الْهِنْد مشبوبا على النَّار) 109 - وَقَالَ آخر (أَنَاخَ اللؤم وسط بنى عدى ... مطيته وَأقسم لَا يريم) (كَذَلِك كل ذى سفر إِذا مَا ... تناهى عِنْد حَاجته يُقيم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 110 - وَقَالَ عميرَة بن مرّة الحرشى وتروى ليزِيد بن مفرغ الحميرى أموى الشّعْر (إِذا مَا الرزق أحجم عَن كريم ... وألجاه الزَّمَان إِلَى زِيَاد) (تَلقاهُ بِوَجْه مكفهر ... كَأَن عَلَيْهِ أرزاق الْعباد) 111 - وَقَالَ عَمْرو بن حرثان الفهمى فى عبد الله بن خَالِد بن أسيد (أضاع أَمِير الْمُؤمنِينَ ثغورنا ... وأطمع فِينَا الْمُشْركين ابْن خَالِد) (إِذا هتف العصفور طَار فُؤَاده ... وَلَيْث حَدِيد الناب عِنْد الثرائد) 112 - وَقَالَ آخر (أَلا أبلغ لئيم بني نمير ... بِأَن الرّيح أكْرم مِنْك جارا) (تغدينا إِذا هبت شمالا ... وتملأ عين ناظركم غبارا) 113 - وَقَالَ آخر (لكم مَا شِئْتُم من كل شئ ... سوى الأحلام وَالْفِعْل الْجَمِيل) (وَإِنَّكُمْ إِذا مَا كَانَ روع ... هربتم قبل ملتفّ الْخُيُول) (فَأَما من يؤمكم فيمشى ... على طلل من الجدوى محيل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 114 - وَقَالَ الْحَارِث بن نفيع (أُفٍّ لدهر كنت فِيهِ مسودا ... وَجَرت سوانحه بِغَيْر الأسعد) (مَا نلْت مَا قد نلْت إِلَّا بعد مَا ... فسد الزَّمَان وساد غير السَّيِّد) 115 - وَقَالَ الضَّحَّاك بن عقيل الكلابى (لَا تمتدح أبدا قوما تنابلة ... لَو قلت أُفٍّ على أحسابهم طاروا) (ضعف السواعد لَا تورى زنادهم ... وَلَا تشب لَهُم فى ظلمَة نَار) 116 - وَقَالَ يزِيد بن مفرغ فى زِيَاد بن أَبِيه (إِن زيادا ونافعا وَأَبا بكرَة ... عندى من أعجب الْعجب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 (إِن رجَالًا ثَلَاثَة خلقُوا ... فى رحم أُنْثَى وَكلهمْ لأَب) (ذَا قرشى كَمَا يَقُول وَذَا ... مولى وَهَذَا بِزَعْمِهِ عربى) 117 - وَقَالَ آخر (لعمرك مَا الجهم بن بدر بشاعر ... وَهَذَا علىّ بعده يدّعى الشعرا) (وَلَكِن أَبى قد كَانَ جارا لأمه ... فَلَمَّا ادّعى الْأَشْعَار أوهمنى أمرا) 118 - وَقَالَ يزِيد بن مفرّغ الحميرى (إِذا مَا راية رفعت لمجد ... وودّع أَهلهَا خير الْوَدَاع) (فأير فى است أمك من أَمِير ... كَذَاك يُقَال للحمِق اليراع) (وكدت تَمُوت إِذْ صَاح ابْن آوى ... وَمثلك مَاتَ من خوف السبَاع) (وَيَوْم فتحت سَيْفك من بعيد ... أضعت وكل أَمرك فى ضيَاع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 (إِذا أودى مُعَاوِيَة بن حَرْب ... فبشر شعب قعبك بانصداع) 119 - وَقَالَ مدرك بن حصن الفقعسى يهجو الْوَلِيد ويعرض بِأُمِّهِ العبسية (تشبه عبس هاشما أَن تسربلت ... سرابيل خزّأنكرتها جلودها) 120 - وَقَالَ آخر (وَمن يَك باديا ويكن أَخَاهُ ... أَبَا الضَّحَّاك ينتبح الشمالا) (فَخير نَحن عِنْد النَّاس مِنْكُم ... إِذا الداعى المثوّب قَالَ يالا) 121 - وَقَالَ الأبيرد (بَنو عجل أذلّ من المطايا ... وَمن لحم الْجَزُور على الثمام) (إِذا عجلية ولدت غُلَاما ... لعجلىّ فقبح من غُلَام) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 (سيمّص بثديها فرخ لئيم ... سلالة أعبد ورضيع آم) 122 - وَقَالَ الْكُمَيْت بن زيد (فَقل لبنى أُميَّة حَيْثُ كَانُوا ... وَإِن خفت المهنّد والقطيعا) (أجاع الله من أشبعتموه ... وَأَشْبع من بجوركم اُجيعا) 123 - وَقَالَ الطرماح بن حَكِيم الطائى (لَو كَانَ يخفى على الرَّحْمَن خافية ... من خلقه خفيت عَنهُ بَنو أَسد) 124 - وَقَالَ أَيْضا (تَمِيم يطْرق اللؤم أهْدى من القطا ... وَلَو سلكت طرق المكارم ضلت) 125 - وَقَالَ الْحَارِث بن كلدة (إِن اختيارك لَا عَن خبْرَة سلفت ... إِلَّا الرَّجَاء وَمِمَّا يُخطئ الْبَصَر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 (كالمستغيث بِبَطن السَّيْل تحسبه ... جزرا يبادره إِذْ بله الْمَطَر) (إِن السعيد لَهُ فى غَيره عظة ... وفى التجارب تحكيم ومعتبر) (لأعرفنّك إِن أرْسلت قافية ... تلقى المعاذير إِذْ لَا تَنْفَع الْعذر) 126 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة الخطفى (وَيقْضى الْأَمر حِين تغيب تيم ... وَلَا يستأذنون وهم شُهُود) 127 - وَقَالَ أَيْضا (يَا تيم تيم عدى لَا أبالكم ... لَا يلقينّكم فى سوأة عمر) (خل الطَّرِيق لمن يبْنى الْمنَار لَهُ ... وابرز ببرزة حَيْثُ اضطرّك الْقدر) 128 - وَقَالَ عَوْف بن الْحباب يهجو جَارِيَة من بدر لما انهزم من الأزراقه (أحار بن بدر دُونك الكأس إِنَّهَا ... بمثلك أولى من قراع الْكَتَائِب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 (عَلَيْك بهَا صهباء كالمسك رِيحهَا ... يظل أَخُوهَا للعِدى غير هائب) (ودع عَنْك أَقْوَامًا وليت قِتَالهمْ ... فلست صبورا عِنْد وَقع النوائب) (ودع عَنْك أَبنَاء الحروب وشدهم ... إِذا حظروا مثل الْجمال المصاعب) 129 - وَقَالَ سَالم بن دارة اليربوعى (لَا تأمننّ فزاريا خلوت بِهِ ... على قلوصك واكتبها بأسيار) (لَا تأمنن عَلَيْهَا أَن بَيتهَا ... عارى الأجاعر يعلوها بتسيار) (أَنا ان دارة مَعْرُوفا لكم نسبى ... وَهل بدارة يَا للنَّاس من عَار) 130 - وَقَالَ أَمَام بن أقرم وَكَانَ قد حَبسه أبان بن مَرْوَان (وَلما أَن برزت إِلَى سلاحى ... ودرعى قلت مَا أَنا بالأسير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 (طليق الله لم يمنن عَلَيْهِ ... أَبُو دَاوُد وَابْن أَبى كثير) (وَلَا الْحجَّاج عيَنى بنت مَاء ... تقلبّ طرفها حذر الصقور) 131 - وَقَالَ بشر بن الْحَارِث وتروى لمرة بن عَمْرو الخزاعى (ذهب الرِّجَال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أَمر مُنكر) (وَبقيت فى خلف يزّين بَعضهم ... بَعْضًا ليدفع معور عَن معور) 132 - وَقَالَ الْأَعْشَى الْبَصِير فى الْحَارِث بن وَعلة (أتيت حريثا زَائِرًا عَن جَنَابَة ... فَكَانَ حُرَيْث عَن عطائى جَامِدا) (لعمرك مَا أشبهت وَعلة فى الندى ... شمائله وَلَا أَبَاهُ المجالدا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 (إِذا مَا رأى ذَا حَاجَة فَكَأَنَّمَا ... يرى أسدا فى بَيته وأساودا) (وَإِن امْرَءًا قد زرته قبل هَذِه ... بجوّ لخير مِنْك نفسا ووالدا) (فَتى لَو يُبَارى الشَّمْس أَلْقَت قناعها ... أَو الْقَمَر السارى لألقى المقالدا) 133 - وَقَالَ آخر (زوامل للأشعار لَا علم عِنْدهم ... بجيدها إِلَّا كعلم الأباعر) (لعمرك مَا يدرى الْبَعِير إِذا غَدا ... بأوساقه أَو رَاح مَا فى الغرائر) 134 - وَقَالَ الحطيئة جَرْوَل (سئلتَ فَلم تبخل وَلم تعط نائلا ... فسيّان لَا ذمّ عَلَيْك وَلَا حمد) (وَأَنت امْرُؤ لَا الْجُود مِنْك سجيّة ... فتعطى وَقد يعْطى على النائل الوجد) 135 - وَقَالَ فضَالة بن شريك الباهلى يهجو عَاصِم بن عمر بن الْخطاب (أَلا أَيهَا الباغى الْقرى لست واجدا ... قراك إِذا مَا بتّ فى دَار عَاصِم) (إِذا جِئْته تبغى الْقرى بَات نَائِما ... بطينا وَأمسى ضَيفه غير نَائِم) (وَلَوْلَا يَد الْفَارُوق قلدّت عَاصِمًا ... مطوّقة يجدى بهَا فى المواسم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 (فليتك من جرم ابْن ربّان أَو بنى ... فقيم أَو النوكى أبان بن دارم) (أنَاس إِذا مَا الضَّيْف حل بُيُوتهم ... غَدا جائعا عيمان لَيْسَ بغانم) 136 - وَقَالَ زُهَيْر بن أَبى سلمى (وَمَا أدرى وسوف إخال أدرى ... أقوم آل حصن أم نسَاء) 137 - وَقَالَ السَّائِب بن فروخ يهجو عمر بن أَبى ربيعَة (وَأَنت الْفَتى وَابْن الْفَتى وأخو الْفَتى ... وَسَيِّدنَا لَوْلَا خلائق أَربع) (نكولك فى الهيجا وتقوالك الْخَنَا ... وشتمك للْمولى وَأَنَّك تبّع) 138 - وَقَالَ فضَالة بن شريك يهجو عبد الله بن الزبير (أَقُول لغلمتى شدّوا ركابى ... أُفَارِق بطن مَكَّة فى سَواد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 (فَمَا لى حِين أقطع ذَات عرق ... إِلَى ابْن الكاهلية من معاد) (سيبعد بَيْننَا نَص المطايا ... وَتَعْلِيق الأداوى والمزاد) (وكل معبّد قد أعلمته ... مناسمهنُطّلاع النجاد) (أرى الْحَاجَات عِنْد أَبى خُبيب ... نكدن وَلَا أُميَّة فى الْبِلَاد) (شَكَوْت إِلَيْهِ إِن نقبتْ قلوصى ... فردّ جَوَاب مشدود الصفاد) (لقد أسمعت لَو ناديت حَيا ... وَلَكِن لَا حَيَاة لمن تنادى) 139 - وَقَالَ الْأَعْشَى ربيعَة بن نجوان (ويلُمّ قوم غدوا عَنْكُم لطيّتهم ... لَا ينكتون غَدَاة العل والنهل) (صدء السرابيل لَا توكا مقانبهم ... عجز الْبُطُون وَلَا تطوى على الْفضل) 140 - وَقَالَ آخر (تلقاهم وهم خضر النِّعَال كَأَن ... قد نشّرت كتفيها فيهم الضبع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 (لَو صاب وَادِيهمْ رِسلا فأترعه ... مَا كَانَ للضيف فى تعميره طمع) 141 - وَقَالَ الْفضل بن الْعَبَّاس بن عتبَة اللهبى (أفى ثَلَاثَة رَهْط أَنْت رابعهم ... عّيرتنى واسطا جرثومة الْعَرَب) (فَلَا هدى الله قوما أَنْت سيدهم ... فى جلدَة بَين أصل الثيل والذنب) 142 - وَقَالَ البردخت الضبى وَكَانَ هاجى جَرِيرًا (لقد كَانَ فى عَيْنَيْك يَا حَفْص شاغل ... وأنف كثيل الْعود عَمَّا تتبَع) (تتبع لحنا من كَلَام مرقّش ... وخلقك مبْنى على اللّحن أجمع) (فعينك إقواء وأنفك مُكفأ ... ووجهك إيطاء وَأَنت المرقعّ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 143 - وَقَالَ الصلتان العبدى (أتتنى تَمِيم حِين هابت قضاتها ... وأنى لبالفصل المبّين قَاطع) (وَإِن يَك بَحر الحنظليين وَاحِدًا ... فَمَا تستوى حيتانه والضفادع) (وَمَا يستوى صدر الفتاة وزُجّها ... وَمَا يستوى شُمّ الذرى والأجارع) (وَلَيْسَ الذنابى كالقدامى وريشه ... وَمَا تستوى فى الْكَفّ مِنْك الْأَصَابِع) (أَلا إِنَّمَا تحظى كُلَيْب بشعرها ... وبالمجد تحظى دارم والأقارع) (فيا شَاعِرًا لَا شَاعِر الْيَوْم مثله ... جرير وَلَكِن فى كُلَيْب تواضع) 144 - وَقَالَ آخر (رَأَيْت اليراع ناطقا عَن فخاركم ... إِذا هزمت أثباجه وتعّينا) (وَنحن أنَاس ينْطق الصُّبْح دُوننَا ... وَلم تَرَ كالصبح الجلىّ مبيّنا) 145 - وَقَالَ هُبَيْرَة بن الصَّلْت الربعى (تجنّب كليبا أَن تحلّ بدارها ... وَإِن كليبا شَرّ حاف وناعل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 (أنَاس يُفادَى الجدى فيهم كَأَنَّمَا ... يفادى بِهِ بسطَام بكر بن وَائِل) 146 - وَقَالَ الْأَحْمَر بن رميلة وَرويت للعتابى (وَكم نعْمَة أعطاكها الله جزلة ... مبّرأة من كل خلق يذيمها) (فسّلطت أَخْلَاقًا عَلَيْهَا ذميمة ... تعاورتها حَتَّى تفرّى أديمها) (وَكنت امْرأ لَو شِئْت أَن تبلغ المدى ... بلغت بِأَدْنَى نعْمَة تستديمها) (وَلَكِن خطام النَّفس أثقل محملًا ... من الصَّخْرَة الصماء حِين ترومها) 147 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى (إِذا الثقفى فاخركم فَقولُوا ... هَلُمَّ نعدّ أم أَبى رِغَال) 148 - وَقَالَ جواس بن نعيم بن حُرثان الضبى (كَأَن خروء الطير فَوق رؤوسهم ... إِذا اجْتمعت قيس مَعًا وَتَمِيم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 (مَتى تسْأَل الضّبّى عَن شَرّ قومه ... يقل لَك إِن العائذىّ لئيم) 149 - وَقَالَ عتبَة بن الوغل التغلى يهجو كَعْب بن جعيل (وسميتَ كَعْبًا بشّر الْعِظَام ... وَكَانَ أَبوك يُسمى الْجعل) (وَأَنت مَكَانك من وَائِل ... مَكَان القراد من إست الْجمل) 150 - وَقَالَ جرير بن الخطفى (قبح الْإِلَه وُجُوه تغلب كلما ... شج الحجيج وَكَبرُوا إهلالا) 151 - وَقَالَت أم ثَوَاب فى ابْنهَا وهى من بنى هزان (ربيتُه وَهُوَ مثل الفرخ أعظمه ... أم الطَّعَام ترى فى جلده زغبا) 152 - وَقَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت (غدوتك مولودا وعُلتك يافعا ... ُتعل بِمَا اُدنى إِلَيْك وتنهل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 (إِذا لَيْلَة نابتك بالشكو لم أَبَت ... لشكواك إِلَّا ساهرا أنململ) (كأنى أَن المطروق دُونك بالذى ... طرقت بِهِ دونى فعينى تهمل) (فَلَمَّا بلغت السن والغاية الَّتِي ... إِلَيْهَا مدى مَا كنت فِيك أُؤَمِّل) (جعلت غذائى مِنْك جبها وغلظة ... كَأَنَّك أَنْت الْمُنعم المتفضل) (فليتك إِذْ لم ترع حق أبوّتى ... فعلتَ كَمَا الْجَار المجاور يفعل) (وسميتنى باسم المفَّند رَأْيه ... وفى رَأْيك التفنيد لَو كنت تعقل) (ترَاهُ معدا للْخلاف كَأَنَّهُ ... بردّ على أهل الصَّوَاب مُوكل) 153 - وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذلى وَكَانَ قد بعث صديقا لَهُ إِلَى امْرَأَة كَانَ يهواها فهويته فخانه فِيهَا أَو تزَوجهَا فَلَمَّا علم أَبُو ذُؤَيْب بِمَا وَقع هجاهما بقوله (تريدين كَيْمَا تجمعينى وخالدا ... وَهل يجمع السيفان وَيحك فى غمد) (أخالد مَا راعيت من ذى قرَابَة ... فتحفظنى بِالْغَيْبِ أَو بعض مَا تبدى) (دعَاك إِلَيْهَا مقلتاها وجيدها ... فملت كَمَا مَال الْمُحب على عمد) (فَكنت كرقراق الشَّرَاب إِذا جرى ... لقوم وَقد بَات المطى بهم تخدى) (فآ لَيْت لَا أَنْفك أحذو قصيدة ... تكون وَإِيَّاهَا بهَا مثلا بعدى) تمّ بَاب الهجاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 (بَاب مذمة النِّسَاء) 1 - قَالَ الحطيئة جَرْوَل العبسى (تنحّى فاقعدى منى بَعيدا ... أراح الله مِنْك العالمينا) 2 - وَقَالَ بِلَال بن جرير (إِلَى الله أَشْكُو أَن قلبى مُعَلّق ... برعناء حسناء القوام رداح) (صَبِيحَة وَجه والصِباح مآلف ... لكل فَتى للغانيات مُبَاح) (تسخّط مَا يرضى وَتحرق بالأذى ... وَلَيْسَ بناهيها لحاية لَاحَ) (فَلَا بُد من صَبر عَلَيْهَا لحسنها ... وَإِن زَاد مِنْهَا النكر كل صباح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 3 - وَقَالَ آخر (يهيم