الكتاب: تاريخ البصروي المؤلف: علي بن يوسف بن علي بن أحمد، علاء الدين الدمشقيّ العاتكي الشافعي الشهير بالبصروي (المتوفى: 905هـ) المحقق: أكرم حسن العلبي الناشر: دار المأمون للتراث - دمشق الطبعة: الأولى، 1408 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- تاريخ البصروي البُصْرَوي الكتاب: تاريخ البصروي المؤلف: علي بن يوسف بن علي بن أحمد، علاء الدين الدمشقيّ العاتكي الشافعي الشهير بالبصروي (المتوفى: 905هـ) المحقق: أكرم حسن العلبي الناشر: دار المأمون للتراث - دمشق الطبعة: الأولى، 1408 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَفِيه لبس السَّيِّد برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن السَّيِّد مُحَمَّد خلعة بِكِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وَنظر وقف الْأَشْرَاف وَنظر القلعة وَكَانَت السِّرّ كِتَابَة بيد القَاضِي قطب الدّين الخيضري الشَّافِعِي ذُو الْحجَّة فِيهِ توفّي شمس الدّين الحمزاوي أحد الموقعين بِبَاب القَاضِي الشَّافِعِي وَتردد إِلَى قَاضِي الْقُضَاة وَله الْيَد الطُّولى فِي الصِّنَاعَة وَفِيه طلب القَاضِي قطب الدّين إِلَى مصر فَتوجه خَامِس عشره وَقع حريق فِي دَار النِّيَابَة مُقَابل للمدرسة العذراوية وَحصل مِنْهُ ضَرَر كَبِير خَامِس عشريه حصل بَين كَاتب السِّرّ وَبَين نَائِب القلعة مقاولة فِي بعض الطرقات وَوصل كل إِلَى الآخر بِالضَّرْبِ وَحصل فِي ذَلِك قلقلة كَثِيرَة ثمَّ حصل بَينهمَا الصُّلْح بعد أَيَّام يسيرَة مَسْأَلَة جَامع الطواشي خَارج بَاب النَّصْر بِدِمَشْق عَلَيْهِ أوقاف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 خربَتْ وَبَقِي بَعْضهَا وإيراده الْآن نَحْو أَربع مائَة دِرْهَم فِي الشَّهْر وَكَانَ إِيرَاده أَولا فَوق الْألف وَقد قرر الْوَاقِف فِي وَقفه مؤذنين وإماما وخطيبا وبوابا وقيما وجابيا وناظرا وساعيا وَقِرَاءَة سبع واستماع البُخَارِيّ وقراءته فَهَل يقبض الإِمَام والمؤذن والخطيب والبواب كَامِلا وَإِن فضل شَيْء يحاصص مِنْهُ الْبَاقُونَ أَو يحاصص الْجَمِيع أُجِيب بِأَن الْجَمِيع يحاصصون وَهُوَ الَّذِي تَقْتَضِيه قَوَاعِد الْمَذْهَب وَأفْتى بعض الْحَنَفِيَّة بالتقديم مُسْتَندا إِلَى مَا سُئِلَ عَنهُ الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ عَن جَامع لَهُ أَئِمَّة وقومة وخطيب ومؤذنون وَفِيه أنَاس يلقنون الْكتاب الْعَزِيز وَالْوَقْف لَا يَكْفِي لجَمِيع المرتبين فَهَل يقدم الْأَئِمَّة والخطيب والمؤذنون والقومة على غَيرهم من الملقنين وَغَيرهم وَيحل لَهُم لاحتياج الْجَامِع إِلَيْهِم فَأجَاب بتقديمهم على الملقنين وَمن فِي معناهم وَوَافَقَهُ الْخَطِيب عبد الْكَافِي وتاج الدّين بن الْحَيَوَان الشافعيان وَهَذَا الْجَواب قَالَه الْأَذْرَعِيّ فِي التوسيط وَلَيْسَ بالواضح الْجَلِيّ وَالَّذِي أقوله إِن قَوَاعِد الْمَذْهَب تَقْتَضِي تقسيط الْجَمِيع وَنفي النّظر وَلَو لم ير من يُبَاشر إِلَّا بكامل الْمَعْلُوم هَل يقدم الضَّرُورِيّ أَو لَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثمان مائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان خشقدم الْمحرم مستهلة الْأَحَد سَافر كَاتب السِّرّ السَّيِّد إِلَى مصر من الْقدَم وَفِيه توفّي الشَّيْخ الْعَلامَة المفنن الأديب ذُو النّظم والنثر الْفَقِيه شمس الدّين مُحَمَّد البصروي الشَّافِعِي كَانَ من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة كثير الطّلب وَصَحب الشَّيْخ برهَان الدّين خطيب عذرا وَعرف بِهِ وَكتب شَرحه على الْمِنْهَاج وَرُبمَا قبل ذَلِك قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ حسن المحاضرة يستحضر الْفِقْه على وَجه مهيب وَكَانَ فِي خلقه حِدة زَائِدَة على طلبة زَمَانه ويستثقل الْكَلَام مَعَهم وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الانجماع عَن النَّاس ملازما للتلاوة وَالْعِبَادَة توفّي بمنزله بمحلة العنابة وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ أَصمّ يَوْم عَاشُورَاء توفّي عبد الرَّحْمَن اليلداني من قَرْيَة يلدان كَانَ أَصله من أهل الْقرْيَة وإتصل بالظلمة وَتمكن من الإستيلاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 على جِهَات للنَّاس وَتوسع بذلك رَحمَه الله تَعَالَى ثَانِي عشرِيَّة توفّي القَاضِي برهَان الدّين بن قَاضِي عجلون نَائِب الحكم الشَّافِعِي وَهُوَ أَخُو القَاضِي ولي الدّين الْعَلامَة كَانَ المتوفي رَحمَه الله اشْتغل قَدِيما بالأصول وَالْفُرُوع وَله سَنَد عَال يقرئ الحَدِيث كل سنة فِي الْإِثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء بالجامع الْأمَوِي ويجتمع عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ متصديا للْأَحْكَام مداريا للنَّاس جاهلهم وعالمهم جَاوز السِّتين وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد مَقْبرَة أَهله غربي سَيِّدي بِلَال الحبشي رَضِي الله عَنهُ سادس عشريه سَافر القَاضِي قطب الدّين إِلَى الْقَاهِرَة سَابِع عشريه توجه النَّائِب بِدِمَشْق بردبك وَمَعَهُ الْعَسْكَر إِلَى الْبِلَاد الحلبية بِسَبَب خُرُوج شاه سوار من جمَاعَة الغادرية ربيع الأول فِيهِ حصلت وقْعَة بَين الْعَسْكَر السلطاني وَجَمَاعَة شاه سوار وإنكسر الْعَسْكَر ومسكوا نَائِب دمشق بردبك وَيُقَال إِنَّه كَانَ موالسا مَعَهم فِي الْبَاطِن عاشره توفّي السُّلْطَان خشقدم وَجلسَ على التخت يلباي المؤيدي ولقب بِالْملكِ الظَّاهِر ربيع الآخر أَوله الْجُمُعَة رابعه فوض الخواجا شهَاب الدّين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 الصَّابُونِي لكَاتبه نِيَابَة الحكم فَإِنَّهُ بَاشر عَن وَلَده وليت ذَلِك لم يَقع سادسه وصل بردبك الظَّاهِرِيّ إِلَى دمشق رَاجعا من عِنْد شاه سوار بعد أَن أَطْلقُوهُ وَمَعَ وُصُوله جَاءَ الْخَبَر بإستقرار الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ فِي نِيَابَة دمشق وَتوجه بردبك نَحْو مصر ثمَّ تولى كَفَالَة حلب ثَالِث عشره فوض إِلَى كَاتبه نِيَابَة النّظر فِي المرستان وَشرط من يدْخل فِي هَذِه الْوَظِيفَة أَن يُلَاحظ أَحْوَال الضُّعَفَاء وَمَا يكْتب لَهُم وَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ويسمونه عِنْدهم الْمُبَاشر ويشتغل دَاخل الْبَاب فَفعلت ذَلِك من غير مُجَاوزَة النّظر فِي سر التعلقات ثمَّ حدث بعد ذَلِك أَحْوَال وفصول يَأْتِي تفصيلها إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ خرجت مِنْهَا بعد عدَّة أشهر لما عزل ابْن الصَّابُونِي من وَظِيفَة الْقَضَاء رَابِع عشريه دخل ابْن بيغوت دمشق مُتَوَلِّيًا حَاجِب الْحجاب بهَا جُمَادَى الأولى سابعة مسك يلباي المؤيدي السُّلْطَان وَجلسَ مَكَانَهُ تمربغا الظَّاهِرِيّ ولقب بِالْملكِ الظَّاهِر خَامِس عشريه دخل أزبك نَائِب الشَّام وَمَعَهُ القَاضِي قطب الدّين الخيضري الشَّافِعِي مُتَوَلِّيًا كِتَابَة السِّرّ ووكالة بَيت المَال جُمَادَى الْآخِرَة خَامِس عشره رفع حَاجِب الْحجاب ابْن بيغوت والأتابكي إِلَى القلعة بمرسوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 رَجَب مستهله أطلق ابْن بيغوت مستمرا على الحجوبية وَفِيه مسك تمربغا السُّلْطَان وَتَوَلَّى خير بك الدوادار الْكَبِير بِاللَّيْلِ ثمَّ ثَانِي يَوْم اجْتمع الْأُمَرَاء والقضاة والأعيان وَبَايَعُوا قايتباي الظَّاهِرِيّ وَرفع تمربغا وَخير بك إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة بعد أَن أَخذ متعلقهم جَمِيعه سَابِع عشره وَقع حريق بِمَسْجِد الْقصب فِي السُّوق واتسع شعْبَان رَابِع عشره توجه قَاضِي الْقُضَاة عبد الْقَادِر بن عبد الْوَارِث الْمَالِكِي إِلَى الْقَاهِرَة لِأَنَّهُ جَاءَ عَزله بِالْقَاضِي شهَاب الدّين التلمساني وَلبس الخلعة هَذَا سلخ هَذَا الشَّهْر وَفِيه سَافر القَاضِي شمس الدّين الْعَدوي إِلَى مصر فَإِن هَذَا السُّلْطَان صَاحبه رَمَضَان ثَانِيه سَافر القَاضِي بدر الدّين حسن مزلق نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق إِلَى مصر خامسه توجه نَائِب الشَّام أزبك الظَّاهِرِيّ إِلَى الْبِلَاد الشمالية بِسَبَب شاه سوار الغادري سابعه دخل عَسْكَر مصر بِسَبَب ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 وباشهم أتابك الْعَسْكَر قلق سيز الأشرفي عشريه وصلوا كلهم إِلَى مَدِينَة عينتاب شَوَّال سَابِع عشره رفع شهَاب الدّين بن الصَّابُونِي إِلَى القلعة وَكَذَلِكَ ابْن أَخِيه زين الدّين عمر بمرسوم ذُو الْقعدَة مستهله رفع قَاضِي الْقُضَاة نور الدّين الصَّابُونِي إِلَى قلعة الْجَبَل بِمصْر مرسما عَلَيْهِ ثَانِي عشره ورد المرسوم بالختم على حواصلهم بالغوطة خَامِس عشرَة حصل للعسكر الْمصْرِيّ والشامي والحلبي وَغَيرهم كسرة من شاه سوار وَقتل من الْأُمَرَاء خلائق وَأسر خلائق وَحصل بَين الْفَرِيقَيْنِ قتل عَظِيم نسْأَل الله الْعَافِيَة ذُو الْحجَّة فِيهِ اسْتَقر قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين الخيضري فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة عوضا عَن ابْن الصَّابُونِي وَبدر الدّين بن مزلق فِي نظر الْجَيْش عوضا عَنهُ أَيْضا وَالْقَاضِي عَلَاء الدّين بن قَاضِي عجلون الْحَنَفِيّ فِي نظر الجوالي عوضا عَنهُ أَيْضا مَسْأَلَة امْرَأَة طالبت النَّاظر بِمَا تستحقه من الْوَقْف فَقَالَ النَّاظر دفعت إِلَيْك فَمن الْمُصدق رفعت إِلَى قَاض شَافِعِيّ فَحكم بتصديقها وَأنكر عَلَيْهِ بعض الْحَنَفِيَّة وَقَالَ الْمَحْفُوظ عَن مَذْهَب الشَّافِعِي تَصْدِيق النَّاظر فَقلت لَو قَالَ الْمُتَوَلِي أنفقت كَذَا فَالظَّاهِر قبُول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 قَوْله عِنْد الْإِجْمَال وَقَالَ الْأَذْرَعِيّ هُوَ مُصدق فِيمَا يَدعِيهِ من الْإِنْفَاق على الْعِمَارَة والآلات وصيانة الْوَقْف أَو لغير ذَلِك من الْجِهَات الْعَامَّة أما الْمَوْقُوف عَلَيْهِ الْعين فقد صرح القَاضِي شُرَيْح فِي = رَوْضَة الْأَحْكَام وزينة الْحُكَّام بِأَنَّهُ لَا يقبل قَول النَّاظر فِي إِعْطَائِهِ وإعتمده الْأَذْرَعِيّ وَهَذَا الظَّاهِر على قَاعِدَة الْيَمين على الْمُدعى عَلَيْهِ وَالْبَيِّنَة على الْمُدَّعِي توفّي فِيهَا قَاضِي الْقُضَاة نظام الدّين عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد مفرج بِكَسْر الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة بن عبد الله الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَمَانِينَ وَسبع مائَة بصالحية دمشق وَمَات بهَا فِي أَوَاخِر هَذِه السّنة مَاتَ فِي الحكم قَابل تيمرلنك كَمَا أَخْبرنِي وَذكر لي أَنه اجْتمع بالشيخ كَمَال الدّين الدَّمِيرِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 سنة ثَلَاث وَسبعين وثمان مائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ ولي فِي رَجَب من السّنة الْمَاضِيَة الْمحرم رابعه وصل السَّيِّد إِبْرَاهِيم من مصر متواليا نقابة الْأَشْرَاف خامسه رفع إِلَى القلعة برهَان الدّين النابلسي بمرسوم ورد من مصر سادسه أخرج من القلعة جَانِبك نَائِب القلعة كَانَ عاشره أطلق النابلسي من سجن القلعة وَوضع بِمَسْجِد أبي الدَّرْدَاء بالقلعة ثَانِي عشره أخرج من القلعة ثَالِث عشره توفّي شهَاب الدّين أَحْمد بن مزلق كَانَ يغلب عَلَيْهِ الإنجماع عَن النَّاس وَكَانَ فِي غَايَة السّكُون وَله بر وصدقات مُقبلا على الْعِبَادَة ملازما لصحبة الشَّيْخ الْقدْوَة الرباني الشَّيْخ شهَاب الدّين بن قرا وَدفن بتربتهم قريب تربة بَاب الصَّغِير يفصل بَينهَا وَبَين الْمقْبرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 الطَّرِيق الْأَعْظَم ثامن عشره توفّي شهَاب الدّين الصَّابُونِي مرسما عَلَيْهِ بِجَامِع القلعة وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي جددها خَارج بَاب الْجَابِيَة بِالْقربِ من سَيِّدي أويس الْقَرنِي وَقد أَقَامَ فِيهَا فترات وَمُدَّة إِقَامَته بالقلعة إِحْدَى وَثَمَانُونَ يَوْمًا سَابِع عشريه توجه الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ من دمشق مُنْفَصِلا عَن نيابتها مُتَوَلِّيًا الإمرة الْكُبْرَى بِمصْر وَتَوَلَّى نِيَابَة الشَّام بردبك الظَّاهِرِيّ عَائِدًا إِلَيْهَا صفر ثالثه خلع على القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن عباده بِقَضَاء الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق عوضا عَن الْبُرْهَان بن مُفْلِح تاسعه توفّي القَاضِي زين الدّين سَالم الْمَالِكِي ولي قَضَاء دمشق مَرَّات وَكَانَ مشاركا فِي الْعُلُوم يستحضر كثيرا من ذهنه ولازم الأشغال آخر عمره كثير التِّلَاوَة كثير التَّهَجُّد صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الحمرية غربي دمشق ثَالِث عشره دخل الكافل بردبك إِلَى دمشق نَائِبا بهَا خَامِس عشريه تحركت الأسعار بِسَبَب قلَّة الْمَطَر فالقمح الغرارة بِنَحْوِ أربعماية وَعشْرين درهما وَالشعِير بمائتين وَعشرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 رَابِع عشريه وصلت الخلعة لجانبك أَن يكون دوادار السُّلْطَان وَجَاء الْخَبَر بِأَن خلعة قَاضِي الْقُضَاة نور الدّين فصلت بِأَلف دِينَار ربيع الأول خَامِس عشره قوي الغلاء الغرارة بتسعماية وَالشعِير بثلثماية وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه تَاسِع عشره جَاءَ الْخَبَر بعزل التلمساني من قُضَاة الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وتولية ابْن عبد الْوَارِث وعزل ابْن عباده من قَضَاء الْحَنَابِلَة وتولية قَاضِي الْقُضَاة الْبُرْهَان بن مُفْلِح وَامْتنع الْمَعْزُول الْآن من الحكم ربيع الآخر رَابِع عشريه توفّي القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن الْمُعْتَمد الْقرشِي كَانَ من رُؤَسَاء الأصلاء كثير التودد للنَّاس وَالْإِحْسَان للْفُقَرَاء وَكَانَ مسنا تولى نِيَابَة الْحِسْبَة عَن ابْن شبْل مَرَّات وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون وَخلف أَوْلَادًا مِنْهُم وَلَده الْعَلامَة برهَان الدّين الشَّافِعِي صاحبنا ورفيقنا على مَشَايِخ الْعَصْر أبقاه الله تَعَالَى وَفِيه وصل الْعَسْكَر الْمصْرِيّ متوجهين إِلَى الْبِلَاد الشمالية بِسَبَب شاه سوار الغادري وَهَذِه ثَالِث مرّة نسْأَل الله الْعَافِيَة جُمَادَى الأولى ثالثه دخل القَاضِي نور الدّين الصَّابُونِي دمشق بخلعة للإهتمام بِالْمَالِ الَّذِي جعل عَلَيْهِ وَقد قدمْنَاهُ وَنزل بالقلعة فِي مَسْجِد أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ خامسه إنتقل الْأَهْل وَالْأَوْلَاد للطبقة الَّتِي جددتها شمَالي الكاملية سادسه توجه العساكر للبلاد الشمالية ونائبهم الْأَمِير الْكَبِير بِمصْر أزبك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 الظَّاهِرِيّ سابعه فتحُوا قاعة المرحوم الخواجا شهَاب الدّين الصَّابُونِي يُقَال إِنَّهُم وجدوا فِيهَا نَحْو خمسين ألف دِينَار ثَانِي عشريه أطلق ابْن الصَّابُونِي من القلعة وَسكن فِي الْبَيْت شمَالي النورية بَينهمَا الطَّرِيق تَاسِع عشريه وصل من مصر ابْن عبد الْوَارِث بخلعة مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْمَالِكِيَّة جُمَادَى الْأُخْرَى ورد على قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ برهَان الدّين خلعة بِقَضَاء الْحَنَابِلَة وَوصل الشّعير إِلَى خمس ماية دِرْهَم كل غرارة والقمح إِلَى تسع ماية كل غرارة وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه رَجَب رَابِع عشره أُعِيد ابْن الصَّابُونِي إِلَى القلعة لتكملة الْمبلغ وَفِي ليلته خسف الْقَمَر وَوصل الْقَمْح إِلَى الْألف وَالشعِير إِلَى ستماية وَاللَّحم لَا يُوجد وَبَقِيَّة البضائع فِي نِهَايَة الغلاء وَعرض جمَاعَة أَوْلَادهم لمن ينزلونهم عَجزا عَن أكلهم سادس عشره صَارَت غرارة الْقَمْح بِأَلف وَثَمَانِينَ وَالشعِير بستماية وَخمسين وَورد الْخَبَر بِكَثْرَة الطَّاعُون بِمصْر والبلاد الشمالية شعْبَان وصل سعر الْقَمْح إِلَى أَلفَيْنِ كل غرارة وَالشعِير تسعماية وَبَقِيَّة البضائع فِي النِّهَايَة أَيْضا وَمَات جمَاعَة جوعا وَأكل جمَاعَة الْميتَة وَبيع خبز الشّعير كل وقية بدرهم لَيْلَة رَابِع عشره اجْتمع النَّاس بِجَامِع بني أُميَّة وَسَائِر الْمَسَاجِد يستغيثون رَبهم فِي كشف هَذَا الْحَال والتفريج عَنْهُم وَلَيْلَة خَامِس عشره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 أَيْضا وأحيوا اللَّيْل كلهم ثمَّ أَصْبحُوا مُجْتَمعين بالجامع وقرأوا ختمات وصحيح البُخَارِيّ مرَّتَيْنِ وَحصل مطر أثْنَاء هَذَا الْيَوْم وإستبشر بِهِ النَّاس وَنزل السّعر شَيْئا يَسِيرا سادس عشرَة نزل السّعر إِلَى ألف الغرارة الْقَمْح وَالشعِير إِلَى خمس ماية حادي عشريه وصل مرسوم بِأَن ابْن الصَّابُونِي خفف عَنهُ من الْمِائَة ثَلَاثِينَ ويكمل سبعين رَمَضَان ارْتَفع سعر الْقَمْح وَصَارَت بِأَلف وخمسماية الغرارة الْقَمْح وَالشعِير ثمانماية وَفِيه دخلت العساكر وباشهم أزبك الظَّاهِرِيّ ثَالِث عشريه خرج ابْن الصَّابُونِي من القلعة وَلبس خلعة توفّي فِيهِ الْخَطِيب ابْن الْخَطِيب جمال الدّين أَبُو الْفضل مُحَمَّد أَحْمد عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن عقيل بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل بن أبي طَالب ووالده كَمَال الدّين الْعَقدي النويري الشَّافِعِي قَالَ الشَّيْخ برهَان الدّين البقاعي هَكَذَا أملاني هُوَ نسبه ولد سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ مطعونا يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشريه وَصلي عَلَيْهِ فِي سَبِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ وَكَانَ أوصى أَن يدْفن فِي مقَام الإِمَام الشَّافِعِي فاستؤذن لَهُ السُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي فِي ذَلِك فَأذن فَحصل قلقلة كَبِيرَة من الْعلمَاء المجاورين فَلم يُمكن من ذَلِك فَدفن فِي تربة زَوجته بالدنكزية من بَاب القرافة رَحمَه الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 ذُو الْقعدَة سَافر ابْن الصَّابُونِي إِلَى مصر وَنقص السّعر فَصَارَ الْقَمْح بِأَلف وَالشعِير بثلثمائة وتزايد الطَّاعُون وَوصل الْمَوْتَى إِلَى ألف كل يَوْم ذُو الْحجَّة فِيهِ كسر الْعَسْكَر الْمصْرِيّ من شاه سوار وَقتل خلائق مِنْهُم أَمِيرهمْ بيغوت الْحَاجِب وكسرتنم الكافل كَانَ وخلائق رَابِع عشره قنت القَاضِي الشَّافِعِي قطب الدّين فِي صَلَاة الْجُمُعَة وإستمر إِمَام جَامع السيدة نفيسة فِي كل مَكْتُوبَة بِسَبَب الطَّاعُون وَكثر الطَّاعُون فِي النَّاحِيَة الشرقية أَيْضا وَقل من النَّاحِيَة الغربية ثَانِي عشريه دخل من الْعَسْكَر المكسور خلائق وأخبروا بِأَنَّهُ حصل مَعَهم غلاء إِلَى أَن بِيعَتْ البقسماطة الْوَاحِدَة بِسِتَّة دَرَاهِم والرطل الدبس بتسعين درهما والبصل الرطل بِاثْنَيْ عشر درهما والقمح الغرارة بِسِتَّة آلَاف دِرْهَم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 سنة أَربع وَسبعين وثمان مائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ وأتابك الْعَسْكَر أزبك الظَّاهِرِيّ وقضاة دمشق قطب الدّين الخيضري الشَّافِعِي وعلاء الدّين بن قَاضِي عجلون الْحَنَفِيّ وزين الدّين عبد الْقَادِر بن عبد الْوَارِث الْمَالِكِي وبرهان الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وناظر الْجَيْش بدر الدّين حسن مزلق ونائب القلعة يشبك الظَّاهِرِيّ والحجوبية مَا فِيهَا أحد الْمحرم خَامِس عشره وصل برهَان الدّين النابلسي وَكيلا للسُّلْطَان على الذَّخِيرَة الشَّرِيفَة وَنزل بتربة تنم وَسلم عَلَيْهِ بعض الْأَعْيَان وَحصل بمجيئه رَجْفَة لأهل دمشق وَالظَّاهِر أَنه متصد للشر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 سَابِع عشرَة قرئَ مرسوم وَثبتت الْوكَالَة على القَاضِي ابْن عبد الْوَارِث الْمَالِكِي وَجَاء مرسوم بِأَنَّهُ يتَكَلَّم فِي الْقَضِيَّة وَأظْهر فِي هَذَا الْمجْلس فجورا زَائِدا لطف الله بِالْمُسْلِمين رَابِع عشريه رسم على مباشري المرستان يقْصد من ذَلِك أَن القَاضِي قطب الدّين أَخذ من مَاله مَا لَا حق لَهُ فِيهِ ربيع الأول توفّي فِيهِ الْعَلامَة شمس الدّين مُحَمَّد عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر ابْن جساس بِفَتْح الْجِيم ثمَّ مهملتين بَينهمَا ألف وأولهما مُشَدّدَة الأريحي الْمَشْهُور أسلافهم ببني نَفِيس بِفَتْح النُّون وَكسر الْفَاء وأخره مُهْملَة وَأخْبرهمْ الشَّيْخ مساعد ولي الله أَنهم من الْأَنْصَار ولد ثَانِي عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسبع مائَة فِي الأريحة من مُعَاملَة أَذْرُعَات وَتُوفِّي فِي آخر هَذَا الشَّهْر بِدِمَشْق عَن نَيف وَتِسْعين سنة رَحمَه الله تَعَالَى وَخلف وَلَده الشَّيْخ الْعَالم شهَاب الدّين وَهُوَ ملازم للخير والاشتغال لَهُ إِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء والطلبة وَيُحب أهل الْعلم وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا بِخَير ربيع الآخر سَابِع عشره توجه القَاضِي قطب الدّين لمصر وَذهب وَرَاءه شهَاب الدّين النابلسي ثَانِيَة توفّي السَّيِّد الشريف الْعَلامَة عز الدّين حَمْزَة بن شهَاب الدّين الْحُسَيْنِي ولد فِي حُدُود سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وإشتغل بالفقه على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي وَبَقِيَّة الْعُلُوم وَلَا سِيمَا التدريس بالجامع الْأمَوِي مُدَّة طَوِيلَة وباشر الحكم أَيَّام قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين الخيضري على وَجه الْعِفَّة وَالْحق وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الانجماع عَن النَّاس والمشايخ ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي شُهْبَة وَغَيره من الأكابر وَتُوفِّي بِبَيْت الْمُقَدّس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 زَائِرًا فِي يَوْم الْأَحَد وَدفن بمقبرة مَا ملا قريب قبر الشَّيْخ أبي بكر المفضلي خلف وَلَده السَّيِّد كَمَال الدّين مُحَمَّد أحد عُظَمَاء الشَّافِعِيَّة المعتبرين بَارك الله فِي عمره ورحم وَالِده وجده ونفع بِإِسْلَامِهِ جُمَادَى الأولى خَامِس عشره دخل القَاضِي قطب الدّين الخيضري دمشق لابسا خلعة لاقته إِلَى بير العَبْد وَرجع من هُنَاكَ جَاءَ بهَا نقيبه شهَاب الدّين بن الصاحب وَفِيه وصل ابْن الصَّابُونِي إِلَى بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ليقيم هُنَاكَ بِأَمْر السُّلْطَان فِيهِ حكى ابْن عبد الْوَارِث الْمَالِكِي أَن السُّلْطَان خشقدم لما غضب على ابْن الْكَوْثَر أحضر لَهُ الْمَالِكِي وإدعى عَلَيْهِ بِمَا استولى عَلَيْهِ من أَمْوَاله وَأَصلهَا ثمَّ أَرَادَ أَن يخصم مَا قدر ثلثه وَأدّى الْحَال إِلَى خراب دياره وهرب إِلَى بِلَاد الرّوم وَمَا رَجَعَ حَتَّى مَاتَ خشقدم ثَالِث عشريه توفّي القَاضِي شمس الدّين الْعَدوي عَامل أوقاف الشامية البرانية وَبِيَدِهِ حِصَّة من وقف المارستان النوري كَانَ يجْتَهد فِي أَمر الضُّعَفَاء فِي جَمِيع مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ وَله تِلَاوَة وَصَوْم وإحسان للْفُقَرَاء الْحِجَازِيِّينَ وَغَيرهم وَكَانَ وَالِده قبله كَذَلِك وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة عِنْد قبر وَالِده بتربتهم وَهِي مَعْرُوفَة وَهُنَاكَ بقْعَة لَيْسَ فِيهَا بِنَاء رَحمَه الله تَعَالَى توفّي عَن نَحْو سبعين سنة خَامِس عشريه توفّي الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد الحديدي الْمصْرِيّ كَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي علم الْفِقْه والعربية يقْرَأ الحَدِيث وَله صَوت حسن بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وَيقْرَأ الْقُرْآن ملازما التِّلَاوَة ترك ولدا ابْنه مُحَمَّد بهاء الدّين يشْتَغل وَيقْرَأ الحَدِيث ويحفظ الْقُرْآن وَكَانَ كِلَاهُمَا سليم الْفطْرَة ساعيا خيرا دينا دفن بمقبرة بَاب الفراديس عَن نَحْو سبعين سنة سادس عشريه سَافر صَلَاح الدّين مُحَمَّد جمال الدّين عبد الله الْعَدوي قريب شمس الدّين الْمَذْكُور إِلَى مصر ثامن عشريه توفّي الشَّيْخ مَعْرُوف كَانَ سَاكِنا عِنْد جَامع الثابتية فِي بُسْتَان بَاب الْحجر ملازما لعمل الْبَسَاتِين مَعَ مُلَازمَة الْعِبَادَة وإطعام الْفُقَرَاء وَلَا يَنْقَطِع عَن صَلَاة الصُّبْح بالجامع الْأمَوِي كل يَوْم إِلَّا نَادرا بِحَيْثُ إِنَّه لَا يفتح بَاب الْجَابِيَة إِلَّا وَهُوَ على الْبَاب غَالِبا وَرَأى من سِنِين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنَّهُ حضر إِلَى بَيته فَقدم لَهُ طاسة فِيهَا عسل فلعق مِنْهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأصْبح وإستمر هَذَا الْعَسَل عِنْده فِي الطاسة كلما جَاءَ أحد من الْقُرَّاء أَو الْفُقَهَاء على تتابعهم يلعق من الطاسة وَهِي بِحَالِهَا توفّي فِي عشر السّبْعين وَدفن بمقبرة الحمرية رَحمَه الله تَعَالَى جُمَادَى الْأُخْرَى لَيْلَة عاشره توفّي شمس الدّين بن الياسوفي أحد موقعي نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي وباشر الْحِسْبَة سنتَيْن بِدِمَشْق ونيابة الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَأَيَّام خشقدم كَانَ لَهُ يَد فِي صِيغَة الشَّهَادَة وسطوة على الشُّهُود مقربا عِنْد القَاضِي جمال الدّين الباعوني وَدفن بتربة بَاب الصَّغِير عَن نَحْو سِتِّينَ سنة رَحمَه الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 وَفِيه توفّي الشَّيْخ الْقدْوَة الْعَالم شهَاب الدّين أَحْمد الشيرواني كَانَ إِمَامًا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة شَدِيد الصلابة فِي دينه معتنيا بزيارة الصَّالِحين متقللا من الدُّنْيَا وَكَانَ لَهُ صُحْبَة مَعَ الشَّيْخ مَعْرُوف مُقيما بِالْمَدْرَسَةِ الشامية البرانية توفّي فِي بِلَاد غَزَّة رَحمَه الله تَعَالَى سادس عشره لبس الْأَمِير مُحَمَّد مبارك خلعة بالحجوبية الْكُبْرَى بِدِمَشْق وَهُوَ رجل شَاعِر سادس عشريه توفّي قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين عبد الْقَادِر بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ الإِمَام الْعَلامَة ذُو الْفُنُون وَله الْيَد الطُّولى فِي معرفَة مَذْهَب الإِمَام مَالك أَخذ عَن عِظَام الْمَشَايِخ بِمصْر الْمَالِكِيَّة وَغَيرهم وَكَانَ إِذا تكلم فِي مَسْأَلَة يُعْطِيهَا حَقّهَا على تَرْتِيب الْقَوَاعِد وَله إعتقاد فِي الْفُقَرَاء ولي قَضَاء دمشق ملازما للعفة والصلابة فِي إِقَامَة الْحق وَكَانَ قد تصدى للتجريد على قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين بمرسوم سعى فِي إِحْضَاره لَهُ برهَان الدّين النابلسي وَجَرت بِسَبَب ذَلِك فُصُول غَرِيبَة رَحمَه الله تَعَالَى رَجَب نزل سعر الْمغل فَصَارَت غرارة الْقَمْح بِخَمْسِمِائَة وَالشعِير بمائتين ثالثه سَافر جَان بك قلق سيز إِلَى مصر شعْبَان رابعه لبس شاهين خلعة نِيَابَة القلعة عوضا عَن أشبك الظَّاهِرِيّ سادسه رَجَعَ القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي من الْقَاهِرَة وَقد انْفَصل أمره من جِهَة تَرِكَة قَرِيبه شمس الْعَدوي على مبلغ وَفِيه وصل أتابك الْعَسْكَر أزبك الظَّاهِرِيّ بِمن مَعَه من الْعَسْكَر من حمص إِلَى مصر مكسورين من شاه سوار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 شهر رَمَضَان مستهله الْأَحَد ثَانِيه توفّي قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين مُحَمَّد الْعِمَاد الْحَنَفِيّ ولي قَضَاء دمشق مرَارًا وَقبلهَا قَضَاء صفد وَكَانَ حَافِظًا لمذهبه مشاركا فِي الْعُلُوم إِمَامًا فِي الْأَدَب وَالشعر حسن الْخلق والخلق مهاب المنظر جيد الْخط كتب الْكثير بِخَطِّهِ فِي عُلُوم شَتَّى وَدفن بالصالحية وَخلف أَوْلَادًا من جُمْلَتهمْ وَلَده القَاضِي جلال الدّين من فضلاء الْحَنَفِيَّة مَاتَ فِي عشر الثَّمَانِينَ رَحمَه الله تَعَالَى وَفِيه فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم للشَّيْخ الْعَلامَة شمس الدّين خطيب السَّقِيفَة أَعَانَهُ الله تَعَالَى وَفِيه قوي الضعْف على شَيخنَا شيخ الشَّافِعِيَّة بدر الدّين بن قَاضِي شُهْبَة وَقرر القَاضِي الشَّافِعِي فِي وظائفه ولَايَة معلقَة وبلغه فاضطرب وتنكد فَنزل عَن وظائفه لوَلَده مُحي الدّين عبد الْقَادِر وللقاضي محب الدّين بن قَاضِي عجلون ثَانِي عشريه توفّي شَيخنَا الْمَذْكُور بدر الدّين مُحَمَّد بن بكر بن أَحْمد مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب وَعَكَفَ عَلَيْهِ الطّلبَة سكن أول عمره بالشامية البرانية وَحفظ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ فِي النَّحْو وَغَيره شَيْئا يَسِيرا ثمَّ لَازم الإشتغال على وَالِده وطبقته بِدِمَشْق وَقَرَأَ بِمصْر على الشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي وباشر الحكم مُدَّة طَوِيلَة وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَله مصنفات مِنْهَا شرح الْمِنْهَاج الْكَبِير وَشَرحه الصَّغِير والمسائل المعلمات فِي الرَّد على الْمُهِمَّات وَشرح الأشنهية فِي الْفَرَائِض كَانَ حسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 المحاضرة وَله مَكَارِم أَخْلَاق يتفضل على الطّلبَة وَيحسن إِلَيْهِم وَقل أَن يمْضِي أُسْبُوع حَتَّى يجمعهُمْ ويضيفهم فَقِيه النَّفس يكْتب على الْفَتَاوَى الْكِتَابَة الْحَسَنَة وَوَقع لَهُ فِي آخر عمره محن بِوَاسِطَة ولَايَة ابْن الصَّابُونِي من بعده وَكَانَت حَيَاته حافلة تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الْعَالم الْفَقِيه تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قَرِيبا من قبر سَيِّدي بِلَال الحبشي مَعَ وَالِده وَجَمَاعَة بَيتهمْ وفقده الطّلبَة وأسف عَلَيْهِ الْخَلَائق وَتوقف القَاضِي الشَّافِعِي فِي إِمْضَاء النُّزُول ثمَّ إتفق هُوَ وَالْقَاضِي محب الدّين عَليّ وَلَده فِي أَمر الْوَظَائِف فير أَنه لم يحصل فِيمَا أعلم من الْمدَارِس إِلَّا نظر الإقبالية وتدريسها فَقَط وَفِيه نزل اسعر الْقَمْح بثلثمائة وَخمسين وَالشعِير بِمِائَة شَوَّال مستهله توجه القَاضِي ابْن الصَّابُونِي من بَيت الْمُقَدّس إِلَى مصر مَطْلُوبا خامسه فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم للشَّيْخ الْعَلامَة شهَاب الدّين مُحَمَّد بن الْحوَاري الشَّافِعِي وَهُوَ من فضلاء الطّلبَة وقدمائهم فقها وأصولا وَغَيرهمَا سَابِع عشره توجه الركب الشَّامي إِلَى الْحجاز وسافر مَعَهم من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 الْأَعْيَان قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الباعوني الشَّافِعِي وَالْقَاضِي محب الدّين بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي وَالْقَاضِي برهَان الدّين بن الْمُعْتَمد الشَّافِعِي وَالْقَاضِي شرف الدّين بن عيد الْحَنَفِيّ وَالْقَاضِي برهَان الدّين بن القطب الْحَنَفِيّ وَالشَّيْخ عبد الْبر المرداوي الْحَنْبَلِيّ وَأَوْلَاده الثَّلَاثَة عبد اللَّطِيف ومحمود وبهاء الدّين وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين بن زُرَيْق الْحَنْبَلِيّ وَالْقَاضِي جمال الدّين يُوسُف المرداوي الْحَنْبَلِيّ وَالْقَاضِي شمس الدّين الْخُزَاعِيّ الْحَنْبَلِيّ وعلاء الدّين بن القصيف الشَّافِعِي وَصَاحبه شمس بن الْكَاتِب الشَّافِعِي وَالشَّيْخ قَاسم الْحَنَفِيّ مدرس الْحَنَفِيَّة والخواجا عبد الْغَنِيّ بن مزلق وشهاب الدّين الْمصْرِيّ الشَّاهِد وَالشَّيْخ شهَاب الدّين الْموصِلِي وَمُحَمّد صَلَاح الدّين مبَاشر الْجَامِع الْأمَوِي وَمن التُّجَّار مَا لَا يُحْصى كَثْرَة وَحصل لَهُم شَدَائِد من غلاء السّعر وَقلة المَاء وَغَيرهمَا ثامن عشره ورد مرسوم بعزل أَرْبَعَة من نواب الْحَنَفِيّ القَاضِي محب الدّين بن القصيف وشمس الدّين الْغَزِّي وتاج الدّين بن عربشاه وَسعد الله العجمي حادي عشريه سَافر القَاضِي قطب الدّين إِلَى الْقَاهِرَة وَفِيه توفّي الشَّيْخ الْعَارِف الْعَلامَة كَمَال الدّين مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْعَلامَة أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الشَّافِعِي إِمَام الكاملية بِالْقَاهِرَةِ وَابْن أئمتها ولد يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بالكاملية بِالْقَاهِرَةِ وَمَات مُتَوَجها إِلَى الْحَج لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشر شَوَّال سنة أَربع وَسبعين هَذَا بثغر حَامِد دون التيه وَكَانَ قد تجهز لِلْحَجِّ فِي أَوْلَاده وَعِيَاله فَمَرض قبل السّفر بأيام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 وأشير عَلَيْهِ بِالْإِقَامَةِ فَأبى وَخرج إِلَى الْبركَة فَسئلَ فِي الرُّجُوع فَلم ينثن وصدقت عزيمته فَلم يرض إِلَّا الْوُفُود إِلَى الله فأحرز إِن شَاءَ الله تَعَالَى بركَة قَوْله {وَمن يخرج من بَيته مُهَاجرا إِلَى الله وَرَسُوله} ثمَّ يُدْرِكهُ الْمَوْت {فقد وَقع أجره على الله} وَمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله من خرج حَاجا فَمَاتَ كتب لَهُ أجر الْحَاج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَلما مَاتَ إشتد تأسف النَّاس عَلَيْهِ خاصهم وعامهم كَانَ من الْعلمَاء العاملين وَله مصنفات فِي الْفِقْه وأصوله وَله كرامات ومكاشفات وَمَات أكبر أَوْلَاده مُحَمَّد لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة فَكَانَ بَينهمَا سنتَانِ إِلَّا يَوْمًا وَمن الْعَجَائِب إتفاقهما فِي الْيَوْم والشهر ذُو الْقعدَة ثَانِيَة ورد السَّيِّد عَلَاء الدّين القصري من مصر بِسَبَب النّظر فِي أَمر الْقُضَاة وَنزل عِنْد شهَاب الدّين بن حجر الْأَصَم فِي منزله قبالة البادرائية وهرع إِلَيْهِم النَّاس ثامنه ورد مرسوم بعزل عبد الْقَادِر أَخُو الدوادار من الْحِسْبَة بالسيد صدر الدّين بن عجلَان فَامْتنعَ السَّيِّد من الدُّخُول فِي ذَلِك وَفِيه ورد مرسوم على يَد خاصكي بتولية نَاصِر الدّين مُحَمَّد الأكرمي أستادار الأغوار فَامْتنعَ وَرفع إِلَى القلعة وإستمر يَوْمَيْنِ ثمَّ أطلق وَدخل فِي ذَلِك قهرا وَلَا بَأْس بِهِ لكِنهمْ أخذُوا فِي التنكية عَلَيْهِ وَالله الْمُدبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 سنة خمس وَسبعين وثمان مائَة سنة سِتّ وَسبعين وثمان مائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان قايتباي الظَّاهِرِيّ الأشرفي وأتابك الْعَسْكَر أزبك الظَّاهِرِيّ والدوادار الْكَبِير أشبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام برقوق الظَّاهِرِيّ ونائب القلعة الْعَلَاء شاهين المؤيدي والقضاة قطب الدّين الخيضري الشَّافِعِي وشمس الدّين الحلاوي الْحَنَفِيّ إِلَى الْآن مَا قدم وبرهان الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وَقَضَاء الْمَالِكِيَّة لم يتول أحد بعد ابْن عبد الْوَارِث وحاجب الْحجاب مُحَمَّد مبارك والأتابكي شادبك الجلباني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 الْمحرم سابعه دخل القَاضِي شمس الدّين الحلاوي الْحَنَفِيّ دمشق مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا صفر رابعه ورد مرسوم على يَد أبي بكر بن عبد الباسط بالرسم على قَاضِي الْقَضَاء عَلَاء الدّين الْحَنَفِيّ بِسَبَب مَال الجوالي وساعده على ذَلِك حَاجِب الْحجاب سابعه أطلق من الترسيم بعد أَن ضمنه القَاضِي محب الدّين ابْن عَمه وَالْقَاضِي شهَاب الدّين البقاعي الْحَنَفِيّ على ألفي دِينَار عاشره أَخْبرنِي عِيسَى البدوي وَهُوَ من أهل الدّين أَنه رأى فِي النّوم الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن قرا الشَّافِعِي وَكَانَ من الْعلمَاء العاملين وَهُوَ مُتَوَجّه مَعَ جمَاعَة من النَّاس إِلَى نَاحيَة حلب وَقَالَ لَهُ أتوجه لنصرة هَذَا الْعَسْكَر عشريه خلع على القَاضِي شهَاب الدّين المريني الْمَالِكِي بِقَضَاء الْمَالِكِيَّة رحم الله ابْن عبد الْوَارِث ربيع الأول سابعه سَافر ابْن عبد الباسط إِلَى مصر سادس عشره لبس السَّيِّد إِبْرَاهِيم بن السَّيِّد مُحَمَّد خلعة نظر القلعة مُضَافا إِلَى نقابة الْأَشْرَاف رَابِع عشريه توفّي عبد الرَّزَّاق التَّاجِر بسوق الذِّرَاع كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار وَعِنْده فضل ويستحضر فِي الْمجَالِس مؤانسات من شعر وحكايات وَغَيرهمَا سليم الْفطْرَة مَشْغُولًا بِشَأْنِهِ عَن النَّاس رَحمَه الله تَعَالَى ثَانِي عشريه حكى لي بعض الْفُضَلَاء أَن الْحَافِظ القليوبي الْمصْرِيّ صَاحب التَّارِيخ صنف = كتابا أسماه الإمتاع بِمَا للنَّبِي من الْمَتَاع ذكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 فِيهِ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يلف عمَامَته على قلنسوة وَهَذَا الإسم سبقه إِلَيْهِ غَيره فقد قَالَه الشَّيْخ شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ سُئِلت عَن الشَّاة الَّتِي عضها الْكَلْب هَل يحل أكلهَا فترددت فِي ذَلِك ثمَّ قلت مسَائِل الْأَطِبَّاء ثمَّ رَأَيْت فِي كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حَيَّان التوحيديي أَنه يحرم أكلهَا جُمَادَى الأولى ثَانِيه وصل من حلب الشَّيْخ الْعَلامَة عبد الْبر بن الشّحْنَة الْحَنَفِيّ وَنزل بمنزل القَاضِي الشَّافِعِي فِي الشّرف الْأَعْلَى وإجتمعنا بِهِ فَإِذا هُوَ ذُو فَضَائِل شَتَّى إِمَام فِي فقه أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وأصوله ثالثه توجه للقاهرة الشَّيْخ الأوحد المُصَنّف نجم الدّين مُحَمَّد بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي وصحبته أَخُوهُ زين الدّين عبد الرَّحْمَن ومعهما والدتهما خَامِس عشره توجه الشَّيْخ عبد الْبر إِلَى مصر جُمَادَى الْآخِرَة سَابِع عشريه وصل برهَان الدّين النابلسي دمشق وَمَعَهُ مرسوم يتَعَلَّق بِمَال بَيت المَال وتحريره لبس خلعة ولاقته الْجَمَاعَة إِلَى قبَّة يلبغا وَلبس القَاضِي عَلَاء الدّين بن قَاضِي عجلون الْحَنَفِيّ خلعة بِقَضَاء الْحَنَفِيَّة عوضا عَن الحلاوي وَقُرِئَ مرسوم النابلسي وَفِيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 التَّحْرِير على القَاضِي قطب الدّين من جِهَة المَال توفّي فِيهِ السَّيِّد عبد الْوَهَّاب بن عمر بن الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد الحسني الدِّمَشْقِي وَتقدم بَقِيَّة نسبه فِي تَرْجَمَة السَّيِّد شهَاب الدّين وَالِد السَّيِّد حَمْزَة ولد فِي أَوَائِل هَذَا الْقرن وَحج سنة أَربع وَسبعين وجاور فَمَاتَ وَكَانَ قد حج وجاور قبل ذَلِك مَرَّات لَهُ مصنفات كَثِيرَة على مَذْهَب الشَّافِعِي مِنْهَا الْمَنَاسِك الْكُبْرَى إختصر فِيهِ مَنَاسِك ابْن جمَاعَة وأضاف إِلَى ذَلِك فَوَائِد جليلة رَحمَه الله تَعَالَى رَجَب عاشره رفع القَاضِي عَلَاء الدّين الْحَنَفِيّ إِلَى القلعة على خمسين ألف دِينَار أثبتها عَلَيْهِ القَاضِي تَاج الدّين بن عربشاه نَائِبه والنابلسي هُوَ السَّاعِي فِي ذَلِك خَامِس عشره توجه القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى الْقَاهِرَة وصحبته وَلَده نجم الدّين أَحْمد ولحقه قصاد النابلسي شعْبَان تاسعه سَافر القَاضِي الْحَنَفِيّ الْمُنْفَصِل الحلاوي إِلَى حلب عاشره وصل مرسوم بِإِطْلَاق القَاضِي عَلَاء الدّين الْحَنَفِيّ فَأطلق خَامِس عشره فوض الْحَنَفِيّ نِيَابَة الحكم للْقَاضِي شمس الدّين الْوَاعِظ خَامِس عشره وَقع على فَخر الدّين العتقي قلقلة أفضت إِلَى أَنه أشهد عَلَيْهِ بِحَضْرَة الْمَالِكِي القَاضِي وَالشَّيْخ خطاب وَابْن الصَّيْرَفِي نَائِب الشَّافِعِي ونقيب الْأَشْرَاف السَّيِّد إِبْرَاهِيم أَنه لَيْسَ الشريف سادس عشره سَافر القَاضِي شهَاب الدّين الفرفور إِلَى مصر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 توفّي فِيهِ زين الدّين سَالم الْبُلْقَاوِيُّ الشَّافِعِي صهر القَاضِي سُلْطَان لَهُ إشتغال بِالْعلمِ ثمَّ إستقر شَاهدا بِبَاب الْجَامِع الغربي رَحمَه الله تَعَالَى شهر رَمَضَان ثالثه وصل الْخَبَر أَن القَاضِي قطب الدّين إنفصلت حكومته على ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَفِيه صلى بِالْقُرْآنِ مُحَمَّد بن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْجُهَنِيّ من بَيت شَيخنَا خطاب وَقَرَأَ قِرَاءَة حَسَنَة رَابِع عشره سَافر السَّيِّد إِبْرَاهِيم نقيب الْأَشْرَاف إِلَى مصر شَوَّال سادس عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم شادبك الجلباني الأتابكي سَابِع عشره سَافر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد منجك إِلَى مصر ثامن عشريه وصل الْخَبَر بِمَوْت الشَّيْخ أبي الْفضل نجم الدّين مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ ولي الدّين عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق بن مُحَمَّد عبد الله بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي عَلامَة زَمَانه فقها وأصولا ونحوا قُرْآنًا وحديثا ومنطقا وَغَيرهَا مولده يَوْم السبت ثَانِي عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَصله من زرع مَاتَ وَهُوَ فِي محفة على بغال مُتَوَجها إِلَى دمشق من مصر قبل أَن يصل إِلَى بلبيس ضحى يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بعد مرض طَوِيل وَلم يغب لَهُ ذهن مَعَ شدَّة الضّر ونحول الْجِسْم وَلم تفته صَلَاة فَلَمَّا مَاتَ رَجَعَ بِهِ أَخُوهُ القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحْمَن إِلَى مصر فوصل فِي آخر يَوْم الْإِثْنَيْنِ الْمَذْكُور وَدفن لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشره فِي تربة القَاضِي كَاتب السِّرّ زين الدّين بن مزهر الْأنْصَارِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 بالصحراء وَحضر جنَازَته وَالصَّلَاة عَلَيْهِ جمع من الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء والمباشرين والصلحاء مَعَ وُصُوله على حِين غَفلَة وتأسفوا عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده مثله فِي مَجْمُوع أمره من كَثْرَة المحفوظات وَحسن إستحضارها وَقت الْحَاجة وحدة الذِّهْن وَكَثْرَة التصانيف وحسنها وَصِحَّة الإعتقاد وغزارة الْعقل وَحسن التأني فِي الْأُمُور والشجاعة والثبات فِي وَقت الْمُهِمَّات قسرا وَمن تصانيفه = تَصْحِيح الْمِنْهَاج والتاج فِي زَوَائِد الرَّوْضَة على الْمِنْهَاج والتحرير فِي نَحْو أَرْبَعمِائَة كراسة ذُو الْقعدَة ثالثه وصل القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن قَاضِي عجلون أَخُو الشَّيْخ نجم الدّين وَمَعَهُ والدته رزقها الله الصَّبْر وَأعظم أجرهَا ذُو الْحجَّة فِي آخِره قبض على شاه سوار الغادري وَصَارَ فِي الْحَدِيد فاطمأنت الْبِلَاد والعباد وَاقعَة حلف بِالطَّلَاق أَن عتيقه لَا يدْخل بَيته ثمَّ وكل من يخالع زَوجته لأجل دُخُول عتيقه فَظن شخص أَن الْوكَالَة خلع فَدخل فَهَل يَقع الطَّلَاق وَأجِيب بِعَدَمِ الْوُقُوع لِأَنَّهُ لَا شُعُور لَهُ بِوُجُود الْيَمين وَقد سُئِلَ شَيخنَا ابْن قَاضِي شُهْبَة بدر الدّين عَمَّن قَالَ لزوجته إِن خرجت من الدَّار بِغَيْر إذني فَأَنت طَالِق فاستأذنته فَضَحِك فاستشعرت من ضحكه الرِّضَا بِالْإِذْنِ فَخرجت لإعتمادها على أَن هَذَا إِذن فَأجَاب بِأَن هَذِه لَهَا مشابهة قبله سُئِلَ عَنْهَا البُلْقِينِيّ وَهِي أَن شخصا حلف بِالطَّلَاق أَن زَوجته لَا تخرج إِلَى الْحمام إِلَّا بِإِذْنِهِ وأخبرها رجل