الكتاب: طبقات الشافعية المؤلف: أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الأسدي الشهبي الدمشقي، تقي الدين ابن قاضي شهبة (المتوفى: 851هـ) المحقق: د. الحافظ عبد العليم خان دار النشر: عالم الكتب - بيروت الطبعة: الأولى، 1407 هـ عدد الأجزاء: 4   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة ابن قاضي شهبة الكتاب: طبقات الشافعية المؤلف: أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الأسدي الشهبي الدمشقي، تقي الدين ابن قاضي شهبة (المتوفى: 851هـ) المحقق: د. الحافظ عبد العليم خان دار النشر: عالم الكتب - بيروت الطبعة: الأولى، 1407 هـ عدد الأجزاء: 4   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لِابْنِ قَاضِي شُهْبَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم رب يسر يَا كريم الْحَمد لله الَّذِي رفع قدر الْعلمَاء وجعلهم بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء أَحْمَده على مَا أَسْبغ من النعماء وأجزل من الْعَطاء وأسبل من الغطاء وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ المتفرد بالعظمة والكبرياء شَهَادَة موقنة خَالِصَة مَا لَقِي الله بهَا عبد يَوْم الْجَزَاء إِلَّا أوجبت لَهُ بهَا الخلود فِي دَار الْبَقَاء وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله إِلَى جَمِيع من يسْتَقلّ على الغبراء ويستظل بالخضراء صلوَات الله عَلَيْهِ وَسَلَامه دَائِما مستمرا مَا اخْتَلَط الظلام بالضياء وَمَا انْفَلق الإصباح عَن غرَّة النَّهَار وأعلن الدَّاعِي بالنداء وَرَضي الله عَن الصَّحَابَة أَجْمَعِينَ وَبعد فَهَذَا مُخْتَصر لطيف أذكر فِيهِ طَبَقَات الشَّافِعِيَّة اقْتصر فِيهِ على تراجم من شاع اسْمه واشتهر ذكره وَاحْتَاجَ طَالب الْعلم إِلَى معرفَة حَاله أَو نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ وَغَيره فِي تصانيفهم الْمَشْهُورَة وَهَذَا فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْمَقْصُود من طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَلَا أذكر غير الْمَشْهُورين وَمن وَقع النَّقْل عَنهُ وَإِن وصف بالبراعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 فِي الْعلم أَو درس بالنظامية أَو غَيرهَا لِأَن الْإِكْثَار من تِلْكَ التراجم يكثر على طَالب الْفِقْه ويختلط عَلَيْهِ مَقْصُوده بِغَيْرِهِ وَقد أذكر فِيهِ بعض تراجم من لم يُوجد فِيهِ الشَّرْط الْمَذْكُور لِمَعْنى اقْتضى ذَلِك لَا يخفى على النَّاظر فِي تَرْجَمته حِكْمَة ذكره وأذكر فِي الْمِائَة الثَّامِنَة والتاسعة من لم يُوجد فِيهِ الشَّرْط لقرب زمانهم والتشوف لسَمَاع أخبارهم مَعَ عزة وجود تراجمهم ورتبته على تسع وَعشْرين طبقَة الطَّبَقَة الأولى فِي الآخذين عَن الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وأرضاه وَالثَّانيَِة فِيمَن كَانَ من الْأَصْحَاب إِلَى الثلاثمائة وَبعد ذَلِك أذكر كل عشْرين سنة طبقَة وَإِن لزم من ذَلِك تَأْخِير بَعضهم عَن أهل طبقته لامتداد حَيَاته وَذكر بَعضهم من طبقَة مشايخه لسرعة وَفَاته فالضرورة ألجأت إِلَى ذَلِك وَأَن آخر كل طبقَة يُقَارب أَوَائِل الطَّبَقَة الَّتِي تَلِيهَا ورتبت كل طبقَة على حُرُوف المعجم ليسهل الْكَشْف عَنهُ وَالله أسأَل أَن ينفع بِهِ إِنَّه قريب مُجيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 الطَّبَقَة الأولى فِيمَن أَخذ عَن الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ 1 - إِبْرَاهِيم بن خَالِد بن أبي الْيَمَان أَبُو ثَوْر وَقيل كنيته أَبُو عبد الله ولقبه أَبُو ثَوْر الْكَلْبِيّ الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْعَلامَة أَخذ الْفِقْه عَن الشَّافِعِي وَغَيره قَالَ أَبُو بكر الْأَعْين سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ اعرفه بِالسنةِ مُنْذُ خمسين سنة وَهُوَ عِنْدِي فِي مسلاخ سُفْيَان الثَّوْريّ وَقَالَ غَيره إِن رجلا سَأَلَ أَحْمد عَن مَسْأَلَة الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 فَقَالَ سل غَيرنَا سل أَبَا ثَوْر وَقَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ كَانَ أحد الثِّقَات المأمونين وَمن الْأَئِمَّة الْأَعْلَام فِي الدَّين وَله كتب مصنفة فِي الْأَحْكَام جمع فِيهَا بَين الحَدِيث وَالْفِقْه قَالَ وَكَانَ أَولا يتفقه بِالرَّأْيِ وَيذْهب إِلَى قَول أهل الْعرَاق حَتَّى قدم الشَّافِعِي بَغْدَاد فَاخْتلف إِلَيْهِ وَرجع عَن الرَّأْي إِلَى الحَدِيث توفّي فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ أحد رُوَاة الْقَدِيم وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي بَاب الْغَضَب أَبُو ثَوْر وَإِن كَانَ معدودا وداخلا فِي طبقَة أَصْحَاب الشَّافِعِي فَلهُ مَذْهَب مُسْتَقل وَلَا يعد تفرده وَجها 2 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هِلَال بن أَسد الشَّيْبَانِيّ أَبُو عبد الله الْمروزِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ أحد أَئِمَّة الْإِسْلَام والهداة الْأَعْلَام وَأحد الْأَرْبَعَة الَّذين تَدور عَلَيْهِم الْفَتَاوَى وَالْأَحْكَام فِي بَيَان الْحَلَال وَالْحرَام أَخذ الْفِقْه عَن جمَاعَة أَجلهم الإِمَام الشَّافِعِي صَحبه مُدَّة مقَامه بِبَغْدَاد فِي الرحلة الثَّانِيَة وسلك مسلكه ونهج منهجه وَقَالَ كل مَسْأَلَة لَيْسَ عِنْدِي فِيهَا دَلِيل فَأَنا أَقُول فِيهَا بقول الشَّافِعِي الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 وَقَالَ عبد الله بن احْمَد سَمِعت أَبَا زرْعَة يَقُول كَانَ أَبوك يحفظ ألف ألف حَدِيث فَقلت وَمَا يدْريك فَقَالَ ذاكرته فَأخذت عَلَيْهِ الْأَبْوَاب وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ كَأَن الله جمع لَهُ علم الْأَوَّلين والآخرين وَقد أفرد تَرْجَمته بالتصنيف عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهمَا وَجمع ابْن الْجَوْزِيّ أخباره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 فِي مجلدة وَقد ذكره الْعَبَّادِيّ وَغَيره فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة مولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَمَات بِبَغْدَاد فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَحضر جنَازَته ثَلَاثمِائَة ألف وَقيل ثَمَانمِائَة ألف وَقيل ألف ألف وَقيل أَكثر 3 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن عَمْرو بن إِسْحَاق أَبُو إِبْرَاهِيم الْمُزنِيّ الْمصْرِيّ الْفَقِيه الإِمَام صَاحب التصانيف أَخذ عَن الشَّافِعِي وَكَانَ يَقُول أَنا خلق من أَخْلَاق الشَّافِعِي ذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق أول أَصْحَاب الشَّافِعِي وَقَالَ كَانَ زاهدا عَالما مُجْتَهدا مناظرا محجاجا غواصا على الْمعَانِي الدقيقة صنف كتبا كَثِيرَة قَالَ الشَّافِعِي الْمُزنِيّ نَاصِر مذهبي ولد سنة خمس وَسبعين وَمِائَة وَتُوفِّي فِي رَمَضَان وَقيل فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ مجاب الدعْوَة قَالَ الرَّافِعِيّ فِي بَاب الْوضُوء وَعَن الْمُزنِيّ أَن التَّخْلِيل وَاجِب وَرَوَاهُ ابْن كج عَن بعض الْأَصْحَاب فَإِن أَرَادَ الْمُزنِيّ فتفرداته الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 لَا تعد من الْمَذْهَب إِذا لم يُخرجهَا على أصل الشَّافِعِي لَكِن نقل الرَّافِعِيّ فِي بَاب الْخلْع عَن الإِمَام أَنه قَالَ أرى كل اخْتِيَار للمزني تخريجا فَإِنَّهُ لَا يُخَالف أصُول الشَّافِعِي لَا كَأبي يُوسُف وَمُحَمّد فَإِنَّهُمَا يخالفان أصُول صَاحبهمَا كثيرا قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَقد رَأَيْت فِي النِّهَايَة وَكَأَنَّهُ فِي نواقض الْوضُوء عكس مَا نَقله الرَّافِعِيّ فِي الْخلْع عَنهُ فَقَالَ إِنَّه إِن خرج يَعْنِي الْمُزنِيّ فتخريجه أولى من تَخْرِيج غَيره وَإِلَّا فالرجل صَاحب مَذْهَب مُسْتَقل 4 - الْحَارِث بن أَسد أَبُو عبد الله المحاسبي أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وَشَيخ الْجُنَيْد إِمَام الطَّرِيقَة وَيُقَال إِنَّمَا سمي المحاسبي لِكَثْرَة محاسبته نَفسه قَالَ ابْن الصّلاح فِي الطَّبَقَات ذكره الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور التَّمِيمِي فِي الطَّبَقَة الأولى من الشَّافِعِيَّة فِيمَن صحب الشَّافِعِي وَقَالَ هُوَ إِمَام الْمُسلمين فِي الْفِقْه والتصوف والْحَدِيث وَالْكَلَام وَكتبه فِي هَذِه الْعُلُوم أصُول من يصنف فِيهَا وَإِلَيْهِ ينْسب أَكثر متكلمي الصفاتية قَالَ ابْن الصّلاح وصحبته للشَّافِعِيّ لم أر أحدا ذكرهَا الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 سواهُ وَلَيْسَ أَبُو مَنْصُور من أهل هَذَا الْفَنّ فيعتمد فِيمَا تفرد بِهِ والقرائن شاهدة بانتفائها مَاتَ بِبَغْدَاد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 5 - الْحَارِث بن سُرَيج بِالسِّين الْمُهْملَة الْبَغْدَادِيّ أَبُو عَمْرو النقال بالنُّون وَالْقَاف ذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فِي أَصْحَاب الشَّافِعِي البغاددة قَالَ وَهُوَ الَّذِي حمل كتاب الرسَالَة إِلَى عبد الرَّحْمَن بن مهْدي الإِمَام قَالَ الْحَارِث لما حملت الرسَالَة إِلَى عبد الرَّحْمَن بن مهْدي جعل يتعجب وَيَقُول لَو كَانَ أقل لنفهم لَو كَانَ أقل لنفهم توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقد تكلمُوا فِيهِ وضعفوه نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي بَاب حد السّرقَة وَبَاب قَاطع الطَّرِيق الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 6 - حَرْمَلَة بن يحيى بن عبد الله بن حَرْمَلَة بن عمرَان التجِيبِي أَبُو حَفْص الْمصْرِيّ أحد الْحفاظ الْمَشَاهِير من أَصْحَاب الشَّافِعِي وكبار رُوَاة مذْهبه الْجَدِيد قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ حَافِظًا للْحَدِيث وصنف الْمَبْسُوط والمختصر وَقَالَ ابْن يُونُس كَانَ أعلم النَّاس بِحَدِيث ابْن وهب وَنظر إِلَيْهِ أَشهب فَقَالَ هَذَا خير أهل الْمَسْجِد ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَقيل أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ والتجيبي نِسْبَة إِلَى تجيب بتاء الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 مثناة من فَوق مَضْمُومَة وَقيل مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم مَكْسُورَة بعْدهَا مثناة من تَحت ثمَّ بَاء مُوَحدَة وَهِي قَبيلَة نزلت مصر 7 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ الزَّعْفَرَانِي قَالَ ابْن حبَان فِي الثِّقَات كَانَ رَاوِيا للشَّافِعِيّ وَكَانَ يحضر أَحْمد وَأَبُو ثَوْر عِنْد الشَّافِعِي وَهُوَ الَّذِي يتَوَلَّى الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَقَالَ الزَّعْفَرَانِي لما قَرَأت كتاب الرسَالَة على الشَّافِعِي قَالَ لي من أَي الْعَرَب أَنْت فَقلت مَا أَنا بعربي وَمَا أَنا إِلَّا من قَرْيَة يُقَال لَهَا الزعفرانية قَالَ فَأَنت سيد هَذِه الْقرْيَة وَقَالَ السَّاجِي سَمِعت الزَّعْفَرَانِي يَقُول إِنِّي لأقرأ كتب الشَّافِعِي وتقرأ عَليّ مُنْذُ خمسين سنة وَكَانَ الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 إِمَامًا فِي اللُّغَة وَقَالَ الْمَاوَرْدِيّ هُوَ أثبت رُوَاة الْقَدِيم توفّي فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَه النَّوَوِيّ فِي تهذيبه وَقَالَ ابْن خلكان فِي شعْبَان وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي سلخ السّنة 8 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن يزِيد أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ الْكَرَابِيسِي أَخذ الْفِقْه عَن الشَّافِعِي وَكَانَ أَولا على مَذْهَب أهل الرَّأْي قَالَ ابْن عدي وَله كتب مصنفة ذكر فِيهَا اخْتِلَاف النَّاس فِي الْمسَائِل وَكَانَ حَافِظًا لَهُ وَذكر فِي كتبه أَخْبَارًا كَثِيرَة الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ متكلما عَارِفًا بِالْحَدِيثِ لَهُ تصانيف كَثِيرَة فِي أصُول الْفِقْه وفروعه وَقَالَ الْعَبَّادِيّ لم يتَخَرَّج على يَدي الشَّافِعِي بالعراق مثل الْحُسَيْن قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَكتاب الْقَدِيم الَّذِي رَوَاهُ الْكَرَابِيسِي عَن الشَّافِعِي مُجَلد ضخم قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَرجحه الذَّهَبِيّ وَقَالَ ابْن قَانِع إِنَّه أشبه بِالصَّوَابِ وَسمي بالكرابيسي لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع الكرابيس وَهِي الثِّيَاب الغليظة 9 - الرّبيع بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الجيزي أَبُو مُحَمَّد الْأَزْدِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ الْأَعْرَج أحد أَصْحَاب الشَّافِعِي والرواة عَنهُ مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوضِع وَاحِد انه نقل عَن الشَّافِعِي انه كره الْقِرَاءَة بالألحان وَنقل عَنهُ فِي الْمُهَذّب انه نقل عَن الشَّافِعِي أَن الشّعْر يطهر بالدباغ تبعا للجلد 10 - الرّبيع بن سُلَيْمَان بن عبد الْجَبَّار بن كَامِل الْمرَادِي مَوْلَاهُم أَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن صَاحب الشَّافِعِي وخادمه وراوية كتبه الجديدة قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَهُوَ الَّذِي يروي كتب الشَّافِعِي قَالَ الشَّافِعِي الرّبيع راويتي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ الرّبيع أعرف من الْمُزنِيّ بِالْحَدِيثِ وَكَانَ الْمُزنِيّ اعرف بالفقه مِنْهُ بِكَثِير حَتَّى كَأَن هَذَا لَا يعرف إِلَّا الحَدِيث وَهَذَا لَا يعرف إِلَّا الْفِقْه ولد سنة ثَلَاث أَو أَربع وَسبعين وَمِائَة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة سَبْعَة وَمِائَتَيْنِ وَقد قَالَ الشَّافِعِي فِيهِ أَنه أحفظ أَصْحَابِي رَحل النَّاس إِلَيْهِ من أقطار الأَرْض لأخذ علم الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 الشَّافِعِي وَرِوَايَة كتبه قَالَ الْقُضَاعِي وَالربيع آخر من روى عَن الشَّافِعِي بِمصْر 11 - عبد الله بن الزبير بن عِيسَى بن عبيد الله الْقرشِي الْأَسدي الإِمَام أَبُو بكر الْحميدِي الْمَكِّيّ صَاحب الشَّافِعِي ورفيقه فِي الرحلة إِلَى الديار المصرية وَقد أَخذ عَن شُيُوخ الشَّافِعِي وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان مَا رَأَيْت أنصح لِلْإِسْلَامِ وَأَهله مِنْهُ وَقَالَ الْحَاكِم الْحميدِي مفتي أهل مَكَّة ومحدثهم وَهُوَ الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 لأهل الْحجاز فِي السّنة كأحمد بن حَنْبَل لأهل الْعرَاق روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَله مُسْند مَشْهُور مَاتَ بِمَكَّة سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة عشْرين نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ انه روى عَن الشَّافِعِي أَن الشعرة الْوَاحِدَة يجب فِيهَا ثلث دم وَفِي الشعرتين ثلثان 12 - عبد الْعَزِيز بن عمرَان بن أَيُّوب بن مِقْلَاص بميم مَكْسُورَة وقاف وصاد مُهْملَة الْخُزَاعِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ قَالَ ابْن يُونُس فِي تَارِيخ مصر كَانَ فَقِيها فَاضلا زاهدا ثِقَة وَكَانَ من أكَابِر الْمَالِكِيَّة فَلَمَّا قدم الشَّافِعِي مصر لزمَه وتفقه على مذْهبه توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي بَاب الرِّبَا وَفِي بَاب الْكَلَام على ضَابِط أرش الْعَيْب 13 - الْقَاسِم بن سَلام أَبُو عبيد الْبَغْدَادِيّ أحد أَئِمَّة الْإِسْلَام فقها ولغة وأدبا صَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة والعلوم الْمَذْكُورَة أَخذ الْعلم عَن الشَّافِعِي الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 والقراءات عَن الْكسَائي وَغَيره قَالَ إِبْرَاهِيم بن أبي طَالب سَأَلت أَبَا قدامَة عَن الشَّافِعِي وَأحمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأبي عبيد فَقَالَ أما أفهمهم فالشافعي وَأما أورعهم فَأَحْمَد بن حَنْبَل وَأما أحفظهم فإسحاق وَأما أعلمهم بلغات الْعَرَب فَأَبُو عبيد وَقَالَ الإِمَام أَحْمد أَبُو عبيد مِمَّن يزْدَاد كل يَوْم خيرا وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي كَانَ أَبُو عبيد يقسم اللَّيْل أَثلَاثًا فَيصَلي ثلثه وينام ثلثه ويصنف ثلثه وَقَالَ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد عرضت كتاب الْغَرِيب لأبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 عبيد على أبي فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ جزاه الله خيرا وَولي قَضَاء طرسوس وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 14 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَكِيم بن اعين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ قَالَ ابْن خُزَيْمَة مَا رَأَيْت فِي فُقَهَاء الْإِسْلَام اعرف بأقاويل الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ مِنْهُ وَكَانَ أعلم من رَأَيْت بِمذهب مَالك أَخذ عَن أَشهب وَابْن وهب وَصَحب الشَّافِعِي وتفقه بِهِ وَرجع بعد موت الشَّافِعِي إِلَى مَذْهَب أَبِيه لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن يجلس فِي مجْلِس الشَّافِعِي فَلم يُمكن من ذَلِك فَغَضب وَعَاد إِلَى مَذْهَب أَبِيه وانتهت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة بِمصْر مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة تسع ذكر فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لأجل مسَائِل نقلهَا عَن الشَّافِعِي مِنْهَا مَا نَقله عَنهُ الرَّافِعِيّ أَن الصَّائِم يلْزمه الْكَفَّارَة إِذا بَاشر فِيمَا دون الْفرج فَأنْزل الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 15 - مُوسَى بن أبي الْجَارُود أَبُو الْوَلِيد الْمَكِّيّ الْفَقِيه رَاوِي كتاب الأمالي وَغَيره عَن الشَّافِعِي روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ فِي آخر الْجَامِع أَقْوَال الشَّافِعِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ روى عَن الشَّافِعِي حَدِيثا كثيرا وَكَانَ يُفْتِي بِمَكَّة على مَذْهَب الشَّافِعِي لم يذكرُوا وَفَاته قَالَ الذَّهَبِيّ أَظُنهُ قديم الْمَوْت وَله رِوَايَة عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي بَاب زَكَاة الذَّهَب انه روى عَن الشَّافِعِي تَحْرِيم تحلية السرج واللجام 16 - يُوسُف بن يحيى الْقرشِي أَبُو يَعْقُوب الْبُوَيْطِيّ الْمصْرِيّ الْفَقِيه أحد الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 الْأَعْلَام من أَصْحَاب الشَّافِعِي وأئمة الْإِسْلَام قَالَ الرّبيع وَكَانَ لَهُ من الشَّافِعِي منزلَة وَكَانَ الرجل رُبمَا يسْأَله عَن الْمَسْأَلَة فَيَقُول سل أَبَا يَعْقُوب فَإِذا أجَاب اخبره فَيَقُول هُوَ كَمَا قَالَ وَرُبمَا جَاءَ إِلَى الشَّافِعِي رَسُول صَاحب الشرطة فيوجه الشَّافِعِي أَبَا يَعْقُوب الْبُوَيْطِيّ وَيَقُول هَذَا لساني وَخلف الشَّافِعِي فِي حلقته بعده قَالَ الشَّافِعِي لَيْسَ أحد أَحَق بمجلسي من أبي يَعْقُوب وَلَيْسَ أحد من أَصْحَابِي أعلم مِنْهُ وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي مُقَدّمَة شرح الْمُهَذّب إِن أَبَا يَعْقُوب الْبُوَيْطِيّ أجل من الْمُزنِيّ وَالربيع الْمرَادِي وَقَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس الْأَصَم يَقُول رَأَيْت فِي الْمَنَام أبي فَقَالَ لي عَلَيْك بِكِتَاب الْبُوَيْطِيّ فَلَيْسَ فِي كتب الشَّافِعِي كتاب أقل خطأ مِنْهُ كَانَ يَصُوم وَيقْرَأ الْقُرْآن لَا يكَاد يمر يَوْم وَلَيْلَة إِلَّا ختم مَعَ صنائع الْمَعْرُوف إِلَى النَّاس وَقَالَ ابْن أبي الْجَارُود كَانَ الْبُوَيْطِيّ جاري فَإِن انْتَبَهت سَاعَة من اللَّيْل إِلَّا سمعته يقْرَأ وَيُصلي مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 بِبَغْدَاد فِي السجْن والقيد فِي المحنة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ ابْن يُونُس سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ 17 - يُونُس بن عبد الْأَعْلَى بن ميسرَة بن حَفْص بن حَيَّان الصَّدَفِي أَبُو مُوسَى الْمصْرِيّ أحد أَصْحَاب الشَّافِعِي وأئمة الحَدِيث روى عَنهُ مُسلم فِي صَحِيحه وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه قَالَ الطَّحَاوِيّ كَانَ ذَا عقل وَلَقَد حَدثنِي الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 عَليّ بن عَمْرو بن خَالِد قَالَ سَمِعت أبي يَقُول قَالَ الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ يَا أَبَا الْحسن مَا يدْخل من بَاب الْمَسْجِد اعقل من يُونُس بن عبد الْأَعْلَى روى عَن الشَّافِعِي أقوالا غَرِيبَة قَالَ الذَّهَبِيّ وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم بديار مصر لعلمه وفضله وورعه ونسكه ومعرفته بالفقه وَأَيَّام النَّاس مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة سبعين وَمِائَة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا الْمُزنِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 الطَّبَقَة الثَّانِيَة من أَصْحَاب الشَّافِعِي من لم يدْرك الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَمَات إِلَى سنة ثَلَاثمِائَة 18 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْبَلَدِي أَبُو مُحَمَّد ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقاته فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة الَّذين أدركوا الْمُزنِيّ وَغَيره من أَصْحَاب الشَّافِعِي وَنقل عَنهُ عَن الْمُزنِيّ أَن الشَّافِعِي رَجَعَ عَن تنجيس شعر الْآدَمِيّ وَحَكَاهُ عَن الْبَلَدِي أَيْضا المارودي وَالْإِمَام وَالْغَزالِيّ لم يذكرُوا وَقت وَفَاته وبلد اسْم لقرية شَرْقي الْفُرَات الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 19 - أَحْمد بن سيار بن أَيُّوب أَبُو الْحسن الْمروزِي الْحَافِظ الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام قَالَ ابْن أبي حَاتِم رَأَيْت أبي يطنب فِي مدحه ويذكره بِالْعلمِ وَالْفِقْه وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ إِمَام أهل الحَدِيث فِي بَلَده علما وأدبا وزهدا وورعا وَكَانَ يُقَاس بِعَبْد الله بن الْمُبَارك وَقَالَ رَحل وصنف وَله كتاب فِي أَخْبَار مرو توفّي فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ عَن سبعين سنة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ انه أوجب الْأَذَان للْجُمُعَة دون غَيرهَا وَأَن الْوَاجِب هُوَ الثَّانِي وَقد وَافقه على وجوب أَذَان الْجُمُعَة فَقَط ابْن خيران والإصطخري لَكِن انْفَرد ابْن سيار بقوله انه الْأَذَان بَين يَدي الْخَطِيب وسيارة بسين مُهْملَة مَفْتُوحَة وياء مشدودة بنقطتين من تَحت 20 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن عُثْمَان بن شَافِع أَبُو عبد الرَّحْمَن وَقيل أَبُو مُحَمَّد وَقيل أَبُو بكر ابْن بنت الشَّافِعِي وَابْن عَمه قَالَ أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ كَانَ وَاسع الْعلم جَلِيلًا فَاضلا لم يكن فِي آل شَافِع الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 بعد الإِمَام أجل مِنْهُ وَقَالَ الْعَبَّادِيّ فِي طبقاته كَانَ أَبوهُ من فُقَهَاء أَصْحَاب الشَّافِعِي وَله مناظرات مَعَ الْمُزنِيّ فَتزَوج بابنة الشَّافِعِي زَيْنَب فأولدها أَحْمد وتفقه بِأَبِيهِ وروى الْكثير عَنهُ عَن الشَّافِعِي مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي الْحيض فِي الْكَلَام على قولي السحب واللقط وَفِي الْحَج أَن الإياب والذهاب فِي السَّعْي مرّة وَاحِدَة وان مبيت مُزْدَلِفَة ركن وَغير ذَلِك 21 - الْجُنَيْد بن مُحَمَّد بن الْجُنَيْد أَبُو الْقَاسِم النهاوندي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الإِمَام الْعلم فِي طَريقَة التصوف وَإِلَيْهِ الْمرجع فِي السلوك فِي زَمَانه وَبعده مولده بِبَغْدَاد قَالَ الذَّهَبِيّ بعد الْعشْرين وَمِائَتَيْنِ فِيمَا أَحسب أَو قبلهَا أَخذ الْفِقْه عَن أبي ثَوْر وَكَانَ يُفْتِي بِحَلقَة أبي ثَوْر وَله من الْعُمر عشرُون سنة وَأخذ عَن الزَّعْفَرَانِي أَيْضا واختص بِصُحْبَة السّري السَّقطِي والْحَارث بن أَسد الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 المحاسبي وَأبي حَمْزَة الْبَغْدَادِيّ وَكَانَ مِمَّن برز فِي الْعلم وَالْعَمَل وَجمع بَينهمَا قَالَ يَوْمًا مَا اخْرُج الله إِلَى الأَرْض علما وَجعل لِلْخلقِ إِلَيْهِ سَبِيلا إِلَّا وَجعل لي فِيهِ حظا وَقد جالسه أَبُو الْعَبَّاس بن سُرَيج واعترف بِأَن مَا حصل لَهُ من بركته قَالَ أَبُو جَعْفَر الفرغاني سمعته يَقُول أقل مَا فِي الْكَلَام سُقُوط هَيْبَة الرب جلّ جَلَاله من الْقلب وَالْقلب إِذا عري من الهيبة عري من الْإِيمَان مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ دفن إِلَى جَانب السّري السَّقطِي نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة قبيل الصّيام أَن أَخذ الْمُحْتَاج من صَدَقَة التَّطَوُّع أفضل من أَخذه من الزَّكَاة وَعَن آخَرين عَكسه وَعَن الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء تَفْضِيلًا وَاسْتَحْسنهُ 22 - دَاوُد بن عَليّ بن خلف بن سُلَيْمَان الْأَصْبَهَانِيّ ثمَّ الْبَغْدَادِيّ أَبُو سُلَيْمَان الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 إِمَام أهل الظَّاهِر ولد سنة مِائَتَيْنِ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ اخذ الْعلم عَن إِسْحَاق وَأبي ثَوْر وَكَانَ زاهدا متقللا قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي طبقاته وَكَانَ من المتعصبين للشَّافِعِيّ وصنف كتابين فِي فضائله وَالثنَاء عَلَيْهِ قَالَ وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم بِبَغْدَاد توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 23 - عبد الله بن سعيد أَبُو مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن كلاب بِضَم الْكَاف وَتَشْديد اللَّام كَانَ من كبار الْمُتَكَلِّمين وَمن أهل السّنة وبطريقته وَطَرِيقَة الْحَارِث المحاسبي اقْتدى أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَقد صنف كتبا كَثِيرَة فِي التَّوْحِيد وَالصِّفَات وَرَأَيْت فِي كَلَام الشَّيْخ عبد الله اليافعي أَن ابْن كلاب سَأَلَ الْجُنَيْد عَن التَّوْحِيد يَعْنِي سُؤال امتحان توفّي الْمَذْكُور بعد الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَاتَ فِي عشر الْأَرْبَعين الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 24 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي الْمَعْرُوف بعبدان قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وَهُوَ الَّذِي أظهر مَذْهَب الشَّافِعِي بمرو بعد أَحْمد بن سيار قَرَأَ على الْمُزنِيّ وَالربيع وَأقَام بِمصْر سِنِين ثمَّ انْتقل إِلَى مرو وَحمل مَعَه مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَهُوَ اول من حمله إِلَى هُنَاكَ قَالَ أَبُو بكر السَّمْعَانِيّ إِمَام أَصْحَاب الحَدِيث بمرو قَالَ وَلما خرج إِلَى الْحَج وَبلغ نيسابور اخذ ابْن خُزَيْمَة ينفذ إِلَيْهِ برقاع الْفَتَاوَى وَيَقُول أَنا لَا أُفْتِي ببلدة استاذي فِيهَا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا حَافِظًا زاهدا صنف كتاب الْمعرفَة فِي مائَة جُزْء وَكتاب الْمُوَطَّأ وانتفع بِهِ خلق كَثِيرُونَ وصاروا ائمة مِنْهُم ابْن خُزَيْمَة وَأَبُو إِسْحَاق الْمروزِي والمحمودي ولد لَيْلَة عَرَفَة سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي لَيْلَة عَرَفَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ بَاب الْإِقْرَار بِالنّسَبِ فِيمَا إِذا قَالَ السَّيِّد أحد أَوْلَاد أمتِي مني وَمَات وَلم يحفظ الْإِسْنَوِيّ ذَلِك فَذكره فِي الْفَصْل الثَّانِي فِي الْأَسْمَاء الزَّائِدَة على من ذكرَاهُ فِي الشَّرْح وَالرَّوْضَة الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 25 - عُثْمَان بن سعيد بن بشار أَبُو الْقَاسِم الْأنمَاطِي الْبَغْدَادِيّ الْأَحول أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة فِي عصره أَخذ الْفِقْه عَن الْمُزنِيّ وَالربيع وَأخذ عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس ابْن سُرَيج قَالَ الشَّيْخ ابو إِسْحَاق كَانَ هُوَ السَّبَب فِي نشاط النَّاس لكتب فقه الشَّافِعِي وَتَحفظه قَالَ الْخطابِيّ فِي الرسَالَة الناصحية أنبا أَبُو عمر غُلَام ثَعْلَب قَالَ سَمِعت ابْن بشار الْأنمَاطِي يَقُول سَمِعت الْمُزنِيّ يَقُول قَالَ لي الشَّافِعِي إياك وعلما إِذا أَخْطَأت فِيهِ قيل لَك كفرت وَعَلَيْك بِعلم إِذا أَخْطَأت فِيهِ قيل لَك أَخْطَأت أَو لحنت قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَعَلِيهِ تفقه ابْن سُرَيج والإصطخري وَابْن خيران وَمَنْصُور التَّمِيمِي وَابْن الْوَكِيل الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وَهَذِه الطَّبَقَة الْعليا مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْمِيَاه وَالْحيض وَالزَّكَاة وَغير ذَلِك 26 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد أَبُو عبد الله الْعَبْدي البوشنجي الْفَقِيه الأديب شيخ أهل الحَدِيث فِي زَمَانه مولده سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ كَانَ إِمَامًا جَلِيلًا وَلما توفّي حضر ابْن خُزَيْمَة للصَّلَاة عَلَيْهِ فَسئلَ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ لَا أُفْتِي حَتَّى يواريه لحده وَكَانَ قوي النَّفس أَشَارَ يَوْمًا إِلَى ابْن خُزَيْمَة وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق كيس وَأَنا لَا أَقُول هَذَا لأبي ثَوْر وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد النَّيْسَابُورِي حَضَرنَا مجْلِس البوشنجي وَسَأَلَهُ أَبُو عَليّ الثَّقَفِيّ عَن مَسْأَلَة فَأجَاب فَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ يَا أَبَا عبد الله كَأَنَّك تَقول فِيهَا بقول أبي عبيد فَقَالَ يَا هَذَا لم يبلغ بِنَا التَّوَاضُع أَن نقُول بقول أبي عبيد توفّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل فِي غرَّة الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي مَوَاضِع ويعبر عَنهُ فِي أَكْثَرهَا بِأبي عبد الله البوشنجي وَنقل عَنهُ فِي كتاب الدَّعَاوَى فِي الْكَلَام على دَعْوَى النِّكَاح انه يشْتَرط فِيهَا التَّعَرُّض لنفي الْمَوَانِع وَعبر عَنهُ بِمُحَمد بن إِبْرَاهِيم الْعَبْدي وَلم يذكرهُ الشَّيْخ فِي طبقاته وَكَذَلِكَ ابْن كثير فِي طبقاته أَيْضا لم يذكرهُ قَالَ الذَّهَبِيّ وَذكره السُّلَيْمَانِي فَقَالَ أحد أَئِمَّة أَصْحَاب مَالك 27 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر أَبُو جَعْفَر التِّرْمِذِيّ الإِمَام الزَّاهِد الْوَرع سكن بَغْدَاد وَكَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة بالعراق قبل ابْن سُرَيج وتفقه على الرّبيع وَغَيره من أَصْحَاب الشَّافِعِي وَكَانَ حَنِيفا ثمَّ صَار شافعيا لمنام رَآهُ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة مَأْمُون الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 ناسك وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق لم يكن للشَّافِعِيَّة بالعراق أرأس مِنْهُ وَلَا أورع وَلَا أَكثر تقللا وَقَالَ غَيره كَانَ يجْرِي عَلَيْهِ فِي الشَّهْر أَرْبَعَة دَرَاهِم وَلَا يسْأَل أحدا شَيْئا وَله فِي المقالات كتاب سَمَّاهُ اخْتِلَاف أهل الصَّلَاة فِي الْأُصُول وقف عَلَيْهِ ابْن الصّلاح وانتقى مِنْهُ مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة مِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع قَليلَة مِنْهَا طَهَارَة فضلاته عَلَيْهِ السَّلَام وَأَن الساجد للتلاوة خَارج الصَّلَاة لَا يكبر للافتتاح لَا وجوبا وَلَا اسْتِحْبَابا وَأَن الْوَاجِب فِي الرِّكَاز يصرف إِلَى أهل الْخمس وَأَنه إِذا رمي إِلَى حَرْبِيّ فَأسلم ثمَّ أَصَابَهُ السهْم فَلَا ضَمَان وَالْمَعْرُوف خِلَافه فِيهِنَّ 28 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله البُخَارِيّ صَاحب الصَّحِيح أَخذ عَن أَصْحَاب الشَّافِعِي الْحميدِي والزعفراني والكرابيسي وَأبي ثَوْر وروى عَن الْكَرَابِيسِي وَأبي ثَوْر مسَائِل عَن الشَّافِعِي وَلِهَذَا ذكره الْعَبَّادِيّ الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 وَغَيره فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَذكر هُوَ الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيحه فِي موضِعين فِي الرِّكَاز والعرايا وَلم يرو عَنهُ فِي الصَّحِيح لِأَنَّهُ أدْرك أقرانه والمحدث إِنَّمَا يطْلب الْعُلُوّ مَا أمكن مولده فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة وَتُوفِّي بقرية خرتنك لَيْلَة عيد الْفطر سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 29 - مُحَمَّد بن نصر الإِمَام أَبُو عبد الْمروزِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام تفقه على أَصْحَاب الشَّافِعِي بِمصْر على إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أعلم النَّاس باخْتلَاف الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ وَقَالَ أَبُو بكر الصَّيْرَفِي لَو لم يصنف الْمروزِي إِلَّا كتاب الْقسَامَة لَكَانَ من أفقه النَّاس فَكيف وَقد صنف كتبا سواهُ وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم فِي بعض تواليفه أعلم النَّاس من كَانَ الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 أجمعهم للسنن وأظبطهم لَهَا وأذكرهم لمعانيها وادراهم بِصِحَّتِهَا وَبِمَا اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ مِمَّا اخْتلفُوا فِيهِ قَالَ وَمَا نعلم هَذِه الصّفة بعد الصَّحَابَة أتم مِنْهَا فِي مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي فَلَو قَالَ قَائِل لَيْسَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث وَلَا لأَصْحَابه إِلَّا وَهُوَ عِنْد مُحَمَّد بن نصر لما بعد عَن الصدْق ولد بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَنَشَأ بنيسابور وَسكن سَمَرْقَنْد وَغَيرهَا توفّي فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ بسمرقند وَمن تصانيفه كتاب تَعْظِيم قدر الصَّلَاة مُشْتَمل على احاديث كَثِيرَة وَأَحْكَام يسيرَة مُجَلد ضخم وَكتاب قيام اللَّيْل مجلدين ضخمين وَكتاب رفع الْيَدَيْنِ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْوَصِيَّة وَفِي الْفَرَائِض أَن الْإِخْوَة ساقطون بالجد وَفِي تشطير الصَدَاق وَغير ذَلِك 30 - أَبُو الْحسن الْمُنْذِرِيّ أستاذ ابْن سُرَيج لَهُ مُخْتَصر فِي الْفِقْه من كتب الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 الشَّافِعِي احسن من كتاب الْمُزنِيّ قَالَه الْعَبَّادِيّ وَذكره قبل الْأنمَاطِي وَلَكِن بعد أبي يحيى الْبَلْخِي والزبيري فَلَا أَدْرِي مَا قصد وَلَا كَيفَ رتب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 الطَّبَقَة الثَّالِثَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الرَّابِعَة 31 - إِبْرَاهِيم بن جَابر أَبُو إِسْحَاق صَاحب الْخلاف قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا وَقَالَ البرقاني إِنَّه مِمَّن اجْتمع لَهُ الْفِقْه والْحَدِيث ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة عشر وثلاثمائة نقل عَنهُ الشَّيْخ أَبُو حَامِد وَغَيره فِي الْكَلَام على الْقلَّتَيْنِ وَنقل الدِّرَامِي فِي الاستذكار عَنهُ ان الِاسْتِنْجَاء لَا يُجزئ بِحجر لَهُ ثَلَاثَة أحرف قَالَ الذَّهَبِيّ لم يذكر الْخَطِيب مَا كَانَ مذْهبه 32 - إِبْرَاهِيم بن هَانِئ بن خَالِد المهلبي أَبُو عمرَان الْجِرْجَانِيّ إِمَام الشَّافِعِيَّة الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 بهَا تفقه عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ مَاتَ سنة إِحْدَى وثلاثمائة 33 - أَحْمد بن شُعَيْب بن عَليّ بن سِنَان بن بَحر الإِمَام الْجَلِيل الْحَافِظ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ مُصَنف السّنَن وَغَيرهَا من التصانيف وَأحد الْأَعْلَام ولد سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَسمع الْكثير وَأخذ عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَكَانَ أفقه مَشَايِخ مصر وأعلمهم بِالْحَدِيثِ وَكَانَ كثير التَّهَجُّد وَالْعِبَادَة يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن مقدم على من يذكر بِهَذَا الْعلم من أهل عصره قَالَ القَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ سَأَلت شَيخنَا الذَّهَبِيّ أَيهمَا أحفظ مُسلم ابْن الْحجَّاج أَو النَّسَائِيّ فَقَالَ النَّسَائِيّ ثمَّ ذكرت ذَلِك لوالدي فَوَافَقَ عَلَيْهِ توفّي بفلسطين فِي صفر وَقيل فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وثلاثمائة عقب محنة حصلت لَهُ وَهُوَ من نظراء أهل الطَّبَقَة الثَّانِيَة لَكِن تَأَخَّرت وَفَاته الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 34 - أَحْمد بن عبد الله بن سيف أَبُو بكر السجسْتانِي ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقاته وَقَالَ إِنَّه أَخذ عَن الْمُزنِيّ وَنقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْبَاب الرَّابِع من أَبْوَاب الصَدَاق فَقَالَ روى الْقفال الشَّاشِي عَن أَحْمد بن عبد الله بن سيف انه سَأَلَ الْمُزنِيّ هَل يجوز النِّكَاح على تَعْلِيم الشّعْر فَقَالَ يجوز إِذا كَانَ مثل قَول الْقَائِل ... يُرِيد الْمَرْء أَن يُعْطي مناه ... ويأبي الله إِلَّا مَا أَرَادَا ... ... يَقُول الْمَرْء فائدتي وَمَالِي ... وتقوى الله أفضل مَا استفادا ... توفّي سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة وَقيل سنة خمس عشرَة وَقيل سنة ثَمَان عشرَة والبيتان لأبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ 35 - أَحْمد بن عمر بن سُرَيج القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ حَامِل لِوَاء الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 الشَّافِعِيَّة فِي زَمَانه وناشر مَذْهَب الشَّافِعِي تفقه بِأبي الْقَاسِم الْأنمَاطِي وَغَيره وَأخذ عَنهُ الْفِقْه خلق من الْأَئِمَّة قَالَ أَبُو عَليّ بن خيران سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس بن سُرَيج يَقُول رَأَيْت كأنا مُطِرْنَا كبريتا أَحْمَر فملأت أكمامي وحجري فَعبر لي أَن أرزق علما عَزِيزًا كعزة الكبريت الْأَحْمَر وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الْفَقِيه سَمِعت ابْن سُرَيج يَقُول قل مَا رَأَيْت من المتفقهة من اشْتغل بالْكلَام فأفلح يفوتهُ الْفِقْه وَلَا يصل إِلَى معرفَة الْكَلَام وَقَالَ الْعَبَّادِيّ فِي تَرْجَمَة ابْن سُرَيج شيخ الْأَصْحَاب وسالك سَبِيل الْإِنْصَاف وَصَاحب الْأُصُول وَالْفُرُوع الحسان وناقض قوانين المعترضين على الشَّافِعِي ومعارض جوابات الْخُصُوم وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ من عُظَمَاء الشافعيين وعلماء الْمُسلمين وَكَانَ يَقُول لَهُ الباز الْأَشْهب وَولي قَضَاء شيراز وَكَانَ يفضل على جَمِيع أَصْحَاب الشَّافِعِي حَتَّى على الْمُزنِيّ قَالَ وَسمعت شَيخنَا أَبَا الْحسن الشيرجي الفرضي صَاحب ابْن اللبان يَقُول إِن فهرست كتب أبي الْعَبَّاس تشْتَمل على أَرْبَعمِائَة مُصَنف وَقَامَ بنصرة هَذَا الْمَذْهَب ورد على الْمُخَالفين وَفرع على كتب مُحَمَّد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 الْحسن وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو حَامِد يَقُول نَحن نجري مَعَ أبي الْعَبَّاس فِي ظواهر الْفِقْه دون الدقائق مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وثلاثمائة عَن سبع وَخمسين سنة بِبَغْدَاد وَدفن بالجانب الغربي 36 - أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الصَّابُونِي من أَصْحَابنَا أَصْحَاب الْوُجُوه مَذْكُور فِي الرَّوْضَة فِي أَوَائِل الْبَاب السَّادِس من كتاب النِّكَاح قَالَ النَّوَوِيّ فِي تهذيبه وَمن غَرَائِبه مَا حكيته عَنهُ فِي الرَّوْضَة أَن أم الزَّوْجَة لَا تحرم إِلَّا بِالدُّخُولِ كَعَكْسِهِ وَهَذَا شَاذ مَرْدُود وَالصَّوَاب الْمَشْهُور تَحْرِيمهَا بِنَفس العقد انْتهى وَقد ذكره الْعَبَّادِيّ فِي آخر الطَّبَقَة الْمُتَقَدّمَة على ابْن سُرَيج وَحكى عَنهُ انه قَالَ سَمِعت الرّبيع يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول المراء فِي الْعلم يقسي الْقلب وَيُورث الضغائن وَفِي تأريخ الْحَاكِم أَحْمد بن يُوسُف الصَّابُونِي أَبُو الْحسن المناظر الجدلي المتعصب للسّنة ورد نيسابور سنة ثَلَاث وثلاثمائة فَيحْتَمل أَن يكون هُوَ صَاحب التَّرْجَمَة وَوَقع الْوَهم فِي اسْم أَبِيه الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 الْحسن بن سُفْيَان بن عَامر بن عبد الْعَزِيز بن النُّعْمَان الشَّيْبَانِيّ النسوي أَبُو الْعَبَّاس الْحَافِظ مُصَنف الْمسند تفقه على أبي ثَوْر وَكَانَ يُفْتِي بمذهبه وَسمع من أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَخلق قَالَ الْحَاكِم كَانَ مُحدث خُرَاسَان فِي عصره مقدما فِي الثبت وَالْكَثْرَة والفهم وَالْفِقْه وَالْأَدب روى عَنهُ ابْن حبَان فَأكْثر وَذكره فِي الثِّقَات مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وثلاثمائة جَاوز السّبْعين قَالَ الْحسن سَمِعت حَرْمَلَة يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول فِي رجل فِي فِيهِ تَمْرَة فَقَالَ لزوجته إِن أكلت هَذِه التمرة فَأَنت طَالِق وَإِن طرحتها فَأَنت طَالِق قَالَ يَأْكُل نصفهَا ويطرح نصفهَا قَالَ الْحسن سمع مني ابْن سُرَيج هَذِه الْمَسْأَلَة وَبنى عَلَيْهَا مسَائِل الطَّلَاق 38 - الْحُسَيْن بن صَالح ين خيران أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب قَالَ الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 الْخَطِيب كَانَ من افاضل الشُّيُوخ وأماثل الْفُقَهَاء مَعَ حسن الْمَذْهَب وَقُوَّة الْوَرع وَأَرَادَ السُّلْطَان أَن يوليه الْقَضَاء فَامْتنعَ واستتر وَسمر بَابه لامتناعه مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وثلاثمائة كَذَا ارخه الشَّيْخ فِي طبقاته وَرجحه ابْن الصّلاح والذهبي وَقَالَ غَيره مَاتَ سنة عشر وثلاثمائة وَمَال إِلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يبلغنَا عَمَّن أَخذ الْعلم وَلَا من اخذ عَنهُ وَأَظنهُ مَاتَ كهلا وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فِي تَرْجَمَة الْأنمَاطِي إِنَّه مِمَّن أَخذ عَن الْأنمَاطِي ثمَّ توقف فِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة ابْن خيران نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الطَّهَارَة ثمَّ فِي التَّيَمُّم ثمَّ فِي الْحيض ثَلَاثَة مَوَاضِع ثمَّ فِي الْمَوَاقِيت ثمَّ فِي الْأَذَان ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 39 - الزبير بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن عَاصِم بن الْمُنْذر بن الزبير بن الْعَوام الْأَسدي أَبُو عبد الله الزبيرِي الْبَصْرِيّ أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة لَا أعرف عَمَّن أَخذ الْفِقْه وَقد أَخذ الْقرَاءَات عَن روح بن قُرَّة وَمُحَمّد بن يحيى الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 الْقطيعِي وَغَيرهمَا قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَكَانَ أعمى وَله مصنفات كَثِيرَة مليحة مِنْهَا الْكَافِي وَقَالَ المارودي فِي زَكَاة الحلى كَانَ شيخ أَصْحَابنَا فِي عصره قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق مَاتَ قبل الْعشْرين وثلاثمائة وورخ الذَّهَبِيّ وَفَاته سنة سبع عشرَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْمِيَاه ثمَّ فِي الْوضُوء ثمَّ فِي الْحيض ثمَّ فِي الْقُنُوت فِي الْوتر ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَكتابه الْكَافِي مُخْتَصر دون التَّنْبِيه قَلِيل الْوُجُود والمسكت كالألغاز قَلِيل الْوُجُود 40 - زَكَرِيَّا بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن بَحر بن عدي بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 يحيى السَّاجِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة الثِّقَات أَخذ عَن الْمُزنِيّ وَالربيع أَخذ عَنهُ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ مَذْهَب أهل السّنة من الْمُحدثين مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وثلاثمائة وَله كتاب اخْتِلَاف الْفُقَهَاء وَكتاب علل الحَدِيث وَله تصنيف فِي الْخلاف سَمَّاهُ أصُول الْفِقْه مُجَلد وَذكر انه اخْتَصَرَهُ من كِتَابه الْكَبِير فِي الخلافيات نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي كتاب الْعَارِية فِي الْكَلَام على إِعَارَة الأَرْض للْبِنَاء وَالْغِرَاس انه حكى قولا إِنَّه إِذا رَجَعَ فِي الْعَارِية الموقتة بعد الْمدَّة يقْلع مجَّانا 41 - عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْقَاسِم الْقزْوِينِي نَاب فِي الحكم بِدِمَشْق ثمَّ انْتقل إِلَى قَضَاء الرملة وَحدث عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَالربيع الْمرَادِي قَالَ ابْن يُونُس كَانَ مَحْمُودًا فِيمَا يتَوَلَّى وَكَانَت لَهُ حَلقَة للاشتغال بِمصْر وللرواية وَكَانَ يظْهر عبَادَة وورعا وَكَانَ يفهم الحَدِيث ويحفظ وَكَانَ يجْتَمع إِلَى دَاره الْحفاظ ويملي عَلَيْهِم ويجتمع فِي مَجْلِسه جمع عَظِيم ثمَّ خلط فِي آخر عمره وَوضع أَحَادِيث على متون فافتضح وَحرقت الْكتب فِي وَجهه وَتركُوا مَجْلِسه ورماه الدَّارَقُطْنِيّ بِالْكَذِبِ مَاتَ سنة خمس عشرَة وثلاثمائة نقل الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 الرَّافِعِيّ فِي الْجِنَايَات فِي أَوَائِل كتاب مُوجبَات الضَّمَان أَنه حكى قولا بِوُجُوب جَمِيع الضَّمَان فِيمَا إِذا ضرب الشَّارِب زِيَادَة على الْأَرْبَعين 42 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن حَرْب بن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ القَاضِي أَبُو عبيد بن حربويه قَاضِي مصر أحد أَصْحَاب الْوُجُوه الْمَشْهُورين ولي قَضَاء وَاسِط ثمَّ ولي قَضَاء مصر من سنة ثَلَاث وَتِسْعين إِلَى أَن استعفى سنة إِحْدَى عشرَة وَرجع إِلَى بَغْدَاد وَجَمِيع أَحْكَامه بِمصْر باختياراته وَكَانَ أَولا يذهب إِلَى قَول أبي ثَوْر وَكَانَ رزقه فِي كل شهر مائَة وَعشْرين دِينَارا وَهُوَ آخر قَاض ركب إِلَيْهِ الْأُمَرَاء قَالَ البرقاني ذكرته للدارقطني فَذكر من جلالته وفضله قَالَ وَحدث عَنهُ النَّسَائِيّ فِي الصَّحِيح وَقَالَ ابْن زولاق كَانَ عَالما بالاختلاف والمعاني وَالْقِيَاس عَارِفًا بِعلم الْقُرْآن والْحَدِيث فصيحا عَاقِلا عفيفا قوالا بِالْحَقِّ سَمحا وَكَانَ من فحول الرِّجَال قَالَ أَبُو بكر ابْن الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 الْحداد سَمِعت أَبَا عبيد يَقُول مَالِي وللقضاء لَو اقتصرت على الوراقة مَا كَانَ حظي بالردى توفّي فِي صفر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء عشرَة وثلاثمائة وَصلى عَلَيْهِ الْإِصْطَخْرِي نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا منع تَعْجِيل الزَّكَاة وَفِي الصُّلْح فِي مَسْأَلَة الروشن 43 - عمر بن عبد الله بن مُوسَى أَبُو حَفْص ابْن الْوَكِيل الْبَاب شَامي قَالَ أَبُو حَفْص المطوعي فِي كِتَابه الْمَذْهَب فِي ذكر شُيُوخ الْمَذْهَب هُوَ فَقِيه جليل الرُّتْبَة من نظراء أبي الْعَبَّاس وَأَصْحَاب الْأنمَاطِي وَمِمَّنْ تكلم فِي الْمسَائِل وَتصرف فِيهَا فَأحْسن مَا شَاءَ ثمَّ هُوَ من كبار الْمُحدثين والرواة وأعيان النقلَة وَقَالَ الْعَبَّادِيّ هُوَ من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس وَذكر عَنهُ مَسْأَلَة حَكَاهَا عَن أبي الْعَبَّاس الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 مَاتَ بعد الْعشْر وثلاثمائة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي آخر التَّيَمُّم ثمَّ فِي نِيَّة الْخُرُوج من الصَّلَاة ثمَّ فِي سُجُود السَّهْو ثمَّ فِي نِيَّة الْإِمَامَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَهَذِه النِّسْبَة إِلَى بَاب الشَّام وَهِي إِحْدَى الْمحَال الْمَشْهُورَة من الْجَانِب الغربي من بَغْدَاد 44 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه نزيل مَكَّة أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَمِمَّنْ يقْتَدى بنقله فِي الْحَلَال وَالْحرَام صنف كتبا مُعْتَبرَة عِنْد أَئِمَّة الْإِسْلَام مِنْهَا الإشراف فِي معرفَة الْخلاف والأوسط وَهُوَ أصل الإشراف وَالْإِجْمَاع والإقناع وَالتَّفْسِير وَغير ذَلِك وَكَانَ مُجْتَهدا لَا يُقَلّد أحدا سمع مُحَمَّد بن عبد الحكم وَالربيع بن سُلَيْمَان قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق توفّي سنة تسع أَو عشر وثلاثمائة قَالَ الذَّهَبِيّ وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْء لِأَن ابْن عمار أحد الروَاة عَنهُ لقِيه سنة سِتّ عشرَة وَقَالَ فِي شرح الْمُهَذّب فِي بَاب صفة الصَّلَاة مَاتَ سنة تسع وَعشْرين وَلم يَنْقُلهُ عَن أحد وَهُوَ الثِّقَة الْأمين إِلَّا أَنِّي أخْشَى أَن يكون سبق الْقَلَم من عشرَة إِلَى عشْرين وَقَالَ الذَّهَبِيّ وَحدث ابْن الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 الْقطَّان نقل وَفَاته سنة ثَمَان عشرَة فليعتمد 45 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة بن الْمُغيرَة بن صَالح أَبُو بكر السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ إِمَام الْأَئِمَّة أَخذ عَن الْمُزنِيّ وَالربيع وَقَالَ فِيهِ الرّبيع استفدنا مِنْهُ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ منا قَالَ أَبُو عَليّ الْحَافِظ كَانَ ابْن خُزَيْمَة يحفظ الفقهيات من حَدِيثه كَمَا يحفظ الْقَارئ السُّورَة وَقَالَ ابْن حبَان مَا رَأَيْت على وَجه الأَرْض من يحسن السّنَن ويحفظ ألفاظها الصِّحَاح وزياداتها حَتَّى كَأَنَّهَا بَين عَيْنَيْهِ إِلَّا مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة فَقَط وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ إِمَامًا ثبتا مَعْدُوم النظير وَقَالَ ابْن سُرَيج كَانَ ابْن خُزَيْمَة يسْتَخْرج النكت من حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالمنقاش وَقَالَ الْحَاكِم ومصنفاته تزيد على مائَة وَأَرْبَعين كتابا سوى الْمسَائِل والمسائل المصنفة أَكثر من مائَة جُزْء وَله فقه حَدِيث بَرِيرَة فِي ثَلَاثَة أَجزَاء وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات كَانَ يُقَال لَهُ إِمَام الْأَئِمَّة وَجمع الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 بَين الْفِقْه والْحَدِيث قَالَ وَحكى عَنهُ أَبُو بكر النقاش انه قَالَ مَا قلدت أحدا مُنْذُ بلغت سِتَّة عشر سنة ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة وَقيل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَكَانَ جَدِيرًا أَن يذكر فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَلَكِن تَأَخَّرت وَفَاته كَالَّذي بعده 46 - مُحَمَّد بن جرير بن يزِيد بن كثير بن غَالب أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ الآملي الْبَغْدَادِيّ الإِمَام الْعلم صَاحب التصانيف الْعَظِيمَة وَالتَّفْسِير الْمَشْهُور مولده سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَخذ الْفِقْه عَن الزَّعْفَرَانِي وَالربيع الْمرَادِي قَالَ الْخَطِيب سَمِعت عَليّ بن عبد الله اللّغَوِيّ يَقُول مكث ابْن جرير أَرْبَعِينَ سنة يكْتب كل يَوْم أَرْبَعِينَ ورقة قَالَ أَبُو مُحَمَّد الفرغاني حَدثنِي هَارُون بن الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 عبد الْعَزِيز قَالَ قَالَ لي أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ أظهرت مَذْهَب الشَّافِعِي واقتديت بِهِ بِبَغْدَاد عشر سِنِين وتلقاه مني ابْن بشار الْأَحول شيخ ابْن سُرَيج قَالَ الفرغاني فَلَمَّا اتَّسع أَدَّاهُ بَحثه واجتهاده إِلَى مَا اخْتَارَهُ فِي كتبه ثمَّ ذكر الفرغاني عِنْد عد مصنفاته كتاب لطيف القَوْل فِي أَحْكَام شرائع الْإِسْلَام وَهُوَ مذْهبه الَّذِي اخْتَارَهُ وجوده وَاحْتج لَهُ وَهُوَ ثَلَاثَة وَثَمَانُونَ كتابا توفّي فِي شَوَّال سنة عشر وثلاثمائة عَن سِتّ وَثَمَانِينَ 47 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن زرْعَة الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي أَبُو زرْعَة قَاضِي دمشق وَكَانَ قبل ذَلِك على قَضَاء مصر لِأَحْمَد بن طولون مُدَّة ثَمَان سِنِين ذكره ابْن زولاق فِي تَارِيخ قُضَاة مصر قَالَ وَكَانَ يذهب إِلَى الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 قَول الشَّافِعِي ويوالي عَلَيْهِ ويصانع وَكَانَ يهب لمن يحفظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ مائَة دِينَار وَهُوَ الَّذِي أَدخل مَذْهَب الشَّافِعِي دمشق وَحكم بِهِ الْقُضَاة وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهَا مَذْهَب الْأَوْزَاعِيّ وَكَانَ أكولا يَأْكُل سل مشمش وَيَأْكُل سل تين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة 48 - مُحَمَّد بن الْمفضل بن سَلمَة بن عَاصِم أَبُو الطّيب بن سَلمَة الضَّبِّيّ الْبَغْدَادِيّ تفقه على ابْن سُرَيج وَكَانَ مَوْصُوفا بفرط الذكاء وَله وَجه فِي الْمَذْهَب وَقد صنف كتبا عديدة قَالَ الْخَطِيب كَانَ من كبار الْفُقَهَاء ومتقدميهم وَيُقَال إِنَّه درس على ابْن سُرَيج وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ عَالما جَلِيلًا مَاتَ وَهُوَ شَاب فِي الْمحرم سنة ثَمَان وثلاثمائة وَكَانَ من حَقه أَن الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 يذكر فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة لَوْلَا تقدم وَفَاته وَكَيف يذكر مَعَ ابْن خُزَيْمَة مَعَ أَن ذكر ابْن خُزَيْمَة فِي طبقَة ابْن سُرَيج بعيد لتقدم ابْن خُزَيْمَة عَلَيْهِ فِي المولد بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ سنة وَأَخذه عَن الْمُزنِيّ وَالربيع وَابْن سُرَيج لم يَأْخُذ إِلَّا عَن أَصْحَاب الْمُزنِيّ وَهَذَا آفَة التَّرْتِيب على الوفيات نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي مَوَاضِع 49 - مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْحسن التَّمِيمِي الْمصْرِيّ الضَّرِير الْفَقِيه الشَّاعِر قَالَ ابْن يُونُس كَانَ فهما حاذقا صنف مختصرات فِي الْفِقْه فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ شَاعِرًا مجودا خَبِيث اللِّسَان فِي الهجو وَكَانَ جنديا قبل أَن يعمى وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ أعمى وَأخذ الْفِقْه عَن أَصْحَاب الشَّافِعِي وَأَصْحَاب أَصْحَابه وَله مصنفات فِي الْمَذْهَب مليحة وَله شعر مليح مَاتَ قبل الْعشْرين وثلاثمائة وَقَالَ ابْن خلكان توفّي سنة سِتّ وثلاثمائة وَجرى عَلَيْهِ الْإِسْنَوِيّ والسبكي وَغَيرهمَا وَقَالَ الْقُضَاعِي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وترجمه الذَّهَبِيّ فِي سنة الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 سِتّ ثمَّ قَالَ تحول إِلَى سنة ثَلَاث وَقَالَ بَعضهم انه أَخذ عَن الْأنمَاطِي نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا زَكَاة الْفطر أَن الإقط يُجزئ وَفِي الصُّلْح فِي الْكَلَام على إشراع الْجنَاح وَفِي الْجِنَايَات أَن مُسْتَحقّ الْقصاص يجوز لَهُ اسْتِيفَاؤهُ بِغَيْر إِذن الإِمَام وَفِي الْعدَد إِلَّا انه قَالَ أَبُو مَنْصُور التَّمِيمِي وَنقل فِي كتاب السّرقَة عَن بعض شُرُوح كِتَابه الْمُسَمّى بِالْمُسْتَعْملِ 50 - يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد أَبُو عوَانَة الإِسْفِرَايِينِيّ مُصَنف الْمسند الصَّحِيح الْمخْرج على صَحِيح مُسلم أَخذ عَن الْمُزنِيّ وَالربيع وَطَاف الدُّنْيَا فِي الحَدِيث وَقيل انه أول من أَدخل مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَى أسفرايين مَاتَ سنة سِتّ وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 الطَّبَقَة الرَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الرَّابِعَة 51 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب أَخذ الْفِقْه عَن عَبْدَانِ الْمروزِي كَمَا تقدم ثمَّ عَن ابْن سُرَيج والإصطخري وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب فِي زَمَانه وصنف كتبا كَثِيرَة وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة طَوِيلَة يُفْتِي ويدرس وانتفع بِهِ أَهلهَا وصاروا أَئِمَّة كَابْن أبي هُرَيْرَة وَأبي زيد الْمروزِي وَأبي حَامِد الْمروزِي قَالَ الْعَبَّادِيّ وَهُوَ الَّذِي قعد فِي مجْلِس الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 الشَّافِعِي بِمصْر سنة القرامطة وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ وضربوا إِلَيْهِ أكباد الْإِبِل وَسَار فِي الْآفَاق من مَجْلِسه سَبْعُونَ إِمَامًا من أَصْحَاب الشَّافِعِي وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِي الْعلم بِبَغْدَاد وَشرح الْمُخْتَصر وصنف الْأُصُول وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة وانتشر الْفِقْه عَن أَصْحَابه فِي الْبِلَاد وَخرج إِلَى مصر وَمَات بهَا فِي رَجَب سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة وَدفن عِنْد الشَّافِعِي لَا أعلم وَقت مولده بعد ان تتبعته وَمن تصانيفه شرح الْمُخْتَصر فِي نَحْو ثَمَانِيَة أَجزَاء وَكتاب التَّوَسُّط بَين الشَّافِعِي والمزني لما اعْترض بِهِ الْمُزنِيّ فِي الْمُخْتَصر وَهُوَ مُجَلد ضخم يرجح فِيهِ الِاعْتِرَاض تَارَة ويدفعه أُخْرَى 52 - أَحْمد بن أبي أَحْمد الطَّبَرِيّ أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْقَاص أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب أَخذ الْفِقْه عَن ابْن سُرَيج وتفقه عَلَيْهِ أهل طبرستان قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ من أَئِمَّة أَصْحَابنَا صنف التصانيف الْكَثِيرَة وَقَالَ ابْن باطيش كَانَ إِمَام طبرستان فِي وقته وَمن لَا تقع الْعين على مثله فِي علمه وزهده الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 الْمُنفق على الدُّرُوس والوعظ والتصنيف مُدَّة عمره توفّي بطرسوس سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَمن تصانيفه التَّلْخِيص مُخْتَصر يذكر فِي كل بَاب مسَائِل منصوصة ومخرجة ثمَّ أمورا ذهب إِلَيْهَا الْحَنَفِيَّة على خلاف قاعدتهم وَكتاب المفتوح وَهُوَ دون التَّلْخِيص فِي الحجم وَقد اعتنى الْأَئِمَّة بالكتابين الْمَذْكُورين وشرحوهما شروحا مَشْهُورَة وَله كتاب أدب الْقَضَاء مُجَلد لطيف 53 - احْمَد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو الطّيب الْحَنَفِيّ الصعلوكي أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وحفاظ الحَدِيث واللغة وَهُوَ عَم الْأُسْتَاذ أبي سهل الصعلوكي أَخذ عَنهُ ابْن أَخِيه توفّي فِي رَجَب سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 54 - احْمَد بن مُوسَى بن الْعَبَّاس بن مُجَاهِد أَبُو بكر الْمُقْرِئ إِمَام الْقُرَّاء فِي زَمَانه ولد بِبَغْدَاد سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَرَأَ على عبد الرَّحْمَن ابْن الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 عَبدُوس عشْرين ختمة وعَلى قنبل الْمَكِّيّ وعَلى عبد الله بن كثير الْمُؤَدب قَالَ ثَعْلَب مَا فِي عصرنا هَذَا أعلم بِكِتَاب الله مِنْهُ وَحكى ابْن الأخرم انه وصل إِلَى بَغْدَاد فَرَأى فِي حَلقَة ابْن مُجَاهِد نَحوا من ثَلَاثمِائَة مصدر وَقَالَ عَليّ بن عمر الْمُقْرِئ كَانَ ابْن مُجَاهِد لَهُ فِي حلقته أَربع وَثَمَانُونَ خَليفَة يَأْخُذُونَ على النَّاس وَكَانَ يَقُول من قَرَأَ بِقِرَاءَة أبي عمر وتمذهب بِمذهب الشَّافِعِي وأتجر فِي الْبَز وروى من شعر ابْن المعتز فقد كمل ظرفه مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة وَله مَنَام مَشْهُور رأى فِيهِ ربه تبَارك وَتَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 55 - الْحسن بن أَحْمد بن يزِيد بن عِيسَى أَبُو سعيد الْإِصْطَخْرِي شيخ الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَاد ومحتسبها وَمن أكَابِر أَصْحَاب الْوُجُوه فِي الْمَذْهَب وَكَانَ ورعا زاهدا اخذ عَن أبي الْقَاسِم الْأنمَاطِي كَمَا تقدم قَالَ أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي لما دخلت بَغْدَاد لم يكن بهَا من يسْتَحق أَن يدرس عَلَيْهِ إِلَّا ابْن سُرَيج وَأَبُو سعيد الْإِصْطَخْرِي قَالَ القَاضِي أَبُو الطّيب حكى عَن الداركي انه قَالَ مَا كَانَ أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي يُفْتِي بِحَضْرَة الْإِصْطَخْرِي إِلَّا بِإِذْنِهِ ولي قَضَاء قُم وحسبة بَغْدَاد وَله مصنفات مفيدة توفّي فِي ربيع الآخر وَقيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين قبل ابْن سُرَيج وَكَانَ من حَقه أَن يذكر فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة لَوْلَا تَأَخّر الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 وَفَاته قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات صنف كتابا حسنا فِي أدب الْقَضَاء انْتهى وَالْكتاب الْمَذْكُور مُجَلد ضخم 56 - زَكَرِيَّا بن أَحْمد بن يحيى بن مُوسَى القَاضِي أَبُو يحيى الْبَلْخِي ولي قَضَاء دمشق أَيَّام المقتدر وَكَانَ من كبار الشَّافِعِيَّة وَأَصْحَاب الْوُجُوه وَله اختيارات غَرِيبَة ذكره المطوعي فِي كِتَابه الْمَذْهَب وَقَالَ فَارق وَطنه لأجل الدَّين وَمسح عرض الأَرْض وسافر إِلَى أقاصي الدُّنْيَا فِي طلب الْفِقْه وَكَانَ حسن الْبَيَان فِي النّظر عذب اللِّسَان فِي الجدل توفّي بِدِمَشْق فِي شهر ربيع الأول وَقيل الآخر سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاقِيت الصَّلَاة وَفِي تَعْجِيل الزَّكَاة فِيمَا لَو مَاتَ الْمِسْكِين هَل للْمَالِك أَن يسْتَحْلف ورثته أَنهم لَا يعلمُونَ أَنَّهَا مُعجلَة وَفِي الصَّوْم أَنه يشْتَرط التبييت فِي النَّقْل وَفِي النِّكَاح فِي الْكَلَام على الْوَلِيّ 57 - عبد الله بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن وَاصل بن مَيْمُون الإِمَام أَبُو بكر بن زِيَاد الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ الْفَقِيه الْعَلامَة روى عَن الْمُزنِيّ والزعفراني قَالَ الْحَاكِم كَانَ إِمَام عصره من الشَّافِعِيَّة بالعراق وَمن أحفظ النَّاس للفقهيات وَاخْتِلَاف الصَّحَابَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ وَكَانَ يعرف زيادات الْأَلْفَاظ فِي الْمُتُون وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق سكن بَغْدَاد وَكَانَ زاهدا بَقِي أَرْبَعِينَ سنة لم ينم اللَّيْل يُصَلِّي الْغَدَاة على طَهَارَة الْعشَاء وَجمع بَين الْفِقْه والْحَدِيث وَله زيادات كتاب الْمُزنِيّ مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة 58 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم الْحَنْظَلِي الرَّازِيّ أحد الْأَئِمَّة فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْعِبَادَة والزهد وَالصَّلَاح حَافظ بن حَافظ أَخذ عَن أَبِيه وَأبي زرْعَة وصنف الْكتب المهمة كالتفسير الْجَلِيل الْمِقْدَار فِي أَربع مجلدات عامية آثاره مُسْنده وَكتاب الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَكتاب الْعِلَل المبوب على أَبْوَاب الْفِقْه ومناقب الشَّافِعِي ومناقب أَحْمد وَغير ذَلِك قَالَ يحيى بن مَنْدَه صنف الْمسند فِي ألف جُزْء توفّي الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وثلاثمائة قَارب التسعين 59 - عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عدي أَبُو نعيم الْجِرْجَانِيّ الإستراباذي الْفَقِيه الإِمَام الْحَافِظ قَالَ الْحَاكِم كَانَ من أَئِمَّة الْمُسلمين سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا الْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه يَقُول لم يكن فِي عصرنا من الْفُقَهَاء أحفظ للفقهيات وأقاويل الصَّحَابَة بخراسان مِنْهُ وَلَا بالعراق من أبي بكر بن زِيَاد النَّيْسَابُورِي وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق صَاحب الرّبيع ين سُلَيْمَان مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة قَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي مَا رَأَيْت بخراسان بعد ابْن خُزَيْمَة مثله الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 60 - عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن سَالم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُوسَى ابْن بِلَال بن أبي بردة بن أبي مُوسَى الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ الْبَصْرِيّ إِمَام الْمُتَكَلِّمين وناصر سنة سيد الْمُرْسلين والذاب عَن الدَّين والمصحح لعقائد الْمُسلمين مولده سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سبعين أَخذ علم الْكَلَام أَولا عَن أبي عَليّ الجبائي شيخ الْمُعْتَزلَة ثمَّ فَارقه وَرجع عَن الاعتزال وَأظْهر ذَلِك وَشرع فِي الرَّد عَلَيْهِم والتصنيف على خلافهم وَدخل بَغْدَاد وَأخذ عَن زَكَرِيَّا السَّاجِي وَغَيره وَقَالَ أَبُو بكر الصَّيْرَفِي وَهُوَ من نظراء الشَّيْخ أبي الْحسن كَانَت الْمُعْتَزلَة قد رفعوا رؤوسهم حَتَّى أظهر الله الْأَشْعَرِيّ فحجرهم فِي أقماع السمسم وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر الباقلاني أفضل أحوالي أَن أفهم كَلَام الشَّيْخ الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 أبي الْحسن وَكَانَ لَا يتَكَلَّم فِي علم الْكَلَام إِلَّا حَيْثُ وَجب عَلَيْهِ نصْرَة الْحق قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ الْمُتَكَلّم صَاحب الْكتب والتصانيف فِي الرَّد على الملحدة وَغَيرهم من الْمُعْتَزلَة والرافضة والجهمية والخوارج وَسَائِر أَصْنَاف المبتدعة وَهُوَ بَصرِي سكن بَغْدَاد إِلَى أَن توفّي وَحكي عَن الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ أَن أَبَا الْحسن كَانَ يقْرَأ على أبي إِسْحَاق الْمروزِي الْفِقْه وَهُوَ يقْرَأ على أبي الْحسن الْكَلَام وَقد جمع الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر لَهُ تَرْجَمَة حَسَنَة ورد على من تعرض لَهُ بالطعن وَذكر فضائله ومصنفاته ومتابعته فِي كتبه الْمَذْكُورَة السّنة وانتصارها لَهَا وذبه عَنْهَا وَمن اخذ عَنهُ من الْعلمَاء الْأَعْلَام سَمَّاهُ تَبْيِين كذب المفتري فِيمَا نسب إِلَى الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَهُوَ كتاب مُفِيد وَقد صرح الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق وَأَبُو بكر ابْن فورك فِي طَبَقَات الْمُتَكَلِّمين بِأَن الْأَشْعَرِيّ شَافِعِيّ توفّي فِي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة وَقيل سنة عشْرين وَقيل سنة ثَلَاثِينَ قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم إِن لأبي الْحسن خَمْسَة وَخمسين تصنيفا ذكره ابْن الصّلاح فِي طبقاته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 61 - عمر بن أَحْمد بن عمر بن سُرَيج الْبَغْدَادِيّ أَبُو حَفْص ابْن أبي الْعَبَّاس نقل عَنهُ الْعِرَاقِيُّونَ فِي الطَّهَارَة نقلا عَن وَالِده وَذكره الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الْبَاب شَامي صنف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ تذكرة الْعَالم والمتعلم 62 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرّبيع بن سُلَيْمَان بن أبي مَرْيَم أَبُو رَجَاء الأسواني الأديب الشَّاعِر قَالَ ابْن يُونُس كَانَ اديبا فَقِيها على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ فصيحا وَله قصيدة يذكر فِيهَا أَخْبَار الْعَالم فَذكر قصَص الْأَنْبِيَاء نَبيا نَبيا وَبَلغنِي انه سُئِلَ قبل مَوته بِنَحْوِ سنتَيْن كم بلغت قصيدتك إِلَى الْآن فَقَالَ ثَلَاثِينَ وَمِائَة ألف بَيت وَقد بَقِي عَليّ فِيهَا أَشْيَاء أحتاج إِلَى زيادتها ونظم فِيهَا الْفِقْه ونظم كتاب الْمُزنِيّ فِيهَا وَكتب الطِّبّ والفلسفة توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَإِنَّمَا ذكرت تَرْجَمته لغرابة قصيدته الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 63 - مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد بن عتاهية أَبُو بكر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ نزيل بَغْدَاد صَاحب التصانيف المفيدة فِي اللُّغَة كالجمهرة والأمالي وَغير ذَلِك كَانَ رَأْسا فِي اللُّغَة وأشعار الْعَرَب وَله قصيدة طنانة يمدح بهَا الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ أنشدها الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تكلمُوا فِيهِ مولده سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة 64 - مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو بكر الصَّيْرَفِي الْفَقِيه الأصولي أحد أَصْحَاب الْوُجُوه فِي الْفُرُوع والمقالات فِي الْأُصُول تفقه على ابْن سُرَيج قَالَ الْقفال الشَّاشِي كَانَ أعلم النَّاس بالأصول بعد الشَّافِعِي قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَله مصنفات فِي أصُول الْفِقْه وَغَيرهَا توفّي بِمصْر قَالَ ابْن خلكان فِي ربيع الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 الآخر وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَله مناظرة مَعَ الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ حَكَاهَا الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد فِي شرح الرسَالَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِيمَا لَو مَاتَ الْأَجِير فِي الْحَج قبل الْإِحْرَام هَل يسْتَحق شَيْئا من الْأُجْرَة وَفِي السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الطَّهَارَة ومواضع قَليلَة 65 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الدغولي السَّرخسِيّ الْفَقِيه الإِمَام الْحَافِظ شيخ أهل خُرَاسَان فِي زَمَانه صَاحب الْمسند الْمَشْهُور وَأحد عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة قَالَ ابْن خُزَيْمَة مَا رَأَيْت مثله وَكَذَا قَالَ الْحَافِظ أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الدغولي أَربع مجلدات لَا تُفَارِقنِي فِي السّفر والحضر كتاب الْمُزنِيّ وَكتاب الْعين والتأريخ للْبُخَارِيّ وكليلة ودمنة مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة والدغولي بدال مُهْملَة مَفْتُوحَة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ إِنَّهَا مَضْمُومَة وَهُوَ وهم وبالغين الْمُعْجَمَة وَهُوَ اسْم رجل قَالَه أَبُو سعد الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 66 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب أَبُو عَليّ الثَّقَفِيّ الْحَجَّاجِي النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه الإِمَام الزَّاهِد الْوَاعِظ تفقه على مُحَمَّد بن نصر قَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا الْوَلِيد الْفَقِيه قَالَ دخلت على ابْن سُرَيج بِبَغْدَاد فَسَأَلَنِي على من درست فقه الشَّافِعِي قلت على أبي عَليّ الثَّقَفِيّ قَالَ لَعَلَّك تَعْنِي الْحَجَّاجِي الْأَزْرَق قلت بلَى قَالَ مَا جَاءَ من خُرَاسَان أفقه مِنْهُ قَالَ الْحَاكِم وَسمعت الصبغي يَقُول مَا عرفنَا الجدل وَالنَّظَر حَتَّى ورد أَبُو عَليّ الثَّقَفِيّ من الْعرَاق وَله يَقُول إِمَام الْأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَة مَا يحل لأحد منا بخراسان يُفْتِي وَأَنت حَيّ قَالَ الذَّهَبِيّ وَمَعَ علمه وكماله خَالف الإِمَام ابْن خُزَيْمَة فِي مسَائِل مِنْهَا مَسْأَلَة التَّوْفِيق والخذلان وَمَسْأَلَة الْإِيمَان وَمَسْأَلَة اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ فألزم الْبَيْت وَلم يخرج مِنْهُ إِلَى أَن مَاتَ وأصابه فِي ذَلِك الْجُلُوس محن مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْكَلَام على جمع الصَّلَاتَيْنِ ثمَّ نقل عَنهُ فِي مَوَاضِع أخر يسيرَة الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 67 - مُحَمَّد بن مَحْمُود أَبُو بكر المحمودي الْمروزِي أَخذ هُوَ وَابْن خُزَيْمَة وَأَبُو إِسْحَاق الْمروزِي عَن عَبْدَانِ كَمَا تقدم وَهَذَا يبطل ظن أبي نصر السُّبْكِيّ انه تفقه على أبي إِسْحَاق الْمروزِي فَإِنَّهُ نَظِيره ورفيقه لَا أعلم وَقت وَفَاته وَقد ذكره الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَات قبل ابْن الْمُنْذر والإصطخري نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْحيض فِي الْكَلَام على قولي السحب واللقط ثمَّ فِي موضِعين آخَرين مِنْهُ وَمِنْهَا فِي بيع الْجَارِيَة الْمُغنيَة إِذا أبيعت بأزيد من قيمتهَا وَفِي الْعتْق فِيمَا لَو أعتق الْمَرِيض فِي مرض مَوته عبدا لَا يملك غَيره فَإِن أَبَا زيد أجَاب فِي هَذِه الْمَسْأَلَة فِي مَجْلِسه فحمده 68 - نصر بن حَاتِم بن بكير الْفَقِيه أَبُو اللَّيْث الشالوسي قَالَ الْحَاكِم أَقَامَ بنيسابور لسَمَاع الْمَبْسُوط كتبنَا عَنهُ فِي مَسْجِد أبي الْعَبَّاس الْأَصَم سنة تسع الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَلم يؤرخ وَفَاته وَقَالَ المطوعي هُوَ من أَوَائِل أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس وأفاضلهم وَكَانَ أَبُو بكر الْقفال قد درس عَلَيْهِ فِي أَوَائِل أمره كَمَا سَيَأْتِي وشالوس بشين مُعْجمَة وَأُخْرَى مُهْملَة قَرْيَة بنواحي آمل طبرستان وَقَالَ النَّوَوِيّ إنَّهُمَا مهملتان فَوَهم 69 - أَبُو الْحُسَيْن النسوي نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَاخِر النّذر أَنه إِذا نذر ان يُضحي ببدنة من الْإِبِل وَلم يجدهَا وَوجد ثَلَاث شِيَاه بِقِيمَتِهَا أَجْزَأته لوفائهن بِالْقيمَةِ قَالَ الرَّافِعِيّ وَهُوَ شيخ من أَصْحَابنَا كَانَ فِي زمن أبي إِسْحَاق وَابْن خيران 70 - أَبُو الطّيب وَيُقَال أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالملقي كَانَ من خَواص أَصْحَاب ابْن سُرَيج وَالْمُتوَلِّيّ للإلقاء عَنهُ والإعادة فِي مَجْلِسه وَلِهَذَا قيل لَهُ الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 الملقي صنف كتابا فِي الْخلاف يعرف بعرائس الْمجَالِس كَذَا ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب وَنَقله الْإِسْنَوِيّ وَلم يزدْ وَفِي الرَّافِعِيّ فِي بَاب صَلَاة الْمُسَافِر فِي مَسْأَلَة مَا لَو رعف الإِمَام الْمُسَافِر واستخلف مُقيما أتم المقتدون وَظَاهر النَّص انه يلْزم الراعف الْإِتْمَام وَاعْتَرضهُ الْمُزنِيّ وَاخْتلف الْأَصْحَاب فِي تَأْوِيل النَّص فَذكر الْجَواب الأول ثمَّ قَالَ الثَّانِي قَالَ أَبُو غَانِم ملقي ابْن سُرَيج صُورَة النَّص فَذكر جَوَابه فَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الَّذِي ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ وَهَذَا قَول ثَالِث فِي كنيته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 الطَّبَقَة الْخَامِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الرَّابِعَة 71 - أَحْمد بن إِسْحَاق بن أَيُّوب بن يزِيد أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْمَعْرُوف بالصبغي أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة رَحل وَسمع الْكثير قَالَ الْحَاكِم وَكَانَ يخلف ابْن خُزَيْمَة فِي الْفَتْوَى بضع عشرَة سنة فِي الْجَامِع وَغَيره قَالَ وَقد أَقَامَ يُفْتِي نيفا وَخمسين سنة من عمره لم يُؤْخَذ عَلَيْهِ فِي فَتَاوِيهِ مَسْأَلَة وهم فِيهَا قَالَ وَله الْكتب المطولة مثل كتاب الْمَبْسُوط وَكتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَكتاب الْإِيمَان وَالْقدر وَكتاب فَضَائِل الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة وَكتاب الرُّؤْيَة وَكتاب الْأَحْكَام الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وَكتاب الْإِمَامَة مولده سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَمَات فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا ان الرَّكْعَة لَا تدْرك بِالرُّكُوعِ وَله فِيهَا مُصَنف وَفِي الْكُسُوف انه يزِيد ثَالِثا ورابعا عِنْد تمادي الْكُسُوف 72 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سهل أَبُو بكر الْفَارِسِي صَاحب عُيُون الْمسَائِل فِي نُصُوص الشَّافِعِي وَهُوَ كتاب جليل على مَا شهد بِهِ الْأَئِمَّة الَّذين وقفُوا عَلَيْهِ تفقه على ابْن سُرَيج نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أول صفة الْوضُوء ثمَّ فِي الْوضُوء أَيْضا ثمَّ فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ ثمَّ فِي الِاسْتِحَاضَة ثمَّ فِي مَوَاقِيت الصَّلَاة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَمِمَّا نَقله عَنهُ شاذا أَن الْعشَاء يخرج وَقتهَا بِخُرُوج وَقت الِاخْتِيَار مَاتَ فِي حُدُود سنة خمسين وثلاثمائة وَذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقاته وَقَالَ مُصَنف كتاب الْعُيُون على مسَائِل الرّبيع وَالْأُصُول وَكتاب الانتقاد على الْمُزنِيّ وَكتاب الْخلاف مَعَه ذكره فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة الآخذين عَن أَصْحَاب الشَّافِعِي وَذكر ابْن سُرَيج فِي الثَّالِثَة فعجبت من ذَلِك ثمَّ رَأَيْت السُّبْكِيّ حكى عَن مَحْمُود الْخَوَارِزْمِيّ انه ذكر انه تفقه على الْمُزنِيّ وَهُوَ أول من درس ببلخ قَالَ ويوافق الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 هَذَا قَول من قَالَ أَنه توفّي سنة خمس وثلاثمائة قبل ابْن سُرَيج قَالَ لكني على قطع أَنه توفّي بعد ابْن سُرَيج قَالَ وَوَقع لي قَرَائِن تدل على أَنه من تلامذة ابْن سُرَيج 73 - أَحْمد بن عمر بن يُوسُف أَبُو بكر الْخفاف صَاحب الْخِصَال مُجَلد متوسط ذكر فِي أَوله نبذة من أصُول الْفِقْه سَمَّاهُ بالأقسام والخصال وَلَو سَمَّاهُ بِالْبَيَانِ لَكَانَ أولى لِأَنَّهُ يترجم الْبَاب بقوله الْبَيَان عَن كَذَا لَا أعلم من حَاله غير ذَلِك وَذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي هَذِه الطَّبَقَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي كتاب السّير أَن الصَّبِي الْمُمَيز يَصح مِنْهُ الْأمان 74 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْقطَّان الْبَغْدَادِيّ آخر أَصْحَاب ابْن سُرَيج وَفَاة على مَا قَالَه الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق قَالَ ودرس بِبَغْدَاد وَأخذ عَنهُ الْعلمَاء وَقَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ هُوَ من كبراء الشافعيين وَله مصنفات فِي أصُول الْفِقْه وفروعه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وثلاثمائة قَالَ الذَّهَبِيّ عمر وشاخ وَكتابه الْفُرُوع مُجَلد متوسط فِيهِ غرائب كَثِيرَة وَقَالَ ابْن باطيش أَخذ عَن ابْن سُرَيج ثمَّ عَن أبي إِسْحَاق ثمَّ عَن ابْن أبي هُرَيْرَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي بَاب النَّجَاسَات ثمَّ فِي بَاب التَّيَمُّم موضِعين ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 75 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل أَبُو الْحُسَيْن الطبسي من طبس بِفَتْح الطَّاء وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَكسر السِّين الْمُهْملَة مَدِينَة بَين نيسابور وأصفهان وكرمان من أَصْحَاب أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ فِي ألف جُزْء قَالَ الْحَاكِم كنت أقدر أَنَّهَا أَجزَاء خفاف حَتَّى قصدته وَسَأَلته أَن يخرج لي مِنْهَا شَيْئا فَأخْرج فَإِذا هِيَ بِخَط أدق مَا يكون وَفِي كل جُزْء دستجة اَوْ قريب مِنْهَا مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة 76 - احْمَد بن مَيْمُون أَبُو مُحَمَّد الْفَارِسِي ذكره الْعَبَّادِيّ فِي تَرْجَمَة أبي بكر الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 الْفَارِسِي اسْتِطْرَادًا لَا انه من طبقته وَنقل عَنهُ أَن السَّيِّد إِذا سلم الْأمة لَيْلًا وَلم يُسَلِّمهَا نَهَارا يجب نصف النَّفَقَة وَنقل الرَّافِعِيّ أَيْضا ذَلِك عَنهُ وَنقل عَنهُ أَيْضا أَن فِي مُوضحَة الْوَجْه أَكثر الْأَمريْنِ من خمس من الْإِبِل والحكومة 77 - حسان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون بن حسان بن عبد الله الْقرشِي الْأمَوِي الْأُسْتَاذ أَبُو الْوَلِيد النَّيْسَابُورِي أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة درس على أبي عَليّ الثَّقَفِيّ ثمَّ على أبي الْعَبَّاس ابْن سُرَيج قَالَ الْحَاكِم كَانَ إِمَام أهل الحَدِيث بخراسان وأزهد من رَأَيْت من الْعلمَاء وأعبدهم وَله كتاب على صَحِيح مُسلم وَكتاب على مَذْهَب الشَّافِعِي توفّي فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة عَن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة شرح الرسَالَة شرحا حسنا فِي مجلدة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا بطلَان الصَّلَاة بتكرير الْفَاتِحَة وانه يقنت فِي الْوتر فِي جَمِيع السّنة وانه تجوز الصَّلَاة على قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فُرَادَى 78 - الْحسن بن الْحُسَيْن القَاضِي أَبُو عَليّ بن أبي هُرَيْرَة الْبَغْدَادِيّ أحد أَئِمَّة الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 الشَّافِعِيَّة من أَصْحَاب الْوُجُوه تفقه على ابْن سُرَيج وَأبي إِسْحَاق الْمروزِي ودرس بِبَغْدَاد وروى عَنهُ الداقطني وَغَيره وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَصْحَاب وَكَانَ مُعظما عِنْد السلاطين فَمن دونهم مَاتَ بِبَغْدَاد فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة وصنف التَّعْلِيق الْكَبِير على مُخْتَصر الْمُزنِيّ نَقله عَنهُ أَبُو عَليّ الطَّبَرِيّ قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَله تَعْلِيق آخر فِي مُجَلد ضخم وهما قَلِيلا الْوُجُود 79 - الْحسن وَقيل الْحُسَيْن بن الْقَاسِم أَبُو عَليّ الطَّبَرِيّ صَاحب الإفصاح بِالْفَاءِ وَالصَّاد الْمُهْملَة تفقه بِبَغْدَاد على أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة ودرس بهَا بعده وصنف فِي الْأُصُول والجدل وَالْخلاف وَهُوَ أول من صنف فِي الْخلاف الْمُجَرّد وَكتابه فِيهِ يُسمى الْمُحَرر قَالَ ابْن خلكان وصنف الْعدة فِي عشرَة أَجزَاء كَذَا قَالَ وَأَظنهُ وهم إِنَّمَا الْعدة لأبي عبد الله الطَّبَرِيّ كَمَا سَيَأْتِي مَاتَ بِبَغْدَاد سنة خمسين وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي بَاب نواقض الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 الْوضُوء ثمَّ فِي التَّيَمُّم ثمَّ فِي الْمسْح على الْخُف ثمَّ فِي النّفاس ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَكتابه الإفصاح شرح على الْمُخْتَصر متوسط عَزِيز الْوُجُود 80 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن يزِيد أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي شيخ أبي عبد الله الْحَاكِم قَالَ تِلْمِيذه الْحَاكِم هُوَ وَاحِد عصره فِي الْحِفْظ والإتقان والورع والرحلة مقدم فِي مذاكرة الْأَئِمَّة وَكَثْرَة التصانيف وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ إِمَامًا مهذبا رحالا فِي الْآفَاق ولد سنة سبع وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 81 - عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الخصيب بن الصَّقْر أَبُو بكر الْأَصْفَهَانِي الخصيبي نِسْبَة إِلَى جده الخصيب قَالَ ابْن عَسَاكِر روى الحَدِيث عَن جمَاعَة وَولي قَضَاء دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ثمَّ تولاه أَيْضا فِي حُدُود الْخمسين وصنف كتابا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْمسَائِل المجالسية يدل على فَضله وَذكر أَبُو مُحَمَّد الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 ابْن الْأَكْفَانِيِّ أَنه ولي قَضَاء مصر سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ عَاد إِلَى دمشق توفّي فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة 82 - عتبَة بن عبيد الله بن مُوسَى بن عبد الله الْهَمدَانِي القَاضِي أَبُو السَّائِب اشْتغل بِالْعلمِ وَلَقي الْجُنَيْد وَغَيره وَولي قَضَاء الْقُضَاة بالعراق فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهُوَ أول من ولي قَضَاء الْقُضَاة من الشَّافِعِيَّة توفّي فِي ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة وَله سِتّ وَثَمَانُونَ سنة ذكره الرَّافِعِيّ فِي النِّكَاح فِي الْمَسْأَلَة الْمَشْهُورَة 83 - عَليّ بن الْحُسَيْن القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن الْجُورِي بجيم مَضْمُومَة ثمَّ وَاو الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 سَاكِنة وَرَاء مُهْملَة مَدِينَة بِفَارِس قَالَ ابْن الصّلاح كَانَ من أجلاء الشَّافِعِيَّة لَقِي أَبَا بكر النَّيْسَابُورِي وروى عَنهُ وصنف المرشد فِي عشرَة أَجزَاء والموجز على تَرْتِيب الْمُخْتَصر وَلم يؤرخوا وَفَاته وذكرته فِي هَذِه الطَّبَقَة تخمينا 84 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو بكر ابْن الْحداد الْكِنَانِي الْمصْرِيّ شيخ الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية ولد يَوْم موت الْمُزنِيّ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأخذ الْفِقْه عَن أبي سعيد مُحَمَّد بن عقيل الْفرْيَابِيّ وَمَنْصُور الْفَقِيه وَغَيرهمَا وجالس أَبَا إِسْحَاق الْمروزِي وَدخل بَغْدَاد سنة عشر وَأخذ عَن ابْن جرير وَشَاهد الْإِصْطَخْرِي والصيرفي وَفَاته ابْن سُرَيج وَاشْتَدَّ أسفه على ذَلِك وَكَانَ كثير الْعِبَادَة قَالَ المسبحي كَانَ الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 فَقِيها عَالما كثير الصَّلَاة وَالصِّيَام يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَيخْتم الْقُرْآن فِي كل يَوْم وَلَيْلَة قَائِما مُصَليا وَكَانَ نَسِيج وَحده فِي حفظ الْقُرْآن واللغة والتوسع فِي علم الْفِقْه وَكَانَ عَالما أَيْضا بِالْحَدِيثِ والأسماء وَالرِّجَال والتأريخ لَهُ كتاب أدب الْقَضَاء فِي أَرْبَعِينَ جُزْءا وَكتاب الباهر فِي الْفِقْه فِي نَحْو مائَة جُزْء وَكتاب جَامع الْفِقْه والمولدات وَهُوَ كتاب الْفُرُوع وَهُوَ صَغِير الحجم شَرحه الْأَئِمَّة واعتنوا بِهِ وَقد ولي قَضَاء مصر نِيَابَة توفّي فِي الْمحرم سنة أَربع وَقيل خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة 85 - مُحَمَّد بن حبَان بن أَحْمد بن حبَان أَبُو حَاتِم التَّمِيمِي البستي الْحَافِظ الْعَلامَة صَاحب الْأَنْوَاع والتقاسيم وَغير ذَلِك من المصنفات فِي التأريخ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل رَحل الْكثير وَسمع من أَكثر من ألفي شيخ أَخذ علم الحَدِيث عَن ابْن خُزَيْمَة قَالَ أَبُو سعيد الإدريسي كَانَ على قَضَاء سَمَرْقَنْد زَمَانا وَكَانَ من فُقَهَاء الدَّين وحفاظ الْآثَار عَالما بالطب والنجوم وفنون الْعلم ألف الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 الْمسند الصَّحِيح والتأريخ والضعفاء وَفقه النَّاس بسمرقند قَالَ ابْن الصّلاح فِي الطَّبَقَات يسْلك مَسْلَك شَيْخه ابْن خُزَيْمَة فِي استنباط فقه الحَدِيث ونكته وَرُبمَا غلط فِي تصرفه الْغَلَط الْفَاحِش بنى خانقاه بنيسابور توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة 86 - مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الله الإِمَام الْكَبِير أَبُو أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن القَاضِي من تلامذة أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَأبي بكر الصَّيْرَفِي وطبقتهما وَهُوَ صَاحب الْحَاوِي وَكتاب الْعمد القديمين فِي الْفِقْه وَمِنْه أَخذ الْمَاوَرْدِيّ والفوراني الإسمين ذكره الْخَوَارِزْمِيّ صَاحب الْكَافِي فِي تأريخ خوارزم وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا قَالَ وصنف فِي الْأُصُول كتاب الْهِدَايَة وَهُوَ كتاب حسن نَافِع كَانَ عُلَمَاء خوارزم يتداولونه وينتفعون بِهِ وصنف فِي الْفُرُوع كتاب الْحَاوِي بناه على الْجَامِع الْكَبِير للمزني وَكتاب الرَّد على الْمُخَالفين وَحج سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وجاور بِمَكَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد وصنف بهَا كتاب الْعمد ثمَّ رَجَعَ إِلَى خوارزم وَتُوفِّي سنة نَيف وَأَرْبَعين وثلاثمائة 87 - مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الله بن الْجُنَيْد أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 نزيل دمشق قَالَ ابْن الصّلاح لَهُ مُصَنف فِي أَخْبَار الشَّافِعِي وأحواله كتاب جليل حفيل توفّي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين وثلاثمائة 88 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحجَّاج أَبُو النَّصْر الطوسي تفقه على مُحَمَّد بن نصر وَسمع الْكثير قَالَ الْحَاكِم رحلت إِلَيْهِ مرَّتَيْنِ وَسمعت كِتَابه الْمُسْتَخْرج على مُسلم وَسَأَلته مَتى تتفرغ للتصنيف مَعَ هَذِه الْفَتَاوَى فَقَالَ قد جزأت اللَّيْل ثَلَاثَة أَجزَاء جُزْء للتصنيف وجزء لقِرَاءَة الْقُرْآن وجزء للنوم قَالَ وَسمعت أَحْمد بن مَنْصُور الْحَافِظ يَقُول أَبُو نصر يُفْتِي من نَحْو سبعين سنة مَا أَخذ عَلَيْهِ فِي الْفَتْوَى قطّ مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 89 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن معقل بن سِنَان أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم النَّيْسَابُورِي ولد سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وطوف الْبِلَاد الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 وَسمع الحَدِيث الْكثير وَسمع من الرّبيع كتب الشَّافِعِي الْمَبْسُوط وَغَيره وَظهر فِيهِ الصمم بعد انْصِرَافه من الرحلة واستحكم فِيهِ حَتَّى بَقِي لَا يسمع نهيق الْحمار قَالَ الْحَاكِم وَكَانَ مُحدث وقته بِلَا مدافعة حدث فِي الْإِسْلَام سِتا وَسبعين سنة وَلم يخلف مثله فِي صدقه وَصِحَّة سَمَاعه وكف بَصَره فِي آخر عمره قَالَ الذَّهَبِيّ مُسْند الشَّافِعِي لم يفرده الشَّافِعِي بل خرجه أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر لأبي الْعَبَّاس الْأَصَم مِمَّا كَانَ يرْوى عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي من كتاب الْأُم وَغَيره توفّي فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَهُوَ من أهل الطَّبَقَة الرَّابِعَة بل من الثَّالِثَة لَوْلَا تَأَخّر وَفَاته 90 - أَبُو جَعْفَر الاسترابادي ذكره المطوعي فِي كِتَابه الْمَذْهَب فَقَالَ إِنَّه من أَصْحَاب ابْن سُرَيج وكبار الْفُقَهَاء والمدرسين وأجله الْعلمَاء المبرزين وَله تَعْلِيق مَعْرُوف بِهِ فِي غَايَة الإتقان علقه عَن ابْن سُرَيج ذكره الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَات بعد أبي عَليّ الطَّبَرِيّ قبل الْقفال الشَّاشِي والأودني وَهُوَ مُحْتَمل الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 أَن يكون من هَذِه الطَّبَقَة وَمن الَّتِي بعْدهَا نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَن السحر لَا حَقِيقَة لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ تخييل وَكَذَا حَكَاهُ فِي الْمُهَذّب والشامل وَحَكَاهُ الإِمَام عَن رِوَايَة الْعِرَاقِيّين عَن أبي جَعْفَر التِّرْمِذِيّ 91 - أَبُو مَنْصُور بن مهْرَان أستاذ الأودني ذكره الْعَبَّادِيّ بعد أبي الْوَلِيد النَّيْسَابُورِي وَقبل القَاضِي أبي حَامِد وَحكى عَن أبي طَاهِر الزيَادي عَنهُ مسَائِل نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا وجوب تَقْدِيم نِيَّة الصَّلَاة على التَّكْبِير وَلَو بِشَيْء يسير واستحباب الْقُنُوت فِي الْوتر فِي جَمِيع السّنة الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 الطَّبَقَة السَّادِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الرَّابِعَة 92 - إِبْرَاهِيم بن يُوسُف ذكره النَّوَوِيّ فِي تهذيبه فَقَالَ إِنَّه من أَصْحَابنَا مَذْكُور فِي الرَّوْضَة قبيل كتاب الرّجْعَة بأسطر وَلم يزدْ على ذَلِك وَقَالَ الْحَاكِم فِي تَارِيخه إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن لُقْمَان الْفَقِيه البُخَارِيّ نزيل نيسابور فِي دَار السّنة أفادني بعض أَصْحَابنَا عَنهُ أَحَادِيث انْتهى وَلَا اعْلَم من حَاله شَيْئا وذكرته هُنَا تخمينا ذكره الرَّافِعِيّ قبيل الرّجْعَة بِدُونِ صفحة فِي الْمَسْأَلَة الْمَشْهُورَة 93 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ الْفَقِيه الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 الْحَافِظ أحد كبراء الشَّافِعِيَّة فقها وحديثا وتصنيفا رَحل وَسمع الْكثير وصنف الصَّحِيح والمعجم ومسند عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي مجلدات أَجَاد فِيهِ وَأفَاد اخذ عَنهُ الْفِقْه ابْنه أَبُو سعد وفقهاء جرجان قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق جمع بَين الْفِقْه والْحَدِيث ورئاسة الدَّين وَالدُّنْيَا قَالَ الذَّهَبِيّ رَأَيْت لَهُ مجلدا من مُسْند كَبِير إِلَى الْغَايَة من حِسَاب مائَة مُجَلد أَو أَكثر توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا وُقُوع الطَّلَاق الثَّلَاث فِي الْمَسْأَلَة السريجية 94 - أَحْمد بن بشر بن عَامر وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عَامر بن بشر القَاضِي أَبُو حَامِد المروروذي ويخفف فَيُقَال الْمَرْوذِيّ نزيل الْبَصْرَة أحد أَئِمَّة الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 الشَّافِعِيَّة اخذ عَن أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وصنف الْجَامِع فِي الْمَذْهَب وَفِي الْأُصُول وَغير ذَلِك وَكَانَ إِمَامًا لَا يشق غباره وَقَالَ المطوعي صدر من صُدُور الْفِقْه كَبِير وبحر من بحار الْعلم غزير قَالَ وَكتابه الموسوم بالجامع أمدح لَهُ من كل لِسَان نَاطِق لإحاطته بالأصول وَالْفُرُوع وإتيانه على النُّصُوص وَالْوُجُوه فَهُوَ لِأَصْحَابِنَا عُمْدَة من الْعمد ومرجع فِي المشكلات وَالْعقد وَقَالَ الْعَبَّادِيّ إِنَّه من انجب أَصْحَاب أبي عَليّ ابْن خيران مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي التَّيَمُّم ثمَّ فِي الْمسْح على الْخُف ثمَّ فِي أول صفة الصَّلَاة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 95 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزوزني أَبُو سهل وَيعرف بِابْن العفريس بِالْعينِ وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ صَاحب جمع الْجَوَامِع ذكره أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ فِي طبقَة الْقفال الشَّاشِي وَأبي زيد وَنَحْوهمَا نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَائِل الطَّهَارَة ان الْمُؤثر فِي تَغْيِير المَاء بالطاهرات هَل هُوَ تغير أحد الْأَوْصَاف أَو لَا بُد من اجتماعها فِيهِ أَقْوَال حَكَاهَا الْمُوفق بن طَاهِر عَن صَاحب جمع الْجَوَامِع وَنقل الحديث: 95 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 عَنهُ فِي الرَّوْضَة أَيْضا من زوائده فِي الْكَلَام على سنَن الْجُمُعَة وَكتابه الْمَذْكُور قريب من حجم الرَّافِعِيّ الصَّغِير قَالَ فِي اوله هَذَا كتاب جمعته من جَوَامِع كتب الشَّافِعِي وَهِي الْقَدِيم والمبسوط والأمالي والبويطي وحرملة وَرِوَايَة مُوسَى بن أبي الْجَارُود وَرِوَايَة الْمُزنِيّ فِي الْمُخْتَصر وَالْجَامِع الْكَبِير وَرِوَايَة أبي ثَوْر وحكيت مسائلها بألفاظها وَجعلت الْمَبْسُوط أصلا ونقلت إِلَى كل بَاب مِنْهُ من سَائِر الرِّوَايَات مَا كَانَ من جنسه ورتبته على تَرْتِيب الْمُخْتَصر ونسبت كل قَول مِنْهَا إِلَى مَكَانَهُ وَجَعَلته مُشْتَمِلًا على الْمَشَاهِير عِنْدهم والشواذ هَذَا كَلَامه مُلَخصا وَلم يتَعَرَّض للْأُم وَسَببه قلَّة وجودهَا إِذْ ذَاك ثمَّ ذكر فِي آخر خطبَته أَنه روى عَن الْأَصَم عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَالْمَشْهُور على الْأَلْسِنَة ان العفريس بِعَين مَكْسُورَة ثمَّ فَاء سَاكِنة ثمَّ رَاء مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء بنقطتين من تَحت ورأيته مضبوطا فِي النُّسْخَة الَّتِي وقفت عَلَيْهَا بِفَتْح الْعين وَالْفَاء وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا نون مَفْتُوحَة وَهُوَ أصل صَحِيح قديم أدْرك كَاتبه حَيَاة المُصَنّف وَعَلِيهِ خطّ ابْن الصّلاح 96 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس القَاضِي أَبُو عَليّ الطَّبَرِيّ الزجاجي بِضَم الزَّاي وَتَخْفِيف الْجِيم أَخذ عَن ابْن الْقَاص قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 أَخذ عَنهُ فُقَهَاء آمل ودرس عَلَيْهِ شَيخنَا القَاضِي أَبُو الطّيب وَله كتاب زيادات الْمِفْتَاح انْتهى وَكتابه الْمَذْكُور يلقب بالتهذيب قريب من التَّنْبِيه يشْتَمل على فروع زَائِدَة على الْمِفْتَاح لشيخه وَهُوَ عَزِيز الْوُجُود وَله كتاب فِي الدّور علقه عَن ابْن الْقَاص لَا أعلم وَقت وَفَاته وَيحْتَمل أَن يكون من هَذِه الطَّبَقَة وَيحْتَمل أَن يكون من الطَّبَقَة الْآتِيَة وَقد ذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي طبقاته بَين أهل الطبقتين وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَأرَاهُ توفّي فِي حُدُود الأربعمائة وَلَا دَلِيل على مَا ادَّعَاهُ 97 - عبد الله بن عدي بن مُحَمَّد بن مبارك أَبُو أَحْمد الْجِرْجَانِيّ الْحَافِظ الْكَبِير وَيعرف بِابْن الْقطَّان أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وأركان الْإِسْلَام طوف الْبِلَاد فِي طلب الْعلم وَسمع الْكِبَار لَهُ كتاب الِانْتِصَار على مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَكتاب الْكَامِل فِي معرفَة الضُّعَفَاء والمتروكين وَهُوَ كَامِل فِي بَابه كَمَا سمي قَالَ ابْن عَسَاكِر كَانَ ثِقَة على لحن فِيهِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ لَا يعرف الْعَرَبيَّة مَعَ عجمة فِيهِ وَأما فِي الْعِلَل وَالرِّجَال فحافظ لَا يجارى ولد سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 98 - عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الإِمَام أَبُو الْقَاسِم الداركي درس بنيسابور مُدَّة ثمَّ سكن بَغْدَاد وَكَانَت لَهُ حَلقَة للْفَتْوَى وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بِبَغْدَاد تفقه على أبي إِسْحَاق الْمروزِي وتفقه عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو حَامِد بعد موت شَيْخه أبي الْحسن ابْن الْمَرْزُبَان وَقَالَ مَا رَأَيْت افقه مِنْهُ وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات أَخذ عَنهُ عَامَّة شُيُوخ بَغْدَاد وَغَيرهم من أهل الأفاق وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة انتقى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ توفّي سنة خمس وَسبعين وثلاثمائة فِي شَوَّال وَقيل فِي ذِي الْقعدَة عَن نَيف وَسبعين سنة رَحمَه الله تَعَالَى ودارك بِفَتْح الرَّاء من قرى أَصْبَهَان 99 - عَليّ بن أَحْمد بن خيران الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحُسَيْن صَاحب اللَّطِيف ذكره الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات بعد ابْن الْمَرْزُبَان وَقبل الداركي وَلم يزدْ على ان قَالَ درس عَلَيْهِ شَيخنَا أَبُو أَحْمد بن رامين انْتهى وَكتابه اللَّطِيف دون التَّنْبِيه كثير الْأَبْوَاب جدا يشْتَمل على ألف ومائتي بَاب وَتِسْعَة أَبْوَاب وَلم يرتبه المُصَنّف التَّرْتِيب الْمَعْهُود حَتَّى انه جعل الْحيض فِي آخر الْكتاب وَنقل فِيهِ فِي كتاب الشَّهَادَات عَن ابْن خيران الْكَبِير وَهُوَ أَبُو عَليّ السَّابِق نقل الرَّافِعِيّ عَن كِتَابه اللَّطِيف فِي الْبَاب الأول من أَبْوَاب الطَّلَاق فِي آخر الْفَصْل الأول مِنْهُ وَفِي كتاب الْعدَد فِي مَسْأَلَة الائسة 100 - عَليّ بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحسن ابْن الْمَرْزُبَان صَاحب أبي الْحُسَيْن ابْن الْقطَّان أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب وَأَصْحَاب الْوُجُوه قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ كَانَ أحد الشُّيُوخ الأفاضل قَالَ ودرس عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو حَامِد أول قدومه بَغْدَاد وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَكَانَ فَقِيها ورعا حُكيَ عَنهُ أَنه قَالَ مَا الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 أعلم أَن لأحد عَليّ مظْلمَة وَقد كَانَ فَقِيها يعرف ان الْغَيْبَة من الْمَظَالِم ودرس بِبَغْدَاد وَعَلِيهِ درس الشَّيْخ أَبُو حَامِد توفّي فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة بعد شَيْخه ابْن الْقطَّان بِسبع سِنِين والمرزبان مَعْنَاهُ كَبِير الفلاحين نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع محصورة مِنْهَا أَن الْآجر المعجون بالروث يطهر ظَاهِرَة بِالْغسْلِ وَمِنْهَا فِي الْإِقْرَار فِي الْكَلَام على الأقارير المجهولة وَمِنْهَا فِي النِّكَاح فِي الْكَلَام على ولَايَة العَبْد ومِنْهَا فِي الْجِنَايَات فِي أَوَائِل مُوجبَات الضَّمَان وَمِنْهَا فِي أَوَائِل كتاب الْإِيمَان أَنه إِذا نوى الإستثناء فِي أثْنَاء الْيَمين لَا يَكْفِي 101 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو أَحْمد الْجِرْجَانِيّ قَالَ حَمْزَة السَّهْمِي فِي تأريخ جرجان الصّباغ الْفَقِيه صَاحب أبي إِسْحَاق الْمروزِي درس بِبَغْدَاد وَمَات بهَا وَقَالَ غَيره فِيهِ الْبَغْدَادِيّ ويكنى أَبَا الطّيب وَكَانَ من أعلم النَّاس بِمذهب الشَّافِعِي مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة عَن نَيف وَسبعين سنة قَالَ الْإِسْنَوِيّ وتكنيته بِأبي الطّيب لَا يَقْتَضِي أَن يكون غَيره لِأَنَّهُ لَا يمْتَنع أَن يكون للشَّخْص كنيتان ذكره الرَّافِعِيّ فِي بَاب الْقَذْف من اللّعان فِيمَا إِذا قَالَ يَا زأني بِالْهَمْز فَإِنَّهُ حكى فِي الْمَسْأَلَة ثَلَاثَة أوجه ثمَّ قَالَ وَالثَّانِي انه قذف وَعَن الداركي أَن أَبَا أَحْمد الْجِرْجَانِيّ نسبه للنَّص فِي الْجَامِع الْكَبِير الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 102 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْأَزْهَر بن طَلْحَة بن نوح بن الْأَزْهَر أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي الإِمَام فِي اللُّغَة ولد بهراة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ فَقِيها صَالحا غلب عَلَيْهِ علم اللُّغَة وصنف فِيهِ كِتَابه التَّهْذِيب الَّذِي جمع فِيهِ فأوعى فِي عشر مجلدات وصنف فِي التَّفْسِير كتابا سَمَّاهُ التَّقْرِيب وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَشرح أَلْفَاظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ والانتصار للشَّافِعِيّ توفّي بهراة سنة سبعين وثلاثمائة فِي ربيع الآخر مِنْهَا وَقيل فِي أواخرها وَقيل سنة إِحْدَى وَسبعين نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع تتَعَلَّق باللغة مِنْهَا فِي ضبط النّسَب 103 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الشَّيْخ الزَّاهِد أَبُو زيد الفاشاني بفاء وشين مُعْجمَة وَنون الْمروزِي ولد سنة إِحْدَى وثلاثمائة اخذ عَن أبي إِسْحَاق الْمروزِي وجاور بِمَكَّة سبع سِنِين قَالَ الْحَاكِم كَانَ أحد أَئِمَّة الْمُسلمين وَمن أحفظ النَّاس لمَذْهَب الشَّافِعِي وَأَحْسَنهمْ نظرا وأزهدهم فِي الدُّنْيَا سَمِعت الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 أَبَا بكر الْبَزَّاز يَقُول عادلت الْفَقِيه أَبَا زيد من نيسابور إِلَى مَكَّة فَمَا أعلم أَن الْمَلَائِكَة كتبت عَلَيْهِ خَطِيئَة وَقَالَ الْخَطِيب حدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن الْفربرِي وَأَبُو زيد أجل من روى ذَلِك الْكتاب وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب حسن النّظر مَشْهُورا بالزهد وَعنهُ أَخذ أَبُو بكر الْقفال الْمروزِي وفقهاء مرو وَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي النِّهَايَة فِي بَاب التَّيَمُّم انه كَانَ من أذكى النَّاس قريحة توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة وفاشان قَرْيَة من قرى مرو خرج مِنْهَا جمَاعَة من الْعلمَاء وَيُقَال باشان بِالْبَاء الْمُوَحدَة أَيْضا قَرْيَة من قرى هراة وقاشان بِالْقَافِ والشين الْمُعْجَمَة مَدِينَة قريبَة من هراة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 104 - مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عبد الله الخضري الْمروزِي كَانَ هُوَ وَأَبُو زيد شَيْخي عصرهما بمرو وَكَثِيرًا مَا يَقُول الْقفال سَأَلت أَبَا زيد والخضري وَمِمَّنْ نقل عَنهُ القَاضِي الْحُسَيْن فِي بَاب اسْتِقْبَال الْقبْلَة فِي الْكَلَام على تَقْلِيد الصَّبِي قَالَ ابْن باطيش أَخذ عَن أبي بكر الْفَارِسِي وَأقَام بمرو ناشرا لفقه الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ مرغبا فِيهِ وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي قُوَّة الْحِفْظ وَقلة النسْيَان وَقَالَ إِنَّه كَانَ مَوْجُودا فِي سنة خمس وَسبعين وثلاثمائة وَقَالَ ابْن خلكان توفّي فِي عشر الثَّمَانِينَ وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي انغماس الْجنب فِي المَاء وَفِي النَّجَاسَات انه خرج هُوَ وَأَبُو زيد قولا إِن النَّار تُؤثر فِي الطَّهَارَة كَالشَّمْسِ وَالرِّيح ثمَّ فِي النِّيَّة فِي الْوضُوء ثمَّ فِي التَّيَمُّم ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ قَالَ السُّبْكِيّ وَالصَّحِيح فِي هَذِه النِّسْبَة فتح الْخَاء وَكسر الضَّاد المعجمتين وَلَكِن لثقل هَذَا اللَّفْظ قالوها بِكَسْر الْخَاء وَسُكُون الضَّاد وَهِي نِسْبَة إِلَى جده 105 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن عَاصِم أَبُو الْحسن الآبري نِسْبَة إِلَى الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 قَرْيَة آبر بِهَمْزَة مَفْتُوحَة ممدودة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَضْمُومَة ثمَّ رَاء مُهْملَة من قرى سبحستان رَحل وطوف وَسمع الْكثير روى عَن ابْن خُزَيْمَة وَأبي الْعَبَّاس السراج وَأبي عرُوبَة الْحَرَّانِي وطبقتهم وصنف كتابا فِي فَضَائِل الشَّافِعِي وَفِيه غرائب وفوائد قَالَ السُّبْكِيّ وَهُوَ من أحسن مَا صنف فِي هَذَا النَّوْع روى عَن ابْن خُزَيْمَة قَالَ سَمِعت الرّبيع يَحْكِي عَن الشَّافِعِي أَنه كَانَ يكره أَن يَقُول أعظم الله أجرك وَيَقُول إِذا قَالَ أعظم الله أجرك مَعْنَاهُ أَكثر مصائبك توفّي فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة 106 - مُحَمَّد بن خَفِيف أَبُو عبد الله الضَّبِّيّ الشِّيرَازِيّ كَانَ شيخ الْمَشَايِخ فِي وقته عَالما بعلوم الظَّاهِر والحقائق مُفِيدا فِي كل نوع من الْعُلُوم مَقْصُودا من الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 الْآفَاق مُبَارَكًا على كل من يَقْصِدهُ بلغ فِي الْعلم والجاه عِنْد الْخَاص وَالْعَام مَا لم يبلغهُ أحد وصنف من الْكتب مَا لم يصنفه أحد وانتفع بِهِ جمَاعَة حَتَّى صَارُوا أَئِمَّة يقْتَدى بهم وَعمر حَتَّى عَم نَفعه الْبلدَانِ وَكَانَت لَهُ رياضات وأسفار لَقِي فِيهَا الزهاد والنساك أَخذ عَن ابْن سُرَيج ورحل إِلَى الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَأخذ عَنهُ مَاتَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة عَن خمس وَتِسْعين سنة وَقيل بل جَاوز الْمِائَة بِأَرْبَع سِنِين حكى عَن الشَّافِعِي قولا إِن الْخُشُوع شَرط فِي صِحَة الصَّلَاة 107 - مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل أَبُو بكر الشَّاشِي الْقفال الْكَبِير أحد أَعْلَام الْمَذْهَب وأئمة الْمُسلمين مولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَسمع من أبي بكر ابْن خُزَيْمَة وَمُحَمّد بن جرير وَأبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَغَيرهم قَالَ الشَّيْخ أَبُو الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 إِسْحَاق درس على ابْن سُرَيج وَجرى عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ فِي التذنيب قَالَ ابْن الصّلاح الْأَظْهر عندنَا أَنه لم يدْرك ابْن سُرَيج وَهُوَ الَّذِي ذكره المطوعي فِي كِتَابه انْتهى يَعْنِي ان ابْن سُرَيج مَاتَ قبل دُخُوله بَغْدَاد وَإِنَّمَا أَخذ عَن أبي اللَّيْث الشالوسي عَن ابْن سُرَيج قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَكَانَ إِمَامًا وَله مصنفات كَثِيرَة لَيْسَ لأحد مثلهَا وَهُوَ أول من صنف الجدل الْحسن من الْفُقَهَاء وَله كتاب حسن فِي أصُول الْفِقْه وَله شرح الرسَالَة وَعنهُ انْتَشَر فقه الشَّافِعِي فِي مَا وَرَاء النَّهر وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ أعلم أهل مَا وَرَاء النَّهر يَعْنِي فِي عصره بالأصول وَأَكْثَرهم رحْلَة فِي طلب الحَدِيث وَقَالَ الْحَلِيمِيّ كَانَ شَيخنَا الْقفال أعلم من لَقيته من عُلَمَاء عصره قَالَ النَّوَوِيّ فِي تهذيبه إِذا ذكر الْقفال الشَّاشِي فَالْمُرَاد هَذَا وَإِذا ورد الْقفال الْمروزِي فَهُوَ الصَّغِير ثمَّ إِن الشَّاشِي يتَكَرَّر ذكره فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول وَالْكَلَام والمروزي يتَكَرَّر ذكره فِي الفقيهات وَمن تصانيف الشَّاشِي دَلَائِل النُّبُوَّة ومحاسن الشَّرِيعَة وأدب الْقَضَاء جُزْء كَبِير وَتَفْسِير كَبِير مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَذكر الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق أَنه مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ وهم نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي مَوَاضِع محصورة مِنْهَا فِي بَاب الْعَقِيقَة وَآخر الْبَاب الثَّانِي من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 كتاب الْإِقْرَار وموضعين من أول النِّكَاح وَنقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي آخر صَلَاة الْمُسَافِر 108 - مُحَمَّد بن عمر بن شبويه أَبُو عَليّ الشبوي بشين مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَضْمُومَة بعْدهَا وَاو مُشَدّدَة مَكْسُورَة كَانَ فَقِيها فَاضلا من أهل مرو سمع البُخَارِيّ من الْفربرِي سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة ذكره الرَّافِعِيّ فِي أَوَائِل النِّكَاح فِي الْكَلَام على نظر الرجل إِلَى قلامة ظفر الْمَرْأَة وَأَنه يجوز فِي قلامة الْيَد دون قلامة الرجل فِي الْحِكَايَة الْمَشْهُورَة لم يذكرُوا وَقت وَفَاته إِلَّا أَنه حدث بالبخاري سنة ثَمَان وَسبعين وثلاثمائة 109 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن هَارُون الإِمَام أَبُو سهل الصعلوكي الْحَنَفِيّ نسبا ثمَّ الْعجلِيّ النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه الْمُفَسّر الأديب اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ الشَّاعِر الْمُفْتِي الصُّوفِي حبر زَمَانه وَبَقِيَّة أقرانه هَذَا قَول الْحَاكِم فِيهِ ولد سنه سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَأخذ عَن ابْن خُزَيْمَة ثمَّ عَن أبي عَليّ الثَّقَفِيّ وَأفْتى ودرس بنيسابور نيفا وَثَلَاثِينَ سنة قَالَ الحديث: 108 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 الْحَاكِم سَمِعت أَبَا مَنْصُور الْفَقِيه يَقُول سُئِلَ أَبُو الْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه عَن أبي بكر الْقفال وَأبي سهل الصعلوكي أَيهمَا أرجح فَقَالَ وَمن يقدر أَن يكون مثل أبي سهل وَقَالَ الْفَقِيه أَبُو بكر الصَّيْرَفِي لم تَرَ أهل خُرَاسَان مثل أبي سهل وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِيهِ صَاحب أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَعنهُ أَخذ أبنه أَبُو الطّيب وفقهاء نيسابور وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ سمعته يَقُول مَا عقدت على شَيْء قطّ وَمَا كَانَ لي قفل وَلَا مِفْتَاح وَلَا حرزت على فضَّة وَلَا ذهب قطّ قَالَ وسمعته يَقُول من قَالَ لشيخه لم لَا يفلح أبدا توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي مَوَاضِع مِنْهَا اشْتِرَاط النِّيَّة فِي إِزَالَة النَّجَاسَة ثمَّ فِي زَكَاة المعشرات ثمَّ فِي أَوَائِل البيع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 110 - مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو الطّيب الساوي مَنْسُوب إِلَى ساوه بِالْمُهْمَلَةِ ذكره الْعَبَّادِيّ قبل أبي عَليّ الزجاجي وَقَالَ الرَّاوِي للزيادات على الشَّرْح عَن أبي إِسْحَاق نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَائِل الْقَرَاض وَفِي أَوَاخِر اللّقطَة وَفِي الْكَلَام على نِكَاح الْأمة 111 - أَبُو إِسْحَاق الْخَرَّاط ذكره الرَّافِعِيّ فِي الْجِنَايَات فِي الْكَلَام على أَن ولي الْمَجْنُون هَل لَهُ أَن يعْفُو على مَال لَا أعلم وَقت وَفَاته إِلَّا أَن الْإِسْنَوِيّ ذكره بعد صَاحب اللَّطِيف فتابعناه مَعَ انه لَا مُسْند لَهُ فِي ذَلِك 112 - أَبُو الْحسن بن مُحَمَّد بن خَفِيف الطرطوسي ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقَة الساوي وَأَمْثَاله وَقَالَ روى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْقطَّان أَن الشَّافِعِي قَالَ إِذا الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 سمع القَاضِي الْبَيِّنَة على الْغَائِب وَحكم عَلَيْهِ فَلَا يجب تَحْلِيفه لِأَن الْغَائِب إِذا رَجَعَ يحلفهُ وَحَكَاهُ الرَّافِعِيّ عَنهُ قَالَ بَعضهم لَهُ كتاب التَّرْتِيب حكى فِيهِ قولا قَدِيما إِن التَّرْتِيب لَا يجب فِي الْوضُوء 113 - أَبُو نصر الْمُؤَدب أحد أَشْيَاخ الْقفال حكى القَاضِي الْحُسَيْن فِي تَعْلِيقه عَن الْقفال أَنه سَمعه يَقُول إِن الْعَمَل الْكثير فِي الصَّلَاة هُوَ الَّذِي يحْتَاج إِلَى الْيَدَيْنِ جَمِيعًا كربط السَّرَاوِيل وتعمم الْعِمَامَة والقليل مَا لَا يَحْتَاجهُ إِلَيْهِ وَنقل ابْن الرّفْعَة ذَلِك عَنهُ لَا أعرف وَقت وَفَاته وذكرته هُنَا لِأَنَّهُ من نظراء أبي زيد الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 الطَّبَقَة السَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الرَّابِعَة 114 - احْمَد بن عَليّ بن أَحْمد بن بِلَال أَبُو بكر الْهَمدَانِي ولد سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وثلاثمائة قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَحكى لي سبطه أَبُو سعد انه أَخذ الْفِقْه عَن ابي إِسْحَاق وَأبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وَكَانَ ورعا متعبدا اخذ عَنهُ الْفِقْه بهمدان وَقَالَ شيرويه كَانَ إِمَامًا ثِقَة أوحد زَمَانه مفتي الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 الْبَلَد يَعْنِي هَمدَان يحسن هَذَا الشَّأْن يَعْنِي الحَدِيث لَهُ مصنفات فِي عُلُوم الحَدِيث غير انه كَانَ مَشْهُورا بالفقه وَرَأَيْت لَهُ السّنَن ومعجم الصَّحَابَة مَا رَأَيْت شَيْئا أحسن مِنْهُ وَالدُّعَاء عِنْد قَبره مستجاب مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَقيل تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ قولا إِن الْإِخْوَة لِلْأَبَوَيْنِ ساقطون فِي مَسْأَلَة الشّركَة وَله مُصَنف لطيف فِي الْعِبَادَات سَمَّاهُ مَا لَا يسع الْمُكَلف جَهله 115 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الْعَلامَة أَبُو سعد ابْن الإِمَام أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ شيخ الشَّافِعِيَّة بهَا أَخذ الْعلم عَن أَبِيه قَالَ فِيهِ حَمْزَة السَّهْمِي كَانَ إِمَام زَمَانه مقدما فِي الْفِقْه وأصول الْفِقْه والعربية وَالْكِتَابَة والشروط وَالْكَلَام صنف فِي أصُول الْفِقْه كتابا كَبِيرا وَتخرج على يَده جمَاعَة مَعَ الْوَرع الثخين والمجاهدة والنصح لِلْإِسْلَامِ والسخاء وَحسن الْخلق قَالَ القَاضِي أَبُو الطّيب ورد بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا سنة ثمَّ حج وَعقد لَهُ الْفُقَهَاء مجلسين تولى أَحدهمَا الشَّيْخ أَبُو حَامِد الاسفراييني وَالْآخر أَبُو مُحَمَّد الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 الْبَاقِي وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق جمع بَين رئاسة الدَّين وَالدُّنْيَا بجرجان توفّي فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة 116 - حمد بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْمِيم وَقيل أُسَمِّهِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب أَبُو سُلَيْمَان البستي الْمَعْرُوف بالخطابي قيل إِنَّه من ولد زيد بن الْخطاب بن نفَيْل الْعَدوي قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يثبت كَانَ رَأْسا فِي علم الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَالْأَدب وَغير ذَلِك أَخذ الْفِقْه عَن أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وَأبي بكر الْقفال وَغَيرهمَا وَأخذ اللُّغَة عَن أبي عمر الزَّاهِد وصنف التصانيف الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 النافعة الْمَشْهُورَة مِنْهَا معالم السّنَن تكلم فِيهَا على سنَن أبي دَاوُد وأعلام البُخَارِيّ وغريب الحَدِيث وَشرح أَسمَاء الله الْحسنى وَكتاب الغنية عَن الْكَلَام وَأَهله وَكتاب الْعُزْلَة وَله شعر حسن نقل عَنهُ النَّوَوِيّ فِي التَّهْذِيب شَيْئا فِي اللُّغَة ثمَّ قَالَ وَمحله من الْعلم مُطلقًا وَمن اللُّغَة خُصُوصا الْغَايَة الْعليا توفّي ببست فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَن الَّذِي يَجِيء على مَذْهَب الشَّافِعِي انه يجْهر فِي كسوف الشَّمْس قَالَه فِي كِتَابه أَعْلَام البُخَارِيّ وَالْمَعْرُوف خِلَافه قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَنقل عَنهُ أَيْضا فِي مَوَاضِع أُخْرَى قَليلَة انْتهى نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أول صَلَاة الْجُمُعَة ثمَّ فِي صَلَاة الْمُسَافِر فِي الْجمع بِالْمرضِ والوحل ثمَّ فِي بَاب صَلَاة الْكُسُوف فِي موضِعين 117 - زَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى أَبُو عَليّ السَّرخسِيّ أَخذ الْفِقْه عَن أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَالْأَدب عَن أبي بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَقَرَأَ على أبي بكر بن الحديث: 117 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 مُجَاهِد قَالَ فِيهِ الْحَاكِم الْمُقْرِئ الْفَقِيه الْمُحدث شيخ عصره بخراسان سَمِعت مناظرته فِي مجْلِس أبي بكر الصبغي وَقَالَ الذَّهَبِيّ اخذ عَن أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ علم الْكَلَام وشهده وَهُوَ يَقُول عِنْد الْمَوْت لعن الله الْمُعْتَزلَة موهوا ومخرقوا توفّي فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَله سِتّ وَتسْعُونَ سنة بِتَقْدِيم التَّاء على السِّين نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَن الْخِيَار فِي النِّكَاح يثبت بالصنان والبخر وَنَحْو ذَلِك 118 - عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد ين محَارب الْأنْصَارِيّ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْإِصْطَخْرِي ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ تفقه على القَاضِي أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ وَكَانَ قَاضِي فسا بفاء مَفْتُوحَة وسين مُهْملَة وفقيه فَارس وَشرح الْمُسْتَعْمل لمنصور التَّمِيمِي وَسمع بِفَارِس وَالْعراق والحجاز وَالشَّام ومصر قَالَ الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَكَانَ فَقِيها مجودا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي كتاب السّرقَة عَن شرح الْمُسْتَعْمل لَهُ 119 - عبد الله بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ أَبُو مُحَمَّد البافي نزيل بَغْدَاد أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وَأَصْحَاب الْوُجُوه تفقه على أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَأبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة ثمَّ أَخذ عَن الداركي وَكَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة تفقه بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ اخذ عَنهُ أَبُو الطّيب وَالْمَاوَرْدِيّ قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أفقه أهل وقته فِي الْمَذْهَب بليغ الْعبارَة يعْمل الْخطب وَيكْتب الْكتب الطَّوِيلَة من غير روية وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أديبا شَاعِرًا مترسلا كَرِيمًا درس بِبَغْدَاد الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 بعد الداركي توفّي فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع قَليلَة مِنْهَا فِي سُجُود السَّهْو وَالصَّوْم فِي الْكَلَام على صَوْم يَوْم الشَّك والبافي مَنْسُوب إِلَى باف بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْفَاء إِحْدَى قرى خوارزم 120 - عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن الْحسن بن عَليّ أَبُو الْحسن الْجِرْجَانِيّ الْفَقِيه الشَّاعِر المطبق قَالَ حَمْزَة السَّهْمِي كَانَ قَاضِي جرجان وَولي قَضَاء قُضَاة الرّيّ وَكَانَ من مفاخر جرجان وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أديبا شَاعِرًا وَله ديوَان وَهُوَ الْقَائِل فِي قصيدة لَهُ ... يَقُولُونَ لي فِيك انقباض وَإِنَّمَا ... رَأَوْا رجلا عَن موقف الذل محجما ... ... أرى النَّاس من داناهم هان عِنْدهم ... وَمن أكرمته عزة النَّفس أكرما ... وَقَالَ الْعَبَّادِيّ صنف كتاب الْوكَالَة وَفِيه أَرْبَعَة آلَاف مَسْأَلَة قَالَ ابْن كثير الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 لَهُ ديوَان مَشْهُور وَتَفْسِير كَبِير وَغير ذَلِك قَالَ أَبُو شامة لَهُ اخْتِصَار تأريخ أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ فِي مجلدة سَمَّاهُ صفوة التأريخ توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة كَذَا قَالَه حَمْزَة السَّهْمِي وَجرى عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وابْن كثير فِي طبقاته والسبكي وَهُوَ مُقْتَضى كَلَام الشَّيْخ فِي الطَّبَقَات فَإِنَّهُ جعله من الطَّبَقَة الَّذين مَاتُوا بعد التسعين لَكِن قَالَ الْحَاكِم مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ عَن سِتّ وَسبعين سنة قَالَ ابْن خلكان وَنقل الْحَاكِم أثبت وَأَصَح فعلى هَذَا فَهُوَ من أهل الطَّبَقَة السَّادِسَة 121 - عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن مهْدي بن مَسْعُود بن النُّعْمَان بن دِينَار بن عبد الله أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الدَّارَقُطْنِيّ الْحَافِظ الْكَبِير صَاحب المصنفات المفيدة مِنْهَا كتاب السّنَن والعلل الَّذِي لم ير مثله فِي فنه وَكتاب الْإِفْرَاد تفقه بِأبي سعيد الْإِصْطَخْرِي وَقيل على غَيره قَالَ الْحَاكِم صَار أوحد الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 عصره فِي الْحِفْظ والفهم والورع وإماما فِي النَّحْو وَالْقِرَاءَة وَأشْهد انه لم يخلق على أَدِيم الأَرْض مثله وَقَالَ الْخَطِيب عَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ عَن أبي ذَر قلت للْحَاكِم هَل رَأَيْت مثل الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ هُوَ لم ير مثل نَفسه فَكيف أَنا وَقَالَ الْخَطِيب سَمِعت القَاضِي أَبَا الطّيب الطَّبَرِيّ يَقُول الدَّارَقُطْنِيّ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة عَن تسع وَسبعين سنة فَإِن مولده سنة سِتّ وثلاثمائة توفّي بِبَغْدَاد وَدفن قَرِيبا من مَعْرُوف الْكَرْخِي قَالَ ابْن مَاكُولَا رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أسأَل عَن حَال الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْآخِرَة فَقيل لي ذَاك يدعى فِي الْجنَّة بِالْإِمَامِ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي أثْنَاء كتاب الْقَضَاء فِي الْكَلَام على الرِّوَايَة بِالْإِجَازَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 122 - مُحَمَّد بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله الإستراباذي وَقيل الْجِرْجَانِيّ أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وَأَصْحَاب الْوُجُوه وَيعرف بالختن لِأَنَّهُ كَانَ زوج ابْنة أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ الْحَافِظ كَانَ إِمَامًا فَاضلا مناظرا عَالما بالقراءات ومعاني الْقُرْآن أستاذا فِي الْأَدَب ورعا زاهدا مَشْهُورا ذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق مُخْتَصرا فَقَالَ كَانَ فَقِيها فَاضلا شرح التَّلْخِيص لِابْنِ الْقَاص وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب تخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَكَانَ لَهُ ورع وديانة وَكَانَت لَهُ رحْلَة إِلَى خُرَاسَان وَالْعراق وأصبهان وَسمع بِبِلَاد كَثِيرَة توفّي يَوْم عَرَفَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة مولده سنة إِحْدَى عشرَة وَشَرحه على التَّلْخِيص شرح جليل عَزِيز الْوُجُود فِي مُجَلد نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْمَسْأَلَة السريجية 123 - مُحَمَّد بن الْحسن بن الْمُنْتَصر أَبُو الْفَيَّاض الْبَصْرِيّ صَاحب القَاضِي أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ درس بِالْبَصْرَةِ وَعنهُ أَخذ فقهاؤها وَمن تصانيفه اللَّاحِق بالجامع الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 الَّذِي صنفه شَيْخه وَهُوَ تَتِمَّة لَهُ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الصَّيْمَرِيّ لَا نَعْرِف وَقت وَفَاته وذكرته هُنَا تَقْرِيبًا فَإِن تِلْمِيذه الصَّيْمَرِيّ فِي الطَّبَقَة الْآتِيَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَائِل الْحيض فِي الْكَلَام على الإستمتاع بالحائض فِيمَا بَين السُّرَّة وَالركبَة وَنقل عَنهُ فِي غَيره أَيْضا 124 - مُحَمَّد بن عبد الله بن حمشاذ بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَمِيم سَاكِنة وشين وذال معجمتين أَبُو مَنْصُور الحمشاذي قَالَ الْحَاكِم كَانَ عَالما أديبا متكلما زاهدا عابدا مجتنبا لصحبة السُّلْطَان وَأهل دولته درس الْفِقْه على أبي الْوَلِيد النَّيْسَابُورِي وَابْن أبي هُرَيْرَة وَسمع بخراسان وَالْعراق والحجاز واليمن وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْعلمَاء وصنف اكثر من ثَلَاثمِائَة تصنيف وَكَانَ مجاب الدعْوَة ولد سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة قَالَ الذَّهَبِيّ توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ثمَّ أَعَادَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَالَ توفّي فِي رَجَب الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 125 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن بَصِير بِالْبَاء الْمُوَحدَة بن وَرْقَاء الإِمَام أَبُو بكر الأودني كَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة بِمَا وَرَاء النَّهر وَمن كبار أَصْحَاب الْوُجُوه أَخذ عَن أبي مَنْصُور بن مهْرَان قَالَ الْحَاكِم كَانَ من أزهد الْفُقَهَاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم على تَقْصِيره وأشدهم تواضعا وإنابة وَقَالَ الإِمَام فِي النِّهَايَة وَكَانَ من دأبه أَن يضن بالفقه على من لَا يسْتَحقّهُ وَإِن ظهر بِسَبَبِهِ أثر الإنقطاع عَلَيْهِ فِي المناظرة توفّي ببخارى فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وأودنة قَرْيَة من قرى بُخَارى وَهِي بِفَتْح الْهمزَة كَمَا قَالَه ابْن مَاكُولَا وَغَيره وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ بِضَم الْهمزَة قَالَ وَالْفَتْح من خطأ الْفُقَهَاء وَاقْتصر عَلَيْهِ ابْن خلكان وَاقْتصر ابْن الصّلاح على الأول وَحَكَاهُ عَن الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 خطّ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب وَقَالَ ابْن كثير إِنَّه أصح نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الِاقْتِدَاء بالمخالف ثمَّ صَلَاة الْمُسَافِر ثمَّ فِي حل الْميتَة ثمَّ فِي الزَّكَاة فِي الْخلطَة 126 - مُحَمَّد بن عَليّ بن سهل بن مصلح الْفَقِيه أَبُو الْحسن الماسرجسي النَّيْسَابُورِي شيخ الشَّافِعِيَّة فِي عصره وَأحد أَصْحَاب الْوُجُوه قَالَ الْحَاكِم كَانَ اعرف الْأَصْحَاب بِالْمذهبِ وترتيبه صحب أَبَا إِسْحَاق الْمروزِي إِلَى مصر وَلَزِمَه وتفقه بِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد فَكَانَ معيد ابْن أبي هُرَيْرَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَعقد مجْلِس النّظر وَجلسَ الْإِمْلَاء وَكَانَ قد سمع الحَدِيث ورحل اخذ عَنهُ القَاضِي أَبُو الطّيب وَغَيره توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَهُوَ ابْن سِتّ وَسبعين سنة وَقيل توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ اسْتِحْبَاب تَطْوِيل الرَّكْعَة الأولى على الثَّانِيَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَحكى عَنهُ فِي بَاب الدِّيات انه قَالَ رَأَيْت صيادا يرى الصَّيْد على فرسخين الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 127 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر الدقاق ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وثلاثمائة صنف كتابا فِي أصُول الْفِقْه وَمن اختياراته أَن مَفْهُوم اللقب حجَّة قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أصوليا شرح الْمُخْتَصر وَولي الْقَضَاء بكرخ بَغْدَاد وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ فَاضلا عَالما بعلوم كَثِيرَة وَله كتاب فِي الْأُصُول على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَت فِيهِ دعابة توفّي فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة ذكره الرَّافِعِيّ فِي آخر كتاب دَعْوَى الدَّم فِي الْكَلَام على مَسْأَلَة قد الملفوف أَنا إِذا صدقنا الْوَلِيّ أَن القَاضِي أَبَا الطّيب قَالَ بِوُجُوب الْقصاص وَبَالغ فِيهِ حِين سَأَلَهُ أَبُو بكر الدقاق وراجعه فِيهِ 128 - يحيى بن أَحْمد أَبُو زَكَرِيَّا بن أبي طَاهِر السكرِي قَالَ الْحَاكِم كَانَ من صالحي أهل الْعلم والمناظرين على مَذْهَب الشَّافِعِي تفقه على أبي الْوَلِيد النَّيْسَابُورِي ودرس نيفا وَثَلَاثِينَ سنة توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ اسْتِحْبَاب رَكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب قَالَ وَقيل انه ذكره فِي شرح الغنية لِابْنِ سُرَيج 129 - أَبُو مُحَمَّد الْكَرَابِيسِي النَّيْسَابُورِي ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقَة أبي مُحَمَّد البافي ونظرائه وَذكره الرَّافِعِيّ فِي صفة الصَّلَاة فِي الْكَلَام على التَّكْبِير فَقَالَ إِن القَاضِي أَبَا الطّيب نقل عَنهُ عَن الْأُسْتَاذ أبي الْوَلِيد أَنه إِذا قَالَ الله الْأَكْبَر بِزِيَادَة ال لَا يُجزئ على الْقَدِيم لَا يعرف شَيْء من حَال الْمَذْكُور سوى مَا ذكر 130 - أَبُو مَنْصُور الأبيوردي لَا أعلم من حَاله شَيْئا إِلَّا ان الرَّافِعِيّ نقل عَنهُ فِي الْبَاب الأول من كتاب الصَدَاق فَقَالَ وَفِي شرح القَاضِي ابْن كج أَن أَبَا مَنْصُور الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 الأبيوردي حكى عَن القَاضِي أبي حَامِد أَن الْمَرْأَة إِذا تبرعت وسلمت نَفسهَا حَتَّى وَطئهَا الزَّوْج كَانَ لَهَا الِامْتِنَاع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 الطَّبَقَة الثَّامِنَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الْخَامِسَة 131 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مهْرَان الإِمَام ركن الدَّين أَبُو إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ الْمُتَكَلّم الأصولي الْفَقِيه شيخ أهل خُرَاسَان يُقَال إِنَّه بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد وَله المصنفات الْكَثِيرَة مِنْهَا جَامع الحلى فِي أصُول الدَّين وَالرَّدّ على الْمُلْحِدِينَ فِي خمس مجلدات وتعليقه فِي أصُول الْفِقْه وَذكر الرَّافِعِيّ فِي اثناء الْغَصْب وأثناء النِّكَاح أَنه شرح فروع ابْن الْحداد وَله غير ذَلِك خرج لَهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم عشرَة أَجزَاء وَذكره فِي تأريخه لجلالته وَقد مَاتَ الْحَاكِم قبله فَقَالَ الْفَقِيه الأصولي الْمُتَكَلّم الْمُتَقَدّم فِي هَذِه الْعُلُوم انْصَرف من الْعرَاق وَقد أقرّ لَهُ الْعلمَاء بالتقدم قَالَ وَبنى لَهُ مدرسة لم يبن مثلهَا فدرس فِيهَا وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق درس عَلَيْهِ شَيخنَا أَبُو الطّيب وَعنهُ أَخذ علم الْكَلَام الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 الْأُصُول عَامَّة شُيُوخ نيسابور قَالَ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر حكى لي من أَثِق بِهِ أَن الصاحب بن عباد كَانَ إِذا انْتهى إِلَى ذكر ابْن الباقلاني وَابْن فورك والإسفراييني وَكَانُوا متعاصرين من أَصْحَاب الْحسن الْأَشْعَرِيّ قَالَ لأَصْحَابه ابْن الباقلاني بَحر مغرق وَابْن فورك صل مطرق والإسفراييني نَار تحرق توفّي يَوْم عَاشُورَاء سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بنيسابور وَنقل إِلَى إسفرايين فَدفن بمشهد بهَا نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْحيض وَفِي الِاجْتِهَاد فِي دُخُول وَقت الصَّلَاة وَفِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة وَسُجُود السَّهْو ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 132 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق الطوسي أحد الأكابر الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 المناظرين كَانَت لَهُ ثروة زَائِدَة وجاه وافر تفقه على أبي الْوَلِيد النَّيْسَابُورِي وعَلى أبي سهل الصعلوكي مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ اسْتِحْبَاب رَكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب وطوس اسْم لناحية بخراسان يشْتَمل على مدينتين إِحْدَاهمَا الطابران وَالثَّانيَِة نوقان 133 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّيْخ الإِمَام أَبُو حَامِد بن أبي طَاهِر الإِسْفِرَايِينِيّ شيخ الشَّافِعِيَّة بالعراق ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة واشتغل بِالْعلمِ قَالَ سليم وَكَانَ يحرس فِي درب وَكَانَ يطالع الدَّرْس على زَيْت الحرس وَأفْتى وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَقدم بِبَغْدَاد سنة أَربع وَسِتِّينَ فتفقه على ابْن الْمَرْزُبَان والداركي وروى الحَدِيث عَن الدَّارَقُطْنِيّ وَأبي بكر الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي أَحْمد بن عدي وَجَمَاعَة وَأخذ عَنهُ الْفُقَهَاء وَالْأَئِمَّة بِبَغْدَاد وَشرح الْمُخْتَصر فِي تَعْلِيقه الَّتِي هِيَ فِي خمسين مجلدا ذكر فِيهَا خلاف الْعلمَاء وأقوالهم ومآخذهم ومناظراتهم حَتَّى كَانَ يُقَال لَهُ الشَّافِعِي الثَّانِي وَله كتاب فِي أصُول الْفِقْه قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الدَّين وَالدُّنْيَا بِبَغْدَاد وعلق عَنهُ تعاليق فِي شرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وطبق الأَرْض بالأصحاب وَجمع مَجْلِسه ثَلَاثمِائَة متفقه وَاتفقَ الْمُوَافق والمخالف على تفضيله وتقديمه فِي جودة الْفِقْه وَحسن النّظر ونظافة الْعلم وَقَالَ الْخَطِيب أَبُو بكر حدثونا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة وَقد رَأَيْته وَحَضَرت تدريسه وَسمعت من مذكراته كَانَ يحضر درسه سَبْعمِائة فَقِيه وَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ لَو رَآهُ الشَّافِعِي لفرح بِهِ وحَدثني الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ أَنه قَالَ سَأَلت القَاضِي أَبَا عبد الله الصَّيْمَرِيّ من أنظر من رَأَيْت من الْفُقَهَاء فَقَالَ أَبُو حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ توفّي فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن فِي دَاره ثمَّ نقل فِي سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة إِلَى بَاب حَرْب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 134 - احْمَد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الضَّبِّيّ أَبُو الْحسن الْمحَامِلِي الْبَغْدَادِيّ اُحْدُ أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة درس الْفِقْه على الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء والفهم وبرع فِي الْمَذْهَب قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق تفقه على الشَّيْخ أبي حَامِد وَله عَنهُ تعليقة تنْسب إِلَيْهِ وَله مصنفات كَثِيرَة فِي الْخلاف وَالْمذهب ودرس بِبَغْدَاد وَقَالَ الشريف أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الموسوي المرتضى دخل عَليّ أَبُو الْحسن الْمحَامِلِي مَعَ الشَّيْخ أبي حَامِد وَلم أكن أعرفهُ فَقَالَ لي الشَّيْخ أَبُو حَامِد هَذَا أَبُو الْحسن الْمحَامِلِي وَهُوَ الْيَوْم أحفظ للفقه مني وَحكى ابْن الصّلاح عَن الْفَقِيه سليم أَن الْمحَامِلِي لما صنف كتبه الْمقنع والمجرد وَغير ذَلِك من كتب استاذه أبي حَامِد ووقف عَلَيْهَا قَالَ بتر كتبي بتر الله عمره فَمَا عَاشَ إِلَّا يَسِيرا حَتَّى مَاتَ الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 ونفذت فِيهِ دَعْوَة الشَّيْخ أبي حَامِد توفّي فِي ربيع الآخر سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَمن تصانيفه الْمَجْمُوع قريب من حجم الرَّوْضَة يشْتَمل على نُصُوص كَثِيرَة وَكتاب الْمقنع مُجَلد وَكتاب رُؤُوس الْمسَائِل وَهُوَ مجلدان يذكر فِيهِ أصُول الْمسَائِل ويستدل عَلَيْهَا وَكتاب عدَّة الْمُسَافِر وكفاية الْحَاضِر مُجَلد فِي الْخلاف وَأما اللّبَاب فَهُوَ مُخْتَصر مَشْهُور كثير الْفَائِدَة على صغره وَهُوَ لحفيده لَا لَهُ وَفِيه شذوذات كَثِيرَة 135 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ الْمُؤَدب اللّغَوِيّ مُصَنف الغريبين فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَهُوَ من الْكتب النافعة السائرة الْمَشْهُورَة وَهُوَ تلميذ أبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي ذكره ابْن الصّلاح فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَقد تكلم فِيهِ ابْن خلكان وَغَيره توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة قَالَ الْإِسْنَوِيّ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ شَيْئا يتَعَلَّق باللغة وَلَا يحضرني الْآن الْموضع الَّذِي نقل عَنهُ انْتهى نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي آخر الْغسْل فِي الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 تَفْسِير القرحة وَفِي الْحيض فِي الْكَلَام على الإستحاضة ثمَّ بعد ذَلِك بِنَحْوِ ورقة وَنصف فِي أول الْبَاب الثَّانِي فِي المستحاضات 136 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السَّرخسِيّ الْهَرَوِيّ أَبُو مُحَمَّد القراب الْمُقْرِئ العابد أَخذ الْفِقْه بِبَغْدَاد عَن الداركي وَذكر انه لَقِي جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن سُرَيج وَكَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم كَثِيرَة وَله المصنفات الْكَثِيرَة المفيدة مِنْهَا كتاب فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي وَكتاب الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَكتاب دَرَجَات التائبين وَكتاب الْكَافِي فِي الْقرَاءَات فِي مجلدات كَثِيرَة وَمِنْهَا الشافي فِي علم الْقرَاءَات أَيْضا وَقَالَ ابْن الصّلاح رَأَيْت لَهُ كتابا فِي الْقرَاءَات فِي عدَّة مجلدات مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بهراة والقراب بقاف مَفْتُوحَة وَرَاء مُشَدّدَة وباء مُوَحدَة 137 - الْحسن بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد الْحداد من أهل الْبَصْرَة قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق