الكتاب: تاريخ خليفة بن خياط المؤلف: أبو عمرو خليفة بن خياط بن خليفة الشيباني العصفري البصري (المتوفى: 240هـ) المحقق: د. أكرم ضياء العمري الناشر: دار القلم , مؤسسة الرسالة - دمشق , بيروت الطبعة: الثانية، 1397 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- تاريخ خليفة بن خياط خليفة بن خياط الكتاب: تاريخ خليفة بن خياط المؤلف: أبو عمرو خليفة بن خياط بن خليفة الشيباني العصفري البصري (المتوفى: 240هـ) المحقق: د. أكرم ضياء العمري الناشر: دار القلم , مؤسسة الرسالة - دمشق , بيروت الطبعة: الثانية، 1397 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم قَالَ خَليفَة بن خياط هَذَا كتاب التَّارِيخ وبالتاريخ عرف النَّاس أَمر حجهم وصومهم وانقضاء عدد نِسَائِهِم وَمحل دُيُونهم يَقُول الله تبَارك وَتَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيت النَّاس وَالْحج قَالَ خَليفَة حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ نَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ للنَّاس وَالْحج قَالَ سَأَلُوا لِمَ جُعِلتْ هَذِهِ الأَهِلَّةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَا تَسْمَعُونَ هِيَ مَوَاقِيتُ للنَّاس وَالْحج فَجَعَلَهَا اللَّهُ لِصَوْمِ الْمُسْلِمِينَ وَإِفْطَارِهِمْ وَحَجِّهِمْ وَمَنَاسِكِهِمْ وَعَدَدِ نِسَائِهِمْ وَمَحَالِّ دُيُونِهِمْ فِي أَشْيَاءٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ خَلْقَهُ قَالَ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عدد السنين والحساب وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نورا وَقدره منَازِل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يفصل الْآيَات لقوم يعلمُونَ وَحدثنَا خَليفَة قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ تَارِيخٌ كَانُوا يُؤَرِّخُونَ فِي الدَّهْرِ الأَوَّلِ مِنْ هُبُوطِ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ نُوحًا فَأَرَّخُوا مِنْ دُعَاءِ نُوحٍ قَوْمَهُ ثُمَّ أَرَّخُوا مِنَ الطُّوفَانِ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى حُرِّقَ إِبْرَاهِيمُ فَأَرَّخُوا مِنْ تَحْرِيقِ إِبْرَاهِيمَ وَأَرَّخَتْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ من بُنيان الْكَعْبَة قَالَ خَليفَة وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ لَمْ يَزَلْ لِفَارِسٍ تَارِيخٌ يَعْرِفُونَ أُمُورَهُمْ بِهِ وَتَارِيخُ حِسَابِهِمْ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ مُذْ مُلْكِ يزدْ جرد ابْن شَهْرَيَارَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ مِنْ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ تَارِيخُ النَّاسِ الْيَوْمَ قَالَ وَلِبَنِي إِسْرَائِيلَ تَأْرِيخٌ آخَرُ بِسِنِيِّ ذِي القرنين قَالَ خَليفَة فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ كَانَتْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُؤَرِّخُونَ مِنْ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ فَأَرَّخُوا مِنْ مَوْتِهِ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَ عَامُ الْفِيلِ فَأَرَّخُوا مِنْ عَامِ الْفِيلِ ثُمَّ أَرَّخَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدُ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَانَ لِلْعَرَبِ أَيْضًا تَأْرِيخٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالا نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ أَخْطَأَ النَّاسُ الْعَدَدَ مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا مِنْ وَفَاتِهِ وَمَا عَدُّوا إِلا مِنْ مقدمه الْمَدِينَة قَالَ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ نَاقِرَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ قَالَ عَامِلٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمَا تُؤَرِّخُونَ فَأَرَادُوا أَنْ يُؤَرِّخُوا فَقَالُوا مِنْ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ وَفَاتِهِ ثُمَّ أَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ مِنْ هِجْرَتِهِ فَأَرَادُوا أَنْ يَبْتَدُوا بِشَهْرِ رَمَضَانَ ثُمَّ رَأَوْا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي الْمُحَرَّمِ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ نَا جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ عَنْ مَيْمَونِ بْنِ مَهْرَانَ قَالَ ائْتَمَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَكْتُبُونَ التَّأْرِيخَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَكْتُبُهُ مِنْ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مُنْذُ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مِنْ هِجْرَتِهِ الَّتِي هَجَرَ فِيهَا دَارَ الشِّرْكِ إِلَى دَارِ الإِيمَانِ فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ أَنْ يَكْتُبُوهُ مِنْ هِجْرَتِهِ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ نَا حِبَّانُ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ كَتَبَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ أَنَّهُ تَأْتِينَا كُتُبُ مَا نَدْرِي مَا تَأْرِيخُهَا فَاسْتَشَارَ عُمَرُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْمَبْعَثِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مِنْ وَفَاتِهِ فَقَالَ عُمَرُ أَرِّخُوا مِنْ هِجْرَتِهِ فَإِنَّ مُهَاجَرَهُ فرق بَين الْحق وَالْبَاطِل حَدثنَا خَليفَة قَالَ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ نَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ جَمَعَ عُمَرُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ أَكْتُبُ التَّارِيخَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ مُذْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ فَهُوَ يَوْمُ هَاجَرَ فَكَتَبَ ذَلِكَ عمر بن الْخطاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ووفاته حَدثنَا خَليفَة قَالَ نَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ نَا ابْنُ إِسْحَاقَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْن إِسْحَق قَالَ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَامَ الْفِيلِ قَالَ وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ حَدثنِي الزبير ابْن مُوسَى عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ شَهِدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِقُبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ قَالَ مَتَى وُلِدْتَ قَالَ وَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوَثِ الْفِيلِ مُحِيلا أَعْقِلُهُ وَوُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام الْفِيل قَالَ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهَّرٍ قَالَ نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ نَا بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَوْذِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَوْلًى لِهُذَيْلٍ قَالَ مَرَرْتُ بِمَوْلايَ أَقُودُهُ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا أَكْبَرُ الْعَرَبِ فَقَالَ عُثْمَانُ إِنْ أَخْبَرَنِي ابْنَ كَمْ كَانَ يَوْمُ الْفِيلِ أَخْبَرْتُهُ ابْنَ كَمْ هُوَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رُوِيَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ وُلِدَ بَعْدَ الْفِيل بِثَلَاثِينَ عَاما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 قَالَ وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَجْلانِيُّ بَعْدَ الْفِيلِ بِأَرْبَعِينَ عَامًا وَالْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ عَام الْفِيل قَالَ ونا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ رَأَيْتُ قَائِدَ الْفِيلِ وسائسه أعميين يستطعمان نَا وَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَبَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ قَالَ وَبَيْنَ الْفِيلِ وَبَيْنَ الْفِجَارِ عِشْرُونَ سَنَةً وَبَيْنَ الْفِجَارِ وَبَيْنَ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَبَيْنَ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ وَبَيْنَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُ سِنِينَ فَبُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُ سِنِينَ فَبُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة قَالَ ونا شُعَيْبُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَن الْكَلْبِيّ عَن ابيه صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عشرَة سنة قَالَ ونا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ نَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ خَمْسًا مُخْتَفِيًا وَعشرا مُعْلنا وبالمدينة عشرا قَالَ ونا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ وَابْنَ عَبَّاسٍ أخبراه أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا يُوحَى إِلَيْهِ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ نَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِي سِنِينَ بِمَكَّةَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا نَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ ثَمَانِيًا وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ نَا يَزِيدُ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ وَقَالَ قَتَادَةُ أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا وَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي حُمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا نَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ قَالَ نَا حَجَّاجٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا قَالَ هِشَامٌ قَالَ الْحَسَنُ أَقَامَ بِمَكَّةَ عشرا وبالمدينة عشرا سنة إِحْدَى من التَّارِيخ وُصُول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ نَا ابْنُ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوِيمِ بْنِ سَاعِدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لَمَّا سَمِعْنَا بِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ تَوَكَّفْنَا قُدُومَهُ فَكُنَّا نَخْرُجُ إِذَا صلينَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 الصُّبْحَ إِلَى ظَاهِرِ حَرَّتِنَا نَنْتَظِرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَاللَّهِ مَا نَبْرَحُ حَتَّى تَغْلِبَنَا الشَّمْسُ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسْنَا حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ ظِلٌّ دَخَلْنَا بُيُوتَنَا وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ رَآهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودٍ فَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا بَنِي قَيْلَةَ هَذَا جَدُّكُمْ قَدْ جَاءَ فَخَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي ظِلِّ نَخْلَةٍ وَمَعَهُ أَبُو بكر فِي مِثْلِ سِنِّهِ وَأَكْثَرُنَا مَنْ لَمْ يَكُنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ قَامَ أَبُو بكر فأظله فَعرفنَا رَسُول الله صلى قيل ذَلِك فَرَكبهُ النَّاس فَلم ن قَبْلَ ذَلِكَ فَرَكِبَهُ النَّاسُ فَلَمْ نَعْرِفْهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى إِذَا زَالَ الظِّلُّ عَنْ رَسُولِ الله اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ حِينَ اشْتَدَّ الضُّحَاءُ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَنَزَلَ بِقِبَاءٍ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ هِدْمٍ أَخِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَيُقَالُ بَلْ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَأَقَامَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالثُّلاثَاءِ وَالأَرْبَعَاءِ وَالْخَمِيسِ وَأَسَّسَ مَسْجِدَهُمْ وَخَرَجَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَدْرَكَتْهُ الْجُمُعَةُ فِي بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ وَصَلَّى الْجُمُعَةَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي بِبَطْنِ الْوَادِي قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وَأَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ مَسْجِدِهِ فِي تِلْكَ السّنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أَبِي أَيُّوبَ حَتَّى بَنَى مَسْجِدَهُ وَمَسَاكِنَهُ ثُمَّ انْتَقَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ إِحْدَى هَلَكَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَة أَخَذته الذبْحَة فِي تِلْكَ الأَشْهُرِ وَالْمَسْجِدُ يُبْنَى قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ وَفِيهَا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الأَذَانَ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالا أَنْ يُنَادِيَ بِالأَذَانِ فِيمَا حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الْحَارِث عَن أَبِيه سنة اثْنَتَيْنِ غَزْوَة الْأَبْوَاء فِيهَا عزوة الأَبْوَاءِ وَهِيَ أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ إِنَّ أَوَّلَ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ حَتَّى بَلَغَ وَدَّانَ يُرِيدُ قُرَيْشًا وَبَنِي ضَمْرَةَ فَوَادَعَهُ مَخْشِيُّ بْنُ عَمْرٍو الضمرِي وَهِي غَزْوَة الْأَبْوَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالَ خَرَجَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي صَفَرٍ وَرَجَعَ مُسْتَهِلٌّ شَهْرَ رَبِيعِ الأَوَّلِ وَهِيَ عَلَى أَرْبَعِ مَرَاحِلِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ غَزْوَة بواط قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَفِيهَا غَزَا بُوَاطٍ مِنْ نَاحِيَةِ رَضْوَى فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ يَعْتَرِضُ عِيرَ قُرَيْشٍ فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ خَرَجَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ وَرَجَعَ لِعَشْرٍ وَهِيَ عَلَى ثَلاثِ مَرَاحِلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ من طَرِيق الشَّام غَزْوَة الْعَشِيرَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقِ ثُمَّ غَزَا غَزْوَةَ الْعَشِيرَةِ فِي جُمَادَى الأُولَى فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا فَوَادَعَ بَنِي مُدْلِجٍ قَالَ عَلِيٌّ خَرَجَ لِمُسْتَهَلِّ جُمَادَى الأُولَى وَرَجَعَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْهُ غَزْوَة سفوان قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثُمَّ خَرَجَ فِي طَلَبِ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ وَكَانَ أَغَارَ عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِ حَتَّى بَلَغَ سَفَوَانَ مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ وَرَجَعَ فِي رَجَبٍ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَهِيَ غَزْوَة بدر الأولى غَزْوَة نَاحيَة جُهَيْنَة قَالَ عَلِيٌّ ثُمَّ غَزَا نَاحِيَةَ جُهَيْنَةَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِلنِّصْفِ مِنْ شعْبَان فَلم يلق كيدا غَزْوَة بدر الْكُبْرَى قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ فَخَرَجَ فِي طلبه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خَرَجَ فِي طَلَبِهِ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ قَالَ كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ الْجُمُعَةَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَ ذَلِكَ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حُجَيْرٍ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فِي تِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ إِحْدَى وَعشْرين قَالَ ونا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ نَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ قَالَ سُئِلَ أَبُو أَيُّوبَ عَنْ يَوْمِ بَدْرِ فَقَالَ إِنَّهُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ تِسْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ أَوْ لِثَلاثَ عَشْرَةَ أَوْ إِحْدَى عَشَرَةْ بَقِيَتْ حَدثنِي خَليفَة قَالَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ نَا هُشَيْمٌ قَالَ نَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ يَوْمَ تِسْعَ عَشْرَةَ خلت من شهر رَمَضَان غَزْوَة الكدر قَالَ ابْن إِسْحَاق وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَيُقَالُ فِي أول شَوَّال فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ ليَالِي ثُمَّ خَرَجَ بِنَفْسِهِ فَغَزَا بَنِي سليم فَبلغ مَاء يُقَالُ لَهُ الْكُدْرُ فَأَقَامَ ثَلاثَ لَيَالٍ ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ اسْتَخْلَفَ فِيهَا مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خَرَجَ لِغُرَّةِ شَهْرِ شَوَّالٍ وَرَجَعَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 غَزْوَة السَّوِيقِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خَرَجَ فِي ذِي الْحِجَّةِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ حِينَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَرَجَعَ فَلُّ قُرَيْشٍ نَذَرَ أَلَّا يَمَسَّ رَأْسَهُ مَاءٌ مِنْ جَنَابَةٍ حَتَّى يَغْزُوَ مُحَمَّدًا فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ مِنْ قُرَيْش وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِ حَتَّى بَلَغَ قَرْقَرَةِ الْكُدْرِ ثُمَّ انْصَرَفَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَرْجُو أَنْ تَكُونَ لَنَا غَزْوَةٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ خَرَجَ يَوْمَ الأَحَدِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَرَجَعَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لثمان بَقينَ مِنْهُ تَسْمِيَةُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببدر من بني الْمطلب مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ قَتَلَهُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ قطع رجله فَمَاتَ بالصفراء من بيني زهرَة وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ عُمَيْرُ بْنُ أبي وَقاص قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ وَذُو الشَّمَالَيْنِ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ خُزَاعَة قَتله أُسَامَة الْجُشَمِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 من بني عدي وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ عَاقِلُ بْنُ الْبُكَيْرِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَتَلَهُ مَالِكُ بْنُ زُهَيْرٍ وَمِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَتَاهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ من بني الْحَارِث وَمن بَنِي الْحَارِث بْن فِهْرٍ صَفْوَانُ بْنُ بَيْضَاءَ قَتَلَهُ طعيمة بن عدي استشهاد أبي أنسة قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ أَبُو أَنَسَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ سَعْدُ بْنُ خُثَيْمَةَ قَتَلَهُ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ وَيُقَالُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ وَمُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ زُبَيْرٍ قَتَلَهُ أَبُو ثَوْرٍ وَيَقُولُونَ زنبر من بني الْخَزْرَج وَمِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ فُسْحَمٍ قَتَلَهُ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ من بني سَلمَة وَمِنْ بَنِي سَلِمَةَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ قَتَلَهُ خَالِدُ بْن الأَعْلَمِ من بني حبيب وَمِنْ بَنِي حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى قَتَلَهُ عِكْرِمَة بن أبي جهل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 من بني عدي وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَتَلَهُ حِبَّانُ بْنُ الْعَرَقَةِ بِسَهْمٍ وَهُوَ يشرب من الْحَوْض من بني مَالك وَمِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ عَوْفٌ وَمُعَوِّذٌ ابْنَا عَفْرَاءَ عَفْرَاءُ أمهَا هما ابْنا الْحَارِث بن سَوَادٍ قَتَلَ مُعَوِّذًا أَبُو مُسَافِعٍ وجرح معَاذًا بن مَاعِصٍ أَحَدُ بَنِي زُرَيْقٍ فَمَاتَ من جراحته بِالْمَدِينَةِ سَرِيَّة عُبَيْدَة إِلَى سيف الْبَحْر حَدثنَا خَليفَة قَالَ نَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أَوَّلُ سَرِيَّةٍ بُعِثَ فِيهَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ فِي ثَمَانِينَ رَاكِبًا وَيُقَالُ سِتِّينَ مِنَ المهجرين لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الأَنْصَارِ أَحَدٌ فَبَلَغَ سَيْفَ الْبَحْرِ حَتَّى بَلَغَ أَحْيَا مَاء بِالْحِجَازِ بِأَسْفَلِ ثَنِيَّةِ الْمرة فلقي بهَا جمعا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَمْ يَكُ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ غَيْرَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ رَمَى يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ فَكَانَ أَوَّلَ سَهْمٍ رُمِيَ بِهِ فِي الإِسْلامِ وَانْصَرَفَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَهَرَبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ إِلَى الْمُسْلِمِينَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَا مُسلمين خرجا ليتوصلا بِالْمُسْلِمين وَكَانَا عَلَى الْمُشْرِكِينَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جهل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ رَايَةُ عُبَيْدَةَ أَوَّلُ رَايَةٍ عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإِسْلامِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيَّعَهُ حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ الأَبْوَاءِ قبل أَن يصل إِلَى الْمَدِينَة سَرِيَّة حَمْزَةَ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ أَوَّلُ سَرِيَّةٍ بعثها رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمْزَة بن عبد الْمطلب فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ من نَاحيَة بالعيص من أَرض جُهَيْنَة قَالَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي ثَلاثِينَ رَاكِبًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ فَلَقِيَ أَبَا جَهْلٍ فِي ثَلاثِ مِائَةِ رَاكِبٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَحَجَزَ بَيْنَهُمْ مَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ وَكَانَ مُوَادِعًا لِلْفَرِيقَيْنِ وَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَكُ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعْضُ النَّاسِ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَايَةَ حَمْزَةَ أَوَّلُ رَايَةٍ عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْمُنَخَّلِ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَالِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بْنِ جَحْشٍ حَلِيفِ بَنِي أُمَيَّةَ سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثُمَّ سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فِي ثَمَانِيَةِ رَهْطٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْخَرَّارَ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبعث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 فِي مَغْزَاهُ مِنْ بَدْرٍ الأُولَى فِي رَجَب عبد الله بْنَ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ فِي ثَمَانِيَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى نَخْلَةٍ فَمَرَّتْ بِهِ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَأَسَرَ عُثْمَانَ ابْن عبد الله بْنِ الْمُغِيرَةِ وَالْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَذَلِكَ فِي آخِرِ رَجَبٍ فَأَقَامَ الْحَكَمُ عَندَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُتِلَ بِبِئْرِ مَعُونَة وفدي عُثْمَان بن عبد الله بن الْمُغيرَة وَقَالَ عبد الله بْنُ جَحْشٍ إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا غَنِمْتُمُ الْخُمُسَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ اللَّهُ الْخُمُسَ فَعَزَلَ لِرَسُولِ الله خمس العير وَقسم سائرا بَيْنَ أَصْحَابِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَالْحَدِيثُ فِي هَذَا عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيزِيد ين رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بعث عبد الله بْنِ غَالِبٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ اللَّيْثِيَّ فِي شَوَّالٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ بَعَثَهُ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ وَرَجَعَ لست عشرَة خلت مِنْهُ تجسس خبر عير أبي سُفْيَان قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَتَجَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ وَبَعَثَ بَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو وَعَدِيَّ بْنَ أَبِي الزَّغْبَاءِ لِيَعْلَمَا خَبَرَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ صَرْفُ الْقِبْلَةِ إِلَى الْكَعْبَةِ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ يَقُولُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام قَالَ ونا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ قُدُومِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً ترضاها وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا بَعْدَ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ مثله قَالَ وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ يَقُولُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمسيب يَقُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيت الْمُقَدّس سنة عشر شهرا وحول قبْلَة بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ نَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ نَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ صَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ أَوْ عَشَرَةِ بَيْنَا هُوَ يُصَلِّي الظّهْر بِالْمَدِينَةِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ انْصَرَفَ بِوَجْهِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ السُّفَهَاءُ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا نَا أَبُو الْوَلِيدِ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ فِي رَجَبٍ بَعْدَ سَبْعَةَ عَشَرَ شهرا بعد قدومه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَتَيْنِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ أُمِرَ بِالْقِبْلَةِ وَفِيهَا ابْتَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ قَالَ نَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ وَابْتَنَى بِي فِي شَوَّالٍ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلانِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قَالَ ابتي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ بَدْرٍ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ اول مولولد مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَفِيهَا وُلِدَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ وَفِيهَا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ خَبَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ وَفِيهَا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ بِفَاطِمَةَ وَفِيهَا أُنْزِلَتْ فَرِيضَةُ شَهْرِ رَمَضَانَ وفيهَا مَاتَ عُثْمَان ابْن مَظْعُون سنة ثَلَاث عزوة ذِي أَمْرٍ ثُمَّ غَزْوَةُ بَحْرَانَ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عزوة السَّوِيقِ فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ ثُمَّ غَزَا نَجْدًا يُرِيدُ غَطَفَانَ وَهِيَ غَزْوَةُ ذِي أَمْرٍ حَتَّى دَخَلَ صَفَرٌ ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا ثُمَّ غَزَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ يُرِيدُ قُرَيْشًا وَبَنِي سُلَيْمٍ حَتَّى بَلَغَ بَحْرَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 مَعْدَنٍ بِالْحِجَازِ مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرُعِ فَأَقَامَ حَتَّى مَضَى جُمَادَى الأُولَى وَرجع وَلم يلق كيدا حصل بَنِي قَيْنُقَاعَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَكَانَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ غَزَوَاتِهِ أَمْرُ بَنِي قَيْنُقَاعَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ بَنِي قَيْنُقَاعَ كَانُوا أَوَّلَ يَهُودٍ نَقَضُوا مَا بَينهم وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَيْنَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ فَوَهَبَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقَ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ لَمَّا حَارَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي قَيْنُقَاعَ تَشَبَّثَ بِأَمْرِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ وَلَهُمْ حَدِيثٌ يَطُولُ ذِكْرُهُ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِينِ فِي رَمَضَانَ فَعَاشَتْ عَنْدَهُ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً وَفِيهَا تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ فِي شَعْبَانَ وَفِيهَا تَزَوَّجَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 غَزْوَة أُحُدٍ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيَزِيدُ ابْن رُومَانَ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَشِيَّةَ الْجُمُعَةِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ شَوَّالٍ وَكَانَتِ الْوَقْعَةُ يَوْمَ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مِرْطًا مُرَحَّلا أَسْوَدَ مِنْ مَرَاحِلٍ كَانَ لِعَائِشَةَ وَرَايَةُ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا الْعُقَابُ وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى الرِّجَالِ وَيُقَالُ الْمِقْدَادُ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى الْقَلْبِ وَعَلَى الرُّمَاةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وَاللِّوَاءُ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ فَقُتِلَ فَأَعْطَاهُ نَبِيُّ اللَّهِ عَلِيًّا وَيُقَالُ كَانَتْ لَهُ ثَلاثَةُ أَلْوِيَةٍ لِوَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَلِوَاءٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو جَمِيعًا مَعَ الأَنْصَارِ وَلِوَاءُ قُرَيْشٍ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَتَلَهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخَذَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَخَذَهُ مُسَافِعُ بْنُ طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ فَأَخَذَهُ الْجُلاسُ بْنُ طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَاصِمُ بن ثَابت ايضا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 وَكِلابُ بْنُ طَلْحَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ طَلْحَةَ قَتَلَهُمَا قُزْمَانُ حَلِيفُ بَنِي ظَفَرٍ وَأَرْطَاةُ بْنُ عَبْدِ شُرَحْبِيلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ قَتَلَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَأَبُو يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ قَتَلَهُ قُزْمَانُ وَصُؤَابٌ عَبْدٌ لَهُمْ حَبَشِيٌّ قَتَلَهُ قُزْمَانُ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَبَقِيَ اللِّوَاءُ مَا يَأْخُذُهُ أَحَدٌ وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ عَلَى قُرَيْشٍ فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ هِنْدًا وصوحباتها مُشَمِّرَاتٍ هَوَارِبَ مَا دُونَ أَخْذِهِنَّ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ حَتَّى رَأَيْتُ خَدَمًا بِسَاقِيهَا إِذْ مَالَتِ الرُّمَاةُ إِلَى الْعَسْكَرِ حِينَ كَشَفْنَا الْقَوْمَ عَنْهُ يُرِيدُونَ النَّهْبَ وَخَلَّوْا ظُهُورَنَا لِلْخَيْلِ وَأَتَيْنَا مِنْ أَدْبَارِنَا وَصَرَخَ صَارِخٌ أَلا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَانْكَفَأْنَا وَانْكَفَأَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ بَعْدَ أَنْ أَصَبْنَا أَصْحَابِ اللِّوَاءِ حَتَّى مَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ تَسْمِيَةُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْ بني هَاشم مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَتَلَهُ وَحْشِيٌّ غُلامُ جُبَير بن مطعم من بني أُميَّة وَمِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جَحْشِ بن رِئَاب حليل لَهُمْ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 من بني عبد الدَّار وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمٍ قَتَلَهُ ابْن قمئة اللَّيْثِيّ من بني مَخْزُوم وَمن بني مَخْزُوم شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ من الْأَنْصَار وَمِنَ الأَنْصَارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ عَمْرُو بْنُ مُعَاذِ بن النُّعْمَان والْحَارث ابْن أَنَسِ بْنِ رَافِعٍ وَعُمَارَةُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السَّكَنِ وَسَلَمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ وَعَمْرُو بْنُ ثَابت بن وقش قَالَ إِسْحَاقَ وَقَدْ زَعَمَ لي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَاهُمَا ثَابِتًا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ وَرِفَاعَةُ بْنُ وَقْشٍ وَحُسَيْلُ بْنُ جَابِرٍ وَهُوَ الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ أَصَابَهُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْمَعْرَكَةِ وَلا يَدْرُونَ فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى مَنْ أَصَابَهُ وَصَيْفِيُّ بْنُ قَيْظِيٍّ وَحُبَابُ بْنُ قَيْظِيٍّ وَعَبَّادُ بْنُ سَهْلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ اثْنَا عشر رجلا من بني ظفر وَمِنْ بَنِي ظَفَرٍ يَزِيدُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ رَافِعٍ رجل من راتج وَمِنْ أَهْلِ رَاتِجٍ إِيَاسُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ زَعُورَاءَ ابْن جُشْمِ بْنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ وَعُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ وَحَبِيبُ بْنُ زَيْدِ بن تَمِيم ثَلَاثَة نفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 من بني ضَيْعَة وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ثُمَّ مِنْ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَهُوَ غَسِيلُ الْمَلائِكَةِ قَتَلَهُ شَدَّادُ بْنُ الْأسود ابْن شعوب رجلَانِ من بني عبيد وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ أنيس بن قَتَادَة رجل من بني ثَعْلَبَة وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَبُو حَيَّةَ وَهُوَ أَخُو سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ لِأُمِّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَان أَمِير الرُّمَاة رجلَانِ من بني السّلم وَمن بني السّلم ابْن امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ خَيْثَمَةُ أَبُو سَعْدِ بْنُ خَيْثَمَة رجل من بني العجلان وَمن حلفائهم من بَنِي الْعَجْلانِ عَبْد اللَّهِ بْن سَلمَة رجل من بني مُعَاوِيَة وَمن بَنِي مُعَاوِيَة بْن مَالك سُبَيع بْن حَاطِب بْن الْحَارِث بن قيس بن هيشة من بني النجار وَمن بَنِي النجار ثمَّ من بَنِي سَواد بْن مَالك عَمْرو بْن قيس وَابْنه قيس بْن عَمْرو وثابت بْن عَمْرو بْن زيد وعامر بْن مَخْلَد أَرْبَعَة نفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 من بني عَمْرو بن مبذول وَمن بَنِي عَمْرو بْن مبذول أَبُو هُبَيْرَة بْن الْحَارِث بْن عَلْقَمَة بْن عَمْرو بْن ثَقْف بْن مَالك بْن مبذول وَعَمْرو بْن مطرف بْن عَلْقَمَة بْن عَمْرو رجلَانِ من بني عَمْرو بن مَالك وَمن بَنِي عَمْرو بْن مَالك أَوْس بْن ثَابت بْن الْمُنْذر رجل من بَين عدي وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ أنس بْن النَّضر بْن ضَمْضَم بْن زيد بْن حرَام رجل من بني مَازِن وَمن بَنِي مَازِن بْن النجار قيس بْن مَخْلَد وكيسان عَبْدٌ لَهُم رجلَانِ من بني دِينَار وَمن بَنِي دِينَار بْن النجار سليم بن الْحَارِث من بني الْحَارِث وَمن بَنِي الْحَارِث بْن الْخَزْرَج خَارِجَة بْن زيد أَبِي زُهَيْر وَسعد بْن الرّبيع ابْن عَمْرو بْن أَبِي زُهَيْر دفنا فِي قبر وَاحِد وَأَوْس بْن الأرقم بْن زيد بْن قيس ثَلَاثَة نفر من بني الأبجر وَمن بَنِي الأبجر وهم بَنو خُدرة مالكُ بْن سِنَان بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد بْن الأبجر وَهُوَ أَبُو أَبِي سعيد الْخُدْرِيّ وَسعد بْن سُوَيد بْن قيس وَعتبَة بْن ربيع بن رَافع ثَلَاثَة نفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 من بني سَاعِدَة وَمن بَنِي سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج ثَعْلَبَة بْن سعد بْن مَالك وثَقْف بْن فَرْوة بْن الْبَدِيِّ رجلَانِ وَيَقُولُونَ البرك من بني طريف وَمن بَنِي طريف رَهْط سعد بْن عبَادَة عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن وهب بْن ثَعْلَبَة وضمرة حَلِيف لَهُم من جُهَيْنَة رجلَانِ من بني عَوْف وَمن بَنِي عَوْف بْن الْخَزْرَج ثمَّ من بَنِي سَالم ثمَّ من بَنِي مَالك بْن العَجْلانِ بْن زيد ابْن غنم بْن سَالم نَوْفَل بْن عَبْد اللَّهِ وعباس بْن عُبادة بْن نَضْلَة بْن مَالك بْن العَجْلان ونُعمان بن مَالك بن ثَعْلَبَة والمجذر بن ذيلا حَلِيف لَهُم من بَلِيٍّ قَتله الْحَارِث بْن سُوَيْد ابْن الصَّامِت ثمَّ لحق بِمَكَّة كَافِرًا وعَبَّاد بْن الحسحاس دفن مَعَ نعْمَان بن مَالك والمجذر بن ذيلا فِي قبر وَاحِد خَمْسَة نفر من بني سَاعِدَة وَمن بَنِي سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج ثَعْلَبَة بْن سعد بن مَالك من بني الحبلى من الحُبلى رِفَاعَة بْن عُمَر رجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 من بني سَلمَة وَمن بَنِي سَلِمَةَ ثمَّ من بَنِي حرَام عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرَام وَهُوَ أَبُو جَابر قَتله أُسَامَة الْأَعْوَر بْن عبيد وَيُقَال ابْن زيد أَخُو بَنِي الْحَارِث بْن عَبْد وَعَمْرو بْن الجموح دفنا فِي قبر وَاحِد وخَلَّادُ بْن عَمْرو بْن الجموح وَأَبُو أيمنَ مولى عَمْرو بْن الجموح اربعة نفر من بني سَواد وَمن بَنِي سَوَاد بْن غنم سُلَيْم بْن عَمْرو بْن حَدِيدَةَ ومولاة عَنترة وَسَهل بْن قيس بْن أَبِي كَعْب بْن الْقَيْن ثَلَاثَة نفر من بني زُرَيْق وَمن بَنِي زُريق بْن عَامر ذَكْوَان بْن عَبْد قيس رجل وَعبيد بن الْمُعَلَّى ابْن لوذان فَجَمِيع من اسْتشْهد من الْمُسلمين مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار خَمْسَة وَسِتُّونَ رجلا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ رَجُلا خُرُوج الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَمْرَاء الْأسد قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَلَمَّا كَانَ الْغَد من أُحُدٍ وَذَلِكَ يَوْم الْأَحَد لِسِتَّ عشرَة خَلَتْ من شَوَّال أذن مُؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلب الْعَدو وأذَّن مؤذنه لَا يخرج معَنا إِلَّا أحد حضر يَوْمنَا بالْأَمْس فَكَلمهُ جَابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرَام فَقَالَ إِن أَبِي كَانَ خَلَفَنِي عَلَى أخواتي فَأذن لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج مَعَه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 قَالَ فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتهى إِلَى حَمْرَاء الْأسد وَهِي من الْمَدِينَة عَلَى ثَمَانِيَة أَمْيَال فَأَقَامَ بهَا الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْبَدٌ الْخُزَاعِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ لَقَدْ عز علينا مَا أَصَابَك ثُمَّ خَرَجَ مَعْبَدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ حَتَّى لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِالرَّوْحَاءِ وَقَدْ أَجْمَعُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا أَصَبْنَا حَدَّ أَصْحَابِهِ وَقَادَتَهُمْ وَأَشْرَافَهُمْ فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ مَعْبَدًا قَالَ مَا وَرَاءَكَ يَا مَعْبَدُ قَالَ مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ فِي جَمْعٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ يَتَحَرَّقُونَ عَلَيْكُمْ تَحَرُّقًا قَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُ مَنْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْهُ فِي يَوْمِكُمْ فَانْصَرَفَ أَبُو سُفْيَانَ وَمن مَعَه يَوْم الرجيع وفيهَا أَمر الرَّجِيعِ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ ابْن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أُحُدٍ رَهْطٌ مِنْ عَضَلٍ وَالْقَارَةِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فِينَا إِسْلامًا فَابْعَثْ مَعَنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِكَ يُفَقِّهُونَا فِي الدِّينِ وَيُقْرِئُونَا الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَا شَرَائِعَ الإِسْلامِ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ نَفَرًا سِتَّةً مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْهُم مرْثَد بن أبي مورثد الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمطلب وخَالِد بن ال اللَّيْثِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْب وَعَاصِم بن ثَابت ابْن أَبِي الأَقْلَحِ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَخُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ أَخُو بني جحجبا بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 كُلْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ أَخُو بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ حَلِيفٌ لِبَنِي ظَفَرٍ وَأمر رَسُول الله عَلَى الْقَوْمِ مَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ فَخَرَجُوا مَعَ الْقَوْمِ حَتَّى إِذَا كَانُوا عَلَى الرَّجِيعِ مَاءٌ لهذيل فَأَما بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ مِنْ صَدْرِ الْهَدْأَةِ غدرا بِهِ واسترخوا عَلَيْهِم هذيلا مَرْثَدٌ وَخَالِدُ بْنُ الْبُكَيْرِ وَعَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَاتَلُوا فَقُتِلُوا وَأَمَّا خُبَيْبٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ فَأَعْطُوا بِأَيْدِيهِمْ فَأُسِرُوا ثُمَّ خَرَجُوا بِهِمْ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالظَّهْرَانِ انْتَزَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ يَدَهُ مِنَ الْقِرَانِ وَأَخَذَ سَيْفَهُ فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ فَقَبْرُهُ بِالظَّهْرَانِ وَقَدِمُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ مَكَّةَ فَبَاعُوهُمَا فَابْتَاعَ خُبَيْبًا حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابٍ التَّمِيمِيُّ حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلٍ وَأَمَّا زَيْدٌ فَابْتَاعَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فَقُتِلَ رَحمَه الله وَأما خبيب فجاؤوا بِهِ إِلَى التَّنْعِيمِ لِيَصْلُبُوهُ فَقَالَ إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَدَعُونِي أَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ فَافْعَلُوا فَقَالُوا دُونَكَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ أَتَمَّهُمَا وَأَحْسَنَهُمَا وَكَانَ خُبَيْبٌ أَوَّلَ مَنِ اسْتَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عَنْدَ الْقَتْلِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ نَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْد الْقَتْل خبيب قَالَ خَليفَة فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا أَنَا قَتَلْتُ خُبَيْبًا لَأَنَا كُنْتُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَبَا هُبَيْرَةَ أَخَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَخَذَ الْحَرْبَةَ فَجَعَلَهَا فِي يَدِي ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي وَبِهَا الْحَرْبَةٌ ثُمَّ طَعَنَهُ بِهَا حَتَّى قَتله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 قَالَ وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُبَيْبٍ فَصَعَدْتُ خَشَبَتَهُ لَيْلًا فَقَطَعْتُ الشَّرَكَ وَأَلْقَيْتُهُ فَسَمِعْتُ وَجْبَتَهُ خَلْفِي فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أر شَيْئا سنة أَربع حَدِيث بِئْر مَعُونَة فِيهَا بِئْر مَعُونَة قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي ابي إِسْحَق بْنُ يَسَارٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْر ابْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بن حزم قَالُوا قَدِمَ أَبُو بَرَاءٍ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عَلَيْهِ الإِسْلامَ فَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنَ الإِسْلامِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَوْ بَعَثْتَ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَى نَجْدٍ يَدْعُونَهُمْ إِلَى أَمْرِكَ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ أُحُدٍ الْمُنْذر بن عمر وأخا بَنِي سَاعِدَةَ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ الْحَارِثُ بْنُ الصُّمَّةِ وَحَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَعُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ وَنَافِعُ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي رِجَالٍ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى نَزَلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ وَهِيَ بَيْنَ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ وَحَرَّةَ بَنِي سُلَيْمٍ فَلَمَّا نَزَلُوهَا بَعَثُوا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَحَدِهِمْ إِلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ فَلَمْ يَنْظُرْ فِي كِتَابِهِ حَتَّى قَتَلَهُ ثُمَّ اسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ بَنِي عَامِرِ فَأَبَوْا أَنْ يُجِيبُوهُ وَقَالُوا لَنْ نَخْفِرَ أَبَا بَرَاءٍ فَاسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 قبائل سليم عصية ورعل وَذَكْوَانَ فَأَجَابُوهُ فَقَاتَلُوهُمْ فَقَتَلُوا مِنْ آخِرِهِمْ إِلا كَعْبَ بْنَ زَيْدٍ تُرِكَ وَبِهِ رَمَقٌ فَعَاشَ حَتَّى قتل يَوْم الخَنْدَق قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي هِشَامٌ فِي جُمَادَى الأُولَى قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ خَرَجَ فِي غُرَّةِ جُمَادَى فَنَذَرُوا بِهِ فَلَحِقُوا بِالْجِبَالِ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُسْفَانَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وأغار عُيَيْنَة بْن حصن بْن حُذَيْفَة بْن بدر عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلبه وَهِي غَزْوَة ذِي قرد سراياه فِي سنة خمس بعث عَبْد اللَّهِ بْن أنيس إِلَى خَالِد بْن سُفْيَان من بَنِي لحيان فَقتله وَبعث عَمْرو بْن أُميَّة وَسَلَمَة بْن أَشْيَم لقتل أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وَبعث عَبْد اللَّهِ بْن رَوَاحَة فَقتل يُسير بْن رِزام وَبعث زيد بْن حَارِثَة إِلَى وَادي الْقرى إِلَى فَزَارَة فَقتل عَامَّة أَصْحَابه ثمَّ غَزْوَة زيد الثَّانِيَة إِلَى أمِ قرْفة فَقَتلهَا ثمَّ بعث عُمَر بْن الْخطاب إِلَى القارة فَاعْتَصمُوا بالجبال وَبعث بِلَال بْن مَالك الْمُزنِيّ إِلَى بَنِي مَالك بْن كنَانَة فنذروا بِهِ فَلم يصب من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 دَارهم إِلَّا فرسا وَاحِدًا وَبعث بشير بْن سُوَيْد الْجُهَنِيّ إِلَى بَنِي الْحَارِث بْن عَبْد مَنَاة بْن كنَانَة فَاعْتَصمُوا فِي غيضة فأحرقهم فلامه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد هَذِهِ السَّرَايَا الثَّلَاث وجههم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غاز إِلَى بيني لحيان ثمَّ أَتَى عُسْفَان من وَجهه ذَلِكَ وَبعث أَبَا عُبَيْدَة بْن الْجراح فِي جَيش نَحْو الأحلاف إِلَى طَيء وَأسد فنذروا بِهِ فَرجع أَبُو عُبَيْدَة وَلم يلق كيدًا وَبعث عُمَر بْن الْخطاب إِلَى تُرَبَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فَلم يلق كيدًا وتُرَبَة من أَرض بَنِي عَامر وَبعث مُحَمَّد بْن مسلمة إِلَى القُرَطاء من بَنِي كلاب فَبَدَأَ ببني جَعْفَر فنذروا بِهِ فأصيب أَصْحَابه وَنَجَا بِنَفسِهِ وَبعث بشير بْن سعد أحد بَنِي الْحَارِث بْن الْخَزْرَج إِلَى فدك فقاتله بَنو مُرَّة فأصيب أَصْحَابه وَرجع جريحًا وَبعث غَالب بْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ فَأصَاب الَّذين قتلوا أَصْحَاب بشير وَكَانَ غَالب فِي سِتِّينَ رَاكِبًا حَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ نَا ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ مُسْلِمٍ عَن جُنْدُب ابْن مَكِيثٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيَّ كَلْبَ لَيْثٍ إِلَى بَنِي الْمُلَوَّحِ بالكديه وَأَمَرَهُ أَنْ يُغَيِّرَ عَلَيْهِمْ فَخَرَجَ وَكُنْتُ فِي سَرِيَّتِهِ فَقَتَلْنَا وَاسْتَقْنَا النعم فِي حَدِيث ذكره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 سنة سِتّ سراياه عَلَيْهِ السَّلَام فِي سنة سِتّ بعث بشير بْن سعد إِلَى خَيْبَر وَلم يلق كيدًا وَبعث كَعْب بْن عُمَيْر الْغِفَارِيّ إِلَى ذَات أطلاح فأصيب أَصْحَابه قَتلتهمْ قضاعة وَعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف إِلَى كلب فَتزَوج تماضر بنت الْأَصْبَغ وَعلي بْن أَبِي طَالب إِلَى بَنِي عَبْد اللَّهِ بْن سعد من أهل فدك فَأَخذهَا وعُثْمَان بن عَفَّان بِالْهَدْي وعبد اللَّهِ بْن رَوَاحَة إِلَى خَيْبَر ليَكُون بَين عَلِيّ وخيبر وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة سِتّ تزوج رَسُول اللَّهِ أم حَبِيبَة وَدخل بهَا سنة سبع وفيهَا أسلم عَمْرو بْن الْعَاصِ إرْسَال الرُّسُل إِلَى الْأُمَرَاء والملوك وفيهَا بعث حَاطِب بْن أَبِي بلتعة إِلَى الْمُقَوْقِس وشجاع بْن أَبِي وهب إِلَى الْحَارِث بْن أَبِي شمر وسليط بْن عَمْرو إِلَى هَوْذة بْن عَلِيّ الْحَنَفِيّ وَعبد اللَّه بْن حذافة إِلَى كسْرَى ودحية بْن خَلِيفَة إِلَى قَيْصر فِي الْهُدْنَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وفيهَا قتل شيرويه أَبَاهُ كسْرَى خُسْرو أَبَرْوِيز وفيهَا طاعون شيرويه وفيهَا مَاتَ شيرويه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 غَزْوَة بني المصطلق وَفِي سنة سِتّ غَزْوَة بَنِي المصطلق حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِم ابْن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمّد بن يحيى بن حبَان قَالَ بَلَغَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يَجْمَعُونَ لَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَلَقِيَهُمْ عَلَى مَاءَ مِنْ مِيَاهِهِمْ يُقَالُ لَهُ مُرَيْسِيعُ مِنْ نَاحِيَةِ قُدَيْدٍ فَاقْتَتَلُوا فَهَزَمَ اللَّهُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ وَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسلمين أَبْنَاءَهُم ونساءهم وَأَمْوَالهمْ وَكَانَ فِيمَا أَصَابَ مِنَ السَّبَايَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بن شماس أَولا بن عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا فَأَدَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابَتَهَا وَتَزَوَّجَهَا أَخْبَرَنَا عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَجَاءَ أَبُوهَا فَقَالَ إِنَّ ابْنَتِي لَا تُسْبَى لِأَنَّهَا امْرَأَةٌ كَرِيمَةٌ فَقَالَ اذْهَبْ فَخَيِّرْهَا فَقَالَ قد احسن وَأَجْمَلْتَ فَقَالَ لَهَا أَبُوهَا لِيَأْخُذَهَا لَا تَفْضَحِي قَوْمَكِ فَقَالَتْ قَدِ اخْتَرْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ أَبُوهَا فَعَلَ اللَّهُ بِكِ وَفَعَلَ وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ قَالَ أَهْلُ الإِفْكِ فِي عَائِشَةَ مَا قَالُوا وَنَزَلَ فِيهَا مِنَ الْقُرْآنِ إِنَّ الَّذِينَ جاؤوا بالإفك عصبَة مِنْكُم هَؤُلَاءِ الْآيَات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 صلح الْحُدَيْبِيَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَكَانَت الْغُزَاة فِي شعْبَان ثمَّ رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة فَأَقَامَ بهَا شهر رَمَضَان وشوَّالًا وَخرج فِي ذِي الْقعدَة مُعْتَمدًا لَا يُرِيد حَربًا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ قَالا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَّةِ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ لَا يُرِيدُ قِتَالًا وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بَدَنَةً وَالنَّاسُ سَبْعُ مائَة أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَعْرَجِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ وَهُوَ رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ عَنْ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ يُبَايِعُ النَّاسَ فَبَايَعُوهُ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِائَةٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ زُرَيْعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بَلَغَنِي أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُول كَانُوا عَشْرَةَ مِائَةٍ فَقَالَ نَسِيَ جَابِرٌ كَانُوا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ نَا قُرَّةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ وَهَمَ جَابِرٌ رَحِمَهُ اللَّهُ هُوَ حَدَّثَنِي أَنَّهُمْ كَانُوا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَان بْن عَفَّان إِلَى مَكَّة يعلمهُمْ أَنه لَا يُرِيد قتالا قَالَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 عُثْمَانَ قَتَلَ فَبَايَعَ النَّاسَ وَقَالَ لَا نَبْرَحْ حَتَّى نُنَاجِزَهُمْ ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّ ذَلِكَ بَاطِلٌ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ صَالحه سُهَيْل بْن عَمْرو أَن يرجع عَامه ذَلِك وَيرجع عَاما قَابلا سنة سبع غَزْوَة خَيْبَر قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ حِين رَجَعَ من الْحُدَيْبِيَة ذَا الحجَّة وَبَعض الْمحرم ثمَّ خرج فِي بَقِيَّة الْمحرم إِلَى خَيْبَر قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد خرج فِي المحَّرم وافتتحها فِي صفر وَرجع لغُرَّة شهر رَبِيعٍ الأَوَّلِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وافتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حصونهم حِصْنًا حِصْنًا فَكَانَ أول حصونهم افْتُتِحَ حِصْنَ ناعم ثمَّ القَمُوص حِصْن بَنِي أَبِي الحُقَيْق فَأصَاب رَسُول اللَّهِ مِنْهُم سَبَايَا مِنْهُنَّ صَفِيَّة بنت حُيَيِّ بْن أَخْطَبَ فاصطفاها رَسُول اللَّهِ لنَفسِهِ وَكَانَ آخر مَا افْتتح من حصونهم الوَطيح والسُّلالم حَاصَرَهُمْ بضعا وَعشْرين لَيْلَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَرَجَ مَرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ مِنْ حِصْنِهِمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَتَلَهُ ثُمَّ خَرَجَ يَاسِرٌ أَخُو مَرْحَبٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَزَعَمَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ خَرَجَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ وَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 فِي حِصْنَيْهِمْ الْوَطِيحِ وَالسَّلالِمِ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُسَيِّرَهُمْ وَيَحْقِنَ دِمَاءَهُمْ فَفَعَلَ وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُعَامِلَهُمْ فِي الأَمْوَالِ عَلَى النِّصْفِ فَفَعَلَ مصالحة فدك قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ لما سمع أهل فدك بِمَا صنع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَهْل خَيْبَر بعثوا إِلَى رَسُول اللَّهِ يسألونه أَن يسيرهم ويحقن لَهُم دِمَاءَهُمْ ويُخلّون لَه الْأَمْوَال فَفعل فَكَانَت خَيْبَر فَيْئًا بَين الْمُسلمين وفَدَك خَالِصَة لرَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنهم لم يجلبوا عَلَيْهَا بخيلٍ وَلَا ركاب نَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ صَفِيَّةَ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ كَانَ دحْيَة سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صفيَّة فَلَمَّا اصطفاها لنَفسِهِ أعطَاهُ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ابْنَتي عَمها تَسْمِيَة من قُتل من الْمُسلمين فِي خَيْبَر من قُرَيْش من أسلم عَامر بْن الْأَكْوَع وَرَبِيعَة بْن أَكْثَم بْن سَخْبرة من بَنِي أَسد بْن خُزَيْمَة حَلِيف لبني أُميَّة بْن عَبْد شمس وثَقْف بْن عَمْرو أسدي حَلِيف لَهُم أَيْضا وَرِفَاعَة بْن مسروح وَعبد اللَّه بْن الهُبيب بْن أهيب من بَنِي سعد بْن لَيْث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 من الْأَنْصَار وَمن الْأَنْصَار من بَنِي سَلمَة بشر بن الْبَراء بن معرو مَاتَ من الشَّاة الَّتِي سمت والفضيل بن النُّعْمَان من بني زُرَيْق وَمن بَنِي زُرَيْق مَسْعُود بْن سعد من الْأَوْس وَمن الْأَوْس ثمَّ من بَنِي عَبْد الْأَشْهَل مَحْمُود بْن مسلمة أَخُو مُحَمَّد بْن مسلمة وَأَبُو الضَيَّاح بْن ثَابت من بَنِي عَمْرو بْن عَوْف ومبشر بْن عَبْد الْمُنْذر بْن زُبَيْر وَأَبُو سُفْيَان بْن الْحَارِث والْحَارث بْن حَاطِب وَعُرْوَة بْن مُرَّة وَأَوْس بْن الفاتك وأنيف بْن حبيب من بني غفار وَمن بَنِي غفار عمَارَة بْن عُقبة رُمِيَ بِسَهْم قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَر فِي المحَّرم قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد خرج فِي المحَّرم وافتتحها فِي صفر وَرجع لغُرَّة شهر ربيع الأول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 حِصَار وَادي الْقرى قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَلَمَّا فرغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَر انْصَرف إِلَى وَادي القُرى فحاصر أَهلهَا ليَالِي ثمَّ انْصَرف مصالحة فدك قَالَ ابْن إِسْحَق وَبعث أهل فدك إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَالَحُوهُ عَلَى النّصْف من فدك فَقبل ذَلِكَ مِنْهُم فَكَانَت لَهُ خَاصَّة لِأَنَّهُ لم يُوجَفْ عَلَيْهَا بخيل وَلَا ركاب سراياه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة سبعٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَأَقَامَ رَسُول الله بِالْمَدِينَةِ شَهْري ربيع وجماديبن ورجبًا وَشَعْبَان وَشهر رَمَضَان وبثَّ فِيمَا بَين ذَلِكَ السَّرايا فَكَانَ فِيمَا بَث من السَّرايا زيد بْن حَارِثَة إِلَى جُذَام وَبعث عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى ذَات السلَاسِل وَبعث سَرِيَّة أَبِي العرجاء إِلَى بني سليم هُوَ وَأَصْحَابه وسرية عُكَّاشَة بْن مِحْصَن إِلَى الغَمرة فَرجع وَلم يلق كيدًا وسرية زيد بْن حَارِثَة إِلَى الطّرف من ناحيتي الْعرَاق وسرية عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حَدْرَد وَرجلَيْنِ مَعَه إِلَى الغابة إِلَى رِفَاعَة بْن قيس الْجُشَمِي عَلَى ثَمَانِيَة أَمْيَال من الْمَدِينَة وسرية عَبْد اللَّهِ بْن ابي إِلَى إِضَم فلقي عَامر بْن الأضبط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 عمْرَة الْقَضَاء قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ خرج فِي ذِي الْقعدَة مُعْتَمِرًا عمْرَة الْقَضَاء فَأَقَامَ بِمَكَّة ثَلَاثًا ثمَّ انْصَرف وفيهَا تزوج مَيْمُونَة بنت الْحَارِث قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ وَابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ وَهُوَ حَرَامٌ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَفِيهَا قَدِمَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ وَبَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا قَدِمَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ مِنْ عَنْدِ الْمُقَوْقِسِ بِمَارِيَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَغْلَتِهِ دُلْدُلٍ وَحِمَارِهِ يَعْفُورٍ وَفِيهَا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْحَبَشَةِ وَفِيهَا تَزَوَّجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَفِيهَا قَدِمَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مُهَاجِرَةً وَفِيهَا أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ زَمَانَ خَيْبَرَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيد بَين الْحُدَيْبِيَة وخيبر سنة ثَمَان وقْعَة مُؤْتَة فِيهَا وقْعَة مُؤْتَة الَّتِي أُصِيب فِيهَا جَعْفَر بْن أَبِي طَالب وَزيد بْن حَارِثَة وَابْن رَوَاحَة حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا إِلَى مُؤْتَةَ فِي جُمَادَى الأولى من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 سَنَةِ ثَمَانٍ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بن حَارِثَة فَإِن أُصِيب فجعفر بن أبي طَالب فَإِن أُصِيب فعبد الله بن رَوَاحَة فَلَقِيَتْهُمْ جُمُوعُ هِرَقْلَ بِالْبَلْقَاءِ فَقُتِلَ زَيْدٌ وَجَعْفَرٌ وَابْنُ رَوَاحَةَ وَأَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّايَةَ فَانْحَازَ بِالْمُسْلِمين فتح مَكَّة وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ ثَمَانٍ افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَّةَ نَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ يُرِيدُ مَكَّةَ فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ افْتَتَحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَأَقَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ثُمَّ شَخَصَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ افتتحها لعشر بَقينَ من شهر رَمَضَان إرْسَال السَّرَايَا حوالي مَكَّة حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ بَعَثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَايَاهُ حَوَالَيْ مَكَّةَ يَدْعُونَ إِلَى الله وَلم يَأْمُرهُم بِقِتَال سَرِيَّة خَالِدٍ إِلَى بَنِي جُذَيْمَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَنَفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بن الْوَلِيد حِين افْتتح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 مَكَّةَ دَاعِيًا فَأَتَى الْغُمَيْصَاءَ مَاءَ مِنْ مِيَاهِ جُذَيْمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ نَاسا وَلَهُم حَدِيث هدم الْعُزَّى ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى وَكَانَت بَيْتا عَظِيما لقريش وكنانة وَمُضر كلهَا بنخلة فَهَدمهَا أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَجْلَحُ عَن ابْن الْهُذَيْلِ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدًا إِلَى الْعُزَّى فَهَدَمَهَا وَهُوَ يَقُولُ كُفْرَانَكِ لَا سُبْحَانَكِ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ غَزْوَةُ حُنَيْنٍ نَا وَهْبٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ هَوَازِنَ لَمَّا سَمِعَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ وَمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ جَمَعَهَا مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ مَكَّةَ مَعَه أَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ عَشَرَةِ آلافٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ ابْنَ أسيد فَالْتَقَوْا بِحُنَيْنٍ فَجَالَ الْمُسْلِمُونَ ثُمَّ كَرُّوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْأَحَد فِي النّصْف من شَوَّال إِلَى حنين قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ اسْتشْهد من الْمُسلمين يَوْم حنين أَبُو عَامر الْأَشْعَرِيّ فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 رجال لَا أعلم أحد مِنْهُم حفظ عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيث غير أَبِي عَامر مِنْهُم أَيمن بْن عبيد وَيزِيد بْن ربيعَة بْن الْأسود بن الْمطلب جمح بِهِ فرسه وسراقة بْن الْحباب أَنْصَارِي غَزْوَة الطَّائِف قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ لما فرغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حنين سَار إِلَى الطَّائِف فَحَاصَرَهُمْ بضعا وَعشْرين لَيْلَة ثمَّ انْصَرف عَنها نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاصَرَهُمْ سَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ تِسْعَ عَشْرَةَ فَلَمْ يَفْتَحْهَا وَفِي ذَلِكَ الْحِصَارِ نَزَلَ أَبُو بَكْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ سَبَقَ أَبُو بَكْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّائِفِ نَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ نَا حَجَّاجٌ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ من غلْمَان الطَّائِف نُزُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِعْرَانَةَ نَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّائِفِ فَنَزَلَ الْجِعْرَانَةَ وَقَسَّمَ بِهَا أَمْوَالَ هَوَازِنَ وسباياها وَأعْطى الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 نَا عُبَيْدَةُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّبْيَ وَهُمْ سِتَّةُ آلافِ رَأْسٍ تَسْمِيَة الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب وَصَفوَان بْن أُميَّة وَحَكِيم بْن حزَام وَالنضْر بْن الْحَارِث بْن كلدة والْحَارث بْن هِشَام وَسُهيْل بْن عَمْرو وَحُوَيْطِب بْن عَبْد العُزَّى والْعَلَاء بْن جَارِيَة وَعُيَيْنَةُ بْن حِصْن والأقرع بْن حَابِس وَمَالك بْن عَوْف النَّصري أعْطى كل رجل مِنْهُم مائَة من الْإِبِل وَأعْطى مَخْرَمَةَ بْن نَوْفَل وَعُمَيْر ابْن وذفة وَهِشَام بْن عَمْرو وَسَعِيد بْن يَرْبُوع وعباس بْن مرداس كل رجل مِنْهُم دون الْمِائَة تَسْمِيَة من اسْتشْهد من الْمُسلمين يَوْم الطَّائِف من بني أُميَّة مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي أُميَّة سعيد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة وعُرْفُطَة بْن حباب بْن حبيب من الأزد حَلِيف لَهُم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 من تيم بن مرّة وَمن بَنِي تيم بْن مرّة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصّديق رُمي بِسَهْم فَمَاتَ فِي الْمَدِينَة بعد وَفَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَخْزُوم وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أُميَّة بن الْمُغيرَة مَاتَ من رميمة رمية بهَا من بني عدي وَمن بَنِي عدي عَبْد اللَّهِ بْن عَامر بْن ربيعَة حَلِيف لَهُم من اهل الْيمن من بني سهم وَمن بَنِي سهم بْن عَمْرو السَّائِب بْن الْحَارِث بْن قيس وَأَخُوهُ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث من بني سعد وَمن بَنِي سعد بْن لَيْث جليحة بْن عَبْد اللَّهِ بْن محَارب من الْأَنْصَار وَمن الْأَنْصَار من بَنِي سَلمَة ثَابت بْن الجَذَع والجَذَع ثَعْلَبَة من بني مَازِن وَمن بَنِي مَازِن بْن النجار الْحَارِث بْن سهل بْن أَبِي صعصعة من بني سَاعِدَة وَمن بَنِي سَاعِدَة الْمُنْذر بْن عبد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 من الْأَوْس وَمن الْأَوْس رقيم بْن ثَابت جَمِيع من اسْتشْهد اثْنَا عشر رجلا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الجِعْرَانَة مُعْتَمِرًا ثمَّ انْصَرف إِلَى الْمَدِينَة واستخلف عتَّاب بْن أسيد عَلَى مَكَّة فحج عتَّاب بِالْمُسْلِمين سنة ثَمَان وَحج الْمُشْركُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ وفيهَا أسلم عِكْرِمَة بْن أَبِي جهل وفيهَا ولد إِبْرَاهِيم ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا تُوفيت زَيْنَب بنت رَسُول اللَّهِ وفيهَا تَزَوَّجَ فاطمةَ بنت الضَّحَّاك الْكلابِيَّة سنة تسع غَزْوَة تَبُوك وفيهَا غَزْوَة تَبُوك قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ خرج رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوك فَصَالحه صَاحب أيْلَةَ وَكتب لَهُ رَسُول اللَّهِ كتابا قَالَ أَبُو الْحسن خرج فِي غرَّة رَجَب الثَّلَاثَة الَّذين خُلِّفُوا وَفِي غَزْوَة تَبُوك قصَّة الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا كَعْب بْن مَالك وهلال بْن أُميَّة ومُرارة بْن الرّبيع سَرِيَّة أكَيْدِرَ دُومَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى أَكَيْدر دومة وَهُوَ أَكَيْدر بْن عَبْد الْملك رجل من أهل الْيمن كَانَ ملكا فَأَخذه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 خَالِد فَقدم بِهِ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحَقَن دَمه وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَة فرَدَّه إِلَى قريته نزُول سُورَة بَرَاءَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْر سنة تسع يُقيم للنَّاس الْحَج ثمَّ بعث عليا بِسُورَة بَرَاءَة وَأمر أَلا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان نَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ نَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ أُمِرْتُ بِأَرْبَعٍ أَلَّا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ وَلا يَقْرَبَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَأَنْ يُبْرَأَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ مِنْ عَهده قدوم وُفُود الْقَبَائِل على الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ وُفُود الْعَرَب فَقدم عُطارد بْن حَاجِب بْن زُرَارَة والزبرقان بن بدر وَقيس بْن عَاصِم وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم فِي أَشْرَاف من أَشْرَاف تَمِيم وَبعثت بَنو سعد بْن بَكْر ضمامَ بْن ثَعْلَبَة فَأسلم وَرجع إِلَى قومه فأسلموا وَقدم الْجَارُود وَمَعَهُ الْمُنْذر بْن سَاوَى فِي عبد الْقَيْس وَقدم بَنِي حنيفَة وَفِيهِمْ مُسَيْلمَة بْن حبيب الكذَّاب وَقدم زيد الْخَيل فِي طَيء فَأَما عدي بْن حَاتِم فَقدم بعد ذَلِكَ وَقدم فَرْوَة بْن مُسيك الْمرَادِي وَعَمْرو بْن مَعْدِي كَرِب الزبيدِيّ وَفِي سنة تسع نعى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيّ أَصْحَمَة وفيهَا مَاتَت أم كُلْثُوم بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَفِي سنة تسع من التأريخ قتلت فَارس شهربراز وأردشير بْن شيرويه وفيهَا قتلوا شهر برَاز وملكوا بوران بنت كسْرَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 سنة عشر حجَّة الْوَدَاع فِيهَا حج رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم حجَّة الْوَدَاع إِسْلَام أهل نَجْرَان وفيهَا بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الْوَلِيد فِي شهر ربيع الآخر أَو جُمادى الأولى إِلَى بلحارث بْن كَعْب بِنَجْرَان فأسلموا ثمَّ كتب إِلَيْهِ فَقدم وَقدم مَعَه رجال من بلحارث بْن كَعْب فأسلموا وَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ فَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن حزم ليفقههم فِي الدَّين وَيُعلمهُم السّنة وَيَأْخُذ صَدَقَاتهمْ وفيهَا مَاتَ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وفيهَا مَاتَت بوران بنت كسْرَى وملكت فَارس أُخْتهَا أزْرَما بنت كسْرَى سنة إِحْدَى عشرَة وَفَاة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من شهر ربيع الأول وَيُقَال لليلتين خلتا مِنْهُ وَدفن لَيْلَة الْأَرْبَعَاء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاخْتُلِفَ فِي سِنِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ نَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ تُوُفِّيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فَقَالَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي جرير قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 كُنَّا عَندَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ تُوُفِّيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالا أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ نَا عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً وَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً نَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَن بن جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُبِضَ وَهُوَ بن ثَلاثٍ وَسِتِّينَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ وَابْنُ زُرَيْعٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ نَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً نَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ دَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ نَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ نَا رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 نَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ وُهَيْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً نَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَفَاة فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا وفيهَا توفيت فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وَفَاته يُقَال بِثمَانِيَة أشهر وَيُقَال بِسِتَّة وَيُقَال بسبعين يَوْمًا حَدَّثَنَا أَبُو وَهْبٍ السَّهْمِيُّ قَالَ نَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ أَبِيهَا بِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ عَاشَتْ سَبْعِينَ مِنْ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بَعْدَ أَبِيهَا وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ لَبِثَتْ بَعْدَ أَبِيهَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ قَالَ وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ لَبِثَتْ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ أَبِيهَا بِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ تَسْمِيَة عماله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتخْلف عَلَى الْمَدِينَة ابْن أم مَكْتُوم ثَلَاث عشرَة مرّة فِي غَزَوَاته فِي غَزْوَة الْأَبْوَاء وبواط وَذي الْعَشِيرَة وَخُرُوجه إِلَى نَاحيَة جُهَيْنَة فِي طلب كرز بْن جَابر وَحين سَار إِلَى بدر ثمَّ ردَّ أَبَا لبَابَة واستخلفه عَلَيْهَا وغزوة السويق وغَطَفَان وَأحد وحمراء الْأسد وبَحْران وَذَات الرّقاع وحجَّة الْوَدَاع واستخلف أَبَا رُهْم الْغِفَارِيّ كُلْثُوم بْن حُصَيْن حِين سَار إِلَى مَكَّة وحنين والطائف واستخلف مُحَمَّد بْن مَسْلمة فِي غَزْوَة قَرْقَرة الكُدْر وَفِي غَزْوَة بَنِي المصطلق نميلَة بن عبد الله اللَّيْثِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 وَفِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة عويف بْن الأضبط من بَنِي الدئل وَفِي غَزْوَة خَيْبَر أَبَا رُهْم الْغِفَارِيّ وَفِي عمْرَة الْقَضَاء أَبَا رهم أَيْضا وَفِي غَزْوَة تَبُوك سِبَاع بْن عرفطة الْغِفَارِيّ وَفِي بعض غَزَوَاته غَالب بْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ واستخلف عَلَى مَكَّة عَند انْصِرَافه عَنْهَا عتاب ابْن أسيد فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ وَمَات أَبُو بَكْر وَعُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ عَلَى الطَّائِف وَسَالم بْن معتب عَلَى الأحلاف من ثَقِيف عَلَى بَنِي مَالك وَعَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ عَلَى قرى عَرَبِيَّة خَيْبَر ووادي الْقرى وتيماء وتبوك وَقبض رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمْرو عَلَيْهَا وَالْحكم بْن سعيد بْن الْعَاصِ عَلَى السُّوق وفرَّق الْيمن فَاسْتعْمل عَلَى صنعاء خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ وعَلى كِنْدَة والصدف المُهَاجر بْن أَبِي أُميَّة وعَلى حَضرمَوْت زِيَاد بْن لبيد الْأنْصَارِيّ أحد بَنِي بياضة ومعاذ بْن جبل عَلَى الْجند وَالْقَضَاء وَتَعْلِيم النَّاس الْإِسْلَام وشرائعه وَقِرَاءَة الْقُرْآن وَولى أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ زُبيد ورِمَع وعدن والساحل وَجعل قبض الصَّدقَات من الْعمَّال الَّذين بهَا إِلَى معَاذ بْن جبلٍ وَبعث عَمْرو بْن حزم إِلَى بلحارث بْن كَعْب وَأَبا سُفْيَان بْن حَرْب إِلَى نَجْرَان وَقد بعث أَيْضا عليًّا إِلَى نَجْرَان فَجمع صَدَقَاتهمْ وَقدم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجَّة الْوَدَاع وَسَعِيد بْن القِشْب الْأَزْدِيّ حَلِيف بَنِي أُميَّة عَلَى جُرش وبحرها والْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ عَلَى الْبَحْرين ثمَّ عَزله وولاها أبان بْن سعيد وبحرها قبض رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَان عَلَى الْبَحْرين وَعَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى عمان قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمْرو عَلَيْهَا وَيُقَال قد كَانَ بعث أَبَا زيد الْأنْصَارِيّ إِلَى عمان وسليط بْن سليط أحد بَنِي عَامر بْن لؤَي إِلَى أهل الْيَمَامَة فأسلموا فأقرهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا فِي أَيْديهم وَأَمْوَالهمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 تَسْمِيَة رسله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عُثْمَان بْن عَفَّان إِلَى أهل مَكَّة سنة الْحُدَيْبِيَة وَعَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي بهدية إِلَى أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب بِمَكَّة وَعُرْوَة بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ إِلَى قومه بِالطَّائِف وَجَرِير بْن عَبْد اللَّهِ إِلَى ذِي كلاع وَذي رعين بِالْيمن وَبعث إِلَى الْأَبْنَاء الَّذين بِالْيمن وبَر بْن يُحَنَّس وَيُقَال وبر بْن مُحصن الغلفاني وَيُقَال مخشي بْن وبرة وَيُقَال حنيس الْأَزْدِيّ وخبيب بْن زيد بْن عَاصِم إِلَى مُسَيْلمَة الْكذَّاب فَقتله مُسَيْلمَة وسليط بْن سليط إِلَى أهل الْيَمَامَة وَعبد اللَّه بْن حذافة السَّهْمِي إِلَى كسْرَى ودحية بْن خَلِيفَة الْكَلْبِيّ إِلَى قَيْصر وشجاع بْن وهب الْأَسدي إِلَى الْحَارِث بْن أَبِي شمر الغسَّاني وَيُقَال إِلَى جبلة بْن الْأَيْهَم وحاطب بْن أَبِي بلتعة إِلَى الْمُقَوْقس صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة وَعَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ بِالْحَبَشَةِ تَسْمِيَة عماله عَلَى الصَّدقَات عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف عَلَى صدقَات كلب عدي بْن حَاتِم عَلَى الحليفين طَيء وَأسد وَيُقَال عَلَى أَسد الأباء بْن قيس الْأَسدي عُيَيْنَة بْن حصن عَلَى فَزَارَة الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط عَلَى بَنِي المصطلق الْحَارِث بْن عَوْف المري عَلَى بَنِي مرَّة مَسْعُود ابْن دخيلة الْأَشْجَعِيّ عَلَى أَشْجَع وَبني عَبْد اللَّهِ بْن غطفان وَبني عبس الْأَعْجَم بْن سُفْيَان البلوي عَلَى عذرة وسلامان وبَلي من جُهَيْنَة مَالك بْن نُوَيْرَة عَلَى بَنِي حَنْظَلَة الزبْرِقَان بْن بدر عَلَى عَوْف وَالْأَبْنَاء قيس بْن عَاصِم الْمنْقري عَلَى مُقَاعِس وبطون أسدٍ وغَطَفَان وعطاردًا عَلَى صدقَات دارم عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ على بني عَامر بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 صعصعة عَبَّاس بْن مرداس عَلَى بَنِي سليم وعَلى عجز هوَازن جشم وَنصر وَثَقِيف وَسعد بْن بَكْر مَالك بْن عَوْف النصري الضَّحَّاك بْن سُفْيَان الْكلابِي عَلَى بَنِي كلاب تَسْمِيَة من كتب لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بْن ثَابت كَاتب الْوَحْي وَقد كتب لَهُ مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وَكتب لَهُ حَنْظَلَة بْن ربيع الأسيدي وَكتب لَهُ عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن أبي سرح ثمَّ ارْتَدَّ وَلحق بِمَكَّة حَاجِبه وَصَاحب نفقاته وخازنه وخادمه ومؤذناه وحرسه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يَأْذَن عَلَيْهِ أنسة مَوْلَاهُ وعَلى نفقاته بِلَال ومعيقيب بْن أَبِي فَاطِمَة خازنه وَيُقَال كَانَ معيقيب عَلَى خَاتمه وَأنس بْن مَالك يَخْدمه ومؤذناه بِلَال وَابْن أم مَكْتُوم وحرسه ببدر سعيد بْن زيد الْأنْصَارِيّ وَحين رَجَعَ من بدر ذَكْوَان بْن عَبْد قيس وبأحد مُحَمَّد بْن مسلمة وَفِي الخَنْدَق الزبير بْن الْعَوام وَغَيره وبخيبر لَيْلَة بَنِي بصفيَّة أَبُو أَيُّوب وبتبوك أَبُو قَتَادَة وَقد حرسه سعد بْن مَالك وعائذ بْن عَمْرو الْمُزنِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 خلَافَة أَبِي بَكْر الصّديق وَفِي سنة إِحْدَى عشرَة بُويِعَ أَبُو بَكْر بيعَة الْعَامَّة يَوْم الثُّلَاثَاء من غَد وَفَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسم أَبِي بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قُحَافَة وَاسم أَبِي قُحَافَة عُثْمَان بْن عَامر بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرَّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر بْن كنَانَة وَأمه أم الْخَيْر بنت صَخْر بْن عَامر بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرَّة فأنفذ جَيش أُسَامَة بْن زيد إِنْفَاذُ جَيْشِ أُسَامَةَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ فَقُبِضُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُسَامَةُ بِالْجُرْفِ فَكَتَبَ أُسَامَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَعْظَمُ الْحَدَثِ وَمَا أَرَى الْعَرَبَ إِلا سَتَكْفُرُ وَمَعِيَ وُجُوهُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحدهُمْ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ نُقِيمَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْتَفْتِحَ بِشَيْءٍ أَوْلَى مِنْ إِنْفَاذِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَأَنْ تَخَطَّفَنِيَ الطَّيْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ فَأَذِنَ لَهُ وَمَضَى أُسَامَةُ لِوَجْهِهِ فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ فَقَالَ لَهُ النَّاسُ إِنَّ الْعَرَبَ قَدِ انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ وَإِنَّكَ لَا تَصْنَعُ بِتَفْرِيقِ النَّاسِ عَنْك شَيْئا فَقَالَ وَالَّذِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 نَفْسُ أَبِي بَكْرٍ بِيَدِهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّ السِّبَاعَ أَكَلَتْنِي بِهَذِهِ الْقرْيَة لأنقذت هَذَا الْبَعْثَ الَّذِي أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنْفَاذِهِ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِنَحْوِهِ قَالَ فَسَارَ أُسَامَةُ فِي آخِرِ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ حَتَّى بَلَغَ أَرْضَ الشَّامِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَكَانَ مَسِيرُهُ ذَاهِبًا وَقَافِلًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا الرِّدَّةُ وارتدت الْعَرَب وَمنعُوا الزَّكَاة فَقَالَ أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي بَكْر اقْبَل مِنْهُم فَقَالَ لَو مَنَعُونِي عقَالًا مِمَّا أعْطوا رَسُول اللَّهِ لقاتلتهم خُرُوج أَبِي بَكْر إِلَى ذِي القَصَّة ثمَّ خرج إِلَى ذِي القَصَّة واستخلف عَلَى الْمَدِينَة سِنَان الضمرِي وَابْن مَسْعُود عَلَى أنقاب الْمَدِينَة عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالا أَوْ حَبْلا لَقَاتَلْتُهُمْ فَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلنِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ قَالَ عَلِيٌّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى بَعْدَ قُدُومِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَنَزَلَهَا وَهُوَ عَلَى بَرِيدَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ نَاحِيَةِ طَرِيقِ الْعِرَاقِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِنَانَ الضَّمْرِيَّ وَعَلَى حَرَسِ أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُود الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مَا نزل بَابي لَهَا ضها اشْرَأَبَّ النِّفَاقُ بِالْمَدِينَةِ وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ فَوَاللَّهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطَةٍ إِلا طَارَ أَبِي إِلَى أَعْظَمِهَا فِي الإِسْلامِ رِدَّةُ طُلَيْحَةَ الأَسْدِيِّ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أَمَّرَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى الْجَيْشِ وَثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ عَلَى الأَنْصَارِ وَجِمَاعُ أَمْرِ النَّاسِ إِلَى خَالِدٍ فَسَارَ وَسَارَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ حَتَّى نَزَلَ بِذِي الْقَصَّةِ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى بَرِيدَيْنِ فَضَرَبَ هُنَاكَ عَسْكَرَهُ وَعَبَّأَ جُيُوشَهُ وَعَهِدَ إِلَى خَالِدٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصْمُدَ لِطُلَيْحَةَ وَهُوَ عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ قَطَنٌ وَمَاءٌ آخَرَ يُقَالُ لَهُ غَمْرَ مَرْزُوقٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد عَنْ مَسْلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ وَأَبِي مَعْشَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ وَهَمَّ بِالْمَسِيرِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ إِنَّكَ لَا تَصْنَعُ بِالْمَسِيرِ بِنَفْسِكَ شَيْئًا وَلا نَدْرِي لِمَ تَقْصُدُ فَأَمِّرْ رَجُلا تَأْمَنُهُ وَتَثِقُ بِهِ وَارْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَإِنَّكَ تَرَكْتَهَا تَغْلِي بِالنِّفَاقِ فَعَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى النَّاسِ وَأَمَّرَ عَلَى الأَنْصَارِ خَاصَّةً ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَعَلَيْهِمْ جَمِيعًا خَالِدٌ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصْمُدَ لِطُلَيْحَةَ وَأَظْهَرَ أَبُو بَكْرٍ مَكِيدَةُ فَقَالَ لِخَالِدٍ إِنِّي مُوَافِيكَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَالَ مَسْلَمَةُ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ خَالِدًا سَارَ مِنْ ذِي الْقَصَّةِ فِي أَلْفَيْنِ وَسَبْعِ مِائَةٍ إِلَى الثَّلاثَةِ آلافٍ يُرِيد طَلْحَة وَوَجَّهَ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ بْنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيَّ حَلِيف لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ فَانْتَهَوْا إِلَى قطن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 فَصَادَفُوا بِهَا حِبَالا مُتَوَجِّهًا إِلَى طُلَيْحَةَ بِثِقَلِهِ فَقَتَلا حِبَالًا وَأَخَذَا مَا مَعَهُ فَخَرَجَ طُلَيْحَةُ وَسَلَمَةُ ابْنَا خُوَيْلِدٍ فَلَقِيَا عُكَّاشَةَ وَثَابِتًا فَقَتَلا عُكَّاشَةَ وَثَابِتًا وَسَارَ خَالِدٌ إِلَى بزاخة فلقي وَمَعَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ وَقُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْقُشَيْرِيُّ فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا وَهَزَمَ اللَّهُ طُلَيْحَةَ وَهَرَبَ إِلَى الشَّامِ وَأُسِرَ عُيَيْنَةُ وَقُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ فَبَعَثَ بِهِمَا خَالِدٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَحَقَنَ دِمَاءَهُمَا وَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ بُزَاخَةَ فَأَتَى نَاسٌ غَمْرَ مَرْزُوقٍ فَسَارَ إِلَيْهِمْ خَالِدٌ فَقَتَلَ مِنْهُمْ نَاسًا كَثِيرًا وَانْهَزَمَ الآخَرُونَ بَعْدَ قِتَالٍ شَدِيدٍ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ قَاتَلَ عُيَيْنَةُ مَعَ طُلَيْحَةَ فِي سَبْعِ مِائَةٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ فَانْهَزَمَ النَّاسُ وَهَرَبَ طُلَيْحَةُ إِلَى الشَّامِ وَانْفَضَّ جَمْعُهُ رِدَّةُ بَنِي سُلَيْمٍ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَفَرَتِ الْعَرَبُ فَجَاءَتْ بَنُو سُلَيْمٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالُوا إِنَّ الْعَرَبَ قَدْ كَفَرَتْ فَأَمِدَّنَا بِالسِّلاحِ فَأَمَرَ لَهُمْ بِسِلاحٍ فَأَقْبَلُوا يُقَاتِلُونَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ ... لِمَ تَأْخُذُونَ سِلاحَهُ لِقِتَالِهِ ... وَلَكُمْ بِهِ عَنْدَ الإِلَهِ آثَامٌ ... فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ فَجَعَلَهُمْ فِي حَظَائِرَ ثُمَّ أَضْرَمَ عَلَيْهِمُ النِّيرَانَ وَمَضَى خَالِدٌ فَلَقِيَ أَسَدًا وَغَطَفَانَ بِبُزَاخَةَ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ لَقِيَهُمْ بِبُطَاحٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 فَأَقْبَلُوا بِرَايَاتِهِمْ وَأَسْلَمُوا ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أُنَاطِحَ مُسَيْلِمَةَ فَقَالَتِ الأَنْصَارُ هَذَا رَأْيٌ لَمْ يَأْمُرْكَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَارْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ حَتَّى أُنَاطِحَهُ فَرَجَعَتِ الأَنْصَارُ فَسَارَتْ لَيْلَةً ثُمَّ قَالُوا وَاللَّهِ لَئِنْ نُصِرَ أَصْحَابُنَا لَقَدْ خُسِسْنَا وَلَئِنْ هُزِمُوا لَقَدْ خَذَلْنَاهُمْ فَرَجَعُوا وَأَمَّا بَكْرٌ فَحَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ مَا نَحْنُ بِسَائِرِينَ مَعَكَ وَذَكَرَ نَحْوَ الأَوَّلِ قَالَ فَبَعَثُوا إِلَى خَالِدٍ وَقَدْ سَارَ مَنْقَلَةً أَوْ مَنْقَلَتَيْنِ أَنْ أَقِمْ حَتَّى نلحقك فَأَقَامَ حَتَّى لَحِقُوا بِهِ ردة بَنِي تَمِيم ثمَّ سَار حَتَّى نزل البُطاح من أَرض بَنِي تَمِيم فَبعث السَّرَايَا فَلم يلق كيدًا فأُتِيَ بِمَالك بْن نُوَيْرَة فِي رَهْط من بَنِي حَنْظَلَة فَضرب أعَناقهم وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ الْعَجْلانِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ عَهِدَ أَبُو بكر إِلَى خَالِد وأمرأته الَّذِينَ وَجَّهَ إِلَى الرِّدَّةِ أَنْ إِذَا أَتَوْا دَارًا أَنْ يُقِيمُوا فَإِنْ سَمِعُوا أَذَانًا أَوْ رَأَوْا صَلاةً أَمْسَكُوا حَتَّى يَسْأَلُوهُمْ عَنِ الَّذِي نَقَمُوا وَمَنَعُوا لَهُ الصَّدَقَةَ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعُوا أَذَانًا وَلا رَأَوْا مُصَلِّيًا شَنُّوا الْغَارَةَ وَقَتَّلُوا وَحَرَّقُوا قَالَ فُكُنْتُ مَعَ خَالِدٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ قِتَالِ طُلَيْحَةَ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ وَسُلَيْمٍ ثُمَّ سَارَ إِلَى بِلادِ بَنِي تَمِيمٍ فَقَدَّمْنَا خَالِدَ أَمَامَهُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنْهُمْ حِينَ طَفَلَتِ الشَّمْسُ الْغُرُوبَ فَثَارُوا إِلَيْنَا فَقَالُوا مَنْ أَنْتُمْ قُلْنَا نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُسْلِمُونَ فَقَالُوا وَنَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُسْلِمُونَ وَقَدْ كَانَ خَالِدٌ بَثَّ سَرَايَاهُ فَلَمْ يَسْمَعُوا أَذَانًا وَقَاتَلَهُمْ قَوْمٌ بِالْبَعُوضَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَرَّارِ فجائوا بِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ فِي أَسْرَى مِنْ قَوْمِهِ فَأَمَرَ خَالِدٌ بِأَخْذِ أَسْلِحَتِهِمْ ثُمَّ أَصْبَحَ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 وَحَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ نَحْوَهُ وَقَالَ إِنَّا لَمَّا غَشِينَا الْقَوْمَ أَخَذُوا السِّلاحَ فَقُلْنَا إِنَّا مُسْلِمُونَ فَقَالُوا وَنَحْنُ مُسْلِمُونَ قُلْنَا فَمَا بَالُ السِّلاحِ مَعَكُمْ قَالُوا فَمَا بَالُ السِّلاحِ مَعَكُمْ قُلْنَا فَإِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَقُولُونَ فَضَعُوا السِّلاحَ فَوَضَعُوا السِّلاحَ ثُمَّ صَلَّيْنَا وَصَلُّوا قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ عَنْ طُفَيْلٍ قَالَ نَزَلَ خَالِدٌ بِالْبَعُوضَةِ وَكَانَ أَبُو الْجَلالِ مُؤَذِّنُهُمْ غَائِبًا فَلَمْ يُؤَذِّنْ أَحَدٌ فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ فَقَتَلَ مِنْهُمْ نَاسًا مِنْهُمْ بِشْرُ بْنُ أَبِي سَوْدٍ الْغُدَانِيُّ وَأَفْلَتَ يَوْمَئِذٍ مِرْدَاسُ بْنُ أَدَيَّةَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَدِمَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ بِمَقْتَلِ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ فَجَزِعَ مِنْ ذَلِكَ جَزَعًا شَدِيدًا فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هَلْ يَزِيدُ خَالِدٌ عَلَى أَنْ يَكُونَ تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ وَرَدَّ أَبُو بَكْر خَالِدًا وَوَدَى مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَةَ وَرَدَّ السَّبْيَ وَالْمَالَ بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ دَخَلَ خَالِدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَعَذَرَهُ وَقَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ يَرْثِي أَخَاهُ مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَة ... فَعِشْنَا بِخَيْرٍ فِي الْحَيَاةِ وَقَبْلَنَا ... أَصَابَ الْمَنَايَا رَهْطَ كِسْرَى وَتُبَّعَا ... ... وَكُنَّا كند مانى جُذَيْمَةَ حُقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قيل لن يتصدعا ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 .. فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا ... ... فَمَا شَارِفٌ حَنَّتْ حَنِينًا فَرَجَّعَتْ حَنِينًا فَأَبْكَى شَجْوُهَا الْبَرْكَ أَجْمَعَا ... ... وَلا ذَاتُ أَظْآرٍ ثَلاثٍ رَوَائِمٍ رَأَيْنَ مَجَرًّا مِنْ حُوَارٍ وَمَصْرَعَا ... ... يُذَكِّرْنَ ذَا الْبَثِّ الْحَزِينَ بِحُزْنِهِ إِذَا حَنَّتِ الأُولَى سَجَعْنَ لَهَا مَعَا ... ... بَأَوْجَدَ مِنِّي يَوْمَ قَامَ بِمَالِكٍ مُنَادٍ فَصِيحٌ بِالْفِرَاقِ فَأَسْمَعَا ... ... أَبِي الصَّبْرَ آيَاتٌ أَرَاهَا وَإِنَّنِي أَرَى كُلَّ حَبْلٍ بَعْدَ حَبْلِكِ أَقْطَعَا ... ... سَقَى اللَّهُ أَرْضًا حَلَّهَا قَبْرُ مَالِكٍ ذَهَابُ الْغَوَادِي الْمُدْجِنَاتِ فأمرعا ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 .. وَآثَرَ بَطْنُ الْوَادِيَيْنِ بِدِيمَةٍ تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا مِنَ النَّبْتِ خَرْوَعَا ... ... تَحِيَّتُهُ مِنِّي وَإِنْ كَانَ نَائِيًا وَأَمْسَى تُرَابًا فَوْقَهُ الأَرْضُ بَلْقَعَا ... فِي كَلامٍ كَثِيرٍ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ وَغَيرهَا من مراثيه خبر الْيَمَامَةِ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَجَّهَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَامَةِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصْمُدَ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْيَمَامَةِ نَزَلَ وَادِيًا مِنْ أَوْدِيَتِهِمْ فَأَصَابَ فِيهِ مجاعَة ابْن مَرَارَةَ فِي عِشْرِينَ رَجُلا مِنْهُمْ كَانُوا خَرَجُوا فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ فَقَالَ لَهُمْ خَالِدٌ يَا بَنِي حَنِيفَةَ مَا تَقُولُونَ فَقَالُوا نَقُولُ مِنَّا نَبِيٌّ ومنكم نَبِي فغرضهم خَالِدٌ عَلَى السَّيْفِ فَقَتَلَهُمْ إِلا مُجَّاعَةَ فَاسْتَوْثَقَ مِنْهُ بِالْحَدِيدِ ثُمَّ سَارَ فَاقْتَتَلُوا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رِجَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ وَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا فَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ثُمَّ تَدَاعَوْا فَقَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَنْفُسَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمَّا انْكَشَفَ النَّاسُ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَتَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخْذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ فَقَالَ يَا عَمِّ أَلا تَجِيءُ مَا يَحْبِسُكَ قَالَ بلَى يَا بن أَخِي الآنَ وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ فَقَالَ هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ الْقَوْمَ مَا هَكَذَا كُنَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاءَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ أَتَيْتُ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ فَقُلْتُ أَيْ عَمِّ أَلا تَرَى فَقَالَ الْآن يَا بن أَخِي ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ عَلِيٌّ وَمُوسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَالَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى بَلَغُوا الرِّحَالَ فَقَالَ السَّائِبُ بْنُ الْعَوَّامِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ بَلَغْتُمُ الرِّحَالَ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مَفَرٌّ بَعْدَ رَحْلِهِ فَارْجِعُوا فَرَجَعُوا فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ وَقُتِلَ مُسَيْلِمَةُ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ حِينَ كَشَفَ النَّاسُ عَنْ رِحَالِهِمْ لَا تَحَوُّزَ بَعْدَ الرِّحَالِ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ الْحَنَفِيَّ قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ فَقَالَ أَبُو مَرْيَمَ لعمر يَا أَمِير إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ زَيْدًا بِيَدِي وَلَمْ يُهِنِّي بِيَدِهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ أَبِي خُزَيْمَةَ الْحَنَفِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ قَالَ قَتَلَهُ سَلَمَةُ بْنُ صُبَيْحٍ ابْنِ عَمِّ أَبِي مَرْيَمَ وَحَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَارَزَ الْبَرَاءُ مُحَكِّمَ الْيَمَامَةِ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَضَرَبَ مُحَكِّمَ الْيَمَامَةِ حَجَفَةً كَانَتْ مَعَ الْبَرَاءِ حَتَّى عَضَّ السَّيْفُ بِيَدِهِ وَضَرَبَ الْبَرَاءُ رِجْلَهُ فَقَطَعَهَا وَأَخَذَ سَيْفَهُ فذبحه بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ مُحَكَّمُ الْيَمَامَةِ بْنُ طُفَيْلٍ رَمَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ رَمَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَكِّمَ الْيَمَامَةِ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ فِي نَحْرِهِ فَقَتَلَهُ بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ زَحَفَ إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى ألجأوهم إِلَى الحديقة وفيهَا عَدو الله مُسَيْلمَة فَقَالَ الْبَرَاءَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ فَاحْتُمِلَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ عَلَى الْجِدَارِ اقْتَحَمَ فَقَاتَلَهُمْ عَلَى الْحَدِيقَةِ حَتَّى فَتَحَهَا لِلْمُسْلِمِينَ فَقَتَلَ اللَّهُ مُسَيْلِمَةَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَمَى الْبَرَاءُ بِنَفْسِهِ عَلَيْهِمْ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَتَحَ الْبَابَ وَفِيهِ بَضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً مِنْ بَيْنِ رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ وَضَرْبَةٍ فَحَمَلَ إِلَى رَحْلِهِ يُدَاوِي فَأَقَامَ عَلَيْهِ خَالِدٌ شَهْرًا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ الْهَاشِمِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلا يَوْمَئِذٍ يَقُولُ يَصْرُخُ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ وَحَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ نَا ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عبد الرَّحْمَن بن عَبَّاس ابْن رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا وَحْشِيٌّ قَالَ لَمَّا خَرَجَ النَّاسُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ خَرَجْتُ مَعَهُمْ وَأَخَذْتُ حَرْبَتِيَ الَّتِي قَتَلْتُ بِهَا حَمْزَةَ فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ رَأَيْتُ مُسَيْلِمَةَ قَائِمًا فِي يَدِهِ السَّيْفُ وَمَا أَعْرِفُهُ فَتَهَيَّأْتُ لَهُ وَتَهَيَّأَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنَ النَّاحِيَةِ الأُخْرَى كِلانَا يُرِيدُهُ فَهَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى إِذَا رَضِيتُ عَنْهَا دَفَعْتُهَا عَلَيْهِ فَوَقَعَتْ فِيهِ وَضَرَبَهُ الأَنْصَارِيُّ بِالسَّيْفِ فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قَتَلَهُ فَإِنْ كُنْتُ قَتَلْتُهُ فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَتَلْتُ شَرَّ النَّاسِ وَيُقَالُ قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ حَدثنَا خَليفَة قَالَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ لَمَّا قُتِلَ مُسَيْلِمَةُ خَرَجَ خَالِدٌ بِمُجَّاعَةَ بْنِ مَرَارَةَ يَرْسُفُ مَعَهُ فِي الْحَدِيدِ لِيَدُلَّهُ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فَجَعَلَ يَكْشِفُ الْقَتْلَى حَتَّى مَرَّ بِمُحَكِّمِ الْيَمَامَةِ بْنِ الطُّفَيْلِ وَكَانَ رَجُلا جَسِيمًا فَقَالَ خَالِدٌ هَذَا صَاحِبُكُمْ قَالَ لَا هَذَا خَيْرٌ مِنْهُ هَذَا مُحَكَّمُ الْيَمَامَةِ ثُمَّ مَضَى خَالِدٌ حَتَّى دَخَلَ الْحَدِيقَةَ فَإِذَا رُوَيْجِلٌ أُصَيْفِرٌ أُحَيْمِشٌ فَقَالَ مُجَّاعَةُ هَذَا صَاحِبُنَا فَقَالَ خَالِدٌ وَيْلُكَ هَذَا فَعَلَ بِكُمْ مَا فَعَلَ قَالَ قَدْ كَانَ ذَلِكَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ سَأَلَ مجَّاعة أَن يصالحه عَن قومه فَصَالحه عَلَى الصَّفراء والبَيْضاء والحَلْقة وَنصف السَّبي يُرِيد الخدم فَلَمَّا فرغ من الصُّلْح فُتحت الْحُصُون فَإِذا لَيْسَ فِيهَا إِلَّا النِّسَاء وَالصبيان قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَبعث أَبُو بَكْر سَلمَة بْن سَلامَة بْن وقش وَأَبا نهيك بْن أَوْس أحد بَنِي عَبْد الْأَشْهَل إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد يَأْمُرهُ أَن لَا يستبقي من بَنِي حنيفَة رجلا أنبت فوجداه قد فرغ من الصُّلْح قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر أَن أَبَا بَكْر الصّديق بعث رجلا من الْأَنْصَار إِلَى خَالِد يَأْمُرهُ أَن يقتل من أنبت من بني حنيفَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَمَى أَبُو دُجَانَةَ بِنَفْسِهِ فِي الْحَدِيقَةِ فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَغَيْرِهِ قَالَ قُتِلَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ مِائَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا وَكَانَ جَمِيعُ الْقَتْلَى أَرْبَعَ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا أَبُو الْحَسَنِ عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ شُهَدَاءُ الْيَمَامَةِ خُمْسُمِائَةٍ فِيهِمْ خَمْسُونَ أَوْ ثَلاثُونَ مِنَ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ تَسْمِيَة من اسْتشْهد يَوْم الْيَمَامَة من بني عبد شمس مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس بَدْرِي وَسَالم بْن معقل مولى أَبِي حُذَيْفَة بَدْرِي مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَمن حلفائهم من بَنِي أَسد بْن خُزَيْمَة شُجَاع بْن وهب بن ربيعَة بَدْرِي من بني سليم وَمن بَنِي سُليم حلفاء فِي بَنِي أَسد بْن خُزَيْمَة صَفْوَان بْن أُميَّة بْن عَمْرو وَأَخُوهُ مَالك بْن أُميَّة بْن عَمْرو بَدْرِي من حَضرمَوْت قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَغَيْرِهِ قَالَ وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مِنْ حَضْرَمَوْتَ مَخْرَمَةُ بْنُ شُرَيْحٍ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وطفيل بن عَمْرو الدوسي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 قَالَ أَبُو معشر وَالْحكم بْن سعيد بْن الْعَاصِ فِي حَدِيث ابي معشر قَالَ من بني الْمطلب قَالَ وَمن بَنِي الْمطلب بْن عَبْد منَاف بْن قُصَيٍّ جُبَير بْن مَالك أمه بُحَيْنَة بنت الْحَارِث بْن الْمطلب حَلِيف لَهُم من الازد من بَنِي أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى وَمن بَنِي أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى السَّائِب بْن العوَّام بْن خويلد أَخُو الزبير من بني عبد الدَّار وَمن بَنِي عَبْد الدَّار يَزِيد بن اوس حَلِيف لَهُم من بني زهرَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي غير حَدِيث أَبِي معشر وَمن بَنِي زهرَة بْن كلاب قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حيُّ بْن جَارِيَة وَقَالَ أَبُو معشر يعلى بْن جَارِيَة الثَّقَفِيّ حَلِيف لَهُم قَالَ أَبُو معشر وحبِيب بْن أسيد بْن جَارِيَة أَخُو أَبِي بَصِير عتبَة بن أسيد من بني مَخْزُوم وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ الْوَلِيد بْن عَبْد شمس بْن الْمُغيرَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَكِيم بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عَمْرو بْن عَائِذ وَقَالَ أَبُو معشر حزن بْن أَبِي وهب جد سعيد بْن الْمسيب وَحَكِيم بن أبي وهب من بني عدي قَالَا وَمن بَنِي عدي بْن كَعْب زيد بْن الْخطاب بْن نفَيْل وَعبد اللَّه بْن عُمَر ابْن بُجرة قَالَ أَبُو معشر وهم أهل بَيت من الْيمن تَبَنَّاهم بُجرة بْن خلف بْن صداد ابْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 من بني لَيْث وعامر بْن البكير من بَنِي لَيْث بَدْرِي من بني سهم وَمن بَنِي سهم بْن عَمْرو أَبُو قيس بْن الْحَارِث بْن قيس من مهاجرة الْحَبَشَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَعبد اللَّه بْن الْحَارِث بن قيس من بَنِي عَامر بْن لؤَي وَمن بَنِي عَامر بْن لؤَي عَبْد اللَّهِ بْن مخرمَة بْن عَبْد العُزَّى بْن أَبِي قيس بَدْرِي وَعبد اللَّه بْن سُهَيْل بْن عَمْرو بَدْرِي قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ والسّليط بْن السّليط بْن عَمْرو وَعَمْرو بْن أَبِي أويس بْن سعد بْن أَبِي سرح بْن الْحَارِث بْن حبيب بْن حُذَيْفَة بْن نصر بْن مَالك بْن حسل وَرَبِيعَة بْن أَبِي خَرشَة من بني منقذ وَمن بَنِي منقذ بْن عَمْرو بْن مُعَاوِيَة أَبُو عَلِيِّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رخصَة قَالَ أَبُو معشر سليط لم يُقتل فَجَمِيع ذَلِكَ أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ رجلا مِنْهُم تِسْعَة من أهل بدر من الْأَنْصَار وَاسْتشْهدَ من الْأَنْصَار ثمَّ من بَنِي عَبْد الْأَشْهَل من الْأَوْس عبَّاد بْن بشر بْن وقش بَدْرِي وَعبد اللَّه بْن عتِيك وَرَافِع بْن سهل حَلِيف وحاجب بْن يَزِيد حَلِيف وَسُهيْل بْن عدي قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ هما من أهل راتج من أزدشنوءة وَمَالك بْن أَوْس وَعُمَيْر بْن أَوْس من بني جحجبا وَمن بَنِي جَحْجَبا طَلْحَة بْن عتبَة ورباح مولى الْحَارِث بْن مَالك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 من بني أنيف وَمن بَنِي أنيف أَبُو عقيل بَدْرِي من بني العجلان وَمن بَنِي العجلان معَن بْن عدي بْن الْجد بْن عجلَان قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وجرول بْن العبَّاس بْن عَامر بْن ثَابت وَقَالَ أَبُو معشر عَامر بْن ثَابت من الْخَزْرَج وَمن الْخَزْرَج ثمَّ من بَنِي الْحَارِث بْن الْخَزْرَج ثَابت بْن قيس بْن شماس وَبشير بْن عَبْد اللَّهِ وكليب بْن بشر بن تَمِيم حَلِيف لَهُم من بني الحبلى وَمن بَنِي الحبلى عَبْد اللَّهِ بْن أُبَيِّ بْن سلول بَدْرِي وَعبد اللَّه بْن عتْبَان حَلِيف من بني أَسد من بني سَالم وَمن بَنِي سَالم بْن عَوْف ثَابت بْن هزَّال وَإيَاس بْن ودفة بدريان من بني سَاعِدَة وَمن بَنِي سَاعِدَة أسعد بْن يَرْبُوع وَسعد بْن جَارِيَة بْن لوذان بْن عَبْد ودّ بْن زيد وَأَبُو دُجَانَة سماك بْن خَرشَة وَسعد بْن حمَّاز حَلِيف من بني سَلمَة وَمن بَنِي سَلِمَةَ ثمَّ من بَنِي حرَام عقبَة بْن عَامر بْن نابي بَدْرِي قَالَ أَبُو معشر ومخاش الْحِمْيَرِي حَلِيف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 من بني غنم وَمن بني غنم بن كَعْب سَلمَة بن مَسْعُود بن سِنَان من بني سَواد وَمن بني سَواد ضَمرَة بن عِيَاض وَهُوَ ابْن عَم عَبْد اللَّهِ بْن أنيس من بَنِي مَازِن بْن النجار أَبُو حبَة بْن غزيَّة بْن عَمْرو قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وحبِيب بْن زيد من بني عَمْرو بن مبذول وَمن بَنِي عَمْرو بْن مبذول حبيب بْن عَمْرو بْن مُحصن قُتل فِي الطَّرِيق وَهُوَ ذَاهِب من بَنِي مَالك بْن النجار وَمِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ عمَارَة بْن حزم بْن زيد بَدْرِي وَيزِيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك أَخُو زيد رُمِيَ بِسَهْم فَمَاتَ فِي الطَّرِيق وثابت بْن خَالِد بن عَمْرو ابْن النُّعْمَان بْن خنساء وفروة بْن النُّعْمَان بن إساف من بني زُرَيْق وَمن بَنِي زُرَيْق عَائِذ بْن ماعص جَمِيع من اسْتشْهد من الْأَنْصَار أَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ رجلا فَجَمِيع ذَلِكَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ رجلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 ردة الْبَحْرَيْنِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الْحُطَمَ شَدَّ الْجَارُودَ وَثَاقًا قَالَ عَلِيٌّ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَبَعَثَ أَبُو بكر الْعَلَاء ابْن الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْبَحْرَيْنِ وَكَانُوا ارْتَدُّوا إِلا نَفَرًا ثَبَتُوا مَعَ الْجَارُودِ فَالْتَقَوْا بِجُوَاثَا فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَقُتِلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةٌ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَاصَرَهُمُ الْعَلاءُ بِجُوَاثَا حَتَّى كَادَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَهْلِكُوا مِنَ الْجَهْدِ فَسَمِعُوا أَصْوَاتًا كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَذَفٍ دَعُونِي أَهْبِطُ مِنَ الْحِصْنِ فَآتِيكُمْ بِالْخَبَرِ فَنَزَلَ مِنَ الْحِصْنِ فَأَخَذُوهُ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ فَانْتَسَبَ وَجَعَلَ يُنَادِي يَا أَبْجَرَاهُ فَعَرَفَهُ أَبْجَرُ فَمَنَّ عَلَيْهِ فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْقَوْمَ سكارى فبيتهم الْعَلَاء فِيمَن فَقَتَلُوهُمْ قَتْلا شَدِيدًا ردة عمان والنُّجير وحَضْرَمَوْتَ واليمن وَبعث أَبُو بَكْر عِكْرِمَة بْن أَبِي جهل إِلَى عمان وَبعث أَبُو بَكْر المُهَاجر بْن أَبى أميَّة المَخْزُومِي وَزِيَاد بْن لبيد الْأنْصَارِيّ إِلَى أهل النُّجير وَكَانُوا ارْتَدُّوا وَفِيهِمْ الاشعث ابْن قيس الكِنْدِي فحصروهم فَسَأَلَهُمْ الأشعثُ الأمانَ عَلَى نَفسه وَولده وَمَاله عَلَى أَن يفتح لَهُم فَفَعَلُوا وَفتح لَهُم فَقتلُوا من كَانَ فِي الْحصن وبعثوا بالأشعث إِلَى أَبِي بَكْر فمنَّ عَلَيْهِ وحقن دَمه قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَانْقَضَّتْ عَلَى زِيَاد بْن لبيد طائفةٌ من كِنْدَة مَعَ جَارِيَة بْن سراقَة قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ بَيَّتَهُمْ فَقَتَلَ الْمُلُوكَ الأَرْبَعَةَ جَمَدًا وَمَخْوَصًا ومشرقا وَأَبْضَعَةَ وَفِيهَا قُتِلَ الْعَنْسِيُّ الأَسْوَدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 الْكَذَّابُ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ الثَّقَفِيِّ قَالَ سُئِلَ أَشْيَاخُنَا بِصَنْعَاءَ عَنْ مَقْتَلِ الْعَنْسِيِّ فَقَالُوا كُنَّا نَسْمَعُ آبَاءَنَا يَذْكُرُونَ أَنَّ دَاذُوَيْهِ وَقَيْسًا وَفَيْرُوزَ دخلُوا عَلَيْهِ بَيته فحطم فَيْرُوز عُنُقه وَقَتله وَيُقَال قَتله قيس بن مكشوح وَحدثنَا أَبُو الْحسن عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَيْرُوزُ وَدَاذْوَيْهِ وَقَيْسٌ وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر الصّديق انْتَقَضَ بِهِ السَّهْمُ الَّذِي رَمَى بِهِ يَوْمَ الطَّائِفِ فَمَاتَ مِنْهُ وَأقَام الْحَج عناب بْنُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعَيْصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَيُقَالُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَيُقَالُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَابْتَاعَ أَسْلَمُ مَوْلاهُ مِنْ نَاسٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ عُمَرَ فَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ وفيهَا مَاتَ سعد بْن عبَادَة الْأنْصَارِيّ وَيُقَال مَاتَ سنة خمس عشرَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة فِيهَا بعث أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَرض الْبَصْرَة وَكَانَت تسمى أَرض الْهِنْد فَحَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ أَخْبَرَنَا عمرَان بن حدير قَالَ نَا رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ مُقَاتِلٌ عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ حَمَلَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِ فَقُلْنَا إِنَّا مُسْلِمُونَ فَتَرَكَنَا وَغَزَوْنَا مَعَهُ الأَبُلَّةَ فَفَتَحْنَاهَا حَتَّى إِنَّهُمْ ليولغون كلابهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ صَالَحَهُ أَهْلُ نَهْرِ الْمَرْأَةِ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَانْصَرَفَ عَنْهُمْ قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد صالحته من رَأس الفهرج إِلَى نهر الْمَرْأَة الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ خَالِدًا دَخَلَ مَيْسَانَ فَأَصَابَ بِهَا غَنَائِمَ وَسَبَايَا مِنْ أَهْلِ الْقُرَى وَصَالَحَتْهُ طَمَاهيج صَاحِبَةُ نَهْرِ الْمَرْأَةِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ ثُمَّ سَارَ نَحْوَ السوَاد فَأخذ على كسكر وزند ورد وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ قُطْبَةَ بْنَ قَتَادَةَ السَّدُوسِيَّ قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد وَأَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم صالَحَ ابْن صلوتا عَلَى ألَّيس وقرى السوَاد فِي صفر من سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَلَى ألف دِينَار وَحَدَّثَنِي من سَمِعَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ صَالَحَ أَهْلُ أُلَيْسَ خَالِدًا يَوْمَ السَّبْتِ لِثَلاثٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَلَى أَلْفِ دِينَارٍ وَافْتَتَحَ هَرْمَزْجَرْدَ وَنَهْرَ الْمَلِكِ وَبَارُوسْمَا وَصَالَحَهُ عَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ عَمْرِو بْنِ بُقَيْلَةَ وَإِيَاسُ بْنُ قُبَيْصَةَ الطَّائِيُّ عَلَى تِسْعِينَ أَلْفًا ثُمَّ سَارَ إِلَى الأَنْبَارِ فَصَالَحُوهُ وَوَجَّهَ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيَّ إِلَى سُوقِ بَغْدَادَ فَأَغَارَ عَلَيْهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَعلي بْن مُحَمَّد وَغَيرهمَا أَتَى خَالِد بْن الْوَلِيد عين التَّمْر فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نزلُوا عَلَى حكمه فَقتل وسبى فَمن ذَلِكَ السَّبي سِيرِين أَبُو مُحَمَّد بْن سِيرِين وَمِنْهُم يسَار كَانَ عبدا لقيس بْن مخرمَة من وَلَده مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بن يسَار صَاحب السِّيرَة وَمِنْهُم نصير أَبُو مُوسَى بْن نصير وَمِنْهُم رَبَاح أَبُو عَبْد اللَّهِ وَعبيد اللَّه ابْني رَبَاح وَمِنْهُم هُرْمُز يُسمَّون بِالْبَصْرَةِ الهرامزة فِي جمَاعَة يبلغ عَددهمْ أَرْبَعِينَ أكره ذكرهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 وفيهَا مَاتَ أَبُو الْعَاصِ بْن الرّبيع زوج زَيْنَب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا حجَّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْر الصّديق وفيهَا قبل ذَلِكَ فِي رَجَب خرج أَبُو بَكْر مُعْتَمِرًا واستخلف عَلَى الْمَدِينَة عُمَر واستخلف حِين حج عُثْمَان بن عَفَّان سنة ثَلَاث عشرَة حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ لَمَّا قَفَلَ أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْحَجِّ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قِبَلَ فِلَسْطِينَ وَيَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَشُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْلُكُوا عَلَى الْبَلْقَاءِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَكتب أَبُو بَكْر إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد فَسَار إِلَى الشَّام فَأَغَارَ عَلَى غسَّان بمرْج راهط ثمَّ سَار فَنزل عَلَى قناة بُصْرَى وَقدم عَلَيْهِ يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان وَأَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وشرحبيل بْن حَسَنَة فصالحت بُصرى فَكَانَت أول مَدَائِن الشَّام فُتِحت وَصَالح فِي وَجهه ذَلِكَ أهل تدمر ومَرَّ عَلَى حوارين فَقتل وسبى وأغار عَلَى قرى غسَّان بمرج راهط فَقتل وسبى قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ سَارُوا جَمِيعًا قِبَلَ فِلَسْطِينَ فَالْتَقوا بأجنادين بَين الرَّملةِ وَبَين بَيت جِبْرين والأمراء كل عَلَى جنده يزْعم بعض النَّاس أَن عَمْرو بْن الْعَاصِ كَانَ عَلَيْهِم جَمِيعًا وعَلى الرّوم الْقُبُقْلار فَقُتِلَ الْقُبُقْلار وَهزمَ اللَّهُ الْمُشْركين وَذَلِكَ يَوْم السبت لثلاث بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَاسْتشْهدَ يَوْم أجنادين ممَّن حفظ عَنه الحَدِيث نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحَّام العَدوي وَهِشَام بْن الْعَاصِ بْن وَائِل السَّهْمِي قَالَ أَبُو الْحسن وَاسْتشْهدَ يَوْمئِذٍ أَيْضا الْفضل بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَأَبَان ابْن سعيد بْن الْعَاصِ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ اسْتشْهد يَوْمئِذٍ الْفضل بْن عَبَّاس قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ السّنة وقْعَة مرج الصُّفر يَوْم الْخَمِيس لِاثْنَتَيْ عشرَة بقيت من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة والأمير خَالِد بْن سعيد وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مَرْجِ الصُّفَّرِ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَيُقَالُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قُتِلَ أَيْضًا وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَيُقَالُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدُ أَيْضًا اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَلَى الْمُشْركين يَوْمئِذٍ فلقط وَقتل من الْمُشْركين مقتلة عَظِيمَة وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثمَّ الْتَقَوْا بِفحْل فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة فَهزمَ اللَّهُ الْمُشْركين وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وَأقَام للنَّاس الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ ثُمَّ حَجَّ عُمَرُ بَقِيَّةَ إِمَارَتِهِ حَتَّى مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وَفَاة الصّديق وعُمْرُهُ وفيهَا مَاتَ أَبُو بَكْر رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ ورضوانه قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَلَى رَأس سنتَيْن وَثَلَاثَة واشهرو انثي عشر يَوْمًا من متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو الْيَقْظَانِ فِي آخَرَيْنِ قَالُوا تُوُفِّيَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ لَا يُخْتَلَفُ فِي سِنِّهِ أَبُو دَاوُدَ عَنْ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فَقَالَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ تُوُفِّيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ أَبُو أَحْمَدَ وَسَلْمٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ أَنَا أَكْبَرُ أَمْ أَنْتَ قَالَ بَلْ أَنْتَ أَكْبَرُ وَأَكْرَمُ وَخَيْرٌ وَأَنَا أسن مِنْك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 مُدَّة خلَافَة الصّديق كَانَت ولَايَته سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا وَيُقَال عشرَة أَيَّام ولد أَبُو بَكْر فِي بَيت أَبِي قُحَافَة الَّذِي بِمَكَّة خلَافَة عُمَر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنه وفيهَا بُويع عُمَر أُمُّ عُمَرَ حتمة بنت هَاشم بْن الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْن مَخْزُوم وفيهَا بُويِعَ عُمَر بْن الْخطاب فعزل خَالِد بْن الْوَلِيد عَن الشَّام والمثنى بْن حَارِثَة عَن نَاحيَة السوَاد سَواد الْكُوفَة وَقد كَانَ يُغير بِتِلْكَ النَّاحِيَة مُعَاذُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ قَالَ لَأَعْزِلَنَّ خَالِدًا حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يَنْصُرُ دِينَهُ عَلِيُّ وَمُوسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا اسْتَخْلَفَ عُمَرُ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ وَعَزَلْتُ خَالِدًا خرج أَبُو بَكْر من الْمَدِينَة إِلَى ذِي القَصَّة لقِتَال أهل الرِّدَّة واستخلف عَلَى الْمَدِينَة سِنَان الضمرِي وَيُقَال أُسَامَة بن زيد ابْن مَسْعُود على أنقاب الْمَدِينَة تَسْمِيَة عمَّال أَبِي بَكْر عَلَى الْبَحْرين الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ حَتَّى توفّي أَبُو بكر فأقره عمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَلَّى أَنَسًا الْبَحْرَيْنِ وَوَجَّهَ أَبُو بَكْرٍ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ إِلَى عُمَانَ وَكَانُوا ارْتَدُّوا فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَجَّهَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْيَمَنِ وَوَلَّى عُمَانَ حُذَيْفَةُ الْعَلْقَانِيُّ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَوَجَّهَ أَبُو بَكْرٍ الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبى أميَّة المَخْزُومِي وَزِيَاد بْن لَبِيدٍ الأَنْصَارِيَّ إِلَى الْيَمَنِ المُهَاجر عَلَى صنعاء وَزِيَاد عَلَى مَا سوى ذَلِك من السَّاحِل أَو ذَلِك بعد أَن حصر أهل النُّجير وَقد كتبنَا قصَّة النُّجير ويَعلى بْن أميَّة عَلَى خولان وأقرَّ أَبُو بَكْر عتَّاب بْن أسيد فَتوفي أَبُو بَكْر وعتَّاب فِي يَوْم وَاحِد وأقرَّ أَبُو بَكْر عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِف وَولى أَبُو بَكْر سليط بْن قيس عَلَى الْيَمَامَة قد كتبنَا أَمر الشَّام وقصة خَالِد بْن الْوَلِيد بالعراق وحجَّ أَبُو بَكْر سنة اثْنَتَيْ عشرَة واستخلف عَلَى الْمَدِينَة قَتَادَة بْن النُّعْمَان الظفري من الْأَنْصَار وَيُقَال اسْتخْلف ابْن أمِّ مَكْتُوم قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَيُقَال حج عُمَر بْن الْخطاب قَالَ وَيُقَال عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف كَاتبه عُثْمَان بْن عَفَّان وحاجبه شَدِيد مَوْلَاهُ وَيُقَال كتب لَهُ زيد بْن ثَابت أَيْضا وعَلى أمره كُله وَالْقَضَاء عُمَر بْن الْخطاب وَقد كَانَ ولى أَبَا عُبَيْدَة ابْن الْجراح بَيت المَال ثمَّ وَجهه إِلَى الشَّام ومؤذنه سعد الْقرظ مولى عمار ابْن يَاسر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 فتوح أَبِي عبيد الثَّقَفِيّ فِي الْعرَاق بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ وَفِيهَا بَعَثَ عُمَرُ أَبَا عُبَيْدِ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ إِلَى الْعِرَاقِ فَلَقِيَ جَابَانَ بَيْنَ الْحِيرَةِ وَالْقَادِسِيَّةِ فَفَضَّ جَمْعَهُ وَأَسَرَ أَصْحَابَهُ فَفَدَى جَابَانَ نَفْسَهُ ثُمَّ أَغَارَ عَلَى كَسْكَرَ فَلَقِيَ نَرْسِي فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَدَخَلَ أَبُو عُبَيْدِ بَارُوسْمَا فَصَالَحَهُ ابْنُ الأَنْدَرْ زَغْرُ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَبَعَثَ أَبُو عُبَيْدِ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ إِلَى زَنْدَوَرْدَ فَحَارَبُوهُ فَقَتَلَ وَسَبَى وَبُعِثَ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الأُسَيْدِيُّ إِلَى نَهْرِ جَوْبَرَ وَعُرْوَةُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ إِلَى الزَّوَابِيِّ فَصَالَحُوهُ عَلَى صُلْحِ بَارُوسْمَا فَلَمَّا رَجَعَتِ الْمَرَازِبَةُ إِلَى يَزْدَجْرد مُنْهَزِمِينَ شَتَمَهُمْ وأقصاهم ودعا بهمن بن خرهر مزمان ذَا الْحَاجِبِ وَعَقَدَ لَهُ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا وَدَفَعَ إِلَيْهِ درفش كابيان وَكَانُوا يتيمون بِهَا وَأَعْطَاهُ سِلاحًا كَثِيرًا وَحَمَلَ مَعَهُ مِنَ آلَةِ الْحَرْبِ أَوْقَارًا وَدَفَعَ إِلَيْهِ الْفِيلَ الأَبْيَضَ وَبَلَغَ أَبَا عُبَيْدِ مَسِيرُهُمْ فَعَبَرَ الْفُرَاتَ وَقَطَعَ الْجِسْرَ وَأَقْبَلَ ذُو الْحَاجِبِ فَنَزَلَ قُسِّ النَّاطِفِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدِ الْفُرَاتُ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ إِمَّا أَنْ تَعْبُرَ إِلَيْنَا وَإِمَّا أَنْ نَعْبُرَ إِلَيْكَ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ فَعَقَدَ لَهُ ابْنُ صَلُوتَا الْجِسْرَ وَعَبَرُوا فَالْتَقَوْا فِي مَضِيقٍ وَذَلِكَ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَوْ أَوَّلِ شَوَّالٍ سَنَةِ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَقَدِمَ ذُو الْحَاجِبِ جَالِينُوسَ مَعَهُ الْفِيلُ الأَبْيَضُ وَدِرَفْشُ كَابِيَانِ فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا وَضَرَبَ أَبُو عُبَيْدٍ مِشْفَرِ الْفِيلِ وَضَرَبَ أَبُو مِحْجَنٍ عَرْقُوبَهُ وَقُتِلَ أَبُو عُبَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ إِنْ قُتِلْتُ فَعَلَيْكُمْ جَبْرُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ أَبُو جَبْرِ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ حَبِيبُ بن أبي ربيعَة ابْن عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ أَبُو قَيْسِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ أَخُو أَبِي عبيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وَيُقَال أول من جعل إِلَيْهِ الْأَمر عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود فَقتل جَمِيع الْأُمَرَاء وَأخذ الْمثنى ابْن حَارِثَة الرَّايَة واستحر الْقَتْل فِي الْمُسلمين فَمَضَوْا نَحْو الجسر وحماهم الْمثنى بْن حَارِثَة وَعُرْوَة بْن زيد والكلج الضَّبِّيّ وَعَاصِم بْن عَمْرو الأسيدي وَعَمْرو بْن الصَّلْت السّلمِيّ حَتَّى انْتَهوا إِلَى الجسر وَقد سبقهمْ إِلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الخطمي وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الثَّقَفِيّ فَقطع الجسر وَقَالَ قَاتلُوا عَن دينكُمْ فاقتحم النَّاس الْفُرَات فغرق نَاس كثير ثمَّ عقد الْمثنى الجسر وَعبر الْمُسلمُونَ وَاسْتشْهدَ يَوْمئِذٍ من الْمُسلمين ألف وثمان مائَة وَيُقَال أَرْبَعَة آلَاف بَين قَتِيل وغريق وانحاز بِالنَّاسِ الْمثنى بْن حَارِثَة الشَّيْبَانِيّ فَبعث عُمَر جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده نَحْو ذَلِك الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ يفتح الزارة والغابة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَاتَ أَبُو بَكْر والْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ محاصر أهل الزارة فأقره عُمَر فبارز مرزبان الزارة الْبَراء بْن مَالك فَقتله الْبَراء فَأخذ سلاحه ومنطقته فَبلغ ثَلَاثِينَ ألفا وَقَالَ هَذَا مَالِي فَخمسهُ عُمَر ثمَّ خرج رجل إِلَى الْعَلَاء فستأمنه فدله عَلَى عين خَارِجَة من الزارة كَانُوا يشربون مِنْهَا فسدها الْعَلَاء من خَارج فَصَالَحُوهُ عَلَى أَن لَهُ ثلث الْمَدِينَة وَثلث مَا فِيهَا من الذَّهَب وَالْفِضَّة وغزا الْعَلَاء مَدِينَة الغابة فَقتل من بهَا من الْعَجم وَأقَام الْحَج سنة ثَلَاث عشرَة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف سنة أَربع عشرَة فتح دمشق فِيهَا فتحت دمشق سَار أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَمَعَهُ خَالِد بْن الْوَلِيد فَحَاصَرَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 فَصَالَحُوهُ وفتحوا لَهُ بَاب الجأبية وَفتح خَالِد أحد الْأَبْوَاب عَنوة وَأتم لَهُم أَبُو عُبَيْدَة الصُّلْح فَحَدثني الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ خَالِد عَلَى النَّاس فَصَالحهُمْ فَلم يفرغ من الصُّلْح حَتَّى عزل وَولي أَبُو عُبَيْدَة فَأمْضى أَبُو عُبَيْدَة صلح خَالِد وَلم يُغير الْكتاب وَالْكتاب عَندهم باسم خَالِد هَذَا غلط لِأَن عُمَر عزل خَالِدا حِين ولي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ صَالحهمْ أَبُو عُبَيْدَة عَلَى أَنْصَاف كنائسهم ومنازلهم وعَلى رؤوسهم عَلَى أَنْصَاف كنائسهم ومنازلهم وعَلى رؤوسهم عَلَى أَن لَا يمنعوا من أعيادهم وَلَا يهدم شَيْء من كنائسهم صَالح عَلَى ذَلِكَ أهل الْمَدِينَة وَأخذ سَائِر الأَرْض عَنوة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَ الصُّلْح يَوْم الْأَحَد لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة أَربع عشرَة صَالحهمْ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَحَدَّثَنِي بَكْر عَن عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ صَالحهمْ أَبُو عُبَيْدَة فِي رَجَب وقْعَة فَحل قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ ثمَّ كَانَت وقْعَة فَحل يَوْم السبت لثمان بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة فغلب الْمُسلمُونَ عَلَى الأَرْض بعد قتال شَدِيد فسألوا أَبَا عُبَيْدَة الصُّلْح فَصَالحهُمْ وَكَتَبُوا بَينهم كتابا وَحَدَّثَنِي بَكْر بْن عَطِيَّة قَالَ حَاصَرَهُمْ أَبُو عُبَيْدَة رجبا وَشَعْبَان وَشهر رَمَضَان وشوالا وَالصُّلْح فِي ذِي الْقعدَة بَكْر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ فَحل سنة ثَلَاث عشرَة وَهِي قبل دمشق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 فتح حمص وبعلبك قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيره وفيهَا يعنون سنة أَربع عشرَة فتحت حمص وبعلبك صلحا على يَدي أبي عُبَيْدَة فِي ذِي الْقعدَة وَيُقَال فِي سنة خمس عشرَة فتوح الْبَصْرَة عَليّ بن مُحَمَّد عَن أشياخه قَالُوا بعث عُمَر بْن الْخطاب فِي سنة أَربع عشرَة شُرَيْح بْن عَامر أحد بَنِي سعد بْن بَكْر إِلَى الْبَصْرَة وَقَالَ كن ردْءًا للْمُسلمين فَسَار إِلَى الأهواز فَقتل بدارس فَبعث عُمَر عتبَة بْن غَزوَان أحد بَنِي مَازِن بْن مَنْصُور فِي شهر ربيع سنة أَربع عشرَة فَمَكثَ أشهرا لَا يَغْزُو فَبعث عُمَر عَلَى عمله عَبْد الرَّحْمَن وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن سهل الْأنْصَارِيّ فَمَاتَ قبل أَن يصل إِلَى الْبَصْرَة وَكتب عُمَر إِلَى الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ أَن سر إِلَى عتبَة فقد وليتك عمله فَسَار الْعَلَاء فَمَاتَ بتياس من أَرض بَنِي تَمِيم قبل أَن يصل ثمَّ غزا عتبَة فَافْتتحَ الأبلة والفرات وأبزقباذ وَسبي من ميسَان سبيا مِنْهُم يسَار أَبُو الْحسن بْن أَبِي الْحسن الْبَصْرِيّ الَّذِي افْتتح الْفُرَات مجاشع بْن مَسْعُود بِولَايَة عتبَة إِيَّاه وَيُقَال اففتح ميسَان ودست ميسَان وأبزقباذ وشطي دجلة الْمُغيرَة بْن شُعْبَة بِولَايَة عتبَة بْن غَزوَان مُسلم وَالضَّحَّاك قَالَا أخبرنَا سوَادَة بْن أَبِي الْأسود عَن قَتَادَة أَن عُمَر بعث عتبَة بْن غَزوَان فغزا الأبلة مَرْحُوم بْن عَبْد الْعَزِيز قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن خَالِد بْن عُمَيْر الْعَدوي قَالَ غزونا مَعَ عتبَة بْن غَزوَان الأبلة فافتتحناها ثمَّ عبرنا إِلَى الْفُرَات عون بْن كهمس قَالَ أخبرنَا عمرَان بْن حدير قَالَ حَدَّثَنَا رجل منا يُقَال لَهُ مقَاتل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ غزونا مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد الأبلة فافتتحناها هَذَا غلط خَالِد مر بِالْبَصْرَةِ فِي ولَايَة أَبِي بَكْر وَمن سبي ميسَان أرطبان جد عَبْد اللَّهِ بْن عون الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن ابْن عون عَن أَبِيه عَن أرطبان قَالَ كنت شماسا فِي بيعَة ميسَان فَوَقَعت فِي السهْم لعبد اللَّه بْن ذرة الْمُزنِيّ أَبُو عُمَر الشَّيْبَانِيّ عَن من أخبرهُ عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ صالحت طماهيج بنت كسْرَى أُخْت شيرويه عتبَة بْن غَزوَان عَلَى ميسَان وَيَقُولُونَ بعثت صَاحِبَة نهر الْمَرْأَة بِأم ازدان فَصَالح ابْن غَزوَان عَلَى مَا وَرَاء نهرها إِلَى مَوضِع جسر الْأَكْبَر أَبُو الْيَقظَان عَن صَدَقَة بْن عبيد اللَّه الْمَازِني قَالَ نَا ثَابت بْن عمَارَة عَن غنيم بْن قيس قَالَ كُنَّا مَعَ عتبَة بْن غَزوَان فَلَمَّا انْتهى الْبر وَرَاء منابت الْقصب قَالَ لَيست هَذِهِ من منَازِل الْعَرَب فَنزل الخريبة صَفْوَان بْن عِيسَى قَالَ نَا أَبُو نعَامَة عَن خَالِد بْن عُمَيْر الْعَدوي قَالَ مر عتبَة بْن غَزوَان بِموضع المربد فَوجدَ الكذان الغليظ فَقَالَ هَذِهِ الْبَصْرَة أنزلوها بِسم اللَّه حَدَّثَنَا غنْدر عَن شُعْبَة عَن عقيل بْن طَلْحَة عَن قبيصَة قَالَ كُنَّا مَعَ عتبَة بْن غَزوَان بالخريبة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مَيْمُون عَن عَوْف عَن الْحسن قَالَ افْتتح عتبَة بْن غَزوَان الأبلة فَقتل من الْمُسلمين سَبْعُونَ رجلا فِي مَوضِع مَسْجِد الأبلة ثمَّ عبر إِلَى الْفُرَات فَأَخذهَا عَنوة حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن صَالح بْن دِرْهَم عَن أَبِيه سمع أَبَا هُرَيْرَة عَن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 وَسلم يحْشر من مَسْجِد العشار بالأبلة شُهَدَاء لَا يقوم مَعَ شُهَدَاء بدر أحد غَيرهم وفيهَا أَمر عتبَة بْن غَزوَان محجن بْن الأدرع بِخَط مَسْجِد الْبَصْرَة الْأَعْظَم وبناه بالقصب ثمَّ خرج عتبَة حَاجا مجاشع بْن مَسْعُود وَأمره أَن يسير إِلَى الْفُرَات وَأمر الْمُغيرَة بْن شُعْبَة أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ حَتَّى يقدم مجاشع فَجمع أهل ميسَان للْمُغِيرَة عَلَيْهِم الفيلكان عَظِيم من عُظَمَاء أهل أبزقباذ فَظهر عَلَيْهِم الْمُغيرَة وَكتب بِالْفَتْح إِلَى عُمَر فَأمر عُمَر عتبَة أَن يسير إِلَى عمله فَمَاتَ قبل أَن يسير فَأقر عُمَر الْمُغيرَة عَلَى الْبَصْرَة وفيهَا بعث عُمَر جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ عَلَى السوَاد وَقد كَانَ الْمثنى بْن حَارِثَة يُغير بناحيته فلقي جرير مهْرَان فَقتل مهْرَان وَذَلِكَ فِي صفر من سنة أَربع عشرَة وتنازع جرير والمثنى بْن حَارِثَة الْإِمَارَة فَبعث عُمَر سعد بْن مَالك وَكتب إِلَيْهِمَا أَن اسمعا لَهُ وأطيعا فسمعا لَهُ وأطاعا وفيهَا مَاتَ الْمثنى بْن حَارِثَة وفيهَا ولد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكرَة بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ أول مَوْلُود ولد بهَا وفيهَا أَمر عُمَر بْن الْخطاب باجتماع النَّاس فِي الْقيام فِي شهر رَمَضَان وفيهَا حج عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف بِأَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا مَاتَ أَبُو قُحَافَة عُثْمَان بْن عَمْرو أَبُو أَبِي بَكْر الصّديق وَأقَام الْحَج سنة أَربع عشرَة إِلَى سنة ثَلَاث وَعشْرين عُمَر بْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ سنة خمس عشرَة فتوح الْأُرْدُن وَالْبِقَاع وبعلبك وحمص حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ افْتتح شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة الْأُرْدُن كلهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 عَنوة مَا خلا طبرية فَإِن أَهلهَا صالحوه وَذَلِكَ بِأَمْر أَبِي عُبَيْدَة وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ نَحوه قَالَا وَبعث أَبُو عُبَيْدَة خَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى أَرض الْبِقَاع وَصَالَحَهُ أهل بعلبك وَكتب لَهُم كتابا قَالَ ابْن مُغيرَة عَن أَبِيه صَالحهمْ عَلَى أَنْصَاف مَنَازِلهمْ وكنائسهم وَوضع الْخراج قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ ثمَّ خرج أَبُو عُبَيْدَة يُرِيد حمص وَقدم خَالِدا أَمَامه فقاتلوه قتالا شَدِيدا ثمَّ هزمت الرّوم حَتَّى دخلُوا مدينتهم فحصرهم فَسَأَلُوهُ الصُّلْح عَلَى أَمْوَالهم وأنفسهم وكنائسهم وعَلى أَرض حمص عَلَى مائَة ألف دِينَار وَسبعين ألف دِينَار وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ صَالحهمْ أَبُو عُبَيْدَة عَلَى الْمَدِينَة عَلَى مَا صَالح عَلَيْهِ أهل دمشق وَأخذ سَائِر مدائنهم عَنوة وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن من حَدثهُ عَن ابْن إِسْحَاق نَحوه وقْعَة جَامِعَة اليرموك وفيهَا وقْعَة اليرموك بَكْر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ نزلت الرّوم اليرموك وَهِي مائَة ألف من الرّوم وقبائل قضاعة عَلَيْهِم السفلار خصي لهرقل قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَت الرّوم ثَلَاث مائَة ألف عَلَيْهِم باهان رجل من أَبنَاء فَارس تنصر وَلحق بالروم وَضم أَبُو عُبَيْدَة إِلَيْهِ أَطْرَافه وأمراء الأجناد وأمده عُمَر بِسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين بعد قتال شَدِيد وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَت الْوَاقِعَة يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس مضين من رَجَب سنة خمس عشرَة حَدَّثَنَا بكر عَن ابْن إِسْحَاق اسْتشْهد يَوْم جَامِعَة اليرموك عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 وَأَبَان بْن سعيد بْن الْعَاصِ وَعِكْرِمَة بْن أَبِي جهل وَعبد اللَّه بْن سُفْيَان بْن عَبْد الْأسد وَسَعِيد بْن الْحَارِث بْن قيس قَالَ أَبُو الْحسن أبان بْن سعيد قتل يَوْم أجنادين وَيُقَال يَوْم مرج الصفر وَقَالَ الْوَلِيد بْن هِشَام قتل يَوْم مرج الصفر عِكْرِمَة قَالَ أَبُو الْحسن وَاسْتشْهدَ يَوْم اليرموك سهل بْن عَمْرو والْحَارث بْن هِشَام فتح نهر تيري ودست ميسَان بالعراق وَفِي هَذِهِ السّنة بالعراق فتحت نهر تيري ودست ميسَان وقراها حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده أَن الْمُغيرَة بْن شُعْبَة صَالحهمْ عَلَى ألف ألف دِرْهَم وَمِائَة ألف دِرْهَم ثمَّ كفرُوا فافتتحها أَبُو مُوسَى بعد وَحَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن النَّضر بْن إِسْحَاق عَن قَتَادَة أَن الْمُغيرَة بْن شُعْبَة افْتتح نهر تيري عَنوة وجد بهَا حد النوشجان وَهُوَ يَوْمئِذٍ صَاحبهَا موقعة الْقَادِسِيَّة وفيهَا وقْعَة الْقَادِسِيَّة عَلَى الْمُسلمين سعد بْن مَالك وعَلى الْمُشْركين رستم وَمَعَهُ الجالينوس وَذُو الْحَاجِب فَحَدثني غير وَاحِد عَن أَبِي عوَانَة عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ كَانَ الْمُسلمُونَ مَا بَين السَّبْعَة آلَاف إِلَى الثَّمَانِية ورستم بإزائنا فِي سِتِّينَ ألفا يَزِيد بْن زُرَيْع عَن الْحجَّاج عَن حميد بْن هِلَال عَن خَالِد بْن عُمَيْر قَالَ كَانُوا أَرْبَعِينَ ألفا قَالَ الْحجَّاج فَحَدثني عَبْد اللَّهِ أَنه كَانَ مَعَهم سبعين فيلا بَكْر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ كَانَ رستم فِي سِتِّينَ ألفا من أخص ديوانه والمسلمون سِتَّة آلَاف أَو سَبْعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 حَدَّثَنَا من سمع شَرِيكا عَن عُبَيْدَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ كَانُوا مَا بَين الثَّمَانِية آلَاف إِلَى التِّسْعَة آلَاف وجاءهم قدر أَلفَيْنِ فأقاموا قدر شهر لَا يلقاهم الْعَدو وَبعث سعد زهرَة بْن حوية للغارة فلقي شارزاذ بْن أزاذبه بالسيلحين فَقتل شارزاد قَتله بكير بْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ وَأَصَابُوا حليا كثيرا أَو جوهرا وَكتب سعد إِلَى عُمَر يستمده قَالَ ابْن زُرَيْع عَن حجاج عَن حميد بْن هِلَال عَن خَالِد بْن عُمَيْر قَالَ أمدهم أهل الْبَصْرَة بِأَلف وَخمْس مائَة كنت فيهم قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَار الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فِي أَربع مائَة وَقيس بْن مكشوح فِي سبع مائَة قَالَ أَبُو الْحسن فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثَلَاثَة أَيَّام أَولهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث بَقينَ من شَوَّال وَيُقَال لأيام بَقينَ من شهر رَمَضَان فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين وَقتل رستم يُقَال قَتله زهرَة بْن حوية وَيُقَال هِلَال بْن علفة وَيُقَال عَمْرو بْن معد يكرب وَيُقَال مَاتَ عطشا وَقتل حَنْظَلَة بْن ربيعَة الْأَسدي ذَا الْحَاجِب وَأمر سعد زهرَة بْن حوية بِاتِّبَاع الْفرس فلحقهم بالخرار فَقتل جالينوس وَأخذ سلبه وَيُقَال قَتله كثير بْن شهَاب وقتلوهم مابين الخرار إِلَى السيلحين إِلَى النجف وأمسوا فَكف عَنهم زهرَة وَرجع وَفِي حَدِيث أَبِي عوَانَة عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ اتبعَناهم إِلَى الْفُرَات فَهَزَمَهُمْ اللَّه واتبعَناهم إِلَى الصراة فَهَزَمَهُمْ اللَّه فألجأناهم إِلَى الْمَدَائِن وَفِي حَدِيث ابْن زُرَيْع عَن حجاج عَن عَبْد اللَّهِ قَالَ دقَّتْ رجالة السّبْعين فيلا فِي الخَنْدَق حَدَّثَنَا من سمع أَبَا مُحصن عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ لقد رَأَيْتنِي أعبر الخَنْدَق مشيا عَلَى الرِّجَال قتل بَعضهم بَعْضًا قَالَ مَا بهم سلَاح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 فتح الْمَدَائِن قَالَ أَبُو الْحسن ثمَّ سَار سعد من الْقَادِسِيَّة يتبعهُم فَأَتَاهُ أهل الْحيرَة فَقَالُوا نَحن عَلَى عهدنا وَأَتَاهُ بسطَام صَاحب نهر بسطَام فَصَالحه وَقطع سعد الْفُرَات فلقي جمعا بنرس عَلَيْهِم بصبهري فَقتله زهرَة بْن حوية ثمَّ لقى جمعا بكوثا عَلَيْهِم الفيرزان فَهَزَمَهُمْ اللَّه ثمَّ لَقِي جمعا بدير كَعْب عَلَيْهِم الفرخان فَهَزَمَهُمْ اللَّه ثمَّ سَار سعد والمسلمون حَتَّى نزلُوا الْمَدَائِن فافتتحوها وَقتل سعد بْن عبيد بْن النُّعْمَان يَوْم الْقَادِسِيَّة بعد أشهر وفيهَا حَدِيث حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر قَالَ نَا مُحَمَّد بْن خازم عَن الْأَعْمَش عَن حبيب بْن صهْبَان قَالَ كنت مَعَ سعد بْن مَالك فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ مَا يمنعكم من العبور إِلَّا هَذِه النُّطْفَة ثمَّ أقحم فرسه فَاعْترضَ بِهِ دجلة ثمَّ قَرَأَ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذن الله فأقحم النَّاس خيولهم فَلَمَّا رَآهُمْ الْفرس قَالُوا ديوَان ديوَان فَعبر النَّاس فَلم يفقدوا شَيْئا إِلَّا قدحا كَانَ مُعَلّقا عَلَى عذبة السرج فرأيته يعوم عَلَى المَاء وَهُوَ يطفح فأصبنا عَسْكَرهمْ فِيهِ من الجرب أَمْثَال الرِّجَال من الكافور وأصبنا من بقرهم فذبحنا فَجعل النَّاس يلقون الكافور عَلَى اللَّحْم وَيَقُولُونَ مَا أَمر ملح الْعَجم قَالَ وأصبنا من آنِية الذَّهَب حَتَّى جعل الرجل يشرى صفراء بَيْضَاء يعَني ذَهَبا بِفِضَّة حَدَّثَنَا من سمع أَبَا مُحصن عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ ألجأناهم إِلَى الْمَدَائِن فَدَخَلُوهَا وَنزل الْمُسلمُونَ دير المسالح فَجعلنَا نقاتلهم فَقَالَ الْمُسلمُونَ هَؤُلَاءِ فِي الْبيُوت وَنحن بالعراء وَفِي الصحارى فاعبروا بِنَا إِلَيْهِم فَعبر السلمون من فَوق الْمَدَائِن وَمن أَسْفَل فأقحمنا فِي المَاء حَتَّى عبرنا إِلَيْهِم فحاصرناهم فِي الْجَانِب الشَّرْقِي حَتَّى أكلُوا فِيهَا الْكلاب والسنانير فَخَرجُوا عَلَى حامية مَعَهم الْعِيَال والأثقال فَسَارُوا حَتَّى نزلُوا جَلُولَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 حَدَّثَنَا من سمع مسلمة عَن دَاوُد بْن أَبِي هِنْد عَن الشّعبِيّ قَالَ أول من أقحم فرسه فِي دجلة سعد وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الذَّيَّال عَن حميد بْن هِلَال أَن أول من عبر هِلَال ابْن علفة وَيُقَال أول من عبر رجل من عَبْد الْقَيْس أَبُو الْحسن عَن حباب بْن مُوسَى عَن عَاصِم بْن بَهْدَلَة عَن زر بْن حُبَيْش قَالَ عبر سعد فِي أَربع مائَة فَكَانُوا يتحدثون عَلَى ظُهُورهَا كَمَا يتحدثون عَلَى الأَرْض ذكر مسلمة عَن الْمثنى عَن أَبِي عُثْمَان قَالَ غرق يَوْمئِذٍ رجل كَانَ عَلَى فرس شقراء زل عَن ظهرهَا وَخرجت الْفرس تنفض عرقها ولد سعيد بن الْمسيب لِسنتَيْنِ فلنا من خلَافَة عمر وَمَات نَوْفَل بن الْحَارِث لِسنتَيْنِ خلتا من خلَافَة عمر وَفِي هَذِه السّنة ولى عمر عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَرض عمان والبحرين فَسَار إِلَى عمان وَوجه أَخَاهُ الحكم بن أبي الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرين سنة سِتّ عشرَة فتح الأهواز فِيهَا افتتحت الأهواز ثمَّ كفرُوا وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قَالَ سَار الْمُغيرَة إِلَى الأهواز فَصَالحه البير زَان عَلَى ألفي ألف دِرْهَم وثمان مائَة ألف وَتِسْعين ألفا ثمَّ غزاهم الْأَشْعَرِيّ بعد فتح حلب وأنطاكية ومنبج وَبَيت الْمُقَدّس وَفِي هَذِه السّنة افتتحت حلب وأنطاكية ومنبج عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَن أَبَا عُبَيْدَة بعث عَمْرو بن الْعَاصِ بعد فَرَاغه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 من اليرموك إِلَى قنسرين فَصَالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية وافتتح سَائِر أَرض قنسرين عَنوة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ أَبُو عُبَيْدَة صَالح أهل حلب وَكتب لَهُم كتابا ثمَّ شخص أَبُو عُبَيْدَة وعَلى مقدمته خَالِد بْن الْوَلِيد فحاصر أهل إيلياء فَسَأَلُوهُ الصُّلْح عَلَى أَن يكون عمرهو يعطيهم ذَلِكَ وَيكْتب لَهُم أَمَانًا فَكتب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى عُمَر فَقدم عُمَر فَصَالحهُمْ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثمَّ شخص إِلَى الْمَدِينَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَذَلِكَ سنة سِتّ عشرَة حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن ركَانَة عَن سَالم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر قَالَ خرج أهل إيلياء إِلَى عُمَر فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْيَة وفتحوها وَفِي هَذِهِ السّنة مَاتَت مَارِيَة أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا مَاتَ سعد بْن عبَادَة الْأنْصَارِيّ بِالشَّام سنة سبع عشرَة فِيهَا خرج عُمَر بْن الْخطاب إِلَى سرغ واستخلف عَلَى الْمَدِينَة زيد بْن ثَابت وَبهَا الطَّاعُون فَرجع وفيهَا شهد أَبُو بكرَة وَنَافِع ابْنا الْحَارِث وشبل بْن معبد وَزِيَاد عَلَى الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فَعَزله عُمَر عَن الْبَصْرَة وولاها أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فتوح أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ عَامر بْن حَفْص قدم أَبُو مُوسَى الْبَصْرَة سنة سبع عشرَة فَكتب إِلَيْهِ عُمَر أَن سر إِلَى كور الأهواز فَسَار أَبُو مُوسَى واستخلف عَلَى الْبَصْرَة عمرَان بْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 حُصَيْن فَأتى الأهواز فافتتحها يُقَال عَنوة وَيُقَال صلحا فوظف عَلَيْهَا عُمَر عشرَة آلَاف ألف وَأَرْبع مائَة ألف ريحَان بْن عصمَة قَالَ أخبرنَا عُمَر بْن مَرْزُوق عَن أَبِي فرقد قَالَ كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بالأهواز وعَلى خيله تجافيف الديباج يحيى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين قَالَ افْتتح أَبُو مُوسَى الأهواز أَبُو الْحسن عَن خَلاد بْن عُبَيْدَة عَن عَلِيّ بْن زيد عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكرَة قَالَ فتحت الأهواز صلحا أَو عَنوة الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي مسلمة بْن محَارب قَالَ نَا قحذم قَالَ جهد زِيَاد فِي سُلْطَانه أَن يخلص الصُّلْح من العَنوة فَمَا قدر حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم قَالَ نَا عمرَان بْن حدير عَن أَبِي مجلز قَالَ رد عُمَر الأهواز إِلَى الْجِزْيَة بَعْدَمَا قسموا بَين الْمُسلمين وَغشيَ نِسَاؤُهُم ثمَّ صَالح السبان وَأهل نهر تيري أَبُو مُوسَى ثمَّ سَار إِلَى مناذر فحصر أَهلهَا ثمَّ انْصَرف عَنها واستخلف الرّبيع ابْن زِيَاد الْحَارِثِيّ فافتتحها عَنوة فَقتل وسبى وَقتل بهَا من الْمُسلمين المُهَاجر بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ موقعة جَلُولَاء وفيهَا وقْعَة جَلُولَاء هرب يزدجرد بْن كسْرَى بعد وقْعَة الْمَدَائِن إِلَى جَلُولَاء وَأقَام سعد بِالْمَدَائِنِ فَكتب يزدجرد إِلَى الْجبَال فَجمع الْمُقَاتلَة فوجههم إِلَى جَلُولَاء فَاجْتمع بهَا جمع كثير عَلَيْهِم خرزاذ بْن خرهرمز فَكتب سعد إِلَى عُمَر يُخبرهُ فَكتب عُمَر أقِم بمكانك وَوجه إِلَيْهِم جَيْشًا فَإِن اللَّه ناصرك ومتم وعده فعقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 سعد لهاشم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص فَالْتَقوا فجال الْمُسلمُونَ جَوْلَة ثمَّ هزم اللَّه الْمُشْركين وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وحوى الْمُسلمُونَ عَسْكَرهمْ وَأَصَابُوا أَمْوَالًا عَظِيمَة وسلاحا ودواب وسبايا فبلغت الْغَنَائِم ثَمَانِيَة عشر ألف ألف فَحَدثني شُعَيْب بْن حَيَّان عَن عَمْرو بْن يحيى عَن سيف قَالَ نَا مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ قسم فَيْء جَلُولَاء عَلَى ثَلَاثِينَ ألف ألف حَدَّثَنِي من سمع أَبَا مُحصن عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ قاتلناهم بجلولاء فجال الْمُسلمُونَ فَنَادَى هَاشم يَا معشر الْمُسلمين أَيْن أَيْن أما رَأَيْتُمْ مَا خَلفْتُمْ وتأتون عُمَر منهزمين فعطف الْمُسلمُونَ عَلَيْهِم فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَسميت جَلُولَاء فتح الْفتُوح عثام بْن عَلِيّ عَن الْأَعْمَش عَن شمر بْن عَطِيَّة قَالَ كَانَت السِّهَام بجلولاء ثَلَاثَة آلَاف سهم أَبُو مَدين عَن عَمْرو بْن يحيى عَن سيف عَن عُبَيْدَة عَن شَقِيق قَالَ سميت جَلُولَاء الوقيعة لم تجللها من الشَّرّ حَدَّثَنَا غير وَاحِد عَن أَبِي عوَانَة عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ سميت جَلُولَاء فتح الْفتُوح وَحَدَّثَنِي شُعَيْب عَن عَمْرو بْن يحيى عَن سيف قَالَ كَانَت جَلُولَاء سنة سبع عشرَة وَحَدَّثَنَا معَاذ بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ كَانَت سنة تسع عشرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 قَالَ أَبُو الْيَقظَان أم الْهُذيْل وبسطام وَهياج بَنِي عمرَان بن الفضيل من سبي جَلُولَاء وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم أَن أم الشّعبِيّ من سبي جَلُولَاء ثمَّ رَجَعَ الْمُسلمُونَ إِلَى الْمَدَائِن وَجَاء أهل الطساسيج إِلَى سعد فَصَالَحُوهُ وأقرهم فِي بِلَادهمْ بِنَاء الْكُوفَة وَحَدَّثَنِي من سمع أَبَا مُحصن عَن حُصَيْن عَن أَبِي وَائِل قَالَ رَجَعَ الْمُسلمُونَ فنزلوا الْمَدَائِن فاجتووها فشكوا ذَلِكَ إِلَى عُمَر فَقَالَ عُمَر أتصبر بِالْمَدَائِنِ الْإِبِل قَالُوا لَا إِن بهَا بعوضا قَالَ فَإِن الْعَرَب لَا تصبر بِبِلَاد لَا تصبر فِيهَا الْإِبِل فارتادوا قَالَ فخرجنا وَنحن نُرِيد الْحيرَة فلقينا رجل من أهل الْحيرَة وَهُوَ يُرِيد أَن يصرفنا عَنها فَقَالَ أدلكم عَلَى بَلْدَة ارْتَفَعت عَن الْبَعُوضَة وتطأطأت عَن البقة وطعَنت فِي الْبَريَّة وخالطت الرِّيف فدلنا عَلَى الْكُوفَة فاختط النَّاس ونزلوا سنة ثَمَان عشرَة عَام الرَّمَادَة بَكْرٌ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ فِيهَا عَام الرَّمَادَة أصَاب النَّاس مجاعَة شَدِيدَة فَخرج عُمَر يَسْتَسْقِي وَمَعَهُ الْعَبَّاس فَقَالَ اللَّهُمَّ نستسقيك بعم نبيك طاعون عمواس قَالَ وفيهَا طاعون عمواس بِالشَّام مَاتَ فِيهِ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح ومعاذ بْن جبل وَيزِيد بْن أَبِي سُفْيَان وشرحبيل بْن حَسَنَة والْحَارث بْن هِشَام بن الْمُغيرَة فتح الرها وسميساط والجزيرة قَالَ أبن إِسْحَاق وَفِي سنة ثَمَان عشرَة فتحت الرها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم أَن أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ افْتتح الرها وسميساط صلحا وَمَا والاهما عَنوة قَالَ وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَجه عِيَاض بْن غنم الفِهري إِلَى الجزيرة فَوَافَقَ أَبَا مُوسَى بعد فتح هَذِهِ الْمَدَائِن فَمضى وَمضى مَعَه أَبُو مُوسَى فافتتحا حران ونصيبين وَطَوَائِف الجزيرة عَنوة وَيُقَال وَجه أَبُو عُبَيْدَة خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى الجزيرة فَوَافَقَ أَبَا مُوسَى قد افْتتح الرها وسميساط فَوجه خَالِد أَبَا مُوسَى وعياضا إِلَى حران فصالحا أَهلهَا ثمَّ مضى خَالِد إِلَى نَصِيبين فافتتحها ثمَّ رَجَعَ إِلَى آمد فافتتحها صلحا وَمَا بَينهمَا عَنوة حَدَّثَنِي شيخ من أهل الجزيرة أَن عِيَاض بْن غنم ولي صلح هَذِهِ المدن وَغَيرهَا من الجزيرة وَكتب لَهُم كتابا هُوَ عَندهم الْيَوْم باسم عِيَاض حَدَّثَنَا وَكِيع بْن الْجراح قَالَ أخبرنَا ثَوْر عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَائِذ أَن خَالِد بْن الْوَلِيد دخل حَماما بآمد وَذكر فِيهِ حَدِيثا وَحَدَّثَنَا رجل عَن الْمُغيرَة بْن زِيَاد الْموصِلِي عَن عبَادَة بْن نسي أَن أَبَا مُوسَى أمد بِأَهْل الْكُوفَة فَنزل سميساط وَذكر فِيهِ حَدِيثا معَاذ بْن هِشَام قَالَ أخبرنَا أَبِي عَن قَتَادَة عَن يُونُس بْن جُبَير أَن أَبَا مُوسَى صلى بدارا صَلَاة الْخَوْف ودارا من أَرض الجزيرة بَينهَا وَبَين نَصِيبين فراسخ وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم أَن عُمَر وَجه عياضا فَافْتتحَ الْموصل وَخلف عتبَة بْن فرقد عَلَى أحد الحصنين وافتتح الأَرْض كلهَا عَنوة غير الْحصن فَصَالحه أَهله وَذَلِكَ سنة ثَمَان عشرَة فتح حلوان والماهات وَمَا سبذان حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة قَالَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة عَن السمري وَجه سعد جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ إِلَى حلوان بعد جَلُولَاء فافتتحها عنْوَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 قَالَ وَيُقَال بل وَجه هَاشم بْن عتبَة ثمَّ انتفضوا حِين سَارُوا إِلَى نهاوند ثمَّ سَار هَاشم إِلَى ماه دِينَار فأجلاهم إِلَى أذربيجان ثمَّ بعثوا إِلَى سعد فَصَالَحُوهُ وافتتح هَاشم الماهات وَمَا سبذان فتح جند يسابور والسوس وفيهَا افْتتح جند يسابور والسوس صلحهم صالحههم أَبُو مُوسَى ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأهواز فتح سرق ورامهمز وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ أول من قدم رامهرمز أَربع مائَة من الْمُسلمين فَأَغَارُوا عَلَى قَرْيَة الْعَبَّادِيّ فَقتلُوا وَسبوا ثمَّ انصرفوا إِلَى صهر تَاج من سرق فَقتل جمَاعَة فَسَار أَبُو مُوسَى فَافْتتحَ صلحا أهل سرق وَأهل رامهرمز إِلَى مَدِينَة بِالْجَبَلِ عَلَى فَرسَخ من رامهرمز فَصَالَحُوهُ عَلَى أَشْيَاء بلغت جماعتها ثَمَان مائَة ألف فِي كل عَام وَبلغ خراج سرق مثل ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ عَن مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة عَن حميد الطَّوِيل عَن حبيب بْن يحيى عَن خَالِد بْن زيد وَكَانَت عينه أُصِيبَت بسرق قَالَ حاصرناهم حدث حَمَّاد بْن زيد عَن عَاصِم الْأَحول عَن فُضَيْل الرقاشِي قَالَ حاصرنا أهل صهرتاج فَكتب مَمْلُوك أَمَانًا وَرمى بِهِ بِسَهْم فَخَرجُوا فَكتب عُمَر يجير عَلَى الْمُسلمين أَدْنَاهُم ثمَّ شخص أَبُو مُوسَى وَولى أَبَا مَرْيَم الْحَنَفِيّ وَيُقَال أَبُو مَرْيَم ولي صلح الكورتين وَيُقَال افْتتح جرير بْن عَبْد اللَّهِ رامهرمز وَكَانَ عُمَر بَعثه مدادا لأبي مُوسَى وَهُوَ محاصر لأهل تستر فتح تستر وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ افْتتح أَبُو مُوسَى عَامَّة رامهرمز ثمَّ سَار أَبُو مُوسَى إِلَى تستر فَأَقَامَ عَلَيْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 فتح ريشهر قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وفيهَا حاصر هرم بْن حَيَّان أهل ريشهر فَرَأى ملكهم امْرَأَة تَأْكُل وَلَدهَا فَقَالَ الْآن أصالح الْعَرَب فَصَالح هرما على أَن خلى لَهُم الْمَدِينَة بِنَاء الْكُوفَة وفيهَا نزل النَّاس الْكُوفَة وَبنى سعد مَسْجِد جَامعهَا سنة تسع عشرَة فتح قيسارية فِيهَا فتحت قيسارية أميرها مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وَسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم كل أَمِير عَلَى جنده فَهزمَ اللَّهُ الْمُشْركين وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَذَلِكَ فِي سنة تسع عشرَة وَقَالَ ابْن إِسْحَاق سنة عشْرين فتح تكريت وفيهَا فتحت تكريت سنة تسع عشرَة فتح صهاب وتوج وفيهَا قتل شهرك بِأَرْض فَارس قَتله بَاب بْن ذِي الجرة قَالَ أَبُو الْيَقظَان قَتله جَدِيد بْن مَالك اليحمدي قَالَ أَبُو الْحسن كَانَت الْوَقْعَة بصهاب عَلَى الْمُسلمين الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الْتَقَوْا بصهاب عَلَيْهِم هرم بن حَيَّان الْعَبْدي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 حَدَّثَنَا غَسَّان بْن مُضر عَن سعيد بْن يَزِيد عَن أَبِي نَضرة أَو غَيره قَالَ قطع عُثْمَان وَالْحكم فَلَقوا شهرك بريشهر فافتتحوا فجَاء بِرَأْس شهرك رجل من اليحمد يُقَال لَهُ جَدِيد بن مَالك أَو مَالك بن جَدِيد إِلَى عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ فنزلوا توج وابتنوا بهَا الْبناء ثمَّ تحولوا عَنْهَا عَن أَبِي أُسَامَة قَالَ أخبرنَا الْعَلَاء بْن الْمنْهَال عَن عَاصِم بْن كُلَيْب عَن أَبِيه قَالَ حاصرنا توج وعلينا مجاشع بْن مَسْعُود ففتحناها وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ لما قتل شهرك انهزم رجل يُقَال لَهُ برتيان وَهُوَ عَظِيم من عُظَمَاء فَارس فتحصن فِي التوجان من كورة سَبِيل من رامهرمز وَاجْتمعت إِلَيْهِ جمَاعَة فَبعث إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى فحصره سنة أَو نَحْوهَا فَخرج فلحق بإصطخر وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قَالَ لم يزَالُوا فِي الْحصن حَتَّى كتب لَهُم عُمَر كتابا وأجلهم أَرْبَعَة أشهر يذهبون حَيْثُ شاؤوا فَذَهَبُوا إِلَى إصطخر وفيهَا أسرت الرّوم عَبْد اللَّهِ بْن حذافة السَّهْمِي سنة عشْرين فتح مصر وفيهَا أَمر مصر حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَغَيرهم أَن عُمَر كتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ أَن سر إِلَى مصر فَسَار وَبعث عُمَر الزبير بْن الْعَوام مدَدا لَهُ وَمَعَهُ عُمَيْر بْن وهب الجُمَحِي وَبسر بْن أَرْطَاة العامري وخارجة بْن حذافة حَتَّى أَتَى بَاب أليون فامتنعوا فافتتحها عَنوة وَصَالَحَهُ أهل الْحصن وَكَانَ الزبير أول من ارْتقى سور الْمَدِينَة ثمَّ اتبعهُ النَّاس بعد وكلم الزبير بْن الْعَوام عمرا أَن يقسمها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 بَين من افتتحها فَكتب عَمْرو إِلَى عُمَر فَكتب عُمَر أَكلَة وأكلات خير من إفرازها حَدَّثَنَا من سمع ابْن لَهِيعَة عَن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ عَن ابْن أَبِي الْعَالِيَة عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت عَمْرو بْن الْعَاصِ على الْمُنِير يَقُول لقد قعدت مقعدي هَذَا وَمَا لأحد من قبط مصر عَلِيّ عهد وَلَا عقد إِن شِئْت قتلت وَإِن شِئْت بِعْت وَإِن شِئْت خمست إِلَّا أهل أنطابلس فَإِن لَهُم عهدا يُوفى بِهِ وعَن ابْن لَهِيعَة عَن يَزِيد بْن أَبِي حبيب عَن سُفْيَان بْن وهب الْخَولَانِيّ قَالَ افتتحنا مصر مَعَ عَمْرو بْن الْعَاصِ عَنوة من سمع عَبْد اللَّهِ بْن صَالح عَن مُوسَى نب عَلِيّ عَن أَبِيه قَالَ الْمغرب كُله عَنوة من سمع سعيد بْن أَبِي مَرْيَم عَن ابْن لَهِيعَة عَن عَمْرو بْن يَزِيد عَن عَبْد اللَّهِ بْن دِينَار عَن ابْن عُمَر قَالَ فتحت مصر بِغَيْر عهد قَالَ ابْن لَهِيعَة وَأَخْبرنِي الصَّلْت بْن أَبِي عَاصِم كَاتب حَيَّان بْن شُرَيْح أَنه قَرَأَ كتاب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز إِلَى حَيَّان بْن شُرَيْح أَن مصر افتتحت عَنوة بِغَيْر عقد وَلَا عهد قَالَ ابْن لَهِيعَة أَخْبرنِي أَبُو سرجون عَن عَبْد الْملك بْن جُنَادَة عَن أَبِيه وَكَانَ مِمَّن فتح مصر أَنهم دخلُوا مصر بِلَا عهد وَلَا عقد من سمع عَبْد اللَّهِ بْن صَالح عَن ابْن لَهِيعَة عَن الْحَارِث بْن يَزِيد الْحَضْرَمِيّ عَن عَلِيّ بْن رَبَاح أَن أَبَا بَكْر الصّديق بعث حَاطِب بْن أَبِي بلتعة إِلَى الْمُقَوْقس بِمصْر بِنَاحِيَة قرى الشرقية فَأَعْطوهُ فَلم يزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى دَخلهَا عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقَاتلهُمْ فَانْتقضَ ذَلِكَ الصُّلْح من سمع عَبْد اللَّهِ بْن صَالح عَن اللَّيْث عَن يَزِيد بْن أَبِي حبيب أَن الْمُقَوْقس صَالح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 عَمْرو بْن الْعَاصِ عَلَى أَن يفْرض عَلَى القبط دينارين دينارين فَبلغ ذَلِكَ هِرقل فَبعث الجيوش فأغلقوا الاسكندرية وَأَن يؤذوا عمرا بِالْحَرْبِ فَقَاتلهُمْ وَكتب إِلَى عُمَر أما بعد فَإِن اللَّه فتح علينا الْإسْكَنْدَريَّة عَنوة قسرا بِلَا عهد وَلَا عقد قَالَ فمصر كلهَا صلح فِي قَول يَزِيد بْن أَبِي حبيب غير الْإسْكَنْدَريَّة وَبِهَذَا القَوْل كَانَ يَقُول اللَّيْث فتح أنطابلس من سمع عَبْد اللَّهِ بْن صَالح عَن اللَّيْث عَن سهل بْن عقيل عَن عَبْد اللَّهِ بْن هُبَيْرَة قَالَ صَالح عُمَر أهل أنطابلس وَهِي من بِلَاد برقة بَين أفريقية ومصر عَلَى الْجِزْيَة أَن يبيعوا من أَحبُّوا من أبنائهم فِي جزيتهم من سمع ابْن أَبِي مَرْيَم عَن ابْن لَهِيعَة عَن مرْثَد بْن عَبْد اللَّهِ الْحَضْرَمِيّ أَنه أَتَى أهل أنطابلس حِين ولى أنطابلس بِكِتَاب عَهدهم من سمع عبد الله بْن صَالح عَن ابْن لَهِيعَة عَن يَزِيد بْن أَبِي حبيب قَالَ لَيْسَ بَين أهل مصر وَبَين الأساود عهد وَلَا مِيثَاق إِنَّمَا هِيَ هدنة بَيْننَا وَبينهمْ نعطيهم شَيْئا من قَمح وعدس ويعطوننا رَقِيقا وَلَا بُد لنا من أَن نشتري رقيقهم وقْعَة تستر الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه وَعَمه أَن أَبَا مُوسَى لما فرغ من الأهواز ومناذرونهر تيري وجند يسابور ورامهرمز توجه إِلَى تستر فَنزل بَاب الشَّرْقِي وَكتب إِلَى عُمَر يستمده فَكتب عُمَر إِلَى عمار بْن يَاسر أَن أمد أَبَا مُوسَى فَكتب عمار إِلَى جرير ابْن عَبْد اللَّهِ وَهُوَ بحلوان أَن سر إِلَى أَبِي مُوسَى فَسَار جرير فِي ألف فأقاموا أشهرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 ثمَّ كتب أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَر أَنهم لم يغنوا عَنه شَيْئا فَكتب عُمَر إِلَى عمار أَن سر إِلَى تستر فَسَار فأمده عُمَر من الْمَدِينَة فَحَدثني عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي قراد أَبُو نوح قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَان بْن مُعَاوِيَة الْقرشِي عَن أَبِيه عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ أَقَامُوا سنة أَو نَحْوهَا فجَاء رجل من أهل تستر فَقَالَ لأبي مُوسَى أَسأَلك أَن تحقن دمي وَدِمَاء أهل بَيْتِي وتخلي لنا أَمْوَالنَا ومساكننا عَلَى أَن أدلك عَلَى الْمدْخل قَالَ فَذَلِك لَك قَالَ فابغني إنْسَانا سابحا ذَا عقل يَأْتِيك بِأَمْر بَين فَأرْسل أَبُو مُوسَى إِلَى مجزأَة بْن ثَوْر السدُوسِي فَقَالَ أبغني رجلا من قَوْمك سابحا ذَا عقل فَقَالَ مجزأَة اجْعَلنِي ذَلِكَ الرجل فَانْطَلق بِهِ فَأدْخلهُ من مدْخل المَاء مدخلًا يضيق أَحْيَانًا حَتَّى ينبطح عَلَى بَطْنه ويتسع أَحْيَانًا فَيَمْشِي قَائِما ويحبو فِي بعض ذَلِكَ حَتَّى دخل الْمَدِينَة وَقد أمره أَبُو مُوسَى أَن يحفظ طَرِيق الْبَاب وَطَرِيق السُّور ومنزل الهرمزان وَقَالَ لَا تسبقني بِأَمْر فَانْطَلق بِهِ العلج حَتَّى أَتَى الهرمزان فهم بقتْله ثمَّ ذكر قَول أَبِي مُوسَى لَا تسبقني بِأَمْر فَرجع إِلَى أَبِي مُوسَى فندب أَبُو مُوسَى النَّاس مَعَه فَانْتدبَ ثَلَاث مائَة ونيف فَأَمرهمْ أَن يلبس الرجل ثَوْبَيْنِ لَا يَزِيد عَلَيْهِمَا وسيفه فَفَعَلُوا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن فَكبر وَوَقع فِي المَاء وَكبر الْقَوْم ووقعوا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن كَأَنَّهُمْ البط فَسَبحُوا حَتَّى جاوزوا ثمَّ انْطلق بهم إِلَى النقب الَّذِي يدْخل المَاء مِنْهُ وَكبر ثمَّ دخل مَعَه خَمْسَة وَثَلَاثُونَ رجلا أَو سِتَّة وَثَلَاثُونَ رجلا فَمضى بطَائفَة مِنْهُم إِلَى الْبَاب فوضعهم عَلَيْهِ وَمضى بطَائفَة إِلَى السُّور وَمضى بِمن بَقِي مَعَه حَتَّى صعد السُّور فانحدر عَلَيْهِ علج مَعَه نيزك فطعَنه مجزأَة فأثبته وَكبر الْمُسلمُونَ عَلَى السُّور وعَلى الْبَاب وفتحوا الْبَاب وَأَقْبل الْمُسلمُونَ حَتَّى دخلُوا الْمَدِينَة وتحصن الهرمزان فِي قَصَبَة لَهُ قَالَ أَبُو الْحسن الَّذِي سَأَلَ أَبَا مُوسَى الْأمان ويدلهم عَلَى الْمدْخل سينبة قَالَ أَبُو الْحسن عَن الْعَلَاء بْن معَاذ الْمَازِني قَالَ حَدَّثَنِي مشيخة من اهل تستر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 أَن الْمُسلمين دخلُوا الْمَدِينَة لَيْلًا وَأَصْبحُوا يَوْم الْأَرْبَعَاء فَقَاتلهُمْ ثمَّ انهزم الهرمزان فَدخل القلعة أَبُو الْحسن عَن سَلمَة بْن عُثْمَان عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أنس بْن مَالك قَالَ قاتلناهم حَتَّى طلع الْفجْر فَمَا صليت الْغَدَاة وَلَا أحد منا حَتَّى انتصف النَّهَار فَمَا يسرني بِتِلْكَ الصَّلَاة الدُّنْيَا كلهَا حَدَّثَنَا ابْن زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَن أنس قَالَ لم نصل يَوْمئِذٍ الْغَدَاة حَتَّى انتصف النَّهَار فَمَا يسرني بِتِلْكَ الصَّلَاة الدُّنْيَا كلهَا أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَالَ نَا أَبُو هِلَال الرَّاسِبِي عَن ابْن سِيرِين قَالَ قتل الْبَراء بْن مَالك يَوْم تستر حَدَّثَنَا يحيى بْن سعيد عَن حبيب بْن شهَاب عَن أَبِيه قَالَ أَنا أول من أوقد بِبَاب تستر فَرمى أَبُو مُوسَى بِسَهْم فصرع فَأمرنِي عَلَى عشرَة من قومِي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ أَخْبرنِي حبيب بْن شهَاب عَن أَبِيه قَالَ شهِدت فتح تستر مَعَ أَبِي مُوسَى فَكَانَ يجمع بَين الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان عَن حبيب بْن شهَاب عَن أَبِيه قَالَ قَالَ لي أَبُو مُوسَى تخير من الْجند عشرَة يكونُونَ مَعَك عَلَى حفظ السَّبي فَلَمَّا قسم الْغَنَائِم أعْطى الْفَارِس سَهْما ولفرسه وللداجل سَهْما وللراجل سَهْما وَقَالَ لَا تفرق بَين الْمَرْأَة وقَالَ وفضلني يَوْمئِذٍ بِرَأْس أَبُو الْحسن عَن مبارك بْن فضَالة عَن مُعَاوِيَة بْن قُرَّة قَالَ أول من دخل من بَاب الْمَدِينَة بتستر عَبْد اللَّهِ بْن مُغفل الْمُزنِيّ عَلِيّ بْن أَبِي سيف عَن الْمُبَارك بْن فضَالة عَن الْحسن أَن أَبَا مُوسَى حاصر أهل تستر سنتَيْن وَحَدَّثَنَا عَن ابْن الْمُبَارك عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ حَاصَرَهُمْ ثَمَانِيَة عشر شهرا وَأقَام الهرمزان فِي القلعة الَّتِي بتستر ثمَّ نزل بعد على حكم عمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 عَبْد الْوَهَّاب قَالَ نَا حميد عَن أنس قَالَ حاصرنا تستر فَنزل الهرمزان عَلَى حكم عُمَر فَلَمَّا انتهينا إِلَيْهِ قَالَ عُمَر تكلم قَالَ كَلَام حَيّ أَو ميت قَالَ تكلم فَلَا بَأْس قَالَ إِنَّا وَإِيَّاكُم معاشر الْعَرَب مَا خلى اللَّه بَيْننَا وَبَيْنكُم كُنَّا نقصيكم ونقتلكم فَلَمَّا كَانَ اللَّه مَعكُمْ لم تَكُ لنا بكم يدان قَالَ عُمَر يَا أنس مَا تَقول قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تركت بعدِي عددا كثيرا وشوكة شَدِيدَة فَإِن تقتله ييأس الْقَوْم من الْحَيَاة وَيكون أَشد لشوكتهم قَالَ عُمَر أستحيي قَاتل الْبَراء بْن مَالك ومجزأة بْن ثَوْر فَلَمَّا خفت أَن يقْتله قلت لَيْسَ إِلَى قَتله سَبِيل قد قلت لَهُ تكلم فَلَا بَأْس فَقَالَ لتَأْتِيني بِمن يشْهد بِهِ غَيْرك فَلَقِيت الزبير فَشهد معي فَأمْسك عَنه عُمَر وَأسلم وَفرض لَهُ وَحَدَّثَنِي عَلِيّ عَن قراد عَن عُثْمَان بْن مُعَاوِيَة عَن أَبِيه عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكرَة قَالَ أطافوا بالهرمزان فَلم يخلصوا إِلَيْهِ حَتَّى أمنوه وَنزل عَلَى حكم عُمَر فَبعث بِهِ أَبُو مُوسَى وَأَصْحَابه إِلَى عُمَر وفيهَا مَاتَ عِيَاض بْن غنم الفِهري وفيهَا مَاتَت صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب سنة إِحْدَى وَعشْرين موقعة نهاوند وفيهَا وقْعَة نهاوند حَدَّثَنَا الْأنْصَارِيّ قَالَ نَا النهاس بْن قهم عَن الْقَاسِم بْن عَوْف عَن أَبِيه عَن رجل عَن السَّائِب بْن الْأَقْرَع قَالَ زحف للْمُسلمين زحف لم يزحف لَهُم بِمثلِهِ قطّ زحف لَهُم أهل ماه وَأهل أَصْبَهَان وَأهل همذان وَأهل الرّيّ وَأهل قومس وَأهل أذربيجان وَأهل نهاوند فَبلغ عُمَر الْخَبَر فَشَاور الْمُسلمين فَاخْتَلَفُوا ثمَّ قَالَ عَلِيّ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أبْعث إِلَى أهل الْكُوفَة فليسر ثلثاهم وَتَدَع ثلثهم فِي حفظ ذَرَارِيهمْ وتبعث إِلَى أهل الْبَصْرَة فَقَالَ أَشِيرُوا عَلِيّ من اسْتعْمل عَلَيْهِم فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت أفضلنا رَأيا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 وَأَعْلَمنَا بأهلك فَقَالَ لأستعملن عَلَيْهِم رجلا يكون لأوّل أسنة يلقاها يَا سائب اذْهَبْ بكتابي هَذَا إِلَى النُّعْمَان بْن مقرن فليسر بِثُلثي أهل الْكُوفَة وليبعث إِلَى أهل الْبَصْرَة وَأَنت عَلَى مَا أَصَابُوا من غنيمَة وَلَا ترفع إِلَيّ بَاطِلا وَلَا تحسبن عَن أحد حظا هُوَ لَهُ فَإِن قتل النُّعْمَان فحذيفة فَإِن قتل حُذَيْفَة فجرير فَإِن قتل ذَلِكَ الْجَيْش فَلَا أَرَاك فحدثنا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل قَالَ نَا حَمَّاد بْن سَلمَة قَالَ نَا أَبُو عمرَان الْجونِي عَن عَلْقَمَة بْن عَبْد اللَّهِ الْمُزنِيّ عَن معقل بْن يسَار أَن عُمَر شاور الهرمزان فِي أَصْبَهَان وَفَارِس وأذربيجان بأيتهن يبْدَأ فَقَالَ الهرمزان أَصْبَهَان الرَّأْس وَفَارِس وأذربيجان الجناحان فَإِن قطعت أحد الجناحين مَال الرَّأْس بالجناح الآخر وَإِن قطعت الرَّأْس وَقع الجناحان فَدخل عُمَر الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ بالنعمان بْن مقرن يُصَلِّي فسرحه وَبعث إِلَى أهل الْكُوفَة أَن يمدوه فَذَهَبُوا وَمَعَهُ حُذَيْفَة بْن الْيَمَان وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام والمغيرة بْن شُعْبَة والأشعث بْن قيس وَعَمْرو بْن معد يكرب وابْن عُمَر حَتَّى أَتَوا نهاوند رَجَعَ إِلَى حَدِيث السَّائِب قَالَ الْتَقَوْا بنهاوند يَوْم الْأَرْبَعَاء فَكَانَ فِي المجنبة الْيُمْنَى انكشاف وَثبتت المجنبة الْيُسْرَى وَثَبت الصَّفّ ثمَّ الْتَقَوْا يَوْم الْخَمِيس فَكَانَ فِي المجنبة الْيُسْرَى انكشاف وَثبتت المجنبة الْيُمْنَى والصف ثمَّ الْتَقَوْا يَوْم الْجُمُعَة فَأقبل النُّعْمَان بْن مقرن عَلَى بريذين أحوى قريب من الأَرْض يقف عَلَى أهل كل راية فيخطبهم ويحضهم وَيَقُول إِن هَؤُلَاءِ الْقَوْم قد أخطروا لكم خطرا وأخطرتم لَهُم خطرا عَظِيما أخطروا لكم جواليق وَرثهُ أخطرتم لَهُم الْإِسْلَام وذراريكم فَلَا أَعرفن رجلا وكل قرنه إِلَى غَيره فَإِن ذَلِكَ لؤم وَلَكِن شغل كل رجل مِنْكُم قرنه إِنِّي هاز الرَّايَة فليرم كل رجل مِنْكُم من ضيعته وليتستر ثمَّ هازها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 الثَّانِيَة فليقف كل رجل مِنْكُم موقفه ثمَّ هازها الثَّالِثَة فحامل فاحملوا عَلَى بركَة اللَّه وَلَا يلْتَفت أحد مِنْكُم فَكَانَ النُّعْمَان أول قَتِيل وَأخذ حُذَيْفَة الرَّايَة فَفتح اللَّه عَلَيْهِم رَجَعَ إِلَى حَدِيث حَمَّاد بن أَبِي عمرَان عَن عَلْقَمَة عَن معقل بْن يسَار قَالَ قَالَ النُّعْمَان شهِدت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا لم يُقَاتل أول النَّهَار أخر الْقِتَال حَتَّى تَزُول الشَّمْس وتهب الرِّيَاح وَينزل النَّصْر فَقَالَ النُّعْمَان إِنِّي هاز اللِّوَاء ثَلَاث مَرَّات فالهزة الأولى فليقض الرجل حَاجته وليتوضأ والهزة الثَّانِيَة فليرم الرجل ثِيَابه وسلاحه والهزة الثَّالِثَة فاحملوا وَلَا يلوي أحد عَلَى أحد فَإِن قتل النُّعْمَان فَلَا يلوي عَلَيْهِ أحد وَإِنِّي دَاع اللَّه بدعوة فعزمت عَلَى امْرِئ إِلَّا أَمن عَلَيْهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْ النُّعْمَان شَهَادَة بنصر الْمُسلمين وَفتح عَلَيْهِم فأمن الْقَوْم فهز اللِّوَاء ثَلَاث مَرَّات وَحمل وَحمل النَّاس فَكَانَ أول صريع وفيهَا نزل عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ توج ومصرها وَبعث سوار بْن هَبَّار الْعَبْدي إِلَى سأبور فَقتل فِي عقبَة الطين وأغار عُثْمَان عَلَى سيف الْبَحْر والسواحل وَبعث عُثْمَان الْجَارُود فَقتل بعقبة الْجَارُود وفيهَا وَجه سعد النُّعْمَان بْن مقرن إِلَى كسكر فَصَالح أهل زندورد وفيهَا شكا أهل الْكُوفَة سعد بْن مَالك إِلَى عُمَر فَعَزله وَولى عمار بْن يَاسر الصَّلَاة وَابْن مَسْعُود بَيت المَال وَعُثْمَان بْن حنيف مساحة الأَرْض وفيهَا مَاتَ بِلَال مُؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا مَاتَت زَيْنَب بنت جحش زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا مَاتَ أسيد بْن حضير وَيُقَال أَبُو الْهَيْثَم بْن التيهَان مَاتَ فِيهَا أَيْضا وَيُقَال أَبُو الْهَيْثَم أدْرك صفّين وَهُوَ خطأ قَالَ الْأَصْمَعِي سَأَلت قومه فَقَالُوا مَاتَ فِي حَيَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا ولد الْحسن بْن أَبِي الْحسن وعامر الشّعبِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 وَحَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ نَا عُمَر عَن زِيَاد الْأَعْجَم قَالَ قدم علينا أَبُو مُوسَى بِكِتَاب عُمَر فقرئ علينا من عَبْد اللَّهِ عُمَر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ سَلام عَلَيْك أما بعد فَإِنِّي قد أمددتك بِعَبْد اللَّه بْن قيس فَإِذا التقيتما فعثمان الْأَمِير وتطاوعا وَالسَّلَام قَالَ زِيَاد الْأَعْجَم لما طَال حِصَار إصطخر قَالَ عُثْمَان لأبي مُوسَى إِنِّي أُرِيد أَن ابْعَثْ أُمَرَاء إِلَى هَذِهِ الرساتيق حولنا يغيرون عَلَيْهَا فَمَا ظفروا بِهِ من شَيْء قاسموه أهل الْعَسْكَر المقيمين عَلَى الْمَدِينَة فَقَالَ أَبُو مُوسَى لَا أرى ذَلِكَ أَن يقاسموهم وَلَكِن يكون لَهُم فَقَالَ عُثْمَان إِن فعلت هَذَا لم يبْق عَلَى الْمَدِينَة أحد خفوا كلهم ورجوا الْغَنِيمَة الْمُسلمُونَ فأجمع الْمُسلمين عَلَى رَأْي عُثْمَان وفيهَا مَاتَ خَالِد بْن بِالشَّام رَحمَه اللَّه فتح الاسكندرية قَالَ الْوَلِيد وفيهَا افتتحت إسكندرية فتحهَا عَمْرو بْن الْعَاصِ حَدَّثَنَا يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن عَبْد اللَّهِ بْن وهب قَالَ نَا حَرْمَلَة بْن عمرَان أَن أَبَا تَمِيم حَدثهُ أَنه شهد فتح الْإسْكَنْدَريَّة الْآخِرَة وَعَلَيْهِم عَمْرو بْن الْعَاصِ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فتح الدينور وَمَا سبذان وماه دِينَار قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مضى حُذَيْفَة بْن الْيَمَان بعد نهاوند إِلَى مَدِينَة نهاوند فَصَالحه دِينَار عَلَى ثَمَان مائَة ألف دِرْهَم فِي كل سنة ثمَّ غزا حُذَيْفَة بْن الْيَمَان مَدِينَة الدينور فافتتحها عَنوة وَقد كَانَت فتحت لسعد فانتقضت ثمَّ غزا حُذَيْفَة مَا سبذان فافتتحها عَنوة وَقد كَانَت فتحت لسعد وانتقضت وَقد قيل فِي ماه غير هَذَا وَيُقَال أَبُو مُوسَى افْتتح ماه دِينَار وَيُقَال السَّائِب بْن الْأَقْرَع افْتتح ماه دِينَار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 وَحَدَّثَنَا غنْدر وَيزِيد بْن هَارُون عَن شُعْبَة عَن قيس بْن مُسلم عَن طَارق بْن شهَاب قَالَ غزا أهل الْبَصْرَة ماه فَأَمَدَّهُمْ أهل الْكُوفَة وَعَلَيْهِم عمار فأرادوا أَن يشتركوا فِي الْغَنَائِم فَأبى أهل الْبَصْرَة فَكَتَبُوا إِلَى عُمَر فَكتب عُمَر أَن الْغَنِيمَة بَين من شهد الْوَقْعَة فتح همذان والري قَالَ أَبُو عُبَيْدَة غزا حُذَيْفَة همذان فافتتحها عَنوة وَلم تكن فتحت قبل ذَلِكَ ثمَّ غزا الرّيّ فافتتحها عَنوة وَلم تكن فتحت قبل ذَلِكَ وإليها انْتَهَت فتوح حُذَيْفَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فتوح حُذَيْفَة هَذِهِ كلهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَيُقَال همذان افتتحها الْمُغيرَة بْن شُعْبَة سنة أَربع وَعشْرين وَيُقَال جرير بْن عَبْد اللَّهِ افتتحها بِأَمْر الْمُغيرَة فتح أذريبجان وفيهَا فتحت أذربيجان حَدَّثَنَا عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ فتحت سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين أَمِيرهمْ الْمُغيرَة ابْن شُعْبَة حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد قَالَ صَالحهمْ حُذَيْفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَلَى ثَمَان مائَة ألف وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة افتتحها حبيب بْن مسلمة الفِهري بِأَهْل الشَّام عَنوة وَمَعَهُمْ أهل الْكُوفَة فِي خلَافَة عُمَر وَمَعَهُمْ حُذَيْفَة بعد قتال شَدِيد وَيُقَال افتتحها عتبَة بْن فرقد حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ نَا التَّيْمِيّ عَن أَبِي عُثْمَان قَالَ جَاءَنَا كتاب عُمَر وَنحن مَعَ عتبَة بْن فرقد وَمن سبي أذربيجان آل عَبْد اللَّهِ وَيحيى ابْني إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ وَآل ابي الْعَالِيَة الْكَاتِب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 فتح أطرابلس والاسكندرية وفيهَا افْتتح عَمْرو بْن الْعَاصِ أطرابلس صلحا وفيهَا عزل عُمَر عمارا عَن الْكُوفَة وفيهَا افْتتح عَمْرو بْن الْعَاصِ الْإسْكَنْدَريَّة حَدَّثَنِي الْوَلِيد عَن أَبِيه وَعَمه عَن جده أَن عَمْرو بْن الْعَاصِ افْتتح الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ أَتَى لبدة من ارْض أطرابلس فافتتحها ثمَّ رَجَعَ فِي سنة أَربع وَعشْرين حَدَّثَنَا يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن عَبْد اللَّهِ بْن وهب قَالَ نَا حَرْمَلَة بْن عمرَان أَن أَبَا تَمِيم أخبرهُ أَنه شهد فتح الْإسْكَنْدَريَّة الْآخِرَة وَعَلَيْهِم عَمْرو بْن الْعَاصِ قَالَ ونا ابْن لَهِيعَة عَن الْحَارِث بْن يَزِيد قَالَ نَا أَبُو تَمِيم الجيشاني قَالَ كُنَّا مَعَ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَافْتتحَ مَدِينَة أطرابلس سنة ثَلَاث وَعشْرين غَزْوَة إصطخر الأولى فِيهَا غَزْوَة إصطخر الأولى حَدَّثَنَا بَكْر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ إصطخر الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وَلم تفتح وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن جدي قَالَ غزا عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ من توج سنوات فِي خلَافَة عُمَر وَعُثْمَان يَغْزُو صيفا وَيرجع فيشتو بتوج مقتل عمر عمره وَمُدَّة خِلَافَته وفيهَا قتل عُمَر بْن الْخطاب رَحمَه اللَّه عَلَيْهِ طعَن لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة فَعَاشَ ثَلَاثَة أَيَّام وَيُقَال سَبْعَة أَيَّام روى ابْن علية عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن سَالم بْن أَبِي الْجَعْد عَن معدان بْن طَلْحَة قَالَ قتل عُمَر يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع بَقينَ من ذِي الْحجَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 يحيى بْن مُحَمَّد عَن عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْهُذيْل قَالَ ولد عُمَر بعد الْفِيل بِثَلَاث عشرَة سنة وَرُوِيَ عَن أُسَامَة بْن زيد عَن أَبِيه عَن جده قَالَ سَمِعت عُمَر يَقُول ولدت قبل الْفجار الْأَعْظَم بِأَرْبَع سِنِين أَبُو دَاوُد عَن زُهَيْر عَن أَبِي إِسْحَاق عَن عَامر بْن سعد عَن جرير عَن مُعَاوِيَة قَالَ مَاتَ عُمَر وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ أَبُو أَحْمَدَ وَسَلْمٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَن الشّعبِيّ عَن مُعَاوِيَة مثله ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ عَن عَامر مثله وَحَدثُوا عَن عبيد اللَّه بْن عُمَر عَن نَافِع عَن ابْن عُمَر قَالَ توفّي وَهُوَ ابْن بضع وَخمسين حَدَّثَنَا من سمع ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ قَالَ ابْن أَربع وَخمسين وَحَدَّثَنَا معَاذ عَن أَبِيه عَن قَتَادَة قَالَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَخمسين صلى عَلَيْهِ صُهَيْب ابْن سِنَان بَين الْقَبْر والمنبر وَكَانَت ولَايَته عشر سِنِين وَسِتَّة أشهر وَخَمْسَة أَو أَيَّام وَتِسْعَة وفيهَا مَاتَ قَتَادَة بْن النعان الْأنْصَارِيّ وَصلى عَلَيْهِ عُمَر وَمَات ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب فِي خلَافَة عمر تَسْمِيَة عُمَّال عُمَر بْن الْخطاب عَلَى مَكَّة مُحرز بْن حَارِثَة بْن ربيعَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس ثمَّ عَزله وَولى قنفذ بْن عُمَيْر بْن جدعَان التَّيْمِيّ ثمَّ عَزله وَولى نَافِع بْن عَبْد الْحَارِث الْخُزَاعِيّ فَخرج نَافِع إِلَى عُمَر واستخلف مَوْلَاهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى فَعَزله عُمَر وَولى خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي واستخلف عَلَى الْمَدِينَة فِي حجَّته زيد بن ثَابت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 فِي حجَّتَيْنِ وخمسا من الْأَنْصَار وَثَلَاثًا من كنَانَة واستخلف حِين خرج إِلَى الشَّام زيد ابْن ثَابت حَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن من أخبرهُ عَن ابْن إِسْحَاق عَن يَعْقُوب بْن عتبَة أَن عُمَر اسْتخْلف زيدا وَكتب إِلَيْهِ من الشَّام إِلَى زيد بْن ثَابت من عُمَر بْن الْخطاب وَحَدَّثَنِي من سمع أَبَا مُعَاوِيَة عَن الْحجَّاج بْن أرطأه عَن نَافِع أَن عُمَر كَانَ يسْتَخْلف زيدا إِذا حج من سمع عبيد اللَّه بْن أَبِي حميد عَن أَبِي الْمليح أَن عُمَر اسْتخْلف خالا لَهُ يُقَال لَهُ عَبْد اللَّهِ فِي بعض حجه وَولى عُمَر عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعَة المَخْزُومِي عَلَى الْيمن وعَلى الْبَحْرين الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ ثمَّ كتب إِلَيْهِ فَسَار إِلَى أَرض الْبَصْرَة فَمَاتَ قبل أَن يصل إِلَيْهَا وَولى عُمَر قدامَة بْن مَظْعُون الْبَحْرين ثمَّ عَزله وَولى عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ وَمن وُلَاة عُمَر عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَة وَعَيَّاش بْن أَبِي ثَوْر وعَلى عمان بِلَال رجل من الْأَنْصَار ثمَّ ضمهَا إِلَى عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ وعَلى الْبَصْرَة شُرَيْح وَكَانَ غازيا وَقَالَ للْمُغِيرَة بْن شُعْبَة صل بِالنَّاسِ حَتَّى يقدم مجاشع فَأقر بْن عَامر أحد بَنِي سعد بْن بَكْر فَقتل نَاحيَة الأهواز فولى عتبَة بْن غَزوَان أحد بَنِي مَازِن بْن مَنْصُور ثمَّ خرج عتبَة واستخلف مجاشع بْن مَسْعُود عُمَر الْمُغيرَة ثمَّ عَزله وَولى أَبَا مُوسَى فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عُمَر وَكَانَ أَبُو مُوسَى إِذا غزا اسْتخْلف عمرَان بن حُصَيْن وَرُبمَا اسْتخْلف زيادا الْقُضَاة ولى عُمَر أَبَا مَرْيَم الْحَنَفِيّ قَضَاء الْبَصْرَة ثمَّ عَزله وَولى كَعْب بْن سور اللقيطي فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى قتل عُمَر وعَلى الْكُوفَة سعد بْن مَالك ثمَّ عَزله وَولى عمار بْن يَاسر وَأعَاد سَعْدا الثَّانِيَة ثمَّ عَزله وَولى الجبير بْن مطعم ثمَّ عَزله قبل أَن يسير وَولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عُمَر سلمَان بْن ربيعَة الْبَاهِلِيّ ولاه عُمَر وَسعد الثَّانِيَة قَضَاء الْكُوفَة ثمَّ ولى عُمَر شريحا وَيُقَال اسْتعْمل قبل شُرَيْح عُبَيْدَة السَّلمَانِي ثمَّ ولى شريحا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وعَلى الْيَمَامَة سَلمَة بْن سَلامَة بْن وقش الْأنْصَارِيّ وَأقر عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِف ثمَّ عَزله وَولى سُفْيَان بْن عَبْد اللَّهِ الثَّقَفِيّ الشامات عزل خَالِدا حِين ولى وَولى أَبَا عُبَيْدَة بْن الْجراح فولى أَبُو عُبَيْدَة حِين فتح الشامات يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان عَلَى فلسطين وناحيتها وشرحبيل بْن حَسَنَة عَلَى الْأُرْدُن وخَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى دمشق وحبِيب بْن مسلمة عَلَى حمص ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن قرط الثمالِي ثمَّ عَزله وَولى عبَادَة بْن الصَّامِت الْأنْصَارِيّ ثمَّ عَزله ورد عَبْد اللَّهِ بْن قرط ثمَّ وَقع طاعون عمواس فَمَاتَ أَبُو عُبَيْدَة واستخلف معَاذًا فَمَاتَ معَاذ واستخلف يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان فَمَاتَ واستخلف أَخَاهُ مُعَاوِيَة فأقره عُمَر وَولى عُمَر عَمْرو بْن الْعَاصِ فلسطين والأردن وَمُعَاوِيَة دمشق وبعلبك والبلقاء وَسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم حمصا ثمَّ جمع الشَّام كلهَا لمعاوية بْن أَبِي سُفْيَان مصر والجزيرة وَكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ فَسَار إِلَى مصر فافتتحها فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ عُمَر وَوجه عُمَر عِيَاض بْن غنم إِلَى الجزيرة وَقد كتبنَا خَبره ثمَّ عَزله وَولى حبيب بْن مسلمة الفِهري وَضم إِلَيْهِ أرمينية وأذربيجان ثمَّ عَزله وَولى عُمَيْر بْن سعد الْأنْصَارِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 وَسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم وَكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ فَسَار إِلَى مصر فافتتحها وَلم يزل أَمِيرا حَتَّى قتل عُمَر كِتَابه وحاجبه وخازنه وَمن كَانَ عَلَى بَيت مَاله وَكَاتب عُمَر زيد بْن ثَابت وَقد كتب لَهُ معيقيب وكاتبه عَلَى ديوَان الْبَصْرَة عَبْد اللَّهِ بْن خلف الْخُزَاعِيّ أَبُو طَلْحَة الطلحات وكاتبه عَلَى ديوَان الْكُوفَة أَبُو جبيرَة ابْن الضَّحَّاك الْأنْصَارِيّ وحاجبه يرفأ مَوْلَاهُ وخازنه يسَار وعَلى بَيت مَاله عَبْد اللَّهِ بْن الارقم حَدَّثَنَا أُميَّة بْن خَالِد عَن مَالك بْن أنس عَن زيد بْن أسلم أَن عُمَر ولى عَبْد اللَّهِ بْن أَرقم بَيت المَال ولد عُمَر بِمَكَّة فِي دَار الْخطاب فِي الْبَيْت عَن يسَار من بَابهَا وَفِي سنة ثَلَاث وَعشْرين مَاتَ أَبُو كَبْشَة مولى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي آخر خلَافَة عُمَر مَاتَ رَافع بْن عُمَر الطَّائِي وَفِي آخر خلَافَة عُمَر يُقَال فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ولد عُرْوَة بن الزبير سنة أَربع وَعشْرين خلَافَة عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنه فِيهَا اسْتخْلف عُثْمَان بن أَبِي الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أمه أروى بنت كريز بْنُ حَبِيبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْد شمس وَأمّهَا الْبَيْضَاء أم حَكِيم بنت عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بن عبد منَاف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 فتح همذان فِيهَا افتتحت همذان من أَرض الْجَبَل قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ افتتحها الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فِي شهر ربيع أَو فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين قَالَ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بعث الْمُغيرَة بْن شُعْبَة وَهُوَ وَال عَلَى الْكُوفَة جرير بْن عَبْد اللَّهِ فافتتحها قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فافتتحها حُذَيْفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِي عَن ابْن أَبِي الزِّنَاد قَالَ نَحن من اهل همذان فتح الرّيّ وفيهَا غزا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بِأَهْل الْبَصْرَة فَافْتتحَ الرّيّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة افْتتح الرّيّ حُذَيْفَة قبل ذَلِكَ ثمَّ انتقضوا فغزاهم أَبُو مُوسَى قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ افتتحها الْبَراء بْن عَازِب سنة أَربع وَعشْرين صلحا أَو عَنوة حَاتِم بْن مُسلم قَالَ افتتحها قرظة بْن كَعْب الْأنْصَارِيّ عَلِيّ بْن مُحَمَّد قَالَ افْتتح بَعْضهَا أَبُو مُوسَى وَبَعضهَا قرظة بْن كَعْب وَأقَام الْحَج سنة ارْبَعْ وَعشْرين عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وفيهَا مَاتَ سراقَة بْن مَالك بن جعْشم سنة خمس وَعشْرين حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْن الْمثنى قَالَ حَدَّثَنِي السمري أَن أهل الرّيّ انتقضوا فغزاهم أَبُو مُوسَى سنة خمس وَعشْرين وَيُقَال انْتقض بَعْضهَا وفيهَا عزل عُثْمَان بْن عَفَّان سعد بْن مَالك عَن الْكُوفَة وولاها الْوَلِيد بن عقبَة بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 أبي معيط فَبعث الْوَلِيد سلمَان بن ربيعَة الْبَاهِلِيّ أحد بني قُتَيْبَة بن معن بن مَالك فِي أثني عشر ألفا إِلَى برذعة فَقتل وسبى قَالَ أَبُو عُبَيْدَة عَن السمري عُمَر بعث سلمَان بْن ربيعَة إِلَى برذعة فافتتحها انْتِقَاض الاسكندرية وإعادة فتحهَا وفيهَا انْتقض أهل الْإسْكَنْدَريَّة فغزاهم عَمْرو بْن الْعَاصِ وَهُوَ أَمِير عَلَى مصر فَقتل وسبى فَرد عُثْمَان السَّبي إِلَى ذمتهم حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سعيد الْبَاهِلِيّ قَالَ فِيهَا بعث ملك الرّوم منويل الْخصي فِي مراكب إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَانْتقضَ أَهلهَا غير الْمُقَوْقس فغزاهم عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين وافتتحها عَنوة وافتتح عَمْرو بْن الْعَاصِ أَرض مصر عَنوة غير عين شمس فَإِنَّهَا صلح وَأقَام الْحَج عُثْمَان بن عَفَّان سنة سِتّ وَعشْرين فتح سَابُور فِيهَا فتحت سَابُور وأميرها عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ الْوَلِيد بْن هِشَام عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ صَالحهمْ عَلَى ثَلَاثَة آلَاف ألف وَثَلَاث مائَة ألف وزن سَبْعَة عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن يحي بْن زَكَرِيَّا عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ صَالح عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ أهل سأبور سنة سِتّ وَعشْرين عَلَى ثَلَاثَة آلَاف ألف ونيف وأدخلوا فِي صلحهم كازرون وَهُوَ عَامل الْحُصُون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده قَالَ وَجه عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ هرم بْن حَيَّان الْعَبْدي إِلَى قلعة بحرة يُقَال لَهَا قلعة الشُّيُوخ فافتتحها عَنوة وسبى أَهلهَا وَصَالح أهل قلعة وَصَالح أهل قلعة الرهبان من كازرون ثمَّ غدروا فَقتلُوا فارسين من الْمُسلمين فَأتى عُثْمَان القلعة فَقتل الْمُقَاتلَة وسبى الذُّرِّيَّة وفيهَا زَاد عُثْمَان بْن عَفَّان فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَأقَام الْحَج سنة سِتّ وَعشْرين إِلَى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ سنة سبع وَعشْرين فتح أرجان ودرابجرد فِيهَا فتحت أرجان ودرابجرد عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن مسلمة بْن محَارب عَن دَاوُد بْن أَبِي هِنْد قَالَ صَالح عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أهل أرجان سنة سبع وَعشْرين عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف وَصَالح أهل درابجرد عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن جدي قَالَ صَالح الهربذ عَلَى درابجرد عَلَى أَن يُؤَدِّي مِنْهَا خَمْسَة آلَاف ألف وزن سَبْعَة ومائتي ألف وعَلى جوالق وسقاطات ابْن أَبِي سرح يَغْزُو أفريقية وفيهَا عزل عُثْمَان بْن عَفَّان عَمْرو بْن الْعَاصِ عَن مصر وولاها عَبْد اللَّهِ بْن سعد ابْن أَبِي سرح فغزا ابْن أَبِي سرح أفريقية وَمَعَهُ العبادلة عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر وَعبد اللَّه بْن عَمْرو وَعبد اللَّه بْن الزبير فلقي جرجير وجرجير فِي مِائَتي ألف بسبيطلة عَلَى سبعين ميلًا من القيروان فَقتل جرجير وَسبوا وغنموا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 قَالَ مُحَمَّد بْن سعد بلغ سهم الْفَارِس ثَلَاثَة آلَاف مِثْقَال ذَهَبا وَسَهْم الراجل ألف مِثْقَال ذَهَبا وَأقَام ابْن أَبِي سرح بسبيطلة مَدِينَة قمودة فَبعث إِلَيْهِ أهل الْقُصُور والمدائن فَصَالَحُوهُ عَلَى مِائَتي ألف رَطْل ذَهَبا من سمع ابْن لَهِيعَة قَالَ نَا أَبُو الْأسود قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيس أَنه غزا مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن سعد أفريقية قَالَ فافتتحها فَأصَاب كل إِنْسَان ألف دِينَار سنة ثَمَان وَعشْرين غَزْوَة أذربيجان فِيهَا غزيت أذربيجان أَمِير النَّاس الْوَلِيد بْن عقبَة وَقدم عَبْد اللَّهِ بْن شبيل الأحمسي فَأَعْطوهُ الصُّلْح الَّذِي كَانَ صَالحهمْ عَلَيْهِ حُذَيْفَة غَزْو قبرس قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان فِي الْبَحْر وَمَعَهُ امْرَأَته فَاخِتَة بنت قرظة من بَنِي عَبْد منَاف وَمَعَهُ عبَادَة بْن الصَّامِت وَمَعَهُ امْرَأَته أم حرَام بنت ملْحَان الْأَنْصَارِيَّة فَأتى قبرس فَتُوُفِّيَتْ أم حرَام فقبرها هُنَاكَ وفيهَا قدم عَبْد اللَّهِ بْن الزبير عَلَى عُثْمَان بِفَتْح أفريقية وفيهَا تزوج عُثْمَان بْن عَفَّان بنت الفرافصة الْكَلْبِيَّة فِيمَا حَدَّثَنِي ابْن الْكَلْبِيّ عَن أشياخه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 سنة تسع وَعشْرين ولَايَة ابْن عَامر عَلَى الْبَصْرَة وَفَارِس فِيهَا عزل عُثْمَان بْن عَفَّان أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن الْبَصْرَة وَعُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ عَن فَارس وَجمع ذَلِكَ أجمع لعبد اللَّه بْن عَامر بْن كريز فَحَدثني الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن جدي عَن الْحسن قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَى يقدم عَلَيْكُم غُلَام كريم الْجدَّات والعمات يجمع لَهُ الجندان فَقدم ابْن عَامر وَسمعت أَبَا الْيَقظَان ذكر نَحْو ذَلِكَ وَقَالَ قدم ابْن عَامر وَهُوَ ابْن أَربع أَو خمس وَعشْرين سنة فتح أَصْبَهَان قَالَ الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده عَن الْحسن قَالَ غزا ابْن عَامر وعَلى مقدمته عَبْد اللَّهِ ابْن بديل الْخُزَاعِيّ فَأتى أَصْبَهَان وَخلف عَلَى الْبَصْرَة فَصَالَحُوهُ عَلَى أَن يؤدوا إِلَيْهِ كَمَا يُؤَدِّي أهل فَارس وَقَالَ أَبُو الْيَقظَان نَحوه حَدَّثَنِي عُثْمَان الْقرشِي عَن عباد بْن رَاشد عَن الْحسن قَالَ افْتتح أَبُو مُوسَى أَصْبَهَان وَيُقَال افْتتح أَصْبَهَان سَارِيَة بْن زنيم الدئلي صلحا أَو عَنوة بِأَهْل الْبَصْرَة فتح إصطخر قَالَ الْوَلِيد فِي حَدِيثه عَن أَبِيه عَن جده وَأَبُو الْيَقظَان وَأَبُو الْحسن أَن ابْن عَامر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 سَار إِلَى إصطخر وعَلى مقدمته عبيد اللَّه بْن معمر التَّيْمِيّ فَقتل عبيد اللَّه وَفتحهَا ابْن عَامر عَنوة فَقتل وسبى الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي عمي عَن أَبِيه قَالَ قَاتلُوهُ قتالا شَدِيدا وَقتل ابْن معمر فأقسم ابْن عَامر لَئِن ظفر بهَا ليقْتلن حَتَّى تسيل الدِّمَاء من بَاب الْمَدِينَة فَنقبَ الْمُسلمُونَ من مدينتهم فَلم يشعروا حَتَّى صَار الْمُسلمُونَ مَعَهم فَقتل ابْن عَامر حَتَّى أسرف فِي الْقَتْل فَجعل الدَّم لَا يجْرِي فَقيل لَهُ أفنيت النَّاس فَأمر بِالْمَاءِ فصب عَلَى الدَّم حَتَّى خرج من بَاب الْمَدِينَة قَالَ الْوَلِيد بْن هِشَام فِي حَدِيثه قَالَ من سبى أَصْبَهَان حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان الْكُوفِي الْفَقِيه وَمِنْهُم عَبْد الرَّحْمَن أَبُو جبلة بْن عَبْد الرَّحْمَن الْبَاهِلِيّ وَمِنْهُم قحذم مولى أَبِي بكرَة ووردان مولى عَمْرو بْن الْعَاصِ وَقَالَ لي الْأَصْمَعِي قَالَ لي نَافِع بْن أَبِي نعيم قَارِئ أهل الْمَدِينَة أصلنَا من أَصْبَهَان قَالَ الْوَلِيد عَن عَمه قَالَ من سبى أَصْبَهَان مهْرَان الترجمان وجد عبيد اللَّه الْكَاتِب وَآل عَطِيَّة وَقَالَ الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده وَقَالَهُ أَبُو الْيَقظَان وَأَبُو الْحسن سَار ابْن عَامر إِلَى