بهَا قلبى وتأبى خلائقى ... ويأنف طبعى أَن أقرّ على أَذَى) (مليحة وَجه غير أَن فعالها ... قباح وَهَذَا لَا يفى عندنَا بذا) (فان قيل لى صبرا عَلَيْهَا لحسنها ... فَقلت وَمَا صَبر الْعُيُون على القذا) 4 - وَقَالَ آخر وَكَانَ قد قدم بِزَوْجَتِهِ إِلَى دمشق لتَمُوت بالوباء ظنا مِنْهُ أَنَّهَا أَرض وبيّة (دمشق خذيها واعلمى أَن لَيْلَة ... تمر بعُودَى نعشها لَيْلَة الْقدر) 5 - وَقَالَ جران الْعود (من كَانَ أصبح مَسْرُورا بِزَوْجَتِهِ ... من الْأَنَام فانى غير مسرور) (كَأَن فى الْبَيْت بعد الهدء راصدة ... غولا تصّوُر فى كل التصاوير) (شوهاء ورهاء مسنون أظافرها ... لم تلف إِلَّا بِشعر غير مضفور) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 (مؤمة الْوَجْه نحس لَا تُفَارِقهُ ... كَأَنَّهَا دبقة فى ريش عُصْفُور) (كأننى حِين ألْقى وَجههَا بكرا ... أَهْوى إِلَى اللَّيْل يومى ذَاك فى بير) 6 - وَقَالَ أَيْضا (يَقُولُونَ فى الْبَيْت لى نعجة ... وفى الْبَيْت لَو يعلمُونَ النمر) (أحبى لى الْخَيْر أَو أبغضى ... كِلَانَا بِصَاحِبِهِ منتظر) 7 - وَقَالَ آخر (وَمَا تَسْتَطِيع الْكحل من ضيق عينهَا ... فان عالجته صَار فَوق المحاجر) (وفى حاجبيها جزّة لغِرارة ... فان حُلّقا صَارا ثَلَاث غَرَائِر) (وثديان أما وَاحِد فكموزة ... وَآخر فِيهِ قربَة للْمُسَافِر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 8 - قَالَ دعبل بن على الخزاعى (أعوذ بِاللَّه من ليل يقربنى ... إِلَى مضاجعة كالدلك بالمسد) 9 - وَقَالَ عَاصِم بن خروعة النهشلى (إِلَى الله أَشْكُو أَنَّهَا قد تنكّرت ... وأبدت لى الْبغضَاء أم مُحَمَّد) (فقد تركتنى عِنْدهَا كمدلة ... يحاذر وَقعا من لِسَان وَمن يَد) (كَأَن عَذَاب الْقَبْر تَحت ثِيَابهَا ... إِذا لصقت تَحت الخباء الممدد) (فيا رب فرج كربتى قبل ميتتى ... بواضحة الْخَدين ريا الْمُقَلّد) (فانى مَتى عاتبتها كَانَ عذرها ... وإعتابها إِن كنت غَضْبَان فازدد) (هى الغول والشيطان لَا غول غَيرهَا ... وَمن يصحب الشَّيْطَان والغول يكمد) (تعوذ مِنْهَا الْجِنّ حِين يرونها ... ويطرق مِنْهَا كل أَفْعَى وأسود) (فانى لشاكيها إِلَى كل مُسلم ... وداع عَلَيْهَا الله فى كل مَسْجِد) 10 - وَقَالَ صحر بن الشريد السلمى جاهلى وَكَانَ قد سمع إمرأته تَقول لسائل عَنهُ لَا ميت فينعى وَلَا حى فيرجى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 فَعلم أَنَّهَا برمت مِنْهُ وَرَأى أمه تحرق عَلَيْهِ وَكَانَ قد طعن طعنة كَانَ فِيهَا حتفه (أرى أم صَخْر مَا تمل عيادتى ... وملت سليمى مضجعى ومكانى) (وَمَا كنت أخْشَى أَن أكون جَنَازَة ... عَلَيْهَا وَمن يغتر بالحدثان) (أهتم بِأَمْر الحزم لَو أستطيعه ... وَقد حيل بَين العير والنزوان) (لعمرى لقد نبهت من كَانَ نَائِما ... وأسمعت من كَانَت لَهُ أذنان) (وللموت خير من حَيَاة كَأَنَّهَا ... محلّة يعسوب بِرَأْس سِنَان) (فأى امْرِئ سَاوَى بِأم حَلِيلَة ... فَلَا زَالَ إِلَّا فى شقاً وهوان) 11 - وَقَالَ مرقال الأسدى فى ابْنة عَم لَهُ ورهاء وَكَانَ قد دخل عَلَيْهَا يَوْمًا وهى متغضبة فَقَالَ مَا شَأْنك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 قَالَت لِأَنَّك لم تشبب بى كَمَا يشبب الرِّجَال ينائهم فَقَالَ (تمت عُبَيْدَة إِلَّا فى محاسنها ... فالحسن مِنْهَا بِحَيْثُ الشَّمْس وَالْقَمَر) (مَا خَالَفت الظبى مِنْهَا حِين تبصره ... إِلَّا سوالفها والجيد وَالنَّظَر) 12 - وَقَالَ شَقِيق بن السليك بن أَوْس الأسدى (فِاما نكحت فَلَا بالرفاء ... وَإِمَّا ابتنيت فَلَا بالبنينا) (وزوجت أشمط فى غربَة ... تجن الحليلة مِنْهُ جنونا) (خَلِيل إِمَاء تقسّمنه ... وللمحصنات ضروبا مهينا) (يُرِيك الْكَوَاكِب نصف النَّهَار ... وتلقين من بغضه الأقورينا) (كَأَنَّك من بغضه فَاقِد ... ترجّع بعد حنين حنينا) (معدّ بِلَا زلَّة تفعلين ... لظهركْ بالظلم سوطاْ متينا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 (فأبعدك الله من جَارة ... وألزمك الله مَا تكرهينا) 13 - وَقَالَ ذُو الْكِبَار عمار الهمذانى أموى الشّعْر (إِن عرسى لَا هداها الله بنت لرباح) (كل يَوْم تفزع الْجلاس مِنْهَا بالصياح) (وَلها لون كداجى اللَّيْل من غير صباح) (ولسان صارم كالسيف مشحوذ النواحى) (عجل الله خلاصى من يَديهَا وسراحى) 14 - وَقَالَ أَبُو الغطمش الحنفى (منيت بزنمردة كالعصا ... ألص وأخبث من كندش) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 15 - وَقَالَ آخر (إِن من غره النِّسَاء بشئ ... بعد هِنْد لجَاهِل مغرور) (حلوة القَوْل وَاللِّسَان وَمر ... كل شئ أجن مِنْهَا الضَّمِير) 16 - وَقَالَ آخر (فان ترفقى يَا هِنْد فالرفق أَيمن ... وَإِن تخرقى يَا هِنْد فالخرق أشأم) (فَأَنت طَلَاق وَالطَّلَاق عَزِيمَة ... ثَلَاثًا وَمن يخرق أعق وأظلم) 17 - وَقَالَ جران الْعود (لقد كَانَ لى فى ضرتين عدمتنى ... وَعَما ألاقى مِنْهُمَا متزحزح) (هما الغول والسعلاة حلقى مهما ... مخدش مَا بَين التراقى مكدح) 18 - وَقَالَ أَبُو الطروق الضبى (يَقُولُونَ أصدقهَا جوادا وقينة ... فقد جردت بيتى وَبَيت عياليا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 (وأبقت ضبابا فى الصُّدُور كوامناْ ... وَغَابَتْ فَلَا آبت سمير اللياليا) 19 - وَقَالَ آخر (لَا تنكحن عجوزا إِن أتيت بهَا ... واخلع ثِيَابك مِنْهَا ممعنا هربا) (فان أتوك فَقَالُوا إِنَّهَا نصف ... فَأن أطيب نصفيها الذى ذَهَبا) 20 - وَقَالَ ابو الزَّوَائِد الأعرابى (عَجُوز ترجى أَن تكون فتية ... وَقد غارت العينان واحدودب الظّهْر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 (تدس إِلَى الْعَطَّار ميرة أَهلهَا ... وَهل يصلح الْعَطَّار مَا أفسد الدَّهْر) (وَمَا راقنى إِلَّا خضاب بكفها ... وكحل بعينيها وأثوابها الصفْر) (وَجَاءُوا بهَا قبل المحاق بليلة ... فَكَانَ محاقا كُله ذَلِك الشَّهْر) 21 - وَقَالَ آخر (إِذا خرجت لحاجتها أتتنى ... من الْكَذِب العجيب بِكُل لون) (تعين علىّ دهرى مَا استطاعت ... وَلَيْسَت لى على دهرى بعون) 22 - وَقَالَ آخر (صبرت على ليلى ثَلَاثِينَ حجَّة ... تعذبنى ليلى مرَارًا وتصخب) (إِذا قلت هَذَا يَوْم ترْضى تنكّرت ... وَقَالَت فَقير سيئ الْخلق أشيب) (فَقلت لَهَا قد يعسر الْمَرْء حقبة ... ويصبر وَالْأَيَّام فِيهَا تقلّب) (فَلَمَّا رَأَيْت أَنَّهَا لى شائى ... تنكبتها وَالْحر يحمى ويغضب) (وطلقتها أَنى رَأَيْت طَلاقهَا ... أعف وفى الأَرْض العريضة مَذْهَب) 23 - وَقَالَ آخر (عدمت نسَاء الْمصر أَن نِسَاءَهُ ... قصار هواديها عِظَام بطونها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 (فَلَا تعط فى مصرية نصف دانق ... وَإِن ثقلت أردافها ومتونها) 24 - وَقَالَ آخر (وزوجتها رُومِية هرمزية ... بِفضل الذى أعْطى الْأَمِير من الرزق) (بِمهْر يسير وهى غَالِيَة بِهِ ... إِذا ذكر النسوان بالمنكح الصدْق) 25 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى (على ألية مَا دمت حَيا ... أمسك طَائِعا إِلَّا بعودى) (وَلَا أهْدى لأرض أَنْت فِيهَا ... سَلام الله إِلَّا من بعيد) (فَخير مِنْك من لَا خير فِيهِ ... وَخير من زيارتكم قعودى) 26 - وَقَالَ قَتَادَة بن مَعْرُوف اليشكرى (تجهزى للطَّلَاق وانصرفى ... ذَاك دَوَاء الجوامح الشَّمْس) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 (مَا أَنْت بِالْجنَّةِ الْوَدُود وَلَا ... فِيك أرى خيرة لملتمس) (لليلة الْبَين إِن ظَفرت بهَا ... آثر عندى من لَيْلَة الْعرس) 27 - وَقَالَ آخر (أترجو العامرية زوج صدق ... وَقد زَادَت على مائَة سنوها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 (تطفطف مَا يُرِيد الزَّوْج مِنْهَا ... وأنتن من طَوِيل الْعُمر فوها) (وَنقل رَحلهَا فى كل حى ... وجربت الرِّجَال وجربوها) 28 - وَقَالَ آخر (إنى رَأَيْت عجبا مذ أمسا ... عجائزا مثل السعالى خمْسا) (ياكلن مَا فى رحلهن همسا ... لَا ترك الله لَهُنَّ ضرسا) (وَلَا لقين الدَّهْر إِلَّا تعسا ... ) تمّ بَاب مذمة النِّسَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 (بَاب الصِّفَات والنعوت) 1 - قَالَ طفيل بن عَوْف بن كَعْب الغنوى فى صفة خباء وخيل (وَبَيت تهب الرّيح فى حجراته ... بِأَرْض فضاء بَابه لم يحجب) 2 - وَقَالَ أَيْضا (وخيل كأمثال السراح مصونة ... ذخائر مَا أبقى الْغُرَاب وَمذهب) 3 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس من قصيدة أَولهَا (خليلىّ مرا بى على أمّ جُنْدُب) إِلَى أَن قَالَ فِيهَا (وَقد أغتدى قبل الشروق بسابق ... أقبّ كيعفور الفلات محنّب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 4 - وَقَالَ عَلْقَمَة الْفَحْل يجِيبه (ذهبت من الهجران فى كل مَذْهَب ... وَلم يَك حَقًا طول هَذَا التجنب) 5 - وَقَالَ مزرد بن ضرار الذبيانى أَخُو الشماخ إسلامى (لقد علمت فتيَان ذبيان أننى ... أَنا الْفَارِس الحامى الذمار الْمقَاتل) (وعندى إِذا الْحَرْب الْعوَان تلقحت ... وأبدت هواديها الخطوب الزلازل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 (طوال الْقرى قد كَاد يذهب كاهلا ... جواد المدى والعقب والخلق كَامِل) (أجش صريحى كَأَن صهيله ... مَزَامِير شرب جاوبتها جلاجل) (مَتى يُر مركوبا تقل باز قانص ... وفى مَشْيه عِنْد القياد تساتل) (تَقول إِذا أبصرته وَهُوَ صَائِم ... خباء على نشر أَو السَّيِّد ماثل) ... ) (مبرز غايات وَإِن تبل عانة ... يذرها كذود عاثْ فِيهِ مخايل) (يرى طامح الْعَينَيْنِ يرنو كَأَنَّهُ ... موانس ذعر فَهُوَ بِالْإِذْنِ خاتل) (إِذا الْخَيل من غب الوجيف رَأَيْتهَا ... وأعينها مثل القلات حواجل) (يرى الشد والتقريب نذر إِذا عدا ... وَقد لحقت بالصلب مِنْهُ الشواكل) (وسلهبة جرداء بَاقٍ مريسها ... موثقة مثل الهراوة حَائِل) (من المسبطرات الْجِيَاد طمرة ... لجوج هَواهَا السبسب المتماحل) (وَإِن رد من فضل الْعَنَان توردت ... هوى قطاة أتبعتها الأجادل) (ومسفوحة فضفاضة تَبَعِيَّة ... وآها القتير تجتويها المعابل) (دلاص كَظهر النُّون لَا يستطيعها ... سِنَان وَلَا تِلْكَ الحظاء الدواخل) (موشحة بَيْضَاء دَان حبيكها ... لَهَا حلق بعد الأنامل فَاضل) (مشهرة تحنى الْأَصَابِع نَحْوهَا ... إِذا اجْتمعت يَوْم الْحفاظ الْقَبَائِل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 (وتبغة فى تَرِكَة حميرية ... دلامصة ترفض عَنْهَا الجنادل) (كَأَن شُعَاع الشَّمْس فى حجراتها ... مصابيح رُهْبَان زهتها القنادل) (وجوب يرى كَالشَّمْسِ فى طخية الدجى ... وأبيض مَاض فى الضريبة قاصل) (وأملس هندى مَتى يعل حَده ... ذرى الْبيض لَا تسلم عَلَيْهِ الكواهل) (ومطرد لدن الكعوب كَأَنَّمَا ... تغشاه منباع من الزَّيْت سَائل) (أَصمّ إِذا مَا هز مارت سراته ... كَمَا مار ثعبان الرمال الموائل) (لَهُ فارط ماضى الغرار كَأَنَّهُ ... هِلَال بدا فى ظلمَة اللَّيْل ناحل) 6 - وَأحسن أَحْمد بن خلف فى قَوْله (مَا تدْرك الْأَرْوَاح أدنى جريه ... حَتَّى يفوت الرّيح وَهُوَ مقدم) (رجعته أَطْرَاف الأسنة أشقرا ... واللون أدهم حِين ضرجه الدَّم) 7 - وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب (لما نزلنَا ضربنا ظلّ أخبية ... وفار للْقَوْم بِاللَّحْمِ المراجيل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 (وردا وأشقر لم ينهئه طابخه ... مَا غير الغلى مِنْهُ فَهُوَ مَأْكُول) (ثمت قمنا إِلَى جرد مسومة ... أعرافهن لأيدينا مناديل) 8 - وَقَالَ سَالم بن وابصة الأسدى (أى مبكا ومنظر ومزار ... وَاعْتِبَار لناظر ذى اعْتِبَار) (بلد كَانَ آهلا من ذوى ... النجدة فى النائبات والأخطار) (من كهول جروا على الْعلم والحلم ... بِنَقْض الْأُمُور والإمرار) (وشباب إِذا أفادوا أفاتوا ... المَال لَا عُزّل وَلَا أغمار) (وَإِذا أفزعوا أجالوا على الأَرْض ... كراديس مثل سود الْحرار) (خلفهَا عَارض يمد على الْآفَاق ... سترين من حَدِيد ونارْ) (نَار حَرْب يشّبها الْحَد ... وَالْجد فتعشى نواظر الْأَبْصَار) (بجياد كأنهن التماثيل ... ليَوْم الْهياج والمضمار) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 (كل نهد أقب معتدل الْخلق ... أَمِين القوى عَتيق النجار) (ماج مِنْهُ الجران وَاشْتَدَّ عُلَبًا ... واه واحدودبا دوين العذار) (مجفر الْجنب مكرب الرسغ دانى ... الأجذ مستعرضا لكر مغار) (طَال هاديه والذراعان ... والأضلاع مِنْهُ فتمّ فى إجفار) (ثمَّ طَالَتْ وأيّدت فخذاه ... فَهُوَ ثقف الْوُثُوب ثبتَتْ الخبار) (وقصير الكراع وَالظّهْر والساق ... قصير العسيب والصلب وارى) (وحديد الْفُؤَاد والطرف والعرقوب ... والسمع حِدة فى وقار) (ورحيب الْفروج وَالْجَلد والشدقين ... قُدَّام منخر كالوجار) (والعريض الوظيف وَالْجنب والأوراك ... والجبهة العريض الفقار) (وَهُوَ صافة الْأَدِيم وَالْعين والحافر ... غمر المطال والإحضار) (فَبِهَذَا نفوت من يطْلب الثأر ... لدينا وَلَا نفات بثار) 9 - قَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى (وَقد أغتدى وَالطير فى وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل) 10 - وَقَالَ أَيْضا وتروى لِرَبِيعَة بن جشم من بنى نمرابن قاسط رِوَايَة عَن أَبى عَمْرو بن الْعَلَاء البصرى (وأركب فى الروع خيفانة ... كسا وَجههَا سعف منتشر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 11 - وَقَالَ أَبُو دَاوُد الإيادى وسمه حَنْظَلَة بن الْحجَّاج وَقيل جَارِيَة بن العجاج (وَقد أغدوا بِطرف هيكل ... ذى ميعة سكب) (طَوِيل طامح الطّرف ... إِلَى مفزعة الْكَلْب) (حَدِيد السّمع والناظر ... والعرقوب