أَنه أذن فَخرجت وَتبين كذبه وَأجَاب البُلْقِينِيّ بِعَدَمِ الْوُقُوع لِأَنَّهَا لم تخرج مراغمة لَهُ ثمَّ فرق بَينهمَا ابْن قَاضِي شُهْبَة بِأَن هَذِه فِيهَا الْإِذْن وَالْإِذْن لَا بُد أَن يكون لفظا قلت الإعتماد على الظَّن وَإِن ظَنّه الْإِذْن هَل هُوَ أذن كَمَا فِي مسئلة البُلْقِينِيّ وَظن الْمَرْأَة صِحَة إِخْبَار الْمخبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 لَهَا ففيهما حصل الإعتماد على إِذن مظنون ثمَّ وَقع أَيْضا أَن شخصا حلف أَن زَوجته لَا تذْهب إِلَى بَيت أمهَا ثمَّ قصد خلعها لتذهب فَحصل بَينهمَا خلع غير وَاقع فَإِنَّهُ علق طَلاقهَا على إبرائها لَهُ من الصَدَاق وإبراؤه غير عَالِمَة بِهِ فاعتمد على ظن الْبَيْنُونَة وَهِي أَيْضا قد ذهبت فَظهر عدم الْوُقُوع لما تقدم ثمَّ وَقع أَن شخصا حلف على ترك شَيْء بِالطَّلَاق الثَّلَاث ثمَّ أَرَادَ فعله فَقيل لَهُ خَالع فَقَالَ لزوجته خلعتك قَاصِدا الطَّلَاق وَظن حُصُول الْبَيْنُونَة لمُجَرّد ذَلِك فَفعل الَّذِي حلف عَلَيْهِ فتوقف فِي هَذِه الْعَلامَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون وَقَالَ كَانَ من حَقه أَن يتَعَلَّم كَيْفيَّة الْخلْع وَلَا يقدر وَأَنا مُتَوَقف فِي هَذِه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 سنة سبع وَسبعين وثمان مائَة الْمحرم سَابِع عشريه توجه القَاضِي قطب الدّين إِلَى حلب لملاقاة الْعَسْكَر خَامِس عشره وصل الْحَاج شاكرين أَمِيرهمْ وَأَنَّهَا سنة مباركة الْأَمر فِيهَا وسط صفر عاشره وصل من الْقَاهِرَة القَاضِي شهَاب الدّين بن فرفور تَاسِع عشره وصل الْعَسْكَر إِلَى دمشق وَمَعَهُمْ شاه سوار وَهُوَ هَيْئَة غَرِيبَة ربع الْقَامَة فِي الْحَدِيد رَأَيْته بالوطاق فِي وطاق بَرزَة رَابِع عشريه توجهوا إِلَى مصر وَهُوَ مَعَهم خَامِس عشريه توجه السَّيِّد إِبْرَاهِيم إِلَى مصر خوفًا من النَّائِب برقوق وَلِأَن أمره مَعَه غير رائج فبهدله ربيع الأول ثَانِي عشريه صلي بالجامع الْأمَوِي صَلَاة الْغَائِب على الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الْمُتَوَلِي كَانَ من أهل مصر ملازما للخير وَجمع الْفُقَرَاء على الذّكر وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم وإطعام الطَّعَام للواردين عَلَيْهِ وَدفن بتربته الَّتِي بناها بقرية سدود بَين غَزَّة والرملة وَبنى هُنَاكَ جَامعا مُبَارَكًا ورتب خيرات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 كَثِيرَة وبالمكان فُقَرَاء مقيمون لَهُم سماط فِي كل يَوْم وَلمن يرد عَلَيْهِم أَيْضا توفّي فِي أَوَائِل هَذَا الشَّهْر رَحمَه الله تَعَالَى وَفِي آخِره قتل السُّلْطَان شاه سوار وأخاه وجماعتهما وصلبهم على بَاب زويلة بِمصْر وإستمروا أَيَّامًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 سنة ثَمَان وَسبعين وثمان مائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف العباسي وسلطان الْحَرَمَيْنِ الشريفين والبلاد الشامية والمملكة الحلبية وَغير ذَلِك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام جَانِبك قلق سيز وَهُوَ الْآن بحلب مَعَ الْعَسْكَر والقضاة قطب الدّين الخيضري الشَّافِعِي وَهُوَ كَاتب السِّرّ ووكيل بَيت المَال وَبِيَدِهِ خطابة الْجَامِع ومشيخة الشُّيُوخ وَنظر المرستان وعلاء الدّين بن قَاضِي عجلون الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وبرهان الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وناظر الْجَيْش بدر الدّين بن مزلق ونائب القلعة شاهين وناظر القلعة السَّيِّد إِبْرَاهِيم بن السَّيِّد مُحَمَّد وَهُوَ نقيب الْأَشْرَاف الْمحرم فِيهِ وصل من مصر الأخوان القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحْمَن وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَبُو بكر ابْنا قَاضِي عجلون ومعهما السَّيِّد كَمَال الدّين ابْن السَّيِّد عز الدّين بن حَمْزَة الْحُسَيْنِي صفر ثَالِث عشره توفّي شمس الدّين مُحَمَّد الطَّوِيل الشَّاهِد بِبَاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 الْجَامِع الغربي كَانَ من محَاسِن النَّاس جَامعا للفضائل حَافِظًا لِلْقُرْآنِ ملازما لصَلَاة الْجَمَاعَة بالجامع الْأمَوِي حسن المحاضرة لكنه كَانَ لَهُ ميل إِلَى مُخَالطَة الأتراك وَرُبمَا لحق بعض النَّاس ضَرَر مِنْهُ عِنْدهم رَحمَه الله تَعَالَى توفّي فِي عشر الثَّمَانِينَ وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير ربيع الأول ورد مرسوم بعزل السَّيِّد إِبْرَاهِيم من نظر القلعة وَتَوَلَّى عوضه شهَاب الدّين احْمَد النابلسي ربيع الآخر سادسه توجه الْأَمِير الْكَبِير أزبك الظَّاهِرِيّ إِلَى حلب لاحقا بالعسكر لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشره توفّي القَاضِي الْعَالم زين الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن الشَّيْخ الْعَلامَة ولي الدّين عبد الله بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ كثير التِّلَاوَة والأذكار حَافِظًا للمنهاج والزوائد لِأَخِيهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَتَصْحِيح أَخِيه الشَّيْخ نجم الدّين الْأَصْغَر على الْمِنْهَاج والعمدة فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام وَجمع الْجَوَامِع فِي الْأُصُول والحاجبية فِي علم النَّحْو ملازما لقِرَاءَة ذَلِك عَن طيب قلب وَكَانَ لَهُ مداخلة مَعَ الأتراك كثير التَّرَدُّد إِلَى السُّلْطَان بهمة علية وَنَفس أبيَّة كثير الفتوة وَالْقِيَام مَعَ أَصْحَابه وَمَعَ من يَقْصِدهُ فِي مساعدة على خير مَعَ حسن المحاضرة ورزانة اللطف وباشر نِيَابَة الحكم لكنه لَا يدْخل فِي القضايا إِلَّا نَادرا صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد وَالِده وجماعتهم غربي قبر سَيِّدي بِلَال الحبشي رَضِي الله عَنهُ وَكَانَت جنَازَته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 حافلة وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ بِخَير تغمده الله برحمته مَاتَ فِي عشر السِّتين وَفِيه إستولى الْعَسْكَر على الرها بعد أَن كَانَ ملكهَا حسن باك وَقَوي أَمرهم عَلَيْهِ وهرب وَقد تحرّك عَلَيْهِ ابْن عُثْمَان سُلْطَان الرّوم خَامِس عشره توفّي الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد الْخَرَّاط من أهل محلّة قبر عَاتِكَة كَانَ حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى ملازما للصَّلَاة وَله حَانُوت بسوق الذِّرَاع يتجر مِنْهُ على وَجه الصدْق والتحرز فِي دينه كثير الْبر والصدق ويؤم بمحراب الْحَنَفِيَّة فِي الظّهْر وَالْعصر كثيرا لَكِن تَبَرعا وَدفن بمقبرة الحمرية ووقف جِهَات على أَقَاربه تقبل الله مِنْهُ وَفِيه سَافر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون إِلَى مصر بِسَبَب وظائف أَخِيه ثَانِي عشريه توفّي الشَّيْخ عجلَان الشَّافِعِي الْمَقْدِسِي أحد جمَاعَة الشَّيْخ الرباني ولي الله تَقِيّ الدّين الحصني كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ ملازما للتلاوة كثير التَّهَجُّد وَالْعِبَادَة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير رَابِع عشريه إجتمعت بشيخنا شيخ الشَّافِعِيَّة زين الدّين خطاب الشَّافِعِي فَحكى لي مَا كنت سمعته من غَيره أَيْضا أَن الشَّيْخ القطب أَبَا بكر الْموصِلِي كَانَ فِي بعض الْأَيَّام أَشَارَ إِلَى تلامذته أَن كلا مِنْهُم يضع على رَأسه ورقة ظَاهِرَة مَكْتُوب فِيهَا التصوف والخلق الحنيف النَّبَوِيّ وَقصد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 بذلك أَن كلا مِنْهُم يستحضر ذَلِك فِي محاوراته طول نَهَاره قَالَ شَيخنَا الْمَذْكُور وَأَنا رَأَيْت ذَلِك على رُؤُوس أَصْحَابه رَحِمهم الله أَجْمَعِينَ جُمَادَى الأولى لَيْلَة تاسعه توفّي الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن قرا الصُّوفِي الشَّافِعِي الرباني الْعَارِف كَانَ ملازما لِلْعِبَادَةِ والمراقبة تِلَاوَة وَصَلَاة وذكرا كثير الْإِحْسَان للْفُقَرَاء والمترددين سلك فِي ذَلِك مَسْلَك أَخِيه الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين أَحْمد رَحمَه الله بِحَيْثُ إِن كلا مِنْهُمَا توفّي وَعَلِيهِ دين بِسَبَب إطْعَام الْفُقَرَاء وإغاثة الملهوفين وَقد إجتمع بمشايخ عدَّة من الْفُقَهَاء والصوفية صلي عَلَيْهِ بالمصلى وَدفن بمقبرة القبيبات قبلي جَامع كريم الدّين بِالْقربِ من قبر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الحصني قبله بِجَانِب أَخِيه بتربتهم وَهِي مَعْرُوفَة وَخلف ولدا الشَّيْخ إِسْمَاعِيل وَفقه الله تَعَالَى وسدده جُمَادَى الْآخِرَة خَامِس عشره دخل إِلَى دمشق نائبها جَانِبك قلق سيز الأشرفي آخِره وَوصل من مصر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون وَقد قضى شغله رَجَب فِيهِ رجعت العساكر المصرية من النواحي الشمالية متوجهة إِلَى مصر شعْبَان ثالثه توجه الباش يشبك الظَّاهِرِيّ وَبَقِيَّة العساكر إِلَى مصر رَمَضَان لَيْلَة عشريه توفّي شيخ الشَّافِعِيَّة زين الدّين خطاب بن عمر ابْن مهنا الغزاوي بِالْمُعْجَمَةِ وَالزَّاي الْخَفِيفَة العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 سنة تسع وَثَمَانمِائَة بِمَدِينَة عجلون وانتقل إِلَى دمشق وقطنها وتفنن فِي الْعُلُوم فَقِيه الشَّام وعالمها ومفتيها ملْجأ الْفُقَرَاء والبائسين اشْتغل على مَشَايِخ الْعَصْر مصرا وشاما وَأقَام بِبَيْت الْمُقَدّس عِنْد الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين أرسلان الشَّافِعِي مُدَّة طَوِيلَة يشْتَغل ويسلك طَرِيق الصُّوفِيَّة وَكَانَ شَدِيد الْقيام بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَله الْيَد الطُّولى فِي الْعُلُوم قُرْآنًا وأصولا وفروعا ونحوا ولغة ومعاني وَبَيَان وَغَيرهَا شَدِيد التَّوَاضُع مطرحا للكلفة وملازما لأشغال الطّلبَة صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ القَاضِي الشَّافِعِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير غربي قبر بِلَال الحبشي على حافة الطَّرِيق بَينه وَبَين مَسْجِد الذبان الطَّرِيق الْآخِذ إِلَى مَسْجِد النارنج خلف بَنَات وَبني عَمه رَحمَه الله تَعَالَى صَار بعد البلاطنسي رَأس مَشَايِخ أهل دمشق توفّي بعد علل طَوِيلَة بِمَرَض الدق وَعظم تأسف النَّاس عَلَيْهِ وَإنَّهُ كَانَ فِي عناية عَظِيمَة من لطافة الرّوح وحلاوة الْكَلَام مَعَ المتانة فِي الدّيانَة والأصالة وَحسن الشكل وَكَانَت لَهُ بعده مثلَة فِيهِ ختم مُحَمَّد جلال الدّين ابْني الْقُرْآن وَصلى بِهِ بِجَامِع التوريزي وَلَيْلَة الْجُمُعَة ختم بالجامع الْأمَوِي وخطب بِحَضْرَة الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء والأعيان وَكَانَ قبل وَفَاة الشَّيْخ خطاب قَرَأَ عَلَيْهِ من أول الْبَقَرَة حزبا من الْقُرْآن وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية كل ذَلِك فِي أَوَائِل رَمَضَان سهل الله لَهُ الْخَيْر ووفقه للاشتغال بِالْعلمِ وَالْعَمَل بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 شَوَّال فِيهِ إنتهت الْمدرسَة الَّتِي عمرها القَاضِي الشَّافِعِي الخيضري دَاخل بَاب الْجَابِيَة قَرِيبا من منزله ملاصقة لبيت ابْن عَطاء وَأَصله مَسْجِد كَانَ هُنَاكَ صَغِيرا فوسعه وأحدث فِيهِ خلاوي ومياه وميضأة وَمَنَافع وَجعل لَهَا مرتبين عدَّة من المشتغلين بِالْعلمِ وعدة من الَّذين يقرأون الْقُرْآن تبين ذَلِك فِي = كتاب وَقفه سَابِع عشره توجه الْحَاج الشَّامي وأميرهم مُحَمَّد مبارك الْحَاجِب الْكَبِير وأمير الركب الْحلَبِي تنبك الجلباني تَاسِع عشره لَيْلًا حصلت زِيَادَة فِي نهر بردا عَظِيمَة هدمت بُيُوتًا كَثِيرَة وهدمت الإيوان الَّذِي جدده الشَّيْخ عماد الدّين إِسْمَاعِيل خطيب السَّقِيفَة بمنزله الَّذِي خَارج بَاب توما وَمن الْعَجَائِب أَنه كَانَ عِنْدهم تِلْكَ اللَّيْلَة جمَاعَة فِي ضِيَافَة مستكثرة من الرِّجَال نَحْو ثَلَاثِينَ رجلا بائتين فِي هَذَا الإيوان إِلَّا أَنهم سهروا وَكَانَ عِنْدهم قراء ومنشدون وَذكروا مُدَّة طَوِيلَة وَفِي أَوَاخِر اللَّيْل عِنْدَمَا قصدُوا أَن يَنَامُوا فِي الْمَكَان وأحضرت إِلَيْهِم الْفرش واللحف ماج الإيوان فَقَامُوا فِي الْحَال هربوا فَلَمَّا صَارُوا فِي أرضية البحرة وَقع الإيوان بجملته لَكِن الله سلمهم ذُو الْقعدَة ذُو الْحجَّة خامسه توجه كَاتبه إِلَى الْقَاهِرَة فَدخل إِلَى بَيت الْمُقَدّس تاسعه وَإِلَى بلد الْخَلِيل ثَالِث عشره وَإِلَى الْقَاهِرَة رَابِع عشريه وَسبب سَفَرِي وَاقعَة سَيَأْتِي الْكَلَام عَنْهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى خَامِس عشره توفّي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 بدر الدّين حسن بن شمس الدّين مُحَمَّد مزلق نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق مَسْأَلَة أوصى أَن يحجّ عَنهُ حجَّة الْإِسْلَام بمبلغ خَمْسمِائَة دِرْهَم من تركته وَلم يعين من يحجّ فَقَالَ شخص أَنا أحج بثلثمائة دِرْهَم فَهَل يتَعَيَّن إجَابَته ويتوفر الزَّائِد للْوَرَثَة أَولا أُجِيب بتوفر الْبَاقِي للْوَرَثَة كَمَا أفتى بِهِ ابْن عبد السَّلَام ثمَّ قَالَ وَقيل يصرف الْجَمِيع وجوبا قَالَ فَإِن غير وَجب الصّرْف لَهُ مُخَالفا الْأَذْرَعِيّ وَقَالَ يصرف الْجَمِيع فِي صُورَة مَا إِذا لم يعين أَيْضا وَأفْتى بَعضهم بِمَا قَالَه الْأَذْرَعِيّ فَقيل لَهُ إِن كَلَام ابْن عبد السَّلَام فِيهِ أَن مَا قَالَه يقبل الْمَذْهَب بِدَلِيل قَوْله وَقيل يصرف الْجَمِيع فَقَالَ فِي كَلَام الشَّيْخَيْنِ لَو قَالَ حجُّوا عني بِثُلثي صرف ثلثه إِلَى حجَّة وَاحِدَة ثمَّ إِن كَانَ الثُّلُث أُجْرَة الْمثل فَمَا دونهَا جَازَ أَن يكون الْأَجِير أَجْنَبِيّا أَو وَارِثا وَإِن كَانَ أَكثر لم يسْتَأْجر إِلَّا أَجْنَبِي لِأَن الزِّيَادَة مُحَابَاة إنتهى فَجعلَا كَون الثُّلُث أَكثر من أُجْرَة الْمثل مَانِعا من إستئجار الْوَارِث فلولا أَن الصّرْف لجَمِيع الثُّلُث فِي حجَّة وَاحِدَة مُتَعَيّن لما إمتنع إستئجاره مُطلقًا وَكَانَ يُمكن إستئجاره بِأُجْرَة الْمثل فَأُجِيب بِأَن مَسْأَلَة الشَّيْخَيْنِ فِيمَا إِذا لم يُوجد من يرغب بِأَقَلّ من الْمُوصى بِهِ أما إِذا رغب فَمَا هِيَ فِي كَلَامهمَا فَقَالَ قَالَا لَو قَالَ إشتروا عبدا بِأَلف وأعتقوه وَلم يحْتَملهُ الثُّلُث وَأمكن شِرَاء عبد من الثُّلُث اشْترِي وَأعْتق إنتهى فأفهم أَنه إِذا إحتمل لَا تنقص عَن الْألف وَأجِيب بِأَن الأرقاء مُخْتَلفُونَ بِخِلَاف الْحَج فَإِنَّهُ أَمر وَاحِد هَذَا وَعِنْدِي إحتمال خلاف مَا قلته وَالله أعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ وقضاة مصر قَاضِي الْقُضَاة ولي الدّين السُّيُوطِيّ وشمس الدّين الأمشاطي الْحَنَفِيّ وَابْن حريز الْمَالِكِي وَبدر الدّين السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب السِّرّ زين الدّين أَبُو بكر بن مزهر الشَّافِعِي الْأنْصَارِيّ ونائب الشَّام جَانِبك قلق سيز والقضاة قطب الدّين الخيضري الشَّافِعِي وعلاء الدّين بن قَاضِي عجلون الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وبرهان الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ صفر فِيهِ رجعت من مصر وَكَانَ سَفَرِي بِسَبَب وَاقعَة وَهِي أَنه ثَبت على شخص يتزيا بزِي الْفُقَهَاء أَنه يشرب الْخمر وَيَأْكُل الْحَشِيش ويخالط الْفُسَّاق وَيظْهر الوقيعة فِي أهل الْعلم ويتجاهر بذلك ويفتخر بِهِ فأقيم عَلَيْهِ الْحَد للشُّرْب وعزر بإشهاره وحبسه على الْبَاقِي فَذهب إِلَى مصر وشكى للسُّلْطَان فطلبت وَذَهَبت وَوَقع فُصُول وَأُمُور مِنْهَا أَن القَاضِي الْحَنَفِيّ بِمصْر قَالَ لي بَين يَدي السُّلْطَان لما قرئَ الْمحْضر لما ثبتَتْ الْبَيِّنَة عنْدك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 بالشرب قَالُوا إِنَّه كَانَ مُخْتَارًا فَقلت لَهُ إشتراط ذَلِك مذهبك لَيْسَ هُوَ مذهبي أَنا مذهبي الشَّافِعِي فَسكت ثمَّ حصل الإستفتاء فِي الْجمع فأجبت بِأَن الْجمع على معاص مُتعَدِّدَة كَمَا عرفت وَقد صرح الْأَذْرَعِيّ بِأَن للْقَاضِي إشهار المعزر فِي النَّاس زِيَادَة فِي النكال وَتَبعهُ الْمُتَأَخّرُونَ إِلَى مَشَايِخنَا وَأما الْجمع بَين الْحَبْس والإشهار فقد نَص الشَّافِعِي على جَوَاز الْجمع بَين الْحَبْس وَالضَّرْب وَتَبعهُ الْأَصْحَاب مِنْهُم الشَّيْخَانِ وَأما قَول من قَالَ إِن السِّرّ كَانَ أولى فقد قَالَ النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم المُرَاد بالتستر الْمَنْدُوب إِلَيْهِ هُوَ التستر على أهل الهنات وَنَحْوهم مِمَّن لَيْسَ مَعْرُوفا بالأذى وَالْفساد فَأَما الْمَعْرُوف بذلك فَيُسْتَحَب أَن لَا يستر عَلَيْهِ لِأَن السّتْر على هَذَا يطمعه فِي الْإِيذَاء وَالْفساد وإنتهاك الحرمات وجسارة غَيره على مثله هَذَا كُله فِي ستر مَعْصِيّة وَقعت وَانْقَضَت أما مَعْصِيّة بَاقٍ عَلَيْهَا وَهُوَ يعد متلبسا بهَا فَتجب الْمُبَادرَة إِلَى إنكارها عَلَيْهِ وَمنعه مِنْهَا على قدر ذَلِك وَلَا يحل تَأْخِيره وَإِن عجز لزمَه رَفعهَا إِلَى ولي الْأَمر إِذا لم يَتَرَتَّب على ذَلِك مفْسدَة إنتهى وَأجَاب الشَّيْخ بهاء الدّين الْحوَاري الشَّافِعِي بِجَوَاز الْجمع وإستشهد بقول الْأَصْحَاب للْحَاكِم الزِّيَادَة على الْأَرْبَعين فِي شرب الْمُسكر إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 ثَمَانِينَ قَالُوا وَالزِّيَادَة تَعْزِير على الْأَنْوَاع المتولدة مِنْهُ من هذيان وإفتراء وبذاءة وَترك صَلَاة وَنَحْوه وَقَالَ ابْن عبد السَّلَام من زنا بِأُمِّهِ أَو فِي الْكَعْبَة يحد وَيُعَزر لقطع رَحمَه وإنتهاك حُرْمَة الْكَعْبَة وَأجَاب الشَّيْخ برهَان الدّين بن العميد بِمثلِهِ وإستشهد بِأَن الْمَقْطُوع فِي السّرقَة يسْتَحبّ تَعْلِيق يَده فِي عُنُقه وَقد صرح بذلك فِي أصل الرَّوْضَة والواقعة التَّعَدُّد فِيهَا ظَاهر لتَعَدد الجرائم وَأما الإشهار فَقَالَ الْمَاوَرْدِيّ فِي الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة يجوز فِي نكال التَّعْزِير أَن يجرد من ثِيَابه إِلَّا الْعَوْرَة ويشهر وينادى بِذَنبِهِ وَجوز الْأَكْثَرُونَ تسويد وَجهه وَأجَاب القَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي بِمثل ذَلِك أَيْضا وَأجَاب الشَّيْخ شمس الدّين خطيب السَّقِيفَة الشَّافِعِي بِمَا حَاصله أَن مَذْهَب الشَّافِعِي وَالْأَئِمَّة فِي التعازير هُوَ أَنه لما كَانَت الْحِكْمَة الشَّرْعِيَّة ظَاهِرَة فِي إِقَامَة الْحَد والتعازير وَهِي ردع الطاغين وزجر المفسدين ليحصل الْمَعْنى الْمَطْلُوب للشارع من الْمُكَلف وَهُوَ امْتِثَال الْأَمر وَالنَّهْي جعل الشَّرْع الزواجر منوطة بِنَظَر القَاضِي ليلحظ جِهَة الْفساد من مَقَاصِد الشَّهْوَة الحيوانية أَو النفسانية فتعاملها بضد مَقْصُوده لتضعف رغبتها فِي الْعود وَلَيْسَ فِي الْوَاقِعَة جمع بَين حد وتعزير فَإِن الْعلمَاء قَالُوا هَذَا فِي مَعْصِيّة وَاحِدَة تَقْتَضِي الْحَد فَلَا يُضَاف إِلَيْهِ التَّعْزِير إِلَّا فِيمَا أستثني والواقعة إشتملت على مُتَعَدد وَأعْطِي كل حكمه وَالله أعلم جُمَادَى الأولى رَابِع عشره توفّي الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد ابْن الشَّيْخ عُثْمَان السلالي شيخ المسطبة كَانَ من الرِّجَال دينا وَدُنْيا لَهُ الهمة الْعلية فِي تَحْصِيل الدُّنْيَا وَيصرف على الْفُقَرَاء والواردين وَالْأَصْحَاب محبا لأهل الْعلم وَالدّين لَهُ مُرُوءَة وشجاعة وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن فِي الْمُصحف كثيرا وَله أوراد وَتعبد وَذكر توفّي بالمسطبة شمَالي القابون الفوقاني ودفي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان ملاصقا لَهُ بِطرف الْمقْبرَة خَامِس عشريه توفّي مُحَمَّد بن صَلَاح الدّين أحد مباشري الْجَامِع الْأمَوِي كَانَ لَهُ حِدة فِي الْمُبَاشرَة سامحه الله تَعَالَى جُمَادَى الْآخِرَة خَامِس عشره وصل الْعَزْل لشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وَتَوَلَّى عوضه كَمَال الدّين الْحَمَوِيّ العباسي الْمَالِكِي قَضَاء دمشق وَتَوَلَّى نظر الْجَيْش عوضا عَن ابْن مزلق أَخُو القَاضِي الْمَالِكِي موفق الدّين العباسي وهما من جمَاعَة القَاضِي شرف الدّين الْأنْصَارِيّ وَكيل السُّلْطَان رَجَب ثَانِي عشره توفّي حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق مُحَمَّد مبارك وَدفن بسفح قاسيون بَاشر الحجوبية بِرِفْق مَا كَانَ بِهِ بَأْس بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيره وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ خيرا ثَانِي عشريه توفّي بدر الدّين بن مُحَمَّد الْمبرد الْحَنْبَلِيّ نَائِب القَاضِي الْحَنْبَلِيّ وَدفن بالصالحية بالسفح وَكَانَ من أهل الْعلم قَلِيل الدُّخُول فِي الْأَحْكَام عفيفا رَحمَه الله تَعَالَى شعْبَان وصل الْمَالِكِي وناظر الْجَيْش وَفِيه حصل لأهل بَيت الْمُقَدّس تشويش من السُّلْطَان وَضرب بَعضهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 بِسَبَب كَنِيسَة كَانَت بالقدس هدموها لما قَامَ عِنْدهم بَيِّنَة ذَلِك فأنهى الْيَهُود أَنَّهَا قديمَة وَحصل لَهُم جمَاعَة من أهل مصر ساعدوهم وحرضوا السُّلْطَان عَلَيْهِم ووقف جانبهم القَاضِي الشَّافِعِي بالقدس الشَّيْخ شهَاب الدّين بن عبِّيَّة وَالشَّيْخ برهَان الدّين الْأنْصَارِيّ ورسم لإبن عبِّيَّة أَن يُقيم بِدِمَشْق فَقَدمهَا وَأقَام بهَا وَهُوَ من أهل الْفضل لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم خَامِس عشريه توفّي الشَّيْخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم الزرعي الشَّافِعِي من مَشَايِخ الشَّافِعِيَّة القدماء إجتمع بالمشايخ وإشتغل كثيرا وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْحسن الصَّحِيح وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة متحرجا عَن النَّاس يطالع فِي الْعلم كثيرا صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير سَابِع عشريه سَافر إِبْرَاهِيم النابلسي إِلَى مصر رَمَضَان فِيهِ وصل دولات باي النجمي الأشرفي إِلَى دمشق مُتَوَلِّيًا الحجوبية الْكُبْرَى وَابْن شاهين نِيَابَة القلعة وَمُحَمّد بن شكر نقيب القلعة شَوَّال خطب للعيد بالجامع الْأمَوِي الشَّيْخ أَبُو الْفضل محب الدّين مُحَمَّد الإِمَام الصَّفَدِي الشَّافِعِي بِسَبَب مَا بَين القَاضِي الشَّافِعِي وَالْقَاضِي محب الدّين بن قَاضِي عجلون خطيب الْجَامِع نِيَابَة عَنهُ من الوقفة خَامِس عشره توجه الْحَاج الشَّامي وأميرهم الْحَاجِب الثَّانِي جَانِبك ذُو الْقعدَة تَاسِع عشره وصل تَوْلِيَة شهَاب الدّين أَحْمد النابلسي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق ووكالة بَيت المَال وَهُوَ الْآن بِالْقَاهِرَةِ وَأَن يَنُوب عَنهُ فِي كِتَابَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 السِّرّ الْموقع مُحَمَّد عماد الدّين وَفِي بَقِيَّة تعلقاته شمس الدّين مُحَمَّد الشاغوري حموه ذُو الْحجَّة لَيْلَة ثَالِث عشريه توفّي الشَّيْخ الْقدْوَة الْخَيْر الدّين عبد الرَّحِيم المحوجب وَالِد صاحبنا الْعَلامَة شهَاب الدّين بن العباسي كَانَ حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى كثير التِّلَاوَة على طَريقَة السّلف من سَلامَة الْفطْرَة وَصدق اللهجة حضر جنَازَته الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء والأعيان والفقراء والصالحون وَدفن بالقبيبات قَرِيبا من قبر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الحصني خلى عَلَيْهِ بالميدان رَحمَه الله تَعَالَى آخِره ورد مرسوم بالترسيم على كَمَال الدّين الْحِجَازِي الفاكهي الْمَالِكِي نَائِب القَاضِي الْمَالِكِي بِسَبَب تَرِكَة شيخ المغاربة وَأَنه وَصِيّه وَذكروا فِي المرسوم كلَاما يمجه السّمع وَأَن تركته عشرُون ألف دِينَار تَاسِع عشريه وصل خبر عزل القَاضِي قطب الدّين الخيضري من قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق وَأَن يخْطب القَاضِي محب الدّين بن قَاضِي عجلون إِلَى أَن يسْتَقرّ فِي الْقَضَاء أحد سلخه جَاءَ الْخَبَر بِأَن السُّلْطَان أرسل من يرد حَامِل عزل الْمَذْكُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 سنة ثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة استهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام والقضاة كَمَا تقدم الْمحرم أَوله السبت رابعه سَافر الشَّيْخ أَبُو الْفضل الصَّفَدِي ابْن الإِمَام إِلَى مصر سابعه وصل القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي من مصر ثامنه سَافر القَاضِي كَمَال الدّين الفاكهي الْمَالِكِي إِلَى مصر بِسَبَب تربة شيخ المغاربة لَيْلَة خَامِس عشره وَقع حريق بالصالحية فِي السُّوق الْأَعْظَم قبلي الْجَامِع المظفري عشريه إحترق سوق الْعِمَارَة خَارج بَاب الفراديس رَابِع عشريه توفّي تَقِيّ الدّين أَبُو بكر الجهيني الشَّافِعِي أحد فضلاء الشَّافِعِيَّة كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ كثير التِّلَاوَة حسن السِّيرَة سليم الْفطْرَة لَازم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 شَيخنَا الشَّيْخ خطاب وزوجه بنته وجاءه مِنْهَا أَوْلَاد صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد قبر الشَّيْخ خطاب رحمهمَا الله تَعَالَى سلخه دخل الْحَاج وَذكروا مَا حصل لَهُم من الرُّخص الْعَظِيم صفر سابعه وصل من مصر مُحَمَّد النابلسي وَفَارق أَبَاهُ برهَان الدّين من قاقون وَتوجه أَبوهُ إِلَى طرابلس للقبض على كافلها وَجَمَاعَة مَعَه من أَهلهَا وَوصل صحبته مُحَمَّد بن الشَّيْخ أَبُو الْفضل وَلم يدْخل الْقَاهِرَة بل رَجَعَ مَعَهم من الخانقاه وَكَانَ القَاضِي الشَّافِعِي أرْسلهُ ليطلع على بواطن النابلسي ويلاطفه فِي أمره فإنقلب على القَاضِي الشَّافِعِي وأنهى للنابلسي أمورا تعود على القَاضِي بِالضَّرَرِ ثامنه وصل الْخَبَر أَن النابلسي قبض على نَائِب طرابلس ودواداره وناظر الْجَيْش ثمَّ أطلق نَاظر الْجَيْش بعد أَن حط عَلَيْهِ مبلغا ربيع الأول سَافر الشَّيْخ شمس الدّين الْخَطِيب وكاتبه إِلَى طرابلس لكَون الْخَطِيب صهر النابلسي فلاقاه فذهبنا إِلَى هُنَاكَ وأقمنا أَيَّامًا ثمَّ رَجعْنَا تَاسِع عشريه والنائب بَاقٍ فِي الترسيم على مائَة ألف دِينَار ودواداره عشْرين ألف دِينَار أَخذ مِنْهَا شَيْء وَبَقِي شَيْء وَفِيه تواصلت الْأَخْبَار بتحرك حسن باك سُلْطَان الْعَجم على هَذِه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 الْبِلَاد وَفِيه وصل الْخَبَر والمرسوم باستمرار القَاضِي الشَّافِعِي فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة وَكِتَابَة السِّرّ وَفَرح النَّاس ربيع الآخر ثامنه توجه الكافل إِلَى حلب بِسَبَب تحرّك الْعَدو سلخه دخل النابلسي وَقبض على نَاظر الْجَيْش القَاضِي موفق الدّين العباسي وأخيه القَاضِي كَمَال الدّين الْمَالِكِي وَتدْخل الْعَوام واستعانوا بالجامع واختفى موفق الدّين وَأما أَخُوهُ فَدخل إِلَى الْجَامِع الْأمَوِي وَقَامَ مَعَه النَّاس وغلق النابلسي أبوابه خوفًا من الْعَوام ثمَّ ذهب إِلَى القلعة بِاللَّيْلِ وَاسْتمرّ فِي القلعة خوفًا على نَفسه وَرفع نَائِب طرابلس إِلَى قلعة المرقب جُمَادَى الأولى مستهله توفّي قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدّين يُوسُف الباعوني الشَّافِعِي صلي عَلَيْهِ بالجامع المظفري بسفح قاسيون وَدفن بالروضة بتربتهم جوَار زَاوِيَة ابْن دَاوُد ثَانِيه وصل النابلسي من صفد وَوصل مرسوم بِأَن يُؤْخَذ من دولات باي النجمي ثَمَانِيَة آلَاف دِينَار وَفِيه وصل من الْقَاهِرَة الشَّيْخ الْقدْوَة الْعَلامَة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم البقاعي الشَّافِعِي من أَعْيَان جمَاعَة شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر وَنزل بِبَيْت الْعَدْوى قبالة الناصرية بِالْقربِ من الْجَامِع الْأمَوِي ثامنه توفّي الشَّيْخ عِيسَى البدوي من جمَاعَة الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 الدّين بن قرا كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ يكثر التِّلَاوَة وَله عبَادَة ومروءة وَدفن بالقبيبات بَين قبر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الحصني وتربة الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد وَكَانَ لَهُ جَنَازَة حافلة سادس عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم للْقَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي خَامِس عشره جَاءَ الْخَبَر بعزل القَاضِي كَمَال الدّين الْحَمَوِيّ من قَضَاء الْمَالِكِيَّة وَتَوَلَّى شهَاب الدّين المريني سادس عشره توجه القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى القلعة ليسلم على النابلسي فرسم عَلَيْهِ النابلسي بالقلعة توفّي فِيهِ الباعوني وَهُوَ جمال الدّين يُوسُف بن أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين الْقُدسِي الأَصْل الناصري الدِّمَشْقِي والناصرة من على صفد وباعونة قرب عجلون ولد يَوْم السبت ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وثمان مائَة بالقدس الشريف جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله الثُّلَاثَاء تَاسِع عشره وصل الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين المحوجب من مصر لَيْلَة ثَالِث عشره كبس النابلسي وجماعته على بَيت الْحَاجِب النجمي فهرب يَوْمه لبس آقبردي الإينالي خلعة بالحجوبية الْكُبْرَى رَابِع عشريه لبس القَاضِي شهَاب الدّين المريني خلعة بِقَضَاء الْمَالِكِيَّة وَقُرِئَ توقيعه بالجامع الْأمَوِي وفوض الْمَالِكِي نِيَابَة الحكم لشهاب الدّين أَحْمد النّحاس رَجَب سَابِع عشره أطلق القَاضِي الشَّافِعِي الخيضري من الترسيم ثَالِث عشريه لبس خلعة باستمراره فِي وظائفه رَابِع عشريه وصل النَّائِب من حلب وصحبته نقيب الْعَسْكَر الشَّامي والنائب متضعف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 شعْبَان مستهله الْخَمِيس سَافر النابلسي إِلَى مصر وَجَاء الْخَبَر بوصول السُّلْطَان إِلَى الْعَريش بِسَبَب بِنَاء برج هُنَاكَ وَيذْهب إِلَى الْقُدس سابعه وصل النابلسي إِلَى غَزَّة وَذهب السُّلْطَان إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ جَاءَ إِلَى الرملة ثمَّ إِلَى غَزَّة وَوصل نَائِب غَزَّة حجوبية دمشق وَهُوَ أشبك رَابِع عشريه وصل الْحَاجِب دمشق وَلبس خلعة رَمَضَان مستهله الْجُمُعَة فِيهِ صلي بِجَامِع السَّقِيفَة الْجُمُعَة والخطيب عماد الدّين إِسْمَاعِيل بعد أَن جددت عِمَارَته شَوَّال مستهله الْأَحَد فِيهِ وصل أَحْمد النابلسي إِلَى قبَّة يلبغا مُتَوَلِّيًا نظر الْجَيْش بِدِمَشْق وَنظر القلعة ووكالة بَيت المَال وَلبس الخلعة ثَانِي يَوْم سادس عشره توجه الْحَاج الشَّامي وأميرهم دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق وقاضيهم القَاضِي محب الدّين بن القصيف الْحَنَفِيّ سَابِع عشره توفّي الشَّيْخ شمس الدّين بن مُحَمَّد بن حجر الشَّافِعِي أحد أَعْيَان الشَّافِعِيَّة كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ مكثرا للتلاوة ملازما للإشتغال والأشعار دفن بالصالحية بسفح قاسيون وَهُوَ من مُتَقَدِّمي الطّلبَة رَحمَه الله تَعَالَى وَفِيه ضيق ابْن النابلسي على حميه شمس الدّين الشاغوري بِسَبَب مغل الذَّخِيرَة ثمَّ فَصله على ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَفِيه أطلق موفق الدّين العباسي من الترسيم على مبلغ وسافر إِلَيْهِ إِبْرَاهِيم بن السَّيِّد مُحَمَّد ذُو الْقعدَة مستهله الثُّلَاثَاء ثَانِي عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم للشَّيْخ شهَاب الدّين المحوجب وللقاضي مُحي الدّين الأخنائي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 وخامس عشره فوض للْقَاضِي تَقِيّ الدّين أبي بكر بن سُلْطَان سَابِع عشره سَار القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى مصر وصحبته وَلَده القَاضِي نجم الدّين وَالشَّيْخ أَبُو الْفضل الصَّفَدِي وشمس الدّين الْغَزِّي الْحَنَفِيّ وتاج الدّين بن بنت الشَّيْخ أَحْمد الأقباعي ونقيبه شهَاب الدّين أَحْمد بن الصاحب ذُو الْحجَّة مستهله الْأَرْبَعَاء يَوْم الْجُمُعَة عيد الْأَضْحَى أُعِيد موفق الدّين العباسي إِلَى القلعة بمرسوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 سنة أحد وَثَمَانِينَ وثمان مائَة إستهلت والخلفة المستنجد بِاللَّه أبي المحاسن يُوسُف بن مُحَمَّد المتَوَكل على الله العباسي وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ ربيع الأول آخِره تولى الْحِسْبَة تَقِيّ الدّين أَبُو بكر بن النّحاس بثمانمائة دِينَار ربيع الآخر فِي أَوله توفّي برهَان الدّين النابلسي فِي مصر نزل ليعوم فغرق وَوصل الْخَبَر بِمَوْت شرف الدّين الْأنْصَارِيّ بِمَكَّة ففرح النابلسي فَفِي يَوْمه غرق ابْنه وإنقلب سرورهم عزاء ثَالِث عشريه وصل الشَّيْخ أَبُو الْفضل الصَّفَدِي من مصر خَامِس عشريه وصل مرسوم بِأَنَّهُ إستقر القَاضِي الْحَنَفِيّ عَلَاء الدّين بن قَاضِي عجلون فِي نظر الْمدرسَة الركنية وَأَن يسلم جهاتها لَهُ الشَّيْخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون ثامن عشره سَافر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين إِلَى مصر وصحبته شهَاب الدّين أَحْمد الحمزاوي وجماعته بِسَبَب ذَلِك جُمَادَى الأولى فِيهِ ورد الْخَبَر بِأَن القَاضِي الشَّافِعِي بِدِمَشْق قطب الدّين وَهُوَ الْآن بِمصْر عزل نَائِبه القَاضِي مُحي الدّين الأخنائي بِسَبَب شكوى شهَاب الدّين الرَّمْلِيّ عَلَيْهِ من جِهَة أَمر بَينهمَا خَامِس عشره توفّي الشَّيْخ الْعَلامَة ذُو الْفُنُون شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ الْفَقِيه برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن الزرعي الشَّافِعِي أحد أَعْيَان الْمَشَايِخ الشَّافِعِيَّة فقها ونحوا ولغة وأصولا وَكَانَ مرجع النَّاس فِي علم النَّحْو ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وجد فِي الإشتغال ولازم التدريس خُصُوصا فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان ملازما لِلْعِبَادَةِ الإنجماع عَن النَّاس إِلَّا فِي وَقت أشغال أَو فهم ديني أَو دُنْيَوِيّ وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّيْخ برهَان الدّين البقاعي الشَّافِعِي وَحضر جنَازَته الْخَلَائق وأثنوا عَلَيْهِ وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير قَرِيبا من سيدنَا مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ وَتقدم ذكر وَالِده ووفاته فِي شعْبَان تسع وَسبعين وَفِي ليلته كسف الْقَمَر إنكسافا كليا جُمَادَى الْأُخْرَى فِيهِ رسم على القَاضِي كَمَال الدّين الْحِجَازِي الْمَالِكِي الْمَكِّيّ بالقلعة بِسَبَب تَرِكَة شيخ المغاربة رَجَب رَابِع عشره توفّي جلال الدّين مُحَمَّد الشَّيْخ الْعَلامَة ابْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين بن الْعِمَاد الْحَنَفِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا يكثر التَّرَدُّد إِلَى الأتراك خَامِس عشره تَوَجَّهت والدته وَأَوْلَاده إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَب وظائفه وَفِيه جَاءَ الْخَبَر أَنه إستقر نظر وقف الأسرى ووقف الركنية باسم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون بِمَال عشريه جَاءَ المرسوم بعزل أبي بكر بن النّحاس من وَظِيفَة الْحِسْبَة وَالْقَبْض عَلَيْهِ وَوَضعه فِي القلعة ليتوجه إِلَى مصر مرسما عَلَيْهِ بِسَبَب مَا أفْسدهُ فِي مُبَاشرَة الْوَظِيفَة الْمَذْكُورَة فِيهِ وصل عبد الْحَاكِم إستادار النَّائِب كَانَ من مصر وَفِيه وصل مرسوم بِأَن جَانِبك الْحَاجِب الثَّانِي يُعْطي أَرْبَعَة آلَاف دِينَار وَيسْتَمر أَو لَا يُعْطِيهَا وَلَا يسْتَمر وَفِيه أطلق موفق الدّين العباسي من القلعة بمرسوم وَأطلق الْحِجَازِي الْمَالِكِي أَيْضا وَفِيه وصل دوادار السُّلْطَان الْجَدِيد شعْبَان مستهله الْأَحَد ثالثه سَافر الْحِجَازِي الْمَالِكِي إِلَى مصر بِسَبَب التَّرِكَة فَتوفي فِي بلبيس قريب مصر رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ من طلبة الْعلم لَهُ إشتغال فِي مَذْهَب مَالك لكنه كَانَ كثير الْحَرَكَة فِيمَا لَا يعنيه وتعب وأتعب سامحه الله تَعَالَى ثَانِي عشره توفّي الشَّيْخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن شَيخنَا رَضِي الدّين الْغَزِّي كَانَ يقْرَأ الْقُرْآن عَن ظهر قلب وَكَانَ ملازما لصَلَاة الْجَمَاعَة بالجامع الْأمَوِي وَدفن عِنْد وَالِده بمقبرة الصُّوفِيَّة شمالها قريب حافة الطَّرِيق ثَانِي عشريه وصل القَاضِي نجم الدّين أَحْمد بن قَاضِي الْقُضَاة قطب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 الدّين الخيضري الشَّافِعِي من مصر بخلعة ليباشر عَن وَالِده قَضَاء الْقُضَاة وَكِتَابَة السِّرّ وَغَيرهمَا ثَالِث عشريه هطل مطر كثير كَانَ النَّاس مُحْتَاجين إِلَيْهِ رَمَضَان مستهله الثُّلَاثَاء تَاسِع عشريه ختم القَاضِي نجم الدّين الخيضري السِّيرَة بالجامع الْأمَوِي على عَادَة أَبِيه شَوَّال مستهله الْخَمِيس خطب بالمصلى القَاضِي نجم الدّين الخيضري وَحصل مِنْهُ ثبات من أول الْخطْبَة لَكِن أنكر النَّاس ذَلِك كَونه فِي لِسَانه لثغة ثَانِيه خطب بالجامع الْأمَوِي وَحصل مطر عَظِيم نزل بِهِ السّعر فِي الغلات خَامِس عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم شادبك الجلباني الأتابكي بِدِمَشْق وَتَتَابَعَتْ الأمطار والثلوج وَتُوفِّي وَلَده يُوسُف لَيْلَة هَذَا الْيَوْم وَكَانَ دينا يقْرَأ الْقُرْآن ويشتغل بِالْعلمِ منجمعا عَن النَّاس وَدفن بتربة وَالِده الَّتِي أَنْشَأَهَا بالقنوات وَحبس الثَّلج والمطر الحاد قأقاموا على خَان ذِي النُّون إِلَى يَوْم عشريه ثمَّ رحلوا بعد أَن رَجَعَ مِنْهُم خلائق وَمَات خلائق وَمن الْجمال مَا لَا يُحْصى سادس عشره حكى لي محب الدّين دلال الْبيُوت أَنه رأى لَيْلَة فِي النّوم أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الحصني أشرف من جبل قاسيون وَبِيَدِهِ ضوء حصل بِهِ النُّور لجَمِيع دمشق وَأَن ابْن عَمه الشَّيْخ محب الدّين وَاقِف بسفل الْوَادي وَمَعَهُ جمَاعَة وهم فِي همة هَذَا مَنَامه فاتفق أَن الشَّيْخ محب الدّين سَافر إِلَى الْحجاز ثامن عشره وَخرج مَاشِيا ولحقه جمَاعَة فِي طَرِيق القبيبات وأركبوه فرسا وَفِي هَذِه السَّاعَة طلعت الشَّمْس وإستحكم الصحو يَوْمه وَالْيَوْم الثَّانِي حَتَّى سَافر الْحَاج من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 الخان فِي الْيَوْم الثَّالِث من خُرُوجه نفع ببركته وإسلامه ذُو الْقعدَة مستهلة السبت رابعه وصل الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون من الْقَاهِرَة سادسه توفّي الشَّيْخ عبد الله المجذوب الأسمر كَانَ مُقيما بمحلة الثابتية وَدفن بالمقبرة الصَّغِيرَة بالثابتية نفعنا الله بِهِ وبالصالحين وَفِيه حضر القَاضِي نجم الدّين الخيضري دَار الحَدِيث الأشرفية ودرس فِي قَوْله تَعَالَى {الله نزل أحسن الحَدِيث} ثامن عشره درس بالعادلية الْكُبْرَى فِي أول كتاب الصَّلَاة من جَامع المختصرات وحضره فضلاء الشَّافِعِيَّة لَيْلَة ثامن عشره دخل على زَوجته بنت العجمي ذُو الْحجَّة مستهله الْأَحَد رَابِع عشره وصل خاصكي إسمه جانم بِسَبَب الْكَشْف على القلاع والأوقاف وَهُوَ ابْن أخي السُّلْطَان كَمَا حُكيَ لَهُ فِي مرسومه خَامِس عشريه إجتمع الْقُضَاة وأركان الدولة بالجامع الْأمَوِي وفرضوا على الْأَوْقَاف ألفي دِينَار وَفِيه كثر الطَّاعُون بِدِمَشْق وَجَاء الْخَبَر بِأَنَّهُ فِي مصر عَظِيم جدا حَتَّى إِنَّه قيل إِنَّه يخرج مِنْهَا كل يَوْم نَحْو عشرَة آلَاف اللَّهُمَّ اختم بِخَير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 سنة إثنين وَثَمَانِينَ وثمان مائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ الْمحرم مستهله الثُّلَاثَاء كثر الطَّاعُون وإنتهى فِي عشريه إِلَى ألف وَخَمْسمِائة كل يَوْم فِي نفس الْبَلَد خَارِجا عَن نَوَاحِيهَا عشريه توفّي مَوْلَانَا حاجي العجمي الْحَنَفِيّ الْمُقِيم بقرية المزة من الْعلمَاء العاملين الملازمين للْجدّ فِي الْعِبَادَة عَارِفًا بطرِيق التصوف والعارفين وَدفن بالمزة بِجَانِب قبر الشَّيْخ عَلَاء الدّين البُخَارِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى صفر مستهله الْأَرْبَعَاء خامسه توفّي الشَّيْخ على حَافظ كَانَ ملازما لتلاوة الْقُرْآن وتعليمه مُقيما بالمزاز صَاحب ليل وبكاء وَدفن بمقبرة المزاز رَحمَه الله تَعَالَى ثامنه وصل خاصكي بِرَفْع أَحْمد النابلسي وجماعته إِلَى القلعة ثَالِث عشره الْتزم قطب الدّين الْحلَبِي مِنْهُ بِأَرْبَع مائَة ألف دِينَار وَكتب عَلَيْهِ بذلك إشهادا بالقلعة كَانَ هَذَا خَارِجا عَن أصُول الْأَمْوَال الَّتِي عِنْده من جِهَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 البهار وَغَيره بِحُضُور الْقُضَاة وإعترف بذلك بِحَضْرَة النَّائِب والقضاة وجهز الْإِشْهَاد إِلَى مصر ثَانِي عشريه رفع أَبوهُ برهَان الدّين إِلَى الترسيم وَهُوَ بِمصْر وإستولى على موجوده كُله وَهُوَ أَمر لَا يُحْصى ثمَّ حلف أَنه لَا يملك غَيره فعذب بعد الْحلف فَأخْرج أَرْبَعِينَ ألف دِينَار ربيع الأول مستهله الْجُمُعَة إرتفع الطَّاعُون من دمشق ونواحيها إِلَّا نَادرا سابعه وصل هجان بمرسوم أَن يسلم أَحْمد النابلسي لقطب الدّين على حكم مَا الْتزم وأحضر من القلعة إِلَى النَّائِب حافيا فِي زنجير ثمَّ رجعُوا بِهِ إِلَى القلعة كَذَلِك وجماعته فِي الْحَدِيد تاسعه أخرج من الْمدرسَة التقوية كَانَ سَاكِنا بهَا عشرَة آلَاف دِينَار وَمن الحلبية بالجامع الْأمَوِي شرقيه عشْرين ألف دِينَار وَمن بَيت عمته عِنْد حمام سامي بحارة البلاطنسي تِسْعَة عشر ألف دِينَار حلبها خمسين ألفا إِلَّا ألف عاشره رفعوا عَنهُ الْعقُوبَة وألبسوه ثِيَابه الجميلة لِيُقِر لَهُم فصمم وَمَا أقرّ فأعادوه إِلَى الْحَدِيد والإهانة عشيته سَابِع عشريه ذَهَبُوا بِهِ وَالْحَدِيد فِي رقبته وَرجلَيْهِ إِلَى بَيته والحلبية وخلوة الْجَامِع الْأمَوِي فَأخْرج مِنْهَا حليا وحوائج بِنَحْوِ خمسين ألف دِينَار وَوصل الْخَبَر بِأَن أَبَاهُ وصلوا فِي عُقُوبَته إِلَى سلخ رَأسه وَأخذُوا مِنْهُ جملا عَظِيمَة نَقْدا وَغَيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 ثامن عشره وصل مرسوم بِضَرْب أَحْمد بن النابلسي فأحضروه فِي الْحَدِيد وَسمع المرسوم فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بَيت وَالِده بمحلة قبر عَاتِكَة فَأخْرج مِنْهُ عشرَة آلَاف دِينَار فأعادوه فِي الْحَال إِلَى النَّائِب وَضرب على مَقْعَده ضربا مبرحا رَابِع عشريه جَاءَ الْخَبَر بِأَن إِبْرَاهِيم النابلسي توفّي ثَانِي عشره بِالْمَدْرَسَةِ الجمالية جاؤوا بِهِ من بَيت الدوادار يشبك ليبيع شَيْئا من الْأَعْيَان الَّتِي عِنْده فِي قفص بعد أَن عذب بالقلعة أَشد الْعَذَاب فَمَاتَ قبل الزَّوَال فَقطع دابر الْقَوْم الَّذين ظلمُوا وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين سادس عشريه قصد أَحْمد بن النابلسي أَن يقتل نَفسه فأدركوا وَقد حز بَطْنه من النَّاحِيَة الْيُمْنَى فَطلب الْأَطِبَّاء والجرايحية وقطبوه وَقَالُوا لَا تطول حَيَاته وجرح نَفسه يَوْمئِذٍ جراحات أُخْرَى والتأمت جراحاته آخر الشَّهْر ربيع الآخر مستهله الْأَحَد إرتفع