أحد فُقَهَاء أَصْحَابنَا لَا أعلم على من درس وَلَا وَقت وَفَاته وَرَأَيْت الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 لَهُ كتابا فِي ادب الْقَضَاء دلّ على فضل كَبِير وَذكره بعد أبي مُحَمَّد الْإِصْطَخْرِي وَقد مر فِي الطَّبَقَة السَّابِعَة وَقبل ابْن اللبان وَهُوَ من هَذِه الطَّبَقَة فَالله أعلم من أَي الطبقتين هُوَ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي كتاب الْقَضَاء فِي آخر الْكَلَام على أَن الشَّاهِد لَا يعْتَمد الْخط فَقَالَ وَحكى أَبُو مُحَمَّد الْحداد من الْأَصْحَاب أَن بعض عُلَمَائِنَا مِمَّن ولي قَضَاء الْبَصْرَة كَانَ يكْتب أَن الَّذِي شهِدت عَلَيْهِ يشبه فلَانا 138 - الْحسن بن الْحُسَيْن بن حمكان بحاء مُهْملَة بعْدهَا مِيم مفتوحتان أَبُو عَليّ الْهَمدَانِي ذكره الشَّيْخ فِي طبقاته فَقَالَ أَخذ بِالْبَصْرَةِ عَن أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ وَسكن بَغْدَاد ودرس بهَا وَقَالَ غَيره رَحل وَكتب الحَدِيث وَرُوِيَ عَنهُ انه قَالَ كتبت بِالْبَصْرَةِ عَن أَرْبَعمِائَة وَسبعين شَيخا روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي وَكَانَ يُضعفهُ وَيَقُول لَيْسَ بِشَيْء فِي الحَدِيث قَالَ ابْن كثير لَهُ كتاب فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي ذكر فِيهِ مَذَاهِب كَثِيرَة وَأَشْيَاء تفرد بهَا وَكنت قد كتبت مِنْهَا شَيْئا فِي تَرْجَمَة الإِمَام فَلَمَّا قرأتها على شَيخنَا الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 الْمزي أَمرنِي أَن أضْرب على أَكْثَرهَا لضعف ابْن حمكان توفّي سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة 139 - الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأُسْتَاذ أَبُو الدقاق النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد الْعَارِف شيخ الصُّوفِيَّة تفقه بمرو عِنْد الخصري وَأعَاد عِنْد الْقفال وبرع فِي الْفِقْه ثمَّ سلك طَرِيق الصُّوفِيَّة وَصَحب الْأُسْتَاذ أَبَا الْقَاسِم النصراباذي وَأخذ الطَّرِيقَة عَنهُ وَزَاد عَلَيْهِ حَالا ومقالا واشتهر ذكره فِي الْآفَاق وانتفع بِهِ الْخلق وَمِنْهُم أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي صَاحب الرسَالَة وَحكى عَنهُ أحوالا وكرامات مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة خمس 140 - الْحُسَيْن بن الْحسن بن مُحَمَّد بن حَلِيم القَاضِي أَبُو عبد الله الْحَلِيمِيّ البُخَارِيّ قَالَ الْحَاكِم أوحد الشافعيين بِمَا وَرَاء النَّهر وأنظرهم وآدبهم الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 بعد أستاذيه أَبُو بكر الْقفال والأودني انْتهى وَكَانَ مقدما فَاضلا كَبِيرا لَهُ مصنفات مفيدة ينْقل مِنْهَا الْحَافِظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ كثيرا وَقَالَ فِي النِّهَايَة كَانَ الْحَلِيمِيّ رجلا عَظِيم الْقدر لَا يُحِيط بكنه علمه إِلَّا غواص ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَمَات فِي جُمَادَى وَقيل فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة وَمن تصانيفه شعب الْإِيمَان كتاب جليل فِي نَحْو ثَلَاث مجلدات يشْتَمل على مسَائِل فقهية وَغَيرهَا تتَعَلَّق بأصول الْإِيمَان وآيات السَّاعَة وأحوال الْقِيَامَة وَفِيه مَعَاني غَرِيبَة لَا تُوجد فِي غَيره نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي التَّيَمُّم موضِعين ثمَّ فِي التَّشَهُّد ثمَّ فِي الِاقْتِدَاء بالمخالفين ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ قَالَ فِي الْمُهِمَّات وَقد نقل الرَّافِعِيّ فِي كتاب الظِّهَار فِي الْكَلَام على مَا يحصل بِهِ إِسْلَام الْكَافِر وَفِي كتاب الرِّدَّة عَن الْمِنْهَاج للحليمي أمورا فَاعْتقد كثير من النَّاس أَنه أسم الْكتاب الْمَذْكُور وَالَّذِي ظهر لي أَنه غَيره فَإِن بعض مَا نَقله عَنهُ لم أَجِدهُ فِي الشّعب 141 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله بن أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 الحناطي أَخذ الْفِقْه فِيمَا أَظن عَن أَبِيه عَن ابْن الْقَاص وَأبي إِسْحَاق الْمروزِي وَقدم بَغْدَاد فِي أَيَّام الشَّيْخ أبي حَامِد روى عَنهُ القَاضِي أَبُو الطّيب وَقَالَ فِي تَعْلِيقه كَانَ حَافِظًا لكتب الشَّافِعِي وَكتب أبي الْعَبَّاس ذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَقَالَ من أَئِمَّة طبرستان وَلم يؤرخ وَفَاته ذكره قبل ابْن كج قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى ووفاة الحناطي فِيمَا يظْهر بعد الأربعمائة بِقَلِيل وَله كتاب وقف عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَهُوَ مطول وَله الْفَتَاوَى لطيف والحناطي نِسْبَة إِلَى بيع الْحِنْطَة قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ لَعَلَّ أَن بعض أجداده كَانَ يَبِيع الْحِنْطَة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي سنَن الْوضُوء فِي الْكَلَام على تكْرَار مسح الرَّأْس ثمَّ فِي آخر الِاسْتِنْجَاء ثمَّ فِي نواقض الْوضُوء موضِعين ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ ووالده ذكره المطوعي فِي الْمَذْهَب وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ كَانَ إِمَام عصره بطبرستان حَقًا وَوَاحِد دهره علما وفقها قَالَ ودرس على ابْن الْقَاص وَأخذ عَن أبي إِسْحَاق ثمَّ أَعَادَهُ مرّة أُخْرَى فَقَالَ والمنجبون من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 فُقَهَاء أَصْحَابنَا أَي المعقبون للْعُلَمَاء أَرْبَعَة فَذكر الْإِسْمَاعِيلِيّ والصعلوكي والقفال الشَّاشِي ثمَّ قَالَ وَأَبُو جَعْفَر الحناطي حَيْثُ رزق مثل الشَّيْخ أبي عبد الله ولدا رَضِيا ونجلا ذكيا 142 - الْحُسَيْن بن عبد الله أَبُو عبد الله الطَّبَرِيّ ذكره الشَّيْخ فِي هَذِه الطَّبَقَة وَقَالَ لَهُ مُخْتَصر فِي الْفِقْه مليح وَلم يزدْ قَالَ الْإِسْنَوِيّ ومختصره هَذَا يُقَارب الْمُخْتَصر الْمَعْرُوف بالتبريزي يعرف بالكفاية فِي الفروق واللطائف 143 - سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد الإِمَام شمس الْإِسْلَام أَبُو الطّيب ابْن الإِمَام أبي سهل الْعجلِيّ الْحَنَفِيّ الصعلوكي النَّيْسَابُورِي أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة ومفتي نيسابور تفقه على أَبِيه قَالَ الْحَاكِم وَهُوَ أنظر من رَأَيْنَاهُ وَكَانَ أَبوهُ الحديث: 142 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 يجله وَيَقُول سهل وَالِد قَالَ وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَحدث وأملى وَبَلغنِي انه كَانَ فِي مَجْلِسه أَكثر من خَمْسمِائَة محبرة وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أديبا جمع رئاسة الدَّين وَالدُّنْيَا وَأخذ عَنهُ فُقَهَاء نيسابور توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ وَعَن وَالِده أَنَّهُمَا قَالَا إِن طَلَاق السَّكْرَان لَا يَقع وَنقل عَنهُ فِي الْجِنَايَات فِيمَا لَو قَالَ اقتلني فَقتله فَفِي الدِّيَة قَولَانِ أظهرهمَا لَا تجب وَلَا قصاص على الْمَذْهَب وَبِه قطع الْجُمْهُور وَعَن سهل الصعلوكي طرد الْخلاف فِيهِ وَسُئِلَ عَن الشطرنج فَقَالَ إِذا سلم المَال من الخسران وَالصَّلَاة عَن النسْيَان فَذَلِك انس بَين الإخوان وَكتبه سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان وَقد نقل الرَّافِعِيّ بعض هَذَا اللَّفْظ عَن الصعلوكي وَلم يبين من هُوَ وَالْمرَاد بِهِ سهل وَله أَلْفَاظ هَكَذَا كَقَوْلِه من تصدر قبل أَوَانه فقد تصدى لهوانه وَقَوله إِذا كَانَ رضى الْخلق معسورا لَا يدْرك ميسوره لَا يتْرك وَقَوله إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى إخْوَان الْعشْرَة لزمان الْعسرَة 144 - عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الْمروزِي الإِمَام الْجَلِيل أَبُو بكر الْقفال الصَّغِير شيخ طَريقَة خُرَاسَان وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْقفال لِأَنَّهُ كَانَ يعْمل الأقفال فِي ابْتِدَاء أمره وبرع فِي صناعتها حَتَّى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أَربع حبات فَلَمَّا كَانَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة أحس من نَفسه ذكاء فَأقبل على الْفِقْه فاشتغل بِهِ على الشَّيْخ الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 أبي زيد وَغَيره وَصَارَ إِمَامًا يقْتَدى بِهِ فِيهِ وتفقه عَلَيْهِ خلق من أهل خُرَاسَان وَسمع الحَدِيث وَحدث وأملى قَالَ الْفَقِيه نَاصِر الْعمريّ لم يكن فِي زمَان أبي بكر الْقفال أفقه مِنْهُ وَلَا يكون بعده مثله وَكُنَّا نقُول انه ملك فِي صُورَة إِنْسَان وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بكر السَّمْعَانِيّ فِي أَمَالِيهِ أَبُو بكر الْقفال وحيد زَمَانه فقها وحفظا وورعا وزهدا وَله فِي الْمَذْهَب من الْآثَار مَا لَيْسَ لغيره من أهل عصره وطريقته المهذبة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي الَّتِي حملهَا عَنهُ أَصْحَابه أمتن طَريقَة وأكثرها تَحْقِيقا رَحل إِلَيْهِ الْفُقَهَاء من الْبِلَاد وَتخرج بِهِ أَئِمَّة وَذكر القَاضِي الْحُسَيْن ان أَبَا بكر الْقفال كَانَ فِي كثير من الْأَوْقَات يَقع عَلَيْهِ الْبكاء فِي الدُّرُوس ثمَّ يرفع رَأسه وَيَقُول مَا أَغْفَلنَا عَمَّا يُرَاد بِنَا وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد أخرج الْقفال يَده فَإِذا على ظهر كَفه آثَار فَقَالَ هَذَا من آثَار عَمَلي فِي ابْتِدَاء شبيبتي وَكَانَ مصابا بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ توفّي بمرو فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وعمره تسعون سنة وَمن تصانيفه شرح التَّلْخِيص وَهُوَ مجلدان وَشرح الْفُرُوع فِي مجلدة وَكتاب الْفَتَاوَى لَهُ فِي مجلدة ضخمة كَثِيرَة الْفَائِدَة 145 - عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن الْخَلِيل القَاضِي أَبُو الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 الْحسن الْهَمدَانِي قَاضِي الرّيّ وأعمالها وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَهُوَ مَعَ ذَلِك شيخ الاعتزال وَله المصنفات الْكَثِيرَة فِي طريقتهم وَفِي أصُول الْفِقْه قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته وَمن أجل مصنفاته وَأَعْظَمهَا كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة فِي مجلدين أبان فِيهِ عَن علم وبصيرة جَيِّدَة وَقد طَال عمره ورحل النَّاس إِلَيْهِ من الأقطار واستفادوا بِهِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 146 - عبد الْوَاحِد بن الْحُسَيْن أَبُو الْقَاسِم الصَّيْمَرِيّ الْبَصْرِيّ أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وَأَصْحَاب الْوُجُوه حضر مجْلِس القَاضِي أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ وتفقه بِصَاحِبِهِ أبي الْفَيَّاض الْبَصْرِيّ أَخذ عَنهُ الْمَاوَرْدِيّ قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق ارتحل النَّاس إِلَيْهِ من الْبِلَاد وَكَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب حسن التصانيف وَمن تصانيفه الْإِيضَاح بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة من تَحت وَالضَّاد الْمُعْجَمَة فِي نَحْو خمس مجلدات والكفاية وَهُوَ مُخْتَصر والإرشاد شرح الْكِفَايَة الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 مُجَلد وَذكر ابْن الصّلاح فِي تَرْجَمَة أبي بكر الْبَيْضَاوِيّ بِأَن لَهُ شرحا على كِفَايَة الصَّيْمَرِيّ يُسمى الْإِرْشَاد فَاعْلَم ذَلِك قَالَ ابْن الصّلاح وَكَانَت وَفَاته بعد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَقد اطلع الذَّهَبِيّ على زِيَادَة مَا اطلع عَلَيْهِ ابْن الصّلاح فَقَالَ كَانَ مَوْجُودا فِي السّنة الْخَامِسَة بعد أَرْبَعمِائَة قَالَ وَلَا أعلم تأريخ مَوته كَذَا نَقله الْإِسْنَوِيّ والذهبي فِي تأريخ الْإِسْلَام بعد أَن تَرْجمهُ فِي سنة خمس وَكَانَ فِي هَذَا الْعَصْر بِالْبَصْرَةِ وَلَا اعْلَم تأريخ مَوته وَإِنَّمَا كتبته هُنَا اتِّفَاقًا والصيمري بصاد مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء سَاكِنة بعْدهَا مِيم مَفْتُوحَة ضمهَا بَعضهم مَنْسُوب إِلَى صيمرة نهر من انهار الْبَصْرَة عَلَيْهِ عدَّة قرى نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي آدَاب قَضَاء الْحَاجة موضِعين ثمَّ فِي التَّيَمُّم ثمَّ فِي مسح الْخُف ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 147 - عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ أَبُو حَيَّان التوحيدي شيرازي الأَصْل وَقيل نيسابوري وَقيل واسطي شيخ الصُّوفِيَّة وَصَاحب كتاب البصائر وَغَيره من المصنفات فِي علم التصوف أَخذ عَن القَاضِي أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ وَقد ذكره ابْن خلكان فِي آخر تَرْجَمَة أبي الْفَصْل ابْن العميد الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 فَقَالَ كَانَ فَاضلا مصنفا وَكَانَ مَوْجُودا فِي سنة أَرْبَعمِائَة كَمَا ذكره فِي تصنيفه الْمُسَمّى بِالصديقِ والصداقة وَذكره الذَّهَبِيّ وَقَالَ لَهُ مصنفات عديدة فِي الْأَدَب والفصاحة والفلسفة وَكَانَ سيئ الِاعْتِقَاد وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي تأريخه زنادقة الْإِسْلَام ثلَاثه ابْن الراوندي وَأَبُو حَيَّان التوحيدي وَأَبُو الْعَلَاء المعري وأشدهم على الْإِسْلَام أَبُو حَيَّان لِأَنَّهُمَا صرحا وَهُوَ يحجم وَلم يُصَرح قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ من تلامذة عَليّ بن عِيسَى الرماني وَقد بَالغ فِي الثَّنَاء على الرماني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 فِي كِتَابه الَّذِي أَلفه فِي تقريظ الجاحظ فَانْظُر إِلَى الحامد والمحمود وأجود الثَّلَاثَة الرماني مَعَ اعتزاله وتشيعه وَقد ذكر ابْن النجار أَبَا حَيَّان وَقَالَ لَهُ المصنفات الْحَسَنَة كالبصائر وَغَيرهَا وَكَانَ فَقِيرا صَابِرًا متدينا إِلَى أَن قَالَ وَكَانَ صَحِيح العقيدة قَالَ الذَّهَبِيّ كَذَا قَالَ بل كَانَ عدوا لله خبيثا وَهَذِه مُبَالغَة عَظِيمَة من الذَّهَبِيّ والتوحيدي بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَكسر الْحَاء وبالدال الْمُهْمَلَتَيْنِ يُقَال إِن أَبَاهُ كَانَ يَبِيع التَّوْحِيد بِبَغْدَاد وَهُوَ نوع من التَّمْر بالعراق وَقَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ الَّذِي نسب نَفسه إِلَى التَّوْحِيد كَمَا سمى ابْن تومرت أَتْبَاعه بالموحدين وكما سمى صوفية الفلاسفة نُفُوسهم بِأَهْل الْوحدَة وحيان بحاء مُهْملَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت مُشَدّدَة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي مَوضِع وَاحِد أَنه نقل عَن شَيْخه القَاضِي أبي حَامِد أَن الرِّبَا لَا يجْرِي فِي الزَّعْفَرَان 148 - الْقَاسِم بن الْقفال الْكَبِير الشَّاشِي مُحَمَّد بن عَليّ مُصَنف التَّقْرِيب كَانَ الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 إِمَامًا جَلِيلًا حَافِظًا برع فِي حَيَاة أَبِيه وَقد نقل الرَّافِعِيّ عَن الْحَلِيمِيّ فِي الرَّضَاع فِي الْكَلَام على اخْتِلَاط اللَّبن بِغَيْرِهِ مَا يدل عَلَيْهِ فَقَالَ عقب كَلَام أبداه مَا نَصه هَذَا شَيْء استنبطته انا وَكَانَ فِي قلبِي مِنْهُ شَيْء فعرضته على الْقفال الشَّاشِي وَابْنه الْقَاسِم فارتضياه فسكنت نَفسِي ثمَّ وجدته لِابْنِ سُرَيج فسكن قلبِي كل السّكُون وَقَالَ الْعَبَّادِيّ إِن كِتَابه التَّقْرِيب قد تخرج بِهِ فُقَهَاء خُرَاسَان وازدادت طَريقَة أهل الْعرَاق بِهِ حسنا وَقد أثنى الْبَيْهَقِيّ على التَّقْرِيب فِي ضمن رِسَالَة كتبهَا الشَّيْخ أبي مُحَمَّد يحثه فِيهَا على نقل كَلَام الشَّافِعِي بِاللَّفْظِ وَيذكر لَهُ سَبَب جمعه لنصوص الشَّافِعِي فَقَالَ ثمَّ نظرت فِي كتاب التَّقْرِيب وَكتاب جمع الْجَوَامِع وعيون الْمسَائِل وَغَيرهَا فَلم أر أحدا مِنْهُم فِيمَا حَكَاهُ أوثق من صَاحب التَّقْرِيب وَهُوَ فِي النّصْف الأول من كِتَابه أَكثر حِكَايَة لألفاظ الشَّافِعِي مِنْهُ فِي النّصْف الْأَخير وَقد غفل فِي النصفين جَمِيعًا مَعَ اجْتِمَاع الْكتب لَهُ أَو أَكْثَرهَا وَذَهَاب بَعْضهَا فِي عصرنا انْتهى وحجم التَّقْرِيب قريب من حجم الرَّافِعِيّ وَهُوَ شرح على الْمُخْتَصر جليل استكثر فِيهِ من الْأَحَادِيث وَمن نُصُوص الشَّافِعِي بِحَيْثُ انه يحافظ فِي كل مَسْأَلَة على نقل مَا نَص عَلَيْهَا الشَّافِعِي فِي جَمِيع كتبه نَاقِلا لَهُ بِاللَّفْظِ لَا بِالْمَعْنَى بِحَيْثُ يَسْتَغْنِي من هُوَ عِنْده غَالِبا عَن كتب الشَّافِعِي كلهَا قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 الْإِسْنَوِيّ وَلم أر فِي كتب الْأَصْحَاب أجل مِنْهُ وَقد نسبه بعض الْمُتَقَدِّمين إِلَى الْقفال نَفسه وَالْمَعْرُوف انه لوَلَده وَهُوَ مَا جزم بِهِ الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَات والرافعي فِي الْقَضَاء وَقَالَ فِي التذنيب أَنه الْأَظْهر وَفِي تأريخ جرجان لِحَمْزَة السَّهْمِي مَا يدل عَلَيْهِ لم أعلم لَهُ تأريخ وَفَاة انْتهى وَذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقَة أبي إِسْحَاق الاسفراييني والقفال الْمروزِي وَأبي الطّيب الصعلوكي وَأبي عبد الله الْحَلِيمِيّ ونظرائهم نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي التَّيَمُّم فِي موضِعين ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 149 - مُحَمَّد بن بكر بن مُحَمَّد أَبُو بكر الطوسي النوقاني تفقه بنيسابور على الماسرجسي وببغداد على أبي مُحَمَّد البافي وَكَانَ إِمَام أَصْحَاب الشَّافِعِي بنيسابور لَهُ الدَّرْس وَالْأَصْحَاب ومجلس النّظر وَكَانَ ورعا زاهدا منقبضا عَن الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 النَّاس ترك طلب الجاه وَالدُّخُول على السلاطين وَقبُول الولايات وَكَانَ حسن الْخلق تفقه بِهِ خلق كثير وَظَهَرت بركته عَلَيْهِم مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي توفّي بنوقان سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة ونوقان بنُون مَضْمُومَة وَقَالَ ابْن خلكان إِنَّهَا مَفْتُوحَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي بَاب الْإِجَارَة فَقَالَ وَعَن الشَّيْخ أبي بكر الطوسي ترديد جَوَاب فِي الِاسْتِئْجَار لإعادة الدَّرْس وَفِي الْجِنَايَات قبيل بَاب اخْتِلَاف الْجَانِي ومستحق الدَّم وَنقل عَنهُ أَيْضا فِي موضِعين آخَرين قبل الْموضع الْمَذْكُور فِي الْكَلَام على الْقصاص فِي الباضعة والمتلاحمة وَنقل أَيْضا عَنهُ خَامِسًا فِي بَاب قَاطع الطَّرِيق وسادسا فِي كتاب الْإِيمَان وسابعا فِي الشَّهَادَات 150 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن فورك بِضَم الْفَاء وَفتح الرَّاء الْأُسْتَاذ أَبُو بكر الْأَصْفَهَانِي الْمُتَكَلّم الأصولي الأديب النَّحْوِيّ الْوَاعِظ أَخذ طَريقَة الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ عَن أبي الْحُسَيْن الْبَاهِلِيّ وَغَيره أَقَامَ بالعراق الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 مُدَّة يدرس ثمَّ توجه إِلَى الرّيّ ثمَّ إِلَى نيسابور وَبنى لَهُ بهَا مدرسة وأحيى الله تَعَالَى بِهِ أنواعا من الْعُلُوم وَظَهَرت بركته على المتفقه وَبَلغت مصنفاته قَرِيبا من الْمِائَة ثمَّ دعِي إِلَى مَدِينَة غزنة من الْهِنْد وَجَرت لَهُ بهَا مناظرات عَظِيمَة فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى نيسابور سم فِي الطَّرِيق فَمَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَنقل إِلَى نيسابور فَدفن بهَا قَالَ ابْن خلكان ومشهده بِالْحيرَةِ ظَاهر يزار ويستجاب الدُّعَاء عِنْده وَقد تَرْجمهُ الْحَاكِم وَمَات قبله وَذكره ابْن الصّلاح فِي طبقاته 151 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم القَاضِي أَبُو عمر البسطامي بِفَتْح الْبَاء الْحَاكِم بنيسابور وَشَيخ الشَّافِعِيَّة بهَا رَحل وَسمع بالعراق والأهواز وأصبهان وسجستان وأملى وَحدث وأقرأ الْمَذْهَب وَكَانَ فِي ابْتِدَاء امْرَهْ يعْقد مجْلِس الْوَعْظ والتذكير ثمَّ تَركه وَأَقْبل على التدريس والمناظرة وَالْفَتْوَى ثمَّ ولي قَضَاء نيسابور سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة فأظهر أهل الحَدِيث من الْفَرح والاستبشار والاستقبال مَا يطول شَرحه وَكَانَ نَظِير أبي الطّيب سهل بن مُحَمَّد الصعلوكي حشمة وجاها وعلما فصاره أَبُو الطّيب وَجَاء بَينهمَا جمَاعَة سادة وفضلاء توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَقيل سبع وَأَرْبَعمِائَة الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 152 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن الْعَلامَة أَبُو الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن اللبان الفرضي سمع سنَن أبي دَاوُد على ابْن داسة وَحدث بهَا بِبَغْدَاد فَسَمعَهَا مِنْهُ القَاضِي أَبُو الطّيب وَغَيره وَقد كَانَ أستاذا فِي الْفَرَائِض ولديه عُلُوم أخر وبنيت لَهُ مدرسة بِبَغْدَاد وَكَانَ يدرس بهَا قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه والفرائض صنف فِيهَا كتبا كَثِيرَة لَيْسَ لأحد مثلهَا وَعنهُ أَخذ النَّاس الْفَرَائِض وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو أَحْمد بن مُسلم الفرضي أستاذ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ فِي الْفَرَائِض وَمِمَّنْ اخذ عَن أبي الْحُسَيْن أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن يحيى بن سراقَة الْفَقِيه الفرضي وَكَانَ ابْن اللبان يَقُول لَيْسَ فِي الأَرْض فَرضِي إِلَّا من أَصْحَابِي أَو أَصْحَاب أَصْحَابِي أَو لَا يحسن شَيْئا وَقَالَ الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 الْخَطِيب أَبُو بكر كَانَ ثِقَة وانْتهى إِلَيْهِ علم الْفَرَائِض وصنف فِيهَا كتبا توفّي فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة وَمن تصانيفه فِي الْفَرَائِض كتاب الإيجاز مُجَلد نَفِيس نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا أَن زَكَاة الْفطر لَا تجب 153 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن حَمْدَوَيْه بن نعيم بن الحكم الضَّبِّيّ الطهماني الْحَافِظ أَبُو عبد الله الْحَاكِم النَّيْسَابُورِي الْمَعْرُوف بِابْن البيع صَاحب الْمُسْتَدْرك وَغَيره من الْكتب الْمَشْهُورَة ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة وَطلب الْعلم فِي صغره وَأول سَمَاعه سنة ثَلَاثِينَ ورحل فِي طلب الحَدِيث وَسمع الْكثير على شُيُوخ يزِيدُونَ على الفين وتفقه على أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وَأبي الْوَلِيد النيسايوري وَأبي سهل الصعلوكي وَغَيرهم اخذ عَنهُ الْحَافِظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ فَأكْثر عَنهُ وبكتبه تفقه وَتخرج وَمن الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 بحره استمد وعَلى منواله مَشى بلغت تصانيفه قَرِيبا من خَمْسمِائَة جُزْء وَقيل ألف جُزْء وَقيل ألف وَخَمْسمِائة جُزْء وَقَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ كَانَ ثِقَة وَكَانَ يمِيل إِلَى التَّشَيُّع قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ مُعظم لِلشَّيْخَيْنِ بِيَقِين وَلِذِي النورين وَإِنَّمَا تكلم فِي مُعَاوِيَة فأوذي قَالَ وَفِي الْمُسْتَدْرك جملَة وافرة على شَرطهمَا وَجُمْلَة وافرة على شَرط أَحدهمَا لَعَلَّ مَجْمُوع ذَلِك نَحْو نصف الْكتاب وَفِيه نَحْو الرّبع مِمَّا صَحَّ سَنَده وَفِيه بعض الشَّيْء مُعَلل وَمَا بَقِي وَهُوَ الرّبع مَنَاكِير وواهيات لَا تصح وَفِي ذَلِك بعض مَوْضُوعَات قد أعلمت عَلَيْهَا لما اختصرته توفّي فَجْأَة بعد خُرُوجه من الْحمام فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة وَقد أطنب عبد الغافر فِي مدحه وَذكر فضائله وفوائده ومحاسنه إِلَى أَن قَالَ مضى إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى وَلم يخلف بعده مثله وَقد تَرْجمهُ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي مُصَنف مُفْرد نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي كتاب صَلَاة الْجَمَاعَة فَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 إِنَّه نقل فِي تأريخ نيسابور عَن أبي بكر الصبغي أَن الرَّكْعَة لَا تدْرك بِالرُّكُوعِ 154 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ القَاضِي أَبُو مَنْصُور الْأَزْدِيّ المهلبي من ولد الْمُهلب بن أبي صفرَة أحد الْأَئِمَّة الجامعين بَين الْفِقْه والْحَدِيث وَهُوَ من أَصْحَاب الشَّيْخ أبي زيد الْمروزِي رَحل وَسمع الْكثير أَخذ عَنهُ أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ وَذكره فِي الطَّبَقَات وَقَالَ كَانَ للْمَذْهَب سدادا وعَلى أهل الْبدع حساما وَخرج من مَجْلِسه عدَّة فُقَهَاء وَكَانَ بهراة قَاضِيا قَرِيبا من ثَلَاثِينَ حجَّة وَلِلنَّاسِ بِهِ نفع توفّي بهراة فِي الْمحرم سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة فَجْأَة 155 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن محمش بميم مَفْتُوحَة وحاء مُهْملَة سَاكِنة بعْدهَا مِيم مَكْسُورَة ثمَّ شين مُعْجمَة بن عَليّ بن دَاوُد بن أَيُّوب الْأُسْتَاذ أَبُو طَاهِر الزيَادي كَانَ إِمَام أَصْحَاب الحَدِيث وفقيههم ومفتيهم بنيسابور بِلَا مدافعة الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 وَكَانَ إِمَامًا فِي علم الشُّرُوط وصنف فِيهِ كتابا ولد معرفَة جَيِّدَة قَوِيَّة بِالْعَرَبِيَّةِ روى عَنهُ الْحَاكِم وَأثْنى عَلَيْهِ وَمَات قبله ولد سنة سبع عشرَة وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة وَمَات فِي شعْبَان سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة قَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي فِي السِّيَاق أَنه إِنَّمَا عرف بالزيادي لِأَنَّهُ كَانَ يسكن ميدان زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن وَقَالَ الْعَبَّادِيّ إِنَّه مَنْسُوب إِلَى بشير بن زِيَاد وَاقْتضى كَلَام السَّمْعَانِيّ أَنه إِنَّمَا سمي بذلك نِسْبَة إِلَى بعض أجداده قَالَ السُّبْكِيّ يشبه أَن يكون هَذَا أصح ذكره الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة طبقَة أبي الطّيب الصعلوكي وَأبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ والقفال وَأبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن كج وأضرابهم وَقَالَ أَخَّرته إِلَى هَذِه الطَّبَقَة لامتداد عمره وَكَانَ من حَقه أَن يذكر فِي الرَّابِعَة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي سنَن الْوضُوء وَفِي الصَّوْم فِي الْكَلَام على صَوْم يَوْم الشَّك ثمَّ فِي الْكَفَّارَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 156 - مُحَمَّد بن يحيى بن سراقَة بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الرَّاء أَبُو الْحسن العامري الْبَصْرِيّ الْفَقِيه الفرضي الْمُحدث صَاحب التصانيف فِي الْفِقْه الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 والفرائض وَأَسْمَاء الضُّعَفَاء والمتروكين رَحل فِي الحَدِيث وَأقَام بآمد مُدَّة وَله مُصَنف حسن فِي الشَّهَادَات وَأخذ كتاب الضُّعَفَاء عَن أبي الْفَتْح الْأَزْدِيّ ثمَّ نقحه وراجع فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ ذكره ابْن الصّلاح وَذكر انه كَانَت لَهُ رحْلَة فِي الحَدِيث وعناية بِهِ وَمَعْرِفَة بِعلم الْفَرَائِض والضعفاء من الرِّجَال وَقَالَ كَانَ حَيا سنة أَرْبَعمِائَة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المتوفين فِي حُدُود سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة وَمن تصانيفه كتاب التَّلْقِين مُجَلد متوسط وَكتاب الْحِيَل جمع حِيلَة وَكتاب أدب الشَّاهِد وَمَا يثبت بِهِ الْحق على الجاحد وَذكر فِي خطبَته انه صنف قبله كتابا فِي أدب الْقَضَاء وَله كتاب فِي الْأَعْدَاد مُشْتَمل على أَشْيَاء غَرِيبَة وَله كتاب مَا لَا يسع الْمُكَلف جَهله وَقد سبقه ابْن لال بِهَذِهِ التَّسْمِيَة وَله كتاب كَبِير فِي الْفَرَائِض سَمَّاهُ الْكَشْف عَن أصُول الْفَرَائِض بِذكر الْبَرَاهِين والدلائل فِي مُجَلد ضخم وَله كتاب الشافي فِي الْفَرَائِض والوصايا والدور نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة تَصْحِيح الرَّد على ذَوي الْأَرْحَام إِذا لم يَنْتَظِم أَمر بَيت المَال فَقَالَ صَححهُ وَأفْتى بِهِ الإِمَام أَبُو الْحسن ابْن سراقَة من كبار أَصْحَابنَا ومتقدميهم وَهُوَ أحد أعلامهم فِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه 157 - هبة الله بن الْحسن بن مَنْصُور أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ الطَّبَرِيّ الأَصْل الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 الْمَعْرُوف باللالكائي بِهَمْزَة فِي آخر هـ بعْدهَا يَاء النّسَب كَانَ فَقِيها مُحدثا حَافِظًا سمع من خلق كثيرين تفقه على الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وصنف كتبا مِنْهَا رجال الصَّحِيحَيْنِ وَكتاب السّنة وعاجلته الْمنية فَلم يرو عَنهُ إِلَّا كتاب السّنة خرج إِلَى الدينور فَمَاتَ بهَا كهلا فِي رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَلَو تقدم وَفَاته لَكَانَ من أهل الطَّبَقَة الْآتِيَة 158 - يُوسُف بن أَحْمد بن كج القَاضِي أَبُو الْقَاسِم الدينَوَرِي أحد الْأَئِمَّة الْمَشْهُورين وحفاظ الْمَذْهَب المصنفين وَأَصْحَاب الْوُجُوه المتقنين تفقه بِأبي الْحُسَيْن ابْن الْقطَّان وَحضر مجْلِس الداركي ومجلس القَاضِي أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة ببلاده فِي الْمَذْهَب ورحل النَّاس إِلَيْهِ رَغْبَة فِي علمه وجوده وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي حفظ الْمَذْهَب وَحكى الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 السَّمْعَانِيّ ان الشَّيْخ أَبَا عَليّ السنجي لما أنصرف من عِنْد الشَّيْخ أبي حَامِد اجتاز بِهِ فَرَأى علمه وفضله فَقَالَ لَهُ يَا أستاذ الِاسْم لأبي حَامِد وَالْعلم لَك فَقَالَ ذَلِك رفعته بَغْدَاد وحطتني الدينور قَتله العيارون لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة قَالَ ابْن خلكان وَكَانَت لَهُ نعْمَة كَثِيرَة وكج بكتف مَفْتُوحَة وجيم مشدودة وَهُوَ فِي اللغه للجص الَّذِي تبيض بِهِ الْحِيطَان وَمن تصانيفه التَّجْرِيد قَالَ فِي الْمُهِمَّات وَهُوَ مطول وَقد وقف عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ والدينور بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَفتح النُّون وَالْوَاو وَفِي آخرهَا الرَّاء بَلْدَة من بِلَاد الْجَبَل عِنْد قرميسين 159 - يُوسُف بن مُحَمَّد أَبُو يَعْقُوب الأبيوردي قَالَ فِيهِ المطوعي تخرج بِأبي طَاهِر الزيَادي وصنف التصانيف السائرة والكتب الفاتنة الساحرة وَمَا زَالَت بِهِ حرارة ذهنه وسلاطة وهمه وذكاء قلبه حَتَّى احْتَرَقَ جِسْمه واحتصد غصنه وَقَالَ غَيره إِن الشَّيْخ أَبَا مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ تفقه عَلَيْهِ وَإِن من الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 تصانيفه كتاب الْمسَائِل تفزع إِلَيْهِ الْفُقَهَاء وتتنافس فِيهِ الْعلمَاء وَكَثِيرًا مَا يَقع ذكره فِي فَتَاوَى الْقفال لم يذكرُوا وَقت وَفَاته ذكرته هُنَا لِأَن الظَّاهِر أَنه من طبقَة الْقفال وَقَالَ السُّبْكِيّ أَحْسبهُ توفّي فِي حُدُود الأربعمائة إِن لم يكن قبلهَا بِقَلِيل فبعدها بِقَلِيل نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ ان طواف الْوَدَاع يَصح من غير طَهَارَة وَيجْبر بِالدَّمِ وَقَالَ فِي قسم الصَّدقَات فِي الْكَلَام على صنف الْفُقَرَاء نقل الشَّيْخ أَبُو عَليّ عَن الْفَقِيه أبي يَعْقُوب عَن الأودني كَذَا وَكَذَا وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بِهِ الأبيوردي هَذَا 160 - أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقَة الْقفال الْمروزِي وَقَالَ إِنَّه نَظِيره وَفِي فَتَاوَى الْقفال أَن مَسْأَلَة تَزْوِيج الْحَاكِم كَافِرَة لَا ولي لَهَا من كَافِر يُخَالِفهَا فِي الدَّين وَقد دارت بَينهمَا فَأفْتى الْقفال بِالْجَوَازِ وَأفْتى الْمَذْكُور بِالْمَنْعِ نقل الرَّافِعِيّ فِي صَلَاة الْعِيدَيْنِ عَن الْعَبَّادِيّ عَنهُ انه يجوز للرجل الْجُلُوس على الْحَرِير الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 161 - أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ جمع بَين الْفِقْه وَالْأَدب قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَله كتب كَثِيرَة مِنْهَا كتاب الْحَضَانَة وَكَانَ أوحد فِي صَنْعَة الْقَضَاء وَأَظنهُ أَخذ الْفِقْه عَن أَبِيه الحديث: 161 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 الطَّبَقَة التَّاسِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الْخَامِسَة 162 - أَحْمد بن بشري أَبُو بكر الْمصْرِيّ لَهُ مُخْتَصر فِي الْفِقْه جمع فِيهِ نصوصا للشَّافِعِيّ ذكره الْإِسْنَوِيّ قبل البرقاني وَلم يذكر مُسْتَنده فِي ذكره هُنَا 163 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُوسَى بن مهْرَان الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو نعيم الإصفهاني الْجَامِع بَين الْفِقْه والتصوف وَالنِّهَايَة فِي الحَدِيث وَله التصانيف الْمَشْهُورَة مِنْهَا كتاب الْحِلْية وَهُوَ كتاب جليل حفيل وَكتاب الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 معرفَة الصَّحَابَة وَكتاب دَلَائِل النُّبُوَّة وَكتاب تأريخ أصفهان قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ لم ألق فِي شيوخي أحفظ مِنْهُ وَمن أبي حَازِم الْأَعْرَج ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي أثْنَاء كتاب الْقَضَاء فِي الْكَلَام على الرِّوَايَة بِالْإِجَازَةِ أَن الْمجَاز يجوز لَهُ أَن يُجِيز كَمَا هُوَ الْمَعْرُوف 164 - احْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق النَّيْسَابُورِي الْمَعْرُوف بالثعلبي صَاحب التَّفْسِير والعرائس فِي قصَص الْأَنْبِيَاء أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن الواحدي روى عَن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي قَالَ رَأَيْت رب الْعِزَّة فِي الْمَنَام وَهُوَ يخاطبني وأخاطبه وَكَانَ فِي أثْنَاء ذَلِك أَن قَالَ الرب عز وَجل أقبل الرجل الصَّالح فَالْتَفت فَإِذا أَحْمد الثَّعْلَبِيّ مقبل قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ حَافِظًا رَأْسا فِي التَّفْسِير والعربية متين الدّيانَة وَقَالَ وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَحكى ابْن خلكان قولا آخر أَنه توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ ووهمه الْإِسْنَوِيّ بِمَا لَا يَصح قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وَيُقَال لَهُ الثَّعْلَبِيّ والثعالبي لقب عَلَيْهِ الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 165 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب أَبُو بكر البرقاني الْخَوَارِزْمِيّ نزيل بَغْدَاد رَحل وطوف وَسمع بِبِلَاد شَتَّى أَخذ عَنهُ الْخَطِيب وَقَالَ كَانَ ثِقَة ثبتا لم نر فِي شُيُوخنَا أثبت مِنْهُ عَارِفًا بالفقه لَهُ حَظّ فِي علم الْعَرَبيَّة صنف مُسْندًا ضمنه مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ صَحِيحا البُخَارِيّ وَمُسلم وَلم يتْرك التصنيف حَتَّى مَاتَ وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق تفقه فِي حداثته وصنف فِي الْفِقْه ثمَّ اشْتغل بِعلم الحَدِيث فَصَارَ فِيهِ إِمَامًا ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَالْبرْقَانِي نِسْبَة إِلَى برْقَان بباء مُوَحدَة كسرهَا بَعضهم وَفتحهَا غَيره بعْدهَا رَاء مُهْملَة وقاف قَرْيَة من قرى خوارزم 166 - احْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ الْقَدِيم قَالَ المطوعي فِي ذكر شُيُوخ الْمَذْهَب تفقه على الزيَادي واشتهر حَتَّى اذعن لَهُ فُقَهَاء الحديث: 165 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 الْفَرِيقَيْنِ وَأقر بفضله فضلاء المشرقين والمغربين وَله فِي الْخلاف والجدل ورؤوس الْمسَائِل وَالْمذهب تصانيف انْتهى وَهُوَ عَم الْغَزالِيّ صَاحب الْوَسِيط توفّي بطابران طوس سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ السُّبْكِيّ وَذكره ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الانتساب فِي تَرْجَمَة الزَّاهِد أبي عَليّ الفارمدي فَقَالَ إِنَّه تفقه على أبي حَامِد الْغَزالِيّ الْكَبِير وَأَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات فَقَالَ وبخراسان وَفِي مَا وَرَاء النَّهر من أَصْحَابنَا خلق كثير كالأودني وَعدد جمَاعَة ثمَّ قَالَ وَالْغَزالِيّ وَأبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَغَيرهم مِمَّن لم يحضرني تأريخ مَوته هَذِه عِبَارَته فَعلمنَا أَنه يُرِيد غير صَاحب الْوَسِيط لِأَن وَفَاته تَأَخَّرت عَن الشَّيْخ نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَذكره أَيْضا الْعَبَّادِيّ فِي طبقاته فِي الطَّبَقَة الْأَخِيرَة وَعبر بالغزالي من غير زِيَادَة فَلَا يُمكن أَرَادَهُ صَاحب الْوَسِيط لِأَن الْعَبَّادِيّ فرغ من طبقاته سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَذَلِكَ قبل ولادَة الْغَزالِيّ بسنين كَثِيرَة قَالَ ابْن خلكان وَعَادَة أهل خوارزم وجرجان ينسبون إِلَى الْقصار فَيَقُولُونَ القصاري وَنَحْوه فنسبوا إِلَى الغزال فَقَالُوا الْغَزالِيّ وَذكر النَّوَوِيّ فِي دقائق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 الرَّوْضَة أَن التَّشْدِيد هُوَ الْمَعْرُوف وبلغنا عَن أبي حَامِد صَاحب الْوَسِيط أَنه قَالَ أَنا مَنْسُوب إِلَى غزالة بِالتَّخْفِيفِ قَرْيَة من قرى طوس 167 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحِيرِي النَّيْسَابُورِي الضَّرِير وَهُوَ مُصَنف كتاب الْكِفَايَة فِي التَّفْسِير وَسمع جَمِيع صَحِيح البُخَارِيّ من أبي الْهَيْثَم الْكشميهني عَن الْفربرِي عَن البُخَارِيّ وقرأه عَلَيْهِ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي ثَلَاثَة أَيَّام قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَنعم الشَّيْخ كَانَ فضلا وعلما وَمَعْرِفَة وفهما وَأَمَانَة وصدقا وديانة وخلقا مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقيل بعْدهَا والحيري بِالْحَاء الْمُهْملَة والحيرة محلّة من نيسابور 168 - الْحسن بن عبيد الله مصغر بن يحيى الشَّيْخ أَبُو عَليّ الْبَنْدَنِيجِيّ الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 أحد الْأَئِمَّة من أَصْحَاب الْوُجُوه درس الْفِقْه بِبَغْدَاد على الشَّيْخ أبي حَامِد الأسفراييني وعلق عَنهُ التَّعْلِيق وَكَانَ دينا صَالحا ورعا وَعَاد إِلَى بَلَده البندنيجين وَتُوفِّي بِهِ سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة فِي جُمَادَى الأولى وَله التعليقة الْمُسَمَّاة بالجامع فِي أَربع مجلدات وَكتاب الذَّخِيرَة وَهُوَ دون التعليقة وَكتابه الْجَامِع قَالَ النَّوَوِيّ قل فِي كتب الْأَصْحَاب مثله وَهُوَ مستوعب الْأَقْسَام مَحْذُوف الْأَدِلَّة 169 - الْحُسَيْن بن شُعَيْب بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو عَليّ السنجي الْمروزِي عَالم تِلْكَ الْبِلَاد فِي زَمَانه تفقه بِأبي الْقفال وبالشيخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ بِبَغْدَاد وَله تعليقة جمع فِيهَا مذهبي الْعِرَاقِيّين والخراسانيين وَهُوَ أول من فعل ذَلِك قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَشرح الْمُخْتَصر شرحا مطولا يُسَمِّيه الإِمَام بِالْمذهبِ الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 الْكَبِير لم نقف عَلَيْهِ وَشرح أَيْضا التَّلْخِيص وفروع ابْن الْحداد وَقد وقفت عَلَيْهِمَا وهما فِي غَايَة النفاسة وَشرح التَّلْخِيص أكبر من الْمَذْهَب وَشرح الْفُرُوع أقل حجما مِنْهُ توفّي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة كَذَا قَالَه الرَّافِعِيّ فِي التذنيب وَقيل سنة ثَلَاثِينَ وَبِه جزم الذَّهَبِيّ وَقيل نَيف وَثَلَاثِينَ وَجزم بِهِ ابْن خلكان وَدفن إِلَى جَانب أستاذه الْقفال وسنج بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة قَرْيَة من قرى مرو نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ موضِعين فِي الْكَلَام على نَجَاسَة الْخمر ثمَّ فِي نِيَّة الْوضُوء ثمَّ فِي نواقض الْوضُوء ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 170 - عبد الله بن عَبْدَانِ تَثْنِيَة عبد بن مُحَمَّد بن عَبْدَانِ أَبُو الْفضل الْهَمدَانِي شيخ هَمدَان وعالمها ومفتيها أَخذ عَن أبي بكر بن لال وَغَيره وصنف كتابا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ شَرَائِط الْأَحْكَام قَلِيل الْوُجُود مُجَلد متوسط قَالَ ابْن صَلَاح الحديث: 170 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 اخْتَار فِيهِ جَوَاز دفع نَفَقَة الزَّوْجَة إِلَيْهَا خبْزًا وَأَن نَفَقَتهَا تتقدر بالكفاية كَمَا هُوَ مَذْهَب أبي حنيفَة وَقَول للشَّافِعِيّ وَأَنه اخْتَار أَن من شَرط صِحَة الْقيَاس حُدُوث حَادِثَة تُؤدِّي الضَّرُورَة إِلَى معرفَة حكمهَا وَأَن لَا يُوجد نَص نفي بِإِثْبَات حكمهَا وَله مُخْتَصر سَمَّاهُ شرح الْعِبَادَات وَذكر فِي أَوله عقيدة قَالَ السُّبْكِيّ لَا بَأْس بهَا عقيدة رجل أشعري على السّنة مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وقبره يزار ويتبرك بِهِ نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي مَوَاضِع مِنْهَا نقل وَجه انه يسْتَحبّ ترك الْقُنُوت فِي الصُّبْح لِأَنَّهُ صَار شعار المبتدعة وَمِنْهَا اسْتِحْبَاب الْقُنُوت فِي الْوتر فِي جَمِيع السّنة وَمِنْهَا فِي صَلَاة الْخَوْف فِي الحراسة فِي الرُّكُوع وَمِنْهَا فِي تَعْجِيل الزَّكَاة وَمِنْهَا مَا لَو أَخذ السَّاعِي غير الأغبط وَمِنْهَا أَنه يجوز الْخبز والدقيق والسويق فِي الْفطْرَة ثمَّ نقل عَنهُ فِي مَوَاضِع أخر 171 - عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن حيويه بيائين الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 مثناتين من تَحت الأولى مَضْمُومَة مشدودة وَالثَّانيَِة مَفْتُوحَة الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَكَانَ يلقب بِرُكْن الْإِسْلَام أَصله من قَبيلَة من الْعَرَب قَرَأَ الْأَدَب بِنَاحِيَة جُوَيْن على وَالِده وَالْفِقْه على أبي يَعْقُوب الأبيوردي ثمَّ خرج إِلَى نيسابور فلازم أَبَا الطّيب الصعلوكي ثمَّ رَحل إِلَى مرو لقصد الْقفال فلازمه حَتَّى برع عَلَيْهِ مذهبا وَخِلَافًا وَعَاد إِلَى نيسابور سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة وَقعد للتدريس وَالْفَتْوَى وَكَانَ إِمَامًا فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه وَالْأَدب مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة ورعا مهيبا صَاحب جد ووقار قَالَ شيخ الْإِسْلَام أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي لَو كَانَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد فِي بني إِسْرَائِيل لنقلت إِلَيْنَا أَوْصَافه وافتخروا بِهِ وَقَالَ أَبُو سعيد عبد الْوَاحِد بن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي صَاحب الرسَالَة إِن الْمُحَقِّقين من أَصْحَابنَا يَعْتَقِدُونَ فِيهِ من الْكَمَال أَنه لَو جَازَ ان يبْعَث الله تَعَالَى نَبيا فِي عصره لما كَانَ إِلَّا هُوَ توفّي بنيسابور فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ الْحَافِظ أَبُو صَالح الْمُؤَذّن غسلته فَلَمَّا لففته فِي الأكفان رَأَيْت يَده الْيُمْنَى إِلَى الْإِبِط منيرة كلون الْقَمَر فتحيرت وَقلت هَذِه بركَة فَتَاوِيهِ وصنف تَفْسِيرا كَبِيرا يشْتَمل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 على عشرَة أَنْوَاع من الْعُلُوم فِي كل آيَة وَله تعليقة فِي الْفِقْه متوسطة والفروق مُجَلد ضخم والسلسلة مُجَلد وَكتاب الْمُخْتَصر وَهُوَ مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَكتاب التَّبْصِرَة مُجَلد لطيف غالبه فِي الْعِبَادَات وَغير ذَلِك وجوين نَاحيَة كَبِيرَة من نواحي نيسابور 172 - عبد القاهر بن طَاهِر بن مُحَمَّد الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور التَّمِيمِي الْبَغْدَادِيّ قَالَ عبد الغافر ورد نيسابور مَعَ أَبِيه فاشتغل بهَا على الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ وَغَيره إِلَى أَن برع ودرس فِي سَبْعَة عشر عَاما وَأَقْعَدَهُ الْأُسْتَاذ للإملاء فأملأ سنتَيْن وَاخْتلف إِلَيْهِ الْأَئِمَّة قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَأخذ عَنهُ نَاصِر الْعمريّ وَأَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي وَقَالَ غَيره أَن إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَخذ عَنهُ الْفَرَائِض ثمَّ خرج من نيسابور فِي فتْنَة التركمان إِلَى إسفرايين وابتهج أَهلهَا بِهِ إِلَى الْحَد الَّذِي لَا يُوصف فَلم يبْق إِلَّا يَسِيرا حَتَّى مَاتَ سنة الحديث: 172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 تسع بتاء ثمَّ سين وَعشْرين وَقيل سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وترجمه الذَّهَبِيّ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَدفن إِلَى جَانب أستاذه قَالَ شيخ الْإِسْلَام أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي كَانَ الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور من أَئِمَّة الْأُصُول وصدور الْإِسْلَام بِإِجْمَاع أهل الْفضل والتحصيل بديع التَّرْتِيب غَرِيب التَّأْلِيف والتهذيب ترَاهُ الجلة صَدرا مقدما وَتَدْعُوهُ الْأَئِمَّة إِمَامًا مفخما وَمن تصانيفه تَفْسِير الْقُرْآن وفضائح الْمُعْتَزلَة وَالْفرق بَين الْفَرِيقَيْنِ وفضائح الكرامية وَتَأْويل متشابه الْأَخْبَار والملل والنحل وَكتاب الْإِيمَان وأصوله وَكتاب الصِّفَات والتحصيل فِي أصُول الْفِقْه وَكتاب سَمَّاهُ الْمعَاد فِي مَوَارِيث الْعباد فِي الْفَرَائِض والحساب لَيْسَ لَهُ نَظِير والتذكرة فِي الْحساب الفاخر فِي الْأَوَائِل والأواخر وَله أَيْضا شرح الْمِفْتَاح وقف عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ وَقد تكَرر نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ خُصُوصا فِي الدوريات والوصايا فَإِنَّهُ كَانَ إِمَامًا فِي ذَلِك حَتَّى إِنَّه صنف كتابا فِي الدوريات فِي جَمِيع أَبْوَاب الْفِقْه وَهُوَ تصنيف غَرِيب قَالَ بَعضهم وَحَيْثُ نقل الرَّافِعِيّ عَن بعض شُرُوح الْمِفْتَاح وأبهمه فَالْمُرَاد شرح الْمَذْكُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 173 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عمر بن رامين أَبُو أَحْمد الْبَغْدَادِيّ درس على الداركي وعَلى أبي الْحسن بن خيران صَاحب اللَّطِيف وَسمع الداقطني أَخذ عَنهُ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقَالَ سكن الْبَصْرَة ودرس بهَا وَكَانَ فَقِيها أصوليا لَهُ مصنفات حَسَنَة فِي الْأُصُول وَقَالَ ابْن النجار سمع وَحدث توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ورامين بِفَتْح الرَّاء كَذَا هُوَ مضبوط فِي طَبَقَات الشَّيْخ بِخَط أبي الْحسن الزَّعْفَرَانِي وَوَقع فِي طَبَقَات الإسنائي رومين برَاء مَضْمُومَة بعْدهَا وَاو 174 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن أبي بكر الْهَمدَانِي الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن الفلكي نِسْبَة إِلَى علم الْحساب والهيئة كَانَ جده أَبُو بكر أعرف النَّاس بِهِ وقته وَكَانَ حفيده أَبُو الْفضل حَافِظًا متقنا رحالا سمع عَامَّة مَشَايِخ هَمدَان الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 ومشايخ الْعرَاق وخراسان وصنف كتبا مفيدة مِنْهَا مُنْتَهى الْكَمَال فِي معرفَة الرِّجَال قَالَ شيرويه فِي ألف جُزْء أَي حَدِيثِيَّةٌ وَمَات قبل تبيضه فَإِنَّهُ مَاتَ شَابًّا قبل أَوَان الرِّوَايَة قَالَ شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ مَا رَأَيْت أحفظ من ابْن الفلكي مَاتَ بنيسابور فِي شعْبَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 175 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن مُحَمَّد أَبُو بكر الْمروزِي الْمَعْرُوف بالصيدلاني نِسْبَة إِلَى بيع الْعطر وبالداودي أَيْضا نِسْبَة إِلَى أَبِيه دَاوُد ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب اسْتِطْرَادًا فِي تَرْجَمَة حفيده أبي المظفر سُلَيْمَان بن دَاوُد الصيدلاني الدَّاودِيّ قَالَ وَهُوَ نَافِلَة الإِمَام أبي بكر الصيدلاني صَاحب أبي بكر الْقفال من الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 أهل مرو انْتهى وَله شرح على الْمُخْتَصر فِي جزأين ضخمين قَالَ الْإِسْنَوِيّ ظفر بِهِ ابْن الرّفْعَة حَال شَرحه للوسيط وَنقل فِيهِ غَالب مَا يتضمنه غير ان ابْن الرّفْعَة اعْتقد أَن الدَّاودِيّ شَارِح الْمُخْتَصر غير الصيدلاني وَادّعى فِي الْمطلب فِي الْكَلَام على دِيَة الْجَنِين أَنه مُتَقَدم على الْقفال وَلَيْسَ كَذَلِك وَمِمَّا يبطل أَن الدَّاودِيّ مُتَقَدم على الْقفال أَنه نقل شرح الْمُخْتَصر عَن الشَّيْخ أبي حَامِد فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع من كتاب الزَّكَاة فِي بَاب الْمُبَادلَة بالماشية قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَقد ظَفرت للمذكور بشرح على فروع ابْن الْحداد كتبه بعض شُيُوخنَا من أصل مَكْتُوب من خطّ المُصَنّف قَرَأَهُ كَاتبه عَلَيْهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ شرح جليل عَزِيز الْوُجُود انْتهى لم أَقف على تأريخ وَفَاته وَيحْتَمل انه من هَذِه الطَّبَقَة وَيحْتَمل أَن يكون من الطَّبَقَة الْآتِيَة تكَرر نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَحَيْثُ نقل الرَّافِعِيّ عَن بعض شُرُوح الْمُخْتَصر وأبهمه فَالْمُرَاد بِهِ شَرحه الْمُتَقَدّم فاعلمه فَإِنِّي قد استقريت ذَلِك وحررته وَقد ذكر الْإِسْنَوِيّ فِي الْمُهِمَّات من الْكتب الَّتِي وقف عَلَيْهَا الرَّافِعِيّ وفاتته هُوَ كتاب الصيدلاني قَالَ وَهُوَ مطول 176 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو عبد الله الْبَيْضَاوِيّ تفقه على الداركي وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَحَضَرت مَجْلِسه وعلقت عَنهُ وَكَانَ ورعا حَافِظًا للْمَذْهَب وَالْخلاف موفقا فِي الْفَتَاوَى مَاتَ فَجْأَة فِي رَجَب سنة الحديث: 176 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب وبيضا إِحْدَى بِلَاد فَارس قريبَة من شيراز وَلَهُم آخر بيضاوي وَهُوَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْعَبَّاس وَيعرف أَيْضا بالشافعي كَانَ من الْأَئِمَّة العارفين بالفقه وَالْأَدب وصنف فِي الْفِقْه مُخْتَصرا سَمَّاهُ كتاب التَّبْصِرَة وكتابا آخر سَمَّاهُ التَّذْكِرَة فِي تَعْلِيل مسَائِل التَّبْصِرَة وَذكره ابْن الصّلاح وَلم يؤرخ وَفَاته وَقَالَ انه صَاحب كتاب الْإِرْشَاد فِي شرح كِفَايَة الصَّيْمَرِيّ وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَله التَّذْكِرَة فِي شرح التَّبْصِرَة فِي مجلدين فرغ مِنْهُ فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ شرح حسن فِيهِ فَوَائِد 177 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مَسْعُود بن أَحْمد الإِمَام أَبُو عبد الله المَسْعُودِيّ الْمروزِي صَاحب أبي بكر الْقفال الْمروزِي أحد أَصْحَاب الْوُجُوه قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَامًا مبرزا عَالما زاهدا ورعا حسن السِّيرَة شرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ فَأحْسن فِيهِ وَسمع الحَدِيث من أستاذ الْقفال وَقَالَ ابْن الصّلاح وحكاية من صحب الْقفال من الْأَئِمَّة عَن المَسْعُودِيّ يشْعر بجلالة قدره وَقَالَ السُّبْكِيّ المَسْعُودِيّ إِن لم يكن من أَقْرَان الْقفال كَمَا دلّ عَلَيْهِ كَلَام الفوارني الحديث: 177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 فِي خطْبَة الْإِبَانَة فَهُوَ من أكبر تلامذته توفّي سنة نَيف وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة بمرو وَشَرحه الْمَذْكُور مطول وقف عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ وَذكره ابْن الصّلاح فِي الطَّبَقَات وَسَماهُ مُحَمَّد بن عبد الله وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَذَا رَأَيْته بِخَط الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَذكر أَيْضا أَنه صيدلاني وَالْمَعْرُوف أَنه مُحَمَّد بن عبد الْملك نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي الْوضُوء ثَلَاثَة مَوَاضِع ثمَّ فِي الِاسْتِنْجَاء موضِعين ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَاعْلَم أَن كتاب الْإِبَانَة للفوراني قد وَقع فِي بِلَاد الْيمن مَنْسُوبا إِلَى المَسْعُودِيّ هَذَا غلط فَحَيْثُ وَقع فِي الْبَيَان نقل عَن المَسْعُودِيّ فَالْمُرَاد بِهِ الفوراني كَذَا نبه عَلَيْهِ ابْن الصّلاح فِي طبقاته وَتَبعهُ النَّوَوِيّ فِي تلخيصها وَلم يتفطن الرَّافِعِيّ لذَلِك وَهُوَ كثير النَّقْل عَن الْبَيَان فَإِذا نقل عَن المَسْعُودِيّ فَإِن كَانَ بِوَاسِطَة صَاحب الْبَيَان فَالْمُرَاد بِهِ الفوراني وَلم يُنَبه عَلَيْهِ فِي الرَّوْضَة بل تَابع الرَّافِعِيّ على ذَلِك وَكَأَنَّهُ لم يطلع عَلَيْهِ إِذْ ذَاك 178 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبيد الله بن أَحْمد بن الْفضل بن شهريار الْفَقِيه الْحَافِظ أَبُو الْحسن الْأَصْفَهَانِي الأردستاني وَهُوَ منصف كتاب الدَّلَائِل السمعية على الْمسَائِل الشَّرْعِيَّة فِي ثَلَاث مجلدات ينصب فِيهِ الْخلاف مَعَ أبي حنيفَة وَمَالك وروى فِيهِ عَن جمَاعَة وَذكر فِي آخر الْكتاب أَنه فرغ مِنْهُ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة فَلَا أَدْرِي أهوَ من هَذِه الطَّبَقَة أَو من الْآتِيَة الحديث: 178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 179 - مَحْمُود بن الْحسن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عِكْرِمَة ابْن انس بن مَالك الْأنْصَارِيّ أَبُو حَاتِم الْقزْوِينِي أَصله من آمل طبرستان قدم بَغْدَاد وَأخذ عَن الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ ثمَّ رَجَعَ إِلَى وَطنه وَصَارَ شيخ تِلْكَ الْبِلَاد فِي الْعلم وَالْفِقْه قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق تفقه بآمل ثمَّ قدم بَغْدَاد وَحضر مجْلِس الشَّيْخ أبي حَامِد ودرس الْفَرَائِض على ابْن اللبان وأصول الْفِقْه على القَاضِي أبي بكر وَكَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب وَالْخلاف وصنف كتبا كَثِيرَة فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول والجدل وَلم أنتفع بِأحد فِي الرحلة كَمَا انتفعت بِهِ وبالقاضي أبي الطّيب رحمهمَا الله تَعَالَى وَتُوفِّي بآمل انْتهى توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَه ابْن السَّمْعَانِيّ وَجرى عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ ثمَّ نسي أَنه ذكره فَأَعَادَهُ فِيمَن توفّي قبل السِّتين تَقْرِيبًا وَمن تصانيفه الْحِيَل تصنيف لطيف يذكر فِيهِ الْحِيَل للدافع للمطالبة وأقسامها من الْمُحرمَة والمكروهة والمباحة وَتَجْرِيد الحديث: 179 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 التَّجْرِيد لرفيقه الْمحَامِلِي نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي النِّكَاح فِي الْكَلَام على التَّحْلِيل وَفِي موضِعين من الظِّهَار وَفِي أَوَائِل الْقَضَاء وَنقل فِي الرَّوْضَة من زوائده فِي آخر الشُّفْعَة عَن كِتَابه الْمُسَمّى بالحيل 180 - أَبُو عبد الرَّحْمَن الْقَزاز بقاف وزايين معجمتين السَّمرقَنْدِي ذكره الرَّافِعِيّ فِي أَوَائِل الْبَاب الثَّانِي فِي أَرْكَان الطَّلَاق فَقَالَ نقل أَبُو الْحسن الْعَبَّادِيّ عَنهُ أَنه روى عَن الْقَدِيم أَن الْفِرَاق والسراح كنايتان 181 - القيصري بقاف مَفْتُوحَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ صَاد مُهْملَة كَذَا ضَبطه ابْن الصّلاح فِي الْقطعَة الَّتِي شرحها من أَوَائِل الْمُهَذّب وَقَالَ إِنَّه من كبار الْعِرَاقِيّين وَأَن الدَّارمِيّ نقل عَنهُ حِكَايَة قَوْلَيْنِ فِي اخْتِصَاص الدّباغ بالمنصوص عَلَيْهِ قَالَ كَذَا رَأَيْته فِي تصنيف لَهُ بِخَطِّهِ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْكَلَام على أَن أَمر السُّلْطَان هَل هُوَ إِكْرَاه أم لَا أعلم وَقت وَفَاته وَكَذَلِكَ الَّذِي قبله وَقد ذكرهمَا الْإِسْنَوِيّ اتِّفَاقًا بعد الْقفال فتابعناه الحديث: 180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 الطَّبَقَة الْعَاشِرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الْخَامِسَة 182 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُوسَى الإِمَام الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ الخسروجردي سمع الْكثير ورحل وَجمع وَحصل وصنف مولده فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة تفقه على نَاصِر الْعمريّ وَأخذ علم الحَدِيث عَن أبي عبد الله الْحَاكِم وَكَانَ كثير التَّحْقِيق والإنصاف حسن التصنيف قَالَ عبد الْغفار فِي الذيل كَانَ على سيرة الْعلمَاء قانعا من الدُّنْيَا باليسير متجملا فِي زهده وورعه وَذكر غَيره انه سرد الصَّوْم ثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ مَا الحديث: 182 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 من شَافِعِيّ إِلَّا وَللشَّافِعِيّ عَلَيْهِ منَّة إِلَّا الْبَيْهَقِيّ فَإِن لَهُ على الشَّافِعِي مِنْهُ لتصانيفه فِي نصْرَة مذْهبه وَمن تصانيفه السّنَن الْكَبِير وَالسّنَن الصَّغِير وَمَعْرِفَة السّنَن والْآثَار والمبسوط فِي جمع نُصُوص الشَّافِعِي وَكتاب الْخلاف وَكتاب دَلَائِل النُّبُوَّة وَكتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَكتاب الْبَعْث والنشور ومناقب الشَّافِعِي ومناقب أَحْمد وَكتاب الْمدْخل وَكتاب الِاعْتِقَاد مُجَلد وَكتاب الزّهْد مُجَلد وَكتاب التَّرْغِيب والترهيب وَغير ذَلِك من المصنفات الجامعة المفيدة وَقيل إِن تصانيفه ألف جُزْء توفّي بنيسابور فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَحمل إِلَى بَلَده فَدفن بهَا نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا اخْتِيَار وجوب الْكَفَّارَة فِي نذر الْمعْصِيَة وَنقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوَاضِع مِنْهَا أَن وَقت الْمغرب موسع وَفِي صفة الْأَئِمَّة فِي الْكَلَام على الِاقْتِدَاء بِأَهْل الْبدع وخسر وجرد بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة ثمَّ سين مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ رَاء مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم مَكْسُورَة ثمَّ رَاء سَاكِنة بعْدهَا دَال قَرْيَة من نواحي بيهق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 وَهِي أم النَّاحِيَة وبيهق نَاحيَة كحوران على يَوْمَيْنِ من نيسابور 183 - أَحْمد بن الْحُسَيْن أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ الفناكي بفاء مَفْتُوحَة وَنون مُشَدّدَة وكاف مَكْسُورَة ولد بِالريِّ وتفقه على أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَأبي عبد الله الْحَلِيمِيّ وَأبي طَاهِر الزيَادي وَسَهل الصعلوكي ودرس ببروجرد وَمَات بهَا سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة عَن نَيف وَتِسْعين سنة بتاء ثمَّ سين قَالَ ابْن الصّلاح رَأَيْت لَهُ كتابا سَمَّاهُ المناقضات مَضْمُونَة الْحصْر وَالِاسْتِثْنَاء مِنْهُ قريب من تَلْخِيص ابْن الْقَاص فِي الْمَعْنى 184 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد عماد الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الرَّوْيَانِيّ الطَّبَرِيّ الحديث: 183 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 قَاضِي القضاه جد صَاحب الْبَحْر وَشُرَيْح الرَّوْيَانِيّ ومصنف الجرجانيات نقل عَنهُ حفيده فِي روضته فَوَائِد كَثِيرَة وَقَالَ إِنَّه أَخذ عَن أستاذه الشَّيْخ الْجَلِيل أبي عبد الله الحناطي قَالَ وَله كتاب فِي أدب الْقَضَاء لم يذكرُوا وَفَاته وذكرته هُنَا تخمينا ورويان من بِلَاد طبرستان غير مَهْمُوز تكَرر نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ خُصُوصا فِي أَوَائِل النِّكَاح وتعليقات الطَّلَاق 185 - إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم شيخ الْإِسْلَام أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي النَّيْسَابُورِي الْوَاعِظ الْمُفَسّر المتفنن مولده سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة وَكَانَ أَبوهُ من أَئِمَّة الْوَعْظ بنيسابور فَقتل ولولده هَذَا تسع سِنِين فأجلس مَكَانَهُ وَحضر أول مجْلِس أَئِمَّة الْوَقْت فِي بَلَده كالشيخ أبي الطّيب الصعلوكي والأستاذ أبي بكر ابْن فورك والأستاذ أبي إِسْحَاق الاسفراييني ثمَّ الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 كَانُوا يلازمون مَجْلِسه ويتعجبون من فَصَاحَته وَكَمَال ذكائه وَحسن إِيرَاده قَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي كَانَ أوحد وقته فِي طَرِيقَته وعظ الْمُسلمين سبعين سنة وخطب وَصلى فِي الْجَامِع نَحوا من عشْرين سنة وَكَانَ حَافِظًا كثير السماع والتصنيف حَرِيصًا على الْعلم سمع الْكثير ورحل ورزق الْعِزَّة والجاه فِي الدَّين وَالدُّنْيَا وَكَانَ جمالا بِالْبَلَدِ مَقْبُولًا عِنْد الْمُوَافق والمخالف مجمعا على أَنه عديم النظير وَكَانَ سيف السّنة ودافع اهل الْبِدْعَة وَقد طول عبد الغافر فِي تَرْجَمته وَأَطْنَبَ فِي وَصفه وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا شيخ الْإِسْلَام صدقا وَإِمَام الْمُسلمين حَقًا أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي ثمَّ ذكر حِكَايَة توفّي فِي الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 186 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد أَبُو عبد الله الوني بواو مَفْتُوحَة وَنون مُشَدّدَة الفرضي الضَّرِير كَانَ مُتَقَدما فِي علم الْفَرَائِض لَهُ فِيهِ تصانيف مِنْهَا كتاب الْكَافِي من أحسن الْكتب سمع الحَدِيث وَحدث قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ أحد الأذكياء الْمَذْكُورين وَله يَد فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة توفّي شَهِيدا بِبَغْدَاد فِي أَوَاخِر سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة الحديث: 186 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 187 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْقطَّان المطارحات وَهُوَ تصنيف لطيف وضع للامتحان قَالَ النَّوَوِيّ من أَصْحَابنَا أَصْحَاب الْوُجُوه وَذكره الرَّافِعِيّ فِي آخر الْغَصْب فِيمَا إِذا مَاتَت الْجَارِيَة الْمَغْصُوبَة من الْولادَة فِي يَد الْمَالِك لَا أعلم فِي أَي وَقت كَانَ إِلَّا أَن الْإِسْنَوِيّ ذكر كِتَابه قبل كتب الْعَبَّادِيّ فذكرناه فِي طبقَة الْعَبَّادِيّ 188 - سليم بن أَيُّوب بن سليم الْفَقِيه أَبُو الْفَتْح الرَّازِيّ الأديب الْمُفَسّر تفقه وَهُوَ كَبِير لِأَنَّهُ كَانَ اشْتغل فِي صدر عمره باللغة والنحو وَالتَّفْسِير والمعاني ثمَّ لَازم الشَّيْخ أَبَا حَامِد وعلق عَنهُ التَّعْلِيق وَلما توفّي الشَّيْخ أَبُو حَامِد جلس مَكَانَهُ ثمَّ إِنَّه سَافر إِلَى الشَّام وَأقَام بثغر صور مرابطا ينشر الْعلم فَتخرج عَلَيْهِ الحديث: 187 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 أَئِمَّة مِنْهُم الشَّيْخ نصر الْمَقْدِسِي وَكَانَ ورعا زاهدا يُحَاسب نَفسه على الْأَوْقَات لَا يدع وقتا يمْضِي بِغَيْر فَائِدَة قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق إِنَّه كَانَ فَقِيها أصوليا وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر بَلغنِي أَن سليما تفقه بعد أَن جَاوز الْأَرْبَعين غرق فِي بَحر القلزم عِنْد سَاحل جدة بعد الْحَج فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ وَمن تصانيفه كتاب التَّفْسِير سَمَّاهُ ضِيَاء الْقُلُوب والمجرد أَربع مجلدات عَار عَن الْأَدِلَّة غَالِبا جرده من تعليقة شَيْخه وَكتاب الْفُرُوع دون الْمُهَذّب ينْقل عَنهُ صَاحب الْبَيَان كثيرا وَكتاب رُؤُوس الْمسَائِل فِي الْخلاف مُجَلد ضخم وَكتاب الْكَافِي مُخْتَصر قريب من التَّنْبِيه وَكتاب الْإِشَارَة تصنيف لطيف وَسَأَلَهُ شخص مَا الْفرق بَين مصنفاتك ومصنفات رفيقك الْمحَامِلِي معرضًا بِأَن تِلْكَ أشهر فَقَالَ الْفرق أَن تِلْكَ صنفت بالعراق ومصنفاتي صنفت بِالشَّام 189 - طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن عمر القَاضِي الْعَلامَة أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ من آمل طبرستان أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب وشيوخه والمشاهير الْكِبَار ولد الحديث: 189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 بآمل طبرستان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة سمع من أبي أَحْمد الغطريفي وَأبي الْحسن الدراقطني وَابْن عَرَفَة وَغَيرهم استوطن بَغْدَاد بعد أَن تفقه على جمَاعَة ودرس وَأفْتى وَولي قَضَاء ربع الكرخ بعد موت القَاضِي الصَّيْمَرِيّ الْحَنَفِيّ وَلم يزل حَاكما إِلَى أَن مَاتَ ذكره أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ فِي آخر الطَّبَقَة السَّادِسَة وَهُوَ آخر مَذْكُور فِي طبقاته وَقَالَ فِيهِ فَاتِحَة هَذِه الطَّبَقَة شيخ الْعرَاق أَبُو الطّيب وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات وَمِنْهُم شَيخنَا وأستاذنا أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ توفّي عَن مائَة وسنتين لم يخْتل عقله وَلَا تغير فهمه يُفْتِي مَعَ الْفُقَهَاء ويستدرك عَلَيْهِم الْخَطَأ وَيَقْضِي وَيشْهد ويحضر المواكب إِلَى أَن مَاتَ تفقه بآمل على أبي عَليّ الزجاجي صَاحب ابْن الْقَاص وَقَرَأَ على أبي سعد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن كج بجرجان ثمَّ ارتحل إِلَى نيسابور وَأدْركَ أَبَا الْحسن الماسرجسي وَصَحبه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 أَربع سِنِين ثمَّ أرتحل إِلَى بَغْدَاد وعلق عَن أبي مُحَمَّد البافي صَاحب الداركي وَحضر مجْلِس أبي حَامِد وَلم أر مِمَّن رَأَيْت أكمل اجْتِهَادًا وَأَشد تَحْقِيقا وأجود نظرا مِنْهُ شرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وصنف فِي الْخلاف وَالْمذهب وَالْأُصُول والجدل كتبا كَثِيرَة لَيْسَ لأحد مثلهَا ولازمت مَجْلِسه بضع عشرَة سنة ودرست أَصْحَابه فِي مَجْلِسه سِنِين بِإِذْنِهِ ورتبني فِي حلقته وسألني أَن أَجْلِس فِي مجْلِس للتدريس فَفعلت فِي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة أحسن الله عني جزاءه وَرَضي عَنهُ وَقَالَ الْحَافِظ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ كَانَ أَبُو الطّيب ورعا عَارِفًا بالأصول وَالْفُرُوع محققا حسن الْخلق صَحِيح الْمَذْهَب اخْتلفت إِلَيْهِ وعلقت عَنهُ الْفِقْه سِنِين وَقَالَ سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن حمد الْمُؤَدب سَمِعت أَبَا مُحَمَّد البافي يَقُول أَبُو الطّيب أفقه من أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَسمعت أَبَا حَامِد يَقُول أَبُو الطّيب أفقه من أبي مُحَمَّد البافي وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر الشَّامي قلت للْقَاضِي أبي الطّيب وَقد عمر لقد متعت بجوارحك أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ وَلم لَا وَمَا عصيت الله بِوَاحِدَة مِنْهَا قطّ أَو كَمَا قَالَ توفّي بِبَغْدَاد فِي ربيع الأول سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب وَمن تصانيفه التَّعْلِيق نَحْو عشر مجلدات وَهُوَ كتاب جليل والمجرد وَشرح الْفُرُوع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 190 - عبد الْجَبَّار بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الإِسْفِرَايِينِيّ الْمَعْرُوف بالإسكاف تلميذ الْأُسْتَاذ الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ وَشَيخ إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي الْكَلَام لَهُ المصنفات فِي الْأَصْلَيْنِ وَفِي الجدل قَالَ عبد الغافر كَانَ شَيخنَا جَلِيلًا من رُؤُوس الْفُقَهَاء والمتكلمين لَهُ اللِّسَان فِي النّظر والتدريس والتقدم فِي الْفَتْوَى مَعَ لُزُوم طَريقَة السّلف من الزّهْد والورع عديم النظير فِي وقته مَا رئي مثله عَاشَ عَالما عَاملا انْتهى وَحكى الإِمَام عَنهُ أَنه قَالَ لَو أَن رجلا وطئ زَوجته مُعْتَقدًا أَنَّهَا أَجْنَبِيَّة فَعَلَيهِ الْحَد وَمَال ابْن الصّلاح إِلَيْهِ وَهُوَ ضَعِيف قَالَ عبد الغافر توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 191 - عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالقزويني الحديث: 190 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 صَاحب الكرامات الْمَعْرُوفَة والمناقب الْمَشْهُورَة ولد فِي الْمحرم سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وتفقه على الداركي وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن جني وعلق عَنْهُمَا تعليقتين وأملى عدَّة مجَالِس وَكَانَ عَارِفًا بالفقه والقراءات والْحَدِيث ملازما لبيته يكاشف بالأسرار وَيتَكَلَّم على الخواطر وافر الْعقل صَحِيح الرَّأْي توفّي فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن الصّلاح وَعدد كراماته وَأطَال فِي تَرْجَمته فِي أوراق وَلَيْسَ فِي كِتَابه أطول من تَرْجَمته 192 - عَليّ بن مُحَمَّد بن حبيب القَاضِي أَبُو الْحسن الْمَاوَرْدِيّ الْبَصْرِيّ أحد أَئِمَّة أَصْحَاب الْوُجُوه قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة من وُجُوه الْفُقَهَاء الشافعين وَله تصانيف عدَّة فِي أصُول الْفِقْه وفروعه وَفِي غير ذَلِك ولي الْقَضَاء ببلدان الحديث: 192 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 شَتَّى ثمَّ سكن بَغْدَاد وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق تفقه على أبي الْقَاسِم الصَّيْمَرِيّ بِالْبَصْرَةِ وارتحل إِلَى الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ ودرس بِالْبَصْرَةِ وبغداد سِنِين كَثِيرَة وَله مصنفات كَثِيرَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وأصول الْفِقْه وَالْأَدب وَكَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب وَقَالَ ابْن خيرون كَانَ رجلا عَظِيم الْقدر مُتَقَدما عِنْد السُّلْطَان أحد الْأَئِمَّة لَهُ التصانيف الحسان فِي كل فن من الْعلم وَذكره ابْن الصّلاح فِي طبقاته واتهمه بالاعتزال فِي بعض الْمسَائِل بِحَسب مَا فهم عَنهُ فِي تَفْسِيره فِي مُوَافقَة الْمُعْتَزلَة فِيهَا وَلَا يوافقهم فِي جَمِيع أصولهم وَمِمَّا خالفهم فِيهِ أَن الْجنَّة مخلوقة نعم يوافقهم فِي القَوْل بِالْقدرِ وَهِي بلية غلبت على الْبَصرِيين توفّي فِي ربيع الأول سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة بعد موت أبي الطّيب بِأحد عشر يَوْمًا عَن سِتّ وَثَمَانِينَ وَذكر ابْن خلكان فِي الوفيات لِأَنَّهُ لم يكن أبرز شَيْئا من مصنفاته فِي حَيَاته وَإِنَّمَا أوصى رجلا من أَصْحَابه إِذا حَضَره الْمَوْت أَن يضع يَده فِي يَده فَإِن رَآهُ قبض على يَده فَلَا يخرج من مصنفاته شَيْئا وَإِن رَآهُ بسط يَده أَي عَلامَة قبُولهَا فليخرجها فبسطها وَمن تصانيفه الْحَاوِي قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَلم يصنف مثله وَكتاب الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة وَهُوَ تصنيف عَجِيب مُجَلد والإقناع مُخْتَصر يشْتَمل على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 غرائب وَالتَّفْسِير ثَلَاث مجلدات وأدب الدَّين وَالدُّنْيَا وَغير ذَلِك نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي التَّيَمُّم فِي الْكَلَام على احْتِيَاج المَاء للعطش ثمَّ فِي الْحيض فِي وَطْء الْمُتَحَيِّرَة ثمَّ فِي تَرْتِيب الْفَاتِحَة ثمَّ فِي التَّسْبِيح فِي الرُّكُوع ثمَّ فِي ستر الْعَوْرَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 193 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عباد القَاضِي أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ الْهَرَوِيّ أحد أَعْيَان الْأَصْحَاب أَخذ الْفِقْه عَن القَاضِي أبي مَنْصُور الْأَزْدِيّ بهراة وَعَن القَاضِي أبي عمر البسطامي والأستاذ أبي إِسْحَاق الاسفراييني والأستاذ أبي طَاهِر الزيَادي بنيسابور ثمَّ صَار إِمَامًا دَقِيق النّظر تنقل فِي النواحي وصنف كتاب الْمَبْسُوط وَكتاب الْهَادِي وَكتاب الْمِيَاه وَكتاب الْأَطْعِمَة وَكتاب الزِّيَادَات وزيادات الزِّيَادَات وَكتاب طَبَقَات الْفُقَهَاء وَأخذ عَنهُ أَبُو سعد الْهَرَوِيّ وَابْنه أَبُو الْحسن الْعَبَّادِيّ وَغَيرهمَا قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَامًا متثبتا مناظرا دَقِيق النّظر سمع الْكثير وتفقه الحديث: 193 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 وصنف كتبا فِي الْفِقْه مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي التَّيَمُّم ثمَّ فِي صفة الصَّلَاة فِيمَا لَو نوى قطع الْقِرَاءَة ثمَّ فِي مَوضِع آخر مِنْهُ ثمَّ فِي شُرُوط الصَّلَاة ثمَّ فِي ستر الْعَوْرَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 194 - مُحَمَّد بن بَيَان بن مُحَمَّد الكازروني سكن آمد قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة الفارقي أَن الكازروني أَخذ عَن الْمحَامِلِي أَخذ عَنهُ الشَّيْخ نصر الْمَقْدِسِي وَأَبُو بكر الشَّاشِي وَأَبُو عَليّ الفارقي وَأَبُو المحاسن الرَّوْيَانِيّ وصنف كتابا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْإِبَانَة مَاتَ سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 195 - مُحَمَّد بن سَلامَة بن جَعْفَر بن عَليّ القَاضِي أَبُو عبد الله الْقُضَاعِي من أَعْيَان الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 الْفُقَهَاء والمحدثين والمصنفين لَهُ كتاب الشهَاب وَهُوَ مَشْهُور وخطط مصر وتأريخ مُخْتَصر فِي خمس كراريس من مُبْتَدأ الْخلق إِلَى زَمَانه وأخبار الشَّافِعِي ومعجم شُيُوخه وَقد روى عَنهُ الْخَطِيب وَابْن مَاكُولَا والْحميدِي قَالَ ابْن مَاكُولَا كَانَ إِمَامًا متفننا فِي عدَّة عُلُوم وَلم أر بِمصْر من يجْرِي مجْرَاه وَقَالَ ابْن خلكان تولى الْقَضَاء بالديار المصرية وصنف كتبا كَثِيرَة توفّي بِمصْر فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 196 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عمر بن مَيْمُون الإِمَام أَبُو الْفرج الدَّارمِيّ الْبَغْدَادِيّ نزيل دمشق تفقه على أبي الْحُسَيْن الأردبيلي وعَلى الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَكَانَ إِمَامًا بارعا مدققا حاد الذِّهْن قَالَ الْخَطِيب هُوَ أحد الْفُقَهَاء مَوْصُوف بالذكاء وَحسن الْفِقْه والحساب وَالْكَلَام فِي دقائق الْمسَائِل الحديث: 196 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 وَله شعر حسن وقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها حاسبا شَاعِرًا متصرفا مَا رَأَيْت أفْصح مِنْهُ لهجة قَالَ لي مَرضت فعادني الشَّيْخ أَبُو حَامِد الاسفراييني فَقلت ... مَرضت فارتحت إِلَى عَائِد ... فعادني الْعَالم فِي وَاحِد ... ... ذَاك الإِمَام ابْن أبي طَاهِر ... أَحْمد ذُو الْفضل أَبُو حَامِد ... مولده سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة توفّي بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق مَاتَ سنة تسع وَأَرْبَعين وَدفن بِبَاب الفراديس وَكتابه الاستذكار مجلدان ضخمان وَفِي النَّقْل مِنْهُ عسر لاختصاره وقف عَلَيْهِ ابْن الصّلاح وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء بليغا لما فِيهِ من الفرائد والفوائد والغرائب والعجائب مَعَ الإيجاز والاختصار وَقد كتب المُصَنّف عَلَيْهِ أَن غالبه من كتب ابْن الْمَرْزُبَان وصنف أَيْضا كتابا مطولا مُشْتَمِلًا على غرائب كَثِيرَة سَمَّاهُ جَامع الْجَوَامِع ومودع الْبَدَائِع كتب مِنْهُ يَسِيرا وَله كتاب فِي الدّور الْحكمِي ومصنف فِي الْمُتَحَيِّرَة نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوَاضِع كَثِيرَة 197 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي أَبُو حَامِد صَاحب كتاب المرشد فِي الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 الْفِقْه فِي مجلدين فرغ من الْجُزْء الأول مِنْهُ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 198 - مَنْصُور بن عمر بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الْكَرْخِي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الْبَغْدَادِيّ قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق هُوَ شَيخنَا تفقه على الشَّيْخ أبي حَامِد وَله عَنهُ تعليقة وصنف فِي الْمَذْهَب كتاب الغنية ودرس بِبَغْدَاد وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَنه يسْتَحبّ فِي التَّشَهُّد إِذا نشر أَصَابِع الْيُسْرَى أَن يضمها ثمَّ نقل عَنهُ بعد صفحة وَجْهَيْن فِي أَنه يُشِير بالمسبحة وَقت التَّشَهُّد أَو يُشِير بهَا فِي جَمِيع التَّشَهُّد ثمَّ فِي الْكَلَام على الِاقْتِدَاء بعد الِانْفِرَاد ثمَّ صَلَاة الْمُسَافِر ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَأكْثر النَّقْل عَنهُ فِي الزَّكَاة وَالْحج 199 - نَاصِر بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي الْعمريّ أَبُو الْفَتْح الْمروزِي من ولد عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سَاق عبد الغافر نسبه إِلَى عمر تفقه الحديث: 198 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 بمرو على الْقفال ونيسابور على أبي طَاهِر الزيَادي وَأبي الطّيب الصعلوكي ودرس فِي حياتهما وتفقه بِهِ خلق كثير مِنْهُم الْحَافِظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ وَصَارَ عَلَيْهِ مدَار الْفَتْوَى والتدريس والمناظرة وصنف كتبا كَثِيرَة وَكَانَ فَقِيرا قانعا باليسير متواضعا خيرا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من أَفْرَاد الْأَئِمَّة وَقد أمْلى مُدَّة سنتَيْن توفّي بنيسابور فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْوتر إِن كَانَ مُنْفَردا فالفصل أفضل وَإِلَّا فالوصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 الطَّبَقَة الْحَادِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الْخَامِسَة 200 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله الشَّيْخ إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ شيخ الْإِسْلَام علما وَعَملا وورعا وزهدا وتصنيفا واشتغالا وتلامذة قَالَ الذَّهَبِيّ لقبه جمال الْإِسْلَام ولد بفيروزآباد قَرْيَة من قرى شيراز فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة وَقيل فِي سنة خمس وَقيل سنة سِتّ وَنَشَأ بهَا ثمَّ دخل شيراز سنة عشر وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي عبد الله الْبَيْضَاوِيّ وعَلى ابْن رامين تلميذي الداركي ثمَّ دخل الْبَصْرَة وَقَرَأَ بهَا على الْجَزرِي ثمَّ دخل بَغْدَاد فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة فَقَرَأَ الْأُصُول على أبي حَاتِم الْقزْوِينِي وَالْفِقْه على جمَاعَة الحديث: 200 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 مِنْهُم أَبُو عَليّ الزجاجي وَالْقَاضِي أَبُو الطّيب إِلَى أَن اسْتَخْلَفَهُ فِي حلقته سنة ثَلَاثِينَ قَالَ الشَّيْخ كنت اعيد كل قِيَاس ألف مرّة فَإِذا فرغت أخذت قِيَاسا آخر على هَذَا وَكنت أُعِيد كل درس مائَة مرّة وَإِذا كَانَ فِي الْمَسْأَلَة بَيت يستشهد بِهِ حفظت القصيدة الَّتِي فِيهَا الْبَيْت واشتهر وارتفع ذكره وَكَانَت الطّلبَة ترحل من الشرق والغرب إِلَيْهِ والفتاوى تحمل من الْبر وَالْبَحْر إِلَى بَين يَدَيْهِ قَالَ رَحمَه الله لما خرجت فِي رِسَالَة الْخَلِيفَة إِلَى خُرَاسَان لم أَدخل بَلَدا وَلَا قَرْيَة إِلَّا وجدت قاضيها أَو خطيبها أَو مفتيها من تلاميذي وبنيت لَهُ النظامية ودرس بهَا إِلَى حِين وَفَاته وَمَعَ هَذَا فَكَانَ لَا يملك شَيْئا من الدُّنْيَا بلغ بِهِ الْفقر حَتَّى كَانَ لَا يجد فِي بعض الْأَوْقَات قوتا وَلَا لباسا وَلم يحجّ بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ طلق الْوَجْه دَائِم الْبشر كثير الْبسط حسن المجالسة يحفظ كثيرا من الحكايات الْحَسَنَة والأشعار وَله شعر حسن قَالَ أَبُو بكر الشَّاشِي الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق حجَّة الله تَعَالَى على أَئِمَّة الْعَصْر وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم السهروردي كَانَ شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق إِذا أَخطَأ اُحْدُ بَين يَدَيْهِ يَقُول أَي سكتة تَأْتِيك وروى أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ عَن رجل عَن الشَّيْخ قَالَ كنت نَائِما بِبَغْدَاد فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر فَقَالَ يَا رَسُول الله بَلغنِي عَنْك أَحَادِيث كَثِيرَة عَن ناقلي الْأَخْبَار فَأُرِيد ان اسْمَع مِنْك خَبرا أتشرف بِهِ فِي الدُّنْيَا وأجعله ذخيرة للآخرة فَقَالَ لي يَا شيخ وسماني شَيخا وخاطبني بِهِ فَكَانَ يفرح بِهَذَا ثمَّ قَالَ قل عني من أَرَادَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 السَّلامَة فليطلبها فِي سَلامَة غَيره توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب أبرز وَمن تصانيفه التَّنْبِيه بَدَأَ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة وَفرغ مِنْهُ فِي شعْبَان من السّنة الْآتِيَة أَخذه من تَعْلِيق أبي حَامِد وَبَدَأَ فِي الْمُهَذّب سنة خمس وَخمسين وَفرغ مِنْهُ سنة تسع وَسِتِّينَ أَخذه من تَعْلِيق شَيْخه أبي الطّيب واللمع والتبصرة وَشَرحهَا وَله كتاب كَبِير فِي الْخلاف اسْمه تذكرة المسؤولين وَآخر دونه سَمَّاهُ النكت والعيون والمعونة فِي الجدل وَكتاب طَبَقَات الْفُقَهَاء 201 - أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت بن أَحْمد بن مهْدي الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ أحد حفاظ الحَدِيث وضابطيه المتقنين ولد فِي جُمَادَى الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة وتفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَأبي الْحسن الْمحَامِلِي واستفاد من الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأبي نصر ابْن الصّباغ وشهرته فِي الحديث: 201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 الحَدِيث تغني عَن الإطناب فِي ذكر مشايخه فِيهِ وتعداد الْبلدَانِ الَّتِي رَحل إِلَيْهَا وَسمع فِيهَا وَذكر مصنفاته فِي ذَلِك فَإِنَّهَا تزيد على سِتِّينَ مصنفا مِنْهَا تأريخ بَغْدَاد وَقَالَ ابْن مَاكُولَا كَانَ أحد الْأَعْيَان مِمَّن شَاهَدْنَاهُ معرفَة وحفظا وإتقانا وضبطا لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتفننا فِي علله وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره قَالَ وَلم يكن للبغداديين بعد الدَّارَقُطْنِيّ مثله وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ كَانَ أَبُو بكر الْخَطِيب يشبه بالدارقطني ونظرائه فِي معرفَة الحَدِيث وَحفظه وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ مهيبا وقورا ثِقَة متحريا حجَّة حسن الْخط كثير الضَّبْط فصيحا ختم بِهِ الْحفاظ وَقَالَ غَيره كَانَ يَتْلُو فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ختمة وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة جَهورِي الصَّوْت توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن إِلَى جَانب بشر الحافي وَقَالَ ابْن خلكان سَمِعت أَن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق مِمَّن حمل جنَازَته لِأَنَّهُ انْتفع بِهِ كثيرا وَكَانَ يُرَاجِعهُ فِي الْأَحَادِيث الَّتِي يودعها كتبه تكَرر النَّقْل عَنهُ فِي أَوَائِل الْقَضَاء من الرَّوْضَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 202 - أَحْمد بن عَليّ أَبُو سهل الأبيوردي ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقاته وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ تلميذا للأودني قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُتَوَلِي ببخارى وَنقل الرَّافِعِيّ فِي آخر الْبَاب الثَّالِث من أَبْوَاب النِّكَاح عَن الْمُتَوَلِي عَنهُ إِذا قَالَ الْخَاطِب لوَلِيّ الْمَرْأَة زوجت نَفسِي بنتك فَقبل الْوَلِيّ صَحَّ العقد وَأَن القَاضِي الْحُسَيْن مَنعه أَظُنهُ من هَذِه الطَّبَقَة 203 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الرَّوْيَانِيّ وَالِد صَاحب الْبَحْر تكَرر ذكره فِي الرَّافِعِيّ نقلا عَن وَلَده لم يذكرُوا وَفَاته وَالظَّاهِر أَنه أسن من الشَّيْخ أبي إِسْحَاق فَإِن وَلَده ولد فِي سنة خمس عشرَة فَالله أعلم من أَي طبقَة هُوَ الحديث: 202 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 204 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد النوقاني الطريثيثي من تلامذة الْجُوَيْنِيّ قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وقفت بِخَطِّهِ على شرح عُيُون الْمسَائِل للفارسي علقه عَن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ بنيسابور فِي مجلدة وَاحِدَة أَظُنهُ من هَذِه الطَّبَقَة 205 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عمر بن حَفْص بن زيد أَبُو عبد الله النيهي تلميذ القَاضِي الْحُسَيْن وأستاذ إِبْرَاهِيم الْمروزِي قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا عَارِفًا بِالْمذهبِ ورعا انْتَشَر عَنهُ الْأَصْحَاب وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي أَوَائِل حد الْقَذْف فَقَالَ وَلَو قَالَ يَا مؤاجر فَلَيْسَ بِصَرِيح فِي الْقَذْف وَعَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الْمروزِي أَنه حكى عَن أستاذه النيهي أَنه صَرِيح لاعتياد النَّاس الْقَذْف بِهِ والنيهي مَنْسُوب إِلَى نيه بنُون مَكْسُورَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ هَاء بَلْدَة صَغِيرَة بَين سجستان وإسفرايين الحديث: 204 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 206 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد القَاضِي أَبُو عَليّ الْمَرْوذِيّ صَاحب التعليقة الْمَشْهُورَة فِي الْمَذْهَب اخذ عَن الْقفال وَهُوَ وَالشَّيْخ أَبُو عَليّ أَنْجَب تلامذة الْقفال وأوسعهم فِي الْفِقْه دَائِرَة وأشهرهم فِيهِ اسْما وَأَكْثَرهم لَهُ تَحْقِيقا قَالَ عبد الغافر كَانَ فَقِيه خُرَاسَان وَكَانَ عصرة تأريخا بِهِ وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي التذنيب إِنَّه كَانَ كَبِيرا غواصا فِي الدقائق من الصحاب الغر الميامين وَكَانَ يلقب بحبر الْأمة وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي تهذيبه وَله التَّعْلِيق الْكَبِير وَمَا أجزل فَوَائده وَأكْثر فروعه المستفادة وَلَكِن يَقع فِي نسخه اخْتِلَاف وَكَذَلِكَ تَعْلِيق الشَّيْخ أبي حَامِد قَالَ الْإِسْنَوِيّ وللقاضي فِي الْحَقِيقَة تعليقان يمتاز كل مِنْهُمَا على الآخر بزوائد كَثِيرَة وَسَببه اخْتِلَاف المعلقين عَنهُ وَلِهَذَا نقل ابْن خلكان فِي تَرْجَمَة أبي الْفَتْح الأرغياني أَن القَاضِي الْحُسَيْن قَالَ فِي حَقه مَا علق أحد طريقتي مثله وَقد وَقع لي التعليقان بِحَمْد الله وَله الْفَتَاوَى الْمَشْهُورَة وَكتاب أسرار الْفِقْه نَحْو التَّنْبِيه قريب من كَاتب محَاسِن الشَّرِيعَة للقفال الشَّاشِي يشْتَمل على معَان غَرِيبَة ومسائل وَشرح الْفُرُوع وَقطعَة من شرح التَّلْخِيص توفّي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة مِمَّن أَخذ عَنهُ أَبُو سعد الْمُتَوَلِي وَالْبَغوِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ وَيُقَال إِن أَبَا الْمَعَالِي تفقه عَلَيْهِ أَيْضا وَمَتى أطلق القَاضِي فِي كتب متأخري المراوزة فَالْمُرَاد الْمَذْكُور 207 - سَلامَة بن إِسْمَاعِيل بن جمَاعَة أَبُو الْخَيْر الْمَقْدِسِي ذكره سُلْطَان الْمَقْدِسِي فِي خطْبَة كِتَابه فِي التقاء الختانين فَقَالَ كَانَ عديم النظير فِي زَمَنه لأجل مَا خصّه الله تَعَالَى بِهِ من حُضُور الْقلب وصفاء الذِّهْن وَكَثْرَة الْحِفْظ هَذَا كَلَامه وَذكره الكنجي فِي تأريخ بَيت الْمُقَدّس فِي تَرْجَمَة الْفَقِيه سُلْطَان توفّي سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ ابْن أبي الدَّم فِي الْعدَد من شرح الْوَسِيط وَقَالَ إِنَّه مَجْهُول انْتهى صنف شرحا على الْمِفْتَاح لِابْنِ الْقَاص وكتابا فِي الفروق سَمَّاهُ الْوَسَائِل فِي فروق الْمسَائِل وتصنيفا فِي التقاء الختانين 208 - شهفور بالشين الْمُعْجَمَة بن طَاهِر بن مُحَمَّد أَبُو المظفر الإِسْفِرَايِينِيّ الحديث: 207 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 الإِمَام الأصولي الْمُفَسّر لَهُ تَفْسِير كَبِير وصنف فِي الْأُصُول وَكَانَ صهر الْأُسْتَاذ أبي مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 209 - طَاهِر بن عبد الله أَبُو الرّبيع الإيلاقي التركي من أَصْحَابنَا أَصْحَاب الْوُجُوه تفقه بمرو على الْقفال وببخارا على الْحَلِيمِيّ وبنيسابور على الزيَادي وَأخذ الْأُصُول عَن الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ وتفقه عَلَيْهِ أهل الشاش وَكَانَ إِمَام بِلَاده مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن سِتّ وَتِسْعين سنة بتاء ثمَّ سين وإيلاق بِهَمْزَة مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة وبالقاف نَاحيَة من الشاش نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي الرَّهْن فِي الْكَلَام على رهن الْخمر وَفِي نذر اللجاج وَالْغَصْب 210 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو حَكِيم بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الحديث: 209 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 الْكَاف الخبري الفرضي تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وبرع فِي الْفَرَائِض والحساب وَله فيهمَا مصنفات حَسَنَة وتلامذة كَثِيرَة وَكَانَ يعرف الْعَرَبيَّة أَيْضا وَشرح الحماسة وديوان المتنبي وَغَيره وَسمع الحَدِيث الْكثير وَكَانَ يكْتب الْخط الْحسن ويضبط الضَّبْط الصَّحِيح وَكَانَ دينا مرضِي الطَّرِيقَة توفّي فَجْأَة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة سنة توفّي فِيهَا شَيْخه قَالَ ابْن نَاصِر كَانَ جدي أَبُو حَكِيم يكْتب الْمَصَاحِف فَبَيْنَمَا هُوَ ذَات يَوْم قَاعِدا مُسْتَندا يكْتب وضع الْقَلَم واستند وَقَالَ وَالله إِن هَذَا موت منهى موت طيب ثمَّ مَاتَ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد وَهُوَ تَصْحِيح الرَّد على ذَوي الْأَرْحَام إِذا لم يَنْتَظِم أَمر بَيت المَال والخبري بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة سَاكِنة بعْدهَا رَاء مُهْملَة نِسْبَة إِلَى خبر نَاحيَة من نواحي شيراز 211 - عبد الرَّحْمَن بن مَأْمُون بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي الشَّيْخ أَبُو سعد الْمُتَوَلِي تفقه بمرو على الفوراني وبمرو الروذ على القَاضِي الْحُسَيْن وببخارا الحديث: 211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 على أبي سهل الأبيوردي وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ فَقِيها محققا وحبرا مدققا وَقَالَ ابْن كثير أحد أَصْحَاب الْوُجُوه فِي الْمَذْهَب وصنف التَّتِمَّة وَلم يكلمهُ وصل فِيهِ إِلَى الْقَضَاء وأكمله غير وَاحِد وَلم يَقع شَيْء من تكملتهم على نسبته قَالَ الْأَذْرَعِيّ وَنسخ التَّتِمَّة تخْتَلف كثيرا وصنف كتابا فِي أصُول الدَّين وكتابا فِي الْخلاف ومختصرا فِي الْفَرَائِض ودرس بالنظامية ثمَّ عزل بِابْن الصّباغ ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا توفّي فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَاد وَدفن بمقبرة بَاب أبرز ومولده بنيسابور سنة سِتّ وَقيل سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ ابْن خلكان وَلم أَقف على الْمَعْنى الَّذِي بِهِ سمي الْمُتَوَلِي 212 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فوران بِضَم الْفَاء الفوراني أَبُو الْقَاسِم الْمروزِي أحد الْأَعْيَان من أَصْحَاب الْقفال قَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 المصنفات الْكَثِيرَة فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول والجدل والملل والنحل وطبق الأَرْض بالتلامذة وَله وُجُوه جَيِّدَة فِي الْمَذْهَب وَكَانَ مقدم الشَّافِعِيَّة بمرو انْتهى صنف الْإِبَانَة فِي مجلدين والعمد دون الْإِبَانَة وَذكر فِي خطْبَة الْإِبَانَة أَنه يبين الْأَصَح من الْأَقْوَال وَالْوُجُوه وَهُوَ من أقدم المبتدئين بِهَذَا الْأَمر وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْمُتَوَلِي وَقد اثنى عَلَيْهِ فِي أول التَّتِمَّة ومدحه وَأَطْنَبَ فِيهِ وسمى كِتَابه بالتتمة لِأَنَّهُ تَتِمَّة الْإِبَانَة وَشرح لَهَا وتفريع عَلَيْهَا وَأما الإِمَام فَكَانَ ينقصهُ ويحط عَلَيْهِ بِلَا حجَّة كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ حَتَّى قَالَ الإِمَام فِي موضِعين عَن الفوراني وَهُوَ غير موثوق بِهِ والفوراني ثِقَة جليل الْقدر وَاسع الباع فِي دراية الْمَذْهَب وعمده محشوة من النُّصُوص ملخصة وَالنِّهَايَة محشوة من الْإِبَانَة بلفظها من غير عزو وَحَيْثُ قَالَ الإِمَام وَفِي بعض التصانيف أَو قَالَ بعض المصنفين فمراده الفوراني توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن ثَلَاث وَسبعين سنة 213 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن المظفر بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن أَحْمد بن معَاذ بن سهل بن الحكم ابو الْحسن الدَّاودِيّ البوشنجي أحد رُوَاة البُخَارِيّ وَكَانَ أحد مَشَايِخ الحَدِيث وَالْفِقْه ويلقب بِجَمَال الْإِسْلَام أَخذ الْفِقْه عَن شَيْخي الطريقتين الحديث: 213 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 أبي بكر الْقفال وَأبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَعَن أبي الطّيب الصعلوكي وَأبي طَاهِر الزيَادي وَأبي بكر الطوسي وَأبي الْحُسَيْن الطبسي قَالَ السُّبْكِيّ وَلَا أَظن شافعيا اجْتمع لَهُ مثل هَؤُلَاءِ الشُّيُوخ وَصَحب أَبَا عَليّ الدقاق وَأَبا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ بنيسابور ثمَّ اسْتَقر ببوشنج للتصنيف والتدريس وَالْفَتْوَى والتذكير وَصَارَ وَجه مَشَايِخ خُرَاسَان بَقِي أَرْبَعِينَ سنة لَا يَأْكُل اللَّحْم لما نهب التركمان تِلْكَ النَّاحِيَة بَقِي يَأْكُل السّمك فَحكى لَهُ أَن بعض الْأُمَرَاء أكل على حافة النَّهر الَّذِي يصاد لَهُ مِنْهُ السّمك ونفض فِي النَّهر مَا فضل فِي السفرة فَلم يَأْكُل السّمك بعد ذَلِك وَله شعر وَترسل ولد سنة أَربع وَسبعين وثلاثمائة وَمَات فِي شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 214 - عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن جَعْفَر أَبُو نصر ابْن الصّباغ الْبَغْدَادِيّ فَقِيه الْعرَاق مولده سنة أَرْبَعمِائَة أَخذ عَن القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَرجح فِي الْمَذْهَب على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَكَانَ خيرا دينا درس بالنظامية أول مَا فتحت وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَخمسين ثمَّ عزل بعد عشْرين يَوْمًا بالشيخ أبي إِسْحَاق ودرس بهَا بعد موت الشَّيْخ سنة وأضر فتولاها الْمُتَوَلِي فَحَمله أَهله على طلبَهَا فَخرج إِلَى نظام الْملك بأصبهان فَأمر أَن يبْنى لَهُ غَيرهَا فَعَاد من اصبهان وَمَات بعد ثَلَاثَة أَيَّام من عوده وَكَانَ ورعا نزها ثبتا صَالحا زاهدا فَقِيها أصوليا محققا قَالَ ابْن عقيل كملت لَهُ شَرَائِط الِاجْتِهَاد الْمُطلق وَقَالَ ابْن خلكان وَكَانَ ثبتا صَالحا لَهُ كتاب الشَّامِل وَهُوَ من أصح كتب أَصْحَابنَا وأثبتها أَدِلَّة قَالَ ابْن كثير وَكَانَ من اكابر أَصْحَاب الحديث: 214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 الْوُجُوه توفّي فِي جُمَادَى الأولى وَقيل فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بداره ثمَّ نقل إِلَى بَاب حَرْب وَمن تصانيفه الشَّامِل وَهُوَ الْكتاب الْجَلِيل الْمَعْرُوف وَكتاب الْكَامِل فِي الْخلاف بَيْننَا وَبَين الْحَنَفِيَّة وَهُوَ قريب من حجم الشَّامِل وَكتاب الطَّرِيق السَّالِم وَهُوَ مُجَلد قريب من حجم التَّنْبِيه يشْتَمل على مسَائِل وَأَحَادِيث وَبَعض تصوف ورقائق والعمدة فِي أصُول الْفِقْه 215 - عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الْجِرْجَانِيّ النَّحْوِيّ وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب متكلما على طَريقَة الْأَشْعَرِيّ وَفِيه دين وَله فَضِيلَة تَامَّة بالنحو وصنف كتبا كَثِيرَة فَمن أشهرها كتاب الْجمل وَشَرحه بِكِتَاب سَمَّاهُ التَّلْخِيص وَكتاب الْعمد فِي التصريف وَكتاب الْمِفْتَاح فِي مُجَلد وَشرح الْفَاتِحَة فِي مُجَلد وَكتاب الْمُغنِي فِي شرح الْإِيضَاح فِي نَحْو ثَلَاثِينَ مجلدا وَكتاب الاقتصاد فِي شرح الْإِيضَاح أَيْضا ثَلَاث مجلدات وَغير ذَلِك اخذ النَّحْو بجرجان عَن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحسن الْفَارِسِي ابْن اخت الشَّيْخ أبي عَليّ الْفَارِسِي وَأخذ عَنهُ على بن أبي زيد الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 الفصيحي وَذكره السلَفِي فِي مُعْجَمه فَقَالَ دخل عَلَيْهِ لص وَهُوَ فِي الصَّلَاة فَأخذ جَمِيع مَا وجد والجرجاني ينظر إِلَيْهِ وَلم يقطع صلَاته وَله نظم فَمِنْهُ ... كبر على الْعقل لَا ترمه ... ومل إِلَى الْجَهْل ميل هائم ... ... وعش حمارا تعش سعيدا ... فالسعد فِي طالع الْبَهَائِم ... توفّي فِي سنة إِحْدَى وَقيل سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 216 - عبد الْكَرِيم بن احْمَد بن الْحُسَيْن أَبُو بكر وَقيل أَبُو عبد الله الطَّبَرِيّ الشالوسي قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ فَقِيه عصره بآمل ومدرسها ومفتيها وَكَانَ واعظا زاهدا من بَيت الزّهْد وَالْعلم وَسمع بالعراق والحجاز ومصر وَغَيرهَا توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة والشالوسي نِسْبَة إِلَى شالوس شينها الأولى مُعْجمَة وَالثَّانيَِة مُهْملَة قَرْيَة بنواحي آمل طبرستان كَذَا ضَبطهَا ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب وَوهم النَّوَوِيّ فَجَعلهَا بمهملتين نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي كتاب الْإِجَارَة فِي الْكَلَام على الِاسْتِئْجَار للْقِرَاءَة على الْمَيِّت الحديث: 216 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 217 - عبد الْكَرِيم بن هوَازن بن عبد الْملك بن طَلْحَة بن مُحَمَّد الْأُسْتَاذ ابو الْقَاسِم الْقشيرِي النَّيْسَابُورِي أحد الْعلمَاء بالشريعة والحقيقة أَخذ الطَّرِيقَة عَن الشَّيْخ أبي عَليّ الدقاق وَأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ ودرس الْفِقْه على أبي بكر الطوسي حَتَّى فرغ من التَّعْلِيق وَقَرَأَ الْكَلَام على أبي بكر بن فورك وَأبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ وبرع فِي ذَلِك وَحج مَعَ الْبَيْهَقِيّ وَأبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ ذكره الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ وَمَات قبله وَقَالَ كتبنَا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة وَكَانَ يقص وَكَانَ حسن الموعظة مليح الاشارة وَكَانَ يعرف الْأُصُول على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَالْفُرُوع على مَذْهَب الشَّافِعِي وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ لم ير أَبُو الْقَاسِم مثل نَفسه فِي كمالة وبراعته جمع بَين الشَّرِيعَة والحقيقة وَقَالَ ابْن خلكان صنف أَبُو الْقَاسِم التَّفْسِير الْكَبِير وَهُوَ من أَجود التفاسير وصنف الرسَالَة فِي رجال الطَّرِيقَة وَذكر لَهُ الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 الذَّهَبِيّ مصنفات أخر ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وثلاثمائة وَتُوفِّي فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن تسع وَثَمَانِينَ سنة وَدفن إِلَى جَانب أستاذه أبي عَليّ بِالْمَدْرَسَةِ 218 - عبد الْملك بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْعَلامَة إِمَام الْحَرَمَيْنِ ضِيَاء الدبن أَبُو الْمَعَالِي بن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ رَئِيس الشَّافِعِيَّة بنيسابور مولده فِي الْمحرم سنة عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وتفقه وَالِده وأتى على جَمِيع مصنفاته وَتُوفِّي أَبوهُ وَله عشرُون سنة فَأقْعدَ مَكَانَهُ للتدريس فَكَانَ يدرس وَيخرج إِلَى مدرسة الْبَيْهَقِيّ حَتَّى حصل أصُول الدَّين وأصول الْفِقْه على أبي الْقَاسِم الإِسْفِرَايِينِيّ الاسكاف وَخرج فِي الْفِتْنَة إِلَى الْحجاز وجاور بِمَكَّة أَربع سِنِين يدرس ويفتي وَيجمع طرق الْمَذْهَب ثمَّ رَجَعَ إِلَى نيسابور وأقعد للتدريس بنظامية نيسابور واستقام أُمُور الطّلبَة وَبَقِي على ذَلِك قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة غير مُزَاحم وَلَا مدافع مُسلم لَهُ الْمِحْرَاب والمنبر والتدريس ومجلس الْوَعْظ وَظَهَرت تصانيفه وَحضر درسه الأكابر وَالْجمع الْعَظِيم من الطّلبَة وَكَانَ يقْعد بَين يَدَيْهِ كل الحديث: 218 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 يَوْم نَحْو من ثَلَاثمِائَة رجل وتفقه بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَام الْأَئِمَّة على الاطلاق الْمجمع على إِمَامَته شرقا وغربا لم تَرَ الْعُيُون مثله قَالَ وقرأت بِخَط أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أبي عَليّ الْهَمدَانِي سَمِعت الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الفيروزابادي يَقُول تمَتَّعُوا بِهَذَا الإِمَام فَإِنَّهُ نزهة هَذَا الزَّمَان يَعْنِي أَبَا الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ توفّي فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بداره ثمَّ نقل بعد سِنِين فَدفن إِلَى جَانب وَالِده وَمن تصانيفه النِّهَايَة جمعهَا بِمَكَّة ثمَّ نقل بعد سِنِين فَدفن إِلَى جَانب وَالِده وَمن تصانيفه النِّهَايَة جمعهَا بِمَكَّة وحررها بنيسابور ومختصرها لَهُ وَلم يكمله قَالَ فِيهِ إِنَّه يَقع فِي الحجم من النِّهَايَة أقل من النّصْف وَفِي الْمَعْنى أَكثر من النّصْف وَكتاب الأساليب فِي الْخلاف وَكتاب الغياثي مُجَلد متوسط يسْلك بِهِ غَالب مسالك الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة والرسالة النظامية وَكتاب غياث الْخلق فِي اتِّبَاع الْحق يحث فِيهِ على الْأَخْذ بِمذهب الشَّافِعِي دون غَيره وَكتاب الْبُرْهَان فِي أصُول الْفِقْه وَالتَّلْخِيص مُخْتَصر التَّقْرِيب والإرشاد فِي أصُول الْفِقْه أَيْضا وَكتاب الْإِرْشَاد فِي أصُول الدَّين وَكتاب الشَّامِل فِي أصُول الدَّين أَيْضا وَكتاب غنية المسترشدين فِي الْخلاف 219 - عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الواحدي كَانَ فَقِيها إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة الحديث: 219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 وَغَيرهمَا شَاعِرًا وَأما التَّفْسِير فَهُوَ إِمَام عصره أَخذ التَّفْسِير عَن أبي إِسْحَاق الثَّعْلَبِيّ واللغة عَن أبي الْفضل الْعَرُوضِي صَاحب أبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي والنحو عَن أبي الْحسن القهندري الضَّرِير صنف الْبَسِيط فِي نَحْو سِتَّة عشر مجلدا والوسيط فِي أَربع مجلدات وَالْوَجِيز وَمِنْه أَخذ الْغَزالِيّ هَذِه الْأَسْمَاء وَأَسْبَاب النُّزُول وَكتاب نفي التحريف عَن الْقُرْآن الشريف وَكتاب الدَّعْوَات وَكتاب التَّنْجِيز فِي شرح اسماء الله الْحسنى وَكتاب تَفْسِير أَسمَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتاب الْمَغَازِي وَكتاب الإغراب فِي الْإِعْرَاب وَشرح ديوَان المتنبي وَأَصله من ساوه من اولاد التُّجَّار وَولد بنيسابور وَمَات بهَا بعد مرض طَوِيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوَاضِع من كتاب السّير فِي الْكَلَام على السَّلَام والقهندري بِضَم الْقَاف وَالْهَاء وَسُكُون النُّون وَضم الدَّال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 الْمُهْملَة وَفِي آخرهَا الرَّاء 220 - مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق أَبُو الْفضل الماخواني إِمَام فَاضل متبحر تفقه على أبي طَاهِر السنجي توفّي سنة نَيف وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة والماخواني نِسْبَة إِلَى ماخوان بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة وَالنُّون وَهِي قَرْيَة من قرى مرو نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي الْبَاب الثَّانِي فِي أَرْكَان الطَّلَاق أَنه إِذا قَالَ لَك طَلْقَة لَا يَقع بِهِ شَيْء 221 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن خلف أَبُو خلف السّلمِيّ الطَّبَرِيّ أَخذ عَن الْقفال والأستاذ أبي مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ وَشرح الْمِفْتَاح لِابْنِ الْقَاص فِي مجلدة وَكتاب الْمعِين لَهُ يشْتَمل على الْفِقْه وَالْأُصُول وَقد أفرد النَّوْع الفقهي مِنْهُ وَكتاب سلوة العارفين وَأنس المشتاقين فِي التصوف وَهُوَ كتاب جليل فِي بَابه فرغ مِنْهُ فِي شهر ربيع الآخر سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة وَذكر ابْن باطيش انه توفّي فِي حُدُود سنة الحديث: 220 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 سبعين وَأَرْبَعمِائَة والسلمي بِضَم السِّين كَذَا قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَهُوَ وهم فقد قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ انه بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام قَالَ وَهِي نِسْبَة للْجدّ قَالَ وصنف فِي الْفِقْه كتابا يُقَال لَهُ الْكِنَايَة استحسنه كل من رَآهُ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَنه اخْتَار فِي شَرحه للمفتاح وجوب الْكَفَّارَة على من أفطر فِي رَمَضَان بِغَيْر عذر سَوَاء كَانَ بجماع أَو غَيره وَفِي الْإِقْرَار وَغَيرهمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 الطَّبَقَة الثَّانِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الْخَامِسَة 222 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس الْجِرْجَانِيّ قَاضِي الْبَصْرَة وَشَيخ الشَّافِعِيَّة بهَا تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَكَانَ من أَعْيَان الأدباء لَهُ النّظم والنثر وَسمع من جماعات كَثِيرَة وَحدث وَمن تصانيفه كتاب الشافي وَهُوَ فِي أَربع مجلدات قَلِيل الْوُجُود وَكتاب التَّحْرِير مُجَلد كَبِير يشْتَمل على أَحْكَام كَثِيرَة مُجَرّدَة عَن الِاسْتِدْلَال وَكتاب الْبلْغَة مُخْتَصر وَكتاب المعاياة يشْتَمل على انواع من الامتحان كالألغاز والفروق والاستثناءات من الضوابط مَاتَ رَاجعا من أَصْبَهَان إِلَى الْبَصْرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي النَّجَاسَات فِي الْكَلَام على الدُّود الْمُتَوَلد من الْميتَة ثمَّ فِي قَضَاء الْحَاجة فِي استدبار الشَّمْس وَالْقَمَر ثمَّ فِي آخر التَّيَمُّم ثمَّ فِي مَوَاضِع الحديث: 222 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 223 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن زَنْجوَيْه أَبُو بكر الزنجاني كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه مُحدثا ورعا تفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة سمع مِنْهُ الْحَافِظ السلَفِي وَقَالَ كَانَت الرحلة إِلَيْهِ لفضله وعلو إِسْنَاده قَالَ وسمعته يَقُول لي إِنِّي أُفْتِي من سنة تسع وَعشْرين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تأريخه لم أعلم مَتى توفّي إِلَّا انه حدث فِي سنة خَمْسمِائَة وزنجان بزاي مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا جِيم وبالنون فِي آخِره نَاحيَة مَعْرُوفَة نقل الرَّافِعِيّ فِي أَوَاخِر الْقَضَاء على الْغَائِب كلَاما عَن أبي بكر الأرغياني الْآتِي فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشر وَوَقع بعض النّسخ عَن أبي بكر الزنجاني هَذَا فَالله أعلم 224 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد القَاضِي أَبُو مَنْصُور بن الصّباغ الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ ابْن أخي الإِمَام أبي نصر ابْن الصّباغ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 تفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن غَيره وَكتب عَنهُ القَاضِي أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ الْمَالِكِي وَقَالَ كَانَ ثِقَة فَقِيها حَافِظًا ذَاكِرًا وَقَالَ الذَّهَبِيّ نَاب فِي الْقَضَاء وَولي الْحِسْبَة وَله مصنفات توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَله فَتَاوَى جمعهَا من كَلَام عَمه وفيهَا كثير من كَلَامه 225 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن المظفر الإِمَام أَبُو المظفر الخوافي وخواف قَرْيَة من أَعمال نيسابور تفقه على الإِمَام وَلَزِمَه وحظي عِنْده وَكَانَ من كبار أَصْحَابه ومنادميه فِي اللَّيْل وسماره وَكَانَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ معجبا بفصاحته وَحسن كَلَامه ثمَّ درس فِي حَيَاة الإِمَام وَولي قَضَاء طوس ثمَّ صرف وكما رزق الْغَزالِيّ السَّعَادَة فِي حسن التصنيف رزق هَذَا السَّعَادَة فِي المناظر والعبارة الْحَسَنَة المهذبة والتضييق على الْخصم وإلجائه إِلَى الِانْقِطَاع قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ عَالم أهل طوس مَعَ الْغَزالِيّ الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 وَكَانَ من أنظر أهل زَمَانه توفّي بطوس سنة خَمْسمِائَة أَخذ عَنهُ عمر السُّلْطَان وَمُحَمّد بن يحيى وَغَيرهمَا 226 - إِسْحَاق الْفَقِيه اليمني الْمَعْرُوف بالصردفي برَاء سَاكِنة ودال مَفْتُوحَة مهملتين بعدهمَا فَاء كَانَ إِمَام أهل بِلَاده فِي الْفَرَائِض والحساب انْتفع عَلَيْهِ خلائق كَثِيرُونَ وَمِنْهُم الْفَقِيه زيد اليفاعي شيخ صَاحب الْبَيَان وَمن تصانيفه كتاب الْكَافِي فِي الْفَرَائِض والحساب وقفت عَلَيْهِ وَهُوَ كتاب جليل حفيل لم يذكرُوا وَفَاته وذكرته هُنَا تخمينا 227 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الطَّبَرِيّ نزيل مَكَّة ومحدثها ولد سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بآمل طبرستان وَسمع صَحِيح مُسلم عَن عبد الغافر الْفَارِسِي تفقه على نَاصِر الْعمريّ بخراسان وعَلى القَاضِي أبي الطّيب الحديث: 226 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 الطَّبَرِيّ بِبَغْدَاد ثمَّ لَازم الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَصَارَ من عُظَمَاء أَصْحَابه درس بنظامية بَغْدَاد قبل الْغَزالِيّ وَكَانَ يدعى إِمَام الْحَرَمَيْنِ لِأَنَّهُ جاور بِمَكَّة نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة يدرس ويفتي وَيسمع ويملي توفّي بهَا فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة كَذَا ذكر الذَّهَبِيّ وَفَاته وَفِي نسبه وَوقت وَفَاته ومكانها اخْتِلَاف فِي كَلَامهم وَكتابه الْعدة خَمْسَة أَجزَاء ضخمة قَليلَة الْوُجُود قَالَ السُّبْكِيّ وَهُوَ شرح على إبانة الفوراني 228 - سعد سُكُون الْعين بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الاسترابادي تفقه بنيسابور على نَاصِر الْعمريّ وَغَيره ثمَّ رَحل إِلَى مرو الروذ وتفقه على القَاضِي الْحُسَيْن ثمَّ لَازم إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَصَارَ من أخصائه قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ فَقِيها بارعا إِمَامًا توفّي فِي شَوَّال سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْبَاب الثَّانِي من أَرْكَان الطَّلَاق أَنه إِذا قَالَ لَك طَلْقَة لَا يَقع بِهِ شَيْء وَإِن نوى وَنقل عَنهُ ايضا قبيل الرّجْعَة بِنَحْوِ ورقة 229 - سهل بن أَحْمد الأرغياني الْمَعْرُوف بالحاكم كَانَ إِمَامًا فَاضلا حسن الحديث: 228 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 السِّيرَة تفقه على القَاضِي الْحُسَيْن ثمَّ دخل طوس فَقَرَأَ بهَا التَّفْسِير وَالْأُصُول ثمَّ دخل نيسابور وَقَرَأَ بهَا علم الْكَلَام على إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَعَاد إِلَى ناحيته وَولي بهَا الْقَضَاء ثمَّ حج وَترك الْقَضَاء واشتغل بِالْعبَادَة ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة تسع وَتِسْعين بتاء ثمَّ سين فيهمَا وَأَرْبَعمِائَة وَقد نسب إِلَيْهِ ابْن خلكان الْفَتَاوَى الْمَعْرُوفَة بفتاوى الأرغياني وَتَبعهُ الذَّهَبِيّ وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا هِيَ لأبي نصر مُحَمَّد الْآتِي فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشر وَقد تفطن ابْن خلكان لوهمه فَتنبه عَلَيْهِ فِي تَرْجَمَة أبي نصر الْمَذْكُور وأرغيان بِهَمْزَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة بعْدهَا عين مُعْجمَة مَكْسُورَة ثمَّ مثناة من تَحت فِي آخرهَا نون اسْم لناحية من نواحي نيسابور تشْتَمل على قرى كَثِيرَة 230 - عبد الله بن يُوسُف القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ كَانَ حَافِظًا فَقِيها صنف كتابا فِي فَضَائِل الشَّافِعِي وكتابا فِي فَضَائِل الإِمَام أَحْمد وَكتاب طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَغير ذَلِك ولد بجرجان سنة تسع وَأَرْبَعمِائَة وَسمع من خلق وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة الحديث: 230 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 231 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن زاز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن زاز بن حميد الْأُسْتَاذ أَبُو الْفرج السَّرخسِيّ فَقِيه مرو الْمَعْرُوف بالزاز بزايين معجمتين مولده سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على القَاضِي الْحُسَيْن قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الذيل كَانَ أحد أَئِمَّة الْإِسْلَام وَمِمَّنْ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْآفَاق فِي حفظ مَذْهَب الشَّافِعِي رحلت إِلَيْهِ الْأَئِمَّة من كل جَانب وَكَانَ دينا ورعا محتاطا فِي الْمَأْكُول والملبوس قَالَ وَكَانَ لَا يَأْكُل الْأرز لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مَاء كثير وَصَاحبه قل أَن لَا يظلم غَيره توفّي بمرو فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن تصانيفه كتاب الأمالي وَقد أَكثر الرَّافِعِيّ النَّقْل عَنهُ قَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي الْمُهِمَّات إِن غَالب نقل الرَّافِعِيّ من سِتَّة تصانيف غير كَلَام الْغَزالِيّ المشروح التَّهْذِيب وَالنِّهَايَة والتتمة والشامل وَتَجْرِيد ابْن كج وأمالي أبي الْفرج السَّرخسِيّ 232 - عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي الْهَمدَانِي أَخذ عَن ابْن عَبْدَانِ وَقَالَ ابْن كثير أَخذ عَن الْمَاوَرْدِيّ وروى عَن خلق الحديث: 231 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 كثيرين وَكَانَ وَاحِد عصره فِي الْفَرَائِض وَأُرِيد على أَن يَلِي الْقَضَاء فَامْتنعَ وَكَانَ ظريفا لطيفا مَعَ الْوَرع ومحاسبة النَّفس والتدقيق فِي الْعَمَل وَقَالَ ابْن عقيل إِنَّه بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد سكن بَغْدَاد وَمَات بهَا فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله كتاب الْفَرَائِض 233 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الْفَارِسِي الفامي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه المفنن ولد سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة واشتغل فِي الْعُلُوم صنف سبعين مصنفا وَله تَفْسِير ضمنه مائَة ألف بَيت شعر على ماذكر وَكَانَ بارعا فِي معرفَة الْمَذْهَب قدم بَغْدَاد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة على تدريس النظامية وَكَانَ الْمدرس بهَا يَوْمئِذٍ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ فتقرر أَن يدرس بهَا كل مِنْهُمَا يَوْمًا الحديث: 233 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 فبقيا على ذَلِك سنة ثمَّ صرفا وَرمي بالاعتزال وَقد أمْلى بِجَامِع الْقصر وحفظت عَلَيْهِ غلطات فِي الحَدِيث وَإِسْقَاط رجال وتصحيف فَاحش أورد مِنْهُ ابْن السَّمْعَانِيّ أَشْيَاء كَثِيرَة وَقَالَ يحيى بن مَنْدَه هُوَ أحفظ من رَأَيْنَاهُ لمَذْهَب الشَّافِعِي صنف كتاب تأريخ الْفُقَهَاء مَاتَ بشيراز فِي رَمَضَان سنة خَمْسمِائَة 234 - عَليّ بن احْمَد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الدبيلي صَاحب أدب الْقَضَاء أَكثر ابْن الرّفْعَة النَّقْل عَنهُ ويعبر عَنهُ بالزبيلي بِفَتْح الزَّاي ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَكْسُورَة قَالَ السُّبْكِيّ إِنَّه الَّذِي اشْتهر على الْأَلْسِنَة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ إِن الَّذين أدركناهم من المصريين هَكَذَا ينطقون بِهِ وَلَا أَدْرِي هَل لَهُ أصل أم هُوَ مَنْسُوب إِلَى دبيل وَهُوَ الظَّاهِر قَالَ ودبيل بدال مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ لَام قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ قَرْيَة من قرى الشَّام فِيمَا أَظن وَأما دبيل بدال مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَضْمُومَة الحديث: 234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 فبلدة من سَاحل الْهِنْد قريبَة من السَّنَد وَالظَّاهِر أَن الْمَذْكُور مَنْسُوب إِلَى الأولى وَرَأَيْت خطّ الْأَذْرَعِيّ أَن الصَّوَاب أَنه دبيلي وَمن قَالَ الزبيلي فقد صحف وَبسط ذَلِك 235 - عَليّ بن الْحسن بن الْحسن بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْموصِلِي الْمصْرِيّ الخلعي نِسْبَة إِلَى بيع الْخلْع ولد فِي أول سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة وَسمع من جمَاعَة وَعمر وطالت مدَّته وَصَارَ مُسْند الديار المصرية قَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ ابْن سكرة فَقِيه لَهُ تصانيف ولي الْقَضَاء وَحكم يَوْمًا وَاحِدًا واستعفى وانزوى بالقرافة وَكَانَ مُسْند مصر وَذكروا لَهُ كرامات وفضائل وَأَنه كَانَ لَا يُبَالِي بِالْحرِّ وَلَا بالبرد بِسَبَب مَنَام رَآهُ توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ ابْن الْأنمَاطِي قَبره بالقرافة يعرف بإجابة الدُّعَاء عِنْده وَخرج لَهُ أَبُو نصر الشِّيرَازِيّ عشْرين جُزْءا وسماها الخلعيات وَمن تصانيفه الْمُغنِي فِي الْفِقْه فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وَهُوَ حسن الحديث: 235 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 236 - عَليّ بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْحسن الْعَبدَرِي من بني عبد الدَّار تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وصنف كتابا سَمَّاهُ الْكِفَايَة قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَصَارَ أحد الْأَئِمَّة الوجيهين وَكَانَ جميل المنظر حميد الْأَثر وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من كبار الشَّافِعِيَّة وصنف فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف كتبا وَكَانَ دينا حسن الطَّرِيقَة سمع من القَاضِي أبي الطّيب والمارودي وَغَيرهمَا توفّي بِبَغْدَاد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع أَحدهَا الْقطع بِتَحْرِيم ضبة الذَّهَب وَالثَّانِي عدم نبش الْمَيِّت إِذا بلغ مآل نَفسه وَالثَّالِث أَنه ذهب إِلَى أَن الْأُضْحِية لَا يُؤمر بهَا الْحَاج بمنى ثمَّ رد عَلَيْهِ النَّوَوِيّ فِي الثَّالِث 237 - مُحَمَّد بن عَليّ بن حَامِد أَبُو بكر الشَّاشِي شيخ الشَّافِعِيَّة وَصَاحب الطَّرِيقَة الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 الْمَشْهُورَة ولد سنة سبع وَتِسْعين وثلاثمائة وتفقه فِي بِلَاده على الإِمَام أبي بكر السنجي وَكَانَ من أنظر أهل زَمَانه استوطن غزنة وَهِي فِي أَوَائِل الْهِنْد فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وأكرموه وَبعد صيته وَحدث وصنف تصانيف كَثِيرَة ثمَّ استدعاه نظام الْملك إِلَى هراة فشق على أهل غزنة مُفَارقَته وَلَكِن لم يَجدوا بدا من ذَلِك فجهزوه فولاه تدريس النظامية توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 238 - مُحَمَّد بن المظفر بن بكران بن عبد الصَّمد قَاضِي الْقَضَاء أَبُو بكر الشَّامي الْحَمَوِيّ ولد بهَا سنة أَرْبَعمِائَة ورحل إِلَى بَغْدَاد سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة فَسمع بهَا الحَدِيث من جمَاعَة وتفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وبرع فِي الْمَذْهَب حَتَّى صَار عَلامَة فِيهِ وَذكر غير وَاحِد انه كَانَ يحفظ تعليقة القَاضِي أبي الطّيب حَتَّى كَأَنَّهَا بَين عَيْنَيْهِ ولي الْقَضَاء سنة ثَمَان وَسبعين بعد مَا امْتنع فألحوا عَلَيْهِ فَاشْترط عَلَيْهِم ان لَا يَأْخُذ عَلَيْهِ مَعْلُوما وَأَن لَا يقبل من أحد شَفَاعَة وَأَن لَا يُغير ملبسه فَأَجَابُوهُ فأجابهم إِلَى ذَلِك وَكَانَ يَقُول مَا دخلت فِي الْقَضَاء حَتَّى وَجب عَليّ الحديث: 238 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 وَكَانَ كثير التصميم بِحَيْثُ قيل أَنه لم يبتسم قطّ فِي الْمجْلس قَالَ السَّمْعَانِيّ هُوَ أحد المتقنين لمَذْهَب الشَّافِعِي وَله اطلَاع على أسرار الْفِقْه وَكَانَ ورعا زاهدا جرت أَحْكَامه على السداد وَقَالَ ابْن النجار صنف كتاب الْبَيَان فِي أصُول الدَّين وَكَانَ على طَريقَة السّلف ورعا نزها وَقَالَ أَبُو عَليّ بن سكرة كَانَ ورعا زاهدا وَأما فِي الْعلم فَكَانَ يُقَال لَو رفع مَذْهَب الشَّافِعِي أمكنه أَن يمليه من صَدره وَقَالَ غَيره لم يقبل من سُلْطَان عَطِيَّة وَلَا من صديق هَدِيَّة وَكَانَ يعاب بالحدة وَسُوء الْخلق توفّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن قَرِيبا من ابْن سُرَيج 239 - مُحَمَّد بن هبة الله بن ثَابت الإِمَام أَبُو نصر الْبَنْدَنِيجِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بفقيه الْحرم لِأَنَّهُ جاور بِمَكَّة أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ من كبار أَصْحَاب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقد سمع الحَدِيث من جمَاعَة وَحدث قَالَ السلَفِي سَمِعت حمد بن أبي الْفَتْح الْأَصْبَهَانِيّ الشَّيْخ الصَّالح بِمَكَّة يَقُول كَانَ الْفَقِيه أَبُو نصر الحديث: 239 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 الْبَنْدَنِيجِيّ يقْرَأ فِي كل أُسْبُوع سِتَّة آلَاف مرّة {قل هُوَ الله أحد} ويعتمر فِي رَمَضَان ثَلَاثِينَ عمْرَة وَهُوَ ضَرِير يُؤْخَذ بِيَدِهِ توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة بِمَكَّة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ وَقَالَ بَعضهم ولد سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة صنف الْمُعْتَمد فِي الْفِقْه فِي جزأين ضخمين مُشْتَمل على أَحْكَام مُجَرّدَة غَالِبا عَن الْخلاف أَخذهَا من الشَّامِل وَله فِيهِ اختيارات غَرِيبَة نقل عَنهُ فِي الْبَيَان فِي صفة الْوضُوء وَفِي غَيره أَخذ صَاحب الْبَيَان عَن الْفَقِيه زيد عَنهُ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد فِي كتاب الْجَنَائِز أَن نقل الْمَيِّت من بلد إِلَى بلد مَكْرُوه وَالصَّحِيح التَّحْرِيم 240 - مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن عبد الْجَبَّار بن الْفضل بن الرّبيع بن مُسلم الإِمَام أَبُو المظفر السَّمْعَانِيّ التَّمِيمِي الْمروزِي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي تفقه على وَالِده حَتَّى برع فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وَصَارَ من فحول النّظر وَمكث كَذَلِك ثَلَاثِينَ سنة ثمَّ صَار إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَأظْهر ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فاضطرب أهل مرو لذَلِك وتشوش الْعَوام فَخرج مِنْهَا وَخرج مَعَه طَائِفَة من الْفُقَهَاء وَقصد نيسابور فَاسْتَقْبلهُ الْأَصْحَاب اسْتِقْبَالًا عَظِيما فأكرموا مورده وَعقد لَهُ التَّذْكِير فِي مدرسة الشَّافِعِيَّة فَظهر لَهُ الْقبُول عِنْد الْخَاص وَالْعَام واستحكم أمره فِي مَذْهَب الشَّافِعِي ثمَّ عَاد إِلَى مرو ودرس بهَا فِي مدرسة أَصْحَاب الشَّافِعِي وَعلا أمره وَظهر لَهُ الْأَصْحَاب وَقد دخل بَغْدَاد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسمع الْكثير بهَا وَاجْتمعَ بالشيخ أبي إِسْحَاق الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 الشِّيرَازِيّ وناظر ابْن الصّباغ فِي مَسْأَلَة قَالَ حفيده أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ صنف فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول فالتفسير فِي ثَلَاث مجلدات وَكتاب الْبُرْهَان والاصطلام الَّذِي شاع فِي الأقطار وَكتاب القواطع فِي أصُول الْفِقْه وَكتاب الِانْتِصَار فِي الرَّد على الْمُخَالفين وَكتاب الْمِنْهَاج لأهل السّنة وَكتاب الْقدر وأملى قَرِيبا من تسعين مَجْلِسا قَالَ السُّبْكِيّ وَلَا أعرف فِي أصُول الْفِقْه أحسن من كتاب القواطع وَلَا أجمع كَمَا لَا أعرف فِيهِ أجل وَلَا أفحل من برهَان إِمَام الْحَرَمَيْنِ بَينهمَا فِي الْحسن عُمُوم وخصوص وَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ لَو كَانَ الْفِقْه ثوبا طاويا لَكَانَ أَبُو المظفر السَّمْعَانِيّ طرازه وَعَن أبي المظفر أَنه قَالَ مَا حفظت شَيْئا قطّ فَنسيته ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَمَات فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْبَاب الثَّانِي من أَرْكَان الطَّلَاق أَنه إِذا قَالَ لَك طَلْقَة يكون صَرِيحًا وَنقل عَنهُ أَيْضا فِي الرَّوْضَة فِي موضِعين من أَوَائِل الْقَضَاء 241 - نصر بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الْفَقِيه أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي النابلسي شيخ الْمَذْهَب بِالشَّام وَصَاحب التصانيف مَعَ الزهادة وَالْعِبَادَة الحديث: 241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 تفقه على الْفَقِيه سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ وصحبة بصوره أَربع سِنِين وعلق عَنهُ تعليقة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي ثَلَاثمِائَة جُزْء وَسمع الحَدِيث الْكثير وأملى وَحدث أَقَامَ بالقدس مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ قدم دمشق سنة ثَمَانِينَ فسكنها وَعظم شَأْنه مَعَ الْعِبَادَة والزهد الصَّادِق والورع وَالْعلم وَالْعَمَل قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر لم يقبل من أحد صلَة بِدِمَشْق بل كَانَ يقتات من غلَّة تحمل إِلَيْهِ من أَرض بنابلس ملكه فيخبز لَهُ كل لَيْلَة قرصة فِي جَانب الكانون قَالَ وَحكى بعض أهل الْعلم قَالَ صَحِبت إِمَام الْحَرَمَيْنِ ثمَّ صَحِبت الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق فَرَأَيْت طَرِيقَته أحسن ثمَّ صَحِبت الشَّيْخ نصر فَرَأَيْت طَرِيقَته أحسن مِنْهُمَا وَلما قدم الْغَزالِيّ دمشق اجْتمع بِهِ واستفاد مِنْهُ وتفقه بِهِ جمَاعَة من دمشق وَغَيرهمَا توفّي يَوْم عَاشُورَاء سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وقبره ظَاهر يزار قَالَ النَّوَوِيّ سمعنَا الشُّيُوخ يَقُولُونَ الدُّعَاء عِنْد قَبره يَوْم السبت مستجاب تكَرر ذكره فِي الرَّوْضَة وَمن تصانيفه التَّهْذِيب قريب من حجم الرَّوْضَة وَكتاب التَّقْرِيب قريب من هَذَا الحجم وَكتاب الْمَقْصُود لَهُ وَهُوَ أَحْكَام مُجَرّدَة فِي جزأين متوسطين قَلِيل الْوُجُود وَكتاب الْكَافِي قريب من حجم التَّنْبِيه وَله شرح متوسط على مُخْتَصر شَيْخه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 سليم سَمَّاهُ الْإِشَارَة وَكتاب الْحجَّة على تَارِك المحجة وَكتاب الانتخاب الدِّمَشْقِي قَالَ النَّوَوِيّ فِي بضعَة عشر مجلدا وَهُوَ على هَيْئَة تَعْلِيق القَاضِي أبي الطّيب ويحذو حذوه وينقل مِنْهُ كثيرا 242 - يَعْقُوب بن سُلَيْمَان بن دَاوُد أَبُو يُوسُف الإِسْفِرَايِينِيّ خَازِن كتب النظامية بِبَغْدَاد تفقه على القَاضِي أبي الطّيب وصنف كتاب المستظهري فِي الْإِمَامَة وشرائط الْأَحْكَام توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 243 - أَبُو الْحسن الْعَبَّادِيّ بن الْأُسْتَاذ أبي عَاصِم كَانَ من كبار الخراسانيين وَهُوَ مُصَنف كتاب الرقم توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَله ثَمَانُون سنة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي التَّيَمُّم ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 244 - أَبُو مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْمروزِي نقل ابْن الصّلاح فِي مشكله فِي كتاب النِّكَاح مَسْأَلَة عَن تَعْلِيقه ثمَّ قَالَ أَظُنهُ ابْن القَاضِي الْحُسَيْن انْتهى وللقاضي ولد اسْمه أَبُو بكر مُحَمَّد ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة سمع وَحدث قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ من كبار فُقَهَاء المراوزة الحديث: 244 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 الطَّبَقَة الثَّالِثَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة السَّادِسَة 245 - أَحْمد بن عَليّ بن بدران أَبُو بكر الْحلْوانِي بِضَم الْحَاء ولد سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة روى عَن القَاضِي أبي الطّيب وَالْمَاوَرْدِيّ وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن الصّلاح فِي تَرْجَمَة الْمَاوَرْدِيّ إِنَّه كَانَ شَيخا جَلِيلًا وَذكره السلَفِي فِي مُعْجم شُيُوخ بَغْدَاد وَذكره الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء قَرَأَ على الْحسن بن غَالب وَعلي بن مُحَمَّد بن فَارس الْخياط قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد سبط الْخياط وَالْمبَارك بن الْحسن الحديث: 245 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 السهروردي وَغَيرهمَا وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي كتاب قسم الصَّدقَات رَأَيْت بِخَط الْفَقِيه أبي بكر بن بدران الْحلْوانِي أَنه سمع أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ يَقُول فِي أختياره أَنه يجوز صرف زَكَاة الْفطر إِلَى وَاحِد توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخَمْسمِائة قَالَ السُّبْكِيّ وَمن تصانيفه كتاب لطائف المعارف 246 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن برهَان بِفَتْح الْبَاء أَبُو الْفَتْح ولد بِبَغْدَاد فِي شَوَّال سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على الْغَزالِيّ والشاشي وإلكيا الهراسي وبرع فِي الْمَذْهَب وَفِي الْأُصُول وَكَانَ هُوَ الْغَالِب عَلَيْهِ وَله فِيهِ التصانيف الْمَشْهُورَة الْبَسِيط والوسيط وَالْوَجِيز وَغَيرهَا درس بالنظامية شهرا وَاحِدًا وَكَانَ ذكيا يضْرب بِهِ الْمثل فِي حل الْإِشْكَال قَالَ الْمُبَارك بن كَامِل كَانَ الحديث: 246 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 خارق الذكاء لَا يكَاد يسمع شَيْئا إِلَّا حفظه وَلم يزل يُبَالغ فِي الطّلب وَالتَّحْقِيق وَحل المشكلات حَتَّى صَار يضْرب بِهِ الْمثل فِي تبحره فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَصَارَ علما من أَعْلَام الدَّين قَصده الطلاب من الْبِلَاد حَتَّى صَار جَمِيع نَهَاره وَقطعَة من ليله مستوعبا فِي الأشغال وإلقاء الدُّرُوس توفّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة كَذَا قَالَه ابْن خلكان وَالْمَعْرُوف أَنه توفّي سنة ثَمَان عشرَة قيل فِي ربيع الأول وَقيل فِي جُمَادَى الأولى نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي كتاب الْقَضَاء أَن الْعَاميّ لَا يلْزمه التَّقْيِيد بِمذهب معِين وَرجحه الإِمَام 247 - احْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد مجد الدَّين أَبُو الْفتُوح أَخُو أبي حَامِد الْغَزالِيّ وَكَانَ يلقب بلقب أَخِيه حجَّة الْإِسْلَام زين الدَّين وَكَانَ فَقِيها غلب عَلَيْهِ الْوَعْظ والميل إِلَى الإنقطاع وَالْعُزْلَة وَكَانَ صَاحب عِبَارَات وإشارات حسن النّظر درس بالنظامية بِبَغْدَاد لما تَركهَا أَخُوهُ زهدا فِيهَا وَاخْتصرَ الْإِحْيَاء فِي مُجَلد سَمَّاهُ لباب الْإِحْيَاء وَله مُصَنف آخر سَمَّاهُ الذَّخِيرَة فِي علم البصيرة توفّي بقزوين سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَقد تكلم فِيهِ غير وَاحِد وجرحوه الحديث: 247 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 248 - الْحُسَيْن بن مَسْعُود بن مُحَمَّد الْعَلامَة محيي السّنة أَبُو مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وَيعرف بِابْن الْفراء تَارَة وبالفراء أُخْرَى أحد الْأَئِمَّة تفقه على القَاضِي الْحُسَيْن وَكَانَ دينا عَالما عَاملا على طَريقَة السّلف وَكَانَ لَا يلقِي الدَّرْس إِلَّا على طهرة وَكَانَ قانعا باليسير يَأْكُل الْخبز وَحده فَعدل فِي ذَلِك فَصَارَ يَأْكُلهُ بالزيت قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا فِي التَّفْسِير إِمَامًا فِي الحَدِيث إِمَامًا فِي الْفِقْه بورك لَهُ فِي تصانيفه ورزق الْقبُول لحسن قَصده وَصدق نِيَّته وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي تَكْمِلَة شرح الْمُهَذّب قل أَن رَأَيْنَاهُ يخْتَار شَيْئا إِلَّا وَإِذا بحث عَنهُ إِلَّا وجد أقوى من غَيره هَذَا مَعَ اخْتِصَار كَلَامه وَهُوَ يدل على نبل كَبِير وَهُوَ حري بذلك فَإِنَّهُ جَامع لعلوم الْقُرْآن وَالسّنة وَالْفِقْه توفّي بمرو الروذ فِي شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن عِنْد شَيْخه قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يحجّ قَالَ وَأَظنهُ جَاوز الثَّمَانِينَ وَالْبَغوِيّ مَنْسُوب إِلَى بغا بِفَتْح الْبَاء قَرْيَة بَين هراة ومرو وَمن تصانيفه التَّهْذِيب لخصه من تَعْلِيق شَيْخه وَهُوَ تصنيف متين مُحَرر عَار عَن الْأَدِلَّة غَالِبا وَشرح الْمُخْتَصر وَهُوَ كتاب نَفِيس أَكثر الْأَذْرَعِيّ من النَّقْل عَنهُ وَلم يقف عَلَيْهِ الْإِسْنَوِيّ والفتاوى وَكتاب شرح السّنة ومعالم التَّنْزِيل فِي التَّفْسِير والمصابيح وَالْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَغير ذَلِك الحديث: 248 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 249 - زيد بن عبد الله بن جَعْفَر اليفاعي بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة من تَحت وَالْفَاء اليمني كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والفرائض والحساب أَخذ عَن أهل الْيمن ثمَّ ارتحل إِلَى مَكَّة وَأخذ عَن الطَّبَرِيّ صَاحب الْعدة والبندنيجي صَاحب الْمُعْتَمد ثمَّ عَاد إِلَى الْيمن فانتصب للتدريس وَاجْتمعَ عَلَيْهِ خلق كثير ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْيمن أَخذ عَنهُ صَاحب الْبَيَان وَنقل عَنهُ فِي الْإِجَازَة وَفِي الْهِبَة توفّي سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة وَخَمْسمِائة 250 - سُلْطَان بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي الْفَقِيه شيخ صَاحب الذَّخَائِر ولد بالقدس سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَسمع أَبَا بكر الْخَطِيب وَغَيره وتفقه على نصر الْمَقْدِسِي قَالَ الْإِسْنَوِيّ وعَلى سَلامَة الْمَقْدِسِي الحديث: 249 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 وبرع فِي الْمَذْهَب وَدخل مصر بعد السّبْعين وَسمع بهَا وَكَانَ من افقه الْفُقَهَاء بِمصْر وَعَلِيهِ قَرَأَ أَكْثَرهم روى عَنهُ السلَفِي وَغَيره وصنف كتابا فِي أَحْكَام التقاء الختانين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي العبر عَاشَ سِتا وَسبعين سنة توفّي سنة ثَمَان عشرَة أَو فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وَقَالَ ابْن نقطة توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ 251 - سلمَان بِفَتْح السِّين بن نَاصِر بن عمرَان بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن زيد بن زِيَاد بن مَيْمُون بن مهْرَان أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ تلميذ إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ فَقِيها إِمَامًا فِي علم الْكَلَام وَالتَّفْسِير زاهدا ورعا يكْتَسب من الحديث: 251 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 خطه وَلَا يخالط أحدا صحب أَبَا الْقَاسِم الْقشيرِي مُدَّة وَحصل عَلَيْهِ طرفا صَالحا من الْعلم ولازم إِمَام الْحَرَمَيْنِ وأتقن عَلَيْهِ الْأَصْلَيْنِ وَشرح الْإِرْشَاد للْإِمَام وَله كتاب الغنية أَصَابَهُ فِي آخر عمره ضعف فِي بَصَره ويسير وقر فِي أُذُنه توفّي فِي جُمَادَى الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَنه حكى فِي كتاب الغنية عَن الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق جَوَاز نصب إمامين فِي إقليمين 252 - شُرَيْح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد القَاضِي أَبُو نصر القَاضِي أبي معمر ابْن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الرَّوْيَانِيّ ابْن عَم صَاحب الْبَحْر كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَولي الْقَضَاء بآمل طبرستان نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي الْبَاب الثَّانِي من أَرْكَان الطَّلَاق فروعا كَثِيرَة نقلهَا عَن جده أبي الْعَبَّاس وصنف كتابا فِي الْقَضَاء سَمَّاهُ رَوْضَة الْحُكَّام وزينة الْأَحْكَام قَالَ فِي خطبَته لما كثرت تصانيفي فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع والمتفق والمختلف وأنفقت عَلَيْهَا عنفوان شَبَابِي وَأَيَّام كهولتي إِلَى أَن جَاوَزت السِّتين رَأَيْت آدَاب الْقَضَاء كَذَا وَكَذَا إِلَى آخر مَا ذكره وَفِي روضته فَوَائِد وغرائب تدل على الحديث: 252 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 جلالة مصنفها وَكَثْرَة اطِّلَاعه لم يذكرُوا وَقت وَفَاته وذكرته فِي هَذِه الطَّبَقَة مَعَ ابْن عَمه 253 - شيرويه بن شهر دَار بن شيرويه بن فَنًّا خسرو بفاء وَنون وخاء مُعْجمَة وسين وَرَاء مهملتين بعدهمَا وَاو أَبُو شُجَاع الديلمي الهمذاني من ولد الضَّحَّاك بن فَيْرُوز الصَّحَابِيّ ذكره ابْن الصّلاح فَقَالَ كَانَ مُحدثا وَاسع الرحلة حسن الْخلق والخلق ذكيا صلبا فِي السّنة قَلِيل الْكَلَام صنف تصانيف اشتهرت عَنهُ مِنْهَا كتاب الفردوس وكتابا فِي حكايات المنامات وكتابا فِي تأريخ هَمدَان ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة تسع وَخَمْسمِائة 254 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن هوَازن الْقشيرِي الْأُسْتَاذ أَبُو نصر ابْن الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم النَّيْسَابُورِي تخرج بوالده ثمَّ لزم إِمَام الْحَرَمَيْنِ فأتقن عَلَيْهِ الْأُصُول الحديث: 253 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 وَالْفُرُوع وَالْخلاف وَغير ذَلِك من الْعُلُوم وَكَانَ لَهُ موقع عَظِيم عِنْده حَتَّى إِنَّه نقل عَنهُ فِي كتاب الْوَصِيَّة من النِّهَايَة مَعَ كَونه شَابًّا إِذْ ذَاك وتلميذا لَهُ تأهب لِلْحَجِّ فَلَمَّا وصل إِلَى بَغْدَاد عقد لَهُ مجْلِس الْوَعْظ وَظهر لَهُ من الْقبُول مَا لم يعْهَد لأحد قبله وَلزِمَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَغَيره من الْأَئِمَّة مجْلِس وعظه وَحج وَعَاد وَأقَام بِبَغْدَاد وَحج ثَانِيًا وَعَاد إِلَيْهَا وَجرى لَهُ مَعَ الْحَنَابِلَة فِي زمن إِقَامَته بِبَغْدَاد أُمُور كَثِيرَة وَفتن وتعصب وَقتل من الْفَرِيقَيْنِ جمَاعَة ثمَّ وَردت إِشَارَة نظام الْملك إِلَيْهِ بِالرُّجُوعِ إِلَى بَلْدَة نيسابور لتسكين الْفِتَن فَرجع إِلَيْهَا ملازما للتدريس والإفتاء والوعظ والإملاء إِلَى أَن توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة قَالَ الذَّهَبِيّ وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي آخر كتاب النّذر فَقَالَ وَفِي تَفْسِير أبي نصر الْقشيرِي أَن الْقفال قَالَ من الْتزم بِالنذرِ أَن لَا يكلم الْآدَمِيّين يحْتَمل أَن يلْزم لِأَنَّهُ مِمَّا يتَقرَّب بِهِ وَيحْتَمل أَن يُقَال لَا لما فِيهِ من التَّضْيِيق وَالتَّشْدِيد وَلَيْسَ ذَلِك من شرعنا كَمَا لَو نذر الْوُقُوف فِي الشَّمْس قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح هُوَ الِاحْتِمَال الثَّانِي 255 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْفضل الأشنهي صَاحب الْفَرَائِض الْمَعْرُوفَة قدم بَغْدَاد وتفقه بهَا على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَسمع بهَا من جمَاعَة وَكَانَ زاهدا عَارِفًا بِالْمذهبِ والْحَدِيث وصنف فِي الْمَذْهَب والفرائض رَحل عَن بَغْدَاد ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا لرد قلم استعاره وَعَاد إِلَى بَلَده فَمَاتَ بهَا لم يذكرُوا وَقت وَفَاته وَهَذَا مَوْضِعه ظنا وأشنه بِضَم الْهمزَة الحديث: 255 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَضم النُّون وَفِي آخِره هَاء قَرْيَة من بِلَاد أذربيجان مُتَّصِلَة بأربل 256 - عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد قَاضِي الْقُضَاة فَخر الْإِسْلَام أَبُو المحاسن الرَّوْيَانِيّ الطَّبَرِيّ صَاحب الْبَحْر وَغَيره كَانَت لَهُ الوجاهة والرئاسة وَالْقَبُول التَّام عِنْد الْمُلُوك فَمن دونهَا أَخذ عَن وَالِده وجده وبميافارقين عَن مُحَمَّد بن بَيَان الكازروني قَالَ ابْن خلكان وَأخذ الْفِقْه عَن نَاصِر الْعمريّ وعلق عَنهُ وبرع فِي الْمَذْهَب حَتَّى كَانَ يَقُول لَو احترقت كتب الشَّافِعِي لأمليتها من حفظي وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ شَافِعِيّ زَمَانه وَولي قَضَاء طبرستان وَبنى مدرسة بآمل وَكَانَ فِيهِ إِيثَار للقاصدين إِلَيْهِ ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَاسْتشْهدَ بِجَامِع آمل عِنْد ارْتِفَاع النَّهَار بعد فَرَاغه من الْإِمْلَاء يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل سنة أحدى وَخَمْسمِائة قَتله الباطنية لعنهم الله تَعَالَى وَمن تصانيفه الْبَحْر وَهُوَ بَحر كإسمه وَالْكَافِي شرح مُخْتَصر على الْمُخْتَصر والحلية مُجَلد متوسط فِيهِ اختيارات كَثِيرَة وَكثير مِنْهَا يُوَافق مَذْهَب مَالك وَكتاب الْمُبْتَدِي بِكَسْر الدَّال وَهُوَ دون الْحِلْية بِقَلِيل وَكتاب الْقَوْلَيْنِ والوجهين مجلدان الحديث: 256 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 257 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ شمس الْإِسْلَام عماد الدَّين أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ الْمَعْرُوف بإلكيا الهراسي تفقه بِبَلَدِهِ ثمَّ رَحل إِلَى نيسابور قَاصِدا إِمَام الْحَرَمَيْنِ وعمره ثَمَانِي عشرَة سنة فلازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف وطار اسْمه فِي الْآفَاق وَكَانَ هُوَ وَالْغَزالِيّ والخوافي تلامذته ومعيدي درسه وَكَانَ إِمَامًا نظارا قوي الْبَحْث دَقِيق الْفِكر ذكيا فصيحا جَهورِي الصَّوْت حسن الْوَجْه جدا قدم بَغْدَاد وَتَوَلَّى النظامية فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَاسْتمرّ مدرسا بهَا عَظِيم الجاه رفيع الْمحل يتَخَرَّج عَلَيْهِ الطّلبَة إِلَى ان توفّي فِي الْمحرم سنة أَربع وَخَمْسمِائة وعمره أَربع وَخَمْسُونَ سنة وَدفن فِي تربة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق قَالَ السُّبْكِيّ وَله شِفَاء المسترشدين وَنقض مُفْرَدَات أَحْمد وَكتب فِي أصُول الْفِقْه وإلكيا بِهَمْزَة مَكْسُورَة وَلَام سَاكِنة ثمَّ كَاف مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت مَعْنَاهُ الْكَبِير بلغَة الْفرس والهراسي برَاء مُشَدّدَة وسين مهملتين لَا نعلم نسبته لأي شَيْء نقل عَنهُ الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد وَهُوَ فِي أَوَائِل الْقَضَاء أَن الْعَاميّ يلْزمه أَن يُقَلّد مذهبا معينا وَنقل عَن ابْن برهَان عَكسه ثمَّ رَجحه الحديث: 257 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 258 - الْقَاسِم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ الحريري صَاحب المقامات الَّتِي بلغ بهَا أَعلَى المقامات إِمَام عصره فِي الْأَدَب وَالنّظم والنثر والبلاغة والفصاحة وَصفه ابْن السَّمْعَانِيّ فَأحْسن مَا شَاءَ ولد بِالْبَصْرَةِ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقدم بَغْدَاد وتفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأبي نصر بن الصّباغ وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على أبي الْفضل الْهَمدَانِي وَأبي حَكِيم الخبري توفّي بِالْبَصْرَةِ سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة عَن سبعين سنة وصنف الملحة وَشَرحهَا ودرة الغواص فِي أَوْهَام الْخَواص الحديث: 258 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 259 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عمر فَخر الْإِسْلَام أَبُو بكر الشَّاشِي ولد بميافارقين فِي الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على قاضيها أبي مَنْصُور الطوسي تلميذ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد وَعلي الكازروني صَاحب الْإِنَابَة فَلَمَّا عزل الطوسي وَرجع إِلَى بَلَده دخل بَغْدَاد واشتغل على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ولازمه حَتَّى عرف بِهِ وَكَانَ معيد درسه وَقَرَأَ الشَّامِل على ابْن الصّباغ وَكَانَ مهيبا وقورا متواضعا ورعا وَكَانَ يلقب فِي حداثته بالجنيد لشدَّة ورعه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بعد شَيْخه ودرس بنظامية بَغْدَاد سنة وَنصفا قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ أشعريا صوفيا صنف عقيدة انْتهى وَله شعر حسن وَقع بَينه الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 وَبَين الدَّامغَانِي فَأَنْشَأَ فِيهِ الشَّاشِي ... حجاب وَإِعْجَاب وفرط تصلف ... وَمد يَد نَحْو الْعلَا بتكلف ... ... وَلَو كَانَ هَذَا من وَرَاء كفاءة ... لهان وَلَكِن من وَرَاء تخلف ... توفّي فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخَمْسمِائة وَدفن مَعَ شَيْخه أبي إِسْحَاق فِي قبر وَاحِد وَقيل دفن إِلَى جَانِبه نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَاخِر الْغسْل وَفِي الصَّلَاة ثمَّ فِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة ثمَّ فِي ستر الْعَوْرَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَمن تصانيفه الشافي فِي شرح الشَّامِل فِي عشْرين مجلدا وَمَات وَقد بَقِي نَحْو الْخمس وَالْمُعْتَمد قريب من حجم الْوَسِيط وَكتاب الْحِلْية فِي مجلدين ذكر فِيهِ خلافًا كثيرا للْعُلَمَاء صنفه للخليفة المستظهر بِاللَّه وَلذَلِك يلقب بالمستظهري وَكتاب التَّرْغِيب فِي الْعلم مُجَلد مُتَضَمّن لفروع بأدلة وَكتاب الْعُمْدَة مُخْتَصر وتصنيف لطيف فِي الْمَسْأَلَة السرجية اخْتَار فِيهِ عدم الْوُقُوع 260 - مُحَمَّد بن أبي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي يُوسُف القَاضِي أَبُو سعد الْهَرَوِيّ تلميذ أبي عَاصِم الْعَبَّادِيّ وشارح أدب الْقَضَاء لَهُ كَذَا تَرْجمهُ السُّبْكِيّ مُخْتَصرا وَقَالَ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَهُوَ فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ إِمَّا قبلهَا بِيَسِير وَهُوَ الحديث: 260 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 الْأَقْرَب وَإِمَّا بعْدهَا بِيَسِير وَشَرحه الْمَذْكُور اسْمه الْأَشْرَاف على غوامض الحكومات وَقد أَخذ عَن القَاضِي أبي بكر الشَّامي كَمَا ذكره فِي كِتَابه وَبَين أبي سعد وَأبي الْحسن الْعَبَّادِيّ صَاحب الرقم مناظرات قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَشَرحه الْمَذْكُور مَشْهُور مُفِيد وَتَوَلَّى قَضَاء هَمدَان نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي عُيُوب الْمَبِيع وَالْإِقْرَار وَالْغَصْب والدعاوى وَغَيرهَا وَبَالغ فِي الِاعْتِمَاد على شَرحه الْمَذْكُور والتقليد لَهُ فَتَارَة يَقُول بعض أَصْحَاب الْعَبَّادِيّ وَتارَة يُصَرح باسمه قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَاعْلَم أَن عبد الغافر الْفَارِسِي ذكره فِي آخر الذيل أَن القَاضِي أَبَا سعد قتل شَهِيدا مَعَ ابْنه بِجَامِع هَمدَان فِي شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة وَأَنه كَانَ رجلا من الرِّجَال داهية من الدهاة إِلَّا أَنه خَالف الْمَذْكُور أَولا فِي الْأَب فَقَالَ مُحَمَّد بن نصر بن مَنْصُور فَيحْتَمل أَن يكون إِيَّاه وَأَن يكون غَيره انْتهى وَهُوَ غَيره بِلَا شكّ وَقد ذكر الذَّهَبِيّ أَن الْمَقْتُول حَنَفِيّ وَأَنه ولي الْقَضَاء بمدن كَثِيرَة من بِلَاد الْعَجم وَولي قَضَاء الشَّام مُدَّة وَقَضَاء بَغْدَاد مُدَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 261 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإِمَام حجَّة الْإِسْلَام زين الدَّين أَبُو حَامِد الطوسي الْغَزالِيّ ولد بطوس سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة أَخذ عَن الإِمَام ولازمه حَتَّى صَار أنظر أهل زَمَانه وَجلسَ للإقراء فِي حَيَاة إِمَامه وصنف وَبعد وَفَاة الإِمَام حضر مجْلِس نظام الْملك فَأقبل عَلَيْهِ وَحل مِنْهُ محلا عَظِيما فولاه نظامية بَغْدَاد فدرس بهَا مُدَّة ثمَّ تَركهَا وَحج وَرجع إِلَى دمشق وَأقَام بهَا عشر سِنِين وصنف فِيهَا كتبا يُقَال إِن الْإِحْيَاء مِنْهَا ثمَّ سَار إِلَى الْقُدس والإسكندرية ثمَّ عَاد إِلَى وَطنه بطوس مُقبلا على التصنيف وَالْعِبَادَة وَنشر الْعلم ودرس بنظامية نيسابور مُدَّة ثمَّ تَركهَا وَبنى خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلين وَأَقْبل على النّظر فِي الْأَحَادِيث خُصُوصا البُخَارِيّ وَقد ذكر لَهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي أَربع كراريس وَأنْشد قَول الْقَائِل ... مَاذَا يَقُول الواصفون فِي وَصفه ... وَصِفَاته جلت عَن الْحصْر ... توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخَمْسمِائة وَمن تصانيفه الْبَسِيط وَهُوَ كالمختصر للنِّهَايَة والوسيط ملخص مِنْهُ وَزَاد فِيهِ أمورا من الْإِبَانَة للفوراني وَمِنْهَا أَخذ هَذَا التَّرْتِيب الْحسن الْوَاقِع فِي كتبه وَتَعْلِيق القَاضِي الْحُسَيْن والمهذب واستمداده مِنْهُ كثير كَمَا نبه عَلَيْهِ فِي الْمطلب وَمن تصانيفه أَيْضا الْوَجِيز الحديث: 261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وَالْخُلَاصَة مُجَلد دون التَّنْبِيه وَكتاب الْفَتَاوَى لَهُ مُشْتَمل على مائَة وَتِسْعين مَسْأَلَة وَهِي غير مرتبَة وَله فَتَاوَى اخرى غير مَشْهُورَة أقل من تِلْكَ وصنف فِي الْخلاف المآخذ جمع مَأْخَذ ثمَّ صنف كتابا آخر فِي الْخلَافَة سَمَّاهُ تحصين المآخذ وصنف فِي الْمَسْأَلَة السريجية مصنفين اخْتَار فِي أَحدهمَا عدم وُقُوع الطَّلَاق وَفِي الآخر الْوُقُوع وَكتاب الْإِحْيَاء وَهُوَ الأعجوبة الْعَظِيم الشَّأْن وبداية الْهِدَايَة فِي التصوف والمستصفى فِي أصُول الْفِقْه والمنخول وإلجام الْعَوام عَن علم الْكَلَام وَالرَّدّ على الباطنية ومقاصد الفلاسفة وتهافت الفلاسفة وجواهر الْقُرْآن وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى ومشكاة الْأَنْوَار والمنقذ من الضلال وَغير ذَلِك 262 - مُحَمَّد بن مَرْزُوق بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد أَبُو الْحسن الزَّعْفَرَانِي الْبَغْدَادِيّ الْجلاب الْفَقِيه الْمُحدث تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وصنف عدَّة كتب مِنْهَا مَنَاسِك الْحَج نَحْو التَّنْبِيه مُشْتَمل على غرائب وفوائد ورحل الْكثير وروى عَن الْخَطِيب روى عَنهُ السلَفِي مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ مُحدث ثِقَة مكثر كتب الْكثير وَجمع الْكثير وعني بِالْحَدِيثِ وبرع فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وصنف عدَّة كتب وَكَانَ يُسَافر إِلَى الْبِلَاد الحديث: 262 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 وَكَانَ جيد الضَّبْط متقنا وَمَات بِبَغْدَاد فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَخَمْسمِائة 263 - مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد الإِمَام تَاج الْإِسْلَام أَبُو بكر بن أبي المظفر التَّمِيمِي السَّمْعَانِيّ الْمروزِي وَالِد الإِمَام أبي سعد صَاحب الْأَنْسَاب والذيل كَانَ فَقِيها مُحدثا حَافِظًا أديبا ناظما ناثرا واعظا مبرزا فِي الْأَحَادِيث جَامعا لأشتات الْعُلُوم قَالَ ابْن الصّلاح أمْلى اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين إملاء فِي ثَلَاث مجلدات لم يسْبق فِيمَا علمناه إِلَى مثلهَا قَالَ عبد الغافر فِي الذيل هُوَ الإِمَام بن الإِمَام بن الإِمَام ووالد الإِمَام شَاب نَشأ فِي عبَادَة الله تَعَالَى وَفِي التَّحْصِيل من صباه حَتَّى أرْضى أَبَاهُ حظي من الْأَدَب والعربية وتميز فيهمَا نظما ونثرا بِأَعْلَى الْمَرَاتِب ثمَّ برع فِي الْفِقْه مستدرا أخلاقه من أَبِيه بَالغا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف أقْصَى مراميه وَزَاد على أقرانه وَأهل عصره بالتبحر فِي علم الحَدِيث وَمَعْرِفَة الرِّجَال والأسانيد وَحفظ الْمُتُون وجمعت فِيهِ الْخلال الجميلة من الْإِنْصَاف والتواضع والتودد وَأطَال فِي وَصفه كثيرا وَذكره ولد فِي الذيل وَقَالَ أمْلى بِجَامِع مرو مائَة وَأَرْبَعين مَجْلِسا فِي غَايَة الْحسن والفوائد كل من رَآهَا اعْترف بِأَنَّهُ لم يسْبق إِلَى مثلهَا وصنف فِي الحَدِيث تصانيف كَثِيرَة ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بمرو فِي صفر سنة عشر وَخَمْسمِائة عَن ثَلَاث وَأَرْبَعين سنة وَله شعر كثير قيل إِنَّه غسله قبل مَوته وَأَن الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ مَا كَانَ مَحْفُوظًا عَنهُ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد الحديث: 263 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 فِي كتاب الْجِزْيَة فَقَالَ إِنَّه نَص على أَن الْحمام للنِّسَاء من غير حَاجَة مَكْرُوه وَصَححهُ النَّوَوِيّ بعد ان نقل فِي الأَصْل عَن ابْن أبي هُرَيْرَة أَنه حرَام 264 - يحيى بن عَليّ بن الْحسن أَبُو سعد الْبَزَّاز الْمَعْرُوف بِابْن الْحلْوانِي ولد سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة أَو بعْدهَا بقيل وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وبرع حَتَّى الْتحق بالأئمة المناظرين وصنف فِي الْمَذْهَب كتابا سَمَّاهُ التَّلْوِيح ودرس بالنظامية وَولي حسبَة بَغْدَاد ثمَّ تَركهَا ترسل عَن الْخَلِيفَة إِلَى خُرَاسَان فَمَاتَ بسمرقند فِي شهر رَمَضَان سنة عشْرين وَخَمْسمِائة تَرْجمهُ أَبُو سعد فِي الذيل 265 - الشريف العثماني شيخ العمراني نقل عَنهُ فِي الْبَيَان فَوَائِد سَمعهَا مِنْهُ لَا أعرف من حَاله غير ذَلِك ثمَّ قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ إِنَّه مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى الديباجي العثماني لقبه العمراني بِمَكَّة فَإِن كَانَ هُوَ الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 الديباجي فَهُوَ من أهل الطَّبَقَة الْآتِيَة وَقد ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقد تَرْجمهُ السُّبْكِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّادِسَة 266 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَطاء الإِمَام الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق المروروذي الْفَقِيه تفقه على أبي المظفر السَّمْعَانِيّ وَالْحسن النيهي وَسمع الْكثير وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ فِي طلب الْعلم قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ من الْعلمَاء العاملين وَحدث بالكتب الْكِبَار وَقتل فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فِي فتْنَة الخوارزمية عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة قَالَ أَبُو سعد وَكَانَ أبي أوصى بِنَا إِلَيْهِ فَكَانَ يقوم بأمورنا أتم قيام وعلقت عَنهُ كتاب الطَّهَارَة وَسمعت مِنْهُ الْكثير وَله تعليقة مبسوطة وقف عَلَيْهَا الرَّافِعِيّ الحديث: 266 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 نقل عَنْهَا فِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة ثمَّ فِي مُتَابعَة الإِمَام فِيمَا إِذا سبق بِأَكْثَرَ من ثَلَاثَة أَرْكَان ثمَّ فِي الصّيام فِي الْكَلَام على الْفِدْيَة بِسَبَب تَأْخِير الْقَضَاء ثمَّ فِي الزَّكَاة إِذا أَخذ السَّاعِي غير الأغبط ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ 267 - أَحْمد بن سهل بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن أَبُو بكر بن أبي الْفَتْح الْبَانِي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالنُّون الأرغياني قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب فِي بَاب الْبَاء الْمُوَحدَة وَالنُّون كَانَ أَبُو بكر هَذَا مثل وَالِده فِي الْفضل والسيرة وَكَانَ فِي عصرنا وَلم ألقه قَالَ وَبَان قَرْيَة من قرى أرغبان من نواحي نيسابور وَلم يؤرخ وَفَاته وذكرته هُنَا تخمينا نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَاخِر الْقَضَاء على الْغَائِب فِي الْكَلَام على مَا إِذا أَرَادَ نقل الْعين الْمَحْكُوم بهَا إِلَى بلد القَاضِي الَّذِي حكم فَقَالَ إِنَّه يَأْخُذ كَفِيلا وَيخْتم على الْعين بِخَاتمِهِ ثمَّ قَالَ وَأخذ الْكَفِيل ختم والختم لَيْسَ بحتم كَذَلِك حكى المتلقي عَن أبي بكر الأرغياني كَذَا فِي بعض نسخ الرَّافِعِيّ وَفِي بَعْضهَا أَبُو بكر الزنجاني 268 - أسعد بن أبي نصر بن الْفضل مجد الدَّين أَبُو الْفَتْح الميهني ولد بميهنة سنة الحديث: 267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْفِقْه وَالْخلاف وَله فِي الْخلاف طَريقَة مَشْهُورَة تفقه على أبي المظفر السَّمْعَانِيّ وَأخذ الْأُصُول عَن أبي عبد الله الفراوي ورحل إِلَى غزنة بغين مُعْجمَة من نواحي الْهِنْد واشتهر بِتِلْكَ النواحي وشاع فَضله ثمَّ ورد إِلَى بَغْدَاد ودرس بالنظامية وانتفع النَّاس بِهِ وبطريقته الخلافية ثمَّ توجه من بَغْدَاد رَسُولا إِلَى هَمدَان فَتوفي بهَا سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَه الذَّهَبِيّ وَقيل توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين والميهني نِسْبَة إِلَى ميهنة بميم مَكْسُورَة كَمَا ضَبطه ابْن السَّمْعَانِيّ وَقيل بِفَتْحِهَا ثمَّ مثناة من تَحت ثمَّ هَاء مَفْتُوحَة بعْدهَا نون مَفْتُوحَة أَيْضا وَفِي آخِره تَاء التَّأْنِيث قَرْيَة بِقرب طوس بَين سرخس وأبيورد 269 - إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو سعد الحديث: 269 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 البوشنجي نزيل هراة ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة كَانَ عَالما بِالْمذهبِ درس وَأفْتى وصنف قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ فَاضلا غزير الْفضل حسن الْمعرفَة بِالْمذهبِ جميل السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة كثير الْعِبَادَة ملازما للذّكر قانعا باليسير خشن الْعَيْش رَاغِبًا فِي نشر الْعلم لَازِما للسّنة غير ملتفت إِلَى الْأُمَرَاء وَأَبْنَاء الدُّنْيَا وَقَالَ عبد الغافر شَاب نَشأ فِي عبَادَة الله مرضِي السِّيرَة على منوال أَبِيه وَهُوَ فَقِيه مناظر مدرس زاهد وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي كتاب الْخلْع هُوَ إِمَام غواص مُتَأَخّر لقِيه من لقيناه توفّي بهراة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَله كتاب سَمَّاهُ الْمُسْتَدْرك وقف عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ وَنقل عَنهُ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة 270 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل بن عَليّ أَحْمد بن طَاهِر التَّمِيمِي الطلحي الْأَصْبَهَانِيّ الْجَزرِي بجيم مَضْمُومَة وزاي الْحَافِظ قوام الدَّين أَبُو الْقَاسِم أفرد أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ لَهُ تَرْجَمَة فِي جُزْء كَبِير وَقَالَ إِمَام أَئِمَّة وقته وأستاذ عُلَمَاء عصره وقدوة أهل السّنة فِي زَمَانه بلغت عدد أَمَالِيهِ نَحوا من ثَلَاثَة آلَاف وَخَمْسمِائة مجْلِس الحديث: 270 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 وَله مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا التَّفْسِير الْكَبِير فِي ثَلَاثِينَ مجلدا سَمَّاهُ الْجَامِع وَكتاب الْإِيضَاح فِي التَّفْسِير فِي أَربع مجلدات وَكتاب الموضح فِي التَّفْسِير ثَلَاث مجلدات وَكتاب الْمُعْتَمد فِي التَّفْسِير عشر مجلدات وَكتاب التَّرْغِيب والترهيب وَشرح صَحِيح البُخَارِيّ وصحيح مُسلم وَكَانَ ابْنه شرع فيهمَا فَمَاتَ فِي حَيَاته فأتمها وَله كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة وَكتاب التَّذْكِرَة نَحْو ثَلَاثِينَ جُزْءا وَغير ذَلِك قَالَ ابْن مندة فِي الطَّبَقَات لَيْسَ فِي وقتنا مثله قَالَ وَكَانَ أَئِمَّة بَغْدَاد يَقُولُونَ مَا رَحل إِلَى بَغْدَاد بعد أَحْمد بن حَنْبَل أفضل وَلَا أحفظ مِنْهُ وَلم يُنكر أحد شَيْئا من فَتَاوِيهِ قطّ وَقَالَ السَّمْعَانِيّ هُوَ أستاذي فِي الحَدِيث وَعنهُ أخذت هَذَا الْقدر وَهُوَ إِمَام فِي التَّفْسِير والْحَدِيث واللغة وَالْأَدب عَارِف بالمتون والأسانيد وَكنت إِذا سَأَلته عَن الغوامض والمشكلات إجاب فِي الْحَال بِجَوَاب شاف ولد فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَمَات يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأما وَلَده فَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد ولد فِي حُدُود سنة خَمْسمِائَة وَنَشَأ فِي طلب الْعلم فَصَارَ إِمَامًا فِي عُلُوم مَعَ الفصاحة والذكاء وصنف تصانيف كَثِيرَة مَعَ صغر سنه اخترمته الْمنية بهمدان سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 271 - الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن برهون القَاضِي أَبُو عَليّ الفارقي ولد بميافارقين فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وتفقه بهَا على أبي عبد الله مُحَمَّد بن بَيَان الكازروني فَلَمَّا توفّي رَحل إِلَى بَغْدَاد فَأخذ عَن الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ولازمه وَسمع عَلَيْهِ كِتَابه الْمُهَذّب وَحفظه ولازم ابْن الصّباغ وَحفظ كِتَابه الشَّامِل قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِمَا دَائِما وَيقْرَأ من الْمَاضِي فِي كل لَيْلَة ربع أحد الْكِتَابَيْنِ وَكَانَ إِمَامًا ورعا قَائِما فِي الْحق مَشْهُورا بالذكاء أمْلى شَيْئا على الْمُهَذّب يُسمى بالفوائد نَقله عَنهُ ابْن أبي عصرون وَهُوَ فِي جزأين متوسطين وَزَاد فِيهِ ابْن عصرون مَوَاضِع معلمه وَذكر ابْن الصّلاح فِي تَرْجَمَة أبي الْعِزّ القلانسي الوَاسِطِيّ أَن الفارقي الْمَذْكُور لَهُ فتاو مَجْمُوعَة فِي نَحْو خَمْسَة أَجزَاء تولى قَضَاء وَاسِط ثمَّ عزل وسكنها إِلَى حِين وَفَاته فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة عَن خمس وَتِسْعين سنة ممتعا بحواسه وَدفن فِي مدرسته وَكَانَ الحديث: 271 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 آخر من انْتهى إِلَيْهِ التدريس وَالْفَتْوَى من أَصْحَاب الشَّيْخ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد فِي كتاب الشُّفْعَة فَقَالَ إِنَّه صحّح عدم خِيَار الْمجْلس للشَّفِيع 272 - سعيد بن مُحَمَّد بن عمر الإِمَام أَبُو مَنْصُور بن الرزاز أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَاد تفقه على أبي سعد الْمُتَوَلِي وَأبي بكر الشَّاشِي وَأبي حَامِد الْغَزالِيّ وإلكيا الهراسي وأسعد الميهني وبرع وساد وَصَارَت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب ودرس بالنظامية مُدَّة ثمَّ عزل قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ ذَا سمت ووقار وجلالة مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بتربة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ 273 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي عقامة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وبالقاف الثَّعْلَبِيّ الربعِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ اليمني القَاضِي أَبُو الْفتُوح صَاحب كتاب الخناثي أَخذ الحديث: 272 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 عَن جده أبي الْحسن عَليّ وَعَن أبي الْغَنَائِم الفارقي أَكثر صَاحب الْبَيَان النَّقْل عَنهُ وَقَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ من فضلاء أَصْحَابنَا الْمُتَأَخِّرين لَهُ مصنفات حَسَنَة وَمن أغربها وأتقنها كتاب الخناثي مُجَلد لطيف فِيهِ نفائس حَسَنَة وَلم يسْبق إِلَى تصنيف مثله وَذكره الرَّافِعِيّ فِي كتاب الدِّيات فِي الْكَلَام على قطع حلمة الْمَرْأَة وَفِي غَيره أَيْضا وَنقل عَنهُ النَّوَوِيّ من زوائده فِي أَوَائِل النِّكَاح فِي الْكَلَام على مَا إِذا عقد بِشَهَادَة خنثيين ثمَّ بانا رجلَيْنِ وَذكره عمر بن عَليّ بن سَمُرَة الْجَعْدِي اليمني فِي طَبَقَات فُقَهَاء الْيمن وَقَالَ وفضائل بني عقامة مَشْهُورَة وهم الَّذين نشر الله بهم مَذْهَب الشَّافِعِي فِي تهَامَة لم يذكرُوا وَفَاته وذكرته فِي هَذِه الطَّبَقَة تخمينا 274 - عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الغافر بن مُحَمَّد بن عبد الغافر الْحَافِظ الْعَالم الْفَقِيه البارع أَبُو الْحسن الْفَارِسِي النَّيْسَابُورِي ذُو الْفُنُون والمصنفات سبط الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 أبي الْقَاسِم الْقشيرِي ولد ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة تفقه ولازم إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَربع سِنِين وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَالْخلاف ورحل وَلَقي الْعلمَاء ثمَّ رَجَعَ إِلَى نيسابور وَولي خطابتها وَسمع الْكثير وَأخذ التَّفْسِير وَالْأُصُول عَن خاليه أبي سعد عبد الله وَأبي سعيد عبد الْوَاحِد ابْني أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وصنف الْمُفْهم لصحيح مُسلم وَمجمع الغرائب فِي الحَدِيث والسياق لتأريخ نيسابور قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا حَافِظًا مُحدثا لغويا أديبا كَامِلا فصيحا مفوها مَاتَ بنيسابور فِي ربيع الآخر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَخَمْسمِائة 275 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ تلميذ أبي حَامِد الْغَزالِيّ وَأخذ عَن إِلْكيَا الهراسي وَمُحَمّد بن ثَابت الخجندي الحديث: 275 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 وَسمع بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وَحدث وجال فِي الْآفَاق وَسكن هراة مُدَّة وَحصل الْمَذْهَب وَالْخلاف وَقيل إِنَّه كَانَ يحفظ الْإِحْيَاء توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة اَوْ قبلهَا أَو بعْدهَا بِسنة 276 - عَليّ بن الْمُسلم بن مُحَمَّد بن عَليّ جمال الْإِسْلَام أَبُو الْحسن السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الفرضي تفقه على القَاضِي أبي المظفر عبد الْجَلِيل بن عبد الْجَبَّار الْمروزِي ثمَّ على الْفَقِيه نصر الْمَقْدِسِي وبرع فِي الْمَذْهَب حَتَّى أعَاد للشَّيْخ نصر وَلزِمَ الْغَزالِيّ مُدَّة مقَامه بِدِمَشْق ودرس فِي حَلقَة الْغَزالِيّ بالجامع مُدَّة وَسمع الْكثير وأملى عدَّة مجَالِس ودرس بالأمينية سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَهُوَ أول من درس بهَا قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم أبن عَسَاكِر بَلغنِي أَن الْغَزالِيّ قَالَ الحديث: 276 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 خلفت بِالشَّام شَابًّا ان عَاشَ كَانَ لَهُ شَأْن قَالَ فَكَانَ كَمَا تفرس فِيهِ سمعنَا مِنْهُ الْكثير وَكَانَ ثِقَة ثبتا عَالما بِالْمذهبِ والفرائض وَكَانَ حسن الْحَظ موفقا فِي الْفَتَاوَى وَكَانَ على فَتَاوِيهِ عُمْدَة أهل الشَّام وَكَانَ يكثر من عِيَادَة المرضى وشهود الْجَنَائِز ملازما للتدريس والإفادة حسن الْأَخْلَاق لَهُ مصنفات فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَكَانَ يعْقد مجْلِس التَّذْكِير وَيظْهر السّنة وَيرد على الْمُخَالفين وَلم يخلف بعده مثله وَذكره أَيْضا فِي طَبَقَات الأشعرية توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ ساجد فِي صَلَاة الْفجْر وَدفن بِبَاب الصَّغِير فِي الصّفة الَّتِي فِيهَا جمَاعَة من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَمن تصانيفه كتاب أَحْكَام الخناثى مُخْتَصر وَهُوَ تصنيف مُفِيد فِي بَابه 277 - عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو حَفْص السَّرخسِيّ إِمَام فَقِيه مناظر مقرئ لغَوِيّ شَاعِر أديب على سنَن السّلف ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة خمسين تفقه على أبي حَامِد الشجاعي ثمَّ على أبي المظفر السَّمْعَانِيّ وَصَارَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي علم النّظر وصنف فِي الْخلاف تصانيف مَشْهُورَة كالاعتصام والأسئلة وَغَيرهَا توفّي سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وعشْرين وَخَمْسمِائة الحديث: 277 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 278 - مُحَمَّد بن الْحسن المرعشي مَنْسُوب إِلَى مرعش بَلْدَة وَرَاء الْفُرَات صنف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه مُشْتَمِلًا على فَوَائِد وغرائب نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة بَعْضهَا وَذكر فِي خطبَته أَنه صنف قبل ذَلِك كتابا آخر أبسط مِنْهُ ذكره الْإِسْنَوِيّ تخمينا قبل أسعد الميهني وَقَالَ لم أعلم من تَارِيخ الْمَذْكُور شَيْئا إِلَّا أَن النُّسْخَة الَّتِي هِيَ عِنْدِي مَكْتُوب عَلَيْهَا أَن كاتبها فرغ مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَهِي نُسْخَة مُعْتَمدَة 279 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو نصر صَاحب الْفَتَاوَى الْمَعْرُوفَة وَهِي فِي مجلدين ضخمين يعبر عَنْهَا تَارَة بفتاوى الأرغياني وَتارَة بفتاوى إِمَام الْحَرَمَيْنِ لِأَنَّهَا أَحْكَام مُجَرّدَة أَخذهَا مصنفها من النِّهَايَة وتوهم ابْن خلكان أَنَّهَا لغيره الحديث: 278 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 فنسبها إِلَيْهِ ثمَّ تفطن فنبه على وهمه ولد الْمَذْكُور بأرغيان سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَقدم نيسابور وتفقه على إِمَام الْحَرَمَيْنِ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَ إِمَامًا متنسكا كثير الْعِبَادَة حسن السِّيرَة مشتغلا بِنَفسِهِ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة بنيسابور وَله شعر 280 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الكرجي تلميذ الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ على مَا قيل وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا أَخذ عَن أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ عَن شخص عَن الشَّيْخ أبي حَامِد قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وَهُوَ إِمَام ورع فَقِيه مفت مُحدث خير أديب شَاعِر أفنى عمره فِي جمع الْعلم ونشره قَالَ وَله القصيدة الْمَشْهُورَة فِي السّنة نَحْو مِائَتي بَيت شرح فِيهَا الحديث: 280 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 عقيدة السّلف وَله تصانيف فِي الْمَذْهَب وَالتَّفْسِير وَقَالَ ابْن كثير فِي طبقاته لَهُ كتاب الْفُصُول فِي اعْتِقَاد الْأَئِمَّة الفحول حكى فِيهِ عَن أَئِمَّة عشرَة من السّلف الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وسُفْيَان الثَّوْريّ وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن الْمُبَارك وَاللَّيْث وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أَقْوَالهم فِي أصُول العقائد انْتهى كَذَا قَالَ وَلم يذكر الْعَاشِر وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى قد وقفنا على قصيدة تعزى إِلَى هَذَا الشَّيْخ وتلقب بعروس القصائد فِي شموس العقائد وباح فِيهَا بالتحسيم وَتكلم فِيهَا فِي الْأَشْعَرِيّ أقبح كَلَام وافترى عَلَيْهِ أَي افتراء ثمَّ أنكر السُّبْكِيّ نسبه هَذِه القصيدة إِلَيْهِ وَبسط الْكَلَام فِي ذَلِك وَله مُخْتَصر فِي الْفِقْه يُقَال لَهُ الذرائع فِي علم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 الشَّرَائِع وَله شعر ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة والكرجي بكاف وَرَاء مفتوحين وبالجيم من الكرج إِحْدَى بِلَاد الْجَبَل 281 - مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَبُو عبد الله الصاعدي النَّيْسَابُورِي الفراوي وَيعرف بفقيه الْحرم لِأَنَّهُ أَقَامَ بالحرمين مُدَّة طَوِيلَة ينشر الْعلم وَيسمع الحَدِيث ويعظ النَّاس وَيذكرهُمْ أَخذ الْأُصُول وَالتَّفْسِير عَن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَاخْتلف إِلَى مجْلِس إِمَام الْحَرَمَيْنِ وتفقه عَلَيْهِ وعلق عَنهُ الْأُصُول وَصَارَ من جملَة الْمَذْكُورين من أَصْحَابه وَسمع من خلق كثير وَتفرد بِصَحِيح مُسلم وَغَيره قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ هُوَ إِمَام مفت مناظر واعظ حسن الْأَخْلَاق والمعاشرة جواد مكرم للغرباء مَا رَأَيْت فِي شُيُوخنَا مثله ثمَّ حُكيَ عَن بَعضهم انه قَالَ الفراوي ألف رَاوِي قَالَ الذَّهَبِيّ وَقد أمْلى أَكثر من ألف مجْلِس الحديث: 281 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 توفّي فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن إِلَى جَانب ابْن خُزَيْمَة ومولده سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَله كتاب فِي الْمَذْهَب فِيهِ غرائب وفراوة بَلْدَة فِي طرف خُرَاسَان مِمَّا يَلِي خوارزم بناها عبد الله بن طَاهِر فِي خلَافَة الْمَأْمُون 282 - ملكداد بن عَليّ بن أبي عمر الشَّيْخ أَبُو بكر العمركي الْقزْوِينِي أَخذ عَن أبي مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وعلق عَنهُ مَجْمُوعَة بِعِبَارَة أَكثر مِمَّا تُوجد فِي التصنيف وبزيادات فروع ومسائل وتفقه أَيْضا على القَاضِي أبي سعد الْهَرَوِيّ أَخذ عَنهُ وَالِد الرَّافِعِيّ ذكر لَهُ الرَّافِعِيّ فِي الأمالي تَرْجَمَة حَسَنَة وَقَالَ إِمَام خطير قنوع ملازم لسيرة السّلف الصَّالِحين وهديهم وَأفْتى بقزوين على الصَّوَاب وَكَانَ محصلا طول عمره حَافِظًا كثير الْبركَة تخرج بِهِ جمَاعَة من أهل الْبَلَد وَغَيرهم توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَله تعليقة نقل الرَّافِعِيّ عَنْهَا فِي أَوَائِل النِّكَاح وَجها أَن النِّكَاح لغير التائق أفضل من التخلي لِلْعِبَادَةِ وَنقل عَنهُ أَيْضا فِي آخر الْبَاب الأول من كتاب قسم الصَّدقَات الحديث: 282 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 283 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الضَّبِّيّ الْبَغْدَادِيّ أَبُو طَاهِر بن أبي الْفضل بن الإِمَام أبي الْحسن الْمحَامِلِي كَانَ فَقِيها كَبِيرا ورعا كثير الْعِبَادَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ بارعا فِي الْمَذْهَب وَله مُصَنف فِي الْفِقْه جاور بِمَكَّة أَزِيد من خمسين سنة وَتُوفِّي بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَله مُصَنف فِي الْفِقْه وَقد وَقع لي مُخْتَصر يُقَال لَهُ لباب الْفِقْه مَنْسُوب إِلَى أبي طَاهِر فَيجوز أَن يكون هُوَ هَذَا انْتهى وَكثير من النَّاس ينْسب اللّبَاب إِلَى أبي الْحسن الْمحَامِلِي وَالصَّوَاب أَنه لأبي طَاهِر هَذَا وَقد وقفت على أصل قديم وَفِيه مَكْتُوب أَنه تصنيف أبي طَاهِر حفيد أبي الْحسن الْمحَامِلِي 284 - أَبُو الْفَتْح الْهَرَوِيّ أحد أَصْحَاب الإِمَام لَا أعلم وَقت وَفَاته وَيحْتَمل أَن يكون من هَذِه الطَّبَقَة اَوْ من الَّتِي قبلهَا نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَائِل الْقَضَاء أَن مَذْهَب عَامَّة أَصْحَابنَا أَن الْعَاميّ لَا مَذْهَب لَهُ الحديث: 283 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 285 - أَبُو المكارم الرَّوْيَانِيّ ابْن أُخْت صَاحب الْبَحْر وَهُوَ صَاحب الْعدة الَّتِي وقف الرَّافِعِيّ عَلَيْهَا وَنقل عَنهُ فِي النّفاس موضِعين وَفِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة موضِعين ثمَّ فِي شُرُوط الصَّلَاة ثمَّ فِي سُجُود التِّلَاوَة ثمَّ فِي سُجُود الشُّكْر ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ كثيرا لم يذكرُوا وَقت وَفَاته وذكرته بعد خَاله بطبقة وَأما صَاحب الْعدة الطَّبَرِيّ فقد مر فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة عشرَة الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 الطَّبَقَة الْخَامِسَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة السَّادِسَة 286 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ضِيَاء الدَّين الْهَرَوِيّ صَاحب لباب التَّهْذِيب انتزع أَحْكَامه من تَهْذِيب الْبَغَوِيّ لَا أعلم من حَالَة شَيْئا وَهُوَ من أهل هَذِه الْمِائَة وَأما ذكره فِي هَذِه الطَّبَقَة فَهُوَ أَمر اتفاقي 287 - شرف شاه بن ملكداد الشريف العباسي المراغي ذُو الشّرف الشامخ وَالْمجد الباذخ والقلم الراسخ تفقه بالنظامية حَتَّى برع وَصَارَ من أنظر الْفُقَهَاء ثمَّ سَافر إِلَى مُحَمَّد بن يحيى ولازمه مُدَّة حَيَاته وبرع فِي النّظر وصنف طَرِيقَته الْمَشْهُورَة فِي الحديث: 286 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 الْخلاف الَّتِي انتشرت فِي بِلَاد فِي سفرين وصنف أَيْضا فِي الجدل وعاجلته الْمنية عَن إِتْمَامه توفّي بنيسابور فِي عنفوان شبابه سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 288 - شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه أَبُو مَنْصُور بن أبي شُجَاع الديلمي كَانَ مُحدثا عَارِفًا بالأدب ظريفا خرج أَسَانِيد لكتاب وَالِده الْمُسَمّى بالفردوس فِي ثَلَاث مجلدات ورتبه ترتيبا حسنا وَيُسمى الفردوس الْكَبِير ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة 289 - عبد الله بن يحيى بن أبي الْهَيْثَم بن عبد السَّمِيع الصعبي أَبُو مُحَمَّد صَاحب كتاب غَايَة الْمُفِيد وَنِهَايَة المستفيد فِي الْكَلَام على الْمُهَذّب وَله كتاب التَّعْرِيف فِي الْفِقْه من أَقْرَان صَاحب الْبَيَان وَكَانَ صَاحب الْبَيَان يعظمه قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة وَقيل إِنَّه جَاوز الثَّمَانِينَ الحديث: 288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 290 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عمر بن حَفْص بن زيد عماد الدَّين أَبُو مُحَمَّد النيهي قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب كَانَ إِمَامًا فَاضلا عَالما حَافِظًا للْمَذْهَب رَاغِبًا فِي الحَدِيث ونشره دينا مُبَارَكًا كثير الصَّلَاة وَالْعِبَادَة حسن الْأَخْلَاق تفقه على الْبَغَوِيّ وَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة من الْعلمَاء وروى الحَدِيث عَن جمَاعَة وَحَضَرت مجَالِس أَمَالِيهِ بمرو مُدَّة مقَامي وَقَالَ غَيره كَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة بِتِلْكَ الديار توفّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَله كتاب فِي الْمَذْهَب وقف عَلَيْهِ ابْن الصّلاح وانتخب مِنْهُ غرائب ووالده لم يذكرُوا تَرْجَمته وَقد حكى الشَّيْخ إِبْرَاهِيم فِي تَعْلِيقه فِي بَاب حد الْقَذْف عَنهُ فِي مَسْأَلَة يَا مؤاجر أَنَّهَا صَرِيحَة فِي الْقَذْف من الْعَاميّ كِنَايَة من الْفَقِيه وَهُوَ توَسط بَين مقَالَة أَخِيه الْحسن بالصراحة ومقالة غَيره من الْأَصْحَاب أَنه كِنَايَة 291 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عَمْرو المصعبي شَارِح مُخْتَصر الْجُوَيْنِيّ فِي الحديث: 290 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 مجلدين وَهُوَ شرح مُخْتَصر قَالَ مُصَنفه فِي خطبَته إِنَّه نَازل عَن حد التَّطْوِيل مترق عَن دَرَجَة الإختصار والتقليل قَالَ وسميته شرح مُخْتَصر الْجُوَيْنِيّ لإني جريت على تَرْتِيب مُخْتَصر الشَّيْخ أبي مُحَمَّد فصلا فصلا وزدت مَا لم يسْتَغْن الْفَقِيه عَن مَعْرفَته فَمن تَأمله عرف صرف همتي إِلَيْهِ وبذل جهدي فِيهِ ذكره السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَقَالَ أَحْسبهُ من أهل أذربيجان وينقل فِي شَرحه عَن إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَمَا أَظُنهُ أدْركهُ وَإِنَّمَا هُوَ فِيمَا أَحسب فِي أثْنَاء هَذَا الْقرن لَعَلَّه فِي حُدُود الْخمسين وَخَمْسمِائة 292 - عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الْمرَادِي الأندلسي مولده قبل الْخَمْسمِائَةِ بِقَلِيل وَكَانَ فَقِيها مُحدثا صَالحا رَحل من الأندلس سنة نَيف وَعشْرين فَدخل بَغْدَاد ثمَّ خُرَاسَان وَسكن نيسابور وتفقه على الحديث: 292 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 مُحَمَّد بن يحيى وَسمع من خلق كثير ورافق ابْن عَسَاكِر وَابْن السَّمْعَانِيّ فِي السماع وَقدم دمشق بعد الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ثمَّ ندب إِلَى التدريس بحماة فَمضى إِلَيْهَا ثمَّ إِلَى التدريس بحلب فَذهب إِلَى هُنَاكَ ودرس الْمَذْهَب بمدرسة ابْن العجمي وَأخذ عَنهُ جمَاعَة قَالَ رَفِيقه ابْن عَسَاكِر كَانَ ثبتا صلبا فِي السّنة توفّي بحلب فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 293 - عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِكْرِمَة زين الدَّين جمال الْإِسْلَام أَبُو الْقَاسِم ابْن البزري إِمَام جَزِيرَة ابْن عمر وفقيهها ومفتيها ومدرسها رَحل إِلَى بَغْدَاد وَأخذ عَن الْغَزالِيّ وإلكيا وَجَمَاعَة وبرع فِي الْمَذْهَب ودقائقه وصنف كتابا فِي حل إشكالات الْمُهَذّب وَتَفْسِير غَرِيبه وَكَانَ من الْعلم وَالدّين بِمحل رفيع قَالَ ابْن خلكان كَانَ أحفظ من بَقِي فِي الدُّنْيَا على مَا يُقَال لمَذْهَب الشَّافِعِي انْتفع الحديث: 293 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 بِهِ خلق كثير وَلم يخلف بالجزيرة مثله مولده سنة إِحْدَى وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي أحد الربيعين سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة والبزري ينْسب إِلَى عمل البزر وَهُوَ الدّهن من حب الْكَتَّان 294 - عوض بن أَحْمد أَبُو خلف الشراواني وَيُقَال الشِّيرَازِيّ صنف جُزْءا ضخما على الْمُخْتَصر للشَّيْخ أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ الَّذِي لخصه من مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَسَماهُ الْمُعْتَبر فِي تَعْلِيل مسَائِل الْمُخْتَصر ذكر فِي آخِره أَنه فرغ من تصنيفه فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فَيحْتَمل أَن يكون من هَذِه الطَّبَقَة وَيحْتَمل أَن يكون من الَّتِي بعْدهَا وشروان نَاحيَة من نواحي دربند 295 - مجلى بن جَمِيع بِضَم الْجِيم بن نجا بالنُّون وَالْجِيم القَاضِي أَبُو الْمَعَالِي المَخْزُومِي الأرسوفي الأَصْل الْمصْرِيّ تفقه على الْفَقِيه سُلْطَان الْمَقْدِسِي تلميذ الشَّيْخ نصر وبرع وَصَارَ من كبار الْأَئِمَّة وَقَالَ الْحَافِظ زكي الدَّين الْمُنْذِرِيّ إِن الحديث: 294 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 أَبَا الْمَعَالِي تفقه من غير شيخ وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وَمِنْهُم الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب وَتَوَلَّى قَضَاء الديار المصرية سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ عزل لتغير الدول فِي أَوَائِل سنة تسع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَمن تصانيفه الذَّخَائِر قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَهُوَ كثير الْفُرُوع والغرائب إِلَّا أَن ترتيبه غير مَعْهُود مُتْعب لمن يُرِيد اسْتِخْرَاج الْمسَائِل مِنْهُ وَفِيه أَيْضا أَوْهَام وَقَالَ الْأَذْرَعِيّ إِنَّه كثير الْوَهم قَالَ ويستمد من كَلَام الْغَزالِيّ ويعزوه إِلَى الْأَصْحَاب قَالَ وَذَلِكَ عَادَته وَمن تصانيفه أَيْضا ادب الْقَضَاء سَمَّاهُ الْعُمْدَة ومصنف فِي الْجَهْر بالبسملة وَكَذَلِكَ لَهُ مُصَنف فِي الْمَسْأَلَة السريجية اخْتَار فِيهِ عدم الْوُقُوع وَله مُصَنف فِي جَوَاز اقْتِدَاء بعض الْمُخَالفين فِي الْفُرُوع بِبَعْض نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد فَقَالَ إِنَّه قطع بِتَحْرِيم الصَّلَاة فِي الْأَوْقَات الْمَكْرُوهَة 296 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله البنجديهي الزاغولي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعمِائَة تفقه على أبي بكر السَّمْعَانِيّ وعَلى الْمُوفق الْهَرَوِيّ وَسمع أَبَا مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَكَانَ فَقِيها صَالحا حسن السِّيرَة خشن الْعَيْش تَارِكًا للتكلف قانعا باليسير عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وطرقه اشْتغل طول عمره وَجمع كتابا مطولا أَكثر من أَرْبَعمِائَة مُجَلد الحديث: 296 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 مُشْتَمل على التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه واللغة سَمَّاهُ قيد الأوابد توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَه سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة وبنجديه بباء مُوَحدَة وَنون وجيم ثمَّ دَال ثمَّ يَاء مثناة من تَحت ثمَّ هَاء وزاغول بِفَتْح الزَّاي وَضم الْغَيْن الْمُعْجَمَة قَرْيَة من أَعمال بنجديه من أَعمال مرو الروذ 297 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد أَبُو الْفَتْح الشهرستاني ولد سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على أبي المظفر الخوافي وَأبي نصر بن الْقشيرِي وَغَيرهمَا وبرع فِي الْفِقْه وَقَرَأَ الْكَلَام على أبي الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ وَتفرد فِيهِ فِي عصره صنف كتبا كَثِيرَة مِنْهَا نِهَايَة الْإِقْدَام فِي علم الْكَلَام وَكتاب الْملَل والنحل وتلخيص الْأَقْسَام لمَذْهَب الْأَعْلَام وَدخل بَغْدَاد الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 وَظهر لَهُ قبُول كثير وَسمع وَحدث قَالَ ابْن خلكان كَانَ إِمَامًا مبرزا فَقِيها متكلما واعظا وَقد تكلم فِيهِ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ فِي التحبير ومحمود الْخَوَارِزْمِيّ صَاحب الْكَافِي فِي تَارِيخه وَقَالَ انه كَانَ يمِيل إِلَى أهل الْبدع والإلحاد ويبالغ فِي نَصره الفلاسفة والذب عَنْهُم توفّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 298 - مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو الْحسن ابْن الْخلّ الْبَغْدَادِيّ ولد سنة خمس وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على أبي بكر الشَّاشِي ودرس وَأفْتى وصنف وَتفرد بِبَغْدَاد فِي الْفَتْوَى بِالْمَسْأَلَة السريجية وَسمع الْكثير وَحدث وصنف شرحا على التَّنْبِيه سَمَّاهُ تَوْجِيه التَّنْبِيه وَهُوَ أول من شَرحه وصنف كتابا فِي أصُول الْفِقْه وَكتب الْخط الْحسن وَقيل كَانَ النَّاس يتحيلون على أَخذ خطه فِي الفتاوي لحسن خطه لَا لحَاجَة إِلَى الْفتيا قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ هُوَ أحد الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَاد برع فِي الْعلم وَهُوَ مُصِيب فِي فَتَاوِيهِ وَله السِّيرَة الْحَسَنَة والطريقة الجميلة خشن الْعَيْش تَارِك للتكلف على طَريقَة السّلف توفّي فِي الحديث: 298 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد وَنقل إِلَى الْكُوفَة وَدفن بهَا 299 - مُحَمَّد بن يحيى بن مَنْصُور الْعَلامَة مُحي الدَّين أَبُو سعد بِسُكُون الْعين النَّيْسَابُورِي تفقه على أبي حَامِد الْغَزالِيّ وَأبي المظفر الخوافي وبرع فِي الْفِقْه وصنف فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفُقَهَاء بنيسابور رَحل الْفُقَهَاء من النواحي للأخذ عَنهُ واشتهر اسْمه ودرس بنظامية نيسابور وَقَالَ ابْن خلكان هُوَ أستاذ الْمُتَأَخِّرين وأوحدهم علما وزهدا مولده سنة سِتّ وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعمِائَة وَقَتله الغز فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة حِين دخلُوا نيسابور دسوا فِي فِيهِ التُّرَاب حَتَّى مَاتَ وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ أَنه قتل فِي شَوَّال سنة تسع قَالَ ورأيته فِي الْمَنَام فَسَأَلته عَن حَاله فَقَالَ غفر لي نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي التباعد فِي المَاء ثمَّ فِي التَّيَمُّم فِي حد الْقرب ثمَّ فِي الْجَنَائِز فِيمَا إِذا أوصى الْمَيِّت لشخص أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ يتبع وَصيته وَيُصلي عَلَيْهِ كَذَا أفتى بِهِ فِي جَوَاب مسَائِل سَأَلَهُ عَنْهَا وَالِد الرَّافِعِيّ وَالصَّحِيح تَقْدِيم الْقرب ثمَّ فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت أَن يسلم عقب التَّكْبِيرَة الرَّابِعَة وَالصَّحِيح اسْتِحْبَاب الدُّعَاء بعْدهَا ثمَّ فِي مَوَاضِع أخر وَمن تصانيفه الْمُحِيط فِي شرح الْوَسِيط ثَمَان مجلدات الحديث: 299 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وَكتاب فِي الْخلاف سَمَّاهُ الانتصاف فِي مسَائِل الْخلاف وَهُوَ مُفِيد 300 - نبا بن مُحَمَّد بن مَحْفُوظ أَبُو الْبَيَان الْقرشِي الدِّمَشْقِي شيخ الطَّائِفَة البيانية وَيعرف بِابْن الحوراني كَانَ فَقِيها إِمَامًا فِي اللُّغَة زاهدا ملازما للْعلم والمراقبة كثير الشَّأْن صَاحب أَحْوَال ومقامات ومريدين كَثِيرَة وَله شعر كثير وتواليف كَثِيرَة قَالَ ابْن كثير فِي الطَّبَقَات وَله تَعْلِيق وفوائد وطرق وأذكار تُؤثر عَنهُ وأشعار ربانية وَكَانَ هُوَ وَالشَّيْخ رسْلَان أَولا مجاورين فِي الْمَسْجِد الَّذِي فِي رَأس درب الْحجر فِي أَوَاخِر السُّوق الْكَبِير قَرِيبا من الْبَاب الشَّرْقِي وَيُقَال انه كَانَ يحفظ التَّنْبِيه للشَّيْخ أبي إِسْحَاق توفّي بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وقبره هُنَاكَ مَعْرُوف يزار وَلم يذكرهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه 301 - نصر الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي أَبُو الْفَتْح المصِّيصِي الْأَشْعَرِيّ نسبا الحديث: 300 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 ومذهبا مولده سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَامًا فَقِيها أصوليا متكلما دينا خيرا متيقظا حسن الاصغاء بَقِيَّة مَشَايِخ الشَّام تفقه بصور على الشَّيْخ نصر وَسمع مِنْهُ وَمن الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ ورحل إِلَى بَغْدَاد وأصفهان والأنبار ثمَّ سكن دمشق ودرس بالغزالية بعد شَيْخه نصر وَله أوقاف على وُجُوه الْبر وَكَانَ منقبضا عَن الدُّخُول على السلاطين توفّي فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير 302 - يحيى بن أبي الْخَيْر بن سَالم بن أسعد بن يحيى أَبُو الْخَيْر العمراني الْيَمَانِيّ صَاحب الْبَيَان ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة تفقه على جماعات مِنْهُم زيد اليفاعي كَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة بِبِلَاد الْيمن وَكَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا عَالما الحديث: 302 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 خيرا مَشْهُور الِاسْم بعيد الصيت عَارِفًا بالفقه وأصوله وَالْكَلَام والنحو من أعرف أهل الأَرْض بتصانيف الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف يحفظ الْمُهَذّب عَن ظهر قلب وَقيل أَنه كَانَ يقرأه فِي كل لَيْلَة وَاحِدَة وَكَانَ ورده فِي كل لَيْلَة أَكثر من مائَة رَكْعَة بِسبع من الْقُرْآن الْعَظِيم رَحل إِلَيْهِ الطّلبَة من الْبِلَاد قَالَ النَّوَوِيّ فِي التَّنْقِيح إِنَّه يَحْكِي طَريقَة الْعِرَاقِيّين وَفِي بعض الْأَمَاكِن ينْقل الطريقتين توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن تصانيفه الْبَيَان فِي نَحْو عشر مجلدات واصطلاحه أَن يعبر بِالْمَسْأَلَة عَمَّا فِي الْمُهَذّب وبالفرع عَمَّا زَاد عَلَيْهِ وَكتاب الزَّوَائِد لَهُ جزءان جمع فِيهِ فروعا زَائِدَة على الْمُهَذّب من كتب مَعْدُودَة وَكتاب السُّؤَال عَمَّا فِي الْمُهَذّب من الْإِشْكَال وَهُوَ مُخْتَصر والفتاوى مُخْتَصر أَيْضا وغرائب الْوَسِيط ومختصر الْإِحْيَاء وَله فِي علم الْكَلَام كتاب الِانْتِصَار فِي الرَّد على الْقَدَرِيَّة وابتدأ تصنيف الزَّوَائِد فِي سنة سبع عشرَة فَمَكثَ فِيهَا أَربع سِنِين إِلَّا قَلِيلا وَكَانَ ذَلِك مِنْهُ بِإِشَارَة شَيْخه زيد اليفاعي وابتدأ تصنيف الْبَيَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَفرغ مِنْهُ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَنقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي أول النَّجَاسَات انه حكى وَجها أَن النَّبِيذ طَاهِر ثمَّ فِي الْوضُوء ثمَّ فِي الِاسْتِنْجَاء ثمَّ فِي نواقض الْوضُوء ثمَّ فِي الْحيض ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 الطَّبَقَة السَّادِسَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة السَّادِسَة 303 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن يحيى بن حَازِم بن عَليّ بن رِفَاعَة الزَّاهِد الْكَبِير الْمَشْهُور أَبُو الْعَبَّاس الرِّفَاعِي البطائحي المغربي الأَصْل ولد فِي الْمحرم سنة خَمْسمِائَة وَتخرج بخاله الشَّيْخ مَنْصُور الزَّاهِد قَالَ ابْن خلكان كَانَ رجلا صَالحا شافعيا فَقِيها انْضَمَّ إِلَيْهِ خلق من الْفُقَرَاء وأحسنوا فِيهِ الِاعْتِقَاد وهم الطَّائِفَة الرفاعية وَيُقَال لَهُم الأحمدية والبطائحية وَلَهُم أَحْوَال عَجِيبَة من أكل الْحَيَّات حَيَّة وَالنُّزُول إِلَى التنانير وَهِي تضرم نَارا وَالدُّخُول إِلَى الأفرنة وينام الْوَاحِد مِنْهُم فِي جَانب الفرن والخباز يخبز فِي الْجَانِب الآخر توقد لَهُم النَّار الحديث: 303 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 الْعَظِيمَة ويقام السماع فيرقصون عَلَيْهَا إِلَى أَن تنطفئ وَيُقَال انهم فِي بِلَادهمْ يركبون الْأسود وَنَحْو ذَلِك وأشباهه انْتهى وَعَن الشَّيْخ أَحْمد أَنه قَالَ سلكت كل الطّرق الموصلة فَمَا رَأَيْت أقرب وَلَا أسهل وَلَا أصلح من الافتقار والذل والانكسار فَقيل لَهُ يَا سَيِّدي فَكيف يكون قَالَ تعظم أَمر الله وتشفق على خلق الله وتقتدي بِسنة سيدك رَسُول الله والبطائح عدَّة قرى مجتمعة فِي وسط المَاء بَين وَاسِط وَالْبَصْرَة وَقد صنف النَّاس فِي مَنَاقِب الشَّيْخ أَحْمد رَحمَه الله تَعَالَى وأفردوا تَرْجَمته وَذكروا من كراماته ومقاماته أَشْيَاء حَسَنَة وَكَانَ فَقِيها شافعيا قَرَأَ التَّنْبِيه وَله شعر حسن توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة قَالَ ابْن كثير وَلم يعقب وَإِنَّمَا المشيخة فِي بني أَخِيه 304 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ الْكَبِير الشهير أَبُو طَاهِر بن أبي أَحْمد بن سلفة الْأَصْفَهَانِي السلَفِي وسلفة لقب لجده أَحْمد مولده الحديث: 304 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة أَخذ بِبَغْدَاد عَن إِلْكيَا الهراسي وَأبي بكر الشَّاشِي وَغَيرهمَا وَطَاف الْبِلَاد وجاب الْآفَاق وَدخل الْإسْكَنْدَريَّة واستوطنها وَكَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم شَتَّى وانْتهى إِلَيْهِ عُلُوم الْإِسْنَاد مكث نيفا وَثَمَانِينَ سنة يسمع عَلَيْهِ قَالَ الذَّهَبِيّ وَلَا أعلم أحدا مثله فِي هَذَا وَقَالَ ابْن عَسَاكِر سمع السلَفِي مِمَّن لَا يُحْصى واستوطن الْإسْكَنْدَريَّة وَتزَوج امْرَأَة ذَات يسَار وحصلت لَهُ ثروة بعد فقر وتصوف وَصَارَت لَهُ بالإسكندرية وجاهة وَبنى لَهُ الْعَادِل عَليّ بن إِسْحَاق بن السلار أَمِير مصر مدرسة بالإسكندرية وَقَالَ السَّمْعَانِيّ هُوَ ثِقَة ورع متقن مُثبت حَافظ فهم لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة كثير الحَدِيث حسن الْفَهم والبصيرة فِيهِ انْتهى جمع مُعْجم مَشَايِخ أَصْبَهَان ومعجم مَشَايِخ بَغْدَاد وَجمع معجما ثَالِثا لباقي الْبلدَانِ الَّتِي سمع بهَا وَقَالَ الْحَافِظ عمر بن الْحَاجِب إِن مُعْجم السّفر للسلفي يشْتَمل على ألفي شيخ وَقد اثنى عَلَيْهِ غير وَاحِد توفّي فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة 305 - الْحسن بن صافي بن عبد الله أَبُو نزار الملقب بِملك النُّحَاة ولد بِبَغْدَاد سنة الحديث: 305 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَسمع الحَدِيث وتفقه على أَحْمد الأشنهي تلميذ الْمُتَوَلِي وَقَرَأَ أصُول الْفِقْه على ابْن برهَان وأصول الدَّين على أبي عبد الله القيرواني وَالْخلاف على أسعد الميهي والنحو على الفصيحي وبرع فِيهِ وسافر إِلَى خُرَاسَان والهند ثمَّ سكن وَاسِط مُدَّة وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من أَهلهَا ثمَّ استوطن دمشق وصنف فِي النَّحْو كتبا كَثِيرَة وصنف فِي الْفِقْه كتابا سَمَّاهُ الْحَاكِم ومختصرين فِي الْأَصْلَيْنِ وَله ديوَان شعر وَكَانَ متفننا فِي الْعُلُوم غزير الْفضل لَكِن كَانَ عِنْده عجب فِي نَفسه وتيه حَتَّى انه لقب نَفسه بِملك النُّحَاة وَكَانَ يسْخط على من يخاطبه بِغَيْر ذَلِك توفّي بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير 306 - الْخضر بن شبْل بن عبد أَبُو البركات الْحَارِثِيّ الدِّمَشْقِي خطيبها ومدرس الغزالية والمجاهدية وَبنى لَهُ نور الدَّين الشَّهِيد الْمدرسَة الَّتِي دَاخل بَاب الْفرج الَّتِي يُقَال لَهَا الْعمادِيَّة وَهُوَ أول من درس بهَا ثمَّ اشتهرت بمدرسها بعده الْعِمَاد الْكَاتِب الحديث: 306 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 تفقه على الشَّيْخ نصر الله المصِّيصِي وجمال الْإِسْلَام ابْن الْمُسلم وبرع فِي الْمَذْهَب وَبعد صيته أَخذ عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَقَالَ كَانَ سديد الْفَتْوَى وَاسع الْحِفْظ ثبتا فِي الرِّوَايَة ذَا ثروة ظَاهِرَة وَكَانَ عَالما بِالْمذهبِ وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول وَالْخلاف مولده سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب الفراديس 307 - الْخضر بن نصر بن عقيل أَبُو الْعَبَّاس الإربلي الْفَقِيه أحد الْأَئِمَّة ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة واشتغل بِبَغْدَاد على أبي بكر الشَّاشِي وإلكيا الهراسي وَرجع إِلَى إربل وبنيت لَهُ بهَا مدرسة وانتفع بِهِ خلق كثير مِنْهُم صَاحب الِاسْتِقْصَاء قَالَ ابْن خلكان وَله تصانيف كَثِيرَة فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه وَغير ذَلِك وَألف الحديث: 307 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 كتابا فِيهِ سِتّ وَعِشْرُونَ خطْبَة نبوية كلهَا مُسندَة وانتفع عَلَيْهِ خلق وَكَانَ رجلا صَالحا توفّي بإربل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمدرسته الَّتِي بالربض فِي قبَّة مُفْردَة وقبره يزار 308 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي سعيد كَمَال الدَّين أَبُو البركات ابْن الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ صَاحب كتاب أسرار الْعَرَبيَّة وَغَيره من التصانيف المفيدة الَّتِي تزيد على مائَة مُصَنف ولد فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة تفقه بِبَغْدَاد بالنظامية على أبي مَنْصُور بن الرزاز وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي السعادات ابْن الشجري واللغة عَن أبي مَنْصُور الجواليقي وبرع حَتَّى صَار شيخ الْعرَاق الحديث: 308 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 وأقرأ النَّحْو فِي النظامية ثمَّ انْقَطع فِي منزله إِلَى الْعلم وَالْعِبَادَة قَالَ الْمُوفق عبد اللَّطِيف لَهُ مائَة وَثَلَاثُونَ مصنفا أَكْثَرهَا نَحْو وَبَعضهَا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والتصوف والزهد انْتهى وَمن تصانيفه الِانْتِصَار فِي مسَائِل الْخلاف أَخْبَار النُّحَاة الْجمل فِي علم الجدل ديوَان اللُّغَة شرح الحماسة شرح ديوَان المتنبي نزهة الألباء فِي طَبَقَات الأدباء تَارِيخ الأنبار توفّي فِي شعْبَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسبعين وَخَمْسمِائة 309 - عبد القاهر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد الشَّيْخ أَبُو النجيب التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ السهروردي أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة ومشايخ الصُّوفِيَّة أَخذ عَن أسعد الميهني وعلق عَنهُ التَّعْلِيق وحرر الْمَذْهَب وَأفْتى وناظر وروى الحَدِيث عَن جمَاعَة ثمَّ مَال إِلَى الْمُعَامَلَة فصحب الشَّيْخ حَمَّاد الدباس وَأحمد الْغَزالِيّ وَبنى بِبَغْدَاد رِبَاطًا ومدرسة واشتغل بالوعظ والتذكير وَالدُّعَاء إِلَى الله تَعَالَى والتحديث ودرس بالنظامية سنتَيْن وَكَانَت لَهُ محافيظ جَيِّدَة فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه وأصوله وأصول الدَّين مِنْهَا الْوَسِيط لِلْوَاحِدِيِّ أَخذ عَنهُ خلائق مولده فِي الحديث: 309 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 صفر سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة تَقْرِيبًا وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمدرسته وسهرورد بسين مُهْملَة مَضْمُومَة ورائين الأولى مَفْتُوحَة وَالثَّانيَِة سَاكِنة بَلْدَة من عراق الْعَجم 310 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْحَافِظ الْكَبِير الإِمَام الشهير أحد الْأَعْلَام من الشَّافِعِيَّة والمحدثين تَاج الْإِسْلَام أَبُو سعد بن الإِمَام تَاج الْإِسْلَام معِين الدَّين أبي بكر بن الإِمَام الْمُجْتَهد أبي المظفر التَّمِيمِي السَّمْعَانِيّ الْمروزِي صَاحب التصانيف الْكَثِيرَة والفوائد الغزيرة ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وَسمع الْكثير ورحل إِلَى الْبلدَانِ وَعمل معجما فِي عشر مجلدات كبار قَالَ ابْن النجار سَمِعت من يذكر أَن عدد شُيُوخه سَبْعَة الآف شيخ وَهَذَا شَيْء لم يبلغهُ أحد قَالَ وَكَانَ ظريفا حَافِظًا وَاسع الرحلة ثِقَة صَدُوقًا دينا جميل السِّيرَة مليح التصانيف وسرد ابْن النجار تصانيفه وَذكر انه وجدهَا بِخَطِّهِ فَمِنْهَا الذيل على تَارِيخ الْخَطِيب أَرْبَعمِائَة طَاقَة الحديث: 310 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 تَارِيخ مرو خَمْسمِائَة طَاقَة طراز الذَّهَب فِي أدب الطّلب مائَة وَخَمْسُونَ طَاقَة الْأَنْسَاب ثَلَاثمِائَة وَخَمْسُونَ طَاقَة تحفة الْمُسَافِر مائَة وَخَمْسُونَ طَاقَة عز الْعُزْلَة سَبْعُونَ طَاقَة الْمَنَاسِك سِتُّونَ طَاقَة والتحبير فِي المعجم الْكَبِير ثَلَاثمِائَة طَاقَة الأمالي الْخَمْسمِائَةِ مِائَتَا طَاقَة وسرد تصانيفه قَالَ الذَّهَبِيّ وَيَقَع لي أَن الطَّاقَة نصف كراس توفّي فِي غرَّة ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 311 - عَليّ بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن الْحَافِظ الْكَبِير ثِقَة الدَّين أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر فَخر الشَّافِعِيَّة وَإِمَام أهل الحَدِيث فِي زَمَانه وحامل لوائهم صَاحب تَارِيخ دمشق وَغير ذَلِك من المصنفات المفيدة الْمَشْهُورَة مولده فِي مسهل سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة ورحل إِلَى بِلَاد كَثِيرَة وَسمع الْكثير من نَحْو ألف وثلاثمائة شيخ وَثَمَانِينَ امْرَأَة وتفقه بِدِمَشْق وبغداد وَكَانَ دينا خيرا يخْتم فِي كل جُمُعَة وَأما فِي رَمَضَان فَفِي كل يَوْم معرضًا عَن المناصب بعد عرضهَا عَلَيْهِ كثير الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر قَلِيل الِالْتِفَات إِلَى الْأُمَرَاء وَأَبْنَاء الدُّنْيَا قَالَ الْحَافِظ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي تَارِيخه هُوَ كثير الْعلم غزير الْفضل حَافظ ثِقَة متقن الحديث: 311 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 دين خير حسن السمت جمع بَين معرفَة الْمُتُون والأسانيد صَحِيح الْقِرَاءَة مُثبت محتاط رَحل وَبَالغ فِي الطّلب إِلَى أَن جمع مَا لم يجمع غَيره وأربى على أقرانه وصنف التصانيف وَخرج التخاريج وَشرع فِي تَارِيخ لدمشق وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد عبد الْقَادِر الرهاوي رَأَيْت الْحَافِظ السلَفِي والحافظ أَبَا الْعَلَاء الْهَمدَانِي والحافظ أَبَا مُوسَى الْمَدِينِيّ مَا رَأَيْت فيهم مثل ابْن عَسَاكِر توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير شَرْقي الْحُجْرَة الَّتِي فِيهَا قبر مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ وَمن تصانيفه الْمَشْهُورَة التَّارِيخ الْكَبِير ثَمَانمِائَة جُزْء فِي ثَمَانِينَ مجلدة الموافقات اثْنَان وَسَبْعُونَ جُزْءا الْأَطْرَاف للسنن الْأَرْبَعَة ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ جُزْءا مُعْجم شُيُوخه اثْنَا عشر جُزْءا مَنَاقِب الشبَّان خَمْسَة عشر جُزْءا فضل أَصْحَاب الحَدِيث أحد عشر جُزْءا تبين كذب المفتري على الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ مجلدة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 312 - عمر بن الْحُسَيْن بن الْحسن الإِمَام الْجَلِيل ضِيَاء الدَّين أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ وَالِد الإِمَام فَخر الدَّين ذكره السُّبْكِيّ فِي طبقاته الْكُبْرَى وَأَهْمَلَهُ فِي غَيرهَا فَقَالَ كَانَ أحد أَئِمَّة الْإِسْلَام مقدما فِي علم الْكَلَام لَهُ فِيهِ غَايَة المرام فِي مجلدين وَهُوَ من أنفس كتب أهل السّنة وأشدها تَحْقِيقا وَقد عقد فِي آخِره فصلا فِي فَضَائِل أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَأَتْبَاعه أَخذ الْمَذْكُور علم الْكَلَام عَن أبي الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ تلميذ إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَأخذ الْفِقْه عَن صَاحب التَّهْذِيب وَكَانَ فصيح اللِّسَان قوي الْجنان فَقِيها أصوليا متكلما صوفيا خَطِيبًا مُحدثا أديبا لَهُ نثر فِي غَايَة الْحسن يكَاد يحْكى أَلْفَاظ مقامات الحريري من حسنه وحلاوته ورشاقة سجعه وَلم يذكر السُّبْكِيّ وَقت وَفَاته وَأَظنهُ من أهل هَذِه الطَّبَقَة فَالله أعلم 313 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقَاسِم بن المظفر بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدَّين أَبُو الْفضل الشهرزوري ثمَّ الْموصِلِي ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِتَقْدِيم التَّاء الحديث: 312 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 وَأَرْبَعمِائَة وتفقه بِبَغْدَاد على أسعد الميهني وَولي قَضَاء الْموصل وولاه نور الدَّين قَضَاء دمشق سنة خمس وَخمسين وَهُوَ الَّذِي أحدث الشباك الكمالي الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ نواب السلطنة الْيَوْم وَبنى مدرسة بالموصل ومدرستين بنصيبين ورباطا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ووقف الهامة على الْحَنَابِلَة وَحكم فِي الْبِلَاد الشامية واستناب وَلَده محيي الدَّين بحلب وَابْني أَخِيه أَبَا الْقَاسِم فِي قَضَاء حماه وَابْن أَخِيه الآخر فِي قَضَاء حمص قَالَ ابْن عَسَاكِر وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْأُصُول كلَاما حسنا وَكَانَ أديبا شَاعِرًا ظريفا فكه المجالسة وقف وقوفا كَثِيرَة وَكَانَ خَبِيرا بالسياسة وتدبير الْملك وَقَالَ صَاحب الْمرْآة لما قدم أَحْمد بن قدامَة وَالِد الشَّيْخ أبي عمر إِلَى دمشق خرج إِلَيْهِ القَاضِي كَمَال الدَّين وَمَعَهُ ألف دِينَار فعرضها عَلَيْهِ فَلم يقبلهَا فَاشْترى بِهِ قَرْيَة الهامة ووقف نصفهَا على الشَّيْخ أَحْمد والمقادسة وَنِصْفهَا على الْأَنْبَارِي مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة 314 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن الْفضل الْقزْوِينِي وَالِد الإِمَام الرَّافِعِيّ تفقه بِبَلَدِهِ الحديث: 314 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 على ملكداد بن عَليّ وَغَيره وببغداد على أبي مَنْصُور ابْن الرزاز وبنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى وَقد تَرْجمهُ وَلَده فِي كِتَابه الأمالي وَقَالَ إِنَّه خص بالصلابة فِي الدَّين والبراعة فِي الْعلم حفظا وضبطا وإتقانا وبيانا وفهما ودراية ثمَّ أَدَاء وَرِوَايَة قَالَ وَأَقْبل عَلَيْهِ المتفقه بقزوين فدرس وَأفَاد وصنف فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه قَالَ وَحكى لي الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الْمُؤَذّن وَهُوَ رجل صَالح أَن وَالِدي خرج لَيْلَة لصَلَاة الْعشَاء وَكَانَت لَيْلَة مظْلمَة فَرَأَيْت نورا فحسبت أَن مَعَه سِرَاجًا فَلَمَّا وصل إِلَيّ لم أجد مَعَه شَيْئا فَذكرت لَهُ ذَلِك فَلم يُعجبهُ وُقُوفِي على حَاله وَقَالَ أقبل على شَأْنك توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين نقل عَنهُ وَلَده فِي التَّيَمُّم وَفِي شُرُوط الصَّلَاة وَفِي موضِعين فِي الْجَنَائِز وَفِي أَوَائِل البيع وَفِي قسم الصَّدقَات وَفِي الْقَضَاء وَفِي أدب السُّلْطَان 315 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو عبد الله الرَّحبِي الْمَعْرُوف بِابْن المتقنة فَقِيه فَاضل صنف كتبا وَله منظومة صَغِيرَة فِي الْفَرَائِض مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة الحديث: 315 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 316 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن احْمَد أَبُو حَامِد وَقيل أَبُو مَنْصُور الطوسي البروي صَاحب التعليقة الْمَشْهُورَة فِي الْخلاف والمقترح فِي الجدل وَكَانَ من أكبر أَصْحَاب مُحَمَّد بن يحيى تلميذ الْغَزالِيّ قَالَ ابْن خلكان وَله جدل مليح مَشْهُور أَكثر اشْتِغَال الْفُقَهَاء بِهِ وَكَانَ واعظا فَاضلا مناظرا ظهر لَهُ قبُول وَكَانَ فِيهِ تشغيب فِي الِاعْتِقَاد وتحامل على الْحَنَابِلَة فَيُقَال إِن بعض جهلتهم دس إِلَيْهِ من أهْدى إِلَيْهِ حلوى فِيهَا سم مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَن خمسين سنة 317 - مُحَمَّد بن هبة الله بن عبد الله السديد السلماسي قَالَ ابْن خلكان هُوَ الَّذِي شهر طَريقَة الشريف بالعراق وقصده النَّاس واشتغوا عَلَيْهِ وَخرج من تلامذته عُلَمَاء مدرسون مِنْهُم الْعِمَاد مُحَمَّد بن يُونُس وَأَخُوهُ الْكَمَال مُوسَى وَكَانَ الحديث: 316 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 مُسَددًا فِي الْفَتَاوَى وَأعَاد بِبَغْدَاد بالنظامية وأتقن عدَّة فنون توفّي فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة 318 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن رسْلَان ظهير الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ العباسي فَقِيه تِلْكَ الْبِلَاد ومفيدهم تفقه على الْبَغَوِيّ وَسمع الْكثير قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا عَارِفًا بالمتفق والمختلف حسن الظَّاهِر وَالْبَاطِن جَامعا بَين الْفِقْه والتصوف ولد بخوارزم فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِتَقْدِيم التَّاء وَأَرْبَعمِائَة وصنف الْكَافِي وتأريخا لخوارزم توفّي فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكتابه الْكَافِي فِي أَرْبَعَة أَجزَاء كبار عَار غَالِبا عَن الِاسْتِدْلَال وَالْخلاف على طَريقَة التَّهْذِيب وَفِيه زيادات عَلَيْهِ غَرِيبَة وَكتابه فِي التأريخ فِي ثَمَانِيَة أَجزَاء كبار وقف عَلَيْهِ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات وَذكر مِنْهُ فَوَائِد مِنْهَا تَرْجَمَة وَالِد المُصَنّف وَقد أطنب وَلَده فِي وَصفه وَقَالَ قَرَأَ الْأُصُول وَالْفُرُوع على الإِمَام أبي إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بن الْحسن الدغاني وَمهر فِي الْأُصُول وَصَارَ فريد الزَّمَان فِي انطلاق اللِّسَان وَحسن الْبَيَان وانتزاع الْبُرْهَان من الْأُصُول الْعَقْلِيَّة وَالْقُرْآن وأضحى نادرة الْأَيَّام فِي إفحام فحول المجادلين وَقت الْخِصَام بأقطع الْإِلْزَام وَقَرَأَ الحديث: 318 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 شرح الْمَذْهَب لأبي بكر الصيدلاني فِي مجلدات وأتى على حفظه جَمِيعه فَرُبمَا كَانَ يسْأَل عَن مائَة مَسْأَلَة فِي مجْلِس فِي مَوَاضِع مُخْتَلفَة فيجيب عَن الْكل على الْفَوْر من غير تردد وَلَا تخبيط وَيذكر مَا فِيهَا من الْقَوْلَيْنِ والوجهين والتنبيه على الجوابين وَيذكر عللها قَالَ وَحفظ تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ جَمِيعه فَكَانَ إِذا سُئِلَ فِي مَجْلِسه عَن عشر آيَات فِي مَوَاضِع ذكر تَفْسِيرهَا باخْتلَاف أَقْوَال الْمُفَسّرين من غير خلط وَلَا خطأ توفّي فِي صفر سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة وَأشهر ذكرت هُنَا تَرْجَمته فِي ذيل تَرْجَمَة وَلَده وَإِلَّا فَهُوَ من أهل الطَّبَقَة الثَّالِثَة عشرَة وَقد أهمل تَرْجَمته السُّبْكِيّ فِي الْوُسْطَى والإسنوي 319 - مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود قطب الدَّين أَبُو الْمَعَالِي النَّيْسَابُورِي نزيل دمشق مولده سنة مَاتَ الْغَزالِيّ سنة خمس وَخَمْسمِائة فِي رَجَب أَخذ عَن وَالِده علم الْأَدَب ثمَّ رَحل إِلَى مرو فتفقه على إِبْرَاهِيم الْمَرْوذِيّ وتفقه بنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى وبرع فِي الْمَذْهَب ودرس فِي نظامية نيسابور نِيَابَة وَورد بَغْدَاد فوعظ بهَا وَحصل لَهُ قبُول تَامّ ثمَّ ورد دمشق سنة أَرْبَعِينَ فَأقبل عَلَيْهِ أَهلهَا لدينِهِ وَعلمه وتفننه ودرس بالمجاهدية وبالغزالية بعد نصر الله المصِّيصِي ثمَّ رَحل إِلَى الحديث: 319 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 حلب ودرس بالنورية والأسدية ثمَّ مضى إِلَى هَمدَان وَولي بهَا التدريس مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ودرس بالغزالية والجاروخية وَتفرد برئاسة الْمَذْهَب وَحصل لَهُ قبُول جيد فِي الْوَعْظ وَكَانَ فصيحا بليغا كثير النَّوَادِر فَقِيها نحريرا قَالَ ابْن خلكان كَانَ عَالما ورعا متواضعا قَلِيل التصنع مطرحا للتكلف صنف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْهَادِي قَالَ الْإِسْنَوِيّ مُخْتَصر قريب من مُخْتَصر التبريزي فِي الحجم كَانَت المتفقهة فِي بعض النواحي من الْأَعْصَار الْمُتَقَدّمَة يَحْفَظُونَهُ توفّي بِدِمَشْق فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة قَالَ الذَّهَبِيّ بتربة أَنْشَأَهَا غربيها 320 - يُوسُف بن عبد الله وَقيل رَمَضَان بن بنْدَار الدِّمَشْقِي كَانَ أَبوهُ من أهل مراغة فَقدم إِلَى دمشق وَولد يُوسُف بهَا سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَخرج مِنْهَا بعد الحديث: 320 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 الْبلُوغ إِلَى بَغْدَاد فتفقه بهَا على أسعد الميهني وَأعَاد عِنْده وبرع فِي الْمَذْهَب وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الشَّافِعِيَّة بالعراق وَكَانَ يناظر مناظرة حَسَنَة وَتَوَلَّى النظامية وَغَيرهَا وبنيت لَهُ مدرسة وَعقد مجْلِس الْوَعْظ ثمَّ تَركه وَسمع وَحدث توفّي فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 321 - يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة بن مَالك بن مُحَمَّد الإِمَام رَضِي الدَّين أَبُو الْفضل الْموصِلِي الإربلي الأَصْل وَالِد عماد الدَّين مُحَمَّد وَكَمَال الدَّين مُوسَى مولده بإربل سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة وتفقه بالموصل على الْحُسَيْن بن مَنْصُور بن خَمِيس الْجُهَنِيّ وَسمع مِنْهُ كثيرا ثمَّ انحدر إِلَى بَغْدَاد فتفقه بهَا على أبي مَنْصُور الرزاز ثمَّ رَحل إِلَى الْموصل وسكنها ودرس وَأفْتى وناظر وانتفع بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة الحديث: 321 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 الطَّبَقَة السَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة السَّادِسَة 322 - إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن الْمُسلم الْفَقِيه الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالعراقي ولد بِمصْر سنة عشرَة وَخَمْسمِائة وتفقه بهَا على القَاضِي مجلى وَدخل إِلَى بَغْدَاد وتفقه بهَا على أبي بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأرموي تلميذ الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ثمَّ على أبي الْحسن بن الْخلّ وَأقَام بالعراق حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده مصر فَلهَذَا قيل لَهُ الْعِرَاقِيّ وَتَوَلَّى خطابة الْجَامِع الْعَتِيق بِمصْر الحديث: 322 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 وَشرح الْمُهَذّب فِي نَحْو خَمْسَة عشر جُزْءا متوسطة وَتخرج بِهِ جمَاعَة توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة 323 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس رَضِي الدَّين أَبُو الْخَيْر الْقزْوِينِي الطَّالقَانِي ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة قَرَأَ على مُحَمَّد بن يحيى وَصَارَ معيد درسه وعَلى ملكداد الْقزْوِينِي وَقَرَأَ بالروايات على إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك الْقزْوِينِي وصنف كتاب الْبَيَان فِي مسَائِل الْقُرْآن ردا على الحلولية والجهمية وَصَارَ رَئِيس الْأَصْحَاب وَقدم بَغْدَاد فوعظ بهَا وَحصل لَهُ قبُول تَامّ وَكَانَ يتَكَلَّم يَوْمًا وَابْن الْجَوْزِيّ يَوْمًا ويحضر الْخَلِيفَة من وَرَاء الأستار وتحضر الْخَلَائق والأمم وَولي تدريس النظامية بِبَغْدَاد سنة تسع وَسِتِّينَ إِلَى سنة ثَمَانِينَ ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ذكره الإِمَام الرَّافِعِيّ فِي الأمالي وَقَالَ كَانَ إِمَامًا كثير الْخَيْر وافر الْحَظ من عُلُوم الشَّرْع حفظا وجمعا ونشرا بالتعليم والتذكير والتصنيف وَقَالَ الْحَافِظ عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ وَحكى عَنهُ غير وَاحِد أَنه كَانَ لِسَانه لَا يزَال رطبا الحديث: 323 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 من ذكر الله تَعَالَى توفّي فِي الْمحرم سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة تسع وَثَمَانِينَ قَالَ السُّبْكِيّ فِي شرح الْمِنْهَاج وَذكر أَبُو الْخَيْر فِي كِتَابه حظائر الْقُدس لرمضان أَرْبَعَة وَسِتِّينَ اسْما 324 - أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ القَاضِي أَبُو شُجَاع صَاحب غَايَة الِاخْتِصَار قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وقفت لَهُ على شرح الْإِقْنَاع للماوردي وَذكره فِيمَن توفّي فِي الْمِائَة السَّادِسَة 325 - أسعد بن مَحْمُود بن خلف بن أَحْمد بن مُحَمَّد منتخب الدَّين أَبُو الْفتُوح الْعجلِيّ الْأَصْبَهَانِيّ مُصَنف التَّعْلِيق على الْوَسِيط وَالْوَجِيز وَهُوَ جزءان وتتمة التَّتِمَّة ولد بأصبهان فِي أحد الربيعين سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ فَقِيها مكثرا من الرِّوَايَة زاهدا ورعا يَأْكُل من كسب يَده يكْتب وَيبِيع مَا يتقوت بِهِ لَا غير وَكَانَ عَلَيْهِ الْمُعْتَمد بأصبهان فِي الْفَتْوَى وَكَانَ يعظ ثمَّ ترك الْوَعْظ وصنف فِي ذَلِك كتابا سَمَّاهُ آفَات الوعاظ قَالَ ابْن الدبيثي كَانَ زاهدا لَهُ معرفَة تَامَّة الحديث: 324 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 بِالْمذهبِ توفّي فِي صفر سنة سِتّمائَة بأصبهان نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْمَسْأَلَة السريجية وَلم ينْقل عَن أحد أقرب زَمَانا إِلَيْهِ مِنْهُ فَإِن الرَّافِعِيّ أكمل كِتَابه بعد وَفَاة الْعجلِيّ بثنتي عشرَة سنة 326 - طَاهِر بن نصر الله بن جهبل بِفَتْح الْجِيم وبالباء الْمُوَحدَة مجد الدَّين الْحلَبِي كَانَ إِمَامًا فَاضلا فِي الْفِقْه والحساب والفرائض سمع الحَدِيث من جمَاعَة وَحدث وصنف للسُّلْطَان نور الدَّين الشَّهِيد كتابا فِي فضل الْجِهَاد ودرس بحلب بالنورية وَهُوَ أول من درس بالصلاحية بالقدس وَهُوَ وَالِد بني جهبل الْفُقَهَاء الدمشقيين مَاتَ بالقدس سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة 327 - عبد الله بن بري بِفَتْح الْبَاء بن عبد الْجَبَّار أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الأَصْل الحديث: 326 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 الْمصْرِيّ أَخذ النَّحْو عَن الإِمَام أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْملك النَّحْوِيّ وَسمع من خلائق وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَله تصانيف مِنْهَا تَعْلِيق على الصِّحَاح يُسمى بالحواشي فِي سِتّ مجلدات يشْتَمل على فَوَائِد كَثِيرَة وَكَانَ يتصدر بِجَامِع مصر لإقراء الْعَرَبيَّة وقصده الطّلبَة من النواحي وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُوسَى الْجُزُولِيّ وَكَانَ ثِقَة حجَّة وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ فِيهِ تغفل ظَاهر ولد فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 328 - عبد الله بن مُحَمَّد هبة الله بن المطهر بن عَليّ بن أبي عصرون قَاضِي الحديث: 328 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 الْقُضَاة شرف الدَّين أَبُو سعد التَّمِيمِي الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة أَخذ عَن أبي عَليّ الفارقي وأسعد الميهني وَأخذ الْأُصُول عَن ابْن برهَان وَقَرَأَ بالسبع وَالْعشر على البارع وَأبي بكر المرزوقي ودعوان وسبط الْخياط وَولي قَضَاء سنجار وحران ثمَّ ولي قَضَاء دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وأضر سنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 سبع وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا فولى السُّلْطَان صَلَاح الدَّين وَلَده الْقَضَاء وَلم يعزله وَبنى لَهُ نور الدَّين الْمدَارِس بحلب وحماة وحمص وبعلبك وَبنى هُوَ لنَفسِهِ مدرسة بحلب وَأُخْرَى بِدِمَشْق قَالَ الشَّيْخ موفق الدَّين بن قدامَة الْحَنْبَلِيّ كَانَ ابْن أبي عصرون إِمَام أَصْحَاب الشَّافِعِي فِي عصره وَقَالَ ابْن الصّلاح فِي طبقاته كَانَ من أفقه أهل عصره وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي الْفَتَاوَى وَالْأَحْكَام وتفقه بِهِ خلق كثير انْتهى وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَت الْفَتْوَى بالديار المصرية بِكَلَامِهِ قبل وُصُول الرَّافِعِيّ الْكَبِير إِلَيْهَا وَمن أكبر تلامذته فِي الْفِقْه فَخر الدَّين ابْن عَسَاكِر توفّي بِدِمَشْق فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمدرسته وَمن تصانيفه الِانْتِصَار فِي أَربع مجلدات صفوة الْمَذْهَب فِي اخْتِصَار نِهَايَة الْمطلب فِي سبع مجلدات فَوَائِد الْمُهَذّب فِي مجلدين المرشد مجلدان وَهُوَ أَحْكَام مُجَرّدَة بِلَفْظ مُخْتَصر التَّنْبِيه فِي الْأَحْكَام مُجَلد الذريعة فِي معرفَة الشَّرِيعَة التَّيْسِير فِي الْخلاف أَرْبَعَة أَجزَاء مَأْخَذ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 النّظر الْإِرْشَاد فِي نصْرَة الْمَذْهَب لم يكمله نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي بَاب الْعَارِية فَقَط 329 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْفرج بن أَحْمد القَاضِي الْفَاضِل مُحي الدَّين أَبُو عَليّ بن القَاضِي الْأَشْرَف أبي الْحسن اللَّخْمِيّ البيساني الْعَسْقَلَانِي المولد الْمصْرِيّ المنشأ صَاحب الْعبارَة والبلاغة والفصاحة والبراعة ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَتعلم هَذِه الصِّنَاعَة الَّتِي فاق فِيهَا على أقرانه وَتقدم على سَائِر أهل زَمَانه وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء فِي الدولة الفاطمية وَلما صَار أَسد الدَّين شيركوه وزيرا فِي الديار المصرية قدمه على الدِّيوَان وحظي عِنْده ثمَّ لما اسْتَقل السُّلْطَان صَلَاح الدَّين بمملكة الديار المصرية جعله كَاتبا ومشيرا وَذكر القَاضِي ابْن خلكان انه بلغت مصنفاته وتعليقاته فِي هَذَا الْفَنّ نَحوا من مائَة مجلدة وَقَالَ غَيره وجد بِخَطِّهِ فِي أثْنَاء مكاتباته من الْأَشْعَار المفردة من بَيت وبيتين نَحوا من مائَة ألف وَعشْرين ألفا واقتنى من الْكتب مَا ينيف على مائَة ألف مجلدة وَكَانَ دخله ومعلومه فِي السّنة الحديث: 329 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 نَحْو خمسين الف دِينَار سوى المتاجر وَكَانَ قَلِيل التَّلَذُّذ بالدنيا مُقبلا على شَأْنه من صَلَاة وَصِيَام وتلاوة يخْتم كل يَوْم وَلَيْلَة ختمة كثير المطالعة وَالصَّدَََقَة وَله بِالْقَاهِرَةِ مدرسة مَوْقُوفَة على الشَّافِعِيَّة والمالكية ومكتب للأيتام وَكَانَ ضَعِيف البنية لَهُ حدبة يغطيها الطيلسان توفّي بعد مَا تولى الإقبال وَأَقْبل الإدبار فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بالقرافة 330 - عبد السَّلَام بن عبد الْعَزِيز بن خلف بن مُحَمَّد النصيبيني وَيعرف بِابْن الْحَيَّانِ أَيْضا ذكره ابْن الصّلاح فِي مَجْمُوع لَهُ فَقَالَ كَانَ من فُقَهَاء أَصْحَابنَا وَله كتاب سَمَّاهُ التَّلْخِيص انْتهى وَلَا أعلم من أَي طبقَة هُوَ وذكرته هُنَا تخمينا تبعا للإسنوي 331 - عبد الْملك بن زيد بن ياسين بن زيد بن قَائِد بِالْقَافِ بن جميل ضِيَاء الحديث: 330 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 الدَّين أَبُو الْقَاسِم الثَّعْلَبِيّ الدولعي ولد بالدولعية وَهِي قَرْيَة من قرى الْموصل سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقيل قبل ذَلِك سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وتفقه بِبَغْدَاد ثمَّ قدم الشَّام فِي شبيبته فتفقه أَيْضا على نصر الله المصِّيصِي وعَلى ابْن أبي عصرون وَولي خطابة جَامع دمشق وتدريس الغزالية مُدَّة طَوِيلَة قَالَ النَّوَوِيّ فِي طبقاته كَانَ شيخ شُيُوخنَا وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء الْمَشْهُورين والصلحاء الورعين توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي موضِعين فَقَط أَحدهمَا أَنه إِذا حلف بالمصحف وَأطلق كَانَ يَمِينا وَالثَّانِي فِي الشَّهَادَات أَن اليراع الْمُسَمّى بالشبابة حرَام وَأَنه صنف فِي تَحْرِيمهَا تصنيفا حسنا 332 - الْعِرَاقِيّ بن مُحَمَّد بن الْعِرَاقِيّ ركن الدَّين أَبُو الْفضل الْقزْوِينِي الْمَعْرُوف بالطاؤسي والعراقي هُوَ أُسَمِّهِ وَاسم جده قَالَ ابْن خلكان كَانَ إِمَامًا فَاضلا مناظرا محجاجا ماهرا فِي علم الْخلاف اشْتغل بِهِ على الرضى النَّيْسَابُورِي الْحَنَفِيّ مُصَنف الطَّرِيقَة فِي الْخلاف وبرز فِيهِ وصنف فِيهِ ثَلَاث تعاليق مختصرة ثمَّ متوسطة ثمَّ مبسوطة وَأكْثر اشْتِغَال النَّاس فِي الأقاليم بالمتوسطة لِكَثْرَة فقهها الحديث: 332 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 وفوائدها سكن الْمَذْكُور هَمدَان وَبنى لَهُ بهَا مدرسة وتصدر للإقراء بهَا واشتهر صيته فِي الْبِلَاد وحملت طرائقه إِلَيْهَا وَعَكَفَ النَّاس عَلَيْهِ وقصدوه من الْآفَاق توفّي بهمدان فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّمائَة قَالَ ابْن خلكان وَلَا أعلم هَذِه النِّسْبَة وَهِي الطاؤسي إِلَى أَي شَيْء وللمذكور اخ يُقَال لَهُ الْعَلَاء أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد كَانَ يسكن هَمدَان ودرس بِالْمَدْرَسَةِ بهَا بعد أَخِيه وَله طَريقَة فِي الْخلاف أَيْضا مَاتَ بهمدان سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة تَقْرِيبًا 333 - فضل الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو المكارم ابْن النوقاني الشَّافِعِي تلميذ مُحَمَّد بن يحيى سمع عبد الْجَبَّار الخواري وَله إجَازَة من محيي السّنة الْبَغَوِيّ كتب عَنهُ أَبُو رشيد الغزال ذكره الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخ الْإِسْلَام وَقَالَ كَانَ بارعا فِي مذْهبه مفننا مهيبا مدرسا مَاتَ بنوقان سنة سِتّمائَة وَله سِتّ وَثَمَانُونَ سنة الحديث: 333 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 334 - فضل الله التوربشتي قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فَقِيه مُحدث من أهل شيراز شرح مصابيح الْبَغَوِيّ شرحا حسنا وَلَعَلَّه كَانَ فِي حُدُود الستمائة انْتهى وتوربشت بِضَم التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق بعْدهَا وَاو سَاكِنة ثمَّ رَاء مَكْسُورَة ثمَّ باؤ مُوَحدَة ثمَّ شين مُعْجمَة سَاكِنة ثمَّ تَاء مثناة من فَوق 335 - الْقَاسِم بن عَليّ بن الْحسن بن هبة الله الْحَافِظ الْمسند بهاء الدَّين أَبُو مُحَمَّد بن الْحَافِظ الْكَبِير ثِقَة الدَّين أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَ مُحدثا حسن الْمعرفَة شَدِيد الْوَرع وَمَعَ ذَلِك كَانَ كثير المزاح صنف كتاب المستقصى فِي فَضَائِل الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَكتاب الْجِهَاد وَتَوَلَّى مشيخة دَار الحَدِيث النورية بعد وَالِده فَلم يتَنَاوَل من معلومها شَيْئا بل كَانَ يرصده للواردين من الطّلبَة حَتَّى قيل لم يشرب من مَائِهَا وَلَا تَوَضَّأ قَالَ الذَّهَبِيّ كتب الْكثير وصنف وَخرج وعني بالكتاية والمطالعة فَبَالغ إِلَى الْغَايَة وخطه وَحش وَكَانَ يتعصب لمَذْهَب الْأَشْعَرِيّ ويبالغ من غير أَن يحققه توفّي فِي صفر سنة سِتّمائَة بِدِمَشْق الحديث: 334 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 336 - الْقَاسِم بن فيرة بن أبي الْقَاسِم خلف بن أَحْمد الإِمَام الْعَلامَة الْحفظَة الضَّرِير أَبُو مُحَمَّد الرعيني الأندلسي الشاطبي الْمُقْرِئ الشهير صَاحب القصيدة الموسومة بحرز الْأَمَانِي وَلم يلْحق فِيهَا وَلَا سبق إِلَى مثلهَا ولد بشاطبة فِي آخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدخل مصر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسبب انْتِقَاله إِلَى مصر انه أُرِيد على أَن يَلِي الخطابة بشاطبة فاحتج بِأَنَّهُ قد وَجب عَلَيْهِ الْحَج وَأَنه عازم عَلَيْهِ وَتركهَا وَلم يعد إِلَيْهَا تورعا مِمَّا كَانُوا يلزمون بِهِ الخطباء من ذكرهم على المنابر بأوصاف لم يرهَا سَائِغَة شرعا كَذَا حَكَاهُ أَبُو شامة عَن أبي الْحسن السخاوي ذكره النَّوَوِيّ فِي طبقاته فِي الْأَسْمَاء الزَّائِدَة على مَا ذكره ابْن الصّلاح وَقَالَ لم يكن فِي زَمَانه بِمصْر نَظِيره فِي تعدد فنونه وَكَثْرَة محفوظه وَقَالَ ابْن خلكان كَانَ عَالما بِكِتَاب الله قِرَاءَة وتفسيرا وَبِحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مبرزا وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ الصحيحان والمؤطا فيصححون النّسخ من حفظه ويملي النكت على الْمَوَاضِع الْمُحْتَاج إِلَيْهَا وَكَانَ إِمَامًا فِي علم النَّحْو واللغة عَارِفًا بتعبير المنامات حسن الْمَقَاصِد مخلصا فِيمَا يَقُول وَيفْعل وَلَا يجلس للإقراء إِلَّا على طَهَارَة فِي هَيْئَة حَسَنَة وتخشع واستكانة وَكَانَ يُقَال إِنَّه يحفظ وقر بعير من الْعُلُوم توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَدفن بالقرافة فِي تربة القَاضِي الْفَاضِل والرعيني مَنْسُوب إِلَى ذِي الحديث: 336 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 رعين إِحْدَى قبائل الْيمن وفيره بفاء مَكْسُورَة وياء مثناة من تَحت سَاكِنة وَرَاء مَضْمُومَة مشدودة اسْم أعجمي مَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ حَدِيد بِالْحَاء الْمُهْملَة 337 - الْمُبَارك بن الْمُبَارك بن الْمُبَارك أَبُو طَالب الْكَرْخِي تفقه بِابْن الْخلّ وَصَحبه مُدَّة وَعرف بِهِ وبرع فِي الْمَذْهَب وساد وَكتب الْخط الْمَنْسُوب إِلَى أَن قيل إِنَّه اكْتُبْ من ابْن البواب وَلَا سِيمَا فِي الطومار وَالثلث وَكَانَ بَخِيلًا بِخَطِّهِ حَتَّى إِنَّه إِذا كتب فَتْوَى لأحد كسر الْقَلَم وَكتب بِهِ ولي تدريس النظامية بعد أبي الْخَيْر الْقزْوِينِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وتفقه بِهِ جمَاعَة وَقيل إِنَّه كَانَ أَولا يضْرب بِالْعودِ ويجيد ذَلِك حَتَّى صَار يضْرب بِهِ الْمثل ثمَّ أنف من ذَلِك واشتغل بالخط إِلَى أَن شهد لَهُ أَنه أكتب من ابْن البواب ثمَّ أنف مِنْهُ وَأَقْبل على الِاشْتِغَال توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَله اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سنة الحديث: 337 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 338 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أَحْمد أَبُو عبد الله المَسْعُودِيّ البندهي مولده فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة كَمَا نَقله الْمُنْذِرِيّ من خطه وَقيل ولد سنة إِحْدَى ورحل فِي طلب الحَدِيث وَسمع بِدِمَشْق وبغداد وأصبهان وخراسان والكوفة والموصل والإسكندرية وَغَيرهَا من خلائق قَالَ ابْن خلكان كَانَ فَقِيها شافعيا صوفيا أديبا فَاضلا شرح المقامات شرحا مطولا فِي خمس مجلدات كبار توفّي بِدِمَشْق سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ووقف كتبه بالخانقاه السميساطية والبندهي بباء مُوَحدَة ثمَّ نون قَرْيَة من أَعمال مرو الروذ 339 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن طَاهِر الصَّدْر الْفَقِيه الْعَلامَة عماد الدَّين أَبُو عبد الله بن الْعَلامَة أبي سعد التَّيْمِيّ بميم وَاحِدَة الرَّازِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الوازن قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخ الْإِسْلَام مُصَنف شرح الْوَجِيز توفّي بِالريِّ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة هَكَذَا ذكر أَنه توفّي فِي هَذِه السّنة قيل وَالظَّاهِر انه سقط عَلَيْهِ اسْم وَالِده واسْمه مُحَمَّد ويلقب عماد الدَّين الحديث: 338 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ وَقَالَ عَالم مُحَقّق مدقق تفقه على وَالِده ثمَّ على أبي بكر الخجندي وجالس الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق سمع وَحدث توفّي بِالريِّ فِي حُدُود سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة ووالده القَاضِي أَبُو سعد عبد الْكَرِيم الطَّبَرِيّ الْمَشْهُور بالوزان كَانَ إِمَامًا كَبِيرا وَاسع الْعلم ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة وَسمع مَشَايِخ الرّيّ وَالْعراق وَمَا وَرَاء النَّهر وتفقه على أبي بكر الْقفال وَصَارَ من عُلَمَاء عصره وَعقد مجْلِس الْإِمْلَاء بنيسابور وَولي قَضَاء ساوه ثمَّ قَضَاء هَمدَان وَأخذ عَنهُ الْفُقَهَاء قيل توفّي سنة تسع وَقيل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصَاحب التَّرْجَمَة من أحفاد القَاضِي أبي سعد هَذَا وَأما كَونه ابْنه فَلَا يُمكن وَبسط السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى الْكَلَام فِي ذَلِك وَقَالَ الظَّاهِر أَن المترجم مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن احْمَد 340 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْمَعَالِي بن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدَّين أبي الْحسن بن قَاضِي الْقُضَاة أبي الحديث: 340 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 الْمَعَالِي الْمُنْتَخب بن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْفضل الزكي الْقرشِي الدِّمَشْقِي ولد سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الْمَذْهَب على جمَاعَة وَسمع الحَدِيث من طَائِفَة وَولي قَضَاء دمشق وعظمت مَنْزِلَته عِنْد صَلَاح الدَّين وَكَانَ ينْهَى النَّاس عَن الِاشْتِغَال بكتب الْمنطق والجدل وَقطع من ذَلِك كتبا فِي مَجْلِسه قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ عَالما صَارِمًا حسن الْخط وَاللَّفْظ شهد فتح بَيت الْمُقَدّس فَكَانَ أول من خطب بِهِ بِخطْبَة فائقة أَنْشَأَهَا قَالَ وَأثْنى عَلَيْهِ الشَّيْخ عماد الدَّين بن الحرستاني على فَصَاحَته وَحفظه لما يلقيه من الدُّرُوس توفّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 341 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي عَليّ القلعي اليمني صَاحب كتاب احترازات الْمُهَذّب وَله كتاب آخر فِي مستغرب أَلْفَاظه وَفِي أَسمَاء رِجَاله وَله مُصَنف حافل فِي الْفَرَائِض قَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي تَرْجَمَة أبي الْفتُوح بن أبي عقامة إِن الْمَذْكُور أَخذ عَن ولد وَلَده عَن أَبِيه عَن جده أبي الْفتُوح والقلعي مَنْسُوب إِلَى قلعة بَلْدَة بِالْقربِ من ظفار لم يذكرُوا وَفَاته وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى إِنَّه توفّي فِي الْمِائَة السَّادِسَة الحديث: 341 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 342 - مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ الْأَصْبَهَانِيّ أحد الْأَعْلَام ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة وَتخرج بِالْإِمَامِ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ وَأخذ عَنهُ الْمَذْهَب وعلوم الحَدِيث وَسمع الْكثير وصنف التصانيف المليحة المفيدة الْمَشْهُورَة مِنْهَا تَتِمَّة معرفَة الصَّحَابَة ذيل بِهِ على كتاب أبي نعيم الْحَافِظ وَكتاب تَتِمَّة الغريبين وَكتاب عوالي التَّابِعين وَغير ذَلِك وَكَانَ حَافِظًا وَاسع الدائرة جم الْعُلُوم قَالَ ابو سعد السَّمْعَانِيّ كتبت عَنهُ وَسمعت مِنْهُ وَهُوَ ثِقَة صَدُوق وَقَالَ ابْن الدبيثي عَاشَ حَتَّى صَار أوحد وقته وَشَيخ زَمَانه إِسْنَادًا وحفظا روى عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم الْحفاظ الْأَرْبَعَة أَبُو بكر الْحَازِمِي وَعبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي وَبِه تخرج وانتفع وَعبد الْقَادِر الرهاوي وَمُحَمّد بن مكي توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقد أفردت تَرْجَمته بالتصنيف الحديث: 342 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 343 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله بن أَله بِفَتْح الْهمزَة وَضم اللَّام وتسكين الْهَاء وَمَعْنَاهُ بالعربي الْعقَاب الإِمَام البليغ عماد الدَّين أَبُو عبد الله الْكَاتِب الْأَصْبَهَانِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد بأصبهان سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقدم بَغْدَاد فتفقه بالنظامية على أسعد الميهني وَأبي مَنْصُور بن الرزاز وَسمع من جمَاعَة وأتقن علم الْأَدَب والعربية وتعانى الْكِتَابَة قَالَ ابْن خلكان وأتقن الْخلاف وفنون الْأَدَب وَله من الشّعْر والرسائل مَا هُوَ مَشْهُور وَولي نظر الْبَصْرَة ثمَّ وَاسِط وَقدم دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكتب الْإِنْشَاء لنُور الدَّين وعلت مَنْزِلَته عِنْده وفوض إِلَيْهِ تدريس الْمدرسَة الْعمادِيَّة ثمَّ بعد موت نور الدَّين اتَّصل بصلاح الدَّين وَصَارَ هُوَ وَالْقَاضِي الْفَاضِل يتناوبان فِي خدمَة صَلَاح الدَّين وَلما توفّي صَلَاح الدَّين ترك عماد الدَّين الْأَعْمَال وتوفر على التدريس وَكَانَ فَاضلا بارعا فِي درسه يتزاحم الْفُضَلَاء فِيهِ لفوائده وفرائده وَجمع مصنفات كَثِيرَة فِي التَّارِيخ وَالْأَدب مِنْهَا كتاب الْبَرْق الشَّامي سبع مجلدات وَكتاب خريدة الْقصر وجريدة الْعَصْر فِي الحديث: 343 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 تراجم أدباء وقته ذكر الشُّعَرَاء الَّذين كَانُوا بعد الْمِائَة الْخَامِسَة إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَجمع شعراء الْعرَاق والعجم وَالشَّام والجزيرة ومصر وَالْمغْرب وَهُوَ فِي عشر مجلدات وَكتاب الْفَتْح الْمُقَدّس فِي مجلدين وَله ديوَان رسائل كَبِير وديوان شعر فِي أَربع مجلدات قَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ كَانَ جَامعا للفضائل الْفِقْه وَالْأَدب وَالشعر الْجيد وَله الْيَد الْبَيْضَاء فِي النثر وَالنّظم وصنف تصانيف مفيدة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 344 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقَاسِم بن المظفر بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة محيي الدَّين أَبُو حَامِد بن قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدَّين الشهرزوري قَاضِي حلب تفقه على أبي سعد بن الرزاز بِبَغْدَاد ثمَّ نَاب فِي الحكم عَن أَبِيه بِدِمَشْق ثمَّ ولي قَضَاء حلب ثمَّ ولي قَضَاء الْموصل ودرس بهَا بمدرسة أَبِيه وبالنظامية بهَا وَكَانَ جوادا سريا قَالَ ابْن خلكان قيل إِنَّه أطلق فِي بعض رسائله إِلَى بَغْدَاد على الْفُقَهَاء والأدباء وَالشعرَاء عشرَة آلَاف دِينَار أميرية وَيُقَال إِنَّه فِي مُدَّة حكمه بالموصل لم يعتقل غريما على دينارين فَمَا دونهمَا بل يُوفي ذَلِك عَنهُ ويحكى عَنهُ رئاسة ضخمة الحديث: 344 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 وَمَكَارِم كَثِيرَة توفّي بالموصل فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة عَن اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة 345 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد شهَاب الدَّين أَبُو الْفَتْح الطوسي نزيل مصر أحد مشاهير الشَّافِعِيَّة ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة سمع الحَدِيث وتفقه بنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى تلميذ الْغَزالِيّ وَدخل بَغْدَاد وَوعظ بهَا وَدخل مصر وَنزل بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَتردد إِلَيْهِ الْفُقَهَاء والطلبة وَبنى لَهُ الْملك تَقِيّ الدَّين عمر بن شاهنشاه الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بمنازل الْعِزّ وانتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرَة وَكَانَ جَامعا لفنون كَثِيرَة مُعظما للْعلم وَأَهله غير ملتفت إِلَى أَبنَاء الدُّنْيَا وَوعظ بِجَامِع مصر مُدَّة وَذكر أَبُو شامة أَنه لما قدم بَغْدَاد كَانَ يركب بسنجق وَالسُّيُوف مسللة والغاشية والطوق فِي عنق بغلته فَمنع من ذَلِك فَذهب إِلَى مصر وَوعظ وَأظْهر مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَوَقع بَينه وَبَين الْحَنَابِلَة وَقَالَ غَيره كَانَ رجلا طَويلا مهيبا مقداما شَاذ الْجَواب فِي المحافل وَكَانَ يرتاعه كل أحد وَكَانَ هُوَ يرتاع من الخبوشاني وَركب يَوْم عيد وَبَين يَدَيْهِ مُنَاد يُنَادي هَذَا ملك الْعلمَاء والغاشية الحديث: 345 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 على الْأَصَابِع وَجَاء إِلَى السُّلْطَان فَتفرق الْأُمَرَاء غيظا مِنْهُ وَجرى لَهُ مَعَ الْملك الْعَادِل وَابْن شكر قضايا عَجِيبَة لما تعرضوا لوقوف الْمدَارِس فَمنع عَن نَفسه وَعَن النَّاس وَثَبت وَقَالَ صَاحب الْبَدْر السافر درس بمنازل الْعِزّ فَأرْسل الْوَزير ابْن شكر من يطْلب معرفَة ربعهَا ويتحدث فِيهِ فرسم الْفَقِيه بِضَرْب من حضر من جِهَة الْوَزير وطلع للقلعة وانزعج ورسم للوزير أَن لَا يتَعَرَّض لشَيْء يتَعَلَّق بِهِ وَخرج الْوَزير بحجته فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا سلم عَلَيْهِ وَقَالَ النَّوَوِيّ فِيمَا زَاده على ابْن الصّلاح كَانَ شيخ الْفُقَهَاء وَصدر الْعلمَاء فِي عصره تفقه على جمَاعَة من أَصْحَاب الْغَزالِيّ وَقدم مصر فنشر الْعلم بهَا وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة وَوعظ وَذكر وانتفع النَّاس بِهِ وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَعَلِيهِ مدَار الْفَتْوَى فِي مَذْهَب الشَّافِعِي توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 346 - مُحَمَّد بن الْمُوفق بن سعيد بن عَليّ بن الْحسن الشَّيْخ نجم الدَّين أَبُو البركات الخبوشاني الْفَقِيه الصُّوفِي الزَّاهِد الْوَرع أحد الآمرين بِالْمَعْرُوفِ والقائمين الحديث: 346 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 بِهِ والصادعين بِالْحَقِّ ولد فِي رَجَب سنة عشر وَخَمْسمِائة وَقدم مصر سنة خمس وَسِتِّينَ قَالَ ابْن خلكان كَانَ فَقِيها ورعا تفقه بنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى وَكَانَ يستحضر كِتَابه الْمُحِيط حَتَّى قيل إِنَّه عدم الْكتاب فأملاه من خاطره وَله كتاب تَحْقِيق الْمُحِيط فِي سِتَّة عشر مجلدا قَالَ وَكَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدَّين يقربهُ ويعتقد فِي علمه وَدينه وَعمل لَهُ الْمدرسَة الْمُجَاورَة لضريح الشَّافِعِي رَحمَه الله وَقَالَ غَيره إِنَّه الَّذِي جرأ السُّلْطَان صَلَاح الدَّين على الْخطْبَة لبني الْعَبَّاس فانتظم ذَلِك وَذكر أَن الْملك صَلَاح الدَّين كَانَ شَدِيد التَّعْظِيم لَهُ وَأَنه كَانَ يَأْمُرهُ وينهاه بعنف وَلَا يباليه وَلم يَأْكُل من مَال الْمُلُوك لقْمَة وَلَا أَخذ من ريع الْمدرسَة فلسًا وَلَا جامكية وَلَا شَيْئا وَكَانَ بِمصْر رجل تَاجر من بَلَده يَأْكُل من مَاله وَكَانَ متقللا لَيْسَ لَيْسَ لَهُ نصيب فِي لذات الدُّنْيَا وَكَانَ يركب الْحمار وَيجْعَل تَحْتَهُ أكسية لِئَلَّا يصل إِلَيْهِ عرقه توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وكفن فِي كسائه الَّذِي جَاءَ مَعَه من خبوشان وَدفن فِي قبَّة مُفْردَة تَحت رجْلي الإِمَام الشَّافِعِي بَينهمَا شباك وخبوشان بخاء مُعْجمَة وباء مُوَحدَة مضمومتين قَرْيَة من أَعمال نيسابور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 347 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عُثْمَان بن حَازِم الْحَافِظ أَبُو بكر الْحَازِمِي بِالْحَاء الْمُهْملَة الْهَمدَانِي مؤلف النَّاسِخ والمنسوخ وَغَيره ولد سنة ثَمَان اَوْ تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة سمع الْكثير ورحل إِلَى بلدان كَثِيرَة وَتخرج بِالْحَافِظِ أبي مُوسَى الْمَدِينِيّ وَكَانَ أَبُو مُوسَى يَقُول هُوَ أحفظ من عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي وَمَا رَأَيْت شَابًّا أحفظ مِنْهُ قَالَ ابْن الدبيثي وَقدم بَغْدَاد واستوطنها وتفقه بهَا وجالس علماءها وتميز وَفهم وَصَارَ من أحفظ النَّاس للْحَدِيث وَأَسَانِيده وَرِجَاله مَعَ زهد وَتعبد ورياضة صنف فِي علم الحَدِيث عدَّة مصنفات وأملى عدَّة مجَالِس وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ حُلْو المذاكرة يغلب عَلَيْهِ معرفَة أَحَادِيث الْأَحْكَام وأملى طرق الْأَحَادِيث الَّتِي فِي الْمُهَذّب وأسندها وَلم يتمه وَقَالَ ابْن النجار كَانَ من الْأَئِمَّة الْحفاظ الْعَالمين بِفقه الحَدِيث ومعانيه وَرِجَاله ألف كتاب النَّاسِخ والمنسوخ وَكتاب عجالة المبتدى فِي الْأَنْسَاب والمؤتلف والمختلف فِي أَسمَاء الْبلدَانِ وَأسْندَ الْأَحَادِيث الَّتِي فِي الْمُهَذّب وَكَانَ ثِقَة حجَّة نبيلا زاهدا عابدا ورعا ملازما للخلوة والتصنيف وَنشر الْعلم توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة عَن خمس وَثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ من أهل الطَّبَقَة الْآتِيَة لَوْلَا تقدم وَفَاته نقل الحديث: 347 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي كتاب الْقَضَاء أَن الَّذين أدركتهم من الْحفاظ كَانُوا يميلون إِلَى جَوَاز إجَازَة غير الْمعِين بِوَصْف الْعُمُوم كأجزت للْمُسلمين وَنَحْوه وَصَححهُ النَّوَوِيّ 348 - مَحْمُود بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو طَالب التَّمِيمِي الْأَصْفَهَانِي قَالَ ابْن خلكان تفقه على مُحَمَّد بن يحيى وبرع فِي علم الْخلاف وصنف فِيهِ طَريقَة مَشْهُورَة وَكَانَت عُمْدَة المدرسين فِي إِلْقَاء الدُّرُوس ويعدون تاركها قَاصِر الْفَهم عَن إِدْرَاكهَا واشتغل عَلَيْهِ خلق كثير فصاروا أَئِمَّة وَكَانَ خَطِيبًا واعظا لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْوَعْظ ودرس بأصفهان مُدَّة وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا تفنن فِي الْعُلُوم وَله تعليقة جمة المعارف توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 349 - مَحْمُود بن الْمُبَارك بن عَليّ بن الْحسن الإِمَام أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ ثمَّ الْبَغْدَادِيّ أحد الأذكياء وَالْعُلَمَاء والمحررين فِي الْمَذْهَب وَيعرف بالمجير ولد الحديث: 348 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة تفقه بالنظامية على أبي مَنْصُور ابْن الرزاز وَغَيره وَقَرَأَ علم الْكَلَام على أبي الْفتُوح مُحَمَّد ابْن الْفضل الإِسْفِرَايِينِيّ وَغَيره وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَكَانَ ذكيا فصيحا بليغا أعَاد فِي شبيبته للْإِمَام أبي النجيب السهروردي فِي مدرسته ثمَّ سَار إِلَى دمشق فدرس بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي بنيت لَهُ وَهِي الجاروخية ثمَّ ذهب إِلَى شيراز وَبني لَهُ بهَا مدرسة فدرس بهَا ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَولي تدريس النظامية فدرس بهَا أسبوعا وسير فِي الرسَالَة فَمَاتَ قَالَ ابْن الدبيثي برع فِي الْمَذْهَب حَتَّى صَار أوحد زَمَانه وَتفرد بِمَعْرِِفَة الْأُصُول وَالْكَلَام وَمَا رَأينَا أجمع لفنون الْعلم مِنْهُ مَعَ حسن الْعبارَة قَالَ وَخرج رَسُولا إِلَى خوارزم شاه إِلَى أَصْبَهَان فَمَاتَ بهمدان فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 350 - يحيى بن عَليّ بن الْفضل بن هبة الله الْعَلامَة جمال الدَّين أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ شيخ الشَّافِعِيَّة بهَا وَيعرف بِابْن فضلان ولد سنة خمس عشرَة الحديث: 350 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 وَخَمْسمِائة وتفقه على أبي مَنْصُور ابْن الرزاز بِبَغْدَاد وبنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى تلميذ الْغَزالِيّ وَسمع من جمَاعَة وانتفع بِهِ جمَاعَة واشتهر اسْمه ودرس بِبَغْدَاد وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف والجدل وَكَانَ بَينه وَبَين المجير مناظرات وَكَانَ كل مِنْهُمَا يشنع على الآخر وَفِي آخر عمره رمي بالفالج توفّي فِي شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 الطَّبَقَة الثَّامِنَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة السَّابِعَة 351 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد السّلمِيّ المغربي الْحَكِيم الْمَعْرُوف بالقطب الْمصْرِيّ قدم خُرَاسَان وَقَرَأَ على الإِمَام فَخر الدَّين الرَّازِيّ وَصَارَ من كبار تلامذته وصنف كتبا كَثِيرَة فِي الطِّبّ والفلسفة وَشرح الكليات بكمالها من كتاب القانون قتل فِيمَن قتل بنيسابور سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة أَخذ عَنهُ قَاضِي الشَّام شمس الدَّين الخوبي وَغَيره الحديث: 351 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 352 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد نجم الدَّين أَبُو الجناب بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ نون مشدودة وبالباء الْمُوَحدَة الْمَعْرُوف بِنَجْم الكبراء جمع كَبِير بِالْبَاء الْمُوَحدَة قَالَ الذَّهَبِيّ سَمِعت أَبَا الْعَلَاء الفرضي يَقُول إِنَّمَا هُوَ نجم الكبراء ثمَّ غير فَقيل نجم الدَّين الْكُبْرَى كَانَ إِمَامًا زاهدا صوفيا فَقِيها مُفَسرًا لَهُ عَظمَة فِي النُّفُوس وجاه عَظِيم ولد بقرية من قرى خوارزم يُقَال لَهَا خيوق طَاف الْبِلَاد وَسمع بهَا الحَدِيث وصنف تَفْسِيرا فِي اثْنَتَيْ عشرَة مجلدة وَاجْتمعَ بِهِ الإِمَام فَخر الدَّين الرَّازِيّ فَأقر بفضله واستوطن خوارزم إِلَى أَن قصدتها التتار فِي ربيع الأول سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة فَخرج فِيمَن خرج لقتالهم مَعَ جمَاعَة من مريديه فَقَاتلُوا إِلَى أَن اسْتشْهدُوا جَمِيعًا على بَاب الْبَلَد قَالَ عمر بن الْحَاجِب طَاف الْبِلَاد وَسمع بهَا الحَدِيث واستوطن خوارزم وَصَارَ شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة وَكَانَ صَاحب حَدِيث وَسنة وملجأ للغرباء عَظِيم الجاه لَا يخَاف فِي الله لومة لائم الحديث: 352 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 353 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سُلْطَان بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز القَاضِي شرف الدَّين أَبُو طَالب بن زين الْقُضَاة أبي بكر الْقرشِي الدِّمَشْقِي نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن عَمه القَاضِي محيي الدَّين بن الزكي وَعَن أَبِيه زكي الدَّين الطَّاهِر ودرس بالرواحية فَكَانَ أول من درس بهَا ودرس بالشامية البرانية كَذَا قَالَ الذَّهَبِيّ وَهُوَ يفهم أَنه درس بالشامية قبله غَيره وَقَالَ ابْن كثير إِنَّه أول من درس بهَا أَيْضا قَالَ أَبُو المظفر سبط ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ فَقِيها نزها لطيفا عفيفا وَقَالَ الشهَاب القوصي كَانَ مِمَّن زَاده الله بسطة فِي الْعلم والجسم توفّي فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بمقبرتهم بِمَسْجِد الْقدَم الحديث: 353 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 354 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُوسَى بن أبي نصر الْفَقِيه الْمُفْتِي صَلَاح الدَّين أَبُو الْقَاسِم الْكرْدِي الشهرزوري وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ولد قبل الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وتفقه على ابْن أبي عصرون وَغَيره وَسكن حلب بأخره ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الأَسدِية وَنقل عَنهُ وَلَده فِي نكت الْمُهَذّب توفّي بحلب فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة 355 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن خَالِد ضِيَاء الدَّين أَبُو الْقَاسِم الْقرشِي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْوراق ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وتفقه على شهَاب الدَّين الطوسي وَأعَاد بمنازل الْعِزّ وَسمع من ابْن بري وَغَيره ودرس بالناصرية الْمُجَاورَة للجامع الْعَتِيق قَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ سَمِعت مِنْهُ الحديث: 354 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 وتفقهت عَلَيْهِ مُدَّة قَالَ وَكَانَ عَالما صَالحا حسن الْأَخْلَاق تَارِكًا لما لَا يعنيه كتب بِخَطِّهِ كتبا كَثِيرَة قيل إِنَّهَا بلغت أَرْبَعمِائَة مجلدة توفّي فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة 356 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن الإِمَام الْمُفْتِي فَخر الدَّين أَبُو مَنْصُور الدِّمَشْقِي ابْن عَسَاكِر شيخ الشَّافِعِيَّة بِالشَّام ولد فِي رَجَب سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَسمع من عميه الصائن والحافظ أبي الْقَاسِم وَجَمَاعَة وتفقه على الشَّيْخ قطب الدَّين النَّيْسَابُورِي ودرس بالجاروخية ثمَّ ولي تدريس الصلاحية بالقدس ثمَّ بِدِمَشْق التقوية فَكَانَ يُقيم بِدِمَشْق أشهرا وبالقدس أشهرا وَكَانَ عِنْده بالتقوية فضلاء الْوَقْت حَتَّى كَانَت تسمى نظامية الشَّام وَهُوَ أول من درس بالعذراوية سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ لَا يَخْلُو لِسَانه من ذكر الله تَعَالَى فِي قِيَامه وقعوده وَأُرِيد على ان يَلِي الْقَضَاء فَامْتنعَ الحديث: 356 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 وجهز أَهله للسَّفر إِلَى نَاحيَة حلب وَأَشَارَ بتولية ابْن الحرستاني قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ يتورع من الْمُرُور فِي رواق الْحَنَابِلَة لِئَلَّا يأثموا بالوقيعة فِيهِ وَذَلِكَ لِأَن بني عَسَاكِر من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة الأشعرية قَالَ أَبُو المظفر وَكَانَ زاهدا عابدا ورعا مُنْقَطِعًا إِلَى الْعلم وَالْعِبَادَة حسن الْأَخْلَاق قَلِيل الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا وَقَالَ عمر بن الْحَاجِب صنف فِي الْفِقْه والْحَدِيث عدَّة مصنفات وتفقة عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة المبرزين بل واحدهم فضلا وَكَبِيرهمْ قدرا شيخ الشَّافِعِيَّة فِي وقته وَكَانَ إِمَامًا زاهدا ثِقَة كثير التَّهَجُّد غزير الدمعة حسن الْأَخْلَاق كثير التَّوَاضُع قَلِيل التعصب سلك طَرِيق أهل الْيَقِين وَكَانَ يزجي أَكثر أوقاته فِي نشر الْعلم وَكَانَ مطرح التَّكَلُّف وَعرضت عَلَيْهِ مناصب وولايات دينية فَتَركهَا توفّي فِي رَجَب سنة عشْرين وسِتمِائَة وَدفن بِطرف مَقَابِر الصُّوفِيَّة الشَّرْقِي مُقَابل قبر ابْن الصّلاح جوَار تربة شَيْخه القطب 357 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الإِمَام فَخر الدَّين أَبُو المظفر بن الْحَافِظ أبي سعد بن السَّمْعَانِيّ الْمروزِي ولد فِي ذِي الحديث: 357 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 الْقعدَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة واعتنى بِهِ أَبوهُ أتم عناية ورحل بِهِ وسَمعه الْكثير وَأدْركَ الْإِسْنَاد العالي وَخرج لَهُ أَبوهُ معجما فِي ثَمَانِيَة عشر جُزْءا وروى الْكثير ورحل النَّاس إِلَيْهِ وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو بكر الْحَازِمِي وَمَات قبله بدهر وَحدث عَنهُ الْأَئِمَّة ابْن الصّلاح والضياء الْمَقْدِسِي والزكي البرزالي والمحب ابْن النجار وَطَائِفَة وَكَانَ فَقِيها متقنا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَله أنس بِالْحَدِيثِ خرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الشَّافِعِيَّة بِبَلَدِهِ وَختم بِهِ الْبَيْت السَّمْعَانِيّ عدم فِي دُخُول التتار مرو فِي آخر سنة سبع عشرَة اَوْ اوائل ثَمَان عشرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 358 - عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْقَاسِم جمال الدَّين بن الحرستاني الْأنْصَارِيّ الْعَبَّادِيّ السَّعْدِيّ الدِّمَشْقِي ولد فِي أحد الربيعين سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَسمع الْكثير وَتفرد بالرواية عَن أَكثر شُيُوخه ورحل إِلَى حلب وتفقه بهَا على الْمُحدث الْفَقِيه أبي الْحسن الْمرَادِي وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن ابي عصرون ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام فِي آخر عمره سنة اثْنَتَيْ عشرَة ودرس بالعزيزية وَكَانَ يجلس للْحكم بالمجاهدية وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ ورعا صَالحا مَحْمُود الْأَحْكَام حسن السِّيرَة كَبِير الْقدر قَالَ أَبُو شامة حَدثنِي الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام أَنه لم ير أفقه مِنْهُ وَعَلِيهِ كَانَ ابْتِدَاء اشْتِغَاله ثمَّ صحب فَخر الدَّين بن عَسَاكِر الحديث: 358 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 فَسَأَلته عَنْهُمَا فرجح ابْن الحرستاني وَقَالَ انه كَانَ يحفظ كتاب الْوَسِيط للغزالي قَالَ وَلما طلب للْقَضَاء امْتنع من الْولَايَة حَتَّى ألحوا عَلَيْهِ فِيهَا وَكَانَ صَارِمًا عادلا على طَريقَة السّلف فِي لِبَاسه وعفته بَقِي فِي الْقَضَاء سنتَيْن وَسَبْعَة أشهر وَقَالَ أَبُو المظفر سبط ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ زاهدا عفيفا عابدا ورعا نزها لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم اتّفق اهل دمشق على أَنه مَا فَاتَتْهُ صَلَاة بِجَامِع دمشق فِي جمَاعَة إِلَّا إِذا كَانَ مَرِيضا توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَهُوَ ابْن خمس وَتِسْعين سنة 359 - عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عَليّ بن عبيد الله الإِمَام الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه البارع مُسْند الْعرَاق وشيخها ضِيَاء الدَّين أَبُو أَحْمد الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن سكينَة وَهِي جدته أم أَبِيه ولد فِي شعْبَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء عشرَة وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْقرَاءَات والعربية على ابْن الخشاب وَقَرَأَ الْقرَاءَات أَيْضا الحديث: 359 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 بالروايات الْكَثِيرَة على سبط الْخياط والحافظ أبي الْعَلَاء الْهَمدَانِي وَسمع الحَدِيث الْكثير وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْخلاف على أبي مَنْصُور بن الرزاز وَكَانَ كثير الإشتغال بالتنبيه والمهذب والوسيط وَإِذا دخل عَلَيْهِ الطّلبَة يَقُول لاتزيدوا على سَلام عَلَيْكُم مَسْأَلَة من حرصه على المباحثة وَتَقْرِير الْأَحْكَام وَأخذ علم الحَدِيث عَن ابْن نَاصِر وَصَحبه وَأخذ عَنهُ الْكثير من الْفَوَائِد والعربية والغريب وَطَالَ عمره حَتَّى رَحل إِلَيْهِ ذكره ابْن النجار وَأَطْنَبَ فِي شكره وَالثنَاء عَلَيْهِ إِلَى أَن قَالَ وَلَقَد طفت شرقا وغربا وَرَأَيْت الْأَئِمَّة والزهاد فَمَا رَأَيْت أكمل مِنْهُ وَلَا أَكثر عبَادَة وَلَا أحسن سمتا وَكَانَ ثِقَة حجَّة نبيلا علما من أَعْلَام الدَّين وَقَالَ ابْن الدبيثي وَكَانَ من الأبدال وسكينة بِضَم السِّين وَفتح الْكَاف وَسُكُون الْمُثَنَّاة آخر الْحُرُوف نون توفّي فِي ربيع الآخر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وسِتمِائَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 360 - عُثْمَان بن عِيسَى بن درباس القَاضِي الْعَلامَة ضِيَاء الدَّين أَبُو عَمْرو الْكرْدِي الهذباني الماراني ثمَّ الْمصْرِيّ تفقه فِي صباه بإربل على أبي الْعَبَّاس الْخضر بن عقيل ثمَّ بِدِمَشْق على أبي سعد بن أبي عصرون وَأبي البركات الْخضر بن شبْل الْحَارِثِيّ وساد وَتقدم وبرع فِي الْمَذْهَب وَشرح الْمُهَذّب فِي عشْرين مجلدا إِلَى كتاب الشَّهَادَات وَشرح اللمع فِي مجلدين وناب عَن أَخِيه قَاضِي الْقُضَاة صدر الدَّين عبد الْملك قَالَ ابْن خلكان كَانَ من أعلم الْفُقَهَاء فِي وقته بِمذهب الشَّافِعِي ماهرا فِي أصُول الْفِقْه توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَقد قَارب تسعين سنة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى 361 - الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد الشَّيْبَانِيّ الْعَلامَة مجد الدَّين أَبُو السعادات ابْن الْأَثِير الْجَزرِي ثمَّ الْموصِلِي الْفَقِيه الْمُحدث الحديث: 360 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 اللّغَوِيّ البارع الْعلم ولد فِي أحد الربيعين سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِجَزِيرَة ابْن عمر وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى الْموصل وَسمع الحَدِيث وَقَرَأَ الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأَدب والنحو ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة السُّلْطَان وترقت بِهِ الْمنَازل حَتَّى بَاشر كِتَابَة السِّرّ وَسَأَلَهُ صَاحب الْموصل ان يَلِي الوزارة فَاعْتَذر بعلو السن والسهو بِالْعلمِ وَالْملك لَا يَسْتَقِيم إِلَّا بالتسامح فِي العسف وَأخذ الْخلق بالشدة وَأَنا لَا أقدر على ذَلِك ثمَّ إِنَّه حصل لَهُ نقرس أبطل حَرَكَة يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَصَارَ يحمل فِي محفة فَأَقَامَ بداره وَأَنْشَأَ رِبَاطًا بقرية من قرى الْموصل ووقف أملاكه عَلَيْهِ قَالَ ابْن خلكان كَانَ فَقِيها مُحدثا أديبا نحويا عَالما بصنعة الْحساب والإنشاء ورعا عَاقِلا مهيبا ذَا بر وإحسان وَذكره ابْن المستوفي وَالْمُنْذِرِي وَأثْنى كل مِنْهُمَا عَلَيْهِ وَذكره ابْن نقطة وَقَالَ كَانَ فَاضلا ثِقَة توفّي فِي آخر يَوْم من سنة سِتّ وسِتمِائَة وَدفن برباطه وَمن تصانيفه كتاب جَامع الْأُصُول وَكتاب النِّهَايَة فِي غَرِيب الحَدِيث وَكتاب شرح مُسْند الشَّافِعِي والإنصاف فِي الْجمع بَين الْكَشْف والكشاف تفسيري الثَّعْلَبِيّ والزمخشري وَكتاب البديع فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 شرح الْفُصُول فِي النَّحْو لِابْنِ الدهان وَله ديوَان رسائل وَكتاب لطيف فِي صناعَة الْكِتَابَة وَكتاب الْمُصْطَفى وَالْمُخْتَار فِي الْأَدْعِيَة والأذكار وَكتاب الْمُخْتَار فِي مَنَاقِب الأخيار وَغير ذَلِك 362 - مُحَمَّد بن أبراهيم بن أبي الْفضل الإِمَام معِين الدَّين أَبُو حَامِد السهلكي الجاجرمي سمع الحَدِيث من عبد الْمُنعم الفراوي وَحدث عَنهُ الزكي البرزالي الْحَافِظ قَالَ ابْن خلكان كَانَ إِمَامًا فَاضلا متفننا مبرزا وَله طَريقَة مَشْهُورَة فِي الْخلاف وإيضاح الْوَجِيز وَالْقَوَاعِد سكن بنيسابور ودرس بهَا وانتفع النَّاس بِهِ وبكتبه توفّي كهلا فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَمن تصانيفه الْكِفَايَة مُخْتَصر فِي الْفِقْه نَحْو التَّنْبِيه وَشرح أَحَادِيث الْمُهَذّب وجاجرم بِالْجِيم المكررة بَلْدَة بَين نيسابور وجرجان الحديث: 362 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 363 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي سعد بن الإِمَام أبي الْخطاب رَئِيس الشَّافِعِيَّة ببخارى هُوَ وَأَبوهُ وجده وجد جده قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ عَالم تِلْكَ الْبِلَاد وإمامها ومحققها وزاهدها وعابدها وَقَالَ عفيف الدَّين المطري هُوَ مُجْتَهد زَمَانه وعلامة أقرانه لم تَرَ الْعُيُون مثله وَمَا رأى مثل نَفسه انْتهى قَالَ السُّبْكِيّ وَهُوَ مُصَنف كتاب الملخص وَكتاب الْمِصْبَاح وَكِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والمصباح أكبرهما حجما مَاتَ سنة أَربع وسِتمِائَة 364 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو عبد الله اليمني الْمَعْرُوف بِابْن أبي الصَّيف بصاد مُهْملَة سمع بِمَكَّة من أبي نصر عبد الرَّحِيم بن عبد الْخَالِق اليوسفي وَأبي مُحَمَّد الْمُبَارك بن الطباخ وَعبد الله بن عبد الْمُنعم الفراوي وطبقتهم قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ حصل كثيرا من الْكتب وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا من أَرْبَعِينَ مَدِينَة سمع من الْكل بِمَكَّة وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة وسيرة الحديث: 363 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 جميلَة وَخير قَالَ وَتُوفِّي بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وسِتمِائَة ثمَّ أَعَادَهُ فِي سنة تسع عشرَة وَقَالَ كَانَ مَشْهُورا بِالدّينِ وَالْعلم والْحَدِيث حدث ونفع وَأفَاد وَالصَّوَاب هُوَ الثَّانِي فقد نَقله الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته عَن التفليسي فِي طبقاته قَالَ الْإِسْنَوِيّ وإقام بِمَكَّة مُدَّة طَوِيلَة يدرس ويفتي وَله نكت على التَّنْبِيه مُشْتَمِلَة على فَوَائِد 365 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْكِنْدِيّ الْمصْرِيّ صَاحب كتاب الْهَادِي وقف الْأَذْرَعِيّ على كِتَابه وَقَالَ كَانَ فِي أَوَائِل الْمِائَة السَّابِعَة قَالَ فِي كِتَابه فِي تَارِك الصَّلَاة فَإِن تَابَ لم يقبل فِي قَول وَجه الْقَتْل أَنه حد الله تَعَالَى فَلَا يسْقط بِالتَّوْبَةِ قَالَ الْأَذْرَعِيّ وَالظَّاهِر انه من تصرفه لَا من نَقله وَهُوَ مَرْدُود وَلَا أعلم خلافًا فِي عدم الْقَتْل وَلَا تحرج على الْخلاف فِي سُقُوط الْحَد بِالتَّوْبَةِ وَقَالَ فِي كتاب الصّيام وَإِن فاجأه القطاع فابتلع الذَّهَب خوفًا عَلَيْهِ فَهُوَ كالمكره على فعل نَفسه انْتهى وَهُوَ غَرِيب ثمَّ رَأَيْت تَرْجَمته فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى للسبكي وَقَالَ كَانَ يُفْتِي مَعَ ابْن عبد السَّلَام وَاخْتصرَ الْمَذْهَب فِي كتاب سَمَّاهُ الْهَادِي فعلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يحول إِلَى طبقَة ابْن عبد السَّلَام الحديث: 365 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 366 - مُحَمَّد بن عمر بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عَليّ الْعَلامَة سُلْطَان الْمُتَكَلِّمين فِي زَمَانه فَخر الدَّين أَبُو عبد الله الْقرشِي الْبكْرِيّ التَّيْمِيّ الطبرستاني الأَصْل ثمَّ الرَّازِيّ ابْن خطيبها الْمُفَسّر الْمُتَكَلّم إِمَام وقته فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَأحد الْأَئِمَّة فِي عُلُوم الشَّرِيعَة صَاحب المصنفات الْمَشْهُورَة والفضائل الغزيرة الْمَذْكُورَة ولد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة ثَلَاث اشْتغل أَولا على وَالِده ضِيَاء الدَّين عمر وَهُوَ من تلامذة الْبَغَوِيّ ثمَّ على الْكَمَال السمناني وعَلى الْمجد الجيلي صَاحب مُحَمَّد بن يحيى وأتقن علوما كَثِيرَة وبرز فِيهَا وَتقدم وساد وقصده الطّلبَة من سَائِر الْبِلَاد وصنف فِي فنون كَثِيرَة وَكَانَ لَهُ مجْلِس كَبِير للوعظ يحضرهُ الْخَاص وَالْعَام ويلحقه فِيهِ حَال وَوجد وَجَرت بَينه وَبَين جمَاعَة من الكرامية مخاصمات وَفتن وأوذي بسببهم وآذاهم وَكَانَ ينَال مِنْهُم فِي مَجْلِسه وينالون مِنْهُ وَكَانَ إِذا ركب يمشي حوله نَحْو ثَلَاثمِائَة تلميذ فُقَهَاء وَغَيرهم وَقيل إِنَّه كَانَ يحفظ الشَّامِل لإِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي الْكَلَام وَقيل إِنَّه نَدم على دُخُوله فِي علم الْكَلَام قَالَ ابْن الصّلاح أَخْبرنِي القطب الطوغاني مرَّتَيْنِ أَنه سمع فَخر الدَّين الرَّازِيّ يَقُول يَا لَيْتَني لم أشتغل بِعلم الْكَلَام وَبكى وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ لقد اختبرت الطّرق الكلامية والمناهج الفلسفية فَلم أَجدهَا تروي غليلا وَلَا تشفي عليلا وَرَأَيْت الحديث: 366 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 أصح الطّرق طَريقَة الْقُرْآن أَقرَأ فِي التَّنْزِيه {وَالله الْغَنِيّ وَأَنْتُم الْفُقَرَاء} وَقَوله تَعَالَى {لَيْسَ كمثله شَيْء} و {قل هُوَ الله أحد} وأقرأ فِي الْإِثْبَات {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} {يخَافُونَ رَبهم من فَوْقهم} و {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب} وأقرأ أَن الْكل من الله قَوْله {قل كل من عِنْد الله} ثمَّ قَالَ وَأَقُول من صميم الْقلب من دَاخل الرّوح إِنِّي مقرّ بِأَن كل مَا هُوَ الْأَكْمَل الْأَفْضَل الْأَعْظَم الْأَجَل فَهُوَ لَك وكل مَا هُوَ عيب وَنقص فَأَنت منزه عَنهُ وَكَانَت وَفَاته بهراة يَوْم عيد الْفطر سنة سِتّ وسِتمِائَة قَالَ أَبُو شامة وَبَلغنِي أَنه خلف من الذَّهَب ثَمَانِينَ ألف دِينَار سوى الدَّوَابّ وَالْعَقار وَغير ذَلِك نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد فِي الْقَضَاء فِي الْكَلَام على مَا إِذا تغير اجْتِهَاد الْمُفْتِي وَمن تصانيفه تَفْسِير كَبِير لم يتمه فِي أثنتي عشرَة مجلدة كبارًا سَمَّاهُ مَفَاتِيح الْغَيْب وَكتاب الْمَحْصُول والمنتخب وَكتاب الْأَرْبَعين وَكتاب نِهَايَة الْعُقُول وَكتاب الْبَيَان والبرهان فِي الرَّد على أهل الزيغ والطغيان وَكتاب المباحث الْعمادِيَّة فِي المطالب المعادية وَكتاب تأسيس التَّقْدِيس فِي تَأْوِيل الصِّفَات وَكتاب إرشاد النظار إِلَى لطائف الْأَسْرَار وَكتاب الزبدة وَكتاب المعالم فِي أصُول الدَّين والمعالم فِي أصُول الْفِقْه وَشرح أَسمَاء الله الْحسنى وَكتاب شرح الإشارات وَكتاب الملخص فِي الفلسفة وَيُقَال إِنَّه شرح الْمفصل للزمخشري وَشرح نصف الْوَجِيز للغزالي وَشرح سقط الزند لأبي الْعَلَاء وَله طَريقَة فِي الْخلاف وصنف فِي الطِّبّ شرح كليات القانون وَله مُصَنف فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي وَكتاب المطالب الْعَالِيَة فِي ثَلَاث مجلدات وَلم يتمه وَهُوَ من آخر تصانيفه وَكتاب الْملَل والنحل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 ومصنفات كَثِيرَة ورزق سَعَادَة فِي مصنفاته وانتشرت فِي الْآفَاق وَأَقْبل النَّاس على الِاشْتِغَال بهَا وَمن تصانيفه على مَا قيل كتاب السِّرّ المكتوم فِي مُخَاطبَة الشَّمْس والنجوم على طَريقَة من يَعْتَقِدهُ وَمِنْهُم من أنكر أَن يكون من مصنفاته 367 - مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة بن مَالك الْعَلامَة عماد الدَّين أَبُو حَامِد بن يُونُس الإربلي الْموصِلِي ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وتفقه بالموصل على وَالِده ثمَّ دخل بَغْدَاد وتفقه بالنظامية على السديد السلماسي ويوسف بن بنْدَار الدِّمَشْقِي وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَعَاد إِلَى الْموصل ودرس بهَا فِي عدَّة مدارس وَعلا صيته وشاع ذكره وقصده الْفُقَهَاء من الْبِلَاد وَتخرج بِهِ خلق قَالَ ابْن خلكان كَانَ إِمَام وقته فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف وَكَانَ لَهُ صيت عَظِيم فِي زَمَانه وَجمع بَين الْمُهَذّب والوسيط سَمَّاهُ الْمُحِيط وَشرح الْوَجِيز فِي جزأين وَله الْفَتَاوَى جُزْء وصنف جدلا وعقيدة وَغير ذَلِك وَتوجه رَسُولا إِلَى الْخَلِيفَة غير مرّة وَكَانَ شَدِيد الْوَرع والتقشف فِيهِ وَسْوَسَة لَا يمس الْقَلَم إِلَّا وَيغسل يَده وَكَانَ لطيف المحاورة دمث الْأَخْلَاق قَالَ وَكَانَ مكمل الأدوات غير أَنه لم يرْزق سَعَادَة فِي تصانيفه فَإِنَّهَا لَيست على قدر فَضله توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وسِتمِائَة بالموصل الحديث: 367 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 368 - يحيى بن الرّبيع بن سُلَيْمَان بن حراز بن سُلَيْمَان الْعَلامَة مجد الدَّين أَبُو عَليّ الْعمريّ من سلالة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ الوَاسِطِيّ أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب ولد بواسط فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الْقرَاءَات الْعشْر وأتقنها وتفقه أَولا على وَالِده وعَلى أبي جَعْفَر ابْن البوقي وَسمع الحَدِيث ثمَّ ارتحل إِلَى بَغْدَاد فتفقه بالنظامية على مدرسها أبي النجيب السهروردي وَسمع بهَا من جمَاعَة من الْمُحدثين ثمَّ ارتحل إِلَى نيسابور فتفقه على مُحَمَّد بن يحيى وَسمع من جمَاعَة ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد فَأَعَادَ بالنظامية على ابْن فضلان ثمَّ ولي تدريس النظامية وَحصل لَهُ الجاه العريض والحشمة الوافرة قَالَ أَبُو شامة كَانَ عَالما بالأصلين وَالْخلاف عَارِفًا بالتفسير وَالْمذهب دينا صَدُوقًا توفّي بطرِيق خُرَاسَان فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وسِتمِائَة الحديث: 368 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 الطَّبَقَة التَّاسِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّابِعَة 369 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ عماد الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزنجاني لَهُ على الْوَجِيز تَعْلِيق فِي جزأين مُشْتَمل على فَوَائِد ذكر فِي خطبَته مَا حَاصله أَنه شرع فِيهِ فِي حَيَاة الرَّافِعِيّ وانتقاه من الشَّرْح الْكَبِير لَهُ الْمُسَمّى بالعزيز وَسَماهُ نقاوة الْعَزِيز وَذكر فِي آخِره أَنه فرغ مِنْهُ فِي شعْبَان سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَفِيه أبحاث حَسَنَة واستدراكات قَوِيَّة وَأخذ الْمَذْكُور عَن الإِمَام فَخر الدَّين الرَّازِيّ وَنقل عَنهُ فِي شَرحه فِي الرِّدَّة وَغَيرهَا الحديث: 369 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 370 - أَحْمد بن الْخَلِيل بن سَعَادَة بن جَعْفَر بن عِيسَى المهلبي قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الخوبي ولد بخوي فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدخل خُرَاسَان وَقَرَأَ بهَا الْأُصُول على القطب الْمصْرِيّ صَاحب الإِمَام فَخر الدَّين وَقيل بل على الإِمَام نَفسه قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَقَرَأَ الْفِقْه على الرَّافِعِيّ وَقَرَأَ علم الجدل على عَلَاء الدَّين الطوسي وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَولي قَضَاء الْقُضَاة بِالشَّام وَله كتاب فِي الْأُصُول وَكتاب فِيهِ رموز حكمِيَّة وَكتاب فِي النَّحْو وَكتاب فِي الْعرُوض وَفِيه يَقُول الشَّيْخ شهَاب الدَّين أَبُو شامة ... أَحْمد بن الْخَلِيل أرشده الله ... كَمَا أرشد الْخَلِيل بن أَحْمد ... ... ذَاك مستخرج الْعرُوض وَهَذَا ... مظهر السِّرّ مِنْهُ وَالْعود أَحْمد ... قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها إِمَامًا مناظرا خَبِيرا بِعلم الْكَلَام أستاذا فِي الطِّبّ وَالْحكمَة دينا كثير الصَّلَاة وَالصِّيَام توفّي فِي شعْبَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين الحديث: 370 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون وخوي بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة وواو مَفْتُوحَة وياء من إقليم تبريز 371 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح بن بِلَال بن هِلَال بن عِيسَى القَاضِي الْعَلامَة نجم الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الشَّافِعِي ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الْمقنع على مُؤَلفه سنة ثَلَاث عشرَة واشتغل فِي مَذْهَب الإِمَام أَحْمد ودرس فِي مدرسة الشَّيْخ أبي عمر وسافر إِلَى بَغْدَاد وَله سبع عشرَة سنة فَسمع من ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره ورحل إِلَى هَمدَان فَأخذ عَن الرُّكْن الطاوسي ولازمه مُدَّة حَتَّى صَار معيده وبرع فِي علم الْخلاف وَصَارَ لَهُ صيت بِتِلْكَ الْبِلَاد ومنزلة رفيعة ثمَّ اشْتغل فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَعَاد إِلَى دمشق وَله جلالة ومكانة وَكَانَ لَا يتْرك الِاشْتِغَال لَيْلًا وَنَهَارًا ويطالع كثيرا ويشغل ودرس بالشامية البرانية والعذراوية وَأم الصَّالح والصارمية وناب فِي الْقَضَاء قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ يعرف بالحنبلي وَكَانَ فَاضلا دينا بارعا فِي علم الْخلاف وَفقه الطَّرِيقَة حَافِظًا للْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن تصانيفه طَريقَة فِي الْخلاف مجلدان وَكتاب الْفُصُول والفروق وَكتاب الدَّلَائِل الأنيقة الحديث: 371 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 372 - أَحْمد بن مُوسَى بن يُونُس الإِمَام شرف الدَّين أَبُو الْفضل بن الشَّيْخ كَمَال الدَّين بن الشَّيْخ رَضِي الدَّين ولد بالموصل سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة واشتغل بهَا على أَبِيه إِلَى ان صَار إِمَامًا كَبِيرا قَالَ ابْن خلكان وَكَانَ كثير الْحِفْظ غزير الْمَادَّة عَاقِلا حسن السمت جميل المنظر شرح التَّنْبِيه وَاخْتصرَ الْإِحْيَاء للغزالي مختصرين كَبِيرا وصغيرا وَكَانَ يلقِي فِي جملَة دروسه دروسا من الْإِحْيَاء حفظا وَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة وَكنت أحضر عِنْده وَأَنا صَغِير وَمَا سَمِعت أحدا يلقِي الدَّرْس مثله وَلَقَد كَانَ من محَاسِن الْوُجُود وَلَا أذكرهُ إِلَّا وتصغر الدُّنْيَا فِي عَيْني توفّي فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَذَلِكَ فِي حَيَاة وَالِده قَالَ الذَّهَبِيّ شَرحه للتّنْبِيه يدل على توسطه فِي الْفِقْه 373 - سُلَيْمَان بن مظفر بن غَنَائِم بن عبد الْكَرِيم الإِمَام رَضِي الدَّين أَبُو دَاوُد الجيلي تفقه بنظامية بَغْدَاد وَأفْتى ودرس وناظر وبرع فِي الْمَذْهَب وَصَارَت لَهُ الحديث: 372 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 تلامذة وَأَصْحَاب وَفِيه ديانَة وتعفف وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بِبَغْدَاد فَامْتنعَ وَكَذَا عرض عَلَيْهِ مشيخة الرِّبَاط الْكَبِير فَامْتنعَ قَالَ ابْن خلكان وَكَانَ من أكَابِر فضلاء عصره وصنف كتابا فِي الْفِقْه يدْخل فِي خمس عشرَة مجلدة وَعرضت عَلَيْهِ المناصب فَلم يفعل وَكَانَ دينا ملازما لبيته محافظا على وقته انْتهى وَكتابه الْمَذْكُور سَمَّاهُ الْإِكْمَال قَالَ بَعضهم وَصَارَ مدَار فَتَاوَى الْعرَاق عَلَيْهِ توفّي فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة 374 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعلي بن عَليّ الْمصْرِيّ قَاضِي الْقُضَاة عماد الدَّين أَبُو الْقَاسِم ابْن السكرِي لَهُ حواش على الْوَسِيط مفيدة ومصنف فِي مَسْأَلَة الدّور ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وتفقه على الشَّيْخ شهَاب الدَّين الطوسي وَسمع الحَدِيث قَالَ الذَّهَبِيّ وبرع فِي الْعلم وَولي قَضَاء الْقَاهِرَة وخطابتها وَحدث وَأفْتى ودرس وَقد عزل قبل مَوته بِسَبَب أَنه طلب مِنْهُ قرض شَيْء من أَمْوَال الْأَيْتَام فَامْتنعَ ويحكى انه عزل الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن النويري لحكمه بالمكاشفات فَقَالَ النويري عزلته وعزلت ذُريَّته توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَقد نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة فِي الْمطلب الحديث: 374 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 375 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان الْفَقِيه صائن الدَّين أَبُو الْقَاسِم الطَّيِّبِيّ تفقه بواسط على المجير الْبَغْدَادِيّ وصنف مُخْتَصرا فِي الْفَرَائِض مولده سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة قَالَ الذَّهَبِيّ مُصَنف شرح التَّنْبِيه ومعيد النظامية كَانَ سديد الْفَتَاوَى متفننا فرضيا حاسبا فَاضلا توفّي فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة 376 - عبد الْعَزِيز عبد الْكَرِيم بن عبد الْكَافِي صائن الدَّين الجيلي شَارِح التَّنْبِيه قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى ذكر فِي آخر شَرحه أَنه فرغ من تصنيفه فِي ربيع الأول سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَهَذَا الشَّرْح الْمَشْهُور لَهُ شرح أطول مِنْهُ لخص مِنْهُ هَذَا وَشرح الْوَجِيز أَيْضا وَكَلَامه كَلَام عَارِف بِالْمذهبِ غير أَن فِي شَرحه غرائب من أجلهَا شاع بَين الطّلبَة أَن فِي نَقله ضعفا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما مدققا شرح التَّنْبِيه شرحا حسنا خَالِيا عَن الحشو باحثا عَن الْأَلْفَاظ منبها على الاحترازات لَو مَا أفْسدهُ من النقول الْبَاطِلَة كالنقل عَن البُخَارِيّ وَمُسلم الحديث: 375 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 وَنَحْوهمَا وَبِذَلِك حصل التَّوَقُّف فِي نقُول كَثِيرَة يعزوها إِلَى كتب غير مَعْرُوفَة بعد الفحص وَقد نبه ابْن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ فِي نكته وَابْن دَقِيق الْعِيد انه لَا يجوز الِاعْتِمَاد على مَا ينْفَرد بِهِ وَسمعت بعض الْمَشَايِخ الصلحاء يَحْكِي أَن الشَّرْح الْمَذْكُور لما برز حسده عَلَيْهِ بَعضهم فَدس عَلَيْهِ أَشْيَاء ليفسده بهَا وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر إِذا يبعد صُدُور ذَلِك من عَالم خُصُوصا فِي تصنيف قَالَ ابْن كثير فِي التَّارِيخ توفّي فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن تصانيفه الإعجاز فِي الألغاز وَهُوَ دون التَّنْبِيه 377 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن الْفضل بن الْحُسَيْن بن الْحسن الإِمَام الْعَلامَة إِمَام الدَّين أَبُو الْقَاسِم الْقزْوِينِي الرَّافِعِيّ صَاحب الشَّرْح الْمَشْهُور كَالْعلمِ المنشور وَإِلَيْهِ يرجع عَامَّة الْفُقَهَاء من أَصْحَابنَا فِي هَذِه الْأَعْصَار فِي غَالب الأقاليم والأمصار وَلَقَد برز فِيهِ على كثير مِمَّن تقدمه وَحَازَ قصب السَّبق فَلَا يدْرك شأوه إِلَّا من وضع يَدَيْهِ حَيْثُ وضع قدمه تفقه على وَالِده وَغَيره وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَقَالَ ابْن الصّلاح أَظن اني لم أر فِي بِلَاد الْعَجم مثله كَانَ ذَا فنون حسن السِّيرَة جميل الْأَمر صنف شرح الْوَجِيز فِي بضعَة عشر مجلدا لم يشْرَح الْوَجِيز بِمثلِهِ وَقَالَ النَّوَوِيّ إِنَّه كَانَ من الصَّالِحين المتمكنين وَكَانَت لَهُ كرامات كَثِيرَة ظَاهِرَة وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ فِي الْأَرْبَعين تأليفه هُوَ الحديث: 377 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 شَيخنَا إِمَام الدَّين وناصر السّنة صدقا كَانَ أوحد عصره فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة أصولا وفروعا ومجتهد زَمَانه فِي الْمَذْهَب وفريد وقته فِي التَّفْسِير وَكَانَ لَهُ مجْلِس بقزوين للتفسير ولتسميع الحَدِيث صنف شرحا لمُسْند الشَّافِعِي وأسمعه وصنف شرحا للوجيز ثمَّ صنف أوجز مِنْهُ وَكَانَ زاهدا ورعا متواضعا سمع الْكثير قَالَ الذَّهَبِيّ وَيظْهر عَلَيْهِ اعتناء قوي بِالْحَدِيثِ وفنونه فِي شرح الْمسند وَقيل إِنَّه لم يجد زيتا للمطالعة فِي قَرْيَة بَات فِيهَا فتألم فأضاء لَهُ عرق كرمة فَجَلَسَ يطالع وَيكْتب عَلَيْهِ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ صَاحب شرح الْوَجِيز الَّذِي لم يصنف فِي الْمَذْهَب مثله وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول وَغَيرهَا طَاهِر اللِّسَان فِي تصنيفه كثير الْأَدَب شَدِيد الِاحْتِرَاز فِي المنقولات فَلَا يُطلق نقلا عَن أحد غَالِبا إِلَّا إِذا رَآهُ فِي كَلَامه فَإِن لم يقف عَلَيْهِ فِيهِ عبر بقوله وَعَن فلَان كَذَا شَدِيد الِاحْتِرَاز أَيْضا فِي مَرَاتِب التَّرْجِيح قَالَ وَأكْثر أَخذه بعد كَلَام الْغَزالِيّ المشروح من سِتَّة كتب النِّهَايَة والتتمة والتهذيب والشامل وَتَجْرِيد ابْن كج وأمالي السَّرخسِيّ الزاز وَمَعَ ذَلِك إِذا استقريت كتب الشَّافِعِيَّة المطولة وجدت الرَّافِعِيّ أَكثر اطلاعا من كل من تقدمه وَله شعر حسن ذكر مِنْهُ فِي الأمالي وَمِنْه ... أقيما على بَاب الرَّحِيم أقيما ... وَلَا تنيا فِي ذكره فتهيما ... ... هُوَ الرب من يقرع على الصدْق بَابه ... يجده رؤوفا بالعباد رحِيما ... قَالَ ابْن الصّلاح توفّي فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث أَو أَوَائِل سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة بقزوين وَقَالَ ابْن خلكان توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وعمره نَحْو سِتّ وَسِتِّينَ سنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 وَمن تصانيفه الْعَزِيز فِي شرح الْوَجِيز الَّذِي يَقُول فِيهِ النَّوَوِيّ بعد وَصفه وَاعْلَم أَنه لم يصنف فِي مَذْهَب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ مَا يحصل لَك مَجْمُوع مَا ذكرته أكمل من كتاب الرَّافِعِيّ ذِي التحقيقات بل اعتقادي واعتقاد كل مُصَنف أَنه لم يُوجد مثله فِي الْكتب السابقات وَلَا المتأخرات فِيمَا ذكرته من الْمَقَاصِد الْمُهِمَّات وَالشَّرْح الصَّغِير وَهُوَ مُتَأَخّر عَن الْعَزِيز وَلم يلقبه وَلم يقف عَلَيْهِ النَّوَوِيّ وَالْمُحَرر وَشرح الْمسند وَهُوَ مجلدان ضخمان قَالَ فِي أَوله ابتدأت فِي إمْلَائِهِ فِي رَجَب سنة ثِنْتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَهُوَ عقب فرَاغ الشَّرْح الْكَبِير والتذنيب مُجَلد لطيف يتَعَلَّق بالوجيز كالدقائق للمنهاج والأمالي فِي مُجَلد وأخطار الْحجاز وَكَانَ قد شرع قبل الشَّرْح الْكَبِير فِي شرح على الْوَجِيز أبسط من الْمَذْكُور سَمَّاهُ الشَّرْح الْمَحْمُود وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الصَّلَاة فِي مجلدات ثمَّ عدل عَنهُ وَقد أَشَارَ إِلَى تِلْكَ الْقطعَة فِي الْعَزِيز فِي كتاب الْحيض فِي مَسْأَلَة الْمُتَحَيِّرَة والرافعي مَنْسُوب إِلَى رافعان بَلْدَة من بِلَاد قزوين قَالَه النَّوَوِيّ قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَسمعت قَاضِي الْقُضَاة جلال الدَّين الْقزْوِينِي يَقُول إِن رافعان بالعجمي مثل الرَّافِعِيّ بالعربي فَإِن الْألف وَالنُّون فِي آخر الِاسْم عِنْد الْعَجم كياء النِّسْبَة فِي آخِره عِنْد الْعَرَب فرافعان نِسْبَة إِلَى رَافع قَالَ ثمَّ انه لَيْسَ بنواحي قزوين بَلْدَة يُقَال لَهَا رافعان وَلَا رَافع بل هُوَ مَنْسُوب إِلَى جد لَهُ يُقَال لَهُ رَافع قَالَ الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَحكى بعض الْفُضَلَاء عَن شَيْخه قَالَ سَأَلت القَاضِي مظفر الدَّين قَاضِي قزوين إِلَى مَاذَا نِسْبَة الرَّافِعِيّ فَقَالَ كتب بِخَطِّهِ وَهُوَ عِنْدِي فِي كتاب التدوين فِي أَخْبَار قزوين أَنه مَنْسُوب إِلَى رَافع بن خديج رَضِي الله عَنهُ وَحكى ابْن كثير قولا إِنَّه مَنْسُوب إِلَى أبي رَافع مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 378 - عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَلامَة موفق الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ أَصله من الْموصل وَولد بِبَغْدَاد فِي أحد الربيعين سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَخَمْسمِائة سمع من جمَاعَة كثيرين وَحفظ كتبا كَثِيرَة وتفقه على أبي الْقَاسِم بن فضلان وَأقَام بحلب وصنف التصانيف الْكَثِيرَة فِي أَنْوَاع الْعُلُوم مِنْهَا شرح مُقَدّمَة ابْن بابشاذ فِي النَّحْو وَشرح المقامات وَشرح بَانَتْ سعاد وَالْجَامِع الْكَبِير فِي الْمنطق والطبيعي والإلهي فِي عشر مجلدات وَالرَّدّ على الْيَهُود وَالنَّصَارَى وغريب الحَدِيث فِي ثَلَاث مجلدات وَاخْتَصَرَهُ وَشرح أَحَادِيث ابْن مَاجَه الْمُتَعَلّقَة بالطب وَحدث ببلدان كَثِيرَة قَالَ الذَّهَبِيّ صنف تصانيف كَثِيرَة فِي اللُّغَة والطب وَعلم الْأَوَائِل وَقَالَ ابْن الدبيثي غلب عَلَيْهِ علم الطِّبّ وَالْأَدب وبرع فيهمَا وَمن كَلَامه من لم يحْتَمل ألم التَّعَلُّم لم يذقْ لَذَّة الْعلم وَمن لم يكدح لم يفلح توفّي بِبَغْدَاد فِي الْمحرم سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وسِتمِائَة الحديث: 378 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 379 - عَليّ بن أبي عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم الثَّعْلَبِيّ سيف الدَّين الْآمِدِيّ شيخ الْمُتَكَلِّمين فِي زَمَانه ومصنف الْأَحْكَام ولد بآمد بعد الْخمسين وَخَمْسمِائة بِيَسِير ورحل إِلَى بَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات وَقَرَأَ الْهِدَايَة على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد واشتغل على أبي الْفَتْح بن المنى الْحَنْبَلِيّ ثمَّ تحول شافعيا وَصَحب أَبَا الْقَاسِم بن فضلان واشتغل عَلَيْهِ فِي الْخلاف وبرع فِيهِ وَحفظ طَريقَة الشريف وَنظر فِي طَرِيقه أسعد الميهني وَقيل انه حفظ الْوَسِيط للغزالي وتفنن فِي علم النّظر وَالْكَلَام وَالْحكمَة وصنف فِي ذَلِك كتبا ثمَّ دخل مصر وتصدر للاشتغال فِي العقليات وَغير ذَلِك وَأعَاد بمدرسة الشَّافِعِي ثمَّ قَامُوا عَلَيْهِ ونسبوه إِلَى سوء العقيدة قَالَ ابْن خلكان وضعُوا خطوطهم بِمَا يستباح بِهِ الدَّم فَخرج مستخفيا إِلَى الشَّام فَنزل حماة مُدَّة وصنف فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْحكمَة والمنطق وَالْخلاف وكل ذَلِك مُفِيد ثمَّ قدم دمشق فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ ولاه الْملك الْمُعظم بن الْعَادِل الحديث: 379 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 تدريس العزيزية فَلَمَّا ولي أَخُوهُ الْأَشْرَف مُوسَى عَزله عَنْهَا ونادى فِي الْمدَارِس من ذكر غير التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه أَو تعرض لكَلَام الفلاسفة نفيته فَأَقَامَ السَّيْف الْآمِدِيّ خاملا فِي بَيته إِلَى أَن توفّي ويحكى عَن ابْن عبد السَّلَام أَنه قَالَ مَا تعلمنا قَوَاعِد الْبَحْث إِلَّا مِنْهُ وَأَنه قَالَ مَا سَمِعت أحدا يلقِي الدَّرْس أحسن مِنْهُ كَأَنَّهُ يخْطب وَأَنه قَالَ لَو ورد على الْإِسْلَام متزندق يسْتَشْكل مَا تعين لمناظرته غَيره لِاجْتِمَاع آلَات ذَلِك فِيهِ توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بتربته بقاسيون وَقَالَ أَبُو المظفر بن الْجَوْزِيّ لم يكن فِي زَمَانه من يجاريه فِي الْأَصْلَيْنِ وَعلم الْكَلَام وَمن تصانيفه الْمَشْهُورَة الإحكام فِي أصُول الْأَحْكَام مجلدين وأبكار الأفكار فِي أصُول الدَّين خمس مجلدات ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي مجلدة ودقائق الْحَقَائِق ومنتهى السؤل فِي علم الْأُصُول وَطَرِيقَة فِي الْخلاف وَغير ذَلِك قَالَ الذَّهَبِيّ وَله نَحْو من عشْرين مصنفا وَقَالَ السُّبْكِيّ تصانيفه كلهَا منقحة حَسَنَة 380 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد الْعَلامَة عز الدَّين أَبُو الْحسن الشَّيْبَانِيّ الْجَزرِي المؤرخ الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَثِير أَخُو مجد الحديث: 380 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 الدَّين صَاحب النِّهَايَة ولد بالجزيرة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة اشْتغل وَسمع فِي بِلَاد مُتعَدِّدَة وَكَانَ إِمَامًا نسابة مؤرخا أخباريا أديبا نبيلا محتشما وصنف التَّارِيخ الْمَشْهُور بالكامل على الْحَوَادِث والسنين فِي عشر مجلدات وَاخْتصرَ الْأَنْسَاب لأبي سعد السَّمْعَانِيّ وهذبه وَأفَاد فِيهِ أَشْيَاء وَهُوَ فِي مِقْدَار النّصْف وَأَقل وصنف كتابا حافلا فِي معرفَة الصَّحَابَة جمع فِيهِ بَين كتاب ابْن مَنْدَه وَكتاب أبي نعيم وَكتاب ابْن عبد الْبر وَكتاب أبي مُوسَى فِي ذَلِك وَزَاد وَأفَاد وَسَماهُ أَسد الغابة فِي معرفَة الصَّحَابَة وَشرع فِي تأريخ للموصل قَالَ ابْن خلكان كَانَ بَيته بالموصل مجمع الْفُضَلَاء اجْتمعت بِهِ بحلب فَوَجَدته مكمل الْفَضَائِل والتواضع وكرم الْأَخْلَاق فترددت إِلَيْهِ توفّي فِي شعْبَان وَقيل فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 381 - عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمويه الشَّيْخ شهَاب الدَّين أَبُو نصر الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ السهروردي شيخ شُيُوخ العارفين بالعراق فِي زَمَانه وَصَاحب عوارف المعارف فِي بَيَان طَريقَة الْقَوْم ولد فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بسهرورد وَنَشَأ فِي حجر عَمه أبي النجيب عبد القاهر وَأخذ عَنهُ التصوف والوعظ وَعلم الحَدِيث وَالْفِقْه وَأخذ عَن أبي الْقَاسِم بن فضلان وَصَحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَله مشيخة فِي جُزْء الحديث: 381 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 لطيف روى عَنهُ ابْن الدبيثي وَابْن نقطة والضياء والزكي البرزالي وَابْن النجار وَطَائِفَة قَالَ ابْن النجار كَانَ شيخ وقته فِي علم الْحَقِيقَة وانتهت اليه الرِّئَاسَة فِي تربية المريدين وَدُعَاء الْخلق الى الله تَعَالَى وَظهر لَهُ قبُول عَظِيم من الْخَاص وَالْعَام واشتهر اسْمه وَقصد من الأقطار وَظَهَرت بَرَكَات أنفاسه على خلق من العصاة فتابوا وَوصل بِهِ خلق إِلَى الله وَصَارَ لَهُ اصحاب كَالنُّجُومِ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَعمي فِي اخر عمره وأقعد وَمَعَ ذَلِك فَمَا اخل بِشَيْء من أوراده مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِبَغْدَاد 382 - عمر كَمَال الدَّين المازندراني صَاحب كتاب التَّنْجِيز فِي شرح الْوَجِيز وَهُوَ بعد الرَّافِعِيّ بِقَلِيل ويتعقبه وَلَا يُسَمِّيه ويسيء الْأَدَب عَلَيْهِ وَلَعَلَّ ذَلِك سَبَب خمول كِتَابه أَظُنهُ من أهل هَذِه الطَّبَقَة 383 - مُحَمَّد بن ابراهيم بن احْمَد بن طَاهِر فَخر الدَّين أَبُو عبد الله الْفَارِسِي الشِّيرَازِيّ الفيروزابادي نزيل مصر ولد سنة ارْبَعْ وَعشْرين وَخَمْسمِائة الحديث: 382 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 سمع من السلَفِي وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَكَانَ صوفيا محققا فَاضلا بارعا فصيحا بليغا متكلما لَهُ مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا كتاب مَطِيَّة النَّقْل وعطية الْعقل فِي الْأُصُول وَالْكَلَام وَغير ذَلِك من المصنفات وَبنى زَاوِيَة بالقرافة بمعبد ذِي النُّون وَقَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي أَتَى فِي تصانيفه بأَشْيَاء مشعرة بفلسفة وخطبته فِي كِتَابه برق النقا دَالَّة على حَال رَدِيء وَكَانَ كثير الْوُقُوع فِي النَّاس توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بزاويته 384 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن الخباز ولد سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَخَمْسمِائة اشْتغل وبرع فِي علم الْعَرَبيَّة وَقدم مصر وَأقَام بهَا مُدَّة وَأخذ عَنهُ جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من كبار الْعلمَاء كيسا لطيفا متواضعا بَصيرًا بِالْمذهبِ توفّي بحلب فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن تصانيفه شرح ألفية ابْن معطي وَشرح الجزولية شرحا حسنا 385 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ الْفَقِيه الصَّالح الْوَرع الزَّاهِد أَبُو طَاهِر الْمحلي خطيب جَامع مصر الْعَتِيق تفقه على أبي إِسْحَاق الحديث: 384 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب وَابْن زين التُّجَّار وَغَيرهمَا وَصَارَ شيخ الديار المصرية علما وَعَملا وَسُئِلَ عَن ولَايَة الْقَضَاء فَامْتنعَ أَشد الِامْتِنَاع مولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة تَقْرِيبًا قَالَ الْمُنْذِرِيّ كتبت عِنْد فَوَائِد وَكَانَ من أهل الدَّين والورع التَّام على طَريقَة صَالِحَة ذَا جد فِي جَمِيع أُمُوره قَاضِيا لحقوق معارفه ساعيا فِي أَفعَال الْبر كثير الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة حصل كتبا كَثِيرَة وَكَانَ لَا يمْنَعهَا وَرُبمَا أعارها لمن لَا يعرفهُ نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة فِي الْمطلب فِي بَاب الْوكَالَة لكنه سَمَّاهُ طَاهِرا وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم السديد التزمنتي وَالْجمال يحيى الْمصْرِيّ وصنف الْخَطِيب كَمَال الدَّين أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان الْعَسْقَلَانِي شَارِح التَّنْبِيه مصنفا فِي مَنَاقِب أبي الطَّاهِر سَمَّاهُ الطَّاهِر فِي مَنَاقِب أبي الطَّاهِر توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِمصْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 386 - مُحَمَّد بن سعيد بن يحيى بن عَليّ بن الْحجَّاج بن مُحَمَّد الْحَافِظ الْكَبِير المؤرخ أَبُو عبد الله الدبيثي ثمَّ الوَاسِطِيّ ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَسمع بواسط وبغداد وَغَيرهمَا من الْبِلَاد وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أَصْحَاب أبي الْعِزّ القلانسي وتفقه على أبي الْحسن هبة الله بن البوقي وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَتقدم وساد وعلق الْأُصُول وَالْخلاف وعني بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله وصنف كتابا فِي تَارِيخ وَاسِط وذيلا على مذيل ابْن السَّمْعَانِيّ وأسمعهما وَله معرفَة بالأدب وَالشعر وَله شعر جيد وَقد أثنى على حفظه وذهنه واستحضاره الْحَافِظ الضياء الْمَقْدِسِي الحديث: 386 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 وَابْن نقطة وَابْن مسدي وَابْن النجار قَالَ وَهُوَ شَيْخي وَهُوَ أحد الْحفاظ المكثرين مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله فِي حفظ التواريخ وَالسير وَأَيَّام النَّاس وأضر فِي آخر عمره توفّي بِبَغْدَاد فِي ربيع الآخر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة والدبيثي بدال مُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء سَاكِنة بنقطتين من تَحت ثمَّ تَاء مُثَلّثَة بعْدهَا يَاء النّسَب مَنْسُوب إِلَى دبيثا قَرْيَة بواسط 387 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن صَدَقَة بن حَفْص قَاضِي الْقُضَاة شرف الدَّين أَبُو المكارم الإسكندري الْمَعْرُوف بِابْن عين الدولة ولد بالإسكندرية فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقدم الْقَاهِرَة فِي الحديث: 387 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 سنة ثَلَاث وَسبعين واشتغل على الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب وَحفظ الْمُهَذّب وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ ولي قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه البحري سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ جمع لَهُ العملان سنة سبع عشرَة وسِتّمائَة ثمَّ عزل عَن قَضَاء مصر خَاصَّة قبل وَفَاته بِشَهْر وَكَانَ ذكيا كَرِيمًا متدينا ورعا قانعا باليسير من بَيت رئاسة تولى الْإسْكَنْدَريَّة من أَعْمَامه وأخواله ثَمَانِيَة أنفس قَالَ الْمُنْذِرِيّ وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ مطلعا على غوامضها وَكتب الْخط الْجيد وَله نظم ونثر وَكَانَ يحفظ من شعر الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين جملَة وَقَالَ غَيره نقل المصريون عَنهُ كثيرا من النَّوَادِر والزوائد كَانَ يَقُولهَا بِسُكُون وناموس توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره ... وليت الْقَضَاء وليت القضا ... ء لم يَك شَيْئا تَوليته ... ... فأوقعني فِي الْقَضَاء القضا ... ء لم يَك قد مَا تمنيته ... 