حلوان وَكَانُوا نقضوا الصُّلْح فافتتحها صلحا وعَنوة ذَلِكَ سنة تسع وَعشْرين فَأكْثر الْقَتْل فيهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 وفيهَا عزل عُثْمَان بْن عَفَّان الْوَلِيد بْن عقبَة عَن الْكُوفَة وَولى سعيد بْن الْعَاصِ فغزا أرمينية وَقدم سلمَان بْن ربيعَة الْبَاهِلِيّ إِلَى نَاحيَة مِنْهَا فلقي سعيد عدوا وَتقدم سلمَان إِلَى بلنجر فأصيب بهَا رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ وَيُقَال عُمَر بعث سلمَان إِلَى بلنجر غَزْو البيلقان وبرذعة وجرزان وحيزان وبلنجر قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْبَراء غزا سلمَان البيلقان فَصَالَحُوهُ ثمَّ أَتَى برذعة فَصَالَحُوهُ وَاسْتولى علهيا وَبعث صَاحب خيله إِلَى جرزان فَصَالَحُوهُ وَمضى سلمَان إِلَى حيزان فَصَالَحُوهُ ثمَّ انْتهى إِلَى مسْقط فَصَالحه أَهلهَا وَأُصِيب ببلنجر فَكتب عُثْمَان إِلَى حبيب بْن مسلمة الفِهري أَن يسير من الشَّام فِي جَيش فَمضى حبيب من نَاحيَة درب الْحَدث فَصَالحه أهل جرزان وفادى المطامير وَكتب لَهُم كتابا فتح جرجان وفيهَا غزا سعيد بْن الْعَاصِ جرجان وَيُقَال سنة ثَلَاثِينَ فافتتحها فَحَدثني الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده قَالَ ضرب سعيد بجرجان رجلا عَلَى حَبل عَاتِقه فَأخْرج السَّيْف من مرفقه وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وانتفضت أذربيجان أَيْضا فغزاهم سعيد بْن الْعَاصِ فافتتحها وفيهَا وسع عُثْمَان مَسْجِد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم سنة ثَلَاثِينَ فتوح فَارس وخراسان وسجستان فِيهَا فتحت جور من أَرض فَارس فِيمَا حَدَّثَنِي الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده وَأَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 الْيَقظَان وَأَبُو الْحسن قَالَ غزا ابْن عَامر جور سنة ثَلَاثِينَ فافتتحها وَأصَاب بهَا غَنَائِم كَثِيرَة وافتتح الكاريان والفيشجان من درابجرد وَلم يَكُونَا دخلا فِي صلح عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ وافتتح ابْن عَامر أَيْضا أرد شير خرة فَقتل وسبى وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحسن عَن مسلمة عَن دَاوُد بْن أَبِي هِنْد قَالَ لما افْتتح ابْن عَامر أَرض فَارس وَذَلِكَ سنة ثَلَاثِينَ هرب يزدجرد بْن كسْرَى فَاتبعهُ ابْن عَامر ومجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ مَعَ ابْن عَامر بجور عَبْد اللَّهِ وَعبيد اللَّه ابْنا عُمَر بْن الْخطاب وَعبد اللَّه بْن الزبير فافتتحها وَأصَاب غَنَائِم كَثِيرَة وافتتح الكاريان والفيشجان وَأصَاب غَنَائِم كَثِيرَة مِمَّا جمع فِي بَيت النَّار قَالَ أَبُو الْحسن سَار مجاشع حَتَّى نزل السيرجان وَيُقَال بل وَجه ابْن عَامر هرم بْن حَيَّان وَيُقَال افْتتح هرموز رَاشد بْن عَمْرو ثمَّ سَار ابْن عَامر يُرِيد خُرَاسَان وَوجه الرّبيع بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ إِلَى سجستان فَافْتتحَ زالق وشرواذ وناشروذ وَأصَاب عَبْد الرَّحْمَن أَبَا صَالح بْن عَبْد الرَّحْمَن وَالِي خراج الْعرَاق مَعَ أمه وَأصَاب إِبْرَاهِيم بْن يسَار مولى بَنِي لَيْث من بعض قرى سجستان وحاصر مَدِينَة زرنج فَصَالَحُوهُ عَلَى ألف وصيف مَعَ كل وصيف جَام من ذهب وَتوجه ابْن عَامر إِلَى خُرَاسَان عَلَى مقدمته الْأَحْنَف بْن قيس فلقي أهل هراة فَهَزَمَهُمْ وافتتح ابْن عَامر أبرشهر صلحا وَيُقَال عَنوة وَبعث ابْن عَامر أَمِير بْن أَحْمَر الْيَشْكُرِي فَافْتتحَ طوس وَمَا حولهَا وَصَالح من جَاءَ من أهل سرخس عَلَى مائَة ألف وَخمسين ألفا وَبعث ابْن عَامر الْأسود بْن كُلْثُوم الْعَدوي عدي تيم إِلَى بيهق من أَرض أبرشهر فافتتحها وَقتل بهَا رَحمَه اللَّه ثمَّ صَالح كنارى بْن عَامر عَلَى مَا بَقِي من ابرشهر على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 ألف ألف دِرْهَم وَمِائَة فارد من طَعَام وَبعث أهل مرو يطْلبُونَ الصُّلْح فَصَالحهُمْ ابْن عَامر عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف وَكَانَ الَّذِي صَالحه مَا هويه بْن أزر مرزبان مرو وَيُقَال الَّذِي كَانَ صَالح أهل مرو حَاتِم بْن نعْمَان الْبَاهِلِيّ بَعثه ابْن عَامر وَبعث ابْن عَامر الْأَحْنَف بْن قيس فِي أَرْبَعَة آلَاف وَجمع لَهُ أهل طخارستان وَأهل الجوزجان والفارياب والطالقان وَعَلَيْهِم طوقان شاه فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين حَدَّثَنَا أَزْهَر بْن سعد قَالَ نَا ابْن عون عَن مُحَمَّد قَالَ كَانَ الْأَحْنَف بْن قيس يحمل وَيَقُول ... إِن عَلَى كل رَئِيس حَقًا ... ... أَن يخضب الْقَنَاة أَو تندقا ... قَالَ أَبُو الْحسن قَتلهمْ الْمُسلمُونَ ثَلَاثَة عشر فرسخا ثمَّ سَار الْأَحْنَف من مرو الروذ إِلَى بَلخ وصالحوه عَلَى أَربع مائَة ألف ثمَّ أَتَى خوارزم فَلم يطقها فَرجع وَبعث ابْن عَامر خُلَيْد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زُهَيْر إِلَى باذغيس وهراة فافتتحها ثمَّ كفرُوا بعد فتح طبرستان وفيهَا غزا سعيد بْن الْعَاصِ طبرستان فَحَاصَرَهُمْ فَسَأَلُوهُ الْأمان عَلَى أَن لَا يقتل مِنْهُم رجلا وَاحِدًا فَقَتلهُمْ كلهم إِلَّا رجلا وَاحِدًا عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن عَلِيّ بْن مُجَاهِد عَن حَنش بْن مَالك قَالَ غزا سعيد بْن الْعَاصِ طبرستان سنة ثَلَاثِينَ وَذكر نَحوه وفيهَا أُصِيب معضد الشَّيْبَانِيّ وَيُقَال سلمَان بْن ربيعَة أَيْضا قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب الْأَسدي أُصِيب سلمَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ حفر نهر الأبلة بِالْبَصْرَةِ وفيهَا احتفر زِيَاد نهر الأبله حَتَّى انْتهى بِهِ إِلَى مَوضِع الْجَبَل وَالَّذِي ولي حفره لزياد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكرَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن سِتّ عشرَة سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 وفيهَا مَاتَ حَاطِب بْن أَبِي بلتعة وفيهَا مَاتَ أَبُو أسيد السَّاعِدِيّ يحيى بْن سعيد قَالَ أخبرنَا سُفْيَان قَالَ حَدَّثَنِي أَشْعَث بْن سليم عَن الْأسود بْن هِلَال عَن ثَعْلَبَة بْن زَهْدَم قَالَ كُنَّا مَعَ سعيد بْن الْعَاصِ بطبرستان فَقَالَ أَيّكُم صلى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْخَوْف فَقَالَ حُذَيْفَة أَنا فَذكر الحَدِيث سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فِيهَا أحرم ابْن عَامر من نيسابور واستخلف قيس بْن الْهَيْثَم السّلمِيّ وَنَافِع ابْن خَالِد الطَّاحِي وخليد بْن عَبْد اللَّهِ الْحَنَفِيّ وحاتم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ وَيُقَال بل اسْتخْلف قيس بن الْهَيْثَم وَحده وفيهَا غزا ابْن أَبِي سرح من مصر زندان من نَاحيَة المصيصة وفيهَا احتقر ابْن عَامر فيض الْبَصْرَة من الطازات فشقه وسط الْبَصْرَة وحفر نهر الأساورة حَتَّى بلغ الشباك واحتفرت أمه دجَاجَة بنت الصَّلْت نهرها الَّذِي يُقَال لَهُ نهر أم عَبْد اللَّهِ وسط الْبَصْرَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة النَّهر الْأَدْنَى إِلَى فيض الْبَصْرَة وَالنّهر الثَّانِي الَّذِي وسط الْبَصْرَة فِي سوقها حفرتهما جَمِيعًا فِي خلَافَة عُثْمَان وَلم يُوَقت وقتا وفيهَا مَاتَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَعبد اللَّه بْن مَسْعُود وَعبد اللَّه بْن زيد صَاحب الْأَذَان وَأَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ وَأَبُو ذَر مَاتَ فِيهَا قبل ابْن مَسْعُود وَابْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 مَسْعُود صلى عَلَيْهِ وَيُقَال مَاتَ فِيهَا أَبِي بْن كَعْب أَيْضا وَيُقَال بل مَاتَ أَبِي فِي خلَافَة عُمَر بْن الْخطاب قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة الْمضيق من قسطنطينية سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ قتال عَبْد اللَّهِ بْن خازم لقارن وفيهَا جمع قَارن جمعا كثيرا بباذغيس وهراة فَأقبل فِي أَرْبَعِينَ ألفا فخلى قيس بْن الْهَيْثَم الْبِلَاد فَقَامَ بِأَمْر النَّاس عَبْد اللَّهِ بْن خازم السّلمِيّ فلقي قَارن فِي اربعة آلَاف فَقتل قَارن وَهزمَ أَصْحَابه وَأَصَابُوا سَبَايَا كَثِيرَة قَالَ أَبُو الْيَقظَان من ذَلِكَ السَّبي أم الصَّلْت بْن حُرَيْث الْحَنَفِيّ وَأم زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ وَأم عون بْن أرطبان جدة عَبْد اللَّهِ بْن عون الْفَقِيه وَكتب إِلَى ابْن عَامر بِالْفَتْح فأقره عَلَى خُرَاسَان حَتَّى قتل عُثْمَان فتح زرنج وفيهَا وَجه ابْن عَامر عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة بْن حبيب إِلَى سجستان فَصَالحه صَاحب زرنج وَأقَام بهَا حَتَّى اضْطربَ أَمر عُثْمَان غَزْو ملطية وأفريقية قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان ملطية وأفريقية وغزا أَيْضا حصن الْمَرْأَة من أَرض الرّوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 غَزْو الْحَبَشَة وفيهَا غزا ابْن أَبِي سرح الْحَبَشَة فأصيبت عين مُعَاوِيَة بْن حديج وفيهَا مَاتَ الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب رَحمَه اللَّه وفيهَا مَاتَ الْمِقْدَاد بْن الْأسود رَحمَه اللَّه وَمَات عَامر بْن ربيعَة حِين نَشُمُّ النَّاس فِي أَمر عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنهُ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فِيهَا أخرج أهل الْكُوفَة سعيد بْن الْعَاصِ وولوا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَتَبُوا إِلَى عُثْمَان يسألونه أَن يولي أَبَا مُوسَى فولاه وفيهَا يَوْم الجرعة وَكَانَ عُثْمَان رد سعيد بْن الْعَاصِ إِلَى الْكُوفَة فَخرج أهل الْكُوفَة فمنعوه قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا ابْن أَبِي سرح من مصر الصواري وفيهَا مَاتَ عبَادَة ابْن الصَّامِت وَأَبُو عبس بْن جبر سنة خمس وَثَلَاثِينَ الْفِتْنَة زمن عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنه فِيهَا مقتل عُثْمَان رَحمَه اللَّه وحصاره قَالَ أَبُو الْحسن قدم أهل مصر عَلَيْهِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عديس البلوي وَأهل الْبَصْرَة عَلَيْهِم حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي وَأهل الْكُوفَة فيهم الأشتر مَالك بْن الْحَارِث النَّخعِيّ الْمَدِينَة فِي أَمر عُثْمَان فَكَانَ مقدم المصريين لَيْلَة الْأَرْبَعَاء هِلَال ذِي الْقعدَة حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان قَالَ سَمِعت أَبِي قَالَ نَا أَبُو نَضرة عَن أَبِي سعيد مولى أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 أسيد الْأنْصَارِيّ قَالَ سمع عُثْمَان أَن وَفد أهل مصر قد أَقبلُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالُوا ادْع بالمصحف فَدَعَا بِهِ فَقَالُوا افْتَحْ السَّابِعَة وَكَانُوا يسمون سُورَة يُونُس السَّابِعَة فَقَرَأَ حَتَّى أَتَى هَذِه الْآيَة قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ على الله تفترون فَقَالُوا لَهُ قف أَرَأَيْت مَا حميت من الْحمى آللَّهُ أذن لَك أم عَلَى اللَّه تفتري فَقَالَ امضه نزلت فِي كَذَا وَكَذَا فَأَما الْحمى فَإِن عُمَر حماه قبلي لإبل الصَّدَقَة فَلَمَّا وليت زَادَت إبل الصَّدَقَة فزدت فِي الْحمى فَإِن عُمَر حماه قبلي لإبل الصَّدَقَة فَلَمَّا وليت زَادَت إبل الصَّدَقَة فزدت فِي الْحمى لما زَاد من إبل الصَّدَقَة امضه قَالَ فَجعلُوا يأخذونه بِالْآيَةِ فَيَقُول امضه نزلت فِي كَذَا فَمَا يزِيدُونَ فَأخذُوا ميثاقه وَكَتَبُوا عَلَيْهِ شرطا وَأخذ عَلَيْهِم أَلا يشقوا عَصا وَلَا يفارقوا جمَاعَة مَا أَقَامَ لَهُم شرطهم ثمَّ رجعُوا راضين فَبينا هم بِالطَّرِيقِ إِذا رَاكب يتَعَرَّض لَهُم ويفارقهم ثمَّ يرجع إِلَيْهِم ثمَّ يفارقهم قَالُوا مَالك قَالَ أَنا رَسُول أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى عَامله بِمصْر ففتشوه فَإِذا هم بِالْكتاب عَلَى لِسَان عُثْمَان عَلَيْهِ خَاتمه إِلَى عَامل مصر أَن يصلبهم أَو يقتلهُمْ أَو يقطع أَيْديهم وأرجلهم فَأَقْبَلُوا حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة فَأتوا عليا فَقَالُوا ألم تَرَ إِلَى عَدو اللَّه كتب فِينَا بِكَذَا وَكَذَا وَإِن اللَّه قد أحل دَمه فَقُمْ معَنا إِلَيْهِ قَالَ وَالله لَا أقوم مَعكُمْ قَالُوا فَلم كتبت إِلَيْنَا قَالَ وَالله مَا كتبت إِلَيْكُم كتابا فَنظر بَعضهم إِلَى بعض وَخرج عَلِيّ من الْمَدِينَة فَانْطَلقُوا إِلَى عُثْمَان فَقَالُوا كتبت فِينَا بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ إنَّهُمَا اثْنَتَانِ أَن تُقِيمُوا رجلَيْنِ من الْمُسلمين أَو يَمِيني بِاللَّه الَّذِي لَا اله إِلَّا هُوَ مَا كتبت وَلَا أمللت وَلَا علمت وَقد يكْتب الْكتاب عَلَى لِسَان الرجل وينقش الْخَاتم عَلَى الْخَاتم قَالُوا قد أحل اللَّه دمك ونقضت الْعَهْد والميثاق وحصروه فِي الْقصر رَضِي اللَّه عَنه ابْن علية عَن ابْن عون عَن مُحَمَّد أَن عُثْمَان بعث إِلَيْهِم عليا ورجلا آخر فَقَالَ عَلِيّ تعطون كتاب اللَّه وتعتبون من كل مَا سخطتم فَأقبل مَعَه نَاس من وُجُوههم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 فَاصْطَلَحُوا عَلَى خمس أَن الْمَنْفِيّ يقلب والمحروم يُعْطي ويوفر الْفَيْء ويعدل فِي الْقسم وَيسْتَعْمل ذُو الْأَمَانَة وَالْقُوَّة كتبُوا ذَلِكَ فِي كتاب وَأَن يرد ابْن عَامر عَلَى الْبَصْرَة وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَلَى الْكُوفَة فَأَخْبرنِي ابْن علية قَالَ نَا ابْن عون عَن الْحسن قَالَ أنبأني وثاب قَالَ بَعَثَنِي عُثْمَان فدعوت لَهُ الأشتر فَقَالَ مَا يُرِيد النَّاس مني قَالَ ثَلَاثًا لَيْسَ من إِحْدَاهُنَّ بُد قَالَ مَا هن قَالَ يخيرونك بَين أَن تخلع لَهُم أَمرهم فَتَقول هَذَا أَمركُم فَاخْتَارُوا لَهُ من شِئْتُم وَبَين أَن تقص من نَفسك فَإِن أَبيت فالقوم قاتلوك قَالَ مَا من إِحْدَاهُنَّ بُد قَالَ مَا من إِحْدَاهُنَّ بُد قَالَ أما أَن أَخْلَع لَهُم أَمرهم فَمَا كنت لأخلع سربالا سربلنيه اللَّه قَالَ وَقَالَ غير الْحسن وَالله لِأَن تضرب عَنقي أحب إِلَيّ من أَن أَخْلَع أمة مُحَمَّد بَعْضهَا عَلَى بعض وَأما أَن أقص من نَفسِي فوَاللَّه لقد علمت أَن صَاحِبي بَين يَدي قد كَانَا يعاقبان وَمَا يقوم بدني بِالْقصاصِ وَأما أَن تقتلوني فوَاللَّه لَئِن قتلتموني لَا تتحابون بعدِي أبدا وَلَا تصلونَ بعدِي جَمِيعًا أبدا وَلَا تقاتلون بعدِي عدوا جَمِيعًا أبدا حَدَّثَنَا كهمس بْن الْمنْهَال قَالَ أخبرنَا سعيد بْن أَبِي عرُوبَة عَن يعلى بْن حَكِيم عَن نَافِع قَالَ دخل ابْن عُمَر عَلَى عُثْمَان وعَنده الْمُغيرَة بْن الْأَخْنَس فَقَالَ أنظر مَا يَقُول هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ اخْلَعْهَا وَلَا تقتل نَفسك فَقَالَ ابْن عُمَر إِذا خلعتها أمخلد أَنْت فِي الدُّنْيَا قَالَ لَا قَالَ فَإِن لم تخلعها هَل يزِيدُونَ عَلَى أَن يَقْتُلُوك قَالَ لَا قَالَ فَهَل يملكُونَ لَك جنَّة أَو نَارا قَالَ لَا قَالَ فَلَا أرى لَك أَن تخلع قَمِيصًا قمصكه اللَّه فَتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أَو إمَامهمْ قَتَلُوهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 حَدَّثَنِي عُمَر بْن أَبِي خَلِيفَة قَالَ حَدَّثتنَا أم يُوسُف بنت مَاهك عَن أمهَا قَالَت دخلت عَلَى عُثْمَان وَهُوَ مَحْصُور وَفِي حجره الْمُصحف وهم يَقُولُونَ اعْتَزَلنَا وَهُوَ يَقُول لَا أَخْلَع سربالا سربلنيه اللَّه حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون قَالَ نَا عَبْد الْملك عَن أَبِي الْكِنْدِيّ قَالَ أشرف عُثْمَان فَقَالَ لَا تقتلوني فَإِنَّكُم إِن قتلتموني كُنْتُم هَكَذَا وَشَبك بَين أَصَابِعه حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد قَالَ نَا سهل السراج عَن الْحسن قَالَ قَالَ عُثْمَان لَا تقتلوني فوَاللَّه لَئِن قتلتموني لَا تقاتلون عدوا جَمِيعًا أبدا وَلَا تقسمون فَيْئا جَمِيعًا أبدا وَلَا تصلونَ جَمِيعًا أبدا قَالَ الْحسن فوَاللَّه إِن صلى الله الْقَوْم جَمِيعًا إِن قُلُوبهم لمختلفة أَبُو بَكْر الْكَلْبِيّ قَالَ نَا مسعر عَن عَبْد الْملك بْن ميسرَة عَن النزال بْن سُبْرَة قَالَ سَمِعت عُثْمَان يَقُول أسْتَغْفر اللَّه إِن كنت ظلمت وَقد عَفَوْت إِن كنت ظلمت حَدَّثَنَا غنْدر عَن شُعْبَة عَن سعد بْن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت عُثْمَان يَقُول إِن وجدْتُم فِي الْحق أَن تضعوا رجْلي فِي قيد فضعوهما حَدَّثَنَا كهمس بْن الْمنْهَال قَالَ نَا سعيد بْن أَبِي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ أشرف عَلَيْهِم عُثْمَان حِين حصر فَقَالَ أخرجُوا إِلَيّ رجلا ُأكَلِّمهُ فأخرجوا صعصعة بْن صوحان فَقَالَ عُثْمَان مَا نقمتم عَلِيّ قَالَ أخرجنَا من دِيَارنَا بِغَيْر حق إِلَّا أَن قُلْنَا رَبنَا اللَّه قَالَ عُثْمَان كذبت لَسْتُم أُولَئِكَ نَحن أُولَئِكَ أخرجنَا أهل مَكَّة فَقَالَ اللَّه الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَن الْمُنكر فَكَانَ ثَنَاء قبل بلَاء حَدَّثَنَا غنْدر قَالَ نَا شُعْبَة عَن سماك بْن حَرْب قَالَ سَمِعت حَنْظَلَة بْن قنان أشرف علينا عُثْمَان فَقَالَ أفيكم ابْنا محدوج فَقَالَ أنْشد كَمَا اللَّه ألستما تعلمان أَن عمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 قَالَ إِن ربيعَة فَاجر أَو غادر وَإِنِّي وَالله لَا أجعَل فرائضهم وفرائض قوم جاؤوا من مسيرَة شهر وَإِنَّمَا مهر أحدهم عَند طنبه وَأَنِّي زدتهم فِي غَدَاة وَاحِدَة خمس مائَة حَتَّى ألحقتهم بهم قَالُوا بلَى قَالَ أذكركما الله ألستما ألستما تعلمان أنكما أتيتماني فقلتما إِن كِنْدَة أَكلَة رَأس وَإِن ربيعَة هِيَ الرَّأْس وَإِن الْأَشْعَث بْن قيس قد أكلهم فنزعته واستعملتكما قَالُوا بلَى قَالَ اللَّهُمَّ إِن كَانُوا كفرُوا معروفي وبدلوا نعمتي فَلَا ترضهم عَن إمَامهمْ وَلَا ترضي إِمَامًا عَنهم حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر عَن أَبِيه عَن أَبِي نَضرة عَن أَبِي سعيد مولى أَبِي أسيد قَالَ أشرف عَلَيْهِم ذَات يَوْم فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَمَا أسمع أحدا رد عَلَيْهِ إِلَّا أَن يرد رجل فِي نَفسه فَقَالَ أنْشدكُمْ اللَّه هَل تعلمُونَ أَنِّي اشْتريت رومة من مَالِي فاستعذبت بهَا وَجعلت رشائي فِيهَا كرشاء رجل من الْمُسلمين قيل نعم قَالَ فعلام تَمْنَعُونِي أَن أشْرب من مَائِهَا حَتَّى أفطر عَلَى مَاء الْبَحْر يعَني مَاء الْبِئْر المالح قَالَ أنْشدكُمْ اللَّه هَل تعلمُونَ أَنِّي اشْتريت كَذَا وَكَذَا من الأَرْض فزدته فِي الْمَسْجِد فَهَل علمْتُم أَن أحدا من النَّاس منع أَن يُصَلِّي فِيهِ قبلي أنْشدكُمْ اللَّه هَل تعلمُونَ أَن نَبِيّ اللَّه ذكر كَذَا وَكَذَا أَشْيَاء فِي شَأْنه وَذكر أَيْضا كِتَابَة الْمفصل ففشى النَّهْي وَجعل النَّاس يَقُولُونَ مهلا عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ نَا يحيى بْن أَبِي الْحجَّاج أَبُو أَيُّوب الخاقاني قَالَ نَا الْجريرِي عَن أَبِي الْورْد بْن ثُمَامَة قَالَ أشرف عُثْمَان فَقَالَ أنْشدكُمْ اللَّه هَل تعلمُونَ أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى ثبير وَمَعَهُ أَبُو بَكْر وَعمر وَأَنا فَتحَرك بهم حَتَّى هَمت حجارته أَن تساقط فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثبت فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِيّ وصديق وشهيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 قَالُوا اللَّهُمَّ نعم قَالَ شهدُوا لي وَرب الْكَعْبَة حَدَّثَنَا ابْن علية قَالَ نَا أَيُّوب عَن ابْن أَبِي مليكَة عَن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير قَالَ قلت لعُثْمَان إِنَّا مَعَك فِي الدَّار عِصَابَة مستبصرة ينصر اللَّه بِأَقَلّ مِنْهُم فَأذن لنا فَقَالَ أذكر اللَّه رجلا اهراق فِي دَمه أَو قَالَ دَمًا ابْن مهْدي قَالَ نَا سعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن مُحَمَّد بْن سِيرِين قَالَ قَالَ سليط بْن سليط نَهَانَا عُثْمَان عَن قِتَالهمْ وَلَو أذن لنا لضربناهم حَتَّى نخرجهم من أقطارها سَمِعت عَبْد الْوَهَّاب بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ ابْن عَامر بْن ربيعَة يَقُول كنت مَعَ عُثْمَان فِي الدَّار فَقَالَ أعزم عَلَى كل من رأى أَن عَلَيْهِ سمعا وَطَاعَة إِلَّا كف يَده وسلاحه فَإِن أفضلكم عَندي غناء من كف يَده وسلاحه ثمَّ قَالَ قُم يَا بْن عُمَر فأجر بَين النَّاس فَقَامَ ابْن عُمَر وَقَامَ مَعَه رجال من بَنِي عدي ابْن سراقَة وَابْن مُطِيع ففتحوا الْبَاب وَخرج ودخلوا الدَّار فَقتلُوا عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنه حَدَّثَنَا معَاذ عَن ابْن عون عَن نَافِع قَالَ كَانَ ابْن عُمَر مَعَ عُثْمَان فِي الدَّار حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عون عَن أَبِيه عَن نَافِع قَالَ لبس ابْن عُمَر الدرْع يَوْم الدَّار مرَّتَيْنِ وَحَدَّثَنَا كهمس قَالَ نَا ابْن أَبِي عرُوبَة عَن قَتَادَة أَن زيد بْن ثَابت قَالَ لعُثْمَان هَؤُلَاءِ الْأَنْصَار بِالْبَابِ يَقُولُونَ إِن شِئْت كُنَّا أنصار اللَّه مرَّتَيْنِ فَقَالَ لَا حَاجَة لي فِي ذَلِكَ كفوا وَحَدَّثَنِي كهمس قَالَ نَا ابْن أَبِي عرُوبَة عَن يعلى بْن حَكِيم عَن نَافِع أَو غَيره أَن ابْن عُمَر كَانَ يَوْمئِذٍ مُتَقَلِّدًا سَيْفه حَتَّى عزم عَلَيْهِ عُثْمَان أَن يخرج مَخَافَة أَن يقتل حَدَّثَنَا عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي صَالح عَن أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قلت لعُثْمَان الْيَوْم طَابَ الضَّرْب مَعَك قَالَ أعزم عَلَيْك لتخْرجن حَدَّثَنَا كهمس عَن ابْن أَبِي عرُوبَة عَن قَتَادَة أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ مُتَقَلِّدًا سَيْفه حَتَّى نَهَاهُ عُثْمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 وَحَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى وكهمس عَن ابْن عرُوبَة عَن قَتَادَة وَزَاد عَبْد الْأَعْلَى أَن الْحسن بْن عَلِيّ كَانَ آخر من خرج من عَند عُثْمَان عَبْد الرَّحْمَن بْن مهْدي قَالَ نَا حُصَيْن بْن بَكْر عَن يحيى بْن عَتيق عَن مُحَمَّد بْن سِيرِين قَالَ انْطلق الْحسن وَالْحُسَيْن وَابْن عُمَر وَابْن الزبير ومروان كلهم شاكي السِّلَاح حَتَّى دخلُوا الدَّار فَقَالَ عُثْمَان أعزم عَلَيْكُم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بُيُوتكُمْ فَخرج ابْن عمر وَالْحسن وَالْحُسَيْن فَقَالَ ابْن الزبير ومروان وَنحن نعزم على أَنْفُسنَا أَن لَا نَبْرَح حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر عَن أَبِيه عَن أَبِي نَضرة عَن أَبِي سعيد مولى أَبِي أسيد قَالَ فتح عُثْمَان الْبَاب وَوضع الْمُصحف بَين يَدَيْهِ فَدخل عَلَيْهِ رجل فَقَالَ بيني وَبَيْنك كتاب اللَّه فَخرج وَتَركه ثمَّ دخل عَلَيْهِ آخر فَقَالَ بيني وَبَيْنك كتاب اللَّه فَأَهوى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ فاتقاه فقطعها فَلَا أَدْرِي أَبَانهَا أم قطعهَا وَلم يبنها فَقَالَ أما وَالله إِنَّهَا لأوّل كف خطت الْمفصل حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل عَن ابْن عون عَن الْحسن عَن وثاب قَالَ جَاءَ رويجل كَأَنَّهُ ذِئْب فَاطلع من بَاب ثمَّ رَجَعَ وَجَاء مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فِي ثَلَاثَة عشر رجلا فَأخذ بلحيته فَقَالَ بهَا حَتَّى سَمِعت وَقع أَضْرَاسه وَقَالَ مَا أغْنى عَنْك مُعَاوِيَة ماأغنى عَنك ابْن عَامر مَا أغنت عَنك كتبك فَقَالَ أرسل لي لحيتي يَا ابْن أخي قَالَ فَأَنا رَأَيْته استدعى رجلا من الْقَوْم بِعَيْنِه يعَني أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهِ بمشقص فوجأ بِهِ رَأسه قلت ثمَّ مَه قَالَ ثمَّ تعاوروا عَلَيْهِ وَالله حَتَّى قَتَلُوهُ رَحمَه اللَّه حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر عَن أَبِيه عَن الْحسن أَن ابْن أَبِي بَكْر أَخذ بلحيته فَقَالَ عُثْمَان لقد أخذت مني مأخذا أَو قعدت مني مقْعدا مَا كَانَ أَبوك ليقعده فَخرج وَتَركه وَفِي حَدِيث الْمُعْتَمِر عَن أَبِيه عَن أَبِي نَضرة عَن أَبِي سعيد قَالَ دخل عَلَيْهِ رجل من بَنِي سدوس يُقَال لَهُ الْمَوْت الْأسود فخنقه وخنقه قبل أَن يضْرب بِالسَّيْفِ فَقَالَ وَالله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 مَا رَأَيْت شَيْئا أَلين من خناقه لقد خنقته حَتَّى رَأَيْت نَفسه مثل الجان تردد فِي جسده وَقَالَ فِي غير حَدِيث أَبِي سعيد وَدخل التجِيبِي فأشعره مشقصا فانتضح الدَّم عَلَى قَوْله (فَسَيَكْفِيكَهُم الله) فَهِيَ فِي الْمُصحف مَا حكت) حَدَّثَنَا كهمس عَن ابْن أَبِي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ الَّذِي ولي قتل عُثْمَان رُومَان رجل مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ أَخذ ابْن أَبِي بَكْر بلحيته وذبحه رُومَان بمشاقص كَانَت مَعَه حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَن أَبِي زَكَرِيَّا الْعجْلَاني عَن نَافِع عَن ابْن عُمَر قَالَ ضربه ابْن أَبِي بَكْر بمشاقص فِي أوداجه وبعجه سودان بْن حمْرَان بِحَرْبَة حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد قَالَ نَا مُحَمَّد بْن طَلْحَة قَالَ نَا كنَانَة مولى صَفِيَّة قَالَ شهِدت مقتل عُثْمَان قَالَ قلت من قَتله قَالَ رجل من أهل مصر يُقَال لَهُ حمَار خَالِد بْن الْحَارِث قَالَ نَا عمرَان بْن حدير عَن عَبْد اللَّهِ بْن شَقِيق قَالَ أول من ضرب عُثْمَان رُومَان الْيَمَانِيّ بصولجان حَدَّثَنَا خَالِد بْن الْحَارِث قَالَ نَا عمرَان بْن حدير قَالَ أَن لَا يكن عَبْد اللَّهِ بْن شَقِيق حَدَّثَنِي أَن أول قَطْرَة قطرت من دَمه عَلَى (فَسَيَكْفِيكَهُم الله) فان أَبَا حُرَيْث ذكر أَنه ذهب وَسُهيْل النميري فأخرجوا إِلَيْهِ الْمُصحف فَإِذا القطرة عَلَى (فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله) قَالَ فَإِنَّهَا فِي الْمُصحف مَا حكت أَبُو عَاصِم قا نَا عُمَر بْن أَبِي زَائِدَة عَن أَبِيه عَن أَبِي خَالِد الْوَالِبِي قَالَ قَالَت عَائِشَة استتابوه حَتَّى تَرَكُوهُ كَالثَّوْبِ الرحيض ثمَّ قَتَلُوهُ حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَة قَالَ نَا يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق عَن عون بْن عَبْد اللَّهِ بن عتبَة قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 قَالَت عَائِشَة غضِبت لكم من السَّوْط وَلَا أغضب لعُثْمَان من السَّيْف استعتبتموه حَتَّى إِذا تَرَكْتُمُوهُ كالقلب الْمُصَفّى قَتَلْتُمُوهُ حَدَّثَنَا روح بْن عبَادَة قَالَ نَا سعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن ابْن سِيرِين قَالَ قَالَت عَائِشَة مصتموه موص الْإِنَاء ثمَّ قَتَلْتُمُوهُ مُحَمَّد بْن عَمْرو قَالَ نَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن مَسْرُوق قَالَ قَالَت عَائِشَة تَرَكْتُمُوهُ كَالثَّوْبِ النقي من الدنس ثمَّ قربتموه تذبحونه كَمَا يذبح الْكَبْش قَالَ مَسْرُوق فَقلت هَذَا عَمَلك كتبت إِلَى النَّاس تأمرينهم بِالْخرُوجِ عَلَيْهِ فَقَالَت عَائِشَة وَالَّذِي آمن بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَكفر بِهِ الْكَافِرُونَ مَا كتبت إِلَيْهِم بسواد فِي بَيَاض حَتَّى جَلَست مجلسي هَذَا قَالَ الْأَعْمَش فَكَانُوا يرَوْنَ أَنه كتب عَلَى لسانها وفيهَا بعث عُثْمَان عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فَأَقَامَ الْحَج وَصلى عَلِيّ يَوْم النَّحْر بِالنَّاسِ فِي الْمَدِينَة وفيهَا قتل عُثْمَان رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة لأيام بَقينَ من ذِي الْحجَّة الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان قَالَ سَمِعت أَبِي قَالَ نَا أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ قتل عُثْمَان فِي أَوسط أَيَّام التَّشْرِيق أَبُو الْحسن عَن أَبِي معشر عَن نَافِع قَالَ قتل يَوْم الْجُمُعَة لسبع عشرَة أَو ثَمَان عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى بْن الْهَيْثَم قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قلت لِلْحسنِ أَكَانَ فِيمَن قتل عُثْمَان أحد من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار قَالَ لَا كَانُوا أعلاجا من أهل مصر حَدَّثَنِي يحيى عَن إِسْمَاعِيل عَن قيس قَالَ سَمِعت سعيد بْن زيد بْن عَمْرو بن نفَيْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 يَقُول لَو أَن أحدا ارْفض مِمَّا فعل بعثمان لَكَانَ محقوقا ولد عُثْمَان بِمَكَّة فِي دَار أَبِي الْعَاصِ الَّتِي يُقَال لَهَا دَار الحكم وَيُقَال قتل يَوْم النَّحْر وَقتل بِالْمَدِينَةِ وَفِيه قَالَ الفرزدق ... عُثْمَان إِذْ قَتَلُوهُ وانتهكوا دَمه صَبِيحَة لَيْلَة النَّحْر ... وَقَالَ نَابِغَة بَنِي جعدة ... وَابْن عَفَّان حَنِيفا مُسلما ... وَلُحُوم الْبدن لما تنْتَقل ... وَقَالَ الْقَاسِم بْن أُميَّة بْن أَبِي الصَّلْت ... لعمري لبئس الذّبْح ضحيتم بِهِ خلاف رَسُول اللَّهِ يَوْم الْأَضَاحِي ... وَدفن عُثْمَان لَيْلًا صلى عَلَيْهِ جُبَير بْن مطعم وَيُقَال حَكِيم بْن حزَام وَيُقَال الْمسور بن مخرمَة مُدَّة خلَافَة عُثْمَان وعمره كَانَت ولَايَته إِحْدَى عشرَة سنة وَأحد عشر شهرا وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وَيُقَال أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَاخْتلف فِي سنه فحدثنا معَاذ بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قتل وَهُوَ ابْن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة وَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَقظَان قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْمِقْدَام قَالَ قتل وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَيُقَال أَربع وَثَمَانِينَ وَحَدَّثَنِي يحيى بْن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي عمرَان قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المَخْزُومِي قَالَ قتل وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وفيهَا قتل الْمُغيرَة بْن الْأَخْنَس بْن شريق الثَّقَفِيّ يَوْم الدَّار مَعَ عُثْمَان رَحمَه الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 تَسْمِيَة عُمَّال عُثْمَان بن عَفَّان مَكَّة ولى مَكَّة عَلِيّ بْن عدي بْن ربيعَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف وولاها أَيْضا خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي فَقتل عُثْمَان وَهُوَ عَلَيْهَا الْمَدِينَة وَكَانَ يسْتَخْلف زيد بْن ثَابت عَلَى الْمَدِينَة إِذا حج الْبَصْرَة وَأقر أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَلَى الْبَصْرَة أَربع سِنِين فَكَانَ أَبُو مُوسَى إِذا غزا اسْتخْلف عمرَان بْن حُصَيْن وَأَحْيَانا يسْتَخْلف زيادا ثمَّ عزل أَبَا مُوسَى وَولى عَبْد اللَّهِ بْن عَامر ابْن كريز قد كتبنَا عُمَّال ابْن عَامر عَلَى خُرَاسَان وسجستان فِي تَارِيخ السنين فِي ولَايَة ابْن عَامر الْكُوفَة قتل عَمْرو الْمُغيرَة بْن شُعْبَة عَلَى الْكُوفَة فأقره عُثْمَان قَلِيلا ثمَّ عَزله وَولى سعد بْن مَالك ثمَّ عَزله وَولى الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط ثمَّ عَزله وَولى سعيد بْن الْعَاصِ فَأخْرجهُ أهل الْكُوفَة وولوا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَتَبُوا إِلَى عُثْمَان يسألونه أَن يوليه فأقره عُثْمَان حَتَّى قتل رَحمَه اللَّه مصر وعزل عَمْرو بْن الْعَاصِ عَن مصر وَولى عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن أَبِي سرح فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عُثْمَان رَحمَه اللَّه الشَّام وَأقر مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان على الشَّام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 صَاحب شَرطه وحاجبه وَمن عَلَى بَيت المَال وكاتبه وَكَانَ عُثْمَان أول من اتخذ صَاحب شَرط وَكَانَ عَلَى شَرطه عَبْد اللَّهِ بْن قنفذ من بَنِي تيم قُرَيْش وحاجبه حمْرَان بْن أبان وعَلى بَيت المَال عَبْد اللَّهِ بْن أَرقم ثمَّ استعفى فأعفاه وكاتبه مَرْوَان بن الحكم الْقُضَاة قَضَاء الْبَصْرَة كَانَ عَلَيْهَا كَعْب بْن سور ثمَّ امْر عُثْمَان أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن يقْضِي بَين النَّاس ثمَّ ولى ابْن عَامر فاستقضى كَعْب بْن سور حَتَّى قتل أَيَّام الْجمل أَتَاهُ سهم غرب فَقتله وَلم يُقَاتل الْكُوفَة شُرَيْح حَتَّى قتل عُثْمَان الْيمن يعلى بْن أُميَّة من بلعدوية وَأمه منية وَكَانَ عَلَى صنعاء حَتَّى قتل عُثْمَان رجل يُقَال لَهُ ثُمَامَة خُرَاسَان وَولى ابْن عَامر الْبَصْرَة سنة تسع وَعشْرين فغزا ابْن عَامر واستخلف عَلَى الْبَصْرَة زيادا وافتتح أَصْبَهَان وحلوان وكرمان وَعَامة خُرَاسَان وَقد كتبنَا فتوحه فِي التَّارِيخ ثمَّ أحرم من سأبور واستخلف قيس بْن الْهَيْثَم السّلمِيّ عَلَى خُرَاسَان وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَجمع قَارن جمعا فَترك قيس الْبِلَاد فَقَامَ بِأَمْر النَّاس عَبْد اللَّهِ بْن خازم السّلمِيّ فلقي قَارن فَقتل قَارن وَهزمَ أَصْحَابه وَكتب إِلَى ابْن عَامر بِالْفَتْح فأقره عَلَى خُرَاسَان حَتَّى قتل عُثْمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 سجستان ولاها ابْن عَامر الرّبيع بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ فَافْتتحَ زالق وَصَالح أهل زرنج ثمَّ انْصَرف واستخلف رجلا من بلحارث ثمَّ ولى ابْن عَامر عَبْد الرَّحْمَن ابْن سَمُرَة بْن حبيب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَلم يزل بهَا حَتَّى اضْطربَ أَمر عُثْمَان فَرجع واستخلف أَمِير بْن أَحْمَر الْيَشْكُرِي فَأخْرجهُ أهل سجستان السَّنَد بعث عُثْمَان حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي فَأتى مكران ثمَّ قدم عَلَى عُثْمَان فَسَأَلَهُ عَنها فَقَالَ مَاؤُهَا وشل ولصها بَطل وسهلها جبل إِن كثر بهَا الْجند جَاعُوا وَإِن قلوا ضَاعُوا فَلم يُوَجه إِلَيْهَا عُثْمَان أحدا حَتَّى قتل الْبَحْرين قَالَ أَبُو خَالِد عَن أَبِي الْخطاب قَالَ بعث ابْن عَامر عَبْد اللَّهِ بْن سوار الْعَبْدي فِي ولَايَة عُثْمَان فَلم يزل بهَا حَتَّى قتل عُثْمَان وَمن ولاته عَلَيْهَا مَرْوَان بْن الحكم الصائفة كتب عُثْمَان إِلَى مُعَاوِيَة أَن يغزي بِلَاد الرّوم فَوجه يَزِيد بْن الْحر الْعَبْسِي ثمَّ عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى الصائفتين جَمِيعًا ثمَّ عَزله وَولى سُفْيَان ابْن عَوْف الغامدي فَكَانَ سُفْيَان يخرج فِي الْبر ويستخلف عَلَى الْبَحْر جُنَادَة بْن أَبِي أُميَّة فَلم يزل كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ سُفْيَان فولى مُعَاوِيَة عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد ثمَّ ولى عبيد اللَّه بْن رَبَاح وشتى فِي أَرض الرّوم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلَافَة عَلِيّ بْن أَبِي طَالب رَضِي اللَّه عَنه فِيهَا بُويِعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بْن عَبْد الْمطلب وَأمه فَاطِمَة بنت أَسد بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي بن كلاب خُرُوج طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة وفيهَا قدم طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام ومعهما عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ الْبَصْرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 وَبهَا عُثْمَان بْن حنيف الْأنْصَارِيّ واليا لعَلي فَبعث عُثْمَان بْن حنيف حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي فلقي طَلْحَة وَالزُّبَيْر فِي الزابوقة وَهِي مَدِينَة الرزق بِحَضْرَة كلاء الْبَصْرَة فَقتل حَكِيم بْن جبلة وَقتل أَيْضا مجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخرج عُثْمَان بْن حنيف عَن الْبَصْرَة وفيهَا خرج عَلِيّ من الْمَدِينَة وولاها سهل بْن حنيف الْأنْصَارِيّ وَبعث عَلِيّ الْحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وعمار بْن يَاسر إِلَى الْكُوفَة يستنفران النَّاس وَقدم عَليّ الْبَصْرَة معركة الْجمل وفيهَا كَانَت وقْعَة الْجمل بِالْبَصْرَةِ بالزاوية نَاحيَة طف الْبَصْرَة يَوْم الْجُمُعَة لعشر خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وفيهَا قتل طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فِي المعركة أَصَابَهُ سهم غرب فَقتله وَحَدَّثَنَا معَاذ بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَن الْجَارُود بْن أَبِي سيرة قَالَ نظر مَرْوَان بْن الحكم إِلَى طَلْحَة بْن عبيد اللَّه يَوْم الْجمل فَقَالَ لَا أطلب بِثَأْرِي بعد الْيَوْم فَرَمَاهُ بِسَهْم فَقتله حَدَّثَنَا من سمع جوَيْرِية بْن أَسمَاء عَن يحيى بْن سعيد عَن عَمه أَن مَرْوَان رمى طَلْحَة بِسَهْم فَقتله وَانْحَدَرَ الزبير منصرفا فَقتل بوادي السبَاع قَتله عُمَيْر بْن جرموز الْمُجَاشِعِي وَقتل مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَعبد الرَّحْمَن بْن عتاب بْن أسيد وَفِي الْجمل الأولى قبل قدوم عَلِيّ قتل مجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ وَحَكِيم بن جبلة الْعَبْدي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 نعيم بْن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ أدْرك عُثْمَان وفيهَا مَاتَ حُذَيْفَة بْن الْيَمَان فِي أول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَأَبُو الْحسن قدم ماهويه بْن أزر مرزبان مرو عَلَى عَلِيّ بعد الْجمل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ مقرا بِالصُّلْحِ وَكتب لَهُ عَلِيّ كتابا ثمَّ كفرُوا بعد فَوجه عَلِيّ عون بْن جعدة بْن هُبَيْرَة بْن أَبِي وهب المَخْزُومِي فَلم يصنع شَيْئا وفيهَا خرج عمرَان بْن الفضيل البرجمي وحسكة بْن عتاب الحيطي فأغارا عَلَى نواحي سجستان فَصَالحهُمْ صَاحب زرنج وفيهَا خرج عَلِيّ من الْبَصْرَة فَقدم الْكُوفَة ثمَّ خرج يُرِيد مُعَاوِيَة واستخلف عَلَى الْكُوفَة أَبَا مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو البدري تَفْصِيل خبر معركة الْجمل وفيهَا وقْعَة الْجمل قَالَ أَبُو الْيَقظَان قدم طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام وَعَائِشَة الْبَصْرَة بِأَعْلَى المربد فَلَمَّا كَانُوا بالدباغين وَذَلِكَ حَضْرَة قصر زَرْبِي فِي سكَّة الْمَزِيد اجْتمع النَّاس حَتَّى لَو رمي بِحجر وَقع عَلَى رَأس إِنْسَان فَتكلم طَلْحَة وتكلمت عَائِشَة وَكثر اللَّفْظ فَحَدثني أَبُو بَكْر قَالَ نَا عَوْف قَالَ نَا أَبُو رَجَاء العطاردي قَالَ أتيت طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَقد غشيه النَّاس وَهُوَ عَلَى دَابَّته فَجعل يَقُول يَا أَيهَا النَّاس أتنصتون فَجعلُوا يركبونه وَلَا ينصتون فَقَالَ أُفٍّ أُفٍّ فرَاش نَار وذبان طمع قَالَ أَبُو الْحسن عَن الْهُذلِيّ إِنَّهُم انحدروا من مَوضِع الدباغين فَرَمَاهُمْ النَّاس بِالْحِجَارَةِ فَأخذُوا فِي بَنِي نهد حَتَّى خَرجُوا عَلَى مَقْبرَة بَنِي مَازِن ثمَّ مَقْبرَة بَنِي حصن ثمَّ خَرجُوا عَلَى المسناة حَتَّى نزلُوا الْجَبَل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 حَاتِم بْن مُسلم عَن يُوسُف بْن عَبدة عَن ابْن سِيرِين قَالَ نزل طَلْحَة وَالزُّبَيْر فِي نَاحيَة بني سعد قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَولى عَلِيّ الْبَصْرَة يَوْمئِذٍ عُثْمَان بْن حنيف الْأنْصَارِيّ قَالَ وَسَار طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَمن مَعَهُمَا حَتَّى أَتَوا الزابوقة فَخرج إِلَيْهِم عُثْمَان بْن حنيف فتوافقوا حَتَّى زَالَت الشَّمْس ثمَّ اصْطَلحُوا وَكَتَبُوا بَينهم كتابا أَن يكفوا عَن الْقِتَال ولعثمان دَار الْإِمَارَة وَالْمَسْجِد وَبَيت المَال والكلاء وَأَن ينزل طَلْحَة وَالزُّبَيْر من الْبَصْرَة حَيْثُ شاءا وَلَا يعرض بَعضهم لبَعض حَتَّى يقدم عَليّ قَالَ أَبُو الْيَقظَان تحولت عَائِشَة وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فنزلوا طاحية بْن عبيد قَالَ أَبُو الْحسن عَن الْهُذلِيّ عَن الْجَارُود بْن أَبِي سُبْرَة عَن سِنَان بْن سَلمَة بْن المحبق الْهُذلِيّ غَدا ابْن الزبير إِلَى الزابوقة وَهِي مَدِينَة الرزق فَأَرَادَ أَن يرْزق أَصْحَابه فجَاء حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي فِي سبع مائَة من عَبْد الْقَيْس وَبكر بْن وَائِل فَاقْتَتلُوا فَقتل حَكِيم ابْن جبلة وَأَخُوهُ الرعل بْن جبلة وَابْنه الْأَشْرَف بْن حَكِيم قَالَ أَبُو الْيَقظَان قتل حكيما رجل من الحدان يُقَال لَهُ ضخيم وَيُقَال قَتله يَزِيد بْن الأسحم الْحدانِي قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَقتل مَعَ حَكِيم حَنْظَلَة الهزاني قَالَ أَبُو الْحسن عَن مسلمة عَن دَاوُد بْن أَبِي هِنْد قَالَ ارتث مَعَ ابْن الزبير مجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ فَاحْتمل إِلَى دَاره فِي بَنِي يشْكر فَمَاتَ فَدفن فِيهَا قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَبعث عَلِيّ الْحسن بْن عَلِيّ وعمار بْن يَاسر إِلَى الْكُوفَة يستنفران النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 فحدثنا غنْدر قَالَ نَا شُعْبَة عَن الحكم قَالَ سَمِعت أَبَا وَائِل يَقُول لما اسْتنْفرَ الْحسن وعمار أهل الْكُوفَة قَالَ عمار أما وَالله إِنِّي لأعْلم أَنَّهَا زَوجته فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَكِن اللَّه ابتلاكم بهَا لتتبعوه أَو إِيَّاهَا غنْدر عَن شُعْبَة عَن سعد بْن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنِي رجل من أسلم قَالَ كُنَّا مَعَ عَلِيّ أَرْبَعَة آلَاف من اهل الْمَدِينَة قَالَ ونا أَبُو غَسَّان قَالَ نَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر أَبِي الْمُغيرَة عَن سعيد بْن جُبَير قَالَ كَانَ مَعَ عَلِيّ يَوْم الْجمل ثَمَان مائَة من الْأَنْصَار وَأَرْبع مائَة مِمَّن شهد بيعَة الرضْوَان أَبُو بَكْر عَن عَبْد الْملك عَن سَلمَة بْن كهيل قَالَ قدم الْحسن بْن عَلِيّ وعمار فاستنفرا النَّاس فَخرج مَا بَين السِّتَّة آلَاف إِلَى السَّبْعَة حَتَّى قدمُوا عَلَى عَلِيّ بِذِي قار فَسَار بهم وَمَعَهُ زهاء عشرَة آلَاف حَتَّى أَتَى الْبَصْرَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة سَار عَلِيّ من ذِي قار فَأمر عَلَى مقدمته عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ أَمر الْأُمَرَاء وَعقد الألوية ودفع اللِّوَاء إِلَى ابْنه مُحَمَّد بْن عَلِيّ قَالَ أَبُو الْيَقظَان كَانَت راية عَلِيّ مَعَ ابْنه مُحَمَّد بْن عَلِيّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة عَلَى الْخَيل عمار بْن يَاسر وعَلى الرجالة مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر وعَلى الميمنة وهم ربيعَة الْبَصْرَة والكوفة علْبَاء بْن الْهَيْثَم السدُوسِي وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر وعَلى الميسرة وهم مُضر الْبَصْرَة وَمُضر الْكُوفَة الْحسن بْن عَلِيّ قَالَ وَيُقَال عَلَى الميمنة الْحسن وعَلى المسيرة الْحُسَيْن بْن عَلِيّ ولواء طَلْحَة وَالزُّبَيْر مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن حَكِيم بْن حزَام وعَلى الْخَيل طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وعَلى الرجالة عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وعَلى الميمنة وَهِي مُضر عَبْد اللَّهِ بْن عَامر وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث وعَلى الميسرة وهم أهل الْيمن مَرْوَان بْن الحكم فحدثنا أَبُو الْحسن عَن الْهُذلِيّ عَن قَتَادَة قَالَ سَار عَلِيّ من الزاوية وَسَار طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة من الفرضة فَالْتَقوا عَند مَوضِع قصر عبيد اللَّه بْن زِيَاد فِي النّصْف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ يَوْم الْخَمِيس وَكَانَت الْوَقْعَة يَوْم الْجُمُعَة فحدثنا عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ نَا حُصَيْن قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرو بْن جاوان قَالَ سَمِعت الْأَحْنَف بْن قيس قَالَ لما الْتَقَوْا كَانَ أول قَتِيل طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَخرج كَعْب بْن سور من الْبَصْرَة مَعَه الْمُصحف ناشره بَين الصفين يناشد النَّاس فِي دِمَائِهِمْ فَقتل وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَال قَالَ أَبُو الْيَقظَان خرج كَعْب بْن سور فِي عَنقه مصحف وَعَلِيهِ برنس وَبِيَدِهِ عَصا فَأخذ بِخِطَام الْجمل فَأَتَاهُ سهم غرب فَقتله حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن قَتَادَة عَن الْجَارُود بْن أَبِي سُبْرَة الْهُذلِيّ قَالَ نظر مَرْوَان بْن الحكم إِلَى طَلْحَة بْن عبيد اللَّه يَوْم الْجمل فَقَالَ لَا أطلب بِثَأْرِي بعد الْيَوْم فَرَمَاهُ بِسَهْم فَقتله فَحَدثني أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْقرشِي عَن حَمَّاد بْن زيد عَن قُرَّة بْن خَالِد عَن ابْن سِيرِين قَالَ رمي طَلْحَة بِسَهْم فَأصَاب ثغرة نَحره قَالَ فَأقر مَرْوَان أَنه رَمَاه قَالَ وَحَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء عَن يحيى بْن سعيد عَن عَمه قَالَ رمى مَرْوَان طَلْحَة بْن عبيد اللَّه بِسَهْم ثمَّ الْتفت إِلَى أبان بْن عُثْمَان فَقَالَ قد كَفَيْنَاك بعض قتلة أَبِيك عَبْد الرَّحْمَن بْن مهْدي عَن حَمَّاد بْن زيد عَن يحيى بْن سعيد قَالَ قَالَ طَلْحَة ... نَدِمت ندامة الكسعي لما شريت رضى بَنِي جرم برغمي اللَّهُمَّ خُذ لعُثْمَان مني حَتَّى ترْضى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَاصِم عَن حُصَيْن عَن عَمْرو بْن جاوان عَن الْأَحْنَف قَالَ لما انحاز الزبير قَتله عَمْرو بْن جرموز بوادي السبَاع بشر بْن الْمفضل قَالَ نَا مَنْصُور بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن الشّعبِيّ قَالَ من حَدثَك أَنه شهد الْجمل من أهل بدر غير أَرْبَعَة أَو إِن جاؤوا بخامس كَانَ عَلِيّ وعمار نَاحيَة وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر نَاحيَة حَدَّثَنَا عَن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَن قيس قَالَ رمي طَلْحَة يَوْم الْجمل بِسَهْم فِي ركبته فَكَانُوا إِذا أمسكوها انتفخت وَإِذا أرسلوها نبعت فَقَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهُ سهم أرْسلهُ اللَّه وَانْهَزَمَ النَّاس وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة حَدَّثَنِي كهمس بْن الْمنْهَال قَالَ نَا سعيد عَن قَتَادَة قَالَ قتل يَوْم الْجمل عشرُون ألفا حَدَّثَنَا وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْقُوب الضَّبِّيّ قَالَ قتل من أهل الْبَصْرَة أَلفَانِ وَخمْس مائَة من الأزد وثمان مائَة من بَنِي صبة قَالَ بوهب وَحَدَّثَنِي الْمُعَلَّى أَبُو حَاتِم قَالَ وهب وَحَدَّثَنِي الْمُعَلَّى أَبُو حَاتِم قَالَ حَدَّثتنِي جدتي قَالَت خرجنَا إِلَى قَتْلَى الْجمل فعددناهم بالقصب عشْرين ألفا أَبُو الْيَقظَان عَن الركين بْن الْقَاسِم عَن عَلِيّ بْن زيد قَالَ قتل يَوْم الْجمل سَبْعَة آلَاف حَدَّثَنَا حَاتِم بْن مُسلم عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْعَاصِ عَن أَبِيه قَالَ قتل ثَلَاثَة عشر ألفا من أَصْحَاب عَلِيّ مَا بَين الْأَرْبَع مائَة إِلَى الْخمس مائَة أَبُو الْحسن عَن مُحَمَّد بْن صَالح الثَّقَفِيّ عَن ابْن جريج عَن ابْن مليكَة قَالَ أُصِيب من أَصْحَاب عَلِيّ خمس مائَة وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَن حَمَّاد بْن زيد عَن الزبير بْن الخريت قَالَ قيل لأبي لبيد أَتُحِبُّ عليا قَالَ كَيفَ أحب رجلا قتل من قومِي حِين كَانَت الشَّمْس من هَاهُنَا إِلَى أَن صَارَت هَاهُنَا أَلفَيْنِ وَخمْس مائَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 تَسْمِيَة من حفظ لنا مِمَّن قتل يَوْم الْجمل من بَنِي أُميَّة من بَنِي أُميَّة عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب بْن أسيد من بني حببيب بن عبد شمس وَمِنْ بَنِي حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شمس عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بن عَامر من بَنِي عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس وَمن بَنِي عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس عَلِيّ بْن عدي بْن مُحرز بْن حَارِثَة بْن ربيعَة بْن عَبْد الْعُزَّى من بَنِي أَسد وَمن بَنِي أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى الزبير بْن الْعَوام قَتله عُمَيْر بْن جرموز وَعبد اللَّه ابْن حَكِيم بن حزَام من بني عبد الدَّار وَمن بَنِي عَبْد الدَّار بْن قصي عَبْد اللَّهِ بْن مسافع بْن طَلْحَة بْن أَبِي طَلْحَة من بني عبد بن قصي وَمن بَنِي عَبْد بْن قصي عَبْد اللَّهِ مولى الْحَارِث بْن نقيذ من بني زهرَة وَمن بَنِي زهرَة بْن كلاب الْأسود بْن عَوْف وَعبد اللَّه بن الْمُغيرَة بن الْأَخْنَس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 ابْن شريق وَعبد اللَّه بْن أَبِي عُثْمَان بْن الْأَخْنَس بْن شريق حليفان لَهُم من ثَقِيف ومعبد بْن الْمِقْدَاد بْن الْأسود حَلِيف لَهُم من بهراء من بني مَخْزُوم وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْوَلِيد بْن عَبْد شمس وَعبد اللَّه بْن أَبِي بردة بْن معبد بْن وهب بْن عَائِذ ومعبد بْن زُهَيْر بن أبي أُميَّة من بني تيم بن مرّة وَمن بَنِي تيم بْن مرّة طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَابْنه مُحَمَّد بْن طَلْحَة وَعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي سَلمَة بن الْحَارِث من بني جمح وَمن بَنِي جمح صَفْوَان مولى مُطِيع وَعبد الرَّحْمَن بْن وهب بْن أسيد وَعبد اللَّه بْن أَبِي بْن خلف وَابْن لعمير بْن وهب وَمُسلم بْن عَامر بْن حميل ونعيم بْن الصَّلْت حَلِيف لَهُم من كِنْدَة وَعبد اللَّه بْن هَانِئ مولى عَبْد الله بن ابي سَلمَة من بني سهم وَمن بَنِي سهم بْن عَمْرو ابْن لقيس بن عدي من بني عَامر وَمن بَنِي عَامر بْن لؤَي عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس وَأَبُو سُفْيَان بْن حويطب وَأَبُو الْأَخْنَس مولى لَهُم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 من بني الْحَارِث وَمن بَنِي الْحَارِث بْن فهر رجل من بني تَمِيم وَمن بَنِي تَمِيم هِلَال بْن وَكِيع الدَّارمِيّ وَأَبُو الجرباء الغيلاني من بني غيلَان وَمن بَنِي غيلَان بْن مَالك إخْوَة مَازِن بْن مَالك بْن عَمْرو بْن تَمِيم قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَقتل السجف بن سعد بن عَوْف العجيفي وفرائضة وعمار رجلَانِ من بلهجيم وَمن بلهجيم حَنْظَلَة بن ضرار الضَّبِّيّ من قيس عيلان وَمن قيس بن عيلان ثمَّ من بني سليم عَاصِم بن قيس بن الصَّلْت وَابْنه عَمْرو بن عَاصِم وشبيب بن الْهَيْثَم ومعوض بن أَسمَاء بن الصَّلْت ومعرض بن علاط أَخُو الْحجَّاج بن علاط من باهلة وَقتل من باهلة كُلَيْب بن عَمْرو عَم قُتَيْبَة بْن مُسلم من الْيمن وَمن الْيمن كَعْب بْن سور اللقيطي وَابْن لصبرة بن شيمان الْحدانِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 من طاحية قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَقتل من طاحية ثَلَاثُونَ رجلا دفنُوا عَند مَسْجِد نَافِع بن خَالِد الطاجي من الجهاضم وَقتل من الجهاضم ثَلَاثُونَ رجلا مِنْهُم قيس بْن صهْبَان وجودان بْن عَائِذ أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن جودان وَقتل عَمْرو بْن الْأَشْرَف وَهُوَ أَبُو زِيَاد بْن عَمْرو وَهُوَ آخذ بِخِطَام الْجمل قَتله الْحَارِث بْن عَبْد الشارق الغامدي وَقَتله عَمْرو بْن الْأَشْرَف قتل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه وَقتل من أَصْحَاب عَلِيّ مِمَّن حفظ لنا زيد وسيحان ابْنا صوحان وعلباء بْن الْحَارِث السدُوسِي وَهِنْد الْجملِي والصقعب وَعبد اللَّه ابْنا سليم أخوا مخنف بْن سليم فحدثنا أشهل بْن حَاتِم وَعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عون عَن ابْن عون عَن أَبِي رَجَاء قَالَ لقد رَأَيْت الْجمل يَوْمئِذٍ كَأَنَّهُ قنفذ من النبل وَرجل آخذ بالخطام وَهُوَ يَقُول ... نَحن بَنو ضبة أَصْحَاب الْجمل ... تنازل الْمَوْت إِذا الْمَوْت نزل ... ... وَالْمَوْت أحلى عَندنا من الْعَسَل نبغي ابْن عَفَّان بأطراف الأسل ... قَالَ فأقسم بِاللَّه مَا برح حَتَّى بَرى قَوَائِم الْبَعِير فَسقط فَقَالُوا أمنا أمنا فَقَالَ رجل لأبي رَجَاء مَا صنعت يَوْمئِذٍ قَالَ رميت بأسهم فَمَا أَدْرِي مَا فعلن حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَاصِم عَن حُصَيْن قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جميلَة البكائي قَالَ إِنِّي لفي الصَّفّ مَعَ عَلِيّ إِذْ عقر بِأم الْمُؤمنِينَ جملها فَرَأَيْت مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر وعمار بْن يَاسر يَشْتَدَّانِ أَن بَين الصفين أَيهمَا يسْبق إِلَيْهَا فقطعا عرضة الرحل فاحتملاها فِي هودجها حَدَّثَنَا من سمع هُبَيْرَة بْن حدير الْعَدوي قَالَ نَا أوفى بْن دلهم الْعَدوي قَالَ قَالَت عَائِشَة مَا أنْكرت رَأس جملي حَتَّى فقدت أصوات بني عدي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 حَدَّثَنَا غنْدر وَأَبُو دَاوُد قَالَا نَا شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة قَالَ سَمِعت عَبْد اللَّهِ بْن سَلمَة والْحَارث بْن سُوَيْد تذاكرا يَوْم الْجمل فَقَالَ الْحَارِث لَا وَالله مَا رَأَيْت مثل يَوْم الْجمل لقد أشرعوا الرماح فِي صدورنا وأشرعَناها فِي صُدُورهمْ حَتَّى لَو شَاءَت الرِّجَال أَن تمر عَلَيْهَا لمرت فوَاللَّه لَوَدِدْت أَنِّي لم أشهد ذَلِكَ الْيَوْم وَأَن عَلِيّ كَذَا فَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن سَلمَة وَالله مَا يسرني أَنِّي غبت عَن ذَلِكَ الْيَوْم وَلَا أَنِّي غبت عَن مشْهد شهده عَلِيّ وَأَن لي كَذَا حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُوسَى قَالَ نَا مسعر عَن عَمْرو بْن مرّة عَن الْحَارِث بْن جمْهَان الْجعْفِيّ قَالَ لما كَانَ يَوْم الْجمل أشرعَنا الرماح فِي صدروهم وأشرعوها فِي صدورنا حَتَّى لَو شَاءَ الرِّجَال أَن تمشي عَلَى الرماح لفَعَلت قَالَ وَأَنا أسمع هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَالله أكبر وَهَؤُلَاء يَقُولُونَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَالله أكبر وفيهَا مَاتَ سلمَان الْفَارِسِي وَقُدَامَة بْن مَظْعُون الجُمَحِي وَأقَام للنَّاس الْحَج عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس غَزْو الْهِنْد وفيهَا ندب الْحَارِث بْن مرّة الْعَبْدي النَّاس إِلَى غَزْو الْهِنْد فجاوز مكران إِلَى بِلَاد قندابيل ووغل فِي جبال القيقان فَأصَاب سَبَايَا كَثِيرَة فَأخذُوا عَلَيْهِ بعقبة فأصيب الْحَارِث وَمن مَعَه سنة سبع وَثَلَاثِينَ وقْعَة صفّين فِيهَا وقْعَة صفّين يَوْم الْأَرْبَعَاء لسبع خلون من صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ الصُّلْح لَيْلَة السبت لعشر خلون من صفر وفيهَا قتل عمار بْن يَاسر وهَاشِم بْن عتبَة وفيهَا اجْتمع الحكمان أَبُو مُوسَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 الْأَشْعَرِيّ من قبل عَلِيّ وَعَمْرو بْن الْعَاصِ من قبل مُعَاوِيَة بدومة الجندل فِي شهر رَمَضَان وَيُقَال بأذرح وَهِي من دومة الجندل قريب فَبعث عَلِيّ ابْن عَبَّاس وَلم يحضر وَحضر مُعَاوِيَة فَلم يتَّفق الحكمان عَلَى شَيْء وافترق النَّاس وَبَايع أهل الشَّام لمعاوية بالخلافة فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وفيهَا مَاتَ خباب بْن الْأَرَت مرجع عَلِيّ من صفّين وَولى عَلِيّ سهل بْن حنيف فَارس فَأخْرجهُ أهل فَارس فَوجه عَلِيّ زيادا فأرضوه وصالحوه وأدوا الْخراج وفيهَا كَانَ أَمر عَلِيّ وَبني نَاجِية ومصقلة بْن هُبَيْرَة لَهُم حَدِيث نكره ذكره خُرُوج شبث بن ربعي قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِيهَا خرج أهل حروراء فِي عشْرين ألفا عَلَيْهِم شبث بْن ربعي فَأَتَاهُم عَلِيّ فحاجهم فَرَجَعُوا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان قَالَ سَمِعت أَبِي عَن أنس قَالَ قَالَ شبث بْن ربعي أَنا أول من حرر الحرورية فَقَالَ رجل مَا فِي هَذَا مَا تمتدح بِهِ وَأقَام الْحَج عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بن عبد الْمطلب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ مقتل مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فِيهَا ولى عَلِيّ الأشتر مصر فَمَاتَ بالقلزم من قبل أَن يصل إِلَيْهَا فولى عَلِيّ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصّديق فَسَار إِلَيْهِ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَاقْتَتلُوا فَهزمَ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر قَالَ فَدخل خربة فِيهَا حمَار ميت فَدخل جَوْفه فَأحرق فِي جَوف الْحمار وَيُقَال قَتله مُعَاوِيَة بْن حديج فِي المعركة وَيُقَال أُتِي بِهِ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقتله صبرا حَدَّثَنَا غنْدر قَالَ نَا شُعْبَة بْن دِينَار قَالَ أُتِي عَمْرو بْن الْعَاصِ بِمُحَمد بْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَبِي بَكْر أَسِيرًا فَقَالَ هَل مَعَك عهد هَل مَعَك عقد من أحد قَالَ فَأمر بِهِ فَقتل تَفْصِيل خبر صفّين حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَن مسلمة بْن محَارب عَن حَرْب بْن خَالِد بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة قَالَ فصل مُعَاوِيَة من الشَّام إِلَى صفّين فِي سبعين ألفا قَالَ وَسَأَلت زيد بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب قلت فِي كم كَانَ عَلِيّ قَالَ فِي مائَة ألف حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَن أَبِي الْوَزير عَن ابْن إِسْحَاق وَإِسْمَاعِيل بْن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ سَار عَلِيّ فِي خمسين ألفا أَبُو الْحسن عَن حباب بْن مُوسَى عَن جَابر عَن أَبِي الْحَمْرَاء قَالَ كَانَ عَلِيّ فِي تسعين ألفا وَسبق مُعَاوِيَة فَنزل عَلَى الْفُرَات وَجَاء عَلِيّ وَأَصْحَابه فمنعوا المَاء فَبعث عَلِيّ الْأَشْعَث بْن قيس فِي أَلفَيْنِ وعَلى المَاء لمعاوية أَبُو الْأَعْوَر السّلمِيّ فِي خَمْسَة آلَاف فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وَغلب الْأَشْعَث عَلَى المَاء حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قَالَ نَا مُوسَى بْن قيس قَالَ سَمِعت حجر بْن عَنبس قَالَ حيل بَين عَلِيّ وَبَين المَاء فَقَالَ أرْسلُوا إِلَى الْأَشْعَث بْن قيس فأزالهم عَن المَاء ثمَّ التقى النَّاس يَوْم الْأَرْبَعَاء لسبع خلون من صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ ولواء عَلِيّ مَعَ هَاشم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وَفِي ميسرَة عَلِيّ ربيعَة وَعَلَيْهِم ابْن عَبَّاس وَفِي ميمنة عَلِيّ أهل الْيمن عَلَيْهِم الْأَشْعَث بْن قيس وَعلي فِي الْقلب فِي مُضر الْبَصْرَة والكوفة ولواء مُعَاوِيَة مَعَ الْمخَارِق بْن الصَّباح الكلَاعِي وَفِي ميسرَة مُعَاوِيَة مُضر عَلَيْهِم ذُو الكلاع وَفِي ميمنته أهل الْيمن وَمُعَاوِيَة فِي الشَّهْبَاء أَصْحَاب الْبيض والدروع أَبُو غَسَّان قَالَ نَا عَبْد السَّلَام بْن حَرْب عَن يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن جَعْفَر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 أَظُنهُ ابْن أَبِي الْمُغيرَة عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزي عَن أَبِيه قَالَ شَهِدنَا مَعَ عَلِيّ ثَمَان مائَة فَاقْتَتلُوا يَوْم الْأَرْبَعَاء وَيَوْم الْخَمِيس وَيَوْم الْجُمُعَة وَلَيْلَة السبت ثمَّ رفعت الْمَصَاحِف ودعوا إِلَى الصُّلْح وافترقوا عَلَى سبعين ألف قَتِيل خَمْسَة وَأَرْبَعين ألفا من أهل الشَّام وَخَمْسَة وَعشْرين ألفا من أهل الْعرَاق وَيُقَال عَلَى سِتِّينَ ألفا حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى عَن هِشَام عَن مُحَمَّد بْن سِيرِين قَالَ افْتَرَقُوا عَن سبعين ألفا يعدون بالقصب وَكَانَ مِمَّن قتل مَعَ مُعَاوِيَة ذُو كلاع وحوشب وَعبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب وَعَمْرو بْن الْحَضْرَمِيّ وحابس بْن سعد الطَّائِي وَعُرْوَة بْن دَاوُد الدِّمَشْقِي فِي جمَاعَة كَثِيرَة وَقتل من أَصْحَاب عَلِيّ عمار بْن يَاسر وهَاشِم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وَعبد اللَّه ابْن بديل بْن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ وَعبد اللَّه بْن كَعْب الْمرَادِي وَعبد الرَّحْمَن بْن كلدة الجُمَحِي فِي جمَاعَة كَثِيرَة قَالَ ونا يحيى بْن أَرقم عَن يَزِيد بْن عَبْد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن حبيب بْن أَبِي ثَابت قَالَ كَانَت راية عَلِيّ مَعَ هَاشم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وعَلى الْخَيل عمار بْن يَاسر وَعلي الرجالة عَبْد اللَّهِ بْن بديل وعَلى الميمنة الْأَشْعَث بْن قيس وعَلى الميسرة عَبْد اللَّهِ ابْن عَبَّاس وعَلى رجالة الميمنة سُلَيْمَان بْن صرد الْخُزَاعِيّ وعَلى رجالة الميسرة الْحَارِث بْن مرّة الْعَبْدي وَالْقلب مُضر الْبَصْرَة والكوفة الميمنة الْيمن والميسرة ربيعَة وعَلى قُرَيْش وَأسد وكنانة عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالب وعَلى كِنْدَة حجر ابْن عدي وعَلى بَكْر الْبَصْرَة حضين بْن الْمُنْذر وعَلى تَمِيم الْبَصْرَة الْأَحْنَف بْن قيس وعَلى خُزَاعَة عَمْرو بْن الْحمق وعَلى بَكْر الْكُوفَة نعيم بْن هُبَيْرَة وعَلى سعد والرباب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 جَارِيَة بْن قدامَة وعَلى بجيلة رِفَاعَة بْن شَدَّاد وعَلى أهل الْكُوفَة رُوَيْم بْن الْحَارِث وعَلى عَمْرو وحَنْظَلَة الْبَصْرَة أعين بْن ضبيعة الْمُجَاشِعِي وعَلى قضاعة وطيء عدي بْن حَاتِم وعَلى لهازم الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن حجل الْعجلِيّ وعَلى تَمِيم الْكُوفَة مُحَمَّد بْن عُطَارِد وعَلى أَزْد الْيمن جُنْدُب بْن زُهَيْر وعَلى عَمْرو الْكُوفَة وحنظلتها شبث بْن ربعي وعَلى هَمدَان سعيد بْن قيس وعَلى لهازم الْبَصْرَة حُرَيْث بْن جَابر الْحَنَفِيّ وعَلى سعد الْكُوفَة وربابها الطُّفَيْل بْن شبْرمَة وعَلى مذجح الأشتر بْن الْحَارِث وعَلى عَبْد الْقَيْس الْكُوفَة صعصعة بْن صوحان وعَلى قيس الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن طفيل الْكِنَانِي وعَلى عَبْد الْقَيْس الْبَصْرَة عَمْرو بْن جبلة أَخُو حَكِيم بْن جبلة وعَلى قُرَيْش الْبَصْرَة الْحَارِث ابْن نَوْفَل الْهَاشِمِي وعَلى قيس الْبَصْرَة قبيصَة بْن شَدَّاد الْهِلَالِي لِوَاء مُعَاوِيَة مَعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وعَلى الْخَيل عبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب وعَلى الرجالة مُسلم بْن عقبَة المري وعَلى الميمنة عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ وعَلى الميسرة حبيب بْن مسلمة الفِهري وعَلى أهل حمص الميمنة ذُو الكلاع وعَلى أهل قنسرين عَلَى الميمنة زفر بْن الْحَارِث وعَلى أهل الْأُرْدُن الميسرة أَبُو الْأَعْوَر السّلمِيّ وعَلى أهل فلسطين الميسرة مسلمة بْن مَخْلَد وعَلى رجالة أهل دمشق بسربن أرطات وعَلى رجالة أءهل حمص حَوْشَب ذُو ظلم وعَلى رجالة أهل قنسرين طريف بْن الحسحاس الْهِلَالِي وعَلى رجالة أهل الاردن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 عَبْد الرَّحْمَن الْقَيْسِي وعَلى رجالة أهل فلسطين الْحَارِث بْن عَبْد الْأَزْدِيّ وعَلى رجالة الميمنة كلهم حَابِس بْن سعد الطَّائِي وعَلى رجالة الميسرة بِلَال بْن أَبِي هُرَيْرَة الدوسي وعَلى قيس دمشق حسان بْن بَحْدَل الْكَلْبِيّ وعَلى قضاعة مصر عباد بْن يَزِيد الْكَلْبِيّ وعَلى كِنْدَة دمشق ابْن حوي السكْسكِي وعَلى كِنْدَة حمص يَزِيد بْن حبيرة السكونِي وعَلى الحضرميين والحميريين ابْن عفيف وعَلى قضاعة الْأُرْدُن حُبَيْش بْن دلجة وعَلى كنَانَة فلسطين شريك الْكِنَانِي وعَلى مذْحج الْأُرْدُن مُخَارق بْن الْحَارِث الزبيدِيّ وعَلى جذام فلسطين ولخمها ناتل بْن قيس الجذامي وعَلى هَمدَان الْأُرْدُن حَمْزَة بْن مَالك وعَلى خثعم ولفها فلَان بْن عَبْد اللَّهِ الْخَثْعَمِي وعَلى غَسَّان الْأُرْدُن يَزِيد بْن أَبِي النمس حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ عَن حَمَّاد بْن زيد عَن هِشَام بْن حسان عَن ابْن سِيرِين قَالَ بلغ قَتْلَى صفّين سبعين ألفا حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَة عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَن جندبا كَانَ مَعَ عَلِيّ بصفين حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ عَن شريك عَن مَنْصُور قَالَ قلت لإِبْرَاهِيم أشهد عَلْقَمَة مَعَ عَلِيّ صفّين قَالَ نعم وخضب سَيْفه وَقتل أَخُوهُ أَبِي بْن قيس حَدَّثَنَا من سمع شُعْبَة قَالَ سَأَلت الحكم أشهد أَبُو أَيُّوب صفّين قَالَ لَا وَلَكِن شهد النهروان حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان قَالَ نَا عَبْد السَّلَام بْن حَرْب عَن يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن جَعْفَر أَظُنهُ ابْن أَبِي الْمُغيرَة عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزي عَن أَبِيه قَالَ شَهِدنَا مَعَ عَلِيّ ثَمَان مائَة مِمَّن بَايع بيعَة الرضْوَان قتل منا ثَلَاثَة وَسِتُّونَ مِنْهُم عمار بْن يَاسر وفيهَا وَجه مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان عَبْد اللَّهِ بْن الْحَضْرَمِيّ إِلَى الْبَصْرَة ليأخذها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 وَبهَا زِيَاد خَلِيفَة لِابْنِ عَبَّاس فَنزل ابْن الْحَضْرَمِيّ فِي بَنِي تَمِيم وتحول زِيَاد إِلَى الأزد فَنزل عَلِيّ صبرَة بْن شيمان الْحدانِي فَكتب زِيَاد إِلَى عَلِيّ يُعلمهُ ذَلِكَ فَوجه عَلِيّ أعين بْن ضبيعة الْمُجَاشِعِي فَقتل عَلَى فراشة غيلَة فَبعث عَلِيّ جَارِيَة بْن قدامَة السَّعْدِيّ فحاصر الْحَضْرَمِيّ فِي دَار سنبيل ثمَّ حرق عَلَيْهِ وقْعَة النهروان وفيهَا وقْعَة النهروان عَلَى الْخَوَارِج عَبْد اللَّهِ بْن وهب الرَّاسِبِي فَقتل عَبْد اللَّهِ بْن وهب وَأَصْحَابه إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم على ميمنة عَلِيّ قيس بْن سعد بْن عبَادَة وعَلى ميسرته حجر بْن الأدبر الْكِنْدِيّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة كَانَت الْوَقْعَة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وعَلى ميمنة الْخَوَارِج حرقوص بْن زُهَيْر السَّعْدِيّ وعَلى ميسرتهم شبيب بْن بجرة الْأَشْجَعِيّ مَعَ شُرَيْح بْن أوفى الْعَبْسِي فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَقتل عَبْد اللَّهِ بْن وهب وَارْتثَّ أَبُو بِلَال مرداس ابْن أدية فنجا وشبيب بْن بجرة والمستورد بْن علفة والبرك صَاحب مُعَاوِيَة ووردان بْن مجمع العكلي فنجوا وَقتل علفة أَبُو الْمُسْتَوْرد وَقتل من أَصْحَاب عَليّ يزِيد بن نُوَيْرَة الْأنْصَارِيّ وَأَبُو عَامر عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ أَبُو نعيم قَالَ نَا مُوسَى بْن قيس عَن سَلمَة بْن كهيل عَن زيد بْن وهب قَالَ لَقِيَهُمْ عَلِيّ فَقتلُوا وَقتل من أَصْحَاب عَلِيّ اثْنَا عشر رجلا أَو ثَلَاثَة عشر رجلا وفيهَا قتلت الْخَوَارِج عَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الْأَرَت وَعَلَيْهِم مسعر بْن فدكي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 وفيهَا مَاتَ سهل بْن حنيف بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ عَلِيّ وصهيب بْن سِنَان وَأقَام الْحَج قثم بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب سنة تسع وَثَلَاثِينَ فِيهَا خرج أَبُو مَرْيَم بِنَاحِيَة الْفُرَات فَوجه عَلِيّ يحيى بْن هَانِئ ثمَّ سَار عَلِيّ فَقتل أَبَا مَرْيَم ذكر ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة ثمَّ خرج الْمُسْتَوْرد بْن علفة أحد بَنِي عدي فَلَقِيَهُ معقل بْن قيس الريَاحي فَقتل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه مبارزة وَذَلِكَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وفيهَا بعث مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان يَزِيد بْن شَجَرَة الرهاوي ليقيم الْحَج للنَّاس فنازعه قثم بْن عَبَّاس فسفر بَينهمَا أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَغَيره فاصطحلوا عَلَى أَن يُقيم الْحَج شيبَة بْن عُثْمَان وَيُصلي بِالنَّاسِ سنة أَرْبَعِينَ فِيهَا بعث مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان بسر بْن أَرْطَاة أحد بَنِي عَامر بْن لؤَي إِلَى الْيمن وَعَلَيْهَا عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب فَتنحّى عبيد اللَّه وَأقَام بسر عَلَيْهَا فَبعث عَلِيّ جَارِيَة بْن قدامَة السَّعْدِيّ فهرب بسر وَرجع عبيد اللَّه بْن عَبَّاس فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عَلِيّ رَحمَه اللَّه وفيهَا قتل عَلِيّ بْن أَبِي طَالب رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ صَبِيحَة الْجُمُعَة لسبع بَقينَ من شهر رَمَضَان وَاخْتلف فِي سنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 حَدَّثَنَا عَلِيّ عَن عَبْد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة عَن الْحسن أَن عليا أسلم وَهُوَ ابْن خمس عشرَة حَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن من أخبرهُ عَن الشّعبِيّ قَالَ قتل عَلِيّ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة حَدَّثَنَا يحيى عَن عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المؤمل المَخْزُومِي قَالَ ولد عَلِيّ بِمَكَّة فِي شعب بَنِي هَاشم وَقتل بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ الْحسن ابْنه بيعَة الْحسن بن عَليّ كَانَت ولَايَة عَلِيّ أَربع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام وَيُقَال ثَلَاثَة أَيَّام وَيُقَال أَرْبَعَة عشر يَوْمًا ثمَّ بُويِعَ الْحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَأمه فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا وُلِدَ عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس لَيْلَة قتل عَلِيّ بْن أَبِي طَالب فِي صبيحتها وفيهَا مَاتَ الْأَشْعَث بْن قيس ومعيقيب بْن أَبِي فَاطِمَة وَأقَام الْحَج الْمُغيرَة بن شُعْبَة تَسْمِيَة عُمَّال عَلِيّ بْن أَبِي طَالب خُرَاسَان وَجه إِلَيْهَا عون بْن جعدة المَخْزُومِي فَردُّوهُ فَبعث خُلَيْد بْن قُرَّة التَّمِيمِي سجستان خرج حسكة بْن عتاب الحبطي وَعمْرَان بْن الفضيل البرجمي فِي صعاليك من الْعَرَب عَند انْقِضَاء الْجمل فَأتوا زالق فَأَصَابُوا نسَاء وَغَنَائِم فَصَالحهُمْ صَاحب زرنج فَدَخَلُوهَا فَبعث عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَن بْن جرو الطَّائِي فَقتله حسكة فَكتب عَلِيّ إِلَى ابْن عَبَّاس أَن وَجه رجلا إِلَى سجستان فَوجه ربعي بْن كأس العَنبري فَظهر عَلَى حسكة وَعمْرَان وَأقَام حَتَّى قتل عَليّ وبويع مُعَاوِيَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 السَّنَد جمع الْحَارِث بْن مرّة الْعَبْدي جمعا أَيَّام عَلِيّ وَسَار إِلَى بِلَاد مكران فظفر وغنم وَأَتَاهُ النَّاس من كل وَجه فَجمع لَهُ أهل ذَلِكَ الثغر جندا فَقتل من كَانَ مَعَه إِلَّا عِصَابَة يسيرَة فَلم يغز ذَلِكَ الثغر حَتَّى كَانَ أَيَّام مُعَاوِيَة الْبَحْرين من عُمَّال عَلِيّ عَلَيْهَا عُمَر بْن أَبِي سَلمَة وَقُدَامَة بْن العجلان والنعمان ابْن العجلان الْأنْصَارِيّ الْيمن عَلَيْهَا عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس فَوجه مُعَاوِيَة بسر بْن أَرْطَاة فَتنحّى عبيد اللَّه وَأقَام بسر فَبعث عَلِيّ جَارِيَة بْن قدامَة فهرب بسر وَرجع عبيد اللَّه فَلم يزل بهَا حَتَّى قتل عَلِيّ رَحمَه اللَّه الجزيرة الأشتر مَالك الْقَضَاء قَضَاء الْبَصْرَة ولى ابْن عَبَّاس فِي خلَافَة عَلِيّ أَبَا الْأسود الدؤَلِي وَيُقَال قضى الضَّحَّاك بْن عَبْد اللَّهِ الْهِلَالِي وَيُقَال عَبْد اللَّهِ بْن فضَالة اللَّيْثِيّ الْكُوفَة أقرّ عَلَيْهَا شريحا ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن زيد بْن خليدة الشَّيْبَانِيّ أشهرا ثمَّ عَزله وَأعَاد شريحا حَتَّى قتل عَلِيّ الشَّرْط معقل بْن قيس الريَاحي وَمَالك بْن خبيب الْيَرْبُوعي وعَلى شرطة الْخَمِيس الْأَصْبَغ بْن نباتة الْمُجَاشِعِي كِتَابه سعيد بْن نمران الْهَمدَانِي وَعبيد اللَّه بْن أَبِي رَافع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 حَاجِبه قنبر أَبُو يَزِيد مَوْلَاهُ ولد عَلِيّ بِمَكَّة فِي شعب بَنِي عَبْد الْمطلب وَقتل بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ الْحسن ابْنه وَدفن فِي رحبة الْكُوفَة وَيُقَال بنجف الْحيرَة مَكَّة عزل عَنها عَلِيّ خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وولاها أَبَا قَتَادَة الْأنْصَارِيّ ثمَّ عَزله وَولى قثم بْن عَبَّاس فَلم يزل عَلَيْهَا واليا حَتَّى قتل عَلِيّ وَولى عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس الْيمن حَتَّى قتل عَلِيّ الْمَدِينَة عَلَى الْمَدِينَة حِين سَار إِلَى الْبَصْرَة سهل بْن حنيف ثمَّ عَزله وَولى تَمام ابْن عَبَّاس ثمَّ عَزله وَولى أَبَا أَيُّوب الْأنْصَارِيّ فشخص أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ واستخلف رجلا من الْأَنْصَار حَتَّى قتل عَلِيّ رَحمَه اللَّه مصر ولى مُحَمَّد بْن أَبِي حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة مصر ثمَّ عَزله وولاها قيس ابْن سعد بْن عبَادَة ثمَّ عَزله وَولى الأشترمالك بْن الْحَارِث النَّخعِيّ فَمَاتَ قبل أَن يصل إِلَيْهَا فولى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فَقتل بهَا وَغلب عَمْرو بْن الْعَاصِ عَلَى مصر الْبَصْرَة وَولى الْبَصْرَة عُثْمَان بْن حنيف الْأنْصَارِيّ فَأخْرجهُ طَلْحَة وَالزُّبَيْر ثمَّ قدم عَلِيّ فَلَمَّا خرج من الْبَصْرَة ولى عَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس فشخص ابْن عَبَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 واستخلف زيادا فَبعث مُعَاوِيَة عَمْرو بْن الْحَضْرَمِيّ وَقد كتبنَا أخباره ثمَّ رَجَعَ ابْن عَبَّاس إِلَى الْبَصْرَة ثمَّ شخص إِلَى الْحجاز وَولى أَبَا الْأسود الدؤَلِي فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قتل عَلِيّ الْكُوفَة وَولى عَلَى الْكُوفَة قرظة بْن كَعْب الْأنْصَارِيّ ثمَّ قدم عَلِيّ فَلَمَّا خرج إِلَى صفّين ولى أَبَا مَسْعُود البدري ثمَّ رَجَعَ عَلِيّ واستخلف حِين سَار إِلَى النهروان هَانِئ بْن هَوْذَة النَّخعِيّ فَلم يزل بِالْكُوفَةِ حَتَّى قتل عَلِيّ وَمَات معَاذ بْن عفراء وَأَبُو مَسْعُود وَكَعب بْن مَالك وَأَبُو رَافع وَحسان بْن ثَابت ومعيقيب أَيَّام عَلِيّ بْن أبي طَالب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مُعَاوِيَة بن ابي سُفْيَان عَام الْجَمَاعَة فِيهَا سنة الْجَمَاعَة اجْتمع الْحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَمُعَاوِيَة فاجتمعا بمسكن من أَرض السوَاد وَمن نَاحيَة الأنبار فاصطلحا وَسلم الْحسن بْن عَلِيّ إِلَى مُعَاوِيَة وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر أَو فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين كَانَت ولَايَة الْحسن بْن عَلِيّ سَبْعَة أشهر وَسَبْعَة أَيَّام أقرّ عُمَّال أَبِيه وافتعل الْمُغيرَة ابْن شُعْبَة عهدا عَلَى لِسَان الْحسن فَأَقَامَ الْحَج سنة أَرْبَعِينَ وَمَات الْحسن بِالْمَدِينَةِ سنة تسع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ سعيد بْن الْعَاصِ وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة وَمَات الْحسن وَهُوَ ابْن سِتّ وَأَرْبَعين سنة ولد الْحسن بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاث أمه فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجْتمعَ النَّاس عَلَى مُعَاوِيَة وَأمه هِنْد بنت عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف خُرُوج ابْن أَبِي الحوساء عَلَى مُعَاوِيَة وَدخل الْكُوفَة فَخرج عَلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الحوساء بالنخيلة فَبعث إِلَيْهِ مُعَاوِيَة خَالِد بْن عرفطة العذري حَلِيف بَنِي زهرَة فِي جمع من أهل الْكُوفَة فَقتل ابْن أَبِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 الحوساء فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فِيمَا ذكر أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن خُرُوج حوثرة بْن ذِرَاع قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن لما قتل ابْن أَبِي الحوساء خرج حوثرة بن ذِرَاع فسرح إِلَيْهِ مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن عَوْف بْن أَحْمَر فِي ألف فَقتل حوثرة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين خُرُوج سهم والخطيم قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن فِيهَا خرج سهم بْن غَالب الهُجَيْمِي وَمَعَهُ الخطيم الْبَاهِلِيّ وَاسم الخطيم زِيَاد بْن مَالك بِنَاحِيَة جسر الْبَصْرَة فَقتل عبَادَة بْن قرص اللَّيْثِيّ صَاحب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج إِلَيْهِم عَبْد اللَّهِ بْن عَامر فاستأمن سهم والخطيم فأمنهما وَقتل عدَّة من أصحابهما قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَقتل سهم بْن غَالب أَيْضا سَعْدا مولى قدامَة بْن مَظْعُون ولَايَة عقبَة بْن نَافِع لأفريقية وفيهَا ولى عَمْرو بْن الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى مصر عقبَة بْن نَافِع الفِهري وَهُوَ ابْن خَالِد عَمْرو أفريقية فَانْتهى إِلَى لوبية ومراقية فأطاعوا ثمَّ كفرُوا فغزاهم فِي سنته فَقتل وسبى وفيهَا ولى عَبْد اللَّهِ بْن عَامر بْن كريز الْبَصْرَة ومروان بْن الحكم الْمَدِينَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 وَعبد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة مَكَّة وَيُقَال بل الْحَارِث ابْن خَالِد بْن هِشَام ثمَّ جَمعهمَا والطائف لمروان بْن الحكم وفيهَا صَالح مُعَاوِيَة الرّوم وَأقَام الْحَج عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وفيهَا ولد الْحجَّاج بْن يُوسُف سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِيهَا وَجه ابْن عَامر عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة إِلَى سجستان وَمَعَهُ فِي تِلْكَ الْغُزَاة الْحسن بْن أَبِي الْحسن والمهلب بْن أَبِي صفرَة وقطري بْن الْفُجَاءَة فَافْتتحَ زرنج وكورا من كور سجستان وفيهَا غزا عقبَة بْن نَافِع أفريقية فَافْتتحَ غدامس فَقتل وسبى وفيهَا ولى ابْن عَامر رَاشد بْن عَمْرو الجديدي ثغر الْهِنْد قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب أَقَامَ بهَا رَاشد وَشن الغارات وأوغل فِي بِلَاد السَّنَد وفيهَا مَاتَ حبيب بْن مسلمة الفِهري بِأَرْض أرمينية وَمَات صَفْوَان بن أُميَّة وَعُثْمَان بن طَلْحَة وركانة بْن عَبْد يَزِيد فِي أول خلَافَة مُعَاوِيَة وَأَبُو بردة بْن نيار وَرِفَاعَة بْن رَافع فِي أول قيام مُعَاوِيَة وَأقَام الْحَج عَنبسة بْن أَبِي سُفْيَان بن حَرْب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِيهَا افْتتح عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة الرخج وزابلستان من بِلَاد سجستان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 وفيهَا غزا عقبَة بْن نَافِع الفِهري وافتتح كورا من بِلَاد السودَان وافتتح ودان وَهِي من حيّز برقة وَكلهَا من بِلَاد أفريقية وفيهَا شَتَّى بسر بْن أَرْطَاة بِأَرْض الرّوم وفيهَا ولى مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن سوار العَبْد ي بِلَاد مكران وفيهَا مَاتَ عَمْرو بْن الْعَاصِ بِمصْر يَوْم الْفطر وَيُقَال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمُحَمّد ابْن مسلمة الْأنْصَارِيّ وَعبد اللَّه بْن سَلام وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم سنة أَربع وَأَرْبَعين فتح كابل فِيهَا افْتتح ابْن عَامر كابل وَقتل بكابل أَبُو قَتَادَة الْعَدوي وَيُقَال الَّذِي قتل أَبُو رِفَاعَة الْعَدوي وَمن سبى كابل مَكْحُول الشَّامي وَسَالم بْن عجلَان الْأَفْطَس وكيسان أَبُو أَيُّوب بْن أَبِي تَمِيمَة السّخْتِيَانِيّ وَمِنْهُم نَافِع مولى ابْن عُمَر ومهران أَبُو حميد الطَّوِيل وفيهَا غزا الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة أَرض الْهِنْد فَسَار إِلَى قندابيل ثمَّ أَخذ إِلَى بتة وَألا هور وهما فِي سفح جبل كابل فَلَقِيَهُمْ عَدو هَزَمَهُمْ اللَّه وملأ الْمُسلمُونَ أَيْديهم وَانْصَرفُوا سَالِمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 وفيهَا كَانَ من أَمر مُعَاوِيَة وَزِيَاد الَّذِي كَانَ وفيهَا وَفد ابْن عَامر إِلَى مُعَاوِيَة واستخلف عَلَى الْبَصْرَة قيس بْن الْهَيْثَم السّلمِيّ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِيهَا شَتَّى عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بِأَرْض الرّوم وَأقَام الْحَج مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان سنة خمس واربعين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة ابْن عَامر عَن الْبَصْرَة وَولى الْحَارِث بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ فَقدم فِي أول السّنة ثمَّ عَزله وَولى زيادا فَقدم الْبَصْرَة فِي شهر ربيع فَقتل سهم بْن غَالب الهُجَيْمِي الَّذِي كَانَ خرج بِنَاحِيَة جسر الْبَصْرَة وصلبه وفيهَا بعث ابْن عَامر عَبْد اللَّهِ بْن سوار الْعَبْدي فَافْتتحَ القيقان وَأصَاب غَنَائِم وقاد مِنْهَا خيلا فَأصل البراذين القيقانية من نسل تِلْكَ الْخَيل ثمَّ قدم واستخلف حزاز بْن كراز الْعَبْدي وَقدم عَلَى مُعَاوِيَة فَرده إِلَى عمله وعزل ابْن عَامر وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن حديج أفريقية فَنزل جبلا فأصابته أمطار فَسُمي جبل الممطور وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم وفيهَا شَتَّى عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد أَيْضا بِأَرْض الرّوم وفيهَا أغزى مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان مُعَاوِيَة بْن حديج فَبلغ مُحصن فَأصَاب شَيْئا من سبي وَلم يفتح مَدِينَة وَلَا حصنا ثمَّ قفل وفيهَا مَاتَ زيد بْن ثَابت وَسَلَمَة بْن سَلامَة بْن وقش وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 سنة سِتّ وَأَرْبَعين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة عَن سجستان وولاها الرّبيع بْن زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فَجَاشَتْ التّرْك وَجمع كابل شاه وزحف إِلَى الْمُسلمين فأخرجوا من كَانَ بكابل من الْمُسلمين وغلبوا عَلَى زابلستان ورخج حَتَّى انْتَهوا إِلَى بست فَلَقِيَهُمْ الرّبيع بْن زِيَاد ببست فَهزمَ اللَّه رتبيل فَاتبعهُ الرّبيع إِلَى الرخج قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِيهَا شَتَّى مَالك بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو حَكِيم بِأَرْض الرّوم وَيُقَال بل شَتَّى بهَا مَالك بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ وَأقَام الْحَج عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب سنة سبع وَأَرْبَعين فِيهَا غزا عَبْد اللَّهِ بْن سوار الْعَبْدي القيقان فَجمع لَهُ التّرْك فَقتل عَبْد اللَّهِ بْن سوار وَعَامة ذَلِكَ الْجَيْش وَغلب الْمُشْركُونَ عَلَى بِلَاد القيقان قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِيهَا شَتَّى مَالك بْن هُبَيْرَة فِي أَرض الرّوم وشتى أَبُو عَبْد الرَّحْمَن القيني فِي أنطاكية وفيهَا غزا رويفع بْن ثَابت الْأنْصَارِيّ من أنطابلس فَدخل أفريقية ثمَّ انْصَرف من عَامه وَأقَام الْحَج عَنبسة بْن أَبِي سُفْيَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة مَرْوَان بْن الحكم عَن الْمَدِينَة وولاها سعيد بْن الْعَاصِ قَالَ أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 الْيَقظَان لما قتل عَبْد اللَّهِ بْن سوار كتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد انْظُر رجلا يصلح لثغر الْهِنْد فوجهه فَوجه زِيَاد سِنَان بْن سَلمَة بْن محبق الْهُذلِيّ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِيهَا شَتَّى أَبُو عَبْد الرَّحْمَن القيني أَيْضا فِي أنطاكية وَقَالَ بَعضهم ابْن مكرز من بَنِي عَامر بْن لؤَي وَأقَام الْحَج سعيد بْن الْعَاصِ سنة تسع وَأَرْبَعين فِيهَا قتل زِيَاد بِالْبَصْرَةِ الخطيم الْبَاهِلِيّ الْخَارِجِي أحد بَنِي وَائِل اسْمه زِيَاد بْن مَالك حَدَّثَنِي بعض ولد سعيد بْن سلم عَن أَبِيه قَالَ ولد قُتَيْبَة بْن مُسلم يَوْم قتل الخطيم وَذَلِكَ سنة تسع وَأَرْبَعين خُرُوج شبيب بن بجرة وَفِي ولَايَة الْمُغيرَة بْن شُعْبَة عَلَى الْكُوفَة خرج شبيب بْن بجرة الْأَشْجَعِيّ فَوجه إِلَيْهِ الْمُغيرَة كثير بْن شهَاب الْحَارِثِيّ فَقتله بِأَذربِيجَان قَالَ أَبُو عُبَيْدَة خرج شبيب بْن بجرة وَكَانَ مِمَّن شهد النهروان بِالْكُوفَةِ عَلَى الْمُغيرَة بْن شُعْبَة عَند دَار الرزق فَقتل قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا شَتَّى مَالك بْن هُبَيْرَة بِأَرْض الرّوم وَيُقَال بل شَتَّى بهَا فضَالة بْن عبيد الْأنْصَارِيّ وشتى عَبْد اللَّهِ بْن مسْعدَة فِي الْبر وَأقَام الْحَج سعيد بْن الْعَاصِ وفيهَا مَاتَ الْحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب رَحْمَة الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 سنة خمسين فِيهَا مَاتَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة بِالْكُوفَةِ فِي شعْبَان واستخلف ابْنه عُرْوَة وَيُقَال اسْتخْلف جرير بْن عَبْد اللَّهِ فولى مُعَاوِيَة زيادا الْكُوفَة مَعَ الْبَصْرَة وَجمع لَهُ الْعرَاق فعزل زِيَاد الرّبيع بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ عَن سجستان وولاها عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة وَأمره بقتل الهرابذة وإطفاء النيرَان مَا بَينه وَبَين سجستان بِنَاء القيروان وفيهَا وَجه مُعَاوِيَة عقبَة بْن نَافِع إِلَى أفريقية فَخط القيروان وَأقَام بهَا ثَلَاث سِنِين حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى بْن عَبْد الْأَعْلَى عَن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة عَن يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاطِب قَالَ لما افْتتح عقبَة بْن نَافِع أفريقية وقف عَلَى القيروان فَقَالَ يَا أهل الْوَادي إِنَّا حالون إِن شَاءَ اللَّه فاظعَنوا ثَلَاث مَرَّات قَالَ فَمَا رَأينَا حجرا وَلَا شَجرا إِلَّا يخرج من تَحْتَهُ دَابَّة حَتَّى يهبطن بطن الْوَادي ثمَّ قَالَ انزلوا بِسم اللَّه غَزْو أفريقية وَفتح جَلُولَاء الْمغرب وفيهَا أغزى مسلمة بْن مَخْلَد وَهُوَ أَمِير بِمصْر مُعَاوِيَة بْن حديج فَأصَاب سبيا وقفل سالما قَالَ أَبُو خَالِد أغزى مسلمة بْن مَخْلَد مُعَاوِيَة بْن حديج وَكتب مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان إِلَى مَرْوَان بْن الحكم وَهُوَ عَامله عَلَى الْمَدِينَة أَن ابْعَثْ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان عَلَى بعث الْمَدِينَة إِلَى بِلَاد الْمغرب فَقدم عبد الله بْن مَرْوَان فَدخل مَعَ مُعَاوِيَة بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 حديج أفريقية فَبَعثه مُعَاوِيَة بْن حديج عَلَى خيل إِلَى جَلُولَاء بِأَرْض الْمغرب فحصر أَهلهَا وَنصب عَلَيْهَا المجانيق فَكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة بْن حديج أَن انْصَرف فَانْصَرف وَقد كَانَ أَوْهَى الْحَائِط فَخر الْحَائِط فَانْصَرف بِالنَّاسِ رَاجِعين فَقتل الْمُقَاتلَة وسبى الذُّرِّيَّة وَوجه ابْن حديج جَيْشًا فنزلوا عَلَى مَدِينَة فَسَأَلُوهُ الصُّلْح فَصَالحهُمْ وَانْصَرف فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وفيهَا غزا يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَرض الرّوم وَمَعَهُ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وفيهَا دَعَا مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان أهل الشَّام إِلَى بيعَة ابْنه يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فأجأبوه وَبَايَعُوا يَزِيد وفيهَا شَتَّى عَبْد اللَّهِ بْن عَامر أَرض الرّوم وفيهَا قتل رَاشد بْن عَمْرو الجديدي بِالْهِنْدِ وَأقَام الْحَج يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بعد أَن قفل من أَرض الرّوم وفيهَا مَاتَ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ بِأَرْض الرّوم وَعبد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة وَصلى عَلَيْهِ زِيَاد وَأَبُو مُوسَى بِالْكُوفَةِ وَالْحكم بْن عَمْرو الْغِفَارِيّ بخراسان وَرَاشِد بْن عَمْرو الجديدي بِأَرْض الْهِنْد والمغيرة بْن شُعْبَة وفيهَا قدم الرّبيع بْن زِيَاد الْحَارِثِيّ خُرَاسَان من قبل زِيَاد فغزا بلخا وَكَانَت أغلقت بعد الْأَحْنَف فصالحوا الرّبيع ثمَّ غزا الرّبيع قهستان فَفَتحهَا عنْوَة جمع الْعرَاق لزياد الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَا وجمعت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 الْعرَاق لزياد سنة خمسين فَكَانَ عَلَى شَرطه بِالْبَصْرَةِ عَبْد اللَّهِ بْن حصن أحد بَنِي ثَعْلَبَة ابْن يَرْبُوع وعَلى شَرطه بِالْكُوفَةِ شَدَّاد بْن الْهَيْثَم الْهِلَالِي وَكَاتب الْخراج زَاذَان فروخ وَكَاتب الرسائل عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَجبير بْن حَيَّة وحاجبه مهْرَان مَوْلَاهُ وَمَات وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين وفيهَا قتل عَمْرو بْن الْحمق الْخُزَاعِيّ بالموصل قَتله عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان الثَّقَفِيّ عَم عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن ابْن لَهِيعَة قَالَ حَدَّثَنِي بكير بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْأَشَج عَن سُلَيْمَان بْن يسَار قَالَ غزونا مَعَ ابْن حديج أفريقية فنفلنا النّصْف بعد الْخمس غَزْو القيقان وفيهَا ولى زِيَاد سِنَان بْن سَلمَة بْن المحبق ثغر الْهِنْد بعد قتل رَاشد فحدثنا أَبُو الْيَمَان النبال قَالَ غزونا مَعَ سِنَان القيقان فجاءنا قوم كثير من الْعَدو فَقَالَ سِنَان أَبْشِرُوا فَأنْتم بَين خَصْلَتَيْنِ الْجنَّة وَالْغنيمَة ثمَّ أَخذ سَبْعَة أَحْجَار وواقف الْقَوْم قَالَ إِذا رَأَيْتُمُونِي قد حملت فاحملوا فَلَمَّا صَارَت الشَّمْس فِي كبد السَّمَاء رمى بِحجر فِي وُجُوه الْقَوْم وَكبر ثمَّ رمى بهَا حجرا حجرا حَتَّى بَقِي السَّابِع فَلَمَّا زَالَت الشَّمْس عَن كبد السَّمَاء رمى بالسابع ثمَّ قَالَ حم لَا ينْصرُونَ وَكبر وَحمل وحملنا مَعَه فمنحونا أكتافهم فقتلناهم وسرنا أَرْبَعَة فراسخ فأتينا قوما متحصنين فِي قلعة فَقَالُوا وَالله مَا أَنْتُم قتلتمونا وَلَا قتلنَا إِلَّا رجال مَا نراهم مَعكُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 الْآن على خيل بلق عمائم بيض فَقُلْنَا ذَلِكَ نصر اللَّه فرجعَنا وَالله مَا أُصِيب منا إِلَّا رجل وَاحِد فَقُلْنَا لسنان واقفت الْقَوْم حَتَّى إِذا زَالَت الشَّمْس واقعتهم قَالَ كَذَلِكَ كَانَ يصنع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأقَام الْحَج مُعَاوِيَة سنة إِحْدَى وَخمسين مقتل حجر بْن عدي فِيهَا قتل مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان حجر بْن عدي بْن الأدبر وَمَعَهُ مُحرز بْن شهَاب وَقبيصَة بْن ضبيعة بْن حَرْمَلَة الْقَيْسِي وَصَيْفِي بْن فسيل من ربيعَة وفيهَا مَاتَ كَعْب بن عجْرَة أَخذ الْبيعَة ليزِيد بن مُعَاوِيَة وفيهَا أَخذ مُعَاوِيَة النَّاس بالبيعة ليزِيد حَدَّثَنَا وهب بْن جرير بْن حَازِم قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ نَا النُّعْمَان بْن رَاشد عَن الزُّهْرِيّ عَن ذكْوَان مولى عَائِشَة قَالَ لما أجمع مُعَاوِيَة أَن يُبَايع لِابْنِهِ يَزِيد حج فَقدم مَكَّة فِي نَحْو من ألف رجل فَلَمَّا دنا من الْمَدِينَة خرج ابْن عُمَر وَابْن الزبير وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَلَمَّا قدم مُعَاوِيَة الْمَدِينَة صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ ذكر ابْنه يَزِيد فَقَالَ من أَحَق بِهَذَا الْأَمر مِنْهُ ثمَّ ارتحل فَقدم مَكَّة فَقضى طَوَافه وَدخل منزله فَبعث إِلَى ابْن عُمَر فَتشهد وَقَالَ أما بعد يَا بْن عُمَر فَإنَّك قد كنت تُحَدِّثنِي أَنَّك لَا تحب أَن تبيت لَيْلَة سَوْدَاء لَيْسَ عَلَيْك أَمِير وَإِنِّي أحذرك أَن تشق عَصا الْمُسلمين وَأَن تسْعَى فِي فَسَاد ذَات بَينهم فَلَمَّا سكت تكلم بن عُمَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنَّهُ قد كَانَت قبلك خلفاء لَهُم أَبنَاء لَيْسَ ابْنك بِخَير من أبنائهم فَلم يرَوا فِي أبنائهم مَا رَأَيْت أَنْت فِي ابْنك وَلَكنهُمْ اخْتَارُوا للْمُسلمين حَيْثُ علمُوا الْخِيَار وَإنَّك تحذرني أَن أشق عَصا الْمُسلمين وَأَن أسعى فِي فَسَاد ذَات بَينهم وَلم أكن لأَفْعَل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 إِنَّمَا أَنا رجل من الْمُسلمين فَإِذا اجْتَمعُوا عَلَى أَمر فَإِنَّمَا أَنا رجل مِنْهُم فَقَالَ يَرْحَمك اللَّه فَخرج ابْن عُمَر وَأرْسل إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَتشهد وَأخذ فِي الْكَلَام فَقطع عَلَيْهِ كَلَامه فَقَالَ إِنَّك وَالله لَوَدِدْت أَنا وكلناك فِي أَمر ابْنك إِلَى اللَّه وَإِنَّا وَالله لانفعل وَالله لتردن هَذَا الْأَمر شُورَى فِي الْمُسلمين أَو لنعيدنها عَلَيْك جَذَعَة ثمَّ وثب فَقَامَ فَقَالَ مُعَاوِيَة اللَّهُمَّ اكفنيه بِمَ شِئْت ثمَّ قَالَ عَلَى رسلك أَيهَا الرجل لَا تشرفن بِأَهْل الشَّام فَإِنِّي أَخَاف أَن يسبقوني بِنَفْسِك حَتَّى أخبر العشية أَنَّك قد بَايَعت ثمَّ كن بعد ذَلِكَ عَلَى مَا بدا لَك من أَمرك ثمَّ أرسل إِلَى ابْن الزبير فَقَالَ يَا بْن الزبير إِنَّمَا أَنْت ثَعْلَب رواغ كلما خرج من جُحر دخل آخر وَإنَّك عَمَدت إِلَى هذَيْن الرجلَيْن فنفخت فِي مناخرهما وحملتهما عَلَى غير رأيهما فَتكلم ابْن الزبير فَقَالَ إِن كنت قد مللت الْإِمَارَة فَاعْتَزلهَا وهلم ابْنك فلنبايعه أَرَأَيْت إِذا بايعَنا ابْنك مَعَك لأيكما نسْمع لأيكما نطيع لَا نجمع الْبيعَة لَكمَا وَالله أبدا ثمَّ قَامَ فراح مُعَاوِيَة فَصَعدَ الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِنَّا وجدنَا أَحَادِيث النَّاس وَذَوَات عوار زَعَمُوا أَن ابْن عُمَر وَابْن الزبير وَابْن أَبِي بَكْر الصّديق لم يبايعوا يَزِيد قد سمعُوا وأطاعوا وَبَايَعُوا لَهُ فَقَالَ أهل الشَّام لَا وَالله لَا نرضى حَتَّى يبايعوا على رُؤُوس النَّاس وَإِلَّا ضربنا أعَناقهم فَقَالَ مَه سُبْحَانَ اللَّه مَا أسْرع النَّاس إِلَى قُرَيْش بالسوء لَا أسمع هَذِهِ الْمقَالة من أحد بعد الْيَوْم ثمَّ نزل فَقَالَ النَّاس بَايع ابْن عُمَر وَابْن الزبير وَابْن أَبِي بَكْر وَيَقُولُونَ لَا وَالله مَا بايعَنا وَيَقُول النَّاس بلَى لقد بايعتم وارتحل مُعَاوِيَة فلحق بِالشَّام وَحَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن أَيُّوب عَن نَافِع قَالَ خطب مُعَاوِيَة فَذكر ابْن عُمَر فَقَالَ وَالله ليبايعَن أَو لأقتلنه فَخرج عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر إِلَى أَبِيه فَأخْبرهُ وَسَار إِلَى مَكَّة ثَلَاثًا فَلَمَّا أخبرهُ بَكَى ابْن عُمَر فَبلغ الْخَبَر عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان فَدخل عَلَى ابْن عُمَر فَقَالَ أَخطب هَذَا بِكَذَا قَالَ نعم فَقَالَ مَا تُرِيدُ أَتُرِيدُ قِتَاله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 فَقَالَ يَا بْن صَفْوَان الصَّبْر خير من ذَلِكَ فَقَالَ ابْن صَفْوَان وَالله لَئِن أَرَادَ ذَلِكَ لأقاتلنه فَقدم مُعَاوِيَة مَكَّة فَنزل ذَا طوى فَخرج إِلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان فَقَالَ أَنْت الَّذِي تزْعم أَنَّك تقتل ابْن عُمَر إِن لم يُبَايع لابنك فَقَالَ أَنا أقتل ابْن عُمَر إِنِّي وَالله لَا أَقتلهُ وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ سَمِعت أَشْيَاخ أهل الْمَدِينَة يحدثُونَ أَن مُعَاوِيَة لما كَانَ قَرِيبا من مَكَّة فَلَمَّا رَاح من مر قَالَ لصَاحب حرسه لَا تدع أحدا يسير معي إِلَّا من حَملته أَنا فَخرج يسير وَحده حَتَّى إِذا كَانَ وسط الْأَرَاك لقِيه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ فَوقف وَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِابْن بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيد شباب الْمُسلمين دَابَّة لأبي عَبْد اللَّهِ يركبهَا فَأتي ببرذون فتحول عَلَيْهِ ثمَّ طلع عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بشيخ قُرَيْش وسيدها وَابْن صديق هَذِهِ الْأمة دَابَّة لأبي مُحَمَّد فَأتي ببرذون فَرَكبهُ ثمَّ طلع ابْن عُمَر فَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِصَاحِب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْن الْفَارُوق وَسيد الْمُسلمين ودعا لَهُ بِدَابَّة فركبها ثمَّ طلع ابْن الزبير فَقَالَ لَهُ مرْحَبًا وَأهلا بِابْن حوارِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْن الصّديق وَابْن عمَّة رَسُول اللَّهِ ثمَّ دَعَا لَهُ بِدَابَّة فركبها ثمَّ أقبل يسير بَينهم لَا يسايره غَيرهم حَتَّى دخل مَكَّة ثمَّ كَانُوا أول دَاخل وَآخر خَارج لَيْسَ فِي الأَرْض صباح إِلَّا لَهُم فِيهِ حباء وكرامة لَا يعرض لَهُم بِذكر شَيْء مِمَّا هُوَ فِيهِ حَتَّى قضى نُسكه وترحلت أثقاله وَقرب مسيره إِلَى الْكَعْبَة وأنيخت رواحله فَأقبل بعض الْقَوْم عَلَى بعض فَقَالُوا أَيهَا الْقَوْم لَا تخدعوا إِنَّه وَالله مَا صنع بكم لِحُبِّكُمْ وَلَا كرامتكم وَمَا صنعه إِلَّا لما يُرِيد فأعدوا لَهُ جَوَابا وَأَقْبلُوا على الْحُسَيْن فَقَالُوا أَنْت با أَبَا عَبْد اللَّهِ قَالَ وَفِيكُمْ شيخ قُرَيْش وسيدها هُوَ أَحَق بالْكلَام فَقَالُوا أَنْت يَا أَبَا مُحَمَّد لعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر فَقَالَ لست هُنَاكَ وَفِيكُمْ صَاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْن سيد الْمُسلمين يعَني ابْن عُمَر فَقَالُوا لِابْنِ عُمَر أَنْت قَالَ لست بصاحبكم وَلَكِن ولوا الْكَلَام ابْن الزبير يكفيكم قَالُوا أَنْت يَابْنَ الزبير قَالَ نعم إِن أعطيتموني عهودكم ومواثيقكم أَلا تخالفوني كفيتكم الرجل فَقَالُوا فلك ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 فَخرج الْإِذْن فَأذن لَهُم فَدَخَلُوا فَتكلم مُعَاوِيَة فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ قد علمْتُم سيرتي فِيكُم وَصلي لأرحامكم وصفحي عَنكم وحملي لما يكون مِنْكُم وَيزِيد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ أخوكم وَابْن عمكم وَأحسن النَّاس فِيكُم رَأيا وَإِنَّمَا أردْت أَن تقدموه باسم الْخلَافَة وتكونون أَنْتُم الَّذين تنزعون وتؤمرون وتجبون وتقسمون لَا يدْخل عَلَيْكُم فِي شَيْء من ذَلِكَ فَسكت الْقَوْم فَقَالَ أَلا تُجِيبُونِي فَسَكَتُوا فَأقبل عَلَى ابْن الزبير فَقَالَ هَات يَا بْن الزبير فَإنَّك لعمري صَاحب خطْبَة الْقَوْم قَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نخيرك من ثَلَاث خِصَال أَيهَا مَا أخذت فَهُوَ لَك رَغْبَة قَالَ لله أَبوك اعرضهن قَالَ إِن شِئْت صنعت مَا صنع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِن شِئْت صنعت مَا صنع أَبُو بَكْر فَهُوَ خير هَذِهِ الْأمة بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِن شِئْت صنعت مَا صنع عُمَر فَهُوَ خير