الطَّاعُون عَن دمشق أصلا وَضرب أَحْمد ابْن النابلسي بِحَضْرَة النَّائِب وعصرت رِجْلَاهُ وَعرضت لَهُ حمى فَتوفي فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشره وَغسل بالقلعة وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قَرِيبا من قبر البلاطنسي وَوصل هجان فِي هَذَا الْيَوْم عقب صَلَاة الْجُمُعَة أَن يشنق على بَاب القلعة فصادف مَوته جُمَادَى الأولى ورد خاصكي يُسمى خشكلدي بن شيخ لتحرير تَرِكَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 أَحْمد بن النابلسي جُمَادَى الْأُخْرَى أَوله خرج السُّلْطَان من الْقَاهِرَة فِي نَحْو ثَلَاثِينَ مَمْلُوكا وسافر إِلَى وَادي التيم وَإِلَى الْبِقَاع وبعلبك وطرابلس والسواحل رَجَب وصل السُّلْطَان إِلَى البيرة ثمَّ إِلَى حلب على جرايد الْخَيل والهجن وصحبته مباشروه فَقَط وَبَعض الْعَسْكَر شعْبَان مستهله الْجُمُعَة دخل السُّلْطَان دمشق فِي محفة لَيْلًا وَقت السحر لكَونه ضَعِيفا وَنزل بالقلعة فِي بَيت ابْن شاهين وَتَوَلَّى ابْن شاهين أمره فِي الطَّبْخ والأدوية رَمَضَان مستهله الْأَحَد ثَانِيه رفع القَاضِي نجم الدّين الخيضري إِلَى القلعة بِسَبَب كَلَام جمَاعَة رافقوه سابعه لبس شرف الدّين مُوسَى بن عيد خلعة بِقَضَاء دمشق الْحَنَفِيّ وموفق الدّين العباسي خلعة بِنَظَر الْجَيْش عاشره سَافر السُّلْطَان إِلَى مصر ضحوة وصحبته القَاضِي قطب الدّين الخيضري وَكَانَ خرج مَعَه من الْقَاهِرَة خَامِس عشره ورد مرسوم بالإفراج عَن وَلَده القَاضِي نجم الدّين شَوَّال مستهله الْإِثْنَيْنِ ثَبت قبل الظّهْر عِنْد القَاضِي عز الدّين ابْن الْحَمْرَاء الْحَنَفِيّ وَأنكر الْحَنَفِيَّة عَلَيْهِ ذَلِك وَقَالُوا إِن السَّمَاء كَانَت مصحية وَحِينَئِذٍ فَلَا يثبت إِلَّا بِجمع كثير رابعه سَافر نجم الدّين الخيضري إِلَى مصر لاحقا بِأَبِيهِ ذُو الْقعدَة ذُو الْحجَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثمان مائَة إستهلت والخليفة المستجد بِاللَّه يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ الْمحرم سَابِع عشره لبس القَاضِي نور الدّين بن الصَّابُونِي خلعة بوكالة السُّلْطَان وَالْقَاضِي قطب الدّين الخيضري خلعة بإستمراره فِي قَضَاء دمشق وَكِتَابَة السِّرّ صفر ربيع الأول ربيع الآخر فِي أَوله وَقع حريق بمحلة مَسْجِد الْقصب من جَامع منجك إِلَى قرب قناة العوني فِي الطول وَفِي الْعرض قَرِيبا من ذَلِك فَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه تَعَالَى جُمَادَى الأولى جُمَادَى الْأُخْرَى رَجَب مستهله السبت فِي أَوله توفّي القَاضِي تَقِيّ الدّين أَبُو بكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 الْخُزَاعِيّ الْحَنْبَلِيّ من أعيانهم كثير الإشتغال بِالْعلمِ كثير التِّلَاوَة حفظا وَقِرَاءَة الحَدِيث النَّبَوِيّ وباشر فِي الحكم سِنِين كَثِيرَة مَعَ الْعِفَّة والديانة وَدفن بسفح قاسيون وَفِيه توفّي شهَاب الدّين أَحْمد سنبل من فضلاء الْحَنَفِيَّة بالصالحية وَدفن بالسفح شعْبَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثمان مائَة رَجَب مستهله الْجُمُعَة ثَالِث عشرَة جمع الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون جمَاعَة من الْعلمَاء والقضاة بالمشهد من الْجَامِع الْأمَوِي بِسَبَب أَن الشَّيْخ برهَان الدّين البقاعي الشَّافِعِي أنكر على الإِمَام الْغَزالِيّ قَوْله فِي إحْيَاء عُلُوم الدّين لَيْسَ فِي الْإِمْكَان أبدع مِمَّا كَانَ وَصرح بتكفير ابْن البقاعي وأحضروا شَيْئا من نسخ مُصَنف البقاعي فِي ذَلِك وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين بن مُفْلِح ضَعِيفا وقاضي الْقُضَاة شهَاب الدّين المريني مُسَافِرًا فَأَشَارَ النَّائِب بِتَأْخِير المناقشة فِي ذَلِك لحين حضورهما وَذهب إِلَى البقاعي جمَاعَة وَهُوَ فِي مَسْكَنه قبلي الْمدرسَة البدرائية وأساؤوا إِلَيْهِ إساءة بَالِغَة وَهَذِه الْمَسْأَلَة قد أنكرها على الْغَزالِيّ جمَاعَة فِي زَمَنه وَأجَاب عَن إعتراضهم فِي = كتاب لَهُ سَمَّاهُ الْأَجْوِبَة المسكتة عَن الأسئلة المشكلة فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الْإِحْيَاء ولنذكر أصل الْكَلَام وَمَا إعترض بِهِ وَالْجَوَاب فَنَقُول فِيهِ وصل نور الدّين مَحْمُود بن قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الباعوني من مصر نَائِبا فِي كِتَابَة السِّرّ وَلبس خلعة لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشريه إحترق الْجَامِع الْأمَوِي خرجت النَّار أَولا من سوق الْأَمْتِعَة غربي الْجَامِع وإحترق سوق أَمْتعَة النِّسَاء وَمَا يَلِيهِ من المرستان وَغَيره وسوق العنبراتيين ثمَّ سوق الذِّرَاع ثمَّ دخلت النَّار للجامع بِحُضُور النَّائِب والحاجب والأتابكي وَسَائِر أَرْكَان الدولة والمعمارية أجمع وَلم يقدروا على الْقطع عَن الْجَامِع فَعم الْحَرِيق النَّاحِيَة الْقبلية حَتَّى سقف الْمَقْصُورَة ثمَّ بَاقِي دَاخل الْجَامِع أجمع ثمَّ خرجت إِلَى الإيوان الغربي من خَارج ولفت إِلَى بَاب الكلاسة فَقطعت هُنَاكَ وإحترق جَمِيع مَا حول الْجَامِع من الْأَسْوَاق خَارِجا عَن مشْهد الْحُسَيْن الْمَعْرُوف الْآن بالبلاطنسي وناحية الكاملية والحلبية وَمَا بَينهمَا لَيْلَة تَاسِع عشريه تخلخلت الْقبَّة الْعُظْمَى فِي وسط الْجَامِع وَسقط مِنْهَا جَانب عَظِيم وَسقط نصف المأذنة الغربية تَاسِع عشريه الْجُمُعَة خطب الْخَطِيب بصدر صحن الْجَامِع على كرْسِي وَصلى النَّاس بالصحن والكلاسة والكاملية والمشهد الشَّرْقِي وَقد إحترق هَذَا الْجَامِع فِي الْإِسْلَام مَرَّات أَولهَا وَبهَا ذهبت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 محاسنه فَإِنَّهُ لم يكن على وَجه الأَرْض أحسن مِنْهُ وَلَا أبهى وَلَا أجل وَكَانَ فِيهِ طلسمات من أَيَّام اليونان فَلَا يدْخلهُ شَيْء من الحشرات وَلَا الْحَيَّات وَلَا العقارب وَلَا الخنافس وَلَا العناكب وَلَا العصافير تعشش فِيهِ وَلَا الْحمام وقناديله لَا ينزل فِيهَا الذُّبَاب وَلَا يرى فِيهِ شَيْء يُؤْذِي وَقد إحترقت هَذِه الطلسمات لما وَقع فِيهِ من الْحَرِيق لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي = كِتَابه العبر فِي خبر من غبر لَيْلَة النّصْف من شعْبَان من هَذِه السّنة إحترق جَامع دمشق كُله من حَرْب وَقع بَين الدولة فَضربُوا بالنَّار دَارا مجاورة للجامع فقضي الْأَمر وإشتد الْخطب وأتى الْحَرِيق على سائره ودثرت محاسنه وإنقضت مُدَّة ملاحته ثَانِيهَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة كَانَ الأَصْل فِيهِ النَّصَارَى بِدِمَشْق وإشتهر ذَلِك عَنْهُم وَكتب عَلَيْهِم محْضر بِهِ صفته حضر إِلَى شُهُوده يَوْم تَارِيخه الرشيد سَلامَة النَّصْرَانِي كَاتب سنجر وَأشْهد عَلَيْهِ أَنه فِي شهر شَوَّال سنة تَارِيخه حضر فِي بستانه المكين يُوسُف النَّصْرَانِي بن يحيى عَامل الْجَيْش والمكين جرجس بن أبي الْكَرم النَّصْرَانِي كَاتب الحوطات والمكين يُوسُف النَّصْرَانِي كَاتب بهادر آص كَانَ وَأَنه حضر عِنْدهم راهبان من بِلَاد الْقُسْطَنْطِينِيَّة وتحدثوا مَعَ بَعضهم بعض أَن الراهبين يعرفان صَنْعَة النفط وَالنَّار وإتفقوا على حريق مَا يقدرُونَ عَلَيْهِ من أَمَاكِن الْمُسلمين بِدِمَشْق ثمَّ توجهوا إِلَى بُسْتَان يُوسُف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 البراكيلي بقرية جوبر وأنزلهم بطبقته على بَاب بستانه وأحضر لَهُم عَامل الْجَيْش مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فعملوا سبع كعكات محشوات بارود ونفط ودق وفحم وَغير ذَلِك وألبسوا الراهبين قباءين وتخفيفتين بيض وَنزلا من الْبُسْتَان على أَن يحرقا مَا قدرا عَلَيْهِ ثمَّ رجعا وأخبرا أَنَّهُمَا دخلا إِلَى الدهشة فَقعدَ أَحدهمَا على دكان شَرْقي القيسارية يعد دَرَاهِم ويتحيل حَتَّى أَدخل كعكة إِلَى دَاخل الدّكان ثمَّ خرج إِلَى مصبغة السُّوق البراني وإشترى بردا ثمَّ أَخذ فِي طيه فَتقدم رَفِيقه إِلَى الدّكان ألْقى ثَانِيَة دَاخل الدّكان وطلعا إِلَى بَاب الفراديس ركبا دابتين وطلعا إِلَى الْبُسْتَان بعد أَن أعْطى الذَّخِيرَة وَالنَّار وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَة إحترق الْحَرِيق الأول وجهزا إِلَى بيروت ليركبوهما إِلَى قبرص سَرِيعا للبشارة ثمَّ أحضروا عِيسَى النَّصْرَانِي الجرائحي وواقعوه على أَن يقبل بِإِدْخَال النَّار إِلَى دكان اللحام المستجدة على بَاب قيسارية القواسين ووعدوه بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم وَوضعت الكعكة فِي سقف الدّكان فإحترق فِي تِلْكَ اللَّيْلَة الْحَرِيق الثَّانِي ثمَّ دفعُوا خَمْسمِائَة لمخلوف النَّصْرَانِي الطّواف على أَن يدبر حرائق فِي أقطار الْبَلَد حَتَّى ينفوا عَنْهُم الظَّن ثمَّ بعد ذَلِك جَاءَهُم كتاب صَاحب سيس يشكرهم على مَا بلغه من إحراق مَا حول الْكَنِيسَة وإجتمع الْقُضَاة ونائب الشَّام وحكموا بقتل النَّصَارَى الَّذين فعلوا هَذَا وإتفقوا عَلَيْهِ وَأَن يُؤْخَذ من أَمْوَال النَّصَارَى مَا يعمر بِهِ فسمر النَّصَارَى وَضربت أَعْنَاقهم ثمَّ حرقوا بالنَّار وَهَذَا الْحَرِيق عَم جَمِيع الْجَامِع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وَمَا حوله من الدهشات والرواقات الشرقية والمنارة الشرقية وَذَهَبت أَمْوَال للنَّاس ثَالِثهَا الْحَرِيق الَّذِي إحترقت فِيهِ الدهشتان وسوق الوراقين والساعات وَنصف المنطقة من شَرْقي الْجَامِع إِلَى قريب الْمَقْصُورَة فِي شهور سنة خمس وَتِسْعين وَسبع مائَة فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق ثمَّ أُعِيد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ رَابِعهَا إحترق جَمِيعه فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وثمان مائَة عِنْد حُضُور الشهير بِتَمْر لنك لما طرق هَذِه الْبِلَاد بعساكر كالجراد من فرس وهنود ومغل وَغَيرهم ذُو الْقعدَة سنة 888 مستهله الْإِثْنَيْنِ رأى الْهلَال الشَّيْخ أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 الْفَتْح الْمُقِيم بالمزة وَجَاء الْخَبَر بِرُجُوع الْعَسْكَر إِلَى حلب سَابِع عشريه سَافر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي إِلَى الْقَاهِرَة بمرسوم بِسَبَب مَا تقدم وَفِيه وَهُوَ سَابِع عشري كانون الأول وَقع مطر غزير وَهُوَ أول مطر وَقع هَذِه السّنة وإرتخى السّعر سلخه وَقع مطر عَظِيم أَيْضا ذُو الْحجَّة مستهله الْأَرْبَعَاء وَقع مطر عَظِيم جدا فَعم الْبِلَاد وَأقر عين الْعباد وإنحط السّعر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 سنة تسع وَثَمَانِينَ وثمان مائَة إستهلت والخليفة المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قجماس الظَّاهِرِيّ والقضاة شهَاب الدّين الفرفوري الشَّافِعِي وعماد الدّين الناصري الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب السِّرّ القَاضِي نجم الدّين الخيضري الْمحرم مستهله الْجُمُعَة صفر ربيع الأول ربيع الآخر جُمَادَى الأولى مستهله الْجُمُعَة خَامِس عشره توفّي القَاضِي شمس الدّين الْوَاعِظ الْحَنَفِيّ كَانَ من طلبة الْعلم الْحَنَفِيَّة وَله محاضرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 وَعِنْده خفَّة روح ملازما للوعظ فِي أَمَاكِن لتَحْصِيل قوته وقراءته حَسَنَة وصوته شجي طيب وَكَانَ فِي خلقه حِدة صلي عَلَيْهِ عِنْد تربة العجمي خَارج بَاب الْجَابِيَة من دمشق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قريب سَيِّدي أويس الْقَرنِي رَضِي الله عَنهُ رَحمَه الله وَفِيه جَاءَ الْخَبَر بِرُجُوع النَّائِب وَبَقِيَّة العساكر من نَاحيَة عَليّ دولات الغادري إِلَى حلب بعد أَن قتل جمَاعَة من الْفَرِيقَيْنِ وَقتل الْأَمِير شادبك دوادار الكافل قجماس وَكَانَ عِنْده مقدما عشريه وصل جمَاعَة من المماليك السُّلْطَانِيَّة تَقْوِيَة للعسكر وأخبروا أَنه تعين الْأَمِير تمراز الظَّاهِرِيّ والأمير أزبك الخازندار الظَّاهِرِيّ مَعَ ألفي مَمْلُوك سلطانية لأجل الْعَسْكَر وَفِيه شاع أَن ابْن عُثْمَان سُلْطَان الرّوم مساعد الغادري جُمَادَى الْأُخْرَى خَامِس عشريه وصل تمراز باش العساكر السُّلْطَانِيَّة وصحبته جمَاعَة من الْأُمَرَاء وشاع أَن على دولات إستولى على بِلَاد السُّلْطَان وَوَقع الْكَلَام فِي أَن عَليّ دولات وفرقته هُوَ ضَابِط الْبُغَاة الَّذين ذكرهم أَصْحَابنَا شَامِل لَهُم فَلْيتَأَمَّل رَجَب رابعه توفّي الشَّيْخ الْفَقِيه الْعَلامَة محب الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْقدْوَة غرس الدّين خَلِيل الشَّافِعِي كَانَ ملازما للمطالعة والإشتغال بمدرسة خاتون عمر شاه خَارج بَاب الْجَابِيَة أَخذ الْفِقْه عَن عدَّة من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 الْمَشَايِخ أَجلهم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي شُهْبَة الشَّافِعِي شيخ الشَّافِعِيَّة فِي زَمَنه وَفصل فِي الْعُلُوم وصنف شرح الْإِرْشَاد وَالْحَاوِي وَجَاء بِالْمَتْنِ على المنفرجة وألفية الْبرمَاوِيّ وَشرح الخزرجية وصنف فِي الْفَرَائِض وَكَانَ تصرفه صَحِيحا وَكَانَ ذُو إستقامة وهمة منجمعا عَن النَّاس مَشْغُولًا بِشَأْنِهِ وَلم يتَزَوَّج قطّ لِأَنَّهُ بِهِ عنة توفّي وَقد جَاوز السّبْعين وَدفن بمقبرة الأشرفية بجوار الْمدرسَة الْمَذْكُورَة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع تنكز رَحمَه الله تَعَالَى ثامنه توفّي الشَّيْخ الْعَالم الصُّوفِي الْقدْوَة شهَاب الدّين أَحْمد بن شمس الدّين مُحَمَّد بن الأخصاصي الشَّافِعِي كَانَ من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة ملازما للزاوية الَّتِي أَنْشَأَهَا أَخُوهُ الشَّيْخ أَمِين الدّين تقدم ذكره وَكَانَ ملازما لِلْعِبَادَةِ صَاحب ليل كتب الْكثير من الْفِقْه وَغَيره بِخَطِّهِ الْحسن الصَّحِيح وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير عِنْد أَخِيه رَحمَه الله تَعَالَى رَابِع عشره توفّي برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن الفرفوري كَانَ فِيهِ صَدَقَة وبر وَله تِلَاوَة وَعبادَة وَكَانَ عِنْد الْفُقَرَاء الصَّالِحين صَادِق اللهجة سليم الصَّدْر سلم النَّاس من لِسَانه وَيَده دَائِم الْبشر وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي ناهز الْخمسين خَامِس عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم لشهاب الدّين أَحْمد بن الإعزازي أحد رُؤَسَاء المؤذنين بالجامع الْأمَوِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 شعْبَان ثامن عشره جَاءَ الْخَبَر بعزل القَاضِي الشَّافِعِي ابْن الفرفور وتولية القَاضِي شمس الدّين بن المزلق وإستمرار نظر الْجَيْش بيد ابْن الفرفور عشريه لبس ابْن مزلق خلعته من الإسطبل بِحَضْرَة نَائِب الْغَيْبَة والقضاة ثَانِي عشريه فوض نِيَابَة الحكم للْقَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي ثَالِث عشريه فوض للْقَاضِي مُحي الدّين الأخنائي رَابِع عشريه فوض للْقَاضِي شهَاب الدّين الْحِمصِي سَابِع عشريه خطب القَاضِي الشَّافِعِي بالجامع الْأمَوِي وَحضر مَعَه الْمَالِكِي والحنفي دون الْحَنْبَلِيّ ثامن عشريه وصل الْخَبَر بِمَوْت الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد الشَّافِعِي بِمصْر أحد رُؤُوس الشَّافِعِيَّة وبموت الشَّيْخ بهاء الدّين المشهدي الشَّافِعِي أَيْضا وَفِيه توفّي جَانِبك أحد مقدمي الألوف وأمير الْحَاج من مُدَّة سنتَيْن وَفِيه سَافر سَالم المشرفي الصَّيْرَفِي أحد العوانية المناحيس من جمَاعَة النابلسي رَمَضَان مستهله الثُّلَاثَاء وصل القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى دمشق من السّفر ثامنه سَافر إِلَى مصر وَمَعَهُ شهَاب الدّين الْمَالِكِي وَالشَّيْخ عَلَاء الدّين بن سَالم وَولده بهاء الدّين ولحقهم بهاء الدّين الباعوني ثَانِي عشره توفّي شخص عجمي فرتبوا جمَاعَة القَاضِي الشَّافِعِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 ابْن مزلق صُورَة وَصِيَّة أَنه أوصى للمرستان بِثلث مَاله وَأَنه مَاتَ بالمرستان وَظهر للنَّاس أَن هَذَا لَا حَقِيقَة لَهُ فَحَضَرَ الشَّيْخ محب الدّين بالجامع الْأمَوِي وَالْقَاضِي محب الدّين بن قَاضِي عجلون وخلائق من الْفُقَهَاء والفقراء وَأَرْسلُوا إِلَيْهِ فصمم أَن هَذَا ثَابت وَكَانَ قَائِما بأعباء هَذَا الْأَمر فَخر بن حُسَيْن الدَّلال وَذكر شُهُود الْقَضِيَّة أَنه كَلمهمْ بِلِسَان الْعَرَب وَشهد خلائق من شيعته وَغَيرهم أَنه لَا يعرف شَيْئا من لِسَان الْعَرَب وَالْحَاصِل أَنهم شنعوا على القَاضِي الشَّافِعِي تشنيعا كَبِيرا وَأثر ذَلِك فِي أمره كَمَا سَيَأْتِي سَابِع عشريه وصل القَاضِي الشهابي بن الفوفور إِلَى مصر وَنزل بالقرافة بتربة السُّلْطَان ولاقاه جمَاعَة من أَرْكَان الدولة ثامن عشريه طلع إِلَى السُّلْطَان وَألبسهُ كاملية وَنزل بِبَيْت الدوادار الْكَبِير شَوَّال سنة 889 هـ مستهله الْخَمِيس لَيْلَة مستهله توفّي الشَّيْخ الْعَلامَة الْفَقِيه الأصولي بهاء الدّين مُحَمَّد الْحوَاري الشَّافِعِي لَازم الإشتغال مَعَ شيخ الشَّافِعِيَّة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ لَازم خَلفه وَلَده الشَّيْخ بدر الدّين إِلَى أَن توفّي وَقَرَأَ على الشَّيْخ شمس الدّين البلاطنسي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين الْأَذْرَعِيّ ثمَّ إنجمع عَن النَّاس بمنزله بالقبيبات قبال جَامع كريم الدّين صنف كتابا فِي الْفِقْه مُخْتَصرا وَكَانَ دَائِم الْبشر حسن المعاشرة متصديا لنفع الْمُسلمين إِفْتَاء وتدريسا وَإِصْلَاح ذَات الْبَين وَدفن قَرِيبا من قبر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الحصني وَكَانَ ذكره فِي أثْنَاء مَرضه مَاتَ لَيْلَة عيد الْفطر وَفِيه خطب بالجامع الْأمَوِي القَاضِي الشَّافِعِي شمس الدّين بن مزلق وَفِيه فوض نِيَابَة الحكم للْقَاضِي محب الدّين الْقُدسِي وللقاضي فَخر الدّين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 عُثْمَان الْحَمَوِيّ فَصَارَ الْآن سِتَّة نواب ثمَّ فوض للْقَاضِي شهَاب الدّين العزازي فصاروا سَبْعَة ثامنه التقى عَسْكَر هَذِه الْبِلَاد مَعَ عَسْكَر عَليّ دولات وَمَعَ عسكره جمَاعَة من عَسَاكِر سُلْطَان الرّوم وَفِيهِمْ نَائِب طوغات ونائب سيواس ونائب المصيصة وَقتل من عَسْكَر هَذِه الْبِلَاد نَائِبا حلب وفقد نَائِب طرابلس ونائب صفد فتراجع عسكرنا عَلَيْهِم فكثروا أُولَئِكَ بِجَمَاعَة الرّوم وغلبوا فرقنا وإلتحم الْقِتَال بَينهم مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا فِي حادي عشر رَمَضَان وَالْأُخْرَى فِي خَامِس عشريه ثمَّ هَذَا الْيَوْم وَآخر من ثَبت نَائِب الشَّام ودوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق مَعَ المماليك السُّلْطَانِيَّة سَابِع عشره سَافر الْحَاج الشَّامي إِلَى الْحجاز وأميرهم عَلَاء الدّين بن شاهين نَائِب قلعة دمشق وَحج السّنة القَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي الشَّافِعِي بِقصد الْمُجَاورَة وَحج أَيْضا شهَاب الدّين أَحْمد الْعَنْبَري من أَعْيَان الطّلبَة الشَّافِعِيَّة وَهُوَ القَاضِي فِي الركب وَتوجه السَّيِّد عَلَاء الدّين بن نقيب الْأَشْرَاف الحسني وعماد الدّين إِسْمَاعِيل النّحاس من طلبة الشَّافِعِيَّة ذُو الْقعدَة مستهله السبت عزل القَاضِي الشَّافِعِي نَائِبه فَخر الدّين الْحَمَوِيّ لأمر وَقع مِنْهُ دَال على فَسَاد تصرفه وَعدم محافظته على دينه وإعتذر القَاضِي بِأَنَّهُ مَا كَانَ فوض إِلَيْهِ إِلَّا لِأَن القَاضِي محب الدّين بن القصيف حلف عَلَيْهِ ثمَّ بعد أَيَّام يسيرَة أَخذ مِنْهُ مبلغا جيدا وَأَعَادَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 تاسعه وصل من مصر شهَاب الدّين بن النّحاس الْمَالِكِي وعَلى يَده مرسوم أَن يتحدث على جِهَات نظر الْجَيْش وجهات القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فرفور نِيَابَة عَنهُ وَسلم عَلَيْهِ مستخلفه القَاضِي شهَاب الدّين المريني الْمَالِكِي عاشره عَزله وَمنعه من مُبَاشرَة نِيَابَة الحكم وَكثر الْكَلَام فِي ذَلِك ذُو الْحجَّة مستهله الْأَحَد عاشره يَوْم النَّحْر خطب بالجامع الْأمَوِي القَاضِي الشَّافِعِي ابْن المزلق وَوصل الْخَبَر بِمَوْت عبد الباسط بن الجيعان بِمصْر وبموت القَاضِي الشَّيْخ الْعَلامَة فَخر الدّين أَبُو بكر بن الْخَطِيب قَاضِي جدة ومدرس الْحرم الشريف بِمَكَّة وَهُوَ أَخُو قاضيها شهَاب الدّين الْعَالم الْكَبِير كَانَ متضلعا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية ملازما للتدريس والإفتاء والتصنيف إجتمعت بِهِ سنة سبعين وثمانماية بِمَكَّة وَكَانَ أعجوبة فِي نَقله وفهمه خَامِس عشريه توفّي الشَّيْخ الْقدْوَة المسلك المربي محب الدّين مُحَمَّد بن الحصني وَهُوَ ابْن أخي الشَّيْخ ولي الله تَقِيّ الدّين بن الحصني الْحُسَيْنِي كَانَ الشَّيْخ محب الدّين هَذَا ملازما لزاويته بالشاغور الْمَعْرُوفَة بالترابية ويربي الْفُقَرَاء ويقرئهم الْقُرْآن وَالْفِقْه ملازما لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وإغاثة الملهوفين وخذلان الظَّالِمين جَاوز السِّتين وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع المزاز بالشاغور تقدم وَلَده الشَّيْخ شمس الدّين ثمَّ صلي عَلَيْهِ بالمصلى تقدم محب الدّين بن قَاضِي عجلون وَكَانَت جنَازَته حافلة من الْخَاص وَالْعَام وَأجْمع الْكل على ألثناء عَلَيْهِ وَمَا خلف مثله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وَدفن بِجَانِب عَمه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بالمقبرة فَوق جَامع كريم الدّين بالقبيبات رَحمَه الله تَعَالَى ثامن عشريه توفّي القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد البقاعي الْحَنَفِيّ كَانَ لَهُ إستحضار وذهن لَا بَأْس بِهِ قَرَأَ على الشَّيْخ قَاسم الْحَنَفِيّ وَغَيره بِدِمَشْق وَولي نِيَابَة الحكم وناب فِي وقف الْحَرَمَيْنِ وَمَا حمدت سيرته فِي شَيْء من ذَلِك أَخْبرنِي القَاضِي عَلَاء الدّين الْجُمُعَة ابْن الْحَنَفِيّ أَنه بَاعَ بمباشرته نَحْو عشْرين جِهَة من وقف الْحَرَمَيْنِ وَفِي آخر عمره تعلق بِعلم الطِّبّ ودرس فِيهِ بِجَامِع يلبغا كل سبت وثلاثاء ثمَّ تزوج فِي رَمَضَان من هَذِه السّنة بإمرأة ثَانِيَة فأعقبه مرض فِي معدته فِي آخر عمره قَالَ إِن هَذَا سَببه شَيْء فعلته إِحْدَى الزوجتين فطلقهما وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس رَحمَه الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 سنة تسعين وثمان ماية إستهلت والخليفة المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قجماس الظَّاهِرِيّ والقضاة شمس الدّين بن المزلق الشَّافِعِي وعماد الدّين إِسْمَاعِيل الناصري الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ الْمحرم مستهله الثُّلَاثَاء فِيهِ وصل نَائِب الشَّام من حلب وَمَعَهُ يلباي دوادار السُّلْطَان وَهُوَ الَّذِي ثَبت مَعَه فِي الْوَقْعَة وسودون الطَّوِيل ونقيب الْعَسْكَر بَاقٍ فِي حلب وتحرر أَن عَسْكَر الرّوم متفقين مَعَ عَليّ دولات حادي عشره الْجُمُعَة إجتمع الْفُقَرَاء الناهون عَن الْمُنكر بالجامع الْأمَوِي بِسَبَب أَن شخصا أمسك فرخ حشيش من كم السلاخوري وَحَرقه فَقَالَ لَهُ إدفع ثمنه فاستغاث النَّاس بالجامع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 الْأمَوِي عقب الصَّلَاة فَلَمَّا سمع القَاضِي الشَّافِعِي خرج من الْجَامِع عقب صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ قَالَ قبل الصَّلَاة هَذَا مَا يتَعَلَّق بِي فَلَمَّا بلغ النَّائِب ضرب السلاخوري ضربا مبرحا ونادى بِإِبْطَال الْمُحرمَات وأظهروا الْحُرْمَة للْفُقَرَاء والشرفاء صفر فِي أَوَائِله حضر الْأَمِير جَانِبك حبيب بِدِمَشْق مُتَوَجها إِلَى سُلْطَان الرّوم قَاصِدا للخليفة وَالسُّلْطَان أَرْكَان الدولة بِسَبَب الْإِصْلَاح بَين الْفَرِيقَيْنِ ربيع الأول مستهله الْخَمِيس لبس يلباي خلعة بالحجوبية الْكُبْرَى سادس عشره توجه سيباي الظَّاهِرِيّ إِلَى كفَالَته بحماه بعد أَن عزل من حجوبية دمشق وباشر الحجوبية مُبَاشرَة وَكَثُرت الأراجيف بتحرك الْعَدو من جِهَة عَليّ دولات وإستيلائهم على مَوَاضِع من تعلق هَذِه المملكة ربيع الآخر مستهله السبت ثامنه خرج النَّائِب إِلَى المسطبة بوطاق بَرزَة مُتَوَجها إِلَى حلب وَفِيه أعَاد بداغ الغادري إِلَى قلعة دمشق بعد أَن كَانَ أطلقهُ من مُدَّة خَمْسَة عشر يَوْمًا وَسبب عوده وُصُول إِنْكَار عَلَيْهِ من العساكر المقيمين بحلب رَابِع عشره وصل من مصر برسباي قرا الظَّاهِرِيّ وَمَعَهُ عَسْكَر يسير على الهجن وَنزل بإسطبل النِّيَابَة لَهُ عَن الْقَاهِرَة عشرَة أَيَّام وَكثر اللَّغط فِي أمره ثمَّ إنكشف الْحَال عَن أَن السُّلْطَان أرْسلهُ على هَذِه الْكَيْفِيَّة لإعادة بداغ إِلَى القلعة فَرَآهُ فِيهَا سادس عشره تواصلت العساكر الَّتِي مَعَ برسباي قرا رَابِع عشره عزل القَاضِي محب الدّين بن غَازِي نَفسه من نِيَابَة الحكم بِسَبَب أَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 القَاضِي الشَّافِعِي أرسل نقيبه إِلَى نوابه أجمع أَن القَاضِي شرب شربة أرْسلُوا لَهُ هَدِيَّة جُمَادَى الأولى مستهله الْأَحَد توجه برسباي قرا الظَّاهِرِيّ وتنبك الجمالي والعساكر إِلَى حلب خَامِس عشره جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت القَاضِي قطب الدّين مُحَمَّد الْأَذْرَعِيّ موقع النَّائِب توفّي بحلب وَكَانَ مبَاشر نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ وَكَانَ عِنْده فَضِيلَة ونظم ونثر وَعبادَة وتلاوة وأوراد وَكَانَ من بطانة الْخَيْر عِنْد هَؤُلَاءِ ثامن عشره لما بيع تركته بدكان ابْن الجيعان إشترى القَاضِي الشَّافِعِي مِنْهَا كاملية بِفَرْوٍ وسمور فَغير سمورها وخيط بدله وردهَا عَلَيْهِم فَجمعُوا أهل الْأَسْوَاق الَّذين كَانُوا حاضرين بيع التَّرِكَة وشهدوا أَن هَذَا غير ذَلِك فَكَتَبُوا عَلَيْهِم محضرا بِهِ وَكتب رِسَالَة لِابْنِ حجي الْأَصَم يعْتَذر عَن ذَلِك وَفِيه تخاصم الشَّيْخ أَبُو الْفضل الصَّفَدِي مَعَ القَاضِي ابْن القصيف وفخر الدّين الْحَمَوِيّ بِسَبَب صيد لِخَادِمِهِ وأساء الْحَمَوِيّ ثَانِي عشره تولى قَضَاء الشَّافِعِيَّة شهَاب الدّين الفرفور عوضا عَن ابْن المزلق وَكِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق ابْن المزلق عوضا عَن القَاضِي نجم الدّين الخيضري سادس عشره وصل الْخَبَر بالتولية والعزل ثامن عشره وصل القَاضِي بهاء الدّين الباعوني وعَلى يَدَيْهِ مراسيم بإستمرار القَاضِي محب الدّين بن قَاضِي عجلون خَطِيبًا ومتكلما فِي الْقَضَاء نِيَابَة عَن القَاضِي الشَّافِعِي ابْن الفرفوري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 وَفِيه وصل وَاحِد من فتيَان القَاضِي أبي الْبَقَاء بن الجيعان بخلعة لإبن المزلق بِكِتَابَة السِّرّ فَلم يلبسهَا وإستمهل وَفِيه وصلت كتب للْقَاضِي برهَان الدّين بن الْمُعْتَمد وَالْقَاضِي مُحي الدّين الأخنائي وَالْقَاضِي شهَاب الدّين الرَّمْلِيّ وَالْقَاضِي سراج بنيابة الحكم رَابِع عشريه خطب بالجامع القَاضِي محب الدّين بن قَاضِي عجلون جُمَادَى الْأُخْرَى قويت الْفِتْنَة بَين أهل القبيبات الفوقاني والتحتاني وَتوجه إِلَيْهِم الْقُضَاة ونائب القلعة ونائب الْغَيْبَة وإجتمع مَعَهم الشَّيْخ إِبْرَاهِيم التَّاجِر وَغَيره من الْفُقَهَاء والفقراء وَحط الْحَال على الصُّلْح بعد قتل من الْجَانِبَيْنِ وَنهب بيُوت وجراحات كَثِيرَة سادس عشريه وصل الْخَبَر بإستمرار القَاضِي موفق الدّين العباسي فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق بعد أَن أُجِيب ابْن مزلق إِلَى الإستعفاء رَجَب مستهله الْأَرْبَعَاء عشريه وصل القَاضِي الشَّافِعِي ابْن الفرفور وَلبس الخلعة وَقُرِئَ توقيعه بالجامع الْأمَوِي شعْبَان مستهله الْجُمُعَة ثامن عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي للْقَاضِي شهَاب الدّين العزازي ثَانِي عشريه فوض للْقَاضِي شهَاب الدّين الْحِمصِي شهر رَمَضَان مستهله السبت شهد بِهِ خلائق مَعَ قَول شيخ المؤقتة بِدِمَشْق شمس الدّين أَن مكثه على ثَلَاث درج لَا تمكن رُؤْيَته ثَانِي عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم للْقَاضِي تَقِيّ الدّين بن قَاضِي زرع وَفِيه توفّي الشَّيْخ أَبُو البركات ابْن أخي قَاضِي الْقُضَاة سَالم الزواوي كَانَ من طلبة الْعلم الْمَالِكِيَّة جَاوز السِّتين حَافِظًا لِلْقُرْآنِ يكثر التِّلَاوَة وأضر فِي آخر عمره وَكَانَ مِمَّن سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَفِيه توفّي مُحَمَّد الْحَنَفِيّ كَانَ يقف بِأَبْوَاب الْقُضَاة وَكيلا وَكَانَ مِمَّن يلازم أَذَى النَّاس فَائِدَة يَقُول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي شُهْبَة كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ عَن الْحَافِظ الذَّهَبِيّ ذكر تَرْجَمَة بعض الوكلاء بِبَاب القَاضِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 فَقَالَ إِنَّه كَانَ يصرف الْحق عَن مُسْتَحقّه ثمَّ قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة إِن وضع وكلاء بِبَاب القَاضِي يصرفون الْحق عَن مُسْتَحقّه إنتهى وَهَذَا بإعتبار الْأَغْلَب سَابِع عشريه وصل من مصر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون فأعقبه توعك برِئ مِنْهُ فِي ذِي الْقعدَة خَامِس عشريه وصل الْخَبَر بِأَن الْعَسْكَر فِي مصر تهَيَّأ للمجيء عقب عيد الْفطر فِي أَرْبَعَة آلَاف من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَأَنه يتَوَجَّه الأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ وقانصوه خَمْسمِائَة أَمِير آخور وتنبك قرا وقانصوه الشَّامي وَغَيرهم من الْأُمَرَاء وَفِيه وصل الْخَبَر بِرُجُوع قَاصد السُّلْطَان إِلَى سُلْطَان الرّوم مكرما وَأَنه حصل لَهُ بعد شدَّة إقبال عَلَيْهِ وَجَاء مَعَه قَاصد من سُلْطَان الرّوم وعَلى يَده هَدَايَا وإستبشر النَّاس بذلك شَوَّال مستهله الْإِثْنَيْنِ خامسه خطب بالجامع القَاضِي الشَّافِعِي وتواصلت العساكر خَامِس عشره خرج الْحَاج الشَّامي وأميرهم عَلَاء الدّين ابْن شاهين نَائِب القلعة والحاج كثير جدا فِي هَذِه السّنة من جَمِيع الْبِلَاد وَحج قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين بن عبَادَة الْحَنْبَلِيّ والخواجا مُحَمَّد عِيسَى الْقَارِي وَابْن أَخِيه وَالسَّيِّد قَاسم نقيب القَاضِي الْمَالِكِي وشمس الدّين بن كَامِل وَحج فِي هَذِه السّنة الْوَلَد جلال الدّين مُحَمَّد وَهُوَ قَاضِي الركب ثَالِث عشريه وصل الْأَمِير جَانِبك حبيب إِلَى دمشق لابسا خلعة ابْن عُثْمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 خَامِس عشريه وصل الكافل قجماس من حلب وصحبته جَانِبك دوادار السُّلْطَان وسودون الطَّوِيل أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وأخبروا بأخبار حَسَنَة ثامن عشريه وصل من مصر تنبك قرا وقانصوه خَمْسمِائَة أَمِير آخور كَبِير وَمَعَهُمْ جمَاعَة من الْأُمَرَاء والعساكر ذُو الْقعدَة مستهله الْأَرْبَعَاء فِيهِ دخل أزبك الأتابكي من مصر وَنزل بالمسطبة وَمَعَهُ العساكر الَّذين تقدم ذكرهم وتواصلت الأمطار لَيْلًا وَنَهَارًا تاسعه توجه من المسطبة وَمن مَعَه من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَغَيرهم ثَالِث عشره وصل مرسوم بِأَن عماد الدّين الناصري قَاضِي الْحَنَفِيَّة أنهِي عَنهُ مَا يَفْعَله من أكل مَال الْأَوْقَاف وَبيع الْأَوْقَاف على غير وَجههَا وَكَثْرَة الْمَفَاسِد الَّتِي بِبَابِهِ وَأَن يرسم عَلَيْهِ وعَلى جماعته بهاء الدّين الحجي وَابْن بهاء الدّين نقيبه وشمس الدّين بن الشَّيْخ عِيسَى وشمس الدّين الزُّهْرِيّ وَإيَاس عَتيق أستاذه ومشد يبرود والسامري ديوانه وَأَن يوضعوا بسجن القلعة وَجَاء مَعَ المرسوم مَمْلُوك وصحبته عَليّ الأكشر وَهُوَ يقر بعظائم فتضامنوا وطلعوا تَاسِع عشره شرعوا فِي حُضُور الشامية البرانية وَبَقِيَّة الْمدَارِس وَلَهُم سِنِين لم يحضروا خَامِس عشريه رفع القَاضِي الْحَنَفِيّ إِلَى القلعة وَابْن بهاء الدّين وَالْبَاقِي وَكَانَ أرسل قاصده عَبَّاس إِلَى مصر ذُو الْحجَّة مستهله الْجُمُعَة وَأهل صفد وطرابلس وبعلبك بنوا على الْخَمِيس يَوْم النَّحْر صلى بالجامع الْأمَوِي القَاضِي الشَّافِعِي وخطب وَصلى النَّائِب بالمقصورة بَين الْمِنْبَر وخزانة الربعة وألبس القَاضِي خلعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 وَفِيه فوض القَاضِي الشَّافِعِي للْقَاضِي محب الدّين بن غَازِي الْقُدسِي وَقَبله لفخر عُثْمَان الْحَمَوِيّ فكمل لَهُ بذلك عشر نواب القَاضِي شهَاب الدّين بن العميد وَابْن الصَّيْرَفِي والأخنائي والرملي وَابْن غَازِي والعزازي والحمصي والحموي والباعوني وَابْن قَاضِي زرع وَفِيه وَقعت قَضِيَّة عبد الْقَادِر الَّذِي يضْرب الزغل وهرب فَلم يدر أَيْن ذهب وَحصل بِسَبَب ذَلِك قلقلة وَعم ضَرَره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثمان مائَة إستهلت والخليفة المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قجماس الظَّاهِرِيّ والقضاة شهَاب الدّين الفرفوري الشَّافِعِي وَبِيَدِهِ الخطابة بالجامع ومشيخة الشُّيُوخ وَنظر المرستان والحرمين وعماد الدّين الناصري الْحَنَفِيّ وَهُوَ الْآن بالقلعة وشهاب الدّين المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن عمر بن عمر بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ ونواب الشَّافِعِي الْعشْرَة الَّذين قدمناهم الْمحرم إستهل وَفِي كانون الثَّانِي نَحْو عشرَة أَيَّام وللمطر نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُنْقَطع مستهله السبت رابعه أطلق الْحَنَفِيّ من القلعة وَالْجَمَاعَة الَّذين كَانُوا مَعَه بمرسوم سعى فِيهِ عَبَّاس الْحَنَفِيّ وَفِيه جَاءَ المكناسي عَليّ وَمَعَهُ مُحَمَّد بن أخي شُعَيْب وَجَمَاعَة إِلَى الغزالية بالجامع الْأمَوِي وَأَقَامُوا الشَّيْخ عبد النَّبِي الْمَالِكِي وجماعته وَقَالُوا إِن القَاضِي الشَّافِعِي أمرنَا بذلك وَأَن يدرس المكناسي هُنَا وإختبط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 النَّاس لذَلِك فَإِن الشَّيْخ عبد النَّبِي من أهل الْعلم وَالدّين موثوق بِهِ وَفِيه طلب القَاضِي الْمَالِكِي من طلبة الْعلم الْمَالِكِيَّة إِلَى مجْلِس القَاضِي الشَّافِعِي وضربوه وأهانوه بمجلسه وَنسب إِلَيْهِ أَنه ضرب المكناسي فِي الْيَوْم الْمُتَقَدّم وشالوا رجلَيْهِ ليضربوه فشفع فِيهِ وَأطلق وَفِيه توجه شُعَيْب وشخص يُقَال لَهُ البنيني إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي المريني وَقَالُوا لَهُ أجب القَاضِي الشَّافِعِي فَإِن عَلَيْك دعاوى أوكل من يسْمعهَا وجذبه شُعَيْب من كمه وَوَقع خبطة وَفِيه مسك شخص شراقي قيل إِنَّه يضْرب الزغل وأحضر عِنْد الْحَاجِب وَضرب وكتبت رقعته ثمَّ أَخذ إِلَى القلعة وأصل هَذَا الزغل شخص يُسمى عبد الْقَادِر الْمصْرِيّ كَانَ عِنْد الشَّيْخ الْموصِلِي فتغيب عِنْد وُقُوع الْحِكَايَة سادس عشره وصل شمس الدّين مُحَمَّد بن خطيب الثابتية ورفقته كَانُوا توجهوا إِلَى الْقُدس الشريف وَكَانَ صحبتهم الشَّيْخ مَحْمُود الْموصِلِي مَاتَ بالمنية فِي هَذَا الشَّهْر ثَالِث عشره وَدفن هُنَاكَ وبنوا على قَبره بِنَاء هُوَ مَعْرُوف هُنَاكَ قريب الخان كَانَ ملازما للذّكر لَهُ جمَاعَة يَجْتَمعُونَ مَعَه على الأوراد والأذكار رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ بعض مَشَايِخنَا ينْسبهُ إِلَى إعتقاد ابْن عَرَبِيّ وَقد خالطته سِنِين فَمَا ظهر لي شَيْء من ذَلِك خَامِس عشره سَافر الشَّيْخ عِيسَى العرابي إِلَى مصر وَمَعَهُ رفيقاه اللَّذين كذب عَلَيْهِمَا عبد الْقَادِر الْمصْرِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 سلخه وصل الْحَاج الشَّامي وَكَانَت سنة مباركة لَكِن حصل لَهُم فِي الرّجْعَة بعض غلاء وَمَوْت جمال وَوصل مَعَهم القَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي وفوض إِلَيْهِ القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم فكملوا أحد عشر نَائِبا صفر مستهله الْإِثْنَيْنِ فِيهِ تَتَابَعَت الأمطار سادسه دخل خاصكي يُسمى ماماي بِسَبَب إستخلاص الْأَمْوَال الَّتِي للسُّلْطَان عِنْد مباشريه وَغَيرهم وَوضع القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي وَكيل السُّلْطَان بِجَامِع القلعة ثَانِي عشره خطب بالجامع الْأمَوِي نِيَابَة سراج الدّين الصَّيْرَفِي وإنقطع محب الدّين بن قَاضِي عجلون وَفِيه أحضر فواز الْحَاوِي وشنق وَكَانَ كَبِير قطاع الطّرق فِي ناحيته وَفِيه إنتقل القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى بَيت شهَاب الدّين النّحاس الْمَالِكِي بأَهْله وَعِيَاله وإستمر إِلَى عشري رَجَب بِسَبَب عمَارَة منزله وَنزل ماماي عِنْد القَاضِي الشَّافِعِي لَيْلَة رَابِع عشره كسف الْقَمَر طلع مكسوفا وإستمر بعد الْعشَاء نَحْو عشْرين دَرَجَة ربيع الأول مستهله الْأَرْبَعَاء ثالثه وَقع قلقلة بالجامع الْأمَوِي وإستغاث النَّاس بِسَبَب الْقَمْح الَّذِي طَرحه الْمُحْتَسب ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ غرارة سعر ثَلَاثمِائَة الغرارة ثمنهَا مايتان وَفِيه وصلت الْأَخْبَار بنصرة عَسْكَر هَذِه الْبِلَاد على عَسْكَر سُلْطَان الرّوم وَكَانَت الْوَقْعَة قَرِيبا من قلعة أدنه أول هَذَا الشَّهْر ومسكوا قائدا لإبن عُثْمَان يُسمى هرسك مَعَ خلائق من أمرائه هَذَا وعسكر الرّوم كَانَ فَوق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 أَرْبَعِينَ ألفا وَهَذَا بعد أَن سَأَلَ عسكرنا الصُّلْح فَأبى أُولَئِكَ ثمَّ وصل إِلَى دمشق مئات فِي الزناجير ومئات من الرؤوس وزينوا دمشق من ثَانِي عشريه إِلَى سلخه وَحصل بالزينة مفاسد ومنكر لَا يُحْصى ثَانِي عشريه أطلق ابْن الْعَدوي من القلعة بعد أَن أورد عشرَة آلَاف دِينَار مِمَّا عِنْده وَأعْطى الخاصكي ألفا وَقَالَ لي إِن مصروفه فِي هَذِه الْوَاقِعَة نَحْو خَمْسَة عشر ألفا ربيع الآخر مستهله الْخَمِيس ولد الْوَلَد عبد الْوَهَّاب تَاج الدّين شَقِيق حسن ثامنه أُعِيد الْحَنَفِيّ إِلَى القلعة ليكمل سِتَّة آلَاف دِينَار أَو يذهب إِلَى مصر صُحْبَة الخاصكي ماماي ثَانِي عشريه توفّي القَاضِي محب الدّين بن القَاضِي شهَاب بن إِبْرَاهِيم ابْن قضي عجلون وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع التَّوْبَة يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشريه وَتقدم للصَّلَاة ابْن عَمه الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين وَكَانَت جنَازَته حافلة وأثنوا عَلَيْهِ خيرا وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد وَالِده وَجَمَاعَة بَيتهمْ قريب قبر سَيِّدي بِلَال الحبشي نَاب فِي الحكم فِي أَيَّام قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الباعوني وَبعده ثمَّ ترك ذَلِك أَيَّامًا يسيرَة وناب فِي الخطابة فِي الْجَامِع الْأمَوِي من نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَت خطابته على الطلاوة وَكَذَلِكَ قِرَاءَته فِي الْمِحْرَاب وَكَانَ عِنْده بشر وإحسان لطلبة الْعلم وَغَيرهم وَترك ولدا ذكرا إسمه تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب نزل عَن وظائفه بَعْضهَا لوَلَده وَبَعضهَا للسَّيِّد الْقدْوَة كَمَال الدّين حَمْزَة الْحُسَيْنِي زوج إبنته الْبَاقِيَة وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ وضبطوا تركته بِحُضُور وَاحِد من جمَاعَة الخاصكي وَختم على موجوده للمشاورة تَاسِع عشريه توفيت زَوْجَة القَاضِي محب الدّين المرحوم أم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 أَوْلَاده فَصلي عَلَيْهَا بِجَامِع التَّوْبَة ودفنت بمقبرة بَاب الفراديس وأسندت وصيتها إِلَى السَّيِّد كَمَال الدّين وخلفت بِنْتا وَأمّهَا وَابْن عَم لَهَا من قَرْيَة منين جُمَادَى الأولى مستهله السبت عشريه دخل نَائِب الشَّام إِلَى دمشق قجماس الظَّاهِرِيّ من حلب وصحبته أُمَرَاء دمشق والحاجب الْكَبِير وتواردت الْأَخْبَار أَن سُلْطَان الرّوم متحرك لإرسال عَسْكَر آخر فتهيأ جمَاعَة هَذِه الْبِلَاد أَيْضا رَابِع عشريه سَافر ماماي الخاصكي وصحبته القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالْقَاضِي الْعَدوي وَكيل السُّلْطَان وشهاب الدّين أَحْمد بن صبح المشرفي جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله الْأَحَد فِيهِ توجه الكافل إِلَى الْمصلى وَمَعَهُ الْقُضَاة الثَّلَاثَة وقرأوا كتاب أزبك الظَّاهِرِيّ الْوَارِد من حلب إِلَى الأتابكي يذكر تحرّك ابْن عُثْمَان ويحث على النهضة وَأَن غَالب عسكره فِي هَذِه الْمرة كفار وَترك لَهُم الْجِزْيَة ثَلَاث سِنِين ففرقوا الْأَمْوَال على التُّجَّار وَغَيرهم لأجل المشاة وشرعوا فِي إستخلاص الْأَمْوَال وَحضر مَعَهم فِي هَذَا الْيَوْم بدار النِّيَابَة الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون وَتوسع مباشروه فِي جمع الْأَمْوَال وأخسروا الْفُقَرَاء والأرامل سادسه اجْتمع أهل ميدان الْحَصَا وَغَيرهم بالجامع الْأمَوِي وأحضروا الْأَعْلَام والمصاحف وصعدوا المنارات وأسطحة الْجَامِع يكبرُونَ ويستغيثون فجَاء القَاضِي الشَّافِعِي وَمَعَهُ كَاتب السِّرّ إِلَى بَاب الْجَامِع والمنادي يُنَادي أَن الجباية بطالة وَأَن النَّائِب رفع ذَلِك عَنْهُم ثمَّ توجهوا إِلَى بَيت محب الدّين السّلمِيّ كَاتب الخزانة فَردُّوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 الْعَوام عَنهُ بعد أَن كَادُوا يحرقونه وَهُوَ سَاكن فِي بَيت إِبْرَاهِيم الترجمان دَاخل بَاب توما ثامنه جَاءَ مرسوم بِأَن السُّلْطَان كَانَ قد وَقع عَن الْفرس وأيس مِنْهُ ثمَّ عافاه الله تَعَالَى وَفِيه الْحَث على لم دَرَاهِم المشاة من الْقُضَاة والتجار وَمن أَصْحَاب الأقاطيع والأرزاق والأوقاف على الإهتمام أَيْضا وَأَن ابْن عُثْمَان إستعان بالكفار وَأَن هَذَا صَار جهادا فِي سَبِيل الله تَعَالَى فَأخذُوا فِي لم الدَّرَاهِم وَنُودِيَ أَن أكَابِر الحارات من شكي عَلَيْهِ يضْرب فليلموا بِرِفْق آخِره سَافر النَّائِب إِلَى حلب ثمَّ قدم نَائِب غَزَّة وَمَعَهُ خلائق من المشاة بِالْعدَدِ الْكَامِلَة وَالثنَاء عَنهُ جميل ثمَّ قدم يشبك الجمالي الزردكاش وَنعم الرجل هُوَ ثمَّ توجهوا إِلَى حلب بعد ثَلَاثَة أَيَّام رَجَب شعْبَان مستهله الثُّلَاثَاء عاشره توفّي الشَّيْخ الْعَلامَة القَاضِي عَلَاء الدّين بن سَالم بن خَلِيل الشَّافِعِي من فضلاء الشَّافِعِيَّة نَشأ على خير وَدين وإشتغال بِالْعلمِ شَارك فِي الْفِقْه وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ سَاكِنا حسن السمت وَكَانَ عَاهَدَ الله من صغره أَن لَا يعْمل شَاهدا وَلَا قَاضِيا قَالَ لي القَاضِي الشَّافِعِي جادلته فِي أَن أفوض إِلَيْهِ مَرَّات فَلم يرض صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي عقب صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَت جنَازَته حافلة وأثني عَلَيْهِ خير وَدفن بمقبرة الحمرية قَرِيبا من قبر الشَّيْخ عَليّ بن أَيُّوب توفّي فِي عشر السِّتين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 سادس عشريه سَافر إِلَى الْبِقَاع وبلاده القَاضِي الشَّافِعِي وَأقَام مقَامه القَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي يجلس بالشريفية جوَار بَيت القَاضِي كل يَوْم رَمَضَان مستهله الْخَمِيس