وَالْقلب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 (عريض الصَّدْر والجبهة ... والصهوة وَالْجنب) (لَهُ ساقا ظليم خا ... ضَب فوجئ بِالرُّعْبِ) (وقُصرى شنج الأنساء ... نّباح من الشّعب) (ومتنان خظاتان ... كزحلوق من القضب) (يهز الْعُنُق الْأجر ... د فى مستأمن الشّعب) (مسّح لَا يوارى الصَّيْد ... مِنْهُ عصره اللهب) (جَراد الشد والتقريب ... والإحضار والعقب) 12 - وَقَالَ أَوْس بن حجر جاهلى (وَقد تلاقى بى الْحَاجَات نَاجِية ... وجناء لاحقة الرجلَيْن عيسور) (تساقط المشى أَحْيَانًا إِذا غضِبت ... إِذا ألحت على ركبانها الكور) (حرف أَبوهَا أَخُوهَا من مهّجنة ... وخالها عَمها ركباء مئشيرْ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 (كَأَنَّهَا ذُو وشوم بَين مأفقة ... فالقطقطانة والبرعوم مذعور) (قد عّريت نصف حول أشهرا جددا ... يسفى على رَحلهَا بِالْحيرَةِ المُور) 13 - وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان (كَأَن راكبها يهوى بمنخرق ... من الْجنُوب إِذا مَا ركبهَا نصبوا) 140 - وَقَالَ الشماخ (سل الهموم الَّتِى باتت مؤرقة ... بحسرة كعلاه الْقَيْن شملال) 15 - وَقَالَ أَيْضا (كَأَن قتودى فَوق جأب مطرد ... من الحقب جادته الجداد الغوارز) 16 - وَقَالَ القطامى عُمَيْر بن شيم التغلبى (إِذا بَركت خوت على ثفناتها ... مجافية صلبا كقنطرة الجسر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 (كَأَن يَديهَا حِين تجرى ضفورها ... طريدان وَالرجلَانِ طالبتا وتر) 17 - وَقَالَ مخلد الكنانى يصف نَاقَة حج عَلَيْهَا (عذت بالقادسية وهى ترنو ... إلىّ بِعَين شَيْطَان رجيم) (فَمَا وافت بِنَا عسفان حَتَّى ... رنت بلحاظ لُقْمَان الْحَكِيم) (وبدّلها السُرى بِالْجَهْلِ حلما ... وقدّ أديمها قد الْأَدِيم) (بَدَت كالبدر وافى ليل سعد ... وآبت مثل عرجون قديم) 18 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى فى نَاقَته (تخدى على العلات سَام رَأسهَا ... روغاء منسمها رثيم دامى) 19 - وَقَالَ النَّابِغَة زِيَاد بن مُعَاوِيَة الذبيانى (فعد عَمَّا ترى إِذْ لَا ارتجاع لَهُ ... وانم القتود على عيرانة أجد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 (مقذوفة بدخيس النحض بازلها ... لَهُ صريف صريف القعو بالمسد) 20 - وَقَالَ عبد بن قيس يصف طعنة (لَهَا بعد إِسْنَاد الكليم وهدئه ... وَرَنَّة من يبكى إِذا كَانَ باكيا) (هدير هدير الْفَحْل ينفض رَأسه ... يذب بروقيه الْكلاب الضواريا) 21 - وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان (كأننى من هوى خرقاء مّطرف ... دامى الأظل بعيد الشأو مهيوم) 22 - وَقَالَ الطرماح بن حَكِيم أموى الشّعْر فى العير والأتان (كم دون إلفك من نِياط تنوفة ... قذف تظل بهَا الفرائص ترْعد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 23 - وَقَالَ لبيد بن ربيعَة العامرى فى مَعْنَاهُ (يرقى ويرتقب النجاد كَأَنَّهُ ... ذُو إربة كل المرام يروم) (حَتَّى تهجّر فى الرواح وهاجه ... طلب المعقب حَقه الْمَظْلُوم) 24 - وَقَالَ مَالك بن جَابر الهلالى (لَيْث هِزبر مدلّ عِنْد خيسته ... بالرقمتين لَهُ أجر وأعراس) (أحمى الصريمة أحدان الرِّجَال لَهُ ... صيد ومستمع بِاللَّيْلِ هّجاس) (صَعب البديهة مشبوب أظافره ... مواثب أهرت الشدقين هِرماس) 25 - قصَّة أَبى زبيد حَرْمَلَة بن الْمُنْذر الطائى فى صفة الْأسد قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء البصرى دخل أَبُو زبيد الطائى واسْمه حَرْمَلَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 ابْن الْمُنْذر على عُثْمَان بن عَفَّان رضى الله عَنهُ وَعِنْده الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار فتذاكروا مآثر الْعَرَب وَأَشْعَارهَا فَالْتَفت عُثْمَان إِلَى أَبى زبيد فَقَالَ يَا أَخا تبع دين الْمَسِيح أسمعنا بعض قَوْلك فقد أنبئت أَنَّك تجيد فَأَنْشد (من مبلغ قَومنَا النائين إِذا شحطوا ... أَن الْفُؤَاد إِلَيْهِم شيّق ولِع) يذكر فِيهَا صفة الْأسد وَهُوَ (كَأَنَّمَا يتفادى أَمر أهلهم ... من ذى زَوَائِد فى أرساغه فدع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 (ضرغامة أهرتْ الشدقين ذى لبد ... كَأَنَّهُ برنسا فى الغاب مدرع) (بالثنى أَسْفَل من حماء لَيْسَ لَهُ ... إِلَّا بنيه وَإِلَّا عرسه شيع) (أبنّ عِرّيسه عنابها أشب ... وَدون غايتها مُسْتَوْرِد شرع) (شأس الهبوط زناء الحاميين مَتى ... تنشغ بواردة يحدث لَهَا فزع) (أَبُو شتيمين من حصّاء قد أفلت ... كَأَن أطباءها فى رُفغها رقع) (أعطتهما جهدها حَتَّى إِذا وحمت ... صدت وَصد فلاغيل وَلَا جدع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 (وردين قد أخذا أَخْلَاق شيخهما ... ففيهما عزمه الظلماء والجشع) (غذاهما بلحوم الْقَوْم مذ شدنا ... فَمَا يزَال لوصلى رَاكب يضع) (على جناجنه من ثَوْبه هبب ... وَفِيه من صائك مستكره دفع) (كَأَنَّمَا هُوَ فى أهداب أرملة ... مسرول وَإِلَى الإبطين مدرع) (أفرّ عَنهُ بنى الخالات جرأته ... لَا الصَّيْد يمْنَع مِنْهُ وَهُوَ مُمْتَنع) (فى مَا اكتسبين رَئِيس غير منتقص ... وَلَيْسَ فِيمَا يرى من كَسبه طمع) حَتَّى أَتَى على آخرهَا فَقَالَ لَهُ عُثْمَان رضى الله تَعَالَى عَنهُ تفتأ تذكر الْأسد مَا حييت إنى لأحسبك جَبَانًا هرابا فَقَالَ كلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ولكنى رَأَيْت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 مِنْهُ منْظرًا وَشهِدت مِنْهُ مشهدا لَا يبرح ذكره يَتَجَدَّد فى قلبى وَأَنا مغدور غير ملوم فَقَالَ لَهُ عُثْمَان رضى الله تَعَالَى عَنهُ أَنى كَانَ ذَلِك قَالَ خرجت فى صُيّابة أَشْرَاف من أفناء قبائل الْعَرَب ذوى هَيْئَة وشارة حَسَنَة ترتمى بِنَا المهارى بأكسائها القيروانات وعبداننا على فتو البغال تقود جِيَاد الْخَيل وَنحن نُرِيد الْحَارِث بن أَبى شمر الغسانى ملك الشَّام فاخروّط بِنَا الْمسير فى حِمَاره القيظ حَتَّى إِذا عصبت الأفواه وذبلت الشفاه وشالت الْمِيَاه وأذكت الجوزاء المعزاء وذاب الصيهد وصّر الجندب وأضاف العصفور الضَّب فى وجاره قَالَ قَائِل أَيهَا الركب غّوروا بِنَا فى ضوج هَذَا الوادى وَإِذا وَاد قد بدا لنا كثير الدغل دَائِم الغلل شجراؤه مغنّة وأطياره مرنّة فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلات ونبعات منهدلات فأصبنا من فضلات المزاود وأتبعناها بِالْمَاءِ الْبَارِد فانا لنصف الْيَوْم ومماطلته إِذا صر أقْصَى الْخَيل أُذُنَيْهِ وفحص الأَرْض بيدَيْهِ فوَاللَّه مَا لبث أَن جال ثمَّ حمحم فَبَال ثمَّ فعل فعله الذى يَلِيهِ وَاحِدًا بعد وَاحِد فتضعضعت الْخَيل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 وتكعكعت الْإِبِل وتقهقرت البغال فَمن نافر بشكاله وناهض بعقاله وجائل بجلاله فَعلمنَا أَن قد أَتَيْنَا وَأَنه السَّبع فَفَزعَ كل امْرِئ منا إِلَى سَيْفه فاستله من جربّانه ثمَّ وقفنا زردقا فَأقبل يتظالع من بغيه كَأَنَّهُ مجنوب أَو فى هجار مسحوب لصدره نحيط ولبلاعيمه غطيط ولطرفه وميض ولأرساغه نقيض كَأَنَّمَا يخبط هشيما أَو يطَأ صريما فَإِذا هَامة كالمجن وخد كالمسن وعينان سجراوان كَأَنَّهُمَا سراجان يقدان وقصرة ربلة ولهزمه رهلة وكتد مغبط وزور مفرط وساعد مجدول وعضد مفتول وكف شئنة البراثن إِلَى مخالب كالمحاجن فَضرب بيدَيْهِ فارهج وكشر فأفرج من أَنْيَاب كالمعاول مصقولة غير مفلولة وفم أهرت أشدق كالغار الأخرق ثمَّ تمطى فأشرع بيدَيْهِ وحفز وركيه برجليه حَتَّى صَار ظله مثلَيْهِ ثمَّ أقعى فاقشعر ثمَّ مثل فاكفهر ثمَّ تجهم فازبأر والذى بَيته فى السَّمَاء مَا اتقينا إِلَّا بِأول من أَخ لنا من بنى فَزَارَة كَانَ ضخم الجزارة فوقصه ثمَّ نفضه نفضة فقضقض متنيه وبقر بَطْنه ثمَّ جعل يلغ فى دَمه فذمرت أصحابى فَبعد لأى مَا استقدموا فجهجهناه فكر مقشعرا بزبرة كَأَن بَين كَتفيهِ شيهما حوليا فاختلج رجلا أعجز ذَا حوايا فنفضه نفضة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 تزايلت لَهَا مفاصلة ثمَّ نهم فقرقر ثمَّ زفر فبربر ثمَّ زأر فجرجر ثمَّ لحظ فوَاللَّه لخلت الْبَرْق يتطاير من تَحت جفونه من عَن شِمَاله وَيَمِينه فارتشعت الأيدى واصطكت الأرجل وأّطت الأضلاع وارتجت الأسماع وحمّجت الْعُيُون وَلَحِقت الْبُطُون وانحزلت الْمُتُون وَسَاءَتْ الظنون فَقَالَ عُثْمَان رضى الله عَنهُ اسْكُتْ فوَاللَّه لقد رعبت قُلُوب الْمُسلمين 26 - وَقَالَ جحدر بن مُعَاوِيَة بن جعدة العكلى (ياُجمل إِنَّك لَو شهِدت كريهتى ... فى يَوْم هول مسدف وعجاج) (وتقدمى لليث أرسُف موثقًا ... كَيْمَا أكابره على الأحراج) (جهم كَأَن جَبينه طبق الرحا ... لما بدا متعجر الأثباج) (شُثن براثنه كَأَن نيوبه ... زرق المعاول أَو شباة زجاج) (وكأنما خيطت عَلَيْهِ عباءة ... برقاء أَو خلقْ من الديباج) (يسمو بناظرتين تحسب فيهمَا ... لما أجالهما شُعَاع سراج) (وَله إِذا وطئ المهاد تنقض ... ولثنى طفطفه نقيق دَجَاج) (أَقبلت أرسف فى الْحَدِيد مكبّلا ... للْمَوْت نفسى عِنْد ذَاك أناجى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 (وَالنَّاس مِنْهُم شامت وعصابة ... عبراتهم بى فى الحلوق شواجى) (قرنان محتضران قد محضتهما ... أم الْمنية غير ذَات نتاج) (لما نزلت بحصن أزبر مهصر ... للقرن أَرْوَاح العدى مجاج) (نازلته إِن النزال سجيتى ... إنى لمن سلفى على منهاج) (وَعلمت أَنى لَو أَبيت نزاله ... إنى من الحّجاج لست بناج) (فقلقت هامته فَخر كَأَنَّهُ ... أَطَم هوى متقوّض الأبراج) (ثمَّ انثنيت وفى قميصى شَاهد ... مِمَّا جرى من شاخب الْأَوْدَاج) (ولبأسك ابْن أَبى عقيل فَوْقه ... وفضلته بخلائق أَزوَاج) (وَلَئِن قذفت بى الْمنية عَامِدًا ... إنى لخيرك بعد ذَاك لراج) (علم النِّسَاء بأننى ذُو صولة ... فى سَاعَة الإلجام والإسراج) 27 - وَقَالَ أَيْضا (لَيْث وَلَيْث فى مجَال ضنك ... كِلَاهُمَا ذُو أنف ومحك) (وبطشة وصولة وفتك ... إِن يكْشف الله قناع الشَّك) (بظفر فى حاجتى ودرك ... فَهُوَ أَحَق منزل بترك) (الذِّئْب يعوى والغراب يبكى) 28 - وَقَالَ حميد بن ثَوْر الهلالى رضى الله عَنهُ (إِذا نَالَ من بهم النخيلة غرَّة ... على غَفلَة مِمَّا يرى وَهُوَ طالع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 (تلوم وَلَو كَانَ ابْنهَا فرحت بِهِ ... إِذا هَب أَرْوَاح الشتَاء الزعازع) (ونمت كنوم الفهد عَن ذى حفيظة ... أكلت طَعَاما دونه وَهُوَ جَائِع) (ينَام بِاحدى مقلتيه ويتقى ... بِأُخْرَى المنايا فَهُوَ يقظان هاجع) (ترى طَرفَيْهِ يعسلان كِلَاهُمَا ... كَمَا اختبّ عوذ الشيحة المتتابع) (إِذا خَافَ من أَرض مضيقا رمت بِهِ ... محالته والجانب المتواسع) (فظل يُرَاعى الْجَيْش حَتَّى تغيبت ... خباش وحالت دونهن الأجارع) (إِذا مَا غَدا يَوْمًا رَأَيْت غيابة ... من الطير ينظرن الذى هُوَ صانع) (خَفِيف المعا إِلَّا مصيرا يبلّه ... دم الْجوف أَو سُؤْر من الْحَوْض ناقع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 (وَإِن بَات وحشا لَيْلَة لم يضق بهَا ... ذِرَاعا وَلم يصبح لَهَا وَهُوَ خاضع) (ويسرى لساعات من اللَّيْل قُرَّة ... يهاب السرى فِيهَا الْمَخَاض النوازع) 29 - وَقَالَ قيس بن بجرة الفزارى وَيعرف بِابْن عنقاء (وأعوج من آل الصَّرِيح كَأَنَّهُ ... بذى الشبت سيد آخر اللَّيْل جَائِع) (بغى كَسبه أَطْرَاف ليل كَأَنَّهُ ... وَلَيْسَ بِهِ ظلع من الخمص ظالع) (فَلَمَّا أَبَاهُ الرزق من كل وجهة ... جنوب الملا وأيأسته المطامع) (طوى نَفسه طى الحريرْ كَأَنَّهُ ... حوى حيةٍ فى ربوة وَهُوَ هاجع) (فَلَمَّا أَصَابَت مَتنه الشَّمْس حكه ... بأعصل فى جذموره السم نَافِع) (وَقَامَ فأقعى قَاعِدا يقسم المنى ... رَجَاء ومّطى صلبه وَهُوَ قابع) (وفكك لحييْهِ فَلَمَّا تعاديا ... صأى ثمَّ ولىّ والبلاد بَلَاقِع) (وهمّ بأمٍ ر ثمَّ أزمع غَيره ... وَإِن ضَاقَ رزق مرّة فَهُوَ وَاسع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 (وعارض أَطْرَاف الصِّبَا فَكَأَنَّهُ ... حباب غَدِير هزه الرّيح رَاجع) 30 - وَقَالَ يحيى بن ثَابت يصف ديكا (صَوت النواقيس بالأسحار هيجنى ... بل الديوك الَّتِى قد هِجُن تشويقى) 31 - وَقَالَ جرير بن الحكم بن الْمُنْذر بن الْجَارُود (وقيلى أبكى كل من كَانَ ذَا هوى ... هتوف الْحمام والديار البلاقع) (وهنّ على طول التلهف بالضحى ... نوائح مَا تخضلّ مِنْهَا المدامع) (مدبّجة الْأَعْنَاق نمر ظُهُورهَا ... مخّطمة بالدر خضر روائع) (لَهُنَّ خدود كالزمرد ناصعا ... خواضب بِالْحِنَّاءِ مِنْهَا الْأَصَابِع) (ترى طررا فَوق الخوافى كَأَنَّهَا ... حواشى برود أحكمتها الوشائع) 32 - وَقَالَ أَبُو الشيص الخزاعى يصف الهدهد (لَا تَأْمِين على سرى وسركم ... غيرى وَغَيْرك أَو طىّ الْقَرَاطِيس) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 (أَو طائرا سأحليه وأنعته ... مَا زَالَ صَاحب تنقير وتأسيس) (سود براثنه ميل ذوائبه ... صفر حمالقه فى الْحسن مغموس) (قد كَانَ هَّم سُلَيْمَان ليذبحه ... لَوْلَا سعايته فى عرش بلقيس) 33 - وَقَالَ آخر فى عقعق (إِذا بَارك الله فى طَائِر ... فَلَا بَارك الله فى العقعق) (طَوِيل الذنابى قصير الْجنَاح ... مَتى مَا يجد غَفلَة يسرق) (يقلب عينين فى رَأسه ... كَأَنَّهُمَا قطرتا زئبق) 34 - وَقَالَ عنترة بن شَدَّاد العبسى (ظن الَّذين فراقهم أتوقع ... وَجرى ببينهم الْغُرَاب الأبقع) 35 - وَله أَيْضا (وخلا الذُّبَاب بهَا فَلَيْسَ ببارح ... هزجا كَفعل الشَّارِب المترنم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان فى الحرباء (وَقد لَاحَ للسارى الذى كمل السرى ... على أخريات اللَّيْل