هَذِهِ الْأمة بعد أَبِي بَكْر قَالَ لله أَبوك وَمَا صَنَعُوا قَالَ قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم يعْهَد عهدا وَلم يسْتَخْلف أحدا فارتضى الْمُسلمُونَ أَبَا بَكْر فَإِن شِئْت أَن تدع هَذَا الْأَمر حَتَّى يقْضِي اللَّه فِيهِ قَضَاءَهُ فيختار الْمُسلمُونَ لأَنْفُسِهِمْ فَقَالَ إِنَّه لَيْسَ فِيكُم الْيَوْم مثل أَبِي بَكْر إِن أَبَا بَكْر كَانَ رجلا تقطع دونه الأعَناق وَإِنِّي لست آمن عَلَيْكُم الِاخْتِلَاف قَالَ صدقت وَالله مَا تحب أَن تدعَنا عَلَى هَذِهِ الْأمة قَالَ فَاصْنَعْ مَا صنع أَبُو بَكْر قَالَ لله أَبوك قَالَ وَمَا صنع أَبُو بَكْر قَالَ عمد إِلَى رجل من قاصية قُرَيْش لَيْسَ من بَنِي أَبِيه وَلَا من رهطه الأدنين فاستخلفه فَإِن شِئْت أَن تنظر أَي رجل من قُرَيْش شِئْت لَيْسَ من بَنِي عَبْد شمس فترضى بِهِ قَالَ لله أَبوك الثَّالِثَة مَا هِيَ قَالَ تصنع مَا صنع عُمَر قَالَ وَمَا صنع عُمَر قَالَ وَمَا صنع عُمَر قَالَ جعل هَذَا الْأَمر شُورَى فِي سِتَّة نفر من قُرَيْش لَيْسَ فيهم أحد من وَلَده وَلَا من بَنِي أَبِيه وَلَا من رهطه قَالَ فَهَل عَندك غير هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَأنْتم قَالُوا وَنحن أَيْضا قَالَ إِمَّا لَا فَإِنِّي أَحْبَبْت أَن أتقدم إِلَيْكُم أَنه قد أعذر من أنذر وَإنَّهُ قد كَانَ يقوم مِنْكُم الْقَائِم إِلَيّ فيكذبني على رُؤُوس النَّاس فأحتمل لَهُ ذَلِكَ وأصفح عَنه وَإِنِّي قَائِم بمقالة إِن صدقت فلي صدقي وَإِن كذبت فعلي كذبي وَإِنِّي أقسم لكم بِاللَّه لَئِن رد عَلِيّ مِنْكُم إِنْسَان كلمة فِي مقَامي هَذَا لَا ترجع إِلَيْهِ كَلمته حَتَّى يسْبق إِلَيّ رَأسه فَلَا يرعين رجل إِلَّا عَلَى نَفسه ثمَّ دَعَا صَاحب حرسه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 فَقَالَ أقِم عَلَى رَأس كل رجل من هَؤُلَاءِ رجلَيْنِ من حرسك فَإِن ذهب رجل يرد عَلِيّ كلمة فِي مقَامي هَذَا بِصدق أَو كذب فليضرباه بسيفيهما ثمَّ خرج وَخَرجُوا مَعَه حَتَّى إِذا رقى الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِن هَؤُلَاءِ الرَّهْط سادة الْمُسلمين وخيارهم لَا نستبد بِأَمْر دونهم وَلَا نقضي أمرا إِلَّا عَن مشورتهم وَإِنَّهُم قد رَضوا وَبَايَعُوا ليزِيد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ من بعده فَبَايعُوا بِسم اللَّه فَضربُوا عَلَى يَدَيْهِ ثمَّ جلس عَلَى رَاحِلَته وَانْصَرف فَلَقِيَهُمْ النَّاس فَقَالُوا زعمتم وزعمتم فَلَمَّا أرضيتم وحبيتم فَعلْتُمْ قَالُوا إِنَّا وَالله مَا فعلنَا قَالُوا فَمَا منعكم أَن تردوا عَلَى الرجل إِذْ كذب ثمَّ بَايع أهل الْمَدِينَة وَالنَّاس ثمَّ خرج إِلَى الشَّام حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مهْدي قَالَ نَا سُفْيَان عَن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر قَالَ قَالَ ابْن عُمَر حِين بُويِعَ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة إِن كَانَ خيرا رَضِينَا وَإِن كَانَ بلَاء صَبرنَا وَحَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن قَالَ نَا أَبُو عوَانَة عَن دَاوُد بْن عَبْد اللَّهِ الأودي عَن حميد بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ دَخَلنَا عَلَى رجل من أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين اسْتخْلف يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَقَالَ أتقولون إِن يَزِيد لَيْسَ بِخَير أمة مُحَمَّد لَا أفقه فِيهَا فقها وَلَا أعظمها فِيهَا شرفا قُلْنَا نعم قَالَ وَأَنا أَقُول ذَلِكَ وَلَكِن وَالله لَئِن تَجْتَمِع أمة مُحَمَّد أحب إِلَيّ من أَن تفترق أَرَأَيْتُم بَابا لَو دخل فِيهِ أمة مُحَمَّد وسعهم أَكَانَ يعجز عَن رجل وَاحِد لَو دخل فِيهِ قُلْنَا لَا قَالَ أَرَأَيْتُم لَو أَن أمة مُحَمَّد قَالَ كل رجل مِنْهُم لَا أهريق دم أخي وَلَا آخذ مَاله أَكَانَ هَذَا يسعهم قُلْنَا نعم قَالَ فَذَلِك مَا أَقُول لكم ثمَّ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْتِيك من الْحيَاء إِلَّا خير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ نَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن يعلى بْن عَطاء عَن عَمه قَالَ كنت مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو حِين بَعثه يَزِيد بْن مُعَاوِيَة إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الزبير قَالَ فَسمِعت عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو يَقُول لِابْنِ الزبير تعلم أَنِّي وجدت فِي الْكتاب أَنَّك ستعَني وتعَنى وتدعى الْخَلِيفَة وَلست بخليفة وَإِنِّي أجد الْخَلِيفَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أشهل قَالَ نَا ابْن عون عَن مُحَمَّد عَن عقبَة بْن أَوْس السدُوسِي عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ قَالَ ملك الأَرْض المقدسة مُعَاوِيَة وَابْنه وَأقَام الْحَج سنة إِحْدَى وَخمسين مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وفيهَا شَتَّى فضَالة بْن عبيد الْأنْصَارِيّ بِأَرْض الرّوم فِي الْبَحْر وفيهَا مَاتَ عَمْرو بْن حزم الْأنْصَارِيّ وَجَرِير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وَسَعِيد بْن زيد ابْن عَمْرو بْن نفَيْل ومَيْمُونَة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَعب بْن عجْرَة الانصاري وفيهَا ولد الزُّهْرِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِيهَا صَالح عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة رتبيل عَلَى كابل وبلاده عَلَى ألف ألف دِرْهَم وَأقَام الْحَج سعيد بْن الْعَاصِ وفيهَا شَتَّى بسر بْن أَرْطَاة بِأَرْض الرّوم وَمَعَهُ سُفْيَان بْن عَوْف الْأَزْدِيّ وفيهَا مَاتَ أَبُو بكرَة بِالْبَصْرَةِ وَصلى عَلَيْهِ أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَعمْرَان بن حُصَيْن بِالْبَصْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 سنة ثَلَاث وَخمسين فِيهَا مَاتَ زِيَاد بْن أَبِي سُفْيَان بِالْكُوفَةِ واستخلف عَلَى الْبَصْرَة سَمُرَة بْن جُنْدُب وعَلى الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فعزل مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد وولاها الضَّحَّاك ابْن قيس الفِهري وعزل عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة عَن سجستان وولاها عباد بْن زِيَاد فغزا عباد القندهار حَتَّى بلغ بَيت الذَّهَب وَجمع لَهُ الْهِنْد جمعا فَقَاتلهُمْ فَهزمَ اللَّه الْهِنْد وَلم يزل عَلَى سجستان حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة وفيهَا شَتَّى عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم بِأَرْض الرّوم وفيهَا ولى مُعَاوِيَة عبيد اللَّه ابْن زِيَاد خُرَاسَان وفيهَا ولد يَزِيد بْن الْمُهلب مَاتَ زِيَاد وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين وَيُقَال فِيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ خُرُوج قريب وزحاف وَفِي إِمَارَة زِيَاد عَلَى الْعرَاق كَانَ أَمر قريب وزحاف وهما ابْنا خَالَة حَدَّثَنَا وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن جرير بْن يَزِيد قَالَ خرج قريب وزحاف فِي إِمَارَة زِيَاد فِي سبعين رجلا وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان فَأتوا بَنِي ضبيعة وهم فِي مَسْجِدهمْ فَلَقوا رجلا مِنْهُم يُقَال لَهُ رؤبة بْن المخبل فَقَتَلُوهُ قَالَ وهب قَالَ أَبِي فَحَدثني الزبير بْن الخريت عَن أَبِي لبيد أَن رؤبة بن المخبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 قَالَ فِي العشية الَّتِي قتل فِي لَيْلَتهَا فِي شَيْء حدث بِهِ إِن كنت صَادِقا فرزقني اللَّه الشَّهَادَة قبل أَن أرجع إِلَى بَيْتِي فَلَقوهُ تِلْكَ اللَّيْلَة قبل أَن يصل إِلَى منزله فَقَتَلُوهُ ثمَّ أَتَوا مَسْجِد بَنِي قطيعة قَالَ وهب وَحَدَّثَنِي أَبِي عَن قطن الْأَزْرَق عَن شيخ مِنْهُم قَالَ مَا شعرنَا وَإِنَّا لقِيَام فِي الْمَسْجِد حَتَّى أخذُوا بِأَبْوَاب الْمَسْجِد وحكموا ومالوا عَلَى أهل الْمَسْجِد يَقْتُلُونَهُمْ فَوَثَبَ الْقَوْم الْجدر وَسعوا إِلَى الْأَبْوَاب وَصعد رجل المنارة فَجعل يُنَادي يَا خيل اللَّه ارْكَبِي فَصَعِدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ حَتَّى إِذا لم يبْق فِي الْمَسْجِد إِلَّا قَتِيل وهرب من هرب خَرجُوا يحكمون فِي السِّكَّة وَخرج رجل من بَنِي قطيعة من بَاب دَاره فَوَافَقَ الْقَوْم حِين انْتَهوا إِلَى بَابه فَضَربهُ رجل بِالسَّيْفِ حِين أخرج رَأسه فقد لحيه فَرجع وأغلق الْبَاب وَكَانَ عروسا قبل ذَلِكَ حَدِيثا فَقَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَته فشدته بخمار لَهَا مصبوغ ببقم فالتأم وبرأ قَالَ قطن فَأَدْرَكته وَفِي فِيهِ الضجم وَقَالَ وَحَدَّثَنِي ذَلِكَ الرجل حَدِيثهمْ أَيْضا قَالَ ومضوا وَأَقْبل رجل من الْحَيّ فِي يَده السَّيْف نحوهم فناداه بعض من أشرف عَلَيْهِ من ظهر الْبيُوت يَا فلَان اتَّقِ الحرورية فَقَالَ رجل مِنْهُم لسنا الحرورية وَلَكنَّا الحرس فأمن الرجل فَقَامَ حَتَّى انْتَهوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ومضوا حَتَّى دخلُوا مَسْجِد المعاول فَقتلُوا من فِيهِ ثمَّ مضوا حَتَّى خَرجُوا إِلَى رحبة بَنِي عَليّ حَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ نَا جرير بْن يَزِيد أَنهم انْتَهوا إِلَى رحبة بَنِي عَلِيّ فَخرج عَلَيْهِم بَنو عَلِيّ وَكَانُوا رُمَاة فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبلِ حَتَّى صرعوهم أَجْمَعِينَ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غدونا وَنحن شباب فَإِذا هم قد صلبوا عَند حُفْرَة السعديين قَالَ فَجَاءَت جَارِيَة مَعهَا قَصْعَة فِيهَا دَرَاهِم فَنَظَرت إِلَيْهِم فَقَالَت سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 فَنعم عُقبى الدَّار فَأخذت فَصَلبَتْ مَعَهم قَالَ فَكَأَنِّي أنظر إِلَيْهَا وَمَعَهَا الدَّرَاهِم مَا يعرض لَهَا أحد قَالَ وَكَانَ قريب وزحاف ابْني خَالَة حَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي غَسَّان بْن مُضر قَالَ حَدَّثَنِي سعيد بْن يَزِيد قَالَ خرج قريب وزحاف وَزِيَاد بِالْكُوفَةِ وَسمرَة بِالْبَصْرَةِ قَالَ فَخَرجُوا لَيْلَة فنزلوا مَقْبرَة بَنِي يشْكر وَكَانَا واعدا خوارج المضرية أَن يجتمعوا جَمِيعًا فِي مَقْبرَة بَنِي يشْكر فَلم توافيهم خوارج مُضر فَقَالَ بَعضهم لبَعض لَو تفرقنا فَقَالُوا قد عرف كل رجل مِنْكُم من أَيْن خرج وتتبعون فِي مَنَازِلكُمْ فتقتلون وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان وهم سَبْعُونَ رجلا فَأَقْبَلُوا فَمروا ببني ضبيعة فَأتوا عَلَى شيخ مِنْهُم يُقَال لَهُ حبكان فَقَالَ حِين رَآهُمْ مرْحَبًا بِأبي الشعْثَاء وَهُوَ يحْسب أَنه ابْن حصن وَكَانَ عَلَى الشَّرْط فَقَتَلُوهُ قَالَ وَتَفَرَّقُوا فِي مَسَاجِد الأزد وَانْطَلَقت فرقة مِنْهُم إِلَى بَنِي عَلِيّ وَأَتَتْ فرقة مِنْهُم مَسْجِد المعاول فَخرج عَلَيْهِم سيف بْن وهب بالترس وَالرمْح فِي أَصْحَاب لَهُ فَكَانَ يطعَن الرجل الطعَنة فيشيله من الأَرْض فَقتل من أَتَاهُ وَخرج عَلَى قريب وزحاف شباب من بَنِي عَلِيّ وشباب من بَنِي راسب بِالنَّبلِ قَالَ قريب هَل فِي الْقَوْم فلَان يعَني عَبْد اللَّهِ بْن أَوْس الطَّاحِي وَهُوَ عَم طوق وَأَوْس كَانَ يناضله قبل ذَلِكَ قَالُوا نعم قَالَ فَهَلُمَّ إِلَى البرَاز فَقتله عَبْد اللَّهِ بْن أَوْس وَجَاء بِرَأْسِهِ قَالَ وَأَقْبل زِيَاد من الْكُوفَة ومسعود بْن عَمْرو مَعَه فَقَالَ لَهُ زِيَاد وَجعل يؤنبه فَعلْتُمْ وفعلتم فَقَالَ مَسْعُود هَذَا بَاطِل فَقَالَ زِيَاد أكذب صَاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالَ يَا معشر طاحية لَوْلَا أَنكُمْ قد أصبْتُم فِي الْقَوْم لبعثت بكم إِلَى السجْن قَالَ فَادّعى بَنو عَلِيّ قَتلهمْ وَادّعى بَنو راسب قَتلهمْ قَالُوا فاحكم بَيْننَا وَبينهمْ النبل فوجدوا نبل بَنِي عَلِيّ فِي الْقَتْلَى أَكثر قَالَ سعيد بْن يَزِيد وَكَانَ قريب وزحاف أول من خرج بعد أهل النهروان من الحرورية قَالَ وَكَانَ قريب من بَنِي إياد وزحاف من بَنِي طَيء وهما ابْنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 خَالَة قَالَ وهب وَسمعت غَسَّان بْن مُضر يَقُول سَمِعت سعيد بْن يَزِيد يَقُول قَالَ أَبُو بِلَال قريب لَا قربه اللَّه وَايْم اللَّه لَئِن أقع من السَّمَاء إِلَى الأَرْض أحب إِلَيّ أَن أصنع كَمَا صنع يعَني الاستعراض قَالَ وهب قَالَ أَبِي اشْتَدَّ زِيَاد فِي أَمر الحرورية بعد قريب وزحاف فَقَتلهُمْ وَأمر سَمُرَة بِقَتْلِهِم فَقتل مِنْهُم بشرا كثيرا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة زحاف طائي وَقَرِيب إيادي من إياد بْن سود خَرجُوا فَقتلُوا رؤبة من المخبل ثمَّ قتلوا جَابر بْن كَعْب الجديدي وضربوا بكير بْن وَائِل الطَّاحِي عَلَى ذراعه فاتقى قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فَركب زِيَاد فَلحقه شَقِيق بْن ثَوْر وحجار بْن أبجر وَعباد بْن حُصَيْن الحبطي فجرحوا شقيقا فِي جَبهته وصرعوا حجار بْن أبجر فاستنقذه شَقِيق فزعموا أَن زيادا قَالَ لبني عَلِيّ لَا عَطِيَّة لكم عَندي إِن نَجوا فَقَاتلهُمْ الْمُقَاتلَة ورمتهم الذَّرَارِي من فَوق الْبيُوت حَتَّى قتلوا وَأقَام الْحَج سعيد بن الْعَاصِ سنة أَربع وَخمسين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة سعيد بْن الْعَاصِ عَن الْمَدِينَة وولاها مَرْوَان بْن الحكم واستقضى مَرْوَان مُصعب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وفيهَا غزا عبيد اللَّه بْن زِيَاد خُرَاسَان فَقطع النَّهر إِلَى بُخَارى عَلَى الْإِبِل فَكَانَ أول عَرَبِيّ قطع النَّهر إِلَى بُخَارى وافتتح زامين وَنصف بيكند وهما من بُخَارى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 وعزل مُعَاوِيَة بْن جُنْدُب عَن الْبَصْرَة وولاها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن غيلَان الثَّقَفِيّ سِتَّة أشهر وفيهَا ولى مُعَاوِيَة الضَّحَّاك بْن قيس الْكُوفَة وفيهَا شَتَّى مُحَمَّد بْن مَالك بِأَرْض الرّوم وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم وفيهَا أغزى مسلمة بْن مَخْلَد خَالِد بْن ثَابت الفهمي بِلَاد الْمغرب وَأمره أَن يسْتَخْلف أَبَا المُهَاجر دِينَارا من الْأَنْصَار فَانْصَرف وَخلف أَبَا المُهَاجر حَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم قَالَ بعث الضَّحَّاك بْن قيس إِذْ كَانَ عَلَى الْكُوفَة مصقلة بْن هُبَيْرَة الشَّيْبَانِيّ إِلَى طبرستان فَصَالح أَهلهَا عَلَى خمس مائَة ألف دِرْهَم وزن خَمْسَة وَمِائَة طيلسان وَثَلَاث مائَة رَأس وَبهَا قتل دحْيَة غُلَام بيرك فَقتله وفيهَا مَاتَ حَكِيم بْن حزَام ومخرمة بْن نَوْفَل وَأَبُو قَتَادَة وَحُوَيْطِب بْن عَبْد الْعُزَّى من بَنِي عَامر بْن لؤَي وثوبان وَسَعِيد ابْن يَرْبُوع المَخْزُومِي سنة خمس وَخمسين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن غيلَان عَن الْبَصْرَة وولاها عبيد اللَّه بْن زِيَاد فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ فأقره يَزِيد وفيهَا شَتَّى سُفْيَان بْن عَوْف بِأَرْض الرّوم وفيهَا غزا يَزِيد بْن شَجَرَة الرهاوي فَقتل وَقَالَ بَعضهم لم يقتل فِي هَذِهِ الْغُزَاة قتل بعد ذَلِكَ وفيهَا مَاتَ سعد وَأقَام الْحَج مَرْوَان بْن الحكم بْن مَالك وَأَبُو الْيُسْر قَالَ أَبُو الْحسن وَزيد بْن ثَابت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 سنة سِتّ وَخمسين غَزْو سَمَرْقَنْد فِيهَا عزل مُعَاوِيَة عبيد اللَّه بْن زِيَاد عَن خُرَاسَان وولاها سعيد بْن عُثْمَان بْن عَفَّان فغزا سعيد وَمَعَهُ الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة وَطَلْحَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف طَلْحَة الطلحات وَأَوْس بْن ثَعْلَبَة من بَنِي تيم اللات وَرَبِيعَة بْن عسل الْيَرْبُوعي فغزا سَمَرْقَنْد وَخرج إِلَيْهِ الصغد فقاتلوه فألجأهم إِلَى مدينتهم فَصَالَحُوهُ وَأَعْطوهُ رهائن وفيهَا شَتَّى مَسْعُود بْن أَبِي مَسْعُود أَرض الرّوم وَيُقَال جُنَادَة بْن أَبِي أُميَّة وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان وفيهَا مَاتَ إِسْحَاق بْن يحيى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه بخراسان وفيهَا مَاتَت جوَيْرِية بنت الْحَارِث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة سبع وَخمسين فِيهَا عزل مُعَاوِيَة الضَّحَّاك بْن قيس عَن الْكُوفَة وولاها عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم وفيهَا وَجه مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان حسان بْن النُّعْمَان الغساني إِلَى أفريقية فَصَالحه من يَلِيهِ من البربر وَوضع عَلَيْهَا الْخراج فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة وفيهَا عزل مُعَاوِيَة مَرْوَان بْن الحكم عَن الْمَدِينَة وولاها الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان فَلم يزل واليا عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة واستقضى الْوَلِيد بْن زَمعَة العامري على الْمَدِينَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 وفيهَا عزل سعيد بْن عُثْمَان عَن خُرَاسَان وولاها عبيد اللَّه بْن زِيَاد وفيهَا شَتَّى عَبْد اللَّهِ بْن قيس بِأَرْض الرّوم وفيهَا مَاتَت عَائِشَة ام الْمُؤمنِينَ وَأَبُو هُرَيْرَة وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان سنة ثَمَان وَخمسين قَالَ خَليفَة فِيهَا شَتَّى مَالك بْن عَبْد اللَّهِ بِأَرْض الرّوم وفيهَا غزا يَزِيد بْن شَجَرَة الرهاوي فأصيب هُوَ وَأَصْحَابه وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان وفيهَا مَاتَ عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَعقبَة بْن عَامر الْجُهَنِيّ قَالَ بَقِي وَقُرِئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث أَنه قَالَ وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين غَزْوَة أكدر وَسَعِيد بْن يَزِيد رودس وغزوة مَالك بْن الأبجر أفريقية وفيهَا نزع مَرْوَان عَن أهل الْمَدِينَة وَأمر الْوَلِيد بْن عتبَة قَالَ بَقِي وَكتب إِلَيّ بكار بْن عَبْد اللَّهِ عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيد قَالَ حَدَّثَنِي غير يَزِيد قَالَ وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين شَتَّى عَمْرو بْن مرّة البذندون وأغار الْحصين بْن نمير عَلَى صائفة الرّوم قَالَ خَلِيفَة وَاللَّيْث وَحج عامئذ بِالنَّاسِ الْوَلِيد بْن عتبَة بن ابي سُفْيَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 سنة تسع وَخمسين أَبُو المُهَاجر يَغْزُو قرطاجنة قَالَ خَليفَة وفيهَا غزا دِينَار أَبُو المُهَاجر فَنزل عَلَى قرطاجنة فَالْتَقوا فَكثر الْقَتْل والجراح فِي الْفَرِيقَيْنِ وحجز اللَّيْل بَينهم وانحاز الْمُسلمُونَ من ليلتهم فنزلوا جبلا فِي قبْلَة تونس ثمَّ عاودوهم الْقِتَال فصالحوهم عَلَى أَن يَخْلُو لَهُم الجزيرة وانْتهى المُهَاجر إِلَى عُيُون أَبِي المُهَاجر وافتتح مَيْلَة وَكَانَت إِقَامَته فِي هَذِهِ الْغُزَاة نَحوا من سنتَيْن وفيهَا شَتَّى عَمْرو بْن مرّة الْمهرِي بِأَرْض الرّوم فِي الْبر وَلم يكن عامئذ بَحر وفيهَا مَاتَ سعيد بْن الْعَاصِ وَجبير بْن مطعم وَشَيْبَة بْن عُثْمَان وَعبد اللَّه بْن عَامر بْن كريز وفيهَا مَاتَ ولد عَوْف بْن أَبِي جميلَة الأعرأبي وَفَاة مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وفيهَا مَاتَ مُعَاوِيَة بِدِمَشْق يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من رَجَب وَصلى عَلَيْهِ ابْنه يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَيُقَال لم يحضر يَزِيد صلى عَلَيْهِ الضَّحَّاك بْن قيس مَاتَ مُعَاوِيَة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَيُقَال ثَمَانِينَ وَيُقَال سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَت ولَايَته تسع عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا ولد بِمَكَّة فِي دَار أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وَيُقَال فِي دَار عتبَة بْن ربيعَة وَمَات فِي آخر ولَايَة مُعَاوِيَة أُسَامَة بْن زيد وَعَمْرو بْن عَوْف وَصَفوَان بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 الْمُعَطل وَعُثْمَان بْن حنيف وَمجمع بْن جَارِيَة وَأَبُو حميد السَّاعِدِيّ وخراش بْن أُميَّة وأبن بُحَيْنَة وَقيس بْن سعد بْن عبَادَة وَأَبُو جهم بْن حُذَيْفَة ومسلمة بْن مَخْلَد وبلال بْن الْحَارِث الْمُزنِيّ والْحَارث بْن الأزمع الهمذاني ومحجن بْن الأدرع أدْرك مُعَاوِيَة وفضالة بْن عبيد وَشَدَّاد بْن أَوْس وَيُقَال لَهُ مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين غَزْوَة رودس قَالَ بَقِي وَقُرِئَ عَلَى يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ وَفِي سنة تسع وَخمسين غَزْوَة جُنَادَة بْن أَبِي أُميَّة وعلقمة بْن جُنَادَة الحجري وعلقمة بْن الأخثم رودس وَحج عامئذ بِالنَّاسِ مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان قَالَ وَكتب إِلَيّ بكار بْن عَبْد اللَّهِ عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ عَن الْوَلِيد عَن رجل قَالَ وَفِي سنة تسع وَخمسين شَتَّى جُنَادَة بْن أَبِي أُميَّة بِأَرْض الرّوم قَالَ ونا ابْن نمير قَالَ وَمَات أَبُو هُرَيْرَة سنة تسع وَخمسين الْقُضَاة فِي خلَافَة مُعَاوِيَة قَالَ خَليفَة الْبَصْرَة عَلَيْهَا عميرَة بْن يثربي الضَّبِّيّ ولاه ابْن عَامر وَولى عمرَان بْن حُصَيْن فاستعفاه فأعفاه وَولى زِيَاد بْن فضَالة أَخا عَبْد اللَّهِ بْن فضَالة اللَّيْثِيّ وزرارة بْن أوفى الْحَرَشِي وَقضى شُرَيْح مَعَ زِيَاد بِالْبَصْرَةِ سنة وَقضى لِعبيد اللَّه ابْن زِيَاد فِي خلَافَة مُعَاوِيَة زُرَارَة بْن أوفى وَقضى لَهُ أَيْضا عَبْد الرَّحْمَن بن أذينة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 الْكُوفَة لم يزل شُرَيْح قَاضِيا عَلَيْهَا حَتَّى احدوه زِيَاد مَعَه إِلَى الْبَصْرَة فَقضى عَلَيْهَا بعده مَسْرُوق بْن الأجدع حَتَّى رَجَعَ شُرَيْح الْمَدِينَة استقصى مَرْوَان عَلَيْهَا عَبْد اللَّهِ بْن نَوْفَل بْن الْحَارِث وَلم يزل قَاضِيا عَلَيْهَا حَتَّى عزل مَرْوَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ثمَّ ولي سعيد بْن الْعَاصِ فاستقضى أَبَا سَلمَة ابْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى عزل سعيد بْن الْعَاصِ وَولي مَرْوَان ابْن الحكم الثَّانِيَة سنة أَربع وَخمسين فاستقضى مَرْوَان بْن الحكم مُصعب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَلم يزل قَاضِيا عَلَيْهَا حَتَّى عزل مَرْوَان سنة سبع وَخمسين فِي آخر ذِي الْقعدَة وَولي الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان فاستقضى ابْن زَمعَة العامري حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة من كَانَ عَلَى الرسائل والديوان والحجابة وَالشّرط والحرس والخاتم قَالَ وَكَانَ كَاتب الرسائل عبيد بْن أَوْس الغساني وعَلى الدِّيوَان وَأمره كُله سرجون بْن مَنْصُور الرُّومِي وحاجبه أَبُو أَيُّوب مَوْلَاهُ وعَلى شَرطه يَزِيد بْن الْحر مَوْلَاهُ فَمَاتَ يَزِيد فولى قيس بْن حَمْزَة الهمذاني ثمَّ عَزله وَولى ذهل بْن عَمْرو العذري وَكَانَ أول من اتخذ صَاحب حرس وَأول من وضع ديوَان الْخَاتم وَكَانَ عَلَى الحرس الْمُخْتَار مولى لحمير وعَلى الْخَاتم عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو الْحِمْيَرِي وَمَات مُعَاوِيَة رَحمَه اللَّه يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من رَجَب سنة تسع وَخمسين قَالَ وَكَانَ أول من جمعت لَهُ الْعرَاق زِيَاد بْن أَبِي سُفْيَان جمعهَا لَهُ مُعَاوِيَة وَذَلِكَ فِي سنة خمسين فَلم يزل واليا عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 سنة سِتِّينَ قَالَ بَقِي وَقُرِئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ وَفِي سنة سِتِّينَ توفّي أَمِير الْمُؤمنِينَ مُعَاوِيَة فِي رَجَب لأَرْبَع لَيَال خلت مِنْهُ واستخلف يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وفيهَا حمل أهل مصر إِلَى رودس الطَّعَام وفيهَا نزع الْوَلِيد بْن عتبَة عَن الْمَدِينَة وَأمر عَمْرو بْن سعيد عَلَى الْمَدِينَة وَمَكَّة والطائف فحج عامئذ بِالنَّاسِ عَمْرو بْن سعيد ثمَّ نزع فِي مستهل ذِي الْحجَّة وَأمر الْوَلِيد بْن عتبَة زَاد حَرْمَلَة فِي رِوَايَته عَن ابْن بكير وَخرج حُسَيْن بْن عَلِيّ رَضِي اللَّه عَنه إِلَى الْعرَاق وَابْن الزبير إِلَى مَكَّة قَالَ وَكتب إِلَيّ بكار بْن عَبْد اللَّهِ عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ وَحَدَّثَنَا غير الْوَلِيد بأمراء مُعَاوِيَة عَلَى الصوائف فَكتبت ذَلِكَ عَلَى مَا سَمِعت خبر مُعَاوِيَة مَعَ عَمْرو بْن مُعَاوِيَة الْعقيلِيّ من ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَن صَفْوَان بْن عَمْرو عَن سعيد بْن حَنْظَلَة أَن مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان أَمر عَمْرو بْن مُعَاوِيَة الْعقيلِيّ عَلَى الصائفة فَلَمَّا قدم سَأَلَهُ عَمَّا بلغ الْخمس فَأخْبرهُ فَقَالَ أَيْن هُوَ قَالَ عَمْرو تَسْأَلنِي عَن الْخمس وَأرى رجلا من الْمُهَاجِرين يمشي عَلَى قَدَمَيْهِ لَا أحملهُ فَقَالَ مُعَاوِيَة لَا جرم لَا تنالها مَا بقيت قَالَ إِذا لَا أُبَالِي وَأَنْشَأَ يَقُول ... تهادي قُرَيْش فِي دمشق غنيمتي وأترك أَصْحَابِي فَمَا ذَاك بِالْعَدْلِ ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 .. وَلست أَمِيرا أجمع المَال تَاجِرًا وَلَا أَبْتَغِي طول الْإِمَارَة بالبخل ... ... فَإِن يمسك الشَّيْخ الدِّمَشْقِي مَاله ... ... فلست عَلَى مَالِي بمستغلق قفلي ... قَالَ مُحَمَّد بْن عَائِذ وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَن صَفْوَان بْن عَمْرو عَن أَبِي حسبَة أَن عَمْرو بْن مُعَاوِيَة الْعقيلِيّ كَانَ وَهُوَ عَلَى الْجَيْش ينزل فيواسي أَصْحَابه بسوق السَّبي والجزر والرمك مشمرا عَن سَاقيه قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي مَرْوَان بْن مُحَمَّد عَن رشدين بْن سعد عَن الْحسن بْن ثَوْبَان عَن يَزِيد أَنه كَانَ عَلَى أهل الشَّام منقلبة عَبْد اللَّهِ بْن قيس الْفَزارِيّ وعَلى أهل مصر عوام الْيحصبِي وعَلى أهل الْمَدِينَة عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وعوام عَلَى الْجَمَاعَة قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي مَرْوَان بْن مُحَمَّد عَن رشدين بْن سعد عَن الْحسن بْن ثَوْبَان قَالَ قَالَ يَزِيد فَفتح عَبْد اللَّهِ بْن قيس الْفَزارِيّ منقبة فِي خلَافَة مُعَاوِيَة فَكَانَت غنائمهم يَوْمئِذٍ مائَة دِينَار وأوقية تبر وقمقم صفر قَالَ فَلم أسأَل مَرْوَان عَن هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء الَّذين ذكر فِي الحَدِيث الأول أَفِي هَذِهِ الْغُزَاة كَانُوا جَمِيعًا أم كَانَت هَذِهِ غزَاة قبلهم قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن مُسلم قَالَ كَانَ آخر مَا أوصاهم بِهِ مُعَاوِيَة أَن شدوا خناق الرّوم فَإِنَّكُم تضبطون بذلك غَيرهم من الْأُمَم قَالَ الْوَلِيد مَاتَ مُعَاوِيَة فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وَكَانَت خِلَافَته تسع عشر سنة وَنصف سنة قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي الْوَاقِدِيّ أَن مُعَاوِيَة مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 ولَايَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان قَالَ مُحَمَّد قَالَ الْوَلِيد بْن مُسلم ولي يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فغزا فِي ذَلِكَ الْعَام مَالك سورية قَالَ وَأخْبرنَا ابْن نمير قَالَ وَمَات بِلَال بْن الْحَارِث الْمُزنِيّ سنة سِتِّينَ وَتُوفِّي مُعَاوِيَة فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وبويع يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَأمر عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ عَلَى الْمَدِينَة فحج عَمْرو بِالنَّاسِ سنة سِتِّينَ خُرُوج الْحُسَيْن إِلَى الْعرَاق وَقتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ لعشر خلون من الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ثمَّ نزع عَمْرو عَن الْمَدِينَة فِي سنة سِتِّينَ قَالَ خَليفَة فِيهَا بعث الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب ابْن عَمه مُسلم بْن عقيل ابْن أَبِي طَالب إِلَى أهل الْكُوفَة ليبايعوه فَبَايعهُ نَاس كثير فَجمع يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لِعبيد اللَّه بْن زِيَاد الْعرَاق فَخرج بِأَهْل الْعرَاق فَقتل مُسلم بْن عقيل وهانئ بْن عُرْوَة الْمرَادِي وفيهَا خرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ من مَكَّة يُرِيد الْكُوفَة فَقَالَ الفرزدق خرجت أُرِيد الْحَج فَلَمَّا كنت بِذَات عرق رَأَيْت قبابا مَضْرُوبَة فَقلت لمن هَذِهِ قَالُوا للحسين ابْن عَلِيّ فعدلت إِلَيْهِ فَقلت يَا بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أعجلك عَن الْحَج قَالَ كتب إِلَيّ هَؤُلَاءِ الْقَوْم يعَني أهل الْكُوفَة يذكرُونَ مَا هم فِيهِ ثمَّ سَأَلَني كَيفَ تركت النَّاس وَرَاءَك فَقلت فدَاك أَبِي وَأمي تركت الْقُلُوب مَعَك وَالسُّيُوف مَعَ بَنِي أُميَّة والنصر فِي السَّمَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 قَالَ وَفِي سنة سِتِّينَ ولد قَتَادَة بْن دعامة السدُوسِي وَهِشَام بْن عُرْوَة وَسليمَان ابْن مهْرَان الْأَعْمَش وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد يَزِيد يطْلب من وَالِي الْمَدِينَة أَخذ الْبيعَة لَهُ قَالَ وفيهَا بعث يَزِيد بْن مُعَاوِيَة رزيقا مَوْلَاهُ إِلَى الْوَلِيد بْن عتبَة فَحَدثني وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي رُزَيْق مولى مُعَاوِيَة قَالَ لما هلك مُعَاوِيَة بَعَثَنِي يَزِيد بْن مُعَاوِيَة إِلَى الْوَلِيد بْن عتبَة وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة وَكتب إِلَيْهِ بِمَوْت مُعَاوِيَة وَأَن يبْعَث إِلَى هَؤُلَاءِ الرَّهْط فيأمرهم بالبيعة لَهُ قَالَ فَقدمت الْمَدِينَة لَيْلًا فَقلت للحاجب اسْتَأْذن لي فَقَالَ قد دخل وَلَا سَبِيل إِلَيْهِ فَقلت إِنِّي قد جِئْته بِأَمْر فَدخل فَأخْبرهُ فَأذن لَهُ وَهُوَ عَلَى سَرِيره فَلَمَّا قَرَأَ كتاب يَزِيد بوفاة مُعَاوِيَة واستخلافه جزع لمَوْت مُعَاوِيَة جزعا شَدِيدا فَجعل يقوم عَلَى رجلَيْهِ وَيَرْمِي بِنَفسِهِ عَلَى فرَاشه ثمَّ بعث إِلَى مَرْوَان فجَاء وَعَلِيهِ قَمِيص أَبيض وملاءة موردة فنعى لَهُ مُعَاوِيَة وَأخْبرهُ أَن يَزِيد كتب إِلَيْهِ أَن يبْعَث إِلَى هَؤُلَاءِ الرَّهْط فيدعوهم إِلَى الْبيعَة ليزِيد قَالَ فترحم مَرْوَان عَلَى مُعَاوِيَة ودعا لَهُ بِخَير وَقَالَ ابْعَثْ إِلَى هَؤُلَاءِ الرَّهْط السَّاعَة فادعهم إِلَى الْبيعَة فَإِن بَايعُوا وَإِلَّا فَاضْرب أَعْنَاقهم قَالَ سُبْحَانَ اللَّه أقتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ وَابْن الزبير قَالَ هُوَ مَا أَقُول لَك وَحَدَّثَنِي وهب قَالَ حَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ سَمِعت أشياخنا من أهل الْمَدِينَة مَالا أحصي يحدثُونَ أَن مُعَاوِيَة توفّي وَفِي الْمَدِينَة يَوْمئِذٍ الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان فَأَتَاهُ مَوته فَبعث إِلَى مَرْوَان بْن الحكم وناس من بَنِي أُميَّة فأعلمهم الَّذِي أَتَاهُ فَقَالَ مَرْوَان ابْعَثْ السَّاعَة إِلَى الْحُسَيْن وَابْن الزبير فَإِن بايعا وَإِلَّا فَاضْرب أَعْنَاقهم وَقد هلك عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر قبل ذَلِكَ فَأَتَاهُ ابْن الزبير فنعى لَهُ مُعَاوِيَة وترحم عَلَيْهِ وجزاه خيرا فَقَالَ لَهُ بَايع قَالَ مَا هَذِهِ سَاعَة مبايعة وَلَا مثلي يُبَايِعك هَاهُنَا فترقى الْمِنْبَر فأبايعك ويبايعك النَّاس عَلَانيَة غير سر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 فَوَثَبَ مَرْوَان فَقَالَ اضْرِب عَنقه فَإِنَّهُ صَاحب فتْنَة وَشر قَالَ إِنَّك لهتاك يَا بْن الزَّرْقَاء واستبا فَقَالَ الْوَلِيد أخرجوهما عَني وَكَانَ رجلا رَفِيقًا سريا كَرِيمًا فأخرجا عَنه فجَاء الْحُسَيْن بْن عَلِيّ عَلَى تِلْكَ الْحَال فَلم يكلم فِي شَيْء حَتَّى رجعا جَمِيعًا وَرجع مَرْوَان إِلَى الْوَلِيد فَقَالَ وَالله لَا ترَاهُ بعد مقامك إِلَّا حَيْثُ يسوءك فَأرْسل الْعُيُون فِي أَثَره فَلم يزدْ حِين دخل منزله عَلَى أَن دَعَا بِوضُوء وصف بَين قَدَمَيْهِ فَلم يزل يُصَلِّي وَأمر حَمْزَة ابْنه أَن يقدم رَاحِلَته إِلَى الحليفة عَلَى بريد من الْمَدِينَة مِمَّا يَلِي الْفَرْع وَكَانَ لَهُ بِالْحُلَيْفَة مَال عَظِيم فَلم يزل صافا بَين قَدَمَيْهِ فَلَمَّا كَانَ آخر اللَّيْل وتراجعت عَنه الْعُيُون جلس عَلَى دَابَّته فركبها حَتَّى انْتهى إِلَى الحليفة فَجَلَسَ عَلَى رَاحِلَته ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة وَخرج الْحُسَيْن من ليلته فَالْتَقَيَا بِمَكَّة فَقَالَ لَهُ ابْن الزبير مَا يمنعك من شيعتك وشيعة أَبِيك فوَاللَّه لَو أَن لي مثلهم لذهبت إِلَيْهِم قَالَ وَبعث يَزِيد عَمْرو بْن سعيد أَمِيرا عَلَى الْمَدِينَة عَلَى الْوَلِيد بْن عتبَة تخوفا لضعف الْوَلِيد فرقى عَمْرو الْمِنْبَر حِين دخل فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ ذكر ابْن الزبير وَمَا صنع قَالَ تعوذ بِمَكَّة فوَاللَّه لنغزونه ثمَّ وَالله لَئِن دخل مَكَّة لنحرقها عَلَيْهِ عَلَى رغم أنف من رغم قَالَ وهب قَالَ جوَيْرِية فَأَخْبرنِي مسافع أَنه حَدثهُ رجل من قُرَيْش نسيت اسْمه أَنه كَانَ جَالِسا مَعَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان تَحت مِنْبَر عَمْرو بْن سعيد حَيْثُ قَالَ عَلَى رغم أنف من رغم فَوضع عَبْد الْملك إصبعه عَلَى أَنفه ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ فَإِن أنفي يرغم أَن يغزي بَيْتك الْحَرَام وَفِيه حَدِيث وَأقَام الْحَج عَمْرو بن سعيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ مقتل الْحُسَيْن وَأَصْحَابه فِيهَا قتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ يَوْم الْأَرْبَعَاء لعشر خلون من الْمحرم يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَقتل مَعَه جَعْفَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب قَالَ أَبُو عُبَيْدَة قتل مَعَه جَعْفَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب أمه أم الْبَنِينَ بنت حزَام ابْن خَالِد من بَنِي الوحيد أحد بَنِي كلاب قَالَ أَبُو الْحسن وَقتل مَعَه عُثْمَان بْن عَلِيّ أمه أم الْبَنِينَ أَيْضا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن وَقتل مَعَه الْعَبَّاس الْأَصْغَر وَمُحَمّد بْن عَلِيّ الْأَصْغَر ابْنا عَلِيّ بْن أَبِي طَالب أمهما لبَابَة بنت عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس وَقَالَ أَبُو الْحسن أمه أم ولد وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْحسن قتل مَعَه عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ أمه ليلى أَو لبني بنت أَبِي مرّة بْن عُرْوَة بْن مَسْعُود بْن عَامر بْن معتب الثَّقَفِيّ وَأمّهَا مَيْمُونَة بنت أَبِي سُفْيَان أبن حَرْب بْن أُميَّة قَالَ أَبُو الْحسن وَقتل مَعَه عبيد اللَّه بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب أمه الربَاب بنت امْرِئ الْقَيْس من كلب وَقتل مَعَه أَبُو بَكْر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَقتل مَعَه الْقَاسِم ابْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَمُحَمّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر أمه الخوصاء بنت خصف ابْن ثقف بْن ربيعَة بْن عَائِذ من بَنِي تيم اللات بْن ثَعْلَبَة بْن عكابة وَمُسلم بْن عقيل ابْن أَبِي طَالب أمه فتاة تدعى حلبة وَعبد الرَّحْمَن بْن مُسلم أمه فتاة وَعبد اللَّه بْن مُسلم بْن عقيل أمه رقية بنت عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَمُحَمّد بْن أَبِي سعيد بْن عقيل بْن ابي طَالب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة عَن سُفْيَان عَن أَبِي مُوسَى قَالَ سَمِعت الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ أُصِيب مَعَ الْحُسَيْن سِتَّة عشر رجلا من أهل بَيته مَا عَلَى وَجه الأَرْض يَوْمئِذٍ أهل بَيت لَهُم شبيهون وَحَدَّثَنَا الْحسن بْن أَبِي عَمْرو قَالَ سَمِعت فطر بْن خَلِيفَة قَالَ سَمِعت مُنْذر الثَّوْريّ عَن ابْن الْحَنَفِيَّة قَالَ قتل مَعَ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ سَبْعَة عشر رجلا كلهم قد ارتكض فِي بطن فَاطِمَة الَّذِي ولى قتل الْحُسَيْن شمر بْن ذِي الجوشن وأمير الْجَيْش عُمَر بْن سعد بْن مَالك فِيهَا غزا مَالك بْن عَبْد الرَّحْمَن الْخَثْعَمِي أَرض الرّوم وَكَانَت لَهُ وقْعَة بقونية وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان فِيهَا مَاتَ حَمْزَة بْن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ وفيهَا ولد عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَسَعِيد بْن إِيَاس الْجريرِي وَقُرِئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ وَفِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ قتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ وَأَصْحَابه رَضِي اللَّه عَنهم وَحج بِالنَّاسِ الْوَلِيد بْن عتبَة وَحَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ ثمَّ نزع عَمْرو عَن الْمَدِينَة وَأمر الْوَلِيد بْن عتبَة فحج بِالنَّاسِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَقتل الْحُسَيْن بْن عَلِيّ لعشر خلون من الْمحرم وَكتب إِلَيّ بكار بْن عَبْد اللَّهِ عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ عَن الْوَلِيد بْن مُسلم قَالَ وَفِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ كَانَت غَزْوَة مَالك بْن عَبْد اللَّهِ الصائفة غَزْوَة قونية سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فِيهَا غزا سلم بْن زِيَاد خوارزم فَصَالَحُوهُ عَلَى مَال كثير ثمَّ عبر إِلَى سَمَرْقَنْد فَصَالَحُوهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 وفيهَا ولى عبيد اللَّه بْن زِيَاد الْمُنْذر بْن الْجَارُود ثغر قندابيل فَمَاتَ الْمُنْذر بالثغر فَخرج الحكم بْن الْمُنْذر بْن الْجَارُود فغلب عَلَى قندابيل فَبعث ابْن زِيَاد سِنَان بْن سَلمَة فَفتح الموقان ثمَّ بعث إِلَيْهَا يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بعد ذَلِكَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد الْهِلَالِي وفيهَا نقض أهل كابل وَأخذُوا أَبَا عُبَيْدَة بْن زِيَاد بْن أَبِي سُفْيَان أَسِيرًا فَسَار يَزِيد بْن زِيَاد بْن أَبِي سُفْيَان فهجم عَلَى الْعَدو فقاتلوه فَقتل يَزِيد بْن زِيَاد وَقتل مَعَه زيد بْن جدعَان أَبُو عَلِيّ بْن زيد بْن جدعَان الْفَقِيه وصلَة بْن أَشْيَم أَبُو الصَّهْبَاء الْعَدوي وَابْنه وَعَمْرو بْن قُتَيْبَة وَبُدَيْل بْن نعيم الْعَدوي وَعُثْمَان بْن آدم الْعَدوي وَرِجَال من أهل الصدْق وفيهَا غزا عَبْد اللَّهِ بْن أَسد بْن كرز الْقَسرِي قيسارية مِمَّا يَلِي الْحَدث وفيهَا كَانَت صائفة عَلَيْهَا حُصَيْن بْن نمير السكونِي فغزا سورية فِيهَا مَاتَ عَلْقَمَة بْن قيس النَّخعِيّ وَأقَام الْحَج عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وقْعَة الْحرَّة فِيهَا أَمر الْحرَّة قَالَ أَبُو الْيَقظَان أَقَامَ عُثْمَان بْن مُحَمَّد الْحَج سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ثمَّ قدم الْمَدِينَة فَأَقَامَ شهرا ثمَّ أوفد وَفْدًا إِلَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فيهم عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عَمْرو بن حَفْص الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 ابْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن حزم الْأنْصَارِيّ وَرجل من بَنِي سراقَة من بَنِي عدي بْن كَعْب فِي رجال من قُرَيْش فقدموا الْمَدِينَة فأظهروا شتم يزيدو الْبَرَاءَة مِنْهُ وخلعوه حَدَّثَنَا وهب بْن جرير قَالَ حَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ سَمِعت أشياخا من أهل الْمَدِينَة يحدثُونَ أَن مِمَّن وَفد عَلَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة مَعَه ثَمَانِيَة بَنِينَ لَهُ فَأعْطَاهُ مائَة ألف وَأعْطى بنيه كل رجل مِنْهُم عشرَة آلَاف دِرْهَم سوى كسوتهم وحملانهم فَلَمَّا قدم عَبْد اللَّهِ بْن حنظله الْمَدِينَة أَتَاهُ النَّاس فَقَالُوا مَا وَرَاءَك قَالَ أتيتكم من عِنْد رجل الله لَو لم أجد إِلَّا بَنِي هَؤُلَاءِ لجاهدته بهم قَالُوا فَإِنَّهُ بلغنَا أَنه أجازك وأكرمك وأعطاك قَالَ قد فعل وَمَا قبلت ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا أَن أتقوى بِهِ عَلَيْهِ وحضض النَّاس فَبَايعُوهُ قَالَ أَبُو الْيَقظَان دعوا إِلَى الرِّضَا والشورى وَأمرُوا عَلَى قُرَيْش عَبْد اللَّهِ بْن مُطِيع الْعَدوي وعَلى الْأَنْصَار عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة الغسيل وعَلى قبائل الْمُهَاجِرين معقل بْن سِنَان الْأَشْجَعِيّ وأخرجوا عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان من الْمَدِينَة وَمن كَانَ بهَا من بَنِي أُميَّة فَحَدثني وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن أَيُّوب عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَأَلَ عَنهم وَهُوَ بِالطَّائِف فَقيل لَهُ استعملوا عَبْد اللَّهِ بْن مُطِيع عَلَى قُرَيْش وَعبد اللَّه بْن حَنْظَلَة عَلَى الْأَنْصَار فَقَالَ أميران أَن هلك الْقَوْم قَالَ وهب وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ لما أخرج أهل الْمَدِينَة بَنِي أُميَّة ومروان نزلُوا جفيلا وَكتب مَرْوَان إِلَى يَزِيد بِالَّذِي كَانَ من رَأْي الْقَوْم فَأمر بقبة فَضربت لَهُ خَارِجا من قصره وَقطع الْبعُوث عَلَى أهل الشَّام مَعَ مُسلم بْن عقبَة المري فَلم تمض ثَالِثَة حَتَّى فرغ ثمَّ أصبح فِي الْيَوْم الثَّالِث فَعرض عَلَيْهِ الْكَتَائِب وَهُوَ يَقُول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 أبلغ أَبَا بَكْر إِذا الْجَيْش انبرى إِذا أَتَى الْجَيْش عَلَى وَادي الْقرى ... أجمع نسوان من الْقَوْم ترى فَقَالَ وَحَدَّثَنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ سَمِعت أشياخا من أهل الْمَدِينَة يحدثُونَ أَن مُعَاوِيَة لما حَضرته الْوَفَاة دَعَا فَقَالَ لَهُ إِن لَك من أهل الْمَدِينَة يَوْمًا فَإِن فَعَلُوهَا فَارْمِهِمْ بِمُسلم بْن عقبَة فَإِنَّهُ رجل قد عرفنَا نصيحته فَلَمَّا صنع أهل الْمَدِينَة مَا صَنَعُوا وَجه إِلَيْهِم مُسلم بْن عقبَة وَقد بعث أهل الْمَدِينَة إِلَى كل مَاء بَينهم وَبَين أهل الشَّام فصبوا فِيهِ زقا من قطران وعوروه فَأرْسل اللَّه عَلَيْهِم السَّمَاء فَلم يَسْتَقُوا بِدَلْو حَتَّى وردوا الْمَدِينَة قَالَ أَبُو الْيَقظَان وَغَيره إِن يَزِيد ولى مُسلم بْن عقبَة وَهُوَ يتشكى وَقَالَ إِن حدث بك حدث فَاسْتعْمل حُصَيْن بْن نمير قَالَ وهب فِي حَدِيثه عَن جوَيْرِية قَالَ فَخرج أهل الْمَدِينَة بجموع كَثِيرَة وبهيئة لم ير مثلهَا فَلَمَّا رَآهُمْ أهل الشَّام هابوهم وكرهوا قِتَالهمْ فَأمر مُسلم بسريره فَوضع بَين الصفين ثمَّ أَمر مناديه قَاتلُوا عَني أَو دعوا فَشد النَّاس فِي قِتَالهمْ فَسَمِعُوا التَّكْبِير خَلفهم فِي جَوف الْمَدِينَة وأقحم عَلَيْهِم بَنو حَارِثَة أهل الشَّام وهم عَلَى الْجد فَانْهَزَمَ النَّاس وَعبد اللَّه بْن حَنْظَلَة متساند إِلَى بعض بنيه يغط نوما فَنَبَّهَهُ ابْنه فَلَمَّا فتح عَيْنَيْهِ فَرَأى مَا صنع أَمر أكبر بنيه فَتقدم حَتَّى قتل فَلم يزل يقدمهم وَاحِدًا احدا حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرهم ثمَّ كسر جفن سَيْفه وَقَاتل حَتَّى قتل وَدخل مُسلم بْن عقبَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 الْمَدِينَة ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة عَلَى أَنهم خول ليزِيد بْن مُعَاوِيَة يحكم فِي أَهْليهمْ وَدِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ ماشاء حَتَّى أُتِي بِعَبْد اللَّه بْن زَمعَة وَكَانَ صديقا ليزِيد بْن مُعَاوِيَة وصفيا لَهُ فَقَالَ بَايع عَلَى أَنَّك خول لأمير الْمُؤمنِينَ يحكم فِي دمك وَأهْلك وَمَالك قَالَ أُبَايِعك عَلَى أَنِّي ابْن عَم أَمِير الْمُؤمنِينَ يحكم فِي دمي وَأَهلي وَمَالِي فَقَالَ اضربوا عَنقه فَوَثَبَ مَرْوَان فضمه إِلَيْهِ وَقَالَ يُبَايِعك عَلَى مَا أَحْبَبْت قَالَ وَالله لَا أقيلها إِيَّاه أبدا وَقَالَ إِن تنحى وَإِلَّا فاقتلوهما جَمِيعًا فَتَركه مَرْوَان فَضربت عَنق ابْن زَمعَة قَالَ أَبُو الْحسن وَقَالَ عوَانَة أُتِي مُسلم بِيَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة فَقَالَ بَايع فَقَالَ أُبَايِعك عَلَى كتاب اللَّه وَسنة نبيه فَأمر بقتْله حَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ نَا الْحسن قَالَ أُصِيب ابْنا زَيْنَب يَوْم الْحرَّة فحملا إِلَيْهَا فَقَالَت إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون مَا أعظم الْمُصِيبَة عَلِيّ فيهمَا ولهي فِي هَذَا أعظم عَلِيّ مِنْهَا فِي هَذَا أما هَذَا فَبسط يَده فقاتل حَتَّى قتل فَأَنا أَخَاف عَلَيْهِ وَأما هَذَا فَكف يَده حَتَّى قتل فَأَنا أَرْجُو لَهُ حَدَّثَنَا وهب بْن جرير قَالَ نَا أَبُو عقيل الدَّوْرَقِي قَالَ سَمِعت أَبَا نَضرة يحدث قَالَ دخل أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ يَوْم الْحرَّة غارا فَدخل عَلَيْهِ رجل ثمَّ خرج فَقَالَ لرجل من أهل الشَّام أدلك عَلَى رجل تقتله فَلَمَّا انْتهى الشَّامي إِلَى بَاب الْغَار وَقَالَ لأبي سعيد وَفِي عَنق أَبِي سعيد السَّيْف اخْرُج إِلَيّ قَالَ لَا وَإِن تدخل عَلِيّ أَقْتلك فَدخل الشَّامي فَوضع أَبُو سعيد السَّيْف وَقَالَ بوء بإثمي وإثمك وَكن من أَصْحَاب النَّار وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمين فَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ أَنْت قَالَ نعم قَالَ فَاسْتَغْفر لي قَالَ غفر الله لَك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 تَسْمِيَة من قتل يَوْم الْحرَّة من بني هَاشم مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي هَاشم أَبُو بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالب وَالْفضل ابْن الْعَبَّاس بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب وَعبد اللَّه بْن نَوْفَل بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب وعباس بْن عتبَة بْن أَبِي لَهب من حلفائهم وَمن حلفاء أَبِي طَالب من بَنِي سليم بْن مَنْصُور سُلَيْمَان بْن صَفْوَان بْن عباد بْن شَيبَان وَالْأسود بْن عباد بْن شَيبَان وَعتبَة بْن معبد أَو معبد بْن شَيبَان وَمُحَمّد ابْن عقبَة بْن دبية بْن جَابر وَأَخُوهُ سُلَيْمَان وجري بْن حزم بن جَابر من بني الْمطلب وَمن بَنِي الْمطلب بْن عَبْد منَاف يحيى بْن نَافِع بْن عجير بْن عَبْد يَزِيد بْن هَاشم من بَنِي الْمطلب وَعبد اللَّه بْن نَافِع بْن عجير من حلفائهم وَمن حلفائهم من بَنِي سليم جَيْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَالك وَيُقَال بل جَعْفَر بْن عبد الله بن مَالك من بني نَوْفَل وَمن بَنِي نَوْفَل بْن عَبْد منَاف دَاوُد بْن الْوَلِيد بْن قرظة بْن عَبْد عَمْرو بْن نَوْفَل وَابْنه الْوَلِيد بْن دَاوُد وَعبيد اللَّه بْن عتبَة بْن غَزوَان حَلِيف لَهُم من بَنِي مَازِن بن مَنْصُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 من بني أُميَّة وَمِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شمس بْن عَبْد منَاف إِسْمَاعِيل بْن خَالِد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط وَأَبُو علْبَاء مولى مَرْوَان بْن الحكم وَسليمَان وَعَمْرو والوليد بَنو يَزِيد ابْن أُخْت النمر من بَنِي أَسد وَمن بَنِي أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي وهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة بْن الْأسود بْن الْمطلب بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى وَيزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة قتل صبرا وَأَبُو سَلمَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة والمقداد بْن وهب بْن زَمعَة وَيزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب بْن زَمعَة وخَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة وَابْن لعبد اللَّه بْن زَمعَة لَا يعرف اسْمه والمغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن السَّائِب بْن أَبِي حُبَيْش بْن الْمطلب بْن أَسد وَعبد اللَّه وَعَمْرو ابْنا نَوْفَل بْن عدي ابْن نَوْفَل بْن أَسد وَابْن لعبد الرَّحْمَن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْب بْن عدي بْن نَوْفَل بْن أَسد وعدي بْن تويت بن حبيب بن أَسد من حلفائهم وَمن حلفائهم عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاطِب بْن أَبِي بلتعة من نمر الأزد وَأُسَامَة بن خِيَار من بني عبد الدَّار وَمن بَنِي عَبْد الدَّار بْن قصي عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسافع بْن طَلْحَة بْن أَبِي طَلْحَة اسْم أَبِي طَلْحَة عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عُثْمَان بْن عَبْد الدَّار وَمُحَمّد بْن أَيُّوب بْن ثَابت بْن عَبْد الْمُنْذر بْن عَلْقَمَة بْن كلدة وَمصْعَب بْن أَبِي عُمَيْر بْن أَبِي عَزِيز وَيزِيد وَزيد ابْنا مسافع وَعبد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن الْأسود الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 من بني زهرَة وَمن بَنِي زهرَة زيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَأَبَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَوْف وعياض بْن حسن بْن عَوْف مَاتَ حسن فِي فتْنَة ابْن الزبير وَمُحَمّد بْن الْأسود بْن عَوْف والصلت بْن مخرمَة بْن نَوْفَل بْن وهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة وَمُحَمّد بْن المصور بْن الْمسور بْن مخرمَة وَعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأسود بْن عَبْد يَغُوث وَإِسْمَاعِيل بْن وهيب ابْن الْأسود بْن عَبْد يَغُوث وَعُمَيْر وَعَمْرو ابْنا سعد بْن أَبِي وَقاص وَإِسْحَاق ابْن هَاشم بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وَعمْرَان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن نَافِع بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص وَمُحَمّد بْن نَافِع بْن عتبَة بْن أَبِي وَقاص من حلفائهم وَمن حلفائهم عُثْمَان والجلاس وَمُحَمّد بَنو الْعَلَاء بْن جَارِيَة من ثَقِيف وَأَبُو عَبْد اللَّهِ بْن موهب بْن رَبَاح وَعبد اللَّه وَعبيد اللَّه ابْنا بشر بْن السَّائِب من بني تيم بن مرّة وَمن بَنِي تيم بْن مرّة يَعْقُوب بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَعبيد اللَّه بْن عُثْمَان بن لاعبيد اللَّه بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بن كَعْب وَعبد الله ب بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصّديق ومعبد بْن الْحَارِث بْن خَالِد بْن صَخْر بْن عَامر بن عَمْرو بن كَعْب من حلفائهم وَمن حلفائهم مُوسَى بْن الْحَارِث بْن الطُّفَيْل من دوس وَيُقَال من أَزْد شنُوءَة وَهُوَ أَخُو عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر لِأُمِّهِمَا والْحَارث بْن المنقذ بْن الطُّفَيْل والطفيل أَبُو الْحصين أَخُو ابْن أَبِي عَتيق لأمه عمار بْن صُهَيْب وَمصْعَب وخَالِد ابْنا مُحَمَّد بن صُهَيْب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 من بني مَخْزُوم وَمن بَنِي مَخْزُوم عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عَمْرو بْن حَفْص بْن الْمُغيرَة وَأَبُو سعد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام أمه من بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب وَعبد اللَّه بْن الْحَارِث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعَة وَمُسلم وَيُقَال مسلمة بْن أَبِي برد بْن معبد ابْن وهب بن عَائِذ من بني عدي وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أَبُو بَكْر بْن عبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب وَعبد اللَّه وَسليمَان ابْنا عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخطاب وَعمر أَو عَمْرو بْن سعيد بْن زيد بْن عَمْرو ابْن نفَيْل وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل وَمُحَمّد بْن سُلَيْمَان بْن مُطِيع بْن الْأسود بْن حَارِثَة بْن نَضْلَة بْن عَوْف بْن عبيد بْن عويج وَعبد الْملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُطِيع وَعبد اللَّه بْن نَافِع بْن عَبْد عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن نَضْلَة وَإِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن النحام وَيُقَال إِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن عَبْد اللَّهِ وَمُحَمّد بْن أَبِي الجهم بْن حُذَيْفَة بْن غَانِم قتلا صبرا وخديج أَو حديج بْن أَبِي حثْمَة بْن حذافة ابْن غَانِم من حلفائهم وَمن حلفائهم إِيَاس ويعلى ابْنا السّري ويوسف بْن حبيب من بني لَيْث من بني سهم بن عَمْرو وَمن بَنِي سهم بْن عَمْرو بْن هصيص ذُؤَيْب بْن عَمْرو بْن خُنَيْس بْن حذافة بْن سعد بْن سهم وَابْنه ومياح بْن خلف وفضالة بْن مياح حليفان لَهُم من بني جمح وَمن بَنِي جمح بْن عَمْرو عَبْد الْملك بْن حطاب والْحَارث بن معمر بن حبيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 ابْن وهب بْن حذافة بْن جمح وحطاب بْن الْحَارِث بْن حطاب وَعَمْرو بْن مُحَمَّد بْن حَاطِب وحاطب بْن عَمْرو بْن الْحَارِث بْن حَاطِب بْن الْحَارِث بن معمر من حلفائهم وَمن حلفائهم عُثْمَان وَيُقَال عَمْرو بْن كثير بْن الصَّلْت ونعيم بْن لوط أَو لوط ابْن نعيم بن الصَّلْت الْكِنْدِيّ من بَنِي عَامر بْن لؤَي وَمن بَنِي عَامر بْن لؤَي عَبْد الرَّحْمَن بْن حويطب بْن عَبْد الْعُزَّى وَعبد الْملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حويطب وَرَبِيعَة بْن سهم أَو سهل بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة وَعبد الرَّحْمَن ابْن زَمعَة بْن قيس وَعَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة وَعبد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة وَعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن حَاطِب وسليط بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن هَاشم صَاحب صحيفَة قُرَيْش وهَاشِم بْن حَمْزَة وَهِشَام بْن عَبْد الْأسود بْن هَاشم بْن كنَانَة وَهِشَام بْن عَبْد اللَّهِ بْن كنَانَة وَرَبِيعَة وكنانة ابْنا هَاشم بْن كنَانَة بْن عُثْمَان بْن حصن وَالْخيَار بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْخِيَار وَأَبُو سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْخِيَار وَسليمَان بْن أويس بْن سعد بْن أَبِي سرح وَأَبُو عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن أويس والْحَارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن كنَانَة وَأَبُو قيس بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عدي ابْن أُخْت لَهُم من بني معيص من بني حُجَيْر وَمن بَنِي حُجَيْر أَو حجر بْن معيص فضَالة بْن خَالِد بْن نائلة بْن رَوَاحَة وعياض بْن خَالِد بْن نائلة بْن هُرْمُز أَو هرم بْن رَوَاحَة والْحَارث وَمُسلم ابْنا خَالِد وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الطُّفَيْل وعياض بْن أَبِي سَلام بْن يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَالك ابْن ربيعَة بْن وهب وَزيد أَو يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مسافع بْن أنس بْن عَبْد بْن وهيب ابْن ضباب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 من بني الْحَارِث بن فهر وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ شُعَيْب بْن أَبِي عَبْد اللَّهِ ومرداس بْن عَوْف وَإِبْرَاهِيم ابْن إِسْرَائِيل وَمصْعَب بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خَيْثَمَة من بَنِي قيس بْن الْحَارِث بْن فهر من بَنِي قيس بْن الْحَارِث بْن فهر وَهُوَ الخلج زفر بْن الْحَارِث أَو ابْن سُوَيْد وَابْن لمَالِك بْن سُوَيْد وَعقيل بْن زفر وَرَبِيعَة بْن زِيَاد وأثاثة والْعَلَاء ابْنا شيبَة وَزُهَيْر ابْن عَبْد اللَّهِ وَزِيَاد بْن أبي أُمَيْمَة من بني محَارب بن فهر وَمن بَنِي محَارب بْن فهر عَبْد الرَّحْمَن وَعبد اللَّه وقطن بَنو نفَيْل بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب بْن سعد بْن عَمْرو بْن حبيب بْن عَمْرو بْن شَيبَان أَو شيبَة بْن محَارب وَعبد اللَّه بْن نَضْلَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب وَسَعِيد بْن رَبَاح بْن عَمْرو بْن المغترف بْن حجوان ابْن عَمْرو بْن حبيب وَأَبَان بْن حسل أَو ابْن حسان بْن رَبَاح بْن عَمْرو وَعَمْرو بْن حسان بْن رَبَاح والوليد بْن عصمَة والْعَلَاء بْن يَزِيد بْن أنس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجوان وحبِيب بْن نَافِع بْن مُضرس والوليد بْن حممة بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجوان وخثيم بْن نَافِع بْن مُضرس فَجَمِيع من أُصِيب من قُرَيْش من أنفسهم سَبْعَة وَتسْعُونَ رجلا من الْأَنْصَار ثمَّ من بَنِي عَوْف وَأُصِيب من الْأَنْصَار من الْأَوْس ثمَّ من بَنِي عَوْف عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة وَسَبْعَة بَنِينَ لَهُ مِنْهُم عَبْد الرَّحْمَن والْحَارث وَالْحكم وَعَاصِم وَيحيى وَعبد اللَّه ابْنا مجمع وَعِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد وعكاشة بْن يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يزِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 ابْن جَارِيَة وَعَمْرو بْن سُوَيْد بْن عقبَة بْن عويم بْن سَاعِدَة وَأَبُو الْعِيَال بْن عقبَة بن عويم بن سَاعِدَة من بني حَنش بن عَوْف وَمن بَنِي حَنش بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف سهل بْن عُثْمَان بْن حنيف وَعَمْرو بْن سهل وَمُحَمّد بْن عُثْمَان بْن حنيف وحبِيب بْن عباد بن حنيف من بني ثَعْلَبَة وَمن بَنِي ثَعْلَبَة حبيب وَعمر أَو عَمْرو ابْنا خَوات من بني جحجبا وَمن بَنِي جحجبا بْن كلفة عِيَاض بْن عَمْرو بْن بلَيْل وَعَمْرو بْن عَمْرو بْن بلَيْل وَعَمْرو بْن عقبَة بْن عتوارة وذكوان مولى ابْن حَنْظَلَة من بني العجلان وَمن بَنِي العجلان عمَارَة أَو عمار بْن سَلمَة وَعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن سَلمَة من بني مُعَاوِيَة بن مَالك وَمن بَنِي مُعَاوِيَة بْن مَالك مُحَمَّد بْن بشير وَعبد اللَّه بْن كُلَيْب أَو ابْن عبيد جرح فَمَاتَ من جراحته وَمُحَمّد وَعتبَة أَو عبيد ابْنا جُبَير وَعبيد اللَّه والْعَلَاء ابْنا ثَابت والسائب بْن عَبْد اللَّهِ وثعلبة وعامر ابْنا الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة وَسعد بْن عَبْد اللَّهِ وَعبد اللَّه بْن حزم بْن عَمْرو بْن أُميَّة وَعتبَة بْن الْأَشْعَث بن كَعْب من بني عبد الْأَشْهَل وَمن بَنِي عَبْد الْأَشْهَل عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن معَاذ وَمُحَمّد بْن بشير بْن معَاذ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 من بني زعوراء وَمن بَنِي زعوراء عَمْرو بْن يَزِيد بْن السكن وَعباد بْن رَاشد بْن رَافع بْن قيس ومُوسَى بْن عَبْد اللَّهِ وجعفر بْن ثَعْلَبَة وَسَلَمَة أَو مسلمة بْن عباد بْن سلكان وَعباد ابْن سلكان بْن سَلامَة بْن وقش وَشَيْبَة بْن عَبْد الْعَزِيز من النبيت وَمن النبيت سعيد بْن جُبَير وَعبد اللَّه بْن سعد وَعباد وساعدة وَأَبُو جبيرَة بَنو سعد من بني حَارِثَة بن الْحَارِث وَمن بني حَارِث بْن الْحَارِث عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل وكنانة بْن سهل ابْن عَبْد اللَّهِ بْن أَوْس بْن قيظي وَعبد اللَّه بْن أويس وَسَهل بْن أَبِي إِمَامَة حَلِيف وجعفر بْن ثَعْلَبَة بْن محيصة وساعدة بْن أَسد بْن سَاعِدَة وَيزِيد بْن مُحَمَّد بن سَلمَة من بني ظفر وَمن بَنِي ظفر عَمْرو وَمُحَمّد وَيزِيد بَنو ثَابت بْن قيس بْن الخطيم وَمُحَمّد بْن أَبِي نملة بن زُرَارَة من بَنِي مَالك بْن النجار وَمن الْخَزْرَج ثمَّ من بَنِي مَالك بْن النجار عَمْرو بْن سعيد بْن الْحَارِث بْن الصمَّة وَسَعِيد وَسليمَان وَزيد وَيحيى وَعبيد اللَّه بَنو زيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك وَمُحَمّد وَزيد ابْنا عمَارَة بْن زيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن حزم وَعبد الرَّحْمَن وَعُثْمَان وَعبد الْملك بَنو مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم وَعبد اللَّه وَجَابِر وَمُعَاوِيَة بَنو عَمْرو بْن حزم وَيُقَال قتل مَعَ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم ثَلَاثَة عشر رجلا من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 أهل بَيته والْعَلَاء بْن عَبْد اللَّهِ بْن رقيم بْن نَضْلَة وَعَمْرو بْن الْمُعَلَّى بْن عَمْرو والْعَلَاء ابْن عَبْد اللَّهِ بْن نعيم بْن نَضْلَة وَمَالك بْن معَاذ بْن عَمْرو بْن قيس وَمُحَمّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أسعد بْن زُرَارَة وَقيس بْن سعد بْن قيس بْن عَمْرو بْن سُهَيْل وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد ابْن أَبِي الْورْد بْن قيس بْن فَهد وَإِبْرَاهِيم بْن تَمِيم ابْن قيس بن قهد وَعبد الرَّحْمَن بْن سعد وَعبد الرَّحْمَن بْن معَاذ وخَالِد بْن صَفْوَان وَعبد الرَّحْمَن بْن سعد وَزيد بْن أَبِي عَمْرو بْن عَمْرو بْن مُحصن وَيحيى بْن عَمْرو وَمُحَمّد بْن أَبِي بْن كَعْب وعائذ بْن أَبِي قيس بْن أنس بْن قيس وَأنس بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي طَلْحَة وَعَمْرو بْن أَبِي عَمْرو وَإِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حسان بْن ثَابت وَمُحَمّد بْن عَبْد الْملك بْن نبيط وعامر بْن عقبَة وَعمارَة ابْن عَمْرو بْن حزم وَقيس بْن أَبِي الْورْد بْن قهد من بني عدي بن النجار وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بَكْر بْن عَبْد اللَّهِ بْن قيس بْن صرمة وَمَالك بْن سَواد ابْن عذية وَعون بْن رِفَاعَة وَعَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ والْحَارث بْن سراقَة وَعبد اللَّه وَيحيى ابْنا أنس بْن مَالك من بني دِينَار بن النجار وَمن بَنِي دِينَار بْن النجار سعد بْن عُمَيْر بْن أهيب من بني مَازِن وَمن بَنِي مَازِن بْن النجار عَمْرو بْن تَمِيم بْن غزيَّة ونعمان بْن عَمْرو بْن سعد ابْن عَمْرو بْن غزيَّة وَسعد وجعفر ابْنا أَبِي دَاوُد بْن عُمَيْر بْن مَالك وَعبد اللَّه بْن زيد بْن عَاصِم وَابْنه أَبُو حسن وَعبد اللَّه بْن حَارِث بْن عَبْد اللَّهِ بْن كَعْب وأخواه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 عَبْد الرَّحْمَن وَقيس وَعَمْرو بْن أَبِي حسن وَعتبَة بْن جرير وَحَكِيم بْن أَبِي قُحَافَة عديد لَهُم من أهل الْيمن من بني الْحَرْث وَمن بَنِي الْحَرْث بْن الْخَزْرَج عَبْد الرَّحْمَن بْن خبيب بْن إساف وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن إساف وَمُحَمّد وَعبد اللَّه ابْنا خَالِد بْن إساف وَعبيد اللَّه بْن أنيس بْن سكن بْن إساف وَسعد بْن كُلَيْب بْن إساف وَمُحَمّد وَيحيى وَعبد اللَّه بَنو ثَابت بْن قيس بْن شماس وَأَبُو نعيم بْن أَبِي فضَالة بْن ثَابت ولبيب بْن بسر بْن يَزِيد وَعبد اللَّه بْن عتبَة بْن سماك وَعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن حُصَيْن وَعبد اللَّه ابْن الرّبيع بْن سراقَة والسائب بْن عَبْد اللَّهِ بْن ثَعْلَبَة وعامر بْن الْحَرْث بْن ثَعْلَبَة وَسعد بْن عبيد اللَّه وَعبد اللَّه بْن حسن بْن عَمْرو بْن أُميَّة وَعتبَة بْن الْأَشْعَث بْن كَعْب من الزرقيين من بني عَوْف وَمن بَنِي عَوْف بْن الْخَزْرَج عَبْد اللَّهِ بْن ربيعَة بْن بِلَال من بني سَالم بن عَوْف وَمن بَنِي سَالم بْن عَوْف نَوْفَل بْن مُحَمَّد بْن عباد بْن عبَادَة بْن الصَّامِت وَمُحَمّد ابْن كَعْب بْن عجْرَة وَأَخُوهُ سعد بْن كَعْب وثابت بْن عبد الله بن إِيَاس من بني سَلمَة وَمن بَنِي سَلمَة معَاذ بْن الصمَّة وَأَيوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن معَاذ وَعَمْرو بْن خشرم وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي قَتَادَة بْن ربعي وَيزِيد بْن أَبِي الْيُسْر وَيحيى بْن صَيْفِي ابْن الْأسود بْن وهب بْن كَعْب بْن مَالك وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي الْمُنْذر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 من بني بياضة وَمن بَنِي بياضة عَبْد اللَّهِ بن زِيَاد بن لبيد من بني زُرَيْق وَمن بَنِي زُرَيْق عُرْوَة بْن أَبِي عمَارَة وَابْنه عُثْمَان بْن عُرْوَة وَعقبَة بْن أَبِي عمَارَة وَأَخُوهُ مَسْعُود وَسعد بْن عُثْمَان بْن خلدَة وَسَلَمَة بْن قيس بْن ثَابت بْن خلدَة وعامر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو وَالْمطلب بْن عَامر بْن عَمْرو بْن خلدَة والْحَارث بْن رِفَاعَة بْن رَافع بْن مَالك وَسليمَان بْن أَبِي عَيَّاش بْن مُعَاوِيَة بن صَامت من آل الْمُعَلَّى وَمن آل الْمُعَلَّى سعيد بْن أَبِي سعيد بْن أَوْس بْن الْمُعَلَّى وَسَهل بْن أَبِي سعيد والْحَارث بْن عتبَة بْن عبيد بْن الْمُعَلَّى وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن قيس وَكثير بْن أَفْلح مولى أَبِي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ فَجَمِيع من أُصِيب من الْأَنْصَار مائَة رجل وَثَلَاثَة وَسَبْعُونَ رجلا وَجَمِيع من أُصِيب من قُرَيْش وَالْأَنْصَار ثَلَاث مائَة رجل وَسِتَّة رجال قَالَ أَبُو الْحسن كنت وقْعَة الْحرَّة لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ من قتل صبرا وَقتل معقل بْن سِنَان الْأَشْجَعِيّ صبرا وَمُحَمّد بْن أَبِي حُذَيْفَة الْعَدوي صبرا وَمُحَمّد بْن أَبِي الجهم بْن حُذَيْفَة صبرا وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بعث سلم بْن زِيَاد طَلْحَة بْن عَبْد الله بن خلف الْخُزَاعِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 واليا عَلَى سجستان وَأمره أَن يفْدي أَخَاهُ أَبَا عُبَيْدَة بْن زِيَاد فَفَدَاهُ بِخمْس مائَة ألف فلحق بأَخيه وَأقَام طَلْحَة بسجستان استشهاد عقبَة بْن نَافِع وفيهَا غزا عقبَة بْن نَافِع واستخلف عَلَى القيروان زُهَيْر بْن قيس البلوي فَأتى السوس القصوى فغنم وَسلم وقفل فَلَقِيَهُ كسيلة بْن كيزم وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَقتل عقبَة بْن نَافِع وَأَبُو المُهَاجر من الْأَنْصَار وَعَامة أَصْحَابه ثمَّ سَار كسيلة فَلَقِيَهُ زُهَيْر بْن قيس عَلَى بريد من القيروان فَقتل كسيلة وَأَصْحَابه وَقتلُوا قتلا ذريعا وَأقَام الْحَج سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وَيُقَال اصْطلحَ النَّاس عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب فصلى بِالنَّاسِ وَيُقَال لم يحجّ أَمِير أخبرنَا عُثْمَان بْن عُثْمَان قَالَ حَدَّثَنَا هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ خطب عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب بِالْمَوْسِمِ وَذكر حَدِيثا فِي رُؤْيَة الْهلَال شيبَة بْن عُثْمَان أدْرك يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَرَبِيعَة بْن كَعْب الْأَسْلَمِيّ أدْرك الْحرَّة وَنَوْفَل بْن مُعَاوِيَة الدؤَلِي وَمَات أَيَّام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ وَعبد الْمطلب بْن ربيعَة بْن الْحَارِث ابْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم وَفِي ولَايَة ابْن زِيَاد الْعرَاق مَاتَ معقل بْن يسَار الْمُزنِيّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعائذ بْن عَمْرو الْمُزنِيّ وَأَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ كل هَؤُلَاءِ بِالْبَصْرَةِ مَاتُوا ومسروق بْن الأجدع وَأَبُو بشير الْمَازِني بعد الْحرَّة ابْن الزبير يرفض مبايعة يَزِيد قَالَ أَبُو الْحسن عَن رجل من أهل مَكَّة عَن صَالح بْن كيسَان عَن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان قَالَ بعث يَزِيد ابْن عضاه الْأَشْعَرِيّ إِلَى ابْن الزبير يَدعُوهُ لبيعته وَمَعَهُ جَامِعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 من فضَّة وبرنس خَز فَقدم عَلَى ابْن الزبير وَهُوَ جَالس بِالْأَبْطح وَمَعَهُ أَيُّوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن زُهَيْر بْن أَبِي أُميَّة المَخْزُومِي وعَلى مَكَّة يَوْمئِذٍ الْحَارِث بْن خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة فَكَلمهُ ابْن عضاه وَابْن الزبير ينكت فِي الأَرْض فَقَالَ لَهُ أَيُّوب يَا أَبَا بَكْر أَلا أَرَاك غَرضا للْقَوْم فَرفع ابْن الزبير رَأسه فَقَالَ قُلْتُمْ حلف أَلا يقبل بيعتي حَتَّى يُؤْتى بِي فِي جَامِعَة لَا أبر اللَّه قسمه وتمثل ابْن الزبير ... وَلَا أَلين لغير الْحق أسأله ... حَتَّى يلين لضرس الماضغ الْحجر ... ثمَّ قَالَ وَالله لَا أبايع يَزِيد وَلَا أَدخل لَهُ فِي طَاعَة حرق الْكَعْبَة حَدَّثَنَا الْأنْصَارِيّ وغندر قَالَا نَا ابْن جريج قَالَ اتخذ ابْن الزبير الْمَسْجِد حصنا فَكَانَت فِيهِ الفساطيط والخيام فَحرق رجل من أهل الشَّام بَاب بَنِي جمح ففشى الْحَرِيق حَتَّى أَخذ فِي بَاب الْكَعْبَة فاحترقت قَالَ ابْن جريج فَسمِعت ابْن أَبِي عمار يَقُول نَادَى رجل من أهل الشَّام عَلَى ضفة زَمْزَم هلك الْفَرِيقَانِ أَو قَالَ الْفَرِيقَانِ وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ قَالَ ابْن جريج قَالَ ابْن أَبِي مليكَة فاعتزل ابْن الزبير فِي نَاحيَة دَار الندوة فِي تِلْكَ النَّاحِيَة فَجعل يَقُول يَا رب يَا رب لَو علمت أَن هَذَا كَائِن يَا رب يَا رب قد رقت حشْوَة الْكَعْبَة وَضعف بناؤها حَتَّى إِن الطير لتقع عَلَيْهَا فتتناثر حجارتها وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَن بَقِيَّة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن أَبِيه قَالَ لما بلغ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَن أهل مَكَّة أَرَادوا ابْن الزبير عَلَى الْبيعَة فَأبى أرسل النُّعْمَان بْن بشير الْأنْصَارِيّ وَهَمَّام ابْن قبيصَة النميري إِلَى ابْن الزبير يدعوانه إِلَى الْبيعَة ليزِيد عَلَى أَن يَجْعَل لَهُ ولَايَة الْحجاز وَمَا شَاءَ وَمَا أحب لأهل بَيته من الْولَايَة فَقدما عَلَى ابْن الزبير فعرضا عَلَيْهِ مَا أَمرهمَا بِهِ يَزِيد فَقَالَ ابْن الزبير أتأمراني ببيعة رجل يشرب الْخمر ويدع الصَّلَاة وَيتبع الصَّيْد فَقَالَ همام أَنْت أولى بِمَا قلت مِنْهُ فلكمه رجل من قُرَيْش فَرَجَعَا إِلَى يَزِيد فَغَضب فَحلف لَا يقبل بيعَته إِلَّا وَفِي يَده جَامِعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 سنة أَربع وَسِتِّينَ وَفَاة يزِيد بن مُعَاوِيَة قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ توفّي أَمِير الْمُؤمنِينَ يَزِيد فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ لَيْلَة الْبَدْر فِي شهر ربيع الأول وفيهَا أحرقت الْكَعْبَة يَوْم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر بيعَة مَرْوَان بن الحكم وفيهَا بُويِعَ أَمِير الْمُؤمنِينَ مَرْوَان فِي ذِي الْقعدَة فِي الْجَابِيَة وفيهَا كَانَت وقيعة راهط فِي ذِي الْحجَّة بعد الْأَضْحَى بليلتين وفيهَا فتح لزهير الْمغرب يَوْم قتل أكسيل زَاد حَرْمَلَة فِي رِوَايَته عَن ابْن بكير وَأقَام ابْن الزبير الْحَج فك الْحصار عَن ابْن الزبير وانشقاق الْخَوَارِج عَلَيْهِ قَالَ ابْن عَيَّاش وَلما مَاتَ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة انْصَرف أهل الشَّام مَعَ الْحصين وَانْصَرف من انْصَرف من أَصْحَاب ابْن الزبير فَقَالَت الْخَوَارِج بَعْضهَا لبَعض أَلا تسألونه عَن عُثْمَان مَا قَوْله فِيهِ فَأتوهُ فَقَالُوا لَهُ مَا قَوْلك فِي عُثْمَان فَالْتَفت فَرَأى فِي أَصْحَابه قلَّة فَقَالَ روحوا إِلَى العشية وَأمر أَصْحَابه أَن يحضروا وَحَضَرت الْخَوَارِج فَقَالُوا مَا قَوْلك فِي عُثْمَان قَالَ أتولاه حَيا وَمَيتًا قَالُوا برِئ اللَّه مِنْك ثمَّ انصرفوا فَخرج نجدة بِالْيَمَامَةِ وَخرج نَافِع بْن الْأَزْرَق بِالْبَصْرَةِ وَتَفَرَّقَتْ الْخَوَارِج كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ توفّي يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فِي النّصْف من شهر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَثَمَانِية أشهر قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي عَبْد الْأَعْلَى أَن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَلَاثِينَ قَالَ مُحَمَّد بْن عَائِذ وأغزى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة يَزِيد بْن أَسد أَرض الرّوم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير قَالَ أَمر يَزِيد عَلَى الْمَدِينَة عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَحج عَمْرو بِالنَّاسِ سنة سِتِّينَ السّنة الَّتِي بُويِعَ فِيهَا يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وبويع فِي رَجَب سنة سِتِّينَ ثمَّ نزع عمرا عَن الْمَدِينَة وَأمر الْوَلِيد بْن عتبَة عَلَى الْمَدِينَة فحج الْوَلِيد بِالنَّاسِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ثمَّ حج الْوَلِيد بْن عتبَة أَيْضا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ثمَّ نزع الْوَلِيد وَأمر عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان فَأخْرجهُ أهل الْمَدِينَة وأخرجوا من كَانَ بِالْمَدِينَةِ من بَنِي أُميَّة وَأقَام عَبْد اللَّهِ بْن الزبير للنَّاس الْحَج سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ قبل أَن يُبَايع لَهُ حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ توفّي يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ ربيع الأول فَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ ثمَّ بَايع أهل الشَّام مَرْوَان فَعَاشَ تِسْعَة أشهر حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ وبويع ابْن الزبير سنة أَربع وَسِتِّينَ وَحرقت الْكَعْبَة يَوْم السبت لثلاث خلون من ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَحج عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بِالنَّاسِ ثَمَانِي حجج وَلَاء من سنة أَربع وَسِتِّينَ إِلَى إِحْدَى وَسبعين حِصَار الْكَعْبَة قَالَ خَليفَة فِيهَا مَاتَ مُسلم بن عقبَة المري لَا رَحمَه الله ولعَنه وَقد كَانَ سَار بِالنَّاسِ وَهُوَ ثقيل فِي الْمَوْت نَحْو مَكَّة حَتَّى إِذا صدر عَن الْأَبْوَاء ثقل فَلَمَّا عرف أَن الْمَوْت قد نزل بِهِ دَعَا حُصَيْن بْن نمير الْكِنْدِيّ فَقَالَ قد دعوتك فَمَا أَدْرِي أستخلفك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 عَلَى الْجَيْش أَو أقدمك فَاضْرب عَنقك قَالَ أصلحك اللَّه سهمك فارم بِي حَيْثُ شِئْت قَالَ إِنَّك أَعْرَابِي جلف جَاف وَإِن هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش لم يُمكنهُم أحد قطّ من أُذُنَيْهِ إِلَّا غلبوه عَلَى رَأْيه فسر بِهَذَا الْجَيْش فَإِذا لقِيت الْقَوْم فإياك أَن تمكنهم من أذنيك لَا يكونن إِلَّا الوقاف ثمَّ الثِّقَات ثمَّ الإنصراف فَمضى حُصَيْن بْن نمير بجيشه ذَلِكَ فَلم يزل جَيْشه محاصرا لأهل مَكَّة حَتَّى هلك يَزِيد فبلغت ابْن الزبير وَفَاة يَزِيد قبل أَن تبلغ حصينا فناداهم ابْن الزبير علام تقاتلون وَقد مَاتَ صَاحبكُم قَالُوا نُقَاتِل لخليفته قَالَ فقد هلك خَلِيفَته الَّذِي اسْتخْلف قَالُوا نُقَاتِل لمن اسْتخْلف بعده قَالَ إِنَّه لم يعْهَد إِلَى أحد قَالَ حُصَيْن إِن يكن مَا تَقول حَقًا فَمَا أسْرع الْخَبَر وَمَات مُسلم بْن عقبَة فِي صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَ حِصَار حُصَيْن خمسين يَوْمًا حَتَّى مَاتَ يَزِيد وَنصب حُصَيْن المجانيق عَلَى الْكَعْبَة وحرقها يَوْم الثُّلَاثَاء لخمس خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَفِي الْحصار قتل الْمسور بْن مخرمَة وَمَات مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف وَفَاة يزِيد بن مُعَاوِيَة وفيهَا مَاتَ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بحوارين من بِلَاد حمص وَصلى عَلَيْهِ ابْنه مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لَيْلَة الْبَدْر فِي شهر ربيع الأول وَأمه مَيْسُونُ ابْنة بجدل الْكَلْبِيَّة وَمَات وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَلَاثِينَ سنة وَقَالُوا ابْن بضع وَأَرْبَعين سنة وَكَانَت ولَايَته ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر واثنتين وَعشْرين يَوْمًا واستخلف ابْنه مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَأقر عُمَّال أَبِيه وَلم يول أحدا وَلم يزل مَرِيضا حَتَّى مَاتَ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَعشْرين سنة وَيُقَال عشْرين سنة وَصلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بْن عتبَة بْن أَبِي سُفْيَان وَكَانَت ولَايَته نَحوا من شهر وَنصف وَيُقَال مَاتَ مُعَاوِيَة بعد أَبِيه يَزِيد بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 الْقُضَاة فِي خلَافَة يَزِيد قَالَ خَلِيفَة عَلَى الْبَصْرَة عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة الْعَبْدي حَتَّى وَقعت الْفِتْنَة وَشُرَيْح عَلَى الْكُوفَة وعَلى الْمَدِينَة عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان التَّيْمِيّ من قبل عَمْرو بْن سعيد مقتل مرداس بْن أدية وَفِي ولَايَة ابْن زِيَاد الْعرَاق كَانَ أَمر مرداس بْن أدية وَهُوَ مرداس بْن حدير من بَنِي ربيعَة بْن حَنْظَلَة خرج فِي أَرْبَعِينَ رجلا فَلم يقتل أحدا وَلم يعرض للسبيل وَلَا لِلْمَالِ حَتَّى نفد زادهم ونفدت نفقاتهم وأرملوا حَتَّى جعلُوا يتصدقون فَبعث إِلَيْهِم ابْن زِيَاد جَيْشًا فَهَزَمَهُمْ وَكَانَ عَلَى الْجَيْش عَبْد اللَّهِ بْن حصن الثَّعْلَبِيّ وَقتلُوا فِي أَصْحَابه فَبعث عباد بْن أَخْضَر فَقَتلهُمْ على شاطئ ميسَان أَجْمَعِينَ قَالَ فَحَدثني من كَانَ فِي قافلة تُرِيدُ فَارس قَالَ لَقِينَاهُمْ وخيلهم تقاد فَتكلم أَبُو بِلَال فَقَالَ قد رَأَيْتُمْ مَا كَانَ يُؤْتى إِلَيْنَا ولعلنا لَو صَبرنَا كَانَ خيرا لنا وَقد أصابتنا خصَاصَة فتصدقوا فَإِن اللَّه يَجْزِي المتصدقين قَالَ فجَاء التُّجَّار بالبدور فَوَضَعُوهَا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَا إِلَّا دِرْهَمَيْنِ لكل رجل فلعلها لَا نأكلها حَتَّى نقْتل فَأخذ ثَمَانِينَ درهما لَهُ ولأصحابه فَبعث إِلَيْهِم أهل الْبَصْرَة جندا فَقَتَلُوهُمْ خُرُوج نَافِع بن الازرق وَعبد الله وَالزُّبَيْر ابْنا ماحوز فَخرج نَافِع بْن الْأَزْرَق فَاعْترضَ النَّاس فَخرج إِلَيْهِ ابْن عُبَيْس فَقتل نَافِع وَقتل ابْن عُبَيْس قَالَ قتلنَا مِنْهُم خَمْسَة أُمَرَاء وَقتلُوا منا خَمْسَة أُمَرَاء قتل ابْن عُبَيْس فرأست أهل الْبَصْرَة ربيعَة السليطي وَقتل ابْن الْأَزْرَق فرأست الْخَوَارِج عَبْد اللَّهِ بْن ماحوز فقتلا جَمِيعًا فرأست أهل الْبَصْرَة حَارِثَة بْن بدر الغداني ورأست الْخَوَارِج الزبير بْن ماحوز فانحاز حَارِثَة بِالنَّاسِ وَسَار الزبير إِلَى الْمَدَائِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 وَقَالَ مُعَاوِيَة بْن قُرَّة الْمُزنِيّ خرجنَا مَعَ ابْن عُبَيْس نَحوا من عشْرين ألفا فَخَطَبنَا ابْن عُبَيْس فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِنَّا خرجنَا حسبَة فَمن كَانَ مِنْكُم عَلَى مثل رَأينَا فليمض معَنا وَمن لَا فليقعد عَنا غير حرج قَالَ فخلصنا فِي أَلفَيْنِ فلقيناه بدستواء فاقتتلنا فَقتل منا خَمْسَة أُمَرَاء وَقتلُوا خَمْسَة أُمَرَاء وَقتل أَبِي قُرَّة فَحملت عَلَى قَاتل أبي فَقتله فَلَمَّا أمسينا بقيت شرذمة مِنْهُم وَكَانَت الحرورية نَحوا من خمس مائَة وَقتل ابْن الْأَزْرَق وَابْن عُبَيْس فقمنا وَقَامُوا ينظرُونَ إِلَيْنَا وَنَنْظُر إِلَيْهِم مَا منا رجل يبسط يَده إِلَى قتال من اللغوب فَقَالَ النَّاس لَو أمسكنا عَنهم حَتَّى يسود اللَّيْل وَقَالَ بَعضهم لَا تقيلوهم العثرة فَأحب النَّاس الهوينا فطرقهم مدد من الْيَمَامَة فَمَا ملكنا أَنْفُسنَا أَن انهزمنا حَتَّى دَخَلنَا الْبَصْرَة ثمَّ غلبوا وَبَايَعُوا ابْن الماحوز وغلبوا عَلَى الأهواز وَفَارِس وجبوا المَال وفيهَا مَاتَ همام بْن الْحَارِث وَأَبُو ميسرَة ابْن الزبير يَأْخُذ الْبيعَة لنَفسِهِ وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ دَعَا ابْن الزبير إِلَى نَفسه وَذَلِكَ بعد موت يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فبويع فِي رَجَب لسبع خلون من سنة أَربع وَسِتِّينَ وَلم يكن يَدْعُو إِلَيْهَا وَلَا يدعا لَهَا حَتَّى مَاتَ يزِيد قَالَ وَكَانَ أَبُو حرَّة صَاحب العباء رجلا من الموَالِي شجاعا شَاعِرًا مُقَاتِلًا فَقَالَ يَا بْن الزبير مَا سفكنا الدِّمَاء وَلَا قتلنَا النَّاس إِلَّا فِي ملكك قَالَ فَمن تُبَايِعُونَ سواي قَالَ فَهَلا انتظرت حَتَّى نَكُون نَحن ندعوك ففارقه ثمَّ أنشأ يَقُول ... إِن الموَالِي أمست وَهِي عاتبة عَلَى الموَالِي تشكى الْجُوع والحربا ... ... مَاذَا علينا وماذا كَانَ يرزؤنا أَي الْمُلُوك عَلَى مَا خولوا غلبا ... ... نعاهد اللَّه عهدا لَا نخيس بِهِ لَا نسْأَل الدَّهْر شُورَى بَعْدَمَا ذَهَبا ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 وَإِنَّمَا كَانَ ابْن الزبير يَدْعُو قبل ذَلِكَ إِلَى أَن تكون شُورَى بَين الْأمة فَلَمَّا كَانَ بعد ثَلَاثَة أشهر من وَفَاة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة دَعَا إِلَى بيعَة نَفسه فبويع لَهُ بالخلافة لتسْع خلون من رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ خبر عبيد اللَّه بْن زِيَاد بِالْبَصْرَةِ بعد موت يَزِيد وَقد كَانَ ابْن زِيَاد خطب النَّاس فنعى يَزِيد وَقَالَ اخْتَارُوا لأنفسكم فَقَالَ الْأَحْنَف نَحن بك راضون حَتَّى يجْتَمع النَّاس فَقَالَ ابْن زِيَاد أغدوا عَلَى أعطياتكم فَوضع الدِّيوَان وَأعْطى الْعَطاء فَخرج سَلمَة بْن ذُؤَيْب الريَاحي فَدَعَا إِلَى بيعَة ابْن الزبير بِنَاحِيَة المربد فَرفع ابْن زِيَاد الْعَطاء وشاور إخْوَته وَأهل بَيته فِي قتال من عَصَاهُ وَخَالفهُ فأشاروا عَلَيْهِ بالكف عَن ذَلِكَ فَتنحّى وَصَارَ إِلَى مَسْعُود فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأقَام عَنده أَكثر من شَهْرَيْن وَإِنَّمَا صَار إِلَى الدَّار فِي شعْبَان وَيُقَال أَقَامَ ابْن زِيَاد عَند مَسْعُود أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيُقَال أَقَامَ عِنْده ثَلَاثَة أشهر فانتهبهت دَار الْإِمَارَة وَجَاء الْأَحْنَف فَقَالَ لَا يدْخل دَار ابْن زِيَاد أحد وَأَنا حَيّ فَمنعهَا وَبعث إِلَى بَيت المَال والسجن والديوان فحصن ذَلِكَ وَاجْتمعَ أهل الْبَصْرَة ليؤمروا عَلَيْهِم أَمِيرا فَاجْتمع رَأْيهمْ عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن نَوْفَل بْن عَبْد الْمطلب وَأمه بنت أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب بْن أُميَّة فَانْطَلق مَالك بْن مسمع وسُويد ابْن منجوف إِلَى مَسْعُود بْن عَمْرو ليحالفوه ويردوا ابْن زِيَاد إِلَى دَار الْإِمَارَة وَقَالَ ابْن زِيَاد لعباد بْن زِيَاد أكد بَينهم الْحلف فَكَتَبُوا كتابا بَينهم وختمه مَسْعُود بِخَاتمِهِ وَكتب لمَالِك بْن مسمع كتابا وختمه بِخَاتمِهِ وَدفع الْكِتَابَيْنِ إِلَى ذِرَاع أَبِي هَارُون بْن ذِرَاع النميري فوضعوهما عَلَى يَده ثمَّ قَالُوا لِابْنِ زِيَاد انْطلق حَتَّى نردك إِلَى دَار الْإِمَارَة فَقَالَ لَهُم ابْن زِيَاد انْطَلقُوا فمسعود عَلَيْكُم فَإِن ظفرتم رَأَيْتُمْ حِينَئِذٍ رَأْيكُمْ فَسَار مَسْعُود وَأَصْحَابه يُرِيدُونَ الدَّار فَدخل أَصْحَاب مَسْعُود الْمَسْجِد وَقتلُوا قصارا كَانَ فِي رحبة الْمَسْجِد وَبلغ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 الْأَحْنَف فَبعث حِين علم بذلك إِلَى بني تَمِيم فجاؤوا وَجَاء رجل من بَنِي تَمِيم إِلَى مَسْعُود وَهُوَ وَاقِف عَلَى بغلة لَهُ فِي رحبة بَنِي سليم فَقتله ورمت الأساورة بالنشاب فَقتلُوا فِي الْمَسْجِد وهرب مَالك بْن مسمع فجَاء إِلَى بَنِي عدي وَانْهَزَمَ النَّاس وَخرج طواف بْن الْمُعَلَّى السدُوسِي فَحكم عَند قصر أَوْس فَرَمَاهُ النَّاس بِالْحِجَارَةِ فاحتمله فرسه فقذفه فِي فيض الْبَصْرَة وَبعث عَبْد اللَّهِ بْن الزبير عَلَى صَلَاة الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الخطمي وعَلى الْخراج إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأقر عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث وعَلى الْبَصْرَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ كتب إِلَى أنس بْن مَالك يُصَلِّي بِالنَّاسِ ولَايَة مَرْوَان بن الحكم وَبَايع النَّاس مَرْوَان بْن الحكم فِي النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأمه آمِنَة بنت عَلْقَمَة بْن صَفْوَان الْكِنَانِي وقْعَة راهط وفيهَا وقْعَة راهط بِالشَّام وَقد كَانَ أهل الشَّام بَايعُوا ابْن الزبير مَا خلا أهل الْجَابِيَة وَمن كَانَ من بَنِي أُميَّة ومواليهم وَابْن زِيَاد فَبَايعُوا مَرْوَان بْن الحكم وَمن بعده لخَالِد بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَذَلِكَ لِلنِّصْفِ من ذِي الْقعدَة ثمَّ سَارُوا إِلَى الضَّحَّاك فَالْتَقوا بمرج راهط فَاقْتَتلُوا عشْرين يَوْمًا ثمَّ كَانَت الْهَزِيمَة عَلَى الضَّحَّاك بْن قيس فَقتل الضَّحَّاك وَأَصْحَابه وَمَعَ مَرْوَان ثَلَاثَة عشر ألفا وَالضَّحَّاك فِي سِتِّينَ ألفا فأقاموا عشْرين يَوْمًا يقتتلون فِي كل يَوْم فَقَالَ ابْن زِيَاد لمروان إِن الضَّحَّاك فِي فرسَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 قيس وَلنْ ننال مِنْهُم مَا نُرِيد إِلَّا بمكيدة فسلهم الْمُوَادَعَة واكفف عَن الْقِتَال وَأعد الْخَيل فَإِذا كفوا فَارْمِهِمْ بهَا فمشت بَينهم السفراء فَكف الضَّحَّاك عَن الْقِتَال فَشد عَلَيْهِم مَرْوَان فِي الْخَيل ففزعوا إِلَى رايتهم من غير تعبئة فَقتل الضَّحَّاك وَقتل من فرسَان قيس جمَاعَة وَأُصِيب يَوْمئِذٍ ثَلَاثَة بَنِينَ لزفَر بْن الْحَارِث وَفِي ذَلِكَ يَقُول زفر بن الْحَارِث ... لعمري لقد أبقت وقيعة راهط لمروان صدعا بَيْننَا متنائيا ... ... أريني سلاحي لَا أبالك إِنَّنِي أرى الْحَرْب لَا تزداد إِلَّا تماديا ... ... أبعد ابْن عَمْرو وَابْن معَن تتابعا ومقتل همام أمني الأمانيا ... ... وَتذهب كلب لم تنلها رماحنا وتترك قَتْلَى راهط هِيَ مَا هيا ... ... فَلم تَرَ مني نبوة قبل هَذِهِ فراري وتركي صَاحِبي ورائيا ... ... عَشِيَّة أجري بالفريقين لَا أرى من النَّاس إِلَّا من عَلِيّ وَلَا ليا ... ... أيذهب يَوْم وَاحِد إِن أسأته بِصَالح أيامي وَحسن بلائيا ... ... فَلَا صلح حَتَّى تنحط الْخَيل فِي القنا وتثأر من نسوان كلب نسائيا ... ... فقد ينْبت المرعى عَلَى دمن الثرى وَتبقى حزازات النُّفُوس كَمَا هيا ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ هدم ابْن الزبير الْكَعْبَة وبناها وَأدْخل فِيهَا نَحوا من سَبْعَة أَذْرع من الْحجر وَبعد وَفَاة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة انْتقض أهل الرّيّ فَوجه عَامر بْن مَسْعُود عَامل الْكُوفَة مُحَمَّد بْن عُمَيْر بْن عُطَارِد فهزموه فَوجه عتاب بْن وَرْقَاء الريَاحي فَقتل البرجان وَانْهَزَمَ الْمُشْركُونَ وفيهَا ولد يُونُس بْن عبيد وفيهَا جدد مَرْوَان الْبيعَة لنَفسِهِ ولابنه من بعده عَبْد الْملك بْن مَرْوَان ثمَّ عَبْد الْعَزِيز ابْن مَرْوَان وَذَلِكَ فِي أول سنة خمس وَسِتِّينَ سنة خمس وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى يحيى بْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ دخل مَرْوَان مصر فِي هِلَال شهر ربيع الآخر ثمَّ خرج من مصر فِي جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ توفّي فِي مستهل رَمَضَان ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان واستخلف أَمِير الْمُؤمنِينَ عَبْد الْملك بإيلياء فِي شهر رَمَضَان وفيهَا قتل حُبَيْش بْن دلجة وضحى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَبْد الْملك بحمص وَأقَام ابْن الزبير للنَّاس الْحَج كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ الْوَلِيد وبويع عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فَنزل بطْنَان حبيب حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ فَبَايع أهل الشَّام عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ ابْن عَيَّاش حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُنْتَشِر قَالَ نَا الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة قَالَ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُول لنا فِي قتالنا ذَاك يعَني فِي قتال قطري أَو قتال الْأَحْزَاب أَنا أَشك وَالله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 ليملكن عَبْد الْملك فَنَقُول لَهُ أصلح اللَّه الْأَمِير بِعلم مَاذَا فَيَقُول الْمُهلب وجهني سلم ابْن زِيَاد إِلَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بِالشَّام من خُرَاسَان فَقدمت عَلَيْهِ فوَاللَّه إِنِّي لقائم إِلَى جنب سَرِيره عَند رَأسه ويدي عَلَى مرافقه إِذْ جَاءَ الْآذِن فَقَالَ لَهُ هَذَا عَبْد الْملك بْن مَرْوَان يسْتَأْذن فَقَالَ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَلَيْسَ قد قضينا حَوَائِجه أَبِيه فَقَالَ إِنَّمَا سَأَلَ أَن يكلمك قَائِما وَلَا يجلس قَالَ يَزِيد فَأذن لَهُ قَالَ الْمُهلب فَدخل رجل آدم أدعج الْعَينَيْنِ سهل الْوَجْه جميل عَلَيْهِ عِمَامَة سَوْدَاء قد أرخاها من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه كَمَا يفعل الْقُرَّاء فَكَلمهُ فَقَالَ يَزِيد نعم وكرامة فَلَمَّا ولى أتبعه يَزِيد بَصَره ثمَّ أقبل عَلِيّ فَقَالَ يَا مهلب فَقلت لبيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ زعم أهل الْكتب أَن هَذَا سيملك قَالَ فَقلت اللَّه أعلم وَالله لَئِن ملك إِنَّه لعفيف فِي الأسلام وَاسِط فِي الْعَشِيرَة قَالَ فبلغت عَبْد الْملك عَن الْمُهلب فَكَانَ يشكرها لَهُ حَتَّى كتب إِلَيْهِ بِمَا كتب ثمَّ اسْتَعْملهُ بعد ذَلِك على خُرَاسَان قَالَ خَليفَة وفيهَا وَجه مَرْوَان عبيد اللَّه بْن زِيَاد إِلَى الْعرَاق فِي سِتِّينَ ألفا فِي شهر ربيع الآخر وفيهَا قتل سُلَيْمَان بْن صرد وَالْمُسَيب بْن نجبة وَعبد اللَّه التَّيْمِيّ من تيم اللات ابْن ثَعْلَبَة وفيهَا دَعَا ابْن الزبير مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب ابْن الْحَنَفِيَّة إِلَى بيعَته فَأبى فحبسه فِي شعب بَنِي هَاشم فِي عدَّة من أَصْحَابه مِنْهُم عَامر بْن وَاثِلَة أَبُو الطُّفَيْل وأوعدهم وعيدا شَدِيدا حَتَّى بعث الْمُخْتَار أَبَا عَبْد اللَّهِ الجدلي فَأخْرجهُمْ من الْحصار ثمَّ بُويِعَ مَرْوَان بْن الحكم بِدِمَشْق لثلاث خلون من شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بْن الحكم وَأمه عَائِشَة بنت الْمُغيرَة بن لاأبي الْعَاصِ وَمَات وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً صلى عَلَيْهِ ابْنه عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَكَانَت ولَايَته تِسْعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 أشهر وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وَكَانَ مَرْوَان ولد بِمَكَّة فِي دَار أَبِي الْعَاصِ الَّتِي يُقَال لَهَا دَار أم أَبِي الحكم وَيُقَال ولد بِالطَّائِف وَكَانَ عَلَى شرطته يحيى بْن قيس الغساني وكاتبه سرجون بْن مَنْصُور الرُّومِي وحاجبه أَبُو سهل الْأسود مَوْلَاهُ وَيُقَال مَاتَ آخر يَوْم من شعْبَان وَهُوَ ابْن أَربع وَسِتِّينَ سنة سنة سِتّ وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ غَزْوَة بطْنَان الأولى ومقتل عبيد اللَّه بْن زِيَاد وَأَصْحَابه بالخازر ومقتل ناتل وَأَصْحَابه بفلسطين وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بسلمية وَوَقع الطَّاعُون بِمصْر ووقيعة أجنادين وَأقَام الْحَج بللناس بن الزبير قَالَ خَليفَة فِيهَا غلب الْمُخْتَار بْن أَبِي عبيد عَلَى الْكُوفَة فَقتل بجبانة السَّبع رِفَاعَة بْن شَدَّاد وحبِيب بْن صهْبَان وَعبد الله بْن سعد بْن أَبِي وَقاص وَابْنه حَفْص بْن عُمَر بْن سعد وفيهَا قتل إِبْرَاهِيم بْن الأشتر ابْن زِيَاد بالخازر من أَرض الْموصل وحصين بْن نمير السكونِي وشرحبيل بْن ذِي الكلاع فِي نَاس من أهل الشَّام وَقتل من أَصْحَاب ابْن الأشتر هُبَيْرَة بْن بريم الَّذِي روى عَنه أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وفيهَا حج نجدة بْن عَامر فَوقف ابْن الْحَنَفِيَّة بِأَصْحَابِهِ ووقف نجدة بِأَصْحَابِهِ ووقف ابْن الزبير بِجَمَاعَة النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 وفيهَا مَاتَ زيد بن الأرقم الْأنْصَارِيّ وَأَسْمَاء بْن خَارِجَة بْن بدر الْفَزارِيّ وفيهَا ولد عَبْد اللَّهِ بْن عون بْن أرطبان الْفَقِيه قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَمَات عدي بْن حَاتِم الطَّائِي زمن الْمُخْتَار سنة سبع وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ غَزْوَة بطْنَان ومقتل الْمُخْتَار بْن أَبِي عبيد ومقتل عُمَر بْن سعد وضحى أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق زَاد حَرْمَلَة فِي رِوَايَته وَأقَام ابْن الزبير للنَّاس الْحَج وقْعَة المذار قَالَ خَليفَة وفيهَا وقْعَة المذار وفيهَا قتل عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَمُحَمّد ابْن الْأَشْعَث بْن قيس وَقتل الْمُخْتَار بْن أَبِي عبيد دخل عَلَيْهِ الْقصر طريف وطراف أَخَوان من بَنِي حنيفَة فقتلاه وَأَتيا مصعبا بِرَأْسِهِ فَأَعْطَاهُمَا ثَلَاثِينَ ألفا وفيهَا قتل أَبُو الكنود واسْمه عَبْد اللَّهِ بْن عَامر صَاحب ابْن مَسْعُود وفيهَا مَاتَ الْأَحْنَف بْن قيس بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ مُصعب بْن الزبير وَمَشى فِي جنَازَته بِغَيْر رِدَاء فَيُقَال إِنَّه أول من مَشى فِي جَنَازَة بِغَيْر رِدَاء سنة ثَمَان وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ غَزْوَة الريان الْيمن بِالْمَوَالِي وَأقَام أَمِير الْمُؤمنِينَ عامئذ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وفيهَا توفّي عَابس بْن سعيد وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق وَأقَام ابْن الزبير الْحَج للنَّاس كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ وَكَانَ الْجُوع فَترك أهل الشَّام الْغَزْو سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وفيهَا مَاتَ ابْن عَبَّاس بِالطَّائِف قَالَ خَليفَة فِيهَا أَرَادَ جَابر بْن الْأسود الزُّهْرِيّ سعيد بْن الْمسيب عَلَى بيعَة ابْن الزبير فَأبى فَضَربهُ سِتِّينَ سَوْطًا وفيهَا مَاتَ جَابر بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ وَزيد بْن خَالِد الْجُهَنِيّ وَأَبُو وَاقد اللَّيْثِيّ وَأَبُو شُرَيْح الْخُزَاعِيّ من أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع وَسِتِّينَ قرئَ عَلَى يحيى بْن عَبْد اللَّهِ وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ غَزْوَة بطْنَان الْآخِرَة وغزوة حسان أوراس وفيهَا أوثق أَصْحَاب ابْن مُحرز وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ نزل عَبْد الْملك بطْنَان حبيب عَام الردغة فَتخلف أهل الشَّام عَن الْغَزْو وَأخذ خمس أَمْوَالهم من الْعَطاء سنة سبعين قَالَ خَليفَة فِيهَا كَانَ طاعون الجارف مَاتَ فِيهِ أَوْلَاد لأنس بن مَالك كثير عَددهمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس بِالطَّائِف وَصلى عَلَيْهِ ابْن الْحَنَفِيَّة سنة سبعين قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة سبعين أَقَامَ أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا قتل عُمَيْر بْن الْحباب وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق وَأقَام الْحَج للنَّاس ابْن الزبير كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ تخلف أهل الشَّام عَن الْغَزْو عَام الردغة فَأخذ خمس أَمْوَالهم من الْعَطاء سنة سبعين قَالَ خَليفَة خلع عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَأخرج عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم من دمشق وَكَانَ خَلِيفَة عَلَيْهَا فَسَار إِلَيْهِ عَبْد الْملك فاصطلحا جَمِيعًا عَلَى أَن يكون عَمْرو الْخَلِيفَة بعد عَبْد الْملك وعَلى أَن لعمر مَعَ كل عَامل عَاملا وَفتح الْمَدِينَة وَدخل عَبْد الْملك ثمَّ غدر بِهِ فَقتله وَقَالَ لَهُ لَو أعلم أَن تبقى وَتصْلح قَرَابَتي لفديتك بِدَم النواظر وَلكنه قَلما اجْتمع فحلان فِي إبل إِلَّا أخرج أَحدهمَا صَاحبه ثمَّ قَتله وَأَنْشَأَ يَقُول ... أدنيته مني لآمن مكره فأصول صولة حَازِم مستمكن ... ... غَضبا ومحمية لديني إِنَّه لَيْسَ الْمُسِيء سَبيله كالمحسن ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 وَالشعر للبهي وَإِنَّمَا تمثل بِهِ وفيهَا قتل أَبُو فديك نجدة بْن عَامر بعث إِلَيْهِ رَاشد بْن عَمْرو أَبَا هَاشم فَقتله وفيهَا مَاتَ عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخطاب وفيهَا ولد أَبُو الْأَشْهب العطاردي جَعْفَر بْن حَيَّان سنة إِحْدَى وَسبعين قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين غَزْوَة فرسطا وضحى عامئذ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِدِمَشْق وَأقَام ابْن الزبير الْحَج للنَّاس قَالَ خَليفَة فِيهَا تحول أَبُو فديك عَبْد اللَّهِ بْن ثَوْر بْن قيس بْن ثَعْلَبَة إِلَى الْبَحْرين فَوجه إِلَيْهِ مُصعب بْن الزبير عَبْد الرَّحْمَن بْن الإسكاف فَالْتَقوا بجواثا فَانْهَزَمَ عبد الرَّحْمَن وَأهل الْبَصْرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين قرئَ عَلَى يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين غَزْوَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْكُوفَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 وفيهَا قتل المصعب بْن الزبير فِي مسكن وفيهَا غزا حسان بْن نعْمَان أوراس الْفَتْح وَحج عامئذ بِالنَّاسِ الْحجَّاج بْن يُوسُف وَقَاتل ابْن الزبير وَأقَام الْحَج قَالَ ابْن عَيَّاش وَلما قدم عَبْد الْملك النخيلة وَقتل مُصعب اسْتعْمل خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي الْعَاصِ بْن أُميَّة عَلَى الْبَصْرَة وَقَالَ لَهُ أكْرم جفريتك يعَني الَّذين قَاتلُوا مَعَه يَوْم الجفرة ونصروه عَلَى عُمَّال ابْن الزبير فاستعملهم وَأكْرمهمْ وعزل الْمُهلب عَن قتال الْأزَارِقَة وَاسْتَعْملهُ عَلَى الأهواز وكور دجلة وَاسْتعْمل الْمُغيرَة ابْن الْمُهلب عَلَى فسا ودرابجرد وَاسْتعْمل سعيد بْن الْمُهلب عَلَى أرجان وسابور قَالَ خَليفَة فِيهَا قتل مُصعب بْن الزبير وَفِي ولَايَة مُصعب بْن الزبير مَاتَ الْبَراء ابْن عَازِب وَعبد اللَّه بْن أَبِي حَدْرَد وَقتل مُصعب وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة وفيهَا مَاتَ قبيصَة بْن جَابر الْأَسدي وصلَة بْن زفر الْعَبْسِي وَعبد اللَّه بْن صَامت اللَّيْثِيّ وسُويد بْن منجوف السدُوسِي وَعبيدَة بْن قيس السَّلمَانِي وَيُقَال مَاتَ عُبَيْدَة فِي زمن الْمُخْتَار بْن أَبِي عبيد وفيهَا ولد هِشَام بْن عَبْد الْملك وفيهَا ولى عَبْد الْملك أَخَاهُ بشر بْن مَرْوَان الْكُوفَة وَغلب طَارق بْن عَمْرو مولى عُثْمَان بْن عَفَّان عَلَى الْمَدِينَة ودعا إِلَى بيعَة عَبْد الْملك وَأخرج عَنها طَلْحَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَوْف وَكَانَ واليا لِابْنِ الزبير وفيهَا وَجه عَبْد الْملك الْحجَّاج بْن يُوسُف