388 - مُحَمَّد بن عَليّ الملقب بِالْإِمَامِ ابْن بنت الشَّيْخ رَضِي الدَّين يُونُس وَالِد الْبَيْت الْمَشْهُور تفقه بالموصل على خَاله الْعِمَاد مذهبا وَخِلَافًا وَقَرَأَ الْكَلَام وَعلم الحديث: 388 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 الْأَوَائِل على خَاله الْكَمَال وَشرح الْوَجِيز للغزالي فِي ثَمَان مجلدات ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الفائزية وبالجامع المجاهدي وَلم يزل على قدم التدريس والإفتاء إِلَى أَن توفّي بالموصل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة ذكره الْإِسْنَوِيّ 389 - مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن زيد بن ياسين بن زيد جمال الدَّين أَبُو عبد الله الثَّعْلَبِيّ الأرقمي الدولعي ثمَّ الدِّمَشْقِي خطيبها ولد بقرية الدولعية من قرى الْموصل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَورد دمشق شَابًّا فتفقه على عَمه ضِيَاء الدَّين الدولعي خطيب دمشق وَسمع مِنْهُ وَمن جمَاعَة وَولي الخطابة بعد عَمه وطالت مدَّته فِي المنصب وَولي تدريس الغزالية مُدَّة وَكَانَ لَهُ ناموس وسمت حسن بفخم كَلَامه قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ الْمُعظم قد مَنعه من الْفَتْوَى مُدَّة وَلم يحجّ لِحِرْصِهِ على المنصب مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن فِي مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بجيرون الحديث: 389 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 390 - مُحَمَّد بن معن بن سُلْطَان شمس الدَّين أَبُو عبد الله الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي تفقه بحلب على ابْن شَدَّاد وَحفظ كتاب الْوَسِيط للغزالي وَسمع وَحدث ودرس بالظاهرية البرانية الَّتِي بِظَاهِر دمشق وَكَانَ فَقِيها إِمَامًا مناظرا أديبا قَارِئًا بالسبع توفّي فِي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَله التنقيب على الْمُهَذّب فِي جزأين فِيهِ غرائب وَفِيه أَوْهَام فِي عزو الْأَحَادِيث إِلَى الْكتب 391 - مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد هبة الله بن يحيى بن بنْدَار بن مميل بِفَتْح الْمِيم الأولى وَكسر الثَّانِيَة وَمَعْنَاهُ مُحَمَّد القَاضِي شمس الدَّين أَبُو نصر الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الشِّيرَازِيّ ولد سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَأَرْبَعين الحديث: 390 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 وَخَمْسمِائة قَالَ الذَّهَبِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن القطب النَّيْسَابُورِي وَابْن أبي عصرون فِيمَا أرى وَسمع الْكثير وَحدث بِمصْر والقدس ودمشق وَطَالَ عمره وَتفرد عَن أقرانه وَولي قَضَاء الْقُدس ودرس بالشامية البرانية ثمَّ ولي قَضَاء دمشق فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا دينا منصفا عَلَيْهِ سكينَة ووقار حسن الشكل يصرف أَكثر أوقاته فِي نشر الْعلم توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وجده أَبُو نصر مُحَمَّد بن هبة الله قدم بَغْدَاد وتفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَأعَاد بالنظامية وَسمع وَحدث وجاور بِمَكَّة وَكَانَ فَقِيها بارعا صَالحا رَئِيسا توفّي سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة عَن أَربع وَسبعين سنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 392 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن الْفضل القَاضِي مُحي الدَّين أَبُو عبد الله بن الْعَلامَة جمال الدَّين بن فضلان الْبَغْدَادِيّ مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة تفقه على وَالِده ورحل إِلَى خُرَاسَان وناظر علماءها وَولي تدريس النظامية بِبَغْدَاد ثمَّ ولي قَضَاء الْقَاهِرَة ثمَّ عزل ودرس بالمستنصرية عِنْد كَمَال عمارتها فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَهُوَ أول من درس بهَا وَتُوفِّي بعد أشهر فِي شَوَّال قَالَ ابْن النجار مَا رَأَتْ عَيْنَايَ أكمل مِنْهُ وَحدث بِشَيْء يسير وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَلامَة فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول والمنطق مَوْصُوفا بِحسن المناظرة سَمحا جوادا نبيلا لَا يكَاد يدّخر شَيْئا 393 - مظفر بن أبي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الراراني الشَّيْخ أَمِين الدَّين أَبُو الْخَيْر التبريزي ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وتفقه بِبَغْدَاد على ابْن الحديث: 392 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 فضلان وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ النظامية مُدَّة وَتخرج بِهِ جمَاعَة ثمَّ حج وَقدم مصر ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية الصلاحية الْمُجَاورَة للجامع الْعَتِيق بِمصْر الْمَعْرُوفَة الْآن بالشريفية ثمَّ سَافر إِلَى شيراز فَمَاتَ بهَا قَالَ السُّبْكِيّ كَانَ من أجل مَشَايِخ الْعلم بِمصْر فَقِيها أصوليا عابدا زاهدا توفّي بشيراز فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة وراران بالراء المكررة وَمن تصانيفه مُخْتَصره الْمَعْرُوف وَهُوَ ملخص من الْوَجِيز وَزَاد من عِنْده فَوَائِد وَغير مَا لم يرتضيه وَحكي أَن ابْن الرّفْعَة كَانَ يشْكر مُخْتَصره بالفقه وَيُشِير على بعض المتفقه بالاشتغال فِيهِ ويستحسنه وصنف كتابا فِي الْفِقْه نَحْو ثَلَاث مجلدات سَمَّاهُ سمط الْفَوَائِد وأختصر الْمَحْصُول سَمَّاهُ التَّنْقِيح فرغ مِنْهُ سنة إِحْدَى عشرَة بعد وَفَاة صَاحب الْمَحْصُول بِخمْس سِنِين 394 - الْمعَافى بميم ثمَّ عين مُهْملَة مَفْتُوحَة وَفَاء بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن أبي الحديث: 394 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 السنان أَبُو مُحَمَّد الْموصِلِي ولد بهَا سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وتفقه على ابْن مهَاجر والعماد بن يُونُس وَغَيرهمَا وَسمع وَحدث وَأفْتى وصنف وناظر قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا دينا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَكَانَ مليح الشكل وَالْبزَّة وَمن تصانيفه كتاب الْكَامِل فِي الْفِقْه كتاب مطول جمع فِيهِ من كتب الطَّرِيقَيْنِ قَالَ السُّبْكِيّ رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي الشامية البرانية فِي مجلدات عديدة أظنها عشرَة وَقَالَ فِي الْمُهِمَّات إِنَّه قريب من حجم الرَّوْضَة وَكتاب أنس المنقطعين وَهُوَ مَشْهُور وَكتاب الموجز فِي الذّكر وَتَفْسِير كَبِير يُسمى بِالْبَيَانِ توفّي بالموصل فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 395 - همام بِضَم الْهَاء بن راجي الله بن سَرَايَا بن نَاصِر بن دَاوُد جلال الدَّين أَبُو العزائم الْمصْرِيّ خطيب الْجَامِع الصَّالِحِي خَارج بَاب زويلة ولد فِي ذِي الْقعدَة أَو فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الحديث: 395 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 الْعَرَبيَّة على ابْن بري وَالْأُصُول على ظافر بن الْحُسَيْن وارتحل الى الْعرَاق وتفقه على المجير الْبَغْدَادِيّ وَابْن فضلان ثمَّ عَاد الى مصر قَالَ الذَّهَبِيّ وصنف ودرس وَأفْتى وَقَالَ الشّعْر الْجيد وَله كتب فِي الْأُصُول وَالْخلاف وَالْمذهب انْتهى وَقَالَ بعض فضلاء المصريين فِي تصنيف لَهُ سَمَّاهُ نجم الْمُهْتَدي ورجم المعتدي قَرَأت بِخَطِّهِ من تصنيفه فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْفِقْه نَحْو خمسين مجلدا توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 396 - مُوسَى بن يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة بن مَالك الْعَلامَة كَمَال الدَّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّيْخ رَضِي الدَّين الْموصِلِي أحد المتبحرين فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعقلية قيل إِنَّه كَانَ يتقن أَرْبَعَة عشر علما تفقه بالنظامية على معيدها السديد السلماسي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن يحيى بن سعدون وَكَمَال الدَّين الْأَنْبَارِي وتميز وبرع فِي الحديث: 396 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 الْعُلُوم وَرجع إِلَى الْموصل وَأَقْبل على الدَّرْس والاشتغال حَتَّى اشْتهر اسْمه وَبعد صيته ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة وتزاحموا عَلَيْهِ قَالَ ابْن خلكان كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ الحنفيون كتبهمْ وَكَانَ يحل الْجَامِع الْكَبِير حلا حسنا قَالَ وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ أهل الْكتاب التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل فيقرون أَنهم لم يسمعوا بِمثل تَفْسِيره لَهما قَالَ وَكَانَ إِذا خَاضَ مَعَه ذُو فن توهم أَنه لَا يحسن غير ذَلِك الْفَنّ وَبَالغ فِي تَرْجَمته وَالثنَاء على تَحْصِيله وجودة فهمه واتساع علمه وَحكي عَن بَعضهم أَنه كَانَ يفضله على الْغَزالِيّ فِي تفننه قَالَ وَكَانَ شَيخنَا تَقِيّ الدَّين ابْن الصّلاح يُبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وتعظيمه فَقيل لَهُ يَوْمًا من شَيْخه فَقَالَ هَذَا الرجل خلقه الله عَالما لَا يُقَال على من اشْتغل فَإِنَّهُ أكبر من هَذَا إِلَى أَن قَالَ ابْن خلكان وَكَانَ سامحه الله يتهم فِي دينه لكَون الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة غالبة عَلَيْهِ توفّي بالموصل فِي شعْبَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة ومولده فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَله كتاب تَفْسِير الْقُرْآن ومفردات الفاظ القانون وَكتاب فِي الْأُصُول وَكتاب عُيُون الْمنطق وَغير ذَلِك 397 - يحيى بن هبة الله بن سنى الدولة الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الحديث: 397 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 صَدَقَة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أَبُو البركات التغلبي بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة الدِّمَشْقِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وتفقه على ابْن عصرون واشتغل بِالْخِلَافِ على القطب النَّيْسَابُورِي وَسمع من جمَاعَة وَولي قَضَاء الشَّام قَالَ الذَّهَبِيّ وحمدت سيرته وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا مهيبا جَلِيلًا حدث بِمَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس وحمص توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 398 - يُوسُف بن رَافع بن تَمِيم بن عتبَة بن مُحَمَّد بن عتاب قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدَّين أَبُو المحاسن الْأَسدي الْموصِلِي المولد والمنشأ الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن شَدَّاد ولد فِي رَمَضَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وتفقه وَحصل وتفنن وَسمع من جمَاعَة كَثِيرَة بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وَأعَاد بالنظامية فِي حُدُود سنة سبعين ثمَّ انحدر إِلَى الْموصل ودرس بمدرسة الْكَمَال الشهرزوري ثمَّ حج سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وزار الشَّام واتصل بالسلطان صَلَاح الدَّين وحظي عِنْده وولاه قَضَاء الْعَسْكَر وَقَضَاء بَيت الْمُقَدّس وصنف لَهُ كتابا فِي فضل الْجِهَاد الحديث: 398 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 وَلما توفّي السُّلْطَان اتَّصل بولده الظَّاهِر وولاه قَضَاء حلب وَنظر أوقافها وأجزل رزقه وعطاءه وأقطعه إقطاعا جزيلا وَلم يكن لَهُ ولد وَلَا قرَابَة فَكَانَ مَا يحصل لَهُ يتوفر عِنْده فَبنى بِهِ مدرسة وَإِلَى جَانبهَا دَار حَدِيث وَبَينهمَا تربة وقصده الطّلبَة للدّين وَالدُّنْيَا وَعظم شَأْن الْفُقَهَاء فِي زَمَانه لعظم قدره وارتفاع مَنْزِلَته قَالَ عمر بن الْحَاجِب كَانَ ثِقَة عَارِفًا بِأُمُور الدَّين اشْتهر إسمه وَسَار ذكره وَكَانَ ذَا صَلَاح وَعبادَة وَكَانَ فِي زَمَانه كَالْقَاضِي أبي يُوسُف فِي زَمَانه دبر أَمر الْملك بحلب وَاجْتمعت الألسن على مدحه وَطول ابْن خلكان وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ تَرْجَمته وَهِي ثَمَان وَرَقَات توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بتربته وَذَلِكَ بعد أَن ظهر عَلَيْهِ أثر الْهَرم وَشَدَّاد جده لأمه وَمن تصانيفه دَلَائِل الْأَحْكَام على التَّنْبِيه فِي مجلدين وَكتاب الموجز الباهر فِي الْفِقْه وَكتاب ملْجأ الْحُكَّام فِي الْأَقْضِيَة فِي مجلدين وسيرة صَلَاح الدَّين أَجَاد فِيهَا وَأفَاد 399 - يُونُس بن بدران بن فَيْرُوز بن صاعد بن عالي بن مُحَمَّد بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة جمال الدَّين الْقرشِي الشيبي الْحِجَازِي الأَصْل الْمَشْهُور بالجمال الْمصْرِيّ ولد تَقْرِيبًا فِي سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَسمع السلَفِي وَغَيره وَحدث الحديث: 399 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم عمر بن الْحَاجِب وَقَالَ أَعنِي ابْن الْحَاجِب يُشَارك فِي عُلُوم كَثِيرَة وَكَانَ وَكيلا لبيت المَال فَلم يحسن السِّيرَة قبل الْقَضَاء انْتهى وَقد نبل شَأْنه أَيَّام الْملك الْعَادِل ودرس بالأمينية بعد التقي الضَّرِير وباشر وكَالَة بَيت المَال ثمَّ ولي الْقَضَاء بِالشَّام وَولي تدريس العادلية أَيَّام الْمُعظم وَألقى بهَا التَّفْسِير كَامِلا دروسا وَاخْتصرَ الْأُم للشَّافِعِيّ وصنف فَرَائض قَالَ أَبُو شامة كَانَ فِي ولَايَته عفيفا فِي نَفسه نزها مهيبا ملازما لمجلس الحكم بالجامع وَغَيره وَكَانَ ينقم عَلَيْهِ أَنه إِذا ثَبت عِنْده وراثة شخص قد وضع بَيت المَال أَيْديهم عَلَيْهَا أمره بالمصالحة لبيت المَال قَالَ وَتَكَلَّمُوا فِي انتسابه إِلَى قُرَيْش توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بقاعته قبلي الخضراء إِلَى جَانب الصدرية الحنبلية من الشرق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 الطَّبَقَة الْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة السَّابِعَة 400 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن فاتك بن مُحَمَّد القَاضِي شهَاب الدَّين أَبُو إِسْحَاق الْهَمدَانِي بِإِسْكَان الْمِيم الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن أبي الدَّم ولد بحماة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ورحل إِلَى بَغْدَاد فتفقه بهَا وَسمع وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَكثير من بِلَاد الشَّام وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ إِمَامًا فِي الْمَذْهَب عَالما بالتأريخ وَله نظم ونثر ومصنفاته تدل على فَضله توفّي بحماة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَمن تصانيفه شرح مُشكل الْوَسِيط وَهُوَ نَحْو الْوَسِيط مرَّتَيْنِ فِيهِ أَعمال كَثِيرَة وفوائد غَرِيبَة وأدب الْقَضَاء لَهُ مُجَلد فِيهِ فَوَائِد وَكتاب فِي التأريخ فِي الْفرق الإسلامية وَقَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ التأريخ الْكَبِير المظفري الحديث: 400 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 401 - احْمَد بن كشاسب بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الإِمَام كَمَال الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الأراني الدزماري الْفَقِيه الصُّوفِي روى عَن ابْن الزبيدِيّ وَحدث وَله تصانيف أثنى عَلَيْهِ الإِمَام أَبُو شامة وَقَالَ كَانَ فَقِيها صَالحا متضلعا من نقل وُجُوه الْمَذْهَب وَفهم مَعَانِيه قَالَ وَهُوَ أحد من قَرَأت عَلَيْهِ الْمَذْهَب فِي صباي وَكَانَ كثير الْحَج وَالْخَيْر وقف كتبه وَهُوَ الَّذِي ذكره شَيخنَا علم الدَّين فِي خطْبَة تَفْسِيره توفّي فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وكشاسب بكاف وشين مُعْجمَة مفتوحتين وسين مُهْملَة وباء مُوَحدَة والدزماري بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة بعْدهَا زَاي سَاكِنة ثمَّ مِيم ثمَّ ألف ثمَّ رَاء مَكْسُورَة ثمَّ يَاء النّسَب وَمن تصانيفه رفع التمويه عَن مُشكل التَّنْبِيه فِي مجلدين وَهُوَ غير مستوعب لمسائل التَّنْبِيه بل نكت على مَوَاضِع مِنْهُ وَكتاب فِي الفروق الحديث: 401 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 402 - أَحْمد بن يحيى بن هبة الله بن الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَدَقَة قَاضِي الْقُضَاة صدر الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أبي البركات التغلبي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن سنى الدولة ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقيل سنة تسعين وَخَمْسمِائة سمع من جمَاعَة وتفقه على وَالِده وَالْفَخْر بن عَسَاكِر وبرع فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْخلاف وَنَشَأ فِي صِيَانة وديانة ورئاسة ودرس فِي سنة خمس عشرَة وَأفْتى بعد ذَلِك وناب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه فِي سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ ولي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ اشْتغل بِمنْصب الْقَضَاء مُدَّة ثمَّ عزل وَاسْتمرّ على تدريس الإقبالية والجاروخية وَقد درس بالعادلية الْكَبِيرَة والناصرية وَهُوَ أول من درس بهَا وَخرج لَهُ الْحَافِظ الدمياطي معجما قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي الْقَضَاء لين الْجَانِب حسن المداراة وَالِاحْتِمَال مَاتَ ببعلبك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان الحديث: 402 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 وَخمسين وسِتمِائَة وَكَانَ قد توجه إِلَى هولاكو إِلَى حلب فعزل عَن الْقَضَاء وَولي ابْن الزكي فَلَمَّا عَاد مَاتَ فِي الطَّرِيق 403 - إِسْحَاق بن أَحْمد بن عُثْمَان الشَّيْخ الْمُفْتِي الْفَقِيه الإِمَام كَمَال الدَّين المغربي أحد مَشَايِخ الشَّافِعِيَّة وأعيانهم أَخذ عَن الشَّيْخ فَخر الدَّين ابْن عَسَاكِر ثمَّ عَن ابْن الصّلاح وَكَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا مُقيما بالرواحية أعَاد بهَا عِنْد ابْن الصّلاح عشْرين سنة وَأفَاد الطّلبَة وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ مُحي الدَّين النَّوَوِيّ قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ زاهدا متواضعا مؤثرا وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي أول تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات أول شيوخي الإِمَام الْمُتَّفق على علمه وزهده وورعه وَكَثْرَة عِبَادَته وعظيم فَضله وتميزه فِي ذَلِك على أشكاله وَقَالَ الذَّهَبِيّ أحد الْفُقَهَاء الْكِبَار الْمَشْهُورين بِالْعلمِ وَالْعَمَل وَقَالَ غَيره كَانَ متصديا للإفادة وَالْفَتْوَى تفقه بِهِ أَئِمَّة وَكَانَ كَبِير الْقدر فِي الْخَيْر وَالصَّلَاح متين الْوَرع عرضت عَلَيْهِ مناصب فَامْتنعَ ثمَّ ترك الْفَتْوَى وَقَالَ فِي الْبَلَد من يقوم مقَامي وَكَانَ يسْرد الصَّوْم ويؤثر بِثلث جامكيته ويقنع باليسير ويصل رَحمَه بِمَا فضل عَنهُ وَكَانَ فِي كل رَمَضَان ينْسَخ ختمة ويوقفها وَله أوراد كَثِيرَة ومحاسن جمة توفّي الحديث: 403 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وسِتمِائَة عَن نَيف وَخمسين سنة وَدفن بالصوفية إِلَى جَانب ابْن الصّلاح 404 - إِسْمَاعِيل بن حَامِد بن عبد الرَّحْمَن بن المرجا بن المؤمل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن نَفِيس بن سعيد بن سعد بن عبَادَة بن الصَّامِت الرئيس الْفَقِيه شهَاب الدَّين أَبُو الْفِدَاء وَأَبُو المحامد وَأَبُو الطَّاهِر وَأَبُو الْعَرَب الْأنْصَارِيّ الخزرجي القوصي وَكيل بَيت المَال بِالشَّام وواقف الْحلقَة القوصية بالجامع ولد بقوص فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسعين ثمَّ قدم الشَّام سنة إِحْدَى وَتِسْعين واستوطنها وَسمع الْكثير بِبِلَاد مُتعَدِّدَة واتصل بالصاحب صفي الدَّين بن شكر وَترسل إِلَى الْبِلَاد وَولي وكَالَة بَيت المَال وَتقدم عِنْد الْمُلُوك ودرس بحلقته بِجَامِع دمشق وَكَانَ يلازم لبس الطيلسان المحبك وَالْبزَّة الجميلة وَالْبَغْلَة وَقد مدحه جمَاعَة من الأدباء قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا مدرسا أديبا اخباريا حفظَة للأشعار فصيحا متفوها خرج لنَفسِهِ معجما هائلا فِي أَربع مجلدات ضخام مَا قصر فِيهِ وَفِيه غلط كثير مَعَ ذَلِك وأوهام عَجِيبَة توفّي بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بداره الَّتِي وَقفهَا دَار حَدِيث الحديث: 404 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 405 - إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن سعيد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد الشَّيْخ عماد الدَّين أَبُو الْمجد بن أبي البركات الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن باطيش بالشين الْمُعْجَمَة أحد عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة بِتِلْكَ الْبِلَاد ولد فِي الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة دخل بَغْدَاد فتفقه بهَا وَسمع الحَدِيث من ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن سكينَة وَجَمَاعَة وَسمع بحلب ودمشق وَغَيرهمَا ودرس بالنورية بحلب وَغَيرهَا قَالَ السَّيِّد عز الدَّين خرج لنَفسِهِ أَحَادِيث عَن جمَاعَة من شُيُوخه ودرس وَأفْتى وصنف تصانيف حَسَنَة مفيدة وَكَانَ أحد الْفُضَلَاء الْمَذْكُورين وَله مُشَاركَة حَسَنَة فِي صناعَة الحَدِيث وجموع فِي أَسمَاء رِجَاله وَقَالَ الذَّهَبِيّ درس وَأفْتى وصنف وَكَانَ من أَعْيَان الْأَئِمَّة وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ ومجاميع فِي أَسمَاء الرِّجَال وَغير ذَلِك وَله كتاب طَبَقَات أَصْحَاب الشَّافِعِي وَكتاب مشتبه النِّسْبَة وَكتاب الْمُغنِي فِي شرح غَرِيب الْمُهَذّب ولغته وَأَسْمَاء رِجَاله وَكَانَ عَارِفًا بالأصول حسن الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم انْتهى وَفِي كِتَابه الْمُغنِي أَوْهَام كَثِيرَة نبه النَّوَوِيّ فِي تهذيبه على كثير مِنْهَا توفّي بحلب فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة قَالَه الحديث: 405 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 الذَّهَبِيّ وَقَالَ ابْن كثير سنة أَربع وَخمسين 406 - الْحُسَيْن بن الْحسن بن مَنْصُور القَاضِي زين الدَّين أَبُو عبد الله السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل الدمياطي قَالَ الْحَافِظ شرف الدَّين الدمياطي هُوَ شَيْخي ومفقهي درست عَلَيْهِ التَّنْبِيه وَبَعض الْمُهَذّب ومنخول الْغَزالِيّ فِي أصُول الْفِقْه وجمل الزجاجي قَالَ وَسمعت مِنْهُ تصنيفه فِي الْبدع والحوادث وَكَانَ صَالحا زاهدا مَا ركب دَابَّة فِي ولَايَته الْقَضَاء قطّ مَاتَ بالصعيد فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 407 - دَاوُد بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عمر بن كَامِل عماد الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الزبيدِيّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بخطيب بَيت الْآبَار ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع من جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ دينا مهذبا فصيحا مليح الخطابة لَا يكَاد أَن يسمع موعظته أحد إِلَّا يبكي خطب بِدِمَشْق ودرس بالغزالية فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بعد الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام لما انْفَصل عَن دمشق ثمَّ عزل بعد سِتّ سِنِين وَرجع إِلَى خطابة بَلَده توفّي فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بِبَيْت الْآبَار وَله سِتُّونَ سنة الحديث: 406 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 408 - عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن الْحسن بن عُثْمَان الإِمَام نجم الدَّين أَبُو مُحَمَّد البادرائي الْبَغْدَادِيّ ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَسمع من جمَاعَة وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب ودرس بالنظامية وَترسل غير مرّة وَحدث بحلب ودمشق ومصر وبغداد وَبنى بِدِمَشْق الْمدرسَة الْكَبِيرَة الْمَشْهُورَة بِهِ قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ فَقِيها عَالما دينا صَدرا محتشما جليل الْقدر وافر الْحُرْمَة متواضعا دمث الْأَخْلَاق منبسطا وَقد ولي الْقَضَاء بِبَغْدَاد على كره مَا وَتُوفِّي بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَعَافَاهُ الله من فتْنَة التتار الكائنة على بَغْدَاد والبادرائي بدال مُهْملَة كَمَا صرح بِهِ ابْن نقطة وَأَبُو حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَغَيرهمَا وأشعر كَلَام الذَّهَبِيّ أَنه بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الْجَارِي على أَلْسِنَة النَّاس وَهِي نِسْبَة إِلَى بادرايا قَرْيَة فِي ظن أبي سعد ابْن السَّمْعَانِيّ من إِعْمَال وَاسِط الحديث: 408 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 409 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ شرف الدَّين أَبُو مُحَمَّد الفِهري الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التلمساني كَانَ إِمَامًا عَالما بالفقه والأصلين ذكيا فصيحا حسن التَّعْبِير تصدر للإقراء بِمصْر وانتفع بِهِ النَّاس وصنف التصانيف المفيدة مِنْهَا شرحان على المعالمين للْإِمَام وَشرح على التَّنْبِيه متوسط مُسَمّى بالمغني لم يكمل نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة فِي مَوَاضِع كَثِيرَة قَالَه الْإِسْنَوِيّ وَقَالَ لَا أعلم تَارِيخ وَفَاته وَقد رَأَيْت بعض المصريين تَرْجمهُ فِي مُصَنف لَهُ فِي التَّارِيخ وَقَالَ قَرَأَ الْأَصْلَيْنِ على التقي المقترح وَشرح لمع الْأَدِلَّة لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وصنف فِي الْخلاف كتابا سَمَّاهُ إرشاد السالك إِلَى أبين المسالك وَشرح الْجمل فِي النَّحْو للجرجاني وَله تعاليق فِي الْخلاف كَثِيرَة وفوائد توفّي فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة الحديث: 409 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 410 - عبد الحميد بن عِيسَى بن عمريه بن يُوسُف بن خَلِيل بن عبد الله بن يُوسُف الْعَلامَة شمس الدَّين أَبُو مُحَمَّد الخسروشاهي الْفَقِيه الْمُتَكَلّم ولد بخسروشاه سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَخذ علم الْكَلَام عَن الإِمَام فَخر الدَّين الرَّازِيّ وبرع وتفنن فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة ودرس وناظر وَقد اختصر الْمُهَذّب فِي الْفِقْه والشفاء لِابْنِ سينا وَله إشكالات وإيرادات جَيِّدَة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة روى عَنهُ الدمياطي وَمِمَّنْ اخذ عَنهُ الْخَطِيب زين الدَّين بن المرحل قَالَ السَّيِّد عز الدَّين اشْتغل بِعلم الْمَعْقُول على الإِمَام فَخر الدَّين وبرع فِيهِ وأقرأه مُدَّة وَكَانَ أحد الْعلمَاء الْمَشْهُورين الجامعين لفنون من الْعلم مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بقاسيون وخسروشاه قَرْيَة بِقرب تبريز 411 - عبد الرَّحْمَن بن نوح بن مُحَمَّد الإِمَام شمس الدَّين أَبُو مُحَمَّد التركماني الحديث: 410 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي صَاحب الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن الصّلاح سمع الحَدِيث من جمَاعَة وتفقه على ابْن الصّلاح وَأخذ عَنهُ النَّوَوِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها مجودا بَصيرًا بِالْمذهبِ مدرسا ولي تدريس الرواحية وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة توفّي فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة عَن نَحْو سبعين سنة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي أَوَائِل التَّهْذِيب شَيخنَا الإِمَام الْعَارِف الزَّاهِد العابد الْوَرع المتقن مفتي دمشق فِي وقته 412 - عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن أبي الْقَاسِم بن الْحسن الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة وحيد عصره سُلْطَان الْعلمَاء عز الدَّين أَبُو مُحَمَّد السّلمِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وتفقه على الشَّيْخ فَخر الدَّين بن عَسَاكِر وَالْقَاضِي جمال الدَّين بن الحرستاني وَقَرَأَ الْأُصُول على الْآمِدِيّ وبرع فِي الْمَذْهَب وفَاق فِيهِ الأقران والأضراب وَجمع بَين فنون الْعلم من الحديث: 412 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَاخْتِلَاف أَقْوَال النَّاس ومآخذهم حَتَّى قيل إِنَّه بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة من سَائِر الْبِلَاد وصنف التصانيف المفيدة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة روى عَنهُ الدمياطي وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَابْن دَقِيق الْعِيد وَهُوَ الَّذِي لقبه بسُلْطَان الْعلمَاء وَخلق رَحل إِلَى بَغْدَاد سنة سبع وَتِسْعين فَأَقَامَ بهَا أشهرا وَكَانَ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر وَقد ولي الخطابة بِدِمَشْق فأزال كثيرا من بدع الخطباء وَلم يلبس سوادا وَلَا سجع خطبَته بل كَانَ يَقُولهَا مسترسلا واجتنب الثَّنَاء على الْمُلُوك بل كَانَ يَدْعُو لَهُم وأبطل صَلَاة الرغائب وَالنّصف فَوَقع بَينه وَبَين ابْن الصّلاح بِسَبَب ذَلِك وَلم يكن يُؤذن بَين يَدَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا مُؤذن وَاحِد وَلما سلم الصَّالح إِسْمَاعِيل قلعة الشقيف وصفد للفرنج نَالَ مِنْهُ الشَّيْخ على الْمِنْبَر وَلم يدع لَهُ فَغَضب الْملك من ذَلِك وعزله وسجنه ثمَّ أطلقهُ فَتوجه إِلَى مصر فَتَلقاهُ صَاحب مصر الصَّالح أَيُّوب وأكرمه وفوض إِلَيْهِ قَضَاء مصر دون الْقَاهِرَة وَالْوَجْه القبلي مَعَ خطابة جَامع مصر فَقَامَ بالمنصب أتم قيام وَتمكن من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر ثمَّ عزل نَفسه من الْقَضَاء وعزله السُّلْطَان من الخطابة فَلَزِمَ بَيته يشغل النَّاس ويدرس وَأخذ فِي التَّفْسِير فِي دروسه وَهُوَ أول من أَخذه فِي الدُّرُوس قَالَ الشَّيْخ قطب الدَّين اليونيني كَانَ مَعَ شدته فِيهِ حسن محاضرة بالنوادر والأشعار وَقَالَ الشريف عز الدَّين حدث ودرس وَأفْتى وصنف وَتَوَلَّى الحكم بِمصْر مُدَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 والخطابة بجامعها الْعَتِيق وَكَانَ علم عصره فِي الْعلم جَامعا لفنون مُتعَدِّدَة عَارِفًا بالأصول وَالْفُرُوع والعربية مُضَافا إِلَى مَا جبل عَلَيْهِ من ترك التَّكَلُّف مَعَ الصلابة فِي الدَّين وشهرته تغني عَن الإطاب فِي وَصفه قلت وترجمة الشَّيْخ طَوِيلَة وحكاياته فِي قِيَامه على الظلمَة وردعهم كَثِيرَة مَشْهُورَة وَله مكاشفات وكرامات رَضِي الله عَنهُ توفّي بِمصْر فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَحضر جنَازَته الْخَاص وَالْعَام السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بالقرافة فِي آخرهَا وَلما بلغ السُّلْطَان خبر وَفَاته قَالَ لم يسْتَقرّ ملكي إِلَّا السَّاعَة لِأَنَّهُ لَو أَمر النَّاس فِيمَا أَرَادَ لبادروا إِلَى امْتِثَال أمره وَمن تصانيفه تَفْسِير حسن فِي مجلدين واختصار النِّهَايَة وَالْقَوَاعِد الْكُبْرَى وَهُوَ الْكتاب الدَّال على علو مِقْدَار الرجل وَكثير مِنْهُ مَأْخُوذ من شعب الْإِيمَان للحليمي وَالْقَوَاعِد الصُّغْرَى وَالْكَلَام على شرح أَسمَاء الله الْحسنى مُفِيد ومجاز الْقُرْآن وشجرة المعارف والفتاوى الموصلية سُئِلَ عَنْهَا من الْموصل وفتاوى أُخْرَى سُئِلَ فِيهَا عَن مسَائِل قَليلَة وَكتاب الصَّلَاة فِيهِ اختيارات كَثِيرَة اتبَاعا للْحَدِيث وَغير ذَلِك ذكره فِي الرَّوْضَة فِي كتاب السّير خَاصَّة فَنقل عَنهُ أَن المصافحة بعد الصُّبْح وَالْعصر بِدعَة مُبَاحَة 413 - عبد الْعَظِيم بن عبد الْقوي بن عبد الله بن سَلامَة بن سعد بن سعيد الْحَافِظ زكي الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْمُنْذِرِيّ الشَّامي الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ المولد والوفاة الحديث: 413 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الْقرَاءَات وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة بِمَكَّة ودمشق وحران والرها والإسكندرية وَتخرج فِي الحَدِيث بِالْحَافِظِ عَليّ بن الْمفضل وَخرج لنَفسِهِ معجما مُفِيدا فِي ثَمَانِيَة عشر جُزْءا حَدِيثِيَّةٌ روى عَنهُ الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد والشريف عز الدَّين وَأَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَخلق ودرس بالجامع الظافري ثمَّ ولي مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية وَانْقطع بهَا عشْرين سنة يصنف ويفيد وَيتَخَرَّج بِهِ الْعلمَاء فِي فنون من الْعلم وَبِه تخرج الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد والشريف عز الدَّين وَطَائِفَة وَقَالَ الشريف عز الدَّين كَانَ عديم النظير فِي معرفَة علم الحَدِيث على اخْتِلَاف فنونه عَالما بصحيحه وسقيمه ومعلومه وطرق أسانيده متبحرا فِي معرفَة أَحْكَامه ومعانيه ومشكله قيمًا بِمَعْرِِفَة غَرِيبه وَإِعْرَابه وَاخْتِلَاف أَلْفَاظه ماهرا فِي معرفَة رُوَاته وجرحهم وتعديلهم ووفياتهم ومواليدهم وأخبارهم إِمَامًا حجَّة ثبتا ورعا متحريا فِيمَا يَقُوله متثبتا فِيمَا يرويهِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَالحا زاهدا متنسكا وَلم يكن فِي زَمَانه أحفظ مِنْهُ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم وَمن تصانيفه مُخْتَصر مُسلم ومختصر سنَن أبي دَاوُد وَله عَلَيْهِ حَوَاشِي مفيدة وَكتاب التَّرْغِيب والترهيب فِي مجلدين كتاب نَفِيس وَخرج بعض أَحَادِيث الْمُهَذّب بأسانيده فِي مُجَلد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 وصل فِيهِ إِلَى قبيل البيع قَالَ السُّبْكِيّ والإسنوي وصنف شرحا على التَّنْبِيه قلت وَالظَّاهِر أَنه إِنَّمَا كتب مِنْهُ قِطْعَة 414 - عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُوسَى بن أبي نصر الإِمَام الْعَلامَة مفتي الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أَبُو عَمْرو بن الإِمَام البارع صَلَاح الدَّين أبي الْقَاسِم النصري بالنُّون وَالصَّاد الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى جده أبي نصر الْكرْدِي الشهرزوري الأَصْل الْموصِلِي المربا الدِّمَشْقِي الدَّار والوفاة ولد سنة سبع وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا وَخَمْسمِائة بشهرزور وتفقه على وَالِده ثمَّ نَقله إِلَى الْموصل فاشتغل بهَا مُدَّة وبرع فِي الْمَذْهَب قَالَ ابْن خلكان بَلغنِي أَنه كرر جَمِيع الْمُهَذّب وَلم يطر شَاربه ثمَّ ولي الْإِعَادَة عِنْد الْعِمَاد بن يُونُس انْتهى وَسمع الْكثير بالموصل وبغداد ودنيسر ونيسابور ومرو وهمدان ودمشق وحران من خلائق ودرس بالقدس بالصلاحية فَلَمَّا خرب الْمُعظم أسواره قدم دمشق الحديث: 414 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 ودرس بالرواحية والشامية الجوانية وَدَار الحَدِيث الأشرفية سنة ثَلَاثِينَ وأملى بهَا عُلُوم الحَدِيث وَهُوَ أول من درس بهَا وَأفْتى وأشغل وَكَانَت الْعُمْدَة فِي زَمَانه على فَتَاوِيهِ وَكَانَ لَا يُمكن أحدا فِي دمشق من قِرَاءَة الْمنطق والفلسفة والملوك تُطِيعهُ فِي ذَلِك وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ القاضيان ابْن رزين وَابْن خلكان والكمالان سلار وَإِسْحَاق وشمس الدَّين عبد الرَّحْمَن بن نوح الْمَقْدِسِي وشهاب الدَّين أَبُو شامة وَغَيرهم قَالَ ابْن خلكان كَانَ أحد فضلاء عصره فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وَله مُشَاركَة فِي فنون عدَّة وَكَانَت فَتَاوِيهِ مسددة وَكَانَ من الدَّين وَالْعلم على قدم حسن وَقَالَ ابْن الْحَاجِب فِي مُعْجَمه إِمَام ورع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 وافر الْعقل حسن السمت متبحر فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع بَالغ فِي الطّلب حَتَّى صَار يضْرب بِهِ الْمثل وأجهد نَفسه فِي الطَّاعَة وَالْعِبَادَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا بارعا حجَّة متبحرا فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة بَصيرًا بِالْمذهبِ ووجوهه خَبِيرا بأصوله عَارِفًا بالمذاهب جيد الْمَادَّة من اللُّغَة والعربية حَافِظًا للْحَدِيث متفننا فِيهِ حسن الضَّبْط كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من الدَّين وَالْعِبَادَة والتنسك والصيانة والورع وَالتَّقوى وَكَانَ عديم النظير فِي زَمَانه وَكَانَ حسن الإعتقاد على مَذْهَب السّلف يرى الْكَفّ عَن التَّأْوِيل ويؤمن بِمَا جَاءَ عَن الله تَعَالَى وَرَسُوله على مرادهما وَلَا يَخُوض وَلَا يتعمق وَكَانَ مُعظما فِي النُّفُوس حسن البزة كثير الهيبة يتأدب مَعَه السُّلْطَان فَمن دونه قَالَ بَعضهم ويحكى عَنهُ أَنه قَالَ مَا فعلت صَغِيرَة فِي عمري توفّي بِدِمَشْق فِي حِصَار الخوارزمية فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة بطرفها الغربي على الطَّرِيق وَمن تصانيفه مُشكل الْوَسِيط فِي مُجَلد كَبِير نكت على مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة وأكثرها فِي الرّبع الأول وَكتاب الْفَتَاوَى كثير الْفَائِدَة وعلوم الحَدِيث وَكتاب أدب الْمُفْتِي والمستفتي نكت على الْمُهَذّب وفوائد الرحلة وَهِي أَجزَاء كَثِيرَة مُشْتَمِلَة على فَوَائِد غَرِيبَة من أَنْوَاع الْعُلُوم نقلهَا فِي رحلته إِلَى خُرَاسَان عَن كتب غَرِيبَة وطبقات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة وَاخْتَصَرَهُ النَّوَوِيّ واستدرك عَلَيْهِ وأهملا فِيهِ خلائق من الْمَشْهُورين فَإِنَّهُمَا كَانَا يتتبعان التراجم الغريبة وَأما الْمَشْهُورَة فإلحاقها سهل فاخترمتهما الْمنية رَضِي الله عَنْهُمَا قبل إِكْمَال الْكتاب وَشرح قِطْعَة من صَحِيح مُسلم اعتمدها النَّوَوِيّ فِي شَرحه وَعند فراغها قل عمله وَله مصنفات فِي مسَائِل مُفْردَة رَحمَه الله تَعَالَى نقل عَنهُ فِي مَوَاضِع من كتاب الْحَج وَمن كتاب الْوَقْف وَغير ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 415 - عُثْمَان بن يُوسُف الشَّيْخ محيي الدَّين أَبُو عَمْرو القليوبي ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وخطب بهَا وَشرح الْخطب النباتية فِي مُجَلد وَجمع فِي الْفِقْه مجلدا يشْتَمل على مسَائِل غَرِيبَة يعرف بالمجموع وَسمع أَبَا الْيمن الْكِنْدِيّ روى عَنهُ الدمياطي بِالْإِجَازَةِ قَالَ السَّيِّد عز الدَّين وَكَانَ حسن السِّيرَة مَحْمُود الطَّرِيقَة توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 416 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الْأَحَد بن عبد الْغَالِب بن عطاس الحديث: 415 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 الشَّيْخ الْعَلامَة علم الدَّين أَبُو الْحسن الْهَمدَانِي السخاوي الْمصْرِيّ شيخ الْقُرَّاء والنحاة وَالْفُقَهَاء فِي زَمَانه بِدِمَشْق ولد سنة ثَمَان اَوْ تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة سمع من جمَاعَة وَأخذ اللُّغَة عَن أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَأكْثر عَن الإِمَام الْقَاسِم الشاطبي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وانتفع بِهِ وَقَرَأَ على جمَاعَة غَيره حَتَّى فاق أهل زَمَانه فِي الْقرَاءَات والعربية وَالتَّفْسِير وَولي مشيخة الإقراء بِأم الصَّالح وانتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَأثْنى عَلَيْهِ أَئِمَّة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مقرئا محققا مجودا بَصيرًا بالقراءات وعللها ماهرا فِيهَا إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة إِمَامًا فِي التَّفْسِير وَكَانَ يتَحَقَّق بِهَذِهِ الْعُلُوم الثَّلَاثَة ويحكمها وَله شعر رائق ومصنفات فِي الْقرَاءَات والتجويد وَالتَّفْسِير وَله معرفَة تَامَّة بالفقه وَالْأُصُول وَكَانَ يُفْتِي على مَذْهَب الشَّافِعِي ازْدحم عَلَيْهِ الطّلبَة وقصدوه من الْبِلَاد وتنافسوا فِي الْأَخْذ عَنهُ وَكَانَ دينا خيرا متواضعا مطرحا للتكلف حُلْو المحاضرة مطبوع النادرة حاد القريحة من أذكياء بني آدم وَكَانَ وافر الْحُرْمَة كَبِير الْقدر محببا إِلَى النَّاس وَكَانَ لَيْسَ لَهُ شغل إِلَّا الْعلم والإفادة قَرَأَ عَلَيْهِ خلق كثير إِلَى الْغَايَة وَلَا أعلم أحدا من الْقُرَّاء فِي الدُّنْيَا اكثر أصحابا مِنْهُ توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بقاسيون وسخا إِحْدَى بِلَاد مصر من إقليم الْمحلة وَمن تصانيفه التَّفْسِير إِلَى الْكَهْف فِي أَربع مجلدات وَشرح الشاطبية فِي مجلدين وَشرح الرائية مُجَلد فِي رسم الْمُصحف وَكتاب جمال الْقُرَّاء وتاج الإقراء وَشرح الْمفصل فِي أَربع مجلدات وَغير ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 417 - عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة بن الْمُسلم بن أَحْمد بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة مُسْند الديار المصرية بهاء الدَّين أَبُو الْحسن اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ الْخَطِيب الْمدرس الْمَعْرُوف بِابْن الجميزي ولد يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَخمسين وَخَمْسمِائة بِمصْر رَحل وَسمع الْكثير وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشاطبي وَقَرَأَ بِبَغْدَاد الْقرَاءَات الْعشْر على أبي الْحسن البطائحي بكتابه الَّذِي صنفه فِي الْقرَاءَات وَهُوَ آخر من قَرَأَ الْقرَاءَات فِي الدُّنْيَا على البطائحي بل وَآخر من رُوِيَ عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَقَرَأَ أَيْضا بالقراءات الْعشْر على القَاضِي أبي سعد بن أبي عصرون وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُهَذّب وَسمع مِنْهُ الْكثير وَهُوَ آخر تلاميذه فِي الدُّنْيَا وتفقه بِمصْر على أبي إِسْحَاق الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب والشهاب الطوسي ودرس وأقرأ دهرا وخطب مُدَّة بِجَامِع الْقَاهِرَة قَالَ السَّيِّد عز الدَّين وَحدث كثيرا وَخرج لَهُ شَيخنَا الحديث: 417 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 الْحَافِظ أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن عَليّ الْقرشِي مشيخة فِي جزأين وَأَرْبَعين حَدِيثا من رِوَايَته عَن مشايخه وَكَانَ رَئِيس الْعلمَاء فِي وقته مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَعَلِيهِ مدَار الْفَتْوَى بِبَلَدِهِ ودرس بزاوية الشَّافِعِيَّة بِمصْر وَقَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ رَئِيس الْعلمَاء فِي وقته مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة روى عَنهُ خلائق لَا يُحصونَ وَانْقطع بِمَوْتِهِ إِسْنَاد عَال توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم والجميزي نِسْبَة إِلَى الجميز شجر مَعْرُوف بِمصْر 418 - عمر بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الْفَقِيه الإِمَام كَمَال الدَّين أَبُو الهاشم بن العجمي الْحلَبِي ولد فِي الْمحرم سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَخَمْسمِائة من بَيت حشمة ورئاسة تفقه على طَاهِر بن جهبل وَغَيره وَسمع الحديث: 418 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 الحَدِيث من يحيى الثَّقَفِيّ وَغَيره ودرس وَأفْتى قَالَ الذَّهَبِيّ وَيُقَال أَنه ذكر كتاب الْمُهَذّب درسا خمْسا وَعشْرين مرّة وَكَانَ شَدِيد الوسواس فِي الطَّهَارَة توفّي فَجْأَة فِي الْحمام فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 419 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْعَلامَة تَاج الدَّين أَبُو الْفَضَائِل الأرموي كَانَ من أكبر تلامذة الإِمَام فَخر الدَّين بارعا فِي العقليات وَاخْتصرَ الْمَحْصُول وَسَماهُ الْحَاصِل وَكَانَت لَهُ حشمة وثروة ووجاهة وَفِيه تواضع استوطن بَغْدَاد ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الشريفية وَتُوفِّي بهَا قبل وَاقعَة التتار كَذَا ذكره الْحَافِظ الدمياطي فِي مُعْجَمه وَكَانَت وَاقعَة التتار فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة قَالَ الذَّهَبِيّ عَاشَ قَرِيبا من ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ من فرسَان المناظرين وَذكره فِيمَن توفّي سنة خمس وَخمسين وَذكره أَيْضا قبل ذَلِك فِيمَن توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَبِه جزم ابْن كثير وَقد أهمله السَّيِّد عز الدَّين 420 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن زيد بن الْحسن بن ظفر القَاضِي الحديث: 419 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأرموي ثمَّ الْمصْرِيّ نقيب الْأَشْرَاف بهَا وَأحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وَيعرف بقاضي الْعَسْكَر ولد بأرمينية سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وتفقه على شيخ الشُّيُوخ صدر الدَّين أبي الْحسن بن حمويه وَصَحبه مُدَّة طَوِيلَة وَسمع وَحدث ودرس بمدرسة ابْن زين التُّجَّار بِمصْر وَولي نقابة الْأَشْرَاف وَقَضَاء الْعَسْكَر وَترسل إِلَى بَغْدَاد وَغَيرهَا قَالَ السَّيِّد عز الدَّين وَكَانَ أحد الرؤساء الْمَذْكُورين والفضلاء الْمَشْهُورين قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ من كبار الْأَئِمَّة وصدور الديار المصرية لَهُ يَد طولى فِي الْأُصُول وَالنَّظَر وَقَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي بَلغنِي أَنه درس الْمُنْتَخب فِي الْأُصُول أَرْبَعِينَ مرّة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ وَشرح الْمَحْصُول وفرائض الْوَسِيط توفّي فِي شَوَّال سنة خمسين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم 421 - مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْخ كَمَال الدَّين أَبُو سَالم الْقرشِي الْعَدوي النصيبيني قَالَ ابْن عبد الظَّاهِر ولد بقرية العمرية من نَصِيبين وانتسب إِلَيْهَا فأوهم أَنه من ذُرِّيَّة عمر بن الْخطاب مُصَنف كتاب العقد الفريد أحد الحديث: 421 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 الصُّدُور والرؤساء المعظمين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وتفقه وشارك فِي الْعُلُوم وَكَانَ فَقِيها بارعا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَالْأُصُول وَالْخلاف ترسل عَن الْمُلُوك وساد وَتقدم وَسمع الحَدِيث وَحدث بِبِلَاد كَثِيرَة وَفِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة كتب تَقْلِيده بالوزارة فَاعْتَذر وتنصل فَلم يقبل مِنْهُ فتولاها يَوْمَيْنِ ثمَّ انْسَلَّ خُفْيَة وَترك الْأَمْوَال وَالْمَوْجُود وَلبس ثوبا قطنيا وَذهب فَلم يدر أَيْن ذهب وَقد نسب إِلَى الِاشْتِغَال بِعلم الْحُرُوف والأوفاق وَأَنه يسْتَخْرج من ذَلِك أَشْيَاء من المغيبات وَقيل إِنَّه رَجَعَ عَنهُ فَالله أعلم قَالَ السَّيِّد عز الدَّين أفتى وصنف وَكَانَ أحد الْعلمَاء الْمَشْهُورين الرؤساء الْمَذْكُورين وَتقدم عِنْد الْمُلُوك وَترسل عَنْهُم ثمَّ تزهد فِي آخر عمره وَترك التَّقَدُّم فِي الدُّنْيَا وَحج وَأَقْبل على مَا يعنيه وَمضى على سداد وَأمر جميل توفّي بحلب فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بالْمقَام 422 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد شرف الدَّين أَبُو عبد الله السّلمِيّ المرسي ومرسية بلد من الأندلس ولد بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع الحديث: 422 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 وَسِتِّينَ وَقيل سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَورد إِلَى مَكَّة ثمَّ رَحل مِنْهَا إِلَى الْعرَاق وخراسان وتفقه بنظامية بَغْدَاد وَسمع بِتِلْكَ الأقاليم على خلائق ذكره ابْن النجار فِي تَارِيخه فَقَالَ كَانَ من الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء فِي جَمِيع فنون الْعلم الحَدِيث وعلوم الْقُرْآن وَالْفِقْه وَالْخلاف والأصلين والنحو واللغة وَله قريحة حَسَنَة وذهن ثاقب وتدقيق فِي الْمعَانِي ومصنفات فِي جَمِيع مَا ذَكرْنَاهُ وَله النّظم والنثر الْحسن وَكَانَ زاهدا متورعا حسن الطَّرِيقَة كثير الْعِبَادَة مَا رَأَيْت فِي فنه مثله انْتهى ثمَّ دخل بعد ذَلِك الشَّام ومصر ثمَّ عَاد من مصر فَمَاتَ فِي منزل من منَازِل الرمل بَين الزعقة والعريش فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بتل الزعقة 423 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحَضْرَمِيّ صَاحب كتاب الْإِكْمَال لما وَقع فِي التَّنْبِيه من الْإِشْكَال أَصله من الْيمن من بَلْدَة من حَضرمَوْت قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ مُتَقَدما على الشَّيْخ أَحْمد بن العجيل فَإِنَّهُ نقل عَنهُ فِي تصنيف لَهُ لطيف لَا أعلم من حَاله سوى ذَلِك وَذكره الْإِسْنَوِيّ قبل الْكَمَال إِسْحَاق تخمينا وَذكره السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فِيمَن توفّي فِي الْمِائَة السَّادِسَة الحديث: 423 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 424 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحسن بن هبة الله بن محَاسِن الْحَافِظ الْكَبِير محب الدَّين أَبُو عبد الله ابْن النجار الْبَغْدَادِيّ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد وَأول سَمَاعه وَهُوَ ابْن عشر سِنِين وَطلب بِنَفسِهِ وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بالسبع على أبي أَحْمد بن سكينَة ورحل رحْلَة عَظِيمَة إِلَى الشَّام ومصر والحجاز وأصبهان وحران ومرو وهراة ونيسابور وَاسْتمرّ فِي الرحلة سبعا وَعشْرين سنة وَكتب عَمَّن دب ودرج وَعَمن نزل وعرج وعني بِهَذَا الشَّأْن عناية بَالِغَة وَكتب الْكثير وَحصل وَجمع قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة حجَّة مقرئا مجودا كيسا متواضعا ظريفا صَالحا خيرا متنسكا أثنى عَلَيْهِ ابْن نقطة والدبيثي والضياء الْمَقْدِسِي وهم من صغَار شُيُوخه من حَيْثُ السَّنَد وَقَالَ ابْن السَّاعِي كَانَ شيخ وقته وَكَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا ووقف كتبه بالنظامية مَاتَ بِبَغْدَاد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين الحديث: 424 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 وسِتمِائَة وَدفن بمقابر الشُّهَدَاء بِبَاب حَرْب وَمن تصانيفه كتاب الْقَمَر الْمُنِير فِي الْمسند الْكَبِير وَذكر كل صَحَابِيّ وَمَا لَهُ من الحَدِيث وَكتاب وَكتاب كنز الْأَنَام فِي السّنَن وَالْأَحْكَام وَكتاب جنَّة الناظرين فِي معرفَة التَّابِعين وَكتاب الْكَمَال فِي معرفَة الرِّجَال وذيل على تَارِيخ بَغْدَاد للخطيب فِي سِتَّة عشر مجلدا وَكتاب الْمُسْتَدْرك على تَارِيخ الْخَطِيب فِي عشر مجلدات وَكتاب الْمُتَّفق والمفترق على منهاج كتاب الْخَطِيب وَكتاب فِي المؤتلف والمختلف ذيل بِهِ على ابْن مَاكُولَا وَكتاب المعجم لَهُ اشْتَمَل على نَحْو من ثَلَاثَة آلَاف شيخ وَكتاب العقد الْفَائِق فِي عُيُون أَخْبَار الدُّنْيَا ومحاسن الْخَلَائق وَكتاب الدرة الثمينة فِي أَخْبَار الْمَدِينَة وَكتاب نزهة الورى فِي أَخْبَار أم الْقرى وَكتاب رَوْضَة الْأَوْلِيَاء فِي مَسْجِد إيليا وَكتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي وَكتاب غرر الْفَوَائِد فِي سِتّ مجلدات وَغير ذَلِك من المصنفات 425 - مُحَمَّد بن ناماور بالنُّون فِي أَوله بن عبد الْملك قَاضِي الْقُضَاة أفضل الدَّين أَبُو عبد الله الخونجي ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَطلب وَحصل وَبَالغ فِي عُلُوم الْأَوَائِل حَتَّى تفرد برئاسة ذَلِك فِي زَمَانه وَولي الْقَضَاء بالديار المصرية والتدريس بالصالحية وَأفْتى وناظر وصنف الموجز والجمل وَغير الحديث: 425 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 ذَلِك فِي الْمنطق والطبيعي قَالَ أَبُو شامة كَانَ حكيما منطقيا وَقَالَ السَّيِّد عز الدَّين كَانَ أحد الْفُضَلَاء الْمَشْهُورين مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم ورثاه تِلْمِيذه الْعِزّ الإربلي الضَّرِير بقصيدة أَولهَا ... قضى أفضل الدَّين فَلم يبْق فَاضل ... وَمَاتَتْ بِمَوْت الخونجي الْفَضَائِل ... ... فيا أَيهَا الحبر الَّذِي جَاءَ آخرا ... فَحل لنا مَا لم تحل الْأَوَائِل ... والخونجي بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة ثمَّ وَاو بعْدهَا نون ثمَّ جِيم 426 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مَحْمُود بن بختيار الْفَقِيه الإِمَام أَبُو الثَّنَاء الزنجاني ولد سنة ثَلَاث وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وَخَمْسمِائة واشتغل فِي الْعُلُوم وَأفْتى ودرس بالنظامية والمستنصرية وَولي قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد مُدَّة ثمَّ عزل وصنف تَفْسِير الْقُرْآن قَالَ ابْن النجار برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَقَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ من بحور الْعلم لَهُ تصانيف اسْتشْهد بِبَغْدَاد بِسيف التتار فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة الحديث: 426 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 الطَّبَقَة الْحَادِيَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة السَّابِعَة 427 - إِبْرَاهِيم بن عِيسَى ضِيَاء الدَّين أَبُو إِسْحَاق الْمرَادِي الأندلسي ثمَّ الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الإِمَام الْحَافِظ المتقن الْمُحَقق الضَّابِط الزَّاهِد الْوَرع شيخ النَّوَوِيّ ذكره فِيمَا ألحقهُ فِي طَبَقَات ابْن الصّلاح قَالَ وَلم تَرَ عَيْني فِي وقته مثله وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ بارعا فِي معرفَة الحَدِيث وعلومه وَتَحْقِيق أَلْفَاظه لَا سِيمَا الصحيحان ذَا عناية باللغة والنحو وَالْفِقْه ومعارف الصُّوفِيَّة حسن المذاكرة فِيهَا وَكَانَ عِنْدِي من كبار السالكين فِي طرائق الْحَقَائِق حسن التَّعْلِيم صحبته نَحْو عشر سِنِين لم أر مِنْهُ شَيْئا يكره وَكَانَ من السماحة بِمحل عَال على قدر وجده وَأما الشَّفَقَة على الْمُسلمين ونصيحتهم فَقل نَظِيره فيهمَا توفّي بِمصْر فِي أَوَائِل الحديث: 427 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة قَالَ الذَّهَبِيّ الصَّحِيح فِي وَفَاته أَنه توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ 428 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رَافع قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدَّين أَبُو الْعَبَّاس بن قَاضِي الْقُضَاة زين الدَّين بن الْمُحدث الإِمَام الزَّاهِد أبي مُحَمَّد الْأَسدي الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن الْأُسْتَاذ ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة واشتغل فِي الْمَذْهَب وبرع فِي الْعُلُوم والْحَدِيث وَأفْتى ودرس وَولي قَضَاء الْقُضَاة بحلب بعد أَبِيه فِي الدولة الناصرية سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَكَانَ ذَا وجاهة ومكانة عِنْد الْملك النَّاصِر فَلَمَّا خربَتْ حلب أَيَّام الطاغية هلاكو لَعنه الله كَانَ من جملَة من أُصِيب بِمَالِه وَأَهله فارتحل إِلَى الديار المصرية وفوض إِلَيْهِ تدريس المعزية بِمصْر والهكارية بِالْقَاهِرَةِ قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ صَدرا مُعظما وافر الْحُرْمَة مَجْمُوع الْفَضَائِل صَاحب رئاسة ومَكَارِم وأفضال وسؤدد وَولي الْقَضَاء مُدَّة فحمدت سيرته روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الدمياطي وَكَانَ يَدْعُو لَهُ لما أولاه من الْإِحْسَان انْتهى وَلما الحديث: 428 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 طابت الْبِلَاد واستقرت الدولة فِي أول السلطنة الظَّاهِرِيَّة عَاد إِلَى قَضَاء الْبِلَاد الحلبية على مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي صَدره سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة فَلم يقم إِلَّا أشهرا وَمَات فِي شَوَّال ثمَّ عرف جد أَبِيه بالأستاذ لِأَنَّهُ كَانَ يعلم النَّاس الْقُرْآن الْعَظِيم وانتفع بِهِ خلق كثير فَعرف بالأستاذ لذَلِك وَمن تصانيفه شرح الْوَسِيط فِي نَحْو عشر مجلدات فِيهِ نقُول كَثِيرَة ومباحث قَوِيَّة لَكِن عسر وجود شَيْء مِنْهُ فِي هَذَا الْوَقْت وَالظَّاهِر انه عدم فِي الْفِتْنَة الْمَذْكُورَة وَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا يسير قَالَ السُّبْكِيّ وَله حواش على فَتَاوَى ابْن الصّلاح تدل على فضل كَبِير واستحضار للْمَذْهَب جيد 429 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ الشَّيْخ جلال الدَّين الدشناوي ولد سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة سمع من الْحَافِظ عبد الْعَظِيم وَأبي الْحسن ابْن الجميزي وتفقه بقوص على الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي وبالقاهرة على الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام وَقَرَأَ الْأُصُول على الشَّيْخ شمس الدَّين الْأَصْفَهَانِي الحديث: 429 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها ورعا ويحكى عَنهُ مكاشفات وأحوال صَالِحَة ودرس بالأفرمية بقوص وتفقه عَلَيْهِ بهَا جمَاعَة وَكَانَ هُوَ وَالشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن دَقِيق الْعِيد رَفِيقَيْنِ بِمَدِينَة قوص فَلَمَّا قدما الْقَاهِرَة حضرا عِنْد الشَّيْخ عز الدَّين وتكلما مَعَه فَأثْنى عَلَيْهِمَا الشَّيْخ فَقَالَ الشَّيْخ نصير الدَّين بن الطباخ مَا فِي الصَّعِيد مثل هذَيْن الشابين فَقَالَ ابْن عبد السَّلَام وَلَا فِي المدينتين يَعْنِي مصر والقاهرة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسبعين وسِتمِائَة بقوص والدشناوي بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وشين مُعْجمَة سَاكِنة ثمَّ نون مَفْتُوحَة مَنْسُوب إِلَى دشنا وَهِي بَلْدَة من صَعِيد مصر الْأَدْنَى وَمن تصانيفه شرح التَّنْبِيه إِلَى كتاب الصّيام فِي مجلدين والمناسك ومختصر فِي أصُول الْفِقْه ومقدمة فِي النَّحْو 430 - أَحْمد بن يُوسُف بن حسن بن رَافع بن حُسَيْن الشَّيْبَانِيّ الإِمَام الْعَلامَة الزَّاهِد الْكَبِير موفق الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْموصِلِي الكواشي الْمُفَسّر نزيل الْموصل ولد بكواشة وَهِي قلعة من أَعمال الْموصل سنة تسعين بِتَقْدِيم التَّاء أَو إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة اشْتغل وبرع فِي الْقرَاءَات وَالتَّفْسِير والعربية الحديث: 430 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 والْفَضَائِل وَقدم دمشق وَأخذ عَن أبي الْحسن السخاوي وَغَيره وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَرجع إِلَى بَلَده وَتعبد قَالَ الذهبى وَكَانَ مُنْقَطع القرين عديم النظير زهدا وصلاحا وتبتلا وصدقا واجتهادا كَانَ يزوره السُّلْطَان فَمن دونه وَلَا يعبأ بهم وَلَا يقوم لَهُم ويتبرم بهم وَلَا يقبل لَهُم شَيْئا وَله كشف وكرامات وأضر قبل مَوته بِنَحْوِ من عشر سِنِين صنف التَّفْسِير الْكَبِير وَالتَّفْسِير الصَّغِير وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات مُحَمَّد بن عَليّ بن خزوف الموصلى وتقي الدَّين المقصاتي نَائِب الخطابة بِدِمَشْق توفى فى جُمَادَى الاخرة سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة بالموصل 431 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن على بن عبد الله الشَّيْخ الإِمَام الْوَلِيّ الْعَارِف قطب الدَّين الْحَضْرَمِيّ شَارِح الْمُهَذّب وَله مصنفات غير ذَلِك كَثِيرَة قَالَ الْحَافِظ عفيف الدَّين المطري مصنفاته فِيمَا يتَعَلَّق بِالْمذهبِ بِبِلَاد الْيمن شهيرة وكراماته ظَاهِرَة كَادَت تبلغ التَّوَاتُر سمع من جمَاعَة توفّي فِي حُدُود سنة سِتّ أَو سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة الحديث: 431 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 432 - حَمْزَة بن يُوسُف بن سعيد التنوخي الْحَمَوِيّ موفق الدَّين أَبُو الْعَلَاء صَاحب كتاب الجوابات عَن الإشكالات الَّتِي أوردت على الْوَسِيط الْمُسَمّى مُنْتَهى الغايات وَله مثل ذَلِك على التَّنْبِيه سَمَّاهُ المبهت ذكره البرزالي فِي وفياته وَفِي كِتَابه الَّذِي على التَّنْبِيه اشياء عَجِيبَة سَاقِطَة توفّي بِدِمَشْق سنة سبعين وسِتمِائَة قَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي الْمُهِمَّات لَهُ شرح الْوَسِيط وَهُوَ كتاب مَشْهُور أكبر من حجم الرَّوْضَة 433 - سلار بن الْحسن بن عمر بن سعيد الإِمَام الْعَلامَة مفتي الشَّام ومعيده كَمَال الدَّين أَبُو الْفَضَائِل الإريلي شيخ الْأَصْحَاب ومفيد الطلاب تفقه على ابْن الصّلاح حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَتقدم وساد وَاحْتَاجَ النَّاس إِلَيْهِ وَكَانَ معيدا بالبادرائية عينه لَهَا واقفها فباشرها إِلَى أَن توفّي يُفِيد وَيُعِيد ويصنف ويعلق الحديث: 432 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 ويؤلف وَيجمع وينشر الْمَذْهَب وَلم يَزْدَدْ منصبا آخر وَقد اختصر الْبَحْر للروياني فِي مجلدات عدَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة من الْأَصْحَاب مِنْهُم الشَّيْخ مُحي الدَّين النواوي وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء حسنا قَالَ وتفقه على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر الماهياني والماهياني على ابْن البزري وَقَالَ الشريف عز الدَّين كَانَ أحد الْفُقَهَاء الْمَشْهُورين والفضلاء الْمَذْكُورين بِالشَّام وَكَانَ عَلَيْهِ مدَار الْفَتْوَى بِالشَّام فِي وقته وَلم يتْرك بعده فِي بِلَاد الشَّام مثله أفتى مُدَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبعين وسِتمِائَة فِي عشر السّبْعين وَقيل انه نَيف عَلَيْهَا وَدفن بِبَاب الصَّغِير عِنْد الشُّهَدَاء 434 - عبد الرَّحْمَن بن اسماعيل بن ابراهيم بن عُثْمَان بن ابى بكر الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة ذُو الْفُنُون المتنوعة شهَاب الدَّين أَبُو الْقَاسِم الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الحديث: 434 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 الْفَقِيه المقرىء النَّحْوِيّ الْمُحدث الْمَعْرُوف بِأبي شامة لشامة كَبِيرَة فَوق حَاجِبه الْأَيْسَر ولد بِدِمَشْق فى أحد الربيعين سنة تسع وَتِسْعين بِتَقْدِيم التَّاء فيهمَا وَخَمْسمِائة وَختم الْقُرْآن وَله دون عشر سِنِين وأتقن فن الْقِرَاءَة على السخاوي وَله سِتّ عشرَة سنة وَسمع الْكثير وَأخذ عَن الشَّيْخَيْنِ عز الدَّين بن عبد السَّلَام وَابْن الصّلاح قَالَ ابْن كثير وَكَانَ ذَا فنون كَثِيرَة أَخْبرنِي الْحَافِظ علم الدَّين البرزالي عَن الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ أَنه كَانَ يَقُول بلغ الشَّيْخ شهَاب الدَّين أَبُو شامة رُتْبَة الِاجْتِهَاد قَالَ الذَّهَبِيّ وَكتب الْكثير من الْعُلُوم وأتقن الْفِقْه ودرس وَأفْتى وبرع فِي فن الْعَرَبيَّة وَذكر أَنه حصل لَهُ الشيب وَهُوَ ابْن خمس وَعشْرين سنة وَولي مشيخة الْقِرَاءَة بالتربة الأشرفية ومشيخة الحَدِيث بِالدَّار الأشرفية وَكَانَ مَعَ كَثْرَة فضائله متواضعا مطرحا للتكلف رُبمَا ركب الْحمار بَين المداوير قَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات جمَاعَة توفّي فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 الفراديس على يسَار الْمَار إِلَى مرجة الدحداح وَكَانَ قد حصل لَهُ محنة فِي جُمَادَى الْآخِرَة من هذة السّنة وَمن تصانيفه شرح الشاطبية وَاخْتصرَ تَارِيخ دمشق مرَّتَيْنِ الأولى فِي خَمْسَة عشر مجلدا وَالثَّانيَِة فِي خمس مجلدات وَشرح القصائد النَّبَوِيَّة للسخاوي فِي مُجَلد وَكتاب الروضتين فِي اخبار الدولتين النورية والصلاحية وَكتاب الذيل عَلَيْهِمَا وَشرح الحَدِيث المقتفى فِي مبعث الْمُصْطَفى وَكتاب ضوء الْقَمَر الساري الى معرفَة رُؤْيَة الْبَارِي وَكتاب الْمُحَقق من علم الْأُصُول فِيمَا يتَعَلَّق بِأَفْعَال الرَّسُول وَكتاب الْبَسْمَلَة الْأَكْبَر فِي مُجَلد والأصغر لطيف وَكتاب الْبَاعِث على إِنْكَار الْبدع والحوادث وَكتاب السِّوَاك وَكتاب كشف حَال بني عبيد ومفردات الْقُرَّاء ومقدمة فِي النَّحْو ونضم الْمفصل للزمخشري وشيوخ الْبَيْهَقِيّ وَله تصانيف كَثِيرَة وأكثرها لم يفرغها 435 - عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحسن بن يحيى عماد الدَّين الدمنهوري مولده بدمنهور من أَعمال الديار المصرية فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وسِتمِائَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا وَولي إِعَادَة الْمدرسَة الصالحية بِالْقَاهِرَةِ قَالَ السَّيِّد عز الدَّين وَتَوَلَّى الْعُقُود والفروض مُدَّة وَكَانَ من أكَابِر الْعُدُول ومتميزيهم قَالَ السُّبْكِيّ وَهُوَ المغري الحديث: 435 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 بالاعتراض على الشَّيْخ فِي الْمُهَذّب والتنبيه لَا جرم أَن الله أخمل ذكره وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ صنف كِتَابه الْمَشْهُور على التَّنْبِيه وَلَقَد أَسَاءَ التَّعْبِير فِي مَوَاضِع مِنْهُ توفّي فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم 436 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مَنْعَة الْفَقِيه الْمُحَقق الْعَلامَة تَاج الدَّين أَبُو الْقَاسِم بن الإِمَام رَضِي الدَّين بن الإِمَام عماد الدَّين بن الإِمَام رَضِي الدَّين الْموصِلِي كَانَ من بَيت الْفِقْه وَالْعلم بالموصل ولد بالموصل سنة ثَمَان وَتِسْعين بِتَقْدِيم التَّاء وَخَمْسمِائة واشتغل بهَا وَأفَاد وصنف ثمَّ دخل بَغْدَاد بعد اسْتِيلَاء التتار عَلَيْهَا فِي رَمَضَان سنة سبعين وَولي قَضَاء الْجَانِب الغربي فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وتدريس البشيرية قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها أصوليا فَاضلا توفّي فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن عِنْد قبَّة الديلم بالمشهد الفاطمي هَكَذَا أرخه الكازروني فِي ذيله على ابْن السَّاعِي وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ ابْن خلكان توفّي فِي سنة سبعين وَجرى عَلَيْهِ فِي العبر وَقَالَ القطب اليونيني والبرزالي توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَهْمَلَهُ السَّيِّد الحديث: 436 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 عز الدَّين وَمن تصانيفه التَّعْجِيز فِي اخْتِصَار الْوَجِيز وَهُوَ كتاب نَفِيس وَإِنَّمَا خمله اسْمه وَكتاب شرح التَّعْجِيز فِي مجلدين ضخمين وَمَات وَلم يكمله بل بَقِي مِنْهُ اكثر من الرّبع والتطريز فِي شرح الْوَجِيز وَكتاب النبيه فِي اخْتِصَار التَّنْبِيه وَقد غير فِيهِ ألفاظا وَزَاد فِيهِ مسَائِل غربية وَكتاب التنويه على أَلْفَاظ التَّنْبِيه سلك فِيهِ مَسْلَك دقائق الْمِنْهَاج للنووي لكنه أكبر مِنْهُ بِكَثِير ومختصر الْمَحْصُول للْإِمَام فَخر الدَّين ومختصر طَريقَة الطاوسي فِي الْخلاف ومختصر درة الغواص وجوامع الْكَلم الشَّرِيفَة فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وَغير ذَلِك قَالَ السُّبْكِيّ وَله مُخْتَصر فِي الْفِقْه سَمَّاهُ نِهَايَة النفاسة قل إِن رَأَيْت مثله فِي عذوبة اللَّفْظ وَكَثْرَة الْمَعْنى وَصغر الحجم لَكِن ذكر فِيهِ مَوَاضِع تخَالف الْمَذْهَب 437 - عبد الْغفار بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْغفار القرويني الشَّيْخ نجم الدَّين صَاحب الْحَاوِي الصَّغِير واللباب والعجاب قَالَ السُّبْكِيّ كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْفِقْه والحساب وَحسن الِاخْتِصَار وَقيل إِنَّه إِذا كتب فِي اللَّيْل يضيء لَهُ نور يكْتب عَلَيْهِ توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَقد شاخ الحديث: 437 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 438 - عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن ابي الْفضل بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الإِمَام الْعَالم القَاضِي خطيب الشَّام وَشَيخ دَار الحَدِيث عماد الدَّين أَبُو الْفَضَائِل بن قَاضِي الْقُضَاة جمال الدَّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الدِّمَشْقِي ابْن الحرستاني ولد فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا وَخَمْسمِائة بِدِمَشْق وَسمع من وَالِده وَجَمَاعَة واشتغل على ابيه فِي الْمَذْهَب وبرع فِيهِ وَتقدم وَأفْتى وناظر ودرس وناب عَن ابيه فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بعد ابيه مُدَّة قَليلَة ثمَّ عزل ودرس بالغزالية مُدَّة وباشر الخطابة مُدَّة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ من كبار الْأَئِمَّة وشيوخ الْعلم مَعَ التَّوَاضُع والديانة وَحسن السمت والتجمل وَولي مشيخة الأشرفية بعد ابْن الصّلاح فباشرها إِلَى أَن توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 439 - عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر العلامي قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدَّين الشهير بِابْن بنت الْأَعَز والأعز كَانَ وَزِير الْكَامِل بن الْعَادِل ولد فِي رَجَب سنة أَربع الحديث: 438 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 وسِتمِائَة وَقيل سنة أَربع عشرَة وَولي قَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية بِتَعْيِين الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام والوزارة وَنظر الدَّوَاوِين وتدريس الشَّافِعِي والصالحية ومشيخة الشُّيُوخ والخطابة وَلم تَجْتَمِع هَذِه المناصب لأحد قبله قَرَأَ على الشَّيْخ زكي الدَّين الْمُنْذِرِيّ سنَن أبي دَاوُد وَسمع من غَيره وَحدث قَالَ القطب اليونيني كَانَ إِمَامًا فَاضلا متبحرا وَتقدم فِي الدولة وَكَانَت لَهُ الْحُرْمَة الوافرة عِنْد الْملك الظَّاهِر وَكَانَ ذَا ذهن ثاقب وحدس صائب وجد وَسعد وحزم وعزم مَعَ النزاهة المفرطة وَحسن الطَّرِيقَة والصلابة فِي الدَّين والتثبت فِي الْأَحْكَام وتولية الْأَكفاء لَا يُرَاعِي أحدا وَلَا يداهنه وَلَا يقبل شَهَادَة مريب وَكَانَ قوي النَّفس بِحَيْثُ يرْتَفع على الصاحب بهاء الدَّين بن حنا وَلَا يحتقل بأَمْره وَقَالَ السُّبْكِيّ وَعَن ابْن دَقِيق الْعِيد أَنه قَالَ لَو تفرغ ابْن بنت الْأَعَز للْعلم فاق ابْن عبد السَّلَام وَكَانَ يُقَال إِنَّه آخر قُضَاة الْعدْل وَفِي أَيَّامه قبل مَوته بِسنتَيْنِ جعلت الْقُضَاة أَرْبَعَة فَإِنَّهُ طلب مِنْهُ أَن يُفَوض قَضيته إِلَى حَنَفِيّ لكَونهَا لَا تسوغ إِلَّا على مذْهبه فَامْتنعَ وَكَانَت الْعَادة أَن يَسْتَنِيب من كل مَذْهَب وَاحِدًا ليحكم فِي الْأُمُور السائغة على مذْهبه وَلَكِن بِإِذن فَلَمَّا امْتنع من تِلْكَ الْقَضِيَّة أُشير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 بتولية أَرْبَعَة مستقلين من الْمذَاهب فَفعل ذَلِك بِمصْر فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ثمَّ بِدِمَشْق سنة أَربع وَسِتِّينَ توفّي فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم 440 - عُثْمَان بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن خَليفَة الصنهاجي الشَّيْخ الإِمَام سديد الدَّين أَبُو عمر التزمنتي مولده سنة خمس وسِتمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة واشتغل بهَا وناب فِي الحكم ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ قَالَ السُّبْكِيّ وَكَانَ إِمَامًا مَشْهُورا بِمَعْرِِفَة الْمَذْهَب والتبحر فِيهِ أَخذ عَنهُ ابْن الرّفْعَة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم 441 - عَليّ بن أَنْجَب بن عُثْمَان بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم المؤرخ الْكَبِير تَاج الدَّين أَبُو طَالب الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن السَّاعِي ولد فِي الحديث: 440 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْبَقَاء العكبري وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة كَانَ فَقِيها قَارِئًا بالسبع مُحدثا مؤرخا شَاعِرًا لطيفا كَرِيمًا لَهُ مصنفات كَثِيرَة فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والتاريخ وَغير ذَلِك مِنْهَا تَارِيخ فِي سِتَّة وَعشْرين مجلدا وَشرح على مقامات الحريري فِي خَمْسَة وَعشْرين مجلدا وشعراء الزَّمَان فِي عشر مجلدات وطبقات الْفُقَهَاء فِي ثَمَان مجلدات وذيل على تَارِيخ ابْن الْأَثِير فِي خمس مجلدات ومعجم الأدباء فِي خمس مجلدات أَيْضا قَالَ الذَّهَبِيّ وَقد أورد الكازروني فِي تَرْجَمَة ابْن السَّاعِي أَسمَاء التصانيف الَّتِي صنفها وَهِي كَثِيرَة جدا لَعَلَّهَا وقر بعير مِنْهَا مشيخته بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة فِي عشر مجلدات وَقَرَأَ على ابْن النجار تَارِيخه الْكَبِير لبغداد وَقد تكلم فِيهِ فَالله أعلم وَله أَوْهَام توفّي بِبَغْدَاد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة ووقف كتبه على النظامية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 442 - عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ القَاضِي الْعَلامَة شمس الدَّين أَبُو الْحسن الشهرزوري الْكرْدِي مدرس القيمرية قَالَ الذَّهَبِيّ شيخ فَقِيه إِمَام عَارِف بِالْمذهبِ مَوْصُوف بجودة النَّقْل حسن الدّيانَة قوي النَّفس ذُو هَيْبَة ووقار بنى الْأَمِير نَاصِر الدَّين القيمري مدرسة بالحريميين وفوض تدريسها إِلَيْهِ وَإِلَى أولي الْأَهْلِيَّة من ذُريَّته وَقد نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن خلكان وَتكلم بدار الْعدْل بِحَضْرَة الْملك الظَّاهِر عِنْدَمَا اختاط على الغوطة فَقَالَ المَاء والكلاء والمرعى لله لَا يملك وكل من فِي يَده ملك فَهُوَ لَهُ فبهت السُّلْطَان لكَلَامه وانفصل الْموعد على هَذَا الْمَعْنى توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة 443 - عمر بن أسعد بن أبي غَالب القَاضِي عز الدَّين أَبُو حَفْص الربعِي بِفَتْح الحديث: 442 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 الرَّاء الإربلي معيد الرواحية وَصَاحب ابْن الصّلاح وَشَيخ النَّوَوِيّ سمع من جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ دينا فَاضلا بارعا فِي الْمَذْهَب وَقد نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الصَّائِغ ودرس وأشغل وَكَانَ النَّوَوِيّ يتأدب مَعَه رُبمَا قَامَ وملأ الإبريق وَمَشى بِهِ قدامه إِلَى الطَّهَارَة توفّي فِي رَمَضَان سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة 444 - عمر بن بنْدَار بباء مُوَحدَة بعْدهَا نون سَاكِنة بن عمر القَاضِي كَمَال الدَّين أَبُو حَفْص التفليسي ولد بتفليس سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب والأصلين وَغير ذَلِك ودرس وَأفْتى وأشغل وجالس أَبَا عَمْرو ابْن الصّلاح وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْأُصُول الشَّيْخ محيي الدَّين النَّوَوِيّ وَولي الْقَضَاء بِدِمَشْق نِيَابَة وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة وَلما تملك التتار جَاءَهُ التَّقْلِيد من هولاكو بِقَضَاء الشَّام والجزيرة والموصل فباشر مُدَّة يسيرَة وَأحسن إِلَى النَّاس بِكُل مُمكن وذب عَن الرّعية وَكَانَ نَافِذ الْكَلِمَة عَزِيز الْمنزلَة عِنْد التتار لَا يخالفونه فِي شَيْء قَالَ القطب اليونيني الحديث: 444 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 فَبَالغ فِي الْإِحْسَان وسعى فِي حقن الدِّمَاء وَلم يتدنس فِي تِلْكَ الْمدَّة بِشَيْء من الدُّنْيَا مَعَ فقره وَكَثْرَة عِيَاله وَلَا استصفى لنَفسِهِ مدرسة وَلَا اسْتَأْثر بِشَيْء وَكَانَ مدرس العادلية وَسَار محيي الدَّين ابْن الزكي فجَاء بِالْقضَاءِ على الشَّام من جِهَة هولاكو وَتوجه كَمَال الدَّين إِلَى قَضَاء حلب وأعمالها وَلما عَادَتْ الدولة المصرية تعصبوا عَلَيْهِ وَنسب إِلَيْهِ أَشْيَاء برأه الله مِنْهَا وَعَصَمَهُ مِمَّن أَرَادَ ضَرَره وَكَانَ نِهَايَة مَا نالوا مِنْهُ انهم ألزموه بِالسَّفرِ إِلَى الديار المصرية فسافر وَأفَاد أهل مصر قَالَ الشريف عز الدَّين كَانَ مَحْمُود السِّيرَة مشكور الطَّرِيقَة أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة يشغل الطّلبَة بعلوم عدَّة فِي غَالب اوقاته فَوجدَ بِهِ النَّاس فِي ذَلِك نفعا كثيرا ولازمته مُدَّة وقرأت عَلَيْهِ شَيْئا من أصُول الْفِقْه وانتفعت بِهِ وَكَانَ أحد الْعلمَاء الْمَشْهُورين وَالْأَئِمَّة الْمَذْكُورين توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم 445 - عمر بن عبد الْوَهَّاب بن خلف قَاضِي الْقُضَاة صدر الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدَّين العلامي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن بنت الْأَعَز ولد سنة خمس وَعشْرين الحديث: 445 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 وسِتمِائَة وَسمع من الزكي الْمُنْذِرِيّ والرشيد الْعَطَّار وَولي قَضَاء الديار المصرية فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وعزل فِي رَمَضَان سنة تسع وَقيل انه عزل نَفسه وَاقْتصر على تدريس الصالحية قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ يسْلك طَريقَة وَالِده فِي التَّحَرِّي والصلابة وَكَانَ فِيهِ دين وَتعبد ولديه فَضَائِل وَكَانَ عَظِيم الهيبة وافر الْجَلالَة عديم المزاح بارا بالفقهاء مؤثرا متصدقا وَكَانَ أَبوهُ يحترمه ويتبرك بِهِ ودرس بأماكن توفّي يَوْم عاشورا سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة 446 - الْفَتْح بن مُوسَى بن حَمَّاد بن عبد الله بن عَليّ بن عِيسَى الْفَقِيه نجم الدَّين أَبُو نصر المغربي الجزيري ولد بالجزيرة الخضراء بالأندلس فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة واشتغل بالنحو وَسمع مُقَدّمَة الْجُزُولِيّ عَلَيْهِ وَقدم الحديث: 446 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 دمشق سنة عشر وَسمع من الْكِنْدِيّ واشتغل بحماة على السَّيْف الْآمِدِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ نظم الْمفصل للزمخشري ونظم كتاب الإشارات لِابْنِ سينا ونظم السِّيرَة لِأَبْنِ هِشَام على قافية رائية فِي اثْنَي عشر ألف بَيت وَله عدَّة مصنفات وَكَانَ من فضلاء زَمَانه ثمَّ دخل مصر ودرس بالفائزية بسيوط ثمَّ ولي قَضَاء سيوط وَبهَا توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 447 - الْمُبَارك بن يحيى بن أبي الْحسن بن أبي الْقَاسِم الْمصْرِيّ الشَّيْخ نصير الدَّين ابْن الطباخ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه مَشْهُور الِاسْم فِيهِ درس بالقطبية بِالْقَاهِرَةِ وَأعَاد بالصالحية عِنْد ابْن عبد السَّلَام وَكَانَ ذكي القريحة حاد الذِّهْن كثير الاعتناء بِكِتَاب التَّنْبِيه يَدعِي انه تخرج مسَائِل الْفِقْه كلهَا مِنْهُ وَقَالَ السَّيِّد عز الدَّين برع فِي الْمَذْهَب ودرس وَأفْتى وصنف وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء الْمَشْهُورين والفضلاء الْمَذْكُورين وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من كبار أَئِمَّة الْمَذْهَب واشتغل وصنف وَتخرج الحديث: 447 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 بِهِ جمَاعَة مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن ظَاهر بَاب النَّصْر 448 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى بن هبة الله بن الْحسن بن سني الدولة قَاضِي الْقُضَاة نجم الدَّين أَبُو بكر بن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدَّين أبي الْعَبَّاس بن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أبي البركات الدِّمَشْقِي ولد فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة وَقيل سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة اشْتغل وَتقدم وناب عَن وَالِده ثمَّ ولي قَضَاء حلب ثمَّ ولي قَضَاء دمشق سنة ثمَّ عزل بِابْن خلكان ثمَّ سكن مصر مُدَّة وصودر وتعب وَقد درس بالأمينية وعدة مدارس قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ مَوْصُوفا بجودة النَّقْل وَصِحَّته وكثرته مَشْهُورا بالصرامة والهيبة والهمة الْعَالِيَة والتحري فِي الْأَحْكَام توفّي فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون 449 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى بن عِيسَى بن مُوسَى بن نصر الله قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين أَبُو عبد الله العامري الْحَمَوِيّ ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث الحديث: 448 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 وسِتمِائَة بحماة وَحفظ التَّنْبِيه فِي صغره ثمَّ انْتقل عَنهُ إِلَى الْوَسِيط فحفظه كُله وَحفظ الْمفصل كُله ورحل إِلَى حلب فَقَرَأَ على موفق الدَّين بن يعِيش وَرجع إِلَى حماة وتصدر للإقراء وَالْفَتْوَى وَله ثَمَان عشرَة سنة وَحفظ الْمُسْتَصْفى للغزالي وكتابي ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول والنحو وَنظر فِي التَّفْسِير وبرع فِيهِ وشارك فِي الْخلاف والْحَدِيث وَالْبَيَان والمنطق وَقدم دمشق سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَهُوَ من فضلاء وقته فلازم ابْن الصّلاح وَشرح عَلَيْهِ وعلق عَنهُ وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْحسن السخاوي وَسمع مِنْهُمَا وَمن غَيرهمَا وَولي وكَالَة بَيت المَال ودرس بالشامية البرانية ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَقت أَخذ التتار حلب وَولي عدَّة جِهَات وَظَهَرت فضائله الباهرة وَاشْتَغلُوا عَلَيْهِ فِي أَيَّام الشَّيْخ عز الدَّين ابْن عبد السَّلَام ثمَّ درس بالظاهرية ثمَّ ولي الْقَضَاء وتدريس الشَّافِعِي وَامْتنع من أَخذ الجامكية على الْقَضَاء دينا وورعا وَكَانَ يقْصد بالفتاوى من النواحي وَله فتاوي مَجْمُوعَة وَتخرج بِهِ القَاضِي بدر الدَّين ابْن جمَاعَة وَغَيره وَحدث عَنهُ الدمياطي وَابْن جمَاعَة والمصريون قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ حميد السِّيرَة حسن الدّيانَة كثير الْعِبَادَة كَبِير الْقدر جميل الذّكر وَقَالَ غَيره كَانَ فِيهِ لطافة كتب إِلَيْهِ بعض الطّلبَة يطْلب مِنْهُ شَيْئا من الْوَقْف فَكتب على ورقته حَالَتْ أبنية الْوَقْف بَين العابد والصلة فاستحالت الْمَسْأَلَة وَكَانَ ابْن الرّفْعَة يُبَالغ فِي الثَّنَاء على فقهه وَيَقُول عَنهُ شيخ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 مَشَايِخ الْإِسْلَام وَكَانَ القَاضِي بدر الدَّين ابْن جمَاعَة يُبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ انْتهى وَمِمَّا يدل على جلالة قدره ان الشَّيْخ محيي الدَّين النواوي نقل عَنهُ فِي الْأُصُول والضوابط مَعَ تَأَخّر وَفَاته عَنهُ توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة 450 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك الْعَلامَة الأوحد جمال الدَّين أَبُو عبد الله الطَّائِي الجياني نزيل دمشق ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة هَذَا هُوَ الصَّوَاب فَفِي تَارِيخ حلب للشَّيْخ كَمَال الدَّين ابْن العديم ان الشَّيْخ جمال الدَّين أخبرهُ بذلك وَقيل ولد سنة سِتّمائَة اَوْ سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن غير وَاحِد مِنْهُم ثَابت بن عبد الْجَبَّار الجياني وجالس بحلب ابْن عمرون وَغَيره وتصدر بهَا لإقراء الْعَرَبيَّة ثمَّ انْتقل إِلَى دمشق وَأقَام بهَا يشغل ويصنف وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَثِيرَة قَالَ الذَّهَبِيّ وَصرف همته إِلَى إتقان لِسَان الْعَرَب حَتَّى بلغ فِيهِ الْغَايَة وَحَازَ قصب السَّبق وأربى على الْمُتَقَدِّمين وَكَانَ إِمَامًا فِي الْقرَاءَات وعللها وصنف فِيهَا قصيدة دالية مرموزة فِي مِقْدَار الشاطبية وَأما اللُّغَة الحديث: 450 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 فَكَانَ إِلَيْهِ المنتهي فِي الْإِكْثَار من نقل غريبها والاطلاع على وحشيها وَأما النَّحْو والتصريف فَكَانَ فِيهِ بحرا لَا يجارى وحبرا لَا يُبَارى وَأما أشعار الْعَرَب الَّتِي يستشهد بهَا على اللُّغَة والنحو فَكَانَت الْأَئِمَّة الْأَعْلَام يتحيرون فِيهِ ويتعجبون من أَيْن يَأْتِي بهَا وَكَانَ نظم الشّعْر سهلا عَلَيْهِ هَذَا مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من الدَّين المتين وَصدق اللهجة وَكَثْرَة النَّوَافِل وَحسن السمت ورقة الْقلب وَكَمَال الْعقل وَالْوَقار والتؤدة وَقَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي قَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ يمِيل إِلَى مَذْهَب أهل الظَّاهِر وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي أَخْبرنِي الإِمَام شهَاب الدَّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود قَالَ جلس يَوْمًا يَعْنِي ابْن مَالك وَذكر مَا انْفَرد بِهِ صَاحب الْمُحكم عَن الْأَزْهَرِي فِي اللُّغَة قَالَ الصَّفَدِي وَهَذَا أَمر معجز لِأَنَّهُ يُرِيد ينْقل الْكِتَابَيْنِ قَالَ صَلَاح الدَّين وَانْفَرَدَ عَن المغاربة بشيئين الْكَرم وَمذهب الشَّافِعِي توفّي فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 بالصالحية بتربة ابْن الصَّائِغ ورثاه الْعَلامَة بهاء الدَّين ابْن النّحاس وَمن تصانيفه كتاب تسهيل الْفَوَائِد فِي النَّحْو وَكتاب الضَّرْب فِي معرفَة لِسَان الْعَرَب وَكتاب الكافية الشافية وَكتاب الْخُلَاصَة وَكتاب الْعُمْدَة وَشَرحهَا وَكتاب سبك المنظوم وَفك الْمَخْتُوم وَكتاب إِكْمَال الْأَعْلَام بِتَثْلِيث الْكَلَام والتوضيح على مَا وَقع فِي الصَّحِيح وَغير ذَلِك 451 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن حَمْزَة نجيب الدَّين أَبُو الْفضل الخلاطي مولده فِي ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة سمع بِبَغْدَاد ودمشق وَسكن الْقَاهِرَة وَولي قَضَاء الشَّارِع خَارج بَاب زويلة وخطب بِجَامِع المقس مُدَّة وَحدث وصنف كتبا مِنْهَا قَوَاعِد الشَّرْع وضوابط الأَصْل وَالْفرع على الْوَجِيز قَالَ السَّيِّد عز الدَّين وَذكر أَنه شرح التَّنْبِيه فِي عشر مجلدات توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة الحديث: 451 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 452 - مَنْصُور بن سليم بِفَتْح السِّين بن مَنْصُور بن فتوح الإِمَام الْمُحدث وجيه الدَّين أَبُو المظفر الْهَمدَانِي الإسْكَنْدراني محتسب الثغر ولد فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وسِتمِائَة ورحل وَسمع الْكثير قَالَ الذَّهَبِيّ وصنف وَخرج وعني بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال والتاريخ وَالْفِقْه وَغير ذَلِك ودرس بالإسكندرية وَجمع لنَفسِهِ معجما وَخرج أَرْبَعِينَ حَدِيثا فِي أَرْبَعِينَ بَلَدا وَلَكِن بعض بلدانه قرى ومحال وصنف تَارِيخا للإسكندرية فِي مجلدين وَكَانَ دينا خيرا حميد الطَّرِيقَة كثير الْمُرُوءَة محسنا إِلَى الرحالة كتب عَنهُ الدمياطي والشريف عز الدَّين وَلم يخلف بعده بِبَلَدِهِ مثله توفّي فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بالمينافين والهمداني بِسُكُون الْمِيم نِسْبَة إِلَى الْقَبِيلَة الْمَشْهُورَة 453 - موهوب بن عمر بن موهوب بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي ثمَّ الْمصْرِيّ القَاضِي صدر الدَّين أَبُو مَنْصُور ولد بالجزيرة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين بِتَقْدِيم الحديث: 452 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 التَّاء وَخَمْسمِائة وَأخذ عَن السخاوي وَابْن عبد السَّلَام وَغَيرهمَا قَالَ الذَّهَبِيّ وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول والنحو ودرس وَأفْتى وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ من فضلاء زَمَانه وَولي الْقَضَاء بِمصْر وأعمالها دون الْقَاهِرَة مُدَّة وَقَالَ غَيره تخرجت بِهِ الطّلبَة وجمعت عَنهُ الْفَتَاوَى الْمَشْهُورَة بِهِ توفّي بِمصْر فَجْأَة فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم 454 - يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن حزَام الْفَقِيه الْحَافِظ الزَّاهِد أحد الْأَعْلَام شيخ الْإِسْلَام محيي الدَّين أَبُو زَكَرِيَّا الْحزَامِي النَّوَوِيّ بِحَذْف الْألف وَيجوز إِثْبَاتهَا الدِّمَشْقِي ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قَرَأَ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ وَختم وَقد ناهز الِاحْتِلَام قَالَ ابْن الْعَطَّار قَالَ لي الشَّيْخ فَلَمَّا كَانَ لي تسع عشرَة سنة قدم بِي وَالِدي إِلَى دمشق سنة تسع وَأَرْبَعين فسكنت الْمدرسَة الرواحية وَبقيت نَحْو سنتَيْن لم أَضَع جَنْبي إِلَى الأَرْض وَكَانَ قوتي بهَا جراية الْمدرسَة لَا غير وحفظت التَّنْبِيه فِي نَحْو أَرْبَعَة الحديث: 454 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 أشهر وَنصف قَالَ وَبقيت أَكثر من شَهْرَيْن أَو أقل لما قَرَأت يجب الْغسْل من إيلاج الْحَشَفَة فِي الْفرج أعتقد ان ذَلِك قرقرة الْبَطن وَكنت أستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد كلما قرقر بَطْني وقرأت حفظا ربع الْمُهَذّب فِي بَاقِي السّنة وَجعلت أشرح وأصحح على شَيخنَا كَمَال الدَّين إِسْحَاق المغربي ولازمته فأعجب بِي وأحبني وَجَعَلَنِي اعيد لأكْثر جماعته فَلَمَّا كَانَت سنة إِحْدَى وَخمسين حججْت مَعَ وَالِدي وَكَانَت وَقْفَة الْجُمُعَة وَكَانَ رحيلنا من أول رَجَب فَأَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ نَحوا من شهر وَنصف وَذكر وَالِده قَالَ لما توجهنا من نوى أَخَذته الْحمى فَلم تُفَارِقهُ إِلَى يَوْم عَرَفَة وَلم يتأوه قطّ قَالَ وَذكر لي الشَّيْخ أَنه كَانَ يقْرَأ كل يَوْم اثْنَي عشر درسا على الْمَشَايِخ شرحا وتصحيحا درسين فِي الْوَسِيط ودرسا فِي الْمُهَذّب ودرسا فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ ودرسا فِي صَحِيح مُسلم ودرسا فِي اللمع لِابْنِ جنى ودرسا فِي اصْطِلَاح الْمنطق لِابْنِ السّكيت ودرسا فِي التصريف ودرسا فِي أصُول الْفِقْه تَارَة فِي اللمع لأبي إِسْحَاق وَتارَة فِي الْمُنْتَخب لفخر الدَّين ودرسا فِي أَسمَاء الرِّجَال ودرسا فِي أصُول الدَّين وَكنت أعلق جَمِيع مَا يتَعَلَّق بهَا من شرح مُشكل ووضوح عبارَة وَضبط لُغَة وَبَارك الله لي فِي وقتي وخطر لي الِاشْتِغَال بِعلم الطِّبّ فاشتريت كتاب القانون فِيهِ وعزمت على الِاشْتِغَال فِيهِ فأظلم على قلبِي وَبقيت إياما لَا أقدر على الِاشْتِغَال بِشَيْء ففكرت فِي أَمْرِي وَمن أَيْن دخل عَليّ الدَّاخِل فألهمني الله أَن سَببه اشتغالي بالطب فَبِعْت القانون فِي الْحَال فَاسْتَنَارَ قلبِي وَقد سمع الحَدِيث الْكثير وَأخذ علم الحَدِيث عَن جمَاعَة من الْحفاظ فَقَرَأَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 كتاب الْكَمَال لعبد الْغَنِيّ على أبي الْبَقَاء خَالِد النابلسي وَشرح مُسلم ومعظم البُخَارِيّ على أبي إِسْحَاق الْمرَادِي وَأخذ أصُول الْفِقْه عَن القَاضِي أبي الْفَتْح التفليسي وتفقه على الْكَمَال إِسْحَاق المغربي وشمس الدَّين عبد الرَّحْمَن بن نوح الْمَقْدِسِي وَعز الدَّين عمر بن أسعد الإربلي وَكَمَال الدَّين سلار الإربلي قَرَأَ على ابْن مَالك كتابا من تصانيفه وعلق عَنهُ أَشْيَاء قَالَ القَاضِي عز الدَّين ابْن الصَّائِغ لَو أدْرك الْقشيرِي النَّوَوِيّ وَشَيْخه كَمَال الدَّين إِسْحَاق لما قدم عَلَيْهِمَا فِي ذكره لمشايخها يَعْنِي الرسَالَة أحدا لما جمع فيهمَا من الْعلم وَالْعَمَل والزهد والورع والنطق بالحكمة وَقَالَ ابْن الْعَطَّار ذكر لي شَيخنَا أَنه كَانَ لَا يضيع لَهُ وقتا فِي ليل وَلَا نَهَار إِلَّا فِي وَظِيفَة من الِاشْتِغَال بِالْعلمِ حَتَّى فِي ذَهَابه فِي الطَّرِيق يُكَرر أَو يطالع وَأَنه بَقِي على هَذَا سِتّ سِنِين ثمَّ اشْتغل بالتصنيف والإشغال والنصح للْمُسلمين وولاتهم مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من المجاهدة لنَفسِهِ وَالْعَمَل بدقائق الْفِقْه والحرص على الْخُرُوج من خلاف الْعلمَاء والمراقبة لأعمال الْقُلُوب وتصفيتها من الشوائب يُحَاسب نَفسه على الخطوة بعد الخطوة وَكَانَ محققا فِي علمه وفنونه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 مدققا فِي علمه وشؤونه حَافِظًا لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَارِفًا بأنواعه من صَحِيحه وسقيمه وغريب أَلْفَاظه واستنباط فقهه حَافِظًا للْمَذْهَب وقواعده وأصوله وأقوال الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَاخْتِلَاف الْعلمَاء ووفاقهم سالكا فِي ذَلِك طَريقَة السّلف قد صرف أوقاته كلهَا فِي أَنْوَاع الْعلم وَالْعَمَل بِالْعلمِ وَكَانَ لَا يَأْكُل فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة إِلَّا أَكلَة بعد عشَاء الْآخِرَة وَلَا يشرب إِلَّا شربة وَاحِدَة عِنْد السحر وَلم يتَزَوَّج وَقد ولي دَار الحَدِيث الأشرفية بعد موت أبي شامة سنة خمس وَسِتِّينَ إِلَى أَن توفّي وَلم يَأْخُذ لنَفسِهِ شَيْئا من معلومها وترجمته طَوِيلَة أفردها تِلْمِيذه ابْن الْعَطَّار بالتصنيف مَاتَ بِبَلَدِهِ نوى بعد مَا زار الْقُدس والخليل فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بهَا وَمن تصانيفه الرَّوْضَة والمنهاج وَشرح الْمُهَذّب وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الرِّبَا وَقَالَ الذَّهَبِيّ وصل فِيهِ إِلَى بَاب الْمُصراة وَهُوَ غلط سَمَّاهُ الْمَجْمُوع والمنهاج فِي شرح مُسلم وَكتاب الْأَذْكَار وَكتاب رياض الصَّالِحين وَكتاب الْإِيضَاح فِي الْمَنَاسِك والإيجاز فِي الْمَنَاسِك وَله أَربع مَنَاسِك أخر وَالْخُلَاصَة فِي الحَدِيث لخص فِيهِ الْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة فِي شرح الْمُهَذّب وَكتاب الْإِرْشَاد فِي علم الحَدِيث وَكتاب التَّقْرِيب والتيسير فِي مُخْتَصر الْإِرْشَاد وَكتاب التِّبْيَان فِي آدَاب حَملَة الْقُرْآن وَكتاب المبهمات وَكتاب التَّحْرِير فِي أَلْفَاظ التَّنْبِيه ونكت التَّنْبِيه فِي مجلدة والعمدة فِي تَصْحِيح التَّنْبِيه وهما من أَوَائِل مَا صنف وَلَا يَنْبَغِي الِاعْتِمَاد على مَا فيهمَا من التصحيحات الْمُخَالفَة للكتب الْمَشْهُورَة والفتاوى وَقد رتبها ابْن الْعَطَّار وَالتَّحْقِيق وصل فِيهِ إِلَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 أثْنَاء صَلَاة الْمُسَافِر ذكر فِيهِ غَالب مَا فِي شرح الْمُهَذّب من الْأَحْكَام ومبهمات الْأَحْكَام وَهُوَ قريب من التَّحْقِيق فِي كَثْرَة الْأَحْكَام إِلَّا أَنه لم يذكر فِيهِ خلافًا وَقد وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء طَهَارَة الْبدن وَالثَّوْب وَشرح مطول على التَّنْبِيه وصل فِيهِ إِلَى الصَّلَاة سَمَّاهُ تحفة طَالب التَّنْبِيه ونكت على الْوَسِيط فِي مجلدين وَشرح على الْوَسِيط سَمَّاهُ التَّنْقِيح وصل فِيهِ إِلَى كتاب شُرُوط الصَّلَاة قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَهُوَ كتاب جليل من أَوَاخِر مَا صنف جعله مُشْتَمِلًا على أَنْوَاع مُتَعَلقَة بِكَلَام الْوَسِيط وَلم يتَعَرَّض فِيهِ لفروع غير فروع الْوَسِيط وَشرح قِطْعَة من البُخَارِيّ وتهذيب الْأَسْمَاء واللغات وطبقات الْفُقَهَاء الملخصة من طَبَقَات ابْن الصّلاح والمنتخب فِي مُخْتَصر التذنيب للرافعي ورؤوس الْمسَائِل وتصنيف فِي الاسْتِسْقَاء وَفِي اسْتِحْبَاب الْقيام لأهل الْفضل وَنَحْوهم وَفِي قسْمَة الْغَنَائِم وَاخْتَصَرَهُ وَالْأُصُول والضوابط وَهُوَ مُشْتَمل على كثير من قَوَاعِده وضوابطه ألف مِنْهُ أوراق قَلَائِل وَكتاب على الرَّوْضَة كالدقائق على الْمِنْهَاج سَمَّاهُ الإشارات إِلَى مَا وَقع فِي الرَّوْضَة من الْأَسْمَاء والمعاني واللغات وَهُوَ كثير الْفَائِدَة وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الصَّلَاة قَالَ الْإِسْنَوِيّ وينسب إِلَيْهِ تصنيفان ليسَا لَهُ أَحدهمَا مُخْتَصر لطيف يُسمى النِّهَايَة فِي اخْتِصَار الْغَايَة وَالثَّانِي أغاليط على الْوَسِيط مُشْتَمِلَة على خمسين موضعا بَعْضهَا فقهية وَبَعضهَا حَدِيثِيَّةٌ وَمِمَّنْ نسب هَذَا إِلَيْهِ ابْن الرّفْعَة فِي شرح الْوَسِيط فاحذره فَإِنَّهُ لبَعض الحمويين وَلِهَذَا لم يذكرهُ ابْن الْعَطَّار تِلْمِيذه حِين عدد تصانيفه واستوعبها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 455 - يحيى بن عبد الْمُنعم بن حسن الشَّيْخ جمال الدَّين الْمصْرِيّ وَيعرف بالجمال يحيى كَانَ فَقِيها كَبِيرا حَافِظًا للْمَذْهَب دينا خيرا أَخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ أبي الطَّاهِر الْمحلي وَبعد صيته واشتهر اسْمه وَولي قَضَاء الْمحلة ثمَّ درس بمشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ وناب فِي الحكم ويحكى أَن القَاضِي تَاج الدَّين ابْن بنت الْأَعَز حضر عِنْد جمَاعَة من الْفُقَهَاء المتقنين فَسَأَلَ عَن مَسْأَلَة فَلم يستحضر أحد مِنْهُم فِيهَا نقلا فَقَالَ الْجمال يحيى أنقلها من سَبْعَة عشر كتابا وسردها وَقيل إِنَّه كَانَ لَا يدْرِي أصولا وَلَا نَحوا وَلَا علما غير الْفِقْه وَكَانَ قوي النَّفس توفّي فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ 456 - يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي أبي سعد بن أبي عصرون الْمدرس الْأَصِيل سعد الدَّين أَبُو يُوسُف سمع وَحدث ودرس بِالْقَاهِرَةِ بِالْمَدْرَسَةِ القطبية مُدَّة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا رَئِيسا نبيلا توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة بالمحلة وَله مسَائِل جمعهَا على الْمُهَذّب الحديث: 455 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة السَّابِعَة 457 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن الْفرج بن أَحْمد بن سَابُور بن عَليّ ابْن غنيمَة بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الإِمَام الْمُقْرِئ الْوَاعِظ الْمُفَسّر الْخَطِيب عز الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الفاروثي الوَاسِطِيّ ولد بواسط فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على وَالِده وعَلى الْحُسَيْن ابْن الْحسن بن ثَابت الطَّيِّبِيّ وَسمع بِبَغْدَاد وواسط وأصفهان ودمشق من خلق وَألبسهُ الشَّيْخ شهَاب الدَّين السهروردي خرقَة التصوف وروى الْكثير بالحرمين وَالْعراق ودمشق وَسمع الحديث: 457 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 عَلَيْهِ خلائق مِنْهُم البرزالي سمع مِنْهُ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره الْكثير وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة خلق وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات جماعات وَقدم دمشق وَولي مشيخة الحَدِيث بالظاهرية وتدريس الجاروخية والنجيبية وَولي خطابة الْجَامِع ثمَّ عزل من الخطابة فتألم لذَلِك وَترك الْجِهَات وأودع بعض كتبه وَكَانَت كَثِيرَة جدا وَسَار مَعَ الركب الشَّامي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فحج وَسَار مَعَ حج الْعرَاق إِلَى وَاسِط قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها سلفيا مفتيا مدرسا عَارِفًا بالقراءات ووجوهها وَبَعض عللها خَطِيبًا واعظا زاهدا عابدا صوفيا صَاحب أوراد وأخلاق وكرم وإيثار ومروءة وفتوة وتواضع وَعدم تكلّف وَكَانَ كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة لَهُ الْقبُول التَّام من الْخَواص والعوام وَله محبَّة فِي الْقُلُوب وَوَقع فِي النُّفُوس وَله نَوَادِر وحكايات حلوة وَكَانَ ظريفا فِي لبسه وخطابته حُلْو المجالسة طيب الْأَخْلَاق لطيف الشكل مَاتَ بواسط فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة 458 - أَحْمد بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد الإِمَام الْعَلامَة أقضى الْقُضَاة خطيب الحديث: 458 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 الشَّام شرف الدَّين أَبُو الْعَبَّاس النابلسي الْمَقْدِسِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة ظنا بالقدس إِذْ أَبوهُ خطيبها إجاز لَهُ جمَاعَة وَسمع من السخاوي وَابْن الصّلاح وطبقتهما واشتغل فِي الْعلم وتفقه على ابْن عبد السَّلَام بِالْقَاهِرَةِ وبرع وتفنن واشتغل وَأفْتى وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة ودرس بالشامية البرانية وناب فِي الحكم عَن أبن الخوبي وَكَانَ من طبقته فِي الْفَضَائِل وَولى دَار الحَدِيث النورية ثمَّ ولي الخطابة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا فَقِيها محققا متقنا للْمَذْهَب وَالْأُصُول والعربية وَالنَّظَر حاد الذِّهْن سريع الْفَهم بديع الْكِتَابَة إِمَامًا فِي تَحْرِير الْخط الْمَنْسُوب وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب وصنف كتابا جمع فِيهِ بَين طريقتي الْفَخر الرَّازِيّ وَالسيف الْآمِدِيّ وَكَانَ متواضعا متنسكا حسن الْأَخْلَاق لطيف الشَّمَائِل طَوِيل الرّوح على التَّعْلِيم وَكَانَ ينشئ الْخطب ويخطب بهَا وَكَانَ متين الدّيانَة حسن الِاعْتِقَاد سلفي النحلة وَقَالَ ابْن كثير انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بعد الشَّيْخ تَاج الدَّين وَأذن لجَماعَة من الْفُضَلَاء فِي الْإِفْتَاء مِنْهُم ابْن تَيْمِية وَكَانَ يفتخر بذلك وَقَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 غَيره لم يخلف بعده مثله وَكَانَ من محَاسِن الزَّمَان وَله تصانيف عديدة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب كيسَان عِنْد وَالِده 459 - أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم شيخ الْحرم محب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وتفقه ودرس وَأفْتى وصنف كتابا كَبِيرا إِلَى الْغَايَة فِي الْأَحْكَام فِي سِتّ مجلدات وتعب عَلَيْهِ مُدَّة ورحل إِلَى الْيمن وأسمعه للسُّلْطَان صَاحب الْيمن روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز والبرزالي وَجَمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ الْفَقِيه الزَّاهِد الْمُحدث وَكَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة ومحدث الْحجاز الحديث: 459 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 وَقَالَ ابْن كثير مُصَنف الْأَحْكَام المبسوطة أَجَاد فِيهَا وَأفَاد وَأكْثر وَأَطْنَبَ وَجمع الصَّحِيح وَالْحسن وَلَكِن رُبمَا أورد الْأَحَادِيث الضعيفة وَلَا يُنَبه على ضعفها وَله كتاب تَرْتِيب جَامع المسانيد وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ اشْتغل بقوص على الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي وَشرح التَّنْبِيه وَألف كتابا فِي الْمَنَاسِك وكتابا فِي الألغاز توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل فِي رَمَضَان وَقيل فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَحكى البرزالي عَن بعض عُلَمَاء الْحجاز أَن الشَّيْخ محب الدَّين توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَولده توفّي بعده فِي ذِي الْقعدَة قَالَ البرزالي واعتمدت على قَوْله وَولده هُوَ القَاضِي جمال الدَّين مُحَمَّد أديب فَاضل سمع من أَبِيه وَمن الْعَلامَة أبي الْحسن ابْن سَلامَة وتفقه بِأَبِيهِ وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِمَكَّة وصنف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 كتابا سَمَّاهُ التشويق إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق قَالَ الْكَمَال الأدفوي ذكر فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة وأصابه الفالج فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة 460 - أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن طَلْحَة بن عمر بن عَليّ بن عبد الله الْفَقِيه الإِمَام أَمِين الدَّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الأشتري الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَسمع الْكثير من خلق وَكَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل والإنابة والديانة التَّامَّة بِحَيْثُ إِن الشَّيْخ مُحي الدَّين كَانَ إِذا جَاءَهُ شَاب يقْرَأ عَلَيْهِ يرشده إِلَى الْقِرَاءَة على الْمَذْكُور لعلمه بِدِينِهِ وعفته روى عَن جمَاعَة روى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز والمزي قَالَ وَكَانَ مِمَّن يظنّ بِهِ أَنه لَا يحس ان يَعْصِي الله تَعَالَى وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل إِمَامًا عَارِفًا بِالْمذهبِ ورعا كثير التِّلَاوَة بارز الْعَدَالَة كَبِير الْقدر مُقبلا على شَأْنه وَكَانَ يقرئ الْفِقْه وَله اعتناء بِالْحَدِيثِ سرد الصَّوْم أَرْبَعِينَ سنة توفّي فَجْأَة بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الحديث: 460 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 461 - أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن خلف الْأنْصَارِيّ السالمي الْفَقِيه المؤرخ فتح الدَّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الزملكاني عَم الشَّيْخ كَمَال الدَّين ابْن الزملكاني ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وروى عَن جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ وَشرع فِي تأريخ كَبِير على نمط تأريخ ابْن خلكان وَلَو كمل لجاء فِي ثَلَاثِينَ مجلدا وَعمل فِيهِ إِلَى حرف الْجِيم فِي نَحْو ثَلَاث مجلدات توفّي فِي صفر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وسِتمِائَة 462 - أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان الشَّيْخ كَمَال الدَّين الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن القليوبي اشْتغل فِي الْعلم وتميز وَسمع وَحدث وَولي قَضَاء الْمحلة وصنف مصنفات كَثِيرَة وَشرح التَّنْبِيه شرحا مَبْسُوطا سَمَّاهُ الْإِشْرَاق فِي شرح تَنْبِيه أبي إِسْحَاق وَكَانَ دينا صَالحا قَالَ الذَّهَبِيّ توفّي سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة كَذَا حَكَاهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَقَالَ وَلَيْسَ كَذَلِك بل قد تَأَخّر عَن هَذَا الْوَقْت فقد رَأَيْت طَبَقَات السماع عَلَيْهِ مؤرخة بِسنة إِحْدَى وَتِسْعين بَعْضهَا فِي جُمَادَى الأولى وَبَعضهَا فِي رَجَب وَعَلَيْهَا خطه بالتصحيح الحديث: 461 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 قلت والذهبي لم يذكرهُ فِي العبر وَقَالَ فِي التأريخ الْكَبِير فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ لَا أعلم مَتى توفّي قَالَ السُّبْكِيّ وَعِنْدِي بِخَطِّهِ من مصنفاته نهج الْوُصُول فِي علم الْأُصُول مُخْتَصرا والمقدمة الأحمدية فِي أصُول الْعَرَبيَّة وَكتاب طب الْقلب ووصول الصب وَكتاب الْعلم الظَّاهِر فِي مَنَاقِب الْفَقِيه أبي الطَّاهِر جمع فِيهِ مَنَاقِب شيخ وَالِده أبي الطَّاهِر خطيب مصر وَكتاب الْحجَّة الرابضة لفرق الرافضة 463 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن خلكان قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْبَرْمَكِي الإربلي ولد بإربل سنة ثَمَان وسِتمِائَة تفقه بالموصل على كَمَال الدَّين ابْن يُونُس وَأخذ بحلب عَن القَاضِي بهاء الدَّين ابْن شَدَّاد وَغَيرهمَا وَقَرَأَ النَّحْو على أبي الْبَقَاء يعِيش بن عَليّ النَّحْوِيّ وَسمع من جمَاعَة الحديث: 463 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 وَقدم الشَّام فِي شبيبته وَأخذ عَن ابْن الصّلاح وَدخل الديار المصرية وسكنها وناب فِي الْقَضَاء عَن القَاضِي بدر الدَّين السنجاري ثمَّ قدم الشَّام على الْقَضَاء فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين مُنْفَردا بِالْأَمر ثمَّ أقيم مَعَه الْقُضَاة الثَّلَاثَة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ ثمَّ عزل سنة تسع وَسِتِّينَ ثمَّ أُعِيد بعد سبع سِنِين فِي آخر سنة سِتّ وَسبعين ثمَّ عزل ثَانِيًا فِي أَوَائِل سنة ثَمَانِينَ وَاسْتمرّ معزولا وَبِيَدِهِ الأمينية والنجيبية قَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ فِي تَارِيخه كَانَ قد جمع حسن الصُّورَة وفصاحة الْمنطق وغزارة الْفضل وثبات الجأش ونزاهة النَّفس وَقَالَ قطب الدَّين فِي تأريخ مصر كَانَ إِمَامًا عَالما وأديبا بارعا وحاكما عادلا ومؤرخا جَامعا وَله الباع الطَّوِيل فِي الْفِقْه والنحو وَالْأَدب غزير الْفضل كَامِل الْعقل قَالَ وَأَخْبرنِي من أَثِق بِهِ عَنهُ أَنه قَالَ أحفظ سَبْعَة عشر ديوانا من الشّعْر وَقَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه أحد عُلَمَاء عصره الْمَشْهُورين وَسيد أدباء دهره الْمَذْكُورين جمع بَين عُلُوم جمة فقه وعربية وتأريخ ولغة وَغير ذَلِك وَجمع تَارِيخا نفيسا اقْتصر فِيهِ على الْمَشْهُورين من كل فن وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم اللُّغَة لم ير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 فِي وقته من يعرف ديوَان المتنبي كمعرفته وَكَانَ مَجْلِسه كثير الْفَوَائِد وَالتَّحْقِيق وَقَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا بارعا متفننا عَارِفًا بِالْمذهبِ حسن الْفَتَاوَى جيد القريحة بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ عَلامَة فِي الْأَدَب وَالشعر وَأَيَّام النَّاس كثير الِاطِّلَاع حُلْو المذاكرة وافر الْحُرْمَة من سروات النَّاس كَرِيمًا جوادا ممدحا وَقد جمع كتابا نفيسا فِي وفيات الْأَعْيَان توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالصالحية قَالَ الْإِسْنَوِيّ خلكان قَرْيَة كَذَا قَالَ وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا هُوَ اسْم لبَعض أجداده 464 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن جعوان بجيم وَعين مُهْملَة وواو الإِمَام شهَاب الدَّين الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي أَخُو الْحَافِظ شمس الدَّين سمع مَعَ أَخِيه كثيرا وَأَقْبل على الْفِقْه قَالَ الذَّهَبِيّ الإِمَام الْمُحَقق الزَّاهِد برع فِي الْفِقْه وَأفْتى وَكَانَ عُمْدَة فِي نقل الْمَذْهَب وَانْقطع وانقبض عَن النَّاس وَكَانَ تَامّ الشكل مهيبا متنسكا متقشفا وَهُوَ من تلامذة النَّوَوِيّ توفّي فِي شعْبَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ فِي الكهولة أَخُوهُ شمس الدَّين توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلم يشْتَهر بِفقه وَإِنَّمَا كَانَ نحويا الحديث: 464 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 465 - أَحْمد بن مُوسَى بن عَليّ بن عجيل اليمني الذوالي بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة وذوال نَاحيَة على نصف يَوْم من زبيد الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الزَّاهِد الْعَارِف صَاحب الْأَحْوَال والكرامات قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَمِمَّا يُؤثر من كراماته أَن بعض النَّاس جَاءَ إِلَيْهِ فِي يَده سلْعَة فَقَالَ لَهُ أدع الله أَن يزِيل عني هَذِه السّلْعَة وَإِلَّا مَا بقيت أحسن ظَنِّي بِأحد من الصَّالِحين فَقَالَ لَهُ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَمسح على يَده وربط عَلَيْهَا خرقَة وَقَالَ لَهُ لَا تفتحها حَتَّى تصل إِلَى مَنْزِلك فَخرج من عِنْده فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الطَّرِيق أَرَادَ أَن يتغذى فَفتح يَده ليَأْكُل وَكَانَت فِي كَفه الْيُمْنَى فَلم ير لَهَا أثرا وَذَهَبت عَنهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَكَانَ الشَّيْخ ستر الْكَرَامَة بالخرقة لِئَلَّا تظهر فِي الْحَال قَالَ السُّبْكِيّ وَمن الْمَشْهُور أَن بعض فُقَهَاء الْيمن الصَّالِحين من قرائب ابْن عجيل سَمعه يقْرَأ فِي قَبره سُورَة النُّور وَقد ذكر صَاحب المذاكرة فِي كِتَابه فَوَائِد حَسَنَة غَرِيبَة وَقعت بَين ابْن عجيل هَذَا وَإِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ الْمَذْكُور فِي الطَّبَقَة السالفة توفّي بِبَلَدِهِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الحديث: 465 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 466 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد الشَّيْخ عماد الدَّين بن الصَّدْر تَاج الدَّين بن الْأَثِير الْحلَبِي الْفَقِيه الْكَاتِب ولي كِتَابَة الدرج بعد وَالِده بالديار المصرية مُدَّة ثمَّ تَركهَا دينا وتورعا وَله خطب مدونة وَهُوَ الَّذِي علق شرح الْعُمْدَة عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن دَقِيق الْعِيد وَله تَارِيخ فِي ذكر الْخُلَفَاء والملوك فِي مجلدين عدم فِي وقْعَة قازان سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 467 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الشريف ضِيَاء الدَّين أَبُو الْفضل الْحُسَيْنِي القبابي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن عبد الرَّحِيم مولده سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء عشرَة وسِتمِائَة وتفقه على الشَّيْخَيْنِ بهاء الدَّين القفطي ومجد الدَّين الْقشيرِي واستفاد من ابْن عبد السَّلَام وَأخذ الْأُصُول عَن الحديث: 466 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 الشَّيْخَيْنِ مجد الدَّين الْقشيرِي وَعبد الحميد الخسروشاهي وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة ودرس بالمشهد الْحُسَيْنِي وَولي وكَالَة بَيت المَال وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ أصوليا أديبا قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته أحد الْأَعْيَان كَانَ بارعا فِي الْمَذْهَب مناظرا أفتى بضعا وَأَرْبَعين سنة على السداد توفّي فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة 468 - جَعْفَر بن يحيى بن جَعْفَر المَخْزُومِي الإِمَام ظهير الدَّين التزمنتي أَخذ عَن ابْن الجميزي واستفاد من ابْن عبد السَّلَام وَكَانَ الشَّيْخ عز الدَّين يستحسن ذهنه درس بِالْمَدْرَسَةِ القطبية وَأعَاد بمدرسة الشَّافِعِي وَكَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة بِمصْر فِي زَمَانه أَخذ عَنهُ ابْن الرّفْعَة وَصدر الدَّين السُّبْكِيّ وخلائق قَالَ بعض الحديث: 468 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 المؤرخين وَكَانَ يُفْتِي لفظا ويأبى أَن يكْتب توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَله شرح مُشكل الْوَسِيط وتزمنت بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوْقهَا ثمَّ زَاي مُعْجمَة بَلْدَة من صَعِيد مصر من عمل البهنسا 469 - عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدَّين أَبُو الْخَيْر الْبَيْضَاوِيّ صَاحب المصنفات وعالم آذربيجان وَشَيخ تِلْكَ النَّاحِيَة ولي قُضَاة شيراز قَالَ السُّبْكِيّ كَانَ اماما مبرزا نظارا خيرا صَالحا متعبدا وَقَالَ ابْن حبيب عَالم نمي زرع فَضله وَنجم وحاكم عظمت بِوُجُودِهِ بِلَاد الْعَجم برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَجمع بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول تكلم كل من الْأَئِمَّة بالثناء على مصنفاته وفاه وَلَو لم يكن لَهُ غير الْمِنْهَاج الْوَجِيز لَفظه الْمُحَرر لكفاه ولي أَمر الْقُضَاة بشيراز وقابل الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة بالاحترام والاحتزاز توفّي بِمَدِينَة تبريز قَالَ السُّبْكِيّ والإسنوي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن كثير فِي الحديث: 469 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 تأريخه والكتبي وَابْن حبيب توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَهْمَلَهُ الذَّهَبِيّ فِي العبر وَفِي الْكَبِير وَابْن كثير فِي طبقاته وَمن تصانيفه الطوالع قَالَ السُّبْكِيّ وَهُوَ أجل مُخْتَصر ألف فِي علم الْكَلَام والمنهاج مُخْتَصر من الْحَاصِل والمصباح ومختصر الْكَشَّاف والغاية القصوى فِي الْفِقْه مُخْتَصر الْوَسِيط وَشرح المصابيح فِي الحَدِيث وَله تعليقة على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وعد الصّلاح الكتبي من مصنفاته شرح الْمَحْصُول وَشرح الْمُنْتَخب للْإِمَام والإيضاح فِي اصول الدَّين وَشرح التَّنْبِيه فِي أَربع مجلدات وَشرح الكافية فِي النَّحْو وتهذيب الْأَخْلَاق فِي التصوف وَكتاب فِي الْمنطق ثمَّ رَأَيْت ابْن كثير قد عد أَيْضا فِي تصانيفه شرح الْمَحْصُول وَشرح الْمُنْتَخب وَشرح التَّنْبِيه 470 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْعَلامَة الإِمَام مفتي الْإِسْلَام الحديث: 470 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 تَاج الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْفَزارِيّ البدري الْمصْرِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الفركاح ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَسمع البُخَارِيّ من ابْن الزبيدِيّ وَسمع من ابْن اللتي وَابْن الصّلاح والسخاوي وخلائق وَخرج لَهُ البرزالي عشرَة اجزاء صغَار عَن مائَة نفس وَخرج من تَحت يَده جمَاعَة من الْقُضَاة والمدرسين والمفتين وتفقه فِي صغره على الشَّيْخَيْنِ ابْن الصّلاح وَابْن عبد السَّلَام وبرع فِي الْمَذْهَب وَهُوَ شَاب وَجلسَ للأشغال وَله بضع وَعشْرين سنة وَكتب فِي الْفَتَاوَى وَقد كمل ثَلَاثِينَ سنة وَلما قدم النواوي من بَلَده أحضروه ليشتغل عَلَيْهِ فَحمل همه وَبعث بِهِ إِلَى الْمدرسَة الرواحية ليحصل لَهُ بهَا بَيت ويرتفق بمعلومها وَلم يزل يشْتَغل إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت الْفَتَاوَى تَأتيه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 من الأقطار وَأعَاد بالناصرية أول مَا فتحت ودرس فِي المجاهدية ثمَّ تَركهَا وَولي تدريس البادرائية فِي سنة سِتّ وَسبعين قَالَ القطب اليونيني انْتفع بِهِ جم غفير ومعظم قُضَاة دمشق وَمَا حولهَا وقضاة الْأَطْرَاف تلامذته وَكَانَ رَحمَه الله عِنْده من الْكَرم المفرط وَحسن الْعشْرَة وَكَثْرَة الصَّبْر وَالِاحْتِمَال وَعدم الرَّغْبَة فِي التكثر من الدُّنْيَا والقناعة والإيثار وَالْمُبَالغَة فِي اللطف ولين الْكَلِمَة وَالْأَدب مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ من الدَّين المتين وملازمة قيام اللَّيْل والورع وَشرف النَّفس وَحسن الْخلق والتواضع والعقيدة الْحَسَنَة فِي الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ وزيارتهم وَله تصانيف مفيدة تدل على مَحَله من الْعلم وتبحره فِيهِ وَكَانَت لَهُ يَد فِي النّظم والنثر وَقَالَ الذَّهَبِيّ فَقِيه الشَّام درس وناظر وصنف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب كَمَا انْتَهَت إِلَى وَلَده برهَان الدَّين وَكَانَ من أذكياء الْعَالم وَمِمَّنْ بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد ومحاسنه كَثِيرَة وَهُوَ أجل مِمَّن يُنَبه عَلَيْهِ مثلي وَكَانَ رَحمَه الله يلثغ بالراء غينا فسبحان من لَهُ الْكَمَال وَكَانَ لطيف اللِّحْيَة قَصِيرا اسمر حُلْو الصوره مفركح السَّاقَيْن وَكَانَ يركب البغلة ويحف بِهِ اصحابه وَيخرج بهم إِلَى الْأَمَاكِن النزهة ويباسطهم وَله فِي النُّفُوس صُورَة عَظِيمَة لدينِهِ وَعلمه ونفعه الْعَام وتواضعه وخيره ولطفه وجوده وَكَانَ اكبر من