فتق مشهّر) 37 - وَقَالَ عَمْرو بن شأس فى حَيَّة (إياك إياك أَن تمنى بداهبة ... رقشاء لَيْسَ لَهَا سمع وَلَا بصر) (لَا ينْبت العشب فى وَاد تكون بِهِ ... وَلَا يجاورها جن وَلَا بشر) (خشناء شائكة الأنياب ذابلة ... ينبو من اليبس عَن يافوخها الْحجر) (لَو شرّحت بالمدى مَا مّسها بَلل ... وَلَو تكنفها الحاوون مَا قدرُوا) (قد جاهروها فَمَا قَامَ الرقاة لَهَا ... وخاتلوها فَمَا آبوا وَلَا ظفروا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 38 - وَقَالَ أَبُو صَفْوَان الأسدى (وَمن حَنش لَا يُجيب الرقا ... ة أسمر ذى حمة كالرشا) (أَصمّ صموت طَوِيل السبا ... ت منهرت الشدق حارى القرا) (لَهُ فى اليبيس نفاث يطير ... على جانبيه كجمر الغضا) (وعينان حمر مآقيهما ... تبصان فى هَامة كالرحا) (إِذا مَا تثاءب أبدى لَهُ ... مذرّبة عضلا كالمدا) (وَلَو عض حرفى صفاة إِذا ... لأنشب أنيابه فى الصَّفَا) (كَأَن حفيف الرحا جرسه ... إِذا اصطكّ أثناؤه وانطوى) (كَأَن مزاحفه أنسع ... جُررن فُرَادَى وَمِنْهَا ثَنَا) 39 - وَقَالَ أَبُو حكيمة بن رَاشد فى الْكَلْب والفهد (بعثت وأثواب الدجى قد تقلصت ... لغرة مَشْهُور من الصُّبْح ثائب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 (بَهاليل لَا يثنيهم عَن عَزِيمَة ... وَإِن كَانَ غير الرشد لوم القرائب) (لتجنيب لطف كالقراح لَطِيفَة ... مشبرقة آذانها بالمخالب) (تفوت خطاها الطّرف سبقا كَأَنَّهَا ... سِهَام مغال أَو رجوم الْكَوَاكِب) (تكَاد من الأحراج تنسلّ كلما ... رَأَتْ شبحا لَوْلَا اعْتِرَاض المناكب) (تدير عيُونا ركبت فى براطل ... كجمر الغضا خزر ذراب الأنائب) (تكَاد تفرّى الأهب عَنْهَا إِذا انتحت ... لنبأة شخت الجرم عارى الرواجب) (كواشر عَن أنيابهن كوالح ... مؤللة الآذان شوس الحواجب) (بذلك أبغى الصَّيْد طورا وَتارَة ... بمخطفة الأكفال رحب الترائب) (موثقة الأذناب نمر ظُهُورهَا ... مخططة الآماق غلب الغوارب) (مذرّبة زرق كَأَن عيونها ... حواجل تستذرى متون الرواكب) (إِذا قلبتها فى الفجاج حسبتها ... سنا ضرم فى ظلمَة اللَّيْل ثاقب) (مولعة فطس الجباة عوابس ... تخال على أشداقها خطّ كَاتب) (ذَوَات أشاف ركبّت فى أكفها ... نواقذ فى صم الصخور نواشب) (ذراب بِلَا ترهيف قين كَأَنَّهَا ... تعقرب أصداغ الملاح الكواعب) (كراص تفوت الْبَرْق أمكث جريها ... ضراء مدلات بطول التجارب) (توسد أجياد الفرائس أذرعا ... مزملة تحكى عنَاق الحبائب) 40 - وَقَالَ كَعْب الأشقرى فى قلعة (محلقة دون السَّمَاء كَأَنَّهَا ... غمامة صيف زَالَ عَنْهَا سحابها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 (فَمَا تلْحق الأروى شماريخها الأولى ... وَلَا الطير إِلَّا نسرها وعقابها) (وَلَا روعت بالذئب ولدان أَهلهَا ... وَلَا نبحت إِلَّا النُّجُوم كلابها) 41 - وَأحسن الخالديان فِيهَا مَعَ تأخرهما (وخرقاء قد تاهت على من يرومها ... بمرقبها العالى وجانبها الصعب) (يزرّ عَلَيْهَا الجوّ جيب غمامة ... ويلبسها عقدا بأنجمه الشهب) (إِذا مَا سرى برق بَدَت من خلاله ... كَمَا لاحت الْعَذْرَاء من خلل الْحجب) (فكم من جنود قد أماتت بغصّة ... وذى سطوات قد أماتت على عتب) (سموت لَهَا بالرأى يشرق فى الدجى ... وَيقطع فى الجّلى ويصدع فى الهضب) (فأبرزتها مهتوكة الجيب بالقنا ... وغادرتها ملزوقه الخد بالترب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 42 - وَقَالَ النمر بن تولب رضى الله عَنهُ فى سيف (أبقى الْحَوَادِث وَالْأَيَّام من نمر ... آثَار سيف قديم أَثَره باد) (تظل تحفر عَنهُ إِن ضربت بِهِ ... بعد الذراعين والساقين والهادى) 43 - وَقَالَ والبة بن الْحباب وتروى لإسحاق بن خلف البهرانى (ألْقى بِجَانِب خِصره ... أمضى من الْأَجَل المتاح) (وكأنما ذرّ الهبا ... وَعَلِيهِ أنفاس الرِّيَاح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 44 - وَقَالَ الراعى فى الْأسود (وَكَأن فَرْوَة رَأسه من شعره ... زرعت فأنبت جانباها فلفلا) 45 - وَقَالَ أَوْس بن حجر فى السَّحَاب (يَا من لبرق أَبيت اللَّيْل أرقبه ... فى عَارض كمضئ الصُّبْح لماح) 46 - وَقَالَ رجل من بنى مَازِن فى مَعْنَاهُ (إِذا الله لم يسق إِلَّا الْكِرَام ... فأسقى بيُوت بنى حَنْبَل) (مَلثّا أحمّ مسفّ الربَاب ... هزيم الصلاصل والأزمل) (كَأَن الربَاب دوين السَّحَاب ... نعام تعلق بالأرجل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 47 - وَقَالَ عدى بن الرّقاع (ألْقى على ذَات أحفار كلاكله ... وشب نيرانه وانجاب يأتلق) (نَارا يعاود مِنْهَا الْعود جِدّته ... وَالنَّار تسفع عيدانا فتحترق) 48 - وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الأسدى (كثرت لِكَثْرَة قطره أطباؤه ... فاذا تحلب فاضت الْأَطِبَّاء) (مستضحك بلوامع مستعبر ... بمدامع لم تمرها الأقذاءْ) (فَلهُ بِلَا حزن وَلَا بمسرة ... ضحك يراوح بَينه وبكاء) (لَو أَن من لجج السواحل مَاءَهُ ... لم يبْق فى لجج السواحل مَاء) 49 - وَقَالَ ديك الْجِنّ عبد السَّلَام فى مَعْنَاهُ (غرّاء جَاءَت وأفواه الثرى يَبس ... لَكِنَّهَا انصرفت والنور منغمس) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 (تسرى وللريح فى حافاتها زجل ... يُرِيك ذهنك أَن الرزق ينبجس) (فى مأتم للحيا مَا انهّل عَارضه ... إِلَّا وَفِيه لأبكار الثرى عرس) 50 - وَقَالَ الخثعمى فى مَعْنَاهُ (غيث أذاب الْبَرْق شحمه مزنه ... فالريح تنظم مِنْهُ حب الْجَوْهَر) (وكأنما طارت بِهِ ريح الصِّبَا ... من بعد مَا انغمست بِهِ فى العنبر) (ويضئ تحسب أَن مَاء غمامه ... عقد تناثر فى إِنَاء أَخْضَر) 51 - وَقَالَ رجل من بنى سعد بن زيد مَنَاة (وخيفاء ألْقى اللَّيْث فِيهَا ذراعه ... فسّرت وَسَاءَتْ كل ماش ومصرم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 (تمشّى بهَا الدرماء تسحب قَصبها ... كَأَن بطن حُبْلَى ذَات أونين مُتم) 52 - وَقَالَ آخر يصف سنة مُجْدِبَة (ومحّمرة الأعطاف مغبّرة الحشا ... خِفاف رواياها بطاء عهودها) (كفينا شذاها فانسرت غمراتها ... وغودر فِينَا وَشْيُها وبرودها) 53 - وَقَالَ آخر (جَّب السنام أَبُو الشَّهْبَاء وانقشعت ... عّنا الغيوث وأضحى الخِصب محتجبا) (فالأرض مَضْرُوبَة وَالشَّمْس كاسفة ... والنبت منقعر لَا يُرتجى عُشبا) 54 - وَقَالَ تَمِيم بن أَبى بن مقبل يصف شدَّة الْحر (إِذا ضلت العيس الخوامس والقطا ... مَعًا فى هدال يتبع الرّيح مائله) (توسد ألحِى العيس أَجْنِحَة القطا ... وَمَا فى أداوى الْقَوْم خف صلاصله) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 55 - وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذلى فى الْبرد وشدته (وَلَيْلَة يصطلى بالفرث جازرها ... يخْتَص بالنّقرى المثرين داعيها) (لَا ينبح الْكَلْب فِيهَا غير وَاحِدَة ... من العِشاء وَلَا تسرى أفاعيها) 56 - وَقَالَ الشنفرى فى مَعْنَاهُ (وَلَيْلَة قرّ يصطلى الْقوس رّبها ... وأقطعه اللاتى بهَا يتنبَّل) (دعسُت على عَطش وَنقش وصحبتى ... سعار وإزرير ووجر وأفكل) (فأيّمت نسوانا وأيتمت نسْوَة ... وعدت كَمَا أبدأت وَاللَّيْل أليل) 57 - وَقَالَ آخر (جدّاء جدباء مرت لَيْسَ يسلكها ... إِلَّا الغرير نحاه الْحِين والطمع) (تزوى الْوُجُوه لرائيها مقبّضة ... فشان مبصرها التلفيع والقبع) 58 - وَقَالَ جَابر بن رألان الطائى فى صفة مَاء (أيا لهف نفسى كلما التحت لوحة ... على شربة من مَاء أحواض مأرب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 (بقايا نِطاف أودع الْغَيْم صَفوها ... مصقلة الأرجاء زُرق المشارب) (ترقرق دمع المزن فِيهِنَّ والتوتْ ... عَلَيْهِنَّ أنفاس الرِّيَاح الغرائب) 59 - وَقَالَ الشماخ يصف دِمنة (أَمن دمنتين عّرج الركب فيهمَا ... بحقل الرخامى قد عَفا طللاهما) 60 - وَقَالَ آخر يصف قربَة (فجَاء بهَا ملأى بمّنة نَفسهَا ... وفى كشحها العينان والجيد أغيد) (فَقيل لَهُ صُنها فَمَا لَك غَيرهَا ... بعافية إِلَّا النَّجَاء العَمّرد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 (بَاب السّير وَالنُّعَاس) 1 - قَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى (وَلما رَأَتْ أَن الْمنية منهل ... وَأَن بَيَاضًا من فرائصها دامى) 2 - وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان (وليل كأثناء الزويزىّ جُبُته ... بأَرْبعَة والشخص بِالْعينِ وَاحِد) (أحّ علافىّ وأبيض صارم ... وأعيش مهرىّ وَأَشْعَث ماجد) 3 - وَقَالَ أَبُو نواس الحكمى (ركب تساقوا على الأكوار بَينهم ... كأس الْكرَى فانتشى المسقىّ والساقى) (كَأَن أرؤسهم وَالنَّوْم واضعها ... على المناكب لم تعمد بأعناق) 4 - وَقَالَ عبيد الله بن قيس الرقيات وتروى لعمر بن أَبى ربيعَة المخزومى (خليلىّ مَا بَال المطايا كأننا ... نرَاهَا على الأدبار بالقوم تنكص) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 (وَقد أتعب الحادى سراهن وانتحى ... لَهُنَّ فَمَا يألو عجول مقلص) (وَقد قطعت أعناقهن صبَابَة ... فأنفسها مِمَّا تكلّف شخص) (يزدن لنا قربا فَيَزْدَاد شوقنا ... إِذا زَاد طول الْعَهْد والبعد ينقص) 5 - وَقَالَ آخر (وأغيد هّباب على حنو رَحْله ... تشبهه من آخر اللَّيْل هدهدا) (سقَاهُ السرى كأس الْكرَى فَكَأَنَّمَا ... يرى فى سراه وَاسِط الرحل مَسْجِدا) 6 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى (وهاجد موماة بعثت إِلَى السرى ... وللنوم أحلى عِنْده من جنى النَّحْل) 7 - وَقَالَ آخر (سروا مَا سروا من ليلهم ثمَّ أَمْسكُوا ... بأطراف خرساء الْكَلَام نزوُر) (فعودا على ظهر الفلا ينتجونها ... قوابلها شعث الرؤس ذكوُر) 8 - وَقَالَ آخر (وَأَشْعَث نَفسه فى مسك جفر ... يقسّم طرفه بَين النُّجُوم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 (ملكت لَهُ سراه وَقد تمطت ... متون الصُّبْح فى اللَّيْل البهيم) 9 - وَقَالَ جران الْعود (بأخفافها يدنو الْفَتى من حَبِيبه ... وتبعده إِن أذهلته الشدائد) (تكون على أكوارها سنة الْكرَى ... وأذرعها عِنْد الصَّباح وسائد) 10 - وَقَالَ أُحَيْمِر بنى سعد وَكَانَ لصا (لَو ترانى بذى المجازة فَردا ... وذراع ابْنة الفلاة وسادى) (تِرب بَث أَخا هموم كَأَن ال ... فقر والبؤس وافيا ميلادى) (حَظّ عينى من الْكرَى خفقات ... بَين شرح ومنحنى أَعْوَاد) (أوحش النَّاس جانبىّ فَمَا آ ... نس إِلَّا بوحشتى وانفرادى) 11 - وَقَالَ زُهَيْر بن أَبى سلمى (وتنوقة عمياء لَا يجتازها ... إِلَّا المشيع ذُو الْفُؤَاد الهادى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 12 - وَقَالَ ابْن حَازِم (أَزَال عظم ذراعى عَن مركبّه ... حمل الردينىّ والإدلاج فى السحر) (حَوْلَيْنِ مَا اغتمضت عينى بِمَنْزِلَة ... إِلَّا وَكفى وساد لى على حجر) 13 - وَقَالَ ذُو الرمة (وداوية جرداء جّداء أجثمت ... بهَا هبوات الصَّيف من كل جَانب) 14 - وَقَالَ آخر (ومختلفات البخر غبر قفوتها ... وأمّاتها شَتَّى من الْبيض والسمر) (فَكُن نجوما فى السَّمَاء هديننى ... إِلَى مثل وَقب الْعين فى مرتقىً وَعْر) 15 - وَقَالَ أَبُو زبيد الطائى يصف الحرّ أَيْضا مَعَ سيره (لَيْت شعرى وَأَيْنَ منى لَيْت ... إِن ليًتا وَإِن لؤا عناء) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 (أى ساع سعى ليقطع شربى ... حِين لاحت للصابح الجوزاء) (واستظل العصفور كرها مَعَ ... الضبّ وأوفى فى عوده الحرباء) (وَنفى الجندب الْحَصَى بكراعيه ... وأذكت نيرانها المعزاء) (عرفت ناقتى شمائل منى ... فهى إِلَّا بغامها خرساء) (عرفت لَيْلهَا الطَّوِيل وليلى ... إِن ذَا النّوم للعيون شِفَاء) (وَإِذا أهل بَلْدَة انكرونى ... عرفتنى الدوّية الملساء) 16 - وَقَالَ جحدر العكلى (وَركب تعادوا بالنعاس كَأَنَّمَا ... تساقوا عُقارا خالطت كل مفصل) (سريت بهم حَتَّى مضى اللَّيْل كُله ... ولاحت هوادى الصُّبْح للمتأمل) (وَقَالُوا وَقد مَالَتْ طلاهم من الْكرَى ... أنخ إِنَّهَا نُعمى علينا وَأفضل) (فطاوعتهم حَتَّى أناخوا كلا كلا ... مهارى لْهوا منهاْ وَلما تعقل) (وَقَالُوا على أعطافها وتوسدوا ... إِلَى الرُكب الْيُسْرَى سواعد أشمل) (ولاثوا بِأَيْدِيهِم فضول أزمة ... تصور البرى أزرارها لم تحلل) (عشاشا غرار الْعين ثمَّ تنبهوا ... سرَاعًا إِلَى أكوار سِدس وُبّزل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 17 - وَقَالَ آخر (ودوّية لَا يهتدى لمنارها ... وَلَيْسَ بهَا إِلَّا التياح الْكَوَاكِب) (أنخت بهَا الوجناء من غير سأمة ... لثنتين بَين اثْنَتَيْنِ جَاءَ وذاهب) 18 - وَقَالَ آخر (ودّوّية لَا يهتدى لمنارها ... إِذا لوّح الصُّبْح استحار دليلها) (ترَاهُ مرمى بالضحى فاذا دجا ... لَهُ اللَّيْل لم تشكل عَلَيْهِ سَبِيلهَا) 19 - وَقَالَ الخطيم أحد بنى عبد شمس ثمَّ المحرزى أحد اللُّصُوص (وأشعثِ رَاض فى الْحَيَاة بصحبتى ... وَإِن مت آسى فعل خرق شمردل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 (تبدل بالغمى يئيسا وشفه ... مخاوف تزرى بالغربر المغفّل) (وَقَالَ وَقد مَالَتْ بِهِ نشوة الْكرَى ... نعاسا وَمن يعلق سرى اللَّيْل يكسل) (أنخ تعط أنضاء النعاس دواءها ... قَلِيلا ورفّه عَن قلائصُذبّل) (فَقلت لَهُ كَيفَ الإناخة بعد مَا ... حدا اللَّيْل عُرْيَان الطَّرِيقَة منجلى) (وليل بهيم كلما قلت غورت ... كواكبه عَادَتْ فَمَا يتزيل) (بِهِ الركب إِمَّا أومض الْبَرْق يمموا ... وَإِمَّا يلح الْقَوْم بالسير جهل) 20 - وَقَالَ أَبُو تَمام نَاظرا إِلَيْهِ وجّوده (وَركب كأمثال الأسنة عرّسوا ... على مثلهَا وَاللَّيْل تسطو غياهبه) 21 - وَقَالَ ديك الْجِنّ (وَكم قرّبت من دَار عَبُلة عبلة ... كجندلة السُّور الْمُقَابل مشرفه) (فيرعى الفلا مَا قد رعته من الفلا ... وينحفها المرت القفار وتنحفه) 22 - وَقَالَ عقيل بن عّلفة المرى (قَضَت وطرا من دير سعد وطالما ... على عرض قد ناطحت بالجماجم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 (وأصبحن بالموماة يحملن فتية ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم) (إِذا عّلم غادرنه بتنوفة ... تذارعن بالأيدى لآخر طاسم) (كَأَن الْكرَى سّقاهم صرخدية ... عُقارا تمّشت فى المطا والقوائم) 23 - وَقَالَ القطامى (ترمى الفجاج بهَا الركْبَان مُعْتَرضًا ... أَعْنَاق بُزَّلها مُرًخى لَهَا الجُدُل) 24 - وَقَالَ آخر (وَركب بأبصار الْكَوَاكِب أبصروا ... ضلال المهارَى فاهتدوا بالكواكب) (يكونُونَ إشراق الْمَشَارِق مرّة ... وَأُخْرَى إِذا غَابُوا غرُوب المغارب) 25 - وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان (وساجرة السراب من الموامى ... ترقَّص فى عساقلها الأروم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 26 - وَقَالَ الْكُمَيْت (وخرق تعزف الجِنّان فِيهِ ... لأفئدة الكماة بِهِ وجيب) (قطعتُ ظلام ليلته وَيَوْما ... تكَاد حَصى الإكام بِهِ تذوب) 27 - وَقَالَ آخر (ودوية كسراة الْمِجَن ... لَا يحبس الرّيح أعلامها) (قطعت بناجية جسرة ... تفص الليالى أَيَّامهَا) 28 - وَقَالَ المرار الفقعسى (ودوية مَا بهَا من أنيس ... وَلَا امرات فلاة قواء) (كَأَن قُرُون أدلائها ... معلقَة بقرون الظباء) (يظل الشجاع الشَّديد الْجنان ... مخافتها معصما بِالدُّعَاءِ) (لَهُ نظرتان فمرفوعة ... وَأُخْرَى تَأمل مَا فى السقاء) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 29 - وَقَالَ جميل (ولرب هاجرة قطعت وَلَيْلَة ... سَوْدَاء حالكة كلون المنظر) (دهماء داجية كَأَن هلالها ... بالأفق منتصبا قلامة خنصر) 30 - وَقَالَ آخر (ومهجورة الأقطار يمسى دليلها ... ضلالا قَلِيل الْعلم أَيْن يروم) (حَيَاة الذى يحيى بهَا وحمامة ... سقاء على ظهر القلوص هزيم) 31 - وَقَالَ آخر (وَقد أركب الوجناء نفسى ونفسها ... رهينة ميت صَارف عَنْهُم الردى) (خليلىّ هَذَا أعزل وَهُوَ منجد ... وَهَذَا بِرُمْح لم يكن قطّ منجدا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 (بَاب الْملح والمجون) 1 - وَقَالَ مُحَمَّد بن حَمْزَة العقيلى (باتت تشجعنى عرسى فَقلت لَهَا ... إِن الشجَاعَة مقرون بهَا العطب) (يَا هِنْد لَا والذى حج الحجيج لَهُ ... مَا يشتهى الْمَوْت عندى من لَهُ أرب) (للحرب قوم أضاع الله سَعْيهمْ ... إِذا دعتهم إِلَى أهوالها وَثبُوا) (فلست مِنْهُم وَلَا أَهْوى فعالهم ... لَا الْجد يعجبنى مِنْهَا وَلَا اللّعب) 2 - وَقَالَ أَبُو دلامة (إنى أعوذ بِروح أَن يقدمنى ... إِلَى الْقِتَال فتخزى بى بَنو أَسد) (إِن البرَاز إِلَى الأقران تعرفه ... مِمَّا يفرق بَين الرّوح والجسد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 (إِن الْمُهلب حب الْمَوْت أورثكم ... وَمَا ورثت اخْتِيَار الْمَوْت عَن أحد) (لَو أَن لى مهجة أُخْرَى سمحت بهَا ... لَكِنَّهَا خلقت فَردا فَلم أجد) 3 - وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى وَقيل لحبيب بن عَوْف (يَقُول لى الْأَمِير بِغَيْر علم ... تقدّم حِين جد بِنَا المراس) (وَمَا لى إِن أطعتك من حَيَاة ... ومالى بعد هَذَا الرَّأْس رَأس) 4 - وَقَالَ على بن جبلة العكوك (مالى وَمَالك قد كلفتنى شططا ... حمل السِّلَاح وَقَول الدارعين قف) (أَمن رجال المنايا خلتنى رجلا ... أَمْسَى وَأصْبح مشتاقا إِلَى التّلف) (أرى المنايا على غيرى فأكرهها ... فَكيف أمشى إِلَيْهَا بارز الكتفْ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 5 - وَقَالَ ابو دلامة (إنى استجرتُك أَن أقدم فى الوغى ... لتطاعُن وتنازل وضراب) (فَهَب السيوف رَأَيْتهَا مَشْهُورَة ... فتركتها ومضيتُ فى الهرّاب) (مَا حيلتى فِيمَا يجِئ وَلَا يُرى ... من بادرات الْمَوْت فى النَشَّاب) 6 - وَقَالَ آخر (إنى وَإِن كنت صَغِير السن ... وَكَانَ فى الْعين نُبوُّ عَنى) (فان شيطانى أَمِير الجّن ... يذهب بى فى الشّعْر كل فن) (حَتَّى يردّ عَنى التظنّنى ... فَامْضِ على رسلك واعزب عَنى) 7 - وَقَالَ آخر (أَلا فَتى عِنْده خفان يحملنى ... عَلَيْهِمَا إننى شيخ على سفر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 8 - وَقَالَ الرّبيع بن ضبع الفزارى (من بعد مَا قُوَّة أسر بهَا ... أَصبَحت شَيخا أعالج الكبرا) (أَصبَحت لَا أحمل السِّلَاح وَلَا ... أملك رَأس الْبَعِير إِن نَفرا) (وَالذِّئْب أخشاه إِن مَرَرْت بِهِ ... وحدى وأخشى الرِّيَاح والمطرا) 9 - وَقَالَ آخر (وَكَانَ قد تزوج امْرَأَة مَاتَ عَنْهَا خَمْسَة رجال يعْنى أزواجها وَمَات عِنْده أَربع نسْوَة وَكَانَ كل وَاحِد مهما يتوعد صَاحبه بِأَنَّهُ يَمُوت قبْلَة فَلم تلبث يَسِيرا حَتَّى مَاتَت فَقَالَ لَهَا لما دخل بهَا (بويزل أَعْوَام أذاعت بِخَمْسَة ... وتعتدنى إِن لم يق الله ساديا) (كِلَانَا مطّل مشرف لغنيمة ... يَرَاهَا وَيقْضى الله مَا كَانَ قَاضِيا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 (وَمن قبلهَا غيبت فِي الترب أَرْبعا ... وخامسة أعتدها فِي رجائيا) 10 - وَقَالَ آخر (لَيْسَ الرزية فِي بكر شربت بِهِ ... فِي الْقَوْم يخلفه كسبى وليّانى) (بل الرزية أَن تسْعَى مشمرة ... أَمَام نعشى وَقد ألبست أكفانى) (أما القداح فانى لست تاركها ... وَالْمَال بينى وَبَين الْخمر نِصْفَانِ) 11 - وَقَالَ الأقيشر الأسدى (تَقول يَا شيخ أما تستحى ... من شربك الْخمر على المكبر) (فَقلت لَو باكرت مشمولة ... حَمْرَاء مثل الْفرس الْأَشْقَر) (رحتِ وَفِي رجليك عقّالة ... وَقد بدا هنك من المئزر) 12 - وَقَالَ عقيبة الأسدى فِي هِنْد بنت أَسمَاء بن خَارِجَة لما تزوج بهَا الْحجَّاج (جَزَاك الله يَا أَسمَاء خيرا ... كَمَا أرضيت فيشلة الْأَمِير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 (بصدع قد يفوح الْمسك مِنْهُ ... عَلَيْهِ مثل كِركِرة الْبَعِير) (إِذا أُخذ الْأَمِير بمنكبيها ... سَمِعت لَهَا زئير كالصرير) (إِذا لهجت بِأَزْوَاج ترَاهَا ... تجيد الرهز من فَوق السرير) 13 - وَقَالَ الأشيب بن رميلة النهشلى (وَأَنت رويبة قد تعلمين ... فضلت النِّسَاء بِضيق وحرُ) (ويعجبنى مِنْك عِنْد النِّكَاح ... حَيَاة الْكَلَام وَمَوْت النظرُ) 14 - وَقَالَ آخر وتروى لعمر بن أَبى ربيعَة (خبروها بأننى قد تزوجت فظلّت تكاتم الغيظ سرّا) 15 - وَقَالَ آخر (قَالَت وَقد راعها مشيبى ... كنتّ ابْن عَم فصرتَ عَمَّا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 (فَقلت هَذَا وَأَنت أَيْضا ... قد كنت أُخْتا فصرت أما) 16 - وَقَالَ جميل بن معمر (تَقول بثينة لما رَأَتْ ... قنوّا من الشّعْر الْأَحْمَر) (جميل كَبرت وأودى الشَّبَاب ... فَقلت بثين أَلا فاقصرى) (أأنسيت أيامنا باللوى ... وأيامنا بذُوَى الأجفر) (وَأَنت كلؤلؤ الْمَرْزُبَان ... بِمَاء شبابك لم يعصر) (صغيران مَربعنا وَاحِد ... فَكيف كَبرت وَلم تكبر) 17 - وَقَالَ آخر (أَبى الْقلب إِلَّا أم عَمْرو وحبّها ... عجوزا وَمن يحبب عجوزا يفنّد) (كبرديمان قد تقادم عَهده ... ورقعته مَا شِئْت فِي الْعين وَالْيَد) 18 - وَقَالَ آخر (إِذا فاتك الْبيض الكواعب فانتقل ... برحلك فاخلطها برحل عَجُوز) (عَجُوز لَهَا مَال تعيش بفضله ... وألوان وشىٍ فاخر وخزوز) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 19 - وَقَالَ آخر (أَلا لَا أُرِيد الْبيض حَتَّى يردننى ... ويتضع الْأَمر الذى كَانَ غَالِبا) (وَحَتَّى تَقول الخود سرّا لأَهْلهَا ... أَلا ليته قد جَاءَ إِن كَانَ جائيا) 20 - وَقَالَ سحيم عبد بنى الحسحاس (فان تضحكى منى فيا رب لَيْلَة ... تركتك فِيهَا كالقباء المفرّج) (رفعت برجليها وصوبت رَأسهَا ... وأولجت فِيهَا كالعمود المدملج) 21 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى (وَمَرَّتْ فَقَالَت مَتى نلتقى ... فهشّ اشتياقا اليها الْخَبيث) (وَكَاد يمزق سرباله ... فَقَالَت إِلَيْك يساق الحَدِيث) 22 - من غير الرِّوَايَة (أشارت إلىّ بسبابة ... مخضبة من دم الأفئده) (فَقَالَت مَتى الْوَصْل يَا سيدى ... فَقلت مَتى الْوَصْل يَا سَيّده) 23 - وَقَالَ الآقيشر الأسدى (وَلَقَد غَدَوْت بمشرف يَافُوخه ... عسر المكّرة مَاؤُهُ يتفصد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 24 - وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة المخزومى (وناهدت الثديين قلت لَهَا اتّكى ... على الرمل فِي ديمومة لم توسّد) 25 - وَقَالَ خَوّات بن جُبَير الأنصارى (وَأم عِيَال واثقين بكسبها ... خلجت لَهَا جَار استها خلجات) (فَأَخْرَجته رَيَّان ينظف رَأسه ... من الرامك المدموم بالنقرات) (شغلت يَديهَا إِذْ أردْت خلاطها ... بنحيين من سمن ذوى عجرات) (فَكَانَ لَهَا الويلات من ترك نحيها ... وويل لَهَا من شدَّة الفتكات) (فشدت على النحبيين كفا شحيحة ... على سمنها والفتك من فعلاتى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 26 - وَقَالَ عمرَان بن حطَّان (يَا حمز على مَا كَانَ من خلقى ... مثن بخلات صدق كلهَا فِيك) (الله يعلم أَنى لم أقل كذبا ... فِيمَا علمت وأنى لَا أبكيك) 27 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى (يَا أَبَا الْفضل لَا تنم ... وَقع الذِّئْب فِي الْغنم) (إِن حَمَّاد عجرد ... إِن رأى غَفلَة هجم) (بَين فخديه حَرْبَة ... فِي غلاف من الْأدم) (إِن خلا الْبَيْت سَاعَة ... مجمع الْمِيم بالقلم) 28 - وَقَالَ أَبُو على الْبَصِير (دهتك بعلة الحمّام خشف ... ومالت فِي الطَّرِيق إِلَى سعيد) (أرى أَخْبَار بَيْتك عَنْك تخفى ... فَكيف وليت ديوَان الْبَرِيد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 29 - وَقَالَ آخر (إِذا كنت ذَا عرس تضَنّ بوصلها ... فَلَا تخرجنها تبتغى لَيْلَة الْقدر) (وَلَا تدخل الْحمام عرسك أننى ... أَخَاف من الْحمام قاصمة الظّهْر) 30 - وَقَالَ أعرابى دخل الْحمام فَسقط فشج رَأسه (وَقَالُوا تطهر إِنَّه يَوْم جُمُعَة ... فرحت من الْحمام غير مطهر) (تزودت مِنْهُ شجة فَوق مفرقى ... بفلسين إنى بئس مَا كَانَ مَتُجرى) (وَمَا تحسبن الْأَعْرَاب فِي السُّوق مشْيَة ... فَكيف بِبَيْت من رُخَام ومرمر) 31 - وَقَالَ آخر فِي وصف حمام (أدخلت فِي بَيت لَهُم محندس ... قد مرّده بالرخام الأملس) (فَقلت فِي نفسى بالتوسوس ... أدخلت فِي النَّار وَلما أرمس) 32 - وَقَالَ الْحسن بن هَانِئ الحكمى (إِذا أَنْت أنكحت الْكَرِيمَة كفؤها ... فأنكح حبيشا رَاحَة ابْنة ساعد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 (وَقل بالرفا مَا نلْت من وصل حرَّة ... لَهَا ساحة حفت بِخمْس ولائد) 33 - وَقَالَ آخر (لَا بَارك الرَّحْمَن فِي الأحراح ... فان فِيهَا كَثْرَة اللقَاح) (لَا خير فِي السفاح وَالنِّكَاح ... إِلَّا مُنَاجَاة بطُون الراح) 34 - وَقَالَ آخر (لَيْسَ يغنى الْهوى من الْجُوع شَيْئا ... حِين يفنى فِي الخان زَاد الْغَرِيب) (إِن للجوع صولة تذْهب الوجد ... وتنسى الْمُحب ذكر الحبيب) 35 - وَقَالَ أعشى طرود وهم حلفاء بنى سليم (ترك الصَّلَاة لأكلب يسْعَى لَهَا ... طلب الهراش مَعَ الغواة الرجّس) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 (فليأتينك غدْوَة بِصَحِيفَة ... يسْعَى بهَا كصحيفة المتلمس) (فاذا هممتّ بضربة فبدرّة ... وَإِذا بلغت إِلَى ثَلَاث فاحبس) (وَاعْلَم بأنك مَا أتيت فنفسه ... مَعَ مَا يجرّعنى أعز الْأَنْفس) 36 - وَقَالَ آخر (وَالله للنوم بوادى ذى الغضا ... مختلط بِهِ النعام والقطا) (وَقد جرت فِي دوحة ريح الصِّبَا ... وانحل فِي قيعانه خيط السما) (أشهى إِلَى قلبى من وادى الْقرى) 37 - وَقَالَ آخر (يحبوننا بالورد كل عَشِيَّة ... وللشيخ أذكى بالعشى من الْورْد) (وَلَا سِيمَا إِن كَانَ من شيح تلعة ... بوادى شبيب جاده صيّب الرَّعْد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 38 - وَقَالَ آخر (فليت لنا بالجوز واللوز كمأة ... جناها لنا من بطن نَخْلَة جابى) (وليت لنا بالديك صَوت حمامة ... على فنن من بطن بيشة دانى) 39 - وَقَالَ صَخْر بن الْجَعْد (أما راب مَكْحُولًا سماحى وَلم أكن ... إِذا بلغ البيع المِكاس أسامح) (وقولى وَلم أبلغ رضاى وَلَا دنا ... رضيت وَهَذَا من شرى النَّاس صَالح) (سَيعْلَمُ مَكْحُول إِذا ضم رقْعَة ... بهَا خطط أى الْفَرِيقَيْنِ رابح) 40 - وَقَالَ وبر بن مُعَاوِيَة الأسدى (أَعدَدْت للْغُرَمَاء سَيْفا صَارِمًا ... عندى وَفضل هراوة من أرزن) (عجراء ظَاهِرَة الحيود متينة ... أعددتها لتجار أهل الْمَعْدن) 41 - وَقَالَ أَيْضا (إنى وجَدِّك لاأقضى الْغَرِيم إِذا ... حَان الْقَضَاء وَلَا تأوى لَهُ كبدى) (إِلَّا عَصا أرزن طارت بُرايتها ... تنوء ضربتها بالكف والعضد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 42 - وَقَالَ الأحيمر السعدى وتروى للسمهورى (وإنى لأَسْتَحي من الله أننى ... أجرّر حبلا لَيْسَ فِيهِ بعير) (وَأَن أسأَل النكس الدنئ بعيره ... وبعران ربى فِي الْبِلَاد كثير) 43 - وَقَالَ عقيل بن علفة (خُذُوا مَال التُّجَّار وَمَا طلوهم ... إِلَى أجل فانهم لئام) (بمطل لَا يكون لَهُ وَفَاء ... ووعد لَا يكون لَهُ تَمام) (فَلَيْسَ عليكمُ فِي ذَاك إِثْم ... لِأَن جَمِيع مَا جمعُوا حرَام) 44 - وَقَالَ الاحيمر السعدى (قل للصوص بنى اللخناء يحتسبوا ... بزّ الْعرَاق وينسوا طرفَة الْيمن) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 (ويتركوا الْخَزّ والديباج يلْبسهُ ... حرص الغوانى ذوى السراة والعكن) (أَشْكُو إِلَى الله صبرى عَن زواملهم ... وَمَا ألاقى إِذا مرتْ من