رابعه توفّي التَّاجِر عَليّ بن الملاح بِقَبْر عَاتِكَة حادي عشريه توفّي عَلَاء الدّين بن شاهين نَائِب القلعة بِدِمَشْق وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير ناهز السّبْعين كَانَ عِنْده رفق ومداراة شَوَّال مستهله الْجُمُعَة شهد بِرُؤْيَتِهِ جمَاعَة من الشاغور وأدوا على القَاضِي الأخنائي سابعه لبس خلعة الْأَمِير جَان بلاط عَتيق بردبك نَائِب الشَّام أَن يكون أَمِير الْحَاج فِي هَذَا الْعَام وإستخدم جمَاعَة جَانِبك الَّذِي كَانَ يخرج أَمِير الْحَاج ثَانِيه وصل من السّفر القَاضِي الشَّافِعِي من بيروت وتمت عِمَارَته الَّتِي عمرها بمنزله وَالْحمام الَّذِي دَاخل بَيته سادسه وصل نَائِب الشَّام قجماس الظَّاهِرِيّ من حلب وَقت الْعشَاء وَوصل مَعَه الْحَاجِب الْكَبِير يلباي وسودون الطَّوِيل وتواترت الْأَخْبَار بِحُصُول الصُّلْح بَين عَليّ دولات وَأهل هَذِه المملكة وَأَنه أطَاع وَضرب النَّقْد بإسم السُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي وخطب بإسمه وزوجوا ابْن أزبك أَمِير كَبِير بإبنته فِي يَوْم الصُّلْح وَكتب الْكتاب فِي الْمجْلس الَّذِي حلف فِيهِ وتراجعت العساكر من نَاحيَة حلب متوجهين إِلَى مصر على وَجه جميل دَالا على طي بِسَاط الشَّرّ وَالْحَمْد لله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 ثامن عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم جَان بلاط كَمَا عرفت وَحج فِي هَذِه السّنة القَاضِي نجم الدّين الخيضري وَالشَّيْخ أَبُو الْفضل الصَّفَدِي الشَّافِعِي وَأَن الْحَاج قَلِيلا وَمَا جَاءَ أحد من الرّوم وَكَانَ الْحَاج من حلب أَكثر مِمَّن ذهب من دمشق وقاضي الركب شهَاب الدّين أَحْمد بن الصاحب الَّذِي كَانَ نقيب القَاضِي الشَّافِعِي قطب الدّين رَحمَه الله خَامِس عشريه وصل الأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ من حلب وَنزل بالقبة فَوق مَسْجِد الْقدَم وَدخل مَعَه الْأُمَرَاء من جمَاعَة سُلْطَان الرّوم فِي الْحَدِيد وخلائق من عَسَاكِر ابْن عُثْمَان فِي الْحَدِيد أَيْضا وَدخل مَعَه ابْن عَليّ دولات الغادري وجماعته بِلَا ترسيم وَدخل مَعَه من أُمَرَاء مصر تنبك قرا الظَّاهِرِيّ وبرسباي قرا الظَّاهِرِيّ ويشبك الجمالي وتنبك الجمالي وقانصوه خَمْسمِائَة وتغري بردي والأمير تمراز قريب السُّلْطَان وَركب مَعَهم النَّائِب وسكنت الْأُمُور بِحَمْد الله ذُو الْقعدَة مستهله الْأَحَد توجه الأتابكي الباش والأمراء وَفِيه توفّي الشَّيْخ الْمُبَارك الْقدْوَة عَلَاء الدّين عَليّ الْبزورِي المجاور للشامية كَانَ ملازما للتلاوة مَعَ التدبر وَكَانَت أوقاته كلهَا مَشْغُولَة بِالْعبَادَة تِلَاوَة وذكرا وَعَملا وَمَا كَانَ لَهُ نَظِير تربى على يَد الشَّيْخ عمر بن الشَّيْخ خَلِيل ولازمه سِنِين كَثِيرَة بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الحمرية بِالْقربِ من قبر الشَّيْخ عَليّ ابْن الْمَذْكُور ولي الله تلميذ الْموصِلِي نفع الله ببركتهم ثَانِي عشره وصل الْخَبَر أَن أَمِين الدّين مُحَمَّد الحسباني الْحَنَفِيّ ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وَوصل مرسوم بذلك عوضا عَن القَاضِي موفق الدّين العباسي وَأَنه بذل خَمْسَة آلَاف دِينَار خَارِجا عَن ألف أُخْرَى وأخبروا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 بِحُصُول غلاء فِي مصر وَأَن الْخبز الْأُوقِيَّة الشامية بِنصْف دِرْهَم شَامي وَاللَّحم الرطل الشَّامي بِثَلَاثَة عشر درهما شامية تَاسِع عشره ولي القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحْمَن الحسباني وَالِد من تقدم ذكره قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن عماد الدّين الناصري بأَرْبعَة عشر ألف دِينَار والمفصل مُسْتَمر فِي الترسيم بِمصْر وَيُقَال إِنَّه ضرب وَوصل مرسوم بِأَن مُحَمَّد شاهين ولي نِيَابَة القلعة عوضا عَن أَبِيه وَفِيه وصل القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي من مصر مستمرا وَكيلا وأضيف إِلَيْهِ جِهَات للذخيرة وَقَالَ لي عبد الْقَادِر قَرِيبه إِنَّه إستدان فِي هَذِه السفرة ثَمَانِيَة وَعشْرين ألف دِينَار ذُو الْحجَّة مستهله الثُّلَاثَاء يَوْم الْعِيد صلى النَّائِب بالمصلى وخطب القَاضِي الشَّافِعِي بِهِ وَحضر الْمَالِكِي والحنبلي وأركان الدولة على الْعَادة رَابِع عشره وصل مرسوم الحسباني الْحَنَفِيّ وَلم يُفَوض لأحد خَامِس عشريه صلي بالجامع الْأمَوِي على القَاضِي شيخ الْإِسْلَام شهَاب الدّين قَاضِي مَكَّة وعالمها ورئيسها كَانَ فَردا علما وفصاحة وشجاعة وَكَانَ من الشهامة على وَجه لَا يزَال سُلْطَان مَكَّة فِي خدمته وَتَحْت أمره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 سنة إثنتين وَتِسْعين وثمان مائَة إستهلت والخليفة المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قجماس الظَّاهِرِيّ والقضاة شهَاب الدّين الفرفوري الشَّافِعِي وَمَعَهُ نظر الْجَيْش وزين الدّين الحسباني الْحَنَفِيّ هُوَ الْآن بِمصْر وشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين عمر بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب السِّرّ أَمِين الدّين الحسباني ونواب الشَّافِعِي من تقدم ذكرهم أحد عشر نَائِبا الْمحرم مستهله الْخَمِيس فِيهِ وصل الْخَبَر بِأَن أَمِين الدّين مُحَمَّد الحسباني الَّذِي تولى كِتَابَة السِّرّ ضرب بِحَضْرَة السُّلْطَان بِسَبَب عدم دَفعه الْمبلغ الَّذِي شَرط عَلَيْهِ وعتب وَالِده وَوضع الْوَلَد فِي الترسيم عِنْد الدوادار الْكَبِير صفر مستهله الْجُمُعَة رَابِع عشره قبل الْفجْر كسف الْقَمَر وإستمر مكسوفا إِلَى طُلُوع الشَّمْس ثامن عشره وصل الْأَمِير ابْن هرسك من الْقَاهِرَة مُتَوَجها إِلَى أستاذه سُلْطَان الرّوم أطلقهُ السُّلْطَان وأكرمه وَدخل دمشق مكرما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 وَمَعَهُ النَّائِب والقضاة والأمراء وأعيان النَّاس والعامة وَوَقع ثلج كثير يَوْمئِذٍ وَنزل بالإسطبل قبالة دَار النِّيَابَة خَامِس عشريه سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم بعد إكرام عَظِيم حصل لَهُ من النَّائِب وَغَيره خَامِس عشريه فوض القَاضِي الْمَالِكِي نِيَابَة الحكم لإبن النّحاس شهَاب الدّين بشفاعة النَّائِب وَكَانَ لَهُ مُدَّة معزولا وَفِيه تولى إينال الخسيف الحجوبية الْكُبْرَى بِدِمَشْق عوضا عَن يلباي وَتَوَلَّى يلباي نِيَابَة صفد وَجَاء الْخَبَر بِأَن شهَاب الدّين بن بري نقل من الترسيم فِي بَيت الْوَالِي إِلَى بعض الخدام بالقلعة وَله ثَلَاث سِنِين ربيع الأول مستهله الْأَحَد جَاءَ الْخَبَر بعزل ابْن الحسباني من كِتَابَة السِّرّ وَأطلق من الترسيم بعد غَرَامَة جليلة ووالده معوق بِسَبَب تَتِمَّة الْمبلغ الَّذِي عَلَيْهِ من جِهَة قَضَاء الْحَنَفِيَّة وعماد الدّين الْحَنَفِيّ الْمُنْفَصِل فِي بَيت الْوَالِي بِسَبَب المَال الَّذِي عَلَيْهِ ربيع الآخر مستهله الثُّلَاثَاء وصل إينال الخسيف من عِنْد السُّلْطَان إِلَى دمشق مُتَوَلِّيًا الحجوبية الْكُبْرَى وَذهب يلباي إِلَى صفد جُمَادَى الأولى مستهله الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم لشهاب الدّين أَحْمد بن الصاحب مبَاشر المرستان وَفِيه فوض القَاضِي الشَّافِعِي لمحب الدّين الناصري أخي عماد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 الدّين الْحَنَفِيّ ليحكم على مَذْهَب أبي حنيفَة بِإِشَارَة الكافل وَفِيه منع النَّائِب كَمَال الدّين بن سُلْطَان الْحَنَفِيّ من الحكم ثمَّ بعد أَيَّام رَضِي وَأذن لَهُ ثَالِث عشره وصل الْحَاجِب الثَّانِي تنم من عِنْد السُّلْطَان جُمَادَى الْآخِرَة مستهله الْجُمُعَة ثَانِي عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم للْقَاضِي عفيف الدّين سعد بن مُحَمَّد الْغَزِّي الشَّافِعِي لَهُ طلب علم لَكِن لَا إِلَى هُنَا فِي عشريه وصل الْخَبَر بتولية أحد الْأُمَرَاء المقدمين بِدِمَشْق يُسمى بردبك إمرية الْحَاج وإستعفى وَلم يلبس الخلعة وراجع فِي الْقَضِيَّة وَكتب مَعَه الكافل وَوصل مُحَمَّد بن شكر مُتَوَلِّيًا نقابة القلعة عوضا عَن أيدكي وإستمر أيدكي بِمصْر رَجَب مستهله الْأَحَد سَابِع عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم لمحب الدّين مُحَمَّد أَيُّوب ثامن عشره جَاءَ الْخَبَر بعزل القَاضِي الشَّافِعِي عَن نظر الْجَيْش وبعزل الترجمان وتولية عبد الْقَادِر الْغَزِّي نظر الْجَيْش الَّذِي هُوَ الْآن نَاظر الجوالي وتولية بدر الدّين بن أخي القَاضِي الشَّافِعِي نظر الجوالي وَفِيه ضرب الْحَاجِب الْكَبِير إينال الخسيف شمس الدّين الْغَزِّي من طلبة الشَّافِعِيَّة بِسَبَب مدرسة تغري ورمش وَضرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 أَيْضا نجم الدّين مُحَمَّد بن القَاضِي شمس الدّين بن مزلق ورسم عَلَيْهِ رَمَضَان مستهله الْإِثْنَيْنِ فِيهِ وصل الْأَمِير جَان بلاط الأشرفي وَنزل بِالْقصرِ بالميدان وَمَعَهُ ديوَان عبد الْقَادِر القصروي من جِهَة ابْن الجيعان وَمَعَهُ مرسوم بالتحرير على الْأَوْقَاف فوضعوا على الْأَوْقَاف أَرْبَعَة آلَاف دِينَار فرضوها بِالْمَدْرَسَةِ البادرائية بِحُضُور الْقُضَاة الثَّلَاثَة وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين ثمَّ بعد ذَلِك زَاد الْمبلغ نَحْو الْألف عشريه حضر جَان بلاط بالإسطبل عِنْد الْبَاب بِسَبَب الْحساب بَين القَاضِي الشَّافِعِي والفرنج وَلم يتحرر شَيْء ثَانِي عشريه سَافر الْأَمِير جَان بلاط إِلَى حلب سادس عشريه وصل الْخَبَر بتولية القَاضِي بدر الدّين بن أخي القَاضِي الشَّافِعِي كِتَابَة السِّرّ وأعيد نظر الجوالي إِلَى عبد الْقَادِر الْغَزِّي مُضَافا إِلَى نظر الْجَيْش وَهَذَا على خطه شَوَّال مستهله الْأَرْبَعَاء ثَانِيه توفّي نَائِب الشَّام قجماس الظَّاهِرِيّ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بجوار دَار النِّيَابَة سابعه فِي ليله هرب بداغ الغادري من القلعة دلى نَفسه بِحَبل من شراريف القلعة وَهُوَ أَخُو سوار وَله نَحْو سَبْعَة سِنِين مَحْبُوس بالقلعة وواطأه على ذَلِك الحارس من نَاحيَة بَاب الْحَدِيد وَحصل لأهل القلعة إضطراب تاسعه وصل كتاب من الْأَمِير جَان بلاط إِلَى حَاجِب الْحجاب أَن يرفع محب الدّين الْأَسْلَمِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 كَاتب خزانَة النَّائِب وَعبد اللَّطِيف ديوانه إِلَى القلعة فرفعا وغيب السَّيِّد الْموقع وَأما دوادار النَّائِب وجماعته فقعدوا بالتربة وإمتنعوا من الذّهاب إِلَى القلعة عاشره وضعُوا مُحَمَّد شاهين نَائِب القلعة وَمُحَمّد بن شكر نقيب القلعة فِي جَامع القلعة مرسما عَلَيْهِمَا بِسَبَب بداغ سادس عشره حضر عبد بداغ وَوَاحِد من خدمه مرسما عَلَيْهِمَا قبضوا عَلَيْهِمَا بحمص وَضَربا فأقرا أَنه لما خرج من القلعة أَقَامَ عِنْد قراكز بسويقة ساروجا يَوْمَيْنِ ثمَّ ذهب فأحضر قراكز ورفعوه إِلَى القلعة بعد أَن إحتاطوا على موجوده رَابِع عشره توفّي عبد الْقَادِر الْغَزِّي نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق خَامِس عشره مَاتَ عبد الْقَادِر بن الْكَاتِب ترجمان السُّلْطَان سَابِع عشريه وصل قانصوه الألفي دوادار السُّلْطَان الثَّانِي بِمصْر بِسَبَب ضبط تَرِكَة الكافل وَنزل بدار النِّيَابَة ذُو الْقعدَة مستهله الْجُمُعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 رسم قانصوه الألفي على القَاضِي الشَّافِعِي بدار النِّيَابَة ثمَّ أطلقهُ فِي الْيَوْم التَّالِي وَقيل على عشرَة آلَاف دِينَار خَارِجا عَن ألف دِينَار بِسَبَب قتل خير بك بِبَلَدِهِ خَامِس عشريه سَافر القَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي إِلَى مصر بِسَبَب قَضِيَّة الْجَارِيَة وَفِيه سَافر القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ إِلَى مصر قَاصِدا للْقَاضِي الشَّافِعِي ذُو الْحجَّة مستهله السبت سابعه نقلوا مُحَمَّد شاهين وَمُحَمّد شكر من الْجَامِع إِلَى البرج ثمَّ أطلق بعد أَن فرض عَلَيْهِمَا وعَلى جمَاعَة القلعة أحد عشر ألف دِينَار كَمَا قيل سادس عشره سَافر القَاضِي بهاء الدّين الباعوني إِلَى الْقَاهِرَة وَمَعَهُ زَوجته المصرية وَفِيه شاع تَوْلِيَة قانصوه اليحياوي نِيَابَة دمشق رَابِع عشريه وصل القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحْمَن الحسباني الْحَنَفِيّ دمشق مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْحَنَفِيَّة وَقُرِئَ توقيعه بالجامع الْأمَوِي على الْعَادة وصحبته خاصكي لإستخلاص أَمْوَال النَّائِب الْمُتَوفَّى وتحرر تَوْلِيَة قانصوه اليحياوي يَوْم سَابِع عشره وعقب وُصُول الحسباني تغيب خوفًا من قانصوه الألفي أَن يرسم عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة إستهلت والخليفة المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي إِلَى الْآن مَا حضر والقضاة شهَاب الدّين الفرفوري الشَّافِعِي وَبِيَدِهِ الخطابة بالجامع ومشيخة الشُّيُوخ وَنظر المرستان والحرمين وزين الدّين الحسباني الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ ونواب الشَّافِعِي الشَّيْخ برهَان الدّين بن العميد وَالْقَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي وبهاء الدّين الباعوني وَرَضي الدّين الْغَزِّي ومحي الدّين الأخنائي وَمُحَمّد بن غَازِي وشهاب الدّين الرَّمْلِيّ وتقي الدّين بن قَاضِي زرع وشهاب الدّين الْحِمصِي وشهاب الدّين العزازي ومحب الدّين الْحَمَوِيّ ومحب الدّين بن أَيُّوب وعفيف بن سعيد وشهاب الدّين الصاحب أَرْبَعَة عشر نَائِبا وَكَاتب السِّرّ بدر الدّين مُحَمَّد بن الفرفور الْمحرم مستهله الْإِثْنَيْنِ سادسه وصل متسلم النَّائِب وَولده أَحْمد وصحبته دواداره جندر وَفِيه رفع إِلَى القلعة جَانِبك دوادار السُّلْطَان ثمَّ أخرج بعد ثَلَاثَة أَيَّام بمرسوم ورد ثامنه سَافر الْأَمِير جَان بلاط الخاصكي أَقَامَ بِدِمَشْق مُدَّة يسيرَة بعد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 رُجُوعه من نَاحيَة حلب وسافر صحبته القَاضِي موفق الدّين العباسي وَمَعَهُ وَلَده عبد الرَّحِيم وَفِيه توفّي مُحَمَّد شهَاب الدّين الحسباني كَانَ فلج نَحْو خَمْسَة عشر سنة حصل لَهُ الإشتغال فِي اللَّيْل فَخرجت روحه فَجْأَة ثامن عشره سَافر قانصوه الألفي إِلَى مصر وصحبته مباشرو النَّائِب قجماس رَضِي الدّين ومحب الدّين وَعبد اللَّطِيف وَصدقَة السامري وأزبك المشد وَمَعَهُ أَيْضا فِي الترسيم أَحْمد بن صبح المشرفي ثَالِث عشره ظهر الحسباني الْحَنَفِيّ تَاسِع عشريه وصل النَّائِب قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ وَمَعَهُ أَوْلَاده الْكِبَار الثَّلَاثَة مُحَمَّد وَأحمد ومحمود كل وَاحِد من الثَّلَاثَة بعسكر وَحده وَطلب فَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَالنَّاس مطبقون على محبته وَقُرِئَ توقيعه بدار الْعدْل قَرَأَ بدر الدّين مُحَمَّد الفرفوري كَاتب السِّرّ سلخه وصل الْحَاج الشَّامي وَكَانَ يَوْمًا مطيرا وأميرهم أَمِير ميسرَة من مماليك السُّلْطَان وَشَكوا مِنْهُ صفر مستهله الثُّلَاثَاء رابعه سَأَلَ النَّائِب الْقُضَاة وَغَيرهم عَن جملَة أُمُور يجب تَعْجِيلهَا فَذهب كل وَاحِد إِلَى مَا إستحضره وَظهر أَن الْمسَائِل تزيد على الْخمسين فلتعتبر أَبْوَاب الْفِقْه وَسَأَلَ عَن طبل الْحَج وَالْحَرب وَاللَّهْو وَهَذَا الَّذِي يضْرب على أَبْوَاب الْأُمَرَاء كل لَيْلَة وَأجِيب بِأَنَّهُ إِن ظهر أَن الْمَقْصُود بِهِ الْآن نَذِير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 الْحَرْب حل سَمَاعه وإرعاب الْعَدو أَيْضا وَفِيه نَادَى بِإِبْطَال المشاهرة فِي الْحِسْبَة وَأَن لَا يَعْصِي أحد على الشَّرْع وَأَن لَا يعْطى النَّقِيب أَكثر من دِرْهَمَيْنِ خَامِس عشره نَادَى أَن من خزن قمحا أَو شَعِيرًا يَبِيعهُ وَإِن لم يفعل نهب مغله فبادر النَّاس إِلَى البيع وتراخت الأسعار عَن أربعماية الغرارة الْقَمْح وَمِائَتَيْنِ الغرارة الشّعير وَحسن الْخبز وَرخّص ثامن عشره توفيت الْحُرْمَة السيدة المعمرة زَيْنَب بنت الشَّيْخ أَحْمد ابْن زين الْحَنْبَلِيّ جَاوَزت الثَّمَانِينَ وَكَانَت من العابدات الصَّالِحَات مُلَازمَة للتلاوة وَالذكر وَالصَّلَاة ودفنت عِنْد والدها بتربة الحمرية خَارج بَاب الْجَابِيَة قريب قبر ابْن المغربي تَاسِع عشره توفّي شيخ الْحَنَفِيَّة الْعَلامَة جَامع الْعُلُوم زين الدّين عبد الرَّحْمَن الْعَيْنِيّ كَانَ ملازما للاشتغال والأشغال يتَكَلَّم فِي مذْهبه وَسَائِر الْعُلُوم كلَاما مهذبا محررا وَكَانَ حامي اللِّسَان حسن السمت دَائِم الْبشر محبوبا من قبل أَصْحَاب الْمذَاهب منجمعا على شَأْنه وَتقدم أَنه عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَلم يرض وَدفن بمقبرة مُتَعَلقَة بأَهْله بالجامع الْجَدِيد من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 الصالحية رَحمَه الله تَعَالَى ربيع الأول فِيهِ وصل الْخَبَر بتولية القَاضِي موفق الدّين نظر الْجَيْش بِدِمَشْق ربيع الآخر مستهله الْجُمُعَة فِيهِ توفّي السَّيِّد عبد الْوَهَّاب الصلتي وَدفن بتربة الشَّيْخ رسْلَان كَانَ شَاهدا بِبَاب القَاضِي الشَّافِعِي وَفِيه توفّي شهَاب الدّين أَحْمد وهيبة العباسي خطيب بصرى كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ منجمعا عَن النَّاس إرتحل من بصرى لما إضطرب أَمر الْبِلَاد وتعاطى المتجر ليحصل مَا يسد عِيَاله وَفِيه توفّي عَلَاء الدّين بن الحوفي الشَّافِعِي من الطّلبَة القدماء رافقنا على الْمَشَايِخ ثمَّ إنفرد عَن الْفُقَهَاء وإنقطع ببيته من نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَفِيه سَافر السَّيِّد شهَاب الدّين بن عجلَان وأخيه كريم الدّين إِلَى مصر وَفِيه تولى محب الدّين الْأَسْلَمِيّ نظر القلعة عوضا عَن القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي وَفِيه لبس أيدكي خلعة بنيابة القلعة بعد أَن جعل عَلَيْهِ عشرَة آلَاف دِينَار ثمَّ ورد الْخَبَر بتولية تمراز مشد الشرابخانه لقجماس نقابة القلعة وَأَن صَدَقَة السامري جعل ديوانا فِي القلعة جُمَادَى الأولى مستهله الْأَحَد ثَانِيه سَافر الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد المحوجب إِلَى مصر ثَانِي عشره جَاءَ الْخَبَر بتحرك سُلْطَان الرّوم ابْن عُثْمَان على هَذِه الْبِلَاد ونادى النَّائِب بالتجريدة وَوصل كتاب نَائِب عينتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 أَنهم وصلوا إِلَى أدنه وَأَن فرقة من جماعته جاؤوا فِي الْبَحْر سادس عشره وصل تمراز مُتَوَلِّيًا نقابة القلعة وَأَن أيدكي يسْتَمر نَائِب القلعة وَذَلِكَ بمكاتبة النَّائِب وَلبس أيدكي خلعة بنيابة القلعة وَفِيه وصل محب الدّين نَاظر القلعة وَلبس خلعة وَفِيه وصل خاصكي يُسمى قانم الساقي من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَنزل فِي بَيت أزبك عَتيق قجماس قريب بَيت ابْن طالو عِنْد القنوات وَابْن صبح فِي الترسيم مَعَه تَاسِع عشريه سَافر القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي إِلَى مصر مختفيا لما أشيع أَن هَذَا الخاصكي مَعَه مرسوم أَن يَأْخُذ مِنْهُ أحدا وَعشْرين ألف دِينَار عشريه وصل القَاضِي كَاتب السِّرّ الشريف ابْن مزهر إِلَى الرملة وَوصل أَيْضا الدوادار الْكَبِير آقبردي وَفِيه توفّي دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق جَانِبك من المماليك السُّلْطَانِيَّة جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله الثُّلَاثَاء وصل السَّيِّد شهَاب الدّين بن عجلَان بخلعة من الْقَاهِرَة مستمرا على مَا هُوَ عَلَيْهِ من نظر الْأَشْرَاف وصادف فِي طَرِيقه السَّيِّد برهَان الدّين مُحَمَّد فِي طَرِيق مصر مُتَوَجها وَفِيه لبس جَان بلاط الألفي بِدِمَشْق خلعة بإمرة الْحَاج الشَّامي وَابْن أرغون شاه نظر الجوالي سادسه وصل من مصر القَاضِي بهاء الدّين الباعوني وَالْقَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي الشافعيان سابعه لبس القَاضِي الشَّافِعِي خلعة الإستمرار عاشره توجه للتجريدة أَمِير كَبِير بِدِمَشْق جانم من خاصكية السُّلْطَان ثَانِي عشره رفع أَحْمد بن صبح المشرفي فِي الْحَدِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 إِلَى القلعة بِسَبَب مَا نسب إِلَيْهِ من تَحْصِيل الْأَمْوَال من النَّاس ظلما خَامِس عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم للْقَاضِي كَمَال الدّين بن خطيب حمام الْورْد سبط الشَّيْخ برهَان الدّين الباعوني وكمل لَهُ بذلك خَمْسَة عشر نَائِبا وَفِيه لبس محب الدّين خلعة بِنَظَر الجوالي بِدِمَشْق رَجَب مستهله الْأَرْبَعَاء ثالثه وصل مرسوم بِضَرْب ابْن صبح وإشهاره وَالتَّشْدِيد عَلَيْهِ ومسكوا صَاحبه برهَان الدّين الْحَنْبَلِيّ الشَّاهِد بمركز بَاب الْجَابِيَة فَضرب وَرفع فِي الْحَدِيد رابعه ضرب ابْن صبح ضربا مبرحا وَجَاء عَلَيْهِ الْخَلَائق وقصدوا قَتله فمنعوهم مِنْهُ وواجهته أهل الْمَظَالِم بِمَا فعل عاشره مَاتَ فإستراح مِنْهُ الْعباد والبلاد وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير ثامن عشره وصل الْأَمِير قانصوه خمس ماية بثقل عَظِيم وعسكر هائل وصحبته القَاضِي عماد الدّين الناصري الْحَنَفِيّ مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْحَنَفِيَّة وَقُرِئَ توقيعه الْجَامِع الْأمَوِي وإستناب سِتَّة نور الدّين بن مَنْعَة وشمس الدّين الْحلَبِي وَعز الدّين بن الحمرا وبرهان الدّين الحجي أَخُوهُ ومحي الدّين الناصري وجمال الدّين بن طولون وَحصل التَّشْدِيد على الحسباني فِي القلعة وعَلى وَلَده عبد الله وَأما وَلَده أَمِين الدّين فَذهب إِلَى مصر عشريه توجه قانصوه خمسماية إِلَى حلب وشاع أَن الْأَعْدَاء هجموا على بِلَاد السُّلْطَان فَذهب هُوَ بتجريدة وَأشيع أَن الأتابكي أزبك توجه على وَادي التيم وَكَذَلِكَ بَقِيَّة الْأُمَرَاء ثَالِث عشريه وصل تمراز الظَّاهِرِيّ قريب السُّلْطَان وَمَعَهُ جمَاعَة من الْأُمَرَاء والمماليك السُّلْطَانِيَّة لاحقين من تقدم من العساكر وَجَاء الْخَبَر بإستيلاء جمَاعَة ابْن عُثْمَان على مدينتي إِيَاس وطرسوس وَغَيرهمَا شعْبَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 مستهله الْجُمُعَة ثَالِث عشريه وصل القَاضِي موفق الدّين العباسي من الْقَاهِرَة مُتَوَلِّيًا نظر الْجَيْش وَولده زين الدّين عبد الرَّحِيم مُتَوَلِّيًا كِتَابَة السِّرّ وهما متوعكان ودخلا إِلَى منزلهما بخلعة السّفر كل مِنْهُمَا لكَون دوادار الكافل جندر غَائِبا شهر رَمَضَان مستهله السبت خامسه توفّي القَاضِي موفق الدّين العباسي نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير شَرْقي الطَّرِيق الْأَعْظَم بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي ثامن عشره وصلت الْأَخْبَار بالتقاء العسكرين على أدنه وخذل الله عَسْكَر الرّوم فإنكسروا بعد ان قتل من الْفَرِيقَيْنِ خلائق عشريه وصل الْخَبَر بِأَن القَاضِي كَاتب السِّرّ بِمصْر زين الدّين أَبَا بكر بن مزهر توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى فِي يَوْم ثامنه وَدفن بتربتهم بالقرافة قريب تربة السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف ثَالِث عشريه توفّي تَقِيّ الدّين أَبُو بكر بن الغرابيل وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي رَحمَه الله تَعَالَى وَفِيه سَافر القَاضِي كَمَال الدّين العباسي أَخُو نَاظر الْجَيْش الْمَالِكِي إِلَى مصر شَوَّال مستهله الْإِثْنَيْنِ شهد بِرُؤْيَة الْهلَال جمَاعَة وَمَا تمت الشَّهَادَة إِلَّا بعد الظّهْر وَبعد أَن رأى جمَاعَة الْهلَال بِالنَّهَارِ وَبعد الظّهْر وخطب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 القَاضِي الشَّافِعِي بالجامع الْأمَوِي وَوَقع الْبَحْث فِي ان رُؤْيَة الْهلَال نَهَار اللَّيْلَة الْمُسْتَقْبلَة إِذا كَانَت يَوْم الثَّلَاثِينَ جَائِز وَأما لَيْلَة الثَّلَاثِينَ فَإِذا رئي بِالنَّهَارِ يَوْمه فَلَا أثر لَهَا كَمَا صرح بِهِ الْغَزالِيّ وَغَيره وتوهم فِي ذَلِك بغض الْفُضَلَاء ثَانِيه سَافر القَاضِي شمس الدّين بن مزلق إِلَى مصر مَطْلُوبا بِسَبَب شكوى وَلَده عَلَيْهِ عشريه وصل الْخَبَر بتولية محب الدّين نَاظر الجوالي بالقلعة نظر الْجَيْش أَيْضا بِعشْرَة آلَاف دِينَار يلْحقهَا أَلفَانِ وَفِيه وصل الْخَبَر بعزل عماد الدّين الناصري من قَضَاء الْحَنَفِيَّة وإعادة زين الدّين عبد الرَّحْمَن الحسباني فَأخْرج الحسباني من القلعة وَلبس خلعة وأعيد عماد الدّين إِلَى القلعة ذُو الْقعدَة مستهله الثُّلَاثَاء والعسكر مقيمون على قلعة أدنة محاصروها سادس عشريه وصل القَاضِي شمس الدّين بن مزلق وَولده من مصر وَقد شَرط على وَلَده مقادير من الْفضة وَغَيرهَا لنفقته ذُو الْحجَّة مستهله الْأَرْبَعَاء ثَانِيه لبس محب الدّين خلعة بِنَظَر الْجَيْش وَوصل الْخَبَر بِأَن الْعَسْكَر أخذُوا قلعة أدنه وَأَن برسباي قرا الظَّاهِرِيّ قد مَاتَ وَفِيه وصل مرسوم بِطَلَب الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون بِسَبَب مُحَمَّد الْعمريّ الْخَارِجِي ثمَّ وصل مرسوم آخر بِطَلَب الشَّيْخ مُحَمَّد بن محب الدّين الحصني من جِهَة الْعمريّ أَيْضا وَكَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد أرسل إِلَى مصر كتابا يذكر فِيهِ أَنه سمع من الْعمريّ كلَاما يدل على أَنه زنديق وَعين الْكَلَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 سنة أَربع وَتِسْعين وثمان ماية إستهلت والخليفة أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ وَهُوَ الْآن مُقيم على أدنه بعد أَخذهَا والقضاة شهَاب الدّين أَحْمد بن الفرفور وَبِيَدِهِ الخطابة بالجامع الْأمَوِي ومشيخة الشُّيُوخ وَنظر المرستان والحرمين وزين الدّين عبد الرَّحْمَن الحسباني الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين عمر بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وناظر الْجَيْش محب الدّين المتشرف بِالْإِسْلَامِ الْمحرم مستهله الْجُمُعَة تَاسِع عشره وصل إِلَى دمشق النَّائِب قانصوه اليحياوي صفر مستهله الْأَحَد فِيهِ وصل الْحَاج الشَّامي أَمِيرهمْ جَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 بلاط وَوصل من الْحجاز الشَّيْخ أَبُو الْفضل محب الدّين بن الإِمَام الصَّفَدِي من فضلاء الشَّافِعِيَّة القدماء وَجَاء أَيْضا السَّيِّد عَلَاء الدّين بن نقيب الْأَشْرَاف وَتوجه من نَاحيَة الكرك إِلَى الْقُدس الشريف وتواصلت الْأَخْبَار بِأَن الْعَسْكَر ذهب غالبهم من نَاحيَة وَادي التيم وَجَاء خلائق من هُنَا منصرفين خامسه بَدَأَ جلال الدّين فِي التدريس فِي الْجَامِع الْأمَوِي تَحت الْقبَّة وَكَانَ لَهُ مُدَّة سنة قبل هَذَا يدرس بِجَامِع التوريزي وهبه الله الْعلم وَالدّين سَابِع عشره وصل من حلب قانصوه خمسماية أَمِير آخور كببير ثمَّ توجه إِلَى مصر بعد يَوْمَيْنِ ثامن عشره وصل تمراز وَنزل بالصالحية عِنْد القَاضِي كَمَال الدّين بن خطيب حمام الْورْد وَوضع القَاضِي عبد الرَّحِيم بن موفق الدّين العباسي فِي القلعة على سَبْعَة آلَاف دِينَار على ابْنه فِي ضَمَان قانصوه ثمَّ لما سَافر سلمه للأمير الْكَبِير جانم ثمَّ أطلقهُ وَفِيه وصل مرسوم بِالْإِذْنِ للْقَاضِي الشَّافِعِي فِي السّفر إِلَى مصر حسب مَا طلب وَفِيه توفّي صاحبنا شهَاب الدّين أَحْمد بن ذرع كَانَ متقللا من الدُّنْيَا رَاضِيا بالبلغة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قرب قبر شمس الدّين مُحَمَّد الْوَاعِظ الْحَنَفِيّ قبلي قبر الشَّيْخ شمس الدّين البلاطنسي رَابِع عشريه وصل أزبك الأتابكي من حلب وَنزل بِالْقصرِ قَاصِدا مصر وَفِيه وضع بالقلعة السَّيِّد السمسار القصيباتي بِسَبَب مَا كَانَ وَقع مِنْهُ من قَوْله لَا أذهب إِلَى فلَان وَلَو كَانَ نَبيا وَوَقع الْكَلَام فِي هَذَا هَل هُوَ كفر أَو لَا ثمَّ أطلق على مبلغ ألفي دِينَار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وَألف أُخْرَى ثمَّ لما جَاءَ الْجَواب من مصر بِالرِّضَا فِي قَضيته غرم ألفا أُخْرَى أواخره توفّي مصطفى عَتيق شهَاب الدّين أَحْمد بن المغيزلي وَكَانَ نعم الرجل وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد قبر أستاذه كَانَ مواظبا على الصَّلَاة وَالْبر للْفُقَرَاء رَحمَه الله تَعَالَى ثامن عشريه سَافر أزبك إِلَى مصر وَتَتَابَعَتْ العساكر فَلم يبْق أحد فِي هَذِه الْبِلَاد ربيع الأول مستهله الْإِثْنَيْنِ سَافر القَاضِي نجم الدّين الخيضري إِلَى مصر لما جَاءَ الْخَبَر بِأَن وَالِده قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين على خطة ربيع الآخر مستهله الْأَرْبَعَاء وَقع بحوش دَار النِّيَابَة حجر ملفوف بِخرقَة فِي طرفها قصَّة ذكر فِيهَا شُعَيْب نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي وَمَا يَفْعَله فِي الْأَحْكَام وَغَيرهَا من الظُّلم والبلص وَحكي فِيهَا مَا وَقع لَهُ من سنة ثَمَان وَسبعين وثمانماية فَدَفعهَا النَّائِب للْقَاضِي الشَّافِعِي فَعَزله رَابِع عشره توفّي الشَّيْخ الْعَلامَة الْفَقِيه الأصولي عز الدّين مُحَمَّد الحمرا الْحَنَفِيّ فِي عشر الثَّمَانِينَ كَانَ كثير الإستحضار ملازما للجامع الْأمَوِي صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ القَاضِي محب الدّين بن القصيف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير فِي طرفها من نَاحيَة الْقبْلَة على جادة الطَّرِيق خَامِس عشره أُعِيد القَاضِي شُعَيْب بشفاعة محب الدّين نَاظر الْجَيْش رَابِع عشريه وصل الْخَبَر بوفاة القَاضِي قطب الدّين الخيضري الشَّافِعِي بِمصْر يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشره وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان والقضاة والأمراء والمباشرون وَالْخَلَائِق عِنْد سَبِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ وَدفن بالتربة الَّتِي أَنْشَأَهَا جوَار قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين بن خيضر بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَإِسْكَان التَّحْتَانِيَّة وَكسر الْمُعْجَمَة ابْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 سُلَيْمَان بن دَاوُد بن فلاح ابْن ضميدة بِفَتْح الْمُعْجَمَة الخيضري ولد سنة أحد وَعشْرين وثمان ماية وَفِيه توفّي الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْخَيْر الزبيدِيّ بِالضَّمِّ الْبُلْقَاوِيُّ الأَصْل الترملي بتاء مَفْتُوحَة ومهملة سَاكِنة وَمِيم مَضْمُومَة وَلَام الدِّمَشْقِي إشتغل بِعلم الحَدِيث وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَأخذ عَن الأكابر ورحل فِي طلب الحَدِيث إِلَى مصر وَغَيرهَا سَابِع عشره سَافر إِلَى مصر الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون تَاسِع عشريه أطلق الحسباني الْحَنَفِيّ من ترسيم الْأَمِير جانم الأتابكي وَوضع فِي الترسيم ولداه وَعشرَة من جماعته شُهُود وَغَيرهم على مِائَتي دِينَار وَعشْرين جُمَادَى الأولى مستهله الْجُمُعَة كتاب بدر الدّين الحسباني على بنت الشَّيْخ شمس الدّين الْخَطِيب بِبَيْت الخطابة بالجامع الْأمَوِي وَفِيه صلي على القَاضِي قطب الدّين الخيضري صَلَاة الْغَيْبَة بِدِمَشْق فِي الْجَامِع الْأمَوِي ثَانِيه سَافر القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى صيدا وبيروت وَبَقِيَّة بِلَاده سابعه سَافر السَّيِّد كَمَال الدّين إِلَى الْحمة ثمَّ وصل إِلَى هُنَا خَامِس عشره إجتمع الشَّيْخ عَليّ الدقاق وَالشَّيْخ أَبُو الْفضل بالنائب فِي مُعَارضَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين من جِهَة بَاب جيرون فأجابهما بِمَا خيب سعيهما عِنْد سَمَاعه ثامن عشره سَافر النَّائِب إِلَى حوران وَمَعَهُ عَسْكَر بِسَبَب العربان ثَالِث عشريه وصل من مصر الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين المحوجب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 الشَّافِعِي وَرَأى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بغزة جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله السبت خَامِس عشره وصل الْحَاجِب يُونُس وداوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق خَامِس عشريه وصل القَاضِي الشَّافِعِي من سفرته ثامن عشريه وصل مرسوم بتجهيز مباشري المرستان القَاضِي محب الدّين الْأنْصَارِيّ نَائِب النَّاظر وشهاب الدّين الصاحب وَكَانَ قد توجه قبل وُرُود المرسوم مَعَ مباشري القَاضِي قطب الدّين وَفِي المرسوم عبد الْقَادِر الْعَدوي الْعَامِل وَمُحَمّد بن شعْبَان وَقد وصل المرسوم على يَد عبد القَاضِي كَاتب السِّرّ الشريف الْمقر البدري وَفِي المرسوم أَن أَحْمد الْحَمَوِيّ شيخ سوق المرستان هُوَ الشاكي عَلَيْهِم وَأَن فائض الْوَقْف فِي سبع سِنِين عشرُون ألف دِينَار أكلهَا المذكورون والمرسوم إِلَى الكافل وَإِلَى القَاضِي الشَّافِعِي سادس عشريه وصل النَّائِب من حوران ثَالِث عشريه عرض السَّيِّد نجم الدّين بن برهَان الدّين بن السَّيِّد مُحَمَّد الحسني كتاب الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَكتاب الكافية فِي النَّحْو رَجَب مستهله الْإِثْنَيْنِ لَيْلَة رابعه حصل حريق فِي عمَارَة السُّلْطَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 بِمَسْجِد الْقصب وإستوعب الْحَرِيق الَّذِي قبل هَذَا مَعَ هَذَا من قناة العوني إِلَى قريب حمام برهَان الدّين وَأخذ فِي الْعرض جانبا كَبِيرا وإحترق شمَالي جَامع منجك وَنَحْو عشْرين مَسْجِدا بِتِلْكَ النواحي وَذهب للنَّاس أَمْوَال كَثِيرَة سَابِع عشره وصل مرسوم بِطَلَب القَاضِي الْحَنْبَلِيّ ابْن مُفْلِح وَرفع أَيْضا مباشرو عمَارَة السُّلْطَان بِمَسْجِد الْقصب إِلَى الترسيم بشكوى مُحَمَّد بن شكر نقيب القلعة كَانَ عشريه سَافر مُحَمَّد بن شعْبَان من جِهَة المرستان وسافر ديوَان القلعة زين الدّين عبد الْقَادِر وَجَمَاعَة من القلعة بِسَبَب مهمات القلعة وحسابها رَمَضَان مستهله الْخَمِيس شَوَّال مستهله الْجُمُعَة شهدُوا بِرُؤْيَتِهِ بعد الزَّوَال وصلوا بَين الظّهْر وَالْعصر وخطب القَاضِي الشَّافِعِي رابعه إجتمع جمَاعَة من الْحَنَفِيَّة مِنْهُم برهَان الدّين بن القطب وَقُرِئَ مرسوم بعزل زين الدّين الحسباني الْحَنَفِيّ وَأَن يخْتَار الْحَنَفِيَّة قَاضِيا غَيره على أَن يلْتَزم بدين قانصوه خَمْسمِائَة أَمِير آخور كَبِير وبدين غَيره فالتزم إِسْمَاعِيل الناصري بذلك وَرَضي بِهِ الْحَنَفِيَّة فولاه النَّائِب وَشرط عَلَيْهِ أَن لَا يحكم إِلَّا بالْقَوْل الرَّاجِح فِي مذْهبه وَأَن لَا يولي نَائِبا جَاهِلا وَمن فعل خلاف هَذَا يكون معزولا وَكَانَ الحسباني جَالِسا فِي مجْلِس الْمُتَوَلِي فَأمر النَّائِب بِأَن يقوم الحسباني وَيجْلس عماد الدّين إِسْمَاعِيل الناصري مَكَانَهُ فَنَهَضَ الحسباني وَتوجه من الْمجْلس بِالْكُلِّيَّةِ وَجلسَ إِسْمَاعِيل مَكَانَهُ وولاه النَّائِب حسب مَا أذن لَهُ فِي المرسوم وَأما الحسباني فَتوجه من الْمجْلس إِلَى مصر ثامن عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم يزبك الظَّاهِرِيّ أحد المقدمين بِدِمَشْق وقاضيهم أَمِين الدّين الأيدوني رَابِع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 عشريه وصل الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون من الْقَاهِرَة فَالْحَمْد لله ذُو الْقعدَة مستهله الْأَحَد ثَالِث عشريه وصل القَاضِي الْحَنْبَلِيّ ابْن مُفْلِح من مصر وَمَعَهُ ابْن عبَادَة إِلَى تربة تنم ثمَّ دخل دمشق رَابِع عشريه وَلبس خلعته وَتوجه بهَا إِلَى الصالحية وسافر القَاضِي الشَّافِعِي فِي لَيْلَة هَذَا الْيَوْم إِلَى بِلَاده فِي بيروت وصيدا وَمَا يليهما فِي آخِره نزل الشَّيْخ تَقِيّ الدّين للْقَاضِي سراج الدّين عَن تدريس الشامية البرانية بستمائة أشرفي وَقَبضهَا ذُو الْحجَّة مستهله الْإِثْنَيْنِ سابعه ورد مرسوم أنهِي فِيهِ أَن القَاضِي محب الدّين رَحمَه الله إستولى على تَرِكَة حَمْزَة دَاوُد الطَّيِّبِيّ وَأَن السَّيِّد كَمَال الدّين إستولى على تَرِكَة القَاضِي محب الدّين رَحمَه الله وَأَنه يخرج ويبيعها وَأَن القَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي إستولى على تَرِكَة مُسْند أخي المرحوم القَاضِي قطب الدّين وَأَنَّهَا نَحْو الْعشْرين ألف دِينَار وَقد ورد هَذَا على يَد خاصكي يُسمى تنم محلته بِجَامِع القلعة يَوْم النَّحْر خطب بالجامع الْأمَوِي الشَّيْخ الْحَافِظ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم التَّاجِر لكَون سراج الدّين فِي الترسيم ثمَّ أطلق وخطب فِي الْخطْبَة الَّتِي بعْدهَا حادي عشريه وَقع حريق غربي سوق البزوريين بمساكن الإفرنج وَذَهَبت فِيهِ للفرنج أَمْوَال كَثِيرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 ثَانِي عشريه توفّي صاحبنا جمال الدّين يُوسُف السَّلمَانِي كَانَ يكثر التِّلَاوَة وَله همة ومروءة جزاه الله خيرا عَنَّا ورحمه وَدفن بمقبرة الحمرية خَارج بَاب الْجَابِيَة وَأطلق من الترسيم السَّيِّد كَمَال الدّين وَظهر أَن الأنباء كذب وَالْحَمْد لله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 سنة خمس وَتِسْعين وثمان ماية إستهلت والخليفة أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ وأمير آخور كَبِير قانصوه خَمْسمِائَة وحاجب الْحجاب تنبك قرا ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي والقضاة شهَاب الدّين أَحْمد الفرفوري الشَّافِعِي وَهُوَ الْخَطِيب بالجامع وَشَيخ الشُّيُوخ وناظر المرستان والحرمين وعماد الدّين إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وحاجب الْحجاب يُونُس الْمحرم مستهله الثُّلَاثَاء سابعه وصل من السّفر القَاضِي الشَّافِعِي عاشره وصل بداغ القادري الَّذِي كَانَ هرب من القلعة وَنزل بِالْقصرِ وَمَعَهُ جمَاعَة وإعتنى النَّائِب بِهِ وَأرْسل يعلم بِهِ السُّلْطَان ثمَّ جهزه إِلَى مصر بعد أُسْبُوع وَفِيه رفع إِلَى القلعة القَاضِي عبد الرَّحِيم العباسي كَاتب السِّرّ على بَقِيَّة مَال على وَالِده من جِهَة تعلق نظر الْجَيْش ثمَّ أطلق ثمَّ حضر من مصر شهَاب الدّين بن بهاء الدّين الْموقع وَمَعَهُ مرسوم بإستخلاص مَا بَقِي عِنْده للأتابكي أزبك وَهُوَ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار فأعيد إِلَى القلعة فِي تَاسِع عشريه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 حادي عشريه وصل الْحَاج الشَّامي وحكوا أَنه كَانَ مَعَهم رخص عَظِيم ذَهَابًا وإيابا وَشَكوا من ظلم الْأَمِير وَأَنه زَاد فِي الظُّلم من جِهَة الْأَخْذ على الْجمال وَغَيرهَا على عَادَة من تقدمه صفر مستهله الْأَرْبَعَاء خامسه درس بالشامية البرانية سراج الدّين عمر بن الصَّيْرَفِي وَقدمنَا أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون نزل عَن ثلث التدريس وَتكلم على قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ} وَحضر عِنْده القَاضِي الشَّافِعِي الشَّيْخ شمس الدّين الْخَطِيب وكاتبه وَجَمَاعَة من الشَّافِعِيَّة ربيع الأول مستهله الْجُمُعَة ربيع الآخر مستهله الْأَحَد جُمَادَى الأولى مستهله الْإِثْنَيْنِ تَتَابَعَت العساكر المتوجهة إِلَى سُلْطَان الرّوم وَوصل عشرَة من المقدمين بَينهم قانصوه خَمْسمِائَة وقانصوه الألفي ويشبك الجمالي وتنبك قرا وباشهم الأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ فِي أواخره وصل قَاصد أرْسلهُ الشَّيْخ عرب عَالم بِلَاد الرّوم لَيْسَ فِي بِلَاد ابْن عُثْمَان أعلم مِنْهُ إسمه أَبُو بكر فَذكر القاصد أَن شَيْخه وَالْعُلَمَاء وَالْوُجُوه لَيْسُوا راضين عَن فعل ابْن عُثْمَان ومعاداته لأهل هَذِه الْبِلَاد وَأَن الضَّرُورَة حصلت لَهُم وَأَن الْكفَّار طغوا عِنْدَمَا رَأَوْا الْمُسلمين يُقَاتل بَعضهم بَعْضًا وأشاروا بِالصُّلْحِ فَأَجَابَهُ أزبك والأمراء إِنَّمَا نَحن متوجهون حَسْبَمَا رسم لنا السُّلْطَان وَأَنت اذْهَبْ إِلَى السُّلْطَان ودارسهم بِالصُّلْحِ فَيكون وَنحن هُنَاكَ مجتمعون عَلَيْهِ ثمَّ توجه القاصد إِلَى مصر وَسَار أزبك والعساكر إِلَى نَاحيَة حلب مجدين وَفِيه سَافر الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون إِلَى الْقُدس ثمَّ إِلَى الْحجاز فِي الْبَحْر وَلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 يصحب مَعَه أحدا من أَوْلَاده وَعِيَاله جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله الْأَرْبَعَاء عاشره إستغاث أهل دمشق عقب صَلَاة الْجُمُعَة من زِيَادَة ظلم الخاصكي الْمُقِيم بِدِمَشْق الْآن يُسمى قرقماس جَاءَ فِي أشغال مُتَعَلقَة بالسلطنة وَطلب هُوَ الشَّيْخ فرج وَقَالَ لَهُ أَنْت الَّذِي جمعت النَّاس فَضَربهُ ضربا كثيرا مبرحا خَامِس عشره إجتمع الْمَشَايِخ والفقراء بالجامع الْأمَوِي وَرفعُوا الْأَعْلَام وصعدوا إِلَى المنارات وَكَبرُوا وإستغاثوا فَحَضَرَ الْحَاجِب الْكَبِير يُونُس وَمَعَهُ الْأَمِير بردبك أَمِير الْحَاج وَغَيرهمَا فتراموا على أَعْيَان المجتمعين حَتَّى تفَرقُوا وَقَالُوا لَهُم مَا بقى نعود إِلَى فعله وَكَتَبُوا للسُّلْطَان بِمَا وَقع ثَالِث عشره وصل محب الدّين كَاتب الخزانة من مصر مُتَوَلِّيًا نظر الجوالي وَنظر القلعة وَكِتَابَة السِّرّ رَابِع عشره وصل شخص من المماليك السُّلْطَانِيَّة إستادار الأغوار وعزل ابْن أَيُّوب وَأَخذه مَعَه الأتابكي أزبك فِي الْحَدِيد وَفِيه وصل عَتيق قجماس تمربغا مُتَوَلِّيًا نظر الْجَيْش وَلبس خلعة رَجَب مستهله الْجُمُعَة خَامِس عشره وصل جَوَاب قَضِيَّة الخاصكي أَن يحضر الشَّيْخ فرج وَسِتَّة أنفس من أهل القبيبات بعد أَن يطْلب أهل الحارتين بالقبيبات ويسألوا عَن سَبَب قيامهم على الخاصكي فقرئ بِحَضْرَة الْقُضَاة وأركان الدولة وإتفقوا على أَن الْكَلَام فِي هَذَا يُحَرك فتْنَة أُخْرَى فسكن الْحَال وَفِيه جَاءَ السراق إِلَى سوق التُّجَّار الَّذِي تَحت القلعة أول اللَّيْل بالأسلحة وَأخذُوا أَمْوَال التُّجَّار وَخرج إِلَيْهِم جمَاعَة الْحَاجِب الْكَبِير وَقتل وَاحِد من جماعته وَفِيه قتل دوادار الخاصكي من التركمان وَفِيه قتل دوادار السُّلْطَان على الأغوار بوادي التيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 شعْبَان مستهله الْأَحَد ثَانِيه لبس الْأَمِير بردبك الأشرفي خلعة بإمرة الْحَاج تَاسِع عشريه توفّي عِيسَى الْقَارِي كَبِير التُّجَّار بِدِمَشْق وَكَانَ فِيهِ خير للْفُقَرَاء وإحسان وَكَانَ يضْبط زَكَاته ويخرجها وإبتلى آخر عمره بالإنحياز إِلَى السُّلْطَان وأتهم فِي مَال البهار الَّذِي أرسل إِلَيْهِ السُّلْطَان أَن يُشَارك الْأُمَنَاء عَلَيْهِ وَورد فِيهِ مرسوم فَحصل لَهُ بهدله فِي الْمجْلس بِسَبَب ذَلِك فَذهب مِنْهُ وَقد إحتقر خاطره فَكَانَ سَبَب إنقطاعه أحد عشر يَوْمًا وَمَات فِي عشر الثَّمَانِينَ وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ القَاضِي الشَّافِعِي رَمَضَان مستهله الْإِثْنَيْنِ شهد بِرُؤْيَتِهِ خلائق شَوَّال مستهله الْأَرْبَعَاء وَثَبت ببعلبك الرُّؤْيَة لَيْلَة الثُّلَاثَاء فَظن بعض النَّاس أَن مطلعهما مُتَّفق بعلبك ودمشق ثمَّ تحرر إختلافهما حكى ذَلِك شخص عَن الشَّيْخ زين الدّين الطرابلسي الَّذِي كَانَ عَالم بعلبك وَسُئِلَ شمس الدّين التيزيني الْمُؤَقت بالجامع الْأمَوِي فَقَالَ إِن مطلعهما مُخْتَلف خطب للعيد بالجامع الْأمَوِي القَاضِي الشَّافِعِي ثامنه ورد مرسوم بِأَن القَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي الشَّافِعِي أثبت على القَاضِي برهَان الدّين بن الْمُعْتَمد