النَّوَوِيّ بِسبع سِنِين وَكَانَ افقه نفسا وأذكى قريحة وَأقوى مناظرة من الشَّيْخ محيي الدَّين بِكَثِير وَلَكِن كَانَ الشَّيْخ محيي الدَّين انقل للْمَذْهَب وَأكْثر مَحْفُوظًا مِنْهُ وَهَؤُلَاء الْأَئِمَّة الْيَوْم هم خَواص تلاميذه وَكَانَ قَلِيل الْمَعْلُوم كثير الْبركَة وَكَانَ مدرس البادرائية وَلم يكن بِيَدِهِ سواهَا إِلَّا مَا لَهُ على الْمصَالح وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص شيخ الاسلام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 كَبِير الشَّافِعِيَّة وَجمع تأريخا مُفِيدا وصنف التصانيف وَتخرج بِهِ الْأَئِمَّة وانتهت إِلَيْهِ معرفَة الْمَذْهَب وَكَانَ أحد الاذكياء المناظرين رَأَيْته وَسمعت كَلَامه فِي حَلقَة أقرانه مُدَّة وَكَانَ بَينه وَبَين النَّوَوِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى وَحْشَة كعادة النظراء وَله فِي تأريخه عجائب توفّي بالبادرائية فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَمن تصانيفه الإقليد لدرء التَّقْلِيد شرحا على التَّنْبِيه لم يتمه قَالَ الْإِسْنَوِيّ لم ينْتَه فِيهِ الى كتاب النِّكَاح وَقَالَ ابْن كثير وصل فِيهِ الى الْغَصْب كَذَا قَالَ وَقد وقفت على نُسْخَة مِنْهُ الى آخر الْوَقْف وَله شرح الورقات فِي الْأُصُول وَله على الْوَجِيز تعليقة وَشرح من التَّعْجِيز قِطْعَة وَله الْفَتَاوَى فِيهَا فَوَائِد والتاريخ علق فِيهِ الْحَوَادِث الَّتِي وَقعت فِي زَمَنه وصل فِيهِ الى آخر جُمَادَى الأولى من هَذِه السنه 471 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين ابو الْقَاسِم بن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدَّين العلامي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن بنت الحديث: 471 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 الْأَعَز ولد فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة سمع الحَدِيث من الرشيد الْعَطَّار والحافظ الْمُنْذِرِيّ وتفقه على وَالِده وَابْن عبد السَّلَام وَقَرَأَ الْأُصُول على الْقَرَافِيّ وَتَعْلِيق الْقَرَافِيّ على الْمُنْتَخب إِنَّمَا وَضعه لأَجله وَجمع لَهُ بَين الْقَضَاء والوزارة وَولي مشيخة خانقاه سعيد السُّعَدَاء وخطابة جَامع الْأَزْهَر وتدريس الشَّافِعِي والمشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ والصالحية وَغير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 ذَلِك فَسَار أحسن سيرة وَمَا يرضاه عَالم الْعَلَانِيَة والسريرة واستعفى من الوزارة وامتحن محنة شَدِيدَة فِي أول الدولة الأشرفية وَعمل على تلافه بِالْكُلِّيَّةِ وَذَلِكَ بسعاية الْوَزير ابْن السلعوس وَزِير الْملك الْأَشْرَف وَشهد عَلَيْهِ بالزور بِأُمُور مُنكرَة وعزل وَحبس ثمَّ أطلق وَأقَام بالقرافة مُدَّة ثمَّ حج ومدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقصيدة وَقيل إِنَّه كشف رَأسه ووقف واستغاث بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يصل إِلَى الْقَاهِرَة إِلَّا والأشرف قد قتل وَكَذَلِكَ وزيره وأعيد إِلَى الْقَضَاء وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها إِمَامًا مناظرا شَاعِرًا محسنا فصيحا مفوها وافر الْعقل كَامِل السؤدد عالي الهمة عَزِيز النَّفس وَهُوَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 الْقَائِل ... وَمن رام فِي الدُّنْيَا حَيَاة خلية ... من الْهم والأكدار رام محالا ... ... وهاتيك دَعْوَى قد تركت دليلها ... على كل أَبنَاء الزَّمَان محالا ... توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 472 - عبد الرَّحِيم بن ابراهيم بن هبة الله بن الْمُسلم بن هبة الله بن حسان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد القَاضِي نجم الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْجُهَنِيّ ابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حماة ولد فِي الْمحرم سنة ثَمَان وسِتمِائَة سمع الحَدِيث واشتغل فِي فنون الْعلم نَاب فِي قَضَاء حماة عَن وَالِده مُدَّة ثمَّ ولي بعده وَلم يَأْخُذ على الْقَضَاء رزقا وعزل على الْقَضَاء قبل مَوته بأعوام قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا فَقِيها اصوليا أديبا شَاعِرًا لَهُ خبْرَة بالعقليات وَكَانَ مشكورا فِي أَحْكَامه وافر الدّيانَة يحب الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ ودرس وَأفْتى وصنف وأشغل مُدَّة وَخرج لَهُ الْأَصْحَاب فِي الْمَذْهَب وَله شعر رائق توفّي وَهُوَ مُتَوَجّه الى الْحَج بتبوك فِي عَاشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَحمل إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فَدفن الحديث: 472 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 بِالبَقِيعِ قَالَ الكتبي وَخلف كتبا كَثِيرَة من عهد أَبِيه وجده قيل إِنَّهَا فَوق الْخمسين ألف مجلدة 473 - عبد الرَّحِيم بن عمر بن عُثْمَان الإِمَام الْمُفْتِي الزَّاهِد جمال الدَّين أَبُو مُحَمَّد الباجربقي الْموصِلِي اشْتغل بالموصل وَأفَاد ثمَّ قدم دمشق فِي سنة سبع وَسبعين فَخَطب فِي جَامع دمشق نِيَابَة ودرس بالفتحية والدولعية وَحدث بِجَامِع الْأُصُول لِابْنِ الْأَثِير عَن وَالِده عَن المُصَنّف وَقد ولي قَضَاء غَزَّة سنة تسع وَسبعين قَالَ الذَّهَبِيّ شيخ فَقِيه مُحَقّق نقال مهيب سَاكن كثير الصَّلَاة ملازم للجامع والأشغال وَكَانَ لَازِما لشأنه حَافِظًا لِلِسَانِهِ منقبضا عَن النَّاس على طَرِيقه وَاحِدَة وَله نظم ونثر وسجع وَوعظ وَقد نظم كتاب التَّعْجِيز وَعَمله برموز توفّي فِي شَوَّال سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وسِتمِائَة الحديث: 473 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 474 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن سعيد بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ الديريني الْمصْرِيّ الْفَقِيه الْعَالم الأديب الصُّوفِي الرِّفَاعِي أَخذ عَن الشَّيْخ عز الدَّين ابْن عبد السَّلَام وَغَيره مِمَّن عاصره ثمَّ صحب أَبَا الْفَتْح ابْن أبي الْغَنَائِم الرَّسْعَنِي وَتخرج بِهِ وَتكلم فِي الطَّرِيق وَغلب عَلَيْهِ الْميل إِلَى التصوف وَكَانَ مقره بالريف ينْتَقل من مَوضِع الى مَوضِع وَالنَّاس يقصدونه للتبرك بِهِ قَالَ السُّبْكِيّ الشَّيْخ الزَّاهِد الْقدْوَة ذُو الْأَحْوَال الْمَذْكُورَة والكرامات الْمَشْهُورَة والمصنفات الْكَثِيرَة وَالنّظم الشَّائِع وَكَانَ يعرف الْكَلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَقد ذكره شَيخنَا ابو حَيَّان وَقَالَ كَانَ متقشفا مخشوشنا من أهل الْعلم يتبرك بِهِ النَّاس قَالَ السُّبْكِيّ وَهَذَا من أبي حَيَّان كثير لَوْلَا أَن هَذَا الشَّيْخ ذُو قدم راسخ بالتقوى لما شهد لَهُ أَبُو حَيَّان بِهَذِهِ الشَّهَادَة فَإِنَّهُ كَانَ قَلِيل التَّزْكِيَة للمتصلحين توفّي فِي رَجَب سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة قَالَه صَاحب نجم الْمُهْتَدي ورجم الحديث: 474 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 المعتدي وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى توفّي فِي السّنة الْمَذْكُورَة قَالَ ومولده سنة اثْنَي عشرَة أَو ثَلَاث عشرَة وَقَالَ فِي الْوُسْطَى توفّي فِي حُدُود التسعين وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وَقَالَ ابْن حبيب توفّي بِمصْر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَالصَّوَاب الأول والديريني نِسْبَة إِلَى ديرين بدال مُهْملَة مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ رَاء ثمَّ يَاء مثناة من تَحت أَيْضا ثمَّ نون بَلْدَة بالديار المصرية من اعمال الغربية وَمن تصانيفه تَفْسِير سَمَّاهُ الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي علم التَّفْسِير فِي مجلدين ونظم أرجوزة فِي التَّفْسِير سَمَّاهَا التَّيْسِير فِي علم التَّفْسِير تزيد على ثَلَاثَة آلَاف ومائتي بَيت وَكتاب طَهَارَة الْقُلُوب فِي ذكر علام الغيوب فِي التصوف وَهُوَ كتاب حسن وَكتاب أنوار المعارف وأسرار العوارف فِي التصوف أَيْضا وَتَفْسِير أَسمَاء الله الْحسنى والوسائل والرسائل فِي التَّوْحِيد ونظم السِّيرَة النَّبَوِيَّة ونظم الْوَجِيز فِيمَا يزِيد على خَمْسَة آلَاف بَيت ونظم التَّنْبِيه وَشرع فِي نظم الْوَسِيط وَله نظم كثير 475 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام المغربي الأَصْل الْمصْرِيّ الْفَقِيه محيي الدَّين بن الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَقصد الشُّيُوخ وتفقه على وَالِده قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ الحديث: 475 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أفضل إخْوَته قَرَأَ الْفِقْه وَالْأُصُول وتميز وَكَانَ يعرف تصانيف وَالِده معرفَة حَسَنَة توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ 476 - عبد الْوَهَّاب بن الْحسن قَاضِي الْقُضَاة وجيه الدَّين البهنسي الْمصْرِيّ ولي قَضَاء مصر والقاهرة بعد موت القَاضِي تَقِيّ الدَّين ابْن رزين فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ ثمَّ أَخذ مِنْهُ قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه البحري وَأعْطِي للْقَاضِي شهَاب الدَّين الخويي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَاسْتمرّ الْوَجِيه حَاكما بِمصْر وَالْوَجْه القبلي إِلَى أَن توفّي قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْفِقْه وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ من كبار الْأَئِمَّة وَقَالَ غَيرهمَا أَخذ عَن ابْن عبد السَّلَام ودرس بالزاوية المحدثة بالجامع الْعَتِيق بِمصْر وَكَانَ فَقِيها أصوليا نحويا متدينا متعبدا وَكَانَ عالي الْكَلَام فِي المناظرة حضر عِنْده الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْقَرَافِيّ مرّة فِي الدَّرْس وَهُوَ يتَكَلَّم فِي الْأُصُول فناظره الْقَرَافِيّ وَكَلَام الْوَجِيه يَعْلُو عَلَيْهِ فَقَامَ الحديث: 476 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 طَالب يتَكَلَّم بَينهمَا فأسكته الْوَجِيه قَالَ فروج يَصِيح بَين الديكة وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ كَانَ من فُقَهَاء المصريين الْمَذْكُورين بالفطنة وجودة التَّصَرُّف فِي الْمَذْهَب توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة فِي عشر الثَّمَانِينَ 477 - عَليّ بن أَحْمد بن أسعد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي الْفتُوح بن عَليّ بن صبيح ضِيَاء الدَّين أَبُو الْحسن الأصبحي التَّمِيمِي الْحَضْرَمِيّ صَاحب معِين أهل التَّقْوَى على التدريس وَالْفَتْوَى مجلدين وَله مُصَنف فِي غرائب الشرحين يَعْنِي شرح الرَّافِعِيّ وَالْعجلِي فِي مُجَلد مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سَبْعمِائة كَمَا أَفَادَهُ المطري وَقد جمع فِي كِتَابه الْمعِين فأوعى وَقَالَ فِي خطبَته إِنَّه طالع عَلَيْهِ نيفا وَأَرْبَعين مصنفا وعد أَكْثَرهَا مِنْهَا الْأُم وَالشَّرْح وَالرَّوْضَة وَالْتزم أَن لَا يذكر فِيهِ إِلَّا الْمسَائِل الَّتِي وَقع فِيهَا خلاف مذهبي أما الْمُتَّفق عَلَيْهَا فَلَا يذكرهَا ورتب مسَائِل الْكتاب على مسَائِل الْمُهَذّب والتنبيه فَإِذا استوعب ذَلِك مَعَ مَا يضيف إِلَيْهِ الحديث: 477 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 من زِيَادَة قيود من بَقِيَّة الْكتب وَتَصْحِيح وَغير ذَلِك عقد فصلا لما فِي الْبَيَان ثمَّ فصلا لما فِي تصانيف الْغَزالِيّ وَشرح الرَّافِعِيّ وَغَيرهَا فَفعل ذَلِك فِي كل بَاب وَفِيه تقييدات غَرِيبَة لَكِن قَالَ الْأَذْرَعِيّ هُوَ كثير السَّهْو فِي الْعزو فليحذر كِتَابه 478 - عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن سَلام بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن سَلام كَمَال الدَّين أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي اشْتغل بِدِمَشْق ثمَّ سَافر إِلَى مصر فَأخذ عَن ابْن عبد السَّلَام وَأعَاد بالشامية البرانية ثمَّ تَركهَا ودرس بالدولعية وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَكَانَ فِي أخلاقه شراسة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَهُوَ وَالِد شرف الدَّين الْحُسَيْن مدرس العذراوية 479 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي الْعِزّ بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ظهير الحديث: 478 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 الدَّين الكازروني الْبَغْدَادِيّ مؤرخها مولده سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ حاسبا فرضيا مؤرخا شَاعِرًا وَله كتاب النبراس المضيء فِي الْفِقْه وَكتاب الْمَنْظُومَة الأَسدِية فِي اللُّغَة وَكتاب رَوْضَة الأريب فِي التأريخ وَله شعر حسن توفّي فِي حُدُود السبعمائة انْتهى ثمَّ رَأَيْت تَرْجَمته فِي كتاب الْبَدْر السافر للشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي وَقَالَ كَانَ فرضيا حاسبا مؤرخا شَاعِرًا كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة متواضعا مهيبا وقورا وصنف تصانيف فَذكر مِنْهَا النبراس والمنظومة وكنز الْحساب فِي معرفَة الْحساب مُجَلد وَكتاب الملاحة فِي الفلاحة مُجَلد قَالَ وتأريخه سَبْعَة وَعِشْرُونَ مجلدا وصنف فِي السّير والتصوف مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة 480 - عَليّ بن أبي الْحرم الشَّيْخ عَلَاء الدَّين ابْن النفيس الطَّبِيب الْمصْرِيّ الحديث: 480 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 صَاحب التصانيف الفائقة فِي الطِّبّ الموجز وَغَيره أَخذ الطِّبّ بِدِمَشْق عَن مهذب الدَّين الْمَعْرُوف بالدخوار وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب الشَّافِعِي قَالَ الذَّهَبِيّ ألف فِي الطِّبّ كتاب الشَّامِل وَهُوَ كتاب عَظِيم تدل فهرسته على ان يكون ثَلَاثمِائَة مُجَلد بيض مِنْهُ ثَمَانُون مجلدة وَكَانَت تصانيفه يُمْلِيهَا من حفظه وَلَا يحْتَاج إِلَى مُرَاجعَة لتبحره فِي الْفَنّ وَقَالَ السُّبْكِيّ صنف شرحا على التَّنْبِيه وصنف فِي أصُول الْفِقْه وَفِي الْمنطق وَكَانَ مشاركا فِي فنون وَأما الطِّبّ فَلم يكن على وَجه الأَرْض مثله قيل وَلَا جَاءَ بعد ابْن سينا مثله قَالُوا وَكَانَ فِي العلاج أعظم من ابْن سينا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَام وقته فِي فنه شرقا وغربا بِلَا مدافعة أعجوبة فِيهِ وَفِي غَايَة الذكاء وصنف فِي الْفِقْه وأصوله وَفِي الْعَرَبيَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 والجدل وَالْبَيَان وانتشرت عَنهُ التلاميذ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن ثَمَانِينَ سنة تَقْرِيبًا 481 - عمر بن إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود بن سعد الْعَلامَة رشيد الدَّين أَبُو حَفْص الربعِي الفارقي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الأديب المفنن ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وأشتغل بفنون الْعلم ومدح السخاوي بقصيدة مؤنقة فمدحه السخاوي وَأفْتى وناظر ودرس بالناصرية الجوانية مُدَّة ثمَّ درس بالظاهرية الجوانية روى عَنهُ من شعره الدمياطي والمزي والبرزالي وَآخَرُونَ قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي البلاغة وَالنّظم وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي التَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والبديع واللغة انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْأَدَب واشتغل عَلَيْهِ خلائق من الْفُضَلَاء وَقد وزر وَتقدم فِي دوَل وَأفْتى وناظر ودرس وَكَانَ حُلْو الحديث: 481 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 المحاضرة مليح النادرة كيسا فطنا يُشَارك فِي الْأُصُول والطب وَغير ذَلِك وَله مقدمتان فِي النَّحْو كبرى وصغرى وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ كَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي أَكثر الْعُلُوم من غير استقلاله بِشَيْء مِنْهَا سوى علم الْأَدَب وصناعة الْإِنْشَاء وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ علم النجامة وَالنَّظَر فِي أَحْكَام الْكَوَاكِب وَمَعَ هَذَا كَانَ رَدِيء الاختيارات وجد مخنوقا فِي مَسْكَنه بالظاهرية وَقد أَخذ مآله فِي الْمحرم سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة 482 - عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم التَّمِيمِي الْعجلِيّ قَاضِي الْقُضَاة إِمَام الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الْقزْوِينِي قَاضِي الشَّام ولد بتبريز سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة واشتغل فِي الْعَجم وَالروم وَقدم دمشق فِي الدولة الأشرفية هُوَ وَأَخُوهُ جلال الدَّين فَأكْرم مورده وعومل بالاحترام والإجلال لرئاسته وفضله وَعلمه ودرس بعدة مدارس ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَصرف القَاضِي بدر الدَّين بن جمَاعَة فَأحْسن السِّيرَة ودارى النَّاس الحديث: 482 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 وساس الْأُمُور وَلما بلغه خبر التتر انجفل إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا جُمُعَة ثمَّ توفّي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ تَامّ الشكل وسيما جميلا حسن الْأَخْلَاق متواضعا فَاضلا عَاقِلا وَقَالَ غَيره كَانَ من محَاسِن الزَّمَان فَاضلا فِي الْأُصُول وَالْخلاف والمنطق توفّي فِي ربيع الآخر سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة بِالْقربِ من قبَّة الشَّافِعِيَّة رَضِي الله عَنهُ 483 - عمر بن مكي بن عبد الصَّمد الشَّيْخ الإِمَام زين الدَّين أَبُو حَفْص ابْن المرحل وَكيل بَيت المَال بِدِمَشْق وخطيبها تفقه على ابْن عبد السَّلَام وَقَرَأَ الْأُصُول على عبد الحميد الخسروشاهي وَسمع من الْحَافِظ عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ وَغَيره وَسمع ودرس وَأفْتى وَكَانَ من فضلاء الْوَقْت وقَالَ ابْن كثير كَانَت لَهُ فنون يتقنها وَهُوَ من أَعْيَان فضلاء وقته وعلمائهم وَكَانَ يتَمَسَّك بطريقة الحديث: 483 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 السّلف الصَّالح توفّي فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة فِي عشر السّبْعين وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير 484 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْفَارِسِي الشَّيْخ شمس الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الأيكي درس بِالريِّ وَدخل بَغْدَاد ودرس بالنظامية ورحل إِلَى بِلَاد الرّوم ودرس بهَا ثمَّ قدم دمشق ودرس بالغزالية ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة وَولي مشيخة الشُّيُوخ وحظي عِنْد الشجاعي ثمَّ قدم دمشق مستمرا على تدريس الغزالية وَشرح منطق مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها صوفيا إِمَامًا فِي الْأَصْلَيْنِ وَقَالَ ابْن كثير كَانَ أحد الْفُضَلَاء حلالين المشكلات ومفسرين المعضلات لَا سِيمَا فِي علم الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَعلم الْأَوَائِل توفّي بِدِمَشْق فِي شهر رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وسِتمِائَة فِي الحديث: 484 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 عشر السّبْعين والأيكي بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وَكَانَ القَاضِي جلال الدَّين الْقزْوِينِي يَقُول الإيكي بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت بعْدهَا كَاف ثمَّ يَاء النّسَب 485 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْخَلِيل بن سَعَادَة بن جَعْفَر قَاضِي الْقُضَاة ذُو الْفُنُون شهَاب الدَّين أَبُو عبد الله ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أبي الْعَبَّاس الخوبي قَاضِي دمشق وَابْن قاضيها ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَمَات وَالِده وَله إِحْدَى عشرَة سنة وَحفظ عدَّة كتب وأدمن الدَّرْس والسهر والتكرار وتنبه وتميز على أقرانه وَسمع من ابْن الصّلاح والسخاوي وَخلق وَأَجَازَ لَهُ خلائق من بِلَاد شَتَّى وَخرج لَهُ التقي عبيد الإسعردي معجما وَخرج لَهُ الْمزي أَرْبَعِينَ متبائنة الْإِسْنَاد وَحدث بِمصْر وَالشَّام ودرس وَهُوَ شَاب بالدماغية ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس ثمَّ انجفل أَيَّام هولاكو إِلَى الْقَاهِرَة فولي قَضَاء الحديث: 485 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 الْمحلة وبهنسا ثمَّ ولي قَضَاء حلب ثمَّ رَجَعَ وَعَاد إِلَى قَضَاء الْمحلة ثمَّ ولي قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه البحري بعد الثَّمَانِينَ ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الشَّام بعد موت ابْن الزكي سُئِلَ الْمزي عَنهُ فَقَالَ كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء فِي عدَّة عُلُوم وَكَانَ حسن الْخلق كثير التَّوَاضُع شَدِيد الْمحبَّة لأهل الْعلم وَالدّين وَكَانَ عَلامَة وقته وفريد عصره وَأحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَكَانَ جَامعا لفنون من الْعلم كالتفسير والأصلين وَالْفِقْه والنحو وَالْخلاف والمعاني وَالْبَيَان والحساب والفرائض والهندسة ذَا فضل كَامِل وعقل وافر وذهن ثاقب توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن عِنْد وَالِده بتربته بالسفح قَالَ الذَّهَبِيّ وصنف كتابا فِي مُجَلد كَبِير يشْتَمل على عشْرين فَنًّا من الْعلم وَشرح الْفُصُول لِابْنِ معطي ونظم عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح والفصيح لثعلب وكفاية المتحفظ وَقد شرح من أول الملخص للقابسي خَمْسَة عشر حَدِيثا فِي مُجَلد وَلَو تمّ هَذَا الْكتاب لَكَانَ يكون اكبر من التَّمْهِيد وَأحسن 486 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي ولد سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة تفقه على الْكَمَال إِسْحَاق وَالْقَاضِي ابْن رزين وَسمع الحديث: 486 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 من السخاوي وَغَيره ودرس بالشامية البرانية شَرِيكا للْقَاضِي عز الدَّين ابْن الصَّائِغ ثمَّ اسْتَقل بهَا وناب فِي الحكم عَن ابْن الصَّائِغ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ بارعا فِي الْمَذْهَب متين الدّيانَة خيرا ورعا وَقَالَ ابْن كثير كَانَ مشكور السِّيرَة متين الدّيانَة مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب كيسَان 487 - مُحَمَّد بن سَالم بن نصر الله بن سَالم بن وَاصل القَاضِي جمال الدَّين الْحَمَوِيّ قاضيها ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وسِتمِائَة واشتغل بالعلوم وتفنن وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْأُصُول على الشَّيْخ نجم الدَّين ابْن الخباز والنحو على الْمُوفق بن يعِيش قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة والفلسفية والرياضيات وَالْأَخْبَار الحديث: 487 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 وَأَيَّام النَّاس وصنف ودرس وَأفْتى وأشغل وَبعد صيته واشتهر اسْمه وَكَانَ من أذكياء الْعَالم ولي الْقَضَاء مُدَّة طَوِيلَة وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَمَا زَالَ حَرِيصًا على الأشغال وَغلب عَلَيْهِ الْفِكر حَتَّى صَار يذهل عَن أَحْوَال نَفسه وَعَن مجالسيه وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا عَالما بعلوم كَثِيرَة خُصُوصا العقليات وصنف تصانيف كَثِيرَة فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْحكمَة والمنطق وَالْعرُوض والطب والتأريخ والأدبيات وَقَالَ الْكَمَال الأدفوي كَانَ عَالما بالعلوم النقلية والعقلية جَامعا للفنون الأدبية والحكمية والرياضية ختمت بِهِ الْمِائَة السَّابِعَة فِي جُمُعَة للعلوم والفضائل أفتى ودرس وَشرح وصنف وَكتب عَنهُ واستفاد مِنْهُ الْأَعْيَان وَكَانَ من نَوَادِر الزَّمَان وَمن تصانيفه مُخْتَصر الْأَرْبَعين فِي أصُول الدَّين وَشرح الموجز فِي الْمنطق وَشرح الْجمل فِيهِ أَيْضا وهداية الْأَلْبَاب وَشرح قصيدة أبي عَمْرو بن الْحَاجِب فِي الْعرُوض والقوافي وصنف التَّارِيخ الصَّالِحِي والتاريخ الْمُسَمّى ب مفرج الكروب فِي أَخْبَار بني أَيُّوب ومختصر الأغاني ومختصر كتاب ابْن البيطار فِي الْأَدْوِيَة المفردة وَغير ذَلِك توفّي بحماة فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وسِتمِائَة وَقد بلغ التسعين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 488 - مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق بن خَلِيل بن مقلد بن جَابر الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْقُضَاة عز الدَّين أَبُو المفاخر الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَأخذ عَن الْكَمَال إِسْحَاق وشمس الدَّين عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي ولازم الشَّيْخ كَمَال الدَّين التفليسي وَصَارَ من أَعْيَان أَصْحَابه ودرس بالشامية البرانية مشاركا بِغَيْرِهِ ثمَّ ولي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي سنة تسع وَسِتِّينَ قَالَ الذَّهَبِيّ وَظَهَرت مِنْهُ نهضة وشهامة وَقيام فِي الْحق ودرء الْبَاطِل وَحفظ الْأَوْقَاف وأموال الْأَيْتَام وَكَانَ ينطوي على ديانَة وورع وَمَعْرِفَة تَامَّة بِالْأَحْكَامِ ثمَّ عزل بعد سبع سِنِين ففرح بعزله خلق من المتهمين والمريبين وَبَقِي على تدريس العذراوية ثمَّ ولي ثَانِيًا فِي أَوَائِل سنة ثَمَانِينَ ثمَّ عزل فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَحصل لَهُ محنة عَظِيمَة وَسلمهُ الله تَعَالَى وَكَانَ لَا يفصح بالراء وَأثْنى عَلَيْهِ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ فِي تأريخه وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ بارعا فِي الْأُصُول والمناظرة وَقَالَ البرزالي الحديث: 488 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 فَقِيه كَبِير من أَعْيَان الْفُقَهَاء وَجلة الْعلمَاء قَالَ لي شهَاب الدَّين الأربدي كَانَ فَقِيها جيدا يعرف الْأَبْوَاب المشكلة أَجود من أَكثر الْجَمَاعَة ومعرفته أصُول الْفِقْه أَكثر من الْفِقْه وذهنه فِي غَايَة الْحسن وَكَانَ دينا خَاشِعًا كثير الْبكاء وَسمعت شَيخنَا النَّوَوِيّ يَقُول مَا ولي دمشق مثل ابْن الصَّائِغ قَالَ البرزالي وَقَالَ لي شهَاب الدَّين مَحْمُود الْكَاتِب مَا رَأَيْت بعد القَاضِي عز الدَّين أكمل مِنْهُ توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بتربته بسفح قاسيون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 489 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْخَطِيب مُحي الدَّين أَبُو حَامِد بن الْخَطِيب عماد الدَّين بن القَاضِي جمال الدَّين بن الحرستاني ولد سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وتفقه وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَولي خطابة دمشق ودرس الغزالية والمجاهدية قَالَ الذَّهَبِيّ ودرس وَأفْتى وأشغل وَكَانَ قوي الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم على خطابته طلاوة وروح وَقَالَ ابْن كثير كَانَ صينا دينا فَقِيها نبيها فَاضلا شَاعِرًا مجيدا بارعا ملازما منزله فِيهِ عبَادَة وتنسك وَانْقِطَاع طيب الصَّوْت فِي الْخطْبَة عَلَيْهِ روح بِسَبَب تقواه توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالصالحية قَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَظهر لَهُ عِنْد مَوته من الْجَلالَة والنور على جنَازَته مَا لم تشهد على جَنَازَة من مُدَّة متطاولة وَأظْهر النَّاس من الأسف عَلَيْهِ والحزن لفقده مَا لم يكن فِي الْحساب وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة ملازما لما هُوَ بصدده وَكَانَ سعيد الْجد فِي الْفَتْوَى 490 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك الإِمَام البليغ شيخ الْعَرَبيَّة وقدوة أَرْبَاب الْمعَانِي وَالْبَيَان بدر الدَّين بن الإِمَام الْكَبِير شيخ النُّحَاة جمال الدَّين الحديث: 489 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 الطَّائِي الجياني الدِّمَشْقِي أَخذ عَن وَالِده النَّحْو واللغة والمنطق وَسكن بعلبك مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وتصدر للأشغال بعد موت وَالِده وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ القَاضِي بدر الدَّين بن جمَاعَة وَالشَّيْخ كَمَال الدَّين بن الزملكاني قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا ذكيا فهما حاد الذِّهْن إِمَامًا فِي النَّحْو إِمَامًا فِي علم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالنَّظَر جيد الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَغير ذَلِك وَكَانَ عجبا فِي الذكاء والمناظرة وَصِحَّة الْفَهم وَكَانَ مطبوع الْعشْرَة وَفِيه لعب ومزاح وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين كَانَ قد تفرد بِعلم الْعَرَبيَّة خُصُوصا معرفَة كَلَام وَالِده وَكَانَ لَهُ مشاركات فِي الْعُلُوم وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن جيد الْإِدْرَاك حَدِيد النَّفس توفّي بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة من قولنج كَانَ يَعْتَرِيه كثيرا قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يتكهل وَقَالَ غَيره توفّي كهلا وَقَالَ ابْن حبيب توفّي عَن نَيف وَأَرْبَعين سنة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَمن تصانيفه شرح ألفية وَالِده وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن والمصباح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكتاب فِي الْعرُوض وَشرح غَرِيب تصريف ابْن الْحَاجِب 491 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عباد الْعجلِيّ يَنْتَهِي نسبه إِلَى أبي دلف الحديث: 491 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 على ماقيل الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الأصولي الْمُتَكَلّم القَاضِي شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْأَصْفَهَانِي شَارِح الْمَحْصُول ولد بأصفهان سنة عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ وَالِده نَائِب السلطنة بأصفهان فاشتغل بأصفهان بجملة من الْعُلُوم فِي حَيَاة أَبِيه بِحَيْثُ إِنَّه تفنن وفَاق نظراءه ثمَّ لما استولى الْعَدو على أصفهان رَحل إِلَى بَغْدَاد فَأخذ فِي الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه على الشَّيْخ سراج الدَّين الهرقلي وبالعلوم غلى الشَّيْخ تَاج الدَّين الأرموي ثمَّ ذهب إِلَى الرّوم إِلَى الشَّيْخ أثير الدَّين الْأَبْهَرِيّ فَأخذ عَنهُ الجدل وَالْحكمَة ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وَولي قَضَاء قوص خلَافَة عَن القَاضِي تَاج الدَّين ابْن بنت الْأَعَز فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة وَكَانَ مهيبا قَائِما فِي الْحق قامعا للظلمة لَهُ فِي ذَلِك حكايات وَكَانَ وقورا فِي درسه أَخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة وَقيل إِن ابْن دَقِيق الْعِيد كَانَ يحضر درسه بقوص ثمَّ ولي قَضَاء الكرك مُدَّة طَوِيلَة ودرس بالمشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ وَأعَاد بالشافعي فَلَمَّا ولي التدريس الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن دَقِيق الْعِيد عزل نَفسه وَقَالَ بطن الأَرْض خير من ظَاهرهَا قَالَ الذَّهَبِيّ صَاحب التصانيف لَهُ الْقَوَاعِد فِي الْعُلُوم الْأَرْبَعَة وَلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 يَد طولى فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر وَتخرج بِهِ المصريون وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ لم يكن بِالْقَاهِرَةِ فِي زَمَانه مثله فِي علم الْأُصُول وَقَالَ ابْن الزملكاني اعتنى بِعلم أصُول الْفِقْه واشتغل النَّاس عَلَيْهِ ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة وَكَانَت لَهُ يَد فِي علم أصُول الْفِقْه وَالْخلاف والمنطق وَشرح الْمَحْصُول شرحا كَبِيرا فِيهِ نقل كثير لم يحو كتاب على نَقله لكنه إِذا انْفَرد بسؤال أَو جَوَاب كَانَ فِيهِ ضعف وَله كتاب فِي الْمنطق سَمَّاهُ غَايَة الْمطلب وَكَانَ قَلِيل البضاعة فِي الْعُلُوم النقلية وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ إِمَامًا فِي الْمنطق وَالْكَلَام وَالْأُصُول والجدل فَارِسًا لَا يشق غباره متدينا ورعا نزها ذَا همة عالية كثير الْعِبَادَة والمراقبة حسن العقيدة توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة وَمن تصانيفه شرح الْمَحْصُول فِي مجلدات حسن جدا نَفِيس مَاتَ وَلم يكمله سَمَّاهُ الكاشف عَن الْمَحْصُول فِي علم الْأُصُول وَقد وقف على شرح الْقَرَافِيّ وأودعه الْكثير من محاسنه وَله كتاب الْقَوَاعِد مُشْتَمل على الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْخلاف قَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين صنف كتابا سَمَّاهُ الْقَوَاعِد فِيهِ مُقَدّمَة فِي أصُول الْفِقْه ومقدمة فِي أصُول الدَّين ومقدمة فِي الْمنطق ومقدمة فِي الجدل وَأَرَادَ أَن يَجْعَل فِيهَا شَيْئا من الْفُرُوع فَلم يطق لِأَنَّهُ لم يكن متبحرا فِي الْمَذْهَب سَمِعت أَنه علق من كتاب الطَّهَارَة إِلَى آخر كتاب الْحيض ووقف وَله غَايَة الْمطلب فِي الْمنطق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 492 - مَحْمُود بن أبي بكر بن أَحْمد الأرموي القَاضِي سراج الدَّين أَبُو الثَّنَاء صَاحب التَّحْصِيل الْمُخْتَصر من الْمَحْصُول فِي أصُول الْفِقْه مولده سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَرَأَ بالموصل على كَمَال الدَّين بن يُونُس وَولي الْقَضَاء بقونية وَمن تصانيفه اللّبَاب مُخْتَصر الْأَرْبَعين فِي أصُول الدَّين وصنف كتابا فِي الْمنطق قَالَ السُّبْكِيّ وَقيل إِنَّه شرح الْوَجِيز فِي الْفِقْه توفّي بقونية وَهُوَ على قَضَائهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 493 - مَحْمُود بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْعَلامَة برهَان الدَّين أَبُو الثَّنَاء المراغي ولد سنة خمس وسِتمِائَة واشتغل بِالْعلمِ وَتقدم وَسمع بحلب من ابْن رَوَاحَة وَابْن الْأُسْتَاذ ودرس بِدِمَشْق بالفلكية مُدَّة وَأفْتى وأشغل بالجامع الحديث: 492 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 مُدَّة طَوِيلَة وَحدث روى عَنهُ الْمزي وَابْن الْعَطَّار والبرزالي وَجَمَاعَة وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَامْتنعَ وَعرضت عَلَيْهِ مشيخة الشُّيُوخ فَامْتنعَ قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا متفننا مناظرا أصوليا كثير الْفَضَائِل وَكَانَ مَعَ براعته فِي الْفَضَائِل صَالحا زاهدا متعففا عابدا وَكَانَ عَالما بالأصلين وَالْخلاف وَكَانَ شَيخا طوَالًا حسن الْوَجْه مهيبا متصوفا وَكَانَ لطيف الْأَخْلَاق كريم الشَّمَائِل عَارِفًا بِالْمذهبِ وَالْأُصُول مكمل الأدوات انْتهى وَكَانَ عَلَيْهِ وعَلى الشَّيْخ تَاج الدَّين مدَار الْفَتْوَى بِدِمَشْق توفّي فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة 494 - مُوسَى بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الْقشيرِي القوصي الشَّيْخ سراج الدَّين بن الشَّيْخ مجد الدَّين بن دَقِيق الْعِيد أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ولد بقوص سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من أَصْحَاب السلَفِي سمع مِنْهُ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان وَكَانَ فَقِيها ذكي القريحة نظارا شَاعِرًا تصدى بقوص الحديث: 494 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 لنشر الْعلم والفتيا وصنف فِي الْفِقْه كتابا سَمَّاهُ الْمُغنِي نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة فِي التَّيَمُّم توفّي بقوص فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 495 - هبة الله بن عبد الله بن سيد الْكل القَاضِي بهاء الدَّين أَبُو الْقَاسِم القفطي مولده فِي سنة سِتّمائَة وَقيل سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَقيل فِي أَوَاخِر سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة تفقه على الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي وَقَرَأَ على الشَّيْخ شمس الدَّين الْأَصْفَهَانِي الْأُصُول بقوص وَدخل الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بالشيخين عز الدَّين بن عبد السَّلَام وزكي الدَّين الْمُنْذِرِيّ واستفاد مِنْهُمَا وَرجع إِلَى بَلَده وانتفع بِهِ النَّاس وتخرجت بِهِ الطّلبَة وَولي قَضَاء إسنا وتدريس الْمدرسَة المعزية بهَا وَكَانَت إسنا مشحونة بالروافض فَإِن كثيرا مِنْهُم لم ينْتَقل عَن اعْتِقَاد المصريين فَقَامَ فِي نصْرَة السّنة وَأصْلح الله بِهِ خلقا وهمت الرافضة بقتْله فحماه الله تَعَالَى مِنْهُم وَترك الْقَضَاء أخيرا وَاسْتمرّ على الْعلم الحديث: 495 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 وَالْعِبَادَة قَالَ السُّبْكِيّ وَكَانَ فَقِيها فَاضلا متعبدا مَشْهُور الإسم وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم فِي إقليمه وَكَانَ زاهدا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ برع فِي عُلُوم كَثِيرَة وَأخذ عَنهُ الطّلبَة وقصدوه من كل مَكَان وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ تَقِيّ الدَّين بن دَقِيق الْعِيد والجلال الدشناوي وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم فِي إقليمه وصنف كتبا كَثِيرَة فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة وَكَانَت أوقاته موزعة مَا بَين إقراء وتصنيف ومواعيد رقائق وَغَيرهَا توفّي بإسنا سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ المجدية وقفط بقاف مَفْتُوحَة ثمَّ فَاء سَاكِنة ثمَّ طاء مُهْملَة إِحْدَى بِلَاد الصَّعِيد وَمن تصانيفه تَفْسِير الْقُرْآن لم يكمله وصل إِلَى مَرْيَم وَشرح الْهَادِي فِي الْفِقْه وَكتاب فِي الرَّد على الروافض وَكتاب فِي فضل الصَّحَابَة وَكتاب فِي ثَنَاء الْقَرَابَة على الصَّحَابَة وثناء الصَّحَابَة على الْقَرَابَة ومقدمة فِي النَّحْو وَشرح مُقَدّمَة المطرزي فِي النَّحْو وَله مُصَنف فِي الْفَرَائِض والجبر والمقابلة 496 - يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن الحديث: 496 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 عَليّ الإِمَام الْفَقِيه قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدَّين أَبُو الْفضل ابْن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة منتخب الدَّين الْقرشِي الدِّمَشْقِي سمع بِمصْر وَالشَّام عَن جمَاعَة وَأخذ عَن أَبِيه وَأخذ الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة عَن القَاضِي كَمَال الدَّين التفليسي وَولي الْقَضَاء بعد ابْن الصَّائِغ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ إِلَى أَن توفّي وَهُوَ آخر من ولي الْقَضَاء من هَذَا الْبَيْت وَقد جمع لَهُ أجل مدارس دمشق وَهِي العزيزية والتقوية والفلكية والعادلية والمجاهدية والكلاسة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ جَلِيلًا نبيلا حشما رَئِيسا ذكيا سريا كَامِل الرِّئَاسَة وافر الْعلم بارعا فِي الْأُصُول بَصيرًا بالفقة فصيحا مفوها حَلَالا للمشكلات غواصا على الْمعَانِي سريع الْحِفْظ قوي المناظرة قيل إِنَّه كَانَ يحفظ الورقتين وَالثَّلَاثَة للدرس من نظرة وَاحِدَة ويورد الدَّرْس فِي غَايَة الجزالة وَكَانَ يذكر فِي الْيَوْم عدَّة دروس وَكَانَ أديبا أخباريا كثير الْمَحْفُوظ عَلامَة وَكَانَ كريم النَّفس كثير المحاسن مليح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 الْفَتَاوَى وَهُوَ ذكي بَيت الزكي توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن خمس وَأَرْبَعين سنة وَدفن بتربتهم جوَار ابْن الْعَرَبِيّ 497 - الشريف عماد الدَّين العباسي كَانَ إِمَامًا عَالما بالفروع ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية الْمُجَاورَة للجامع الْعَتِيق بِمصْر مُدَّة طَوِيلَة فَعرفت بِهِ وَأخذ عَنهُ ابْن الرّفْعَة وَنقل عَنهُ فِي الْمطلب وَفِي آخر الرَّهْن من الْكِفَايَة لَا أعلم من حَاله غير ذَلِك الحديث: 497 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 الطَّبَقَة الثَّالِثَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الثَّامِنَة 498 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْفَزارِيّ الشَّيْخ شرف الدَّين أَبُو الْعَبَّاس خطيب دمشق أَخُو الشَّيْخ تَاج الدَّين ولد بِدِمَشْق فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قَرَأَ بِثَلَاث رِوَايَات على السخاوي وَسمع مِنْهُ الْكثير وَمن ابْن الصّلاح وتلا بالسبع على شمس الدَّين بن أبي الْفَتْح وَأحكم الْعَرَبيَّة على الحديث: 498 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 الْمجد الإربلي وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار وَله مشيخة ودرس بالرباط الناصري وَغَيره وَولي خطابة جَامع جراح ثمَّ ولي خطابة جَامع دمشق بعد الفارقي سنة ثَلَاث قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه كَانَ فصيحا حُلْو الْقِرَاءَة عديم اللّحن متواضعا حسن الْجُمْلَة درس وَفسّر وأقرأ الْعَرَبيَّة مُدَّة توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير عِنْد أَخِيه رحمهمَا الله 499 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سجمان الوائلي الحديث: 499 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 الْبكْرِيّ الشريشي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة كَمَال الدَّين أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّيْخ الْعَلامَة جمال الدَّين أبي بكر الْمَعْرُوف بِابْن الشريشي مولده بسنجار فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة سمع ورحل وَطلب مُدَّة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكتب الْكِبَار وَكَانَ أَبوهُ مالكيا فاشتغل هُوَ فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَأفْتى وأشغل ودرس وناظر وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن جمَاعَة ثمَّ ترك ذَلِك وَولي وكَالَة بَيت المَال وَقَضَاء الْعَسْكَر وَنظر الْجَامِع مفرقة ودرس بالشامية البرانية والناصرية ودرس بهَا عشْرين سنة وباشر مشيخة الحَدِيث بتربة أم الصَّالح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة ومشيخة الرِّبَاط الناصري أَكثر من خمس عشرَة سنة ومشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية ثَمَان سِنِين قَالَ ابْن كثير اشْتغل فِي مَذْهَب الشَّافِعِي فبرع وَحصل علوما كَثِيرَة وَكَانَ خَبِيرا بالنظم والنثر مَعَ ذَلِك وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِيمَا يَتَوَلَّاهُ من الْجِهَات كلهَا توفّي فِي سلخ شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 وَسَبْعمائة مُتَوَجها إِلَى الْحَج بالحسا وَدفن هُنَاكَ 500 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُرْتَفع بن حَازِم بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ الشَّيْخ الْعَالم الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام وحامل لِوَاء الشَّافِعِيَّة فِي عصره نجم الدَّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الرّفْعَة الْمصْرِيّ ولد بِمصْر سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث من أبي الْحسن بن الصَّواف وَعبد الرَّحِيم بن الدَّمِيرِيّ وتفقه على الشَّيْخَيْنِ السديد والظهير التزمنتيين الحديث: 500 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 وعَلى الشريف العباسي وَأخذ عَن القاضيين ابْن بنت الْأَعَز وَابْن رزين ولقب بالفقية لغَلَبَة الْفِقْه عَلَيْهِ وَولي حسبَة مصر ودرس بالمعزية بهَا وناب فِي الْقَضَاء وَلم يل شَيْئا من مناصب الْقَاهِرَة وصنف المصنفين العظيمين الْمَشْهُورين الْكِفَايَة فِي شرح التَّنْبِيه وَالْمطلب فِي شرح الْوَسِيط فِي نَحْو أَرْبَعِينَ مجلدا وَهُوَ أعجوبة من كَثْرَة النُّصُوص والمباحث وَمَات وَلم يكلمهُ بَقِي عَلَيْهِ من بَاب صَلَاة الْجَمَاعَة إِلَى البيع وَله تصنيف لطيف فِي الموازين والمكاييل وتصنيف آخر سَمَّاهُ النفائس فِي هدم الْكَنَائِس أَخذ عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَجَمَاعَة وَقَالَ السُّبْكِيّ إِنَّه أفقه من الرَّوْيَانِيّ صَاحب الْبَحْر وَذكر لَهُ القَاضِي تَاج الدَّين فِي طبقاته تَرْجَمَة طنانة قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ شَافِعِيّ زَمَانه وَإِمَام أَوَانه مد فِي مدارك الْفِقْه باعا وتوغل فِي مسَائِله علما وطباعا إِمَام مصر بل سَائِر الْأَمْصَار وفقيه عصره فِي سَائِر الأقطار وَلم يخرج إقليم مصر بعد ابْن الْحداد من يدانيه وَلَا نعلم فِي الشَّافِعِيَّة مُطلقًا بعد الرَّافِعِيّ من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 يُسَاوِيه كَانَ أعجوبة فِي استحضار كَلَام الْأَصْحَاب لَا سِيمَا فِي غير مظانه وأعجوبة فِي معرفَة نُصُوص الشَّافِعِي وأعجوبة فِي قُوَّة التَّخْرِيج دينا خيرا محسنا إِلَى الطّلبَة توفّي بِمصْر فِي رَجَب سنة عشر وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة 501 - الْحسن بن الْحَارِث بن الْحسن بن خَليفَة بن نجا بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مِسْكين الْقرشِي الزُّهْرِيّ الشَّيْخ الْعَلامَة عز الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن مِسْكين وَهُوَ من أَوْلَاد الْحَارِث بن مِسْكين أحد الْمَالِكِيَّة المعاصرين للشَّافِعِيّ قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته كَانَ من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية وَكَانَ عين لقَضَاء دمشق فَامْتنعَ لمفارقة الوطن وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ درس بالشافعي وَكَانَ من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة الصلحاء كتب ابْن الرّفْعَة تَحت خطه جوابي كجواب سَيِّدي وشيخي توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر وَسَبْعمائة الحديث: 501 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 502 - الْحسن بن مُحَمَّد بن شرف شاه الإِمَام الْعَلامَة المفنن السَّيِّد ركن الدَّين وَقيل الْحسن بن شرف شاه أَبُو مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الإسترابادي أَخذ عَن النصير الطوسي وَحصل وَتقدم وَكَانَ الطوسي قد جعله رَئِيس اصحابه بمراغة وَكَانَ يُعِيد دروس الجلة ثمَّ انْتقل إِلَى الْموصل ودرس بالنورية بهَا وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب شرحا متوسطا وَشرح الحاجبية ثَلَاثَة شُرُوح الْمُتَوَسّط اشهرها وَله شرح الْحَاوِي فِي ارْبَعْ مجلدات فِيهِ اعتراضات على الْحَاوِي حَسَنَة قَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين شرح الْحَاوِي شرحين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي العبر الْعَلامَة الْمُتَكَلّم النَّحْوِيّ صَاحب التصانيف وَكَانَ يُبَالغ فِي التَّوَاضُع وَيقوم لكل اُحْدُ حَتَّى للسقاء وَكَانَ لَا يحفظ الْقُرْآن وَكَانَت جامكيته فِي الشَّهْر ألفا وَثَمَانمِائَة دِرْهَم الحديث: 502 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 توفّي بالموصل فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة وَقيل سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة عَن نَيف وَسبعين سنة وَقيل جَاوز الثَّمَانِينَ 503 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام بتَشْديد اللَّام بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن سَلام الشَّيْخ الْعَالم شرف الدَّين بن كَمَال الدَّين ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة واشتغل فبرع وَحصل وَأفْتى وناظر ودرس بالعذراوية والجاروخية وَأعَاد بالظاهرية وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل أَيَّام الأفرم وَكَلَام الكتبي يفهم أَنه أول من ولي إِفْتَاء دَار الْعدْل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من الأذكياء وَقَالَ ابْن كثير كَانَ وَاسع الصَّدْر كثير الهمة كريم النَّفس مشكورا فِي فهمه وَحفظه وفصاحته ومناظرته توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير 504 - عبد الله بن مَرْوَان بن عبد الله بن فير بن الْحسن الشَّيْخ زين الدَّين أَبُو الحديث: 503 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 مُحَمَّد الفارقي خطيب دمشق وَشَيخ دَار الحَدِيث ومدرس الشامية البرانية ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَأخذ عَن الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام وَغَيره واشتغل وَأفْتى ودرس وَولي مشيخة دَار الحَدِيث بعد النَّوَوِيّ وَهُوَ الَّذِي عمرها بعد خرابها فِي فتْنَة قازان قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ وبجملة حَسَنَة فِي الحَدِيث ذَا اقتصاد فِي ملبسه وتصون فِي نَفسه وسطوة على الطّلبَة وَفِيه تعبد وَحسن مُعْتَقد وَقَالَ ابْن كثير سمع الحَدِيث الْكثير وأشغل ودرس فِي عدَّة مدارس وَأفْتى مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَت لَهُ همة وشهامة وصرامة ويباشر الْأَوْقَاف جيدا وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ رجلا عَالما صَالحا وَحكى عَنهُ حِكَايَة تدل على كرامته توفّي فِي صفر سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة وَدفن بالصالحية بتربة أَهله بتربة الشَّيْخ أبي عمر 505 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْجَلِيل الشَّيْخ عز الدَّين النمراوي الْمصْرِيّ ولد بنمرا الحديث: 505 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 من أَعمال الغربية واشتغل وتصدى للأشغال ودرس فِي التَّفْسِير بالقبة المنصورية قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته أحد الْفُضَلَاء المناظرين من الشَّافِعِيَّة أفتى ودرس وناظر بَين يَدي الْعَلامَة ابْن دَقِيق الْعِيد والعلامة صدر الدَّين بن الْوَكِيل فاستجاد ابْن دَقِيق الْعِيد بَحثه وَرجحه فِي ذَلِك الْبَحْث على ابْن الْوَكِيل فارتفع قدره من يَوْمئِذٍ وَصَحب النَّائِب سلار فازداد جاهه فِي الدُّنْيَا بذلك وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما نظارا ذكيا توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة عشر وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة 506 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ الإِمَام ضِيَاء الدَّين الطوسي ثمَّ الدِّمَشْقِي اشْتغل بِالْعلمِ وتفنن ودرس بالنجيبية وَأعَاد بغَيْرهَا وَشرح الْحَاوِي شرحا حسنا سَمَّاهُ الْمِصْبَاح وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب قَالَ البرزالي كَانَ شَيخا فَاضلا وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ ذَا فَضَائِل منتظمة الفرائد وتصانيف مُشْتَمِلَة الحديث: 506 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 على كثير من الْفَوَائِد مِنْهَا شرح الْحَاوِي والمختصر وَلَقَد اتى فيهمَا بِمَا يشْهد لَهُ بالتقدم على من غَابَ وَمن حضر توفّي بِدِمَشْق فَجْأَة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة 507 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عمر الْأنْصَارِيّ الأندلسي الأَصْل الإِمَام علم الدَّين الْمَعْرُوف بالعراقي ولد بِمصْر سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن عبد السَّلَام وَغَيره والْحَدِيث عَن الْمُنْذِرِيّ قِرَاءَة وسماعا والأصلين عَن التلمساني والخسروشاهي وَمهر وبرع فِي فنون الْعلم وتصدر بِجَامِع مصر ودرس بمشهد الْحُسَيْنِي ودرس التَّفْسِير بالقبة المنصورية وَغَيرهَا وصنف كتبا مِنْهَا فِي التَّفْسِير الْإِنْصَاف فِي مسَائِل الْخلاف بَين الزَّمَخْشَرِيّ وَابْن الْمُنِير وَنبهَ على مَوَاضِع الاعتزال فِي الْكَشَّاف وَقد أَخذ عَنهُ الحديث: 507 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 السُّبْكِيّ علم التَّفْسِير قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما فَاضلا فِي فنون كَثِيرَة خصوصاالتفسير وَفِيه دعابة كَثِيرَة مأثورة إِلَى الْآن عَنهُ قَالَ وَشرح التَّنْبِيه شرحا متوسطا رَأَيْت مِنْهُ جُزْءا من أوئل الْكتاب وجزءا من آخِره وَقد لَا يكون أكمله وأقرأ النَّاس مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى صَارُوا أَئِمَّة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا حَتَّى كتب حاوي الْمَاوَرْدِيّ مَرَّات وأضر فِي آخر عمره وَقَالَ ابْن كثير فِي طبقاته نقلا عَن بَعضهم إِن لَهُ مصنفات فِي التَّفْسِير وَالْأُصُول توفّي فِي صفر سنة أَربع وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى والعراقي نِسْبَة إِلَى جده لأمه وَهُوَ الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب 508 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى بن عِيسَى بن مُوسَى العامري الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْعَلامَة بدر الدَّين أَبُو البركات بن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين رزين مولده سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع بِمصْر وَالشَّام من جمَاعَة وَأعَاد عِنْد وَالِده وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَأفْتى وَولي قَضَاء الْعَسْكَر فِي حَيَاة وَالِده وخطب بِجَامِع الْأَزْهَر الحديث: 508 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 ودرس بالظاهرية والسيفية والأشرفية قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته كَانَ من صُدُور الْفُقَهَاء وأعيان الرؤساء وَأحد الْمَذْكُورين فِي الْفُضَلَاء وَكَانَ لَهُ اعتناء جيد بِالْحَدِيثِ ويلقي الدُّرُوس مِنْهُ وَمن التَّفْسِير وَالْفِقْه وأصوله وَله اعْتِبَار بِالسَّمَاعِ وَالرِّوَايَة وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات وَكَانَ يجْتَمع عِنْده بالظاهرية من الْفُضَلَاء مَا لايجتمع عِنْد غَيره وَتحصل مِنْهُم الْفَضَائِل الجمة بِحَيْثُ كَانَ طَالب التحقيقات يحضر درسه لأجل من يحضرهُ فَمِمَّنْ كَانَ يحضرهُ الْوَالِد وقطب الدَّين السنباطي وتاج الدَّين طوير اللَّيْل وَجَمَاعَة توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وَسَبْعمائة 509 - عبد الْمُؤمن بن خلف بن أبي الْحسن بن شرف بن الْخضر بن مُوسَى الْحَافِظ الحديث: 509 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 الْكَبِير شرف الدَّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو أَحْمد الدمياطي ولد بدمياط فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وتفقه بهَا وَقَرَأَ بالسبع على الْكَمَال الضَّرِير وَسمع الْكثير ورحل ولازم الْحَافِظ عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ سِنِين وَتخرج بِهِ ودرس لطائفة الْمُحدثين بالمنصورية وَهُوَ أول من درس بهَا لَهُم وبالظاهرية ورحل إِلَيْهِ الطلاب وَحدث قَدِيما وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأبيوردي وَكتب عَنهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وَمَات قبله بِتِسْعَة وَثَلَاثِينَ سنة روى عَنهُ من تلاميذه الْحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي وَابْن سيد النَّاس والسبكي وَغَيرهم قَالَ الْمزي مَا رَأَيْت احفظ مِنْهُ وَقَالَ البرزالي وَكَانَ آخر من بَقِي من الْحفاظ وَأهل الحَدِيث اصحاب الرِّوَايَة الْعَالِيَة والدراية الوافرة وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْعَلامَة الْحَافِظ الْحجَّة اُحْدُ الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَبَقِيَّة نقاد الحَدِيث اشْتغل بدمياط وأتقن الْفِقْه ثمَّ طلب الحَدِيث سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ورحل وَسمع الْكثير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 ومعجمه نَحْو الف وَمِائَتَيْنِ وَخمسين شَيخا وَله تصانيف فِي الحَدِيث والعوالي وَالْفِقْه واللغة وَغير ذَلِك ومحاسنه جمة انْتهى وَقد اثنى عَلَيْهِ غير وَاحِد وَله مصنفات نفيسة مِنْهَا السِّيرَة النَّبَوِيَّة فِي مُجَلد وَكتاب فِي الصَّلَاة الْوُسْطَى وَكتاب الْخَيل وَكتاب التسلي والاغتباط بِثَوَاب من تقدم من الإفراط وَغير ذَلِك توفّي فَجْأَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بمقابر بَاب النَّصْر 510 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البجيلي الرجل الصَّالح قَالَ المطري كَانَ يحفظ الْمُهَذّب والوسيط نقلا وتفقه عَلَيْهِ خلائق من اهل الْيمن وانتفعوا ببركته وَعلمه فِي الْفِقْه والفرائض وَكَانَ من اشْتغل عَلَيْهِ افلح اَوْ كَاد وَكَانَت لَهُ كرامات مَشْهُورَة وبركات مأثورة رَضِي الله عَنهُ توفّي ببلدة من بِلَاد تهَامَة فِي شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة 511 - عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر الشَّيْخ كَمَال الدَّين الحديث: 510 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي القوصي نزيل إخميم ذُو الْعلم وَالْعِبَادَة والمكاشفات وَالْأَحْوَال والتكلم على الخواطر تفقه بالشيخ مجد الدَّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَأَجَازَهُ بالتدريس سنة سبع وَخمسين وَسمع أَبَا الْحسن ابْن الجميزي وَشَيْخه مجد الدَّين الْقشيرِي وتفقه وبرع ورافق فِي ابْتِدَائه الشَّيْخَيْنِ تَقِيّ الدَّين ابْن دَقِيق الْعِيد وجلال الدَّين الدشناوي استوطن إخميم وَبنى بهَا رِبَاطًا وانتصب لتذكير النَّاس وعمت بركته على مريديه واشتهر من كراماته مَا كثر وَذكر لَهُ الْإِسْنَوِيّ بعض مَا وَقع لَهُ من الْكَشْف والكرامات ثمَّ قَالَ وكراماته كَثِيرَة يطول ذكرهَا ويعسر حصرها توفّي بإخميم فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة 512 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن خطاب الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة عَلَاء الدَّين أَبُو الْحسن الْبَاجِيّ الْمصْرِيّ الإِمَام الْمَشْهُور ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة سنة مولد النَّوَوِيّ وتفقه بِالشَّام على ابْن عبد السَّلَام ثمَّ ولي قَضَاء الحديث: 512 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 الكرك قَدِيما فِي دولة الْملك الظَّاهِر ثمَّ دخل الْقَاهِرَة واستوطنها وناب فِي الحكم ثمَّ ترك ذَلِك وَلَزِمتهُ الطّلبَة للاشتغال عَلَيْهِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ أَخذ عَنهُ الْأَصْلَيْنِ وَتخرج بِهِ فِي المناظرة وَله مصنفات فِي فنون لَيست على قدر علمه وَكَانَ أعلم أهل الأَرْض بِمذهب الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ هُوَ بِالْقَاهِرَةِ والصفي الْهِنْدِيّ بِالشَّام القائمين بنصرة مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد كثير التَّعْظِيم لَهُ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ كَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد لَا يُخَاطب أحدا إِلَّا بقوله يَا إِنْسَان غير اثْنَيْنِ الْبَاجِيّ وَابْن الرّفْعَة يَقُول للباجي يَا إِمَام وَلابْن الرّفْعَة يَا فَقِيه قَالَ الْإِسْنَوِيّ لَهُ فِي المحافل مبَاحث مَشْهُورَة وَفِي الْمشَاهد مقامات مأثورة كَانَ إِمَامًا فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق فَاضلا فِيمَا عداهما وَكَانَ أنظر أهل زَمَانه وَمن أذكاهم قريحة لَا يكَاد يَنْقَطِع فِي المباحث فصيح الْعبارَة وَكَانَ يبْحَث مَعَ الْكَبِير وَالصَّغِير إِلَّا أَنه قَلِيل المطالعة جدا لَا يكَاد أحد يرَاهُ نَاظرا فِي كتاب وصنف مختصرات فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة واشتهرت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 وحفظت فِي حَيَاته وعقب مَوته ثمَّ انطفأت كَأَن لم تكن وَقَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي فِي كِتَابه الْبَدْر السافر اختصر الْمُحَرر فِي الْفِقْه والمحصول فِي الْأُصُول مختصرين كَبِير وصغير وَاخْتصرَ كشف الْحَقَائِق فِي الْمنطق ورد على مَا بيد الْيَهُود من التَّوْرَاة وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد يَقُول عَنهُ يُطلق عَلَيْهِ عَالم وَقَالَ لي شَيخنَا نجم الدَّين الأصفوني حضرت درس الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فَقَالَ يَا فُقَهَاء جَاءَ شخص يَهُودِيّ وَطلب المناظرة فَسكت النَّاس فَقَالَ الْبَاجِيّ أحضروه نَحن بِحَمْد الله مليون بِدفع هَذِه الشُّبْهَة وَقَالَ لي لما أحضروا ابْن تَيْمِية طلبت من جملَة من طلب فَجئْت لَقيته يتَكَلَّم فَلَمَّا حضرت قَالَ هَذَا شيخ الْبِلَاد فَقلت لَا تطرئني هَا هُنَا إِلَّا الْحق وحاققته على أَرْبَعَة عشر موضعا وَغير مَا كَانَ قد كتبه بِخَطِّهِ فِيمَا قَالَ وَكَانَ كثير الْبَحْث وَلم يحفظ لَهُ بحث نَازل قطّ توفّي فِي ذِي القعده سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة بِقرب من الْمَكَان الْمَعْرُوف بورش 513 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع القَاضِي محب الدَّين أَبُو الْحسن بن الحديث: 513 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أبي الْفَتْح بن الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي الْمَعْرُوف بِابْن دَقِيق الْعِيد ولد بقوص فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وسِتمِائَة وَأخذ عَن وَالِده وَسمع الحَدِيث وَحدث ولي تدريس الهكارية والسيفية وناب فِي الحكم عَن وَالِده قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَكَانَ فَاضلا ذكيا علق على التَّعْجِيز شرحا جيدا لم يكمله وَانْقطع فِي القرافة مُدَّة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد أَبِيه 514 - عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي المدلجي الشَّيْخ الْعَلامَة عز الدَّين أَبُو حَفْص النشائي الْمصْرِيّ لَا أعلم عَمَّن أَخذ الْفِقْه وَسمع من جمَاعَة ودرس بالفاضلية والهكارية وَله على الْوَسِيط إشكالات حَسَنَة مفيدة فِي مجلدين إِلَّا الحديث: 514 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 أَنَّهَا لم تكمل وَعَلِيهِ تفقه وَلَده كَمَال الدَّين وَالشَّيْخ مجد الدَّين الزنكلوني ويحكى عَن الشَّيْخ عز الدَّين أَنه قَالَ لَا يحل أَن ينْسب إِلَى الرَّافِعِيّ من الرَّوْضَة شَيْء قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه والنحو والعلوم الحسابية أصوليا محققا دينا ورعا زاهدا متصوفا يحب السماع ويحضره وَكَانَت فِي أخلاقه حِدة وَكَانَ متصدرا لإقراء النَّحْو بالجامع الْأَقْمَر وانتفع بِهِ خلق كَثِيرُونَ وَقَالَ ابْن السُّبْكِيّ كَانَ فَقِيها كَبِيرا ورعا صَالحا حج فِي الْبَحْر من عيذاب سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَتُوفِّي تِلْكَ السّنة بِمَكَّة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة وَقيل فِي ذِي الْحجَّة وَدفن بالمعلى وَنَشَأ إِحْدَى بِلَاد الغربية من بِلَاد مصر 515 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الشَّيْخ الْعَلامَة صفي الدَّين أَبُو عبد الله الحديث: 515 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 الْهِنْدِيّ الأرموي الْمُتَكَلّم على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ مولده بِبِلَاد الْهِنْد فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ جده لأمه فَاضلا فَقَرَأَ عَلَيْهِ ثمَّ خرج من بَلَده سنة تسع وَسِتِّينَ وَدخل الْيمن فَأكْرمه صَاحبهَا الْملك المظفر وَأَعْطَاهُ تِسْعمائَة دِينَار وَحج وَقدم الديار المصرية سنة سبعين فَأَقَامَ بهَا أَربع سِنِين ثمَّ سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم وَأقَام بهَا إِحْدَى عشرَة سنة وَأخذ عَن صَاحب التَّحْصِيل ودرس بقونية وسيواس ثمَّ خرج من الرّوم سنة خمس وَثَمَانِينَ فَقدم دمشق وَولي بهَا مشيخة الشُّيُوخ ودرس بهَا بالظاهرية الجوانية والأتابكية والرواحية والدولعية وانتصب للإفتاء والإقراء فِي الْأُصُول والمعقول والتصنيف وانتفع بتلاميذه وتصانيفه إِلَّا أَن خطه فِي غَايَة الرداءة وَأخذ عَنهُ ابْن المرحل ابْن الْفَخر الْمصْرِيّ وَخلق وَلما عقد مجْلِس لِابْنِ تَيْمِية عين الشَّيْخ صفي الدَّين لمناظرته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 فَلَمَّا وَقع الْكَلَام قَالَ لَهُ الصفي أَنْت عُصْفُور تطير من هَا هُنَا وَهَا هُنَا قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ يحفظ ربع الْقُرْآن وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ من اعْلَم النَّاس بِمذهب الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وأدراهم بأسراره متضلعا بالأصلين وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها أصوليا متكلما أدبيا متعبدا توفّي بِدِمَشْق فِي صفر سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة عَن إِحْدَى وَسبعين سنة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة وَمن تصانيفه فِي علم الْكَلَام الزبدة وَالْفَائِق وَفِي أصُول الْفِقْه النِّهَايَة والرسالة السيفية وكل مصنفاته جَامِعَة لَا سِيمَا النِّهَايَة 516 - مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْغفار الْقزْوِينِي ولد صَاحب الْحَاوِي الصَّغِير صنف لَهُ وَالِده الْحَاوِي فحفظه واشتغل على وَالِده وبرع فِي الْفِقْه ودرس وصنف وَتُوفِّي سنة تسع وَسَبْعمائة وعاش نَحوا من ثَمَانِينَ سنة 517 - مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الْقشيرِي الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّيْخ الْقدْوَة الْعَالم مجد الدَّين المنفلوطي الحديث: 516 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 الْمصْرِيّ ابْن دَقِيق الْعِيد ولد فِي شعْبَان سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة تفقه على وَالِده بقوص وَكَانَ وَالِده مالكي الْمَذْهَب ثمَّ تفقه على الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام فحقق المذهبين وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية ودرس بالشافعي وَدَار الحَدِيث الكاملية وَغَيرهمَا وصنف التصانيف الْمَشْهُورَة وَكَانَ من الْعِبَادَة والورع بِمحل لَا يدْرك كَانَ يَقُول مَا تَكَلَّمت بِكَلِمَة وَلَا فعلت فعلا إِلَّا وأعددت لَهُ جَوَابا بَين يَدي الله تَعَالَى ويحكى أَن ابْن عبد السَّلَام كَانَ يَقُول ديار مصر تفتخر برجلَيْن فِي طرفيها ابْن مُنِير بالإسكندرية وَابْن دَقِيق الْعِيد بقوص ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية وشيخها وعالمها الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْقدْوَة الْوَرع شيخ الْعَصْر كَانَ عَلامَة فِي المذهبين عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وفنونه سَارَتْ بمصنفاته الركْبَان وَولي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 الْقَضَاء ثَمَان سِنِين وَبسط السُّبْكِيّ تَرْجَمته فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى قَالَ وَلم ندرك أحدا من مَشَايِخنَا يخْتَلف فِي ان ابْن دَقِيق الْعِيد هُوَ الْعَالم الْمَبْعُوث على رَأس السبعمائة وَأَنه استاذ زَمَانه علما ودينا وَقَالَ فِي مَوضِع آخر كَانَ وَالِدي من معظمي الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ومبجليه إِلَى حد يطول شَرحه وَقَالَ ابْن كثير فِي طبقاته أحد عُلَمَاء وقته بل اجلهم وَأَكْثَرهم علما ودينا وورعا وتقشفا ومداومة على الْعلم فِي ليله ونهاره مَعَ كبر السن والشغل بالحكم وَله التصانيف الْمَشْهُورَة والعلوم الْمَذْكُورَة برع فِي عُلُوم كَثِيرَة لَا سِيمَا فِي علم الحَدِيث فاق فِيهِ على أقرانه وبرز على أهل زَمَانه رحلت إِلَيْهِ الطّلبَة من الْآفَاق وَوَقع على علمه وورعه وزهده الِاتِّفَاق وترجمته طَوِيلَة مَشْهُورَة وَهَذَا الْكتاب مَبْنِيّ على الِاخْتِصَار توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى ودقيق الْعِيد لقب لجده وهب وَمن تصانيفه الْإِلْمَام فِي الحَدِيث وَتُوفِّي وَلم يبيضه فَلذَلِك وَقعت فِيهِ أَمَاكِن على وَجه الْوَهم وَكتاب الإِمَام بِهَمْزَة مَكْسُورَة بعْدهَا مِيم شرح الْإِلْمَام وَهُوَ الْكتاب الْكَبِير الْعَظِيم الشَّأْن قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَقد كَانَ أكمله فحسده عَلَيْهِ بعض كبار هَذَا الشَّأْن مِمَّن فِي نَفسه مِنْهُ عَدَاوَة فَدس من سرق أَكثر هَذِه الْأَجْزَاء وأعدمها وَبَقِي مِنْهَا الْمَوْجُود عِنْد النَّاس الْيَوْم وَهُوَ نَحْو أَرْبَعَة أَجزَاء فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه كَذَا سمعته من الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن عَدْلَانِ وَكَانَ عَارِفًا بِحَالهِ وَله شرح الْعُمْدَة أملاه إملاء وَأَمْلَأُ شرحا على العنوان فِي أصُول الْفِقْه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 وَله تصنيف فِي أصُول الدَّين وعلوم الحَدِيث سَمَّاهُ الاقتراح فِي اخْتِصَار عُلُوم ابْن الصّلاح وَالْأَرْبَعِينَ فِي الرِّوَايَة عَن رب الْعَالمين وفوائد حَدِيث بَرِيرَة قَرِيبا من مِائَتي فَائِدَة وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَلم يكمله وعلق شرحا على مُخْتَصر التبريزي وشرحا على مُخْتَصر أبي شُجَاع وَله ديوَان خطب مَشْهُورَة بليغة وَله شعر كثير بليغ رَقِيق 518 - مُحَمَّد بن عَليّ البارنباري الْمصْرِيّ الشَّيْخ الْعَالم تَاج الدَّين الملقب طوير اللَّيْل قَالَ السُّبْكِيّ أحد أذكياء الزَّمَان برع فقها وأصولا ومنطقا قَرَأَ الْأُصُول والمعقول على الْأَصْفَهَانِي شَارِح الْمَحْصُول وَسمعت الْوَالِد رَحمَه الله يَقُول قَالَ لي ابْن الرّفْعَة من عنْدكُمْ من الْفُضَلَاء فِي درس الظَّاهِرِيَّة فَقلت لَهُ قطب الدَّين السنباطي وَفُلَان وَفُلَان حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى ذكر البارنباري فَقَالَ لي مَا فِي من ذكرت مثله مولده سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَسَبْعمائة الحديث: 518 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 519 - مُحَمَّد بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد بن عَطِيَّة بن أَحْمد وَيُقَال عبد الصَّمد ابْن أبي بكر بن عَطِيَّة الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة ذُو الْفُنُون صدر الدَّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْخَطِيب زين الدَّين أبي حَفْص العثماني الْمَعْرُوف بِابْن المرحل وبابن الْوَكِيل ولد بدمياط فِي شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَحفظ كتبا كَثِيرَة يُقَال إِنَّه كَانَ إِذا وضع بَعْضهَا على بعض كَانَت طول قامته وَحفظ الْمفصل فِي مائَة يَوْم ومقامات الحريري فِي خمسين يَوْمًا وديوان المتنبي فِي جُمُعَة وَاحِدَة وتفقه على وَالِده وعَلى الشَّيْخ شرف الدَّين الْمَقْدِسِي وَالشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَغَيرهم وَأخذ الْأَصْلَيْنِ عَن الصفي الْهِنْدِيّ والنحو عَن بدر الدَّين بن مَالك وبرع وَأفْتى وَله اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة واشتغل وناظر واشتهر اسْمه وشاع ذكره ودرس بالشاميتين الحديث: 519 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 والعذراوية وَولي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية وخالط النَّائِب آقوش الأفرم وَجَرت لَهُ أُمُور لَا يحسن ذكرهَا وَلَا يرشد أمرهَا وأخرجت جهاته وانتقل إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ودرس ثمَّ انْتقل إِلَى الديار المصرية ودرس بِحَلقَة الشَّافِعِي بِجَامِع مصر وبالمشهد الْحُسَيْنِي وبالمدرسة الناصرية وَهُوَ أول من درس بهَا وَكَانَ من الأذكياء وَله نظم رائق وديوان مَجْمُوع وَجمع كتاب الْأَشْبَاه والنظائر وَمَات قبل تحريره فحرره وَزَاد عَلَيْهِ ابْن أَخِيه زين الدَّين وَشرع فِي شرح الْأَحْكَام لعبد الْحق فَكتب مِنْهُ ثَلَاث مجلدات دالات على تبحره فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول ذكر لَهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى تَرْجَمَة طَوِيلَة وَقَالَ كَانَ الْوَالِد يعظمه وَيُحِبهُ ويثني عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَحسن العقيدة وَمَعْرِفَة الْكَلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بالقرافة بتربة القَاضِي فَخر الدَّين نَاظر الْجَيْش وَلما بلغت وَفَاته ابْن تَيْمِية قَالَ أحسن الله عزاء الْمُسلمين فِيك يَا صدر الدَّين 520 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام القَاضِي شمس الدَّين أَبُو عبد الله الكوراني الحديث: 520 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 الدِّمَشْقِي قَاضِي حلب ولد سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَأخذ عَن ابْن عبد السَّلَام وَأخذ الْقرَاءَات عَن الْكَمَال الضَّرِير فِيمَا قيل وناب فِي الحكم بِدِمَشْق ثمَّ ولي قَضَاء حلب لَهُ مُخْتَصر فِي الْخلاف مَأْخُوذ من حلية الشَّاشِي وَغَيرهَا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مشكورا يدْرِي الْمَذْهَب وَكَانَ دينا صَالحا ورعا وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ من عُلَمَاء حلب وَكَانَ يدْرِي الْقرَاءَات توفّي بحلب فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسَبْعمائة 521 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن مَحْمُود الْجَزرِي ثمَّ الْمصْرِيّ شمس الدَّين أَبُو عبد الله ولد فِي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ بقوص عَن الْأَصْفَهَانِي وَسمع ودرس وَأفْتى وأشغل وخطب بِجَامِع طولون ودرس بالشريفية والمعزية وَشرح الحديث: 521 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 الْمِنْهَاج للبيضاوي شرحا لطيفا وَشرح الأسئلة الَّتِي اعْترض بهَا صَاحب التَّحْصِيل على الإِمَام وألفية ابْن مَالك أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ علم الْكَلَام قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها عَارِفًا بالأصلين والنحو وَالْبَيَان والمنطق والطب أديبا شَاعِرًا ذَا مُرُوءَة وَقَالَ تِلْمِيذه الْكَمَال الأدفوي لَهُ تصانيف مِنْهَا شرح التَّحْصِيل فِي ثَلَاث مجلدات وَشرح الْمِنْهَاج للبيضاوي فِي مجلدة لَطِيفَة لَيْسَ بطائل صنفه فِي آخر عمره وَاعْتذر فِي خطبَته بِالْكبرِ وَله أجوبة عَن أسئلة الْمَحْصُول وَله ديوَان خطب بليغة وَشعر كثير توفّي بِمصْر فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة 522 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر بن هبة الله شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْجَزرِي ثمَّ الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن المحوجب وَفِي بِلَاده بِابْن القوام ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة كَذَا رَأَيْته فِي بعض تواريخ المصريين وَقَرَأَ الْقرَاءَات السَّبع وَأخذ بِدِمَشْق النَّحْو عَن شرف الدَّين ابْن الْمَقْدِسِي وبقوص المعقولات عَن الحديث: 522 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 الْأَصْفَهَانِي وَالْفِقْه عَن الشَّيْخَيْنِ ابْن دَقِيق الْعِيد والدشناوي وَأخذ بِمصْر عَن الْقَرَافِيّ وَشرع فِي شرح الْمِنْهَاج للبيضاوي قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَمَات قبل إكماله وَكَانَ ذكيا أَقَامَ بِمصْر وَأخذ عَنهُ كثير من طلبتها ودرس بالمنكوتمرية وبالمعزية بعد موت ابْن الرّفْعَة وَكَانَت السَّوْدَاء تغلب على مزاجه توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ كَذَا قَالَه الْإِسْنَوِيّ والكمال الأدفوي وَهَذَا يُخَالف مَا تقدم فِي وَقت مولده 523 - مَحْمُود بن مَسْعُود بن مصلح الْفَارِسِي الإِمَام قطب الدَّين أَبُو الثَّنَاء الحديث: 523 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 الشِّيرَازِيّ تخرج على النصير الطوسي مولده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بشيراز وَدخل بَغْدَاد ودمشق ومصر واستوطن بِالآخِرَة تبريز وَانْقطع عَن أَبْوَاب الْأُمَرَاء قَالَ الذَّهَبِيّ عَالم الْعَجم لَهُ تصانيف وتلامذة وذكاء باهر ومزاج طَاهِر وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَام عصره فِي المعقولات وَفِي غَايَة الذكاء وَله التلاميذ الْكَثِيرَة والتصانيف الْمَشْهُورَة وَكَانَ كَرِيمًا متطرحا إِلَّا أَنه كَانَ متهاونا فِي الدَّين محبا للخمر وَيجْلس فِي حلق المساخر وَمَعَ ذَلِك كَانَ مُعظما عِنْد مُلُوك التتار فَمن دونهم وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى لَازم بِالْآخرِ الحَدِيث سَمَاعا وَنظر فِي جَامع الْأُصُول وَشرح السّنة لِلْبَغوِيِّ وَمَا أشبه ذَلِك توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة عشرَة وَسَبْعمائة بتبريز وَمن تصانيفه شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي مجلدين وَهُوَ الشَّارِح الأول وَشرح مِفْتَاح السكاكي وَشرح الكليات وَفِيه يَقُول الْعَلامَة زين الدَّين ابْن الوردي ... لقد عدم الْإِسْلَام حبرًا مبرزا ... كريم السجايا فِيهِ مَعَ بعده قرب ... ... عجبت وَقد دارت رحى الْعلم بعده ... وَهل للرحى دور وَقد عدم القطب ... 524 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُونُس بن مَنْعَة كَمَال الدَّين أَبُو الْمَعَالِي بن الحديث: 524 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 بهاء الدَّين بن كَمَال الدَّين بن رَضِي الدَّين قَاضِي الْموصل قَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين فِي طَبَقَات جمعهَا انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة إقليمه وَشرح الْحَاوِي وَقدم رَسُولا من قازان على الْملك النَّاصِر فَأكْرمه وَظهر لَهُ من الحشمة والمهابة مَا يَلِيق ببيته وأصالته مَاتَ بالسلطانية سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَسَماهُ الكتبي مُوسَى وَقَالَ مَاتَ سنة خمس عشرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 الطَّبَقَة الرَّابِعَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الثَّامِنَة 525 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْفَزارِيّ البدري الشَّيْخ الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام برهَان الدَّين أَبُو إِسْحَاق ابْن الشَّيْخ الْعَلامَة فَقِيه الشَّام تَاج الدَّين أبي مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْمُقْرِئ برهَان الدَّين أبي إِسْحَاق الْمصْرِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد فِي شهر ربيع الأول سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع الْكثير من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وعدة وَله مشيخة خرجها العلائي وَأخذ الحديث: 525 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 عَن وَالِده وبرع وَأعَاد فِي حلقته وَأخذ النَّحْو عَن عَمه شرف الدَّين ودرس بالبادرائية بعد وَفَاة أَبِيه وَخَلفه فِي أشغال الطّلبَة والإفتاء ولازم الأشغال والتصنيف وَحدث بِالصَّحِيحِ مَرَّات وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بعد موت القَاضِي نجم الدَّين ابْن صصري وألح نَائِب الشَّام عَلَيْهِ بِنَفسِهِ وبأعوانه من الدولة فَلم يقبل وصمم وَامْتنع أَشد الِامْتِنَاع وَكَانَ بعد موت عَمه قد ولي الخطابة وباشرها مُدَّة يسيرَة ثمَّ تَركهَا لما بلغه أَن بعض النَّاس يسْعَى فِي تدريس البادرائية فَتَركهَا وَعَاد إِلَى البادرائية وصنف التعليقة على التَّنْبِيه فِي نَحْو عشر مجلدات فِيهَا فَوَائِد جليلة ونقول غَرِيبَة وأبحاث حَسَنَة تتَعَلَّق بِأَلْفَاظ التَّنْبِيه مَعَ تنبيهه على كثير مِمَّا وَقع للنووي من التَّنَاقُض واعتراضات حَسَنَة وَقد نقل الْإِسْنَوِيّ فِي الْمُهِمَّات كثيرا من فَوَائِد الشَّيْخ برهَان الدَّين وَلَا يُسَمِّيه وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ لم ينصفه فِي الطَّبَقَات لما تَرْجمهُ وللشيخ برهَان الدَّين تعليقة على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول وَله مصنفات أخر ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ انْتَهَت إِلَيْهِ معرفَة الْمَذْهَب ودقائقه ووجوهه مَعَ علم متون الْأَحْكَام وَعلم الْأُصُول والعربية وَغير ذَلِك وَسمع الْكثير وَكتب بعض مسموعاته وَكَانَ يدْرِي عُلُوم الحَدِيث مَعَ الدَّين والورع وَحسن السمت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 والتواضع وَقَالَ فِي مُعْجم شُيُوخه نَاب فِي مشيخة دَار الحَدِيث أشهرا فبهرت معارفه وخضع لَهُ الْفُضَلَاء ومناقبه يطول شرحها وَقَالَ ابْن كثير سَاد أقرانه وَسَائِر أهل زَمَانه فِي دراية الْمَذْهَب وَنَقله وَكَانَ مُقبلا على شَأْنه مُسْتَغْرقا أوقاته فِي الِاشْتِغَال والإشغال والمطالعة لَيْلًا وَنَهَارًا وإسماع الحَدِيث وَقد سمعنَا عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَغَيره وَكَانَ يدرس بالبادرائية الدُّرُوس الْمَذْكُورَة الْمَشْهُورَة وَإِنَّمَا غَالب إشتغاله فِي الْفِقْه وأصوله وَله مصنفات صغَار وكبار وَبِالْجُمْلَةِ فَلم أر شافعيا من مَشَايِخنَا مثله وَكَانَ حسن الشكل عَلَيْهِ الْبَهَاء وَالْجَلالَة وَالْوَقار حسن الْأَخْلَاق وَكَرمه زَائِد وإحسانه إِلَى الطّلبَة كثير مَعَ أَنه لَا يقتني شَيْئا بل يصرف مرتبه وجامكية تدريسه فِي مَصَالِحه قلت وَقد حكى لي الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي تغمده الله برحمته أَن الشَّيْخ برهَان الدَّين كَانَ مُعظما فِي زَمَانه جدا وَكَانَ يُشَارِكهُ فِي دعامة الْمَذْهَب الشَّيْخ كَمَال الدَّين بن الزملكاني لَكِن الشَّيْخ برهَان الدَّين مُعظم لزهده وورعه توفّي بالبادرائيه فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير عِنْد أَبِيه وَعَمه ورثاه الشَّيْخ زين الدَّين ابْن الوردي أَبْيَات مِنْهَا ... قد كَانَ أعظمهم زهدا وأرفعهم ... مجدا وأسهرهم فِي الْعلم أجفانا ... ... مَا أودع الله من فضل لوالده ... الإ وَنحن نرَاهُ فِي ابْنه الآنا ... ... إِنِّي لأصغر نَفسِي لَازِما أدبي ... من أَن أقيم على الْبُرْهَان برهانا ... الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 526 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن ابراهيم بن خَلِيل الشَّيْخ العلامه الْمُقْرِئ برهَان الدَّين أَبُو إِسْحَاق الربعِي الجعبري شيخ بلد الْخَلِيل ولد بجعبر فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وتلا بالسبع على أبي الْحسن الوجوهي وبالعشر على المنتجب التكريتي وَسمع بِبَغْدَاد من جمَاعَة وَحفظ التَّعْجِيز وَعرضه على مُصَنفه وَأخذ عَنهُ الْفِقْه ثمَّ قدم دمشق وَسمع من جمَاعَة وَخرج لَهُ الحديث: 526 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 البرزالي مشيخة ثمَّ رَحل إِلَى بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَأقَام بِهِ مُدَّة طَوِيلَة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة ورحل النَّاس إِلَيْهِ روى عَنهُ السُّبْكِيّ والذهبي وخلائق وصنف تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا شرح الشاطبية وَشرح والرائية وَاخْتصرَ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ومقدمته فِي النَّحْو وحسبك قدره على الِاخْتِصَار من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب والحاجبية وكمل شرح التَّعْجِيز فَإِن مُصَنفه لم يكمله كَمَا تقدم قَالَ بَعضهم وتصانيفه تقَارب الْمِائَة ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ الْعَلامَة ذُو الْفُنُون مقرىء الشَّام لَهُ التصانيف المتقنة فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث وَالْأُصُول والعربية والتأريخ وَغير ذَلِك وَله مُصَنف مؤلف فِي عُلُوم الحَدِيث توفّي بِبَلَد الْخَلِيل فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 527 - إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عَليّ القَاضِي نور الدَّين الجميزي الحديث: 527 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 الْإِسْنَوِيّ أَخذ بِبَلَدِهِ عَن الْبَهَاء القفطي ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي صباه وَأخذ عَن الْأَصْفَهَانِي شَارِح الْمَحْصُول والبهاء ابْن النّحاس وَغَيرهمَا من شُيُوخ الْعَصْر ودرس بقبة الشَّافِعِي وَولي أعمالا كَثِيرَة بالديار المصرية أَخّرهَا الْأَعْمَال القوصية وعزل عَنْهَا فِي سنة عشْرين طلب مِنْهُ كريم الدَّين الْكَبِير شَيْئا من مَال الْأَيْتَام فَامْتنعَ فَوَقع بَينهمَا بِسَبَب ذَلِك وعزل من الْقَضَاء وصنف فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو وَاخْتصرَ الْوَسِيط وصحيح مَا صَححهُ الرَّافِعِيّ وَالنَّوَوِيّ وَاخْتصرَ الْوَجِيز وَشرح الْمُنْتَخب فِي الْأُصُول ونثر ألفية أبن مَالك وَشَرحهَا قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا عَالما ماهرا فِي فنون كَثِيرَة ملازما للإشتغال والإشغال والتصنيف دينا خيرا وصنف تصانيف حَسَنَة بليغة فِي عُلُوم كَثِيرَة مَاتَ فِي أول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَقد قَارب السّبْعين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 528 - أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْعَزِيز الشَّيْخ الْعَلامَة الصَّالح مجد الدَّين السنكلومي الْمصْرِيّ مولده سنة سبع وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا وسِتمِائَة تفقه على مَشَايِخ عصره مِنْهُم الشَّيْخ عز الدَّين الشَّامي وَسمع الحَدِيث وتصدى للاشغال والتصنيف وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَذكر لَهُ فِي طبقاته تَرْجَمَة حَسَنَة وَقَالَ كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه أصوليا مُحدثا نحويا ذكيا حسن التَّعْبِير قَانِتًا لله لَا يُمكن إحدا أَن يَقع مِنْهُ غيبه فِي مَجْلِسه صَاحب كرامات منقبضا عَن النَّاس ملازما لشأنه لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد من الْأُمَرَاء وَيكرهُ أَن يَأْتُوا إِلَيْهِ وراض نَفسه إِلَى أَن صَار يحمل طبق الْعَجِين على كتفه إِلَى الفرن وَيعود بِهِ مَعَ كَثْرَة الطّلبَة عِنْده وَكَانَ ملازما لإشغال الطّلبَة لَيْلًا وَنَهَارًا ويمزج الدُّرُوس بالوعظ وبحكايات الصَّالِحين وَبِذَلِك بَارك الله فِي طلبته وَحصل لَهُم نفع كَبِير وَكَانَ حسن المعاشرة كثير الْمُرُوءَة ولي مشيخة الحديث: 528 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 الخانقاه البيبرسية وتدريس الحَدِيث بهَا وبالجامع الحاكمي توفّي فِي ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة وزنكلون قَرْيَة من بِلَاد الشرقية من أَعمال الديار المصرية وَأَصلهَا سنكلوم بِالسِّين الْمُهْملَة فِي أَولهَا وَالْمِيم فِي أَخّرهَا إِلَّا أَن النس لَا ينطقون بِهِ إِلَّا الزنكلوني وَكَذَلِكَ كَانَ الشَّيْخ يكْتب بِخَطِّهِ غَالِبا وَمن تصانيفه شرح التَّنْبِيه الَّذِي عَم المتفقهة نَفعه ورسخ بالنفوس وقعه والمنتخب مُخْتَصر الْكِفَايَة وَشرح الْمِنْهَاج نَحْو شرح التَّنْبِيه وَشرح التَّعْجِيز ومختصر التبريزي ومزج التَّنْبِيه بالتصحيح وَسَماهُ التحبير وأفرد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 زيادات الرَّوْضَة على الرَّافِعِيّ فِي مُجَلد سَمَّاهُ الْملح قَالَ ابْن رَافع وأفرد الزَّوَائِد الَّتِي فِي الْبَحْر على الرَّافِعِيّ 529 - أَحْمد بن عَليّ الشَّيْخ جمال الدَّين اليمني الْمَعْرُوف بِابْن العامري وَهُوَ ابْن أُخْت إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ شَارِح الْمُهَذّب قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ الْمَذْكُور عَالما جَلِيلًا شرح الْوَسِيط فِي نَحْو ثَمَانِيَة اجزاء وَشرح أَيْضا التَّنْبِيه شرحا لطيفا مُشْتَمِلًا على فَوَائِد لكنه نكت غير مستوعب لمسائل التَّنْبِيه تولي قَضَاء المهجم وَمَات بهَا سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة 530 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الملقب بعلاء الدولة وعلاء الدَّين أَبُو المكارم الحديث: 529 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 السمناني ذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ عَالما مرشدا لَهُ كرامات وتصانيف كَثِيرَة فِي التَّفْسِير والتصوف وَغَيرهمَا توفّي قبل الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِقَلِيل 531 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة نجم الدَّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن صصرى التغلبي الربعِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَكتب لَهُ إجَازَة حِينَئِذٍ مائَة وَثَمَانُونَ نفسا وتفقه على الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَأخذ النَّحْو عَن أَخِيه شرف الدَّين الْفَزارِيّ وَكتب وفيات الْأَعْيَان الحديث: 531 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 عَن مُؤَلفه ودرس بالعادلية الصُّغْرَى والأمينية والغزالية وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ ولي الْقَضَاء إِحْدَى وَعشْرين سنة ثمَّ العادلية الْكُبْرَى والأتابكية ثمَّ أضيف إِلَيْهِ مشيخة الشُّيُوخ سمع مِنْهُ السُّبْكِيّ والبرزالي والذهبي والعلائي وَخلق وَخرج لَهُ العلائي مشيخة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ طلب مُدَّة وَكتب الطباق وَله عمل جيد فِي التَّارِيخ والوفيات وَكتب الْمَنْسُوب وبرع مَعَ سرعَة لَا يلْحق فِيهَا وتفقه وناظر وَأفْتى وساد وشارك فِي الْعُلُوم وَكَانَ يلقِي دروسا طَوِيلَة وَله قُوَّة حافظة وفصاحة وبلاغة وَترسل جيد عمل فِي الْإِنْشَاء مُدَّة وَأخذ بِمصْر المباحث عَن الْأَصْفَهَانِي وَكَانَ دينا رَئِيسا كَبِير الْقدر وَكَانَ ماضي الْأَحْكَام متوسط السِّيرَة لَهُ حلم ومداراة وَقيام مَعَ أَصْحَابه وَقَالَ غَيره أتقن الأقلام السَّبْعَة وَفِي مُدَّة ولَايَته لم يقدر أحد يُدَلس عَلَيْهِ قَضِيَّة وَلَا يشْهد مَا سمع عَنهُ أَنه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 ارتشى فِي حُكُومَة وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كثير التودد قَاضِيا للحقوق من عِيَادَة المرضى وشهود الْجَنَائِز ومهاداة الْأَصْحَاب توفّي فَجْأَة فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم عِنْد الركنية 532 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الوَاسِطِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّيْخ جمال الدَّين الوجيزي لقب بذلك لكَونه كَانَ يحفظ الْوَجِيز للغزالي ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وتفقه بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن برع وناب فِي الحكم وَأفْتى وَأعَاد وأشغل ذكره تِلْمِيذه الشَّيْخ جمال الدَّين الأسنوي وَقَالَ كَانَ إِمَامًا حَافِظًا للفقه عِنْده غرائب كَثِيرَة مداوما على الِاشْتِغَال والإشغال الى حِين وَفَاته مَعَ كبر سنه نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة على حَاشِيَة شرح الْوَسِيط فَقَالَ سَمِعت أقضى الْقُضَاة جمال الدَّين الوجيزي يَحْكِي وَجْهَيْن فِي تَحْرِيم تعَاطِي الْعُقُود الْفَاسِدَة توفّي فِي رَجَب سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَسَبْعمائة الحديث: 532 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 533 - احْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن حَمْزَة بن أَسد بن عَليّ بن مُحَمَّد الصَّدْر الْكَبِير الرئيس الإِمَام الْعَالم جمال الدَّين أَبُو الْعَبَّاس التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي ابْن القلانسي مولده سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الْمُحَرر واشتغل على الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَقَرَأَ النَّحْو على شرف الدَّين الْفَزارِيّ وَالْأَدب على الرشيد الفارقي وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ووكالة بَيت المَال وتدريس الأمينية والظاهرية والعصرونية قَالَ ابْن كثير تقدم بِطَلَب الْعلم والرئاسة وباشر جِهَات كبار ودرس فِي أَمَاكِن وَتفرد فِي وقته بالرئاسة فِي الْبَيْت والمناصب الدِّينِيَّة والدنيوية وَكَانَ فِيهِ تواضع وَحسن سمت وتؤدد وإحسان وبر بِأَهْل الْعلم والصلحاء وَهُوَ مِمَّن أذن لي فِي الْفتيا وَكتب إنْشَاء ذَلِك وَأَنا حَاضر على الحديث: 533 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 البديهة فأجاد وَأفَاد وَأحسن التَّعْبِير وَعظم فِي عَيْني وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَخرج لَهُ فَخر الدَّين البعلبكي مشيخة سمعناها عَلَيْهِ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم بالسفح 534 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مميل الصَّدْر الْكَبِير الْعَالم كَمَال الدَّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الشِّيرَازِيّ مولده سنة سبعين وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وَحفظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ وتفقه على الشَّيْخَيْنِ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وزين الدَّين الفارقي وَقَرَأَ الْأُصُول على الشَّيْخ صفي الدَّين الْهِنْدِيّ ودرس فِي وَقت بالبادرائية مُدَّة يسيرَة لما انْتقل الشَّيْخ برهَان الدَّين إِلَى الخطابة ودرس فِي وَقت بالشامية البرانية ثمَّ ولي تدريس الناصرية الجوانية مُدَّة سنتَيْن إِلَى حِين وَفَاته قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فِيهِ معرفَة وتواضع الحديث: 534 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 وصيانة وَذكر للْقَضَاء وَقَالَ ابْن كثير كَانَ صَدرا كَبِيرا ذكر لقَضَاء دمشق غير مرّة وَكَانَ حسن الْمُبَاشرَة والشكل توفّي فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون 535 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مكي بن ياسين الْقرشِي المَخْزُومِي الشَّيْخ الْعَلامَة نجم الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْقَمُولِيّ الْمصْرِيّ اشْتغل إِلَى أَن برع ودرس وَأفْتى وصنف وَولي قَضَاء قوص ثمَّ إخميم ثمَّ أسيوط والمنية والشرقية والغربية ثمَّ ولي نِيَابَة الحكم بِالْقَاهِرَةِ وحسبة مصر مَعَ الْوَجْه القبلي ودرس بالفخرية بِالْقَاهِرَةِ والفائزية بِمصْر وَشرح الْوَسِيط شرحا مطولا أقرب تناولا من الْمطلب وَأكْثر فروعا وَإِن كَانَ كثير الاستمداد مِنْهُ قَالَ الْإِسْنَوِيّ لَا أعلم كتابا فِي الْمَذْهَب أَكثر مسَائِل مِنْهُ وَسَماهُ الْبَحْر الْمُحِيط فِي شرح الْوَسِيط ثمَّ لخص أَحْكَامه خَاصَّة كتلخيص الرَّوْضَة من الرَّافِعِيّ سَمَّاهُ جَوَاهِر الْبَحْر وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب فِي النَّحْو شرحا مطولا وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى فِي مُجَلد وكمل تَفْسِير الإِمَام فَخر الدَّين الرَّازِيّ قَالَ السُّبْكِيّ فِي الحديث: 535 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ من الْفُقَهَاء الْمَشْهُورين والصلحاء المتورعين يحْكى أَن لِسَانه كَانَ لَا يفتر عَن قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَلم يبرح يُفْتِي ويدرس ويصنف وَيكْتب وَكَانَ الشَّيْخ صدر الدَّين ابْن الْوَكِيل يَقُول فِيمَا نقل لنا عَنهُ لَيْسَ بِمصْر أفقه من الْقَمُولِيّ وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر الأدفوي قَالَ لي أَرْبَعِينَ سنة أحكم مَا وَقع فِي حكم خطأ وَلَا مَكْتُوب فِيهِ خلل مني وَكَانَ مَعَ جلالته فِي الْفِقْه عَارِفًا بالنحو وَالتَّفْسِير مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَسَبْعمائة عَن ثَمَانِينَ سنة وَدفن بالقرافة وقمولا قَرْيَة بِالْبرِّ الغربي من الْأَعْمَال القوصية قريبَة من قوص 536 - أَحْمد بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن نصر الله بن جهبل الشَّيْخ الْعَالم شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن جهبل ولد سنة سبعين وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة واشتغل بِالْعلمِ وَلزِمَ الشَّيْخ صدر الدَّين ابْن المرحل وَأخذ عَن الشَّيْخ شرف الدَّين الْمَقْدِسِي وَغَيره أَيْضا ودرس بالصلاحية بالقدس مُدَّة ثمَّ تَركهَا وتحول إِلَى دمشق فباشر مشيخة دَار الحديث: 536 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة ثمَّ ولي تدريس البادرائية بعد وَفَاة الشَّيْخ برهَان الدَّين فَترك المشيخة الْمَذْكُورَة وَاسْتمرّ فِي تدريس البادرائية إِلَى أَن مَاتَ قَالَ ابْن كثير وَلم يَأْخُذ مَعْلُوما من وَاحِدَة مِنْهُمَا قَالَ وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء وفضلائهم وَقَالَ السُّبْكِيّ درس وَأفْتى وشغل مُدَّة بِالْعلمِ بالقدس ودمشق وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ علم الدَّين البرزالي قَالَ ووقفت لَهُ على تصنيف فِي نفي الْجِهَة ردا على ابْن تَيْمِية لَا بَأْس بِهِ وسرده بمجموعه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فِي نَحْو كراستين توفّي بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة 537 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مَحْمُود بن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب بن شاذي الْعَالم الْعَلامَة المفنن المُصَنّف السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد عماد الدَّين أَبُو الْفِدَاء بن الْملك الْأَفْضَل نور الدَّين بن الْملك المظفر تَقِيّ الدَّين بن الْملك الحديث: 537 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 الْمَنْصُور نَاصِر الدَّين بن الْملك المظفر تَقِيّ الدَّين الأيوبي مولده فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وسِتمِائَة كَمَا ذكره فِي تأريخه واشتغل فِي الْعُلُوم وتفنن فِيهَا وصنف التصانيف الْمَشْهُورَة مِنْهَا التأريخ فِي ثَلَاث مجلدات وَالْعرُوض والأطوال وَالْكَلَام على الْبلدَانِ فِي مُجَلد وَله نظم الْحَاوِي الصَّغِير وَكتاب الكناش مجلدات كَثِيرَة ولي مملكة حماة فِي سنة عشر وَحج مَعَ السُّلْطَان سنة تسع عشرَة فَلَمَّا عَاد خلع عَلَيْهِ وَمَشى كبار الْأُمَرَاء فِي خدمته ولقبه بالمؤيد وَكَانَ يلقب أَولا بالصالح ورسم أَن يخْطب على مَنَابِر حماة وأعمالها وَاسْتمرّ على ذَلِك إِلَى أَن توفّي وَكَانَ الْملك النَّاصِر يُكرمهُ ويحترمه ويعظمه وَله شعر حسن وَكَانَ جوادا ممدحا امتدحه غير وَاحِد قَالَ ابْن كثير لَهُ فَضَائِل كَثِيرَة فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة من الْفِقْه والهيئة والطب وَغير ذَلِك وَله مصنفات عديدة وَكَانَ يحب الْعلمَاء ويقصدونه لفنون كَثِيرَة وَكَانَ من فضلاء بني أَيُّوب الْأَعْيَان مِنْهُم وَذكر لَهُ الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته تَرْجَمَة عَظِيمَة وَقَالَ كَانَ جَامعا لأشتات الْعُلُوم أعجوبة من أَعَاجِيب الدُّنْيَا ماهرا فِي الْفِقْه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 وَالتَّفْسِير والأصلين والنحو وَعلم الْمِيقَات والفلسفة والمنطق والطب وَالْعرُوض والتأريخ وَغير ذَلِك من الْعُلُوم شَاعِرًا ماهرا كَرِيمًا إِلَى الْغَايَة صنف فِي كل علم تصنيفا نفسيا أَو تصانيف وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَجْأَة عَن سِتِّينَ سنة إِلَّا ثَلَاثَة أشهر وأياما وَقَالَ الذَّهَبِيّ توفّي كهلا وَهُوَ عَجِيب تصحف عَلَيْهِ سبعين بتسعين وَتَبعهُ الْإِسْنَوِيّ 538 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن نصر الله بن جهبل الشَّيْخ الْعَالم محيى الدَّين أَبُو الْفِدَاء الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن جهبل مولده بِدِمَشْق فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة واشتغل وَحصل وَأفْتى ودرس بالأتابكية وَسمع من جمَاعَة وَحدث وَسمع مِنْهُ البرزالي وَخرج لَهُ مشيخة وَحدث بهَا وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وَولي قَضَاء طرابلس مُدَّة ثمَّ عزل مِنْهَا وَعَاد إِلَى دمشق توفّي فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد أَخِيه بمقبرة الصُّوفِيَّة 539 - حُسَيْن بن عَليّ بن سيد الْكل نجم الدَّين الْأَزْدِيّ المهلبي الأسواني الحديث: 538 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 مولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة سمع وتفقه على أبي الْفضل جَعْفَر التزمنتي وبرع وَحدث وشغل النَّاس بِالْعلمِ مُدَّة كَثِيرَة قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَكَانَ قد وصل إِلَى سنّ عالية وَتحصل للطلبة بِهِ انْتِفَاع فِي الِاشْتِغَال عَلَيْهِ وَهُوَ فَقِيه حسن مفتي وَله قدم هجر وصحبة للْفُقَرَاء يتخلق بأخلاق حَسَنَة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ ماهرا فِي الْفِقْه ويشغل فِي أَكثر الْعُلُوم متصوفا كَرِيمًا جدا مَعَ الْفَاقَة مُنْقَطِعًا عَن النَّاس شرِيف النَّفس معزا للْعلم اشْتغل عَلَيْهِ الْخلق طبقَة بعد طبقَة وانتفعوا بِهِ وتصدر بمدرسة آل الْملك بِالْقَاهِرَةِ وتجرد مَعَ الْفُقَرَاء فِي الْبِلَاد توفّي فِي صفر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقد زاحم الْمِائَة وَمَعَ ذَلِك كَانَ جيد الْقُوَّة والحواس وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بتربة آل الْملك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 540 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله بن أَله الْأَصْفَهَانِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الْعَالم الْأَصِيل شرف الدَّين أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بالشريف حُسَيْن مولده فِي الْمحرم سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة واشتغل وَأفْتى وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا من الْكتب قَالَ الذَّهَبِيّ فِي العبر شَيخنَا المعمر الصَّالح درس بالعمادية وَقَالَ ابْن رَافع حدث سمع مِنْهُ البرزالي وَخرج لَهُ جُزْءا من حَدِيثه بِالسَّمَاعِ وجزءا بِالْإِجَازَةِ وَحدث بهما ودرس بالطبرية بِبَاب الْبَرِيد توفّي فِي رَجَب تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بقاسيون 541 - سَالم بن عبد الرَّحْمَن وَيُقَال لَهُ لُؤْلُؤ بن عبد الله الشَّيْخ الْعَالم الْمُفْتِي أَمِين الحديث: 540 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 الدَّين أَبُو الْغَنَائِم مولده سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة واشتغل على القَاضِي عز الدَّين ابْن الصَّائِغ ولازم الشَّيْخ محيي الدَّين النواوي وانتفع بِهِ فَلَمَّا توفّي أَخذ عَن شرف الدَّين الْمَقْدِسِي وزين الدَّين الفارقي وَغَيرهمَا وَأم بِمَسْجِد ابْن هِشَام وَأعَاد بعدة مدارس ودرس بالشامية الجوانية انتزعها من الشَّيْخ صدر الدَّين ابْن الْوَكِيل واستمرت بِهِ إِلَى أَن توفّي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص نسخ بعض مسموعاته ورتب صَحِيح ابْن حبَان سَمِعت مِنْهُ مشيخة ابْن عبد الدَّائِم وَكَانَ سامحه الله ذَا دهاء وخبرة بالدعاوى وَقَالَ ابْن كثير اشْتغل وَحصل وَأثْنى عَلَيْهِ النواوي وَغَيره وَأعَاد وَأفْتى ودرس وَكَانَ خَبِيرا بالمحاكمات وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وعصبية لمن يَقْصِدهُ توفّي فِي شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَدفن بِبَاب الصَّغِير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 542 - سُلَيْمَان بن هِلَال بن شبْل بن فلاح بن خصيب القَاضِي الْعَالم الزَّاهِد الْوَرع صدر الدَّين أَبُو الرّبيع الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي الْمَعْرُوف بخطيب داريا ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث وتفقه على الشَّيْخَيْنِ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ ومحيي الدَّين النواوي وَولي خطابة داريا وَأعَاد بالناصرية وناب فِي الحكم مُدَّة سنتَيْن وإستسقى النَّاس بِهِ سنة تسع عشرَة فسقوا وَكَانَ يذكر نسبا إِلَى جَعْفَر الطيار بَينهمَا ثَلَاثَة عشر أَبَا ثمَّ إِنَّه ولي خطابة جَامع التَّوْبَة وَترك نِيَابَة الحكم قَالَ فِيهِ الذَّهَبِيّ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام بَقِيَّة الْفُقَهَاء الزهاد وَكَانَ يتزهد فِي ثَوْبه وعمامته الصَّغِيرَة ومآكله وَفِيه تواضع وَترك للرئاسة والتصنع وفراغ من الرعونات وسماحة ومروءة ورفق وَكَانَ لَا يدْخل حَماما وَكَانَ عَارِفًا بالفقه توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير عِنْد شَيْخه تَاج الدَّين الحديث: 542 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 543 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمَّاد بن ثَابت الشَّيْخ جمال الدَّين أَبُو مُحَمَّد بن العاقولي الوَاسِطِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ مولده فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة كَمَا ذكره الكازروني فِي ذيله وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة واشتغل وبرع قَالَ ابْن كثير ودرس بالمستنصرية مُدَّة طَوِيلَة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وباشر نظر الْأَوْقَاف وَعين لقَضَاء الْقُضَاة فِي وَقت وَأفْتى من سنة سبع وَخمسين إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ إِحْدَى وَسبعين سنة وَهَذَا شَيْء غَرِيب جدا وَكَانَ قوي النَّفس لَهُ وجاهة فِي الدولة كم كشف بِهِ كربَة عَن النَّاس بسعيه وقصده وَقَالَ السُّبْكِيّ ولي قَضَاء الْقُضَاة بالعراق وَقَالَ الكتبي وَكَانَ من الْعلمَاء الأكابر وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَاد وَلم يكن يَوْمئِذٍ من يماثله وَلَا من يضاهيه فِي علومه وعلو مرتبته وَعين لقَضَاء الْقُضَاة فَلم يقبل توفّي فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَله تسعون سنة وَثَلَاثَة أشهر وَدفن بداره وَكَانَ وَقفهَا على شيخ وَعشرَة صبيان يقرؤون الْقُرْآن ووقف عَلَيْهَا أملاكه كلهَا الحديث: 543 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 544 - عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الحميد الجيلوني جمال الدَّين الشِّيرَازِيّ صَاحب الْبَحْر الصَّغِير والعجالة قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها كَبِيرا ذَا حَظّ من كثير من الْعُلُوم ورعا زاهدا بحث الْحَاوِي الصَّغِير بقزوين على ابْن المُصَنّف فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وصنف كِتَابه الْمُسَمّى بالبحر وَهُوَ مُخْتَصر أوضح من الْحَاوِي مُتَضَمّن لزيادات توفّي بجيل من نواحي شيراز سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة قلت وَكتابه الْمَذْكُور سَمَّاهُ بَحر الفتاوي فِي نشر الْحَاوِي قَالَ فِي خطبَته إِنَّه جَاءَ على قدر الْحَاوِي مرّة وَنصفا لفظا وَمعنى حجما وعلما 545 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عِيسَى بن عمر بن الْخضر الشَّيْخ عز الدَّين الهكاري الْكرْدِي وَيعرف بِابْن خطيب الأشمونين سمع من عبد الصَّمد ابْن عَسَاكِر بِمَكَّة وَسمع بِدِمَشْق وَغَيرهَا من جمَاعَة وتفقه وتفنن وفَاق الأقران الحديث: 544 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 وَكَانَ قد عين لقَضَاء الشَّام بعد موت ابْن صصرى فَلم يتَّفق درس وَأفْتى وصنف على حَدِيث الْأَعرَابِي الَّذِي جَامع فِي رَمَضَان كتابا نفيسا مُشْتَمِلًا على ألف فَائِدَة وَفَائِدَة ولي قَضَاء قوص ثمَّ قَضَاء الْمحلة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَسَبْعمائة فَمَاتَ بهَا فِي رَمَضَان قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا فهم وَمَعْرِفَة وتواضع وسؤدد وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى لَهُ تصانيف كَثِيرَة حَسَنَة وأدب وَشعر 546 - عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بن سوار بن مسوار بن سليم الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ الْمصْرِيّ أقضى الْقُضَاة زين الدَّين أَبُو مُحَمَّد وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين سمع من جمَاعَة وَقَرَأَ الْفُرُوع على الظهير والسديد التزمنتيين وَالْأُصُول على الحديث: 546 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 الْقَرَافِيّ وتنقل فِي أَعمال الديار المصرية وَحدث بِالْقَاهِرَةِ والمحلة وَخرج لَهُ تَقِيّ الدَّين أَبُو الْفَتْح السُّبْكِيّ مشيخة حدث بهَا قَالَ حفيده القَاضِي تَاج الدَّين وَكَانَ من أَعْيَان نواب القَاضِي تَقِيّ الدَّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَكَانَ رجلا صَالحا كثير الذكاء وَله نظم كثير غالبه زهد ومدح فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي فِي رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 547 - عبد الْملك بن أَحْمد بن عبد الْملك تَقِيّ الدَّين الأرمنتي الْمصْرِيّ مولده بأرمنت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَسمع من الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي وَولده تَقِيّ الدَّين قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى ونظم تأريخ مَكَّة للأزرقي فِي أرجوزة مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة الحديث: 547 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 548 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب الْأَسدي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل كَمَال الدَّين أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي الْعَالم شرف الدَّين بن القَاضِي الْعَالم كَمَال الدَّين بن القَاضِي الْعَالم جمال الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي شُهْبَة ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وَأخذ عَن الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَتخرج بِهِ وَأخذ عَن أَخِيه شرف الدَّين الفزراي النَّحْو واللغة وَأعَاد وَجلسَ للاشغال بالجامع مُدَّة طَوِيلَة وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم ابْن أَخِيه الشَّيْخ شمس الدَّين وغالب من أَخذ عَن الشَّيْخ برهَان الدَّين أَخذ عَنهُ وَله شرح مُخْتَصر على الجرجانية حُلْو الْعبارَة لم يكمله وَله تعليقة على التَّنْبِيه لم تشتهر احترقت فِي فتْنَة التتار ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ تفقه بالشيخ تَاج الدَّين حَتَّى أتقن الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشَّيْخ شرف الدَّين وتصدر لإقراء العلمين مُدَّة وَتخرج بِهِ الْفُضَلَاء وَكَانَ كيسا متواضعا مقتصدا فِي أُمُوره حُلْو المحاضرة علقت عَنهُ فَوَائِد وَقد سمع من جمَاعَة وَحدث وَقَالَ السُّبْكِيّ وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ والنحو مجدا فِي تَعْلِيم الطّلبَة شغلهمْ مُدَّة الحديث: 548 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 مديدة بالجامع الْأمَوِي توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير غربي زَاوِيَة القلندرية 549 - عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن يَعْقُوب الطَّائِي الْحلَبِي الإِمَام الْعَالم فَخر الدَّين أَبُو عَمْرو الْمَعْرُوف بِابْن خطيب جبرين مولده بِالْقَاهِرَةِ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة تفقه على ابْن بهْرَام قَاضِي حلب قَرَأَ عَلَيْهِ التَّعْجِيز بقرَاءَته لَهُ على مُصَنفه وَقَرَأَ على القَاضِي شرف الدَّين الْبَارِزِيّ وَغَيرهمَا ودرس وَأفْتى وشغل النَّاس بِالْعلمِ بحلب وانتفع بِهِ وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب والتعجيز وَلم يكمله والشامل الصَّغِير للقزويني والبديع لِابْنِ الساعاتي وَكتب على الْحَاوِي تَصْحِيحا كالحواشي لَهُ وَله منسك ومصنفات أخر وَولي وكَالَة بَيت المَال بحلب ثمَّ قَضَاء الْقُضَاة بهَا بعد شمس الدَّين ابْن النَّقِيب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَوَقع بَينه وَبَين نَائِب حلب فكاتب فِيهِ الحديث: 549 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 فَطلب إِلَى مصر بِسَبَب حُكُومَة وأدركه أَجله هُنَاكَ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ يدْرِي الْقرَاءَات وَالْأُصُول والنحو وَله تواليف وتلاميذ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ الْمَذْكُور عَالما بالفقه وَالْأُصُول وَغَيرهمَا وَله مصنفات وَقَالَ الكتبي تخرج بِهِ الْفُقَهَاء والقراء واشتهر اسْمه وَكَانَ عَاقِلا ذكيا وعد من تصانيفه شرح التَّعْجِيز ونظم فِي الْفَرَائِض وَشَرحه فِي مُجَلد ومصنف فِي اللُّغَة وعد غَيره فِي تصانيفه شرح مُخْتَصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي الْمحرم سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة وجبرين بِالْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالرَّاء الْمَكْسُورَة وَهِي قَرْيَة من قرى حلب 550 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن الْمُسلم قَاضِي الْقُضَاة فَخر الدَّين أَبُو عَمْرو بن قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة نجم الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حلب مولده بحماة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وناب عَن عَمه القَاضِي شرف الدَّين بحماة وَتَوَلَّى قَضَاء حمص مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى حماة وَولي خطابة الْجَامِع بهَا ثمَّ ولي قَضَاء حلب قَالَ الذَّهَبِيّ حدث بِمُسْنَد الشَّافِعِي عَن ابْن النصيبيني وَحفظ الحديث: 550 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 كتبا وَأفْتى وَأفَاد وَذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ كَانَ عَارِفًا بمشكلات الْحَاوِي وَله عَلَيْهِ شرح يُفِيد السَّامع والراوي وَقَالَ ابْن الوردي شرح الْحَاوِي فِي سِتّ مجلدات وَكَانَ يعرف الحاجبية والتصريف وَكَانَ فِيهِ دين وصرامة وَحج غير مرّة توفّي بحلب فَجْأَة فِي صفر سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن خَارج بَاب الْمقَام 551 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن سلمَان بن سُلَيْمَان الإِمَام الْعَالم الْمُحدث عَلَاء الدَّين أَبُو الْحسن بن الْعَطَّار ولد يَوْم عيد الْفطر سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع من خلائق وتفقه على الشَّيْخ محيي الدَّين النواوي وَأخذ عَن جمال الدَّين بن مَالك وَولي مشيخة دَار الحَدِيث النورية وَغَيرهَا ودرس بالقوصية بالجامع مرض زَمَانا بالفالج وَكَانَ يحمل فِي كل محفة ذكره الذَّهَبِيّ فِي الحديث: 551 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ سمع وَكتب الْكثير وَحمله ودرس وَأفْتى وصنف أَشْيَاء مفيدة خرجت لَهُ معجما فِي مُجَلد انتفعت بِهِ وَأحسن إِلَيّ باستجازته لي كبار المشيخة وَقَالَ فِي العبر يلقب بمختصر النَّوَوِيّ وأصابه فالج أَكثر من عشْرين سنة وَله فَضَائِل وتاله وَأَتْبَاع وَقَالَ ابْن كثير لَهُ مصنفات وفوائد وتخاريج ومجاميع وباشر مشيخة النورية من سنة أَربع وَتِسْعين ثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ غَيره أشهر أَصْحَاب النَّوَوِيّ وأخصهم بِهِ لزمَه طَويلا وخدمه وانتفع بِهِ وَله مَعَه حكايات واطلع على أَحْوَاله وَكتب مصنفاته وبيض كثيرا مِنْهَا توفّي بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَمن تصانيفه شرح الْعُمْدَة أَخذ شرح ابْن دَقِيق الْعِيد وَزَاد عَلَيْهِ من شرح مُسلم للنووي فَوَائِد أخر حَسَنَة سَمَّاهُ إحكام شرح عُمْدَة الْأَحْكَام ومصنف فِي فضل الْجِهَاد وَآخر فِي حكم الْبلوى وابتلاء الْعباد وَآخر فِي حكم الاحتكار عِنْد غلاء الأسعار 552 - عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الشَّيْخ الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة وَشَيخ الشُّيُوخ فريد الْعَصْر عَلَاء الدَّين أَبُو الْحسن بن نور الدَّين أبي الْفِدَاء القونوي التبريزي ولد بِمَدِينَة قونوة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة واشتغل هُنَاكَ وَقَرَأَ الحديث: 552 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 الْأُصُول وَالْخلاف على تَاج الدَّين الخلافي ولازم الشَّيْخ شمس الدَّين الإيكي وقرأعليه كثيرا وَقدم دمشق فِي أول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَهُوَ مَعْدُود من الْفُضَلَاء فازداد بهَا اشتغالا وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وتصدر للإشغال بالجامع ودرس بالإقبالية ثمَّ تحول سنة سَبْعمِائة إِلَى مصر وَسمع بهَا من جمَاعَة ولازم ابْن دَقِيق الْعِيد وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه الإِمَام وَكتب لَهُ الشَّيْخ وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء بَالغا مَعَ شدَّة احتزازه فِي الْأَلْفَاظ وَتَوَلَّى بِالْقَاهِرَةِ تدريس الشريفية ومشيخة الميعاد بالجامع الطولوني وَولي مشيخة الشُّيُوخ فِي سنة عشر وَسَبْعمائة وانتصب للاشغال وإزدحم عَلَيْهِ النَّاس إِلَى أَن تخرج بِهِ خلق كثير وصنف شَرحه الْمَذْكُور على الْحَاوِي ولخص كتاب الْمِنْهَاج للحليمي وَسَماهُ الابتهاج وَشرح كتاب التعرف فِي التصوف وَاخْتصرَ المعالم فِي الْأُصُول وصنف مصنفا فِي حَيَاة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي قُبُورهم ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ قدم علينا دمشق فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَحَضَرَ الْمدَارِس وبهرت فضائله ودرس وَأفْتى وَأفَاد ثمَّ تحول عَام سَبْعمِائة إِلَى مصر وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب بعض مروياته وبرع فِي عدَّة عُلُوم وَتخرج بِهِ أَئِمَّة مَعَ الْوَقار والورع وَحسن السمت ولطف المحاورة وَجَمِيل الْأَخْلَاق قل أَن ترى الْعُيُون مثله وَذكر لَهُ تِلْمِيذه الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ تَرْجَمَة حَسَنَة وَقَالَ كَانَ أجمع من رَأَيْنَاهُ للعلوم مَعَ الاتساع فِيهَا خُصُوصا الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة واللغوية لَا يشار فِيهَا إِلَّا إِلَيْهِ وَلَا يُحَال فِيهَا إِلَّا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 عَلَيْهِ وَكَانَ من عقلاء الرِّجَال والقليل الْأَمْثَال تخرج بِهِ أَكثر عُلَمَاء الديار المصرية من الطوائف كلهَا وَفِي أَوَاخِر سنة سبع وَعشْرين ولي الْقَضَاء بِدِمَشْق ومشيخة الشُّيُوخ وباشر على النمط الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ بالديار المصرية من الْحُرْمَة والنزاهة والإشغال والتحديث إِلَى أَن توفّي وَكَانَ لَهُ شعر جيد لكنه قَلِيل توفّي بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان أَو تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون 553 - عَليّ بن سليم بن ربيعَة القَاضِي الْعَالم ضِيَاء الدَّين أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الْأَذْرَعِيّ أَخذ عَن الشَّيْخ محيي الدَّين النواوي كَمَا قَالَ بَعضهم وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَخذ عَن الشَّيْخ تَاج الدَّين وَغَيره وتنقل فِي قَضَاء النواحي نَحوا الحديث: 553 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 من سِتِّينَ سنة وَكَانَ منطبعا بساما عَاقِلا وَقَالَ ابْن كثير تنقل فِي ولايات الْأَقْضِيَة بمدائن كثير مُدَّة سِتِّينَ سنة وَحكم بطرابلس ونابلس وحمص وعجلون وَزرع وَغَيرهَا وَحكم بِدِمَشْق نِيَابَة عَن القونوي نَحوا من شهر وَكَانَ عِنْده فَضِيلَة وَله نظم كَثِيرَة نظم التَّنْبِيه فِي سِتَّة عشر ألف بَيت وتصحيحها فِي ألف وثلاثمائة بَيت وَله غير ذَلِك وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه توفّي بالرملة فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة 554 - عَليّ بن يَعْقُوب بن جِبْرِيل بن عبد المحسن بن يحيى بن الْحسن بن مُوسَى الشَّيْخ الإِمَام نور الدَّين أَبُو الْحسن الْبكْرِيّ من ولد عبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا الْمصْرِيّ ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع مُسْند الشَّافِعِي من وزيرة بنت المنجا وأشغل وَأفْتى ودرس وَلما دخل ابْن الحديث: 554 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 تَيْمِية إِلَى مصر قَامَ عَلَيْهِ وَأنكر مَا يَقُوله وآذاه وَله كتاب فِي تَفْسِير الْفَاتِحَة مُجَلد قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وصنف كتابا فِي الْبَيَان وَكَانَ من الأذكياء سَمِعت الْوَالِد يَقُول إِن ابْن الرّفْعَة أوصى بِأَنَّهُ يكمل شَرحه على الْوَسِيط وَكَانَ رجلا خيرا آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر وَقد واجه مرّة الْملك النَّاصِر بِكَلَام غليظ فَأمر السُّلْطَان بِقطع لِسَانه حَتَّى شفع فِيهِ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ تحيا بمجالسته النُّفُوس ويتلقى بِالْأَيْدِي فَيحمل على الرؤوس تقمص بأنواع الْوَرع والتقى وَتمسك بِأَسْبَاب التقى فارتقى كَانَ عَالما صَالحا نظارا ذكيا متصوفا أوصى إِلَيْهِ ابْن الرّفْعَة بِأَن يكمل مَا بَقِي من شَرحه على الْوَسِيط لما علم من أَهْلِيَّته لذَلِك دون غَيره فَلم يتَّفق ذَلِك لما كَانَ يغلب عَلَيْهِ من التخلي والانقطاع وَالْإِقَامَة بِالْأَعْمَالِ الْخَيْرِيَّة مُقَابل مصر بِسَبَب محنة حصلت مَعَ الْملك النَّاصِر أَمر فِيهَا بِقطع لِسَانه ثمَّ شفع فِيهِ وَتَركه وَمنعه من الْإِقَامَة بِالْقَاهِرَةِ ومصر إِلَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 أَن توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة 555 - عمر بن عبد الرَّحِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن جَعْفَر بن عبيد الله ابْن الْحسن الْقرشِي الزُّهْرِيّ النابلسي الْخَطِيب الإِمَام عماد الدَّين أَبُو حَفْص قَاضِي نابلس تفقه بِدِمَشْق وَأذن لَهُ فِي الْفَتْوَى وانتقل إِلَى نابلس وَولي خطابة الْقُدس مُدَّة طَوِيلَة وَقَضَاء نابلس مَعهَا ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس فِي آخر عمره قَالَ ابْن كثير وَله اشْتِغَال وفضيلة وَشرح مُسلما فِي مجلدات وَكَانَ سريع الْحِفْظ سريع الْكِتَابَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة ماملا وَولي الخطابة عوضه زين الدَّين عبد الرَّحِيم ابْن جمَاعَة 556 - عمر بن أبي الْحرم بن عبد الرَّحْمَن بن يُونُس الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة زين الدَّين أَبُو حَفْص ابْن الكتناني الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمصْرِيّ الْفَقِيه الأصولي ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَقله أَبَوَاهُ الى دمشق وَهُوَ الحديث: 555 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 ابْن سنة وَنَشَأ بهَا وَسمع من جمَاعَة وقرأالفقه على الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَالْأُصُول على الشَّيْخ برهَان الدَّين المراغي وَأفْتى ودرس ثمَّ انْتقل إِلَى الديار المصرية وناب فِي الحكم وَولي مشيخة حَلقَة الْفِقْه بالجامع الحاكمي وخطابة جَامع الصَّالح ومشيخة الخانقاه الطيبرسية بشاطئ النّيل وتدريس المنكوتمرية ثمَّ ولي فِي رَجَب سنة خمس وَعشْرين مشيخة الحَدِيث بالقبة المنصورية وَلم يكن من أهل الحَدِيث فَتكلم فِيهِ بِسَبَب ذَلِك وَعرض عَلَيْهِ السُّلْطَان قَضَاء الشَّام ولاطفه كثيرا فَامْتنعَ قَالَ جَعْفَر الأدفوي كَانَت عِنْده مُنَازعَة فِي النَّقْل فَإِذا أحضروا لَهُ النَّقْل يَقُول من أَيْن هَذَا لفُلَان وَكَانَ مَعَ ذَلِك محققا مدققا كثير النَّقْل يستحضر الْأَشْبَاه والنظائر حَتَّى كَانَ يُقَال مَا فِي زَمَانه فِي الْفِقْه مثله وَلكنه لم يصنف شَيْئا وَلَا انْتفع بِهِ أحد من الطّلبَة وَلَا تصدى للفتيا وَقَالَ الذَّهَبِيّ شيخ الشَّافِعِيَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 كَانَ تَامّ الشكل عَالما ذكيا مهيبا مائلا إِلَى الْحجَّة فِيهِ قُوَّة وزعارة سمع جُزْء الْأنْصَارِيّ وأبى أَن يحدث وَكَانَ يذكر دروسا مفيدة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ شيخ الشَّافِعِيَّة فِي عصره بالِاتِّفَاقِ كَانَ متخيلا من النَّاس نافرا عَنْهُم سيئ الْخلق يطير الذُّبَاب فيغضب من تَبَسم عِنْده يطرد إِن لم يضْرب فأفضى بِهِ ذَلِك إِلَى أَنه فِي غَالب عمره الْمُتَّصِل بِالْمَوْتِ كَانَ مُقيما فِي بَيته وَحده لم يتَزَوَّج وَلم يتسر وَلم يقتن رَقِيقا وَلَا مركوبا وَلَا دَارا وَلَا غُلَاما وَلم يعرف لَهُ تصنيف وَلَا تلميذ بل إِذا حضر عِنْده فِي حلقته من يظْهر الْفَلاح عَلَيْهِ مَنعه من الْحُضُور عِنْده وَمَعَ ذَلِك كَانَ حسن المحاضرة كثير الحكايات والأشعار كَرِيمًا وَكتب بِخَطِّهِ حَوَاشِي على الرَّوْضَة الَّتِي لَهُ جمعهَا بعض أَصْحَابه من غير علمه وَلَيْسَ فِيهَا كَبِير طائل وَكَانَ قَلِيل الْفَتَاوَى وَحكى لي شَيخنَا الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي عَن شَيْخه الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن رَافع رحمهمَا الله تَعَالَى أَن الشَّيْخ زين الدَّين لما ولي تدريس الحَدِيث بالقبة المنصورية قَالَ أهل الحَدِيث إِنَّه سيفتضح قَالَ فدرس دروسا لم يسمع نظيرها توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 557 - الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الإِمَام الْحَافِظ المؤرخ الْمُفِيد علم الدَّين أَبُو مُحَمَّد البرزالي الإشبيلي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع الجم الْغَفِير يزِيد عَددهمْ على ألفي شيخ وَكتب بِخَطِّهِ مَا لَا يُحْصى كَثْرَة وتفقه بالشيخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَصَحبه وَأكْثر عَنهُ وَنقل عَنهُ الشَّيْخ تَاج الدَّين فِي تأريخه وَولي مشيخة دَار الحَدِيث النورية ومشيخة النفيسة وصنف التَّارِيخ ذيلا على تَارِيخ أبي شامة بَدَأَ فِيهِ من عَام مولده وَهِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَبُو شامة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي سبع مجلدات والمعجم الْكَبِير وَجمع لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ بلدانية وَبلغ ثبته بضعا وَعشْرين مجلدا أثبت فِيهِ كل من سمع مِنْهُ وانتفع بِهِ المحدثون من زَمَانه إِلَى الحديث: 557 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 آخر الْقرن ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ الإِمَام الْحَافِظ المتقن الصَّادِق الْحجَّة مفيدنا ومعلمنا ورفيقنا مُحدث الشأم ومؤرخ الْعَصْر ومشيخته بِالْإِجَازَةِ وَالسَّمَاع فَوق ثَلَاثَة آلَاف وَكتبه وأجزاؤه الصَّحِيحَة فِي عدَّة اماكن وَهِي مبذولة للطلبة وقراءته المليحة الصَّحِيحَة الفصيحة مبذولة لمن قَصده وتواضعه وبشره مبذول لكل غَنِي وفقير وترجمه الذَّهَبِيّ فِي جُزْء مُفْرد توفّي محرما بخليص فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ووقف كتبه وَقَالَ ابْن حبيب وقفت على تَارِيخه ومعجمه وهما أَكثر من عشْرين مُجَلد وكتبت على المعجم ... يَا طَالبا نعت الشُّيُوخ وَمَا رووا ... وَرَأَوا على التَّفْصِيل والإجمال ... ... دَار الحَدِيث انْزِلْ تَجِد مَا تبتغي ... هـ بارزا فِي مُعْجم البرزالي ... 