الْحزن) (فَرب ثوب كريم كنت آخذه ... من القطار بِلَا نقد وَلَا ثمن) 45 - وَقَالَ أَبُو النشاش العقيلى وَكَانَ قد داينه سيار بن الحكم فَغَاب عَنهُ مُدَّة ثمَّ وجده فطالبه بِمحضر جمَاعَة فَقَالَ صيروا معى إِلَى شَارِع بنى فلَان فان لى جلبا فَفَعَلُوا فَلَمَّا تمكن من الْهَرَب سبقهمْ محضرا وفرّ فَرَجَعُوا خائبين فَقَالَ (أَهْون علىّ بسيار وصحبته ... إِذا جعلت عرارا دون سيار) (التابعى ناشرا عمدا صَحِيفَته ... فِي السُّوق وسط شُيُوخ غير أبرار) (قد ضيعوا كل شئ من تِجَارَتهمْ ... إِلَّا ابتغائى كأنى وَسطهمْ شارى) (يولون بِاللَّه جهدا لَا أزايلهم ... مَا دَامَ يطلبنى مِنْهُم بِدِينَار) (لما أَبُو سفها إِلَّا ملازمتى ... أزمعت مكرا بهم من غير إِنْكَار) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 (وَقلت إنى سيأتى غَدا جلبى ... وَإِن مَوْعدكُمْ دَار ابْن هبارْ) (وَمَا أواعدهم إِلَّا مخادعة ... منى ليفلتنى نقضى وإمرارى) (حَتَّى إِذا اسْتَمْكَنت رجلاى من هرب ... لم آل شدا بتعداء وتحضار) (لما رأونى وَقد فتُّ النَّجَاء بهم ... سعيا يقصّر عَنهُ كل طيار) (قَالُوا لصَاحِبِهِمْ هَيْهَات تلْحقهُ ... فَارْجِع بِنَا ودع الْأَعْرَاب فِي النَّار) (إِن الْقَضَاء سيأتى دونه أمد ... فاطو الصَّحِيفَة واحفظا من الْغَار) 46 - وَقَالَ الرّبيع بن ضبع الفزارى (أَلا أبلغ نبىَّ بني قريع ... فأشرار الْبَنِينَ لَهُم فدَاء) (إِذا كانْ الشتَاء فادفئونى ... فان الشَّيْخ يهدمه الشتَاء) (وَأما حِين يذهب كل قرّ ... فسربال خَفِيف أَو رِدَاء) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 (إِذا عَاشَ الْفَتى مِائَتَيْنِ عَاما ... فقد ذهب المسرة والفتاء) 47 - وَقَالَت تماضر العبيدية بنت مَكْتُوم وَكَانَت قد دخلت الْحَضَر فاعتلّت فعادها جِيرَانهَا (تحاشد جيرانى فجئن عوائدا ... قصار الخطا نجل الْعُيُون حواليا) (وجئن برمان وتين يعدننى ... وبقل بساتين ليشفين مَا بيا) (وَلَو أَن مَا أهدين لى كَانَ شربة ... بِبَطن اللوى من وطب رَاع شفانيا) 48 - وَقَالَت رامة بنت الْحصين وَقد وَردت الْحَضَر فَلم تستطبه (يَا لَيْت شعرى وليتٌ أَصبَحت غصصا ... هَل أهبطنْ قَرْيَة لَيست بهَا دور) (لقد تبدلت من نجد وساكنه ... أَرضًا بهَا الديك يزقو والسنانير) 49 - وَقَالَ أعرابى احْتضرَ فبشره أَصْحَابه بِالْجنَّةِ (قد بشرونى بالجنان وروحها ... ولكِسر بيتى عِنْد نفسى أطيب) (يَا لَيْت حظى بالذى بُشرته ... بَيت بصحراء الغبيط مطّنب) 50 - وَقَالَ أعرابى قد اشْتَدَّ بِهِ الْبرد (أيا رب هَذَا الْبرد قد جَاءَ كالحا ... وَأَنت بحالى عَالم لَا تُعلّم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 (لَئِن كنتّ يَوْمًا مَا جَهَنَّم مدخلى ... ففى مثل هَذَا الْيَوْم طابت جَهَنَّم) 51 - وَقَالَ يزِيد بن الطئرية وَكَانَ أَخُوهُ قد حلق رَأسه (أَقُول لثور وَهُوَ يحلق لمتى ... بعقفاء مَرْدُود عَلَيْهَا نصابها) (ترفق بهَا يَا ثَوْر لَيْسَ ثَوَابهَا ... بِهَذَا وَلَكِن غير هَذَا ثَوَابهَا) (أَلا رُبمَا يَا ثَوْر باتت تنوشها ... أنامل رَخصات جَدِيد خضابها) (فراح بهَا ثَوْر ترفّ كَأَنَّهَا ... سلاسل برق لينها وانسكابها) (ورُحت بِرَأْس كالصخيرة أشرفت ... عَلَيْهَا عِقَاب ثمَّ طارت عقابها) 52 - وَقَالَ آخر (فان تمنعوا منا السيوف فعندنا ... سلَاح لنا لَا يشترى بِالدَّرَاهِمِ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 (جنادل أملا الأكفّ كَأَنَّهَا ... رُؤُوس رجال حلّقت بالمواسم) 53 - وَقَالَ آخر (أتيت مُهَاجِرين فعلمونى ... ثَلَاثَة أسطر مُتَتَابِعَات) (كتاب الله فِي رَقّ جَدِيد ... وآيات الْقُرْآن مفصلات) (وخطوا لى أباجاد وَقَالُوا ... تعلم سعفصا وقرّيشات) (فمالى وَالْكِتَابَة والتهجى ... وَمَا حَظّ الْبَنِينَ من الْبَنَات) 54 - وَقَالَ آخر (أَلا لَيْت شعرى هَل أبيتن لَيْلَة ... وَلَيْسَ لبرغوث علىّ سَبِيل) (يؤرقنى حُدب صغَار أَذِلَّة ... وَإِن الذى يؤذينه لذليل) (إِذا جُلت بعض اللَّيْل فِيهِنَّ جَوْلَة ... تعلقن بى أوجلن حَيْثُ أجول) 55 - وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون بن قيس (ألم تنه نَفسك عَمَّا بهَا ... بلَى عادها بعض أطرابها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 56 - وَقَالَ شبْرمَة بن الطُّفَيْل ونسبها الجاحظ إِلَى يزِيد بن الطثرية (وَيَوْم كظل الرمْح قصر طوله ... دم الزق عَنَّا واصطفاق المزاهر) 57 - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة الخطفى (وَيَوْم كابهام القطاة محبّب ... إلىّ هَوَاهُ غَالب لىّ باطله) 58 - وَقَالَ إِيَاس بن الارت الطائى (أعاذل لَو شربت الراح حَتَّى ... يظل لكل أُنْمُلَة دَبِيب) (إِذا لعذرتنى وَعلمت أَنى ... بِمَا أتلفت من مالى مُصِيب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 59 - وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة بن النُّعْمَان (وَمن تعرض للغربان يزجرها ... على سَلَامَته لَا بُد مشؤم) 60 - وَقَالَ أَبُو الهندى (سيغنى أَبَا الهندى عَن وطب سَالم ... أَبَارِيق لم يعلق بهَا وضَر الزّبد) (مفدّمة قزّا كَأَن رقابها ... رِقَاب بَنَات المَاء تفزع للرعد) 61 - وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الموصلى (كَأَن أَبَارِيق المدام لديهم ... ظباء بِأَعْلَى الرقمتين قيام) (وَقد ثَمِلُوا حَتَّى كَأَن رقابهم ... من اللين لم يخلق لَهُنَّ عِظَام) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 62 - وَقَالَ أَبُو الهندى (لما سَمِعت الديك صَاح بُسحرة ... وتوسّط النسران بطن الْعَقْرَب) (وَتَتَابَعَتْ عُصَب النُّجُوم كَأَنَّهَا ... عفر الظباء على فروع المرقب) (وبدا سُهَيْل فِي السَّمَاء كَأَنَّهُ ... ثَوْر تعارضه هجان الربرب) (نبّهت ندمانى فَقلت لَهُ اصطبح ... يَا ابْن الْكِرَام من الشَّرَاب الأصهب) (صفراء تنزو فى الإثاء كَأَنَّهَا ... حدّق الجرداة أَو لعاب الجندب) 63 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث (أناخوا فجرّوا شاصيات كَأَنَّهَا ... رجال من السودَان لم يتسربلوا) 5 64 - وَقَالَ الأخطل أَيْضا (وشارب مربح بالكأس نادمنى ... لَا بالحصور وَلَا فِيهَا بسوّار) 65 - وَقَالَ آخر (وَلَقَد أكون من الفتاة بمنزل ... فأبيت لَا حرج وَلَا محروم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 (وَلَقَد تباكرنى على لذاتها ... صهباء عَارِية القذى خرطوم) (مِمَّا تغالاه التّجار غَرِيبَة ... وَلها بعانة والفرات كروم) (وَإِذا تعاورت الأكف زجاجها ... نفحت فنال رياحها المزكوم) 66 - وَقَالَ أَبُو محجن الثقفى رضى الله عَنهُ (إِن كَانَت الْخمر قد عزّت وَقد منعت ... وَحَال من دونهَا الْإِسْلَام والحرج) (فقد أباكرها صرفا وأمزجها ... ريّا وأطرب أَحْيَانًا وأمتزج) 67 - وَقَالَ أَبُو الهندى (فَمَا حرم الرَّحْمَن من تمر عَجْوَة ... وَلَا مَا سقانا من ركيته سعد) (إِذا طرحا فِي الدن أخرج مِنْهُمَا ... شراب يروق الْعين منظره ورد) (نباكر أَخذ الكأس حَتَّى كأننا ... نرى فِي الضُّحَى أطناب خيمتنا تعدو) 68 - وَقَالَ أَيْضا (رَضِيع مدام فَارق الراح روجه ... فظل عَلَيْهَا مستهل المدامع) (أديرا علىّ الكأس إنى فقدتها ... كَمَا فقد المفطوم در الْمُرْضع) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 69 - وَقَالَ آخر (إِذا مَا نديمى علّنى ثمَّ علّنى ... ثَلَاث زجاجات لَهُنَّ هدير) (خرجت أجرّالذيل تيها كأننى ... عَلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ أَمِير) 70 - وَقَالَ أَفْعَى بن حباب (وَلَقَد شربت الْخمر حَتَّى خلتّنى ... لما خرجت أجرّ فضل المئزر) (قَابُوس أَو عَمْرو بن هِنْد ماثلا ... يجبى لَهُ مَا دون دارة قَيْصر) 71 - وَقَالَ بعض أَوْلَاد الزبير بن الْعَوام رضى الله عَنهُ (إِذا تمزّزتُ صراحية ... كَمثل ريح الْمسك أَو أطيب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 (ثمَّ تغنّى لى بأهزاجه ... زيد أَخُو الْأَنْصَار أَو أشعب) (حسبتُ أَنى مِلك جَالس ... حفّت بِهِ الْأَمْلَاك والموكب) (فَمَا أبالى وإله الورى ... أشرّق الْعَالم أَو غرّبوا) 72 - وَقَالَ أَبُو محجن الثقفى رضى الله عَنهُ (إِذا مت فادفنىّ إِلَى جنب كرمة ... تروّى عظامى بعد موتى عروقها) 73 - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى رضى الله عَنهُ (كَأَن سبيئة من بَيت رَأس ... يكون مزاجها عسل وَمَاء) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 74 - وَقَالَ النُّعْمَان بن عدى بن نَضْلَة بن عبد الْعُزَّى القرشى (يسْعَى علىّ بكأسها متمنطق ... فيعلّنى مِنْهَا وَإِن لم أنهل) (إِن الَّتِى ناولتنى فرددتُها ... قتلتُ قتلت فهاتها لم تقتل) (كلتاهما حلب الْعصير فعاطنى ... بزجاجة أرخاهما للمفصل) (بزجاجة رقصت بِمَا فِي قعرها ... رقص القلوص بِرَاكِب مستعجل) 75 - وَقَالَ النُّعْمَان بن عدى الْمَذْكُور (أَلا أبلغ الصَّهْبَاء أَن حَلِيلهَا ... بِمَيْسَان يسقى فِي زجاج وَحَنْتَم) (إِذا شِئْت غنتنى دهاقين قَرْيَة ... ورقاصة تجثوا على كل منسم) (وَإِن كنت ندمانى فَبِالْأَكْبَرِ اسقنى ... وَلَا تسقنى بِالْأَصْغَرِ المتثلّم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 (فانْ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوؤه ... تَنَادمنَا فِي الْجَوْسَقِ المتهدّم) 76 - وَقَالَ الأقيشر الْمُغيرَة بن عبد الله الأسدى (ومُقعدِ قوم قد سعى من شرابنا ... وأعمى سقيناه ثَلَاثًا فأبصرا) (شرابًا كريح العنبر الْورْد نشره ... ومسحوق هندى من الْمسك أذفرا) (إِذا مَا رَآهَا بعد إنقاء غسلهَا ... تَدور علينا صَائِم الْقَوْم أفطرا) (من القربات الغر من أَرض بابل ... إِذا صبها الحانىُّ فِي الكأس كبّرا) 77 - وَقَالَ يزِيد بن مُعَاوِيَة الأموى (وداع دعانى والنجوم كَأَنَّهَا ... قَلَائِص قد أعنقن خلف فنيق) (فَقَالَ اغتنم من دَهْرنَا غفلانه ... فعقد وداد الدَّهْر غير وثيق) (وناولنى كأسا كَأَن بنانه ... مخضبة من لَوْنهَا بخلوق) (إِذا مَا طفا فِيهَا المزاج حسبتها ... كواكب در فِي سَمَاء عقيق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 (وإنى من لذات دهرى لقانع ... بحلو حَدِيث أوبمر عَتيق) (هما مَا هما لم يبْق شىء سواهُمَا ... حَدِيث صديق أَو عَتيق رحيق) 78 - وَقَالَ الرقاشى (نبّهت ندمانى الموفى بِذِمَّتِهِ ... من بعد إتعاب طاسات وأقداح) (فَقلت خُذ قدحا واشرب وغن لنا ... يَا دَار مثواى بالقاعين فالساح) (فَمَا حسا قدحا أَو بعض ثَانِيَة ... حَتَّى اسْتَدَارَ ورد الراح بِالرَّاحِ) 79 - وَقَالَ أَبُو نواس الْحسن بن هَانِئ الحكمى (ومستحثّ إِلَى الصَّهْبَاء باكرما ... مَعَ رفْقَة كنجوم اللَّيْل حُدّاق) 80 - وَقَالَ أَيْضا (قَامَت تريك وَأمر اللَّيْل معتكر ... صبحا تولد بَين المَاء وَالْعِنَب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 81 - وَقَالَ أَيْضا (وَدَار ندامى عطّلوها وأدلجوا ... بهَا أثر مِنْهُم جَدِيد ودارس) 82 - وَقَالَ أعشى بكر (إِن الأحامرة الثَّلَاثَة أتلفت ... مالى وَكنت بهنّ قدما مُولَعا) (الْخمر وَاللَّحم السمين وأطلىّ ... بالزعفران فَلَا أَزَال مردّعا) 83 - وَقَالَ آخر (غَدَوْت بِشَربَة من ذَات عرق ... أَبَا الدهماء من حلب الْعصير) (وَأُخْرَى بالعقنقل ثمَّ رحنا ... نرى العصفور أعظم من بعير) (كَأَن الديك ديك بنى نمير ... أَمِير الْمُؤمنِينَ على السرير) (كَأَن دجاجهم فِي الْبَيْت رُقطا ... وُفُود الرّوم فِي قمص الْحَرِير) (فبتّ أرى الْكَوَاكِب دانيات ... ينلن أنامل الرجل الْقصير) (أدافعهن بالكفين عَنى ... وأمسح جبهة الْقَمَر الْمُنِير) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 84 - وَقَالَ الْحسن بن هَانِئ الحكمى (وَإِذ جَلَست إِلَى المدام وشربها ... فَاجْعَلْ حَدِيثك كُله فِي الكأس) (وَإِذا نزعت عَن الغواية فَلْيَكُن ... لله ذَاك النزع لَا للنَّاس) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 (بَاب مَا جَاءَ فِي أكاذيبهم وخرافاتهم) 1 - قَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت الثقفى (سنة أزمة تخيل للنَّاس ... ترى للضاه فِيهَا صَرِيرًا) (لَا على كَوْكَب تنوء وَلَا ريح ... جنوب وَلَا ترى طحرورا) (إِذْ يسوقون بالدقيق وَكَانُوا ... قبل لَا يَأْكُلُون شَيْئا فطيرا) (ويسوقون باقر الطود للسهل ... مهازل خشيَة أَن تسيرا) (عاقدين النيرَان فِي ثكن الأذ ... نَاب مِنْهَا كَيْمَا تهيج البحورا) (سلع مَا وَمثله عشر مَا ... عائلا مَا وعالت البيقورا) (فاستوت كلهَا فهاجت عَلَيْهِم ... ثمَّ هَاجَتْ إِلَى صبير صبيرا) (فرآها الْإِلَه توشم بالقطر ... فأضحى جنابهم ممطورا) تزْعم الْعَرَب أَنه إِذا أَمْسَكت السَّمَاء قطرها وَأَرَادُوا أَن يستمطروا عَمدُوا إِلَى شجرتين يُقَال لَهما السّلع والعُثير فعقدوهما فى أَذْنَاب الْبَقر وأضرموا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 فِيهَا النَّار وأصعدوها فِي جبل وعر وَاتبعُوا آثارهما يدعونَ الله تَعَالَى ويستسقون ويفعلون ذَلِك تفاؤلا للبرق 2 - وَقَالَ الورل رادا عَلَيْهِ (لَا در در رجال خَابَ سَعْيهمْ ... يستمطرون لذى الأزمات بالعُثر) (أجاعل أَنْت بيقورا ملّعة ... ذَرِيعَة لَك بَين الله والمطر) 3 - وَقَالَ سحيم عبد بنى الحسحاس (وَكم قد شفقنا من رِدَاء محبّر ... وَمن برقع عَن طفلة غير عانس) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 تَقول الْعَرَب إِذا سَافر الرجل سفرا فَلم يشق الرجل رِدَاءَهُ وَلم تشق الْمَرْأَة الَّتِى يهواها برقعها فسد مَا بَينهمَا 4 - وَقَالَ آخر (لعمرك مَا لَام الْفَتى مثل نَفسه ... إِذا كَانَت الْأَحْيَاء قلبا ثِيَابهَا) (وآذن بالتصفيق من سَاءَ ظَنّه ... وَلم يدر من أى الْيَدَيْنِ جوابها) تزْعم الْعَرَب أَنه إِذا ضل الرجل فى الطَّرِيق فقلّب ثِيَابه وصفق بيدَيْهِ وَأَشَارَ كَأَنَّهُ يُومِئ إِلَى إِنْسَان مسترشد دُلّ على الطَّرِيق 5 - قَالَ أَبُو الْبِلَاد الطهوى واسْمه بشر بن (كلمة الْبلَاء غير وَاضِحَة) بن حنيف (لقِيت الغول تسرى فِي ظلام ... بسهب كالصحيفة صحصحان) (فَقلت لَهُ كِلَانَا نضو قفر ... أَخُو سفر فصُدّى عَن مكانى) (فصدت وانتحبت لَهَا بعضب ... حسام غير مؤتشب يمانى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 (فقد سراتها والبرك مِنْهَا ... فجرّت لِلْيَدَيْنِ وللجران) (وَقَالَت زد فَقلت لَهَا رويدا ... مَكَانك إننى ثَبت الْجنان) (شددت عقالها وحللت عَنْهَا ... لأنظر مُصبحا مَاذَا أتانى) (إِذا عينان فِي وَجه قَبِيح ... كوجه الهر مسترق اللِّسَان) (وعينا بومة وشواة كلب ... وَجلد من فراء أوشنان) تزْعم الْعَرَب أَن الغول إِذا ضربت ضَرْبَة وَاحِدَة مَاتَت بهَا فان ضربت ضَرْبَة أُخْرَى عاشت فَذَلِك قَوْله وَقَالَت زد فنلت لَهَا رويدا 6 - وَقَالَ عبيد بن أَيُّوب بن ضرار العنبرى (أرانى وذئب القفر خدنين بعد مَا ... بدانا كِلَانَا يشمئز ويذعر) (إِذا مَا عوى جاوبت سجع عوائه ... بترينم محزون يَمُوت وينشر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 (تذللته لما عوى وألفته ... وأمكننى لَو أننى كنت أغدر) (ولكننى لم يأتمنى صَاحب ... فيرتاب بى مادام لَا يتَغَيَّر) (وَللَّه در الغول أى رَفِيقَة ... لصَاحب قفر خَائِف يتقفّر) (تغنت بلحن بعد لحن وَأوقدت ... حوالى نيرانا تبوخ وتزهر) (أنست بهَا لما بَدَت وألفتها ... وَحَتَّى دنت وَالله بِالْغَيْبِ أبْصر) 7 - وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون (وإنى وَإِيَّاكُم وَمَا قد صَنَعْتُم ... وَيعلم ربى من أَحَق وأحوبا) تزْعم الْعَرَب أَنه إِذا علفت الْبَقر المَاء الذى ترده لكدرته أَن الْجِنّ تركب ظُهُور الثيران فتمتنع الْبَقر من الشّرْب وتزعم أَيْضا أَن الْجِنّ تركب الحشرات 8 - وَقَالَ آخر (فَكل المطايا قد ركبنَا فَلم نجد ... ألذ وأشهى من ركُوب الجنادب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 (وَلم أر فِيهَا مثل قنفذ برقة ... يَقُود قطارا من عِظَام العناكب) 9 - وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس (إنى حَلَفت يَمِينا غير كَاذِبَة ... أَنَّك أقلف إلآ مَا جنى الْقَمَر) تزْعم الْعَرَب أَن الْمَرْأَة إِذا لم يبْق لَهَا ولد إِذا وطِئت قَتِيلا شريفا بقى وَلَدهَا إِذا وطئته سبع مَرَّات 10 - وَقَالَ (تظل مقاليت النِّسَاء يطأنه ... يقلن أَلا يلقى على الْمَرْء مئزر) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 11 - وتزعم أَنه من خرج فى سفر والتفت وَرَاءه لم يتم سَفَره إِلَّا العاشق فانه يلْتَفت وَرَاءه تفاؤلا بِرُجُوعِهِ إِلَى من يجب (عيل صبرى بالثعلبية لما ... طَال ليلى وملّنى قرنائى) (كلما سَارَتْ المطى بِنَا ميلًا ... تنفسّت والتفتُ ورائى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 (مَا جَاءَ من ملح الترقيص) 1 - قَالَت أم فَرْوَة (فدتك أم فروه ... بِنَفسِهَا والثروة) (من كل ذَات ندوه ... صبّت عَلَيْهَا شَبوه) (شَائِلَة من ربوة ... عَشِيَّة أَو غدوه) (وَيحك أم عروه ... إِن كنت ذَات نبوه) (فزلت ذَات هبوه) 2 - قَالَت هِنْد بنت أَبى سُفْيَان فِي ابْنهَا عبد الله بن نَوْفَل (وَالله رب الْكَعْبَة ... لآنكحن بيَّه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 (جَارِيَة خِدَبه ... مُكرمة محبّه) (تمشط رَأس لعبه ... يدْخل فِيهَا زُبه) 3 - وَقَالَت فِي أَبِيهَا (من يشترى منى شَيخا خبا ... أخب من ضَب يداجى ضبا) (كَأَن خصييه إِذا أكبا ... فرّوجتان تلقطان حَبا) 4 - وَقَالَ آخر وَقد ولد لَهُ ولد أَبيض وَكَانَ هُوَ شَدِيد السمرَة وَزَوجته بِحَيْثُ تسمع (لتقعدِنّ مقْعد القصىّ ... أَو تحلفى بربّك العلىّ) (أَنى أَبُو ذيّالك الصبىّ ... قد رابنى بمنطق رخى) (ومقلة كمقلة الكركى ... مشوَّهٍ لَيْسَ بأحوذى) 5 - وَقَالَ آخر (أَلا يَا ابنتى لَا تتركى أَبَاك ... وَلَا تطعينى فِيهِ من نهاك) (عَن بره أَو ترقبى حماك ... واخشى من الله الذى براك) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 (ثمَّ اشكرى لله مَا أَعْطَاك ... فطال مَا بِنَفسِهِ وقاك) (واقتحم الْأَهْوَال من جرّاك ... لَو يَسْتَطِيع فديَة فدَاك) (بِنَفسِهِ ملموت إِن أَتَاك) 6 - وَقَالَت امْرَأَة من قيس كَبّة (إنّ فَتى أهواه قيس كَبه ... أَجْدَر خلق الله بالمحبة) (نَحن المقيمون بِعَين زربة ... لم نخش قطّ من عَدو أكبه) (يَأْبَى لنا الأرغام والمسبه ... أَب كريم وحصان نَدبه) 57 - وَقَالَ الْأَحْوَص (أشبه أَبَا عَمْرو أَو أشبه ثَعْلَبه ... خير جناب كلهَا فى المنسبه) (يكن لَك الدَّهْر علينا الْغَلَبَة ... الْمطعم الْجَفْنَة يَوْم المسبغة) (أَقُول خيرا لَا كَقَوْل الكذبه) 8 - وَقَالَ آخر فِي وَلَده (ربيبته حَتَّى إِذا تمعددا ... وآض فحلا كالحصان الأجردا) (كَانَ جزائى بالعصى أَن أجلدا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 9 - وَقَالَت امْرَأَة ترقص هنها (أجثم مطلىّ بزعفران ... ترَاهُ عِنْد الشم والتدانى) (مبرطما برطمة الغضبان ... أدرد لَا يضْحك عَن أَسْنَان) (كَأَن فِيهِ فلق الرُّمَّان ... أولهبا كلهب النيرَان) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 (بَاب الأنابة والزهد) 1 - قَالَ قُسّ بن سَاعِدَة الإيادى (فى الذاهبين الْأَوَّلين ... من الْقُرُون لنا بصائرُ) (لما رَأَيْت مواردا ... للْمَوْت لَيْسَ لَهَا مصَادر) (وَرَأَيْت قومى نَحْوهَا ... يمضى الأصاغر والأكابر) (لَا يرجع الماضى إلىّ ... وَلَا من البَاقِينَ غابر) (أيقنتُ أَنى لَا محَالة ... حَيْثُ صَار الْقَوْم صائر) 2 - وَقَالَ آخر (الدَّهْر يَوْمَانِ ليل لَا خَفَاء بِهِ ... وَذُو حُجول ترى أقرانه جُددا) (لَا يبليان ويبلى النَّاس بَينهمَا ... قد أفنيا قبلنَا الْأَمْوَال والولدا) 3 - وَقَالَ تُبّع بن الْأَقْرَع وتروى لراهب من بحران (منع الْبَقَاء تقلّب الشَّمْس ... وطلوعها من حَيْثُ لَا تمسى) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 (وطلوعها حَمْرَاء صَافِيَة ... وغروبها صفراء كالورس) (تجرى على كبد السَّمَاء كَمَا ... يجرى حمام الْمَوْت بِالنَّفسِ) (الْيَوْم نعلم مَا يجِئ بِهِ ... وَمضى بِفضل قَضَائِهِ أمس) 4 - وَقَالَ عدى بن زيد العبادى جاهلى وَكَانَ قد مر بمقابر مَعَ النُّعْمَان بن الْمُنْذر فِي ظهر الْحيرَة وشجرات هُنَاكَ تحتهَا نهر فَقَالَ عدى أَيهَا الْملك أتعلم مَا تَقول هَذِه الشجرات؟ قَالَ لَا قَالَ تَقول أَيهَا الْملك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 (من رآنا فليحدث نَفسه ... أَنه موف على قرب الزَّوَال) (وصروف الدَّهْر لَا يبْقى لَهَا ... وَلما تأتى بِهِ صم الْجبَال) (رب ركب قد أناخوا حولنا ... يمزجون الْخمر بِالْمَاءِ الزلَال) (والأباريق عَلَيْهَا فُدُم ... وجياد الْخَيل تعدو فِي الْجلَال) (عمّروا دهرا بعيش نضر ... آمنى دهرهم غير عِجَال) (ثمَّ أضحوا عَصَفَ الدَّهْر بهم ... وكذاك الدَّهْر يودى بِالرِّجَالِ) (وكذاك الدَّهْر يرْمى بالفتى ... فِي طلاب الْعَيْش حَالا بعد حَال) 5 - وَقَالَ أَيْضا (أَرْوَاح مودّع أم بكور ... أَنْت فَانْظُر لأى أَمر تصير) (أَيهَا الشامت المعيّر بالدهر ... أَأَنْت المبرأ الموفور) (أم لديك الْعَهْد الوثيق من الْأَيَّام ... بل أَنْت جَاهِل مغرور) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 (من رَأَيْت الْمنون خلّدن أم من ... ذَا عَلَيْهِ من أَن يضام خفير) (أَيْن كسْرَى كسْرَى الْمُلُوك أنوشر ... وان أم أَيْن قبله سَابُور) (وَبَنُو الْأَصْفَر الْمُلُوك مُلُوك الرّوم ... لم يبْق مِنْهُم مَذْكُور) (واخو الْحَضَر إِذْ بناه وَإِذ ... دِجلة تجبى إِلَيْهِ والخابور) (شاده مرمرّا وجلله كلسا ... فللطّير فِي ذراه وكور) (وتذكر رب الخورنَق إِذْ ... أشرف يَوْمًا وللهُدى تفكير) (سرّه مالُه وَكَثْرَة مَا يملك ... وَالْبَحْر معرضًا والسدير) (فارعَوى قلبُه وَمَا غِبْطَة ... حى إِلَى الْمَمَات يصير) (ثمَّ بعد الْفَلاح وَالْملك والإمّة ... وّراتهم هُنَاكَ الْقُبُور) (ثمَّ أضحوا كَأَنَّهُمْ ورَق جفّ ... فألوت بِهِ الصِّبَا وَالدبور) (إِن يصبنى بعض الهنات فَلَا وانٍ ... ضَعِيف فَلَا أكبّ عثور) (غير أَن الْأَيَّام يغدرن بِالْمَرْءِ ... وفيهَا الميسور والمعسور) (فأصبر النَّفس للخطوب فان الدّهر ... يدجو حينا وحينا ينير) 6 - وَقَالَ أَيْضا (يَا لُبَيْنَى أوقدى النارا ... إِن من تهوين قد حارا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 (رب نَار بتُّ أرمقها ... تقضم الهندى والغارا) (عِنْدهَا ظبى يؤججها ... عَاقد فِي الْجيد تِقصارا) (أبلغ الفتيان مألكُة ... نصحة منى وأخبارا) (أننى رمت الخطوب فَتى ... فَوجدت الْعَيْش أطوارا) (لَيْسَ يغنى عيشه أحد ... لَا يلاقى فِيهِ أمعارا) (من خطوب تستمر بِهِ ... فتُريه العُرف إنكارا) 7 - وَقَالَ أَيْضا (أَيْن أهل الديار من قوم نوح ... ثمَّ عَاد من بعدهمْ وَثَمُود) (بَيْنَمَا هم على الأسرة وَالْأَنْمَاط ... أفضت إِلَى التُّرَاب الخدود) (ثمَّ لم ينْقض الحَدِيث وَلَكِن ... بعد ذَا الْوَعْد كُله والوعيد) (وصحيح أضحى يعود مَرِيضا ... وَهُوَ أدنى للْمَوْت مِمَّن يعود) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 8 - وَقَالَ مضاض بن عَمْرو بن الْحَارِث الجرهمى (كَأَن لم يكن بَين الجحون إِلَى الصَّفَا ... أنيس وَلم يسمر بِمَكَّة سامر) (بلَى نَحن كُنَّا أَهلهَا فأبادنا ... صروف الليالى والجدود العواثر) (فصرنا أحاديثا وَكُنَّا بغبطة ... كَذَلِك عضتنا السنون الغوابر) 9 - وَقَالَ زِيَاد العذرى (وَمَا الدَّهْر وَالْأَيَّام إِلَّا كَمَا ترى ... رزيئة مَال أَو فِرَاق حبيب) (وَإِن امْرأ قد جرب الدَّهْر لم يخف ... تقلّب عصرية لغير لَبِيب) 10 - وَقَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت (إِن آيَات رَبنَا بَيِّنَات ... لَا يمارى فِيهِنَّ إِلَّا الكفور) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 (خلق اللَّيْل وَالنَّهَار فَكل ... مستنير حسابه مَقْدُور) (ثمَّ يجلو النَّهَار رب رَحِيم ... بمهاة شعاعها منشور) (كل دين يَوْم الْقِيَامَة عِنْد الله ... إِلَّا دين الحنيفة بور) 11 - وَقَالَ الْأسود بن يعفر ويكنى أَبَا الْجراح وَكَانَ أعمى (مَاذَا أُؤَمِّل بعد آل محرّق ... درست مَنَازِلهمْ وَبعد إياد) (أهل الخورنق والسدير وبارق ... وَالْقصر ذى الشرفات من سنداد) (جرت الرِّيَاح على مَحل دِيَارهمْ ... فَكَأَنَّمَا كَانُوا على ميعاد) (وَلَقَد غنوا فِيهَا بأطيب عيشة ... فى ظلّ ملك ثَابت الْأَوْتَاد) (نزلُوا بأنقرة يسيل عَلَيْهِم ... مَاء الْفُرَات يجِئ من أطواد) (فاذا النَّعيم وكل مَا يلهى بِهِ ... يَوْمًا يصير إِلَى بلَى ونفاد) (إِن الْمنية والحتوف كِلَاهُمَا ... يُوفى المخارم يرقبان سَواد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 (وَمن النوائب لَا أَبَا لَك أننى ... ضربت علىّ الأَرْض بالأسداد) (لَا أهتدى فِيهَا لموْضِع تلعة ... بَين العُذيب وَبَين أَرض مُرَاد) 12 - وَقَالَ النَّابِغَة الجعدى (وَكم من أخى عيلة مقتر ... تأتى لَهُ المَال حَتَّى انجبر) (وَآخر قد كَانَ جم الْغناء ... رمته الْحَوَادِث حَتَّى افْتقر) (وَكم غَائِب كَانَ يخْشَى الردى ... فآب وأودى الذى فِي الْحَضَر) (وَمَا البغى إِلَّا على أَهله ... وَمَا النَّاس إِلَّا كهذى الشّجر) (ترى الْغُصْن فِي عنفوان الشَّبَاب ... يَهْتَز فِي بهجة قد نضر) (زَمَانا من الدَّهْر ثمَّ التوى ... فَعَاد إِلَى صغوه فانكسر) 13 - وَقَالَ آخر (رب مأمول وراج أملا ... قد ثناه الدَّهْر عَن ذَاك الأمل) (كَيفَ يَرْجُو الْمَرْء فوتا للردى ... وَهُوَ فى الْأَسْبَاب رهن مختبل) (كلما خلّف يَوْمًا فَمضى ... زَاده ذَلِك قربا للأجل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 (فوّق الدَّهْر إِلَيْنَا نبله ... عللا بقصدنا بعد نهل) (فَهُوَ يرمينا وَلَا نبصره ... فعل رام رام صيدا فجتل) (وكذاك الدَّهْر مَأْمُور بِنَا ... فَهُوَ لَا يغْفل إِن شئ غفل) 14 - وَقَالَ حَاتِم الطائى (وَمَا هى إِلَّا لَيْلَة ثمَّ يَوْمهَا ... وحول إِلَى حول وَشهر إِلَى شهر) (مطايا يُقربن الصَّحِيح إِلَى بلَى ... ويدنين أشلاء الْهمام إِلَى الْقَبْر) (ويتركن أَزوَاج الغيور لغيره ... ويقسمن مَا يحوى الشحيح من الوفر) 15 - وَقَالَ مهلهل بن مَالك الكنانى (وَلَا تعجل على أحد بظُلْم ... فان الظُّلم مرتعه وخيم) (وَلَا تفحش وَإِن مُلّئت غيظا ... على أحد فان الْفُحْش لؤم) (وَلَا تقطع أَخا لَك عِنْد ذَنْب ... فان الذَّنب يغفره الْكَرِيم) (فَمَا جزع بمغن عَنْك شَيْئا ... وَلَا مَا فَاتَ ترجعه الهموم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 16 - آخر (وكل شَدِيدَة نزلت بِقوم ... سيأتى بعد شدتها رخاء) (فَقل للمتقى غَرَض المنايا ... توقّ فَلَيْسَ ينفعك اتقاء) (فَمَا يعْطى الْحَرِيص غنى يحرص ... وَقد ينمى لذى الْجُود الثراء) (يُرِيد الْمَرْء أَن يعْطى مناه ... ويأبى الله إِلَّا مَا يَشَاء) 17 - وَقَالَ عبد الله بن محارق (إِذا مَا لَيْلَة مرت وَيَوْم ... إِلَى يَوْم وَلَيْلَته جَدِيد) (أبادا تبعا وأبدن طسما ... وعادا مثل مَا هَلَكت ثَمُود) 18 - آخر (وَكم قد رَأينَا من مُلُوك وسوقة ... وعيش أنيق للعيون أنيق) (مضوا وَكَأن لم تغن بالْأَمْس أهلهم ... وكل