خمسين ألف دِينَار للخزائن الشَّرِيفَة ورسم بطلبهما فَتوجه إِلَى مصر تاسعه والبرهان ثَالِث عشره وَكَانَ أصل هَذَا أَنه حصل بَينهمَا إختلاف فِي حُدُود أَرضين متلاصقتين إِحْدَاهمَا للمرستان وَالْأُخْرَى وقف أجداد القَاضِي برهَان الدّين وَأرْسل رِسَالَة للْقَاضِي بهاء الدّين الباعوني ذكر فِيهَا الْخمسين ألفا فَيُقَال إِنَّه اطلع عَلَيْهَا غَيره وإتصل الْخَبَر بالمصريين ثامن عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم بردبك الأشرفي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 وقاضيهم تَقِيّ الدّين بن قَاضِي زرع أحد نواب القَاضِي الشَّافِعِي وَحج فِي هَذِه السّنة صاحبنا جمال الدّين العقرباني وشهاب الدّين الخيري وَحج كثير هَذِه السّنة وَمن الْبِلَاد الشمالية حجاج كَثِيرَة جدا ثَالِث عشريه وصل مرسوم بِطَلَب القَاضِي كَمَال الدّين بن خطيب حمام الْورْد وسبط الباعوني وَالْقَاضِي شُعَيْب نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي ودواداره مُحَمَّد ونقيبه ابْن الأربلي نور الدّين ومحب الدّين سَالم وَنور الدّين الْحِمصِي الشَّاهِدَانِ بِبَابِهِ وبإستعجال القَاضِي الشَّافِعِي بِالسَّفرِ وَفِيه طلب عز الدّين بن حمدَان الْحَنَفِيّ نَائِب القَاضِي الْحَنَفِيّ مَعَ آخَرين بِسَبَب أستاذهم ذُو الْقعدَة مستهله الْخَمِيس وصل النَّائِب من نَاحيَة حلب سادس عشريه وَردت تَوْلِيَة القَاضِي محب الدّين بن القصيف قَاضِي الْحَنَفِيَّة إِذا أجمع عَلَيْهِ الْحَنَفِيَّة وَإِلَّا فَابْن قطب فإجتمعوا بهم وبغيرهم وَقَالَ ابْن القطب أَنا مَا أتولى فحط الْحَال على الْمَذْكُور ففوض إِلَيْهِ الْحَاجِب الْكَبِير لِأَن المرسوم إِلَيْهِ بِنَاء على غيبَة النَّائِب وتواصلت العساكر من حلب الْأُمَرَاء وَغَيرهم ذُو الْحجَّة مستهله الْجُمُعَة تَكَامل وُصُول العساكر جَمِيعهم عيد النَّحْر خطب بالجامع القَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي لِأَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 القَاضِي الشَّافِعِي عِنْده بعض بَقِيَّة التوعك خَامِس عشره صلي بالكاملية ثامن عشره رفع إِلَى القلعة القَاضِي شُعَيْب وَابْن حمدَان وَابْن الأربلي وَابْن سَالم الْمصْرِيّ وَحضر مرسوم يحث القَاضِي الشَّافِعِي على السّفر وَفِي آخِره أطْلقُوا ليحضروا للسَّفر وضمنهم القَاضِي الشَّافِعِي وَوصل من مصر القَاضِي نجم الدّين الخيضري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 سنة سِتّ وَتِسْعين وثمان ماية استهلت والخليفة امير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والاتابكي ازبك الظَّاهِرِيّ وامير آخور كَبِير قانصوه خَمْسمِائَة وَكَاتب السِّرّ الشريف بالممالك الاسلامية بدر الدّين بن مزهر الانصاري وناظر الْخَاص نور الدّين بن الصَّابُونِي والقضاة الشَّيْخ مُحي الدّين بن زَكَرِيَّا الشَّافِعِي ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي والقضاة شهَاب الدّين الفرفوري الشَّافِعِي وَبِيَدِهِ الخطابة والمشيخة وَنظر المرستان والحرمين ومحب الدّين بن القصيف الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب السِّرّ محب الدّين كَاتب الخزانة المشرفة الْمحرم مستهله الاحد ثامن عشريه وصل الْحَاج الشَّامي وَحضر مَعَهم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي وتقي الدّين بن قَاضِي زرع وحكوا رخصا عَظِيما وَحصل فِي رابغ فِي الرّجْعَة سيل عَظِيم آخِره ورد مرسوم بِطَلَب شهَاب الدّين احْمَد بن بري إِلَى مصر فَرفع إِلَى القلعة ثمَّ بعد ايام جهزه الْحَاجِب الْكَبِير مَعَ قاصده وسافر محب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 الدّين بن سَالم الْمصْرِيّ إِلَى مصر وَهُوَ اُحْدُ المطلوبين صفر مستهله الثُّلَاثَاء ثالثه سَافر القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى مصر وَمَعَهُ القَاضِي شُعَيْب وَكَمَال الدّين السبط نائباه وَعز الدّين بن حمدَان نَائِب الْحَنَفِيّ وَنور الدّين الاربلي الْموقع وَنور الدّين الْحِمصِي الشَّاهِد وَتَأَخر دوادار القَاضِي مُحَمَّد لانه ضَعِيف وَتوجه مَعَ القَاضِي الشَّافِعِي ابْن أَخِيه بدر الدّين مُحَمَّد وَالشَّيْخ مُحَمَّد التّونسِيّ الْمَالِكِي من فضلاء الْمَالِكِيَّة وأصل هَذَا الطّلب كَانَ فِي صفر سنة ارْبَعْ وَتِسْعين وثمان ماية كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي مَوْضِعه سابعه سَافر شهَاب الدّين بن بري وَلحق القَاضِي الشَّافِعِي فِي الطَّرِيق ثامن عشريه اجْتمع القَاضِي الشَّافِعِي بالسلطان وَحصل لَهُ إقبال مِنْهُ وَمن اركان الدولة وَنزل بمنزل قريب من الْجَامِع الازهر عينه لَهُ السُّلْطَان يعرف بِبَيْت مِثْقَال وَكَانَ قبل طلوعه إِلَى القلعة بِيَوْم جهز لَهُ السُّلْطَان سماطا بتربة السُّلْطَان وفرسا وَغير ذَلِك وَرفع الترسيم عَن ابْن بري ربيع الاول قدم القَاضِي هديته وتابع اجتماعه بالسلطان كثيرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 سابعه اطلق شهَاب الدّين بن الْمُعْتَمد من الترسيم بِجَامِع قلعة الْجَبَل بِمصْر ربيع الآخر فِيهِ امْر النَّائِب ان الْمبلغ بالجامع الاموي إِذا رفع الامام رَأسه من الرُّكُوع يَقُول رَبنَا لَك الْحَمد وَلَا يَقُول سمع الله لمن حَمده مُتَعَلقا بَان كل مَأْمُوم عِنْد ابي حنيفَة يَقُول رَبنَا لَك الْحَمد وَمذهب الشَّافِعِي ان قَول سمع الله لمن حَمده ذكر الرّفْع وَقَول رَبنَا لَك الْحَمد لَيْسَ غلا بِمِقْدَار الِاعْتِدَال وروى فعل الامرين عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا من الْحفاظ واما حَدِيث اذا قَالَ الامام سمع الله لمن حَمده فَقولُوا رَبنَا لَك الْحَمد فَلَا دَلِيل لَهُم فِيهِ فَإنَّا نقُول ذَلِك مَعَ قَول مَا ورد فِي حَدِيث غَيره عملا بالأحاديث كلهَا جُمَادَى الاولى مستهله الِاثْنَيْنِ فِيهِ وصل قَاصد سُلْطَان الرّوم ابْن عُثْمَان وَمَعَهُ الامير ماماي من جمَاعَة سُلْطَان الْحَرَمَيْنِ بِسَبَب الصُّلْح ومعهما الشَّيْخ بدر الدّين بن جُمُعَة من اعيان الْعلمَاء الْفُضَلَاء بِمصْر ونزلوا بالمرجة قبالة الْقصر وتوجهوا آخر الشَّهْر إِلَى مصر خامسه ولد لشهاب الدّين بنت بَارك الله لَهُ فِيهَا رَجَب عاشره لبس القَاضِي برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن القطب خلعة بوظيفة قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق وَقُرِئَ توقيعه بالجامع الاموي كالعادة عوضا عَن القَاضِي محب الدّين بن القصيف وَذَلِكَ بالفي دِينَار وفوض للْقَاضِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 شمس الدّين الْحلَبِي وللقاضي مُحي الدّين الناصري وللقاضي شهَاب الدّين الحجيني وللقاضي كَمَال الدّين السبط وَالْقَاضِي شمس الْغَزِّي وللقاضي جمال الدّين بن طولون وَشرط على الْجَمِيع الا يحكموا الا فِي الْمدرسَة النورية شعْبَان مستهله الْخَمِيس وصل القَاضِي كَمَال الدّين السبط وَالْقَاضِي شُعَيْب من مصر عشريه وصل بدر بن مُحَمَّد الفرفور ابْن اخي القَاضِي الشَّافِعِي وصحبته شهَاب الدّين بن بري من مصر وَفِيه اجْتمع القَاضِي شمس الدّين الْغَزِّي الْحَنَفِيّ عِنْد القَاضِي محب الدّين بن القصيف فِي بُسْتَان وَنزل واغتسل فِي النَّهر الَّذِي فِي الْبُسْتَان بِحَضْرَة الْجَمَاعَة فَقَالَ ابْن القطب مستخلفه ان هَذَا الْفِعْل على هَذِه الْكَيْفِيَّة مسْقط للمروءة وعزله رَمَضَان مستهله الْجُمُعَة سَابِع عشره وصل من مصر قَاصد سُلْطَان الرّوم وَاقْبَلْ عَلَيْهِ السُّلْطَان وَوَقع الصُّلْح بِحَمْد الله وَكَانَ مَعَ هَذَا القاصد تَوْكِيل من سُلْطَان الرّوم ان يفعل مَا يرَاهُ يصلح وزار بَيت الْمُقَدّس وَهُوَ يُقيم الْآن بِدِمَشْق ينْتَظر قدوم جَان بلاط رَفِيقه من مصر وَيذْهب إِلَى ملك الرّوم قَاصِدا من سُلْطَان الْحَرَمَيْنِ وَفِيه عزل ابْن القطب نَائِبه كَمَال الدّين بن سُلْطَان شَوَّال مستهله الاحد تَاسِع عشره سَافر الْحَاج واميرهم بردبك الظَّاهِرِيّ وَحج شهَاب الدّين احْمَد الْحِمصِي رَئِيس المؤذنين بالجامع الْأمَوِي وَهُوَ قَاضِي الركب وَحج من الرّوم هَذِه الْمرة خلائق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 ذُو الْقعدَة مستهله الثُّلَاثَاء تَاسِع عشره سَافر يُونُس الْحَاجِب الْكَبِير إِلَى مصر وَخرج عَلَيْهِ قطاع الطَّرِيق قريب الملاحة واخذوا مَا مَعَه من المَال يُقَال عشرَة آلَاف دِينَار سادس عشريه سَافر الاتابكي بِدِمَشْق جانم مصبغة إِلَى مصر مُتَوَلِّيًا تقدمة بهَا ذُو الْحجَّة مستهله الاربعاء ثالثه سَافر القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي إِلَى مصر بمرسوم يَوْم عَرَفَة توفّي قَاضِي الْقُضَاة احْمَد المريني الْمَالِكِي وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي عقب صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قريب جَامع جراح كَانَ لَهُ اشْتِغَال لَكِن مَعَ وقُوف ذهنه وَكَانَ سليم الخاطر اول مَا تولى الْقَضَاء فِي عشري الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وثمانماية وتخللها ولَايَة القَاضِي كَمَال الدّين العباسي فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسبعين ثمَّ عزل فِي جُمَادَى الاولى سنة ثَمَانِينَ وَولي المريني وَاسْتمرّ إِلَى ان توفّي مقاربا للثمانين وَكَانَ عفيفا فِي بَاب الْقَضَاء لم يقل عَنهُ انه ارتشى قطّ رَحمَه الله تَعَالَى وَفِيه توفّي الشَّيْخ مُحَمَّد التّونسِيّ الْمَالِكِي وَكَانَ عَالما بِفقه الْمَالِكِيَّة والقراءات والنحو وَغَيرهَا سريع الادراك حسن التَّصَوُّر رَحمَه الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 سنة سبع وَتِسْعين وثمان ماية استهلت والخليفة المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الاشرف قايتباي والاتابكي ازبك الظَّاهِرِيّ والقضاة بِمصْر الشَّيْخ زَكَرِيَّا الشَّافِعِي وَشرف الدّين الاخميمي الْحَنَفِيّ وشمس الدّين بن التقي الْمَالِكِي وَبدر الدّين السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب السِّرّ الشريف بدر الدّين بن مزهر الانصاري ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ والاتابكي جانم ذهب إِلَى مصر وَإِلَى الْآن مَا ولي غَيره والقضاة شهَاب الدّين احْمَد الفرفوري الشَّافِعِي وبرهان الدّين بن القطب الْحَنَفِيّ وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وَقَضَاء الْمَالِكِيَّة بعد موت المريني لم يتوله اُحْدُ الْمحرم مستهله الْجُمُعَة سادس عشريه وصل الْحَاج الشَّامي وحكوا رخصا وَخيرا وَمَاء كثيرا وَالْحَمْد لله صفر مستهله السبت لَيْلَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 ثامنه توفّي صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة المفنن شمس الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ عماد الدّين اسماعيل خطيب السَّقِيفَة الشَّافِعِي مولده سنة ارْبَعْ واربعين كَانَ فَقِيها اصوليا نحويا وَله الذِّهْن الْوَقَّاد ذُو الْقُوَّة كالبحر وَكَانَ صَوته جهوريا وَكَانَ متصديا لمساعدة الْفُقَرَاء واصحابه وَغَيرهم على قبائحهم ويستدين وَيطْعم الْفُقَرَاء ويقري الضَّيْف وَالْحَاصِل انه كَانَ يتعب نَفسه ليفرج هم صَاحبه وَمن يَقْصِدهُ وَلم يكن لَهُ فِي هَذَا الْبَاب نَظِير وَكَانَت جنَازَته حافلة واثنى النَّاس عَلَيْهِ خيرا تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ بِجَامِع السَّقِيفَة الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان رَحمَه الله تَعَالَى عِنْد قبر والدته واهله وَخلف وَالِده وَثَلَاثَة اولاد ذُكُور وَبنت وَفِيه توفّي الشَّيْخ الْفَاضِل عماد الدّين اسماعيل بن عَامر البصروي الشَّافِعِي من قدماء الطّلبَة فِي الثَّمَانِينَ قَرَأَ على شُيُوخنَا حسن الاستحضار طارح للتكلف وَدفن بمقبرة القبيبات قريب جَامع منجك رَحمَه الله تَعَالَى سادس عشره توفّي الشَّيْخ مُحَمَّد الصَّفَدِي الشَّافِعِي تلميذ الشَّيْخ شمس الدّين بن سعد كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ ملازما للتلاوة وَالذكر والاشتغال بالفقه فِي مذْهبه وَكَانَ يَدُور على الارامل والمنقطعين يقْضِي حوائجهم كل يَوْم اِدَّرَكَ الْمَشَايِخ إِلَى ان اضر آخر عمره وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قريب جَامع جراح قريب الثَّمَانِينَ سنة ربيع الاول مستهله الاحد توفّي السَّيِّد قَاسم نقيب القَاضِي الْمَالِكِي المريني كَانَ من أهل الْخَيْر ملازما للصلوات بالجامع الْأمَوِي الا نَادرا رَحمَه الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 ربيع الآخر مستهله الثُّلَاثَاء لَيْلَة ثَالِثَة توفّي شهَاب الدّين احْمَد بن يحيى الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ نقيب القَاضِي الْمَالِكِي المريني ايضا وَكَانَ من اعيان الموقعين وَكَانَ شَدِيد الْبشر منجمعا على نَفسه وَكَانَ لَهُ جَنَازَة حافلة دفن بمقبرة مَسْجِد النارنج شَرْقي الْمُصَلِّي واثنى النَّاس عَلَيْهِ خيرا رَحمَه الله تَعَالَى عشريه توفّي شمس الدّين مُحَمَّد الْغَزِّي الْحَنَفِيّ نَائِب الْحَنَفِيّ كَانَ من فضلاء الْحَنَفِيَّة عَارِفًا بِالْقُرْآنِ وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير رَحمَه الله تَعَالَى لَيْلَة سَابِع عشره توفّي شهَاب الدّين احْمَد الاخنائي الشَّافِعِي وَالِد القَاضِي مُحي الدّين نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ ملازما للتلاوة من الاعيان على طَريقَة الاوائل سليم الْفطْرَة مولده سنة ثَلَاث وثمانماية صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد تربة ابْن قَاضِي عجلون فِي سَابِع عشر ربيع الآخر توفّي الشَّيْخ شمس الدّين خطيب الثابتية وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير قريب سَيِّدي رَحمَه الله فِي تَاسِع عشره توفّي الشَّيْخ عَلَاء الدّين خطيب كفرسوسيا رَحمَه الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 ربيع الاول سنة 900 هـ مستهله الاحد وَهُوَ اول كانون الاول تاسعه لبس الكافل خلعة الشتَاء وَفِي المرسوم التيهؤ لأجل الْعَرَب بِسَبَب الْحَاج وان الامير الْكَبِير بِدِمَشْق يلباي يكون امير الْحَاج فِي هَذِه السّنة الِاثْنَيْنِ سادس عشره توفّي مُحي الدّين بن مُحَمَّد الفرفوري وَهُوَ ابْن عَم القَاضِي الشَّافِعِي عَامل ديوَان الْجَيْش بِدِمَشْق وَخلف بَنَات وَزَوْجَة وَابْن اخ عصبَة كَانَ فِيهِ بر وَصدقَة للْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ وَالْعُلَمَاء كَانَ اضر فِي آخر عمره من نَحْو ثَلَاث سِنِين صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي تقدم للصَّلَاة الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ يَعْقُوب الصَّالح وَدفن بمقبرة بَاب شَرْقي بِالْقربِ من قبر سَيِّدي ابي بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ وَختم نَائِب القلعة وَصَلَاح الْعَدوي وَكيل السُّلْطَان على موَاضعه وَفِي يَوْم الْجُمُعَة عشريه جاؤوا إِلَى منزله وَمَعَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 شُهُود فَحَفَرُوا مَوَاضِع ظانين ان فِيهَا مَالا فَمَا وجدوا شَيْئا وَلَا وجدوا لَهُ غير ثلثماية دِينَار لَيْلَة عاشره رأى ابراهيم الحديدي صاحبنا فِي النّوم كَأَنَّهُ وانا بالحضرة الشَّرِيفَة وان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مهتم للحضور إِلَى دمشق وانه امرني بالذهاب مَعَه انا وَابْني مُحَمَّد جلال الدّين بعد ان ساله ابراهيم هَذَا عَن احاديث هَل هِيَ صَحِيحَة عَنْك يَا رَسُول الله فَقَالَ نعم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَانِي عشريه توفّي مُحَمَّد بن النَّاسِخ الْمُؤَذّن بالجامع الْأمَوِي كَانَ من اهل الْقُرْآن سليم الْفطْرَة رَحمَه الله تَعَالَى صعد على سطحه لاصلاحه فَوَقع فَمَاتَ وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير بجوار مَسْجِد النارنج ربيع الآخر سنة 900 هـ مستهله الِاثْنَيْنِ الثَّلَاثِينَ من كانون الاول ثالثه اول كانون الثَّانِي الاربعاء سَابِع عشره وصل من نَاحيَة حلب ولد الْحَاجِب الْكَبِير قرقماس متسلما الحجوبية من وَالِده وَنزل فِي بَيت ابْن منجك جوَار الْجَامِع الْأمَوِي لمصاهرة بَينهم ثَانِي عشريه سَافر محب الدّين كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق إِلَى الْقَاهِرَة مَطْلُوبا بِسَبَب شكوى نَصْرَانِيّ عَلَيْهِ بَينهمَا مُنَازعَة اواخره توفّي الشَّيْخ مُحَمَّد النعسان الرجل الصَّالح توفّي بقرية سعسع كَانَ مواضبا على الْعِبَادَة وَجمع الْفُقَرَاء على الذّكر والاحسان اليهما إيضا كل من مر مِنْهُم نزل عِنْده غَالِبا وَكَانَ من ارباب الْقُلُوب ناهز السّبْعين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 وَدفن بالقرية الْمَذْكُورَة وَحكي عَنهُ ان الخدام بالحضرة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة كَانُوا يسمعُونَ صلَاته على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وانهم اعلموا بِإِشَارَة من قبل الحضرة الشَّرِيفَة ان هَذَا صَوت فلَان بل وَحكي عَنهُ انه كَانَ اذا رد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته يسمع هَذَا صَوت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بقريته وَقد اجْتمعت بِهِ مَرَّات وَذكرت ذَلِك فَمَا أنكر مِنْهُ شَيْئا وَكَانَ لي مِنْهُ حَظّ وافر وَأَرْجُو بركته جمع الله بَيْننَا وَبَينه فِي مُسْتَقر رَحمته بِحَق نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الثُّلَاثَاء تَمَامه نزل بالمصطبة قرقماس الْحَاجِب وصل من نَاحيَة حلب وَكَانَ يَوْمًا كثير الْمَطَر الاحد ثامن عشريه ختم الدَّرْس بالشامية البرانية جُمَادَى الاولى سنة 900 هـ مستهله الثُّلَاثَاء الاحد سادسه اول شباط وشكل الْقَمَر يشْعر بِأَن اول الشَّهْر الْعَرَبِيّ الثُّلَاثَاء لَكِن لم يخبر اُحْدُ انه رَآهُ لَيْلَة الثُّلَاثَاء الْخَمِيس ثَانِيه دخل الْحَاجِب الْكَبِير قرقماس الْبَلَد لابسا خلعة الحجوبية وَنزل بِبَيْت الامير جانم الَّذِي هُوَ الْآن بِالْقَاهِرَةِ امير آخور ثَانِي وَحصل من الْحَاجِب بَوَادِر تدل على حسن سيرته الهمه الله تَعَالَى الثَّبَات على ذَلِك واصلحه واصلح جَمِيع وُلَاة الْمُسلمين الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشره وصل اركماس امير الْحَاج من الْقَاهِرَة مَقْبُول الْعذر وَدخل الْبَلَد بخلعة بَقَائِهِ على التقدمة وَدخل ايضا قطج دوادار الكافل من الْقَاهِرَة بخلعة وَالله تَعَالَى يفعل مَا يَشَاء وَيحكم مَا يُرِيد لَا إِلَه الا هُوَ الْخَمِيس سادس عشره ضرب بعض امراء الاتراك شخصا حد شرب الْخمر اعْتِمَادًا على الشَّك بعد ان شهد عِنْده جمَاعَة بِأَنَّهُ رئي سَكرَان فَاعْترضَ عَلَيْهِ بعض الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة بِأَن الشَّك لَا يحد بِهِ فأجب التركي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 بِأَن مذهبي حَنَفِيّ وَمذهب ابي حنيفَة الاخذ بِالشَّكِّ والرائحة الاربعاء ختامه وصل القَاضِي كَمَال الدّين بن الْخَطِيب وعَلى يَده مرسوم بِطَلَب القَاضِي الشَّافِعِي ومباشري المرستان تَأْكِيدًا لطلبهم الاول وَمن مَعَهم وهم القَاضِي شهَاب الدّين الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي وامام الْجَامِع الْأمَوِي نِيَابَة عَنهُ بِسَبَب شكوى احْمَد الْحَمَوِيّ شيخ سوق المرستان وَطلب ايضا شهَاب الدّين الشارعي الْمصْرِيّ وعماد الدّين الشَّاهِد بِبَاب القَاضِي بِسَبَب الْمَذْكُور فَإِنَّهُ ادّعى انهما شَهدا عَلَيْهِ فِي وَاقعَة بِالْبَاطِلِ جُمَادَى الْآخِرَة مستهله الاربعاء خَامِس عشريه شهر شباط الْخَمِيس ثَانِيه لبس يلباي امير كَبِير بِدِمَشْق خلعة بأمريية الْحَاج وَقُرِئَ مرسومه القَاضِي بذهابه الاحد خامسه اول آذار فِيهِ هجم الْعَرَب على خيل الكافل الَّتِي مَعَ التركمان بالدشار وَمَعَهُمْ ذَوَات اهل دمشق واخذوا ذَلِك فتوجهت فرقة من عَسْكَر الكافل إِلَيْهِم وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه لَيْسَ لَهَا من دون الله كاشفة وَفِيه وصلت الاخبار بِأَن الطولقي الَّذِي كَانَ قَاضِي دمشق الْمَالِكِي تزايد عَلَيْهِ الضّيق فَقَالَ فِي بعض الاوقات لَا بُد لي من اُحْدُ امور ثَلَاثَة اما ان يظْهر الْجُنُون واما ان اقْتُل نَفسِي واما ان اكفر حَتَّى تضرب عنقِي وان اهل الْقَاهِرَة من عُلَمَاء الْمَالِكِيَّة تحركوا لهَذَا الْكَلَام وعزموا على عرضه على المسامع الشَّرِيفَة وانه لَا تقبل تَوْبَته وَلَا بُد من ضرب عُنُقه وانه عزم على الْكفْر وَهُوَ ردة فِي الْحَال نسْأَل الله تَعَالَى ان لَا يمكر بِنَا وان يَقِينا شرور انفسنا برحمته وَاسْتقر الْحَال على عَزله وَفِيه تَوَاتَرَتْ الاخبار بِأَن الْعَرَب الَّذين اخذوا الْحَاج انحازوا إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 نَاحيَة اذرعات وَجعلُوا لَهُم سوقا يبيعون فِيهَا مَا اخذوه وَيخرج خلائق من دمشق يشْتَرونَ مِنْهُم ذَلِك مَعَ علم اركان الدولة بذلك اللَّهُمَّ قرب الْفرج بِمُحَمد وَصَحبه ثامنه توفّي شهَاب الدّين النابلسي الْعَنْبَري من طلبة الشَّافِعِيَّة رفقائنا كَانَ يحفظ الْقُرْآن وَله طلب فِي الْعلم لكنه اشغلته الْمَعيشَة رَحمَه الله تَعَالَى وَفِيه توفّي نَاصِر الدّين مُحَمَّد خَادِم المرحوم القَاضِي محب الدّين رَحمَه الله تَعَالَى الْخَمِيس تاسعه سَافر القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي إِلَى الْقَاهِرَة وصحبته الاسلمي الَّذِي كَانَ سَافر فِي الْعَام الْمَاضِي مطلوبين بِسَبَب شكاوى عَلَيْهِمَا واخوف مَا اخاف على الْعَدوي دُعَاء الْفُقَهَاء والفقراء عَلَيْهِ بِسَبَب الشامية البرانية وَغَيرهَا فقد منع الْمُسْتَحقّين حُقُوقهم يَوْم الْجُمُعَة دخل إِلَى دمشق زرافة وَوَقع الْكَلَام مَعَ بعض الْفُضَلَاء فِي امْر حلهَا وان الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ ذكر فِي شرح الْمهْدي انه حرَام وان بعض الاصحاب قَالَ انها مُتَوَلّدَة من مَأْكُول وَغَيره هَذَا كَلَامه وان الاذرعي قَالَ ان هَذَا غير الْمَنْقُول ثمَّ نقل عَن القَاضِي حُسَيْن وَالْغَزالِيّ وَابْن الْقطَّان وَغَيرهم الْحل وَنقل عَن بَعضهم انها مُتَوَلّدَة من الْفرس وَالْبَقر والضبع وان الْجَوْهَرِي قَالَ انها جمل الْوَحْش وَقَالَ انه لم ير لَهَا ذكر فِي كَلَام اصحاب الائمة الثَّلَاثَة وان قواعدهم تَقْتَضِي الْحل وان ابا الْخطاب الْحَنْبَلِيّ قَالَ بتحريمها ولعلي اجده من التَّنْبِيه كالنواوي وان صَاحب التَّنْبِيه اعْترض عَلَيْهِ من اتى بعده ثمَّ قَالَ وَالصَّحِيح ان الصَّوَاب الْحل وَنقل عَن ابْن الرّفْعَة ان بَعضهم قَالَ زراقة بِالْقَافِ وَلَيْسَ بِشَيْء وَالزَّاي مِنْهَا فِيهَا الضَّم وَالْفَتْح انْتهى واصله للسبكي وَسبق إِلَى تَرْجِيح الْحل ابْن الرّفْعَة ايضا والدميري مَعَهم فِي تَرْجِيح الْحل لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشريه توفّي شهَاب الدّين الشارعي الشَّاهِد فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 ابواب الْقُضَاة وَدفن بتربة بَاب الفراديس كتب وَصيته يَوْم الثُّلَاثَاء وَدَار بهَا على النَّاس وَيَوْم الاربعاء بعد الصَّلَاة اسْتمرّ إِلَى عشيته فِي بَاب القَاضِي الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى رَجَب مستهله الْجُمُعَة سَابِع عشري آذار الِاثْنَيْنِ رابعه سلخ آذار سَافر إِلَى الْقَاهِرَة الشَّيْخ شهَاب الدّين المحوجب الشَّافِعِي كتب الله سَلَامَته وانجح قَصده فانه بسمة خير السبت تاسعه سَافر عبد الْقَادِر الْعَدوي وَمُحَمّد بن شعْبَان وقاسم البواب بالمرستان وَمُحَمّد الجابي النقاش وَمُحَمّد بن عبد الرَّزَّاق وَمُحَمّد ابْن الْمُؤَيد وهم وهم من المطلوبين بِسَبَب المرستان إِلَى الْقَاهِرَة وصحبتهم سعد الدّين القاصد فِي ذَلِك ثمَّ يَوْم الاحد عاشره سَافر القَاضِي نجم الدّين الخيضري فِي ذَلِك ايضا بعد ان كَانَ عزم على ان يُسَافر بعد ذَلِك صُحْبَة القَاضِي الشَّافِعِي فَمَا رَضِي القاصد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 رَمَضَان سنة تسع ماية مستهله الِاثْنَيْنِ سادس عشري ايار اجْتمع قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ محب الدّين بن القصيف وقاضي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ نجم الدّين بن مُفْلِح وَحضر مَعَهُمَا القَاضِي سراج الدّين بن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي ابْن فرفور لكَون مستخلفه غَائِبا بِالْقَاهِرَةِ الْآن وَحضر شخص رأى الْهلَال لَيْلَة الِاثْنَيْنِ بَين العشائين بالجامع الْأمَوِي فاتفق الْحَاضِرُونَ على ان سراج الدّين يسمع شَهَادَته فَقَالَ لَا اسمعها الا بِدَعْوَى دين مُؤَجل باستهلال شهر رَمَضَان فأقاموا مُدعيًا ومدعى عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ فَادّعى بمبلغ عينه انه مُؤَجل بمستهل شهر رَمَضَان هَذِه السّنة وَقد اسْتهلّ وَحل فَقَالَ الْمُدعى عَلَيْهِ يثبت مَا يَدعِيهِ فَشهد الشَّاهِد بِرُؤْيَة الْهلَال هَذِه اللَّيْلَة فَطلب التَّزْكِيَة فَزكِّي فَصرحَ بالثبوت وَحكم بِالدّينِ وَهَذَا خطأ من وُجُوه احدها طلبه مُدعيًا فِيمَا هُوَ حق الله تَعَالَى لَيْسَ بِشَرْط بل قَالَ بعض اصحابنا انه لَا يسمع فِيهِ الدَّعْوَى وَهَذَا حرَام عَلَيْهِ سَمَاعه وَقد صرح الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا بَان من جملَة مَا تسمع فِيهِ شَهَادَة الْحِسْبَة الْهلَال ثَانِيهَا اقامة هَذِه الدَّعْوَى الَّتِي هِيَ كذب وَهَذَا حرَام عَلَيْهِ سَمَاعه حَيْثُ علم انه لَا حَقِيقَة لَهُ ثَالِثهَا الالزام بِالدّينِ بِنَاء على شَهَادَة الْوَاحِد بَاطِل لَان مَذْهَبنَا اذا صَحَّ الْعَمَل بقول الْوَاحِد مَحَله فِي الصَّوْم فَقَط اما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 فِي حُلُول الدّين وَنَحْوه فَلَا بُد من النّصاب رَابِعهَا ان قَول الْمُدعى عَلَيْهِ فِي جَوَاب الْمُدَّعِي شهد الشَّهْر جَوَابا صَحِيحا وَلَا يجوز سَماع الْبَيِّنَة حَتَّى يُنكر اَوْ يعْتَرف فَيَنْقَطِع النزاع خَامِسهَا ان الدّين لم يتَعَرَّض لأصل الْمُدعى عَلَيْهِمَا ايضا بإنكار وَلَا اعْتِرَاف وبنوا سَماع الْبَيِّنَة الَّتِي هِيَ الْوَاحِد فِي الصَّوْم على قَوْله يثبت وَشهد بِرُؤْيَة الْهلَال وَمَا تعرض للدّين وليتأمل المتصف ان هَذِه وَاقعَة بِحَضْرَة الجم الْغَفِير من الْخَاص وَالْعَام فَكيف بأفراد الدَّعَاوَى الَّتِي يسْتَقلّ الْوَاحِد من هَؤُلَاءِ بالحكم فِيهَا وَالْحَال ان هَذَا القَاضِي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ سنة فَالْحَمْد لله على كل حَال والقاضيان لم يتعرضا لظنهما ان مثل هَذَا عِنْده فِي مذْهبه سَائِغ ثمَّ تحرر ان قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ انكر فِي الْمجْلس اقامة الدَّعْوَى افتعالا اوله سَافر القَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَب الطّلب سادسه مستهل حزيران وصل القَاضِي رَضِي الدّين رَاجعا إِلَى دمشق بمرسوم لأجل المرستان لِئَلَّا يتعطل بعد ان كَانَ وصل إِلَى مرج بني عَامر حادي عشره توفّي محب الدّين مُحَمَّد ايوب نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي السبت ثَالِث عشره ضحوة النَّهَار توفّي الشَّيْخ الْقدْوَة الْعَلامَة الْمُحدث اللّغَوِيّ العابد الزَّاهِد الْفَرد الْجَامِع برهَان الدّين ابراهيم التاجي الشَّافِعِي جَاوز التسعين وَصلى عَلَيْهِ شمس الدّين بن البزة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قبال قبر سَيِّدي مُعَاوِيَة من جِهَة الغرب فاصل بَينه وَبَين قَبره الطَّرِيق وَكَانَت جنَازَته هائلة حضرها الْخَاص من أهل الْبَلَد وَالْعَام وَلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 يخلف مثله فِي جمعه للعلوم ونهضته فِي الْعِبَادَة وَصَبره على التقلل من الدُّنْيَا رَحمَه الله تَعَالَى وَظهر وقف كتبه من سنة سبع وَتِسْعين وثمانماية على طلبة الْعلم وان النّظر فِيهَا لشمس الدّين بن البزة واضاف اليه قبل مَوته جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا الْقدْوَة شهَاب الدّين المحوجب وَالله يلطف وَيُدبر وَيخْتم لنا بِخَير آمين يَوْم الْجُمُعَة عاشره اغلق نَائِب قلعة دمشق ابواب القلعة ونصبوا على نواحي القلعة المجانيق واستدعوا القلعية للرمي على الكافل والكافل جَالس فِي الاسطبل لَا يَتَحَرَّك من بكرَة إِلَى وَقت الصَّلَاة وَخرج إِلَى الصَّلَاة مَاشِيا وَمَعَهُ رجلَانِ فصلى بِمَسْجِد بِرَأْس جسر الزلابية ثمَّ رَجَعَ واغلقت الاسواق واضطربت الْبَلَد وَحط الْحَال على ان سَبَب ذَلِك نزاع حصل بَين قطج دوادار الكافل وَبَين خازندار نَائِب القلعة فَاجْتمع الامراء بعد الصَّلَاة واخذوا نَائِب القلعة إِلَى الكافل فألبسه خلعة ولنقيب القلعة خلعة وَسكن الْحَال ثَانِي عشريه دقَّتْ البشائر لوصول الْخَبَر بِأَن السُّلْطَان كَانَ قد مرض ثمَّ تعافى وَنُودِيَ بالزينة فزينوا الاسواق وَاسْتمرّ ذَلِك إِلَى تَاسِع عشريه وَرفعُوا الزِّينَة فعشيته جَاءَ المرسوم بالزينة فجددوا ايضا نسْأَل الله حسن الْعَافِيَة تَاسِع عشريه كَانَ ختم مُسْند الشَّافِعِي بِجَامِع نَخْلَة بكرَة النَّهَار بالايوان الشمالي بِقِرَاءَة الشَّيْخ عِيسَى الغرابي وَحضر الْفُضَلَاء وَوَقع الْكَلَام فِي امْر الانصار ومآثرهم وذريتهم الْمَوْجُودين الْآن بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ مَجْلِسا حافلا نسْأَل الله تَعَالَى الاخلاص وَالْقَبُول بِحَق نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْحَمْد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات لَيْلَة الثَّلَاثِينَ حصل قبل الْعشَاء حريق تَحت القلعة استوعب جسر الزلابية وسوق النحاسين غربيه إِلَى تربة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 ارغون شاه وَمن الشرق إِلَى مَسْجِد النَّخْلَة واستوعب فِي الْعرض سوق اللَّحْم وَمَا اصابه من الْبيُوت فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه يفعل مَا يَشَاء وَيحكم مَا يُرِيد بفضله وَكَرمه لَا راد لأَمره وَلَا معقب لحكمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 شَوَّال سنة تسعماية مستهله الاربعاء يَوْم عيد الْفطر خطب بالجامع الْأمَوِي سراج الدّين بن الصَّيْرَفِي نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي خَامِس عشري حزيران يَوْم الْجُمُعَة ثالثه خطب بالجامع الْأمَوِي ابْن الصَّيْرَفِي فَحصل لَهُ فِي آخر الْخطْبَة الثَّانِيَة اغماء وَصعد اليه بعض جماعته فمسكوه وَهُوَ مطروح فِي درج الْمِنْبَر وَصلى الْجُمُعَة بِالنَّاسِ شخص يُسمى ابْن ام الْحسن بواب دَار الحَدِيث الاشرفية ثمَّ عقب الصَّلَاة اسْتَيْقَظَ وَذهب بِهِ إِلَى منزله وَفِيه قيل انه وصل مرسوم بِالْقَبْضِ على شهَاب الدّين احْمَد بري وَوَضعه بالقلعة فغيب وَمَا وجدوه وَمَا تحرر السَّبَب فِي ذَلِك وَالله يهدي الْمُسلمين الاربعاء ثامنه سَافر القَاضِي رَضِي الدّين وابو الْفضل الذَّهَبِيّ إِلَى الْقَاهِرَة وسافر مَعَهم فواز الَّذِي كَانَ مبَاشر الْعمَّال نِيَابَة عَن القَاضِي نجم الدّين الخيضري فسبحان الفعال لما يُرِيد الْخَمِيس سادس عشره توفّي قطب الدّين الْحلَبِي كَانَ من التُّجَّار وَله ترداد إِلَى الْحُكَّام وَكَانَ فِيهِ تعلق على وظائف الْحَنَفِيَّة الركنية بالصالحية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 وَغَيرهَا وَصَارَ لَهُ نظر عَلَيْهَا فَلَمَّا توفى تقرر فِيهَا القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالسَّيِّد الْموقع وَابْن القَاضِي الشَّافِعِي السبت ثامن عشره توجه الْحَاج وَلم يخرج من دمشق اُحْدُ الا بعض تجار وانما جَاءَ من النَّاحِيَة الشمالية فرقة يسيرَة وَفرْقَة اخرى من اهل الرّوم وَتوجه من الْعَسْكَر فَوق المايتين باللبس الْكَامِل واميرهم يلباي امير كَبِير وَتوجه القَاضِي مَحْمُود بن قَاضِي اذرعات قَاضِي الركب احسن الله الْعَاقِبَة الثُّلَاثَاء حادي عشريه وصل كتاب من بعض الاصحاب من الْقَاهِرَة بِأَنا نتوجه وصعب عَليّ ذَلِك وَهُوَ مِمَّن لَا يُمكن مُخَالفَته فتوجهت يَوْم السبت خَامِس عشريه ووصلت إِلَى عزة صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس سلخه وَاتفقَ وُصُول شيخ الاسلام كَمَال الدّين بن ابي شرِيف الشَّافِعِي بَارك الله فِي عمره عشيته وَمَعَهُ قُضَاة بَيت الْمُقَدّس بِسَبَب اخْتِلَاف حصل بَين كافل غَزَّة وَبَيت الْمُقَدّس ثمَّ وصل الْخَبَر من الْقَاهِرَة إِلَى غَزَّة فِي هَذَا الْيَوْم بِأَن القَاضِي كَاتب السِّرّ الشريف بِالْقَاهِرَةِ الْمقر البدري بن مزهر سدد الله اقواله واحواله توجه إِلَى الْحجاز الشريف حَاجا وصحبته من خرجت اشارته الْكَرِيمَة بالتوجه للقاهرة واشار الشَّيْخ كَمَال الدّين بِالرُّجُوعِ مَعَه إِلَى بَيت الْمُقَدّس وانشرح الصَّدْر لذَلِك وَكَانَ النُّزُول بغزة فِي الْجَامِع الَّذِي عمره الامام الاعظم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 بهَا وَكَانَ مَعَ الشَّيْخ جمَاعَة من فضلاء بَيت الْمُقَدّس واحسن سَيِّدي الْعَلامَة جلال الدّين وشيخها الْعَلامَة شمس الدّين بن ابي اللطف فَحكى لي مسَائِل فِي الْفِقْه مشكلة سَابِع عشريه دَخَلنَا مسافرين إِلَى جلجوليا واجتمعنا بالشيخ الْقدْوَة الْعَظِيم الشهَاب مُحَمَّد الغزاوي تلميد الشَّيْخ الرباني الْجَامِع للعلوم شهَاب الدّين احْمَد بن رسْلَان الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي وَهَذَا الشَّيْخ مُحَمَّد على طَريقَة عَظِيمَة من مُلَازمَة الذّكر وَالْعِبَادَة واطعام الواردين والتوسعة على خلق الله تَعَالَى جعل الله فِي حَيَاته الْبركَة آمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 قُرَّة النَّاظر بأخبار الْقرن الْعَاشِر بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم سنة اُحْدُ وتسع ماية استهلت يَوْم الاحد الْخَلِيفَة السَّيِّد عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وَالسُّلْطَان بالديار المصرية وَالشَّام وحلب والحجاز وَغَيرهَا قايتباي الظَّاهِرِيّ الْملك الاشرف واتابك العساكر بِمصْر تمراز الظَّاهِرِيّ مَعَ انه مَا لبس الخلعة وَسَيَأْتِي تَارِيخ لبسه لَهَا وامير سلَاح تنبك الجمالي الظَّاهِرِيّ وامير مجْلِس ازبك الخازندار الظَّاهِرِيّ وَرَأس نوبَة النوب تاني بك قرا الاينالي وحاجب الْحجاب اينال الخسيف وَكلهمْ لم يلبسوا الْخلْع وانما سمي لَهُم ذَلِك وامير آخور كَبِير غيب وَإِلَى الْآن مَا علم خَبره وَلم يدل مَكَانَهُ اُحْدُ والدوادار الْكَبِير آقبردى من اقارب السُّلْطَان وَهُوَ استادار ووزير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 وقضاة الْقَاهِرَة شيخ الاسلام قَاضِي الْقُضَاة زَكَرِيَّا الشَّافِعِي وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين الاخميمي الْحَنَفِيّ وقاضي الْقُضَاة شمس الدّين بن التقي الْمَالِكِي وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب الاسرار الشَّرِيفَة بدر الدّين مُحَمَّد بن زين الدّين بن مزهر الشَّافِعِي وناظر الْجَيْش شهَاب الدّين احْمَد بن يُوسُف وناظر الْخَواص نور الدّين بن الصَّابُونِي وَهُوَ نَاظر الْكسْوَة ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ والقضاة بِدِمَشْق شهَاب الدّين بن فرفور الشَّافِعِي ومحب الدّين بن القصيف الْحَنَفِيّ وَنجم الدّين مُحَمَّد بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وَقَضَاء الْمَالِكِيَّة لم يسْتَقرّ فِيهِ اُحْدُ وَكَاتب السِّرّ بِدِمَشْق محب الدّين الاسلمي وناظر الْجَيْش تمربغا السيفي قجماس والحاجب الْكَبِير قرقماس التنمي السيفي ونائب حلب اينال الاشرفي الْمحرم الْخَمِيس ثَانِي عشره البس قانصوه الشَّامي خلعة بنيابة حماة تَاسِع عشره لبس ابْن فرفور خلعة وَنزل من قلعة الْجَبَل إِلَى الْبَيْت الَّذِي اسْتَأْجرهُ جوَار بَيت شهَاب الدّين الكركي ببركة الْفِيل من الْقَاهِرَة خَامِس عشريه وصل الْحَاج الْمصْرِيّ وَمَعَهُمْ القَاضِي كَاتب السِّرّ الشريف بالممالك الاسلامية سادس عشريه وصل جلال الدّين الْوَلَد إِلَى الْقَاهِرَة فِي اوله اطلق شمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 الدّين مُحَمَّد الطولقي الْمَالِكِي من الترسيم بعد سنة وَنَحْو ثَلَاثَة اشهر صفر مستهله الثُّلَاثَاء لَيْلَة خَامِس عشره خرجت من الْقَاهِرَة إِلَى دمشق وَدخلت اليها يَوْم الاحد سَابِع عشريه بعد ان تراميت على الشَّيْخ مُحَمَّد الْغَزِّي بجلجولية فِي الِاسْتِقْرَار بهَا اَوْ فِي مَكَّة اَوْ الْقُدس عشريه وضع الكافل مباشري المرستان فِي الترسيم على عشْرين الف دِينَار الزموا بهَا فِي ذمتهم فِي الْقَاهِرَة وَزَاد تعطل المرستان والضعفاء ثمَّ اسْتَقر امرهم على عشرَة واطلقوهم ربيع الاول مستهله الاربعاء الثُّلَاثَاء رَابِع عشره مستهل كانون الاول الاحد تَاسِع عشره اجْتمعت بالشيخ الامام المحبي برهَان الدّين بن شرِيف قدم من حلب وَنزل بِالْمَدْرَسَةِ الْمُقَابلَة لباب السلسلة من جَامع دمشق قَاصِدا بَيت الْمُقَدّس ثمَّ الْقَاهِرَة ودرس فِي مسَائِل مِنْهَا لَو كَانَ الْمَوْقُوف فِي محلّة خربَتْ وَهُوَ من جملَة اماكن فَهَل يعمر من ريع الْوَقْف اَوْ لَا لانه لَا فَائِدَة فِيهِ فان الصُّورَة ان الْمحلة لَا يسكنهَا اُحْدُ فَذكر الشَّيْخ برهَان الدّين ان اوقاف مصر الَّتِي تَحت نظر القَاضِي الشَّافِعِي الْآن حصل فِيهَا هَذَا وانه افتى بِمَنْع الْعِمَارَة وَتَابعه جمَاعَة وان قَاضِي الْقُضَاة زَكَرِيَّا الشَّافِعِي لم يلْتَفت إِلَى ذَلِك وَعمر وَالَّذِي افتى بِهِ الْجَمَاعَة ظَاهر وَمِنْهَا انه لَو تصادق اثْنَان على شَيْء ثمَّ رفعا التصادق وابطلا حكمه فَقَالَ ان هَذَا الثَّانِي صَحِيح وان بعض اهل عصره من مصر خَالف قَالَ هَذَا كَمَا لَو اكذب الْمقر لَهُ الْمقر وَقَالَ ان الْمَسْأَلَة بَعْضهَا مسطورة فلتراجع وَمِنْهَا لَو اتلف شَيْئا فِي نَقله مُؤنَة وظفر الْمَالِك بالمتلف لَهُ فِي غير بلد الْمُتْلف اخذ مِنْهُ الْعين وَقَالَ انه غلط فِي ذَلِك جمَاعَة فِي مصر فِي وَاقعَة وَقعت ثَالِث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 عشريه توفّي الشَّيْخ عماد الدّين اسماعيل بن مُحَمَّد السيوفي الْمَعْرُوف بخطيب السَّقِيفَة وَالِد صاحبنا رحمهمَا الله تَعَالَى وَدفن بِجَانِب وَلَده فِي مَقْبرَة الشَّيْخ رسْلَان خَارج بَاب شَرْقي سُبْحَانَ الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت ربيع ربيع الآخر مستهله الْجُمُعَة الْجُمُعَة خَامِس عشره مستهل كانون الثَّانِي وَلم تمطر بِدِمَشْق إِلَى الْآن الا رشة اللَّهُمَّ فرج وَقد ارْتَفع سعر الْقَمْح إِلَى نَحْو الثلثمائة دِرْهَم الغرارة وَالشعِير بَاقٍ على حكمه نَحْو ماية الغرارة لَكِن الامور بِدِمَشْق بِخَير نحمد الله تَعَالَى الاحد رَابِع عشريه ختم مدرس الشامية الدَّرْس فِيهِ تولى شادبك مقدم الف بِالْقَاهِرَةِ امير آخور عوضا عَن قانصوه خَمْسمِائَة جُمَادَى الاولى مستهله الاحد أَوله سَافر نَائِب القلعة إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَب اختلافه مَعَ نَاظر الْجَيْش لَيْلَة الاربعاء سابعه وَقع مطر متواصل طول اللَّيْل واصبح كَذَلِك وَكَانَ الْمَطَر مُنْقَطِعًا من اول صفر وَهَذَا الْيَوْم هُوَ يَوْم الْعشْرين من كانون الثَّانِي سلخ الاربعينية فَالْحَمْد لله نَسْأَلهُ توالي فَضله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الثلثاء عشره مستهل شباط فِي عشريه وصلت الاخبار بِأَن سُلْطَان الدّين حسن بن زبيري دخل فِي ربيع الاول من هَذِه السّنة إِلَى الْمَسْجِد الشريف بخيله وَرجله وغلق الابواب وَضرب الطواشية واخرجهم وَكسر الْقبَّة واخذ كل مَا فِيهَا من نقد وقناديل ذهب واراق الزَّيْت وَكَانَ النَّقْد نيفا وَعشْرين الف دِينَار والقناديل نَحْو قِنْطَار وَقصد وَلَده الهجوم على مَوضِع الْقَبْر الشريف واخذ مَا فِيهِ من الْقَنَادِيل وَغَيرهَا فَأخذ على يَده بعض جَمَاعَتهمْ وَكسر خَزَائِن الخدام كلهَا واخذ مَا فِيهَا وَجمع الصواغين والحدادين بالقلعة فسبكوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 ذَلِك واخاف اهل الْمَدِينَة ثمَّ خرج مَعَ الْعَرَب هَارِبا فَكتب بذلك إِلَى السُّلْطَان فَأرْسل إِلَى سُلْطَان مَكَّة مُحَمَّد بَرَكَات خلعة وامره ان يُقيم عشرَة هَذَا مَا تحرر من كتب النجاب فَكَانَت حميته للمدينة الشَّرِيفَة كحميته للْحَاج فِيمَا مضى فَإنَّا لله وانا إِلَيْهِ رَاجِعُون ثَالِث عشريه الِاثْنَيْنِ وصل من الْقَاهِرَة الشَّيْخ ابو بكر الدليواتي القادري وَنزل بالثابتية وَاخْبَرْ بِأَن الامير قانصوه خَمْسمِائَة الَّذِي من حِين غيب فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَاضِيَة كَانَ مستترا فِي بَيت صهره الشَّيْخ سنطباي القادري من عُتَقَاء يشبك الدوادار وانه كَانَ على طَريقَة حَسَنَة من مُلَازمَة الصَّوْم وَالصَّلَاة وَالذكر وَالْخلْوَة ويلاقي الْفُقَرَاء وَغَيرهم بالعيش فِي كل لَيْلَة وَيَأْكُل فِي زاويته قرب بَاب النَّصْر خلائق وَالْحَاصِل انه فِي طَريقَة عَظِيمَة غَرِيبَة وَاسْتمرّ الشَّيْخ ابو بكر بالثابتية اربعة ايام تردد اليه الاتراك كلهم حَتَّى الكافل وَخلق الله وَهُوَ يُخْبِرهُمْ بذلك وانه شفع فِيهِ عِنْد السُّلْطَان وانه قبل شَفَاعَته وانه خرج لَيْلًا فِي اوائل هَذَا الشَّهْر من هَذَا الْمَكَان إِلَى منزله نَفسه بَين اهله ومماليكه مستترا وانه خرج من الْقَاهِرَة على ذَلِك فَسئلَ رَفِيقه الشَّيْخ ازبك عَن ذَلِك فَقَالَ لم نسْمع بِهَذَا الْكَلَام فِي الْقَاهِرَة وَلَا مِنْهُ فِي الطَّرِيق ثمَّ انْتقل من الثابتية إِلَى مَكَان بسفح قاسيون يُسمى تل الشَّيْخ سعيد وَمَعَهُ جماعته واكرمه الكافل وارسل لَهُ فرشا إِلَى هُنَاكَ وَكَانَ ارسل لَهُ هَدِيَّة عِنْد قدومه واهل دمشق الْآن فِي اضْطِرَاب بِسَبَب هَذَا الْخَبَر ثمَّ انْكَشَفَ الْحَال عَن كذب الدليواتي فِي كل مَا اخبر بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 وانه خرج من مصر هَارِبا من جنايات اوقع نَفسه فِيهَا جُمَادَى الْآخِرَة مستهله تحرر الِاثْنَيْنِ خَامِس شهر شباط الْخَمِيس ثَانِيه سَافر الشَّيْخ ابو بكر الدليواتي إِلَى حلب وكل من انْفَصل من الْقَاهِرَة بعده يَقُول لم نسْمع لقانصوه خَبرا اصلا وَهَذَا الشَّيْخ ابو بكر لَعَلَّه ناهز السّبْعين وَهُوَ ملازم مَعَ جماعته على الذّكر وَالْعِبَادَة يقوم الثُّلُث الاخير هُوَ وهم مواظبين على ذَلِك غَالِبا لَكِن لَهُ شطحات ودعاوى من الْكَشْف وَغَيره وَله فِي ذَلِك حكايات كَثِيرَة متواترة بَين معتقديه من اهل وَغَيرهم ويستحضر من كَلَامه الصُّوفِيَّة جملا كَثِيرَة فِي موَاضعهَا وَله همة كَبِيرَة فِي أُمُوره ويقرر كَلَام ابْن الفارض على وَجه مُوَافق لطريق الشَّرِيعَة الغراء وَالله تَعَالَى مُتَوَلِّي السِّرّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سابعه وصل قَاصد الكافل بِأَن تستمر امرية الْحَاج فِي حسابه يُرْسل فِيهَا من يختاره من جماعته وَفِيه وصل جمَاعَة كَمَا اخبرني خشكلدي البيسقي من الاتراك من الْقَاهِرَة واخبروا بِأَن قانصوه خَمْسمِائَة فِي الْقَاهِرَة مَوْجُود مختفيا وان السُّلْطَان علم بموضعه وانه قبل فِيهِ شَفَاعَة الشَّيْخ ابي بكر الْمَذْكُور الاربعة ايام من شباط وَقع فِيهَا الْمَطَر لَيْلًا وَنَهَارًا بعد ان كَانَ النَّاس قد ايسوا من الْمَطَر ثمَّ كثرت الامطار فِي الْعشْر الاوسط من آذار فِي نواحي الْبَلَد فِيهِ وصل تَاج الدّين ديوَان القلعة ثمَّ وصل بعده بأيام يسيرَة يخشباي نَائِب القلعة وَوصل المرسوم ان يحرروا على مَا اخذ من النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 ظلما وعقدت لَهُ مجَالِس وَمِنْهَا مجْلِس بِجَامِع يلبغا سلخ هَذَا الشَّهْر وَحضر من اخذوا مِنْهُ ظلما من نواحي الْبَلَد بِسَبَب الشّعير وَكلهمْ يَقُول ان المشتكى مِنْهُ عِيسَى الطَّحَّان اراح الله الْبشر مِنْهُ وَهُوَ ظَالِم مُعْتَد وَكلما حضر اُحْدُ يَكْتُبُونَ اسْمه وَمَا اخذ مِنْهُ وتاج الدّين الْمَذْكُور متصد لمحاققته والتجريد على الْقُضَاة واركان الدولة وَنعم مَا فعل جزاه الله خيرا الاحد رَابِع عشره اول آذار ارسل إِلَى صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة محب الدّين ابو الْفضل بن الامام الصَّفَدِي الشَّافِعِي احسن الله عاقبتنا وعاقبته مَا صورته ... وصوفية الاخلاص لَا شكّ فيهم ... وكل امام للأنام على هدى كَذَا قَالَه جمع الْجَوَامِع وَالَّذِي ... ارى انه اخطأ الْمقَال وابعدا بل الْحق فيهم مخطر ومضلل ... فَخير لهَذَا الْحر يسلم من الردا وان لم يكن بُد من القَوْل فيهم ... فَأَرْبَعَة الاشياخ حَقًا على هدى ... المسؤول تَحْرِير هَذِه الْمقَالة والارشاد إِلَى الصَّوَاب فِيهَا الْجَواب ان الْقَضِيَّة لَهَا وَجْهَان احدهما ان الامام الْمُجْتَهد فِي نَفسه هُوَ على هدى لانه ان اخطأ فَلهُ اجْرِ وان اصاب فَلهُ اجران بَيْنَمَا ان كل وَاحِد مِنْهُم لَا يلْزم ان يُصِيب فِي كل مَا ينظر فِيهِ وَيُؤَدِّي اليه اجْتِهَاده وَلِهَذَا نَحن نعتقد ان الشَّافِعِي مقَالَته هِيَ الصَّوَاب مَعَ احْتِمَال غَيره وان من خَالفه على غير الصَّوَاب مَعَ احْتِمَال غَيره فَاشْتَبَهَ على الشَّيْخ النَّاظِم جِهَة بِجِهَة سامحه الله تَعَالَى وَهَذَا الْجَواب كتبته الْآن بعد مَوته رَحمَه الله تَعَالَى وَعَفا عَنهُ وَجمع بَيْننَا وَبَينه فِي مُسْتَقر رَحمته بِحَق نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشره لبس نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق خلعة وَردت على يَد صَاحبه جاني بك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 رَجَب سنة اُحْدُ وتسع ماية أَوله الاربعاء حضر اركان الدولة بِجَامِع يلبغا والقضاة بِسَبَب نَائِب القلعة فِي ضبط مَا وجده على يَد عِيسَى الطَّحَّان وَابْن زينون الكيال وَغَيرهمَا ثمَّ اجْتَمعُوا مجَالِس اخرى وشكي على خلائق وعَلى عِيسَى الطَّحَّان وَابْن زينون الكيال آخر يَوْم الْخَمِيس تاسعه وَهُوَ بَاقٍ فِي الترسيم بالقجماسية قريب دَار النِّيَابَة الْخَمِيس تاسعه وصل من الْقَاهِرَة السَّيِّد كَمَال الدّين مُحَمَّد عز الدّين حَمْزَة الْعَلامَة ابْن الْعَلامَة من كبار عُلَمَاء الدَّهْر اطال الله فِي عمره الْخَمِيس سادس عشره اول نيسان الِاثْنَيْنِ عشريه دخل محب الدّين مُحَمَّد كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق من الْقَاهِرَة مُتَوَلِّيًا وظيفته بَاقِيا عَلَيْهَا لابسا خلعته وَنزل ببيته دَاخل بَاب توما قريب القيمرية الِاثْنَيْنِ سَابِع عشريه لبس قطج مَمْلُوك الكافل خلعة بأمرية الْحَاج احسن الله الْعَاقِبَة لَهُ ثمَّ اسْتَقر الْحَال فِي امرية الْحَاج على شخص من جمَاعَة الكافل يُسمى يشبك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 لَيْلَة الاربعاء تَاسِع عشريه وَيُوجد مطر غزير عَظِيم نَافِع ان شَاءَ الله تَعَالَى وَهَذَا الْيَوْم هُوَ رَابِع عشر نيسان وَقل ان يَقع مثل هَذَا الْمَطَر الْعَظِيم فِي مثله سُؤال طلب مِنْهُ ان يُبرئهُ من الدّين لفقره فَقَالَ تركت الاجر على الله فَهَل تحصل الْبَرَاءَة اجيب الظَّاهِر ان هَذَا كِنَايَة فِي الْبَرَاءَة فَإِن نوى حصلت الْبَرَاءَة والا فَلَا خَامِس عشره توفّي قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن شهَاب الدّين احْمَد عربشاه الانصاري الْحَنَفِيّ بِالْقَاهِرَةِ كَانَ تولى قَضَاء دمشق مُدَّة ثمَّ عزل وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة إِلَى ان توفّي بهَا كَانَ مشاركا فِي الْفِقْه والعربية وَالْعرُوض متقنا علم الْفَرَائِض رَحمَه الله تَعَالَى برحمته الواسعة ولي قَضَاء دمشق مرّة وَمَا حمدت سيرته شعْبَان سنة احدى وتسعماية مستهله الْجُمُعَة سادس عشر نيسان ثَانِيه توفيت عتيقة ابْن المغربي وانتقلت الْجِهَات الَّتِي كَانَت وَقفا عَلَيْهَا إِلَى المرستان النوري الِاثْنَيْنِ رابعه سَافر برهَان الدّين المقبلي إِلَى الطّور ثمَّ الْحجاز الِاثْنَيْنِ حادي عشره كتب كتاب نجم الدّين بن الملاح على بنت مُحَمَّد سَالم صاحبنا شيخ المسطبة على بركَة الله تَعَالَى الاربعاء ثَالِث عشره وصل قَاصد الكافل باستمرار امرية الْحَاج مُتَعَلقَة بالكافل يُقيم فِيهَا من يخْتَار وبعزل يخشباي من نِيَابَة القلعة فَخرج مِنْهَا واطلق من الترسيم وَسكن بَيت ابْن الترجمان قرب بَاب توما وَلم يسمع مَا رسم بِهِ من جِهَة المَال الَّذِي كتبوه عَلَيْهِ واحضروه للسُّلْطَان ثمَّ اخبرني القَاضِي صَلَاح الدّين ان مَا ثَبت عَلَيْهِ يُورِدهُ دون مَا انهي عَنهُ وَلم يثبت ثمَّ تحرر ان السُّلْطَان اعْرِض عَن مُطَالبَته بِشَيْء وَفِي هَذَا الشَّهْر حصل قلقلة بِسَبَب بِنَاء فِي الْبِقَاع قريب من قَرْيَة يُقَال لَهَا بدا وَذكروا ان شخصا كَانَ مُقيما بدار فِي الْقرْيَة كَانَ قَائِلا يَقُول لَهُ اذْهَبْ إِلَى الْمَكَان الْفُلَانِيّ واظهر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 قَبْرِي وَابْن عِنْده فَفعل هَذَا وَبنى مَسْجِدا بِجَانِب الْقَبْر متسعا فانحاز النَّاس اليه واقبلوا عَلَيْهِ واخذ النَّاس يشيعون ان من ذهب اليه وَهُوَ اعمى يبصر اَوْ زمن يقوم اَوْ بِهِ دَاء يبرأ فَذهب خلائق بِهَذَا الصدد وَرَجَعُوا كَمَا ذَهَبُوا فانكر ذَلِك شخص يدعى الشَّيْخ ابراهيم الدسوقي وَلم اولاده وجماعته يُقِيمُونَ الشتائم على خَادِم الْمَكَان وانه يَقُول معجزات هَذَا النَّبِي اعظم من معجزات مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وانه يجْتَمع الرِّجَال وَالنِّسَاء بِالْمَكَانِ إِلَى غير ذَلِك فَحَضَرَ الْحَاج وانكر كل ذَلِك ثمَّ رفعت الْقَضِيَّة إِلَى الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي فلاطف هَذَا الْحَاج وجماعته ان يهدموه فتعللوا انه لَا يُمكنهُم ذَلِك ومشايخ الْبِلَاد وَالنَّاس يمنعونهم ذَلِك ثمَّ اجْتمع الْفَرِيقَانِ عِنْدِي بالجامع الْأمَوِي وانهى الْحَاج وجماعته عَن الشَّيْخ ابراهيم ان وَلَده هُوَ الَّذِي حرك هَذِه القلقلة لكَونه تشوف إِلَى اخد شَيْء من مَا يَأْتِي من النَّاس من الفتوحات وانكر الشَّيْخ ابراهيم ذَلِك وجماعته واكدوا فِي سُؤال هدم الْمَكَان وَلم يظْهر لي هَدمه بعد اعْتِرَاف بانيه انه مَسْجِد فَقيل قد قَالَ الْفُقَهَاء لَو تعطل الْمَسْجِد فِي مَوضِع خراب وَخيف من اهل الْفساد على نقضه نقص وَحفظ وان رأى الْحَاكِم ان يعمر بِهِ مَسْجِدا جَازَ والاقرب اليه اولى فَلْيَكُن هَذَا مثله بِجَامِع الْفساد فَقلت لَا مشابهة بَينهمَا اصلا بل ان يثبت حُصُول فَسَاد يسْعَى فِي ازالته وَيسْتَمر الْمَسْجِد مثل الارض الَّتِي بني عَلَيْهَا بِأَيّ وَجه بني عَلَيْهَا وَهِي لبيت المَال قلت قد أخبر مقطعو الْبَلَد أَوْلَاد المشموشي أَن مَوضِع الْقَبْر كَانَ مرجة مَا تزرع فَالظَّاهِر انه موَات وانما هَؤُلَاءِ اقاموا هَذِه الصُّورَة ليفتنوا النَّاس قلت قد اخبر خلائق وَمِنْهُم مقطعو الْبَلَد انه كَانَ هُنَاكَ قبر قديم وانهم يعْرفُونَ ذَلِك من حِين ميزوا نَحْو خمسين سنة يتحدث النَّاس انه قبر نَبِي واخبرني فِي هَذِه الايام ان المرحوم الشَّيْخ الْعَلامَة الرباني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 شهَاب الدّين بن ارسلان الشَّافِعِي الرَّمْلِيّ رأى بِبَيْت الْمُقَدّس فِي النّوم اشارة إِلَى ان يَبْنِي فِي الْموضع الْفُلَانِيّ على قبر رابيل النَّبِي وعندما اصبح شرع فِي ذَلِك وَعمر وان الشَّيْخ ابا الْقَاسِم النويري انكر عَلَيْهِ وبشع الْعبارَة فِي التشنيع عَلَيْهِ ثمَّ ان ابا الْقَاسِم رأى فِي مَنَامه ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ جمَاعَة قَاصِدين زِيَارَة رابيل وانه قصد السَّلَام على رَسُول الله فاعرض عَنهُ وعاتبه من جِهَة انكاره على الشَّيْخ ابْن رسْلَان فاصبح واتى اليه وَاعْتذر وزار وَفِي واقعتنا هَذِه قَالَ بعض الْفُضَلَاء يهدم الْبناء الْمَذْكُور وان كَانَ مَسْجِدا كَمَا قطعت الشَّجَرَة الَّتِي حصلت الْمُبَايعَة تحتهَا وَاتفقَ عَلَيْهِ اهل ذَلِك الزَّمن خوفًا من الْفِتْنَة بهَا فأجبنا بِأَن الْمَسْجِد تعلق بِهِ حكم شَرْعِي مُتَعَلق بِجَمِيعِ الْمُسلمين فتزال الْمفْسدَة ان كَانَت وَيبقى الْمَسْجِد وَسَيَأْتِي فِي سَابِع عشر شهر شَوَّال أَنه كتب فَتْوَى صورتهَا أَن الْمَسْجِد بني فِي ارْض الْقرْيَة بِغَيْر اذن الامام فَهَل يهدم فَأجَاز الْجَمَاعَة المذكورون انه يهدم ووافقتهم فَكتبت بذلك ثمَّ حضر إِلَى ابْن خطيب المعضمية وَالشَّيْخ مُحَمَّد الْبَصِير امام جَامع منجك وَذكر مَا فِي هَذَا الْمَكَان بالبقاع من الْمَفَاسِد واختلاط الرِّجَال بِالنسَاء فِي مَكَان ضيق بهم مسفرات عَن وجوههن وقبائح اخرى كَثِيرَة فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه تَعَالَى وَفِيه حصل بَين الكافل وَبَين امير كَبِير وحاجب الْحجاب ودوادار السُّلْطَان كَلَام بدار الْعدْل بِسَبَب مسموح الدورة طلبوه مِنْهُ فَأبى وَقَالَ عَليّ كلفة سفر الْحَاج وَقَامُوا بغضب من الْمجْلس بعد مراددات طَوِيلَة شَوَّال السبت عشريه توفيت ام شيخ الشَّافِعِيَّة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون وَكَانَ لَهَا ايام متوعكة وَهِي فِي حُدُود التسعين وَتقدم للصَّلَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 عَلَيْهَا بالجامع وَلَدهَا ثمَّ صلي عَلَيْهَا مرّة اخرى قبل الدّفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير ثامن عشره سَافر الركب الشَّامي إِلَى الْحجاز واميرهم يشبك مَمْلُوك الكافل وجهز الكافل مَعَه من الْعدة نَحْو الْمِائَة وَخرج حَاج كثير اروام وحلبيون وَلم يحجّ من دمشق الا الْقَلِيل وَالنَّاس متخوفون عَلَيْهِم من حَيْثُ ان عَامر لما عزل وَولي جانبيه رُبمَا تجمع على الْحَاج وَلَكِن يسلمهم الله تَعَالَى وَلم يحجّ من اعيان دمشق اُحْدُ وقاضي الركب لم يُسَافر وَلم يُسَافر اُحْدُ من الْفُقَهَاء فَلَيْسَ مَعَهم قَاض الاربعاء رَابِع عشريه جَاءَت الاخبار بِأَن منزلَة المزيريب حصل فِيهَا رخص عَظِيم بِحَيْثُ ان الْقَمْح ابيع كل كيل بِعشْرَة واثني عشر وَالشعِير وَنَحْوه بسبعة والطحين كَذَلِك وان جَمِيع البضائع ارخص من دمشق بدرجات وَحصل الْخَيْر العميم وَمَا رَأَوْا مَا يكْرهُونَ وَكَانَ النَّاس متخوفين عَلَيْهِم من عَامر لكَون جانبيه لبس خلعة الامرة يسْأَل الله من فَضله ان يمدهُمْ بالعون والامان وَقيل ان الْعَرَب باعوا مِمَّا كَانُوا اخذوه من الْحَاج فِي سنة تسع وَتِسْعين وثمانماية فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه تَعَالَى ذُو الْقعدَة مستهله الاربعاء ثمَّ تحرر الثُّلَاثَاء فِيهِ حصل بَين قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ واخيه تَاج الدّين وَبَين رَسُول فِي بَابه يُقَال لَهُ ابو بكر الْقُدسِي قلقلة وارسل إِلَى بَيت الْحَاجِب وَوَقع مِنْهُ مرافعات قَالَ فِي بَعْضهَا انه حصل عشرَة آلَاف دِينَار فِي هَذِه الْولَايَة وَنسب ذَلِك إِلَى اخيه تَاج الدّين وَمن المصائب الْعِظَام تقريب مثل هَذِه الاراذل ويبنى عَلَيْهَا مفاسد لَا تَنْحَصِر نسْأَل الله تَعَالَى ان يصلح احوال الْمُسلمين سابعه توجه فرقة من عَسَاكِر النَّائِب قيل لأجل نصْرَة جانبيه امير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 الْعَرَب لكَون عَامر جمع عَلَيْهِ ليقاتله ثامنه وصل من الْقَاهِرَة سَيِّدي الشَّيْخ الْعَلامَة الْقدْوَة شهَاب الدّين بن المرحوم الْقدْوَة زين الدّين عبد الرَّحِيم التلعفري الْمَعْرُوف بالمحوجب الشَّافِعِي وَكَانَ توجه فِي رَجَب من السّنة الخالية وَحصل بتوجهه خير للْمُسلمين فَإِن مقاصده حَسَنَة وَيتَكَلَّم فِي اجراء الْخيرَات مَعَ اركان دولة السُّلْطَان من الاتراك والمباشرين وَقد وهبه الله تَعَالَى الْقبُول مِنْهُم بِدُعَاء سَائِر خلق الله مد الله فِي عمره وَنزل بمنزله الْمُبَارك بالقبيبات بميدان الْحَصَى وَوصل فِي خدمته الْوَلَد جلال الدّين كَانَ توجه فِي آخر الْمحرم هَذِه السّنة وَوصل مَعَ القَاضِي شرف الدّين مَحْمُود بن قَاضِي اذرعات وَالسَّيِّد كريم الدّين بن عجلَان وَحكى لي وَنحن رَاجِعُون من ملاقاة احْمَد بن عجلَان الْمَذْكُور عَمَّا يَفْعَله مماليك السُّلْطَان الْآن من الحركات النافعة فِي الحروب وان اكثرها مبتكر لم يتَقَدَّم لأحد مِنْهَا وَفِي ملاقاة الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور صَحِبنَا الشَّيْخ صدر الدّين الْموصِلِي نفع الله بِهِ وبسلفه الصَّالح عشره توجه فرقة اخرى من الْعَسْكَر لتقوية جانبيه امير الْعَرَب احسن الله تَعَالَى الْعَاقِبَة خَامِس عشره رَجَعَ الْعَسْكَر وَقد كسرهم عَامر وجماعته وانحاز إِلَى عَامر ابْن مساعد وفرقته وَابْن اسماعيل وفرقته ثمَّ ان الكافل احضر مَشَايِخ الْبِلَاد فَحَضَرَ عساف بن الحنش وَابْن عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد الحنش وَابْن الحرفوش وَابْن علوطة ومقدم التيامنة ابْن الشهَاب وَابْن معن ونزلوا بالميدان وَنزل بَعضهم بوطاق وَبَعضه بِأَرْض السمرية وبستان الدّور بِسَبَب قَضِيَّة الْعَرَب احسن الله الْعَاقِبَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 خَامِس عشره وصل الْخَبَر بَان المماليك تحركوا على الدوادار الْكَبِير بِمصْر وان السُّلْطَان عَزله من الوزارة والاستادارية وَوصل المرسوم بَان الخاصكية بِدِمَشْق وَغَيرهَا يرجعُونَ إِلَى مصر وَمِنْهُم سنباي المبشر بِدِمَشْق وَالنَّاس يثنون عَلَيْهِ ثَنَاء جميلا فتهيؤا للسَّفر عشريه حضر قانصوه الألفي الَّذِي كَانَ مَحْبُوسًا بقلعة صفد فتسحب مِنْهَا فِي اوائل هَذَا الشَّهْر فَحَضَرَ الْآن على كافل دمشق على يَد سنباي المبشر وَنزل عِنْد سنباي الْمَذْكُور وجهز قَاصِدا بِسَبَبِهِ إِلَى السُّلْطَان احسن الله الْعَاقِبَة خَامِس عشريه اجْتمع اهل الصالحية وجاؤوا إِلَى الْجَامِع واجتمعوا بالشيخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون بِسَبَب فقد شخص من الصالحية يُقَال انه قتل قَالُوا فَرمي على اهل الصالحية الف دِينَار بِسَبَبِهِ فروجع الكافل فَقَالَ انا مَا اعْمَلْ الا بِالشَّرْعِ وَكَأَنَّهُ اشار إِلَى مَا ذكره لَهُ بعض الْحَنَفِيَّة انه إِذا وجد قَتِيل بمحلة لم يعرف قَاتله تُؤْخَذ الدِّيَة من اهل الْمحلة فَفِي هَذِه الْوَاقِعَة لم يعلم مَوته وورثته يَقُولُونَ لَو مَاتَ فقاتله فلَان وَفُلَان اعداؤه لَا غَرِيم لنا غَيرهم وَمضى هَذَا الْيَوْم وَلم يتحرر فِي الْقَضِيَّة امْر وَفِي هَذَا الْيَوْم عرض كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْعَلامَة ابي الْفضل الصَّفَدِي يعرف وَالِده بالامام عشرَة كتب فِي عشرَة عُلُوم الفها وَالِده وَالْجَمَاعَة متوقفون فِي امرهما اما الْوَلَد فَفِي نِهَايَة الحذق وَالْحِفْظ حرسه الله تَعَالَى واما المؤلفات فَعَلَيهِ فِيهَا مؤاخذات كَثِيرَة بِسَبَبِهَا حصل التَّوَقُّف ثَالِث عشري الْقعدَة حَضَرنَا الشامية البرانية ثمَّ حَضَرنَا الشامية الجوانية مَعَ السَّيِّد كَمَال الدّين بن السَّيِّد حَمْزَة الْحُسَيْنِي درسها نِيَابَة عَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 القَاضِي نَاظر الْجَيْش بِمصْر واخيه وَابْن جمال الدّين يُوسُف وَبَدَأَ بِكِتَاب الدَّعْوَى والبينات وَتكلم بِكَلَام مُحَرر من عُلُوم مُتعَدِّدَة وَفِيه اذن للمقدمين بِالسَّفرِ إِلَى بِلَادهمْ الا عساف بن الحنش بعد ان قرر على كل وَاحِد مِنْهُم مَال فخربوا نواحي دمشق وذهبوا لتخريب الْبِلَاد البرانية فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه تَعَالَى خَامِس عشريه وصلت الاخبار بوصول قانصوه الشَّامي نَائِب حماه إِلَى دير زينون باهله وجماعته ليتلاقى مَعَ الخاصكية بِدِمَشْق إِلَى الْمنية وَحصل الْخَبَر بَان قانصوه خَمْسمِائَة ظهر بِالْقَاهِرَةِ وَلبس خلعة وَاسْتقر فِي منزله احسن الله الْعَاقِبَة رَابِع عشريه توفّي شهَاب الدّين احْمَد بن طالو نقيب الْجَيْش كَانَ عِنْده رفق بِالنَّاسِ وَيدْفَع الظلمَة كثيرا عَن الْخلق لكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة قبلي الميدان رَحمَه الله تَعَالَى وَخلف سِتَّة بَنِينَ كبار وَذهب اربعة مِنْهُم إِلَى الْقَاهِرَة للسعي فِي وَظِيفَة والدهم نقابة الْجَيْش ثامن عشريه فرغ الدَّرْس بالشامية البرانية وَقُرِئَ فِي هَذَا الشَّهْر درسان فَقَط وَحضر جمَاعَة قَلِيلُونَ لما اشيع ان التَّفْرِقَة السّنة لَا تحصل لِأَن الْمغل قَلِيل وَالْعِنَب اجيج والسفرجل مَا حمل وَفِي هَذَا الشَّهْر رتب الكافل من يجمع من النَّاس مَالا لأجل المشاة لتخرج للْعَرَب قبيل خُرُوج الْحَاج فبدأوا بِأَهْل قبر عَاتِكَة واخذوا من الشاغور والصالحية واما اهل القبيبات فتوقفوا وَإِلَى الْآن لم يُؤْخَذ مِنْهُم شَيْء اللَّهُمَّ احسن الْعَاقِبَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 سلخه توفّي الشَّيْخ الْبركَة بدر الْحلَبِي اصله من الْبَاب من قرب حلب وَقدم دمشق من نَحْو سبعين سنة وَكَانَ عمره آنذاك فَوق الثَّلَاثِينَ وَاسْتمرّ بِدِمَشْق يتجر بسوق جقمق وَيُقِيم الْوَقْت بِالْمَسْجِدِ الْقَرِيب من التوريزي فِي كل لَيْلَة اربعاء ثمَّ كَانَ يغسل الْمَوْتَى ثمَّ تنقلت بِهِ الاحوال إِلَى ان عجز واقام ببيته ملازما للتلاوة وَالذكر وَالْخَيْر وَكَانَ سليم الْفطْرَة وَمن حِين نشأت اجْتمعت بِهِ فَلم اسْمَعْهُ قطّ يذكر احدا بِسوء وَلَا يَقع من لَفظه قطّ الا مَا يتَعَلَّق بِالدَّار الْآخِرَة وَذكر الْمَوْت وَنَحْو هَذَا مِمَّا لوحظ فِي مجالسه فِي آخرته وَقد جَاوز الْمِائَة وَلم يبْق الْآن بِدِمَشْق من جَاوز الْمِائَة الا رجل آخر يُقَال لَهُ المكشوف بِالْمَسْجِدِ المجاور للقجماسية شَرْقي دَار النِّيَابَة وَخلف الشَّيْخ بدر ثَلَاثَة اولاد احدهم الشَّيْخ مُحَمَّد نَشأ على خير ملازم لحانوته بسوق جقمق يتجر وَيخرج الزَّكَاة كَمَا تدل نَزَعته وَلَا يدْخل فِيمَا لَا يعنيه قطّ وَلَا يخالط احدا وَلَا يعرف لَهُ مَا ينقم عَلَيْهِ بِهِ فِي دينه قطّ مولده قبل الاربعين وَثَمَانمِائَة ودونه الشَّيْخ احْمَد يخالط النَّاس ويعاملهم وَحصل اموالا جزيلة ثمَّ عَامل من اكلها عَلَيْهِ وَعجز عَن خلاصها مِنْهُم وَكَانَ قد وَقعت لَهُ محنة تكلّف بِسَبَبِهَا مَالا فَسَمعته يَقُول فِي بعض الْمجَالِس ان الَّذِي غرمه يحسبه من الزَّكَاة وَيَدعِي ان هَذَا مَذْهَب ابي حنيفَة وَقد سَأَلت عَن ذَلِك من يوثق بِهِ من الْحَنَفِيَّة فَقَالَ ان مَذْهَبهم ان الرجل إِذا نوى عِنْد الدّفع انه من الزَّكَاة وَقع عَنْهَا وَرَأَيْت فِي بعض كتبهمْ تَعْلِيله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 وَهَذَا مولده عقب وقْعَة الجكمي فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْنِ واربعين وثمانماية ودونه الشَّيْخ ابو بكر يتجر بسوق جقمق يتعاطى احتكار الاقوات وَله جمَاعَة يشْتَرونَ لَهُ سرا ويشاركهم واذا سُئِلَ عَن ذَلِك يحلف بالايمان الْمُغَلَّظَة انه مَا يفعل ذَلِك وَهُوَ اصغر من الشَّيْخ احْمَد بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين وَخلف الشَّيْخ بدر بَنَات ايضا مزوجات ولهن اولاد سَمِعت الشَّيْخ ابراهيم الطيان يَحْكِي عَن الشَّيْخ شهَاب الدّين بن قَرَار رَحمَه الله يُقَال انه قَالَ ان اولاد الشَّيْخ بدر اناثهم خير من ذكورهم صلي عَلَيْهِ بِجَامِع مسلوت خَارج بَاب الْجَابِيَة وَدفن بمقبرة الحمرية غربها بقبلي قريب بُسْتَان حمود رَحمَه الله تَعَالَى ذُو الْحجَّة مستهله الاربعاء فِيهِ جَاءَ الْخَبَر بَان قانصوه الألفي وقانصوه خَمْسمِائَة اجْتمعَا بالمنية وتوجها إِلَى الْقَاهِرَة وتبعهم سنباي المبشر وَبَقِيَّة من كَانَ بِدِمَشْق من مماليك السُّلْطَان ثمَّ اشيع ان ابْن اسماعيل شيخ نابلس جمع لَهُم عشيرا ليقابلهم فَمَا صَحَّ ذَلِك الثلثاء سابعه وصلت الاخبار بِمَوْت السُّلْطَان الْملك الاشرف قايتباي الظَّاهِرِيّ سُلْطَان الْحَرَمَيْنِ الشريفين وَمَا مَعَهُمَا وان الدوادار الْكَبِير آقبردي هرب وَمَعَهُ اينال الخسيف وحاجب الْحجاب بِمصْر وجانم امير آخور ثَانِي بِمصْر وَجَمَاعَة مَعَهم وَلَقَد حصل بَين الْعَسْكَر اخْتِلَاف ومسك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 تمراز امير كَبِير كَانَ وان ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد اجْلِسْ على الْكُرْسِيّ بمساعدة قانصوه خَمْسمِائَة وفرقته والاجلاب مَعَه كَافَّة وان مَوته كَانَ يَوْم الاحد سادس عشري ذِي الْقعدَة بعد ان كَانَ وَلَده فوض اليه امير الْمُؤمنِينَ يَوْم السبت خَامِس عشريه وَكَانَت جنَازَته حافلة على خلاف عَادَة السلاطين قبله وَهَذَا الْخَبَر بَقِي بعض النَّاس متوقفا فِيهِ ثمَّ جَاءَ فِي يَوْم الاحد ثَانِي عشر هَذَا الشَّهْر هجانة إِلَى الكافل بِدِمَشْق وَمَعَهُمْ مراسيم عَلَيْهَا خطّ ابْن السُّلْطَان صفة علامته مُحَمَّد بن قايتباي وان قانصوه خَمْسمِائَة امير كَبِير ودقوا البشائر وَنُودِيَ بالزينة سَبْعَة ايام فزينوا الْبَلَد وَالله يدبر باحسن التَّدْبِير ويلطف بِالْمُسْلِمين لَيْلَة الْخَامِس عشر قتل عساف بن الحنش فِي بَيت الاسلمي يَعْقُوب ديوَان الكافل عِنْد حارة الْيَهُود وسحب من هُنَاكَ يُقَال ان الْيَهُود سحبوه قبل ان تخرج روحه إِلَى بُسْتَان السيرجي وَمَات هُنَاكَ وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس وَكَانَ من المفسدين فِي الارض مرتكبا انواع الْفَوَاحِش من كل خبيثة وَقد اراح الله الْعباد والبلاد مِنْهُ كَانَ مُتَوَلِّيًا آخر نِيَابَة بيروت وَمَا والاها سَابِع عشره حصل الِاجْتِمَاع مَعَ الخواجا الْكَبِير الْعَالم الْفَاضِل شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْقَارِي الشَّافِعِي فَقَالَ ان القَوْل بِتَحْرِيم لعب الشَّافِعِي مَعَ الْحَنَفِيّ بالشطرنج مُشكل فان الشَّافِعِي يعْتَقد الْحل على نَفسه وعَلى رَفِيقه فَقلت لَهُ قد اعانه على مَا هُوَ حرَام فِي اعْتِقَاده والاعانة على الْحَرَام حرَام وَاصل هَذَا لَو اشْتغل بالتبايع يَوْم الْجُمُعَة بعد الْأَذَان بَين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 يَدي الْخَطِيب من تلْزمهُ الْجُمُعَة وَمن لَا تلْزمهُ الْجُمُعَة يحرم على من لَا تلْزمهُ الْجُمُعَة ايضا البيع فِي هَذِه الصُّورَة وَعَلِيهِ انه اعان من تلْزمهُ الْجُمُعَة على محرم عِنْده فَقَالَ الْفرق ان كلا مِنْهُمَا مُعْتَقد التَّحْرِيم على من تلْزمهُ الْجُمُعَة بِخِلَاف مَسْأَلَة الشطرنج فَقلت هَذَا الْكَلَام صَحِيح غير انه لَا يَصح ان يقرن بِهِ لِأَن الملحظ فِي التَّحْرِيم اعْتِقَاد الْحَنَفِيّ التَّحْرِيم وَلِهَذَا قَالَ امامنا الشَّافِعِي ان الْحَنَفِيّ اذا شرب النَّبِيذ المثلث اقبل شَهَادَته وَآخذه وَعلله الْآن من اصحابه فان قبُول شَهَادَته لِأَنَّهُ مَا ارْتكب محرما فِي اعْتِقَاده فَلم يخرق حُرْمَة الشَّرْع واما اسْمه فراجع إِلَى اعْتِقَاد القَاضِي فَقَط فَلم يشفه هَذَا واظهر لي بَقَاء الاشكال فَقلت لَهُ قَالَ قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين السُّبْكِيّ ان الشَّافِعِي فِي الْوَاقِعَة مجَالِس فَهُوَ مرتكب حَرَامًا فِي اعْتِقَاده فَقَالَ لَا يلْزم من هَذَا تَحْرِيم اللّعب نَفسه على الشَّافِعِي فَقلت لَهُ قَالَ ائمتنا ومنهما الشَّيْخَانِ الشَّافِعِي والنواوي ان من ارْتكب محرما مجمعا عَلَيْهِ وَجب انكاره عَلَيْهِ وَنَهْيه عَنهُ وَكَذَا ان كَانَ مُخْتَلفا فِيهِ مرتكبه يعْتَقد بِتَحْرِيمِهِ فَيجب انكاره عَلَيْهِ ايضا قَالَ الشَّافِعِي فِي الْوَاقِعَة يجب الانكار على الْحَنَفِيّ فِي لعبة الشطرنج فَكيف يلْعَب بِهِ مَعَه هَذَانِ امران متضادان لَا يُمكن اجْتِمَاعهمَا فاعترف عِنْد ذَلِك بِزَوَال الاشكال من خاطره كل هَذَا وَكَاتب سره الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين غَائِب دَاخل منزله وَنحن عِنْده بالرواق الْمَعْمُور الَّذِي بناه على اسطبله بمنزله بالقبيبات ثمَّ حضر وَجَلَسْنَا بخدمته فَاخْرُج مطالعات وَردت عَلَيْهِ من الْقَاهِرَة ذكر فِيهَا الْوَاقِعَة الْمُتَعَلّقَة بالسلطان واركان الدولة ومحصل مَا فِيهَا انه غيب مَعَ الدوادار آقبردي شادبك امير آخور كَانَ وجانم مصبغة واينال حَاجِب الْحجاب وقانم قريب السُّلْطَان وان السُّلْطَان لقب بِالْملكِ النَّاصِر وانه نهب جَمِيع مَوْجُود الدوادار وحواصله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 من نقد وقماش وَغَيرهمَا مِمَّا لَا يُحْصى وَكَذَلِكَ بَيت الامير جانم واينال الخسيف وابو الْمَنْصُور مبَاشر الدوادار ثمَّ خرج ابو الْمَنْصُور واملى حواصل الدوادار وتعلقه ولموا من ذَلِك مَا لَا يُحْصى من نقد وَغَيره وَنُودِيَ بابطال مكس الْقَمْح وَالْخبْز والزعفران ووظيفة نظر الاوقاف والبطيخ وَالْعِنَب وَالْبيض وَغَيرهَا وَيبْطل وضع النهب واعيد شمس الدّين الْحلَبِي الشَّافِعِي إِلَى نِيَابَة الحكم وَولي الدّين الْمَالِكِي إِلَى نِيَابَة الحكم وَظهر تغري بردي الاستادار وَكَانَ لَهُ سِنِين مغيبا وانعم عَلَيْهِ بِخَمْسِمِائَة دِينَار والاتابكي قانصوه خَمْسمِائَة سَأَلَ فِي مدرسة سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والصالحية وَهِي الَّتِي كَانَت تَحت نظر آقبردي وان ولد قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين من بنت ابْن دلامه عِنْد الْملك النَّاصِر فِي آخر مَكَان وَبَاعُوا بعض مماليك من غيب وَالْبَاقِي جردوهم يخدمون عِنْد الْكَشَّاف وان دُخُول الاتابكي قانصوه كَانَ اولا من القرافة وهدموا بعض الْقُبُور وان السُّلْطَان قايتباي كَانَ اول الشَّهْر كلم الْقُضَاة كلَاما سرا فَظهر انه من جِهَة جلال الدّين السُّيُوطِيّ ان يجمع لَهُ مجْلِس ويباحثوه فِيهِ فَمَا تمكن وفاجأه الْمَوْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 مَسْأَلَة هَل يجوز الضَّرْب على طبل الصمادية وَالِاسْتِمَاع لَهُ اجيب لايحرم شَيْء من الطبول الا طبل طَوِيل ضيق الْوسط كَذَا ذكره ائمتنا فِي كتب الشَّهَادَات وَمن قَالَ ان فِي كتاب الْوَصَايَا من كَلَامهم مَا يُخَالف هَذَا فَقَوله مَرْدُود إِذا عرف هَذَا فطبل الصمادية مَعْرُوف فَيحل الضَّرْب عَلَيْهِ وَالِاسْتِمَاع لَهُ وَالله اعْلَم وَاقعَة وَاشْترى شرف الدّين مُوسَى بن قَاضِي زرع حِصَّة من دير بشر وَهِي وقف من المتكلمة عَلَيْهَا الْمُسْتَحقَّة لَهَا واقاموا بَيِّنَة بتعطيلها وَكَذَا وَكَذَا على مَا جرت بِهِ الْعَادة من ذكر المسوغات للْبيع عِنْد الْحَنَفِيَّة فَثَبت ذَلِك عِنْد القَاضِي تَاج الدّين بن عربشاه الْحَنَفِيّ وَحكم بِالْبيعِ وَنفذ من مُدَّة والآن عَادَتْ البائعة تَقول ان مَا قَامَت بِهِ الْبَيِّنَة من مسوغات بيع الْمَكَان الْمَذْكُور كذب والخبير يشْهد بذلك وانه فِي ذَلِك التَّارِيخ لم تُوجد الشُّرُوط وَحَضَرت الْقُضَاة وَغَيرهم من اخبر شيخ الشَّافِعِيَّة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون بذلك فَقَامَ فِي الْقَضِيَّة وَقَامَ القَاضِي الْحَنَفِيّ فِي الْجَانِب الآخر قَائِلا ان حكم الْحَنَفِيَّة لَا يتَعَرَّض لَهُ وَرفعت الْوَاقِعَة إِلَى النَّائِب فَقَالَ اعْمَلُوا الْحق واحضروا فَتَاوَى الْحَنَفِيَّة فِي نظر الْوَاقِعَة فَقَالُوا ان الْبَيِّنَة اذا قَامَت بِانْتِفَاء الشُّرُوط فِي ذَلِك الْوَقْت تبين بطلَان البيع وَالْحكم وَخرج بذلك خطّ الشَّيْخ شمس الدّين البلاطنسي حرر فِيهِ نقل الْحَنَفِيَّة وَخط قَاضِي الْقُضَاة سعد الدّين الدَّمِيرِيّ الْحَنَفِيّ وَخط شيخ الشُّيُوخ عبد الْبر بن الشّحْنَة الْحَنَفِيّ وَغَيرهم وَوَقع فِي الْقَضِيَّة كَلَام طَوِيل ثمَّ سكن الْحَال وَمن جملَة مَا وَقع ان قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ قَالَ اذا خفيت الْحَقَائِق واقول ان عبارَة الْوَاقِف ملغاة وَهُوَ قَول ابي حنيفَة وَهَذَا فتح بَاب غَرِيب عَجِيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 الثُّلَاثَاء خَامِس عشريه وصل الْخَبَر بَان ازبك الخازندار وتنبك الجمالي احدهما امير سلَاح وَالْآخر امير مجْلِس مسكا وجهزا إِلَى الاسكندرية وانه ارسل إِلَى امير الْحَاج تنبك قرا رَأس نوبَة النوب ان يمسك وَيذْهب بِهِ اليهم ثمَّ تحرر كذب ذَلِك وَطلب من الكافل ارسال المَال الَّذِي بالقلعة لأجل النَّفَقَة على العساكر فَرد الْجَواب بَان الطَّرِيق غير آمن إِلَى ان يَأْمَن اَوْ يعينون اُحْدُ يتسلمه وَكَانَ قد جهز نَائِب صفد خَمْسَة آلَاف دِينَار مَعَ قصاده فَأخذت فِي الطَّرِيق وَجَاءَت الْكتب بانه اسْتَقر الْحَال على ان قانصوه خَمْسمِائَة امير كَبِير اتابك الْعَسْكَر وقانصوه الألفي امير آخور كَبِير وقانصوه الشَّامي حَاجِب الْحجاب وجان بلاط دوادار كَبِير وسيباي نَائِب سيس دوادار ثَانِي وَفرقت مماليك الامراء المختفين وخيولهم وجمالهم وبغالهم وَكَانَ جَان بلاط اخذ امانا للأمير جانم مصبغة وَإِلَى الْآن لم يظْهر واخذ سيباي دوادار ثَانِي من بَيته والاقاطيع الَّتِي تتقادم فِي مصر كلهَا خرجت وَصَارَ المقدمون خَمْسَة عشر مقدما واظهر الامير قيت الرجبي الغيظ لأجل كَونه سبق عَن الدوادارية الثَّانِيَة واشيع انه يعْطى نَائِب قلعة الْجَبَل وَيُرْسل ايدكي الْحَمَوِيّ إِلَى دمشق حَيْثُ كَانَ ونائب غَزَّة يسْعَى فِي نِيَابَة حلب ونائب قطيه يسْعَى فِي نِيَابَة غَزَّة وَلبس المهتار رَمَضَان خلعة الِاسْتِمْرَار على مَا كَانَ بنظره من نظر الْكسْوَة وغزة وعينت وَظِيفَة الْحِسْبَة للْمقر الكمالي ابْن مزهر الشَّافِعِي والاشاعة عَن طلائع الاينالية ان صحت تخَاف على امير الْحَاج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 تنبك قرا من زِيَارَة الْقُدس وان الامير الْكَبِير اظهر عدم الْمُؤَاخَذَة لأحد من النَّاس مَعَ البشاشة والانة الْجَانِب حَتَّى لآحاد النَّاس وَوصل الامير تمراز إِلَى البرج بالاسكندرية الَّذِي كَانَ بِهِ الْملك الْمَنْصُور يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث ذِي الْحجَّة فِي قَيده وَالله يلطف وَيُدبر وَجَاء الْخَبَر بَان القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحِيم بن موفق الدّين العباسي تولى كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وَنظر القلعة عوضا عَن محب الدّين الْحلَبِي وَلبس خلعته بِمصْر خَامِس عشره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 سنة اثْنَتَيْنِ وتسعماية بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم استهلت وامير الْمُؤمنِينَ عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وسلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والاعمال الحلبية والحرمين الشريفين وَمَا يتبع ذَلِك وَمَا يلْتَحق بِهِ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن الْملك الاشرف قايتباي الظَّاهِرِيّ تقدم انه ولي فِي خَامِس عشري الْقعدَة من السّنة الخالية واتابك الْعَسْكَر الامير قانصوه خمسماية والدوادار الْكَبِير بِمصْر جَان بلاط الظَّاهِرِيّ وامير آخور كَبِير قانصوه الآلفي وَرَأس نوبَة النوب وحاجب الْحجاب قانصوه الشَّامي والدوادار الثَّانِي سيباي نَائِب سيس كَانَ والقضاة شيخ الاسلام زَكَرِيَّا الشَّافِعِي وَبدر الدّين الاخميمي الْحَنَفِيّ وشمس الدّين بن الْمُفْتِي الْمَالِكِي وَبدر الدّين السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب الاسرار الشَّرِيفَة القَاضِي بدر الدّين بن مزهر الانصاري الشَّافِعِي وناظر الْجَيْش شهَاب الدّين احْمَد بن جمال الدّين يُوسُف وناظر الْخَاص نور الدّين بن الصَّابُونِي ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي وَبِيَدِهِ نِيَابَة القلعة ايضا حط فِيهَا وَاحِدًا من جماعته والقضاة بِدِمَشْق شهَاب الدّين بن فرفور الشَّافِعِي ومحب الدّين القصيف الْحَنَفِيّ وشمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْمَالِكِي وَنجم الدّين عمر بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب السِّرّ محب الدّين بن مُحَمَّد الاسلمي وناظر الْجَيْش تمربغا القجماسي ومفتيا دَار الْعدْل السَّيِّد الْعَلامَة كَمَال الدّين بن السَّيِّد عز الدّين حَمْزَة الْحُسَيْنِي وَالشَّيْخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 الْعَلامَة شهَاب الدّين بن الْمُعْتَمد الشافعيان واما الْحَنَفِيّ فإفتاء دَار الْعدْل بيد جمال الدّين بن طولون لَا يحضر لكَون النَّائِب متغير عَلَيْهِ من سِنِين ونواب القَاضِي الشَّافِعِي الشَّيْخ برهَان الدّين بن الْمُعْتَمد قَلِيل الْمُبَاشرَة جدا وَالْقَاضِي سراج الدّين بن الصَّيْرَفِي وَهُوَ نَائِب الخطابة بالجامع الْأمَوِي وَالْقَاضِي بهاء الدّين الباعوني وَالْقَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي فِي الْقَاهِرَة الْآن وَالْقَاضِي شهَاب الدّين بن الرَّمْلِيّ وَهُوَ نَائِب الامامة بالجامع وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين بن قَاضِي زرع وفخر الدّين بن عُثْمَان الْحَمَوِيّ وَشُعَيْب عفيف الدّين الْغَزِّي وَالْقَاضِي زين الدّين عبد الْقَادِر النعيمي وشهاب الدّين احْمَد ابْن العزازي بَعضهم يَأْخُذ الرِّشْوَة جَهرا ونواب الْحَنَفِيّ اخوه القَاضِي تَاج الدّين وَالْقَاضِي شمس الدّين الْحلَبِي وَالْقَاضِي شمس الدّين بن الشَّيْخ عِيسَى الْبَغْدَادِيّ وَالْقَاضِي بهاء الدّين الحجيني وَالْقَاضِي عَلَاء الدّين بن الْحَمَوِيّ الَّذِي كَانَ قَاضِي طرابلس ونائب الْمَالِكِي شهَاب الدّين الطرابلسي ونواب الْحَنْبَلِيّ زين الدّين عبد الْقَادِر الكوكاجي الْحَمَوِيّ وحاجب الْحجاب قرقماس وَهُوَ من الاجواد قَلِيل الظُّلم وَالشَّر من مماليك السُّلْطَان وشهاب الدّين بن شاهين واستادار السُّلْطَان وَاحِد من مماليك السُّلْطَان لَا اعرف اسْمه ودوادار السُّلْطَان كَانَ بردبك عزل وولوه نِيَابَة صفد وَهُوَ إِلَى الْآن مَا ذهب إِلَى مَحل ولَايَته واتابك العساكر يلباي ونائب حلب اينال من مماليك السُّلْطَان ونائب طرابلس كرتباي من مماليك السُّلْطَان ايضا ونائب حماة كَانَ قانصوه الشَّامي فِي السّنة الْمَاضِيَة والآن جَاءَ الْخَبَر بانه تولى اركماس الَّذِي كَانَ دوادار السُّلْطَان هُنَا ونائب صفد بردبك الَّذِي كَانَ دوادار السُّلْطَان هُنَا فِي السّنة الْمَاضِيَة ونائب غَزَّة والقدس والرملة وبلد الْخَلِيل اقباي الظَّاهِرِيّ هُوَ الْآن بِمصْر يسْعَى بنيابة حلب وَصَاحب مَكَّة السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات وقاضيها الشَّافِعِي ابو السُّعُود مُحَمَّد ابْن ظهيرة الشَّافِعِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 وَصَاحب الرّوم ابو يزِيد بن عُثْمَان وَصَاحب بَغْدَاد والعجم يَعْقُوب بن حسن باك الْمحرم اوله الْجُمُعَة ثمَّ تحرر الْخَمِيس شهد بِرُؤْيَتِهِ جمَاعَة وَقَالَ اهل القبيبات انه يُمكن رُؤْيَته يَوْم الْخَمِيس فَمَا رَآهُ اُحْدُ لَيْلَة رابعه سَافر متسلم نَائِب صفد مَمْلُوك قنصوه إِلَى صفد تاسعه توجه الامير بردبك نَائِب صفد إِلَى كفَالَته وَهُوَ من مماليك السُّلْطَان ثَانِي عشره وصل هجان باطلاق نَاظر الْجَيْش من حبس القلعة فَاخْرُج تَاسِع عشره لبس الاتابكي بِدِمَشْق يلباي خلعة وصلت اليه من مصر على يَد قاصده وَجَاء الْخَبَر باستقرار ابْن البزي التَّاجِر فِي نظر الْجَيْش بِدِمَشْق عوضا عَن تمربغا القجماسي وَفِي وكَالَة السُّلْطَان عوضا عَن القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي وَفِي نظر القلعة عوضا عَن محب الدّين الاسلمي ثَانِي عشريه لبس كافل دمشق خلعة وصلت اليه على يَد مَمْلُوكه وَحصل بذلك خير للرعية وَهَذِه اول خلعة وصلت اليه بعد تَوْلِيَة هَذَا السُّلْطَان واشيع ان جانم خرج بِالْقَاهِرَةِ والبس خلعة لَكِن مَا صَحَّ وَفِيه وصل مرسوم باستقرار القَاضِي بدر الدّين مُحَمَّد الفرفوري ابْن اخي قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي فِي وَظِيفَة قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن القَاضِي محب الدّين بن القصيف وَسلم النَّاس على الِاثْنَيْنِ وَجَاء فِي بعض الْكتب انه وَقع الْكَلَام فِي القَاضِي الْمَالِكِي وَالْقَاضِي الْحَنْبَلِيّ بِدِمَشْق وَفِيه بعد ان لبس الكافل خلعته ركب إِلَى تربة تنم وَجلسَ هُنَاكَ وشيع مِائَتي مَمْلُوك مَعَ مَا اضيف اليهم لملاقاة الْحَاج احسن الله الْعَاقِبَة وَحضر عِنْده الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين المحوجب وَعمل لَهُ ضِيَافَة هُنَاكَ وَفِيه ارسل من القلعة مَالا إِلَى السُّلْطَان لأجل النَّفَقَة على حسب مَا وَردت بِهِ المراسيم وَقدره مائَة الف دِينَار وسافر مَعَه ماية فَارس وسافر ايضا نَائِب القلعة من قبل النَّائِب ازدمر وديوان القلعة تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 عبد الْقَادِر الدِّيوَان وسافر مَعَهم جمَاعَة من التُّجَّار بَينهم الخواجا ابراهيم بن الْهَاشِمِي من جمَاعَة القَاضِي كَاتب الاسرار الشَّرِيفَة ابْن مزهر ثَالِث عشريه سَافر نَاظر الْجَيْش كَانَ تمربغا القجماسي وَمَعَهُ حمل عَظِيم من خيل وسمور وسنجاب وقماش وَغير ذَلِك لَيْلَة الاحد خَامِس عشريه سَافر القَاضِي عماد الدّين اسماعيل الناصري الْحَنَفِيّ إِلَى مصر وَسَببه انه كَانَ احضر مرسوما ان يصرف لَهُ من وظائف الْحَنَفِيَّة الَّتِي كَانَت تَحت تكلم تمربغا القجماسي نَاظر الْجَيْش كَانَ كل شهر خمسماية لوظائف بِيَدِهِ فَلَمَّا تولى القَاضِي الْحَنَفِيّ الْجَدِيد اضيف اليه ايضا الْوَظَائِف من الذَّخِيرَة بمبلغ الفي دِينَار وَهِي نظر الناصرية البرانية والجوانية وَنظر جَامع تنكز وتربة تنكز وَنصف نظر الفارسية فوصى على حوالات الناصري وسافر الثُّلَاثَاء سَابِع عشريه وصلت كتب الْحَاج وفارقهم الْكتاب من الزَّرْقَاء وفيهَا انها كَانَت حجَّة طيبَة امنا ورخصا وَحصل لَهُم بعض عَطش وحر فيي هَدِيَّة وَمَا والاها فَقَط وان الوقفة كَانَت الْجُمُعَة وان الكارم مَا جَاءَ مِنْهُ شَيْء والتجار خسروا فِيمَا اخذوه وَعبارَة بَعضهم انها سنة حج لَا سنة تِجَارَة وَسَببه ان الْعَام الْمَاضِي لم يحجّ من التُّجَّار الا نَادِر فَفِي هَذِه السّنة بنوا على انها كَذَلِك فَلم تُوجد الشاشات والنطوع وَغَيرهَا الا نَادرا لكِنهمْ بِخَير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 الاربعاء ثامن عشريه دخل بعض الْحَاج ثمَّ دخل الْبَاقِي يَوْم الْخَمِيس وَلم يتَأَخَّر اُحْدُ عَن تَاسِع عشريه واثنوا على اميرهم خيرا وَلم يكن مَعَهم قَاض وَذكروا ان الامير سَار سيرا حسنا وَلم يحصل لَهُم عَطش الا بعض يَوْم فِي هَدِيَّة وَمَا والاها وان الاسعار رخيصة والأمن حَاصِل والعسكر الَّذِي ارسله النَّائِب لاقوهم فِي الزَّرْقَاء وَحصل بذهابهم خير وان الكارم كَانَ قَلِيلا السّنة كَمَا قدمنَا وجاور بِالْمَدِينَةِ عَلَاء الدّين بن عِيسَى القارى التَّاجِر لما بَلغهُمْ وَفَاة السُّلْطَان هُنَاكَ وان امير الْحَاج الْمصْرِيّ تنبك قرا اخذ من الْعقبَة فِي الْحَدِيد إِلَى الكرك ثمَّ لحقته شَفَاعَة وَمَا علم مَا حط امْرَهْ عَلَيْهِ صفر مستهله السبت وَهُوَ ثامن تشرين الاول ثالثه وصل نقيب القلعة من مصر وَلبس خلعة وَقُرِئَ مرسومه بِحَضْرَة النَّائِب وتسلم وظيفته وَفِيه وصل مرسوم باستقرار تمربغا الَّذِي كَانَ نَاظر الْجَيْش فِي داوادارية السُّلْطَان مُضَافا إِلَى التَّرْجَمَة وامرية التركمان وَقُرِئَ مرسومه وَنُودِيَ لَهُ بِالْبَلَدِ الْخَمِيس ثامنه وصل من مصر الامير يخشباي الَّذِي كَانَ نَائِب القلعة بِدِمَشْق مُتَوَلِّيًا تقدمة وَهِي الَّتِي كَانَت بيد اركماس الَّذِي هُوَ الْآن نَائِب حماه وَلبس خلعة على الْعَادة ولاقاه النَّائِب وَالْجَمَاعَة وَاخْبَرْ هُوَ فِي رقعته بَان الطولقي الْمَالِكِي لبس خلعة بِمصْر بِقَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وامسك القَاضِي الْمَالِكِي عَن الحكم عاشره وصل القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحِيم بن القَاضِي موفق الدّين العباسي من مصر وَلبس خلعة بِكِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وَفِيه وصل نَائِب حماة اركماس امير الْحَاج فِي سنة تسع ماية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 إِلَى دمشق قَاصِدا التَّوَجُّه إِلَى حماة وَنزل بقبة يلبغا وَسلم عَلَيْهِ جمَاعَة واخبرهم ان المصريين انهي اليهم ان نَائِب الشَّام وَافقه قضاتها على ان يبايعوه فلأجل هَذَا عزلهم وَقد عزل الْآن الْحَنَفِيّ والمالكي كَمَا تقدم وهم يَتَكَلَّمُونَ فِي الْحَنْبَلِيّ وان هَذَا هُوَ السَّبَب فِي عزل محب الدّين كَاتب السِّرّ ايضا وَجَاء الْخَبَر ان تنبك قرا رفع إِلَى الاسكندرية من الْعقبَة وَمَا صَحَّ خَامِس عشره وصل المرسوم بِرَفْع احْمَد بن الْحَمَوِيّ شيخ سوق تَحت القلعة إِلَى القلعة فَوضع فِي الْحَدِيد بِسَبَب المرستان فَإِنَّهُ كَانَ سَبَب الشرور الَّتِي حصلت فِي المرستان اولا وآخرا ثمَّ اطلق بعد يَوْم والنائب مساعده الْخَمِيس ثَانِي عشره لبس بدر الدّين مُحَمَّد بن الفرفور ابْن اخي القَاضِي الشَّافِعِي خلعة بِقَضَاء الْحَنَفِيَّة وَقُرِئَ توقيعه بالجامع الْأمَوِي وحضره حَاجِب الْحجاب وَبَعض الافراد ونواب الْقُضَاة وَلم يحضر قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ بدار النِّيَابَة وَلَا بالجامع فِي هَذَا الْيَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشره لبس حَاجِب الْحجاب خلعة وصلت اليه من مصر باستمراره فِي الحجوبية وَركب مَعَه من دَار النِّيَابَة القاضيان واركان الدولة وَفِيه وصل الْخَبَر بَان الامير جانم اُحْدُ الامراء الَّذين غَيَّبُوا ظهر بِمصْر وَاجْتمعَ بالسلطان وَلبس خلعة ثمَّ اعقب ذَلِك مَجِيء الْخَبَر بانه ذهب بِهِ إِلَى دمياط يُقيم بهَا ورتب لَهُ كل يَوْم ثَلَاث اشرفية ثمَّ اسْتَقر الْحَال على اقامته بِمصْر وَنزل فِي بَيت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 مُتَعَلق بالامير قانصوه خمسماية على بركَة الْفِيل فِيهِ فوض القَاضِي الْحَنَفِيّ نِيَابَة الحكم للْقَاضِي بهاء الدّين الحجيني وَالْقَاضِي عَلَاء الدّين بن الْحَمَوِيّ الَّذِي كَانَ قَاضِي طرابلس ثمَّ بعد ايام فوض للْقَاضِي نور الدّين مَعَه سَابِع عشره لبس القصروي نظر الْجَيْش بِمصْر وَسيرَته مشكورة رَابِع عشريه لبس استادار السُّلْطَان على الاغوار خلعة جَاءَتْهُ من مصر الثلثاء خَامِس عشريه مستهل تشرين الثَّانِي ربيع الاول مستهله الِاثْنَيْنِ سَابِع تشرين الثَّانِي فِيهِ اشيع ان الامير ازبك الظَّاهِرِيّ الَّذِي كَانَ اتابك العساكر وصل إِلَى مصر من مَكَّة وانه ذهب اليها كَمَا علمت مِمَّا تقدم فِي اواخر سنة تسع ماية بَعثه السُّلْطَان الاشرف قايتباي لما وَقعت تِلْكَ الْفِتْنَة وَحدث بِسَبَب اشاعة وُصُوله الْآن اضْطِرَاب بَين الْعَسْكَر واتهم بعض الامراء بِعِلْمِهِ بذلك وَكَانَت الاشاعة بِمصْر فِي رَابِع عشر صفر الْجُمُعَة خامسه عقب الْفجْر وَقع حريق بالاخصاصيين فاحترقت الحوانيت والربوعة الَّتِي فَوْقهَا جَمِيعهَا من الزقاق القبلي إِلَى الزقاق الشمالي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 واخذ فِي الْعرض جَانب كَبِير ايضا وَحضر النَّائِب بِنَفسِهِ ونهض حَتَّى قطع الْحَرِيق سادسه وَقع حريق ايضا ضحوة النَّهَار بحارة الحكر غربي هَذَا الْحَرِيق خرجت النَّار من مَوضِع هُنَاكَ لَا من آثَار الْحَرِيق الاول وَاحْتَرَقَ فِي هَذَا بيُوت وطباق وعجلوا قطعه ثامنه وصل زين الدّين عمر بن النيربي التَّاجِر مُتَوَلِّيًا نظر الْجَيْش والترجمة وَالْوكَالَة وَنظر القلعة وَلبس خلعة وطرحة على الْعَادة وَوصل ايضا من مصر شمس الدّين مُحَمَّد الطولقي الْمَالِكِي مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن القَاضِي شمس الدّين بن يُوسُف الْمَالِكِي وباشر الطولقي تِلْكَ الْمرة مُبَاشرَة قبيحة واما فِي هَذِه الْمرة فَلَا ادري مَا يكون الْحَال وَلَعَلَّ الله يدْفع وَلبس خلعة وَقُرِئَ توقيعه بالجامع الْأمَوِي وَحضر الْقُضَاة عل الْعَادة وَلبس الِاثْنَان من دَار النِّيَابَة وَخرج مَعَهُمَا اركان الدولة ومروا على الْجَامِع الْأمَوِي وَاسْتمرّ الْجَمَاعَة مَعَ نَاظر الْجَيْش إِلَى ان اوصلوه إِلَى منزله قريب القيمرية ثمَّ رَجَعَ الْقُضَاة وحدهم إِلَى الْجَامِع وَهَذَا لم يتَقَدَّم نَظِيره فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه وفوض للْقَاضِي شهَاب الدّين الطرابلسي ولبدر الدّين ابْن مشعل الْمصْرِيّ وَفِيه وصل مرسوم بانه اضيف إِلَى النَّائِب الرملة ونابلس وعجلون والصلت وحمص لَيْلَة ثَالِث عشره وَقع حريق عِنْد مدرسة الْحَنَابِلَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 الجوزية فاحترقت الطبقتان فَوق القيسارية الَّتِي هِيَ وقف الْجَامِع فَقطع الْحَرِيق وَنهب النَّاس سوق السِّلَاح وَغَيره خَامِس عشره وصل من حلب جَان بلاط الاشرفي الَّذِي كَانَ نَائِب الْقُدس مُتَوَلِّيًا نِيَابَة كرك الشوبك وَنزل بحارة بير الاكراد واشاع النَّاس انه يكون دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق ثَانِي عشريه وصل برسباي المحيوي يعرف بذلك الاشرفي مُتَوَلِّيًا نظر الجوالي وَلبس خلعة من دَار النِّيَابَة وَوصل مَعَه ازدمر قَاصد النَّائِب بخلعة وَمَعَهُ خلعة ايضا للنائب فلبسوا فِي هَذَا الْيَوْم وَورد المرسوم وَفِيه جَوَاب القلعية والامر بتسليمها لمن تولاها من قبل السُّلْطَان والاعتذار بَان الزَّمن الْمَاضِي لم يعْهَد فِيهِ قطّ ان نِيَابَة القلعة تكون بيد نَائِب الشَّام والتأكيد فِي التَّسْلِيم لَيْلَة ثَالِث عشريه وَقع مطر طول اللَّيْل واصبح مُتَّصِلا طول النَّهَار وَهَذَا اول مطر وَقع فِي هَذِه السّنة وَكَانَ النَّاس مُحْتَاجين اليه وَوصل السّعر إِلَى ثلثماية الغرارة الْقَمْح وماية وَخمسين الغرارة الشّعير فَحصل خير بِهَذِهِ المطرة فِي ثامن عشري تشرين الثَّانِي فَالْحَمْد لله خَامِس عشريه وَقع مطر شَدِيد وَجَرت الميازيب وَجَاءَت فِي الانهر زِيَادَة وَتغَير المَاء وَفِيه سَافر الامير قرقماس الْمُنْفَصِل من الحجوبية إِلَى مصر وَجهه الله للخير ايْنَ مَا توجه وَنعم الرجل هُوَ نادرة بَين الاتراك سادس عشريه اجْتمع اهل الْقرى من نَاحيَة الغوطة بالجامع الاموي واستغاثوا عقب صَلَاة الْجُمُعَة بِسَبَب انه رئي قَتِيل فِي بعض الطّرق بَين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 الْقرى فَرمى عَلَيْهِم جمَاعَة النَّائِب الف دِينَار تجمع مِنْهُم فَحصل مِنْهُم اضْطِرَاب بِسَبَب ذَلِك وَكَانَت عيطة قَوِيَّة وَفِي عشيته اشيع انهم صيروها خمسماية فَلم يرض النَّاس بذلك وَفِيه تمّ تَسْلِيم القلعة من جِهَة النَّائِب لجَماعَة القلعة وَمِنْهُم نقيب القلعة وَلم يبْق للكافل بهَا تعلق الْكُلية وَسلم وَفِيه فوض الطولقي الْمَالِكِي نِيَابَة الحكم لِأَحْمَد ابْن اخي شُعَيْب الْغَزِّي وَوَقعت قلقلة بِسَبَب ذَلِك فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه فِي اوائله توفيت بنت عبد الرَّزَّاق التَّاجِر زَوْجَة مَحْمُود الشباك وانتقل وقف ابيها إِلَى خمس جِهَات وكل جِهَة لناظرها على الْحصَّة الْمُتَعَلّقَة بهَا ربيع الآخر مستهله الثُّلَاثَاء سادس كانون الاول جَاءَ الْخَبَر ان مولد السُّلْطَان عمل فِي يَوْم الثَّامِن من ربيع الاول وَمَا حضر قانصوه خمسماية وَلَا قانصوه الألفي وَحضر قانصوه الشَّامي وكل احْتج بِحجَّة ثمَّ عمل فِي الثَّانِي عشر مرّة ثَانِيَة وَلم يحضر من جرت الْعَادة بِحُضُورِهِ الا الْفُقَهَاء والقضاة وَفِيه تواصلت الامطار كَثِيرَة وَجَاء النَّاس من النواحي يخبرون بامر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 عَجِيب فِي كثرته فَالْحَمْد لله وانخفض السّعر فِي كل شَيْء وَفِيه وصل نَائِب قلعة دمشق يُسمى قايتباي المبشر من مماليك السُّلْطَان قايتباي رَحمَه الله وَنزل بالقبة خامسه سَافر إِلَى مصر السَّيِّد كريم الدّين بن عجلَان وَالْقَاضِي مَحْمُود بن قَاضِي اذرعات وَفِيه اخْرُج القَاضِي شهَاب الدّين الرَّمْلِيّ وَجَمَاعَة الْجَامِع محضرا على ابْن اخي شُعَيْب بِفعل الْفَوَاحِش وَعَلِيهِ خطّ نَفسه ثمَّ اخْرُج محْضر فِيهِ عَدَالَته وديانته فِيهِ خطّ الرَّمْلِيّ لما قصد ان يَتَقَرَّر فِي رياسة الْجَامِع الْأمَوِي لَيْلَة سابعه وَقع حريق دَاخل بَاب الْجَابِيَة فَاحْتَرَقَ سوق القضمانيين الصغار والناحية الاخرى القطانين فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه تَعَالَى سادسه وصل من بَيت الْمُقَدّس الشَّيْخ جلال الدّين مُحَمَّد بن ابي شرِيف اخو شيخ الاسلام كَمَال الدّين قَاصِدا حلب المحروسة وَذكر ان اخاه طيب الْبدن جعل الله فِي حَيَاته الْبركَة وَنزل بالسميساطية بالخلوة الَّتِي بالايوان القبلي وَهُوَ شَاب لم يبلغ الاربعين واما اخوه الْمَذْكُور فمولده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَلَهُمَا اخ ثَالِث هُوَ الشَّيْخ برهَان الدّين نزيل الْقَاهِرَة من اهل الْعلم الْكِبَار عُمْدَة فِي الْفِقْه الشَّافِعِي وَفِي عُلُوم كَثِيرَة وَهُوَ اصغر من الشَّيْخ كَمَال الدّين مولده كَمَا اخبرني سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 عاشره اشيع ان الدوادار الَّذِي كَانَ مغيبا ظهر بغزة عِنْد نائبها وَرَآهُ النَّاس ثَانِي عشره وصل ابو بكر الطولقي الَّذِي كَانَ استادار ازبك الظَّاهِرِيّ وَاخْبَرْ هُوَ ورفيقه بِصِحَّة ذَلِك وانه ارسل يطْلب الامان رَابِع عشره وصل تمربغا الْحَاجِب الْكَبِير وَمَعَهُ التَّرْجَمَة وامرة التركمان وجهات القَاضِي كَاتب السِّرّ ابْن مزهر الَّتِي كَانَت بيد جَعْفَر وَهِي بَرزَة وَضمير وَغَيرهمَا وَوصل صحبته تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن ديوَان القلعة والامير جَان بلاط مَعَه امرة عشرَة وَلبس خلعته من دَار النِّيَابَة وَذهب مَعَه الْجَمَاعَة على الْعَادة وَنزل بِبَيْت لَهُ قريب المزوريين ثمَّ تحرر نُزُوله فِي الْبَيْت الَّذِي جدده بالخراب قريب بَيت عِيسَى الْقَارِي سَابِع عشره لبس جَان بلاط الَّذِي كَانَ نَائِب الْقُدس عَام اول خلعة بدوادارية السُّلْطَان وَهُوَ نَازل بِبَيْت اركماس الَّذِي فِي جادة السُّلَيْمَانِي شمَالي قناة العوني قريب العقيبة الصَّغِيرَة وَفِيه رسم النَّائِب على مباشري الْجَامِع الْأمَوِي ليقيموا حِسَاب سنة اُحْدُ وتسعماية وَقرر عَلَيْهِم مَا قبضوه فِي هَذِه السّنة ثمَّ اطلقوا بعد ايام وَلم يتحرر شَيْء وَفِيه حصل لشعيب نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي اهانة من نَائِب القلعة بِسَبَب انه اخذ دهليز مدرسته وميضأته فَجعله اسطبلا والمدرسة قريبَة من بَاب الْفرج وَفِيه ظهر كتاب وقف بيد السَّيِّد القطبي صهر صَلَاح الدّين الْعَدوي وتحرر انه مزور وان السَّاعِي فِي ذَلِك لَهُ نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي عُثْمَان الْحَمَوِيّ الاحد سَابِع عشريه مستهل كانون الثَّانِي وَقد ظهر الرونق على الارض من كَثْرَة مَا تقدم من الامطار كمل الله ذَلِك بفضله تَاسِع عشريه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 رَأَيْت فِي النّوم كاني فِي مَكَان مُخْتَصّ بسيدنا عَليّ بن ابي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَهُنَاكَ فرس تخْتَص بِهِ فَجَلَست عِنْده انْتظر مَجِيئه فَخرج من بَاب فقصدته فصافحني ثمَّ قَالَ عنْدك نفس قَوِيَّة اَوْ نَحْو هَذَا ثمَّ قَالَ نعم إِذا كَانَ حق فَتكلم وَكرر ذَلِك مَرَّات وانا ماش مَعَه فَاسْتَيْقَظت وانا على ذَلِك وفيهَا رَأَيْت القَاضِي كَاتب السِّرّ وَعَلِيهِ بَيَاض زَائِد وَهُوَ منشرح على هَيْئَة من حدث لَهُ سرُور وَكَذَلِكَ جماعته وَمَعِي شهَاب الدّين الملاح سلخه وَقع مطر عَظِيم وَهُوَ رَابِع كانون الثَّانِي جُمَادَى الاولى مستهله الْخَمِيس خَامِس كانون الثَّانِي رابعه حصل هَوَاء عاصف شَدِيد وَقعت مِنْهُ بيُوت واشجار كَثِيرَة وَوَقعت السروة الَّتِي بالحاجبية وَكَانَ قبل دُخُول هَذَا الشَّهْر قَالَ النَّائِب للقضاة مَا فِيهَا حُضُور هَذَا الشَّهْر واراد مُدَّة الشَّهْر فانقطعوا فَحَضَرَ هُوَ والاتراك وصاروا يقرأون الْقَصَص على الْعَادة من غير حُضُور الْقُضَاة رَابِع عشره وصل مرسوم بَان النَّائِب يُقيم فِي امرية الْحَاج من يختاره من اركان الدولة وانه ياخذ من القلعة من مَال السُّلْطَان عشْرين الف دِينَار فقبضها خَامِس عشريه حضر الْحَنَفِيّ والمالكي بدار النِّيَابَة وَلم يحضر الْحَنْبَلِيّ لاشاعة وَقعت من جِهَة انه مَعْزُول وَلم يتحرر ذَلِك وَفِيه شاعت الاخبار بَان جمَاعَة من الاتراك وصلوا إِلَى غَزَّة قَاصِدين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 بلادا فِي المملكة باشغال سلطانية وصحبتهم تجار فَخرج عَلَيْهِم من اخذ مَا مَعَهم وعراهم وسلمهم للْعَرَب الَّذين ذَهَبُوا بهم هَكَذَا اشيع وان غَزَّة وقراها تعلق بهَا الغلاء فِي الْحبّ وَغَيره وَكثر فِيهَا الطارقون وان الدروب صَارَت مخوفة وَكَانَ خرج قبل ذَلِك بيومين من دمشق قفل مُتَوَجّه إِلَى مصر فَرَجَعُوا من الْمنية لما سمعُوا هَذِه الاراجيف وَجَاء الْخَبَر بَان شيخ بني وهدان وَيُسمى خضير جمع جموعا وَذهب بهَا إِلَى غَزَّة وارسل الكافل لدمشق وَمنع المماليك المنفيين بِدِمَشْق من الْمُرُور لما بلغه انهم قاصدون الذّهاب إِلَى غَزَّة ثامن عشريه اشيع وُصُول اينال الخسيف وقانم إِلَى غَزَّة وَكَانَا مختفيين كَمَا عرفت من قبل وَفِيه شرع جمَاعَة قلعة دمشق نائبها ونقيبها واتباعهم فِي تحصينها وافتقاد الاسوار وَحصل بِالْبَلَدِ نوع اضْطِرَاب لهَذَا السَّبَب احسن الله الْعَاقِبَة خَامِس عشريه وصل من مصر كتب إِلَى الطولقي الْمَالِكِي ان يعْزل احْمَد ابْن اخي شُعَيْب مَا كَانَ ولاه من نِيَابَة الحكم فَفعل وَنحن قدمنَا ان النَّاس نكروا ذَلِك وَلم يتجاسر على الْمُبَاشرَة وَلَا توقف فِي عدم صِحَة ولَايَته من الاول وَفِيه تحرر ان آقبردي الْمُقِيم بغزة خيروه بَين الاقامة بِمَكَّة اَوْ الْمَدِينَة اَوْ بَيت الْمُقَدّس اَوْ اسكندرية اَوْ دمياط فَلم يخْتَر وَاحِدًا مِنْهَا بل قَالَ اقيم بِمصْر بطالا واعاد الْجَواب بذلك وَهُوَ الْآن فِي غَزَّة سَابِع عشريه وصل الْخَبَر بَان محب الدّين الْحلَبِي عَادَتْ اليه كِتَابَة السِّرّ وَنظر الجوالي وَنظر القلعة وخلعته وصلت إِلَى غَزَّة وان الْمُقِيم بغزة اخذ ذَلِك وشاع انه عين من مصر الْفَا فَارس بِسَبَبِهِ احسن الله الْعَاقِبَة وان كرتباي يَأْتِي مَعَهم باشا تَاسِع عشريه الْخَمِيس جَاءَ الْخَبَر بَان الدوادار كَانَ اقباي انْفَصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 عَن بِلَاد غَزَّة وَتوجه على السَّاحِل وَمَعَهُ جمَاعَة من العشير وَغَيره فاختبطت دمشق وتجهز فِي السَّاعَة عَسْكَر دمشق وَلم يتَأَخَّر سوى الكافل فَقَط بِبَعْض جماعته وَفِيه توفّي مُحَمَّد بن حجي اخو شهَاب احْمَد بن حجي الاصم وَكَانَ اصغر مِنْهُ ملتما على شَأْنه سلم النَّاس من لِسَانه وَيَده رَحمَه الله تعلى جُمَادَى الْآخِرَة مستهله الْجُمُعَة ثَالِث شباط رَجَعَ الْخَبَر من الْعَسْكَر الذاهبين فِي طلب آقبردي الدوادار انهما صادفوه وانه توجه إِلَى نَاحيَة طرابلس وارسل قَاصِدا يطْلب من كافل دمشق شخصا من اخصائه ليستأذنه وانه يُرْسل اليه ازدمر من اخص جماعته وَذكروا ان من كَانَ منفيا من صَنَادِيد العساكر المصرية انحازوا اليه وان مَعَه نَحْو الف فَارس احسن الله الْعَاقِبَة وَلم يُرْسل اليه النَّائِب مشده ازدمر بل ارسل اليه من كَانَ نَائِب قطية نَائِبا بغزة والبلاد الَّتِي كَانَت بيد اقباي سادسه اجْتمعت بالشيخ جلال الدّين اخي شيخ الاسلام كَمَال الدّين ابْن شرِيف وَجرى الحَدِيث عَن الْفساد الْحَاصِل بالقدس من قَاضِي الْقُدس الشَّافِعِي والتهافت فِي الدّين والرشوة مِمَّا لَا يُمكن وَصفه فِي كتاب سابعه جَاءَ الْخَبَر بَان نَائِب حمص تلاقى مَعَ آقبردي وجماعته واقتتلوا ونال النَّائِب مِنْهُ وَمن جماعته ونالوا هم من النَّائِب وجماعته وَقتل من الْفَرِيقَيْنِ وجرح مِنْهُمَا ايضا وَذهب فحط على البقيعة من الْعمَّال طرابلس وَكَانَت الْوَقْعَة بَين الْفَرِيقَيْنِ على قَائِم الهرمل ثامنه اخبروا بِأَن نَائِب حلب رفع إِلَى قلعتها بمرسوم شرِيف ورد عَلَيْهِم فِي ذَلِك وَفِيه نُودي بالتجريدة من دمشق إِلَى النَّاحِيَة الَّتِي بهَا آقبردي الدوادار وآقباي الَّذِي كَانَ نَائِب غَزَّة تاسعه رَجَعَ قَاصد النَّائِب من عِنْد آقبردي وانه قَالَ اني طائع وان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 اذنت لي جِئْت اليك فَرد الْجَواب اني اعلمك على ان السُّلْطَان إِذا برزت مراسيمه بذهابك إِلَى مَكَان الْقُدس اَوْ الاسكندرية اَوْ غَيرهمَا تذْهب وَرَضي بذلك وَبَطل مَا كَانُوا فِيهِ من امْر التجريدة والذهاب ثَالِث عشره جَاءَ الْخَبَر بَان خَمْسمِائَة قانسوه الاتابكي ركب هُوَ والامراء على السُّلْطَان وانحاز اليهم شادبك واينال الخسيف وَغَيرهمَا مِمَّن كَانَ مختفيا واستمروا فِي الْقِتَال ومماليك السُّلْطَان الاجلاب غالبهم فِي القلعة يُقَاتلُون مَعَ السُّلْطَان إِلَى ان اصابت قانصوه بندقة رصاص فِي وَجهه وخرقت فَرفع فِي بِسَاط وَمَات يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشري جُمَادَى الاولى وان ابْتِدَاء الامر كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري جُمَادَى الاولى وان بيُوت الامراء كلهم نهبها الاجلاب وَكَذَلِكَ بيُوت المباشرين وان اصل هَذَا التحرك ان قانصوه قَالَ للسُّلْطَان عينوا تجريدة لآقبردي فَقَالَ السُّلْطَان آقبردي مَا هُوَ عَاص واسترسلت الامور إِلَى هَذَا الْحَد وان الامراء غَيَّبُوا وَقتل بَعضهم وَمَا تحرر من قتل مِمَّن نفى ودقت البشائر بِدِمَشْق يَوْم تَارِيخه وخلع النَّائِب وَغَيره على الهجان الَّذِي حضر بالمرسوم سادس عشره شاع ان آقبردي الدوادار رَجَعَ من نَاحيَة طرابلس والتم مَعَه من الماليك السُّلْطَانِيَّة من كَانَ منفيا وَتوجه إِلَى نَاحيَة مصر وَفِيه حدثت وَاقعَة غَرِيبَة وَهِي ان شخصا مَعَه اناء فِيهِ خمر فَمر بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 دَاخل بَاب الفراديس قريب مَسْجِد الرَّأْس فانصدم بِهِ شخص فانكسر وتبدد الْخمر فمسكه وطالبه بِثمنِهِ وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِمَا وادرك حَامِل الْخمر فرقة من الفسقة فَتوجه الَّذِي صدم الاناء هَارِبا وَقد صَار الْآن بِدِمَشْق نَحْو مائَة خمارة وانتشر الظُّلم فانا لله وانا اليه رَاجِعُون عشريه كَانَ آقبردي وَمن مَعَه من الْعَسْكَر فِي قاقون قَاصِدا غَزَّة واشيع ان عَسَاكِر مصر مُتَفَرِّقَة إِلَى قطية لأجل قِتَاله وَذهب مَعَه الاتابكي بِدِمَشْق يلباي والحاجب الثَّانِي وكل من كَانَ من المماليك المنفيين ذهب اليه وَيُقَال انه التم على خلائق مقاتلة ثَانِي عشريه جَاءَ الْخَبَر بَان آقبردي صَادف كاشف الرملة الْمَعْزُول بعد انْفِصَاله من الرملة آتِيَا إِلَى هُنَا فَأخذ مَا مَعَه من الْخَيل واللبس وَغَيرهمَا وان مُتَوَلِّي فعل ذَلِك اقباي نَائِب غَزَّة الْمرَافِق لَهُ وتحرر انه فِي نصف هَذَا الشَّهْر كَانَ قَرِيبا من بيروت وَسَار هَذِه الْمدَّة وتواترت الاخبار بَان القصاد من جِهَة مصر ودمشق يمسكون وَيُؤْخَذ مَا مَعَهم وَقد قتل بَعضهم ثَانِي عشريه وصل هجان بِأَنَّهُ يقوم الْحَاجِب الْكَبِير على جِهَات امير آخور وانه اسْتَقر كرتباي ابْن عَم السُّلْطَان ومصرباي ابْن عَمه الآخر امير آخور ثَانِي وتمراز لبس خلعته بالامرية الْكُبْرَى وتنبك قرا رَأس نوبَة النوب فِي مَكَانَهُ الاول والوالي قانصوه الْفَاجِر الَّذِي كَانَ نقيب القلعية هُنَا والزردكاش عَم السُّلْطَان والمحتسب احْمَد بن الْعَيْنِيّ وناظر الجبش شهَاب الدّين بن جمال الدّين وناظر الجوالي بن اخيه بدر الدّين والقضاة لبس الشَّافِعِي والحنفي خلعتين وعزل الْمَالِكِي والحنبلي لانهما كَانَا رَأيا خلع السُّلْطَان وَقت الْفِتْنَة وَاخْبَرْ الهجان انه فَارق الدوادار خَارج غَزَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 الِاثْنَيْنِ خَامِس عشريه سلخ شباط رَجَعَ أهل داريا الْأَوَّلين إِلَيْهَا وَأخرج التيامنة مِنْهَا وَالْحق أَن التيامنة لَا خِيَانَة لَهُم وَلَا يتعرضون لزروع النَّاس وَلَا بساتينهم لكِنهمْ لَا دين لَهُم وَقد يبلغ من أخبارهم أَنهم لَا يَعْتَقِدُونَ السّنة بل إِنَّهُم دهرية وَأما هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُم ملازمون لشعائر الْإِسْلَام لَكِن فيهم مناحيس يعرضون لأموال النَّاس وَفِيهِمْ صلحاء وَبِالْجُمْلَةِ فَهَؤُلَاءِ تعمر بهم الْقرْيَة وَأما أُولَئِكَ فخربوها فَالْحَمْد الله رَجَب مستهله الْأَحَد سادس آذار جَاءَ الْخَبَر بِأَن السُّلْطَان عزل الطولقي وَاسْتمرّ شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف قَاضِيا مالكيا بِدِمَشْق وَاسْتقر الْحَال على اسْتِمْرَار قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين بن مُفْلِح قَاضِيا حنبليا بِدِمَشْق وَأَن مَا كَانَ وَقع من تَوْلِيَة شهَاب الدّين بن قدامَة قَاضِيا ارْتَفع وَبَطل وَحصل بِهَذَا بِشَارَة لأهل دمشق عَظِيمَة وَهَذِه أول الخراب ثالثه وصل الْخَبَر بِأَن آقبردي الدوادار وآقباي وَمن مَعَهم وَجَمَاعَة دمشق من الْأُمَرَاء تلاقوا مَعَ قانصوه خمسماية عِنْد خَان يُونُس وأمراء مصر ثَمَانِيَة من جُمْلَتهمْ ماماي وكرتباي الْأَحْمَر وَكسر المصريون وَقتل قانصوه خمسماية وماماي وَآخر من المقدمين ومسك ثَلَاثَة وتسحب الْبَاقُونَ مَعَ خلائق من الْأُمَرَاء العشراوات والطبلخانات والخاصكية وَغَيرهم من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَقتل خلائق لَا يُحصونَ كَثْرَة من الْفَرِيقَيْنِ وَرجع الدوادار وَمن مَعَه إِلَى غَزَّة وَأَرْسلُوا فِي طلب من هرب من الْأُمَرَاء وَمن جُمْلَتهمْ جَان بلاط وكرتباي الْأَحْمَر وَأرْسل كتبه إِلَى دمشق إِلَى الكافل والحاجب الْكَبِير وَغَيرهمَا أَن يتحفظوا على الدروب الَّتِي فِي إدراكهم أَن يمر عَلَيْهَا هَؤُلَاءِ الَّذين هربوا فَإِنَّهُم بغاة خارجون على الإِمَام الْأَعْظَم ثمَّ خرج رابعه الْحَاجِب الْكَبِير وجماعته مَعَ ماية بالعدة من عِنْد الكافل إِلَى نَاحيَة الْبِقَاع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 وَرَجَعُوا بعد يَوْمَيْنِ فَخرج مِنْهَا نائبها ونقيبها وَدخل اليها جمَاعَة الكافل فِي عدَّة من المماليك وَقد كَانَ نائبها من جمَاعَة قانصوه خمسماية والهجان الَّذِي وصل بذلك اخبر ان الدوادار آقبردي نَادَى بالرحيل من غَزَّة يَوْم الاربعاء رابعه إِلَى نَاحيَة مصر لَيْلَة السبت سابعه سَافر السَّيِّد كريم الدّين بن عجلَان وَالْقَاضِي مَحْمُود بن قَاضِي اذرعات إِلَى نَاحيَة غَزَّة قَاصِدين الدوادار وآقباي نَائِب غَزَّة لانهما صاحباهما تاسعه ارسل الكافل إِلَى الطولقي الْمَالِكِي يامره بَان يمسك عَن الحكم وانه عزل فَامْتنعَ من الِامْتِثَال ثمَّ اجْتمع بالكافل وترامى عَلَيْهِ فِي الِاسْتِمْرَار إِلَى ان يرد مرسوم فأهانه واقامه من مَجْلِسه بعد ان كَلمه كَلِمَات خشنة فَذهب وَامْتنع من الحكم وَلزِمَ بَيته فَهِيَ نعْمَة عَظِيمَة على الشَّام فَإِنَّهُ من قُضَاة السوء الجهلة المفسدين فِي الارض سَابِع عشره توفيت جدة القَاضِي الْحَنَفِيّ لامه ابْن الفرفور ودفنت بتربة سَيِّدي الشَّيْخ رسْلَان وَلم يحضر الْجِنَازَة قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين بن مُفْلِح وَلَا قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين بن يُوسُف الْمَالِكِي وَلَا قَاضِي الْقُضَاة محب الدّين بن القصيف الْحَنَفِيّ وَلَا الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين المحوجب وَلَا اُحْدُ من الاتراك لَيْلَة تَاسِع عشره دخل الحرامية على القَاضِي شمس الدّين بن المزلق فَقَتَلُوهُ جَاءَتْهُ ضَرْبَة بِحَدّ فِي عرض وَجهه فَمَاتَ مِنْهَا واخذوا من النَّقْد وَغَيره مَا اخْتلف النَّاس فِي قدره واصبح النَّاس فِي اضْطِرَاب بِسَبَب ذَلِك وَيُقَال ان جواريه واطؤا عَلَيْهِ فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه وَدفن بتربتهم عِنْد وَالِده قريب مَسْجِد الذبان كَانَ جَاوز السِّتين بِقَلِيل وَكَانَ مَعَ سَعَة امواله وجهاته يقتر على اولاده واهله ويعاملهم بنهاية العنف والايذاء وَلم يكن عِنْده شَيْء من الْعلم مَعَ دَعْوَاهُ انه طَالب علم وَولي الْقَضَاء مُدَّة تقدم ذكرهَا فِي هَذِه التعليقة وَلَا نَعْرِف لَهُ اخراج زَكَاة وَلكنه كَانَ مَشْغُولًا بِشَأْنِهِ الدنيوي لَيْسَ لَدَيْهِ فرَاغ للْكَلَام مَعَ اُحْدُ لَا غيبَة وَلَا غَيرهَا وَلَا يتَكَلَّم اُحْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 عِنْده الا الْكَلَام الضَّرُورِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وسامحه ويومه جَاءَ الْخَبَر بِأَن نَائِب صفد بردبك توجه إِلَى مصر خوفًا على نَفسه ان يَأْتِيهِ طلب وشاع الْخَبَر بِأَن الدوادار آقبردي خلص إِلَى مصر وَلَكِن إِلَى الْآن مَا تحررت الامور ثَالِث عشريه مسكت جَارِيَة سَوْدَاء لِابْنِ المزلق وَضربت فأقرت ان جَارِيَة الطولقي الْمَالِكِي تعرف الامور فان اصلها من بَيته فطلبت وقررت فأقرت على خازندار الْحَاجِب الْكَبِير ومملوك آخر من مماليكه ودلتهم على موضعهما فأحضروا احدهما فَأقر ثمَّ احضروا الآخر وَبَاتُوا مَعَ جَارِيَة الْمَقْتُول سريته وقرروهم ثمَّ اصبحوا يَوْم الاربعاء خَامِس عشريه احضروا المملوكين وَالْجَارِيَة الْبَيْضَاء إِلَى بَاب الاسطبل وخوزقوهم وارسلوا الطّلب خلف الْجَارِيَة الْبَيْضَاء الاخرى فانها ذهبت مَعَ مَمْلُوك آخر إِلَى بيروت صُحْبَة افرنجي وَفِيه قَالَ الكافل للحاجب الْكَبِير الزم بَيْتك وَلَا تحكم سادس عشريه احضروا جَارِيَة اخرى بَيْضَاء لِابْنِ المزلق وذهبوا بهَا إِلَى نهر بردا فغرقوها وَفِيه نَادَى الكافل بِأَن يدربوا الْبَلَد دمشق وان الْكَشْف عَلَيْهِم بعد ثَلَاثَة ايام واضطرب النَّاس لذَلِك فِيهِ انْسَلَخَ آذار سَابِع عشريه وصل الْخَبَر بِأَن نَائِب حماه اركماس اتى اليه دوادار نَائِب حلب وَالَّذِي كَانَ نَائِب صفد اخو الدوادار ومعهما فرقة من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 الغادرية وانهم اقْتَتَلُوا وَفِيه نَادَى الكافل بَان الامراء المقطعين يتهيؤا للسَّفر إِلَى الْحجاز مَعَ الْحَاج شعْبَان اوله الثُّلَاثَاء خَامِس نيسان اوله رسم ابْن الفرفور الْحَنَفِيّ على برد دَاره ابْن الشرائحي لامور بَينهمَا وَادّعى عَلَيْهِ عِنْد ابْن الاخنائي من جِهَة خشب وضع يَده عَلَيْهِ وَحصل بَينهمَا مقاولات وَوَضعه فِي الْحَبْس وَفِيه قرر ابْن الكافل وعمره نَحْو سنة فِي وَظِيفَة نظر على جِهَة وقف وَحكم الاخنائي فِي التَّقْرِير بِالْمُوجبِ وَصِحَّة التَّقْرِير ثالثه وصل هجان اخبر بوصول الدوادار إِلَى مصر ونائبي غَزَّة وطرابلس وَمن مَعَهم من امراء الشَّام والبس خلعة والبس مَعَه ايضا خلعة القَاضِي كَاتب السِّرّ الْمقر البدري ابْن مزهر وان الامراء الَّذين مسكوا بغزة رسم بِقَتْلِهِم فَقتلُوا ضربت رقابهم فِي بلبيس وَمن جُمْلَتهمْ قانصوه الألفي وذهبوا برؤوسهم إِلَى مصر واحضر ايضا رَأس قانصوه الشَّامي وَآخر مَعَه وَفِيه قبض على نَاظر الْجَيْش بِمصْر ابْن النيربي وَختم على موَاضعه كلهَا وَفِيه ادّعى شخص عِنْد بعض نواب الشَّافِعِي بِأَنَّهُ اشْترى مِنْهُ ثوب صوف وفصله وخيطه ثمَّ اطلع على عيب فِيهِ فألزمه بِالرَّدِّ بعد ذَلِك كُله وَلم يُلَاحظ حُدُوث الْعَيْب عِنْد الْمُشْتَرى حكمه وَفِيه ادّعى آخر عِنْد آخر مِنْهُم ان وَكيل البَائِع صَادِق ان المُشْتَرِي مَا رأى الْمَبِيع فَحكم على الْوَكِيل بِالرَّدِّ وَمَا لاحظ الْمُوكل فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه وَفِيه حكى لي الشَّيْخ برهَان الدّين بن الْمُعْتَمد ان فِي بعض المؤلفات ان خطيب الْجَامِع الْأمَوِي وامامه فِي بعض الازمان توفّي فَلم يَجدوا من يصلح الا خطيب داريا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 فَذهب وُجُوه النَّاس اليها ليأتوا بِهِ فَخَرجُوا إِلَيْهِم فَقَالُوا لَهُم هَذِه مفخرة لكم فسمحوا بِهِ وَفِيه حُكيَ فِي كتاب ورد من مصر ان آقبردي اسْتَقر دوادارا واستادارا ووزيرا وامير مجْلِس وَكَاشف الْكَشَّاف وان نَاصِر الدّين الصَّفَدِي رسم عَلَيْهِ وَنسب عَلَيْهِ انه عِنْده تنبك الجمالي وانه كَانَ الْتزم لقانصوه خَمْسمِائَة لما دخل فِي السلطنة بِأَرْبَع ماية الف دِينَار من الشَّام ثمَّ انه حصل لَهُ شَفَاعَة وَجعل عَلَيْهِ الف دِينَار واطلق وان آقباي نَائِب غَزَّة عرض عَلَيْهِ ان يتَوَلَّى رَأس نوبَة فَامْتنعَ من ذَلِك وان القَاضِي كَاتب الاسرار الشَّرِيفَة حصل لَهُ محنة ورسم عَلَيْهِ يَوْمَيْنِ فِي اول رَجَب ثمَّ انْفَصل امْرَهْ على مَال ثامنه اطلق ابْن النيربي من القلعة بعد ان ضمن عَلَيْهِ ان يُسَافر إِلَى مصر الاحد ثَالِث عشره توفّي الْعَلامَة برهَان الدّين بن مُحَمَّد بن الْمُعْتَمد الشَّافِعِي اُحْدُ عُظَمَاء الشَّافِعِيَّة مولده سنة ثَلَاث واربعين وثمانماية حفظ الْقُرْآن وَهُوَ صَغِير وَقَرَأَ الْمِنْهَاج للنواوي فِي الْفِقْه وَحفظ اصول الْفِقْه ومحفوظات اخرى فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة ولازم الشَّيْخ الْقدْوَة شمس الدّين بن حَامِد الصَّفَدِي شَيخنَا وَالشَّيْخ بدر الدّين مُحَمَّد بن قَاضِي شُهْبَة وَالشَّيْخ نجم الدّين مُحَمَّد بن قَاض عجلون ومشايخ آخَرُونَ لَا يُحصونَ وناب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 فِي الحكم من اول ولَايَة ابْن الصَّابُونِي فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وثمان ماية إِلَى ان توفّي وَمَا كَانَ يُبَاشر الا قَلِيلا ولازم التدريس بالجامع الْأمَوِي مُدَّة طَوِيلَة إِلَى ان حصلت لَهُ محنة فِي سنة خمس وَتِسْعين وثمانماية توجه بِسَبَبِهَا إِلَى مصر ثمَّ اتى وَبَقِي يتَرَدَّد إِلَى الْجَامِع قَلِيلا للتدريس وعلق على العجالة حَاشِيَة افاد فِيهَا وَهِي مجلدة ضخمة وَله مؤلفات ونظم ونثر كثير ويستحضر من التَّارِيخ والمحاضرات مَا لَا يُحْصى بِالْجُمْلَةِ وَكَانَ منجمعا على شَأْنه سلم النَّاس من شَره وَصلي عَلَيْهِ فِي رَابِع عشره بالجامع المظفري بسفح قاسيون تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ شيخ الشَّافِعِيَّة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي وَخلف وَلدين ذكرين احدهما صلى بِالْقُرْآنِ فِي الْعَام الْمَاضِي والآن عمره سَبْعَة عشر سنة وَالْآخر عمره سنتَانِ وَقد خرج الْوَالِد لِابْنِهِ الْكَبِير عَن غَالب وظائفه وَدفن بالروضة بسفح قاسيون عِنْد وَالِده واقاربه وَفِيه عقب الصَّلَاة على الْجِنَازَة وَالرُّجُوع من الدّفن جلسنا مَعَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْمَذْكُور فِي مدرسة ابي عمر وَجرى الْكَلَام فِي ان من حلف بِالطَّلَاق ان يدْفع مَا عَلَيْهِ من الدّين وَقت كَانَ مُعسرا ذكرُوا ان حكمه حكم الْمُكْره وَالْيَمِين لَا يَقع فَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ان الْحَالِف إِذا كَانَ عَارِفًا عِنْد الاقدام على الْيَمين انه لَا يقدر فِي الْوَقْت الَّذِي يحلف فِيهِ يَنْبَغِي ان يَقع طَلَاقه عَلَيْهِ لانه شبه حِينَئِذٍ بِالْيَمِينِ على عدم وجود صُورَة الْفِعْل فَلْيتَأَمَّل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 عشريه وصل الْخَبَر بِأَن نابلس ولي عَلَيْهَا حسن بن اسماعيل عوضا عَن خَلِيل وَالْحَال ان خَلِيل هَذَا سيرته حَسَنَة وَقد عمر الْبِلَاد وَرفع كثيرا من الظُّلم ونقلوا انه حصل تحرّك من الْمَعْزُول وانه رُبمَا يَقع بَينهم فتن وَكَانَ الكافل ارسل الامير ازدمر مشد الشرابجاناه إِلَى نابلس ليَأْتِي بِالدَّرَاهِمِ الَّتِي عَلَيْهِم فصادف هَذِه الاخبار فَرجع وَلم يعطوه شَيْئا احسن الله الْعَاقِبَة ثَانِي عشريه وصل مرسوم بَان عمر بن النيربي مَعْزُول من نظر الْجَيْش وكل الْوَظَائِف الَّتِي بِيَدِهِ وان يُقَام تمربغا الْحَاجِب الْكَبِير فِي التَّكَلُّم على نظر الْجَيْش حَتَّى يَأْتِي من يَليهَا وَفِيه الْحَث على ذهَاب ابْن النيربي فِي الْحَدِيد وَفِيه ان القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي اعيدت اليه وكَالَة السُّلْطَان وَنظر القلعة وَكَانَ لَهُ فَوق الثَّلَاثَة اشهر مغيبا من الدّين وَظهر وَاجْتمعَ بالكافل وبالناس وَهَذَا الرجل قد بَاشر وكَالَة السُّلْطَان مُدَّة طَوِيلَة وَلَا قيل عَنهُ انه كلم احدا وَلَا رفع أحدا وَلَا سعى فِي الاضرار بِأحد ويكفيه هَذَا حمدا فِي مثل هَذَا الزَّمَان وان الامير جانم الَّذِي كَانَ امير كَبِير فِي دمشق من سنتَيْن تولى الْآن حَاجِب الْحجاب بِمصْر وان اقباي رَأس نوبَة النوب وان تاني بك قرا تولى امير مجْلِس وان السُّلْطَان انفق على المماليك فِي عاشره كل مَمْلُوك ماية دِينَار وَفرس وان المماليك يطْلبُونَ من الدوادار آقبردي شَيْئا آخر وان القَاضِي عبد الْبر بن الشّحْنَة غيب عِنْد وُصُول الدوادار ثَانِي عشريه لبس دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق خلعة بإمرة الْحَج وَحضر من الاروام فِي هَذَا الشَّهْر خلائق قَاصِدين الْحَج خَامِس عشريه مستهل ايار رَمَضَان مستهله الاربعاء خَامِس ايار ثَبت على القَاضِي مُحي الدّين الاخنائي ضحوة النَّهَار بِشَهَادَة وَاحِد بعد ان اكل خلائق وَكَانُوا قد تحدثُوا بِأَن شعْبَان اوله الِاثْنَيْنِ وَرُبمَا قَالُوا ان جمَاعَة رَأَوْهُ وَوَقع السُّؤَال هَل صَار بذلك يَوْم شكّ يحرم صَوْمه وَحصل انه يَوْم شكّ ثمَّ وَقع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 السُّؤَال هَل يسْتَحبّ الامساك فِي مثل ذَا الْيَوْم عَن الافطار لاحْتِمَال الثُّبُوت فَيجب الامساك اولا وَظهر نَدبه رابعه شرعنا فِي قِرَاءَة مُسْند الشَّافِعِي بِجَامِع بني امية فِي الايوان الشمالي عِنْد شباك الكاملية الْكَبِيرَة بِقِرَاءَة الْفَاضِل شهَاب الدّين احْمَد بن الملاح وَحضر جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَتقدم على الْقِرَاءَة تَفْسِير شَيْء من الْقُرْآن الْكَرِيم كَمَا هِيَ عادتنا فِي غير هَذَا الْمجْلس من مجَالِس الْفِقْه وَغَيره فَالْحَمْد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات خَامِس عشره وصلت الاخبار بِأَن الدوادار الْكَبِير آقبردي واقباي رَأس نوبَة النوب وتاني بك قرا امير مجْلِس مَعَ خلائق من الامراء والخاصكية والاجلاب ركبُوا واستمروا من يَوْم الاربعاء مستهله إِلَى يَوْم السبت وَحصل قتال بَين اهل الْقصر وَبينهمْ ثمَّ انهم تسحبوا إِلَى طرة قَرْيَة فِي آخر القرافة من نَاحيَة الْقبْلَة وَحصل لكافل دمشق بذلك سرُور ولغالب النَّاس بذلك واخبروا ايضا ان كَاتب السِّرّ ابْن مزهر استقامت احواله عِنْد السُّلْطَان وانه وصلت خلعة قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ ابْن مُفْلِح وخلعة قَاضِي الْقُضَاة الْمَالِكِي ابْن يُوسُف صُحْبَة رَفِيق هَؤُلَاءِ وان خلعة قَاضِي الْقُضَاة محب الدّين بن القصيف ايضا تَأتي بعد ذَلِك بِيَسِير ودقت البشائر ثَلَاثَة ايام وَكَانَ الكافل حصل لَهُ وجع فِي رجله وَحمى وَقد توجه للعافية بعد ان كَانَ انْقَطع عَن الرّكُوب نَحْو شَهْرَيْن عشريه لبس القَاضِي الْحَنْبَلِيّ ابْن مُفْلِح خلعته من بَيت النِّيَابَة واتى إِلَى الْجَامِع الْأمَوِي وَركب مَعَه القَاضِي الْحَنَفِيّ وحاجب الْحجاب وَبَعض الامراء وَقُرِئَ توقيعه ثمَّ ذَهَبُوا مَعَه إِلَى جَامع الْحَنَابِلَة وَقُرِئَ توقيعه هُنَاكَ وَقد انْفَصل الامر على القاضيين بِخمْس ماية دِينَار للخزائن الشَّرِيفَة وخمسماية اخرى للدولة مفرقة لَيْلَة ثَانِي عشريه ختم برهَان الدّين ابراهيم بن مُفْلِح ولد قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ الْقُرْآن بالجامع المظفري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 بسفح قاسيون وَكنت قد حضرت قِرَاءَته وَصلَاته فِي الْمدرسَة الدلامية بالصالحية وَقَرَأَ قِرَاءَة مجودة حَسَنَة بِصَوْت عَال شجي حفظه الله وَحضر الْخَتْم جمَاعَة من الْعلمَاء والقضاة والامراء وارسل الكافل لَهُ خلعة وخلع عَلَيْهِ نَحْو ثَلَاثِينَ خلعة وَلم يصل بِالْقُرْآنِ فِي هَذِه السّنة من الصغار غَيره حرسه الله وَحفظه ومتع بحياته وحياة ابيه واخويه آمين سادس عشريه ختمنا مُسْند الامام الشَّافِعِي بِجَامِع بني امية وحضره الْفُضَلَاء وَكَانَ مَجْلِسا مُبَارَكًا ان شَاءَ الله تَعَالَى وَفِيه وَهُوَ الثَّلَاثُونَ من ايار وَقع مطر كثير وَبرد بَين الظّهْر وَالْعصر وَاسْتمرّ زَمنا فسبحان الْقَادِر على كل شَيْء سَابِع عشريه لبس القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف المغربي الْمَالِكِي تَشْرِيفًا بِقَضَاء الْمَالِكِيَّة وَقُرِئَ توقيعه بالجامع الْأمَوِي عِنْد محراب الْمَالِكِيَّة وحضره القَاضِي الْحَنْبَلِيّ وحاجب الْحجاب ودوادار السُّلْطَان قَرَأَهُ السَّيِّد عمر الْموقع وَهُوَ جَالس على الْكُرْسِيّ لكَونه فِي بدنه عَارض وَفِيه ختم البُخَارِيّ بالجامع الْأمَوِي خَتمه بَرَكَات بن سبط الاذرعي عِنْد محراب الْحَنَفِيَّة وَهَذَا الْمجْلس من سَابِع عشر شهر رَمَضَان كل سنة مَشْهُور انه يحضرهُ جمَاعَة من الاولياء وَيُقَال انه رُؤِيَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَضَره وَفِيه وصل تمراز الَّذِي كَانَ نقيب القلعة من مصر وَاخْبَرْ انه جرح وَقد ادار الْكَلَام بَين السُّلْطَان والاجلاب وَبَين الدوادار آقبردي فِي الصُّلْح وان السَّاعِي بَينهم اتابك الْعَسْكَر تمراز الظَّاهِرِيّ وَالله يحسن الْعَاقِبَة تَاسِع عشريه عمل القَاضِي نجم الدّين الخيضري ميعادا بالجامع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 الْأمَوِي تَحت قبَّة النسْر سَمَّاهُ ختم البُخَارِيّ والسيرة وانشد ابو الْخَيْر الصَّغِير واجاد وَكَانَ مَجْلِسا حافلا وَفِيه ذهب احْمَد ابْن اخي القَاضِي شُعَيْب إِلَى قَاضِي الْقُضَاة الْمَالِكِي ابْن يُوسُف وراوده على ان يُفَوض اليه وَيدْفَع خمسين اشرفيا واكد فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُ احضر الْخمسين اشرفيا فَذهب واحضرها ووضعها تَحت مَقْعَده فأحضر القَاضِي الْمَالِكِي الشُّهُود الَّذين بِبَابِهِ وَالرسل فَلَمَّا وقفُوا قَالَ لَهُم ان هَذَا جعل لي هَذِه الْخمسين اشرفيا لافوض اليه الْقَضَاء فَقَالَ نعم فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الكافل لنستأذنه فتوقف عَن الذّهاب فسحبوه وذهبوا بِهِ إِلَى دَار النِّيَابَة واوقفوه عِنْد الدوادار الثَّانِي دولات باي وشاوروا عَلَيْهِ فَخرج الامر بضربه فَهموا بضربه فَدفع الْخمسين اشرفيا لخزانة النَّائِب ثمَّ ردُّوهُ إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي ليفعل بِهِ مَا يسْتَحقّهُ فَضَربهُ وامر بالمناداة عَلَيْهِ فأركبوه بغلا مقلوبا مَكْشُوف الرَّأْس وداروا بِهِ من عمَارَة الاخنائي ودخلوا بِهِ من بَاب الْفرج إِلَى السجْن فادخلوه اليه ثمَّ ان من النَّاس من انكر على الْمَالِكِي وَمِنْهُم من قَالَ ان مذْهبه التَّعْزِير بِالْمَالِ ثمَّ ان الكافل فِي يَوْم الثَّلَاثِينَ من رَمَضَان ارسل وصّى على السجان واكد عَلَيْهِ فِي التَّضْيِيق على ولديه بلطف ثمَّ اطلق بعد خَمْسَة ايام وانجمع سلخه دخل نَائِب القلعة قانصوه مُتَوَلِّيًا لَهَا وَسلمهُ الكافل بعد ان كَانَ توقف يَسِيرا والكافل ضَعِيف وَقد عظم الامر فِي وجع رجلَيْهِ شَوَّال مستهله الْجُمُعَة لم يتحدث اُحْدُ بِرُؤْيَتِهِ ابدا وخطب الْعِيد سراد الدّين عمر بن الصَّيْرَفِي بالجامع الْأمَوِي مستهله يَوْم الْعِيد وصل جمَاعَة من مصر واخبروا بَان الدوادار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 آقبردي امْرَهْ متعجل وانه فِي بِلَاد الصَّعِيد وان السُّلْطَان ارسل اليه يطيب خاطره واذن لَهُ فِي اخذ خراج الصَّعِيد على مَا كَانَت عَادَته ايام وَالِده وَلَيْسَ فِي اركان الدولة من يُعَارض فِي امْرَهْ الا خَال السُّلْطَان وان الجلبان مَعَه احسن الله الْعَاقِبَة وَفِيه اصبح كافل دمشق امْرَهْ مخوف من ضعفه وَحصل لَهُ اسهال متواتر مُضَافا لما بِهِ رابعه لبس الامير حَاجِب الْحجاب قجماس خلعة بِنَظَر الْجَيْش وَلبس نَائِب القلعة القادم من مصر خلعة ايضا وَدخل القلعة وَجَاء المرسوم بِإِعَادَة نقيب القلعة الَّذِي كَانَ اولا وان الَّذِي جَاءَ مرافقا لنائب القلعة مَعْزُول لكَونه خرج من مصر بِغَيْر مُشَاورَة السُّلْطَان وَفِيه توفّي الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد الْحلَبِي الْحَنَفِيّ كَانَ فَقِيها نحويا لغويا منطقيا وَكَانَ ينْقل مذْهبه وَغَيره على سَبِيل التَّجْرِيد وَكَانَ سَاكِنا بالحكر الْجَدِيد عِنْد القنوات لَهُ اشْتِغَال كثير على مَوْلَانَا شيخ الَّذِي كَانَ نازلا قريب المرستان ولازم الْمَشَايِخ رَحمَه الله تَعَالَى سابعه توفّي الشَّيْخ عَليّ الدقاق كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ ملازما للْجَمَاعَة بالجامع الاموي وَكَانَت لَهُ طَريقَة غَرِيبَة فِي معيشته وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِيهِ فَقَائِل انه ولي من اولياء الله تَعَالَى وَقَائِل انه كَذَّاب سلك طَريقَة نصب بهَا على الافراد وَغَيرهم غير انه كَانَ يتَنَاوَل من وقف الْجَامِع الاموي عَن وظائف وَلَا يُبَاشِرهَا وَأمره إِلَى الله تَعَالَى صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير غربي قبر سَيِّدي بِلَال الحبشي رَضِي الله عَنهُ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ آمين حادي عشره دخل خاصكي من مصر وَمَعَهُ خلعة للكافل وَضعهَا الخاصكي على سَرْجه وَدخل بهَا وَمَعَهُ الْقُضَاة واركان الدولة وحضروا عِنْد الكافل وَهُوَ فِي الْفراش ضَعِيف فَقَدمهَا الخاصكي اليه وَمَا لبسهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 وشالها وَقُرِئَ مرسومه وَفِيه ان يعْطى التسفير الْفَا وَخَمْسمِائة دِينَار وَفِي المرسوم ان مَعَ الخاصكي اشغال عدَّة فليساعده عَلَيْهَا فَقَالَ الكافل ان كَانَ خيرا ساعدنا وان كَانَ شرا فَلَا نساعد وانفصل الْمجْلس وَنزل الخاصكي فِي بَيت الامير حَاجِب الْحجاب بِمصْر جانم المصبغة لَيْلَة ثَانِي عشره توفّي السَّيِّد عبد الرَّحْمَن بن السَّيِّد عَلَاء الدّين الحسني الْحَنَفِيّ كَانَ قد توجه صُحْبَة وَالِده من دمشق إِلَى المزة وَبَعض عِيَالهمْ كَانُوا بقرية جونية وَدفن بالتربة الَّتِي بالمزة عِنْد قبر الشَّيْخ عَلَاء الدّين البُخَارِيّ وَحضر صحبته كَاتبه وَالسَّيِّد كَمَال الدّين الحسني وَالْقَاضِي الْمَالِكِي ابْن يُوسُف وَالسَّيِّد شهَاب الدّين وَنجم الدّين بن الشَّيْخ شمس الدّين وَجَمَاعَة رَحمَه الله تَعَالَى آمين ثَالِث عشرَة توجه الخاصكي إِلَى الصالحية لكشف الاوقاف الَّتِي بهَا وَمَعَهُ الْقُضَاة وحاجب الْحجاب ومحب الدّين نَاظر الجوالي وَلما وقفُوا على المرستان بالصالحية وَحضر ناظره ابْن عبَادَة رسم عَلَيْهِ فاطلقوه مِنْهُ وَفِيه غيب القَاضِي نجم الدّين الخيضري بِسَبَب الخاصكي وَكَانَ قد هرب قبل دُخُوله بِيَوْم أَحْمد الْحَمَوِيّ العواني لكَونه بَطش فِي أَمْوَال المرستان وَأظْهر جمَاعَة أَنه سَافر إِلَى مصر وَفِيه جَاءَ الْخَبَر ان عَامر امير الْعَرَب تواقع مَعَ جانبيه الامير ايضا الْمُتَوَلِي من قبل الدولة وَكسر جانبيه وهرب إِلَى حوالي الْكسْوَة وارسل عَامر يَقُول ان الَّذين اخذوا الْحَاج من مَشَايِخ عرب بني لَام عنْدكُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 بِدِمَشْق آمنون فَحَيْثُ كَانَ ذَلِك فتحت السّنة بِأخذ الْحَاج فَمَتَى يَأْمَن وَحصل لمن عزم على الْحجاز بذلك نكد عَظِيم ووقف حَال النَّاس وَقد اشار حَاجِب الْحجاب وَغَيره من اركان الدولة على الكافل ان يُقيم عَامر وَقد الْتزم بالحاج والقود زِيَادَة فَلم يسمح وَيُدبر الله تَعَالَى سادس عشره حضر وَاحِد من اولاد عَامر فَأرْسلت الخلعة لابيه احسن الله الْعَاقِبَة وَفِيه احضر الكافل نَائِب القلعة وَقَالَ لَهُ قد جَاءَ فِي كتاب ان القلعة مَا خرجت من يَدي فَقَالَ لَهُ مَا اسلمها بِكِتَاب حَتَّى يحضر مرسوم وَخرج من عِنْده وحصنوا القلعة وغلقوا ابوابها وغلقت الاسواق فَأرْسل الكافل إِلَى نَائِب القلعة فَحَضَرَ فألبسه خلعة ثمَّ ذهب ثمَّ حضر نقيب الْعلقَة وَحده أَيْضا فألبسه خلعة اخرى وَسكن الْحَال تَاسِع عشره سَافر الْحَاج الشَّامي من دمشق واميرهم دوادار السُّلْطَان وَلم يُسَافر اُحْدُ من اعيان دمشق بل سَافر تجار البهار والعبي والحاج كثير اروام واهل الضّيَاع من حلب وحمص وحماة والامير عسكره قَلِيل لم يبلغُوا الثَّلَاثِينَ الا ان الْحجَّاج الْمَذْكُورين مستعدون الْعدة الْكَامِلَة ويحرسهم الله تَعَالَى وَفِيه اشيع موت الكافل وَظهر كذبه حادي عشريه دخل من مصر اياس عَتيق الترجمان خنيفس وَلبس خلعة باستدارية الاغوار ثَالِث عشريه توفّي كافل دمشق قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ جَاوز الثَّمَانِينَ وَهُوَ عَتيق الْملك الظَّاهِر جقمق رحمهمَا الله تَعَالَى تقلبت بِهِ الاحوال وَولي نِيَابَة حلب ونيابة الشَّام مرَّتَيْنِ ونيابة طرابلس والاسكندرية وَفِي هَذِه الْمرة فِي آخر عمره قصر عَن النّظر فِي احوال الْمُسلمين واخذ فِي الظُّلم هُوَ وجماعته وَلم المَال لانه كَانَ فِي ذهنه ان يصير سُلْطَانا وضايق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 مستحقي جَامع بني امية وَحَازَ مَاله اليه بِوَاسِطَة شخص من الزَّنَادِقَة يُسمى قايتباي اقامه فِي الْجَامِع وَوَافَقَهُ المباشرون وَصلي عَلَيْهِ عِنْد دَار النِّيَابَة وَدفن بتربته الَّتِي جددها بِبَاب الْجَابِيَة خَارجه عِنْد بياعي لحم الْبَقر وَخلف ولدا ذكرا صَغِيرا فِي الثَّالِثَة ثمَّ توفّي بعده بِسنة بالطاعون ورسم على جماعته ثمَّ اطلقوا وباشر حَاجِب الْحجاب نِيَابَة الْغَيْبَة واظهر السطوة واقام العسس وَقتل جمَاعَة من المفسدين فَحصل بذلك رعب لأهل الْفساد رَابِع عشريه قتل عبد الرَّحْمَن بن رُزَيْق الْحَنْبَلِيّ كَانَ كثير المداخلة فِي مظالم الْعباد وخصوصا إِذا حضر خاصكي فِي امْر الاوقاف فَإِنَّهُ يَدعِي وَظِيفَة الِاسْتِيفَاء للمظالم الْمُتَعَلّقَة بالاوقاف فيسعى فِي اهلاك النَّاس وَمن ارضاه يدْفع عَنهُ وَلَو كَانَ مرتكبا للعظائم فِي الْوَقْف الَّذِي تَحت يَده وَالَّذِي لَا يرضيه يسْعَى فِي تسليط الظلمَة عَلَيْهِ وَلَو كَانَ الْوَقْف الَّذِي فِي يَده فِي نِهَايَة الْعِمَارَة وَالصرْف على الْمُسْتَحقّين وَكَانَ مَعَ ذَلِك يَدعِي الزعارة ويلعب بالحمام وتنسب اليه مفاسد من معاشرة الاحداث وَغَيرهَا وَالله يتَوَلَّى امْرَهْ ويسامح وَقد كفر الله عَنهُ بِهَذَا الْقَتْل وَلَكِن استراح الْخَلَائق مِنْهُ فَللَّه الْحَمد وَدفن بالروضة بمقبرة الصالحية بسفح قاسيون تجَاوز الله عَنهُ بمنه وَكَرمه وَفِيه وصل قَاصد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 