إِلَى أهل مَكَّة لقِتَال ابْن الزبير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 وفيهَا كَانَت أول وقْعَة بَينهم فِي ذِي الْقعدَة وفيهَا نصب الْحجَّاج المنجنيق على الْكَعْبَة سنة ثَلَاث وَسبعين فِيهَا قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة وَقتل وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسبعين سنة ولد عَام الْهِجْرَة وَفِي سنة ثَلَاث وَسبعين مَاتَ عَوْف بْن مَالك الْأَشْجَعِيّ وَأَسْمَاء بنت أَبِي بَكْر الصّديق وَفِيه قتل عَبْد اللَّهِ بن صَفْوَان بن أُميَّة وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَأصَاب عَبْد اللَّهِ ابْن مُطِيع حجر منجنيق فَمَاتَ مِنْهُ فَلَمَّا قتل مُصعب غلب عَلَى الْكُوفَة حمْرَان بْن أبان ودعا إِلَى بيعَة عَبْد الْملك ابْن مَرْوَان وَأقَام الْحَج الْحجَّاج بْن يُوسُف الْقُضَاة الْبَصْرَة هِشَام بْن هُبَيْرَة بْن فضَالة اللَّيْثِيّ وَاعْتَزل شُرَيْح فاستقضى مُصعب عَلَى الْكُوفَة سعيد بْن نمران الهمذاني ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن عتبَة بْن مَسْعُود فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى قتل مُصعب وَاجْتمعَ النَّاس عَلَى عَبْد الْملك وَأقَام الْحَج للنَّاس عَبْد اللَّهِ بْن الزبير من سنة أَربع وَسِتِّينَ إِلَى أَن حضر موسم اثْنَتَيْنِ وَسبعين فحج ابْن الزبير بِالنَّاسِ وَلم يقفوا الْموقف وَحج الْحجَّاج بِأَهْل الشَّام وَلم يطوفوا بِالْبَيْتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 وَكَانَ حَاجِب ابْن الزبير عَبْد اللَّهِ بْن سعد مولى حَاطِب بن ابي بلتعة على أمره كُله عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان بْن أُميَّة بْن خلف وَكَانَت ولَايَة ابْن الزبير إِلَى أَن قتل تسع سِنِين وشهرين وأياما ولد فِي جُمَادَى الأولى فِي بَيت أَبِي بَكْر بالسنح سنة اثْنَتَيْنِ وَفِي سنة ثَلَاث وَسبعين قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا أسمع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير فِي جُمَادَى الأولى وَهَبَطَ كريب بْن أَبْرَهَة الْإسْكَنْدَريَّة وفيهَا طلع أبرد بْن هَبَّار عَلَى الْجَيْش إِلَى أفريقيا وَهَبَطَ عَبْد الرَّحْمَن ابْن مُعَاوِيَة إِلَى رشيد بالمعبرة وَحج عامئذ بِالنَّاسِ الْحجَّاج بْن يُوسُف كتب إِلَيّ بكار عَن ابْن عَائِذ قَالَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين غَزْوَة مُحَمَّد بْن مَرْوَان سبيسطة فواقع الرّوم فَهَزَمَهُمْ وَحَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ قتل ابْن الزبير يَوْم الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة لَيْلَة خلت من جُمَادَى سنة ثَلَاث وَسبعين قَالَ خَليفَة وَحج الْحجَّاج بْن يُوسُف بِالنَّاسِ سنة ثَلَاث وَسبعين سنة أَربع وَسبعين قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة أَربع وَسبعين هَبَط عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وفيهَا قتلت الكاهنة وفيهَا طلع سُفْيَان بْن وهب إِلَى أفريقية وفيهَا وَاقع مُحَمَّد بْن مَرْوَان الرّوم بالزاب وَحج عامئذ بِالنَّاسِ الْحجَّاج ابْن يُوسُف كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ فِي سنة أَربع وَسبعين غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان أندرلية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 قَالَ خَليفَة فِيهَا جمع عَبْد الْملك لِأَخِيهِ بشر بْن مَرْوَان الْعرَاق وَقدم الْبَصْرَة سنة أَربع وَسبعين فِي ذِي الْحجَّة وفيهَا هدم الْحجَّاج حَائِط الْكَعْبَة الَّذِي يَلِي الْحجر وَأخرج الْحجر من الْكَعْبَة وسد الْبَاب الَّذِي فِي دبر الْكَعْبَة وَبنى حَائِط الْكَعْبَة مِمَّا يَلِي الْحجر وَأقَام الْحَج للنَّاس وفيهَا مَاتَ رَافع بْن خديج وَعبد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَسَلَمَة بْن الْأَكْوَع وَمَات عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن خَيْثَمَة بعد قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير سنة خمس وَسبعين قرئَ عَلَى ابْن بكير وَأَنا اسْمَع عَن اللَّيْث قَالَ فِي سنة خمس وَسبعين خرج عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان إِلَى الشَّام وَهَبَطَ خباب بْن مرْثَد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَتُوفِّي زِيَاد بْن حناطة وَأمر الْأَصْبَغ بْن عَبْد الْعَزِيز وَحج عامئذ بِالنَّاسِ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَبْد الْملك ابْن مَرْوَان وفيهَا اطلع عُمَيْر بْن عبيد الْخَولَانِيّ بالجيش إِلَى أفريقية كتب إِلَيّ بكار عَن مُحَمَّد بْن عَائِذ قَالَ فِي سنة خمس وَسبعين غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان الصائفة خرجت فِيهَا الرّوم إِلَى الأعماق فِي جُمَادَى الأولى فَلَقِيَهُمْ أبان بْن الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط ودينار بْن دِينَار فَهَزَمَهُمْ اللَّه قتال الْحجَّاج للأزارقة وَفِي سنة خمس وَسبعين ثمَّ خرج الْحجَّاج عَن الْكُوفَة واستحث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 النَّاس فِي قتال الْأزَارِقَة وَخرج فَنزل رستق أباذ فخلعوه وَبَايَعُوا عَبْد اللَّهِ بْن الْجَارُود واقتتلوا فَقتل ابْن الْجَارُود وَعبد اللَّه بْن حَكِيم الْمُجَاشِعِي وهرب الغضبان بْن القبعثرى وَعِكْرِمَة بْن ربعي الْفَيَّاض من بَنِي تيم اللات فِي رجال من أهل الْعرَاق فَلَحقُوا بِالشَّام وَلَهُم حَدِيث خُرُوج دَاوُد بن النُّعْمَان قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وفيهَا خرج دَاوُد بْن النُّعْمَان أحد بَنِي مَازِن بْن عَبْد الْقَيْس بموقوع نَاحيَة طف الْبَصْرَة وَهُوَ أول من اتخذها دَار هِجْرَة فَوجه إِلَيْهِ الحكم بْن أَيُّوب الثَّقَفِيّ وَهُوَ وَالِي الْبَصْرَة فَقتله فَحَدثني عَامر بْن حَفْص قَالَ خرج دَاوُد وَكَانَ من أهل الْبَحْرين فَقَالَ لَهُ أَبوهُ دع هَذَا الرَّأْي وَلَك بستاني هَذَا مائَة جريب فَقَالَ يَا أَبَة إِن بستانك بِهِ بق وَإِنِّي أُرِيد بستانا لَا بق فِيهِ ثمَّ قدم الْبَصْرَة فَأتى موقوع فَوجه إِلَيْهِ الحكم بْن أَيُّوب عباد بْن حُصَيْن فِي الْخَيل فَقتل دَاوُد وَفِي ذَلِكَ يَقُول ... أَلا فاذكروه دَاوُد إِذْ بَاعَ نَفسه وجاد بهَا يَبْغِي الْجنان العواليا ... قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان الصائفة عَند خُرُوج الرّوم إِلَى العمق من نَاحيَة مرعش وَأقَام الْحَج عَبْد الْملك بن مَرْوَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 قَالَ أَبُو عَاصِم عَن بْن جريج عَن أَبِيه قَالَ حج علينا عَبْد الْملك بْن مَرْوَان سنة خمس وَسبعين بعد مقتل ابْن الزبير عَاميْنِ فَخَطَبنَا فَقَالَ أما بعد فَإِنَّهُ كَانَ من قبلي من الْخُلَفَاء يَأْكُلُون من هَذَا المَال ويؤكلون وَإِنِّي وَالله لَا أداوي أدواء هَذِهِ الْأمة إِلَّا بِالسَّيْفِ وَلست بالخليفة المستضعف يعَني عُثْمَان وَلَا الْخَلِيفَة المداهن يعَني مُعَاوِيَة أَيهَا النَّاس إِنَّا نَحْتَمِلُ لكم كل اللُّغَوِيَّة مَا لم يَك عقد راية أَو وثوب عَلَى مِنْبَر هَذَا عَمْرو بْن سعيد وحقة حَقه وقرابته قرَابَته قَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا فَقُلْنَا بسيفنا هَكَذَا حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قَالَ ولي بشر بْن مَرْوَان الْعرَاق سنة أَربع وَسبعين وَمَات فِي نزل سنة خمس وَسبعين وَهُوَ ابْن نَيف وَأَرْبَعين سنة وَفِي ولَايَة بشر مَاتَ جَابر بْن سَمُرَة السوَائِي من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو جُحَيْفَة وهب السوَائِي وخرشة بْن الْحر الْفَزارِيّ وَأَوْس بْن ضمعج وَعبيد بْن فضلَة خزاعي وَعَاصِم بْن ضَمرَة السَّلُولي وَشَدَّاد بْن الأزمع وَعبد اللَّه بْن عتبَة بْن مَسْعُود وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن السّلمِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 سنة سِتّ وَسبعين خُرُوج صَالح بن مسرح وشبيب بن يزِيد وفيهَا خرج صَالح بْن مسرح فِي صفر بِنَاحِيَة الجزيرة فَوجه إِلَيْهِ مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم عدي بْن عدي بْن عميرَة الْكِنْدِيّ فَانْهَزَمَ عدي فَوجه إِلَيْهِ مُحَمَّد ابْن مَرْوَان خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ والْحَارث بْن جَعونَة العامري فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فانحاز صَالح بْن مسرح إِلَى الْعرَاق فَلم يتبعوه فَوجه إِلَيْهِ الْأَشْعَث بْن عميرَة الْهَمدَانِي فَالْتَقوا بجوخا فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَارْتثَّ صَالح ثمَّ مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسبعين واستخلف صَالح شبيب بْن يَزِيد فلقي سُورَة بْن أبجر ثمَّ سَار شبيب فلقي سعيد بْن عَمْرو الْكِنْدِيّ فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انْصَرف شبيب فَأتى الْكُوفَة فَدَخلَهَا وَقتل بهَا ابا سليم مولى عَنبسة بْن أَبِي سُفْيَان أَبَا اللَّيْث بْن أَبِي سليم وَقتل أَيْضا عدي بْن عَمْرو وأزهر بْن عبيد اللَّه العامري وَدخلت غزالة مَسْجِد الْكُوفَة وقرأت وردهَا فِي الْمَسْجِد وصعدت الْمِنْبَر وَكَانَت نذرت ذَلِكَ وَفِي ذَلِكَ يَقُول عتْبَان بن وصيلة الشَّيْبَانِيّ ... غزالة منا ذَات نذر حميدة لَهَا فِي سِهَام الْمُسلمين نصيب ... وَقَالَ عمرَان بْن حطَّان السدُوسِي يؤنب الْحجَّاج ... أَسد عَلِيّ وَفِي الحروب نعَامَة فتخاء تجفل من صفير الصافر ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 .. هلا برزت إِلَى غزالة فِي الوغى ... بل كَانَ قَلْبك فِي جوانح طَائِر ... ... صدعت غزالة قلبه بفوارس تركت مناظرة كأمس الدابر ... ثمَّ خرج شبيب عَن الْكُوفَة فَوجه إِلَيْهِ الْحجَّاج زَائِدَة بْن قدامَة الثَّقَفِيّ فِي جمع فَالْتَقوا بِأَسْفَل الْفُرَات فَقتل زَائِدَة فَوجه الْحجَّاج عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث فَلم يقاتله فَوجه عُثْمَان بْن قطن الْحَارِثِيّ فَالْتَقوا فِي ذِي الْحجَّة من سنة سِتّ وَسبعين فَقتل عُثْمَان بْن قطن وَانْهَزَمَ أَصْحَابه وَفِي سنة سِتّ وَسبعين وغل عَبْد اللَّهِ بْن أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بسجستان فَأخذ عَلَيْهِ بِالطَّرِيقِ فَأعْطى مَالا وخلوا لَهُ عَن الطَّرِيق فَعَزله عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَوجه مُوسَى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وفيهَا غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان أَرض الرّوم من نَاحيَة ملطية وفيهَا مَاتَ الْأسود بْن يَزِيد وَمرَّة بْن شرَاحِيل الْهَمدَانِي وَسَعِيد بْن وهب الخيواني وَعَمْرو بْن مَيْمُون الأودي وَيُقَال سنة أَربع سنة سبع وَسبعين خبر الْقِتَال بَين الْحجَّاج وشبيب فِيهَا بعث الْحجَّاج عتاب بْن وَرْقَاء الريَاحي إِلَى شبيب فَلَقِيَهُ بسواد الْكُوفَة فَقتل عتاب وَانْهَزَمَ أَصْحَابه ووطئت الْخَيل يَوْمئِذٍ زهرَة بْن حوية الأعرجي وَهُوَ شيخ كَبِير فَمَاتَ وَقتل رجل من بَنِي تغلب يُقَال لَهُ قبيصَة يُقَال لَهُ صُحْبَة فَوجه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 إِلَيْهِ الْحجَّاج الْحَارِث بْن مُعَاوِيَة بْن أَبِي زرْعَة بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ والتقوا بزرارة فَقتل الْحَارِث وَانْهَزَمَ أَصْحَابه ثمَّ عبر شبيب الْفُرَات فَنزل السبخة وَبنى مَسْجِدا فَلم يخرج إِلَيْهِ الْحجَّاج ثَلَاثًا ثمَّ خرج يَوْم الرَّابِع وَوجه أَبَا الْورْد مولى بَنِي نصر فَقتله شبيب فَوجه طهْمَان مولى عُثْمَان فَقتله شبيب فَخرج إِلَيْهِ الْحجَّاج بِنَفسِهِ فأزال شبيبا عَن مَسْجده واقتتلوا قتالا شَدِيدا وَقتلت غزالة فَلَمَّا جنه اللَّيْل عبر فِي ثَلَاثَة آلَاف فلقي شبيبا بالأنبار فَصَبر الْفَرِيقَانِ حَتَّى حجز اللَّيْل بَينهم وَسَار شبيب فَأتى الأهواز وَبهَا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فتعرض لقِتَال شبيب وَسَأَلَ المبارزة فَخرج إِلَيْهِ شبيب فَقتله وَمضى شبيب إِلَى كرمان فَأَقَامَ نَحوا من شَهْرَيْن ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأهواز فَبعث الْحجَّاج حبيب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد الْحكمِي وسُفْيَان بْن الْأَبْرَد الْكَلْبِيّ فَلَقِيَهُمْ شبيب عَلَى جسر دجيل فَاقْتَتلُوا حَتَّى حجز اللَّيْل بَينهم ثمَّ غَدا شبيب فَلَمَّا صَار عَلَى الجسر قطع الجسر فغرق شبيب واستخلف البطين فَطلب البطين الْأمان فَأَمنهُ سُفْيَان ثمَّ قَتله الْحجَّاج بعد وَأقَام الْحَج أبان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ غزا الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك أَرض الرّوم فَبلغ مَا بَين ملطية والمصيصة سنة ثَمَان وَسبعين فِيهَا قدم الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة عَلَى الْحجَّاج وَقد نفى الْأزَارِقَة فَبعث الْحجَّاج سُفْيَان بْن الْأَبْرَد الْكَلْبِيّ فَقتل قطري بْن الْفُجَاءَة قَالَ أَبُو الْيَقظَان ولي قتل قطري سُورَة بْن أبجر الدَّارمِيّ وباذان مولى ابْن الْأَشْعَث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 وفيهَا قتل عَبْد ربه مولى بَنِي قيس بْن ثَعْلَبَة وفيهَا ولى الْحجَّاج عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة سجستان وَولى الْمُهلب خُرَاسَان فَوجه عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة ابْنه أَبَا برذعة فَأخذ عَلَيْهِ بالمضيق وَقتل شُرَيْح بْن هَانِئ الْحَارِثِيّ وَأصَاب الْمُسلمين ضيق وجوع شَدِيد فَهَلَك عَامَّة ذَلِكَ الْجَيْش وَقتل أَيْضا عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب وفيهَا بعث الْحجَّاج سعيد بْن أسلم بْن زرْعَة إِلَى مكران فَقتله مُحَمَّد وَمُعَاوِيَة ابْنا الْحَارِث العلافيان من بَنِي سامة بْن لؤَي قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غَزْوَة مُحرز بْن أَبِي مُحرز أَرض الرّوم وَفتح أزقلة فَلَمَّا قفل أَصَابَهُم مطر شَدِيد من وَرَاء درب الْحَدث فأصيب فِيهِ نَاس كثير وفيهَا قفل حسان بْن النُّعْمَان الغساني من القيروان وَقدم عَلَى عَبْد الْملك فَرده إِلَى أفريقية وزاده أطرابلس فَقدم عَلَى عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان بِمصْر فَلم ينفذهُ عَبْد الْعَزِيز وَولى مُوسَى بْن نصير فَقدم حسان عَلَى عَبْد الْملك فَأمره بِلُزُوم بَيته وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وفيهَا مَاتَ زيد بْن خَالِد الْجُهَنِيّ من أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعبد الرَّحْمَن بْن غنم الْأَشْعَرِيّ وفيهَا قتل شُرَيْح بْن هَانِئ الْحَارِثِيّ وَعبد اللَّه بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب مَعَ ابْن أَبِي بكرَة بسجستان وَعَمْرو بْن حُرَيْث المَخْزُومِي من أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا قتل الْحجَّاج سُلَيْمَان بن كندير الْقشيرِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 سنة تسع وَسبعين فِيهَا ولى الْحجَّاج مجاع بْن سعر أحد بَنِي مرّة بْن عبيد مكران وَأمره بِطَلَب العلافيين فهربا وَمَات مجاع خُرُوج الريان النكري بِالْبَحْرَيْنِ وفيهَا ولى الْحجَّاج مُحَمَّد بْن صعصعة الْكلابِي الْبَحْرين وَضم إِلَيْهِ عمان وعزل زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فولى مُحَمَّد بْن صعصعة عَبْد الْملك بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رَجَاء العوذي صَاحب قصر أَبِي رَجَاء بِنَاحِيَة الْبَصْرَة فَخرج عَلَيْهِم الريان النكري بقرية يُقَال لَهَا طَابَ من الْخط بِالْبَحْرَيْنِ وَقدم عَلَيْهِ مَيْمُون الحروري من عمان فَانْهَزَمَ عَبْد الْملك وهرب مُحَمَّد بْن صعصعة فَركب الْبَحْر فَقدم عَلَى الْحجَّاج وَقد كَانَ الْحجَّاج بعث يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة مُمِدًّا لمُحَمد بْن صعصعة فهرب مُحَمَّد قبل أَن يقدم عَلَيْهِ يَزِيد ابْن أَبِي كَبْشَة وفيهَا ولى الْحجَّاج هَارُون بْن ذِرَاع النميري ثغر الْهِنْد وَأمره بِطَلَب العلافيين فَقتل أَحدهمَا وهرب الآخر وفيهَا غزا ابْن الحكم أَرض الرّوم فَأصَاب دوابا بمرج الشَّحْم وفيهَا غزا الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك من نَاحيَة ملطية فغنم وسبى غَزْو مُوسَى بن نصير الْمغرب وفيهَا غزا مُوسَى بْن نصير أَرض الْمغرب فَحَدثني بَكْر بْن عَطِيَّة عَن عوَانَة قَالَ أول قبيل من البرابر غزاهم مُوسَى بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 نصير الَّذين قتلوا عقبَة بْن نَافِع سَار إِلَيْهِم بِنَفسِهِ فَقتل وسبى وهرب ملكهم كسيلة قَالَ مُحَمَّد بْن سعيد قتل مُوسَى وسبى حَتَّى انْتهى إِلَى طبنة وصنهاجة وَبلغ سَبْيهمْ عشْرين ألفا وَذَلِك َ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأقَام الْحَج أبان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان وَفِي سنة تسع وَسبعين مَاتَ عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة بسجستان وفيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود وَفِيمَا بَين السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ مَاتَ هِشَام بْن هُبَيْرَة اللَّيْثِيّ القَاضِي وحطان بْن عَبْد اللَّهِ الرقاشِي وَعبيد اللَّه بْن عبيد اللَّه بْن معمر التَّيْمِيّ وَصَفوَان بْن مُحرز الْمَازِني وحبة بْن جُوَيْن العرني فِي أول مقدم الْحجَّاج الْعرَاق سنة ثَمَانِينَ فِيهَا غزا الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة كش ونسف من بِلَاد خُرَاسَان وحاصرهم حَتَّى أَتَاهُ كتاب ابْن الْأَشْعَث يَدعُوهُ إِلَى خلع الْحجَّاج وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَانْصَرف الْمُهلب عَنهم رَاجعا وفيهَا لَقِي يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة الريان النكري بِالْبَحْرَيْنِ وَمَعَ الريان امْرَأَة من الأزد يُقَال لَهَا جيداء فَالْتَقوا بميدان الزارة فَقتل الريان وجيداء وَعَامة أَصْحَاب الريان ثمَّ قفل يَزِيد رَاجعا وَولى الْحجَّاج قطن بْن زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ الْبَحْرين فَخرج عَلَيْهِ دَاوُد بْن عَامر بْن الْحَارِث فَقتل دَاوُد وفيهَا أصَاب أهل الشَّام طاعون شَدِيد فَلم يكن لَهُم ذَلِك الْعَام غَزْو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 وَأقَام الْحَج أبان بْن عُثْمَان وَفِي سنة ثَمَانِينَ مَاتَ السَّائِب بْن يَزِيد بْن أُخْت النمر وجنادة بْن أَبِي أُميَّة وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَجبير بْن نفير وَعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْقَارئ وَعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالب قَالَ أَبُو الْحسن مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر سنة أَربع وَثَمَانِينَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ابْن الْأَشْعَث يخلع الْحجَّاج فِيهَا خلع ابْن الْأَشْعَث بسجستان وَأَقْبل يُرِيد الْحجَّاج فَحَدثني أَبُو الْحسن وَأَبُو الْيَقظَان أَن ابْن الْأَشْعَث لما أجمع الْمسير إِلَى الْعرَاق دَعَا ذرا أَبَا عُمَر بْن ذَر الْهَمدَانِي فَكَسَاهُ وَوَصله وَأمره أَن يخضض النَّاس فَكَانَ يقص كل يَوْم وينال من الْحجَّاج ثمَّ سَارُوا وَقد خلعوا الْحجَّاج وَلَا يذكرُونَ خلع عَبْد الْملك وَحَدَّثَنِي أُميَّة بْن خَالِد قَالَ تمثل ابْن الْأَشْعَث حِين سَار ... خلع الْمُلُوك وَسَار تَحت لوائه شجر العرا وعراعر الأقوام ... ... وأغر من ولد الأراقم مَا جد صلت الجبين معود الْإِقْدَام ... وتمثل ... سَائِر مجاور جرم هَل جنيت لَهُم حَربًا تزايل بَين الجيرة الْخَلْط ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 .. وَهل تركت نسَاء الْحَيّ ضاحية فِي عَرصَة الدَّار يستوقدن بالغبط ... فَقدم لأي بْن شَقِيق بْن ثَوْر السدُوسِي عَلَى الْحجَّاج فَأخْبرهُ فَحَمله من سَاعَته إِلَى عَبْد الْملك فَرده عَبْد الْملك إِلَى الْحجَّاج يَأْمُرهُ بالتشمير وَالْجد حَتَّى تَأتيه الْجنُود فَسَار الْحجَّاج فَالْتَقوا بتستر يُقَال يَوْم النَّحْر فانكشف الْحجَّاج حَتَّى دخل الْبَصْرَة وَتَبعهُ ابْن الْأَشْعَث قَالَ أَبُو الْيَقظَان قَالَ زَاذَان فروخ للحجاج اخْرُج لَهُ عَن الْبَصْرَة فَإِن الَّذين مَعَه من الْبَصْرَة إِذا شموا نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادهمْ قعدوا عَنه فَخرج إِلَى نَاحيَة طف الْبَصْرَة وَدخل ابْن الْأَشْعَث الْبَصْرَة فَقعدَ عَنه عَامَّة من كَانَ مَعَه من أهل الْبَصْرَة فَحَدثني مُحَمَّد بْن معَاذ عَن أَبِيه عَن جدته قَالَت سَمِعت مُنَادِي ابْن الْأَشْعَث يَقُول أَيْن الَّذين بَايعُوا بالرخج وَحَدَّثَنِي من سمع قُرَيْش بْن أنس عَن ابْن عون قَالَ رَأَيْت ابْن الْأَشْعَث متربعا عَلَى الْمِنْبَر يتوعد الَّذين تخلفوا عَنه توعدا شَدِيدا وَفِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ أَتَى مُوسَى بْن نصير طبنة فَقتل وسبى وَأقَام الْحَج سُلَيْمَان بن عبد الْملك سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وقْعَة الزاوية فِيهَا وقْعَة الزاوية بالمحرم حَدَّثَنِي أَبُو الْحسن وَأَبُو الْيَقظَان قَالَا خرج ابْن الْأَشْعَث فلقي الْحجَّاج بالزاوية فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا قتل يَوْمئِذٍ أَبُو الجوزاء الربعِي وَعقبَة بْن عَبْد الغافر العوذي وَعقبَة بْن وساج البرْسَانِي وَعبد اللَّه بْن غَالب الْجَهْضَمِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 حَدَّثَنِي سلم بْن قُتَيْبَة قَالَ نَا سَلام بْن مِسْكين قَالَ قتل عَبْد اللَّهِ بْن غَالب يَوْم الزاوية حَدَّثَنِي يحيى بْن مُحَمَّد عَن غَسَّان بْن مُضر عَن سعيد بْن يَزِيد قَالَ قتل أَبُو الجوزاء وَعبد اللَّه بْن غَالب وَعقبَة بْن عَبْد الغافر يَوْم الزاوية وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن حَرْب قَالَ نَا حَمَّاد بْن زيد عَن الْمُعَلَّى بْن زِيَاد عَن مرّة بْن دباب قَالَ مَرَرْت بعقبة بْن عَبْد الغافر يَوْم الزاوية وَهُوَ صريع فناداني ذهبت الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقتل يَوْمئِذٍ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْسَجَة النهمي من هَمدَان وَكَانَ عَلَى ميمنة ابْن الْأَشْعَث وأتى الْحجَّاج بعمران بْن عِصَام الضبعِي فَقتله صبرا فَحَدثني عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه عَن عُمَر البكراوي قَالَ كتب عَبْد الْملك إِلَى الْحجَّاج أَن ادْع النَّاس إِلَى الْبيعَة فَمن أقرّ بالْكفْر فَخَل سَبيله إِلَّا رجلا نصب راية أَو شتم أَمِير الْمُؤمنِينَ فَدَعَا النَّاس إِلَى الْبيعَة عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جَاءَت بَنو ضبيعة فَقَرَأَ عَلَيْهِم الْكتاب فَنَهَضَ عمرَان بْن عِصَام فَدَعَا بِهِ الْحجَّاج فَقَالَ أَتَشهد عَلَى نَفسك بالْكفْر قَالَ مَا كفرت بِاللَّه مُنْذُ آمَنت بِهِ فَقتله وَانْهَزَمَ ابْن الْأَشْعَث وَخلف عسكره فاقتتل النَّاس بِظهْر المربد ثَلَاثَة أَيَّام وَتَوَلَّى أَمرهم عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب ووثب مطر بْن نَاجِية الريَاحي فغلب عَلَى الْكُوفَة فَقدم عَلَيْهِ ابْن الْأَشْعَث فَبَايعهُ مطر بْن نَاجِية وَتَبعهُ الْحجَّاج فَالْتَقوا بدير الجماجم فَحَدثني أُميَّة بْن خَالِد عَن عوَانَة أَنه قَالَ كَانَت بَينهم بالجماجم إِحْدَى وَثَمَانِينَ وقيعة كلهَا عَلَى الْحجَّاج إِلَّا آخر وقْعَة كَانَت عَلَى ابْن الْأَشْعَث فَانْهَزَمَ وَقتل من الْقُرَّاء بدير الجماجم أَبُو البخْترِي سعد مولى حُذَيْفَة وَأَبُو البخْترِي الطَّائِي فَحَدثني غنْدر قَالَ نَا شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة قَالَ أَتَى الْقُرَّاء يَوْم دير الجماجم أَبَا البخْترِي الطَّائِي يؤمرونه عَلَيْهِم فَقَالَ أَنا رجل من الموَالِي فَأمروا رجلا من الْعَرَب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 فَأمروا جهم بْن زحر بْن قيس وَحَدَّثَنِي من سمع سُفْيَان عَن أبان بْن تغلب قَالَ حَدَّثَنِي سَلمَة بْن كهيل قَالَ رَأَيْت أَبَا البخْترِي بدير الجماجم وَشد عَلَيْهِ رجل بِالرُّمْحِ فطعَنه وانكشف بن الأشعت من دير الجماجم فَأتى الْبَصْرَة وَتَبعهُ الْحجَّاج فَخرج مِنْهَا إِلَى مسكن من أَرض دجيل الأهواز وَاتبعهُ الْحجَّاج فَالْتَقوا بمسكن فَانْهَزَمَ ابْن الْأَشْعَث وَقتل من أَصْحَابه نَاس كثير وغرق نَاس كثير فَحَدثني أُميَّة بْن خَالِد قَالَ نَا شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة قَالَ افْتقدَ لَيْلَة دجيل بمسكن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى وَعبد اللَّه بْن شَدَّاد بْن الْهَاد وَأَبُو عُبَيْدَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود وَحَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ نَا سُفْيَان قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَة قَالَ افْتقدَ ابْن أَبِي ليلى بسوراء أسر الْحجَّاج نَاسا كثيرا مِنْهُم عمرَان بْن عِصَام العَنزي وَعبد الرَّحْمَن ابْن ثروان وأعشى هَمدَان وفيروز حُصَيْن قَالَ أَبُو الْيَقظَان حَدَّثَنِي سلم بْن الْجَارُود بْن أَبِي سُبْرَة الْهُذلِيّ قَالَ أُتِي الْحجَّاج بعمران بْن عِصَام العَنزي فَقَالَ عمرَان قَالَ نعم قَالَ ألم أقدم الْعرَاق فأوفدتك إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَا يوفد مثلك قَالَ بلَى وزوجتك سيدة قَومهَا ماوية بنت مسمع وَلم تكن لَهَا بِأَهْل قَالَ بلَى قَالَ فَمَا حملك عَلَى الْخُرُوج مَعَ عَدو اللَّه ابْن الْأَشْعَث قَالَ أخرجني باذان قَالَ فَأَيْنَ كنت عَن حجلة أهلك قَالَ أخرجني باذان قَالَ فَأَيْنَ كنت عَن خرب الْبَصْرَة قَالَ أخرجني باذان فكشط رجل الْعِمَامَة عَن رَأسه فَإِذا هُوَ محلوق قَالَ ومحلوق أَيْضا لَا أقالني اللَّه إِن أقلتك فَأمر بِهِ فَضربت عُنُقه قَالَ فَسَأَلَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بعد عَن عمرَان بْن عِصَام الْعَنزي فَقيل لَهُ قَتله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 الْحجَّاج قَالَ وَلم قيل خرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث قَالَ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يقْتله بعد قَوْله ... وَبعثت من ولد الْأَغَر معتب صقرا يلوذ حمامه بالعوسج ... ... فَإِذا طبخت بناره أنضجتنا وَإِذا طبخت بغَيْرهَا لم تنضج ... ... وَهُوَ الْهمام إِذا أَرَادَ فريسة لم ينجها مِنْهُ صريخ الهجهج ... ثمَّ سَار ابْن الْأَشْعَث يُرِيد خُرَاسَان وَتَبعهُ الفل فتركهم وَسَار إِلَى رتبيل بسجستان فَقَامَ بِأَمْر النَّاس عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب فَلَقِيَهُ الْمفضل بْن الْمُهلب بهراة وَهُوَ وَال لِأَخِيهِ يَزِيد فَهَزَمَهُ وَأسر نَاسا من أَصْحَابه مِنْهُم مُحَمَّد بْن سعد بْن مَالك والهلقام بْن نعيم فَحَدثني عَامر بْن صَالح بْن رستم قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر الْهُذلِيّ قَالَ كَانَ فِي الْأسر يَزِيد بْن طَلْحَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف الطلحات وَالنضْر بْن أنس بْن مَالك وَعبد اللَّه بْن فضَالة الزهْرَانِي وَسعد بْن نجد فِي نَاس كثير من أهل الْيمن فخلى عَنهم يَزِيد بْن الْمُهلب وكساهم وَبعث إِلَى الْحجَّاج بالمضرية وَكَانَ أول من كَلمه الهلقام بْن نعيم فَقَالَ لعَنك اللَّه يَا حجاج إِن فاتك هَذَا المزوني يعَني يَزِيد قَالَ لم قَالَ ... لِأَنَّهُ كاس فِي إِطْلَاق أسرته وقاد نَحْوك فِي أغلالها مضرا ... ... وقى بقومك حر الْمَوْت أسرته وَكَانَ قَوْمك أدنى عَندها خطرا ... قَالَ كذبت وَأمر بقتْله وَحَدَّثَنِي قَالَ قَالَ الْحجَّاج لمُحَمد بْن سعد بْن مَالك يَا ظلّ الشَّيْطَان أتيه النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 رضيت أَن تكون مُؤذنًا لعبد بَنِي نصر يعَني عَمْرو بْن أَبِي الصَّلْت بْن كنارا ثمَّ أَمر بِهِ فَقتل أول وقْعَة كَانَت بَينهم يَوْم تستر يَوْم النَّحْر آخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ والوقعة الثَّانِيَة بالزاوية فِي الْمحرم أول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ والوقعة الثَّالِثَة بِظهْر المربد فِي صفر يَوْم الْأَحَد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ والوقعة الرَّابِعَة بدير الجماجم كَانَت الْهَزِيمَة فِي جُمَادَى لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ والوقعة الْخَامِسَة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ لَيْلَة دجيل أَبُو عُبَيْدَة عَن عَمْرو بْن عِيسَى أَبِي نعَامَة الْعَدوي قَالَ قدمت من مَكَّة وَالنَّاس بالزاوية فِي الْمحرم فَأتيت الْحَرِيش وَهُوَ جَالس تَحْتَهُ جلد أَسد متفضلا فَسلمت فَرد عَلِيّ ونسبني فعرفني فجَاء رجل فَقَالَ إِن الْحجَّاج قد أخرج كتائبه من الخَنْدَق فَرفع رَأسه فَنظر إِلَى الشَّمْس فَقَالَ مَا هَذِهِ سَاعَة قتال ثمَّ جَاءَ آخر فَقَالَ مثل ذَلِكَ ثمَّ جَاءَ آخر فَقَالَ لرجل قُم عَلَى هَذَا الجذم فَانْظُر فَقَالَ أرى الْكَتَائِب تخرج وَقد نَهَضَ العسكران فَقَالَ أخرج فرسي وسلاحي فَلبس سلاحه فَنَظَرت إِلَى ذراعه كَأَنَّهَا ذِرَاع أَسد ثمَّ قعد عَلَى كرْسِي وتحدرت الفرسان فَكَانَ أول من أَتَاهُ أَبُو العلج وَابْنه مولى بَنِي تيم قُرَيْش ثمَّ جَاءَ مُجَاهِد بْن بلعاء العَنبري وَجَاء جَهْضَم بْن عباد ابْن حُصَيْن ثمَّ تحادرت فرسَان بَنِي تيم حَتَّى عددت سِتِّينَ فَركب وَاتَّبَعتهمْ أنظر مَا يصنعون فَأتى صف الأزد فحضضهم وَذكر فعالهم وذم أهل الشَّام وَقَالَ لأَصْحَابه احملوا فخرقوا الصَّفّ فعل ذَلِكَ مرَارًا ثمَّ لم يزل يَفْعَله حَتَّى أَمْسَى فَرَجَعت إِلَى منزلي وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي آخر الْمحرم وَكنت أسمع أَصْوَاتهم هبة من اللَّيْل ثمَّ خفيت الْأَصْوَات وتحاجزوا ثمَّ أَصْبحُوا يَوْم الْخَمِيس فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وصبر الْفَرِيقَانِ حَتَّى حجز اللَّيْل بَينهم ثمَّ الْتَقَوْا يَوْم الثَّالِث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 بعد زَوَال الشَّمْس فَاقْتَتلُوا طعَنا وَضَربا فَأمر الْحجَّاج عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسلم أَن يَأْخُذ عَلَى المسناة حَتَّى يَأْتِي الْبَصْرَة وَبلغ ذَلِكَ أهل الْعرَاق فعارضهم الْحَرِيش فَالْتَقوا عَند الجسر وَقتل من أَصْحَاب الْحَرِيش ثَلَاثُونَ رجلا وَأَقْبل أَبُو بَكْر بْن الحنتف ابْن السجف وَضرب رجل من أهل الشَّام الْحَرِيش عَلَى رَأسه فَحمل إِلَى الْبَصْرَة وَقَالُوا قتل الْحَرِيش وصبر الْفَرِيقَانِ فَقتل عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْسَجَة صَاحب ميمنة ابْن الْأَشْعَث وَعبد اللَّه بْن رزام وَزِيَاد بْن مقَاتل وطفيل بْن عَامر كلهم من أَصْحَاب ابْن الْأَشْعَث وَحمل سُفْيَان بْن الْأَبْرَد وجال النَّاس وَبَقِي أهل الْحفاظ وَالصَّبْر فَقتل عقبَة بْن عَبْد الغافر فِي جمَاعَة من الْقُرَّاء وَقتل عَبْد اللَّهِ بْن عَامر بْن مسمع فِي نَحْو من ثَلَاث مائَة وَقتل كثير أَبُو عُمَر صَاحب الْكَتَّان مولى عَنزة وَقتل مَعَه مِائَتَان من الموَالِي وَانْهَزَمَ النَّاس واتبعهم سُفْيَان بْن الْأَبْرَد حَتَّى دخلُوا الْبَصْرَة فَقَتلهُمْ ثمَّ رَجَعَ فَقتل فِي وَجهه من لَقِي أَرْبَعمِائَة أَو أَكثر تَسْمِيَة الْقُرَّاء الَّذين خَرجُوا مَعَ ابْن الْأَشْعَث مُسلم بْن يسَار مزني وَيُقَال مولى أَبِي بَكْر وَيُقَال مولى عُثْمَان بْن عَفَّان وَعقبَة بْن عَبْد الغافر العوذي قتل فِي المعركة وَعقبَة بْن وساج البرْسَانِي قتل فِي المعركة وَعبد اللَّه بْن غَالب الْجَهْضَمِي قتل فِي المعركة وَالنضْر بْن أنس بْن مَالك وَأَبُو الجوزاء قتل فِي المعركة وَعمْرَان بْن عِصَام الضبعِي قتل صبرا وسيار بْن سَلامَة أَبُو الْمنْهَال الريَاحي وَمَالك بْن دِينَار وَمرَّة بْن دباب الههرادي وَأَبُو نجيد الْجَهْضَمِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 وَأَبُو شيخ الْهنائِي وَالْحسن بْن أَبِي الْحسن أخرج كرها لم يقتل حَدَّثَنِي أُميَّة بْن خَالِد قَالَ نَا حَمَّاد بْن زيد عَن أَيُّوب قَالَ قيل لِابْنِ الْأَشْعَث إِن أَحْبَبْت أَن يقتلُوا حولك كَمَا قتلوا حول جمل عَائِشَة فَأخْرج الْحسن وَمن أهل الْكُوفَة سعيد بْن جُبَير وعامر الشّعبِيّ وَعبد اللَّه بْن شَدَّاد بْن الْهَاد فقد لَيْلَة دجيل وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى فقد لَيْلَة دجيل وَحَدَّثَنِي غنْدر قَالَ حَدَّثَنِي شُعْبَة عَن حُصَيْن قَالَ رَأَيْت ابْن أَبِي ليلى يحضض النَّاس ليَالِي الجماجم وَأَبُو عُبَيْدَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود والمعرور بْن سُوَيْد وَمُحَمّد بْن سعد بْن مَالك قتل صبرا وَطَلْحَة بْن مصرف الأيامي وزبيد بْن الْحَارِث الأيامي وَعَطَاء ابْن السَّائِب مولى ثَقِيف وَأَبُو البخْترِي الطَّائِي قتل فِي المعركة حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن قَالَ نَا حَمَّاد عَن أَيُّوب قَالَ مَا صرع مَعَ ابْن الْأَشْعَث أحد إِلَّا رغب لَهُ عَن مصرعه وَلَا نجا مِنْهُم أحد إِلَّا حمد اللَّه الَّذِي سلمه وَحدثت عَن مُحَمَّد بْن طَلْحَة قَالَ رَآنِي زبيد مَعَ الْعَلَاء بْن عَبْد الْكَرِيم وَنحن نضحك فَقَالَ لَو شهِدت الجماجم مَا ضحِكت ولوددت أَن يَدي أَو قَالَ يَمِيني قطعت من الْعَضُد وَأَنِّي لم أكن شهِدت قَالَ أَبُو الْحسن قَالَ عوَانَة قتل الْحجَّاج بمسكن خَمْسَة آلَاف أَسِير أَو أَرْبَعَة آلَاف وَقَالَ عَن الْحسن الْجفْرِي عَن مَالك بْن دِينَار قَالَ خرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث خَمْسمِائَة من الْقُرَّاء كلهم يرَوْنَ الْقِتَال وَقتل طفيل بْن عَامر بن وائلة قَالَ الْأَصْمَعِي وَحَدَّثَنِي عُثْمَان الشحام قَالَ لما أَتَى الْحجَّاج بالشعبي عاتبه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 فَقَالَ الشّعبِيّ أجدب بِنَا الجناب وأحزن بِنَا الْمنزل واستحلسنا الْخَوْف وخبطتنا فتْنَة لم نَكُنْ فِيهَا بررة أتقياء وَلَا فجرة أقوياء فَقَالَ لَهُ لله أَبوك وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مَاتَ سُوَيْد بْن غَفلَة وزر بْن حُبَيْش وَيُقَال مَاتَ زر قبل الجماجم وَأَبُو وَائِل وزاذن ورِبْعِي بْن حِرَاش وَزيد بْن وهب وهزيل بْن شُرَحْبِيل وَأَبُو الشعْثَاء كلهم بعد الجماجم وَمَيْمُون بْن أَبِي شبيب فِي الجماجم وفيهَا قتل الْحجَّاج كميل بْن زِيَاد النَّخعِيّ وفيهَا مَاتَ الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة بمرو وفيهَا قتل قُتَيْبَة بْن مُسلم عَمْرو بْن أَبِي الصَّلْت بْن كنارا وَأَبا الصَّلْت والصلت ابْن أَبِي الصَّلْت ومُوسَى بْن كثير الْحَارِثِيّ وَبُكَيْر بْن أَبِي هَارُون البَجلِيّ وفيهَا بعث عَبْد الْملك أَخَاهُ مُحَمَّدًا إِلَى أرمينية فَلَقِيَهُ أَهلهَا فَهَزَمَهُمْ ثمَّ سَأَلُوهُ الصُّلْح فَصَالحهُمْ وَولى عَلَيْهِم نُبيح بْن عَبْد اللَّهِ العَنزي فغدروا بِهِ فَقتلُوا وفيهَا فتح عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان حصن سِنَان من أَرض الرّوم من نَاحيَة المصيصة وفيهَا أغزى مُوسَى بْن نصير الْمُغيرَة بْن أَبِي بردة الْعَبْدي إِلَى صنهاجة وَأقَام الْحَج أبان بن عُثْمَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وفيهَا ولى الْحجَّاج مُحَمَّد بْن الْقَاسِم فَارس وَأمره بقتل الأكراد وفيهَا بعث الْحجَّاج عمَارَة بْن تَمِيم القيني إِلَى رتبيل فِي أَمر أبن الْأَشْعَث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 فَصَالح رتبيل وخلى بَينه وَبَين ابْن الْأَشْعَث فأوثقه وعدة من أهل بَيته فِي الْحَدِيد وَأَقْبل يُرِيد الْحجَّاج وَقد قرن بِهِ رجل يكنى أَبَا العَنز فَلَمَّا صَار بالرخج طرح نَفسه من فَوق الْقصر فماتا جَمِيعًا وَحمل رَأس ابْن الْأَشْعَث إِلَى الْحجَّاج حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن قَالَ لما أُتِي الْحجَّاج بِرَأْسِهِ تمثل فَقَالَ ... أَبى حِينه والموق إِلَّا تهورا فصادفه عبل الذِّرَاع شتيم ... ... كريه الْمحيا باسل ذُو عَزِيمَة فروس لأعَناق الكماة أزيم ... ... فبعدا وَسُحْقًا لِابْنِ واهصة الْحَصَى فقد لَقِي الرَّحْمَن وَهُوَ ذميم ... ثمَّ بعث بِهِ إِلَى عَبْد الْملك فَبعث بِهِ عَبْد الْملك إِلَى عَبْد الْعَزِيز بِمصْر وفيهَا بعث عَبْد الْملك بْن مَرْوَان أَخَاهُ مُحَمَّدًا إِلَى أرمينية فَصَالَحُوهُ وَاسْتعْمل عَلَيْهِم أَبَا شيخ بْن عَبْد اللَّهِ الغنوي وَعَمْرو بْن الصدي الغنوي فغدروا بهما فَقَتَلُوهُمَا وفيهَا غزا عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان أَرض الرّوم فلقي الرّوم بسورية ولؤلؤة فهزمت الرّوم وفيهَا أَقَامَ الْحَج هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ فِيهَا مَاتَ عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان بِمصْر فَبَايع عَبْد الْملك لابْنَيْهِ الْوَلِيد وَسليمَان فَدَعَا هِشَام بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم سعيد بْن الْمسيب إِلَى بيعَة الْوَلِيد وَسليمَان فَأبى أَن يُبَايع لأمييرين بن فَضَربهُ مائَة سَوط قَالَ أَبُو الْيَقظَان قَالَ سعيد بْن الْمسيب لهشام بْن إِسْمَاعِيل إِن أحب عَبْد الْملك أَن أبايع الْوَلِيد فليخلع نَفسه فَقَالَ لَهُ ادخل من هَذَا الْبَاب واخرج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 من هَذَا الْبَاب ليري النَّاس أَنه قد بَايع فَأبى وَقَالَ لَا يغتر بِي أحد فَضَربهُ مائَة سَوط وَألبسهُ تبان شعر وَأرَاهُ أَنه يصلبه قَالَ أَبُو الْيَقظَان فَحَدثني أَبُو الْمِقْدَام قَالَ مروا علينا بِسَعِيد بْن الْمسيب وَنحن فِي الْكتاب وَقد ضرب مائَة سَوط وَعَلِيهِ تبان شعر ذَهَبُوا بِهِ يرهبونه بالصلب فَقَالَ سعيد بعد لَو علمت أَنهم لَا يصلبونني مَا لبست لَهُم التبَّان فَقَالَ عَبْد الْملك حِين بلغه مَا صنع هِشَام بِسَعِيد بئس مَا صنع هِشَام مثل سعيد لَا يضْرب بالسياط كَانَ يَنْبَغِي أَن يضْرب عَنقه أَو يَدعه وَأقَام الْحَج هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي وفيهَا غزا مُوسَى بْن نصير شكوما من أَرض أفريقية فَنزل عَلَى أوربة فقاتلوه ثمَّ فتح اللَّه فَقتل وسبى فَحَدثني أَبُو خَالِد بْن سعيد عَن أَبِي برَاء النميري قَالَ زحفت الرّوم إِلَى أرمينية إِلَى مُحَمَّد بْن مَرْوَان فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَهِي سنة الْحَرِيق وَذَلِكَ أَن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بعد هزيمَة الْقَوْم بعث زِيَاد بْن الْجراح مولى عُثْمَان بْن عَفَّان وهبيرة بْن الْأَعْرَج الْحَضْرَمِيّ فحرقهم فِي كنائسهم وبيعهم وقراهم وَكَانَ الْحَرِيق بالنشوى والبسفرجان قَالَ أَبُو برَاء فِي تِلْكَ الْغَزْوَة سبيت أم يَزِيد بْن أسيد من السيسجان وَكَانَت بنت بطرِيق السيسجان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِي هَذِهِ السّنة غزا عَبْد اللَّهِ بْن عبد الْملك بْن مَرْوَان أَرض الرّوم حَتَّى بلغ أَرض طرندة وفيهَا بنى عَبْد الْملك بْن عَبْد الْملك المصيصة سنة خمس وَثَمَانِينَ فِيهَا غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان أرمينية فصاف بهَا وشتى حَدَّثَنِي أَبُو خَالِد عَن أَبِي النميري قَالَ قفل مُحَمَّد بْن مَرْوَان وَولى عَبْد اللَّهِ ابْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ فَمَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن حَاتِم فولى مُحَمَّد بْن مَرْوَان أَخَاهُ عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم فَبنى مَدِينَة دبيل ومدينة النشوى ومدينة برذعة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَفِي سنة خمس وَثَمَانِينَ بعث عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك وَهُوَ بِالْمصِّيصَةِ يَزِيد بْن حنين فَلَقِيته الرّوم فِي جمع كثير فأصيب النَّاس بسوسنة وَأُصِيب مَيْمُون الجرجماني فِي نَحْو من ألف من أهل أنطاكية عَند طوانة وَأقَام الْحَج هِشَام بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي وَفِي سنة خمس وَثَمَانِينَ مَاتَ وَاثِلَة بْن الْأَسْقَع اللَّيْثِيّ من أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعبد اللَّه بْن عَامر بْن ربيعَة وَقد سمع من النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِيهَا قدم قُتَيْبَة بْن مُسلم بْن عَمْرو خُرَاسَان واليا فَلَقِيَهُ دهاقين بَلخ فَسَارُوا مَعَه وَأَتَاهُ ملك الصغانين بِهَدَايَا ومفتاح من ذهب فَسلم إِلَيْهِ بِلَاده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَفِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك بِلَاد الرّوم فَفتح حصن تولق وحصن الأخرم قبل وَفَاة عَبْد الْملك وفيهَا وَجه مُوسَى بْن نصير الْمُغيرَة بْن أَبِي بردة الْعَبْدي فِي مراكب فَافْتتحَ أولية وَهِي أول مَدَائِن صقلية من أَرض الْمغرب وَفَاة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَفِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ مَاتَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فَحَدثني الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَا مَاتَ عَبْد الْملك بِدِمَشْق يَوْم النّصْف من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ صلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك ولد عَبْد الْملك فِي الْمَدِينَة فِي دَار مَرْوَان فِي بَنِي حديلة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَيُقَال سنة سِتّ وَعشْرين وفيهَا مَاتَ قبيصَة بْن ذُؤَيْب الْخُزَاعِيّ وَأَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعبد اللَّه بْن أَبِي أوفى الْأَسْلَمِيّ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومطرف بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشخير وَفِي ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان مَاتَ بسر بْن أَرْطَاة وَعمر بْن أَبِي سَلمَة من أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِلَاهُمَا وعلقمة بْن وَقاص اللَّيْثِيّ وغنيم بْن قيس الْمَازِني وَأُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بن خَالِد بن أسيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 تَسْمِيَة وُلَاة عَبْد الْملك الْمَدِينَة لما قتل مُصعب بْن الزبير وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين غلب طَارق بْن عَمْرو مولى عُثْمَان بْن عَفَّان عَلَى الْمَدِينَة ودعى إِلَى عَبْد الْملك فَلَمَّا قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير ولى عَبْد الْملك الْحجَّاج بْن يُوسُف مَكَّة وَالْمَدينَة والطائف وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَسبعين فَكَانَ الْحجَّاج يسْتَخْلف عَلَى الْمَدِينَة إِذا أَتَى مَكَّة عَبْد اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ ثمَّ ولي الْحجَّاج الْعرَاق فشخص وَولى عَبْد الْملك بْن مَرْوَان يحيى بْن الحكم بْن مَرْوَان وَذَلِكَ سنة خمس وَسبعين فشخص يحيى بْن الحكم إِلَى الشَّام واستخلف أبان بْن عُثْمَان فأقره عَبْد الْملك ثمَّ عَزله فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَولى هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك مَكَّة شخص الْحجَّاج سنة خمس وَسبعين واستخلف عَلَى مَكَّة قيس بْن مخرمَة فَعَزله عَبْد الْملك وَولى نَافِع بْن عَلْقَمَة بْن صَفْوَان فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك الْيمن مُحَمَّد بْن يُوسُف حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك الْبَصْرَة ولاها عَبْد الْملك حِين قتل مُصعب خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فَقَدمهَا فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين ثمَّ عَزله وَضمّهَا إِلَى بشر بْن مَرْوَان بْن الحكم فَقَدمهَا بشر فِي ذِي الْحجَّة آخر سنة أَربع وَسبعين فَأَقَامَ بهَا شهرا ثمَّ مَاتَ واستخلف خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فَعَزله عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَولى الْحجَّاج فَقدم الْعرَاق فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين فولى الحكم بْن أَيُّوب الثَّقَفِيّ الْبَصْرَة سنة خمس وَسبعين فَلم يزل فِيهَا حَتَّى خلغ ابْن الاشعث وَقدم الْبَصْرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وَذَلِكَ فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فلحق الحكم بْن أَيُّوب بالحجاج وولاها ابْن الْأَشْعَث عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْن الْأَشْعَث ثمَّ عَزله وَولى رجلا من آل عَبْد اللَّهِ ابْن مُغفل غامديا فِيمَا زعم حَاتِم بْن مُسلم ثمَّ هزم ابْن الْأَشْعَث فولاها الْحجَّاج الحكم بْن أَيُّوب الْكُوفَة ولاها عَبْد الْملك حِين قتل مُصعب قطن بْن عَبْد اللَّهِ الْحَارِثِيّ أشهرا ثمَّ عَزله وَولى بشر بْن مَرْوَان نَحوا من سنتَيْن ثمَّ ضم إِلَيْهِ الْبَصْرَة فشخص بشر واستخلف عَمْرو بْن حُرَيْث المَخْزُومِي ثمَّ قدم الْحجَّاج سنة خمس وَسبعين فولاها الْحجَّاج عُرْوَة بْن الْمُغيرَة بْن شُعْبَة وَيُقَال ولى حَوْشَب بْن رُوَيْم الشَّيْبَانِيّ ثمَّ عَزله فولى الْبَراء بْن قبيصَة الثَّقَفِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَامر الْحَضْرَمِيّ فَأخْرجهُ مطر بْن نَاجِية الريَاحي ودعا إِلَى ابْن الْأَشْعَث ثمَّ قدمهَا ابْن الْأَشْعَث ثمَّ خرج إِلَى دير الجماجم واستخلف عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْن الْأَشْعَث ثمَّ قدمهَا الْحجَّاج حِين هزم ابْن الْأَشْعَث من الجماجم ثمَّ شخص إِلَى الْبَصْرَة وَولى عُمَيْر بْن هَانِئ من أهل دمشق ثمَّ عَزله وَولى الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عقيل الصَّلَاة وَزِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ عَلَى الشَّرْط حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك خُرَاسَان كتب عَبْد الْملك عَام قتل مُصعب إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن خازم بولايته عَلَى خُرَاسَان بعث بِالْكتاب مَعَ سُورَة نب أبجر الدَّارمِيّ فَقَالَ لَهُ ابْن خازم لَوْلَا أَنِّي اكره أَن أضْرب بَين بَنِي تَمِيم وسليم لقتلتك وَلَكِن كل كتابك فَأَكله فَكتب عَبْد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 الْملك إِلَى بكير بْن وشاح الصريمي إِن قتلته أَو أخرجته من خُرَاسَان فَأَنت الْأَمِير فَقتل بكير ابْن خازم وَأقَام واليا حَتَّى قدم أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فَعَزله وَولى أُميَّة ثمَّ عَزله وَولى الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة فِي سنة تسع وَسبعين ثمَّ مَاتَ الْمُهلب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ واستخلف ابْنه يَزِيد فأقره عَبْد الْملك سنتَيْن أَو أَكثر ثمَّ ضم خُرَاسَان إِلَى الْحجَّاج فولاها الْحجَّاج قُتَيْبَة بْن مُسلم فَقَدمهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ قبل وَفَاة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان سجستان ولاها عَبْد الْملك عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عدي بْن حَارِثَة بْن ربيعَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد شمس ثمَّ عَزله وَضمّهَا مَعَ خُرَاسَان إِلَى أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَسبعين فولاها أُميَّة ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن أُميَّة نَحوا من ثَلَاث سِنِين فَعَزله عَبْد الْملك وَولى مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فَقتله شبيب الحروري بالأهواز قبل أَن يصل إِلَيْهَا وَذَلِكَ سنة سبع وَسبعين ثمَّ عزل أُميَّة وضمت إِلَى الْحجَّاج فولاها عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة سنة ثَمَان وَسبعين فَمَاتَ عبيد اللَّه سنة تسع وَسبعين واستخلف ابْنه أَبَا برذعة فَكتب الْحجَّاج إِلَى الْمُهلب أَن وَجه رجلا من قبلك إِلَى سجستان فَوجه وَكِيع بْن بَكْر بْن وَائِل الْأَزْدِيّ ثمَّ ولاها الْحجَّاج عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث سنة ثَمَانِينَ فَخلع الْحجَّاج وَسَار إِلَى الْعرَاق واستخلف وَذَلِكَ فِي آخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ثمَّ ولى الْحجَّاج عمَارَة بْن تَمِيم القيني أَو اللَّخْمِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم وَذَلِكَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ كتب عَبْد الْملك بْن مَرْوَان إِلَى الْحجَّاج أَن ول مسمع بْن مَالك سجستان فولاه فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ فولى ابْن أَخِيه مُحَمَّد بْن شَيبَان فَعَزله الْحجَّاج وَولى الْأَشْعَث بْن بشر الْكَلْبِيّ ثمَّ عَزله وَضمّهَا إِلَى قُتَيْبَة بْن مُسلم فَبعث قُتَيْبَة أَخَاهُ عَمْرو بْن مُسلم ثمَّ قدمهَا قُتَيْبَة ثمَّ شخص عَنها واستخلف عَبْد ربه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر اللَّيْثِيّ ذَلِكَ كُله سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبَعض سنة سبع وَثَمَانِينَ فَلم يزل عَبْد ربه واليا حَتَّى عَزله قُتَيْبَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 الْقُضَاة قُضَاة الْبَصْرَة ولى عَبْد الْملك بْن مَرْوَان خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أسيد الْبَصْرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَند قتل مُصعب بْن الزبير فاستقضى خَالِد عَلَى الْبَصْرَة عبيد اللَّه بْن أَبِي بكرَة فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى قدم الْحجَّاج بْن يُوسُف فأقره ثمَّ ولى الْحجَّاج هِشَام ابْن هُبَيْرَة اللَّيْثِيّ ثمَّ ولى عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة الْعَبْدي الْكُوفَة لما اجْتمع النَّاس عَلَى عَبْد الْملك عَند قتل مُصعب أعَاد شريحا ثمَّ قدم الْحجَّاج فأقره عَلَى الْقَضَاء ثمَّ استعفاه فأعفاه وَولى أَبَا بردة بْن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ثمَّ استعفاه بعد الجماجم فأعفاه فاستقضى أَبَا بَكْر بْن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى مَاتَ ثمَّ استقضى عَامر بْن شرَاحِيل الشّعبِيّ الْمَدِينَة غلب عَلَيْهَا طَارق بْن عَمْرو مولى عُثْمَان بْن عَفَّان حِين قتل مُصعب بْن الزبير ودعا إِلَى عَبْد الْملك ثمَّ ولاها عَبْد الْملك الْحجَّاج بْن يُوسُف سنة ثَلَاث وَسبعين فاستقضى الْحجَّاج عَبْد اللَّهِ بْن قيس بْن مخرمَة فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى شخص الْحجَّاج إِلَى الْعرَاق واستخلفه عَلَى الْمَدِينَة ثمَّ ولى عَبْد الْملك عَمه يحيى بْن الحكم عَلَى الْمَدِينَة سنة سِتّ وَسبعين واستخلف أبان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان فأقره عَبْد الْملك فاستقضى أبان بْن عُثْمَان نَوْفَل بْن مساحق العامري فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى عزل أبان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَولى عَبْد الْملك الْمَدِينَة هِشَام بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي فاستقضى هِشَام عَمْرو بْن خلدَة الزرقي حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك الشَّام قَاضِي عَبْد الْملك أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ السَّنَد ولاها الْحجَّاج بْن يُوسُف سعيد بْن أسلم الْكلابِي سنة ثَمَان وَسبعين فَقتله مُحَمَّد وَمُعَاوِيَة ابْنا الْحَارِث العلافيان من بَنِي سامة بْن لؤَي فولاها الْحجَّاج مجاع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 ابْن سعر أحد بَنِي مرّة بْن عبيد سنة تسع وَسبعين فَمَاتَ مجاع فولاها الْحجَّاج مُحَمَّد بْن هَارُون بْن ذِرَاع النميري سنة ثَمَانِينَ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك البحران بعث عَبْد الْملك بْن مَرْوَان عُمَر بْن عبيد اللَّه فَقتل أَبَا فديك ثمَّ ولاها عَبْد الْملك ابْن أسيد بْن الْأَخْنَس بْن شريق الثَّقَفِيّ ولاها الْحجَّاج سِنَان بْن سَلمَة بْن المحبق الْهُذلِيّ فَمَاتَ فاستخلف ابْنه مُوسَى بْن سِنَان بْن سَلمَة فولى الْحجَّاج سعيد ابْن حسان الأسيدي ثمَّ ولى زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ ثمَّ عَزله سنة تسع وَسبعين وَولى مُحَمَّد بْن صعصعة الْكلابِي فولاها مُحَمَّد بْن صعصعة عَبْد الْملك بْن عَبْد اللَّهِ العوذي فَخرج عَلَيْهِ الريان النكري فهرب عَبْد الْملك وهرب مُحَمَّد وَبعث الْحجَّاج يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة فَقتل الريان وصلبه ثمَّ قفل يَزِيد فولاها الْحجَّاج قطن ابْن زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج والوليد عمان بعث إِلَيْهَا الْحجَّاج مُوسَى بْن سِنَان بْن سَلمَة وَذَلِكَ سنة كَذَا وَسبعين ثمَّ غلب عَلَيْهَا سعيد وَسليمَان ابْنا عباد فَبعث الْحجَّاج طفيل بْن حُصَيْن البهراني فأخرجهما مِنْهَا فَكتب إِلَيْهِ الْحجَّاج أَن يسْتَخْلف ويقفل فاستخلف حَاجِب بْن شيبَة فَمَاتَ بهَا فغلب عَلَيْهَا ابْن عباد فَوجه الْحجَّاج مجاع بْن سعر ثمَّ صرفه عَنها وَولى مُحَمَّد بن صعصعة فَقتله ابْن عباد فَبعث الْحجَّاج سُورَة بْن الْحر فَقتل ابْن عباد وولاها الْحجَّاج سعيد بْن حسان الأسيدي مصر ولاها عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان فَمَاتَ عَبْد الْعَزِيز سنة أَربع وَثَمَانِينَ فولاها عَبْد الْملك ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك وَذَلِكَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ولاها عَبْد الْملك حسان بْن النُّعْمَان سنة أَربع وَسبعين فَخرج مِنْهَا قَافِلًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 سنة ثَمَان وَسبعين فاستخلف سُفْيَان بْن مَالك الفهمي وَقدم عَلَى عَبْد الْملك فَرده فَلم يمضه عَبْد الْعَزِيز وَولى مُوسَى بْن نصير سنة تسع وَسبعين بدر بْن سُفْيَان بْن مَالك أفريقية مُوسَى بْن نصير سنة تسع وَسبعين فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك وَقد كَانَ عَبْد الْملك ولى قبل مُوسَى حسان بْن النُّعْمَان الغساني فَلم ينفذهُ عَبْد الْعَزِيز وَهُوَ عَلَى مصر وأنفذ مُوسَى بْن نصير الجزيرة ولاها عَبْد الْملك أَخَاهُ مُحَمَّد بْن مَرْوَان فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك والوليد أرمنية وأذربيجان ضمهما إِلَى مُحَمَّد بْن مَرْوَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك فعزل مُحَمَّد بْن مَرْوَان سنة خمس وَثَمَانِينَ واستخلف عَلَى أرمينية وأذربيجان عَبْد اللَّهِ بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ فَمَاتَ عَبْد اللَّهِ وَولى مُحَمَّد بْن مَرْوَان عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْيَمَامَة يَزِيد بْن هُبَيْرَة ثمَّ إِبْرَاهِيم بْن عَرَبِيّ اللَّيْثِيّ حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك الصائفة مَالك بْن عبيد اللَّه الْحَنَفِيّ ثمَّ ولى ابْنه الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك ثمَّ مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم ثمَّ عَمْرو بْن مُحرز الْأَشْجَعِيّ الشامات فلسطين ابْنه سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك حمص ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك الْأُرْدُن أَبُو عُثْمَان بْن مَرْوَان بْن الحكم البلقاء مُحَمَّد بْن عُمَر الثَّقَفِيّ أَخُو يُوسُف بْن عُمَر الْمَوْسِم سنة ثَلَاث وَأَرْبع وَسبعين الْحجَّاج بْن يُوسُف خمس وَسبعين وَعبد الْملك ابْن مَرْوَان سِتَّة وَسبع أبان بن عُثْمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 سنة ثَمَان الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك تسع وَسبعين وَسنة ثَمَانِينَ أبان بْن عُثْمَان إِحْدَى وَثَمَانِينَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ أبان بْن عُثْمَان ثَلَاث وَأَرْبع وَخمْس وست هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي الشَّرْط يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة السكْسكِي ثمَّ عَزله وَولى أَبَا ناتل ريَاح بْن عَبدة الغساني ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن زيد الْحكمِي ثمَّ عَزله وَولى كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك كَاتب الرسائل لَا أَبُو الزعيزعة مَوْلَاهُ الْخراج والجند سرجون بْن مَنْصُور الرُّومِي فَمَاتَ سرجون فولى سُلَيْمَان بْن سعد مولى خشين حَيّ من قضاعة وَهُوَ أول من ترْجم ديوَان الشَّام بِالْعَرَبِيَّةِ الْخَاتم وبيوت الْأَمْوَال والخزائن قبيصَة بْن ذُؤَيْب الْخُزَاعِيّ فَمَاتَ قبيصَة فولى عُمَر بْن الْحَارِث الْحَاجِب أَبُو يُوسُف مَوْلَاهُ الحرس عدي بْن عَيَّاش مولى لحمير ثمَّ جمعه لأبي الزعيزعة ثمَّ الريان بْن خَالِد بْن الريان مولى بَنِي محَارب فَمَاتَ الريان فولى ابْنه خَالِد بْن الريان حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك كَانَت ولَايَة عَبْد الْملك مُنْذُ اجْتمع عَلَيْهِ ثَلَاث عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَثَمَانِية وَعشْرين يَوْمًا ولَايَة الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك ثمَّ بُويِعَ الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فِي النّصْف من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ أم الْوَلِيد ولادَة بنت الْعَبَّاس بْن جُزْء بْن الْحَارِث بْن زُهَيْر بْن جذيمة من بَنِي عبس بْن بغيض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 ولد الْوَلِيد بِالْمَدِينَةِ فِي دَار عَبْد الْملك فِي بَنِي حديلة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَيُقَال أقل من ذَلِكَ مَاتَ فِي خلَافَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان عُمَر بْن أَبِي سَلمَة المَخْزُومِي روى عَن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلقمة بْن وَقاص اللَّيْثِيّ وزرارة بْن أوفى الْحَرَشِي وَعبد الرَّحْمَن بْن أذينة بعد الثَّمَانِينَ وَقبل التسعين وَعبد اللَّه بْن عتْبَان الْأَسدي وَعتبَة بْن الندر السّلمِيّ سنة سبع وَثَمَانِينَ فِيهَا قدم نيزك طرخان عَلَى قُتَيْبَة بْن مُسلم فَصَالحه وَأطلق من فِي يَده من الْأُسَارَى قُتَيْبَة يفتح بيكند وفيهَا غزا قُتَيْبَة بيكند من بُخَارى فاستنصروا الصغد فأتوهم فِي جمع كثير فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين واتبعهم الْمُسلمُونَ فَقتلُوا مِنْهُم بشرا كثيرا وأسروا واعتصم نَاس بِالْمَدِينَةِ وسألوا الصُّلْح فَصَالحهُمْ وولاهم رجلا من بَنِي قُتَيْبَة ورحل عَنهم فَقتلُوا عَامَّة أَصْحَابه فَرجع قُتَيْبَة فَسَأَلُوهُ الصُّلْح فَأبى فظفر بهَا عَنوة فَقتل من كَانَ فِيهَا من الْمُقَاتلَة وَأصَاب آنِية كَثِيرَة من الذَّهَب وَالْفِضَّة وفيهَا أغزى مُوسَى بْن نصير ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن نصير سردانية من بِلَاد الْمغرب فَافْتتحَ قولة وفيهَا أغزى بْن نصير أَيْضا عَبْد اللَّهِ بْن حُذَيْفَة الْأَزْدِيّ سردانية فغنم وَأصَاب سبيا وَغَنَائِم وفيهَا بنى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك مَسْجِد دمشق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 وفيهَا أَمر الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز فَبنى مَسْجِد رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَاد عَلَيْهِ وفيهَا كَانَ طاعون الفتيات بِالْبَصْرَةِ فِي شَوَّال وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك فَافْتتحَ فَيعم وبحيرة الفرسان وَبلغ عسكرة قلو ذيما فَقتل وسبى وَأقَام الْحَج عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وَفِي سنة سبع وَثَمَانِينَ مَاتَ شُرَيْح القَاضِي والمقدام بْن معدي كرب قَالَ أَبُو نعيم مَاتَ شُرَيْح سنة سِتّ وَسبعين وَعتبَة بْن عَبْد السّلمِيّ من أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهَا ولد شُعْبَة بْن الْحجَّاج وفيهَا ولد عُمَر بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ وَالِي الْعرَاق سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ قُتَيْبَة يَغْزُو تومشكث وأرمثنة فِيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم تومشكث فَتَلقاهُ أَهلهَا فَصَالَحُوهُ ثمَّ سَار إِلَى أرمثنة فَصَالحه أَهلهَا وَانْصَرف فزحف إِلَيْهِم التّرْك مَعَهم الصغد وَأهل فرغانة فاعترضوا الْمُسلمين وَعَلَيْهِم ابْن أُخْت ملك الصين يُقَال فِي مِائَتي ألف فأظهر اللَّه الْمُسلمين وفض جمع الْمُشْركين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 وفيهَا غزا مُحَمَّد بْن مَرْوَان أرمينية فصاف وشتى وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك وَالْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فرابطا أنطاكية وشتوا بهَا فَجمعت لَهُم الرّوم جمعا كثيرا فزحفوا إِلَيْهِم فَهزمَ اللَّه الرّوم وَقتل مِنْهُم بشرا كثيرا يُقَال خَمْسُونَ ألفا وَفتح اللَّه جرثومة وطوانة وَأقَام الْحَج عُمَر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن بسر السّلمِيّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع وَثَمَانِينَ فِيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم وردان خذاه ملك بُخَارى فَلم يطقهم فَرجع وفيهَا أغزى مُوسَى بْن نصير ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى فَأتى ميورقة ومنورقة جزيرتين بَين صقلية والأندلس وافتتحهما وَهَذِه الْغُزَاة تدعى غَزْوَة الْأَشْرَاف كَانَ مَعَه أَشْرَاف النَّاس وفيهَا أغزى مُوسَى بْن نصير ابْنه مَرْوَان بْن السوس الْأَقْصَى فَبلغ السَّبي أَرْبَعِينَ ألفا وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك عمورية فلقي جمعا للْمُشْرِكين فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَأقَام الْحَج عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وفيهَا ولي خَالِد بْن عبد الله الْقَسرِي مَكَّة وَفِي سنة تسع وَثَمَانِينَ مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن ثَعْلَبَة بْن صعير وَبعد الثَّمَانِينَ وَقبل التسعين مَاتَ زُرَارَة بْن أوفى وَعبد الرَّحْمَن بْن أذينة ومعبد الْجُهَنِيّ وَحميد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 ابْن عَبْد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي وَيُونُس بْن جُبَير أَبُو غلاب وَأَبُو أَيُّوب الْأَزْدِيّ وقسامة بْن زُهَيْر وَأَبُو السوار الْعَدوي وَنصر بْن عَاصِم اللَّيْثِيّ وَيحيى بْن يعمر وَعبد الرَّحْمَن وَمُسلم ابْنا أَبِي بكرَة وخيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَن سنة تسعين فِيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم وردان خذاه الْغَزْوَة الثَّانِيَة وَأرْسل وردان خذاه إِلَى الصغد وَالتّرْك وَمن حَولهمْ يستنصرهم فَلَقِيَهُمْ قُتَيْبَة فَهَزَمَهُمْ اللَّه وفض جمعهم وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك سورية فَفتح الْحُصُون الْخَمْسَة الَّتِي بهَا وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فَبلغ أرزن ثمَّ رَجَعَ وَأقَام الْحَج عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وفيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمسور بْن مخرمَة وَأَبُو ظبْيَان الْجَنبي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِيهَا عزل الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك مُحَمَّد بْن مَرْوَان عَن الجزيرة وأرمينية وأذربيجان وولاها مسلمة بْن عَبْد الْملك فغزا مسلمة سنة إِحْدَى وَتِسْعين التّرْك حَتَّى بلغ الْبَاب من نَحْو أذربيجان فَفتح مَدَائِن وحصونا ودان لَهُ من وَرَاء الْبَاب وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وفيهَا مَاتَ سهل بْن سعد السَّاعِدِيّ من أَصْحَاب النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فِيهَا افْتتح مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن أَبِي عقيل الثَّقَفِيّ مَدِينَة قنزبور وافتتح أَيْضا مَدِينَة أرمايل صلحا وفيهَا افْتتح قُتَيْبَة شومان وكش ونسف فَكتب إِلَيْهِ الْحجَّاج أَن سر إِلَى رتبيل فَسَار فَصَالحه رتبيل وفيهَا وَجه مُوسَى بْن نصير مَوْلَاهُ طَارِقًا فَأتى طنجة وَهِي عَلَى سَاحل الْبَحْر وَعبر إِلَى الأندلس فَلَقِيَهُ ملكهَا فَقتل وسبى وَأسر فَقتل الْأُسَارَى وَقتل ملكهم قَالَ أَبُو نعيم فِيهَا مَاتَ عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَيُقَال سنة أَربع وَتِسْعين سنة ثَلَاث وَتِسْعين فتوح مُحَمَّد بن الْقَاسِم الثَّقَفِيّ فِيهَا افْتتح مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن أَبِي عقيل الثَّقَفِيّ الديبل ثمَّ سَار إِلَى البيرون فَأَتَاهُ كتاب الْحجَّاج أَنْت أَمِير مَا افتتحت قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وولاه الْحجَّاج وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَفِي ذَلِكَ يَقُول يَزِيد ابْن الحكم ... إِن الشجَاعَة والسماحة والندى لمُحَمد بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد ... ... قاد الجيوش لسبع عشرَة حجَّة يَا قرب ذَلِكَ سؤددا من مولد ... قَالَ فَحَدثني ابْن كهمس بْن الْحسن قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ كنت مَعَ مُحَمَّد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 الْقَاسِم فجاءنا داهر فِي جمع كثير وَمَعَهُ سَبْعَة وَعِشْرُونَ فيلا فعبرنا إِلَيْهِم فَهَزَمَهُمْ اللَّه وهرب داهر قَالَ أَبِي ثمَّ عبرنا إِلَيْهِم وَاتبع عِصَابَة من الْمُسلمين الْعَدو فَقَتَلُوهُمْ ثمَّ رجعُوا إِلَى الْعَسْكَر فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْل أقبل داهر وَمَعَهُ جمع كثير مصلتين فَقتل داهر وَعَامة أَصْحَابه وَانْهَزَمَ الْآخرُونَ واتبعهم مُحَمَّد بْن الْقَاسِم حَتَّى أَتَى مَدِينَة برهما فَخرج إِلَيْهِ قوم مِنْهُم فقاتلوهم فألجأهم إِلَى مدينتهم فحصرهم حَتَّى فتحهَا ثمَّ سَار إِلَى الكيرج فافتتحها وَفِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين غزا مُوسَى بْن نصير بِلَاد الْمغرب فَحَدثني بَكْر بْن عَطِيَّة عَن عوَانَة قَالَ غزا مُوسَى بْن نصير فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَأتى طنجة ثمَّ عبر لَا يَأْتِي عَلَى مَدِينَة حَتَّى يفتحها أَو ينزلُوا عَلَى حكمه ثمَّ سَار إِلَى قرطبة ثمَّ سَار مغربا فَافْتتحَ مَدِينَة باجة مِمَّا يَلِي الْبَحْر وافتتح مَدِينَة الْبَيْضَاء وَوجه الجيوش فَجعلُوا يفتحون ويغنمون وفيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم خوارزم فَصَالَحُوهُ عَلَى عشرَة آلَاف رَأس ثمَّ سَار إِلَى سَمَرْقَنْد فقاتلوه قتالا شَدِيدا وحاصرهم حَتَّى صالحوه عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف عَلَى أَن يعطوه تِلْكَ السّنة ثَلَاثِينَ ألف رَأس فَرضِي بذلك وفيهَا غزا الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن لاعبد الْملك أَرض الرّوم فَفتح اللَّه عَلَى يَدَيْهِ حصنا وغزى مَرْوَان بْن الْوَلِيد أَيْضا حَتَّى بلغ خنجرة وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك فَافْتتحَ بِأبي الْحصن الْجَدِيد من نَاحيَة ملطية وَأقَام الْحَج عَبْد الْعَزِيز بْن الْوَلِيد بن عبد الْملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 وَفِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين مَاتَ أنس بْن مَالك قَالَ أَبُو الْيَقظَان صلى عَلَيْهِ قطن بْن مدرك الْكلابِي وَبلغ أنس مائَة سنة وَثَلَاث سِنِين وفيهَا مَاتَ سعيد بْن الْمسيب وَعُرْوَة بْن الزبير وَأَبُو سَلمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام ومحمود بْن لبيد وخبيب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وَجَابِر بن زيد بِالْبَصْرَةِ وَتَمِيم بْن طرفَة بِالْكُوفَةِ وَإِبْرَاهِيم بْن يَزِيد التَّيْمِيّ بواسط فِي حبس الْحجَّاج وَيُقَال سنة أَربع سنة أَربع وَتِسْعين فِيهَا غزا قُتَيْبَة بْن مُسلم كابل فحصر أَهلهَا حَتَّى افتتحها وفيهَا غزا قُتَيْبَة فرغانة فحصر أَهلهَا وافتتح قلاعها وَبعث خيلا فافتتحت الشاش وفيهَا قدم مُوسَى بْن نصير من الأندلس وافدا إِلَى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك يُخبرهُ مَا فتح اللَّه عَلَى يَدَيْهِ وَمَا مَعَه من الْأَمْوَال والتيجان وَبعث إِلَيْهِ بالخمس وفيهَا قتل مُحَمَّد بْن الْقَاسِم صصة وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك أَرض الرّوم فَافْتتحَ سندرة وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد أَرض الرّوم فَافْتتحَ أنطاكية وقارطة من السَّاحِل وَفِي سنة أَربع وَتِسْعين غزا عَبْد الْعَزِيز بْن الْوَلِيد أَرض الرّوم حَتَّى بلغ غزالة وَأقَام الْحَج مسلمة بْن عَبْد الْملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 سنة خمس وَتِسْعين فِيهَا فتح مُحَمَّد بْن الْقَاسِم المولتان وفيهَا قفل مُوسَى بْن نصير من أفريقية واستخلف ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن نصير وَحمل الْأَمْوَال عَلَى الْعجل وَالظّهْر وَمَعَهُ ثَلَاثُونَ ألف رَأس فَقدم عَلَى الْوَلِيد وفيهَا فتح مسلمة بْن عَبْد الْملك مَدِينَة الْبَاب من أرمينية وَهدم مدينتها وأخربها ثمَّ بناها مسلمة بعد تسع سِنِين مسلمة يفتح شرْوَان وجمران والبران وُصُول وَالْبَاب فَحَدثني أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيد بْن أسيد قَالَ غزا مسلمة فَافْتتحَ شرْوَان وجمران والبران ومدينة صول حَتَّى أَتَى الْبَاب قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَان الْبَاهِلِيّ عَن رجل من باهلة حضر مسلمة قَالَ نزل مسلمة عَلَى مَدِينَة الْبَاب فَأَتَاهُ رجل فَسَأَلَهُ أَن يُؤمنهُ عَلَى نَفسه وَأهل بَيته ويدله عَلَى عَورَة الْمَدِينَة فَأعْطَاهُ ذَلِكَ فَدخل الْمُسلمُونَ الْمَدِينَة وَنذر بهم الْعَدو فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَلَمَّا كَانَ السحر كبر شيخ من الْمُسلمين وَأظْهر اللَّه الْمُسلمين وفيهَا غزا قُتَيْبَة الشاش غَزْوَة ثَانِيَة فَأَتَتْهُ وَفَاة الْحجَّاج فَرجع إِلَى مَرْوَان وفيهَا قتل الْحجَّاج بْن يُوسُف سعيد بْن جُبَير وفيهَا مَاتَ الْحجَّاج وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 من كَانَ عَلَى شَرط الْحجَّاج وحرسه وَكتابه حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا جمعت الْعرَاق للحجاج فَقدم فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين فَكَانَ عَلَى شرطة الْكُوفَة قبل أَن ينزل وَاسِط عَبْد الرَّحْمَن بْن عبيد السَّعْدِيّ وَضم إِلَيْهِ شَرط الْبَصْرَة فَكَانَ إِذا انحدر إِلَى الْبَصْرَة اسْتخْلف عَلَى شَرط الْكُوفَة ابْن أَخِيه مودودا وَإِذا شخص عَن الْبَصْرَة اسْتخْلف عَلَيْهَا صَاحب شَرط من قبله ثمَّ عَزله الْحجَّاج فولى شرطة الْكُوفَة زِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وشرطة الْبَصْرَة عَامر بْن مسمع بْن مَالك ثمَّ ولى عَبْد الْملك الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة فولى يَزِيد بْن عُمَيْر الأسيدي ثمَّ ابْنه عُمَر بْن يَزِيد بْن عُمَيْر فولى زِيَاد بْن عَمْرو الْعَتكِي ثمَّ بنى وَاسِط وَهُوَ أول من بناها وَكَانَ عَلَى شَرطه بواسط أَرْبَعَة من أهل الشَّام مُوسَى ابْن وجيه الْحِمْيَرِي ومهاصر بْن سحيم الطَّائِي وَعِكْرِمَة بْن الأوصافي حميري وَأَبُو علاقَة السكْسكِي ثمَّ قفل أَبُو علاقَة إِلَى الشَّام وَولى سُفْيَان بْن سليم الْأَزْدِيّ فَحَدثني الْوَلِيد بْن هِشَام قَالَ أَخْبرنِي بشر بْن عِيسَى عَن جده قَالَ مر بِنَا الْحجَّاج بواسط وَأَنا يَوْمئِذٍ غُلَام وَبَين يَدَيْهِ سُفْيَان بْن الْأَبْرَد وَرجل آخر كِلَاهُمَا عَلَى حربته وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ عَلَى حربته أَبُو السكن مولى خشين حَيّ من قضاعة من حمير قَالُوا وَكَانَ كَاتب الْخراج زَاذَان فروخ فَمَاتَ فولى الْحجَّاج يَزِيد بْن أَبِي مُسلم وَكَاتب الرسائل نَافِع مَوْلَاهُ مَاتَ الْحجَّاج وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين وَمَات فِي آخر ولَايَة الْحجَّاج الْعَلَاء بْن زِيَاد بْن مطر الْعَدوي وَسنَان بْن سَلمَة بْن المحبق وَحَكِيم بْن جَابر وَمَالك بْن الْحَارِث وَعقبَة بْن صهْبَان بعد التسعين وَفِي ولَايَة الْوَلِيد مَاتَ ربيعَة بْن عباد الدئلي وعباس بْن سهل بْن سعد السَّاعِدِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 وَعبد اللَّه بْن أَبِي قَتَادَة وجعفر بْن عَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي آخر ولَايَة الْوَلِيد وَعبيد اللَّه بْن عدي بْن الْخِيَار وَأَبُو سعيد المَقْبُري وثابت بْن أَبِي قَتَادَة وَأقَام الْحَج بشر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بن مَرْوَان سنة سِتّ وَتِسْعين فِيهَا مَاتَ الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم أَن الْوَلِيد توفّي يَوْم السبت فِي النّصْف من شهر ربيع الأول وَقَالَ بَعضهم الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وَهُوَ ابْن أَربع وَأَرْبَعين صلى عَلَيْهِ سُلَيْمَان ابْن عَبْد الْملك حَدَّثَنِي يحيى بْن مُحَمَّد عَن عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن المؤمل المَخْزُومِي قَالَ ولد الْوَلِيد بِالْمَدِينَةِ سنة خمس وَأَرْبَعين قَالَ وَمَات وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَخمسين قَالَ حَاتِم بْن مُسلم ابْن تسع وَأَرْبَعين صلى عَلَيْهِ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَكَانَت ولَايَته تسع سِنِين وَخَمْسَة أشهر وأياما بيعَة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك ثمَّ بُويِعَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَأمه ولادَة بنت الْعَبَّاس هِيَ أم الْوَلِيد بْن عبد الْملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 تَسْمِيَة عُمَّال الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وَالْحجاج عَلَى الْبَصْرَة الحكم بْن أَيُّوب فِي ولَايَة الْوَلِيد ثمَّ عَزله وَولى طَلْحَة بْن سعيد الْجُهَنِيّ من أهل دمشق ثمَّ عَزله وَولى عَمْرو بْن سعيد العوذي من أهل دمشق ثمَّ عَزله وَولى مهاصر بْن سحيم الْكِنَانِي من أهل حمص ثمَّ عَزله وَولى قطن بْن مدرك الْكلابِي ثمَّ عَزله وَولى الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج والوليد الْكُوفَة عُرْوَة بْن الْمُغيرَة بْن شُعْبَة الثَّقَفِيّ سنة خَمْسَة وَتِسْعين وَزِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ الشَّرْط حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج فولاها يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة حَرْمَلَة بْن عُمَيْر اللَّخْمِيّ حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد خُرَاسَان قُتَيْبَة بْن مُسلم حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج والوليد سجستان كَانَت إِلَى قُتَيْبَة فولاها قُتَيْبَة عَبْد ربه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَيْر اللَّيْثِيّ ثمَّ عَزله وَولى النُّعْمَان بْن عَوْف الْيَشْكُرِي فِي ولَايَة الْوَلِيد حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج والوليد البحران ولاها الْحجَّاج قطن بْن زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ سنة تسع وَسبعين فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ عَبْد الْملك والوليد وَالْحجاج عمان عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم الْكَلْبِيّ ثمَّ عَبْد الْجَبَّار بْن سُبْرَة الْمُجَاشِعِي حَتَّى مَاتَ الْحجَّاج السَّنَد مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن أَبِي عقيل سنة خمس وَتِسْعين مَكَّة مَاتَ عَبْد الْملك وَعَلَيْهَا نَافِع بْن عَلْقَمَة بْن صَفْوَان فأقره الْوَلِيد سنتَيْن ثمَّ عَزله وَولى خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي وَذَلِكَ سنة تسع وَثَمَانِينَ فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 الْمَدِينَة مَاتَ عَبْد الْملك وَعَلَيْهَا هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي فأقره الْوَلِيد سنتَيْن ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان سنة سبع وَثَمَانِينَ فِي أَولهَا أَو آخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ بهَا إِلَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثمَّ عزل واستخلف عَلَى الْمَدِينَة أَبَا بَكْر ابْن حزم فَعَزله الْوَلِيد وولاها عُثْمَان نب حَيَّان المري فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد الْيَمَامَة مَاتَ عَبْد اللَّهِ وَعَلَيْهَا إِبْرَاهِيم بْن عَرَبِيّ فأقره الْوَلِيد الجزيرة أقرّ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم مَعَ أرمينية وأذربيجان مصر مَاتَ عَبْد الْملك وَعَلَيْهَا ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْملك فأقره الْوَلِيد ثمَّ عَزله وَمن عُمَّال الْوَلِيد عَلَيْهَا قُرَّة بْن شريك الْعَبْسِي أفريقية مَاتَ عَبْد الْملك وَعَلَيْهَا مُوسَى بْن نصير فَأَقَامَ سنتَيْن ثمَّ شخص إِلَى الْوَلِيد سنة خمس وَتِسْعين واستخلف ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد الْيمن أقرّ عَلَيْهَا مُحَمَّد بْن يُوسُف حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد الشامات دمشق عَبْد الْعَزِيز بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد الْأُرْدُن ابْنه عُمَر بْن الْوَلِيد حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد فلسطين سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك حمص الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد الْمَوْسِم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ هِشَام بْن إِسْمَاعِيل سبع وَثَمَانِينَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ثَمَان وَثَمَانِينَ عُمَر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك تسع وَثَمَانِينَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز تسعين عمر بن عبد الْعَزِيز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 إِحْدَى وَتِسْعين الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ثَلَاث وَتِسْعين عَبْد الْعَزِيز بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك أَربع وَتِسْعين مسلمة بْن عَبْد الْملك خمس وَتِسْعين بشر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك الصائفة مسلمة بْن عَبْد الْملك ثمَّ ابْنه الْعَبَّاس ثمَّ ابْنه عُمَر الشَّرْط ريَاح بْن عَبدة ثمَّ عَزله وَولى كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي حَتَّى مَاتَ الْوَلِيد الرسائل جنَاح مَوْلَاهُ الْخراج والجند سُلَيْمَان بْن سعد مولى خشين الْخَاتم عَمْرو بْن الْحَارِث مولى عَامر بْن لؤَي فَمَاتَ فَدفعهُ إِلَى جنَاح مَوْلَاهُ بيُوت الْأَمْوَال والخزائن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو الحرس خَالِد بْن الريان حَاجِبه سعيد مَوْلَاهُ وَيُقَال مُحَمَّد بْن أَبِي سُهَيْل مولى مَرْوَان حَدَّثَنِي الْوَلِيد عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه وَغَيرهم بذلك أجمع الْقُضَاة قضاءالمدينة ولى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْمَدِينَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي أَخّرهَا أَو فِي أول سنة سبع فولى عُمَر الْقَضَاء عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد بْن جَارِيَة ثمَّ عَزله واستقضى أَبَا بَكْر بْن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم ثمَّ عَزله الْوَلِيد وَولى عُثْمَان بْن حَيَّان المري ثمَّ ولى أَبَا بَكْر بْن حزم الْمَدِينَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 وعَلى الْكُوفَة عَامر الشّعبِيّ وَفِي سنة سِتّ وَتِسْعين فِيهَا جمع سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك الْعرَاق ليزِيد بْن الْمُهلب بْن أَبِي صفرَة وَولى الْخراج صَالح بْن عَبْد الرَّحْمَن وفيهَا ولى يَزِيد بْن الْمُهلب الْأَشْعَث بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْجَارُود الْبَحْرين فَخرج عَلَيْهِ مَسْعُود بْن أَبِي زَيْنَب الْمحَاربي فانحاز الْأَشْعَث وَضبط مَسْعُود الْبَحْرين مقتل قُتَيْبَة بن مُسلم الْبَاهِلِيّ وفيهَا قتل قُتَيْبَة بْن مُسلم بخراسان فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حَاضر الأسيدي قَالَ أتيت حضين بْن الْمُنْذر حِين سَار النَّاس إِلَى قُتَيْبَة فَقَالَ لي مَا صنع الْقَوْم قلت مَا أَرَاهُم إِلَّا قاتليه إِن وصلوا إِلَى قَتله فَأَطْرَقَ طَويلا ثمَّ قَالَ يَا بْن أَبِي حَاضر كم ترى فِي هَذَا الْعَسْكَر من فرس ودابة وبغل وحمار قلت مائَة ألف قَالَ فوَاللَّه لَو انتخبوا من ذَلِكَ عشرَة آلَاف ثمَّ انتخبوا من الْعشْرَة آلَاف ألفا ثمَّ بعثوا كل وَاحِد فِي وَجه يطْلبُونَ مثل قُتَيْبَة مَا قدرُوا عَلَيْهِ وَفِي سنة سِتّ وَتِسْعين مَاتَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وهوابن ثَلَاث وَخمسين وَإِبْرَاهِيم ابْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف ومحمود بْن الرّبيع الخزرجي وأغزى سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك الصائفة مسلمة بْن عَبْد الْملك وَأقَام الْحَج أَبُو بَكْرِ بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد فَافْتتحَ طبرس والمرزبانين وغزا بشر بْن الْوَلِيد فقفل وَقد توفّي الْوَلِيد وفيهَا أُصِيب جِدَار وَهُوَ مَعَه بِأَرْض الرّوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 سنة سبع وَتِسْعين غَزْوَة يزِيد بن الْمُهلب جرجان فِيهَا غزا يَزِيد بْن الْمُهلب جرجان فحدثنا أَبُو الْحسن قَالَ غزا يَزِيد جرجان فِي خلَافَة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَلم تَكُ يَوْمئِذٍ مَدِينَة إِنَّمَا هِيَ جبال مُحِيطَة بهَا وتحول إِلَى صول فَنزل الْبحيرَة جَزِيرَة فِي الْبَحْر وَيزِيد فِي ثَلَاثِينَ ألفا فَدَخلَهَا يَزِيد وَأصَاب أَمْوَالًا ثمَّ خرج إِلَى الْبحيرَة فحاصر صولا فَكَانَ صول يخرج فِي الْأَيَّام فيقاتلهم فَمَكَثُوا كَذَلِكَ أشهرا وَانْصَرف عَنهم فِي شهر رَمَضَان وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ صَالحهمْ يَزِيد عَلَى خمس مائَة ألف دِرْهَم يؤدونها فِي كل عَام وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق أَنه شهد ذَلِكَ مَعَ يَزِيد بْن الْمُهلب قَالَ صَالحهمْ عَلَى خمس مائَة ألف دِرْهَم وزن خَمْسَة وبعثوا إِلَيْهِ بِثِيَاب وطيالسة وَألف رَأس وفيهَا مَاتَ طَلْحَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَوْف وَسَعِيد بْن مرْجَانَة وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك برجمة والحصن الَّذِي افْتتح الوضاح وَهُوَ حصن ابْن عَوْف وافتتح أَيْضا مسلمة حصن الْحَدِيد وسرد وسل بضواحي الرّوم وشتى عُمَر بْن هُبَيْرَة فِي الْبَحْر وَأقَام الْحَج سُلَيْمَان بن عبد الْملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 سنة ثَمَان وَتِسْعين غَزْو يزِيد بن الْمُهلب طبرستان فِيهَا غزا يَزِيد بْن الْمُهلب طبرستان فَسَأَلَهُ الأصبهبذ الصُّلْح فَأبى فاستعان الأصبهبذ بِأَهْل الْجبَال والديلم فَالْتَقوا عَند سَنَد الْجَبَل فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ هزم اللَّه الْمُشْركين وصعدوا الْجَبَل فَبعث يَزِيد حَيَّان النبطي فَصَالح الأصبهبذ عَلَى سبع مائَة ألف دِرْهَم وَأَرْبع مائَة وقر زعفران أَو قِيمَته من الْعين وَأَرْبع مائَة رجل مَعَ كل رجل برنس وطيلسان وجام فضَّة وسرقة حَرِير وَكِسْوَة فَقبل ذَلِكَ يَزِيد وَانْصَرف عَنهم قَالَ أَبُو الْحسن غدر أهل جرجان بِمن خلف يَزِيد عَلَيْهِم من الْمُسلمين فَقَتَلُوهُمْ فَلَمَّا فرغ من صلح طبرستان سَار إِلَيْهِم فَتَحَصَّنُوا وصاحبهم الْمَرْزُبَان فَقَاتلهُمْ يَزِيد أشهرا ثمَّ أعْطوا بِأَيْدِيهِم ونزلوا عَلَى حكمه فَقتل مقاتلهم وسبى ذَرَارِيهمْ وصلبهم فرسخين وقاد مِنْهُم اثْنَي عشر ألفا إِلَى الأندر وَادي جرجان فَقَتلهُمْ وأجرى المَاء فِي الْوَادي عَلَى الدَّم وَعَلِيهِ أرحاء ليطحن بدمائهم فطحن واختبز وَأكل وَكَانَ حلف عَلَى ذَلِكَ وَفِي سنة ثَمَان وَتِسْعين شَتَّى مسلمة بضواحي الرّوم وشتى عُمَر بْن هُبَيْرَة فِي الْبَحْر فَسَار مسلمة من مشتاه حَتَّى سَار إِلَى القسطنينة فِي الْبَحْر وَالْبر فجاوز الخليج وافتتح مَدِينَة الصقالبة وأغارت خيل برجان عَلَى مسلمة فَهَزَمَهُمْ اللَّه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 وَخرب مسلمة مَا بَين الخليج وقسطنينية وفيهَا أُصِيب عَبْد اللَّهِ بن رشراحيل وَأقَام الْحَج عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد وَفِي سنة ثَمَان وَتِسْعين مَاتَ كريب مولى ابْن عَبَّاس وَأَبُو عبيد مولى أبن أَزْهَر وَعبد الرَّحْمَن بْن يَزِيد بْن جَارِيَة وَقيس بْن أَبِي حَازِم وَعبد الرَّحْمَن بْن كَعْب بْن مَالك فِي خلَافَة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة فِي خلَافَة سُلَيْمَان سنة تسع وَتِسْعين فِيهَا أغارت الخزر عَلَى أرمينية وأذربيجان وَعَلَيْهَا عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ فَقتل اللَّه عَامَّة الخزر وَكتب بذلك عَبْد الْعَزِيز إِلَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز عَند ولَايَته فولى عُمَر عدي بْن عدي أرمينية فاحتفر عدي نَهرا يُقَال لَهُ الْيَوْم نهر عدي وَفَاة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وفيهَا مَاتَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بدابق حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَا مَاتَ سُلَيْمَان بدابق يَوْم الْجُمُعَة لعشر خلون من صفر سنة تسع وَتِسْعين وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَأَرْبَعين سنة وَصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز قَالَ عَبْد الْعَزِيز مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 قَالَ حَاتِم بْن مُسلم ابْن خمس وَأَرْبَعين كَانَت ولَايَته سنتَيْن وَعشرَة أشهر وَنصفا أَو تِسْعَة أشهر وَنصف ولد سُلَيْمَان فِي دَار عَبْد الْملك بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي حديلة وَمَات بدابق من أَرض قنسرين خلَافَة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ثمَّ بُويِعَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وَأمه أم عَاصِم بنت عَاصِم بْن عُمَر بن الْخطاب من كَانَ عَلَى شَرط يَزِيد بْن الْمُهلب وكاتبه حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا جمعت الْعرَاق ليزِيد بْن الْمُهلب سنة سِتّ وَتِسْعين فَأقر عَلَى شَرط الْكُوفَة زِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وَولى شَرط الْبَصْرَة عُثْمَان بْن الحكم بْن ثَعْلَبَة الْهنائِي وعَلى شَرطه بواسط حَرْب بْن عَبْد اللَّهِ ثمَّ سَار إِلَى خُرَاسَان واستخلف عَلَى الْعرَاق الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فَكَانَ عَلَى شَرطه بواسط مُحَمَّد بْن عَلْقَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن الْحكمِي وَأقر شَرط الْبَصْرَة والكوفة عَلَى مَا كَانَت كَاتب يَزِيد كوثر والمغيرة بْن أَبِي قُرَّة مولى بَنِي سدوس قتل يَزِيد وَهُوَ ابْن تسع وَأَرْبَعين سنة تَسْمِيَة عُمَّال سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك مَكَّة أقرّ عَلَيْهَا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي ثمَّ عَزله وَولى دَاوُد بْن طَلْحَة ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان الْمَدِينَة مَاتَ الْوَلِيد وَعَلَيْهَا عُثْمَان بْن حَيَّان المري فَعَزله سُلَيْمَان وَولى أَبَا بَكْر ابْن حزم فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 الْيمن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة السَّعْدِيّ من بَنِي سعد بْن بَكْر بْن مُعَاوِيَة الْبَصْرَة ولاها يَزِيد بْن الْمُهلب فِي خلَافَة سُلَيْمَان بْن سُفْيَان بْن عُمَيْر الْكِنْدِيّ وعزل عَنها الْجراح وَذَلِكَ سنة مائَة ثمَّ ولاها يَزِيد عَبْد اللَّهِ بْن بِلَال الْكلابِي ثمَّ عَزله وَولى مَرْوَان بْن الْمُهلب حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان الْكُوفَة مَاتَ الْوَلِيد وَعَلَيْهَا حَرْمَلَة بْن عُمَيْر فأقره يَزِيد بْن الْمُهلب أشهرا ثمَّ عَزله وَولى بشر بْن حسان الْمهرِي ثمَّ عَزله وَولى سُفْيَان بْن حريش الْخَولَانِيّ حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان خُرَاسَان مَاتَ الْوَلِيد وَعَلَيْهَا قُتَيْبَة بْن مُسلم فَخلع سُلَيْمَان فَقتل قُتَيْبَة وَتَوَلَّى أَمر النَّاس وَكِيع بْن أَبِي سود الغداني فَعَزله يَزِيد بْن الْمُهلب وَولى ابْنه مَخْلَد بْن يَزِيد ثمَّ قدمهَا يَزِيد ثمَّ شخص واستخلف ابْنه مخلدا حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان سجستان ولاها يَزِيد أَخَاهُ مدْركا ثمَّ عَزله وَولى ابْنه مُعَاوِيَة بْن يَزِيد حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان السَّنَد كتب سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك إِلَى صَالح بْن عَبْد الرَّحْمَن أَن يَأْخُذ آل بَنِي أَبِي عقيل ويحاسبهم فولى صَالح حبيب بْن الْمُهلب حَرْب الْهِنْد وَيزِيد بْن أَبِي كَبْشَة الْخراج فَأَقَامَ بهَا يَزِيد بْن أَبِي كَبْشَة أقل من شهر ثمَّ مَاتَ واستخلف أَخَاهُ عبيد اللَّه بْن أَبِي كَبْشَة فَعَزله صَالح وَولى عمرَان بْن النُّعْمَان الكلَاعِي ثمَّ جمع حربها وخراجها لحبيب بْن الْمُهلب البحران ولاها يَزِيد بْن الْمُهلب الْأَشْعَث بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْجَارُود فَأخْرجهُ مِنْهَا مَسْعُود بْن أَبِي زَيْنَب الْعَبْدي من بَنِي محَارب وَغلب عَلَيْهَا وَذَلِكَ سنة سِتّ وَتِسْعين أفريقية أقرّ عَلَيْهَا عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن نصير ثمَّ عَزله سنة سبع وَتِسْعين وَيُقَال مُحَمَّد بْن يَزِيد مولى رَيْحَانَة بنت أَبِي الْعَاصِ سنة سبع وَتِسْعين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 عمان ولاها صَالح بْن عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الرَّحْمَن بْن قيس اللَّيْثِيّ ثمَّ ولاها يَزِيد بْن الْمُهلب أَخَاهُ زِيَاد بْن الْمُهلب الْيَمَامَة ولاها سُلَيْمَان سُفْيَان بْن عَمْرو الْعقيلِيّ ثمَّ نوح بْن هُبَيْرَة أرمينية عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان وَلم تغز أرمينية حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَان الْمَوْسِم سنة سِتّ وَتِسْعين أَبُو بَكْر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم وَسبع وَتِسْعين سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك ثَمَان وَتِسْعين عَبْد الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن أسيد الصائفة أَيُّوب بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك ثمَّ مسلمة بْن عَبْد الْملك الشَّرْط كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي كَاتب الرسائل لَيْث بْن أَبِي رقية مولى أم الحكم بنت أَبِي سُفْيَان الْخراج والجند سُلَيْمَان بْن سعد مولى خشين الْخَاتم نعيم بْن أَبِي سَلامَة مولى لأهل الْيمن بيُوت الْأَمْوَال والخزائن وَالرَّقِيق والنفقات عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْحَارِث مولى بَنِي عَامر بْن لؤَي الحرس خَالِد بْن الريان مولى بَنِي محَارب حَاجِبه أَبُو عبيد مَوْلَاهُ فِي خلَافَة سُلَيْمَان ولد سُفْيَان بْن سعيد الثَّوْريّ وَمَالك بْن أنس قَالَ عَبْد الرَّحْمَن سألتهما عَن سنهما فاتفقا عَلَى ذَلِكَ وَفِي سنة تسع وَتِسْعين غزا الْوَلِيد بْن هِشَام وَعَمْرو بْن قيس الْكِنْدِيّ أَبُو عِيسَى بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 عَمْرو فأصيب من أَصْحَاب عَمْرو بْن قيس بْن الْجَعْد فِي نَاس من أهل إنطاكية وَأصَاب الْوَلِيد بْن هِشَام فُرْسَانًا من ضواحي الرّوم وَأسر نَاسا كثيرا وفيهَا حمل عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الطَّعَام وَالدَّوَاب إِلَى مسلمة بْن عَبْد الْملك إِلَى بِلَاد الرّوم وَأمر من كَانَ لَهُ هُنَاكَ حميم أَن يبْعَث إِلَيْهِ وَبعث مَعَه بعثا فأغاث النَّاس وَأذن لَهُم فِي القفول وفيهَا أغارت التّرْك عَلَى أذربيجان فَحَدثني أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء وَغَيره أَن التّرْك أَصَابُوا من النَّاس فَصَارَ إِلَيْهِم عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ فَقتل اللَّه التّرْك فَلم يفلت مِنْهُم إِلَّا الشريد وَقدم عَلَى عُمَر وَهُوَ بخناصرة وفيهَا قدم يَزِيد بْن الْمُهلب من خُرَاسَان فَمَا قطع الجسر إِلَّا وَهُوَ مَعْزُول وَقدم عدي بْن أَرْطَاة واليا من قبل عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز عَلَى الْبَصْرَة فَذهب يَزِيد يسلم عَلَيْهِ فأوثقه فِي الْحَدِيد وَبعث بِهِ إِلَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز فحبسه عُمَر حَتَّى مَاتَ وفيهَا بعث عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي عَلَى خُرَاسَان وَكتب إِلَيْهِ عُمَر أَلا تغزوا وتمسكوا بِمَا فِي أَيْدِيكُم وَأقَام الْحَج أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم وَفِي سنة تسع وَتِسْعين مَاتَ عبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبَة وَمَات عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة فِي آخر ولَايَة سُلَيْمَان وَمَات قبل الْمِائَة عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأسود بْن يَزِيد النَّخعِيّ وحضين بْن الْمُنْذر أَبُو ساسان أول خلَافَة سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَفِي ولَايَة سُلَيْمَان مَاتَ سَالم بْن أَبِي الْجَعْد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 سنة مائَة أَقَامَ الْحَج أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم وفيهَا مَاتَ خَارِجَة بْن زيد بْن ثَابت وَأَبُو أُمَامَة بْن سهل بْن حنيف وَأَبُو بَكْر ابْن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم وَبسر بْن سعيد مولى الحضرميين وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ بِالْبَصْرَةِ وَمُسلم بْن يسَار بِالْبَصْرَةِ وَتَمِيم بْن سَلمَة بِالْكُوفَةِ وَشهر بْن حَوْشَب بِالشَّام وفيهَا ولد حَمَّاد بْن زيد سنة إِحْدَى وَمِائَة وَفَاة عمر بن عبد الْعَزِيز فِيهَا مَاتَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه أَن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من رَجَب بدير سمْعَان من أَرض حمص وَصلى عَلَيْهِ يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَهُوَ ابْن تسع وَثَلَاثِينَ سنة وَسِتَّة أشهر وَحَدَّثَنِي عُثْمَان بْن عُثْمَان قَالَ نَا عَلِيّ بْن زيد بْن جدعَان قَالَ سَمِعت عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز قَالَ تمت حجَّة اللَّه عَلَى ابْن الْأَرْبَعين وَمَات لَهَا قَالَ الْأَصْمَعِي عَن ابْن أَبِي الزِّنَاد عَن عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز قَالَ توفّي أَبِي وَمَا استوفى الْأَرْبَعين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 ولد عُمَر بِمصْر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمَات بدير سمْعَان سنة إِحْدَى وَمِائَة قَالَ عَبْد الْعَزِيز ولد سنة تسع وَخمسين قَالَ أَبُو الْيَقظَان ولد فِي مصر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمَات بدير سمْعَان من أَرض حمص صلى عَلَيْهِ يَزِيد بْن عَبْد الْملك بيعَة يَزِيد بْن عَبْد الْملك بُويِعَ يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَأمه عَاتِكَة بنت يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَفِي سنة إِحْدَى وَمِائَة دخل يَزِيد بْن الْمُهلب الْبَصْرَة لَيْلَة الْبَدْر فِي شهر رَمَضَان فحاربه عدي بْن أَرْطَاة وَهُوَ امير الْبَصْرَة تَسْمِيَة عُمَّال عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْبَصْرَة عدي بْن أَرْطَاة الْفَزارِيّ حَتَّى مَاتَ عُمَر الْكُوفَة عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب حَتَّى مَاتَ عُمَر خُرَاسَان الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي ثمَّ كتب إِلَيْهِ فاستخلف عَبْد الرَّحْمَن بْن نعيم الغامدي سجستان الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ ثمَّ ضمهَا إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن نعيم وَذَلِكَ سنة مائَة ثمَّ بعث يَزِيد بْن الْمُهلب أَخَاهُ مدْركا حِين خلع فَمَنعه عَبْد الرَّحْمَن دُخُولهَا حَتَّى قتل يَزِيد السَّنَد ولاها عدي بْن أَرْطَاة عَبْد الْملك بْن مسمع بْن مَالك بْن مسمع ثمَّ عَزله وَولى عَمْرو بْن مُسلم الْبَاهِلِيّ حَتَّى مَاتَ عُمَر البحران صلت بْن حُرَيْث بعث إِلَى عدي مِنْهَا بخوارج ثمَّ عَزله عدي وَولى عَبْد الْكَرِيم بن الْمُغيرَة أَظُنهُ باهليا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 عمان ولى عدي سعيد بْن مَسْعُود الْمَازِني ثمَّ ولاها عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز من قبله عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ الْيَمَامَة زُرَارَة بْن عَبْد الرَّحْمَن مَكَّة أقرّ عَلَيْهَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله بْن خَالِد بْن أسيد حَتَّى مَاتَ الْمَدِينَة أقرّ عَلَيْهَا أَبَا بَكْرِ بن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حزم حَتَّى مَاتَ وَزعم عُثْمَان ابْن عُثْمَان أَن مُحَمَّد بْن قيس بْن مخرمَة قد تولى الْمَدِينَة لعمر بْن عَبْد الْعَزِيز الْيمن أقرّ عَلَيْهَا عُرْوَة بْن مُحَمَّد حَتَّى مَاتَ الجزيرة وأرمينية وأذربيجان ولى عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان أرمينية ثمَّ ولاها عدي بْن عدي فاستخلف سوَادَة أَبَا الصَّباح بْن سوَادَة الْكِنْدِيّ عَلَى الجزيرة الشامات دمشق عَبْد بْن الحسحاس العذري الْأُرْدُن عبَادَة بْن نسي الْكِنْدِيّ فلسطين النَّضر بْن يريم بْن أَبْرَهَة بْن الصَّباح حمص يَزِيد بْن حُصَيْن السكونِي قنسرين الْوَلِيد بْن هِشَام بْن الْوَلِيد بْن عقبَة البلقاء الْحَارِث بْن عَمْرو الطَّائِي مصر أَيُّوب بْن شُرَحْبِيل بْن أَبْرَهَة بْن الصَّباح أفريقية عزل عَنها مُحَمَّد بْن يَزِيد وَولى عَبْد اللَّهِ بْن مهَاجر الْأنْصَارِيّ مولى لَهُم ثمَّ ولى إِسْمَاعِيل بْن عبيد اللَّه مولى بَنِي مَخْزُوم فَقَدمهَا سنة مائَة فَأسلم عَامَّة البربر فِي ولَايَته وَكَانَ حسن السِّيرَة حَتَّى مَاتَ عمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 الْقُضَاة قَضَاء الْبَصْرَة حَدَّثَنَا عَامر بْن حَفْص أَن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز كتب إِلَى عدي بْن أَرْطَاة أَن اجْمَعْ نَاسا مِمَّن قبلك فشاورهم فِي إِيَاس بْن مُعَاوِيَة وَالقَاسِم بْن ربيعَة الجوشني واستقص أَحدهمَا فَجمع عدي نَاسا فَحلف الْقَاسِم أَن إياسا أعلم بِالْقضَاءِ وَأصْلح لَهُ مني فولاه عدي فَحَدثني سهل بْن يُوسُف قَالَ نَا خَالِد الْحذاء قَالَ قَالَ لي إِيَاس بْن مُعَاوِيَة إِن هَذَا الرجل قد بعث إِلَيّ فَانْطَلَقت مَعَه فَدخل عَلَى عدي ثمَّ خرج وَمَعَهُ حرسي فَقَالَ أَبِي أَن يعفيني فَأتى الْمَسْجِد وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ للحرسي قدم فَمَا قَامَ حَتَّى قضى سبعين قَضِيَّة ثمَّ خرج إِيَاس من الْبَصْرَة فِي قصَّة كَانَت فولى عدي الْحسن ابْن أَبِي الْحسن قَضَاء الْكُوفَة الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود قَضَاء الْمَدِينَة أَبُو طوالة واسْمه عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ معمر بْن حزم حَتَّى مَاتَ عُمَر الْمَوْسِم سنة تسع وَتِسْعين أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم وَسنة مائَة أَبُو بَكْر أَيْضا الصائفة فرقها بَين الْوَلِيد بْن هِشَام وَبَين عَمْرو بْن قيس السكونِي الشَّرْط يَزِيد بْن بشر بْن يَزِيد بْن بشر الْكَلْبِيّ كَاتبه لَيْث بْن أَبِي رقية مولى أم الحكم بنت أَبِي سُفْيَان الْخراج والجند صَالح بْن جُبَير الغداني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 خَاتِمَة نعيم بْن سَلامَة الحرس ابْن أَبِي عَيَّاش الْأَلْهَانِي ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن المُهَاجر مولى الْأَنْصَار حَاجِبه حُبَيْش مَوْلَاهُ وَفِي خلَافَة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز مَاتَ مُحَمَّد بْن جُبَير بْن مطعم وَالقَاسِم بْن مخيمرة همداني وَعِيسَى بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وعلقمة بْن عَبْد اللَّهِ الْمُزنِيّ وَأَبُو الضُّحَى مُسلم بْن صبيح وَعبد اللَّه بْن مرّة همذاني من أهل الْكُوفَة وَالْحسن بْن مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة ويوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سَلام وَأَبُو الطُّفَيْل عَامر بْن وائلة أدْرك عُمَر وَفِي سنة إِحْدَى وَمِائَة مَاتَ مقسم مولى عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث وفيهَا أَيْضا مَاتَ ذكْوَان أَبُو صَالح وَمُحَمّد بْن مَرْوَان بْن الحكم وَعبد اللَّه بْن رَافع بْن خديج وفيهَا جمع يَزِيد بْن عَبْد الْملك لمسلمة بْن عَبْد الْملك الْعرَاق وَأمره بمحاربة يَزِيد ابْن الْمُهلب وَأقَام الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة فِيهَا قتل يَزِيد بْن الْمُهلب يَوْم الْجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة وَفِي صفر من سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة أَيْضا قتل مُعَاوِيَة بْن يَزِيد عدي بْن أَرْطَاة وَالقَاسِم بْن مُسلم مولى بَنِي غبر وَهُوَ أَبُو روح وَهِشَام ابْني الْقَاسِم فَحَدثني شهَاب قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ شهِدت دَار الْإِمَارَة بواسط يَوْم جَاءَ قتل يَزِيد بْن الْمُهلب وَمُعَاوِيَة بْن يَزِيد قَاعد فَأتي بعدِي بن ارطاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وَابْنه مُحَمَّد بْن عدي وَمَالك وَعبد الْملك ابْني مسمع وَالقَاسِم بْن مُسلم وَعبد اللَّه بْن عُمَر النصري فَضرب أعَناقهم وفيهَا أغزى يَزِيد بْن أَبِي مُسلم وَهُوَ بأفريقية مُحَمَّد بْن أَوْس الْأنْصَارِيّ فِي الْبَحْر صقلية من بِلَاد الْمغرب وأغزى مَعَه النَّاس فغنم وَسلم مقتل يَزِيد بْن أَبِي مُسلم وفيهَا وثب الْجند عَلَى يَزِيد بْن أَبِي مُسلم فَقَتَلُوهُ فَحَدثني أَبُو الْيَقظَان عَن الوضاح بْن خَيْثَمَة قَالَ حَدَّثَنِي دَاوُد بْن أَبِي هِنْد قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يَزِيد الْأنْصَارِيّ قَالَ بَعَثَنِي عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز حِين ولي فأخرجت من فِي السجون من حبس سُلَيْمَان مَا خلا يَزِيد بْن أَبِي مُسلم فَنَذر دمي فَلَمَّا مَاتَ عُمَر ولاه يَزِيد بْن عَبْد الْملك أفريقية وَأَنا بهَا فَأخذت فَأتي بِي فِي شهر رَمَضَان عَند اللَّيْل فَقَالَ مُحَمَّد بْن يَزِيد قلت نعم قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أمكن مِنْك بِلَا عهد وَلَا عقد فطال مَا سَأَلت اللَّه أَن يمكنني مِنْك قلت وَأَنا طَال مَا سَأَلت اللَّه أَن يعيذني مِنْك قَالَ فوَاللَّه مَا أَعَاذَك اللَّه مني وَالله لَو أَن ملك الْمَوْت سابقني إِلَيْك لسبقته قَالَ وأقيمت الْمغرب قَالَ فصلى رَكْعَة فثار بِهِ الْجند فَقَتَلُوهُ وَقَالُوا خُذ أَي الطَّرِيق شِئْت قَالَ أَبُو خَالِد فقفل مُحَمَّد بْن يَزِيد من غزاته وَقد قتل يَزِيد بْن أَبِي مُسلم فَكتب إِلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك يُخبرهُ فَكتب يَزِيد إِلَى بشر بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ وَهُوَ عاملة عَلَى مصر بولايته فَقدم بشر أفريقية فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة وَفِي هَذِهِ السّنة بعث مسلمة بْن عَبْد الْملك هِلَال بْن أحوز الْمَازِني إِلَى قندابيل فِي طلب أهل الْمُهلب فَالْتَقوا فَقتل الْمفضل بْن الْمُهلب وَانْهَزَمَ النَّاس وَقتل هِلَال نَاسا من ولد الْمُهلب وَلم يفتش النِّسَاء وَلم يعرض لَهُنَّ وَبعث بالعيال وَالْأسَارَى إِلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 فَحَدثني حَاتِم بْن مُسلم قَالَ لما دخلُوا عَلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك قَامَ كثير بْن أَبِي جُمُعَة الَّذِي يُقَال لَهُ كثير عزة فَقَالَ ... حَلِيم إِذا مَا نَالَ عاقب مُجملا أَشد الْعقَاب أَو عَفا لم يشرب ... ... فعفوا أَمِير الْمُؤمنِينَ وحسبة فَمَا تحتسب من صَالح لَك يكْتب ... ... أساؤوا فَإِن تغْفر فَإنَّك قَادر وَأعظم حلم حسبَة حلم مغضب ... ... نفتهم قُرَيْش عَن أباطح مَكَّة وَذُو يمن بالمشرفي المشطب ... فَقَالَ يزِيد لاطت بك الرَّحِم لَا سَبِيل إِلَى ذَلِكَ من كَانَ لَهُ قبل آل الْمُهلب دم فَليقمْ فدفعهم إِلَيْهِم حَتَّى قتل نَحوا من ثَمَانِينَ وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة بعث مسلمة بْن عَبْد الْملك سعيد بْن عَبْد الْعَزِيز عَلَى خُرَاسَان فغزا فَلم يظفر بشئ وقاتله الصغد فَقتل رجال من بَنِي تَمِيم مِنْهُم الْمُغيرَة بْن حبناء وَشعْبَة بْن ظهير النَّهْشَلِي وَعبد اللَّه بْن زُهَيْر الْعَدوي وَيُقَال هَذَا فِي سنة ثَلَاث وَمِائَة وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فَافْتتحَ دبسة من أَرض الرّوم وَأقَام الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري وَفِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة أَو أول سنة ثَلَاث وَمِائَة عزل مسلمة بْن عَبْد الْملك عَن الْعرَاق حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا جمع يَزِيد بْن عَبْد الْملك لِأَخِيهِ مسلمة الْعرَاق سنة إِحْدَى وَمِائَة فِي أَخّرهَا أَو فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة وعزله آخر سنة أَو أول سنة ثَلَاث وَمِائَة فَكَانَ عَلَى شَرط مسلمة بِالْكُوفَةِ قطن بْن حَبَّة الْكَلْبِيّ وعَلى شَرط الْكُوفَة الْعُرْيَان بْن الْهَيْثَم بْن الْأسود النَّخعِيّ وعَلى شَرط الْبَصْرَة عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم الْكَلْبِيّ سنة ثَلَاث وَمِائَة فِيهَا جمع يَزِيد بْن عَبْد الْملك الْعرَاق لعمر بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ فعزل عَبْد الْعَزِيز ابْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ وَولى سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي فكفرت الصغد وَسَارُوا بِأَهَالِيِهِمْ وَأَمْوَالهمْ وَسَار إِلَيْهِم سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي فَسَأَلُوهُ الصُّلْح عَلَى أَن يرجِعوا إِلَى بِلَادهمْ ويؤدوا الْجِزْيَة فَخرج بَعضهم وَبَقِي بَعضهم ثمَّ خَرجُوا عَلَى النَّاس يضربونهم يَمِينا وَشمَالًا فَقَتلهُمْ سعيد عَن آخِرهم وسبى ذَرَارِيهمْ وفيهَا غزا مُعَلّق بْن صفار البهراني أرمينية قَالَ أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء قَالَ لقِيت الخزر مُعَلّق بْن صفار بمرج الْحِجَارَة فأصيب من الْمُسلمين جمَاعَة وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان من سنة ثَلَاث وَمِائَة وكلب الشتَاء وَاسْتولى الخزر عَلَى الْعَسْكَر وَمُحَمّد بْن مَرْوَان الصائفة الْكُبْرَى وَعُثْمَان بْن حَيَّان الصائفة الصُّغْرَى وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد أَرض الرّوم وَأقَام الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري وفيهَا فِي الْمحرم أغزى بشر بْن صَفْوَان يَزِيد بْن مَسْرُوق الْيحصبِي سردانية من أَرض الْمغرب فغنم وَسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 وَفِي سنة ثَلَاث وَمِائَة مَاتَ يحيى بْن وثاب مولى بَنِي أَسد من أهل الْكُوفَة وَمصْعَب ابْن سعد بْن مَالك وَعَطَاء بْن يسَار مولى مَيْمُونَة وَعبد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ بأرمينية وفيهَا ولد يَزِيد بن زُرَيْع سنة أَربع وَمِائَة ولَايَة الْجراح عَلَى أرمينية وَفتح بلنجر وفيهَا عزل يَزِيد بْن عَبْد الْملك مُعَلّق بْن صفار عَن أرمينية وولاها الْجراح بن عبد الله الْحكمِي فغزا الْجراح فَافْتتحَ بلنجر يَوْم الْأَحَد لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة أَربع وَمِائَة ثمَّ لَقِي الْجراح ابْن خاقَان دون الْبَاب فرسخين على نهر أران فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَانْهَزَمَ ابْن خاقَان وتبعهم الْمُسلمُونَ يَقْتُلُونَهُمْ فَقتلُوا جمعا كثيرا وَسبوا فَحَدثني أَبُو خَالِد عَن أَبِي الْبَراء النميري قَالَ سَأَلَ أَهلهَا الْجراح الصُّلْح عَلَى أَن يحولوهم وينزلهم رستاق حيزان فحولهم ثمَّ سَار إِلَى رستاق يزعو فَأَقَامَ أَيَّامًا وسألوه الصُّلْح عَلَى أَن يحولهم إِلَى رستاق فيلة قَالَ أَبُو برَاء أَخْبرنِي سوَادَة وَكَانَ شَيخا صَدُوقًا قَالَ كُنَّا مَعَ الْجراح ببلنجر فَخرج رجل من الْمُسلمين فَقَالَ من يشري لله نَفسه فأجابته جمَاعَة مَا بلغت عدتهمْ ثَلَاثِينَ رجلا فكسروا جفون سيوفهم وشدوا عَلَى عجل الربض فأجلوا الرِّجَال عَنها وَأخذُوا عجلة وَكَانَت الْعجل مَوْصُولَة بَعْضهَا بِبَعْض فَلَمَّا انحدرت العجلة تبعها بَقِيَّة الْعجل حَتَّى صَارَت كلهَا فِي عَسْكَر الْمُسلمين وَهِي نَحْو من ثَلَاث مائَة عجلة ثمَّ شدوا عَلَى أهل بلنجر فَخرج الْقَوْم من الْبَاب وأفلت صَاحب بلنجر على ظهر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 برذونه وَاسْتولى الْجراح عَلَى بلنجر ثمَّ سَار الْجراح إِلَى الأتراك وهم أَرْبَعُونَ أهل بَيت فَسَأَلُوهُ الْمُوَادَعَة عَلَى أَن يَكُونُوا مَعَه عَلَى الخزر فَقبل ذَلِكَ مِنْهُم وَسَار إِلَى ورثان وفيهَا غزا عُثْمَان بْن حَيَّان المري وَعبد الرَّحْمَن بْن سليم الْكَلْبِيّ فَنزلَا على سسره فاففتحاها وَفتح عُثْمَان قيصرة حصنا من حصون الرّوم وفيهَا أغزى بشر بْن صَفْوَان وَهُوَ وَالِي أفريقية عَمْرو بْن فاتك الْكَلْبِيّ فِي الْبَحْر فغنم وَسلم وَذَلِكَ سنة أَربع وَمِائَة وَأقَام الْحَج عَبْد الْوَاحِد بْن عَبْد اللَّهِ النصري نصر بْن مُعَاوِيَة وَفِي سنة أَربع وَمِائَة مَاتَ سُلَيْمَان بْن يسَار مولى مَيْمُونَة وَيحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاطِب بْن أَبِي بلتعة وَمُجاهد بْن جبر وَأَبُو معبد مولى ابْن عَبَّاس وَأَبُو قلَابَة الْجرْمِي وعامر بْن سعد بْن مَالك وَيزِيد بْن الْأَصَم وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن عُثْمَان بْن موهب قَالَ مَاتَ الشّعبِيّ ومُوسَى بْن طَلْحَة ابْن عبيد اللَّه وَأَبُو بردة بْن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي جُمُعَة آخر سنة ثَلَاث وَمِائَة أَو فِي أول أَربع وَمِائَة قَالَ أَبُو نعيم مَاتُوا سنة أَربع وَمِائَة وَفِي خلَافَة يَزِيد بْن عَبْد الْملك مَاتَ عِكْرِمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بن هِشَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 سنة خمس وَمِائَة وفيهَا زحف جَابَان فِي جمع كثير من التّرْك نَحْو أرمينية وزحف الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فَالْتَقوا بِموضع يُقَال لَهُ الزم بَين الْكر والرس فِي شهر رَمَضَان فَاقْتَتلُوا أَيَّامًا ثمَّ هزم اللَّه الْمُشْركين قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْبَراء حَدَّثَنِي مَالك بْن أدهم قَالَ كُنَّا مَعَ الْجراح فقاتلناهم حَتَّى حجز اللَّيْل بَيْننَا فتح اللَّه عَلَى الْمُسلمين قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ اللان حَتَّى أَتَى مَدَائِن من وَرَاء بلنجر فَافْتتحَ بَعْضهَا وَأجلى بَعْضًا وَقتل وغنم وَذَلِكَ سنة خمس وَمِائَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مَرْوَان بْن مُحَمَّد عَلَى الصائفة الْيُمْنَى فَافْتتحَ مَدِينَة من ارْض الرّوم من نَاحيَة عنج وَفَاة يزِيد بْن عَبْد الْملك وَفِي سنة خمس وَمِائَة مَاتَ يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فَحَدثني الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَغَيرهم أَن يَزِيد بْن عَبْد الْملك أمه عَاتِكَة بنت يَزِيد بْن مُعَاوِيَة ولد بِدِمَشْق سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمَات بإربد من بِلَاد البلقاء يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من شعْبَان سنة خمس وَمِائَة صلى عَلَيْهِ أَخُوهُ هِشَام بْن عَبْد الْملك وَهُوَ ابْن أَربع أَو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَت ولَايَته أَربع سِنِين وشهرا قَالَ جرير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 .. سربلت سربال ملك غير مغتصب قبل الثَّلَاثِينَ إِن الْملك مؤتشب ... بيعَة هِشَام بن عبد الْملك وبويع هِشَام بْن عَبْد الْملك وَأمه أم هِشَام بنت إِسْمَاعِيل بْن هِشَام المَخْزُومِي تَسْمِيَة عُمَّال يَزِيد بْن عَبْد الْملك الْمَدِينَة عزل عَنها أَبَا بَكْر بْن حزم وولاها عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري سنة إِحْدَى وَمِائَة ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الْوَاحِد بْن عَبْد اللَّهِ من بَنِي نصر بْن مُعَاوِيَة سنة أَربع وَمِائَة فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ مَكَّة عزل عَنها عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فَضمهَا مَعَ الطَّائِف إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس سنة ثَلَاث وَمِائَة ثمَّ عَزله وَضمّهَا مَعَ الطَّائِف إِلَى عَبْد الْوَاحِد بْن عَبْد اللَّهِ النصري سنة أَربع حَتَّى مَاتَ يَزِيد الْيمن أقرّ عَلَيْهَا عُرْوَة بْن مُحَمَّد الْبَصْرَة خلع يَزِيد بْن الْمُهلب فَقدم الْبَصْرَة لَيْلَة الْقدر من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَمِائَة وَبهَا عدي بْن أَرْطَاة فَظهر عَلَيْهَا يَزِيد فحبسه ثمَّ سَار إِلَى وَاسِط واستخلف عَلَى الْبَصْرَة أَخَاهُ مَرْوَان بْن الْمُهلب فَلَمَّا قتل يَزِيد وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ فِي صفر تراضى أهل الْبَصْرَة بشبيب الْمَازِني أَبِي عِيسَى بْن شبيب ثمَّ قدم مسلمة بْن عَبْد الْملك وَهُوَ عَلَى الْعرَاق عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم الْكَلْبِيّ مسلحة ثمَّ ولى مسلمة عَبْد الْملك بْن بشر بْن مَرْوَان ثمَّ ولى يَزِيد بْن عَبْد الْملك عُمَر بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ الْعرَاق فَقدم سنة ثَلَاث وَمِائَة فولى الْبَصْرَة سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي ثمَّ حسان بن عبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 الرَّحْمَن بْن مَسْعُود الْفَزارِيّ من أهل دمشق ثمَّ فراس بْن سمي الْفَزارِيّ وَهُوَ زوج أم عُمَر بْن هُبَيْرَة حَتَّى مَاتَ يَزِيد الْكُوفَة مَاتَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَعَلَيْهَا عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب فأقره يَزِيد بْن عَبْد الْملك ثمَّ عَزله مسلمة بْن عَبْد الْملك وَهُوَ وَالِي الْعرَاق وولاها مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط ثمَّ عَزله أبن هُبَيْرَة سنة ثَلَاث وَمِائَة وَولى الصعر بْن عَبْد اللَّهِ من مرّة غطفان حَتَّى مَاتَ يَزِيد بْن عَبْد الْملك خُرَاسَان كَانَ بهَا عَبْد الرَّحْمَن بْن نعيم الغامدي فَلَمَّا خلع يَزِيد بْن الْمُهلب بعث أَخَاهُ مدْركا فَمَنعه عَبْد الرَّحْمَن من الدُّخُول فَلَمَّا قدم مسلمة عَلَى الْعرَاق بعث سعيد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ فأقره ابْن هُبَيْرَة ثمَّ عَزله وَولى سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي سنة ثَلَاث وَمِائَة ثمَّ عَزله وَولى مُسلم بْن سعيد بْن أسلم بْن زرْعَة الْكلابِي سنة أَربع وَمِائَة سجستان ولاها يَزِيد بْن عَبْد الْملك الْقَعْقَاع بْن سُوَيْد من بَنِي منقر بْن عبيد من أهل الْكُوفَة فَعَزله ابْن هُبَيْرَة وَولى السيال بْن الْمُنْذر بْن عَوْف بْن النُّعْمَان السَّنَد مَاتَ عُمَر وَعَلَيْهَا عَمْرو بْن مُسلم ثمَّ ولاها يَزِيد بْن الْمُهلب فلَانا الشَّيْبَانِيّ حِين غلب عَلَى الْبَصْرَة يَزِيد بْن وداع بْن حميد الْأَزْدِيّ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قدم عَلَيْهَا هِلَال بْن أحوز من قبل مسلمة بْن عَبْد الْملك وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة ثمَّ ولاها ابْن هُبَيْرَة سنة ثَلَاث وَمِائَة عبيد اللَّه بْن عَلِيّ السّلمِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن من مرّة غطفان حَتَّى مَاتَ يَزِيد بْن عَبْد الْملك البحران واليمامة رد عَلَيْهَا إِبْرَاهِيم بْن عَرَبِيّ أرمينية ولاها يَزِيد بْن عَبْد الْملك مُعَلّق بْن صفار بْن فلحس بْن جنب الْجمار بْن موقد النَّار البهراني من أهل حمص سنة ثَلَاث وَمِائَة ثمَّ عَزله سنة أَربع وَمِائَة وَولى الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 الجزيرة فَايِد بْن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ والعرس بْن قيس بْن شُعْبَة بْن الأرقم الْكِنْدِيّ أفريقية يَزِيد بْن أَبِي مُسلم فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَمِائَة فَقتل بهَا فولى يَزِيد بْن عَبْد الْملك بشر بْن صَفْوَان سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة ثمَّ خرج بشر وافدا إِلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك واستخلف يحيى بْن ماعصة الْكَلْبِيّ سنة خمس وَمِائَة فَقدم وَقد مَاتَ يَزِيد مصر بشر بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ ثمَّ ولاه أفريقية الْقُضَاة قَضَاء الْبَصْرَة ولى مسلمة بْن عَبْد الْملك الْبَصْرَة عَبْد الْملك بْن بشر بْن مَرْوَان فاستقضى عَبْد الْملك بْن بشر النَّضر بْن أنس بْن مَالك ثمَّ ولى مسلمة بْن عَبْد الْملك مُوسَى ابْن أنس بْن مَالك سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة ثمَّ قدم ابْن هُبَيْرَة فولى عَبْد الْملك بْن يعلى سنة ثَلَاث وَمِائَة الْكُوفَة أقرّ عَلَيْهَا الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث واستقضى الْحُسَيْن بْن الْحسن الْكِنْدِيّ الْمَدِينَة ولاها يَزِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس فاستقضى مسلمة بْن عَبْد اللَّهِ بْن سَلمَة المَخْزُومِي ثمَّ ولي الْبَصْرَة سنة أَربع فاستقضى عَبْد الْوَاحِد ابْن عَبْد اللَّهِ النصري سعد بْن إِبْرَاهِيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ثمَّ عَزله وَولى سعيد بْن سُلَيْمَان بْن زيد بْن ثَابت حَتَّى مَاتَ يزِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 الْمَوْسِم سنة إِحْدَى واثنتين وَثَلَاث وَمِائَة عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري وَسنة أَربع عَبْد الْوَاحِد النصري الصائفة عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم الْكَلْبِيّ حَتَّى مَاتَ يَزِيد الشَّرْط كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي حَتَّى مَاتَ الْخراج والجند والرسائل صَالح بْن جُبَير الغداني ثمَّ عَزله وَولى أُسَامَة بْن زيد مولى لأهل الْيمن الْخَاتم والخزائن وبيوت الْأَمْوَال مطير مَوْلَاهُ قَالَ حَاتِم بْن مُسلم عَلَى الْخَاتم أُسَامَة بْن زيد الحرس غيلَان ختن أَبِي معَن قَالَ حَاتِم وعَلى الحرس أَبُو مَالك السكْسكِي حَاجِبه خَالِد مَوْلَاهُ ولَايَة ابْن هُبَيْرَة عَلَى الْعرَاق وَمن كَانَ عَلَى شَرطه وَكتابه حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه والوليد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَغَيرهم قَالُوا جمعت الْعرَاق لعمر بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ سنة ثَلَاث وَمِائَة من أَولهَا فَكَانَ عَلَى شَرطه بواسط سُوَيْد المري أَبُو زِيَاد بْن سُوَيْد وحوثرة بْن سُهَيْل الْبَاهِلِيّ وعَلى شَرطه بِالْكُوفَةِ مُحَمَّد بْن مَنْظُور الْأَسدي وعَلى شَرطه بِالْبَصْرَةِ ابْن رياط وكاتبه رجل من أهل الشَّام يُقَال عُثْمَان وَسعد بْن عَطِيَّة مَاتَ ابْن هُبَيْرَة وَهُوَ ابْن نَيف وَخمسين سنة فِي ولَايَة ابْن هُبَيْرَة مَاتَ سعد بْن عُبَيْدَة السّلمِيّ من أهل الْكُوفَة وَأَبُو مجلز ومورق الْعجلِيّ وابو السَّلِيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 وَفِي ولَايَة ابْن هُبَيْرَة خرج مَسْعُود بْن أَبِي هُبَيْرَة خرج مَسْعُود بْن أَبِي زَيْنَب فغلب عَلَى الْبَحْرين واليمامة فَقتله سُفْيَان بْن عَمْرو الْعقيلِيّ وَفِي سنة خمس وَمِائَة أَيْضا مَاتَ حميد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَعمارَة بْن خُزَيْمَة بْن ثَابت وَسنَان بْن أَبِي سِنَان الدئلي وَعِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس وَأَبُو رَجَاء العطاردي وَالْمُسَيب بْن رَافع وَالضَّحَّاك بْن مُزَاحم وَفِي ولَايَة يَزِيد بْن عَبْد الْملك مَاتَ أبان بْن عُثْمَان وَعبيد بْن حنين مولى آل زيد بْن الْخطاب سنة سِتّ وَمِائَة فِيهَا غزا مُسلم بْن سعيد بْن أسلم بْن زرْعَة فرغانة فَلَقِيَهُ الزَّحْف من التّرْك فَقتل ابْن أخي خاقَان وَجَمَاعَة من الْمُشْركين وَذَلِكَ فِي ولَايَة ابْن هُبَيْرَة ثمَّ قدم خَالِد ابْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي واليا عَلَى الْعرَاق فولى خَالِد أَخَاهُ أَسد بْن عَبْد اللَّهِ عَلَى خُرَاسَان وَلَقي مُسلم بْن سعيد وقفل بالجيش وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر من سنة سِتّ وَمِائَة وفيهَا غزا الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي من بِلَاد أرمينية فَحَدثني أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء النميري قَالَ أوغل الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فِي أَرض الخزر فصالحته اللان وَأَعْطوهُ الْجِزْيَة وَالْخَرَاج وَهُوَ أول من قفل من بَاب اللان وفيهَا أغزى بشر بْن صَفْوَان وَهُوَ عَلَى أفريقية مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر مولى بَنِي جمح فَأصَاب قرسقة وسردانية وفيهَا غزا سعيد بْن عَبْد الْملك أَرض الرّوم وَأقَام الْحَج هِشَام بْن عَبْد الْملك وَفِي سنة وَمِائَة مَاتَ طَاوُوس بْن كيسَان بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ هِشَام بن عبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 الْملك قبل أَن يروح إِلَى منى وفيهَا مَاتَ مُسلم بْن جُنْدُب الْهُذلِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام الصائفة وفيهَا ولي خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي الْعرَاق سنة سبع وَمِائَة فِيهَا عزل هِشَام بْن عَبْد الْملك الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي عَن أرمينية وأذربيجان وولاها مسملة بْن عَبْد الْملك فَوجه مسلمة الْحَارِث بْن عَمْرو الطَّائِي قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء غزا الْحَارِث فَافْتتحَ رستاقا يُقَال لَهُ خشدان من بِلَاد الْكر قَالَ أَبُو برَاء وغزا مسلمة من ذَلِكَ الْعَام فأدرب من ملطية فَأَنَاخَ عَلَى قيسارية فافتتحها عَنوة وَذَلِكَ لأَرْبَع خلون من شهر رَمَضَان سنة سبع وَمِائَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم فَبلغ عسكره وَبعث الوضاح صَاحب الوضاحية فَحرق الْقرى والزروع وَقطع الشّجر قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَفِي ذَلِكَ الْعَام وَقع طاعون شَدِيد بِالشَّام حَتَّى وَقع فِي الدَّوَابّ وَالْبَقر وفيهَا غزا أَسد بْن عَبْد اللَّهِ غرشستان وَبعث ابْن سَالم الْأَزْدِيّ عَلَى الْخَيل فَلَقِيَهُ جمع من الْعَدو فأصيب نفر من الْمُسلمين وَأصَاب النَّاس تِلْكَ السّنة مجاعَة فَرَجَعُوا مجهودين وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم فَبلغ أرولية وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 وَفِي سنة سبع وَمِائَة مَاتَ سَالم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر فِي أول السّنة وَمَات الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فِي آخر السّنة وَعَطَاء بْن يَزِيد اللَّيْثِيّ وفيهَا ولد الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَفِي أول خلَافَة هِشَام مَاتَ يَزِيد وَمُحَمّد ابْنا طَلْحَة بن ركَانَة وَمُسلم بن جُنْدُب سنة ثَمَان وَمِائَة فِيهَا غزا أَسد بْن عَبْد اللَّهِ غور فَلَقوهُ فِي جمع كثير فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ هزم اللَّه الْعَدو وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك الصائفة الْيُمْنَى وَعَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي الصائفة الْيُسْرَى وفيهَا زحف ابْن خاقَان إِلَى أذربيجان قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء زحف مَا رتيك بْن خاقَان سنة ثَمَان وَمِائَة إِلَى أذربيجان فحصر مَدِينَة ورثان ورماها بالمجانيق فَبلغ الْخَبَر الْحَارِث بْن عَمْرو فَتوجه فَقطع الرس من فَوق ورثان وَبلغ ابْن خاقَان فَأتى الْحَارِث فَالْتَقوا فَهزمَ اللَّه ابْن خاقَان وَأَصْحَابه وَقتل مِنْهُم جمعا كثيرا وَقتل الْحَارِث بْن عَمْرو رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ وفيهَا أغزى بشر بْن صَفْوَان من أفريقية قثم بْن عوَانَة الْكَلْبِيّ فغنم وَسلم وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وفيهَا خرج عباد الحروري بِالريِّ فَقتله يُوسُف بْن عُمَر وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم فَبعث البطال إِلَى خنجرة فَفَتحهَا وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة ثَمَان وَمِائَة مَاتَ أَبُو الْعَلَاء يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بن الشخير الْحَرَشِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 وَبكر بْن عَبْد اللَّهِ الْمُزنِيّ وَأَبُو الْمليح الْهُذلِيّ وَأَبُو نَضرة الْعَبْدي وَأَبُو حَرْب ابْن أَبِي الْأسود الدثلي وخَالِد بْن معدان الشَّامي وَبعد الْمِائَة مَاتَ أَبُو شيخ الْهنائِي وَعبد اللَّه بْن شَقِيق الْعقيلِيّ وَسَعِيد بْن أَبِي الْحسن وَأَبُو المتَوَكل النَّاجِي وَأَبُو الصّديق النَّاجِي سنة تسع وَمِائَة فِيهَا أغزى بشر بْن صَفْوَان من أفريقية حسان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بكير مولى بَنِي جمح سردانية فغنم وَسلم وفيهَا مَاتَ بشر بْن صَفْوَان بأفريقية واستخلف نُعَاس بْن قرط الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك وسرح الجيوش فِي أذربيجان فشتوا بهَا وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم وافتتح حصنا يُقَال لَهُ الغطاسين وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة تسع وَمِائَة مَاتَ أَبُو نجيح أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نجيح ودفيف مولى ابْن عَبَّاس وَعبد الرَّحْمَن بْن سعيد بن يربوغ سنة عشر وَمِائَة غزَاة الطين فِيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك بِلَاد الخرز وَهِي الْغُزَاة الَّتِي تسمى غزَاة الطين قَالَ أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء النميري قَالَ قصد مسلمة إِلَى تلميس فلقي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 طاغية الخرز فِي جمع كثير قَرِيبا من الْبَاب فَاقْتَتلُوا أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ هَزَمَهُمْ اللَّه وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس لسبع خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وَمِائَة قَالَ أَبُو برَاء فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن أسيد الْكلابِي أَن مسلمة قفل من بَاب اللان فَلَقِيته الخزر فناوشوه حَتَّى حجز بَينهم اللَّيْل وقفل مسلمة سالما قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَ قتال مسلمة إيَّاهُم نَحوا من شهر فِي مطر شَدِيد ثمَّ هَزَمَهُمْ اللَّه وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم وافتتح حصنين من حصونهم صملة البوة قَالَ أَبُو خَالِد فِيهَا قدم عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن الذكواني من بَنِي سليم أفريقية فأغزى عُثْمَان بْن أَبِي عُبَيْدَة عَلَى سبع مائَة فقصد لسراقس مَدِينَة صقلية فَلَقوهُ فَأسر بطريقهم وَهَزَمَهُمْ اللَّه وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي وَفِي سنة عشر وَمِائَة مَاتَ الْحسن بْن أَبِي الْحسن فِي رَجَب وَصلى عَلَيْهِ النَّضر بْن عَمْرو الْمقري من حمير من أهل الشَّام وفيهَا مَاتَ مُحَمَّد بْن سِيرِين فِي شَوَّال وَصلى عَلَيْهِ النَّضر بْن عَمْرو وفيهَا مَاتَ الفرزدق وَجَرِير بعده بأشهر قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا مَاتَ عَبْد الْملك بْن يسَار أَخُو عَطاء وَسليمَان ابْني يسَار وفيهَا مَاتَ وهب بْن مُنَبّه وَإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عبيد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة فِيهَا بعث أَشْرَس بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ إِلَى مُلُوك طخارستان فقدموا عَلَيْهِ وَلم تكن لَهُم غَزْوَة وفيهَا عزل هِشَام بْن عَبْد الْملك أَخَاهُ مسلمة عَن أرمينية وأذربيجان وَولى الْجراح ابْن عبد الله الْحكمِي الْولَايَة الثَّانِيَة قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب تولى الْجراح الْولَايَة الثَّانِيَة فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة فَأتى تفليس فَأَغَارَ عَلَى مَدِينَة للخرز يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء فافتتحها ثمَّ انْصَرف فَجمعت الخزر جموعا كَثِيرَة مَعَ ابْن خاقَان فَدَخَلُوا أرمينية وَسَار ابْن خاقَان فحاصر أهل أردبيل قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام عَلَى الصائفة الْيُسْرَى وَلم يلق كيدا وفيهَا غزا سعيد بْن هِشَام الصائفة أَيْضا مِمَّا يَلِي الجزيرة فَبلغ قيسارية قَالَ أَبُو خَالِد وفيهَا أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن من أفريقية المستنير بْن الْحَارِث فِي ثَمَانِينَ وَمِائَة مركب فَنزل فَحَاصَرَهُمْ وهجم الشتَاء فقفل برِيح طيبَة حَتَّى لجج فَجَاءَت ريح عاصف فغرقت مراكبهم فَلم يسلم مِنْهُم إِلَّا سَبْعَة عشر مركبا وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام وفيهَا مَاتَ تَمِيم بْن أَوْس وَكَانَ قَاضِيا وفيهَا مَاتَ عبيد الله بن رَافع ابْن خديج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة فِيهَا غزا أَشْرَس بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ فرغانة فَلَقِيَهُ الزَّحْف وأحاطت بِهِ التّرْك فَبلغ ذَلِكَ هِشَام بْن عَبْد الْملك فولى الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن المري مرّة غطفان وفيهَا زحف الْجراح من برذعة سنة أثنتي عشرَة وَمِائَة فَقدم أذربيجان فَعَسْكَرَ فِي مرج سبلان وَبهَا نهر فعقد عَلَيْهِ جِسْرًا فَهُوَ الْيَوْم يدعى جسر الْجراح قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء زحف الْجراح سنة اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى ابْن خاقَان وَهُوَ محاصر أهل أردبيل فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَقتل الْجراح رَحمَه اللَّه لثمان بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة أثنى عشرَة ومائه وغلبت الخزر عَلَى أذربيجان وساحت خيولهم حتي بلغُوا قَرِيبا من الْموصل ونصبوا عَلَى أردبيل المجانيق وَأهل أردبيل يقاتلونهم فَلَمَّا طَال عَلَيْهِم الْحصار أسلموها ودخلها الخزر فَقتلُوا الْمُقَاتلَة وَسبوا الذُّرِّيَّة قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب حَدَّثَنِي رجل من بَنِي سليم قَالَ قتل الْجراح بأرشق قَالَ أَبُو الْخطاب لما قتل الْجراح وَجه هِشَام بْن عَبْد الْملك سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي وَوجه مَعَه فرسَان الْعَرَب عَلَى الْبَرِيد فَمضى سعيد بْن عَمْرو حَتَّى قدم برذعة عَلْقَمَة الثَّقَفِيّ عَن شيخ من أهل حمص قَالَ حَدَّثَنِي ثبيت البهراني قَالَ قدم علينا الْحَرَشِي برذعة عَلَى دَوَاب الْبَرِيد فسرنا مَعَهم إِلَى البيلقان ومضوا نَحْو أذربيجان وَأَقْبل عَسْكَر للخزر مَعَهم عجل كثير عَلَيْهَا سَبَايَا الْمُسلمين والغنائم من أهل أردبيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 قَالَ ثبيت فوجهني الْحَرَشِي طَلِيعَة فَأتيت الْعَسْكَر وهم نيام فَانْصَرَفت فَأَخْبَرته فحضض أَصْحَابه وَسَار إِلَيْهِم فاستنقذ الْعجل بِمَا فِيهَا قَالَ ثبيت فوجهني إِلَى مَدِينَة البيلقان وَكتب إِلَى هِشَام بْن عب الْملك بِالْفَتْح ثمَّ أخبر أَيْضا بعجل كَثِيرَة من نَاحيَة ورثان عَلَيْهَا سَبَايَا وَغَنَائِم فبيتهم فَقتل من كَانَ فِيهَا من الْعَدو وَأدْخل الْعجل مَدِينَة ورثان وَكتب إِلَى هِشَام بِالْفَتْح وَتوجه فلقي طاغية الخزر فَهَزَمَهُمْ اللَّه وهرب الطاغية وأحرز الْحَرَشِي مَا كَانَ مَعَه من سَبَايَا الْمُسلمين وغنائمهم قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ العامري أَن سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي لَقِي ابْن خاقَان فبيتهم فَقَتلهُمْ مقتلة عَظِيمَة وهرب طاغية الخزر وَكتب بِالْفَتْح إِلَى هِشَام بْن عَبْد الْملك قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ اسْتشْهد الْجراح وَمن مَعَه بمرج أردبيل وَقد كَانَ اسْتخْلف أَخَاهُ الْحجَّاج بْن عَبْد اللَّهِ فَأَتَاهُم الْحَرَشِي فَهَزَمَهُمْ اللَّه واستنقذ مَا فِي أَيْديهم قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ خرج مسلمة بْن عَبْد الْملك فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة فِي طلب التّرْك فِي شدَّة من الْمَطَر والثلج حَتَّى جَاوز الْبَاب وَخلف الطَّائِي فِي بُنيان الْبَاب وتحصينه وَقطع لذَلِك بعثا ثمَّ بعث الجيوش فَافْتتحَ مَدَائِن وحص فَحرق أَعدَاء اللَّه أنفسهم بالنَّار فِي مدائنهم وَفِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة قَالَ أَبُو خَالِد فِيهَا أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن من أفريقية ثَابت بْن خَيْثَم من أهل الْأُرْدُن صقلية فَأصَاب سَبَايَا وَغَنَائِم وَسلم قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام الصائفة فَافْتتحَ خرشنة من نَاحيَة ملطية وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي وَفِي هَذِهِ السّنة مَاتَ رَجَاء بْن حَيْوَة وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي سعيد الْخُدْرِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة فِيهَا خرج الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن من مرّة غطفان غازيا يُرِيد طخارستان فَجَاشَتْ التّرْك بسمرقند فَسَار الْجُنَيْد حَتَّى كَانَ عَلَى أَربع من سَمَرْقَنْد فَلَقِيَهُ خاقَان فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا حَتَّى أَمْسوا فتحاجزوا وَكتب الْجُنَيْد إِلَى سُورَة بْن أبجر من بَنِي أبان ابْن دارم وَهُوَ واليه عَلَى سَمَرْقَنْد يَأْمُرهُ بالقدوم عَلَيْهِ فَأَتَاهُ فَلَقِيته التّرْك قبل أَن يصل إِلَى الْجُنَيْد فَقتل سُورَة بْن أبجر وَعَامة جَيْشه وَقتل مَعَه مُجَاهِد بْن بلعاء العَنبري ثمَّ لَقِيَهُمْ الْجُنَيْد فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَمضى الْجُنَيْد فَدخل سَمَرْقَنْد وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة ولى هِشَام أَخَاهُ مسلمة أرمينية وأذربيجان وعزل سعيد ابْن عَمْرو الْحَرَشِي فولى مسلمة عَبْد الْملك بْن مسلمة ثمَّ سَار مسلمة فَأخذ سعيد ابْن عَمْرو فقيده وحبسه فَبعث هِشَام فَأخْرجهُ من الْحَبْس قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء قدم مسلمة فَسَأَلَ أهل حيزان الصُّلْح فَأَبَوا فَقَاتلهُمْ فَسَأَلُوهُ الْأمان فَحلف أَلا يقتل مِنْهُم رجلا وَلَا كَلْبا فانحدروا فَقَتلهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا رجلا وَاحِدًا وكلبا وَاحِدًا وَأخذ الْحصن وَسَار إِلَى أَرض سوزان فَسَأَلَهُ الْملك الصُّلْح فَصَالحه وَصَالح أهل مسْقط وَأهل الْكر فلقي مسلمة خاقَان فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انْصَرف مسلمة فَأتي غزالة وأحاطت بِهِ الجيوش من الخزر فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ هزم اللَّه الخزر وهرب خاقَان قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب لما أقبل مسلمة زحفت إِلَيْهِ الخزر فَلم يشْعر مسلمة حَتَّى اطلعوا عَلَيْهِ فَقَاتلهُمْ وَحَال بَينهم اللَّيْل فَبَاتَ الْمُسلمُونَ يحيون وَانْصَرف الخزر وقفل مسلمة واستخلف مَرْوَان بْن مُحَمَّد وَذَلِكَ كُله سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 قَالَ أَبُو خَالِد وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن من أفريقية عَبْد الْملك بْن قطن فَأتى صقلية فغنم وَسلم وفيهَا أغزى أَيْضا أَبَا عمرَان الْهُذلِيّ فغنم وَسلم وَأقَام الْحَج سُلَيْمَان بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة مَاتَ مَكْحُول الشَّامي بِالشَّام وَطَلْحَة بْن مصرف الأيامي بِالْكُوفَةِ ويوسف بْن مَاهك بِمَكَّة وَعبد اللَّه بْن عبيد بْن عُمَيْر بِمَكَّة وَحرَام ابْن سعد بْن محيصة حَدَّثَنَا من سمع الْوَلِيد بْن مُسلم عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد بْن جَابر قَالَ مَاتَ مَكْحُول سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة سنة أَربع عشرَة وَمِائَة فِيهَا عزل هِشَام بْن عَبْد الْملك مسلمة بْن عَبْد الْملك عَن أرمينية وأذربيجان والجزيرة وولاها مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان لمستهل الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَمِائَة قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْبَراء سَار مَرْوَان فِي سنة أَربع عشرَة وَمِائَة حَتَّى جَاوز نهر الرم فَقتل وسبى وأغار على الصقالبة فَقَالَ أَبُو خَالِد وفيهَا أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن من أفريقية عَبْد اللَّهِ بْن قطن أَيْضا صقلية فغنم وَسلم وأغزى أَيْضا عَبْد اللَّهِ بْن زِيَاد الْأنْصَارِيّ سردانية فغنم وَسلم وفيهَا غزا الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن الصغانيان فَلم يلق كيدا وَانْصَرف قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم والتقى عَبْد اللَّهِ البطال وقسطنطين فِي جمع فَهزمَ اللَّه الْعَدو وَأسر قسطنطين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 وفيهَا غزا سُلَيْمَان بْن هِشَام أَرض الرّوم مِمَّا يَلِي الجزيرة حَتَّى أَتَى قيسارية وَأقَام الْحَج خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ وَفِي سنة أَربع عشرَة وَمِائَة مَاتَ الحكم بن عتيبة سنة خمس عشرَة وَمِائَة فِيهَا خرج الْحَارِث بْن شُرَيْح فغلب عَلَى الجوزجان ومرو فَبعث هِشَام ابْن عَبْد الْملك عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي فلقي الْحَارِث بْن شُرَيْح فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ اصطلحا عَلَى أَن يُقيم الْحَارِث بْن شُرَيْح ببلخ وَيبْعَث رَسُولا إِلَى هِشَام وَيبْعَث عَاصِم رَسُولا فَبعث خَالِد أَخَاهُ اسد بْن عَبْد اللَّهِ واليا عَلَى خُرَاسَان وعزل عَاصِمًا فَقطع الْحَارِث نهر بَلخ وَسَار أَسد فَالْتَقوا فَهزمَ الْحَارِث فلحق بِالتّرْكِ وَأخذ أَسد بْن عَبْد اللَّهِ نَاسا من أَصْحَابه فَقتل بَعضهم وَقطع أَيدي بَعضهم وأرجلهم وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام فِي شهر رَمَضَان حَتَّى انْتهى إِلَى أفلاجونية قَالَ أَبُو خَالِد وَفِي سنة خمس عشرَة وَمِائَة أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن من أفريقية بَكْر بْن سُوَيْد فَأتى صقلية ودربانة فَلَقِيته الرّوم فرموا مراكبه بالنَّار وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وَفِي سنة خمس عشرَة وَمِائَة مَاتَ عَطاء بْن أَبِي رَبَاح وَيُقَال سنة سِتّ عشرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 سنة سِتّ عشرَة وَمِائَة فِيهَا كتب هِشَام بْن عَبْد الْملك إِلَى عُبَيْدَة بْن الحبحاب مولى بَنِي سلول وَهُوَ واليه عَلَى مصر فولاه أفريقية فَدَخلَهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وَمِائَة فَخرج عَبْد الْأَعْلَى بْن حديج مولى مُوسَى بْن نصير وَكَانَ صفريا فَخرج بطنجة فَخرج إِلَيْهِ عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ الْعَبْسِي وَكَانَ واليا لِابْنِ الحبحاب فَقتل عَمْرو وَانْهَزَمَ أَصْحَابه وفيهَا أغزى ابْن الحبحاب عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب بْن أَبِي عُبَيْدَة بْن عقبَة بْن نَافِع السوس وَأَرْض السودَان فظفر وَأصَاب ذَهَبا كثيرا وفيهَا أَيْضا أغزى ابْن الحبحاب عُثْمَان بْن أَبِي عُبَيْدَة فَأصَاب نَاحيَة من صقلية وقفل فَلَقِيته مراكب الرّوم فِي الْبَحْر فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَأَصَابُوا من الْمُسلمين وأسروا ابْني عُثْمَان عمرا وَسليمَان أَبَا الرّبيع وَعبد الرَّحْمَن بْن زِيَاد ابْن أنعم وأخاه الْمُغيرَة بْن زِيَاد فَلم يزَالُوا فِي أَيدي الرّوم حَتَّى ولي عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب ففدى ابْني عَمه وناسا من أُسَارَى الْمُسلمين وَعبد الرَّحْمَن بْن زِيَاد وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك وَيُقَال عِيسَى بْن مقسم مولى الْوَلِيد بِأَمْر الْوَلِيد وفيهَا مَاتَ مَيْمُون بْن مهْرَان بالجزيرة سنة سبع عشرَة وَمِائَة فِيهَا جَاشَتْ التّرْك بخراسان وَمَعَهُمْ الْحَارِث بْن شُرَيْح فَانْتهى خاقَان وَمَعَهُ الْحَارِث إِلَى الجوزجان وأغارت التّرْك حَتَّى أَتَوا مرو الروذ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 فَحَدثني من سمع أَبَا الذَّيَّال قَالَ فَسَار أَسد بْن عَبْد اللَّهِ فَلَقِيَهُمْ فَهَزَمَهُمْ اللَّه وقتلهم الْمُسلمُونَ قتلا ذريعا قَالَ أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء قَالَ فِيهَا بعث مَرْوَان بْن مُحَمَّد وَهُوَ وَالِي أرمينية وأذربيجان بعثين إِلَى جبل القبق فَافْتتحَ أحد البعثين ثَلَاثَة حصون من اللان وَنزل الْبَعْث الآخر عَلَى تومان شاه فَنزل تومان شاه عَلَى حكم مَرْوَان بْن مُحَمَّد فَبعث بِهِ مَرْوَان إِلَى هِشَام بْن عَبْد الْملك فَرده هِشَام إِلَى مَرْوَان فَأَعَادَهُ مَرْوَان عَلَى مَمْلَكَته قَالَ أَبُو خَالِد وفيهَا بعث عُبَيْدَة بْن الحبحاب حبيب بْن أَبِي عُبَيْدَة فَأصَاب قَرْيَة من سردانية وأثخن فِي الْقَتْل والسبي قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم حَتَّى بلغ سيبرة وَبَلغت سراياه سردة وَأَصَابُوا سَبَايَا وَأقَام الْحَج خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم وَفِي سنة سبع عشرَة وَمِائَة مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن هُرْمُز الْأَعْرَج مولى ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب وَسَعِيد بْن يسَار مولى الْحسن بْن عَلِيّ وَمُحَمّد بْن كَعْب الْقرظِيّ وَعَائِشَة بنت سعد بْن مَالك وسكينة بنت الْحُسَيْن بْن عَلِيّ كلهم بِالْمَدِينَةِ وَقَتَادَة بْن دعامة بواسط وفيهَا ولد معَاذ بن معَاذ سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة فِيهَا غزا مَرْوَان بْن مُحَمَّد من أرمينية فَدخل أَرض ورتنيس من ثَلَاثَة أَبْوَاب فهرب ورتنيس إِلَى الخزر وَترك القلعة فنصب مَرْوَان عَلَيْهَا المجانيق فَقتل أهل خمرين ورتنيس وبعثوا بِرَأْسِهِ إِلَى مَرْوَان فنصب مَرْوَان رَأس ورتنيس لأهل قلعته فنزلوا عَلَى حكم مَرْوَان فَقتل الْمُقَاتلَة وسبى الذُّرِّيَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 قَالَ أَبُو خَالِد وفيهَا أغزى ابْن الحبحاب قثم بْن عوَانَة الْكَلْبِيّ فَأصَاب أولية من صقلية فأحاطوا بِهِ ثمَّ خلوا عَنه وغزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وَفِي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بِالْمَدِينَةِ وَعلي بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بِالشَّام وَعبد الرَّحْمَن بْن سابط الجُمَحِي بِمَكَّة وَعَمْرو بْن شُعَيْب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ بِالطَّائِف وَعبد اللَّه ابْن أَبِي مليكَة بِمَكَّة وَعبادَة بْن نسي بِالشَّام وَعَمْرو بْن مرّة الْجملِي بِالْكُوفَةِ وفيهَا ولد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ سنة تسع عشرَة وَمِائَة وفيهَا غزا مَرْوَان بْن مُحَمَّد من أرمينية غَزْوَة السائحة فَدخل من بَاب اللان فَمر بِأَرْض اللان كلهَا حَتَّى خرج مِنْهَا إِلَى بِلَاد الخزر فَمر ببلنجر وسمندر فَانْتهى إِلَى الْبَيْضَاء الَّتِي يكون فِيهَا خاقَان فهرب خاقَان وفيهَا أغزى ابْن الحبحاب أَيْضا قثم بْن عوَانَة فَأصَاب قلعة من سردانية من بِلَاد الْمغرب وغرق قثم فِي مراكب من الْمُسلمين وَسلم بَعضهم وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم فَبلغ بلونية وغزا سُلَيْمَان بْن هِشَام أَيْضا أَرض الرّوم من نَاحيَة الجزيرة وفيهَا قتل عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد هزار طرخان وَعَامة أَصْحَابه بِبِلَاد أرمينية وَأقَام الْحَج مسلمة بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك أَبُو شَاكر وَفِي سنة تسع عشرَة وَمِائَة مَاتَ سُلَيْمَان بْن مُوسَى بِالشَّام وَأَبُو معشر بِالْكُوفَةِ وحبِيب بْن أَبِي ثَابت بِالْكُوفَةِ وَقيس بْن سعد وَإيَاس بْن سَلمَة بن الْأَكْوَع بِالْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 وَعبد الرَّحْمَن بْن سعيد بْن يَرْبُوع بِالْمَدِينَةِ وَعبد اللَّه بْن وَاقد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الْخطاب سنة عشْرين وَمِائَة فِيهَا عزل هِشَام بْن عَبْد الْملك خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي عَن الْعرَاق وولاها يُوسُف بْن عمر وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وغزا مسلمة بْن هِشَام أَرض الرّوم وَفِي سنة عشْرين وَمِائَة مَاتَ الْجَارُود بْن أَبِي سُبْرَة الْهُذلِيّ بِالْبَصْرَةِ وَعَاصِم بْن عُمَر بْن قَتَادَة الْأنْصَارِيّ بِالْمَدِينَةِ وَأَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم بِالْمَدِينَةِ وَحَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان بِالْكُوفَةِ وعدي بْن عدي بالجزيرة وَأسد بْن عَبْد اللَّهِ بخراسان ومسلمة بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي الْمحرم بِالشَّام وَأَبُو قيس عَمْرو بْن مُسلم الْبَاهِلِيّ وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث اللَّيْثِيّ وفيهَا ولد يحيى بْن سعيد الْقطَّان قَالَ أَبُو خَالِد وَلم تغز أفريقية سنة عشْرين وغزا سُلَيْمَان بْن هِشَام عَلَى الصائفة وفيهَا قدم هِشَام بْن عُرْوَة الْبَصْرَة فِي ولَايَة خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان عَامر بْن حَفْص وَغَيرهم قَالُوا جمعت الْعرَاق لخَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد ابْن أَسد بْن كرز البَجلِيّ فِي سنة سِتّ وَمِائَة وعزل سنة عشْرين وَمِائَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 من كَانَ عَلَى شَرط خَالِد الْقَسرِي وعَلى الرسائل وَالْخَرَاج والتجوين كَانَ عَلَى شَرطه بواسط عَمْرو بن عبد الْأَعْلَى الْحكمِي على شَرط الْكُوفَة الْعُرْيَان بْن الْهَيْثَم النَّخعِيّ وعَلى شَرط الْبَصْرَة مَالك بْن الْمُنْذر بْن الْجَارُود الْعَبْدي ثمَّ عَزله وَولى بِلَال بْن أَبِي بردة بْن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ثمَّ ضم إِلَيْهِ الصَّلَاة وَالْقَضَاء كَاتب خَالِد عَلَى الرسائل دَاوُد بْن سعيد الْكَاتِب وعَلى الْخراج الْحجَّاج بْن عُمَيْر وعَلى التجوين هَارُون بْن مياس مولى بَنِي لَيْث قتل خَالِد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن نَحْو من سِتِّينَ سنة وَفِي ولَايَة خَالِد ابْن عَبْد اللَّهِ الْعرَاق وَهِي نَحْو من أَربع عشرَة سنة مَاتَ نعيم بْن أَبِي هِنْد فِي أول ولَايَة خَالِد وشمر بْن عَطِيَّة فِي أَولهَا وَعبد الرَّحْمَن بْن الْأَصْبَهَانِيّ والعيزار بْن حُرَيْث أَبُو السّفر جَمِيعًا فِي وَسطهَا وَحميد بْن هِلَال الْعَدوي وَأنس بْن سِيرِين والأزرق ابْن قيس وعمار بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشم فِي وسط من ولَايَة خَالِد ومحارب بْن دثار الذهلي وَالقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود ووبرة بْن عَبْد الرَّحْمَن وَعبد الْملك بْن ميسرَة وَأَبُو عون الثَّقَفِيّ وعدي بْن ثَابت وعلقمة بْن مرْثَد وَعون بْن أَبِي جُحَيْفَة فِي آخر ولَايَة خَالِد وعطية بن سعد الْعَوْفِيّ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة غَزْو مَرْوَان بْن مُحَمَّد من أرمينية فِيهَا غزا مَرْوَان بْن مُحَمَّد من أرمينية وَهُوَ واليها فَأتى قلعة بَيت السرير فَقتل وسبى ثمَّ أَتَى قلعة ثَانِيَة فَقتل وسبى وَدخل غومسك وَهُوَ حصن فِيهِ بَيت الْملك يكون فِيهِ سَرِير الذَّهَب فَأَقَامَ مَرْوَان عَلَيْهِ شتوة وصيفة فَصَالحه الْملك فَخرج الْملك هَارِبا حَتَّى أَتَى حصنا يُقَال لَهُ خثرج فِيهِ سَرِير عَلَى ألف رَأس فِي كل سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 وَمِائَة ألف مدي وَسَار مَرْوَان فَدخل أَرض تومان فَصَالحه تومان ملكهَا وَسَار مَرْوَان فَدخل ارْض زروبكزان فَصَالحه ملكهَا ثمَّ أَتَى مَرْوَان خمرين فَأبى ملكهَا أَن يصالحه فقاتل حصنا من حصون خمرين شهرا فأخرب بِلَاد خمرين ثمَّ سَأَلَهُ خمرين الصُّلْح فَصَالحه ثمَّ أَتَى مَرْوَان أَرض مسدار فافتتحها عَلَى صلح ثمَّ نزل مَرْوَان كيران فَصَالحه أهل طبرستان وفيلان وَفِي سنة إِحْدَى وَعشْرين غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك عَلَى الصائفة وَسَار مَعَه هِشَام حَتَّى بلغ ملطية وَلم يكن بأفريقية غَزْو وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وفيهَا قتل البطال بِأَرْض الرّوم وَفِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَمُحَمّد بْن يحيى بْن حبَان الْأنْصَارِيّ وعامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وفيهَا ولد أَبُو عَاصِم الضَّحَّاك بْن مَخْلَد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة خُرُوج عبد الْأَعْلَى بن حديج قَالَ أَبُو خَالِد فِيهَا خرج عَبْد الْأَعْلَى بْن حديج مولى مُوسَى بن نصير بطنجة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 من بِلَاد الْمغرب وَكَانَ صفريا فَخرج إِلَيْهِ عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ الْعَبْسِي وَالِي ابْن الحبحاب فَقتل عَمْرو وَانْهَزَمَ أَصْحَابه فَقَتلهُمْ عبد الْأَعْلَى وسبى نِسَاءَهُمْ خُرُوج ميسرَة الحقير وفيهَا أَيْضا خرج ميسرَة الحقير وَكَانَ يَبِيع المَاء بالقيروان وَكَانَ مخرجهما عَلَى ميعاد لِلنِّصْفِ من شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة فَوجه إِسْمَاعِيل بْن عبيد اللَّه ابْن الحبحاب جَيْشًا إِلَى ميسرَة الحقير وَأَصْحَابه فَهَزَمَهُمْ ثمَّ بَيت ميسرَة الحقير عَسْكَر إِسْمَاعِيل بْن عبيد اللَّه فَقتل وسبى ثمَّ بعث ميسرَة الحقير قائدا فَقتل عَبْد الْأَعْلَى بْن حديج وَبلغ ابْن الحبحاب قتل ابْنه إِسْمَاعِيل فَخرج فلقي ميسرَة بنهر يُقَال لَهُ نهر الكدر وعَلى أَصْحَاب ابْن الحبحاب خَالِد بْن أَبِي حبيب أَبُو الْأَصَم فَقتل خَالِد وَابْنه وَعُثْمَان بْن أَبِي عُبَيْدَة بْن عقبَة بْن نَافِع وَابْنه إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان ومُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن وَعبد الْكَرِيم بْن مسحل بْن عقبَة بْن ضرار بْن الْخطاب وزرارة بْن عَمْرو من ولد أَبِي عَزِيز بْن عُمَيْر أخي مُصعب بْن عُمَيْر من بَنِي عَبْد الدَّار بْن قصي فسميت غَزْوَة الْأَشْرَاف وَكَانَ قَتلهمْ فِي آخر السّنة أَو فِي الْمحرم من سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة قَالَ أَبُو خَالِد فَلَمَّا بلغ ابْن الحبحاب مقتلهم وَجه عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمُغيرَة الْعَبْدي عَاملا عَلَى تلمسين فَجعل يقتل الصفرية فَسُمي الجزار فَخَرجُوا عَلَى عَبْد الرَّحْمَن ابْن الْمُغِيرَهْ فانحاز وَقدم حبيب بْن أَبِي عبيده من غزاته فِي الْبَحْر فوجهه ابْن الحبحاب فَنزل عَلَى وَادي تلمسين فَلم يُجَاوِزهُ حَتَّى انْقَضتْ ولَايَة ابْن الحبحاب وفيهَا قتل زيد بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بالكوفه فَحَدثني أَبُو الْيَقظَان قَالَ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم وغزا سُلَيْمَان ابْن هِشَام فحاصرا جَمِيعًا الرّوم فلقي الْمُسلمُونَ شدَّة من الْجُوع وَغَلَاء من السّعر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 وفيهَا أُصِيب الحكم بْن عوَانَة بالسند فولى يُوسُف بْن عُمَر عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم وغزا مُحَمَّد بْن هِشَام الصائفة وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وفيهَا مَاتَ يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قسيط بِالْمَدِينَةِ وَإيَاس بْن مُعَاوِيَة بْن قُرَّة الْمُزنِيّ بواسط وزبيد بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْكَرِيم الأيامي وَبُكَيْر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْأَشَج وَسَلَمَة بْن كهيل بِالْكُوفَةِ وَيَعْقُوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْأَشَج وفيهَا ولد مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب بالحميمة من أَرض الشَّام سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة فِيهَا قدم كُلْثُوم بْن عِيَاض واليا عَلَى أفريقية فِي أول شعْبَان فَسَار حَتَّى نزل تلمسين وَأقَام الْحَج يَزِيد بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك الَّذِي يُقَال لَهُ الأفقم وغزا سُلَيْمَان بْن هِشَام عَلَى الصائفة وفيهَا حج الزُّهْرِيّ سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ ميسرَة الحقير الصفري بِبِلَاد الْمغرب فافترقت الصفرية فرْقَتَيْن فرقة عَلَيْهَا خَالِد بْن حميد وَفرْقَة عَلَيْهَا سَالم أَبُو يُوسُف الْأَزْدِيّ فَسَار إِلَيْهِم كُلْثُوم ابْن عِيَاض فاجتمعا جَمِيعًا فلقيا كُلْثُوم بْن عِيَاض عَلَى وَاد من أَوديَة طنجة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 فَقتل كُلْثُوم وَمُحَمّد بْن عبيد اللَّه الْأَزْدِيّ وَيزِيد بْن سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي وحبِيب بْن أَبِي عُبَيْدَة واستباحوا عَسْكَر كُلْثُوم وَسبوا الذُّرِّيَّة وَانْهَزَمَ بلج بْن بشر ابْن عَم كُلْثُوم بِالنَّاسِ واتبعهم أَبُو يُوسُف بْن حميد وَفِي ساقة بلج بْن بشر حسان بْن عَنابة فَلَمَّا غشوة قَاتلهم وصبر لَهُم فَهَزَمَهُمْ وَقتل أَبُو يُوسُف وناس كثير من الصفرية وَمَضَت الصفرية عَلَى هزيمتها وَمضى بلج وَأَصْحَابه فنزلوا الْحصن فعقد لأبي الخطار الْكَلْبِيّ عَلَى النَّاس واستنفرهم فَأبى النَّاس وَقَالُوا اعقد لعبد الرَّحْمَن بْن عقبَة الْغِفَارِيّ فعقد لَهُ فلقي عكاشة الْفَزارِيّ بالفحص الْأَبْيَض فَهَزَمَهُ عَبْد الرَّحْمَن وَقتل من البربر نَاسا كثيرا وَمضى عَبْد الرَّحْمَن فَنزل الزاب فصَام فِيهِ شهر رَمَضَان وَمضى الْفَزارِيّ من هزيمته إِلَى طنجة فَلَقِيَهُ عَبْد الْوَاحِد بْن يَزِيد الهواري وَقد وَجهه خَالِد بْن حميد صَاحب الصفرية لقِتَال أهل أفريقية ورد مَعَه الْفَزارِيّ فَكتب حَنْظَلَة إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبَة بْن نَافِع يَأْمُرهُ بلقاء عَبْد الْوَاحِد بْن يَزِيد فَخرج عَبْد الرَّحْمَن فِي أهل الزاب فَالْتَقوا يَوْم الْخَمِيس لِلنِّصْفِ من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة فَقتل عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبَة ومروان بْن عُثْمَان الغساني وَمُحَمّد بْن يُوسُف فِي بشر وَقدم الفل القيروان عَلَى حَنْظَلَة وَاسْتولى عَبْد الْوَاحِد عَلَى عيالات أهل طبنة فعقد حَنْظَلَة لِثَابِت بْن خَيْثَم فزحف عَبْد الْوَاحِد أول يَوْم من صفر سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة فَالْتَقوا فَقتل ابْن خَيْثَم وَانْهَزَمَ النَّاس فَكتب حَنْظَلَة إِلَى المستنير بْن الْحَارِث الْحَرَشِي عَامله عَلَى تونس إِن قويتم عَلَى محاربة الْقَوْم وَإِلَّا فاقدموا فَقدم وَمَعَهُ العيالات وَبلغ خَالِد بْن حميد رَأس الصفرية بطنجة أَن عَبْد الْوَاحِد قد سلم عَلَيْهِ بالخلافة فَوجه عَبْد الْأَعْلَى زرزرا مولى مُوسَى بْن نصير فِي خيل وَأمره أَن يحل لِوَاء عَبْد الْوَاحِد وولاه أَمر أَصْحَابه وَبلغ عَبْد الْوَاحِد فَسَار يُرِيد القيروان فلقيتهم خيل حَنْظَلَة فَقتل عَبْد الْوَاحِد وانهزمت البربر وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة ونادى مُنَادِي حَنْظَلَة بالأمان وَمضى عكاشة الْفَزارِيّ مُنْهَزِمًا فَأَخذه قوم فشدوه وثاقا وبعثوا بِهِ إِلَى حَنْظَلَة وسألوه الْأمان فَقتله حَنْظَلَة وَوَلَّتْ الصفرية وسكنت الْبِلَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 وَفِي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة ثارت البربر بالأندلس وعكاشة بْن أَيُّوب الْفَزارِيّ بقابس بأفريقية عَلَى غير هوى يَدْعُو إِلَيْهِ وعامل أفريقية يَوْمئِذٍ عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبَة الْغِفَارِيّ خَلِيفَة لكلثوم فَوجه مُسلم بْن سوَادَة الفِهري فَهَزَمَهُ عكاشة حَتَّى دخل القيروان وَمضى عكاشة إِلَى مَدِينَة قابس وَبهَا عَبْد الْأَعْلَى بْن عقبَة وَسَعِيد بْن بجرة الغساني فَحَاصَرَهُمْ وَنصب عَلَيْهَا المجانيق فَلم يصل إِلَيْهِمَا وَمضى إِلَى قفصة فحاصرها وَقدم عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبَة فل كُلْثُوم فَنَهَضَ بهم واستخلف عَلَى القيروان عَبْد الحميد بْن ذُؤَيْب السَّهْمِي وَأَقْبل عكاشة نَحوه فَالْتَقوا فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة فَانْهَزَمَ عكاشة الْفَزارِيّ فلحق بطبنة وَرجع عَبْد الرَّحْمَن إِلَى القيروان وَولى هِشَام بْن عَبْد الْملك حَنْظَلَة بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ فَقَدمهَا فِي النّصْف من جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل فِي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ مُحَمَّد بْن مُسلم بْن عبيد اللَّه بْن شهَاب الزُّهْرِيّ لَيْلَة الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة خلت من شهر رَمَضَان وَمُحَمّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب بِالشَّام وَالقَاسِم بْن أَبِي بزَّة بِمَكَّة وَأَبُو جَمْرَة الضبعِي بِالْبَصْرَةِ وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن من ولد سعد بْن زُرَارَة بِالْمَدِينَةِ وَفِي آخر ولَايَة هِشَام مَاتَ عَامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن الْعَوام سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ هِشَام بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان رَحمَه اللَّه بالرصافة حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا مَاتَ هِشَام بْن عَبْد الْملك بالرصافة يَوْم الْأَرْبَعَاء لثلاث خلون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 من شهر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك قَالَ حَاتِم بْن مُسلم توفّي وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَسِتِّينَ كَانَت ولَايَته تسع عشرَة سنة وَسَبْعَة أشهر وَأحد عشر يَوْمًا ثمَّ بُويِعَ الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك أمه أم الْحجَّاج بنت مُحَمَّد بْن يُوسُف أخي الْحجَّاج بن يُوسُف تَسْمِيَة عُمَّال هِشَام بْن عَبْد الْملك مَكَّة وَالْمَدينَة والطائف مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي سنة سِتّ وَمِائَة فِي جُمَادَى الأولى فَلم يزل واليا عَلَى مَكَّة حَتَّى مَاتَ هِشَام الْمَدِينَة ولاها مَعَ مَكَّة مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل ثمَّ عَزله سنة أَربع عشرَة وَمِائَة وَولى خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم ثمَّ عَزله سنة تسع عشرَة وَمِائَة وَكتب إِلَى أَبِي بَكْرِ بن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حزم فَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ حَتَّى قدم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن هِشَام سنة تسع عشرَة فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام الْيمن ولاها هِشَام يُوسُف بْن عُمَر الثَّقَفِيّ فَقَدمهَا لثلاث بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَمِائَة فَلم يزل واليا حَتَّى كتب إِلَيْهِ فِي سنة عشْرين وَمِائَة بولايته عَلَى الْعرَاق فَسَار واستخلف ابْنه الصَّلْت بْن يُوسُف ثمَّ ولاها أَخَاهُ الْقَاسِم بْن عُمَر فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 الْبَصْرَة ولاها خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي عَند ولَايَته الْعرَاق أبان بْن ضبارة بْن عفير بْن سيف بْن ذِي يزن من أهل حمص وَالشّرط عقبَة بْن عَبْد الْأَعْلَى الكلَاعِي من أهل دمشق ثمَّ ولى الشَّرْط مَالك بْن الْمُنْذر بْن الْجَارُود الْعَبْدي فَقَدمهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَمِائَة ثمَّ عزل مَالك بْن الْمُنْذر بْن الْجَارُود وَولى بِلَال بْن أَبِي بردة سنة ثمَّ ولى النَّضر بْن عُمَر الْمُقْرِئ الْحِمْيَرِي من أهل دمشق الصَّلَاة ثمَّ عَزله فِي آخر سنة عشر وَمِائَة وَجمع الصَّلَاة وَالشّرط وَالْقَضَاء لِبلَال بْن أَبِي بردة حَتَّى عزل خَالِد عَن الْعرَاق سنة عشْرين وَمِائَة وَولى يُوسُف بْن عُمَر الثَّقَفِيّ الْعرَاق فَبعث الْوَازِع بْن عباد الْكَلْبِيّ فَأخذ بِلَالًا ثمَّ ولى يُوسُف كثير بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ ويكنى أَبَا العاج ثمَّ عَزله سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة وَولى الْقَاسِم بْن مُحَمَّد فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام الْكُوفَة ولاها خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ عَبْد الْملك بْن جُزْء بْن حدرجان الْأَزْدِيّ من أهل فلسطين ثمَّ عَزله وَولى إِسْمَاعِيل بْن أَوسط البَجلِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو البَجلِيّ ثمَّ عَزله وَولى أَخَاهُ عَاصِم بْن عَمْرو ثمَّ عَزله وَولى ضبيس بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ ثمَّ عَزله وَولى نَوْفًا الْأَشْعَرِيّ ثمَّ عَزله وَولى زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ ثمَّ عزل خَالِدا سنة عشْرين وَمِائَة وَولى يُوسُف بْن عُمَر فولى الحكم بْن الصَّلْت الثَّقَفِيّ ثمَّ عَزله وَولى يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الثَّقَفِيّ ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الثَّقَفِيّ ثمَّ عَزله وَولى زِيَاد بْن صَخْر اللَّخْمِيّ ثمَّ عَزله وَولى عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس الْكِنْدِيّ ثمَّ عَزله وَولى أَبَا أُميَّة بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عقيل الثَّقَفِيّ فَأَقَامَ جُمُعَة حَتَّى هرب يُوسُف بْن عُمَر خُرَاسَان ولى خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ أَخَاهُ أَسد بْن عَبْد اللَّهِ خُرَاسَان ثمَّ عَزله هِشَام سنة ثَمَان وَمِائَة وَولى أَشْرَس بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة وَولى الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن من مرّة غطفان ثمَّ عَزله سنة خمس عشرَة وَمِائَة وَولى عَاصِم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 ابْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي ثمَّ جمعت لخَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الثَّانِيَة فولى أَخَاهُ أَسد بْن عَبْد اللَّهِ فَمَاتَ أَسد سنة عشْرين وَمِائَة قبل عزل خَالِد بِقَلِيل واستخلف جَعْفَر بْن حَنْظَلَة البهراني ثمَّ ولى هِشَام نصر بْن سيار اللَّيْثِيّ حَتَّى مَاتَ هِشَام سجستان ولاها خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ يَزِيد بن الغريف الهمذاني ثمَّ الأصفح الْكِنْدِيّ أَبَا خَالِد بْن الأصفح الْكِنْدِيّ ثمَّ عَبْد اللَّه بْن أَبِي بردة بْن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَلم يزل واليا حَتَّى عزل خَالِد وَولى يُوسُف بْن عُمَر الْعرَاق فولاها مُحَمَّد بْن حجر ابْن قيس الْعَبْدي ثمَّ إِبْرَاهِيم بْن عَاصِم الْعقيلِيّ فَمَاتَ إِبْرَاهِيم فولاها يُوسُف حَرْب بْن قطن بْن قبيصَة بْن مُخَارق الْهِلَالِي فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام السَّنَد أقرّ عَلَيْهَا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن من مرّة غطفان سنتَيْن ثمَّ عَزله وَولى تَمِيم بْن زيد القيني ثمَّ عَزله وَولى الحكم بْن عوَانَة فقتلت الميذ الحكم واستخلف مُحَمَّد بْن عرار الْكَلْبِيّ فَعَزله يُوسُف سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة وَولى عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام البحران عُمَّال خَالِد عَلَيْهَا مُحَمَّد بْن زِيَاد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وهزان بْن سعيد وَيحيى بْن إِسْمَاعِيل وَيحيى بْن زِيَاد بْن الْحَارِث الْحَارِثِيّ وعمال يُوسُف عَلَى الْبَحْرين عَبْد اللَّهِ بْن شريك النميري وَمُحَمّد بْن حسان بْن سعد الأسيدي وَغلب عَلَيْهَا الْمسيب بْن فضَالة نَحوا من ثَلَاث سِنِين الْيَمَامَة ولاها هِشَام المُهَاجر بْن عَبْد اللَّهِ من بني بَكْر بْن كلاب فَمَاتَ المُهَاجر فولاها ابْنه حَتَّى قتل الْوَلِيد مصر ولى هِشَام مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان ثمَّ ولاها عُبَيْدَة بْن الحبحاب مولى بَنِي سلول أفريقية كَانَ عَلَيْهَا بشر بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ فَخرج عَنها وافدا إِلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك واستخلف يحيى بْن ماعصة الْكَلْبِيّ فَرد هِشَام بشر بْن صَفْوَان إِلَيْهَا فَقَدمهَا سنة سِتّ فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ سنة تسع وَمِائَة واستخلف نُعَاس بْن قرط الْكَلْبِيّ فَعَزله هِشَام وَولى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن السّلمِيّ فَقَدمهَا سنة عشر وَمِائَة ثمَّ شخص الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 عَنها واستخلف عقبَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن قدامَة التجِيبِي ثمَّ جمعهَا لعبيدة بْن الحبحاب مَعَ مصر فَقَدمهَا سنة عشر وَمِائَة ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وولاها كُلْثُوم ابْن عِيَاض ثمَّ ولى حَنْظَلَة بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ فَقَدمهَا فِي النّصْف من جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين فَلم يزل بهَا إِلَى سنة تسع وَعشْرين الْمَوْسِم سنة خمس وَمِائَة هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي سنة سِتّ هِشَام بْن عَبْد الْملك سنة سبع وثمان وتسع وَعشر وَإِحْدَى عشرَة واثنتي عشرَة وَإِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل ثَلَاث عشرَة سُلَيْمَان بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك أَربع عشرَة خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ خمس عشرَة مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل سِتّ عشرَة الْوَلِيد بْن يَزِيد وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام وَأَبُو الْيَقظَان أَن عِيسَى بْن مقسم مولى الْوَلِيد بْن يَزِيد أَقَامَ الْحَج سنة سِتّ عشرَة سنة سبع عشرَة خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم ثَمَان عشرَة مُحَمَّد بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك تسع عشرَة مسلمة بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك عشْرين وَإِحْدَى وَعشْرين واثنتين وَعشْرين مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل ثَلَاث وَعشْرين يَزِيد بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك أَربع وَعشْرين مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل الصائفة ولاها مسلمة بْن عَبْد الْملك ثمَّ ابنيه مُعَاوِيَة وَسليمَان ابْني هِشَام وَقد بَينا ذَلِكَ فِي سني التَّارِيخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 أرمينية مَاتَ يَزِيد وَعَلَيْهَا الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فأقره هِشَام ثمَّ عَزله سنة سبع وَمِائَة وَولى مسلمة بْن عَبْد الْملك ثمَّ عَزله سنة تسع وَولى الْجراح الْولَايَة الثَّانِيَة فَقتل الْجراح سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة فولاها سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث عشرَة وَولى مسلمة بْن عَبْد الْملك فقفل مسلمة اسْتخْلف مَرْوَان بْن مُحَمَّد فولاها مَرْوَان بْن مُحَمَّد فِي أول سنة أَربع عشرَة وَمِائَة الْقُضَاة فِي ولَايَة هِشَام بْن عَبْد الْملك الْبَصْرَة ولى خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ ثُمَامَة بْن أنس بْن مَالك قَضَاء الْبَصْرَة ثمَّ عَزله سنة تسع وَمِائَة وَجمع الْقَضَاء لِبلَال بْن أَبِي بردة فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى قدم يُوسُف بْن عُمَر سنة عشْرين وَمِائَة فولى عَبْد اللَّهِ بْن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ فَلم يلبث أَن مَاتَ فاستقضى عَامر ابْن عُبَيْدَة الْبَاهِلِيّ فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى مَاتَ هِشَام والوليد وَوَقعت الْفِتْنَة فاعتزل الْكُوفَة أقرّ خَالِد الْحُسَيْن بْن الْحسن الْكِنْدِيّ عَلَيْهَا ثمَّ عَزله ثمَّ سعيد بْن أَشوع الْهَمدَانِي ثمَّ محَارب بْن دثار سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة ثمَّ الحكم بْن عتيبة الْعجلِيّ ثمَّ أعَاد ابْن أَشوع فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى مَاتَ ثمَّ ولى عِيسَى بْن الْمسيب البَجلِيّ ثمَّ قدم يُوسُف بْن عُمَر فعزل عِيسَى بن الْمسيب وَولى عبداالله بْن شبْرمَة الضَّبِّيّ ثمَّ عَزله وولاه بَيت المَال وَولى مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى حَتَّى مَاتَ هِشَام والوليد الْمَدِينَة ولى هِشَام إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل الْمَدِينَة فاستقضى مُحَمَّد بْن صَفْوَان الجُمَحِي ثمَّ استقضي الصَّلْت بْن زبيد بْن الصَّلْت ثمَّ عزل إِبْرَاهِيم بْن هِشَام سنة أَربع عشرَة وَولى الْمَدِينَة خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ فاستقضى خَالِد أَبَا بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حويطب من بَنِي عَامر بْن لؤَي ثمَّ عَزله واستقضى مُحَمَّد بْن صَفْوَان الجُمَحِي ثمَّ عزل هِشَام خَالِد سنة تسع عشرَة وَمِائَة وَكتب إِلَى أَبِي بَكْر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن جزم فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى مَاتَ شَرط هِشَام أقرّ كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي ثَلَاث عشرَة سنة ثمَّ ولاه أرمينية وَولى الشَّرْط يزِيد بن يعلى ين ضخم الْعَبْسِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 كَاتب الرسائل سَالم مولى سعيد بْن عَبْد الْملك الْخراج والجند أُسَامَة بْن زيد ثمَّ عَزله وَولى عُبَيْدَة بْن الحبحاب مولى بَنِي سلول ثمَّ ولاه مصر وَجعل مَكَانَهُ سعيد بْن عقبَة مولى بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب الْخَاتم الرّبيع بْن شَابُور مولى بَنِي الْحَرِيش الخزائن وبيوت الْأَمْوَال عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْحَارِث الحرس نصير مَوْلَاهُ ثمَّ عَزله وَولى الرّبيع بْن زِيَاد مَعَ الْخَاتم الْخَاتم الصَّغِير والخاصة إصطخر أَبُو الزبير مَوْلَاهُ حَاجِبه غَالب بْن مَسْعُود مَوْلَاهُ وَفِي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة كتب الْوَلِيد بْن يَزِيد إِلَى يُوسُف بْن عُمَر فَقدم عَلَيْهِ فَدفع إِلَيْهِ خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي ومحمدا وَإِبْرَاهِيم ابْني هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المخزوميين وَأمره بِقَتْلِهِم فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الشعيراوي الْعَتكِي قَالَ حَدَّثَنِي السّري بْن مُسلم أَبُو بشر بْن السّري قَالَ رَأَيْتهمْ حِين قدم بهم يُوسُف بْن عُمَر الْحيرَة وخَالِد فِي عباءة فِي شقّ محمل فعذبهم حَتَّى قَتلهمْ وفيهَا غزا الْغمر بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك الصائفة وَأقَام الْحَج يُوسُف بْن عُمَر وفيهَا مَاتَ صَالح بْن نَبهَان مولى التَّوْأَمَة بنت أُميَّة بْن خلف بِالْمَدِينَةِ وَأَبُو بشر جَعْفَر بْن أَبِي وحشية بواسط وَبُدَيْل بْن ميسرَة الْعقيلِيّ بِالْبَصْرَةِ وآدَم بْن عَلِيّ الشَّيْبَانِيّ بِالْكُوفَةِ وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن عَطاء بِالْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 وَفِي ولَايَة يُوسُف بْن عُمَر الْعرَاق مَاتَ زبيد الأيامي وَسماك بْن حَرْب الذهلي وجبلة بْن سحيم الشَّيْبَانِيّ وَأَشْعَث بْن أَبِي الشعْثَاء سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة فِيهَا قتل الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا قتل الْوَلِيد بالبخراء من تدمر عَلَى أَمْيَال يَوْم الْخَمِيس لليلتين بَقِيَتَا من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن خمس وَثَلَاثِينَ أَو سِتّ وَثَلَاثِينَ وَحَدَّثَنِي يحيى بْن مُحَمَّد عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي عمرَان قَالَ قتل وَهُوَ ابْن خمس أَو أَربع وَأَرْبَعين وَقَالَ حَاتِم بْن مُسلم ابْن خمس وَأَرْبَعين وَأشهر ولد الْوَلِيد بِدِمَشْق سنة تسعين وَيُقَال اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين كَانَت ولَايَته سنة وشهرين واثنين وَعشْرين يَوْمًا حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن وَاقد الْجرْمِي وَكَانَ شهد قتل الْوَلِيد قَالَ لما أَجمعُوا عَلَى قتل الْوَلِيد قلدوا أَمرهم يَزِيد بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَبَايَعَهُ من أهل بَيته عَبْد الْعَزِيز بْن الْحجَّاج بْن عَبْد الْملك فَخرج يَزِيد بْن الْوَلِيد فَأتى أَخَاهُ الْعَبَّاس لَيْلًا فشاوره فِي قتل الْوَلِيد فَنَهَاهُ عَن ذَلِكَ فَأقبل يَزِيد لَيْلًا حَتَّى دخل دمشق فِي أَرْبَعِينَ رجلا وكسروا بَاب الْمَقْصُورَة ودخلوا عَلَى واليها فَأَوْثقُوهُ وَحمل يَزِيد الْأَمْوَال عَلَى الْعجل إِلَى بَاب الْمِضْمَار وَعقد لعبد الْعَزِيز بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 الْحجَّاج بْن عَبْد الْملك ونادى مناديه من انتدب إِلَى الْوَلِيد فَلهُ أَلفَانِ فَانْتدبَ مَعَه ألفا رجل وَضم مَعَ عَبْد الْعَزِيز بْن الْحجَّاج يَعْقُوب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم وَمَنْصُور بْن جُمْهُور وَبلغ الْوَلِيد بْن يَزِيد فَتوجه من البلقاء مُتَوَجها إِلَى حمص وَكتب إِلَى الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك يَأْتِيهِ فِي جند من أهل حمص وَهُوَ مِنْهَا قريب وَخرج الْوَلِيد حَتَّى انْتهى إِلَى البخراء قصر فِي بَريَّة وَرمل بْن تدمر عَلَى أَمْيَال وصبحت الْخَيل الْوَلِيد بالبخراء وَقدم الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بِغَيْر خيل فحبسه عَبْد الْعَزِيز بْن الْحجَّاج خَلفه ونادى مُنَادِي عَبْد الْعَزِيز من أَتَى الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد فَهُوَ آمن وَهُوَ بَيْننَا وَبَيْنكُم فَظن النَّاس أَن الْعَبَّاس مَعَ عَبْد الْعَزِيز فَتَفَرَّقُوا عَن الْوَلِيد وهجم عَلَيْهِ النَّاس فَكَانَ أول من هجم عَلَيْهِ السّري بْن زِيَاد بْن أَبِي كَبْشَة السكْسكِي وَعبد السَّلَام اللَّخْمِيّ فَأَهوى إِلَيْهِ السّري بِالسَّيْفِ وضربه عَبْد السَّلَام عَلَى قرنه وَقتل قَالَ إِسْمَاعِيل وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن وَاقد الْجرْمِي قَالَ دخلُوا عَلَى الْوَلِيد وَقد ظَاهر بَين درعين وَبِيَدِهِ السَّيْف صَلتا فأحجموا عَنه فَنَادَى مناديهم اقْتُلُوا اللوطي قتلة قوم لوط فَقتل قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن وَاقد قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيد بْن أَبِي فَرْوَة مولى بَنِي أُميَّة قَالَ لما أَتَى يَزِيد بْن الْوَلِيد بِرَأْس الْوَلِيد بْن يَزِيد قَالَ أنصبه للنَّاس فَقلت لَا تفعل إِنَّمَا ينصب رَأس الْخَارِجِي فَحلف لينصبنه وَلَا ينصبه أحد غَيْرِي فَوضع عَلَى رمح ونصبه عَلَى درج مَسْجِد دمشق ثمَّ قَالَ اذْهَبْ فَطُفْ بِهِ فِي مَدِينَة دمشق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ لما أحاطوا بالوليد أَخذ الْمُصحف وَقَالَ أقتل كَمَا قتل ابْن عمي عُثْمَان فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق أَن يَزِيد بْن الْوَلِيد قَامَ خَطِيبًا فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد أَيهَا النَّاس إِنِّي وَالله مَا خرجت أشرا وَلَا بطرا وَلَا حرصا عَلَى الدُّنْيَا وَلَا رَغْبَة فِي الْملك وَمَا بِي إطراء نَفسِي وَلَا تَزْكِيَة عَمَلي وَإِنِّي لظلوم لنَفْسي إِن لم يرحمني رَبِّي وَلَكِنِّي خرجت غَضبا لله وَدينه وداعيا إِلَى كِتَابه وَسنة نبيه حِين درست معالم الْهدى وطفئ نور أهل التَّقْوَى وَظهر الْجَبَّار العَنيد المستحل الْحُرْمَة والراكب الْبِدْعَة والمغير السّنة فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِكَ أشفقت إِذْ غشيتكم ظلمَة لَا تقلع عَنكم عَلَى كَثْرَة من ذنوبكم وقسوة من قُلُوبكُمْ وأشفقت أَن يَدْعُو كثير من النَّاس إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ فَيُجِيبهُ من أَجَابَهُ مِنْكُم فاستخرت اللَّه فِي أَمْرِي وَسَأَلته أَلا يكلني إِلَى نَفسِي ودعوت إِلَى ذَلِكَ من أجابني من أَهلِي وَأهل ولايتي وَهُوَ ابْن عمي فِي نسبي وكفئي فِي حسبي فأراح اللَّه مِنْهُ الْعباد وطهر مِنْهُ الْبِلَاد ولَايَة من اللَّه وعونا بِلَا حول منا وَلَا قُوَّة وَلَكِن بحول اللَّه وقوته وولايته وعونه أَيهَا النَّاس إِن لكم عَندي إِن وليت أُمُوركُم أَلا أَضَع لبنة عَلَى لبنة وَلَا حجرا عَلَى حجر وَلَا أنقل مَالا من بلد إِلَى بلد حَتَّى أَسد ثغره وَأقسم بَين مسالحه مَا يقوون بِهِ فَإِن فضل فضل رَددته إِلَى الْبَلَد الَّذِي يَلِيهِ وَهُوَ أحْوج إِلَيْهِ حَتَّى تستقيم الْمَعيشَة بَين الْمُسلمين وتكونوا فِيهَا سَوَاء وَلَا أجمر بعوثكم فتفتتنوا ويفتتن أهاليكم فَإِن أردتم بيعتي عَلَى الَّذِي بذلت لكم فَأَنا لكم بِهِ وَإِن ملت فَلَا بيعَة لي عَلَيْكُم وَإِن رَأَيْتُمْ أحدا هُوَ أقوى عَلَيْهَا مني فأردتم بيعَته فَأَنا أول من بَايع وَدخل فِي طَاعَته أَقُول قولي هَذَا وَأَسْتَغْفِر اللَّه لي وَلكم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 تَسْمِيَة عُمَّال الْوَلِيد بْن يَزِيد الْمَدِينَة كتب الْوَلِيد إِلَى مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وَهُوَ وَال عَلَى مَكَّة لهشام ابْن عَبْد الْملك فَقدم عَلَيْهِ واستخلف عَلَى الْمَدِينَة مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرِ بن مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن حزم فَعَزله الْوَلِيد وَجَمعهَا ليوسف بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف مَعَ مَكَّة والطائف حَتَّى قتل الْوَلِيد الْيمن الضَّحَّاك بْن زمل حَتَّى قتل الْوَلِيد الْبَصْرَة كَانَ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم عَلَيْهَا حَتَّى هِشَام فأقره الْوَلِيد حَتَّى قتل الْكُوفَة عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس الْكِنْدِيّ ثمَّ عَزله يُوسُف وَولى أَبَا أُميَّة بْن الْمُغيرَة ابْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عقيل الثَّقَفِيّ فَأَقَامَ جُمُعَة حَتَّى هرب يُوسُف بعد قتل الْوَلِيد خُرَاسَان أقرّ عَلَيْهَا نصر بْن سيار اللَّيْثِيّ حَتَّى قتل الْوَلِيد سجستان حَرْب بْن قطن بْن قبيصَة الْهِلَالِي حَتَّى قتل الْوَلِيد السَّنَد عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الثَّقَفِيّ حَتَّى قتل الْوَلِيد البحران مُحَمَّد بْن حسان بْن سعيد الْأَسدي حَتَّى قتل الْوَلِيد وَيُقَال قتل بشر بْن سَلام الْعَبْدي الْمسيب بْن فضَالة وَبَقِي حَتَّى قدم ابْن هُبَيْرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 الْيَمَامَة المُهَاجر بْن عَبْد اللَّهِ الْكلابِي حَتَّى قتل الْوَلِيد أفريقية مَاتَ هِشَام وَعَلَيْهَا حَنْظَلَة بْن صَفْوَان فَلم يزل واليا حَتَّى قتل الْوَلِيد وَخرج سنة تسع وَمِائَة عمان ولاها يُوسُف بْن عُمَر الْفَيْض بْن مُحَمَّد بْن كردم بْن بيهس الْقَضَاء قَضَاء الْبَصْرَة عَامر بْن عُبَيْدَة حَتَّى قتل الْوَلِيد وَوَقعت الْفِتْنَة فاعتزل الْكُوفَة ابْن أَبِي ليلى حَتَّى قتل الْوَلِيد الْمَدِينَة ولاها يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف سعد بْن إِبْرَاهِيم ثمَّ عَزله وَولى يحيى بْن سعد حَتَّى قتل الْوَلِيد الْمَوْسِم يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة الجزيرة وأرمينية وأذربيجان مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم حَتَّى قتل الْوَلِيد فاستخلف مَرْوَان عَلَى أرمينية وأذربيجان عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي وَانْصَرف إِلَى الشَّام الصائفة الْغمر بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان شَرط الْوَلِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنْبَل الْكَلْبِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن عَامر الكلَاعِي كَاتب الرسائل سَالم مولى سعيد بْن عَبْد الْملك ثمَّ كتب كتب لَهُ ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن سَالم الْخراج والجند عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن الْحجَّاج بْن يُوسُف ثمَّ ولى الْحجَّاج ابْن عُمَيْر الْخَاتم والخزائن وبيوت المَال عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنْبَل الْكَلْبِيّ مَعَ الشَّرْط الْخَاتم الصَّغِير رَبَاح بْن أبي عمَارَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 حَاجِبه عِيسَى بْن مقسم الحرس غيلَان ختن أَبِي معَن ولَايَة يُوسُف بْن عُمَر الْعرَاق حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا جمع هِشَام بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان الْعرَاق ليوسف بْن عُمَر الثَّقَفِيّ سنة عشْرين وَمِائَة فَكَانَ عَلَى شَرطه بِالْحيرَةِ الْعَبَّاس بْن سعد بْن مرّة من مرّة غطفان وَجعل شَرط الْبَصْرَة والكوفة إِلَى عمالها يولون من شاؤوا وَكَاتب الْخراج قحذم بْن سُلَيْمَان مولى آل بكرَة وعَلى رسائل الْخَلِيفَة رشدين مَوْلَاهُ وعَلى رسائل الْعمَّال عقبَة قتل يُوسُف سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن نَيف وَسِتِّينَ سنة وَفِي ولَايَة يُوسُف بْن عُمَر مَاتَ جبلة بْن سحيم وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ عَمْرو بْن دِينَار مولى آل باذان بِمَكَّة وَسَعِيد بْن أَبِي سعيد المَقْبُري بِالْمَدِينَةِ وَعبد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بِالْمَدِينَةِ وَسليمَان بْن حبيب بِالشَّام وَكَانَ قَاضِيا وَفِي ولَايَة الْوَلِيد بْن يَزِيد مَاتَ نبيه بْن وهب وَمُحَمّد بْن قيس مولى أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وَالْحصين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن سعد بْن معَاذ بيعَة يَزِيد بْن الْوَلِيد ووفاته وفيهَا بُويِعَ يَزِيد بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فِي أول رَجَب وَأمه بنت يزدجرد ابْن كسْرَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 وَفِي هَذِهِ السّنة مَاتَ يَزِيد بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان الَّذِي يُقَال لَهُ يَزِيد النَّاقِص حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا مَاتَ يَزِيد بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بِدِمَشْق لعشر بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن خمس أَو سِتّ وَثَلَاثِينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك قَالَ حَاتِم بْن مُسلم وَهُوَ ابْن سِتّ وَأَرْبَعين وَقَالَ عَبْد الْعَزِيز بُويِعَ وَهُوَ ابْن تسع وَثَلَاثِينَ سنة وَمَات وَلم يبلغ الْأَرْبَعين ولد يَزِيد بِدِمَشْق سنة سِتّ وَتِسْعين وَبَايع أهل الشَّام إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد بن عبد الْملك ماخلا أهل حمص فَإِنَّهُم أَبَوا أَن يبايعوه فَحَدثني الْعَلَاء بْن برد بْن سِنَان قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حضرت يَزِيد بْن الْوَلِيد حِين حَضرته الْوَفَاة فَأَتَاهُ قطن فَقَالَ أَنا رَسُول من وَرَاء بابك يَسْأَلُونَك بِحَق اللَّه لما وليت أَمرهم أَخَاك إِبْرَاهِيم فقطب وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبهته أَنا أولي إِبْرَاهِيم ثمَّ قَالَ لي يَا أَبَا الْعَلَاء إِلَى من ترى أَن أَعهد فَقلت أَمر نهيتك عَن الدُّخُول فِي أَوله فَلَا أُشير عَلَيْك فِي آخِره قَالَ وأصابته إغماءة حَتَّى ظَنَنْت أَنه قد مَاتَ فَفعل ذَلِكَ غير مرّة قَالَ فَقعدَ قطن فافتعل عهدا عَلَى لِسَان يَزِيد بْن الْوَلِيد ودعا نَاسا فأشهدهم عَلَيْهِ قَالَ أَبِي وَلَا وَالله مَا عهد إِلَيْهِ يَزِيد شَيْئا وَلَا إِلَى أحد من النَّاس تَسْمِيَة عُمَّال يَزِيد بْن الْوَلِيد ولى الْعرَاق مَنْصُور بْن جُمْهُور الْكَلْبِيّ وَيُقَال افتعل عهدا عَلَى لِسَانه ولي نَحوا من أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَجعل عَلَى شَرطه الْحجَّاج بن أَرْطَاة الْفَقِيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 مَكَّة وَالْمَدينَة والطائف ولاها يَزِيد بْن الْوَلِيد عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بْن عَفَّان ثمَّ عَزله وولاها عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْبَصْرَة قتل الْوَلِيد وَعَلَيْهَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد فهرب فَاصْطَلَحَ أهل الْبَصْرَة عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أُميَّة يُقَال لَهُ الأفوه فصلى بهَا جُمُعَة ثمَّ قدم جرير بْن يَزِيد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ ثمَّ ولي عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْعرَاق فَكتب إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عُثْمَان فصلى بِالنَّاسِ حَتَّى قدم ابْن سُهَيْل وَيُقَال ولي عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بعد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عُثْمَان سعيد بْن عَمْرو بْن جعدة بْن هُبَيْرَة المَخْزُومِي فَأخْرجهُ أهل الْبَصْرَة فولى عَمْرو بْن سُهَيْل بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وَبعث الضَّحَّاك بْن قيس الْخَارِجِي حِين غلب عمَارَة الْكُوفَة ولاها مَنْصُور بْن جُمْهُور عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس فَعَزله ابْن عُمَر وَولى أَخَاهُ عَاصِم بْن عُمَر سجستان قتل الْوَلِيد وَعَلَيْهَا حَرْب بْن قطن فولاها مَنْصُور بْن جُمْهُور مُحَمَّد بْن عزار فَعَزله ابْن عُمَر وولاها حَرْب بْن قطن فَأَقَامَ شهرا ثمَّ خرج عَنها واستخلف سوار بْن الْأَشْعر الْمَازِني فَلم ترض بَكْر بْن وَائِل وقاتلوا تميما فَبعث ابْن عُمَر سعيد ابْن عَمْرو من آل سعيد بْن الْعَاصِ فَلم ترض تَمِيم وَبكر خُرَاسَان نصر بْن سيار حَتَّى انْقَضى أَمر بَنِي أُميَّة السَّنَد لما عزل مَنْصُور بْن جُمْهُور عَن الْعرَاق أَتَى السَّنَد فغلب عَلَيْهَا وَنزل الْعَسْكَر وسماها المنصورية أفريقية عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب غلب عَلَيْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 الْقُضَاة قَضَاء الْبَصْرَة اعتزل عَامر بْن عُبَيْدَة فِي الْفِتْنَة الْكُوفَة ابْن أَبِي ليلى الْمَدِينَة ولاها عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَان سعد بْن إِبْرَاهِيم ثمَّ عزل يَزِيد عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَولى عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز فعزل سعد ابْن إِبْرَاهِيم واستقضى عُثْمَان بْن عُمَر التَّيْمِيّ شَرط يَزِيد بْن الْوَلِيد بكير بْن شماخ اللَّخْمِيّ حى مَاتَ يَزِيد كَاتب الرسائل لَيْث بْن أَبِي سُلَيْمَان بْن سعد الْخراج والجند والخاتم الصَّغِير النَّضر بْن عَمْرو من أهل الْيمن مَعَ الحرس خَاتم الْخلَافَة عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنْبَل الْكَلْبِيّ وَيُقَال قطن مَوْلَاهُ وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة أَمر عَمْرو بْن سُهَيْل بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان بْن الحكم فحدثنا أَبُو عُبَيْدَة قَالَ وَجه يَزِيد بْن الْوَلِيد عَند ولَايَته عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز إِلَى الْعرَاق خُرُوج سعيد بْن بَحْدَل بالجزيرة وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ سِتّ وَعشْرين وَمِائَة خرج سعيد بْن بَحْدَل من النمرين قاسط بالجزيرة فِي شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة ثمَّ قطع دجلة إِلَى قردى ثمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 سَار حَتَّى نزل المرج من كور الْموصل فِي أول يَوْم من شهر رَمَضَان فلقي أَبَا كرب رجلا من حمير قد كَانَ خرج فِي نَاس كثير وَسمي أَمِير الْمُؤمنِينَ فَنظر فِي مخرجهما فوجدوا سعيدا خرج قبله فَعرف ذَلِكَ لَهُ أَبُو كرب وَسلم الْأَمر إِلَيْهِ وأتى منزله وتفرق أَصْحَابه فَاجْتمع إِلَى سعيد نَحْو من خمس مائَة رجل حَتَّى نزل عَلَى مَدِينَة الْموصل أَيَّامًا فَسَأَلُوهُ أَن يرحل عَنهم وَأَعْطوهُ الرضى فَرَحل عَنهم وَسَار إِلَى شهرزور فلقي شَيبَان بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي وَقد اجْتمع إِلَيْهِ وَسمي أَمِير الْمُؤمنِينَ فَنظر فِي مخرجهما فوجدوا سعيدا خرج قبله فَسلم شَيبَان وَسَار مَعَه وَقد كَانَ شَيبَان قبل ذَلِكَ لَقِي رجلا من أهل الشَّام يُقَال لَهُ نصير فِي خيل فَقتله وَانْهَزَمَ أَصْحَابه سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة خبر بيعَة مَرْوَان بْن مُحَمَّد وخلع إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد فِيهَا وَقعت الْفِتْنَة قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قتل الْوَلِيد بْن يَزِيد ومروان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بأرمينية واليا فَلَمَّا أَتَاهُ قتل الْوَلِيد دَعَا النَّاس إِلَى بيعَة من رضيه الْمُسلمُونَ فَبَايعُوهُ فَلَمَّا أَتَاهُ وَفَاة يَزِيد بْن الْوَلِيد دَعَا قيسا وَرَبِيعَة فَفرض لسِتَّة وَعشْرين ألفا من قيس وَسَبْعَة آلَاف من ربيعَة فَأَعْطَاهُمْ أعطياتهم وَولى عَلَى قيس إِسْحَاق بْن مُسلم الْعقيلِيّ وعَلى ربيعَة الْمسَاوِر بْن عقبَة ثمَّ خرج يُرِيد الشَّام واستخلف عَلَى الجزيرة أَخَاهُ عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان فَلَقِيَهُ وُجُوه قيس الوثيق بْن الْهُذيْل بْن زفر وَيزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ وَأَبُو الْورْد بْن الْهُذيْل بْن زفر بْن عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي فِي أَرْبَعَة أَو خَمْسَة آلَاف من قيس فَسَارُوا مَعَه حَتَّى قدم حلب وَبهَا بشر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 ومسرور ابْنا الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك أرسلهما إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد حِين بلغه مسير مَرْوَان فصاف الْقَوْم فَخرج أَبُو الْورْد بْن الْهُذيْل بْن زفر فِي ثَلَاث مئة وَكَبرُوا وحملوا عَلَى مَرْوَان حَتَّى كَانُوا قَرِيبا مِنْهُ ثمَّ حولوا وجههم وقلبوا أترستهم وَلَحِقُوا بِمَرْوَان وَحمل مَرْوَان وَمن مَعَه فَانْهَزَمَ مسرور وَبشر من غير قتال فَأَخذهُمَا مَرْوَان فحبسهما عَنده وَأسر نَاسا كثيرا من أصحابهما فَأعْتقهُمْ مَرْوَان ثمَّ سَار مَرْوَان حَتَّى أَتَى حمص فَدَعَاهُمْ إِلَى الْمسير مَعَه والبيعة لوليي الْعَهْد الحكم وَعُثْمَان ابْني الْوَلِيد بْن يَزِيد وهما محبوسان عَند إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد بِدِمَشْق فَبَايعُوهُ وَخَرجُوا مَعَه حَتَّى أَتَى عَسْكَر سُلَيْمَان ابْن هِشَام بْن عَبْد الْملك بعد قتال شَدِيد وحوى مَرْوَان عسكره وَبلغ عَبْد الْعَزِيز بْن الْحجَّاج بْن عَبْد الْملك مَا لَقِي سُلَيْمَان وَهُوَ معسكر فِي نَاحيَة أُخْرَى فَأقبل لي دمشق وَخرج إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد من دمشق وَنزل بَاب الجأبية وتهيأ لِلْقِتَالِ وَمَعَهُ الْأَمْوَال عَلَى الْعجل ودعا النَّاس فخذلوه وَأَقْبل عَبْد الْعَزِيز بْن الْحجَّاج وَسليمَان بْن هِشَام فدخلا مَدِينَة دمشق يُريدَان قتل الحكم وَعُثْمَان بْن الْحجَّاج وَسليمَان بْن هِشَام فدخلا مَدِينَة دمشق يُريدَان قتل الحكم وَعُثْمَان ابْني الْوَلِيد وهما فِي السجْن وَجَاء يَزِيد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي فَدخل السجْن فَقتل يُوسُف بْن عُمَر وَالْحكم وَعُثْمَان ابْني الْوَلِيد بْن يَزِيد وهما الحملان قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن وَاقد الْجرْمِي أَن يَزِيد بْن خَالِد قَتلهمَا وَيُقَال ولي قَتلهمَا مولى لخَالِد بْن عَبْد اللَّهِ يُقَال لَهُ أَبُو الْأسد شدخهما بالعمد وأتاهم رَسُول إِبْرَاهِيم فَتوجه عَبْد الْعَزِيز بْن الْحجَّاج إِلَى دَاره ليخرج عِيَاله فثار بِهِ أهل دمشق فَقَتَلُوهُ واحتزوا رَأسه فَأتوا بِهِ أَبَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَكَانَ مَحْبُوسًا مَعَ يُوسُف بْن عُمَر وَأَصْحَابه فأخرجوه فوضعوه عَلَى الْمِنْبَر فِي قيوده وَرَأس عَبْد الْعَزِيز بَين يَدَيْهِ وحلوا قيوده وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر فخطبهم وَبَايع لمروان وَشتم يَزِيد وَإِبْرَاهِيم ابْني الْوَلِيد وأشياعهم وَأمر بجسد عَبْد الْعَزِيز فصلب عَلَى بَاب الْجَابِيَة منكوسا وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى مَرْوَان بْن مُحَمَّد وَبلغ إِبْرَاهِيم فَخرج هَارِبا وَاسْتَأْمَنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 أَبُو مُحَمَّد لأهل دمشق فَأَمنَهُمْ مَرْوَان وَرَضي عَنهم ثمَّ أَتَى مَرْوَان يَزِيد بْن خَالِد بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَأَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد بن مُعَاوِيَة وَمُحَمّد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد فَأذن لَهُم وَكَانَ أول من تكلم أَبُو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَسلم عَلَيْهِ بالخلافة وَعَزاهُ عَلَى الْوَلِيد وابنيه الحكم وَعُثْمَان ابْني الْوَلِيد فَقَالَ وَأُصِيب الغلامان إِنَّا لله إِن كَانَا الحملين الَّذين يؤكلان ويوضعان ثمَّ بَايعُوهُ ثمَّ أَتَى دمشق فَأمر بِيَزِيد بْن الْوَلِيد فنبش وصلب وأتته بيعَة أهل الشَّام وفيهَا أَتَى إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد مَرْوَان بْن مُحَمَّد بالجزيرة فَخلع نَفسه وَبَايَعَهُ فَقبل مِنْهُ وأمنه وَسَار إِبْرَاهِيم فَنزل الرقة عَلَى شاطئ الْفُرَات ثمَّ أَتَاهُ كتاب سُلَيْمَان بْن هِشَام يستأمنه فَأَمنهُ فَأَتَاهُ فَبَايعهُ واستقامت لمروان بْن مُحَمَّد وَكَانَت ولَايَة إِبْرَاهِيم ابْن الْوَلِيد المخلوع أشهرا قَالَ أَبُو الْحسن شَهْرَيْن وَنصفا وفيهَا قتل يَزِيد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي بالغوطة قَتله رجل من بَنِي تَمِيم يُقَال لَهُ صعصعة وفيهَا قتل زامل بْن عَمْرو بِأَمْر مَرْوَان الْوَلِيد وخالدا ابْني يَزِيد بْن الْوَلِيد ابْن عَبْد الْملك وفيهَا خلع ثَابت بْن بنعم وَقَالَ أَنا الْأَصْفَر القحطاني وفيهَا خلع أهل حمص ودمشق مَرْوَان فَسَار مَرْوَان حَتَّى أَتَى حمص فَظهر عَلَيْهِم فَقتل رُؤَسَاء من رُؤَسَائِهِمْ وَأمر بهدم نَاحيَة من مدينتهم ونادى فِي النَّاس بالأمان ثمَّ وَجه الْوَلِيد بْن مُعَاوِيَة بْن مَرْوَان إِلَى ثَابت بْن نعيم وَهُوَ بطبرية فحاصر أَهلهَا وَانْهَزَمَ ثَابت وَقتل من أَصْحَاب مقتلة عَظِيمَة وهرب ثَابت فَأتى فلسطين مسخفيا وَأتبعهُ مَرْوَان عَمْرو بْن الوضاح وَأَبا الْورْد فَعلم بمكانه فَأخذ فَبعث بِهِ إِلَى مَرْوَان بِدِمَشْق فَقطع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 خبر بيعَة عَبْد اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة بِالْكُوفَةِ وفيهَا وَهِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة بَايع أهل الْكُوفَة عَبْد اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر ذِي الجناحين وَمَعَهُ أَخَوَاهُ الْحسن وَيزِيد ابْنا مُعَاوِيَة فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ قدم عَبْد اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر وأخواه الْحسن وَيزِيد ابْنا مُعَاوِيَة عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْكُوفَة فِي ولَايَة يَزِيد بْن الْوَلِيد فأكرمهم وَحَملهمْ وأجرى عَلَيْهِم كل يَوْم ثَلَاث مائَة دِرْهَم فَلَمَّا مَاتَ يَزِيد وَبَايع إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد مَرْوَان ثار نَاس من الشِّيعَة فدعوا إِلَى بيعَة ابْن مُعَاوِيَة وَكَانَ الَّذِي فعل ذَلِكَ هِلَال بْن الْورْد مولى بَنِي عجل وَأتوا بِهِ وأدخلوه الْقصر وَبَايَعَهُ أهل الْكُوفَة وَإِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّهِ وَمن كَانَ من أهل الشَّام بِالْكُوفَةِ وَدخل فَأَقَامَ أَيَّامًا يبايعه النَّاس وأتته بيعَته من الْمَدَائِن وَمن كل وَجه وَخرج يَوْم الْأَرْبَعَاء يُرِيد ابْن عُمَر فَلم يكن بَينهم قتال ثمَّ أصبح النَّاس غادين إِلَى الْقِتَال فَقتل مكبر بْن الْحوَاري فِي نَاس كثير من أهل الْيمن مَعَ ابْن مُعَاوِيه وَانْهَزَمَ فَدخل الْقصر وَبقيت الزيديه فَقَاتلُوا قتالا شَدِيدا والزموا أَفْوَاه السكَك حَتَّى أخد لعبد الله بن مُعَاوِيه وأَخَوَيْهِ أَن يأخدوا حَيْثُ شاؤوا من الْبِلَاد وَلَا يتبعوا وَأرْسل ابْن عُمَر إِلَى عُمَر بْن الغضبان بْن القبعثري يَأْمُرهُ بنزول الْقصر وَإِخْرَاج ابْن مُعَاوِيَة فَأرْسل إِلَيْهِ عُمَر بْن الغضبان فرحله وَمن مَعَه من شيعته وَمن تبعه من أهل الْمَدَائِن وَأهل السوَاد وَأهل الْكُوفَة فسارت بهم رسل عُمَر حَتَّى أخرجوهم من الجسر وَنزل عُمَر الْقصر ثمَّ بعث ابْن عُمَر إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّهِ أَمِيرا وَفَاة سعيد بْن بَحْدَل واستخلاف الضَّحَّاك وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ سعيد بْن بَحْدَل الْخَارِجِي فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم أَن سعيد بْن بَحْدَل لما حَضرته الْوَفَاة بشهرزور اجْتمع إِلَيْهِ قواده فَدَعَاهُمْ أَن يسْتَخْلف عَلَيْهِم رجلا مِنْهُم فاجعلوا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالَ لنا اخْتَارُوا مِنْكُم عشرَة فَأخْرج مِنْهُم عشرَة ثمَّ صيرهم إِلَى أَرْبَعَة ثمَّ قَالَ للأربعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 اخْتَارُوا فَاخْتَارُوا الضَّحَّاك بْن قيس المحلمي وشيبان بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي فَقَالَ لَهما سعيد اختارا للْمُسلمين ولأنفسكما فَقَالَ شَيبَان فَإِنِّي أخْتَار لنَفْسي وللعامة الضَّحَّاك وَقَالَ الضَّحَّاك