558 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر بن عبد الله الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ قَاضِي الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام ولد فِي ربيع الآخر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بحماة وَسمع الْكثير واشغل وَأفْتى الحديث: 558 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 ودرس وَأخذ أَكثر علومه بِالْقَاهِرَةِ عَن القَاضِي تَقِيّ الدَّين ابْن رزين وَقَرَأَ النَّحْو على الشَّيْخ جمال الدَّين بن مَالك وَولي قَضَاء الْقُدس سنة سبع وَثَمَانِينَ ثمَّ نقل الى قَضَاء الديار المصرية سنة تسعين وَجمع لَهُ بَين الْقَضَاء ومشيخة الشُّيُوخ ثمَّ نقل الى دمشق وَجمع لَهُ بَين الْقَضَاء والخطابة ومشيخة الشُّيُوخ ثمَّ أُعِيد الى قَضَاء الديار المصرية بعد وَفَاة ابْن دَقِيق الْعِيد وَلما عَاد النَّاصِر من الكرك عَزله مُدَّة سنة ثمَّ أُعِيد وَعمي فِي اثناء سنة سبع وَعشْرين فصرف عَن الْقَضَاء وَاسْتمرّ مَعَه تدريس الزاوية بِمصْر وَانْقطع بمنزله قَرِيبا من سِتّ سِنِين يسمع عَلَيْهِ ويتبرك بِهِ إِلَى أَن توفّي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه قَاضِي الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام الْخَطِيب الْمُفَسّر لَهُ تعاليق فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول والتأريخ وَغير ذَلِك وَله مُشَاركَة حَسَنَة فِي عُلُوم الْإِسْلَام مَعَ دين وَتعبد وتصوف وأوصاف حميده وَأَحْكَام محموده وَله النّظم والنثر والخطب والتلاميذ والجل الة الوافرة وَالْعقل التَّام والخلق الرضي فَالله تَعَالَى يحسن عاقبته وَهُوَ أشعري فَاضل وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى حَاكم الإقليمين مصرا وشاما وناظم عقد الفخار الَّذِي لَا يسامى متحل بالعفاف إِلَّا عَن قدر الكفاف مُحدث فَقِيه ذُو عقل لَا يقوم أساطين الْحُكَمَاء بِمَا جمع فِيهِ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ سمع كثيرا وأشغل بعلوم كَثِيرَة وصنف فِي كثير مِنْهَا وَأَنْشَأَ الشّعْر الْحسن أفتى قَدِيما وَعرضت فتواه على النَّوَوِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 فَاسْتحْسن مَا أجَاب بِهِ قَالَ ابْن حبيب لَهُ تصانيف مفيدة عديدة وَقطع نظم كل من أبياته بَيت القصيدة وَقَالَ غَيره اجْتمع لَهُ من الوجاهة وَطول الْعُمر ودوام الْعِزّ مَا لم يتَّفق لغيره وصنف كتبا فِي عدَّة فنون توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن قَرِيبا من الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ 559 - مُحَمَّد بن احْمَد بن عبد الْخَالِق الْعَلامَة تَقِيّ الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ شيخ الْقُرَّاء بالديار المصرية قَرَأَ الشاطبية على الْكَمَال الضَّرِير والكمال على المُصَنّف قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ شيخ الْقُرَّاء فِي عصره وَكَانَ أَيْضا فَقِيها مشاركا فِي فنون أُخْرَى رَحل إِلَيْهِ الطّلبَة من أقطار الأَرْض لأخذ علم الْقِرَاءَة عَلَيْهِ لانفراده الحديث: 559 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 بهَا رِوَايَة ودراية وَأعَاد بالطيبرسية والشريفية وَغَيرهمَا توفّي بِمصْر فِي صفر سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة عَن أَربع وَتِسْعين سنة بِتَقْدِيم التَّاء كَذَا قَالَ الْإِسْنَوِيّ لَكِن قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الطَّبَقَات الْقُرَّاء إِنَّه قَرَأَ مولده بِخَطِّهِ فِي إجَازَة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ 560 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران بن رَحْمَة الشَّيْخ الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة علم الدَّين بن القَاضِي شمس الدَّين السَّعْدِيّ الإخنائي الْمصْرِيّ قَاضِي دمشق مولده فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَسمع الْكثير وَأخذ عَن الدمياطي وَغَيره وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ الشَّام بعد وَفَاة القونوي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه من نبلاء الْعلمَاء وقضاة السداد وَقد شرع فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَجُمْلَة من صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ أحد الأذكياء وَكَانَ يُبَالغ فِي الاحتجاب عَن الْحَاجَات فتعطل أُمُور كَثِيرَة ودائرة علمه ضيقَة لكنه وقور قَلِيل الشَّرّ وَقَالَ الحديث: 560 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 فِي العبر كَانَ دينا عادلا وَحدث بالكثير وَقَالَ ابْن كثير كَانَ عفيفا نزها ذكيا شَاذ العباره محبا للفضائل مُعظما لأَهْلهَا كثير الِاسْتِمَاع للْحَدِيث فِي العادلية الْكَبِيرَة خيرا دينا توفّي بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنه اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون بتربة الْعَادِل كتبغا 561 - مُحَمَّد بن أسعد الشَّيْخ بدر الدَّين التسترِي بتاءين مثناتين من فَوق بَينهمَا سين مَدِينَة بِقرب شيراز أَخذ عَنهُ الْإِسْنَوِيّ وَقَالَ كَانَ فَقِيها إِمَام زَمَانه فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْحكمَة مدققا وَكَانَ أعجوبة فِي معرفَة مصنفات مُتعَدِّدَة بخصوصها مطلعا على أسرارها وَوضع على كثير مِنْهَا تعاليق متضمنة لنكت غَرِيبَة وَإِن كَانَت عِبَارَته قلقة ركيكة مِنْهَا شرح ابْن الْحَاجِب وَمِنْهَا الحديث: 561 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 شرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ والطوالع والمطالع والغاية القصوى وَشرح أَيْضا كتب ابْن سينا أَقَامَ بقزوين يدرس نَحْو عشر سِنِين ثمَّ قدم الديار المصرية فِي أَوَائِل سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا أشهرا قَلَائِل ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْعرَاق فَكَانَ يصيف بهمذان ويشتي بِبَغْدَاد لحراارتها توفّي بهمذان فِي نَيف وَثَلَاثِينَ قَالَ وَكَانَ مداوما على لعب الشطرنج رَافِضِيًّا كثير التّرْك للصَّلَاة وَلِهَذَا لم يكن عَلَيْهِ أنوار أهل الْعلم وَلَا حسن هيئتهم مَعَ ثروة زَائِدَة وَحسن شكالة 562 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد بن عَطِيَّة بن أَحْمد العثماني الشَّيْخ الإِمَام زين الدَّين أَبُو عبد الله بن علم الدَّين بن الشَّيْخ الإِمَام زين الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن المرحل سمع من جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه والأصلين عَن عَمه الشَّيْخ صدر الدَّين وَغَيره وَنزل لَهُ عَمه عَن تدريس المشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ فدرس بِهِ مُدَّة ثمَّ قايض الشَّيْخ شهَاب الدَّين بن الْأنْصَارِيّ مِنْهُ إِلَى تدريس الحديث: 562 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 الشامية البرانية والعذراوية فباشرهما إِلَى حِين وَفَاته وناب فِي الحكم فحمدت سيرته ثمَّ تَركه وبيض كتاب الْأَشْبَاه والنظائر لِعَمِّهِ وَزَاد فِيهِ قَالَ الذَّهَبِيّ الْعَلامَة مدرس الشامية الْكُبْرَى فَقِيه مناظر أصولي وَكَانَ يذكر للْقَضَاء وَقَالَ السُّبْكِيّ ولد بعد سنة تسعين وسِتمِائَة وَكَانَ رجلا فَاضلا دينا عَارِفًا بالفقه وأصوله صنف فِي الْأُصُول كتابين قَالَ الصّلاح الكتبي كَانَ من أحسن النَّاس شكلا وربي على طَريقَة حميدة فِي عفاف وملازمة للاشغال بالعلوم وانجماع عَن النَّاس وَكَانَ يلقِي الدُّرُوس بفصاحة وعذوبة لفظ قيل لم تكن دروسه بعيدَة من دروس ابْن الزملكاني وَكَانَ من أَجود النَّاس طباعا وَأكْرمهمْ نفسا وَأَحْسَنهمْ ملتقى توفّي فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربة لَهُم عِنْد مَسْجِد الذبان عِنْد جده 563 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن دلف بِالْفَاءِ بن أبي دلف الْعجلِيّ الْقزْوِينِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة جلال الدَّين أَبُو عبد الله بن الحديث: 563 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 الْعَلامَة سعد الدَّين بن الإِمَام إِمَام الدَّين مولده بالموصل فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسكن الرّوم مَعَ أَبِيه تفقه بِأَبِيهِ وَأخذ الْأَصْلَيْنِ عَن الإيكي واشتغل فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم وَسمع من أبي الْعَبَّاس الفاروثي وَغَيره وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا من حَدِيثه وَحدث وَأفْتى ودرس وناب فِي الْقَضَاء عَن اخيه ثمَّ عَن ابْن صصري ثمَّ ولي الخطابة بِدِمَشْق ثمَّ الْقَضَاء بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى قَضَاء الديار المصرية لما عمي القَاضِي بدر الدَّين ابْن جمَاعَة فَأَقَامَ بهَا نَحْو إِحْدَى عشرَة سنة ثمَّ صرف فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَنقل إِلَى قَضَاء الشَّام وَألف تَلْخِيص الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَشَرحه بشرح سَمَّاهُ الْإِيضَاح قَالَ الذَّهَبِيّ أفتى ودرس وناظر وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَكَانَ مليح الشكل فصيحا حسن الْأَخْلَاق غزير الْعلم وأصابه طرف فالج مُدَّة مديدة وَتُوفِّي وَقَالَ ابْن رَافع حدث سمع مِنْهُ البرزالي وَخرج لَهُ جُزْءا من حَدِيثه عَن جمَاعَة من شُيُوخه وصنف فِي الْأُصُول كتابا حسنا وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان كتابين كَبِيرا وصغيرا ودرس بِمصْر وَالشَّام بمدارس وَكَانَ لطيف الدأب حسن المحاضرة كريم النَّفس ذَا عصبية ومروءة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَاضلا فِي عُلُوم كَرِيمًا مقداما ذكيا مصنفا وَإِلَيْهِ ينْسب كتاب الْإِيضَاح وَالتَّلْخِيص فِي علمي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَقَالَ بَعضهم صنف تَلْخِيص الْمِفْتَاح فِي علمي الْمعَانِي وَالْبَيَان وكتابا أكبر مِنْهُ فِي هَذَا الْعلم ويحضر كثير فِي أصُول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 الْفِقْه توفّي بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة 564 - مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الْقَادِر بن صَالح الشَّيْخ قطب الدَّين أَبُو عبد الله السنباطي الْمصْرِيّ ولد سنة ثَلَاث وَخمْس ظنا كَمَا قَالَ الْكَمَال الأدفوي وتفقه بِالْقَاضِي ابْن رزين والظهير التزمنتي وَسمع الحَدِيث من الْحَافِظ الدمياطي وَالْقَاضِي بدر الدَّين ابْن جمَاعَة وَغَيرهمَا وَتقدم فِي الْعلم الحديث: 564 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الحسامية ثمَّ الْفَاضِلِيَّةِ وَولي وكَالَة بَيت المَال وناب فِي الحكم وصنف تَصْحِيح التَّعْجِيز وَأَحْكَام الْمبعض واستدراكات على تَصْحِيح التَّنْبِيه للنووي وَاخْتصرَ قِطْعَة من الرَّوْضَة قَالَ السُّبْكِيّ وَكَانَ فَقِيها كَبِيرا تخرجت بِهِ المصريون وَقَالَ تِلْمِيذه الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا حَافِظًا للْمَذْهَب عَارِفًا بالأصول دينا خيرا سريع الدمعة متواضعا حسن التَّعْلِيم متلطفا بالطلبة توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة وسنباط بَلْدَة من أَعمال الْمحلة 565 - مُحَمَّد بن عقيل بن أبي الْحسن بن عقيل الشَّيْخ الْعَلامَة القَاضِي نجم الدَّين أَبُو عبد الله البالسي ثمَّ الْمصْرِيّ شَارِح التَّنْبِيه ولد سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع بِدِمَشْق من جمَاعَة واشتغل وَفضل ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة وَسمع من ابْن الحديث: 565 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 دَقِيق الْعِيد ولازمه وناب فِي الحكم بِمصْر عَنهُ ودرس بالمعزية والطيبرسية وَكَانَ قوي النَّفس سَأَلَهُ القَاضِي جلال الدَّين الْقزْوِينِي وَهُوَ يَنُوب عَنهُ بِمصْر فِي قَضيته فتوقف فِيهَا فصرف نَفسه عَن الحكم فاسترضاه حَتَّى عَاد وَكَانَ كثير الإيثار مَعَ الْقَلِيل وانتفع بِهِ طلبة مصر ودارت عَلَيْهِ الْفتيا بهَا وَله شرح على التَّنْبِيه وَهُوَ كثير الْأَخْذ من الْكِفَايَة وَفِيه أبحاث كَثِيرَة وفوائد غَرِيبَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا زاهدا وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى شَارِح التَّنْبِيه وصنف أَيْضا فِي الْفِقْه مُخْتَصرا لخص فِيهِ كتاب الْمعِين وَاخْتصرَ كتاب التِّرْمِذِيّ فِي الحَدِيث وَكَانَ أحد أَعْيَان الشَّافِعِيَّة دينا ورعا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ لَهُ فِي التَّقْوَى سَابِقَة قدم وَفِي الْوَرع رسوخ قدم وَفِي الْعلم آثَار هِيَ أوضح للسائرين من نَار على علم كَانَ فَقِيها مُحدثا ورعا قواما فِي الْحق قَالَ وَشرح التَّنْبِيه شرحا جيدا متوسطا إِلَّا أَن بعضه عدم لِأَن فَرَاغه مِنْهُ كَانَ قبل مَوته بِقَلِيل وَقَالَ ابْن الملقن فِي طبقاته شَارِح التَّنْبِيه إِلَّا الرّبع الأول مِنْهُ فَإنَّا لم نره وَسمعت من يَحْكِي أَنه لم يصنفه وَسمعت من يذكر أَنه صنف وَعدم وَفِيه فَوَائِد جمة مَعَ اخْتِصَار توفّي فِي الْمحرم سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 566 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن خلف بن نَبهَان بن سُلْطَان بن أَحْمد بن خَلِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن يحيى بن الْمُنْذر بن خَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أبي دُجَانَة سماك بن حرشة الصَّحَابِيّ الْأنْصَارِيّ السماكي نِسْبَة إِلَى أبي دُجَانَة سماك بن حرشة الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الْمَعْرُوف بِابْن الزملكاني ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَقيل سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكتب الطباق بِخَطِّهِ وَقَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَقَرَأَ الْأُصُول على بهاء الدَّين بن الزكي والصفي الْهِنْدِيّ والنحو على بدر الدَّين بن مَالك وجود الْكِتَابَة على نجم الدَّين بن البصيص وَكتب الحديث: 566 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 الْإِنْشَاء مُدَّة وَولي نظر الخزانة مُدَّة ووكالة بَيت المَال وَنظر المارستان ودرس بالعادلية الصُّغْرَى وتربة أم الصَّالح ثمَّ بالشامية والظاهرية الجوانية والعذراوية والرواحية والمسرورية وَجلسَ بالجامع للاشغال وَله تسع عشرَة سنة أرخ ذَلِك شَيْخه الشَّيْخ تَاج الدَّين ثمَّ ولي قَضَاء حلب أَربع وَعشْرين بِغَيْر رِضَاهُ ودرس بهَا بالسلطانية والسيفية والعصرونية والأسدية ثمَّ طلب إِلَى مصر ليشافهه السُّلْطَان لَهُ بِقَضَاء الشَّام فَركب الْبَرِيد فَمَاتَ قبل وُصُوله إِلَى مصر وَمن مصنفاته الرَّد على ابْن تَيْمِية فِي مَسْأَلَة الزِّيَارَة سَمَّاهُ الْعَمَل المقبول فِي زِيَارَة الرَّسُول وَالرَّدّ فِي مَسْأَلَة الطَّلَاق قَالَ ابْن كثير فِي مُجَلد قَالَ وعلق قِطْعَة كَبِيرَة من شرح الْمِنْهَاج للنووي وَله كتاب فِي تَفْضِيل الْملك على الْبشر وَقَالَ الْكَمَال الأدفوي وَله كتاب سَمَّاهُ عجالة الرَّاكِب وَكتاب فِي أصُول الْفِقْه وَشرع فِي شرح الْأَحْكَام الصُّغْرَى لعبد الْحق الإشبيلي وَأخذ فِي تَرْتِيب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 الْأُم وَلم يتمه قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص شَيخنَا عَالم الْعَصْر طلب بِنَفسِهِ وقتا وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَنظر فِي الرِّجَال والعلل شَيْئا وَكَانَ عذب الْقِرَاءَة سَرِيعا وَكَانَ من بقايا الْمُجْتَهدين وَمن أذكياء أهل زَمَانه ودرس وَأفْتى وصنف وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَقَالَ ابْن كثير انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب تدريسا وإفتاء ومناظرة برع وساد أقرانه وَحَازَ قصب السَّبق عَلَيْهِم بذهنه الْوَقَّاد وتحصيله الَّذِي أسهره وَمنعه الرقاد وَعبارَته الَّتِي هِيَ أشهى من السهاد وخطه الَّذِي أَنْضَرُ من أزاهير المهاد إِلَى أَن قَالَ أما دروسه فِي المحافل فَلم أسمع أحدا من النَّاس يدرس أحسن مِنْهُ وَلَا أحلى من عِبَارَته وَحسن تَقْرِيره وجودة احترازاته وَصِحَّة ذهنه وَقُوَّة قريحته وَحسن نظمه توفّي فِي رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَسَبْعمائة ببلبيس وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة وَدفن جوَار قبَّة الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وترجمة الشَّيْخ كَمَال الدَّين طَوِيلَة مَشْهُورَة وَقد ذكر لَهُ الإِمَام تَاج الدَّين عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ فِي ذيله على وفيات الْأَعْيَان تَرْجَمَة بليغة 567 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر القاضر نجم الدَّين الحديث: 567 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 أَبُو حَامِد بن القَاضِي جمال الدَّين بن الإِمَام الْحَافِظ محب الدَّين الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ قَاضِي مَكَّة وَابْن قاضيها ولد سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع من جده الشَّيْخ محب الدَّين وَمن عَم جده يَعْقُوب ابْن أبي بكر والفاروثي وَغَيرهم قَالَ الْإِسْنَوِيّ والسبكي كَانَ فَقِيها شَاعِرًا وَقَالَ المؤرخ شمس الدَّين الْجَزرِي فِي ذيل الْمرْآة كَانَ شَيخا فَاضلا فَقِيها مَشْهُورا بِمَعْرِِفَة الْفِقْه يقْصد يالفتاوى من بِلَاد الْحجاز واليمن وَكَانَ لَهُ النّظم الْفَائِق والنثر الرَّائِق وَلم يخلف فِي الْحَرَمَيْنِ مثله توفّي بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة وَدفن بعقبة بَاب الْمُعَلَّى 568 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق بن خَلِيل بن مقلد بن جَابر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد بدر الدَّين أَبُو الْيُسْر بن قَاضِي الْقُضَاة عز الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ مولده فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وسِتمِائَة وَقَرَأَ التَّنْبِيه ولازم حَلقَة الشَّيْخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ زَمَانا وَسمع الْكثير وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَخرج لَهُ جُزْءا من حَدِيثه وَحدث بِهِ الحديث: 568 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 ودرس بالعمادية والدماغية وجاءه التَّقْلِيد بِقَضَاء الْقُضَاة فِي سنة سبع وَعشْرين فَامْتنعَ وأصر على الِامْتِنَاع فأعفي ثمَّ ولي خطابة الْقُدس ثمَّ تَركهَا قَالَ الذَّهَبِيّ الإِمَام الْقدْوَة العابد كَانَ مقتصدا فِي أُمُوره كثير المحاسن حج غير مرّة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ على طَريقَة حميدة حج غير مرّة وَعِنْده عبَادَة واجتهاد وملازمة للصلحاء والأخيار وإعراض عَن المناصب وَكَانَ مُعظما مبجلا وقورا توفّي بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون 569 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن سيد النَّاس الإِمَام الْحَافِظ الْمُفِيد الْعَلامَة الأديب البارع المفلق فتح الدَّين أَبُو الْفَتْح بن الْحَافِظ أبي عَمْرو بن الْحَافِظ أبي بكر الربعِي الْيَعْمرِي الأندلسي الإشبيلي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن سيد النَّاس ولد فِي ذِي القعده وَقيل فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَسمع الْكثير من الجم الْغَفِير وتفقه على مَذْهَب الحديث: 569 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 الشَّافِعِي وَأخذ علم الحَدِيث عَن وَالِده وَابْن دَقِيق الْعِيد ولازمه سِنِين كَثِيرَة وَتخرج عَلَيْهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أصُول الْفِقْه وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن النّحاس وَولي دَار الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة ودرس الحَدِيث بِجَامِع الصَّالح وخطب بِجَامِع الخَنْدَق وصنف كتبا نفيسة مِنْهَا السِّيرَة الْكُبْرَى سَمَّاهُ عُيُون الْأَثر فِي مجلدين وَاخْتَصَرَهُ فِي كراريس وَسَماهُ نور الْعُيُون وَشرح قِطْعَة من اول كتاب التِّرْمِذِيّ إِلَى كتاب الصَّلَاة فِي مجلدين وصنف فِي منع بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد مجلدا ضخما يدل على علم كثير ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ اُحْدُ أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن كتب بِخَطِّهِ الْمليح كثيرا وَخرج وصنف وَصحح وَعلل وَفرع وأصل وَقَالَ الشّعْر البديع كَانَ حُلْو النادرة حسن المحاضرة جالسته وَسمعت قِرَاءَته وَأَجَازَ لي مروياته عَلَيْهِ مآخذ فِي دينه وهديه وَالله يصلحه وإيانا وَقَالَ ابْن كثير اشْتغل بِالْعلمِ فبرع وساد اقرانه فِي عُلُوم شَتَّى من الحَدِيث وَالْفِقْه والنحو وَعلم السّير والتأريخ وَغير ذَلِك وَقد جمع سيرة حَسَنَة فِي مجلدين وَشرح قِطْعَة صَالِحَة من أول جَامع التِّرْمِذِيّ رَأَيْت مِنْهَا مجلدا بِخَطِّهِ الْحسن وَقد حرر وَحبر وأجاد وَأفَاد وَلم يسلم من بعض الإنتقاد وَله الشّعْر الرَّائِق والنثر الْفَائِق والبلاغة التَّامَّة وَحسن الترصيف والتصنيف وَالتَّعْبِير وجودة البديهة وَحسن الطوية والعقيدة السلفية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 والاقتداء بالأحاديث النَّبَوِيَّة وَيذكر عَنهُ شؤون أخر الله يَتَوَلَّاهُ فِيهَا وَلم يكن بِمصْر فِي مَجْمُوعه مثله فِي حفظ الْأَسَانِيد والمتون والعلل وَالْفِقْه وَالْملح والأشعار والحكايات وَقَالَ صَاحب الْبَدْر السافر وخالط أهل السَّفه وشراب المدام فَوَقع فِي الملام ورشق بسهام الْكَلَام وَالنَّاس مُقَارن والقرين يكرم ويهان بِاعْتِبَار الْمُقَارن قَالَ وَلم يخلف بعده فِي الْقَاهِرَة ومصر من يقوم بفنونه مقَامه وَلَا من يبلغ فِي ذَلِك مرامه اعقبه الله السَّلامَة فِي دَار الْإِقَامَة توفّي فِي شعْبَان سنة ارْبَعْ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة عِنْد ابْن أبي حَمْزَة 570 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ فَخر الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن الصّقليّ تفقه بِالْقَاهِرَةِ على الشَّيْخ قطب السنباطي وناب فِي الْقَضَاء بِظَاهِر الْقَاهِرَة وصنف التَّنْجِيز فِي الْفِقْه وَهُوَ التَّعْجِيز إِلَّا أَنه يزِيد فِيهِ التَّصْحِيح على طَريقَة النَّوَوِيّ وَيُشِير إِلَى تَصْحِيح الرَّافِعِيّ بالرموز وَزَاد فِيهِ بعض قيود قَالَ السُّبْكِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا دينا ورعا توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَسَبْعمائة والصقلي ضَبطه بَعضهم بِفَتْح الصَّاد وَالْقَاف وَبَعْضهمْ بِفَتْح الحديث: 570 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 الصَّاد وَكسر الْقَاف نِسْبَة إِلَى جَزِيرَة صقلية فِي بَحر الرّوم 571 - هبة الله بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن الْمُسلم بن هبة الله بن حسان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الشَّيْخ الإِمَام قَاضِي الْقُضَاة شرف الدَّين أَبُو الْقَاسِم بن قَاضِي الْقُضَاة نجم الدَّين بن القَاضِي شمس الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حماة صَاحب التصانيف الْكَثِيرَة ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من وَالِده وجده وَعز الدَّين الفاروثي وجمال الدَّين بن مَالك وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتلا بالسبع وتفقه على وَالِده وَأخذ النَّحْو عَن ابْن مَالك وتفنن فِي الْعُلُوم وَأفْتى ودرس وصنف وَولي قَضَاء حماة وَعمي فِي آخر عمره وَحدث بِدِمَشْق وحماة سمع مِنْهُ البرزالي وَأَبُو شامة والذهبي وَخلق وَقد خرج لَهُ ابْن طغربك مشيخة كَبِيرَة وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ شيخ الْعلمَاء بَقِيَّة الْأَعْلَام سمع وَقَرَأَ الحديث: 571 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 النَّحْو وَالْأُصُول وشارك فِي الْفَضَائِل وصنف التصانيف مَعَ الْعِبَادَة وَالدّين والتواضع ولطف الْأَخْلَاق مَا فِي طباعه من الْكبر ذرة وَله ترام على الصَّالِحين وَحسن الظَّن بهم وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا راسخا فِي الْعلم صَالحا خيرا محبا للْعلم ونشره محسنا إِلَى الطّلبَة لَهُ المصنفات المفيدة الْمَشْهُورَة وَصَارَت إِلَيْهِ الرحلة وقف على شَيْء من كَلَامي وأجازني بالإفتاء إرْسَالًا وَقَالَ السُّبْكِيّ انْتَهَت إِلَيْهِ مشيخة الْمَذْهَب بِبِلَاد الشَّام وَقصد من الْأَطْرَاف وَكَانَ إِمَامًا عَارِفًا بِالْمذهبِ وفنون كَثِيرَة لَهُ التصانيف الْكَثِيرَة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بعقبة نقيرين وَفِيه يَقُول ابْن الوردي ... حماة مذ فَارقهَا شيخها ... قد أعظم العَاصِي بهَا الْفِرْيَة ... ... صرت كمن ينظرها بلقعا ... أَو كَالَّذي مر على قَرْيَة ... وَمن تصانيفه روضات الجنات فِي تَفْسِير الْقُرْآن عشر مجلدات وَكتاب الفريدة البارزية فِي حل الشاطبية وَكتاب الْمُجْتَبى بعد الْجِيم وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق بَاء مُوَحدَة مُخْتَصر جَامع الْأُصُول وَكتاب المجتنى بعد الْمُثَنَّاة نون مُخْتَصر جَامع الْأُصُول أَيْضا وَكتاب الوفا فِي أَحَادِيث الْمُصْطَفى مجلدان وَكتاب الْمُجَرّد فِي مُسْند الإِمَام الشَّافِعِي وَشَرحه فِي ارْبَعْ مجلدات وَكتاب ضبط غَرِيب الحَدِيث مجلدان وتيسير الْفَتَاوَى فِي تَحْرِير الْحَاوِي وَكتاب إِظْهَار الْفَتَاوَى مجلدان وَيعرف بالميمي وَكتاب شرح الْبَهْجَة مجلدان وَكتاب تَمْيِيز التَّعْجِيز وَكتاب الزّبد لطيف وَكتاب الدرة فِي صفة الْحَج وَالْعمْرَة وَكتاب المبتكر فِي الْجمع بَين مسَائِل الْمَحْصُول والمختصر وَله مصنفات أخر عدهَا العثماني فِي طبقاته بضعا واربعين مصنفا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 572 - يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ القَاضِي صدر الدَّين ابو زَكَرِيَّا عَم الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ تفقه على السديد والظهير التزمنتيين وَقَرَأَ الْأُصُول على الْقَرَافِيّ والأصفهاني وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَولي قَضَاء الْمحلة ثمَّ درس بالسيفية بِالْقَاهِرَةِ إِلَى حِين وَفَاته سمع مِنْهُ حفيده القَاضِي تَقِيّ الدَّين ابو الْفَتْح وَغَيره قَالَ قَرِيبه القَاضِي تَاج الدَّين برع فِي الْفِقْه وأصوله توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي صفر سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة وَولي تدريس السيفية بعده ابْن اخيه الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين الحديث: 572 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 573 - يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن جملَة بن مُسلم بن تَمام بن حُسَيْن بن يُوسُف المحجي الدِّمَشْقِي الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة جمال الدَّين أَبُو المحاسن ولد فِي سنه اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وَأخذ عَن الشَّيْخَيْنِ صدر الدَّين ابْن الْوَكِيل وشمس الدَّين ابْن النَّقِيب النقيبى وَولي الْقَضَاء مُدَّة سنة وَنصف وشكرت سيرته ونهضته إِلَّا انه وَقع بَينه وَبَين بعض خَواص النَّائِب فعزل وسجن مُدَّة ثمَّ اعطي الشامية البرانية قَالَ البرزالي خرجت لَهُ جُزْءا عَن اكثر من خمسين نفسا وَحدث بِهِ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وبدمشق وَكَانَ فَاضلا فِي فنون اشْتغل وَحصل وتميز وَأفْتى وَأعَاد ودرس وَله فَضَائِل جمة ومباحث وفوائد وهمة عالية وَحُرْمَة وافرة وَفِيه تودد وإحسان وَقَضَاء للحقوق ولي قَضَاء دمشق نِيَابَة واستقلالا ودرس بالمدارس الْكِبَار وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما فَقِيها بارعا دينا قواما فِي الْحق ولي الْقَضَاء وباشر ذَلِك احسن مُبَاشرَة وحاول سلوك الْحق الْمَحْض بِغَيْر سياسة فنموا عَلَيْهِ حَتَّى عزل وَحبس توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون عِنْد وَالِده وأقاربه 574 - يُونُس بن عبد الْمجِيد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ القَاضِي سراج الدَّين الأرمنتي الحديث: 573 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 ولد بآرمنت من صَعِيد مصر الْأَعْلَى فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة واشتغل بقوص على الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي وَأَجَازَهُ بالفتوى ثمَّ ورد مصر فاشتغل على علمائها وَأعَاد بمدرسة ابْن زين التُّجَّار وَسمع من جمَاعَة وصنف كتابا سَمَّاهُ الْمسَائِل المهمة فِي اخْتِلَاف الْأَئِمَّة وَكتاب الْجمع وَالْفرق وَولي عدَّة معاملات مِنْهَا قوص وباشر ذَلِك مشكور السِّيرَة مَحْمُود الْحَال قَالَ الْإِسْنَوِيّ صَار فِي الْفِقْه من كبار الْأَئِمَّة مَعَ فَضِيلَة فِي النَّحْو وَالْأُصُول وَغير ذَلِك وَقصد لإِفَادَة الطّلبَة ذكره قبل وَفَاته بِقَلِيل أَنه لم يبْق اُحْدُ بالديار المصرية أقدم مِنْهُ فِي الْفَتْوَى وَكَانَ أدبيا شَاعِرًا حسن المحاضرة قَالَ وَأقَام بقوص سِنِين قَليلَة ولسعه ثعبان فِي المشهد بِظَاهِر قوص فَمَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَله البيتان المعروفان فِي الْكَفَاءَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 الطَّبَقَة الْخَامِسَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الثَّامِنَة 575 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن ابراهيم القَاضِي شرف الدَّين الْمَنَاوِيّ الْمصْرِيّ أَخذ عَن عَمه الشَّيْخ ضِيَاء الدَّين وَغَيره من عُلَمَاء الْعَصْر وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَأفْتى وأشغل بِالْعلمِ وَحدث وناب فِي الحكم ودرس بِجَامِع الْأَزْهَر وبدار الحَدِيث الفارقانية قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما فَاضلا دينا ثبتا وافر الْعقل كثير الْمُرُوءَة محافظا على أوقاته مُنْقَطِعًا عَن أَبنَاء الدُّنْيَا وَشرح فَرَائض الْوَسِيط شرحا جيدا وناب فِي الْقَضَاء وتحدث فِي أَعمال الديار المصرية كلهَا عَن القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة فِي غيبته وحضوره وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي وَقَالَ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ أحد فضلاء الشَّافِعِيَّة الحديث: 575 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 وَكَانَ فِيهِ إِحْسَان للطلبة وتودد لأهل الْخَيْر وَقَالَ الشَّيْخ سراج الدَّين بن الملقن شرح المعالمين فِي الْأُصُول قَرَأت عَلَيْهِ قِطْعَة مِنْهُ توفّي فِي رَجَب وَقيل فِي رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم بِقرب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ أَخُو القَاضِي تَاج الدَّين الْمَنَاوِيّ ووالد قَاضِي الْقُضَاة صدر الدَّين 576 - إِبْرَاهِيم بن لاجين بن عبد الله الرَّشِيدِيّ الْعَلامَة برهَان الدَّين الْمصْرِيّ مولده سنة ثَلَاث وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وسِتمِائَة تفقه على الشَّيْخ علم الدَّين الْعِرَاقِيّ وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن الصَّائِغ وَأخذ النَّحْو عَن الشَّيْخَيْنِ بهاء الدَّين ابْن النّحاس وَأبي حَيَّان وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ الحديث: 576 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 تَاج الدَّين البارنباري والمنطق عَن الشَّيْخ سيف الدَّين الْبَغْدَادِيّ وَسمع وَحدث ودرس وَأفْتى وشغل بِالْعلمِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ القَاضِي محب الدَّين نَاظر الْجَيْش والشيخان زين الدَّين الْعِرَاقِيّ وسراج الدَّين ابْن الملقن وَولي تدريس التَّفْسِير بالقبة المنصورية بعد موت الشَّيْخ أبي حَيَّان ومشيخة الخانقاه النجمية ظَاهر الْقَاهِرَة وخطب بِجَامِع الْأَمِير حُسَيْن بن حيدر وتصدر بِهِ مُدَّة وَعين لقَضَاء الْمَدِينَة فَلم يقبل قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها عَالما بالنحو وَالتَّفْسِير والقراءات طَبِيبا خيرا متوددا كَرِيمًا مَعَ فاقة متواضعا مَاشِيا على طَريقَة السّلف فِي طرح التَّكَلُّف وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي أَقرَأ النَّاس فِي أصُول ابْن الْحَاجِب وتصريفه وَفِي التسهيل وَكَانَ يعرف الطِّبّ والحساب وَغير ذَلِك توفّي بِالْقَاهِرَةِ شَهِيدا بالطاعون فِي شَوَّال أَو فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 577 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف الإربلي الأَصْل الْغَزِّي ثمَّ الدِّمَشْقِي القَاضِي جمال الدَّين أَبُو إِسْحَاق الْمَعْرُوف بالحسباني وَولي قَضَاء حسبان وناب فِي الحكم بِدِمَشْق عَن ابْن جملَة وَاسْتمرّ فِي نِيَابَة الحكم أَكثر من عشْرين سنة وَأعَاد بِبَعْض الْمدَارِس قَالَ ابْن رَافع وَكَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ والديانة والصرامة فِي أَحْكَامه وَحسن الْمُلْتَقى وَقَالَ ابْن كثير كَانَ مشكورا السِّيرَة فِي الْأَحْكَام وَقَالَ بَعضهم كَانَ من قُضَاة الْعدْل توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خَمِيس وَخمسين وَسَبْعمائة جَاوز الثَّمَانِينَ بِثَلَاث سِنِين وَقيل أَكثر وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير 578 - أَبُو بكر بن عبد الله الإِمَام الْعَالم البارع سيف الدَّين الحريري البعلبكي الدِّمَشْقِي ولد سنة نَيف وَتِسْعين بِتَقْدِيم التَّاء واشتغل فِي الْفِقْه والْحَدِيث ولازم الْحَافِظ الْمزي مُدَّة وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَفضل فِيهَا وَقَرَأَ الْقرَاءَات الحديث: 577 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 على الكفري وَسمع من جمَاعَة ودرس بالظاهرية البرانية عوضا عَن الشَّيْخ نور الدَّين الإردبيلي لما انْتقل إِلَى تدريس الناصرية واعاد بغَيْرهَا وَولي مشيخة فِي النَّحْو بالناصرية والإقراء بدار الحَدِيث الأشرفية ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فِيهِ الإِمَام المحصل ذُو الْفَضَائِل سمع وَكتب وتعب وأشغل وَأفَاد سمع مني وتالا بالسبع وَأعْرض عَليّ اشياء من فضلات الْعلم توفّي فِي ربيع الأول سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بالصوفية 579 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن الشَّيْخ الْكَبِير أبي بكر بن قوام بن عَليّ بن قوام بن مَنْصُور الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح الْقدْوَة نجم الدَّين البالسي الأَصْل الحديث: 579 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن قوام ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين وَسمع وتفقه وَكَانَ شيخ زَاوِيَة وَالِده ودرس فِي آخر عمره بالرباط الناصري وَحدث وَسمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَآخَرُونَ قَالَ ابْن كثير كَانَ رجلا حسنا جميل المعاشرة فِيهِ أَخْلَاق وأداب حَسَنَة وَعِنْده فقه ومذاكرة ومحبة للْعلم وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الْخلق كريم النَّفس جميل الْهَيْئَة مَشْهُورا بِالْخَيرِ والديانة كثير التودد مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بزاويتهم إِلَى جَانب وَالِده 580 - أَحْمد بن الْحسن بن يُوسُف الإِمَام الْعَلامَة فَخر الدَّين الجاربردي نزيل تبريز أحد شُيُوخ الْعلم الْمَشْهُورين بِتِلْكَ الْبِلَاد والمتصدي لشغل الطّلبَة وَشرح الْمِنْهَاج للبيضاوي وَالْحَاوِي الصَّغِير وَلم يكمله وَشرح تصريف ابْن الْحَاجِب وَله على الْكَشَّاف حواش مفيدة قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات كَانَ إِمَامًا فَاضلا دينا خيرا وقورا مواظبا على الشّغل بِالْعلمِ وإفادة الطّلبَة اجْتمع بِالْقَاضِي نَاصِر الدَّين الْبَيْضَاوِيّ وَأخذ عَنهُ على مَا بَلغنِي وَقَالَ الحديث: 580 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما دينا وقورا مواظبا على الإشغال والاشتغال والتصنيف توفّي بتبريز فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وجده يُوسُف أحد شُيُوخ الْعلم الْمَشْهُورين بِتِلْكَ الْبِلَاد والمتصدي لشغل الطّلبَة وَله تصانيف مَعْرُوفَة وَعنهُ أَخذ الشَّيْخ نور الدَّين الأردبيلي وَغَيره كَذَا نقلته من خطّ بعض الْحفاظ 581 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الْعَالم القَاضِي شهَاب الدَّين الْمَعْرُوف بالظاهري مولده فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة وَقيل سنة خمس وَسبعين وَسمع من جمَاعَة تفقه على الشَّيْخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَولده القَاضِي تَقِيّ الدَّين ودرس بالأمجدية والمجنونية وَأعَاد بعدة مدارس وَأفْتى وَولي الحديث: 581 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 قَضَاء الركب سِنِين كَثِيرَة وَحج بضعا وَثَلَاثِينَ مرّة وزار الْقُدس أَكثر من سِتِّينَ مرّة قَالَ ابْن رَافع تفقه وَأعَاد ودرس وَأفْتى ونظم الشّعْر وَحج مَرَّات وَصَحب الصَّالِحين وَقَالَ ابْن كثير كَانَت لَهُ يَد جَيِّدَة فِي الشّعْر ويحفظ كثيرا مِنْهُ وَهُوَ حسن المجالسة والمحاضرة توفّي فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بقاسيون 582 - احْمَد بن عبد الْمُؤمن الشَّيْخ الإِمَام الرباني عَلَاء الدَّين السُّبْكِيّ ثمَّ النَّوَوِيّ نِسْبَة إِلَى نوى من أَعمال القليوبية وَكَانَ خَطِيبًا بهَا تفقه على الشَّيْخ عز الدَّين النشائي وَغَيره وَكتب شرحا على التَّنْبِيه فِي أَربع مجلدات وصنف كتابا آخر اخْتَار فِيهِ ترجيحات مُخَالفَة لما رَجحه الرَّافِعِيّ وَالنَّوَوِيّ ذكره الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ وَقَالَ كَانَ رجلا صَالحا صَاحب أَحْوَال ومكاشفات شاهدت ذَلِك مِنْهُ غير مرّة وَكَانَ سليم الصَّدْر ناصحا لِلْخلقِ قانعا باليسير باذلا للفضل بل لقوت يَوْمه مَعَ حَاجته إِلَيْهِ توفّي سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة الحديث: 582 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 583 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي الإِمَام الْعَالم الْمُحَرر كَمَال الدَّين أَبُو الْعَبَّاس بن الإِمَام الْعَالم الْوَرع عز الدَّين أبي حَفْص الْمصْرِيّ النشائي خطيب جَامع الخطيري ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع من الْحَافِظ الدمياطي وَرَضي الدَّين الط ي وَجَمَاعَة واشتغل على وَالِده وَغَيره من مَشَايِخ الْعَصْر ودرس بِجَامِع الخطيري وخطب بِهِ وَأم أول مَا بنى وَأعَاد بالظاهرية والصالحية وَغَيرهمَا وصنف التصانيف المفيدة الجامعة المحررة مِنْهَا الْمُنْتَقى فِي خمس مجلدات جمع فِيهِ بَين شرحي الرَّافِعِيّ وَالرَّوْضَة وَشرح الْمُهَذّب والكفاية احكاما وتعليلا وجامع المختصرات فِي مُجَلد اعْتمد فِيهِ الْحَاوِي وَزَاد فِيهِ الْخلاف قَالَ ابْن الملقن فِي طبقاته سمعته الحديث: 583 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 يَحْكِي أَنه غَيره ثَلَاث عشرَة مرّة وَلَو مد فِي عمره لزاد فِيهِ وَنقص وَشَرحه فِي ثَلَاث مجلدات ونكت التَّنْبِيه وَهُوَ كتاب مُفِيد والإبريز فِي الْجمع بَين الْحَاوِي وَالْوَجِيز وكشف غطاء الْحَاوِي ومختصر سلَاح الْمُؤمن وكل مصنفاته نفيسة إِلَّا أَن عِبَارَته قَوِيَّة وَكَلَامه مُخْتَصر جدا وَفِي فهمه عسر فَلذَلِك أحجم كثير من النَّاس عَن تصانيفه وَقد حدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ والمقرىء شهَاب الدَّين ابْن رَجَب ذكره رَفِيقه الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ إِمَامًا حَافِظًا للْمَذْهَب كَرِيمًا متصوفا طارحا للتكلف وَفِي أخلاقه حِدة كوالده وَقَالَ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ انْتفع النَّاس بِهِ وَكَانَ منبسطا حسن المعاشرة توفّي فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى وَقع فِي طَبَقَات السُّبْكِيّ الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى أَنه توفّي سنة ثَمَان وَوهم فِي ذَلِك وَقَالَ ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَهُوَ وهم أَيْضا وَمَا ذَكرْنَاهُ هُوَ الصَّوَاب وإياه ذكره الْإِسْنَوِيّ والعراقي والحسيني وَغَيرهم 584 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قيس الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الانصاري وبابن الظهير فَقِيه الديار المصرية وعالمها ولد فِي الحديث: 584 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 حُدُود السِّتين وسِتمِائَة وَأخذ عَن الظهير والسديد التزمنتيين والضياء جَعْفَر وبرع فِي الْمَذْهَب وَسمع من جمَاعَة ودرس وَأفْتى وشغل بِالْعلمِ وشاع اسْمه وَبعد صيته وَحدث بِالْقَاهِرَةِ والإسكندرية ودرس بِالْقَاهِرَةِ بالهكارية وبالخشابية ثمَّ خرج عَنهُ لإيجار وَقفه لبَعض المتجوهين ثمَّ فوض إِلَيْهِ تدريس الشامية البرانية والعذراوية بِدِمَشْق عوضا عَن ابْن الزملكاني لما ولى قَضَاء حلب فَأعْطى المدرستين للشَّيْخ زين الدَّين ابْن المرحل وَأخذ مِنْهُ المشهد الْحُسَيْنِي وباشره إِلَى أَن مَاتَ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ لم يكن بَقِي من الشَّافِعِيَّة أكبر مِنْهُ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه والأصلين وَمَات وَهُوَ شيخ الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية وَكَانَ فصيحا إِلَّا أَنه كَانَ لَا يعرف النَّحْو فَكَانَ يلحن كثيرا وَقَالَ الشَّيْخ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ فِي ذيله فَقِيه الْقَاهِرَة وَكَانَ مدَار الْفتيا بِالْقَاهِرَةِ عَلَيْهِ وعَلى الشَّيْخ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 شمس الدَّين بن عَدْلَانِ توفّي شَهِيدا بالطاعون فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى وَقيل يَوْم عَرَفَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 585 - أَحْمد بن مُوسَى بن خفاجا الشَّيْخ شهَاب الدَّين الصَّفَدِي شيخ صفد مَعَ ابْن الرسام وَبعده أَخذ عَن ابْن الزملكاني وَغَيره قَالَ العثماني فِي طبقاته كَانَ ماهرا فِي الْفَرَائِض والوصايا نقالا للفروع الْكَثِيرَة انْقَطع بقرية بِقرب صفد يُفْتى ويصنف ويفيد وَيعْمل بِيَدِهِ فِي الزِّرَاعَة لقُوته وقوت أَهله وَلَا يقبل شَيْئا وَلَا يقبل وَظِيفَة وَله مصنفات كَثِيرَة نافعة مِنْهَا شرح التَّنْبِيه فِي عشر مجلدات ومختصر فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْعُمْدَة جمع فِيهِ خُلَاصَة الرَّوْضَة وَشرح الْأَرْبَعين للنواوي فِي مُجَلد ضخم وَغير ذَلِك لَكِن لم يشْتَهر شَيْء مِنْهَا وَبَلغنِي أَن شَرحه على التَّنْبِيه مَوْجُود بصفد توفّي سنة خمسين بصفد 586 - أَحْمد بن يحيى بن فضل الله بن مجلى الْقرشِي الْعمريّ القَاضِي الْكَبِير الحديث: 585 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 الإِمَام الأديب البارع شهَاب الدَّين ابو الْعَبَّاس بن القَاضِي الْكَبِير محيي الدَّين بن فضل الله ولد بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنه سَبْعمِائة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق من جمَاعَة وَتخرج فِي الْأَدَب بوالده وبالشهاب مَحْمُود وَأخذ الْأُصُول عَن الْأَصْفَهَانِي والنحو عَن أبي حَيَّان وَالْفِقْه عَن الشَّيْخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَالشَّيْخ كَمَال الدَّين ابْن الزملكاني وَغَيرهمَا من عُلَمَاء الْعَصْر وباشر كِتَابَة السِّرّ بِمصْر نِيَابَة عَن وَالِده ثمَّ إِنَّه فاجأ السُّلْطَان بِكَلَام غليظ فَإِنَّهُ كَانَ قوي النَّفس وأخلاقه شرسة فَأَبْعَده السُّلْطَان وصادره وسجنه بالقلعة ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فِي أول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فباشره سنتَيْن وأشهرا إِلَى أَن عزل ورسم عَلَيْهِ أَرْبَعَة أشهر وَطلب إِلَى مصر فشفع فِيهِ أَخُوهُ عَلَاء الدَّين فَعَاد إِلَى دمشق وَاسْتمرّ بطالا إِلَى أَن مَاتَ ورتب لَهُ مرتبات كَثِيرَة وصنف كتاب مسالك الْأَبْصَار فِي ممالك الْأَمْصَار فِي سَبْعَة وَعشْرين مجلدا وَهُوَ كتاب جليل مَا صنف مثله وفواصل السمر فِي فَضَائِل عمر فِي أَربع مجلدات والتعريف بالمصطلح وَله ديوَان فِي المدائح النَّبَوِيَّة وَغير ذَلِك ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ صَاحب النّظم والنثر والمآثر سمع الحَدِيث وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَله الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 تصانيف كَثِيرَة أدبية وَبَاعَ أطول فِي الصناعتين وبراعة فِي البلاغتين وَقَالَ ابْن كثير كَانَ يشبه بِالْقَاضِي الْفَاضِل فِي زَمَانه وَله مصنفات عديدة بِعِبَارَة جَيِّدَة وَكَانَ حسن المذاكرة سريع الاستحضار جيد الْحِفْظ فصيح اللِّسَان جميل الْأَخْلَاق يحب الْعلمَاء والفقراء توفّي شَهِيدا بالطاعون يَوْم عَرَفَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم قبالة اليغمورية مَعَ أَبِيه وأخيه رَحِمهم الله تَعَالَى وَفِي ذكره فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة نوع تسَامح 587 - احْمَد بن يُوسُف بن مُحَمَّد وَقيل عبد الدَّائِم الْعَلامَة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ المقرىء الْفَقِيه الْمَعْرُوف بِابْن السمين قَرَأَ النَّحْو على أبي حَيَّان والقراءات على ابْن الصَّائِغ وَسمع وَولي تصدير إقراء النَّحْو بالجامع الطولوني وَأعَاد بالشافعي وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَولي نظر الْأَوْقَاف بهَا وصنف تصانيف حَسَنَة مِنْهَا تَفْسِير الْقُرْآن مطول وَقد بَقِي مِنْهُ أوراق قَلَائِل قَالَ الْحُسَيْنِي فِي عشْرين سفرا وإعراب الْقُرْآن سَمَّاهُ الدّرّ المصون فِي أَرْبَعَة أَجزَاء ومادته فِيهِ من تَفْسِير شَيْخه أبي حَيَّان إِلَّا أَنه زَاد عَلَيْهِ وناقشه فِي الحديث: 587 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 مَوَاضِع مناقشة حَسَنَة وَأَحْكَام الْقُرْآن وَشرح التسهيل شرحا مُخْتَصرا من شرح أبي حَيَّان وَشرح الشاطبية قَالَ الاسنوي كَانَ فَقِيها بارعا فِي النَّحْو وَالتَّفْسِير وَعلم الْقِرَاءَة وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول خيرا دينا توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ 588 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن مَمْدُود قَاضِي الْقُضَاة فَخر الدَّين أَبُو إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي الشِّيرَازِيّ قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى تفقه على وَالِده وَقَرَأَ التَّفْسِير على قطب الدَّين السعار صَاحب التَّقْرِيب على الْكَشَّاف وَولي قَضَاء الْقُضَاة بِفَارِس وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة وعزل بعد مُدَّة بِالْقَاضِي نَاصِر الدَّين الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ أُعِيد بعد سِتَّة أشهر وَاسْتمرّ على الْقَضَاء خمْسا وَسبعين سنة وَكَانَ مَشْهُورا بِالدّينِ وَالْخَيْر والمكارم وَله شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ومختصر فِي الْكَلَام ونظم كثير توفّي بشيراز فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة عَن أَربع وَتِسْعين سنة وامتداد عمره أوجب تَأَخره عَن أهل طبقته الحديث: 588 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 589 - جَعْفَر بن ثَعْلَب بن جَعْفَر بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة الأديب البارع ذُو الْفُنُون كَمَال الدَّين أَبُو الْفضل الأدفوي ولد فِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقيل خمس وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث بقوص والقاهرة وَأخذ الْمَذْهَب والعلوم عَن عُلَمَاء ذَلِك الْعَصْر مِنْهُم ابْن دَقِيق الْعِيد وَالشَّيْخ عَلَاء الدَّين القونوي وَالْقَاضِي بدر الدَّين ابْن جمَاعَة وَالشَّيْخ شمس الدَّين الْجَزرِي وتأدب بِجَمَاعَة مِنْهُم أَبُو حَيَّان وَحمل عَنهُ أَشْيَاء وَصَحبه من سنة ثَمَان عشرَة إِلَى حِين وَفَاته وَذكر فِي كِتَابه الْبَدْر السافر فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ أبي حَيَّان أَن أَبَا حَيَّان امتدحه بقصيدتين رائية ولامية قَالَ وَسمع مني جُزْء حَدِيث خرجته والطالع السعيد تصنيفي حبا للْعلم وحرصا عَلَيْهِ قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ مشاركا فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة أديبا شَاعِرًا ذكيا كَرِيمًا طارحا للتكلف ذَا مُرُوءَة كَثِيرَة صنف فِي أَحْكَام السماع كتابا نفيسا سَمَّاهُ بالإمتاع أنبأ فِيهِ عَن اطلَاع كثير فَإِنَّهُ كَانَ يمِيل الى ذَلِك ميلًا كثيرا ويحضره سمع الحديث: 589 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 وَحدث ودرس وَأعَاد وَلم يتَزَوَّج وَلم يتسر لفقدان دَاعِيَة ذَلِك عِنْده وَقَالَ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ كَانَ من فضلاء أهل الْعلم صنف تَارِيخا للصعيد ومصنفا فِي حل السماع سَمَّاهُ كشف القناع وَغير ذَلِك وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي صنف الإمتاع فِي أَحْكَام السماع والطالع السعيد فِي تأريخ الصَّعِيد والبدر السافر فِي تحفة الْمُسَافِر فِي التأريخ أنْتَهى وَكتابه الْبَدْر السافر فِي مجلدين فِيهِ تراجم على أسلوب وفيات ابْن خلكان وغالب من ترْجم فِيهِ من كَانَ فِي الْمِائَة السَّابِعَة وَفِيه تراجم كَثِيرَة مِمَّن كَانَ فِي الْمِائَة السَّادِسَة وَبَعض فِيمَن كَانَ فِي الْخَامِسَة وَفِيه فَوَائِد وغرائب وَقد كتب على مُقَدّمَة شرح الْمُهَذّب أَشْيَاء حَسَنَة وَزَاد أَشْيَاء مهمة ووقفت لَهُ على مَجْمُوع فِيهِ فَوَائِد فقهية اعتنى فِيهَا بِالنَّقْلِ وَله فِيهَا مبَاحث حَسَنَة وَجمع لنَفسِهِ جُزْءا سَمَّاهُ الْغرَر المأثورة والدرر الْمَنْظُومَة والمنثورة قيل إِنَّه توفّي فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَقيل فِي السّنة الْآتِيَة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ قبيل الطَّاعُون الْوَاقِع فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وعمره مَا بَين السِّتين وَالسبْعين وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وأدفو بدال مُهْملَة وَقيل بِمُعْجَمَة سَاكِنة وَفَاء مَضْمُومَة وواو سَاكِنة قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَهِي بَلْدَة فِي أَوَاخِر الْأَعْمَال القوصية قريبَة من أسوان وَقَالَ غَيره قَرْيَة بالجانب الغربي من نيل مصر وَفِي كَلَام الصَّفَدِي مَا يُؤَيّدهُ وَلَعَلَّ هَذَا الِاسْم مُشْتَرك بَين الْبَلَد والقرية وَالْمَذْكُور مَنْسُوب إِلَى الْقرْيَة ثمَّ رَأَيْت ياقوت قد قَالَ إِنَّهَا قَرْيَة بصعيد مصر الْأَعْلَى وأدفو أَيْضا قَرْيَة بِمصْر من كورة الْبحيرَة وَيُقَال أتفو بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة فيهمَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 590 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي القَاضِي الإِمَام الْعَالم جمال الدَّين أَبُو الطّيب ابْن الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أبي الْحسن السُّبْكِيّ ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة بِمصْر وأحضره أَبوهُ على جمَاعَة من الْمَشَايِخ وَسمع البُخَارِيّ على الحجار لما ورد مصر وتفقه على وَالِده وعَلى السنكلومي وَغَيره وَأخذ النَّحْو عَن أبي حَيَّان وَالْأُصُول عَن الْأَصْفَهَانِي وَقدم دمشق مَعَ وَالِده سنة تسع وَثَلَاثِينَ ثمَّ طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على الْمزي والذهبي وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن النَّقِيب ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر ودرس بالهكارية ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام الحديث: 590 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 وَأفْتى وناظر وناب عَن وَالِده فِي أَوَائِل سنة خمس وَأَرْبَعين ودرس بالشامية البرانية والعذراوية والدماغية وَجمع كتابا فِيمَن اسْمه الْحُسَيْن بن عَليّ قَالَ ابْن رَافع سمع بِدِمَشْق والقاهرة من جمَاعَة كَثِيرَة وَحدث بِقِطْعَة من كتاب من اسْمه الْحُسَيْن بن عَليّ وَكَانَ ذكي الْفطْرَة وَقَالَ ابْن كثير وَكَانَ يحكم جيدا نظيف الْعرض فِي ذَلِك ودرس بعدة مدارس وَأفْتى وتصدر وَكَانَ لَدَيْهِ فَضِيلَة جَيِّدَة فِي النَّحْو وَالْفِقْه والفرائض وَغير ذَلِك وَقَالَ أَخُوهُ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَكَانَ من أذكياء الْعَالم وَكَانَ عجبا فِي استحضار التسهيل ودرس بِالْآخرِ عَليّ الْحَاوِي الصَّغِير وَكَانَ عجبا فِي استحضاره وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ من قُضَاة الْعدْل توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة قبل وَالِده بِتِسْعَة أشهر وَدفن بتربتهم بقاسيون 591 - سُلَيْمَان بن جَعْفَر محيي الدَّين أَبُو الرّبيع الْإِسْنَوِيّ الْمصْرِيّ ولد فِي أَوَائِل سنة سَبْعمِائة وأشغل وَأفْتى ودرس بمشهد السِّت نفيسة والفخرية ذكره ابْن أَخِيه الحديث: 591 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ فَاضلا مشاركا فِي عُلُوم ماهرا فِي الْجَبْر والمقابلة صنف طَبَقَات فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة وَمَات عَنْهَا وَهِي مسودة لَا ينْتَفع بهَا توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر 592 - سنجر بن عبد الله الْأَمِير الْكَبِير علم الدَّين الجاولي ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة بآمد ثمَّ صَار لأمير من الظَّاهِرِيَّة يُسمى جاولي وانتقل بعد مَوته إِلَى بَيت الْمَنْصُور وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن صَار مقدما بِالشَّام وَكَانَت دَاره بِدِمَشْق غربي جَامع تنكز وَبَعضهَا شمالية فَسَأَلَهُ تنكز عِنْد بِنَاء الْجَامِع إِضَافَة مَا بَين جَامعه وَبَين الميدان وَكَانَ هُنَاكَ أصطبل وَغَيره فَأبى ذَلِك كل الإباء ووقفها وَكَانَ ذَلِك سَببا لنقله من دمشق ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي شعْبَان الحديث: 592 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 سنة عشْرين اتهمَ بِأَنَّهُ يُرِيد الدُّخُول إِلَى الْيمن وسجن بالإسكندرية واختبط على أَمْوَاله ثمَّ أفرج عَنهُ آخر سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ اسْتَقر أَمِيرا مقدما بِمصْر وَاسْتقر من أُمَرَاء المشورة ثمَّ ولي حماة بعد موت النَّاصِر مُدَّة يسيرَة ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة غَزَّة فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعَة أشهر ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَقد روى مُسْند الشَّافِعِي عَن قَاضِي الشوبك دانيال بن منكلي وَحدث بِهِ غير مرّة ورتب مُسْند الشَّافِعِي ترتيبا حسنا وَشَرحه فِي مجلدات بمعاونة غَيره جمع بَين شرحيه لِابْنِ الْأَثِير والرافعي وَزَاد عَلَيْهِمَا من شرح مُسلم للنووي وَبنى جَامعا بالخليل فِي غَايَة الْحسن جَامعا بغزة ومدرسة بهَا وخانقاه بِظَاهِر الْقَاهِرَة قَالَ ابْن كثير وقف أوقافا كَثِيرَة بغزة والخليل والقدس وَغَيرهَا وَكَانَ لَهُ معرفَة بِمذهب الشَّافِعِي ورتب الْمسند ترتيبا حسنا فِيمَا رَأَيْته وَشَرحه فِي مجلدات فِيمَا بَلغنِي وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ رجلا فَاضلا يستحضر كثيرا من نُصُوص الشَّافِعِي وَقَالَ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ إِنَّه رتب الْأُم للشَّافِعِيّ توفّي فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بالخانقاه الَّتِي أَنْشَأَهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 593 - عبد الْبَاقِي بن عبد الْمجِيد بن عبد الله الإِمَام الأديب البارع تَاج الدَّين أَبُو المحاسن المَخْزُومِي الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ ولد فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِمَكَّة وَقدم دمشق ومصر وحلب وَأقَام بِالْيمن مُدَّة وَولي الوزارة ثمَّ عزل وصودر ثمَّ اسْتَقر بالقدس ودرس بِهِ وأشغل وَله تواليف مِنْهَا مطرب السّمع فِي شرح حَدِيث أم زرع وَمِنْهَا لقطَة العجلان الْمُخْتَصر من وفيات الْأَعْيَان وَذكر أَن عدَّة من فِي الأَصْل سَبْعمِائة وَسِتِّينَ مِنْهُم عشر نسْوَة وَألْحق فِي آخِره من عِنْده ذيلا تراجم اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ نفسا مِمَّن عاصره على طَريقَة الْإِنْشَاء سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وذكراه فِي معجميهما وَابْن رَافع وخلائق وَقد سمع من شعره وَكتب عَنهُ مِنْهُ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه هُوَ من أَعْيَان الأدباء نظما ونثرا وَله فَضَائِل كَثِيرَة بليغة وفوائد وَمن المشتغلين بِالْعلمِ فقها وأصولا وصنوف الْأَدَب ومدح الأكابر وَأخذ جوائزهم وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين كَانَت لَهُ قدرَة على النّظم والنثر إِلَّا أَنه لَيْسَ لَهُ غوص على الْمعَانِي وَكَانَ يحط على القَاضِي الْفَاضِل ويرجح الضياء ابْن الْأَثِير عَلَيْهِ وَعمل تأريخا للنحاة وَحكى عَن غَيره أَن لَهُ اخْتِصَار الحديث: 593 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 الصِّحَاح توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة 594 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْغفار قَاضِي قُضَاة الشرق وَشَيخ الْعلمَاء بِتِلْكَ الْبِلَاد الْعَلامَة عضد الدَّين الإيجي بِكَسْر الْهمزَة وَإِسْكَان الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ جِيم مَكْسُورَة الشِّيرَازِيّ شَارِح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الشَّرْح الْمَشْهُور وَغير ذَلِك من المؤلفات الْمَشْهُورَة فِي الْعُلُوم الكلامية والعقلية ذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة محققا مدققا ذَا تصانيف مَشْهُورَة مِنْهَا شرح الْمُخْتَصر لِأَبْنِ الْحَاجِب والمواقف والجواهر غَيرهَا فِي علم الْكَلَام والفوائد الغياثية فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكَانَ صَاحب ثروة وجود وإكرام للوافدين عَلَيْهِ تولى قَضَاء الْقُضَاة بمملكة أبي سعيد فحمدت سيرته وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ إِمَامًا فِي المعقولات عَارِفًا بالأصلين والمعاني وَالْبَيَان والنحو مشاركا فِي الْفِقْه لَهُ فِي علم الْكَلَام كتاب الحديث: 594 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 المواقف وَغَيرهَا فِي أصُول الْفِقْه شرح الْمُخْتَصر وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان الْفَوَائِد الغياثية وَكَانَت لَهُ سَعَادَة مفرطة وَمَال جزيل وإنعام على طلبة الْعلم وَكلمَة نَافِذَة مولده بإيج بعد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة واشتغل على الشَّيْخ زين الدَّين الهنكي تلميذ القَاضِي نَاصِر الدَّين الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره وَكَانَت أَكثر إِقَامَته أَولا بِمَدِينَة السُّلْطَانِيَّة وَولي فِي أَيَّام أبي سعيد قَضَاء الممالك ثمَّ انْتقل إِلَى إيج وَتُوفِّي مسجونا بقلعة بِقرب إيج غضب عَلَيْهِ صَاحب كرمان فحبسه بهَا وَاسْتمرّ مَحْبُوسًا إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة كَذَا قَالَه السُّبْكِيّ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ إِنَّه توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وأنجب تلاميذه اشتهروا فِي الْآفَاق مثل شمس الدَّين الْكرْمَانِي وضياء الدَّين العفيفي وَسعد الدَّين التَّفْتَازَانِيّ وَغَيرهم قلت وَالشَّيْخ سعد الدَّين التَّفْتَازَانِيّ فِي حَاشِيَة الْعَضُد كثير الثَّنَاء عَلَيْهِ ويصفه بالمحقق قَالَ فِي بعض الْمَوَاضِع وَبِالْجُمْلَةِ لما كَانَ النَّاظر فِي الشُّرُوح لَا يحصل فِي الْمقَام على طائل حاول الشَّارِح الْمُحَقق شكر الله سَعْيه على مَا هُوَ دأبه فِي تَحْقِيق الْمقَام وَتَفْسِير الْكَلَام على وَجه لَيْسَ للنَّاظِر فِيهِ سوى أَن يَسْتَفِيد وحاشاه أَن ينقص أَو يزِيد وَقَالَ فِي أول الاعتراضات وَاعْلَم أَن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 الشَّارِح الْمُحَقق قد بلغ فِي تَحْقِيق مبَاحث الْقيَاس سِيمَا الاعتراضات كل مبلغ نسخا مِنْهُ شَرِيعَة الشَّارِحين فِي تَطْوِيل الواضحات والإغضاء عَن المعضلات والاقتصار على إِعَادَة الْمَتْن حَيْثُ لَا سَبِيل إِلَى نقل مَا فِي المطولات فَلم يبْق لنا سوى اقتفاء آثاره والكشف عَن خبيئات اسراره بل الاجتناء من بحار ثماره والاستضاءة بأنواره 595 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْعَلامَة نجم الدَّين أَبُو الْقَاسِم وَيُقَال أَبُو مُحَمَّد الأصفوني ولد بأصفوان بَلْدَة من الْأَعْمَال القوصية فِي سنة سبع وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا وسِتمِائَة تفقه بإسنا على الْبَهَاء القفطي وَقَرَأَ الْقرَاءَات وَسكن قوص وانتفع بِهِ كَثِيرُونَ وَحج مَرَّات من بَحر عيذاب آخرهَا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأقَام بِمَكَّة إِلَى أَن توفّي قَالَ الْإِسْنَوِيّ برع فِي الققه وَغَيره وَكَانَ صَالحا سليم الصَّدْر يتبرك بِهِ من يرَاهُ من الحديث: 595 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 أهل السّنة والبدعة اختصر الرَّوْضَة وصنف فِي الْجَبْر والمقابلة توفّي بمنى فِي ثَانِي عيد الْأَضْحَى سنة خمسين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الْمُعَلَّى 596 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن أبي الْعِزّ بن نعْمَة الإِمَام البارع الْمُحَقق النَّحْوِيّ شهَاب الدَّين أَبُو لفرج الْحَرَّانِي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المرحل سمع من جمَاعَة واشتغل فِي الْعلم وَمهر فِي النَّحْو وَقد أنتهت إِلَيْهِ وَإِلَى الشَّيْخ أبي حَيَّان مشيخة النَّحْو بالديار المصرية وَلَا أعرف عَمَّن أَخذ النَّحْو وَأَظنهُ أَخذ عَن بهاء الدَّين ابْن النّحاس أَخذ عَنهُ جمال الدَّين بن هِشَام وَهُوَ الَّذِي نوه باسمه وَعرف بِقَدرِهِ وَقَالَ إِن الِاسْم فِي زَمَانه كَانَ لأبي حَيَّان وَالِانْتِفَاع بِابْن المرحل قَالَ ابْن رَافع وَخرجت لَهُ جُزْءا من حَدِيثه عَن بعض شُيُوخه وتصدر بالجامع الحاكمي وشغل النَّاس بِالْعلمِ مُدَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي الطَّبَقَات كَانَ فَاضلا فقهيا إِمَامًا فِي النَّحْو الحديث: 596 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 مدققا فِيهِ محققا عَارِفًا باللغة وَعلم الْبَيَان والقراءات وتصدر بالجامع الحاكمي مُدَّة طَوِيلَة وانتفع بِهِ وتخرجت بِهِ الطّلبَة وصاروا ائمة فضلاء توفّي فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَقد جَاوز السِّتين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ ورثاه بقصيدة 597 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن الشريف برهَان الدَّين الْحُسَيْنِي الفرغاني الْمَعْرُوف بالعبري قَاضِي تبريز كَانَ جَامعا لعلوم شَتَّى من الْأَصْلَيْنِ والمعقولات وَله تصانيف مَشْهُورَة وَسكن السُّلْطَانِيَّة مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى تبريز وَشرح كتب الْبَيْضَاوِيّ الْمِنْهَاج والغاية القصوى والمصباح والطوالع ذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته لَكِن قَالَ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ فِي ذيل العبر كَانَ حنفيا يقرىء مَذْهَب أبي حنفية وَالشَّافِعِيّ وصنف فيهمَا وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المشتبه السَّيِّد العبري عَالم كَبِير فِي وقتنا وتصانيفه سائرة وَقَالَ بعض فضلاء الحديث: 597 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 الْعَجم هُوَ الشريف المرتضى قَاضِي الْقُضَاة كَانَ مُطَاعًا عِنْد السلاطين مَشْهُورا فِي الْآفَاق مشارا إِلَيْهِ فِي جَمِيع الْفُنُون ملاذا للضعفاء كثير التَّوَاضُع والإنصاف وَمَال فِي آخر عمره إِلَى الِاشْتِغَال فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة وَشرح كتاب المصابيح فِي الْمَسْجِد الْجَامِع بِحَضْرَة الْخَاص وَالْعَام بعبارات عذبة فصيحة قريبَة من الأفهام توفّي بتبريز فِي رَجَب وَقيل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة والعبري بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة لَا أَدْرِي نِسْبَة إِلَى مَاذَا وَفِي شَرحه مَوَاضِع تدل على ميله إِلَى مَذْهَب الشِّيعَة 598 - عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور بن وَزِير الإِمَام الْفَقِيه عَلَاء الدَّين أَبُو الْحسن الْمَقْدِسِي ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ على الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَولده برهَان الدَّين وبرع فِي الْفِقْه واللغة والعربية وَسمع الحَدِيث الْكثير بِدِمَشْق والقدس ودرس بالأسدية وبحلقة صَاحب حمص سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَذكره فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ الإِمَام الْفَقِيه البارع المتقن الْمُحدث بَقِيَّة السّلف قَرَأَ بِنَفسِهِ وَنسخ أَجزَاء وَكتب الْكثير من الْفِقْه وَالْعلم الحديث: 598 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 بِخَطِّهِ المتقن وَأعَاد بالبادرائية ثمَّ تحول إِلَى الْقُدس ودرس بالصلاحية تغير وخف دماغه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَكَانَ إِذا سمع عَلَيْهِ فِي حَال تغيره يحضر ذهنه وَكَانَ يستحضر الْعلم جيدا توفّي بالقدس فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 599 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد السَّيِّد الْعَالم الْفَاضِل شرف الدَّين أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي الأرموي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الْعَسْكَر مولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع مِنْهُ جمَاعَة واشتغل بالفقه وَالْأُصُول والعربية وَأفْتى ودرس بمشهد الْحُسَيْنِي والفخرية والطيبرسية وَولي نقابة الْأَشْرَاف والحسبة وَولي وكَالَة بَيت المَال وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة قَالَ ابْن رَافع وَعين فِي وَقت لقَضَاء الْقُضَاة بِمصْر وَكَانَ من أذكياء الْعَالم كثير الْمُرُوءَة أديبا بارعا وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ رجلا فَاضلا ممدحا أديبا هُوَ وَالشَّيْخ جمال الدَّين ابْن نباتة وَالْقَاضِي شهَاب الدَّين الحديث: 599 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 ابْن فضل الله أدباء الْعَصْر إِلَّا أَن ابْن نباتة وَابْن فضل الله يزيدان عَلَيْهِ بالشعر فَإِنَّهُ لم يكن لَهُ فِي النّظم يَد وَأما فِي النثر فَكَانَ فِيهِ أستاذا ماهرا مَعَ مَعْرفَته بالفقه وَالْأُصُول والنحو وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين كَانَ مليح الْهَيْئَة طلق الْعبارَة فصيح الْإِشَارَة كثير الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم ينشىء الْإِنْشَاء الْحسن وَشرح المعالم فِي أصُول الْفِقْه توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي جمادي الأخرة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَسَبْعمائة 600 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن مَنْصُور بن عَليّ الإِمَام زين الدَّين أَبُو الْحسن الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن شيخ العوينة كَانَ جده الْأَعْلَى عَليّ من الصَّالِحين واحتفر عينا فِي مَكَان لم يعْهَد بِالْمَاءِ فَقيل لَهُ شيخ العوينة ولد زين الدَّين فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّيْخ عبد الله الوَاسِطِيّ الضَّرِير وَأخذ الشاطبية عَن الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن الْوراق وَشرح الحديث: 600 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 الْحَاوِي والمختصر عَليّ السَّيِّد ركن الدَّين ورحل إِلَى بَغْدَاد وَقَرَأَ على جمَاعَة من شيوخها وَسمع الحَدِيث وَقدم دمشق وَسمع بهَا من جمَاعَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْموصل وَصَارَ من علمائها وَله تصانيف مِنْهَا شرح الْمِفْتَاح للسكاكي وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب والبديع لِابْنِ الساعاتي وَشرع فِي شرح التسهيل ونظم الْحَاوِي الصَّغِير قَالَ ابْن حبيب إِمَام بَحر علمه مُحِيط وظل دوحه بسيط وَالسّنة معارفه ناطقة وافنان فنونه باسقة كَانَ بارعا فِي الْفِقْه وأصوله خَبِيرا بِأَبْوَاب كَلَام الْعَرَب وفصوله نظم كتاب الْحَاوِي وشنف سمع النَّاقِل والراوي وَشرح الْمُخْتَصر والمفتاح وحلى أجياد مؤلفاته بأنواع من الْغرَر والأوضاح وَبَينه وَبَين الشَّيْخ صَلَاح الدَّين الصَّفَدِي مكاتبات قَالَ حَافظ الْعَصْر وأديبه قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وشعره أَكثر انسجاما وَأَقل تكلفا من شعر الصَّفَدِي توفّي بالموصل فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة 601 - عَليّ بن عبد الله بن الْحسن بن أبي بكر الشَّيْخ تَاج الدَّين التبريزي نزيل الحديث: 601 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 الْقَاهِرَة المتظلع بغالب الْفُنُون من المعقولات وَالْفِقْه والنحو والحساب والفرائض ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَأخذ عَن قطب الدَّين الشِّيرَازِيّ وعلاء الدَّين النُّعْمَان الْخَوَارِزْمِيّ وَالسَّيِّد ركن الدَّين وسراج الدَّين الأردبيلي وَغَيرهم وَدخل بَغْدَاد بعد سنة سِتّ عشرَة وَحج ثمَّ دخل مصر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ عَالم كَبِير شهير كثير التلامذة حسن الصيانة من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ ماهرا فِي عُلُوم شَتَّى وعنى بِالْحَدِيثِ بِآخِرهِ وصنف فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول والحساب ولازم شغل الطّلبَة بأصناف الْعُلُوم وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ واظب الْعلم فُرَادَى وَجَمَاعَة وجانب الْملَل فَلم يسترح قبل قيام قِيَامَته سَاعَة كَانَ عَالما فِي عُلُوم كَثِيرَة من أعرف النَّاس بالحاوي الصَّغِير وَقَالَ ابْن الملقن شرح الْمِصْبَاح وَعمل أحكاما فِي علم الحَدِيث سَمَّاهَا القسطاس تَعب عَلَيْهَا كثيرا وأفرد الْأَحَادِيث الضعيفة فِي جزأين وَقَالَ غَيره جرد الْأَحَادِيث الَّتِي فِي الْمِيزَان للذهبي ورتبها على الْأَبْوَاب وَله على الْحَاوِي حواش مفيدة وَاخْتصرَ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح اختصارا مُفِيدا وأقرأ الْحَاوِي كُله سبع مَرَّات فِي شهر وَاحِد وَكَانَ يرويهِ عَن عَليّ بن عُثْمَان العفيفي عَن مُصَنفه وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم برهَان الدَّين ابْن الرَّشِيدِيّ ومحب الدَّين نَاظر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 الْجَيْش وشهاب الدَّين ابْن النَّقِيب توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا قَرِيبا من الخانقاه الدويدارية 602 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن الْخَطِيب عَلَاء الدَّين بن الْخَطِيب شرف الدَّين العثماني الصَّفَدِي نَاب فِي الحكم بصفد وخطب بهَا ودرس وَقَامَ بالفتوى بعد ابْن الرسام وَله مُخْتَصر فِي الْفِقْه سَمَّاهُ النافع مَاتَ سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَخمسين وَسَبْعمائة عقب وُصُوله من الْحَج وَهُوَ أَخُو القَاضِي شمس الدَّين العثماني قَاضِي صفد وَصَاحب طَبَقَات الْفُقَهَاء المحشوة بالأوهام وتأريخ صفد وَغَيرهمَا 603 - عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام الحديث: 602 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 الْأنْصَارِيّ الخزرجي الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث الْحَافِظ الْمُفَسّر المقرىء الأصولي الْمُتَكَلّم النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب الْحَكِيم المنطقي الجدلي الخلافي النظار شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين أَبُو الْحسن بن القَاضِي زين الدَّين أبي مُحَمَّد السُّبْكِيّ ولد بسبك من أَعمال الشرقية فِي مستهل صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَحفظ التَّنْبِيه وَقدم الْقَاهِرَة فعرضه على القَاضِي تَقِيّ الدَّين ابْن بنت الْأَعَز وتفقه فِي صغره على وَالِده ثمَّ على جمَاعَة آخِرهم ابْن الرّفْعَة وَأخذ التَّفْسِير عَن علم الدَّين الْعِرَاقِيّ وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن الصَّائِغ والْحَدِيث عَن الْحَافِظ الدمياطي وَقَرَأَ الْأَصْلَيْنِ وَسَائِر المعقولات على عَلَاء الدَّين الْبَاجِيّ والمنطق وَالْخلاف على سيف الدَّين الْبَغْدَادِيّ والنحو على الشَّيْخ أبي حَيَّان وَصَحب فِي التصوف الشَّيْخ تَاج الدَّين بن عَطاء وَسمع الحَدِيث من الجم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 الْغَفِير ورحل الْكثير وَجمع مُعْجَمه الْعدَد الْكثير وأشغل وَأفْتى وصنف ودرس بالمنصورية والهكارية والسيفية وتفقه بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة كالإسنوي وَأبي الْبَقَاء وَابْن النَّقِيب وقريبه تَقِيّ الدَّين أبي الْفَتْح وَأَوْلَاده وَغَيرهم من الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَولي قَضَاء دمشق فِي جُمَادَى الأخرة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وباشر الْقَضَاء على الْوَجْه الَّذِي يَلِيق بِهِ سِتّ عشرَة سنة وشهرا وَقد درس بِدِمَشْق بالغزالية والعادلية الْكُبْرَى والأتابكية والمسرورية والشامية البرانية وَليهَا بعد موت ابْن النَّقِيب قَالَ وَلَده فَمَا حل مفرقها واقتعد بمشرقها أعلم مِنْهُ كلمة لَا اسْتثِْنَاء فِيهَا وَولي بعد وَفَاة الْحَافِظ الْمزي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية قَالَ وَلَده فَالَّذِي نرَاهُ أَنه مَا دَخلهَا أعلم مِنْهُ وَلَا أحفظ من الْمزي وَلَا أورع من النَّوَوِيّ وَابْن الصّلاح وَقد خطب بِجَامِع دمشق مُدَّة لَطِيفَة قَالَ وَلَده وأنشدني شَيخنَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 الذَّهَبِيّ لنَفسِهِ إِذْ ذَاك ... لِيهن الْمِنْبَر الْأمَوِي لما ... علاهُ الْحَاكِم الْبَحْر التقي ... ... شُيُوخ الْعَصْر أحفظهم جَمِيعًا ... وأخطبهم وأقضاهم عَليّ ... وَجلسَ للتحديث بالكلاسة فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَافِظ تَقِيّ الدَّين أَبُو الْفَتْح السُّبْكِيّ جَمِيع مُعْجَمه الَّذِي خرجه لَهُ الْحَافِظ شهَاب الدَّين بن أيبك الدمياطي وَسمع عَلَيْهِ خلائق مِنْهُم الحافظان أَبُو الْحجَّاج الْمزي وَأَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ القَاضِي الإِمَام الْعَلامَة الْفَقِيه الْمُحدث الْحَافِظ فَخر الْعلمَاء إِلَى أَن قَالَ وَكَانَ صَادِقا متثبتا خيرا دينا متواضعا حسن السمت من أوعية الْعلم يدْرِي الْفِقْه ويقرره وَعلم الحَدِيث ويحرره وَالْأُصُول ويقرئها والعربية ويحققها وصنف التصانيف المتقنة وَقد بَقِي فِي زَمَانه الملحوظ إِلَيْهِ بالتحقيق وَالْفضل سَمِعت مِنْهُ وَسمع مني وَحكم بِالشَّام وحمدت أَحْكَامه فَالله يُؤَيّدهُ ويسدده سمعنَا مُعْجَمه بالكلاسة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته كَانَ أنظر من رَأَيْنَاهُ من أهل الْعلم وَمن أجمعهم للعلوم وَأَحْسَنهمْ كلَاما فِي الْأَشْيَاء الدقيقة وأجلدهم على ذَلِك إِن هطل در الْمقَال فَهُوَ سَحَابَة أَو أضطرم نَار الْجِدَال فَهُوَ شهابه وَكَانَ شَاعِرًا أديبا حسن الْحَظ وَفِي غَايَة الْإِنْصَاف وَالرُّجُوع إِلَى الْحق فِي المباحث الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 وَلَو على لِسَان آحَاد المستفيدين مِنْهُ خيرا مواظبا على وظائف الْعِبَادَات كثير الْمُرُوءَة مراعيا لأرباب الْبيُوت محافظا على تَرْتِيب الْأَيْتَام فِي وظائف آبَائِهِم ولازم الإشغال والاشتغال والتصنيف والإفتاء وَتخرج بِهِ فضلاء عصره انْتهى وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين وَقع الطَّاعُون فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فَمَا حفظ عَنهُ فِي التركات وَلَا فِي الْوَظَائِف مَا يعاب عَلَيْهِ وَكَانَ متقشفا فِي اموره متقللا من الملابس وَكَانَ لَا يستكثر على أحد شَيْئا وَلما مَاتَ وجدوا عَلَيْهِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم دينا فالتزم ولداه تَاج الدَّين وبهاء الدَّين بوفائها هـ ومحاسنة ومناقبه أَكثر من أَن تحصر وَأشهر من أَن تذكر ذكر لَهُ وَلَده فِي طبقاته الْكُبْرَى تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي اكثر من أَربع كراريس قَالَ وَكَانَ شَيْخه ابْن الرّفْعَة يعامله مُعَاملَة الأقران ويبالغ فِي تَعْظِيمه ويعرض عَلَيْهِ مَا يصنفه فِي الْمطلب وَقَالَ فِيهِ شَيْخه الدمياطي إِمَام الْمُحدثين وَقَالَ ابْن الرّفْعَة إِمَام الْفُقَهَاء فَلَمَّا بلغ ذَلِك الْبَاجِيّ فَقَالَ وَإِمَام الْأُصُولِيِّينَ ومصنفاته تزيد على الْمِائَة وَالْخمسين وَفِي آخر عمره استعفى من الْقَضَاء وَرجع إِلَى مصر متضعفا فَأَقَامَ بهَا دون الْعشْرين يَوْمًا وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأخرة سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وَمن تصانيفه الدّرّ النظيم فِي تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم فِي ثَلَاث مجلدات لم يكمل الابتهاج فِي شرح الْمِنْهَاج وصل فِيهِ إِلَى الطَّلَاق فِي ثَمَانِيَة اجزاء تَكْمِلَة شرح الْمُهَذّب كتب من ذَلِك أبوابا فِي ثَلَاث مجلدات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 والرقم الإبريزي فِي شرح مُخْتَصر التبريزي وَنور الرّبيع فِي الْكَلَام على مَا رَوَاهُ الرّبيع وَالسيف المسلول على من سبّ الرَّسُول وشفاء السقام فِي زِيَارَة خير الْأَنَام وَرفع الشقاق فِي مَسْأَلَة الطَّلَاق ورد على الشَّيْخ زين الدَّين ابْن الكتناني فِي اعتراضاته على الرَّوْضَة والفتاوي فِي مجلدين وَفِيه كثير من مصنفاته الصغار 604 - عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الصَّالح الْخَيْر عَلَاء الدَّين أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ خَازِن الْكتب بالخانقاه السميساطية مولده سنة ثَمَان وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث وَكَانَ من أهل الْعلم جمع وَألف أَشْيَاء فَمن ذَلِك تَفْسِير الْقُرْآن وَشرح عُمْدَة الْأَحْكَام وأضاف إِلَى جَامع الْأُصُول سنَن ابْن ماجة ومسند الإِمَام احْمَد وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ سَمَّاهُ مَقْبُول الْمَنْقُول وَجمع سيرة وَحدث بِبَعْض مصنفاته وَكَانَ صوفيا بالخانقاه الْمَذْكُورَة قَالَ ابْن رَافع وَكَانَ بشوش الْوَجْه ذَا تودد وسمت حسن توفّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة الحديث: 604 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 605 - عَليّ بن مُحَمَّد بن صَالح الصَّفَدِي الشَّيْخ عَلَاء الدَّين ابْن الرسام شيخ صفد وعالمها ومدرسها أخد عَن الشَّيْخ نجم الدَّين حسن بن كَمَال الدَّين مُحَمَّد خطيب صفد وبمصر وَالشَّام عَن الشَّيْخ صدر الدَّين ابْن الْوَكِيل وَسمع بهما من جمَاعَة وَصَحب الشَّيْخ ياقوت الإسكندري وَحصل لَهُ مِنْهُ حَظّ وافر قَالَ تِلْمِيذه قَاضِي صفد فِي طبقاته حفظ الحاجبيه فِي أُسْبُوع وَولي التدريس بصفد ووكالة بَيت المَال وَكَانَ صَالحا متواضعا كثير الصمت دَائِم الذّكر وَمَا رَأَيْت أحسن من صلَاته وَهُوَ الَّذِي نشر علم الْفِقْه والفرائض بصفد وَجمع شَمل الطّلبَة على الِاشْتِغَال لحسن خلقه وَصَبره على التَّعْلِيم وَعمر طَويلا حَتَّى الْحق الأصاغر بالأكابر توفّي فِي ربيع الْأُخَر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 606 - عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْحَاكِم بن عبد الرازق قَاضِي الْقُضَاة زين الدَّين أَبُو حَفْص ابْن البلغيائي الْمصْرِيّ ولد بِمصْر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ الحديث: 605 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وتفقه على الشَّيْخَيْنِ علم الدَّين الْعِرَاقِيّ وعلاء الدَّين الْبَاجِيّ ثمَّ ولي قَضَاء حلب فَسَار فِيهِ سيرا حسنا ثمَّ وَقع بَينه وَبَين النَّائِب فسعى فِي عَزله فعزل بعد سنة وشهور وَقد ذكره ابْن الوردي فِي أثْنَاء قصيدة طَوِيلَة فَقَالَ ... كَانَ وَالله فَقِيها نزها ... وَله عرض عريض مَا اتهمَ ... ... وَهُوَ لَا يدْرِي مداراة الورى ... ومداراة الورى أَمر مُهِمّ ... فَلَمَّا رَجَعَ من حلب ولاه السُّبْكِيّ تدريس النورية بحمص فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء صفد فَمَكثَ نَحوا من خمسين يَوْمًا وَمَات وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ يبجله ويعظمه فِي الْفِقْه وَيَقُول مَا رَأَيْت أفقه نفسا مِنْهُ قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه غواصا على الْمعَانِي الدقيقة منزلا للحوادث على الْقَوَاعِد والنظائر تَنْزِيلا عجيبا لم أر فِي هَذَا الْبَاب مثله وَكَانَ عَارِفًا بالأصول خيرا دينا متواضعا كثير الْمُرُوءَة وَشرح مُخْتَصر التبريزي شرحا جيدا مُشْتَمِلًا على فَوَائِد غَرِيبَة وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين وَكَانَ المصريون لَا يعدلُونَ بِهِ فِي الْفَتْوَى أحدا من أهل عصره وَكَانُوا يَقُولُونَ لَو حلف إِنْسَان أَن يستفتي أفقه الشَّافِعِيَّة فاستفتاه لم يَحْنَث توفّي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 شَهِيدا بالطاعون فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بصفد وَكَانَ وَالِده رجلا فَاضلا أخبر وَلَده الْمَذْكُور بِأَنَّهُ شرع فِي شرح الْوَسِيط وبلفيا بباء مُوَحدَة ثمَّ لَام مكسورتين بعدهمَا فَاء سَاكِنة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت بَلْدَة من إقليم البهنسا بالديار المصرية 607 - عمر بن المظفر بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة الأديب المؤرخ زين الدَّين أَبُو حَفْص المعري الْحلَبِي الشهير بِابْن الوردي فَقِيه حلب ومؤرخها وأديبها تفقه على الشَّيْخ شرف الدَّين الْبَارِزِيّ لَهُ مصنفات جليلة نظما ونثرا من ذَلِك الْبَهْجَة نظم الْحَاوِي الصَّغِير فِي خَمْسَة آلَاف بَيت ومقدمة فِي النَّحْو اختصر فِيهَا الملحة سَمَّاهَا النفحة وَشَرحهَا وَله تأريخ حسن مُفِيد وأرجوزة فِي تَعْبِير المنامات وديوان شعر لطيف ومقامات مستظرفة وناب فِي الحكم بحلب فِي شبيبته عَن الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن النَّقِيب ثمَّ عزل وَحلف لايلي الْقَضَاء لمنام رَآهُ وَكَانَ ملازما للاشغال والتصنيف شاع ذكره واشتهر بِالْفَضْلِ اسْمه ذكر لَهُ الصّلاح الحديث: 607 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 الصَّفَدِي فِي تأريخه تَرْجَمَة طَوِيلَة وَقَالَ أحد فضلاء الْعَصْر وفقهائه وأدبائه وشعرائه تفنن فِي الْعُلُوم وأجاد فِي منثوره ومنظومه شعره أَسحر من عُيُون الغيد وأبهى من الوجنات ذَوَات التوريد وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وشعره أحلى من السكر المكرر وأغلى قيمَة من الْجَوْهَر وعد بعض الْمُتَأَخِّرين فِي مصنفاته شرح ألفية ابْن معطي وَشرح ألفية ابْن مَالك والرسائل المهذبة فِي الْمسَائِل الملقبة ومنطق الطير نظم ونثر توفّي بحلب شَهِيدا فِي آخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 608 - فرج بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفرج الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْفَقِيه الأصولي نور الدَّين أَبُو مُحَمَّد الأردبيلي قَرَأَ المعقولات بتبريز وَتخرج بالشيخ فَخر الدَّين الجاربردي ثمَّ قدم دمشق وأشغل فِي الْفِقْه وَأعَاد بالبادرائية مُدَّة ودرس بالظاهرية البرانية والجاروخية ثمَّ بالناصرية الجوانية وأشغل النَّاس بِالْعلمِ وَأفَاد الطّلبَة مُدَّة طَوِيلَة وَشرح الْمِنْهَاج الْبَيْضَاوِيّ شرحا الحديث: 608 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 جيدا نفسيا وَشرح قِطْعَة كَبِيرَة من منهاج النَّوَوِيّ قَالَ الصَّفَدِي علق على مَوَاضِع مِنْهُ مُتَفَرِّقَة فِي نَحْو سِتّ مجلدات وَلم يكن بِدِمَشْق نَظِيره فِي معرفَة الْأَصْلَيْنِ وَكَانَ يدرس دروسا بديعة عَجِيبَة قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات وَكَانَ فَاضلا مجموعا على نَفسه من أَكثر أهل الْعلم اشتمالا بِالْعلمِ وَكَانَ ذَا همة فِي الطّلب عَلَيْهِ قَالَ لي إِنَّه كَانَ يقْرَأ بتبريز الْكَشَّاف على شيخ من فضلائها وَإنَّهُ كَانَ يروح إِلَيْهِ فِي كل يَوْم من تبريز الصُّبْح فيصل قريب الظّهْر لِأَن منزله كَانَ بَعيدا عَن الْبَلَد وَمَا زَالَ حَتَّى أكمله قِرَاءَة عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ دينا خيرا ملازما للاشغال وَالْجمع بشوش الْوَجْه حسن الْمُلْتَقى متواضعا توفّي شَهِيدا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير 609 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن القَاضِي الإِمَام ضِيَاء الدَّين الْمُنَادِي مولده بمنية الْقَائِد سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن أبي الرّفْعَة وطبقته وَقَرَأَ النَّحْو على بهاء الدَّين ابْن النّحاس وَالْأُصُول على الاصفهاني والعراقي وَأفْتى وَحدث ودرس الحديث: 609 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 بقبة الشَّافِعِي وَغَيرهَا وَولي وكَالَة بَيت المَال ونيابة الحكم بِالْقَاهِرَةِ قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَوضع على التَّنْبِيه شرحا مطولا وَكَانَ دينا مهيبا سليم الصَّدْر كثير الصمت والتصميم لَا يحابي أحدا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس توفّي فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة 610 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن حَامِد الإِمَام الْعَالم تَاج الدَّين أَبُو عبد الله المراكشي الْمصْرِيّ ولد سنة إِحْدَى وَقيل ثَلَاث وَسَبْعمائة واشتغل بِالْقَاهِرَةِ على الشَّيْخ عَلَاء الدَّين القونوي وَغَيره من مَشَايِخ الْعَصْر وَأخذ النَّحْو عَن أبي حَيَّان ولازم ركن الدَّين ابْن القوبع وتفنن فِي الْعُلُوم وَسمع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق من جمَاعَة وَأعَاد بقبة الشَّافِعِي وَكَانَ ضيق الْخلق لَا يحابي أحدا وَلَا الحديث: 610 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 يتحاشاه فآذاه لذَلِك القَاضِي جلال الدَّين الْقزْوِينِي أول دُخُوله الْقَاهِرَة فَلم يرجع فَشَاور عَلَيْهِ السُّلْطَان فرسم بِإِخْرَاجِهِ من الْقَاهِرَة إِلَى الشَّام مرسما عَلَيْهِ قَالَ الصَّفَدِي أَظن ذَلِك فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَلَاثِينَ فورد دمشق وَأقَام بهَا ودرس بالمسرورية مُدَّة يسيرَة ثمَّ أعرض عَنْهَا تزهدا قَالَ الْإِسْنَوِيّ حصل علوما عديدة أَكْثَرهَا بِالسَّمَاعِ لِأَنَّهُ كَانَ ضَعِيف النّظر مقاربا للعمى وَكَانَ ذكيا غير أَنه كَانَ عجولا محتقرا للنَّاس كثير الوقيعة فيهم وَلما قدم دمشق أقبل على الِاشْتِغَال والإشغال وَسَمَاع الحَدِيث وَتَوَلَّى تدريس المسرورية ثمَّ انْقَطع قبل مَوته بِنَحْوِ سنة فِي دَار الحَدِيث الأشرفية وَترك التدريس الَّذِي كَانَ لَهُ وَأَقْبل على التِّلَاوَة وَالنَّظَر فِي الْعُلُوم إِلَى أَن توفّي وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ فَقِيها نحويا مفننا مواظبا على طلب الْعلم جَمِيع نَهَاره وغالب ليله يستفرغ فِيهِ قواه ويدع من أَجله طَعَامه وَشَرَابه وَكَانَ ضريرا فَلَا نرَاهُ يفتر عَن الطّلب إِلَّا إِذا لم يجد من يطالع لَهُ وَحكى لي حَافظ الْعَصْر شهَاب الدَّين ابْن حجى عَن وَالِده تغمده الله برحمته أَن المراكشي كَانَ يتناظر هُوَ وَالْفَخْر الْمصْرِيّ فَكَانَ من حضر لَا يفهم كثيرا مِمَّا يَقُولَانِ لسرعة عبارتهما وَقلة فصاحتهما توفّي فَجْأَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 611 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حمدَان الشَّيْخ الْعَالم الْمدرس القَاضِي شمس الدَّين ابْن النَّقِيب ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَأخذ أَشْيَاء من الْفِقْه عَن الشَّيْخ محيي الدَّين النَّوَوِيّ وخدمه وَقَرَأَ على الشَّيْخ برهَان الدَّين المراغي وَشرف الدَّين الْمَقْدِسِي وَحضر حَلقَة الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ ودرس بالعصرونية بِدِمَشْق وَسمع الحَدِيث وَحدث وَخرجت لَهُ مشيخة سمع مِنْهُ البرزالي وَغَيره وَأخذ عَنهُ جمال الدَّين ابْن جملَة قَدِيما وَولي قَضَاء حمص ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب ثمَّ صرف عَنْهَا وَعَاد إِلَى دمشق وَولي تدريس الشامية البرانية قَالَ السُّبْكِيّ مدرس الشامية البرانية وَصَاحب النَّوَوِيّ وَأعظم بِتِلْكَ رُتْبَة علية وَله الدّيانَة والعفة والورع الَّذِي طرد بِهِ الشَّيْطَان وأرغم أَنفه وَكَانَ من أساطين الحديث: 611 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 الْمَذْهَب وجمرة نَار ذكاء إِلَّا أَنَّهَا لَا تتلهب وسمعته يَقُول قَالَ النَّوَوِيّ يَا قَاضِي شمس الدَّين لَا بُد أَن تلِي تدريس الشامية فولي الْقَضَاء ثمَّ الشامية توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بالصالحية وَفِيه يَقُول الأديب بدر الدَّين ابْن حبيب ... لم أنس قَول عَارِف ذِي فطنة ... يلهيه عود حلت وأنسها ... ... يَا لدمشق الْمكْث إِذْ جاءها ... فَقلت غَابَ ابْن النَّقِيب سمها ... والنقيب جد أَبِيه كَانَ فَقِيها بقلعة دمشق فِي زمن الْعَادِل 612 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حيدرة بن عَليّ بن عقيل الإِمَام الْعَالم الْفَقِيه الْمُفْتِي الْمدرس الْكَبِير بَقِيَّة الْمَشَايِخ شمس الدَّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن القماح الْقرشِي الْمصْرِيّ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة سمع الْكثير وَقَرَأَ الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وتفقه على الظهير التزمنتي وَغَيره وبرع وَأفْتى ودرس بقبة الشَّافِعِي إِلَى حِين وَفَاته بعد أَن أعَاد بهَا خمسين الحديث: 612 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 سنة وناب فِي الحكم مُدَّة سِنِين وَحدث سمع مِنْهُ خلق من الْفُقَهَاء والمحدثين قَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي كَانَ فَاضلا مشاركا فِي فنون كَثِيرَة وَكَانَ حسن الْخلق حُلْو المحاضرة عِنْده نكت وفوائد ومسائل فِي فنون وَعِنْده تواريخ المصريين وتراجم يُسْتَفَاد مِنْهُ وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَمَتى سُئِلَ عَن آيَة ذكر مَا قبلهَا وَيعْمل كَذَلِك فِي التَّنْبِيه وَجمع مجاميع كَثِيرَة وَاخْتصرَ كتبا فِي الْفِقْه وَكَانَ عَاقِلا لبيبا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ رجلا عَالما فَاضلا فقهيا مُحدثا حَافِظًا لتواريخ المصريين ذكيا إِلَّا أَن نَقله يزِيد على تصرفه وَكَانَ سريع الْحِفْظ بعيد النسْيَان مواظبا على النّظر والتحصيل كثير التِّلَاوَة سريعها متوددا وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ مشارا إِلَيْهِ فِي الْعلم حسن الْخلق والمحاضرة جمع مجاميع بِخَطِّهِ وبخط غَيره تقَارب الْعشْرين مِنْهَا وفيات جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وقرأت عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمِنْهَاج للنووي توفّي فِي ربيع الآخر وَقيل الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة 613 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُؤمن الإِمَام الْعَلامَة شمس الدَّين ابْن اللبان الْمصْرِيّ ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ أَو نَحْوهَا وَسمع الحَدِيث بِدِمَشْق الحديث: 613 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 والقاهرة من جمَاعَة وتفقه بِابْن الرّفْعَة وَغَيره وَصَحب فِي التصوف الشَّيْخ ياقوت الْمُقِيم بالإسكندرية صَاحب أبي الْعَبَّاس المرسي صَاحب الشَّيْخ أبي الْحسن الشاذلي ودرس بقبة الشَّافِعِي وبالخشابية وَله مصنفات مِنْهَا تَرْتِيب الْأُم للشَّافِعِيّ وَلم يبيضه واختصرالروضة وَلم يشْتَهر لغلاقة لَفظه وَجمع كتابا فِي عُلُوم الحَدِيث وكتابا فِي النَّحْو وَله تَفْسِير لم يكمله وَله كتاب متشابه الْقُرْآن والْحَدِيث تكلم فِيهِ على بعض الْآيَات وَالْأَحَادِيث المتشابهات بِكَلَام حسن على طَريقَة الصُّوفِيَّة قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَارِفًا بالفقه والأصلين والعربية أديبا شَاعِرًا ذكيا فصيحا ذَا همة وصرامة وانقباض عَن النَّاس وَقَالَ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ أحد الْعلمَاء الجامعين بَين الْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ وَغَيره على طَرِيق الشاذلية ثمَّ امتحن بِأَن شهد عَلَيْهِ بِأُمُور وَقعت فِي كَلَامه وأحضر ألى مجْلِس الْجلَال الْقزْوِينِي وَادّعى عَلَيْهِ بذلك فاستتيب وَمنع من الْكَلَام على النَّاس وتعصب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 عَلَيْهِ بعض الحنابله وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء توفّي شَهِيدا فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 614 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عَدْلَانِ بن مَحْمُود بن لَاحق بن دَاوُد الإِمَام الْعَلامَة شيخ الشَّافِعِيَّة شمس الدَّين الْكِنَانِي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن عَدْلَانِ ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة سمع من جمَاعَة وتفقه على الْوَجِيه البهنسي والظهير التزمنتي وَابْن السكرِي وَقَرَأَ الْأُصُول على الْأَصْفَهَانِي والقرافي والنحو على ابْن النّحاس وبرع فِي الْعُلُوم وَحدث وَأفْتى وناظر ودرس بعدة أَمَاكِن وَأفَاد وَتخرج بِهِ جماعات وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ شرحا مطولا لم يكمله قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فقهيا إِمَامًا يضْرب بِهِ الحديث: 614 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 الْمثل فِي الْفِقْه عَارِفًا بالأصلين والنحو والقراءات ذكيا نظارا فصيحا يعبر عَن الْأُمُور الدقيقة بِعِبَارَة وجيزة مَعَ السرعة والاسترسال دينا سليم الصَّدْر كثير الْمُرُوءَة وَقَالَ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ حصل لَهُ بِسَبَب خلع الْملك النَّاصِر بعد أَن ولي خمول بِسَبَب كَرَاهَة الْملك النَّاصِر لَهُ وَلَكِن لم يؤذه وَإِنَّمَا حرمه مَا كَانَ يسْتَحقّهُ من الدُّرُوس وَالْحكم وَكَانَ أفقه من بَقِي فِي زَمَانه من الشَّافِعِيَّة وَكَانَ مدَار الْفتيا بِالْقَاهِرَةِ عَلَيْهِ وعَلى الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن الْأنْصَارِيّ وَقَالَ غَيره لم يرْتَفع لَهُ فِي سلطنة الْملك النَّاصِر رَأس حَتَّى ان شهَاب الدَّين ابْن فضل الله قَرَأَ لَهُ قصَّة فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قل لَهُ الَّذين يعرفونك مَا مَاتُوا ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر فِي أَيَّام النَّاصِر أَحْمد توفّي شَهِيدا فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 615 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن قائماز الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ المقرىء الحديث: 615 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 مؤرخ الْإِسْلَام أَبُو عبد الله التركماني الفارقي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالذهبي ولد فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وسِتمِائَة وَأَجَازَ لَهُ طَائِفَة وَطلب وَله ثَمَان عشرَة سنة وَسمع بِبِلَاد كَثِيرَة من خلائق يزِيدُونَ على ألف وَمِائَتَيْنِ وَأخذ الْفِقْه عَن الْمَشَايِخ كَمَال الدَّين ابْن الزملكاني وبرهان الدَّين الْفَزارِيّ وَكَمَال الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهم وَقَرَأَ الْقرَاءَات وأتقنها وشارك فِي بَقِيَّة الْعُلُوم وَأَقْبل على صناعَة الحَدِيث فأتقنها وَتخرج بِهِ حفاظ الْعَصْر وصنف التصانيف الْكَثِيرَة الْمَشْهُورَة مَعَ الدَّين المتين والورع والزهد وباشر مشيخة أم الصَّالح وَغَيرهَا وَأَرَادَ أَن يَلِي بعد موت الْمزي دَار الحَدِيث الأشرفية فَلم يُمكن من ذَلِك لفقد شَرط الْوَاقِف فِي اعْتِقَاد الشَّيْخ فِيهِ قَالَ السُّبْكِيّ مُحدث الْعَصْر وَخَاتم الْحفاظ الْقَائِم بأعباء هَذِه الصِّنَاعَة وحامل راية أهل السّنة وَالْجَمَاعَة إِمَام أهل عصره حفظا وإتقانا وفرد الدَّهْر الَّذِي يذعن لَهُ أهل عصره وَيَقُولُونَ لَا ننكر أَنَّك أحفظنا وأتقانا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 وَشَيخنَا واستاذنا ومخرجنا وَهُوَ على الْخُصُوص سَيِّدي ومعتمدي وَله عَليّ من الْجَمِيل مَا أخجل وَجْهي وملأ يَدي جزاه الله عني أفضل الْجَزَاء وَجعل حَظه من غرفات الْجنان موفر الاجزاء توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَجمع مصنفات كَثِيرَة عديدة مفيدة وَجمع تأريخ الْإِسْلَام فأربى فِيهِ على من تقدمه بتحرير أَخْبَار الْمُحدثين خُصُوصا وصل فِيهِ إِلَى سنة سَبْعمِائة وَاخْتصرَ مِنْهُ مختصرات كَثِيرَة مِنْهَا العبر وسير النبلاء وطبقات الْحفاظ وطبقات الْقُرَّاء وَغير ذَلِك 616 - مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّيْخ الْفَقِيه الزَّاهِد جمال الدَّين أَبُو عبد الله البصال بِالْبَاء الْمُوَحدَة اليمني تفقه على الْفَقِيه عبد الرَّحْمَن بن شعْبَان وَصَحب الشَّيْخ عمر الصفار وَوضع شرحا على التَّنْبِيه وَسُئِلَ أَن يَلِي قَضَاء عدن فَامْتنعَ أَخذ عَنهُ الشَّيْخ عبد الله اليافعي وَلبس مِنْهُ خرقَة التصوف مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَكَانَ صَاحب كشف ومشاهدات الحديث: 616 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 617 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن المرتضى الشَّيْخ عماد الدَّين البلبيسي الْمصْرِيّ أَخذ الْفِقْه عَن ابْن الرّفْعَة والظهير التزمنتي وَالْجمال الوجيزي وَغَيرهم وَسمع من الدمياطي وَغَيره وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ امتحن وعزل وَكَانَ صبورا على الاشغال ويحث على الِاشْتِغَال بالحاوي قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ من حفاظ مَذْهَب الشَّافِعِي كثير التولع بالألغاز الفروعية محبا للْفُقَرَاء شَدِيد الِاعْتِقَاد فيهم ودرس بالمالكية وجامع آقسنقر وَقَالَ الْحفاظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ انْتفع بِهِ خلق كثير من اهل مصر والقاهرة توفّي شَهِيدا فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَقد قَارب السّبْعين وَدفن خَارج بَاب البرقية الحديث: 617 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 618 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عِيسَى القَاضِي الإِمَام شمس الدَّين أَبُو عبد الله الحصري خرج من مصر صحب القَاضِي عَلَاء الدَّين القونوي وَقد تضلع من الْعُلُوم وَولي قَضَاء بعلبك مُدَّة ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء صفد ثمَّ تَركه وَولي قَضَاء حمص قَالَ ابْن رَافع وحمدت سيرته وَكَانَ فَاضلا وَقد شغل النَّاس ببعلبك وصفد وحمص وَقَالَ العثماني قَاضِي صفد فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء شَيْخي وأستاذي وَأجل من لقِيت فِي عَيْني أحد مَشَايِخ الْمُسلمين وَالْفُقَهَاء الْمُحَقِّقين والحفاظ المتقنين والأذكياء البارعين والفضلاء الجامعين والحكام الموقفين والمدرسين الماهرين قَالَ وَلما ولي قَضَاء صفد أَحْيَاهَا وَنشر الْعلم بهَا ودرس بِهِ التدريس البديع الَّذِي لم يسمع مثله وَكَانَ طَريقَة جيدا لَا يعرف الْهزْل وَلَا يذكر عِنْد أحد بِسوء توفّي بحمص فِي شعْبَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 619 - مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن عَليّ بن نمام الْأنْصَارِيّ السُّبْكِيّ الحديث: 618 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 الْفَقِيه الْمُحدث الأديب المتفنن تَقِيّ الدَّين أَبُو الْفَتْح ولد سنة أَربع وَسَبْعمائة طلب الحَدِيث فِي صغره وَسمع خلقا وتفقه على جده الشَّيْخ صدر الدَّين وعَلى الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وعَلى الشَّيْخ قطب الدَّين السنباطي وَتخرج بالشيخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ فِي كل فنونه فُقَهَاء وأصولا وكلاما وحديثا ونحوا وَغير ذَلِك وَقَرَأَ النَّحْو على الشَّيْخ أبي حَيَّان وتلا عَلَيْهِ بالسبع ولازمه سَبْعَة عشر عَاما ودرس بِالْقَاهِرَةِ وناب فِي الحكم ثمَّ قدم دمشق وناب فِي الحكم أَيْضا ودرس فِي الشامية الجوانية والركنية وعلق تأريخا للمتجددات فِي زَمَانه ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص قَالَ ابْن فضل الله لَيْسَ فِي الْفُقَهَاء بعد ابْن دَقِيق الْعِيد آدب مِنْهُ وَكَانَ قد تأدب بشافع بن عَليّ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ وَكَانَ فَقِيها مُحدثا أصوليا أديبا شَاعِرًا مجيدا عَاقِلا دينا حسن الْخط والتلاوة وَقِرَاءَة الحَدِيث توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 620 - مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الشَّيْخ شرف الدَّين المنفلوطي الْمَعْرُوف بِابْن الْمعِين تفقه بالشيخ نجم الدَّين البالسي وَغَيره وَقَرَأَ الْأُصُول على الشَّمْس المحوجب قَالَ الْكَمَال الأدفوي وَكَانَ فقهيا أديبا شَاعِرًا اختصر الرَّوْضَة وَاخْتصرَ الْمُنْتَخب فِي الْأُصُول وَتكلم على أَحَادِيث الْمُهَذّب وَسَماهُ الطّراز الْمَذْهَب توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين 621 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف الْفَقِيه الْفَاضِل عز الدَّين أَبُو عبد الله الأقفهسي الْمصْرِيّ سمع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق من جمَاعَة قَالَ ابْن رَافع ودرس بِدِمَشْق وَكَانَ كثير النَّقْل لفروع مذْهبه قوي الحافظة قيل إِنَّه حفظ الْمُحَرر للرافعي فِي شهر وَسِتَّة أَيَّام توفّي بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة الحديث: 620 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 622 - مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة فَقِيه الشَّام وشيخها ومفتيها القَاضِي فَخر الدَّين أَبُو الْفَضَائِل وَأَبُو الْمَعَالِي ابْن الْكَاتِب تَاج الدَّين الْمصْرِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالفخر الْمصْرِيّ ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَأخرج إِلَى دمشق وَهُوَ صَغِير وَسمع الحَدِيث بهَا وبغيرها وتفقه على الْمَشَايِخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَكَمَال الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَصدر الدَّين ابْن الْوَكِيل وَكَمَال الدَّين ابْن الزملكاني وَتخرج بِهِ فِي فنون الْعلم وَأذن لَهُ بالإفتاء فِي سنة خمس عشرَة وَأخذ الْأُصُول عَن الصفي الْهِنْدِيّ والنحو عَن مجد الدَّين التّونسِيّ وَنجم الدَّين القحقازي وأثير الدَّين أبي حَيَّان وَقَرَأَ الْمنطق على رَضِي الدَّين المنطقي وَالشَّيْخ عَلَاء الدَّين القونوي وَحفظ كتبا كَثِيرَة وَحفظ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي تِسْعَة عشر يَوْمًا وَكَانَ يحفظ فِي الْمُنْتَقى كل يَوْم خَمْسمِائَة سطر وَيُقَال إِن الشَّيْخ برهَان الحديث: 622 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 الدَّين بن الفركاح اذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَعشْرين سنة وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة عَن الْجلَال الْقزْوِينِي والقونوي ثمَّ ترك ذَلِك فِي سنة تسع وَعشْرين وتفرغ للْعلم وتصدر للاشغال وَالْفَتْوَى وَصَارَ هُوَ الإِمَام الْمشَار إِلَيْهِ والمعول فِي الْفَتَاوَى عَلَيْهِ ودرس بالعادلية الصُّغْرَى والدولعية والرواحية وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا وتعانى التِّجَارَة وَحصل لَهُ مِنْهَا نعْمَة طائلة وَحصل لَهُ نكبة فِي آخر أَيَّام تنكز وصودر وأخرجت عَنهُ العادلية والدولعية ثمَّ بعد موت تنكز استعادها ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ تفقه وبرع وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ ومحاسنه جمة وَكَانَ من أذكياء زَمَانه وَترك نِيَابَة الحكم وتصدى للاشغال والإفادة وَحدث وأوذي فَصَبر ثمَّ جاور وتلا بالسبع قَالَ السُّبْكِيّ برع واشتهر بِمَعْرِِفَة الْمَذْهَب وَبعد صيته وَأفْتى وناظر وشغل النَّاس بِالْعلمِ مُدَّة مديدة وَكَانَ من أذكياء الْعَالم وَقَالَ الصّلاح الكتبي أعجوبة الزَّمَان كَانَ ابْن الزملكاني معجبا بِهِ وبذهنه الْوَقَّاد يُشِير إِلَيْهِ فِي المحافل وينوه بِذكرِهِ ويثني عَلَيْهِ وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ قد صَار عين الشَّافِعِيَّة بِالشَّام فَلَمَّا جَاءَهُ السُّبْكِيّ أطفأه قَالَ وَسمعت شَيخنَا ابْن كثير يَقُول إِنَّه سَمعه يَقُول مُنْذُ عقلت الْعلم لم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 أصل صَلَاة إِلَّا واطمأنت فِيهَا وَلَا تَوَضَّأت وضُوءًا إِلَّا استكملت مسح رَأْسِي توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير قبلي قبْلَة القلندرية وَقَالَ فِيهِ الأديب بدر الدَّين ابْن حبيب ... مضى فَخر مصر وَالشَّام وَمن محى ... بصبح الْهدى من علمه ظلمَة الْعَصْر ... ... فَبعد الحتف هد أَرْكَان خلقه ... وأذهب عَن أكياسها الذَّهَب الْمصْرِيّ ... 623 - مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد بن سَالم الإِمَام الْمدرس البارع فِي فنون الْعلم بهاء الدَّين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن إِمَام المشهد محتسب دمشق ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع بِدِمَشْق ومصر وَغَيرهمَا وَكتب الطباق بخطة الْحسن وتلا بالسبع على الكفري وَجَمَاعَة وتفقه على الْمَشَايِخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَكَمَال الدَّين ابْن الحديث: 623 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 الزملكاني وَكَمَال الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهم وَأخذ النَّحْو عَن الشَّيْخَيْنِ مجد الدَّين التّونسِيّ وَنجم الدَّين القحقازي وبرع فِي الحَدِيث والقراءات والعربية وَالْفِقْه وأصوله وَأفْتى وناظر وَكتب الْخط الْمَنْسُوب ودرس بالأمينية والقوصية وخطب بِجَامِع التَّوْبَة وَولي الْحِسْبَة ثَلَاث مَرَّات وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص قَالَ ابْن رَافع جمع مجلدات على التَّمْيِيز للبارزي وكتابا فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام فِي أَربع مجلدات وناولني إِيَّاه كتبت عَنهُ أبياتا فِي مُعْجم شيوخي وَقَالَ ابْن كثير كَانَ مَجْمُوع الْفَضَائِل فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو والقراءات وَالْأَدب نظما ونثرا وَله تصانيف وفوائد حَسَنَة ويدرس جيدا توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير 624 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن همام بِضَم الْهَاء وَتَخْفِيف الْمِيم بن راجي الله بن سَرَايَا بن نَاصِر بن دَاوُد الإِمَام الْمُحدث تَقِيّ الدَّين أَبُو الْفَتْح الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْمصْرِيّ بِابْن الإِمَام مولده فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين الحديث: 624 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 وسِتمِائَة طلب الحَدِيث وَقَرَأَ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الاجزاء والكتب الحديثية وَتخرج بِالْحَافِظِ الدمياطي وَسمع من جمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا بالجامع الصَّالِحِي ظَاهر الْقَاهِرَة وساكنا بِهِ وَقَرَأَ الْقرَاءَات على عَليّ بن يُوسُف الشطنوفي وصنف كتابا حسنا فِي الْأَذْكَار والأدعية سَمَّاهُ سلَاح الْمُؤمن وَكتاب الاهتداء فِي الْوَقْف والابتداء من أخصر مَا ألف وَأحسنه وكتابا فِي الْمُتَشَابه مُرَتبا على السُّور توفّي فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتهر كِتَابه سلَاح الْمُؤمن فِي حَيَاته وَقد وقف عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وَاخْتَصَرَهُ فِي سنة نَيف وَثَلَاثِينَ 625 - مُحَمَّد بن مظفر الدَّين الْعَلامَة شمس الدَّين الخلخالي وَيعرف أَيْضا بالخطيبي ذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ إِمَامًا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية ذَا تصانيف كَثِيرَة مَشْهُورَة مِنْهَا شرح المصابيح ومختصر ابْن الْحَاجِب الحديث: 625 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 والمفتاح وَالتَّلْخِيص فِي علم الْبَيَان وصنف أَيْضا فِي الْمنطق توفّي بأران بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وَرَاء مُهْملَة مُشَدّدَة وَنون سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا والخلخالي مَنْسُوب إِلَى الخلخال بخائين معجمتين مفتوحتين فِي آخِره لَام قَرْيَة من نواحي السُّلْطَانِيَّة 626 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن حَيَّان بن يُوسُف الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْمُفَسّر النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ فريد الدَّهْر وَشَيخ النُّحَاة فِي عصره وَإِمَام الْمُفَسّرين فِي وقته وَصَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة الَّتِي سَارَتْ شرقا وغربا أثير الدَّين أَبُو حَيَّان الأندلسي الجياني بِالْجِيم الغرناطي ثمَّ الْمصْرِيّ ولد بغرناطة قيل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة وَقبل فِي شَوَّال سنة أَربع الحديث: 626 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 وَخمسين وَشرع فِي طلب الْعلم سنة سبعين وَأخذ علم الْعَرَبيَّة بِبَلَدِهِ عَن جمَاعَة أشهرهم أَبُو جَعْفَر ابْن الزبير وَعنهُ أَخذ علم الحَدِيث بالمغرب وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى غَيره بالروايات وَأخذ شَيْئا قَلِيلا عَن مَشَايِخ شَيْخه أبي جَعْفَر الْمَذْكُور وَالْأَخْذ عَن أبي عَليّ الشلوبين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسبعين فَأدْرك أَبَا الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن هبة الله المليجي وَهُوَ آخر من قَرَأَ على أبي الْجُود فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشَّيْخَيْنِ رَضِي الدَّين القسنطيني وبهاء الدَّين ابْن النّحاس وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَأخذ علم الْأُصُول عَن الإصفهاني الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 وَعلم الحَدِيث عَن الدمياطي وَغَيره وَسمع الْكثير من نَحْو أَرْبَعمِائَة شيخ واجازه خلق يُوفونَ على ألف وَخَمْسمِائة نفر وَقد ذكر ذَلِك فِي كتاب سَمَّاهُ التِّبْيَان فِيمَن روى عَنهُ أَبُو حَيَّان وَكَانَ ظاهريا فانتمى إِلَى الشَّافِعِيَّة وَكَانَ يَقُول محَال أَن يرجع عَن مَذْهَب الظَّاهِرِيَّة وَاخْتصرَ منهاج النَّوَوِيّ وتصدى لإقراء الْعَرَبيَّة بعد موت ابْن النّحاس سنة ثَمَان وَتِسْعين وَصَارَ شيخ النَّحْوِيين من ذَلِك الْوَقْت إِلَى حِين وَفَاته وَقَرَأَ النَّاس عَلَيْهِ طبقَة بعد طبقَة حَتَّى الْحق الأصاغر بالأكابر وصنف التصانيف الْمَشْهُورَة الْكَثِيرَة ذكر بعض الْحفاظ انها تزيد على خمسين مصنفا مِنْهَا الْبَحْر الْمُحِيط فِي التَّفْسِير وَالنّهر من الْبَحْر وَشرح التسهيل وارتشاف الضَّرْب وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة الْعلمَاء الْحفاظ وَغَيرهم وأضر قبل مَوته بِقَلِيل وترجمته طَوِيلَة مَشْهُورَة قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي وَهُوَ الَّذِي جسر النَّاس على قِرَاءَة كتب ابْن مَالك ورغبهم فِيهَا وَشرح لَهُم غامضها وَكَانَ يَقُول فِي مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب هَذِه نَحْو الْفُقَهَاء توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة وَقد ذكر صَاحبه الْكَمَال الأدفوي فِي كِتَابه الْبَدْر السافر لَهُ تَرْجَمَة طَوِيلَة نَحْو كراس وسرد أَسمَاء جمَاعَة من مشايخه وَذكر عدد تصانيفه وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي على الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 الشَّيْخ علم الدَّين ابْن بنت الْعِرَاقِيّ بحث عَلَيْهِ الْمُحَرر للرافعي ومختصر الْمِنْهَاج للنووي وَحفظ الْمِنْهَاج إِلَّا يَسِيرا وَعدد من تصانيفه الْوَهَّاج اختصر فِيهِ الْمِنْهَاج فِي الْفِقْه وَكَانَ يمِيل إِلَى مَذْهَب أهل الظَّاهِر وَكَانَ سيء الظَّن بِالنَّاسِ كَافَّة 627 - مُحَمَّد الإِمَام تَقِيّ الدَّين الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الببائي ابْن قَاضِي ببا تفقه على الْعِمَاد البلبيسي وَابْن اللبان وَغَيرهمَا من فُقَهَاء مصر ذكره الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ فِي وفياته وَقَالَ برع فِي الْفِقْه حَتَّى كَانَ أذكر فُقَهَاء المصريين مَعَ فقه النَّفس وَالدّين المتين والورع وَكَانَ يكْتَسب بالمتجر يُسَافر إِلَى الأسكندرية مرّة أَو مرَّتَيْنِ ويشتغل بِجَامِع عَمْرو بِغَيْر مَعْلُوم وَكَانَ يستحضر الرَّافِعِيّ وَالرَّوْضَة وَيحل الْحَاوِي الصَّغِير حلا حسنا وَصَحب الشَّيْخ أَبَا عبد الله ابْن الْحَاج وَغَيره من أهل الْخَيْر ودرس فِي آخر عمره بِجَامِع أقسنقر الحديث: 627 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 ومدرسة الْملك بعد شَيْخه عماد الدَّين البلبيسي المتوفي فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي شَهِيدا فِي السّنة الْمَذْكُورَة 628 - مَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الْعَلامَة شمس الدَّين أَبُو الثَّنَاء الْأَصْفَهَانِي ولد باصفهان فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة واشتغل بتبريز وَقَرَأَ على وَالِده وعَلى جمال الدَّين بن أبي الرَّجَاء وَغَيرهمَا وَبَلغنِي أَنه أَخذ عَن قطب الدَّين الشِّيرَازِيّ وتصدر للاقراء بهَا ثمَّ قدم دمشق فِي سنة خمس وَعشْرين ودرس بالرواحية وَيَوْم الإجلاس بَالغ الْفُضَلَاء فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَأفَاد الطّلبَة ثمَّ قدم الديار المصرية سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مَطْلُوبا وَتَوَلَّى تدريس المعزية بِمصْر ومشيخة الخانقاه القوصونية أول مَا فتحت فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَلما قدم دمشق كَانَ ابْن تَيْمِية يُبَالغ فِي تَعْظِيمه الحديث: 628 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 وَقَالَ مرّة اسْكُتُوا حَتَّى نسْمع كَلَام هَذَا الْفَاضِل الَّذِي مَا دخل الْبِلَاد مثله قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا بارعا فِي العقليات عَارِفًا بالأصلين فَقِيها صَحِيح الِاعْتِقَاد محبا لأهل الْخَيْر وَالصَّلَاح منقادا لَهُم مطرحا للتكلف مجموعا على الْعلم ونشره قدم الديار المصرية وَحصل لَهُ فِيهَا رقْعَة حَظّ وصنف التصانيف الْمَشْهُورَة المفيدة المحررة وانتشرت تلاميذه وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي وَذكر لَهُ الصّلاح الصَّفَدِي تَرْجَمَة طَوِيلَة وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ توفّي شَهِيدا بالطاعون فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة وَمن تصانيفه شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرح الْمِنْهَاج للبيضاوي والطوالع للبيضاوي والبديع لِابْنِ الساعاتي وفصول النَّسَفِيّ والحاجبيه وَتَجْرِيد النصير الطوسي وَشرع فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَلم يتمه قَالَ الصَّفَدِي رَأَيْته يكْتب فِي تَفْسِيره من خاطره من غير مُرَاجعَة وَقَالَ بَعضهم قد وقفت عَلَيْهِ وَقد جمع فِيهِ بَين الْكَشَّاف ومفاتيح الْغَيْب للامام جمعا حسنا بِعِبَارَة وجيزة مَعَ زيادات واعتراضات فِي مَوَاضِع كَثِيرَة 629 - مَحْمُود بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الْعَالم محب الدَّين أَبُو الثَّنَاء بن الحديث: 629 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 الإِمَام الْعَلامَة عَلَاء الدَّين التبريزي القونوي الأَصْل الْمصْرِيّ ولد بِمصْر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء عشرَة وَسَبْعمائة وَتُوفِّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فاشتغل وَأخذ عَن مَشَايِخ الْعَصْر ودرس وأشغل وَأفْتى وصنف ذكره رَفِيقه الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَبَالغ فِي الْمَدْح لَهُ وَالثنَاء عَلَيْهِ فَقَالَ كَانَ صَاحب علم وَعمل وَطَرِيقَة لَا عوج فِيهَا وَلَا خلل كَانَ عَالما بالفقه وأصوله فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان صَالحا مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة والتلاوة كثير الِاشْتِغَال والإشغال محافظا على اوقاته صَحِيح الذِّهْن سليم الْبَاطِن سخيا صَاحب جد فِي أَحْوَاله قَلِيل الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ بحث كتبا كَثِيرَة كبارًا كَامِلَة فِي عُلُوم على كبار مَشَايِخ ذَلِك الْفَنّ مِنْهَا التسهيل على الشَّيْخ أبي حَيَّان ومنتهى السُّؤَال للآمدي على الاصفهاني والإيضاح فِي علم الْبَيَان على القَاضِي جلال الدَّين وكمل هَذَا وَهُوَ نَحْو عشْرين سنة ثمَّ أقبل على الإشغال والاشتغال بجد واجتهاد وَشرع فِي تصنيف أَشْيَاء عاقة عَن إكمالها اخترام الْمنية وكمل مِنْهَا شرح الْمُخْتَصر فِي جزأين وَهُوَ من أحسن شروحه ودرس بالشريفية وبالجامع المارداني وَولى مشيخة الخانقاه النجمية بِظَاهِر الْقَاهِرَة انْتهى وَشَرحه الْمَذْكُور فِيهِ فَوَائِد من كَلَام وَالِده وَغَيره وَفِي كثير مِنْهُ يَحْكِي كَلَام الاصفهاني بِحُرُوفِهِ توفّي فِي ربيع الْأُخَر سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 630 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْعَالم الصَّالح شرف الدَّين الْقرشِي الطَّالِبِيُّ الدركزيني ذكره الْإِسْنَوِيّ وَقَالَ كَانَ عَالما زاهدا كثير الْعِبَادَة شَدِيد الِاتِّبَاع للسّنة صَاحب كرامات أجمع عَلَيْهِ الْعَامَّة والخاصة والملوك وَالْعُلَمَاء فَمن دونهم وَكَانَ طَويلا جدا جَهورِي الصَّوْت حسن الْخلق والخلق جوادا من بَيت علم وَدين صنف فِي الحَدِيث كتابا سَمَّاهُ نزل السائرين فِي مُجَلد وَشرح منَازِل السائرين فِي جزأين توفّي فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة عَن ثَلَاث وَتِسْعين سنة بدركزين وَدفن بهَا وَهِي بدال مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ كَاف مَكْسُورَة ثمَّ زَاي مُعْجمَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت ثمَّ نون بَلْدَة من همذان بَينهمَا اثْنَا عشر فرسخا 631 - يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الْملك بن يُوسُف بن عَليّ بن أبي الزهر الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْكَبِير شيخ الْمُحدثين عُمْدَة الْحفاظ أعجوبة الزَّمَان جمال الدَّين أَبُو الْحجَّاج بن الزكي أبي مُحَمَّد الْقُضَاعِي الْكَلْبِيّ الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمزي مولده فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَخمسين الحديث: 630 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 وسِتمِائَة بِظَاهِر حلب وَنَشَأ بالمزة قَرَأَ شَيْئا من الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَحصل طرفا من الْعَرَبيَّة وبرع فِي التصريف واللغة ثمَّ شرع فِي طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَله عشرُون سنة وَسمع الْكثير ورحل قَالَ بَعضهم ومشيخته نَحْو الْألف وبرع فِي فنون الحَدِيث وَأقر لَهُ الْحفاظ من مشايخه وَغَيرهم بالتقديم وَحدث بالكثير نَحْو خمسين سنة فَسمع مِنْهُ الْكِبَار والحفاظ وَولي دَار الحَدِيث الأشرفية ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَنصفا وَقَالَ ابْن تَيْمِية لما بَاشَرَهَا لم يلها من حِين بنيت إِلَى الأن أَحَق بِشَرْط الْوَاقِف مِنْهُ لقَوْل الْوَاقِف فَإِن اجْتمع من فِيهِ الرِّوَايَة وَمن فِيهِ الدِّرَايَة قدم من فِيهِ الرِّوَايَة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ النَّاقِد الْمُحَقق الْمُفِيد مُحدث الشَّام طلب الحَدِيث سنة أَربع وَسبعين وهلم جرا وَأكْثر وَكتب العالي والنازل بِخَطِّهِ الْمليح المتقن وَكَانَ عَارِفًا بالنحو والتصريف بَصيرًا باللغة يُشَارك فِي الْفِقْه وَالْأُصُول ويخوض فِي مضايق الْمَعْقُول ويدري الحَدِيث كَمَا فِي النَّفس متْنا وإسنادا وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي معرفَة الرِّجَال وطبقاتهم وَمن نظر فِي كِتَابه تَهْذِيب الْكَمَال علم مَحَله من الْحِفْظ فَمَا رَأَيْت مثله وَلَا رأى هُوَ مثل نَفسه فِي مَعْنَاهُ وَكَانَ ينطوي على دين وسلامة وباطن وتواضع وفراغ عَن الرِّئَاسَة وقناعة وَحسن سمت وَقلة كَلَام وَحسن احْتِمَال وَقد بَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ أَبُو حَيَّان وَابْن سيد النَّاس الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 وَغَيرهمَا من عُلَمَاء الْعَصْر توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة غربي قبر صَاحبه ابْن تَيْمِية وَمن تصانيفه كتاب تَهْذِيب الْكَمَال والأطراف وَغَيرهمَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 الطَّبَقَة السَّادِسَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الثَّامِنَة 632 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم الْعَالم المفنن شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن النَّقِيب سمع بِدِمَشْق من ابْن الشّحْنَة وَالشَّيْخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وعلاء الدَّين بن الْعَطَّار وَطَائِفَة وبالقاهرة من جمَاعَة وَأخذ الْقرَاءَات عَن الشَّيْخ شهَاب الدَّين الكفري والنحو عَن الشَّيْخَيْنِ مجد الدَّين التّونسِيّ وَأبي حَيَّان وَالْأُصُول عَن الاصفهاني وَولي مشيخة الإقراء بِأم الصَّالح ومشيخة الأشرفية ودرس الحديث: 632 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 بالعادلية الصُّغْرَى والقليجية وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وناب فِي الحكم عَن ابْن الْمجد قَالَ ابْن كثير كَانَ بارعا فِي الْقرَاءَات والنحو والتصريف وَله يَد فِي الْفِقْه وَغَيره توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة 633 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدَّين أَبُو حَامِد بن الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أبي الْحسن السُّبْكِيّ الْمصْرِيّ ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة سمع بِمصْر وَالشَّام من جمَاعَة وَقَرَأَ النَّحْو على أبي حَيَّان قَرَأَ عَلَيْهِ التسهيل وبرع فِي ذَلِك وَقَرَأَ الْأُصُول على الْأَصْفَهَانِي وتفقه الحديث: 633 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 على أَبِيه وَغَيره وتميز ودرس وَأفْتى وساد صَغِيرا وَرَأس على أقرانه وأسرع بِهِ الشيب فأنقى فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَلما ولي وَالِده قَضَاء الشَّام درس بالمنصورية والسيفية والهكارية وَله عشرُون سنة وَشهد القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة بأهلية ذَلِك ثمَّ درس بتربة الشَّافِعِي وبالخشابية ثمَّ بالشيخونية أول مَا فتحت ثمَّ ولي إِفْتَاء دَار الْعدْل ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ كَارِهًا ودرس بالعادلية والغزالية والناصرية ثمَّ عَاد فِي صفر من السّنة الْآتِيَة إِلَى مصر على وظائفه ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر وَحدث سمع مِنْهُ الْحفاظ وَالْأَئِمَّة وصنف شرحا على التَّلْخِيص أبان فِيهِ عَن سَعَة دَائِرَة فِي الْفَنّ وَجمع التَّنَاقُض فِي الْفِقْه فِي مُجَلد وَكتب قِطْعَة من شرح الْحَاوِي مبسوطة جدا لَعَلَّه من حِسَاب عشْرين مجلدا وَكتب قِطْعَة على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي مُجَلد وَلَو اسْتمرّ وأكمله لَكَانَ فِي عشر مجلدات وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة والتعبد والأوراد كثير الْمُرُوءَة وَالْإِحْسَان وَكَانَ وَالِده يثني على دروسه ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ لَهُ فَضَائِل وَعلم جيد وَفِيه أدب وتقوى سَاد وَهُوَ ابْن عشْرين سنة ودرس فِي مناصب أَبِيه وَأثْنى على دروسه وَقَالَ غَيره كَانَ كثير الْحَج والمجاورة والأوراد والمروءة خَبِيرا بِأَمْر دُنْيَاهُ وآخرته ونال من الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 الجاه مَا لم ينله غَيره وَمن قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي وَلَده ... دروس أَحْمد خير من دروس عَليّ ... وَذَلِكَ عِنْدِي غَايَة الأمل ... توفّي بِمَكَّة مجاورا فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة 634 - أَحْمد بن لُؤْلُؤ الْعَلامَة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَسمع من طَائِفَة واشتغل بِالْعلمِ وَله عشرُون سنة وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ والقطب السنباطي وَغَيرهمَا من مَشَايِخ مصر وَأخذ النَّحْو عَن أبي حَيَّان وَأبي الْحسن ابْن الملقن وبرع وشغل بِالْعلمِ وانتفع بِهِ النَّاس وَتخرج بِهِ فضلاء وَحدث وصنف تصانيف نافعة مِنْهَا مُخْتَصر الْكِفَايَة فِي سِتّ مجلدات ونكت الْمِنْهَاج فِي ثَلَاث مجلدات وَهِي كَثِيرَة الْفَائِدَة وَكتاب على الْمَذْهَب يشْتَمل على تَصْحِيح مسَائِله وَتَخْرِيج الحديث: 634 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 أَحَادِيثه وَضبط لغاته وأسمائه فِي مجلدين وتهذيب التَّنْبِيه مُخْتَصر نَفِيس ذكره صَاحبه الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ فَقَالَ كَانَ عَالما بالفقه والقراءات وَالتَّفْسِير وَالْأُصُول والنحو يستحضر من الْأَحَادِيث شَيْئا كثيرا خُصُوصا الْمُتَعَلّقَة بالأوراد والفضائل أديبا شَاعِرًا ذكيا فصيحا صَالحا ورعا متواضعا طارحا للتكلف متصوفا كثير الْمُرُوءَة كثير الْبر خُصُوصا لأقاربه حسن الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ كثير الْحَج والمجاورة بِمَكَّة وَالْمَدينَة شرفهما الله تَعَالَى كثير النصح والمحبة لأَصْحَابه وافر الْعقل مواظبا على الِاشْتِغَال والإشغال والتصنيف لَا أعلم فِي أهل الْعلم بعده من اشْتَمَل على صِفَاته وَلَا أَكْثَرهَا وَشرع فِي أَشْيَاء لم تكمل وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن نفع الله بِهِ وبتصانيفه وَقَالَ غَيره لَهُ تصانيف لم تكمل كَثِيرَة جدا وَلم يكْتب قطّ على فَتْوَى تورعا وَلم يل تدريسا وَقد سَأَلَهُ الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ بتدريس الْفَاضِلِيَّةِ فَامْتنعَ وَكَانَ كثير الانبساط حُلْو النادرة فِيهِ دعابة زَائِدَة حفظ عَنهُ فِي ذَلِك أَشْيَاء لَطِيفَة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربة الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ خَارج بَاب النَّصْر 635 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الياس بن الْخضر القَاضِي الإِمَام جمال الدَّين الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الرهاوي أدْرك الشَّيْخ برهَان الدَّين الحديث: 635 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 وَحضر عِنْده وتفقه على جمَاعَة من عُلَمَاء الْعَصْر وَقَرَأَ بالروايات واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَقَرَأَ الْأُصُول والنطق على الشَّيْخ شمس الدَّين الْأَصْفَهَانِي ودرس وَأفْتى وعانى الْحساب ودرس بالمسروية والكلاسة وَولي وكَالَة بَيت المَال نَحْو سنتَيْن وَنصف وَقَامَ على القَاضِي تَاج الدَّين وآذاه وَمن حوله فمقته أَكثر النَّاس لذَلِك وناب فِي الحكم عَن البُلْقِينِيّ ودرس بالشامية البرانية ثمَّ أخذت مِنْهُ بعد شهر وأوذي وصودر وَبعد موت القَاضِي تَاج الدَّين درس بالناصرية الجوانية ثمَّ أخذت مِنْهُ ثمَّ حصل لَهُ خمول وَتَأَخر إِلَى أَن توفّي وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي أحد صُدُور الشَّام الْمَشَاهِير والفضلاء المعروفين بالذكاء والمشاركة فِي الْعُلُوم وَكَانَ سريع الْإِدْرَاك حسن المناظرة وَكَانَ يرفع فِي الْمجَالِس وَأَخْبرنِي وَالِدي أَن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ كَانَ يُعجبهُ فهمه وَكَلَامه وَلم يزل فِي ارْتِفَاع وعلو حَتَّى دخل فِي قَضِيَّة القَاضِي تَاج الدَّين توفّي فِي ربيع الأول سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَله بضع وَسِتُّونَ سنة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 636 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَلامَة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الأصبحي العتابي شيخ النُّحَاة بِدِمَشْق تلميذ أبي حَيَّان وخادمه اشْتغل ببلاده ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الشَّيْخ أبي حَيَّان الْعَرَبيَّة والقراءات ولازمه وَكتب عَنهُ تصانيفه بِخَطِّهِ الْحسن المغربي وَسمع مِنْهُ وروى عَنهُ وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي قَلِيلا واشتهر فِي حَيَاة شَيْخه ثمَّ قدم الشَّام وَصَارَ صوفيا بالخانقاه الأندلسية وَشَيخ النَّحْو بالناصرية وقصده النَّاس للأخذ عَنهُ وانتفعوا بِهِ وَعظم قدره واشتهر ذكره وَشرح التسهيل وَغَيره وَكَانَ حسن الْخلق كريم النَّفس توفّي فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة وَقد جَاوز السِّتين 637 - إِسْمَاعِيل بن خَليفَة بن عبد العالي النابلسي الأَصْل الحسباني الإِمَام الْعَلامَة الْمدرس الْمُحَقق عماد الدَّين أَبُو الْفِدَاء مولده تَقْرِيبًا سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة وَأخذ بالقدس عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين الحديث: 636 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 القلقشندي ولازمه حَتَّى فضل وَقدم دمشق سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فقرر فِيهَا بالشامية البرانية وأنهاه مدرسها الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن النَّقِيب وانْتهى مَعَه الشَّيْخ عَلَاء الدَّين ابْن حجي فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَلم يزل فِي نمو وازدياد واشتهر بالفضيلة ولازم الشَّيْخ فَخر الدَّين الْمصْرِيّ حَتَّى أذن لَهُ بالإفتاء ودرس وَأفْتى وَأفَاد وَقصد بالفتاوى من الْبِلَاد وناب عَن أبي الْبَقَاء والبلقيني وَكَانَ مِمَّن قَامَ على القَاضِي تَاج الدَّين وَأخذ مِنْهُ تدريس الأمينية ثمَّ استعادها السُّبْكِيّ مِنْهُ ثمَّ انتزعها الشَّيْخ عماد الدَّين القَاضِي فتح الدَّين الشَّهِيد وَكَانَ قد وَليهَا بعد وَفَاة ابْني القَاضِي تَاج الدَّين ودرس بالإقبالية والجاروخية وخطب بِجَامِع التَّوْبَة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب والمشار إِلَيْهِم بجودة النّظر وضحة الْفَهم وَفقه النَّفس والذكاء وَحسن المناظرة والبحث والعبارة وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي غير الْفِقْه وَنَفسه قَوِيَّة فِي الْعلم وَقَالَ غير الشَّيْخ إِنَّه أَخذ عَن الأردبيلي وَإنَّهُ شرع فِي تَكْمِلَة شرح الْمُهَذّب وَقد شرح الْمِنْهَاج فِي عشرَة أَجزَاء وَفِيه نقُول كَثِيرَة وأبحاث نفيسة وَلم يشْتَهر لِأَن وَلَده لم يكن أحدا من كِتَابَته فَاحْتَرَقَ غالبه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 فِي الْفِتْنَة وَرَأَيْت مِنْهُ مجلدة بِخَط الْأَذْرَعِيّ وَكَأَنَّهُ كتب لنَفسِهِ مِنْهُ نُسْخَة وَقد رَأَيْت الْأَذْرَعِيّ ينْقل غَالب مَا فِيهِ من الْمَنْقُول والمبحوث إِلَى الْقُوت توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير قبلي جَامع جراح 638 - إِسْمَاعِيل بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن ذرع الْقرشِي البصروي الدِّمَشْقِي مولده سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وتفقه على الشَّيْخَيْنِ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَكَمَال الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ صاهر الْحَافِظ أَبَا الْحجَّاج الْمزي ولازمه وَأخذ عَنهُ وَأَقْبل على علم الحَدِيث وَأخذ الْكثير عَن ابْن تَيْمِية وَقَرَأَ الْأُصُول على الْأَصْفَهَانِي وَسمع الْكثير وَأَقْبل على حفظ الْمُتُون وَمَعْرِفَة الْأَسَانِيد والعلل وَالرِّجَال والتأريخ حَتَّى برع فِي ذَلِك وَهُوَ شَاب وصنف فِي صغره كتاب الْأَحْكَام على أَبْوَاب التَّنْبِيه ووقف عَلَيْهِ شَيْخه برهَان الدَّين وَأَعْجَبهُ وصنف التأريخ الْمُسَمّى بالبداية وَالنِّهَايَة وَالتَّفْسِير وصنف كتابا فِي جمع المسانيد الْعشْرَة وَاخْتصرَ تَهْذِيب الْكَمَال وأضاف إِلَيْهِ مَا تَأَخّر فِي الْمِيزَان سَمَّاهُ الحديث: 638 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 التَّكْمِيل وطبقات الشَّافِعِيَّة ورتبه على الطَّبَقَات لكنه ذكر فِيهِ خلائق مِمَّن لَا حَاجَة لطلبة الْعلم إِلَى معرفَة أَحْوَالهم فَلذَلِك جَمعنَا هَذَا الْكتاب وَخرج الْأَحَادِيث الْوَاقِعَة فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَكتبه رَفِيقه الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن رَافع لنَفسِهِ مِنْهُ نُسْخَة وَله سيرة صَغِيرَة وَشرع فِي أَحْكَام كَثِيرَة حافلة كتب مِنْهَا مجلدات إِلَى الْحَج وَشرح قِطْعَة من البُخَارِيّ وَقطعَة من التَّنْبِيه وَولي مشيخة أم الصَّالح بعد موت الذَّهَبِيّ وَبعد موت السُّبْكِيّ ولي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية مُدَّة يسيرَة ثمَّ أخذت مِنْهُ ذكره شيخة الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فَقِيه متفنن ومحدث متقن ومفسر نقال وَله تصانيف مفيدة وَقَالَ تِلْمِيذه الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ أحفظ من أدركناه لمتون الْأَحَادِيث وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها وَكَانَ أقرانه وشيوخه يعترفون لَهُ بذلك وَكَانَ يستحضر شَيْئا كثيرا من التَّفْسِير والتأريخ قَلِيل النسْيَان وَكَانَ فقهيا جيد الْفَهم صَحِيح الذِّهْن يستحضر شَيْئا كثيرا ويحفظ التَّنْبِيه إِلَى آخر وَقت ويشارك فِي الْعَرَبيَّة مُشَاركَة جَيِّدَة وينظم الشّعْر وَمَا أعرف أَنِّي اجْتمعت بِهِ على كَثْرَة ترددي إِلَيْهِ إِلَّا وأفدت مِنْهُ وَقَالَ غير الشَّيْخ كَانَت لَهُ خُصُوصِيَّة بِابْن تَيْمِية ومناضلة عَنهُ وَاتِّبَاع لَهُ فِي كثير من آرائه وَكَانَ يُفْتِي بِرَأْيهِ فِي مَسْأَلَة الطَّلَاق وامتحن بِسَبَب ذَلِك وأوذي توفّي فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة عِنْد شَيْخه ابْن تَيْمِية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 639 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن سعيد بن صَالح الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْفُقَهَاء تَقِيّ الدَّين أَبُو الْفِدَاء القلقشندي الْمصْرِيّ نزيل الْقُدس وفقيهه مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة بِمصْر وَقَرَأَ بهَا وَحصل ثمَّ قدم دمشق بعد الثَّلَاثِينَ فَقَرَأَ على الشَّيْخ فَخر الدَّين الْمصْرِيّ وَكَانَت النّوبَة فِي مشيخة الْعلم قد رجعت إِلَيْهِ فَأَجَازَهُ بالإفتاء وَسمع الحَدِيث الْكثير وَحدث وَأقَام بالقدس مثابرا على نشر الْعلم والتصدي لإقراء الْفِقْه وشغل الطّلبَة وزوجه مدرس الصلاحية يَوْمئِذٍ الشَّيْخ صَلَاح الدَّين العلائي ابْنَته وَصَارَ معيدا عِنْده بهَا وجاءه مِنْهَا أَوْلَاد أذكياء عُلَمَاء واشتهر أمره وَبعد صيته بِتِلْكَ الْبِلَاد ورحل إِلَيْهِ من تِلْكَ النواحي وَكَثُرت تلامذته قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَمِمَّنْ تخرج بِهِ الإِمَام عماد الدَّين الحسباني وانتفع بِهِ أَيْضا حموه على مَا بَلغنِي وَكَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب يستحضر الرَّوْضَة فِيمَا قيل وَكَانَ دينا خيرا مثابرا على الْخيرَات وَقَالَ بَعضهم إِن شمس الدَّين الْغَزِّي أَخذ عَنهُ أَيْضا توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بالقدس وَخلف وَلدين عَالمين سَيَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى الحديث: 639 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 640 - الْحسن بن عمر بن الْحسن بن عمر بن حبيب الْمسند الأديب المنشيء المؤرخ بدر الدَّين ابْن الْمُحدث زين الدَّين مولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وَسَبْعمائة وَقيل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسمع من جمَاعَة وَأخذ الْأَدَب عَن ابْن نباتة وَغَيره وَكتب الشُّرُوط وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَجمع تأريخا فِي دولة التّرْك من سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وانْتهى فِيهِ إِلَى آخر سنة سبع وَسبعين وذيل عَلَيْهِ وَلَده زين الدَّين طَاهِر إِلَى بعد رَأس الْقرن بسنوات وَله التَّوْضِيح جمع فِيهِ بَين توضيح الْحَاوِي لقطب الدَّين الفالي وَبَين زَوَائِد مفيدة من إِظْهَار الْفَتَاوَى للبارزي وإرشاد السَّامع والقارىء من صَحِيح أبي عبد الله البُخَارِيّ انتقى فِيهِ ألف حَدِيث والكوكب الْوَقَّاد من كتاب الِاعْتِقَاد منتقى اعْتِقَاد الْبَيْهَقِيّ وتشنف السَّامع فِي وصف الْجَامِع يشْتَمل على وصف الشَّام وأخبار دمشق وأوصافها فِي نَحْو كراسين وَغير ذَلِك من التصانيف اللطاف وَله شعر كثير توفّي بحلب فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربة أرغون خَارج بَاب الْمقَام الحديث: 640 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 وَهُوَ أَخُو كَمَال الدَّين مُحَمَّد وَشرف الدَّين الْحُسَيْن وَقد مَاتَا قبله فِي سنة سبع وَسبعين وَقَالَ بعد وفاتهما ... ثَلَاثَة إخْوَة كَانُوا جَمِيعًا ... فَسَار اثْنَان مِنْهُم للحفير ... ... فيا أهل الحجى قُولُوا بنصح ... لثالثهم تأهب للمسير ... 