شَوَّال سنة ثَلَاث وتسع ماية مستهله يَوْم الثُّلَاثَاء الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من شهر ايار اسْتهلّ وَقد وصل الْمقر الكافلي من الْبِلَاد الحلبية بعد ان كسر عَسْكَر آقبردي وَقتل مِمَّن مَعَه اينال نَائِب حلب كَانَ وَقتل سُلَيْمَان باك اُحْدُ اولاد عَلَاء الدولة الغادري وتوجهت العساكر بعد ذَلِك إِلَى هَذِه النواحي وَوصل الكافل لدمشق على طَرِيق قارا ثمَّ عرج على نَاحيَة بِلَاد بعلبك وَفِيه صلى القَاضِي الشَّافِعِي صَلَاة الْعِيد بِجَامِع كريم الدّين وَتَأَخر لأجل مَجِيء النَّائِب فَلَمَّا ابطأ دخل دمشق الْيَوْم بعد صَلَاة الْعِيد بخلعته وخطب بِجَامِع كريم الدّين شهَاب الدّين بن عبد الْحق وبالجامع الْأمَوِي القَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي اُحْدُ نواب القَاضِي الشَّافِعِي وخطب بالمصلى الشَّيْخ عِيسَى الْبُلْقَاوِيُّ الشَّافِعِي واما الطَّاعُون فمستمر بِدِمَشْق وضواحيها وَقد طَال امْرَهْ اللَّهُمَّ ارفعه واما بِمصْر فقد كثر جدا حَتَّى كثر الْخَبَر بِأَنَّهُ جَاوز الْعشْرَة آلَاف واخبرني من اثق بِهِ ان التَّعْرِيف بِمصْر الْمُتَعَلّق بالخاص ارْتَفع إِلَى نَاظر الْخَاص فِي بعض الايام الف نفس قَالُوا وعبرته فِي الْغَالِب الْعشْر فَهَذَا من حَاز عشرَة آلَاف فسبحان الفعال لما يُرِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 وَفِيه مَاتَ ابو بكر بن مَحْمُود بن قَاضِي اذرعات كَانَ مَعَ ابيه صُحْبَة آقبردي وارسله اليه فِي رَمَضَان فطعن وَمَات وَبلغ الاربعة عشر سنة وَحفظ الْقُرْآن وَكَانَ عِنْده سُكُون السبت خامسه دخل كافل دمشق ملك الامراء كرتباي الاحمر دمشق من نَاحيَة حلب وصحبته الامراء المصريون والمماليك السُّلْطَانِيَّة وامراء دمشق وَحصل بوصوله إِلَى دمشق الْخَيْر لاهلها من وُجُوه عديدة سدد الله اقواله وافعاله ووفقه للاعمال الصَّالِحَة وقمع بِهِ اهل الْفساد وَدَمرَ اهل العناد وابطل الْمُنْكَرَات من الْخُمُور وَغَيرهَا ومكس اللَّحْم وَغَيره وبطش فِي مباشريه لكَوْنهم خالفوا امْرَهْ وارتكبوا امورا يفْسد بهَا امْر الْخلق جزاه الله خيرا سادسه البس جانباي امرة الْعَرَب مَعَ انه الشَّائِع انه الَّذِي واطأ على اخذ الْحَاج فِي الامور الْمُتَقَدّمَة ثامنه جَاءَ الْخَبَر ان بعض اولاد عَامر الَّذِي توفّي قَرِيبا اغار على فرقة جانباي وَاسْتولى على بعض تعلقه حَتَّى الْحَرِيم حادي عشره اول تموز يَوْم الْجُمُعَة حادي عشره صلى قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي شهَاب الدّين بن الفرفور بالكاملية وَجرى الْكَلَام فِي قَوْله تَعَالَى {حَتَّى إِذا أَتَيَا أهل قَرْيَة استطعما أَهلهَا} مَا الْحِكْمَة فِي الاتيان بالمظهر مَعَ الاتيان بالضمير واجاب هُوَ بِأَن اهل فِي الاول جَمِيعهم وَفِي الثَّانِي بعض اهلها لَان الْعَادة جرت ان الَّذِي يضيف القادم من اهل الْقرْيَة بَعضهم غَالِبا فَلَو اعيد الضَّمِير لَكَانَ مُفِيدا ان اهل الْقرْيَة كلهم مستطعمون وَهُوَ جَوَاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 حسن لَو ساعده نقل اَوْ عبارَة اذ الْقَاعِدَة فِي الاصول ان الْجمع الْمُضَاف عَام فِيمَا يصلح لَهُ فَيَقْتَضِي هَذَا عُمُوم اهل الْقرْيَة فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَالله اعْلَم وقاضي الْقُضَاة الْمشَار اليه قدم من مصر فِي هَذِه الْمرة وَقد ظَهرت عَلَيْهِ امارات الْخَيْر وَقد خَالق النَّاس بِخلق حسن وَهُوَ مثابر على تلاقي الخواطر وَالْمَشْي على الْحق والاخذ على يَد من يظْهر مِنْهُ جور من نوابه اَوْ نواب الْحَنَفِيّ سدده الله تَعَالَى ووفقه لكل خير بِحَق نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حادي عشريه سَافر الْحَاج واميرهم دولات باي من اليحياوي وَهُوَ دوادار الكافل الْآن وَلم يحجّ من اهل الْبَلَد واعيانهم اُحْدُ وانما توجه بعض تجار البهار وَفِيه تولى تمرباي عَتيق قجماس كافل الشَّام وَظِيفَة دوادار كَبِير وَلَا بَأْس بِهِ خَامِس عشريه وصل الذاهبون إِلَى منزلَة المزيريب واخبروا برخص عَظِيم وامن وان الامير مُحَمَّد بن ساعد حضر هُنَاكَ وَحصل بِحُضُورِهِ كَثْرَة الامن وَكَثْرَة الامانات فَالْحَمْد لله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 ذُو الْقعدَة سنة ثَلَاث مستهله الْخَمِيس عشْرين شهر تموز الِاثْنَيْنِ رابعه توجه الكافل إِلَى المرج بعد ان حضر اليه خَلِيل بن اسماعيل شيخ نابلس ومشايخ الْبِلَاد وَبعد استعداد بالمشاة وَغَيرهم وَيُقَال انه جَاءَ الْخَبَر بَان كافل حلب ارسل باستعجاله وَذهب إِلَى المرج فِي الْحَدِيد جمَاعَة من مباشريه ومباشري ارث بَيت المَال وضربهم هُنَاكَ وَالله تَعَالَى يسدد اقواله وافعاله وَفِيه ارسل بالامان للشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين المحوجب فَإِنَّهُ فِي بِلَاد عجلون من حِين توجه آقبردي وَمن مَعَه إِلَى النواحي الشمالية فَإِن الامير تنبك قرا ينزل فِي بَيته فواعدوه بذلك وَلَا ذَنْب لَهُ وَالله الْمُدبر فَكتب اليه مرسوم بالامن واعطي منديلا بالامان وَتوجه اليه الشَّيْخ صدر الدّين الْموصِلِي وَالشَّيْخ عِيسَى الْبُلْقَاوِيُّ مَعَ جمَاعَة من اهل القبيبات عاشره انْتقل وطاق الكافل إِلَى ارْض صحنايا على حافة نهر الاعوج وارسل من كَانَ اخذهم مَعَه من المرسم عَلَيْهِم إِلَى القلعة مَعَ التَّشْدِيد عَلَيْهِم حادي عشره وصل الْخَبَر بِأَن الْحَاج تعرض اليهم الْعَرَب وانهم اخذوا نَحْو ثلثهم وانهم مَعَهم فِي قتال فِي منزلَة اللجون وان نَاظر الْجَيْش ابْن النيربي اخذ لَهُ الْعَرَب نَحْو خمسين جملا فَلَا قُوَّة الا بِاللَّه ثمَّ جَاءَ الْخَبَر بِأَن عمرَان بن ملاك اِدَّرَكَ الْحَاج بجماعته وخلصهم من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 القطاع ومضوا على بركَة الله تَعَالَى ثَانِي عشره مستهل شهر آب من شهور الرّوم رَابِع عشره توجه الكافل إِلَى الْكسْوَة ثمَّ توجه إِلَى الصنمين واقام بهَا إِلَى ان توجه صَبِيحَة الاحد ثَانِي عشريه إِلَى نَاحيَة زرع ثامن عشره جَاءَ الْخَبَر بوصول الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين المحوجب إِلَى قَرْيَة الصنمين ليسلم على الكافل فَرَآهُ قد توجه إِلَى كبسة ثمَّ حضر الكافل عشيته وَاجْتمعَ بِهِ الْمَذْكُور بعد الْعشَاء لَيْلَة تَاسِع عشره على يَد الْحَاجِب الْكَبِير قانصوه اليحياوي وَحصل لَهُ مِنْهُ اقبال وارتحل الكافل من الصنمين تَاسِع عشره بكرَة إِلَى زرع وهرب من المشاة مئات فَأرْسل فِي طَلَبهمْ وَحصل بِسَبَب التفتيش عَلَيْهِم قتل وَالِي الصالحية قَتله اهل الصالحية وَذكروا ان الْعَسْكَر الَّذين مَعَه تعلق بهم غلاء اللَّهُمَّ دبر وَفِيه وصل الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمشَار اليه إِلَى منزله وَنزل بمسجده قريب دَاره فَالْحَمْد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات واسكن جواريه وجماعته قبالة الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بالكردي وَشرع فِي ترميم النَّاحِيَة الشرقية من منزله فَإِنَّهَا سَالِمَة بِحَمْد الله الا بعض تشققات فِيهَا ذُو الْحجَّة مستهله السبت تَاسِع عشر شهر آب هَذَا وَقد اسْتمرّ الْهلَال لَيْلَة الاحد إِلَى بعد الْعشَاء بِمدَّة فَلَعَلَّ احدا يشْهد بِرُؤْيَتِهِ لَيْلَة الْجُمُعَة ثمَّ وَقع ذَلِك وَشهد بِهِ جمَاعَة فاستقر اوله الْجُمُعَة ثَانِيه جَاءَ الْخَبَر بِأَن الكافل تقَاتل مَعَ الْعَرَب الَّذين مِنْهُم من اخذ الْحَاج وانه ظفر بهم بِحَمْد الله تَعَالَى واخذوا مِنْهُم آلافات من الْجمال وَالْغنم وبعدة من نِسَائِهِم واولادهم وَقتلُوا مِنْهُم خلائق فَالْحَمْد لله الَّذِي قيض للْحَاج من اخذ بثأرهم ووفقه الله لكل خير واهلك المفسدين بمنه عاشره عيد الاضحى صلى قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي بالجامع الْأمَوِي وخطب خطْبَة بليغة وَكَانَ الكافل توجه من زرع إِلَى بصرى ورمم بعض قلعتها واقام بهَا نَائِبا ثمَّ إِلَى صرخد واقام بهَا نَائِبا ثمَّ إِلَى عجلون واقام بهَا نَائِبا كَذَلِك ثمَّ توجه إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 بِلَاد مُحَمَّد بن ساعد بعد ان تردد اليه جمَاعَة من مَشَايِخ الْبِلَاد وَغَيرهم واحضر لَهُ مَالا على ان يرجع عَن الدُّخُول إِلَى بِلَاده فَقَبضهُ وَقَالَ لَا ارضى الا بِأَن يَأْتِي إِلَيّ وَذَاكَ يعْتَذر بِأَنَّهُ لَا عَادَة لَهُ بذلك مَعَ من تقدم من الكفال والنائب يَقُول لَا ارضى مِنْهُ الا بالحضور فَتوجه سدده الله وَالْحج قَصده إِلَى بلد الْمَذْكُور صَخْرَة وَنزل بهَا وَشرع فِي بِنَاء برج فِي نفس مسكن الْمَذْكُور وارسل إِلَى دمشق يستحث فِي اخذ ميرة وصناع من كل نوع واما مُحَمَّد بن ساعد فَيُقَال انه توجه مَعَ من يُوَافقهُ إِلَى نَاحيَة الغرب وَكَانَ من مُدَّة قد ارسل ثقله ونساءه فَللَّه الامر سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ثَالِث عشره مستهل آب خَامِس عشره تطلب جمَاعَة الكافل من بِدِمَشْق من اهل بصرى وصرخد من التُّجَّار والصنايعية وَغَيرهم فمسكوا الْبَعْض وهرب الْبَعْض وَالْحق ان هَذِه الْبِلَاد الَّتِي اقام بهَا ملك الامراء النواب واقام مَعَهم الْمُقَاتلَة ان اجْتَمعُوا على كلمة وَاحِدَة واتفاق تَامّ يدْفَعُونَ الرعب عَن هَذِه الْبِلَاد وَتحصل عمارتها وترخص الاسعار وتدر البركات وتزداد الْخيرَات اللَّهُمَّ احسن الْعَاقِبَة للْمُسلمين والآن المرجو من كرم الله تَعَالَى ان يشْرَح صدر ملك الامراء لتعيين عَسْكَر يلاقي الْحَاج فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِم من الْعَرَب ويحرس الله ويحفظ سَابِع عشره كثرت الاشاعة بدوران الْكَلَام فِي الصُّلْح بَين الْجَمَاعَة الَّذين بالبيرة وَبَاقِي الْعَسْكَر حكوا كَذَلِك امورا كَثِيرَة مَا تذكرتها لانها لم تتحرر عندنَا وَالله الْمُدبر نَسْأَلهُ ان يؤلف بَين عَسَاكِر الْمُسلمين لقمع المفسدين وامر الْخَلَائق اجمعين ثامن عشره وصل جمَاعَة من نَاحيَة حلب دوادار السُّلْطَان بحلب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 قَاصد كافلها وَوَاحِد من عُظَمَاء جمَاعَة عَلَاء الدولة وَوَاحِد من جمَاعَة آقبردي الدوادار متوجهين إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَب الصُّلْح فنزلوا فِي الْقصر بالميدان ووجهوا ساعيا لملك الامراء بذلك ثمَّ فِي رَابِع عشريه وصل اليهم الْجَواب وتوجهوا نَحْو مصر احسن الله الْعَاقِبَة خَامِس عشريه توفّي عبد الْوَهَّاب بن تَاج الدّين بن المرحوم محب الدّين مُحَمَّد بن برهَان الدّين بن قَاضِي عجلون جَاوز الاربعة عشر سنة قَرَأَ الْقُرْآن واخذ فِي قِرَاءَة الْمِنْهَاج وَكَانَ عِنْده سُكُون وهدوء وَدفن عِنْد قبر وَالِده بِبَاب الصَّغِير وَكَانَ بِيَدِهِ وظائف اسْتَقر فِيهَا السَّيِّد الْعَلامَة كَمَال الدّين بن السَّيِّد حَمْزَة الشَّافِعِي وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَان وَفِي الْعشْر الاوسط من ذِي الْحجَّة توفّي الشَّيْخ المعمر زين الدّين عبد الْقَادِر الصَّفَدِي الشَّافِعِي كَانَ يُشَارك فِي عُلُوم وَيعرف الْفَرَائِض والحساب معرفَة تَامَّة اخذ عَن الشَّيْخ الْقدْوَة الْعَلامَة الْكَبِير شمس الدّين مُحَمَّد بن حَامِد الشَّافِعِي الصَّفَدِي رَحمَه الله تَعَالَى اقام هَذَا بِدِمَشْق وَسكن فِي الْمدرسَة الصارمية قريب بَاب الْفرج وَترك ولدا صَغِيرا اسْتَقر فِي وظيفته رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشريه صلي بالجامع الْأمَوِي على الشَّيْخ الْعَلامَة المفنن شمس الدّين مُحَمَّد خطيب جَامع الوزيري بِالْقَاهِرَةِ الْمَالِكِي الْمَذْهَب كَانَ جَامعا للعلوم عَارِفًا بأصوله وفروعه صوفيا حسن المحاضرة وَكَانَ لَهُ مساعدة لاصحابه حصل لنا مِنْهُ جبر ومساعدة لما كُنَّا بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَتِسْعين وثمانماية وَكَانَ مقربا عِنْد الاتراك لَهُ عِنْدهم كلمة نَافِذَة وَدفن بتربتهم بالقرافة قريب القلعة رَحمَه الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 سنة ارْبَعْ وتسع ماية استهلت والخليفة ابوالصبر يَعْقُوب بن عبد الْعَزِيز العباسي وَالسُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قايتباي والاتابكي بِمصْر الامير ازبك الظَّاهِرِيّ وَهُوَ منجمع فِي بَيته قَلِيل الدُّخُول فِي الامور والدوادار الْكَبِير بِمصْر الامير قانصوه خَال السُّلْطَان وَكَاتب السِّرّ الشريف القَاضِي بدر الدّين مُحَمَّد بن مزهر الانصاري وَهُوَ الْآن بِمَكَّة المشرفة وناظر الْخَواص القَاضِي نور الدّين على بن الصَّابُونِي الْبكْرِيّ ونائب الشَّام كرتباي الاحمر وقضاة دمشق شهَاب الدّين بن فرفور الشَّافِعِي وَابْن اخيه بدر الدّين مُحَمَّد بن الفرفور الْحَنَفِيّ وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وشمس الدّين مُحَمَّد الطولقي الْمَالِكِي وَكَاتب السِّرّ بِدِمَشْق محب الدّين مُحَمَّد الْحلَبِي وناظر الْجَيْش زين الدّين عمر بن النيربي الْحلَبِي هُوَ الْآن بطرِيق مَكَّة الْمحرم مستهله الاحد تَاسِع عشر آب عَشِيَّة الِاثْنَيْنِ ثَانِيه وصل ملك الامراء من نَاحيَة عجلون بعد ان بنى بقرية ابْن ساعد صَخْرَة قلعة واقام فِيهَا مقاتلة واضاف اليهم جمَاعَة من العشير ثالثه سلمنَا عَلَيْهِ وَجرى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 الْكَلَام فِيمَا فعله ازبك القجماسي من اخذه جمَاعَة الْبِلَاد المقيمين بِدِمَشْق اهل صرخد وَغَيرهم وَقَالَ انما قلت لَهُ انه يكلم من لَهُ سِتّ سِنِين فَمَا دونهَا فَمن وَافق يذهب وَمن امْتنع لَا يجْبر على الذَّهَب فتوعد فِي هَذَا الْمجْلس ازبك الْمَذْكُور الَّذِي اقامه ببصرى رابعه وصل الْخَبَر بِأَن ابْن ساعد لما ذهب ملك الامراء عَن الْمَكَان الَّذِي بناه فِي مَكَان ابْن ساعد وَمَعَهُ خلائق واحاطوا بِمن فِيهَا وهم الْآن فِي حِصَار اللَّهُمَّ دبر ثَالِث عشره وصل من كَانَ فِي القلعة الَّتِي بنيت فِي بلد ابْن ساعد وحكوا ان العربان كَثُرُوا عَلَيْهِم فَهَرَبُوا وتقدمهم جمَاعَة من المعمارية وَغَيرهم فَلم يدر هَل قتلوا اَوْ هربوا وَوصل ابْن الْعَطَّار الصَّغِير وضربه وَالْمقر الكافلي مَرَّات بِسَبَب هربه فَاعْتَذر لَهُ بانه عاين الْهَلَاك وَذَهَاب الرّوح وَفِيه اخذ الكافل فِي الاهبة واكد على تَحْصِيل العبيد الْكِبَار وكل من عِنْده عبد كَبِير يحضر لَهُ فيراضي صَاحبه فبعضهم تَركه لَهُ وَبَعْضهمْ يَأْخُذ ثمنه على حسب مَا يقومه دلال الرَّقِيق ابْن النابلسي رَابِع عشره مستهل ايلول خَامِس عشره جَاءَت الاخبار بِحُصُول خبطة بَين السيفية وَالسُّلْطَان وانهم احضروا المباشرين ورموا على كل مِنْهُم شَيْئا وَكَذَلِكَ التُّجَّار الْكِبَار وقفلت الاسواق ثمَّ جعل عل كل سوق شَيْء معِين يستخلص وفتحوا حوانيتهم وَفِيه اسْتَقر الْحَال فِي الْجَامِع الْأمَوِي ان من اقامه الكافل متكلما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 بالجامع وَهُوَ القَاضِي عَلَاء الدّين نَاظر جَيش طرابلس كتب اسماء الْمُسْتَحقّين وَمَا لَهُم من المعاليم فَلَمَّا فرغ من ذَلِك قَالَ ان الكافل امْر بالاجتماع عِنْده وكل من لَهُ وَظِيفَة يَأْتِي بمستندها إِلَى حَضرته ثمَّ حَضَرُوا فِي يَوْمَيْنِ من هَذَا الشَّهْر وَحضر الْقُضَاة والمشايخ وَقرر من يُبَاشر وَمنع من لَا يُبَاشر بِنَفسِهِ وَقرر للمؤذنين كل وَاحِد فِي كل سنة الْفَا وَثَمَانِينَ درهما فِي سلخه اقام الامير مُحَمَّد بن يزِيد متكلما عوضا عَن نَاظر الْجَيْش الْمَذْكُور وَتوجه نَاظر الْجَيْش إِلَى ثغر بيروت فِي شغل للْمقر الكافلي سلخه توفّي امين الدّين مُحَمَّد بن الطَّوِيل كَانَ من موقتي الْجَامِع الْأمَوِي وَيعرف شَيْئا من الْمِيقَات وَكَانَ ملازما للجامع فِي الْغَالِب خَفِيف الرّوح حسن المحاضرة رَحمَه الله تَعَالَى وَنزل عَن وظائفه لبرهان الدّين ابْن الاخنائي وشهاب الدّين بن عبد الْحق وَآخر وَلم يمض قَاضِي الْقُضَاة شَيْئا فِي ذَلِك للسَّيِّد ابراهيم الصلتي بمبلغ قيل مائَة صفر مستهله الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر ايلول فِي ليلته ارسل الكافل إِلَى الشَّيْخ شهَاب الدّين المحوجب الْوَالِي وعدة من الاعوان بعد الْعشَاء فأحضروه اليه فَقَالَ لَهُ انت كاتبت ابْن ساعد وانت عَدو فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ الَّذِي قَالَ عني حرر امْرَهْ فَأمر بالذهاب بِهِ إِلَى القجماسية فَبَاتَ بهَا ثمَّ حضر قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي وَمَعَهُ بَقِيَّة قُضَاة الْقُضَاة عِنْده بِسَبَب امْر الْجَامِع الْأمَوِي فَفِي آخر الْمجْلس ذكره قَاضِي الْقُضَاة ولطف الْكَلَام مَعَ الكافل فتوقف وَلَا زَالَ عَلَيْهِ إِلَى ان احضر فِي الْمجْلس فَأَعَادَ عَلَيْهِ واعاد الْجَواب وَحصل فِي الْمجْلس من قَاضِي الْقُضَاة امشار اليه امور عرفت لَهُ جزاه الله خيرا وَكَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي الْوَاقِعَة وَقد منحه الله تَعَالَى قُوَّة مِنْهُ يحصل بهَا الاغراض الْخَيْرِيَّة وخصوصا مَعَ هَذَا الكافل فَإِن شجاعته فِي الذرْوَة الْعليا ومراددة الْكَلَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 مَعَه لَا يقدر عَلَيْهَا اُحْدُ لقُوَّة نَفسه فيسر الله اطلاقه وَذهب إِلَى منزله جعله الله من الْآمنينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ثمَّ سعى بَاطِنا فِي ازاحة مَا فِي خاطره وَتَحْقِيق كذب النَّاقِل وَيُقَال ان النَّاقِل إِلَى الكافل هَذَا الْكَلَام المختلق سعيد بن الْعَاق شيخ الْبِلَاد وَهُوَ عَدو مُحَمَّد بن ساعد فِي اوائله بَدَأَ القَاضِي نجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ الدَّرْس عِنْد محراب جَامع الْحَنَابِلَة قرئَ عَلَيْهِ فِي شرح الْمقنع لوالده شيخ الاسلام شهَاب الدّين بن مُفْلِح رَحمَه الله تَعَالَى ثالثه وصل الْحَاج واميرهم دولات باي من جمَاعَة المرحوم قانصوه اليحياوي وَذكروا عَنهُ انه كَانَ خَفِيف الْوَطْأَة حسن المداراة للْعَرَب وَغَيرهم وَلم يحصل للْحَاج فِي الذّهاب والاياب ضَرَر الا بَين الْحَرَمَيْنِ خرجت عَلَيْهِم فرقة وسلمهم الله تَعَالَى وصحبتهم الخواجا زين الدّين عمر بن النيربي ورافقهم عمرَان بن ملاك شيخ الْعَرَب من بني لَام وَحصل للْحَاج بهم رفق زَائِد وامن وَذكروا ان القَاضِي كَاتب السِّرّ الشريف ذهب إِلَى مصر من مَكَّة واهل مَكَّة كلهم متكدرون مِنْهُ وَذكروا ان الرُّخص كَانَ مَعَهم كثير وَالْمَاء كثير وَوصل صحبتهم صاحبنا شهَاب الدّين احْمَد بن العظماني طَالب علم يحفظ الْقُرْآن جاور سنتَيْن واشتغل هُنَاكَ وَذكر لي ان الْفُضَلَاء بِمَكَّة قَلِيلُونَ وان سوق الْعلم كاسد كَمَا بِدِمَشْق وَغَيرهَا من الْبلدَانِ وَالله تَعَالَى يلطف وَيُدبر الْجُمُعَة ثَانِي عشره مَاتَت ام القَاضِي شمس الدّين بن يُوسُف الْمَالِكِي وَكَانَت دينة خيرة ودفنت بمقبرة بَاب الفراديس خَارج دمشق وَصلي عَلَيْهَا بالجامع الْأمَوِي رَحمهَا الله تَعَالَى ثَالِث عشره توفّي ابْن يُوسُف الرُّومِي وَكَانَ لَهُ ابْنة فَالْحَمْد لله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 رَابِع عشره مستهل تشرين الاول حضر قَاضِي الْقُضَاة الدَّرْس بالجامع الْأمَوِي وَقُرِئَ عَلَيْهِ من اول شرح منهاج الْفِقْه للشَّيْخ جلال الدّين الْمحلي والقارئ شهَاب الدّين بن سَالم وَفِيه توفّي بدر الدّين حسن بن التَّاج كَانَ شَاهدا بمركز بَاب السريجة ملازما للْجَمَاعَة سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَخلف ابْنَيْنِ وبنتين وتركة نَحْو ثلثمِائة دِينَار وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير شمالها رَحمَه الله تَعَالَى خَامِس عشره سَافر الكافل من نَاحيَة الْكسْوَة وَلَا يعلم ايْنَ يذهب لَكِن يغلب على ظن النَّاس انه قَاصد بِلَاد مُحَمَّد بن ساعد سادس عشره تحول الكافل إِلَى الْكسْوَة ضحوة بعد ان سلم عَلَيْهِ الْقُضَاة بالمنزلة الاولى جعل الله حركته خيرا ثامن عشره بدأنا الدَّرْس بالجامع الْأمَوِي ونسأل الله تَعَالَى ان يَجْعَل اعمالنا خَالِصَة لوجهه الْكَرِيم درس فِي مُخْتَصر الْحَاوِي لِابْنِ الْمقري ودرسان فِي الْمِنْهَاج ثمَّ درس الْفَرَائِض فِي الْمِنْهَاج ايضا عشريه وصل نَائِب قلعة الرّوم اخو نَائِب حمص كِلَاهُمَا من الغادريين وَاخْبَرْ بِأَن الامير آقبردي اخذ قلعة الرّوم وانه الْآن يحاصر عينتاب وانه مشرف على اخذهما وان اهل حلب فِي اضْطِرَاب بِسَبَب ذَلِك ويسبون نَائِب قلعة حلب إِلَى انه من فرقة آقبردي بَاطِنا احسن الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 الْعَاقِبَة وَفِيه جَاءَ الْخَبَر بِأَن الكافل توجه إِلَى اربد وان مُحَمَّد بن ساعد اجلا من الْبِلَاد والتحق بالعرب وَفِيه وصل من الْقَاهِرَة من اخبر ان قَاصد الكافل وصل وَتوجه اليه من الطَّرِيق وَمَعَهُ المرسوم باستمرار القلعة بيد الكافل وانه متصرف من الْفُرَات إِلَى الْعَريش وَذكروا ان الامير الْكَبِير ازبك والامير قصروه مقدم الف ساعدا فِي ذَلِك مساعدة عَظِيمَة وَحصل بِهَذَا للنَّاس آمال وتمهدت الامور بِحَمْد الله خَامِس عشريه بَدَأَ شيخ الاسلام تَقِيّ الدّين بالدرس بالجامع بالمشهد الشَّرْقِي وقريء عَلَيْهِ فِي الرَّوْضَة للنووي درسان بدر الدّين الياسوفي وشمس الدّين الكفرسوسي وَحضر عِنْده جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَفِيه وصل الْخَبَر بِأَن آقبردي بِمن مَعَه تحولوا إِلَى مَكَان بِهِ عُيُون مَاء كَثِيرَة بَينه وَبَين حلب يَوْم وَاحِد للخيال ربيع الاول مستهله الثُّلَاثَاء ثامن عشر تشرين الاول ثالثه وصل الكافل من السّفر بعد ان وصل إِلَى بِلَاد ابْن ساعد وَخرب مَا بَقِي من الْقرى الَّتِي بهَا وقريته وَسلم عَلَيْهِ شيخ الاسلام بعد الْعَصْر وَنحن مَعَه وَسَأَلَ عَن الْمَأْخُوذ من الْعَرَب فِي هَذِه الْمرة وَالَّذين اخذوا الْحَاج فَقيل لَهُ الَّذِي يتَعَلَّق بالمباح من علم شَيْئا لَهُ يدْفع اليه راتبه وان جهل صَاحبه فيحفظ فِي بَيت المَال ثمَّ ذكر الكافل مَا اشْتَمَل هَؤُلَاءِ الْعَرَب من قطع الطَّرِيق وانكار الْبَعْث وَغير ذَلِك من الانحلال عَن الْملَّة وَكَانَ لما دخل مَعَه نسَاء الْعَرَب واولادهم اشار عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي ان يُطْلِقهُمْ فَأَطْلَقَهُمْ من رَأس القبيبات جزاه الله خيرا وَفِيه وصل الْخَبَر بعزل حَاجِب الْحجاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 وَتَوَلَّى عوضه شخص من الْقَاهِرَة مَمْلُوك يُسمى قانصوه بن سُلْطَان شركس سادسه توفّي شهَاب الدّين مُحَمَّد الحجيني الْحَنَفِيّ نَائِب حكم وَكَانَ لَهُ مداخلات فِي الاوقاف وخصوصا الْمُتَعَلّقَة بالحنفية وَدفن بالصالحية بالسفح رَحمَه الله تَعَالَى وَفِيه وصل متسلم الْحَاجِب فصادف الكافل ضَعِيفا فَلم يقْرَأ مراسيمه وَفِيه لبس قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ نجم الدّين بن مُفْلِح خلعة باستمراره فِي قَضَاء الْقُضَاة وقريء توقيعه بالجامع الْأمَوِي عاشره توفّي كافل الْبِلَاد الشامية كرتباي الاحمر وَقت اذان الصُّبْح وَدفن بتربة قجماس شَرْقي دَار النِّيَابَة بعد ان تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي ثَانِي عشره وصل من الْقَاهِرَة الْحَاجِب الْكَبِير وَنزل بِبَيْت الامير قرقماس بحارة السُّلَيْمَانِي وَحصل بَينه وَبَين دوادار السُّلْطَان اخْتِلَاف بِسَبَب نِيَابَة الْغَيْبَة محتجا الْحَاجِب بِأَن الْعَادة عِنْد موت النَّائِب ان يتَوَلَّى بعده الْحَاجِب الْبَلَد إِلَى ان يحضر الكافل الْجَدِيد ودوادار السُّلْطَان ينازعه فِي ذَلِك وَيَقُول ان تَرِكَة الكافل انا صَارَت فِي ذِمَّتِي وانا الَّذِي اباشر إِلَى ان يحضر ثمَّ اسْتَقر الْحَال على دوادار السُّلْطَان إِلَى حِين حُضُور جَوَاب من مصر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 رَابِع عشره مستهل تشرين الثَّانِي حادي عشريه بَدَأَ قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي فِي اقراء جمع الْجَوَامِع للمحلي بمنزله قرب الناصرية وَمد للطلبة سماطا عَظِيما ثَالِث عشريه جَاءَ دوادار السُّلْطَان نَائِب الْغَيْبَة بِدِمَشْق خلعة من حلب من كافلها جَان بلاط باستمراره فِي نِيَابَة الْغَيْبَة وَعجب النَّاس من ذَلِك وَفِيه شاع الْخَبَر مِمَّن قدم من حلب ان كافل حماه دولات باي وصل إِلَى حلب بعساكره وان الدوادار آقبردي قَارب حلب وَحَصَّنُوهَا وَمن كَانَ سَاكِنا خَارِجهَا دخل غالبهم إِلَى السُّور وان الْقرى الَّتِي حواليها اخليت نسْأَل الله الْعَافِيَة وَحصل لأهل دمشق من ذَلِك نوع وَجل آمنهما الله وَسَائِر بِلَاد الْمُسلمين تَاسِع عشريه وصل الْخَبَر بِمَوْت السُّلْطَان مُحَمَّد بن قايتباي فِي يَوْم الاربعاء سادس عشره خرج إِلَى الصَّيْد فَضَربهُ بعض اركان دولته فِي رقبته وَذَلِكَ فِي يَوْم الاربعاء سادس عشره وَدفن عِنْد ابيه السُّلْطَان قايتباي بالقرافة جوَار تربة بني مزهر وَحصل بَين الْعَسْكَر اضْطِرَاب وَعرض الامر على الاتابكي ازبك وعَلى تنبك الجمالي فامتنعا ثمَّ تمّ الامر لخال السُّلْطَان الْمَقْتُول قانصوه وزينت دمشق وَحصل من الْمَفَاسِد بذلك مَا لَا يُمكن حصره ربيع الآخر مستهله الْخَمِيس ثَانِي عشر تشرين الثَّانِي اسْتهلّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 وَالنَّاس فِي الزِّينَة بأسواق الْبَلَد واتسع امْر الْفسق وَالْفساد بَينهم على وَجه لم يسمع بِمثلِهِ مستهله سَافر شيخ الاسلام تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي إِلَى الْبِقَاع ثمَّ إِلَى بيروت وَاسْتقر بهَا خامسه رفعت الزِّينَة من الْبَلَد عاشره وصل من مصر الْحَاجِب الثَّانِي الْمُتَوَلِي جَدِيدا عوضا عَن الَّذِي ذهب بِسيف الكافل الْمُتَوفَّى وَوصل متسلم نَائِب القلعة بِدِمَشْق وَهُوَ آقباي الَّذِي كَانَ حواطا على تَرِكَة قانصوه اليحياوي وابلى فِي فتْنَة الِاخْتِلَاف سنة ثَلَاث بلَاء حسنا وَوصل حواط على الاغنام والابل والابقار الَّتِي كَانَ قد نهبها الْمُتَوفَّى من الْبِلَاد واخبروا باستقرار امْر الامامة الْعُظْمَى لمتوليها اكمل الله للْمُسلمين دفع الِاخْتِلَاف والفتن ثَانِي عشره جَاءَ الْخَبَر من حلب ان الامراء الخارجين حصل لَهُم انتصار بعد ان الْتَقَوْا مَعَ العساكر بحلب وَجَاء القصاد بِطَلَب عَسْكَر من الشَّام نجدة ثَالِث عشره مستهل كانون الاول وصل الْخَبَر بِأَن الْحصار قوي بالمملكة الحلبية وان الدوادار نزل بحارات حلب البرانية وان عَلَاء الدولة صَار بِبَاب الله خَارج حلب بعساكر كَثِيرَة وان آقباي مَعَه عدَّة من الْمُقَاتلَة يحْتَاط بحلب يمْنَع دُخُول امير اَوْ خُرُوج اُحْدُ اللَّهُمَّ فرج واعذنا من الْفِتَن ثَانِي عشريه وصل الامير اركماس كافل طرابلس إِلَى مسطبة السُّلْطَان ببرزة مستحثا عَسْكَر الشَّام للذهاب إِلَى نَاحيَة المملكة الحلبية بِسَبَب حِصَار حلب ثَالِث عشريه وصل كافل صفد لذَلِك ايضا وَنزل بمنزله بالقنوات خَامِس عشريه اول الاربعينات وصل آقباي نَائِب القلعة من مصر وَهُوَ الَّذِي كَانَ بالقلعة فِي الْعَام الْمَاضِي من زعماء من حصنها ودافع عَنْهَا نسْأَل الله الامان لنا وللمسلمين تَاسِع عشريه وصل الامير قصروه وَنزل بدار النِّيَابَة وَمَعَهُ جمَاعَة نَحْو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 الْمِائَة مقاتلة وَجَمَاعَة آخَرُونَ وَهُوَ الْآن مُتَوَلِّي كَفَالَة المملكة الحلبية حماها الله وَسَائِر بِلَاد الْمُسلمين عشريه وصل من الْقُدس الشريف الشَّيْخ الْقدْوَة الْعَلامَة الْمُحَقق برهَان الدّين ابراهيم الشَّافِعِي وَنزل الخانقاه السميساطية بالخلوة الَّتِي بإيوانها القبلى وَسلم عَلَيْهِ مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي وَبَقِيَّة قُضَاة الْقُضَاة وَحصل بِهِ الانس لأهل دمشق فَإِنَّهُ من الْعلمَاء الاقدمين وَله الْيَد الطُّولى فِي علم التصوف والعلوم نفع الله ببركته آمين وَذكر لي ان مولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثمان ماية فِي اواخره وصل المرسوم باستقرار الْحَاجِب الْكَبِير نَائِب الْغَيْبَة على الْعَادة جُمَادَى الاولى مستهله الْجُمُعَة ثَانِي عشر كانون الاول ثالثه طلب الامير قصروه من اهل القلعة ان يسلموه تَرِكَة الكافل كرتباي فتوقفوا ثمَّ سلمُوا وَذكر ان قَصده ان يستوعب تِلْكَ النُّقُود وَغَيرهَا فِيهَا ذهب خَمْسَة وَسَبْعُونَ الف دِينَار كَمَا قيل ووصلت الاخبار ان فرقة كَبِيرَة من الاكراد بَين حلب وحماة حازهم عَلَاء الدولة إِلَى عِنْده فنزلوا قريب الْجَمَاعَة الَّذين هُنَاكَ من الاتراك وَحكي ايضا ان الْغنم الَّذِي كَانَ واصلا إِلَى دمشق استولى عَلَيْهِ الْجَمَاعَة وعَلى اصحابه اللَّهُمَّ الف بَين عَسَاكِر الْمُسلمين بِمَا شِئْت وَكَيف شِئْت انك على مَا تشَاء قدير رابعه اجْتمعت بالشيخ برهَان الدّين بن شرِيف نفع الله ببركته وحصلت فَوَائِد مِنْهَا انه ذكر انه قريء عَلَيْهِ رِسَالَة الْقشيرِي بِالْقَاهِرَةِ فِي بعض السنين فوصل القاريء إِلَى بَاب الزّهْد فَقَرَأَ قَول ابي يزِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 البسطامي اعاد الله من بركاته اقمت فِي مقَام الزّهْد ثَلَاثَة ايام وَفِي الرَّابِع قطعته فزهدت فِي الدُّنْيَا فِي الْيَوْم الاول وَفِي الْآخِرَة فِي الْيَوْم الثَّانِي وفرغت قلبِي من غير الله فِي الثَّالِث فَلم اجد فِي الرَّابِع فِي قلبِي غير الله قَالَ فَسَأَلت القاريء وَهُوَ الشريف السمهودي الْمُقِيم الْآن بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة إِذا فرغ قلبه من الدَّاريْنِ فَمَا هُوَ الَّذِي فعله فِي الْيَوْم الثَّالِث قَالَ فَمَا استحضرت لَهُ جَوَابا فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت ابا يزِيد فِي النّوم وحصلت مِنْهُ مهابة عَظِيمَة ثمَّ سَأَلته عَن هَذِه الْمقَالة فَأجَاب بقوله الْمقَام فَلَمَّا استيقظت اراد ان نزهد فِي معالم الزّهْد وَعبر عَنهُ الصُّوفِيَّة الزّهْد فِي الزّهْد فَلَا نلحظه وَوَقع فِي هَذَا الْمجْلس محاضرات كَثِيرَة يطول ذكرهَا وَالْحَمْد لله وَقد تَتَابَعَت الامطار بِحَمْد الله ثَلَاثَة ايام بلياليها إِلَى رَابِع عشره بعد ان كَانَت تباطأت وارتفع السّعر والقمح الْآن بمائتين وَالشعِير بِمِائَة الا انه قَلِيل جدا خَامِس عشره وصل برهَان الدّين واخوه فرج ولدا المرحوم شادبك الجلباني من بِلَاد الْعَجم ذَهَبُوا إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد عقب موت والدهم وجماعتهم إِلَى هَذِه الايام آمنُوا وجاؤوا وَفِيه تتَابع سفر الْعَسْكَر بِدِمَشْق إِلَى نَاحيَة حلب فسافر دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق ونائب طرابلس اركماس ونائب صفد بردبك وحاجب الْحجاب بِدِمَشْق والاتابكي بِدِمَشْق قرقماس وَغَيرهم من الامراء والاجناد سادس عشره وصل نَائِب غَزَّة قراجا وَتوجه إِلَى نَاحيَة حلب ايضا وَوصل الْخَبَر بِأَن عَسَاكِر من مصر خرجت آتِيَة للمهم الْمَذْكُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 حادي عشريه فوض قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي بِدِمَشْق نِيَابَة الحكم للْقَاضِي نجم الدّين مُحَمَّد بن شيخ الشَّافِعِيَّة بن قَاضِي عجلون وَذهب القَاضِي وجماعته مَعَه إِلَى الْبَيْت بعد ان البسه خلعة كاملية بسمور واطعمهم الْمَعْمُول وسقاهم السكر ثَانِي عشريه وصل من مصر فرقة من مماليك من العساكر متوجهين نَاحيَة حلب سادس عشريه توفّي شهَاب الدّين احْمَد الحرستاني اُحْدُ التُّجَّار بِدِمَشْق لَهُ ثروة عَظِيمَة وَمَعَ ذَلِك كَانَ مقترا لَا يُعْطي الْفَقِير الا نَادرا وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير جُمَادَى الْآخِرَة مستهله الاحد ثَالِث عشر كانون الثَّانِي وصل الامير يلباي من مصر وَهُوَ الَّذِي كَانَ اتابكا بِدِمَشْق والآن مقدم بِمصْر وَنزل بمنزله عِنْد حارة السعاة ثَانِيه وصل مقدم آخر من مصر يُقَال لَهُ العجمي وتواترت المماليك السُّلْطَانِيَّة وَلم يرد فِي حلب الا انهم فِي حِصَار وَتَتَابَعَتْ الامطار بِدِمَشْق والثلج هَذِه الايام فَالْحَمْد لله سابعه وصل تنبك امير آخور بفرقة من مصر ثامنه وصل تنبك الجمالي الباش وَنزل بِجَامِع تنكز ثمَّ انْتقل إِلَى بَيت نَائِب صفد عِنْد مدرسة شادبك وَمَعَهُ جمَاعَة وَهُوَ شيخ من قدماء المماليك نسْأَل الله تَعَالَى ان يحسن الْعَاقِبَة وَلَا يَجْعَل بَين الْمُسلمين سيفين مُخْتَلفين بِحَق نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَامِس عشره وصل متسلم نَائِب دمشق من حلب وَدخل الْبَلَد وَنزل بدار النِّيَابَة والكافل إِلَى الْآن بحلب وَقد تحرر ان آقبردي وَمن مَعَه ارتفعوا عَن محاصرة حلب وتوجهوا إِلَى نَاحيَة بِلَاد عَلَاء الدولة وان كفال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 الْبِلَاد عازمون على الرُّجُوع إِلَى بِلَادهمْ وَلَعَلَّ الله ان يطوي هَذِه الْفِتَن عَن خلقه انه على مَا يَشَاء قدير سَابِع عشره وصل الكافل جَان بلاط الظَّاهِرِيّ إِلَى بَرزَة وَنزل بمسطبة السُّلْطَان وصحبته نَائِب غَزَّة ونائب صفد وَإِلَى الْآن مَا وصل اليه من هَذَا السُّلْطَان خلعة وَلَا تشريف وَقد عزم على الِاسْتِمْرَار على المصطبة إِلَى آخر الشَّهْر وَانْزِلْ حريمه فِي دَار قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي ابْن الفرفور عشريه مستهل شباط وَقد تَتَابَعَت الامطار فِي كانون بِحَمْد الله ثَالِث عشريه انفقوا على المماليك السُّلْطَانِيَّة من القلعة كل وَاحِد مائَة دِينَار وَعَن شَهْرَيْن نَفَقَة وجمل وَعشْرين اخرى وتحملوهم وهم سِتّمائَة مَمْلُوك ليتوجهوا إِلَى حلب مساعدة لنائبها الامير قصروه احسن الله الْعَاقِبَة تَاسِع عشره قتل وَاحِد من المماليك الَّذين حَضَرُوا من مصر الامير خير الخيضري ابْن عَم المرحوم قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين الخيضري كَانَ جَالِسا بسوق جقمق فَمر عَلَيْهِ وضربه بِالسَّيْفِ فَقتله وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير وَكَانَ رَحمَه الله من الاجواد ملازما للصلوات الْخمس مَعَ الْجَمَاعَة كثير الْعِبَادَة خَامِس عشريه توفّي الشَّيْخ مُحَمَّد الثابتي مُؤذن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 الثابتية كَانَ فِي عشر السّبْعين ملازما للجامع مُقبلا على شَأْنه وَدفن بمقبرة الاشرفية بالقنوات عِنْد اخيه وابيه رَحِمهم الله تَعَالَى وَكَانَ اخوه احْمَد ايضا ملازما لجامع الثابتية فِي الاذان والامامة من عمرهما على ذَلِك واما ابوهما فَكَانَ يحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ كثيرا وَكَانَ فِي رَمَضَان يخْتم كل يَوْم وَلَيْلَة ختمة وَفِي سنة من السنين قَرَأَ ثَلَاثِينَ ختمة ونسج ثَلَاثِينَ ثوبا فِي رَمَضَان وَحكى وَلَده مُحَمَّد عَنهُ انه حكى انه كثيرا مَا كَانَ يرى رجَالًا واقفين يصلونَ امام الْمِحْرَاب لَيْلًا لما كَانَ ينَام بالجامع بعد ان يغلق الابواب بِنَفسِهِ جمع الله بَيْننَا وَبينهمْ فِي مُسْتَقر رَحمته آمين لَيْلَة سادس عشريه وَقع ثلج عَظِيم وَاسْتمرّ يَوْمَيْنِ وليلتين وَكَانَ قد حصل نَار على الزَّرْع فِي حوران وَلما تَتَابَعَت الامطار والثلوج على الكافل وَهُوَ نَازل بوطاقه ببرزه دخل عسكره إِلَى بيُوت القابون وَهُوَ مُقيم بالمصطبة فِي الْقصر وخدامه فِي الاسطبل تَحْتَهُ وَهُوَ منتظر مَجِيء خلعته من مصر ثامن عشريه حصل مطر عَظِيم متتابع وتهدمت اماكن كَثِيرَة بِدِمَشْق ووكفت الاماكن كلهَا الا النَّادِر رَجَب مستهله الِاثْنَيْنِ حادي عشر شهر شباط الثُّلَاثَاء ثَانِيه دخل الكافل دمشق من بَاب الْفرج لكَون خلعته إِلَى الْآن مَا وصلت وَحصل بقدومه قمع المفسدين وَكثر اللَّحْم وَالْخبْز وَغَيرهمَا رابعه حصل الموكب والقضاة وَظهر مِنْهُ الانقياد للشريعة المطهرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 وَفقه الله تَعَالَى لِلْخَيْرَاتِ وتواصلت الاخبار بِأَن آقبردي الدوادار وَمن مَعَه لما رجعُوا من حلب قصدُوا البيرة فَمَنعهُمْ عَنْهَا متسلمها بعد ان امكن ثقاتهم من الدُّخُول وانهم لَيْسُوا واثقين من عَلَاء الدولة عاشره رسم الكافل على احْمَد مُسْتَأْجر سوق المرستان لشكاوي وَقعت عَلَيْهِ من التُّجَّار الساكنين فِي الحوانيت وانه ظلمهم فِي مَال جزيل وانفصل امْرَهْ على خمسماية دِينَار وَمِائَتَيْنِ ايضا ثمَّ شكى عَلَيْهِ ايضا مستحقوا المرستان من جِهَة معاليمهم وجراياتهم فأعيد إِلَى الترسيم وَذهب القَاضِي نجم الدّين الخيضري وَالْقَاضِي بهاء الدّين الباعوني إِلَى دَار النِّيَابَة ليحققوا عَلَيْهِ فَادّعى ان من جهتهما مَال من سِنِين مُتَقَدّمَة فَجمع الكافل بَينهم وَأمرهمْ بِالْحِسَابِ واشتبكت الْحِكَايَة ثمَّ أحضروا أوراقهم المتفرقة حَتَّى يقيموا مِنْهَا الْحساب فخطفها من الْمجْلس وَسلمهَا لجَماعَة الكافل وصاروا كل يَوْم إِذا حَضَرُوا يأْتونَ بأوراقهم وَإِذا فرغوا آخر النَّهَار يَأْخُذهَا جمَاعَة الكافل إِلَى عِنْدهم كل هَذَا وهم فِي الترسيم وَالْعجب العجيب كَون المرستان يمْضِي عَلَيْهِ سنُون عديدة لَا يُقَام لَهُ حِسَاب اصلا مَا هَذَا الا خذلان غَرِيب وإهلاك عَجِيب نسْأَل الله تَعَالَى أَن يطلف وَالظَّاهِر أَن المرستان خرب وَمَا بَقِي يَنْتَظِم لَهُ حَال وَقد حرر امْر نور الدّين الشَّهِيد رَحمَه الله تَعَالَى فَرَأى ان من قصد لوقفه فَسَادًا يُؤْخَذ مِنْهُ تَاسِع عشره مستهل آذار الْمُبَارك ثَانِي عشريه سَافر الامير خير بك الَّذِي كَانَ جَاءَ قَاصِدا من ابْن عُثْمَان كَانَ ذهب اليه من قبل سُلْطَان مصر وَيُقَال ان وَقع بَينه وَبَين الْمُخْتَلِفين كَلَام يؤول إِلَى الصُّلْح اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَن خلقك هَذِه الْفِتْنَة بِمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 شِئْت وَكَيف شِئْت انك على مَا تشَاء قدير شعْبَان مستهله الاربعاء ثَانِي عشر آذار رابعه سَافر الحواط على تَرِكَة الكافل كرتباي وَمَعَهُ الْخَيل وَالْمَال والاحمال الَّتِي اخذها من ذَلِك وَفِيه توجه كَاتبه إِلَى الْقُدس الشريف مرافقا للشَّيْخ الْعَلامَة برهَان الدّين بن شرِيف الشَّافِعِي على طَرِيق نابلس وصادفنا مطر غزير حصلت مِنْهُ شدَّة فَرَأَيْنَا فِي نابلس جَامعهَا الْكَبِير قَائِم الشعار وَالْحَمْد لله ودخلنا الْقُدس الشريف فِي تَاسِع عشره واجتمعنا بشيخ الاسلام كَمَال الدّين ابْن شرِيف رَأس عُلَمَاء الاسلام فِي هَذَا الزَّمَان بِلَا مدافعة وَلَا مُنَازعَة تَاسِع عشره وصل مِثْقَال الطواشي من الْقَاهِرَة نَاظرا على الْحَرَمَيْنِ الْقُدس الشريف وَحرم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام اخذها بعد ان عزل مِنْهَا نَائِب القلعة وَوصل إِلَى الْقُدس الشريف مرسوم فِيهِ انه انهى نَاظر الخانقاه الصلاحية ان كَنِيسَة القمامة انْهَدم مِنْهَا ركن ملاصق للخانقاه وان الخانقاه رُبمَا تتداعى إِلَى السُّقُوط بِوَاسِطَة ذَلِك وَسَأَلَ وقُوف الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَشَيخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 الاسلام الكمالي بن شرِيف والنائب والناظر على ذَلِك لاصلاحه فَلَمَّا قري المرسوم ثار اهل الْقُدس وَقَالُوا انما هَذَا طَرِيق يُوصل إِلَى ترميم المنهدم من القمامة وَله مُدَّة طَوِيلَة فِي ايام غير هَذَا النَّاظر وَلَا سَبِيل إِلَى ذَلِك واوسعوا الْكَلَام فِي ذَلِك فأحجم السَّاعِي وَلم ينْطق بِكَلِمَة وَاحِدَة بعد ذَلِك وَالْحَمْد لله جَاءَ الْخَبَر بِأَنَّهُ فِي عشريه اطلق مباشرو المرستان كلهم بِدِمَشْق من الترسيم من غير مغرم وان الكافل استولى على اوقاف المرستان كلهَا واقام احْمَد الْحَمَوِيّ ينْفق على الضُّعَفَاء يَأْخُذ النَّفَقَة من خازنداره وَهِي شَيْء يسير على مَا قيل وبوفاة عبد الْقَادِر ديوَان القلعة وَتوجه وَلَده إِلَى مصر وبوفاة ابْن شكر وَتوجه نسيبه القَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي قيل إِلَى الْقَاهِرَة عشريه مستهل شعْبَان رَمَضَان مستهله الْجُمُعَة كُنَّا بالقدس الشريف ووصلنا مستهله من زِيَارَة الْخَلِيل ابراهيم عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا افضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَسَائِر الانبياء وَالْمُرْسلِينَ حادي عشر نيسان مستهله وصل إِلَى شيخ الاسلام كَمَال الدّين بن شرِيف سُؤال من بعض الْبِلَاد ان عقد النِّكَاح هَل يشْتَرط فِيهِ ان كلا من الْمُتَعَاقدين يعرف شَرَائِط احكام النِّكَاح بكمالها ام لَا فِي الْعشْر الاخير من رَمَضَان تواصلت الاخبار بِأَن مُحَمَّد ابْن الحنش هرب من كافل دمشق ان عَسْكَر الشَّام توجهوا إِلَى الْبِقَاع ونهبوا قَرْيَة قب الياس وَمَا حواليها وسجنهم الكافل ايضا وانه ولى عوضه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 فِي الْبِلَاد البقاعية الَّتِي كَانَت بِيَدِهِ وزعها على اقاربه وَغَيرهم وبوفاة شمس الدّين مُحَمَّد بن كَامِل التَّاجِر كَانَ هُوَ ووالده واقاربه تجارًا يسافرون إِلَى الْقَاهِرَة بمتاجر وَكَانَ هَذَا يعاني اختفاء القنوات ويصلحها وَفِي آخر عمره اسْتمرّ سِنِين ملازما بَيته متخليا من الزَّمَان مظْهرا انه افْتقر وَلم يبْق مَعَه شَيْء وَمنع الزَّكَاة بِهَذِهِ الْحجَّة وَدفن بمقابر الحمرية غربي دمشق سامحه الله تعلى ورحمه برحمته الواسعة آمين وَخلف ولدا ذكرا فِي سنّ الْبلُوغ وزوجه قبل مَوته اول الشَّهْر وصل إِلَى الْقُدس مرسوم مضمونه ان الاتابكي ازبك انهى إِلَى مواقعنا الشَّرِيفَة ان جلال الدّين عبد الرَّحْمَن بن شرِيف ارسل قصَّة ان كَنِيسَة القمامة خسف فِي جَانبهَا خسف كَبِير وان الْخَسْف مجاور للخانقاه الصلاحية وان الخانقاه يخَاف من مجاورتها لهَذَا الْخَسْف ان تتهدم وتجر ذَلِك إِلَى وُقُوعهَا ومرسومنا إِلَى الكافل وناظر الْحَرَمَيْنِ ان يقفا ويحررا ذَلِك التَّحْرِير الشافي بِحُضُور المهندسين والمعمارية ورد الْجَواب عَن ذَلِك وَفِي المرسوم طلب عمَارَة القمامة بِهَذَا الْمُوجب فَلَمَّا قريء هَذَا المرسوم ماج اهل الْقُدس واطلقوا لسانهم فِي من طلب ذَلِك ثمَّ بعد هَذَا كتب الْقُضَاة على محْضر ان مَا انهي صَحِيح وانه ان لم يعمر هَذَا الْخَسْف وَقعت الخانقاه وَذَلِكَ بعد ان كَانُوا امْتَنعُوا عَن الْكِتَابَة وصرحوا بِأَن الانهاء بَاطِل وَلَكِن اخذوا رشوة على ذَلِك من النَّصَارَى وشاع مَا غرمه النَّصَارَى على هَذَا كل هَذَا والشيخان جمال الدّين وبرهان الدّين لَا يلْتَفت إِلَى كَلَامهمَا واظهر الشَّيْخ برهَان الدّين فِي ذَلِك الْغَضَب الْكَبِير وجلال الدّين لَا يلْتَفت إِلَى شَيْء من ذَلِك وَيُقَال ان النَّصَارَى بذلوا فِي هَذَا الْمحْضر ستماية دِينَار فرقت على النَّاس واهل الْقُدس فِي الْعشْر الاخير عقب صَلَاة الْعشَاء وقبيل صَلَاة الْفجْر يَتَضَرَّعُونَ إِلَى الله تَعَالَى فِي ذَلِك انا لله وانا اليه رَاجِعُون وَبَيت الْمُقَدّس لما فتحهَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ شَرط على اهل الذِّمَّة الا يجددوا كَنِيسَة لِلْعِبَادَةِ كَمَا هُوَ محكي فِي كتاب مثير الغرام وَغَيره وَلَكِن ابلغ من هَذَا ان فتحهَا الاخير على يَد النَّاصِر فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وخمسماية كَانَ عنْوَة لَا صلحا واخبرني الشَّيْخ برهَان بن شرِيف ان قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الْمَنَاوِيّ الشَّافِعِي بِالْقَاهِرَةِ كَانَ يتعجب من ان الْكَنَائِس بالقدس بِهَذَا الشكل فسبحان الفعال لما يُرِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244