جَدِيد صائر لخلوق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 19 - وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم (يطاوحنى يَوْم جَدِيد وَلَيْلَة ... هما أبليا جسمى وكل فَتى بَال) (إِذا مَا سلحت الشَّهْر أَهلَلْت بعده ... كفى قَاتلا سلخى الشُّهُور وإهلالى) 20 - وَقَالَ فَرْوَة بن مُسيك رضى الله عَنهُ بن الْحَارِث بن سَلمَة مخضرم وتروى لذى الْأصْبع العدوانى واسْمه حرثان بن محرث (إِذا مَا الدَّهْر جرّ على أنَاس ... كلا كُله أَنَاخَ بآخرينا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 (فَقل للشامتين بِنَا أفيقوا ... سَيلقَى الشامتون كَمَا لَقينَا) (وَمَا إِن طبّنا جبن وَلَكِن ... منايانا ودولة آخرينا) (كَذَاك الدَّهْر دولته سِجَال ... تكرّصروفه حينا فحينا) (وَمن يغرر بريب الدَّهْر يَوْمًا ... يجد ريب الزَّمَان لَهُ خؤونا) 21 - وَقَالَ الشماخ بن خليف العبدى (ذاق الْمنية آبائى فقد ذَهَبُوا ... وَقد رأى بعدهمْ أَنى ملاقيها) (وَمَا تُؤخر من نفس وَإِن حرصت ... على الْحَيَاة إِذا مَا جَاءَ داعيها) 22 - وَقَالَ لبيد بن ربيعَة العامرى (أَلا تَسْأَلَانِ الْمَرْء مَاذَا يحاول ... أنحب فَيقْضى أم ضلال وباطل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 23 - وَله أَيْضا (واكذب النَّفس إِذا حدثتها ... إنّ صدق النَّفس يزرى بالأمل) 24 - وَقَالَ حضرمى بن عَامر بن مجمع بن همام الأسدى رضى الله عَنهُ (أَلا عجبت عميرَة أمس لمّا ... رَأَتْ شيب الذؤابة قد علانى) (تَقول أرى أَبى قد شَاب بعدى ... وأقصر عَن مُطَالبَة الغوانى) (وكل قرينَة قرنت بِأُخْرَى ... وَلَو ضنّت بهَا ستفرّقان) (وكل أَخ مُفَارقَة أَخُوهُ ... لعمر أَبِيك إِلَّا الفرقدان) 25 - وَقَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت (كل شئ وَإِن تطاول دهر ... صائر مرّة إِلَى أَن يزولا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 (اجْعَل الْمَوْت نُصب عَيْنك وَاحْذَرْ ... صولة الدَّهْر إِن للدهر غولا) 26 - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث (وَالنَّاس همّهم الْحَيَاة وَلَا أرى ... طول الْحَيَاة يزِيد غير خبال) (وَإِذا افْتَقَرت إِلَى الذَّخَائِر لم تَجِد ... ذخْرا يكون كصالح الْأَعْمَال) 27 - وَقَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت (اقْترب الْوَعْد والقلوب إِلَى ... اللَّهْو وَحب الْحَيَاة سائقها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 (مَا رغبت النَّفس فِي الْحَيَاة فان ... تحيىّقليلا فالموت لاحقها) (قد أنبئت أَنَّهَا تعود كَمَا ... كَانَ يَرَاهَا بالْأَمْس خَالِقهَا) (وَإِن مَا جمعت وأعجبها ... من عيشها مرّة مفارقها) (من لم يمت عبطة يمت هرما ... للْمَوْت كأس والمرء ذائقها) (يُوشك من فر من منيته ... فى بعض غراته يُوَافِقهَا) 28 - وَقَالَ أَيْضا (حَيا وَمَيتًا لَا أَبَا لَك إِنَّمَا ... طول الْحَيَاة كزاد غاد ينْفد) (والشهر بَين هلاله ومحاقه ... أجل لعلم النَّاس كَيفَ يعدد) (لَا نقص فِيهِ غير أَن خبيئه ... قمرو ساهور يسلّ ويغمد) (خرق يهيم كهاجع فى نَومه ... لم يقْض ريب نعاسه فيهجد) (فاذا مرته ليلتان وَرَاءه ... فَقضى سراه أَو كراه يساد) (لمواعد تجرى النُّجُوم أَمَامه ... ومعمم بحذائهن مسود) (مستخفيا وَبَنَات نعش حوله ... وَعَن الْيَمين إِذا يغيب الفرقد) (حَال الدارارى دونه فتجنه ... لَا أَن يرَاهُ كل من يتلدد) (وَالشَّمْس تطلع كل آخر لَيْلَة ... حَمْرَاء يصبح لَوْنهَا يتورد) (لَيست بطالعة لَهُم فى رسلها ... إِلَّا معذبة وَإِلَّا تجلد) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 (لَا تَسْتَطِيع بِأَن تقصر سَاعَة ... وبذاك تدأب يَوْمهَا وتشرّد) (ولسوف ينسى مَا أَقُول معاشر ... ولسوف يذكرهُ الذى لَا يزهد) (فَاغْفِر لعبد إِن أول ذَنبه ... شرب وأيسار يشاركها دَد) 29 - وَقَالَ آخر (أرى الْمَرْء فِي الدُّنْيَا حَدِيثا لغيره ... إِذا هُوَ أَمْسَى لَا يُجيب المناديا) (فَكُن كالذى تهوى حَدِيثا وَلَا تكن ... كَمثل الذى يهواه فِيك الأعاديا) 5 30 - وَقَالَ الأخطل (نحّ عَن نَفسك الْقَبِيح وصنها ... وتوق الدُّنْيَا وَلَا تأمنها) (وسيبقى الحَدِيث بعْدك فَانْظُر ... أىّأحدوثة تحب فكنها) 31 - وَقَالَ أحيحة بن الجلاح (لم أر مثل الأقوام فِي غبن الأيّام ينسون مَا عواقبها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 (يرَوْنَ إخْوَانهمْ ومصرعهم ... وَكَيف تعتاقهم مخلبها) (فَمَا ترجى النُّفُوس من طلب الْخَيْر ... وَحب الْحَيَاة كاذبها) 32 - وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم أَبُو الْعَتَاهِيَة (أما وَالله إِن الظُّلم لؤم ... وَمَا زَالَ المسئ هُوَ الظلوم) 33 - وَقَالَ عُمَيْر بن مِقْدَام الأسدى (مضى مَا مضى من حُلْو عَيْش ومره ... كَأَن لم يكن إِلَّا كالأحلام رَاقِد) (وَمَا الدَّهْر إِلَّا لَيْلَة مثل لَيْلَة ... وَيَوْم كَيَوْم صادر مثل وَارِد) 34 - وَقَالَ لبيد (هذى منَازِل أَقوام عهدتهم ... يُوفونَ بالعهد مذ كَانُوا وبالذمم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 (تبكى عَلَيْهِم ديار كَانَ يُطربها ... ترّنم الْمجد بَين الْحلم وَالْكَرم) 35 - وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (أيا عجب كَيفَ يعْصى الْإِلَه ... أم كَيفَ يجحده الجاحد) (وفى كل شئ لَهُ آيَة ... تدل على أَنه وَاحِد) 36 - وَقَالَ آخر (وَأرى الليالى مَا طوت من شرّتى ... ردته فِي عظتى وفى إفهامى) (وَعلمت أَن الْمَرْء من سنَن الردى ... حَيْثُ الرَّمية من سِهَام الرامى) 37 - وَقَالَ سُلَيْمَان بن يزِيد الْعَدْوى هَذِه الأبيات (والمرء مثل هِلَال حِين تبصره ... يَبْدُو ضئيلا لطيفا ثمَّ يتسق) (يزْدَاد حَتَّى إِذا مَا تمّ أعقبه ... كرّ الجديدين نقصا ثمَّ ينمحق) (كَانَ الشَّبَاب رِدَاء قد بهحت بِهِ ... فقد تطاير مِنْهُ لليلى خرق) (وَكَانَ منشمرا يَحْدُو المشيب بِهِ ... كالليل ينْهض فى أعجازه الفلق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 38 - وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى (أَلا حىِّ من أجل الحبيب المغانيا ... لبسن البلى مِمَّا لبسن اللياليا) (فان أك ودّعت الشَّبَاب فَلم أكن ... عَلَيْهِ معَاذ الله زاربا) (حنتنى الليالى بعد مَا كنت مرّة ... قويم الْعَصَا لَو كن تيقين بَاقِيا) (إِذا مَا تقاضى الْمَرْء يَوْم وَلَيْلَة ... تقاضاه شئ لَا يمل التقاضيا) (وإنى لينهانى عَن الْجَهْل أننى ... أرى وضحا من لمتى قد بدا ليا) (وَطول تجاريب الْأُمُور وَلَا أرى ... لذى نهية مثل التجاريب ناهيا) 39 - وَقَالَ عبد الله بن الْمخَارِق (وَلست أرى السَّعَادَة جمع مَال ... وَلَكِن التقىّ هُوَ السعيد) (وتقوى الله خيرا الزَّاد ذخْرا ... وَعند الله للأتقى مزِيد) 40 - وَقَالَ أَيْضا (اسْتمع يَا بنى من وعظ شيخ ... عجم الدَّهْر فِي السنين الخوالى) (اتَّقِ الله مَا اسْتَطَعْت وَأحسن ... إِن تقوى الْإِلَه خير الْخلال) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 41 - وَقَالَ ورقة بن نَوْفَل (لقد نصحت لأقوام وَقلت لَهُم ... أَنا النذير فَلَا يغرركم أحد) (لَا تعبدن إِلَهًا غير خالقكم ... فان دعوكم فَقولُوا بَيْننَا جدد) (سُبْحَانَ ذى الْعَرْش سبحانا يعود لَهُ ... وَقَبلنَا سبح الجودى واجمد) (لَا شئ مِمَّا ترى تبقى بشاشته ... يبْقى الْإِلَه ويودى الْأَهْل وَالْولد) (وَلَا سُلَيْمَان إِذْ تجرى الرِّيَاح لَهُ ... وَالْإِنْس وَالْجِنّ فِيمَا بَينهَا ترد) (أَيْن الْمُلُوك الَّتِى كَانَت لعزتها ... من كل أَوب إِلَيْهَا وَافد يفد) (حَوْض هُنَالك مورود بِلَا كذب ... لابد من ورده يَوْمًا كَمَا وردوا) 42 - وَقَالَ كُلْثُوم بن عَمْرو العتابى التغلبى من ولد عَمْرو بن كُلْثُوم الشَّاعِر (مَا غناء الحذار والإشقاق ... وشآبيب دمعك المهراق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 (غدرات الْأَيَّام منتزعات ... عنقينا من أنس هَذَا العناق) (أَيّنَا قدمت صروف الليالى ... فالذى أخرت سريع اللحاق) (كم صفّيين متّعا بلقاء ... ثمَّ صَارا لغربة وافتراق) (قلت للفرقدين وَاللَّيْل ملق ... سود أكنافه على الْآفَاق) (أبقيا مَا بقيتما سَوف يرْمى ... بَين شخصيكما بِسَهْم الْفِرَاق) (بَيْنَمَا الْمَرْء فى غضارة عَيْش ... وَصَلَاح من أمره واتفاق) (عطفت شدَّة الزَّمَان فأدته ... إِلَى فاقة وضيق خناق) (هوّنى مَا عَلَيْك واقنى حَيَاء ... لست تبقين لى وَلست بباق) 43 - وَقَالَ آخر (أَبَا جَعْفَر حانت وفاتك وَانْقَضَت ... سنوك وَأمر الله لَا شكّ وَاقع) (فَهَل كَاهِن أعددته أَو منجم ... أَبَا جَعْفَر عَنْك الْمنية دَافع) 44 - وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (هَل أَنْت مُعْتَبر بِمن خربَتْ ... مِنْهُ غَدَاة قضى دساكره) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 45 - وَقَالَ أَيْضا (لدوا للْمَوْت وَابْنُوا للخراب ... فكلكم يصير إِلَى ذهَاب) (أَلا يَا موت لم أر مِنْك بدا ... عدلت فَمَا تجور وَلَا تحابى) (كَأَنَّك قد هجمت على مشيبى ... كَمَا هجم المشيب على شبابى) 46 - وَقَالَ آخر وَمِنْهُم من نَسَبهَا إِلَى على بن الْحُسَيْن رضى الله عَنْهُمَا (خلت دُورهمْ مِنْهُم وأقوت عراصهم ... وساقتهم نَحْو المنايا المقادر) (وأضحوا رميما فِي التُّرَاب وعُطلت ... مجَالِس مِنْهُم أقفرت ومقاصر) (وخُلّوا عَن الدُّنْيَا وَمَا جمعُوا لَهَا ... وضمتهم بعد الْقُصُور الْمَقَابِر) (وَإِن امْرأ يسْعَى لدنياه دائبا ... وَيذْهل عَن أخراه لَا شكّ خاسر) (فجدّ وَلَا تفعل فعيشك زائل ... وَأَنت إِلَى دَار الْإِقَامَة صائر) 47 - وَقَالَ عبد الْأَعْلَى القرشى (نهارك يَا مغرور سَهْو وغفلة ... وليلك نوم والردى لَك لَازم) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 (تسر بِمَا يبْلى وتفرح بالمنى ... كَمَا غرّباللذات فى النّوم حالم) (وسعيك فِيمَا سَوف تكره عبّه ... كَذَلِك فى الدُّنْيَا تعيش الْبَهَائِم) (فَلَا أَنْت فى الأيقاظ يقظان حَازِم ... وَلَا أَنْت فِي النوام نَاجٍ فسالم) 48 - وَقَالَ العتابى كُلْثُوم بن عَمْرو التغلبى (يغرّالفتى مر الليالى سليمَة ... وهنّ بِهِ عمّا قَلِيل عواثر) (فان أعض ريعان الشَّبَاب فطالما ... أَطَعْت إِلَيْهِ الْجَهْل والحلم وافر) 49 - وَقَالَ أَبُو نواس الْحسن بن هَانِئ (أَيَّة نَار قدح القادح ... وأى جد جرّه المازح) (لله در الشيب من واعظ ... وناصح لَو قبل الناصح) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 5 - وَقَالَ عَمْرو بن حلّزة أَخُو الْحَارِث بن حلّزة اليشكرى وَقيل بل هى مصنوعة (لم يكن إِلَّا الذى كَانَ يكون ... وخطوب الدَّهْر بِالنَّاسِ فنون) (رُبمَا قرت عُيُون بشجى ... مرمض قد سخنت مِنْهُ عُيُون) (هوّن الْأَمر تعش فى رَاحَة ... قَلما هونت إِلَّا سيهون) (لَا يكون الْأَمر سهلا كُله ... إِنَّمَا الْأَمر سهول وحزون) (يلْعَب النَّاس على غراتهم ... ورحى الْأَيَّام للنَّاس طحون) (يَأْمَن الْأَيَّام مغتر بهَا ... مَا رَأينَا قطّ يَوْمًا لَا يخون) (والملمات فَمَا أعجبها ... للملمات ظُهُور وبطون) (تطلب الرَّاحَة فِي دَار العنا ... خَابَ من يطْلب شَيْئا لَا يكون) (لَيْسَ كل الظَّن يَخْلُو عَن هدى ... رُبمَا حيرت النَّاس الظنون) (وتّقى الْمَرْء لَهُ واقيه ... مِثْلَمَا واقية الْعين الجفون) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 (لَا تكن شَأْن امْرِئ محتقرا ... رُبمَا كَانَ من الشَّأْن شؤون) (درج الْخلق فضول بَينهم ... كل شئ فَلهُ فَوق وَدون) (سَائل الْأَيَّام عَن أملاكها ... أىّخلف قطعت عَنهُ الْمنون) (وكذاك الدَّهْر فى تصريفه ... رُبمَا يصعب بالدر اللَّبُون) (يَا مشيد الْحصن يَرْجُو نَفعه ... قلّما يغنى من الْمَوْت الْحُصُون) (سيحول الْمَرْء عَن صورته ... وسبيلى مِنْهُ مَا كَانَ يصون) 51 - وَقَالَ عبيد بن أَيُّوب العنبرى وَكَانَ لصا (يَا رب قد حلف الأقوام واجتهدوا ... أَيْمَانهم أننى من ساكنى النَّار) (أيحلفون على عمياء ويحهم ... مَا علمهمْ بعظيم الْعَفو غفار) 52 - وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان (يَا رب أسرفت فِي ذنبى ومعصيتى ... وَقد علمت يَقِينا سوء آثارى) (فَاغْفِر ذنوبى إلهى قد علمت بهَا ... رب الْعباد وزحزحنى عَن النَّار) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 53 - وَقَالَ أَبُو خرَاش الهذلى (إِن تغْفر اللَّهُمَّ تغْفر جما ... وأى عبد لَك لَا ألمّا) (وإنى إِذا مَا حدث ألمّا ... أَقُول يَا اللَّهُمَّ يَا اللهما) 54 - وَقَالَ آخر (تمتّع من الدُّنْيَا بساعتك الَّتِى ... بهَا أَنْت مهما لم تعقك الْعَوَائِق) (فَلَا أمسك الماضى عَلَيْك براجع ... وَلَا غدك الآنى بِهِ أَنْت واثق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 خَاتِمَة الْكتاب (يَا من يرى مد البعوض جناحها ... فى ظلمَة اللَّيْل البهيم الأليل) (وَيرى نِيَاط عروقها فى نحرها ... والمخ فى تِلْكَ الْعِظَام النّحل) (اغْفِر لعبد تَابَ من خطآنه ... مَا كَانَ مِنْهُ فِي الزَّمَان الأول) نجزت الحماسة البصرية بعون الله وحمده وَصلَاته على سيدنَا مُحَمَّد نبيّه وَآله وَحزبه بقلم العَبْد الْعَاجِز المفتقر لرحمة الْملك الرَّحِيم الهادى عبد الرَّحْمَن بن المرحوم عبد الله البغدادى وَوَافَقَ الْفَرَاغ مِنْهَا فى أَوَائِل شهر رَجَب الْحَرَام سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَألف نقلا عَن نُسْخَة محرّرة سنة 654 (وَإِن تَجِد عَيْبا فسدّالخللا ... فجل من لَا عيب فِيهِ وَعلا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432