641 - خَلِيل بن أيبك بن عبد الله الْعَلامَة الأديب البليغ البارع المفنن صَلَاح الدَّين الصَّفَدِي مولده بصفد تخمينا فِي سنة سِتّ أَو سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع الْكثير وَقَرَأَ الحَدِيث وَكتب بعض الطباق وَأخذ عَن القَاضِي بدر الدَّين ابْن جمَاعَة وَأبي الْفَتْح ابْن سيد النَّاس وَالْقَاضِي تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ والحافظين الحديث: 641 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 أبي الْحجَّاج الْمزي وَأبي عبد الله الذَّهَبِيّ وَغَيرهم وَقَرَأَ طرفا من الْفِقْه وَأخذ النَّحْو عَن أبي حَيَّان وَالْأَدب عَن الشهَاب مَحْمُود ولازمه وَعَن ابْن نباتة وَمهر فِي فن الْأَدَب وَكتب الْخط الْمليح وَقَالَ النّظم الرَّائِق وَألف المؤلفات الفائقة وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وباشر كِتَابَة الْإِنْشَاء بِمصْر ودمشق ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب ثمَّ وكَالَة بَيت المَال بِالشَّام وَقد تصدى للافادة بالجامع الْأمَوِي وَحدث بِدِمَشْق وحلب وَغَيرهمَا ذكره شَيْخه الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الإِمَام الْعَالم الأديب البليغ الْأَكْمَل طلب الْعلم وشارك فِي الْفَضَائِل وساد فِي علم الرسائل وَقَرَأَ الحَدِيث وَكتب الْمَنْسُوب وَجمع وصنف وَالله يمده بتوفيقه سمع مني وَسمعت مِنْهُ وَله تواليف وَكتب وبلاغة انْتهى ووقفت على تَرْجَمَة كتبهَا لنَفسِهِ فِي نَحْو كراسين ذكر فِيهَا أَحْوَاله ومشايخه وَأَسْمَاء مصنفاته وَهِي نَحْو الْخمسين مصنفا مِنْهَا مَا أكمله وَمِنْهَا مَا لم يكمله قَالَ وكتبت بيَدي مَا يُقَارب خَمْسمِائَة مجلدة قَالَ وَلَعَلَّ الَّذِي كتبت فِي ديوَان الْإِنْشَاء ضعفا ذَلِك وَذكر جملَة من شعره وَذكر لَهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى تَرْجَمَة مبسوطة مُشْتَمِلَة على فَوَائِد توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بالصوفية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 642 - خَلِيل بن كيكلدي بن عبد الله الإِمَام البارع الْمُحَقق بَقِيَّة الْحفاظ صَلَاح الدَّين أَبُو سعيد العلائي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَقْدِسِي ولد بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين بِتَقْدِيم التَّاء وسِتمِائَة وَسمع الْكثير ورحل وَبلغ عدد شُيُوخه بِالسَّمَاعِ سَبْعمِائة وَأخذ علم الحَدِيث عَن الْمزي وَغَيره وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخَيْنِ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ ولازمه وَخرج لَهُ مشيخة وَكَمَال الدَّين ابْن الزملكاني وَتخرج بِهِ وعلق عَنهُ كثيرا وأجيز بالفتوى وجد واجتهد حَتَّى فاق أهل عصره فِي الْحِفْظ والإتقان ودرس بِدِمَشْق بالأسدية وبحلقة صَاحب حمص ثمَّ انْتقل إِلَى الْقُدس مدرسا بالصلاحية سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ انتزعها من عَلَاء الدَّين عَليّ بن أَيُّوب الْمَقْدِسِي وَقرر عَلَاء الدَّين فِي وظائف العلائي بِدِمَشْق وأضيف إِلَيْهِ درس الحَدِيث بالتنكزية بالقدس وَحج الحديث: 642 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 مرَارًا وجاور وَأقَام بالقدس مُدَّة طَوِيلَة يدرس ويفتي وَيحدث ويصنف إِلَى آخر عمره ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ الْحُسَيْنِي فِي مُعْجَمه وذيله كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول مفننا فِي عُلُوم الحَدِيث وَمَعْرِفَة الرِّجَال عَلامَة فِي معرفَة الْمُتُون والأسانيد بَقِيَّة الْحفاظ ومصنفاته تنبيء عَن إِمَامَته فِي كل فن درس وَأفْتى وناظر وَلم يخلف بعده مثله وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته كَانَ حَافظ زَمَانه إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَغَيرهمَا ذكيا نظارا فصيحا كَرِيمًا ذَا رئاسة وحشمة وصنف فِي الحَدِيث تصانيف نافعة وَفِي النَّظَائِر الْفِقْهِيَّة كتابا نفيسا ودرس بالصلاحية بالقدس الشريف وَانْقطع فِيهَا للاشغال والإفتاء والتصنيف وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ حَافِظًا ثبتا ثِقَة عَارِفًا بأسماء الرِّجَال والعلل والمتون فَقِيها متكلما أديبا شَاعِرًا ناظما ناثرا متقنا أشعريا صَحِيح العقيدة سنيا لم يخلف بعده فِي الحَدِيث مثله إِلَى أَن قَالَ أما الحَدِيث فَلم يكن فِي عصره من يدانيه فِيهِ وَأما بَقِيَّة علومه من فقه وَنَحْو وَتَفْسِير وَكَلَام فَكَانَ فِي كل وَاحِد مِنْهَا حسن الْمُشَاركَة وَقَالَ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ درس وَأفْتى وَجمع بَين الْعلم وَالدّين وَالْكَرم والمروءة وَلم يخلف بعده مثله توفّي بالقدس فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ توفّي سنة سِتِّينَ وَهُوَ وهم وَدفن بمقبرة بَاب الرَّحْمَة إِلَى جَانب سور الْمَسْجِد وَمن تصانيفه الْقَوَاعِد مَشْهُور وَهُوَ كتاب نَفِيس مُشْتَمل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 على علمي الْأُصُول وَالْفُرُوع والوشي الْمعلم فِيمَن روى عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مجلدة وعقيلة المطالب فِي ذكر أشرف الصِّفَات والمناقب فِي مُجَلد لطيف وَجمع الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي زِيَارَة قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتبه لشيخه برهَان الدَّين فِي قَضِيَّة ابْن تَيْمِية والمراسيل وَالْكَلَام على حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ فِي مجلدة ومنحه الرائض بعلوم آيَات الْفَرَائِض وكتابا فِي المدلسين وكتابا سَمَّاهُ تَنْقِيح الفهوم فِي صنع الْعُمُوم وَشرع فِي أَحْكَام كبرى عمل مِنْهَا قِطْعَة نفيسة وَغير ذَلِك من التصانيف المتقنة المحررة 643 - ضِيَاء بن سعد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الإِمَام الْعَالم ضِيَاء الدَّين أَبُو مُحَمَّد بن الشَّيْخ سعد الدَّين العفيفي الْقزْوِينِي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالقرمي وبابن قَاضِي القرم وَيُقَال إِنَّه من ذُرِّيَّة عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَقيل كَانَ اسْمه عبيد الله فَغَيره لموافقته اسْم عبيد الله بن زِيَاد بن أَبِيه قَاتل الْحُسَيْن أَخذ الْعلم فِيمَا ذكر عَن أَبِيه وشمس الدَّين الخلخالي والبدر الحديث: 643 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 التسترِي وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث من الْعَفِيف المطري ودرس بالشيخونية وبالمنصورية درس الْفِقْه والْحَدِيث وَولي مشيخة خانقاه بيبرس وولاه الْأَشْرَف مشيخة مدرسته عِنْد خُرُوجه لِلْحَجِّ فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَماهُ شيخ الشُّيُوخ وأبطل هَذَا الِاسْم عَن شيخ سرياقوس قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ ذَا شيبَة حَسَنَة وَله وصلَة زَائِدَة بِالْملكِ الْأَشْرَف وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأصول ويقرئها ويقريء الْفِقْه والطلبة يقصدونه ورحل إِلَيْهِ لإحسانه إِلَى الطّلبَة ونفعهم بجاهه أَيَّام الْأَشْرَف وَقَالَ غَيره كَانَ من أهل الْعلم وَالْخَيْر وَالصَّلَاح والصدق وَكَانَ متواضعا من ذَوي المروءات الخالين من الْحَسَد وَقَالَ غَيره كَانَ إِمَامًا عَالما بالتفسير وَالْفِقْه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان يقريء الْكتب الْمَشْهُورَة فِي ذَلِك من غير مُرَاجعَة وَكَانَ ملازما للشغل والإفادة أوقاته مستغرقة بذلك وَكَانَ حسن الْفَتْوَى دينا خيرا حسن الشكل لَهُ لحية تملأ وَجهه وتمتد إِلَى قرب من سرته وَكَانَ فِيهِ رفق وإحسان وَله تهجد وأوراد وَفِيه صدقه وبر وإيثار وَقيام فِي الْحق عِنْد الْأُمَرَاء يصدع بِالْحَقِّ وَلَا يُبَالِي توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة عَن خمس وَخمسين سنة تَقْرِيبًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 644 - عبد الله بن أسعد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن فلاح الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة الْعَارِف الْفَقِيه الْعَالم شيخ الْحجاز عفيف الدَّين أَبُو مُحَمَّد اليافعي اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ ولد قبل السبعمائة بِقَلِيل وَكَانَ من صغره ملازما لبيته تَارِكًا لما يشْتَغل بِهِ الْأَطْفَال من اللّعب فَلَمَّا رأى وَالِده آثَار الْفَلاح عَلَيْهِ ظَاهر بعث بِهِ إِلَى عدن فاشتغل بِالْعلمِ أَخذ عَن الْعَلامَة أبي عبد الله البصال وَشرف الدَّين الْحرَازِي قَاضِي عدن ومفتيها وَعَاد إِلَى بِلَاده وحبب إِلَيْهِ الْخلْوَة والانقطاع والسياحة فِي الْجبَال وَصَحب شَيْخه الشَّيْخ عَليّ الْمَعْرُوف بالطواشي وَهُوَ الَّذِي سلكه الطَّرِيق ثمَّ لَازم الْعلم وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير والجمل للزجاجي ثمَّ جاور بِمَكَّة وَتزَوج بهَا وَقَرَأَ الْحَاوِي على قاضيها القَاضِي نجم الدَّين الطَّبَرِيّ وَسمع الحَدِيث وَله سياحات وأشعار ذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَختم بِهِ كِتَابه وَذكر لَهُ تَرْجَمَة طَوِيلَة وَقَالَ كَانَ إِمَامًا يسترشد بِعُلُومِهِ ويقتدى وعلما يستضاء بأنواره ويهتدى صنف تصانيف كَثِيرَة فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم إِلَّا أَن غالبها صَغِير الحجم مَعْقُود لمسائل مُفْردَة وَكثير من تصانيفه نظم فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول الشّعْر الْحسن الْكثير بِغَيْر كلفه وَمن تصانيفه قصيدة مُشْتَمِلَة على قريب من الحديث: 644 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 عشْرين علما على مَا ذكر إِلَّا أَن بَعْضهَا متداخل كالتصريف مَعَ النَّحْو والقوافي مَعَ الْعرُوض وَنَحْو ذَلِك وَقَالَ ابْن رَافع اشْتهر ذكره وَبعد صيته فِي التصوف وَفِي أصُول الدَّين وَكَانَ يتعصب للأشعري وَله كَلَام فِي ذمّ ابْن تَيْمِية وَلذَلِك غمزه بعض من تعصب لِابْنِ تَيْمِية من الْحَنَابِلَة وَغَيرهم توفّي بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة بَاب الْمُعَلَّى جوَار الفضيل بن عِيَاض واليافعي نِسْبَة إِلَى قَبيلَة من قبائل الْيمن من حمير 645 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عقيل الإِمَام الْعَلامَة رَئِيس الْعلمَاء وَصدر الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية بهاء الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْعقيلِيّ الطَّالِبِيُّ البالسي الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولد سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَقيل سنة سَبْعمِائة وَسمع الحَدِيث وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ زين الدَّين ابْن الحديث: 645 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 الكتناني وَغَيره وَقَرَأَ النَّحْو على الشَّيْخ أبي حَيَّان ولازمه فِي ذَلِك اثْنَتَيْ عشرَة سنة أَخذ عَنهُ كتاب سِيبَوَيْهٍ والتسهيل وَشَرحه حَتَّى قَالَ أَبُو حَيَّان مَا تَحت أَدِيم السَّمَاء أنحى من ابْن عقيل وَأخذ الْفِقْه وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ عَلَاء الدَّين القونوي ولازمه وَأخذ عَن القَاضِي جلال الدَّين الْقزْوِينِي وَقَرَأَ الْقرَاءَات على التقي الصَّائِغ واشتهر اسْمه وَعلا ذكره وناب فِي الحكم عَن القَاضِي جلال الدَّين ثمَّ عَن عز الدَّين ابْن جمَاعَة ودرس بزاوية الشَّافِعِي بِمصْر فِي آخر عمره ودرس بالقطبية العتيقة وَولي درس التَّفْسِير بالجامع الطولوني وَختم بِهِ الْقُرْآن تَفْسِيرا فِي مُدَّة ثَلَاث وَعشْرين سنة ثمَّ شرع فِي أول الْقُرْآن بعد ذَلِك فَمَاتَ فِي أثْنَاء ذَلِك ودرس الْفِقْه بِجَامِع القلعة وَشرح الألفية شرحا متوسطا حسنا لكنه اختصر فِي النّصْف الثَّانِي جدا وَشرح التسهيل شرحا متوسطا سَمَّاهُ بالمساعد وَشرع فِي تَفْسِير مطول وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء النِّسَاء وَله آخر مُخْتَصر لم يكمله سَمَّاهُ بِالتَّعْلِيقِ الْوَجِيز على الْكتاب الْعَزِيز قَالَ ابْن رَافع وبدا لي كتاب فِي الْفِقْه سَمَّاهُ النفيس على مَذْهَب ابْن إِدْرِيس وَكَانَ قوي النَّفس يتيه على أَرْبَاب الدولة ويخضعون لَهُ وَلَا يتَرَدَّد إِلَى أحد وَالنَّاس إِلَى بَابه وَعِنْده حشمة بَالِغَة وتنطع زَائِد فِي الملبس والمأكل وَلَا يبْقى على شَيْء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 وَمَات وَعَلِيهِ دين وَقد ولي الْقَضَاء فِي آخر ايام صرغتمش نَحْو ثَمَانِينَ يَوْمًا وَفرق على الطّلبَة وَالْفُقَهَاء فِي ولَايَته مَعَ قصرهَا نَحْو سِتِّينَ ألف دِرْهَم يكون أَكثر من ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَكَانَ الْقُضَاة قبله أمروا أَن لَا يكْتب أحد من الشُّهُود وَصِيَّة إِلَّا بِإِذن القَاضِي فَأبْطل ذَلِك وَقَالَ إِلَى أَن يحصل الْإِذْن قد يَمُوت الرجل ذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَلم يصفه وَفِي كَلَامه تحامل عَلَيْهِ لِأَن الشَّيْخ بهاء الدَّين كَانَ لَا ينصفه فِي الْبَحْث وَرُبمَا خرج عَلَيْهِ وَلَهُمَا حِكَايَة فِي ذَلِك وَكَانَ فِيهِ لثغة توفّي فِي ربيع الأول سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة قَرِيبا من قبر الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ 646 - عبد الرَّحِيم بن الْحسن بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الإِمَام الْعَلامَة منقح الْأَلْفَاظ مُحَقّق الْمعَانِي ذُو التصانيف الْمَشْهُورَة المفيدة جمال الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْأمَوِي الْإِسْنَوِيّ الْمصْرِيّ ولد بإسنا فِي رَجَب الحديث: 646 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 سنة أَربع وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع الحَدِيث واشتغل فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم وَأخذ الْفِقْه عَن الزنكلوني والسنباطي والسبكي وجلال الدَّين الْقزْوِينِي والوجيزي وَغَيرهم وَأخذ النَّحْو عَن أبي حَيَّان وَقَرَأَ عَلَيْهِ التسهيل قَالَ الْمَذْكُور فِي الطَّبَقَات وَكتب لي بحث على الشَّيْخ فلَان إِلَى آخر النِّسْبَة ثمَّ قَالَ لي لم أشيخ أحدا فِي سنك وَأخذ الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة عَن القونوي والتستري وَغَيرهمَا وانتصب للاقراء والإفادة من سنة سبع وَعشْرين ودرس بالأقبغاوية والملكية والفارسية والفاضلية ودرس التَّفْسِير بِجَامِع ابْن طولون وَولي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ الْحِسْبَة ثمَّ تَركهَا وعزل من الْوكَالَة وتصدى للاشغال والتصنيف وَصَارَ أحد مَشَايِخ الْقَاهِرَة الْمشَار إِلَيْهِم وَشرع فِي التصنيف بعد الثَّلَاثِينَ ذكره تِلْمِيذه سراج الدَّين ابْن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 الملقن فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء وَقَالَ شيخ الشَّافِعِيَّة ومفتيهم ومصنفهم ومدرسهم ذُو الْفُنُون الْأُصُول وَالْفِقْه والعربية وَغير ذَلِك وَقَالَ الْحَافِظ ولي الدَّين أَبُو زرْعَة فِي وفياته اشْتغل فِي الْعُلُوم حَتَّى صَار أوحد زَمَانه وَشَيخ الشَّافِعِيَّة فِي أَوَانه وصنف التصانيف النافعة السائرة كالمهمات وَفِي ذَلِك يَقُول وَالِدي من أَبْيَات ... أبدت مهماته إِذْ ذَاك رتبته ... إِن الْمُهِمَّات فِيهَا يعرف الرجل ... وَتخرج بِهِ خلق كثير وَأكْثر عُلَمَاء الديار المصرية طلبته وَكَانَ حسن الشكل حسن التصنيف لين الْجَانِب كثير الْإِحْسَان للطلبة ملازما للافادة والتصنيف وأفرد لَهُ الْوَالِد تَرْجَمَة وَحكى عَنهُ فِيهَا كشف ظَاهر توفّي فَجْأَة فِي جُمَادَى الأخرة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربته بِقرب مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَمن تصانيفه جَوَاهِر الْبَحْرين فِي تنَاقض الحبرين فرغ مِنْهُ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ والتنقيح على التَّصْحِيح فرغ مِنْهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَشرح الْمِنْهَاج للبيضاوي وَهُوَ أحسن شروحه وأنفعها فرغ مِنْهُ فِي آخر سنة أَرْبَعِينَ وَالْهِدَايَة فِي أَوْهَام الْكِفَايَة فرغ مِنْهُ سنة سِتّ وَأَرْبَعين والمهمات فرغ مِنْهَا سنة وَسِتِّينَ والتمهيد فرغ مِنْهُ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وطبقات الْفُقَهَاء فرغ مِنْهُ سنة تسع وَسِتِّينَ وطراز المحافل فِي الْغَاز الْمسَائِل فرغ مِنْهُ فِي سنة سبعين وَمن تصانيفه أَيْضا كَافِي الْمُحْتَاج فِي شرح منهاج النَّوَوِيّ فِي ثَلَاث مجلدات وصل فِيهِ إِلَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 الْمُسَاقَاة وَهُوَ شرح حسن مُفِيد منقح وَهُوَ أَنْفَع شُرُوح الْمِنْهَاج والكوكب الدُّرِّي فِي تَخْرِيج مسَائِل الْفِقْه على النَّحْو وَتَصْحِيح التَّنْبِيه والفتاوى الحموية هَذِه تصانيفه الْمَشْهُورَة وَله اللوامع والبوارق فِي الْجَوَامِع والفوارق ومسودة فِي الْأَشْبَاه والنظائر وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب وَقطعَة من مُخْتَصر الشَّرْح الصَّغِير قيل إِنَّه وصل فِيهِ إِلَى البيع وَشرح التَّنْبِيه كتب مِنْهُ نَحْو مُجَلد وَكتاب الْبَحْر الْمُحِيط كتب مِنْهُ مجلدا 647 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة قَاضِي الْقُضَاة شيخ الْمُحدثين بركَة الْمُسلمين عز الدَّين أَبُو عمر بن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدَّين أبي عبد الله الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الْمصْرِيّ ولد بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَنَشَأ فِي طلب الْعلم وَسمع الْكثير وشيوخه سَمَاعا وإجازة يزِيدُونَ على ألف وثلاثمائة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ كتبا كبارًا وَتفرد بشيوخ واجزاء وَكتب وتفقه على وَالِده وَالشَّيْخ جمال الدَّين الوجيزي وَغَيرهمَا وَأخذ الْأَصْلَيْنِ عَن الشَّيْخ عَلَاء الدَّين الْبَاجِيّ والنحو عَن الشَّيْخ أبي حَيَّان ودرس من سنة أَربع عشرَة وَولي الحديث: 647 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 قَضَاء الديار المصرية مُدَّة طَوِيلَة وَجعل النَّاصِر إِلَيْهِ تعْيين قُضَاة الشَّام وَحدث وَأفْتى وصنف وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة وَكَانَ مَعَ نَائِبه القَاضِي تَاج الدَّين الْمَنَاوِيّ كالمحجور عَلَيْهِ لَهُ الِاسْم والمناوي هُوَ الْقَائِم بأعباء المنصب فَلَمَّا مَاتَ عجز القَاضِي عز الدَّين عَن الْقيام بِهِ فاستعفى وَكَانَ يعاب بالإمساك وَلم يحفظ عَنهُ فِي دينه مَا يشينه ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقد مَاتَ قبله بِنَحْوِ عشْرين سنة وَقَالَ فِيهِ الإِمَام الْمُفْتِي الْفَقِيه الْمدرس الْمُحدث قدم علينا بولده طَالب حَدِيث فِي سنة خمس وَعشْرين فَقَرَأَ الْكثير وَسمع وَكتب الطباق وعني بِهَذَا الشَّأْن وَكَانَ خيرا صَالحا حسن الْأَخْلَاق كثير الْفَضَائِل سَمِعت مِنْهُ وَسمع مني وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ نَشأ فِي الْعلم وَالدّين ومحبة أهل الْخَيْر ودرس وَأفْتى وصنف تصانيف كَثِيرَة حَسَنَة وَولي الْقَضَاء فَسَار فِيهِ سيرة حَسَنَة وَكَانَ حسن المحاضرة كثير الْأَدَب يَقُول الشّعْر الْجيد وَيكْتب الْخط الْحسن السَّرِيع سليم الصَّدْر محبا لأهل الْعلم وَكَانَ السُّلْطَان قد أغدق الولايات بِمن يُعينهُ ثمَّ استعفى عَن الْقَضَاء فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ واستمرمعه تدريس الخشابية ودرس الحَدِيث وَالْفِقْه بِجَامِع ابْن طولون وَحج فِي تِلْكَ السّنة توفّي بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بعقبة بَاب الْمُعَلَّى إِلَى جَانب قبر الفضيل بن عِيَاض بَينه وَبَين أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَكَانَ يَقُول أشتهي أَن أَمُوت بِأحد الْحَرَمَيْنِ معزولا عَن الْقَضَاء فنال مَا تمنى وَمن تصانيفه تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ مجلدين وَهُوَ كتاب نَفِيس جليل وَكتاب كَبِير فِي الْمَنَاسِك على مَذَاهِب الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة فِي مجلدين مُشْتَمل على نفائس وغرائب والمناسك الصُّغْرَى والسيرة الْكُبْرَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 والسيرة الصُّغْرَى وَجمع شَيْئا على الْمُهَذّب وَتكلم على مَوَاضِع فِي الْمِنْهَاج وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين صنف شرحا على الْمِنْهَاج لم يكمله 648 - عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَلِيّ بن عبد السَّلَام الْعَلامَة الزَّاهِد الْقدْوَة بهاء الدَّين المراغي الْمصْرِيّ الإخميمي ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده فِي حُدُود سنة سَبْعمِائة اشْتغل وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير وَسمع الحَدِيث وشغل بِالْعلمِ بالجامع وانتفع بِهِ قَالَ ابْن رَافع وَجمع كتابا فِي أصُول الْفِقْه وَالدّين وَقَالَ ابْن كثير كَانَ لَهُ يَد فِي علم أصُول الْفِقْه وصنف فِي الْكَلَام كتابا مُشْتَمِلًا على أَشْيَاء مَقْبُولَة وَغير مَقْبُولَة وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وَالْأُصُول ولازم الشَّيْخ عَلَاء الدَّين القونوي ثمَّ خرج إِلَى الشَّام فاستوطنها وَكَانَ إِمَامًا بارعا فِي علم الْكَلَام وَالْأُصُول ذَا قريحة صَحِيحَة وذهن صَحِيح وذكاء مفرط وَيعرف الْحَاوِي معرفَة جَيِّدَة وَعِنْده دين كثير وتأله وَعبادَة ومراقبة وصبر على خشونة الْعَيْش وَكَانَ بيني وَبَينه صداقة ومحبة ومراسلات كَثِيرَة فِي مبَاحث جرت بَيْننَا أصولا وكلاما وفقها وصنف فِي علم الْكَلَام كتابا سَمَّاهُ المنقذ من الزلل فِي الْعلم وَالْعَمَل وأحضره إِلَى لأقف عَلَيْهِ فَوَجَدته قد سلك طَرِيقا انْفَرد بهَا وَفِي كِتَابه مويضعات يسيرَة لم أرتضها توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة مطعونا وَدفن الحديث: 648 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 بتربته دَاخل الْبَلَد ومراغة بِفَتْح الْمِيم وَقيل بِكَسْرِهَا قَرْيَة من الصَّعِيد ومراغة أَيْضا بَلْدَة من بِلَاد أذربيجان خرج مِنْهَا جمَاعَة من الْأَئِمَّة والمحدثين وَهِي بِفَتْح الْمِيم لَيْسَ إِلَّا 649 - عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدَّين أَبُو نصر بن الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أبي الْحسن الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ مولده بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَسَبْعمائة وَقيل سنة ثَمَان وَحضر وَسمع بِمصْر من جمَاعَة ثمَّ قدم دمشق مَعَ وَالِده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسمع بهَا من جمَاعَة واشتغل على وَالِده وعَلى غَيره وَقَرَأَ على الْحَافِظ الْمزي ولازم الذَّهَبِيّ وَتخرج بِهِ وَطلب بِنَفسِهِ ودأب قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي أَخْبرنِي أَن الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن النَّقِيب أجَازه بالإفتاء والتدريس وَلما مَاتَ ابْن النَّقِيب كَانَ عمر القَاضِي تَاج الدَّين ثَمَانِيَة عشر سنة وَأفْتى الحديث: 649 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 ودرس وَحدث وصنف وأشغل وناب عَن أَبِيه بعد وَفَاة أَخِيه القَاضِي الْحُسَيْن ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بسؤال وَالِده فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين ثمَّ عزل مُدَّة لَطِيفَة ثمَّ أُعِيد ثمَّ عزل بأَخيه بهاء الدَّين وَتوجه إِلَى مصر على وظائف أَخِيه ثمَّ عَاد إِلَى الْقَضَاء على عَادَته وَولي الخطابة بعد وَفَاة ابْن جملَة ثمَّ عزل وَحصل لَهُ محنة شَدِيدَة وسجن بالقلعة نَحْو ثَمَانِينَ يَوْمًا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَضَاء وَقد درس بِمصْر وَالشَّام بمدارس كبار العزيزية والعادلية الْكُبْرَى والغزالية والعذراوية والشاميتين والناصرية والأمينية ومشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية وتدريس الشَّافِعِي بِمصْر والشيخونية والميعاد بالجامع الطولوني وَغير ذَلِك وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن كثير جرى عَلَيْهِ من المحن والشدائد مالم يجر على قَاض قبله وَحصل لَهُ من المناصب مالم يحصل لأحد قبله وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي خرج لَهُ ابْن سعد مشيخة وَمَات قبل تكميلها وَحصل فنونا من الْعلم من الْفِقْه وَالْأُصُول وَكَانَ ماهرا فِيهِ والْحَدِيث وَالْأَدب وبرع شَارك فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ لَهُ يَد فِي النّظم والنثر جيد البديهة ذَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 بلاغة وطلاقة لِسَان وجراءة جنان وذكاء مفرط وذهن وقاد وَكَانَ لَهُ قدرَة على المناظرة صنف تصانيف عدَّة فِي فنون على صغر سنة وَكَثْرَة أشغاله قُرِئت عَلَيْهِ وانتشرت فِي حَيَاته وَبعد مَوته قَالَ وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْقَضَاء والمناصب بِالشَّام وحصلت لَهُ محنة بِسَبَب الْقَضَاء وأوذي فَصَبر وسجن فَثَبت وعقدت لَهُ مجَالِس فأبان عَن شجاعة وأفحم خصومه مَعَ تواطئهم عَلَيْهِ ثمَّ عَاد إِلَى مرتبته وَعَفا وصفح عَمَّن قَامَ عَلَيْهِ وَكَانَ سيدا جوادا كَرِيمًا مهيبا تخضع لَهُ أَرْبَاب المناصب من الْقُضَاة وَغَيرهم توفّي شَهِيدا بالطاعون فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة خطب يَوْم الْجُمُعَة فطعن لَيْلَة السبت رَابِعَة وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء وَدفن بتربتهم بالسفح عَن أَربع وَأَرْبَعين سنة وَمن تصانيفه شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي مجلدين سَمَّاهُ رفع الْحَاجِب عَن مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرح الْمِنْهَاج الْبَيْضَاوِيّ وَكَانَ وَالِده قد بَدَأَ فِيهِ فَكتب مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة فَبنى عَلَيْهَا وَلَده وَالْقَوَاعِد الْمُشْتَملَة على الْأَشْبَاه والنظائر وطبقات الْفُقَهَاء الْكُبْرَى فِي ثَلَاثَة أَجزَاء وفيهَا غرائب وعجائب والطبقات الْوُسْطَى مُجَلد ضخم والطبقات الصُّغْرَى مُجَلد لطيف والترشيح فِي اختيارات وَالِده وَفِيه فَوَائِد غَرِيبَة وَهُوَ أسلوب غَرِيب والتوشيح على التَّنْبِيه والتصحيح والمنهاج وَجمع مُخْتَصرا فِي الْأُصُول سَمَّاهُ جمع الْجَوَامِع وَكتب عَلَيْهِ كتابا سَمَّاهُ منع الْمَوَانِع وجلب حلب جَوَاب أسئلة سَأَلَهُ عَنْهَا الْأَذْرَعِيّ وَغير ذَلِك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 650 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن فتوح بن إِبْرَاهِيم الْفَاضِل الْعَالم النحرير المدقق الْمُفْتِي تَاج الدَّين أَبُو الْحسن الثَّعْلَبِيّ الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن الدريهم مولده فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة بالموصل وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّمْس أبي بكر بن الْعلم سنجر الْموصِلِي وَحفظ الْهَادِي فِي الْفِقْه وتفقه على الشَّيْخ زين الدَّين ابْن شيخ العوينة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا من الرياضي وَبحث الْحَاوِي الصَّغِير على جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي شرف الدَّين عبد الله ابْن يُونُس من شُيُوخ وَالِده كَمَال الدَّين الصَّغِير وَحفظ الألفيتين وَبحث فِي التسهيل وَقَرَأَ على الشَّيْخ أبي حَيَّان بعض تصانيفه وَأَجَازَهُ وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة ذكره الصّلاح الصَّفَدِي فِي كِتَابه اعيان الْعَصْر وَأَعْوَان النَّصْر وَذكر لَهُ تَرْجَمَة طَوِيلَة طنانة وَقَالَ كَانَ أعجوبة من أَعَاجِيب الزَّمَان فِي ذكائه وغريبة من غرائب الدَّهْر خَاضَ بحار الْمَنْقُول وَقطع مفاوز الْمَعْقُول وَله مُشَاركَة فِي غير مَا علم من فقه وَحَدِيث وأصول دين وأصول فقه وقراءات وَتَفْسِير وَغير ذَلِك وَكَانَ ذهنه حادا وقادا وَأما الْحساب والأوفاق وخواص الْحُرُوف وَحل المترجم والألغاز والأحاجي فَأمر بَالغ وَكَذَلِكَ النُّجُوم وَحل التَّقْوِيم وَله تصانيف كَثِيرَة فِي غير مَا فن وَحصل ثروة عَظِيمَة ثمَّ ذهبت وَتوجه فِي آخر عمره رَسُولا إِلَى الْحَبَشَة فَمَاتَ بقوص فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة الحديث: 650 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 651 - عمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الْحلَبِي الإِمَام الْعَلامَة ذُو الْفُنُون كَمَال الدَّين أَبُو الْفضل بن العجمي مولده فِي جُمَادَى الأخرة سنة أَربع وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ الْقرَاءَات على وَالِده وَطلب الحَدِيث بحلب ورحل إِلَى حماة وَسمع بهَا ثمَّ إِلَى دمشق وَسمع بهَا صَحِيح البُخَارِيّ من الحجار وَكتب الْمزي الثبت بِخَطِّهِ وَسمع من الْمزي والذهبي وَحج وَدخل مصر والإسكندرية وَسمع شَيْئا كثيرا وَله ثَبت قَالَ قريبَة الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي أَظُنهُ فِي ثَلَاثَة أَجزَاء لطاف وقاسى فِي رحلته فقرا شَدِيدا وعني بِالْحَدِيثِ حَتَّى برع فِيهِ وَقَرَأَ على الشَّيْخ فَخر الدَّين بن خطيب جبرين وَالشَّيْخ شرف الدَّين الْبَارِزِيّ وَقَرَأَ على الشَّيْخ برهَان الدَّين بن الفركاح دروسا فِي الْفِقْه ولازم الشَّيْخ فَخر الدَّين حَتَّى تفقه عَلَيْهِ وَأَجَازَهُ بالإفتاء وَقَرَأَ الْأُصُول على شمس الدَّين الاصفهاني ودرس بالرواحية والشرقية والظاهرية وأشغل وَأفْتى وَكَانَ مدَار الْفَتْوَى بحلب الحديث: 651 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 عَلَيْهِ وعَلى الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْأَذْرَعِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ لَهُ فهم ومشاركة ومصنفات وَذكره قريبَة الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي فِي مشيخته وَبسط تَرْجَمته وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير قَالَ وَهُوَ أول من انتفعت بِهِ فِي هَذَا الشَّأْن وَكَانَ إِمَامًا بارعا فَقِيها متقنا عَلامَة مُحدثا عَالما بالأصلين وَغير ذَلِك وَله فَوَائِد كَثِيرَة فِي كل فن وَكَانَ يقرىء ربع الْعبارَات فِي الْحَاوِي فِي يَوْم بِالدَّلِيلِ وَالتَّعْلِيل وَكَانَ حسن الْعشْرَة حسن الْأَخْلَاق كثير الحكايات والإنشاد وصنف فِي الْفِقْه وَغَيره توفّي فِي ربيع الأول سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسبعين وَدفن بتربة جده خَارج بَاب الْمقَام 652 - عمر بن عِيسَى بن عمر الشَّيْخ الإِمَام زين الدَّين الباريني أحد مَشَايِخ الْعلم بحلب ولد سنة سَبْعمِائة ببارين قَرْيَة من عمل حماة سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَأخذ عَن الشَّيْخ شرف الدَّين الْبَارِزِيّ وَسمع من الحجار وَغَيره وَسكن حلب وَكَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا فَقِيها فرضيا نحويا اديبا شَاعِرًا الحديث: 652 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 بارعا ورعا زاهدا امرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر درس بِالْمَدْرَسَةِ النورية اسْتِقْلَالا وبالأسدية نِيَابَة وأشغل بحلب فَأخذ عَنهُ الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن الزكي وشمس الدَّين الببائي وَشرف الدَّين الداديخي وَغَيرهم وَله نظم ونثر وقواعد فِي النَّحْو وَالْفِقْه وَألف فِي الْفَرَائِض والعربية وَكتب الْمَنْسُوب على ابْن خطيب بعلبك توفّي بحلب فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن خَارج بَاب الْمقَام وَقَالَ فِيهِ ابْن حبيب ... حلب تغير حَالهَا لما اختفى ... من فضل زين الدَّين عَنْهَا مَا ظهر ... ... ومدارس الْفُقَهَاء فِيهَا أقفرت ... من بعد عامرها أبي حَفْص عمر ... 653 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَبَّاس بن عَسْكَر الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي صدر الدَّين أَبُو عبد الله بن القَاضِي الإِمَام جمال الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن الخابوري شيخ طرابلس وخطيبها ومفتيها أَخذ عَن الشَّيْخَيْنِ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ الحديث: 653 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 وَكَمَال الدَّين ابْن الزملكاني ورحل إِلَى مصر وَاجْتمعَ بالشيخ زين الدَّين الكتنائي وَغَيره وَسمع وَحدث وأشغل وَأفَاد وَولي الْقَضَاء بصفد مُدَّة فَكَانَت تَأتيه فَتَاوَى من الْبِلَاد الْبَعِيدَة حُكيَ أَن رجلا جَاءَ بفتوي إِلَى الشَّيْخ فَخر الدَّين الْمصْرِيّ فَقَالَ لَهُ من أَيْن أَنْت فَقَالَ من صفد فَقَالَ عنْدكُمْ مثل الشَّيْخ صدر الدَّين ابْن الخابوري وتسألنا هُوَ أعلم منا ورد الْفَتْوَى إِلَى صَاحبهَا ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء طرابلس ثمَّ عزل مِنْهُ وَاسْتمرّ على الخطابة والتدريس إِلَى أَن توفّي قَالَ ابْن كثير كَانَ فَقِيها جيدا مستحضرا للْمَذْهَب من قَوَاعِده وضوابطه وفروعه ودقائقه لَهُ اعتناء جيد بذلك جدا وَقد أذن لجَماعَة فِي الْإِفْتَاء توفّي فِي الْمحرم سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فِي حُدُود السّبْعين أَو جاوزها ووالده كَانَ قَاضِي بعلبك قَالَ ابْن كثير وَكَانَ أكبر أَصْحَاب الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ توفّي بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة عَن سبعين سنة 654 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن الشَّيْخ الْكَبِير أبي بكر بن قوام بن الحديث: 654 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 عَليّ بن قوام الشَّيْخ الْأَصِيل الْفَقِيه نور الدَّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ نجم الدَّين البالسي الأَصْل الدِّمَشْقِي مولده فِي رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع من جمَاعَة وتفقه ودرس وَحدث قَالَ ابْن كثير كَانَ من الْعلمَاء الْفُضَلَاء ودرس بالناصرية البرانية مُدَّة سنتَيْن بعد أَبِيه وبالرباط الدواداري دَاخل بَاب الْفرج وَكَانَ يحب السّنة ويفهمها جيدا وَقَالَ ابْن رَافع سمع وتفقه ودرس وَكَانَ حسن الْخلق توفّي فِي ربيع الْأُخَر سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون بزاويتهم 655 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الشَّيْخ الْعَلامَة الزَّاهِد ولي الدَّين أَبُو عبد الله العثماني الديباجي الْمَعْرُوف بِابْن المنفلوطي مولده سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع من جمَاعَة وتفقه وبرع فِي فنون الْعلم وَأخذ عَن الشَّيْخ نور الدَّين الأردبيلي وَحدث وأشغل وَكَانَ قد نَشأ بِدِمَشْق ثمَّ طلب إِلَى الديار المصرية فِي أَيَّام النَّاصِر حسن ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا الحديث: 655 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 وتدريس التَّفْسِير بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية وَغَيرهمَا قَالَ الْحَافِظ ولي الدَّين ابْن الْعِرَاقِيّ برع فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه وَالْأُصُول والتصوف وَكَانَ مُتَمَكنًا من هَذِه الْعُلُوم قَادِرًا على التَّصَرُّف فِيهَا فصيحا حُلْو الْعبارَة حسن الْوَعْظ كثير الْعِبَادَة والتأله جمع وَألف وشغل وَأفْتى وَوعظ وَذكر وانتفع النَّاس بِهِ وَلم يخلف فِي مَعْنَاهُ مثله وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي تفرد بِحسن التدريس وَكَانَ يتصوف وَكَانَ من ألطف النَّاس وأظرفهم شكلا وهيئة وَله تواليف بديعة التَّرْتِيب توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَذكر أَنه لما حَضرته الْوَفَاة قَالَ هَؤُلَاءِ مَلَائِكَة رَبِّي قد حَضَرُوا وبشروني بقصر فِي الْجنَّة وَشرع يردد السَّلَام عَلَيْكُم ثمَّ قَالَ انزعوا ثِيَابِي عني فقد جَاءُوا بحلل من الْجنَّة وَظهر عَلَيْهِ السرُور وَمَات فِي الْحَال وَدفن بتربة الْأَمِير نَاصِر الدَّين بن آقبغا آص وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة قَالَ بَعضهم حرز الْجمع الَّذين صلوا عَلَيْهِ بِثَلَاثِينَ ألفا 656 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الإِمَام الْعَلامَة صدر الحديث: 656 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 المدرسين وأوحد المناظرين شمس الدَّين أَبُو عبد الله بن الْخَطِيب شهَاب الدَّين خطيب يبرود مدرس الشامية البرانية خمس عشرَة سنة مولده سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة واشتغل على الشَّيْخَيْنِ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَكَمَال الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَأخذ عَن مُحي الدَّين ابْن جهبل وَكَمَال الدَّين ابْن الزملكاني أَيْضا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّيْخ نجم الدَّين القحفازي وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ شمس الدَّين الْأَصْفَهَانِي وبرع فِي الْأُصُول وشارك فِي الْعُلُوم وَأفْتى ودرس قَدِيما سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بتربة أم الصَّالح وناب فِي الحكم عَن القَاضِي جلال الدَّين الْقزْوِينِي فِي ولَايَته الثَّانِيَة ثمَّ توجه إِلَى الديار المصرية فصادف وَفَاة الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن اللبان فاستقر عوضه فِي تدريس قبَّة الشَّافِعِي وتدريس جَامع الْحَاكِم فباشرهما مُدَّة سنة ثمَّ نزل عَنْهُمَا للْقَاضِي بهاء الدَّين ابْن السُّبْكِيّ بِحكم نزُول أَخِيه القَاضِي جمال الدَّين لَهُ عَن تدريس الشامية البرانية وَقدم دمشق وباشر التدريس الْمَذْكُور أَزِيد من تسع سِنِين ثمَّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 ناقل مِنْهُ إِلَى تدريس المسرورية والدماغية وَغَيرهمَا ثمَّ نزل عَن وظائفه بِدِمَشْق وَتوجه إِلَى الْحجاز فِي سنة سِتِّينَ فجاور بِالْمَدِينَةِ مُدَّة وَولي الْقَضَاء بهَا ثمَّ قدم إِلَى مصر وَولي تدريس الناصرية الجوانية بعد وَفَاة القَاضِي شمس الدَّين الْغَزِّي فدرس بهَا دون سنة فَلَمَّا توفّي القَاضِي تَاج الدَّين تَركهَا وَولي تدريس الشامية البرانية وَاسْتمرّ بهَا نَحْو سِتّ سِنِين إِلَى ان توفّي قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ ذهنه غَايَة فِي الْجَوْدَة من أحسن النَّاس إِلْقَاء للدروس يقْصد فِي درسه التَّحْقِيق والتشغيب والتحرير وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْأُصُول وَاسْتَعْملهُ فِي الْعُلُوم طَوِيل النَّفس فِي المناظرة والبحث وَله معرفَة جَيِّدَة بالأدب وَله تذنيبات على طَريقَة شَيْخه القحفازي توفّي فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير عِنْد الشَّيْخ حَمَّاد 657 - مُحَمَّد بن احْمَد بن عَليّ بن عمر الإِمَام شمس الدَّين الْإِسْنَوِيّ ابْن عَم الحديث: 657 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 الشَّيْخ جمال الدَّين قَالَ القَاضِي ولي الدَّين ابْن الْعِرَاقِيّ ذكر لي القَاضِي تَقِيّ الدَّين عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عمر الْإِسْنَوِيّ أَنه كَانَ أحد الْعلمَاء العاملين وَأَنه اختصر الشِّفَاء للْقَاضِي عِيَاض وَشرح مُخْتَصر مُسلم والألفية لِابْنِ مَالك وَأَنه أشتغل قَدِيما ثمَّ أَقَامَ ببلدة إسنا ثمَّ صَار يجاور بِمَكَّة سنة وبالمدينة سنة وان الشَّيْخ عبد الله اليافعي قَالَ لَهُ إِنَّه قطب الْوَقْت فِي الْعلم وَالْعَمَل توفّي بِمَكَّة بعد الْحَج سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة 658 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر القَاضِي تَقِيّ الدَّين أَبُو الْيمن الْعمريّ الْحرَازِي الْمَكِّيّ مولده سنة سِتّ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا كثيرا وتفقه على وَالِده ورحل إِلَى القَاضِي شرف الدَّين الْبَارِزِيّ قَاضِي حماة وَأَجَازَهُ بالفتوى والتدريس وَكَانَ من الْفُضَلَاء وَصَارَ إِلَيْهِ أَمر التدريس والفتيا بِمَكَّة ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي سنة سِتِّينَ ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الخطابة فباشرها نَحْو الحديث: 658 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 سنتَيْن ثمَّ عزل عَن ذَلِك كُله فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِأبي الْفضل النويري فَلَزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا لحج أَو صَلَاة غَالِبا وَكَانَ فِي قَضَائِهِ عفيفا نزها وَإِنَّمَا عزل بِسَبَب حكم نعم عَلَيْهِ انه أَخطَأ فِيهِ توفّي بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة والحرازي بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الرَّاء وَبعد الْألف زَاي 659 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سجمان الإِمَام الْعَلامَة بَقِيَّة السّلف القَاضِي جمال الدَّين أَبُو بكر بن الإِمَام الْعَلامَة كَمَال الدَّين أبي الْعَبَّاس بن الإِمَام الْعَلامَة جمال الدَّين الْبكْرِيّ الوائلي الشريشي الأَصْل الدِّمَشْقِي مولده سنة أَربع أَو خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة أحضر على جمَاعَة وَسمع من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ واشتغل فِي صباه وتفنن فِي الْعُلُوم واشتهر بالفضيلة ودرس فِي حَيَاة وَالِده بِبَعْض الدُّرُوس ثمَّ بعد وَفَاة وَالِده بالرباط الناصري ثمَّ درس بعدة مدارس وافتى كل ذَلِك وَهُوَ فِي سنّ الشبيبة ثمَّ ولاه القَاضِي عَلَاء الدَّين القونوي قَضَاء حمص فنزح إِلَى هُنَاكَ وَأقَام زَمَانا طَويلا ثمَّ قدم دمشق فِي أول ولَايَة السُّبْكِيّ فولي تدريس البادرائية فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأقَام يشغل النَّاس بالجامع ويفتي ثمَّ ترك الحديث: 659 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 البادرائية لوَلَده شرف الدَّين سنة خمسين عِنْدَمَا ولي تدريس الإقبالية ثمَّ إِنَّه تَركه لوَلَده بدر الدَّين وَلما عزل القَاضِي تَاج الدَّين فِي سنة تسع وَسِتِّينَ توجه إِلَى مصر فولاه البُلْقِينِيّ نيابته فِي الطَّرِيق ثمَّ توجه هُوَ إِلَى الْقَاهِرَة فولي تدريس الشامية البرانية وَعَاد إِلَى دمشق وباشر التدريس الْمَذْكُور وَالْحكم يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ مرض وَمَات وَحدث بِمصْر وَالشَّام وَاخْتصرَ الرَّوْضَة وَشرح الْمِنْهَاج فِي أَرْبَعَة أَجزَاء لخصه من شرح الرَّافِعِيّ الصَّغِير من غير زِيَادَة وَله زَوَائِد الْحَاوِي على الْمِنْهَاج وَكَانَ حسن المحاضرة دمث الْأَخْلَاق وَله خطب ونظم توفّي فِي شَوَّال سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون 660 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن القَاضِي تَاج الدَّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ بهاء الدَّين السّلمِيّ الْمصْرِيّ الْمَنَاوِيّ سمع من جمَاعَة وتفقه على عَمه ضِيَاء الدَّين الْمَنَاوِيّ وطبقته ودرس وَأفْتى وَحدث وناب فِي الحكم عَن القَاضِي عز الدَّين بن جمَاعَة وَكَانَ إِلَيْهِ الْأَمر فِي غيبته وحضوره وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ودرس بالمشهد الْحُسَيْنِي وجامع الْأَزْهَر وخطب الحديث: 660 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 بالجامع الحاكمي ذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ كَانَ مَحْمُود الْخِصَال مشكور السِّيرَة وَقَالَ غَيره كَانَ مهابا صَارِمًا لكنه قَلِيل البضاعة فِي الْعُلُوم مَعَ صرامته فِي الْقَضَاء والعمدة بِالْحَقِّ والنصرة للعدل والدربة بِالْأَحْكَامِ والاعتناء بالمستحقين من أهل الْعلم وَغَيرهم وَكَانَ القَاضِي عز الدَّين قد ألْقى إِلَيْهِ مقاليد الْأُمُور كلهَا حَتَّى فِي الأقاليم توفّي فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربته بِظَاهِر بَاب تربة الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ 661 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله السَّيِّد الشريف شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي الوَاسِطِيّ نزيل الشامية الجوانية مولده سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَسَبْعمائة اشْتغل وَفضل ودرس بالصارمية وَأعَاد بالشامية البرانية وَكتب الْكثير نسخا وتصنيفا بِخَطِّهِ الْحسن فَمن تصانيفه مُخْتَصر الْحِلْية لأبي نعيم فِي مجلدات سَمَّاهُ مجمع الأحباب وَتَفْسِير كَبِير وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي ثَلَاث مجلدات ينْقل فِيهِ كَلَام الاصفهاني صفحة فَأكْثر وينقل من شرح القَاضِي تَاج الدَّين فَوَائده وَيُصَرح بنقلها عَنهُ وَكتاب فِي أصُول الدَّين مُجَلد الحديث: 661 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 وَكتاب فِي الرَّد على الْإِسْنَوِيّ فِي تناقضه قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي سمعته يعرض بعضه على القَاضِي بهاء الدَّين أبي الْبَقَاء قبل سَفَره إِلَى مصر ويقرىء عَلَيْهِ فِيهِ قَالَ وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس وَعَن الْفُقَهَاء خُصُوصا توفّي فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد مَسْجِد الْقدَم 662 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن عمر الْقرشِي الْأمَوِي الإسنائي الْمصْرِيّ ولد بإسنا فِي حُدُود سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة واشتغل بهَا على وَالِده فِي الْفِقْه والفرائض والحساب إِلَى أَن مهر فِي ذَلِك ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ عَن مشايخها وأحذ بحماة عَن القَاضِي شرف الدَّين الْبَارِزِيّ وَسمع من جمَاعَة ذكره أَخُوهُ فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ فَقِيها إِمَامًا فِي علم الْأَصْلَيْنِ وَالْخلاف والجدل وَعلم التصوف نظارا بحاثا فصيحا حسن التَّعْبِير عَن الْأَشْيَاء الدقيقة بالألفاظ الرشيقة دينا خيرا كثير الْبر وَالصَّدَََقَة رَقِيق الْقلب طارحا للتكلف مؤثرا للتقشف إِلَى أَن قَالَ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ عَن مشايخها إِلَى أَن برع فِي الْعُلُوم وَلم يبْق لَهُ فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْخلاف والجدل نَظِير بل وَلَا من يُقَارِبه فِي ذَلِك من أشياخه وَلَا غَيرهم ثمَّ ارتحل إِلَى الشَّام واستوطن حماة مُدَّة ودرس بهَا الحديث: 662 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 وَاجْتمعت الطّلبَة على الاستفادة مِنْهُ ثمَّ عَاد إِلَى الديار المصرية فانتصب فِيهَا أَيْضا للاقراء والتدريس والإفتاء والتصنيف فصنف مُخْتَصرا فِي علم الجدل سَمَّاهُ الْمُعْتَبر فِي علم النّظر ثمَّ وضع عَلَيْهِ شرحا جيدا وصنف فِي التصوف كتابا حسنا سَمَّاهُ حَيَاة الْقُلُوب وتصنيفا فِي الرَّد على النَّصَارَى وَتَوَلَّى تدريس الحسامية والأقبغاوية وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وأضيف إِلَيْهِ نظر الْأَوْقَاف بهَا وَأوصى أَن يُعَاد إِلَى من بعده قدر مَا تنَاوله مِنْهُ من الْمَعْلُوم توفّي فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربة أَخِيه بمقبرة الصُّوفِيَّة 663 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمار بن متوج بن جرير الإِمَام الْعَلامَة فَقِيه السّلف مفتي الشَّام جمال الدَّين أَبُو عبد الله بن القَاضِي محيي الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الزبداني مولده فِي جُمَادَى الأخرة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ بعض الطباق وتفقه على الْمَشَايِخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَكَمَال الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَكَمَال الدَّين ابْن الحديث: 663 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 الزملكاني وَأذن لَهُ فِي الْفَتْوَى ودرس قَدِيما بالنجيبية سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ بالظاهرية الجوانية والعادلية الصُّغْرَى وَأعَاد بالشامية الجوانية ودرس بهَا نِيَابَة مُدَّة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ يكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة جَيِّدَة بِخَط حسن وَعبارَة محررة حَتَّى كَانَ شَيْخه برهَان الدَّين فِيمَا بلغنَا يثني عَلَيْهِ فِي ذَلِك واشتهر بِدِمَشْق فِي شَأْن الْفَتْوَى وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا وَيُقَال إِنَّه لم يضْبط عَلَيْهِ فَتْوَى أَخطَأ فِيهَا وَكَانَ مُعظما تخضع لَهُ الشُّيُوخ ويقصد لقَضَاء حوائج النَّاس عِنْد الْقُضَاة وَغَيرهم وَيَمْشي بِنَفسِهِ فِي قَضَاء ذَلِك وَعِنْده تواضع وأدب زَائِد توفّي فِي مستهل الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة شَهِيدا بالطاعون وَدفن بالصالحية قلت وَكَانَ هُوَ وجدي وَابْن خطيب يبرود فِي طبقَة وَكَانَ بَينهم محبَّة واجتماع وبعدهم الحسباني والغزي وعلاء الدَّين ابْن حجي بَين أهل الطبقتين فِي المولد نَحْو عشْرين سنة وَبَعْضهمْ أَكثر 664 - مُحَمَّد بن خلف بن كَامِل بن عَطاء الله الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي شمس الحديث: 664 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 الدَّين أَبُو عبد الله الْغَزِّي ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة بغزة وَأخذ بالقدس عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين القلقشندي وَقدم دمشق واشتغل بهَا ثمَّ رَحل إِلَى القَاضِي شرف الدَّين الْبَارِزِيّ فتفقه عَلَيْهِ وَأذن لَهُ بالفتيا ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وجد واجتهد وَسمع الحَدِيث ودرس وَأعَاد وناب للْقَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ وَترك لَهُ تدريس الناصرية الجوانية وَقد قَامَ فِي محنة القَاضِي تَاج الدَّين قيَاما عَظِيما وحاقق عَنهُ وَأخذ مِنْهُ البُلْقِينِيّ الناصرية ثمَّ استعادها مِنْهُ بمرسوم السُّلْطَان وَجمع كِتَابه ميدان الفرسان جمع فِيهِ أبحاث الرَّافِعِيّ وَابْن الرّفْعَة والسبكي وَهُوَ كتاب نَفِيس فِي خمس مجلدات ذكره السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَقَالَ لم يكن فِي عصره أحفظ مِنْهُ لمَذْهَب الشَّافِعِي يكَاد يَأْتِي على الرَّافِعِيّ وغالب الْمطلب وَله مَعَ ذَلِك مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْأُصُول والنحو والْحَدِيث وصنف زيادات الْمطلب على الرَّافِعِيّ وميدان الفرسان توفّي فِي شهر رَجَب سنة سبعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربة السبكيين 665 - مُحَمَّد بن رَافع بن هجرس بن مُحَمَّد بن شَافِع السلَامِي بتَشْديد اللَّام الحديث: 665 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 الصميدي الْحَافِظ المتقن المعمر الرحلة تَقِيّ الدَّين أَبُو الْمَعَالِي بن الشَّيْخ الْمُحدث المقرىء جمال الدَّين أبي مُحَمَّد الْمصْرِيّ المولد والمنشأ ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده فِي ذِي الْقعدَة وَقيل فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسَبْعمائة وأحضره وَالِده على جمَاعَة وأسمعه من جمَاعَة واستجاز لَهُ الْحَافِظ الدمياطي وَغَيره ورحل بِهِ وَالِده إِلَى الشَّام سنة أَربع عشرَة وأسمعه من طَائِفَة وَرجع بِهِ وَتُوفِّي وَالِده فَطلب بِنَفسِهِ بعد وَفَاته فِي حُدُود سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتخرج فِي علم الحَدِيث بِالْحَافِظِ قطب الدَّين الْحلَبِي ثمَّ بِالْحَافِظِ أبي الْفَتْح ابْن سيد النَّاس وَسمع وَكتب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ ثمَّ رَحل إِلَى الشَّام أَربع مَرَّات وَسمع بهَا وَأخذ عَن حفاظ الشَّام الْمزي والبرزالي والذهبي وَذهب فِي بَعْضهَا إِلَى بِلَاد الشمَال ثمَّ قدمهَا خَامِسًا صُحْبَة القَاضِي السُّبْكِيّ واستوطنها ودرس بهَا بدار الحَدِيث النورية وبالفاضلية وَعمل لنَفسِهِ معجما فِي أَربع مجلدات وَهُوَ فِي غَايَة الإتقان والضبط مشحون بالفوائد يشْتَمل على أَكثر من ألف شيخ وَجمع وفياتا ذيل بهَا على البرزالي وصنف ذيلا على تَارِيخ بَغْدَاد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 لِابْنِ النجار أَربع مجلدات وَقد عدم هُوَ والمعجم فِي الْفِتَن وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء وانتفعوا بِهِ وَخرج لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا من عواليه وَحدث قَدِيما وحديثا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فِيهِ الْعَالم الْمُحدث الْمُفِيد الرّحال المتقن وَفِي بعض نسخ المعجم الْمُخْتَص وَصفه بِالْحَافِظِ وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ ذَا معرفَة تَامَّة بفن الحَدِيث وَمَعْرِفَة الروَاة والعالي والنازل متقنا محررا لما يَكْتُبهُ ضابطا لما يَنْقُلهُ وَعنهُ أخذت هَذَا الْعلم وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير وعلقت عَنهُ فَوَائِد كَثِيرَة وَكَانَ يحفظ الْمِنْهَاج والألفية لِابْنِ مَالك ويكرر عَلَيْهِمَا إِلَى أَن مَاتَ وَحصل لَهُ وسواس فِي الطَّهَارَة حَتَّى انحل بدنه وفسدت ثِيَابه وهيئته وَلم يزل مبتلى بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير 666 - مُحَمَّد بن شرف بن عازي بِالْعينِ الْمُهْملَة الشَّيْخ شمس الدَّين أَبُو عبد الله الكلائي الْمصْرِيّ الفرضي كَانَ فَاضلا فِي الْقرَاءَات والنحو وَلم يكن فِي عصره مثله فِي الْفَرَائِض وَله فِيهَا مصنفات واشتغل عَلَيْهِ جمَاعَة فِي الْفَرَائِض وانتفعوا بِهِ وَكَانَ حسن التَّعْلِيم جدا مطرح الكلفة على طَريقَة السّلف يقرب الْمَسَاكِين وَيُعلمهُم وَكَانَ أعجوبة فِي تَعْلِيم الْعَرَبيَّة وتعلمها للطَّالِب بِسُرْعَة بِحَيْثُ الحديث: 666 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 يرتقي عَن دَرَجَة من يلحن وَله مُصَنف فِي علم الْعَرَبيَّة سهل الْعبارَة توفّي فِي شهر رَجَب سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَقد قَارب السّبْعين قَالَ العثماني والكلائي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة كلا بِمصْر 667 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمَّاد بن ثَابت اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الشَّيْخ الإِمَام صدر الْعرَاق ومدرس بَغْدَاد وعالمها محيي الدَّين أَبُو الْفضل ابْن شيخ الْعرَاق الإِمَام الْعَلامَة جمال الدَّين أبي مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن العاقولي ولد سنة أَربع وَسَبْعمائة أَخذ عَن وَالِده وتلا بالسبع على النَّجْم عبد الله بن عبد الْمُؤمن الوَاسِطِيّ ودرس بالمستنصرية والنظامية وَكَانَ هُوَ ووالده قد انْتَهَت إِلَيْهِمَا رئاسة الْعلم والتدريس بِبَغْدَاد توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَبنى وَلَده الْعَلامَة غياث الحديث: 667 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 الدَّين عَلَيْهِ تربة ورتب عَلَيْهَا أوقافا 668 - مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام الْأنْصَارِيّ الخزرجي قَاضِي الْقُضَاة بَقِيَّة الْأَعْلَام صدر مصر وَالشَّام بهاء الدَّين أَبُو الْبَقَاء سديد الدَّين بن الإِمَام صدر الدَّين السُّبْكِيّ الْمصْرِيّ الدِّمَشْقِي الْحَاكِم بالديار المصرية والبلاد الشامية مولده فِي ربيع الأول سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسَبْعمائة وتفقه على قطب الدَّين السنباطي ومجد الدَّين الزنكلوني وزين الدَّين بن الكتناني وَغَيرهم وَقَرَأَ الْأُصُول على جده صدر الدَّين وَالشَّيْخ عَلَاء الدَّين القونوي ثمَّ على ابْن عَم أَبِيه القَاضِي تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب الْأَرْبَعين فِي أصُول الدَّين وَقَرَأَ النَّحْو على أبي حَيَّان وَأخذ الْمعَانِي عَن القَاضِي جلال الدَّين الْقزْوِينِي وروى عَنهُ كِتَابه تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَسمع الحَدِيث بِمصْر وَالشَّام وَخرج لَهُ الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس الحديث: 668 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 الدمياطي جُزْءا من حَدِيثه وَحدث بِهِ وشغل النَّاس بِمصْر ثمَّ قدم مَعَ القَاضِي السُّبْكِيّ إِلَى دمشق فاستنابه وتصدى لشغل النَّاس فِي الْعلم وقصده الطّلبَة وَحضر حلقته الْفُضَلَاء وَعلا صيته وَتقدم على شُيُوخ الشَّام وَله إِذْ ذَاك بضع وَثَلَاثُونَ سنة واشتهرت فضائله ودرس بالأتابكية والظاهرية البرانية والرواحية والقيمرية ثمَّ ولي الْقَضَاء بِدِمَشْق مَعَ تدريس الغزالية والعادلية مُدَّة يسيرَة ثمَّ طلب إِلَى مصر فِي أول سنة خمس وَسِتِّينَ بعد مَا نزل عَن وظائفه لِوَلَدَيْهِ فولي قَضَاء الْعَسْكَر وَالْوكَالَة السُّلْطَانِيَّة ونيابة الحكم الْكُبْرَى ثمَّ ولي قَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية مَعَ الْوَظَائِف المضافة إِلَى الْقَضَاء وَاسْتمرّ نَحْو سبع سِنِين ثمَّ عزل ودرس بقبة الشَّافِعِي والمنصورية ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام وقدمها فِي أَوَائِل سنة خمس وَسبعين قَاضِيا مدرسا بالغزالية والعادلية والناصرية وشيخا بدار الحَدِيث الأشرفية وأضيف إِلَيْهِ قبل مَوته بِشَهْر الخطابة بالجامع الْأمَوِي ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ إِمَام متبحر مناظر بَصِير الْعلم مُحكم للعربية مَعَ الدَّين والتقى والتصوف انْتهى وَبَلغنِي عَن الشَّيْخ عماد الدَّين الحسباني انه قَالَ لما قدم أَبُو الْبَقَاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 الشَّام كَانَ يستحضر الرَّوْضَة وَقَالَ غَيره سمعته يَقُول لما كَانَ قَاضِيا بِمصْر لي مُنْذر سِنِين لم يسألني أحد عَن خَمْسَة عشر علما أَو أَكثر وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدَّين الأسنوي يقدمهُ على أهل عصره وَعَن خطّ الشَّيْخ بدر الدَّين الزَّرْكَشِيّ سمعته يَقُول أَقرَأت الْكَشَّاف بِعَدَد شعر رَأْسِي وَهَذِه مُبَالغَة وَكتب على الرَّوْضَة وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ إِمَامًا نظارا جَامعا لعلوم شَتَّى وَكَانَ كتب قِطْعَة من اخْتِصَار الْمطلب وَقطعَة من شرح الْحَاوِي وَكتب على الْمُخْتَصر شرحا لم يبيض توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربة السبكيين وَفِيه يَقُول بدر الدَّين ابْن حبيب ... شرفت دمشق بحاكم أَوْصَافه ... مِنْهَا الدّيانَة والصيانة والتقى ... ... وَلسَانه متعرب من ذَا الَّذِي ... إعرابه كإعراب أبي البقا ... 669 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق كَذَا نسبه الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص إِلَّا أَنه أسقط بَين عَليّ وَحَمْزَة الْحسن السَّيِّد الشريف الْمُحدث الْمُؤلف الْمُفِيد شمس الدَّين أَبُو الحديث: 669 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 المحاسن وَيُقَال أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي ولد سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير من خلائق ورحل وَكتب الطباق وَقَرَأَ وانتقى على بعض شُيُوخه وصنف وَخرج لنَفسِهِ معجما وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَكتب الحكم ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فِيهِ الْعَالم الْفَقِيه الْمُحدث طلب وَكتب الْأَجْزَاء وَهُوَ فِي زِيَادَة من السماع والتحصيل والتخريج والإفادة وَقَالَ ابْن كثير جمع أَشْيَاء مهمة فِي الحَدِيث وَكتب أَسمَاء رجل مُسْند الإِمَام أَحْمد وَاخْتصرَ كتابا فِي أَسمَاء الرِّجَال مُفِيدا وَولي مشيخة الحَدِيث الَّتِي وَقفهَا فِي دَاره بهاء الدَّين الْقَاسِم بن عَسَاكِر دَاخل بَاب توما وَقَالَ ابْن رَافع جمع مُخْتَصرا من تَهْذِيب الْكَمَال لشَيْخِنَا الْمزي وَزَاد فِيهِ رجال مُسْند أَحْمد وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَقَالَ الْعِرَاقِيّ إِنَّه شرع فِي شرح سنَن النَّسَائِيّ انْتهى وَمن مؤلفاته اخْتِصَار الْأَطْرَاف للمزي وَكتاب رياض الزاهدين فِي مَنَاقِب الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَكتاب التَّذْكِرَة فِي رجال الْعشْرَة اختصر التَّهْذِيب وَحذف مِنْهُ من لَيْسَ فِي التَّنْبِيه وأضاف إِلَيْهِم من فِي الْمُوَطَّأ ومسند الشَّافِعِي ومسند أبي حنيفَة ومسند أَحْمد وَكتاب الْإِلْمَام فِي آدَاب دُخُول الْحمام وَكتاب الْعرف الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 الذكي فِي النّسَب الزكي وَقَالَ فِيهِ إِنَّه كتب بِخَطِّهِ مَالا يحصره الْعد وَكتب ذيلا على العبر من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين إِلَى آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَله تَعْلِيق على الْمِيزَان بَين فِيهِ عدَّة أَوْهَام واستدرك عَلَيْهِ عدَّة أَسمَاء وَكتب ذيلا على طَبَقَات الْحفاظ للذهبي توفّي فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بقاسيون 670 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يحيى بن عبد الرَّحِيم المغربي الأَصْل الْمصْرِيّ الإِمَام شمس الدَّين أَبُو أُمَامَة الْمَعْرُوف بِابْن النقاش مولده فِي رَجَب سنة عشْرين وَسَبْعمائة كَمَا قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي إِنَّه أخبرهُ بذلك حفظ الْحَاوِي الصَّغِير وَيُقَال إِنَّه أول من حفظه بالديار المصرية وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّيْخ برهَان الدَّين الرَّشِيدِيّ واشتغل على الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْأنْصَارِيّ وَالشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَأبي حَيَّان وَغَيرهم وَحصل ودرس وَأفْتى وَتكلم على النَّاس وَكَانَ من الْفُقَهَاء المبرزين والفصحاء الْمَشْهُورين وَله نظم ونثر حسن وَحصل لَهُ بِمصْر رئاسة عَظِيمَة وشاع ذكره فِي الحديث: 670 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 النَّاس ودرس بعدة مدارس وَبعد صيته وَخرج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَورد الشَّام فِي أَيَّام السُّبْكِيّ وَجلسَ بالجامع وَوعظ بجنان ثَابت ولسان فصيح من غير تكلّف فعلق النَّاس عَلَيْهِ وَله مصنفات شرح الْعُمْدَة فِي نَحْو ثَمَان مجلدات وَشرح ألفية ابْن مَالك وَكتاب النَّظَائِر والفروق وَشرح التسهيل وَله كتاب فِي التَّفْسِير مطول جدا وَقَالَ ابْن كثير كَانَ واعظا ماهرا وفقيها بارعا نحويا شَاعِرًا لَهُ يَد طولى فِي فنون مُتعَدِّدَة وقدرة على سجع الْكَلَام وَدخُول على الدولة وَتَحْصِيل للأموال وَمِمَّا نقل من خطّ الزَّرْكَشِيّ أَنه صنف كتابا فِي التَّفْسِير سَمَّاهُ السَّابِق اللَّاحِق وَكَانَ يَقُول النَّاس الْيَوْم رافعية لَا شافعية ونووية لَا نبوية انْتهى وَآخر هَذَا الْكَلَام مُنكر توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة 671 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن سجمان الوائلي الْبكْرِيّ الْعَلامَة الْأَصِيل إِمَام أهل اللُّغَة فِي عصره بدر الدَّين أَبُو عبد الله بن الإِمَام الْعَلامَة مفتي الشَّام جمال الدَّين أبي بكر بن الْعَلامَة كَمَال الدَّين أبي الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الشريشي أَخذ عَن وَالِده وَقَرَأَ النَّحْو على أبي الْعَبَّاس العتابي وبرع فِي الْفِقْه واللغة والغريب ونظم الشّعْر وَكَانَ الحديث: 671 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 يستحضر الْفَائِق للزمخشري والصحاح والجمهرة وَالنِّهَايَة وغريب أبي عبيد والمنتهى فِي اللُّغَة للبرمكي وَهُوَ أَكثر من ثَلَاثِينَ مجلدا وَقد عقد لَهُ مجْلِس بِحَضْرَة أَعْيَان عُلَمَاء دمشق وامتحن فِي هَذِه الْكتب فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ودرس بالإقبالية نزل لَهُ وَالِده عَنْهَا وَكَانَ قَلِيل الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ منجمعا على طلب الْعلم بَلغنِي أَن أَخَاهُ شَيخنَا شرف الدَّين كَانَ يَقُول أخي بدر الدَّين أزهد مني قَالَ ابْن رَافع اشْتغل بالفقه واللغة وبرع فِي اللُّغَة ودرس ونظم الشّعْر وَكَانَ متوددا حسن الْخلق توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة سبعين وَسَبْعمائة وَقَالَ ابْن حبيب فِي تأريخه عَن سِتّ وَأَرْبَعين سنة وَدفن عِنْد وَالِده 672 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن رضوَان بن عبد الْعَزِيز البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الإِمَام الْعَالم الأوحد الْمُفْتِي شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْموصِلِي مولده سنة تسع وَتِسْعين بِتَقْدِيم التَّاء فيهمَا وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وتفقه بحماة على الشَّيْخ شرف الدَّين الْبَارِزِيّ وَغَيره وَأقَام الحديث: 672 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 بطرابلس وَصَارَ من فضلائها وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح شَيْئا كثيرا نسخا وَحصل مَالا وكتبا ثمَّ طلب إِلَى دمشق بِسَبَب توليه خطابة جَامع يلبغا حِين شرع فِي بنائِهِ وخطب بِهِ قبل فَرَاغه ثمَّ توفّي الْوَاقِف وَجَرت خطوب وَصَارَ للحنفية فَأَقَامَ بِدِمَشْق وَكَانَ يجلس عِنْد بَاب مَنَارَة جَامع الْعَرُوس يشغل هُنَاكَ فِي الْعلم فِي تصدير لَهُ على الْجَامِع ويواظب سوق الْكتب وَولي مشيخة الْفَاضِلِيَّةِ بعد ابْن رَافع ونظم مطالع الْأَنْوَار وَفقه اللُّغَة والمنهاج للنووي قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ يحفظ علما كثيرا من حَدِيث ولغة ومذاهب الْعلمَاء ويفتي على مَذْهَب الشَّافِعِي ونظمه جيد حسن وخطه فائق مَنْسُوب توفّي فِي جمادي الْآخِرَة سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَدفن بِبَاب الضغير 673 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن عَليّ بن تَمام الْأنْصَارِيّ القَاضِي الإِمَام الْعَالم البارع الأوحد أقضى الْقُضَاة بدر الدَّين أَبُو الْمَعَالِي بن الإِمَام الْعَلامَة أقضى الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين أبي الْفَتْح بن القَاضِي قطب الدَّين بن الشَّيْخ صدر الدَّين السُّبْكِيّ مولده بِالْقَاهِرَةِ قيل سنة أَربع وَقيل سنة خمس الحديث: 673 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 وَقيل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَحضر وَسمع من جمَاعَة بِمصْر وَالشَّام وَكتب بعض الطباق واشتغل فِي فنون الْعلم وَحصل ودرس وَأفْتى وَحدث ودرس بالركنية وعمره خمس عشرَة سنة فِي حَيَاة جده لأمه قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وناب فِي الحكم لخاله القَاضِي تَاج الدَّين ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر وَلما ولي خَاله بهاء الدَّين قَضَاء الشَّام كَانَ هُوَ الَّذِي يسد الْقَضَاء عَنهُ وَالشَّيْخ بهاء الدَّين لَا يُبَاشر شَيْئا فِي الْغَالِب وَولي تدريس الشامية الجوانية ودرس بالشامية البرانية نِيَابَة عَن خَاله تَاج الدَّين ورسم لَهُ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ أَن يحكم فِي مَا يحكم فِيهِ خَاله القَاضِي تَاج الدَّين مُسْتقِلّا فِيهِ مُنْفَردا بعده وَرَأَيْت فِي بعض تواريخ المصريين أَنه درس بِمصْر بالخشابية قَالَ ابْن كثير وَكَانَ يَنُوب عَن خَاله فِي الخطابة وَكَانَ حسن الخطابة كثير الْأَدَب والحشمة وَالْحيَاء لَهُ تودد إِلَى النَّاس وَالنَّاس مجتمعون على محبته وَكَانَ شَابًّا حسن الشكالة لَهُ اشْتِغَال فِي الْعلم وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَت لَهُ همة عالية فِي الطّلب ذكيا فهما حسن الْعبارَة فِي التدريس محببا إِلَى النَّاس توفّي بالقدس فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر بَاب الرَّحْمَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 674 - مُحَمَّد وَقيل مَحْمُود بن مُحَمَّد الإِمَام الْعَلامَة قطب الدَّين أَبُو عبد الله الرَّازِيّ الْمَعْرُوف بالقطب التحتاني أحد أَئِمَّة الْمَعْقُول اشْتغل فِي بِلَاده بالعلوم الْعَقْلِيَّة فأتقنها وشارك فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وجالس الْعَضُد وَأخذ عَنهُ ثمَّ قدم دمشق واشتغل بهَا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي ذكره السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَقَالَ إِمَام مبرز فِي المعقولات اشْتهر اسْمه وَبعده صيته ورد إِلَى دمشق فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وبحثنا مَعَه فوجدناه إِمَامًا فِي الْمنطق وَالْحكمَة عَارِفًا بالتفسير والمعاني وَالْبَيَان مشاركا فِي النَّحْو يتوقد ذكاء وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته وَكَانَ ذَا عُلُوم مُتعَدِّدَة وتصانيف مَشْهُورَة وَقَالَ ابْن كثير كَانَ أحد الْمُتَكَلِّمين الْعَالمين بالْمَنْطق وَعلم الْأَوَائِل قدم دمشق من سنوات وَقد اجْتمعت بِهِ فَوَجَدته لطيف الْعبارَة عِنْده مَا يُقَال وَله مَال وثروة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون وَمن تصانيفه شرح الْحَاوِي الصَّغِير فِي أَربع مجلدات قَالَ ابْن رَافع وَلم يكمله وحواشي على الْكَشَّاف وصل فِيهِ إِلَى سُورَة طه وَشرح الْمطَالع فِي الْمنطق والشمسية والإشارات لِابْنِ سينا وَغير ذَلِك قَالَ الْإِسْنَوِيّ والتحتاني تمييزا لَهُ عَن آخر يلقب بالقطب كَانَ سَاكِنا مَعَه فِي أَعلَى الْمدرسَة الحديث: 674 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 675 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جملَة بن مُسلم بن تَمام بن حُسَيْن بن يُوسُف الْخَطِيب الْعَالم العابد جمال الدَّين أَبُو الثَّنَاء المحجي الدِّمَشْقِي قيل إِن مولده سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسَبْعمائة وَسمع من جمَاعَة وَحفظ التَّعْجِيز لِابْنِ يُونُس وتفقه على عَمه القَاضِي جمال الدَّين وتصدر بالجامع الْأمَوِي وشغل بِالْعلمِ وَأفْتى ودرس بالظاهرية البرانية وَأعَاد وناب فِي الحكم عَن عَمه يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ ولي خطابة جَامع دمشق فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَأعْرض عَن الْجِهَات الَّتِي فِي يَده ففرقت على الْفُقَهَاء وَاسْتمرّ فِي الخطابة إِلَى حِين وَفَاته مواظبا على الِاشْتِغَال والإفتاء وَالْعِبَادَة وَكَانَ مُعظما جَاءَ إِلَيْهِ السُّلْطَان ويلبغا فَلم يعبأ بهما وَسلم عَلَيْهِمَا وَهُوَ بالمحراب ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ وشارك فِي الْفَضَائِل وعني بِالرِّجَالِ ودرس واشتغل وَتقدم مَعَ الدَّين والتصوف وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ دينا خيرا شغل بِالْعلمِ وَجمع وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ متعففا متصوفا دينا مجموعا على طلب الْعلم وَذكر أَن لَهُ تعاليق فِي الْفِقْه والْحَدِيث قل أَن رَأَيْت نَظِيره توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون الحديث: 675 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 676 - يُوسُف الإِمَام الْعَلامَة عز الدَّين الأردبيلي صَاحب كتاب الْأَنْوَار فِي الْفِقْه ذكره العثماني فِي طبقاته فِيمَن هُوَ بَاقٍ إِلَى سنة خمس وَسبعين وَقَالَ كَبِير الْقدر غزير الْعلم أناف على السّبْعين جمع كتابا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْأَنْوَار مجلدان لطيفان عَظِيم النَّفْع اختصر بِهِ الرَّوْضَة وَغَيرهَا وَجعله خُلَاصَة الْمَذْهَب وَهُوَ بَاقٍ بأردبيل أَفَاضَ الله عَلَيْهِ فَضله الجزيل انْتهى وَقَالَ فِي أول كِتَابه إِنَّه جمعه من الشَّرْح الْكَبِير وَالصَّغِير وَالرَّوْضَة وَشرح اللّبَاب وَالْمُحَرر وَالْحَاوِي والتعليقة قَالَ وَقد أهمل فِي الْكتب الْمَذْكُورَة كثيرا من الْمسَائِل المهمة أَو أبهم وَأورد فِيهَا كثيرا مِمَّا لَا يَقع أَو لَا يَقع إِلَّا نَادرا فضممت إِلَى مهمات الْكتب أَشْيَاء لَا غنى لأحد عَنهُ مَنْقُولًا من كتب الْأَئِمَّة المعتبرين وَبِمَا حمله من كتب الْمَذْهَب قَالَ وَقد اعتمدت فِي كل مَسْأَلَة على الْكتب السَّبْعَة الْمَذْكُورَة أَولا فَإِن اخْتلف فِي تَرْجِيح مَسْأَلَة اعتمدت على الْأَكْثَر من الْكتب السَّبْعَة قلت وَله شرح مصابيح الْبَغَوِيّ فِي ثَلَاثَة أَجزَاء الحديث: 676 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 الطَّبَقَة السَّابِعَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الثَّامِنَة 677 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة الْكِنَانِي قَاضِي مصر وَالشَّام وخطيب الخطباء وَشَيخ الشُّيُوخ وكبير طَائِفَة الْفُقَهَاء وَبَقِيَّة رُؤَسَاء الزَّمَان برهَان الدَّين أَبُو إِسْحَاق بن الْخَطِيب زين الدَّين أبي مُحَمَّد بن قَاضِي مصر وَالشَّام بدر الدَّين ولد بِمصْر فِي ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَقدم دمشق صَغِيرا فَنَشَأَ عِنْد أَقَاربه بالمزة وأحضر على جده وَسمع من أَبِيه وَعَمه وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَهُوَ صَغِير فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسمع من شُيُوخ مصر وَالشَّام ولازم الْمزي والذهبي وَحصل الاجزاء وَتخرج على الشُّيُوخ واشتغل فِي فنون الْعلم وَتُوفِّي وَالِده سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ صَغِير فَكتبت خطابة الْقُدس باسمه واستنيب لَهُ مُدَّة ثمَّ بَاشر بِنَفسِهِ وَهُوَ صَغِير وَانْقطع بِبَيْت الْمُقَدّس ثمَّ أضيف الحديث: 677 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 إِلَيْهِ تدريس الصلاحية بعد وَفَاة العلائي ثمَّ خطب إِلَى قَضَاء الديار المصرية بعد عزل أبي الْبَقَاء فِي جمادي الآخر سنة ثَلَاث وَسبعين وباشر بنزاهة وعفة ومهابة وَحُرْمَة وعزل نَفسه فَسَأَلَهُ السُّلْطَان وترضاه حَتَّى عَاد وَاسْتمرّ إِلَى أَن عزل نَفسه ثَانِيًا فِي شعْبَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسبعين وَعَاد إِلَى الْقُدس على وظائفه ثمَّ سُئِلَ فِي الْعود إِلَى الْقَضَاء فأعيد فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فباشر ثَلَاث سِنِين إِلَى أَن عزل نَفسه فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَعَاد إِلَى الْقُدس ثمَّ خطب إِلَى قَضَاء دمشق والخطابة بعد موت القَاضِي ولي الدَّين فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ ثمَّ أضيف إِلَيْهِ مشيخة الشُّيُوخ بعد سنة من ولَايَته وَقَامَ فِي أُمُور كبار فتمت لَهُ ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث الْمُفِيد أحد من طلب وعني بتحصيل الْأَجْزَاء وَقَرَأَ وتميز وَهُوَ فِي ازدياد من الْفَضَائِل ولي خطابة الْقُدس بعد وَالِده وَقَرَأَ على كثير انْتهى وَحكي عَنهُ أَنه قَالَ مَا وليت قطّ فقاهة وَلَا إِعَادَة وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ عزل نَفسه فِي أثْنَاء ولَايَته غير مرّة ثمَّ يسْأَل ويعاد وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس وَإِلَيْهِ انْتَهَت رئاسة الْعلمَاء فِي زَمَانه فَلم يكن أحد يدانيه فِي سَعَة الصَّدْر وَكَثْرَة الْبَذْل وَقيام الْحُرْمَة والصدع بِالْحَقِّ وقمع أهل الْفساد مَعَ الْمُشَاركَة الجيدة فِي الْعُلُوم واقتنى من الْكتب النفيسة بخطوط مصنفيها وَغَيرهم مَا لم يتهيأ لغيره انْتهى وَقد وقفت لَهُ على مجاميع وفوائد بِخَطِّهِ وَجمع تَفْسِيرا فِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 نَحْو عشر مجلدات وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ وَفِيه غرائب وفوائد توفّي سنة الْفجأَة فِي شعْبَان سنة تسعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربة أَقَاربه بني الْوَجِيه بالمزة 678 - أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَالم بن دَاوُد بن يُوسُف بن جَابر الإِمَام الْعَلامَة المطلع صَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْأَذْرَعِيّ شيخ الْبِلَاد الشمالية وفقيه تِلْكَ النَّاحِيَة ومفتيها والمشار إِلَيْهِ بِالْعلمِ فِيهَا مولده فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَمَان وَقيل سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسَبْعمائة بأذرعات وَسمع من جمَاعَة قَرَأَ على الحافظين الْمزي والذهبي وَأَجَازَ لَهُ جمع من دمشق ومصر والإسكندرية وَخرج لَهُ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي جُزْءا واشتغل الحديث: 678 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 بِدِمَشْق على الْكثير وَأخذ عَن ابْن النَّقِيب وَابْن جملَة ولازم الْفَخر الْمصْرِيّ وَهُوَ الَّذِي أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَدخل الْقَاهِرَة وَحضر درس الشَّيْخ مجد الدَّين السنكلومي ثمَّ سكن حلب وناب فِي الحكم بهَا مُدَّة عَن ابْن الصَّائِغ أول مَا قدم فَلَمَّا مَاتَ ترك ذَلِك وَأَقْبل على الِاشْتِغَال والتدريس والتصنيف وَالْكِتَابَة وَالْفَتْوَى ونفع النَّاس وَحصل لَهُ كتب كَثِيرَة لقلَّة الطلاب هُنَاكَ وَنقل مِنْهَا فِي تصانيفه بِحَيْثُ إِنَّه لَا يوازيه أحد من الْمُتَأَخِّرين فِي كَثْرَة النَّقْل وَكتب على الْمِنْهَاج الْقُوت فِي عشر مجلدات والغنية أَصْغَر من الْقُوت والتوسط وَالْفَتْح بَين الرَّوْضَة وَالشَّرْح فِي نَحْو عشْرين مجلدا والتنبيهات على أَوْهَام الْمُهِمَّات فِي نَحْو ثَلَاث مجلدات وصل فِيهِ فِيهِ إِلَى الطَّلَاق ولد أسئلة سَأَلَ عَنْهَا قَدِيما الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَله أسئلة على التوشيح وَغير ذَلِك وَكتبه مفيدة وَهُوَ ثِقَة ثَبت فِي النَّقْل وَكثير من الْكتب الَّتِي نقل عَنْهَا قد عدمت فأبقى الله تَعَالَى ذكرهَا بنقلة عَنْهَا وإيداع مَا فِيهَا من الْفَوَائِد والغرائب فِي كتبه لكنه قَلِيل التَّصَرُّف وَلَا يَد لَهُ فِي غير الْفِقْه وَضعف بَصَره فِي آخر عمره وَثقل سَمعه جدا وَسقط من سلم فَكسرت رجله وَصَارَ ضَعِيف الْمَشْي قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ اشتهرت فَتَاوِيهِ فِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 الْبِلَاد الحلبية وَكَانَ سريع الْكِتَابَة مطرح النَّفس كثير الْجُود صَادِق اللهجة شَدِيد الْخَوْف من الله تَعَالَى وَقدم الْقَاهِرَة بعد موت الْإِسْنَوِيّ وَأخذ عَنهُ بعض أَهلهَا ثمَّ رَجَعَ ورحل إِلَيْهِ من فضلاء المصريين الشَّيْخ بدر الدَّين الزَّرْكَشِيّ وَالشَّيْخ برهَان الدَّين البيجوري وَكتب عَنهُ شرح الْمِنْهَاج وَكَانَ فَقِيه النَّفس لطيف الذَّوْق كثير الإنشاد للشعر وَله نظم قَلِيل وَكَانَ يَقُول الْحق وينكر الْمُنكر ويخاطب نواب حلب بالغلظة وَكَانَ محبا للغرباء محسنا إِلَيْهِم مُعْتَقدًا لأهل الْخَيْر كثير الْمُلَازمَة لبيته لَا يخرج إِلَّا لضَرُورَة وَكَانَ كثير التَّحَرِّي فِي أُمُوره وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ يَأْخُذ العقد على أَصْحَابه أَنهم لَا يلون الْقَضَاء وشاعت فَتَاوِيهِ فِي الأفاق مَعَ التوقي الشَّديد خُصُوصا فِي الطَّلَاق وَكَانَ عسرا فِي الْإِذْن فِي الْإِفْتَاء لم يَأْذَن إِلَّا لجَماعَة يسيرَة مِنْهُم القَاضِي شرف الدَّين الْأنْصَارِيّ وَشرف الدَّين الداديخي وَقد بلغ ابْن حبيب فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ فِي ذيله على تَارِيخ وَالِده توفّي فِي جمادي الأخرة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحلب وَدفن خَارج بَاب الْمقَام تجاه تربة ابْن الصاحب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 679 - احْمَد بن صَالح بن أَحْمد بن خطاب بن مرحم الإِمَام الْعَلامَة بَقِيَّة السّلف مفتي الْمُسلمين صدر المدرسين شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الزُّهْرِيّ البقاعي الدِّمَشْقِي مولده سنة ثِنْتَيْنِ أَو ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَالَ بَعضهم سنة إِحْدَى وَعشْرين قدم دمشق صَغِيرا مَعَ بعض أَقَاربه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسمع بهَا من الحافظين الْمزي والبرزالي ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده ثمَّ قدم ثَانِيًا للاشتغال قبل الْأَرْبَعين ولازم الشَّيْخ فَخر الدَّين الْمصْرِيّ ثمَّ القَاضِي بهاء الدَّين أَبَا الْبَقَاء وَكَانَ يقرىء أولادهما وَأخذ عَن الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَغَيره من مَشَايِخ الْعَصْر وَأخذ الدَّين الأردبيلي ثمَّ عَن الشَّيْخ برهَان الدَّين الإخميمي وبرع فِي ذَلِك وَأذن لَهُ القَاضِي بهاء الدَّين بالإفتاء سنة ثَلَاث وَخمسين ودرس بالقليجية وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل ودرس بالعادلية الصُّغْرَى والعصرونية ثمَّ بالشامية الحديث: 679 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 البرانية نزل لَهُ عَنْهَا جدي فِي شهر مولدِي ربيع الأول سنة تسع وَسبعين وناب فِي الْقَضَاء للبلقيني مُدَّة يسيرَة عَن القَاضِي كَمَال الدَّين المعري فَمن بعده من الْقُضَاة آخِرهم ابْن جمَاعَة وولاه منطاش الْقَضَاء والتدريس فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فاستمر بَقِيَّة أَيَّام منطاش شهرا وَنصفا وانفصل بانفصاله وَعجب النَّاس من دُخُوله فِي ذَلِك مَعَ وفور عقله وَانْقطع بعد ذَلِك على الْعِبَادَة وَالِاعْتِكَاف فِي الْجَامِع بالحلبية فان الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ من أَعْيَان الْفُضَلَاء مَعْرُوفا بِحل الْمُخْتَصر والمنهاج فِي الْأُصُول وَمَعْرِفَة التَّعْجِيز والتمييز فِي الْفِقْه يستحضرهما وَله مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدَّين وَله نظم ثمَّ انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الشَّافِعِيَّة بعد موت أقرانه وَتفرد بالمشيخة مُدَّة وَكَانَ رجلا عَارِفًا بالأمور ويتيمن بِرَأْيهِ ويستشار فِي الْأُمُور وَله حَظّ من صَلَاة وَصِيَام وَعبادَة قَلِيل الوقيعة فِي النَّاس حَافِظًا لِلِسَانِهِ انْتهى وَمن تصانيفه الْعُمْدَة أَخذ التَّنْبِيه وزاده التَّصْحِيح وَشرح التَّنْبِيه فِي مجلدات من الزنكلوني والتنويه ومصنفاته لَيست على قدر علمه وَكَانَ شكلا حسنا مهيبا كَأَنَّمَا خلق للْقَضَاء وَكَانَ مقتصدا فِي ملبسه وعيشته توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 680 - أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحِيم الْعَالم الْمُفْتِي الحبر شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس بن الْجبَاب مولده فِي رَجَب سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ مصريا قدم دمشق وَأعَاد بالرواحية والأسدية ثمَّ توجه بعد الْخمسين إِلَى قَضَاء الشويك فَتوفي بهَا سنة بضع وَسِتِّينَ فَقدم وَلَده دمشق وَجلسَ مَعَ الشُّهُود ثمَّ صحب القَاضِي تَاج الدَّين فِي أَيَّام محنته فقربه وَأحسن إِلَيْهِ وَدخل بَين الْفُقَهَاء وتنزل بالمدارس وَلم يشْتَغل على شيخ وَإِنَّمَا كَانَ يطالع ويشتغل وَحده ثمَّ صحب القونوي وَكَانَ يُرْسل مَعَه الرسائل ثمَّ إِنَّه ترك الْمدَارِس أَيَّام القَاضِي ولي الدَّين وَجلسَ بالجامع يشغل ويفتي وَكَانَ يرجع إِلَى دين ويعاني الْقُوَّة وآلات الْحَرْب أَخذ ذَلِك عَن القونوي وَكَانَ فِيهِ إِحْسَان إِلَى الطّلبَة ويساعدهم وَعِنْده مُرُوءَة وعصبية وَكَانَ يحجّ كثيرا ويتجر فِي أثْنَاء ذَلِك وَكَانَ ينْهَى عَن الْمُنكر وَيعلم النَّاس فِي طَرِيق الْحَج أُمُور دينهم توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانمِائَة مُتَوَجها إِلَى الْحَج بِأَسْفَل الْعقبَة وَدفن عِنْد الطبيلية الحديث: 680 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 681 - أَحْمد بن عُثْمَان بن عِيسَى بن حسن بن حُسَيْن بن عبد المحسن الْعَلامَة البارع الْمُفْتِي النظار نجم الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الياسوفي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الجابي مولده فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة سمع الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ طباقا والمشتبه للذهبي وطالع فن الحَدِيث وَفهم فِيهِ وَأخذ الْفِقْه عَن الْمَشَايِخ الثَّلَاثَة الْغَزِّي والحسباني وحجي وَغَيرهم وَأخذ الْأُصُول عَن الشَّيْخ بهاء الدَّين الإخميمي ودرس وَأفْتى وأشغل واشتهر اسْمه وشاع ذكره وَكَانَ أَولا فَقِيرا ودرس بالدماغية ثمَّ تمول ورث هُوَ وَابْنه مَالا من جِهَة زَوجته وَكثر مَاله ونما واتسعت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وسافر إِلَى مصر فِي تِجَارَة وَحصل لَهُ وجاهة بِالْقَاهِرَةِ بكاتب السِّرّ الأوحد وَولي تدريس الظَّاهِرِيَّة أَخذهَا من ابْن الشَّهِيد وَأعَاد بالشامية الجوانية قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَكَانَ يتوقد ذكاء سريع الْإِدْرَاك والفهم حسن المناظرة مَا كَانَ فِي أَصْحَابنَا مثله لَهُ الْإِقْدَام والجرأة فِي الحديث: 681 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 المحافل مَعَ الْكَلَام المتين وَكَانَ ينْسب إِلَى حِدة فِي بَحثه وَرُبمَا خرج على من يباحثه وَمَعَ ذَلِك مَا كنت أحب مناظرة أحد سواهُ وَلَا يُعجبنِي مباحثة غَيره فَإِنَّهُ كَانَ منصفا سريع التَّصَوُّر وَإِنَّمَا كَانَ يحتد على من لَا يجاريه فِي مضماره توفّي فِي جمادي الأولى سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة 682 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف الْفَقِيه الفرضي الْمدرس شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام شمس الدَّين أبي عبد الله بن القَاضِي نجم الدَّين أبي حَفْص بن القَاضِي شرف الدَّين أبي عبد الله الْأَسدي الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي شُهْبَة وَالِدي مولده فِي رَجَب سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه وَغَيره واشتغل على وَالِده وَأهل طبقته وَأذن لَهُ وَالِده فِي الْإِفْتَاء واشتغل فِي الْفَرَائِض وَمهر فِيهَا وصنف فِيهَا مصنفا ودرس وَأعَاد وَجلسَ للاشغال بالجامع الْأمَوِي مُدَّة وَكَانَ كريم النَّفس جدا كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة وَالْفُقَهَاء والغرباء وَإِلَى أَقَاربه وَذَوي رَحمَه وَلم يكن بِبَلَدِهِ فِي طائفته أكْرم مِنْهُ وَمن الشَّيْخ نجم الدَّين ابْن الجابي توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير بِقَبْر وَالِده رحمهمَا الله تَعَالَى الحديث: 682 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 683 - أَبُو بكر بن عَليّ بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة الزَّاهِد العابد الخاشع الناسك الرباني بَقِيَّة مَشَايِخ عُلَمَاء الصُّوفِيَّة الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة على مَا بَلغنِي بالموصل واشتغل بهَا وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير ثمَّ حفظ التَّنْبِيه وَقدم دمشق وَهُوَ شَاب وَكَانَ يعاني الحياكة فَأَقَامَ بالقبيبات عِنْد منزله الْمَعْرُوف زَمَانا طَويلا وَهُوَ يشْتَغل بِالْعلمِ ويسلك طَرِيق الصُّوفِيَّة وَالنَّظَر فِي كَلَامهم ولازم الشَّيْخ قطب الدَّين مُدَّة وَاجْتمعَ بالشيخ عبد الله اليافعي وَغَيره من الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء وَكَانَ يطالع كثيرا الحَدِيث ويحفظ جملَة من الحَدِيث ويعزوها إِلَى رواتها وَصَارَ لَهُ يَد فِي الْفِقْه وَصَارَ لَهُ أَتبَاع وَلم يزل يعْمل بِيَدِهِ إِلَى آخر وَقت وَكَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء وسادات الْعباد جمع بَين علمي الشَّرِيعَة والحقيقة ووفق للْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ يحضر مواعيده كبار الْعلمَاء فيسمعون مِنْهُ الْفَوَائِد العجيبة والنكت الغريبة وَكَانَ القَاضِي شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ مِمَّن يحضر مجالسه ويبالغ فِي تَعْظِيمه وَكَذَلِكَ الشَّيْخ شمس الدَّين الصرخدي وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ نواب الشَّام ويمتثلون أوامره وَحج غَيره مرّة وَعظم قدره عِنْد السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر لما عَاد إِلَى الْملك وَكَانَ يكاتبه ويأمره بِمَا فِيهِ نفع الْمُسلمين وَكَانَ الحديث: 683 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 السُّلْطَان فِي سنة سِتّ وَتِسْعين اجْتمع بِهِ وَصعد السُّلْطَان إِلَى منزله ورقى السّلم وَأَعْطَاهُ مَالا فَأبى أَن يقبله وَكَانَ إِذْ ذَاك بالقدس وَكَانَ فِي آواخر عمره يذهب إِلَى هُنَاكَ مُدَّة ثمَّ يرجع إِلَى دمشق فَتوفي بالقدس فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة ماملا وَله مصنفات صغَار فِي التصوف وَغَيره وَله منسك صَغِير فِي نَحْو كراستين ذكر فِيهِ الْمذَاهب الْأَرْبَعَة 684 - حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد بن عشم بن غَزوَان بن عَليّ بن مشرف بن تركي الإِمَام الْعَلامَة فَقِيه الشَّام وحافظ الْمَذْهَب عَلَاء الدَّين أَبُو مُحَمَّد السَّعْدِيّ الحسباني مولده سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة اشْتغل فِي صغره بالقدس وَحفظ كتبا وَأخذ عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن القلقشندي ثمَّ قدم الشَّام فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فقرا على شيوخها وَسمع الحَدِيث من البرزالي وَأبي الْعَبَّاس الْجَزرِي وَشَيْخه الَّذِي أنهاه بالشامية الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن النَّقِيب وَغَيرهم وَحدث وَأفْتى وَأعَاد بالشامية البرانية وَغَيرهَا قَالَ وَلَده الحديث: 684 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 حَافظ الْعَصْر أحد من اعتنى بالفقه وتحصيله وَتَقْرِيره وَحفظه وتحقيقه وتحريره وَكَانَ كثير الِاطِّلَاع صَحِيح النَّقْل عَارِفًا بالدقائق والغوامض مَعْرُوفا بِحل المشكلات مَعَ فهم صَحِيح وَسُرْعَة إِدْرَاك وقدرة على المناظرة برياضة وَحسن خلق وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب وَشهد لَهُ الإِمَام شرف الدَّين قَاسم خطيب جَامع جراح وَكَانَ من الْمشَار إِلَيْهِم بالفقه أَنه فَقِيه الْمَذْهَب وَلذَلِك قَالَ القَاضِي تَاج الدَّين لِأَخِيهِ الشَّيْخ بهاء الدَّين عَنهُ إِنَّه فَقِيه الشَّام وَكَانَ يُقَال فُقَهَاء الْمَذْهَب ثَلَاثَة هُوَ أحدهم وخاتمهم وَكَانَ فَارغًا عَن طلب الرِّئَاسَة فِي الدُّنْيَا لَيْسَ لَهُ شغل وَلَا لَذَّة إِلَّا فِي الِاشْتِغَال فِي الْعلم والمطالعة وَلَا يتَرَدَّد إِلَى أهل الدولة وَله أوراد لَا يخل بهَا من الصَّلَاة وَالْقِرَاءَة والمواظبة على صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع الْأمَوِي مَعَ بعد دَاره عَنهُ لَا يخل بذلك يَأْتِيهِ مَاشِيا وَلَو كَانَ مطر أَو وَحل وَلَا يخرج من بَيته إِلَّا على طَهَارَة وَيُحب التَّوسعَة على أَهله وَعِيَاله فِي النَّفَقَة لَا يجمع مَالا وَلَا يدخره وَمَات وَلم يخلف شَيْئا سوي ثِيَاب بدنه وَلَا يحْسد أحدا ويجانب الشَّرّ مَا اسْتَطَاعَ وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس وَكَانَ مَعَ فهمه وذكائه لَا يعرف صنجة عشرَة من عشْرين وَلَا دِرْهَم من دِرْهَمَيْنِ وَلَا يحسن براية قلم وَلَا تكوير عِمَامَة توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة بطرفها الغربي إِلَى جَانب ابْن الصّلاح بَينه وَبَين السهروردي مدرس القيمرية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 685 - الْحسن بن عَليّ بن سرُور بن سُلَيْمَان الإِمَام الْعَالم الْعَامِل العابد الْفَقِيه الأوحد بدر الدَّين أَبُو مُحَمَّد بن الْخَطِيب عَلَاء الدَّين الرمثاوي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن خطيب الحديثة مولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة اشْتغل فِي صغره وَحصل وَكتب بالشامية على مسَائِل بِسَبَب الِانْتِهَاء بهَا جمَاعَة فَكَانَ أحْسنهم كِتَابَة وَذَلِكَ سنة بضع وَخمسين وَسمع الحَدِيث ثمَّ ترك فِي الْمدَارِس والوظائف وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَالطَّاعَة قَالَ صَاحبه الْحَافِظ شهَاب الدَّين بن حجي كَانَ يقوم اللَّيْل ويتحرى وَسطه وينام ويصوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَتارَة يفْطر أَيَّامًا ويصوم مثلهَا ويواظب على صَوْم الْأَيَّام الثَّلَاثَة وَيكثر من تِلَاوَة الْقُرْآن وَالتَّسْبِيح وَهُوَ مَعَ ذَلِك على زيه الأول ولباس الْفُقَهَاء وَكَانَ شكلا حسنا ذَا وَجه نير وانبساط مَعَ من يحادثه وَإِذا خلا وَحده فَلَا ترَاهُ إِلَّا مُصَليا أَو تاليا اَوْ ذَاكِرًا أَو مَا شَاءَ الله من أَنْوَاع الْخَيْر وَيكثر المطالعة فِي الْكتب الْفِقْهِيَّة والزهدية وَغير ذَلِك وَكَانَ فهمه فِي الْفِقْه وَالْعلم فهما جيدا وَله أسئلة ويبدي إشكالات ويجيب ويبحث وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا فِي الْفُقَهَاء مثله وَلَا أعبد مِنْهُ توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَانمِائَة وَدفن بِبَاب الصَّغِير بِالْقربِ من مَسْجِد الذبان 686 - سُلَيْمَان بن يُوسُف بن مُفْلِح بن أبي الْوَفَاء الإِمَام الْعَالم الْفَقِيه الحديث: 685 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 الْمُحدث صدر الدَّين أَبُو الْفضل وَيُقَال أَبُو الرّبيع الياسوفي الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده تخمينا سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقدم دمشق صَغِيرا وَحفظ محفوظات وَكَانَ يحفظ فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب كل يَوْم مِائَتي سطر حَتَّى خَتمه ودأب فِي الِاشْتِغَال ولازم الشَّيْخَيْنِ عماد الدَّين الحسباني وعلاء الدَّين حجي وَحصل وَفضل فِي مُدَّة قريبَة ولازم أَيْضا الشَّيْخ ولي الدَّين المنفلوطي وَقَرَأَ الْأُصُول على الشَّيْخ بهاء الدَّين الإخميمي وتنزل بالمدارس ثمَّ تَركهَا وتزهد مُدَّة وتصاحب هُوَ وَبدر الدَّين ابْن خطيب الحديثة وَكَانَ الآخر ترك الْوَظَائِف وَكَانَ على قدم جيد وَصَارَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وأوذي فِي ذَلِك غير مرّة ثمَّ حبب إِلَيْهِ الحَدِيث فَأخذ فِي السماع والطلب ولازم الْحَافِظ تَقِيّ الدَّين بن رَافع وَأخذ عَنهُ الْفَنّ ورحل إِلَى مصر وحلب ودرس بالأكزية وناب فِي تدريس العزيزية وَغَيرهَا وَأفْتى وشارك فِي فنون الحَدِيث وَخرج تخاريج مفيدة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين بن حجي وَكَانَ حفظه مَشْهُورا بالذكاء وَسَمعنَا بقرَاءَته شَيْئا كثيرا وَكَانَ صَحِيح الْفَهم جيد الذِّهْن يناظر ويبحث جيدا إِلَّا أَنه صَار بِآخِرهِ يستروح إِلَى التَّمَسُّك بظواهر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 الْآثَار يسْلك طَرِيق الِاجْتِهَاد وَيُصَرح بتخطئة الْكِبَار وَقد سَمِعت مِنْهُ وَسمع مني وَحدثت أَنا وإياه جَمِيعًا وأنشدني من نظمه وَذكر لَهُ الْحَافِظ برهَان الدَّين سبط ابْن العجمي تَرْجَمَة طَوِيلَة وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَقَالَ كَانَ من محَاسِن الدَّهْر لم تَرَ عَيْنَايَ فِي بَابه مثله انْتهى وَقد أَخْبرنِي عَنهُ جماعات بِكَلِمَات قبيحة فِي جمَاعَة من كبار الْأَئِمَّة واستزراء بكتب الْفِقْه وَكَانَ يمِيل إِلَى ابْن تَيْمِية ومذاهبه توفّي فِي شعْبَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة مسجونا بقلعة دمشق من قبل السُّلْطَان بِسَبَب الظَّاهِرِيَّة وقيامهم على السُّلْطَان وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة بِقرب قبر ابْن تَيْمِية 687 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام قَاضِي الْقُضَاة ولي الدَّين أَبُو ذَر بن قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدَّين أبي الْبَقَاء بن القَاضِي سديد الدَّين أبي مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ السُّبْكِيّ مولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَسمع على جمَاعَة وَسمع بِدِمَشْق من الْحَافِظ الْمزي وَأبي الْعَبَّاس الْجَزرِي وَغَيرهمَا وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير وَأخذ عَن وَالِده وَغَيره وَأفْتى ودرس بالشامية الجوانية والرواحية الحديث: 687 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 والأتابكية والقيمرية وناب فِي الْقَضَاء وَولي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ ولي الْقَضَاء والخطابة ومشيخة دَار الحَدِيث والتدريس سنة سبع وَسبعين نَحْو ثَمَان سِنِين وَنصفا إِلَى أَن توفّي قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ أديبا بارعا لَهُ نظم فائق وقصائد طنانة وَبَلغنِي أَن لَهُ ديوانا أَنْشدني من نظمه وَقد حفظ الْحَاوِي وَكَانَ يذاكر بِهِ ويدرس مِنْهُ وَمن الْكَشَّاف وَله مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ جيد الْفَهم فطنا عَارِفًا بالأمور كثير المداراة لين العريكة بَعيدا من الشَّرّ صبورا على الْأَذَى وَعِنْده شَفَقَة وَرَحْمَة وإحسان إِلَى الْفُقَرَاء فِي السِّرّ توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن عِنْده وَالِده بتربة السبكيين رَحِمهم الله تَعَالَى 688 - عَبَّاس بن حُسَيْن بن بدر الشَّيْخ الْعَالم الْمُفْتِي المقرىء شرف الدَّين الْمصْرِيّ اشْتغل فِي الْعلم وتميز وَأفْتى ودرس وخطب وأشغل بِالْعلمِ قَالَ بعض المؤرخين المصريين وَكَانَ فِيهِ نفع كثير للطلبة فِي الْقرَاءَات وَالْفِقْه وَسمعت بعض الْفُقَهَاء المصريين من تلامذة الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ يثني على الْمَذْكُور ويصفه بِالْعلمِ وَالدّين وَحسن الْخلق ونفع الطّلبَة قَالَ وَكَانَ الطَّالِب يقْرَأ عَلَيْهِ فَإِذا تنبه ذهب إِلَى حَلقَة الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة الحديث: 688 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 689 - عَليّ بن خلف بن خَلِيل بن عَطاء الله القَاضِي عَلَاء الدَّين الْغَزِّي قَاضِي غَزَّة مولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة وَهُوَ أَخُو القَاضِي شمس الدَّين الْغَزِّي وأسن مِنْهُ قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ لَهُ قديم اشْتِغَال بِدِمَشْق وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَجَمَاعَة أجَاز لي وَلم أسمع مِنْهُ أنْتَهى وَبَلغنِي أَن أَخَاهُ وَالشَّيْخ عماد الدَّين الحسباني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي أول أَمرهمَا وَأَنه اجْتمع بالشيخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ فَسَأَلَهُ عَن شَيْء يمتحنه بِهِ فَقَالَ تمتحنني وَأَنا لي تلميذان أفتخر بهما على النَّاس أخي والحسباني وَولي قَضَاء غَزَّة مُدَّة ثمَّ عزل بِسَبَب سوء سيرة أَوْلَاده وَأقَام مُدَّة بقرن الحارة مُنْقَطِعًا إِلَى الْعِبَادَة وَرَأَيْت أَجزَاء بِخَطِّهِ مُخْتَصر تأريخ الاسلام للذهبي وَبَلغنِي أَنه اختصر التأريخ جَمِيعه توفّي فِي ربيع الْأُخَر أَو جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بغزة 690 - عَليّ بن زِيَادَة بن عبد الرَّحْمَن الْعَالم الْخَيْر عَلَاء الدَّين الحبكي قَالَ الحديث: 689 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي أَحْمد قدماء طلبة وَالِدي وَكَانَ اول مَا قدم دمشق اشْتغل على الشَّيْخ عَلَاء الدَّين بن سَلام معيد الشامية فَلَمَّا توفّي لَازم وَالِدي وتفقه بِهِ وحضرعند القَاضِي بهاء الدَّين أبي الْبَقَاء وَعند شيخ الشَّافِعِيَّة ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقَرَأَ فِي الْأُصُول والعربية وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْفِقْه وَكَانَ يُفْتِي بِآخِرهِ وَعِنْده ديانَة وتورع وملازمة لمباشرة وظائفه لَا يتْرك الْحُضُور بهَا وَإِن بَطل المدرسون عِنْده وسواس فِي اجْتِنَاب النَّجَاسَة ودرس نِيَابَة فِي المجاهدية والفلكية والكلاسة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة جَاوز الْخمسين ظنا وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة بتربة القَاضِي شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ وَكَانَ صَاحبه والحبكي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْكَاف نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من قرى حوران 691 - عمر بن مُسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مُسلم الإِمَام الْعَلامَة الأوحد المفنن الْفَقِيه الْمُحدث الْمُفَسّر الْوَاعِظ زين الدَّين أَبُو حَفْص الْقرشِي الملحي الدِّمَشْقِي ولد فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة الحديث: 691 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 وَورد دمشق بعد الْأَرْبَعين واشتغل فِي الْفِقْه على خطيب جَامع جراح شرف الدَّين قَاسم وَأخذ عَن الشَّيْخ عَلَاء الدَّين حجي وَأخذ علم الْأُصُول عَن بهاء الدَّين الإخميمي واشتغل فِي الحَدِيث وَشرع فِي عمل المواعيد وَكَانَ يعْمل مواعيد نافعة تفِيد الْخَاصَّة والعامة وانتفع بِهِ خلق كثير من الْعَوام وَصَارَ لديهم فَضِيلَة وَأفْتى وتصدى للافادة ودرس بالمسرورية ثمَّ بالناصرية وَوَقع بَينه وَبَين ابْن جمَاعَة بِسَبَبِهَا وحصلت لَهُ محنة ثمَّ عوض عَنْهَا بالأتابكية ثمَّ أخذت مِنْهُ فَلَمَّا ولي وَلَده قَضَاء دمشق فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين ترك لَهُ الخطابة وتدريس الناصرية والأتابكية ثمَّ فوض إِلَيْهِ دَار الحَدِيث الأشرفية فَلَمَّا جَاءَت دولة الظَّاهِر أَخذ واعتقل مَعَ ابْنه بالقلعة وَجَرت لَهما محن وَطلب مِنْهُمَا أَمْوَال فرهن الشَّيْخ كثيرا من كتبه على الْمبلغ الَّذِي طلب مِنْهُمَا قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي برع فِي علم التَّفْسِير وَأما علم الحَدِيث فَكَانَ حَافِظًا للمتون عَارِفًا بِالرِّجَالِ وَكَانَ سمع الْكثير من شُيُوخنَا وَله مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة انْتهى وَكَانَ القَاضِي تَاج الدَّين هُوَ الَّذِي أدخلهُ بَين الْفُقَهَاء فَلَمَّا حصلت لَهُ المحنة كَانَ مِمَّن قَامَ عَلَيْهِ وَكَانَ مَشْهُورا بِقُوَّة الْحِفْظ ودوامه إِذا حفظ شَيْئا لَا ينساه كثير الْإِنْكَار على أَرْبَاب الشّبَه شجاعا مقداما كثير المساعدة لطلبة الْعلم يَقُول الْحق على من كَانَ من غير مداراة فِي الْحق وَلَا مُحَابَاة وَملك من نفائس الْكتب شَيْئا كثيرا وَكَانَ كثير الْعَمَل والاشغال لَا يمل من ذَلِك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 وَلم يزل حَاله على أحسن نظام إِلَى أَن قدر الله تَعَالَى عَلَيْهِ مَا قدر توفّي معتقلا بقلعة دمشق فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بالقبيبات وَشهد جنَازَته خلائق لَا يُحصونَ كَثْرَة 692 - عِيسَى بن عُثْمَان بن عِيسَى الإِمَام الْعَلامَة الْفَقِيه مفتي الْمُسلمين مُفِيد الطالبين أقضى الْقُضَاة شرف الدَّين أَبُو الرّوح الْغَزِّي قدم دمشق للاشتغال فِي سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَخمسين وَله نَحْو عشْرين سنة واشتغل فِي الْفِقْه على الْمَشَايِخ شمس الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وعماد الدَّين الحسباني وشمس الدَّين الْغَزِّي وعلاء الدَّين حجي وَالْقَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ وسافر إِلَى الشَّيْخ صدر الدَّين ابْن الخابوري بطرابلس فَأذن لَهُ بالإفتاء وَدخل الديار المصرية وَأخذ عَن الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَلم يزل مواظبا على الِاشْتِغَال والمطالعة واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه وَحفظ الغرائب وَفِي زمن القَاضِي ولي الدَّين أَخذ تصديرا على الْجَامِع وتصدى للاشغال واعتنى بذلك وَكَثُرت الحديث: 692 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 طلبته وَصَارَ بعد موت الشَّيْخ نجم الدَّين ابْن الجابي هُوَ عين المصدرين بالجامع ويحضر عِنْده فضلاء الطّلبَة وتصدى للافتاء بعد موت الشَّيْخَيْنِ الزُّهْرِيّ وَابْن الشريشي وَجمع مصنفات كَثِيرَة فِي الْفِقْه مِنْهَا شرح الْمِنْهَاج الْكَبِير فِي نَحْو عشر مجلدات وَشرح صَغِير فِي مجلدين ملخص فِي كَلَام الْأَذْرَعِيّ وَذكر فِيهِ فَوَائِد كَثِيرَة من كتاب الْأَنْوَار وَآخر بَينهمَا فِي الرَّد على نكت النشائي ومختصر الرَّوْضَة وَفِيه زيادات كَثِيرَة أَخذهَا من الْمُنْتَقى وَغَيره وَالْقَوَاعِد يذكر الْقَاعِدَة وَمَا يسْتَثْنى مِنْهَا وَأدْخل فِيهِ الْغَاز الْإِسْنَوِيّ وَزَاد عَلَيْهِ ومختصر الْمُهِمَّات فِي مجلدين وأدب الْقَضَاء وَجمع كتابا كَبِيرا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْجَوَاهِر والدرر يذكر فِيهِ قَوَاعِد ومسائل غَرِيبَة وفروقا بَين مسَائِل وَأَن الْقَاعِدَة الْفُلَانِيَّة تخَالف الْقَاعِدَة الْفُلَانِيَّة فِي كَذَا وَكَذَا وَآخر فِي الرَّد على الْمُهِمَّات سَمَّاهُ مَدِينَة الْعلم وغالب مصنفاته احترقت فِي الْفِتْنَة وناب فِي الْقَضَاء عَن القَاضِي سري الدَّين وَعَن غَيره ودرس بالمسرورية بعد موت الشَّيْخ زين الدَّين الْقرشِي ثمَّ نزل لَهُ القَاضِي بدر الدَّين ابْن أبي الْبَقَاء عَن تدريس الرواحية بعوض قبل مَوته بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين ذكره الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ بَينه وَبَينه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 مَا يكون بَين الأقران فَذكر بعض تَرْجَمته ثمَّ قَالَ وَفِي الْجُمْلَة لم يكن بالمحبب للنَّاس بل كَانُوا يمقتونه وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء إِلَّا أَنه كَانَ قَاصِر الْفَهم ومتساهلا فِي نَقله لم يزل يتهم وَكَانَ رُبمَا أَتَى فِي ذَلِك من جِهَة الْفَهم لَا التعمد وَكَانَ فِي أول أمره فَقِيرا فَحصل مَالا من مِيرَاث زَوْجَات تزوجهن وأثرى وَكثر مَاله توفّي فِي رَمَضَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير 693 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد القَاضِي الْعَالم المفنن الْمدرس الأديب الْكَاتِب فتح الدَّين أَبُو بكر النابلسي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الشَّهِيد كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق مولده سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْعُلُوم وتفنن وفَاق أقرانه فِي النّظم والنثر وَالْكِتَابَة وَولي كِتَابَة السِّرّ ومشيخة الشُّيُوخ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسِتِّينَ فباشر مُدَّة ثَلَاث سِنِين وَنصف ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد إِلَى الوظيفتين بعد أشهر وَاسْتمرّ أَكثر من سبع سِنِين ثمَّ عزل من كِتَابَة السِّرّ وأعيد غير مرّة وَمُدَّة ولَايَته خمس عشرَة سنة وأشهرا ودرس بالظاهرية والناصرية الجوانيتين وولاه منطاش الخطابة فَكَانَ يخْطب خطبا فصيحة بليغة لَكِن لم يكن عَلَيْهَا قبُول وَكَانَ بَينه وَبَين نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدَّين بيدمر عَدَاوَة شَدِيدَة عِنْدَمَا يَلِي نِيَابَة الشَّام يعْزل الْمَذْكُور ويصادر ويؤذى وَتارَة يختفي وَفِي بعض النوب فِي اختفائه مِنْهُ نظم السِّيرَة النَّبَوِيَّة من عدَّة كتب ثَلَاث مجلدات فِي خَمْسَة وَعشْرين ألف بَيت وَسَماهُ الْفَتْح الْقَرِيب فِي سيرة الحبيب وَضم إِلَى ذَلِك فَوَائِد الرَّوْض مَعَ زيادات وإشكالات يدل على سَعَة بَاعه فِي الحديث: 693 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 الْعلم وَحدث بهَا بِدِمَشْق وَمِمَّنْ سمع ذَلِك الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَحدث بهَا بِالْقَاهِرَةِ أَيْضا وَشرح مجلدة مِنْهَا فِي اثْنَتَيْ عشرَة مجلدة وَهُوَ الثُّلُث من المنظوم وَكَانَ الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ يثني على فضائله توفّي قَتِيلا بِظَاهِر الْقَاهِرَة لقِيَامه على الظَّاهِر فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة 694 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن شَجَرَة بن مُحَمَّد الإِمَام الْفَقِيه القَاضِي الْمُفْتِي بدر الدَّين أَبُو عبد الله التدمري الأَصْل الدِّمَشْقِي اشْتغل وَتقدم واشتهر وَولي الْقَضَاء بمعاملة الشَّام وَآخر مَا ولي قَضَاء الْقُدس فِي أَيَّام البُلْقِينِيّ فَشَكَاهُ أهل الْقُدس وَجَاءَت كتب أعيانهم مشحونة بثلبه والحط عَلَيْهِ فعزل وَقدم دمشق وَأقَام بهَا وَكَانَ يدرس بِالْمَدْرَسَةِ الْمَوْقُوفَة عَلَيْهِ وعَلى أَقَاربه وَله تصدير على الْجَامِع قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ يُفْتِي كثيرا وَيكْتب على الْفَتَاوَى خطا حسنا بِعِبَارَة حَسَنَة إِلَّا أَنه سيء السِّيرَة فِي قَضَائِهِ وفتواه مَشْهُور بذلك كَانَ يتمحل للمستفتي حَتَّى يفتيه بِمَا يُوَافق غَرَضه وَيَأْخُذ مِنْهُ جعلا على ذَلِك اجْتمعت بِهِ مرّة حضر عِنْدِي فَأَعْجَبَنِي فهمه واستنباطه فِي الْفِقْه وغوصه على اسْتِخْرَاج الْمسَائِل الْحَوَادِث من أُصُولهَا وردهَا إِلَى الْقَوَاعِد ثمَّ ذكر فِيهِ ابْن حجي كلَاما لَا أوثر ذكره توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي عشر السّبْعين ظنا وَدفن بسفح قاسيون الحديث: 694 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 695 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن عبد الله الإِمَام الْعَلامَة كَمَال الدَّين أَبُو الْفضل الْقرشِي الْعقيلِيّ بِفَتْح الْعين الطَّالِبِيُّ النويري الأَصْل الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ قَاضِي مَكَّة وخطيبها مولده فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة وتفقه بِدِمَشْق على الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن النَّقِيب وتقي الدَّين السُّبْكِيّ وتاج الدَّين المراكشي وَسمع بِدِمَشْق من ابْن النَّقِيب وَمن الْمزي وَغَيرهمَا وبمكة من جمَاعَة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ رجلا عَالما مستحضرا لفقه كثير وَبَلغنِي أَنه كَانَ يستحضر شرح مُسلم للنووي وَكَانَ مَنْسُوبا إِلَى كرم ونعمة وافرة وَقَالَ ابْن حبيب فِي تأريخه إِنَّه ولي قَضَاء مَكَّة نيفا وَعشْرين سنة توفّي فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة 696 - مُحَمَّد بن احْمَد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعد بن احْمَد بن الحديث: 695 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 مُحَمَّد بن سلم بن مَكْتُوم الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الحبر الْفَقِيه الْمُحدث النَّحْوِيّ بدر الدَّين ابو عبد الله السويدي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن مَكْتُوم مولده سنة بضع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من جمَاعَة وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الْحَاوِي وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكَانَ يقرىء صَحِيح البُخَارِيّ بالجامع فِي رَمَضَان بعد الظّهْر مُدَّة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَهُوَ رجل فَاضل قَرَأَ فِي الْفِقْه على وَالِدي وَعلي الحسباني ولازمه وَصَحبه وَقَرَأَ فِي النَّحْو عَليّ أبي الْعَبَّاس العتابي وبرع فِيهِ وتصدر للاشغال بالجامع خمس عشرَة سنة وَكَانَ يُفْتِي بِآخِرهِ واعاد بالناصرية والعادلية الصُّغْرَى وَولي مشيخة النَّحْو بالناصرية أَيْضا وَكَانَ رجلا خيرا عِنْده ديانَة وَله عبَادَة من صَوْم وَقِرَاءَة انْتهى وَكَانَ فِيهِ إِحْسَان إِلَى طلبة الْعلم والفقراء يضيفهم ويفطرهم فِي رَمَضَان وَعِنْده بر وصلَة لأقاربه ويقلل فِي ملبسه وَيَشْتَرِي حَاجته بِنَفسِهِ ويحملها وَهُوَ قَلِيل الْخلطَة بالفقهاء وَغَيرهم توفّي فِي جمادي الأولى سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد وَالِده وَعَمه عِنْد قبر الشَّيْخ حَمَّاد 697 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الإِمَام الْعَلامَة المُصَنّف الْجَامِع بَين أشتات الْعُلُوم الحديث: 697 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 شمس الدَّين أَبُو عبد الله الصرخدي أَخذ الْعُلُوم عَن مشايخها فِي ذَلِك الْعَصْر وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَالشَّيْخ عماد الدَّين الحسباني وَأَبُو الْعَبَّاس العتابي وَكَانَ أجمع أهل الْبَلَد لفنون الْعلم أفتى ودرس وأشغل وصنف غير أَن لِسَانه كَانَ قاصرا وقلمه أحسن من لِسَانه وَكَانَ حَظه من الدُّنْيَا قَلِيلا لم يحصل لَهُ شَيْء من المناصب وَإِنَّمَا درس بالتقوية والكلاسة نِيَابَة وَله تصدير بالجامع وَكَانَ ينصر مَذْهَب الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ كثيرا ويعادي الْحَنَابِلَة وصنف شرح الْمُخْتَصر ثَلَاثَة اجزاء وَاخْتصرَ إِعْرَاب السفاقسي وَاعْترض عَلَيْهِ فِي مَوَاضِع وَاخْتصرَ قَوَاعِد العلائي والتمهيد للإسنوي وَاعْترض عَلَيْهِمَا فِي مَوَاضِع وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات وَغير ذَلِك وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَاحْتَرَقَ غَالب مصنفاته فِي الْفِتْنَة قبل تبييضها وَكَانَ فَقِيرا وَله عائلة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وبالقرب من مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ 698 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل الْفَقِيه القَاضِي بدر الحديث: 698 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 الدَّين أَبُو عبد الله الهكاري الصلتي قَاضِي حمص اشْتغل على أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ مدرس الصَّلْت واشتغل بالقدس أَيْضا قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَولي التدريس بعد أَبِيه ثمَّ قدم علينا دمشق فَسمع بهَا الحَدِيث على جمَاعَة وترافقنا فِي السماع زَمَانا وَكتب وَقَرَأَ وَجمع وَكَانَ مكبا على الأشتغال وَتَعْلِيق الْفَوَائِد وَولي قَضَاء الصَّلْت مُضَافا إِلَى التدريس وولاه البُلْقِينِيّ قَضَاء حسبان وَلم يزل يتنقل فِي قَضَاء الْبر وَولي الْقُدس والخليل ونابلس وَآخر مَا ولي حمص وَبهَا توفّي فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَلم يبلغ الْخمسين وَاخْتصرَ ميدان الفرسان فِي ثَلَاث مجلدات وَهُوَ اخْتِصَار عَجِيب حذف عبارَة الْكتب الَّتِي عِنْده وَأبقى مَا عَداهَا وَهُوَ مُفِيد فِي الْجُمْلَة 699 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد ابْن أبي بكر بن عَطِيَّة الإِمَام الْمدرس الْعَالم الْأَصِيل زين الدَّين بن القَاضِي تَقِيّ الدَّين بن الإِمَام الْعَلامَة صدر المدرسين زين الدَّين بن القَاضِي علم الدَّين بن الشَّيْخ الإِمَام خطيب الْمُسلمين زين الدَّين العثماني الدمياطي الأَصْل الدِّمَشْقِي سبط القَاضِي تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ مولده سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحضر على جمَاعَة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي سمع من جده عدَّة من مصنفاته وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال فِي الْفِقْه وَيفهم فِيهِ فهما جيدا وَعِنْده تَحْقِيق درس بالعذراوية سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسِتِّينَ انتزعها من يَد الحديث: 699 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 خَاله القَاضِي تَاج الدَّين وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فنفي هُوَ من الْقَاهِرَة وَكَانَ من خِيَار النَّاس وأعزر خلق الله مُرُوءَة مَا رَأينَا أحدا أَكثر مُرُوءَة وتفضلا على أَصْحَابه ومساعدة لمن يَقْصِدهُ وَلَا أَشد تواضعا وأدبا ورئاسة مِنْهُ توفّي فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربة خَاله بسفح قاسيون 700 - مُحَمَّد بن بهادر بن عبد الله الْعَالم الْعَلامَة المُصَنّف الْمُحَرر بدر الدَّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الزَّرْكَشِيّ مولده سنة خمس وَأَرْبَعين أَخذ عَن الشَّيْخَيْنِ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وسراج الدَّين البُلْقِينِيّ ورحل إِلَى حلب إِلَى شهَاب الدَّين الْأَذْرَعِيّ وَتخرج بمغلطاي فِي الحَدِيث وَسمع الحَدِيث الحديث: 700 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 بِدِمَشْق وَغَيرهَا قَالَ بعض المؤرخين كَانَ فَقِيها أصوليا أديبا فَاضلا فِي جَمِيع ذَلِك ودرس وَأفْتى وَولي مشيخة خانقاه كريم الدَّين بالقرافة الصُّغْرَى وَحكى لي الشَّيْخ شمس الدَّين الْبرمَاوِيّ أَنه كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى الِاشْتِغَال بِالْعلمِ لَا يشْتَغل عَنهُ بِشَيْء وَله أقَارِب يكفونه أَمر دُنْيَاهُ توفّي فِي رَجَب سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى بِالْقربِ من تربة الْأَمِير بكتمر الساقي وَمن تصانيفه تَكْمِلَة شرح الْمِنْهَاج الْإِسْنَوِيّ وَاعْتمد فِيهِ على النكت لِابْنِ النَّقِيب وآخذ من كَلَام الْأَذْرَعِيّ والبلقيني وَفِيه فَوَائِد وأبحاث تتَعَلَّق بِكَلَام الْمِنْهَاج حَسَنَة لكنه يهم فِي النَّقْل والبحث كثيرا ثمَّ أكمله لنَفسِهِ وَلَكِن الرّبع الأول مِنْهُ عدم وَهُوَ مسودة وخادم الشَّرْح وَالرَّوْضَة وَهُوَ كتاب كَبِير فِيهِ فَوَائِد جليلة كتبه على أسلوب التَّوَسُّط للْأَذْرَعِيّ والنكت على البُخَارِيّ وَالْبَحْر فِي الْأُصُول فِي ثَلَاثَة أَجزَاء جمع فِيهِ جمعا كثيرا لم يسْبق إِلَيْهِ وَشرح جمع الْجَوَامِع للسبكي فِي مجلدين وَتَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَله مصنفات أخر مِنْهَا مُصَنف فِي الْأَدَب سَمَّاهُ ربيع الغزلان خطه ضَعِيف جدا قل من يحسن استخراجه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 701 - مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد بن سَلامَة قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدَّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الشاذلي الْمَعْرُوف بِابْن ميلق وَهُوَ لقب جده لأمه ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع وَحدث وَكَانَ فِي اول امْرَهْ يتصوف وينتحل خرقَة الشاذلية ويعظ وصنف كتبا فِي الْوَعْظ وَالرَّقَائِق قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي رَأَيْت فِي تصنيف لَهُ أَنه تفقه على الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَأذن لَهُ بالإفتاء وَأَنه أَخذ عَن بهاء الدَّين ابْن عقيل وَأَنه أَخذ قَدِيما عَن ابْن عَدْلَانِ وَابْن الْأنْصَارِيّ وعماد الدَّين البلبيسي وَكَانَ رجلا يسْلك طَرِيق الْفقر والتصوف ويعظ وَيعْمل مواعيد وَله أَصْحَاب يعتقدونه وعوام يعظمونه فَأدْخلهُ القَاضِي برهَان الدَّين ابْن جمَاعَة فِي سلك الْفُقَهَاء وولاه تدريسا وَولي أَيْضا خطابة مدرسة السُّلْطَان حسن ثمَّ إِن السُّلْطَان ولاه الْقَضَاء وعظمه فَلَمَّا انْفَصل السُّلْطَان إِلَى الكرك عزل فِي دولة منطاش بعد مَا كَانَ كتب مَعَ الدولة فِيمَا يتَعَلَّق بالسلطان وَرُبمَا كتب مَا يُؤَدِّي إِلَى قَتله فَلَمَّا عَاد الظَّاهِر الحديث: 701 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 أهانه ومقته وانقلب اعْتِقَاده فِيهِ بغضا وَقد اجْتمعت بِهِ أَيَّام ولَايَته وَرَأَيْت المصريين يحطون عَلَيْهِ وينسبونه إِلَى قصد الْأَذَى للفقهاء انْتهى وَكَانَت ولَايَته الْقَضَاء فِي شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَذَلِكَ بعد مَا شَرط شُرُوطًا فَأُجِيب إِلَيْهَا وَولي بعزة زَائِدَة وعزل فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بحوش الصُّوفِيَّة 702 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف أقضى الْقُضَاة الْخَطِيب جمال الدَّين أَبُو عبد الله الْإِسْنَوِيّ الْمصْرِيّ الأطروش حفظ التَّعْجِيز فِي الْفِقْه وَقدم مصر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي الْحسن النَّحْوِيّ وَالِد الشَّيْخ سراج الدَّين ابْن الملقن ورحل إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَأخذ عَن الشَّيْخ برهَان الدَّين الجعبري وَشرح التَّعْجِيز شرحا حسنا وباشر نِيَابَة الحكم بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ عَالما صَالحا ذَا مهابة وصيانة وعفة وديانة شَدِيدا فِي أقضيته وَقع لَهُ مَعَ يلبغا قَضِيَّة مَشْهُورَة قَالَ ابْن الملقن وَهُوَ آخر من توفّي من طلبة وَالِدي وَقَالَ غَيره كَانَ ملازما لبيته لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد مَعَ الصلابة فِي الدَّين وَثقل سَمعه الحديث: 702 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 وَصَارَ يعرف بالاطروش وَكَانَ يقرىء الكافية وَالشَّافِعِيَّة لِابْنِ مَالك إقراء حسنا وَكَذَلِكَ الْمِصْبَاح فِي أصُول الْفِقْه مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَدفن بتربة بلديه الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ 703 - مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح بن شهَاب بن عبد الْحق بن عبد الْخَالِق الإِمَام الْعَالم النحرير القَاضِي بدر الدَّين أَبُو الْيمن بن الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام سراج الدَّين أبي حَفْص الْكِنَانِي الْمصْرِيّ البُلْقِينِيّ سبط الْعَلامَة بهاء الدَّين بن عقيل ولد فِي صفر سنة سِتّ وَقيل سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وَقدم دمشق مَعَ وَالِده سنة تسع وَسِتِّينَ وَهُوَ مراهق وَقد حفظ عدَّة كتب فعرضها على مَشَايِخ الشَّام إِذْ ذَاك وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ وَابْن القواس وَغَيرهم وَأخذ عَن وَالِده وَعَن غَيره من الحديث: 703 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 عُلَمَاء عصره مِنْهُم جده الشَّيْخ بهاء الدَّين وجمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ فنون الْعلم وَتقدم وتميز وفَاق أقرانه بِاجْتِهَادِهِ وجودة ذهنه ودرس وأشغل وَأفْتى وَنزل لَهُ وَالِده عَن قَضَاء الْعَسْكَر فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَكَانَ حسن الذَّات مليح الصِّفَات حكى جمَاعَة من رفقته جملَة من محاسنه ومكارمه وَأما جودة ذهنه فَأمر قد شاع وذاع وَكَانَ يكثر الْبَحْث مَعَ وَالِده ويعارضه وَكَانَ وَالِده يسر بذلك كثيرا وَقد ذكر لَهُ الأديب زين الدَّين طَاهِر بن حبيب تَرْجَمَة حَسَنَة وَقَالَ كَانَ كلفا بالجود لَا متكلفا مطبوعا على مَكَارِم الْأَخْلَاق لَا متطبعا وَأخذ الْفِقْه عَن وَالِده شيخ الْإِسْلَام وتبحر فِيهِ إِلَى أَن رَوَت عَنهُ افواه المحابر وَالسّن الأقلام وشارك أهل الْعُلُوم فَكَانَ لَهُ مِنْهُم أوفى نصيب وجامل أَرْبَاب الْفُنُون فَظهر لَهُم بِكُل معنى غَرِيب ثمَّ دون الْعلم الشريف وكرس وباشر الْوَظَائِف الجليلة وَأفْتى ودرس وَتَوَلَّى قَضَاء العساكر بالديار المصرية وَاسْتمرّ إِلَى أَن تطاولت إِلَيْهِ يَد الْقَضَاء القسرية توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمدرسة وَالِده الَّتِي أَنْشَأَهَا دَاخل الْقَاهِرَة بحارة بهاء الدَّين بِالْقربِ من بَاب القنطرة وجامع الْحَاكِم بنيت من الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 بيوتها جَعَلُوهُ مدفنا وَكَانَ قد حصل لَهُ مرض الاستقساء وَتُوفِّي وَله نَيف وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ من حَقه أَن يُؤَخر إِلَى الطَّبَقَة الأتية لَكِن سرعَة وَفَاته أوجبت ذكره فِي هَذِه الطَّبَقَة وجدي أسن من وَالِده ببضع وَثَلَاثِينَ سنة رَحِمهم الله تَعَالَى وَولي وظائفه من قَضَاء الْعَسْكَر والتداريس أَخُوهُ القَاضِي جلال الدَّين 704 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف الْأَسدي الْعَلامَة شيخ الشَّافِعِيَّة وَبَقِيَّة السّلف شمس الدَّين أَبُو عبد الله بن القَاضِي نجم الدَّين أبي حَفْص بن القَاضِي شرف الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة جدي مولده فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة تفقه بِعَمِّهِ الشَّيْخ كَمَال الدَّين وَالشَّيْخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَأخذ النَّحْو عَن عَمه الْمَذْكُور وَكَانَ معيدا للطلبة فِي حَلقَة عَمه فَلَمَّا توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين جلس مَكَانَهُ يشغل من ذَلِك التأريخ إِلَى أَن ضعف وَانْقطع بعد السّبْعين كل ذَلِك وَهُوَ منجمع عَن النَّاس مقبل على الْعِبَادَة وَعدم الِالْتِفَات إِلَى أُمُور الدُّنْيَا وراضيا بالعيش الخشن يخْدم نَفسه وَيَشْتَرِي الْحَاجة ويحملها وَقد أَخذ عَنهُ النَّاس الْعلم طبقَة بعد طبقَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي ابْتِدَاء الْأَمر الْمَشَايِخ الْعلمَاء ابْن خطيب يبرود وَابْن كثير والأذرعي وَأعَاد بالشامية البرانية وَغَيرهَا وَولي فِي الحديث: 704 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 آخر عمره تدريس الشامية البرانية بِغَيْر سُؤال فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين فباشرها سنة وَثَلَاثَة أشهر ثمَّ نزل عَنْهَا لضَعْفه وَقد سمع من أبي جَعْفَر ابْن الموازيني كتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَسمع من طَائِفَة وَحدث سمع مِنْهُ خلق من الْحفاظ والمحدثين مِنْهُم الْعِرَاقِيّ والهيثمي والقرشي وَابْن سَنَد وَابْن حجي وَابْن الحسباني والياسوفي وَابْن ظهيرة قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن رَافع كَانَ ابْن قَاضِي شُهْبَة بِالشَّام مثل الشَّيْخ مجد الدَّين السنكلومي بِالْقَاهِرَةِ وَجَمِيع الْجَمَاعَة طلبته وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ مِمَّن جلس عِنْده وَهُوَ يُعِيد الشَّيْخَانِ ابْن خطيب يبرود وَابْن كثير وَبعد الِاشْتِغَال جمَاعَة من شُيُوخنَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّاس طبقَة بعد طبقَة وَكَانَ مَشْهُورا بِمَعْرِِفَة التَّنْبِيه وَشَرحه وَحسن تَقْرِيره الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 وَكَذَلِكَ كَانَ يقرىء الجرجانية فِي النَّحْو وَكنت مِمَّن حضر عِنْده وَحصل لي بركته وَسمعت مِنْهُ وَلم يكن يحضر المحافل وَلَا يُفْتِي وَقد سمع من ابْن الموازيني وست الْأَهْل بنت علوان وزيرة وَطَائِفَة روى لنا عَن الأول كتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد وَعَن الثَّانِيَة جفر الجفار وَعَن الثَّالِثَة ثلاثيات البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْده انجماع عَن النَّاس وَعدم معرفَة بِأُمُور الدُّنْيَا بمعزل عَن طلب الرِّئَاسَة وَالدُّخُول فِي المناصب على أَنه ولي نِيَابَة الحكم بِإِشَارَة الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَكَانَ لَا يتَصَدَّى لذَلِك وَكَانَ عُلَمَاء الْبَلَد والمشار إِلَيْهِم فِيهَا غالبهم تلاميذه وتلاميذ تلاميذه وَقَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي سبط ابْن العجمي فِي مشيخته اجْتمعت بِهِ فَوَجَدته رجلا من عُلَمَاء السّلف فِي غَايَة من الْعلم وَالْخَيْر وَالدّين والنزاهة انْتهى وَقد سَمِعت غير وَاحِد من مَشَايِخنَا وأصحابنا يبالغون فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَوَصفه بالزهد والورع وَأَنه لَو استسقى النَّاس فِي ذَلِك الْوَقْت لاستسقوا بِهِ أَو بالشيخ جمال الدَّين ابْن قَاضِي الزبداني وَكَانَ معيد الشامية البرانية وَابْن خطيب يبرود مدرسها فَكَانَ ابْن خطيب يبرود يَقُول مَا زَالَ الشَّيْخ شمس الدَّين معيدا لي لَكِن كَانَ فِي الصغر معيدا لي وَفِي الْكبر معيدا عني وَكَانَ يستحضر الرَّافِعِيّ وينزله على التَّنْبِيه تَنْزِيلا عجيبا خضع لَهُ أهل عصره فِي ذَلِك وَسمعت شَيخنَا شرف الدَّين الْغَزِّي يَحْكِي أَنه لما دخل إِلَى مصر فِي حَيَاة الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ مَسْأَلَة الأسوي عَن عُلَمَاء دمشق قَالَ فذكرتهم لَهُ فَلَمَّا ذكرت شَيخنَا الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة قَالَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 لي هَذَا مثل الشَّيْخ مجد الدَّين الزنكلوني عندنَا جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَقَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي أَخْبرنِي بعض صالحي سلبة حلب عَن الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْأَذْرَعِيّ أَنه قَالَ مَا صرت مُسلما إِلَّا لما اجْتمعت بِابْن قَاضِي شُهْبَة قلت لَعَلَّه عني عَمه الشَّيْخ كَمَال الدَّين فَإِنَّهُ كَانَ يُسمى ابْن قَاضِي شُهْبَة أَيْضا فَإِن وصف الشَّيْخ كَمَال الدَّين بذلك أليق لقرب سنّ الْأَذْرَعِيّ من سنّ الشَّيْخ توفّي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير إِلَى جَانب عَمه الشَّيْخ كَمَال الدَّين وَكَانَ من حَقه أَن يذكر فِي الطَّبَقَة الَّتِي قبل هَذِه فَإِنَّهُ أسن من أَكثر مِمَّن ذكر فِيهَا وَبَعْضهمْ أَخذ عَنهُ بل هُوَ أسن من بعض من ذكر فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة وَالْعِشْرين وَقد كَانَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي يعيب التَّرْتِيب على الوفيات بِمثل ذَلِك وَيذكر جدي وَبَعض من ذكر فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة وَالْعِشْرين 705 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة صدر الحديث: 705 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 الْعرَاق ومدرس بَغْدَاد وعالمها وَرَئِيس الْعلمَاء بالمشرق غياث الدَّين أَبُو المكارم بن الإِمَام صدر الْعرَاق محيي الدَّين بن شيخ الْعرَاق جمال الدَّين الوَاسِطِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن العاقولي مولده فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَسمع من وَالِده وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ مدرس المستنصرية بِبَغْدَاد كأبيه وجده ودرس أَيْضا بالنظامية كأبيه ودرس هُوَ بِغَيْرِهِمَا وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده كبراء بَغْدَاد انْتَهَت إِلَيْهِم الرِّئَاسَة بهَا فِي مشيخة الْعلم والتدريس وَكَانَ هَذَا قد تفرد بذلك وَصَارَ هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ والمعول عَلَيْهِ الْقُضَاة والوزراء إِلَى بَابه وَالسُّلْطَان يخافه وَكَانَ مشاركا فِي عُلُوم عديدة بارعا فِي الحَدِيث وَعلمِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَشرح مصابيح الْبَغَوِيّ وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا وفيهَا أَوْهَام وَسُقُوط رجال فِي الْأَسَانِيد وَكَانَت نَفسه قَوِيَّة وفهمه جيد وَكَانَ بَالغا فِي الْكَرم حَتَّى ينْسب إِلَى الْإِسْرَاف وَلما دخل تمرلنك بَغْدَاد هرب مِنْهَا مَعَ السُّلْطَان أَحْمد فنهبت أَمْوَاله وسبيت حريمه وَقدم الشَّام واجتمعنا بِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 وأنشدنا من نظمه فَلَمَّا رَجَعَ السُّلْطَان إِلَى بَغْدَاد رَجَعَ مَعَه فَأَقَامَ دون خَمْسَة أشهر وَقَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي وَكَانَ صَدرا رَئِيسا نبيلا مهابا إِمَامًا عَلامَة متبحرا فِي الْعُلُوم غَايَة فِي الذكاء مشارا إِلَيْهِ بارعا فِي الْأَدَب وَله مَكَارِم أَخْلَاق مَشْهُورَة وَبَلغنِي من غير وَاحِد أَنه كَانَ يدْخلهُ كل سنة زِيَادَة على مائَة ألف دِرْهَم كلهَا ينفقها وَهُوَ فِي بَيت رئاسة وصنف كثيرا مِنْهَا شرح المصابيح لِلْبَغوِيِّ شرحا جَامعا وصنف فِي الرَّد على الرافضة فِي مُجَلد وَجمع لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَله شعر حسن مِنْهُ قصيدة سَمَّاهَا عدَّة الوحيد وعمدة التَّوْحِيد توفّي فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بِالْقربِ من مَعْرُوف الْكَرْخِي بِوَصِيَّة مِنْهُ وَلم يدْفن فِي الْمدرسَة الَّتِي بناها على قبر وَالِده وَقَالَ بَعضهم إِنَّه كتب على الْمُهِمَّات وَله مشيخة 706 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن سَنَد بن تَمِيم الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ شمس الدَّين أَبُو الْعَبَّاس اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن سَنَد مولده فِي ربيع الأول سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَسَبْعمائة طلب الحَدِيث فِي حُدُود الْخمسين وَسمع من جمَاعَة بِدِمَشْق ومصر وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ شرف الدَّين قَاسم خطيب جَامع جراح وَقَرَأَ الحديث: 706 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 الْأُصُول بالديار المصرية على الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن تَاج الدَّين المراكشي وَأذن لَهُ فِي إقرائها وَأخذ فِي الْقُدس عَن الْحَافِظ صَلَاح الدَّين العلائي وَأَجَازَهُ بالفتوى والتدريس وَصَحب القَاضِي تَاج الدَّين ولازمه وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ تصانيفه فِي الدُّرُوس وَقَرَأَ عَلَيْهِ السِّيرَة النَّبَوِيَّة بالجامع وولاه وظائف وناب فِي الحكم عَن القَاضِي سري الْمَالِكِي ثمَّ عَن القَاضِي ولي الدَّين نَحْو خمس سِنِين ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَهُوَ آخر من ذكرهم فِيهِ وَفَاة وَقَالَ الْفَقِيه الْفَاضِل شَاب يقظ اشْترى أَجزَاء وكتبا وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ وخطه مليح وَلسَانه منطلق قَرَأَ عَليّ طَبَقَات الْحفاظ مولده سنة بضع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ من أحسن النَّاس قِرَاءَة للْحَدِيث كَانَ يرجح على كل أحد لحسن قِرَاءَته وفصاحته وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ متباينة الْمَتْن والإسناد وَخرج لغيره وتفنن فِي الْفَنّ سمعنَا بقرَاءَته كثيرا وَله محفوظات فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشَّيْخ تَاج الدَّين المراكشي وَأَجَازَهُ بالفتيا ابْن كثير وَالْقَاضِي تَاج الدَّين وَكَانَ ذكيا قَلِيل التَّحْصِيل انْتهى وَقد تغير بِآخِرهِ تغيرا كثيرا وَنسي حَتَّى الْقُرْآن وَكَانَ يُقَال إِن ذَلِك بوقيعته فِي النَّاس توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 707 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْكرْمَانِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ مولده فِي جمادي الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَأخذ عَن وَالِده وَعَن جمَاعَة بكرمان ثمَّ ارتحل إِلَى الشَّيْخ عضد الدَّين فلازمه اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَقَرَأَ عَلَيْهِ تصانيفه ثمَّ طَاف الْبِلَاد وَدخل مصر وَالشَّام وَالْعراق وَحج ثمَّ استوطن بَغْدَاد وصنف كتبا فِي عُلُوم شَتَّى فِي الْعَرَبيَّة وَالْكَلَام والمنطق وَشرح البُخَارِيّ شرحا جيدا فِي أَربع مجلدات وَفِيه أَوْهَام فَاحِشَة وتكرار كثير لَا سِيمَا فِي ضبط أَسمَاء الروَاة وَله شرح على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي ثَلَاث مجلدات يذكر فِيهِ عِبَارَات الشُّرَّاح برمز وَذكر من شُرُوح الْكتاب الْمَشْهُورَة سَبْعَة شُرُوح وسماها الْكَوَاكِب السَّبْعَة وَذكر من شروحه الْخفية ثَلَاثَة فاحتوى كِتَابه على عشرَة شُرُوح قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ مشارا إِلَيْهِ فِي الْعرَاق وَتلك الْبِلَاد فِي الْعلم تصدى لنشر الْعلم بِبَغْدَاد ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ مُقبلا على شَأْنه لَا يتَرَدَّد إِلَى أَبنَاء الدُّنْيَا قانعا باليسير ملازما للْعلم شرِيف النَّفس متواضعا بارا لأهل الْعلم متكبرا على أهل الدُّنْيَا توفّي رَاجعا من الْحَج فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنقل إِلَى بَغْدَاد فَدفن بمقبرة بَاب ابرز عِنْد الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ بِوَصِيَّة مِنْهُ فِي مَوضِع اعده لنَفسِهِ ثمَّ بنى عَلَيْهِ ابْنه هُنَاكَ قبَّة ومدرسة الحديث: 707 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 708 - مَحْمُود بن أَحْمد بن صَالح الْفَقِيه الصَّالح شرف الدَّين الصرخدي أَخذ عَن الشَّيْخ فَخر الدَّين الْمصْرِيّ وَسمع الحَدِيث قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء الأخيار وَكَانَ يجلس بالجامع يقرىء الطّلبَة شرحا وتصحيحا وَعِنْده تبتل وخشوع وَله أوراد وَكَانَ مصفرا نحيفا وَانْقطع بِآخِرهِ عَن حُضُور الْمدَارِس لضعف بَصَره قَالَ لي وَالِدي قدم علينا وَهُوَ شَاب بالشامية فَكُنَّا نشبه طَرِيقَته بطريقة النَّوَوِيّ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقد جَاوز الْخمسين 709 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الإِمَام الْعَلامَة الْوَرع بَقِيَّة السّلف مفتي الْمُسلمين أقدم المدرسين أقضى الْقُضَاة شرف الدَّين أَبُو الثَّنَاء بن الإِمَام الْعَلامَة جمال الدَّين بن الإِمَام الْعَلامَة كَمَال الدَّين الْبكْرِيّ الوائلي الْمَعْرُوف بِابْن الشريشي شيخ الشَّافِعِيَّة ومدرس البادرائية مولده الحديث: 708 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَسَبْعمائة بحمص أَخذ الْعلم عَن وَالِده وَالشَّيْخ شمس الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وأضرابهما من مَشَايِخ عصره وَقَرَأَ فِي الْأُصُول والنحو والمعاني وَالْبَيَان وشارك فِي ذَلِك كُله مُشَاركَة قَوِيَّة وَنَشَأ فِي عبَادَة وتقشف وَسُكُون وأدب وانجماع عَن النَّاس ودرس بالبادرائية فِي ربيع الأول سنة خمسين نزل لَهُ وَالِده عَنْهَا وَاسْتمرّ يدرس بهَا إِلَى حِين وَفَاته وناب للْقَاضِي تَاج الدَّين فِي آخر عمره فَمن بعده ودرس بالرواحية مُدَّة يسيرَة ولازم الإشغال والافتاء واشتهر بذلك وَصَارَ هُوَ الْمَقْصُود بالفتاوى من سَائِر الْجِهَات وَكَانَ يكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة حَسَنَة وَبَلغنِي عَن الشَّيْخ زين الدَّين الْقرشِي أَنه قَالَ يقبح علينا أَن نفتي مَعَ وجود ابْن الشريشي وَتخرج بِهِ خلق كثير من فُقَهَاء البادرائية وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كَثِيرَة وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس كُله خير لَيْسَ فِيهِ شَيْء من الشَّرّ وانتهت إِلَيْهِ وَإِلَى رَفِيقه الشَّيْخ شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ رئاسة الشَّافِعِيَّة وَله نثر ونظم حسن وَكَانَ مُبَارَكًا فِي رزقه لَيْسَ لَهُ سوى البادرائية وتصدير على الْجَامِع وَلَا يزَال يضيف الطّلبَة وَيحسن إِلَيْهِم وَيكثر الْحَج قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي لَازم القَاضِي تَاج الدَّين وَحضر حلقته فاستنابه فِي الحكم قبل مَوته بِيَسِير وَاسْتمرّ يَنُوب عَن الْقُضَاة الَّذين بعده نَحْو عشْرين سنة وتصدر للاشغال بالجامع وَأفْتى واشتهر بالاشغال والفتيا وَكَانَ سَاكِنا وقورا قَلِيل الشَّرّ ريض الْأَخْلَاق ولديه مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْأُصُول والعربية وَالْأَدب انْتهى وَلم أر فِي مشايخي أحسن من طَرِيقَته وَلَا أجمع لخصال الْخَيْر مِنْهُ وَكَانَ يلْعَب بالشطرنج وَكَانَ رَأْسا فِيهِ توفّي فِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 صفر سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربتهم بالصالحية مُقَابل جَامع الأفرم فِي السفح 710 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف الْعَالم الْمُفْتِي الْمدرس القَاضِي جمال الدَّين أَبُو المحاسن بن الإِمَام الْعَلامَة الزَّاهِد الْوَرع شيخ الشَّافِعِيَّة شمس الدَّين بن القَاضِي نجم الدَّين الْأَسدي الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي شُهْبَة عمي مولده فِي رَمَضَان سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وتفقه على وَالِده وعَلى أهل عصره وَأذن لَهُ وَالِده فِي الْإِفْتَاء وَكَانَ يثني على فهمه وتنقل فِي قَضَاء الْبر ثمَّ ترك ذَلِك وَأقَام بِدِمَشْق على وظائف وَالِده نزل لَهُ عَنْهَا فِي حَيَاته وَهِي تصدير بالجامع وإعادات ثمَّ درس بالعصرونية ودرس بالمجاهدية نِيَابَة وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه غير أَنه حصل لَهُ ثقل فِي لِسَانه فِي مرضة مَرضهَا فَكَانَ يعسر عَلَيْهِ الْكَلَام وَكَانَ خيرا دينا منجمعا على نَفسه سَاكِنا حسن الشكل توفّي فِي شَوَّال سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد وَالِده رحمهمَا الله تَعَالَى الحديث: 710 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 انْتهى الْجُزْء الثَّالِث ويليه الْجُزْء الرَّابِع مبتدئا من الطَّبَقَة الثَّامِنَة وَالْعشْرُونَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لأبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد تَقِيّ الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة الدِّمَشْقِي الْجُزْء الرَّابِع الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 الطَّبَقَة الثَّامِنَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة التَّاسِعَة 711 - إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن أَيُّوب الأبناسي برهَان الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْعَالم الْفَقِيه العابد ولد بأبناس بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمُوَحدَة بعْدهَا نون وَفِي آخرهَا سين مُهْملَة وَهِي قَرْيَة صَغِيرَة بِالْوَجْهِ البحري سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَذَا نقل من خطه وَقدم الْقَاهِرَة وَله بضع وَعِشْرُونَ سنة وَسمع بهَا وبدمشق من جمَاعَة وَخرج لَهُ الْحَافِظ ولي الدَّين ابْن الْعِرَاقِيّ مشيخة وَتخرج فِي الْفِقْه على الشَّيْخَيْنِ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَولي الدَّين المنفلوطي وَغَيرهمَا وَتخرج فِي الحَدِيث بمغلطاي قَالَ المؤرخ نَاصِر الدَّين ابْن الْفُرَات كَانَ شيخ الديار الحديث: 711 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 المصرية مربيا للطلبة وَله مصنفات فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَحج وجاور مَرَّات قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ فِيمَا كتب إِلَيّ أَنه مهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وشغل فِيهَا وَبنى زَاوِيَة بالمقس ظَاهر الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا يحسن إِلَى الطّلبَة ويجمعهم على التفقه ويرتب لَهُم مَا يَأْكُلُون وَيسْعَى لَهُم فِي الرزق خُصُوصا الواردين من الضواحي فَصَارَ أَكثر الطّلبَة بِالْقَاهِرَةِ من تلامذته وَتخرج بِهِ مِنْهُم خلق كثير وَكَانَ حسن التَّعْلِيم لين الْجَانِب متواضعا بشوشا متعبدا متقشفا مطرح التَّكَلُّف وَقد درس بمدرسة السُّلْطَان حسن وبالأثار النَّبَوِيَّة وبالجامع الْأَزْهَر وَقد عين للْقَضَاء مرّة فتوارى وَذكر أَنه فتح الْمُصحف فَخرج {قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ} وَلم يزل مستمرا على طَرِيقَته وإفادته ونفعة الى أَن حج فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فَمَاتَ رَاجعا فِي الْمحرم بعيون الْقصب بِالْقربِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 من عقبَة أَيْلَة وَدفن هُنَاكَ ورثاه صديقه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ بقصيدة دالية طَوِيلَة وَأثْنى عَلَيْهِ فِيهَا كثيرا رحمهمَا الله تَعَالَى 712 - أَبُو بكر بن حُسَيْن بن عمر بن مُحَمَّد بن يُونُس بن أبي الْفَخر بن عبد الرَّحْمَن بن نجم الدَّين العثماني المراغي ثمَّ الْمصْرِيّ القَاضِي زين الدَّين نزيل الْمَدِينَة ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة أَو فِي أول الَّتِي يَليهَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس ابْن الشّحْنَة فَكَانَ آخر من حدث عَنهُ فِي الدُّنْيَا بِالْإِجَازَةِ وَأَجَازَ لَهُ أَيْضا الْمزي والبرزالي وَآخَرُونَ من دمشق وحماة وحلب وَغَيرهَا وَتفرد بالرواية عَن أَكْثَرهم وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من جمَاعَة وَخرج لَهُ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَقَرَأَ على الحديث: 712 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ شَيْئا من محفوظاته عرضا قبل أَن يَلِي الْقَضَاء وَحضر درس الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن اللبان ولازم الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقطعَة من شرح الْمِنْهَاج ثمَّ أكمل عَلَيْهَا وَأخذ عَن مغلطاي وَغَيره من الْمُحدثين ثمَّ تحول إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فسكنها وَحصل بهَا بعض جِهَات تقوم بِحَالهِ ولازم الإشغال بالروضة الشَّرِيفَة والتحديث إِلَى أَن صَار شيخها الْمشَار إِلَيْهِ ثمَّ ولي قضاءها بعد أَن شاخ وَانْهَزَمَ وَبلغ الثَّمَانِينَ فباشرها قَلِيلا ثمَّ عزل فتألم لذَلِك توفّي بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة 713 - أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن صَالح الشَّيْخ عماد الدَّين الذاذيخي تفقه على الشَّيْخ زين الدَّين الباريني وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي عبد الله بن جَابر الضَّرِير وَأبي جَعْفَر الغرناطي ورحل إِلَى دمشق فَأخذ عَن الشَّيْخَيْنِ الحديث: 713 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 عماد الدَّين ابْن كثير وشمس الدَّين الْموصِلِي وَغَيرهمَا وَمهر وبرع وبرع ودرس وَأفْتى بحلب توفّي فِي أحد الربيعين بِبَعْض أَعمال حلب سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي الْفِتْنَة وذاذيخ قَرْيَة بسرمين 714 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن صَالح الْجبلي بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الْمُوَحدَة الْيَمَانِيّ الْفَقِيه الْمَعْرُوف بِابْن الْخياط قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ نَشأ بتعز وتفقه إِلَى أَن مهر ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الأشرفية وَغَيرهَا بتعز وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ يُقرر دروسه من الرَّافِعِيّ بِلَفْظ الأَصْل ويشارك فِي غير فقه وَولي الْقَضَاء مُدَّة يسيرَة ثمَّ استعفى وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة الحديث: 714 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 715 - أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يَعْقُوب النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ شهَاب الدَّين بن رَضِي الدَّين بن موفق الدَّين قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ شيخ أهل زبيد فِي الْفِقْه برع فِيهِ وشارك فِي غَيره وَتخرج بِهِ أهل الْبَلَد مُدَّة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى وَولي الحكم بهَا قَلِيلا وَكَانَ شَدِيدا على مبتدعة الصُّوفِيَّة وَكَانَ لَهُم شَوْكَة قَائِمَة وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ لَا يفتر عَن الْإِنْكَار عَلَيْهِم وَجمع فِي بَيَان فَسَاد مقالتهم شَيْئا كثيرا رَأَيْته بزبيد وَنعم الشَّيْخ كَانَ توفّي فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة 716 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن خَليفَة بن عبد العال الشَّيْخ شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس بن الإِمَام الْعَلامَة عماد الدَّين ابْن الحسباني مولده سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل فِي صباه بِعلم الْفَرَائِض وأتقنها ثمَّ اشْتغل بِالْعَرَبِيَّةِ على أبي الْعَبَّاس العتابي فبرع فِيهَا وَطلب الحَدِيث وقرأه الحديث: 715 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 قِرَاءَة حَسَنَة وَحصل الْكتب وَفضل فِي هَذَا الْعلم ورحل إِلَى الْقَاهِرَة وَسمع بهَا وبدمشق من جمَاعَة وَحصل الْأَجْزَاء وَضبط الْأَسْمَاء واعتنى بتحرير المشتبه مِنْهَا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء نسخا وتصنيفا وَشرع فِي تَفْسِير كَبِير وقف عَلَيْهِ البُلْقِينِيّ وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَانَ يحضرهُ عِنْد وَالِده فِي حَلقَة الْفِقْه وفهمه جيد صَحِيح ودرس بالأمينية والإقبالية وَغَيرهمَا وخطب بِجَامِع التَّوْبَة وَأفْتى وَحكم نِيَابَة مُدَّة ثمَّ بعد الْفِتْنَة وَولي قَضَاء الْقُضَاة اسْتِقْلَالا وشارك فِي الخطابة مشيخة الشُّيُوخ وَكَانَت نَفسه سامية وامتحن من جِهَة الدولة وَكَاد يهْلك وَجرى لَهُ مَعَ القَاضِي برهَان الدَّين ابْن جمَاعَة فتْنَة وآذاه ابْن جمَاعَة كثيرا وَكَانَ عَلَيْهِ مآخذ فِي دينه وَأكْثر الْفُقَهَاء يكرهونه مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَدفن بسفح قاسيون الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 717 - أَحْمد بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد بن غشم بن غَزوَان بن عَليّ بن مشرف بن تركي الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْحَافِظ الْمُحَقق ذُو الْخِصَال الزكية والأخلاق المرضية وَشَيخ الشَّافِعِيَّة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس بن الإِمَام الْعَلامَة فَقِيه الشَّام عَلَاء الدَّين أبي مُحَمَّد السَّعْدِيّ الحسباني الدِّمَشْقِي مولده فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه وَغَيره وَسمع الحَدِيث من خلائق وَأَجَازَ لَهُ خلق من بِلَاد شَتَّى وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير وَكتب الْأَجْزَاء وَقد كتب أَسمَاء مشايخه محردا فِي بعض مجاميعه على حُرُوف المعجم وَأخذ الْفِقْه عَن وَالِده وَالشَّيْخ شمس الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وقاضي الْقُضَاة بهاء الدَّين أبي الْبَقَاء وَغَيرهم واستفاد من مَشَايِخ الْعَصْر مِنْهُم الْأَذْرَعِيّ والحسباني وَابْن قَاضِي الزبداني وَابْن خطيب يبرود والغزي وَالْقَاضِي تَاج الحديث: 717 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 الدَّين السُّبْكِيّ وشمس الدَّين الْموصِلِي وَتخرج فِي عُلُوم الحَدِيث بالحافظين ابْن كثير وَابْن رَافع وَأخذ النَّحْو عَن أبي الْعَبَّاس العتابي وَغَيره ودرس وَأفْتى وَأعَاد وناب فِي الحكم وصنف وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن مَا لَا يحصر كَثْرَة فَمن ذَلِك شرح على الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي كتب مِنْهُ قطعا ورد على مَوَاضِع من الْمُهِمَّات للإسنوي وعَلى مَوَاضِع من الألغاز لَهُ وَبَين غلطه فِيهَا وَجمع فَوَائِد فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة فِي كراريس كَثِيرَة سَمَّاهَا جمع المفترق وكتابا سَمَّاهُ الدارس من أَخْبَار الْمدَارِس يذكر فِيهِ تَرْجَمَة الْوَاقِف وَمَا شَرطه وتراجم من درس بِالْمَدْرَسَةِ إِلَى آخر وَقت وَهُوَ كتاب نَفِيس يدل على اطلَاع كثير وَقد وقفت على كراريس مِنْهُ مخرمَة وَكتب ذيلا على تأريخ ابْن كثير وَغَيره بَدَأَ فِيهِ من سنة تسع وَسِتِّينَ فَكتب إِلَيّ قبيل وَفَاته بِيَسِير وَكَانَ قد أَوْصَانِي بتكميل الخرم الْمَذْكُور فأكملته وَأخذت التأريخ الْمَذْكُور وزدت عَلَيْهِ حوادث من تواريخ المصريين وَغَيرهم بِقدر مَا ذكره الشَّيْخ وتراجم أَكثر من التراجم الَّتِي ذكرهَا بِكَثِير وَبسطت الْكَلَام فِي ذَلِك وَجَاء إِلَى آخر سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة فِي سبع مجلدات كبار ثمَّ اختصرته فِي نَحْو نصفه وَقد ولي الشَّيْخ فِي أَوَاخِر عمره الخطابة ومشيخة الشُّيُوخ شَرِيكا لغيره وانتهت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 المشيخة فِي الْبِلَاد الشامية إِلَيْهِ وَكَانَ يكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة حَسَنَة وخطه مليح وَكَانَ يضْرب الْمثل بجودة ذهنه وَحسن إبحاثه وَكَانَ حسن الشكل دينا خيرا لَهُ أوراد من صَلَاة وَصِيَام وَعِنْده أدب كثير وحشمة وَحسن معاشرة وَعنهُ أخذت هَذَا الْفَنّ واستفدت مِنْهُ كثيرا توفّي فِي الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْد وَالِده على جادة الطَّرِيق رَحمَه الله تَعَالَى وجمعنا وإياه فِي مُسْتَقر رَحمته 718 - أَحْمد بن رَاشد بن طرخان الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة مفتي الْمُسلمين أقضى الْقُضَاة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الملكاوي الدِّمَشْقِي أحد الْأَئِمَّة الْعلمَاء المعتبرين وأعيان الْفُقَهَاء الشافعيين اشْتغل فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو وَالْأُصُول على مَشَايِخ عصره بَلغنِي عَن الشَّيْخ شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ تغمده الله برحمته أَنه قَالَ مَا فِي بلد من أَخذ الْعُلُوم على وَجههَا غَيره وَكَانَ ملازما للأشغال والاشتغال وَتخرج بِهِ جمَاعَة وناب فِي الْقَضَاء ودرس بالدماغية وناب فِي الشامية الجوانية وَكَانَ فِي آخر عمره قد صَار مَقْصُودا بالفتاوى من سَائِر الأقطار وَكَانَ يكْتب عَلَيْهَا كِتَابَة حَسَنَة وخطه جيد وَكَانَ فِي ذهنه وَقْفَة وَعبارَته لَيست كقلمه وَكَانَ يرجع إِلَى دين وملازمة لصَلَاة الْجَمَاعَة لكنه كَانَ يمِيل إِلَى ابْن تَيْمِية كثيرا ويعتقد رُجْحَان الحديث: 718 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 كثير من مسَائِله وَفِي أخلاقه حِدة وَعِنْده نفرة من النَّاس انْفَصل من الْوَقْعَة وَهُوَ متألم مَعَ ضعف بدنه السَّابِق وَحصل لَهُ جوع فَمَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين ظنا وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بطرفها الشمالي من جِهَة الْمغرب 719 - أَحْمد بن عماد بن مُحَمَّد الشَّيْخ شهَاب الدَّين الأقفهسي الْمصْرِيّ ولد قبل الْخمسين واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغير ذَلِك وَأخذ عَن الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ من أول الْمُهِمَّات إِلَى الْجِنَايَات وَكتاب أَحْكَام الخناثي وَقَرَأَ على شمس الدَّين ابْن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ شرح الْبَزْدَوِيّ وَكَانَ يحضر عِنْد الشَّيْخَيْنِ البُلْقِينِيّ والعراقي الحديث: 719 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 وَيتَكَلَّم ويفيده ويعظمه الشَّيْخَانِ قَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين ابْن العجمي فِي مشيخته وَكَانَ من الْعلمَاء الأخيار المستحضرين ولديه فَوَائِد فِي فنون عديدة دمث الْأَخْلَاق طَاهِر اللِّسَان حسن الصُّحْبَة قَالَ وَكتب على الْمُهِمَّات كتابا حافلا فِيهِ تعقبات نفيسة وصنف عدَّة تصانيف وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وَله تعقب على الْمُهِمَّات فِي قدرحجمه وَله نظم كثير سَمِعت مِنْهُ وَمن تصانيفه كتاب تسهيل الْمَقَاصِد لزوار الْمَسَاجِد وَهُوَ كتاب مُفِيد فِي بَابه وَكتاب التِّبْيَان فِيمَا يحل وَيحرم من الْحَيَوَان وَكتاب رفع الإلباس عَن وهم الوسواس والاقتصاد فِي الِاعْتِقَاد ونظم حوادث الْهِجْرَة وَشَرحه ونظم النَّجَاسَات المعفو عَنْهَا وَشَرحه وَالْقَوْل التَّام فِي أَحْكَام الْمَأْمُوم وَالْإِمَام توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة والأقفهسي بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْقَاف وَفتح الْفَاء وَسُكُون الْهَاء 720 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الإِمَام الْعَالم الأوحد بدر الدَّين الطنبذي أحد مشاهير الشَّافِعِيَّة الْأَعْلَام بِالْقَاهِرَةِ اشْتغل كثيرا ولازم ابا الْبَقَاء والإسنوي والبلقيني وَغَيرهم وَأفْتى ودرس وَوعظ وَمهر فِي الحديث: 720 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير وَالْأُصُول وَالْفِقْه وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَكَانَ ذكيا فصيحا يلقِي على الطّلبَة دروسا كَامِلَة وَتخرج بهَا جمَاعَة مِنْهُم لكنه لم يكن مرضِي الدّيانَة سامحه الله تَعَالَى توفّي فِي ربيع الأول سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَقد أناف على السِّتين 721 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد بن عَليّ الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن الهائم ولد سنة ثَلَاث أَو سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بِالْقَاهِرَةِ وَمهر فِي الْفَرَائِض والحساب مَعَ حسن الْمُشَاركَة فِي بَقِيَّة الْعُلُوم وَلما ولي القمني تدريس الصلاحية أحضرهُ إِلَى الْقُدس واستنابه فِي التدريس وَصَارَ يعد من شُيُوخ المقادسة ثمَّ اسْتَقل بتدريس الصلاحية وَفِي آخر عمره أشرك الْأَمِير نوروز مَعَه فِي التدريس الْمَذْكُور شمس الدَّين الْهَرَوِيّ وَجمع فِي الْفَرَائِض والحساب تصانيف وَله العجالة فِي اسْتِحْقَاق الْفُقَهَاء أَيَّام البطالة وَكَانَ قد نَشأ لَهُ ولد الحديث: 721 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 نجيب كَانَ نادرة الدَّهْر فأصيب بِهِ فَصَبر واحتسب وَكَانَت لَهُ محسن كَثِيرَة وَعِنْده ديانَة متينة وَكَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر ولكلامه وَقع فِي الْقُلُوب توفّي بالقدس فِي رَجَب سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة 722 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نشوان بن مُحَمَّد بن نشوان بن مُحَمَّد بن أَحْمد الإِمَام الْعَالم شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْحوَاري الدِّمَشْقِي مولده سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَسَبْعمائة قدم دمشق من بَلَده وَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ إِنَّه أَقرَأ وَلَدي الشَّيْخ شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ واشتغل فِي الْعلم مَعَهُمَا وبسببهما على الشَّيْخ شهَاب الدَّين ولازمه كثيرا وَحضر عِنْد مَشَايِخ الْعَصْر إِلَى أَن تنبه وَفضل وَحضر الدُّرُوس مَعَ الْفُقَهَاء وانْتهى فِي الشامية البرانية سنة خمس وَثَمَانِينَ وَظهر فَضله وَأذن لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ بالإفتاء فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ نزل لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن حجي عَن إِعَادَة الشامية البرانية فِي ومضان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بعوض وَجلسَ للأشغال بالجامع وَلما كَانَ بعد الْفِتْنَة نَاب فِي الْقَضَاء الحديث: 722 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 ولازم للأشغال بالجامع وانتفع بِهِ الطّلبَة وَقصد بالفتاوى وَكَانَ يكْتب عَلَيْهَا كِتَابَة حَسَنَة ودرس فِي آخر عمره بالعذراوية وَكَانَ عَاقِلا ذكيا يتَكَلَّم فِي الْعلم بتؤدة وَسُكُون وَعِنْده إنصاف وَله محاضرة حَسَنَة ونظم وَمِنْه قَوْله ... واخجلتي وفضيحتي فِي موقف ... صَعب المسالك وَالْخَلَائِق تعرض ... ... وتوقفي لمهدد لي قَائِل ... أصحيفة سُودًا وشعرك أَبيض ... وَكَانَ فِي يَده جِهَات كَثِيرَة وَمَات لم يحجّ وَكَانَ اشْتِغَاله على كبر وَلم يكن لَهُ مُخْتَصر يحفظه وَإِنَّمَا كَانَ يستحضر من التَّمْيِيز لِأَنَّهُ علق بعضه بخاطره لما أقرأه لوَلَدي الشَّيْخ مرض بالاستسقاء وَطَالَ مَرضه حَتَّى رأى العبر فِي نَفسه توفّي بالمارستان النوري فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء عشرَة وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة عِنْد شَيْخه 723 - أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم المفنن قَاضِي الْقُضَاة خطيب الخطباء إِمَام الحديث: 723 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 البلغاء نَاصِر الشَّرْع شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الناصري الباعوني ولد بقرية الناصرة من الْبِلَاد الصفدية سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَله عشر سِنِين وَحفظ الْمِنْهَاج فِي مُدَّة يسيرَة ثمَّ الْمِنْهَاج الْبَيْضَاوِيّ والألفية وَغير ذَلِك وَقدم دمشق وَعرض كتبه على جمَاعَة من الْعلمَاء مِنْهُم القَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ والمشايخ ابْن خطيب يبرود وَابْن قَاضِي الزبداني وَابْن قَاضِي شُهْبَة والموصلي وَابْن الشريشي وَالزهْرِيّ وَغَيرهم وَأخذ عَنْهُم وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة من المسندين وَقَرَأَ النَّحْو على الشَّيْخ أبي عبد الله الْمَالِكِي وَأبي الْعَبَّاس العتابي وَمهر فِي ذَلِك وَكتب لَهُ العتابي إجَازَة بِخَطِّهِ الْحسن وترجمه بِمَا لَهُ من الفصاحة واللسن وَكتب الْخط الْمليح ثمَّ رَجَعَ إِلَى صفد بعد أَن قضى من طلب الْعلم أربه فاشتغل بِالْعلمِ وَأفْتى وفَاق فِي النّظم والنثر وَصَحب الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ ثمَّ توجه إِلَى الديار المصرية وَاجْتمعَ بِالْملكِ الظَّاهِر فولاه الخطابة بالجامع الْأمَوِي فَقدم فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ لما قدم السُّلْطَان فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ولاه الْقَضَاء فِي ذِي الْحجَّة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 فباشر بعفة ومهابة زَائِدَة وتصميم فِي الْأُمُور مَعَ نُفُوذ كلمة وَكَانَ يُكَاتب السُّلْطَان بِمَا يُرِيد فَيرجع الْجَواب بِمَا يختاره وانضبطت الْأَوْقَاف فِي أَيَّامه وَحصل للفقهاء معاليم كَثِيرَة ودرس التَّفْسِير وَالْفِقْه فِي مدارس الْقَضَاء وَغَيرهَا وَولي مشيخة الشُّيُوخ انتزعها من كَاتب السِّرّ ابْن أبي الطّيب فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ وَقعت لَهُ أُمُور أوجبت تغير خاطر السُّلْطَان عَلَيْهِ مِنْهَا أَنه طلب مِنْهُ أَن يقْرضهُ من مَال الْأَيْتَام شَيْئا فَامْتنعَ فَعَزله بعد مَا بَاشر سنتَيْن وَنصفا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَتِسْعين وكشف عَلَيْهِ وعقدت لَهُ مجَالِس وَحصل فِي حَقه تعصب ولفقت عَلَيْهِ قضايا بَاطِلَة أظهر الله تَعَالَى بَرَاءَته مِنْهَا وَلم يسمع عَنهُ مَعَ كَثْرَة أعدائه أَنه ارتشى فِي حكم من الْأَحْكَام ولاأخذ شَيْئا من قُضَاة الْبر كَمَا فعله من بعده من الْقُضَاة ثمَّ ولي خطابة الْقُدس مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ خطابة دمشق ومشيخة الشُّيُوخ عير مرّة ثمَّ ولاه النَّاصِر الْقَضَاء فِي صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة فَلم يُمكنهُ إِجْرَاء الْأُمُور على مَا كَانَ أَولا لتغير الْأَحْوَال وَاخْتِلَاف الدول ثمَّ صرفه الْأَمِير شيخ عِنْد استيلائه على دمشق فِي جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة وَفِي فتْنَة النَّاصِر ولي قَضَاء الديار المصرية مُدَّة الْحصار ثمَّ انْتقض وَكَانَ خَطِيبًا بليغا لَهُ الْيَد الطُّولى فِي النّظم والنثر مَعَ السرعة فِي ذَلِك وَكَانَ من أعظم أنصار الْحق وأعوانه أعز الله تَعَالَى بِهِ الدَّين وكف بِهِ أكف المفسدين وَكَانَ طَاهِر الدّيانَة كثير الْبكاء وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَجمع أَشْيَاء توفّي فِي أَوَائِل الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَدفن بالسفح بحوش بزواية الشَّيْخ أبي بكر بن دَاوُد رحم الله الْجَمِيع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 724 - تَاج بن مَحْمُود الأصفهندي السيخ تَاج الدَّين نزيل حلب قدم من بِلَاد الْعَجم حَاجا ثمَّ رَجَعَ فسكن بحلب وتصدى للاشغال بهَا وَأقَام بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية وأقرأ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وتكاثر عَلَيْهِ الطّلبَة فَلم يكن يتفرغ لغير ذَلِك بل يُصَلِّي الصُّبْح ويقرىء إِلَى الظّهْر بالجامع ثمَّ يقرىء من الظّهْر إِلَى الْعَصْر بِجَامِع منكلي بغا ثمَّ يجلس من الْعَصْر إِلَى الْمغرب بالرواحية للإفتاء وَكَانَ أعزب مَعَ الْعِفَّة والديانة وَعدم الْمعرفَة بِأُمُور الدُّنْيَا وَلما طرق التتار الْبِلَاد أسر مَعَ من أسر فاستنقذه صَاحب شماخي وَأَخذه إِلَى بَلَده مكرما فَأَقَامَ عِنْده إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانمِائَة عَن سبع وَسبعين سنة بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا أَخذ عَنهُ غَالب أهل حلب وانتفعوا بِهِ وأقرأ الْحَاوِي وَقد شرح الْمُحَرر فِي الْفِقْه الحديث: 724 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 725 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القَاضِي الإِمَام البارع الأديب بدر الدَّين ابْن قَاضِي أَذْرُعَات اشْتغل فِي الْفِقْه على الشَّيْخَيْنِ شرف الدَّين ابْن الشريشي وَنجم الدَّين بن الجابي وَغَيرهمَا وَأخذ النَّحْو عَن الشَّيْخ شرف الدَّين الْأَنْطَاكِي وَفضل فِي ذَلِك واشتهر بِهِ وَكَانَ يتَكَلَّم كلَاما حسنا وَعبارَته جَيِّدَة وَكتب الْخط الْحسن وَكَانَ يكْتب كل يَوْم كراسا وَكَانَ الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ لما قدم الشَّام أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وناب فِي الحكم وأشغل بالجامع وَأفْتى وَترك نِيَابَة الحكم فِي آخر عمره وانجمع عَن مُخَالطَة النَّاس وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة توفّي فِي صفر سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة شَهدا بالطاعون وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان 726 - رسْلَان بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح الإِمَام الْعَالم الحديث: 725 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 البارع الأوحد أقضى الْقُضَاة جمال الْفُقَهَاء بهاء الدَّين أَبُو الْفَتْح البُلْقِينِيّ الْمصْرِيّ ابْن أخي الشَّيْخ سراج الدَّين ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن عَمه وَغَيره من مَشَايِخ الْقَاهِرَة ودرس وَأفْتى وأشغل وناب فِي الْقَضَاء وَكَانَ من أذكياء الْعَالم بَلغنِي أَنه كَانَ ينتصر للرافعي فِي مباحثات عَمه للرافعي فَيَقُول لَهُ عَمه كن فَقِيه عمك وَلَا تكن فَقِيه الرَّافِعِيّ قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ من الْعلمَاء الْأَئِمَّة وحمدت سيرته فِي الْقَضَاء وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ تفقه على عَمه وَغَيره حَتَّى مهر فِي الْفِقْه وشارك فِي الْفُنُون وتصدى للاشغال والتدريس وانتفع بِهِ الطّلبَة وَأفْتى فَكثر النَّفْع بِهِ مَعَ الْوَقار وَحسن الْخلق والشكل مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة 727 - سعد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن سرُور بن نصر بن مُحَمَّد الشَّيْخ الإِمَام سعد الدَّين النواوي الدِّمَشْقِي مولده سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَسَبْعمائة قدم دمشق صَغِيرا وَسمع الحَدِيث واشتغل ولازم الشَّيْخ تَاج الدَّين المراكشي مُدَّة وتفقه على الشَّيْخ شمس الحديث: 727 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقَرَأَ على الشَّيْخ عماد الدَّين ابْن كثير عُلُوم الحَدِيث الَّذِي أَلفه وَأذن لَهُ بالفتوى وأشغل بالجامع وَأعَاد بالناصرية والقيمرية وَكتب فِي الإجازات وعَلى الْفَتَاوَى ودرس فِي آخر عمره بِأم الصَّالح وناب فِي الْقَضَاء وَحصل لَهُ بعد الْفِتْنَة فاقة بعد مَا كَانَ مثريا توفّي فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَاضِيا بهَا وَكَانَ قد ولي ذَلِك مُدَّة يسيرَة 728 - عبد الله بن مُحَمَّد بن طيمان الإِمَام الْعَالم المفنن البارع الناسك جمال الدَّين الطيماني الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده قبيل السّبْعين وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْحَاوِي الصَّغِير وَأخذ عَن الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ ولازمه مُدَّة وَأخذ الْأُصُول والنحو والعلوم الْعَقْلِيَّة عَن الشَّيْخ عز الدَّين ابْن جمَاعَة وَقدم دمشق مَرَّات بِسَبَب وقف عَلَيْهِ بِدِمَشْق أَولهَا فِي آخر أَيَّام الشَّيْخ نجم الدَّين بن الجابي ثمَّ إِنَّه فِي آخر أمره أَقَامَ بِالشَّام يشغل ويفتي الحديث: 728 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 ويصنف ودرس بالركنية والعذراوية والظاهرية والشامية الجوانيتين وَولي خدمَة الخانقاه السميساطية وَشرع فِي جمع أَشْيَاء لم تكمل وَاخْتصرَ شرح الشَّيْخ شرف الدَّين الغزى على الْمِنْهَاج ولخص من كَلَام الْأَذْرَعِيّ وَغَيره أَشْيَاء على الْمِنْهَاج لم يشْتَهر لغلاقة لَفظه واختصاره قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي اشْتغل وَفضل وبرع وَقدم علينا دمشق طَالبا فَاضلا ولازم التَّحْصِيل والشغل للطلبة وَكَانَ يُفْتِي ويتصوف وَأخذ عني وَكَانَ تركي الشكل وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا معربا وعمامته صَغِيرَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ عقيدة انْتهى وَلما قدم فِي الْمرة الْأَخِيرَة ظَهرت فضائله وعلومه وَأقر لَهُ مَشَايِخ الْبَلَد حضر مرّة عِنْد الشَّيْخ شرف الدَّين الْغَزِّي فشرع يستحضر كَلَام الْمُهِمَّات مرّة بعد أُخْرَى فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ أَنْت تحفظ الْمُهِمَّات البارحة كنت أطالع فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَأَنت تحفظها أَكثر مني وَكَانَ يدرس دروسا مليحة مشحونة بفوائد الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ ومباحثه ويؤديها بفصاحة وتتعدد قتل بمنزله بالتعديل فِي الْفِتْنَة الَّتِي بَين النَّاصِر وغرمائه فِي صفر سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة عَن نَحْو سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين سنة وَدفن بمقابر الحموية بِالْقربِ من قبر عَاتِكَة إِلَى جَانب الشَّيْخ الزَّاهِد عَليّ بن أَيُّوب رحمهمَا الله تَعَالَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 729 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن خلف الفارسكوري الْمصْرِيّ الْعَلامَة زين الدَّين ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخَيْنِ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وسراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر فِيمَا كتبه إِلَى أَجَاد الْخط وَمهر فِي الْفُنُون وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ فَقَرَأَ الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَسمع وَعمل شرحا على شرح ابْن دَقِيق الْعِيد للعمدة فِي أَربع مجلدات أَجَاد فِيهِ وَكَانَ لَهُ حَظّ من عبَادَة ومروءة وسعى فِي قَضَاء حوائج من يَقْصِدهُ وَلَا سِيمَا أهل الْحجاز وَكَانَ مقلا ثمَّ قرر فِي تدريس المنصورية وَنظر الظَّاهِرِيَّة وتدريسها فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فباشر ذَلِك أحسن مُبَاشرَة وعمرت الظَّاهِرِيَّة فِي أَيَّامه وَقد جاور بِمَكَّة عَاما وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة 730 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن لاجين الرَّشِيدِيّ زين الحديث: 729 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 الدَّين بن شمس الدَّين بن الْعَلامَة برهَان الدَّين الموقت ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وانتفع على جمَاعَة وَسمع بِدِمَشْق من جمَاعَة وَحدث وَكَانَ عِنْده علم بالميقات وَولي رئاسة المؤذنين وَكَانَ يخْطب بِجَامِع أَمِير حُسَيْن ظَاهر الْقَاهِرَة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ بارعا فِي الْحساب والفرائض والميقات وَشرح الجعبرية والأشنهية والياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة وَله مجاميع حَسَنَة انْتهى وَقد وقفت على شَرحه لفرائض عبد الْعَزِيز الأشنهي وَفِيه أَوْهَام عَجِيبَة صادرة عَن عدم تَأمل توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة 731 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن عبد الرَّحِيم المغربي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح زين الدَّين أَبُو هُرَيْرَة ابْن أبي أُمَامَة بن النقاش ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأسمع من جمَاعَة قَالَ صَاحبه الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ حفظ الْمِنْهَاج ودرس بعد وَفَاة أَبِيه فِي جهاته واشتهر بالديانة وَالْأَمَانَة وَصدق اللهجة وجودة الرَّأْي والصدع الحديث: 731 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 بِالْحَقِّ والصرامة ثمَّ ولي الخطابة بالجامع الطولوني فَكَانَ يعلن فِي خطبَته بِعَدَمِ الظُّلم وينكر مَا يُشَاهِدهُ أَو يسمع بِهِ من الوقائع وَجَرت لَهُ فِي ذَلِك خطوب مَعَ التّرْك والقبط وَهُوَ مَعَ ذَلِك مُعظم عِنْدهم وَكَانَ مقتصدا فِي ملبسه متفضلا على الْمَسَاكِين مِمَّن ينْسب إِلَى السّنة كثير الْإِقَامَة فِي منزله مُقبلا على شَأْنه عَارِفًا بِأَمْر دينه ودنياه يكْتَسب غَالِبا من الزِّرَاعَة وَمن كري الْعقار ويبر أَصْحَابه وَيقوم بحقوقهم مَعَ محبَّة الحَدِيث وَأَهله وَكَثْرَة الْحَج والمجاورة وَكَانَ بَيْننَا مَوَدَّة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء عشرَة وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْد بَاب القرافة على قَارِعَة الطَّرِيق بِوَصِيَّة مِنْهُ ليترحم عَلَيْهِ كل من مر بِهِ ثمَّ بنيت لَهُ هُنَاكَ مصطبة وَجعل على قَبره صندوق خشب وَدفن بجنبه جمَاعَة رَحمَه الله تَعَالَى 732 - عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ الْكَبِير الْمُفِيد المتقن الْمُحَرر النَّاقِد مُحدث الديار المصرية ذُو التصانيف المفيدة زين الدَّين أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْكرْدِي الحديث: 732 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 نزيل الْقَاهِرَة ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه وعدة كتب واشتغل فِي الْفِقْه والقراءات وَسمع فِي غُضُون طلبه للْعلم من جمَاعَة وَأخذ عَن الشَّيْخ برهَان الدَّين الرَّشِيدِيّ وشهاب الدي النَّحْوِيّ السمين وولع بتخريج أَحَادِيث الْإِحْيَاء ورافق الزَّيْلَعِيّ الْحَنَفِيّ فِي تَخْرِيجه أَحَادِيث الْكَشَّاف وَأَحَادِيث الْهِدَايَة فَكَانَا يتعاونان وَكَانَ مفرط الذكاء فَأَشَارَ عَلَيْهِ القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة بِطَلَب الحَدِيث لما رَآهُ مكبا على تَحْصِيله وعرفه الطَّرِيق فِي ذَلِك فَطَلَبه على وَجهه من سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسمع من جمَاعَة بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أَكثر الترحال إِلَى الشَّام والحجاز وهم بالتوجه إِلَى بَغْدَاد ثمَّ فتر عزمه وَسمع بحلب وحماة وحمص وبعلبك وطرابلس وَغَيرهَا وَسمع بالإسكندرية وَأَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى تونس فَلم يتَّفق لَهُ ذَلِك وَأخذ علم الحَدِيث عَن الشَّيْخ عَلَاء الدَّين بن التركماني الْحَنَفِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن الْعَلامَة جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 والعماد البلبيسي وَغَيرهمَا وَخرج أَرْبَعِينَ حَدِيثا متباينة الْبِلَاد وَأخذ عَنهُ ابْنه الشَّيْخ ولي الدَّين وَالشَّيْخ نور الدَّين الهيثمي وبرهان الدَّين الإبناسي وَكَمَال الدَّين الدَّمِيرِيّ وزين الدَّين الفارسكوري وجمال الدَّين بن ظهيرة وشهاب الدَّين بن حجر وبرهان الدَّين العجمي الْحلَبِي ودرس بالكاملية والفاضلية قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين بن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ لَكِن لم يكملها رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ وَقد زَادَت على الثَّلَاثِينَ ثمَّ أقبل على التصنيف فنظم عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح ثمَّ شَرحه وَعمل نكتا على ابْن الصّلاح وَشرع فِي تَكْمِلَة شرح التِّرْمِذِيّ تذييلا على ابْن سيد النَّاس فَكتب مِنْهُ نَحْو عشر مجلدات الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 إِلَى دون ثُلثي الْجَامِع وَخرج أَحَادِيث الْإِحْيَاء وبيض مِنْهُ قدر مجلدين وَلَو كمل لَكَانَ فِي سِتَّة مَعَ أَن مسودته بهَا كَامِلَة بِخَطِّهِ ثمَّ اختصر هَذَا فِي مُجَلد سَمَّاهُ الْمُغنِي وَله نظم غَرِيب الْقُرْآن ونظم السِّيرَة النَّبَوِيَّة فِي ألف بَيت ونظم الْمِنْهَاج الْبَيْضَاوِيّ واستدرك على الْمُهِمَّات فِي الْفِقْه كتابا سَمَّاهُ تتمات الْمُهِمَّات وَعمل الوفيات ذيلا على ذيل أبي الْحُسَيْن بن أيبك وَعقد مجْلِس الْإِمْلَاء فِي كل ثلاثاء غَالِبا فأملى أَكثر من أَرْبَعمِائَة مجْلِس من حفظه كَثِيرَة الْفَائِدَة وَولي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاث سِنِين قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ مُحدث الديار المصرية انْتَهَت إِلَيْهِ معرفَة علم الحَدِيث وَكتب وَجمع وصنف وَخرج أَحَادِيث الْإِحْيَاء وَولي بِالْقَاهِرَةِ مشيخة الحَدِيث بعدة مَوَاضِع ثمَّ علت سنة ودرس بِالْقَاهِرَةِ بالفاضلية وَغَيرهَا وَكَانَ حسن الْوَجْه والشبيه وَقَالَ صَاحبه الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ صَار المنظور إِلَيْهِ فِي هَذَا الْفَنّ وَقد وَصفه بحافظ الْعَصْر الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ ذكره ذَلِك فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة ابْن سيد النَّاس وَفِي الْمُهِمَّات أَيْضا وَكَانَ شُيُوخ الْعَصْر يبالغون فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ بالمعرفة كالسبكي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 والعلائي وَعز الدَّين بن جمَاعَة وَابْن كثير وَكَانَ مَعَ ذكائه سريع الْحِفْظ جدا أَخْبرنِي أَنه حفظ من الإِمَام فِي يَوْم وَاحِد أَرْبَعمِائَة سطر وَأَنه حفظ نصف الْحَاوِي فِي الْفِقْه فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا أَو اثْنَي عشر الشَّك مني وَذكر جملَة من محاسنة ومآثره وَكَانَ لَا يتْرك قيام اللَّيْل وَإِذا صلى الصُّبْح ذكر الله فِي مَجْلِسه حَتَّى تطلع الشَّمْس وَيُصلي الضُّحَى وَلم أر فِي جَمِيع مشايخي أحسن صَلَاة مِنْهُ مَاتَ بعد خُرُوجه من الْحمام فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَدفن فِي تربة خَارج بَاب البرقية قَالَ رَفِيقه الشَّيْخ نور الدَّين الهيثمي رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَعِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَن يَمِينه وَالشَّيْخ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ عَن يسَاره 733 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد الفوي الْمصْرِيّ ثمَّ الْحلَبِي سراج الدَّين ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا واشتغل فِي الْقَاهِرَة على الشَّيْخَيْنِ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وشمس الدَّين الكلائي وَغَيرهمَا ثمَّ قدم دمشق وَصَحب القَاضِي فتح الدَّين ابْن الشَّهِيد وَالْقَاضِي ولي الدَّين بن أبي الْبَقَاء ثمَّ الحديث: 733 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 دخل حلب فقطنها وشغل النَّاس بهَا بالجامع الْكَبِير وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ صرف عَنهُ ثمَّ ولي تدريس الظَّاهِرِيَّة فتوزع فِي نصفهَا قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي عِنْد ذكر قدومه دمشق وَعِنْده معرفَة بالأدب وَالشعر ثمَّ توجه إِلَى حلب وَأقَام بهَا ودرس وَكَانَ معدودا من علمائها وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين بن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ كَانَ ماهرا فِي الْفَرَائِض مشاركا فِي غَيرهَا سريع الْإِدْرَاك كثير الِاشْتِغَال قوي التَّصَرُّف لَهُ نظم ونثر وَلم يزل مُقيما بحلب إِلَى أَن خرج مِنْهَا وَقدم دمشق فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة فَقتل فِي خَان غباغب وَلم يعرف قَاتله وَقيل إِنَّه تقبع فِي حلب 734 - عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشَّيْخ فَخر الدَّين الْبرمَاوِيّ الْمصْرِيّ ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة اشْتغل بالفقه والْحَدِيث والعربية حَتَّى مهر فِيهَا ولازم الشَّيْخ فَخر الدَّين إِمَام جَامع الْأَزْهَر فِي الْقرَاءَات حَتَّى نبغ الحديث: 734 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 وَاسْتقر بعد شيخة الْمَذْكُور فِي درس الْقرَاءَات بالظاهرية الجديدة وَولي مشيخة الإقراء أَيْضا بالشيخونية وَسمع الْكثير واستملى بعض مجَالِس من أمالي الْعِرَاقِيّ وناب فِي الحكم عَن القَاضِي جلال الدَّين وباشر قِرَاءَة البُخَارِيّ عَلَيْهِ بالقلعة مَاتَ فَجْأَة فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة خرج من الْحمام فَمَاتَ 735 - عَليّ بن أَحْمد الْيَمَانِيّ الْمَعْرُوف بالأزرق من أهل أَبْيَات حُسَيْن قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين بن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ كَانَ كثير الْعِنَايَة بالفقه مَشْهُورا بالذكاء جمع كتابا كَبِيرا وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ الْبِلَاد مَاتَ فِي سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانمِائَة 736 - عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى الصرخدي الشَّيْخ عَلَاء الدَّين نزيل الحديث: 735 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 حلب تفقه وَسمع الحَدِيث على الْمزي وَغَيره ثمَّ قطن حلب وَكَانَ يبْحَث مَعَ الْأَذْرَعِيّ كثيرا ويلازم منزله وَلَا يكْتب على الْفَتْوَى إِلَّا نَادرا ودرس آخرا بِجَامِع تغري بردى مَاتَ فِي فتْنَة التتار فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة 737 - عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح بن شهَاب بن عبد الْخَالِق بن عبد الْحق الشَّيْخ الْفَقِيه الْمُحدث الْحَافِظ الْمُفَسّر الأصولي الْمُتَكَلّم النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ المنطقي الجدلي الخلافي النظار شيخ الْإِسْلَام بَقِيَّة الْمُجْتَهدين مُنْقَطع القرين فريد الدَّهْر أعجوبة الزَّمَان سراج الدَّين أَبُو حَفْص الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل البُلْقِينِيّ المولد الْمصْرِيّ مولده فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة ببلقينة من قرى مصر الغربية وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع سِنِين بِبَلَدِهِ وَحفظ الشاطبية وَالْمُحَرر للرافعي والكافية الشافية لِابْنِ مَالك ومختصر ابْن الْحَاجِب وَقدم الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَاجْتمعَ بِالْقَاضِي جلال الدَّين الْقزْوِينِي وَالشَّيْخ تَقِيّ الدَّين الحديث: 737 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 السُّبْكِيّ وأثنيا عَلَيْهِ مَعَ صغر سنه ثمَّ قدمهَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقد ناهز الِاحْتِلَام مستوطنا ودرس الْفِقْه على الشَّيْخ نجم الدَّين الأسواني وَابْن عَدْلَانِ وزين الدَّين الكتنائي وشمس الدَّين بن التَّاج وَحضر عِنْد الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَبحث مَعَه فِي الْفِقْه وَأخذ الْأُصُول عَن الشَّيْخ شمس الدَّين الْأَصْفَهَانِي وَأَجَازَهُ بالإفتاء وَأخذ النَّحْو وَالْأَدب عَن الشَّيْخ أبي حَيَّان وَتخرج بغيرهم من مَشَايِخ الْعَصْر وَسمع البُخَارِيّ من الشَّيْخ جمال الدَّين ابْن شَاهد الْجَيْش وَمُسلم من القَاضِي شمس الدَّين ابْن القماح وَسمع بَقِيَّة الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا من المسانيد وَغَيرهَا من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الحافظان الْمزي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 والذهبي وَابْن الْجَوْزِيّ وَابْن نباتة وَابْن الخباز وَغَيرهم واشتهر اسْمه وَعلا ذكره وَظَهَرت فضائله وبهرت فَوَائده وَاجْتمعت الطّلبَة للاشتغال عَلَيْهِ بكرَة وعشيا قَالَ وَلَده القَاضِي جلال الدَّين وَكَانَ يلقى الْحَاوِي فِي الْأَيَّام الْيَسِيرَة وَوصل فِي ذَلِك إِلَى أَنه أَلْقَاهُ فِي جَامع الْأَزْهَر فِي ثَمَانِيَة أَيَّام وَحج فِي سنة أَرْبَعِينَ مَعَ وَالِده وَاجْتمعَ بالشيخ صَلَاح الدَّين العلائي بالقدس ثمَّ حج فِي سنة تسع وَأَرْبَعين ثمَّ صاهر ابْن عقيل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وناب عَنهُ لما ولي الْقَضَاء تِلْكَ الْمدَّة الْيَسِيرَة وَولي تدريس الزاوية بعد وَفَاة ابْن عقيل وَكَانَ قبل ذَلِك قد ولي تدريس الحجازية فَإِن واقفتها عمرتها لأَجله ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام سنة سبع وَسِتِّينَ فباشره مُدَّة يسيرَة ثمَّ استعفى وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَولي تدريس الملكية بعد وَفَاة الْإِسْنَوِيّ وتدريس جَامع طولون بعد وَفَاة ابْني السُّبْكِيّ وَقَضَاء الْعَسْكَر بعد ابْن السُّبْكِيّ وَكَانَ قد ولي قبل سَفَره إِلَى الشَّام الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 إِفْتَاء دَار الْعدْل فِي سنة خمس وَسِتِّينَ رَفِيقًا لبهاء الدَّين السُّبْكِيّ وَهُوَ أول شَيْء وليه من المناصب وَولي تدريس الألجهية من واقفها وَولي تدريس الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ بعد عزل ابْن جمَاعَة فَلَمَّا عَاد ابْن جمَاعَة عوضه تدريس الْفِقْه بِجَامِع طولون ودرس بالظاهرية البرقوقية وَولي درس التَّفْسِير ومشيخة الميعاد بهَا ثمَّ نزل عَن بعض وظائفه لِوَلَدَيْهِ وَاسْتمرّ بِيَدِهِ الزاوية والظاهرية إِلَى حِين وَفَاته أَقَامَ مدرسا بالزاوية سِتَّة وَثَلَاثِينَ سنة يُقرر فِيهَا مَذْهَب الشَّافِعِي على أعظم وَجه وأكمله وَظهر لَهُ الأتباع وَالْأَصْحَاب وَصَارَ هُوَ الإِمَام الْمشَار إِلَيْهِ والمعول فِي الإشكالات والفتاوى عَلَيْهِ وأتته الفتاوي من الأقطار الْبَعِيدَة ورحل النَّاس من الأقطار النائية للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وخضع لَهُ كل من ينْسب إِلَى علم من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَغَيرهَا وَخرج لَهُ الْحَافِظ ابْن حجر أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا وَخرج لَهُ الْحَافِظ ولي الدَّين ابْن الْعِرَاقِيّ مائَة حَدِيث من عواليه وأبداله وَقد أثنى عَلَيْهِ عُلَمَاء عصره طبقَة بعد طبقَة من قبل الْخمسين إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ الشَّيْخ شمس الدَّين الْأَصْفَهَانِي كثير التَّعْظِيم لَهُ وَأَجَازَهُ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان وَكتب لَهُ فِي إِجَازَته مَا لم يكْتب لأحد قبله وسنه إِذْ ذَاك دون الْعشْرين وَكَانَ القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة يعظمه ويبالغ فِي تَعْظِيمه جدا وَكتب لَهُ ابْن عقيل على بعض تصانيفه أَحَق النَّاس بالفتوى فِي زَمَانه وَقَالَ لَهُ أَيْضا لم لَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 تكْتب على سِيبَوَيْهٍ شرحا هَذَا مَعَ اتِّفَاق النَّاس فِي ذَلِك الزَّمَان على ان ابْن عقيل هُوَ المرجوع إِلَيْهِ فِي علم النَّحْو وَذكر لَهُ وَلَده القَاضِي جلال الدَّين تَرْجَمَة فِي مجلدة مُشْتَمِلَة على مناقبه وفوائده وَأنْشد قَول الْقَائِل ... وَلَيْسَ يَصح فِي الأذهان شَيْء ... إِذا احْتَاجَ النَّهَار إِلَى دَلِيل ... قَالَ وَقد ختم الْقُرْآن الْعَظِيم بمعياده وأتى فِيهِ من الْوَعْظ مَا يكون إِن شَاءَ الله تَعَالَى شَيْئا لإسعاده وَكَانَ من الْعُلُوم بِحَيْثُ يقْضى لَهُ فِي كل علم بِالْجمعِ وَكَانَ كثير الصَّدَقَة طارحا للتكلف قَائِما فِي الْحق ناصرا للسّنة قامعا لأهل الْبِدْعَة مُبْطلًا للمكوس والمظالم مُعظما عِنْد الْمُلُوك أبطل فِي دولة الْأَشْرَف مكس الملاهي وأبطل فِي دولة الْمَنْصُور مكس القراريط وَكَانَ مكس القراريط كثير البشاعة جدا وَعرض عَلَيْهِ الْملك الْمَنْصُور أَيَّام طشمتر قَضَاء الديار المصرية فَامْتنعَ غَايَة الِامْتِنَاع وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي طلب الْعلم فِي صغره وَحصل الْفِقْه والنحو والفرائض وشارك فِي الْأُصُول وَغَيره وفَاق الأقران فِي الْفِقْه ثمَّ أقبل على الحَدِيث وَحفظ متونه وَحفظ رِجَاله فحفظ من ذَلِك شَيْئا كثيرا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 وَكَانَ فِي الْجُمْلَة أحفظ النَّاس لمَذْهَب الشَّافِعِي واشتهر بذلك وطبقة شُيُوخه موجودون وَبعد صيته ثمَّ قدم علينا قَاضِيا بِالشَّام وَهُوَ إِذْ ذَاك كهل فبهر النَّاس بحفظه وَحسن عِبَارَته وخضع لَهُ الشُّيُوخ فِي ذَلِك الْوَقْت واعترفوا بفضله ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَبنى مدرسة بِالْقَاهِرَةِ وأثرى وَكثر مَاله وتصدى للْفَتْوَى والإشغال وَكَانَ معول النَّاس فِي ذَلِك عَلَيْهِ ورحلوا إِلَيْهِ وَكثر طلبته فِي الْبِلَاد وأفتوا ودرسوا وصاروا شُيُوخ بِلَادهمْ فِي أَيَّامه وَكَانَ صَحِيح الْحِفْظ قَلِيل النسْيَان ثمَّ صَار لَهُ اختيارات يُفْتِي بهَا وَله نظم كثير متوسط فِي الحكم والمواعظ وَنَحْو ذَلِك وَله تصانيف كَثِيرَة لم تتمّ يصنف قطعا ثمَّ يَتْرُكهَا وقلمه لَا يشبه لِسَانه وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر بعد ذكر ابْتِدَاء أَمر الشَّيْخ وَصَارَ مُعظما عِنْد الأكابر كثير السمعة عِنْد الْعَامَّة وتصدى لتتبع الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ فِي خطابه حَتَّى كَانَ يتوقى الْإِفْتَاء هَيْبَة لَهُ وعول النَّاس عَلَيْهِ فِي الْإِفْتَاء فَكَانَ يتَصَدَّى لذَلِك من بعد صَلَاة الْعَصْر إِلَى الْمغرب غَالِبا وَلَا يفتر غَالِبا من الاشغال إِمَّا مطالعة وَإِمَّا تصنيفا وَإِمَّا إقراء وَكَانَ عَظِيم الْمُرُوءَة جميل الْمَوَدَّة كثير الِاحْتِمَال كثير المباسطة مَعَ مهابته وَكَانَ يعْمل مجْلِس الْوَعْظ وَيجمع عِنْده الْفُقَرَاء والصلحاء وَيحصل لَهُ خشوع وخضوع وَشهد جمع جم بِأَنَّهُ الْعَالم الَّذِي على رَأس الْقرن وَمِمَّنْ رَأَيْت خطه بذلك فِي حَقه شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ وَقَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين سبط ابْن العجمي سَأَلَني الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْأَذْرَعِيّ عَن مولد الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ فَذَكرته لَهُ فَقَالَ أَنا أصلح أَن أكون وَالِده ثمَّ ذكر لي أَنه لم ير أحفظ مِنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 لنصوص الشَّافِعِي انْتهى توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بدرب بهاء الدَّين ورثاه تِلْمِيذه الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْفضل أَحْمد بن حجر بقصيدة طنانة وَمن تصانيفه كتاب محَاسِن الِاصْطِلَاح وتضمين كتاب ابْن الصّلاح فِي عُلُوم الحَدِيث كتاب تَصْحِيح الْمِنْهَاج أكمل مِنْهُ الرّبع الْأَخير فِي خَمْسَة أَجزَاء وَكتب من ربع النِّكَاح تَقْدِير جُزْء وَنصف الْكَشَّاف على الْكَشَّاف وصل فِيهِ إِلَى اثناء سُورَة الْبَقَرَة فِي ثَلَاث مجلدات ضخمة وَشرح البُخَارِيّ كتب مِنْهُ نَحْو خمسين كراسا على أَحَادِيث يسيرَة إِلَى أثْنَاء الْإِيمَان ومواضع مفرقة سَمَّاهُ بالفيض الْبَارِي على صَحِيح البُخَارِيّ التدريب فِي الْفِقْه كتب مِنْهُ إِلَى الرَّضَاع والتأديب مُخْتَصر التدريب كتب مِنْهُ النّصْف ومنهج الْأَصْلَيْنِ أكمل مِنْهُ أصل الدَّين وَكتب مِنْهُ قَرِيبا من نصف أصُول الْفِقْه كتاب الْمَنْصُوص وَالْمَنْقُول عَن الشَّافِعِي فِي الْأُصُول كتب مِنْهُ قِطْعَة صَالِحَة تَرْتِيب الْأُم على الْأَبْوَاب وَقد أكمله وَلَكِن بَقِي مِنْهُ بقايا والفوائد الْمَحْضَة على الشَّرْح وَالرَّوْضَة كتب مِنْهُ أَجزَاء مفرقة الملمات برد الْمُهِمَّات كتب مِنْهُ أَجزَاء مفرقه الينبوع فِي إِكْمَال الْمَجْمُوع كتب مِنْهُ أَجزَاء من النِّكَاح الْعرف الشذي على جَامع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 التِّرْمِذِيّ كتب مِنْهُ قِطْعَة صَالِحَة وَالسَّبَب فِي عدم إكماله لغالب مصنفاته اشْتِغَاله بالإشغال والتدريس والتحديث والإفتاء 738 - عمر بن عبد الله بن عمر بن دَاوُد الشَّيْخ زين الدَّين ابْن الشَّيْخ جمال الدَّين الكفري الدِّمَشْقِي كَانَ فَقِيها فَاضلا فِي الْفِقْه مَوْصُوفا باستحضار الرَّوْضَة وَأذن لَهُ بالفتوى وتصدر بالجامع الْأمَوِي وَعرض عَلَيْهِ نِيَابَة الْقَضَاء فَامْتنعَ وَكَانَ يرجع الى دين وَعِنْده قُوَّة نفس قتل فِي أَوَاخِر ربيع الْأُخَر أَو أَوَائِل جمادي الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة على يَد التتار بقرية بَيت إيما وَكَانَ قد خرج إِلَيْهَا هَارِبا 739 - عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة عُمْدَة المصنفين سراج الدَّين أَبُو حَفْص الْأنْصَارِيّ الأندلسي الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الملقن كَانَ أَبوهُ نحويا مَعْرُوفا الحديث: 738 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 بالتقدم فِي ذَلِك وَمَات وَولده صَغِير فرباه زوج أمه الشَّيْخ عِيسَى المغربي الملقن فَعرف بِهِ ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة أَخذ عَن الْإِسْنَوِيّ ولازمه وَعَن غَيره من شُيُوخ الْعَصْر وَسمع الحَدِيث الْكثير حَتَّى إِنَّه ذكر مرّة أَنه سمع ألف جُزْء حَدِيثِيَّةٌ وَدخل دمشق سنة سبعين طَالبا للْحَدِيث وصنف قَدِيما فِي حَيَاة شَيْخه واشتهر بشرح الْمِنْهَاج الْكَبِير لَهُ ووقف عَلَيْهِ الْأَذْرَعِيّ واستفاد مِنْهُ وَاعْتَرضهُ فِي مَوَاضِع وَقد مَاتَ الْأَذْرَعِيّ قبله بدهر ودرس وَأفْتى وصنف التصانيف الْكَثِيرَة فِي أَنْوَاع الْعُلُوم واشتهرت فِي حَيَاته ونقلت إِلَى الْبِلَاد ونفع الله تَعَالَى بهَا وَأولى علومه الحَدِيث وناب فِي الحكم ثمَّ سعى فِي الْقَضَاء على مستخلفه ابْن أبي الْبَقَاء وَجرى لَهُ فِي ذَلِك كائنة مَشْهُورَة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وَتخرج فِي الحَدِيث بزين الدَّين الرَّحبِي وعلاء الدَّين مغلطاي وَكتب عَنْهُمَا الْكثير وَأكْثر من الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 تَحْصِيل الْأَجْزَاء وَسَمَاع الْكتب الْكِبَار وعني بالفقه فَأخذ عَن شُيُوخ عصره وَمهر فِي الْفُنُون وَكَانَ فِي أول أمره ذكيا فطنا رَأَيْت خطوط فضلاء ذَلِك الْعَصْر فِي طَبَقَات السماع توصفه بِالْحِفْظِ وَنَحْوه من الصِّفَات العلمية وَلَكِن لما رَأَيْنَاهُ لم يكن فِي الاستحضار وَلَا فِي التَّصَرُّف بِذَاكَ فَكَأَنَّهُ لما طَال عمره استروح وغلبت عَلَيْهِ الْكِتَابَة فَوقف ذهنه واعتنى بالتصنيف فشرح كثيرا من الْكتب الْمَشْهُورَة كالمنهاج والتنبيه وَالْحَاوِي فَلهُ على كل وَاحِد مِنْهَا عدَّة تصانيف يشْرَح الْكتاب شرحا كَبِيرا ووسطا وصغيرا ويفرد لغاته وأدلته وتصحيحه وَنَحْو ذَلِك وَمن محَاسِن تصانيفه شرح الْحَاوِي رَأَيْت مِنْهُ نُسْخَة كتبت عَنهُ فِي حُدُود سنة خمسين وَشرح البُخَارِيّ فِي عشْرين مجلدة وَعَمله فِي نصفه الأول أقوى من عمله فِي نصف الآخر وَقد ذكر أَن بَينهمَا مُدَّة عشْرين سنة ثمَّ شرح زَوَائِد مُسلم ثمَّ زَوَائِد أبي دَاوُد ثمَّ زَوَائِد التِّرْمِذِيّ ثمَّ زَوَائِد النَّسَائِيّ ثمَّ زَوَائِد ابْن ماجة كَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ وَلَكِن لم يُوجد ذَلِك بعده لِأَن كتبه احترقت قبل مَوته بِقَلِيل وزاح فِيهَا من الْكتب النفيسة الْمَوْقُوفَة وَغير الْمَوْقُوفَة شَيْء كثير وصنف فِي كل فن فشرح الألفية فِي الْعَرَبيَّة ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ ومختصر ابْن الْحَاجِب وَعمل الْأَشْبَاه والنظائر وَجمع فِي الْفِقْه كتابا سَمَّاهُ الْكَافِي أَكثر فِيهِ من النقول الغربية واشتهر اسْمه وطار صيته وَرغب النَّاس فِي تصانيفه لِكَثْرَة فوائدها وبسطها وجودة ترتيبها وَكَانَت كِتَابَته أَكثر من استحضاره فَلَمَّا دخل الشَّام فاتحوه فِي كثير من مشكلات تصانيفه فَلم يكن لَهُ بذلك شُعُور وَلَا أجَاب عَن شَيْء مِنْهُ فَقَالُوا فِي حَقه نَاسخ كثير الْغَلَط وَقد تغير قبل مَوته فحجبه وَلَده إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي تغمده الله برحمته صنف فِي أَيَّام الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 شَيْخه الْإِسْنَوِيّ قَدِيما شرح الْمِنْهَاج ثمَّ صنف تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ ورد علينا دمشق فِي سنة سبعين طَالبا لسَمَاع الحَدِيث فاعتنى بِهِ القَاضِي تَاج الدَّين لما ورد عَلَيْهِ وَكتب لَهُ على مُؤَلفه وأرسله إِلَى الشَّيْخ عماد الدَّين بن كثير فَكتب لَهُ أَيْضا وَإِنَّمَا اسْتَعَانَ بِكِتَاب القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة ثمَّ كتب بعد ذَلِك كتبا عديدة والمصريون ينسبونه إِلَى سَرقَة تصانيفه فَإِنَّهُ مَا كَانَ يستحضر شَيْئا وَلَا يُحَقّق علما ويؤلف المؤلفات الْكَثِيرَة على معنى النّسخ من كتب النَّاس وَقَالَ غَيره كَانَ فريد الدَّهْر فِي كَثْرَة التواليف وحسنها وَعبارَته حَسَنَة وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس جدا وَكَانَ من أعذب النَّاس ألفاظا وَأَحْسَنهمْ خلقا وأجملهم صُورَة كثير الْمُرُوءَة وَالْإِحْسَان والتواضع وَكَانَ موسعا عَلَيْهِ كثير الْكتب جدا ثمَّ احْتَرَقَ غالبها قبل مَوته توفّي فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر وَمن الْعَجَائِب أَن الْمَشَايِخ الثَّلَاثَة هُوَ والبلقيني والعراقي كَانُوا أعجوبة هَذَا الْعَصْر على رَأس الْقرن الشَّيْخ فِي التَّوَسُّع فِي معرفَة مَذْهَب الشَّافِعِي وَابْن الملقن فِي كَثْرَة التصانيف والعراقي فِي معرفَة الحَدِيث وفنونه وكل من الثَّلَاثَة ولد قبل الآخر بِسنة وَمَات قبله بِسنة وَمن تصانيفه تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ سَمَّاهُ الْبَدْر الْمُنِير فِي سِتّ مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فِي نَحْو عشرَة سَمَّاهُ الْخُلَاصَة ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي تصنيف لطيف وَسَماهُ الْمُنْتَقى وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْمُهَذّب وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْوَسِيط شرح الْعُمْدَة سَمَّاهُ الْإِعْلَام بفوائد عُمْدَة الْأَحْكَام وَهُوَ من أحسن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 مصنفاته تَلْخِيص مُسْند الإِمَام أَحْمد وصحيح ابْن حبَان الِاعْتِرَاض على مُسْتَدْرك الْحَاكِم الإشراف على أَطْرَاف الْكتب السِّتَّة الْمقنع فِي عُلُوم الحَدِيث مُخْتَصر دَلَائِل النُّبُوَّة عُمْدَة الْمُحْتَاج إِلَى كتاب الْمِنْهَاج فِي ثَمَان مجلدات والعجالة شرح مُخْتَصر فِي ثَلَاث مجلدات الِاعْتِرَاض على الْمِنْهَاج مُجَلد شرح التَّنْبِيه الْكَبِير شرح ثَانِي متوسط نَحْو الزنكلوني وَآخر صَغِير والأمنية على أسلوب نكت النشائي وطبقات الْمُحدثين وطَبَقَات الشَّافِعِيَّة وطبقات الْقُرَّاء وطبقات الصُّوفِيَّة وتاريخ دولة التّرْك وَشرح الْحَاوِي فِي ثَلَاث مجلدات ونكت عَلَيْهِ جُزْء وَشرح الْمِنْهَاج الْبَيْضَاوِيّ وَغَايَة السول فِي خَصَائِص الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغير ذَلِك وَقَالَ بَعضهم بلغت مصنفاته نَحْو ثَلَاثمِائَة مُصَنف وَاخْتصرَ تَهْذِيب الْكَمَال للمزي وَرِجَال الْكتب السِّتَّة الزَّائِدَة على ذَلِك مُسْند أَحْمد وصحيحي ابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان ومستدرك الْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ 740 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدَّين أَبُو الْمَعَالِي السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الْمصْرِيّ مولده فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأَبوهُ حِينَئِذٍ يَنُوب عَن القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة وَنَشَأ فِي سَعَادَة وَحفظ التَّنْبِيه وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَجمع لَهُ الْحَافِظ أَبُو زرْعَة مشيخة فِي خَمْسَة أَجزَاء وناب فِي الحكم وَهُوَ الحديث: 740 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 شَاب ودرس وَأفْتى وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وتدريس الشيخونية والمنصورية ثمَّ ولي قَضَاء الْقَاهِرَة اسْتِقْلَالا أَربع مَرَّات نَحْو خمس سِنِين فِي مُدَّة إِحْدَى عشرَة سنة وَنصف قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وَكتب شَيْئا على جَامع المختصرات وَخرج أَحَادِيث المصابيح وَتكلم على مَوَاضِع مِنْهُ وَحدث وَحَضَرت بعض المجالسين عَلَيْهِ وَكَانَ كثير التودد إِلَى النَّاس مهابا شهما مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام لَهُ صُورَة كَبِيرَة وحشمة بَالِغَة وَكلمَة نَافِذَة ويسار ظَاهر وَكَانَ مُنْذُ نَشأ يسْلك طَرِيق برهَان الدَّين ابْن جمَاعَة فِي التعاظم ثمَّ الان جَانِبه بعد الِاسْتِقْلَال وَكَانَت لَهُ عناية بتحصيل الْكتب النفيسة فَحصل مِنْهَا شَيْئا كثيرا عرفت بعده وَكَانَ يهاب الْملك الظَّاهِر فَلَمَّا مَاتَ أَمن على نَفسه وَتحقّق أَنهم لَا يقدمُونَ على عَزله لما تقرر لَهُ فِي الْقُلُوب من المهابة فسافر مَعَ الْعَسْكَر إِلَى قتال تنم فازدادت حرمته وَعظم فَوق مَا فِي نَفسه ثمَّ سَافر مَعَهم إِلَى قتال اللنك فانعكس الْأَمر وَأسر وأهين جدا وسافروا بِهِ وَهُوَ فِي قيد فغرق فِي نهر الزاب فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بعد أَن قاسى أهوالا وَمن الْعَجَائِب أَنه كَانَ يهاب ركُوب الْبَحْر فَكَانَ لَا يتَوَجَّه إِلَى منزلهم بالروضة بِجَانِب المقياس أَيَّام زِيَادَة النّيل خشيَة من ركُوب الْبَحْر فاتفق أَنه لم يمت إِلَّا غريقا رَحمَه الله تَعَالَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 741 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحَقق المفنن الْجَامِع بَين أشتات الْعُلُوم فريد الْعَصْر عز الدَّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ شرف الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة عز الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدَّين الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ شيخ الديار المصرية فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بطرِيق يَنْبع وأحضر إِلَى أبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ وَأبي الْحسن القرمي وَأبي عبد الله الْبَيَانِي وَسمع على جده وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من شُيُوخ مصر وَالشَّام باستدعاء الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ وحبب إِلَيْهِ الِاشْتِغَال فأكب عَلَيْهِ وَلم يلْتَفت إِلَى شَيْء من الْأَشْيَاء إِلَّا إِلَيْهِ فمهر فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وتوغل فِي الْكَلَام والطب والتشريح وَكَانَ آيَة من الْآيَات فِي معرفَة الْعُلُوم الأدبية والعقلية والأصلين وَأخذ عَنهُ غَالب الحديث: 741 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 أهل مصر قَالَ الشَّيْخ جمال الدَّين الطيماني رَحمَه الله تَعَالَى إِنَّه كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَيسمع دروسه وَكَانَ إِذْ ذَاك نَحْو خمسين درسا فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة فِي دقائق الْعُلُوم قَالَ وَكَانَ يستحضر الْكِفَايَة لِابْنِ الرّفْعَة وَمَعَ ذَلِك فَلَيْسَ هُوَ مِمَّن يشار إِلَيْهِ فِي علم الْفِقْه وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ فِيمَا كتب بِهِ إِلَيّ إِنَّه فاق الأقران بذكائه وَقُوَّة حافظته وَحسن تَقْرِيره وتصدى للإشغال فَكَانَ لَا يمل مَعَ اطراح التَّكَلُّف وَعدم الْحِرْص والتقنع باليسير وصنف التصانيف الْكَثِيرَة المبسوطة والمختصرة مِنْهَا شرح جمع الْجَوَامِع وحاشية على الْعَضُد وَقد جمع تصانيفه فِي نَحْو من عشْرين فَنًّا ورتبها وَهِي تزيد على مِائَتي مُصَنف ضَاعَ أَكْثَرهَا بأيدي الطّلبَة وَلم يكن يقرىء كتابا إِلَّا وَيكْتب عَلَيْهِ حَاشِيَة وَمَا سمع أحد شَيخا فِي عصره يُقرر أحسن من تَقْرِيره وَقد صنف فِي الْعرُوض وفنون الْأَدَب وَلم يكن لَهُ ملكة فِي النّظم وَلَا فِي حسن الِاخْتِصَار وَكَانَ من علو همته لَا ينظر شَيْئا إِلَّا وَأحب أَن يقف على أَصله ويشارك فِيهِ حَتَّى أَن لَهُ تصنيفا فِي الرمل وَفِي لعب الرمْح والنشاب وتركيب النقط وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من الْعُلُوم بِحَيْثُ يقْضى لَهُ فِي كل علم بِالْجَمِيعِ وَبَلغنِي أَنه كَانَ يتحَرَّى أَن لَا يكون إِلَّا على طَهَارَة وَلَا يُمكن أحدا عِنْده من الْغَيْبَة مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من ممازحة الطّلبَة ومفاكهتهم والتواضع المفرط مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة شَهِيدا بالطاعون وَلم يخلف بعده مثله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 742 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل الغراقي بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء وَبعد الْألف قَاف نِسْبَة إِلَى بعض قرى الديار المصرية الشَّيْخ شمس الدَّين ولد قبل السِّتين وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الشَّيْخَيْنِ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وسراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا ولازم الإشتغال إِلَى أَن برع قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ إنتهت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِي معرفَة الْفَرَائِض وقصده الطّلبَة لذَلِك حَتَّى صَار غالبهم الْآن من طلبته وَكَانَ منتصبا للإشغال فِي الْجَامِع الْأَزْهَر مَعَ الدَّين وَالْخَيْر وَحسن السمت والتواضع وَالصَّبْر على الطّلبَة وباشر الْإِمَامَة بالجامع الْمَذْكُور نِيَابَة وَكَانَ قد سمع الحَدِيث من القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة وَغَيره وَحدث قَلِيلا انْتهى وَقَالَ غَيره كَانَ كثير النَّفْع يلازم تِلَاوَة الْقُرْآن قيل إِنَّه كَانَ يخْتم فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ختمة وَإنَّهُ حج وجاور وَكَانَ يعْتَمر كل يَوْم أَربع عمر توفّي فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة 743 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان المعري ثمَّ الْحلَبِي الشَّيْخ الحديث: 742 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 بدر الدَّين بن الرُّكْن ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بزين الدَّين الْفَارِسِي وتاج الدَّين ابْن الدريهم وَأخذ عَن القَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ وَكتب بِخَطِّهِ شَيْئا كثيرا وَهُوَ متقن لكنه ضَعِيف وخطب بِجَامِع حلب مُدَّة وَأَنْشَأَ خطبا فِي مجلدة وَجمع كتابا سَمَّاهُ روض الأفكار فِي الحكايات وَالْأَخْبَار فِي مُجَلد فِيهِ فَوَائِد وغرائب وَكَانَ لَهُ نظم ونثر وإيثار مَعَ حِدة خلق أَخذ عَنهُ الحلبيون وَمَات فِي فتْنَة التتار سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة 744 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْقُدس وعالم تِلْكَ النواحي شمس الدَّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ الْعَلامَة شيخ الشَّافِعِيَّة بالقدس تَقِيّ الدَّين القلقشندي ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأسمع على أبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ وَأخذ عَن أَبِيه وجده لأمه الْحَافِظ صَلَاح الدَّين العلائي قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ اشْتغل وَمهر وساد حَتَّى صَار شيخ الْقُدس فِي الْفَتْوَى والتدريس وَسمعت مِنْهُ الحديث: 744 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانمِائَة بالقدس وَدفن بمقبرة ماملا عِنْد وَالِده وأخيه فِي الحوش الْمُقَابل لزاوية القلندرية وتربة بهادر أَخُوهُ هُوَ الشَّيْخ برهَان الدَّين لَا أحفظ وَقت وَفَاته وَقد حكى لي الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي تغمده الله برحمته أَنه قدم دمشق أَيَّام بن جمَاعَة وَحضر الدُّرُوس قَالَ فجَاء عَلَيْهِ أَنه يحفظ جملَة كتب وَعَجِيب كَيفَ لم يعتن بِوَقْت وَفَاته وتحرير تَرْجَمته 745 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر القليوبي الشَّيْخ شمس الدَّين قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ اشْتغل وَتقدم وَمهر وَفضل وشغل النَّاس واشتهر بِالدّينِ وَالْخَيْر وَكَانَ متقللا فَلَمَّا كَانَ فِي أَوَاخِر عمره قرر فِي مشيخة الناصرية بسرياقوس فصلح حَاله وَكَانَ متواضعا لين الحديث: 745 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 الْجَانِب صحب الشَّيْخ ولي الدَّين الملوي وتأدب بآدابه مَاتَ فِي جمادي الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة 746 - مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة بن مَرْزُوق بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عليان بن قَاسم الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ القَاضِي الْعَالم قَاضِي مَكَّة وخطيبها وفقيه الْحجاز ومفتيه وحافظه جمال الدَّين أَبُو حَامِد ولد لَيْلَة عيد الْفطر سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على الشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي وعَلى الشَّيْخ عبد الله اليافعي وعَلى القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة ورحل إِلَى الْقَاهِرَة الحديث: 746 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 ودمشق وحلب والإسكندرية وَغَيرهَا وَسمع من جمَاعَة كثيرين وتفقه بِمَكَّة بقاضيها أبي الْفضل النويري وبدمشق والقاهرة على قاضيهما أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وبدمشق على عماد الدَّين الحسباني وبحلب على الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْأَذْرَعِيّ وَأخذ عَن الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَأَجَازَهُ بأَرْبعَة عُلُوم الحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية وَعَن الشَّيْخ سراج الدَّين ابْن الملقن وَأَجَازَهُ بالفتوى والتدريس وَأفْتى وتصدى للتدريس نَحْو أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ ولي قَضَاء مَكَّة من سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه صرف مرَارًا وأعيد وَمَات وَهُوَ على الْقَضَاء قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ اشْتغل بالفقه والفنون وعني بِالْحَدِيثِ فَرَحل فِيهِ مرَارًا إِلَى دمشق وحلب ومصر والقدس وَحصل الْأَجْزَاء وفوائد الشُّيُوخ وَكتب بِخَطِّهِ الدَّقِيق الْحسن كثيرا وَأثبت أَسمَاء من سمع مِنْهُ وثبته كثير وتصدى للإفادة قَدِيما الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 وَاسْتمرّ على ذَلِك مَعَ الدَّين وَالْخَيْر وَالصَّبْر على الطّلبَة وَكَانَ كتب شَيْئا على الْحَاوِي وَخرج لَهُ الْحَافِظ صَلَاح الدَّين الأقفهسي معجما جيدا وَحدث بالكثير وَكَانَ كثير الأوراد حسن السمت ظَاهر الْوَقار قَلِيل الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه وَقَالَ الْحَافِظ تَقِيّ الدَّين الفاسي فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ كَانَ بارعا فِي الْفِقْه والنحو مشاركا فِي الْأُصُول وَغير ذَلِك حَافِظًا لأسماء الروَاة عَارِفًا بالعالي والنازل وَغير ذَلِك من متعلقات الحَدِيث ويستحضر كثيرا من شرح مُسلم فِيمَا يتَعَلَّق بغريب الحَدِيث وَالْفِقْه وَكَانَ حسن السِّيرَة فِي قَضَائِهِ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَقد أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء عماد الدَّين الحسباني وَالشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَالشَّيْخ سراج الدَّين ابْن الملقن وَأخذ علم الحَدِيث عَن الْحَافِظ زين الدَّين ابْن الْعِرَاقِيّ وَكتب على الْحَاوِي من البيع إِلَى الْوَصَايَا ذكر فِيهِ فروعا كَثِيرَة وَجمع جُزْءا فِيمَا يتَعَلَّق بزمزم ونظم قَوَاعِد الْإِعْرَاب لِابْنِ هِشَام وَله شعر كثير حسن توفّي فِي رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة 747 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب النابلسي ثمَّ الْحلَبِي الشَّيْخ شمس الحديث: 747 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 الدَّين ولد سنة بضع وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ حفظ الْمِنْهَاج ثمَّ حفظ التَّمْيِيز وَشرع فِي حفظ الْحَاوِي وَحفظ الشاطبية والتسهيل ومختصر ابْن الْحَاجِب ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ وَغير ذَلِك وتفقه وَمهر ودرس وَكَانَ يُكَرر على محفوظاته قَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين كَانَ سريع الْإِدْرَاك محافظا على الطَّهَارَة شَدِيد الْوَرع سليم اللِّسَان صَحِيح العقيدة لَا أعلم بحلب أحدا على طَرِيقَته توفّي فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة 748 - مُحَمَّد بن عَليّ الشَّيْخ شمس الدَّين الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْقطَّان ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ أَبوهُ قطانا دَاخل بَاب زويلة فَنَشَأَ وَلَده هَذَا فِي طلب الْعلم ولازم الشَّيْخ بهاء الدَّين بن عقيل فَتقدم عِنْده وَلما بنى بدر الدَّين الْجُزُولِيّ مدرسته على شاطىء النّيل قَرَّرَهُ فِيهَا إِمَامًا وَابْن عقيل مدرسا وَتزَوج شمس الدَّين ابْنة بهاء الدَّين وَقَرَأَ فِي الْأُصُول على عماد الدَّين الإسنائي والعربية على الشَّيْخ شمس الدَّين بن الصَّائِغ قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ فِي الوفيات الحديث: 748 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 الَّتِي كتبهَا لي طلب الْعلم وجد إِلَى أَن وجد وَمهر فِي الْفِقْه والعربية وَفِي الْقرَاءَات وصنف فِيهَا وعلق على الألفية شرحا وَرَأَيْت بِخَطِّهِ شرح الْحَاوِي لشَيْخِنَا ابْن الملقن فِي مجلدين كتبه عَن مُؤَلفه فِي سنة خمسين ودرس فِي عدَّة أَمَاكِن وَأفْتى وَكَانَ قد انْفَرد فِي مصر بذلك حَتَّى كَانَ كثير من الرؤساء يقدمهُ على كثير من الْمَشَايِخ لقُوَّة ذهنه وكثره استحضاره ثمَّ نَاب فِي الحكم بِآخِرهِ عَن القَاضِي جلال الدَّين وَمَات على ذَلِك فِي شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَهُوَ أول شيخ اشتغلت عَلَيْهِ وَكَانَ أبي قد جعله أحد الأوصياء فتصرف تَصرفا عجيبا سامحه الله تَعَالَى 749 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن شمري الزبيرِي الْأَسدي العيزري الشَّيْخ شمس الدَّين نزيل غَزَّة ولد فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ فَأخذ عَن الشَّيْخ شمس الدَّين بن عَدْلَانِ وبرهان الدَّين الحكري وَغَيرهمَا وانتقل إِلَى عزة سنة أَربع وَأَرْبَعين فقطنها الحديث: 749 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 وارتحل إِلَى دمشق فَأخذ عَن الشَّيْخ بهاء الدَّين الإخميمي والقطب التحتاني وَالشَّيْخ عماد الدَّين ابْن كثير وَالْقَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وَسَأَلَ القَاضِي تَاج الدَّين عَن مَوَاضِع فِي جمع الْجَوَامِع أَجَابَهُ عَنْهَا وسماها منع الْمَوَانِع وَكتب إِلَى أَنه علق على الشَّرْح الْكَبِير ونظم أرجوزة فِي الْعَرَبيَّة وَغير ذَلِك وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي الْعلم بِبِلَاد غَزَّة انْتهى وَقد وقفت لَهُ على مصنفات كَثِيرَة بِخَطِّهِ فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة مِنْهَا مُخْتَصر الْقُوت وقفت على الرّبع الْأَخير مِنْهُ وَعبارَته عقدَة للشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَقد وقف عَلَيْهَا القَاضِي جلال الدَّين ابْن الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَقد وقف عَلَيْهَا القَاضِي جلال الدَّين ابْن الشَّيْخ فَرد مَا قَالَه وأرسله إِلَيْهِ فَعَاد وَاعْترض مَا قَالَه القَاضِي جلال الدَّين وَقد وقفت لَهُ على كراسة جمع فِيهَا تَرْجَمَة لنَفسِهِ وَعدد فِيهَا تصانيفه وَهِي كَثِيرَة مِنْهَا الظهير على فقه الشَّرْح الْكَبِير فِي خمس مجلدات وكنز الْمُحْتَاج إِلَى إِيضَاح الْمِنْهَاج والسراج الْوَهَّاج فِي حل الْمِنْهَاج وأوضح المسالك فِي الْمَنَاسِك وأسنى الْمَقَاصِد فِي الْقَوَاعِد وَشرح الْمُخْتَصر لِابْنِ حَاجِب وَشرح الألفية وَشرح الحاجبية توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 750 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام قَاضِي الْقُضَاة بدر الدَّين أَبُو عبد الله بن قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدَّين أبي الْبَقَاء بن القَاضِي سديد الدَّين بن القَاضِي صدر الدَّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ مولده فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من جمَاعَة وَأخذ عَن وَالِده وَغَيره من عُلَمَاء الْعَصْر وَفضل فِي عدَّة فنون وأشغل ودرس وَأفْتى وَحدث بِمصْر وَالشَّام وَغَيرهمَا ودرس بِدِمَشْق بالأتابكية والرواحية وَغَيرهمَا وناب عَن وَالِده فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ وباشر عدَّة وظائف وَولي مشيخة الحَدِيث بالقبة المنصورية وَلما انْتقل وَالِده إِلَى قَضَاء الشَّام ولي عوضه تدريس الشَّافِعِي والمنصورية ثمَّ ولي الْقَضَاء عوضا عَن ابْن جمَاعَة فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين عقب قتل الْأَشْرَف وَكثر القَوْل فِيهِ لكَونه ولي بِمَال بذله وَأعْطيت قبَّة الشَّافِعِي للبلقيني والمنصورية للقرمي فباشر سنة نَحْو أَرْبَعَة أشهر ثمَّ عزل وأعيد ابْن جمَاعَة وَاسْتمرّ بطالا لَيْسَ بِيَدِهِ وَظِيفَة أَزِيد من ثَلَاث سِنِين ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ فباشر خمس سِنِين وَنَحْو خَمْسَة أشهر ثمَّ عزل فَلَمَّا توفّي ابْن جمَاعَة ولي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي وتدريس الغزالية ثمَّ صرف فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ الحديث: 750 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 ولي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ مرَّتَيْنِ عَن القَاضِي صدر الدَّين الْمَنَاوِيّ وعزل فِي الْمَرَّتَيْنِ بِهِ وَمُدَّة مُبَاشَرَته فِي ولاياته الْأَرْبَع ثَمَان سِنِين وَنصف فِي مُدَّة ثَمَانِيَة عشر سنة وَولي فِي آخر وَقت تدريس الشَّافِعِي واستمرت بِيَدِهِ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ لينًا فِي مُبَاشَرَته وَفِي لِسَانه رخاوة وَكَانَ وَلَده جلال الدَّين غَالِبا على أمره فمقته النَّاس قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ اشْتغل فِي الْفِقْه وَغَيره فمهر وَكَانَ لين الْجَانِب قَلِيل المهابة بَخِيلًا بالوظائف حسن الْخلق كثير الفكاهة منصفا فِي الْبَحْث وَكَانَ أعظم مَا يعاب بِهِ تَمْكِينه من وَلَده جلال الدَّين من أُمُور توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَدفن خَارج بَاب النَّصْر 751 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى الدَّمِيرِيّ الْمصْرِيّ كَمَال الدَّين ولد فِي حُدُود الْخمسين وتكسب بالخياطة ثمَّ خدم الشَّيْخ بهاء الدَّين السُّبْكِيّ وَأخذ عَنهُ وَعَن الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَلما صنف الْإِسْنَوِيّ التَّمْهِيد الحديث: 751 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 مدح الْإِسْنَوِيّ بِأَبْيَات فَكتب لَهُ الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا وَتخرج وَمهر فِي الْفُنُون وَقَالَ الشّعْر وَولي تدريس الحَدِيث بالقبة الركنية بِالْقربِ من بَاب النَّصْر وَحج مرَارًا وجاور وَتكلم على النَّاس فِي جَامع الظَّاهِر بالحسينية وَكَانَ ذَا حَظّ فِي الْعِبَادَة والتلاوة لَا يفتر لِسَانه غَالِبا عَنْهُمَا وَله شرح الْمِنْهَاج فِي أَربع مجلدات ضمنه فَوَائِد كَثِيرَة خَارِجَة عَن الْفِقْه والديباجة فِي شرح سنَن ابْن ماجة فِي أَربع مجلدات وَجمع كتابا سَمَّاهُ حَيَاة الْحَيَوَان أَجَاد فِيهِ ذكر فِيهِ جملا من الْفَوَائِد الطبية والخواص والأدبية والحديثية وَغير ذَلِك وَله خطب مدونة جمعية وعظية قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر فِي المعجم وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما وقياما ومجاورة بِمَكَّة وَالْمَدينَة واشتهرت عَنهُ كرامات وأخبار بِأُمُور مغيبات يسندها إِلَى المنامات تَارَة وَإِلَى بعض الشُّيُوخ أُخْرَى وغالب النَّاس يعْتَقد أَنه يقْصد بذلك السّتْر توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 752 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِدْرِيس بن فضل الله الشِّيرَازِيّ الفيروزابادي القَاضِي مجد الدَّين أَبُو الطَّاهِر إِمَام عصره فِي اللُّغَة كَانَ يرفع نسبه إِلَى الشَّيْخ أبي إِسْحَاق صَاحب التَّنْبِيه وَيَقُول إِن جده فضل الله ولد الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَلَا يُبَالِي بِمَا يشاع بَين النَّاس أَن الشَّيْخ لم يتَزَوَّج فضلا عَن أَن يعقب ولد فِي سنة تسع وَعشْرين بكارزين من أَعمال شيراز وتفقه ببلاده وَطلب الحَدِيث وَسمع من الشُّيُوخ وَمهر فِي اللُّغَة وَهُوَ شَاب وَسمع من جمَاعَة وَقدم الشَّام بعد الْخمسين إِمَّا سنة خمس أَو فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وَسمع بهَا الحَدِيث وَدخل الْقُدس وَسمع من الْحَافِظ صَلَاح الدَّين العلائي ثمَّ دخل مصر وَسمع بهَا وَقدم مَكَّة وَسمع بهَا وَلَقي جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَأخذ عَنْهُم وَأخذُوا عَنهُ واشتهرت فضائله وَكتب النَّاس تصانيفه وَذكره الصَّفَدِي فِي تَذكرته وعظمه وَكتب عَنهُ بَيْتَيْنِ فِي سنة سبع وَخمسين بِدِمَشْق وجال فِي الْبِلَاد الشمالية والشرقية وَدخل الرّوم ثمَّ الحديث: 752 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 الْهِنْد وَله مجاورة فِي الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ كثير الْكتب جدا وَلَا يُسَافر إِلَّا وَهِي مَعَه فِي عدَّة أعدال على عدَّة جمال ويفتحها فِي غَالب الْمنَازل ويطالع فِيهَا وَاتفقَ أَنه قدم الْيمن بعد التسعين من الْهِنْد عقب وَفَاة القَاضِي جمال الدَّين الريمي شَارِع التَّنْبِيه فقرره الْملك الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل فِي الْقَضَاء بالبلاد اليمنية فَلم يزل ذَلِك باسمه إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ قد جاور فِي غُضُون ذَلِك بِمَكَّة مرَارًا ثمَّ يرجع وَكَانَ الْأَشْرَف يكرههُ كثيرا قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ أَخذ عَن القَاضِي تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَعَن وَلَده تَاج الدَّين وَعَن القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَقد خرج لَهُ الْحَافِظ شمس الدَّين مُحَمَّد بن مُوسَى المراكشي ثمَّ الْمَكِّيّ مشيخة عَن جمع كثير من شُيُوخه وَأما مَعْرفَته باللغة واطلاعه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 على نوادرها فَأمر مستفيض وَكَانَ يَقُول مَا كنت أَنَام حَتَّى أحفظ كَذَا وَكَذَا سطرا ذكرهَا وَكَانَ يعاب بالسهو فِي الْعبارَة إِلَّا أَنا مَا جربنَا عَلَيْهِ فِي نَقله شَيْئا توفّي بزبيد فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَثَمَانمِائَة وَدفن بتربة الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي وَهُوَ آخر من مَاتَ من الرؤساء الَّذين انْفَرد كل مِنْهُم بفن فاق فِيهِ أقرانه على رَأس الْقرن الثَّامِن وهم الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَالشَّيْخ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ فِي الحَدِيث وَالشَّيْخ سراج الدَّين ابْن الملقن فِي كَثْرَة التصانيف فِي فني الْفِقْه والْحَدِيث وَالشَّيْخ شمس الدَّين الغماري فِي الْعَرَبيَّة وَالشَّيْخ أَبُو عبد الله بن عَرَفَة فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَفِي سَائِر الْعُلُوم بالمغرب وَالشَّيْخ مجد الدَّين الشِّيرَازِيّ فِي اللُّغَة وَذكر لَهُ الْحَافِظ برهَان الدَّين فِي مشيخته تَرْجَمَة طَوِيلَة وَقَالَ كَانَ فِي اللُّغَة بَحر علم لَا يكدره الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 الدلاء وَألف فِيهَا تواليف حَسَنَة قَالَ وَكَانَ مُعظما عِنْد الْمُلُوك أعطَاهُ تيمور لنك خَمْسَة آلَاف دِينَار وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ كَانَ قَلِيل المَال لسعة نفقاته وَكَانَ سريع الْحِفْظ يحْكى عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول مَا كنت أَنَام حَتَّى أحفظ مِائَتي سطر وعد تصانيفه وَهِي بضع وَأَرْبَعُونَ مصنفا وَمن تصانيفه الْقَامُوس الْمُحِيط فِي اللُّغَة بَالغ فِي اختصاره وتحريره وميز مَا زَاده على الصِّحَاح بالحمرة وَهِي شَيْء كثير جدا لَعَلَّه لَو جرد كَانَ قدرالصحاح إِلَّا أَنه مَحْذُوف الشواهد وَشرع فِي شرح مطول على البُخَارِيّ ملأَهُ بِغَرَائِب المنقولات ونوادر اللُّغَات كمل مِنْهُ ربع الْعِبَادَات فِي عشْرين مجلدا وشوارق الْأَسْرَار فِي شرح مَشَارِق الْأَنْوَار أَربع مجلدات وصنف للأشرف كتابا سَمَّاهُ الإصعاد إِلَى رُتْبَة الِاجْتِهَاد فِي أَرْبَعَة أسفار وصنف لوَلَده النَّاصِر كتابا سَمَّاهُ تسهيل الْوُصُول إِلَى الْأَحَادِيث الزَّائِدَة على جَامع الْأُصُول أَربع مجلدات وبصائر ذَوي التَّمْيِيز فِي لطائف الْكتاب الْعَزِيز مجلدان وَشرح عدَّة الْأَحْكَام مجلدان وَكتاب الْمرقاة الأرفعية فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَكتاب الْمرقاة الرّقية فِي طَبَقَات الْحَنَفِيَّة وَألف كتابا على الْمُجْمل لِابْنِ فَارس أَخذ عَلَيْهِ فِيهِ ألف مَكَان وَمَعَ هَذَا كَانَ يثني على صَاحبه ابْن فَارس 753 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الحديث: 753 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 الْعَبَّادِيّ القَاضِي شرف الدَّين أَبُو البركات قَاضِي حلب ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي حجر عَمه شهَاب الدَّين خطيب حلب وَقَرَأَ وتفقه ببلاده ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الشَّيْخَيْنِ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَولي الدَّين المنفلوطي وَغَيرهمَا قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وَحصل من كل فن طرفا صَالحا وأدمن الإشتغال ودرس وَأفْتى وَكَانَ فَاضلا دينا خيرا شرح الْغَايَة القصوى للبيضاوي لكنه لم يكمله وخطب بِجَامِع حلب ثمَّ ولي الْقَضَاء مرَارًا وَقَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي كَانَ عَالما بأصول الْفِقْه والنحو والحساب والفرائض والمعاني وَعِنْده فَوَائِد جمة وَكَانَ يلقِي دروسا مُطَوَّلَة فِي الْفِقْه والْحَدِيث بِسُرْعَة كَأَنَّهُ يحفظها عَن ظهر قلب صَحِيح الذِّهْن من قُضَاة الْعدْل فِي وقتنا وَصَارَ محط رجال طلبة الْعلم بحلب ثمَّ أسر مَعَ اللنكية فَلَمَّا عَادوا أطلق وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فَتوجه إِلَى أرِيحَا وَهُوَ موعوك فَمَاتَ فِي شهر رَمَضَان وَدفن بهَا ثمَّ نقل إِلَى حلب فَدفن خَارج بَاب الْمقَام الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 754 - يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مَسْعُود بن عَليّ بن عبد الله الْحَمَوِيّ الشَّيْخ جمال الدَّين خطيب المنصورية وَشَيخ الْبِلَاد الشمالية فِي عصره وعالمها ومفتيها ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل وتميز إِلَى أَن فاق الأقران خُصُوصا فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ يذكر مَعَ الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَسمعت الشَّيْخ ذكره فِي وَقت وَأثْنى عَلَيْهِ وَاجْتمعَ بِهِ الشَّيْخ جمال الدَّين الطيماني بعد الْفِتْنَة بطرابلس وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا وَكَانَ رجلا حسنا متواضعا دينا ريض الْأَخْلَاق متواضعا على طَريقَة السّلف رحلت إِلَيْهِ الطّلبَة من الْبِلَاد وَأذن لجَماعَة بالإفتاء مِنْهُم القَاضِي نَاصِر الدَّين الْبَارِزِيّ وَالْقَاضِي عَلَاء الدَّين ابْن خطيب الناصرية وَذكره فِي ذيل تَارِيخ حلب وَقَالَ أَخذ الْأُصُول عَن بهاء الدَّين الإخميمي الحديث: 754 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 وَالْفِقْه عَن القَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ وجمال الدَّين ابْن الشريشي وَصدر الدَّين ابْن الخابوري وَقَرَأَ النَّحْو واللغة والْحَدِيث وَالْبَيَان والفرائض على القَاضِي سري الدَّين الْمَالِكِي ودأب وَحصل وَكَانَ شَيخا عَالما متقنا حاذقا عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول وَالْبَيَان وَالتَّفْسِير والنحو وَغير ذَلِك وَأفْتى وشغل ودرس بحماة بالعصرونية وصنف مصنفات مِنْهَا شرح الإِمَام فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام سِتّ مجلدات كبار وَشرح ألفية ابْن مَالك فِي مجلدين وَشرح فَرَائض الْمِنْهَاج فِي مُجَلد وَكَانَ يحفظ كثيرا من أشعار الْعَرَب وَله نظم توفّي بحماة فِي شَوَّال سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانمِائَة 755 - يُوسُف بن الْحُسَيْن بن مَحْمُود السرائى الأَصْل التبريزي الْفَقِيه عز الدَّين الحلوائي ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه ببلاده وَقَرَأَ على الشَّيْخ جلال الدَّين الفريدسي وَالشَّيْخ بهاء الدَّين الخونجي وَالْقَاضِي عضد الحديث: 755 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 الدَّين وَأخذ عَن الشَّيْخ شمس الدَّين الْكرْمَانِي شَرحه على البُخَارِيّ قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وتفنن فِي الْعُلُوم وَمهر ودرس وَشرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ تحول من تبريز لما أخربها أَتبَاع طقتمر خَان إِلَى ماردين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى تبريز فَأكْرمه صَاحبهَا حِينَئِذٍ وَكتب على الْكَشَّاف حَوَاشِي مفيدة وَشرح الْأَرْبَعين النووية وَكَانَ زاهدا عابدا معرضًا عَن أُمُور الدُّنْيَا مُقبلا على الْعلم وَلما حج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة أَقَامَ بهَا سنة وَكَانَ لَا يكترث بِمَا يعرض لَهُ من عوارض الدُّنْيَا بل لَا يزَال منشرحا وتحول من تبريز لما كثر الظُّلم بهَا فسكن جَزِيرَة ابْن عمر إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانمِائَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 الطَّبَقَة التَّاسِعَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة التَّاسِعَة 756 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد البيجوري الْمصْرِيّ الشَّيْخ الْفَقِيه برهَان الدَّين ولد قبل الْخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ ورحل إِلَى الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْأَذْرَعِيّ بحلب وَكتب عَنهُ الْقُوت ولازم الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ فِي وفياته الَّتِي كتبهَا لي مهر فِي الْفِقْه حَتَّى شاع أَنه كَانَ يستحضر الرَّوْضَة وَأَصلهَا وَذكره الشَّيْخ عماد الدَّين الحسباني فَقَالَ هُوَ أعلم الشَّافِعِيَّة فِي عصره وَكَانَ دينا خيرا متواضعا ولي بِآخِرهِ مشيخة الفخرية وَكَانَ للطلبة بِهِ انْتِفَاع شَدِيد فَإِنَّهُ كَانَ لَا يمل من الإشتغال الحديث: 756 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 والإشغال وَلما جمع القَاضِي ولي الدَّين الْعِرَاقِيّ النكت على الْكتب الثَّلَاثَة التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي صَار بعض الطّلبَة يقْرَأ من ذَلِك على البيحوري فَكَانَ يرد من حفظه أَشْيَاء عَجِيبَة ويتناقض فِي أَمَاكِن كَثِيرَة فَكَانَ ذَلِك الطَّالِب يُرَاجع المُصَنّف بِمَا يعْتَرض بِهِ البيجوري فيصلح كِتَابه على وفْق مَا يَقُول البيجوري وَلم يقدر أَن البيجوري صنف شَيْئا وَكَانَ يَأْبَى من الْكِتَابَة على الْفَتْوَى وَإِنَّمَا يُفْتِي مشافهة انْتهى وَحكى لي صاحبنا جمال الدَّين بن الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْأَذْرَعِيّ أَن البيجوري لما قدم عَلَيْهِم كتب الْقُوت كَانَ يكْتب المجلدة فِي شَهْرَيْن وَينظر فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة على مَوَاضِع ويعرضها على الشَّيْخ بَعْضهَا يصلحه وَبَعضهَا ينازعه فِيهِ وَقد رَأَيْت فِي نُسْخَة المُصَنّف بالقوت تنظيرات كَثِيرَة وَالظَّاهِر أَنَّهَا بِخَط البيجوري وأكثرها لسُقُوط كلمة أَو حرف وَسمعت الشَّيْخ جمال الدَّين الطيماني يصفه بِحِفْظ الْفِقْه كثيرا وَقَالَ صاحبنا الشَّيْخ محيي الدَّين الْمصْرِيّ كَانَ البيجوري شَيخا وَأَنا صبي قَالَ وفارقته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَهُوَ يسْرد الرَّوْضَة حفظا وَكَانَ فَقِيرا خاملا توفّي فِي رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ 757 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن زِيَاد العجلوني الدِّمَشْقِي الحديث: 757 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 الإِمَام الْعَالم قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدَّين أَبُو إِسْحَاق الْمَعْرُوف بِابْن خطيب عذراء ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة حفظ الْمِنْهَاج واشتغل على مَشَايِخ ذَلِك الْوَقْت ولازم الشَّيْخ عَلَاء الين حجي كثيرا وَفضل فِي الْفِقْه وأنهاه ابْن خطيب يبرود بالشامية البرانية بِغَيْر كِتَابَة شهد لَهُ بِاسْتِحْقَاق ذَلِك الشَّيْخ جمال الدَّين بن قَاضِي الزبداني ثمَّ توجه إِلَى حلب أَيَّام الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْأَذْرَعِيّ فَأَقَامَ بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَصَحب الْخَطِيب ابْن عشائر وَغَيره وَحكى لي الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن حجي تغمده الله برحمته أَن الشَّيْخ برهَان الدَّين كَانَ فِي زمن الْأَذْرَعِيّ يستحضر الرَّوْضَة بِحَيْثُ أَنه إِذا أفتى الْأَذْرَعِيّ بِشَيْء يَعْتَرِضهُ وَيَقُول الْمَسْأَلَة فِي الرَّوْضَة فِي الْموضع الْفُلَانِيّ ودرس بحلب بِجَامِع منكلي بغا وَلما عَاد البُلْقِينِيّ من حلب أثنى عَلَيْهِ ثَنَاء حسنا وَوَصفه بِالْفَضْلِ والاستحضار ثمَّ ولي قَضَاء صفد فِي حَيَاة الْملك الظَّاهِر بِوَاسِطَة الشَّيْخ مُحَمَّد المغيربي وَغَيره ثمَّ عزل وَولي بعد الْفِتْنَة مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ قدم دمشق فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَبَقِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 بطالا مُدَّة وَحصل لَهُ حَاجَة وفاقة ثمَّ تنزل بمدارس الْفُقَهَاء وَحصل لَهُ تصدير بالجامع فَجَلَسَ وأشغل وانتفع بِهِ جمَاعَة وناب فِي الْقَضَاء وَولي قَضَاء الركب سنة عشْرين ثمَّ فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ترك الْقَضَاء وَكنت أَنا السَّبَب فِي ذَلِك وَاسْتمرّ بطالا إِلَى أَن مَاتَ وَظهر مِنْهُ كَرَاهِيَة الْقَضَاء بعد أَن كَانَ يمِيل إِلَيْهِ ميلًا كثيرا وَفِي آخر عمره نزل لَهُ القَاضِي نجم الدَّين ابْن حجي عَن نصف تدريس الركنية فدرس بهَا درسين أَو ثَلَاثَة وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْفُرُوع وَجُمْلَة من ديوَان المتنبي ويتعصب لَهُ ويبالغ ويحفظ أسئلة حَسَنَة من كَلَام السُّهيْلي وَغَيره وهو سليم الخاطر سهل الأنقياد وَكَانَ شكلا حسنا بهيا وَقد كتب شرحا على الْمِنْهَاج فِي أَجزَاء غالبه مَأْخُوذ من الرَّافِعِيّ وَفِيه فَوَائِد غَرِيبَة وَلم يكن لَهُ اعتناء بِكَلَام الْمُتَأَخِّرين وَلَا يَد لَهُ فِي شَيْء من الْعُلُوم سوى الْفِقْه توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان بِالْقربِ من الْمَسْجِد الَّذِي هُنَاكَ على جادة الطَّرِيق على يَمِين المتوجه إِلَى بَاب شَرْقي رَحمَه الله تَعَالَى 758 - أَبُو بكر بن عمر بن عَرَفَات الخزرجي الشَّيْخ الْعَالم زين الدَّين الحديث: 758 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 القمني الْمصْرِيّ أَصله من قمن من الرِّيف وَقدم مصر فِي آخر دولة الْأَشْرَف واشتغل على الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَغير وَكَانَ يصحب التّرْك وَتقدم فِي أَيَّام الْأَمِير قلمطاي الدوادار واشتهر فِي زَمَنه وَولي تدريس الصلاحية بالقدس عوضا عَن الشَّيْخ شمس الدَّين الْجَزرِي لما سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم واستمرت بِيَدِهِ بعد الْفِتْنَة مُدَّة ودرس بِمصْر بمدارس أخر وَدخل فِي تَرِكَة الْمحلي ونال مِنْهَا مَالا وَانْقطع فِي آخر عمره على تِلَاوَة الْقُرْآن وانجماع على الْخَيْر وَلكنه كَانَ يستزرىء بِالنَّاسِ وَيتَكَلَّم فِي كثير من الْفُقَهَاء بأَشْيَاء فِيهَا مُبَالغَة مَعَ أَن بعض من تكلم فِيهِ قد يكون أولى مِنْهُ وَلم يشْتَهر لَهُ تصنيف وَلَا تلميذ وَلم أَقف لَهُ على فَتْوَى توفّي فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة شَهِيدا بالطاعون وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو جاوزها وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة مَشْهُودَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 759 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الإِمَام الْعَالم الرباني الزَّاهِد الْوَرع تَقِيّ الدَّين الحصني الدِّمَشْقِي الْحُسَيْنِي ثَبت نسبه على قَاضِي حسبان مُتَأَخِّرًا مولده فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَقدم دمشق وَسكن البادرائية وَأخذ عَن الشَّيْخ شرف الدَّين ابْن الشريشي وَالشَّيْخ شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ وَالشَّيْخ نجم الدَّين ابْن الجابي وَالشَّيْخ شمس الدَّين الصرخدي وَالشَّيْخ شرف الدَّين الْغَزِّي وَالشَّيْخ بدر الدَّين بن مَكْتُوم وَغَيرهم من عُلَمَاء الْعَصْر وَكَانَ خَفِيف الرّوح منبسطا لَهُ نَوَادِر وَيخرج مَعَ الطّلبَة إِلَى المفترجات ويبعثهم على الأنبساط واللعب وَذَلِكَ مَعَ الدَّين والتحرز فِي أَقْوَاله وأفعاله وَتزَوج عدَّة نسَاء ثمَّ إِنَّه أقبل على الْعِبَادَة قبل الْفِتْنَة وتخلى عَن النِّسَاء وانجمع عَن النَّاس مَعَ الْمُوَاظبَة على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَبعد الْفِتْنَة زَاد تقشفه وإقباله على الله تَعَالَى وانجماعه عَن النَّاس وَصَارَ لَهُ أَتبَاع واشتهر اسْمه وَامْتنع من مكالمة أَكثر النَّاس لَا سِيمَا من يتخيل فِيهِ شَيْئا وَأطلق لِسَانه فِي الْقُضَاة وَنَحْوهم من أَرْبَاب الولايات وَله فِي الزّهْد والتقلل من الدُّنْيَا حكايات لَعَلَّ أَنه لَا يُوجد فِي تراجم كبار الْأَوْلِيَاء أَكثر مِنْهَا وَلم يتقدموه إِلَّا بِالسَّبقِ فِي الزَّمَان وَالْحَاصِل أَنه مِمَّن جمع بَين الحديث: 759 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 76 الْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ أشعريا منحرفا على الْحَنَابِلَة يُطلق لِسَانه فيهم ويبالغ فِي الْحَط على ابْن تَيْمِية وَلَا يرضى إِلَّا وَسكن زوايته عِنْد مَسْجِد المزاز بالشاغور عدَّة سِنِين وأصابه وقر فِي سَمعه وَضعف فِي بَصَره وَقد قَامَ فِي عمَارَة رِبَاط دَاخل بَاب الصَّغِير وساعده النَّاس فِي ذَلِك بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم ثمَّ شرع فِي عمَارَة خَان السَّبِيل شمَالي الْمصلى وَفرغ من عِمَارَته فِي مُدَّة قريبَة وَلم يبْق فِيهِ عِنْد وَفَاته إِلَّا تتمات وَقد كتب بِخَطِّهِ كثيرا قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا جمع شرحا على التَّنْبِيه فِي خمس مجلدات وشرحا على الْمِنْهَاج فِي خمس مجلدات وَشرح مُسلما فِي ثَلَاث مجلدات ولخص الْمُهِمَّات فِي مجلدين ولخص تَخْرِيج أَحَادِيث الْإِحْيَاء فِي مُجَلد وَشرح النواوية مُجَلد وأهوال الْقُبُور مُجَلد وسير نسَاء السّلف العابدات مُجَلد وقواعد الْفِقْه مُجَلد من التَّفْسِير آيَات مُتَفَرِّقَة مُجَلد وتأديب الْقَوْم مُجَلد وسير السالك مُجَلد وتنبيه السالك على مصار المسالك سِتّ مجلدات وَشرح الْغَايَة مُجَلد لطيف وَشرح الْهِدَايَة كَذَلِك قمع النُّفُوس مُجَلد وَدفع الشّبَه مُجَلد وَشرح أَسمَاء الله الْحسنى مُجَلد توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالقبيبات فِي أَطْرَاف الْعِمَارَة على جادة الطَّرِيق عِنْد والدته رحمهمَا الله تَعَالَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 760 - أَحْمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر بن عُثْمَان بن جَابر بن فضل بن ضوء الشَّيْخ الْعَلامَة شهَاب الدَّين أبن نعيم العامري الْغَزِّي مولده فِي ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بغزة كَمَا أَخْبرنِي بذلك وَحفظ التَّنْبِيه والعمدة ومختصر ابْن الْحَاجِب وتفقه على الشَّيْخ عَلَاء الدَّين بن خلف الْغَزِّي أخي الشَّيْخ شمس الدَّين وَسمع عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ سَمعه من ابْن الشّحْنَة ثمَّ رَحل إِلَى الْقُدس فَأخذ عَن جمَاعَة من علمائها ورحل إِلَى دمشق سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسبعين وَهُوَ فَاضل فَقَرَأَ على الْمَشَايِخ الْمَوْجُودين الزُّهْرِيّ وَابْن الشريشي والغزي وبرهان الدَّين الصنهاجي الْمَالِكِي وأنهى فِي الشامية البرانية فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَقَرَأَ نصف الْمُخْتَصر على الزُّهْرِيّ وَقَرَأَ النّصْف الْأَخير بِغَيْرِهِ وَختم الْكتاب فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَفِي هَذَا الشَّهْر أذن لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ بالإفتاء مَعَ وَلَدي الشَّيْخ وَالشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن نشوان وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير بعد ذَلِك وَجلسَ للإشغال بالجامع الحديث: 760 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 وَأفْتى وصنف ثمَّ حصلت لَهُ محنة فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَحج وجاور بِمَكَّة ثَلَاث مَرَّات وناب بعد الْفِتْنَة فِي الْقَضَاء وَاسْتمرّ مُدَّة طَوِيلَة وناب فِي المارستان وباشر فِي الْجَامِع فَانْحَطَّ بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ فصيحا ذكيا جَريا مقداما بديهته أحسن من رُؤْيَته وطريقته جميلَة وباشر الْقَضَاء على أحسن وَجه توفّي بِمَكَّة مجاورا فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقابر النويريين بالمعلى وَكَانَ قد كتب بخطة قبل الْفِتْنَة أَشْيَاء مِنْهَا مُخْتَصر فِي تَعْلِيق الشَّيْخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ فَاحْتَرَقَ وَبعد الْفِتْنَة اختصر الْمُهِمَّات وعلق تَعْلِيقا على الْحَاوِي فِي أَربع مجلدات وَشرح جمع الْجَوَامِع للسبكي وَشرح قِطْعَة من عُمْدَة الْأَحْكَام وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الصَدَاق وَكتب قِطْعَة من رجال البُخَارِيّ وَكتب على الْمِنْهَاج قِطْعَة مُطَوَّلَة فِي مجلدين إِلَى كتاب الصَّلَاة وَكتب قِطْعَة على منهاج الْبَيْضَاوِيّ ولخص الوفيات لِابْنِ خلكان وَجمع كتابا فِي التَّفْسِير وَجمع أَشْيَاء غير ذَلِك وَله تعاليق وفوائد كَثِيرَة وَكَانَ كثير الإشغال وَالْكِتَابَة لَا يمل من ذَلِك مَعَ اشْتِغَاله بِالْقضَاءِ وَغَيره من أُمُور الدُّنْيَا رَحمَه الله تَعَالَى 761 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض الطنبذي شهَاب الدَّين ولد سنة إِحْدَى وَخمسين واشتغل وَهُوَ كَبِير فحفظ الْحَاوِي وعدة كتب وَدخل الحديث: 761 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 79 الْقَاهِرَة فعرضها على القَاضِي برهَان الدَّين ابْن جمَاعَة فِي ولَايَته الأولى ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وأكب على الأشتغال وحفط مَا ينيف على خَمْسَة عشر ألف بَيت رجز فِي عدَّة عُلُوم مِنْهَا تَفْسِير الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني ونظم الْمطَالع ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقطنها ولازم البُلْقِينِيّ والعراقي وَابْن الملقن والأبناسي قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وتميز وَلَا سِيمَا فِي الْفَرَائِض ودرس بالمنكوتمرية وصنف كتابا شرح فِيهِ جَامع المختصرات فِي ثَمَان مجلدات طَالَتْ مجالستي لَهُ وَالسَّمَاع من فَوَائده وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي كثيرا مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة 762 - أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الإِمَام الْحَافِظ الْفَقِيه المُصَنّف قَاضِي الْقُضَاة ولي الدَّين أَبُو زرْعَة بن الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ زين الدَّين أبي الْفضل الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَبكر بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ عِنْد أبي الْحرم القلانسي الحديث: 762 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 80 خَاتِمَة المسندين بِالْقَاهِرَةِ واستجاز لَهُ من أبي الْحسن الفرضي ثمَّ رَحل بِهِ إِلَى الشَّام سنة خمس وَسِتِّينَ فَأحْضرهُ فِي الثَّالِثَة على جمَاعَة من أَصْحَاب الْفَخر ابْن البُخَارِيّ ثمَّ رَجَعَ وأسمعه بِالْقَاهِرَةِ من جمَاعَة من المسندين ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَهُوَ شَاب فَقَرَأَ الْكثير ودأب على الشُّيُوخ وَكتب الطباق بِخَطِّهِ ثمَّ رَحل إِلَى الشَّام صُحْبَة صهره الْحَافِظ نور الدَّين الهيثمي بعد الثَّمَانِينَ فَسمع الْكثير ثمَّ رَجَعَ وَهُوَ مَعَ ذَلِك ملازم للاشتغال بالفقه والعربية والفنون حَتَّى مهر واشتهر ولازم الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَحفظ وَكتب عَنهُ الْكثير وَأخذ عَن عُلَمَاء عصره قَالَ الْحَافِظ قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وَنَشَأ صينا دينا خيرا مَعَ جمال الصُّورَة وَطيب النغمة والتودد إِلَى النَّاس وناب فِي الحكم ودرس فِي عدَّة أَمَاكِن ثمَّ اسْتَقر فِي جِهَات وَالِده بعد وَفَاته وَعقد مجْلِس الْإِمْلَاء بعده واشتهر صيته وصنف التصانيف وَخرج التخاريج وَولي مشيخة الجمالية الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 ثمَّ ولي منصب الْقَضَاء بعد القَاضِي جلال الدَّين البُلْقِينِيّ فباشره سنة وَربع سنة مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وصلابة إِلَى أَن تعصب عَلَيْهِ بعض أهل الدولة فصرف فشق ذَلِك عَلَيْهِ جدا وانحرف مزاجه مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة وَثَمَانِية أشهر وَمن تصانيفه تَحْرِير الْفَتَاوَى على التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي أَخذ نكت النشائي والتوشيح ونكت ابْن النَّقِيب على الْمِنْهَاج ونكت الْحَاوِي لِابْنِ الملقن وشحن الْكتاب بفوائد الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وبسبب ذَلِك اشْتهر الْكتاب وَاجْتمعَ شَمل فَوَائِد وَجمع حَوَاشِي الشَّيْخ على الرَّوْضَة فِي مجلدين وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات وَجمع بَينهَا وَبَين حَوَاشِي الرَّوْضَة فِي مجلدين وَشرح بهجة ابْن الوردي فِي مجلدين وَشرح جمع الْجَوَامِع للسبكي فِي مجلدة وَله وفيات ابْتَدَأَ فِيهَا من سنة مولده رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وَشرح منظومة أَبِيه فِي الْأُصُول وَشرع فِي شرح سنَن أبي دَاوُد فَكتب نَحْو السُّدس مِنْهُ فِي سبع مجلدات 763 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن ظهيرة الْعَالم قَاضِي الْقُضَاة الحديث: 763 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 محب الدَّين بن الشَّيْخ الإِمَام جمال الدَّين اشْتغل على وَالِده وَأخذ علم الْأُصُول عَن الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْغَزِّي لما جاور فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة واجازة بالإفتاء هُوَ وَالْقَاضِي جلال الدَّين بن البُلْقِينِيّ وَمهر فِي الْفُنُون وَأفْتى وَلما توفّي وَالِده ولي الْقَضَاء مَكَانَهُ إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ عِنْده وَسْوَسَة فِي الطَّهَارَة وَالصَّلَاة ودرس فِي أَمَاكِن بِمَكَّة وَصَارَ بعد وَالِده شيخ الْحجاز ومفتيه توفّي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَثَمَانمِائَة قَارب الْأَرْبَعين 764 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصّلاح بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْجَامِع بَين أشتات الْعُلُوم بَقِيَّة الْعلمَاء الْأَعْلَام قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْأمَوِي الْمصْرِيّ مولده فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع الحَدِيث من أول سنة خمس وَسبعين سمع الْكثير وَكتب الطباق والأجزاء وخطه حسن حُلْو وَأخذ عَن الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ والحافظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ وَالشَّيْخ سراج الدَّين ابْن الملقن وَغَيرهم من عُلَمَاء الْعَصْر وتفنن فِي الْعُلُوم ودرس وَأفْتى وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة وَدخل فِي قضايا كبار وفصلها وَولي بعض الْمُعَامَلَات على قَاعِدَة فُقَهَاء مصر وَحصل مِنْهَا وَمن المتجر مَالا وَمهر فِي صَنْعَة الحديث: 764 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 83 الْقَضَاء وَحج وجاور فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَولي تدريس الشيخونية مشيخة خانقاه سعيد السُّعَدَاء ثمَّ ولي قَضَاء دمشق مسؤولا فِي ذَلِك جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وباشر بعفة وَسَار سيرة مرضية بِحَسب الْوَقْت مَعَ أَنه لم يخل من كَاذِب عَلَيْهِ وحاسد نعم كَانَ عِنْده لين وَعدم بحث عَن القضايا الْبَاطِلَة بل يتساهل ويعرض عَن كَامِل مَا قدم إِلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يعرف أهل الْبَلَد وَكَانَ لَا يُنكر مَا يَقع من نوابه من الْأَحْكَام الْبَاطِلَة مَعَ علمه بِمَا يَقع مِنْهُم وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا يجوز لَهُم ذَلِك كل ذَلِك مداراة على المنصب وَكَانَ لَا يتَوَلَّى الحكم بِنَفسِهِ وَلَا يفضل شَيْئا من الْأُمُور إِلَى أَن عزل فِي شعْبَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ ودرس بالغزالية وَدَار الحَدِيث الأشرفية وَرجع إِلَى بَلَده وأعيدت إِلَيْهِ جهاته وَفِي أَوَائِل ثَمَان وَثَلَاثِينَ عرض عَلَيْهِ قَضَاء دمشق على أَن يعْطى ألف دِينَار فَامْتنعَ ثمَّ نزلُوا الى خَمْسمِائَة فَلم يقبل فَغَضب عَلَيْهِ وهدد بِأَنَّهُ يخرج من مصر ثمَّ فِي آخر السّنة ولي تدريس الصلاحية بالقدس بعد مَا امْتنع فِي ذَلِك وَقدم الْقُدس وَأقَام بِهِ إِلَى أَن توفّي وَأَرَادَ الله لَهُ الْخَيْر إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو يحفظ كثيرا من تواريخ المصريين ووفياتهم حسن المحاضرة لطيف المفاكهة يكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة مليحة وَكَانَ شكلا حسنا وَله أوراد من صَلَاة وَذكر وَغَيرهمَا توفّي شهر ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَخلف دنيا طائلة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 765 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحُسَيْنِي الْعَالم المُصَنّف شرف الدَّين اليمني الشهير بالمقرىء مولده سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وتفقه على الشَّيْخ كَمَال الدَّين الريمي شَارِح التَّنْبِيه وَسكن بزبيد وَمهر فِي الْفِقْه والعربية وتعانى النّظم فمهر فِيهِ ذكره الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر فِي مُعْجَمه وَقَالَ اسْتَفَدْت مِنْهُ الْكثير وَقَالَ لي بعض الْمُتَأَخِّرين شامخ الْعرنِين فِي الْحسب ومنقطع القرين فِي عُلُوم الْأَدَب تصرف للْملك الْأَشْرَف صَاحب الْيمن فِي الْأَعْمَال الجليلة نَاظر أَتبَاع ابْن الْعَرَبِيّ فعميت عَلَيْهِم الْأَبْصَار ودفعهم بِمَا بلغ حجَّة فِي الْإِنْكَار وَله فيهم غرر القصائد مُشِيرا إِلَى تَنْزِيه الصَّمد الْوَاحِد وَله الْمَدْح الرَّائِق وَالْأَدب الْفَائِق وَله من المصنفات مُخْتَصر الرَّوْضَة ومختصر الْحَاوِي الصَّغِير وَشَرحه فِي ثَلَاثَة أَجزَاء وَله عنوان الشّرف فِي الْفِقْه قدر التَّنْبِيه وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَربع عُلُوم أخر النَّحْو والتاريخ وَالْعرُوض والقوافي ترشح لقَضَاء الْأَقْضِيَة بعد القَاضِي مجد الدَّين ودرس بمدارس منسوبة إِلَى مُلُوك قَطْرَة وَلم يزل مُحْتَرما الحديث: 765 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 إِلَى أَن توفّي فِي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فِي رَجَب مِنْهَا طنا 766 - إِسْمَاعِيل بن أبي الْحسن بن عَليّ بن عبد الله الْعَالم المعمر مجد الدَّين أَبُو الْفِدَاء الْبرمَاوِيّ الْمصْرِيّ ولد قبل الْخمسين وَسَبْعمائة بِسنة أَو بِسنتَيْنِ وَأخذ عَن الْإِسْنَوِيّ وَأهل طبقته ولازم الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ مُدَّة طَوِيلَة وشارك فِي الْفُنُون وَتقدم واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ طلبة الشَّيْخ الْفُضَلَاء حكى لي القَاضِي شهَاب الدَّين الْأمَوِي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ هُوَ وشمس الدَّين الْبرمَاوِيّ وجمال الدَّين الطيماني وجمال الدَّين بن ظهيرة جَامع المختصرات فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ تقاسموه وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا زين الدَّين الفارسكوري وفخر الدَّين الْبرمَاوِيّ وَفِي آخر عمره ترك الإشغال من نَحْو عشْرين سنة وَكَانَ فِي جَمِيع عمره خاملا لم الحديث: 766 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 يحصل لَهُ وَظِيفَة وَإِنَّمَا درس بمدرسة خاملة ظَاهر الْقَاهِرَة وخطب بِجَامِع عَمْرو بِمصْر وَكَانَ لخموله يُقَال إِن فِي اعْتِقَاده شَيْئا ذكره الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر فِي مُعْجَمه وَقَالَ لَهُ مجاميع حَسَنَة وفوائد مستحسنة وَعَلِيهِ اشْتغل قَرِيبه شمس الدَّين وَغَيره من الشُّيُوخ الْمَوْجُودين الأن وَكَانَ كثير الاستحضار توفّي فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة 767 - سعد بن عبد الله الشَّيْخ سعد الدَّين الأمدي ثمَّ الطرابلسي أَقَامَ بطرابلس مُدَّة يشغل ويفتي قَلِيلا وَكَانَ فَاضلا فِي الْأُصُول وَيحل الْحَاوِي وَلكنه لم يكن مَحْمُودًا فِي دينه على مَا بَلغنِي توفّي فِي إِحْدَى الجماديين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة 768 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصر بن صَالح بن عبد الْخَالِق بن عبد الْحق الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة جلال الدَّين أَبُو الْفضل بن الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام بَقِيَّة الْمُجْتَهدين سراج الدَّين أبي حَفْص الْكِنَانِي الْمصْرِيّ البُلْقِينِيّ ولد فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة الحديث: 767 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 وَحفظ عدَّة محفوظات وَدخل دمشق مَعَ أَبِيه لما ولي الْقَضَاء فِي سنة تسع وَسِتِّينَ فاستجاز لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن حجي شُيُوخ ذَلِك الْوَقْت وَلما رَجَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة صرف همته إِلَيْهِ حَتَّى مهر فِي مُدَّة يسيرَة وَتقدم واشتهر بِالْفَضْلِ وَقُوَّة الْحِفْظ ثمَّ لما مَاتَ أَخُوهُ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين اسْتَقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر وَدخل مَعَ أَبِيه دمشق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين والمشايخ إِذْ ذَاك كَثِيرُونَ فَظهر فَضله وَعلا صيته وَكَانَ وَالِده يعظمه ويصفي إِلَى أبحاثه ويصوب مَا يَقُول ثمَّ دخل دمشق مَعَه ثَانِيًا وَاسْتمرّ على الطّلب وَالِاجْتِهَاد والإفتاء والتدريس وشغل الطّلبَة إِلَى أَن ولي الْقَضَاء بعد تحقق موت القَاضِي صدر الدَّين الْمَنَاوِيّ فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد مرَارًا إِلَى أَن تعصب لَهُ جمال الدَّين الأستادار فَرَحل عَنهُ القَاضِي شمس الدَّين الإخنائي إِلَيّ الشَّام فاستمر من سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة إِلَى أَن صرف فِي وقْعَة النَّاصِر بِدِمَشْق ثمَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 أُعِيد عَن قريب وَاسْتمرّ إِلَى أَن صرف فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بالهروي ثمَّ أُعِيد بعد سنة بل أقل وَقد جلس فِي بعض المرات الَّتِي قدم فِيهَا مَعَ النَّاصِر بالجامع الْأمَوِي وقرىء عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَكَانَ يتَكَلَّم على مَوَاضِع مِنْهُ وَكَانَ فصيحا بليغا ذكيا سريع الْإِدْرَاك وَكَانَ قد نقص عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قبل ولَايَة الْقَضَاء قَالَ لي مرّة نسيت من الْعلم بِسَبَب الْقَضَاء والأسفار الْعَارِضَة بِسَبَبِهِ مَا لَو حفظه شخص لصار عَالما كَبِيرا قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ كَانَ لَهُ بِالْقَاهِرَةِ صيت لذكائه وعظمة وَالِده فِي النُّفُوس وَكَانَ من عجائب الدُّنْيَا فِي سرعَة الْفَهم وجودة الْحِفْظ وَكَانَ من محَاسِن الْقَاهِرَة انْتهى وَكَانَ يكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة مليحة بِسُرْعَة وَكَانَ سليم الْبَاطِن لَا يعرف الْخبث وَلَا الْمَكْر كوالده رحمهمَا الله تَعَالَى وَكتب أَشْيَاء لم تشتهر وقفت لَهُ على نكت الْمِنْهَاج فِي مجلدين توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بعلة القولنج ثمَّ الصرع وَيُقَال إِنَّه سم وَدفن بِقَبْر أَبِيه فِي مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا رحمهمَا الله تَعَالَى 769 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الشَّيْخ شرف الدَّين بن الإِمَام الْعَلامَة شمس الدَّين بن الإِمَام الْعَلامَة تَقِيّ الدَّين القلقشندي سبط الحديث: 769 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 الشَّيْخ صَلَاح الدَّين العلائي أَخذ عَن وَالِده وَفضل وانْتهى إِلَى أَن صَار عين الشَّافِعِيَّة بِبَلَدِهِ وَبِيَدِهِ الخطابة مشاركا لغيره وَلما سكن الْهَرَوِيّ هُنَاكَ حصل بَينهمَا شرور كَثِيرَة ومرافعات وَقَوي الْهَرَوِيّ عَلَيْهِ وَقد رَأَيْت خطه على فَتْوَى وَهِي تدل على كَثْرَة استحضار وجودة تصرف لَا أعلم من حَاله شَيْئا غير ذَلِك توفّي فِي آخر سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة عَن نَحْو خمسين سنة وَأَخُوهُ زين الدَّين عبد الرَّحْمَن سمع من أَبِيه وَمن خَاله شهَاب الدَّين بن صَلَاح الدَّين العلائي وَجَمَاعَة ورحل إِلَى دمشق وَسمع على بعض الشُّيُوخ وَأخذ عَن الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن حجي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة مرَارًا وعلق بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَكَانَ حسن الْخط حاذقا توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة 770 - عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن خطاب بن يرحم الإِمَام الْعَلامَة صدر المدرسين مفتي الْمُسلمين قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدَّين أَبُو نصر بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شيخ الشَّافِعِيَّة قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدَّين أبي الْعَبَّاس البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الزُّهْرِيّ مولده سنة سبع الحديث: 770 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ التَّمْيِيز للبارزي وَغَيره وَأخذ عَن وَالِده وَعَن الشَّيْخ نجم الدَّين ابْن الجابي وَالشَّيْخ شرف الدَّين ابْن الشريشي وَغَيرهم من مَشَايِخ الْعَصْر هُوَ وَأَخُوهُ القَاضِي جمال الدَّين وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة وملازمة لطلب الْعلم وانْتهى فِي الشامية البرانية فِي جُمَادَى الأخرة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة هُوَ وَأَخُوهُ وَجَمَاعَة من الطّلبَة مِنْهُم الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن نشوان وشمس الدَّين ابْن زهرَة بسؤال الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَحضر قِرَاءَة الْمُخْتَصر على وَالِده وَفرغ مِنْهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَفِي هَذَا الشَّهْر أذن لَهُ وَالِده فِي الْإِفْتَاء ودرس فِي العادلية الصُّغْرَى فِي حَيَاة وَالِده وناب عَن وَالِده فِي الْقَضَاء تِلْكَ الْمدَّة الْيَسِيرَة ثمَّ نَاب بعد ذَلِك فِي الْقَضَاء مُدَّة طَوِيلَة وَنزل لَهُ وَالِده عِنْد مَوته عَن تدريس الشامية البرانية ولأخيه جمال الدَّين فباشرا ذَلِك ثمَّ توفّي أَخُوهُ فِي أول سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فَنزل لَهُ عِنْد مَوته عَن نصف الشامية والقليجية وَقَضَاء الْعَسْكَر وَغير ذَلِك وَاسْتمرّ على ذَلِك بعد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 الْفِتْنَة وتصدى للإفتاء وَكَانَ يكْتب كِتَابَة حَسَنَة ويستحضر التَّمْيِيز إِلَى آخر وَقت وذهنه جيد وَكَانَ عَاملا سَاكِنا كثير التِّلَاوَة وَيقوم اللَّيْل وَعِنْده حشمة وأدب وَلسَانه طَاهِر وَقد ولاه الْأَمِير نوروز الْقَضَاء بعد وَفَاة ابْن الإخنائي فِي رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة فباشر إِلَى أَن قدم الْمُؤَيد فِي أول السّنة الأتية وباشر بعفة وَلَكِن نقم بعض النَّاس ولَايَته على هَذَا الْوَجْه توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة على وَالِده رحمهمَا الله تَعَالَى 771 - عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن سَلام بِالتَّشْدِيدِ فيهمَا الإِمَام الْعَالم المفنن الْمُحَرر عَلَاء الدَّين أَبُو الْحسن بن جمال الدَّين بن كَمَال الدَّين بن الشيح الْعَالم شرف الدَّين بن الشَّيْخ الْعَالم كَمَال الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن سَلام الدِّمَشْقِي ولد سنة خمس أَو سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه والألفية ومختصر ابْن الْحَاجِب واشتغل فِي الْفِقْه على جدي وعَلى الشَّيْخ الحديث: 771 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 عَلَاء الدَّين ابْن حجي وَتلك الطَّبَقَة وَفِي النَّحْو وَالْأُصُول على مَشَايِخ عصره ورحل إِلَى الْقَاهِرَة لإكمال قِرَاءَة الْمُخْتَصر على الركراكي الْمَالِكِي قَالَ لي وَكَانَ يعرف الْمُخْتَصر أحسن من الَّذِي صنفه ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى فضل وَمهر واشتهر بِالْفَضْلِ وَهُوَ صَغِير قَالَ لي كنت أبحث فِي الشامية البرانية فِي حَلقَة ابْن خطيب يبرود وَكَانَ يحضر الدُّرُوس فَلَا يتْرك شَيْئا يمر بِهِ حَتَّى يَعْتَرِضهُ وينتشر الْبَحْث بَين الْفُقَهَاء بِسَبَب ذَلِك وَفِي الْفِتْنَة التيمرية حصل لَهُ نصيب وافر من الْعَذَاب والحريق وَأُصِيب مَاله كَمَا جرى لغيره وأخذوه مَعَهم إِلَى ماردين ثمَّ رَجَعَ من هُنَاكَ وَبعد وَفَاة الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن حجي نزل لَهُ القَاضِي نجم الدَّين ابْن حجي عَن تدريس الظَّاهِرِيَّة البرانية وَلما توفّي الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن نشوان ساعده القَاضِي نجم الدَّين حَتَّى نزل لَهُ القَاضِي تَاج الدَّين ابْن الزُّهْرِيّ عَن تدريس العذراوية وَلما ولي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 القَاضِي نجم الدَّين تدريس الشامية البرانية نزل لَهُ عَن نصف تدريس الركنية وللشيخ برهَان الدَّين ابْن خطيب عذراء عَن النّصْف الْأَخير فَتوفي الشَّيْخ برهَان الدَّين عَاجلا فأضيف إِلَيْهِ النّصْف الآخر وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه يستحضر كثيرا من الرَّافِعِيّ ويحفظ عَلَيْهِ إشكالات وأسئلة حَسَنَة وَيعرف الْمُخْتَصر معرفَة جَيِّدَة وَيعرف الألفية معرفَة تَامَّة ويحفظ كثيرا من تواريخ الْمُتَأَخِّرين وَله يَد طولى فِي النّظم والنثر وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس وَلَا يكْتب على الْفَتَاوَى إِلَّا قَلِيلا وبحثه أحسن من تَقْرِيره وَكَانَ كثير التِّلَاوَة حسن الصَّلَاة مقتصدا فِي ملبسه وَغَيره شرِيف النَّفس مليح المحاضرة وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ إِلَّا أَنه كَانَ يُطلق لِسَانه فِي بعض النَّاس وَيَأْتِي فِي ذَلِك بعبارات غَرِيبَة وَكَانَ ينْسب إِلَى محبَّة ابْن الْعَرَبِيّ صَاحب الفصوص ويتردد إِلَى زِيَادَة قَبره حج فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَلَمَّا قضى حجه وَرجع مرض بَين الْحَرَمَيْنِ وَمَات بوادي بني سَالم وَنقل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة عَن ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام فَدفن بِالبَقِيعِ وغبطه النَّاس بذلك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 772 - عمر بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد الإِمَام الْعَالم المفنن نَاصِر السّنة وقامع الظلمَة والمبتدعة قَاضِي الْقُضَاة نجم الدَّين أَبُو الْفتُوح ابْن الْعَلامَة فَقِيه الشَّام عَلَاء الدَّين أبي مُحَمَّد السَّعْدِيّ الحسباني الدِّمَشْقِي مولده سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه فِي ثَمَانِيَة أشهر وَحفظ غَيره من المختصرات وأسمعه أَخُوهُ من جمَاعَة من مشايخه وَغَيرهم واستجاز لَهُ وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ من خلق بِمصْر وَالشَّام والحجاز وَغَيرهَا وَأخذ الْعلم عَن أَخِيه وَعَن الْمَشَايِخ الْمَوْجُودين فِي ذَلِك الْعَصْر مِنْهُم شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ وَشرف الدَّين ابْن الشريشي وَنجم الدَّين ابْن الجابي وَشرف الدَّين الْغَزِّي ورحل إِلَى الْقَاهِرَة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانِينَ وَأخذ عَن الْمَشَايِخ بهَا الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وزين الدَّين الْعِرَاقِيّ وسراج الدَّين ابْن الملقن وَبدر الدَّين الزَّرْكَشِيّ وَغَيرهم وَأَجَازَهُ ابْن الملقن بالتدريس وَكتب بِخَطِّهِ من مصنفات البُلْقِينِيّ وَغَيره ولازم الشَّيْخ شرف الدَّين الْأَنْطَاكِي مُدَّة طَوِيلَة الحديث: 772 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 وانتفع بِهِ كثيرا فِي النَّحْو وَكَانَ هُوَ أجل علومه وطالع شرح الْمَحْصُول للأصفهاني وَكتب مِنْهُ أجوبة اسئلة ذكرهَا الْإِسْنَوِيّ فِي شَرحه وَلم يتَعَرَّض لأجوبتها كَذَا حَكَاهُ لي رَحمَه الله تَعَالَى وَحج سنة سِتّ وَثَمَانِينَ مَعَ أَخِيه وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ ولي مشيخة خانقاه عمر شاه ثمَّ وَقع بَينه وَبَين القَاضِي شهَاب الدَّين الباعوني والحاجب الْكَبِير تمربغا المنجكي وَآل ذَلِك إِلَى أَن حصلت لَهُ محنة فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَنزل لَهُ أَخُوهُ عَن إِعَادَة الأمينية فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَحج فِي سنة تسع وَتِسْعين وجاور وَبعد الْفِتْنَة ولي الْقَضَاء بحماة مرَّتَيْنِ وَوَقع بَينه وَبَين نَائِب حماة فِي الثَّانِيَة وهم بقتْله فسلمه الله مِنْهُ وَولي قَضَاء طرابلس أَيْضا مرَّتَيْنِ وَلم يذهب إِلَيْهَا فِي الثَّانِيَة وَولي الْقَضَاء بِدِمَشْق فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْفَصل بعد شَهْرَيْن ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد ذَلِك سِتّ مَرَّات وَمُدَّة مُبَاشَرَته إِحْدَى عشرَة سنة وكسرا وَذَلِكَ فِي مُدَّة إِحْدَى وَعشْرين سنة وَسَبْعَة أشهر وَوَقع بَينه وَبَين جمَاعَة من معاصريه من النياب والقضاة وَغَيرهم فتن وشرور وَحصل لَهُ بذلك محن وأوذي فَصَبر وَأظْهر من الشجَاعَة وثبات الجأش مَا يعجز عَن مثله وكل ذَلِك وَالله ينصره على أعدائه وَيرْفَع كَلمته عَلَيْهِم وَقد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 درس بالشاميتين والركنية والظاهرية والغزالية وَفِي أَوَاخِر عمره فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين ولي كِتَابَة السِّرّ بالديار المصرية فباشرها دون سنة ثمَّ وَقع بَينه وَبَين جَان بك الدوادار فتْنَة فعزل وَأخرج على وَجه غير مرضِي وَغرم مَالا كثيرا وَكَانَ حسن التَّصَرُّف فِي الْعُلُوم إِلَى الْغَايَة جيد الذِّهْن حاد القريحة ذكيا فصيحا يلقِي الدُّرُوس بتأن وتوأدة ويردعلى من يبْحَث مَعَه بِالْعلمِ لَا بِالْقُوَّةِ قَالَ لي الشَّيْخ جمال الدَّين الطيماني رَحمَه الله تَعَالَى إِنَّه كَانَ يدرس أحسن من أَخِيه الشَّيْخ شهَاب الدَّين وَصدق فِيمَا قَالَ لِأَن الشَّيْخ كَانَ يستروح وَلَا يعتني بِمَا يلقيه وَأما قَاضِي الْقُضَاة فَكَانَ يعتني بدروسه كثيرا وَكَانَ حسن الْمُلْتَقى للنَّاس كثير المباسطة لَهُم محسنا للغرباء والواردين عَلَيْهِ كثير المساعدة لأهل الْعلم وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم والتودد لَهُم وَكَانَ قامعا للظلمة والمبتدعة لَا يهاب أحدا مِنْهُم وَلَا يُبَالِي وَالله ينصره وَيُؤَيِّدهُ وَحصل للفقهاء بِهِ عز ورفعة وَكَانَ يعْتَقد الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ ويكرمهم ويزورهم ومحاسنه جمة ومناقبه كَثِيرَة وَعَلِيهِ مآخذ وَرَحْمَة الله تَعَالَى وَاسِعَة قتل بمنزله بَين الربوة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 والنيرب فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن إِلَى جَانب أَخِيه رحمهمَا الله تَعَالَى عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَكسر ورئيت لَهُ منامات حَسَنَة تدل على سعادته فِي الْآخِرَة كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى 773 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الْعَلامَة بدر الدَّين بن العصياتي الْحِمصِي قدم دمشق وَنزل بِالْمَدْرَسَةِ البادرائية وَأخذ عَن الْقرشِي وَابْن الشريشي وَغَيرهمَا وَسمع الصَّحِيح على بعض أَصْحَاب ابْن الشّحْنَة وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ على ابْن الكويك وشارك فِي عدَّة عُلُوم وَأقَام ببلاده وَصَارَ شيخها وَأفْتى ودرس وَوعظ وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ خيرا يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر مَاتَ فِي أَوَائِل سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَلَدِهِ عَن نَحْو سِتِّينَ سنة ظنا ثمَّ رَأَيْت الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ ذكره فِي مُعْجَمه مُخْتَصرا الحديث: 773 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 774 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الشَّيْخ نجم الدَّين الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ مولده سنه سِتِّينَ أَو إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة سمع الحَدِيث بِمَكَّة على القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة وَغَيره وبدمشق من ابْن خطيب المزة ويوسف ابْن الصَّيْرَفِي وَغَيرهمَا وَحدث وعني بِالْعَرَبِيَّةِ ومتعلقاتها قَالَ لي صاحبنا الْحَافِظ تَقِيّ الدَّين الفاسي رَحمَه الله تَعَالَى وَمهر فِي ذَلِك مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَغَيره وتصدى للتدريس والإفادة كثيرا ونظم أبياتا فِي معنى قَوَاعِد الْإِعْرَاب لِابْنِ هِشَام وفيهَا زيادات عَلَيْهَا وَشَرحهَا وَكتب شرحا على التَّنْبِيه وَله نظم حسن وَفِيه خير ومروءة ودرس بالمنصورية بِمَكَّة توفّي بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة 775 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى الشَّيْخ الْعَالم شمس الدَّين أَبُو عبد الله العجلوني الكفري الأَصْل الدِّمَشْقِي مولده فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم الحديث: 774 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 السِّين وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه وَأدْركَ جدي الشَّيْخ شمس الدَّين وَغَيره من الْمَشَايِخ وَأخذ عَنْهُم يَسِيرا ثمَّ لَازم الشَّيْخ شرف الدَّين الْغَزِّي مُدَّة طَوِيلَة وانتفع بِهِ واشتهر بِحِفْظ الْفُرُوع من شبيبته وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير نسخا لنَفسِهِ وَلِلنَّاسِ وَكَانَ لَهُ قدرَة على الْكِتَابَة وناب للْقَاضِي عَلَاء الدَّين ابْن أبي الْبَقَاء قبل الْفِتْنَة ثمَّ بَاشر نِيَابَة الْقَضَاء بعد الْفِتْنَة غير مرّة وَولي تدريس الصارمية ونظرها وَعمر بَعْضهَا ودرس فِي حِصَّة من تدريس العزيزية نزل لَهُ عَنْهَا القَاضِي شمس الدَّين الإخنائي فِي مرض مَوته وتصدر فِي الْجَامِع من مُدَّة قريبَة وَلم ينحب عَلَيْهِ أحد من الطّلبَة وَحج مَرَّات وجاور بِمَكَّة مَرَّات وَجمع مُخْتَصرا فِي الحَدِيث وشرحا على البُخَارِيّ فِي سِتّ مجلدات سَمَّاهُ التَّلْوِيح وَاخْتصرَ شرح البُخَارِيّ لِابْنِ الملقن فِي أَربع مجلدات والكرماني فِي ثَلَاثَة وَشرع غَايَة الِاخْتِصَار وَكتب نكتا على التَّنْبِيه فِي مجلدات وَغير ذَلِك وَكَانَ لَا يعرف شَيْئا من الْعُلُوم غير الْفِقْه وطرفا من الحَدِيث وينظم كثيرا وَلَا يعرف الْعرُوض وَكَانَ كثير التَّغَيُّر لَا يثبت على حَال وَلَا يبْقى على كلمة وَعِنْده صَبر وَاحْتِمَال ورياضة توفّي فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة وَنزل عَن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 غَالب وظائفه للسَّيِّد شهَاب الدَّين ابْن نقيب الْأَشْرَاف ولامه النَّاس على ذَلِك رَحمَه الله تَعَالَى 776 - مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن مُوسَى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم المفتن شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْبرمَاوِيّ الْمصْرِيّ مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَالشَّيْخ سراج الدَّين ابْن الملقن وَالشَّيْخ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ وَالشَّيْخ عز الدَّين ابْن جمَاعَة ومجد الدَّين الْبرمَاوِيّ وَالْقَاضِي بدر الدَّين ابْن أبي الْبَقَاء وَكَانَ فِي صغره فِي خدمته وَسمع الْكثير وَفضل وتميز فِي الحديث: 776 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 الْفِقْه والنحو والْحَدِيث وَالْأُصُول وَكَانَت مَعْرفَته بِهَذِهِ الْعُلُوم الثَّلَاثَة أَكثر من مَعْرفَته بالفقه وَأقَام بِمصْر يشغل ويفتي فِي حَيَاة الشَّيْخ وَبعده وَهُوَ فِي غَايَة مَا يكون من الْفقر ثمَّ قدم دمشق فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين فَأكْرمه القَاضِي نجم الدَّين ابْن حجي وأنزله عِنْده وَجلسَ فِي الْجَامِع يقرىء وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الطّلبَة وَظهر فَضله وَقصد بالفتاوى ثمَّ عَاد إِلَى مصر ثمَّ قدم دمشق ثَانِيًا فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بِطَلَب من قَاضِي الْقُضَاة وناب فِي الْقَضَاء فِي ربيع الآخر من السّنة وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل عوضا عَن الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْغَزِّي ثمَّ تدريس الرواحية ونظرها عوضا عَن الشَّيْخ برهَان الدَّين ابْن خطيب عذراء ثمَّ تدريس الأمينية عوضا عَن تَاج الدَّين بن الحسباني ودرس بهَا يَوْمًا وَاحِدًا وَغير ذَلِك من الْوَظَائِف وَكَانَ يشغل بالجامع ويجتمع عَلَيْهِ كثير من الطّلبَة وأقرأ فِي الجماديين وَرَجَب وَشَعْبَان الْمِنْهَاج فِي سنة والتنبيه فِي سنة أُخْرَى وَالْحَاوِي فِي أُخْرَى ثمَّ عَاد إِلَى مصر بعد عزل قَاضِي الْقُضَاة ومحنته فِي رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين وَحج من مصر سنة ثَمَان وَعشْرين وجاور بِمَكَّة وَرجع إِلَى مصر فِي سنة ثَلَاثِينَ وَقد عين لَهُ تدريس الصلاحية بالقدس ونظرها وَذَلِكَ بمساعدة القَاضِي نجم الدَّين ابْن حجي فجَاء إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 وتعلل وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقبرة ماملا وَكتب شرحا على البُخَارِيّ لم يبيضه وَجمع شرحا على الْعُمْدَة سَمَّاهُ جمع الْعدة لفهم الْعُمْدَة وأفرد أَسمَاء رجال الْعُمْدَة وَله الألفية فِي الْأُصُول وَشَرحهَا أَخذ أَكْثَره من الْبَحْر للزركشي وَله منظومة أُخْرَى فِي الْفَرَائِض وَغير ذَلِك 777 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد الإِمَام الْعَلامَة شمس الدَّين الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالمنهاجي وَهُوَ سبط الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن اللبان ولد سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ وَمهر فِي مُدَّة قريبَة وأتقن الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وشغل النَّاس مُدَّة وَأقَام بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ يعْمل المواعيد ويشغل النَّاس بِالْعلمِ وانتفع بِهِ أهل مصر خُصُوصا وَكَانَ متواضعا منجمعا حسن النّظم والنثر لَهُ قصائد نبوية سائرة ومقاطيع مستحسنة حج فِي وسط عَام سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي الْبَحْر وَحصل لَهُ فِي الطَّرِيق مشاق وَدخل مَكَّة فَحصل لَهُ قبُول تَامّ وَعمل بهَا عدَّة مواعيد الحديث: 777 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 وأقرأ الحَدِيث وشغل بِالْعلمِ ثمَّ حج مَعَ النَّاس صَحِيحا فَلَمَّا ومى الْجَمْرَة فِي الثَّالِث مَاتَ فِي آخر النَّهَار وَدفن بجوار السيدة خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا 778 - مُحَمَّد بن عَطاء الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أَبُو عبد الله الرَّازِيّ الأَصْل وَكَانَ يقصر عَلَيْهَا الْهَرَوِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي ولد سنة سبع وَسِتِّينَ اشْتغل بِالْعلمِ ببلاده وَأخذ عَن الْعَلامَة سعد الدَّين التَّفْتَازَانِيّ وَغَيره وَتقدم عِنْد تمر ثمَّ دخل بِلَاد الشَّام غير مرّة وَسكن الْقُدس فَأكْرمه الْأَمِير نوروز وفوض إِلَيْهِ الصلاحية بالقدس ودرس بهَا وتصدى للأخذ عَنهُ ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية من قبل الْمُؤَيد وعزل القَاضِي جلال الدَّين ابْن الشَّيْخ بِهِ وَجَرت أُمُوره وتعصب جمَاعَة الشَّيْخ عَلَيْهِ وَحصل لَهُ إهانة ورافعه أهل الْقُدس لِأَنَّهُ ولي عَلَيْهِم نظر الْقُدس والخليل وَفهم الْمُؤَيد أَن ذَلِك تعصب عَلَيْهِ وحظ نفس فَرجع الْمَذْكُور إِلَى الْقُدس على تدريس الصلاحية وَغَيرهَا الحديث: 778 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 ثمَّ ولي من قبل الْأَشْرَف بن سامي كِتَابَة السِّرّ بالديار المصرية مُدَّة يسيرَة ثمَّ الْقَضَاء عوضا عَن الْعَلامَة شهَاب الدَّين ابْن حجر مُدَّة يسيرَة أَيْضا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس على تدريس الصلاحية وَحج فِي تِلْكَ السّنة وَعَاد إِلَى الْقُدس وَأقَام ملازما للاشتغال والإشغال وَالْفَتْوَى والتصنيف وَكَانَ إِمَامًا عَالما غواصا على الْمعَانِي يحفظ متون أَحَادِيث كَثِيرَة ويسرد جملَة من تواريخ الْعَجم وَكَانَ رَئِيسا مهابا حسن الشكالة ضخما لين الْجَانِب على مَا فِيهِ من طبع الْأَعَاجِم وَلَقَد سَمِعت الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن حجي يثني عَلَيْهِ ويتعجب من سرده لتواريخ الْعَجم وَقَالَ لي الشَّيْخ جمال الدَّين الطيماني إِنَّه يحل الْكتب المشكلة ويتخلص مِنْهَا تخرج بِهِ جمَاعَة بِبَيْت الْقُدس وصف شرح مُسلم وَغَيره توفّي بِبَيْت الْمُقَدّس فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَبنى بالقدس مدرسة وَلم يُتمهَا 779 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر القَاضِي الْعَالم جمال الدَّين الشيبي الْمَكِّيّ مولده فِي أول سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة رَحل إِلَى مصر وَالشَّام وَغَيرهمَا واشتغل فِي الْعلم وَأخذ عَن مَشَايِخ ذَلِك الْوَقْت وَرجع إِلَى مَكَّة وَولي إِمَامَة الْبَيْت فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَولي قَضَاء مَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَلَاثِينَ قَالَ لي بعض عُلَمَاء مَكَّة وحفاظها كَانَ رَحمَه الله قد الحديث: 779 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 أجمع النَّاس على محبته لَا ترَاهُ عين إِلَّا قرت بِرُؤْيَتِهِ وَلَا تسمع بِهِ أذن إِلَّا وأصغت لحسن سيرته وصنف تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا شَيْء على الْحَاوِي الصَّغِير وَمِنْهَا كتاب سَمَّاهُ قلب الْقلب شحنه من الْفَوَائِد وأودعه دُرَر الفرائد دلّ على سَعَة اطِّلَاعه وَمِنْهَا كتاب الْأَمْثَال صنفه لصَاحب الْيمن الْملك النَّاصِر أَحْمد بن الْملك الْأَشْرَف وَفِي آخر حَيَاته صنف كتابا سَمَّاهُ اللَّطِيف فِي الْقَضَاء وَله ذيل على حَيَاة الْحَيَوَان سَمَّاهُ طيب الْحَيَاة وَدخل إِلَى شيراز وأكرمه صَاحبهَا وَوصل مراغة وبغداد وَكتب بِخَطِّهِ الْحَوَادِث من يَوْم بُلُوغه إِلَى يَوْم وَفَاته وَكَانَ خَاتم زَمَانه توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة 780 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله ابْن الْمُسلم القَاضِي نَاصِر الدَّين بن كَمَال الدَّين بن فَخر الدَّين بن كَمَال الدَّين الْجُهَنِيّ ابْن الْبَارِزِيّ الْحَمَوِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَكَاتب السِّرّ بهَا ولد فِي شَوَّال سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فِي سنة سِتّ وَسبعين فَنَشَأَ عِنْد أَخْوَاله واشتغل بِالْعلمِ وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير وعدة كتب وَكَانَ ذكيا فَتخرج فِي مُدَّة يسيرَة وَولي قَضَاء بَلَده سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ عزل وأعيد وَولي كِتَابَة السِّرّ بِبَلَدِهِ جمع بَينهَا وَبَين الحديث: 780 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 الْقَضَاء وَحصل لَهُ أَذَى كثير من نَائِب حماة أشبك بن أزدمر ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الْأَمِير شيخ لما كَانَ نَائِب طرابلس فَلَمَّا أَخذ دمشق من الْأَمِير نوروز فِي سنة إِحْدَى عشرَة جَاءَ الْمَذْكُور إِلَيْهِ فولاه الخطابة بالجامع الْأمَوِي فَكَانَ يخْطب خطبا بليغة بفصاحة وَصَوت جَهورِي وَكَانَ يحضر مَعَ الْفُقَهَاء فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ بدار السَّعَادَة وَظهر علمه وفضله وَقُوَّة إِدْرَاكه وَحسن أَدَائِهِ وَلما جَاءَ النَّاصِر فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة حصل لَهُ أَذَى من الأستادار جمال الدَّين ثمَّ ولي قَضَاء حلب مُدَّة يسيرَة ثمَّ عزل فِي ربيع الْأُخَر سنة أَربع عشرَة وَلما انتصر الْأَمِير شيخ على النَّاصِر فرج توجه القَاضِي نَاصِر الدَّين مَعَه فولاه كِتَابَة السِّرّ بالديار المصرية بعد أَن تسلطن بِثَلَاثَة أشهر فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وَتقدم عِنْده وَصَارَ أَكثر الْأُمُور مرجعها إِلَيْهِ ويستبد بِكَثِير مِنْهَا وَكَانَ كثير الإدلال على السُّلْطَان يُرَاجِعهُ ويرادده وَلَا يفعل إِلَّا مَا يُرِيد وَله الْحُرْمَة الوافرة وَكَانَ رَئِيسا كَبِيرا ذَا مُرُوءَة وعصبية وهمه عالية وَله فِي الْأَدَب الْيَد الطُّولى وَهُوَ من بَيت الرِّئَاسَة وَالْعلم وَقدم مَعَ السُّلْطَان فِي سنة سبع عشرَة فِي فتْنَة نوروز وَتوجه مَعَه إِلَى حلب وَعَاد الى مصر ثمَّ قدم ثَانِيًا فِي سنة ثَمَان عشرَة فِي فتْنَة قانبابي وَتوجه مَعَ السُّلْطَان إِلَى بِلَاد الشمَال وَرجع إِلَى مصر ثمَّ قدم مَعَ السُّلْطَان الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 ثَالِثا فِي سنة عشْرين ودخلوا أَطْرَاف بِلَاد الرّوم وفتحوا مدنا وقلاعا ثمَّ عَادوا إِلَى مصر قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر امتع الله بِبَقَائِهِ فِيمَا كتب إِلَى ولي قَضَاء حلب لما ولي الْمُؤَيد بنائبها ثمَّ قدم مَعَه الْقَاهِرَة فاستقر فِي كِتَابَة السِّرّ وَكَانَ شهما مقداما متفوها كثير الاستحضار جَامعا بَين الْجد والهزل متعصبا لأَصْحَابه قَائِما بأمورهم صعبا على من يعاديه وَقد عظم أمره جدا فِي الدولة المؤيدية بِحَيْثُ سكن السُّلْطَان بعسكره فِي دَاره الَّتِي أَنْشَأَهَا بشاطىء النّيل وَصَارَ مدَار مُعظم الْأُمُور عَلَيْهِ وَجمع مَالا كثيرا جدا مَعَ بشاشة الْوَجْه وَحسن الْمُلْتَقى وملازمة السُّلْطَان إِلَى أَن أدْركهُ الْأَجَل المحتوم وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ يتوقد ذكاءه مَعَ بعد عهد بالإشغال والمطالعة يستحضر كثيرا من محفوظاته الْفِقْهِيَّة والأدبية وَغَيرهَا وينشد القصيدة الطَّوِيلَة الَّتِي حفظهَا من عشْرين سنة لَا يتلعثم فِيهَا وَلم أر لأبناء جنسه من يجْرِي مجْرَاه وَالله المسؤول أَن يعْفُو عَنهُ بمنه توفّي فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى 781 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي الحديث: 781 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 المُصَنّف نور الدَّين الْحَمَوِيّ الْمَشْهُور بِابْن خطيب الدهشة قَاضِي حماة وعالمها ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِبَلَدِهِ على جمَاعَة ورحل إِلَى مصر وَالشَّام وَأخذ عَن علمائها وَسمع الحَدِيث ودرس وَأفْتى وصنف الْكثير فَمن تصانيفه مُخْتَصر الْقُوت للْأَذْرَعِيّ فِي أَرْبَعَة أَجزَاء سَمَّاهُ إِعَانَة الْمُحْتَاج إِلَى شرح الْمِنْهَاج ومختصر الْمطَالع وَشرح الكافية والشافية لِابْنِ مَالك والتقريب فِي علم الْغَرِيب وَغير ذَلِك وَولي الْقَضَاء بحماة من قبل الْمُؤَيد فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة وَكَانَ عِنْده زهده وتقشف ثمَّ عزل وَتفرد مُدَّة بمشيخة حماة بعد موت رَفِيقه الشَّيْخ جمال الدَّين ابْن خطيب المنصورية وَكَانَ كثير الاستحضار وَلَكِن كَانَ فِيهِ غَفلَة وَعِنْده تساهل فِيمَا يَنْقُلهُ ويقوله وَأخذ عَنهُ جمَاعَة توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ووالده كَانَ من الغيوم وَقدم من الديار المصرية إِلَى حماة وَهُوَ من جمَاعَة الشَّيْخ أبي حَيَّان وَقَررهُ الْمُؤَيد فِي خطابه جَامع الدهشة حِين بناه وَله مصنفات مِنْهَا الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي غَرِيب الشَّرْح الْكَبِير فِي مجلدين وَهُوَ كتاب نَافِع وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب شرحا حسنا وَله ديوَان خطب لَا أعلم وَقت وَفَاته 782 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن نصر الشَّيْخ الْعَالم القَاضِي شرف الدَّين أَبُو الْفَتْح البعلي الْمَعْرُوف بِابْن السقيف مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة الحديث: 782 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 أَخذ الْفِقْه والْحَدِيث بِبَلَدِهِ عَن الْخَطِيب جلال الدَّين وعماد الدَّين ابْن بردس وَقدم دمشق وَأخذ عَن الْمَشَايِخ الثَّلَاثَة شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ وَشرف الدَّين ابْن الشريشي وزين الدَّين الْقرشِي وَرجع إِلَى بَلَده وتصدى للإفتاء والاشتغال من سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وتميزوا وَحضر عِنْدِي بعض طلبته فرأيته فَاضلا يستحضر أَشْيَاء غَرِيبَة مليحة فَسَأَلته عَمَّن أخذت ذَلِك فَقَالَ عَن الشَّيْخ شمس الدَّين الْمَذْكُور وَأَخْبرنِي أَنه كَانَ لَهُ ورد فِي اللَّيْل لَا يخل بِهِ فِي حضر وَلَا سفر وينكر الْمُنكر وَولي قَضَاء بعلبك مرَارًا فباشره على وَجه حسن وَكَانَ أفقه من بَقِي بِبَلَدِهِ مَعَ مُشَاركَة فِي الْأُصُول والنحو والفرائض وَكَانَ يلازم الِاشْتِغَال وَيُحب طلبة الْعلم ويبرهم وَكَانَ سليم الْبَاطِن توفّي بِبَلَدِهِ فِي جُمَادَى الأخرة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة 783 - يحيى بن يحيى بن أَحْمد بن حسن الشَّيْخ الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه الحديث: 783 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 الْوَاعِظ أقضى الْقُضَاة محيى الدَّين أَبُو زَكَرِيَّا القبابي الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده فِي أَوَاخِر سنة سِتِّينَ أَو أول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَأقَام بمدرسة السُّلْطَان حسن وَحفظ التَّنْبِيه ومختصر ابْن الْحَاجِب والألفية وَأخذ عَن الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والأبناسي وَغَيرهم من عُلَمَاء الْعَصْر وَأخذ الحَدِيث عَن الشَّيْخ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ عز الدَّين ابْن جمَاعَة والنحو عَن الشَّيْخ محب الدَّين ابْن هِشَام ثمَّ حفظ الْحَاوِي الصَّغِير وتميز وَفضل وَقدم دمشق فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَحضر الْمدَارِس مَعَ الْفُقَهَاء فاشتهر فَضله وَأثْنى الْمَشَايِخ عَلَيْهِ بَلغنِي أَن الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْمَذْكُور وَقَرَأَ عَلَيْهِ نصف الْمُخْتَصر وَأذن لَهُ بالإفتاء وَعمل ميعادا بالجامع قبل الْفِتْنَة بِيَسِير وازدحمت النَّاس عَلَيْهِ فَلَمَّا وَقعت الْفِتْنَة افْتقر فَاحْتَاجَ أَن يُقيم بقرية فِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 الْبر فَذهب إِلَى بَيت روحا فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى مصر فَلم يحصل بهَا شَيْئا فَعَاد وَدخل فِي المواعيد فَأقبل عَلَيْهِ النَّاس لعلمه وفصاحته وانتفع بِهِ جمَاعَة من الْعَوام وَقَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ للأمير نوروز مرَّتَيْنِ واستنابه القَاضِي نجم الدَّين ابْن حجي فِي سنة إِحْدَى عشرَة وباشر لمن بعده من الْقُضَاة وَلم يحمد فِي ذَلِك وَكَانَ فِي بَصَره ضعف ثمَّ إِنَّه تزايد إِلَى أَن أضرّ قبل الثَّلَاثِينَ وَهُوَ مُسْتَمر على مُبَاشرَة نِيَابَة الْقَضَاء وَرُبمَا أَخذ بِيَدِهِ وَعلم وَكَانَ يكْتب عَنهُ فِي الْفَتْوَى وَيكْتب هُوَ إسمه ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الدولعية وناب فِي تدريس الشامية البرانية مرَّتَيْنِ وَكَانَ فصيحا ذكيا فَاضلا فِي فنون جيد الذِّهْن حسن الظَّاهِر وَالْبَاطِن لين العريكة سهل الانقياد قَلِيل الْحَسَد والغيبة وَعِنْده مُرُوءَة وعصبية وَفِي أَوَاخِر عمره بعد موت رفقته دخل الْجَامِع واشتغل وأقرأ التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي خلا كل وَاحِد فِي مُدَّة أشهر لَكِن من غير مطالعة وَلَا تَحْرِير بل يجْرِي على الظَّوَاهِر توفّي فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير شَرْقي قبر سيدنَا بِلَال رَضِي الله عَنهُ بِالْقربِ من جادة الطَّرِيق وقباب قَرْيَة من قرى أشموم الرُّمَّان من الْوَجْه البحري من الديار المصرية وَكَانَ وَالِده خطيب الْقرْيَة الْمَذْكُورَة وقباب قَرْيَة بالعراق بِقرب يعقوبا وقباب محلّة بنيسابور الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 784 - يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الأنبابي بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون بعْدهَا موحدتان بَينهمَا ألف الْمصْرِيّ الشَّيْخ جمال الدَّين قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ ولد سنة سِتِّينَ فِيمَا أَظن كَانَ يذكر لَهُ نسبا إِلَى سعد بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يَعْتَقِدهُ المصريون وَبنى لَهُ زَاوِيَة بأنبابة فِي الْبر الغربي بالجيزة وَنَشَأ وَلَده هَذَا محبا فِي الْعلم فَسمع من شيوخها وَمهر فِي الْعَرَبيَّة ولازم شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يعظمه ثمَّ انْقَطع بزاوية أَبِيه يشغل النَّاس بِالْعلمِ وَيكرم الواردين فاشتهر أمره وَصَارَ للترك فِيهِ اعْتِقَاد وَحج مَرَّات مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بزاوية وَالِده وَخلف مَالا طائلا الحديث: 784 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 هَذَا آخر كتاب طَبَقَات الْفُقَهَاء وَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَله الشُّكْر وَالنعْمَة وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على أشرف الْخلق سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ نجزت هَذِه النُّسْخَة الْمُبَارَكَة فِي عَاشر شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة على يَد العَبْد الْفَقِير الذَّلِيل الراجي عَفْو ربه الْملك الْجَلِيل مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سيف الْحِمصِي الشَّافِعِي جعله الله من أهل الْعلم وزينه بالحلم وَختم لَهُ بِخَير وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين آمين اتّفق الْفَرَاغ من كتاب الطَّبَقَات فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَبلغ مُقَابلَة هَذِه النُّسْخَة على أَصْلهَا الْمَنْقُول مَعَ كِتَابَة الزَّوَائِد الَّتِي بحواشيها وَكتبه مُؤَلفه أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب الْأَسدي ابْن قَاضِي شُهْبَة عَفا الله عَنهُ هَذَا مَا وجد بخاتمة نُسْخَة ش وَكَانَ الْفَرَاغ من نسخهَا يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشْرين من ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة علقها لنَفسِهِ العَبْد الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق الأريحي الشَّافِعِي غفر الله لَهُ ولوالديه وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين قَالَ المُصَنّف شَيخنَا وأستاذنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام بَقِيَّة الْمُجْتَهدين أمتع الله الْوُجُود بِوُجُودِهِ وأفاض عَلَيْهِ سَحَاب نعمه وجوده اتّفق الْفَرَاغ فِي تصنيفها فِي ذِي الْقعدَة الْحَرَام سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَكتب بِخَطِّهِ الْكَرِيم مَا صورته وَكتب مُؤَلفه أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن ذُؤَيْب الْأَسدي ابْن قَاضِي شُهْبَة الشَّافِعِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 بلغ مُقَابلَة بِأَصْلِهِ كَأَنَّهَا على نُسْخَة مُقَابلَة عَلَيْهَا خطّ شَيخنَا المُصَنّف رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى زَاد فِي الطَّبَقَات زيادات كَثِيرَة كتبهَا بِخَطِّهِ فزدتها ونقلتها من خطه وعَلى النُّسْخَة الْمُقَابلَة عَلَيْهَا خطّ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله الْمُسلمين بحياته وَكتب عَلَيْهَا فَوَائِد وأرسلها إِلَى شَيخنَا المُصَنّف فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا أعجبه ذَلِك وَقَالَ وقف على هَذَا الْكتاب الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة حَافظ الْعَصْر وأستاذ المؤرخين قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن حجر أمتع الله الْمُسلمين بِوُجُودِهِ وأفاض عَلَيْهِ من سَحَاب كرمه وجوده وَأصْلح فِيهِ مَوَاضِع وَأفَاد جملَة من الْفَوَائِد وَكَانَ ذَلِك كَالشَّهَادَةِ للْكتاب بالتزكية وَالْقَبُول فَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَكتبه أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَاضِي شُهْبَة الْأَسدي الشَّافِعِي وَفِي ختام نُسْخَة م مَا نَصه وَكَانَ الْفَرَاغ من نسخهَا نَهَار الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر شهر الله الْمحرم الْحَرَام من شهور سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة على الْفَقِير إِلَى عَفْو مَوْلَاهُ الْقُدس عمر بن عَليّ بن أَحْمد المارديني الْخَفي عَامله الله بجميل لطفه الْخَفي وَغفر لَهُ ولوالديه ولمشايخه وَلكُل الْمُسلمين أَجْمَعِينَ وَذَلِكَ على بَاب الشامية البرانية رحم الله واقفتها وَنور ضريحها آمين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115