أخْتَار لنَفْسي وللعامة شَيبَان فَأبى شَيبَان إِلَّا الضَّحَّاك وَرَضي بذلك أصحابهما فَبَايعُوا الضَّحَّاك فَقَالَ الضَّحَّاك بَيْتا ... لأوردن رجَالًا إِن ملكتهم طعَنا يشج كأفواه المثاعيب ... قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن سعيد الشَّيْبَانِيّ أَن سعيد بْن بَحْدَل جعلهَا شُورَى بَين سِتَّة مِنْهُم الضَّحَّاك والخيبري وشيبان وَعبيدَة بْن سوار التغلبي وَكَانَ غَائِبا بِأَذربِيجَان فَبَايعُوا الضَّحَّاك ثمَّ قدم عُبَيْدَة فَأبى أَن يرضى بِالضحاكِ فَقَالُوا لَهُ لتدخلن فِيمَا دخلن فِيهِ أَو لنشعرنك برماحنا فَبَايعهُ ثمَّ وَجه الضَّحَّاك حبناء بْن عصمَة الشَّيْبَانِيّ فِي خيل إِلَى تكريت فغلب عَلَيْهَا فَبعث بمالها إِلَى الضَّحَّاك وَوجه أَبَا الريش خَالِد بْن الريش إِلَى حولايا وأرضها فلقي جَمِيع بْن مقرن الْكَلْبِيّ وحريث بْن أَبِي الجهم فَقتل جَمِيع وَانْهَزَمَ حُرَيْث فَأتى الْمَدَائِن وَوجه عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر الْأَصْبَغ بْن ذؤالة فَنزل الْمَدَائِن فَأقبل أَبُو الريش وعبثل وحبناء بْن عصمَة فَالْتَقوا جَمِيعًا بِالْمَدَائِنِ فَقطع الإصبغ بْن ذؤالة الجسر وَانْصَرف إِلَى الْكُوفَة وَأَقْبل الضَّحَّاك بْن قيس يُرِيد الْكُوفَة فَنزل دير الثعالب فِي ثَلَاثَة آلَاف وَالْمُكثر يَقُول فِي أَرْبَعَة آلَاف وَبعث عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس الْكِنْدِيّ فِي عشرَة آلَاف فتوافقوا وَبينهمْ الْفُرَات فَقَالَ مِسْكين يَا عبيد اللَّه اختر إِن شِئْت أَن تعبر إِلَيْنَا وَلَك الذِّمَّة أَلا نحركك حَتَّى تقطع جَمِيع من مَعَك وَإِمَّا أَن تُعْطِينَا مثل ذَلِكَ فنعبر إِلَيْكُم فَأبى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 ذَلِكَ عبيد اللَّه وَانْصَرف إِلَى الْكُوفَة وَعبر مِسْكين الْفُرَات وَأَقْبل الضَّحَّاك فَنزل بشاطئ الْفُرَات وَضرب النَّاس معابر فعبروا وَسَار مِسْكين فَوجدَ ابْن عُمَر وَأهل الشَّام وَأهل الْكُوفَة عَلَى أَفْوَاه السكَك وَقد خندقوا وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لليال خلون من شعْبَان سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة فاقتحم أَصْحَاب مِسْكين الْخَنَادِق فأصيب مِنْهُم سَبْعَة عشر إنْسَانا من رجل وَامْرَأَة وَبلغ ذَلِكَ الضَّحَّاك فَبعث حبناء بْن عصمَة فِي نَاس وعزم عَلَيْهِم أَلا يقاتلوا تِلْكَ اللَّيْلَة وَأَقْبل الضَّحَّاك فِيمَن مَعَه فَحمل عَلَيْهِم حَتَّى إِذا كَانَ حَيْثُ تناله النشاب أنزل من كل كرْدُوس عِصَابَة نشطوا لِلْقِتَالِ فَلم يلبث أهل الشَّام أَن انْهَزمُوا وعبروا الْخَنَادِق فَدَخَلُوا الْكُوفَة ثمَّ رجعُوا من ساعتهم وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس فَرَجَعُوا إِلَى مواقفهم وَحمل بَعضهم عَلَيْهِم فَقتل عَاصِم بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وجعفر بْن الْعَبَّاس وَانْهَزَمَ أهل الشَّام ثمَّ غَدا ابْن عُمَر يَوْم الْجُمُعَة وحضض النَّاس وَوجه الْأَصْبَغ بْن ذؤالة فِي عشرَة آلَاف فَأخذ المحجة كَأَنَّهُ يُرِيد الشَّام وَالضَّحَّاك وَمن مَعَه وقُوف وَهُوَ يُرِيد أَن يخالفهم إِلَى عَسْكَرهمْ وَقد كَانَ بَلغهُمْ فخلفوا شَيبَان فِي الْعَسْكَر فَانْطَلق الْأَصْبَغ وَمن مَعَه حَتَّى إِذا كَانُوا بِإِزَاءِ الضَّحَّاك عَلَى ابْن عُمَر وَعَلَيْهِم فَلم يلو أحد مِنْهُم عَلَى صَاحبه فَلَمَّا جنهم اللَّيْل خرج أهل الشَّام من الْكُوفَة متوجهين فِي كل وَجه فَلم يبْق فِيهَا مِنْهُم أحد فَأصْبح ابْن عُمَر فَخرج مُتَوَجها إِلَى وَاسِط منادى الضَّحَّاك أَلا تتبعوا موليا وَلَا تجرحوا أحدا وَقد أجلناكم يَا أهل الشَّام ثَلَاثًا فَمن دخل فِيمَا دَخَلنَا فِيهِ فَلهُ مالنا وَمن أحب أَن يتَوَجَّه حَيْثُ شَاءَ من الأَرْض فليتوجه آمنا فَمن أَتَاهُم ألحقوه بهم وَمن شخص لم يعرضُوا لَهُ وَبعث حبناء بْن عصمَة إِلَى قصر الْكُوفَة فَبَاعَ الْفَيْء وَأصَاب خَزَائِن كَثِيرَة وسلاحا وأموالا فَلَمَّا كَانَ أول يَوْم من شهر رَمَضَان سَار الضَّحَّاك إِلَى وَاسِط فاستخلف عَلَى الْكُوفَة ملْحَان وَسَار الضَّحَّاك حَتَّى نزل عَلَى ابْن عُمَر بواسط فقاتله وَفَارِس أهل الشَّام والقائم بِتِلْكَ الْحَرْب مَنْصُور بْن جُمْهُور فَقتل جحشنة ابْن أخي مَنْصُور فِي تِلْكَ الْحَرْب وَحمل مَنْصُور عَلَى عِكْرِمَة فَقتله قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن سعيد قَالَ خرج مَنْصُور يَوْمًا فَحمل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 عَلَى عَبْد الْملك بْن عَلْقَمَة فطعنه فأنفذ الرمْح من ظَهره فَقتله فتقوضت صُفُوف الضَّحَّاك وَانْصَرفُوا جزعا عَلَيْهِ يُقَال كَانَ الْقِتَال سِتَّة أشهر وَيُقَال سنة حَتَّى صَالحه ابْن عُمَر فَأرْسل ابْن عُمَر إِلَى الضَّحَّاك عَلَى أَن يُعْطِيهِ الرضى ويقره عَلَى عمله قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني عون بْن يَزِيد الْبَاهِلِيّ قَالَ إِنِّي بواسط إِذْ رَأَيْت عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر أَتَى الضَّحَّاك فَأعْطَاهُ الرضى وَفِي ذَلِك شبيل بن عزْرَة الضبعِي ... ألم تَرَ أَن اللَّه أظهر دينه وصلت قُرَيْش خلف بَكْر بْن وَائِل ... وَأقَام الْحَج سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وَفِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ أَبُو إِسْحَاق الهمذاني يُقَال يَوْم دخل الضَّحَّاك بْن قيس الْكُوفَة وَأَبُو حُصَيْن وَسَعِيد بْن مَسْرُوق الثَّوْريّ وَجَابِر بْن يَزِيد الْجعْفِيّ قَالَ أَبُو نعيم سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَعَاصِم بْن بَهْدَلَة مولى بَنِي أَسد وَإِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن السّديّ وجامع بْن شَدَّاد كلهم بِالْكُوفَةِ وَمُحَمّد بْن وَاسع الْأَزْدِيّ بِالْبَصْرَةِ وَيزِيد بْن أَبِي حبيب بِمصْر ووهب بْن كيسَان مولى آل الزبير سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة خبر الْقِتَال بَين الضَّحَّاك ومروان فِيهَا سَار الضَّحَّاك بْن قيس حَتَّى أَتَى الْموصل فَخرج إِلَيْهِ عاملها فَقتله الضَّحَّاك وَاسْتولى عَلَى الْمَدِينَة فَبلغ مَرْوَان فَكتب إِلَى ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مَرْوَان وَهُوَ يَوْمئِذٍ عَلَى الجزيرة يَأْمُرهُ أَن ينزل بنصيبن وَسَار إِلَيْهِ الضَّحَّاك فحاصره نَحوا من شَهْرَيْن قبنصبين فَلم يظفر مِنْهُ بشئ وَبث الْخُيُول فِي الْغَارة عَلَى أَرض الجزيرة حَتَّى بلغت خيله الرقة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 وَاجْتمعت إِلَى الضَّحَّاك مُلُوك أهل الشَّام مِمَّن هرب من مَرْوَان من قُرَيْش وَغَيرهم وَسَار مَرْوَان يُرِيد نَصِيبين فَرَحل من عين الوردة فَنزل الأكدر ثمَّ رَحل من الأكدر يَوْم الِاثْنَيْنِ زحفا عَلَى تعبئة ورجالته تمشي وخيوله مجففات وَهُوَ فِي الْقلب فَاسْتَقْبلهُ الضَّحَّاك عَلَى قريب من فرسخين من عَسْكَر الضَّحَّاك قَرِيبا من صَلَاة الظّهْر قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني السّري بْن مُسلم والوليد بْن سعيد أَن العسكرين لما تقاربا قَامَ إِلَى الضَّحَّاك أَشْرَاف من مَعَه من أهل الشَّام فَقَالُوا لَهُ إِنَّه وَالله مَا اجْتمع إِلَى دَاع دَعَا إِلَى هَذَا الرَّأْي مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَام مَا اجْتمع مَعَك فَتَأَخر وَقدم من خيلك ورجالتك وفرسانك من يلقى هَذَا الطاغية فَقَالَ إِنِّي وَالله مَالِي فِي دنياكم هَذِهِ حَاجَة وَإِنَّمَا أردْت هَذَا الطاغية وَقد جعلت لله عَلِيّ إِن رَأَيْته أَن أحمل عَلَيْهِ حَتَّى يحكم اللَّه بيني وَبينهمْ وَعلي دين سَبْعَة دَرَاهِم فِي كمي مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم ثمَّ أقبل مَرْوَان فَالْتَقوا فَاقْتَتلُوا حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس وَقتل الضَّحَّاك فِي المعركة وَلَا يعلم بِهِ وحجز بَينهم اللَّيْل وَرجع الْفَرِيقَانِ إِلَى معسكرهم وَقتل مِنْهُم نَحْو من سِتَّة آلَاف وَأكْثر الْقَتْلَى أَصْحَاب الضَّحَّاك وَقتل من الشراة نَحْو من ثَمَان مائَة امْرَأَة وَأمر مَرْوَان حِين أصبح فنصب راية أَمَان ودعا إِلَيْهَا وَخرج الْخَيْبَرِيّ ودعا فِي شراته من أَرَادَ الْجنَّة وَالْمَوْت فلينتدب معي فَانْتدبَ مَعَه ثَلَاث مائَة وَخَمْسُونَ فَارِسًا فحملوا عَلَى مَرْوَان فِي الْقلب فانكشف وأعرى الْقلب وَشد رجل من الْخَوَارِج عَلَى مَرْوَان فَضَربهُ بِالسَّيْفِ عَلَى عَاتِقه فَقطع الحمائل وَسقط الجفن وضربه مَرْوَان فَأصَاب يَده وَولى هَارِبا قَالَ إِسْمَاعِيل حَدَّثَنِي السّري وَكَانَ شهد ذَلِكَ الْيَوْم قَالَ هَاجَتْ يَوْمئِذٍ ضَبَابَة فَمَا كَانَ الرجل يبصر عرف فرسه وَلَا سَوْطه وَمضى فل مَرْوَان فِي كل وَجه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 وَبَقِي ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مَرْوَان فِي الميمنة وَإِسْحَاق بْن مُسلم فِي الميسرة عَلَى حَالهمَا لَا يعلمَانِ حَال مَرْوَان وَجَاء الْخَيْبَرِيّ فَدخل عَسْكَر مَرْوَان فَقطع أطناب رواقه وَقعد عَلَى سَرِيره وتفرق أَصْحَابه حول الْحُجْرَة فِي النهب وَالْقَتْل وشعارهم يَا خيبري وَلَا يعلم سَائِر أَصْحَاب الْخَيْبَرِيّ بِالْأَمر للنقع والضباب وَلَا يرَوْنَ الْخَيْبَرِيّ إِلَّا وَقد قتل فَلَمَّا رأى من فِي عَسْكَر مَرْوَان قلتهم ثار مولى لمُحَمد بْن مَرْوَان وَكَانَ فِي حرسه رجل يُقَال لَهُ سُلَيْمَان بْن مسروح من البرابرة فَنَادَى فِي العبيد من اتبعَني فَهُوَ حر فَاجْتمع إِلَيْهِ من العبيد وَغَيرهم نَحْو من ثَلَاثَة آلَاف رجل أَو أَرْبَعَة آلَاف رجل فَقتل الْخَيْبَرِيّ وانجلت الضبابة عَن مجنبتي مَرْوَان عَبْد اللَّهِ بْن مَرْوَان وَإِسْحَاق بْن مُسلم فَرَأَوْا أَعْلَام الشراة فِي مَوضِع مَرْوَان فَقَالُوا قد قتل الْخَيْبَرِيّ واحتمله أَصْحَابه فدفنوه فَلم يقدروا عَلَى رَأسه وَلَا جسده وَخرج مولى لمروان يُقَال لَهُ غَزوَان يرْكض عَلَى فرسه حَتَّى أَتَى مَرْوَان فَأخْبرهُ الْخَبَر فَرجع مَرْوَان إِلَى عسكره وتابعت الشراة مكانهم فارتحل شَيبَان رَاجعا حَتَّى نزل الزابين من أَرض الْموصل فَخَنْدَق عَلَى نَفسه وَأَتَاهُ مَرْوَان فَقَاتلهُمْ عشرَة أشهر كل يَوْم راية مَرْوَان مهزومة ثمَّ رفض شَيبَان الْخَنَادِق وَخرج إِلَى شهرزور ثمَّ انحدر عل ماه ثمَّ عَلَى الصيمرة ثمَّ أَتَى كرمان ثمَّ أَتَى جَزِيرَة بركاوان ثمَّ أَتَى عمان فقاتلوه فَقتل بهَا قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني عَاصِم بْن الْحدثَان قَالَ حَدَّثَنِي حبيب بْن جدرة الْهِلَالِي قَالَ مَا رَأَيْت امْرَأَة أَشد كمدا من امْرَأَة من بَنِي شَيبَان قتل أَبوهَا وأخوها وَزوجهَا وَأمّهَا وعمتها وخالتها مَعَ الضَّحَّاك فَمَا رقأت لَهَا عين وَلَا رَأَيْتهَا ضاحكة وَلَا مبتسمة فَقَالَت ... من لقلب شفه الْحزن أَو لنَفس مَالهَا سكن ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 .. ظعَن الْأَبْرَار فارتحلوا خَيرهمْ من معشر ظعَنوا ... ... معشر قضوا نحوبهم كلما قد قدمُوا حسن ... ... صَبَرُوا عَند السيوف فَلم ينكلُوا عَنها وَلَا جبنوا ... ... فتية باعوا نُفُوسهم لَا وَرب الْبَيْت مَا غبنوا ... ... تبعوا مرضاة رَبهم حِين مَاتَ الدَّين وَالسّنَن ... ... فَأصَاب الْقَوْم مَا طلبُوا منَّة مَا بعْدهَا منن ... خُرُوج بسطَام بن لَيْث الثَّعْلَبِيّ بِأَذربِيجَان وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة خرج بسطَام بْن لَيْث الثَّعْلَبِيّ أحد بَنِي زيد بِأَذربِيجَان وَهُوَ يرى رَأْي البيهسية فَقتل عَاملا لمروان ثمَّ قدم بلد فِي نَيف وَأَرْبَعين رجلا فَسَار إِلَيْهِ يحيى بْن أَبِي الْحر فِي أهل الْموصل فَهَزَمَهُمْ ثمَّ أَتَى قردى فمرت بِهِ عِصَابَة من أهل الشَّام أَكثر من ألف فبيتهم فَأصَاب مِنْهُم ثمَّ انْصَرف إِلَى نَصِيبين فَقتل بهَا رجلا من الشيبانية يُقَال لَهُ طَارق الأحدب ثمَّ أَتَى أرمينية وأذربيجان فَوجه إِلَيْهِ عَاصِم بْن زيد أَخَاهُ عَبْد الْملك فِي سِتَّة آلَاف وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 فِي نَحْو من مِائَتي رجل فَقتل عبد الْملك ورؤوس من مَعَه ثمَّ سَار إِلَى شهرزور وَبهَا جِدَار بْن قيس الشَّيْبَانِيّ عَامل لمروان فتحصن مِنْهُ ثمَّ سَار مُتَوَجها إِلَى الْعرَاق فلقي عَزِيز ابْن أَبِي المتَوَكل فِي نَحْو من أَلفَيْنِ فَهَزَمَهُمْ فَبلغ الضَّحَّاك خَبره فَبعث إِلَيْهِ شَجَرَة بْن زُهَيْر الشَّيْبَانِيّ والخيبري فَلَقِيَهُ الْخَيْبَرِيّ فبيته فَقتل بسطَام وَعَامة أَصْحَابه ثمَّ أصبح يتبع من بَقِي مِنْهُم فِي الكروم والبساتين وَبَاعَ الْفَيْء ثمَّ انْصَرف وَبلغ شَجَرَة فَانْصَرف وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ بكير بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْأَشَج وَأَبُو عمرَان الْجُوَيْنِيّ وَسعد بْن إِبْرَاهِيم وَأقَام الْحَج عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عبد الْعَزِيز ولَايَة عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْعرَاق حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولي عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْعرَاق سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة ولاه يَزِيد بْن الْوَلِيد فَكَانَ عَلَى شَرطه الْحجَّاج بْن أَرْطَاة الْفَقِيه ثمَّ توجه إِلَى وَاسِط فولى شَرطه رجلا من كلب فَلم يزل عَلَى شَرطه ولَايَته كلهَا وَجعل شَرط الْبَصْرَة والكوفة إِلَى عمالها كَاتب الْخراج روزبهان وَكَاتب الرسائل الحكم بْن النُّعْمَان مَوْلَاهُ عزل ابْن عُمَر وَهُوَ ابْن أقل من اربعين سنة ولَايَة يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة عَلَى الْعرَاق وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَجه مَرْوَان يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة واليا عَلَى الْعرَاق وَذَلِكَ قبل قتل الضَّحَّاك فَسَار حَتَّى نزل هيت وَبلغ الْخَبَر الْمثنى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 ابْن عمرَان العائذي من قُرَيْش وَهُوَ عَامل الضَّحَّاك عَلَى الْكُوفَة فَوجه إِلَيْهِ مَنْصُور ابْن جُمْهُور فِيمَن كَانَ مَعَه من الْخَوَارِج فَنزل مَنْصُور الأنبار وَسَار ابْن هُبَيْرَة فَترك طَرِيق الأنبار حَتَّى خرج عَلَى عين التَّمْر وَرجع مَنْصُور بْن جُمْهُور والتقوا بغمر فَاقْتَتلُوا فَهزمَ مَنْصُور وَأَصْحَابه حَتَّى أَتَوا الْكُوفَة وَأَقْبل ابْن هُبَيْرَة حَتَّى أَتَى الروحاء فَخرج إِلَيْهِ الْمثنى بْن عمرَان فَهَزَمَهُمْ ابْن هُبَيْرَة وَقتل مِنْهُم قَتْلَى كثيرا وَخَرجُوا من ليلتهم من الْكُوفَة وَنزل ابْن هُبَيْرَة النخيلة فَسَار إِلَيْهِ عُبَيْدَة بْن سوار التغلبي وعَلى مقدمته المنتوف بْن سوار فَهَزَمَهُ حَتَّى انْتهى إِلَى الصراة وَقطع الجسر وَعبيدَة من وَرَاء الصراة وَأَقْبل مطاعَن بْن مطاعَن من كسكر فِيمَن مَعَه من الشراة حَتَّى نزل السيب فسرح إِلَيْهِ ابْن هُبَيْرَة رجلا يُقَال لَهُ عَطِيَّة التغلبي فَقتل مطاعَن عَلَى السيب وَأقَام عسكره عَلَى حَاله عَلَيْهِم رجل يُقَال لَهُ شَيبَان وَأَقْبل عُبَيْدَة بْن سوار فَسَار إِلَى عَسْكَر شَيبَان وَأَقْبل ابْن هُبَيْرَة فَالْتَقوا فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَقتل عُبَيْدَة وَمن ثَبت مَعَه من الشراة وَمضى مَنْصُور بْن جُمْهُور حَتَّى أَتَى حلوان فَأَقَامَ بهَا ثمَّ لم يزل ينْتَقل من مَوضِع إِلَى مَوضِع حَتَّى أَتَى السَّنَد وَمضى أَبُو طالوت الحضي حَتَّى أَتَى الْبَصْرَة فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا ثمَّ لحق بشيبان بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة لَجأ الْحَارِث بْن سريح إِلَى الْكرْمَانِي وَإِلَى الأزد وَقَالَ تَعَالَوْا نُقَاتِل هَذَا الْبَاغِي يعَني نصر بْن سيار فَقَاتلُوا نصرا فهزموه فَلَمَّا جن نصرا اللَّيْل خرج مُتَوَجها إِلَى أبر شهر فطمع الْحَارِث أَن تَجْتَمِع عَلَيْهِ تَمِيم وشامهم فَقَالُوا نَحن مَعَك فَمَال إِلَيْهِم فاجتمعت مُضر مَعَ الْحَارِث وَبَايَعُوهُ وَاجْتمعت الْيمن وَرَبِيعَة مَعَ الْكرْمَانِي فَاقْتَتلُوا فَقتل الْحَارِث لَا يدْرِي من قَتله وهزمت تَمِيم وَغلب الْكرْمَانِي عَلَى مرو وَكتب العهود وَفِي ذَلِكَ يَقُول نصر بْن سيار فِي قتل الْحَارِث بْن سُرَيج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 .. يَا مدْخل الذل عَلَى قومه ... ... بعدا وَسُحْقًا لَك من هَالك ... ... مَا كَانَت الأزد وأشياعها ... ... تطمع فِي عَمْرو وَلَا مَالك ... وَأقَام الْحَج عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بن عبد الْعَزِيز سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق لما قتل ابْن هُبَيْرَة عُبَيْدَة بْن سوار وَأَصْحَابه سَار إِلَى وَاسِط فَوَثَبَ من كَانَ فِي الْمَدِينَة فسدوا بَاب الْقصر عَلَى ابْن عُمَر بِاللَّبنِ حَتَّى أَتَاهُ ابْن هُبَيْرَة فَقدم إِلَيْهِ بشر بْن عَبْد الْملك بْن بشر بْن مَرْوَان فَتَنَاول سَيْفه وَأمره بِالدُّخُولِ إِلَى بَيت من بيُوت الْقصر وَكره ابْن هُبَيْرَة أَن يَلِي ذَلِكَ مِنْهُ وَكتب إِلَى مَرْوَان بذلك فَكتب إِلَيْهِ مَرْوَان يَأْمُرهُ أَن يقْتله غيلَة فكره ابْن هُبَيْرَة ذَلِكَ وَكتب إِلَيْهِ مَرْوَان أَن يُرْسل إِلَيْهِ فَأرْسل بِهِ إِلَى مَرْوَان فحبسه بحران مَعَ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد ابْن عَليّ خبر خُرُوج طَالب الْحق بحضرموت وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ تسع وَعشْرين وَمِائَة خرج عَبْد اللَّهِ بْن يحيى الْأَعْوَر الْكِنْدِيّ الَّذِي يُسمى طَالب الْحق بحضرموت وَعَلَيْهَا إِبْرَاهِيم بْن جبلة بْن مخرمَة الْكِنْدِيّ فَأخْرج إِبْرَاهِيم مِنْهُ من غير قتال وَاجْتمعت الإباضية إِلَيْهِ فَبَايعُوهُ وَعَامة أَصْحَابه أهل الْبَصْرَة ثمَّ خرج إِلَى صنعاء وَعَلَيْهَا الْقَاسِم بْن عُمَر الثَّقَفِيّ وَهُوَ فِي ألفي رجل من الشراة وَخرج الْقَاسِم بْن عُمَر وَهُوَ فِي نَحْو من ثَلَاثِينَ ألفا فَالْتَقوا بالجالح قَرْيَة من قرى أبين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انهزم الْقَاسِم وَأكْثر الْقَتْلَى فِي أَصْحَابه حَتَّى أَتَى صنعاء وَسَار عَبْد اللَّهِ بْن يحيى وَقد خَنْدَق الْقَاسِم خنادق فبيته فِي وَجه الصُّبْح فهرب الْقَاسِم وَقتل الصَّلْت بْن يُوسُف بْن عُمَر فِي المعركة وَقتل نَاس كثير وَدخل صنعاء فَأخذ الخزائن وَالْأَمْوَال فقوي بهَا فَأَقَامَ أشهرا ثمَّ وَجه إِلَى مَكَّة رجلا من أهل الْبَصْرَة من الأزد يُقَال لَهُ بلج بْن الْمثنى ثمَّ وَجه أَبَا حَمْزَة الْمُخْتَار بْن عَوْف الْأَزْدِيّ فِي عشرَة آلَاف وَأمره أَن يُقيم بِمَكَّة فَزعم إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق أَن بلجا قدم فِي الْمَوْسِم فَلم يشْعر النَّاس وهم بِعَرَفَات حَتَّى أطلعت عَلَيْهِم الْخَيل من الْجَبَل من طَرِيق الطَّائِف فَاجْتمع النَّاس إِلَى عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَهُوَ وَالِي مَكَّة وَالْمَدينَة فكره عَبْد الْوَاحِد قِتَالهمْ فَمشى عَبْد اللَّهِ بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بَينهم حَتَّى أَخذ عَلَيْهِم وَلَهُم أَلا يحدثوا حَدثا حَتَّى يَنْقَضِي أَمر الْمَوْسِم فَفَعَلُوا فَوقف عَبْد الْوَاحِد بِالنَّاسِ ووقف بلج فِي أَصْحَابه بِعَرَفَات وبجمع وَأَقَامُوا أَيَّام منى فَلَمَّا كَانَ يَوْم النَّفر نفر عَبْد الْوَاحِد فَأتى مَكَّة ثمَّ أَتَى أَبُو حَمْزَة مَكَّة فخطبهم عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ يَا أهل مَكَّة تعيروني بِأَصْحَابِي تَزْعُمُونَ أَنهم شباب خطْبَة أَبِي حَمْزَة يَا أهل مَكَّة تعيروني بِأَصْحَابِي تَزْعُمُونَ أَنهم شباب وَهل كَانَ أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا شبَابًا أما إِنِّي عَالم بتتايعكم فِيمَا يضركم فِي معادكم وَلَوْلَا اشتغالي بغيركم مَا تركت الْأَخْذ فَوق أَيْدِيكُم نعم شباب مكتهلون فِي شبابهم ثقال غبية عَن الشَّرّ أَعينهم بطية عَن الْبَاطِل أَرجُلهم قد نظر إِلَيْهِم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 فِي جَوف اللَّيْل منثنية أصلابهم بمثاني الْقُرْآن إِذا مر أحدهم بِآيَة فِيهَا ذكر الْجنَّة بَكَى شوقا إِلَيْهَا وَإِذا مر بِآيَة فِيهَا ذكر النَّار شهق شهقة كَأَن زفير جَهَنَّم فِي أُذُنَيْهِ قد وصلوا كلالهم بكلالهم كلال ليلهم بكلال نهارهم قد أكلت الأَرْض جباههم وأيديهم وركبهم مصفرة ألوانهم ناحلة أجسامهم من طول الْقيام وَكَثْرَة الصّيام مستقلين لذَلِك فِي جنب اللَّه موفون بِعَهْد اللَّه منجزون لوعد اللَّه إِذا رَأَوْا سِهَام الْعَدو فوقت ورماحهم قد أشرعت وَسُيُوفهمْ قد انتضيت وأبرقت الكتيبة وأرعدت بصواعق الْمَوْت استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد اللَّه مضى الشَّاب مِنْهُم قدما حَتَّى تخْتَلف رِجْلَاهُ عَن عَنق فرسه قد رملت محَاسِن وَجهه بالدماء وعفر جَبينه فِي الثرى وأسرعت إِلَيْهِ سِبَاع الأَرْض فكم من عين فِي منقار طَائِر طَال مَا بَكَى صَاحبهَا من خشيَة اللَّه وَكم من كف قد بَانَتْ بمعصمها طالما اعْتمد عَلَيْهَا صَاحبهَا فِي سُجُوده فِي جَوف اللَّيْل لله وَكم من خد رَقِيق وجبين عَتيق قد فلق بعمد الْحَدِيد رَحْمَة اللَّه عَلَى تِلْكَ الْأَبدَان وَأدْخل أرواحها الْجنان ثمَّ قَالَ النَّاس منا وَنحن مِنْهُم إِلَّا عَابِد وثن أَو كفرة أهل الْكتاب أَو سُلْطَانا جائرا أَو شادا عَلَى عضده وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق عَن الزنْجِي بْن خَالِد قَالَ خَطَبنَا أَبُو حَمْزَة بِمَكَّة خطْبَة شكك المستبصر وَزَاد المرتاب حمد اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس سألناكم عَن ولاتكم هَؤُلَاءِ فقلتم فيهم وَالله الَّذِي نَعْرِف قُلْتُمْ أخذُوا المَال من غير حلّه فوضعوه فِي غير حَقه وجاروا فِي الحكم واستأثروا بحقوقنا وفيئنا فجعلوه دولة بَين أغنيائهم وَذَوي شرف الدُّنْيَا مِنْهُم وَجعلُوا مقاسمنا وحقوقنا فِي مُهُور النِّسَاء وفروج الْإِمَاء فَقُلْنَا لكم تَعَالَوْا إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذين ظلمونا وظلموكم وجاروا فِي الحكم فحكموا بِغَيْر مَا أنزل اللَّه فقلتم لَا نقوى عَلَى ذَلِكَ وَدِدْنَا أَنا أصبْنَا من يكفينا فَقُلْنَا نَحن نكفيكم ثمَّ اللَّه رَاع علينا إِن ظفرنا لنعطين كل ذِي حق حَقه فَجِئْنَا فاتقينا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 الرماح بوجوهنا وَالسُّيُوف بصدورنا وَجَعَلنَا اللَّه علينا رَاعيا كَفِيلا لَئِن ظفرنا لنعطين كل ذِي حق حَقه فعرضتم دونهم فقاتلتمونا فأبعدكم اللَّه فوَاللَّه لَو قُلْتُمْ لَا نَعْرِف الَّذِي تَقولُونَ وَلَا نعلمهُ كَانَ أعذر مَعَ أَنه لَا عذر للجاهل وَلَكِن أَبى اللَّه إِلَّا أَن ينْطق بِالْحَقِّ عَلَى أَلْسِنَتكُم ويأخذكم بِهِ فِي الْآخِرَة خُرُوج شَيبَان بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة بعث ابْن هُبَيْرَة نباتة بْن حَنْظَلَة أحد بَنِي أَبِي بَكْر بْن كلاب إِلَى سُلَيْمَان بْن حبيب بْن الْمُهلب وَكَانَ قد أَتَى الأهواز حِين انحاز شَيبَان بْن عَبْد الْعَزِيز وَكَانَ مَعَه فَوجه سُلَيْمَان بْن حبيب دَاوُد بْن حَاتِم فَالْتَقوا بالماذيار وَهِي مناذر فَقتل دَاوُد وَأَصْحَابه وهزموا وَقتل دَاوُد بْن حَاتِم وَقبيصَة بْن عَمْرو بْن الْمُهلب بْن قبيصَة بْن الْمُهلب ومخلد بْن مُعَاوِيَة بْن الْمُهلب وَفِي هَذِهِ السّنة وَجه بْن هُبَيْرَة عَامر بْن ضبارة من مرّة غطفان إِلَى شَيبَان بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي بعد أَن انحاز شَيبَان عَن مَرْوَان فَوجه شَيبَان الجون الشَّيْبَانِيّ فَالْتَقوا بِالسِّنِّ فَقتل الجون وَأَصْحَابه فانحدر شَيبَان إِلَى شهرزور فَكتب مَرْوَان إِلَى ابْن ضبارة لَا تُقَاتِلهُ وَكلما ارتحل من منزل فأنزله وَجعل يتفرق عَلَيْهِ أَصْحَابه حَتَّى أَتَى ماه مقتل شَيبَان وَظُهُور أَبِي مُسلم الْخُرَاسَانِي وَخبر قتال نصر للكرماني قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق ثمَّ أَتَى الصيمرة ثمَّ أَتَى جَزِيرَة أبر كاوان ثمَّ عبر إِلَى عمان فَقتل بهَا وَكتب ابْن هُبَيْرَة إِلَى عَامر بْن ضبارة أَن يقبل إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة الْهَاشِمِي فَلَقِيَهُ بإصطخر وَمَعَهُ أَخَوَاهُ الْحسن وَيزِيد ابْنا مُعَاوِيَة فَهَزَمَهُ ابْن ضبارة حَتَّى أَتَى خُرَاسَان وَقد ظهر أَبُو مُسلم فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة فحبس الْهَاشِمِي وَإِخْوَته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ تسع وَعشْرين وَمِائَة سَار الْكرْمَانِي إِلَى مرو الروذ وَسَار إِلَيْهِ سلم بْن أحوز الْمَازِني وَالِي نصر بْن سيار فَالْتَقوا فَهزمَ الْكرْمَانِي وَوَقعت تَمِيم فِي الْعَسْكَر فِي السَّلب فكر عَلَيْهِم الْكرْمَانِي فَهَزَمَهُمْ وَذَلِكَ عَند اللَّيْل فَرَجَعُوا إِلَى عَسْكَرهمْ فتوادعوا ثَلَاثَة أَيَّام فَأخذ الْكرْمَانِي لَيْلًا من وَرَاء الْجَبَل فَلَمَّا أَصْبحُوا اتَّبعُوهُ فَاقْتَتلُوا ثمَّ اصْطَلحُوا عَلَى أَن يسكن الْكرْمَانِي قَرْيَة بَاب عَبْد الْقَيْس حَتَّى يرَوا من رَأْيهمْ وَابْن أحوز وَأَصْحَابه مَدِينَة مرو الروذ وَجَاء نصر بْن سيار حَتَّى أَتَاهُم فَاقْتَتلُوا سِتَّة أشهر حَتَّى جثم الشتَاء وهزل الكراع فَبعث الْكرْمَانِي إِلَى ابْنه وَهُوَ عَلَى مرو فَبعث إِلَيْهِ نَحوا من ألف رجل وَبعث من الثِّيَاب وَالْمَتَاع مَا يصلحهم لسنتهم وَعَلَيْهِم عَبْد الْجَبَّار بْن شُعَيْب رجل من بَنِي هناءة فلقيتهم خيل لبني تَمِيم فهزمتهم وَأخذُوا مَا مَعَهم فَرَجَعُوا إِلَى مرو فَوَثَبَ من كَانَ بمرو من بَنِي تَمِيم عَلَى ابْن الْكرْمَانِي وَعَلَيْهِم عرْفجَة بْن الْورْد السَّعْدِيّ فحاصروا ابْن الْكرْمَانِي فِي الْمَدِينَة وبلغهم أَن نصرا والكرماني اصطلحا فأخرجوا ابْن الْكرْمَانِي من الْمَدِينَة وَرجع نصر والكرماني إِلَى مرو فَلبث الْكرْمَانِي أَيَّامًا ثمَّ تنحى عَن نصر وَخرج من ليلته فَلَمَّا صلى نصر الْغَدَاة خرج إِلَيْهِم ومشت السفراء بَينهم وَجعلُوا ينهون النَّاس عَن الْقِتَال فَبَيْنَمَا هم كَذَلِكَ إِذْ حمل الْحَارِث بْن سُرَيج فِي بَنِي حَنْظَلَة ونشب الْقِتَال فَانْهَزَمَ الْكرْمَانِي فلحقوه فَقَتَلُوهُ وَجَاء بِرَأْسِهِ رجل من بَنِي مجاشع يُقَال لَهُ محَارب بْن هِلَال ابْن عليم وَلحق ابْن الْكرْمَانِي وَرَبِيعَة والأزد بسرخس فَلَحقُوا بشيبان بْن مسلمة رجل من بَنِي سدوس حروري وَقد غلب عَلَى سرخس وطوس وناحية أبر شهر فِي قريب من ثَلَاثِينَ ألفا من الْخَوَارِج فَبَايعُوهُ وصاروا مَعَه بفلما رأى ذَلِكَ من مَعَه من خوارج الْبَصْرَة قَالُوا ركن إِلَى الدُّنْيَا وتعصب فَخرج مشكان مولى لبني سليم فِي خَمْسَة آلَاف وفارقه عَبْد اللَّهِ بْن السمط مولى لمضر فِي نَحْو من أَلفَيْنِ وَقعد عَبْد الرَّحْمَن بْن زِيَاد مولى لقريش فِي بَيته وَكَانَ رَأْسا فيهم فَسَار شَيبَان فِي بَقِيَّة من مَعَه من الحرورية فِي وَجْهَيْن فَبعث ابْن الْكرْمَانِي فِي خَمْسَة آلَاف أَو سِتَّة آلَاف حَتَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 عبر إِلَى مرو وَسَار شَيبَان حَتَّى أَتَى مرو أَيْضا فَسَار نصر بْن سيار فِي جمَاعَة مُضر نَحْو ابْن الْكرْمَانِي فَلَقِيَهُ بقرية من قرى مرو يُقَال لَهَا قار فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انْهَزَمت الحرورية وَقتلُوا مِنْهُم نَحوا من ثَلَاث مائَة رجل وارتحل ابْن الْكرْمَانِي من ليلته فَنزل بقرية يُقَال لَهَا أبزن أَسْفَل من مَكَانَهُ وَغدا عَلَيْهِ نصر فِي أَصْحَابه فَقَاتلهُمْ فَهَزَمَهُمْ وقتلهم قتلا ذريعا وأفلت ابْن الْكرْمَانِي وَدخل شَيبَان من الْجَانِب الآخر فَأتى نَاحيَة الأزد وَخَنْدَق وبايعته ربيعَة والأزد وحاصرهم نصر فَخَنْدَق فَاقْتَتلُوا فِي ذَيْنك الخندقين نَحوا من سنة وَنصف وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة تحركت الإباضية بالمغرب فَوَثَبَ عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الفِهري عَلَى رَأْسهمْ سعد بْن مَسْعُود فَقتله وصلبه فَخرجت الإباضية عَلَيْهِم عَبْد الْجَبَّار بْن معَن فَلَقِيَهُمْ يَزِيد بْن صَفْوَان الْمعَافِرِي فِي صفر سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة فَقتل الأميران وَانْهَزَمَ أَصْحَاب ابْن حبيب وَأَقْبل أَبُو قُرَّة الصفري من تلمسين أَيْضا فِي صفر فَوجه إِلَيْهِ ابْن حبيب سُلَيْمَان بْن عُثْمَان فَقتل سُلَيْمَان وَعبد اللَّه وَعُثْمَان فِي أَشْرَاف أهل أفريقية وَانْصَرف أَبُو قُرَّة رَاجعا إِلَى تلمسين وَأقَام الْحَج عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ بشر بْن حَرْب أَبُو عَمْرو وَعَمْرو بْن مَالك النكري وَقبل الثَّلَاثِينَ مَاتَ غيلَان بْن جرير وَعبد اللَّه بْن أَبِي إِسْحَاق النَّحْوِيّ الْحَضْرَمِيّ ومطر بْن طهْمَان الْوراق وَعَاصِم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة فِيهَا اصْطلحَ نصر بْن سيار وَابْن الْكرْمَانِي وَاسم الْكرْمَانِي بْن عَلِيّ بْن شبيب بْن عَامر بْن نواري بْن ضييم بْن مليح بْن شَرْطَانِ بْن معَن بْن مَالك من الأزد عَلَى أَن يقاتلوا أَبَا مُسلم فَإِذا فرغوا نظرُوا فِي أُمُورهم فَدس أَبُو مُسلم إِلَى عَلِيّ بْن الْكرْمَانِي أَنِّي مَعَك فَصَالح ابْن الْكرْمَانِي وَبَايَعَهُ فَسَارُوا إِلَى نصر جَمِيعًا وأ رسل أَبُو مُسلم إِلَى ابْن الْكرْمَانِي أَن أنشب الْحَرْب بَيْنكُمَا فَاقْتَتلُوا يومهم وليلتهم فَأصْبح أَبُو مُسلم غاديا عَلَيْهِم من ورائهم فَلَمَّا رأى ذَلِكَ نصر أرسل إِلَى أَبِي مُسلم أَنِّي مَعَك وَأَنا أَحَق بك من ابْن الْكرْمَانِي وَأَنا أُبَايِعك فَسَار أَبُو مُسلم فِي أَكثر من عشرَة آلَاف حَتَّى أَتَى الدَّار وَأرْسل أَصْحَابه فَضربُوا وُجُوه الأزد وَبني تَمِيم فانصرفوا واصطلح النَّاس وَأرْسل أَبُو مُسلم إِلَى نصر أَن أجب فَقَالَ أتوضأ فَخرج من بَاب لَهُ آخر فَركب برذونا وَخرج وَترك رسل أَبِي مُسلم قعُودا وَذَلِكَ بعد الْعَصْر فأرسلوا إِلَى أَبِي مُسلم أَنه قد هرب وهرب أَصْحَابه يَمِينا وَشمَالًا وَسَار أَبُو مُسلم من ليلته حَتَّى أَتَى مَوضِع ثقل نصر بأقصى مرو فَأخذ أَهله وَولده الصغار وهرب وَلَده الْكِبَار فَانْتهى نصر إِلَى سرخس فَأَقَامَ بهَا وَبعث أَبُو مُسلم إِلَى سرخس إِبْرَاهِيم أبن بسام مولى بَنِي لَيْث فقاتله شَيبَان الحروري وَمن كَانَ بهَا من ربيعَة فَهَزَمَهُمْ وَقتل شَيبَان وجمعا كثيرا من ربيعَة وَأرْسل أهل طوس إِلَى نصر أَنا مَعَك وَبَايَعُوهُ فَأرْسل نصر ابْنه تميما مدَدا لَهُم فِي قريب من ثَلَاثَة آلَاف وَأرْسل أَبُو مُسلم قَحْطَبَةَ واسْمه زِيَاد بْن شبيب وقحطبة لقب فَأَتَاهُم قَحْطَبَةَ من أَعلَى طوس وأتتهم جنود من قبل أَبِي الْورْد وأتاهم الْقَاسِم بْن مجاشع فِي المسودة من قبل سرخس فَسَار عَاصِم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 ابْن عُمَيْر وَمَعَهُ مُعظم النَّاس إِلَى قَحْطَبَةَ فَهَزَمَهُ فَسَار عَاصِم بْن عُمَيْر حَتَّى لحق بنصر فارتحل نصر فَنزل بقومس فَحَدثني عَمْرو بْن عُبَيْدَة قَالَ حَدَّثَنِي قزعة مولى نصر بْن سيار قَالَ بعث أَبُو مُسلم إِلَى نصر أَن أجب فَخرج نصر من بَاب لَهُ آخر حَتَّى خرج من الْمَدِينَة وَأخذ سلم بْن أحوز وَكَانَ عَلَى شرطة نصر فَقتل وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة قَالَ حَدَّثَنِي بيهس بْن حبيب الرام قَالَ ظهر أَبُو مُسلم فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة فحبس عَبْد اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة وأخويه ثمَّ قَتله وخلى عَن أَخَوَيْهِ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وهرب نصر بْن سيار فَبعث أَبُو مُسلم قَحْطَبَةَ بْن شبيب فلقي قَحْطَبَةَ نباتة أحد بَنِي أَبِي بَكْر بْن كلاب بجرجان فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة فَقتل نباتة وَابْنه حَبَّة بْن نباتة قَالَ أَبُو الذَّيَّال قتل يَوْمئِذٍ أهل خُرَاسَان وَأهل جرجان من بهَا من بَنِي تَمِيم وَأهل الْمَسَاجِد فَلَمَّا بلغ ذَلِكَ نصرا ارتحل من قومس فانتبذ نَاحيَة وَكتب إِلَى ابْن هُبَيْرَة وَالِي مَرْوَان يستمدهم وقْعَة قديد وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ ثَلَاثِينَ وَمِائَة كَانَت وقْعَة قديد فَحَدثني عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ قَالَ لما صدر النَّاس عَن مَكَّة وَذَلِكَ آخر سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة مضى عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان إِلَى الْمَدِينَة وَكتب إِلَى مَرْوَان يُخبرهُ بخذلان أهل مَكَّة فَعَزله مَرْوَان وَكتب إِلَى عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر واليه عَلَى الْمَدِينَة أَن يُوَجه جَيْشًا وَسَار أَبُو حَمْزَة فِي أول سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة يُرِيد الْمَدِينَة واستخلف عَلَى مَكَّة أَبْرَهَة بْن الصَّباح الْحِمْيَرِي وَجعل عَلَى مقدمته بلج بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 عقبَة السَّعْدِيّ وَخرج أهل الْمَدِينَة فَالْتَقوا بِقديد يَوْم الْخَمِيس لتسْع خلون من صفر سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وبلج فِي ثَلَاثِينَ ألف فَارس فَقَالَ لَهُم خلوا طريقنا نأتي هَؤُلَاءِ الَّذين بغوا علينا وجاروا فِي الحكم وَلَا تجْعَلُوا حدنا بكم فَإنَّا لَا نُرِيد قتالكم فَأَبَوا وقاتلوهم فَانْهَزَمَ أهل الْمَدِينَة وجَاءَهُم أَبُو حَمْزَة فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بْن الْحصين بْن الْحر اتبع هَؤُلَاءِ الْقَوْم وأجهز عَلَى جريحهم فَإِن لكل زمَان حكما والإثخان فِي هَؤُلَاءِ أمثل قَالَ مَا أرى ذَلِكَ وَمَا أرى أَن أُخَالِف سيرة من مضى قبلي وَمضى أَبُو حَمْزَة إِلَى الْمَدِينَة فَدَخلَهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَة قَالَ أَبُو الْحسن عَن شيخ من الْأَنْصَار والمصعب وَغَيرهم قَالَ اسْتعْمل عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر ابْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بْن عَفَّان وَرَايَة قُرَيْش مَعَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُطِيع وَأَقْبل أَبُو حَمْزَة فَنزل بإزائهم فَاقْتَتلُوا وصبر الْفَرِيقَانِ فأصيب من قُرَيْش ثَلَاث مائَة رجل وأبلى يَوْمئِذٍ آل الزبير فأصيب مِنْهُم اثْنَا عشر رجلا تَسْمِيَة من قتل بِقديد من آل الزبير بْن الْعَوام حَمْزَة بْن مُصعب بْن الزبير ابْنه عمَارَة بْن حَمْزَة وَمصْعَب بْن عكاشة بْن مُصعب وعتيق بْن عَامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وَابْنه عَمْرو ابْن عَتيق وَصَالح بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُرْوَة بْن الزبير وَالْحكم بْن يحيى بْن عُرْوَة بْن الزبير وَالْمُنْذر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْمُنْذر وَقتل أَرْبَعَة من ولد خَالِد بْن الزبير سعيد بْن مُحَمَّد بْن خَالِد وَابْن لمُوسَى بْن خَالِد وَرجل مِنْهُم يُقَال لَهُ بهبنذا وَرجل آخر وَقتل أَرْبَعُونَ رجلا من بَنِي أَسد وَقتل يَوْمئِذٍ أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 ابْن عَفَّان وهرب عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ وَهُوَ أَمِير الْقَوْم وَقتل يَوْمئِذٍ سمي مولى أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ أَخْبرنِي جوَيْرِية بْن أَسمَاء قَالَ خرج عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُرِيد قديدا فَسقط لِوَاؤُهُ فتطير النَّاس قَالَ إِسْمَاعِيل وَحَدَّثَنِي غَسَّان بْن عَبْد الحميد قَالَ خرج أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو ابْن عُثْمَان مقنعا يَوْم قديد لَا يلْتَفت إِلَى أحد وَلَا يكلم أحدا مُقبلا عَلَى بثه حَتَّى قتل قَالَ أَبُو الْحسن مَا سمع النَّاس بواكي أوجع للقلوب من بواكي قديد مَا بَقِي بِالْمَدِينَةِ أهل بَيت إِلَّا وَفِيهِمْ بكي قَالَت نائحة تبكيهم ... مَا للزمان وماليه ... ... أفنى قديد رجاليه ... ... فلأبكين سريرة ولأبكين عَلَانيَة ... حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق قَالَ بعث مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان مُحَمَّد بْن عَطِيَّة السَّعْدِيّ سعد بْن بَكْر فِي أَرْبَعَة آلَاف من جنده عامتهم رابطة فشرطوا عَلَى مَرْوَان إِذا قتلنَا الْأَعْوَر قَفَلْنَا لَا سُلْطَان لَك علينا فَأَعْطَاهُمْ ذَلِكَ فَأقبل ابْن عَطِيَّة فلقى بلجا بوادي الْقرى وَقد سَار يُرِيد الشَّام فَاقْتَتلُوا فَقتل بلج وَعَامة أَصْحَابه وَلم يزل يقتلهُمْ حَتَّى دخلُوا الْمَدِينَة وَلحق نَحْو من ألف رجل مِنْهُم عَلَيْهِم رجل مِنْهُم يُقَال الصَّباح من هَمدَان فتحصن فِي جبل من جبال ال فَقَاتلهُمْ فِيهِ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 انحاز لَيْلًا فِي نَحْو من ثَلَاث مائَة فترقى فِي الْجبَال حَتَّى لحق بِمَكَّة وَدخل ابْن عَطِيَّة الْمَدِينَة ثمَّ سَار إِلَى مَكَّة فلقي أَبَا حَمْزَة بِالْأَبْطح وَمَعَ أَبِي حَمْزَة خَمْسَة عشر ألفا فَفرق عَلَيْهِ ابْن عَطِيَّة الْخَيل فَأَتَتْهُ خيل من أَسْفَل مَكَّة وخيل من منى وأتى هُوَ بِنَفسِهِ من أَعلَى الثَّنية فَاقْتَتلُوا حَتَّى كَاد النَّهَار أَن ينتصف وَخرجت الْخَيل إِلَيْهِم بِبَطن الأبطح فألجأوهم إِلَى عَسْكَرهمْ وَقتل أَبْرَهَة بْن الصَّباح عَند بِئْر مَيْمُون وَقتلت مَعَه أمْرَأَته وَقتل أَبُو حَمْزَة واستباح الْعَسْكَر وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وَبلغ عَبْد اللَّهِ بْن يحيى الْأَعْوَر فَسَار فِي نَحْو من ثَلَاثِينَ ألفا فَنزل ابْن عَطِيَّة تبَالَة وَنزل الْأَعْوَر صعدة ثمَّ الْتَقَوْا فَانْهَزَمَ الْأَعْوَر فَسَار إِلَى جرش وَسَار ابْن عَطِيَّة والتقوا فَاقْتَتلُوا حَتَّى حَال بَينهم اللَّيْل وَأصْبح ابْن عَطِيَّة مَكَانَهُ فَنزل الْأَعْوَر فِي نَحْو من ألف رجل من أهل حضر موت فقاتل حَتَّى قتل وَمن مَعَه وَبعث بِرَأْس الْأَعْوَر إِلَى مَرْوَان وَسَار ابْن عَطِيَّة حَتَّى أَتَى صنعاء فثال بِهِ رجل من حمير يُقَال لَهُ يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَيْر بْن السباق فَأخذ الْجند فَبعث إِلَيْهِ ابْن عَطِيَّة ابْن أَخِيه عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد فَانْهَزَمَ يحيى بْن عَبْد اللَّهِ وَأُصِيب نَاس من أَصْحَابه وَمضى يحيى حَتَّى أَتَى عدن أبين فَجمع نَحوا من أَلفَيْنِ فَسَار إِلَيْهِ ابْن عَطِيَّة بِنَفسِهِ فَلَقِيَهُ بواد من أَوْدِيَتهمْ فَقتل يحيى وَمن مَعَه وَرجع ابْن عَطِيَّة إِلَى صنعاء ثمَّ خرج رجل يُقَال لَهُ يحيى بْن حَرْب من حمير بساحل الْبَحْر فَبعث إِلَيْهِ ابْن عَطِيَّة رجلا من كِنْدَة يكنى أَبَا أُميَّة كَانَ عَلَى الوضاحية فَقتل يحيى وناس من أَصْحَابه ثمَّ سَار أبن عَطِيَّة إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن سعيد خَلِيفَة الْأَعْوَر وَهُوَ فِي جمَاعَة حَضرمَوْت فِي عدد كثير فصبحهم ابْن عَطِيَّة فَقَاتلهُمْ حَتَّى آواه اللَّيْل ثمَّ أَتَاهُ كتاب مَرْوَان يَأْمُرهُ بِالصَّلَاةِ بِالْمَوْسِمِ فَدَعَا أهل حَضرمَوْت إِلَى الصُّلْح فَصَالَحُوهُ فَانْطَلق ابْن عَطِيَّة فِي خَمْسَة عشر رجلا من وُجُوه أَصْحَابه مبادرا وَخلف ابْن أَخِيه عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد وَأَقْبل ابْن عَطِيَّة متعجلا فَنزل وَاديا من أَوديَة مُرَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 بقرية يُقَال لَهَا شبام فشدوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَأَصْحَابه واحتزوا رَأسه وَجَاء نَاس من هَمدَان فدفنوا جسده فِي قَرْيَة يُقَال لَهَا خيوان عَلَى طَرِيق حَاج الْيمن وَبلغ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد فَأرْسل رجلا من الوضاحية يُقَال لَهُ شُعَيْب الْبَارِقي فِي الْخَيل وَأمره أَن يقتل كل من وجد من النَّاس فَقتل شُعَيْب الرِّجَال وبقر النِّسَاء وَقتل الصّبيان وَأخذ الْأَمْوَال وعقر النّخل وَحرق الْقرى ثمَّ انْصَرف حَتَّى أَتَى عَبْد الرَّحْمَن وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة السَّعْدِيّ وفيهَا أقبل الصَّقْر بْن أَيُّوب الْفَزارِيّ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة فِي عدد كثير إِلَى تلمسين فَخرج إِلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب فَقتل الصَّقْر بْن أَيُّوب وانهزمت البربر وَأَقْبل سُلَيْمَان بْن ذراق المرهبي وَكَانَ صفريا وَخرج إِلَيْهِ ابْن حبيب ثمَّ انْصَرف سُلَيْمَان من غير قتال وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة مَاتَ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر بِالْمَدِينَةِ وَعبد اللَّه ابْن أَبِي بَكْرِ بن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حزم بِالْمَدِينَةِ وَيزِيد بْن رُومَان وَأَبُو الزِّنَاد وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي حَكِيم كلهم بِالْمَدِينَةِ وَمَات مَالك بْن دِينَار وَشُعَيْب بْن الحبحاب وَيزِيد الرشك وَأَبُو التياح وكلثوم بْن جبر وحبِيب الْمعلم وَيحيى الْبكاء كل هَؤُلَاءِ بِالْبَصْرَةِ وَعبد الْعَزِيز بْن صُهَيْب وعامر الْأَحول وَعلي بْن الحكم الْبنانِيّ وَحميد بْن قيس الْأَعْرَج وَيزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قسيط بِالْمَدِينَةِ وَأَبُو وجزة السَّعْدِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فِيهَا توجه قَحْطَبَةَ بْن شبيب من جرجان بعد قتل نباتة فَبلغ ابْن هُبَيْرَة فحدر عَامر ابْن ضبارة إِلَى إصطخر وَوجه ابْنه دَاوُد بْن يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة فَسَار دَاوُد وعامر من إصطخر إِلَى أَصْبَهَان وَبعث ابْن هُبَيْرَة مَالك بْن أدهم الْبَاهِلِيّ فِي خيل عَظِيمَة والمصعب بْن صحصح الْأَسدي وغطيفا السّلمِيّ متساندين فَنزل بَعضهم ماه وَبَعْضهمْ همذان فَوجه قَحْطَبَةَ ابْنه الْحسن إِلَى تِلْكَ الجيوش فَبَلغهُمْ مسير الْحسن فانضموا إِلَى نهاوند وَنزل بهم الْحسن فَحَاصَرَهُمْ فَحَدثني مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة عَن بيهس أَبِي حبيب بْن حبيب قَالَ توجه قَحْطَبَةَ فلقى عَامر بْن ضبارة وَدَاوُد فَالْتَقوا بجابلق رستاق من أَصْبَهَان فِي رَجَب يَوْم السبت لسبع بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَقتل عَامر وَانْهَزَمَ دَاوُد فلحق بِأَبِيهِ وَلحق قَحْطَبَةَ بِمن مَعَه حَتَّى حصر أهل نهاوند مَعَ ابْنه الْحسن بْن قَحْطَبَةَ وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة قتل عَامر وَكتب نصر بْن سيار إِلَى مَرْوَان وَابْن هُبَيْرَة يستمدهما فَلم يَأْته مدد حَتَّى سَار قَحْطَبَةَ فانحاز نصر فَنزل الرّيّ وَمرض ثمَّ سَار فَمَاتَ بهمذان وَحَدَّثَنِي عَمْرو بْن عُبَيْدَة قَالَ حَدَّثَنِي قزعة مولى نصر بْن سيار قَالَ مَاتَ نصر بساوة من أَرض الرّيّ فدفناه وأجرينا المَاء عَلَى قَبره قَالَ قزعة لما حَضرته الْوَفَاة دَعَا بنيه فَقَالَ إيَّاكُمْ والمدن الحقوا بِالشَّام فَإِن تكن لبني مَرْوَان مُدَّة كُنْتُم مَعَهم وَإِن كَانَ غير ذَلِكَ أَصَابَكُم مَا أَصَابَهُم وأنشدني لنصر بْن سيار حِين أَبْطَأَ المدد ... أرى خلل الرماد وميض جمر خليق أَن يكون لَهُ ضرام ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 فَإِن النَّار بالزندين تورى وَإِن الْفِعْل يقدمهُ الْكَلَام ... ... أَقُول من التَّعَجُّب لَيْت شعري ... ... أيقاظ أُميَّة أم نيام ... قَالَ بيهس بْن حبيب كتب ابْن هُبَيْرَة إِلَى مَرْوَان يُخبرهُ بقتل ابْن ضبارة فَوجه إِلَيْهِ الحوثرة بْن سُهَيْل الْبَاهِلِيّ من بَنِي فراص فِي عشرَة آلَاف من قيس خَاصَّة فاجتمعت الجيوش بنهاوند وَكتب ابْن هُبَيْرَة بِعَهْد مَالك بْن أدهم عَلَيْهَا قَالَ بيهس فحاصر قَحْطَبَةَ أهل نهاوند نَحوا من أَرْبَعَة أشهر قَالَ عَمْرو بْن عُبَيْدَة عَن قزعة قَالَ حمرنا بهَا حَتَّى أكلنَا دوابنا وأصابنا جوع وَجهد شَدِيد قَالَ بيهس ثمَّ صَالح مَالك بْن أدهم قَحْطَبَةَ وَفتحت الْمَدِينَة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَقتل قَحْطَبَةَ أهل خُرَاسَان الَّذين هربوا مَعَ نصر بْن سيار وَقَالَ إِنِّي لم أصالح عَلَى أهل خُرَاسَان إِنَّمَا صالحت عَلَى أهل الشَّام وَادّعى مَالك أَنه صَالح عَلَى أهل خُرَاسَان وَأهل الشَّام قَالَ أَبُو الذَّيَّال أَمن أهل الشَّام غير رجلَيْنِ رجل من قُرَيْش يُقَال لَهُ ابْن البخْترِي وَرجل من بَنِي سليم يُقَال لَهُ سُفْيَان قَتلهمَا صبرا قَالَ قزعة أَقَامَ قَحْطَبَةَ رجَالًا عَلَى أَبْوَاب الْمَدِينَة فَلم يدع أحدا لَهُ نباهة من أهل خُرَاسَان إِلَّا قَتله وَأخذ بَنِي نصر بْن سيار فَقَتلهُمْ وَقَالَ أَبُو الْحسن افتتحها صلحا فِي غرَّة ذِي الْقعدَة وَقتل سعيد بْن الْحر بْن عبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب من أهل الجزيرة وَقتل حَاتِم بْن الْحَارِث بْن سُرَيج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 التَّمِيمِي وَعَاصِم بْن عَمْرو السَّمرقَنْدِي وَكَانَ يُسمى هزارمرد وَعمارَة بْن سليم قَالَ بيهس بْن حبيب لما فرغ قَحْطَبَةَ من نهاوند أقبل يُرِيد ابْن هُبَيْرَة ونهض ابْن هُبَيْرَة عَلَى مقدمته عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس اللَّيْثِيّ حَتَّى نزل برَاز الروز بَين حلوان والمدائن قَالَ بيهس وانْتهى إِلَيْنَا حوثرة بْن سُهَيْل عَلَى نهر يُقَال لَهُ تامرا وانضم إِلَيْنَا من كَانَ من أَصْحَاب عَامر بْن ضبارة وَمن خرج من نهاوند فاجتمعا فِي ثَلَاث وَخمسين ألفا مِمَّن يرتزق وَسَار الْحسن بْن قَحْطَبَةَ عَلَى مُقَدّمَة أَبِيه فَنزل حلوان وَأَتَاهُ أَبوهُ فَاجْتمع الْقَوْم جَمِيعًا وَتوجه ابْن هُبَيْرَة فَنزل جَلُولَاء الوقيعة وَنزل قَحْطَبَةَ خانقين بَين العسكرين أَرْبَعَة فراسخ وَذَلِكَ فِي آخر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَجعلت طلائعَنا وطلائعهم تلتقي أَيَّامًا لَا نَبْرَح وَلَا يبرحون وفيهَا كَانَ الطَّاعُون بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد قَالَ ابْتَدَأَ الطَّاعُون فِي جُمَادَى الْآخِرَة فَكَانَ يَمُوت فِيهِ الجميعة وَكَذَلِكَ رَجَب وَاشْتَدَّ فِي شعْبَان وَكَانَت حمته وشدته فِي رَمَضَان وشوال ثمَّ سكن فَكَانَ كنحو مَا بَدَأَ حَتَّى انْقَضتْ السّنة وَفِي الطَّاعُون مَاتَ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَعلي بْن زيد بْن جدعَان وَفِي هَذِهِ السّنة مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نجيح الْمَكِّيّ وَعبد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم بْن أَبِي بَكْر وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة من سعد بْن بَكْر وَبعد الثَّلَاثِينَ وَمِائَة مَاتَ عَبْد الْعَزِيز بْن حَكِيم الْحَضْرَمِيّ وَعبد الْعَزِيز بن رفيع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 والركين بْن الرّبيع وَأَبُو الْأسود مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَعمارَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن ضبارة وَفِي خلَافَة مَرْوَان مَاتَ أَبُو الْحُوَيْرِث واسْمه عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة مرادي حَلِيف بَنِي نَوْفَل بن عبد منَاف سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة خبر الْقَضَاء عَلَى ابْن هُبَيْرَة بواسط فِيهَا لَقِي قَحْطَبَةَ بْن شبيب يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة فَحَدثني مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة عَن بيهس بْن حبيب قَالَ بلغ ابْن هُبَيْرَة أَن قَحْطَبَةَ خرج مُتَوَجها نَحْو الْموصل فَقَالَ ابْن هُبَيْرَة لأَصْحَابه مَا بَال الْقَوْم تنكبونا قَالُوا يُرِيدُونَ الْكُوفَة فَنَادَى ابْن هُبَيْرَة بالرحيل وَلم يحل عقدَة حَتَّى بلغ برَاز الروز من خندقنا عَلَى سِتَّة فراسخ وَتَركنَا أعلافنا وأطعمتنا وَجَاء قَحْطَبَةَ فَنزل خَنْدَقًا ونزلنا وصرنا فِي العراء فَأَقَامَ نَحوا من عشْرين يَوْمًا حَتَّى أسمن وأجم ثمَّ سَار مُعَارضا لمهب الشمَال حَتَّى قطع دجلة من باحمشا وَذَلِكَ فِي الصَّيف والبسر قد احمر وَقلت الْمِيَاه فأخاض فَأقبل وأقبلنا جَمِيعًا نُرِيد الْكُوفَة حَتَّى انتهينا جَمِيعًا إِلَى الْفُرَات فَنزل الفلاة ونزلنا عَلَى مسناة الْفُرَات من أَرض الفلوجة الْعليا وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثمان خلون من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة ثمَّ عبر قَحْطَبَةَ الْفُرَات وَعبر مَعَه نَحْو من سبع مائَة وتتام إِلَيْنَا نَحْو ذَلِكَ وَجَاء ابْن هُبَيْرَة وَلَا يشْعر بِهِ فصاروا عَلَى المسناة وَنحن تَحْتهم فطاعَناهم فأزالونا عَن مَكَاننَا نَحوا من مِائَتي ذِرَاع ثمَّ رجعَنا عَلَيْهِم فهزمناهم حَتَّى أَتَوا المسناة وأصابت قَحْطَبَةَ طعَنة فِي وَجهه فَوَقع فِي الْفُرَات فَهَلَك وَلَا نعلم بِهِ وَلَا يعلمُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 وَقَالَ أَبُو الذَّيَّال قتل قَحْطَبَةَ وَانْهَزَمَ أَصْحَاب ابْن هُبَيْرَة حَتَّى أَتَوا فَم النّيل قَالَ بيهس لم نزل ندافعهم ويدافعوننا حَتَّى سقط الْقَمَر وَذَلِكَ لثمان خلون من الْمحرم ثمَّ مضينا لَا نَدْرِي أَيْن نسكع حَتَّى أدركنا النَّاس بسوراء فقطعَنا مخاضة سوراء فغرق نَاس كثير وَذَهَبت أثقال كَثِيرَة وَاجْتمعَ النَّاس بَعْدَمَا قطعَنا فَنَادَى مُنَاد من أَرَادَ الشَّام فَهَلُمَّ فَذهب مَعَه عَنق من النَّاس وَلَا نعرفه ونادى آخر من أَرَادَ الجزيرة ونادى آخر من أَرَادَ الْكُوفَة كل وَاحِد يذهب مَعَه عَنق من النَّاس فَقلت من أَرَادَ واسطا فَهَلُمَّ فأصبحنا بقناطر السيب وَأَقْبل ابْن هُبَيْرَة فنزلنا جَمِيعًا فَم النّيل وَأَقْبل حوثرة بْن سُهَيْل وَلم يكن دخل الْكُوفَة حَتَّى وافانا بِفَم النّيل ثمَّ ارتحلنا حَتَّى دَخَلنَا وَاسِط يَوْم جُمُعَة يَوْم عَاشُورَاء وَأصْبح السودَان وَفقدُوا أَمِيرهمْ فالستموه فأخرجوه وَفِيه طعَنة فِي جَبهته فدفنوه يَوْم الْأَرْبَعَاء وولوا عَلَيْهِم الْحسن بْن قَحْطَبَةَ وتوجهوا إِلَى الْكُوفَة وهرب زِيَاد وَكَاتب لِابْنِ هُبَيْرَة يُقَال لَهُ عَاصِم بْن أَبِي عَاصِم من موَالِي أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وَوجه أَبُو سَلمَة الْحسن ابْن قَحْطَبَةَ وَمَعَهُ خازم بْن خُزَيْمَة إِلَى وَاسِط قَالَ بيهس جَاءَنَا الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فِي آخر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَنزل الماحوز ثمَّ أَتَانَا فِي صفر لَا يُرِيد قتالا إِنَّمَا يُرِيد أَن يرتاد منزلا وَجَاء بالفعلة ليخندق فَقَالَ النَّاس لِابْنِ هُبَيْرَة خل عَنا نُقَاتِل الْقَوْم فَأبى فَمَا زَالُوا حَتَّى قَالَ يَا مُسلم افْتَحْ الْأَبْوَاب وَاسْتعْمل ابْنه دَاوُد وَمُحَمّد بْن نباتة ومعَن بن زَائِدَة فِي الْقلب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 مِمَّا يَلِي الْحسن بْن قَحْطَبَةَ وَخرج حوثرة بْن سُهَيْل مِمَّا يَلِي خازم بْن خُزَيْمَة وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء فاقتتلنا فهزمنا وَقتل منا حَكِيم بْن الْمسيب من جديلة قيس وَقتل يَزِيد ابْن قَحْطَبَةَ فَلَمَّا أَمْسوا رجعُوا وأصبحنا فدفنا قَتْلَانَا الَّذين عَلَى الخَنْدَق ثمَّ بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فَبعث أَخَاهُ أَبَا جَعْفَر إِلَى الْحسن ابْن قَحْطَبَةَ وَمن مَعَه وَأم أَبِي الْعَبَّاس ريطة ابْنة عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد المدان الْحَارِثِيّ وبويع لَيْلَة الْجُمُعَة لثلاث عشرَة بقيت من شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بِالْكُوفَةِ فِي بَنِي أود فِي دَار الْوَلِيد بْن سعد مولى بَنِي هَاشم فَركب حِين أصبح فصلى بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة وبويع ذَلِكَ الْيَوْم بيعَة الْعَامَّة قَالَ بيهس لما جَاءَنَا أَبُو جَعْفَر نهضوا إِلَيْنَا بجماعتهم فَجعلنَا نقاتلهم حَتَّى أتتنا هزيمَة مَرْوَان فَكُنَّا فِي الْقِتَال شعْبَان وَشهر رَمَضَان وشوالا فجاءنا الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فِي آخر شَوَّال فَقَالَ إِلَى من تمدون أعَناقكم مَا بَقِي أحد إِلَّا وَقد دخل فِي طَاعَة أَمِير الْمُؤمنِينَ لكم عهد اللَّه وميثاقه أَنكُمْ آمنون على كل شئ قبلنَا ثمَّ أَصْبَحْنَا الْغَد فَأَتَانَا خازم بْن خُزَيْمَة فَقَالَ مثل ذَلِكَ ثمَّ جَاءَنَا الْحَارِث بْن نَوْفَل الْهَاشِمِي ثمَّ جَاءَنَا إِسْحَاق بْن مُسلم الْعقيلِيّ فَقَالَ الْقَوْم يعطونكم مَا تُرِيدُونَ فاكتتبنا بَيْننَا وَبَيْنكُم كتابا صلحا وَذَلِكَ فِي أول ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة عَلَى مَا شِئْنَا عَلَى أَن ابْن هُبَيْرَة عَلَى رَأس أمره مَعَ خمس مائَة من أَصْحَابه ينزل خمسين يَوْمًا مَدِينَة الشرقية لَا يُبَايع فَإِذا تمت فَإِن شَاءَ لحق بمأمنه وَإِن شَاءَ دخل فِيمَا دخل فِيهِ النَّاس وَمَا كَانَ فِي أَيْدِينَا فَهُوَ لنا ففتحنا الْأَبْوَاب يَوْم السبت لأيام خلون من ذِي الْقعدَة فَدَخَلُوا الْمَدِينَة فجولوا فِيهَا وَخَرجُوا ثمَّ فعلوا مثل ذَلِكَ يَوْم الْأَحَد فَلَمَّا كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ دخل علج من علوجهم فِي خيل فتتبع كل دَابَّة عَلَيْهَا سمة لله فَأَخذهَا وَقَالَ هَذِهِ للإمارة قَالَ بيهس فَأخْبرت أَبَا عُثْمَان فَأخْبر ابْن هُبَيْرَة فَقَالَ غدر الْقَوْم وَرب الْكَعْبَة وَقَالَ لأبي عُثْمَان انْطلق إِلَى أَبِي جَعْفَر وأقرئه السَّلَام وَقل لَهُ إِن رَأَيْت أَن تَأذن لنا فِي إتيانك فَأذن لَهُ فَركب يَوْم الِاثْنَيْنِ وركبنا مَعَه نَحوا من مِائَتَيْنِ حَتَّى انتهينا إِلَى الرواق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 فَنزل ابْن هُبَيْرَة وَأَبُو عُثْمَان وَسَعِيد وَأَنا فَجِئْنَا نمشي مَعَه حَتَّى إِذا بلغنَا بَاب الْحُجْرَة رفع الْبَاب فَإِذا أَبُو جَعْفَر قَاعد قَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَة السَّلَام عَلَيْك أَيهَا الْأَمِير وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته أرخ الْبَاب وَسمعت أَبَا جَعْفَر يَقُول يَا يَزِيد إِنَّا بَنِي هَاشم نتجاوز عَن المسئ ونأخذ بِالْفَضْلِ وَلست عَندنا كغيرك إِن لَك وَفَاء وأمير الْمُؤمنِينَ أَرغب شئ فِي الصنيعة إِلَى مثلك فأبشر بِمَا يَسُرك قَالَ أَبُو الْحسن قَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَة إِن إمارتكم محدثة فأذيقوا النَّاس حلاوتها وجنبوهم مرارتها تجتبوا قُلُوبهم وَمَا زلت منتظرا لهَذِهِ الدعْوَة ثمَّ قَامَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَر عجبا لرجل يَأْمُرنِي بقتل هَذَا قَالَ بيهس لما كَانَ يَوْم الأثنين لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بعث أَبُو جَعْفَر خازم بْن خُزَيْمَة فَقتل ابْن هُبَيْرَة وَكَانَ الَّذِي ولي قَتله عَبْد اللَّهِ بْن البخْترِي الْخُزَاعِيّ وَقتل ريَاح بْن أَبِي عمَارَة مولى لبني أُميَّة وَعبيدَة اللَّه بْن الحبحاب الْكَاتِب وَقتلُوا دَاوُد بْن يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة وَأخرج عُثْمَان كَاتب ابْن هُبَيْرَة خازم بْن خُزَيْمَة فَقتله وَأخذ بشر بْن عَبْد الْملك بْن بشر بْن مَرْوَان وَأَبَان بْن عَبْد الْملك والحوثرة بْن سُهَيْل وَمُحَمّد بْن نباتة وَقعد الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فِي مَسْجِد حسان النبطي عَلَى دجلة مِمَّا يَلِي الْمَدَائِن فحملوا إِلَيْهِ فَضرب أعَناقهم وَأتي بحارث بْن قطن الْهِلَالِي فَأمر بِهِ إِلَى السجْن وَطلب خَالِد بْن سَلمَة المَخْزُومِي فَلم يقدر عَلَيْهِ فَنَادَى مناديهم أَن خَالِد بْن سَلمَة آمن فَخرج بَعْدَمَا قتل الْقَوْم يَوْمًا فَقَتَلُوهُ أَيْضا سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة يَدْعُو إِلَى بيعَة بَنِي هَاشم وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة سود سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة بن يزِيد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 الْمُهلب بِالْبَصْرَةِ ودعا إِلَى بيعَة بَنِي هَاشم فَأرْسل إِلَيْهِ سلم بْن قُتَيْبَة وَهُوَ وَال لِابْنِ هُبَيْرَة عَلَى الْبَصْرَة يسْأَله أَن يكف حَتَّى ينظر مَا يصنع ابْن هُبَيْرَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهمَا سفر بَينهمَا أَبُو سُفْيَان بْن الْعَلَاء وَسَلَمَة ابْن عَلْقَمَة الْمَازِني وَعباد بْن مَنْصُور وعامر بْن عُبَيْدَة الْبَاهِلِيّ وَعُثْمَان البتي وَإِسْمَاعِيل الْمَكِّيّ وَمُعَاوِيَة بْن عُمَر الْغلابِي فَقبل الْمُوَادَعَة واصطلحوا وَكَتَبُوا بَينهم كتابا عَلَى أَن يُقيم سلم فِي دَار الْإِمَارَة وسُفْيَان فِي الأزد حَتَّى ينْظرُوا مَا يفعل ابْن هُبَيْرَة فَبلغ ذَلِكَ أَبَا سَلمَة الْخلال فَكتب إِلَى بلج بْن الْمثنى بْن مخرمَة الْعَبْدي إِن قَاتل سُفْيَان سلما وَإِلَّا فَأَنت الْأَمِير فأجمع سُفْيَان عَلَى الْقِتَال وَسَار إِلَى سلم وَقدم ابْنه مُعَاوِيَة فَقتل مُعَاوِيَة وَانْهَزَمَ سُفْيَان وَفِي هَذِهِ السّنة قتل روح بْن حَاتِم إِسْحَاق الضَّبِّيّ وَكَانَ يحْتَسب فَأرْسل إِلَيْهِ سلم بْن قُتَيْبَة ابْن رألان فَهَزَمَهُ ثمَّ انحاز روح فِي ليلته فَأتى ميسَان فغلب عَلَيْهَا تَوْجِيه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ لقِتَال مَرْوَان وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بعث أَبُو الْعَبَّاس عَمه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ ابْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس لقِتَال مَرْوَان بْن مُحَمَّد وزحف مَرْوَان بِمن مَعَه من أهل الشَّام والجزيرة وحشدت مَعَه بَنو أُميَّة بِأَنْفسِهِم وأتباعهم فَحَدثني بشر بن يسَار عَن شيخ وَمن أهل الجزيرة قَالَ خرج مَرْوَان فِي مائَة ألف من فرسَان الشَّام والجزيرة قَالَ أَبُو الذَّيَّال كَانَ مَرْوَان فِي مائَة ألف وَخمسين ألفا فَسَار حَتَّى نزل الزابين دون الْموصل وَسَار عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ فَالْتَقوا يَوْم السبت صَبِيحَة إِحْدَى عشرَة خلت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَهزمَ مَرْوَان وَقطع الجسر وأتى الجزيرة فَأخذ بيُوت الْأَمْوَال والكنوز ثمَّ أَتَى دمشق وَسَار عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ حَتَّى دخل الجزيرة ثمَّ خرج واستخلف مُوسَى بْن كَعْب التَّمِيمِي وَتوجه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ إِلَى الشَّام وَأرْسل أَبُو الْعَبَّاس صَالح بْن عَلِيّ حَتَّى اجْتمعَا جَمِيعًا ثمَّ سَار إِلَى دمشق فحاصروهم أَيَّامًا ثمَّ افتتحوها وَقتل الْوَلِيد بْن مُعَاوِيَة وَأخذ عَبْد الله بن عَليّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 حِين دخل دمشق يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بْن مَرْوَان وَعبد اللَّه بْن عَبْد الْجَبَّار بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فَبعث بهما إِلَى أَبِي الْعَبَّاس فصلبهما وَكَانَ مدْخل عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ دمشق فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ومائه وَكَانَ مَرْوَان يَوْمئِذٍ بفلسطين فهرب حَتَّى أَتَى مصر وَقتل عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بضعَة وَثَمَانِينَ رجلا من بَنِي أُميَّة قَالَ أَبُو الذَّيَّال كَانَ مَرْوَان بِمصْر فَلَمَّا بلغه دُخُول عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ دمشق عبر النّيل وَقطع الجسر ثمَّ سَار قبل الْحَبَشَة وَوجه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ أَخَاهُ صَالح بْن عَلِيّ فِي طلب مَرْوَان فجَاء صَالح وَقد عبر مَرْوَان فَاسْتعْمل صَالح عَامر بْن إِسْمَاعِيل أحد بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب فسرحه إِلَى مَرْوَان فَلحقه بقرية من قرى مصر يُقَال لَهَا بوصير فَقتل مَرْوَان فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَحَدَّثَنِي بَكْر بْن عَطِيَّة عَن أَبِيه قَالَ كنت بِالْكُوفَةِ فَأتي بِرَأْس مَرْوَان فنصب عَلَى قناة بِبَاب الْمَسْجِد فَانْقَطع رَجَاء من كَانَ من شيعَة بَنِي أُميَّة حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولد مَرْوَان بالجزيرة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين أمه أمة كَانَت لمصعب بْن الزبير وَقتل ببوصير فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقَالَ حَاتِم بْن مُسلم قتل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكَانَت ولَايَته إِلَى أَن قتل خمس سِنِين وَعشرَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَأقَام الْحَج دَاوُد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة مَاتَ مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر إِسْحَاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَة وَصَفوَان بْن سليم وَمُحَمّد بْنِ أَبِي بَكْرِ بن مُحَمَّد بْن عَمْرو ابْن حزم كلهم بِالْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 وفيهَا مَاتَ عمَارَة بْن أَبِي حَفْصَة وَيحيى بْن أَبِي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ بِالْبَصْرَةِ وَأَبُو سِنَان ضرار بْن مرّة الشَّيْبَانِيّ بِالْكُوفَةِ وفيهَا أَيْضا مَاتَ أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّار بِالْبَصْرَةِ وفيهَا قتل سَالم الْأَفْطَس بالجزيرة وَفِي ولَايَة مَرْوَان مَاتَ خبيب بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو جَعْفَر يَزِيد بْن الْقَعْقَاع القارتي مولى ابْن عَيَّاش وَشَيْبَة بْن نصاح وَيحيى بْن خَلاد الزرقي وَأَبُو الْحُوَيْرِث الزرقي وَسَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن زيد بْن ثَابت وَإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سعد ابْن مَالك تَسْمِيَة عُمَّال مَرْوَان بْن مُحَمَّد الْبَصْرَة كَانَت فتْنَة حَتَّى قدم ابْن هُبَيْرَة فِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة فَكتب إِلَى الْمسور بْن عباد بْن حُصَيْن يَأْمُرهُ أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَنزل دَار الْإِمَارَة فمنعته بَنو سعد واصطلح النَّاس عَلَى عباد بْن مَنْصُور وَهُوَ قَاض فصلى بِالنَّاسِ وَيُقَال طلب ابْن هُبَيْرَة إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عُثْمَان فصلى بِالنَّاسِ حَتَّى قدم سلم بْن قُتَيْبَة ابْن سلم بْن عَمْرو الْبَاهِلِيّ واليا عَلَى الْبَصْرَة من قبل ابْن هُبَيْرَة فسود سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة وَحَارب سلما فَظهر سلم عَلَيْهِ ثمَّ خرج سلم من الْبَصْرَة حِين سلم ابْن هُبَيْرَة واستخلف عَلَى الْبَصْرَة مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْهَاشِمِي من بَنِي نَوْفَل ثمَّ بعث أَبُو الْعَبَّاس أَسد بْن عَبْد اللَّهِ ابْن مَالك الْخُزَاعِيّ فصلى بِالنَّاسِ جُمُعَة ثمَّ ولى أَبُو سَلمَة سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة الْكُوفَة ولاها الضَّحَّاك بْن قيس ملْحَان الشَّيْبَانِيّ فَقتل فولى سَعْدا الْخصي وَإِنَّمَا سمي الْخصي لِأَنَّهُ لم تكن لَهُ لحية وَهُوَ رجل من الأزد ثمَّ عَزله وَولى الْمثنى ابْن عمرَان العائذي من قُرَيْش حَتَّى صَالح ابْن عُمَر الضَّحَّاك فَانْصَرف الضَّحَّاك إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 مَرْوَان فولى ابْن عُمَر الْكُوفَة عُمَر بْن عَبْد الحميد ثمَّ عَزله وَولى إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله ثمَّ عَزله عَبْد الصَّمد بْن أبان بْن النُّعْمَان بْن بشير الْأنْصَارِيّ ثمَّ قدم ابْن هُبَيْرَة فولى الْكُوفَة زِيَاد بْن صَالح الْحَارِثِيّ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى أقبل قَحْطَبَةَ فسود مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي وَأخرج زِيَاد بْن صَالح ودعا إِلَى بَنِي هَاشم فَبعث بْن هُبَيْرَة حوثرة بْن سُهَيْل الْبَاهِلِيّ فَلم يصل إِلَى الْكُوفَة وَرجع إِلَى ابْن هُبَيْرَة وَدخل الْحسن بْن قَحْطَبَةَ الْكُوفَة فَسلم إِلَى أَبِي سَلمَة الْخلال فَأقر أَبُو سَلمَة مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ ثمَّ ظهر أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ خُرَاسَان لم يزل نصر بْن سيار عَلَيْهَا حَتَّى نَفَاهُ عَنها أَبُو مُسلم سجستان غلب عَلَيْهَا بجير بْن السهلب حَتَّى قدم ابْن هُبَيْرَة فولى عَامر بْن ضبارة المري فَوجه أَبُو مُسلم مَالك بْن الْهَيْثَم من أهل خُرَاسَان ثمَّ بعث عُمَر بْن الْعَبَّاس بْن عُمَيْر بْن عُطَارِد بْن حَاجِب بْن زُرَارَة ثمَّ بعث إِسْمَاعِيل بْن عمرَان السَّنَد غلب عَلَيْهَا مَنْصُور بْن جُمْهُور فَقتل مَرْوَان وَهُوَ بهَا البحران قتل الْوَلِيد وَعَلَيْهَا بشر بْن سَلام الْعَبْدي فَلم يزل حَتَّى قدم ابْن هُبَيْرَة فأقره عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ بشر بْن سَلام فولى سيار بْن بشر فَمَاتَ فولى أَخَاهُ سلم بْن بشر فَلم يزل حَتَّى قتل مَرْوَان الْيَمَامَة غلب عَلَيْهَا الْبَهِي رجل من بَنِي حنيفَة فَمَاتَ فولى عَبْد اللَّهِ بْن النُّعْمَان الْحَنَفِيّ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس الْمَدِينَة أقرّ مَرْوَان عَلَيْهَا عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان ثمَّ عَزله سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة وَولى عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان ثمَّ انحاز من أَبِي حَمْزَة الْمَدِينَة فَوجه مَرْوَان عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة من سعد بْن بَكْر فَقتل أَبَا حَمْزَة وَضم إِلَيْهِ مَكَّة ثمَّ خرج عَبْد الْملك إِلَى الْيمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 واستخلف الْوَلِيد بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة ثمَّ ولاها مَرْوَان بْن مُحَمَّد يُوسُف بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة حَتَّى جَاءَت بيعَة أَبِي الْعَبَّاس مَكَّة أقرّ عَلَيْهَا عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر مَعَ ولَايَة الْمَدِينَة ثمَّ ولاها عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك فانحاز عَن أَبِي حَمْزَة الْخَارِجِي وَأقَام بهَا أَبُو حَمْزَة الْخَارِجِي ثمَّ خرج يُرِيد الْمَدِينَة فاستخلف أَبْرَهَة بْن الصَّباح ثمَّ رَجَعَ أَبُو حَمْزَة فَقتله عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة ثمَّ خرج إِلَى الطَّائِف وَولى رومي بْن مَاعِز الْكلابِي ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك ثمَّ قتل عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بِبَعْض بِلَاد الْيمن فولى مَرْوَان يُوسُف ابْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد فَلم يزل واليا حَتَّى جَاءَت بيعَة أَبِي الْعَبَّاس أفريقية غلب عَلَيْهَا عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الفِهري حَتَّى قتل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة الْيمن لما وَقعت الْفِتْنَة وثب عَبْد اللَّهِ بْن يحيى فَأخْرج الضَّحَّاك بْن زمل عَنها فَوجه مَرْوَان عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد فَقتل عَبْد اللَّهِ بْن يحيى ثمَّ انحدر يُرِيد مَكَّة فَقتل بِبَعْض الْبِلَاد غيلَة فولاها مَرْوَان يُوسُف بْن عُرْوَة مَعَ ولَايَة مَكَّة وَالْمَدينَة فَبعث إِلَى الْيمن أَخَاهُ الْوَلِيد بْن عُرْوَة فَلم يزل واليا حَتَّى جَاءَت بيعَة أَبِي الْعَبَّاس أرمينية قفل مَرْوَان من أرمينية عَند قتل الْوَلِيد واستخلف عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ ابْن يَزِيد الْهِلَالِي فَبعث الضَّحَّاك بْن قيس مُسَافر بْن القصاب فَقتل عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ وَبلغ الْخَبَر مَرْوَان فولى عَبْد اللَّهِ بْن مُسلم فَمَاتَ فولى إِسْحَاق بْن مُسلم فَخرج إِسْحَاق وَاخْتَارَ أهل برذعة مُسَافر بْن بجير حَتَّى قَامَ أَبُو الْعَبَّاس الْقَضَاء قَضَاء الْبَصْرَة قضى أَيَّام ابْن سُهَيْل عباد بْن مَنْصُور ثمَّ قدم سلم بْن قُتَيْبَة فعزل عبادا وَولى مُعَاوِيَة بْن عُمَر الْغلابِي فَقضى ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ استعفى فأعفاه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 وَولى عَامر بْن عُبَيْدَة الْبَاهِلِيّ فاستعفى فولى عباد بْن مَنْصُور فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس الْكُوفَة كَانَ عَلَيْهَا ابْن أَبِي ليلى حَتَّى دَخلهَا الضَّحَّاك بْن قيس فولاها غيلَان ابْن جَامع الْمحَاربي ثمَّ قدم ابْن هُبَيْرَة فاستقضى الْحجَّاج بْن عَاصِم الْمحَاربي ثمَّ عَزله وَولى منصورا حَتَّى بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس الْمَدِينَة كَانَ عَلَيْهَا عُثْمَان بْن عُمَر التَّيْمِيّ من قُرَيْش فأقره عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان ثمَّ قضى مُحَمَّد بْن عمرَان التَّيْمِيّ للوليد بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة آخر قيام مَرْوَان الْمَوْسِم سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وَثَمَانِية وَعشْرين وَمِائَة عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وتسع وَعشْرين وَمِائَة عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَثَلَاثِينَ وَمِائَة عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَإِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة الْوَلِيد بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة شَرط مَرْوَان كوثر بْن الْأسود الغنوي ديوَان الْجند وَالْخَرَاج وبيوت الْأَمْوَال والخزائن عمرَان بْن صَالح مولى هُذَيْل كَاتب الرسائل عَبْد الحميد الْكَبِير الْخَاتم الصَّغِير عَبْد الْأَعْلَى بْن مَيْمُون بْن مهْرَان خَاتم الْخلَافَة مولى لَهُ حَاجِبه سقلاب وَيُقَال مِقْلَاص مولى لَهُ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولد مَرْوَان بالجزيرة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين كَانَت أمه أمة لمصعب بْن الزبير وَقتل بقرية من قرى مصر يُقَال لَهَا بوصير يَوْم الْخَمِيس لست بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 كَانَت ولَايَة مَرْوَان خمس سِنِين وَعشرَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَولي يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة الْعرَاق فَقدم فِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة فولى شَرطه بواسط زِيَاد بْن سُوَيْد المري فَقتل لَيْلَة الْفُرَات وعَلى شَرط الْكُوفَة عَبْد الرَّحْمَن ابْن بشير الْعجلِيّ الْبَصْرَة إِلَى عمالها كَانَ عَلَى شَرط سلم بْن قُتَيْبَة بِالْبَصْرَةِ ابْن رالان وَكَاتب الْخراج لِابْنِ هُبَيْرَة عبيد اللَّه بْن الحبحاب مولى بَنِي سلول فَقتل حِين قتل أَبُو هُبَيْرَة رسائل الْخَلِيفَة يحيى بْن بكير ابْن أخي رَبَاح بْن أَبِي عمَارَة قتل ابْن هُبَيْرَة بواسط يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة بقيت من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَهُوَ ابْن نَحْو من أَرْبَعِينَ سنة خلَافَة السفاح وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ ابْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب أمه ريطة بنت عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد المدان الْحَارِثِيّ بُويِعَ بِالْكُوفَةِ لَيْلَة الْجُمُعَة لثلاث عشرَة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فِي بَنِي أود فِي دَار الْوَلِيد بْن سعد مولى بَنِي هَاشم فَركب حِين أصبح فصلى بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة وبويع ذَلِكَ الْيَوْم بيعَة الْعَامَّة فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ رَأَيْت أَبَا الْعَبَّاس حِين خرج إِلَى الْجُمُعَة عَلَى برذون أَشهب قريب من الأَرْض بَين عَمه دَاوُد بْن عَلِيّ وأخيه أَبِي جَعْفَر شَابًّا جميلا تعلوه صفرَة فَأتى الْمَسْجِد فَصَعدَ الْمِنْبَر فَتكلم فَصَعدَ دَاوُد بْن عَلِيّ فَقَامَ عَلَى عتبتين من الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس إِنَّه وَالله ماعلا منبركم هَذَا خَلِيفَة بعد عَلِيّ بْن أَبِي طَالب غير ابْن أخي هَذَا فوعد النَّاس ومناهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 قَالَ أَبِي ثمَّ رَأَيْته فِي الْجُمُعَة الثَّانِيَة كَأَن وَجهه ترس وَكَأن عَنقه إبريق فضَّة وَقد ذهبت الصُّفْرَة وَالله مَا كَانَ بَينهمَا إِلَّا أُسْبُوع وفيهَا قتل عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس الْغمر بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَإِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي طَلْحَة وَعبد اللَّه بْن عَبْد الْملك وَقتل عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ عُمَر بْن أَبِي سَلمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وفيهَا قتل دَاوُد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس عمرَان بْن مُوسَى بْن عَمْرو بْن سعيد وَيحيى وَإِسْمَاعِيل ابْني أُميَّة بْن عَمْرو بْن سعيد وَعبد اللَّه بْن عَنبسة بْن سعيد بْن الْعَاصِ وابنيه مُحَمَّد وعياض ابْني عَبْد اللَّهِ وَأَيوب بْن مُوسَى بْن عَمْرو بْن سعيد وَأقَام الْحَج دَاوُد بن عَليّ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فِيهَا مَاتَ دَاوُد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فِي غرَّة شهر ربيع الأول وَفِي هَذِهِ السّنة أقبل طاغية الرّوم قسطنطين بْن أليون فَنزل عَلَى ملطية فقاتلوه قتالا شَدِيدا وألح عَلَيْهِم حَتَّى نزلُوا عَلَى أَمَان فهدم الْمَدِينَة وَمَسْجِد الْجَامِع وَدَار الْإِمَارَة وَوجه مَعَ الْمُسلمين خيلا بلغتهم مأمنهم وفيهَا بعث أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن النَّضر بْن يريم الْحِمْيَرِي فَأتى طوالة من أَرض الرّوم وَأقَام الْحَج زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة مَاتَ عَطاء بْن أَبِي مُسلم الْخُرَاسَانِي مولى هُذَيْل أمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فِيهَا تحول أَبُو الْعَبَّاس عَن الْكُوفَة وَنزل الأنبار وفيهَا بعث عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ وَهُوَ بِالشَّام الْحَارِث بْن عَبْد الرَّحْمَن الْحَرَشِي وَخرجت الرّوم عَلَيْهِم كوشان البطريق وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة من سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَوجه مقَاتل بْن حَكِيم الْعَتكِي ابْنه مَخْلَد بْن مقَاتل فلقي الرّوم بأرمينية الرَّابِعَة وَانْهَزَمَ مَخْلَد وَأسلم عسكره وَأقَام الْحَج عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا استعرض يحيى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس أهل الْموصل فَقَتلهُمْ وفيهَا مَاتَ الْمُغيرَة بْن مقسم الضَّبِّيّ وَإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سعد بْن مَالك وَيزِيد ابْن يَزِيد بْن جَابر الْأَزْدِيّ بِالشَّام وفيهَا قدم مُوسَى وَالْعَبَّاس ابْنا الْوَلِيد بْن يَزِيد الْمغرب وَعبد اللَّه بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَة وَسَعِيد بْن عَمْرو بْن سليم الزرقي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فِيهَا كتب أَبُو الْعَبَّاس إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس يَأْمُرهُ بِضَرْب الْبعُوث فولى سعد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرَّحبِي فَلم يدرب وَجعل بدابق وأفواه الدروب وَأقَام الْحَج سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ يحيى بْن يحيى الغساني وَدَاوُد بْن الْحصين مولى آل عُثْمَان بْن عَفَّان وَعبد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن حزم وَأَبُو حَازِم ومُوسَى بْن عقبَة وَفِي خلَافَة أَبِي الْعَبَّاس مَاتَ ابْن خثيم وَعمر بن عَامر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فِيهَا مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولد أَبُو الْعَبَّاس بالحميمة من أَرض الشَّام سنة ثَمَان وَمِائَة وَمَات بالأنبار يَوْم الْأَحَد لثلاث عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَعشْرين سنة صلى عَلَيْهِ عِيسَى بْن عَلِيّ وَكَانَت ولَايَته أَربع سِنِين وَتِسْعَة أشهر ثمَّ بُويِعَ أَبُو جَعْفَر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس أمه أم ولد تَسْمِيَة عُمَّال أَبِي الْعَبَّاس الْبَصْرَة عزل عَنها سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة ولاها عُمَر بْن حَفْص هزار مرد ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَولى سُلَيْمَان بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس الْكُوفَة اسْتعْمل عَلَيْهَا أَبُو الْعَبَّاس عَمه دَاوُد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ عَزله وَبَعثه فصلى بِالْمَوْسِمِ وَولى الْكُوفَة عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ ابْن عَبَّاس حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس مَكَّة ولاها دَاوُد بْن عَلِيّ مَعَ الْمَدِينَة فَمَاتَ دَاوُد واستخلف ابْنه مُوسَى بْن دَاوُد فَعَزله أَبُو الْعَبَّاس وَولى خَاله زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ مَعَ الْمَدِينَة والطائف فولاها زِيَاد بْن عبيد اللَّه ابْن أَخِيه عَلِيّ بْن الرّبيع حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 الْمَدِينَة بعث عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس من دمشق عَند دُخُوله إِيَّاهَا بِحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن تَمام بْن الْعَبَّاس إِلَى الْمَدِينَة فَخرج عَنها واليها يُوسُف بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة ثمَّ ولاها أَبُو الْعَبَّاس عَمه دَاوُد بْن عَلِيّ مَعَ مَكَّة والطائف فوليها أَرْبَعَة أشهر ثمَّ مَاتَ واستخلف ابْنه مُوسَى بْن دَاوُد فَعَزله أَبُو الْعَبَّاس وَولى خَاله زِيَاد بْن عبيد اللَّه فَقدم الْمَدِينَة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس الْيمن جمعهَا أَبُو الْعَبَّاس لداود بْن عَلِيّ فولاها دَاوُد ثمَّ وَليهَا عُمَر بْن عَبْد الحميد الْخطابِيّ ثمَّ ولاها أَبُو الْعَبَّاس ابْن خَاله مُحَمَّد بْن يَزِيد بْن عبيد اللَّه فَمَاتَ فجمعها أَبُو الْعَبَّاس لخاله زِيَاد بْن عبيد اللَّه فولاها زِيَاد ابْن أَخِيه عَلِيّ بْن الرّبيع ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس وَقد وَليهَا فِي خلَافَة أَبِي الْعَبَّاس عُمَر بْن عَبْد الحميد الْخطابِيّ خُرَاسَان أَقَامَ بهَا أَبُو مُسلم سجستان بعث أَبُو مُسلم مَالك بْن الْهَيْثَم من أهل خُرَاسَان فَأخْرج أهل الشَّام مِنْهَا ثمَّ بعث عُمَر بْن الْعَبَّاس بْن عُمَيْر بْن عُطَارِد بْن حَاجِب بْن زُرَارَة ثمَّ بعث إِسْمَاعِيل بْن عَمْرو وَيُقَال بعث مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث قبل عُمَر بْن الْعَبَّاس السَّنَد بعث أَبُو الْعَبَّاس رجلا من بَنِي تَمِيم يُقَال لَهُ مغلس فَأَخذه مَنْصُور بْن جُمْهُور أَسِيرًا وَقتل عَامَّة أَصْحَابه فَوجه أَبُو الْعَبَّاس مُوسَى بْن كَعْب المراي فَلَقِيَهُ مَنْصُور بقندابيل فَقتل منصورا وَدخل المنصورة مُوسَى بْن كَعْب فَلم يزل عيها حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس البحران الْمَسِيح بْن الْحوَاري بْن زِيَاد بْن عَمْرو الْعَتكِي ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان ابْن الْمُنْذر بْن الْجَارُود ثمَّ عُمَر بْن حَفْص هزارمرد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 الْيَمَامَة دَاوُد بْن عَلِيّ فَمَاتَ فولى السّري بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب الجزيرة لما هزم مَرْوَان من الزاب سَار عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ ودخلها ثمَّ اسْتخْلف مُوسَى بْن كَعْب المراي ثمَّ ولى أَبُو الْعَبَّاس أَخَاهُ ابا جَعْفَر الجزيرة وأرمينية وأذربيجان ثمَّ أمره أَن يسير إِلَى مَكَّة فيقيم الْحَج فَسَار واستخلف مقَاتل بْن حَكِيم الْعَتكِي حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس الصائفة النَّضر بْن يريم ثمَّ صَالح بْن عَلِيّ الْمَوْسِم اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ دَاوُد بْن عَلِيّ ثَلَاث وَثَلَاثِينَ زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ أَربع وَثَلَاثِينَ عِيسَى بْن مُوسَى خمس وَثَلَاثِينَ سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس سِتّ وَثَلَاثِينَ أَبُو جَعْفَر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَضَاء قَضَاء الْبَصْرَة بعث أَبُو جَعْفَر فِي خلَافَة أَبِي الْعَبَّاس الْحجَّاج بْن أرطاه الْفَقِيه النَّخعِيّ قَاضِيا عَلَى الْبَصْرَة فَقضى أشهرا ثمَّ قدم سُلَيْمَان فِي أول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فعزل الْحجَّاج وَأعَاد عباد بْن مَنْصُور ثمَّ عَزله وَولى سوار بْن عَبْد اللَّهِ وَعمر بْن عَامر السّلمِيّ وَكَانَا يقعدان جَمِيعًا فاستعفى سوار فأعفاه وَولي عُمَر بْن عَامر فَمَاتَ عُمَر فولى طَلْحَة بْن إِيَاس الْعَدوي عدي الربَاب ثمَّ عَزله وَأعَاد عباد بْن مَنْصُور حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 الْكُوفَة مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس الْمَدِينَة ولى زِيَاد بْن عبيد اللَّه بْن أَبِي سُبْرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة شَرط أَبِي الْعَبَّاس عَبْد الْجَبَّار بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ الْخَاتم والحرس أَسد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَالك الْخُزَاعِيّ حَاجِبه أَبُو عمَارَة مَوْلَاهُ وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة خلع عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ودعا إِلَى نَفسه وفيهَا حج أَبُو مُسلم وَقد كَانَ أَبُو الْعَبَّاس كتب إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ يَغْزُو بِلَاد الرّوم والسياحة فِيهَا فَأتى عَبْد اللَّهِ دابقا فَعَسْكَرَ بهَا وتوافت إِلَيْهِ الْجنُود وأتته وَفَاة أَبِي الْعَبَّاس وفيهَا مَاتَ ربيعَة بْن أَبِي عبد الرَّحْمَن مولى آل الْمَذْكُور وَعَطَاء بْن السَّائِب وَيزِيد بْن أَبِي زِيَاد وَعُرْوَة بْن رُوَيْم والْعَلَاء بْن الْحَارِث من أهل الشَّام وَعبد اللَّه ابْن عُمَيْر اللَّخْمِيّ من أهل الْكُوفَة حَلِيف لبني عدي بْن كَعْب وفيهَا قتل مُوسَى بْن كَعْب مَنْصُور بْن جُمْهُور بقندابيل لليلتين بَقِيَتَا من شهر رَمَضَان وَفِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة قدم عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك أَرض الْمغرب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَفِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة لَقِي أَبُو مُسلم عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انهزم عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ فَأتى الْبَصْرَة وَبعث أَبُو جَعْفَر إِلَى أَبِي مُسلم أَن احتفظ بِمَا فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 يَديك فَغَضب أَبُو مُسلم وَتوجه إِلَى خُرَاسَان فَبعث أَبُو جَعْفَر سَلمَة بْن سعيد بْن جَابر وَكَانَ صهر أَبِي مُسلم كَانَت خَالَته تَحت أَبِي مسلمة فلحق أَبَا مُسلم قبل أَن يدْخل الرّيّ فَسَأَلَهُ الْقدوم عَلَى أَبِي جَعْفَر فَقدم مَعَه وَأَبُو جَعْفَر بِالْمَدَائِنِ فَقتله أَبُو جَعْفَر بالرومية وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع بَقينَ من شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَسمِعت يحيى بْن الْمسيب قَالَ قَتله وَهُوَ فِي سرادقات ثمَّ بعث إِلَى عِيسَى بْن مُوسَى فَأعلمهُ ذَلِكَ وَأَعْطَاهُ الرَّأْس وَالْمَال فَخرج بِهِ ونثر الْأَمْوَال فتشاغل النَّاس بهَا وَيُقَال بعث أَبُو جَعْفَر جرير بْن يَزِيد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ إِلَى أبي مُسلم وفيهَا استغوى سنباذ اهل الرّيّ فانتقضوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فَبعث اليهم أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث فَقَتلهُمْ وسبى ذَرَارِيهمْ وَيُقَال جهور بْن مرار الْعجلِيّ وفيهَا عزل أَبُو جَعْفَر سُلَيْمَان بْن عَلِيّ عَن الْبَصْرَة وولاها سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة فَقدم سُفْيَان فِي شهر رَمَضَان فَقتل ابْن المقفع وفيهَا قدم بِعَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وَأقَام الْحَج إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وَلم تَكُ تِلْكَ السّنة صائفة وفيهَا مَاتَ حُصَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن وَعَاصِم بْن كُلَيْب وَأسد بْن ودَاعَة بِالشَّام وَفِي أول خلَافَة أَبِي جَعْفَر مَاتَ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن مولى الحرقة وَسليمَان ابْن سحيم 4 سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فِيهَا خرج ملبد بْن حَرْمَلَة أحد بَنِي أَبِي ربيعَة بالموصل فَوجه إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَر خازم بْن خُزَيْمَة فَقتله وَيُقَال خرج ملبد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وفيهَا غزا صَالح بْن عَلِيّ فَنزل دابق وَأَقْبل قسطنطين بْن أليون طاغية الرّوم فِي مائَة ألف فَلَقِيَهُ صَالح فَقتل وسبى وَخرج سالما وَأقَام الْحَج الْفضل بْن صَالح بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا عزل أَبُو جَعْفَر سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة عَن الْبَصْرَة وولاها عُمَر بْن حَفْص هزارمرد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 وفيهَا قتل عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الفِهري بأفريقية قَتله الياس بْن حبيب وَأَخُوهُ عَبْد الْوَارِث سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة خرج جَعْفَر بْن حَنْظَلَة البهراني فَأتى ملطية وَهِي خراب فَعَسْكَرَ وَخرج عَبْد الْوَاحِد فَأتى ملطية فزرع وطبخ كلسا كثيرا ثمَّ قفل فَوجه الطاغية فَحرق الزَّرْع وَأقَام الْحَج الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ يُونُس بْن عبيد وَدَاوُد بْن أَبِي هِنْد مصدر النَّاس عَن الْحَج وَيزِيد بْن أُسَامَة بْن الْهَاد وَعبد ربه بْن سعيد أَخُو يحيى بْن سعيد وَعَمْرو بْن المُهَاجر بِالشَّام سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة فِيهَا كتب أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر إِلَى صَالح بْن عَلِيّ يَأْمُرهُ بِبِنَاء مَدِينَة المصيصة فَوجه جِبْرِيل بْن يحيى فرابط بهَا حَتَّى بناها وَفرغ مِنْهَا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وفيهَا وَجه أَبُو جَعْفَر عَبْد الْوَهَّاب بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ لبِنَاء ملطية فَأَقَامَ عَلَيْهَا سنة حَتَّى بناها وأسكنها النَّاس وَأقَام الْحَج أَبُو جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا مَاتَ مطرف بْن طريف مولى بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب وَأَبُو إِسْحَاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 الشَّيْبَانِيّ وَأَبُو الْعَلَاء أَيُّوب بْن مِسْكين وَعمارَة بْن غزيَّة وَمَات قبل الْأَرْبَعين وَمِائَة سَلمَة بْن علقمه الْمَازِني وَعُثْمَان بْن حَكِيم وَيَعْقُوب ابْن عَبْد الرَّحْمَن مولى الحرقة وَعُثْمَان بْن عُرْوَة بْن الزبير بْن الْعَوام وَبعد الْأَرْبَعين شريك بْن أَبِي نمر ومُوسَى وَإِبْرَاهِيم ابْنا عقبَة وَسعد بْن إِسْحَاق سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة فِيهَا خرج العبيد بِالْبَصْرَةِ وسوار بْن عَبْد اللَّهِ عَلَى الْقَضَاء وَالصَّلَاة والمعونة فَخرج إِلَيْهِم حَفْص بْن النَّضر السّلمِيّ وَهُوَ عَلَى شرطة سوار فَقتل العبيد وفيهَا ولى أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي عُيَيْنَة الْبَحْر فَنزل مَدِينَة قيس جَزِيرَة فِي الْبَحْر فَأَتَتْهُ مراكب الميذ فَلم يخرج إِلَيْهِم وَخرج ابْنه فَقتل فِي جمَاعَة الْمُسلمين وخلى ابْن أَبِي عُيَيْنَة الْمَدِينَة فَخر بهَا الْعَدو فَهِيَ خراب إِلَى الْيَوْم وفيهَا مَاتَ سُلَيْمَان بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وَأَبَان بْن تغلب وَسعد بْن سعيد ابْن قيس أَخُو يحيى بْن سعيد وَأقَام الْحَج صَالح بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة فِيهَا وَجه أَبُو عون وَهُوَ وَالِي مصر الْعَوام بْن عَبْد الْعَزِيز البَجلِيّ فِي ألف فَارس فَوجه إِلَيْهِ أَبُو الْخطاب الإباضي واسْمه عَبْد الْملك بْن السَّمْح مولى معافر مَالك بْن سميران فَالْتَقوا بطرابلس فَهزمَ الْعَوام وَقتل عَامَّة أَصْحَابه وفيهَا قدم الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر الْبَصْرَة فَنزل عسكره بجسر الْأَكْبَر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 وَأقَام الْحَج إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ خَالِد بْن مهْرَان الْحذاء بِالْبَصْرَةِ وَالْحسن بْن عَمْرو الْفُقيْمِي وَالْحسن ابْن عبيد اللَّه وحبِيب بْن أَبِي عمْرَة كل هَؤُلَاءِ بِالْكُوفَةِ وفيهَا ولى أَبُو جَعْفَر معَن بْن زَائِدَة الْيمن وَولى عُمَر بْن حَفْص الْبَصْرَة الْولَايَة الثَّانِيَة ثمَّ ولاه السَّنَد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ حميد بْن مهْرَان الطَّوِيل وَسليمَان بْن طرخان التَّيْمِيّ كِلَاهُمَا بِالْبَصْرَةِ وَلَيْث بْن أَبِي سليم وَأَشْعَث بْن سوار ومجالد بْن سعيد كلهم بِالْكُوفَةِ وَيحيى بْن سعيد الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة من أهل الْمَدِينَة وَسَعِيد بْن إِيَاس الْجريرِي وحجاج الصَّواف بِالْبَصْرَةِ وَأقَام الْحَج عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا وَجه مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث وَهُوَ عَلَى مصر أَبَا الْأَحْوَص الْعَبْدي فِي سِتَّة آلَاف إِلَى أفريقية فَنزل برقة فلقي أَبَا الْخطاب الإباضي قَرِيبا من برقة فَهزمَ أَبُو الْأَحْوَص وَرجع إِلَى برقة وَمضى أَبُو الْخطاب إِلَى أطرابلس فَلَقِيَهُ مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث بلبدة فَقتل أَبُو الْخطاب وَدخل أبن الْأَشْعَث القيروان وفيهَا ولى أَبُو جَعْفَر عِيسَى بْن عَمْرو السكْسكِي ويكنى أَبَا الْجمل عَزله وَولى إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وعزل أَبُو جَعْفَر الْهَيْثَم بْن مُعَاوِيَة عَن مَكَّة وَولى السّري بْن عَبْد اللَّهِ وعزل مُحَمَّد بْن خَالِد عَن الْمَدِينَة وَولى ريَاح بن عُثْمَان المري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَمِائَة فِيهَا وَجه صَالح بْن عَلِيّ مسلمة بْن يحيى أَخا جِبْرِيل بْن يحيى فَبنى حصن أذنة وَأقَام الْحَج أَبُو جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا ولي سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن الْمُهلب الْبَصْرَة وفيهَا ولى ريَاح بْن عُثْمَان المري الْمَدِينَة وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن شبْرمَة الضَّبِّيّ ومُوسَى الْجُهَنِيّ وَعَمْرو بْن عبيد بمران وَمُحَمّد وَأنس ابْنا أَبِي يحيى وَإِسْحَاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَة وفيهَا أحدر أَبُو جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ عَبْد اللَّهِ بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ أَبَا مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَقبل خمس وَأَرْبَعين مَاتَ الْحجَّاج بْن أَرْطَاة وَأَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة فِيهَا ولى صَالح بْن عَلِيّ عِيسَى بْن كثير النقاش فغزا سلوقية ثمَّ أَتَى طوانة ثمَّ أَتَى قرمة فَقتل وَسبي خُرُوج مُحَمَّد النَّفس الزكية وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم وفيهَا خرج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بِالْمَدِينَةِ فِي رَجَب فَشد ريَاح بْن عُثْمَان المري وَخرج إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بِالْبَصْرَةِ فِي أول لَيْلَة من شهر رَمَضَان فَبعث أَبُو جَعْفَر عِيسَى بْن مُوسَى وعَلى مقدمته حميد بْن قَحْطَبَةَ فَالْتَقوا وَولى الْمَدِينَة كثير بْن الْحصين أحد بَنِي عَبْد الدَّار فاستقضى عَبْد الْعَزِيز بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 الْمطلب ثمَّ عَزله أَبُو جَعْفَر وَولى عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فاستقضى مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز الزُّهْرِيّ قَالَ مسلمة بْن ثَابت خرج إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ أول لَيْلَة من شهر رَمَضَان وَخَرجْنَا مَعَه فَأتى مَقْبرَة بَنِي يشْكر وتوافت إِلَيْهِ جمَاعَة كنت فيهم ثمَّ سَار حِين أصبح فَأتى دَار الْإِمَارَة وَبهَا سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن الْمُهلب واليا فَسلم الدَّار من غير قتال فَسمِعت يسَار بْن عبيد اللَّه قَالَ حضرت يَوْمئِذٍ وَأَقْبل جَعْفَر وَمُحَمّد ابْنا سُلَيْمَان ابْن عَلِيّ فِي مواليهما وَمن انْضَمَّ إِلَيْهِمَا نَحْو من ثَلَاثَة آلَاف فَوجه إِبْرَاهِيم الطهوي فلقيهما فِي سكَّة المربد حَضْرَة مَسْجِد الحرورية فَلم يلبث جَعْفَر وَمُحَمّد أَن انكشفا وَسمعت أَبَا مَرْوَان قَالَ حَضرتهمْ يَوْمئِذٍ وَجعل أَصْحَاب جَعْفَر وَمُحَمّد ينضحونهم بِالنَّبلِ قَالَ فَنَظَرت إِلَى الطهوي وضع جَبهته عَلَى قربوس سَرْجه وانتضى سَفِيه وَشد عَلَى الْقَوْم فَضرب يَد صَاحب علمهمْ فَأَبَانَهَا وَسقط الْعلم وانهزموا وَصلى إِبْرَاهِيم بِالنَّاسِ يَوْم الْفطر وَأَتَاهُ نعي أَخِيه وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر ثمَّ خرج إِبْرَاهِيم عَن الْبَصْرَة واستخلف ابْنه الْحسن بْن إِبْرَاهِيم حَتَّى أَتَى باجميرا من سَواد الْكُوفَة فَلَقِيَهُ عِيسَى بْن مُوسَى فَقتل إِبْرَاهِيم فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقتل مَعَه بشير الرّحال وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَقد كَانَ إِبْرَاهِيم وَجه الْمُغيرَة بْن الْفَزع التَّمِيمِي أحد بَنِي كَعْب بْن سعد بْن تَمِيم إِلَى الأهواز فَأَخذهَا بعد قتال شَدِيد وَوجه إِلَى وَاسِط فَأَخذهَا وتنازع سَلمَة بْن عَبْد الحميد مولى بَنِي راسب وَسليمَان ابْن مُجَاهِد مولى بَنِي ضبيعة فغلب سُلَيْمَان بْن مُجَاهِد وَصلى بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة وَلم يحضرها كَبِير اُحْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 حَدثنَا خَليفَة قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنه شهد الْجُمُعَة فَلم يصل فِي الْمَسْجِد تَمام وصف ثمَّ قدم جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فصلى بِالنَّاسِ يَوْم النَّحْر وَأقَام السّري بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب الْحَج للنَّاس وفيهَا مَاتَ حبيب بْن الشَّهِيد بِالْبَصْرَةِ وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد وَعبد الْملك بْن أَبِي سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي بِالْكُوفَةِ وَعَمْرو بْن مَيْمُون من أهل الجزيرة وَعبيد اللَّه ابْن عُمَر من أهل الْمَدِينَة وَيحيى بْن الْحَارِث الذمارِي من أهل الشَّام وَمُحَمّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بن أبي طَالب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج عَبْد الْوَهَّاب بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ عَوْف بْن أَبِي جميلَة الْأَعرَابِي وَأَشْعَث بْن عَبْد الْملك الحمراني وَهِشَام بْن عُرْوَة بْن الزبير بِبَغْدَاد وأجلح الْكِنْدِيّ وَمُحَمّد بْن السَّائِب الْكَلْبِيّ وفيهَا عزل أَبُو جَعْفَر عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ عَن الْمَدِينَة وَولى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فَأقر مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز عَلَى الْقَضَاء وفيهَا ولى أَبُو جَعْفَر سلم بْن قُتَيْبَة الْبَصْرَة يَسِيرا ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن أَبِي الْعَبَّاس فلقبه أهل الْبَصْرَة أَبَا الدبس وَمَات عُمَر بْن عَبْد اللَّهِ مولى غفرة بنت رَبَاح أُخْت بِلَال بْن رَبَاح بعد الْهَزِيمَة وفيهَا عزل عَلِيّ بْن مُوسَى عَن الْكُوفَة ووليها مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ سنة سبع واربعين وَمِائَة وفيهَا بَايع أَبُو جَعْفَر لِابْنِهِ الْمهْدي وخلع عِيسَى بْن مُوسَى وَكَانَ ولي عهد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 بعد أَبِي جَعْفَر وَوجه أَبُو جَعْفَر عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ إِلَى الْبَصْرَة فِي بيعَة الْمهْدي وَفِي هَذِهِ السّنة تساقطت النُّجُوم وَأقَام الْحَج أَبُو جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا مَاتَ هِشَام بْن حسان القردوسي بِالْبَصْرَةِ وَعُثْمَان بْن الْأسود بِمَكَّة وَيزِيد بْن أَبِي عبيد وَعبد اللَّه بْن سعيد بْن أَبِي هِنْد وَيُقَال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَقبل ثَمَان وَأَرْبَعين مَاتَ حُسَيْن الْمعلم وَعُثْمَان البتي وحبِيب بْن شهَاب العَنبري سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة فِيهَا أَقَامَ الْحَج جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو عِيسَى بْن جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر وفيهَا دخل الميذ من الْبَحْر فَأتوا دجلة الْبَصْرَة وفيهَا مَاتَ سُلَيْمَان بْن مهْرَان الْأَعْمَش وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى وجعفر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن وَمُحَمّد بْن عجلَان مولى فَاطِمَة بنت عتبَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة وفيهَا وَجه أَبُو جَعْفَر الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فَأتى كمخ من بِلَاد الجزيرة فامتنعوا فقفل وَلم يصنع شَيْئا وفيهَا خرج أشناشيش فَوجه إِلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ جِبْرِيل بْن يحيى ومعاذ بن مُسلم فهزمهما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 وفيهَا دخل الميذ مهلبان فِي دجلة الْبَصْرَة وفيهَا لَقِي الْعَدو أَبَا جَيْفَر بخارك فأصيب هُوَ وَأهل مركبه وفيهَا مَاتَ زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَائِدَة وكهمس بْن الْحسن وثابت بْن عمَارَة وَعمْرَان بْن حدير والمثنى بْن الصَّباح والوضين بْن عَطاء وَحرَام بْن عُثْمَان الْأنْصَارِيّ سنة خمسين وَمِائَة فِيهَا أَقَامَ الْحَج عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وفيهَا مَاتَ إِبْرَاهِيم بْن يَزِيد الخوزي وفيهَا مَاتَ عَبْد الْملك بْن عَبْد الْعَزِيز بْن جريج وَأَبُو حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت وفيهَا قتل أشناشيش وفيهَا خرج عقبَة بْن سلم عَن الْبَصْرَة واستخلف ابْنه نَافِع بْن عقبَة فَعَزله وَولى جَابر بْن تَوْبَة الْكلابِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَة فِيهَا دخل الميذ دجلة الْبَصْرَة فَتَلقاهُمْ أَبُو عُبَيْدَة السَّعْدِيّ وفيهَا أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن عون وحَنْظَلَة بْن أَبِي سُفْيَان الجُمَحِي وَعبد اللَّه بْن عَامر الْأَسْلَمِيّ من أهل الْمَدِينَة وفيهَا قتل معَن بْن زَائِدَة بسجستان قتلته الْخَوَارِج غيلَة وَلم تَكُ صائفة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ وغزا الصائفة عَبْد الْوَهَّاب بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد فَلم يدرب وفيهَا عزل جَابر بْن تَوْبَة عَن الْبَصْرَة وَولى يَزِيد بْن مَنْصُور شهرا ثمَّ عزل وَولي أَبُو الْجمل الْولَايَة الثَّانِيَة وفيهَا مَاتَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق صَاحب السِّيرَة وَصَالح بْن رستم الخزاز أَبُو عَامر وَطَلْحَة بْن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ وَعباد بْن مَنْصُور سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج الْمهْدي بن امير الْمُؤمنِينَ وفيهَا دخل الميذ نهر الْأَمِير بدجلة الْبَصْرَة فَقتلُوا وَسبوا حَدَّثَنِي نَضْلَة أَنه شهدهم يَوْم نهر الْأَمِير وَقَاتلهمْ وَجَمَاعَة مَعَه حَتَّى وصاروا إِلَى بوارجهم واستنقذوا مَا فِي ايديهم وفيهَا مَاتَ هِشَام بْن أَبِي عَبْد اللَّهِ الدستوَائي وَأَبُو مكين نوح بْن جَعونَة وَأَبَان بْن صمعة وَفطر بْن خَلِيفَة وَمحل بْن مُحرز وَالْحسن بْن عمَارَة ومسعر بْن كدام وَمعمر بْن رَاشد وَعبد الحميد بْن جَعْفَر واسامة بن زيد وَالضَّحَّاك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 ابْن عُثْمَان ومُوسَى بْن عُبَيْدَة وثور بْن زيد وَعبد الرَّحْمَن بْن يَزِيد بْن جَابر وَولى الصائفة معيوف بْن يحيى فَلم يدرب وَمَات بكير بْن مِسْمَار وبردان بن سَالم واسْمه ابراهيم سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ قُرَّة بْن خَالِد السدُوسِي وَعلي بْن صَالح بْن حَيّ وَالْحكم بْن أبان بِالْيمن وَمُحَمّد بْن عمرَان بْن إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَة بن عبيد الله مَاتَ قاقضي وعبدي اللَّه ابْن عَبْد اللَّهِ بْن موهب وَعبد اللَّه بْن نَافِع مولى ابْن عُمَر وجعفر بْن برْقَان بالجزيرة وَعمر بْن إِسْحَاق أَخُو مُحَمَّد بْن إِسْحَاق صَاحب السِّيرَة وَرَبِيعَة بْن عُثْمَان وَعبد اللَّه بْن مُوسَى وَعَاصِم بْن عُمَر بْن حَفْص وَولى أَبُو جَعْفَر الصائفة زفر بْن عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي فَدخل المصيصة حَتَّى أَتَى القزة وَبث السَّرَايَا فغنم وَخرج من درب مرعش سنة خمس وَخمسين وَمِائَة فِيهَا ولي شهَاب بْن عَبْد الْملك الْبَحْر وفيهَا خرج يَزِيد بْن أسيد السّلمِيّ وَهِي غزَاة دَان قشة بِنَاحِيَة بَحر الخزر وفيهَا عزل عَبْد الْملك بْن الْهَيْثَم النميري وَولى الْهَيْثَم بْن مُعَاوِيَة وَأخذ أهل الْبَصْرَة بالخندق وفيهَا مَاتَ نَافِع بْن ثَابت بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن الْعَوام وَعمْرَان بْن أَبِي عَاتِكَة مولى بْن عُمَر الْخطاب كَانَ ثِقَة فِي الحَدِيث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة فِيهَا عزل الْهَيْثَم بْن مُعَاوِيَة عَن الْبَصْرَة وَولى سوار مَعَ الْقَضَاء فَمَاتَ سوار بْن عَبْد اللَّهِ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة وَصلى عَلَيْهِ ابْن دعْلج وَصلى بِالنَّاسِ عبيد اللَّه بْن الْحسن وفيهَا مَاتَ سعيد بْن أَبِي عرُوبَة وَعبد الحكم بْن أَبِي فَرْوَة وأفلح بْن سعيد وَأقَام الْحَج الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد وغزا زفر بْن عَاصِم الْهِلَالِي بِلَاد الرّوم فَأَغَارَ عَلَى قنبة وقونية سنة سبع وَخمسين وَمِائَة فِيهَا أَقَامَ الْحَج إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وغزا الصائفة يَزِيد بْن أسيد السّلمِيّ فغنم وَسلم وفيهَا ولي عبيد اللَّه بْن الْحسن قَضَاء الْبَصْرَة وَالصَّلَاة وَابْن دعْلج عَلَى الْأَحْدَاث حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر وفيهَا مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَمصْعَب بْن ثَابت وَعمر ابْن صهْبَان مولى أسلم سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة حضر الْحَج أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر فَمَاتَ بِمَكَّة قبل التَّرويَة بِيَوْم ببئر مَيْمُون وَذَلِكَ يَوْم لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَمَات مَالك بْن مغول فِي ذِي الْحجَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 وأفلح بْن حميد وَقد كَانَ وَجه معيوف بْن يحيى إِلَى الرّوم فأدرب من درب الْحَدث وقفل من درب الراهب سالما حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولد أَبُو جَعْفَر بالحميمة من أَرض الشَّام وَمَات ببئر مَيْمُون يَوْم لسبع خلون من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة وَهُوَ ابْن أَربع وَسِتِّينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ عِيسَى بْن مُوسَى وَيُقَال إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن مُحَمَّد قَالَ عَبْد الْعَزِيز ولد سنة خمس وَتِسْعين وَمَات آخر سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكَانَت ولَايَته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة إِلَّا سِتَّة أَيَّام وبويع مُحَمَّد بْن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي وَأمه أم مُوسَى ابْنة مَنْصُور امْرَأَة من حمير وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا غزا معيوف بن يحيى فَقتل وَسبي سنة تسع وَخمسين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رواد مولى الْمُغيرَة بْن الْمُهلب وَمَالك بْن مغول وَعِكْرِمَة بْن عمار اليمامي وَيُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق السبيعِي وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمُغيرَة بْن أَبِي ذِئْب من بَنِي عَامر بْن لؤَي بِالْكُوفَةِ وَمَات مخرمَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْأَشَج فِي أول خلَافَة الْمهْدي وَهِشَام بْن سعد أَيْضا فِي أول خلَافَة الْمهْدي وَهُوَ مولى لآل أَبِي لَهب وَأقَام الْحَج يَزِيد بْن مَنْصُور خَال الْمهْدي وَدخل الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد وَبث سراياه فقفل غانما سالما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 سنة سِتِّينَ وَمِائَة فِيهَا خرج يُوسُف الْبرم بخراسان فَلَقِيَهُ سعيد بْن سلم بْن قُتَيْبَة بْن مُسلم بْن عَمْرو فَهَزَمَهُ سعيد واستباح عسكره وَأقَام الْحَج الْمهْدي أَمِير الْمُؤمنِينَ الصائفة ثُمَامَة بْن الْوَلِيد بْن الْقَعْقَاع بْن خُلَيْد الْعَبْسِي فغنم وَسلم وفيهَا مَاتَ شُعْبَة بْن الْحجَّاج وَالربيع بْن صبيح وَخَلِيفَة بن خياط وَأَيوب بْن عتبَة وفيهَا عزل مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أَيُّوب عَن الْبَصْرَة وولاها مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان وعزل عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ وَولى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان مَعَ مَكَّة والطائف واستقضى الْمهْدي عَلَى مَكَّة عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عزان التَّيْمِيّ وَمُحَمّد بن يَعْقُوب الانصاري تَسْمِيَة عُمَّال أَبِي جَعْفَر الْمَدِينَة أقرّ عَلَيْهَا زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ ثمَّ عَزله سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وولاها مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَولى رَبَاح بْن عُثْمَان المري فَخرج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين فَشد ريَاح بْن عُثْمَان فَوجه أَبُو جَعْفَر عِيسَى ابْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ فَقتل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ وَولى الْمَدِينَة كثير بْن الْحصين أحد بَنِي عَبْد الدَّار فولي شهرا ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ ثمَّ عَزله أَبُو جَعْفَر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَولى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بن عَبَّاس ثمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 عَزله سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَولى عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ابْن عَبْد الْمطلب مَكَّة أقرّ عَلَيْهَا زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ مَعَ ولَايَة الْمَدِينَة ثمَّ عَزله سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وَولى الْعَبَّاس بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبد بْن عَبَّاس ثمَّ عَزله وَولى إِسْمَاعِيل ابْن أَيُّوب المَخْزُومِي ثمَّ عَزله وَولى الْهَيْثَم بْن مُعَاوِيَة الْعَتكِي فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ثمَّ عَزله وَولى السّري بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بن عبد اللله الكثيري حَتَّى مَاتَ الْيمن أقرّ عَلَيْهَا عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ ثمَّ عَزله وَولى معَن بْن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة ثمَّ عَزله وَولى الْحجَّاج بْن مَنْصُور ثمَّ عَزله وَولى الْفُرَات بْن سَالم ثمَّ ولاها يَزِيد بْن مَنْصُور حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر الْبَصْرَة أقرّ عَلَيْهَا سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ عَزله وَولى سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن الْمُهلب فَقدم فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن جَعْفَر هزارمرد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة ثمَّ عَزله سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة وَولى عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ ثمَّ عَزله وَولى سوار بْن عَبْد اللَّهِ مَعَ الْقَضَاء ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن جَعْفَر هزارمرد الثَّانِيَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَرْبَعِينَ وَمِائَة ثمَّ وَللَّه السَّنَد وَولى أَبَا الْجمل عِيسَى بْن عَمْرو السكْسكِي الْبَصْرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة ثمَّ عَزله وَولى إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فِي هَذِهِ السّنة أَيْضا سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة فَخرج إِسْمَاعِيل واستخلف مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ ثمَّ عَزله وَولى سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة ابْن يَزِيد بْن الْمُهلب فَخرج إِلَى أَبِي جَعْفَر واستخلف ابْنه الْمُغيرَة بْن سُفْيَان ثمَّ قدم سُفْيَان وَخرج إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ فِي شهر رَمَضَان فَسلم إِلَيْهِ سُفْيَان من غير قتال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 ثمَّ خرج إِبْرَاهِيم من الْبَصْرَة فِي شَوَّال واستخلف ابْنه الْحسن بْن إِبْرَاهِيم وَقتل إِبْرَاهِيم فِي ذِي الْقعدَة وَغلب عَلَى الْبَصْرَة سُلَيْمَان بْن مُجَاهِد مولى لبني ضبيعة ثمَّ قدم جَعْفَر بْن سُلَيْمَان فصلى بِالنَّاسِ يَوْم النَّحْر ثمَّ ولى أَبُو جَعْفَر سلم بْن قُتَيْبَة فولى شَهْرَيْن ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن أَبِي الْعَبَّاس فلقبه أهل الْبَصْرَة أَبَا الدبس وَذَلِكَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين ثمَّ خرج مُحَمَّد بْن أَبِي الْعَبَّاس سنة تسع وَأَرْبَعين واستخلف عقبَة بْن سلم الْهنائِي فأقره أَبُو جَعْفَر ثمَّ خرج عقبَة بْن سلم سنة خمسين واستخلف ابْنه نَافِع بْن عقبَة فَعَزله وَولى جَابر بْن تَوْبَة الْكلابِي ثمَّ عَزله وَولى يَزِيد بْن مَنْصُور سنة أثنتين وَخمسين فولى شهرا ثمَّ عَزله وَولى عِيسَى بْن عَمْرو أَبَا الْجمل الْولَايَة الثَّانِيَة ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الْملك بْن أَيُّوب النميري سنة وَخمسين ثمَّ عَزله وَولى الْهَيْثَم بْن مُعَاوِيَة سنة خمس وَخمسين ثمَّ عَزله وَولى سوار بْن عبد الله الصَّلَاة بن دعْلج عَلَى الْأَحْدَاث سنة خمس وَخمسين وَمِائَة فَمَاتَ سوار فِي آخر سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة فِي آخر ذِي الْحجَّة وَصلى بِالنَّاسِ عبيد اللَّه بْن الْحسن فأقره أَبُو جَعْفَر عَلَى الصَّلَاة الْكُوفَة أقرّ عَلَيْهَا عِيسَى بْن مُوسَى ثمَّ عَزله سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَولى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان ثَمَانِي سِنِين ثمَّ عَزله وَولى عَمْرو بْن زُهَيْر أَخا الْمسيب بْن زُهَيْر حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر خُرَاسَان وَليهَا بعد أَبِي مُسلم أَبُو دَاوُد من بَنِي ذهل ثمَّ عَبْد الْجَبَّار بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ ثمَّ خازم بْن خُزَيْمَة نَاحيَة وَجِبْرِيل بْن يحيى نَاحيَة ثمَّ أَسد بْن عَبْد اللَّهِ ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن مَالك الْخُزَاعِيّ ثمَّ أَبُو عون الْحِمصِي ثمَّ حميد بْن قَحْطَبَةَ مَاتَ بهَا واستخلف ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن حميد سجستان من عُمَّال أَبِي جَعْفَر عَلَيْهَا إِبْرَاهِيم بْن حميد بْن مُحَمَّد الْمروزِي ومعن ابْن ائدة قتل بهَا سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَة واستخلف معَن يَزِيد بْن مزِيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 فَعَزله الْمهْدي فِي ولَايَة أَبِي جَعْفَر وَولى تَمِيم بْن عُمَر من بَنِي تيم اللات بْن ثَعْلَبَة ثمَّ عَزله وَولى عبيد اللَّه بْن الْعَلَاء حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر السَّنَد مُوسَى بْن كَعْب ثمَّ شخص واستخلف ابْنه عُيَيْنَة بْن مُوسَى فَلم يزل واليا حَتَّى قدم عُمَر بْن حَفْص هزارمرد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة فَلم يسلم إِلَيْهِ عُيَيْنَة وحاربه فحاصره عُمَر بالمنصورة أحد عشر شهرا ثمَّ سَأَلَهُ عُيَيْنَة الصُّلْح عَلَى أَن يشخص عَنها فَصَالحه فشخص عَنها عُيَيْنَة واستقامت الْبِلَاد لعمر بْن حَفْص ثمَّ كتب إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَر يَأْمُرهُ بالشخوص فشخص واستخلف أَخَاهُ لأمه جميل بْن صَخْر ثمَّ عَزله وَولى هِشَام بْن عَمْرو التغلبي ثمَّ شخص إِلَى أَبِي جَعْفَر واستخلف أَخَاهُ بسطَام بْن عَمْرو ثمَّ عَزله أَبُو جَعْفَر وَولى سعيد بْن الْخَلِيل رجلا من بَنِي تَمِيم فَمَاتَ بالمنصورة واستخلف ابْنه مُحَمَّد بْن سعيد فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر البحران من عُمَّال أَبِي جَعْفَر عَلَيْهَا عَبْد ربه بْن شريط بْن عَبْد ربه وَعقبَة بْن سلم وَيزِيد بْن عَبْد اللَّهِ الْهِلَالِي الْيَمَامَة قثم بْن الْعَبَّاس بْن عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس الجزيرة كَانَ أَبُو جَعْفَر ولاها مقَاتل بْن حَكِيم العكي فِي خلَافَة أَبِي الْعَبَّاس ثمَّ سَار عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بعد موت أَبِي الْعَبَّاس فحصر مقَاتل بْن حَكِيم فِي مَدِينَة حران حَتَّى دَفعهَا عَلَى صلح فَبعث أَبُو جَعْفَر ابا مُسلم إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ فَالْتَقوا بنصيبين فِي جمادي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَانْهَزَمَ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ فولى أَبُو جَعْفَر الجزيرة مُخَارق بْن الْعقار ثمَّ ولى حميد بن قُطْبَة ثمَّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ مُوسَى بْن سليم رجل من أهل خُرَاسَان ثمَّ مُوسَى بْن مُصعب مولى الْيمن أفريقية قتل عَبْد الرَّحْمَن سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَبَايع النَّاس الْعَبَّاس بْن حبيب فحاربه عُيَيْنَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب فَقتل الْعَبَّاس وَدخل القيروان فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 جمادي الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فثار عَاصِم بْن جميل فَخرج حبيب بْن عَبْد الرَّحْمَن من القيروان فولى أهل أفريقية حميد بْن حُرَيْث الْمعَافِرِي وَكَانَ قاضيهم ثمَّ دَخلهَا عَاصِم بْن جميل فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة ثمَّ قتل عَاصِم بْن جميل ثمَّ دَخلهَا عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن عمرَان بْن أَيُّوب السَّهْمِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة فَقتله مكرز بْن جميل بْن عَبْد الْملك بْن أَبِي الْجَعْد وثار أَبُو الْخطاب الإباضي فَقتل مكرزا وَدخل القيروان وَأخذ بيعَة النَّاس فولى أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْأَشْعَث قتل أَب الْخطاب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة ثمَّ ثار بِهِ الْجند وأخرجوه وولوا عِيسَى بْن مُوسَى قائدا من قواد أَبِي جَعْفَر فَعَزله أَبُو جَعْفَر وَولى الْأَغْلَب بْن سَالم من بَنِي تَمِيم فثار بِهِ الْحسن بْن حَرْب الْكِنْدِيّ فَقتل الْأَغْلَب ثمَّ قتل الْمخَارِق بْن عقار الطَّائِي وَغلب عَلَيْهَا فَكتب إِلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ بولايته ثمَّ ولاها أَبُو جَعْفَر عُمَر بْن حَفْص هزارمرد فَأَقَامَ بهَا زَمَانا ثمَّ قتل فَقَامَ بِأَمْر النَّاس أَخُوهُ لأمه جميل بْن صَخْر ثمَّ حاربه أَبُو حَاتِم رجل من البربر زَمَانا ثمَّ أعطَاهُ أَبُو حَاتِم أَمَانًا وَصَارَت أفريقية فِي يَد أَبِي حَاتِم فَوجه أَبُو جَعْفَر يَزِيد بْن حَاتِم فَهزمَ أَبَا حَاتِم ونفاه عَن الْبِلَاد حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر الْقَضَاء الْبَصْرَة ك استقضى أَبُو جَعْفَر سوار بْن عَبْد اللَّهِ العَنبري سنة وَمَات آخر سنة سِتّ وَخمسين فولى أَبَا جَعْفَر عبيد اللَّه بْن الْحسن العَنبري الْكُوفَة أقرّ عَلَيْهَا ابْن أَبِي ليلى فَمَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة فاستقضى أَبُو جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى ثمَّ شريك بْن عَبْد اللَّهِ النَّخعِيّ حَتَّى مَاتَ ابو جَعْفَر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 الْمَدِينَة كَانَ عَلَيْهَا ابْن أَبِي سُبْرَة ثمَّ ولى الْمَدِينَة مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة فاستقضى عَبْد الْعَزِيز بْن الْمطلب ثمَّ عزل مُحَمَّد بْن خَالِد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة وَولى ريَاح بْن عُثْمَان المري فَأقر ثمَّ ولي كثير بْن حُصَيْن أحد بَنِي عَبْد الدَّار فَأقر عَبْد الْعَزِيز بْن الْمطلب ثمَّ عزل أَبُو جَعْفَر كثير بْن الْحصين وَولى عَبْد اللَّهِ ابْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فَأقر عَبْد الْعَزِيز بْن الْمطلب ثمَّ عزل أَبُو جَعْفَر عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَولى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فَأقر عَبْد الْعَزِيز بْن الْمطلب عَلَى الْقَضَاء ثمَّ عزل أَبُو جَعْفَر جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ وَولي الْحسن بْن زيد بْن الْحسن بْن عَلِيّ فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة فاستقضى عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فَتوفي عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن فاستقضى الْحسن بْن عمرَان التَّيْمِيّ ثمَّ عَزله وَولى ربعيا المَخْزُومِي أَيَّامًا ثمَّ عَزله وَولى الكثيري ثمَّ عزل أَبُو جَعْفَر الْحسن بْن زيد وَولى عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ فِي سنة خمس وَخمسين وَمِائَة فاستقضى عَبْد الصَّمد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سَلمَة بْن عبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْن الْخطاب الْمَوْسِم كتبنَا فِي تَارِيخ السنين كل سنة من قَامَ بِالْحَجِّ الشَّرْط شَرط أَبِي جَعْفَر عَبْد الْجَبَّار بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ ثمَّ الْمسيب بْن زُهَيْر الضَّبِّيّ وَكَانَ حَمْزَة يسير بَين يَدَيْهِ بالحربة وَالْمُسَيب بْن حَرْب الْعَدوي ثمَّ ضم الحربة إِلَى الْمسيب حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر الرسائل أَبُو أَيُّوب المورياني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 كَاتب الْخراج يَزِيد بْن الْفَيْض رسائل الْفتُوح عَبْد الْملك بْن حميد بيُوت الْأَمْوَال أبان بْن صَدَقَة حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر الخزائن سُلَيْمَان بْن مجَالد فَمَاتَ فولى ابْن أَخِيه إِبْرَاهِيم بْن صَالح بْن مجَالد حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَر ديوَان جند خُرَاسَان وصوافي الأَرْض وأحوازها عَبْد الْملك بْن حميد ثمَّ عَزله وَولى عَلَى أَرض الْبَصْرَة عمَارَة بْن حَمْزَة وعَلى خراج الْكُوفَة عَمْرو بْن صليعٍ ثمَّ عَزله وَولى ثَابت بْن مُوسَى وعَلى خراج الشَّام وجند الشَّام ابْن رغبان وعَلى زِمَام الْجند إِسْحَاق بْن صَالح بْن مجَالد وعَلى الحرس والخاتم عُثْمَان بْن نهيك فَمَاتَ عُثْمَان فولى عِيسَى بْن نهيك فَمَاتَ عِيسَى فولى أَبَا الْعَبَّاس الطوسي وعَلى ديوَان الْخَاتم أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب من أهل خُرَاسَان حَاجِبه عِيسَى بْن نجيح مَوْلَاهُ ثمَّ أَبُو الخصيب مَوْلَاهُ ثمَّ الرّبيع مَوْلَاهُ ثمَّ بُويِعَ الْمهْدي خلَافَة مُحَمَّد الْمهْدي ثمَّ بُويِعَ الْمهْدي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس أمه أم مُوسَى بنت مَنْصُور من حمير فِي آخر سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة فِيهَا خرج ميخائل البطريق من نَاحيَة درب الْحَدث فَأتى عقبَة حرتنا فظفر بِأَهْلِهَا وأتى قَرْيَة عَنزران فَقتل وسبى وحرقها بالنَّار ثمَّ أَتَى معرش وفيهَا عِيسَى بن عَليّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 مرابطا فَخرج إِلَيْهِ سَالم البرنسي فقاتله فَلم يصل إِلَى شَيْء ثمَّ أَتَى جيحان فَبعث ثُمَامَة بْن الْوَلِيد وَكَانَ غازيا بالروم ملالة بْن حِكْمَة فِي طلب ميخائيل فَلحقه بالدرب فأصيب ملالة وأصحابة وَأقَام الْحَج مُوسَى بْن أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا مَاتَ حَرْب بْن شَدَّاد بِالْبَصْرَةِ وزائدة بْن قدامَة بِالْكُوفَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة فِيهَا غزا الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فَأتى بَطْنه وَبث سراياه فهدم وَحرق وسبى وَوجه ابْنه مُحَمَّد بْن الْحسن إِلَى عمورية ثمَّ أَتَاهَا الْحسن فَكَانَت بَينهم مناوشة ثمَّ انْصَرف وفيهَا خرج المحمرة بجرجان وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر وفيهَا مَاتَ أَبُو الْأَشْهب العطاردي وَيزِيد بْن إِبْرَاهِيم التسترِي وسُفْيَان بْن سعيد الثَّوْريّ بِالْبَصْرَةِ وَإِسْرَائِيل بْن يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق بِالْكُوفَةِ وخَالِد بْن أَبِي بَكْر ابْن عبيد اللَّه بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب وأبوبكر بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُبْرَة من بَنِي عَامر بْن لؤَي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة فِيهَا غزا هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي خلَافَة أَبِيه الصائفة فَأصَاب سَبَايَا كَثِيرَة وخرثيا وأمتعات وفيهَا عزل الْمهْدي معَاذ بْن مُسلم عَن خُرَاسَان وَولى الْمسيب بن زُهَيْر وفيهَا قتل سعيد الْحَرَشِي الْمقنع بخراسان وَأقَام الْحَج عَلِيّ بْن الْمهْدي وفيهَا مَاتَ همام بْن يحيى فِي شهر رَمَضَان ومُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة فِيهَا غزا عَبْد الْكَبِير بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب الصائفة فَانْهَزَمَ فَغَضب عَلَيْهِ الْمهْدي وحبسه فِي المطبق وَأَرَادَ قَتله وَأقَام الْحَج صَالح بْن أَبِي جَعْفَر وفيهَا مَاتَ الْمُبَارك بن فضَالة بِالْبَصْرَةِ وشيبان أَبُو مُعَاوِيَة بِالْكُوفَةِ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة فِيهَا غزا هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي خلَافَة أَبِيه الصائفة حَتَّى نزل بالخليج وقفل سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة وفيهَا عزل الْمسيب بْن زُهَيْر عَن خُرَاسَان وَولى أَبَا الْعَبَّاس الطوسي وعزل مُحَمَّد ابْن سُلَيْمَان عَن الْبَصْرَة وَولى صَالح بْن دَاوُد مولى بَنِي سليم فَخرج صَالح واستخلف أَبَا مقَاتل مَوْلَاهُ وَأقَام الْحَج صَالح بْن أَبِي جَعْفَر وفيهَا مَا ابْن ابِي حَبِيبَة وَهُوَ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حَبِيبَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد وفيهَا عزل صَالح بْن دَاوُد عَن الْبَصْرَة وَولي روح بْن حَاتِم سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 وفيهَا عزل عبيد اللَّه بْن الْحسن عَن قَضَاء الْبَصْرَة وَولي خَالِد بْن طليق الْخُزَاعِيّ أشهرا ثمَّ عزل وَولي عُمَر بْن عُثْمَان من بَنِي تيم قُرَيْش وفيهَا كَانَ الْفِدَاء بالروم عَلَى يَدي عَبْد الحميد بْن الضَّحَّاك وفيهَا قتل عقبَة بْن مُسلم بعيسا باذ وفيهَا مَاتَ حَمَّاد بْن سَلمَة فِي آخر السّنة فِي ذِي الْحجَّة بعد النَّحْر وَأَبُو هِلَال الرَّاسِبِي وَسَلام بْن مِسْكين وَسَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز التنوخي وَمُحَمّد بْن طَلْحَة بْن مصرف وَالْحسن بْن صَالح وجعفر الْأَحْمَر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد وَيُقَال عَلِيّ بْن الْمهْدي وفيهَا كتب الْمهْدي إِلَى عَلِيّ بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ يَأْمُرهُ بِبِنَاء مَدِينَة الْحَدث فَوجه عَلِيّ الْمسيب بْن زُهَيْر فَأمر ببنائها وفيهَا مَاتَ قيس بْن الرّبيع وَعبيد اللَّه بْن الْحسن ومندل بْن عَلِيّ وَأَبُو الْغُصْن ثَابت بْن قيس مولى بَنِي غفار وَمُحَمّد بْن صَالح بْن دِينَار التمار سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة فِيهَا مَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي بِمَا سبذان لثمان بَقينَ من الْمحرم وَصلى عَلَيْهِ ابْنه هَارُون بْن الْمهْدي وَهُوَ ابْن ثَمَان وَأَرْبَعين ولد بالحميمة من أَرض الشَّام سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة وَيُقَال مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقَالَ عَبْد الْعَزِيز ابْن إِحْدَى وَأَرْبَعين كَانَت ولَايَته عشر سِنِين وشهرا وَنصف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 تَسْمِيَة عُمَّال الْمهْدي الْمَدِينَة مَاتَ أَبُو جَعْفَر وَعَلَيْهَا عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ فَعَزله الْمهْدي وَولى مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّهِ بْن كثير بْن الصَّلْت ثمَّ عَزله وَولى عبيد الله بْن صَفْوَان الجُمَحِي ثمَّ عَزله وَولى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ سنة سِتِّينَ ثمَّ عَزله سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَولى إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن مُحَمَّد فَتوفي فولى اسحق بْن يحيى حَتَّى مَاتَ الْمهْدي مَكَّة مَاتَ أَبُو جَعْفَر وَعَلَيْهَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن كثير بْن الصَّلْت فَعَزله الْمهْدي وَجَمعهَا لجَعْفَر بْن سُلَيْمَان مَعَ الْمَدِينَة ثمَّ وَليهَا عبيد اللَّه بْن قثم بْن الْعَبَّاس بْن عبيد اللَّه ابْن الْعَبَّاس ثمَّ أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل حَتَّى مَاتَ الْمهْدي الْيمن أقرّ عَلَيْهَا يَزِيد بْن مَنْصُور ثمَّ عَزله وَولى رَجَاء بْن روح من ولد روح ابْن زنباع ثمَّ عَلِيّ بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ سُلَيْمَان بْن يَزِيد الْحَارِثِيّ ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي الْبَصْرَة مَاتَ أَبُو جَعْفَر وعَلى الصَّلَاة عبيد اللَّه بْن الْحسن وعَلى الْأَحْدَاث سعيد ابْن دعْلج فعزلهما المهدى وَولى عَبْد الْملك بْن أَيُّوب النميري ثمَّ عَزله سنة سِتِّينَ ومائه وَولى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ عَزله وَولى صَالح بْن دَاوُد سنة خمس وَسِتِّينَ ومائه فَخرج صَالح واستحلف مَوْلَاهُ أَبَا مقَاتل ثمَّ ولاها روح بْن حَاتِم حَتَّى مَاتَ الْمهْدي الكوفه مَاتَ أَبُو جَعْفَر وَعَلَيْهَا عَمْرو بْن زُهَيْر أَخُو الْمسيب بْن زُهَيْر الضَّبِّيّ ثمَّ عَزله المهدى وَولى عِيسَى بْن لُقْمَان بن مُحَمَّد بن حَاطِب الحمحى ثمَّ عَزله وَولى شريك بْن عَبْد اللَّهِ النَّخعِيّ القَاضِي فَاسْتعْمل شريك عَلَى الْأَحْدَاث إِسْحَاق بْن الصَّباح ابْن عمرَان بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث ثمَّ عزل المهدى شَرِيكا وَولى إِسْحَاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 ابْن الصَّباح ثمَّ عَزله وَولى هَاشم بْن سعيد بْن مَنْصُور ابْن خَاله ثمَّ قَالَ وَولى مُوسَى بْن عِيسَى حَتَّى مَاتَ المهدى خُرَاسَان مَاتَ أَبُو جَعْفَر وَعَلَيْهَا عَبْد اللَّهِ بْن حميد بْن قحطبه واليا لِأَبِيهِ فَعَزله المهدى وَولى أَبَا عون الْحِمصِي ثمَّ عَزله وَولى معَاذ بْن مُسلم سنة سنتَيْن ثمَّ عَزله وَولى الْمسيب بْن زُهَيْر سنة ثَلَاثَة وَسِتِّينَ ثمَّ عَزله وَولى أَبَا الْعَبَّاس الطوسي سنة خمس وَسِتِّينَ حَتَّى مَاتَ المهدى سجستان ولاها المهدى حمزه بْن مَالك بْن زُهَيْر بْن مُحَمَّد العائذي ثمَّ سعيد بْن دعْلج فَمَاتَ واستخلف تَمِيم بْن سعد فولى المهدى مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الْأَشْعَث السَّنَد مَاتَ أَبُو جَعْفَر وَعَلَيْهَا مُحَمَّد بْن معبد بْن الْخَلِيل رجل من بَنِي تَمِيم فَعَزله الْمهْدي وَولى روح بْن حَاتِم سنة تسع وَخمسين وَمِائَة ثمَّ عَزله وَأعَاد نصر بْن مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ ثمَّ جَاءَهُ عَهده وَهُوَ بِالْبَلَدِ ثمَّ شخص عَنْهَا ثمَّ عزل وَولى سفيح بْن عَمْرو أَخا هِشَام بْن عَمْرو التغلبي ثمَّ عَزله وَولى اللَّيْث مَوْلَاهُ حَتَّى مَاتَ الْمهْدي الجزيرة مَاتَ أَبُو جَعْفَر وَعَلَيْهَا مُوسَى بْن مُصعب فَعَزله الْمهْدي وَولى الْمسيب ابْن زُهَيْر ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ ثمَّ الْفضل بْن صَالح ثمَّ عَلِيّ بْن سُلَيْمَان ابْن عَلِيّ ثمَّ عمرَان بْن الْمنْهَال ثمَّ عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الثَّانِيَة ووليها عَبْد الْملك بْن صَالح مرَّتَيْنِ وَعبد اللَّه بْن صَالح أفريقية مَاتَ أَبُو جَعْفَر وَعَلَيْهَا يَزِيد بْن حَاتِم فأقره الْمهْدي حَتَّى مَاتَ الْقَضَاء الْبَصْرَة مَاتَ أَبُو جَعْفَر وعَلى قَضَاء الْبَصْرَة عبيد اللَّه بْن الْحسن العَنبري فأقره الْمهْدي ثمَّ عَزله فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وولاها خَالِد بْن طليق من ولد عمرَان بْن حُصَيْن أشهرا ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن عُثْمَان من تيم قُرَيْش الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 الكوفه مَاتَ أَبُو جَعْفَر وَعَلَيْهَا شريك بْن عَبْد اللَّهِ النَّخعِيّ فأقره الْمهْدي وَقضى للمهدي عَافِيَة بْن يَزِيد الأودي وَابْن علاثة الْعقيلِيّ الْمَدِينَة ولى الْمهْدي عَند قِيَامه الْمَدِينَة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن كثير بْن الصَّلْت فاستقضى عَبْد الْعَزِيز بْن الْمطلب حَتَّى عزل مُحَمَّد بْن عَبْد الله وَولي الْمَدِينَة عبيد الله ابْن صَفْوَان فَأقر عَبْد الْعَزِيز ثمَّ صَار قَضَاء الْمَدِينَة إِلَى الْخَلِيفَة فولاها الْمهْدي من قبله مُحَمَّد بْن عمرَان التَّيْمِيّ ثمَّ سعيد بْن سُلَيْمَان بْن مساحق الْمَوْسِم قد كتبنَا من حج بِالنَّاسِ فِي تَارِيخ السنين الشَّرْط نصر بْن مَالك ثمَّ مَاتَ فولى الْمهْدي حَمْزَة بْن مَالك ثمَّ ولى عبد الله ابْن مَالك كَاتب الرسائل أَبُو عبيد الله مُعَاوِيَة بن عبيد الله ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن بزيع وعَلى ديوَان خُرَاسَان بَكْر بْن مُعَاوِيَة الْبَاهِلِيّ ثمَّ عَزله وعَلى ديوَان النَّفَقَات وبيوت الْأَمْوَال والخزائن وَالرَّقِيق وديوان الشَّام أَبُو سمير مولى لبني فهر من أهل الشَّام واسْمه أَيُّوب وَقَالَ حَاتِم بْن مُسلم أَيُّوب بْن أَبِي سمير وَقَالَ حَاتِم كَاتب الدِّيوَان إِبْرَاهِيم بْن صَالح فَمَاتَ فولى أَبَا الْوَزير عُمَر ابْن مطرف وعَلى ديوَان جند خُرَاسَان عَبْد الْجَبَّار بْن شُعَيْب وعَلى بَيت المَال فرج بْن فضَالة والمظالم سَلام مَوْلَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 والخاتم خَالِد بْن يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن موهب الْهَمدَانِي فَمَاتَ فولى عَلِيّ بْن يَقْطِين الحرس مُحرز أَبُو الْقَاسِم ثمَّ ولى ابا الْعَبَّاس الطوسي ثمَّ ولى عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الْعَبَّاس الطوسي حَاجِبه مَوْلَاهُ الرّبيع ثمَّ الْحسن بن الرّبيع خُرُوج عبد السَّلَام الْيَشْكُرِي وَفِي خلَافَة الْمهْدي خرج عَبْد السَّلَام بْن هَاشم الْيَشْكُرِي فِي سنة سِتِّينَ وَمِائَة فِي باجرما فَأتى نَصِيبين وَعَلَيْهَا الْمنْهَال بْن عمرَان بْن قنان الْكلابِي أحد بَنِي جَعْفَر عَلَى خراجها فَبعث إِلَيْهِ بِعشْرين ألفا فَلم يدخلهَا فَأتى رَأس الْعين فمنعته بَنو تَمِيم فَأخذ إِلَى آمد فَلَقِيَهُ عِيسَى بْن مُوسَى الْخُرَاسَانِي فَانْهَزَمَ أَصْحَاب عَبْد السَّلَام فَقَالَ وَالله لأبدأن بكم لأنكم كفار تفرون من الزَّحْف وَلَيْسَت لكم فِئَة فتراجعوا فَانْهَزَمَ أَصْحَاب عِيسَى وَحمل عَلَيْهِ عَبْد السَّلَام فعانقه فصرعه فَقتله فَكتب الْمهْدي إِلَى دَاوُد ابْن إِسْمَاعِيل الربذي وَهُوَ فِي ألف بالجزيرة وَسَار إِلَيْهِ برَاز فأحاطوا بهم وَرَمَاهُمْ الأتراك فَقَتَلُوهُمْ قَالَ أَبُو الْحسن كتب الْمهْدي إِلَى عَبْد السَّلَام إِن اللَّه اخْتصَّ بالسعادة جنده وأيد بِالْهدى حزبه وأسكن من أجَاب جنته وأسبغ عَلَى من خشيَة نعْمَته وأهدف من عَصَاهُ نقمته إِنِّي قد عجبت من أحداثك وبغيك حَيْثُ أَسأَلك مَا نقمت إِذْ حكمت بِكَلِمَة حق تُرِيدُ بهَا مَا اللَّه مخزيك بِهِ وسائلك عَنه مَعَ مناوأتك خَلِيفَته ونزعك يدك من طَاعَته وشتمك أَبَا الْحسن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب ووقوعك فِيهِ وتنقصك إِيَّاه وولايتك من عَادَاهُ فَالله عصيت وَنبيه عاديت فقد أَتَاك يَقِين رَاض وَحَدِيث صَادِق عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوله من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ فَكنت المكذب بذلك والحائد عَنه حَيْثُ انْقَطَعت مدتك واستعَنت بشيعتك وتماديت فِي غيك فأقسم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 لأغرينك أجنادا مطيعة وقوادا منيعة هم الَّذين يفضون جمعك ويهتكون بناءك فاعمل لنَفسك أَو دع فَكتب إِلَيْهِ عَبْد السَّلَام من عَبْد السَّلَام بْن هَاشم إِلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ سَلام عَلَى من اتبع الْهدى واجتنب الغي وَقَامَ بِالْحَقِّ فَلَا الْهدى اتبعت وَلَا الغي اجْتنبت وَلَا بِالْحَقِّ قُمْت أما بعد فَإِن اللَّه بحوله وقوته وَرَحمته وعونه سيد السادات شَدِيد النقمات الَّذِي توَحد فِي ملكه لم يدع أمة مُحَمَّد فِي أهداف من الالتباس حَتَّى يصلحهم وَيبْعَث فيهم من يتَعَاهَد مِنْهُم مَا يَنْبَغِي لَهُم تعاهده أَتَانِي كتابك تعجب مِمَّا نقمت إِذْ حكمت فلست بتاركك فِي عمياء مِمَّا أَنْت فِيهِ مَعَ أَنَّك إِنَّمَا خدعت عَن هَذَا نَفسك وَقد علمت أَنِّي إِنَّمَا أسفت وحكمت حِين تركت الْأمة تائهة مائجة لَا حُدُودهَا أَقمت وَلَا حُقُوقهَا أدّيت واشتغلت بإمائك وتنوقت فِي بنائك مَعَ إدمانك الصَّيْد إِذْ تَغْدُو مَعَك البزاة والفهود والجنائب والكتائب فَإِذا انثنيت من صيدك وَدخلت بهوك وَاتَّبَعت إخوانك فتغديت وغنيت فسبحان اللَّه مَا أفحش هَذَا مِمَّن يَدعِي خلَافَة اللَّه قد كَانَت الْأَعَاجِم تنقم مِمَّا دون هَذَا ثمَّ أَنْت إِذا خطبت كذبت وَإِذا عَاهَدت نكثت وَقد زعمت فِي كتابك أَنَّك ستغزيني أجنادا مطيعة وقوادا منيعة فَالله يفض جمعك ويهزم جندك وَيقتل قوادك فَإِذا شِئْت فَنحْن متوقعو هَذَا مِنْك ومتنوه وَقد زادني غيظا أَنَّك تسميت الْمهْدي وَأبْعد من سماك فَنعم الْمهْدي أَنْت إِذْ بِعْت النَّاس بيعا وأوسعت النَّاس غيا خدعك يَعْقُوب بْن دَاوُد أَخا آخيت وخدنا صافيت دعَاك فأجبت وخدعك فطاوعت فَفِي أَي دين يسعك وَفِي أَي كتاب أصبت إِذْ تعدو وَظِيفَة أَو تهوى زِيَادَة أَن تنقص مساحة أَو تصطفي بستانا أَو تبذخ فِي مركب أَو تنهمك فِي صيد أَو ترمي بِهِ فِي النزهة أَو تعامض عَن جند أَو تحبس عَطاء أَو تنسى من غزا أَو تعاقب بِالسَّوْطِ سافكا للدم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 وَإِنَّمَا السافك يُقَاد وَالزَّانِي يُقَام حَده واللص تقطع يَده وَلَا تعاهد السجون بِنَفْسِك وَلَا تزعجها بِعَيْنِك فَهَذَا نسيت وعَن هَذَا سَهَوْت أَيهَا الطاغية أَفَمَن بعد هَذَا حَيَاة فَانْظُر لنَفسك فَمَا عَيْني عَنك بنائمة تصادف من يصدقك وتلقى من يقتلك وَمَا أَنا بالعازم الْفَتْح بيد اللَّه يحكم مَا أحب إِنَّمَا أَنا عَبْد من عباده لَا أَسْتَطِيع مِنْهُ امتناعا وَلَا عَن نَفسِي دفاعا وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه خلَافَة الْهَادِي ثمَّ بُويِعَ مُوسَى بْن الْمهْدي بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس فِي الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَأمه الخيزران وفيهَا خرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ وَتوجه إِلَى مَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ فَلَقِيَهُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد ومُوسَى بْن عِيسَى وَمُحَمّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ وَكَانُوا وافوا الْحَج فَقتل بفخ قبل الْحَج وَبعث مُوسَى معيوف بْن يحيى لغزو الصائفة وَبث السَّرَايَا وغنم وَأقَام الْحَج سُلَيْمَان بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا مَاتَ السّري بْن يحيى الْبَصْرِيّ بِمَكَّة ووهيب بْن خَالِد صَاحب الكرابيس وَقبل السّبْعين مَاتَ سُلَيْمَان بْن الْمُغيرَة وَعبد الْعَزِيز بْن مُسلم الْقَسْمَلِي سنة سبعين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ مُوسَى بْن الْمهْدي بْن الْمَنْصُور عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَليّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام وَعبد اللَّه بْن الْمُغيرَة وَغَيرهمَا قَالُوا ولد مُوسَى بِالريِّ سنة سِتّ واربعين وَمِائَة وَمَات بِمَدِينَة السَّلَام يَوْم النّصْف من شهر ربيع الأول سنة سبعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن أَربع وَعشْرين سنة قَالَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ابْن إِحْدَى وَعشْرين سنة صلى عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون كَانَت ولَايَته سنة وشهرين واثنين وَعشْرين يَوْمًا تَسْمِيَة عُمَّال مُوسَى مَكَّة عبيد اللَّه (بْن قثم) بْن الْعَبَّاس بْن عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس حَتَّى مَاتَ مُوسَى الْيمن إِبْرَاهِيم بْن سلم بْن قُتَيْبَة حَتَّى مَاتَ مُوسَى الْبَصْرَة مَاتَ الْمهْدي وَعَلَيْهَا روح بْن حَاتِم فَعَزله مُوسَى وَولى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان ابْن عَلِيّ حَتَّى مَاتَ الْكُوفَة مَاتَ الْمهْدي وَعَلَيْهَا مُوسَى بْن عِيسَى فأقره مُوسَى حَتَّى مَاتَ خُرَاسَان مَاتَ الْمهْدي وَعَلَيْهَا أَبُو الْعَبَّاس الطوسي فأقره مُوسَى حَتَّى مَاتَ سجستان مَاتَ الْمهْدي وَعَلَيْهَا تَمِيم بن سعيد فَعَزله مُوسَى وَولى كَبِير بْن سلم حَتَّى مَاتَ السَّنَد مَاتَ الْمهْدي وَعَلَيْهَا اللَّيْث مَوْلَاهُ فَكتب إِلَيْهِ مُوسَى أَن ينحدر فانحدر واستخلف ابْنه مُحَمَّد بْن اللَّيْث فَمَاتَ مُوسَى قبل أَن يصل إِلَيْهِ الجزيرة ولاها رجلا من أهل خُرَاسَان يكنى أَبَا هُرَيْرَة وولاها إِبْرَاهِيم بْن صَالح أفريقية أقرّ عَلَيْهَا يَزِيد بْن حَاتِم حَتَّى مَاتَ مُوسَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 الْبَصْرَة أقرّ عُمَر بْن عُثْمَان عَلَى قَضَاء الْبَصْرَة فَعَزله مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ وَولي معَاذ بْن معَاذ الْكُوفَة عزل مُوسَى شَرِيكا واستقضى الْقَاسِم بْن معَن الْمَدِينَة قضى لمُوسَى أَبُو يُوسُف وَسَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن الجُمَحِي الْمَوْسِم سُلَيْمَان بْن أَبِي جَعْفَر الشَّرْط عَبْد اللَّهِ بْن مَالك الْخُزَاعِيّ الرسائل والديوان عُمَر بْن بزيع الْخَاتم عَلِيّ بْن يَقْطِين الحرس عَلِيّ بْن عِيسَى بْن ماهان الخزائن وبيوت الْأَمْوَال عَلِيّ بْن عِيسَى مَعَ الحرس حَاجِبه الْفضل بْن الرّبيع ووزيره صَاحب أمره كُله إِبْرَاهِيم بْن ذكْوَان الْحَرَّانِي خلَافَة هَارُون الرشيد ثمَّ بُويِعَ أَمِير الْمُؤمنِينَ الرشيد بْن هَارُون بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وَأمه الخيزران فِي النّصْف من شهر ربيع الأول سنة سبعين وَمِائَة فَأقر عَلَى الْبَصْرَة مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فَوجه مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان يحيى بْن سعد السَّعْدِيّ فِي ثَلَاثَة عشرَة مركبا فِي بَحر الْبَصْرَة حَتَّى بلغ عمان وَلم يلق كيدا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 وفيهَا قدمت الرّوم للْفِدَاء وَأقَام الْحَج هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا مَاتَ جرير بْن حَازِم بِالْبَصْرَةِ وَأَبُو معشر الْمدنِي وَعبد اللَّه بْن جَعْفَر المخرمي من بَنِي زهرَة بِالْمَدِينَةِ وَعَمْرو بْن ثَابت فِي أول خلَافَة هَارُون سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة فِيهَا غزا سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّهِ الْأَصَم فَدخل بِلَاد الرّوم فغنم وَسلم وفيهَا بنيت طرسوس عَلَى يَدي فرج الْخصي وَأقَام الْحَج عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ مهْدي بْن مَيْمُون وحبان بْن عَلِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة فِيهَا غزا زفر بْن عَاصِم الْهِلَالِي الصائفة وَبعث ابْنه عَبْد الْعَزِيز بْن زفر فَمضى حَتَّى أَتَى جيحان فَأَصَابَهُ برد فقفل وَأقَام الْحَج يَعْقُوب بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا مَاتَ صَالح بْن بشير المري بِالْبَصْرَةِ وَسليمَان بْن بِلَال بِالْمَدِينَةِ وَعبد اللَّه بْن عُمَر بْن حَفْص بْن عَاصِم بْن عُمَر أول سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ أميرها فِي رَجَب واستخلف ثمَّ ولى أَمِير الْمُؤمنِينَ سُلَيْمَان بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 وفيهَا مَاتَ جوَيْرِية بْن أَسمَاء وَسَلام بْن أَبِي مُطِيع فِي آخرهَا وَعُثْمَان بْن مقسم المري وَأقَام الْحَج أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون والصائفة عَبْد الْملك بْن صَالح بن عَليّ سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون أَيْضا وَلم تَكُ صائفة غير أَن عَبْد الْملك بْن صَالح وَجه ابْنه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْملك بْن صَالح فَبلغ عقبَة الركاب فَأصَاب سبيا وخرثيا وفيهَا غزا حَمَّاد بْن نمير بِلَاد سرست وافتتح مَدِينَة البردان مَاتَ فِيهَا عَبْد اللَّهِ بْن لَهِيعَة سنة خمس وَسبعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج أَيْضا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون وفيهامات لَيْث بن سعد بِمصْر وفيهَا غزا عَبْد الْملك بْن صَالح الرّوم وَهِي غَزْوَة أقريطية فِي أهل الثغور جَمِيعًا فأدرب من الصفصاف فَأصَاب تِسْعَة عشر ألف رَأس وقفل عَلَى درب الْحَدث سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج سُلَيْمَان بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلم تَكُ صائفة وَكتب عَبْد الْملك ابْن صَالح بْن عَليّ إِلَى مخلدبن يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة فَأمره أَن يسير إِلَى دبسة حَتَّى يَأْتِيهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْملك بْن صَالح فَأَتَاهَا عبد الرَّحْمَن فَفَتحهَا وَلها حَدِيث طَوِيل وفيهَا قدم أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون الْبَصْرَة وَمَعَهُ الْمَاجشون وَأَبُو يُوسُف وَابْن أبي يحيى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 وعزل مُسلم بْن زِيَاد الْأَصَم عَن الْبَحْر ومراكبه بسليمانان وفيهَا مَاتَ أَبُو عوَانَة الوضاح مولى يَزِيد بْن عَطاء وَعبد الْملك بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر ابْن حزم الْأنْصَارِيّ سنة سبع وَسبعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون وفيهَا غزا عَمْرو الْعَرَبِيّ بِلَاد بَحر الْبَصْرَة فظفر ببارحة فِي رَأس الجمحة وفيهَا مَاتَ عَبْد الْوَاحِد بْن زِيَاد وأغزى هَارُون عَبْد اللَّهِ بْن صَالح بْن عَلِيّ الصائفة وَسليمَان بْن رَاشد الثَّقَفِيّ الشَّاتِيَة فقفل عَبْد اللَّهِ سالما وكلب الشتَاء عَلَى سُلَيْمَان فعصى بعض أَصْحَابه وَمَات بَعضهم وَوصل إِلَى ملطية وفيهَا غزا يسَار بْن سقلاب بِأَهْل المصيصة فأدرب فِي الصفصاف ثمَّ إِلَى طوانة ثمَّ قفل فَنزل مرج الشَّحْم فغنم وَسلم سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد وغزا مُسلم بْن زِيَاد الاصم بَحر الْبَصْرَة وظفر بِإِحْدَى عشرَة بارجة وفيهَا خرج الْوَلِيد بْن طريف بِبِلَاد الجزيرة وفيهَا مَاتَ شريك بْن عَبْد اللَّهِ النَّخعِيّ بِالْكُوفَةِ وَعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن نجيح الْمدنِي بِالْبَصْرَةِ وجعفر بْن سُلَيْمَان الضبعِي وفيهَا ولى عَبْد الْملك بْن صَالح البخْترِي بْن شريك بْن الْعَلَاء الْعَبْسِي فغنم وَسلم بلغت غنائمه مِائَتَا ألف دِينَار وَثَلَاثَة وَخمسين ألف دِينَار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 سنة تسع وَسبعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون وفيهَا مَاتَ حَمَّاد بْن زيد يَوْم الْخَمِيس وَدفن يَوْم الْجُمُعَة لست مضين من شهر رَمَضَان وفيهَا مَاتَ مَالك بْن أنس وَأَبُو الْأَحْوَص سَلام بن سليم وفيهَا أصَاب مُسلم بْن زِيَاد الْأَصَم أَربع بوارج سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج مُوسَى بْن عِيسَى وفيهَا قدم أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون مَكَّة القدمة الثَّانِيَة فَدخل الْبَصْرَة يَوْم الِاثْنَيْنِ لعشر خلون من الْمحرم وَفِي ذَلِك الْيَوْم مَاتَ ابوعبيدة عَبْد الْوَارِث بْن سعيد وفيهَا مَاتَ ابْن أَبِي الزِّنَاد والمنكدر بْن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر وَابْن أَبِي حَازِم وَسَلَمَة بْن صَالح وسليم بْن أَخْضَر خُرُوج الْوَلِيد بْن طريف الشاري ومقتله وفيهَا قتل يَزِيد بْن مزِيد الْوَلِيد بْن طريف الشاري بِأَرْض الجزيرة وَكَانَ خرج الْوَلِيد بْن طريف أحد بَنِي حييّ بْن عَمْرو وَيُقَال لَهُم أضراس الْكلاب من بَنِي تغلب فَخرج فِي شاطئ الْفُرَات فِي ثَلَاثِينَ وَأَقْبل إِلَى رَأس الْعين فلقي رجلا من أهل الْبَصْرَة يُقَال لَهُ عَمْرو بْن مَنْصُور من التُّجَّار وَمَعَهُ رجل نَصْرَانِيّ يُقَال لَهُ نسطاس فلقيهما قَرِيبا من رَأس الْعين فَقتل عَمْرو بْن مَنْصُور وَأخذ مَاله وخلى عَن النَّصْرَانِي ثمَّ أَتَى رَأس الْعين فَحرق وَلم يدْخل الْحَائِط ثمَّ اتى باعربايا من نَصِيبين فلقي بزارا رجلا من بَنِي تغلب عَند تل أَبِي الجوزاء فَانْهَزَمَ بزار وَقتل رجال من اصحابه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 وأتى بزار نَصِيبين ثمَّ أَتَى الْوَلِيد دَارا فَبَاعَهَا بِعشْرين ألفا وأتى آمد فَبَاعَهَا من عصمَة بْن عِصَام وَأهل بَيته بِعشْرين ألفا ثمَّ أَتَى ميافارقين ففدوها بِعشْرين ألفا ثمَّ عبر سربط وَاديا يَجِيء من أرمينية فعبره إِلَى أرزن فَأَقَامَ بهَا ففدوها بِعشْرين ألفا وَقتل رجلا من وُجُوه أَهلهَا من بَنِي شَيبَان يُقَال لَهُ مرّة ثمَّ أَتَى خلاط فَحَاصَرَهُمْ عشْرين يَوْمًا ففدوا أنفسهم بِثَلَاثِينَ ألفا ثمَّ أخد إِلَى أذربيجان ثمَّ أَتَى حلوان فلقي بهَا الْحَرَشِي يحيى فَهَزَمَهُ وَقتل أَصْحَابه ثمَّ أَتَى حولايا ثمَّ أَتَى السودقانية فَعبر إِلَى غربي دجلة فَأتى بلد ففدوها بِمِائَة ألف ثمَّ أَتَى نَصِيبين وَبهَا إِبْرَاهِيم بْن خازم وبزار فِي بَنِي تغلب فَأقبل الْوَلِيد فَوقف عَلَى التل حِيَال بَاب الرّوم فَدخل فِي ثلمة من حَائِط الْمَدِينَة أغفلوها فَخرج إِبْرَاهِيم بْن خازم وبزار من بَاب الرّوم فاتبعهم الْوَلِيد فلحق إِبْرَاهِيم يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين ومئة فَقتل إِبْرَاهِيم قَتله رجل أسود يُقَال لَهُ أَبُو الْحوَاري فغسلوا رَأسه ولحيته ونصبوه عَلَى رمح يَوْمَيْنِ ثمَّ بعثوا بِهِ إِلَى الْبَريَّة وارتجز الاعراب ... إِن عديا عَبدهَا أخزاها ... قد سفك اللَّه بِهِ دماها ... ... وَخرب العامر من قراها وأباح الوليدي نَصِيبين خَمْسَة أَيَّام فَقتل بهَا خَمْسَة آلَاف وَأصَاب مَتَاعا كثيرا ودواب وَأخذ الْمعَافى بْن صَفْوَان وَكَانَ صديقا لبزار فَقتله فَأَتَاهُ جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن هَاشم التغلبي فَاشْترى مِنْهُ الْمَدِينَة بِخَمْسِينَ ألفا ثمَّ توجه إِلَيْهِ يَزِيد بْن مزِيد فَقتله بالبرية وَقَالَ رجل من أَصْحَاب يَزِيد بن يزِيد ... بلينا حفاظا والمنايا مطلة ... حذار المخازي والوليد مخوف ... ... ستعلم يَا خاقَان إِن عَاد موقف ... وحانت زحوف خلفهن زحوف ... ... من المصطلي حر السيوف إذابدت ... كواكب يَوْم شمسهن كسوف ... وَقَالَ يزِيد بن مزِيد ... تجهز يَا وليد فقد أَتَيْنَا ... سرَاعًا للقاء وللجلاد ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 .. فلست لمزيد إِن لم ترونا ... نجالدكم كأنا جن وَادي ... فَقَالَ الْوَلِيد ... ستعلم يَا يَزِيد إِذا الْتَقَيْنَا ... بشط الزاب أَي فَتى تلاقي ... وَقَالَ ابْن البطاح ... وَائِل بَعْضهَا يقتل بَعْضًا ... لَا يفل الْحَدِيد إِلَّا الْحَدِيد ... وَقَالَت اخت الْوَلِيد ترثيه ... فياشجر الخابور مَالك مورقا ... كَأَنَّك لم تجزع عَلَى ابْن طريف ... ... فَتى لَا يُرِيد الزَّاد إِلَّا من التقى ... وَلَا المَال إِلَّا من قِنَا وسيوف ... ... فقدناه فقدان الرّبيع فليتنا ... ... فديناه من سَادَاتنَا بألوف ... ... وَلَا الذخر إِلَّا كل جرداء صلدم ... وكل رَقِيق الشفرتين حَلِيف ... ... خَفِيف عَلَى ظهر الْجواد إِذا عدا ... وَلَيْسَ على أعدائه بخفيف ... خُرُوج باسسير وصحصح والفضيل بْن أَبِي سعيد وَخرج باسير رجل من بَنِي تَمِيم فَمَكثَ شَهْرَيْن فَقتله أَبُو هُرَيْرَة وَخرج صحصح الشَّيْبَانِيّ فَقتله بزار وَدَاوُد بْن إِسْمَاعِيل وَخرج الفضيل بْن أَبِي سعيد من راذان وَكَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 يتَوَلَّى بَنِي شَيبَان فَخرج فِي عشْرين فَارِسًا فَأتى بلد الجزيرة فَصَالَحُوهُ عَلَى مائَة ألف وَلم يقتل أحدا ثمَّ أَتَى بلد نعْمَان دون نَصِيبين بِخَمْسَة فراسخ فَقتل بهَا اثْنَي عشر رجلامن تغلب ثمَّ أَتَى نَصِيبين وَهُوَ فِي خَمْسَة مائَة فَوقف بِالْبَابِ وَدخل أَصْحَابه فأخرجوا إِلَيْهِ النَّاس من بَاب الرّوم فَقَالَ بيعوهم وَأَعْطَاهُمْ بهم دِرْهَمَيْنِ فَلم يرد عَلَيْهِ أحد فَرمى اليهم بدرهيمن وردهم إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ أَتَى دَارا فَصَالحهُمْ عَلَى خَمْسَة آلَاف ثمَّ أَتَى آمد فَصَالحهُمْ على عشْرين ألفا وَعبر إِلَى ميافارقين فَصَالحهُمْ عَلَى عشرَة آلَاف ثمَّ أَتَى أرزن فَأَقَامَ عشْرين لَيْلَة فَصَالحهُمْ عَلَى عشْرين ألفا ثمَّ أَتَى خلاط فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا ثمَّ رَجَعَ إِلَى نَصِيبين فِي مِائَتَيْنِ فَوجه إِلَيْهِ معمر بْن عِيسَى الْعَبْدي أحد بَنِي غنم فِي اثْنَي عشر ألفا فَأتى الفضيل الْموصل ثمَّ أَتَى الزاب فَلحقه معمر بالزاب فَانْهَزَمَ معمر ثمَّ تراجع النَّاس فعقر بالفضيل وَأَصْحَابه فَقتلُوا خُرُوج جراشه بن شَيبَان قَالَ أَبُو الْحسن عَن عَلِيّ بْن سليم خرج جراشة بْن شَيبَان سنة تسع وَسبعين وَمِائَة فَأتى السوَاد ثمَّ البندنيجين فَقتل بهَا عُمَر بْن عمرَان بْن جميل الْفَزارِيّ ثمَّ مضى إِلَى الدينور فَلَقِيَهُ اللَّيْث فَهَزَمَهُ جراشة وَقتل من أَصْحَابه بضعَة وَثَلَاثِينَ رجلا وَرجع جراشة إِلَى حلوان فَكتب لَيْث إِلَى مَالك بْن عَلِيّ الْخُزَاعِيّ وَهُوَ عَلَى حلوان وماه أَن جراشه قد توجه إِلَيْك وَهُوَ مهزوم مفلول فِي نفر يسير فَنَادَى فِي النَّاس لِيخْرجُوا فَقَالَ لَهُ كَاتبه أنْشدك اللَّه فِي نَفسك مَا تُرِيدُ من رجل لم يأتك قَالَ اسْكُتْ إِنِّي لأرجو أَن آخذه أَسِيرًا فَخرج وَخرج مَعَه قوم من الْعَرَب أَتَوْهُ زوارا فَخرج قبل الْفطر بِيَوْم وَذَلِكَ سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة فعارضه فَلَقِيَهُ فِي مَوضِع يُقَال لَهُ قنداب عَلَى سِتَّة فراسخ من حلوان فَقتل من الْخَوَارِج خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ رجلا وطعَن رجل من الخوراج مَالِكًا فِي فِيهِ وَسقط ونادى أَصْحَابه قتل الْأَمِير وانهزموا فاتبعوهم فَقَتَلُوهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 فَقتل من أَصْحَاب مَالك مائَة رجل وَخَمْسُونَ رجلا ثمَّ أَتَى جراشة شهرزور فَاجْتمع التُّجَّار وخندقوا عَلَى أنفسهم فحصرهم ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا فَصَالحه يحيى بْن النَّضر من مَاله عَلَى أَن يدْخل الْقرْيَة رجلَانِ فيحكمان فِيهَا ثمَّ يخرجَانِ فَفعل ثمَّ خرج فَأتى سنداباذ وسرح إِلَى نهاوند وهمذان من يجبيهما وَوجه الْفضل بْن يحيى إِبْرَاهِيم بْن جِبْرِيل فِي أَلفَيْنِ وَعقد لَهُ يَوْم الْفطر فَسَار حَتَّى أَتَى ماه ثمَّ خرج يُرِيد جراشة فَلَقِيَهُ جراشة فِي ثَمَانِينَ وَمِائَة رجل وَمَعَهُ أَبُو ثَوْر رجل من أهل أرمينية فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وَحمل رجل من الصغد عَلَى جراشة فطعَنه فَرمى بِهِ عَلَى عَنق فرسه وأحاطت بِهِ الرماح ورماه رجل فَأصَاب جبهة فرسه فشب بِهِ فرسه فَعَاد فِي السرج واحتمله الْفرس وَاتبعهُ أَصْحَابه فَقَتَلْنَا مِنْهُم خمسين وَمِائَة رجل وَقتل أَبُو ثَوْر واتبعهم إِبْرَاهِيم بْن جِبْرِيل فسبقه جراشة إِلَى قصر اللُّصُوص عَلَى ثَمَانِيَة فراسخ من الْموضع الَّذِي لقِيه فِيهِ ثمَّ أَخذ إِلَى قرماسين ثمَّ عدل إِلَى مروج أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأخذ دَوَاب وَأخذ طَرِيق شهرزور وَأخذ أَبُو بهجة رجل من أَصْحَاب جراشة إِلَى ماه وأتى جراشة شهرزور فِي سِتِّينَ رجلا سَار إِلَيْهَا ثَلَاثَة أَيَّام تسعين فرسخا فَبَاتَ عَند يحيى بْن النَّضر لَيْلَة ثمَّ عبر دجلة فَأتى إِبْرَاهِيم بْن جِبْرِيل شهرزور فَأَقَامَ أَرْبَعَة أَيَّام وَقد هَلَكت دوابه ثمَّ اتبع جراشه وَقد أَتَى الأنبار فَأَقَامَ ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا ثمَّ أَخذ إِلَى الْقَادِسِيَّة وَسَار إِبْرَاهِيم وَأَتَاهُ المدد وَأَقْبل خَالِد بْن يَزِيد بْن حَاتِم فِي أَلفَيْنِ فَنزل العذيب وَخرج جراشة فَأخذ طَرِيق الْبَصْرَة وَاتبعهُ إِبْرَاهِيم فَرجع جراشة إِلَى وَادي السبَاع ثمَّ أَخذ عَلَى العذيب وَأخذ فِي الْبَريَّة وَرجع إِبْرَاهِيم يتبع جراشة فَنزل القطقطانة ثمَّ أَتَى قصر مقَاتل ثمَّ أَتَى عين التَّمْر فَقيل لَهُ مر الْيَوْم يُرِيد هيت فَنزل وَادي البردان فَقيل لَهُ مضى بَين أَيْدِيكُم فَاتبعهُ إِبْرَاهِيم إِلَى ثميل وَعَلِيهِ أنَاس من بَكْر ابْن وَائِل بعد عتمة فَقَالُوا أَتَانَا صَلَاة الْعَصْر فَقتل خَمْسَة نفر وَحبس النَّاس فَلَمَّا اعتم خرج لَا نَدْرِي أَيْن توجه فَأخذ إِبْرَاهِيم الأدلاء فسرحهم فَقَالَ ائْتُونِي بِخَبَرِهِ فَأتوهُ نصف اللَّيْل فأخبروه أَنه قد رَجَعَ إِلَى وَادي البردان فَرجع إِبْرَاهِيم إِلَى وَادي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 البردان وسرح الأدلاء فَقَالُوا أَخذ نَحْو الجنيبة فَبَلغهُ أَن الْخَيل عَلَى الْفُرَات فَرجع إِلَى ثميل فَاتبعهُ إِبْرَاهِيم إِلَى ثميل ثمَّ سَار حَتَّى نزل عَلَى فرسخين من ثميل بِموضع يُقَال لَهُ الرمانتان ثمَّ مضى يُرِيد هيت وَاتبعهُ إِبْرَاهِيم فِي لَيْلَة ظلماء فأضل الدَّلِيل الطَّرِيق فَأصْبح بَينه وَبَين هيت ثَمَانِيَة عشر فرسخا وَنزل جراشة عين أبعد فسرح إِلَى هيت رجلا يعلم هَل هُنَاكَ خيل فلقي مُسلم بْن بكار بْن مُسلم رَسُول جراشة فَأنكرهُ فَأَخذه فَقَالَ أدلك عَلَى جراشة فَسَار إِلَيْهِ مُسلم وَمَعَهُ عبيد بْن يَقْطِين فَأتوا جراشة وَهُوَ نَائِم فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا ثَلَاثَة عشر رجلا من أَصْحَابه وَبلغ إِبْرَاهِيم قَتله فَرجع إِلَى هيت سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون وغزا الْأَصَم نَحْو الْبَصْرَة فغنم وَسلم وفيهَا مَاتَ أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم القَاضِي والأغضف عَمْرو بْن الْوَلِيد وَخلف بْن خَلِيفَة الْأَشْجَعِيّ وفيهَا لَقِي سعيد بْن سلم جراشة الشاري بجب سماقا فَهَزَمَهُ سعيد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج مُوسَى بْن عِيسَى وفيهَا مَاتَ يَزِيد بْن زُرَيْع يَوْم الْأَرْبَعَاء لثمان خلون من شَوَّال وَعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم وخَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الطَّحَّان الوَاسِطِيّ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج الْعَبَّاس بْن مُوسَى وفيهَا مَاتَ هشيم بْن بشير وَإِبْرَاهِيم بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بِبَغْدَاد وسُفْيَان بْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 حبيب وَزِيَاد بْن عَبْد اللَّهِ البكائي وَيحيى بْن زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَائِدَة يكنى أَبَا سعيد سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وفيهَا مَاتَ أَبُو أُميَّة بْن يعلى الثَّقَفِيّ وَوجه عَبْد اللَّهِ بْن صَالح احْمَد بْن هَارُون الشَّيْبَانِيّ مغيرا عَلَى بِلَاد الرّوم فغنم وَسلم وفيهَا وَجه هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ صَالح بْن بيهس الْكلابِي إِلَى قصَّة وَيُقَال غُصَّة ملكة الرّوم فِي الْفِدَاء سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج مَنْصُور بْن الْمهْدي وفيهَا مَاتَ عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ وَيزِيد بْن مزِيد وفيهَا قدم وَكِيع بْن الْجراح عبادان وَلم تَكُ صائفة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون وجدد الْبيعَة لَا بنيه مُحَمَّد المخلوع وَعبد اللَّه الْمَأْمُون وَكتب بَينهمَا شُرُوطًا وعلق الْكتاب فِي الْكَعْبَة وفيهَا خرج أبوالخصيب رجل من أهل نسا فغلب عَلَى طوس وسرخس وَقتل بمرو قَتله عَلِيّ بْن عِيسَى بْن ماهان وفيهَا مَاتَ خَالِد بْن الْحَارِث الهُجَيْمِي وَعباد بْن الْعَوام وَصَالح بن عَليّ بسلمية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد وفيهَا مَاتَ الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ فِي الْمحرم وَبشر بْن الْمفضل فِي جُمَادَى وَعلي بْن نصر الْجَهْضَمِي وَعبد السَّلَام بْن حَرْب بِالْكُوفَةِ وَعمر بْن عبيد الطنافسي والفضيل بْن عِيَاض بِمَكَّة وفيهَا قتل أَمِير الْمُؤمنِينَ جَعْفَر بْن يحيى بْن خَالِد بْن برمك بالأنبار فِي أول لَيْلَة من صفر وفيهَا قتل إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان بْن نهيك وفيهَا وَجه أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون ابْنه الْقَاسِم عَلَى صائفة الرّوم وَمَعَهُ عَبْد الْملك بْن صَالح وَأهل الثغور فَدخل درب الصفصاف حَتَّى أَتَى قُرَّة فَأرْسل إِلَيْهِ نقفور يسْأَله أَن ينْصَرف وَيُعْطِيه ثَلَاث مائَة وَعشْرين أَسِيرًا من الْمُسلمين فَفعل وَانْصَرف سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون وفيهَا مَاتَ الْحُسَيْن بْن الْحسن بِالْبَصْرَةِ وَعَبدَة بْن سُلَيْمَان بِالْكُوفَةِ وعزل عَبْد الْملك بْن صَالح وَولى ابْنه الْقَاسِم بْن هَارُون فَوجه الْقَاسِم بْن هَارُون ابْن جِبْرِيل فَدخل من درب الْحَدث فلقي الْعَدو بمرج عذراء فَهزمَ اللَّه الْعَدو سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة أَقَامَ الْحَج الْعَبَّاس بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ عَبْد الْأَعْلَى بْن عَبْد الْأَعْلَى وَمُحَمّد بْن يَزِيد الوَاسِطِيّ وَيحيى بْن الْيَمَان وَمُحَمّد بْن الْحسن القَاضِي بِالريِّ وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر اسْمه سُلَيْمَان وفيهَا أغار الطاغية عَلَى عين زربة وعَلى الْكَنِيسَة السَّوْدَاء وأذنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 سنة تسعين وَمِائَة فِيهَا أَقَامَ الْحَج عِيسَى بْن مُوسَى بْن الْمهْدي وفيهَا خلع رَافع بْن لَيْث بْن نصر بْن سيار بسمرقند وَوجه إِلَيْهِ عَلِيّ بْن عِيسَى ابْن ماهان وَهُوَ وَالِي خُرَاسَان ابْنه عِيسَى بْن عَلِيّ فَهزمَ عِيسَى وفيهَا مَاتَ عُمَر بْن عَلِيّ بْن عَطاء بْن مقدم وَحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّؤَاسِي ويوسف بْن خَالِد السَّمْتِي وَأسد بْن عَمْرو وفيهَا غزا أَمِير الْمُؤمنِينَ الرّوم وَفرق القواد فِي بِلَادهمْ وَأقَام أَمِير الْمُؤمنِينَ بطوانة وَسَأَلَهُ الطاغية أَن ينْصَرف وَيُعْطِيه مَالا فَأبى إِلَّا أَن يُعْطِيهِ فديَة وَيبْعَث إِلَيْهِ بجزية عَن رَأسه وَرَأس ابْنه فَبعث إِلَيْهِ بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار جِزْيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج الْفضل بْن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد وفيهَا قتل رَافع بْن اللَّيْث عِيسَى بْن عَليّ بن عِيسَى بنسف وفيهَا عزل عَلِيّ بْن عِيسَى عَن خُرَاسَان وَولى هرثمة بْن أعين وعزل معَاذ بْن معَاذ عَن قَضَاء الْبَصْرَة وَولى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ وفيهَا غزا يَزِيد بْن مَخْلَد بْن يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة فَسلم وغنم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج الْعَبَّاس بْن عبيد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر امير الْمُؤمنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 وفيهَا عزل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ عَن قَضَاء الْبَصْرَة وَولى عَبْد اللَّهِ بْن سوار بْن عَبْد اللَّهِ العَنبري وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن إِدْرِيس الأودي يكنى أَبَا مُحَمَّد وَحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّؤَاسِي وَعلي بْن ظبْيَان ويوسف بْن أَبِي يُوسُف القَاضِي وَعِيسَى بْن جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر بطبرستان وفيهَا قتل ثروان الشاري سَالم بْن سلم بْن قُتَيْبَة بْن مُسلم الْبَاهِلِيّ بطف الْبَصْرَة وفيهَا خرج الخرمية بِالْجَبَلِ فأغزاهم أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون خُزَيْمَة بْن خازم فَقتل وَسبي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون بطوس من ارْض خُرَاسَان لَيْلَة السبت غرَّة جمادي الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن سبع وَأَرْبَعين وَقَالَ عَبْد الْعَزِيز بْن عمرَان بْن أَبِي ثَابت ولد لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَمِائَة وَمَات وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَأَرْبَعين سنة وَخَمْسَة أشهر وَثَلَاثَة أَيَّام قَالَ الْوَلِيد وَغَيره ولد بِالريِّ سنة سِتّ واربعين وَمِائَة وَكَانَت ولَايَته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وشهرا وَنصفا بيعَة مُحَمَّد الْأمين وبويع مُحَمَّد المخلوع بْن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأمه أم جَعْفَر بنت جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 تَسْمِيَة عُمَّال أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون مَكَّة أقرّ عَلَيْهَا عبيد اللَّه بْن قثم ثمَّ عَزله وَولى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ عَزله وَولى سُلَيْمَان بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ ثمَّ إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ كَانَت الْولَايَة لِأَبِيهِ مُوسَى بْن عِيسَى فولاه ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن قثم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمرَان بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان الطلحي ثمَّ عبيد اللَّه بْن قثم بْن عَبَّاس بْن عبيد اللَّه بْن عَبَّاس فَمَاتَ ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ ثمَّ الْعَبَّاس بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن مُوسَى فاستخلف طَلْحَة بْن بِلَال ثمَّ ولى عَلِيّ بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن مُوسَى مُحَمَّد فاستخلف مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سَلمَة المَخْزُومِي القَاضِي ثمَّ حَمَّاد الْبَرْبَرِي مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سعيد بْن الْمُغيرَة بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بْن عَفَّان ثمَّ سُلَيْمَان بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان مَاتَ بهَا ثمَّ احْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ ثمَّ الْفضل بْن عَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ ثمَّ ولى القَاضِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سَلمَة حَتَّى مَاتَ هَارُون الْيمن ولى خَاله الغطريف فَوجه الغطريف ابْن خَالَته الْوَلِيد ثمَّ قدمهَا الغطريف ووليها مُحَمَّد بن ابرهيم فَوجه ابْنه إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد ثمَّ عَزله وَولى ابْنه الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد ووليها أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل وَأَيوب بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان وَالْعَبَّاس ابْن سعيد مَوْلَاهُ وَعبد اللَّه بْن مُصعب الزبيرِي وَإِبْرَاهِيم بْن عبيد اللَّه الحَجبي وَمُحَمّد بْن خَالِد بْن برمك وَحَمَّاد الْبَرْبَرِي حَتَّى مَاتَ هَارُون الْبَصْرَة ولاها مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فَمَاتَ مُحَمَّد فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة ثمَّ ولاها أَمِير الْمُؤمنِينَ سُلَيْمَان بْن أَبِي جَعْفَر ثمَّ عَزله فِي آخر سنة أَربع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 وَسبعين وَولى عِيسَى بْن جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر فَخرج عِيسَى واستخلف الْمُهلب بْن الْمُغيرَة فَقدم خُزَيْمَة بْن خازم الْبَصْرَة وَصلى بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة وَادّعى عهدا ثمَّ عزل عِيسَى وَولى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فولى ابْنه سُلَيْمَان بْن جَعْفَر ثمَّ عَزله وَولى جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ عزل سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَة وَولى عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن عبد الله بن عَبَّاس فشخص فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَة واستخلف مَالك بْن عَلِيّ الْخُزَاعِيّ ثمَّ ولى اسحق بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَة ثمَّ عَزله سنة تسع وَسبعين وَمِائَة وَولى سُلَيْمَان بْن جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ عَزله وَولى عِيسَى بْن جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ فَخرج اسْتخْلف الْمُهلب بْن الْمُغيرَة ثمَّ عزل الْمُهلب وَولى مُحَمَّد بْن زُهَيْر الغامدي ثمَّ عزل عِيسَى وَولى الْحُسَيْن بْن جميل مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ عَزله وَولى إِسْحَاق بْن عِيسَى ابْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس فَلم يزل عَلَى الْبَصْرَة حَتَّى مَاتَ هَارُون وَكَانَ يسْتَخْلف إِذا شخص عَبْد الْملك الْأنْصَارِيّ إِمَام الْمَسْجِد الْكُوفَة مَاتَ مُوسَى وَعَلَيْهَا مُوسَى بْن عِيسَى بْن عَلِيّ فَوجه أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون إِلَى مصر وَولى ابْنه الْعَبَّاس بْن مُوسَى ثمَّ عَزله وَولى يَعْقُوب بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلم يأتها واستخلف الحجواني يحيى بْن بشر بْن حجوان الْحَارِثِيّ ثمَّ عَزله وَولى مُوسَى بْن عِيسَى ثمَّ عَزله وَولى الْعَبَّاس بْن مُوسَى بْن عِيسَى شَهْرَيْن ثمَّ عَزله وَولى إِسْحَاق بْن الصَّباح الْكِنْدِيّ ثَلَاثَة أشهر ثمَّ عَزله وَولى جَعْفَر بن جَعْفَر ابْن ابِي جَعْفَر فَلم يأتها وَولى مَنْصُور بْن عَطاء الْخُرَاسَانِي مولى بَنِي لَيْث ثمَّ عزل وَولى مُوسَى بْن عِيسَى حَتَّى مَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون خُرَاسَان أقرّ عَلَيْهَا أَبَا الْعَبَّاس الطوسي ثمَّ عَزله وَولى جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث ثمَّ الْعَبَّاس بْن جَعْفَر ثمَّ الْحسن بْن قَحْطَبَةَ أَيَّامًا ثمَّ الغطريف خَال أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ حَمْزَة بْن مَالك ثمَّ الْفضل بْن يحيى بْن خَالِد بْن برمك فولاها الْفضل عُمَر بْن حمل الْيَرْبُوعي ثمَّ عزل الْفضل بْن يحيى وَولى مَنْصُور بْن يَزِيد ثمَّ جَعْفَر ابْن يحيى بْن خَالِد فَلم يسر إِلَيْهَا وولاها عَلِيّ بْن عسي بْن ماهان ثمَّ عزل سنة إِحْدَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 وَتِسْعين وَمِائَة وولاها هرثمة بْن أعين حَتَّى مَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون سجستان مَاتَ مُوسَى وَعَلَيْهَا كثير بن سلم فشتفب الْجند فَجَاءَهُمْ أَصْرَم بْن عَبْد الحميد الطَّائِي من قبل خُرَاسَان ثمَّ ولي عَبْد اللَّهِ بْن حميد بْن قَحْطَبَةَ ثمَّ عُثْمَان ابْن عمَارَة بْن حَرِيم ثمَّ دَاوُد بْن يَزِيد من قبل الغطريف ثمَّ يَزِيد بْن جرير من قبل الْفضل بْن يحيى بْن خَالِد ثمَّ إِبْرَاهِيم بْن جرير من قبل الْفضل بْن يحيى أَيْضا ثمَّ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ من قبل عَلِيّ بْن عِيسَى بْن ماهان ثمَّ يَزِيد بْن جرير من قبل عَلِيّ بْن عِيسَى بْن ماهان أَيْضا ثمَّ عَلِيّ بْن الْحسن بْن قَحْطَبَةَ ثمَّ أَصْرَم بْن عِيسَى بْن ماهان فولاها مولى لَهُ ثمَّ أَحْمَد بْن الْحصين بْن عَبْد الحميد الطَّائِي فَمَاتَ بهَا واستخلف رجلا من أَهلهَا يُقَال لَهُ بْن سَلمَة ثمَّ عَليّ القومسي ثمَّ الحكم بْن سِنَان الْبَاهِلِيّ من قبل هرثمة حَتَّى مَاتَ هَارُون السَّنَد ولاها اللَّيْث مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ عَزله وولاها البرنسي سَالم مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ فَمَاتَ بهَا واستخلف ابْنه إِبْرَاهِيم بْن سَالم فوليها سنة ثمَّ عزل ووليها إِسْحَاق ابْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ ثمَّ عزل ووليها مُحَمَّد بْن طيفور الْحِيرِي وَيُقَال مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ عَزله وَولى سعيد بْن سلم بْن قُتَيْبَة فَوجه أَخَاهُ كثير بْن سلم ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد ابْن عدي ابْن أُخْت هِشَام بْن عَمْرو فَمَنعه أهل المولتان وَولى عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان ثمَّ خرج واستخلف عَبْد اللَّهِ بْن الْعَلَاء الضَّبِّيّ ثمَّ ولى أَيُّوب بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فَوجه أَيُّوب عَلَى مقدمته سُلَيْمَان بْن سعيد بْن زيد ثمَّ مَاتَ أَيُّوب قبل أَن يدخلهَا فولى دَاوُد بْن يَزِيد بْن حَاتِم فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ هَارُون الجزيرة من عُمَّال هَارُون عَلَيْهَا مُحَمَّد بْن خَالِد بْن برمك وَمُحَمّد بْن إِبْرَاهِيم وَخُزَيْمَة بْن خازم وَيزِيد بْن مزِيد ثمَّ سُلَيْمَان بْن أَبِي جَعْفَر ثمَّ مُحَمَّد بْن جميل ثمَّ خُزَيْمَة بْن خازم الْولَايَة الثَّانِيَة حَتَّى مَاتَ هَارُون مصر جَعْفَر بْن يحيى بْن خَالِد فَلم يسر إِلَيْهَا وولاها ابْن الْمسيب بْن زُهَيْر ثمَّ ولاها هَارُون إِبْرَاهِيم بْن صَالح ثمَّ عَزله وولاها مسلمة بْن يحيى أَخا جِبْرِيل بْن يحيى ثمَّ مُوسَى بْن عِيسَى ثمَّ إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان ثمَّ هرثمة بْن أعين ثمَّ عبيد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 ابْن الْمهْدي ثمَّ حوي بْن جُوَيْن الْعَدوي ثمَّ اللَّيْث بْن الْفضل مولى لَهُم ثمَّ حُسَيْن بْن جميل مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ ابْن مَاعِز الْكَلْبِيّ أفريقية أقرّ عَلَيْهَا يَزِيد بْن حَاتِم حَتَّى مَاتَ يَزِيد واستخلف ابْنه دَاوُد بْن يَزِيد ثمَّ عَزله سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَولى روح بْن حَاتِم فَمَاتَ سنة أَربع أَو خمس وَسبعين واستخلف ابْنه قبيصَة بْن روح فَعَزله وَولى نصر بْن حبيب سنة وَنصفا ثمَّ ولى الْفضل بْن روح فثار بِهِ الْجند وَعَلَيْهِم رجل من أهل هراة يُقَال لَهُ عبدويه فَقتل الْفضل وَغلب عَلَى الْبِلَاد ثمَّ قدم هرثمة بْن أعين فأمن عبدويه وَحمله إِلَى بَغْدَاد ثمَّ وَليهَا مُحَمَّد بْن مقَاتل العكي فثار بِهِ رجل من الْأَبْنَاء يُقَال لَهُ تَمام فَأخْرج مُحَمَّدًا وَغلب عَلَيْهَا ثمَّ رَجَعَ مُحَمَّد فَأخْرج تَمامًا وَغلب عَلَيْهَا وَصَارَت فِي يَده فثار بِهِ الْأَبْنَاء فاخرجوه وولوا إِبْرَاهِيم بْن الْأَغْلَب بْن سَالم فجَاء عهد من قبل أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هَارُون الْمَوْسِم قد كتبنَا من قَامَ بِالْحَجِّ فِي كتاب تَارِيخ السنين كل سنة الْقَضَاء قَضَاء الْبَصْرَة ولاها عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد المَخْزُومِي ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن حبيب الْعَدوي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة ثمَّ عزل سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَولى معَاذ ابْن معَاذ ثمَّ عزل سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة وَولى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ ثمَّ عزل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة وَولى عَبْد اللَّهِ بْن سوار بْن عَبْد اللَّهِ العَنبري فَمَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَهُوَ قَاض الْكُوفَة أقرّ عَلَيْهَا الْقَاسِم بْن معَن ثمَّ عَزله وَولى نوح بْن دراج مولى النخع ثمَّ عَزله وَولى شَرِيكا ثمَّ عَزله وَولى حَفْص بْن غياث ثمَّ الْحسن بْن زِيَاد اللؤْلُؤِي الْمَدِينَة لم يذكر لَهَا قَاضِيا كَانَ قَاضِي هَارُون أَبُو يُوسُف فَمَاتَ أَبُو يُوسُف فاستقضى وهب بن وهب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أَبَا البخْترِي وَسَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن الجُمَحِي فَمَاتَ فاستقضى الْحُسَيْن بْن الْحسن الْعَوْفِيّ الشَّرْط خُزَيْمَة بْن خازم ثمَّ الْمسيب بْن زُهَيْر فَكَانَ ابْنه مُحَمَّد بْن الْمسيب يسير بالحربة بَين يَدَيْهِ ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن مَالك قَالَ أَبُو الْحسن مَاتَ مُوسَى وعَلى شَرطه عَبْد اللَّهِ بْن مَالك فأقره هَارُون ثمَّ عَزله وَولى وهب بْن إِبْرَاهِيم وَسَماهُ وهب بْن عُثْمَان وَطرح اسْم إِبْرَاهِيم مَاتَ هَارُون وَهُوَ عَلَى شَرطه كَاتب الرسائل إِسْمَاعِيل بْن صبيح من أهل حران وَكتب لَهُ يحيى بْن سليم الدِّيوَان وَالْخَرَاج والجند أَبُو صَالح فضم ذَلِكَ إِلَى إِسْمَاعِيل بْن صبيح الْخَاتم جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث ثمَّ ولاه خُرَاسَان وَدفع الْخَاتم إِلَى حَمْزَة بْن مَالك ثمَّ دَفعه إِلَى أَبِي الْعَبَّاس الطوسي فَمَاتَ أَبُو الْعَبَّاس فَصَارَ الْخَاتم إِلَى يحيى ابْن خَالِد بْن برمك ثمَّ إِلَى جَعْفَر بْن يحيى ثمَّ رده إِلَى يحيى بْن خَالِد ثمَّ صَار فِي يَد أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون الحرس جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن مَالك ثمَّ عَلِيّ بْن عِيسَى بْن ماهان ثمَّ صير الحرس إِلَى جَعْفَر بْن يحيى بْن خَالِد فولى جَعْفَر صَالح بْن شيخ بْن عميرَة ثمَّ ولى جَعْفَر هرثمة بْن أعين فأقره هَارُون حَاجِبه بشير بْن مَيْمُون مَوْلَاهُ ثمَّ مُحَمَّد بْن خَالِد بْن برمك ثمَّ الْفضل بْن الرّبيع كَانَ وزيره وَصَاحب أمره كُله يحيى بْن خَالِد بْن برمك ثمَّ ابْنه جَعْفَر بْن يحيى ثمَّ قَتله فَصَارَ الْفضل بْن الرّبيع أَقَامَ الْحَج سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة دَاوُد بْن عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بن عَليّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 وَفِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة مَاتَ أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش مولى وَاصل بْن حَيَّان الأحدب وفيهَا مَاتَ غنْدر فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج عَلِيّ بْن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا مَاتَ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم أمه علية وَعبد الْوَهَّاب بْن عَبْد الْمجِيد الثَّقَفِيّ وَمُحَمّد بْن أَبِي عدي مولى بَنِي سليم وَحَفْص بْن غياث النَّخعِيّ وفيهَا عزل أَبُو البخْترِي وهب بْن وهب عَن الْمَدِينَة ووليها إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس ابْن مُحَمَّد وفيهَا صَار رَافع بْن لَيْث إِلَى طَاعَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَأْمُون وَقدم عَلَيْهِ وَذَلِكَ قبل أَن يقتل المخلوع سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج دَاوُد بْن عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ وفيهَا وَجه المخلوع عَلِيّ بْن عِيسَى بْن ماهان إِلَى خُرَاسَان وَوجه أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَأْمُون طَاهِر بْن الْحُسَيْن بْن مُصعب فَالْتَقوا بِالريِّ فِي شعْبَان فَقتل عَلِيّ بْن عِيسَى وفيهَا دعِي لِلْمَأْمُونِ بالخلافة بخراسان وفيهَا قتل طَاهِر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جبلة الأبناوي وفيهَا خرج هرثمة لقِتَال المخلوع وفيهَا مَاتَ مُحَمَّد بْن الفضيل بْن غَزوَان وعثام بْن عَلِيّ ومعاذ بْن معَاذ وَإِسْحَاق ابْن يُوسُف الْأَزْرَق وَأَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الرحيم الْمحَاربي بِالْكُوفَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج الْعَبَّاس بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ ابْن عَبَّاس ودعا لِلْمَأْمُونِ بالخلافة فِي الْمَوْسِم بِمَكَّة وَالْمَدينَة وفيهَا وثب الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن ماهان بِبَغْدَاد فَخلع مُحَمَّدًا المخلوع ودعا النَّاس إِلَى بيعَة الْمَأْمُون وَأخذ مُحَمَّدًا المخلوع يَوْم الثُّلَاثَاء فِي رَجَب فحبسه ووثب الْجند عَلَى حُسَيْن بْن عَلِيّ فَقَتَلُوهُ وأخرجوا المخلوع من الْحَبْس وفيهَا خرج عون بْن جمْهَان السَّعْدِيّ بِالْبَصْرَةِ ودعا إِلَى الْمَأْمُون وخلع مَنْصُور بْن الْمهْدي مُحَمَّدًا المخلوع ودعا إِلَى الْمَأْمُون وفيهَا قتل مُحَمَّد بْن يَزِيد بْن حَاتِم بالأهواز وفيهَا قدم طَاهِر بْن الْحُسَيْن بَغْدَاد وَبَايَعَهُ الحربية وفيهَا كَانَت هزيمَة زُهَيْر بْن الْمسيب بِالْبَصْرَةِ يَوْم الثُّلَاثَاء لثمان خلون من شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج الْعَبَّاس بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بن عبد الْمطلب فِيهَا حصر المخلوع بِبَغْدَاد وأحاطت بِهِ الأجناد طَاهِر بْن الْحُسَيْن وهرثمة بْن أعين وَزُهَيْر بْن الْمسيب فِيهَا مَاتَ وَكِيع بْن الْجراح بفيد وَعبد الْعَزِيز بْن عمرَان بْن ابي ثَابت الْأَعْرَج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة أَقَامَ الْحَج الْعَبَّاس بْن مُوسَى بْن عِيسَى أَيْضا وفيهَا قتل المخلوع لَيْلَة الْأَحَد لليلتين بَقِيَتَا من الْمحرم ولي قَتله قُرَيْش الدنداني وَنصب رَأسه طَاهِر بْن الْحُسَيْن سَاعَة من نَهَار وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى الْمَأْمُون وفيهَا مَاتَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَيحيى بْن سعيد الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بْن مهْدي ومعن بن عِيسَى وفيهَا عزل عَبْد اللَّهِ بْن سوار عَن قَضَاء الْبَصْرَة وَولى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ ولد المخلوع بِبَغْدَاد سنة سبعين وَمِائَة وَقتل بِبَغْدَاد فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَعشْرين كَانَت ولَايَته إِلَى أَن خلع ودعي بالخلافة لِلْمَأْمُونِ بخراسان سنتَيْن وخلع بالعراق والحجاز بعد ذَلِكَ سنتَيْن فَكَانَت ولَايَته إِلَى أَن قتل أَربع سِنِين وَثَمَانِية أشهر واستقامت لأمير الْمُؤمنِينَ عَبْد اللَّهِ الْمَأْمُون ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلَى شَرطه عَبْد اللَّهِ بْن خازم ثمَّ مُحَمَّد بْن حَمْزَة بْن مَالك ثمَّ عَزله وَأعَاد عَبْد اللَّهِ بْن خازم قَاضِي المخلوع إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بْن أَبِي حنيفَة وَولى أَبَا البخْترِي وهب بْن وهب سنة خمس وسعين ثمَّ ولى ابْن أَبِي حنيفَة قَضَاء الْكُوفَة وَهلك بهَا الْبَصْرَة عَبْد اللَّهِ بْن سوار سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة فِيهَا قدم الْحسن بْن سهل واليا عَلَى الْعرَاق فَنزل مَدِينَة السَّلَام خُرُوج ابْن طَبَاطَبَا بِالْكُوفَةِ وفيهَا خرج مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ ابْن طَبَاطَبَا بِالْكُوفَةِ يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من جمادي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 الْآخِرَة فوافاه أَبُو السَّرَايَا واسْمه السّري بْن مَنْصُور الشَّيْبَانِيّ فِي ذَلِكَ الْيَوْم فهرب وَالِي الْكُوفَة وَصَارَت فِي أَيْديهم بِغَيْر قتال ثمَّ مَاتَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم فِي أول شعْبَان فِي تِلْكَ السّنة فبويع مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن زيد بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وثوب مُحَمَّد بن جَعْفَر بِالْبَصْرَةِ وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان بِالْمَدِينَةِ وفيهَا وثب مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بِالْبَصْرَةِ فَصَارَت إِلَيْهِ بِغَيْر قتال ووثب مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بِالْمَدِينَةِ فَصَارَت إِلَيْهِ بِغَيْر قتال أَبُو السَّرَايَا يهْزم بعوث الْحسن بْن سهل وفيهَا بعث الْحسن بْن سهل زُهَيْر بْن الْمسيب إِلَى الْكُوفَة فَلَقِيَهُ أَبُو السَّرَايَا فَهزمَ زهيرا وحوى سفنه وأثقاله فَوجه الْحسن بن سهل أَيْنَمَا عَبدُوس بْن مُحَمَّد بْن أَبِي خَالِد فَلَقِيَهُ أَبُو السَّرَايَا بالجامع فَقتل عبدوسا وَعَامة أَصْحَابه وحوى عسكره وَوجه الْحسن بْن سهل أَبَا البط أَحْمَد بْن عَمْرو الذهلي فَوجه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن زيد مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن فَالْتَقوا بساباط من أَرض السوَاد فَهزمَ أَبُو البط وأتى إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ الْيمن وَنفى عَنها إِسْحَاق بْن مُوسَى بْن عِيسَى خُرُوج ابْن الْأَفْطَس بِمَكَّة وَبعث الْمَأْمُون سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن عِيسَى بْن مُوسَى لإِقَامَة الْحَج فَوَثَبَ ابْن الْأَفْطَس واسْمه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حسن بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بِمَكَّة فبيض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 فَتنحّى سُلَيْمَان وَلم يمض إِلَى عَرَفَة ووقف النَّاس بِغَيْر إِمَام وأتى الْحُسَيْن بْن الْحسن عَرَفَات لَيْلَة النَّحْر وَقد صدر النَّاس عَنها فَوقف بِالنَّاسِ غَدَاة جمع وفيهَا خرج هرثمة بْن أعين فِي شهر رَمَضَان لمحاربة أَبِي السَّرَايَا وَأَصْحَابه وفيهَا مَاتَ أَبُو إِسْمَاعِيل بْن أَبِي فديك وَعبد اللَّه بْن نمير بِالْكُوفَةِ سنة مِائَتَيْنِ فِيهَا هزم هرثمة ابا السَّرَايَا وَمَعَهُ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ودخلا الْكُوفَة يَوْم الْأَحَد لِلنِّصْفِ من محرم فهرب أَبُو السَّرَايَا وَمُحَمّد بْن مُحَمَّد فَأَخذهُمَا حَمَّاد الأندغوش بِنَاحِيَة السوس فَبعث بهما إِلَى الْحسن بْن سهل فَقتل أَبَا السَّرَايَا وصلبه على خشبتين وفيهَا دخل عَليّ بن ابي سعيد وأحمدبن سعيد بْن سلم والجلودي الْبَصْرَة والأمير عَلِيّ بْن أَبِي سعيد فَخرج زيد وَمن كَانَ بهَا من الطالبيين بِالْبَصْرَةِ وَأقَام الْحَج أَبُو إِسْحَاق ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ فَوَثَبَ مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ وَابْن الْأَفْطَس بِمَكَّة فَظهر عَلَيْهِم أَبُو إِسْحَاق بْن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَبعث بهما إِلَى الْمَأْمُون وفيهَا مَاتَ أَسْبَاط بْن مُحَمَّد وَعلي بْن عَاصِم وَدَاوُد بْن يَزِيد بْن حَاتِم بالسند سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ فِيهَا بَايع الْمَأْمُون لعَلي بْن مُوسَى بْن جَعْفَر بالخلافة من بعده وخلع الْقَاسِم بْن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأمر بِالسَّوَادِ فألقي ولبست الخضرة وفيهَا أخرج الْحسن بْن سهل من بَغْدَاد وبويع إِبْرَاهِيم بْن الْمهْدي وَأمه شكْلَة بِبَغْدَاد وَأخذت لَهُ الْكُوفَة وَعَامة السوَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 وفيهَا قتل زُهَيْر بْن الْمسيب بِبَغْدَاد وَقتل مُحَمَّد بْن أَبِي خَالِد أَصَابَته ضَرْبَة فَمَاتَ مِنْهَا وفيهَا مَاتَ هرثمة بْن أعين لَيْلَة الْأَحَد لثلاث خلون من الْمحرم وَأقَام الْحَج دَاوُد بْن عِيسَى بْن مُوسَى سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا خرج أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَأْمُون من خُرَاسَان يُرِيد بَغْدَاد وفيهَا قتل الْفضل بْن سهل بسرخس فِي شعْبَان فَقتل أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلِيّ بْن أَبِي سعيد ومُوسَى بْن عمرَان وَعبد الْعَزِيز بْن عمرَان اتهمهم بقتل الْفضل بْن سهل وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى بْن جَعْفَر أَخُو الرِّضَا وفيهَا مَاتَ حَمَّاد بْن مسْعدَة سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ فِيهَا مَاتَ الرِّضَا عَلِيّ بْن مُوسَى بْن جَعْفَر يَوْم السبت آخر يَوْم من صفر وَقدم الْمَأْمُون بَغْدَاد يَوْم الْأَحَد فِي شهر رَمَضَان وَأقَام الْحَج سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فِيهَا مَاتَ زيد بْن الْحباب وَمُحَمّد بْن بشر وحسين بْن عَلِيّ الْجعْفِيّ وَيحيى بْن آدم مولى لآل عقبَة بْن أَبِي معيط وَمُحَمّد بْن بَكْر البرْسَانِي فِي ذِي الْحجَّة وَأَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن عبد الله الزبيرِي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج عبيد اللَّه بْن الْحسن بْن عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 وَالِي مَكَّة وَالْمَدينَة أَيْضا وفيهَا نزل الْمَأْمُون الرصافة وَأمر بإلقاء الخضرة وفيهَا مَاتَ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بْن دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج عبيد اللَّه بْن الْحسن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب أَيْضا وفيهَا مَاتَ مُحَمَّد بْن عبيد الطنافسي وَيَعْقُوب بْن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ وَعبد الْملك ابْن عَمْرو وابو عَامر الْعَقدي وَكِلَاهُمَا فِي جمادي يَوْم الْأَحَد سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج عبيد اللَّه بْن الْحسن بْن عبيد اللَّه بْن عَبَّاس أَيْضا فِيهَا مَاتَ يَزِيد بْن هَارُون وشبابة بْن سوار وَأَبُو دَاوُد الْحَفرِي وَالْحجاج الْأَعْوَر وَيحيى بْن معَاذ بْن مُسلم والهيثم بْن عدي سنة سبع وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج أَبُو عِيسَى بْن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيهَا مَاتَ أَزْهَر بْن سعد السمان ووهب بْن جرير بْن حَازِم فِي أَولهَا وجعفر ابْن عون المَخْزُومِي وَكثير بْن هِشَام وَعمر بْن حبيب وَعبد الْعَزِيز بْن أبان وَمُحَمّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيّ وَأَبُو النَّضر هاشمم بْن الْقَاسِم وفيهَا مَاتَ طَاهِر بْن الْحُسَيْن بخراسان فولى أَمِير الْمُؤمنِينَ ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن طَاهِر خُرَاسَان مَعَ الجزيرة فولى أَخَاهُ طَلْحَة ابْن طاحر خُرَاسَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج صَالح بْن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ وفيهَا مَاتَ صَفْوَان بْن عِيسَى وَعبد اللَّه بْن بَكْر أَبُو وهب السَّهْمِي وَسَعِيد بْن عَامر فِي شَوَّال وشاذان بْن عَامر وَيُونُس بْن مُحَمَّد الْمُؤَدب وأشهل بْن حَاتِم وَيَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد وفيهَا مَاتَ الْقَاسِم وَأَبُو عِيسَى ابْنا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون وثابت بْن نصر وَالِي الثغور وَالْفضل بْن الرّبيع سنة تسع وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج صَالح بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ عُثْمَان بْن عُمَر بْن فَارس وَبشر بْن عُمَر الزهْرَانِي وَالْحسن بْن مُوسَى الأشيب وفيهَا أسر الخرمي أَحْمَد بْن الْجُنَيْد ومعاذ بن هَانِئ سنع عشر وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج صَالح بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد وفيهَا مَاتَ يعلى بْن عبيد الطنافسي وَيحيى بْن إِسْحَاق السيلَحِينِي وفيهَا ظفر الْمَأْمُون أَمِير الْمُؤمنِينَ بإبراهيم بْن الْمهْدي فَعَفَا عَنهُ سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج صَالح بْن الْعَبَّاس أَيْضا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 فِيهَا مَاتَ عَبْد الرَّزَّاق بْن همام وَعبد الرَّحِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمحَاربي والمعلى بْن مَنْصُور الرَّازِيّ وَأَبُو زيد الْهَرَوِيّ سنة أثنتي عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج عَبْد اللَّهِ بْن عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ فِيهَا مَاتَ أَبُو عَاصِم الضَّحَّاك بْن مَخْلَد فِي ذِي الْحجَّة وزَكَرِيا بْن عدي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج عَبْد اللَّهِ بْن عبيد اللَّه أَيْضا فِيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن دَاوُد وَعبيد اللَّه بْن مُوسَى وفيهَا مَاتَ حَمْزَة الشاري وفيهَا عزل مُحَمَّد بْن عباد بْن عباد عَن الْبَحْر وصير إِلَى غَسَّان بْن عباد فولى مُحَمَّد بْن عباد بْن عباد وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْمُقْرِئ سنة أَربع وَعشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج إِسْحَاق بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا قتل ابْن حميد الطوسي قتلته الخرمية وَهُوَ الْأَمِير سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج عَبْد اللَّهِ بْن عبيد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 وفيهَا مَاتَ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ وفيهَا ولي عَلِيّ بْن هِشَام محاربة الخرمية وفيهَا قتل إِبْرَاهِيم بْن اللَّيْث بأردبيل وفيهَا ولي إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد التَّيْمِيّ الْبَحْر وفيهَا مَاتَ إِسْحَاق بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بِالْيمن وفيهَا مَاتَ عَبْد الْملك بْن قريب الْأَصْمَعِي سنة سِتّ عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج عَبْد اللَّهِ بْن عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس سنة سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج سُلَيْمَان بْن عبد الله بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ الْحجَّاج بْن الْمنْهَال الْأنمَاطِي وَسَعِيد بْن سلم بْن قُتَيْبَة وفيهَا قتل عَلِيّ بْن هِشَام سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ وفيهَا مَاتَ الْمَأْمُون عَبْد اللَّهِ بْن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ وبويع المعتصم بِاللَّه أَبُو إِسْحَاق أَمِير الْمُؤمنِينَ تَسْمِيَة عُمَّال الْمَأْمُون الْمَدِينَة عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس وَضم إِلَيْهِ مَكَّة ثمَّ عبيد اللَّه بْن الْحسن بْن عبيد اللَّه بْن فلَان بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب وَقثم بْن جَعْفَر بْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فِي سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن فلَان بْن حُسَيْن بْن زيد ثمَّ عَزله وَولى سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ سنة ثَلَاث عشرَة سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج صَالح بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا مَاتَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي شعْبَان وَمَالك بْن إِسْمَاعِيل أَبُو غَسَّان النَّهْدِيّ وفيهَا اخْرُج الزط من البطيحة إِلَى بَغْدَاد عَلَى يَدي عجيف سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج صَالح بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد وفيهَا مَاتَ عَفَّان بْن مُسلم يَوْم الْخَمِيس لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من شهر ربيع الآخر وَعُثْمَان بْن الْهَيْثَم الْمُؤَذّن وَأَبُو حُذَيْفَة وَأَبُو عُمَر الضَّرِير وَعبد اللَّه بْن مسلمة بْن قعَنب وفيهَا غزا الْحسن بْن مُصعب بِلَاد الرّوم فنكب وَهزمَ وَأسر عَامَّة جَيْشه سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عِيسَى بْن مُوسَى وفيهَا مَاتَ عِيسَى بْن أبان القَاضِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عِيسَى بْن مُوسَى فِيهَا مَاتَ مُسلم بْن إِبْرَاهِيم والوليد بْن هِشَام بْن قحذم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 وفيهَا وقْعَة الأفشين بالكافر بابك فَهَزَمَهُ وَقتل فِي بِلَاده وحوى عسكره واستخرج من كَانَ فِي بِلَاده من أسرى الْمُسلمين وهرب بابك ثمَّ ظفر بِهِ أَسِيرًا فَكتب بِالْفَتْح إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد فِيهَا مَاتَ حرمي بْن حَفْص وَمُحَمّد بْن كثير ومُوسَى بْن إِسْمَاعِيل وَأَبُو عَبْد اللَّهِ الْخُزَاعِيّ وَأَبُو أُميَّة وَأَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث وَفِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ سَار أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو إِسْحَاق المعتصم بِاللَّه فِي جمع كثير فوغل فِي بِلَاد الرّوم وَقدم الأفشين خيذر بْن كاوس فلقي الطاغية بِموضع يُقَال لَهُ لورله عَلَى ميلين مِنْهَا فَهَزَمَهُ وَقتل من أَصْحَابه أَرْبَعَة آلَاف وَسَار أَمِير الْمُؤمنِينَ فَنزل عَلَى عمورية ووافاه الأفشين فافتتحها أَمِير الْمُؤمنِينَ عَنوة يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة بقيت من شهر رَمَضَان فَقتل بهَا مقتلة عَظِيمَة وسبى سَبَايَا كَثِيرَة وَخرب الْمَدِينَة وهدمها وَقبل وُصُول أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى عمورية خرب مَا مر بِهِ من قراهم وهربت الرّوم فِي كل وَجه وفيهَا خرب أنقرة ثمَّ توجه أَمِير الْمُؤمنِينَ قَافِلًا يَوْم السبت لتسْع بَقينَ من شهر رَمَضَان فَضرب أعَناق أَرْبَعَة آلَاف من الأسرى فَلم يزل يقتل الأسرى فِي مسيره وَيحرق حَتَّى ورد بِلَاد الْإِسْلَام وفيهَا أَتَى أَمِير الْمُؤمنِينَ بالكافر بابك أَسِيرًا فَأمر أَمِير الْمُؤمنِينَ بِقطع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ ثمَّ ضرب عَنقه وصلبه وَذَلِكَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وفيهَا مَاتَ الْحسن بْن عبيد اللَّه بْن الْحسن العَنبري قَاضِي الْبَصْرَة وفيهَا ولي احْمَد بْن ريَاح قَضَاء الْبَصْرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عِيسَى بْن مُوسَى وفيهَا مَاتَ عَارِم بْن الْفضل وَسليمَان بْن حَرْب بعده إِلَى أشهر وَعَمْرو بْن مَرْزُوق وَإِبْرَاهِيم بْن سُوَيْد سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج أَيْضا أَحْمد بن دَاوُد وفيهَا عزل أَحْمد بن عبيد الله بْن الْحسن العَنبري عَن بَحر الْبَصْرَة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج أَيْضا مُحَمَّد بْن دَاوُد وفيهَا عزل أَحْمَد بْن عبيد الله بْن الْحسن بَحر الْبَصْرَة سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ فِيهَا مَاتَ المعتصم بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ يَوْم الْخَمِيس لإحدى عشرَة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وبويع الواثق هَارُون بْن أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيهَا مَاتَ هِشَام بْن عَبْد الْملك أَبُو الْوَلِيد صَاحب الطيالسة وَسَهل بْن بكار وَأحمد ابْن يُونُس من أهل الْكُوفَة وَعبد اللَّه بْن عَبْد الْوَهَّاب الحَجبي من أهل الْبَصْرَة وَأقَام الْحَج المتَوَكل جَعْفَر بْن المعتصم أَمِير الْمُؤمنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ مَاتَ فِيهَا مُسَدّد بْن مسرهد وَعبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حَفْص يُقَال لَهُ ابْن عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن بْن الْمُبَارك مولى بَنِي تيم بْن ثَعْلَبَة وَتُوفِّي دَاوُد بْن سُلَيْمَان أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد وغزا إِبْرَاهِيم بْن هَاشم بَحر الْبَصْرَة من قبل احْمَد بْن ريَاح سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد وغزا إِبْرَاهِيم بْن هَاشم بَحر الْبَصْرَة من قبل احْمَد بْن ريَاح سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد وغزا إِبْرَاهِيم بْن هَاشم بَحر الْبَصْرَة فَبلغ أداني بِلَاد سرشت فَحرق بعض قراها وَأصَاب سبيا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد وفيهَا مَاتَ مُحَمَّد بْن الْمنْهَال الضَّرِير راوية يَزِيد بْن زُرَيْع وَأُميَّة بْن بسطان العائشي وَخلف بْن سَالم المخرمي وَهَارُون بْن مَعْرُوف من أهل بَغْدَاد وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اسماء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 قَالَ بَقِي بْن مَخْلَد وفيهَا مَاتَ يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير يَوْم السبت لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت من صفر أَخْبرنِي بذلك ابْنه عَبْد اللَّهِ وفيهَا كسرت مراكب المطوعة فِي بَحر الْبَصْرَة بَين جَنَابَة وسينيز وَأُصِيب فِيهَا نَاس من المطوعة وفيهَا كَانَ الْفِدَاء بالروم والوالي أَحْمَد بْن سعيد بْن سلم الْبَاهِلِيّ ففدى من الْمُسلمين نَحوا من أَرْبَعَة آلَاف رجل وسِتمِائَة وَنَحْوهَا من النِّسَاء وَالصبيان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا أَقَامَ الْحَج مُحَمَّد بْن دَاوُد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480