الكتاب: منار الهدى في بيان الوقف والابتدا المؤلف: أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الأشموني المصري الشافعي (المتوفى: نحو 1100هـ) المحقق: عبد الرحيم الطرهوني الناشر: دار الحديث - القاهرة، مصر عام النشر: 2008 عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني الأُشْمُوني، المقرئ الكتاب: منار الهدى في بيان الوقف والابتدا المؤلف: أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الأشموني المصري الشافعي (المتوفى: نحو 1100هـ) المحقق: عبد الرحيم الطرهوني الناشر: دار الحديث - القاهرة، مصر عام النشر: 2008 عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] منار الهدى في بيان الوقف والابتدا تأليف أحمد بن محمد بن عبد الكريم الأشموني من علماء القرن الحادي عشر الهجري تحقيق الشيخ عبد الرحيم الطرهوني تخصص في القراءات وعلوم القرآن الكريم ومدرس القراءات والتجويد بالأزهر الشريف دار الحديث الجزء الأول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدمة الحمد لله رب العالمين، أنزل القرآن الكريم تبيانًا لكل شىء، فكان المعجزة الخالدة على مر الأزمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسوله الأمين تلقى القرآن العظيم وبلَّغه كما أُنزل إليه من ربه، فقرأه على الناس على مُكْث ورتّله كما أحب الله أن يرتله، فأعطى الحروف حقها ومستحقها مما يليق عند النطق، ورضى الله عن آله وصحبه الذين سمعوه منه، ونقلوه عنه كما سمعوه، فأدّوا الأمانة خير أداء إعظامًا للكلام والمتكلم وإجلالاً للخطاب والمخاطب -سبحانه-، ورضى الله عَمَّنْ تلقوه عنهم من التابعين وتابعي التابعين ومن والاهم بإحسان جيلاً بعد جيل، حتى وصل إلينا كتاب الله في كماله، محفوظًا من التغيير والتبديل، مصونًا من كل تحريف منطوقًا به على الوجه الصحيح، مؤدًى كما نزل بلسان عربي مبين. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليمًا. {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)} [المائدة: 15، 16]. وبعد: فقد خلق الله الإنسان، وميّزه بالبيان، وجعل له اللسان أداة للنطق، والأذن أداة للسمع، والعقل أداة للفهم، والروح أداة للتأثير والتأثر، والقرآن المجيد أعلى الكلام وأحلاه، وما ظنك بكلام ربِّ العالمين وقد منَّ به على أمّة أحبّ أحبابه وأصفى أصفيائه، سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكانت أمته أمّة القرآن الكريم، وكانت خير أمّة أخرجت للناس. وقد تكفل الله بحفظ القرآن الكريم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. لينتفع به الآخرون كما انتفع به الأولون، فكان من كل جيل الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله. وقد قرأ الأولون القرآن، فأدوا القراءة أحسن أداء، وكان حسن الأداء سبيلهم لحسن الاستماع، وكان حسن الاستماع سبيلاً لحسن التدبر، وحسن التدبر سبيلاً لحسن الانتفاع، وكيف لا يفعلون والكلام عزيز من عزيز وعلىٌّ من علىًّ وحكيم من حكيم، أحكمت آياته وفصِّلت كلماته، وبهرت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 بلاغته العقول، وظهرت فصاحته على كل مقول. وهو مع قوة بيانه وشدة سلطانه، عميق البحار واسع الأقطار، يقول القارئ إذا قرأه والسامع إذا سمعه: قد فهمته لتجلى فحواه فإذا تأمله كأنه ما قرأه أو سمعه لقوة مبناه، ودقة معناه، فلزم أن يقرأه القارئ على روية وإحكام، كما كان يفعلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد أعطى الحروف حقها فى قراءته الشريفة على الأصول الصحيحة، فلم تكن قراءته هذًّا ولا عجلة بل كانت مفسرّة حرفًا حرفًا. كما كان - صلى الله عليه وسلم - يقطِّع قراءته كل آية فيقول مثلا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ويقف، ثم يقول {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ويقف، ثم يقول {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وهكذا. وقد روى الزهري أن قراءته - صلى الله عليه وسلم - كانت آية آية، وروى ذلك البيهقى أيضًا في «شُعَب الإيمان» وغيره كثيرون ممن رجَّحوا الوقوف على رؤوس الآي، وإن تعلقت في المعنى بما بعدها. ولا شك في أنّ إتباع هدى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته أولى من اتباع الرأي القائل بتسجيل اتباع الأغراض والمقاصد للوقوف عند انتهائها، وقد قال -تَعَالَى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)} [الأحزاب: 21]. وقال -تَعَالَى-: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54]. وكما كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ القرآن بنفسه كان يحب أن يسمعه من غيره، وفى كلٍّ من قراءته واستماعه كان أحيانًا يذرف الدمع من عينيه إجلالاً وهيبة من عظمته واستعظامًا لقدرته وإشفاقًا على أمته، وقد طلب - صلى الله عليه وسلم - من ابن مسعود - رضي الله عنه - أن يقرأ عليه فقال: أأقر وعليك أنزل؟! فقال: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، فقرأ عليه سورة النساء حتى إذا بلغ قول الله -تَعَالَى-: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]. بكى - صلى الله عليه وسلم - حتى ذرفت عيناه بالدموع. وكان - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على جميع أحيانه، وكان يقرأ القرآن قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومتوضئا ومحدثًا، ولم يكن يمنعه شىء من قراءة القرآن إلا الجنابة. ويجب أن يتلو المؤمن القرآن الكريم حق تلاوته كما كان يفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فقد أخرج ابن خزيمة في صحيحه عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل». وقال حجة الإسلام الإمام الغزالي - رضي الله عنه -: «وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ، والتأثر بالأزجار والائتمار، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 فاللسان يرتل، والعقل يترجم، والقلب يتعظ». وقال -سبحانه وتعالى-: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} [ص: 29]. وقد جعل الله فى قلوب عباده من القوة ما شاء فضلاً منه ورحمة، ليتدبَّروه وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته وأداء حقوقه، فلقد قال -سبحانه وتعالى-: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21]. وهذا تمثيل وتخييل لعلو شأن القرآن، وقوة تأثير ما فيه من المواعظ كما ينطق به قوله -سبحانه وتعالى-: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21]. أريد به توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وعدم خشوعه عند تلاوته وقلة تدبُّره فيه. ومن الصحابة الذين علّمهم الرسول -عَلَيْهِ الصَّلاة والسَّلام- عن سيدنا جبريل -عَلَيْهِ السَّلام- أُبى بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم - في أولهم: «أقرؤُكُم أُبىٌ»، وفى ثانيهم: «من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا طريًّا كما أُنزل فليقرأ قراءة ابن أُم عبد»، يعنى عبد الله بن مسعود. وقال أيضًا «خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبى حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأُبىّ ابن كعب». وقد أخذ عن الصحابة المجيدين للتلاوة من تلاميذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - كثيرون من الصحابة والتابعين، فمثلاً أخذ عن أُبىٌ بن كعب من الصحابة: أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب، ومن التابعين: عبد الله بن عياش ابن أبى ربيعة المخزومى، وأبو عبد الرحمن عبد الله ابن حبيب السلمي، وأبو العالية الرياحى حتى انتهى الأمر إلى أسانيد تسعة من الأئمة العشرة المتواترة قراءاتهم إلى اليوم وهم: نافع وأبو جعفر المدنيان، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو، ويعقوب البصريان، وعاصم وحمزة والكسائى وخلف الكوفيون. أما السند العاشر فهو عبد الله بن عامر الدمشقي، وقد أخذ قراءته عن أبى الدرداء وقيل عن عثمان بن عفان. ولأنه كتاب الله الكريم وفرقانه المبين الذي يفرق بين الحق والباطل وهو نبراس البشرية الهادي لها في الظلمات فإن أهل الضلال الخائضين في الظلمات تحروا نقضه وتربصوا له يبغون رفضه فقام لهم سدنة الحق من العلماء، فشمروا عن ساعد الجد، وقاموا يدفعون عنه كل زيغ وضلال، ومن ثَم لم يحظ كتاب عبر تاريخ البشرية بمثل ما حظي به كتاب الله -تعالى- قراءة وحفظًا، وتجويدًا، وأداء، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 ورسمًا وضبطًا، وفهمًا واستنباطًا. فمن حيث قراءاته، اتجهت همم السلف من علماء الأمة إلى العناية بعلم تجويده وترتيله، رواية ودراية، فألَّفوا فيه التآليف البديعة، وصنفوا التصانيف المفيدة، مؤصِّلين أصوله، ومقعدِّين قواعده، فكثرت التآليف وانتشرت التصانيف، واختلفت أغراضهم بحسب الإيجاز والتطويل والتقليل. ومن ثَم عزيزي القارئ الكريم أردنا أن نضع بين يديك هذا السِفر الجليل: * منار الهدى في بيان الوقف والابتدا * وموضوع هذا الكتاب إنما يتبين بمعالجته لظاهرة الوقف والإبتداء، وهوجانب مهم في أداء العبارة القرآنية، فهو يوضح كيف وأين يجب أن ينتهي القارئ لآي القرآن الكريم بما يتفق مع وجوه التفسير واستقامة المعنى وصحة اللغة وما تقتضيه علومها من نحوٍ وصرفٍ ولغةٍ، حتى يستتم القارئ الغرض كله من قراءته، فلا يخرج على وجه مناسب من التفسير والمعنى من جهة، ولا يخالف وجوه اللغة، وسبل أدائها التي تُعين على أداء ذلك التفسير والمعنى، وبهذا يتحقق الغرض الذي من أجله يقرأ القرآن؛ ألا وهو الفهم والإدراك. أما مؤلفه! فإننا لم نعثر على ترجمة له، ويبدو أن هذه المشكلة قديمة، إذ عندما أرادت مطبعة البابي الحلبي عام (1934م) أن تطبع هذا الكتاب نسبته إلى أبي الحسن نور الدين علي بن محمد الأُشموني المتوفى في أوائل القرن العاشر، والمعاصر للإمام السخاوي الذي ترجم له في كتابه: الضوء اللامع؛ وذلك لأنها لم تعثر على ترجمة لأحمد بن عبد الكريم الأشموني على ما يبدو. وكل ما عثرت عليه هو ما ذكره عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين 2/ 121: أحمد الأشموني من علماء القرن الحادي عشر الهجري، الموافق للقرن السابع عشر الميلادي، أحمد ابن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم الأشموني، الشافعي، فقيه، مقرئ، من تصانيفه: منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، والقول المتين في بيان أمور الدين. اهـ ولقد أخرجنا هذا الكتاب في ثوبٍ قشيبٍ فيه من الجدة ما يثلج الصدور، وهو عون للقاري المبتدي وتذكرة للمقري المنتهي، يُعين العقول على فهم هذا العلم الجليل، وإدراك مبهمة، وإيضاح ما استغلق منه، وكان منهجنا في هذا السِفر ما سنوضحه فيما يلي: منهج العمل بكتابنا هذا: 1 - قمنا بنسخ الأصول المتوفرة لدينا على ما يوافق قواعد الإملاء الحديثة. 2 - أثبتنا علامات الترقيم والأقواس حسب المتعارف عليه الآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 3 - نظمنا النص على نسقٍ واحدٍ من أوله إلى آخره بما يفيد فهم النص فهمًا جيدًا، فتظهر معانيه ودِلالاته واضحة جلية. 4 - وقع في بعض نصوص كتابنا أخطاء لغوية، وفي بعضها الآخر إسقاط في نص القرآن، فقد قمنا بإصلاح ذلك كله داخل النصوص؛ وذلك لكونها من أخطاء النُّساخ. 5 - عُنينا عناية بالغة بمقابلة أسماء الأعلام، وكذا المادة التراجمية الواردة عنهم، ومقابلتها بما احتوته أمهات كتب التراجم المعنية بها، ولا سيما كتب تراجم القراء، فإذا وجدناها متفقة معها سكتنا، ولم نعلِّق على صحة الاسم أو المادة، أما إذا وجدنا خلافا فقد عُنينا بالتعليق عليه، ورجّحنا الصواب بعد التحليل، وأحلنا على الموارد التي أدت إلينا هذا الترجيح. 6 - ترجمنا للأعلام؛ تتميمًا لعموم النفع. 7 - بينّا المصطلحات الواردة بكتابنا هذا؛ شارحين لها ومعلِّقين عليها. 8 - ذكرنا معاني الكلمات الغريبة التي تحتاج إلى شرح وإيضاح. 9 - جعلنا ترقيم الآيات القرآنية ضمن مادة كتابنا، ولم نجعلها في الهامش؛ وذلك لعدم ثقل الهوامش، كما ذكرنا أرقام الآيات عند ورود كل سورة بجانبها ولم نذكرها بالهامش إلا في حالة إشارة المؤلف إلى ورود حرف ما بمواضع عديدة، فعند ذلك فقط نشير إلى أرقام تلك الآيات في الهامش. 10 - وأما القسم الخاص بفرش السور داخل كتابنا فإننا اكتفينا فيه بذكر رقم الآية بجانبها اعتمادًا منا على أن المصنف يناقش آيات سورةٍ واحدةٍ، فلا داعي لتكرار اسم السورة إلا إذا دعت الحاجة إلى عكس ذلك. 11 - في ضبط الآيات القرآنية، قمنا بضبطها على ما يوافق قراءة حفص عن عاصم إلا إذا عمد المصنف إلى غير ذلك. 12 - خرَّجنا القراءات القرآنية على الكتب المعنية بها من كتب القراءات، وكتب حُجج القراءات وعللها، وكتب إعراب القرآن، والتفاسير، وكل ما له صلة بذلك. 13 - نظرنا في الشواهد الشعرية فضبطناها بالشكل وعزوناها إلى قائليها، وبينّا مواضعها في الدواوين، أو كتب اللغة والصرف والنحو. 14 - خرّجنا الأحاديث النبوية الشريفة من مظانها: (الصحاح، السنن، المسانيد). 15 - عرضنا النص وأخرجناه بصورة تُعين القارئ وتسهل عليه الرجوع إلى ما يريد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 وفي الخاتمة فاللهَ أسألُ أن يكتبَ السداد والرشاد، وأن يُلْهِمَ الإخلاص في القول والعمل، فإن أصبت فذلك الفضل من الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وما أجمل ما قاله القاضي البيساني رحمه الله: (إني رأيت أنه لا يكتب إنسانٌ كتاباً في يومه، إلا قال في غده: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسن، ولو زِيدَ كذا لكان يُستحسن، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضل، ولو تُرِكَ هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليلٌ على استيلاء النقص على جملة البشر وصلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارِك على عبدك ونبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،،، المحقق عبد الرحيم الطرهوني سوهاج في التاسع والعشرين من صفر سنة 1423هـ الموافق: الحادي عشر من مايو سنة 2002م الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نوَّر قلوب أهل القرآن بنور معرفته تنويرًا، وكسا وجوههم من إشراق ضياء بهجته نورًا، وجعلهم من خاصة أحبابه إكرامًا لهم وتوقيرًا، فجعل صدورهم أوعية كتابه، ووفَّقهم لتلاوته آناء الليل وأطراف النهار؛ ليعظم لهم بذلك أجورًا، فترى وجوههم كالأقمار تتلألأ من الإشراق، وتبتهج سرورًا، وقد أخبر عنهم الصادق المصدوق ممثلًا بأنهم جراب مملوء مسكًا، وأَعْظِم بذلك فخرًا وتبشيرًا، فيا لها من نعمة طُهِّروا بها تطهيرًا! وحازوا بها عزًّا ومهابة وتحبيرًا؛ فهم أعلى الناس درجات في الجنان تخدمهم فيها الملائكة الكرام عشيًّا وبكورًا، ويقال لهم في الجنة تهنئة لهم وتبشيرًا: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)} [الإنسان: 22]. فسبحانه من إله عظيم تعالى في ملكه عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)} [الإسراء: 44]. أحمده سبحانه وتعالى حمد من قام بواجب تجويد كلامه، ومعرفة وقوفه، ونسأله من فيض فضله وإحسانه لطفًا وعناية وتيسيرًا، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له شهادة يغدو قلب قائلها مطمئنًا مستنيرًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله الذي اختاره الله من القدم حبيبًا ونبيًّا ورسولًا، وأرسله إلى الثقلين بشيرًا ونذيرًا، وقد أخذ له العهد والميثاق على سائر المخلوقات، وكتب له بذلك منشورًا. أما بعد: فيقول العبد الفقير، القائم على قدمي العجز والتقصير، الراجي عفو ربه القدير أحمد ابن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الكريم عامل الله الجميع بفضله العميم، وأسكنهم من إحسانه جنات النعيم، هذا تأليف لم يسألني فيه أحد؛ لعلمهم أني قليل البضاعة، غير دريٍّ بهذه الصناعة، فإني والله لست أهلًا لقول ولا عمل، وإني والله من ذلك على وَجَل، لكن الكريم يقبل من تطفل، ولا يخيب من عليه عوَّل؛ فإني بالعجز معلوم، ومثلي عن الخطأ غير معصوم، وبضاعتي مزجاة، وتسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فشرعت فيما قصدت، وما لغيري وجدت، وذلك بعد لبثي حينًا من الدهر أتروَّى وأتأمل، وأنا إلى جميع ما تشتت من ذلك أميل، قادني إلى ذلك أمل ثواب الآخرة سائلًا من المولى الكريم الصواب والإعانة، متبرئًا من حولي وقوتي إلى من لا حول ولا قوة إلَّا به، والمأمول من ذي العزة والجلال أن ينفع به في الحال والمآل، وأن يكون تذكرة لنفسي في حياتي وأثرًا لي بعد وفاتي، فلا تكن ممن إذا رأى صوابًا غطَّاه، وإذا وجد سهوًا نادى عليه وأبداه، فمن رأى خطأ منصوصًا عليه فليضفه بطرته إليه، والنص عليه: يَا مَنْ غَدَا نَاظِرًا فِيمَا كَتَبْتُ وَمَنْ ... أَضْحَى يُرَدِّدُ فِيمَا قُلْتُه النَّظَرَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 سَأَلْتُكَ اللهَ إِنْ عَايَنْتَ لِي خَطًا ... فَاسْتُرْ عَلَيَّ فَخَيْرُ النَّاسِ مَنْ سَتَرَا فالموفَّق تكفيه الإشارة، ولا ينفع الحسود تطويل العبارة، وعلى الله اعتمادي في بلوغ التكميل، وهو حسبي ونعم الوكيل، وسميته: * منار الهدى في بيان الوقف والابتدا * مقدمًا أمام المقصود فوائد وتنبيهات تنفع القارئ وتعينه على معرفة الوقف والابتداء؛ ليكون على بصيرة إذا خاض في هذا البحر الزخَّار، الذي لا يدرك له قرار، ولا يسلك إلى قنته ولا يصار، من أراد السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولًا، ومن رام الوصول إلى إحصائه لم يجد إلى ذلك سبيلًا، قد أودع الله فيه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغي، فترى كل ذي فن منه يستمد، وعليه يعتمد، جعله للحكم مستودعًا، ولكل علم منبعًا، وإلى يوم القيامة نجمًا طالعًا، ومنارًا لامعًا، وعلمًا ظاهرًا، ولا يقوم بهذا الفن إلَّا من له باع في العربية، عالم بالقراءات، عالم بالتفسير، عالم باللغة التي نزل القرآن بها على خير خلقه، مزيل الغمة، بعثه به بشيرًا ونذيرًا إلى خير أمة، شهد به كتابه المبين عن لسان رسوله الصادق الأمين، جعله كتابًا فارقًا بين الشك واليقين، أعجز الفصحاء معارضته، وأعيا الألباء مناقضته، وأخرس البلغاء مشاكلته، جعل أمثاله عبرًا للمتدبرين، وأوامره هدى للمستبصرين، ضرب فيه الأمثال، وفرَّق فيه بين الحرام والحلال، وكرر القصص والمواعظ بألفاظ لا تمل، وهي مما سواها أعظم وأجل، ولا تخلق على كثرة الترديد، بل بكثرة تلاوتها حسنًا وحلاوة تزيد، قد حثنا على فهم معانيه، وبيان أغراضه ومبانيه، فليس المراد حفظ مبناه، بل فهم قارئه معناه، قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)} [محمد: 24]. فقد ذم الله اليهود؛ حيث يقرءون التوراة من غير فهم، فقال: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)} [البقرة: 78]. فعلى العاقل الأديب، والفطن اللبيب أن يربأ بنفسه عن هذه المنزلة الدنية، ويأخذ بالرتبة السَّنيَّة، فيقف على أهم العلوم وآكدها المتوقف عليها فهم الكتاب والسُّنَّة وهي بعد تجويد ألفاظه خمسة: علم العربية، والصرف، واللغة، والمعاني، والبيان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة [ الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن ] الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن وهو فن جليل قال عبد الله ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما: لقد عشنا برهة من دهرنا، وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد - صلى الله عليه وسلم -، فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأينا اليوم رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده، وكل حرف منه ينادي: أنا رسول الله إليك؛ لتعمل بي وتتعظ بمواعظي. قال النحاس (1): فهذا يدل على أنهم كانوا يتعلمون الوقوف كما يتعلمون القرآن، حتى قال بعضهم: إن معرفته تُظْهِر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة، كما لو وقف على قوله: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: 68] فالوقف على «يختار» هو مذهب أهل السنة؛ لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق؛ فليس لأحد أن يختار، بل الخيرة لله تعالى، أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه، وقال علي -كرم الله وجهه- في قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)} [المزمل: 4]: الترتيل تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف. وقال ابن الأنباري (2): من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء؛ إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلَّا بمعرفة الفواصل، فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه. وحُكي أن عبد الله بن   (1) وهو: أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري، أبو جعفر النحاس، مفسر، أديب، مولده ووفاته بمصر، كان من نظراء نفطويه وابن الأنباري، زار العراق واجتمع بعلمائه، وصنف: تفسير القرآن، وإعراب القرآن، وتفسير أبيات سيبويه، وناسخ القرآن ومنسوخه، والقطع والاستئناف، ومعاني القرآن، الجزء الأول منه، وشرح المعلقات السبع (ت338 هـ). انظر: ابن خلّكان (1/ 29)، النجوم الزاهرة (3/ 300)، البداية والنهاية (11/ 222)، إنباه الرواة (1/ 101)، آداب اللغة (2/ 182). (2) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنباري، من أعلم أهل زمانه بالأدب واللغة، ومن أكثر الناس حفظا للشعر والأخبار، قيل: كان يحفظ ثلاثمائة ألف شاهد في القرآن. أخذ عن أبيه وثعلب وطائفة، وعنه الدارقطني وغيره، ولد في الأنبار (على الفرات)، وتوفي ببغداد، وكان يتردد إلى أولاد الخليفة الراضي بالله، يعلمهم. من كتبه: الزاهر في اللغة، وشرح القصائد السبع الطوال الجاهليات، وإيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، الهاءات في كتاب الله عز وجل، والكافي في النحو، وعجائب علوم القرآن، وشرح الألفات، وخلق الإنسان، والأمثال، والأضداد، وأجل كتبه: غريب الحديث، وله: الأمالي (ت328 هـ). انظر: تاريخ بغداد (3/ 181 - 186)، معجم الأدباء (18/ 306 - 313)، الكامل في التاريخ (8/ 118)، تذكرة الحفاظ (3/ 57 - 59)، البداية والنهاية (11/ 196)، نزهة الألباء (ص: 330 - 342)، المختصر في أخبار البشر (2: 92)، طبقات القراء (2/ 230 - 232)، الأعلام (7/ 226، 227). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 عمر قد قام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين، وعند تمامها نحر بدنة، أخرجه مالك في الموطأ. وقول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أي: ولم يخالفه غيره ولم يكن للرأي فيه مجال، وهذا لا دخل للرأي فيه فلو خالفه غيره أو كان للرأي فيه مجال -لا يكون قوله حجة. واشتهر هذا الفن عن جماعة من الخلف، وهم: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني القارئ (1)، وعن صاحبه يعقوب بن إسحاق الحضرميِّ البصريِّ (2)، وعن أبي حاتم السجستاني (3)، وعن محمد بن عيسى، وعن أحمد بن موسى (4)، وعن علي بن حمزة الكسائي (5)، وعن القراء الكوفيين، وعن الأخفش سعيد (6)، وعن أبي عبيدة معمر بن   (1) مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب المدني أحد القراء السبعة والأعلام ثقة صالح، أخذ القراءة عرضًا عن جماعة من تابعي أهل المدينة منهم عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي جعفر القارئ وشيبة بن نصاح ويزيد بن رومان ومسلم بن جندب، وروى القراءة عنه عرضًا وسماعًا إسماعيل بن جعفر وعيسى بن وردان وسليمان بن مسلم بن جماز ومالك بن أنس وعيسى بن مينا قالون (ت169هـ).انظر: التاريخ الكبير (8/ 87)، ميزان الاعتدال (4/ 242)، عبر الذهبي (1/ 257)، طبقات القراء لابن الجزري (2/ 330 – 334)، تهذيب التهذيب (10/ 407، 408). (2) الإمام المجود الحافظ، مقرئ البصرة، أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري، أحد القراء العشرة، تلا على أبي المنذر سلام الطويل، وأبي الأشهب العطاردي، ومهدي بن ميمون، وشهاب بن شرنفة، وسمع أحرفا من حمزة الزيات، وسمع الكثير من شعبة، وهمام، وأبي عقيل الدورقي (ت205هـ). انظر: طبقات ابن سعد (7/ 304)، التاريخ الكبير (8/ 399، 400)، التاريخ الصغير (2/ 304)، معرفة القراء الكبار للذهبي (1/ 130)، غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 386 – 389). (3) سهل بن محمد بن عثمان الجشمي السجستاني، من كبار العلماء باللغة والشعر، من أهل البصرة كان المبرد يلازم القراءة عليه، له نيف وثلاثون كتابا، منها كتاب: المعمرين، والنخلة، وما تلحن فيه العامة، والشجر والنبات، والطير، والأضداد، والوحوش، والحشرات، والشوق إلى الوطن، والعشب والبقل، والفرق بين الآدميين، وكل ذي روح، والمختصر في النحو على مذهب الأخفش وسيبويه، وله شعر جيد (ت248 هـ). (4) ابن مجاهد التميمي البغدادي شيخ الصنعة وأول من سبَّع السبعة، قرأ على عبد الرحمن بن عبدوس وقنبل المكي وعبد الله ابن كثير المؤدب وغيرهم، قرأ عليه وروى عنه الحروف أحمد بن محمد بن بشر الشارب وأحمد بن نصر الشذائي وأحمد بن موسى بن عبد الرحمن وغيرهم كثير (ت324هـ).انظر: معجم الأدباء (5/ 65 – 73)، معرفة القراء (1/ 216 – 218)، البداية والنهاية (11/ 185)، غاية النهاية (1/ 139 - 142). (5) الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات، وأحد الأئمة السبعة، أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده وعن عيسى بن عمر الهمداني، وروى الحروف عن أبي بكر ابن عياش وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع، أخذ عنه القراءة عرضا وسماعا إبراهيم ابن زاذان وأحمد بن جبير وأحمد بن أبي سريج وحفص بن عمر الدوري (ت189هـ). انظر: التاريخ الكبير (6/ 268)، طبقات النحويين (138، 142)، معجم الأدباء (13/ 167، 203)، دول الإسلام (1/ 120)، البداية والنهاية (11/ 201، 202). (6) الأخفش الأوسط: سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، أبو الحسن، المعروف بالأخفش الأوسط، نحوي، عالم باللغة والأدب، من أهل بلخ، سكن البصرة، وأخذ العربية عن سيبوية، وصنف كتبا منها: تفسير معاني القرآن، وشرح أبيات المعاني، والاشتقاق، ومعاني الشعر، وكتاب الملوك، والقوافي، وزاد في العروض بحر (المتدارك)، وكان الخليل قد جعل البحور خمسة عشر فأصبحت ستة عشر (ت215 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (7/ 188). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 المثنى (1)، وعن محمد بن يزيد (2)، والقتبيِّ الدينوريِّ (3)، وعن أبي محمد الحسن بن علي العماني (4)، وعن أبي عمرو عثمان الداني (5)، وعن أبي جعفر محمد بن طيفور السجاوندي (6)، وعن أبي جعفر يزيد بن   (1) معمر بن المثني معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري (أبو عبيدة) أديب، لغوي، نحوي عالم بالشعر والغريب والاخبار والنسب، ولد وتوفي بالبصرة، من تصانيفه الكثيرة: معاني القرآن، نقائض جرير والفرزدق، مقاتل الفرسان، أخبار قضاة البصرة، وغريب بطون العرب (ت209 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (12/ 309). (2) المبرد، إمام النحو، أبو العباس، محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي، البصري، النحوي، الإخباري، صاحب «الكامل»، أخذ عن: أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وعنه: أبو بكر الخرائطي، ونفطويه، وأبو سهل القطان، وإسماعيل الصفار، والصولي، وأحمد بن مروان الدينوري، وعدة، صاحب نوادر وطرف، قال ابن حماد النحوي: كان ثعلب أعلم باللغة، وبنفس النحو من المبرد، وكان المبرد أكثر تفننا في جميع العلوم من ثعلب. يقال: إن المازني أعجبه جوابه، فقال له: قم فأنت المبرد، أي: المثبت للحق، ثم غلب عليه: بفتح الراء. وكان آية في النحو، كان إسماعيل القاضي يقول: ما رأى المبرد مثل نفسه (ت286هـ). انظر: طبقات النحويين واللغويين (ص: 101–110)، معجم الأدباء (19/ 111 – 122)، البداية والنهاية (11/ 79 – 80)، طبقات القراء لابن الجزري (2/ 280). (3) عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد: من أئمة الأدب، ومن المصنفين المكثرين، ولد ببغداد وسكن الكوفة، ثم ولي قضاء الدينور مدة، فنسب إليها، وتوفي ببغداد، من كتبه: «تأويل مختلف الحديث»، و «أدب الكاتب» و «المعارف» وكتاب «المعاني» ثلاثة مجلدات، و «عيون الأخبار» و «الشعر والشعراء» و «الإمامة والسياسة» و «الأشربة» و «الرد على الشعوبية» و «فضل العرب على العجم» و «الرحل والمنزل» و «الاشتقاق» و «مشكل القرآن»، «المشتبه من الحديث والقرآن» و «العرب وعلومها» و «تفسير غريب القرآن» (ت 276 هـ). انظر: غاية النهاية (1/ 458)، البدء والتاريخ (5/ 97)، صفة الصفوة (1/ 154)، حلية الأولياء (1/ 124)، الأعلام للزركلي (4/ 137). (4) أبو محمد الحسن بن علي بن سعيد العماني، مقرئ، من تصانيفه: المقصد، والمرشد في الوقف والابتداء، وهو الذي اختصره شيخ الإسلام زكريا الأنصاري بـ «المقصد لتلخيص ما في المرشد، توفي بعد سنة (500 هـ). انظر: غاية النهاية (1/ 223). (5) أبو عمرو الداني عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو عمرو الداني، ويقال له ابن الصيرفي، من موالي بني أمية، أحد حفاظ الحديث، ومن الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره، من أهل دانية بالأندلس، دخل المشرق، فحج وزار مصر، وعاد فتوفي في بلده، وله من المصنفات ما يزيد على مائة وعشرين مصنفًا (ت444 هـ). انظر: جذوة المقتبس (ص: 305)، الصلة (2/ 405 – 407)، بغية الملتمس (ص: 411 – 412)، معجم البلدان (2/ 434)، معجم الأدباء (12/ 124 – 128)، إنباه الرواة (2/ 341 – 342)، معرفة القراء الكبار (1/ 325 – 328). (6) أبو عبد الله السجاوندي، مفسر، مقرئ، نحوي، من آثاره: علل القراءات في عدة مجلدات، عين المعاني في تفسير السبع المثاني، والوقف والابتداء (ت560 هـ). انظر: طبقات القراء لابن الجزري (2/ 157)، الوافي للصفدي (3/ 178)، طبقات المفسرين للسيوطي (ص: 32، 33)، كشف الظنون لحاجي خليفة (ص: 1182)، الأعلام للزركلي (6/ 179). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 القعقاع (1) أحد أعيان التابعين، وغيرهم من الأئمة الأعلام، والجهابذة العظام، فكان أحدهم آخذًا بزمام التحقيق والتدقيق وتضرب إليه أكباد الإبل من كل مكان سحيق: أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ ... إِذَا جَمَعَتْنَا يَا جَرِيرُ المَجَامِعُ (2) وما حكاه ابن برهان (3) عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة (4): من أن تسمية الوقوف بالتام والحسن والقبيح بدعة، ومتعمد الوقف على ذلك مبتدع؛ قال: لأن القرآن معجز وهو كالقطعة   (1) أحد القرّاء العشرة، تابعي مشهور كبير القدر، عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وروى عنهم، روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وإسماعيل ويعقوب ابناه وميمونة بنته (ت130هـ). انظر: طبقات ابن سعد (6/ 352)، التاريخ الكبير (8/ 353، 354)، تاريخ الإسلام (5/ 188)، طبقات القراء (2/ 382). (2) البيت من بحر الطويل، وقائله الفرزدق، من قصيدة يقول في مطلعها: مِنّا الَّذي اِختيرَ الرِجالَ سَماحَةً ... وَخَيرًا إِذا هَبَّ الرِياحُ الزَعازِعُ الفَرَزدَق (38 - 110هـ/658 - 728م) همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة، يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين، وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر، كان شريفًا في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه، لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه، وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المائة.-الموسوعة الشعرية (3) ابن برهان (479 - 518 هـ = 1087 - 1124 م) أحمد بن علي بن برهان، أبو الفتح: فقيه بغدادي، غلب عليه علم الأصول، كان يضرب به المثل في حل الإشكال، من تصانيفه: البسيط، والوسيط، والوجيز -في الفقه والأصول، وكان يقول: إن العامي لا يلزمه التقيد بمذهب معين، ودرَّس بالنظامية شهرًا واحدًا وعُزل، ثم تولاها ثانيًا يومًا واحدًا وعُزل أيضًا، مولده ووفاته ببغداد. انظر: الأعلام (1/ 173). (4) أبو يوسف (113 - 182 هـ = 731 - 798 م) يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي، أبو يوسف: صاحب الإمام أبي حنيفة، وتلميذه، وأول من نشر مذهبه، كان فقيهًا علامة، من حفاظ الحديث، ولد بالكوفة، وتفقه بالحديث والرواية، ثم لزم أبا حنيفة، فغلب عليه "الرأي" وولي القضاء ببغداد أيام المهدي والهادي والرشيد، ومات في خلافته، ببغداد، وهو على القضاء، وهو أوّل من دعي "قاضي القضاة"، ويقال له: قاضي قضاة الدنيا! وأوّل من وضع الكتب في أصول الفقه، على مذهب أبي حنيفة، وكان واسع العلم بالتفسير والمغازي وأيام العرب، من كتبه: الخراج، والآثار -وهو مسند أبي حنيفة، والنوادر، واختلاف الأمصار، وأدب القاضي، والأمالي في الفقه، والرد على مالك ابن أنس، والفرائض، والوصايا، والوكالة، والبيوع، والصيد والذبائح، والغصب والاستبراء، والجوامع -في أربعين فصلا، ألفه ليحيى بن خالد البرمكي، ذكر فيه اختلاف الناس والرأي المأخوذ به. انظر: الأعلام للزركلي (8/ 193). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 الواحدة؛ فكله قرآن وبعضه قرآن، فليس على ما ينبغي. وضعف قوله: غني عن البيان بما تقدم عن العلماء الأعلام، ويبعده قول أهل هذا الفن: الوقف على رءوس الآي سُنَّة متبعة، والخير كله في الاتباع، والشر كله في الابتداع، ومما يبيَّن ضعفه ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى الخطيب؛ لما قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما. ووقف، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بئس خطيب القوم أنت، قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى» (1) ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع، فلا يجمع بين من أطاع ومن عصى، فكان ينبغي للخطيب أن يقف على قوله: فقد رشد، ثم يستأنف: ومن يعصهما فقد غوى، وإذا كان مثل هذا مكروهًا مستقبحًا في الكلام الجاري بين الناس -فهو في كلام الله أشد كراهة وقبحًا، وتجنبه أولى وأحق. وفي الحديث: أنَّ جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل استزده حتى بلغ سبعة أحرف كل شاف ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب» (2). فالمراد بالحروف: لغات العرب، أي: أنها مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، على أنه قد جاء في القرآن ما قد قرئ بسبعة أوجه، وعشرة أوجه كـ «مالك يوم الدين» (3)، وفي البحر إنّ قوله: «وعبد الطاغوت» اثنتين وعشرين قراءة (4)، وفي «أف» لغات أوصلها الرماني (5) إلى سبع وثلاثين لغة، قال في فتح الباري: قال أبو شامة (6): ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في   (1) أخرجه مسلم (3/ 12، 13)، وأبو داود (1/ 172)، والنسائي (2/ 79)، والبيهقي (3/ 216)، وأحمد (4/ 256، 379). (2) أخرجه أحمد في المسند (5/ 41)، برقم (20696)، قال: حدَّثنا عبد الرَّحْمان بن مهدي، وفي (5/ 51)، برقم: (20788)، قال: حدَّثنا عَفَّان. (3) انظر: معجم القراءات القرآنية، للدكتور: عبد العال سالم مكرم، والدكتور: أحمد مختار عمر (1/ 7)، طبعة الكويت. (4) انظر: البحر المحيط (3/ 519)، ومعجم القراءات القرآنية، للدكتور: عبد العال سالم مكرم، والدكتور: أحمد مختار عمر (2/ 222، 226)، طبعة الكويت. (5) أبو الحسن الرماني (296 - 384 هـ = 908 - 994 م) علي بن عيسى بن علي بن عبد الله، أبو الحسن الرماني: باحث معتزلي مفسر، من كبار النحاة، أصله من سامراء، ومولده ووفاته ببغداد، له نحو مائة مصنف، منها الأكوان، والمعلوم والمجهول، والأسماء والصفات، وصنفة الاستدلال -في الاعتزال، وكتاب: التفسير، وشرح أصول ابن السراج، وشرح سيبويه، ومعاني الحروف، والنكت في إعجاز القرآن. انظر: الأعلام للزركلي (4/ 317). (6) أبو شامة (599 - 665 هـ = 1202 - 1267 م) عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي، أبو القاسم، شهاب الدين، أبو شامة: مؤرخ، محدث، باحث، أصله من القدس، ومولده في دمشق، وبها منشأه ووفاته، ولي بها مشيخة دار الحديث الأشرفية، ودخل عليه اثنان في صورة مستفتيين فضرباه، فمرض ومات، له: كتاب الروضتين في أخبار الدولتين: الصلاحية والنورية، وذيل الروضتين، ومختصر تاريخ ابن عساكر، والمرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، وله: إبراز المعاني -في شرح الشاطبية، والباعث على إنكار البدع والحوادث، وكشف حال بني عبيد -الفاطميين، والوصول في الأصول، ومفردات القراء، ونزهة المقلتين في أخبار الدولتين: دولة علاء الدين السلجوقي، ودولة ابنه جلال الدين خوارزمشاه. انظر: الأعلام للزركلي (3/ 299). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وقال مكي بن أبي طالب (1): وأما من ظن أن قراءة هؤلاء القراء السبعة، وهم: نافع، وابن كثير (2)، وأبو عمرو (3)، وابن عامر (4)، وعاصم (5)،   (1) أبو محمد الأندلسي القيسي، مقرئ، عالم بالتفسير والعربية، من أهل القيروان، ولد فيها، وطاف في بعض بلاد المشرق، وعاد إلى بلده، وأقرأ بها، ثم سكن قرطبة (سنة: 393)، وخطب وأقرأ بجامعها وتوفى فيها، له كتب كثيرة، منها: مشكل إعراب القرآن، والكشف عن وجوه القراءات وعللها، والهداية إلى بلوغ النهاية، في معاني القرآن وتفسيره، والتبصرة في القراءات السبع، والمنتقى- في الأخبار، والإيضاح للناسخ والمنسوخ، والموجز -في القراءات، والإيجاز -في الناسخ والمنسوخ، والرعاية -لتجويد التلاوة، والإبانة -في القراءات، وشرح «كلا وبلى ونعم» (ت 437 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (7/ 286). (2) عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان، الإمام أبو معبد المكي الداري، إمام أهل مكة في القراءة، وأحد الأئمة السبعة (ت120هـ). انظر: التاريخ الكبير (5/ 181)، الجرح والتعديل (5/ 144)، تاريخ الإسلام (4/ 268، 269)، تهذيب التهذيب (5/ 367)، طبقات القراء (1/ 433، 444)، غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 443). (3) أبو عمرو ابن العلاء بن عمار بن العريان المازني المقرئ، النحوي البصري الإمام، مقرئ أهل البصرة، أحد الأئمة السبعة، اسمه: زبّان، على أصح الأقوال، أخذ القراءة عن أهل الحجاز وأهل البصرة، فعرض بمكة على مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة بن خالد وابن كثير، وعرض بالبصرة على يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم والحسن وغيرهم، وحدّث عن أنس ابن مالك وعطاء بن أبي رباح (ت154هـ). انظر: تاريخ البخاري (9/ 55)، طبقات الزبيدي (ص: 28–126)، مراتب النحويين (ص: 13)، تذهيب التهذيب (4/ 225)، تاريخ الإسلام (6/ 322)، العبر للذهبي (1/ 223)، أخبار النحويين البصريين (ص: 22)، طبقات القراء لابن الجزري (1/ 288). (4) عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عبد الله بن عمران اليحصُبي، نسبةً إلى يحصب بن دهمان، أحد الأئمة السبعة، وإمام أهل الشام في القراءة، والذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بها، أخذ القراءة عرضًا عن أبي الدرداء، وعن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان بن عفان، روى القراءة عنه عرضًا يحيى بن عامر وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة (ت118هـ). انظر: التاريخ الصغير (1/ 100، و164)، الجرح والتعديل (5/ 122)، تاريخ الإسلام (3/ 267)، ميزان الاعتدال (2/ 449)، طبقات القراء (1/ 423)، تهذيب التهذيب (5/ 274). (5) عاصم بن بهدلة، أبي النَّجُود أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي الحناط، شيخ الإقراء بالكوفة، وأحد القراء السبعة، وهو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي، أخذ القراءة عرضًا عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي، روى القراءة عنه أبان بن تغلب وأبان بن يزيد العطار وحفص بن سليمان وأبو بكر شعبة بن عياش (ت127هـ). انظر: التاريخ الكبير (6/ 487)، الجرح والتعديل (6/ 340)، تاريخ ابن عساكر (3/ 26)، وفيات الأعيان (3/ 9)، تاريخ الإسلام (5/ 89)، ميزان الاعتدال (2/ 357)، طبقات القراء (1/ 346). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 وحمزة (1)، والكسائي -هي الأحرف السبعة التي في الحديث، فقد غلط غلطًا عظيمًا. قال: ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة، ووافق خط المصحف العثماني لا يكون قرآنًا، وهذا غلط عظيم؛ إذ لا شك أن هذه القراءات السبع مقطوع بها من عند الله تعالى وهي التي اقتصر عليها الشاطبي (2)، وبالغ النووي (3) في أسئلته؛ حيث قال: لو حلف إنسان بالطلاق الثلاث: إن قرأ القراءات السبع لا حنث عليه، ومثلها الثلاث التي هي قراءة: أبي جعفر، ويعقوب، وخلف (4).   (1) حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، الإمام أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم، أحد القراء السبعة، أخذ القراءة عرضًا عن سليمان الأعمش وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجعفر بن محمد الصادق، وقرأ الحروف على الأعمش، وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى، قرأ عليه وروى القراءة عنه إبراهيم بن أدهم وإبراهيم ابن إسحاق بن راشد وإبراهيم بن طعمة وإبراهيم ابن علي الأزرق وإسحاق بن يوسف الأزرق وإسرائيل بن يونس السبيعي وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه (ت156هـ). انظر: طبقات ابن سعد (6/ 385)، التاريخ الكبير (3/ 52)، مشاهير علماء الأمصار (ص: 168)، وفيات الأعيان (2/ 216)، تاريخ الإسلام (6/ 174 – 175)، طبقات القراء لابن الجزري (1/ 261 – 263). (2) القاسم بن فِيرُّه بن خلف بن أحمد الرعيني، أبو محمد الشاطبي: إمام القراء، كان ضريرًا، ولد بشاطبة في الأندلس وتوفي بمصر، وهو صاحب «حرز الأماني»، وكان عالمًا بالحديث والتفسير واللغة، قال ابن خلّكان: «كان إذا قرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ، تصحح النسخ من حفظه». والرعيني نسبة إلى ذي رعين أحد أقيال اليمن (ت590 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (5/ 180). (3) يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني، النووي، الشافعي، أبو زكريا، محيي الدين: علامة بالفقه والحديث، مولده ووفاته في نوا «من قرى حوران، بسورية»، وإليها نسبته، تعلم في دمشق، وأقام بها زمنًا طويلًا، من كتبه: تهذيب الأسماء واللغات، ومنهاج الطالبين، والدقائق، وتصحيح التنبيه -في فقه الشافعية، والمنهاج في شرح صحيح مسلم، والتقريب والتيسير -في مصطلح الحديث، وحلية الأبرار -يُعرف بالأذكار النووية، وخلاصة الأحكام من مهمات السنن وقواعد الإسلام، ورياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، وبستان العارفين، والإيضاح -في المناسك، وشرح المهذب للشيرازي، وروضة الطالبين -فقه، والتبيان في آداب حملة القرآن، والمقاصد -رسالة في التوحيد، ومختصر طبقات الشافعية لابن الصلاح، ومناقب الشافعي، والمنثورات -فقه، وهو كتاب فتاويه، ومختصر التبيان -مواعظ، ومنار الهدى -في الوقف والابتداء، تجويد، والإشارات إلى بيان أسماء المبهمات -رسالة، والأربعون حديثا النووية -شرحها كثيرون (ت676 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (8/ 149). (4) خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم أبو محمد الأسدي، الإمام العلم أبو محمد البزار البغدادي، أحد القراء العشرة، وأحد الرواة عن سليم عن حمزة، روى القراءة عنه عرضًا وسماعًا أحمد بن إبراهيم وراقه وأخوه إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن يزيد الحلواني وإدريس بن عبد الكريم الحداد (ت229هـ). انظر: القراء الكبار (1/ 208)، غاية النهاية (1/ 274)، تاريخ بغداد (8/ 322)، سير أعلام النبلاء (10/ 476). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 وكلها متواتر تجوز القراءة به في الصلاة وغيرها، واختلف فيما وراء العشرة وخالف خط المصحف الإمام، فهذا لا شك فيه أنه لا تجوز قراءته في الصلاة ولا في غيرها، وما لا يخالف تجوز القراءة به خارج الصلاة، وقال ابن عبد البر (1): لا تجوز القراءة بها ولا يصلى خلف من قرأ بها، وقال ابن الجزري (2): تجوز مطلقًا إلَّا في الفاتحة للمصلي، انظر: شرح العباب للرملي (3).   (1) ابن عبد البر (368 - 463 هـ = 978 - 1071 م) يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، أبو عمر: من كبار حفاظ الحديث، مؤرخ، أديب، بحاثة، يقال له: حافظ المغرب، ولد بقرطبة، ورحل رحلات طويلة في غربي الأندلس وشرقيها، وولي قضاء لشبونة وشنترين، وتوفي بشاطبة، من كتبه: الدرر في اختصار المغازي والسير، والعقل والعقلاء، والاستيعاب -في تراجم الصحابة، وجامع بيان العلم وفضله، والمدخل -في القراءات، وبهجة المجالس وأنس المجالس -في المحاضرات، واختصره ابن ليون وسماه: بغية المؤانس من بهجة المجالس، والانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء -ترجم به مالكًا وأبا حنيفة والشافعي، والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، والاستذكار في شرح مذاهب علماء الأمصار -وهو اختصار: التمهيد، والقصد الأمم -في الأنساب، والإنباه على قبائل الرواه، والتقصي لحديث الموطأ، أو تجريد التمهيد، والإنصاف فيما بين العلماء من الاختلاف، والكافي في الفقه، ونزهة المستمتعين وروضة الخائفين، وذكر التعريف بجماعة من الفقهاء أصحاب مالك، وفي من عُرف من الصحابة بكنيته، والثاني: المعروفون بالكُنى من حملة العلم، والثالث: من لم يذكر له اسم سوى كنيته، من رجال الحديث. انظر: الأعلام للزركلي (8/ 240). (2) محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري: شيخ الإقراء في زمانه، من حفاظ الحديث، ولد ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها: (دار القرآن)، ورحل إلى مصر مرارًا، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر، ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها، ومات فيها، نسبته إلى (جزيرة ابن عمر)، من كتبه: النشر في القراءات العشر، وغاية النهاية في طبقات القراء، اختصره من كتاب آخر له اسمه: نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات، والتمهيد في علم التجويد، وملخص تاريخ الإسلام، وذات الشفاء في سيرة النبي والخلفاء -منظومة، وفضائل القرآن، وسلاح المؤمن -في الحديث، ومنجد المقرئين، والحصن الحصين -في الأدعية والأذكار المأثورة، وحاشية عليه سماها: مفتاح الحصن الحصين، ومختصر عدة الحصن الحصين، والتتمة في القراءات، وتحبير التيسير -في القراءات العشر، وتقريب النشر في القراءات العشر، والدرة المضية -في القراءات، وطيبة النشر في القراءات العشر -منظومة، والمقدمة الجزرية -أرجوزة في التجويد، وأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب، والهداية في علم الرواية -في المصطلح، والمصعد الأحمد في ختم مسند الأمام أحمد -في الحديث، وله نظم، أكثره أراجيز في القراءات (ت833 هـ). الأعلام للزركلي (7/ 45). (3) الرملي (773 - 844 هـ = 1371 - 1440 م) أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن أرسلان، أبو العباس، شهاب الدين، الرملي: فقيه شافعي، ولد بالرملة (بفلسطين) وانتقل في كبره إلى القدس، فتوفي بها، وكان زاهدًا متهجدًا، له: الزبد -منظومة في الفقه، ويقال لها: صفوة الزبد، وشرح سنن أبي داود، ومنظومة في علم القراءات، وشرح البخاري، وطبقات الشافعية -تراجم، وتصحيح الحاوي -فقه، وإعراب الألفية -نحو. انظر: الأعلام للزركلي (1/ 117). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 والشاذ: ما لم يصح سنده نحو: «لقد جاءكم رسول من أنفَسكم» بفتح الفاء (1)، و «إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ» برفع (اللهُ)، ونصب (العلماءَ) (2)، وكذا كل ما في إسناده ضعف؛ لأن القرآن لا يثبت إلَّا بالتواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سواء وافق الرسم أم لا. قال مكي: ما روي في القرآن ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به ويكفر جاحده وهو ما نقله الثقات ووافق العربية وخط المصحف، وقسم صح نقله عن الأجلاء وصح في العربية وخالف لفظه الخط فيقبل ولا يقرأ به، وقسم نقله ثقة ولا وجه له في العربية، أو نقله غير ثقة فلا يقبل، وإن وافق خط المصحف؛ فالأول: كـ «ملك»، و «مالك». والثاني: كقراءة ابن عباس: «وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة» (3) واختلف في القراءة بذلك، فالأكثر على المنع؛ لأنها لم تتواتر وإن ثبتت بالنقل فهي منسوخة بالعرضة الأخيرة. ومثال الثالث وهو ما نقله غير ثقة كثير، وأما ما نقله ثقة ولا وجه له في العربية فلا يكاد يوجد. وقد وضع السلف علم القراءات دفعًا للاختلاف في القرآن، كما وقع لعمر بن الخطاب مع أُبَيِّ بن كعب (4) حين سمعه يقرأ سورة الفرقان على غير ما سمعها هو من النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذه ومضى به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - كل واحد أن يقرأ، فقرأ كل واحد ما سمعه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هكذا أنزل» (5)، ولا   (1) وهي قراءة محبوب وعبد الله بن قسيط، ويعقوب في غير المتواتر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 246)، تفسير القرطبي (8/ 301)، الكشاف (2/ 223)، المحتسب لابن جني (1/ 306). (2) وقرأ بها عمر بن عبد العزيز- أبو حيوة- أبو حنيقة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 108)، البحر المحيط (7/ 312)، تفسير القرطبي (14/ 344)، الكشاف (3/ 308)، تفسير الرازي (26/ 21). (3) وكذا رويت عن عبد الله بن مسعود وابن عباس وأُبيّ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 154)، تفسير الطبري (16/ 3)، تفسير القرطبي (11/ 34)، الكشاف (2/ 495). (4) لم أقف عليه في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها من كتب السنن، أن ما حدث كان مع أُبي، ولكن ما وجدته فقد حدث بين عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم، وليس أُبي بن كعب!!. (5) وقد وقفت على نحوه في المسند الجامع: عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ يَقُولُ: مَرَرْتُ بِهِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ، فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَاسْتَمَعْتُ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكِدْتُ أَنْ أُسَاوِرَهُ فِي الصَّلاَةِ، فَنَظَرْتُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلمَّا سَلَّمَ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي تَقْرَؤُهَا؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللهِ، إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَهُوَ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي تَقْرَؤُهَا، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: اقْرَأْ يَا عُمَرُ، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ. أخرجه مالك «الموطأ» (ص:540)، وأحمد (1/ 40)، برقم: (277)، قال: حدَّثنا عَبْد الرَّحْمان. والبُخَارِي (3/ 160)، برقم: (2419)، قال: حدَّثنا عَبْد الله بن يُوسُف. ومسلم (2/ 202)، برقم: (1851)، قال: حدَّثنا يَحيى ابن يَحيى. وأبو داود برقم: (1475)، قال: حدَّثنا القَعْنَبِي. والنَّسائي (2/ 150)، وفي الكبرى برقم: (1011، و7931)، قال: أَخْبَرنا مُحَمد بن سَلَمَة، والحارث بن مِسْكين، قراءةً عليه وأنا أَسْمع، عن ابن القاسم. وبرقم: (11302)، قال: أَخْبَرنا مُحَمد بن سَلَمَة، أَخْبَرنا ابن القاسم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 شك أن القبائل كانت ترد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يترجم لكل أحد بحسب لغته، فكان يمد قدر الألف والألفين والثلاثة لمن لغته كذلك، وكان يفخم لمن لغته كذلك، ويرقق لمن لغته كذلك، ويميل لمن لغته كذلك. وأما ما يفعله قراء زماننا من أن القارئ كل آية يجمع ما فيها من اللغات فلم يبلغنا وقوعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من أصحابه، قاله الشعرواي (1) في (الدرر المنثورة في بيان زبدة العلوم المشهورة). وينبغي للقارئ أن يقطع الآية التي فيها ذكر النار، أو العقاب عما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة، ويقطعها أيضًا عما بعدها إن كان بعدها ذكر النار، نحو قوله: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6)} هنا الوقف، ولا يوصل ذلك بقوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ}، ونحو: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} هنا الوقف، ولا يوصله بما بعده، ونحو: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله: {لِلْفُقَرَاءِ}، ونحو قوله في التوبة: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا}، وكذا كل ما هو خارج عن حكم الأول -فإنه يقطع.   (1) الشعراني (898 - 973 هـ = 1493 - 1565 م) عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي، نسبة إلى محمد ابن الحنفية، الشعراني، أبو محمد: من علماء المتصوفين، ولد في قلقشندة (بمصر)، ونشأ بساقية أبي شعرة (من قرى المنوفية)، وإليها نسبته: (الشعراني، ويقال الشعراوي) وتوفي في القاهرة، له تصانيف منها: الأجوبة المرضية عن أئمة الفقهاء والصوفية، وأدب القضاة، وإرشاد الطالبين إلى مراتب العلماء العالمين، والأنوار القدسية في معرفة آداب العبودية، والبحر المورود في المواثيق والعهود، والبدر المنير -في الحديث، وبهجة النفوس والأسماع والأحداق فيما تميز به القوم من الآداب والأخلاق، وتنبيه المغترين في آداب الدين، وتنبيه المفترين في القرن العاشر، على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر، والجواهر والدرر الكبرى، والجواهر والدرر الوسطى، وحقوق أخوة الإسلام -مواعظ، والدرر المنثورة في زبد العلوم المشهورة -رسالة، ودرر الغواص -من فتاوى الشيخ علي الخواص، وذيل لواقح الأنوار، والقواعد الكشفية -في الصفات الإلهية، والكبريت الأحمر في علوم الشيخ الأكبر، وكشف الغمة عن جميع الأمة، ولطائف المنن -يُعرف بالمنن الكبرى، ولواقح الأنوار في طبقات الأخيار -يُعرف بطبقات الشعراني الكبري، ولواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية، ومختصر تذكرة السويدي -في الطب، ومختصر تذكرة القرطبي -مواعظ، وإرشاد المغفلين من الفقهاء والفقراء، إلى شروط صحبة الأمراء، ولطائف المنن والأخلاق، والسالكين إلى رسوم طريق العارفين، ومشارق الأنوار، والمنح السنية -شرح وصية المتبولي، ومنح المنة التلبس بالسنة، والميزان الكبرى، واليواقت والجواهر في عقائد الأكابر. انظر: الأعلام للزركلي (4/ 181). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 قال السخاوي (1): ينبغي للقارئ أن يتعلم وقف جبريل؛ فإنه كان يقف في سورة آل عمران عند قوله: {صَدَقَ اللَّهُ}، ثم يبتدئ: {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يتبعه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقف في سورة البقرة، وسورة المائدة عند قوله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}، وكان يقف على قوله: {قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ}، وكان يقف: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}، ثم يبتدئ: {عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، وكان يقف: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}، ثم يبتدئ: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى}، وكان يقف: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا}، ثم يبتدئ: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ}، وكان يقف: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا}، ثم يبتدئ: {لَا يَسْتَوُونَ}، وكان يقف: {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فحشر}، ثم يبتدئ: {فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)}، وكان يقف: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، ثم يبتدئ: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ}، فكان - صلى الله عليه وسلم - يتعمد الوقف على تلك الوقوف، وغالبها ليس رأس آية، وما ذلك إلَّا لعلم لدنيٍّ عَلِمَه مَنْ عَلِمَه، وجهله من جهله، فاتباعه سُنَّة في جميع أقواله وأفعاله. الفائدة الثانية في الوقف والابتداء: وهو لغةً: الكف عن الفعل والقول، واصطلاحًا: قطع الصوت آخر الكلمة زمنًا ما، أو هو قطع الكلمة عما بعدها، والوقف والقطع والسكت بمعنى، وقيل: القطع عبارة عن قطع القراءة رأسًا، والسكت عبارة عن قطع الصوت زمنًا ما دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، والناس في اصطلاح مراتبه مختلفون كل واحد له اصطلاح، وذلك شائع؛ لما اشتهر أنه لا مشاحة في الاصطلاح، بل يسوغ لكل أحد أن يصطلح على ما شاء كما صرح بذلك صدر الشريعة وناهيك به، فقال ابن الأنباري (2)، والسخاوي: مراتبه ثلاثة: تام، وحسن، وقبيح. وقال غيرهما: أربعة: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك، وقال السجاوندي: خمسة: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة، وقال غيره: ثمانية: تام، وشبيه، وناقص، وشبيه،   (1) علي بن محمد بن عبد الصمد الهمداني المصري السخاوي الشافعي، أبو الحسن، علم الدين: عالم بالقراءات والأصول واللغة والتفسير، وله نظم، أصله من صخا (بمصر) سكن دمشق، وتوفي فيها، ودفن بقاسيون، من كتبه: جمال القرء وكمال الإقراء -في التجويد، وهداية المرتاب -منظومة في متشابه كلمات القرآن، مرتبة على حروف المعجم، والمفضل، شرح المفصل للزمخشري، والمفاخرة بين دمشق والقاهرة، وسفر السعادة، وشرح الشاطبية -وهو أول من شرحها، وكان سبب شهرتها، والكوكب الوقاد -في أصول الدين (ت643 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (4/ 332). (2) ابن الأنباري (271 - 328 هـ = 884 - 940 م) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنباري: من أعلم أهل زمانه بالأدب واللغة، ومن أكثر الناس حفظًا للشعر والأخبار، قيل: كان يحفظ ثلاثمائة ألف شاهد في القرآن، ولد في الأنبار (على الفرات)، وتوفي ببغداد، وكان يتردد إلى أولاد الخليفة الراضي بالله يعلمهم، من كتبه: الزاهر -في اللغة، وشرح القصائد السبع الطوال الجاهليات، وإيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عزوجل، والهاءات، وعجائب علوم القرآن، وشرح الألفات، وخلق الإنسان، والأمثال، والأضداد، وأجل كتبه: غريب الحديث، قيل: إنه 45000 ورقة. وله: الأمالي. انظر: الأعلام للزركلي (6/ 334). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 وحسن، وشبيه، وقبيح، وشبيه. وجميع ما ذكروه من مراتبه غير منضبط ولا منحصر؛ لاختلاف المفسرين والمعربين؛ لأنه سيأتي أن الوقف يكون تامًّا على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على آخر؛ إذ الوقف تابع للمعنى، واختلفوا فيه أيضًا فمنهم من يطلق الوقف على مقاطع الأنفاس؛ على القول بجواز إطلاق السجع في القرآن ونفيه منه أجدر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أسجع كسجع الكهان؟» (1) فجعله مذمومًا، ولو كان فيه تحسين الكلام دون تصحيح المعنى، وفرق بين أن يكون الكلام منتظمًا في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود منه، وبين أن يكون منتظمًا دون اللفظ؛ لأن في القرآن اللفظ تابع للمعنى، وفي السجع المعنى تابع للفظ، ومنهم من يطلقه على رءوس الآي، وأن كل موضع منها يسمى وقفًا وإن لم يقف القارئ عليه؛ لأنه ينفصل عنده الكلامان، والأعدل أن يكون في أواسط الآي، وإن كان الأغلب في أواخرها كما في آيتي المواريث؛ ففيهما ثلاثة عشر وقفًا، فـ {يُوصِيكُمُ اللَّهُ}، وما عطف عليه فيه تعلق معنوي؛ لأن عطف الجمل -وإن كان في اللفظ منفصلًا- فهو في المعنى متصل؛ فآخر الآية الأولى: {عَلِيمًا حَكِيمًا}، وآخر الثانية: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} كما سيأتي مفصَّلًا في محله إن شاء الله تعالى. وليس آخر كل آية وقفًا، بل المعتبر المعاني، والوقف تابع لها؛ فكثيرًا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بآية أخرى ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها، أو حالًا مما قبلها، أو صفة، أو بدلًا كما يأتي التنبيه عليه في محله، وإذا تقاربت الوقوف بعضها من بعض لا يوقف عند كل واحد إن ساعده النَّفَس، وإن لم يساعده وقف عند أحسنها؛ لأن ضيق النفس عن بلوغ التمام يسوغ الوقف، ولا يلزم الوقف على رءوس الآي كذا جعل شيخ الإسلام طول الكلام مسوغًا للوقف، قال الكواشي (2): وليس هذا العذر بشيء، بل يقف عند ضيق النفس، ثم يبتدئ من أول الكلام حتى ينتهي الوقف المنصوص عليه، كما سيأتي في سورة الرعد؛ ليكون الكلام متصلًا بعضه ببعض، وهذا هو الأحسن ولو كان في وسع القارئ أن يقرأ القرآن كله في نَفَس واحد ساغ له ذلك.   (1) قال الألباني في السلسلة الضعيفة: موضوع، رواه ابن قتيبة في غريب الحديث: (1/ 135/1)، وعنه الديلمي في مسند الفردوس: (2/ 116) مختصرًا، فقال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه سأل جرير بن عبد الله عن منزله بـ «بيشة» فوصفها جرير، فقال: سهل ودكداك، وسكم ولداك، وحمض وعلاك، بين نخلة ونحلة، ماؤنا ينبوع، وجنابنا يريع، وشتاؤنا ربيع، فقال له: يا جرير! إياك وسجع الكهان. (2) أحمد بن يوسف بن الحسن بن رافع ابن الحسين بن سويدان الشيباني الموصلي، موفق الدين أبو العباس الكواشي: عالم بالتفسير، من فقهاء الشافعية، من أهل الموصل، كان يزوره الملك ومن دونه فلا يقوم لهم ولا يعبأ بهم، من كتبه: تبصرة المتذكر -في تفسير القرآن، وكشف الحقائق -ويُعرف بتفسير الكواشي (ت680هـ). انظر: الأعلام للزركلي (1/ 274). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 مطلب تنوع الوقف ويتنوع الوقف نظرًا للتعلق خمسة أقسام؛ لأنه لا يخلو إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله لا لفظًا ولا معنى -فهو التام. أو يتصل ما بعده بما قبله لفظًا ومعنى -وهو القبيح. أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظًا -وهو الكافي. أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظًا -وهو الحسن. والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول، وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابًا وتفسيرًا؛ لأنه قد يكون الوقف تامًّا على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على غير ذلك، وأمثلة ذلك تأتي مفصلة في محلها. مطلب مراتب الوقف وأشرت إلى مراتبه بتام وأتم، وكافٍ وأكفى، وحسن وأحسن، وصالح وأصلح، وقبيح وأقبح، فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما في الرتبة؛ فأعلاها الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز. وأما وقف البيان وهو أن يبين معنى لا يفهم بدونه كالوقف على قوله تعالى: {وَتُوَقِّرُوهُ} فرق بين الضميرين، فالضمير في: {وَتُوَقِّرُوهُ} للنبي - صلى الله عليه وسلم - وفي {وَتُسَبِّحُوهُ} لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد، والتام على قوله: {وَأَصِيلًا}، وكالوقف على قوله: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ}، ثم يبتدئ: {الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} بين الوقف على: {عَلَيْكُمْ} أن الظرف بعده متعلق بمحذوف وليس متعلقًا باسم لا؛ لأن اسمها حينئذ شبيه بالمضاف، فيجب نصبه وتنوينه. قاله في (الإتقان). فالتام سُمِّي تامًّا؛ لتمام لفظه بعد تعلقه وهو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله لا لفظًا ولا معنى، وأكثر ما يوجد عند رءوس الآي غالبًا، وقد يوجد قرب آخرها كقوله: {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} هنا التمام؛ لأنه آخر كلام بلقيس، ثم قال تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} وهو أتم، ورأس آية أيضًا، ولا يشترط في التام أن يكون آخر قصة كقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} فهو تام؛ لأنه مبتدأ وخبر وإن كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحدة، ونحوه: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} هنا التام؛ لأنه آخر كلام الظالم أُبَيِّ بن خلف، ثم قال تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} وهو أتم، ورأس آية أيضًا، وقد يوجد بعد رأس الآية كقوله: {مُصْبِحِينَ (66) وَبِاللَّيْلِ} هنا التام؛ لأنه معطوف على المعنى، أي: تمرون عليهم بالصبح وبالليل، فالوقف عليه تام، وليس رأس آية وإنما رأسها: {مُصْبِحِينَ}، و {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} أتم؛ لأنه آخر القصة، ومثله: {يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا} رأس الآية: {يَتَّكِئُونَ}، {وَزُخْرُفًا} هو التمام؛ لأنه معطوف على: {سَقْفًا}، ومن مقتضيات الوقف التام الابتداء بالاستفهام ملفوظًا به، أو مقدَّرًا. ومنها أن يكون آخر كل قصة وابتداء أخرى كل سورة، والابتداء بياء النداء غالبًا، أو الابتداء بفعل الأمر، أو الابتداء بلام القسم، أو الابتداء بالشرط؛ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 لأن الابتداء به ابتداء كلام مؤتنف، أو الفصل بين آية عذاب بآية رحمة، أو العدول عن الإخبار إلى الحكاية، أو الفصل بين الصفتين المتضادتين، أو تناهي الاستثناء، أو تناهي القول، أو الابتداء بالنفي، أو النهي، وقد يكون الوقف تامًّا على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على آخر نحو: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} تام إن كان {وَالرَّاسِخُونَ} مبتدأ خبره {يَقُولُونَ} على أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه. غير تام إن كان معطوفًا على الجلالة، وإن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه كما سيأتي بأبسط من هذا في محله. والكافي: ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلَّا أن له به تعلقًا ما من جهة المعنى؛ فهو منقطع لفظًا متصل معنى، وسمي كافيًا لاكتفائه واستغنائه عما بعده واستغناء ما بعده عنه بأن لا يكون مقيدًا له، وعود الضمير على ما قبل الوقف لا يمنع من الوقف؛ لأن جنس التام والكافي جميعه كذلك، والدليل عليه ما صح عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرأ عليَّ»، فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ فقال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» قال: فافتتحت سورة النساء فلما بلغت: {شَهِيدًا}، فقال لي: «حسبك» (1)، ألا ترى أن الوقف على شهيدًا كاف وليس بتام؟ والتام: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}؛ لأنه آخر القصة وهو في الآية الثانية، وقد أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقف دون التام مع قربه فدل هذا دلالة واضحة على جواز الوقف على الكافي؛ لأنَّ قوله: يومئذ إلخ ليس قيدًا لما قبله، وفي الحديث نوع إشارة إلى أن ابن مسعود كان صيتًا. قال عثمان النهدي (2) صلى بنا ابن مسعود المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فوددنا أنه لو قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله، وكان أبو موسى الأشعري كذلك. ورد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع صوته وهو يقرأ القرآن، فقال: «لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود» (3) كان داود - عليه السلام - إذا قرأ الزبور تدنو   (1) أخرجه أحمد في المسند (1/ 374)، برقم: (3551). (2) أبو عثمان النهدي، الإمام، الحجة، شيخ الوقت، عبد الرحمن بن مل، وقيل: ابن ملي، ابن عمرو بن عدي البصري، مخضرم معمر، أدرك الجاهلية والإسلام، وغزا في خلافة عمر وبعدها غزوات، وحدّث عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وأُبي بن كعب، وبلال، وسعد ابن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، وحذيفة ابن اليمان، وأبي موسى الأشعري، وأسامة بن زيد، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأبي هريرة، وابن عباس، وطائفة سواهم، حدّث عنه قتادة، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وسليمان التيمي، وأيوب السختياني، وداود بن أبي هند، وخالد الحذاء، وعمران بن حدير. انظر: سير أعلام النبلاء (4/ 175). (3) أخرجه الحُميدي برقم: (282)، قال: حدثنا سُفيان، وأحمد (6/ 37)، قال: حدثنا سُفيان، وفي (6/ 167) وقال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعْمر، وعَبْد بن حُميد برقم: (1476)، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر، والدارِمِي برقم: (1497)، قال: أخبرنا أبو نُعيم، قال: حدثنا ابن عُيَيْنَة، والنَّسائي (2/ 180)، وفي الكبرى برقم: (1002)، قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، عن سُفيان، وفي (2/ 181)، وفي الكبرى برقم: (1003)، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعْمر، وفي فضائل القران برقم: (76)، قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبانا مَعْمر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 إليه الوحوش حتى تؤخذ بأعناقها. والمراد بقوله: وآتاه الله الملك هو الصوت الحسن قاله السمين، وعلامته أن يكون ما بعده مبتدأ، أو فعلًا مستأنفًا، أو مفعولًا لفعل محذوف نحو: {وَعَدَ اللَّهُ}، و {سُنَّةَ اللَّهِ}، أو كان ما بعده نفيًا، أو أن المكسورة، أو استفهامًا، أو بل، أو ألَا المخففة، أو السين، أو سوف؛ لأنها للوعيد، ويتفاضل في الكفاية نحو: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} صالح. {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} أصلح منه. {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} أصلح منهما، وقد يكون كافيًا على تفسير وإعراب وقراءة، غير كاف على آخر نحو: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} كاف إن جعلت ما نافية. حسن إن جعلتها موصولة، وتأتي أمثلة ذلك مفصلة في محالها. والحسن: ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده؛ إذ كثيرًا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها؛ ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها؛ إذ ما بعده مع ما قبله كلام واحد من جهة المعنى -كما تقدم- أو من حيث كونه نعتًا لما قبله، أو بدلًا، أو حالًا، أو توكيدًا، نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} حسن؛ لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده؛ للتعلق اللفظي، وإن رُفِع: {رَبِّ} على إضمار مبتدأ، أو نُصِب على المدح وبه قرئ (1). وحكى سيبويه: (الحمد لله أهل الحمد) برفع اللام ونصبها فلا يقبح الابتداء به، كأن يكون رأس آية، نحو: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} يجوز الوقف عليه؛ لأنه رأس آية، وهو سُنَّة وإن تعلق ما بعده بما قبله؛ لِمَا ثبت متصل الإسناد إلى أم سلمة -رضي الله عنها-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطَّع قراءته، يقول: «بسم الله الرحمن الرحيم»، ثم يقف، ثم يقول: «الحمد لله رب العالمين»، ثم يقف، ثم يقول «الرحمن الرحيم»، ثم يقف (2). وهذا أصل معتمد في الوقف على رءوس الآي، وإن كان ما بعد كل مرتبطًا بما قبله ارتباطًا معنويًّا، ويجوز الابتداء بما بعده؛ لمجيئه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد يكون الوقف (حسنًا) على قراءة، غير حسن على أخرى، نحو الوقف على: {مُتْرَفِيهَا}، فمن قرأ: {أَمْرِنَا} بالقصر والتخفيف (3)، وهي قراءة العامة من الأمر، أي: أمرناهم بالطاعة فخالفوا، فلا   (1) قرأ أبو جعفر بالرفع في غير المتواتر، وقرأ الكسائي بالنصب في غير المتواتر، وكذا زيد بن علي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 121)، الإملاء للعكبري (1/ 3)، تفسير القرطبي (1/ 139). (2) وقال الدارقطني: إسناده صحيح وكلهم ثقات، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه ابن خزيمة فأخرجه في صحيحه كما في تفسير ابن كثير: (1/ 17)، وكذا صححه النووي في المجموع: (3/ 333)، وأخرجه الطحاوي (1/ 117)، والحاكم أيضًا (1/ 232) من طريق حفص بن غياث: ثنا ابن جريج به ولفظه: (كان يصلي في بيتها فيقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين .. الخ الفاتحة. (3) القراء العشرة سوى يعقوب. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 282)، البحر المحيط (6/ 20)، تفسير الطبري (15/ 42)، تفسير القرطبي (10/ 233)، السبعة (ص: 379)، النشر (2/ 306). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 يقف على: {مُتْرَفِيهَا}، ومن قرأ (1): {أَمْرِنَا} بالمد والتخفيف بمعنى: كثرنا، أو قرأ: {أَمْرِنَا} بالقصر والتشديد (2)، من الإمارة بمعنى: سلَّطنا حسن الوقف على: {مُتْرَفِيهَا} وهما شاذتان لا تجوز القراءة بهما، وقد يكون الوقف حسنًا، والابتداء قبيحًا، نحو: {يخرجون الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} الوقف حسن، والابتداء بـ {إِيَّاكُمْ} قبيح لفساد المعنى؛ إذ يصير تحذيرًا عن الإيمان بالله تعالى، ولا يكون الابتداء إلَّا بكلام موفٍّ للمقصود. والجائز: هو ما يجوز الوقف عليه وتركه، نحو: {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} فإنَّ واو العطف تقتضي عدم الوقف، وتقديم المفعول على الفعل يقتضي الوقف؛ فإن التقدير ويوقنون بالآخرة؛ لأن الوقف عليه يفيد معنى، وعلامته أن يكون فاصلًا بين كلامين من متكلمين، وقد يكون الفصل من متكلم واحد كقوله: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} الوقف جائز فلما لم يجبه أحد أجاب نفسه بقوله: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}، وكقوله: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} هنا الوقف، ثم يبتدئ: {رَسُولَ اللَّهِ} على أنه منصوب بفعل مقدر؛ لأنَّ اليهود لم يقروا بأن عيسى رسول الله فلو وصلنا {عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} بـ {رَسُولَ اللَّهِ} -لذهب فهم من لا مساس له بالعلم: أنه من تتمة كلام اليهود، فيفهم من ذلك أنهم مقرون أنه رسول الله، وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه ويقتضي وجوب الوقف على ابن مريم، ويرفعه إلى التام. والقبيح: وهو ما اشتد تعلقه بما قبله لفظًا ومعنى، ويكون بعضه أقبح من بعض، نحو: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي}، {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}؛ فإنه يوهم غير ما أراده الله تعالى؛ فإنه يوهم وصفًا لا يليق بالباري سبحانه وتعالى، ويوهم أن الوعيد بالويل للفريقين، وهو لطائفة مذكورين بعده، ونحو: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية، فإن رجع ووصل الكلام بعضه ببعض غير معتقد لمعناه فلا إثم عليه، وإلَّا أثم مطلقًا وقف أم لا، ومما يوهم الوقف على الكلام المنفصل الخارج عن حكم ما وصل به، نحو: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى}؛ لأن الموتى لا يسمعون، ولا يستجيبون، إنما أخبر الله عنهم أنهم يبعثون، ومنه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا}، ونحو: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ}،   (1) وهي قراءة يعقوب من العشر فهي متواترة عنه، ومن غير العشر الحسن وعلي بن أبي طالب وابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وسلام والأعرج والكلبي وابن عباس وقتادة وغيرهم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 282)، البحر المحيط (6/ 20)، تفسير الطبري (15/ 42)، تفسير القرطبي (10/ 233)، السبعة (ص: 379)، المعاني للفراء (2/ 119)، النشر (2/ 306). (2) وهي قراءة السُدّي وابن عباس وزيد بن علي وعليّ والحسن والباقر ومجاهد ومحمد بن علي وغيرهم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 49)، البحر المحيط (6/ 20)، الحجة لابن خالويه (ص: 214)، الكشاف (2/ 442)، تفسير الرازي (20/ 177). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 ونحو: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ}، ونحو: {فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا}، ونحو: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي}، وشبه ذلك من كل ما هو خارج عن حكم الأول من جهة المعنى؛ لأنه سوَّى بالوقف بين حال من آمن ومن كفر، وبين من ضل ومن اهتدى؛ فهذا جليُّ الفساد، ويقع هذا كثيرًا ممن يقرأ تلاوتة؛ لحرصه على النَّفَس فيقف على بعض الكلمة دون بعض، ثم يبني على صوت غيره ويترك ما فاته، ومثل ذلك ما لو بنى كل واحد على قراءة نفسه؛ إذ لابد أن يفوته ما قرأه بعضهم، والسُّنَّة: المدارسة؛ وهو أن يقرأ شخص حزبًا، ويقرأ آخر عين ما قرأه الأول، وهكذا فهذه هي السُّنَّة التي كان يدارس جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - بها في رمضان، فكان جبريل يقرأ أوَّلًا، ثم يقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - عين ما قرأه جبريل، قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} أي: على لسان جبريل {فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ}. وأما الأقبح: فلا يخلو إما أن يكون الوقف والابتداء قبيحين، أو يكون الوقف حسنًا، والابتداء قبيحًا؛ فالأول كأن يقف بين القول والمقول، نحو: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ}، ثم يبتدئ: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}، أو: {وَقَالَتِ النَّصَارَى}، ثم يبتدئ: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}، أو: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ}، ثم يبتدئ: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}، أو: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا}، ثم يبتدئ: {إِن اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}، وشبه ذلك من كل ما يوهم خلاف ما يعتقده المسلم. قال أبو العلاء الهمذاني (1): لا يخلو الواقف على تلك الوقوف: إما أن يكون مضطرًا، أو متعمدًا؛ فإن وقف مضطرًا، وابتدأ ما بعده غير متجانف لإثم، ولا معتقد معناه -لم يكن عليه وزر. وقال شيخ الإسلام (2): عليه وزر إن عرف المعنى؛ لأنَّ الابتداء لا يكون إلَّا اختياريًّا.   (1) أبو العلاء الهمذاني (488 - 569 هـ = 1095 - 1173 م) الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد ابن سهل العطار: شيخ همذان، وإمام العراقيين في القراءات، وله باع في التفسير والحديث والأنساب والتواريخ، كان لا يخشى السلاطين ولا يقبل منهم شيئا، ولا تأخذه في الله لومة لائم، مع التقشف في الملبس، له تصانيف، منها: زاد المسير -في التفسير، والوقف والابتداء -في القراءات، ومعرفة القراءة، والهادي في معرفة المقاطع والمبادي -قراءات. انظر: الأعلام للزركلي (2/ 181). (2) وهو: زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري، المصري، الشافعي، أبو يحيى: شيخ الإسلام، قاضٍ مفسر، من حفاظ الحديث، ولد في سنيكة (بشرقية مصر)، وتعلم في القاهرة وكُفّ بصره سنة (906 هـ)، نشأ فقيرا معدمًا، قيل: كان يجوع في الجامع، فيخرج بالليل يلتقط قشور البطيخ، فيغسلها ويأكلها، ولما ظهر فضله تتابعت إليه الهدايا والعطايا، بحيث كان له قبل دخوله في منصب القضاء كل يوم نحو ثلاثة آلاف درهم، فجمع نفائس الكتب وأفاد القارئين عليه علما ومالا، وولاه السلطان قايتباي الجركسي (826 - 901) قضاء القضاة، فلم يقبله إلا بعد مراجعة وإلحاح، ولما ولي رأى من السلطان عدولًا عن الحق في بعض أعماله، فكتب إليه يزجره عن الظلم، فعزله السلطان، فعاد إلى اشتغاله بالعلم إلى أن توفي، له تصانيف كثيره، منها: فتح الرحمن -في التفسير، وتحفة الباري على صحيح البخاري، وفتح الجليل -تعليق على تفسير البيضاوي، وشرح إيساغوجي -في المنطق، وشرح ألفية العراقي -في مصطلح الحديث، وشرح شذور الذهب -في النحو، وتحفة نجباء العصر -في التجويد، واللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم -رسالة، والدقائق المحكمة -في القراءات، وفتح العلام بشرح الأعلام بأحاديث الأحكام، وتنقيح تحرير اللباب -فقه، وغاية الوصول -في أصول الفقه، ولب الأصول -اختصره من جمع الجوامع، وأسنى المطالب في شرح روض الطالب -فقه، والغرر البهية في شرح البهجة الوردية -فقه، ومنهج الطلاب -في الفقه، والزبدة الرائقة -رسالة في شرح البردة (ت926 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (3/ 46). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 وقال أبو بكر بن الأنباري: لا إثم عليه وإن عرف المعنى؛ لأن نيته الحكاية عمن قاله، وهو غير معتقد لمعناه، وكذا لو جهل معناه، ولا خلاف بين العلماء أن لا يحكم بكفره من غير تعمد واعتقاد لمعناه، وأما لو اعتقد معناه -فإنه يكفر مطلقًا وقف أم لا، والوصل والوقف في المعتقد سواء. إذا علمت هذا عرفت بطلان قول من قال: لا يحل لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف على سبعة عشر موضعًا، فإن وقف عليها وابتدأ ما بعدها -فإنه يكفر ولم يفصِّل. والمعتمد ما قاله العلامة النكزاوي (1): أنه لا كراهة إن جمع بين القول والمقول؛ لأنه تمام قول اليهود والنصارى، والواقف على ذلك كله غير معتقد لمعناه، وإنما هو حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم، ووعيد ألحقه الله بالكفار، والمدار في ذلك على القصد وعدمه. وما نسب لابن الجزري من تكفير مَن وقف على تلك الوقوف ولم يفصِّل -ففي ذلك نظر. نعم إن صح عنه ذلك حُمِل على ما إذا وقف عليها معتقدًا معناها -فإنه يكفر سواء وقف أم لا، والقارئ والمستمع المعتقدان ذلك سواء، ولا يكفر المسلم إلَّا إذا جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وما نُسب لابن الجزري من قوله: مَغْلُولَةٌ فَلَا تَكُنْ بِوَاقِفِ ... فَإِنَّهُ حَرَامٌ عِنْدَ الْوَاقِف مَا لَمْ يَكُنْ قَدْ ضَاقَ مِنْكَ النَّفَسُ ... فَإِنْ تَكُنْ تُصْغِي فَأَنْتَ الْقَبَسُ وَلَا عَلَى إِنَّا نَصَارَى قَالُوا ... أَيْضًا حَرَامٌ فَاعْرِفَنْ مَا قَالُوا وَلَا عَلَى الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ ... فَلَا تَقِفْ وَاسْتَعِذَنَّ بِالله فَإِنَّهُ كُفْرٌ لِمَنْ قَدْ عَلِمَا ... قَدْ قَالَهُ الْجَزَرِيُّ نَصًّا حَسْبَمَا وَقِسْ عَلَى الْأَحْكَامِ فِيمَا قَدْ بَقي ... فَإِنَّهُ الْحَقُّ فَعِي وَحَقِّق وَلَا تَقُلْ يَجُزْ عَلَى الْحِكَايَةِ ... فَإِنَّهُ قَوْلٌ بِلَا دِرَايَة   (1) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر النكزاوي المدني، الأنصاري، معين الدين، أبو محمد، مقرئ، نحوي، ولد بالإسكندرية، وقرأ بها القراءات، من مصنفاته: الكامل في القراءات، والاقتضاء في معرفة الوقف والابتداء، والشامل في القراءات السبع (ت683 هـ). انظر: بغية الوعاة (ص: 288، 289)، لسان الميزان (3/ 352)، هدية العارفين (1/ 462 729). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 مخالف للأئمة الأعلام، وما جزاء من خالفهم إلَّا أن يمحى اسمه من ديوان العقلاء فضلًا عن الفضلاء، وما علمت وجه تكفيره الواقف على قوله: {فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} وهو وقف جائز على أن جواب {لَمَّا} محذوف، وعليه فلا كراهة في الابتداء بقوله: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}. قال السمين (1): قال ابن عصفور (2): يجوز أن يكون الله قد أسند إلى نفسه ذهابًا يليق بجلاله، كما أسند المجيء والإتيان على معنى يليق به تعالى، فلعل تكفيره الواقف لاحظ أن الله لا يوصف بالذهاب ولا بالمجيء، وكذلك لا وجه لتكفيره الواقف على قوله: {لَفِي خُسْرٍ} مع أنَ الهمداني والعبادي (3) قالا: إنه جائز، والكتابة على بقية ما نسب لابن الجزري تطول -أضربنا عنها تخفيفًا. ويدخل الواقف على الوقوف المنهي عنها في عموم قوله - صلى الله عليه وسلم - في حق من لم يعمل بالقرآن: «رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه» كأن يقرأه بالتطريب والتصنع فهذه تخل بالمروءة وتسقط العدالة. قال التتائي (4): ومما يردُّ الشهادة التغني بالقرآن. أي: بالألحان التي تفسد نص القرآن ومخارج حروفه بالتطريب وترجيع الصوت، من لحن بالتشديد طرب، وأما الترنم بحسن الصوت فهو حسن؛ فقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع صوت عبد الله بن قيس المكنى بأبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن، فقال: «لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود» (5).   (1) أحمد بن يوسف بن عبد الدايم الحلبي، أبو العباس، شهاب الدين، المعروف بالسمين: مفسر، عالم بالعربية، والقراءات، شافعي، من أهل حلب، استقر واشتهر في القاهرة، من كتبه: تفسير القرآن، والقول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز، والدر المصون -في إعراب القرآن، وعمدة الحفاظ، في تفسير أشرف الألفاظ -في غريب القرآن، وشرح الشاطبية -في القراءات، قال ابن الجزري: لم يسبق إلى مثله (ت756 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (1/ 274). (2) ابن عصفور (597 - 669 هـ = 1200 - 1271 م) علي بن مؤمن بن محمد، الحضرمي الإشبيلي، أبو الحسن المعروف بابن عصفور: حامل لواء العربية بالأندلس في عصره، من كتبه: المقرب -في النحو، والممتع -في التصريف، والمفتاح، والهلال، والمقنع، والسالف والعذار، وشرح الجمل، وشرح المتنبي، وسرقات الشعراء، وشرح الحماسة، ولد بإشبيلية، وتوفي بتونس. انظر: الأعلام للزركلي (5/ 27). (3) العبادي (375 - 458 هـ = 985 - 1066 م) محمد بن أحمد بن محمد العبادي الهروي، أبو عاصم: فقيه شافعي، من القضاة، ولد بهراة وتفقه بها وبنيسابور، وتنقل في البلاد، وصنف كتباً، منها: أدب القضاة، والمبوسط، والهادي إلى مذهب العلماء، وطبقات الشافعيين. انظر: الأعلام للزركلي (5/ 315). (4) التتائي (000 - 942 هـ = 000 - 1535 م) محمد بن إبراهيم بن خليل التتائي: فقيه من علماء المالكية، نسبته إلى (تتا) من قرى المنوفية بمصر، نعته الغزي: بقاضي القضاة بالديار المصرية. من كتبه: فتح البديع الوهاب شرح التفريغ لابن الجلاب -فقه مالك، فتح الجليل -شرح به مختصر خليل في الفقه شرحًا مطولًا، وجواهر الدرر -في شرحه أيضًا، وتنوير المقالة -في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني -فقه، وخطط السداد والرشد بشرح نظم مقدمة ابن رشد -فقه. انظر: الأعلام للزركلي (5/ 302). (5) سبق تخريجه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 تنبيهات [ اتباع رسم المصحف ] الأول: يجب اتباع ما رُسِم في المصحف العثماني من المقطوع والموصول، وما كُتِب بالتاء المجرورة، وما كتب بالهاء، وتأتي مفصلة في محالها. [ ذكر إنما ] كل ما في القرآن من ذكر: (إنما)، من كل حرفين ضم أحدهما إلى الآخر فهو في المصحف الإمام حرف واحد، فلا تفصل (أن) عن (ما) إن كان لا يحسن موضع (ما) الذي نحو: {إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} فلا يقال: إن الذي نحن مصلحون، وإن كان يحسن موضع (ما) الذي نحو: {إِن مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ} فهما حرفان، ولم يقطع في القرآن غيره. [ذكر عمّا] وكل ما في القرآن من ذكر: (عما)، فهو حرف واحد إلا قوله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ} فهما حرفان؛ لأن المعنى: الذي نهوا عنه، ولم يقطع في القرآن غيره. [ ذكر ماذا ] وكل ما في القرآن من ذكر: (ماذا)، فلك فيه وجهان: أحدهما: أن تجعل (ما) مع (ذا) كلمة واحدة، و (ذا) ملغاة. والثاني: أن تجعل (ما) وحدها استفهامًا محلها رفع على الابتداء، و (ذا) اسمًا موصولًا بمعنى: الذي محله خبر (ما)؛ لأنها لم تلغ فهما كلمتان، واشترطوا في استعمال (ذا) موصولة أن تكون مسبوقة بـ (ما)، أو (مَن) الاستفهاميتين. نحو قوله: وَقَصِيدَةً تَأْتِي الْمُلُوكَ غَرِيبَةً ... قَدْ قُلْتُهَا لِيُقَالُ: مَنْ ذَا قَالَهَا؟ (1) أي: من الذي قالها؟ وإن لم يتقدم على (ذا) (ما)، ولا (من) الاستفهاميتان -لم يجز أن تكون موصولة، وأجازه الكوفيون تمسكًا بقول الشاعر:   (1) البيت من بحر الكامل، ولم أقف على قائله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 عَدْسُ مَا لِعَبَّادِ عَلَيْكَ إِمَارَةٌ ... نَجَوْتَ وَهَذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ (1) فزعموا أن التقدير: والذي تحملينه طليق، فـ (ذا) موصول مبتدأ، وتحملين صلة، والعائد محذوف، وطليق خبر، وعدس اسم صوت تزجر به البغلة، وفيه الشاهد على مذهب الكوفيين: أن (هذا) بمعنى (الذي)، ولم يتقدم على (ذا) (ما)، ولا (مَن) الاستفهاميتان، ومن ذلك: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} فمن نصب (العفو) له وجهان: أحدهما: جعل (ماذا) كلمة واحدة، ونصبه بـ (ينفقون)، ونصب (العفو) بإضمار (ينفقون) أي: ينفقون العفو. الثاني: جعل (ماذا) حرفين (ما) وحدها استفهامًا محلها رفع على الابتداء، و (ذا) اسمًا موصولًا بمعنى: الذي محله رفع خبر (ما)؛ لأنها لم تلغ ونصب (العفو) بإضمار ينفقون. [ ذكر أينما ] وكل ما فيه من ذكر: (أينما)، فهو في الإمام كلمة واحدة في قوله: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} في البقرة، و {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ} في النحل، و {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)} في الشعراء. [ ذكر كل ما ] وكل ما فيه من ذكر: (كل ما)، فـ (كل) مقطوعة عن (ما) قال الزجاجي (2): إن كانت (كلما) ظرفًا فهي موصولة، وإن كانت شرطًا فهي مقطوعة كقوله: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} فـ (كل) مقطوعة من غير خلاف، وما عدا ذلك فيه خلاف، وكل ما فيه من ذكر (أمَّن) فهو بميم واحدة إلَّا أربعة مواضع فبميمين، وهي: 1 - {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)} في النساء.   (1) قائله يزيد بن مفرغ الحميري، والبيت جاء في مطلع قصيدة من بحر الطويل، يقول فيها: طَليقُ الَّذي نَجّى مِنَ الكَربِ بَعدَما ... تَلاحَمَ في دَربٍ عَلَيكِ مَضيقُ ذَري وَتَناسَي ما لَقيتِ فَإِنَّهُ ... لِكُلِّ أُناس خَبطَةٌ وَحَريقُ يزيد بن مفرغ الحميري (? - 69 هـ /? - 689 م) يزيد بن زياد بن ربيعة الحميري، من أصل يمني من قبيلة يحصب، كانت أسرته في حلف مع قريش، ولد في البصرة، ونشأ بها، كان يعرف العربية والفارسية، بدأ اتصاله بالبلاط نديمًا لسعيد بن عثمان بن عفان، وأصبح بعد ذلك من شعراء البلاط، اشتهر بشعره الساخر من عبّاد وعبيد الله بن زياد بن أبيه، وله شعر في المدح والغزل.-الموسوعة الشعرية (2) عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي الزجاجي، أبو القاسم: شيخ العربية في عصره، ولد في نهاوند، ونشأ في بغداد، وسكن دمشق وتوفي في طبرية (من بلاد الشام)، نسبته إلى أبي إسحاق الزجاج، له كتاب: الجمل الكبرى، والإيضاح في علل النحو، والزاهر -في اللغة، وشرح الألف واللام للمازني، وشرح خطبة أدب الكاتب، والمخترع، في القوافي، والأمالي، واللامات، ومجالس العلماء، والإبدال والمعاقبة والنظائر، (ت337 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (3/ 299). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 2 - و {أَمْ مَنْ أَسَّسَ} في التوبة. 3 - و {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} في الصافات. 4 - و {أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا} في فصلت. [ ذكر فإن لم ] وكل ما فيه من ذكر: (فإن لم)، فهو بنون إلَّا قوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} في هود. [ذكر إمَّا] وكل ما فيه من ذكر (إمَّا) فهو بغير نون إلَّا قوله: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ} في الرعد فبنون. [ذكر إلَّا] وكل ما فيه من ذكر (إلَّا) فبغير نون كلمة واحدة إلَّا عشرة مواضع فبنون: 1، 2 - اثنان في الأعراف: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ}، و {أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}. 3 - و {أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ} في التوبة. 4، 5 - واثنان في هود: {وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، و {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} الثاني. 6 - و {أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} في الحج. 7 - و {أَن لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} في يس. 8 - و {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} في الدخان. 9 - و {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} في الممتحنة. 10 - و {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ} في نون. [ ذكر كيلا، لكيلا ] وكل ما فيه من ذكر (كيلا)، و (لكيلا) فموصول كلمة واحدة في آل عمران: 1 - {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا}. 2 - وفي الحج: {لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا}. 3 - وثانيه الأحزاب: {لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ}. 4 - وفي الحديد: {لِكَيلَا تَأْسَوْا}. 5 - وأما: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} في الحشر. 6 - و {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} في الأحزاب -فهما كلمتان. [ ذكر نعمة ] وكل ما فيه من ذكر (نعمة) فبالهاء إلَّا في أحد عشر موضعًا فهي بالتاء المجرورة: 1 - {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} في البقرة وآل عمران. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 2 - {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} في المائدة. 3، 4 - و {بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} في إبراهيم، وفيها: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}. وثلاثة في النحل: 5 - {وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)}. 6 - و {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ}. 7 - و {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ}. 8 - و {بِنِعْمَةِ اللَّهِ} في لقمان. 9 - و {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} في فاطر. 10 - و {فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29)} في الطور. [ ذكر امرأة مقرونة بزوجها ] وكل امرأة ذكرت فيه مع زوجها فهي بالتاء المجرورة كـ (امرأت عمران، وامرأت العزيز) معًا بيوسف، و (امرأت فرعون، وامرأت نوح، وامرأت لوط)، ولم تذكر امرأة باسمها في القرآن إلَّا مريم في أربعة وثلاثين موضعًا (1). [ كراهة التأكل بالقرآن ] التنبيه الثاني: يُكره اتخاذ القرآن معيشة وكسبًا، والأصل في ذلك ما رواه عمران بن حصين مرفوعًا: «من قرأ القرآن فليسأل الله به؛ فإنه سيأتي قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به» (2)، وفي (تاريخ البخاري) بسند صالح: «من قرأ القرآن عند ظالم؛ ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات» (3) قاله السيوطي في (الإتقان) أي: لأن في قراءته عنده نوع إهانة ينزه القرآن عنها، ونصب (عشر) على أنه مفعول (لعن)، ونائب الفاعل مستتر يعود إلى (من)، وللسيوطي في (الجامع): «من أخذ على القرآن أجرًا فذاك حظه من القرآن» (4). حل عن أبي هريرة، وفيه: «من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم   (1) وهي بالسور التالية: البقرة: 87، 253، وسورة آل عمران: 36، 37، 42، 43، 44، 45، والنساء: 156، 157، 171، والمائدة: 17، 46، 72، 75، 78، 110، 112، 114، 116، والتوبة: 31، ومريم: 16، 27، 34، والمؤمنون: 50، الأحزاب: 7، الزخرف: 57، والحديد: 27، والصف: 6، 14، والتحريم: 12. (2) أخرجه الترمذي، برقم (2917)، وفي المسند لأحمد (4/ 439)، والمصنف لابن أبي شيبة (10/ 480)، برقم (10051). (3) وذكر نحوه في الكنز بلفظ: «من قرأ عند أميرٍ كتاب الله، لعنه الله بكل حرف قرأ عنده لعنة، ولعن عشر لعنات ويحاجه القرآن يوم القيامة فينادي هنالك ثبورًا، فهو ممن يقال له: لا تدعوا اليوم ثبورًا واحدًا وادعوا ثبورًا كثيرًا الآية»، برقم (2445). (4) قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (3/ 613): موضوع، أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 142): من طريق إسحاق بن العنبري: حدثنا عبد الوهاب الثقفي: حدثنا سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال. وهو غريب من حديث الثوري، تفرد به إسحاق، قلت: قال الذهبي في الضعفاء والمتروكين: كذاب، ولذلك قال المناوي عقبه: فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب، يعني: الجامع الصغير، للسيوطي، وبهذا الكذاب أعلّه في التيسير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم» (1). هب عن بريدة، ويدخل في الوعيد كل من ركن إلى ظالم وإن لم يرفع منه شيئا؛ لعموم قوله: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}، وقراءة القرآن أو غيره عنده تُعدُّ ميلًا وركونًا، قال السمين: ولما كان الركون إلى الظالم دون مشاركته في الظلم، واستحق العقاب على الركون دون العقاب على الظلم أتى بلفظ المس دون الإحراق، وهذا يسمى في علم البديع: الاقتدار؛ وهو أن يبرز المتكلم المعنى الواحد في عدة صور اقتدارًا على نظم الكلام، وركن من بابي علم وقتل، قرأ العامة (2): {وَلَا تَرْكَنُوا} بفتح التاء والكاف ماضيه ركِن بكسر الكاف من باب علِم، وقرأ قتادة (3) بضم الكاف مضارع: ركَن بفتح الكاف من باب قَتَل، والمراد بالظالم: من يوجد منه الظلم سواء كان كافرًا أو مسلمًا. [تعلُّق الكلم بعضه ببعض] التنبيه الثالث: اعلم أن كل كلمة تعلقت بما بعدها، وما بعدها من تمامها لا يوقف عليها كالمضاف دون المضاف إليه، ولا على المنعوت دون نعته ما لم يكن رأس آية، ولا على الشرط دون جوابه، ولا على الموصوف دون صفته، ولا على الرافع دون مرفوعه، ولا على الناصب دون منصوبه، ولا على المؤكد دون توكيده، ولا على المعطوف دون المعطوف عليه، ولا على البدل دون المبدل منه، ولا على (أنَّ، أو كان، أو ظن) وأخواتهن دون اسمهنَّ، ولا اسمهنَّ دون خبرهنَّ، ولا على المستثنى منه دون المستثنى، لكن إن كان الاستثناء منقطعًا فيه خلاف: المنع مطلقًا لاحتياجه إلى ما قبله لفظًا، والجواز مطلقًا؛ لأنه في معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه، الثالث التفصيل فإن صرح بالخبر جاز، وإن لم يصرح به فلا. قاله ابن الحاجب (4) في أماليه. ولا يوقف على الموصول دون صلته، ولا على الفعل دون مصدره، ولا   (1) فضائل القرآن لأبي عبيد (ص:140)، رقم (352)، المصنف لابن أبي شيبة (10/ 479) رقم (10048)، الحلية لأبي نعيم (4/ 199). (2) أي: جمهور القراء متواترًا، أي: العشرة أئمة المجمع على تواتر قراءتهم، وليس بينهم خلاف فيه. (3) وهي قراءة غير متواترة وريت أيضا عن طلحة والأشهب. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 116)، الإملاء للعكبري (2/ 26)، البحر المحيط (5/ 269)، الكشاف (2/ 296). (4) عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، أبو عمرو جمال الدين ابن الحاجب: فقيه مالكي، من كبار العلماء بالعربية، كردي الأصل، ولد في أسنا (من صعيد مصر)، ونشأ في القاهرة، وسكن دمشق، ومات بالأسكندرية، وكان أبوه حاجبا فعرف به، من تصانيفه: الكافية -في النحو، والشافية -في الصرف، ومختصر الفقه - استخرجه من ستين كتابا، في فقه المالكية، ويسمى: «جامع الأمهات»، والمقصد الجليل -قصيدة في العروض، والأمالي النحوية، ومنتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل -في أصول الفقه، ومختصر منتهى السول والأمل، والإيضاح -في شرح المفصل للزمخشري، والأمالي المعلقة عن ابن الحاجب، (ت646 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (4/ 211). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 على حرف دون متعلقه، ولا على شرط دون جوابه سواء كان الجواب مقدمًا أو مؤخرًا؛ فالمقدم كقوله: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}؛ لأنَّ قوله: {إِنْ عُدْنَا} متعلق بسياق الكلام، والافتراء مقيد بشرط العود، والمؤخر كقوله: {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ}؛ فإن قوله: {فَإِن اللَّهَ} جزاء (مَن) في: {فَمَنِ اضْطُرَّ}، ولا على الحال دون ذيها، ولا على المبتدأ دون خبره، ولا على المميز دون مميزه، ولا على القسم دون جوابه، ولا على القول دون مقوله؛ لأنهما متلازمان كل واحد يطلب الآخر، ولا على المفسر دون مفسره؛ لأن تفسير الشيء لاحق به، ومتتم له، وجار مجرى بعض أجزائه، ويأتي التنبيه على ذلك في محله. [ الوقف الاضطراري ] التنبيه الرابع: إذا اضطر القارئ ووقف على ما لا ينبغي الوقف عليه حال الاختيار -فليبتدئ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى، فإن غيَّر فليبتدئ بما قبلها؛ ليصح المعنى المراد، فإن كان وقف على مضاف فليأت بالمضاف إليه، أو وقف على المفسَّر فليأت بالمفسِّر، أو على الأمر فليأت بجوابه، أو على المترجَم فليأت بالمترجِم، نحو: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} فلا يوقف عليه حتى يأتي بالمترجم. [المُتَعَسَّفُ الموقوف عليه] التنبيه الخامس: قال ابن الجزري: ليس كل ما يتعسفه بعض القراء مما يقتضي وقفًا يوقف عليه، كأن يقف على قوله: {أَمْ لَمْ تُنْذِرْ}، ويبتدئ: {هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} على أنها جملة من مبتدأ وخبر، وهذا ينبغي أن يردَّ، ولا يلتفت إليه، وإن كان قد نقله الهذلي (1) في (الوقف والابتداء)، وكأن يقف على قوله: {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ}، ثم يبتدئ: {بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا}، ونحو: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ}، ثم يبتدئ: {اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}، ونحو: {فَلَا جُنَاحَ}، ثم يبتدئ: {عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}، ونحو: {مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بحقٍ}، ثم يبتدئ: {بحقٍ} وهو خطأ من وجهين: أحدهما: أن حرف الجر لا يعمل فيما قبله، قال بعضهم: إن صح ذلك عن أحد كان معناه: إن كنت قلته فقد علمته بحق. الثاني: أنه ليس موضع قسم، وجواب آخر أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز، وإن كانت للقسم لم يجز؛ لأنه لا جواب ههنا، وإن كان ينوي بها التأخير كان خطأ؛ لأن التقديم والتأخير مجاز، ولا يستعمل   (1) روح بن عبد المؤمن، أبو الحسن الهذلي، البصري، المقرئ، صاحب يعقوب الحضرمي، كان متقنًا مجودًا، روى أيضا عن أبي عوانة وحماد بن زيد، وعنه البخاري في صحيحه، قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني، وأبو الطيب بن حمدان، له كتاب في الوقف التمام، (ت235هـ). انظر: القراء الكبار (1/ 214)، الفهرست (ص: 39). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 المجاز إلَّا بتوقيف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو حجة قاطعة، ونحو: {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ}، ثم يبتدئ: {بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ}، وجعل الباء حرف قسم، ونحو: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}، ثم يبتدئ: {إِن الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}، وذلك خطأ؛ لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ما ذكرت الباء تعين الإتيان بالفعل كقوله: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ} يحلفون بالله، ولا تجد الباء مع حذف الفعل، ونحو: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ}، ثم يبتدئ: {رَأَيْتَ نَعِيمًا} وليس بشيء؛ لأنَّ الجواب بعده، و (ثَم) ظرف لا يتصرف فلا يقع فاعلًا ولا مفعولًا، وغلط من أعربه مفعولًا لرأيت، أو جعل الجواب محذوفًا، والتقدير: إذا رأيت الجنة رأيت فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ونحو: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ}، ثم يبتدئ: {عِلْمَ الْيَقِينِ} بنصب (علم) على إسقاط حرف القسم وبقاء عمله وهو ضعيف، وذلك من خصائص الجلالة فلا يشركها فيه غيرها عند البصريين، وجواب القسم {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} أي: والله لترون الجحيم كقول امرئ القيس: فَقَالَتْ يَمِينُ اللهِ مَا لَكَ حِيلَةً ... وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الْغِوَايَةَ تَنْجَلِي (1) فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه، فينبغي تجنبه وتحريه؛ لأنه محض تقليد، وعلم العقل لا يعمل به إلَّا إذا وافقه نقل، وسقت هذا هنا؛ ليُجتنب فإني رأيت من يدَّعي هذا الفن يقف على تلك الوقوف، فيلقي في أسماع الناس شيئًا لا أصل له، وأنا محذر من تقليده واتباعه، وكذا مثله ممن يتشبه بأهل العلم وهم عنهم بمعزل، اللهم أرنا الحق حقًّا فنتبعه، والباطل باطلًا فنجتنبه.   (1) البيت من معلقة امرؤ القيس، وهو من بحر الطويل. وامرؤ القَيس (130 - 80 ق. هـ/496 - 544 م) امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر، قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره. أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي! ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا، لا صحو اليوم ولا سكر غدًا، اليوم خمر وغدًا أمر، ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعرًا كثيرًا، كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة، ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغسَّاني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 [ المراعة في الوقف ] التنبيه السادس: ينبغي للقارئ أن يراعي في الوقف الازدواج، والمعادل، والقرائن، والنظائر. قال ابن نصير النحوي (1): فلا يوقف على الأول حتى يأتي بالمعادل الثاني؛ لأن به يوجد التمام، وينقطع تعلقه بما بعده لفظًا نحو: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}، {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}، {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}، والأولى الفصل والقطع بين الفريقين، ولا يخلط أحدهما مع الآخر، بل يقف على الأول، ثم يبتدئ بالثاني. [ ذكر الذين، الذي ] التنبيه السابع: كل ما في القرآن من ذكر (الذين)، و (الذي) يجوز فيه الوصل بما قبله نعتًا، والقطع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، إلَّا في سبعة مواضع فإنه يتعين الابتداء بها: 1 - {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ} في البقرة. 2 - وفيها أيضًا: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ}. 3 - وفيها أيضًا: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا}. 4 - وفي التوبة: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا}. 5 - وفي الفرقان: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ}. 6 - وفي غافر: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} لا يجوز وصلها بما قبلها؛ لأنه يوقع في محظور، كما بيَّن فيما تقدم. 7 - وفي سورة الناس: {الَّذِي يُوَسْوِسُ} على أنه مقطوع عما قبله. وفصّل الرمّاني: إن كانت الصفة للاختصاص امتنع الوقف على موصوفها؛ لأنها لتعريفه، فيلزم أن تتبعه في إعرابه ولا تقطع، وإن كانت للمدح لا لتعريفه جاز القطع والاتباع، والقطع أبلغ من إجرائها؛ لأن عاملها في المدح غير عامل الموصوف. [ أصل بلى ] التنبيه الثامن: أصل (بلى) عند الكوفيين (بل) التي للإضراب، زيدت الياء في آخرها علامة لتأنيث الأداة؛ ليحسن الوقف عليها، يعنون بالياء الألف، وإنما سمَّوها ياءً؛ لأنها تمال وتكتب بالياء؛ لأنها للتأنيث كألف حبلى، وقال البصريون: (بلى) حرف بسيط، وتحقيق المذهبين في غير هذا، وهي للنفي   (1) أحمد بن إبراهيم بن نصير، أبو القاسم: شاعر، أصله من شوذر (من أعمال جيان)، وسكن قرطبة، وتوفي بمالقة (ت 602 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (1/ 86). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 المتقدم في اثنين وعشرين موضعًا في ست عشرة سورة (1)، يمتنع الوقف على سبعة، وخمسة فيها خلاف، وعشرة يوقف عليها أشار إلى ذلك العلامة السيوطي نظمًا، فقال: حُكْمُ بَلَى فِي سَائِرِ القُرْآنِ ... ثَلَاثَةٌ عَنْ عَابِدِ الرَّحْمَن أَعْنِي السُّيوطِي جَامِعَ الْإتْقَانِ ... عَنْ عُصْبَةِ التَّفْسِيرِ وَالبُرْهَان فَالوَقْفُ فِي سَبْعٍ عَلَيْهَا قَدْ مَنَعَ ... لِمَا لَهَا تَعَلُّقٌ بِمَا جَمَعَ قَالُوا بَلْ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ ... وَالنَّخْلِ وَعْدًا عَنْ ذَوِي الَأَفْهَام وَقُلْ بَلَى فِي سَبَأٍ قَدِ اسْتَقَرْ ... كَذَا بَلَى قَدْ فَاتْلُونَهَا فِي الزُّمَرْ قَالُوا بَلَى فِي آَخِرِ الْأَحْقَافِ ... وَفِي التَّغَابُنِ لِلذَّكِيِّ الْوَافِي وَقُلْ بَلَى فِي سُورَةِ الْقِيَامَةِ ... فَاحْذَرْ مِنَ التَّفْرِيطِ وَالْمَلَامَة وَخَمْسَةٌ فِيهَا خِلَافَ زُبُرًا ... بِالْمَنْعِ وَالْجَوَازِ حَيْثُ حُرِّرَا بَلَى وَلَكِنْ قَدْ أَتَى فِي الْبَقَرَهْ ... وَفِي الزُّمَرِ بَلَى وَلَكِنْ حَرَّرَهْ بَلَى وَرُسُلُنَا أَتَى فِي الزُّخْرُفِ ... وَفِي الْحَدِيدِ مِثْلُهَا عَنْهُمُ قُفِي قَالُوا بَلَى فِي الْمُلْكِ ثُمَّ جَوَّزُوا ... فِي ثَالِثِ الْأَقْسَامِ وَقْفًا أَبْرَزُوا وَعَدَّهَا عَشْرٌ سِوَى مَا قَدْ ذُكِرْ ... لَمْ تَخْفَ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ الْمُسْتَقِرّ قوله: وعدها، أي: ما الاختيار جواز الوقف عليه وهو العشرة الباقية. [ذكر بلى، نعم، كلّا] التنبيه التاسع: اعلم أن (كلَّا) حرف لا حظَّ له في الإعراب، وكذا جميع الحروف لا يوقف عليها، إلَّا (بلى، ونعم، وكلا)، وحاصل الكلام عليها: أن فيها أربعة أقوال يوقف عليها في جميع القرآن، لا يوقف عليها في جميعه، لا يوقف عليها إذا كان قبلها رأس آية، الرابع التفصيل: إن كانت للردع والزجر وقف عليها، وإلَّا فلا. قاله الخليل (2) ........................   (1) ومواضعها: البقرة: 81، 112، 260، آل عمران: 76، 125، الأنعام: 30، الأعراف: 172، النحل: 28، 38، طه: 120، سبأ: 3، يس: 81، الزمر: 51، 71، غافر:50، الزخرف: 80، الأحقاف: 33،34، الحديد: 14، التغابن:7، الملك: 9، القيامة: 4، الانشقاق: 15. (2) الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي، أبو عبد الرحمن، من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، أخذه من الموسيقى وكان عارفًا بها وهو أستاذ سيبويه النحوي، ولد ومات في البصرة، وعاش فقيرًا صابرًا وكان شعثَ الرأس، شاحب اللون، قشف الهيئة، متمزّق الثياب، متقطّع القدمين، مغمورًا في الناس لا يُعرَف، وهو الذي اخترع علم العروض وأحدثَ أنواعًا من الشعر ليست من أوزان العرب وكان سبب موته أنه فكر في ابتكار طريقة في الحساب تُسَهِّلُهُ على العامة فدخل المسجد وهو يعمل فكره فصدمته سارية وهو غافل فكانت سبب موته، والفراهيدي نسبة إلى بطن من الأزد، وكذلك اليحمدي، من مؤلفاته: كتاب العين -في اللغة، وجملة آلات العرب، والنغَم، وغير ذلك (170 هـ). انظر: التاريخ الكبير (3/ 199 – 200)، طبقات النحويين للزبيدي (ص: 47 – 51)، معجم الأدباء (11/ 72 – 77)، الكامل لابن الأثير (6/ 50)، البداية والنهاية (10/ 161 – 162)، طبقات القراء لابن الجزري (1/ 275). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 وسيبويه (1)، وهي في ثلاثة وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة في النصف الثاني (2)، وسئل جعفر ابن محمد عن (كلَّا) لِمَ لم تقع في النصف الأول منه؟ فقال: لأنَّ معناها الوعيد، فلم تنزل إلَّا بمكة إيعاد للكفار. [سور القرآن: أسمائها، ترتيبها، عددها، آيها] التنبيه العاشر: اعلم أن ترتيب السورة، وتسميتها، وترتيب آيها، وعدد السور -مسموع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومأخوذ عنه، وهو عن جبريل، فكان جبريل يعلمه عند نزول كل آية أن هذه تكتب عقب آية كذا في سورة كذا، وجمعته الصحابة من غير زيادة ولا نقصان، وترتيب نزوله في التلاوة والمصحف، وترتيبه في اللوح المحفوظ كما هو في مصاحفنا، كل حرف كجبل قاف، ولم يزل يتلقى القرآن العدول عن مثلهم إلى أن وصل إلينا وأدوه أداءً شافيًا، ونقله عنهم أهل الأمصار، وأدوه إلى الأئمة الأخيار، وسلكوا في نقله وأدائه الطريق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم والسماع دون الاستنباط والاختراع، ولذلك صار مضافًا إليهم وموقوفًا عليهم إضافة تمسك، ولزوم، واتباع، لا إضافة استنباط ورأي واختراع، بل كان بإعلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه، فعنه أخذوا رءوس الآي آية آية، وقد أفصح الصحابة بالتوقيف بقولهم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا العشر، فلا نتجاوزها إلى عشر أخر، حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل. وتقدم أن عبد الله بن عمر قام على حفظ سورة البقرة ثمان   (1) عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب سيبويه: إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو، ولد في إحدى قرى شيراز، وقدم البصرة، فلزم الخليل بن أحمد ففاقه، وصنف كتابه المسمى: «كتاب سيبويه» في النحو، لم يصنع قبله ولا بعده مثله، ورحل إلى بغداد، فناظر الكسائي، وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم، وعاد إلى الأهواز فتوفي بها، وقيل: وفاته وقبره بشيراز، و «سيبويه» بالفارسية رائحة التفاح، وكان أنيقًا جميلا، توفي شابًا، وفي مكان وفاته والسنة التي مات بها خلاف (ت180 هـ).انظر: سير النبلاء (6/ 238، 239)، معجم الأدباء (16/ 114 – 127)، البداية والنهاية (10/ 176، 177)، أخبار النحويين البصريين (ص: 48 - 50)، المختصر من تاريخ اللغويين والنحويين (ص: 15، 16)، بغية النحاة (ص: 366، 367). (2) تقدم ذكر (بلى) قريبًا، وأما مواضع (نعم) فهي: الأعراف: 44، 114، الشعراء: 42، الصافات: 18، ومواضع (كلا): المؤمنون: 100، الشعراء: 15، 62، سبأ: 27، النبأ: 5، التكاثر: 4. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 سنين. أخرجه مالك في موطأه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين؛ لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خصوصًا من دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - كابن عباس، حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» (1) قال ابن عباس: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما رأيت جبريل لم يره خلق إلا عمي إلَّا أن يكون نبيًّا، ولكن يكون ذلك في آخر عمرك» (2). [ تسبيع السبعة ] التنبيه الحادي عشر: أول من اقتصر على جمع قراءة السبعة المشهورين أثناء المائة الرابعة أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد (3)، واختلاف القراء اختلاف تنوع وتغاير، لا اختلاف تضاد وتناقض؛ فإن هذا محال أن يكون في كلام الله تعالى، وهو إما في اللفظ فقط والمعنى واحد، وإما فيهما مع جواز اجتماعهما في شيء واحد، أو اختلافهما معًا مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، بل يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد؛ فالأول: كالاختلاف في {الصِّرَاطَ}. والثاني: نحو: {مَالِكِ} بالألف، و {مَلِكِ} بغيرها. والثالث: نحو: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} مشددًا ومخففًا، فمعنى المشدد: أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، ومعنى المخفف: أن الرسل توهموا أن قومهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به، فالظن في الأولى يقين، وفي الثانية شك، والضمائر الثلاثة للرسل؛ فكل قراءة حق وصدق نزلت من عند الله نقطع بذلك ونؤمن به. [عدّ الآي، ومن قام به] التنبيه الثاني عشر: قد عدَّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وعائشة، ونقله عنهم التابعون. فمن أهل المدينة: عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز. ومن أهل مكة: عطاء بن أبي رباح، وطاوس. ومن أهل الكوفة: أبو عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وسعيد بن جبير، والشعبي، وإبراهيم   (1) أخرجه أحمد (1/ 266)، برقم: (2397)، قال: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زُهير أبو خَيْثَمة، وفي (1/ 314)، برقم: (2881)، قال: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا زهير، وفي (1/ 328)، وبرقم: (3033)، قال: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، وفي (1/ 335)، برقم: (3102) قال: حدثنا عبد الصمد. (2) المستدرك على الصحيحين (3/ 618). (3) أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي شيخ الصنعة وأول من سبَّع السبعة، قرأ على عبد الرحمن ابن عبدوس وقنبل المكي وعبد الله ابن كثير المؤدب وغيرهم، قرأ عليه وروى عنه الحروف أحمد بن محمد بن بشر الشارب وأحمد بن نصر الشذائي وأحمد بن موسى بن عبد الرحمن وغيرهم كثير (ت324هـ). انظر: تاريخ بغداد (5/ 144 – 148)، معجم الأدباء (5/ 65 – 73)، معرفة القراء (1/ 216 – 218)، البداية والنهاية (11/ 185)، غاية النهاية (1/ 139 - 142). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 النخعي، ويحيى بن وثاب. ومن أهل البصرة: الحسن البصري، وابن سيرين، ومالك بن دينار، وثابت البناني، وأبو مجلز. ومن أهل الشام: كعب الأحبار، فكان هؤلاء لا يرون بأسًا بعدِّ الآي، ورُوي أن عليًّا عدَّ {الم} آية، و {كهيعص} آية، و {حم} آية، وكذا بقية الحروف أوائل السور -فهي عنده كلمات لا حروف؛ لأن الحرف لا يسكت عليه، ولا ينفرد وحده في السورة، وقد يطلق الحرف على الكلمة، والكلمة على الحرف مجازًا، فما عدَّه أهل الكوفة عن أهل المدينة ستة آلاف آية ومائتا آية وسبع عشرة آية، ثم عدَّ ثانيًا ستة آلاف آية ومائتي آية وأربع عشرة آية. وعدَّه المكيون: ستة آلاف آية ومائتي آية وتسع عشرة آية. وعده الكوفيون: ستة آلاف آية ومائتي آية وثلاثين وست آيات. وعده البصريون ستة آلاف ومائتين وأربع آيات. [ عدد كلماته، حروفه، نقطه ] وأما عدد كلمه وحروفه على قول عطاء بن يسار: فسبعة وسبعون ألفًا وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة. وحروفه: ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفًا وخمسة عشر حرفًا. وقال ابن عباس: حروف القرآن ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفًا. فحروف القرآن متناهية ومعانيها غير متناهية، وفي (الجامع الصغير): «القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابرًا محتسبًا كان له بكل حرف زوجان من الحور العين» (1). طس عن عمر قال أبو نصر: غريب الإسناد والمتن. أول من جمع الناس في القرآن على حرف واحد ورتب سوره: عثمان بن عفان.   (1) واللفظ الذي وقفت عليه هو: «القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرًا محتسبًا فله بكل حرف زوجة من الحور العين». أخرجه الطبرانى فى الأوسط (6/ 361، رقم: 6616)، وقال: لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به حفص بن ميسرة. قال الهيثمى (7/ 163): رواه الطبرانى فى الأوسط عن شيخه محمد بن عبيد بن آدم بن أبى إياس ذكره الذهبى فى الميزان لهذا الحديث ولم أجد لغيره فى ذلك كلامًا وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أيضًا: الديلمى (3/ 230، رقم: 4680). قال الذهبى فى الميزان (6/ 251، ترجمة: 7924، محمد بن عبيد بن آدم بن أبى إياس العسقلانى)، والحافظ فى اللسان (5/ 276، رقم: 949): خبر باطل. قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (9/ 70): باطل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وأول من نقطه: أبو الأسود الدؤلي (1) بأمر عبد الملك بن مروان (2). وعدد نقطه: مائة ألف وخمسون ألفًا وإحدى وخمسون نقطة. وعدد جلالاته: ألفان وستمائة وأربعة وتسعون. وليس الاختلاف في عدد الحروف اضطرابًا في عدها، بل هو إما باعتبار اللفظ دون الخط؛ لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ، والشارع إنما اعتبر رسمها دون لفظها؛ لقوله في الحديث: «اقرءوا القرآن؛ فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (3). وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تعلموا القرآن واتلوه؛ فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف، ولام، وميم ثلاثون حسنة» (4). أما ترى أن (الم) في الكتابة ثلاثة أحرف، وفي اللفظ تسعة أحرف، فلو كانت الكلمة تعد حروفها لفظًا على سبيل البسط دون رسمها -لوجب أن يكون لقارئ: (الم) تسعون حسنة؛ إذ هي في اللفظ تسعة   (1) ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني، تابعي، واضع علم النحو، كان معدودًا من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان والحاضري الجواب، قيل أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - رسم له شيئًا من أصول النحو، فكتب فيه أبو الأسود، وفي صبح الأعشى: أن أبا الأسود وضع الحركات والتنوين لا غير. سكن البصرة في خلافة عمر - رضي الله عنه -، وولي إمارتها في أيام علي - رضي الله عنه -، ولم يزل في الإمارة إلا أن قتل علي - رضي الله عنه -، وكان قد شهد معه: (صفين) ولما تم الأمر لمعاوية قصده فبالغ معاوية في إكرامه، وهو في أكثر الأقوال أول من نقط المصحف، مات بالبصرة سنة (69هـ).-الموسوعة الشعرية (2) عبد الملك بن مروان عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، أبو الوليد: من أعاظم الخلفاء ودهاتهم، نشأ في المدينة، فقيها واسع العلم، متعبدا، ناسكا، وشهد يوم الدار مع أبيه، واستعمله معاوية على المدينة وهو ابن (16 سنة)، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه (سنة 65 هـ) فضبط أمورها وظهر بمظهر القوة، فكان جبارا على معانديه، قوي الهيبة، واجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب وعبد الله ابني الزبير في حربهما مع الحجاج الثقفي، ونقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العر بية، وضبطت الحروف بالنقط والحركات، وهو أول من صك الدنانير في الإسلام، وأول من نقش بالعربية على الدارهم، وكان عمر بن الخطاب قد صك الدراهم، وكان يقال: معاوية للحلم، وعبد الملك للحزم، ومن كلام الشعبي: ما ذاكرت أحدا إلا وجدت لي الفضل عليه، إلا عبد الملك، فما ذاكرته حديثا ولا شعرا إلا زادني فيه، توفي في دمشق سنة (86 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (4/ 165). (3) الدر المنثور للسيوطي (1/ 22)، وروي بروايات عدة منها: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». رواه الترمذي رقم (2910)، الطبراني في الكبير (9/ 139، 140)، رقم (8646، 8649). وعن ابن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اقرءوا القرآن فإن بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: (الم) ولكن ألف عشر ولام عشر، وميم عشر»، المصنف لابن أبي شيبة (10/ 461)، رقم (9981). وغيرهما من الروايات. (4) الدر المنثور للسيوطي (1/ 22). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 أحرف، فلما قال الصحابي: وبعضهم يرفعه أنها ثلاثة أحرف، وإن لقارئها ثلاثين حسنة لكل حرف عشر حسنات ثبت أن حروف الكلمة إنما تعد خطًّا لا لفظًا، وإن الثواب جارٍ على ذلك، والمضاعفة مختلفة: فنوع إلى عشرة، ونوع إلى خمسين كما هو في لفظ: «من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف خمسون حسنة» (1) والمعتبر ما يرسم في المصحف الإمام. [ الخلاف في فواتح السور ] التنبيه الثالث عشر: اختُلِف في الحروف التي في أوائل السور: قال الصدِّيق، والشعبي، والثوري، وغيرهم: هي سرّ الله تعالى في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه. قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يحسن الوقف عليه، والأَوْلَى الوقف على آخرها اتباعًا للرسم العثماني. وبعضهم جعلها أسماء للسور، وحاصل الكلام فيها: أن فيها أقوالًا توجب الوقف عليها، وأقوالًا توجب عدمه وهي مأخوذة من أسماء الله تعالى فـ (الر، وحم، ون) هي حروف الرحمن مفرقة، وكل حرف مأخوذ من اسم من أسمائه تعالى. زاد الشعبي: لله تعالى في كل كتاب سرّ، وسره في القرآن فواتح السور في ثمانية وعشرين حرفًا، في فواتح تسع وعشرين سورة، عدد حرف المعجم، وهي مع التكرير خمسة وسبعون حرفًا، وبغير تكرير أربعة عشر حرفًا، وهي نصف جميع الحروف، وتسمى الحروف النورانية جمعها بعضهم في قوله: (من قطعك صله سحيرا). فبعضها أتى على حرف كـ (ص، وق، ون)، وبعضها على حرفين كـ (طه، وطس، ويس، وحم)، وبعضها على ثلاثة أحرف كـ (الم، وطسم)، وبعضها على أربعة أحرف كـ (المص، والمر)، وبعضها على خمسة نحو: (كهيعص، حم عسق) (2)، ولم تزد على الخمسة شيئًا ما كتبت على شيء، أو ذكرت عليه إلَّا حفظ من كل شيء. مطلب علوم القرآن ثلاثة وفيها أسرار وحكم أودعها الله فيها معلومة عند أهلها؛ لأنَّ علوم القرآن ثلاثة: علم لم يُطلع الله عليه أحدًا من خلقه؛ وهو ما استأثر الله به كمعرفة ذاته وأسمائه وصفاته. والثاني: ما أَطلع الله عليه نبيه.   (1) ووقفت على نحوه بلفظ: (من قرأ القرآن فأعربه كله كان له بكل حرف أربعون حسنة، ومن أعرب بعضه، ولحن فى بعض، كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن لم يعرب منه شيئًا كان له بكل حرف عشر حسنات). أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (2/ 428، رقم: 2296)، وأخرجه أيضًا: ابن عدى (7/ 41، ترجمة: 1975، نوح بن أبى مريم)، وقال: عامة ما يرون لا يتابع عليه، وقد روى عنه شعبة، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. (2) وحكم هذه الحروف مبسوطة في كتب التجويد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 والثالث: علوم عَلَّمها نبيه وأمره بتعليمها. قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم؛ لأنَّ معاني القرآن لا تتناهى، والتعرض لحصر جزئياتها غير مقدور للبشر: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}. قال الشافعي (1): جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما فهمه من القرآن، وما من شيء إلَّا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهَّمه الله. وقال بعضهم: ما من شيء في العالم إلَّا وهو في كتاب الله تعالى. وقال ابن برهان: ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء فهو في القرآن، أو فيه أصله قرب أو بعد، فهمه من فهمه وعمه عنه من عمه. مطلب استخراج عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - من القرآن وقد استخرج بعضهم عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقون: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا}؛ فإنها رأس ثلاث وستين سورة، وعقبها بالتغابن؛ ليظهر التغابن في فقده. ومن أراد البحر العذب فعليه بـ (الإتقان) ففيه العجب العجاب. مطلب ثواب القارئ التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ، أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه» (2). وأخرج أيضًا من حديث ابن عمر مرفوعًا: «من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات» (3). والمراد بإعرابه: معرفة معاني ألفاظه، وليس المراد الإعراب المصطلح عليه، وهو ما يقابل اللحن؛   (1) محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله: أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه نسبة الشافعية كافة، ولد في غزة (بفلسطين)، وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين، وقصد مصر سنة (199هـ) فتوفي بها، وقبره معروف في القاهرة، قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراءات، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منة، وكان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولا كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب، ثم أقبل على الفقه والحديث، وأفتى وهو ابن عشرين سنة، وكان ذكيًّا مفرطا، له تصانيف كثيرة، أشهرها كتاب: الأم -في الفقه، ومن كتبه: المسند -في الحديث، وأحكام القرآن، والسنن، والرسالة -في أصول الفقه، واختلاف الحديث، والسبق والرمي، وفضائل قريش، وأدب القاضي، والمواريث، (ت204 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (6/ 26). (2) المصنف لابن أبي شيبة (10/ 456) رقم (9961)، المسند لأبي يعلى (11/ 436) رقم (6560). (3) البيهقي في الشعب (5/ 241)، رقم (2096). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 إذ القراءة به ليست قراءة ولا ثواب فيها، وإطلاق الإعراب على النحو اصطلاح حادث؛ لأنه كان لهم سجية لا يحتاجون إلى تعلمها. وتفسير القرآن لا يُعلم إلَّا بأن يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه كلام متكلم لم تصل الناس إلى مراده بالسماع منه بخلاف كلام غيره، ولهذا كان كلام الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل له حكم المرفوع، فلا يفسر بمجرد الرأي والاجتهاد لخبر: «من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» (1) أخرجه أبو داود، والنسائي، والترمذي،. وثبت متصل الإسناد إلى شدَّاد بن أوس: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلَّا وَكَّل الله به ملكًا يحفظه؛ فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب» (2)، وفيه: «ما من رجل يُعَلِّم ولده القرآن إلَّا توِّج يوم القيامة بتاج في الجنة» (3)، وفيه: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند الله آخر آية تقرؤها» (4). مطلب أهل الجنة يقرءون فيها وفيه دليل على أن أهل الجنة يقرءون فيها، وفيه: «من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية أو مائتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ خمسمائة آية إلى ألف آية أصبح وله قنطار من الأجر» (5). مطلب كيفية قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصح عن عائشة كيفية قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان يصلي النافلة جالسًا حين أسن قبل موته بسنة، فكان يقرأ قاعدًا حتى إذا أراد أن يركع قام، وقرأ نحوًا من ثلاثين، أو أربعين آية. وفيه: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين» (6)، قوله: (أقوامًا) أي: درجة أقوام، وهم: من آمن به وعمل   (1) أخرجه أبو داود (3/ 320)، برقم: (3652)، والترمذى (5/ 200)، برقم: (2952)، والنسائى فى الكبرى (5/ 31)، برقم: (8086)، والطبرانى (2/ 163)، برقم: (1672)، وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (3/ 90)، برقم: (1520). (2) أخرجه أحمد (4/ 125)، برقم: (17173)، قال المنذرى (1/ 234)، رواته رواة الصحيح، والترمذى (5/ 476)، برقم: (3407)، والطبرانى (7/ 293)، برقم: (7176). (3) وتمامه: « ... يعرِّفه به أهل الجنة بتعليم ولده القرآن في الدنيا» انظر: مجمع الزوائد: (7/ 343)، برقم: (11672). (4) أخرجه أحمد (2/ 192)، برقم: (6799)، وأبو داود (2/ 73)، برقم: (1464)، والترمذى (5/ 177)، برقم: (2914)، وقال: حسن صحيح. والنسائى فى الكبرى (5/ 22)، برقم: (8056)، وابن حبان (3/ 43)، برقم: (766)، والحاكم (1/ 739)، برقم: (2030)، والبيهقى (2/ 53)، برقم: (2253). (5) وذكر نحوه في كنز العمال برقم: (21459)، بزيادة: (القيراط منه مثل التل العظيم). (6) أخرجه أحمد (1/ 35)، برقم: (232)، والدارمى (2/ 536)، برقم: (3365)، ومسلم (1/ 559)، برقم 817)، وابن ماجه (1/ 79)، برقم: (218)، وأبو عوانة (2/ 444)، برقم: (3762)، وابن حبان (3/ 49)، برقم: (772)، وأخرجه أيضًا: عبد الرزاق عن معمر فى الجامع (11/ 439)، برقم: (20944)، والبزار (1/ 371)، برقم: (249)، والبيهقى (3/ 89)، برقم: (4904). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 بمقتضاه، و (يضع به آخرين) وهم: مَن أعرض عنه ولم يحفظ وصاياه. وفيه: «أُعطِيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل السبع المثاني وفضلت بالمفصل» (1). وفيه دلالة على أن القرآن كان مؤلفًا من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد، وفيه دلالة على أن سورة الأنفال سورة مستقلة، وليست من براءة، والسبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس. والمئون: ما كان فيه مائة آية أو قريب منها بزيادة يسيرة، أو نقصان يسير. مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال وعن عليٍّ وابن عباس -رضي الله عنهم- أنهما قالا: ليس من مسلم قرأ القرآن إلَّا وله في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار، فإن أخذها في الدنيا وإلَّا أخذها غدًا بين يدي الله عزَّ وجلَّ. وكان عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- لا يفرض من بيت المال إلَّا لمن قرأ القرآن. مطلب الاستعاذة اعلم أن الاستعاذة يستحب قطعها من التسمية، ومن أول السورة؛ لأنها ليست من القرآن، وكذا آمين يستحب قطعه من {وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة: 7]؛ لئلَّا يصل القرآن بما ليس منه. قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} [النحل: 98]، أي: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ؛ لأن الاستعاذة إنما تكون قبل القراءة، دلت الآية أن الله أمرنا بالاستعاذة عند قراءة القرآن، وليس المعنى: إذا استعذت فاقرأ، ولو كان المعنى كذلك لم تكن الآية تدل على أنَّا أُمرنا بالاستعاذة قبل القراءة، بل كانت تدل على أنَّا أمرنا بالقراءة بعد الاستعاذة، وجائز أن نستعيذ من الشيطان الرجيم، ثم لا نقرأ شيئًا. قال أبو بكر الأنباري: فلو كان كما قال السجستاني: إن الآية من المقدم والمؤخر، أي: إذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن -لوجب على كل مستعيذ بالله من الشيطان أن يقرأ القرآن، وليس الأمر كذلك. وأما أول التوبة فمن كان مذهبه التسمية وصل آخر الأنفال بأول التوبة معربًا، ومنهم من وصل   (1) أخرجه أحمد (4/ 107)، برقم: (17023). قال الهيثمى (7/ 46): فيه عمران القطان، وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائى وغيره وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الطبرانى (22/ 75)، برقم: (186)، والبيهقى فى شعب الإيمان (2/ 465)، برقم: (2415 مكرر). وأخرجه أيضًا: الطيالسى (ص: 136)، رقم: (1012)، وأبو نعيم فى معرفة الصحابة (5/ 2716)، برقم: (6485). وقال المناوى (1/ 566): فيه عمرو بن مرزوق، أورده الذهبى فى الضعفاء، وقال: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 غير معرب كأنه واقف واصل كراهة أن يأتي بالتسمية في أول التوبة. والوقف على آخر التعوذ تام؛ لأن الاستعاذة لا تعلق لها بما بعدها لا لفظًا ولا معنى؛ لأنَّا مأمورون به عند التلاوة، وإن لم يكن من القرآن. مطلب البسملة واختلف في البسملة، فقيل: إنها ليست من القرآن، وإنما كتبت للفصل بين السور، وهو قول ابن مسعود، ومذهب مالك، والمشهور من مذهب قدماء الحنفية، وعليه قراء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها، وقيل: آية من القرآن أنزلت للفصل والتبرك بها وهو الصحيح، وقيل: آية تامة من كل سورة، وهو قول ابن عباس، وابن عمر، وسعيد بن جبير، والزهري، وعطاء، وعبد الله بن المبارك، وعليه قراء مكة والكوفة وفقهاؤهما، وهو القول الجديد للشافعي، وقيل: آية تامة في الفاتحة، وبعض آية في البواقي، وقيل: بعض آية في الكل قاله المفتي أبو السعود في تفسيره. والوقف على آخر البسملة تام؛ لأن الحمد مبتدأ لانقطاعه عما قبله لفظًا ومعنى. مطلب وصل أوائل السور بأواخرها واعلم أن لك في وصل أوائل السور بأواخرها، ووصل الآيات بعضها ببعض أربعة أوجه: وهي: أن تقول: «الرحيمْ * الحمد لله» فتسكن الميم وتقطع الهمزة من «الحمد»، وهذه قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه كان يقف على آخر كل آية، ويبتدئ بالذي بعدها. الثاني: أن تقول: «الرحيمِ * الحمد لله» فتكسر الميم وتحذف الألف من «الحمد»؛ لأنها ألف وصل. الثالث: «الرحيمَ * الحمد لله» بفتح الميم من «الرحيم»؛ لأنك تقدر الوقف على الميم؛ لأنها رأس آية، ثم تلقي حركة همزة الوصل عليها وتحذفها، وهذا الوجه رديء لم يقرأ به أحد، وإنما سمعه الكسائي من العرب، ولا يجوز لأحد أن يقرأ به؛ لأنه لا إمام له. الرابع: أن تقول: «الرحيمِ* أَلحمد لله» فتكسر الميم وتقطع الهمزة، كقول الشاعر (1): أَرَى كُلَّ ذِي مَالٍ يَعْظُمُ أَمْرُهُ ... وَإِنْ كَانَ نَذْلًا خَامِلَ الذَّكْرِ وَالِاسْم   (1) لم أستدل على قائله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 سورة الفاتحة مكية مدنية لأنها نزلت مرتين: مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين حوِّلت القبلة. - آياتها: وهي سبع آيات إجماعًا، لكن عد بعضهم البسملة منها، والسابعة: {صِرَاطَ الَّذِينَ} إلى آخرها. وإن لم تكن منها فالسابعة: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (7)} إلى آخرها. - وكلمها: وكلمها مع البسملة تسع وعشرون كلمة، وبغيرها خمس وعشرون كلمة. - وحروفها: بالبسملة، وبقراءة «ملك» بغير ألف- مائة وأحد وأربعون حرفًا. قاله الإسنوي على أنَّ ما حذف رسمًا لا يحسب؛ لأنَّ الكلمة تزيد حروفها في اللفظ دون الخط، وبيان ذلك أن الحروف الملفوظ بها ولو في حالة كألفات الوصل، وهي بها مائة وسبعة وأربعون حرفًا، وقد اتفق علماء الرسم على حذف ست ألفات: ألف اسم من «بسم»، وألف بعد لام الجلالة مرتين، وبعد ميم {الرَّحْمَنِ} مرتين، وبعد عين {الْعَالَمِينَ}، والحق الذي لا محيص عنه اعتبار اللفظ، وعليه فهل تعتبر ألفات الوصل نظرًا إلى أنها قد يتلفظ بها في حالة الابتداء، أو لأنها محذوفة من اللفظ غالبًا؟ كلٌّ محتمل، والأوَّل أوجه فتحسب مائة وسبعة وأربعين حرفًا غير شداتها الأربعة عشر، وفيها أربعة وقوف تامة على أنَّ البسملة آية تامة منها لا تعلق لها بما بعدها؛ لأنها جملة من مبتدأ وخبر، أي: ابتدائي بسم الله، أو في محل نصب، وعلى كل تقدير هو تام، قال المازري (1) في (شرح التلقين): وإذا كانت قرآنًا فهلَّا كفَّر الشافعي مالكًا (2) وأبا حنيفة (3) في مخالفتهما له في ذلك، كما يكفِّر هو وغيره من خالف في كون   (1) المازري (453 - 536 هـ = 1061 - 1141 م) محمد بن علي بن عمر التميمي المازري، أبو عبد الله: محدث، من فقهاء المالكية، نسبته إلى (مازر) بجزيرة صقلية، ووفاته بالمهدية، له: المعلم بفوائد مسلم -في الحديث، وهو ما عَلّق به على صحيح مسلم، حين قراءته عليه سنة (499)، وقيّده تلاميذه، فمنه ما هو بحكاية لفظه وأكثره بمعناه، ومن كتبه: التلقين -في الفروع، والكشف والإنباء -في الردّ على الإحياء للغزّالي، وإيضاح المحصول في الأصول، وكتب في الأدب. انظر: الأعلام للزركلي (6/ 227). (2) مالك بن أنس (93 - 179 هـ = 712 - 795 م) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي، المدني، أبو عبد الله، أحد أئمة المذاهب المتبعة في العالم الإسلامي، وإليه تنسب المالكية، ولد بالمدينة وكان بعيدًا عن الأمراء والملوك، فوجه إليه هارون الرشيد ليأتيه فيحدثه، فقال العلم يؤتى، فقصد الرشيد منزله، واستند إلى الجدار، فقال مالك: يا أمير المؤمنين من إجلال رسول الله إجلال العلم، فجلس بين يديه، فحدَّثه، وسأله المنصور أن يضع كتابًا للناس يحملهم على العمل به، فصنف: الموطأ، وله رسالة في: الوعظ، وكتاب في: المسائل، ورسالة في: الرد على القدرية، وكتاب في: النجوم، وتفسير غريب القرآن، وتوفي بالمدينة ودفن بالبقيع. انظر: الأعلام للزركلي (5/ 257)، ومعجم المؤلفين (8/ 168). (3) أبو حنيفة (80 - 150 هـ = 699 - 767 م) النعمان بن ثابت، التيمي بالولاء، الكوفي، أبو حنيفة: إمام الحنفية، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، قيل: أصله من أبناء فارس، ولد ونشأ بالكوفة، وكان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه، ثم انقطع للتدريس والإفتاء، وأراده عمر بن هبيرة (أمير العراقين) على القضاء، فامتنع ورعًا، وأراده المنصور العباسي بعد ذلك على القضاء ببغداد، فأبى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أبو حنيفة أنه لا يفعل، فحبسه إلى أن مات، (قال ابن خلكان: هذا هو الصحيح)، وكان قوي الحجة، من أحسن الناس منطقًا، قال الإمام مالك، يصفه: رأيت رجلًا لو كلّمته في السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته! وكان كريمًا في أخلاقه، جوادًا، حسن المنطق والصورة، جهوري الصوت، إذا حدَّث انطلق في القول وكان لكلامه دويٌّ، وعن الإمام الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة. له: مسند -في الحديث، جمعه تلاميذه، والمخارج -في الفقه، صغير، رواه عنه تلميذه أبو يوسف، وتنسب إليه رسالة: الفقه الأكبر -ولم تصح النسبة. توفي ببغداد وأخباره كثيرة. انظر: الأعلام للزركلي (8/ 36). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [2] قرآنًا، قيل: لم يثبتها الشافعي قرآنًا مثل ما أثبت غيرها، بل أثبتها حكمًا وعملًا لأدلة اقتضت ذلك عنده، ومعنى حكمًا: أنَّ الصلاة لا تصح إلَّا بها فهي آية حكمًا لا قطعًا. واختلف هل ثبوت البسملة قرآنًا بالقطع أو بالظن؟ الأصح أن ثبوتها بالظن؛ حتى يكفي فيها أخبار الآحاد وتعلق الأحكام مظنون، ولا يحكم بكونها قرآنًا إلَّا بالنقل المتواتر قطعًا ويقينًا، بل ولا نكفِّر بيقيني لم يصحبه تواتر، ولما لم ينقلوا إلينا كون البسملة قرآنًا، كما نقلوا غيرها ولا ظهر ذلك منهم، كما ظهر في غيرها من الآي وجب القطع بأنها ليست من الفاتحة، ولم يقل أحد من السلف أنَّ البسملة آية من كل سورة إلَّا الشافعي، وقد أثبتها نصف القراء السبعة، ونصفهم لم يثبتها، والمصحح للقسمة أنَّ لنافع راويين أثبتها أحدهما، والآخر لم يثبتها، وقوة الشبهة بين الفريقين منعت التكفير من الجانبين. اهـ وفيها ثلاثة وعشرون وقفًا: أربعة تامة، وستة جائزة يحسن الوقف عليها، ولا يحسن الابتداء بما بعدها؛ لأنَّ التعلق فيها من جهة اللفظ، والوقف حسن؛ إذ الابتداء لا يكون إلَّا مستقلًّا بالمعنى المقصود، وثلاثة عشر يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها؛ فالتامة أربعة: «البسملة»، و «الدين»، و «نستعين»، و «الضالين» على عد أهل الكوفة، وثلاثة على عد أهل المدينة والبصرة هو: «الدين»، و «نستعين»، و «الضالين»، ومن قوله: {اهْدِنَا} إلى آخرها سؤال من العبد لمولاه متصل بعضه ببعض فلا يقطع؛ لشدة تعلق بعضه ببعض. والجائزة: «الحمد لله»، و «العالمين»، و «الرحيم»، و «إياك نعبد»، و «المستقيم»، و «أنعمت»، و «عليهم»؛ لكونه رأس آية، وإنما جاز الوقف عليها على وجه التسامح، ولا ينبغي الوقف على الأخير سواء نصب «غير» بدلًا، أو نعتًا، أو حالًا، أو على الاستثناء، قال أبو العلاء الهمداني: ومن قرأ (1): «غيرُ» بالرفع خبر مبتدأ محذوف حسن الابتداء به، وهي قراءة شاذة.   (1) لم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 والثلاثة عشر: التي يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها: «الحمد»، و «مالك»، و «رب»، و «يوم»، و «إياك» فيهما، و «اهدنا»، و «الصراط»، و «صراط»، و «الذين»، و «غير»، و «المغضوب» و «عليهم» الثاني. ولا شك أنَّ الواقف على تلك الوقوف أحق أن يوسم بالجهل كما لا يخفى، وبيان قبحها يطول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 سورة البقرة مدنية -[آياتها:] وهي مائتا آية، وثمانون وخمس آيات، في المدني والشامي والمكي، وست في الكوفي، وسبع في البصري. - وكلمها: ستة آلاف كلمة، ومائة وإحدى وعشرون كلمة. - وحروفها: خمسة وعشرون ألف حرف، وخمسمائة حرف. وفيها مما يشبه رءوس الآي وليس معدودًا منها بإجماع -اثنا عشر موضعًا: 1 - {مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [102]. 2 - {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ (} [113]. 3 - {فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} [137]. 4 - {وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ (} [155]. 5 - {في بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ} [174]. 6 - {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [184]. 7 - {مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [185]. 8 - {وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ (} [194]. 9 - {عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [198]. 10 - {الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [267]. 11 - {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} [215] الأول. 12 - {وَلَا شَهِيدًا} [143]، والمكي يعدها. يُبنى الوقف على {الم (1)} [1]، والوصل على اختلاف المعربين في أوائل السور هل هي مبنية أو معربة؟ وعلى أنها معربة عدها الكوفيون آية؛ لأنَّ هذه الحروف إذا وقف عليها كان لها محل من الإعراب وتصير جملة مستقلة بنفسها، ففيها ونظائرها ستة أوجه وهي: 1 - لا محل لها. 2 - أو لها محل، وهو الرفع بالابتداء. 3 - أو الخبر. 4 - والنصب بإضمار فعل. 5 - أو النصب على إسقاط حرف القسم كقوله: إِذَا مَا الخَبْرُ تَأْدُمُه بِلَحْمٍ ... فَذَاكَ أَمَانَةُ اللهِ الثَّرِيدُ (1)   (1) وهذا البيت مجهول القائل، وقد ذكره الزمخشري في كتابه المفصل في صنعة الإعراب، ومثله أنشد سيبويه في كتابه: إذا ما الخبزُ تأدمه بلحمٍ ... فذاك أمانة اللهِ الثريدُ انظر: المفصل في صنعة الإعراب للزمخشري، الكتاب لسيبويه.- الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 وكقوله: فَقالَت يَمينُ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ ... وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي (1) وكقوله: تَمُرُّونَ الدِّيَارَ فَلَمْ تَعُوجُوا ... كَلَامُكُمْ عَلَيَّ إذًا حَرَامُ (2) 6 - أو الجر بإضمار حرف القسم، أي: أنها مقسم بها حذف حرف القسم، وبقي عمله، ونحو: الله لأفعلن، وذلك من خصائص الجلالة فقط لا يشركها فيه غيرها. {الم (1)} [1] تام، إن رفع ذلك بـ «هدى»، أو «هدى» به، أو رفع بما عاد من الهاء المتصلة بفي، أو رفع بموضع {لا رَيْبَ فِيهِ} [2] كأنك قلت: «ذلك الكتاب حق بهدى»، أو رفع ذلك «بالكتاب»، أو «الكتاب» به، أو رفع ذلك بالابتداء و «الكتاب» نعت أو بدل، و «لا ريب فيه» خبر المبتدأ، (وكاف) إن جعلت خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه، أو هذا «الم». (وحسن) إن نصبت بمحذوف، أي: اقرأ: {الم}، وليست بوقف إن جعلت على إضمار حرف القسم، وأن «ذلك الكتاب» قد قام مقام جوابها، وكأنه قال: وحق هذه الحروف «إن هذا الكتاب يا محمد هو الكتاب الذي وُعِدت به على لسان النبيين من قبلك»، فهي متعلقة بما بعدها؛ لحصول الفائدة فيه فلا تفصل منه؛ لأنَّ القسم لا بد له من جواب، وجوابه بعده، والقسم يفتقر إلى أداة، وهنا الكلام عارٍ من أداة القسم وليست «الم» وقفًا أيضًا إن جعلت مبتدأ، و «ذلك» خبره، وكذا لا يكون «الم» وقفًا إن جعل ذلك مبتدأ ثانيًا، و «الكتاب» خبره، والجملة خبر «الم»، وأغنى الربط باسم الإشارة، وفيه نظر من حيث تعدد الخبر وأحدهما جملة، لكن الظاهر جوازه كقوله: {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)} [طه: 20] إن جعل «تسعى» خبرًا، وأما إن جعل صفة فلا، وإن جعل «الم» مبتدأ، و «ذلك» مبتدأ ثانيًا، و «الكتاب» بدل أو عطف بيان حَسُن الوقف على «الكتاب»، وليس بوقف إن جعل «ذلك» مبتدأ خبره «لا ريب»، أو جعل «ذلك» مبتدأ، و «الكتاب» و «لا ريب فيه» خبران له، أو جعل «لا ريب فيه» خبرًا   (1) والبيت من بحر الطويل، وهو من معلقة امرؤ القيس برقم: «26».-الموسوعة الشعرية (2) البيت من بحر الوافر، وقائله جرير، من قصيدة يقول في مطلعها: مَتى كانَ الخِيامُ بِذي طُلوحٍ ... سُقيتِ الغَيثَ أَيَّتُها الخِيامُ جرير: (28 - 110 هـ/648 - 728 م) جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم، أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، كان عفيفًا، وهو من أغزل الناس شعرًا. انظر: الكامل في اللغة والأدب.- الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 عن المبتدأ الثاني، وهو وخبره خبر عن الأول، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة وإن لها محلًّا من الإعراب، ولا يجوز الوقف على ذلك؛ لأنَّ «الكتاب» إما بيانًا لذلك وهو الأصح، أو خبرًا له أو بدلًا منه فلا يفصل مما قبله. والوقف على {لا} قبيح؛ لأنَّ «لا» صلة لما بعدها مفتقرة إليه. والوقف على {رَيْبَ} تام؛ إن رفع «هُدًى» بـ «فيه»، أو بالابتداء، و «فيه» خبره، (وكاف) إن جعل خبر «لا» محذوفًا؛ فلأنَّ العرب يحذفون خبر «لا» كثيرًا، فيقولون: «لا مثل زيد» أي: في البلد، وقد يحذفون اسمها ويبقون خبرها يقولون: لا عليك، أي: لا بأس عليك، ومذهب سيبويه أنها واسمها في محل رفع بالابتداء، ولا عمل لها في الخبر إن كان اسمها مفردًا، فإن كان مضافًا أو شبيهًا به فتعمل في الخبر عنده كغيره، ومذهب الأخفش أن اسمها في محل رفع، وهي عاملة في الخبر، والتقدير هنا: (لا ريب فيه، فيه هدى)، فـ «فيه» الأول هو الخبر، وبإضمار العائد على «الكتاب» يتضح المعنى، وردَّ هذا أحمد بن جعفر وقال: لابدَّ من عائد، ويدل على خلاف ذلك قوله تعالى في سورة السجدة: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [السجدة: 2]؛ لأنَّه لا يوقف على «ريب» اتفاقًا؛ لأنهم يشترطون لصحة الوقف، صحة الوقف على نظير ذلك الموضع، وهذا تعسف من جماعة من النحاة أضمروا محلًّا متصلًا به خبر «لا»، واكتفى بالمحل؛ لأنَّ خبر «لا» التبرئة لا يستنكر إضماره في حال نصب الاسم ولا رفعه، نقول: (إن زرتنا فلا براحُ) بالرفع، و «إن زرتنا فلا براح»، بنصبه، وهم يضمرون في كلا الوجهين، وهذا غير بعيد في القياس عندهم ولو ظهر المضمر لقيل: (لا ريب فيه فيهِ هدى)، وهذا صحيح في العربية. والوقف على {فِيهِ} تام؛ إن رفع «هدى» بالابتداء، خبره محذوف، أو رفع بظرف محذوف غير المذكور تقديره: فيه فيهِ هدى، (وكاف) إن جعل خبر مبتدأ محذوف أي: هو، (وحسن) إن انتصب مصدرًا بفعل محذوف، وليس بوقف إن جعل «هدًى» خبرًا لـ «ذلك الكتاب» أو حالًا منه، أو من الضمير في «فيه» أي: هاديًا، أو من «ذلك»؛ ففي «هدى» ثمانية أوجه الرفع من أربعة، والنصب من أربعة. لِلْمُتَّقِينَ {(2)} تام؛ إن رفعت «الذين» بالابتداء، وفي خبره قولان أحدهما: «أولئك» الأولى، والثاني: «أولئك» الثانية، والواو زائدة، وهذان القولان منكران؛ لأنَّ و «الذين يؤمنون» يمنع كون «أولئك» الأولى خبرًا، ووجود الواو يمنع كون «أولئك» الثانية خبرًا أيضًا، والأولى تقديره محذوفًا، أي: «هم المذكورون»، (وحسن) إن نصب «الذين» بأعني أو أمدح أو أذكر؛ لأنَّ النصب إنما يكون بإضمار فعل، فنصبه بالفعل المضمر، وهو في النية عند ابتدائك بالمنصوب، فلا يكون فاصلًا بين العامل والمعمول؛ لأنَّك إذا ابتدأت بالمعمول فكأنك مبتدئ بالعامل معه، وتضمره حال ابتدائك بالمعمول، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وليس «المتقين» بوقف إن جر «الذين» صفة لهم، أو بدلًا منهم، أو عطف بيان؛ لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه؛ لأنهما كالشيء الواحد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ففي محل «الذين» ثلاثة أوجه: 1 - الجر من ثلاثة: أ- وهو كونه صفة «للمتقين». ب- أو بدلًا منهم. ج- أو عطف بيان. 2 - والنصب من وجه واحد: وهو كونه مفعولًا لفعل محذوف. 3 - والرفع من وجهين: أ- كونه خبر المبتدأ محذوف. ب- أو مبتدأ والخبر ما ذكرناه فيما تقدم. بِالْغَيْبِ {} [3]، و {الصَّلَاةَ} [3] جائزان، والأولى وصلهما لعطف «يقيمون الصلاة» على «يؤمنون». ({يُنْفِقُونَ (3)} [3] تام؛ على استئناف ما بعده، و (كاف) إن جعل «الذين» الأول منصوبًا على المدح، أو مجرورًا على الصفة، أو مرفوعًا خبر مبتدأ محذوف، أي: هم المذكورون، فعلى هذه التقديرات الثلاث يكون «والذين يؤمنون» مستأنفًا جملة مستقلة من مبتدأ وخبر، ولا وقف من قوله: «والذين يؤمنون» إلى «يوقنون»، فلا يوقف على «أولئك»؛ لأنَّ «ما» الثانية عطف على «ما» الأولى، ولا على «من قبلك»؛ لأنها عطف على ما قبلها، ولا على «الآخرة»؛ لأنَّ الباء من صلة «يوقنون»، وموضع «بالآخرة» نصب بالفعل بعدها، وقدم المجرور اعتناءً به أو للفاصلة، وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم، وتقدير الكلام: «وهم يوقنون بالآخرة»، وإن جعل «الذين يؤمنون بالغيب» مبتدأ والخبر محذوفًا تقديره: هم المذكورون، و «الذين» الثاني عطفًا على «الذين» الأول -جاز الوقف على «من قبلك». يُوقِنُونَ {(4)} [4] تام؛ إن جعل «أولئك» مبتدأ خبره «على هدى من ربهم»، وليس بوقف إن جعل «الذين يؤمنون بالغيب» مبتدأ خبره «أولئك على هدى» للفصل بين المبتدأ والخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مِنْ رَبِّهِمْ} [5] ليس بوقف منصوص عليه فلا يحسن تعمده، فإن وقف عليه واقف جاز قاله العماني. {الْمُفْلِحُونَ (5)} [5] تام؛ وجه تمامه أنه انقضاء صفة «المتقين» وانقطاعه عما بعده لفظًا ومعنًى، وذلك أعلى درجات التمام، و «أولئك» مبتدأ أول و «هم» مبتدأ ثان، و «المفلحون» خبر الثاني والجملة خبر الأول، ويجوز أن يكون «هم» فصلًا، والخبر «المفلحون» فيكون من قبيل الإخبار بالمفرد، وهو أولى؛ إذ الأصل في الخبر الإفراد، ويجوز أن يكون بدلًا من «أولئك» الثانية، أو مبتدأ كما تقدم هذا ما يتعلق بالوقوف. وأما ما يتعلق بالرسم العثماني فقد اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الذال التي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 للإشارة في نحو: {ذلك}، و {ذَلِكُمْ} حيث وقع. ومن {ولكنه}، و {لكن} حيث وقع. ومن {أولئك}، و {أولئكم} حيث وقع. ورسموا: {أُولَئِكَ} بزيادة واو قبل اللام، قيل: للفرق بينها وبين «إليك» جارًّا ومجرورًا. قال أبو عمرو في (المقنع) (1): كل ما في القرآن من ذكر: {الْكِتَابُ}، و {كتاب} معرفًا ومنكرًا؛ فهو بغير ألف، إلَّا أربعة مواضع فإنها كتبت بالألف: أولها في الرعد: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: 38]. وفي الحجر: {إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [الحجر: 4]. وفي الكهف: {مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ} [الكهف: 27]. وفي النمل: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)} [النمل: 1]. ورسموا الألف واوًا في: {الصَّلَاةَ}، و {الزَّكَاةَ}، و {الْحَيَاةِ}، و {وَمَنَاةَ}، حيث وقعت؛ لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به لحِكَمٍ ذكروها، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، فلا يسئل عنها، ولذا قالوا: خطان لا يقاس عليهما: 1 - خط المصحف الإمام. 2 - وخط العروض»، كما يأتي التنبيه على ذلك في محله. قال مجاهد (2): أربع آيات من أول البقرة في صفة المؤمنين، و «المفلحون» آخرها (3)، وآيتان في نعت الكفار، و «عظيم» آخرهما (4)، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية كلها متصل بعضها ببعض، و «قدير» آخرها (5).   (1) وهو: «المقنع في القراءات والتجويد»، وطبع باسم: «المقنع في معرفة رسوم مصاحف أهل الأمصار»، بتحقيق محمد أحمد دهمان - مطبعة الترقي بدمشق 1960. (2) مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي، مولى بني مخزوم، تابعي، مفسر، وهو من أهل مكة، قال الذهبي: «شيخ القراء والمفسرين». أخذ التفسير عن ابن عباس، قرأه عليه ثلاث مرات، يقف عند كل آية يسأله: «فيم نزلت وكيف كانت؟»، وتنقل في الأسفار، واستقر في الكوفة، وكان لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها: ذهب إلى: «بئر برهوت» بحضرموت، وذهب إلى: «بابل»، يبحث عن هاروت وماروت، أما كتابه في: «التفسير»، فيتقيه المفسرون، وسُئل الأعمش عن ذلك، فقال: «كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب»، يعني النصارى واليهود، ويقال: إنه مات وهو ساجد (ت104 هـ). انظر: الطبقات لابن سعد (5/ 466)، تاريخ البخاري (7/ 411)، تاريخ الإسلام (4/ 190)، البداية والنهاية (9/ 224). (3) وأما الآيات التي يقصدها، فهي من الآية رقم: (2: 5). (4) والآيات التي يقصدها، فهي من الآية رقم: (6: 7). (5) والآيات التي يقصدها، فهي من الآية رقم: (8: 20). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 «إنَّ» حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، «الذين» اسمها، و «كفروا» صلة وعائد، و «لا يؤمنون» خبر، «إنَّ» وما بينهما جملة معترضة بين اسم «إنَّ» وخبرها، فعلى هذا الوقف على «لا يؤمنون» تام؛ وإن جعلت «سواء» خبر «إنَّ» كان الوقف على «أم لم تنذرهم» تامًّا أيضًا؛ لأنك أتيت بإنَّ واسمها وخبرها؛ كأنه قال: «لا يؤمنون أأنذرتهم أم لم تنذرهم»، فإن قلت: إذا جعلت «لا يؤمنون» خبر «إنَّ» فقد عم جميع الكفار، وأخبر عنهم على وجه العموم «أنهم لا يؤمنون»، قيل: الآية نزلت في قوم بأعيانهم، وقيل: عامة، نزلت في جميع الكفار، كأنه سَلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنْ أخبر عنهم أنَّ جميعهم لا يؤمنون، وإن بذل لهم نصحه، ولم يسلم من المنافقين أحد إلَّا رجلان، وكان مغموصًا عليهما في دينهما، أحدهما: أبو سفيان، والثاني: الحكم بن العاصي، وإن جعلت «سواء» مبتدأ، و «أنذرتهم» وما بعده في قوة التأويل بمفرد خبرًا، والتقدير: سواء عليهم الإنذار وعدمه -كان كافيًا. {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [6] ليس بوقف؛ لأنَّ «أم لم تنذرهم» عطف عليه؛ لأنَّ ما قبل «أم» المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، وهما بمنزلة حرف واحد، وقيل: الوقف على «تنذرهم»، ثم يبتدئ «هم لا يؤمنون» على أنها جملة من مبتدأ وخبر، وهذا ينبغي أن يُردَّ ولا يلتفت إليه وإن كان قد نقله الهذلي (1) في الوقف والابتداء (2)، ومفعول «أأنذرتهم» الثاني محذوف تقديره: العذاب على كفرهم، وإن لم تجعل «لا يؤمنون» خبر «إنَّ» كان الوقف على «أم لم تنذرهم»، ويكون «ختم» حالًا متعلقًا بـ «لا يؤمنون» أي: لا يؤمنون خاتمًا الله على قلوبهم. قاله العماني، أي: لأنَّ «ختم» متعلق بالأول من جهة المعنى، وإن جعلته استئنافًا فادعاء عليهم، ولم تنو الحال -كان الوقف على «لا يؤمنون» تامًّا. {عَلَى قُلُوبِهِمْ} [7] صالح؛ إن قدرت الختم على القلوب خاصة، وإن قدرته بمعنى: «وختم على سمعهم» أيضًا لم يكن على «قلوبهم» وقفًا؛ لأنَّ الثاني معطوف على الأول. فإن قيل: إذا كان الثاني معطوفًا على الأول فلِمَ أعيد حرف الجر؟ فالجواب: إنَّ إعادة الحرف لمعنى المبالغة في الوعيد، أو أنَّ المعنى: «وختم على سمعهم» فحذف الفعل، وقام الحرف مقامه. {وَعَلَى سَمْعِهِمْ} [7] تام؛ إن رفعت «غشاوة» بالابتداء، أو بالظرف، أي: ترفع «غشاوة» بالفعل المضمر قبل الظرف؛ لأنَّ الظرف لا بد له أن يتعلق بفعل، إما ظاهر، أو مضمر، فإذا قلت: في الدار زيد   (1) روح بن عبد المؤمن أبو الحسن الهذلي، مولاهم البصري النحوي، مقرئ جليل ثقة ضابط مشهور، عرض على يعقوب الحضرمي وهو من جُلة أصحابه، وروى الحروف عن أحمد بن موسى ومعاذ ابن معاذ وابنه عبيد الله بن معاذ ومحبوب كلهم عن أبي عمرو، وحماد بن شعيب صاحب خالد بن جبلة، عرض عليه الطيب بن الحسن بن حمدان القاضي وأبو بكر محمد بن وهب الثقفي ومحمد بن الحسن بن زياد وأحمد بن يزيد الحلواني وأحمد ابن يحيى، وسمع منه الحروف حسين بن بشر بن معروف الطبري، وروى عنه البخاري في صحيحه (ت234هـ). (2) أي: في كتابه «الوقف التمام». الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 فكأنك قلت: استقر في الدار زيد، وقال الأخفش والفراء (1): إنَّ معنى الختم قد انقطع ثم استأنف، فقال: «وعلى أبصارهم غشاوة»، وكرر لفظ «على»؛ ليشعر بتغاير الختمين، وهو إنَّ ختم القلوب غير ختم الأسماع، وقد فرَّق النحويون بين: مررت بزيد وعمرو، وبين مررت بزيد وبعمرو، فقالوا في الأول: وهو مرور واحد، وفي الثاني: هما مروران. وقرأ عاصم، وأبو رجاء العطاردي (2): {غِشَاوَةٌ} [7]، بالنصب (3) بفعل مضمر، أي: وجعل على أبصارهم غشاوة فلا يرون الحق. فحذف الفعل؛ لأنَّ ما قبله يدل عليه كقوله: يَا ليتَ زَوجَكِ قَد غَدا ... مُتَقَلِّدًا سَيفًا وَرُمحا (4)   (1) يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي، مولى بني أسد، أبوزكرياء، المعروف بالفراء: إمام الكوفيين، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب، كان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو، ومن كلام ثعلب: «لولا الفراء ما كانت اللغة»، ولد بالكوفة، وانتقل إلى بغداد، وعهد إليه المأمون بتربية ابنيه، فكان أكثر مقامه بها، فإذا جاء آخر السنة انصرف إلى الكوفة فأقام أربعين يومًا في أهله يوزع عليهم ما جمعه ويبرهم. وتوفي في طريق مكة، وكان مع تقدمه في اللغة فقيها متكلما، عالما بأيام العرب وأخبارها، وكان يتفلسف في تصانيفه، واشتهر بالفراء، ولم يعمل في صناعة الفراء، فقيل: «لأنه كان يفري الكلام»، ولما مات وجد «كتاب سيبويه» تحت رأسه، فقيل: «إنه كان يتتبع خطأه ويتعمد مخالفته»، من مصنفاته: المصادر في القرآن، آلة الكتاب، الوقف والابتداء، المقصور والممدود، واختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف، (ت 207 هـ). انظر: وفيات الأعيان (2/ 228)، وغاية النهاية (2/ 371)، مراتب النحويين (ص: 86 – 89)، معجم الأدباء (20/ 9 14)، وأخبار النحويين البصريين (ص:51)، تذكرة الحفاظ (1/ 338). (2) أبو رجاء العطاردي، الإمام الكبير، شيخ الإسلام، عمران بن ملحان التميمي البصري، من كبار المخضرمين، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد فتح مكة، ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -، حدَّث عن عمر، وعلي، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عباس، وسمرة بن جندب، وأبي موسى الأشعري - وتلقن عليه القرآن، ثم عرضه على ابن عباس، وهو أسن من ابن عباس، وكان خير التلاء لكتاب الله، قرأ عليه أبو الأشهب العطاردي وغيره، وحدَّث عنه: أيوب، وابن عون، وعوف الأعرابي، وسعيد بن أبي عروبة، وسلم بن زرير، وصخر بن جويرية، ومهدي بن ميمون، وخلق كثير (ت105هـ). انظر: الطبقات لابن سعد (7/ 138)، تاريخ البخاري (6/ 410)، تاريخ الإسلام (4/ 217). (3) لم يرد عن عاصم ولا عن رجاء النصب، وإنما الوارد هو الرفع فاعلمه. (4) والبيت من مجزوء الكامل، وهو لعبد الله بن الزبعرى (? - 15 هـ /? - 636 م) عبد الله بن الزبعرى السهمي القرشي، وأمه عاتكة الجمحية بنت عبد الله بن عمير، شاعر قريش في الجاهلية، وكان شديدًا على المسلمين إلى أن فتحت مكة، فهرب إلى نجران، فقال حسان فيه أبياتًا، فلما بلغته عاد إلى مكة فأسلم واعتذر ومدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر له بحلة، وقد سجل في شعره حادثة الفيل، وحرمة مكة ومنعتها، وتحدث عن حرب الفجار وبلاء بني المغيرة فيها، ومن الأحداث التي أثَّرت في نفسه وسجلَّها في شعره أن أناسًا من قُصَيّ دخلوا دار النَّدوة لبعض أمرهم، فأراد عبد الله أن يدخل معهم فيسمع مشورتهم فمنعوه فكتب شعرًا في باب النَّدوة، فلما أصبح الناس وقرؤوا شعره أنكروه وقالوا: (ما قالها إلا ابن الزبعرى)، فضربوه وحلقوا شعره وربطوه إلى صخرة بالحجون حتى أطلقه بنو عبد مناف، وروى كعب بن مالك في شعره يتهم الزبعرى أنه هجا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، غير أنه لم يرد في شعره ما يدل على ذلك. ذكره المبرد في الكامل في اللغة والأدب، وعبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب.- الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 أي: وحاملًا رمحًا؛ لأنَّ التقليد لا يقع على الرمح، كما أنَّ الختم لا يقع على العين، وعلى هذا يسوغ الوقف على «سمعهم»، أو على إسقاط حرف الجر، ويكون «وعلى أبصارهم» معطوفًا على ما قبله، أي: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم بغشاوة، فلما حذف حرف الجر وصل الفعل إليه فانتصب كقوله: تَمُّرونَ الدِّيَارَ فَلَمْ تَعُوجُوا ... كَلَامُكُمْ عَلَيَّ إذًا حَرَامُ (1) أي: تمرون بالديار، وقال الفراء: أنشدني بعض بني أسد يصف فرسه: عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا ... حَتَّى غَدَتْ هَمَّالَة عَيْنَاهَا (2) فعلى هذا لا يوقف على سمعهم؛ لتعلق آخر الكلام بأوله، وقال آخر: إذا ما الغانياتُ برزنَ يومًا ... وزجّجنَ الحواجبَ والعيونَا (3) والعيون لا تُزَجَّج، وإنما تُكَحَّل، أراد: وكَحِّلْنَّ العيون، فجواز إضمار الفعل الثاني، وإعماله مع الإضمار في الأبيات المذكورة؛ لدلالة الفعل الأول عليه. {غِشَاوَةٌ} [7]، حسن؛ سواءً قُرِأ: «غشاوة» بالرفع، أو بالنصب (4). {عَظِيمٌ (7)} [7]، تام؛ لأنه آخر قصة الكفار. ورسموا: {أَأَنْذَرْتَهُمْ}، بألف واحدة كما ترى، وكذا جميع ما وقع من كل استفهام فيه ألفان أو ثلاثة؛ اكتفاء بألف واحدة كراهة اجتماع صورتين متفقتين، نحو: {أَأَمِنْتُمْ}، {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ}، {وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ}. ورسموا: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ} بحذف الألف التي بعد الصاد. وحذفوا الألف التي بعد الشين في: {غِشَاوَةٌ}. ولا وقف من قوله: «ومن الناس» إلى قوله: «بمؤمنين»، فلا يوقف على «آمنا بالله»، ولا على «وباليوم الآخر»؛ لأنَّ الله أراد أن يعلمنا أحوال المنافقين أنهم يظهرون خلاف ما يبطنون، والآية دلت   (1) والبيت من بحر الوافر، وقائله جرير كما سبق وأن بيناه. (2) هو من الرجز، مجهول القائل، وذكره ابن جني في كتابه: التمام في تفسير أشعار هذيل، عن أحمد بن يحي، وكذا ذكره عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب- الموسوعة الشعرية (3) والبيت مجهول القائل، وذكره أبو هلال العسكري في الصناعتين- الموسوعة الشعرية (4) الوارد في «غشاوة» هو الرفع عن الأئمة العشرة، ولم يرد النصب إلا شاذًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 على نفى الإيمان عنهم، فلو وقفنا على «وباليوم الآخر»، لكُنَّا مخبرين عنهم بالإيمان، وهو خلاف ما تقتضيه الآية، وإنما أراد تعالى أن يُعْلِمَنا نفاقهم، وأنَّ إظهارهم للإيمان لا حقيقة له. {بِمُؤْمِنِينَ (8)} [8] تام؛ إن جعل ما بعده استئنافًا بيانيًّا؛ كأنَّ قائلًا يقول: ما بالهم قالوا آمنا ويظهرون الإيمان وما هم بمؤمنين؟! فقيل: «يخادعون الله». وليس بوقف إن جعلت الجملة بدلًا من الجملة الواقعة صلة لمن، وهي: يقول، وتكون من بدل الاشتمال؛ لأنَّ قولهم مشتمل على الخداع، أو حال من ضمير «يقول»، ولا يجوز أن يكون «يخادعون» في محل جر صفة لـ «مؤمنين»؛ لأنَّ ذلك يوجب نفي خداعهم، والمعنى: على إثبات الخداع لهم، ونفي الإيمان عنهم، أي: وما هم بمؤمنين مخادعين. وكل من الحال والصفة قيد يتسلط النفي عليه وعليهما، فليس بوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {وَالَّذِينَ آَمَنُوا} [9] حسن؛ لعطف الجملتين المتفقتين مع ابتداء النفي، ومن قرأ: «وما يخدعون» بغير ألف بعد الخاء كان أحسن، وقرأ أبو طالوت عبد السلام بن شداد (1): {وما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}، بضم الياء وسكون الخاء، ورفع «أنفسهم» بدلًا من الضمير في «يُخْدعون»؛ كأنه قال: وما يخدعون إلَّا أنفسهم، أو بفعل مضمر، كأنه قال: وما يخدعون إلا نخدعهم أنفسهم. ولا يجوز الوقف على «أنفسهم»؛ لأنَّ ما بعد «هم» جملة حالية من فاعل، «وما يخادعون»، أي: وما يخادعون إلَّا أنفسهم غير شاعرين بذلك؛ إذ لو شعروا بذلك ما خادعوا الله ورسوله والمؤمنين. وحذف مفعول «يشعرون» للعلم به، أي: وما يشعرون وبال خداعهم. {وَمَا يَشْعُرُونَ (9)} [9] كاف؛ ورسموا: {يَخْدَعُونَ} في الموضعين بغير ألف بعد الخاء كما ترى. {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [10] صالح؛ وقول ابن الأنباري: حسن ليس بحسن؛ لتعلق ما بعده به؛ لأنَّ الفاء للجزاء فهو توكيد. {مَرَضًا} [10] كاف؛ لعطف الجملتين المختلفتين. {أَلِيمٌ} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «بما» متعلقة بالموصوف. {يَكْذِبُونَ (10)} [10] كاف؛ ولا وقف إلى: «مصلحون»، فلا يوقف على «تفسدوا»؛ لأنَّ «في الأرض» ظرف للفساد، ولا على «في الأرض»؛ لأنَّ «قالوا» جواب إذا، ولا على «قالوا»؛ لأنَّ «إنما نحن» حكاية. {مُصْلِحُونَ} [11] كاف؛ لفصله بين كلام المنافقين، وكلام الله عزَّ وجلَّ في الرد عليهم. {الْمُفْسِدُونَ} [12] ليس بوقف؛ لشدة تعلقه بما بعده عطفًا واستدراكًا.   (1) روى القراءة عن أبيه، وروى القراءة عنه الحسن بن دينار، سُئل عنه أحمد بن حنبل فقال: «لا أعلمه إلا ثقة». الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 {لَا يَشْعُرُونَ (12)} [12] كاف. {النَّاسُ} [13] ليس بوقف؛ لأنَّ قالوا جواب إذا. {السُّفَهَاءُ} [13] الأول كاف؛ لحرف التنبيه بعده. {السُّفَهَاءُ} [13] الثاني ليس بوقف؛ للاستدراك بعده. {لَا يَعْلَمُونَ (13)} [13] أكفى، قال أبو جعفر: وهذا قريب من الذين قبله من جهة الفصل بين الحكاية عن كلام المنافقين، وكلام الله في الرد عليهم. {قَالُوا آَمَنَّا} [14]، ليس بوقف؛ لأنَّ الوقف عليه يوهم غير المعنى المراد، ويثبت لهم الإيمان، وإنما سمَّوهُ النطق باللسان إيمانًا، وقلوبهم معرضة، تورية منهم وإيهامًا، والله سبحانه وتعالى أطلع نبيه على حقيقة ضمائرهم، وأعلمه أنَّ إظهارهم للإيمان لا حقيقة له، وإنه كان استهزاءً منهم. {إِنَّا مَعَكُمْ} [14] ليس بوقف؛ إن جعل ما بعده من بقية القول، (وجائز) إن جعل في جواب سؤال مقدر تقديره: كيف تكونون معنا، وأنتم مسالمون أولئك بإظهار تصديقكم؟ فأجابوا: إنما نحن مستهزئون. {مُسْتَهْزِئُونَ (14)} [14] كاف؛ وقال أبو حاتم السجستاني: لا أحب الابتداء بقوله: «الله يستهزئ بهم»، ولا «والله خير الماكرين» حتى أصله بما قبله. قال أبو بكر بن الأنباري: ولا معنى لهذا الذي ذكره؛ لأنه يحسُن الابتداء بقوله: «الله يستهزئ بهم»، على معنى: الله يجهلهم ويخطئ فعلهم، وإنما فصل «الله يستهزئ بهم»، ولم يعطفه على «قالوا»؛ لئلَّا يشاركه في الاختصاص بالظرف، فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصًّا بحال خلوهم إلى شياطينهم، وليس الأمر كذلك. يَسْتَهْزِئُ {بِهِمْ} [15] صالح؛ ووصله أبين لمعنى المجازاة؛ إذ لا يجوز على الله الاستهزاء، وظهور المعنى في قول الله: «الله يستهزئ بهم» مع اتصاله بما قبله يظهر في حال الابتداء بضرب من الاستنباط، وفي حال الاتصال يظهر المعنى من فحوى الكلام، كذا وجه أبو حاتم، وأما وجه الوقف على «مستهزءون» فإنه معلوم أنَّ الله لا يجوز عليه معنى الاستهزاء، فإذا كان ذلك معلومًا عرف منه معنى المجازاة، أي: يجازيهم جزاء الاستهزاء بهم. وقيل معنى: «الله يستهزئ بهم» بجهلهم، وبهذا المعنى يكون الوقف على «يعمهون» كافيًا، وعلى الأول يكون تامًّا. انظر: النكزاوي. {يَعْمَهُونَ (15)} [15] كاف؛ لأنَّ {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى (16)} [16] منفصل لفظًا؛ لأنه مبتدأ وما بعده الخبر، ومتصل معنى؛ لأنه إشارة لمن تقدم ذكرهم. {بِالْهُدَى} [16] صالح؛ لأنَّ ما بعده بدون ما قبله مفهوم. {تِجَارَتُهُمْ} [16] أصلح. {مُهْتَدِينَ (16)} [16] كاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد اللام من: {أُولَئِكَ}، و {وأولئكم} حيث وقع، والألف التي بعد اللام من: {الضلالة}، والألف التي بعد الجيم من: {تِجَارَتُهُمْ} كما ترى. {نَارًا (17)} [17]، وكذا {مَا حَوْلَهُ (17)} [17] ليسا بوقف؛ لأنهما من جملة ما ضربه الله مثلًا للمنافقين بالمستوقد نارًا، وبأصحاب الصيب، والفائدة لا تحصل إلَّا بجملة المثل. {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} [17] كاف؛ على استئناف ما بعده، وأن جواب «لما» محذوف تقديره: خمدت، وليس بوقف إن جعل هو وما قبله من جملة المثل. {لا يُبْصِرُونَ (17)} [17] كاف؛ إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هم، وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول ثان لـ «ترك»، وإن نصب على الذم جاز كقوله: سَقُونِي الخَمْرَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي ... عُدَاةَ اللهِ مِنْ كَذِبٍ وَزُورِ (1) فنصب «عداة» على الذم، فمنهم من شبه المنافقين بحال «المستوقد»، ومنهم من شبههم بحال ذوى صيب، أي: مطر، على أنَّ أو للتفصيل. {لَا يَرْجِعُونَ (18)} [18] صالح، وقيل: لا يوقف عليه؛ لأنه لا يتم الكلام إلَّا بما بعده؛ لأنَّ قوله: «أو كصيب» معطوف على «كمثل الذي استوقد نارًا»، أو كمثل أصحاب صيب، فـ «أو» للتخيير، أي: أبحناكم أن تشبهوا هؤلاء المنافقين بأحد هذين الشيئين أو بهما معًا، وليست للشك؛ لأنه لا يجوز على الله تعالى. {من السَّمَاءِ} [19] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: {فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}، من صفة الصيب، وكذا «من الصواعق»؛ لأنَّ «حذر» مفعول لأجله، أو منصوب بـ «يجعلون»، وإن جعل «يجعلون» خبر مبتدأ محذوف، أي: هم يجعلون، حسُن الوقف على «برق». {حَذَرَ الْمَوْتِ} [19] حسن، وقيل: كاف. {بِالْكَافِرِينَ (19)} [19] أكفى. اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الميم من: {ظُلُمَات}، وما شاكله من جمع المؤنث   (1) وقائل هذا البيت عروة بن الورد العبسي في سلمى امرأته الغفارية، حيث رهنها على الشراب وقال في ذلك: وقالوا لست بعد فداء سلمى ... بمفنٍ ما لديك ولا فقير فلا والله لو ملكت أمري ... ومن لي بالتدبر في الأمور إذًا لعصيتهم في حب سلمى ... على ما كان من حسك الصدور فيا للناس كيف غلبت أمري ... على شيءٍ ويكرهه ضميري انظر: الأغاني لأبي فرج الأصبهاني، والكامل في اللغة والأدب للمبرد- الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 السالم. وحذفوا الألف التي بعد الصاد من: {أَصَابِعَهُمْ}، والتي بعد الكاف من: {بالكافرين}، وما كان مثله من الجمع المذكر السالم: {الصالحين}، {وَالْقَانِتِينَ} ما لم يجئ بعد الألف همزة، أو حرف مشدد، نحو: {والسائلين}، و {الضالين} فتثبت الألف في ذلك اتفاقًا. {أَبْصَارِهِمْ} [7] حسن. {كُلَّمَا} [20] وردت في القرآن على ثلاثة أقسام: 1 - قسم مقطوع اتفاقًا من غير خلاف، وهو قوله تعالى: {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم: 34]. 2 - وقسم مختلف فيه، وهو: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} [النساء: 91]، {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ} [الأعراف: 38]، {كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا} [المؤمنون: 44]، {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} [الملك: 8]. 3 - وما هو موصول من غير خلاف، وهو: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} [البقرة: 20]. {مَشَوْا فِيهِ} [20] ليس بوقف؛ لمقابلة ما بعده له فلا يفصل بينهما. {قَامُوا} [20] حسن. وقال أبو عمرو: كاف. {وَأَبْصَارِهِمْ} [20] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {قَدِيرٌ (20)} [20] تام؛ باتفاق؛ لأنه آخر قصة المنافقين. {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [21] كاف؛ إن جعل «الذي» مبتدأ، وخبره «الذي جعل لكم الأرض»، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الذي، وحسُن إن نصب بمقدر، وليس بوقف إن جعل نعتًا لـ «ربكم»، أو بدلًا منه، أو عطف بيان. {خَلَقَكُمْ} [21] ليس بوقف؛ لأنَّ «والذين من قبلكم» معطوف على الكاف، وإن جعل «الذي جعل لكم» الثاني منصوبًا بـ «تتقون» كان الوقف على «والذين من قبلكم» حسنًا، وكان قوله: «لعلكم تتقون» ليس بوقف لفصله بين البدل والمبدل منه وهما كالشيء الواحد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، «الذي جعل لكم الأرض» يحتمل في «الذي» النصب والرفع؛ فالنصب من خمسة أوجه: 1 - نصبه على القطع. 2 - أو نعت لـ «ربكم». 3 - أو بدل منه. 4 - أو مفعول «تتقون». 5 - أو نعت النعت، أي: الموصول الأول. والرفع من وجهين: أحدهما: أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الذي. ] ثانيهما: [أو مبتدأ خبره: «فلا تجعلوا»، فإن جعل «الذي جعل لكم» خبرًا عن «الذي» الأول، أو نعتًا لـ «ربكم»، أو بدلًا من الأول، أو نعتًا، لم يوقف على «تتقون»، وإن جعل الثاني خبر مبتدأ محذوف، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 أو في موضع نصب بفعل محذوف كان الوقف كافيًا. {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [22] حسن؛ إن جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف؛ إن عطف على ما قبله، وداخلًا في صلة «الذي جعل لكم» فلا يفصل بين الصلة والموصول. {رِزْقًا لَكُمْ} [22] صالح، وليس بحسن؛ لأنَّ ما بعده متعلق بما قبله. {أَنْدَادًا} [22] ليس بوقف؛ لأنَّ جملة «وأنتم تعلمون» حال، وحذف مفعول «تعلمون»، أي: وأنتم تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل. {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} [22] كاف. {مِنْ مِثْلِهِ} [23] جائز، وليس بوقف إن عطف «وادعوا» على «فأتوا بسورة». {صَادِقِينَ (23)} [23] كاف. {وَلَنْ تَفْعَلُوا} [24] ليس بوقف؛ لأنَّ «فاتقوا» جواب الشرط،، وقوله: «ولن تفعلوا» معترضة بين الشرط وجزائه، وحذف مفعول «لم تفعلوا ولن تفعلوا» اختصارًا، والتقدير: فإن لم تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، ولن تفعلوا الإتيان بسورة من مثله. والوقف على «النار» لا يجوز؛ لأن التي صفة لها. {النَّاسُ} [24] صالح؛ لما ورد أنَّ أهل النار إذا اشتد أمرهم يبكون ويشكون، فتنشأ لهم سحابة سوداء مظلمة فيرجون الفرج، ويرفعون الرءوس إليها فتمطرهم حجارة كحجارة الزجاج، وتزداد النار إيقادًا والتهابًا. وقيل: الوقف على {وَالْحِجَارَةُ} [24] حسن، إن جعل «أعدت» مستأنفًا، أي: هي أعدت. قال ابن عباس: هي حجارة الكبريت؛ لأنها تزيد على سائر الأحجار بخمس خصال: 1 - سرعة وقودها. 2 - وبطء طفئها. 3 - ونتن ريحها. 4 - وزرقة لونها. 5 - وحرارة جمرها. {لِلْكَافِرِينَ (24)} [24] تام. {الْأَنْهَارُ} [25] حسن؛ إن جعلت الجملة بعدها مستأنفة؛ كأنه قيل: لما وصفت الجنات ما حالها؟ فقيل: كلما رزقوا قالوا؛ فليس لها محل من الإعراب، وقيل: محلها رفع، أي: هي كلما ... ، وقيل: ومحلها نصب على الحال، وصاحبها إما «الذين آمنوا»، وإما «جنات»، وجاز ذلك وإن كانت نكرة؛ لأنها تخصصت بالصفة، وعلى هذين تكون حالًا مقدرة؛ لأنَّ وقت البشارة بالجنات لم يكونوا مرزوقين ذلك، وقيل: صفة لـ «جنات» أيضًا، وعلى كون الجملة حالًا أو صفة لا يكون حسنًا. {رِزْقًا} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ قالوا: جواب «كلما». {مِنْ قَبْلُ} [25] جائز. {مُتَشَابِهًا} [25] قال أبو عمرو: كاف، ومثله: «مطهرة»، إن جعل ما بعده مستأنفًا. {خَالِدُونَ (25)} [25] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 وكتبوا {كلما} [25]، هنا و {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ} [20]، متصلة. وحذفوا: الألف التي بعد النون من: {جَنَّاتٍ} [25]. والألف التي بعد الهاء من: {الْأَنْهَارُ} [25]. والألف التي بعد الشين من: {مُتَشَابِهًا} [25]. والألف التي بعد الخاء من: {خالدون (25)} [25] كما ترى «مثلًا ما بعوضة» يُبنى الوقف على «ما» وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لـ «ما». و {بَعُوضَةً} [26]، قُرئ: «بعوضة» بالرفع، والنصب، والجر (1)؛ فنصبها من سبعة أوجه: 1 - كونها منصوبة بفعل محذوف، تقديره: أعني بعوضة. 2 - أو صفة لـ «ما». 3 - أو عطف بيان لـ «مثلًا». 4 - أو بدلًا منه. 5 - أو مفعولًا بـ «يضرب»، و «مثلًا» حال تقدمت عليها. 6 - أو مفعولًا ثانيًا لـ «يضرب». 7 - أو منصوبة على إسقاط «بين»، والتقدير: ما بين بعوضة، فلما حذفت «بين» أعربت «بعوضة» كإعرابها، أنشد الفراء: يا أَحسَنَ النَّاسِ ما قَرْنًا إِلى قَدَمٍ ... ولا حبالَ مُحبٍّ واصلٍ تَصِلُ (2) أراد: ما بين قرن إلى قدم، وعليه لا يصلح الوقف على «ما»؛ لأنه جعل إعراب «بين» فيما بعدها؛ ليعلم أنَّ معناها مراد فـ «بعوضة» في صلة «ما». ورفعها، أي: «بعوضةٌ» من ثلاثة أوجه: 1 - كونها خبر المبتدأ محذوف، أي: ما هي بعوضة. 2 - أو أنَّ «ما» استفهامية، و «بعوضة» خبرها، أي: أيُّ شيء بعوضة. 3 - أو المبتدأ محذوف، أي: هو بعوضة. وجرها من وجه واحد: 1 - وهي كونها، أي: «بعوضة» بدلًا من «مثلًا»، على توهم زيادة الباء والأصل: «إن الله لا يستحي بضرب مثل بعوضة»، وهو تعسف ينبو عنه بلاغة القرآن العظيم، والوقف يبين المعنى المراد. فمن رفع «بعوضةٌ» على أنها مبتدأ محذوف الخبر، أو خبر مبتدأ محذوف، كان الوقف على «ما» تامًّا، ومن نصبها، أي: «بعوضةً» بفعل محذوف كان كافيًا؛ لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها لفظًا لا معنى، وكذلك يكون الوقف على «ما» كافيًا؛ إذا جعلت «ما» توكيد؛ لأنها إذا جعلت تأكيدًا لم يوقف على ما   (1) لم يرد متواترًا سوى النصب، وهو بالإجماع عن الإئمة العشرة، وما عدا ذلك فهو شاذ، ولم أقف على قراءة الجر، وأما قراءة الرفع فرويت عن: الضحاك، وقطرب، ورؤبة ابن العجاج، وإبراهيم بن أبي عبلة، وزاد بعضهم: مالك ابن دينار، وابن السماك. انظر: الإعراب للنحاس (1/ 153)، البحر المحيط (1/ 123)، تفسير القرطبي (1/ 243)، المحتسب لابن جني (1/ 64)، تفسير الرازي (1/ 238). (2) ذكره عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب- الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 قبلها، وأما لو نصبت «بعوضةً» على الاتباع لـ «ما»، ونصبت «ما» على الاتباع لـ «مثلًا» فلا يحسن الوقف على «ما»؛ لأنَّ «بعوضة» متممة لـ «ما»، كما لو كانت «بعوضة» صفة لـ «ما»، أو نصبت بدلًا من «مثلًا»، أو كونها على إسقاط الجار، أو على أنَّ «ما» موصولة؛ لأنَّ الجملة بعدها صلتها، ولا يوقف على الموصول دون صلته، أو أنَّ «ما» استفهامية و «بعوضة» خبرها، أو جرت «بعوضة» بدلًا من «مثلًا»، ففي هذه الأوجه السبعة لا يوقف على «ما»؛ لشدة تعلق ما بعدها بما قبلها، وإنما ذكرت هذه الأوجه هنا لنفاستها؛ لأنها مما ينبغي تحصيله وحفظه هذا ما أردناه أثابنا الله على ما قصدناه وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف. {فَمَا فَوْقَهَا} [26] كاف. {مِنْ رَبِّهِمْ} [26] جائز؛ لأنَّ «أما» الثانية معطوفة على الأولى؛ لأنَّ الجملتين وإن اتفقتا فكلمة «أما» للتفصيل بين الجمل. {بِهَذَا مَثَلًا} [26] كاف؛ على استئناف ما بعده جوابًا من الله للكفار، وإن جعل من تتمة الحكاية عنهم كان جائزًا. {كَثِيرًا} [26] الثاني حسن، وكذا {الْفَاسِقِينَ (26)} [26] على وجه، وذلك أنَّ في «الذين» الحركات الثلاث: الجر من ثلاثة أوجه: 1 - كونه صفة ذم «للفاسقين». 2 - أو بدلًا منهم. 3 - أو عطف بيان. والنصب من وجه واحد، وهو كونه مفعولًا لفعل محذوف. والرفع من وجهين: 1 - كونه خبر مبتدأ محذوف. 2 - أو مبتدأ، والخبر جملة «أولئك هم الخاسرون»، فإن رفع بالابتداء كان الوقف على «الفاسقين» تامًّا؛ لعدم تعلق ما بعده بما قبله لا لفظًا ولا معنى، وإن رفع خبر مبتدأ، أي: هم الذين، كان كافيًا، وإن نصب بتقدير: أعني، كان حسنًا، وليس بوقف إن نصب صفة «للفاسقين»، أو بدلًا منهم، أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مِيثَاقِهِ} [27] جائز؛ لعطف الجملتين المتفقتين. {في الْأَرْضِ} [27] صالح، إن لم يجعل «أولئك» خبر «الذين»، وإن جعل خبرًا عن «الذين» لم يوقف عليه؛ لأنه لا يفصل بين المبتدأ وخبره. {الْخَاسِرُونَ (27)} [27] تام. {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده واو الحال، فكأنه قال: كيف تكفرون بالله؟ والحال: إنكم تقرون أنَّ الله خالقكم ورازقكم. {فَأَحْيَاكُمْ} [28] كاف عند أبي حاتم؛ على أنَّ ما بعده مستأنف، وبخهم بما يعرفونه ويقرون به، وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتًا؛ إذ كانوا نطفًا في أصلاب آبائهم، ثم أُحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت، فقال تعالى موبخًا لهم: «كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 فأحياكم»، ثم ابتدأ، فقال: «ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون»، وقيل: «ثم يميتكم» ليس مستأنفًا، وقال أبو حاتم: مستأنف، وإنَّ «ثم»؛ لترتيب الأخبار، أي: ثم هو يميتكم، وإذا كان كذلك، كان ما بعدها مستأنفًا، قال الحلبي على الأزهرية: إذا دخلت «ثم» على الجمل لا تفيد الترتيب. وقد خطَّأ ابن الأنباري أبا حاتم، واعترض عليه اعتراضًا لا يلزمه، ونقل عنه: إنَّ الوقف على قوله: «فأحياكم» فأخطأ في الحكاية عنه، ولم يفهم عن الرجل ما قاله، وقوله: إنَّ القوم لم يكونوا يعترفون بأنهم كفار، ليس بصحيح، بل كانوا مقرين بالكفر، مع ظهور البراهين والحجج ومعاينتهم إحياء الله البشر من النطف، ثم إماتته إياهم. {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [28] حسن. {تُرْجَعُونَ (28)} [28] تام. {جَمِيعًا} [29] حسن؛ لأنَّ «ثم» هنا وردت على جهة الإخبار؛ لتعداد النعم، لا على جهة ترتيب الفعل، كقوله: الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم، فتجاوز هذا، ووصله أحسن. {سَبْعَ سَمَوَاتٍ} [29] كاف. {عَلِيمٌ (29)} [29] تام، ورسموا «فأحييكم» بالياء، قال أبو عمرو في باب ما رسم بالألف من ذوات الياء من الأسماء والأفعال، فقال: يكتب بالياء على مراد الإمالة سواء اتصل بضمير، أم لا، نحو: «المرضى» و «الموتى»، و «أحديها» و «مجريها»، و «آتيكم» و «آتيه» و «آتيها»، و «لا يصليها». واتفقوا على حذف الألفين من لفظ: «السموت»، و «سموت» حيث وقع، وسواء كان معرفًا أو منكرًا إلَّا في سورة فصلت، فإنهم اتفقوا على إثبات الألف التي بين الواو والتاء في قوله: {سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12]. {خَلِيفَةً} [30] قيل: تام، ورد بأن ما بعده جواب له، ووصله أولى. {الدِّمَاءَ} [30] حسن؛ لأنه آخر الاستفهام. {وَنُقَدِّسُ لَكَ} [30] أحسن. {مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)} [30] تام، قيل: علم الله من إبليس المعصية قبل أن يعصيه، وخلقه لها ولا وقف من قوله: «وعلم» إلى «ما علمتنا» فلا يوقف على «الملائكة»؛ لأنَّ «قال» متعلق بما قبله، ولا على «صادقين»؛ لأنَّ «قالوا سبحانك» جواب «الملائكة»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {(إِلَّامَا عَلَّمْتَنَا} [32] حسن. {الْحَكِيمُ} [32] كاف. {بأسمائهم} [33] الأول حسن. والثاني ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «قال ألم أقل لكم» جواب لـ «ما». {وَالْأَرْضِ} [33] جائز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 {تَكْتُمُونَ} [33] تام. {اسْجُدُوا لِآَدَمَ} [34] صالح، وقيل: لا يوقف عليه للفاء. {إِلَّا إِبْلِيسَ} [34] أصلح؛ لأنَّ «أبى واستكبر» جملتان مستأنفتان جوابًا لمن قال: فما فعل؟ وهذا التقدير يرقيه إلى التام. وقال أبو البقاء (1): في موضع نصب على الحال من «إبليس» أي: ترك السجود كارهًا ومستكبرًا؛ فالوقف عنده على «واستكبر». {الْكَافِرِينَ (34)} [34] كاف؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل معطوفًا على ما قبله. فائدة: أخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن ضمرة قال: بلغني أن أول من سجد لآدم إسرافيل، فأثابه الله أن كتب القرآن في جبهته. اهـ من (الحبائك). {الْجَنَّةَ} [35] جائز، ومثله {حَيْثُ شِئْتُمَا} [35] على استئناف النهي. {الظَّالِمِينَ (35)} [35] كاف، وقيل: حسن؛ لأنَّ الجملة بعده مفسرة لما أجمل قبلها. {فِيهِ} [36] حسن؛ لعطف الجملتين المتفقتين. {اهْبِطُوا} [36] حسن، إن رفع «بعضكم» بالابتداء، وخبره «لبعض عدو»، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير في «اهبطوا» أي: اهبطوا متباغضين بعضكم لبعض عدو، والوقف على {عَدُوٌّ} [36] أحسن. {إِلَى حِينٍ (36)} [36] كاف. {كَلِمَاتٍ} [37] ليس بوقف؛ لأن الكلمات كانت سببًا لتوبته. {فَتَابَ عَلَيْهِ} [37] كاف. {الرَّحِيمُ (37)} [37] تام. {مِنْهَا جَمِيعًا} [38] حسن، ولا وقف من قوله: «فأما» إلى «عليهم»؛ فلا يوقف على «هدى»، ولا   (1) عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي، أبو البقاء، محب الدين: عالم بالأدب واللغة والفرائض والحساب، أصله من عكبرا (بليدة على دجلة)، ومولده ووفاته ببغداد، أصيب في صباه بالجدري، فعمي، وكانت طريقته في التأليف أن يطلب ما صنف من الكتب في الموضوع، فيقرأها عليه بعض تلاميذه، ثم يملي من آرائه وتمحيصه وما علق في ذهنه، من كتبه: شرح ديوان المتنبي، واللباب في علل البناء والإعراب، وشرح اللمع لابن جني، والتبيان في إعراب القرآن، ويسمى: إملاء ما منَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن، والترصيف في الترصيف، وترتيب إصلاح المنطق، واسمه: المشوف في ترتيب الإصلاح، لابن السكيت، على حروف المعجم، وإعراب الحديث -على حروف المعجم، والمحصل في شرح المفصل للزمخشري، والتلقين -في النحو، وشرح المقامات الحريرية، والموجز في إيضاح الشعر الملغز، والاستيعاب في علم الحساب، (ت 616 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (4/ 80). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 على «هداي»؛ لأنَّ «فمن تبع» جواب «أما» فلا يُفصَل بين الشرطين، وهما «إن، ومن» وجوابهما، وقال السجاوندي: جواب الأول وهو «إن» محذوف، تقديره: فاتبعوه، وجواب «من» «فلا خوف عليهم»، والوقف على «عليهم» -حينئذ- جائز. {يَحْزَنُونَ (38)} [38] تام. {أَصْحَابُ النَّارِ} [39] صالح؛ بأن يكون «هم فيها» مبتدأ وخبرًا بعد خبر لـ «أولئك»، نحو: الرمان حلو حامض. {خَالِدُونَ (39)} [39] تام، اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الياء من «آيتنا، وآيت الله، وآيتي، والآيت» حيث وقع، وسواء كان معرفًا بالألف واللام، أو منكرًا، واستثنوا من ذلك موضعين في سورة يونس: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} [15]، و {إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا} [21] فاتفقوا على إثبات الألف فيهما، وحذفوا الألف التي بعد الخاء في «خلدون» حيث وقع كما ترى. {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «اذكروا» أمر لهم وما قبله تنبيه عليهم. {أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [40] جائز، ومثله «أوف بعهدكم»، وقيل: لا يوقف عليه؛ لإيهام الابتداء بـ «إياي» أنه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ، وإن كان معلومًا أن الحكاية من الله، والمراد بالعهد الذي أمرهم بالوفاء به: هو ما أخذ عليهم في التوراة من الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وما أمرهم به على ألسنة الرسل؛ إذ كان اسمه - صلى الله عليه وسلم - وصفاته -موجودة عندهم في التوراة، والإنجيل. {فَارْهَبُونِ (40)} [40] كاف. {(لِمَامَعَكُمْ} [41] جائز. {كَافِرٍ بِهِ} [41] حسن، والضمير في «به» للقرآن، أو للتوراة؛ لأنَّ صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - فيها فبكتمانهم لها صاروا كفارًا بالتوراة، فنهوا عن ذلك الكفر. {ثَمَنًا قَلِيلًا} [41] جائز، وفيه ما تقدم من الإيهام بالابتداء بـ «إياي». {فَاتَّقُونِ (41)} [41] كاف. {بِالْبَاطِلِ} [42] ليس بوقف؛ لأنه نهى عن اللبس والكتمان معًا، أي: لا يكن منكم لبس ولا كتمان؛ فلا يفصل بينهما بالوقف. {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)} [42] تام. {الزَّكَاةَ} [43] جائز. {الرَّاكِعِينَ (43)} [43] تام، اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد (يا) النداء من قوله: «يبني، أو يبني آدم» حيث وقع، وكذا حذفوا الألف التي بعد الباء من «البطل» كما ترى، ورسموا الألف واوًا في «الصلوة، والزكوة، والنجوة، ومنوة، والحيوة» كما تقدم، وحذفوا الألف بعد الراء من «الراكعين» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 كما ترى. {الْكِتَابَ} [44] حسن، والكتاب: التوراة. {أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)} [44] تام، ومفعول «تعقلون» محذوف، أي: قبح ما ارتكبتم من ذلك. {وَالصَّلَاةِ} [45] حسن. {الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ} [45، 46]، و «الذين» يحتمل الحركات الثلاث -فتام إن رفع موضعه، أو نصب، وليس بوقف إن جُرَّ نعتًا لما قبله. {مُلَاقُو رَبِّهِمْ} [46] ليس بوقف؛ لأنَّ «وأنهم» معطوف على «أنَّ» الأولى، فلا يفصل بينهما بالوقف. {رَاجِعُونَ (46)} [46] تام؛ للابتداء بعد بالنداء. {أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [47] ليس بوقف؛ لأنَّ «وأني» وما فيها حيزها -في محل نصب؛ لعطفها على المفعول وهو «نعمتي»، كأنه قال: اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم، وتفضيلي إياكم على العالمين. والوقف على {الْعَالَمِينَ (47)} [47] حسن غير تام؛ لأنَّ قوله: «واتقوا يومًا» عطف على «اذكروا نعمتي» لا استئناف. والوقف على {شَيْئًا} [48]، وعلى {عَدْلٌ} [48] جائز. {يُنْصَرُونَ (48)} [48] كاف إن علق «إذ» باذكروا مقدرًا مفعولًا به، فيكون من عطف الجمل، وتقديره: واذكروا إذ أنجيناكم. {مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ} [49] ليس بوقف؛ لأنَّ «يسومونكم» حال من «آل فرعون»، ولا يفصل بين الحال وذيها بالوقف، وإن جعل مستأنفًا جاز. {سُوءَ الْعَذَابِ} [49] ليس بوقف؛ لأنَّ «يذبحون» تفسير لـ «يسومونكم»، ولا يوقف على المفسَّر دون المفسِّر، وكذلك لو جعل جملة «يذبحون» بدلًا من «يسومونكم» لا يوقف على ما قبله؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه. {نِسَاءَكُمْ} [49] حسن. {عظيم (49)} [49] كاف، ومثله «تنظرون» قال جبريل: يا محمد ما أبغضت أحدًا كفرعون، لو رأيتني وأنا أدس الطين في فيِّ فرعون مخافة أن يقول كلمة يرحمه الله بها. {تهتدون (51)} [51] كاف، ومثله «تشكرون» إن علق «إذ» باذكر مقدرًا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {تَهْتَدُونَ (53)} [53] كاف. {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [54] حسن إن كانت التوبة في القتل، فيكون «فاقتلوا» بدلًا من «فتوبوا». الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 {عِنْدَ بارِئِكُم} [54] كاف إن كانت الفاء في قوله: «فتاب» متعلقة بمحذوف، أي: فامتثلتم وفعلتم فتاب عليكم، أو قتلكم فتاب عليكم. {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [54] كاف. {الرَّحِيمُ (54)} [54] أكفى منه، وقال أبو عمرو: تام. فائدة: ذُكِر موسى في القرآن في مائة وعشرين موضعًا {نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [55] جائز، و «جهرة» مصدر نوعي في موضع الحال من الضمير في «نرى»، أي: ذوي جهرة أو جاهرين بالرؤية. {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)} [55]، و {تَشْكُرُونَ (56)} [56]، و {وَالسَّلْوَى} [57] و {رَزَقْنَاكُمْ} [57] كلها حسان. {يَظْلِمُونَ (57)} [57] كاف. {خَطَايَاكُمْ} [58] حسن. {الْمُحْسِنِينَ (58)} [58] كاف. {قِيلَ لَهُمْ} [59] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق بما قبله. {مِنَ السَّمَاءِ} [59] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده متعلق بما قبله. {يَفْسُقُونَ (59)} [59] تام، ورسموا: «خطاياكم» بوزن: قضاياكم، وبها قرأ أبو عمرو هنا، وفي نوح «مما خطاياهم» بألف قبل الياء وألف بعدها في اللفظ محذوفة في الخط (1)، جمع تكسير مجرورًا بالكسرة المقدرة على الألف وهو بدل من ما، وقرأ الباقون: «خطيآتكم، ومما خطيآتهم» بالياء والهمز والتاء (2)، جمع تصحيح مجرورًا بالكسرة الظاهرة، ورسموا «يا قوم اذكروا، يا قوم استغفروا، يا عباد فاتقون» من كل اسم منادى أضافه المتكلم إلى نفسه بلا ياء -فالياء منه ساقطة وصلًا ووقفًا اتباعًا للمصحف الإمام. {الْحَجَرَ} [60] جائز، وإنما انحطت مرتبته؛ لأنَّ الفاء داخلة على الجزاء المحذوف، والتقدير: فضرب فانفجرت، وكانت العصا من آس الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى، لها شعبتان يتقدان في الظلمة نورًا. {عَيْنًا} [60] حسن. {مَشْرَبَهُمْ} [60] أحسن منه. {مِنْ رِزْقِ اللَّهِ} [60] صالح.   (1) انظر: هذه القراءة في: السبعة (ص: 156). (2) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 {مُفْسِدِينَ (60)} [60] كاف. {وَبَصَلِهَا} [61] حسن غير تام؛ لأنَّ «أتستبدلون» الآية فيها جملتان: الأولى من كلام الله لبني إسرائيل على جهة التوبيخ فيما سألوه، وقيل: من كلام موسى؛ وذلك أنه غضب لما سألوه هذا، فقال: «أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير»، والثانية: وهي «اهبطوا مصرًا» من كلام الله، وهذا هو المشهور، وعليه فيكون الوقف على {خَيْرٌ} [61] تامًّا؛ لأنهما كلامان، ومن جعلهما كلامًا واحدًا كان الوصل أولى. {مَا سَأَلْتُمْ} [61] حسن، ويقارب التام؛ لأنَّ الواو بعده للاستئناف، وليست عاطفة. {وَالْمَسْكَنَةُ} [61] حسن. {مِنَ اللَّهِ} [61] أحسن منه. {بِغَيْرِ الْحَقِّ} [61] كاف. {يَعْتَدُونَ (61)} [61] تام، ولا وقف من قوله: «إن الذين آمنوا» إلى قوله: «عند ربهم»، فلا يوقف على «هادوا»، ولا على «الصابئين»، ولا على «صالحًا»؛ لأنَّ «فلهم» خبر «إن»؛ فلا يفصل بين اسمها وخبرها. {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [62] كاف؛ على أنَّ الواوين بعده للاستئناف، وليس بوقف إن جعلتا للعطف. {يَحْزَنُونَ (62)} [62] تام؛ إن علق «إذ» باذكر مقدرًا، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله. {فَوْقَكُمُ الطُّورَ} [63] حسن؛ على مذهب البصريين؛ لأنهم يضمرون القول، أي قلنا: «خذوا ما آتيناكم بقوة»، فهو منقطع مما قبله، والكوفيون يضمرون أنْ المفتوحة المخففة، تقديره: أن خذوا، فعلى قولهم لا يحسن الوقف على «الطور». {بِقُوَّةٍ} [63] جائز. {تَتَّقُونَ (63)} [63] تام. {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} [64] جائز، قوله: «من بعد ذلك» أي: من بعد قيام التوراة، أو من بعد الميثاق، أو من بعد الأخذ. {الْخَاسِرِينَ (64)} [64] تام، ومثله «خاسئين». {لِلْمُتَّقِينَ (66)} [66] كاف، إن علق «إذ» باذكر مقدرًا، فيكون محل «إذ» نصبًا بالفعل المقدر، وصالح إن عطف على قوله: «اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم»؛ لتعلق المعطوف بالمعطوف عليه. {أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [67] حسن، ومثله «هزوًا» بإبدال الهمزة واوًا اتباعًا لخط المصحف الإمام. {مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)} [67] كاف. {مَا هِيَ} [68] حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 {وَلَا بِكْرٌ} [68] كاف، إن رفع «عوان» خبر مبتدأ محذوف، أي: هي عوان، فيكون منقطعًا من قوله: «لا فارض ولا بكر»، وليس بوقف إن رفع على صفة لـ «بقرة»؛ لأنَّ الصفة والموصوف كالشيء الواحد، فكأنه قال: إنها بقرة عوان قاله الأخفش، قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط؛ لأنها إذا كانت نعتًا لها لوجب تقديمها عليهما، فلما لم يحسن أن تقول: إنها بقرة عوان بين ذلك لا فارض ولا بكر -لم يجز؛ لأنَّ ذلك كناية عن الفارض والبكر، فلا يتقدم المكنى على الظاهر فلما بطل في المتقدم بطل في المتأخر، انظر السخاوي، وكررت «لا»؛ لأنها متى وقعت قبل خبر، أو نعت، أو حال -وجب تكريرها، تقول، زيد لا قائم ولا قاعد، ومررت به لا ضاحكًا ولا باكيًا، ولا يجوز عدم التكرار إلَّا في الضرورة خلافًا للمبرد، وابن كيسان (1). {بَيْنَ ذَلِكَ} [68] كاف، وكذا «ما تؤمرون»، ومثله «ما لونها». والوقف على {صَفْرَاءُ} [69] حسن غير تام؛ لأن «فاقع لونها» من نعت البقرة، وكذا «فاقع لونها»؛ لأنه نعت البقرة، ومن وقف على «فاقع»، وقرأ (2): «يَسُرُّ» بالتحتية صفة للون لا للبقرة لم يقف على «لونها»؛ لأن الفاقع من صفة الأصفر لا من صفة الأسود، واختلف الأئمة في «صفراء»، قيل: من الصفرة المعروفة ليس فيها سواد ولا بياض، حتى قرنها وظلفها أصفران، وقيل: صفراء بمعنى سوداء. {(لَوْنُهَا} [69] جائز. {النَّاظِرِينَ (69)} [69] كاف. {مَا هِيَ} [70] جائز، ومثله «تشابه علينا». {لَمُهْتَدُونَ (70)} [70] كاف، ومثله «لا ذلول» إن جعل «تثير» خبر مبتدأ محذوف، وقال الفراء: لا يوقف على «ذلول»؛ لأنَّ المعنى ليست بذلول فلا تثير الأرض؛ فالمثيرة هي الذلول، قال أبو بكر، وحُكي عن السجستاني أنه قال: الوقف «لا ذلول»، والابتداء «تثير الأرض»، وقال: هذه البقرة وصفها الله بأنها تثير الأرض ولا تسقي الحرث، قال أبو بكر: وهذا القول عندي غير صحيح؛ لأنَّ التي تثير الأرض لا يعدم منها سقي الحرث، وما روي عن أحد من الأئمة: إنهم وصفوها بهذا الوصف ولا ادَّعوا لها ما ذكره هذا الرجل، بل المأثور في تفسيرها: ليست بذلول فتثير الأرض وتسقي الحرث، وقوله أيضًا يفسد بظاهر الآية؛ لأنها إذا أثارت الأرض كانت ذلولًا، وقد نفى الله هذا   (1) محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن، المعروف بابن كيسان: عالم بالعربية، نحوًا ولغة، من أهل بغداد، أخذ عن المبرد وثعلب، من كتبه: تلقيب القوافي وتلقيب حركاتها، والمهذب -في النحو، وغريب الحديث، ومعاني القرآن، والمختار في علل النحو (ت299 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (5/ 308). (2) وهي قراءة شاذة، ولم أعثر عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 الوصف عنها، فقول السجستاني لا يؤخذ به ولا يعرج عليه. والوقف على {تُثِيرُ الْأَرْضَ} [71] كاف، ومثله «الحرث» إن جعل ما بعدهما خبر مبتدأ محذوف. {لَا شِيَةَ فِيهَا} [71] أكفى منهما. {بِالْحَقِّ} [71] جائز؛ لأن «فذبحوها» عطف على ما قبله، ولا يوقف على «كادوا»؛ لأن خبرها لم يأتِ. {يَفْعَلُونَ (71)} [71] كاف. {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} [72] حسن. {تَكْتُمُونَ (72)} [72] كاف. {بِبَعْضِهَا} [73] جائز، والأولى وصله؛ لأن في الكلام حذفًا، أي: اضربوه يحيى، أو فضرب فحيي، ثم وقع التشبيه في الإحياء المقدر، أي: مثل هذا الإحياء للقتيل يحيي الله الموتى، وإن جعل ما بعده مستأنفًا، وأن الآيات غير إحياء الموتى، وأن المعجزة في الإحياء، لا في قول الميت: قتلني فلان؛ فموضع الحجة غير موضع المعجزة، وقول الميت حق لا يحتاج إلى يمين، وعلى هذا يكون كافيًا. {الْمَوْتَى} [73] حسن، على استئناف ما بعده، وتكون الآيات غير إحياء الموتى، وليس بوقف إن جعل ويريكم آياته بإحيائه الموتى فلا يفصل بينهما. {تَعْقِلُونَ (73)} [73] تام، و «ثم»؛ لترتيب الأخبار، و «قسوة»، و «الأنهار»، و «منه الماء»، و «من خشية الله» كلها حسان، وقال أبو عمرو في الأخير: كاف؛ للابتداء بالنفي. {تَعْمَلُونَ} [74] كاف لمن قرأ بالفوقية، وتام لمن قرأ: «يعملون» بالتحتية (1)؛ لأنه يصير مستأنفًا. {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} [75] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وقد كان فريق منهم يسمعون» في موضع الحال، أي: فتطمعون في إيمانهم، والحال أنهم كاذبون محرفون لكلام الله، وعلامة واو الحال أن يصلح موضعها إذ. {وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)} [75] كاف. {قَالُوا آَمَنَّا} [76] حسن. {بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [76] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده لام العلة والصيرورة. {عِنْدَ رَبِّكُمْ} [76] كاف.   (1) قرأ ابن كثير بالياء وحده، والباقون بالتاء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 139)، البحر المحيط (1/ 267)، الحجة لابن زنجلة (ص: 101)، السبعة (ص: 160)، الغيث للصفاقسي (ص: 120)، الكشف للقيسي (1/ 248)، النشر (2/ 217). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 {تَعْقِلُونَ (76)} [76] تام. {وَمَا يُعْلِنُونَ (77)} [77] كاف. {أَمَانِيَّ} [78] حسن، على استئناف ما بعده. {يَظُنُّونَ (78)} [78] أحسن. {ثَمَنًا قَلِيلًا} [79] حسن، ومثله «أيديهم» على استئناف ما بعده. {يَكْسِبُونَ (79)} [79] كاف. {مَعْدُودَةً} [80] حسن. {عَهْدًا} [80]، وكذا {فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ} [80] ليسا بوقف؛ لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، وهما بمنزلة حرف واحد. {مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)} [80] كاف، ثم تبتدئ: «بلى من كسب سيئة» قال شيخ الإسلام: بلى هنا، وفي «بلى من أسلم» الوقف على «بلى» خطأ؛ لأن «بلى» وما بعدها جواب للنفي السابق قبلهما، وهو «لن» في قوله: «لن تمسنا»، وفي الثاني: «لن يدخل الجنة»، وقال أبو عمرو: يوقف على بلى في جميع القرآن ما لم يتصل بها شرط أو قسم، والتحقيق التفصيل والرجوع إلى معناها، وهي حرف يصير الكلام المنفي مثبتًا بعد أن كان منفيًا عكس نعم؛ فإنها تقرر الكلام الذي قبلها مطلقًا سواء كان نفيًا أو إثباتًا على مقتضى اللغة؛ فبلى هنا رد لكلام الكفار «لن تمسنا النار إلَّا أيامًا معدودة»، فرد عليهم بلى تمسكم النار بدليل قوله: «هم فيها خالدون»؛ لأنَّ النفي إذا قصد إثباته أجيب ببلى، وإذا قصد نفيه أجيب بنعم، تقول: ما قام زيد؟ فتقول: بلى، أي: قد قام، فلو قلت: نعم فقد نفيت عنه القيام، وبذلك فرق النووي بينهما بقوله: ما استفهم عنه بالإثبات كان جوابه نعم، وما استفهم عنه بالنفي كان جوابه بلى، ونقل عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: «ألست بربكم قالوا بلى» لو قالوا: نعم –لكفروا؛ يريد أن النفي إذا أجيب بنعم كان تصديقًا، فكأنهم أقروا بأنه ليس ربهم، وكذا نقل عنه، وفيه نظر إن صح عنه؛ وذلك أن النفي صار إثباتًا، فكيف بتصديق التقرير وهو حمل المخاطب على الإقرار، وصارت نعم واقعة بعد الإثبات، فتفيد الإثبات بحسب اللغة، وهذا إذا كان النفي إنكاريًّا أما لو كان تقريريًّا فلا يكون في معنى النفي إجماعًا، ولا يجوز مراعاة المعنى إلَّا في الشعر كقوله: أَلَيْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُ أُمَّ عَمْرٍو ... وَإِيَّانَا فَذَاكَ بِنَا تَدَانِي نَعَمْ وَتَرَى الهِلَالَ كَمَا أَرَاهُ ... وَيَعْلُوهَا المَشِيبُ كَمَا عَلَانِي (1)   (1) البيت من بحر الوافر، وقائله جُحدُر العُكَلي، من قصيدة يقول في مطلعها: تَأَوَّبَني فَبِتُّ لَها كَنيعًا ... هَمومٌ لا تُفارِقُني حَواني جُحدُر العُكَلي (? - 100 هـ /? - 718 م) جُحدُر المَحرِزي العُكَلي، شاعر من أهل اليمامة، كان في أيام الحجاج بن يوسف الثقفي، يقطع الطريق وينهب الأموال ما بين حجر واليمامة، فأمسكه عامل الحجاج في اليمامة وسجنه في سجن بها اسمه (دوّار) نظم فيه قصائد-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 فأجاب بالنفي المقرون بالاستفهام بنعم، وهو قليل جدًّا مراعاة للمعنى؛ لأنه إيجاب، كأنه قال: الليل يجمعنا، قيل: هو ضرورة، وقيل: نُظِر إلى المعنى، وقيل: نعم ليست جوابًا لأليس، بل جوابًا لقوله: فذاك بنا تداني، والفقهاء سووا بينهما فيما لو قال شخص لآخر: أليس عندك عشرة، فقال الآخر: نعم، أو بلى -لزمه الإقرار بذلك على قول عند النحاة أن نعم كبلى، لكن اللزوم في بلى ظاهر، وأما نعم فإنما لزم بها الإقرار على عرف الناس لا على مقتضى اللغة؛ لأنها تقرر الكلام الذي قبلها مطلقًا نفيًا أو إثباتًا، وعليه قول ابن عباس، فالوقف تابع لمعناها، والتفصيل أبين فلا يفصل بين بلى وما بعدها من الشرط كما هنا، أو اتصل بها قسم نحو: «قالوا بلى وربنا» فلا يفصل بينها وبين الشيء الذي توجبه؛ لأنَّ الفصل ينقص معنى الإيجاب كما جزم بذلك العلامة السخاوي، وأبو العلاء الهمداني، وأبو محمد الحسن بن علي العماني بفتح العين المهملة وتشديد الميم نسبة إلى عمان مدينة بالبلقاء بالشأم دون دمشق، لا العماني بالضم والتخفيف نسبة إلى عمان قرية تحت البصرة، وبها جبل جمع الله الذوات عليه، وخاطبهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أنك ربنا، لا رب لنا غيرك، ولا إله لنا سواك، كذا يستفاد من السمين، وغيره. {أَصْحَابُ النَّارِ} [81] جائز. {خَالِدُونَ (81)} [81] تام. {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [82] جائز. {هُمْ فِيهَا} [82] فيه وجهان؛ وذلك أن «أولئك» في الموضعين مبتدأ و «أصحاب» بعدهما خبر، و «هم فيها» خبر ثان، فهما خبران، وهذا يتوجه عليه سؤال؛ وذلك أنهم قالوا: الجملة إذا اتصلت بجملة أخرى فلا بد من واو العطف؛ لتعلق إحداهما بالأخرى، فالجواب: إن قوله: «أصحاب النار» خبر، و «هم فيها» خبر، فهما خبران عن شيء واحد، فاستغني عن إدخال حرف العطف بينهما نحو: الرمان حلو حامض، ففي قوله: «هم فيها» وجهان: الوقف على أنها جملة مستأنفة من مبتدأ وخبر بعد كل منهما، وليس وقفًا إن أعربت حالًا. {خَالِدُونَ (82)} [82] تام. {إِلَّا اللَّهَ} [83] حسن، و «إحسانًا» مصدر في معنى الأمر، أي: وأحسنوا، أو استوصوا بالوالدين إحسانًا، وكذا يقال في «قولوا للناس حسنًا». {وَالْمَسَاكِينِ} [83] جائز، ووصله أولى؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 {حُسْنًا} [83] صالح، ومثله «الصلاة»، وكذا «الزكاة». {مُعْرِضُونَ (83)} [83] كاف، ومثله «تشهدون» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال بمعنى متظاهرين. {وَالْعُدْوَانِ} [85] حسن، ومثله «إخراجهم»، وكذا «ببعض»، وكذا «الحياة الدنيا»، وقال أبو عمرو في الثلاثة: كاف. {الْعَذَابِ} [85] كاف. {تَعْمَلُونَ (85)} [85] تام، سواء قرئ بالفوقية أو بالتحتية (1)، وتمامه على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده صفة لما قبله. {بِالْآَخِرَةِ} [86] جائز، على أن الفعل بعده مستأنف، وعلى أن الفاء للسبب والجزاء يجب الوصل. {يُنْصَرُونَ (86)} [86] أتم مما قبله. {بِالرُّسُلِ} [87] حسن. {الْبَيِّنَاتِ} [87] صالح. {الْقُدُسِ} [87] كاف. {اسْتَكْبَرْتُمْ} [87] صالح، وقوله: «ففريقًا» منصوب بالفعل بعده، أي: كذبتم وقتلتم فريقًا. {تَقْتُلُونَ (87)} [87] كاف. {غُلْفٌ} [88] صالح؛ لأنَّ «بل» إعراض عن الأول، وتحقيق للثاني. {بِكُفْرِهِمْ} [88] ليس بوقف إن نصب «قليلًا» حالًا من فاعل «يؤمنون»، أي: فجمعًا قليلًا يؤمنون، أي: المؤمن منهم قليل، وجائز إن نصب بمصدر محذوف أي: فإيمانًا قليلًا، أو نصب صفة لزمان محذوف، أي: فزمانًا قليلًا يؤمنون. {مَا يُؤْمِنُونَ (88)} [88] كاف. {مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ} [89] ليس بوقف؛ لأنَّ الواو بعده للحال، ومثله في عدم الوقف «كفروا»؛ لأنَّ جواب «لما» الأولى دل عليه جواب الثانية. {كَفَرُوا بِهِ} [89] حسن، وقيل: كاف، على استئناف ما بعده.   (1) قرأ بالياء نافع وابن كثير وشعبة ويعقوب وخلف في اختياره، وقرأ الباقون بالتاء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 141)، الإملاء للعكبري (1/ 29)، البحر المحيط (1/ 294)، التيسير (ص: 74)، تفسير الطبري (2/ 315)، الحجة لابن زنجلة (ص: 105)، الغيث للصفاقسي (ص: 122)، الكشاف (180/)، الكشف للقيسي (1/ 252، 253)، النشر (2/ 218). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 {الْكَافِرِينَ (89)} [89] تام. {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} [90] تام إن جعل محل أن رفعًا خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أن يكفروا، أو جعل مبتدأ محذوف الخبر، وليس بوقف إن جعلت أن مبتدأ محذوف وما قبلها خبرًا، أو جعلت بدلًا من الضمير في «به» إن جعلت «ما» تامة. {مِنْ عِبَادِهِ} [90] حسن. {عَلَى غَضَبٍ} [90] أحسن. {مُهِينٌ (90)} [90] تام. {عَلَيْنَا} [91] جائز؛ لأنَّ ما بعده جملة مستأنفة الأخبار، وكذا بما رواه لفصله بين الحكاية وبين كلام الله، قال السدي (1): «بما وراءه»، أي: القرآن. {لِمَا مَعَهُمْ} [91] حسن. {مِنْ قَبْلُ} [91] ليس بوقف؛ لأن ما بعده شرط جوابه محذوف، أي: إن كنتم آمنتم بما أنزل عليكم -فلِمَ قتلتم أنبياء الله؟ فهي جملة سيقت توكيدًا لما قبلها، وقيل: إنْ نافية بمعنى: ما، أي: ما كنتم مؤمنين؛ لمنافاة ما صدر منكم الإيمان. {مُؤْمِنِينَ (91)} [91] تام، اتفق علماء الرسم على وصل «بئسما»، والقاعدة في ذلك أن كل ما في أوله اللام فهو مقطوع، كما يأتي التنبيه عليه في محله. {ظَالِمُونَ (92)} [92] كاف، و «ثم»؛ لترتيب الأخبار. {الطُّورَ} [93] جائز؛ لأن ما بعده على إضمار القول، أي قلنا: خذوا. {وَاسْمَعُوا} [93] حسن. {وَعَصَيْنَا} [93] صالح. {بِكُفْرِهِمْ} [93] حسن. {مُؤْمِنِينَ (93)} [93] تام، ومثله «صادقين». {أَيْدِيهِمْ} [95] كاف. {بِالظَّالِمِينَ (95)} [95] تام، وقال أبو عمرو: كاف. {عَلَى حَيَاةٍ} [96] تام عند نافع؛ لأنَّ قوله: «يود أحدهم» عنده جملة في موضع الحال من قوله: «ومن الذين أشركوا»، ويجوز أن يكون «ومن الذين أشركوا» في موضع رفع خبرًا مقدمًا تقديره: ومن   (1) السدي (000 - 128 هـ = 000 - 745 م) إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدي: تابعي، حجازي الأصل، سكن الكوفة، قال فيه ابن تغري بردي: (صاحب التفسير، والمغازي والسير، وكان إمامًا عارفًا بالوقائع وأيام الناس). انظر: الأعلام للزركلي (1/ 317). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 الذين أشركوا قوم يود أحدهم لو يعمر ألف سنة، فعلى هذا يكون الوقف على «حياة» تامًّا، والأكثر على أن الوقف على «أشركوا» وهم المجوس، كان الرجل منهم إذا عطس قيل له: زي هزا رسال، أي: عش ألف سنة؛ فاليهود أحرص على الحياة من المجوس الذين يقولون ذلك؛ وذلك أن المجوس كانت تحية ملوكهم هذا عند عطاسهم ومصافحتهم. {أَلْفَ سَنَةٍ} [96] حسن، وقيل: كاف؛ لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفًا وحالًا. {أَنْ يُعَمَّرَ} [96] أحسن منه. {يَعْمَلُونَ (96)} [96] تام. {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [97] حسن؛ إن رفعت «هدى». {لِلْمُؤْمِنِينَ (97)} [97] تام. {وَمِيكَالَ} [98] ليس بوقف؛ لأن جواب الشرط لم يأت. {لِلْكَافِرِينَ (98)} [98] تام. {بَيِّنَاتٍ} [99] كاف. {الْفَاسِقُونَ (99)} [99] تام؛ للاستفهام بعده. {عَهْدًا} [100] ليس بوقف؛ لأن «نبذه» جواب لما قبله. {فَرِيقٌ مِنْهُمْ} [100] جائز. {لَا يُؤْمِنُونَ (100)} [100] تام، وقال أبو عمرو: كاف. {مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ} [101] ليس بوقف؛ لأن جواب «لما» منتظر. {أُوتُوا الْكِتَابَ} [101] جائز إن جعل مفعول «أوتوا» الواو، والثاني «الكتاب»، وليس بوقف إن جعل «الكتاب» مفعولًا أول، و «كتاب الله» مفعول «نبذ»، كما أعربه السهيلي (1)، و «وراء» منصوب على الظرفيةـ، كذا في (السمين). {وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [101] ليس بوقف؛ لأن «كأنهم لا يعلمون» جملة حالية، وصاحبها «فريق»، والعامل فيها «نبذ»، والتقدير: مشبهين للجهال.   (1) عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي: حافظ، عالم باللغة والسير، ضرير، ولد في مالقة، وعمي وعمره (17 سنة)، ونبغ، فاتصل خبره بصاحب مراكش فطلبه إليها وأكرمه، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها، نسبته إلى سهيل (من قرى مالقة)، وهو صاحب الأبيات التي مطلعها: يامن يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع من كتبه: الروض الأنف -في شرح السيرة النبوية لابن هشام، وتفسير سورة يوسف، والتعريف والإعلام في ما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام، والإيضاح والتبيين لما أبهم من تفسير الكتاب المبين، ونتائج الفكر (ت581 هـ). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 {لَا يَعْلَمُونَ (101)} [101] كاف، ومثله «على ملك سليمان». والوقف على {عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [102] قال نافع، وجماعة: تام، وقال أبو عمرو: ليس بتام، ولا كاف، بل حسن، وعلى كل قول فيه البداءة بـ «لكن»، وهي كلمة استدراك، يستدرك بها الإثبات بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات، وواقعة بين كلامين متغايرين فما بعدها متعلق بما قبلها استدراكًا وعطفًا. {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} [102] حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال، أو خبر «لكن». {السِّحْرَ} [102] كاف، إن جعلت «ما» نافية، ثم يبتدئ: «وما أنزل على الملكين»، أي: لم ينزل عليهما سحر ولا باطل، وإنما أنزل عليهما الأحكام، وأمرًا بنصرة الحق وإبطال الباطل، وليس بوقف إن جعلت «ما» بمعنى الذي، أي: «ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر والذي أنزل على الملكين» بفتح اللام (1)، ومن قرأ بفتحها وقف على «الملكين»، ويبتدئ «ببابل هاروت وماروت»، والذي قرأ بكسر اللام (2)؛ أراد بهما داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام. قوله: «هاروت وماروت» هما في موضع خفض عطف بيان في الأول، والثاني عطف عليه، أو بدلان من «الملكين»، و «بابل»، قال ابن مسعود: هي في سواد الكوفة، وهما لا ينصرفان؛ للعلمية والعجمة، أو العلمية والتأنيث. والوقف على {هَارُوتَ وَمَارُوتَ} [102] تام، سواء جعلت «ما» نافية، أو بمعنى الذي، و «بابل» لا ينصرف أيضًا وهو في موضع خفض للعلمية والتأنيث؛ لأنه اسم بقعة، وقرأ الزهري والضحاك: «هاروتُ وماروتُ» برفعهما (3)، خبر مبتدأ محذوف، فعلى هذه القراءة يوقف على «بابل»، أو مرفوعان بالابتداء، و «ببابل» الخبر، أي: هاروت وماروت ببابل، فعلى هذه القراءة بهذا التقدير -يكون الوقف على «الملكين»، وهذا الوقف أبعد من الأول؛ لبعد وجهه عند أهل التفسير، ونصبهما بإضمار أعني -فيكون الوقف على «بابل» كافيًا، ونصبهما بدلًا من «الشياطينَ» على قراءة نصب النون (4)، وعلى هذه القراءة لا يفصل بين المبدل والمبدل منه بالوقف، قوله: «وما كفر سليمان» رد على الشياطين؛ لأنهم   (1) وهي قراءة الأئمة العشرة. (2) وهي قراءة ابن عباس والضحاك وابن أبزي والحسن البصري وابن مزاحم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (1/ 32)، البحر المحيط (1/ 329)، تفسير الطبري (2/ 435)، تفسير القرطبي (2/ 52)، الكشاف (1/ 85). (3) وهي قراءة شاذة، ورويت أيضا عن الحسن. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (1/ 330)، الكشاف (1/ 86). (4) وهي قراءة نافع - ابن كثير - أبوعمر. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص:144)، البحر المحيط (1/ 327)، التيسير (ص:75)، الحجة لابن خالويه (ص:86)، الحجة لأبي زرعة (ص:108)، السبعة (ص:167)، الغيث للصفاقسي (ص:127)، الكشاف (1/ 256)، تفسير الرازي (1/ 436). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 زعموا أن سليمان استولى على الملك بالسحر الذي ادعوه عليه، فعلى هذا يكون قوله: «وما كفر سليمان» ردًّا على اليهود، والسبب الذي من أجله أضافت اليهود السحر إلى سليمان بزعمهم، فأنزل الله براءته، وما ذاك إلَّا أن سليمان كان جمع كتب السحرة تحت كرسيه؛ لئلَّا يُعمَل به، فلما مات ووجدت الكتب قالت الشياطين: بهذا كان ملكه، وشاع في اليهود أن سليمان كان ساحرًا، فلما بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة -خاصموه بتلك الكتب، وادعوا أنه كان ساحرًا فأنزل الله: «واتبعوا ما تتلوا الشياطين» الآية فأنزل الله براءته {حَتَّى يَقُولَا} [102] ليس بوقف؛ لفصله بين القول والمقول، و «حتى» هنا حرف جر، وتكون حرف عطف، وتكون حرف ابتداء تقع بعدها الجمل كقوله: فَمَا زَالَتِ الْقَتْلَى تَمُجُّ دَاءَهَا ... بِدِجْلَةَ حَتَّى مَاءَ دِجْلَةَ أَشْكَلَ (1) والغاية معنى لا يفارقها في هذه الأحوال الثلاثة إما في القوة، أو الضعف، أو غيرها. {فَلَا تَكْفُرْ} [102] كاف إن جعل ما بعده معطوفًا على «يعلمون الناس السحر»، وعلى المعنى أي: فلا تكفر فيأتون فيتعلمون، وقيل: عطف على محل «ولكن الشياطين كفروا»؛ لأن موضعه رفع، أو على خبر مبتدأ محذوف، أي: فهم يتعلمون، و {وَزَوْجِهِ} [102]، و {بِإِذْنِ اللَّهِ} [102]، و {وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [102] كلها حسان. {لَمَنِ اشْتَرَاهُ} [102] ليس بوقف؛ لأن قوله: «ماله» جواب القسم؛ فإن اللام في «لمن اشتراه» موطئة للقسم، و «من» شرطية في محل رفع بالابتداء، و «ماله في الآخرة من خلاق» جواب القسم. {مِنْ خَلَاقٍ} [102] حسن، وكذا «يعلمون» الأول، و «اتقوا» ليس بوقف؛ لأن جواب «لو» بعد «ويعلمون» الثاني (تام)؛ لأنه آخر القصة. {رَاعِنَا} [104] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وجائز لمن قرأ (2): «راعنًا» بالتنوين، وتفسيرها: لا تقولوا حمقًا؛ مأخوذ من الرعونة، والوقف عليها في هذه القراءة سائغ.   (1) البيت من الطويل، ونسبه إلى جرير، ابن سلام الجمحي في: طبقات فحول الشعراء، والبيت جاء ضمن أبيات له يقول في مطلعها: فإنك والجحاف حين تعضه ... أردت بذاك المكث والورد أعجل كما ذكر في: خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، لعبد القادر البغدادي، وخلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي-الموسوعة الشعرية (2) وهي قراءة ابن محيصن والحسن ومجاهد وابن أبي ليلى، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 145)، الإعراب للنحاس (1/ 205)، الإملاء للعكبري (1/ 33)، البحر المحيط (1/ 338)، تفسير الطبري (2/ 465)، تفسير القرطبي (2/ 60)، الكشاف (1/ 86). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 {وَاسْمَعُوا} [104] حسن. {أَلِيمٌ (104)} [104] تام. {مِنْ رَبِّكُمْ} [105] كاف. {مَنْ يَشَاءُ} [105] أكفى. {الْعَظِيمِ (105)} [105] تام. {أَوْ نُنْسِهَا} [106] ليس بوقف؛ لأن قوله: «نأت بخير منها» جواب الشرط، كأنه قال: أي آية ننسخها أو ننسأها نأت بخير منها. {أَوْ مِثْلِهَا} [106] حسن، وقال أبو حاتم السجستاني: تام، وغلطه ابن الأنباري، وقال: لأن قوله «ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير» تثبيت وتسديد لقدرة الله تعالى على المجيء بما هو خير من الآية المنسوخة، وبما هو أسهل فرائض منها. {قَدِيرٌ (106)} [106] تام؛ للاستفهام بعده. {وَالْأَرْضِ} [107] كاف؛ للابتداء بعده بالنفي. {وَلَا نَصِيرٍ (107)} [107] تام؛ للابتداء بالاستفهام بعده. {مِنْ قَبْلُ} [108] تام؛ للابتداء بالشرط. {السَّبِيلِ (108)} [108] تام. {كُفَّارًا} [109] كاف؛ إن نصب «حسدًا» بمضمر غير الظاهر؛ لأن حسدًا مصدر فعل محذوف، أي: يحسدونكم حسدًا، وهو مفعول له، أي: يرونكم من بعد إيمانكم كفارًا لأجل الحسد، وليس بوقف إن نصب «حسدًا» على أنه مصدرًا، أو أنه مفعول له؛ إذ لا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف. {الْحَقُّ} [109] حسن. {بِأَمْرِهِ} [109] أحسن منه. {قَدِيرٌ (109)} [109] تام. {الزَّكَاةَ} [110] حسن. {عِنْدَ اللَّهِ} [110] أحسن منه. {بَصِيرٌ (110)} [110] تام. {أَوْ نَصَارَى} [111] حسن. {أَمَانِيُّهُمْ} [111] أحسن منه. {صَادِقِينَ (111)} [111] تام. {بَلَى} [112] ليس بوقف؛ لأن «بلى» وما بعدها جواب للنفي السابق، والمعنى: أن اليهود قالوا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 لن يدخل الجنة أحد إلَّا من كان يهوديًّا، والنصارى قالوا: لن يدخل الجنة إلَّا من كان نصرانيًّا -فقيل لهم: بلى يدخلها من أسلم وجهه، فقوله: «بلى» رد للنفي في قولهم: لن يدخل الجنة أحد، وتقدم ما يغني عن إعادته. {عِنْدَ رَبِّهِ} [112] جائز، وقرئ شاذًّا، و «لا خوفَ عليهم» (1) بحذف المضاف إليه وإبقاء المضاف على حاله بلا تنوين، أي: ولا خوف شيء عليهم. {يَحْزَنُونَ (112)} [112] تام. {عَلَى شَيْءٍ} [113] في الموضعين (جائز)، والأول أجود؛ لأن الواو في قوله: «وهم يتلون الكتاب» للحال. {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} [113] حسن، على أن الكاف في «كذلك» متعلقة بقول أهل الكتاب، أي: قال الذين لا يعلمون -وهم مشركو العرب- مثل قول اليهود والنصارى؛ فهم في الجهل سواء، ومن وقف على «كذلك» ذهب إلى أن الكاف راجعة إلى تلاوة اليهود، وجعل «وهم يتلون الكتاب» راجعًا إلى النصارى، أي: والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود، وأن أحد الفريقين يتلو الكتاب كما يتلو الفريق الآخر؛ فكلا الفريقين أهل كتاب، وكل فريق أنكر ما عليه الآخر، وهما أنكرا دين الإسلام كإنكار اليهود النصرانية، وإنكار النصارى اليهودية من غير برهان ولا حجة، وسبيلهم سبيل من لا يعرف الكتاب من مشركي العرب؛ فكما لا حجة لأهل الكتاب لإنكارهم دين الإسلام -لا حجة لمن ليس له كتاب -وهم مشركو العرب- فاستووا في الجهل. {مِثْلَ قَوْلِهِمْ} [113] حسن؛ لأنَّ «فالله» مبتدأ مع فاء التعقيب قاله السجاوندي. {يَخْتَلِفُونَ (113)} [113] تام. {فِي خَرَابِهَا} [114] حسن. {خائفين} [114] كاف؛ لأنَّ ما بعده مبتدأ وخبر، ولو وُصِل لصارت الجملة صفة لهم. {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} [114] جائز. {عَظِيمٌ (114)} [114] تام. {وَالْمَغْرِبُ} [115] حسن. {تُوَلُّوا} [115] ليس بوقف؛ لأن ما بعده جواب الشرط؛ لأن أين اسم شرط جازم، وما زائدة، و «تولوا» مجزوم بها، وزيادة ما ليست لازمة لها بدليل قوله:   (1) لم أستدل علي هذه القراءة في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 أين تصرف بنا العداة تجدنا (1) وهي ظرف مكان، والناصب لها ما بعدها. {وَجْهُ اللَّهِ} [115] كاف. {عَلِيمٌ (115)} [115] تام، على قراءة ابن عامر (2): «قالوا» بلا واو، أو بها، وجعلت استئنافًا، وإلَّا فالوقف على ذلك حسن؛ لأنه من عطف الجمل. {سُبْحَانَهُ} [116] صالح، أي: تنزيهًا له عما نسبه إليه المشركون؛ فلذلك صلح الوقف على «سبحانه». {وَالْأَرْضِ} [116] كاف؛ لأن ما بعده مبتدأ وخبر. {قَانِتُونَ (116)} [116] تام. {وَالْأَرْضِ} [117] جائز؛ لأنَّ «إذا» إِذا أجيبت بالفاء كانت شرطية. {كُنْ} [117] جائز، إن رفع «فيكون» خبر مبتدأ محذوف تقديره: فهو، ليس بوقف لمن نصب «فيكون» (3)؛ على جواب الأمر، أو عطفًا على «يقول»؛ فعلى هذين الوجهين لا يوقف على «كن»؛ لتعلق ما بعده به من حيث كونه جوابًا له. {فَيَكُونُ (117)} [117] تام على القراءتين (4). {أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ} [118] حسن، ومثله «مثل قولهم». {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} [118] كاف. {يُوقِنُونَ (118)} [118] تام. {وَنَذِيرًا} [119] حسن، على قراءة: «ولا تَسألْ» بفتح التاء والجزم، وهي قراءة نافع (5)، وهي   (1) لم أستدل عليه. (2) وقرأ الباقون بالواو: «وقالوا». انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 146)، الإملاء للعكبري (1/ 35)، البحر المحيط (1/ 362)، التيسير (ص: 76)، الحجة لابن خالويه (ص: 88)، الحجة لابن زنجلة (ص: 110)، السبعة (ص: 168)، الغيث للصفاقسي (ص: 133)، الكشاف (1/ 90)، الكشف للقيسي (1/ 260)، النشر (2/ 220). (3) والرفع قراءة الأئمة العشرة سوى ابن عامر، والنصب لابن عامر وحده. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 146)، الإملاء للعكبري (1/ 35)، البحر المحيط (1/ 366)، التيسير (ص: 76)، الحجة لابن خالويه (ص: 88)، الحجة لابن زنجلة (ص: 110)، السبعة (ص: 168)، الغيث للصفاقسي (ص: 134)، النشر (2/ 220). (4) أي: قراءتي الرفع والنصب في «فيكون»، المشار إليها سابقًا. (5) انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 146)، الإعراب للنحاس (1/ 209)، الإملاء للعكبري (1/ 36)، البحر المحيط (1/ 368)، التيسير (ص: 76)، الحجة لابن خالويه (ص: 87)، الحجة لأبي زرعة (ص:111)، السبعة (ص:169)، الغيث للصفاقسي (ص: 134)، الكشاف (1/ 91)، تفسير الرازي (1/ 471). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 تحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون أمره الله بترك السؤال، والثاني: أن يكون المعنى على تفخيم ما أعد لهم من العقاب، أو هو من باب تأكيد النهي، نحو: لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن، ومن قرأ بضم التاء والرفع (1)، استئنافًا -له وجهان أيضًا: أحدهما: أن يكون حالًا من قوله: «إنا أرسلناك بالحق» فيكون منصوب المحل، معطوفًا على «بشيرًا ونذيرًا» أي: أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا وغير مسئول عن أصحاب الجحيم؛ فعلى هذه القراءة لا يوقف على «ونذيرًا» إلَّا على تسامح، الثاني: أن تكون الواو للاستئناف، ويكون منقطعًا عن الأول على معنى: ولن تسأل، أو ولست تسأل، أو ولست تؤاخذ؛ فهو على هذا منقطع عما قبله، فيكون الوقف على «ونذيرًا» كافيًا. {الْجَحِيمِ (119)} [119] تام. {مِلَّتَهُمْ} [120] حسن، ومثله «الهدى». {مِنَ الْعِلْمِ} [120] ليس بوقف، لأنَّ نفي الولاية والنصرة متعلق بشرط اتباع أهوائهم، فكان في الإطلاق خطر؛ فلذلك جاء الجواب «مالك من الله من ولي ولا نصير»؛ لأنَّ اللام في «ولئن اتبعت» مؤذنة بقسم مقدر قبلها، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف، وكذا يقال فيما يأتي. {وَلَا نَصِيرٍ (120)} [120] تام. {يُؤْمِنُونَ بِهِ} [121] حسن، وقيل: تام، «الذين» مبتدأ، وفي خبره قولان: أحدهما: أنه «يتلونه»، وتكون جملة «أولئك» مستأنفة، والثاني: أن الخبر هو «أولئك يؤمنون به»، ويكون «يتلونه» في محل نصب حالًا من المفعول في «آتيناهم»، وعلى كلا القولين هي حال مقدرة؛ لأنَّ وقت الإيتاء لم يكونوا تالين، ولا كان الكتاب متلوًّا، وقال أبو البقاء: ولا يجوز أن يكون «يتلون» خبرًا؛ لئلَّا يلزم أن كل مؤمن يتلو الكتاب حق تلاوته بأي تفسير فسرت التلاوة، وكذا جعله حالًا؛ لأنه ليس كل مؤمن على حالة التلاوة بأي تفسير فسرت التلاوة. {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ} [121] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت؛ فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف. {الْخَاسِرُونَ (121)} [121] تام. {الْعَالَمِينَ (122)} [122] كاف. {عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [123] جائز.   (1) وهم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 {يُنْصَرُونَ (123)} [123] تام. قرأ ابن عامر «إبراهام» بألف بعد الهاء في جميع ما في هذه السورة ومواضع أخر، وجملة ذلك ثلاثة وثلاثون موضعًا، وما بقي بالياء (1). {فَأَتَمَّهُنَّ} [124]، و {إِمَامًا} [124]، و {ذُرِّيَّتِي} [124] كلها حسان. {الظَّالِمِينَ (124)} [124] كاف. {وَأَمْنًا} [125] حسن، على قراءة «واتخِذوا» بكسر الخاء أمرًا (2)؛ لأنه يصير مستأنفًا، ومن قرأ بفتح الخاء (3)، ونسق التلاوة على جعلنا -فلا يوقف على «وأمنًا»؛ لأن «واتخذوا» عطف على «وإذ جعلنا» كأنه قال: واذكروا إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنًا وإذا اتخذوا. {مُصَلًّى} [125] حسن، على القراءتين (4). {السُّجُودِ (125)} [125] تام. {مِنَ الثَّمَرَاتِ} [126] ليس وقفًا؛ لأنَّ «من آمن» بدل بعض من كل من «أهله». {وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} [126] حسن، وقيل: تام؛ لأنَّ ما بعده من قول الله؛ لما روي عن مجاهد في هذه الآية قال: استرزق إبراهيم لمن آمن بالله واليوم الآخر، قال تعالى: ومن كفر فأرزقه. {عَذَابِ النَّارِ} [126] جائز. {الْمَصِيرُ (126)} [126] تام. {وَإِسْمَاعِيلُ} [127] كاف، إن جعل «ربنا» مقولًا له ولإبراهيم، أي: يقولان: ربنا، ومن قال: إنه   (1) وأما مواضع البقرة فهي خمسة عشر موضعًا، وهي جميع ما فيها، وأما بقية الثلاثة والثلاثين موضعًا فقد وقعت في السور التالية: في النساء: {واتبع مِلَّةَ إبراهيم} [163]، و {واتخذ الله إبراهيم} [125]، و {وأوحينا إلى إبراهيم} [163]، وفي الأنعام: {ملة إبراهيم} [116]، وفي التوبة: {وما كَانَ اسْتِغْفَارُ إبراهيم} [114]، و {إن إبراهيم} [114]، وفي إبراهيم: {وإذ قال إبراهيم} [35]، وفي النحل: {إن إِبْرَاهِيمَ كان} [120]، و {ياإبراهيم} [46]، و {ومن ذُرِّيَّةِ إبراهيم} [58]، وفي العنكبوت: {رسلنا إبراهيم} [31]، وفي الشورى: {وصينا به إبراهيم}] 13]، وفي الذاريات: {ضيف إبراهيم} [24]، وفي النجم: {وإبراهيم الذِي وفى} [37]، وفي الحديد: {نوحاً وإبراهيم} [26]، وفي الممتحنة: {حسنةً في إبراهيم} [4]. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 147)، الإملاء للعكبري (1/ 36)، البحر المحيط (1/ 372، 374)، السبعة (ص: 169)، الغيث للصفاقسي (135)، النشر (2/ 221، 222). (2) وهم ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 147)، الإعراب للنحاس (1/ 210)، الإملاء للعكبري (1/ 36)، البحر المحيط (1/ 384)، تفسير الطبري (3/ 32)، تفسير القرطبي (2/ 112). (3) وهما نافع وابن عامر. انظر: المصادر السابقة. (4) وهما المشار إليهما سابقًا في «واتخذوا». الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 مقول «إسماعيل» وحده -وقف على «البيت» ويكون قوله: «وإسمعيل» مبتدأ، وما بعده الخبر، وقد أنكر أهل التأويل هذا الوجه، ولم يذكر أحد منهم فساده، والذي يظهر -والله أعلم- أنه من جهة أن جمهور أهل العلم أجمعوا على أن إبراهيم وإسمعيل كلاهما رفعا القواعد من البيت، فمن قال: إنه من مقول إسماعيل وحده، وأن إسماعيل كان هو الداعي، وإبراهيم هو الباني، وجعل الواو للاستئناف -فقد أخرجه من مشاركته في رفع القواعد، والصحيح أن الضمير لإبراهيم وإسماعيل. {تَقَبَّلْ مِنَّا} [127] حسن. {الْعَلِيمُ (127)} [127] تام. {مُسْلِمَةً لَكَ} [128] حسن. {مَنَاسِكَنَا} [128] صالح، ومثله علينا. {الرَّحِيمُ (128)} [128] تام. {مِنْهُمْ} [129] ليس بوقف؛ لأن «يتلو» صفة للرسول كأنه قال: رسولًا منهم تاليًا. {وَيُزَكِّيهِمْ} [129] حسن. {الْحَكِيمُ (129)} [129] تام. {نَفْسَهُ} [130] كاف؛ لفصله بين الاستفهام والإخبار. {فِي الدُّنْيَا} [130] حسن، وليس منصوصًا عليه. {الصَّالِحِينَ (130)} [130] أحسن منه، وقيل: كاف على أن العامل في «إذ» قال أسلمت، أي: حين أمره بالإسلام قال: أسلمت، أو يجعل ما بعده بمعنى اذكر إذ قال له ربه: أسلم، وليس بوقف إن جعل منصوب المحل من قوله قبله: «ولقد اصطفيناه في الدنيا»، كأنه قال: ولقد اصطفيناه حين قال له ربه: أسلم، فـ «إذا» منصوب المحل؛ لأنه ظرف زمان، واختلفوا في قوله: «إذ قال له ربه أسلم» متى قيل له ذلك؟! أبعد النبوة، أم قبلها؟ والصحيح أنه كان قبلها حين أفلت الشمس، فقال: «إني بريء مما تشركون»، وكان القول له إلهامًا من الله تعالى، فأسلم لما وضحت له الآيات، وأتته النبوة وهو مسلم، وقال قوم: معنى قوله: «إذ قال له ربه أسلم»، أي: استقم على الإسلام، وثبِّت نفسك عليه، وكان القول له بوحي، وكان ذلك بعد النبوة، والله أعلم بالصواب، قاله النكزاوي. {أَسْلِمْ} [131] كاف. {الْعَالَمِينَ (131)} [131] تام. {بَنِيهِ} [132] حسن، إن رفع «ويعقوب» على الابتداء، أي: ويعقوب وصى بنيه؛ فالقول والوصية منه، وليس بوقف إن عطف على «إبراهيم»، أي: ووصى يعقوب بنيه؛ لأنَّ فيه فصلًا بين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 المعطوف والمعطوف عليه، وكذا لا يوقف على «بنيه» على قراءة «يعقوب» بالنصب (1)، عطفًا على «بنيه»، أي: ووصى إبراهيم يعقوب ابن ابنه إسحق بجعل الوصية من إبراهيم، والقول من يعقوب. {وَيَعْقُوبُ} [132] أحسن منه؛ للابتداء بعده بـ «يا» النداء. {يَا بَنِيَّ} [132] ليس بوقف؛ لأن في الكلام إضمار القول عند البصريين وعند الكوفيين؛ لإجراء الوصية مجرى القول، وإن الله هو القول المحكي؛ فلذا لم يجز الوقف على ما قبله؛ لفصله بين القول والمقول. {مُسْلِمُونَ (132)} [132] تام؛ لأنَّ «أم» بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري، أي: لم تشهدوا وقت حضور أجل يعقوب، فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به، وقيل: «لا تموتن إلَّا وأنتم مسلمون» أي: محسنون الظن بالله تعالى. {الْمَوْتُ} [133] ليس بوقف؛ لأنَّ «إذ» بدل من «إذ» الأولى، ومن قطعها عنها وقف على الموت. {إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ} [133] ليس بوقف أيضًا؛ لفصله بين القول والمقول. {مِنْ بَعْدِي} [133] حسن، ومثله «آبائك» إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن جرت الثلاثة بدل تفصيل من «آبائك». {وَإِسْحَاقَ} [133] ليس بوقف؛ لأن «إلهًا» منصوب على الحال، ومعناه: نعبد إلهًا في حال وحدانيته، فلا يفصل بين المنصوب وناصبه، وكذا لا يوقف على «إسحق» إن نصب «إلهًا» على أنه بدل من «إلهك» بدل نكرة موصوفة من معرفة كقوله: «بالناصية ناصية»، والبصريون لا يشترطون الوصف مستدلين بقوله: فَلَا وَأَبِيكَ خَيرٌ مِنْكَ إِنِّي ... ليؤذِيَني التَّحَمْحُمُ وَالصَّهِيلُ (2) فخير بدل من أبيك، وهو نكرة غير موصوفة. {وَاحِدًا} [133] حسن، وقيل: كاف إن جعلت الجملة بعده مستأنفة، وليس بوقف، إن جعلت حالًا، أي: نعبده في حال الإسلام. {مُسْلِمُونَ (133)} [133] تام. {خَلَتْ} [134] حسن هنا، وفيما يأتي؛ لاستئناف ما بعده، ومثله «كسبت» هنا، وفيما يأتي، وكذا   (1) وقراءة النصب قراءة شاذة، ورويت عن: إسماعيل بن عبد الله المكي، وعمرو بن فائد الأسواري، الضرير. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (1/ 399)، الكشاف (1/ 95)، تفسير الرازي (1/ 498). (2) البيت من بحر الوافر، وهو مجهول القائل، والبيت من شواهد سيبويه كما ذكر عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 «كسبتم» هنا، وفيما يأتي؛ على استئناف ما بعده، وقال أبو عمرو في الثلاثة: كاف. {يَعْمَلُونَ (134)} [134] تام. {أَوْ نَصَارَى} [135] ليس بوقف؛ لأن «تهتدوا» مجزوم على جواب الأمر، والأصل فيه تهتدون، فحذفت النون للجازم عطفًا على جواب الأمر. {تَهْتَدُوا} [135] حسن، وقال أبو عمرو: تام. {حَنِيفًا} [135] صالح، إن جعل ما بعده من مقول القول، أي: قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم، وعلى هذا التقدير لا ينبغي الوقف على «حنيفًا» إلَّا على تجوز؛ لأن ما بعده من تمام الكلام الذي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقوله، وكاف إن جعل ذلك استئنافًا، وانتصب «ملة» على أنه خبر كان، أي: بل تكون ملة إبراهيم، أي: أهل ملة، أو نصب على الإغراء، أي: الزموا ملة، أو نصب بإسقاط حرف الجر، والأصل نقتدي بملة إبراهيم، فلما حذف حرف الجر انتصب. {مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)} [135] تام. {مِنْ رَبِّهِمْ} [136] جائز، ومثله «منهم». {مُسْلِمُونَ (136)} [136] تام. {فَقَدِ اهْتَدَوْا} [137] حسن، ومثله «في شقاق»؛ للابتداء بالوعد مع الفاء. {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [137] صالح؛ لاحتمال الواو بعده للابتداء والحال. {الْعَلِيمُ (137)} [137] تام إن نصب ما بعده على الإغراء، أي: الزموا، والصبغة دين الله، وليس بوقف إن نصب بدلًا من «ملة». {صِبْغَةَ اللَّهِ} [138] حسن. {صِبْغَةً} [138] أحسن منه؛ لاستئناف ما بعده، وليس بوقف إن جُعِل جملة في موضع الحال. {عَابِدُونَ (138)} [138] تام. {وَرَبُّكُمْ} [139] حسن، ومثله «أعمالكم». {مُخْلِصُونَ (139)} [139] كاف، إن قرئ: «أم يقولون» بالغيبية، وجائز على قراءته بالخطاب (1)، ولا وقف من قوله: «أم يقولون»، إلى قوله: «أو نصارى» فلا يوقف على «أم يقولون»، ولا على «الأسباط»؛ لأنَّ «كانوا» خبر «إن» فلا يوقف على اسمها دون خبرها. {أَوْ نَصَارَى} [140] كاف على القراءتين، وقال الأخفش: تام على قراءة من قرأ: «أم تقولون»   (1) قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} بالتاء، وقرأ الباقون بالياء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 149)، الإعراب للنحاس (1/ 219)، الإملاء للعكبري (1/ 39)، البحر المحيط (1/ 414)، التيسير (ص: 77). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 بالخطاب؛ لأنَّ من قرأ به جعله استفهامًا متصلًا بما قبله، ومن قرأ بالغيبة جعله استفهامًا منقطعًا عن الأول؛ فساغ أن يكون جوابه ما بعده (1). {أَمِ اللَّهُ} [140] تام. {مِنَ اللَّهِ} [140] حسن. {تَعْمَلُونَ (140)} [140] تام. {يَعْمَلُونَ (141)} [141] تام. {عَلَيْهَا} [142] كاف؛ للابتداء بالأمر. {وَالْمَغْرِبُ} [142] جائز، وليس منصوصًا عليه. {مُسْتَقِيمٍ (142)} [142] تام. {شَهِيدًا} [143]، و {عَقِبَيْهِ} [143]، و {هَدَى اللَّهُ} [143] كلها حسان. {إِيمَانَكُمْ} [143] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {رَحِيمٌ (143)} [143] تام. {فِي السَّمَاءِ} [144] صالح؛ لأن الجملتين -وإن اتفقتا- فقد دخل الثانية حرفا توكيد يختصان بالقسم، والقسم مصدر، قاله السجاوندي. {تَرْضَاهَا} [144] جائز؛ لأن الفاء لتعجيل الموعود. {الْحَرَامِ} [144] حسن. {شَطْرَهُ} [144] أحسن منه. {مِنْ رَبِّهِمْ} [144] كاف. {يَعْمَلُونَ (144)} [144] تام. {بِكُلِّ آَيَةٍ (145)} [145] ليس بوقف؛ لأن قوله: «ما تبعوا قبلتك» جواب الشرط. {قِبْلَتَكَ} [145] جائز. {قِبْلَتَهُمْ} [145] حسن. {بَعْضٍ} [145] أحسن منه. {مِنَ الْعِلْمِ} [145] ليس بوقف؛ لأن «إنك» جواب القسم، ولا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف. {الظَّالِمِينَ (145)} [145] تام.   (1) سبق الإشارة إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 {أَبْنَاءَهُمْ} [146] حسن. {وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)} [146] تام على أن «الحق» مبتدأ، وخبره «من ربك»، أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: الحق من ربك يعرفونه، أو «الحق» خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الحق من ربك، أو مرفوع بفعل مقدر، أي: جاءك الحق من ربك، فعلى هذه الوجوه يكون تامًّا، وليس بوقف إن نصب «الحق» بدلًا من الحق، أي: ليكتمون الحق من ربك، وعلى هذا لا يوقف على «يعلمون»؛ لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه. {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [147] جائز. {الْمُمْتَرِينَ (147)} [147] تام. {الْخَيْرَاتِ} [148] حسن، ومثله «جميعًا». {قَدِيرٌ (148)} [148] تام. {الْحَرَامِ} [149] كاف، ومثله «من ربك». {عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)} [149] تام؛ سواءٌ قرئ بتاء الخطاب، أو بياء الغيبة (1). {الْحَرَامِ} [150] الأخير حسن. {شَطْرَهُ} [150] ليس بوقف؛ للام العلة بعده، ولا يوقف على حجة إن كان الاستثناء متصلًا، وعند بعضهم يوقف عليه إن كان منقطعًا؛ لأنه في قوة لكن، فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله. {وَاخْشَوْنِي} [150] بإثبات الياء وقفًا ووصلًا. ومثله في إثبات الياء {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. و {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي} [الأنعام: 161]. و {فَهُوَ الْمُهْتَدِي} [الأعراف: 178]. و {فَكِيدُونِي} [هود: 55]. و {مَا نَبْغِي} [يوسف: 65]. و {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]. و {أَبَشَّرْتُمُونِي} [الحجر: 54]. و {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي} [الكهف: 70]. و {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ} [مريم: 43].   (1) قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بالتاء، والباقون بالياء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 150)، البحر المحيط (1/ 430)، التيسير (ص: 77)، تفسير القرطبي (2/ 161)، الحجة لأبي زرعة (ص: 116)، النشر (2/ 223). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 و {فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)} [طه: 90]. و {أَنْ يَهْدِيَنِي} [القصص: 22]. و {وَأَنِ اعْبُدُونِي} [يس: 61]. {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي} [المنافقون: 10] هذه كلها بالياء الثابتة كما هي في مصحف عثمان بن عفان، وما ثبت فيه لم يجز حذفه في التلاوة بحال لا في الوصل ولا في الوقف، وقطعوا: «حيث» عن «ما» في: «وحيث ما كنتم» في الموضعين (1). {وَاخْشَوْنِي} [البقرة: 150] جائز، وتبتدئ «ولأتم نعمتي» وكذا كل لام قبلها واو، ولم يكن معطوفًا على لام كي قبلها، فإن عطف على لام قبلها، كقوله تعالى: «ولتعلموا عدد السنين»؛ فإنه معطوف على «لتبتغوا فضلًا»؛ لأن لام العلة في التعلق كلام كي، فلا يوقف على «فضلًا من ربكم»، ولا على «مبصرة»؛ لشدة التعلق كما سيأتي. {تَهْتَدُونَ (150)} [150] تام، إن علق كما بقوله: «فاذكروني»، وليس بوقف إن علق بقوله قبل: «ولأتم»، أي: فاذكروني كما أرسلنا فيكم رسولًا منكم؛ فإن جزاء هذه النعمة هو: ذكري والشكر لي، وعلى هذا لا يوقف على «تعلمون»؛ لتعلق الكاف بما بعدها من قوله: «فاذكروني»، ولا يوقف على «تهتدون» إن علقت الكاف بما قبلها من «ولأتم»، والمعنى على هذا: أن الله أمرهم بالخشية؛ ليتم نعمته عليهم في أمر القبلة، كما أنعم عليهم بإرسال الرسول، وعلى هذا التأويل يوقف على «تعلمون». {أَذْكُرْكُمْ} [152] كاف، على أن الكاف من قوله: «كما» متعلقة بما قبلها. {وَلَا تَكْفُرُونِ (152)} [152] تام؛ للابتداء بالنداء. {وَالصَّلَاةِ} [153] جائز عند بعضهم، وبعضهم لم يوقف عليه، وجعل قوله: «إن الله» جواب الأمر، ومثله يقال في «وأحسنوا إنّ الله يجب المحسنين»، وفي النهي «ولا تعتدوا». {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)} [153] كاف، ومثله «أموات»، وكذا «لا تشعرون»، و «الثمرات». {الصَّابِرِينَ (153)} [153] تام إن رفع «الذين» مبتدأ، وخبره «أولئك»، أو رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، وكاف إن نصب بأعني مقدرًا، وليس بوقف إن جعل نعتًا لـ «الصابرين»، أو بدلًا منهم؛ لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه بالوقف. {مُصِيبَةٌ} [156] ليس بوقف؛ لأن «قالوا» جواب «إذا». {رَاجِعُونَ (156)} [156] تام، ما لم يجعل «أولئك» خبرًا لقوله: «الذين إذا أصابتهم مصيبة»؛ فلا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف.   (1) وهما الآيتان [144، 150]، من سورة البقرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 {وَرَحْمَةٌ} [157] جائز. {الْمُهْتَدُونَ (157)} [157] تام. {شعائِرِ اللَّهِ} [158] كاف، ومن وقف على «جناح»، وابتدأ «عليه أن يطوف بهما»؛ ليدل على أن السعي بين الصفا والمروة واجب -فعليه إغراء، أي: عليه الطواف، وإغراء الغائب ضعيف، والفصيح إغراء المخاطب. يُروى أن المسلمين امتنعوا من الطواف بالبيت؛ لأجل الأصنام التي كانت حوله للمشركين، فأنزل الله هذه الآية، أي: فلا إثم عليه في الطواف في هذه الحالة، وقيل: إن الصفا والمروة كانا آدميين، فزنيا في جوف الكعبة فمسخا فكره المسلمون الطواف بهما، فأنزل الله الرخصة في ذلك. {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [158] حسن، وقيل: كاف. {شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)} [158] تام. {فِي الْكِتَابِ} [159] ليس بوقف؛ لأن «أولئك» خبر «إن»؛ فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، ومثله «اللاعنون»؛ للاستثناء بعده. {أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [160] جائز. {الرَّحِيمُ (160)} [160] تام. {وَهُمْ كُفَّارٌ} [161] ليس بوقف؛ لأن خبر «إن» لم يأت بعد. {أَجْمَعِينَ (161)} [161] ليس بوقف، ولم ينص أحد عليه، ولعل وجه عدم حسنه أن «خالدين» منصوب على الحال من ضمير «عليهم»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {خَالِدِينَ فِيهَا} [162] حسن، وقال أبو عمرو: صالح؛ لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفًا وحالًا. {يُنْظَرُونَ (162)} [162] تام. {إِلَهٌ وَاحِدٌ} [163] جائز؛ لأن ما بعده يصلح أن يكون صفة، أو استئناف إخبار. {الرَّحِيمُ (163)} [163] تام، ولا وقف من قوله: «إن في خلق السموات» إلى «يعقلون»؛ فلا يوقف على «الأرض»، ولا على «النهار»، ولا على «الناس»، ولا «بعد موتها»، ولا «بين السماء والأرض»؛ لأن العطف يصيِّر الأشياء كالشيء الواحد. {يَعْقِلُونَ (164)} [164] تام، فإن قيل: لِمَ ذَكَر في هذه الآية أدلة ثمانية، وختمها بـ «يعقلون»، وفي آخر آل عمران ذكر ثلاثة، وختمها بـ «أولي الألباب»؟ فلِمَ لا عكس؟ لأن ذا اللب أحض وأقوى على إتقان الأدلة الكثيرة والنظر فيها من ذي العقل، كذا أفاده بعض مشايخنا. {كَحُبِّ اللَّهِ} [165] حسن، ومثله «حبًا لله»، وقال أبو عمرو فيهما: تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 {الْعَذَابَ} [165] حسن لمن قرأ: «ولو ترى» بالتاء الفوقية، وكسر الهمزة من «أن القوة لله ... وأن الله شديد العذاب»، وهو نافع ومن وافقه من المدينة (1)، وحذف جواب «لو» تقديره: لرأيت كذا وكذا، والفاعل السامع مضمرًا، كقول الشاعر: فلو أنَّها نفسٌ تموتُ سويةً ... ولكنَّها نفسٌ تساقطُ أنفسًا (2) أراد: لو ماتت في مرة واحدة لاستراحت، ومن فتح «أن» فالوصل أولى؛ لأن التقدير: ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لعلموا أن القوة لله؛ فـ «أن» من صلة الجواب إلَّا أنه حذف الجواب؛ لأن في الكلام ما يدل عليه، أو هي منصوبة بـ «يرى»، أي: ولو يرى الذين ظلموا وقت رؤيتهم العذاب أن القوة لله جميعًا -لرأيتهم يقولون: إن القوة لله جميعًا، فعلى هذين لا يوقف على «العذاب». {شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)} [165] حسن؛ من حيث كونه رأس آية، وليس وقفًا؛ لأن «إذ» بدل من «إذ» قبله. {الْأَسْبَابُ (166)} [166] كاف. {مِنَّا} [167] حسن، قاله الكلبي (3)؛ لأن العامل في «كذلك يريهم»؛ فكأنه قال: يريهم الله أعمالهم السيئة كتبرى بعضهم من بعض، والمعنى: تمني الاتباع لو رجعوا إلى الدنيا؛ حتى يطيعوا، وتبرءوا من المتبوعين مثل ما تبرأ المتبوعون منهم أولًا. {حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} [167] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالًا. {مِنَ النَّارِ (167)} [167] تام؛ للابتداء بالنداء. {طَيِّبًا} [168] حسن. {الشَّيْطَانِ} [168] أحسن منه. {مُبِينٌ (168)} [168] تام. {وَالْفَحْشَاءِ} [169] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {تَعْلَمُونَ (169)} [169] كاف، {آَبَاءَنَا} [170] كذلك؛ للابتداء بالاستفهام. {يَهْتَدُونَ (170)} [170] تام. {وَنِدَاءً} [171] كاف. {لَا يَعْقِلُونَ (171)} [171] تام؛ للابتداء بالنداء. {مَا رَزَقْنَاكُمْ} [172] جائز، وليس منصوصًا عليه. {تَعْبُدُونَ (172)} [172] تام. {لِغَيْرِ اللَّهِ} [173] جائز. {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [173] كاف. {رَحِيمٌ (173)} [173] تام. {ثَمَنًا قَلِيلًا} [174] ليس بوقف؛ لأن خبر «إن» لم يأت بعد. {النَّارَ} [174] جائز. {وَلَا يُزَكِّيهِمْ} [174] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الحال لا يوقف عليه، ولا على «النار» قبله. {أَلِيمٌ (174)} [174] تام، ومثله «بالمغفرة»، وكذا «على النار». {بِالْحَقِّ} [176] كاف. {بَعِيدٍ (176)} [176] تام. ولا وقف من قوله: «ليس البر» إلى «وآتى الزكاة»؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «والمغرب»؛ لاستدراك ما بعده، ولا يوقف على «من آمن بالله»؛ لأن الإيمان بالله منفردًا من غير تصديق بالرسل، وبالكتب، وبالملائكة -لا ينفع، ولا على «واليوم الآخر»، ولا على «النبيين»؛ لأن ما بعده معطوف على ما قبله، وأجاز بعضهم الوقف عليه؛ لطول الكلام، ولا يوقف على «وابن السبيل»؛ لأن ما بعده معطوف على ما قبله. {وَآَتَى الزَّكَاةَ} [177] تام. «والموفون» مرفوع خبر مبتدأ محذوف، أي: وهم الموفون، والعامل في «إذا» الموفون، أي: لا يتأخر إيفاؤهم بالعهد عن وقت إيقاعه، قاله أبو حيان (4)، وليس بوقف إن عطف على الضمير المستتر في   (1) الكسر لأبي جعفر ويعقوب والفتح لباقي القراء، وهذا خطأ من المصنف، لأن نافع لم يرد عنه الكسر حتى في غير المتواتر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 151)، الإعراب للنحاس (1/ 228)، البحر المحيط (1/ 471)، تفسير الطبري (3/ 282)، تفسير القرطبي (2/ 205)، تفسير الرازي (2/ 75)، النشر (2/ 224). (2) البيت من بحر الطويل، وقائله امرؤ القيس، من قصيدة يقول في مطلعها: أَلِمّا عَلى الرَبعِ القَديمِ بِعَسعَسا ... كَأَنّي أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَخرَسا - الموسوعة الشعرية (3) أبو ثور الكلبي (000 - 240 هـ = 000 - 854 م) إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي، أبو ثور: الفقيه صاحب الإمام الشافعي، قال ابن حِبّان: كان أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وورعًا وفضلًا، صنّف الكتب وفرّع على السنن، وذبَّ عنها، يتكلم في الرأي فيخطئ ويصيب. مات ببغداد شيخًا. وقال ابن عبد البر: له مصنفات كثيرة منها: كتاب ذكر فيه اختلاف مالك والشافعي وذكر مذهبه في ذلك، وهو أكثر ميلًا إلى الشافعي في هذا الكتاب وفي كتبه كلها. انظر: الأعلام للزركلي (1/ 37). (4) أبو حيان النحوي (654 - 745 هـ = 1256 - 1344 م) محمد بن يوسف بن على بن يوسف ابن حيان الغرناطي الأندلسي الجيانى، النفزي، أثير الدين، أبو حيان: من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات، ولد في إحدى جهات غرناطة، ورحل إلى مالقة، وتنقل إلى أن أقام بالقاهرة، وتوفى فيها، بعد أن كف بصره، واشتهرت تصانيفه في حياته وقرئت عليه، من كتبه: البحر المحيط -في تفسير القرآن، والنهر -اختصر به البحر المحيط، ومجاني العصر -في تراجم رجال عصره، وطبقات نحاة الأندلس، وزهو الملك في نحو الترك، والإدراك للسان الأتراك، ومنطق الخرس في لسان الفرس، ونور الغبش في لسان الحبش وتحفة الأريب -في غريب القرآن، ومنهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك، والتذييل والتكميل -في شرح التسهيل لابن مالك، نحو، وعقد اللآلي -في القراءات، والحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية، والتقريب، والمبدع -في التصريف، والنضار -مجلد ضخم ترجم به نفسه وكثيرًا من أشياخه، وارتشاف الضرب من لسان العرب، واللمحة البدرية في علم العربية، وله شعر في ديوان. انظر: الأعلام للزركلي (7/ 152). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 «من آمن»، كأنه قال: ولكن ذوي البر من آمن ومن أقام الصلاة، ومن آتى الزكاة، ومن أوفى. {إِذَا عَاهَدُوا} [177] حسن، و «الصابرين» منصوب على المدح كقول الشاعر: لَا يَبْعُدَنَّ قَوْمِي الَّذِين هُمُ ... سُمُّ العَدَاةِ وَآفَةُ الجزِر النَّازِلِينَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ ... وَالطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الأُرْزِ (1) وقد ينصبون ويرفعون على المدح {وَحِينَ الْبَأْسِ} [177] كاف غير تام، وقال أبو حاتم السجستاني: تام، قال السخاوي: وما قاله خطأ؛ لأن قوله: «أولئك الذين صدقوا» خبر، وحديث عنهم فلا يتم الوقف قبله. {الْمُتَّقُونَ (177)} [177] تام. {فِي الْقَتْلَى} [178] حسن إن رفع ما بعده بالابتداء، وليس بوقف إن رفع بالفعل المقدر، والتقدير: أن يقاص الحر بالحر، ومثله «الأنثى بالأنثى». {بِإِحْسَانٍ} [178] جائز. {وَرَحْمَةٌ} [178] كاف. {عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)} [178] تام. {فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [179] كاف، كذا قيل، وليس بشيء؛ لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد، إلَّا أن يقترن بالسبب الذي من أجله نودي، فتقول: يأيها الناس اتقوا ربكم، يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله، ومن قال: يضمر قبل النداء فعل تقديره: اعلموا يا أولي الألباب -قوله فاسد؛ لأن الأوامر   (1) البيت من بحر الطويل، والبيت جاء في مطلع قصيدة للخِرنِقِ بِنتِ بَدر. الخِرنِقِ بِنتِ بَدر (? - 50 ق. هـ/? - 574 م) الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك من بني ضبيعة، البكرية العدنانية، شاعرة من الشهيرات في الجاهلية، وهي أخت طرفة ابن العبد لأمه، وفي المؤرخين من يسميها الخرنق بنت هفان بن مالك بإسقاط بدر، تزوجها بشر بن عمرو بن مَرْشَد سيد بني أسد، وقتلهُ بنو أسد يوم قلاب (من أيام الجاهلية)، فكان أكثر شعرها في رثائه ورثاء من قتل معه من قومها ورثاء أخيها طرفة.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 والنواهي التي تقترن بالنداء لا نهاية لها، فإذا أضمر أحدها لم يتميز عن أخواته، رسموا «أولي» بواو بعد الهمزة في حالتي النصب والجر فرقًا بينها وبين إلى التي هي حرف جر، كما فرق بين أولئك التي هي اسم إشارة، وبين إليك جارًا ومجرورًا، «أولي» منادى مضاف وعلامة نصبه الياء. {تَتَّقُونَ (179)} [179] تام، حذف مفعوله تقديره: القتل بالخوف من القصاص {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} [180] حسن، كذا قيل: وليس بشيء؛ لأن قوله: «الوصية» مرفوعة بـ «كتب» الذي هو فعل ما لم يسم فاعله، وأقيمت «الوصية» مقام الفاعل فارتفعت به، والمعنى: فرض عليكم الوصية، أي: فرض عليكم أن توصوا وأنتم قادرون على الوصية، أو مرفوعة باللام في «للوالدين» بمعنى: فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله، ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنها مرفوعة بالابتداء وما بعدها، وهو قوله: «للوالدين» خبرها، ومفعول «كتب» محذوف، أي: كتب عليكم أن توصوا، ثم بيََّن لمن الوصية، أو خبره محذوف، أي: الإيصاء كتب، أي: فرض عليكم الوصية للوالدين والأقربين، فعلى هذا يحسن الوقف على خيرًا. {بِالْمَعْرُوفِ} [180] كاف، إن نصب «حقًّا» على المصدر، كأنه قال: أحق ذلك اليوم عليكم حقًّا، أو وجب وجوبًا، أو كتب عليكم الوصية حقًّا. {عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)} [180] كاف. و {يُبَدِّلُونَهُ} [181]، و {سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)} [181]، و {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [182] كلها حسان. {رَحِيمٌ (182)} [182] تام؛ للابتداء بالنداء. {تَتَّقُونَ (183)} [183] جائز؛ لأنه رأس آية، وليس بحسن؛ لأن ما بعده متعلق بـ «كتب»؛ لأن «أيامًا» منصوب على الظرف، أي: كتب عليكم الصيام في أيام معدودات؛ فلا يفصل بين الظرف وبين ما عمل فيه من الفعل، وقيل: منصوب؛ على أنه مفعول ثان لـ «كتب»، أي: كتب عليكم أن تصوموا أيامًا معدودات. والوقف على {مَعْدُودَاتٍ} [184]، و {مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [184]، و {طَعَامُ مِسْكِينٍ} [184] كلها حسان. {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} [184] أحسن مما قبله. {تَعْلَمُونَ (184)} [184] تام، إن رفع «شهر» بالابتداء، وخبره «الذي أنزل فيه القرآن»، وكاف إن رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: المفترض عليكم، أو هي، أو الأيام شهر رمضان، ومثل ذلك من نصبه على الإغراء، أو حسن إن نصب بفعل مقدر، أي: صوموا شهر رمضان، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «أيام معدودات»، كأنه قال: أيامًا معدودات شهر رمضان، والبدل والمبدل منه كالشيء الواحد، أو بدلًا من «الصيام» على أن تجعله اسم ما لم يسم فاعله، أي: كتب عليكم شهر رمضان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 {وَالْفُرْقَانِ} [185] كاف، وقيل: تام؛ للابتداء بالشرط. {فَلْيَصُمْهُ} [185]، و {مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [185]، و {الْعُسْرَ} [185] كلها (حسان)، وقال أحمد بن حسان: «ولا يريد بكم العسر» كاف، على أن اللام في قوله: «ولتكملوا العدة» متعلقة بمحذوف تقديره: وفعل هذا لتكملوا العدة، وهو مذهب الفراء، وقال غيره: اللام متعلقة بيريد مضمرة، والتقدير: ويريد لتكملوا العدة قاله النكزاوي. {تَشْكُرُونَ (185)} [185] تام. {فَإِنِّي قَرِيبٌ} [186] حسن، ومثله «إذا دعان» والياءان من «الداع»، و «دعان» من الزوائد؛ لأن الصحابة لم تثبت لها صورة في المصحف العثماني؛ فمن القراء من أسقطها للرسم وقفًا ووصلًا، ومنهم من يثبتها في الحالين، ومنهم من يثبتها وصلًا ويحذفها وقفًا، وجملة هذه الزوائد اثنان وستون فأثبت أبو عمرو وقالون هاتين الياءين وصلًا وحذفاها وقفًا، كما سيأتي مبينًا في محله. {يَرْشُدُونَ (186)} [186] تام. {نسائكم} [187] حسن، وقيل: كاف؛ لأن «هن» مبتدأ. والوقف على {لَهُنَّ} [187] و {عَنْكُمْ} [187]، و {لَكُمُ} [187] كلها (حسان)، وقيل: الأخير أحسن منهما؛ لعطف الجملتين المتفقتين مع اتفاق المعنى. {مِنَ الْفَجْرِ} [187] جائز. {إِلَى اللَّيْلِ} [187] حسن، وكذا «المساجد». {فَلَا تَقْرَبُوهَا} [187] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {يَتَّقُونَ (187)} [187] تام. {إِلَى الْحُكَّامِ} [188]، و {بِالْإِثْمِ} [188] ليسا بوقف؛ للام العلة في الأول، ولواو الحال في الثاني. {تَعْلَمُونَ (188)} [188] تام. {عَنِ الْأَهِلَّةِ} [189] جائز، وأبى الوقف عليه جماعة؛ لأنَّ ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما. {وَالْحَجِّ} [189] كاف. {مِنْ ظُهُورِهَا} [189] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به عطفًا، واستدراكًا. {مَنِ اتَّقَى} [189] كاف، ومثله «من أبوابها». {تُفْلِحُونَ (189)} [189] تام. {وَلَا تَعْتَدُوا} [190] صالح؛ لأن قوله: «إن الله» جواب للنهي قبله فله به بعض تعلق. {الْمُعْتَدِينَ (190)} [190] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 {مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} [191] حسن، ومثله «من القتل». {حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} [191] كاف؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {فَاقْتُلُوهُمْ} [191] جائز؛ لأنَّ قوله: «كذلك جزاء الكافرين» منقطع في اللفظ متصل المعنى. {الْكَافِرِينَ (191)} [191] كاف. {رَحِيمٌ (192)} [192] أكفى منه. {فِتْنَةٌ} [193] ليس بوقف؛ لأن ما بعده معطوف على ما قبله. {الدِّينُ لِلَّهِ} [193] حسن. {الظَّالِمِينَ (193)} [193] تام. {قِصَاصٌ} [194] كاف. {عَلَيْكُمْ} [194] حسن. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [194] أحسن. {الْمُتَّقِينَ (194)} [194] تام. {إِلَى التَّهْلُكَةِ} [195] حسن. {وَأَحْسِنُوا} [195] جائز؛ لأنَّ «إن» جواب الأمر؛ فهو منقطع لفظًا متصل معنى. {الْمُحْسِنِينَ (195)} [195] كاف. {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ} [196] حسن لمن رفع و «العمرةُ» على الاستئناف، فلا تكون العمرة واجبة، وبها قرأ الشعبي (1) وعامر (2)، وتأولها أهل العلم بأن الله أمر بتمام الحج إلى انتهاء مناسكه، ثم استأنف الأخبار بأن العمرة لله؛ ليدل على كثرة ثوابها، وللترغيب في فعلها، وليس بوقف لمن نصبها عطفًا على «الحج»، فتكون داخلة في الوجوب وبهذه القراءة قرأ العامة (3). {((} [196] كاف، ومثله «من الهدى»، و «محله»، و «أو نسك»، و «من الهدى»، و «إذا» للشرط مع   (1) الشعبي (19 - 103 هـ = 640 - 721 م) عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار، الشعبي الحميري، أبو عمرو: راوية، من التابعين، يضرب المثل بحفظه، ولد ونشأ ومات فجأة بالكوفة، اتصل بعبد الملك بن مروان، فكان نديمه وسميره ورسوله إلى ملك الروم، وكان ضئيلا نحيفًا، ولد لسبعة أشهر، وسئل عما بلغ إليه حفظه، فقال: ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجل بحديث إلا حفظته، وهو من رجال الحديث الثقات، وكان فقيهًا. انظر: الأعلام للزركلي (3/ 251). (2) وهي قراءة شاذة ورويت أيضا عن: الحسن، وعلي، وابن عباس، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وابن عمر. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 155)، الإعراب للنحاس (1/ 243)، الإملاء للعكبري (1/ 50)، البحر المحيط (2/ 154)، الكشاف (1/ 120)، تفسير الرازي (2/ 158). (3) أي: عامة القراء، أي: العشرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 الفاء، وجوابها محذوف، أي: فإذا أمنتم من خوف العدوِّ، أو المرض فامضوا. {إِلَى الْحَجِّ} [196] ليس بوقف؛ لأن قوله: «فما استيسر» جواب الشرط، وموضع «ما» رفع، فكأنه قال: فعليه ما استيسر من الهدى، فحذف الخبر؛ لأن الكلام يدل عليه، وقيل: موضعها نصب بفعل مضمر، كأنه قال: فيذبح ما استيسر من الهدي. {إِذَا رَجَعْتُمْ} [196] حسن. {كَامِلَةٌ} [196] أحسن منه. فائدة: من الإجمال بعد التفصيل قوله: «فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة»، أعيد ذكر العشرة؛ لدفع توهم أن الواو في «وسبعة» بمعنى: أو، فتكون الثلاثة داخلة فيها، وأتى بـ «كاملة»؛ لنفي احتمال نقص في صفاتها، وهي أحسن من تامة؛ فإن التمام من العدد قد علم، قاله الكرماني (1). {الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [196] حسن. فائدة تنفع القارئ: حذفت النون في «حاضري» في حالتي النصب والجر؛ للإضافة مع إثبات الياء خطًّا ساقطة في اللفظ وصلًا، ومثله «غير محلي الصيد» في المائدة، و «المقيمي الصلاة» في الحج، وفي التوبة «غير معجزي الله» في الموضعين، وفي مريم «إلَّا آتي الرحمن عبدًا»، وفي القصص «وما كنا مهلكي القرى»، فالياء في هذه المواضع كلها ثابتة خطًّا ولفظًا في الوقف وساقطة وصلًا؛ لالتقاء الساكنين، وأجمعوا على أن ما بعد الياء مجرور مضاف إليه؛ لأن الوصف المقرون بـ (أل) لا يضاف إلَّا لما فيه (أل)، أو لما أضيف لما فيه (أل)، نحو: «المقيمي الصلاة»، ونحو: الضارب رأس الجاني، ومن لا مساس له بهذا الفن يعتقد أو يقلد من لا خبرة له -أن النون تزاد حالة الوقف، ويظن أن الوقف على الكلمة يزيل   (1) الكرماني ( .. - نحو 505 هـ = .. - نحو 1110 م) محمود بن حمزة بن نصر، أبو القاسم برهان الدين الكرماني، عالم بالقراءات، نقل في التفسير، آراء مستنكرة، في معرض التحذير منها، كان الأّوْلّى إهمالها، أثنى عليه ابن الجزرى وذكر بعض كتبه، ومنها: لباب التفاسير -وهو المعروف بكتاب: العجائب والغرائب -ضمّنه أقوالًا في معاني بعض الآيات، قال السيوطي في الإتقان: (لا يحل الاعتماد عليها ولا ذكرها إلّا للتحذير منها)، ومن ذلك أنه نقل قول: أبي مسلم في: (حم عسق): أنّ الحاء: حرب علي ومعاوية، والميم: ولاية المروانية، والعين: ولاية العباسية، والسين: ولاية السفيانية، والقاف: قدرة مهدى)، وقال: (أردت بذلك أن يعلم أن فيمن يدعى العلم حمقى!)، ومنه نقله قول من قال في: «ألم»، معنى ألف: ألف الله محمدًا فبعثه نبيًا، ومعنى لام: لامه الجاحدون وأنكروه، ومعنى ميم: الجاحدون المنكرون، من الموم، وهو البرسام!)، وثَمّة ترهات أخرى حكاها في تفسيره، نقل السيوطي بعضها ونقل طاش كبرى بعضًا آخر، واستنكرا إيراده لها، ومن كتبه: خط المصاحف، ولباب التأويل، والبرهان في متشابه القرآن، وشرح اللمع لابن جني، واختصاره، والإيجاز -مختصر الإيضاح للفارسي. انظر: الأعلام للزركلي (7/ 168). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 حكم الإضافة، ولو زال حكمها لوجب أن لا يجر ما بعد الياء؛ لأن الجر إنما أوجدته الإضافة، فإذا زالت وجب أن يزول حكمها، وأن يكون ما بعدها مرفوعًا، فمن زعم رد النون فقد أخطأ، وزاد في القرآن ما ليس منه. {الْعِقَابِ (196)} [196] تام. {مَعْلُومَاتٌ} [197] كاف، يبني الوقف على «فسوقٌ»، ووصله على اختلاف القراء والمعربين في رفع «رفثٌ» وما بعده، فمن قرأ برفعهما والتنوين وفتح «جدالَ»، وبها قرأ أبو عمرو وابن كثير (1)، فوقفه على «فسوق» تام، ولا يوقف على شيء قبله، ثم يبتدئ «ولا جدال في الحج»، وليس «فسوق» بوقف لمن نصب الثلاثة، وهي قراءة الباقين (2)، واختلف في رفع «رفث»، و «فسوق»، فقيل بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: كائن أو مستقر في الحج، أو رفعهما على أن «لا» بمعنى: ليس، والخبر محذوف أيضًا، ففي «الحج» على الأول خبر ليس، وعلى الثاني خبر المبتدأ. وعليهما الوقف على {فُسُوقَ} [197] كاف، ومن نصب الثلاثة لم يفصل بوقف بينهما. {وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [197] كاف، وقيل: تام على جميع القراءات، أي: لا شك في الحج أنه ثبت في ذي الحجة. {مِنْ خَيْرٍ} [197] ليس بوقف؛ لأن «يعلمه الله» جواب الشرط. {يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [197] تام، ووقف بعضهم على «وتزودوا» فارقًا بين الزادين؛ لأن أحدهما زاد الدنيا، والآخر زاد الآخرة. {التَّقْوَى} [197] كاف، وعند قوم «واتقون»، ثم يبتدئ: «يا أولي الألباب»، وليس بشيء؛ لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد إلَّا أن يقرن بالسبب الذي من أجله نودي. و {الْأَلْبَابِ (197)} [197] تام. {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} [198] ليس بوقف. {مِنْ رَبِّكُمْ} [198] حسن، ومثله «الحرام». {كَمَا هَدَاكُمْ} [198] ليس بوقف؛ لأن الواو بعده للحال، وقال الفراء: إن «أن» بمعنى: «ما»، واللام بمعنى إلَّا، أي: وما كنتم من قبله إلَّا من الضالين، والهاء في قبله راجعة إلى الهدى، أو إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعند قوم كما هداكم؛ لأنَّ الواو تصلح حالًا واستئنافًا، و «أن» بمعنى: قد، قاله   (1) انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 135)، الإعراب للنحاس (1/ 245)، الإملاء للعكبري (1/ 50)، البحر المحيط (2/ 88)، التيسير (ص: 80)، الحجة لابن خالويه (ص: 94)، الحجة لأبي زرعة (ص: 129)، السبعة (ص: 180)، الغيث للصفاقسي (ص: 155)، الكشاف (1/ 122)، تفسير الرازي (2/ 168). (2) وهم نافع وابن عامر وعاصم والكسائي وحمزة. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 السجاوندي، وعلى هذا يجوز الوقف عليه، والصحيح أنها مخففة من الثقيلة. {الضَّالِّينَ (198)} [198] كاف، و «ثم» لترتيب الأخبار. {أَفَاضَ النَّاسُ} [199] جائز. {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} [199] كاف. {رَحِيمٌ (199)} [199] تام، ومثله «ذكرًا». {مِنْ خَلَاقٍ (200)} [200] كاف، وكذا «عذاب النار»، ومثله «كسبوا». {الْحِسَابِ (202)} [202] تام باتفاق. {مَعْدُودَاتٍ} [203] كاف؛ لأن الشرط في بيان حكم آخر، والمعدودات هي صيام ثلاثة أيام بعد يوم النحر، والأيام المعلومات هي يوم النحر ويومان بعده؛ فيوم النحر معلوم للنحر غير معدود للرمي إلَّا العقبة الأولى، واليومان بعده معدودان معلومان، والرابع معدود غير معلوم. {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [203] الأول جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهذا جار في كل معادل، كما تقدم. و {عَلَيْهِ} [203] الثاني ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به، أي: لمن اتقى الله في حجه وغيره. {لِمَنِ اتَّقَى} [203] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {تُحْشَرُونَ (203)} [203] تام. {عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ} [204] قيل: ليس بوقف؛ لأن الواو بعده للحال. {الْخِصَامِ (204)} [204] كاف، ومثله «ليفسد» فيها لمن رفع، و «يهلك» بضم الياء، والكاف من «أهلك» على الاستئناف، أو خبر مبتدأ، أي: وهو يهلك. و {الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} [205] مفعولان بهما، أي: ليفسد فيها ويهلك، وليس بوقف لمن رفعه عطفًا على «يشهد»، أو نصبه نسقًا على «ليفسد»، وحكى ابن مقسم عن أبي حيوة الشامي: أنه قرأ: «ويَهلكَ» بفتح الياء والكاف معًا، و «الحرثُ والنسلُ» برفعهما (1)، كأنه قال: ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل على يده، والوقف إذًا على «والنسلَ» كقراءة الجماعة، و «يُهلكَ» بضم الياء وفتح الكاف، ونصب «الحرثَ والنسلَ» عطفًا على «ليفسد» (2)، والرابعة «ويهلكُ» بضم الكاف مضارع هلك، ورفع ما بعده، وكذا مع فتح اللام وهي لغة شاذة (3)؛ لفتح عين ماضيه، وليست عينه ولا لامه حرف حلق.   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 155، 156)، الإعراب للنحاس (1/ 250)، الإملاء للعكبري (1/ 52)، البحر المحيط (2/ 116)، الكشاف (1/ 127). (2) وهي قراءة باقي القراء. انظر: المصادر السابقة. (3) وهي رواية شاذه، رويت عن الحسن وأبي بن كعب وابن أبي إسحاق وابن محيصن وعبد الوارث. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (1/ 52)، البحر المحيط (2/ 116)، الكشاف (1/ 127)، تفسير الرازي (2/ 190). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 {وَالنَّسْلَ} [205] كاف، ومثله «الفساد». {بِالْإِثْمِ} [206] جائز. {جَهَنَّمُ} [206] كاف. {الْمِهَادُ (206)} [206] تام. {مَرْضَاةِ اللَّهِ} [207] كاف. {بِالْعِبَادِ (207)} [207] تام. {كَافَّةً} [208] جائز، و «كافة» حال من الضمير في «ادخلوا»، أي: ادخلوا في الإسلام في هذه الحالة. {الشَّيْطَانِ} [208] كاف؛ للابتداء بـ «إنه»، ومثله «مبين». {حَكِيمٌ (209)} [209] تام؛ للابتداء بالاستفهام. {مِنَ الْغَمَامِ} [210] كاف لمن رفع «الملائكة» على إضمار الفعل، أي: وتأتيهم الملائكة. والوقف على {وَالْمَلَائِكَةُ} [210] حسن، سواء كانت «الملائكة» مرفوعة، أو مجرورة؛ لعطفها على فاعل «يأتيهم»، أي: وأتتهم الملائكة، وليس بوقف لمن قرأ بالجر (1)، وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع عطفًا على «الغمام»، كأنه قال: في ظلل من الغمام وفي الملائكة، وعليه فلا يوقف على «الغمام»، ولا على «الملائكة»، بل على «وقضي الأمر»، وهو حسن. {الْأُمُورُ (210)} [210] تام. {بَيِّنَةٍ} [211] حسن؛ لانتهاء الاستفهام. {الْعِقَابِ (211)} [211] تام. {آَمَنُوا} [212] حسن، ومثله «يوم القيامة». {بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)} [212] تام. {وَاحِدَةً} [213] ليس بوقف؛ لفاء العطف بعده. {وَمُنْذِرِينَ} [213] جائز؛ لأن «مبشرين ومنذرين» حالان من «النبيين» حال مقارنة؛ لأن بعثهم كان وقت البشارة والنذارة، وقيل: حال مقدرة. {فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} [213] حسن، ومثله «بغيًا بينهم».   (1) قرأ السبعة بالرفع، وقرأ أبو جعفر بالكسر. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 156)، الإعراب للنحاس (1/ 251)، الإملاء للعكبري (1/ 53)، البحر المحيط (2/ 125). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 {بِإِذْنِهِ} [213] كاف، فإن قلت: ما معنى الهداية إلى الاختلاف والهداية إلى الاختلاف ضلال؟ فالجواب: أن أهل الكتاب اختلفوا وكفر بعضهم بكتاب بعض، فهدى الله المؤمنين فآمنوا بالكتب كلها؛ فقد هداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق؛ لأن الكتب التي أنزلها الله تعالى حق وصدق، أو اختلفوا في القبلة فمنهم من يصلي إلى المشرق، ومنهم من يصلي إلى المغرب، ومنهم من يصلي إلى بيت المقدس فهدانا الله إلى الكعبة، واختلفوا في عيسى فجعلته اليهود ولد زنا، وجعلته النصارى إلهًا، فهدانا الله للحق فيه. فائدة: الذي في القرآن من الأنبياء ثمانية وعشرون نبيًّا، وجملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا، والمرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيًّا، وكانت العرب على دين إبراهيم إلى أن غيَّره عمرو بن لُحيّ. {مُسْتَقِيمٍ (213)} [213] تام. {مِنْ قَبْلِكُمْ} [214] حسن؛ للفصل بين الاستفهام والإخبار، لأن «ولما يأتكم» عطف على «أم حسبتم» أي: حسبتم وألم يأتكم، قاله السجاوندي، و «لمَّا» أبلغ في النفي من لم، والفرق بين لمَّا ولم أن لمَّا قد يحذف الفعل بعدها بخلاف لم، فلا يجوز حذفه فيها إلَّا لضرورة. {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} [214] حسن، وقال أبو عمرو: كاف؛ للابتداء بأداة التنبيه. {قَرِيبٌ (214)} [214] تام. {يُنْفِقُونَ} [215] حسن. {وَابْنِ السَّبِيلِ} [215] أحسن منه؛ للابتداء بالشرط، و «ما» مفعول، أي: أيُّ شيء تفعلوا. {عَلِيمٌ (215)} [215] تام. {كُرْهٌ لَكُمْ} [216] حسن. {خَيْرٌ لَكُمْ} [216] كاف، ومثله «شر لكم». {لَا تَعْلَمُونَ (216)} [216] تام. {قِتَالٍ فِيهِ} [217] حسن. {كَبِيرٌ} [217] تام؛ لأن «وصد» مرفوع بالابتداء، وما بعده معطوف عليه، وخبر هذه الأشياء كلها «أكبر عند الله»؛ فلا يوقف على «المسجد الحرام»؛ لأن خبر المبتدأ لم يأت فلا يفصل بينهما بالوقف. {أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ} [217] حسن، وقال الفراء: «وصد» معطوف على «كبير» ورد لفساد المعنى؛ لأن التقدير: عليه قل قتال فيه كبير، وقتال فيه كفر، قال أبو جعفر: وهذا القول غلط من وجهين: أحدهما: أنه ليس أحد من أهل العلم يقول: القتال فيه الشهر الحرام كفر، وأيضًا فإن بعده «وإخراج أهله منه أكبر عند الله»، ولا يكون إخراج أهل المسجد منه عند الله أكبر من القتل، والآخر: أن يكون «وصد عن سبيل الله» نسقًا على قوله: «قل قتال» فيكون المعنى: قل قتال فيه وصد عن سبيل الله وكفر به كبير، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 وهذا فاسد؛ لأن بعده «وإخراج أهله منه أكبر عند الله» قاله النكزاوي. {مِنَ الْقَتْلِ} [217] أحسن منه. {إِنِ اسْتَطَاعُوا} [217] كاف. {وَهُوَ كَافِرٌ} [217] ليس بوقف؛ لأن ما بعده إشارة إلى من اتصف بالأوصاف السابقة. {وَالْآَخِرَةِ} [217] صالح؛ لأن ما بعده يجوز أن يكون عطفًا على الجزاء، ويجوز أن يكون ابتداء إخبار عطفًا على جملة الشرط، قاله أبو حيان. {أَصْحَابُ النَّارِ} [217] جائز، ويجوز في «هم» أن يكون خبرًا ثانيًا لـ «أولئك»، وأن يكون «هم فيه خالدون» جملة مستقلة من مبتدأ، وخبر، أو تقول: «أصحاب» خبر، و «هم فيها» خبر آخر، فهما خبران عن شيء واحد، وتقدم ما يغني عن إعادته. {خَالِدُونَ (217)} [217] تام. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [218] ليس بوقف؛ لأن ما بعده خبر إن. {رَحْمَةَ اللَّهِ} [218] بالتاء المجرورة كاف. {رَحِيمٌ (218)} [218] تام. {وَالْمَيْسِرِ} [219] جائز. {لِلنَّاسِ} [219] حسن. {نَفْعِهِمَا} [219] كاف. {يُنْفِقُونَ} [219] حسن لمن قرأ: «العفوُ» بالرفع (1). {الْعَفْوَ} [219] كاف. {تَتَفَكَّرُونَ (219)} [219] ليس بوقف؛ لأن ما بعده متعلق به؛ لأنه في موضع نصب بما قبله، وهو «تتفكرون»، أو متعلق بقوله: «يبين الله»، فعلى هذين الوجهين لا يوقف على «تتفكرون»؛ لأن في الوقف عليه فصلًا بين العامل والمعمول. {وَالْآَخِرَةِ} [220] تام. {وَالْآَخِرَةِ} [220] حسن عند بعضهم. {خَيْرٌ} [220] أحسن منه.   (1) قرأ أبوعمرو بالرفع وحده، وقرأ الباقون بالنصب. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 157)، الإعراب للنحاس (1/ 260)، الإملاء للعكبري (1/ 55)، البحر المحيط (2/ 159)، تفسير الطبري (4/ 346)، تفسير القرطبي (3/ 61)، الحجة لابن خالويه (ص: 96)، الحجة لابن زنجلة (ص: 133)، السبعة (ص: 182)، الغيث للصفاقسي (ص: 161)، النشر (2/ 227). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 {فَإِخْوَانُكُمْ} [220] كاف. {مِنَ الْمُصْلِحِ} [220] حسن، ومثله «لأعنتكم». {حَكِيمٌ (220)} [220] تام. {حَتَّى يُؤْمِنَّ} [221] حسن؛ لأن بعده لام الابتداء. {وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [221] كاف، و «لو» هنا بمعنى: إن، أي: وإن أعجبتكم. {حَتَّى يُؤْمِنُوا} [221] حسن؛ لأن بعده لام الابتداء. {وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [221] كاف. {إِلَى النَّارِ} [221] حسن؛ للفصل بين ذكر الحق والباطل، والوصل أولى؛ لأن المراد بيان تفاوت الدعوتين مع اتفاق الجملتين. {بِإِذْنِهِ} [221] كاف. {يَتَذَكَّرُونَ (221)} [221] تام. {الْمَحِيضِ} [222] جائز، وكذا «فاعتزلوا النساء في المحيض حتى يطهرن» بالتخفيف والتشديد (1)؛ فمن قرأ بالتخفيف، فإن الطهر يكون عنده بانقطاع الدم، فيجوز له الوقف عليه؛ لأنه وما بعده كلامان، ومن قرأ بالتشديد، فإن الطهر عنده يكون بالغسل، فلا يجوز له الوقف عليه؛ لأنه وما بعده كلام واحد. {أَمَرَكُمُ اللَّهُ} [222] حسن. {يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [222] جائز. {الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} [222] تام. {حَرْثٌ لَكُمْ} [223] ليس بوقف؛ لأن قوله: «نساؤكم» متصل بقوله: «فائتوا»؛ لأنه بيان له؛ لأن الفاء كالجزاء، أي: إذا كنَّ حرثًا فأتوا. {أَنَّى شِئْتُمْ} [223] حسن، ومثله «لأنفسكم». {مُلَاقُوهُ} [223] كاف. {الْمُؤْمِنِينَ (223)} [223] تام. {عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} [224] حسن، إن جعل موضع «أن تبروا» رفعًا بالابتداء، والخبر محذوف،   (1) قرأ بالتشديد حمزة والكسائي، وقرأ الباقون بالتخفيف. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 157)، الإملاء للعكبري (1/ 55)، البحر المحيط (2/ 168)، التيسير (ص: 80)، الحجة لابن خالويه (ص: 96)، الحجة لأبي زرعة (ص: 134)، السبعة (ص: 182)، الغيث للصفاقسي (ص: 161)، الكشاف (1/ 134)، تفسير الرازي (2/ 243). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 أي: أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس -أفضل من اعتراضكم باليمين، وليس بوقف إن جعل موضع «أن» نصبًا بمعنى: العرضة، كأنه قال: ولا تعترضوا بأيمانكم لأن تبروا، فلما حذف اللام وصل الفعل فنصب، فلا يوقف على «لأيمانكم»؛ للفصل بين العامل والمعمول، ولو جعل -كما قال أبو حيان- «أن تبروا» وما بعده بدلًا من «أيمانكم» -لكان أولى في عدم الوقف؛ لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف (1). {بَيْنَ النَّاسِ} [224] كاف. {عَلِيمٌ (224)} [224] تام. {قُلُوبُكُمْ} [225] كاف. {حَلِيمٌ (225)} [225] تام. {أَشْهُرٍ} [226] حسن. {رَحِيمٌ (226)} [226] كاف. {عَلِيمٌ (227)} [227] تام. {قُرُوءٍ} [228]، و {وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} [228]، و {إِصْلَاحًا} [228]، و {بالمعروف} [228]، و {درجةً} [228] كلها حسان، والأخير أحسن مما قبله. {حَكِيمٌ (228)} [228] تام. {مَرَّتَانِ} [229] حسن. {بِإِحْسَانٍ} [229] أحسن منه. {حُدُودَ اللَّهِ} [229] الأول كاف، دون الثاني؛ لأن الفاء فيه للجزاء. {فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} [229] أكفى مما قبله. {فَلَا تَعْتَدُوهَا} [229] تام. {الظَّالِمُونَ (229)} [229] كاف، ومثله «غيره»، و «حدود الله». {يَعْلَمُونَ (230)} [230] تام. {بِمَعْرُوفٍ} [231] حسن. {لِتَعْتَدُوا} [231] تام. {نَفْسَهُ} [231] كاف، ومثله «هزوًا»، و «يعظكم به». {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [231] صالح.   (1) انظر: تفسير الطبري (4/ 427)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 {عَلِيمٌ (231)} [231] تام. {بِالْمَعْرُوفِ} [232] حسن، ومثله «واليوم الآخر». {وَأَطْهَرُ} [232] كاف. {لَا تَعْلَمُونَ (232)} [232] تام. {الرَّضَاعَةَ} [233] حسن، وكذا «وكسوتهن بالمعروف»، و «وسعها» على القراءتين، لكن من قرأ: «لا تضارَ» بالفتح أحسن (1)؛ لأنهما كلامان، ومن قرأ: بالرفع فالوصل أولى (2)؛ لأنه كلام واحد. {مِثْلُ ذَلِكَ} [233] أحسن. {عَلَيْهِمَا} [233] كاف. {بِالْمَعْرُوفِ} [233] حسن. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [233] جائز. {بَصِيرٌ (233)} [233] تام. {وَعَشْرًا} [234] حسن، ومثله «بالمعروف». {خَبِيرٌ (234)} [234] تام. {فِي أَنْفُسِكُمْ} [235] حسن. {عَلِمَ اللَّهُ} [235] ليس بوقف؛ لأن ما بعده مفعول «علم». {قَوْلًا مَعْرُوفًا} [235] كاف. {أَجَلَهُ} [235] حسن. {فَاحْذَرُوهُ} [235] كاف. {حَلِيمٌ (235)} [235] تام. {فَرِيضَةً} [236] كاف على القراءتين في «تماسوهن»؛ قرأ حمزة والكسائي بالألف، والباقون «تمسوهن» من غير ألف (3). {وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} [236] حسن عند أبي حاتم إن نصب متاعًا على المصدر بفعل مقدر، وأنه   (1) وهم نافع وعاصم وحمزة قرءوا بنصب الراء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 158)، الإعراب للنحاس (1/ 268)، الإملاء للعكبري (1/ 57)، البحر المحيط (2/ 214)، التيسير (ص: 81)، تفسير الطبري (5/ 47)، تفسير القرطبي (3/ 167). (2) وهم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي قرءوا برفع الراء. انظر: المصادر السابقة. (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 159)، الإملاء للعكبري (1/ 58)، البحر المحيط (2/ 231)، التيسير (ص: 81)، تفسير الطبري (5/ 118)، تفسير القرطبي (3/ 199)، النشر (2/ 228). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 غير متصل بما يليه من الجملتين، وليس بوقف إن نصب على الحال من الواو في «ومتعوهن»، وقرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص: «قدَره» بفتح الدال (1). {الْمُحْسِنِينَ (236)} [236] كاف، ومثله «عقدة النكاح»، و «أقرب للتقوى»، و «بينكم». {بَصِيرٌ (237)} [237] تام. {الْوُسْطَى} [238] حسن، وإن كان ما بعده معطوفًا على ما قبله؛ لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه، «الوسطى» عند الإمام مالك هي: الصبح، وعند أبي حنيفة، وأحمد، وفي رواية عن مالك إنها: العصر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: «شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارًا» (2)، قاله النكزاوي. {قَانِتِينَ (238)} [238] كاف. {أَوْ رُكْبَانًا} [239] حسن؛ لأنَّ «إذا» في معنى الشرط. {تَعْلَمُونَ (239)} [239] تام. {أَزْوَاجًا} [240] حسن، إن رفع ما بعده بالابتداء، أي: فعليهم وصية لأزواجهم، أو رفعت «وصية» بكتب، أي: كتب عليهم وصية، و «لأزواجهم» صفة، والجملة خبر الأول، وليس بوقف لمن نصب «وصية» على المصدر، أي: يوصون وصية، وقال العماني: «والذين» مبتدأ، وما بعده صلة إلى قوله: «أزواجًا»، وما بعد «أزواجًا» خبر المبتدأ سواء نصبت أو رفعت، فلا يوقف على «أزواجًا»؛ لأن هذه الجملة في موضع خبر المبتدأ، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره. و {لِأَزْوَاجِهِمْ} [240] حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر من لفظه، أي: متعوهن متاعًا، أو من غير لفظه، ويكون مفعولًا، أي: جعل الله لهن متاعًا إلى الحول، وليس بوقف إن نصب حالًا مما قبله. {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [240] كاف، ومثله «من معروف». {حَكِيمٌ (240)} [240] تام. اتفق علماء الرسم على قطع «في» عن «ما» الموصولة في قوله هنا: {فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ}   (1) وقرأ الباقون بسكون الدال. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 159)، البحر المحيط (2/ 233)، التيسير (ص: 81)، الحجة لابن خالويه (ص: 98)، الحجة لأبي زرعة (ص: 137). (2) أخرجه أحمد (1/ 144)، برقم: (1220)، وأبو يعلى (1/ 312)، برقم: (385)، ومسلم (1/ 436)، برقم: (627)، والدارمى (1/ 306)، برقم: (1232)، وأبو داود (1/ 112)، برقم: (409)، والترمذى (5/ 217)، برقم: (2984)، وابن خزيمة (2/ 289)، برقم: (1335)، وابن الجارود (1/ 49)، برقم: (157)، وأبى عوانة (1/ 296)، برقم: (1044)، والبيهقى (1/ 459)، برقم: (1998). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 [240] الثاني في البقرة دون الأول. وفي قوله: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ} [الأنعام: 145]. وفي قوله: {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ} [النور: 14]. وفي قوله: {فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ} [الأنبياء: 102]. وفي قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ} [المائدة: 48، والأنعام: 165]. وفي قوله: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)} [الواقعة: 61]. وفي قوله: {فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ} [الروم: 28]. وفي قوله: {فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 3]. وأما قوله: {فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146)} [الشعراء: 146] فهو من المختلف فيه، وغير ما ذكر موصول بلا خلاف، فمن ذلك: أول موضع في البقرة {فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [234]. و {فِيمَ كُنْتُمْ} [النساء: 97]. و {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)} [النازعات: 43] فموصول باتفاق. {بِالْمَعْرُوفِ} [241] جائز، إن نصب «حقًّا» بفعل مقدر، أي: أحق ذلك حقًّا، وليس بمنصوص عليه. {الْمُتَّقِينَ (241)} [241] كاف. {تَعْقِلُونَ (242)} [242] تام. {حَذَرَ الْمَوْتِ} [243] ليس بوقف؛ لوجود الفاء، وفي الحديث: «إذا سمعتم أن الوباء بأرض فلا تقدموا عليها، وإن وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه» (1)، وفُهِم من قوله: «فرارًا منه» أنه لو كان الخروج لا على وجه الفرار، بل لحاجة فإنه لا يكره، وهذه الآية نزلت في قوم فروا من   (1) أخرج نحوه مالك في الموطأ: (2611)، وعبد الرزاق برقم: (20159) عن معمر، وأحمد (1/ 194)، برقم: (1679)، قال: حدَّثنا عبد الرزاق، أنبأنا مَعْمر، وفي رقم: (1683)، قال: حدَّثنا إسحاق بن عيسى، أخبرني مالك، والبُخَارِي (7/ 168)، برقم: (5729)، قال: حدَّثنا عبد الله بن يوسف، أَخْبَرنا مالك، ومسلم (7/ 29)، برقم: (5837)، قال: حدَّثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك، وفي (7/ 130)، برقم: (5838)، قال: وحدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدَّثنا، وقال الآخران: أَخْبَرنا عبد الرزاق، أَخْبَرنا مَعْمر، وفي رقم: (5839)، قال: وحدثنيه أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى، قالا: أَخْبَرنا ابن وهب، أخبرني يونس، وأبو داود برقم: (3103)، قال: حدَّثنا القعنبي، عن مالك، والنَّسَائي في الكبرى برقم: (7480)، قال: أخبرني هارون بن عَبْد اللهِ، قال: حدَّثنا معن، قال: حدَّثنا مالك (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: أَخْبَرنا مالك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 الطاعون، وقالوا: نأتي أرضًا لا نموت فيها، فأماتهم الله فمر بهم نبي فدعا الله، فأحياهم بعد ثمانية أيام حتى نتنوا، وكانوا أربعين ألفًا، وبعض تلك الرائحة موجودة في أجساد نسلهم من اليهود إلى اليوم، وهذه الموتة كانت قبل انقضاء آجالهم، ثم بعثهم ليعلمهم أن الفرار من الموت لا يمنعه إذا حضر الأجل. {ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [243] حسن. {عَلَى النَّاسِ} [243] ليس بوقف؛ للاستدراك بعده. {لَا يَشْكُرُونَ (243)} [243] تام. {سَبِيلِ اللَّهِ} [244] جائز، وليس بمنصوص عليه. {عَلِيمٌ (244)} [244] تام. {حَسَنًا} [245] حسن لمن رفع ما بعده على الاستئناف، وليس بوقف لمن نصبه جوابًا للاستفهام. {كَثِيرَةً} [245] حسن، ومثله «ويبسط»، وقال أبو عمرو فيهما: كاف. {تُرْجَعُونَ (245)} [245] تام. {مِنْ بَعْدِ مُوسَى} [246] جائز؛ لأنه لو وصله لصار «إذ» ظرفًا لقوله: «ألم تر»، وهو محال؛ إذ يصير العامل في «إذ تر»، بل العامل فيها محذوف، أي: إلى قصة الملأ، ويصير المعنى: ألم تر إلى ما جرى للملأ. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [246] حسن. {أَلَّا تُقَاتِلُوا} [246] كاف. {أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [246] ليس بوقف؛ لأن الجملة المنفية بعده في محل نصب حال مما قبله، كأنه قيل: مالنا غير مقاتلين. {وأبنائنا} [246] حسن، ومثله «قليلًا منهم». {بِالظَّالِمِينَ (246)} [246] تام. {مَلِكًا} [247] حسن، ومثله «من المال». {وَالْجِسْمِ} [247] كاف، ومثله «من يشاء». {عَلِيمٌ (247)} [247] تام. {مِنْ رَبِّكُمْ} [248] جائز، وليس بمنصوص عليه. {الْمَلَائِكَةُ} [248] كاف، ومثله «مؤمنين»، وقال أبو عمرو: تام. {بِالْجُنُودِ} [249] ليس بوقف؛ لأن قال جواب لما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 {بِنَهَرٍ} [249] حسن؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {فَلَيْسَ مِنِّي} [249] جائز؛ للابتداء بشرط آخر مع الواو. {فَإِنَّهُ مِنِّي} [249] حسن؛ لأن ما بعده من الاستثناء في قوة لكن، فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله. {بِيَدِهِ} [249] كاف، ومثله «قليلًا منهم». {آَمَنُوا مَعَهُ} [249] ليس بوقف؛ لأن «قالوا» جواب لما فلا يفصل بينهما. {وَجُنُودِهِ} [249] كاف. {مُلَاقُو اللَّهِ} [249] ليس بوقف؛ للفصل بين القول ومقوله. {بِإِذْنِ اللَّهِ} [249] كاف، ومثله «الصابرين». {وَجُنُودِهِ} [250] الثاني ليس بوقف؛ لأن قالوا جواب لما. {صَبْرًا} [250] جائز، ومثله «وثبت أقدامنا». {الْكَافِرِينَ (250)} [250] كاف؛ لفصله بين الإنشاء والخبر؛ لأن ما قبله دعاء، وما بعده خبر. {بِإِذْنِ اللَّهِ} [251] حسن، وإن كانت الواو في «وقتل» للعطف؛ لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه، وبعضهم وقف على «فهزموهم بإذن الله» دون ما قبله لمكان الفاء؛ لأن الهزيمة كانت قتل داود جالوت، وفي الآية حذف استغنى عنه بدلالة المذكورة عليه، ومعناه: فاستجاب لهم ربهم ونصرهم فهزموهم بنصر؛ لأن ذكر الهزيمة بعد سؤال النصر دليل على أنه كان معنى الإجابة، فيتعلق قوله: «فهزموهم» بالمحذوف، وتعلق المحذوف الذي هو الإجابة بالسؤال المتقدم، وعلى هذا لم يكن الوقف على الكافرين تامًّا، قاله النكزاوي، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مِمَّا يَشَاءُ} [251] تام. {لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [251] ليس بوقف؛ للاستدراك بعده. {الْعَالَمِينَ (251)} [251] تام. {نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} [252] جائز. {الْمُرْسَلِينَ (252)} [252] تام، ومثله «على بعض» وجه تمامه أنه لما قال: «فضلنا بعضهم على بعض»، أي: بالطاعات -انقطع الكلام، واستأنف كلامًا في صفة منازل الأنبياء مفصلًا فضيلة كل واحد بخصيصية ليست لغيره كتسمية إبراهيم خليلًا، وموسى كليمًا، وإرسال محمد إلى كافة الخلق، أو المراد: فضلهم بأعمالهم؛ فالفضيلة في الأول شيء من الله تعالى لأنبيائه، والثانية: فضلهم بأعمالهم التي استحقوا بها الفضيلة، فقال في صفة منازلهم في النبوة غير الذي يستحقونه بالطاعة منهم من كلم الله يعني: موسى -عليه السلام-، و «رفع بعضهم درجات» يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ولو وصل لصار الجار وما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 عطف عليه صفة لـ «بعض»، فينصرف الضمير في بيان المفضل بالتكليم إلى «بعض»، فيكون موسى من هذا البعض المفضل عليه غيره، لا من البعض المفضل على غيره بالتكليم، وقيل: الوقف على «بعض» حسن، ومثله «من كلم الله»، ومن وقف عليه ونوى بما بعده استئنافًا -كان كافيًا، وإن نوى به عطفًا كان صالحًا. {دَرَجَاتٍ} [253] حسن، ومثله «البينات»، و «بروح القدس»، و «اختلفوا». {مَنْ كَفَرَ} [253] أحسن. {مَا اقْتَتَلُوا} [253] الأولى وصله؛ لأن «لكن» حرف استدراك يقع بين ضدين، والمعنى: ولو شاء الله الاتفاق لاتفقوا، ولكن شاء الاختلاف فاختلفوا. {مَا يُرِيدُ (253)} [253] تام؛ للابتداء بعده بالنداء. {وَلَا شَفَاعَةٌ} [254] كاف. {الظَّالِمُونَ (254)} [254] تام؛ لأنَّ ما بعده مبتدأ، و «لا إله إلَّا هو» خبر. {إِلَّا هُوَ} [255] كاف، إن رفع ما بعده مبتدأ وخبرًا، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الحي، أو جعل «الحي» مبتدأ، وخبره «لا تأخذه»، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «لا إله إلَّا هو»، أو بدلًا من «هو» وحده، وإذا جعل بدلًا حل محل الأول، فيصير التقدير: الله لا إله إلَّا الله، وكذا لو جعل بدلًا من «الله»، أو جعل خبرًا ثانيًا للجلالة، السابع جعل «الحي» صفة لله، وهو أجودها؛ لأنه قرئ «الحيَّ القيومَ» بنصبهما على القطع (1)، والقطع إنما هو في باب النعت، تقول: جاءني عبد الله العاقل بالنصب وأنت تمدحه، وكلمني زيد الفاسق بالنصب تذمه، ولا يقال في هذا الوجه: الفصل بين الصفة والموصوف بالخبر؛ لأنا نقول: إن ذلك جائز، تقول: زيد قائم العاقل، ويجوز الفصل بينهما بالجملة المفسرة في باب الاشتغال، نحو: زيدًا ضربته العاقل؛ على أن العاقل صفة لـ «زيدًا» أجريت الجملة المفسرة مجرى الجملة الخبرية في قولك: زيد ضربته العاقل فلما جاز الفصل بالخبر جاز بالمفسرة. {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [255] كاف. {وَلَا نَوْمٌ} [255] حسن؛ السِّنَة: ثقل في الرأس، والنعاس في العينين، والنوم في القلب، وكررت «لا» في قوله: «ولا نوم» تأكيدًا، وفائدتها انتفاء كل منهما، قال زهير بن أبي سلمى (2):   (1) وهي قراءة شاذة ذكرت في: الإملاء للعكبري (1/ 62)، والبحر المحيط (2/ 277)، ولم يذكر من رويت عنهم. (2) زُهَير بن أبي سُلمَى (? - 13 ق. هـ/? - 609 م) زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر، حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة، قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعرًا، وخاله شاعرًا، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة، ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام، قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات)، أشهر شعره معلقته التي مطلعها: (أمن أم أوفى دمنة لم تكلم)، ويقال: إن أبياته في آخرها تشبه كلام الأنبياء.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 لَا سِنَةٌ فِي طُوَالِ الدَّهْرِ تَأْخُذُهُ ... وَلَا نِيَامَ وَلَا فِي أَمْرِهِ فَنَدُ {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [255] كاف؛ للاستفهام بعده. {بِإِذْنِهِ} [255] حسن؛ لانتهاء الاستفهام. {وَمَا خَلْفَهُمْ} [255] كاف، وكذا بـ «ما شاء»، و «الأرض»، و «حفظهما»، وقيل: كلها حسان. {الْعَظِيمُ (255)} [255] تام. {فِي الدِّينِ} [256] حسن، ومثله «من الغي». {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} [256] ليس بوقف؛ لأن جواب الشرط لم يأتِ بعد. {الْوُثْقَى} [256] وصله أولى؛ لأن الجملة بعده حال للعروة، أي: استمسك بها غير منفصمة. {لَا انْفِصَامَ لَهَا} [256] كاف، ورسموا «لا انفصام» كلمتين لا كلمة، و «انفصام» كلمة. {عَلِيمٌ (256)} [256] تام. {وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا} [257] ليس بوقف؛ لأن «يخرجهم»، و «يخرجونهم» حال، أو تفسير للولاية، والعامل معنى الفعل في «وليُّ»، أي: الله يليهم مخرجًا لهم، أو مخرجين إلى النور، قاله السجاوندي. {إِلَى النُّورِ} [257] حسن. {الطَّاغُوتُ} [257] حسن عند نافع. {إِلَى الظُّلُمَاتِ} [257] كاف. {أَصْحَابُ النَّارِ} [257] جائز. {خَالِدُونَ (257)} [257] تام. {فِي رَبِّهِ} [258] ليس بوقف؛ لأن «أن آتاه الله الملك» مفعول من أجله. {الْمُلْكَ} [258] جائز، إن علق «إذ» باذكر مقدرًا، وليس بوقف إن علق بقوله: «ألم تر»، كأنه قال: ألم تر إلى الذي حاجَّ إبراهيم في الوقت الذي قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت؛ فـ «إذ» في موضع نصب على الظرف، والعامل فيه «ألم تر»، وليس ظرفًا لإيتاء الملك؛ إذ المحاجة لم تقع وقت أن آتاه الله الملك، بل إيتاء الله الملك إياه سابق على المحاجة. {وَيُمِيتُ} [258] حسن. {وَأُمِيتُ} [258] أحسن مما قبله، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» عاملة في «إذ». الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [258] كاف. {الظَّالِمِينَ (258)} [258] جائز، ووصله أحسن؛ لأن التقدير: أرأيت كالذي حاج إبراهيم، أو كالذي مر على قرية، فلما كان محمولًا عليه في المعنى اتصل به، أو لأن قوله: «أو كالذي مر على قرية» جملة حالية مقرونة بالواو، وقد سوغت مجيء الحال؛ لأن من المسوغات كون الحال جملة مقرونة بواو الحال، أو «كالذي» معطوف على معنى الكلام؛ فموضع الكاف نصب بـ «تر»، أو زائدة للتأكيد، أو «أن» بمعنى الواو، كأنه قال: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه، والذي مرَّ على قرية -فهو عطف قصة على قصة. {عَلَى عُرُوشِهَا} [259] جائز؛ لأن ما بعده من تتمة ما قبله، قاله السجاوندي. {بَعْدَ مَوْتِهَا} [259] حسن؛ لأنه آخر المقول. {ثُمَّ بَعَثَهُ} [259] صالح. {كَمْ لَبِثْتَ} [259] كاف، ومثله «أو بعض يوم». {مِئَةَ عَامٍ} [259] جائز، ومثله «لم يتسنه». {آَيَةً لِلنَّاسِ} [259] حسن، وكذا «نكسوها لحمًا»؛ لأنه آخر البيان، وقيل: «من طعامك» إلى «لحمًا» كلام معطوف بعضه على بعض، ومن وصل «يتسنه» بما بعده حسن له الوقف على «حمارك»، ومن جعل الواو في «ولنجعلك» مقحمة لم يقف على «حمارك». {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ} [259] ليس بوقف؛ لأن «قال» جواب «لمَّا». {قَدِيرٌ (259)} [259] تام. {الْمَوْتَى} [260] جائز. {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} [260] كاف. {قَالَ بَلَى} [260] لا يجوز الوقف على «بلى»، ولا الابتداء بها، أما الوقف عليها -فإنك إذا وقفت عليها كنت مبتدئًا بـ «لكن»، وهي كلمة استدراك؛ يستدرك بها الإثبات بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات، وأما الابتداء بها فإنك لو ابتدأت بها كنت واقفًا على «قال» الذي قبلها؛ وهو كلمة لا يوقف عليها بوجه؛ لأن القول يقتضي الحكاية بعده، ولا ينبغي أن يوقف على بعض الكلام المحكي دون بعض، هذا كله مع الاختيار، قاله النكزواي، ولو وقع الجواب بنعم بدل «بلى» كان كفرًا؛ لأن الاستفهام قد أكد معنى النفي، و «بلى» إيجاب النفي سواء كان مع النفي استفهام أم لا، كما تقدم الفرق بينهما بذلك، وإبراهيم لم يحصل له شك في إحياء الموتى وإنما شك في إجابة سؤاله. {قَلْبِي} [260] كاف، أي: ليصير له علم اليقين وعين اليقين، ومن غرائب التفسير: ما ذكره ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 فورك (1) في تفسيره في قوله: «ولكن ليطمئن قلبي»، أن السيد إبراهيم عليه السلام كان له صديق وصفه بأنه قلبه، أي: ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآها عيانًا، قاله السيوطي في (الإتقان). {سعياً} [260] حسن، وقيل: كاف. {حَكِيمٌ (260)} [260] تام. {سَبْعَ سَنَابِلَ} [261] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متعلقًا بما قبله. {مِئَةُ حَبَّةٍ} [261] كاف، ومثله «لمن يشاء». {عَلِيمٌ (261)} [261] تام، إن جعل «الذين» بعده مبتدأ، وخبره «لهم أجرهم»، وجائز إن جعل بدلًا مما قبله. {وَلَا أَذًى} [262] حسن، ثم تبتدئ «لهم أجرهم»، وليس بوقف إن جعل «لهم» خبر «الذين». {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [262] كاف. {يَحْزَنُونَ (262)} [262] تام. {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [263] كاف، على أن «قول» خبر مبتدأ محذوف، أي: المأمور به قول معروف، أو جعل مبتدأ خبره محذوف تقديره: قول معروف أمثل بكم، وليس وقفًا إن رفعت «قول» بالابتداء، و «معروف» صفة، وعطفت «مغفرة» عليه، و «خير» خبر عن «قول»، وكذا ليس وقفًا إن جعل «خير» خبرًا عن «قول»، وقوله: «يتبعها أذى» في محل جر صفة لـ «صدقة»، كذا يستفاد من (السمين). {أَذًى} [263] حسن، وقيل: كاف. {حَلِيمٌ (263)} [263] تام؛ للابتداء بالنداء. {وَالْأَذَى} [264] ليس بوقف؛ لفصله بين المشبه والمشبه به، أي: لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس، وإن جعلت الكاف نعتًا لمصدر، أي: إبطالًا كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس كان حسنًا. {وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} [264] كاف. {صَلْدًا} [264] صالح، وقال نافع: تام، وخولف لاتصال الكلام بعضه ببعض.   (1) محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني، أبو بكر: واعظ عالم بالأصول والكلام، من فقهاء الشافعية، سمع بالبصرة وبغداد، وحدث بنيسابور، وبنى فيها مدرسة، وتوفي على مقربة منها، فنقل إليها، وفي النجوم الزاهرة: قتله محمود بن سبكتكين بالسم، لقوله: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولا في حياته فقط، وإن روحه قد بطل وتلاشى. له كتب كثيرة، قال ابن عساكر: بلغت تصانيفه في أصول الدين وأصول الفقه ومعاني القرآن قريبا من المائة، منها: مشكل الحديث وغريبه، والنظامي -في أصول الدين، والحدود -في الأصول، وأسماء الرجال، والتفسير، وحل الآيات المتشابهات، وغريب القرآن، ورسالة في علم التوحيد، والإملاء في الإيضاح، والكشف عن وجوه الأحاديث (ت 406 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (6/ 83). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 {مِمَّا كَسَبُوا} [264] كاف. {الْكَافِرِينَ (264)} [264] تام، ولما ضرب المثل لمبطل صدقته، وشبهه بالمنافق -ذكر من يقصد بنفقته وجه الله تعالى، فقال: «ومثل الذين ... » الآية. {بِرَبْوَةٍ} [265] ليس بوقف؛ لأن «أصابها» صفة ثانية لـ «جنة»، أو لـ «ربوة». {ضِعْفَيْنِ} [265] جائز؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {فَطَلٌّ} [265] كاف. {بَصِيرٌ (265)} [265] تام، ولا وقف من قوله: «أيود» إلى «فاحترقت»؛ لأنه كلام واحد صفة لـ «جنة». {الثَّمَرَاتِ} [266] ليس بوقف؛ لأن هذا مثل من أمثال القرآن، والمثل يؤتى به على وجهه إلخ؛ ليفهم الكلام، فإذا وقف على بعضه لم يفد المعنى المقصود بالمثل؛ لأن الواو للحال. {فَاحْتَرَقَتْ} [266] كاف؛ لأنه آخر قصة نفقة المرائي والمانِّ في ذهابها، وعدم النفع بها. {تَتَفَكَّرُونَ (266)} [266] تام. {الْأَرْضِ} [267] حسن، ووقف بعضهم على «الخبيث» وليس بشيء؛ لإيهام المراد بالقصد؛ لأنه يحتمل أن يكون المعنى: لا تقصدوا أكله، أو لا تقصدوا كسبه، وإذا احتمل واحتمل وقع اللبس، فإذا قلت منه علم أن المراد به: لا تقصدوا إنفاق الخبيث الذي هو الرديء من أموالكم، فإذا كان كذلك علم أن الوقف على «الخبيث» ليس جيدًا، ووقف نافع على «تنفقون»، وخولف؛ لاتصال ما بعده به، قال أبو عبيدة: سألت علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن قوله تعالى: «ولا تيمموا الخبيث ... » الآية، فقال: كانوا يصرمون الثمرة فيعزلون الخبيث، فإذا جاءت المساكين أعطوهم من الرديء، فأنزل الله هذه الآية، وقيل: «منه تنفقون» مستأنف ابتداء إخبار، وأن الكلام تم عند قوله: «الخبيث»، ثم ابتدأ خبرًا آخر، فقال: «منه تنفقون»، وهذا يرده المعنى. {تُنْفِقُونَ} [267] حسن، وكذا «فيه». {حَمِيدٌ (267)} [267] تام. {بِالْفَحْشَاءِ} [268] كاف، ومثله «فضلًا». {عَلِيمٌ (268)} [268] تام، ومثله «من يشاء»؛ للابتداء بالشرط على قراءة: «ومن يؤتَ» بفتح الفوقية (1)، وكاف على قراءة يعقوب (2): «يؤتِ» بكسر الفوقية، قالوا: وعلى قراءته للعطف أشبه إلَّا   (1) وقراءة الفتح للأئمة العشرة سوي يعقوب. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 164)، البحر المحيط (2/ 320)، الكشاف (1/ 163)، تفسير الرازي (2/ 348). (2) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 أنه من عطف الجمل، وعلى قراءة من فتح الفوقية يحتمل الاستئناف والعطف، وقراءة من فتح الفوقية معتبرة بما بعد الكلام، وهو قوله: «فقد أوتي خيرًا» فكان ما بعده على لفظ ما لم يسم فاعله بالإجماع، وقراءة من كسر الفوقية معتبرة بما قبلها، وهو قوله: «يؤتي الحكمة من يشاء»، أي: يؤتى الله الحكمة من يشاء، ومن يؤته الله الحكمة، فحذف الهاء كما حذف في قوله تعالى: «أهذا الذي بعث الله رسولًا» أراد بعثه الله رسولًا، والهاء مرادة في الآيتين، والحذف عندهم كثير منجلي، أي: حذف العائد المنصوب المتصل جائز، قال عبد الله بن وهب: سألت الإمام مالكًا عن الحكمة في قوله تعالى: «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا»، فقال: هي المعرفة بدين الله تعالى، والتفقه فيه، والاتباع له، والياء من «يؤت» الثانية محذوفة على القراءتين (1). {خَيْرًا كَثِيرًا} [269] كاف. {الْأَلْبَابِ (269)} [269] تام. {يَعْلَمُهُ} [270] كاف. {مِنْ أَنْصَارٍ (270)} [270] تام. {فَنِعِمَّا هِيَ} [271] كاف. {خَيْرٌ لَكُمْ} [271] تام، على قراءة من قرأ: «ونكفر» بالنون والرفع (2)، أي: نحن نكفر، وكاف لمن قرأه بالتحتية والرفع (3)، أي: والله يكفر، وليس بوقف لمن قرأ: «نُكفرْ» بالجزم (4)، وعطفه على محل الفاء من قوله: «فهو»، وكذا من قرأه بالياء والرفع، أو النون والرفع (5)، وجعله معطوفًا على ما بعد الفاء إلَّا أن يجعله من عطف الجمل؛ فيكون كافيًا، وفيها إحدى عشرة قراءة انظرها وما يتعلق بها في المطولات، وإظهار الفريضة خير من إخفائها بخمس وعشرين ضعفًا، ولا خلاف أن إخفاء النافلة خير من إظهارها. {مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} [271] كاف. {خَبِيرٌ (271)} [271] تام.   (1) والقراءتان هما فتح التاء وكسرها. (2) وهم ابن كثير وأبو عمرو وشعبة عن عاصم. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 165)، الإعراب للنحاس (1/ 291)، الإملاء للعكبري (1/ 68)، البحر المحيط (2/ 325)، التيسير (ص: 84)، الحجة لابن خالويه (ص: 102)، الحجة لأبي زرعة (ص: 148، 148)، السبعة (ص: 191)، الغيث للصفاقسي (ص: 170)، الكشاف (1/ 163)، تفسير الرازي (2/ 352). (3) وهما ابن عامر وحفص. انظر: المصادر السابقة. (4) وهم أهل المدينة وحمزة والكسائي وخلف. انظر: المصادر السابقة. (5) وهما السابق الإشارة إليهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 {هُدَاهُمْ} [272] ليس بوقف؛ للاستدراك بعده. {مَن يَشَاءُ} [272] حسن، وعند أبي حاتم تام؛ للابتداء بالشرط. {فَلِأَنْفُسِكُمْ} [272] حسن، ومثله «وجه الله». {لَا تُظْلَمُونَ (272)} [272] تام إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه، أي: للفقراء حق واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدم، أي: والإنفاق للفقراء. {فِي الْأَرْضِ} [273] حسن، ومثله «من التعفف»، وكذا «بسيماهم». {إِلْحَافًا} [273] كاف؛ للابتداء بالشرط. {عَلِيمٌ (273)} [273] تام، و «الفقراء» هم: أهل الصفة أحصرهم الفقر والضعف في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تكن لهم عشائر، ولا منازل يأوون إليها، كانوا قريبًا من أربعمائة رجل، كانوا يتعلمون القرآن بالليل، ويتفهمون بالنهار، ويجاهدون في سبيل الله. {سِرًّا وَعَلَانِيَةً} [274] ليس بوقف؛ لأن ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وكل ما كان من القرآن يستقبله فاء -فالوقف عليه أضعف منه إذا استقبله واو. {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [274] جائز، وكذا «فلا خوف عليهم». {يَحْزَنُونَ (274)} [274] تام. {مِنَ الْمَسِّ} [275] حسن، ومثله «الربا»، وكذا «وحرم الربا»، وقيل: كاف؛ للابتداء بالشرط، كان الرجل يداين الرجل إلى أجل، فإذا جاء الأجل قال المداين: أخرني إلى أجل كذا، وأزيدك في مالك كذا، فإذا قيل له: هذا الربا –قالوا: إن زدناهم وقت البيع، أو وقت الأجل -فكله سواء، فهذا قولهم: «إنما البيع مثل الربا»، فأكذبهم الله عزَّ وجلَّ فقال: «وأحل الله البيع وحرم الربا»، ورسموا «الربا»، بواو وألف في المواضع الأربعة كما ترى. {فَلَهُ مَا سَلَفَ} [275] حسن. {وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ} [275] كاف؛ للابتداء بالشرط. {أَصْحَابُ النَّارِ} [275] جائز. {خَالِدُونَ (275)} [275] تام. {الصَّدَقَاتِ} [276] كاف. {أَثِيمٍ (276)} [276] تام. {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [277] جائز، و «لا خوف عليهم» كذلك. {يَحْزَنُونَ (277)} [277] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء، ومثله «مؤمنين». {وَرَسُولِهِ} [279] جائز على القراءتين، «فآذنوا» بالمد وكسر الذال من آذن، أي: أعلموا غيركم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 بحرب من الله ورسوله، وبها قرأ حمزة، «فأْذَنوا» بإسكان الهمزة، وفتح الذال، والقصر من: أذن بكسر الذال، وهي قراءة الباقين (1). {رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} [279] حسن؛ لاستئناف ما بعده. {تُظْلَمُونَ (279)} [279] تام. {إِلَى مَيْسَرَةٍ} [280] حسن، وقال الأخفش: تام؛ لأن ما بعده في موضع رفع بالابتداء، تقديره: وتصدقكم على المعسر بما عليه من الدين خير لكم، قاله الزجاج (2)، وقال غيره: وتصدقكم على الغريم بالإمهال عليه خير لكم، أي: أن الثواب الذي يناله في الآخرة بالإمهال، وترك التقضي خير مما يناله في الدنيا. {تَعْلَمُونَ (280)} [280] تام. {إِلَى اللَّهِ} [281] حسن، على قراءة أبي عمرو و «تَرجِعون» ببناء الفعل للفاعل بفتح التاء وكسر الجيم، و «توفى» مبني للمفعول بلا خلاف، فحسن الفصل بالوقف؛ لاختلاف لفظ الفعلين في البناء، وأما على قراءة الباقين: «تُرجَعون» ببناء الفعل للمفعول موافقة لـ «توفي»، فالأحسن الجمع بينهما بالوصل؛ لأن الفعلين على بناء واحد (3). {لَا يُظْلَمُونَ (281)} [281] تام. {فَاكْتُبُوهُ} [282] حسن، ومثله «بالعدل»، و «علمه الله»، و «فليكتب» إذا علقنا الكاف في «كما» بقوله: «فليكتب»، ومن وقف على «ولا يأب كاتب أن يكتب»، ثم يبتدئ «كما علمه الله فليكتب» فقد تعسف. و {عَلَيْهِ الْحَقُّ} [282]، و {وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} [282]، و {مِنْهُ شَيْئًا} [282]، و {وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} [282] كلها حسان، ووقف بعضهم على «أن يمل هو»، ووصله أولى؛ لأن الفاء في قوله: «فليملل»   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 165)، الإملاء للعكبري (1/ 68)، البحر المحيط (2/ 338)، التيسير (ص: 84)، تفسير الطبري (6/ 24)، تفسير القرطبي (3/ 364)، الكشف للقيسي (1/ 318). (2) إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج: عالم بالنحو واللغة، ولد ومات في بغداد، كان في فتوته يخرط الزجاج ومال إلى النحو فعلمه المبرد، وطلب عبيد الله بن سليمان (وزير المعتضد العباسي) مؤدبًا لابنه القاسم، فدله المبرد على الزجاج، فطلبه الوزير، فأدب له ابنه إلى أن ولى الوزارة مكان أبيه، فجعله القاسم من كتابه، فأصاب في أيامه ثروة كبيرة، وكانت للزجاج مناقشات مع ثعلب وغيره، من كتبه: معاني القرآن، والاشتقاق، وخلق الإنسان، والأمالي -في الأدب واللغة، وفعلت وأفعلت -في تصريف الألفاظ، والمثلث -في اللغة، وإعراب القرآن (ت 311 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (1/ 40). (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 131)، البحر المحيط (2/ 341)، التيسير (ص: 85)، الحجة لأبي زرعة (ص: 149)، السبعة (ص: 193). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 جواب الشرط، وأول الكلام: «فإن كان الذي عليه الحق». {مِنْ رِجَالِكُمْ} [282] حسن؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {مِنْ الشُّهَدَاءِ} [282] كاف، إن قرئ «إن تضل» بكسر الهمزة؛ على أنها شرطية، وجوابها «فتذكّرُ» بشد الكاف ورفع الراء استئنافًا، وبها قرأ حمزة (1) ورفع الفعل؛ لأنه على إضمار مبتدأ، أي: فهي تذكر، وليس بوقف إن قرئ بفتح الهمزة على أنها أن المصدرية، وبها قرأ الباقون (2)؛ لتعلقها بما قبلها، واختلفوا بماذا تتعلق! فقيل: بفعل مقدر، أي: فإن لم يكونا رجلين فاستشهدوا رجلًا وامرأتين؛ لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل: تتعلق بفعل مضمر على غير هذا التقدير، وهو أن تجعل المضمر قولًا مضارعًا تقديره: فإن لم يكونا رجلين فليشهد رجل وامرأتان؛ لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل: تتعلق بخبر المبتدأ الذي في قوله: «فرجل وامرأتان»، وخبره فعل مضمر تقديره: فرجل وامرأتان يشهدون لأن تضل إحداهما، فلا يحسن الوقف على «الشهداء»؛ لتعلق «أن» بما قبلها، فالفتحة في قراءة حمزة فتحة التقاء الساكنين؛ لأن اللام الأولى ساكنة؛ للإدغام في الثانية، والثانية مسكنة للجزم، ولا يمكن إدغام في ساكن، فحركت الثانية بالفتحة هروبًا من التقائهما، وكانت الحركة فتحة؛ لأنها أخف الحركات، والقراءة الثانية أن فيها مصدرية ناصبة للفعل بعدها، والفتحة فيها حركة إعراب بخلافها؛ فإنها فتحة التقاء ساكنين، وإن وما في حيزها في محل نصب أو جر بعد حذف حرف الجر، والتقدير: لأن تضل، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف الكاف، ونصب الراء (3)؛ من أذكرته أي جعلته ذاكرًا للشيء بعد نسيانه، انظر: (السمين). {الْأُخْرَى} [282] كاف، ومثله «إذا ما دعوا»؛ لإثبات الشهادة وبذل خطوطهم إذا دعاهم صاحب الدين إلى ذلك، وهذا قول قتادة، وقيل: إذا ما دعوا لإقامة الشهادة عند الحاكم -فليس لهم أن يكتموا شهادة تحملوها، وهو قول مجاهد، والشعبي، وعطاء؛ لأن الشخص إذا تحملها تعين عليه أداؤها -إذا دُعِي لذلك، ويأثم بامتناعه، ولا يتعين عليه تحملها ابتداء، بل هو مخير. {إِلَى أَجَلِهِ} [282] حسن، ومثله «تديرونها بينكم»، وكذا «ألَّا تكتبوها»، وقيل: كاف؛ للابتداء بالأمر. {تَبَايَعْتُمْ} [282] كاف؛ للابتداء بالنهي بعده، ومثله «ولا شهيد»، وكذا «فسوق بكم». {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [282] جائز، وليس بمنصوص عليه.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 166)، الإملاء للعكبري (1/ 70)، البحر المحيط (2/ 349)، تفسير الطبري (6/ 63). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 {وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [282] كاف. {عَلِيمٌ (282)} [282] تام. {مَقْبُوضَةٌ} [283] كاف؛ للابتداء بالشرط، واستئناف معنى آخر، ورسموا «اؤتمن» بواو؛ لأنه فعل مبني لما لم يسم فاعله، فيبتدأ به بضم الهمزة؛ لأنها ألف افتعل، وكان أصله: اأتمن، جعلت الهمزة الساكنة واوًا؛ لانضمام ما قبلها، فإن قيل: لِمَ صارت ألف ما لم يسم فاعله مضمومة؟ فقل: لأن فعل ما لم يسم فاعله يقتضي اثنين فاعلًا ومفعولًا، وذلك أنك إذا قلت: ضرب -دل الفعل على ضارب ومضروب، فضموا أوله؛ لتكون الضمة دالة على اثنين، أو يقال: إذا ابتدئ بالهمز الساكن -فإنه يكتب بحسب حركة ما قبله أولًا، أو وسطًا، أو آخر، نحو: «ائذن لي»، و «اؤتمن»، و «البأساء»، ومثله «ابتلى» و «اضطر». {وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} [283]، و {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ} [283]، و {قَلْبُهُ} [283] كلها حسان. {عَلِيمٌ (283)} [283] تام. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [284] كاف، ومثله «به الله» إن رفع ما بعده على الاستئناف، أي: فهو يغفر، وليس بوقف إن جزم عطفًا على «يحاسبكم» فلا يفصل بينهما بالوقف. {لِمَنْ يَشَاءُ} [284] جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني. {مَنْ يَشَاءُ} [284] كاف. {قَدِيرٌ (284)} [284] تام. {مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} [285] تام، إن رفع «والمؤمنون» بالفعلية عطفًا على الرسول، ويدل لصحة هذا قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: «وآمن المؤمنون» (1)، فأظهر الفعل، ويكون قوله: «كل آمن» مبتدأ وخبر يدل على أن جميع من ذكر «آمن» بمن ذكر، أو «المؤمنون» مبتدأ أول، و «كل» مبتدأ ثانٍ، و «آمن» خبر عن «كل»، وهذا المبتدأ وخبره خبر الأول، والرابط محذوف تقديره: منهم، وكان الوقف على «من ربه حسنًا»؛ لاستئناف ما بعده، والوجه كونها للعطف؛ ليدخل المؤمنون فيما دخل فيه الرسول من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، بخلاف ما لو جعلت للاستئناف، فيكون الوصف للمؤمنين خاصة بأنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله دون الرسول، والأولى أن نصف الرسول والمؤمنين بأنهم آمنوا بسائر هذه المذكورات. {وَرُسُلِهِ} [285] حسن؛ لمن قرأ «نفرِّق» بالنون، وليس بوقف لمن قرأ «لا يفرق» بالياء (2)،   (1) وهي قراءة شاذة، ورويت أيضا عن عبد الله بن مسعود. انظر: البحر المحيط (2/ 365). (2) وقرأ أبو عمرو ويعقوب بالياء، وقرأ الباقون بالنون. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 167)، البحر المحيط (2/ 365)، التيسير (ص:)، الكشاف (1/ 172)، تفسير الرازي (2/ 384). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 بالبناء للفاعل، أي: لا يفرق الرسول، كأنه قال: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه، والمؤمنون كلهم آمن، فحذف الضمير الذي أضاف «كل» إليه، ومن أرجع الضمير في «يفرق» بالياء لله تعالى كان متصلًا بما بعدها، فلا يوقف على «رسله»؛ لتقدم ذكره تعالى فلا يقطع عنه. {وَأَطَعْنَا} [285] كاف؛ لأن ما بعده منصوب على المصدر بفعل مضمر، كأنهم قالوا: اغفر لنا غفرانًا، أي: مغفرة، أو نسألك غفرانك، أو أوجب لنا غفرانك، أي: مغفرتك، فيكون منصوبًا على المفعول به، فلا يكون له تعلق بما قبله على كل تقدير. {الْمَصِيرُ (285)} [285] تام. {إِلَّا وُسْعَهَا} [286] صالح، ومثله «ما كسبت»، وكذا «وعليها ما اكتسبت»، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهو أحسن؛ للابتداء بالنداء. {أَوْ أَخْطَأْنَا} [286]، و {مِنْ قَبْلِنَا} [286]، و {مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [286] كلها حسان، وقال أبو عمرو: كافية؛ للابتداء فيها بالنداء، ولكن الواو لعطف السؤال على السؤال، وتؤذن بأن كل كلمة «ربنا» تكرار. و {وَاعْفُ عَنَّا} [286]، و {وَاغْفِرْ لَنَا} [286]، و {وَارْحَمْنَا} [286] كلها حسان، واستحسن الوقف على كل جملة منها؛ لأنه طلب بعد طلب، ودعاء بعد دعاء. {أَنْتَ مَوْلَانَا} [286] ليس بوقف؛ لمكان الفاء بعده، واتصال ما بعدها بما قبلها على جهة الجزاء، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الوقف والابتداء بما بعدها. {الْكَافِرِينَ (286)} [286] تام، وفي الحديث: «إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان» (1).   (1) أخرجه أحمد (4/ 274)، برقم: (18438)، وأبو عبيد فى فضائل القرآن (2/ 37)، برقم: (425)، والدارمى (2/ 542)، برقم: (3387)، والترمذى (5/ 159)، برقم: (2882)، وقال: حسن غريب، والنسائى فى الكبرى (6/ 240)، برقم: (10803)، ومحمد بن نصر فى قيام الليل كما فى مختصره للمقريزى (ص: 259)، برقم: (172)، وابن حبان (3/ 61)، برقم: (782) مختصرًا، والحاكم (2/ 286)، برقم: (3031)، وقال: صحيح على شرط مسلم، والبيهقى فى شعب الإيمان (2/ 460)، برقم: (2400)، وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الأوسط (2/ 281)، برقم: (1988)، والبزار (8/ 236)، برقم: (3296): حديث أسماء عن شداد بن أوس، أخرجه الطبرانى (7/ 285)، برقم: (7146)، قال الهيثمى (6/ 312): رجاله ثقات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 سورة آل عمران -[آيها:] مائتا آية اتفاقًا. - وكلمها: ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون كلمة. - وحروفها: أربعة عشر ألفًا وخمسمائة وعشرون حرفًا. وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودًا باتفاق تسعة مواضع: 1 - {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [4]. 2 - {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [19]. 3 - {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [75]. 4 - {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} [83]. 5 - {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [91]. 6 - {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [97]. 7 - {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [152]. 8 - {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} [155]. 9 - {مَتَاعٌ قَلِيلٌ} [197]. {الم (1)} [1]، تقدم ما يغني عن إعادته، ونظائرها مثلها في فواتح السور، واختُلِف: هل هي مبنية، أو معربة؟ َ! وسكونها للوقف؟ أقوال. {إِلَّا هُوَ} [2] تام، إن رفع ما بعده على الابتداء، «ونزل عليك» الخبر، أو رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن جعلت «الله» مبتدأ، وما بعده جملة في موضع رفع صفة «الله»؛ لأنَّ المعنى يكون: الله الحي القيوم لا إله إلَّا هو، و «الحي القيوم» الخبر، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف، وكذا لو أعربت «الحي» بدلًا من الضمير لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. {الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)} [2] تام إن جعلته خبرًا، ولم تقف على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ وخبره «نزل عليك الكتاب»، والوقف على «بالحق» لا يجوز؛ لأنَّ «مصدقًا» حال مما قبله، أي: حال مؤكدة لازمة، أي: نزل عليك الكتاب في حال التصديق للكتب التي قبله. {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [3] كاف؛ على استئناف ما بعده، وإن كان ما بعده معطوفًا على ما قبله على قول، «والإنجيل من قبل» ليس بوقف، قال أبو حاتم السجستاني: ولا ينظر إلى ما قاله بعضهم: إن «من قبل» تام، ويبتدئ «هدى للناس» أي: وأنزل الفرقان هدى للناس، وضعف هذا التقدير؛ لأنه يؤدي إلى تقديم المعمول على حرف النسق، وهو ممتنع لو قلت: قام زيد مكتوفًا، وضربت هندًا يعني: مكتوفة -لم يصح، فكذلك هذا، والمراد بالمعمول: الذي قدم على النسق هو قوله: «هدى للناس»، والمراد بالنسق: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 هو واو قوله: «وأنزل الفرقان» الذي هو صاحب الحال، فتقدير الكلام: وأنزل الفرقان هدى، أي: هاديًا، وإن جعل محل «هدى» رفعًا جاز، أي: هما هدى للناس قبل نزول القرآن، أو هما هدى للناس إلى الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. {هُدًى لِلنَّاسِ} [4] تام عند أبي حاتم. {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} [4] أتم؛ لانتهاء القصة. {عَذَابٌ شَدِيدٌ} [4] تام عند نافع، ومثله «ذو انتقام». {فِي الْأَرْضِ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف عليه، أو أنَّ السامع ربما يتوهم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض فقط، فينفي هذا التوهم بقوله: «ولا في السماء». والوقف على {وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)} [5] تام. {فِي الْأَرْحَامِ} [6] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «كيف يشاء» متعلق بالتصوير. {كَيْفَ يَشَاءُ} [6] تام، ومثله «الحكيم». {الْكِتَابَ} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «منه آيات» متعلق به كتعلق الصفة بالموصوف، و «آيات محكمات» متعلق بـ «منه» على معنى: من الكتاب آيات محكمات، ومنه أخر متشابهات، ولو جاز هذا الوقف لجاز أن يقف على قوله: «ومن قوم موسى»، ثم يبتدئ «أمة يهدون بالحق»، ولا يقول هذا أحد؛ لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع، ونقل بعضهم أنَّ الوقف عند نافع على «منه»، ولم يذكر له وجهًا، ووجهه -والله أعلم- إنه جعل الضمير في «منه» كناية عن الله، أي: هو الذي أنزل عليك الكتاب من عنده، فيكون «منه» بمعنى: من عنده، ثم يبتدئ «آيات محكمات»، أي: هو آيات محكمات. والوقف على {مُحْكَمَاتٌ} [7] جائز. {أُمُّ الْكِتَابِ} [7] حسن. {مُتَشَابِهَاتٌ} [7] كاف؛ لاستئناف التفصيل، معللًا اتباع أهل الزيغ المتشابه بعلتين: ابتغاء فتنة الإسلام، وابتغاء التأويل، وكلاهما مذموم، فقال: «ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله». والوقف على {تَأْوِيلِهِ} [7] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {إِلَّا اللَّهُ} [7] وقف السلف، وهو أسلم؛ لأنه لا يصرف اللفظ عن ظاهره إلَّا بدليل منفصل، ووقف الخلف على «العلم»، ومذهبهم أعلم، أي: أحوج إلى مزيد علم؛ لأنهم أيدوا بنور من الله؛ لتأويل المتشابه بما يليق بجلاله، والتأويل المعين لا يتعين؛ لأنَّ من المتشابه ما يمكن الوقوف عليه، ومنه ما لا يمكن، وبين الوقفين تضاد ومراقبة، فإن وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر، وقد قال بكل منهما طائفة من المفسرين، واختاره العز بن عبد السلام، وقد روى ابن عباس: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 على «إلَّا الله»، وعليه جمع من السادة النجباء كابن مسعود، وغيره، أي: أنَّ الله استأثر بعلم المتشابه كنزول عيسى ابن مريم، وقيام الساعة، والمدة التي بيننا وبين قيامها، وليس بوقف لمن عطف «الراسخون» على الجلالة، أي: ويعلم الراسخون تأويل المتشابه أيضًا، ويكون قوله: «يقولون» جملة في موضع الحال من «الراسخون»، أي: قائلين آمنا به، وقيل: لا يعلم جميع المتشابه إلَّا الله تعالى، وإن كان الله قد أطلع نبيه - صلى الله عليه وسلم - على بعضه وأهَّل قومًا من أمته لتأويل بعضه، وفي المتشابه ما يزيد على ثلاثين قولًا، وهذا تقريب للكلام على هذا المبحث البعيد المرام الذي تزاحمت عليه أفهام الإعلام، وقال السجستاني: «الراسخون» غير عالمين بتأويله، واحتج بأن «والراسخون» في موضع «وأما»، وهي لا تكاد تجيء في القرآن حتى تثنى وتثلث، كقوله: {أَمَّا السَّفِينَةُ} [الكهف: 79]، و {وَأَمَّا الْغُلَامُ} [الكهف: 80]، و {وَأَمَّا الْجِدَارُ} [الكهف: 82]، و {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)} [الضحى: 9]، و {وَأَمَّا السائلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)} [الضحى: 10]، وهنا قال: «فأما الذين في قلوبهم زيغ»، ولم يقل بعده، وأما ففيه دليل على أنَّ قوله: «والراسخون» مستأنف منقطع عن الكلام قبله، وقال أبو بكر: وهذا غلط؛ لأنَّه لو كان المعنى وأما الراسخون في العلم فيقولون لم يجز أن تحذف أما والفاء؛ لأنَّهما ليستا مما يضمر. {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7] صالح، على المذهب الثاني على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع نصب على الحال، وإن جعل «آمنا به كل من عند ربنا» كلامًا محكيًّا عنهم، فلا يوقف على «آمنا به»، بل على قوله: «كل من عند ربنا» وهو أحسن؛ لأنَّ ما بعده من كلام الله، أي: كل من المحكم والمتشابه فهو انتقال من الكلام المحكي عن الراسخين إلى شيء أخبر الله به ليس بحكاية عنهم. {آَمَنَّا بِهِ} [آل عمران: 7] حسن، على المذهبين. {مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [7] كاف، وقوله: «وما يذكر إلَّا أولو الألباب» معترض، ليس بمحكي عنهم؛ لأنَّه من كلام الله. {الْأَلْبَابِ (7)} [7] تام، وقيل: كاف؛ لأنَّ ما بعده من الحكاية آخر كلام الراسخين. {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [8] حسن، ومثله «رحمة»؛ للابتداء بإن. {الْوَهَّابُ (8)} [8] تام، وإن كان ما بعده من الحكاية داخلًا في جملة الكلام المحكي؛ لأنَّه رأس آية، وطال الكلام. {لَا رَيْبَ فِيهِ} [9] كاف؛ لأنَّ ما بعده من كلام الله، لا من كلام الراسخين، وحسن إن جعل التفاتًا من الخطاب إلى الغيبة، أي: حيث لم يقل: إنك، بل قال: إنَّ الله، والاسم الظاهر من قبيل الغيبة. {الْمِيعَادَ (9)} [9] تام. {شَيْئًا} [10] جائز، ومثله «وقود النار» يبنى الوقف والوصل، على اختلاف مذاهب المعربين في الكاف من «كدأب» بماذا تتعلق؟! فقيل: في محل رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: دأبهم في ذلك كدأب آل فرعون، أو في محل نصب، وفي الناصب لها تسعة أقوال: 1 - أنَّها نعت لمصدر محذوف، والعامل فيه «كفروا» أي: أنَّ الذين كفروا به كفرًا كدأب آل فرعون، أي: كعادتهم في الكفر. 2 - أو منصوبة بـ «كفروا» مقدرًا. 3 - أو الناصب مصدر مدلول عليه بـ «لن تغني»، أي: توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون. 4 - أو منصوبة بـ «لن تغني»، أي: بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون. 5 - أو منصوبة بوقود، أي: توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون. 6 - أو منصوبة بـ «لن تغني»، أي: لن تغني عنهم مثل ما لم تغن عن أولئك. 7 - أو منصوبة بفعل مقدر مدلول عليه بلفظ الوقود، أي: توقد بهم كعادة آل فرعون، ويكون التشبيه في نفس الإحراق. 8 - أو منصوبة بكذبوا، والضمير في كذبوا لكفار قريش وغيرهم من معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام، أي: كذبوا تكذيبًا كعادة آل فرعون في ذلك التكذيب. 9 - أنَّ العامل فيها فـ «أخذهم الله»، أي: فأخذهم الله كأخذه آل فرعون، وهذا مردود؛ فإنَّ ما بعده فاء العطف لا يعمل فيما قبلها. {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ} [11] تام، إن جعل ما بعده مبتدأ منقطعًا عما قبله، وخبره «كذبوا»، أو خبر مبتدأ، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {بِذُنُوبِهِمْ} [11] كاف. {الْعِقَابِ (11)} [11] تام. {إِلَى جَهَنَّمَ} [12] جائز. {الْمِهَادُ (12)} [12] تام. {الْتَقَتَا} [13] كاف لمن رفع «فئة» بالابتداء (1)، وسوغ الابتداء بها التفصيل، وثَمَّ صفة محذوفة تقديرها: فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت، فحذف من الجملة الأولى ما أثبت مقابله في الجملة الثانية، ومن الثانية ما أثبت مقابله في الأولى، وهو من النوع المسمى بالاحتباك من أنواع البديع، وهي قراءة العامة (2)، وليس بوقف لمن قرأ: «فئةٍ» بالجر (3)،   (1) وهي قراءة الأئمة العشرة بالإجماع. (2) أي: الأئمة العشرة. (3) وهي قراءة الحسن ومجاهد والزهري وحميد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 314)، الإملاء للعكبري (1/ 74)، البحر المحيط (2/ 393)، تفسير القرطبي (4/ 25)، المعاني للأخفش (1/ 195)، تفسير الرازي (2/ 414). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 «تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة» صفة أو بدل من «فئتين» بدل تفصيل، نحو: حَتَّى إِذَا مَا اسْتَقَلَّ النَّجْمُ فِي غَلَسٍ ... وَغُودِرَ البَقْلُ مَلْوِيٌّ وَمَحْصُودُ (1) أي: بعضه ملوي، وبعضه محصود، ويجوز عربية نصب «فئةً»، و «كافرةً» على الحال من الضمير، أي: التقتا مختلفتين، وقرئ (2): «فئةً» بالنصب على المدح، أي: أمدح فئة، وأخرى كافرة بالنصب على الذم، أي: وأذم أخرى، وعلى القراءتين ليس بوقف، والوصل أولى. {رَأْيَ الْعَيْنِ} [13] حسن، وقيل: كاف. {مَنْ يَشَاءُ} [13] تام. {لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)} [13] أتم منه، ولا وقف من قوله: «زين للناس» إلى «والحرث»؛ لأنَّ العطف صيرها كالشيء الواحد. {وَالْحَرْثِ} [14] حسن، ومثله «الدنيا». {الْمَآَبِ (14)} [14] تام، قال السدي: حسن المنقلب هو الجنة، أصل المآب: المأوب، نقلت حركة الواو إلى الهمزة الساكنة قبلها، فقلبت الواو ألفًا، وهو هنا اسم مصدر، أي: حسن الرجوع. {مِنْ ذَلِكُمْ} [15] كاف؛ لتناهي الاستفهام إلى الإخبار، ثم يبتدئ «للذين اتقوا عند ربهم جنات» برفع «جنات» على الابتداء، و «للذين» خبره، والكلام مستأنف في جواب سؤال مقدر، كأنَّه قيل: ما الخير؟ فقيل: للذين اتقوا عند ربهم جنت، مثل قوله: «قل أفأنبئكم بشر من ذلكم»، ثم قال: النار وعدها الله الذين كفروا، ويضعف هذا الوقف من جعل قوله: «عند ربهم» متعلقًا بـ «خير»، وإن رفع (3): «جناتٌ» خبر مبتدأ محذوف تقديره: ذلك جنات -كان الوقف على «عند ربهم» حسنًا، وليس بوقف لمن خفض (4): «جناتٍ» بدلًا من «خير»، ولا يوقف على ما قبل «جنات»، ولا «عند ربهم»،   (1) البيت من بحر البسيط، وقائله ذو الرُمَّة من قصيدة يقول في مطلعها: يا دارَ مَيَّةَ لَم يَترُك لَنا عَلَما ... تَقادُمُ العَهدِ وَالهوجُ المَراويدُ - الموسوعة الشعرية (2) وهي قراءة ابن السميفع وابن أبي عبلة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 314)، الإملاء للعكبري (1/ 74)، البحر المحيط (2/ 393)، تفسير القرطبي (4/ 25)، تفسير الرازي (2/ 414). (3) وهي قراءة الأئمة العشرة بالإجماع. (4) وهي قراءة أبي حاتم ويعقوب في غير المتواتر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 315)، الإملاء للعكبري (1/ 75)، البحر المحيط (2/ 399)، تفسير الرازي (2/ 419). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 و «أزواج مطهرة»، و «رضوان» بالجر في الجميع؛ لعطفه على ما قبله. {جَنَّاتٌ} [15] جائز؛ لأنَّ «تجري» في محل رفع، أو نصب، أو جر على حسب القراءتين (1). {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ} [15] كاف. {بِالْعِبَادِ (15)} [15] تام، قال (صاحب الدر النظيم): أؤنبئكم، رسموها بواو بعد ألف الاستفهام صورة للهمزة المضمومة كما ترى، وحذفوا الألف بعد النون في «جنات» في جميع القرآن اتفاقًا، وفي محل «الذين يقولون» الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر؛ فمن رفعه خبر مبتدأ محذوف، أو نصبه بمقدر -كان الوقف على «بالعباد» تامًّا، أو كافيًا، وليس بوقف لمن جره بدلًا من قوله: «للذين اتقوا»، أو نعتًا للعباد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {ذُنُوبَنَا} [16] جائز. {وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} [16] كاف إن نصب ما بعده على المدح بإضمار أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «الذين يقولون»، أو مخفوضًا نعتًا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {بِالْأَسْحَارِ (17)} [17] تام. إن قرئ (2): «شَهِدَ اللهُ» فعلًا ماضيًا بمعنى: أعلم بانفراده بالوحدانية، أو قضى الله، أو قرئ (3): «شُهَدَاءُ للهِ» بالرفع، على إضمار مبتدأ محذوف والإضافة، أي: هم شهداء الله، وليس بوقف إن قرئ (4): «شُهِدَ» مبنيًّا للمفعول، أي: شهد انفراده بالألوهية، أو قرئ (5): «شُهَدَاءَ للهِ» جمعًا منصوبًا مضافًا إلى الله حالًا، أو على المدح جمع شهيد أو شاهد، أو قرئ (6): «شُهُدًا اللهَ» بضم الشين والهاء، وفتح الدال منونًا، ونصب الجلالة، أو قرئ (7): «شُهُدَ اللهِ» بضم الشين والهاء، وفتح الدال وضمها مضافًا لاسم الله، فالرفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هم شهد الله، والنصب على الحال، وهو جمع شهيد، كنذير ونذر، أو قرئ (8): «شهد لله» بضم الدال ونصبها وبلام الجر، ونسبت هذه القراءة للإمام عليٍّ كرم الله وجهه.   (1) وهما المشار إليهما في «جنات» سابقًا. (2) وهي قراءة الأئمة العشرة. (3) وهي قراءة أبي المهلب وأبي نهيك، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 316)، الإملاء للعكبري (1/ 75)، البحر المحيط (2/ 403). (4) وهي قراءة أبي الشعثاء، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (2/ 403). (5) وهي قراءة أبي المهلب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 316)، البحر المحيط (2/ 403). (6) لم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. (7) وهي قراءة أبو المهلب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (2/ 403). (8) لم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 {بِالْقِسْطِ} [18] حسن. {الْحَكِيمُ (18)} [18] تام لمن قرأ: «إن الدين» بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها، وهو الكسائي (1)؛ لأنَّ محلها نصب؛ لأنها مع مدخولها معمول لـ «شهد»، وإن المعمولة لعامل يجب فتح همزتها ما لم تكن لقول، أو بإضمار حرف الجر، كأنَّه قال: شهد الله أنَّه لا إله إلَّا هو؛ لأنَّ الدين عند الله الإسلام، أو بأنَّ الدين عند الله الإسلام، وعلى هذا فلا يوقف على «بالقسط»، ولا على «الحكيم»؛ لئلَّا يفصل بين العامل ومعموله بالوقف. {الْإِسْلَامُ} [19] كاف، ومثله «بغيًا بينهم». {الْحِسَابِ (19)} [19] تام؛ للابتداء بالشرط. {وَمَنِ اتَّبَعَنِ} [20] حسن؛ للابتداء بأمر يشمل أهل الكتاب والعرب، والأول مختص بأهل الكتاب، فلم يكن الثاني من جملة الشرط، قاله السجاوندي. {أَأَسْلَمْتُمْ} [20] حسن؛ لتناهي الاستفهام إلى الشرط. {فَقَدِ اهْتَدَوْا} [20] حسن؛ للابتداء بشرط آخر، وقال أبو عمرو فيهما: كاف. {الْبَلَاغُ} [20] كاف. {بِالْعِبَادِ (20)} [20] تام؛ للابتداء بـ «إن». {بِغَيْرِ حَقٍّ} [21] جائز لمن قرأ: «ويقاتلون» بألف بعد القاف؛ لعدول المعنى عن قوله: «ويقتلون» بغير ألف، وليس بوقف لمن قرأ: «ويقتلون» بغير ألف (2)؛ لفصله بين اسم «إنَّ» وخبرها، وقوله: «فبشرهم» في موضع خبر إن، وإن جعل خبر إن «أولئك الذين حبطت أعمالهم» -فلا يوقف على «أليم»، ولا على «الناس» للعلة المذكورة. {أَلِيمٍ (21)} [21] كاف. {وَالْآَخِرَةِ} [22] صالح، وقال أبو عمرو: كاف؛ للابتداء بالنفي، مع اتحاد المقصود.   (1) وقرأ الباقون بكسرها. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 172)، الإملاء للعكبري (1/ 75)، البحر المحيط (2/ 407)، التيسير (ص: 87)، تفسير الطبري (6/ 268)، الحجة لابن خالويه (ص: 107)، الحجة لابن زنجلة (ص: 157)، السبعة (ص: 203)، الغيث للصفاقسي (ص: 175)، الكشف للقيسي (1/ 338)، النشر (2/ 238). (2) قرأ حمزة وحده: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ} [21] بألف مع ضم الياء وكسر التاء، وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان القاف بغير ألف وضم التاء، وجه من قرأ بزيادة الألف فهو من المقاتلة، ووجه من قرأ بفتح الياء وإسكان القاف بغير ألف وضم التاء، من القتل. انظر: الإعراب للنحاس (1/ 317)، البحر المحيط (2/ 413)، التبيان للطوسي (2/ 422)، التيسير (ص: 87) تفسير الطبري (6/ 284) الحجة لأبي زرعة (ص: 158)، الغيث للصفاقسي (175) الكشاف (1/ 181). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 {مِنْ نَاصِرِينَ (22)} [22] تام، ومثله «معرضون». {مَعْدُودَاتٍ} [24] صالح؛ لأنَّ الواو بعده تصلح للعطف وللحال، أي: وقد غرهم، أو قالوا مغرورين. {يَفْتَرُونَ (24)} [24] كاف. {لَا رَيْبَ فِيهِ} [25] جائز، وقال نافع: تام، وخولف في هذا؛ لأنَّ ما بعده معطوف على الجملة قبله، فهو من عطف الجمل. {لَا يُظْلَمُونَ (25)} [25] تام. {مَنْ تَشَاءُ} [26] جائز في المواضع الأربعة، وقد نص بعضهم على الأول منها والأخير، والوجه أنها شيء واحد. {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} [26] كاف. {قَدِيرٌ (26)} [26] تام. {فِي النَّهَارِ} [27] جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني، ومثله «من الميت»، و «من الحي». {بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)} [27] تام. {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [28] تام؛ للابتداء بالشرط. {فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} [28] قال أبو حاتم السجستاني: كاف، ووافقه أبو بكر بن الأنباري، ولم يمعن النظر، وأظنه قلده، وكان يتحامل على أبي حاتم، ويسلك معه ميدان التعصب تغمدنا الله وإياهم برحمته، ولعل وجه هذا الوقف أنه رأى الجملة مركبة من الشرط والجزاء، وهو قوله: «ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء»، استأنف بعده «إلا»، على معنى: إلَّا أن يكون الخوف يحمله عليه، فعلى هذا التأويل يسوغ الوقف على شيء، وأجاز الابتداء بـ «إلَّا» هنا، وفيه ضعف؛ لأنَّ «إلَّا» حرف استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات؛ فهي متعلقة بما قبلها في جميع الأحوال، مع أنَّ أبا حاتم في باب الوقف والابتداء هو الإمام المقتدى به في هذا الفن، ووافقه الكواشي، وقال: إلَّا أن يجعل حرف الاستثناء بمعنى: اللهم، والله أعلم بكتابه، وفصل أبو العلاء الهمداني؛ حيث قال: من العلماء من قال: إذا كان بعد الاستثناء كلام تام -جاز الابتداء بإلَّا إذا لم يتغير معنى ما قبلها، نحو: 1 - {أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)} [التين: 5]. 2 - وقوله: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا} [الانشقاق: 24، 25]. 3 - وكقوله: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} [البقرة: 159، 160]. وأما لو تغير بالوقف معنى ما قبله نحو: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 1 - {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: 14]. 2 - و {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأحقاف: 3]. 1 - {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [البقرة: 249]. 2 - {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ} [الحجر: 30، 31]-فلا يبتدأ بـ «إلَّا»، وأما إذا لم يكن بعد (إلَّا) كلام تام، بل كان متعلقًا بما قبله- فلا يوقف دونه، وقال ابن مقسم: إذا كان الاستثناء متصلًا فالوقف على ما بعدها أحسن، نحو: 1 - {تولوا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [البقرة: 246]. 2 - {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [البقرة: 249]. 3 - {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: 14]. إلَّا أن يكون الاستثناء بعد الآية فيوقف على ما قبل إلَّا لتمام الآية وعلى ما بعدها؛ لتمام الكلام، نحو: 1 - {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ} [الحجر: 39، 40]. 2 - {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا} [الصافات: 134، 135]. وإن كان منقطعًا عما قبله فالوقف على ما قبل «إلَّا» أجود، وعلى ما بعدها حسن، ثم ما كان منه رأس آية ازداد حسنًا في الوقف، فمن المنقطع قبل تمام الآية قوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} [البقرة: 150] هنا الوقف، ثم يبتدئ: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [البقرة: 150]، وكذلك: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]، {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا} [مريم: 62]، {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56]، والتام في ذلك كله آخر الآية، وأما المنقطع بعد تمام الآية فقوله: {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا} [الحجر: 58 - 60]، {عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} [الصافات: 9، 10]، {بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا} [النبأ: 24، 25]، {أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا} [التين: 5، 6]؛ فإنَّ اللفظ لفظ الاستثناء، والتقدير: الرجوع من إخبار إلى إخبار، ومن معنى إلى معنى، وللعلماء في ذلك اختلاف كبير يطول شرحه، وحاصله: أنَّ الاستثناء إن كان يتعلق بالمستثنى منه لم يوقف قبل الأوان كان بمعنى لكن، وإن ما بعده ليس من جنس ما قبله، نحو: {لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة: 78]، {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)} [الليل: 20]، {إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} [النساء: 157]؛ إذ لم يستثن «الظن» من العلم؛ لأنَّ «اتباع الظن» ليس بعلم المعنى، لكنهم يتبعون الظن، والنحويون يجعلون هذا الاستثناء منقطعًا؛ إذ لم يصح دخول ما بعد «إلَّا» فيما قبلها، ألا ترى أنَّ «الأماني» ليست من الكتاب، وتكون «إلَّا» بمعنى الواو عند قوم، نحو قوله: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 [العنكبوت: 46]، وكقوله: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا} [النمل: 11]، ونحو قوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} [النساء: 92] قال أبو عبيدة بن المثنى: «إلَّا» بمعنى الواو؛ لأنه لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدًا ولا خطأ، ومن الاستثناء ما يشبه المنقطع كقوله: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)} [يونس: 61]، فقوله: «إلَّا في كتاب» منقطع عما قبله؛ إذ لو كان متصلًا لكان بعد النفي تحقيقًا، وإذا كان كذلك وجب أن يعزب عن الله تعالى مثقال ذرة وأصغر وأكبر منها إلَّا في الحال التي استثناها، وهو قوله: «إلَّا في كتاب مبين»، وهذا لا يجوز أصلًا، بل الصحيح الابتداء بـ «إلَّا» على تقدير الواو، أي: وهو أيضًا في كتاب مبين، ونحو ذلك قوله: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعام: 59]، ومعنى «فليس من الله في شيء»، أي: ليس من توفيق الله وكرامته في شيء، أو ليس فيه لله حاجة، أي: لا يصلح لطاعته، ولا لنصرة دينه، وقال الزجاج: معناه من يتول غير المؤمنين فالله بريء منه. {تُقَاةً} [28] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {نَفْسَهُ} [28] كاف. {الْمَصِيرُ (28)} [28] تام. {يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [29] كاف؛ لاستئناف ما بعده، وليس معطوفًا على جواب الشرط؛ لأنَّ علمه تعالى بما في السموات وما في الأرض غير متوقف على شرط، ومثله «وما في الأرض». {قَدِيرٌ (29)} [29] كاف إن نصب «يوم» باذكر مقدرًا مفعولًا به، وليس بوقف إن نصب بـ «يحذركم» الأولى، وكذا إن نصب بـ «المصير»؛ للفصل بين المصدر ومعموله، كأنه قال: تصيرون إليه يوم تجد كل، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ويضعف نصبه بـ «قدير»؛ لأنَّ قدرته تعالى على كل شيء لا تختص بيوم دون يوم، بل هو متصف بالقدرة دائمًا، ويضعف نصبه بـ «تودُّ»، أي: تودُّ يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرها تتمنى بُعْدَ ما بينها وبين ذلك اليوم وهوله. {مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} [30] تام إن جعلت «ما» مبتدأ، وخبرها «تود»، ومن جعلها شرطية وجوابها «تود» لم يصب، ولم يقرأ أحد إلَّا بالرفع، ولو كانت شرطية لجزم «تود»، ولو قيل: يمكن أن يقدر محذوف، أي: فهي تود، أو نوى بالمرفوع التقديم، ويكون دليلًا للجواب لا نفس الجواب -لكان في ذلك تقديم المضمر على ظاهره في غير الأبواب المستثناة، وذلك لا يجوز، وقراءة عبد الله (1): «من سوء ودت» تؤيد كون ما شرطية مفعولة بعملت، وفي الكلام حذف تقديره: تسر به، ومن سوء محضرًا   (1) وهو عبد الله بن مسعود، وكذا رويت عن ابن أبي عبلة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (2/ 430)، الكشاف (1/ 184)، المعاني للفراء (1/ 207)، تفسير الرازي (2/ 437). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 حذف تسر من الأول، ومحضرًا من الثاني، والمعنى وتجد ما عملت من سوء محضرًا تكرهه، وليس بوقف إن عطف «وما عملت من سوء» على «ما عملت من خير». {أَمَدًا بَعِيدًا} [30] حسن، وكرر التحذير تفخيمًا وتوكيدًا، كما في قوله: لَا أَرَى المَوْتَ يَسْبِقُ المَوْتَ شَيءٌ ... نَغَصَ المَوْتُ ذَا الغِنَى وَالفَقِيرَا (1) {نَفْسَهُ} [30] كاف. {بِالْعِبَادِ (30)} [30] تام. {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [31] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {ذُنُوبَكُمْ} [31] كاف. {رَحِيمٌ (31)} [31] تام. {وَالرَّسُولَ} [32] حسن؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {فَإِنْ تَوَلَّوْا} [32] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأتِ بعد. {الْكَافِرِينَ (32)} [32] تام. {الْعَالَمِينَ (33)} [33] جائز؛ من حيث كونه رأس آية، وليس بمنصوص عليه؛ لأنَّ «ذرية» حال من «اصطفى»، أي: اصطفاهم حال كونهم ذرية بعضها من بعض، أو بدل من «آدم» وما عطف عليه على قول من يطلق الذرية على الآباء والأبناء، فلا يفصل بين الحال وذيها، ولا بين البدل والمبدل منه، فإن نصبت «ذرية» على المدح كان الوقف على «العالمين» كافيًا. {مِنْ بَعْضٍ} [34] كاف. {عَلِيمٌ (34)} [34] تام، على قول أبي عبيدة معمر بن المثنى أن «إذ» زائدة لا موضع لها من الإعراب، والتقدير: عنده قالت امرأة عمران رب إني نذرت؛ على أنه مستأنف، وهذا وهم من أبي عبيدة، وذلك أنَّ «إذ» اسم من أسماء الزمان فلا يجوز أن يلغى؛ لأنَّ اللغو إنَّما يكون في الحروف، وموضع «إذ» نصب بإضمار فعل، أي: اذكر لهم وقت إذ قالت، قاله المبرد، والأخفش فهي مفعول به،   (1) البيت من بحر الخفيف، وقائله عدي بن زيد، من قصيدة يقول في مطلعها: إِنَّ لِلدَهرِ صَولَةً فَاِحذَرنَها ... لا تَنامَنَّ قَد أَمِنتَ الدُهورا عدي بن زيد (? - 36 ق. هـ /? - 587 م) عدي بن زيد بن حمّاد بن زيد العبادي التميمي، شاعر من دهاة الجاهليين، كان قرويًا من أهل الحيرة، فصيحًا، يحسن العربية والفارسية، والرمي بالنشاب، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، الذي جعله ترجمانًا بينه وبين العرب، فسكن المدائن ولما مات كسرى وولي الحكم هرمز أعلى شأنه ووجهه رسولًا إلى ملك الروم طيباريوس الثاني في القسطنطينية، فزار بلاد الشام، ثم تزوج هندًا بنت النعمان، وشى به أعداء له إلى النعمان بما أوغر صدره فسجنه وقتله في سجنه بالحيرة.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 لا ظرف، وقال الزجاج: الناصب له اصطفى مقدرًا مدلولًا عليه باصطفى الأول، أي: اصطفى آل عمران إذ قالت، فعلى هذين الوجهين لا يوقف على «عليم»؛ لتعلق ما بعده بما قبله، أي: سمع دعاءها ورجاءها؛ فـ «إذ» متعلقة بالوصفين معًا. {مُحَرَّرًا} [35] جائز، وهو حال من الموصول، وهو «ما في بطني»، والعامل فيها «نذرت»، ولا يستحسن؛ لتعلق الفاء بما قبلها. {فَتَقَبَّلْ مِنِّي} [35] تام، عند نافع؛ للابتداء بـ «إن». {الْعَلِيمُ (35)} [35] كاف، ومثله «أنثى» لمن قرأ «وضعتْ» بسكون التاء (1)؛ لأنه يكون إخبارًا من الله عن أم مريم، وما بعده من كلام الله فهو منفصل من كلام مريم ومستأنف، وبها قرأ أبو جعفر، ونافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، وحمزة، والكسائي، وليس بوقف لمن قرأ بضم التاء، وهو ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم (2)، وعليه فلا يوقف على «أنثى» الأول والثاني؛ لأنهما من كلامها، فلا يفصل بينهما، فكأنها قالت اعتذارًا: إنَّي وضعتها وأنت يا رب أعلم بما وضعت. {بِمَا وَضَعَتْ} [36] جائز، على قراءة سكون التاء (3)، وليس بوقف لمن ضمها (4). {كَالْأُنْثَى} [36] جائز، إن جعل من كلام الله، وليس بوقف إن جعل ما قبله من كلام أم مريم، ولا وقف من «وإنِّي سميتها مريم» إلى «الرجيم» فلا يوقف على «مريم» سواء قرئ «وضعت» بسكون التاء أو بكسرها (5)، على خطاب الله لها؛ لأنَّه معطوف على «إنِّي وضعتها»، وما بينهما معترض بين المعطوف والمعطوف عليه، مثل: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)} [الواقعة: 76] اعترض بجملة «لو تعلمون» بين المنعوت الذي هو «لقسم»، وبين نعته الذي هو «عظيم»، وهنا بجملتين الأولى «والله أعلم بما وضعت»، والثانية «وليس الذكر كالأنثى»، قرأ نافع (6): «وإني» بفتح ياء المتكلم التي قبل الهمزة المضمومة، وكذلك كل ياء وقع بعدها همزة مضمومة إلَّا في موضعين، فإنَّ الياء تسكن فيهما: ... {بِعَهْدِي أُوفِ} [البقرة: 40]، و {آَتُونِي أُفْرِغْ} [الكهف: 96]. {الرَّجِيمِ (36)} [36] كاف، وقيل: تام.   (1) بتاء التأنيث الساكنة. (2) انظر: إتحاف الفضلاء (ص: 173)، الإعراب للنحاس (1/ 325)، الإملاء للعكبري (1/ 77)، السبعة (ص: 204). (3) وهي القراءة المشار إليها سابقا. (4) وهي قراءة ابن عامر وشعبة عن عاصم. انظر: المصادر السابقة. (5) وهي قراءة شاذة رويت عن عبد الله بن عباس. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 325)، الإملاء للعكبري (1/ 77)، البحر المحيط (2/ 439)، الكشاف (1/ 186). (6) راجعها في أصول الإمام نافع بالشاطبية والطيبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 {نَبَاتًا حَسَنًا} [37] حسن، عند من خفف «وكفّلها»؛ لأنَّ الكلام منقطع عن الأول بتبدل فاعله؛ فإنَّ فاعل المخفف «زكريا»، وفاعل المشدد ضمير اسم الرب عزَّ وجلَّ، أي: وكفلها الله زكريا، وليس بوقف لمن شدد؛ لأنَّ الفعلين معًا لله تعالى، أي: أنبتها الله نباتًا حسنًا، وكفلها الله زكريا، وبها قرأ حمزة، والكسائي، وعاصم (1)، وقصر «زكريا» غير عاصم (2)؛ فإنه قرأ بالمد، فمن مدَّ أظهر النصب، ومن قصر كان في محل النصب، وخفف الباقون، ومدُّوا «زكريا» مرفوعًا (3)، أي: ضمها زكريا إلى نفسه، ومن حيث إنه عطف جملة على جملة يجوز عند بعضهم. {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [37] جائز، على القراءتين (4)، ومثله «رزقًا»، وكذا هذا منصوص عليهما. {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [37] كاف، إن جعل ما بعده من كلام الله، وجائز إن جعل من الحكاية عن مريم أنَّها قالت: «إن الله يرزق من يشاء بغير حساب»، والأولى وصله بما بعده. {بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)} [37] تام، وقيل: كاف؛ لأنَّ ما بعده متعلق به من جهة المعنى، روى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال لما رأى زكريا - عليه السلام - فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء –قال: إنَّ الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدًا، فعند ذلك دعا زكريا ربه. {طَيِّبَةً} [38] حسن؛ للابتداء بـ «إن». {الدُّعَاءِ (38)} [38] تام. {الْمِحْرَابِ} [39] حسن، على قراءة من كسر همزة «إن» (5)، على إضمار القول، أي: قالت: إنَّ الله، وقد جاء إضمار القول كثيرًا، من ذلك قوله: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [الرعد: 24] أي: يقولون سلام عليكم، فإن تعلقت «إن» المكسورة بفعل مضمر، ولم تتعلق   (1) وهم أهل الكوفة وقرءوا بتشديد الفاء، ولا أعلم إن كان قصد المؤلف بالتخفيف أم التشديد؟، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بتشديد الفاء. انظرهذه القراءة: إتحاف الفضلاء (ص: 173)، الإملاء للعكبري (1/ 77)، البحر المحيط (2/ 422)، السبعة (ص: 204)، الغيث للصفاقسي (ص: 175)، الكشف للقيسي (1/ 341)، التبيان للطوسي (2/ 435)، المعاني للأخفش (1/ 200)، المعاني للفراء (1/ 208)، النشر (2/ 239)، الإرشاد (ص: 261). (2) قرأ عاصم وحمزة والكسائي -وهم أهل الكوفة- بالقصر، ولا أعلم من أين أتى المؤلف بوجه مد «زكريا» لعاصم. انظرهذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 173)، الإملاء للعكبري (1/ 77)، السبعة (ص: 204)، الغيث للصفاقسي (ص: 175)، الكشف للقيسي (1/ 341)، المعاني للأخفش (1/ 200)، النشر (2/ 239). (3) وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر. انظر: المصادر السابقة. (4) أي: تخفيف الفاء وتشديدها من «كفلها»، وقصر ومد «زكرياء»، وهما المشار إليهما سابقًا. (5) وهي قراءة ابن عامر، وحمزة وهي من قوله تعالى: {أَنَّ الله يُبَشِّرُكَ} [39]. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 174)، الإملاء للعكبري (1/ 78)، البحر المحيط (2/ 446)، التيسير للداني (ص: 87)، تفسير الطبري (6/ 366)، الغيث للصفاقسي (ص: 175)، الكشف للقيسي (1/ 343)، المعاني للفراء (1/ 210). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 بما قبلها من الكلام -حسن الابتداء بها، والوقف على ما قبلها، وليس بوقف لمن فتحها (1)؛ لأنَّ التقدير: بأن الله، فحذف الجار، ووصل الفعل إلى ما بعده، فهو منصوب المحل بقوله: فنادته؛ لأنَّه فعل يتعدى إلى مفعولين أحدهما: الهاء، والثاني: «أنَّ الله»، وأما من أقام النداء مقام القول فلا يقف على «المحراب»، وكذا على قراءة من قرأ: «أنَّ الله» بفتح الهمزة (2)، على تقدير: بأنَّ الله، أي: بهذا اللفظ؛ لتعلق ما بعد المحراب بما قبله، انظر: النكزاوي. {الصَّالِحِينَ (39)} [39] كاف، وقيل: تام {عَاقِرٌ} [40] حسن، ووقف بعضهم على «كذلك»، على أن الإشارة بكذلك إلى حال زكريا وحال امرأته، كأنه قال: رب على أيِّ وجه يكون لنا غلام ونحن بحال كذا؟ فقال له: كما أنتما يكون لكما الغلام، والكلام تم في قوله: «كذلك»، وقوله: «الله يفعل ما يشاء» جملة مبينة مقررة في النفس وقوع هذا الأمر المستغرب، وعلى هذا يكون «كذلك» متعلقًا بمحذوف، «والله يفعل ما يشاء» جملة منعقدة من مبتدأ وخبر، وليس بوقف إن جعلت الكاف في محل نصب حال من ضمير ذلك، أي: يفعله حال كونه مثل ذلك، أو جعلت في محل رفع خبر مقدم، والجلالة مبتدأ مؤخر. اهـ سمين {مَا يَشَاءُ (40)} [40] تام، وهو رأس آية. {اجْعَلْ لِي آَيَةً} [41] حسن، ومثله «رمزًا»، وقيل: تام؛ للابتداء بالأمر. {وَالْإِبْكَارِ (41)} [41] تام، على أنَّ «إذ» منصوبة المحل بمضمر، تقديره: واذكر، وحسن إن جعل ما بعده معطوفًا على ما قبله من عطف الجمل. {الْعَالَمِينَ (42)} [42] تام؛ للابتداء بالنداء. {الرَّاكِعِينَ (43)} [43] حسن. {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [44] كاف عند أبي حاتم، ومثله «يكفل مريم»، و «يختصمون». {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} [45] جائز، ويبتدئ اسمه «المسيح» بكسر الهمزة، ومثله «عيسى ابن مريم» إن جعل «عيسى» خبر مبتدأ محذوف، أي: هو عيسى، وليس بوقف إن جعل اسمه المجموع من قوله: «المسيح عيسى ابن مريم» كما في (الكشاف)، أو جعل «عيسى» بدلًا من المسيح، أو عطف بيان، و «ابن مريم» صفة لـ «عيسى». {وَالْآَخِرَةِ} [45] جائز، ومثله «المقربين» عند من جعل «ويكلم» مستأنفًا على الخبر، والأَوْجَهُ أنَّ «وجيهًا»، «ومن المقربين»، «ويكلم»، «من الصالحين»، هذه الأربعة أحوال انتصبت عن قوله: «بكلمة»، والمعنى: إنَّ الله يبشرك بهذه الكلمة موصوفة بهذه الصفات الجميلة، ولا يجوز أن تكون من   (1) وهي قراءة نافع - ابن كثير - أبو عمرو - والكسائي. انظر: المصادر السابقة. (2) وهي القراءة المشار إليها آنفًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 «المسيح»، ولا من «عيسى»، ولا من «ابن مريم» ولا من الهاء في «اسمه»، انظر تعليل ذلك في: المطولات فلا يوقف على «كهلًا»؛ لأنَّ «ومن الصالحين» معطوف على وجهين، أي: وجيهًا، ومقربًا، وصالحًا، أو يبشرك بعيسى في حال وجاهته، وكهولته، وتقريبه، وصلاحه. {الصَّالِحِينَ (46)} [46] تام. {بَشَرٌ} [47] كاف، ومثله «ما يشاء». {كُنْ} [47] جائز. {فَيَكُونُ (47)} [47] تام لمن قرأ: «ونعلمه» بالنون، على الاستئناف، وكاف لمن قرأ بالياء التحتية عطفًا على «يبشرك» من عطف الجمل (1). {وَالْإِنْجِيلَ (48)} [48] حسن إن نصب «ورسولًا» بمقدر، أي: ونجعله رسولًا، وليس بوقف لمن عطفه على «وجيهًا»، فيكون حالًا، أي: ومعلمًا الكتاب، وهو ضعيف؛ لطول الفصل بين المتعاطفين، وكذا على قراءة البزي، و «رسولٍ» بالجر عطفًا على «بكلمة منه»، أي: يبشرك بكلمة منه ورسول؛ لبعد المعطوف عليه والمعطوف (2). {مِنْ رَبِّكُمْ} [49] كاف لمن قرأ: «إني أخلق» بكسر الهمزة، وهو نافع (3)؛ على الاستئناف، أو على التفسير، فسر بهذه الجملة قوله: «بآية» كأنَّ قائلًا قال: وما الآية؟ فقال: إني أخلق، ونظيرها يأتي في قوله: {إِن مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ} [59]، فجملة «خلقه» مفسرة للمثل، وكما في قوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 9]، ثم فسّر الوعد بقوله: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} [المائدة: 9]، فالاستئناف يؤتى به تفسيرًا لما قبله، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بدلًا من «أني قد جئتكم»، أو جعله في موضع خفض بدلًا من آية؛ بدل كل من كل إن أريد بالآية الجنس، أو جعلت خبر مبتدأ محذوف، أي: هي أني؛ فقوله: «أني» يجوز أن يكون في موضع رفع، أو نصب، أو جر، على اختلاف المعنى، وفتحها   (1) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي بالنون، والباقون بالياء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 174)، الإعراب للنحاس (1/ 334)، الإملاء للعكبري (1/ 79)، البحر المحيط (2/ 463)، التيسير (ص: 88)، تفسير الطبري (6/ 422)، الحجة لابن خالويه (ص: 109)، الحجة لابن زنجلة (ص: 163)، السبعة (ص: 206)، الغيث للصفاقسي (ص: 176)، الكشف للقيسي (1/ 344)، المعاني للأخفش (1/ 205)، تفسير الرازي (2/ 457)، النشر (2/ 240). (2) قراءة الجماعة بالنصب، ولا أعلم من أين أتى المؤلف بالجر للبزي؟ وإنما قرأ بالجر شاذًا لليزيدي. انظر: البحر المحيط (2/ 465)، والكشاف (1/ 190). (3) وقرأ الباقون بفتح الهمزة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 175)، الإملاء للعكبري (1/ 79)، البحر المحيط (2/ 465)، التبيان للطوسي (2/ 467)، التيسير (ص: 88)، المجمع للطبرسي (2/ 444)، تفسير الرازي (2/ 458). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 على إسقاط الخافض، فموضعها جر، أي: بأني، ويجري الخلاف المشهور بين سيبويه والخليل في محل «أني» نصب عند سيبويه، وجر عند الخليل. {بِإِذْنِ اللَّهِ} [49] جائز في الموضعين. {فِي بُيُوتِكُمْ} [49] كاف، ومثله «مؤمنين» إن نصب «ومصدقًا» بفعل مقدر، أي: وجئتكم مصدقًا لما بين يديَّ، وليس بوقف إن نصب عطفًا على «رسولًا»، أو على الحال مما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، وجواب «إن كنتم» محذوف، أي: انتفعتم بهذه الآية وتدبرتموها. {حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [50] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله. {مِنْ رَبِّكُمْ} [50] حسن. {وَأَطِيعُونِ (50)} [50] كاف. {فَاعْبُدُوهُ} [51] حسن، وقيل: كاف. {مُسْتَقِيمٌ (51)} [51] تام. {إِلَى اللَّهِ} [52] الأول حسن، والثاني ليس بوقف؛ لأنَّ «آمنا» في نظم الاستئناف، مع إمكان الحال، أي: قد آمنا كذلك. {مُسْلِمُونَ (52)} [52] كاف، ومثله «الشاهدين». {وَمَكَرَ اللَّهُ} [54] حسن. {الْمَاكِرِينَ (54)} [54] كاف. {مُتَوَفِّيكَ} [55] جائز، ومثله «ورافعك إليَّ»، وليس منصوصًا عليهما، والأولى وصلهما، وقيل: هو من المقدم والمؤخر، أي: رافعك إليَّ حيًّا، ومتوفيك. {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [55] حسن، إن جعل الخطاب في «اتبعوك» للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والذين اتبعوه هم المسلمون، أي: وجاعل الذين اتبعوك يا محمد فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فهو منقطع عما قبله في اللفظ، وفي المعنى؛ لأنَّه استئناف خبر له، ومعنى قوله: «فوق الذين كفروا»، أي: في الحجة وإقامة البرهان، وقيل: في اليد والسلطنة والغلبة، ويؤيد هذا ما في الصحيح: عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» (1)، وقيل: يراد بالخطاب عيسى، وليس بوقف إن جعل الخطاب لعيسى عليه وعلى نبينا أفضل   (1) أخرجه أحمد (5/ 278، رقم: 22448)، ومسلم (4/ 2215، رقم: 2889)، وأبو داود (4/ 97، رقم: 4252)، والترمذى (4/ 472، رقم: 2176)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2/ 1304، رقم: 3952)، وأبو عوانة (4/ 508، رقم: 7509)، وابن حبان (16/ 220، رقم: 7238)، وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (6/ 311، رقم: 31694). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 الصلاة والسلام، ولا يخفى أنَّ المذكور في الآية الشريفة إنما هو عيسى؛ لكون الكلام مع اليهود الذين كفروا به، وراموا قتله، وما في خط شيخ الإسلام، وفي النسخ القديمة موسى، لعله سبق قلم، أو تصحيف من النساخ، وفي ترتيب هذه الأخبار الأربعة أعني: «متوفيك»، «ورافعك إليَّ»، «ومطهرك»، و «وجاعل» ترتيب حسن؛ وذلك أنَّ الله تعالى بشره أولًا بأنه متوفيه ومتولي أمره، فليس للكفار المتوعدين له بالقتل سلطان ولا سبيل، ثم بشره ثانيًا بأنه رافعه إليه، أي: إلى سمائه محل أنبيائه وملائكته، ومحل عبادته؛ ليسكن فيها، ويعبد ربه مع عابديه، ثم ثالثًا بتطهيره من أوصاف الكفرة وأذاهم، وما قذفوه به، ثم رابعًا برفعة تابعيه على من خالفه؛ ليتم بذلك سروره، وقدم البشارة بنفسه؛ لأنَّ الإنسان بنفسه أهم، قال تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، وفي الحديث: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» (1). {يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [55] جائز. {تَخْتَلِفُونَ (55)} [55] كاف؛ للتفصيل بعده. {وَالْآَخِرَةِ} [56] كاف أيضًا؛ للابتداء بالنفي. {مِنْ نَاصِرِينَ (56)} [56] تام. {أُجُورَهُمْ} [57] حسن. {الظَّالِمِينَ (57)} [57] كاف؛ لأنَّ «ذلك» مبتدأ، و «من الآيات» في محل رفع خبر. {الْحَكِيمِ (58)} [58] تام. {كَمَثَلِ آَدَمَ} [59] حسن، وليس بتام، ولا كاف؛ لأنَّ «خلقه من تراب» تفسير للمثل، وهو متعلق به، فلا يقطع منه، وقال يعقوب: تام، و «خلقه من تراب» مستأنف، وإنما لم يكن خلقه متصلًا به؛ لأنَّ الإعلام لا يتصل بها الماضي، فلا تقول: مررت بزيد قام؛ لأنَّ قام لا يكون صفة لزيد ولا حالًا؛ لأنه قد وقع وانقطع، فإن أضمرت في الكلام قد جاز أن يتصل الماضي بالإعلام؛ لأنَّ الجمل بعد المعارف أحوال، وفي جملة «خلقه من تراب» وجهان: أظهرهما: أنها مفسرة لوجه التشبيه، فلا محل لها من الإعراب، والثاني: أنها في محل نصب على الحال من «آدم»، و «قد» معه مقدرة؛ لتقربه من الحال؛ والعامل فيها معنى التشبيه والضمير في «خلقه» عائد على «آدم»، لا على «عيسى»؛ لفساد المعنى. {كُنْ} [59] جائز؛ لاستئناف ما بعده، وما بعد الأمر ليس جوابًا له، وإنما أراد تعالى، فهو يكون   (1) قال الألباني: حديث "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول" صحيح. وهو مركب من حديثين في الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: (أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ)، وَلِمُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ فِي قِصَّةِ الْمُدَبَّرِ فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، (ابْدَأْ بِنَفْسِك فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلِأَهْلِك). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 على الاستئناف؛ فلذلك انقطع عما قبله، وليس بوقف على قراءة الكسائي من نصب ما بعد الفاء (1)، وذلك أن ما بعدها معطوف على ما عملت فيه «كن»، واختلف في المقول له «كن»، فالأكثر على أنَّه «آدم»، وعليه يسئل، ويقال: إنما يقال له: «كن» قبل أن يخلقه، لا بعده، وهنا «خلقه»، ثم قال له: «كن»، ولا تكوين بعد الخلق؟ فالجواب: أنه تعالى أخبرنا أولًا بأنه خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، ثم ابتدأ خبرًا آخر فقال: إني مخبركم بعد خبري الأول أني قلت له: كن فكان مثل قوله: إنَّ مَنْ سَادَ ثُمَّ سَادَ أَبُوهُ ... ثُمَّ قَدْ سَادَ قَبْلَ ذَلِكَ جَدُّهُ (2) ومعلوم أن الأب متقدم عليه، والجد متقدم على الأب، فالترتيب يعود إلى الخبر، لا إلى الوجود. {فَيَكُونُ (59)} [59] تام. {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [60] جائز، أي: الذي أنبأك به في قصة عيسى الحق من ربك، أو هو الحق من ربك، أو أمر عيسى فهو خبر مبتدأ محذوف. {الْمُمْتَرِينَ (60)} [60] تام، ولا وقف من قوله: «فمن حاجك» إلى «الكاذبين»، فلا يوقف على «من العلم»؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {الْكَاذِبِينَ (61)} [61] تام. {الْحَقُّ} [62] كاف. {إِلَّا اللَّهُ} [62] حسن؛ لأنَّ «من إله» مبتدأ، و «من» زائدة، و «إلَّا الله» خبر، أي: ما إله إلَّا الله. {الْحَكِيمُ (62)} [62] تام، ومثله «بالمفسدين»، وكذا «بيننا وبينكم» عند نافع إن رفع ما بعده؛ على أنه خبر مبتدأ محذوف؛ فإنَّ العادة أنه لا يبتدأ بـ «إلَّا»؛ لأنَّ الغالب أنها تكون في محل نصب أو جر، فهي مفتقرة إلى عاملها، وهنا كأنَّ قائلًا قال: ما الكلمة؟ فقيل: هي ألَّا نعبد إلَّا الله، وهذا وإن كان جائزًا عربية رفعه -فالأحسن وصله، وليس بوقف إن جعلت «أن» وما في حيزها في محل رفع بالابتداء، والظرف قبلها خبر، وكذا لا يوقف على «بينكم» إن جعلت «أن» فاعلًا بالظرف قبلها، وحينئذ يكون الوقف على «سواء»، ثم يبتدأ «بيننا وبينكم ألَّا نعبد إلَّا الله»، وهذا فيه بعد من حيث المعنى، وكذا لا يوقف عليه إن جر على أنه بدل من كلمة بتقدير: تعالوا إلى كلمة، وإلى «ألَّا نعبد إلَّا الله»؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله، ورسموا «ألَّا نعبد» بغير نون بعد الألف.   (1) روي نصب النون بعد الفاء من «فيكون»، ابن عامر وحده من العشر، أما ما ذكره المصنف فلا أصل له إن كان يقصد ما ذكرته؟!. انظر هذه القراءة في: التيسير (ص: 76، 88)، الحجة لابن خالويه (ص: 110)، السبعة (ص: 207). (2) البيت من بحر الخفيف، مجهول القائل، وذكره عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 {دُونِ اللَّهِ} [64] تام؛ للابتداء بعده بالشرط، ومثله «مسلمون». {إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ} [65] كاف؛ للابتداء بالاستفهام. {تَعْقِلُونَ (65)} [65] تام. {فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [66] جائز؛ للاستفهام بعده. {لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [66] كاف؛ لاستئناف ما بعده. {وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)} [66] تام؛ للابتداء بالنفي بعده. {وَلَا نَصْرَانِيًّا} [67] ليس بوقف؛ لأنَّ «لكن» حرف يقع بين نقيضين، وهما هنا اعتقاد الباطل والحق. {مُسْلِمًا} [67] جائز. {مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)} [67] تام. {لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا} [68] كاف، فـ «أولى الناس» في محل نصب اسم «إنَّ»، و «للذين» في محل رفع خبرها، واللام في «للذين» لام التوكيد، و «هذا النبي» عطف على «للذين»، و «الذين آمنوا» في محل رفع بالعطف على «النبي» والوقف على «آمنوا»، وقال النكزاوي: اختلف في ضمير «اتبعوه»، فقيل: هو ضمير جماعة المسلمين راجع إلى «الذين»، وقيل: راجع إلى القوم الذين كانوا في زمن إبراهيم، فآمنوا به واتبعوه كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو، وقال يعقوب: الوقف على «اتبعوه» كاف، ويبتدأ «وهذا النبي» على الاستئناف، والأجود العطف، ويدل على صحته الحديث المسند: «إنَّ لكل بيت وليًّا، وإنَّ ولييَّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام»، ثم قرأ هذه الآية اهـ (1). مع حذف، وقرأ أبو السَمَّال العدوي (2): «وهذا النبيَّ» بالنصب (3)؛ عطفًا على الهاء في «اتبعوه»، كأنه قال: اتبعوه واتبعوا هذا النبي، ذكره ابن مقسم، والوقف على هذا الوجه على «آمنوا»، ومن نصب «النبي» على الإغراء وقف على «اتبعوه» ثم يبتدئ «وهذا النبي» بالنصب، كأنه قال: واتبعوا هذا النبي على لفظ الأمر، وهذا أضعف الأوجه، وقرئ بالجر (4)؛ عطفًا على إبراهيم، أي: إنَّ أولى الناس بإبراهيم وبهذا النبي، وعلى هذا كان ينبغي أن يثني الضمير في «اتبعوه»، فيقول: اتبعوهما، اللهمّ إلَّا أن يقال: هو من   (1) لم أعثر عليه. (2) قعنب بن أبي قعنب أبو السّمَّال، العدوي البصري، له اختيار في القراءة شاذ عن العامة، رواه عنه أبو زيد سعيد بن أوس، وأسند الهذلي قراءة أبي السَمَّال عن هشام البربري عن عباد بن راشد عن الحسن عن سمرة عن عمر وهذا سند لا يصح. انظر: غاية النهاية -الموسوعة الشاملة (3) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 341)، الإملاء للعكبري (1/ 81)، البحر المحيط (2/ 488)، الكشاف (1/ 94). (4) لم أستدل على من قرأ بها، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (2/ 488). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 باب والله ورسوله أحق أن يرضوه. {وَالَّذِينَ آَمَنُوا} [68] حسن. {وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)} [68] تام. {لَوْ يُضِلُّونَكُمْ} [69] حسن. {وَمَا يَشْعُرُونَ (69)} [69] تام، ومثله «تشهدون»، وكذا «وأنتم تعلمون». آخره ليس بوقف؛ لحرف الترجي بعده؛ لأنَّ الإنسان يترجى بها شيئًا يصل إليه بسبب من الأسباب. {يَرْجِعُونَ (72)} [72] صالح؛ لأنَّ ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، وأنَّ الواو بعده للعطف، فإن جعلت للاستئناف كان الوقف على «ترجعون» كافيًا. {دِينَكُمْ} [73] تام، يبنى الوقف على «هدى الله»، ووصله بما بعده على اختلاف القراء والمعربين، فللقراء في محل «أن يؤتى» خمسة أوجه، وللمعربين فيه تسعة أوجه، والوقف تابع لها في تلك الأوجه، ولهذا قال الواحدي (1): وهذه الآية من مشكلات القرآن، وقال غيره: هي أشكل ما في السورة، قرأ العامة: «أَن يؤتى» بفتح الهمزة والقصر (2)، ومعناها: قالت اليهود بعضهم لبعض: لا تصدقوا، ولا تقروا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والحكمة إلَّا لمن اتبع اليهودية، وقرأ ابن محيصن (3)، وحميد (4) ..............................................   (1) علي بن أحمد بن محمد بن علي، أبو الحسن الواحدي: مفسر، عالم بالأدب، نعته الذهبي بإمام علماء التأويل، كان من أولاد التجار أصله: من ساوة (بين الري وهمذان) ومولده ووفاته بنيسابور، له: البسيط، والوسيط، والوجيز -كلها في التفسير، وقد أخذ الغزالي هذه الأسماء وسمى بها تصانيفه، وشرح ديوان المتنبي، وأسباب النزول، وشرح الأسماء الحسنى، وغير ذلك وهو كثير، والواحدي نسبة إلى الواحد بن الديل ابن مهرة (ت 468 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (4/ 255). (2) وهي قراءة متواترة رويت عن جمهور القراء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 176)، البحر المحيط (2/ 496)، التيسير (ص: 89)، تفسير القرطبي (4/ 114)، الحجة لابن خالويه (ص: 110، 111)، الحجة لابن زنجلة (ص: 165)، السبعة (ص: 207)، الغيث للصفاقسي (ص: 178)، الكشاف (1/ 196)، تفسير الرازي (2/ 480). (3) محمد بن عبد الرحمن ابن محيصن السهمي بالولاء، أبو حفص المكي: مقرئ أهل مكة بعد ابن كثير، وأعلم قرائها بالعربية، انفرد بحروف خالف فيها المصحف، فترك الناس قراءته ولم يلحقوها بالقراءات المشهورة، وكان لا بأس به في الحديث، روى له مسلم والترمذي والنسائي حديثا واحدا (ت 123 هـ). انظر: غاية النهاية (2/ 167)، العبر (1/ 157)، تهذيب التهذيب (7/ 474)، الأعلام للزركلي (6/ 189). (4) حميد بن قيس الأعرج، أبو صفوان المكي القارئ ثقة، أخذ القراءة عن مجاهد بن جبر، وعرض عليه ثلاث مرات، روى القراءة عنه سفيان بن عيينة، وأبو عمرو بن العلاء وإبراهيم بن يحيى ابن أبي حية وجنيد بن عمرو العدواني وعبد الوارث بن سعيد، (ت 130هـ). انظر: غاية النهاية ترجمة رقم: 1200 - الموسوعة الشاملة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 فوق العشرة بمد الهمزة (1)؛ على الاستئناف التوبيخي الإنكاري، وقرأ ابن كثير في السبع على قاعدته بتسهيل الثانية بَيْنَ بَيْنَ من غير مدٍّ بينهما على الاستفهام (2)، ولام العلة والمعلل محذوفان، أي: إلا أن يؤتى أحد دبرتم ذلك وقلتموه، فحذفت اللام، ونصبت أن ومدخولها، أي: محلهما، كأنه قال: لا تؤمنوا إلَّا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، وقرأ الأعمش (3)، وشعيب بن أبي حمزة، وسعيد بن جبير (4): «إن يؤتى» بكسر الهمزة (5)؛ على أنها نافية، أي: ما يؤتى أحد مثل ما أوتيتم خطاب من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته، والوقف على «دينكم»؛ لأنَّ ما بعده يكون منقطعًا عن الأول، وقرأ الحسن (6): «أن   (1) وهي قراءة شاذة ورويت أيضا عن الحسن. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (2/ 497)، تفسير القرطبي (4/ 114)، المحتسب لابن جني (1/ 163). (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 176)، البحر المحيط (2/ 496)، التيسير (ص: 89)، تفسير القرطبي (4/ 114)، الحجة لابن خالويه (ص: 110، 111)، الحجة لابن زنجلة (ص: 165)، السبعة (ص: 207)، الغيث للصفاقسي (ص: 178)، الكشاف (1/ 196)، تفسير الرازي (2/ 480). (3) سليمان بن مهران الأسدي بالولاء، أبو محمد، الملقب بالأعمش: تابعي، مشهور، أصله من بلاد الري، ومنشأه ووفاته في الكوفة، كان عالما بالقرآن والحديث والفرائض، يروي نحو (1300) حديث، قال الذهبي: كان رأسا في العلم النافع والعمل الصالح، وقال السخاوي: قيل: لم ير السلاطين والملوك والأغنياء في مجلس أحقر منهم في مجلس الأعمش مع شدة حاجته وفقره (ت 148 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (3/ 153). (4) سعيد بن جبير الأسدي، بالولاء، الكوفي، أبو عبد الله: تابعي، كان أعلمهم على الإطلاق، وهو حبشي الأصل، من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد، أخذ العلم عن عبد الله بن عباس وابن عمر، ثم كان ابن عباس، إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه، قال: أتسألونني وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني سعيدا، ولما خرج عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث، على عبد الملك بن مروان، كان سعيد معه إلى أن قتل عبد الرحمن، فذهب سعيد إلى مكة، فقبض عليه واليها (خالد القسري)، وأرسله إلى الحجاج، فقتله بواسط، قال الإمام أحمد بن حنبل: قتل الحجاج سعيدا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه (ت 95 هـ). انظر الأعلام للزركلي (3/ 93). (5) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (2/ 497)، تفسير القرطبي (4/ 114)، المحتسب لابن جني (1/ 163). (6) الحسن البصري (21 - 110 هـ = 642 - 728 م) الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد: تابعي، كان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه، وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك، ولد بالمدينة، وشبّ في كنف علي بن أبي طالب، واستكتبه الربيع ابن زياد والي خراسان في عهد معاوية، وسكن البصرة، وعظمت هيبته في القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم، لا يخاف في الحق لومة، وكان أبوه من أهل ميسان، مولى لبعض الأنصار، قال الغزّالي: كان الحسن البصري أشبه الناس كلامًا بكلام الأنبياء، وأقربهم هديًا من الصحابة، وكان غاية في الفصاحة، تتصبب الحمكة من فيه، وله مع الحجاج ابن يوسف مواقف، وقد سلم من أذاه، ولما ولي عمر ابن عبد العزيز الخلافة كتب إليه: إني قد ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعوانًا يعينونني عليه، فأجابه الحسن: أما أبناء الدنيا فلا تريدهم، وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك، فاستعن بالله. أخباره كثيرة، وله كلمات سائرة وكتاب في: فضائل مكة، توفي بالبصرة. انظر: الأعلام للزركلي (2/ 226). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 يؤتِىَ» (1) بفتح الهمزة، وكسر الفوقية، وفتح التحتية مبنيًّا للفاعل، و «أحد» فاعل، والمفعول الأول محذوف، أي: أحدًا وأبقى الثاني وهو مثل، والتقدير: أن يؤتى أحد أحدًا مثل ما أوتيتم هذا توجيه القراءات، وأما توجيه الإعراب ففي محل أن يؤتى تسعة أوجه: ثلاثة من جهة الرفع، وأربعة من جهة النصب، وواحد من جهة الجر، وواحد محتمل للنصب والجر، ويوقف على «هدى الله» في أربعة منها، وهي إن قرئ (2): «ءأن يؤتى» بالاستفهام؛ لأنَّ الاستفهام له صدر الكلام سواء قرئ بهمزة محققة، أو مسهلة، أو نصب «أن» على الاشتغال، أو علق بالهدى، أو أنَّ «إن» بمعنى ما، وليس بوقف إن أعرب «أن» بدلًا من «هدى الله»، أو خبرًا لـ «أن»، أو معمولًا لما قبله، أو متعلقًا بما قبله، أو متعلقًا بلا تؤمنوا، أو قرئ: «أن يؤتَى» بالفتح والقصر؛ لأنه يصير علة لما قبله، كما ستراه. فالأول من أوجه الرفع: أن «يؤتى» يصح أن يكون محله رفعًا؛ على أنه مبتدأ على قول من يرفع، نحو: أزيد ضربته، والخبر محذوف، أي: إيتاء أحد مثل ما أوتيتم تصدقونه، أو تقرون به، أي: لا تصدقوا بذلك، فهو إنكار أن يؤتى أحد مثل الذي أوتوه من التوراة وغيرها، فهو حينئذ من كلام اليهود بعضهم لبعض، والوقف على «هدى الله» تام؛ لأنه من كلام الله. والثاني من أوجه الرفع: أن «يؤتى» بدل من «هدى الله» الذي هو خبر «إن»، أي: إنَّ الهدى هدى الله هو أن يؤتى أحد كالذي جاءنا نحن، فيكون من كلام اليهود. والثالث من أوجه الرفع: أن «أن يؤتى» خبر إن. وأما أوجه النصب: فأحدها: أنَّ «أن» بفتح الهمزة بمعنى: لا، نقل ذلك بعضهم عن الفراء، فأقام «أن» مقام ما، و «أو» بمعنى: إلَّا، فـ «أن» ومدخولها في محل نصب بالقول المحذوف، أي: وقولوا لهم لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلَّا أن يحاجوكم، وردَّ بأن جعل «أن» المفتوحة للنفي غير محفوظ، بل هو قول مرغوب عنه. والثاني من أوجه النصب: أن يكون مفعولًا بمحذوف، أي: إذا كان الهدى هدى الله فلا تنكروا أن   (1) وهي قراءة متواترة رويت عن جمهور القراء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 176)، البحر المحيط (2/ 496)، التيسير (ص: 89)، تفسير القرطبي (4/ 114)، الحجة لابن خالويه (ص: 110، 111)، الحجة لابن زنجلة (ص: 165)، السبعة (ص: 207)، الغيث للصفاقسي (ص: 178)، الكشاف (1/ 196)، تفسير الرازي (2/ 480). (2) وهي قراءة ابن كثير المكي. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 176)، الإعراب للنحاس (2/ 496)، التيسير (ص: 89)، تفسير القرطبي (4/ 114)، الحجة لابن خالويه (ص: 110، 111)، الحجة لابن زنجلة (ص: 165)، السبعة (ص: 207)، الغيث للصفاقسي (ص: 178)، الكشاف (1/ 196). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 يؤتى أحد، واستبعده أبو حيان بأنَّ فيه حذف حرف النهي، وحذف معموله، وهو غير محفوظ، وردّ عليه تلميذه السمين (1) بأنه متى دل دليل على حذف العامل جاز على أي وجه كان. والثالث من أوجه النصب: هو «أن يؤتى» مفعول لأجله، أي: ولا تؤمنوا إلَّا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد، أو مخافة أن يحاجوكم، أو أن آن يؤتى بالمد على الاستفهام مفعول لأجله أيضًا، فليس هو من قول اليهود، أي: الخوف أن يؤتى أحد قلتم ذلك، ونقل ابن عطية الإجماع على أنَّ ولا تؤمنوا من مقول اليهود غير سديد. والرابع من أوجه النصب: أنَّ «أن يؤتى» منصوب على الاشتغال، أي: تذكرون أن يؤتى أحد تذكرونه، فتذكرونه مفسر بكسر السين، ولكونه في قوة المنطق صح أن يفسر. وأما وجه الجر: فـ «أن» أصلها لأن فأبدلت لام الجر مدة كقراءة ابن عامر: «آن كان ذا مال» بهمزة محققة ومسهلة، أو محققتين، وبها قرأ حمزة، وعاصم، أي: لأن كان ذا مال (2). والوجه المحتمل: هو أنَّ «أن يؤتى» متعلق بـ «لا تؤمنوا» على حذف حرف الجر، أي: ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد، ولا يؤمنوا بأن يحاجوكم، فيكون «أن يؤتى» وما عطف عليه مفعولًا لقوله: «ولا تؤمنوا»، وعلى هذا لا يوقف على «من تبع دينكم»؛ لأنَّ «أن» متصلة بما قبلها، فلا يفصل بين الفعل والمفعول، ويجوز أن لا تقدر الباء، فتقول: ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد النبوة والكتاب إلَّا لمن اتبع دينكم، فـ «أن يؤتى» من تمام الحكاية عن اليهود، وقوله: «قل إن الهدى هدى الله» اعتراض بين الفعل والمفعول، وإن جعل «أن يؤتى» متصلًا بـ «الهدى» بتقدير: قل إنَّ الهدى هدى الله أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون وأن لا يحاجوكم -كان الوقف على «لمن تبع دينكم» اهـ من أبي حيان، وتلميذه السمين ملخصًا، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، ولكن ما ذكر فيه كفاية، غفر الله لمن نظر بعين الإنصاف وستر ما يرى من الخلاف. {عِنْدَ رَبِّكُمْ} [73] حسن.   (1) السمين (000 - 756 هـ = 000 - 1355 م) أحمد بن يوسف بن عبد الدايم الحلبي، أبو العباس، شهاب الدين، المعروف بالسمين: مفسِّر، عالم بالعربية، والقراءات، شافعي، من أهل حلب، استقر واشتهر في القاهرة، من كتبه: تفسير القرآن، والقول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز، والدر المصون -في إعراب القرآن، وعمدة الحفاظ، في تفسير أشرف الألفاظ -في غريب القرآن، وشرح الشاطبية -في القراءات، قال ابن الجزري: لم يسبق إلى مثله. انظر: الأعلام للزركلي (1/ 274). (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 421)، الإعراب للنحاس (3/ 485)، التيسير (ص: 213)، تفسير الطبري (29/ 18)، تفسير القرطبي (18/ 336)، الحجة لابن خالويه (ص: 351)، الحجة لابن زنجلة (ص: 717)، السبعة (ص: 646)، الغيث للصفاقسي (ص: 371)، الكشاف (4/ 143)، الكشف للقيسي (2/ 331)، المعاني للفراء (3/ 173)، تفسير الرازي (30/ 86)، النشر (1/ 367). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 {بِيَدِ اللَّهِ} [73] كاف؛ لأنَّ «يؤتيه» لا يتعلق بما قبله، مع أنَّ ضميري فاعله ومفعوله عائدان إلى الله وإلى الفضل، قاله السجاوندي. {مَنْ يَشَاءُ} [73] كاف، ومثله «واسع عليم»، وكذا «من يشاء». {الْعَظِيمِ (74)} [74] تام. {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [75] حسن. {قائِماً} [75] كاف؛ لأنَّ «ذلك» مبتدأ. {سَبِيلٌ} [75] حسن. {يَعْلَمُونَ (75)} [75] كاف، وقيل: تام. {بَلَى} [76] ليس بوقف، وقيل: وقف؛ لأنَّ «بلى» جواب للنفي السابق، أي: بلى عليهم سبيل العذاب بكذبهم، وتقدم في البقرة ما يغني عن إعادته. {الْمُتَّقِينَ (76)} [76] تام. {فِي الْآَخِرَةِ} [77] جائز. {وَلَا يُزَكِّيهِمْ} [77] كاف. {أَلِيمٌ (77)} [77] تام. {وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ} [78] كاف؛ على استئناف ما بعده، ومثله «ويقولون هو من عند الله». وقوله: {وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [78] أكفى منهما. {يَعْلَمُونَ (78)} [78] تام، ولا وقف من قوله: «ما كان لبشر» إلى «تدرسون»، فلا يوقف على «النبوة»؛ لاتساق ما بعده على ما قبله؛ لأنَّ ما بعده جملة سيقت توكيدًا للنفي السابق، أي: ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة، ولا له أن يقول كما تقول: ما كان لزيد قيام ولا قعود؛ على انتفاء كل منهما، فهي مؤكدة للجملة الأولى، والجملة -وإن كانت في اللفظ منفصلة- فهي في المعنى متصلة؛ إذ شرط عطف الجملة على الجملة أن يكون بينهما مناسبة بجهة جامعة، نحو: زيد يكتب، ويشعر، وسبب نزولها: أنَّ أبا رافع القرظي اليهودي، والرئيس من نصارى نجران قالا: يا محمد، تريد أن نعبدك ونتخذك ربًّا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «معاذ الله ما بذلك أمرت ولا إليه دعوت» (1) فانتفاء القول معطوف على أن يؤتيه، فلا يفصل بينهما بالوقف، ولا يوقف على «من دون الله»؛ لتعلق ما بعده بما قبله استدراكًا وعطفًا، وما رأيت أحدًا دعم هذين الوقفين بنقل تستريح النفس به.   (1) وهذه الرواية ذكرت في: البحر المحيط وتفسير الثعالبي والمحرر الوجيز، عند تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ الله الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ الله وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79]. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 {تَدْرُسُونَ (79)} [79] كاف؛ على قراءة «ولا يأمركم» بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب (1)، عطفًا على أن يؤتيه الله، أي: ولا أن يأمركم؛ ففاعل «يأمركم» في الرفع الله تعالى، أي: ولا يأمركم الله، وفي النصب لبشر، أي: ما كان لبشر أن يأمركم. {أَرْبَابًا} [80] كاف. {مُسْلِمُونَ (80)} [80] تام. {وَالنَّبِيِّينَ} [80] صالح، فرقًا بين «النبيين»، وضمير الأمم على قول من يقول: إن الكاف والميم في «آتيتكم» ضمير الأمم، وتقدير ذلك: واذكر يا محمد حين أخذ الله العهد على النبيين والميثاق، فأمرهم أن يخبروا الأمم عن الله تعالى، فقال لهم: قولوا للأمم عني: مهما أوتيتم من كتاب وحكمة، ثم يجيئكم رسول مصدق لما معكم من ذلك الكتاب والحكمة لتؤمنن به ولتنصرنه، وقال بعضهم: إنَّ قوله: «ثم جاءكم» بمعنى: أن جاءكم رسول، يعني: أن أتاكم ذكر محمد لتؤمنن به، أو ليكونن إيمانكم به كالذي عندكم في التوراة، وقيل: الكاف والميم ضمير الأنبياء، كأنه أوجب على كل نبي إن جاءه رسول بعده أن يؤمن به، ويصدقه، وينصره، وعلى هذا لا يوقف على النبيين؛ لأنَّ الخطاب للأنبياء، لا للأمم، ولا يوقف على قوله: «وحكمة»، ولا على قوله: «لما معكم»؛ لأنَّ جواب القسم لم يأت، وهو قوله: لتؤمنن به، ولتنصرنه، وهذا أوفى بتأدية المراد؛ إذ ليس فيه الفصل بين المتلازمين، وهما القسم وجوابه، وأحدهما يطلب الآخر. {وَلَتَنْصُرُنَّهُ} [81] كاف. {إِصْرِي} [81] صالح، وقيل: كاف. {قَالُوا أَقْرَرْنَا} [81] كاف. {مِنَ الشَّاهِدِينَ (81)} [81] تام. {الْفَاسِقُونَ (82)} [82] كاف. {يَبْغُونَ} [83] حسن، لمن قرأه بالياء التحتية (2)، وقُرِأ: «ترجعون» بالتاء الفوقية (3)؛ لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأهما بالتحتية، أو بالفوقية، والأولى الوصل؛ لأنَّ التقدير:   (1) قرأ حمزة وابن عامر وعاصم بنصب الراء، وقرأ الباقون بالرفع. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 177)، الإعراب للنحاس (1/ 347)، الإملاء للعكبري (1/ 83)، البحر المحيط (2/ 507)، التبيان للطوسي (2/ 512)، التيسير (ص: 89)، علل القراءات (1/ 121)، الكشف للقيسي (1/ 350). (2) قرأ أبو عمرو وحفص بالياء، وقرأ الباقون بالتاء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 177)، البحر المحيط (2/ 515، 516)، التيسير (ص: 89)، تفسير الطبري (6/ 563، 564)، تفسير القرطبي (4/ 127)، النشر (2/ 241)، السبعة (ص:214)، الإرشاد (ص: 26). (3) وقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي، وقرأ الباقون بالياء. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 أتبغون غير دين إله هذه صفته، وهو الله تعالى؟ فلا يفصل بينهما، كذلك: «من في السموات والأرض». {طَوْعًا وَكَرْهًا} [83] جائز لمن قرأ: «يرجعون» بالتحتية، وكاف لمن قرأه بالفوقية (1). {يُرْجَعُونَ (83)} [83] تام، ولا وقف من: «قل آمنا» إلى: «من ربهم»، فلا يوقف على «الأسباط»؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {مِنْ رَبِّهِمْ} [84] جائز؛ لأنَّ ما بعده حال، أي: آمنا غير مفرقين. {مِنْهُمْ} [84] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وحالًا. {مُسْلِمُونَ (84)} [84] تام. {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [85] جائز. {مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [85] تام. {حَقٌّ} [86] تام عند نافع، وخولف في هذا؛ لأنَّ قوله: «وجاءهم البينات» معطوف على ما قبله، ولكن هو من عطف الجمل فيجوز. {الْبَيِّنَاتُ} [86] كاف، وكذا: «الظالمين». {أَجْمَعِينَ (87)} [87] جائز؛ لأنه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، غير أنَّ «خالدين» حال من الضمير في «عليهم»، والعامل الاستقرار، أو الجار؛ لقيامه مقام الفعل. {خَالِدِينَ فِيهَا} [88] أحسن، ومعنى خلودهم في اللعنة: استحقاقهم لها دائمًا. {وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)} [88] جائز عند بعضهم، وقيل: لا يجوز؛ للاستثناء، وتقدم ما فيه. {غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} [89] تام، ومثله: «الضآلون». {وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} [91] حسن، وقال أبو عمرو: كاف، وقرأ عكرمة: «لن نقبل» بنون العظمة، و «توبتَهم» بالنصب (2)؛ أيضًا مفعول به، ورسموا «ملء» بلام واحدة، ومثلها: «الخبء، ودفء» من كل ساكن قبل الهمز. {أَلِيمٌ} [91] كاف. {مِنْ نَاصِرِينَ (91)} [91] تام، ومثله «تحبون»؛ للابتداء بالنفي، وهو رأس آية عند أهل الحجاز. {بِهِ عَلِيمٌ (92)} [92] تام. {عَلَى نَفْسِهِ} [93] ليس بوقف؛ لتعلق حرف الجر بما قبله. {التَّوْرَاةُ} [93] كاف عند أبي حاتم، وقال نافع: تام. {صَادِقِينَ (93)} [93] كاف، وقيل: تام؛ للابتداء بالشرط بعده.   (1) سبق وأن أشرنا إليه. (2) وهي قراءة شاذة وذكرت في البحر المحيط (2/ 520). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 {الظَّالِمُونَ (94)} [94] تام. {صَدَقَ اللَّهُ} [95] حسن عند بعضهم. {حَنِيفًا} [95] أحسن منه. {مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)} [95] تام؛ للابتداء بـ «إن». {مُبَارَكًا} [96] كاف إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: وهو هدى مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب معطوفًا على «مباركًا». {لِلْعَالَمِينَ (96)} [96] كاف، ومثله «بينات» على أنَّ ما بعده خبر مبتدأ، أي: منها مقام إبراهيم، أو أحدها مقام إبراهيم، ارتفع «آيات» بالفاعلية بالجار والمجرور؛ لأنَّ الجار متى اعتمد رفع الفاعل، وهذا أولى من جعلها جملة من مبتدأ وخبر؛ لأنَّ الحال، والنعت، والخبر الأصل فيها أن تكون مفردة، فما قرب منها كان أولى، والجار قريب من المفرد، ولذلك يقدم المفرد، ثم الظرف، ثم الجملة، قال تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} [28]، فقدم الوصف بالمفرد، وهو «مؤمن»، وثنى بما قرب منه، وهو «من آل فرعون»، وثلث بالجملة، وهو «يكتم إيمانه»، وليس «بينات» بوقف إن جعل «مقام» بدلًا من «آيات»، أو عطف بيان. {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [97] كاف؛ للابتداء بالشرط مع الواو؛ لأنَّ الأمن من الآيات، وهذا إن جعل مستأنفًا، وليس بوقف إن عطف عليه «ومن دخله كان آمنًا» لمن قرأ: «آيات» بالجمع، ومن أفرده كان وقفه «مقام إبراهيم» (1)، كأنَّه قال: فيه آية بينة هي مقام إبراهيم الذي هو الحجر، أو المقام الحرم كله كما فسر ذلك مجاهد؛ لأنَّ الآية مفردة، فوجب أن يكون تفسيرها كذلك. والوقف على {آَمِنًا} [97] تام. {حِجُّ الْبَيْتِ} [97] كاف، إن جعل «من» خبر مبتدأ محذوف، كأنَّه قيل: من المفروض عليه؟ قيل: هو من استطاع، وليست «من» فاعلًا بالمصدر، لما يلزم عليه أنَّه إذا لم يحج المستطيع تأثم الناس كلهم، وذلك باطل باتفاق، على أنَّ «حج» مصدر مضاف لمفعوله، أي: ولله على الناس أن يحج من استطاع منهم البيت، والأفصح أن يضاف المصدر لفاعله كقوله: أَفْنَى تِلَادِي وَمَا جَمَعتُ مِنْ نَشَبٍ قَرْعُ القَواقِيزَ أَفْوَاهُ الأَبَارِيقِ (2)   (1) وقرأ جمهور القراء بالجمع «آيات»، وقُرأ بالإفراد شاذا لمجاهد وابن عباس وسعيد بن جبير وأُبيّ وقتيبة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (3/ 8)، تفسير الطبري (7/ 26)، تفسير القرطبي (4/ 139)، الكشاف (1/ 204)، المعاني للفراء (1/ 227)، تفسير الرازي (3/ 10). (2) البيت من بحر البسيط، وقائله الأُقَيشِرِ الأَسَدِيّ، من قصيدة يقول في مطلعها: أَقولُ وَالكَأسُ في كَفّي أُقَلِّبُها ... أُخاطِبُ الصيدَ أَبناءَ العَماليق الأُقَيشِرِ الأَسَدِيّ (? - 80 هـ /? - 699 م) المغيرة بن عبد الله بن مُعرض، الأسدي، أبو معرض، شاعر هجاء، عالي الطبقة من أهل بادية الكوفة، كان يتردد إلى الحيرة، ولد في الجاهلية ونشأ في أول الإسلام وعاش وعمّر طويلًا وكان (عثمانيًا) من رجال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وأدرك دولة عبد الملك بن مروان وقتل بظاهر الكوفة خنقًا بالدخان، لُقّب بالأقيشر؛ لأنه كان أحمر الوجه أَقشر وكان يغضب إذا دُعي به، قال المرزباني: هو أحد مُجّان الكوفة وشعرائهم، هجا عبد الملك ورثى مصعب بن الزبير.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 يروى بنصب «أفواه» على إضافة المصدر، وهو «قرع» إلى فاعله، وبالرفع على إضافته إلى مفعوله، وإذا اجتمع فاعل ومفعول مع المصدر العامل فيهما -فالأولى إضافته لمرفوعه، فيقال: يعجبني ضرب زيدٍ عمرًا، ولا يقال: ضرب عمرو زيد، وليس البيت بوقف إن جعل «من» بدلًا من الناس؛ بدل بعض من كل، والتقدير: ولله حج البيت على من استطاع إليه سبيلًا من الناس. {سَبِيلًا} [97] كاف. {الْعَالَمِينَ (97)} [97] تام؛ لأنَّه آخر القصة. {بِآَيَاتِ اللَّهِ} [98] كاف. {تَعْمَلُونَ (98)} [98] تام. {مَنْ آَمَنَ} [99] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جملة حالية، أي: باغين لها عوجًا، ومثله «عوجًا». {وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ} [99] كاف؛ للابتداء بعده بالنفي. تَعْمَلُونَ (99)} [99] تام. {كَافِرِينَ (100)} [100] كاف. {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [101] حسن، وقال أبو عمرو: كاف؛ لتناهي الاستفهام، وللابتداء بالشرط. {مُسْتَقِيمٍ (101)} [101] تام. {حَقَّ تُقَاتِهِ} [102] جائز. {مُسْلِمُونَ (102)} [102] كاف؛ للابتداء بالأمر. {بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [103] كاف؛ على استئناف ما بعده، وقيل: صالح، وهو الأظهر؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله. {وَلَا تَفَرَّقُوا} [103] أكفى مما قبله، ولا يوقف على «عليكم»؛ لأنَّ ما بعده تفسير، ولا يفصل بين المفسِّر والمفسَّر بالوقف؛ فالناصب لـ «إذ» الفعل الذي بعده، وهو قوله: «فألف بين قلوبكم»، كأنه قال: واذكروا نعمة الله عليكم، قيل: ما هذه النعمة؟ قال: هي تأليفه بين قلوبكم في الوقت الذي كنتم فيه أعداء، فيكون الكلام خرج على وجه التفسير للنعمة، ويجوز أن تكون «إذ» منصوبة باذكروا، يعني: مفعولًا به، ولا يجوز أن تكون ظرفًا؛ لفساد المعنى؛ لأنَّ «اذكروا» مستقبل، و «إذ» ظرف لما مضى من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 الزمان، وعلى كل حال لا يوقف على «عليكم»، انظر: العماني، والسمين. {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [103] صالح؛ على أنَّ الواو في «وكنتم» عاطفة. {فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [103] حسن. {تَهْتَدُونَ (103)} [103] كاف، ومثله «المنكر» على استئناف ما بعده، وجائز إن جعلت الواو بعده للعطف؛ لأنَّه من عطف الجمل. {الْمُفْلِحُونَ (104)} [104] تام. {الْبَيِّنَاتُ} [105] كاف؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله. {عَظِيمٌ (105)} [105] جائز، وليس بحسن؛ لأنَّ ما بعده عامل فيه ما قبله، وإنَّما جاز؛ لكونه رأس آية، أي: وأولئك لهم عذاب عظيم يوم كذا، ولا يجوز نصبه بـ «عذاب»؛ لأنَّه مصدر، وقد وصف قبل أخذ متعلقاته، وشرطه أن لا يتبع قبل العمل، ومعمولاته من تمامه، فلا يجوز إعماله، فلو أعمل وصفه -وهو «عظيم» - جاز، ولا يجوز الوقف على «عذاب»؛ لفصله بين الصفة والموصوف. {وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [106] كاف إن لم يوقف على «عظيم»، وجائز إن وقف عليه. {بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [106] جائز. {تَكْفُرُونَ (106)} [106] كاف. {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ} [107] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال، كأنَّه قال: في حال الخلود ينعمون. {خَالِدُونَ (107)} [107] تام، وقيل: كاف. {بِالْحَقِّ} [108] كاف. {لِلْعَالَمِينَ (108)} [108] تام. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [109] كاف. {الْأُمُورُ (109)} [109] تام. {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [110] حسن. {خَيْرًا لَهُمْ} [110] أحسن منه. {الْفَاسِقُونَ (110)} [110] كاف. {إِلَّا أَذًى} [111] أكفى منه، و «أذى» منصوب بالاستثناء المتصل، وهو مفرغ من المصدر المحذوف، أي: لن يضروكم ضررًا إلَّا ضررًا يسير إلَّا نكاية فيه، ولا غلبة. {الْأَدْبَارَ} [111] حسن، قوله: «وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار»، «إن» حرف شرط جازم، وعلامة الجزم فيهما حذف النون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وقوله: {ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)} [111] كاف؛ لأنَّه مستأنف؛ لرفع الفعل بالنون التي هي علامة رفعه، فهو منقطع عما قبله؛ لأنَّ ما قبله مجزوم؛ لأنَّه ليس مترتبًا على الشرط، بل التولية مترتبة على المقاتلة، فإذا وجد القتال وجدت التولية، والنصر منفي عنهم أبدًا سواء قاتلوا، أولم يقاتلوا؛ لأنَّ مانع النصر هو الكفر، فإذا وجد الكفر منع صاحبه النصر، فهي جملة معطوفة على جملة الشرط والجزاء. {ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)} [111] كاف. {مِنَ النَّاسِ} [112] حسن، فسر حبل الله بالإسلام، وحبل الناس بالعهد والذمة. {بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} [112] أحسن منه. {الْمَسْكَنَةُ} [112] أحسن منهما. {بِغَيْرِ حَقٍّ} [112] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده سببًا لما قبله. {يَعْتَدُونَ (112)} [112] كاف. {لَيْسُوا سَوَاءً} [113] تام، على أنَّ الضمير في «ليسوا» لأحد الفريقين، وهو من تقدم ذكره في قوله: «منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون»، أي: ليس الجميع سواء، أي: ليس من آمن كمن لم يؤمن، وترتفع «أمة» بالابتداء، والجار والمجرور، وقبله الخبر، وهذا قول نافع، ويعقوب، والأخفش، وأبي حاتم، وهو الأصح، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: لا يجوز الوقف عليه؛ لأنَّ «أمة» مرفوعة بـ «ليسوا»، وجمع الفعل على اللغة المرجوحة نحو: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)} [طه: 62] قالوا: وفي «ليسوا» للفريقين اللذين اقتضاهما سواء؛ لأنَّه يقتضي شيئين، والصحيح: أنَّ الواو ضمير من تقدم ذكرهم، وليست علامة الجمع، فعلى قول أبي عبيدة الوقف على «يعتدون» تام، ولا يوقف على «سواء»، والضمير في «ليسوا» عائد على أهل الكتاب، و «سواء» خبر ليس يخبر به عن الاثنين وعن الجمع، وسبب نزولها: إسلام عبد الله بن سلام، وغيره، وقول الكفار: ما آمن بمحمد إلَّا شرارنا، ولو كانوا أخيارًا ما تركوا دين آبائهم، قاله ابن عباس. {وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)} [113] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده- وهو «يؤمنون» - بدلًا من «يسجدون»، أو جعل «يؤمنون» في موضع الحال من الضمير في «يسجدون»، ويكون الفعل المتصل بالضمير العامل في الحال، فلا يوقف على «يسجدون»؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل والمبدل منه، ولا بين الحال وصاحبها ولا العامل فيها، ولا يصح؛ لأنَّ الإيمان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر أوصاف لهم مطلقة غير مختصة بحال السجود. {فِي الْخَيْرَاتِ} [114] كاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 {مِنَ الصَّالِحِينَ (114)} [114] تام إن قرئ ما بعده بالفوقية فيهما؛ لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، فكأنه رجع من قصة إلى قصة أخرى، وكاف إن قرئ بالتحتية فيهما جريًا على نسق الغيبة ردًّا على قوله: «من أهل الكتاب أمة قائمة» (1). {فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} [115] كاف. {بِالْمُتَّقِينَ (115)} [115] تام. {شَيْئًا} [116] جائز، وضعِّف هذا الوقف؛ لأنَّ الواو في «وأولئك» للعطف. {أَصْحَابُ النَّارِ} [116] جائز. {خَالِدُونَ (116)} [116] تام. {فَأَهْلَكَتْهُ} [117] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ} [117] ليس بوقف؛ للاستدراك، والعطف. {يَظْلِمُونَ (117)} [117] تام؛ للابتداء بعده بالنداء. {مِنْ دُونِكُمْ} [118] ليس بوقف؛ لأنَّ جملة «لا يألونكم خبالًا» مفسرة لحال البطانة الكافرة، والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما، وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذميًّا، وتلا هذه الآية عليه، وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة: ألا يكتب عنك؟ فقال: إذًا أتخذ بطانة سوء؛ لأنَّه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بعضنا، وتكذيب نبينا، وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا، وما أحسن قول الطرطوشي (2) لما دخل على الخليفة بمصر، وكان من الفاطميين، ورآه سلَّم قياده لوزيره الراهب، ونفذ كلمته المشئومة حتى في الطرطوشي، ورآه مغضبًا عليه، فأنشده:   (1) قرأ بالياء فيهما حفص وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بتاء الخطاب. انظر: الإملاء للعكبري (1/ 86)، البحر المحيط (3/ 36)، التبيان للطوسي (2/ 566)، التيسير (ص: 90)، تفسير الطبري (7/ 131، 132)، السبعة (ص: 215)، الحجة لابن خالويه (ص: 113)، الحجة لأبي زرعة (ص: 170)، الغيث للصفاقسي (182)، الكشاف (1/ 211)، الإرشاد (ص: 267)، النشر (2/ 241). (2) الطرطوشي (451 - 520 هـ = 1059 - 1126 م) محمد بن الوليد بن محمد بن خلف القرشى الفهرى الأندلسي، أبو بكر الطرطوشى، ويقال له ابن أبى رندقة: أديب، من فقهاء المالكية، الحفاظ، من أهل طرطوشة بشرقي الأندلس، تفقّه ببلاده، ورحل إلى المشرق سنة (476هـ) فحجَّ وزار العراق ومصر وفلسطين ولبنان، وأقام مدة في الشام، وسكن الإسكندرية، فتولى التدريس واستمر فيها إلى أن توفى، وكان زاهدًا لم يتشبث من الدنيا بشئ، من كتبه: سراج الملوك، والتعليقة -في الخلافيات، وكتاب كبير عارض به إحياء علوم الدين للغزالي، وبر الوالدين، والفتن، والحوادث والبدع، ومختصر تفسير الثعلبي، والمجالس. انظر: الأعلام للزركلي (7/ 133). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 يَا أَيُّهَا المَلِكُ الَّذِي جُودُهُ ... يَطْلُبُه القَاصِدُ وَالرَّاغِبُ إنَّ الَّذِي شُرِّفْتَ مِنْ أَجْلِهِ ... يَزْعُمُ هَذَا إنَّهُ كَاذِبُ (1) فغضب الخليفة عند سماع ذلك، فأمر بالراهب، فسحب، وضرب، وقتل، وأقبل على الطرطوشي، وأكرمه بعد عزمه على أذيته، وإذا كانوا هم الظلمة كما هم بمصر، فهم كما قيل فيهم: لُعِنَ النَّصَارَى وَاليَهُودُ لأنَّهُمْ ... بَلَغُوا بِمَكْرِهِمْ بِنَا الآمَالَا جُعِلُوا أطباءَ وحُسَّابًا لِكَي ... يَتَقَاسَمُوا الْأَرْوَاحَ وَالْأَمْوَالَا (2) وجاءت لهذا الملك امرأة -وكان وزيره يهوديًّا، وكاتبه نصرانيًّا- وقالت له: فبالذي أعز اليهود بموسى، والنصارى بعيسى، وأذل المسلمين بك إلَّا نظرت في ظلامتي. {مَا عَنِتُّمْ} [118] حسن، فـ «ما» مصدرية، أي: ودوا عنتكم، أي: هم لا يكتفون ببغضكم، حتى يصرحوا بذلك بأفواههم. {أَكْبَرُ} [118] أحسن مما قبله؛ للابتداء بـ «قد». {تَعْقِلُونَ (118)} [118] كاف. {بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} [119] صالح. {آَمَنَّا} [119] الأولى وصله؛ لأنَّ المقصود: بيان تناقض أحوالهم في النفاق. {مِنَ الْغَيْظِ} [119] كاف، ومثله «بغيظكم»؛ للابتداء بـ «إن». {الصُّدُورِ (119)} [119] تام. {تَسُؤْهُمْ} [120] حسن؛ للابتداء بالشرط. {يَفْرَحُوا بِهَا} [120] أحسن منه؛ لتناهي وصف الذم لهم، وللابتداء بالشرط. {كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [120] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {مُحِيطٌ (120)} [120] تام. {لِلْقِتَالِ} [121] كاف. {عَلِيمٌ (121)} [121] تام إن نصبت «إذ» باذكر مقدرًا، وليس بوقف إن جعل العامل في «إذ» ما قبلها، والتقدير: والله سميع عليم إذ همت طائفتان، أي: سمع ما أظهروه، وعلم ما أضمروه حين   (1) البيتان من بحر السريع، وذكرا في: أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض، للمقري التلمساني، المستطرف في كل فن مستظرف، للأبشيهي، النجوم الزاهرة في ملزك مصر والقاهرة، لابن تغري بردي، الوافي بالوفيات، لصلاح الدين الصفدي.-الموسوعة الشعرية. (2) لم أستدل عليهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 هموا. {تَفْشَلَا} [122] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو بعده للحال. {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [122] أحسن مما قبله. {الْمُؤْمِنُونَ (122)} [122] كاف. {أَذِلَّةٌ} [123] حسن عند نافع. {تَشْكُرُونَ (123)} [123] كاف؛ إن نصبت «إذ» باذكر مقدرًا، وليس بوقف إن جعلت «إذ» متعلقة بما قبلها، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مُنْزَلِينَ (124)} [124] كاف، و «بلى» وما بعدها جواب للنفي السابق الذي دخلت عليه ألف الاستفهام، وما بعد «بلى» في صلته فلا يفصل بينهما، ولا وقف من قوله: «بلى» إلى «مسومين»، فلا يوقف على «فورهم»، ولا على «هذا»؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد وهو «يمددكم»، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف. {مُسَوِّمِينَ (125)} [125] كاف، ومثله «قلوبكم به». {الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)} [126] جائز؛ لأنه رأس آية، والأولى وصله؛ لأنَّ لام كي في قوله: «ليقطع» متعلقة بما قبلها بقوله: «ولقد نصركم»، أي: ولقد نصركم الله ببدر؛ ليقطع طرفًا من الذين كفروا، وقيل معناه: إنَّما وقع التأييد من الله تعالى في إمدادكم بالملائكة؛ ليقطع طرفًا من الذين كفروا، فعلى كل حال اللام متعلقة بما قبلها، فلا يفصل بينها وبين ما قبلها بالوقف. {مسومين (127)} [127] تام إن جعل «أو يتوب عليهم» عطفًا على شيء، أي: ليس لك من الأمر شيء، أو من أن يتوب عليهم، فليس منصوبًا بما قبله، أو إنَّما كان تامًّا؛ لاختلاف نزول الآيتين في غزوتين؛ لأنَّ من أوَّل القصة إلى «خائبين» نزل في غزوة بدر، ومن قوله: «ليس لك من الأمر شيء» إلى «ظالمون» نزل في غزوة أحد، وبينهما مدة، روي عن أنس بن مالك: أنه قال: لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشج وجهه، فجعل الدم يسيل على وجهه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح الدم عن وجهه، وهو يقول: «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله؟!»، فأنزل الله: «ليس لك من الأمر شيء» (1)، وكاف إن جعلت «أو» بمعنى: إلَّا، أو حتى كأنه قا، ل ليس يؤمنون إلَّا أن يتوب عليهم، فجعلوا «أو» بمعنى: إلَّا، وقد أجازه الزجاج، وأجاز أيضًا أن تكون «أو» بمعنى: حتى، كأنه قال: ليس يؤمنون حتى يتوب عليهم، كما قال الشاعر:   (1) انظر: تفسير الطبري (7/ 197: 199)، بتحقيق: أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 فَقُلْتُ لَهُ لَا تَبْكِ عينكَ إِنَّمَا ... تُحَاوِلُ مِلْكًا أَوْ نَمُوتُ فَنُعْذَرَا (1) بتقدير: حتى، فعلى هذين الوجهين يكون الوقف على «خائبين» كافيًا، وليس بوقف إن عطف ذلك على «ليقطع»، وهذا قول أبي حاتم، والأخفش؛ لأنهما جعلا «أو يتوب» منصوبًا عطفًا على «ليقطع»، وجعلا «ليس لك من الأمر شيء» اعتراضًا بين المتعاطفين. {ظَالِمُونَ (128)} [128] تام. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [129] كاف على استئناف ما بعده. {لِمَنْ يَشَاءُ} [129] جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهو «ويعذب من يشاء». {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} [129] كاف. {رَحِيمٌ (129)} [129] تام. {مُضَاعَفَةً} [130] كاف. {تُفْلِحُونَ (130)} [130] تام. {لِلْكَافِرِينَ (131)} [131] كاف. {تُرْحَمُونَ (132)} [132] تام على قراءة «سارعوا» بلا واو؛ لأنه يصير منقطعًا عما قبله، فهو كلام مستأنف، وبها قرأ نافع، وابن عامر، وكاف على قراءته بواو (2)، وإنما نقصت درجته عن التمام مع زيادة الواو؛ لأنه يكون معطوفًا على ما قبله إلَّا إنه من عطف الجمل. {عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} [133] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة «جنة»، أي: جنة واسعة معدة للمتقين. {لِلْمُتَّقِينَ (133)} [133] تام إن جعل «الذين ينفقون» مبتدأ خبره «أولئك جزاؤهم مغفرة»، وجائز إن جعل «الذين» في محل جر نعتًا، أو بدلًا من «المتقين»، ففي محل «الذين» الرفع والجر، وإن نصب بتقدير: أعني، أو أمدح كان كافيًا. {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [134] كاف.   (1) البيت من بحر الطويل، وقائله امرؤ القيس، والبيت جاء في قصيدة يقول في مطلعها: سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَرا ... وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا - الموسوعة الشعرية. (2) وقرأ الباقون بالواو «وسارعوا». انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 179)، الإعراب للنحاس (1/ 364)، البحر المحيط (3/ 57)، التبيان للطوسي (2/ 591)، التيسير (ص: 90)، تفسير القرطبي (4/ 203)، الحجة لأبي زرعة (ص: 174)، المقنع (ص: 102)، النشر (2/ 242). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 {الْمُحْسِنِينَ (134)} [134] تام إن جعل «الذين ينفقون» نعتًا، أو بدلًا للمتقين، وجعل «والذين إذا فعلوا فاحشة» مبتدأ، وإن جعل معطوفًا لم يحسن الوقف على «المحسنين» سواء جعل «الذين ينفقون» نعتًا، أو مبتدأ؛ للفصل بين المتعاطفين، أو بين المبتدأ والخبر، ومع ذلك هو جائز؛ لأنه رأس آية. {لِذُنُوبِهِمْ} [135] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالاستفهام، ومثله «إلَّا الله»، والجمع بين «فاستغفروا»، و «من يغفر» أولى؛ لشدة اتصالهما. {وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} [135] تام إن جعل «الذين ينفقون» الأول نعتًا، أو بدلًا، والثاني عطفًا عليه، وليس بوقف إن جعل «أولئك» خبر «الذين» الأول؛ للفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف. {خَالِدِينَ فِيهَا} [136] حسن. {الْعَامِلِينَ (136)} [136] تام؛ لانقضاء القصة. {سُنَنٌ} [137] جائز، وليس بمنصوص عليه؛ لمكان الفاء. {الْمُكَذِّبِينَ (137)} [137] تام، ومعنى الآية: قد مضى من قبلكم قوم كانوا أهل سنن، فأهلكوا بمعاصيهم وافتياتهم على أنبيائهم. {لِلْمُتَّقِينَ (138)} [138] تام. {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} [139] ليس بوقف؛ لأنَّ «إن كنتم» شرط فيما قبله. {قَرْحٌ مِثْلُهُ} [140] حسن، ومثله «بين الناس»؛ على أنَّ اللام في «وليعلم» متعلقة بنداولها المحذوف بتقدير: وليعلم الله الذين آمنوا، ويتخذ منكم شهداء نداولها بينكم، وليس بوقف إن جعلت اللام متعلقة بـ «نداولها» الظاهر، قاله أبو جعفر، ونقله عنه النكزاوي. {شُهَدَاءَ} [140] كاف. {الظَّالِمِينَ (140)} [140] تام، ومثله «الكافرين». {أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} [142] تام عند نافع، وخولف؛ لأنَّ ما بعده متعلق به؛ لأنَّ الله أراد أن يعلمنا أن الطمع في دخول الجنة مع تضييع الجهاد، وغيره -هو الطمع الكاذب، والظن الفاسد، فقال: «أم حسبتم» الآية، أي: لا تدخلون الجنة إلَّا بوجود الجهاد منكم، والمصابرة عليه، وبفعل الطاعات، فعلى هذا لا معنى للوقف؛ لأنَّ فائدة الكلام فيما بعده. {جَاهَدُوا} [142] حسن لمن قرأ: «ويعلمُ» بالرفع، وهو أبو حيوة، على الاستئناف، أي: وهو يعلم، والوقف على «منكم»، وليس بوقف لمن نصبه على جواب النفي، وكذا على قراءة من قرأ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 «ويعلمِ» بالجر (1)؛ عطفًا على «ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم». {الصَّابِرِينَ (142)} [142] كاف. {أَنْ تَلْقَوْهُ} [143] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {تَنْظُرُونَ (143)} [143] تام. {إِلَّا رَسُولٌ} [144] جائز؛ لأنَّ الجملة بعده تصلح أن تكون صفة، أو مستأنفة. {الرُّسُلُ} [144] حسن. {أَعْقَابِكُمْ} [144] كاف؛ لتناهي الاستفهام، والابتداء بالشرط، وهذان يقربانه إلى التمام. {شَيْئًا} [144] حسن. {الشَّاكِرِينَ (144)} [144] تام. {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [145] حسن عند نافع، والأخفش، على أنَّ «كتابًا» منصوب بمقدر تقديره: كتب الله كتابًا، و «مؤجلًا» نعته. {مُؤَجَّلًا} [145] كاف، وقيل: تام. {نُؤْتِهِ مِنْهَا} [145] الأول حسن. و {نُؤْتِهِ مِنْهَا} [145] الثاني أحسن منه. {الشَّاكِرِينَ (145)} [145] تام. {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ} [146] كاف، قرئ: «قُتِل» بغير ألف (2)، و «قَاتَل» بألف (3)، فمن قرأ: «قتل» بغير ألف مبنيًّا للمفعول بإسناد القتل للنبي فقط عملًا بما شاع يوم أُحد: ألا إنَّ محمدًا قد قتل؛ فالقتل واقع على النبي فقط، كأنه قال: كم من نبي قُتِل ومعه ربيون كثير، فحذف الواو، كما تقول: جئت مع زيد، بمعنى: ومعي زيد، أي: قُتِل ومعه جموع كثيرة فما وهنوا بعد قتله، هذا بيان هذا الوقف، ثم يبتدئ: «معه ربيون كثير»، فـ «ربيون» مبتدأ ومعه الخبر، فما وهنوا لقتل نبيهم، ولو وصله لكان ربيون مقتولين أيضًا، فقتل خبر لـ «كأيٍّ» التي بمعنى: كم، و «من نبي» تمييزها، وبها قرأ ابن عباس، وابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وليس بوقف لمن قرأ: «قاتل» بألف مبنيًّا للفاعل بإسناد القتل للربيين؛ لأنَّ رفعهم بقاتل، فكأنه قال: كم من نبي قاتل معه ربيون، وقتل بعضهم فما وهن الباقون؛ لقتل من   (1) ونسب هذه الرواية الشاذة ابن خالويه في مختصر الشواذ (ص: 22)، والطبري في تفسيره: (4/ 108)، والنحاس في إعرابه (1/ 409) إلى الحسن. انظر: معاني الفراء (1/ 235)، التبيان للعكبري (1/ 295). (2) وهي قراءة نافع - ابن كثير - أبو عمرو. انظر: إتحاف الفضلاء (ص: 180)، البحر المحيط (3/ 72)، الحجة لأبي زرعة (ص: 175)، السبعة (ص: 217)، الغيث للصفاقسي (ص: 183)، النشر (2/ 242). (3) وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 قتل منهم، وما ضعفوا، وما استكانوا، وما جبنوا عن قتال عدوهم، فلا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف، وعليها يكون الوقف على «استكانوا»، وعلى الأولى على «قتل». {الصَّابِرِينَ (146)} [146] تام على القراءتين (1). {فِي أَمْرِنَا} [147] جائز، ومثله «أقدامنا»، وليس منصوصًا عليهما. {الْكَافِرِينَ (147)} [147] كاف؛ لفصله بين الإنشاء والخبر؛ لأنَّ ما قبله دعاء، وهو إنشاء، وما بعده خبر، وذلك من مقتضيات الوقف، كما تقدم نظيره في البقرة، ومثله «الآخرة» {الْمُحْسِنِينَ (148)} [148] تام. {خَاسِرِينَ (149)} [149] كاف. {مَوْلَاكُمْ} [150] صالح؛ لأنَّ الواو تصلح أن تكون للاستئناف، وللحال. {خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)} [150] تام. {سُلْطَانًا} [151] جائز. {وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} [151] كاف. {الظَّالِمِينَ (151)} [151] تام. {بِإِذْنِهِ} [152] حسن؛ للابتداء بـ «حتى»؛ لأنها حرف يبتدأ بما بعده على وجه الاستئناف، وجواب «إذا» محذوف تقديره: انهزمتم، أو انقسمتم، وقدره الزمخشري (2): منعكم نصره، وقيل: امتحنتم. {مَا تُحِبُّونَ} [152] حسن، ومثله «الآخرة»؛ لفصله بين من عصى ومن ثبت، وقيل: كاف؛ لأنَّ الذي بعده مخاطبة للذين تقدموا؛ لأنَّ الذين عصوا ليس هم الذين صرفوا، والذين صرفوا هم الذين ثبتوا، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينحازوا؛ لينضم إلى بعض، قاله النكزاوي؛ لأنَّ الرسول أجلس الرماة   (1) وهما المشار إليهما في «قاتل» سابقًا. (2) محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري، جار الله، أبو القاسم: من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والأداب، ولد في زمخشر (من قرى خوارزم)، وسافر إلى مكة فجاور بها زمنا فلقب بجار الله، وتنقل في البلدان، ثم عاد إلى الجرجانية (من قرى خوارزم) فتوفى فيها، أشهر كتبه: الكشاف -في تفسير القرآن، وأساس البلاغة، والمفصل، ومن كتبه: المقامات، والجبال والأمكنة والمياه، والمقدمة -معجم عربي فارسي، ومقدمة الأدب -في اللغة، والفائق -في غريب الحديث، والمستقصى -في الأمثال، ورؤوس المسائل، ونوابغ الكلم -رسالة، وربيع الأبرار، والمنتقى من شرح شعر المتنبي، للواحدي، والقسطاس -في العروض، ونكت الأعراب في غريب الإعراب -رسالة، والأنموذج -اقتضبه من المفصل، وأطواق الذهب، وأعجب العجب في شرح لامية العرب، وله: ديوان شعر، وكان معتزلي المذهب، مجاهرًا، شديد الإنكار على المتصوفة، أكثر من التشنيع عليهم في الكشاف وغيره. انظر: الأعلام للزركلي (7/ 187). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 بسفح الجبل، وقال لهم: الزموا هذا المكان غُلِبنا، أو نُصِرنا، فقال بعضهم: نذهب؛ فقد نُصِر أصحابنا، فتركوا المركز؛ لطلب الغنيمة، وبعضهم ثبت به حتى قتل، ثم صرفكم معشر المسلمين عنهم يعني: عن المشركين، أي: ردكم بالهزيمة عن الكفار؛ ليظهر المخلص من غيره (1). {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} [152] كاف، راجع إلى الذين عصوا. {الْمُؤْمِنِينَ (152)} [152] تام على استئناف ما بعده، وقيل: لا يوقف عليه؛ لأنَّ قوله: «إذ تصعدون» العامل في «إذ»، و «لقد عفا عنكم»، أي: الوقت الذي انهزمتم، وخالفتم أمر نبيكم، فعلى هذا التأويل لا يوقف على «عنكم»؛ لأنَّ فيه فصلًا بين العامل والمعمول (2). {وَلَا تَلْوُونَ} [153] كاف على استئناف ما بعده. {مَا أَصَابَكُمْ} [153] كاف. {تَعْمَلُونَ (153)} [153] تام. {طائفةً مِنْكُمْ} [154] كاف؛ لأنَّ «وطائفة» مبتدأ، والخبر «قد أهمتهم»، وسوغ الابتداء بالنكرة التفصيل. {أَنْفُسُهُمْ} [154] جائز؛ إن جعل خبر «وطائفة»، وليس بوقف إن جعل الخبر «يظنون بالله»، والوقف على «الجاهلية». {الْجَاهِلِيَّةِ} [154] جائز، وقال أحمد بن جعفر: تام إن جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل «يقولون» في موضع الحال من الضمير في «يظنون»، أو خبرًا بعد خبر. {مِنْ شَيْءٍ} [154] كاف. {كُلَّهُ لِلَّهِ} [154] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من «يظنون» أيضًا، ويكون حالًا بعد حال، وكذا لو جعل «يخفون» نعتًا لـ «طائفة». {مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ} [154] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل نعتًا بعد نعت، أو خبرًا بعد خبر. {هَاهُنَا} [154] كاف؛ للابتداء بالأمر بعدُ. {إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [154] حسن إن علقت اللام في «وليبتلي» بمحذوف، أي: فعل ذلك؛ لينفذ الحكم فيكم، وليبتلي ... إلخ، وليس بوقف إن علقت (لام كي) بما قبلها. {مَا فِي قُلُوبِكُمْ} [154] كاف.   (1) انظر: تفسير الطبري (7/ 254)، بتحقيق: أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (7/ 281). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 {بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} [154] تام. {الْجَمْعَانِ} [155] ليس بوقف؛ لأنَّ «إنما» خبر إن. {مَا كَسَبُوا} [155] حسن. {عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [155] كاف؛ للابتداء بعدُ بإن. {حَلِيمٌ (155)} [155] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {وَمَا قُتِلُوا} [156] تام عند الأخفش؛ لأنه آخر كلام المنافقين، واللام في «ليجعل» متعلقة بمحذوف، أي: لا تكونوا كهؤلاء؛ ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم دونكم، وقدّره الزمخشري: لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول واعتقاده ليجعل، وليس بوقف إن علقت بـ «قالوا»، أي: أنهم لم يقولوا لجعل الحسرة، إنما قالوا ذلك لعلة، فصار مآل ذلك إلى الحسرة والندامة. {فِي قُلُوبِهِمْ} [156] كاف، ومثله: «ويميت»، و «بصير»، و «تجمعون»، و «تحشرون»، ورسموا «لانفضوا» كلمة واحدة، وهي لام التوكيد دخلت على انفضوا، ورسموا «لا إلى الله» بألف بعد لام ألف؛ لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به، وذلك لا يخفى على العظماء الذين كتبوا مصحف عثمان بن عفان، أشار الشاطبي إليه في الرائية بقوله (1): وَكُلُّ مَا فِيهِ مُشْهُورٌ بسُنَّته ... وَلَمْ يُصِبْ مَنْ أَضَافَ الوَهْمَ والغِيرَا رد بذلك على الملحدة الذين يقولون: إنَّ القرآن غيَّره الذين كتبوه، وحرَّفوه، فأضافوا الوهم والتغيير لكتاب المصحف، فكيف وهم السادة الأبرار، وهم: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ومجمع بن حارثة؟! فكيف يصح تفريط هؤلاء النجباء؟! {لِنْتَ لَهُمْ} [159] حسن. {مِنْ حَوْلِكَ} [159] أحسن. {فِي الْأَمْرِ} [159] صالح. {عَلَى اللَّهِ} [159] كاف. {الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} [159] تام، ومثله «فلا غالب لكم»؛ للابتداء بعده بالشرط. {مِنْ بَعْدِهِ} [160] كاف. {الْمُؤْمِنُونَ (160)} [160] تام. {أَنْ يَغُلَّ} [161] كاف؛ للابتداء بالشرط، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم: «أن يَغُل» بفتح   (1) وهي قصيدته الشهيرة المسمى: عقيلة أتراب القصائد في معرفة رسوم المصاحف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 التحتية وضم الغين، أي: يخون، والباقون بضم الياء وفتح الغين (1)، قيل: معناه أن يخون، أي: ينسب إلى الخيانة، وقيل: أن يخان يعني: أن يؤخذ من غنيمته. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [161] جائز. {لَا يُظْلَمُونَ (161)} [161] تام. {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} [162] حسن. {الْمَصِيرُ (162)} [162] تام. {عِنْدَ اللَّهِ} [163] كاف. {بِمَا يَعْمَلُونَ (163)} [163] تام. {عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [164] ليس بوقف؛ لأنَّ العامل في «إذ منَّ» بتقدير: لمن منَّ الله على المؤمنين منه أو بعثه، فبعثه مبتدأ، ومحل الظرف خبر، وقرئ شاذًّا (2): «لمن منَّ الله». {مُبِينٍ (164)} [164] تام. {مِثْلَيْهَا} [165] ليس بوقف؛ لأنَّ الاستفهام الإنكاري دخل على «قلتم»، أي: أقلتم أنى هذا لما أصابتكم مصيبة، وهي ما نزل بالمؤمنين يوم أحد من قتل سبعين منهم، والمثلان: هو قتلهم يوم بدر سبعين، وأسرهم سبعين (3). {أَنَّى هَذَا} [165] حسن. {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [165] كاف؛ للابتداء بإن. {قَدِيرٌ (165)} [165] تام، ولا وقف من قوله: «وما أصابكم» إلى «أو ادفعوا»، فلا يوقف على «الجمعان»، ولا على «فبإذن الله»؛ لأنَّ اللام في «وليعلم المؤمنين» من تمام خبر المبتدأ الذي هو «وما أصابكم»؛ لأنَّ «ما» بمعنى: الذي، وهي مبتدأ، وخبرها «فبإذن الله»، وقوله: «وليعلم المؤمنين» عطف على «فبإذن الله» من جهة المعنى، والتقدير: وهو بإذن الله، وهو ليعلم المؤمنين، ودخلت الفاء في الخبر؛ لأنَّ «ما» بمعنى: الذي يشبه خبرها الجزاء، ومعنى «فبإذن الله»، أي: ما أصابكم كان بعلم الله، «وليعلم المؤمنين»، أي: ليظهروا إيمان المؤمنين، ويظهر نفاق المنافقين، وإذا كان «وليعلم المؤمنين» من جملة الخبر لم يفصل بينه وبين المبتدأ، أي: فلا يوقف على «فبإذن الله»، ولا «على المؤمنين»، ولا على «نافقوا»؛ لما ذكره.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 181)، الإعراب للنحاس (1/ 375)، التبيان للطوسي (3/ 34)، التيسير (ص: 61)، تفسير الطبري (7/ 350)، السبعة (ص: 218)، الإرشاد (ص: 271)، النشر (2/ 243). (2) لم أستدل على هذه القراءة في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. (3) انظر: تفسير الطبري (7/ 371)، بتحقيق: أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 {أَوِ ادْفَعُوا} [167] كاف، ومثله «لاتبعناكم». {لِلْإِيمَانِ} [167] حسن. {فِي قُلُوبِهِمْ} [167] كاف، ومثله: «يكتمون» إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أو جعل في موضع رفع بالابتداء، وما بعده الخبر، أو في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلًا من «الذين نافقوا»، أو جعل في موضع رفع بدلًا من الضمير في «يكتمون»، أو جعل نعتًا لما قبله، ففي محل «الذين» الحركات الثلاث: الجر على أنه تابع لما قبله نعتًا، والرفع والنصب على القطع. {وَقَعَدُوا} [168] ليس بوقف؛ لأنَّ «لو أطاعونا ما قتلوا» معمول «قالوا»، والتقدير: قالوا لإخوانهم: لو أطاعونا ما قتلوا وقعدوا عن القتال؛ على التقديم والتأخير. {مَا قُتِلُوا} [168] كاف على القراءتين: تشديد التاء، وتخفيفها (1). {صَادِقِينَ (168)} [168] تام. {أَمْوَاتًا} [169] كاف عند أبي حاتم، وتام عند محمد بن عيسى؛ لأنَّ «بل» بعد «أمواتًا» ليست عاطفة، ولو كانت عاطفة لاختل المعنى، وتقدير الكلام: بل هم أحياء، وهو عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف. {بَلْ أَحْيَاءٌ} [169] جائز إن جعل «عند ربهم» ظرفًا لـ «يرزقون»، كأنه قال: يرزقون عند ربهم، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفًا لقوله: «أحياء»، كأنه قال: بل هم عند ربهم أحياء؛ لأنَّ فيه الفصل بين الظرف وما عمل فيه، والوقف على «بل أحياء عند ربهم»؛ لأنك جعلت الظرف لـ «أحياء»، ثم ابتدأت بـ «يرزقون فرحين»، وهذا الوقف ينبئ عن اجتماع الرزق والفرح في حالة واحدة، فلا يفصل بينهما وكثير من القراء يتعمده، وليس بخطأ، وهو منصوص عليه، والله أعلم بكتابه، قاله الكواشي تبعًا لغيره، وفيه شيء؛ إذ التعلق هنا من جهة اللفظ، وإن كان الوقف في نفسه حسنًا دون الابتداء بما بعده؛ إذ الابتداء لا يكون إلَّا اختياريًّا مستقلًّا بالمعنى المقصود، وهنا ليس كذلك، وتعمد الوقف لا يكون إلَّا لمعنى مقصود كمن لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب، فإنه يقف على «أبدًا»، ومن ذلك تعمد الوقف على رءوس الآي للسُّنَّة، وهنا لا معنى للوقف؛ لشدة تعلق ما بعده بما قبله، والنص عليه من غير بيان كالعدم. والوقف على {(يُرْزَقُونَ (169)} [169] جائز؛ لكونه رأس آية، وليس بجيد؛ لأنَّ «فرحين» حال من فاعل «يرزقون».   (1) فقراءة التشديد لهشام، وقراءة التخفيف للباقين. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 182)، البحر المحيط (3/ 111)، التيسير (ص: 91)، الغيث للصفاقسي (ص: 185)، الكشف للقيسي (1/ 364)، النشر (2/ 243). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 {مِنْ فَضْلِهِ} [170] جائز. {مِنْ خَلْفِهِمْ} [170] ليس بوقف؛ لأنَّ أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور؛ على أنه بدل اشتمال من «الذين»، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. {يَحْزَنُونَ (170)} [170] كاف. {وَفَضْلٍ} [171] تام على قراءة من كسر همزة «إنَّ» على الاستئناف، وبها قرأ الكسائي، وليس بوقف على قراءة من فتحها (1)؛ عطفًا على ما قبلها، والتقدير: يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وبأنَّ الله لا يضيع، وعلى هذا فلا يوقف على «وفضل»؛ لعطفه على ما قبله. {أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} [171] تام إن رفع «الذين» بالابتداء، وما بعده الخبر، أو رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين استجابوا، وكاف إن نصب على المدح، بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جر نعت المؤمنين، أو بدلًا منهم. {أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [172] حسن إن جعل «الذين استجابوا» نعت المؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ، و «للذين أحسنوا منهم واتقوا» خبرًا؛ لأنه لا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف، يرتفع «أجر عظيم» بقوله: «للذين أحسنوا». والوقف على {أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)} [172] تام؛ على أنَّ ما بعده مبتدأ، وخبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلًا من «الذين استجابوا» قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {فَاخْشَوْهُمْ} [173] جائز، ومثله «إيمانًا»؛ لأنَّ هذا عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف. {الْوَكِيلُ (173)} [173] كاف. {وَفَضْلٍ} [174] ليس بوقف؛ لأنَّ «لم يمسسهم سوء» في موضع الحال تقديره: فانقلبوا سالمين لم يمسهم سوء. والوقف على {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [174] تام عند نافع؛ على استئناف ما بعده، وعند أبي حاتم: «رضوان الله» أتم منه. {عَظِيمٍ (174)} [174] تام. {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} [175] كاف، وتام، عند أبي حاتم، قال: لأنَّ المعنى: يخوف الناس أولياءه، أو يخوفونكم أولياءه، أو بأوليائه، وقال غيره: بل الوقف على قوله: «فلا تخافوهم»، وقال نافع: بل الوقف   (1) وقرأ الباقون بفتح الهمزة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 182)، تفسير الطبري (7/ 398)، التيسير (ص: 91)، السبعة (ص: 219)، النشر (2/ 244). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 على «وخافون»، قاله النكزاوي. {مُؤْمِنِينَ (175)} [175] كاف، ومثله «في الكفر»؛ للابتداء بـ «إن». {شَيْئًا} [176] الأول جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من اسم بالله، والعامل «لن يضروا»، والتقدير: مريدًا لإحباط أعمالهم، وأعيد ذكر الله تفخيمًا وتوكيدًا لإزالة الشك؛ إذ جائز أن يتوهم أنَّ المراد غيره، فلا يوقف على «شيئًا». {فِي الْآَخِرَةِ} [176] حسن. {عَظِيمٌ (176)} [176] تام. {شَيْئًا} [177] جائز. {أَلِيمٌ (177)} [177] تام. {لِأَنْفُسِهِمْ} [178] كاف، وقال الأخفش: تام. {إِثْمًا} [178] صالح. {مُهِينٌ (178)} [178] كاف؛ للابتداء بالنفي. {مَنْ يَشَاءُ} [179] كاف؛ للابتداء بالأمر. {وَرُسُلِهِ} [179] كاف؛ للابتداء بالشرط. {عَظِيمٌ (179)} [179] تام. {خَيْرًا لَهُمْ} [180] كاف. {بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} [180] أكفى منه. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [180] حسن. {وَالْأَرْضِ} [180] كاف. {خَبِيرٌ (180)} [180] تام. {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا} [181] ليس بوقف؛ لقبح الابتداء بما بعده، ويوهم الوقوع في محذور، وإن اعتقد المعنى كفر، سواء وقف أم لا، وإن اعتقد حكايته عن قائليه غير معتقد معناه فلا يكفر؛ لأنَّ حاكي الكفر لا يكفر، ووصله بما بعده أسلم، وينبغي أن يخفض بها صوته حذرًا من التشبيه بالكفر. {وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [181] تام؛ إذ لو وصله بما بعده لصار ما بعده من مقولهم، وهو إخبار من الله عن الكفار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 {بِغَيْرِ حَقٍّ} [181] صالح لمن قرأ (1): «سيُكتَب» بالياء التحتية، وبالبناء للمفعول، ورفع «قتلُهم» وما عطف عليه، و «يقولُ» بالياء، أي: ويقول الله، أو الزبانية، وليس بوقف لمن قرأ (2): «سنَكتُب» بالنون، وبناء الفعل للفاعل، ونصب «قتلَهم»، و «نقولُ» بالنون. {الْحَرِيقِ (181)} [181] كاف. {لِلْعَبِيدِ (182)} [182] تام، إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جعل بدلًا من الذين الأول، أو جعل في محل جر نعتًا «للعبيد»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {تَأْكُلُهُ النَّارُ} [183] كاف، وتام عند نافع. {وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} [183] كاف؛ للابتداء بعده بالاستفهام. {صَادِقِينَ (183)} [183] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله «المنير»، و «ذائقة الموت»، و «يوم القيامة»، و «فاز» كلها حسان عند أبي حاتم. {الْغُرُورِ (185)} [185] تام. {وَأَنْفُسِكُمْ} [186] جائز. {أَذًى كَثِيرًا} [186] كاف. {الْأُمُورِ (186)} [186] تام. {وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [187] جائز. {ثَمَنًا قَلِيلًا} [187] حسن. {مَا يَشْتَرُونَ (187)} [187] تام. {بِمَا أَتَوْا} [188] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [188] جائز، كذا نقل عن نافع، وهو غير جيد، والأولى وصله؛ لأنَّ قوله: «فلا تحسبنهم» بدل مما قبله سواء قرئ بالتحتية (3)، أو بالفوقية (4)، أو على قراءة من قرأ الأول بالتحتية،   (1) وهي قراءة حمزة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 183)، الإعراب للنحاس (1/ 382)، الإملاء للعكبري (1/ 93)، البحر المحيط (3/ 131)، التبيان للطوسي (3/ 65)، التيسير (ص: 92)، تفسير الطبري (7/ 444، 445)، المعاني للأخفش (1/ 249). (2) وهي قراءة الباقين. انظر: المصادر السابقة. (3) وهي قراءة ابن كثير - أبو عمرو. انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 60)، الإرشاد (ص: 273)، النشر (2/ 246). (4) وهي قراءة الباقين من القراء. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 والثاني بالفوقية (1)؛ على اختلاف المعاني والإعراب، وجعل الثاني معطوفًا على الأول؛ لأنَّ المعطوف والمعطوف عليه كالشيء الواحد؛ لأنه قد استغنى عن مفعولي «يحسب» الأولى بذكر مفعولي الثانية، على قراءته بالتحتية، وعلى قراءته بالفوقية حذف الثاني فقط، وقال ابن عطية: لا يصح أن يكون بدلًا؛ لوجود الفاء؛ فإنها تمنع من البدل. {بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} [188] كاف. {عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)} [188] تام. {وَالْأَرْضِ} [189] كاف. {قَدِيرٌ (189)} [189] تام. {لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)} [190] تام إن جعل ما بعده خبر مبتدأ محذوف تقديره: لهم الجنة، أو الخبر «ربنا ما خلقت هذا باطلًا» بتقدير: يقولون، كما قدره شيخ الإسلام، وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جعل نعتًا له، أو بدلًا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {جُنُوبِهِمْ} [191] جائز إن جعل «الذين يذكرون الله» نعتًا، أو بدلًا، أو خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن جعل مبتدأ، وكذا الكلام على «والأرض». {بَاطِلًا} [191] ليس بوقف؛ لاتحاد الكلام في تنزيه الباري عن خلقه الباطل. {النَّارِ (191)} [191] كاف، ومثله: «فقد أخزيته»، و «من أنصار»، و «فآمنا»، و «الأبرار» كلها وقوف كافية. {عَلَى رُسُلِكَ} [194] جائز، ومثله «يوم القيامة». {الْمِيعَادَ (194)} [194] كاف؛ لأنه آخر كلامهم. {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} [195] صالح على قراءة عيسى بن عمر: «لا أضيع» بكسر الهمزة على الاستئناف (2)، وليس بوقف على قراءة الجماعة بفتحها (3). {أَوْ أُنْثَى} [195] كاف، وقال أبو حاتم: تام، ثم يبتدئ «بعضكم من بعض»، أي: في المجازاة بالأعمال، أي: مجازاة النساء على الأعمال كالرجال، وإنه لا يضيع لكم عملًا، وإنه ليس لأحد على أحد فضل إلَّا بتقوى الله، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، فعلى هذا   (1) وهي قراءة شاذة رويت عن الضحاك وعيسى بن عمر. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (3/ 137)، وتفسير القرطبي (4/ 307). (2) أي: همزة «إني»، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 386)،البحر المحيط (3/ 143)، تفسير القرطبي (4/ 318). (3) أي: جمهور القراء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 «بعضكم من بعض» مبتدأ وخبر. {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [195] تام؛ لأنه كلام مستقل بنفسه كقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، وكقوله: «كلكم من آدم»، فـ «بعضكم» مبتدأ، وخبره «من بعض»، وقوله: «فالذين هاجروا» مبتدأ، وخبره «لأكفرنَّ عنهم»، وقوله: و «لأدخلنهم» عطف على الخبر. {الْأَنْهَارُ} [195] ليس بوقف؛ لأنَّ «ثوابًا» منصوب على الحال، والعامل فيه «ولأدخلنهم»، أو مفعولًا له، أو مصدرًا. {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [195] كاف. {الثَّوَابِ (195)} [195] تام. {فِي الْبِلَادِ (196)} [196] كاف؛ لأن ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هو متاع، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: تقلبهم متاع قليل، وقال أبو حاتم: تام، وغلط؛ لأنَّ ما بعده متعلق بما قبله؛ لأنَّ المعنى: تقلبهم في البلاد، وتصرفهم فيها متاع قليل، وقال أبو العلاء الهمداني: الوقف على «قليل»، ثم يبتدئ «ثم مأواهم جهنم»، وضعف للعطف بثم إلَّا أنه عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف عند بعضهم. {ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} [197] كاف. {الْمِهَادُ (197)} [197] جائز؛ لحرف الاستدراك بعده، ومن حيث كونه رأس آية. {خَالِدِينَ فِيهَا} [198] ليس بوقف؛ لأنَّ «نزلًا» حال من «جنات» قبله، وإن جعل مصدرًا، والعامل فيه ما دل عليه الكلام؛ لأنه لما قال لهم: ذلك دل على انزلوا نزالًا -كان الوقف على «خالدين فيها» كافيًا. {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [198] كاف؛ للابتداء بالنفي، نص عليه أبو حاتم السجستاني. {لِلْأَبْرَارِ (198)} [198] تام. {خَاشِعِينَ لِلَّهِ} [199] حسن عند الأكثر، وزعم بعضهم أن الوقف على «خاشعين»، ثم يبتدئ لله، وهو خطأ؛ لأنَّ اللام في «لله» لا تتصل بما بعدها؛ لأنَّ لله من صلة خاشعين فلا يقطع عنه. {ثَمَنًا قَلِيلًا} [199] حسن، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرًا بعد خبر؛ لأنَّ «ولمن» اسمها دخلت عليها اللام، وحمل على لفظ من فأفرد الضمير في «يؤمن»، ثم حمل على المعنى، فجمع في «وما أنزل إليهم»، وفي «خاشعين»، وعلى هذا فلا يوقف على «قليلًا»، ولا على «لله»؛ لأنَّ «لا يشترون» حال بعد حال، أي: خاشعين غير مشترين. {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [199] كاف. {الْحِسَابِ (199)} [199] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 {وَرَابِطُوا} [200] جائز. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [200] ليس بوقف لحرف الترجي، وهو في التعلق كلام «كي». آخر السورة تام. سورة النساء مدنية -[آيها:] وهي مائة آية وخمس وسبعون آية في المدني والمكي والبصري، وست في الكوفي، وسبع في الشامي. - وكلمها: ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون كلمة. - وحروفها: ستة عشر ألف حرف وثلاثون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا منها إجماعًا ستة مواضع: 1 - {فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} [34]. 2 - {إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [77]. 3 - {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} [79]. 4 - {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} [81]. 5 - {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [125]. 6 - {وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [172]. ولا وقف من أولها إلى «ونساء»؛ فلا يوقف على من «نفس واحدة»؛ لاتساق ما بعده على ما قبله، ومثله «كثيرًا». {وَنِسَاءً} [1] تام. {وَالْأَرْحَامَ} [1] كاف على قراءتي: نصبه، وجره (1)؛ فمن قرأ بالنصب؛ عطف على لفظ الجلالة، أي: واتقوا الأرحام، أي: لا تقطعوها، أو على محل به، نحو: مررت بزيد وعمرًا بالنصب؛ لأنه في موضع نصب؛ لأنه لما شاركه في الاتباع على اللفظ تبعه على الموضع، وانظر هذا، مع ما قاله السمين في سورة الإنسان لا يعطف إلَّا على محل الحرف الزائد، وما هنا ليس كذلك، وقرأه بالجر عطفًا على الضمير في «به» على مذهب الكوفيين، وهي قراءة حمزة، وحمزة أخذها عن سليمان بن مهران الأعمش، وحمران بن أعين (2)، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (3)، وجعفر بن   (1) قرأ حمزة وحده بالجر وقرأ الباقون بالفتح. انظر هذه القراءة في: تفصيل ذلك في إبراز المعاني (ص:410)، النشر (2/ 247)، إتحاف الفضلاء (ص: 185)، الإعراب للنحاس (1/ 390)، الإملاء للعكبري (1/ 96)، البحر المحيط (3/ 157)، التيسير (ص: 93). (2) أبو حمزة الكوفي، مقرئ كبير، أخذ القراءة عرضًا عن عبيد بن نضلة ويحيى بن وثاب، وروى القراءة عنه عرضًا حمزة الزيات، وكان ثبتًا في القراءات ضعيفًا في الحديث رمي بالرفض (ت 130هـ). انظر: غاية النهاية (1/ 161). (3) ابن أبي ليلى (74 - 148 هـ = 693 - 765 م) محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يسار، وقيل: داود ابن بلال الأنصاري الكوفي: قاض، فقيه، من أصحاب الرأي، ولي القضاء والحكم بالكوفة لبني أمية، ثم لبني العباس، واستمر (33 سنة)، له أخبار مع الإمام أبي حنيفة وغيره، مات بالكوفة. انظر: الأعلام للزركلي (6/ 189). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 محمد الصادق (1)، وعرض القرآن على جماعة منهم: سفيان الثوري (2)، والحسن بن صالح (3)، ومنهم إمام الكوفة في القراءات والعربية أبو الحسن الكسائي، ولم يقرأ حرفًا من كتاب الله إلَّا بأثر صحيح، وكان حمزة إمامًا ضابطًا، صالحًا جليلًا، ورعًا مثبتًا، ثقةً في الحديث وغيره، وهو من الطبقة الثالثة، ولد سنة ثمانين، وأحكم القرآن وله خمس عشرة سنة، وأمَّ الناس سنة مائة، وعرض عليه القرآن من نظرائه جماعة، وما قرأ به حمزة مخالف لأهل البصرة؛ فإنهم لا يعطفون على الضمير المخفوض إلَّا بإعادة الخافض، وكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون، ومن ذلك قول الشاعر: إِذَا أَوْقَدُوا نَارًا لِحَرْبِ عَدُوِّهِمْ ... فقْدُ خَابَ مَنْ يَصْلَى بِهَا وَحَمِيمِهَا (4) بجر حميمها عطفًا على الضمير المخفوض في بها، وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون، ولا التفات لمن طعن في هذه القراءة كالزجاج، وابن عطية، وما ذهب إليه البصريون، وتبعهم الزمخشري من امتناع العطف على الضمير المجرور إلَّا بإعادة الجار غير صحيح، بل الصحيح مذهب الكوفيين في ذلك، وعلى هاتين القراءتين أعني: نصبه، وجره: كاف، وقرئ   (1) جعفر الصادق (80 - 148 هـ = 699 - 765 م) جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط، الهاشمي القرشي، أبو عبد الله، الملقب بالصادق: سادس الأئمة الاثنى عشر عند الإمامية، كان من أجلاء التابعين، وله منزلة رفيعة في العلم، أخذ عنه جماعة، منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك، ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط، له أخبار مع الخلفاء من بني العباس وكان جريئًا عليهم صدّاعًا بالحق، له: رسائل، مجموعة في كتاب، مولده ووفاته بالمدينة. انظر: الأعلام للزركلي (2/ 126). (2) سفيان الثوري (97 - 161 هـ = 716 - 778 م) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، من بني ثور بن عبد مناة، من مضر، أبو عبد الله: أمير المؤمنين في الحديث، كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى، ولد ونشأ في الكوفة، ورَاوَدَهُ المنصور العباسي على أن يلي الحكم، فأبى، وخرج من الكوفة (سنة 144 هـ) فسكن مكة والمدينة، ثم طلبه المهدي، فتوارى، وانتقل إلى البصرة فمات فيها مستخفيًا، له من الكتب: الجامع الكبير، والجامع الصغير -كلاهما في الحديث، وكتاب في الفرائض، وكان آية في الحفظ، من كلامه: ما حفظت شيئا فنسيته. انظر: الأعلام للزركلي (3/ 104). (3) ابن حي (100 - 168 هـ = 718 - 785 م) الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي، أبو عبد الله: من زعماء الفرقة البترية، من الزيدية، كان فقيهًا مجتهدًا متكلمًا، أصله من ثغور همدان، وتوفي متخفيًا في الكوفة، قال الطبري: كان اختفاؤه مع عيسى بن زيد في موضع واحد سبع سنين، والمهدي جادٌّ في طلبهما، له كتب منها: التوحيد، وإمامة ولد علي من فاطمة، والجامع -في الفقه، وهو من أقران سفيان الثوري، ومن رجال الحديث الثقات، وقد طعن فيه جماعة لما كان يراه من الخروج بالسيف على أئمة الجور. انظر: الأعلام للزركلي (2/ 192). (4) لم أستدل عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 «والأرحامُ» بالرفع (1)؛ على أنَّه مبتدأ حذف خبره، كأنه قيل: والأرحام محترمة، أي: واجب حرمتها، فلا تقطعوها، حثهم الشارع على صلة الأرحام، ونبههم على أنَّه كان من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون، أي: يحلفون بها، فنهاهم عن ذلك، وحرمتها باقية، وصلتها مطلوبة، وقطعها محرم إجماعًا، وعلى هذا يكون الوقف حسنًا، وليس بوقف لمن خفض «الأرحام» على القسم، والتقدير بالله وبالأرحام، كقولك: أسألك بالله وبالرحم، وقيل: الوقف على «به»، وإن نصب ما بعده على الإغراء بمعنى: عليكم الأرحام فصلوها، فالوقف على «به» كاف عند يعقوب، وتام عند الأخفش، وخالفهما أبو حاتم، ووقف على «تساءلون به والأرحام» على قراءتي: النصب، والجر. {رَقِيبًا (1)} [1] كاف. {الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [2] جائز. {بِالطَّيِّبِ} [2] كاف عند نافع. {إِلَى أَمْوَالِكُمْ} [2] حسن. {كَبِيرًا (2)} [2] كاف. {وَرُبَاعَ} [3] حسن. {أَيْمَانُكُمْ} [3] حسن. {أَلَّا تَعُولُوا (3)} [3] كاف، وقال نافع: تام، وهو رأس آية. {نِحْلَةً} [4] كاف؛ للابتداء بالشرط. {مَرِيئًا (4)} [4] حسن، ومن وقف على «فكلوه»، وجعل «هنيًّا مريًّا» دعاء، أي: هنأكم الله وأمرأكم -كان جائزًا، ويكون «هنيًّا مريًّا» من جملة أخرى غير قوله: «فكلوه» لا تعلق له به من حيث الإعراب، بل من حيث المعنى، وانتصب «مريَّا» على أنه صفة، وليس وقفًا إن نصب نعتًا لمصدر محذوف، أي: فكلوه أكلًا هنيًّا، وكذلك إن أعرب حالًا من ضمير المفعول، فهي حال مؤكدة لعاملها، وعند الأكثر معناه الحال، ولذلك كان وصله أولى. {قِيَامًا} [5] جائز؛ لاتفاق الجملتين. {مَعْرُوفًا (5)} [5] كاف. {النِّكَاحَ} [6] حسن عند بعضهم، وبعضهم وقف على «وابتلوا اليتامى»، وجعل «حتى» لانتهاء الابتداء، لا للابتداء، أي: غيًا الابتداء بوقت البلوغ؛ لأنَّ الآية لم تتعرض لسن البلوغ، ثم ابتدأ حتى إذا بلغوا النكاح، والجواب مضمر، أي: حتى إذا بلغوا النكاح زوِّجوهم وسلِّموا إليهم أموالهم، فحذف   (1) وهي قراءة عبد الله بن يزيد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (1/ 96)، البحر المحيط (3/ 157)، تفسير القرطبي (5/ 5)، الكشاف (1/ 241)، المحتسب لابن جني (1/ 179). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 الجواب؛ لأنَّ في قوله: «فإن آنستم منهم رشدًا» دلالة عليه. {رُشْدًا} [6] ليس بوقف؛ لشدة اتصاله بما بعده. {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [6] حسن. {أَنْ يَكْبَرُوا} [6] أحسن منه، وقال أبو عمرو: كاف. {فَلْيَسْتَعْفِفْ} [6] حسن. {بِالْمَعْرُوفِ} [6] كاف؛ للابتداء بالشرط. {فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} [6] حسن. {حَسِيبًا (6)} [6] تام. {وَالْأَقْرَبُونَ} [7] الأول حسن، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده، ومثله «أو كثر» إن نصب «نصيبًا» بمقدر. {مَفْرُوضًا (7)} [7] تام. {فَارْزُقُوهُمْ} [8] حسن، وقال ابن عامر: كاف. {قَوْلًا مَعْرُوفًا (8)} [8] تام، وقيل: كاف. {عَلَيْهِمْ} [9] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الفاء في قوله: «فليتقوا لله» جواب قوله: «وليخش الذين». {سَدِيدًا (9)} [9] تام. {نَارًا} [10] حسن. {وَسَيَصْلَوْنَ} [10] قرئ بفتح الياء وضمها (1)، فمن قرأ: «وسيُصلون» بضم الياء مبنيًّا -كان أحسن مما قبله. {سَعِيرًا (10)} [10] تام على القراءتين (2). {فِي أَوْلَادِكُمْ} [11] حسن؛ على استئناف ما بعده. {الْأُنْثَيَيْنِ} [11] كاف، ومثله «ما ترك» لمن قرأ «واحدةٌ» بالرفع؛ على أنَّ «كان» تامة، وحسن لمن قرأ بنصبها على أنها خبر كان (3).   (1) قرأ شعبة ابن عامر وشعبة بالضم، وقرأ الباقون بالفتح. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 186)، الإعراب للنحاس (1/ 398)، الإملاء للعكبري (1/ 98)، البحر المحيط (3/ 179)، التيسير (ص: 94)، الحجة لابن خالويه (ص: 120)، الحجة لأبي زرعة (ص: 191)، السبعة (ص: 227)، الغيث للصفاقسي (ص: 188). (2) أي: الفتح والضم في الياء السابق الإشارة إليها. (3) قرأ نافع بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 186)، الإملاء للعكبري (1/ 97)، البحر المحيط (3/ 182)، التيسير (ص: 94)، تفسير القرطبي (5/ 64)، الحجة لابن خالويه (ص: 120)، الحجة لأبي زرعة (ص: 192). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 {فَلَهَا النِّصْفُ} [11] حسن؛ لانتهاء حكم الأول. {السُّدُسُ} [11] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله. {لَهُ وَلَدٌ} [11] حسن، ومثله «فلأمه الثلث»، وكذا «فلأمه السدس»، وعند أبي حاتم لا يحسن الوقف حتى يقول: «من بعد وصية يوصي بها أو دين»؛ لأنَّ هذا الفرض كله إنما يكون بعد الوصية والدَّيْن، قاله النكزاوي. {أَوْ دَيْنٍ} [11] تام؛ إن جعل ما بعده مبتدأ خبره «لا تدرون»، وكاف إن رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هم آباؤكم، و «أيهم أقرب» مبتدأ وخبر علق عنه «تدرون»؛ لأنه من أفعال القلوب، والجملة في محل نصب. {أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} [11] حسن عند من نصب «فريضةً» على المصدر، أي: فرض ذلك فريضة، أو نصبها بفعل مقدر، أي: أعني، وليس بوقف إن نصب على الحال مما قبلها. {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} [11] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {حَكِيمًا (11)} [11] أكفى، ولم يبلغ درجة التمام؛ لاتصال ما بعده بما قبله معنًى. {لَهُنَّ وَلَدٌ} [12] حسن، وكذا «أو دين»، ومثله «إن لم يكن لكم ولد»، وكذا «أو دين»، وكذا «منهما السدس»؛ كلها حسان. {أَوْ دَيْنٍ} [12] الأخير ليس بوقف؛ لأنَّ «غير» منصوب على الحال من الفاعل في «يوصي». {غَيْرَ مُضَارٍّ} [12] حسن إن نصب بعده بفعل مضمر، أي: يوصيكم الله وصية. والوقف على {وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} [12] كاف. {حَلِيمٌ (12)} [12] حسن، أي: حيث لم يعجل العقوبة حين ورثتم الرجال دون النساء –قلتم: لا نورث إلَّا من قاتل بالسيف، أو طاعن برمح. {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [13] تام؛ للابتداء بالشرط بعده. {خَالِدِينَ فِيهَا} [13] حسن. {الْعَظِيمُ (13)} [13] تام؛ للابتداء بعده بالشرط. {خَالِدًا فِيهَا} [14] جائز. {مُهِينٌ (14)} [14] تام؛ لأنه آخر القصة. {أَرْبَعَةً مِنْكُمْ} [15] حسن؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 {سَبِيلًا (15)} [15] تام. {فَآَذُوهُمَا} [16] حسن. {عَنْهُمَا} [16] أحسن مما قبله، وقيل: كاف؛ للابتداء بـ «إن». {رَحِيمًا (16)} [16] تام. {بِجَهَالَةٍ} [17] ليس بوقف؛ لأنَّ «ثم» لترتيب الفعل، وكذا «من قريب»؛ لمكان الفاء. {يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [17] كاف. {حَكِيمًا (17)} [17] أكفى مما قبله، ولا وقف من قوله: «وليست التوبة» إلى «أليمًا»، فلا يوقف على «السيئات»، ولا على «الموت»، ولا على «إني تبت الآن»؛ لأنَّ قوله: «ولا الذين يموتون» عطف على «وليست»، والوقف على المعطوف عليه دون المعطوف قبيح، فكأنه قال: وليست التوبة للذين يعملون السيئات الذين هذه صفتهم، ولا الذين يموتون وهم كفار، «فالذين» مجرور المحل عطفًا على الذين يعملون، أي ليست: التوبة لهؤلاء، ولا لهؤلاء، فسوَّى بين من مات كافرًا، وبين من لم يتب إلَّا عند معاينة الموت -في عدم قبول توبتهما، وإن جعلت «وللذين» مستأنفًا مبتدأ، وخبره «أولئك» -حسن الوقف على «الآن»، ويبتدئ «وللذين يموتون»، واللام في «وللذين» لام الابتداء، وليست لا النافية، وإن جعلت قوله: «أولئك» مبتدأ، و «أعتدنا» خبره -حسن الوقف على «كفار»، وقيل: إن «أولئك» إشارة إلى المذكورين قبل «أولئك». {أَلِيمًا (18)} [18] تام؛ للابتداء بالنداء. {كَرْهًا} [19] كاف؛ على استئناف ما بعده، وجعل قوله: «ولا تعضلوهن» مجزومًا بلا الناهية، وليس بوقف إن جعل منصوبًا عطفًا على «أن ترثوا»، فتكون الواو مشركة عاطفة فعلًا على فعل، أي: ولا أن تعضلوهنَّ، وإن قدرت أن بعد لا كان من باب عطف المصدر المقدر على المصدر المقدر، لا من باب عطف الفعل على الفعل، انظر: أبا حيان. {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} [19] ليس بوقف؛ للام العلة. {مُبَيِّنَةٍ} [19] جائز. {بِالْمَعْرُوفِ} [19] تام؛ للابتداء بالشرط والفاء. {خَيْرًا كَثِيرًا (19)} [19] كاف، وقيل: تام. {مَكَانَ زَوْجٍ} [20] ليس بوقف؛ لأنَّ الواو بعده للحال، أي: وقد آتيتم. {مِنْهُ شَيْئًا} [20] حسن. {مُبِينًا (20)} [20] كاف. {غَلِيظًا (21)} [21] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 {إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [22] كاف؛ للابتداء بعده بـ «إن». {سَبِيلًا (22)} [22] تام. {أُمَّهَاتُكُمْ} [23] كاف، ومثله ما بعده؛ لأنَّ التعلق فيما بعده من جهة المعنى فقط، قال أبو حاتم السجستاني: الوقف على كل واحدة من الكلمات إلى قوله في الآية الثانية: «إلَّا ما ملكت أيمانكم» كاف. {وَبَنَاتُ الْأُخْتِ} [23] جائز؛ للفرق بين التحريم النسبي والسببي، والوقف على «من الرضاعة»، و «في حجوركم»، و «دخلتم بهن»، و «فلا جناح عليكم»، و «من أصلابكم»، و «إلَّا ما قد سلف»، و «رحيما» كلها وقوف جائزة؛ لأنَّ التعلق فيها من جهة المعنى، والنَّفَس يقصر عن بلوغ التمام. {أَيْمَانُكُمْ} [24] كاف إن انتصب «كتابًا» بإضمار فعل، أي: الزموا كتاب الله، وعند الكوفيين أنه منصوب على الإغراء، وهو بعيد، والصحيح أنَّ الإغراء إذا تأخر لم يعمل فيما قبله، وتأول البصريون قول الشاعر: يَا أَيُّهَا المَائِحُ دَلْوِي دُونَكَا ... إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ يَحْمَدُونَكَا (1) على أنَّ دلوي منصوب بالمائح، أي: الذي ماح دلوي، والمشهور: أنَّ ذلك من باب المبتدأ والخبر، وأن دلوي مبتدأ، ودونك خبره، وما استدل به الكسائي على جواز تقديم معمول اسم الفعل عليه، وأنَّ دونك اسم فعل، ودلوي معموله -لا يتعين في الصحاح المائح بالمثناة الفوقية المستقى من أعلى البئر، والمائح بالتحتية الذي يملأ دلوه من أسفلها. {كِتَابَ اللَّهِ} [24] كاف إن قرئ: «وأحل» ببنائه للفاعل، وليس بوقف إن قرئ بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول عطف على «حرمت» (2). {غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [24] جائز. {فَرِيضَةً} [24] كاف، ومثله «من بعد الفريضة». {حَكِيمًا (24)} [24] تام؛ لأنَّه تمام القصة.   (1) قائل هذا البيت كما ورد في بعض المصادر رؤبة، وذكر في: الأزمنة والأمكنة، للمرزوقي، الوساطة بين المتنبي وخصومه، لأبي الحسن الجرجاني، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، لعبد القادر البغدادي، مجمع الأمثال، للميداني.-الموسوعة الشعرية (2) قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ببنائه للفاعل، وقرأ الباقون ببنائه للمفعول. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 189)، الإعراب للنحاس (1/ 406)، الإملاء للعكبري (1/ 102)، البحر المحيط (3/ 216)، التيسير (ص: 95)، تفسير الطبري (8/ 173)، تفسير القرطبي (5/ 124)، الحجة لابن خالويه (ص: 122)، الحجة لابن زنجلة (ص: 198)، السبعة (ص: 231)، الغيث للصفاقسي (ص: 190)، الكشاف (1/ 262)، الكشف للقيسي (1/ 315)، تفسير الرازي (3/ 190)، النشر (2/ 249). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 {الْمُؤْمِنَاتِ} [25] كاف. {بِإِيمَانِكُمْ} [25] جائز، وقيل: كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال على المعنى، أي: فانكحوا مما ملكت أيمانكم غير معايرين بالأنساب؛ لأنَّ بعضكم من جنس بعض في النسب والدين، فلا يترفع الحر عن نكاح الأمة عند الحاجة إليه (1)، وما أحسن قول أمير المؤمنين عليٍّ كرم الله وجهه: النَّاسُ مِنْ جِهَةِ التَّمْثِيلِ أَكْفَاءُ ... أَبُوهُمُ آدَمُ وَالأُمُّ حَوْاءُ (2) {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [25] جائز، ومثله «بإذن أهلهن». {بِالْمَعْرُوفِ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ «محصنات غير مسافحات» حالان من مفعول «وآتوهن». {أَخْدَانٍ} [25] حسن، وقيل: تام سواء قرئ: «أحصن» مبنيًّا للفاعل، أو للمفعول، قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: «أُحصِن» بضم الهمزة، وكسر الصاد مبنيًّا للمفعول، والباقون بفتحهما بالبناء للفاعل (3)، ومعنى الأولى: فإذا أحصن بالتزويج -فالمحصن لهن: هو الزوج، ومعنى الثانية: فإذا أحصن فروجهن، أو أزواجهن (4). {مِنَ الْعَذَابِ} [25] جائز. {مِنْكُمْ} [25] حسن، ومثله «خير لكم»، أي: وصبركم عن نكاح الإماء خير لكم؛ لئلَّا يرق ولدكم، ويبتذل، وفي سنن أبي داود، وابن ماجه من حديث أنس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أراد أن يلقى الله طاهرًا مطهرًا فليتزوج الحرائر» (5). {رَحِيمٌ (25)} [25] تام. {عَلَيْكُمْ} [26] حسن. {حَكِيمٌ (26)} [26] تام، ومثله «عظيمًا».   (1) انظر: تفسير الطبري (8/ 182)، بتحقيق أحمد محمد شاكر-مؤسسة الرسالة. (2) وهو مذكور في: زهر الأكم في الأمثال والحكم، لليوسي، نهاية الأرب في فنون الأدب، للنويري. -الموسوعة الشعرية. (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 189)، الإعراب للنحاس (1/ 407)، الإملاء للعكبري (1/ 103)، البحر المحيط (3/ 224)، التيسير (ص: 95)، تفسير الطبري (8/ 187)، تفسير القرطبي (5/ 143)، الحجة لابن زنجلة (ص: 198)، السبعة (ص: 231)، الغيث للصفاقسي (ص: 190)، الكشف للقيسي (1/ 385)، تفسير الرازي (3/ 201)، النشر (2/ 249). (4) انظر: تفسير الطبري (8/ 182)، بتحقيق أحمد محمد شاكر-مؤسسة الرسالة. (5) قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (3/ 611): ضعيف، رواه ابن ماجه، برقم: (1862)، وابن عدي (164/ 2)، وعنه ابن عساكر (4/ 284/1). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 {عَنْكُمْ} [28] كاف على قراءة «وخُلق» بضم الخاء، وعلى قراءته بفتحها (1)، الوصل أولى؛ لأنهما كلام واحد. {ضَعِيفًا (28)} [28] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [29] حسن. {أَنْفُسَكُمْ} [29] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {رَحِيمًا (29)} [29] تام. {نُصْلِيهِ نَارًا} [30] حسن. {يَسِيرًا (30)} [30] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله «كريما». {عَلَى بَعْضٍ} [32] حسن. {مِمَّا اكْتَسَبُوا} [32]، ومثله {مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [32]، وكذا {مِنْ فَضْلِهِ} [32]. {عَلِيمًا (32)} [32] تام، ووقف بعضهم على «مما ترك» إن رفع «الوالدان» بخبر مبتدأ محذوف جوابًا لسؤال مقدر، كأنه قيل: ومن الوارث؟ فقيل: هم الوالدان، والأقربون، أي: لكل إنسان موروث جعلنا موالي، أي: ورَّاثًا مما ترك، ففي «ترك» ضمير يعود على «كل»، وهنا تم الكلام، ويتعلق «مما ترك» بـ «موالي»؛ لما فيه من معنى الوراثة، و «موالي» مفعول أول لـ «جعل»، و «لكل» جار ومجرور وهو الثاني قدِّم على عامله، ويرتفع «الوالدان» على أنه خبر مبتدأ محذوف إلى آخر ما تقدم، وعلى هذا فالكلام جملتان، ولا ضمير محذوفًا في «جعلنا»، وإن قدرنا: ولكل إنسان وارث مما تركه الوالدان والأقربون جعلنا موالي، أي: مورثين، فيراد بالمولى: الموروث، ويرتفع «الوالدان» بـ «ترك»، وتكون «ما» بمعنى: من، والجار والمجرور صفة للمضاف إليه «كل»، والكلام على هذا جملة واحدة، وفي هذا بعد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره ولم يحكم أمره. {وَالْأَقْرَبُونَ} [33] كاف؛ لأنَّ «والذين» بعده مبتدأ، والفاء في خبره؛ لاحتمال عمومه معنى الشرط. {نَصِيبَهُمْ} [33] كاف؛ للابتداء بعده بـ «إن». {شَهِيدًا (33)} [33] تام. {مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [34] حسن، وقيل: تام؛ لأنَّ «فالصالحات» مبتدأ، وما بعده خبر إن، و «للغيب» متعلق بـ «حافظات». {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [34] كاف، ومثله «واضربوهن»؛ للابتداء بالشرط مع اتحاد الكلام، ومثله «سبيلاً».   (1) وقراءة الضم هي قراءة الجمهور، وقراءة الفتح قراءة شاذة رويت عن ابن عباس ومجاهد. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (3/ 228)، الكشاف (1/ 264). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 {كَبِيرًا (34)} [34] تام. {بَيْنِهِمَا} [35] الأول ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {بَيْنَهُمَا} [35] الثاني كاف. {خَبِيرًا (35)} [35] تام. {بِهِ شَيْئًا} [36] كاف؛ على استئناف ما بعده، على معنى: وأحسنوا بالوالدين إحسانًا، وقال الأخفش: لا وقف من قوله: «واعبدوا الله» إلى «أيمانكم»؛ لأنَّ الله أمركم بهذه، فلا يوقف على «شيئا»، ولا على «إحسانًا»، ولا على «وابن السبيل»؛ لاتساق ما بعده على ما قبله. {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [36] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {فَخُورًا (36)} [36] تام إن رفع «الذين» مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: أولئك قرناء السوء، وكذا إن جعل مبتدأ خبره «إنَّ الله لا يظلم مثقال ذرة»، وكذا إن جعل في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، وإن جعل في موضع نصب بتقدير: أعني -كان الوقف على «فخورًا» كافيًا، وليس بوقف إن جعل «الذين» منصوبًا بدلًا من الضمير المستكن في «فخورًا»، أو من «من»، أو نعتًا لـ «من»؛ لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، ولا بين النعت والمنعوت. {مِنْ فَضْلِهِ} [37] حسن. {مُهِينًا (37)} [37] تام إن جعل ما بعده مستأنفًا مبتدأ، والكلام فيه كالذي قبله من الرفع والنصب والجر؛ فالرفع بالابتداء، والنصب بتقدير: أعني، والجر عطفًا على «للكافرين». {وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ} [38] تام؛ للابتداء بالشرط. {فَسَاءَ قَرِينًا (38)} [38] كاف، ومثله «رزقهم الله». {عَلِيمًا (39)} [39] تام، ومحل هذه الوقوف الأربعة ما لم يجعل الذين يبخلون مبتدأ، وخبره «إن الله لا يظلم» فإن كان كذلك لم يوقف عليها؛ لأنَّه لا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف. {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [40] حسن، ومن قرأ (1): «حسنةٌ» بالرفع كان أحسن. {أَجْرًا عَظِيمًا (40)} [40] حسن، وقال بعضهم: لا يوقف عليه؛ لأنَّ قوله: «فكيف» توكيد لما قبله، معناه: إنَّ الله لا يظلم مثقال ذرة في الدنيا فكيف في الآخرة إذا جئنا من كل أمة بشهيد (2).   (1) وهي قراءة المدنيان وابن كثير، وقرأها الباقون بالنصب. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 190)، البحر المحيط (3/ 251)، التيسير (ص: 96)، تفسير الطبري (8/ 365)، تفسير القرطبي (5/ 195)، الحجة لابن خالويه (ص: 123)، الحجة لابن زنجلة (ص: 203)، السبعة (ص: 233)، الغيث للصفاقسي (ص: 191)، الكشف للقيسي (1/ 389، 390)، النشر (2/ 249). (2) انظر: تفسير الطبري (8/ 359)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 {عَظِيمًا (40)} [40] حسن، ومثله «بشهيد». {شَهِيدًا (41)} [41] كاف. {الْأَرْضُ} [42] جائز إن كان ما بعده داخلًا في التمني، وإلَّا فالوقف عليه حسن، قرأ نافع، وابن عامر: «تسّوي» بتشديد السين، وقرأ أبو عمرو، وابن كثير، وعاصم بضم التاء وتخفيف السين مبنيًّا للمفعول، وقرأ حمزة، والكسائي بفتح التاء والتخفيف (1)، وجواب: «لو» محذوف تقديره: لسروا بذلك. {حَدِيثًا (42)} [42] تام. {تَغْتَسِلُوا} [43] كاف، أي: لا تقربوا مواضع الصلاة جنبًا حتى تغتسلوا. {صَعِيدًا طَيِّبًا} [43] ليس بوقف؛ لمكان الفاء، أو لما كانت الجمل معطوفة بـ «أو» صيرتها كالشيء الواحد. {وَأَيْدِيكُمْ} [43] كاف؛ للابتداء بعد بـ «ان». {غَفُورًا (43)} [43] تام. {السَّبِيلَ (44)} [44] كاف. {بأعدائكم} [45] حسن. {وَلِيًّا} [45] جائز؛ للفصل بين الجملتين المستقلتين. {نَصِيرًا (45)} [45] كاف؛ إن جعل «من الذين» خبرًا مقدمًا، و «يحرفون» جملة في محل رفع صفة لموصوف محذوف، أي: من الذين هادوا ناس، أو قوم، أو نفر يحرفون الكلم عن مواضعه، فحذف الموصوف، واجتزأ بالصفة عنه، أو تقول حذف المبتدأ، وأقيم النعت مقامه، وكذا إن جعل «من الذين» خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين هادوا، وليس بوقف إن جعل «من الذين» حالًا من فاعل «يريدون»، أو جعل بيانًا للموصول في قوله: «ألم تر إلى الذين أوتوا»؛ لأنهم يهود ونصارى، أو جعل بيانًا لأعدائكم، وما بينهما اعتراض، أو علق بـ «نصيرًا»، وهذه المادة تتعدى بـ «من»، قال تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} [الأنبياء: 77]، {فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ} [غافر: 29]، وأما على تضمين النصر معنى المنع، أي: منعناه من القوم، وكذلك وكفى بالله مانعًا ينصره من الذين هادوا، فهي ستة أوجه يجوز الوقف على «نصيرًا» في وجهين، وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد {وَرَاعِنَا} [46] حسن إن جعل «ليًّا» مصدرًا، أي: يلوون ليًّا بألسنتهم، ودل المصدر على فعله،   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 190)، الإملاء للعكبري (1/ 106)، البحر المحيط (3/ 253)، التيسير (ص: 96) تفسير الطبري (8/ 372)، تفسير القرطبي (5/ 198)، الحجة لابن خالويه (ص: 124)، الحجة لأبي زرعة (ص: 204). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 وليس بوقف إن جعل مفعولًا من أجله، أي: يفعلون ذلك من أجل اللي، وقرئ (1): «راعنًا» بالتنوين، وخُرِّج على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: قولًا راعنًا متصفًا بالرعن. {فِي الدِّينِ} [46] حسن. {وَأَقْوَمَ} [46] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا، وعطفًا. {إِلَّا قَلِيلًا (46)} [46] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} [47] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله. {أَصْحَابَ السَّبْتِ} [47] كاف. {مَفْعُولًا (47)} [47] تام. {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [48] جائز. {لِمَنْ يَشَاءُ} [48] كاف؛ للابتداء بالشرط. {عَظِيمًا (48)} [48] تام. {أَنْفُسَهُمْ} [49] كاف، وقال الأخفش: تام، وقيل: ليس بتام؛ لأنَّ ما بعده متصل به، والتفسير يدل على ذلك، قال مجاهد: كانوا يقدمون الصبيان يصلون بهم، ويقولون هؤلاء أزكياء لا ذنوب لهم، «بل الله يزكي من يشاء»، أي: ليست التزكية إليكم؛ لأنَّكم مفترون، «والله يزكي من يشاء» بالتطهير، فبعض الكلام متصل ببعض، قاله النكزاوي (2). {مَنْ يَشَاءُ} [49] جائز. {فَتِيلًا (49)} [49] كاف. {عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [50] جائز. {مُبِينًا (50)} [50] تام. {سَبِيلًا (51)} [51] كاف، ومثله «لعنهم الله»؛ للابتداء بالشرط. {نَصِيرًا (52)} [52] كاف؛ لأنَّ «أم» بمعنى: ألف الاستفهام الإنكاري. {نَقِيرًا (53)} [53] كاف، النقير: النقرة التي في ظهر النواة، والفتيل: خيط رقيق في شق النواة، والقطمير: القشرة الرقيقة فوق النواة، وهذه الثلاثة في القرآن ضرب بها المثل في القلة، والثفروق بالثاء المثلثة والفاء: غلافة بين النواة والقمع الذي يكون في رأس التمرة كالغلافة، وهذا لم يذكر في القرآن (3). {مِنْ فَضْلِهِ} [54] حسن؛ لتناهي الاستفهام، وقيل: ليس بوقف؛ لمكان الفاء.   (1) وهي قراءة الحسن وابن محيصن، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 191). (2) انظر: تفسير الطبري (8/ 452)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) انظر: تفسير الطبري (8/ 472)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 {عَظِيمًا (54)} [54] كاف. {مَنْ صَدَّ عَنْهُ} [55] كاف. {سَعِيرًا (55)} [55] تام. {نَارًا} [56] كاف؛ لاستئناف ما بعده؛ لما فيه من معنى الشرط. {العذاب} [56] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {حَكِيمًا (56)} [56] تام. {الْأَنْهَارُ} [57] ليس بوقف؛ لأنَّ «خالدين» حال مما قبله. {أَبَدًا} [57] حسن، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده. {مُطَهَّرَةٌ} [57] كاف. {ظَلِيلًا (57)} [57] تام. {إِلَى أَهْلِهَا} [58] حسن إن كان الخطاب عامًّا؛ لأنَّ قوله: «أن تحكموا» معطوف على «أن تؤدوا»، أي: أن تؤدوا، وأن تحكموا بالعدل إذا حكمتم، فـ «أن تؤدوا» منصوب المحل إما على إسقاط حرف الجر؛ لأنَّ حذفه يطرد مع أن، وليس بوقف إن كان الخطاب لولاة المسلمين. {بِالْعَدْلِ} [58] كاف، ومثله «يعظكم به». {بَصِيرًا (58)} [58] تام. {مِنْكُمْ} [59] كاف؛ للابتداء بالشرط مع الفاء، و «اليوم الآخر» كذلك. {تَأْوِيلًا (59)} [59] تام. {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [60] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير في «يزعمون» وهو العامل في الحال. {إِلَى الطَّاغُوتِ} [60] حسن. {أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [60] أحسن مما قبله. {بَعِيدًا (60)} [60] حسن. {وَإِلَى الرَّسُولِ} [61] ليس بوقف؛ لأن جواب إذا لم يأت وهو رأيت، فلا يفصل بينهما بالوقف. {صُدُودًا (61)} [61] تام، ولا وقف من قوله: «فكيف» إلى «وتوفيقًا»، فلا يوقف على «أيديهم»، ولا على «يحلفون»، وبعضهم تعسف ووقف على «يحلفون»، وجعل «بالله» قسمًا، و «إن أردنا» جواب القسم، و «إن» نافية بمعنى: ما، أي: ما أردنا في العدول عنك عند التحاكم إلَّا إحسانًا وتوفيقًا، وليس بشيء؛ لشدة تعلقه بما بعده؛ لأنَّ الأقسام المحذوفة في القرآن لا تكون إلَّا بالواو، فإن ذكرت الباء أتى بالفعل، كقوله: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ} [الأنعام: 109] أي، يحلفون بالله، ولا تجد الباء مع حذف الفعل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 أبدًا، والمعتمد أنَّ الباء متعلقة بـ «يحلفون»، وليست باء القسم كما تقدم، ويأتي إن شاء الله تعالى في سورة لقمان في قوله: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} [لقمان: 13] بأوضح من هذا. {وَتَوْفِيقًا (62)} [62] كاف. {مَا فِي قُلُوبِهِمْ} [63] جائز، ومثله «وعظيم». {بَلِيغًا (63)} [63] تام. {بِإِذْنِ اللَّهِ} [64] كاف، ومثله «توابًا رحيما»، وبعضهم وقف على قوله: «فلا»، وابتدأ «وربك لا يؤمنون»، وجعل «لا» ردًّا لكلام تقدمها تقديره: فلا يفعلون، أو ليس الأمر كما زعموا من أنهم آمنوا بما أنزل إليك، ثم استأنف قسمًا بعد ذلك بقوله: «وربك لا يؤمنون» وهو توجيه حسن يرقيه إلى التمام، والأحسن الابتداء بها بناء على أنها توطئة للنفي بعدها؛ فهو آكد. {تَسْلِيمًا (65)} [65] كاف، أكد الفعل بمصدره؛ لرفع توهم المجاز فيه، ومثله «إلَّا قليل منهم» على القراءتين: رفعه بدل من الضمير في «فعلوه»، ونصبه على الاستثناء. {تَثْبِيتًا (66)} [66] حسن، قال الزمخشري: و «إذا» جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: وماذا يكون لهم بعد التثبيت؟ فقيل: وإذا لو ثبتوا لآتيناهم؛ لأنَّ «إذا» جواب وجزاء، وعليه فلا يوقف على «تثبيتًا»، ولا على «عظيمًا»؛ لأنَّ قوله: «وإذا لآتيناهم»، «ولهديناهم» من جواب لو، قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح. {مُسْتَقِيمًا (68)} [68] تام. {وَالصَّالِحِينَ} [69] حسن. {رَفِيقًا (69)} [69] كاف. {مِنَ اللَّهِ} [70] حسن. {عَلِيمًا (70)} [70] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {جَمِيعًا (71)} [71] كاف. {لَيُبَطِّئَنَّ} [72] تام؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {شَهِيدًا (72)} [72] كاف. {مَوَدَّةٌ} [73] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «كأن لم تكن بينكم وبينه مودة» معترضة بين قوله: «ليقولن»، ومعمول القول، وهو: «يا ليتني» سواء جعلت للجملة التشبيهية محلًّا من الإعراب نصبًا على الحال من الضمير المستكن في «ليقولن»، أو نصبًا على المفعول بـ «يقولن»، فيصير مجموع جملة التشبيه، وجملة التمني من جملة المقول، أو لا محل لها؛ لكونها معترضة بين الشرط وجملة القسم وأخرت والنية بها التوسط بين الجملتين، والتقدير: ليقولن يا ليتني، انظر: أبا حيان، وتوسمه شيخ الإسلام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 بجائز، لعله فرق به بين الجملتين. {مَعَهُمْ} [73] كاف؛ لمن رفع ما بعد الفاء على الاستئناف، أي: فأنا أفوز، وبها قرأ الحسن (1)، وليس بوقف لمن رفعه عطفًا على «كنت»، وجعل «كنت» بمعنى: أكون على معنى: يا ليتني أكون فأفوز، فيكون الكون معهم، والفوز العظيم متمنيين معًا؛ لأنَّ الماضي في التمني بمنزلة المستقبل؛ لأنَّ الشخص لا يتمنى ما كان، إنما يتمنى ما لم يكن؛ فعلى هذا لا يوقف على «معهم»؛ لاتساق ما بعده على ما قبله، ونصبه على جواب التمني، والمصيبة: الهزيمة، والفضل: الظفر والغنيمة؛ لأنَّ المنافقين كانوا يوادون المؤمنين في الظاهر تهكمًا، وهم في الباطن أعدى عدو لهم، فكان أحدهم يقول وقت المصيبة: {قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72)} [72]، ويقول وقت الغنيمة والظفر: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)} [73]، فهذا قول من لم تسبق منه مودة للمؤمنين (2). {فَوْزًا عَظِيمًا (73)} [73] تام؛ للأمر بعده. {بِالْآَخِرَةِ} [74] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله «عظيما». {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [75] حسن. {وَلِيًّا} [75] جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الدعوات. {نَصِيرًا (75)} [75] تام. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [76] جائز، وكذا «الطاغوت». {أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} [76] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {ضَعِيفًا (76)} [76] تام. {وَآَتُوا الزَّكَاةَ} [77] جائز، ومثله «أو أشدَّ خشية»، وكذا «القتال»؛ لأنَّ لولا بمعنى: هلَّا وهلَّا بمعنى الاستفهام، وهو يوقف على ما قبله، و «قريب»، و «قليل» كلها وقوف جائزة، وقال نافع: تام؛ لأنَّ الجملتين -وإن اتفقتا- فالفصل بين وصفي الدارين؛ لتضادهما مستحسن. {لِمَنِ اتَّقَى} [77] حسن على القراءتين في «يظلمون»، وقرأ ابن كثير، والأخوان (3): «ولا يظلمون» بالغيبة جريًا على الغائبين قبله، والباقون بالخطاب التفاتًا (4).   (1) وكذا رويت عن يزيد النحوي: «فأفوزُ»، برفع الزاي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (3/ 292)، تفسير القرطبي (5/ 277)، الكشاف (1/ 280)، المحتسب لابن جني (1/ 193). (2) انظر: تفسير الطبري (8/ 540)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وهما حمزة والكسائي، الكوفيان. (4) انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 235)، النشر (2/ 250). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 {فَتِيلًا (77)} [77] كاف. {أَيْنَمَا تَكُونُوا} [78] جائز، يجوز أن يتصل بقوله: «ولا تظلمون»، ثم يبتدئ بـ «يدرككم الموت»، والأولى وصله، انظر: ضعفه في أبي حيان. {الْمَوْتُ} [78] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده مبالغة فيما قبله، فلا يقطع عنه. {مُشَيَّدَةٍ} [78] حسن. {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [78] حسن، ومثله «من عندك». {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [78] كاف، أي: خلقًا وتقديرًا. {حَدِيثًا (78)} [78] تام، اتفق علماء الرسم على قطع اللام هنا عن «هؤلاء»، وفي: 1 - {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} [الكهف: 49]. 2 - و {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} [الفرقان: 7]. 3 - و {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [المعارج: 36]، وقال أبو عمرو في هذه الأربعة: اللام منفصلة عما بعدها، ووجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي من أنَّ مال فيها جارية مجرى: ما بال، وما شأن، وأنَّ قوله: مال زيد، وما بال زيد؛ بمعنى واحد، وقد صح أنَّ اللام في الأربعة لام جر. اهـ أبو بكر (اللبيب على الرائية) باختصار، وأبو عمرو يقف على ما وقف بيان؛ إذ لا يوقف على لام الجر دون مجرورها، والكسائي قال: عليها وعلى اللام: منفصلة عما بعدها اتباعًا للرسم العثماني، وليست اللام في هذه الأربعة متصلة بما، كما قد يتوهم أنها حرف واحد. {فَمِنَ اللَّهِ} [79] حسن؛ فصلًا بين النقيضين. {فَمِنْ نَفْسِكَ} [79] كاف، أي: وأنا كتبتها عليك، قيل في قوله: «فمن نفسك»: إنَّ همزة الاستفهام محذوفة، والتقدير: أفمن نفسك؟ نحو قوله: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} [الشعراء: 22] على التقدير: أو تلك نعمة؟ وقرأت عائشة -رضي الله عنها-: «فمَن نفسُك» بفتح ميم «مَن» ورفع السين (1)، على الابتداء والخبر، أي: أيّ شيء نفسُك حتى تنسب إليها فعلًا؟ {رَسُولًا} [79] حسن. {شَهِيدًا (79)} [79] تام. {فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [80] كاف؛ للابتداء بالشرط. {حَفِيظًا (80)} [80] حسن. {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} [81] كاف؛ على استئناف ما بعده، وارتفع «طاعة» على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: أمرنا طاعةٌ لك، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ الوقف عليه يوهم أنَّ المنافقين موحدون،   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (3/ 302)، تفسير الرازي (3/ 267). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وليس كذلك، وسياق الكلام في بيان نفاقهم، وذلك لا يتم إلَّا بوصله إلى «تقول». {غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} [81] حسن، ومثله «ما يبيتون». {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [81] كاف. {وَكِيلًا (81)} [81] تام. {الْقُرْآَنَ} [82] حسن؛ لانتهاء الاستفهام على قول من قال: المعنى ولو كان ما تخبرونه مما ترون من عند غير الله -لاختلف فيه، ومن قال: المعنى ولو كان القرآن من عند غير الله -لوجدوا فيه اختلافًا كثيرا، فعلى هذا يكون كافيا؛ لأنَّ كلام الناس يختلف فيه، ويتناقض إما في اللفظ والوصف، وإما في المعنى بتناقض الأخبار، أو الوقوع على خلاف المخبر به، أو اشتماله على ما يلتئم وما لا يلتئم، أو كونه يمكن معارضته، والقرآن ليس فيه شيء من ذلك، كذا في أبي حيان. {اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [82] كاف. {أَذَاعُوا بِهِ} [83] يبنى الوقف على ذلك، والوصل على اختلاف المفسرين في المستثنى منه، فقيل: مستثنى من فاعل «اتبعتم»، أي: لاتبعتم الشيطان إلَّا قليلًا منكم؛ فإنه لم يتبعه قبل إرسال محمد - صلى الله عليه وسلم -، وذلك القليل كقس بن ساعدة، وعمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل ممن كان على دين عيسى - عليه السلام - قبل البعثة، وعلى هذا فالاستثناء منقطع؛ لأنَّ المستثنى لم يدخل تحت الخطاب، وقيل: الخطاب في قوله: «لاتبعتم» لجميع الناس على العموم، والمراد بالقليل: أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خاصةً، أي: هم أمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا طائفة منهم، ويؤيد هذا القول حديث: «ما أنتم في من سواكم من الأمم إلَّا كالرقمة البيضاء في الثور الأسود» (1)، وقيل: مستثنى من قوله: «لعلمه الذين يستنبطونه منهم»، وقيل: مستثنى من الضمير في «أذاعوا به»، وقيل: مستثنى من الاتباع، كأنه قال: لاتبعتم الشيطان اتباعًا غير قليل، وقيل: مستثنى من قوله: «ولولا فضل الله عليكم ورحمته»، أي: إلَّا قليلًا منكم لم يدخله الله في فضله ورحمته، فيكون الممتنع من اتباع الشيطان ممتنعًا بفضله ورحمته، فعلى الأول يتم الكلام على «أذاعوا به»، ولا يوقف على «منهم» حتى يبلغ قليلًا؛ لأنَّ الأمر إذا ردوه إلى الرسول، وإلى أولي الأمر منهم -لعلمه الجماعة، ولم يكن للاستثناء من المستنبطين معنا، وجعله مستثنى من قوله: «ولولا فضل الله عليكم ورحمته» بعيد؛ لأنه يصير المعنى: ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبع الجماعة الشيطان، والكلام في كونه استثناءً منقطعًا أو متصلًا، وعلى كل قول مما ذكر يطول شرحه، ومن أراد ذلك فعليه بـ (البحر المحيط) ففيه العذب العذاب، والعجب العجاب، وما ذكرناه هو ما يتعلق بما نحن فيه، وهذا الوقف جدير بأن   (1) أخرج نحوه أحمد (2/ 378)، برقم: (8900)، قال: حدَّثنا قُتَيبة، قال: حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، والبُخاري (8/ 137)، برقم: (6529). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 يخص بتأليف (1). {يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [83] كاف. {إِلَّا قَلِيلًا (83)} [83] تام؛ للابتداء بالأمر. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [84] جائز؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وحالًا. {الْمُؤْمِنِينَ} [84] حسن. {كَفَرُوا} [84] كاف. {تَنْكِيلًا (84)} [84] تام؛ للابتداء بالشرط. {نَصِيبٌ مِنْهَا} [85] جائز؛ للابتداء بالشرط، وعلى قاعدة يحيى بن نصير: لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يأتي بالثاني، وهو «كفل منها». {كِفْلٌ مِنْهَا} [85] كاف. {مُقِيتًا (85)} [85] تام. {أَوْ رُدُّوهَا} [86] كاف. {حَسِيبًا (86)} [86] تام. {إِلَّا هُوَ} [87] جائز. {لَا رَيْبَ فِيهِ} [87] كاف. {حَدِيثًا (87)} [87] تام. {فِئَتَيْنِ} [88] جائز عند أبي حاتم، قاله الهمداني، وقال النكزاوي: ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: والله أركسهم بما كسبوا من تمام المعنى؛ لأنَّ هذه الآية نزلت في قوم هاجروا من مكة إلى المدينة سرًّا، فاستثقلوها فرجعوا إلى مكة سرًّا، فقال بعض المسلمين: إن لقيناهم قتلناهم، وصلبناهم؛ لأنهم قد ارتدوا، وقال قوم: أتقتلون قومًا على دينكم من أجل أنهم استثقلوا المدينة، فخرجوا عنها، فبين الله نفاقهم، فقال: «فما لكم في المنافقين فئتين»، أي: مختلفين، والله أركسهم بما كسبوا، أي: ردهم إلى الكفر، فعتب الله على كونهم انقسموا فيهم فرقتين، و «فئتين» حال من الضمير المتصل بحرف الجر (2). {مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [88] كاف؛ لانتهاء الاستفهام. {سَبِيلًا (88)} [88] أكفى مما قبله. {سَوَاءً} [89] حسن. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [89] حسن مما قبله؛ للابتداء بالشرط.   (1) انظر: تفسير الطبري (9/ 8)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: تفسير الطبري (9/ 13)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 {وَجَدْتُمُوهُمْ} [89] كاف. {وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89)} [89] تقدم ما يغني عن إعادته، فلا وقف من قوله: «ولا تتخذوا منهم وليًّا» إلى «أو يقاتلوا قومهم»، فلا يوقف على «نصيرًا»، ولا على «ميثاق»، ولا «على صدورهم»؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض. {أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ} [90] كاف، ومثله «فلقاتلوكم»؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {السَّلَمَ} [90] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «فإن» لم يأت بعد. {سَبِيلًا (90)} [90] كاف. {قَوْمَهُمْ} [91] جائز. {أُرْكِسُوا فِيهَا} [91] حسن، تقدم أنَّ «كلما» أنواع ثلاثة: ما هو مقطوع اتفاقًا وهو قوله: {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم: 34]، ونوع مختلف فيه، وهو: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} [91]، و {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ} [الأعراف: 38]، و {كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً} [المؤمنون: 44]، و {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} [الملك: 8]، والباقي موصول اتفاقًا. {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} [91] صالح. {مُبِينًا (91)} [91] تام. {إِلَّا خَطَأً} [92] ليس بوقف، جعل أبو عبيدة، والأخفش «إلَّا» في معنى: ولا، والتقدير: ولا خطًا، والفراء جعل «إلَّا» في قوّة لكن، على معنى الانقطاع، أي: لكن من قتله خطًا فعليه تحرير رقبة، فعلى قوله يحسن الابتداء بـ «إلَّا»، ولا يوقف على خطًا؛ إذ المعنى فيما بعده. {إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} [92] كاف؛ للابتداء بحكم آخر، ومثله «مؤمنة» في الموضعين. {مُتَتَابِعَيْنِ} [92] جائز إن نصب «توبة» بفعل مقدر، أي: يتوب الله عليه توبة، وليس بوقف أن نصب بما قبله؛ لأنه مصدر وضع موضع الحال. {تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ} [92] كاف. {حَكِيمًا (92)} [92] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله «عظيمًا»؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {فَتَبَيَّنُوا} [94] حسن. {لَسْتَ مُؤْمِنًا} [94] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح أن يكون حالًا، أي: لا تقولوا مبتغين، أو استفهامًا بإضمار همزة الاستفهام، أي: أتبتغون؟ قاله السجاوندي. {الدُّنْيَا} [94] حسن، ومثله «كثيرة». {فَتَبَيَّنُوا} [94] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {خَبِيرًا (94)} [94] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [95] ليس بوقف، سواء قرئ: بالرفع صفة لقوله: «القاعدون»، أو بالنصب حالًا مما قبله، أو بالجر صفة «للمؤمنين» (1). {وَأَنْفُسِهِمْ} [95] الأول حسن، وقال الأخفش: تام؛ لأنَّ المعنى: لا يستوي القاعدون والمجاهدون؛ لأنَّ الله قسم المؤمنين قسمين: قاعد، ومجاهد، وذكر عدم التساوي بينهما. {دَرَجَةً} [95] حسن، ومثله «الحسنى». {أَجْرًا عَظِيمًا (95)} [95] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده بدل من «أجرًا»، وإن نصب بإضمار فعل حسن الوقف على «عظيمًا». {وَرَحْمَةً} [96] حسن. {رَحِيمًا (96)} [96] تام. {فِيمَ كُنْتُمْ} [97] جائز، ومثله «في الأرض». {فِيهَا} [97] كاف؛ لتناهي الاستفهام بجوابه. {جَهَنَّمُ} [97] حسن. {مَصِيرًا (97)} [97] تقدم ما يغني عن إعادته، وهو رأس آية، وما بعده متعلق بما قبله؛ لأنَّ قوله: «إلَّا المستضعفين» منصوب على الاستثناء من الهاء والميم في «مأواهم»، وصلح ذلك؛ لأنَّ المعنى: فأولئك في جهنم، فحمل الاستثناء على المعنى، فهو متصل، وأيضًا فإن قوله: «لا يستطيعون حيلة» جملة في موضع الحال من «المستضعفين»، والعامل في الحال هو العامل في المستثنى بتقدير: إلَّا المستضعفين غير مستطيعين حيلة، وإن جعل منقطعًا، وأنَّ هؤلاء المتوفين إما كفار، أو عصاة بالتخلف، فلم يندرج فيهم المستضعفون، وهذا أوجه وحسن الوقف على «مصيرا» (2). {سَبِيلًا (98)} [98] جائز. {عَنْهُمْ} [99] حسن، قال أبو عمرو في (المقنع): اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الواو الأصلية في موضع واحد، وهو هنا: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} [99] لا غير، وأما قوله تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي} [البقرة: 237]، وقوله: {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)} [محمد: 31]، و {لَنْ نَدْعُوَ} [الكهف: 14] فإنهن كتبن بالألف بعد الواو. {عَفُوًّا غَفُورًا (99)} [99] تام؛ للابتداء بالشرط.   (1) قرأ بالرفع ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب، وقرأ الباقون: بالنصب، وقرأ أبو حيوة والأعمش بالجر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 447)، البحر المحيط (3/ 330)، تفسير القرطبي (5/ 344)، الكشاف (1/ 291)، تفسير الرازي (3/ 294). (2) انظر: تفسير الطبري (9/ 100)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 {وَسَعَةً} [100] كاف؛ للابتداء بالشرط أيضًا، ولا وقف من قوله: «ومن يخرج من بيته» إلى «فقد وقع أجره على الله»، فلا يوقف على «ورسوله»، ولا على «الموت»؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت، وهو «فقد وقع أجره على الله»، وهو كاف. {رَحِيمًا (100)} [100] تام. {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} [101] تام؛ لتمام الكلام على قصر صلاة المسافر، وابتدئ «إن خفتم»؛ على أنهما آتيان، والشرط لا مفهوم له؛ إذ يقتضي أن القصر مشروط بالخوف، وأنها لا تقصر مع الأمن، بل الشرط فيما بعده وهو صلاة الخوف، وإن أمنوا في صلاة الخوف أتموها صلاة أمن، أي: إن سفرية فسفرية، وإن حضرية فحضرية، وليس الشرط في صلاة القصر، ثم افتتح تعالى صلاة الخوف، فقال تعالى: «إن خفتم» على إضمار الواو، أي: وإن خفتم كما تقدم في «معه ربيون»، ولا ريب لأحد في تمام القصة، وافتتاح قصة أخرى، ومن وقف على «كفروا»، وجعلها آية مختصة بالسفر معناه: خفتم أم لم تخافوا، فلا جناح عليكم أن تقصروا الصلاة في السفر، فقوله: «من الصلاة» مجمل؛ إذ يحتمل القصر من عدد الركعات، والقصر من هيئات الصلاة، ويرجع في ذلك إلى ما صح في الحديث (1)، انظر: أبا العلاء الهمداني. {مُبِينًا (101)} [101] تام. {أَسْلِحَتَهُمْ} [102] حسن، ومثله «من ورائكم»، وكذا «أسلحتهم»، وهو أحسن؛ لانقطاع النظم مع اتصال المعنى. {مَيْلَةً وَاحِدَةً} [102] حسن. {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ} [102] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {مُهِينًا (102)} [102] تام. {وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [103] كاف؛ للابتداء بالشرط، ومثله «فأقيموا الصلاة». {مَوْقُوتًا (103)} [103] تام. {فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ} [104] كاف. {كَمَا تَأْلَمُونَ} [104] حسن؛ لأنَّ قوله: «وترجون» مستأنف، غير متعلق بقوله: «إن تكونوا»، وليس بوقف إن جعلت الواو للحال، أي: والحال أنتم ترجون. {مَا لَا يَرْجُونَ} [104] كاف. {حَكِيمًا (104)} [104] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (9/ 123)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 {بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [105] حسن. {خَصِيمًا (105)} [105] كاف، ومثله «واستغفر الله»؛ للابتداء بـ «إن». {رَحِيمًا (106)} [106] تام. {أَنْفُسَهُمْ} [107] كاف، ومثله «أثيمًا»؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل «يستخفون» نعتًا لقوله: «خوَّانًا»؛ لأنه لا يفصل بين النعت والنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مِنَ الْقَوْلِ} [108] حسن. {مُحِيطًا (108)} [108] تام إن جعل «ها أنتم» مبتدأ، و «هؤلاء» خبرًا، و «أنتم» خبرًا مقدمًا، و «هؤلاء» مبتدأ مؤخرًا، أو «أنتم» مبتدأ، و «هؤلاء» منادى، و «جادلتم» خبر. {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [109] كاف؛ للاستفهام بعده. {وَكِيلًا (109)} [109] تام، قال علماء الرسم: كل ما في كتاب الله من ذكر «أمن» فهو بميم واحدة إلَّا في أربعة مواضع فبميمين: 1 - {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)} [109]. 2 - {أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} [التوبة: 109]. 3 - {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} [الصافات: 11]. 4 - {أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا} [فصلت: 40]. وما سوى ذلك فبميم واحدة. {غَفُورًا رَحِيمًا (110)} [110] كاف، ومثله «على نفسه». {حَكِيمًا (111)} [111] تام. {بِهِ بَرِيئًا} [112] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {مُبِينًا (112)} [112] تام. {أَن يُضِلُّوكَ} [113] حسن، ومثله «من شيء»، و «ما لم تكن تعلم». {عَظِيمًا (113)} [113] تام. {بَيْنَ النَّاسِ} [114] حسن. {عَظِيمًا (114)} [114] تام. {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} [115] حسن. {مَصِيرًا (115)} [115] تام. {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [116] جائز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 {لِمَنْ يَشَاءُ} [116] كاف؛ للابتداء بالشرط. {بَعِيدًا (116)} [116] كاف. {إِلَّا إِنَاثًا} [117] جائز؛ للابتداء بالنفي. {مَرِيدًا (117)} [117] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده نعت له. {لَعَنَهُ اللَّهُ} [118] حسن؛ لأنَّ ما بعده غير معطوف على «لعنه الله». {نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)} [118] ليس بوقف؛ لعطف الخمس التي أقسم إبليس عليها، وهي: اتخاذ نصيب من عباد الله، وإضلالهم، وتمنيته لهم، إلى قوله: «خلق الله»؛ لأنَّ العطف صيرها كالشيء الواحد، قوله: «فليغيرنّ خلق الله»، أي: دين الله، وقيل: الخصاء، قالهما ابن عباس، وقال مجاهد: الفطرة يعني: أنهم ولدوا على الإسلام، فأمرهم الشيطان بتغييره، وعن الحسن: أنَّه الوشم، وهذه الأقوال ليست متناقضة؛ لأنها ترجع إلى الأفعال، فأما قوله: «لا تبديل لخلق الله»، وقال هنا: «فليغيرنّ خلق الله» -فإن التبديل: هو بطلان عين الشيء، فهو هنا مخالف للتغيير، قال محمد بن جرير (1): أولاها أنه دين الله، وإذا كان معناه فقد دخل فيه كل ما نهى الله عنه من: خصاء، ووشم، وغير ذلك من المعاصي؛ لأنَّ الشيطان يدعو إلى جميع المعاصي (2). اهـ نكزاوي {خَلْقَ اللَّهِ} [119] حسن. {مُبِينًا (119)} [119] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير المستتر في «خسر»، والعامل في الحال «خسر»؛ لأنه لا يجوز الفصل بين الحال والعامل فيها، والاستئناف في ذلك أظهر، قاله النكزاوي. {وَيُمَنِّيهِمْ} [120] حسن. {إِلَّا غُرُورًا (120)} [120] كاف، ومثله «محيصا». {أَبَدًا} [122] ليس بوقف؛ لأنَّ «وعد» منصوب بما قبله، فهو مصدر مؤكد لنفسه، و «حقًّا» مصدر مؤكد لغيره، فـ «وعد» مؤكد لقوله: «سندخلهم»، و «حقًّا» مؤكد لقوله: «وعد الله»، و «قيلًا» تمييز.   (1) ابن جرير الطبري (224 - 310 هـ = 839 - 923 م) محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر: المؤرخ المفسّر الإمام، ولد في آمل طبرستان، واستوطن بغداد وتوفي بها، وعرض عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى، له: أخبار الرسل والملوك، يُعرف بتاريخ الطبري، وجامع البيان في تفسير القرآن -يُعرف بتفسير الطبري، واختلاف الفقهاء، والمسترشد -في علوم الدين، وجزء في الاعتقاد، والقراءات، وغير ذلك، وهو من ثقات المؤرخين، قال ابن الأثير: أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ، وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق، وكان مجتهدًا في أحكام الدين لا يقلد أحدًا، بل قلّده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه، وكان أسمر، أعين، نحيف الجسم، فصيحًا. انظر: الأعلام للزركلي (6/ 69). (2) انظر: تفسير الطبري (9/ 212)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 {حَقًّا} [122] حسن. {قِيلًا (122)} [122] تام؛ إن جعل «ليس بأمانيكم» مخاطبة للمسلمين مقطوعًا عما قبله مستأنفًا، وإن جعل مخاطبة للكفار الذين تقدم ذكرهم كان الوقف حسنًا، وبكلا القولين قال أهل التفسير، فمن قال: إنه مخاطبة للمسلمين –مسروق، قال: احتج المسلمون، وأهل الكتاب، فقال المسلمون: نحن أهدى منكم، فقال تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [123]، ومن قال: إنه مخاطبة للكفار، وإنه متصل بما قبله –مجاهد، قال مشركو العرب: لن نعذب، ولن نبعث، وقال أهل الكتاب: نحن أبناء الله وأحباؤه، ولن تمسنا النار إلَّا أيامًا معدودة، وديننا قبل دينكم، ونبينا قبل نبيكم، واختار هذا القول محمد بن جرير؛ ليكون الكلام متصلًا بعضه ببعض، ولا يقطع ما بعده عما قبله إلَّا بحجة قاطعة (1)، قاله النكزاوي. {أَهْلِ الْكِتَابِ} [123] كاف، وقال ابن الأنباري: تام؛ لأنه آخر القصة على قول من جعل قوله: من يعمل سوءًا يجز به عامًّا للمسلمين وأهل الكتاب، ومن جعله خاصًّا للمشركين جعل الوقف على ما قبله كافيًا، فمن قال: إنه عام لجميع الناس، وإن كل من عمل سيئة جوزي بها -أبيُّ بن كعب، وعائشة؛ فمجازاة الكافر النار، ومجازاة المؤمن نكبات الدنيا، ومن قال: إنه خاص بالكفار -ابن عباس، والحسن البصري، واختار الأول ابن جرير، وقال: إن التخصيص لا يكون إلَّا بتوقيف، وقد جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على أنَّه عام (2). {نَصِيرًا (123)} [123] تام؛ للابتداء بالشرط. {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [124] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {نَقِيرًا (124)} [124] تام. {وَهُوَ مُحْسِنٌ} [125] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {حَنِيفًا} [125] حسن، وقال أبو عمرو: تام. {خَلِيلًا (125)} [125] تام. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [126] حسن. {مُحِيطًا (126)} [126] تام. {فِي النِّسَاءِ} [127] جائز. {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [127] جائز عند بعضهم، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وما يتلى» معطوف على اسم الله، ويبنى الوقف والوصل على إعراب «ما» من قوله: «وما يتلى عليكم»؛ فمحلها   (1) انظر: تفسير الطبري (9/ 226)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (9/ 228). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 يحتمل الرفع، والنصب، والجر؛ فالرفع عطف على لفظ «الله»، أو عطف على الضمير المستكن في «يفتيكم»، أو على الابتداء، والخبر محذوف، أي: ما يتلى عليكم في يتامى النساء يبين لكم أحكامهن، والنصب على تقدير: ويبين الله لكم ما يتلى عليكم، والجر على أن الواو للقسم، أو عطف على الضمير المجرور في «فيهن»، قاله محمد بن أبي موسى، قال: أفتاهم الله فيما سألوا عنه، وفيما لم يسألوا عنه، إلَّا أنَّ هذا ضعيف؛ لأنه عطف على الضمير المجرور، ومن غير إعادة الجار، وهو رأي الكوفيين، ولا يجيزه البصريون إلَّا في الشعر، فمن رفع «ما» على الابتداء كان الوقف على «فيهن» كافيًا، وليس بوقف لمن نصبها، أو جرها، والوقف على «ما كتب لهن»، و «أن تنكحوهنَّ»، والوالدان» لا يسوغ؛ لأنَّ العطف صيرهن كالشيء الواحد (1). {بِالْقِسْطِ} [127] حسن، وقال أحمد بن موسى: تام. {عَلِيمًا (127)} [127] تام. {صُلْحًا} [128] حسن. {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [128] أحسن منه. {الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} [128] كاف؛ للابتداء بالشرط. {خَبِيرًا (128)} [128] تام. {وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [129] كاف عند أبي حاتم، وتام عند نافع. {كَالْمُعَلَّقَةِ} [129] كاف، ومثله «رحيمًا»؛ للابتداء بالشرط. {كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [130] كاف. {حَكِيمًا (130)} [130] تام. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [131] كاف، أي: ولله ما حوته السموات والأرض، فارغبوا إليه في التعويض ممن فارقتموه؛ فإنه يسد الفاقة، ويلم الشعث، ويغني كلًّا من سعته: يغني الزوج بأنَّ يتزوج غير من طلق، أو برزق واسع، وكذا المرأة، فعلى هذا تم الكلام على قوله: «من قبلكم» (2). {وَإِيَّاكُمْ} [131] تام عند نافع، وخالفه أهل العربية في ذلك، قال الأخفش: لا يتم الكلام إلَّا بقوله: «وإياكم أن اتقوا الله»؛ للابتداء بالشرط، وليس ما بعده داخلًا في معمول الوصية؛ فهي جملة مستأنفة، وقيل: معطوفة على «اتقوا الله»، وضعف؛ لأنَّ تقدير القول ينفي كون الجملة الشرطية، سواء جعلت أن مفسرة أو مصدرية. {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [131] أي: ليس به حاجة إلى أحد، ولا فاقة   (1) انظر: تفسير الطبري (9/ 253)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: تفسير الطبري (9/ 295)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 تضطره إليكم، وكفركم يرجع عليكم عقابه. {حَمِيدًا (131)} [131] تام. {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [132] كاف. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [132] كاف إذا فهمت هذا علمت ما أسقطه شيخ الإسلام، وهو ثلاثة وقوف وهو: «وما في الأرض» مرتين، و «حميدًا»، والحكمة في تكرير «ولله ما في السموات وما في الأرض»؛ أنَّ ذلك لاختلاف معنى الخبرين عما في السموات والأرض؛ فإنَّ لله تعالى ملائكة، وهم أطوع له تعالى منكم؛ ففي كل واحدة فائدة، وقال ابن جرير: كررت تأكيدًا. {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (132)} [132] تام؛ للابتداء بالشرط. {وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ} [133] كاف؛ لانتهاء الشرط بجوابه، لكن أجمع العادون على ترك عدِّ هذا، ومثله {وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [172]؛ حيث لم يتشاكل طرفاهما. {قَدِيرًا (133)} [133] تام. {وَالْآَخِرَةِ} [134] كاف. {بَصِيرًا (134)} [134] تام. {((} [135] ليس بوقف؛ لأنَّ «ولو على أنفسكم» مبالغة فيما قبله. {وَالْأَقْرَبِينَ} [135] كاف؛ للابتداء بالشرط. {أَوْلَى بِهِمَا} [135] جائز. {أَنْ تَعْدِلُوا} [135] كاف. {خَبِيرًا (135)} [135] تام. {أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} [136] كاف. {بَعِيدًا (136)} [136] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّ الذين آمنوا» إلى «سبيلًا»، فلا يوقف على «ثم ازدادوا كفرًا»؛ لأنَّ خبر إن لم يأت بعد. {سَبِيلًا (137)} [137] تام؛ لانتهاء خبر إن. {أَلِيمًا (138)} [138] كاف إن جعل ما بعده مبتدأ خبره «أيبتغون عندهم العزة»، أو جعل خبر مبتدأ محذوف، أو نصب على الذم، كأنه قال: أذم الذين، وليس بوقف إن جعل صفة للمنافقين، أو بدلًا منهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [139] كاف، على القول الثاني أعني: إنَّ الذين نعت، أو بدل، وليس بوقف إن جعل «الذين» مبتدأ، والخبر «أيبتغون»؛ للفصل بين المبتدأ والخبر. {عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ} [139] جائز، عند نافع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 {جَمِيعًا (139)} [139] كاف. {فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [140] جائز. {مِثْلُهُمْ} [140] حسن، وقال أبو عمرو: تام. {جَمِيعًا (140)} [140] كاف؛ إن جعل ما بعده مبتدأ خبره «فالله يحكم بينكم»، أو خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، أو نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جر نعتًا للمنافقين على اللفظ، أو تابع لهم على المحل؛ لأنَّ اسم الفاعل إذا أضيف إلى معموله جاز أن يتبع معموله لفظًا وموضعًا، تقول: هذا ضارب هند العاقلة بجر العاقلة ونصبها، لكن إن رفع «الذين يتربصون» على الابتداء، و «فالله يحكم بينكم يوم القيامة» الخبر، لا يوقف على «بكم»، ولا «معكم»، ولا على «المؤمنين»؛ لأنَّه لا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف، وإن نصب أو جر ساغ الوقف على الثلاث، فيسوغ على «بكم»؛ للابتداء بالشرط، وعلى «ألم نكن معكم»؛ لانتهاء الشرط بجوابه، وللابتداء بشرط آخر، «وإن كان للكافرين نصيب» ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت، وهو: «قالوا». {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [141] حسن؛ إن جعل «الذين يتخذون» نعتًا، أو بدلًا. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [141] حسن؛ إن جعل ما بعده عامًّا للكافرين، أي: ليس لهم حجة في الدنيا ولا في الآخرة، وليس بوقف إن جعل ذلك لهم في الآخرة فقط. {سَبِيلًا (141)} [141] تام. {وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [142] حسن. {كُسَالَى} [142] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال، والعامل فيها «قاموا». {إِلَّا قَلِيلًا (142)} [142] كاف؛ إن نصب ما بعده بإضمار فعل على الذم، وليس بوقف إن نصب على الحال من فاعل «يراءون»، أو من فاعل «ولا يذكرون»، قال أبو زيد: مذبذبين بين الكفر والإسلام، روي في الحديث عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه قال: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة (1) بين غنمين» (2)، أي: المترددة إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع، إذا جاءت إلى هذه نطحتها، وإذا جاءت إلى هذه نطحتها، فلا تتبع هذه ولا هذه (3). {وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} [143] الثانية كاف.   (1) العائرة: أى المترددة الحائرة. (2) أخرجه أحمد (2/ 143)، برقم: (6298)، ومسلم (4/ 2146)، برقم: (2784)، والنسائى (8/ 124)، برقم: (5037). (3) انظر: تفسير الطبري (9/ 329)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 {سَبِيلًا (143)} [143] تام. {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [144] حسن. {مُبِينًا (144)} [144] تام. {مِنَ النَّارِ} [145] حسن؛ للابتداء بالنفي. {نَصِيرًا (145)} [145] ليس بوقف؛ إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء، وتقدم التفصيل فيه في قوله: «إلَّا أن تتقوا منهم تقاة». {مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [146] كاف؛ للابتداء بـ «سوف»، واتفق علماء الرسم على حذف الياء من «يؤت» اتباعًا للمصحف العثماني، وحذفت في اللفظ؛ لالتقاء الساكنين، وبني الخط على ظاهر التلفظ به في الإدراج، وسوغ لهم ذلك استغناؤهم عنها؛ لانكسار ما قبلها، والعربية توجب إثباتها؛ إذ الفعل مرفوع وعلامة الرفع فيه مقدرة؛ لثقلها، فكان حقها أن تثبت لفظًا وخطًّا، إلَّا أنها حذفت؛ لسقوطها في الدرج، وكذا مثلها في: 1 - {يَقُصُّ الْحَقَّ} [الأنعام: 57]. 2 - {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)} [يونس: 103]. 3 - {لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا} [الحج: 54]. 4 - {بِهَادِي الْعُمْيِ} [الروم: 53]. 5 - {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)} [الصافات: 163]. 6 - {يُنَادِ الْمُنَادِ} [ق: 41]. 7 - {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)} [القمر: 5]. كل هذه كتبت بغير ياء، والوقف عليها كما كتبت، ويعقوب أثبتها حال الوقف، ولا يمكن إثباتها حال الوصل؛ لمجيء الساكنين بعدها. {أَجْرًا عَظِيمًا (146)} [146] تام. {وَآَمَنْتُمْ} [147] حسن. {شَاكِرًا عَلِيمًا (147)} [147] تام إن قرئ: «إلَّا من ظلم» بالبناء للمفعول، وبها قرأ أبو جعفر، وشيبة، ونافع، وعاصم، وحمزة، وأبو عمرو، والكسائي، وابن كثير، وابن عامر (1)؛ لأنَّ موضع «من» نصب على الاستثناء، والاستثناء منقطع فعلى قراءة هؤلاء يتم الوقف على «عليما».   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 195)، الإعراب للنحاس (1/ 465)، الإملاء للعكبري (1/ 116)، البحر المحيط (3/ 382)، تفسير الطبري (9/ 343)، تفسير القرطبي (6/ 1، 3)، المحتسب لابن جني (1/ 203)، تفسير الرازي (3/ 335). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 {مِنَ الْقَوْلِ} [148] ليس بوقف إن جعلت «من» فاعلًا بالجهر، كأنه قال: لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلَّا المظلوم فلا يكره جهره به، والمصدر إذا دخلت عليه أل، أو أضيف عمل عمل الفعل، وكذلك إذا نون، نحو قوله: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا} [البلد: 14، 15]، وقرأ الضحاك، وزيد بن أسلم: «إلَّا من ظَلَم» بفتح الظاء واللام (1)، فعلى هذه القراءة يصح في «إلَّا» الاتصال والانقطاع، ويكون من التقديم والتأخير، وكأنَّه قال: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلَّا من ظلم، فعلى هذا لا يوقف على «عليمًا» (2). {إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [148] كاف. {عَلِيمًا (148)} [148] حسن؛ لأنَّ ما بعده متصل به من جهة المعنى. {قَدِيرًا (149)} [149] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّ الذين يكفرون» إلى «حقًّا»، فلا يوقف على «ورسله»، ولا على «ببعض»، ولا على «سبيلًا»؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت، وهو «أولئك». {حَقًّا} [151] كاف. {مُهِينًا (151)} [151] تام. {أُجُورَهُمْ} [152] كاف. {رَحِيمًا (152)} [152] تام. {مِنَ السَّمَاءِ} [153] حسن. {مِنْ ذَلِكَ} [153] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [153] جائز، ومثله «بظلمهم»، و «ثم»؛ لترتيب الأخبار، لا لترتيب الفعل. {فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ} [153] حسن. {مُبِينًا (153)} [153] كاف. {فِي السَّبْتِ} [154] جائز. {غَلِيظًا (154)} [154] كاف، وقيل: تام؛ على أنَّ الباء تتعلق بمحذوف تقديره: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم، قاله الأخفش، وقتادة، وقال الكسائي: هو متعلق بما قبله، وقول قتادة ومن تابعه أولاها بالصواب، قاله النكزاوي. {غُلْفٌ} [155] جائز. {قَلِيلًا (155)} [155] كاف، ومثله «عظيمًا»، والوقف على «ابن مريم» وقف بيان، ويبتدئ «رسول   (1) وهي قراءة شاذة، ورويت أيضًا عن الحسن وابن عباس وابن جبير وابن عمر وعطاء بن السائب. انظر: المصادر السابقة. (2) انظر: تفسير الطبري (9/ 343)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 الله»؛ على أنه منصوب بإضمار أعني؛ لأنهم لم يقروا بأنَّ عيسى ابن مريم رسول الله، فلو وصلنا «عيسى ابن مريم» بقوله: «رسول الله» -لذهب فهم السامع إلى أنَّه من تتمة كلام اليهود الذين حكى الله عنهم، وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه إلى التمام؛ لأنَّه أدل على المراد، وهو من باب صرف الكلام لما يصلح له، ووصله بما بعده أولى؛ فإنَّ رسول الله عطف بيان، أو بدل، أو صفة لعيسى كما أنَّ عيسى بدل من المسيح، وأيضًا فإنَّ قولهم: «رسول الله» هو على سبيل الاستهزاء منهم به كقول فرعون: {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)} [الشعراء: 27]، وهذا غاية في بيان هذا الوقف لمن تدبر،،، ولله الحمد (1). {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [157] حسن، ووقف نافع على «لفي شك منه»، أي: وما قتلوا الذي شبه لهم يقينًا أنَّه عيسى، بل قتلوه على شك، ومنهم من وقف على «ما لهم به من علم»، وجعل الاستثناء منقطعًا، ووقف على «قتلوه»، وجعل الضمير لعيسى، وابتدأ «يقينًا»، وجعل «يقينًا» متعلقًا بما بعده، أي: يقينًا لم يقتلوه، فـ «يقينًا» نعت لمصدر محذوف، فهو تقرير لنفي القتل، وليس «قتلوه» بوقف إن نصب «يقينًا» برفعه لما فيه أن ما بعد بل يعمل فيما قبلها، وذلك ضعيف، وقيل: الضمير في «قتلوه» يعود على «العلم»، أي: ما قتلوا العلم يقينًا، على حد قولهم قتلت العلم يقينًا، والرأي يقينًا، بل كان قتلهم عن ظن وتخمين، وقيل: يعود على الظن، فكأنه قيل: وما صح ظنهم، وما تحققوه يقينًا، فهو كالتهكم بهم، والذي نعتقده أنَّ المشبه هو الملك الذي كان في زمان عيسى، لما رفعه الله إليه، وفقدوه -أخرج لهم شخصًا، وقال لهم: هذا عيسى فقتله وصلبه، ولا يجوز أن يعتقد أنَّ الله ألقى شبه عيسى على واحد منهم، كما قال وهب بن منبه: لما هموا بقتل عيسى، وكان معه في البيت عشرة –قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل، ويدخل الجنة؟ فكل واحد منهم بادر، فألقى شبهه على العشرة، ورفع عيسى، فلما جاء الذين قصدوا القتل، وشبه عليهم، فقالوا: ليخرج عيسى، وإلَّا قتلناكم كلكم، فخرج واحد منهم، فقتل وصلب، وقيل: إنَّ اليهود لما هموا بقتله دخل عيسى بيتًا، فأمر الله جبريل أن يرفعه من طاق فيه إلى السماء، فأمر ملك اليهود رجلًا بإخراجه، فدخل عليه البيت فلم يجده فألقى الله شبه عيسى على ذلك الرجل، فلما خرج ظنوا أنَّه عيسى فقتلوه وصلبوه، ثم قالوا: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا؟ وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟ واختلفوا فأنزل الله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [157]، وهذا وأمثاله من السفسطة، وتناسخ الأرواح الذي لا تقول به أهل السُّنَّة (2). {وَمَا قَتَلُوهُ} [157] تام إن جعل «يقينًا» متعلقًا بما بعده كما تقدم، أي: بل رفعه الله إليه يقينًا، وإلَّا فليس بوقف.   (1) انظر: تفسير الطبري (9/ 363)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (9/ 367). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [158] كاف، ومثله «حكيما». {قَبْلَ مَوْتِهِ} [159] جائز؛ لأنَّ قوله: «ويوم القيامة» ظرف كونه شهيد إلَّا ظرف إيمانهم، قالوا: وللاستئناف، والضمير في «به»، وفي «موته» لعيسى، وقيل: إنه في «به» لعيسى، وفي «موته» للكتابي، قالوا: وليس بموت يهودي حتى يؤمن بعيسى، ويعلم أنَّه نبي، ولكن ذلك عند المعاينة والغرغرة، فهو إيمان لا ينفعه. {شَهِيدًا (159)} [159] كاف، ولا وقف من قوله: «فبظلم» إلى قوله: «بالباطل»، فلا يوقف على «أحلت لهم»؛ لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على «كثيرًا»، ولا على «نهوا عنه». {بِالْبَاطِلِ} [161] حسن. {أَلِيمًا (161)} [161] تام، وقال بعضهم: ليس بعد قوله: «فبما نقضهم» وقف تام إلى «أليما» على تفصيل في لكن، إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء كما هنا، وإذا تلاها مفرد فلا يصلح الابتداء بها. {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [162] حسن إن نصب ما بعده على المدح، أي: أمدح المقيمين، وإنما قطعت هذه الصفة عن بقية الصفات؛ لبيان فضل الصلاة على غيرها، وهو قول سيبويه، والمحققين، وليس بوقف إن عطف على «بما أنزل إليك»، أي: يؤمنون بالكتب وبالمقيمين، أو عطف على «ما من» قوله: «وما أنزل من قبلك» فإنها في موضع جر، أو عطف على الضمير في «منهم». {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} [162] حسن؛ على استئناف ما بعده بالابتداء، والخبر فيما بعده، أو جعل خبر مبتدأ محذوف، أي: هم المؤتون، وليس بوقف إن عطف على «الراسخون». {وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} [162] كاف؛ إن جعل «أولئك» مبتدأ وخبر، وليس بوقف إن جعل خبر «الراسخون». {أَجْرًا عَظِيمًا (162)} [162] تام. {مِنْ بَعْدِهِ} [163] كاف، وتام عند نافع. {وَسُلَيْمَانَ} [163] حسن، ومثله «زبورًا» إن نصب «رسلًا» بإضمار فعل يفسره ما بعده، أي: قصصنا رسلًا عليك، أي: قصصنا أخبارهم، فهو على حذف مضاف، فهو من باب الاشتغال، وجملة «قد قصصناهم» مفسرة لذلك الفعل المحذوف، وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله؛ لأنَّ معناه: إنا أوحينا إليك وبعثنا رسلًا، وقرأ الجمهور (1): «زَبورًا» بفتح الزاي جمع جمع؛ لأنك تجمع زبورًا زبرًا،   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 169)، الإملاء للعكبري (1/ 118)، البحر المحيط (3/ 397)، التيسير (ص: 98)، تفسير الطبري (9/ 401)، تفسير القرطبي (6/ 17)، الحجة لابن خالويه (ص: 128)، الحجة لابن زنجلة (ص: 219)، السبعة (ص: 240)، الغيث للصفاقسي (ص: 197)، الكشاف (1/ 313)، الكشف للقيسي (1/ 402، 403)، تفسير الرازي (3/ 343)، النشر (2/ 253). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 ثم تجمع زبرًا زبورًا، وقرأ حمزة (1): بضم الزاي جمع زبر، وهو الكتاب يعني: أنه في الأصل مصدر على فعل جمع على فعول، نحو: فلس وفلوس، فهو مصدر واقع موقع المفعول به، وقيل: على قراءة العامة جمع: زبور، على حذف الزوائد يعني: حذفت الواو منه، فصار زبر، كما قالوا: ضرب الأمير ونسج اليمن، قاله أبو علي الفارسي (2). {عَلَيْكَ} [164] حسن، ومثله «تكليمًا» إن نصب «رسلًا» على المدح، وليس بوقف إن نصب ذلك على الحال من مفعول «أوحينا»، أو بدلًا من «رسله» قبله؛ لأنه تابع لهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {بَعْدَ الرُّسُلِ} [165] كاف. {حَكِيمًا (165)} [165] تام؛ لأنَّ «لكن» إذا كان بعدها ما يصلح جملة -صلح الابتداء بما بعدها، كذا قيل. {بِعِلْمِهِ} [166] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح أن يكون مبتدأ، وحالًا مع اتحاد المقصود. {يَشْهَدُونَ} [166] حسن. {شَهِيدًا (166)} [166] تام. {بَعِيدًا (167)} [167] كاف. {طَرِيقًا (168)} [168] ليس بوقف إن أريد بالطريق الأولى العموم، وكان استثناء متصلًا، وإن أريد بها شيئًا خاصًّا وهو العمل الصالح -كان منقطعًا. {أَبَدًا} [169] كاف. {يَسِيرًا (169)} [169] تام؛ للابتداء بعد بالنداء. {خَيْرًا لَكُمْ} [170] حسن. {وَالْأَرْضِ} [170] كاف.   (1) انظر: المصادر السابقة. (2) الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الأصل، أبو علي: أحد الأئمة في علم العربية، ولد في فسا (من أعمال فارس)، ودخل بغداد سنة (307 هـ)، وتجول في كثير من البلدان، وفدم حلب سنة (341 هـ)، فأقام مدة عند سيف الدولة، وعاد إلى فارس، فصحب عضد الدولة ابن بويه، وتقدم عنده، فعلمه النحو، وصنف له كتاب: الإيضاح -في قواعد العربية، ثم رحل إلى بغداد فأقام إلى أن توفي بها، كان متهما بالاعتزال، وله شعر قليل، من كتبه: التذكرة -في علوم العربية، وتعاليق سيبويه، والشعر، والحجة -في علل القراءات، وجواهر النحو، والإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني، والمقصور والممدود، والعوامل -في النحو، وسئل في حلب وشيراز وبغداد والبصرة أسئلة كثيرة فصنف في أسئلة كل بلد كتابا، منها المسائل الشيرازية، والمسائل البصريات (ت 377 هـ). انظر: الأعلام للزركلي (2/ 179). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 {حَكِيمًا (170)} [170] تام. {إِلَّا الْحَقَّ} [171] كاف. {رَسُولُ اللَّهِ} [171] حسن. {وَكَلِمَتُهُ} [171] أحسن مما قبله إن عطف «وروح منه» على الضمير المرفوع في «ألقاها»، وليس بوقف إن جعل «ألقاها» نعتًا لقوله: «وكلمته»، وهي معرفة، والجملة في تأويل النكرة، وفي موضع الحال من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة، أي: وكلمة الله ملقيًا إياها، وقيل: «ألقاها» لا يصلح نعتًا لـ «كلمته»؛ لما ذكر، ولا حالًا لعدم العامل، فكان استئنافًا مع أنَّ الكلام متحد، ومن غريب ما يحكى: أن بعض النصارى ناظر عليَّ بن الحسين بن واقد المروزي، وقال: في كتاب الله ما يشهد أنَّ عيسى جزء من الله، وتلا: «وروح منه»، فعارضه ابن واقد بقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: 13]، وقال: يلزم أن تكون تلك الأشياء جزأ من الله تعالى، وهو محال بالاتفاق، فانقطع النصراني وأسلم، وروي عن أبيِّ بن كعب أنه قال: لما خلق الله أرواح بني آدم أخذ عليهم الميثاق، ثم ردها إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى، فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى، فلهذا قال: «وروح منه»، ومعنى كون عيسى روح الله: أنَّ جبريل نفخ في درع مريم بأمر الله، وإنَّما سمى النفخ روحًا؛ لأنَّه ريح يخرج عن الروح، قاله بعض المفسرين، أو أنه ذو روح، وأضيف إلى الله تشريفًا (1). {وَرُوحٌ مِنْهُ} [171] تام؛ لأنه آخر القصة. {فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [171] جائز، ومثله «ثلاثة»، أي: هم ثلاثة؛ فالنصارى زعموا أن الأب إله، والابن إله، والروح إله، والكل إله واحد، وهذا معلوم البطلان ببديهة العقل أنَّ الثلاثة لا تكون واحدًا، وأنَّ الواحد لا يكون ثلاثة. {خَيْرًا لَكُمْ} [171] حسن، وقيل: كاف، وقيل: تام. {إِلَهٌ وَاحِدٌ} [171] حسن، ووقف نافع على «سبحانه»، وخولف في ذلك؛ لأنَّ «أن» متعلقة بما قبلها. {وَلَدٌ} [171] تام، ولا يجوز وصله بما بعده؛ لأنه لو وصله لصار صفة له، فكان المنفي ولدًا موصوفًا بأنه يملك السموات والأرض، والمراد: نفي الولد مطلقًا. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [171] كاف. {وَكِيلًا (171)} [171] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (9/ 415)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 {الْمُقَرَّبُونَ} [172] كاف؛ للشرط بعده. {جَمِيعًا (172)} [172] تام. {مِنْ فَضْلِهِ} [173] كاف. {عَذَابًا أَلِيمًا} [173] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {وَلَا نَصِيرًا (173)} [173] تام، وكذا «مبينًا»، ولا وقف من قوله: «فأما الذين» إلى «مستقيمًا»، فلا يوقف على «واعتصموا به»، ولا على «وفضل»؛ لاتساق ما بعدهما على ما قبلهما. {مُسْتَقِيمًا (175)} [175] تام. {فِي الْكَلَالَةِ} [176] كاف؛ على استئناف ما بعده؛ لأنَّ «في الكلالة» متعلق بـ «يفتيكم»، وهو من أعمال الثاني؛ لأنَّ «في الكلالة» يطلبها «يستفتونك»، و «يفتيكم» فأعمل الثاني، ورسم الهمداني «يستفتونك» بالحسن تبعًا لبعضهم تقليدًا، ولم يدعمه بنقل يبين حسنه، ومقتضى قواعد هذا الفن إنه لا يجوز؛ لأنَّ جهتي الأعمال مثبتة إحداهما بالأخرى، فلو قلت: ضربني زيد وسكت، ثم قلت: وضربت زيدًا -لم يجز، ونظيره في شدة التعلق قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا} [المائدة: 10]، {آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)} [96] فـ «قطرًا» منصوب بـ «أفرغ» على إعمال الثاني؛ إذ تنازعه «آتوني»، و «أفرغ»، ... {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 5] فـ «يستغفر» مجزوم على جواب الأمر، و «رسول الله» يطلبه عاملان: أحدهما: «يستغفر». ... والآخر: «تعالوا»، فأعمل الثاني عند البصريين، ولذلك رفعه، ولو أعمل الأول لكان التركيب: تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله اهـ أبو حيان بزيادة للإيضاح، وهذا غاية في بيان ترك هذا الوقف،،، ولله الحمد (1) {نِصْفُ مَا تَرَكَ} [176] كاف؛ لأنَّ ما بعده مبتدأ. {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ} [176] حسن. {مِمَّا تَرَكَ} [176] كاف؛ للابتداء بالشرط بحكم جامع للصنفين. {الْأُنْثَيَيْنِ} [176] حسن. {أَنْ تَضِلُّوا} [176] كاف، ووقف يعقوب على قوله: «يبين الله لكم»، وخولف في ذلك؛ لأنَّ «أن» متعلقة بما قبلها على قول الجماعة، وحمله البصريون على حذف مضاف، أي: يبين الله لكم كراهة أن تضلوا، وحمله الكوفيون على حذف لا بعد «أن»، أي: لئلَّا تضلوا، ونظيرها: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} [فاطر: 41] أي: لئلَّا تزولا، فحذفوا إلَّا بعد أن، وحذفها شائع ذائع قال الشاعر:   (1) انظر: تفسير الطبري (9/ 430)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 رَأَيْنَا مَا رَأَى البُصَرَاءُ مِنْهَا ... فَآلَيْنَا عَلَيْهَا أن تُبَاعَا (1) أي: أن لا تباعا، وقيل: مفعول البيان محذوف، أي: يبين الله لكم الضلالة؛ لتجتنبوها؛ لأنه إذا بين الشر اجتنب، وإذا بين الخير ارتكب؛ فالوقف على هذه الأقوال كلها على قوله: «أن تضلوا». وعلى آخر السورة تام، ورسموا «إن امرؤا» بواو وألف، ومثله الربوا حيث وقع، كما مر التنبيه عليه.   (1) البيت من بحر الوافر، وقائله القطامي التغلبي، والبيت جاء في قصيدة له يقول في مطلعها: قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ضُباعا ... ولا يَكُ مَوقِفٌ مِنك الوَداعا القطامي التغلبي (? - 130 هـ /? - 747 م) عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي، شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم، وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكرًا وأمتن شعرًا، وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيرًا في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله: صريع غوان راقهنّ ورقنه ... لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائب من شعره البيت المشهور: قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل له: ديوان شعر، والقطامي: بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 سورة المائدة مدنية إلَّا بعض آية منها، نزلت عشية عرفة يوم الجمعة، وهو قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [3]. -[آيها:] وهي مائة وعشرون آية في المكي، واثنتان وعشرون في المدني والشامي، وعشرون وثلاث آيات في البصري. - وكلمها: ألف وثمانمائة وأربع كلمات. - وحروفها: أحد عشر ألفًا وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع خمسة مواضع: 1 - {اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} [12]. 2 - {جَبَّارِينَ} [22]. 3 - {سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ} [41]. 4 - {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [50]. 5 - {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} [107] على قراءة من قرأ بالجمع (1). {بِالْعُقُودِ} [1] تام؛ للاستئناف بعده. {إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} [1] ليس بوقف؛ لأنَّه غير منصوب على الحال من الواو في «أوفوا»، أو من الكاف في «أحلت لكم». {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [1] كاف، وقال نافع: تام. {مَا يُرِيدُ (1)} [1] تام. {وَرِضْوَانًا} [2] حسن، ومثله «فاصطادوا»، ورسموا «غير محلي الصيد»، و «غير معجزي الله» في الموضعين، و «المقيمي الصلاة» بياء، وكان الأصل: محلين الصيد، وغير معجزين الله، والمقيمين الصلاة، فسقطت النون؛ للإضافة، وسقطت الياء؛ لسكونها وسكون اللام، ولا وقف من قوله: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ} [2] إلى {أَنْ تَعْتَدُوا} [2] فلا يوقف على «المسجد الحرام». والوقف على: «تعتدوا»، و «التقوى»، و «والعدوان»، و «واتقوا الله» كلها حسان.   (1) قرأ حمزة وشعبة عن عاصم وخلف، ويعقوب: {الأَوَّلِينَ} [107] بتشديد الواو وكسر اللام وفتح النون على الجمع؛ على أنه جمع أول والتقدير: من الأولين الذين استحق عليهم الإيصاء أو الإثم فيكون على البدل من الذين استحق. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 203)، الإعراب للنحاس (1/ 257)، البحر المحيط (4/ 45)، تفسير القرطبي (6/ 359) المعاني للفراء (1/ 324)، تفسير الرازي (3/ 463) النشر (2/ 256). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 وقال أبو عمرو في الأربعة: كاف. {الْعِقَابِ (2)} [2] تام، ولا وقف من قوله: «حرمت عليكم» إلى «الأزلام»؛ فلا يوقف على «به»، ولا على «أكل السبع»، ولا على «ما ذكيتم»، ولا على «النصب»؛ لاتساق بعضها على بعض. {بِالْأَزْلَامِ} [3] حسن. {فِسْقٌ} [3] أحسن منه، وقال أحمد بن موسى، ومحمد بن عيسى: تام، وقال الفراء: «ذلكم فسق» انقطع الكلام عنده. حكي أنه قيل للكندي: أيها الحكيم! اعمل لنا مثل هذا القرآن، فقال: نعم أعمل لكم مثل بعضه، فاحتجب أيامًا، ثم خرج فقال: والله لا يقدر أحد على ذلك؛ إنِّي افتتحت المصحف، فخرجت سورة المائدة فإذا هو نطق بالوفاء، ونهي عن النكث، وحلل تحليلًا عامًّا، ثم استثنى بعد استثناء، ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين. {مِنْ دِينِكُمْ} [3] جائز، وكذا «واخشون»، وقال أبو عمرو في الأول: تام، وفي الثاني: كاف. {دِينًا} [3] حسن. {لِإِثْمٍ} [3] ليس بوقف؛ لاتصال الجزاء بالشرط. {رَحِيمٌ (3)} [3] تام. {أُحِلَّ لَهُمْ} [4] حسن؛ فصلًا بين السؤال والجواب، وقيل: لا يوقف عليه حتى يؤتى بالجواب. {الطَّيِّبَاتُ} [4] ليس بوقف للعطف؛ فإن التقدير: وصيد ما علمتم، بحذف المضاف، قاله السجاوندي. {مُكَلِّبِينَ} [4] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الحال من الضمير في «مكلبين»، و «مكلبين» حال من الضمير في «علمتم» فلا يوقف على ذلك كله، وفي الحديث: «إذا أرسلت كلبك فأمسك فكل، وإن أكل فلا تأكل، وإذا لم ترسله فأخذ وقتل فلا يكون حلالًا إلَّا أن تدركه حيًّا فتذبحه فحلال» (1). {مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} [4] حسن. {اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [4] كاف. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [4] أكفى منه. {الْحِسَابِ (4)} [4] تام.   (1) أخرج نحوه أحمد (4/ 193، رقم: 17772)، والبخاري (5/ 2090، رقم: 5170)، ومسلم (3/ 1532، رقم: 1930)، وأبو داود (3/ 109، رقم: 2852)، والترمذي (4/ 255، رقم: 1797)، وقال: حسن صحيح، والنسائى (7/ 181، رقم: 4266). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 {الطَّيِّبَاتُ} [5] كاف؛ لأنَّ ما بعده مبتدأ خبره «حل لكم»، ومثله «وطعامكم حلَّ لهم» إن جعل «والمحصنات» مستأنفًا، وليس بوقف إن عطف على «الطيبات»، ولا يوقف على شيء بعده إلى «أخدان». والوقف على «أخدان» تام عند أحمد بن موسى؛ للابتداء بعدُ بالشرط، قيل: المراد بالإيمان: المؤمن به، وهو الله تعالى وصفاته، وما يجب الإيمان به فهو مصدر واقع موقع المفعول كضرب الأمير، ونسج اليمن، وقيل: ثَم محذوف، أي: بموجب الإيمان، وهو الله سبحانه وتعالى. {فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} [5] جائز. {مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)} [5] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {بِرُءُوسِكُمْ} [6] جائز، لمن قرأ (1): «وأرجلَكم» بالنصب عطفًا على «فاغسلوا وجوهكم وأيديكم»؛ إيذانًا بأنَّ فرض الرجلين الغسل، لا المسح وهو الثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث المتواترة (2). {إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [6] حسن؛ لابتداء شرط في ابتداء حكم. {فَاطَّهَّرُوا} [6] كاف، ولا وقف من قوله: «وإن كنتم مرضى» إلى «وأيديكم منه»؛ فلا يوقف على «سفر»، ولا على «الغائط»، ولا على «طيبًا»؛ لاتساق الكلام بعضه ببعض. {وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [6] تام عند نافع، والأخفش؛ للابتداء بالنفي. {مِنْ حَرَجٍ} [6] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {تَشْكُرُونَ (6)} [6] حسن. {وَاثَقَكُمْ بِهِ} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ «إذ» ظرف المواثقة. {وَأَطَعْنَا} [7] حسن. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [7] أحسن منه. {الصُّدُورِ (7)} [7] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {بِالْقِسْطِ} [8] صالح، وتام عند نافع.   (1) وهي قراءة نافع وابن عامر وحفص والكسائي ويعقوب، وقرأ الباقون بالكسر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 198)، البحر المحيط (3/ 438)، تفسير القرطبي (6/ 91)، الكشاف (1/ 326). (2) ومن ذلك ماروي عن ابن أبي مليكة قال: رأيت عثمان بن عفان سُئل عن الوضوء فدعا بماء فأتي بميضأة فأصغاها على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء فتمضمض ثلاثا، وأستنثر ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثا، وغسل يده اليسرى ثلاثا، ثم أدخل يده فمسح برأسه وأذنيه، فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة، ثم غسل رجليه، ثم قال: أين السائلون عن الوضوء؟ هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ. أخرجه أبو داود باب وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - رقم: (108). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 {أَلَّا تَعْدِلُوا} [8] كاف، ومثله «للتقوى». {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [8] أكفى منهما، والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها، ولا يجمع بينها. {بِمَا تَعْمَلُونَ (8)} [8] تام، ومثله «الصالحات»، وإنَّما كان تامًّا؛ لأنَّ قوله: «لهم مغفرة» بيان وتفسير للوعد، كأنَّه قدم لهم وعدًا، فقيل: أي شيء وعده لهم؟ فقيل: لهم مغفرة وأجر عظيم، قاله الزمخشري، وقال أبو حيان: الجملة مفسّرة لا موضع لها من الإعراب، و «وعد» يتعدى لمفعولين: أولهما الموصول، وثانيهما: محذوف تقديره: الجنة، والجملة مفسرة لذلك المحذوف تفسير السبب للمسبب؛ لأنَّ الجنة مترتبة على الغفران وحصول الأجر، وكونها بيانًا أولى؛ لأنَّ تفسير الملفوظ به أولى من ادعاء تفسير شيء محذوف، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد، انظر: أبا حيان. {عَظِيمٌ (9)} [9] تام، ومثله «الجحيم». {عَنْكُمْ} [11] حسن. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [11] أحسن منه. كل ما في كتاب الله من ذكر «نعمة» فهو بالهاء إلَّا أحد عشر موضعًا فهو بالتاء المجرورة، وهي: 1 - {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 231]. 2 - {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 103]. 3 - {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [المائدة: 11]. 4 - {بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} [إبراهيم: 28]. 5 - {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]. 6 - {وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ} [النحل: 72]. 7 - {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ} [النحل: 83]. 8 - {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} [النحل: 114]. 9 - {بِنِعْمَةِ اللَّهِ} [لقمان: 31]. 10 - {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} [فاطر: 3]. 11 - {بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} [الطور: 29]. {الْمُؤْمِنُونَ (11)} [11] تام. {بَنِي إِسْرَائِيلَ} [12] جائز؛ للعدول عن الإخبار إلى الحكاية. {نَقِيبًا} [12] جائز؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله؛ لأنه عدول عن الحكاية إلى الإخبار، عكس ما قبله. {إِنِّي مَعَكُمْ} [12] تام؛ للابتداء بلام القسم، وجوابه: «لأكفرن». الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 {الْأَنْهَارُ} [12] حسن، وقيل: كاف. {السَّبِيلِ (12)} [12] تام. {لَعَنَّاهُمْ} [13] جائز؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله. {قَاسِيَةً} [13] جائز، وقيل: كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال من الهاء في «لعناهم»، وهو العامل في الحال، أي: لعناهم محرفين، وعليه فلا يوقف عليه، ولا على ما قبله؛ لأنَّ العطف يصير الشيئين كالشيء الواحد. {عَنْ مَوَاضِعِهِ} [13] حسن، ومثله «ذكروا به»، وقال نافع: تام. {إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [13] حسن، ومثله «واصفح». {الْمُحْسِنِينَ (13)} [13] تام عند الأخفش؛ على أنَّ ما بعده منقطع عما قبله؛ لأنه في ذكر أخذ الميثاق على النصارى؛ وهو الإيمان بالله، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ كان ذكره موجودًا في كتبهم، كما قال تعالى: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]، وإنما كان تامًّا؛ لأنَّ قوله: «ومن الذين» متعلق بمحذوف؛ على أنه خبر مبتدأ محذوف قامت صفته مقامه، والتقدير: ومن الذين قالوا إنا نصارى قوم أخذنا ميثاقهم؛ فالضمير في «ميثاقهم» يعود على ذلك المحذوف، وهذا وجه من خمسة أوجه في إعرابها، ذكرها السمين، فانظرها إن شئت. {مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [13] الثاني جائز. {يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [14] كاف. {يَصْنَعُونَ (14)} [14] تام. {عَنْ كَثِيرٍ} [15] كاف، وقال أبو عمرو: تام، وهو رأس آية عند البصريين. {مُبِينٌ (15)} [15] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع رفع نعتًا لـ «كتاب»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {سُبُلَ السَّلَامِ} [16] حسن، وقيل: تام. {بِإِذْنِهِ} [16] كاف؛ على استئناف ما بعده. {مُسْتَقِيمٍ (16)} [16] تام. {ابْنُ مَرْيَمَ} [17] الأول كاف. {جَمِيعًا} [17] تام. {وَمَا بَيْنَهُمَا} [17] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرًا بعد خبر، على القول به بمعنى: أنَّه مالك وخالق. {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} [17] كاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 {قَدِيرٌ (17)} [17] تام. {وَأَحِبَّاؤُهُ} [18] حسن. {بِذُنُوبِكُمْ} [18] كاف؛ لتناهي الاستفهام. {مِمَّنْ خَلَقَ} [18] تام عند نافع، على استئناف ما بعده. {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} [18] كاف، ومثله و «ما بينهما». {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)} [18] تام. {عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} [19] ليس بوقف؛ لتعلق «إن» بما قبلها. {وَلَا نَذِيرٍ} [19] حسن، بجر «نذير» على لفظ «بشير»، ولو قرئ برفعه مراعاة لمحله لجاز؛ لأنَّ من في «من بشير» زائدة وهو فاعل بقوله: «ما جاءنا»، ولكن القراءة سنة متبعة، وليس كل ما تجوّزه العربية تجوز القراءة به. {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} [19] كاف. {قَدِيرٌ (19)} [19] تام، إن علق «إذ» باذكر مقدرًا مفعول به. {عَلَيْكُمْ} [20] ليس بوقف؛ لتعلق «إذ» بما قبلها. {مُلُوكًا} [20] حسن، إن جعل ما بعد لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو قول سعيد بن جبير، وليس بوقف لمن قال: إنَّه لقوم موسى، وهو قول مجاهد، يعني بذلك: المنِّ، والسلوى، وانفلاق البحر، وانفجار الحجر، والتظليل بالغمام، وعليه فلا يوقف على ملوكًا؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله (1). {مِنَ الْعَالَمِينَ (20)} [20] كاف. {كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [21] حسن، ومثله «خاسرين»، و «جبارين»، و «حتى يخرجوا منها» كلها حسان. {دَاخِلُونَ (22)} [22] كاف. {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا} [23] ليس بوقف؛ لأنَّه لا يوقف على القول دون المقول، وهو: «ادخلوا عليهم الباب». {عَلَيْهِمُ الْبَابَ} [23] كاف، وكذا «غالبون» وهو رأس آية عند البصريين. {مُؤْمِنِينَ (23)} [23] كاف. {مَا دَامُوا فِيهَا} [24] جائز. {قَاعِدُونَ (24)} [24] كاف، واعلم أنَّ في «وأخي» ستة أوجه: ثلاثة من جهة الرفع، واثنان من جهة النصب، وواحد من جهة الجر.   (1) انظر: تفسير الطبري (10/ 159)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 فالأول من أوجه الرفع: عطفه على الضمير في «أملك»، ذكره الزمخشري، وجاز ذلك؛ للفصل بينهما بالمفعول المحصور، ويلزم من ذلك أنَّ «موسى وهارون» لا يملكان إلَّا نفس موسى فقط، وليس المعنى على ذلك، بل الظاهر أن موسى يملك أمر نفسه وأمر أخيه، أو المعنى: وأخي لا يملك إلا نفسه، لا يملك بني إسرائيل. وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ المضارع المبدوء بالهمز لا يرفع الاسم الظاهر لا تقل: أقوم زيد، الثاني: عطفه على محل «إن» واسمها، أي: وأخي كذلك، أي: لا يملك إلا نفسه كما في قوله: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3]، وكما في قوله: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ} [45] بالرفع على قراءة الكسائي (1)، فقوله: «بالنفس» متعلق بمحذوف خبر. الثالث: أن «وأخي» مبتدأ حذف خبره، أي: «وأخي» كذلك لا يملك إلا نفسه، فقصته كقصتي، والجملة في محل رفع خبر، قاله محمد بن موسى اللؤلؤي، وخولف في ذلك؛ لأنَّ المعنى: إنَّ قوم موسى خالفوا عليه إلَّا هارون وحده. الوجه الأول من وجهي النصب: أنه عطف على اسم «إنَّ». والثاني: أنه عطف على «نفسي» الواقع مفعولًا لـ «أملك». السادس: أنه مجرور عطفًا على الياء المخفوضة بإضافة النفس، على القول بالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض، وهذا الوجه لا يجيزه البصريون؛ فمن وقف على «نفسي»، وقدَّر: وأخي مبتدأ حذف خبره، أي: وأخي كذلك لا يملك إلَّا نفسه -فوقفه تام، ومن وقف على «وأخي» عطفًا على نفسي، أو عطفًا على الضمير في «أملك»، أي: لا أملك أنا وأخي إلَّا أنفسنا، أو على اسم «إن»، أي: أني وأخي -كان حسنًا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد (2) {الْفَاسِقِينَ (25)} [25] كاف؛ لأنَّه آخر كلام موسى - عليه السلام -، يبنى الوقف على قوله: «عليهم»، أو على «سنة»، والوصل على اختلاف أهل التأويل في «أربعين»، هل هي ظرف للتيه بعده، أو للتحريم قبله؟! فمن قال: إنَّ التحريم مؤبد، وزمن التيه: أربعون سنة وقف على «محرمة عليهم»، ويكون على هذا «أربعين» منصوبًا على الظرف، والعامل فيه «يتيهون»، ومن قال: إن زمن التحريم، والتيه أربعون سنة، فـ «أربعين» منصوب بـ «محرمة» وقف على «يتيهون في الأرض»، على أن «يتيهون» في موضع   (1) قرأ الكسائي: {وَالْعَيْنَ}، {وَالأَنْفَ}، {وَالأُذُنَ}، {وَالسِّنَّ} [45] بالرفع فيهن؛ وقرأ الباقون بالنصب؛ وجه من قرأ بالرفع فيهن فذلك على الاستئناف والواو عاطفة جملا اسمية على (أن) وما في حيزها باعتبار المعنى والمحل مرفوع، كأنه قيل: وكتبنا عليهم النفس بالنفس والعين بالعين ... ووجه من قرأ بنصب الكلمات الخمس عطفًا على اسم (أن) لفظًا، والجار والمجرور بعده خبر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 200)، الإعراب للنحاس (1/ 499)، الإملاء للعكبري (1/ 126)، البحر المحيط (3/ 494). (2) انظر: تفسير الطبري (10/ 184)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 الحال، فإن جعل مستأنفًا جاز الوقف على «أربعين سنة»، وهذا قول ابن عباس، وغيره، وقال يحيى بن نصير النحوي: إن كانوا دخلوا الأرض المقدسة بعد الأربعين -فالوقف على «سنة»، ثم حللها لهم بعد الأربعين، وإن لم يكونوا دخلوها بعد الأربعين -فالوقف على «محرمة عليهم» اهـ، وقيل: إنهم أقاموا في التيه أربعين سنة، ثم سار موسى ببني إسرائيل، وعلى مقدمته يوشع بن نون وكالب، حتى قتل من الجبارين عوج بن عنق، فقفز موسى في الهواء عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع، فبلغ كعبه فضربه فقتله، وقال محمد بن إسحاق: سار موسى ببني إسرائيل ومعه كالب زوج مريم أخت موسى، وتقدم يوشع ففتح المدينة، ودخل فقتل عوجًا، وقال قوم: إنَّ موسى وهارون ما كانا مع بني إسرائيل في التيه؛ لأنَّ التيه كان عقوبة، وإنَّما اختصت العقوبة ببني إسرائيل لعتوهم وتمردهم، كما اختصت بهم سائر العقوبات التي عوقبوا بها على يد موسى، وكان موسى قال: «فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين»، وكان قدر التيه ستة فراسخ، قال أبو العالية: وكانوا ستمائة ألف، سماهم الله فاسقين بهذه المعصية، قال النكزاوي: ولا عيب في ذكر هذا؛ لأنَّه من متعلقات هذا الوقف، والحكمة في هذا العدد أنهم عبدوا العجل أربعين يومًا، فجعل لكل يوم سنة، فكانوا يسيرون ليلهم أجمع حتى إذا أصبحوا إذا هم في الموضع الذي ابتدءوا منه، ويسيرون النهار جادين حتى إذا أمسوا إذا هم بالموضع الذي ارتحلوا عنه (1). {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} [26] كاف. {الْفَاسِقِينَ (26)} [26] تام. {بِالْحَقِّ} [27] حسن إن علق «إذ» باذكر مقدرًا، وليس بوقف إن جعل ظرفًا لقوله: «اتل»؛ لأنَّه يصير الكلام محالًا؛ لأنَّ «إذ» ظرف لما مضى، لا يعمل فيه اذكر؛ لأنَّه مستقبل، بل التقدير: اذكر ما جرى لابني آدم وقت كذا. {مِنَ الْآَخَرِ} [27] جائز. {لَأَقْتُلَنَّكَ} [27] حسن. {مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)} [27] كاف. {لَأَقْتُلَنَّكَ} [27] جائز. {رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)} [28] كاف. {النَّارِ} [29] حسن. {الظَّالِمِينَ (29)} [29] كاف، وكذا «من الخاسرين». {فِي الْأَرْضِ} [31] ليس بوقف؛ للام العلة بعده.   (1) انظر: تفسير الطبري (10/ 187)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 {سَوْأَةَ أَخِيهِ} [31] حسن. {سَوْأَةَ أَخِي} [31] صالح. {مِنَ النَّادِمِينَ (31)} [31]، و {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} [32] وقفان جائزان. والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها، ولا يجمع بينها، وتعلق من أجل ذلك يصلح بقوله: «فأصبح»، ويصلح بقوله: «كتبنا»، وأحسنها «النادمين»، وإن تعلق «من أجل ذلك» بـ «كتبنا»، أي: من أجل قتل قابيل أخاه كتبنا على بني إسرائيل؛ فلا يوقف على الصلة دون الموصول، قال أبو البقاء: لأنَّه لا يحسن الابتداء بـ «كتبنا» هنا، ويجوز تعلقه بما قبله، أي: فأصبح نادمًا بسبب قتله أخاه وهو الأولى، أو بسبب حمله؛ لأنَّه لما قتله وضعه في جراب، وحمله أربعين يومًا حتى أروح، فبعث الله غرابين فاقتتلا، فقتل أحدهما الآخر، ثم حفر بمنقاره ورجليه مكانًا، وألقاه فيه وقابيل ينظر فندمه من أجل أنَّه لم يواره -أظهر لكن يعارضه خبر الندم توبة؛ إذ لو ندم على قتله لكان توبة، «والتائب من الذنب كمن لا ذنب له»؛ فندمه إنَّما كان على حمله لا على قتله، كذا أجاب الحسين بن الفضل لما سأله عبد الله بن طاهر والي خراسان، وسأله عن أسئلة غير ذلك، انظر: تفسير الثعالبي، وحينئذ فالوقف على «النادمين» هو المختار (1). والوقف على {النَّادِمِينَ (31)} [31] تام. {قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [32] كاف؛ للابتداء بالشرط. {أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [32] حسن، وقال الهمداني: تام في الموضعين. {بِالْبَيِّنَاتِ} [32] جائز؛ لأنَّ «ثم» لترتيب الأخبار. {لَمُسْرِفُونَ (32)} [32] تام. {فَسَادًا} [33] ليس بوقف؛ لفصله بين المبتدأ، وهو «جزاء»، وخبره وهو «أن يقتلوا». {مِنَ الْأَرْضِ} [33] كاف، ومثله «في الدنيا»، و «عظيم» فيه التفصيل السابق. {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} [34] جائز؛ لتناهي الاستثناء مع فاء الجواب. {رَحِيمٌ (34)} [34] تام؛ للابتداء بعدُ بـ «يا» النداء. {الْوَسِيلَةَ} [35] جائز، ومثله «في سبيله»، قال النكزاوي: والأولى وصله؛ لأنَّه لا يحسن الابتداء بحرف الترجي؛ لأنَّ تعلقه كتعلق لام كي. {تُفْلِحُونَ (35)} [35] تام. {يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [36] ليس بوقف. {مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ} [36] كاف؛ لتناهي خبر «إن».   (1) انظر: تفسير الطبري (10/ 231)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 {أَلِيمٌ (36)} [36] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من قوله: «ليفتدوا»، وهو العامل في الحال. {مِنْهَا} [37] كاف. {مُقِيمٌ (37)} [37] تام. {مِنَ اللَّهِ} [38] كاف، ومثله «حكيم»، وكذا «يتوب عليه». {رَحِيمٌ (39)} [39] تام؛ للاستفهام بعدُ. {وَالْأَرْضِ} [40] جائز. {لِمَنْ يَشَاءُ} [40] كاف. {قَدِيرٌ (40)} [40] تام. {فِي الْكُفْرِ} [41] ليس بوقف. {قُلُوبُهُمْ} [41] حسن، وقال أبو عمرو: كاف على أنَّ «سماعون» مبتدأ، وما قبله خبره، أي: ومن الذين هادوا قوم سماعون؛ فهو من حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، ونظيرها قول الشاعر: وما الدَّهْرُ إلَّا تارتانِ فمِنْهُمَا ... أموتُ وأُخْرى أَبْتَغِي العَيْشَ أكدحُ (1) أي: تارة أموت فيها، وليس بوقف إن جعل خبر مبتدأ محذوف، أي: هم سماعون راجعًا إلى الفئتين، وعليه فالوقف على «هادوا» الأول أجود؛ لأنَّ التحريف محكي عنهم، وهو مختص باليهود، ومن رفع «سماعون» على الذم، وجعل «ومن الذين هادوا» عطفًا من «الذين قالوا» -كان الوقف على «هادوا» أيضًا. {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} [41] كاف، على استئناف ما بعده، أي: يسمعون ليكذبوا، والمسموع حق، وإن جعل «سماعون لقوم آخرين» تابعًا للأول -لم يوقف على ما قبله.   (1) البيت من الطويل، وروي البيت عن كل من تميم بن أُبي، والعجير السلولي، فروي عن العجير منفردا، وروي عن تميم في قصيدة يقول في مطلعها: سَلِ الدَّار مِنْ جَنَبْي حِبِرٍّ فَوَاهِبِ ... إلى مَا رَأَى هَضْبَ القَلِيبِ المُضَيَّحُ تميم بن أبيّ (70 ق. هـ - 37 هـ/554 - 657 م) تميم بن أبيّ بن مقبل من بني العجلان من عامر بن صعصعة أبو كعب، شاعر جاهلي أدرك الإسلام وأسلم فكان يبكي أهل الجاهلية!! عاش نيفًا ومائَة سنة وعدَّ في المخضرمين وكان يهاجي النجاشي الشاعر، له (ديوان شعر -ط) ورد فيهِ ذكر وقعة صفين سنة (37هـ) ‍. العجير السلولي (? - 90 هـ/? - 708 م) العجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب، من بني سلول، من شعراء الدولة الأموية، كان من أيام عبد الملك بن مروان، كنيته أبو الفرزدق، وأبو الفيل، وقيل: هو مولى لبني هلال، واسمه عمير، وعجير لقبه، كان جوادًا كريمًا، عدّه ابن سلام في شعراء الطبقة الخامسة من الإسلاميين، وأورد له أبو تمام مختارات في الحماسة، وقال ابن حزم: هو من بني سلول بنت ذهل بن شيبان.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 {لِقَوْمٍ آَخَرِينَ} [41] ليس بوقف؛ لأنَّ الجملة بعده صفة لهم. {لَمْ يَأْتُوكَ} [41] تام، على استئناف ما بعده، فإن جعل «يحرفون» في محل رفع نعتًا «لقوم آخرين»، أي: لقوم آخرين محرفين لم يوقف على ما قبله، وكذا إن جعل في موضع نصب حالًا «من الذين هادوا» لم يوقف على ما قبله. {مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [41] جائز. {فَاحْذَرُوا} [41] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل نصب حالًا بعد حال، أو في موضع رفع نعتًا لقوله: «سماعون»، أو في موضع خفض نعتًا لقوله: «لقوم آخرين». {شَيْئًا} [41] كاف، على أنَّ «أولئك» مستأنف مبتدأ، خبره الموصول مع صلته، و «أن يطهر» محله نصب مفعول يرد، و «قلوبهم» المفعول الثاني. {قُلُوبَهُمْ} [41] كاف، وليس بوقف إن جعل خبر «أولئك». {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} [41] جائز. {عَظِيمٌ (41)} [41] كاف، «سماعون للكذب»، أي: هم سماعون، أو أكالون للسحت. {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [42] حسن، ومثله «أو أعرض عنهم»، وقيل: كاف؛ للابتداء بالشرط. {فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا} [42] حسن. {بِالْقِسْطِ} [42] كاف، ومثله «المقسطين»، و «من بعد ذلك»؛ لتناهي الاستفهام. {بِالْمُؤْمِنِينَ (43)} [43] تام. {هُدًى وَنُورٌ} [44] جائز، ولا وقف من قوله: «يحكم بها» إلى «شهداء»، و «شهداء»، و «اخشون»، و «ثمنًا» كلها وقوف كافية. {الْكَافِرُونَ (44)} [44] تام. {بِالنَّفْسِ} [45] حسن، على قراءة من رفع ما بعده بالابتداء وهو الكسائي (1)، وجعله مستأنفًا مقطوعًا عما قبله، ولم يجعله مما كتب عليهم في التوراة، وليس بوقف إن جعل «والعين» وما بعده معطوفًا على محل «النفس»؛ لأنَّ محلها رفع، أي: وكتبنا عليهم فيها النفس بالنفس، أي: قلنا لهم النفس بالنفس، أو جعل معطوفًا على ضمير النفس، أي: أنَّ النفس مأخوذة هي بالنفس، والعين معطوفة على   (1) وهو قوله تعالي: «والعينُ»، فقد قرأها وما بعدها بالرفع، وهي قراءة الكسائي وحده من العشر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 200)، الإعراب للنحاس (1/ 499)، الإملاء للعكبري (1/ 126)، البحر المحيط (3/ 494)، التيسير (ص: 99)، تفسير القرطبي (6/ 193)، الحجة لابن زنجلة (ص: 226)، السبعة (ص: 244)، الغيث للصفاقسي (ص: 203)، النشر (2/ 254). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 هي، فلا يوقف على قوله: «بالنفس»، وليس وقفًا أيضًا لمن نصب «والجروح» وما قبله؛ لأنَّ العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد (1). {بِالسِّنِّ} [45] حسن، على قراءة من رفع (2): «والجروحُ قصاص»، ثم يبتدئ به؛ لأنه غير داخل في معنى ما عملت فيه «أن» معطوفة بعضها على بعض، وهي كلها مما كتب عليهم في التوراة. {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [45] كاف مطلقًا سواء نصب «والجروح»، أو رفعها (3). {فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} [45] كاف، ومثله «الظالمون». {مِنَ التَّوْرَاةِ} [46] الأول حسن، ولا وقف من قوله: «وآتيناه الإنجيل» إلى «المتقين»؛ فلا يوقف على «ونور»؛ لأنَّه في موضع الحال، و «مصدقًا» عطف عليه، ولا يوقف على المعطوف عليه دون المعطوف، ولا على «التوراة» الثاني؛ لأنَّ «هدى» بعده حال من «الإنجيل»، أو من «عيسى»، أي: ذا هدى، أو جعل نفس الهدى مبالغة. {لِلْمُتَّقِينَ (46)} [46] كاف على قراءة الجماعة، «ولْيحكمْ» بإسكان اللام وجزم الفعل استئناف أمر من الله تعالى، وليس بوقف على قراءة حمزة (4)؛ فإنه يقرأ: «ولِيحكمَ» بكسر اللام ونصب الميم؛ على أنَّها (لام كي)، وإن جعلت اللام على هذه القراءة متعلقة بقوله: «وآتيناه الإنجيل»، فلا يوقف على «للمتقين» أيضًا، وإن جعلت اللام متعلقة بمحذوف تقدير الكلام فيه: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه أنزلناه عليهم -جاز الوقف على «للمتقين»، والابتداء بما بعده؛ لتعلق (لام كي) بفعل محذوف. {بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ} [47] كاف. {الْفَاسِقُونَ (47)} [47] تام. {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [48] جائز، ومثله «بما أنزل الله». {مِنَ الْحَقِّ} [48] كاف، ومثله «ومنهاجًا». {أُمَّةً وَاحِدَةً} [48] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {فِي مَا آَتَاكُمْ} [48] حسن، ومثله «فاستبقوا الخيرات».   (1) انظر: تفسير الطبري (10/ 358)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي: {وَالْجُرُوحَ} [45] بالرفع، وقرأ نافع وعاصم وحمزة وخلف ويعقوب بالنصب عطفًا على لفظ (النفس)، وقرأ الباقون بالرفع عطفا على ما قبله إن كان يقرأ برفع ما قبله، وإن كان يقرأ بنصب ما قبله فرفعه على الابتداء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 200)، الإعراب للنحاس (1/ 499)، الإملاء للعكبري (1/ 126)، البحر المحيط (3/ 494). (3) على حسب ما أشرنا إليه في القراءة السابقة. (4) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 200)، الإعراب للنحاس (1/ 500)، الإملاء للعكبري (1/ 126)، البحر المحيط (3/ 500)، التيسير (ص: 99). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 {جَمِيعًا} [48] ليس بوقف؛ لفاء العطف بعده. {تَخْتَلِفُونَ (48)} [48] تام، على استئناف ما بعده، وقطعه عما قبله، ويكون موضع «وأن احكم» رفعًا بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: ومن الواجب أن احكم بينهم بما أنزل الله، وليس بوقف إن جعل «وأن احكم» في موضع نصب عطفًا على الكتاب، أي: وأنزلنا إليك الكتاب أن احكم بينهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ورسموا «في» مقطوعة عن «ما» في «ليبلوكم في ما» باتفاق. {بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [49] تام عند نافع. {ذُنُوبِهِمْ} [49] حسن. {لَفَاسِقُونَ (49)} [49] كاف، على قراءة: «تبغون» بالفوقية؛ لأنَّه خطاب بتقدير: قل لهم أفحكم الجاهلية تبغون؛ فهو منقطع عما قبله، وليس بوقف لمن قرأ: «يبغون» بالتحتية (1)؛ لأنَّه راجع إلى ما تقدمه من قوله: «وإنَّ كثيرًا من الناس لفاسقون»؛ فهو متعلق به، فلا يقطع عنه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {يُوقِنُونَ (50)} [50] تام، وكذا «أولياء» ينبغي أن يوقف هنا؛ لأنَّه لو وصل لصارت الجملة صفة لـ «أولياء»، فيكون النهي عن اتخاذ أولياء صفتهم: إنَّ بعضهم أولياء بعض، فإذا انتفى هذا الوصف جاز اتخاذهم أولياء، وهو محال، وإنما النهي عن اتخاذهم أولياء مطلقًا، قاله السجاوندي، وهو حسن، ومثله «بعض». {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [51] كاف، ومثله «الظالمين». {دَائِرَةٌ} [52] حسن. {مِنْ عِنْدِهِ} [52] ليس بوقف؛ لفاء العطف بعده. {نَادِمِينَ (52)} [52] قرئ: «يقول» بغير واو ورفع اللام، وقرئ: بالواو ورفع اللام (2)، وقرئ: بالواو ونصب اللام (3).   (1) قرأ ابن عامر: {تَبْغُونَ} [50] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء؛ وجه من قرأ بالتاء؛ أي: بتاء الخطاب والمخاطب أهل الكتاب، ووجه من قرأ بياء الغيب إخبارًا عنهم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 201)، الإملاء للعكبري (1/ 126)، البحر المحيط (3/ 505)، التيسير (ص: 99)، تفسير القرطبي (6/ 16). (2) قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبوجعفر: {يَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا} [53] بغير واو، وهي كذلك في مصاحف أهل المدينة ومكة والشام، وقرأ الباقون بالواو وهي كذلك في بقية المصاحف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 201)، الإملاء للعكبري (1/ 127)، البحر المحيط (3/ 509)، النشر (2/ 254). (3) قرأ أبو عمرو ويعقوب: {وَيَقُولَ} بالواو ونصب اللام، وهي كذلك في مصاحفهم؛ وجه من قرأ بنصب اللام فذلك عطفًا على: {أَنْ يَأَتِيَ} أو عطفا على: {فَيُصْبِحُوا}. ووجه من قرأ بالرفع فعلى الاستئناف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 201)، الإملاء للعكبري (1/ 127)، البحر المحيط (3/ 509). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 {نَادِمِينَ (52)} [52] كاف، لمن قرأ: «ويقول» بالرفع مع الواو، وبها قرأ الكوفيون وبدونها، وبها قرأ الحرميون، وابن عامر على الاستئناف، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب عطفًا على «يأتي»، وبها قرأ أبو عمرو، ومن حيث كونه رأس آية يجوز (1). {جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [53] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إنهم» جواب القسم، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف. {إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} [53] حسن. {خَاسِرِينَ (53)} [53] تام، ولا يوقف على «ويحبونه»؛ لأنَّ «أذلة» نعت لقوله: «بقوم»، واستدل بعضهم على جواز تقديم الصفة غير الصريحة على الصفة الصريحة بهذه الآية؛ فإن قوله: «يحبهم» صفة، وهي غير صريحة؛ لأنها جملة مؤولة، وقوله: «أذلة» و «أعزة» صفتان صريحتان؛ لأنهما مفردتان، و «يحبهم ويحبونه» معترض بين الصفة وموصوفها. {عَلَى الْكَافِرِينَ} [54] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع النعت لقوله: «بقوم»؛ لأنَّه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {لَوْمَةَ لائمٍ} [54] كاف، ومثله «من يشاء». {عَلِيمٌ (54)} [54] تام، ومثله «راكعون»، و «الغالبون»، و «أولياء»؛ لأنَّه لو وصله لصارت الجملة صفة لـ «أولياء» كما تقدم. {مُؤْمِنِينَ (57)} [57] كاف. {وَلَعِبًا} [58] حسن. {لَا يَعْقِلُونَ (58)} [58] تام. {مِنْ قَبْلُ} [59] ليس بوقف؛ لعطف «وأنَّ أكثركم» على «أنَّ آمنا»، أي: لا يعيبون منا شيئًا إلَّا الإيمان بالله، ومثل هذا لا يعد عيبًا، كقول النابغة: وَلَا عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أنَّ سُيُوفَهُمْ ... بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ (2)   (1) هي القراءات المشار إليها سابقًا. (2) البيت من الطويل، وقائله النابغة الذبياني، من قصيدة يقول في مطلعها: كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ ... وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِب النابِغَة الذُبياني (? - 18 ق. هـ/? - 605 م) زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها، وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة، كان حظيًا عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، وغاب زمنًا، ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه، شعره كثير وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو، عاش عمرًا طويلًا.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 يعني: إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعده أحد عيبًا، فانتفى العيب عنهم بدليله. {فَاسِقُونَ (59)} [59] تام. {مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ} [60] كاف؛ لتناهي الاستفهام، وعلى أنَّ ما بعده مرفوع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو من لعنة الله، وليس بوقف إن جعل «من» في موضع خفض بدلًا من قوله: «بشر»، وفي موضع نصب بمعنى: قل هل أنبئكم من لعنه الله، أو في موضع نصب أيضًا بدلًا من قوله: «بشر» على الموضع. {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [60] حسن لمن قرأ: «وعَبَدَ الطاغوت» فعلًا ماضيًا (1). {السَّبِيلِ (60)} [60] كاف، وكذا «خرجوا به»، ومثله «يكتمون». {السُّحْتَ} [62] جائز. {يَعْمَلُونَ (62)} [62] كاف. {السُّحْتَ} [63] جائز. {يَصْنَعُونَ (63)} [63] تام، ورسموا: «لبئس» وحدها، و «ما» وحدها كلمتين، وقالوا: كل ما في أوله لام فهو مقطوع. {مَغْلُولَةٌ} [64] جائز عند بعضهم، أي: ممنوعة من الإنفاق، وهذا سبٌّ لله تعالى بغير ما كفروا به، وتجاوزه أولى؛ ليتصل قوله: «غلت أيديهم»، وهو جزاء قولهم: «يد الله مغلولة» (2). {بِمَا قَالُوا} [64] حسن، ولا يجوز وصله بما بعده؛ لأنَّه يصير قوله: «بل يداه مبسوطتان» من مقول اليهود، ومفعول «قالوا»، وليس كذلك، بل هو ردٌّ لقولهم: «يد الله مغلولة». {مَبْسُوطَتَانِ} [64] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ينفق» من مقصود الكلام، فلا يستأنف، وفي الاتفاق قال النووي: ومن الآداب إذا قرأ نحو: «وقالت اليهود يد الله مغلولة»، أو «قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله» من كل ما يوهم أن يخفض صوته بذلك اهـ؛ إذ كل ما خطر بالبال، أو توهم بالخيال -فالرب جل جلاله على خلافه، وقيل: «ينفق كيف يشاء» مستأنف، ومفعول   (1) وهي قراءة الجمهور إلا حمزة وحده، فإنه قرأها: {وَعُبِدَ} بضم الباء وكسر التاء من {الطَّاغُوتَ}؛ وجه من قرأ {وَعَبُدَ} بضم الباء و {الْطَاغُوتِ} بجر التاء على أن: «عَبُدَ» واحد، مراد به الكثرة، وليس بجمع «عبد»، و {الْطَاغُوتِ} مجرور بالإضافة؛ أي: وجعل منهم: «عَبَدَ الطَاغُوتِ» أي: خدمه. ووجه من قرأ بفتح العين والباء على أنه فعل ماض ونصب: {الطَاغُوتِ} مفعولا به. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 201)، تفسير الرازي (3/ 422)، النشر (2/ 55). (2) انظر: تفسير الطبري (10/ 450)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 «يشاء» محذوف، وجواب «كيف» محذوف أيضًا، والتقدير: ينفق كيف يشاء أن ينفق، ولا يجوز أن يعمل في «كيف» «ينفق»؛ لأنَّ اسم الشرط لا يعمل فيه ما قبله، بل العامل فيه «يشاء»؛ لأنَّ «كيف» لها صدر الكلام، وما كان له صدر الكلام لا يعمل فيه إلَّا حرف الجر والمضاف (1). {كَيْفَ يَشَاءُ} [64] كاف. {وَكُفْرًا} [64] جائز. {يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [64] حسن، ومثله «أطفأها الله»؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو للحال، أي: وهم يسعون. {فَسَادًا} [64] كاف. {الْمُفْسِدِينَ (64)} [64] تام. {النَّعِيمِ (65)} [65] كاف، ومثله «أرجلهم». {مُقْتَصِدَةٌ} [66] حسن. {يَعْمَلُونَ (66)} [66] تام؛ للابتداء بعد بـ «يا» النداء. {مِنْ رَبِّكَ} [67] حسن؛ للابتداء بالشرط. {رِسَالَتَهُ} [67] كاف، ومثله «من الناس». {الْكَافِرِينَ (67)} [67] تام. {مِنْ رَبِّكُمْ} [68] كاف. {وَكُفْرًا} [68] جائز. {الْكَافِرِينَ (68)} [68] تام. {وَالنَّصَارَى} [69] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر إن لم يأت بعده. {يَحْزَنُونَ (69)} [69] تام. {رُسُلًا} [70] كاف. {بِمَا لَا تَهْوَى} [70] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب كلما، أي: كلما جاءهم رسول كذبوه وقتلوه، أي: كذبوا فريقًا، وقتلوا فريقًا. {يَقْتُلُونَ (70)} [70] كاف، ومثله: «وصموا» إذا رفع «كثير» على الاستئناف خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك كثير منهم، وليس بوقف إن جعل بدلًا من الواو في «عموا وصموا»؛ لأنَّه لا يفصل بين المبدل والمبدل منه، فمن أضمر المبتدأ جعل قوله: «كثير» هو العمى والصمم، ومن جعله بدلًا جعل   (1) انظر: المصدر السابق (10/ 450). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 قوله: «كثيرًا» راجعًا إليهم، أي: ذوو العمي والصمم، ولا يحمل ذلك على لغة (أكلوني البراغيث)؛ لقلة استعمالها وشذوذها. {مِنْهُمْ} [71] كاف. {بِمَا يَعْمَلُونَ (71)} [71] تام. {ابْنُ مَرْيَمَ} [72] حسن. {وَرَبَّكُمْ} [72] كاف، ومثله «النار». {مِنْ أَنْصَارٍ (72)} [72] تام. {ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [73] حسن، ولا يجوز وصله بما بعده؛ لأنَّه يوهم السامع أنَّ قوله: «وما من إله إلَّا إله واحد» من قول النصارى الذين يقولون بالتثليث، وليس الأمر كذلك، بل معناه: ثالث ثلاثة آلهة؛ لأنهم يقولون: الآلهة ثلاثة: الأب، والابن، وروح القدس، وهذه الثلاثة إله واحد، ومستحيل أن تكون الثلاثة واحدًا، أو الواحد ثلاثة، وتقدم ما يغنى عن إعادته، ومن لم يرد الآلهة لم يكفر؛ لقوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: 7]، وفي الحديث: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما» (1)، وتجنب ما يوهم مطلوب (2). {إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ} [73] كاف، واللام في قوله: «ليمسنّ» جواب قسم محذوف تقديره: والله. {أَلِيمٌ (73)} [73] كاف، وكذا «يستغفرونه». {رَحِيمٌ (74)} [74] تام. {الرُّسُلُ} [75] جائز؛ لأنَّ الواو للاستئناف، ولا محل للعطف. {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [75] جائز، ولا يجوز وصله؛ لأنَّه لو وصله لاقتضى أن تكون الجملة صفة لها، ولا يصح ذلك؛ لتثنية ضمير «كان». {الطَّعَامَ} [75] حسن. {يُؤْفَكُونَ (75)} [75] كاف، وكذا «ولا نفعًا». {الْعَلِيمُ (76)} [76] تام. {غَيْرَ الْحَقِّ} [77] كاف.   (1) ولفظه: عن أبى بكر قال: قلت للنبى - صلى الله عليه وسلم - وهو فى الغار لو أنَّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه؟! فقال: (يا أبا بكر ما ظنَّك باثنين الله ثالثهما). أخرجه أحمد (1/ 4، رقم: 911)، والبخاري (3/ 1337، رقم: 3453)، ومسلم (4/ 1854، رقم: 2381)، والترمذى (5/ 278، رقم: 3096)، وقال: حسن صحيح غريب. وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (6/ 348، رقم: 31929)، وعبد بن حميد (ص: 30، رقم: 2)، وأبو يعلى (1/ 68، رقم: 66). (2) انظر: تفسير الطبري (10/ 481)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ (} [77] تام عند نافع، وقال: جائز؛ لأنَّ ما بعده معطوف عليه، والظاهر أنَّه جائز؛ لاختلاف معنى الجملتين. {السَّبِيلِ (77)} [77] تام. {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [78] حسن. {يَعْتَدُونَ (78)} [78] كاف. {فَعَلُوهُ} [79] كاف، ومثله «يفعلون». {كَفَرُوا} [80] جائز. {خَالِدُونَ (80)} [80] كاف. {أَوْلِيَاءَ} [81] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا، وعطفًا. {فَاسِقُونَ (81)} [81] تام. {أَشْرَكُوا} [82] حسن، ومثله «نصارى»؛ للابتداء بـ «ذلك بأن». {وَرُهْبَانًا} [82] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده عطف على «بأن منهم» المجرورة بالياء. {لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)} [82] كاف. {الْحَقِّ} [83] الأول حسن؛ لأن «يقولون» يصلح حالًا لقوله: «عرفوا»، ويصلح مستأنفًا. و {الْحَقِّ} [84] الثاني ليس بوقف؛ لأنَّ الواو للحال، أي: ونحن نطمع، وإن جعلت للاستئناف حسن الوقف على الثاني أيضًا. {الشَّاهِدِينَ (83)} [83] تام؛ لأنَّ «وما لنا» «ما» استفهامية مبتدأ، و «لنا» خبر، أي: أيُّ شيء كائن لنا، و «لا نؤمن» جملة حالية. {الصَّالِحِينَ (84)} [84] كاف. {خَالِدِينَ فِيهَا} [85] حسن. {الْمُحْسِنِينَ (85)} [85] تام، ومثله «الجحيم». {وَلَا تَعْتَدُوا} [87] كاف، ومثله «المعتدين»، وقيل: تام. {طَيِّبًا} [88] كاف. {مُؤْمِنُونَ (88)} [88] تام. {فِي أَيْمَانِكُمْ} [89] ليس بوقف؛ للاستدراك بعده. {الْأَيْمَانَ} [89] حسن، ومثله «رقبة»، وكذا «أيام»، وقيل: كاف. {إِذَا حَلَفْتُمْ} [89] حسن. {أَيْمَانَكُمْ} [89] أحسن منه إن جعلت الكاف في «كذلك» نعتًا لمصدر محذوف، أي: يبين الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 لكم آياته تبيينًا مثل ذلك التبيين، وليس بوقف إن جعلت حالًا من ضمير المصدر. {تَشْكُرُونَ (89)} [89] تام. {الشَّيْطَانِ} [90] حسن. {تُفْلِحُونَ (90)} [90] أحسن. {وَعَنِ الصَّلَاةِ} [91] حسن؛ للابتداء بالاستفهام. {مُنْتَهُونَ (91)} [91] كاف، ومثله «واحذروا»، وقال نافع: تام؛ للابتداء بالشرط. {الْمُبِينُ (92)} [92] تام. {وَأَحْسَنُوا} [93] كاف. {الْمُحْسِنِينَ (93)} [93] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء بعده. {بِالْغَيْبِ} [94] كاف؛ للابتداء بالشرط. {أَلِيمٌ (94)} [94] تام. {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [95] كاف. {مِنَ النَّعَمِ} [95] جائز، قرأ أهل الكوفة: «فجزاء مثل» بتنوين «جزاء» ورفعه، ورفع «مثل»، وباقي السبعة برفعه مضافًا إلى «مثل» (1)، وقرأ محمد بن مقاتل بتنوين (2): «جزاءً» ونصبه، ونصب «مثلَ» و «من النعم» صفة لـ «جزاء» سواء رفع «جزاء»، و «مثل» وأضيف «جزاء» إلى «مثل»، أي: كائن من النعم. {وَبَالَ أَمْرِهِ} [95] حسن، ومثله «عما سلف». {مِنْهُ} [95] كاف. {ذُو انْتِقَامٍ (95)} [95] تام. {وَطَعَامُهُ} [96] حسن، إن نصب «متاعًا» بفعل مقدر، أي: متعكم به متاعًا، وليس بوقف إن نصب «متاعًا» مفعولًا له، أي: أحل لكم تمتيعًا لكم؛ لأنَّه يصير كله كلامًا واحدًا، فلا يقطع؛ لأنَّ متاعًا مفعول له مختص بالطعام، كما أنَّ «نافلة» في قوله: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} [الأنبياء: 72] مختصة بـ «يعقوب»؛ لأنَّه ولد الوالد بخلاف «إسحاق»؛ فإنَّه ولده لصلبه، و «النافلة» إنما تطلق على ولد الولد دون الولد؛ فقد خصص الزمخشري كونه مفعولًا له بكون أحل مسندًا لطعامه، وليس علة لحل الصيد، وإنما هو علة لحل الطعام فقط؛ لأنَّ مذهبه أن «صيد البحر» منه ما يؤكل وما لا يؤكل، وأنَّ «طعامه» هو المأكول، وأنَّه لا يقع التمثيل إلَّا بالمأكول منه، طريًا وقديدًا، ومذهب غيره أنه مفعول له   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 203)، تفسير الرازي (3/ 450)، النشر (2/ 255). (2) وهي قراءة شاذة وذكرت في البحر المحيط (4/ 19). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 باعتبار صيد البحر وطعامه. {وَلِلسَّيَّارَةِ} [96] حسن، ومثله «حرمًا». {تُحْشَرُونَ (96)} [96] تام. {وَالْقَلَائِدَ} [97] حسن. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [97] ليس بوقف؛ لعطف «وأن الله» على ما قبله، ومثله الوقف على «العقاب»؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {رَحِيمٌ (98)} [98] تام. {إِلَّا الْبَلَاغُ} [99] كاف. {تَكْتُمُونَ (99)} [99] تام. {وَالطَّيِّبُ} [100] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده مبالغة فيما قبله، فلا يقطع عنه. {الْخَبِيثِ} [100] كاف، وجواب «لو» محذوف، أي: ولو أعجبك كثرة الخبيث لما استوى مع الطيب، أو لما أجدى. {تُفْلِحُونَ (100)} [100] تام؛ للابتداء بعده بـ «يا» النداء. {تَسُؤْكُمْ} [101] تام؛ للابتداء بعده بالشرط. {تُبْدَ لَكُمْ} [101] حسن. {عَنْهَا} [101] كاف، وكذا «حليم». {كَافِرِينَ (102)} [102] تام، وقيل: لا يوقف من قوله: «يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء» إلى قوله: «عفا الله عنها»؛ لأنَّ التقدير: لا تسألوا عن أشياء عفا الله عنها؛ لأنَّ الجملة من قوله: «إن تبد لكم تسؤكم»، وما عطف عليها من الشرط والجزاء في محل جر صفة لـ «أشياء»، والأشياء التي نهوا عن السؤال عنها ليست هي الأشياء التي سألها القوم، فهو على حذف مضاف تقديره: قد سأل مثلها قوم، وقيل: الضمير في «عنها» للمسألة المدلول عليها بقوله: «لا تسألوا» أي: قد سأل هذه المسألة قوم من الأولين، قيل: الضمير في «سألها» لأشياء، ولا يتجه؛ لأنَّ المسئول عنه مختلف قطعًا؛ فإنَّ سؤالهم غير سؤال من قبلهم؛ فإنَّ سؤالهم: أين ناقتي، وما في بطن ناقتي (1)، وسؤال أولئك غير هذا نحو: 1 - {أَنْزِلْ عَلَيْنَا مائدةً مِنَ السَّمَاءِ} [114]. 2 - {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [النساء: 153]. 3 - {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ} [الأعراف: 138].   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 115)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 ولا يوقف من قوله: «ما جعل الله من بحيرة» إلى قوله: «لا يعقلون»، والبحيرة: هي الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن في آخرها ذكر شقوا أذنها، وخلوا سبيلها لا تركب ولا تحلب، ولا تطرد عن ماء ولا مرعى، والسائبة: هي التي تسيب للأصنام، أي: تعتق، والوصيلة: هي الشاة التي تنتج سبعة أبطن، فإن كان السابع أنثى لم تنتفع النساء منها بشيء إلَّا أن تموت، فيأكلها الرجال والنساء، وإن كان ذكرًا ذبحوه وأكلوه جميعًا، وإن كان ذكرًا وأنثى قالوا: وصلت أخاها فتترك مع أخيها، فلا تذبح ومنافعها للرجال دون النساء، فإذا ماتت اشترك الرجال والنساء فيها، والحام: الفحل من الإبل الذي ينتج من صلبه عشرة أبطن فيقولون: قد حمى ظهره فيسيبونه لآلهتهم، فلا يحمل عليه شيء، قاله أبو حيان (1). {وَلَا حَامٍ} [103] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده استدراك بعد نفي، والمعنى: ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب يجعلون البحيرة وما بعدها من جعل، نسبوا ذلك الجعل لله تعالى افتراء على الله. {لَا يَعْقِلُونَ (103)} [103] كاف. {آَبَاءَنَا} [104] حسن. {وَلَا يَهْتَدُونَ (104)} [104] تام. {أَنْفُسَكُمْ} [105] صالح، أي: يصلح أن يكون ما بعده مستأنفًا وحالًا، أي: احفظوا أنفسكم غير مضرورين، قرأ الجمهور: «يضرُّكم» بضم الراء مشددة، وقرأ الحسن (2): «لا يضُرْكم» بضم الضاد وإسكان الراء، وقرأ إبراهيم النخعي (3): «لا يضِرْكم» بكسر الضاد وسكون الراء، وقرأ أبو حيوة (4): «لا يضْرُرُكم» بإسكان الضاد وضم الراء الأولى والثانية، و «من» فاعل، أي: لا يضركم الذي ضل وقت اهتدائكم. {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [105] حسن. {تَعْمَلُونَ (105)} [105] تام، ولا وقف من قوله: «يأيها الذين آمنوا شهادة» إلى «مصيبة الموت»؛ فلا يوقف على «حين الوصية»، ولا على «منكم»، ولا على «من غيركم»، ولا على «في الأرض»؛ لأنَّ خبر المبتدأ، وهو: «شهادة» لم يأت، وفي خبره خمسة أوجه: أحدها أنه اثنان على حذف مضاف، إما من الأول أو من الثاني؛ لأنَّ شهادة معنى من المعاني، واثنان جثمان، أو الخبر محذوف، واثنان مرفوعان   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 116)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 523)، الإملاء للعكبري (1/ 132)، البحر المحيط (4/ 37)، المحتسب لابن جني (1/ 220). (3) وهي قراءة شاذة أيضًا. انظر هذه القراءة في: اتحاف فضلاء البشر (ص: 203)، الإعراب للنحاس (1/ 523)، الإملاء للعكبري (1/ 133)، البحر المحيط (4/ 37)، المحتسب لابن جني (1/ 220). (4) وهي قراءة شاذة أيضًا. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (4/ 37)، الكشاف (1/ 369). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 بالمصدر الذي هو شهادة، والتقدير: فيما فرض الله عليكم أن يشهد اثنان، أو الخبر إذا حضر، أو الخبر حين الوصية، أو اثنان فاعل سد مسد الخبر، ورفع اثنان من خمسة أوجه أيضًا كونه خبر الشهادة، أو فاعلًا بشهادة، أو فاعلًا بيشهد مقدرًا، أو خبر مبتدأ، أي: الشاهدان اثنان، أو فاعل سد مسد الخبر. {مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} [106] حسن. {مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ} [106]، {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [106] ليسا بوقف؛ للعطف في الأول وفي الثاني؛ لأنَّ «ولا نكتم شهادة الله» عطف على قوله: «لا نشتري»، فتكون من جملة المقسم عليه فلا يفصل بينهما بالوقف. {شَهَادَةَ اللَّهِ} [106] جائز، وكاف عند يعقوب على قراءته بالإضافة، وقال يحيى بن نصير، ومثلها من قرأ (1): «شهادةً» منونة منصوبة، ثم يبتدئ «آلله» بالمد على القسم، أي: والله إنا إذًا لمن الآثمين، وقرئ (2): «شهادةٌ اللهَ» بالتنوين والضم ونصب الجلالة، وقرئ (3): «شهادةً» بالتنوين والنصب، «اللهَِ» بالمد والجر، وقرئ (4): «شهادهْ» بإسكان الهاء والوقف، ويبتدئ «آللهِ» بالمد والجر، وقرئ (5): «شهادهْ» بإسكان الهاء أيضًا، والوقف من غير مد والجر، فالأول قراءة الجمهور مفعول به، وأضيفت إلى الله؛ لأنَّه هو الآمر بها ويحفظها، «ولا نكتم شهادة الله»، و «لا نضيع»، و «ما سواها» شاذ، وبيان هذه القراءات يطول، أضربنا عنه تخفيفًا. {لَمِنَ الْآَثِمِينَ (106)} [106] حسن. {الْأَوْلَيَانِ} [107] كاف، وبعضهم وقف على «فيقسمان» بتقدير يقولان: بالله لشهادتنا، والأجود تعلق الله بـ «يقسمان». {الظَّالِمِينَ (107)} [107] كاف. {بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ} [108] حسن. {وَاسْمَعُوا} [108] أحسن منه. {الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)} [108] تام، إن نصب «يوم» باذكر مقدرًا مفعولًا به، وليس بوقف إن   (1) ورويت عن زيد عن يعقوب والشعبي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: المحتسب لابن جني (1/ 221). (2) انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (1/ 133)، البحر المحيط (4/ 44)، تفسير الطبري (11/ 177)، الكشاف (1/ 369)، المحتسب لابن جني (1/ 221). (3) ورويت هذه القراءة عن علي والشعبي ونعيم بن أبي ميسرة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (1/ 133)، البحر المحيط (4/ 44)، تفسير الطبري (11/ 178)، المحتسب لابن جني (1/ 221). (4) وهي رويت عن الشعبي، وهي شاذة أيضًا. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (4/ 44)، المحتسب لابن جني (1/ 221). (5) وهي رويت عن الشعبي أيضًا، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: المحتسب لابن جني (1/ 221). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 نصب بـ «اتقوا»، أي: اتقوا الله يوم جمعه الرسل؛ لأنَّ أمرهم بالتقوى يوم القيامة لا يكون؛ إذ لا تكليف فيه، وإن جعل بدلًا من الجلالة كان غير جيد؛ لأنَّ الاشتمال لا يوصف به الباري. {مَاذَا أُجِبْتُمْ} [109] جائز. {لَا عِلْمَ لَنَا} [109] حسن. {الْغُيُوبِ (109)} [109] تام إن علق «إذ» باذكر مقدرًا. {وَعَلَى وَالِدَتِكَ} [110] كاف إن علق «إذ» باذكر مقدرة، لا بـ «اذكر» المذكورة قبل، أي: واذكر إذ أيدتك. {وَكَهْلًا} [110] حسن، ومثله «الإنجيل». {بِإِذْنِي} [110] في المواضع الأربعة جائز، على أنَّ «إذ» في كل من الأربعة منصوبة باذكر مقدرة، فيسوغ الوقف على «الإنجيل»، وعلى «بإذني» في المواضع الأربعة؛ لتفصيل النعم، وإن لم تعلق «إذ» بمقدرة فلا يوقف على واحدة منها. {بِالْبَيِّنَاتِ} [110] جائز. {مُبِينٌ (110)} [110] كاف إن علق «إذ» باذكر مقدرة، أي: اذكر إذ، أو حيث. {وَبِرَسُولِي} [111] صالح؛ لاحتمال أن عامل «إذ» كلمة «قالوا»، ويحتمل أنَّ كلمة «قالوا» مستأنفة. {مُسْلِمُونَ (111)} [111] كاف. {مِنَ السَّمَاءِ} [112] الأولى كاف، ومثله «مؤمنين»، و «من الشاهدين». {مِنَ السَّمَاءِ} [114] الثانية ليس بوقف؛ لأنَّ جملة «تكون لنا» في محل نصب صفة لـ «مائدة»، والصفة والموصوف كالشيء الواحد فلا يفصل بينهما بالوقف. {وَآَيَةً مِنْكَ} [114] حسن، وعند بعضهم «وارزقنا». {الرَّازِقِينَ (114)} [114] كاف. {عَلَيْكُمْ} [115] حسن؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {الْعَالَمِينَ (115)} [115] تام إن علق «إذ» باذكر مقدرًا مفعولًا به. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [116] حسن، ومثله «بحق»، ووقف بعضهم على «ما ليس لي»، ثم يقول: «بحق»، وهذا خطأ من وجهين أحدهما: أن حرف الجر لا يعمل فيما قبله، الثاني: أنه ليس موضع قسم، وجواب آخر: أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز، وإن كانت للقسم لم يجز؛ لأنَّه لا جواب هنا، وإن كان ينوي بها التأخير، وإن الباء متعلقة بـ «قلته»، أي: إن كنت قلته فقد علمته بحق، فليس خطأ على المجاز، لكنه لا يستعمل، كما صح سنده عن أبي هريرة قال: «لقن عيسى -عليه الصلاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 والسلام- حجته ولقنه الله في قوله لما قال: «يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس» الآية قال أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقنه الله حجته» بقوله: «سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق سبحانك» (1)، أي: تنزيهًا لك أن يقال هذا أو ينطق به (2). {فَقَدْ عَلِمْتَهُ} [116] حسن، ومثله «ما في نفسك». {الْغُيُوبِ (116)} [116] تام. {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [117] جائز بناءً على أنَّ قوله: ربي وربكم من كلام عيسى على إضمار أعني، لا على أنَّه صفة. {رَبِّي وَرَبَّكُمْ} [117] حسن؛ على استئناف ما بعده. {فِيهِمْ} [117] حسن. {الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [117] أحسن مما قبله. {شَهِيدٌ (117)} [117] تام؛ للابتداء بالشرط. {عِبَادُكَ} [118] حسن. {الْحَكِيمُ (118)} [118] تام. {صِدْقُهُمْ} [119] كاف؛ لاختلاف الجملتين من غير عطف. {أَبَدًا} [119] حسن، وقيل: كاف، على استئناف ما بعده. {وَرَضُوا عَنْهُ} [119] كاف. {الْعَظِيمُ (119)} [119] تام. {وَمَا فِيهِنَّ} [120] كاف. آخر السورة تام.   (1) أخرجه الترمذى (5/ 260، رقم: 3062)، وقال: حسن صحيح. وأخرجه أيضًا: النسائى فى الكبرى (6/ 340، رقم: 11162). (2) انظر: تفسير الطبري (11/ 233)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 سورة الأنعام مكية روى سليمان بن مهران عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال: نزلت سورة الأنعام ليلًا بمكة جملة واحدة يقودها -أو معها- سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح، من قرأها صلى الله عليه أولئك ليله ونهاره (1)، قال الصاغاني في العباب في حديث ابن مسعود: الأنعام من نواجب، أو من نجائب القرآن، قال: نجائبه أفضله، ونواجبه لبابه الذي ليس عليه نجب (2). -[آيها:] وهي مائة وخمس وستون آية في الكوفي، وست في البصري، وسبع في المدني والمكي، اختلافهم في أربع آيات، «وجعل الظلمات والنور» عدها المدنيان والمكي، «قل لست عليكم بوكيل» وكلهم عدّ إلى صراط مستقيم الأول. - وكلمها: ثلاثة آلاف واثنان وخمسون كلمة. - وحروفها: اثنا عشر ألفًا وأربعمائة واثنان وخمسون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع خمسة مواضع: 1 - {مِنْ طِينٍ} [2]. 2 - {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} [36]. 3 - {إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [48]. 4 - {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا} [126]. 5 - {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [135] {وَالنُّورَ} [1] حسن، عدَّها المدنيان والمكي آية؛ لأنَّ «الحمد» لا يكون واقعًا على «ثم الذين كفروا بربهم يعدلون»؛ فـ «ثم» لترتيب الأخبار وليست عاطفة، بل هي للتعجب والإنكار، قال الحلبي على الأزهرية عن بعضهم: إذا دخلت «ثُمَّ» على الجمل لم تفد الترتيب، وليست لترتيب الفعل، كقوله: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ} [الروم: 40] فهذا وصله وتجاوزه أحسن، ويبتدأ بـ «ثم» إذا كان أول قصة كقوله: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الأعراف: 103]، {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [المؤمنون: 44]، فليست هنا عاطفة، بل هي تعجب وإنكار. {يَعْدِلُونَ (1)} [1] تام. {مِنْ طِينٍ} [2] ليس منصوصًا عليه.   (1) المعجم الكبير (12/ 215)، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص: 129)، وابن الضريس في فضائل القرآن (ص: 157) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد به، وفي إسناده علي بن زيد وهو ضعيف. (2) انظر: تفسير الطبري (11/ 247)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 {أَجَلًا} [2] حسن، قال مجاهد: هو أجل الدنيا، وأجل مسمى: أجل البعث، أي: ما بين الموت والبعث لا يعلمه غيره، أو أجل الماضين، والثاني أجل الباقين، أو الأول النوم، والثاني الموت، قاله الصفدي في تاريخه (1). {تَمْتَرُونَ (2)} [2] كاف. {وَهُوَ اللَّهُ} [3] حسن، إن جعل «هو» ضميرًا عائدًا على الله تعالى، وما بعده خبر، وجعل قوله: «في السموات وفي الأرض» متعلقًا بـ «يعلم»، أي: يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض، فتكون الآية من المقدم والمؤخر، نظيرها: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَاً (1)} [الكهف: 1]، أي: أنزل على عبده الكتاب قيمًا، ولم يجعل له عوجًا، وليس بوقف إن جعلت الجملة خبرًا ثانيًا، أو جعلت هي الخبر و «الله» بدل، أو جعل ضمير «هو» ضمير الشأن وما بعده مبتدأ خبره «يعلم»، انظر: أبا حيان. {وَفِي الْأَرْضِ} [3] حسن، أي: معبود فيهما. {وَجَهْرَكُمْ} [3] جائز. {تَكْسِبُونَ (3)} [3] كاف، ومثله «معرضين». {لَمَّا جَاءَهُمْ} [5] جائز؛ لأنَّ «سوف» للتهديد، فيبتدأ بها؛ لأنَّها لتأكيد الواقع. {يَسْتَهْزِئُونَ (5)} [5] تام، ولا وقف من قوله: «ألم يروا» إلى «بذنوبهم»؛ فلا يوقف على «من قرن»، ولا على «ما لم نمكن لكم»؛ لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على «مدرارًا». {بِذُنُوبِهِمْ} [6] حسن. {آَخَرِينَ (6)} [6] أحسن مما قبله. {مُبِينٌ (7)} [7] كاف. {عَلَيْهِ مَلَكٌ} [8] حسن. {لَا يُنْظَرُونَ (8)} [8] كاف، ومثله «ما يلبسون» ماضيه (لبَس) مفتوح الموحدة، ومضارعه بكسرها مأخوذ من الإلباس في الأمر، لا من اللبس الذي ماضيه مكسور الباء، ومضارعه بفتحها. {مِنْ قَبْلِكَ} [10] حسن عند بعضهم. {يَسْتَهْزِئُونَ (10)} [10] تام، ومثله «المكذبين». {قُلْ لِلَّهِ} [12] كاف. {الرَّحْمَةَ} [12] حسن إن جعلت اللام في «ليجمعنكم» جواب قسم محذوف كأنه قال: والله ليجمعنكم، وليس بوقف إن جعلت اللام جوابًا لـ «كتب»؛ لأنَّ كتب أجري مجرى القسم، فأجيب   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 254)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 بجوابه، وهو: «ليجمعنكم» كما في قوله: {لَأَغْلِبَنَّ} [المجادلة: 21]، قال السجاوندي: قال الحسن: أقسم وأحلف وأشهد ليس بيمين حتى يقول: بالله أو نواه، والأصح أنها في جواب قسم محذوف؛ لأنَّ قوله: «كتب» وعد ناجز، و «ليجمعنكم» وعيد منتظر. {لَا رَيْبَ فِيهِ} [12] تام إن رفع «الذين» على الابتداء، والخبر «فهم لا يؤمنون»، وليس بوقف إن جعل «الذين» في موضع خفض نعتًا للمكذبين، أو بدلًا منهم. {لَا يُؤْمِنُونَ (12)} [12] تام. {وَالنَّهَارِ} [13] كاف. {الْعَلِيمُ (13)} [13] تام. {وَالْأَرْضِ} [14] حسن. {وَلَا يُطْعَمُ} [14] كاف. {مَنْ أَسْلَمَ} [14] حسن. {مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)} [14] كاف، ومثله «عظيم». {فَقَدْ رَحِمَهُ} [16] كاف. {الْمُبِينُ (16)} [16] تام؛ للابتداء بالشرط. {إِلَّا هُوَ} [17] حسن. {قَدِيرٌ (17)} [17] تام. {فَوْقَ عِبَادِهِ} [18] حسن. {الْخَبِيرُ (18)} [18] تام. {أَكْبَرُ شَهَادَةً} [19] حسن، وقال نافع: الوقف على «قل الله»، ثم يبتدئ «شهيد بيني وبينكم». والوقف على {وَبَيْنَكُمْ} [19] حسن. {وَمَنْ بَلَغَ} [19] أحسن، والتفسير يدل على ما قاله محمد بن كعب القرظي (1): من بلغته آية من كتاب الله، فكأنما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تلا: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [19]، وقيل: «ومن بلغ»، أي: احتلم؛ لأنَّ من لم يبلغ الحلم غير مخاطب، وقال نافع: الوقف على «قل الله»، فيكون خبر مبتدأ محذوف تقديره: قل هو الله، ويبتدئ: «شهيد» على أنَّه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو شهيد بيني وبينكم (2).   (1) محمد بن كعب بن سليم، وقال ابن سعد: محمد بن كعب بن حيّان بن سليم، الإمام العلامة الصادق أبو حمزة، وقيل: أبو عبد الله القرظي المدني، من حلفاء الأوس، وكان أبوه كعب من سبي بني قريظة، سكن الكوفة، ثم المدينة، قيل: ولد محمد بن كعب في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يصح ذلك (ت 108هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 65). (2) انظر: تفسير الطبري (11/ 289)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 {قُلْ لَا أَشْهَدُ} [19] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {تُشْرِكُونَ (19)} [19] تام. {أَبْنَاءَهُمُ} [20] كاف، وقيل: تام، إن جعل «الذين» في محل رفع على الابتداء، والخبر «فهم لا يؤمنون»، ودخلت الفاء في الخبر؛ لما في إبهام الذين من معنى الشرط، وليس بوقف إن جعل «الذين» نعتًا لقوله: «الذين آتيناهم الكتاب»، أو بدلًا منهم. {لَا يُؤْمِنُونَ (20)} [20] تام. {بِآَيَاتِهِ} [21] كاف، ومثله «الظالمون»، وقيل: تام إن علق «يوم» باذكر محذوفة مفعولًا به، وليس بوقف إن علق بمحذوف متأخر تقديره: ويوم نحشرهم كان كيت وكيت، فترك ليبقى على الإبهام الذي هو أدخل في التخويف. {تَزْعُمُونَ (22)} [22] كاف، ومثله «مشركين»، و «يفترون». {إِلَيْكَ} [25] تام عند الأخفش، ومثله «وقرًا». {لَا يُؤْمِنُوا بِهَا} [25] حسن. {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)} [25] كاف، على استئناف ما بعده. {وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [26] حسن؛ للابتداء بالنفي مع واو العطف. {وَمَا يَشْعُرُونَ (26)} [26] كاف. {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ} [27] حسن، وجواب «لو» محذوف، أي: لرأيت أمرًا فظيعًا شنيعًا، وحذف ليذهب الوهم إلى كل شيء، فيكون ذلك أبلغ في التخويف. {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [27] جائز، على قراءة رفع الفعلين بعده على الاستئناف، أي: ونحن لا نكذب، ونحن من المؤمنين رددنا أم لا، وأيضًا العامل قد أخذ معموليه؛ لأنَّ «نا» اسم «ليت»، وجملة «نُردُّ» في محل رفع خبر؛ وذلك من مقتضيات الوقف، وليس بوقف على قراءة نصبهما جوابًا للتمني، ولا على قراءة رفعهما عطفًا على «نرد» فيدخلان في التمني، ولا على قراءة رفع الأول ونصب الثاني؛ إذ لا يجوز الفصل بين التمني وجوابه (1).   (1) قرأ حمزة ويعقوب وحفص: {وَلا نُكَذِّبَ}، {وَنَكُونَ} [27] بالنصب فيهما، وافقهم ابن عامر في {نَكُونَ} فقط. وقرأ الباقون بالرفع فيهما؛ وجه من قرأ بنصب الباء والنون فيهما؛ فذلك على أن الفعل الأول منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية في جواب التمني والثاني معطوف عليه. وأما على قراءة ابن عامر فيرفع الفعل الأول عطفًا على: {نُرَدُّ} وينصب الفعل الثاني بعد واو المعية في جواب التمني، وقرأ الباقون: برفعهما عطفا على: {نُرَدُّ} أي ليتنا نرد ونوفق للتصديق والإيمان والواو للحال. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 206)، الإعراب للنحاس (1/ 541)، الإملاء للعكبري (1/ 139)، التيسير (ص: 102)، تفسير الطبري (11/ 318)، تفسير القرطبي (6/ 418)، النشر (2/ 257). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)} [27] كاف. {مِنْ قَبْلُ} [28] حسن. {لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [28] جائز، على أنَّ التكذيب إخبار من الله على عادتهم، وما هم عليه من الكذب في مخاطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فيكون منقطعًا عما قبله، وليس بوقف إن رجع إلى ما تضمنته جملة التمني بالوعد بالإيمان؛ إذ التقدير: يا ليتنا يكون لنا رد مع انتفاء التكذيب، وكوننا من المؤمنين (1). {لَكَاذِبُونَ (28)} [28] كاف. {الدُّنْيَا} [29] حسن؛ للابتداء بالنفي. {بِمَبْعُوثِينَ (29)} [29] كاف، وقيل: تام، ونقل عن جماعة ممن يجهل اللغة أنهم يكرهون الوقف على هذا وأشباهه، كقوله: 1 - {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء: 140]. 2 - {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)} [يوسف: 70]. 3 - {فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)} [إبراهيم: 30]. 4 - {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)} [الكهف: 20]. 5 - {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} [البقرة: 116]. وليس كما ظنوا، وذلك جهل منهم، لأنَّ الوقف على ذلك كله وما أشبهه مما ظاهره كفر، تقدم أنَّ الابتداء بما ظاهره ذلك غير معتقد لمعناه لا يكره ولا يحرم؛ لأنَّ ذلك حكاية قول قائلها، حكاها الله عنهم، ووعيد ألحقه الله بالكفار، والوقف والوصل في ذلك في المعتقد سواء، بل ومثل ذلك المستمع أيضًا، وتقدم ما يغني عن إعادته. {عَلَى رَبِّهِمْ} [30] حسن، ومثله «بالحق»، وكذا «وربنا». {تَكْفُرُونَ (30)} [30] تام. {بِلِقَاءِ اللَّهِ} [31] جائز، إن جعلت «حتى» ابتدائية، وليس بوقف إن جعلت غائية؛ لتكذيبهم، لا لخسرانهم؛ لأنَّه لا يزال بهم التكذيب إلى قولهم: يا حسرتنا وقت مجيء الساعة، فالساعة ظرف للحسرة، والعامل في «إذا» قوله: «يا حسرتنا». {فَرَّطْنَا فِيهَا} [31] تام عند نافع، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة حالية، وذو الحال الضمير في «قالوا». {عَلَى ظُهُورِهِمْ} [31] حسن. {مَا يَزِرُونَ (31)} [31] أحسن مما قبله، و {وَلَهْوٌ} [32]، و {يَتَّقُونَ} [32] كلها حسان.   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 321)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 {تَعْقِلُونَ (32)} [32] تام، وعند من قرأ (1): «تعقلون» بالفوقية أتم. {الَّذِي يَقُولُونَ} [33] جائز، ومثله «فإنهم لا يكذبونك» قال بعضهم: لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها. {يَجْحَدُونَ (33)} [33] تام. {نَصْرُنَا} [34] حسن. {لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [34] أحسن مما قبله. {الْمُرْسَلِينَ (34)} [34] كاف، اتفق علماء الرسم على زيادة الياء في تسعة مواضع: 1 - {أَفَإِنْ مَاتَ} [آل عمران: 144]. 2 - {مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)} [34]. 3 - {مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} [يونس: 15]. 4 - {وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90]. 5 - {وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ} [طه: 130]. 6 - {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34)} [الأنبياء: 34]. 7 - {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51]. 8 - {بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47]. 9 - {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)} [القلم: 6]. ورسموا هذه كلها بزيادة الياء، وترسم بالحمرة كما ترى؛ لحكم علمها من علمها، وجهلها من جهل سنة متبعة. {بِآَيَةٍ} [35] حسن؛ لأنَّ جواب الشرط محذوف تقديره: فافعل أحد الأمرين ابتغاء النفق، وابتغاء السلم، ومثله «الهدى». {مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)} [35] كاف. {يَسْمَعُونَ} [36] حسن. {يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} [36] جائز. {يُرْجَعُونَ (36)} [36] تام.   (1) قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر وحفص ويعقوب: بالتاء، وقرأ الباقون: بالياء؛ وجه من قرأ: بالتاء، أي: بتاء الخطاب على الالتفات. وقرأ الباقون: بياء الغيب؛ لمناسبة قوله: {خَيرٌ للذينَ يَتَّقُونَ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 207)، البحر المحيط (4/ 110)، التيسير (ص: 102)، تفسير الرازي (4/ 34)، النشر (2/ 257). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 {آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} [37] حسن. {عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً} [37] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك. {لَا يَعْلَمُونَ (37)} [37] تام. {أَمْثَالُكُمْ} [38] حسن، ومثله «من شيء». {يُحْشَرُونَ (38)} [38] تام. {الظُّلُمَاتِ} [39] كاف؛ للابتداء بالشرط. {يُضْلِلْهُ} [39] حسن. {مُسْتَقِيمٍ (39)} [39] تام. {صَادِقِينَ (40)} [40] كاف. {إِيَّاهُ تَدْعُونَ} [41] جائز؛ لأنَّ جواب «إن» الشرطية منتظر محذوف تقديره: إن كنتم صادقين فأجيبوا. {إِنْ شَاءَ} [41] حسن، ومفعول «شاء» محذوف تقديره: إن شاء كشفه. {مَا تُشْرِكُونَ (41)} [41] تام. {يَتَضَرَّعُونَ (42)} [42] كاف. {تَضَرَّعُوا} [43] جائز، كذا قيل. {قُلُوبُهُمْ} [43] مثله، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة داخلة تحت الاستدراك، فيكون الحامل على ترك التضرع قسوة قلوبهم، وإعجابهم بأعمالهم التي كان الشيطان سببًا في تحسينها لهم، وهذا أولى (1). {يَعْمَلُونَ (43)} [43] كاف، وقيل: تام. {أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} [44] حسن. {مُبْلِسُونَ (44)} [44] كاف، على استئناف ما بعده. {الَّذِينَ ظَلَمُوا} [45] جائز. {رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)} [45] تام. {يَأْتِيكُمْ بِهِ} [46] حسن، وقيل: كاف، وقيل: تام. {يَصْدِفُونَ (46)} [46] تام. {أَوْ جَهْرَةً} [47] لم ينص أحد عليه، لكن نصوا على نظيره، ووسموه بالتمام في قوله: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ} [يونس: 52]؛ للاستفهام بعده، وشرطوا في النظير أن يكون   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 356)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 منصوصًا عليه، فهذا مثله؛ لأنَّ جملة «هل يهلك» معناها النفي، أي: ما يهلك إلَّا القوم الظالمون، ولذلك دخلت «إلَّا»، فهو جائز. {الظَّالِمُونَ (47)} [47] كاف. {وَمُنْذِرِينَ} [48] حسن. {عَلَيْهِمْ} [48] جائز. {يَحْزَنُونَ (48)} [48] تام، ومثله «يفسقون». {خَزَائِنُ اللَّهِ} [50] حسن. {الْغَيْبَ} [50] أحسن مما قبله. {إِنِّي مَلَكٌ} [50] جائز، وهذه الأجوبة الثلاثة لما سأله المشركون: فالأول جواب لقولهم: إن كنت رسولًا فاسأل الله يوسع علينا خيرات الدنيا. والثاني جواب: إن كنت رسولًا فأخبرنا بما يقع في المستقبل من المصالح والمضار، فنستعد لتحصيل تلك ودفع هذه. والثالث جواب قولهم: مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق (1). {مَا يُوحَى إلي} [50] كاف، ومثله «البصير»؛ للابتداء بالاستفهام. {تَتَفَكَّرُونَ (50)} [50] تام. {إِلَى رَبِّهِمْ} [51]، و {وَلَا شَفِيعٌ} [51] ليسا بوقف؛ لأن ليس لهم في موضع الحال وذو الحال الواو في «يحشرون»، والعلة في الثاني الابتداء بحرف الترجي وهو في التعلق كـ (لام كي)، أي: وأنذرهم رجاء أن تحصل لهم التقوى. {يَتَّقُونَ (51)} [51] تام، ولا وقف من قوله: «ولا تطرد الذين» إلى «الظالمين»؛ فلا يوقف على «من شيء» فيهما؛ لأنَّ «فتطردهم» جواب للنفي، و «فتكون» جواب النهي؛ لأنَّ «ولا تطرد» نهي، وجوابه «فتكون»، و «بعده» في التقدير: ما عليك من حسابهم من شيء، فهو نفي مقدم من تأخير؛ لأنَّه لو تأخر لكان في موضع الصفة، و «عليك» في موضع خبر المبتدأ، كأنَّه قال: ما شيء من حسابهم عليك، وجواب النفي «فتطردهم» على التقديم والتأخير، فينتفي الحساب والطرد، وصار جواب كل من النهي والنفي على ما يناسبه؛ فجملة النفي وجوابه معترضة بين النهي وجوابه. {الظَّالِمِينَ (52)} [52] كاف. {مِنْ بَيْنِنَا} [53] حسن؛ للاستفهام بعده.   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 371)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 {بِالشَّاكِرِينَ (53)} [53] كاف. {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [54] حسن. {الرَّحْمَةَ} [54] كاف على قراءة من قرأ: «إنَّه» بكسر الهمزة استئنافًا، وبها قرأ ابن كثير، وحمزة، وأبو عمرو، والكسائي بكسر الهمزة فيهما (1)، وعاصم، وابن عامر يفتحان الأولى والثانية، وليس بوقف لمن فتحهما (2)؛ بجعله مع ما بعده بيانًا للرحمة، فلا يوقف على ما قبل الأولى، ولا على ما قبل الثانية؛ لأنَّ الثانية معطوفة على الأولى، فهي منصوبة من حيث انتصبت، فلو أضمر مبتدأ، أي: فأمره أنه غفور رحيم، أو هو أنه غفور رحيم –حسن، وقال أبو عمرو: تام. {نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ} [55] ليس بوقف؛ لأنَّ اللام في «ولتستبين» متعلقة بما قبلها. {الْمُجْرِمِينَ (55)} [55] تام. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [56] كاف. {أَهْوَاءَكُمْ} [56] ليس بوقف؛ لأنَّ «إذا» متعلقة بقوله: «لا أتبع»، و «إذا» معناها: الجزاء، أي: قد ضللت إن اتبعت أهواءكم. {الْمُهْتَدِينَ (56)} [56] كاف. {مِنْ رَبِّي} [57] جائز. {وَكَذَّبْتُمْ بِهِ} [57] حسن، ومثله «ما تستعجلون به». {إِلَّا لِلَّهِ} [57] جائز، ومثله «يقض الحق»، وعند من قرأ (3): «يقصُّ» بالصاد أحسن، وتقدم أن رسم «يقض» بغير ياء بعد الضاد. {الْفَاصِلِينَ (57)} [57] كاف، وقيل: تام. {بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [58] كاف.   (1) أي: هما في قوله: {أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ}، {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [54]. (2) من قرأ بفتح الهمزة في: {أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ} فالهمزة بدل من: {الرَّحْمَةَ} ومن فتح في قوله: {فَإِنَّهُ} فعلى إضمار خبر مقدم كأنه قال: فله أنه غفور له، أي: فله غفران الله. وقرأ الباقون بالكسر فيهما فتكون الأولى تفسيرا للرحمة والثانية حكمها الابتداء والاستئناف لأنها مسبوقة بفاء الجواب ويجوز أن يكون الكسر في الموضعين على مذهب الحكاية. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 208)، الإعراب للنحاس (1/ 550)، الإملاء للعكبري (1/ 142)، البحر المحيط (4/ 141)، التيسير (ص: 102)، النشر (2/ 258). (3) قرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وعاصم بالصاد، أي: بالصاد مشددة مرفوعة مع ضم القاف. وقرأ الباقون: {يَقُصُّ} بالضاد وهي مخففة مكسورة مع سكون القاف من القضاء. انظر: إتحاف الفضلاء (ص: 209)، الإعراب للنحاس (1/ 551)، الإملاء للعكبري (1/ 142)، البحر المحيط (4/ 143)، تفسير الطبري (11/ 199)، تفسير القرطبي (6/ 439). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 {بِالظَّالِمِينَ (58)} [58] تام. {إِلَّا هُوَ} [59] حسن، وقال العباس بن الفضل: تام. {وَالْبَحْرِ} [59] حسن، ومثله «في ظلمات الأرض» لمن قرأ: «ولا رطبٌ ولا يابسٌ» بالرفع على الابتداء، وبها قرأ الحسن وهي قراءة شاذة (1)، وليس بوقف لمن رفع ذلك على أنَّه معطوف على المحل في قوله: «من ورقة»؛ لأنَّ «من» زائدة، و «ورقة» فاعل «تسقط»، ويعلمها مطلقًا قبل السقوط ومعه وبعده، و «يعلمها» في موضع الحال من «ورقة» وهي حال من النكرة، كما تقول: ما جاء أحد إلَّا راكبًا، بعضهم وقف على قوله: «ولا يابس»، ثم استأنف خبرًا آخر بقوله: «إلَّا في كتاب مبين» بمعنى: وهو في كتاب مبين أيضًا، قال: لأنَّك لو جعلت قوله: «إلَّا في كتاب» متصلًا بالكلام الأول لفسد المعنى إن اعتقد أنَّه استثناء آخر مستقل يعمل فيه «يعلمها»، فينقلب معناه إلى الإثبات، أي: لا يعلمها إلَّا في كتاب، وإذا لم يكن إلَّا في كتاب وجب أن يعلمها في كتاب؛ فإذًا الاستثناء الثاني بدل من الأول، أي: وما تسقط من ورقة إلَّا هي في كتاب ويعلمها. اهـ سمين، أما لو جعله استثناءً مؤكدًا للأول لم يفسد المعنى، وجعله أبو البقاء استثناءً منقطعًا تقديره: لكن هو في كتاب مبين، وبهذا التقدير يزول الفساد (2). {إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [59] تام. {أَجَلٌ مُسَمًّى} [60] جائز؛ لأنَّ «ثم» لترتيب الأخبار مع اتحاد المقصود. {تَعْمَلُونَ (60)} [60] تام. {فَوْقَ عِبَادِهِ} [61] جائز، ومثله «حفظة». {وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)} [61] حسن. {مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} [62] كاف؛ للاستفهام بعده. {الْحَاسِبِينَ (62)} [62] تام. {وَخُفْيَةً} [63] جائز؛ لاحتمال الإضمار، أي يقولون: لئن أنجيتنا، وتعلق «لئن» بمعنى القول في «تدعونه» أصح، وفي «لئن أنجيتنا» اجتماع الشرط والقسم، وقرأ الكوفيون: «أنجانا»، والباقون: «أنجيتنا» بالخطاب (3)، وقد قرأ كلٌّ بما رسم في مصحفه. {الشَّاكِرِينَ (63)} [63] كاف، وكذا «تشركون»، و «بأس بعض»، و «يفقهون»، و «وهو الحق»، و «بوكيل»، و «مستقر»؛ للابتداء بالتهديد مع شدة اتصال المعنى، و «تعلمون»؛ للابتداء بالشرط، و «في   (1) ورويت أيضًا عن ابن السميفع وابن أبي إسحاق. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 552)، الإملاء للعكبري (1/ 142)، البحر المحيط (4/ 146)، تفسير القرطبي (7/ 5)، المعاني للفراء (1/ 337). (2) انظر: تفسير الطبري (11/ 401)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 210)، الإعراب للنحاس (1/ 553)، الإملاء للعكبري (1/ 143)، البحر المحيط (4/ 150)، السبعة (ص: 259، 260). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 حديث غيره»، و «الظالمين» كلها وقوف كافية، وقيل: كلها حسان. {مِنْ شَيْءٍ} [69] جائز، ولكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها، أي: ولكن هي ذكرى. {يَتَّقُونَ (69)} [69] تام. {الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [70] جائز. {بِمَا كَسَبَتْ} [70] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت صفة «نفس». {وَلَا شَفِيعٌ} [70] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالشرط مع العطف. {لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [70] حسن. {بِمَا كَسَبُوا} [70] كاف، على استئناف ما بعده. {يَكْفُرُونَ (70)} [70] تام، ولا وقف إلى «حيران»، فلا يوقف على قوله: «ولا يضرنا»، ولا على «بعد إذ هدانا الله». {حَيْرَانَ} [71] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفة لـ «حيران»، وهو أولى؛ لأنَّ تمام التمثيل «حيران»، والمعنى: أنَّ أبويه والمسلمين يقولون له: تابعنا على الهدى. {ائْتِنَا} [71] حسن، ومثله «الهدى». {الْعَالَمِينَ (71)} [71] جائز، قال شيخ الإسلام: وليس بحسن وإن كان رأس آية؛ لتعلق ما بعده بما قبله؛ لأنَّ التقدير: وأمرنا بأن نسلم. {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ} [72] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {تُحْشَرُونَ (72)} [72] كاف، ومثله «بالحق» إن نصب «يوم» باذكر مقدرًا مفعولًا به، وليس بوقف إن عطف على هاء «واتقوه» أو جعل «يوم» خبر قوله: «قوله الحق»، و «الحق» صفة، والتقدير: قوله الحق كائن يوم يقول كما تقول اليوم القتال، أو الليلة الهلال، أو عطف على «السموات» للفصل بين المتعاطفين. {كُنْ} [73] جائز، و «كن» معمول لقوله: «يقول»، وقوله: «فيكون» خبر مبتدأ محذوف تقديره: فهو يكون، وهذا تمثيل لإخراج الشيء من العدم إلى الوجود بسرعة لا أنَّ ثم شيئًا يؤمر أو يرجع إلى القيامة، يقول للخلق: موتوا فيموتون، وقوموا فيقومون (1). {فَيَكُونُ} [73] حسن، ومثله: «قوله الحق». {فِي الصُّورِ} [73] كاف، إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن رفع نعتًا «للذي خلق»، أو قريء بالخفض بدلًا من الهاء في قوله: «وله الملك»، وهي قراءة الحسن، والأعمش،   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 458)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 وعاصم (1). {وَالشَّهَادَةِ} [73] كاف. {الْخَبِيرُ (73)} [73] تام، إن علق «إذ» باذكر مقدرًا مفعولًا به. {لِأَبِيهِ} [74] جائز، لمن رفع «آزرُ» على النداء (2)، ثم يبتدئ «آزر»، وليس بوقف لمن خفضه بدلًا من الهاء في «أبيه»، أو عطف بيان، وبذلك قرأ السبعة (3)، وهو مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنَّه اسم لا ينصرف، والمانع من الصرف: العلمية، ووزن الفعل، وكذا إن جعل «آزر» خبر مبتدأ محذوف، أي: هو آزر، فيكون بيانًا لأبيه نحو: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ} [الحج: 72] على معنى: هي النار. {أَصْنَامًا آَلِهَةً} [74] حسن؛ للابتداء بـ «أن» مع اتحاد المقول. {مُبِينٍ (74)} [74] حسن، ومثله «الأرض»، «وليكون من الموقنين»، واللام متعلقة بمحذوف، أي: أريناه الملكوت، وبعضهم جعل الواو في «وليكون» زائدة، فلا يوقف على «الأرض»، بل على «الموقنين»، واللام متعلقة بالفعل قبلها إلَّا أنَّ زيادة الواو ضعيفة، ولم يقل بها إلَّا الأخفش، أو أنها عاطفة على علة محذوفة، أي: ليستدل، وليكون، أو ليقيم الحجة على قومه بإفراد الحق، وكونه لا يشبه المخلوقين. {الْمُوقِنِينَ (75)} [75] كاف. {هَذَا رَبِّي} [76] حسن. {الْآَفِلِينَ (76)} [76] كاف. {هَذَا رَبِّي} [77] حسن، على حذف همزة الاستفهام، أي: أهذا ربي؟ كقوله: طَرِبْتُ وَمَا شَوْقًا إِلَى البِيضِ أَطْرَبُ ... وَلَا لَعِبًا مِنِّي وَذُو الشَّيْبِ يَلْعَبُ (4)   (1) أي: خفض «عالِمِ»، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (7/ 557)، الإملاء للعكبري (1/ 144)، البحر المحيط (4/ 161)،تفسير القرطبي (7/ 21). (2) وهي قراءة يعقوب الحضرمي. انظر هذه القراءة في: المعاني للفراء (1/ 340). (3) وقرأ السبعة وأبو جعفر وخلف بالنصب في موضع الخفض؛ لأنه لم ينصرف، ووجهه أنه على البدل من «أبيه». انظر: المعاني للفراء (1/ 340). (4) البيت من الطويل، وقائله الكميت الأسدي، من قصيدة يقول فيها: ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ ... ولم يَتَطَرَّبنِي بَنضانٌ مُخَضَّبُ وَلاَ أنَا مِمَّن يَزجرُ الطَّيرُ هَمُّهُ ... أصَاحَ غُرَابٌ أم تَعَرَّضَ ثَعلَبُ الكميت بن زيد الأسدي (60 - 126 هـ/680 - 744 م) الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي أبو المستهل، شاعر الهاشميين، من أهل الكوفة، اشتهر في العصر الأموي، وكان عالمًا بآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها، ثقة في علمه، منحازًا إلى بني هاشم، كثير المدح لهم، متعصبًا للمضرية على القحطانية، وهو من أصحاب الملحمات، أشهر قصائده (الهاشميات - ط)، وهي عدة قصائد في مدح الهاشميين، ترجمت إلى الألمانية، قال أبو عبيدة: (لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت، لكفاهم)، وقال أبو عكرمة الضبي: (لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان، اجتمعت فيه خصال لم تجتمع لشاعر: كان خطيب بني أسد، وفقيه الشيعة، وكان فارسًا شجاعًا، سخيًا، راميًا لم يكن في قومه أرمى منه)، له (الهاشميات).-الموسوعة الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 وقوله: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} [الشعراء: 22] على تقدير: أذو الشيب؟ وأتلك؟ {الضَّالِّينَ (77)} [77] كاف. {هَذَا أَكْبَرُ} [78] حسن. {تُشْرِكُونَ (78)} [78] كاف، وكذا «حنيفًا»، و «من المشركين». {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ} [80] حسن. {وَقَدْ هَدَانِ} [80] أحسن مما قبله؛ لانتهاء الاستفهام؛ لأنَّ «وقد هدان» جملة حالية، وصاحبها الياء في «أتحاجونني»، أي: أتحاجونني فيه حال كوني مهديًّا من عنده، «ولا أخاف» استئناف إخبار، وقوله: «في الله»، أي: في شأنه ووحدانيته، قاله نافع، قال: المعرب والظاهر انقطاع الجملة القولية عما قبلها. {شَيْئًا} [80] حسن، ومثله «علمًا»، وقيل: كاف. {أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)} [80] كاف. {سُلْطَانًا} [81] حسن. {تَعْلَمُونَ (81)} [81] تام؛ لتناهي الاستفهام إلى ابتداء الأخبار، ولو وصله بما بعده لاشتبه بـ «أن الذين آمنوا» متصل بما قبله، بل هو مبتدأ خبره أولئك لهم إلَّا من؛ لأنَّ جواب «إن» منتظر محذوف تقديره: إن كنتم من أهل العلم فأخبروني أيُّ الفريقين المشركين، أم الموحدين أحق بالأمن؟ وأضاف أيًّا إلى الفريقين، ويعني فريق المشركين، وفريق الموحدين، وعدل عن أينا أحق بالأمن أنا، أم أنتم احترازًا من تجريد نفسه، فيكون ذلك تزكية لها (1). {بِظُلْمٍ} [82] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر المبتدأ لم يأت، وهو: «أولئك لهم الأمن»، أو «الذين» مبتدأ، و «أولئك» مبتدأ ثان، و «لهم الأمن» خبر «أولئك»، والجملة من «أولئك» وما بعده خبر عن الأول، لا إن جعل «الذين» خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، ووقف نافع على «بظلم» كان التقدير عنده: فأي الفريقين أحق بالأمن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أم الذين لم يؤمنوا؟ فعلى هذا وصلت «الذين» بما قبله، وابتدأت بـ «أولئك».   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 490)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 {لَهُمُ الْأَمْنُ} [82] جائز. {وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)} [82] تام. {عَلَى قَوْمِهِ} [83] كاف، على استئناف ما بعده، «من نشاء» كذلك. {عَلِيمٌ (83)} [83] تام. {وَيَعْقُوبَ} [84] حسن، ومثله «كلًّا هدينا»؛ لأنَّ «نوحًا» مفعول لما بعده، ولو وصل بما بعده لا لتبس بأنَّه مفعول لما قبله. {وَنُوحًا هَدَيْنَا} [84] حسن. {مِنْ قَبْلُ} [84] كاف، على أنَّ الضمير في «ومن ذريته» عائد على نوح؛ لأنَّه أقرب مذكور؛ لأنَّه ذكر لوطًا، وليس هو من ذرية إبراهيم؛ لأنَّ لوطًا ابن أخي إبراهيم، فهو من ذرية نوح، والمعنى: ونوحًا هدينا من قبل إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وعدَّ من جملة الذرية يونس، وليس هو أيضًا من ذرية إبراهيم إلَّا أن يقال: أرادوا هدى يونس ولوطًا، فعلى هذا التقدير يكون الوقف على «وإليسع» كافيًا، وقال ابن عباس: هؤلاء الأنبياء مضافون إلى ذرية إبراهيم، وإن كان منهم من لم تلحقه ولادة من جهتين من قبل أب وأم؛ لأنَّ لوطًا ابن أخي إبراهيم، والعرب تجعل العم أبًا، كما أخبر الله عن ولد يعقوب: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} [البقرة: 133] فإسمعيل عم يعقوب، فعلى هذا لم يكن الوقف على «كلًّا هدينا»، ولا على «نوحًا هدينا من قبل»، والوقف على هذا التأويل على قوله: وإلياس وإسمعيل» منصوب بفعل مضمر، وما بعده معطوف عليه بتقدير: ووهبنا له اهـ نكزاوي (1). {وَهَارُونَ} [84] حسن. {الْمُحْسِنِينَ (84)} [84] كاف. {وَإِلْيَاسَ} [85] حسن. {الصَّالِحِينَ (85)} [85] كاف. {وَلُوطًا} [86] حسن. {الْعَالَمِينَ (86)} [86] كاف، على استئناف ما بعده، ويكون التقدير: ومن هو من آبائهم، وكذا إن قدرته: وهدينا بعض آبائهم، فـ «من» على هذا التقدير للتبعيض؛ لأنَّ هذه الأسماء ترتب آخرها على أولها. {وَإِخْوَانِهِمْ} [87] جائز، على إضمار الخبر، المعنى: ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم من هو صالح، ثم قال: «واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم».   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 507)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 {مُسْتَقِيمٍ (87)} [87] كاف. {مِنْ عِبَادِهِ} [88] حسن. {يَعْمَلُونَ (88)} [88] كاف. {وَالنُّبُوَّةَ} [89] كاف؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {بِكَافِرِينَ (89)} [89] تام. {اقْتَدِهِ} [90] حسن، وقيل: تام، وأكثر القراء يستحسنون الوقف على كل هاء سكت؛ لأنَّ هاء السكت إنَّما اجتلبت للوقف خاصة. {أَجْرًا} [90] حسن؛ للابتداء بالنفي؛ لأنَّ «أن» بمعنى: ما. {لِلْعَالَمِينَ (90)} [90] تام. {مِنْ شَيْءٍ} [91] حسن، ومثله «للناس» سواء قرئ ما بعده بالغيبة، أم بالخطاب (1)، وقيل: إن قرئت أي الأفعال الثلاثة وهي: «يجعلونه قراطيس»، و «يبدونها»، و «يخفون» بالغيبة مخاطبة لليهود، وقوله: {وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ} [91] مخاطبة للمسلمين كان كافيًا؛ لأنَّ ما بعده استئناف، وهي قراءة مجاهد، وابن كثير، وأبي عمرو، ومخاطبة لمشركي العرب، وإن قرئت بالتاء الفوقية فليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدم في قوله: {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ} [91] فلا يقطع بعضه من بعض. {قُلِ اللَّهُ} [91] حسن، الجلالة فاعل بفعل محذوف، أي: قل أنزله الله، أو هو مبتدأ، والخبر محذوف، أي: الله أنزله. {يَلْعَبُونَ (91)} [91] تام، وقال نافع: التام «قل الله». {وَمَنْ حَوْلَهَا} [92] حسن. {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [92] جائز، و «الذين» مبتدأ خبره «يؤمنون»، ولم يتحدِ المبتدأ والخبر؛ لتغاير متعلقهما. {يُحَافِظُونَ (92)} [92] كاف، وقيل: تام. {مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [93] حسن، وقيل: تام.   (1) أي: في الأفعال الثلاثة. وجه من قرأ بالياء فيهن أي: بياء الغيب على إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. وقرأ الباقون: بتاء الخطاب، أي: قل لهم ذلك. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 213)، الإملاء للعكبري (1/ 146)، البحر المحيط (4/ 187)، التيسير (ص: 105)، النشر (2/ 260)، الكشف (1/ 440). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 {غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [93] كاف، وجواب «لو» محذوف تقديره: لرأيت أمرًا عظيمًا، و «الظالمون» مبتدأ خبره «في غمرات الموت». {بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} [93] جائز، قال ابن عباس: باسطو أيديهم بالعذاب. {أَنْفُسَكُمُ} [93] حسن، على تقدير محذوف، أي يقولون: أخرجوا أنفسكم، وهذا القول في الدنيا، وقيل: في الآخرة، والمعنى: خلصوا أنفسكم من العذاب، والوقف على قوله: «اليوم»، والابتداء بقوله: «تجزون عذاب الهون»، وقيل: «اليوم» منصوب بـ «تجزون»، والوقف حينئذ على «أنفسكم»، والابتداء بقوله: «اليوم»، والمراد بـ «اليوم»: وقت الاحتضار، أو يوم القيامة. {غَيْرَ الْحَقِّ} [93] كاف، إن جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف إن عطف على بـ «ما كنتم»، معللًا جزاء العذاب بكذبهم على الله، وباستكبارهم عن آياته (1). {تَسْتَكْبِرُونَ (93)} [93] كاف، وقيل: تام؛ لأنَّه آخر كلام الملائكة. {وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [94] حسن؛ للابتداء بالنفي. {شُرَكَاءُ} [94] أحسن. {بَيْنَكُمْ} [94] كاف. {تَزْعُمُونَ (94)} [94] تام. {وَالنَّوَى} [95] حسن، وقيل: كاف، على استئناف ما بعده. {مِنَ الْحَيِّ} [95] كاف. {تُؤْفَكُونَ (95)} [95] حسن، وقيل: وصله أحسن؛ لأنَّ «فالق الإصباح» تابع لما قبله. {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} [96] حسن، على قراءة: «وجعل» فعلًا ماضيًا، أي: فلق وجعل ونصب الليل والشمس والقمر، وهي قراءة الكوفيين، وأما على قراءة الباقين: «وجاعل» (2)، فالوقف على «حسبانًا»، فعلى قراءة غير الكوفيين: الناصب للشمس والقمر فعل مقدر، تقول: هذا ضارب زيدًا الآن أو غدًا وعمرًا، فنصب عمرًا بفعل مقدر، لا على موضع المجرور باسم الفاعل، وعلى رأي الزمخشري: النصب على محل الليل، ومنه قول:   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 537)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وجه من قرأ: {وَجَعَلَ} بغير ألف وفتح اللام، و {الليلَ} بالنصب؛ على أن «جعل» فعل ماض و «الليل» مفعول به. وقرأ الباقون: {جَاعِلُ} بالألف بعد الجيم وكسر العين ورفع اللام و «الليل» بالخفض، على أن «جاعل» اسم فاعل أضيف إلى مفعوله. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 214)، الإعراب للنحاس (1/ 567)، البحر المحيط (4/ 226)، تفسير الطبري (11/ 556)، التيسير (ص: 105). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 هَل أَنتَ باعِثُ دينارٍ لِحاجَتِنا ... أَو عَبدَ رَبٍّ أَخا عَونِ بنِ مِخراقِ (1) بنصب عبد. {حُسْبَانًا} [96] حسن، على القراءتين (2). {الْعَلِيمِ (96)} [96] كاف. {وَالْبَحْرِ} [97] حسن. {يَعْلَمُونَ (97)} [97] تام. {وَمُسْتَوْدَعٌ} [98] حسن. {يَفْقَهُونَ (98)} [98] تام، قال ابن عباس (3): مستقر في الأرض ومستودع عند الله، وقال ابن مسعود (4): مستقر في الرحم، ومستودع في القبر، أو مستودع في الدنيا. {كُلِّ شَيْءٍ} [99] جائز. والوقف على {خَضِرًا} [99]، وعلى {مُتَرَاكِبًا} [99] حسن. {دَانِيَةٌ} [99] كاف، لمن رفع «جناتٌ» مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: لهم جنات، أو مبتدأ والخبر محذوف تقديره: وجنات من أعناب أخرجناها، وهي قراءة الأعمش (5)، ولا يصح رفعه عطفًا على «قنوان»؛ لأنَّ الجنة من الأعناب لا تكون من القنوان، ومعنى «دانية» أي: قريبة تدنو بنفسها لمن يجنيها، وليس بوقف لمن نصب «جنات» عطفًا على «حبًّا»، أو على «نبات»، وإن نصبتها بفعل مقدر، أي: وأخرجنا به جنات كانت الوقوف على {خَضِرًا} [99]، وعلى {مُتَرَاكِبًا} [99]، وعلى {دَانِيَةٌ} [99] كافية. {مِنْ أَعْنَابٍ} [99] جائز.   (1) البيت من البسيط، وقائله ثابت بن جابر بن سفيان، وهو مشهور بـ (تَأبَط شَرًا)، تَأبَط شَرًا (? - 85 ق. هـ /? - 540 م) ثابت بن جابر بن سفيان، أبو زهير، الفهمي، من مضر، شاعر عدّاء، من فتاك العرب في الجاهلية، كان من أهل تهامة، شعره فحل، قتل في بلاد هذيل وألقي في غار يقال له رخمان فوجدت جثته فيه بعد مقتله.-الموسوعة الشعرية (2) أي: قراءتي «وجعل، وجاعل» المشار إليهما سابقًا. (3) انظر: تفسير القرطبي (7/ 47). (4) انظر: المصدر السابق (3/ 172). (5) وقرأها معه محمد بن أبي ليلى والمطوعي والأعمش ويحيى بن يعمر والبرجمي، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 214)، الإعراب للنحاس (1/ 569)، الإملاء للعكبري (1/ 148)، البحر المحيط (4/ 190)، تفسير الطبري (11/ 577)، الحجة لابن خالويه (ص: 146)، الحجة لابن زنجلة (ص: 264)، الكشاف (2/ 31). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 {وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} [99] حسن، وقيل: كاف. {وَيَنْعِهِ} [99] كاف، و «ينعه» من باب ضرب، يقال: ينع الثمر يينع ينعًا، وينوعًا إذا نضج وأدرك وأينع مثله، أي: وانظروا إلى إدراكه واحمراره، قرأ الأخوان: «إلى ثُمُره» بضمتين، والباقون: بفتحتين (1). {يُؤْمِنُونَ (99)} [99] تام. {شُرَكَاءَ الْجِنَّ} [100] كاف، ومثله «وخلقهم»، وهو أكفى لمن قرأ، و «خلَقهم» بفتح اللام، وفي «الجن» الحركات الثلاث؛ فالرفع على تقدير: هم الجن، جوابًا لمن قال: من الذين جعلوا لله شركاء؟ فقيل: هم الجن، وبها قرأ أبو حيوة (2)، والنصب على أنَّه مفعول ثان لـ «جعل»، وضعف قول من نصبه بدلًا من «شركاء»؛ لأنَّه لا يصح للبدل أن يحل محل المبدل منه، فلا يصح «وجعلوا لله الجنَّ» بالنصب قرأ العامة، و «الجنِّ» بالجر والإضافة وبها قرأ شعيب بن أبي حمزة، ويزيد بن قطيب (3). {بِغَيْرِ عِلْمٍ} [100] كاف، وقيل: تام؛ للابتداء بالتنزيه. {يَصِفُونَ (100)} [100] تام، على استئناف ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هو بديع، أو مبتدأ وخبره ما بعده من قوله: «أنى يكون له ولد»، وعليه فلا يوقف على «الأرض»؛ لئلاَّ يفصل بين المبتدأ وخبره، وإن جعل «بديع» بدلًا من قوله: «لله»، أو من الهاء في «سبحانه»، أو نصب على المدح -جاز الوقف على «الأرض». {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} [101] حسن، ومثله «كل شيء». {عَلِيمٌ (101)} [101] أحسن منهما. {إِلَّا هُوَ} [102]، و {فَاعْبُدُوهُ} [102]، و {وَكِيلٌ (102)} [102] كلها حسان، ومثلها «الأبصار» الثاني. {الْخَبِيرُ (103)} [103] تام. {مِنْ رَبِّكُمْ} [104] حسن؛ للابتداء بالشرط.   (1) وجه من قرأ بضم الثاء والميم فيهن؛ أنه جمع: ثمرة، كخشبة وخشب. وقرأ الباقون: بفتحهما فيهن، اسم جنس، كشجر وشجرة، غير أن رواية عبد الوارث هذه لا يقرأ بها لأبي عمرو من طرق النشر والشاطبية. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 214)، الإعراب للنحاس (1/ 570)، الإملاء للعكبري (1/ 148)، البحر المحيط (4/ 191)، تفسير الطبري (11/ 579)، النشر (2/ 260)، تفسير الرازي (4/ 147). (2) أي: برفع «الجنُّ»، وقرأها معه يزيد بن قطيب، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (4/ 193)، الكشاف (2/ 31)، تفسير الرازي (4/ 109). (3) ورويت أيضًا عن أبي حيوة، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (4/ 193)، تفسير الرازي (4/ 109). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 {فَعَلَيْهَا} [104] كاف؛ للابتداء بالنفي، ومثله «بحفيظ». {يَعْلَمُونَ (105)} [105] تام؛ للابتداء بالأمر. {مِنْ رَبِّكَ} [106] كاف. {إِلَّا هُوَ} [106] حسن. {الْمُشْرِكِينَ (106)} [106] كاف. {مَا أَشْرَكُوا} [107] حسن، ومثله «حفيظًا». {بِوَكِيلٍ (107)} [107] تام. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [108] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {بِغَيْرِ عِلْمٍ} [108] كاف. {عَمَلَهُمْ} [108] حسن، و «ثم» لترتيب الأخبار، لا لترتيب الفعل. {يَعْمَلُونَ (108)} [108] كاف، ومثله «ليؤمنن بها». {عِنْدَ اللَّهِ} [109] تام. {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [109] أتم، على قراءة «إنها» بكسر الهمزة، وبها قرأ ابن كثير، وأبو عمرو (1)، استئناف أخبار عنهم أنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية، «وما يشعركم»، أي: وما يدريكم إيمانهم إذا جاءت، فأخبر الله عنهم بما علمه منهم، فقال: إنَّها إذا جاءت «لا يؤمنون» على الاستئناف، وليس بوقف على قراءتها بالفتح (2)، و «ما» استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبرها، وهي تتعدى لمفعولين: الأول ضمير الخطاب، والثاني محذوف، أي: وأي شيء يدريكم إذا جاءتهم الآيات التي يقترحونها؟ لأنَّ التقدير على فتحها؛ لأنَّها إذا جاءت لا يؤمنون، أو بأنها، وقد سأل سيبويه الخليل عنها، فقال: هي بمنزلة قول العرب: أين السوق إنك تشتري لنا شيئًا، أي: لعلك، فعلى قوله وقفت على «يشعركم»، كما وقفت في المكسورة أيضًا، فمن أوجه الفتح كونها بمعنى: لعل، أو كونها على تقدير: العلة قال الزمخشري: وما يشعركم وما يدريكم أنَّ الآيات التي يقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون، يعني: أنا أعلم إنها إذا جاءت لا يؤمنون بها وأنتم لا تدرون، وذلك أنَّ المؤمنين كانوا طامعين إذا جاءت تلك الآيات، ويتمنون مجيئها، فقال تعالى: وما يدريكم أنَّهم لا يؤمنون لما سبق في علمي أنهم لا يؤمنون، فعلى هذا لا   (1) انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 215)، الإعراب للنحاس (1/ 573)، الإملاء للعكبري (1/ 149)، البحر المحيط (4/ 201، 202)، التيسير (ص: 106)، المعاني للأخفش (285)، المعاني للفراء (1/ 365)، النشر (2/ 261). (2) وهي قراءة الباقين، وجه من قرأ بكسر الهمزة استئناف إخبار بعدم إيمان من طبع على قلبه ولو جاءتهم كل آية. ووجه الفتح أنها بمعنى لعل، أو على تقدير لام العلة. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 يوقف على «يشعركم»، وقد قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وقرأ الدوري راويه بالاختلاس مع كسر همزة «إنها» فيهما، وقرأ ابن كثير بصلة الميم بالضم مع كسر همزة «إنَّها»، وقرأ الباقون بضم الراء مع فتح همزة «إنها» وإما بإسكان الراء وفتح الهمزة فلا يقرؤها أحد لا من السبعة، ولا من العشرة (1)، والكلام على سؤال سيبويه لشيخه الخليل بن أحمد، وما يتعلق بذلك يطول أضربنا عنه تخفيفًا، وفيما ذكرنا غاية،،، ولله الحمد (2) وروي عن قنبل أنه قال: سمعت أحمد بن محمد القواس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس إلَّا في ثلاثة مواضع نتعمد الوقف عليها: 1 - {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7]، ثم نبتدئ {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7]. 2 - {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [109]، ثم نبتدئ {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)} [109] بكسر الهمزة. 3 - {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103]، ثم نبتدئ {لِسَانُ الَّذِي} [النحل: 103]. 4 - وزيد عنه موضع رابع في: {مِنْ مرقدنا} [يس: 52]، ثم نبتدئ {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} [يس: 52] اهـ النكزاوي. {لَا يُؤْمِنُونَ (109)} [109] كاف. {أَوَّلَ مَرَّةٍ} [110] حسن. {يَعْمَهُونَ (110)} [110] تام. {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [111] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {يَجْهَلُونَ (111)} [111] كاف، ومثله «غرورًا». {مَا فَعَلُوهُ} [112] جائز. {وَمَا يَفْتَرُونَ (112)} [112] كاف، على أنَّ قوله: «ولتصغى» متعلق بمحذوف تقديره: وفعلوا ذلك، وقيل: لا يوقف على هذه المواضع الثلاثة؛ لأنَّ قوله: «ولتصغى» معطوف على «زخرف القول»، وهو من عطف المصدر المسبوك على المصدر المفكوك، فلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه؛ لأنَّ ترتيب هذه المفاعيل في غاية الفصاحة؛ لأنَّه أوَّلًا يكون الخداع فيكون الميل، فيكون الرضا، فيكون فعل الاقتراف، فكأنَّ كل واحد مسبب عما قبله فلا يفصل بينهما بالوقف. {مُقْتَرِفُونَ (113)} [113] كاف. {حَكَمًا} [114] حسن عند نافع، على استئناف ما بعده، ومثله مفصلًا. {مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)} [114] تام.   (1) انظر: المصادر السابقة. (2) انظر: تفسير الطبري (12/ 39)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 {وَعَدْلًا} [115] حسن. {لِكَلِمَاتِهِ} [115] كاف؛ للابتداء بالضمير المنفصل. {الْعَلِيمُ (115)} [115] تام. {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [116] حسن. {يَخْرُصُونَ (116)} [116] كاف، وكذا «عن سبيله»؛ للابتداء بالضمير المنفصل. {بِالْمُهْتَدِينَ (117)} [117] تام. {مُؤْمِنِينَ (118)} [118] كاف، ومثله «إليه»، و «بغير علم»، و «بالمعتدين»، «وباطنه» كلها وقوف كافية. {يَقْتَرِفُونَ (120)} [120] تام. {لَفِسْقٌ} [121] حسن. {لِيُجَادِلُوكُمْ} [121] حسن. {لَمُشْرِكُونَ (121)} [121] تام. {بِخَارِجٍ مِنْهَا} [122] حسن. {يَعْمَلُونَ (122)} [122] كاف. {لِيَمْكُرُوا فِيهَا} [123] حسن. {وَمَا يَشْعُرُونَ (123)} [123] كاف. {رُسُلُ اللَّهِ} [124] تام. {رِسَالَتَهُ} [124] كاف. {يَمْكُرُونَ (124)} [124] كاف، وقيل: تام؛ للابتداء بالشرط. {لِلْإِسْلَامِ} [125] كاف، ومثله «في السماء». {لَا يُؤْمِنُونَ (125)} [125] تام. {مُسْتَقِيمًا} [126] كاف. {يَذَّكَّرُونَ (126)} [126] تام. {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [127] حسن. {يَعْمَلُونَ (127)} [127] تام لمن قرأ: «نحشرهم» بالنون؛ لأنَّه استئناف، وإخبار من الله تعالى بلفظ الجمع، فهو منقطع عما قبله، ومن قرأه بالتحتية (1): يقف على «يعملون» أيضًا؛ لأنَّه إخبار عن الله في   (1) وقرأها حفص ويعقوب بالياء، والباقون بالنون، وجه من قرأ بالياء أن الفاعل ضمير يعود على: «ربهم». وقرأ الباقون: بالنون إسنادًا إلى اسم الله تعالى على وجه العظمة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 217)، البحر المحيط (4/ 220)، التيسير (ص: 107)، السبعة (ص: 299)، الغيث للصفاقسي (ص: 216)، الكشف للقيسي (1/ 541، 452). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 قوله: «وهو وليهم»، فهو متعلق به من جهة المعنى، فهو أنزل من التام فلا يقطع عنه. {مِنَ الْإِنْسِ} [128] الأول حسن، ومثله «أجلت لنا»، وفي السجاوندي يسكت على «قال»، ثم يبتدئ بقوة الصوت «النار»؛ إشارة إلى أنَّ «النار» مبتدأ بعد القول، وليست فاعلة بـ «قال»؛ إيماء لأنَّه واقف واصل، وأن «قال» منفصل عما بعده لفظًا. {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [128] كاف. {عَلِيمٌ (128)} [128] تام، وكذا «يكسبون»، ومعنى «نولي»: نسلط بعضهم على بعض؛ حتى ننتقم من الجميع، وكذلك ظلمة الجن على ظلمة الإنس، وقيل: نكل بعضهم إلى بعض فيما يختارونه من الكفر، كما نكلهم غدًا إلى رؤسائهم الذين لا يقدرون على تخليصهم من العذاب، أي: كما نفعل ذلك في الآخرة كذلك نفعل بهم في الدنيا، وهذا أولى، قاله النكزاوي (1). {هَذَا} [130] حسن، ومثله «على أنفسنا». {الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [130] جائز. {كَافِرِينَ (130)} [130] تام، ومثله «غافلون»، وكذا «درجات مما عملوا»، على قراءة «تعملون» بالفوقية؛ لأنه استئناف خطاب، على معنى: قل لهم يا محمد، وليس بوقف على قراءته بالتحتية (2)؛ حملًا على ما قبله من الغيبة؛ لتعلقه بما قبله وهو «ولكل درجات مما عملوا»، فلا يفصل بعضه من بعض. {يَعْمَلُونَ (132)} [132] تام، على القراءتين (3). {ذُو الرَّحْمَةِ} [133] حسن. {آَخَرِينَ (133)} [133] تام. {لَآَتٍ} [134] حسن، وقيل: كاف، اتفق علماء الرسم على أنَّ «إن ما» كلمتان: إنَّ كلمة، وما كلمة في هذا المحل، وليس في القرآن غيره.   (1) انظر: تفسير الطبري (12/ 115)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) قرأ ابن عامر: {عَمَّا يَعْمَلُونَ} [132] بالتاء، والباقون بالياء، وجه من قرأ بالتاء أي: بتاء الخطاب لمناسبة قوله: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}. وقرأ الباقون: بياء الغيب لمناسبة قوله: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 217)، البحر المحيط (4/ 225)، التيسير (ص: 107)، تفسير القرطبي (7/ 88)، النشر (2/ 262، 263). (3) أي: قراءتي الغيب والخطاب في «تعملون»، المشار إليها سابقًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 {بِمُعْجِزِينَ (134)} [134] تام. {إِنِّي عَامِلٌ} [135] حسن؛ لأنَّ «سوف» للتهديد، فيبتدأ بها الكلام؛ لأنها لتأكيد الواقع. {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [135] كاف إن جعلت «من» مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: من له عاقبة الدار فله جزاء الحسنى، وليس بوقف إن جعلت «مَن» في موضع نصب؛ لأنَّ «مَن» للاستفهام، ووقوع «تعلمون» على الجملة الاستفهامية، أي: فسوف تعلمون أيكم تكون له عاقبة الدار، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {عَاقِبَةُ الدَّارِ} [135] حسن. {الظَّالِمُونَ (135)} [135] تام. {نَصِيبًا} [136] حسن. {بِزَعْمِهِمْ} [136] جائز، ومثله «لشركائنا»، وكذا «فلا يصل إلى الله»؛ للفصل بين الجملتين المتضادتين. {إِلَى شركائهم} [136] حسن. {مَا يَحْكُمُونَ (136)} [136] كاف، ومثله «دينهم». {مَا فَعَلُوهُ} [137] جائز. {يَفْتَرُونَ (137)} [137] كاف، وكذا «حجر»، ومثله «افتراء عليه». {يَفْتَرُونَ (138)} [138] كاف. {عَلَى أَزْوَاجِنَا} [139] حسن؛ للابتداء بالشرط. {شُرَكَاءُ} [139] كاف، ومثله «وصفهم». {حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139)} [139] تام. {عَلَى اللَّهِ} [140] حسن. {مُهْتَدِينَ (140)} [140] تام. {أُكُلُهُ} [141] تام عند نافع، وخولف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله. {وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} [141] كاف. {حَصَادِهِ} [141] حسن. {وَلَا تُسْرِفُوا} [141] أحسن. {الْمُسْرِفِينَ (141)} [141] كاف، على استئناف ما بعده، وإن عطف على «جنات»، أي: وأنشأ من الأنعام حمولة وفرشًا -كان جائزًا؛ لكونه رأس آية، ومثل هذا يقال في «مبين»؛ لأنَّ «ثمانية» منصوب بإضمار: أنشأ، كأنَّه قال: وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ومن الأنعام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 ثمانية أزواج (1). {حَمُولَةً وَفَرْشًا} [142] جائز عند نافع. {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [142] كاف. {مُبِينٌ (142)} [142] حسن، إن نصب «ثمانية» بالعطف على معمول «أنشأ»، أو نصب بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بدلًا من «حمولة»، أو «مما رزقكم الله»؛ لتعلق ما بعده بما قبله. {وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} [143] جائز؛ لأنَّ ما بعده استئناف أمر من الله تعالى، ومثله «أم الأنثيين» إن كان حرَّم الذكور فكل ذكر حرام، وإن كان حرم الإناث فكل أنثى حرام، واحتج عليهم بهذا؛ لأنهم أحلوا ما ولد حيًّا ذكرًا للذكور، وحرموه على الإناث، وكذا إن قالوا: الأنثيان، وكانوا يحرمون أيضًا الوصيلة وأخاها على الرجال والنساء، وإن قالوا: حرم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين -فكل مولود منها حرام، وكلها مولود، فكلها إذًا حرام فتخصيص التحريم للبعض دون البعض تحكم -فمن أين جاء هذا التحريم؟! (2) {أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} [143] جائز؛ لأنَّ «أم الأنثيين» منصوب بـ «أنشأ». {صَادِقِينَ (143)} [143] حسن، أي: أنَّ الله حرم ذلك. {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ} [144] جائز أيضًا، وكذا «الأنثيين»، ومثله «أرحام الأنثيين». {إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا} [144] كاف؛ فإنَّه لم يأتكم نبيٌّ به، ولستم تؤمنون بكتاب، فهل شهدتم الله حرم هذا، وقيل: لا وقف من قوله: «ثمانية أزواج» إلى قوله: «إذ وصاكم الله بهذا»؛ لأنَّ ذلك كله داخل في قوله: «أم كنتم شهداء»؛ أي: على تحريم ذلك؛ لأنَّه لو جاء التحريم بسبب الذكور لحرم جميع الذكور، ولو جاء التحريم بسبب الإناث لحرم جميع الإناث، ولو جاء بسبب اشتمال الرحم عليه لحرم الكل، اتفق علماء الرسم على أنَّ ما كان من الاستفهام فيه ألفان أو ثلاثة نحو: {آَلذَّكَرَيْنِ} [144]، و {أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 60] فهو بألف واحدة اكتفاء بها؛ كراهة اجتماع صورتين متفقتين (3). {بِغَيْرِ عِلْمٍ} [144] كاف. {الظَّالِمِينَ (144)} [144] تام. {يَطْعَمُهُ} [145] جائز إن جعل الاستثناء منقطعًا؛ لأنَّ المستثنى منه ذات، والمستثنى معنى، وذلك لا يجوز، وكذا لا يجوز إن جعل مفعولًا من أجله، والعامل فيه «أهل» مقدمًا عليه، نظيره في   (1) انظر: تفسير الطبري (11/ 155)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: تفسير الطبري (12/ 183)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) انظر: المصدر السابق (12/ 188). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 تقديم المفعول من أجله على عامله قوله: طَرِبْتُ وما شَوقًا إلى البِيضِ أَطْرَبُ ... ولَا لَعِبًا مِنِّي وَذُو الشَّيْبِ يلْعَبُ (1) فاسم «يكون» ضمير مذكر يعود على «محرمًا»، أي: إلَّا أن يكون المحرم ميتة، وليس بوقف إن جعل الاستثناء متصلًا، أي: إلَّا أن يكون ميتة، وإلا دمًا مسفوحًا، وإلَّا لحم خنزير (2). {رِجْسٌ} [145] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «أو فسقًا» مقدم في المعنى، كأنَّه قال: إلَّا أن يكون ميتة، أو دمًا مسفوحًا، أو فسقًا؛ فهو منصوب عطفًا على خبر «يكون»، أي: إلَّا أن يكون فسقًا، أو نصب على محل المستثنى، وقيل: وقف إن نصب «فسقًا» بفعل مضمر تقديره: أو يكون فسقًا، وقرأ ابن عامر (3): «إلَّا أن تكون ميتة» بالتأنيث، ورفع «ميتة» فتكون تامة، ويجوز أن تكون ناقصة، والخبر محذوف، أي: إلَّا أن تكون تلك ميتة. {أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [145] حسن. {رَحِيمٌ (145)} [145] كاف. {ظُفُرٍ} [146] حسن، وهو للإبل والنعام، وعند أهل اللغة: أن ذا الظفر من الطير: ما كان ذا مخلب، وقوله: شحومهما، قال ابن جريج: هو كل شحم لم يكن مختلطًا بعظم، ولا على عظم، وهذا أولى؛ لعموم الآية وللحديث المسند عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» (4)، «إلَّا ما حملت ظهورهما»، أي: إلَّا شحوم الجنب، وما علق بالظهر؛ فإنَّها لم   (1) البيت من الطويل، وقائله الكميت الأسدي، وقد سبق الإشارة إليها عند الحديث عن الآية رقم: (77)، من هذه السورة. (2) انظر: تفسير الطبري (12/ 190)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وكذا قرأ ابن كثير وحمزة وأبو جعفر: {إِلا أَنْ تَكُونَ} [145] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 219)، الإعراب للنحاس (1/ 588)، الإملاء للعكبري (1/ 153)، البحر المحيط (4/ 241)، النشر (2/ 266). (4) وروي في أحمد، والبخارى، ومسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائى، وابن ماجه عن جابر. أحمد، والدارمى، والعدنى، والبخارى، ومسلم، والنسائى، وابن ماجه، وابن الجارود، وابن حبان عن عمر. البخارى، ومسلم عن أبى هريرة، الطبرانى عن ابن عمر، أحمد، والبيهقى عن ابن عمرو. فحديث جابر: أخرجه أحمد (3/ 326، رقم: 14535)، والبخارى (4/ 1695، رقم: 4357)، ومسلم (3/ 1207، رقم: 1581)، وأبو داود (3/ 279، رقم: 3486)، والترمذى (3/ 591، رقم: 1297)، وقال: حسن صحيح. والنسائى (7/ 309، رقم: 4669). وحديث عمر: أخرجه أحمد (1/ 25، رقم: 170)، والدارمى (2/ 156، رقم: 2104)، والبخارى (2/ 774، رقم: 2110)، والنسائى فى الكبرى (6/ 342، رقم: 11172)، وابن ماجه (2/ 1122، رقم: 3383)، وابن الجارود (ص 149، رقم: 577)، وابن حبان (14/ 145، رقم: 6252). وحديث أبى هريرة: أخرجه البخارى (2/ 775، رقم: 2111)، ومسلم (3/ 1208، رقم: 1583). وحديث ابن عمرو: أخرجه أحمد (2/ 13، رقم: 6997). قال الهيثمى (4/ 90): رجاله ثقات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 تحرم عليهم، «أو الحوايا» واحدتها: حاوية بتخفيف الياء، وحويَّة بتشديد الياء: هي ما تحوي من البطن، أي: ما استدار منها (1). {بِعَظْمٍ} [146] حسن، ومثله «ببغيهم». {لَصَادِقُونَ (146)} [146] تام، أي: حرمنا عليهم هذه الأشياء؛ لأنهم كذبوا، فقالوا: لم يحرمها الله علينا، وإنَّما حرمها إسرائيل على نفسه فاتبعناه. {وَاسِعَةٍ} [147] كاف. {الْمُجْرِمِينَ (147)} [147] تام. {مِنْ شَيْءٍ} [148] حسن، ومثله «بأسنا»، وكذا «فتخرجوه لنا». {تَخْرُصُونَ (148)} [148] تام. {الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [149] حسن؛ للابتداء بالمشيئة. {أَجْمَعِينَ (149)} [149] كاف. {هَذَا} [150] حسن، ومثله «معهم»، وكذا «بالآخرة»، على استئناف ما بعده، وقطعه عما قبله، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {يَعْدِلُونَ (150)} [150] تام، أي: يجعلون له عديلًا وشريكًا. {مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ} [151] حسن، ثم يبتدئ «عليكم أن لا تشركوا»، على سبيل الإغراء، أي: الزموا نفي الإشراك، وإغراء المخاطب فصيح، نقله ابن الأنباري، وأما إغراء الغائب فضعيف، والوقف على «عليكم» جائز إن جعل موضع «أن» رفعًا مستأنفًا تقديره: هو أن لا تشركوا، أو نصبًا، أي: وحرم عليكم أن لا تشركوا، و «لا» زائدة، ومعناه: حرم عليكم الإشراك، وليس بوقف إن علق «عليكم» بـ «حرم»، وهو اختبار البصريين، أو علق بـ «أتل»، وهو اختيار الكوفيين، فهو من باب الإعمال؛ فالبصريون يعملون الثاني، والكوفيون يعملون الأول، وكذا إن جعلت «أن» بدلًا من «ما»، أو جعلت «أن» بمعنى: لئلَّا تشركوا، أو بأن لا تشركوا لتعلق الثاني بالأول. {شَيْئًا} [151] حسن، ومثله «إحسانًا»، على استئناف النهي بعده، أي: وأحسنوا بالوالدين إحسانًا؛ فـ «إحسانًا» مصدر بمعنى الأمر. {مِنْ إِمْلَاقٍ} [151] جائز. {وَإِيَّاهُمْ} [151] كاف، ومثله «وما بطن»؛ للفصل بين الحكمين، وكذا «بالحق». {تَعْقِلُونَ (151)} [151] كاف.   (1) انظر: تفسير الطبري (12/ 198)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 {أَشُدَّهُ} [152] حسن، ومثله: «بالقسط» على استئناف ما بعده؛ للفصل بين الحكمين، وليس بوقف إن جعل ما بعده حالًا، أي: أوفوا غير مكلفين. {إِلَّا وُسْعَهَا} [152] جائز، ولا يوقف على «فاعدلوا»؛ لأنَّ قوله ولو كان مبالغة فيما قبله بالأمر بالعدل. {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [152] جائز. {أَوْفُوا} [152] كاف؛ لأنَّه آخر جواب «إذا». {تَذَكَّرُونَ (152)} [152] تام على قراءة حمزة والكسائي: «وإن هذا» بكسر همزة «إنّ»، وتشديد النون، ويؤيدها قراءة الأعمش (1): «وهذا صراطي» بدون «إن»، وجائز على قراءة من فتح الهمزة وشدد «أنّ»، وبها قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن كثير، وعاصم، وكذا على قراءة ابن عامر، ويعقوب (2): «وأنْ هذا» بفتح الهمزة، وإسكان النون، وعلى قراءتهما تكون «أن» معطوفة على «أن لا تشركوا»، فلا يوقف على «تعقلون»، وجائز أيضًا على قراءة ابن عامر غير أنه يحرك الياء من «صراطيَ» (3)، وإن عطفتها على «أتل ما حرم»، أي: وأتل عليكم إنَّ هذا، فلا يوقف على ما قبله إلى قوله: فاتبعوه. والوقف على {فَاتَّبِعُوهُ} [153] حسن، ومثله «عن سبيله». {تَتَّقُونَ (153)} [153] كاف. {وَرَحْمَةً} [154] ليس بوقف؛ لأنَّه لا يبدأ بحرف الترجي. {يُؤْمِنُونَ (154)} [154] تام. {فَاتَّبِعُوهُ} [155] حسن. {تُرْحَمُونَ (155)} [155] جائز، وما بعده متعلق بما قبله، أي: فاتبعوه؛ لئلَّا تقولوا؛ لأنَّ «أن» منصوبة بالإنزال، كأنه قال: وهذا كتاب أنزلناه لئلَّا تقولوا إنما أنزل.   (1) وهذه القراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (4/ 254)، الكشاف (2/ 48)، تفسير الرازي (4/ 170). (2) وجه من قرأ بكسر الهمزة مع تشديد النون؛ على الاستئناف و «هذا» اسمها و «صراطي» خبرها. وخفف النون وأسكنها ابن عامر؛ وهي مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، و «هذا» مبتدأ و «صِرَاطِي» خبر والجملة خبر «أن». وقرأ الباقون بفتح الهمز وتشديد النون؛ وذلك على تقدير اللام، أي: ولأن هذا ... إلخ، و «هذا» اسم و «صراطي» خبرها. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 220)، الإعراب للنحاس (1/ 592)، الإملاء للعكبري (1/ 54)، التيسير (ص: 108)، تفسير الطبري (12/ 231)، المعاني للفراء (1/ 364)، تفسير الرازي (4/ 170)، النشر (2/ 266). (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 202)، التيسير (ص: 108)، تفسير الطبري (12/ 231)، تفسير الرازي (4/ 170)، النشر (2/ 267). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 {مِنْ قَبْلِنَا} [156] جائز. {لَغَافِلِينَ (156)} [156] ليس بوقف؛ لعطف «أو تقولوا» على «أن تقولوا»، ومن حيث كونها رأس آية يجوز. {وَرَحْمَةٌ} [157] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالاستفهام. {وَصَدَفَ عَنْهَا} [157] كاف. {يَصْدِفُونَ (157)} [157] تام؛ للابتداء بالاستفهام. {آيات رَبِّكَ} [158] الأولى حسن، و «يوم» منصوب بـ «لا ينفع»، و «إيمانها» فاعل «ينفع» واجب تأخيره؛ لعود الضمير على المفعول نحو: ضرب زيدًا غلامه، ونحو: وإذ ابتلى إبراهيم ربه. {خَيْرًا} [158] كاف. {مُنْتَظِرُونَ (158)} [158] تام. {فِي شَيْءٍ} [159] كاف. {يَفْعَلُونَ (159)} [159] تام؛ للابتداء بالشرط. {أَمْثَالِهَا} [160] كاف، على القراءتين، أعني: تنوين «عشرٌ»، ورفع «أمثالُها»، أو بالإضافة (1). {إِلَّا مِثْلَهَا} [160] حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من «الفريقين»، ولا يوقف على «أمثالها»؛ لأنَّ العطف يصير الشيئين كالشيء الواحد. {لَا يُظْلَمُونَ (160)} [160] تام. {مُسْتَقِيمٍ} [161] جائز، إن نصب «دينًا» بإضمار فعل تقديره: هداني دينًا قيمًا، أو على أنَّه مصدر على المعنى، أي: هداني هداية دين قيم، أو نصب على الإغراء، أي: ألزموا دينًا، وليس بوقف إن جعل بدلًا من محل إلى «صراط مستقيم»؛ لأنَّ هدى تارة يتعدى بإلى، كقوله: «إلى صراط»، وتارة بنفسه إلى مفعول ثان، كقوله: {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118)} [الصافات: 118]. {حَنِيفًا} [161] كاف؛ للابتداء بالنفي. {الْمُشْرِكِينَ (161)} [161] تام. {الْعَالَمِينَ (162)} [162] حسن. {لَا شَرِيكَ لَهُ} [163] أحسن منه؛ لانتهاء التنزيه. {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} [163] أحسن منهما.   (1) وهي قراءة يعقوب وحده، والتنوين على أن: «عشرٌ» صفة والتقدير: فله حسنات عشر أمثالها، وحذف التاء من عشر، لأن الأمثال في المعنى مؤنثة. وقرأ الباقون: «عشرُ» بغير تنوين «أمثالِها» بالجر على الإضافة أي: فله عشر حسنات أمثالها. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 110)، التبيان للعكبري (1/ 552). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 {أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [163] تام. {كُلِّ شَيْءٍ} [164] حسن. {إِلَّا عَلَيْهَا} [164] كاف. {وِزْرَ أُخْرَى} [164] حسن؛ لأنَّ «ثم»؛ لترتيب الأخبار مع اتحاد المقصود. {تَخْتَلِفُونَ (164)} [164] تام، هو من الوقوف المنصوص عليها، ولعل إسقاط شيخ الإسلام له سبق قلم، أو أنه تبع فيه الأصل الذي اختصره. {فِي مَا آَتَاكُمْ} [165] كاف. {سَرِيعُ الْعِقَابِ} [165] جائز؛ فصلًا بين التحذير والتبشير، وارتضاه بعضهم فرقًا بين الفريقين المقابلين، ولا يخلط أحدهما بالآخر، وقال أبو حاتم السجستاني: لا أقف على «سريع العقاب»، حتى أقول: «وإنه لغفور رحيم»، ومثله ما في سورة الأعراف؛ لأنَّ الكلام مقرون بالأول، وهو بمنزلة قوله: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)} [الحجر: 49، 50]؛ فإنَّ الثاني مقرون بالأول، ومحمول عليه، فلا يوقف على أحدهما حتى يؤتى بالثاني، هذا ما ذهب إليه أبو حاتم السجستاني، ووافقه على ذلك يحيى بن نصير الشهير بالنحوي، رحم الله الجميع، وجزاهما الله أحسن الجزاء (1). {رَحِيمٌ (165)} [165] تام، اتفق علماء الرسم على قطع: «في ما أوحي»، (في) وحدها، و (ما) وحدها، «وفي ما آتاكم»، (في) وحدها، و (ما) وحدها، كما مر التنبيه عليه.   (1) انظر: تفسير الطبري (12/ 289)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 سورة الأعراف مكية إلَّا قوله: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ} [163] الثمان، أو الخمس آيات إلى قوله: {* وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} [171] فمدني. -[آيها:] وهي مائتان وخمس آيات في البصري والشامي، وست في المدني والمكي والكوفي، اختلافهم في خمس آيات: 1 - {المص (1)} [1] عدها الكوفي. 2 - {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [29] عدها البصري والشامي. 3 - {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)} [29] عدها الكوفي. 4 - {ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} [38] عدها المدنيان والمكي. 5 - {الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [137] الثالث عدها المدنيان، وكلهم عد «بني إسرائيل» الأول والثاني، ولم يعدوا الرابع، ولا قوله: «من الجنِّ والإنس». وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع أربعة مواضع: 1 - {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} [22]. 2 - {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ} [130]. 3 - {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [143]. 4 - {عَذَابًا شَدِيدًا} [164]. - وكلمها: ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة. - وحروفها: أربعة عشر ألفًا وثلاثمائة وعشرة أحرف. {المص (1)} [1] تقدم أنَّ في الحروف التي في فواتح السور الحركات الثلاث: الرفع، والنصب، والجر؛ فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجر من وجه؛ فالرفع كونها مبتدأ والخبر فيما بعدها، أو خبر مبتدأ محذوف، والنصب كونها مفعولًا لفعل محذوف، والجر على إضمار حرف القسم، أو هي قسم؛ فعلى أنَّها مبتدأ أو خبر مبتدأ، أو مفعول فعل محذوف؛ فالوقف عليها كاف، وإن جعل «كتاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره: هذا كتاب -كان الوقف على «المص» تامًّا، وإن جعل في موضع جر على القسم، والجواب محذوف -جاز الوقف عليها، وليس بوقف إن جعل قسمًا وما بعده جوابه، والتقدير: وهذه الحروف إنَّ هذا الكتاب يا محمد هو ما وعدت به، وحينئذ فلا يوقف على «المص»، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور، على القول بأنها معربة، وأنَّ لها محلًّا من الإعراب (1).   (1) انظر: تفسير الطبري (12/ 291)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [2] جائز؛ لأنَّ «كتاب» خبر مبتدأ محذوف، و «أنزل» جملة في موضع رفع صفة لـ «كتاب»، أي: كتاب موصوف بالإنزال إليك. {حَرَجٌ مِنْهُ} [2] كاف، إن علقت (لام كي) بفعل مقدر، أي: أنزلناه إليك؛ لتنذر به، وليس بوقف إن علقت بـ «أنزل». {لِتُنْذِرَ بِهِ} [2] حسن، إن جعل ما بعده مستأنفًا خبر مبتدأ محذوف، أي: وهو ذكرى للمؤمنين، وحذف مفعول لتنذر، أي: الكافرين، وليس بوقف إن عطفت «وذكرى» على «كتاب»؛ لتعلق اللام بـ «أنزل»، أو عطفته على «لتنذر»، أي: وتذكرهم. {وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} [2] تام، إن جعل الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمراد: أمته، وليس بوقف إن جعل الخطاب للأمة وحدها؛ لأنَّه يكون الإنذار بمعنى القول، أي: لتقول يا محمد: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز (1). {مِنْ رَبِّكُمْ} [3] جائز. {أَوْلِيَاءَ} [3] كاف، وقال أبو حاتم: تام. {تَذَكَّرُونَ (3)} [3] تام. {قائلون (4)} [4] كاف، وقيل: تام. {ظَالِمِينَ (5)} [5] كاف، ومثله «المرسلين»، قيل: ليس بكاف؛ لعطف «فلنقصن» على «فلنسألن». {بِعِلْمٍ} [7] أكفى منهما. {غائبين (7)} [7] تام. {الْحَقُّ} [8] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالشرط. {الْمُفْلِحُونَ (8)} [8] كاف. {يَظْلِمُونَ (9)} [9] تام. {مَعَايِشَ} [10] كاف، وقيل: تام، و «معايش» جمع معيشة، فلا يهمز؛ لأنَّ ياءه أصلية، عين الكلمة غير زائدة ولا منقلبة، وأما الهمز في (بضائع، ورسائل) فمنقلب عن ألف، وفي عجائز عن واو. {تَشْكُرُونَ (10)} [10] تام. {ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} [11] جائز، ومثله «لآدم»، والوصل أوضح؛ لعطف الماضي على فعل الأمر بفاء التعقيب. {إِلَّا إِبْلِيسَ} [11] جائز. {مِنَ السَّاجِدِينَ (11)} [11] كاف.   (1) انظر: المصدر السابق (12/ 295). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 {إِذْ أَمَرْتُكَ} [12] حسن؛ لما فيه من الفصل بين السؤال والجواب، وذلك أنَّ الفعل الذي بعده جواب إلَّا أن الفاء حذفت منه، و «ما» استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبر «ما» أي: أيُّ شيء منعك من السجود، أو أن لا تسجد؟ أو ما الذي دعاك أن لا تسجد؟! (1) {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} [12] جائز. {مِنْ طِينٍ (12)} [12] كاف، ومثله «من الصاغرين»، و «يبعثون»، و «المنظرين». {الْمُسْتَقِيمَ (16)} [16] جائز. {وَعَنْ شمائلهم} [17] كاف، عند العباس بن الفضل، وقال غيره: ليس بكاف؛ لاتصال ما بعده به، قاله النكزاوي. {شَاكِرِينَ (17)} [17] كاف. {مَدْحُورًا} [18] تام عند نافع، وأبي حاتم، على أن اللام التي بعده لام الابتداء، و «من» موصولة، و «لأملأنَّ» جواب قسم محذوف بعد «من تبعك»؛ لسد جواب القسم مسده، وذلك القسم المحذوف، وجوابه في موضع خبر «من» الموصولة. {أَجْمَعِينَ (18)} [18] كاف. {مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا} [19] جائز. {الظَّالِمِينَ (19)} [19] كاف. {مِنْ سَوْآَتِهِمَا} [20] جائز، وقيل: كاف. {الْخَالِدِينَ (20)} [20] كاف. {النَّاصِحِينَ (21)} [21] حسن، وقيل: ليس بوقف؛ للعطف. {بِغُرُورٍ} [22] أحسن مما قبله. {وَرَقِ الْجَنَّةِ} [22] كاف؛ لأنَّه آخر جواب «لما». {مُبِينٌ (22)} [22] حسن. {أَنْفُسَنَا} [23] صالح، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده متصل به. {مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [23] كاف. {اهْبِطُوا} [24] حسن، وقال الأخفش: تام، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره «لبعض عدو»، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير في «اهبطوا»، أي: اهبطوا متباغضين. {عَدُوٌّ} [24] كاف.   (1) انظر: تفسير الطبري (12/ 223)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 {إِلَى حِينٍ (24)} [24] تام، ومثله «تخرجون». {وَرِيشًا} [26] كاف، على قراءة: «ولباسُ التقوى» بالرفع خبر مبتدأ محذوف، وبها قرأ حمزة، وعاصم، وابن كثير، وأبو عمرو (1)، وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفًا على «لباسًا»، أي: أنزلنا لباسًا، وأنزلنا لباس التقوى، وبها قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي (2). {ذَلِكَ خَيْرٌ} [26] كاف، على القراءتين (3)، أي: لباس التقوى خير من الثياب؛ لأنَّ الفاجر -وإن لبس الثياب الفاخرة- فهو دنس، وقيل: لباس التقوى الحياء. {مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ} [26] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده حرف ترجٍ، وهو لا يبدأ به. {يَذَّكَّرُونَ (26)} [26] تام. {مِنَ الْجَنَّةِ} [27] ليس بوقف؛ لأنَّ «ينزع» حال من الضمير في «أخرج»، أو «من أبويكم»؛ لأنَّ الجملة فيها ضمير «الشيطان»، وضمير الأبوين ونسبة النزع والإرادة إلى الشيطان؛ لتسببه في ذلك. {سَوْآَتِهِمَا} [27] كاف، وقال أبو حاتم: تام؛ للابتداء بعده بـ «إنَّه»، وليس بوقف على قراءة عيسى بن عمران «أنه» بفتح الهمزة (4)، والتقدير؛ لأنَّه {مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [27] تام. {لَا يُؤْمِنُونَ (27)} [27] كاف. {أَمَرَنَا بِهَا} [28] حسن، وجه حسنه إنَّه فاصل بين الاعتقادين؛ إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقًا؛ لحصول العلم، وقولهم: «والله أمرنا بها» افتراء عليه تعالى؛ إذ كل كائن مراد لله تعالى، وإن لم يكن مرضيًّا له ولا آمرًا به، وما ليس بكائن ليس بمراد له تعالى؛ إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم، كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس، ووزيريه: أبوي جهل ولهب؛ إذ هم مكلفون بالإيمان نظرًا للحالة الراهنة؛ لقدرتهم ظاهرًا، وإن كانوا عاجزين عنه باطنًا؛ لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون؛ إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه، فامتنع وجود الإيمان منه، وإذا كان وجود الإيمان ممتنعًا -فلا تتعلق الإرادة به؛ لأنَّها تخصيص أحد الشيئين بالفعل، أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد (5). {بِالْفَحْشَاءِ} [28] أحسن مما قبله، وقال نافع: تام.   (1) وجه من قرأ بالنصب؛ فذلك عطفا على: {لِبَاسًا}. ووجه من قرأ بالرفع؛ على أنها مبتدأ، و {ذَلِكَ} مبتدأ ثان. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 223)، الإعراب للنحاس (1/ 606)، الإملاء للعكبري (1/ 157)، البحر المحيط (4/ 283)، التيسير (ص: 109). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) وهما المشار إليهما سابقًا في «ولباس». (4) وهي قراءة شاذة، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. (5) انظر: تفسير الطبري (12/ 377)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 {مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)} [28] كاف، وكذا «بالقسط». {كُلِّ مَسْجِدٍ} [29] جائز، ومثله «له الدين»، على أنَّ الكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف تقديره: تعودون عودًا مثل ما بدأكم، وتام إن نصب «فريقًا» بـ «هدى»، أو جعلت الجملتان مستأنفتين، وليس بوقف إن نصبتا حالين من فاعلين «تعودون»، أي: تعودون فريقًا مهديًّا، وفريقًا حاقًّا عليه الضلالة، فنصب «فريقًا» الثاني بإضمار فعل يفسره ما بعده، أي: وأضلَّ فريقًا، فهو من باب الاشتغال، وروي عن محمد بن كعب القرظي أنَّه قال في هذه الآية: يختم للمرء بما بدئ به، ألا ترى أنَّ السحرة كانوا كفارًا، ثم ختم لهم بالسعادة، وأنَّ إبليس كان مع الملائكة مؤمنًا، ثم عاد إلى ما بدئ به، فعلى هذه التأويلات لا يوقف على «تعودون» (1)، قاله النكزاوي. {الضَّلَالَةُ} [30] حسن. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [30] جائز. {مُهْتَدُونَ (30)} [30] تام. {مَسْجِدٍ} [31] جائز. {وَاشْرَبُوا} [31] حسن. {وَلَا تُسْرِفُوا} [31] أحسن مما قبله. {الْمُسْرِفِينَ (31)} [31] تام. {مِنَ الرِّزْقِ} [32] حسن، وكذا «في الحياة الدنيا»، على قراءة نافع (2): «خالصةٌ» بالرفع استئنافًا خبر مبتدأ محذوف تقديره: هي خالصة للمؤمنين يوم القيامة، أو الرفع خبر بعد خبر، والخبر الأول هو: للذين آمنوا، والتقدير: قل الطيبات مستقرة للذين آمنوا في الحياة الدنيا، وهي خالصة لهم يوم القيامة، وإن كانوا في الدنيا تشاركهم الكفار فيها، وليس بوقف على قراءة باقي السبعة بالنصب على الحال من الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرًا لهي، والتقدير: قل هي مستقرة للذين آمنوا في حال خلوصها لهم يوم القيامة (3). {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [32] حسن. {يَعْلَمُونَ (32)} [32] كاف، ولا وقف من قوله: «قل إنَّما حرم ربي» إلى «ما لا تعلمون»؛ فلا يوقف   (1) انظر: المصدر السابق (12/ 379). (2) وقرأ الباقون بالنصب. وجه من قرأ بالرفع؛ على أنها خبر {هِيَ}. والباقون بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الظرف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 223)، الإعراب للنحاس (1/ 609)، الإملاء للعكبري (1/ 157)، البحر المحيط (4/ 291)، التيسير (ص: 109)، تفسير الطبري (12/ 401). (3) انظر: تفسير الطبري (12/ 395)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 على «بطن»، ولا على «بغير الحق»، ولا على «سلطانًا»؛ لاتساق الكلام بعضه ببعض؛ لأنَّ العطف يصيِّر الأشياء كالشيء الواحد. {مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)} [33] تام. {أَجَلٌ} [34] جائز. {أَجَلُهُمْ} [34] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «إذا» لم يأت بعدُ. {وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)} [34] تام؛ لانتهاء الشرط بجوابه. {آَيَاتِي} [35] ليس بوقف؛ لأنَّ الفاء في جواب «إن» الشرطية في قوله: «إما يأتينكم». {عَلَيْهِمْ} [35] جائز. {يَحْزَنُونَ (35)} [35] تام. {أَصْحَابُ النَّارِ} [36] جائز. {خَالِدُونَ (36)} [36] تام. {بِآَيَاتِهِ} [37] حسن، وكاف عند أبي حاتم. {مِنَ الْكِتَابِ} [37] حسن، وتام عند نافع. {يَتَوَفَّوْنَهُمْ} [37] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالوا» جواب «إذا». {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [37] حسن. {عَنَّا} [37] جائز. {كَافِرِينَ (37)} [37] تام. {فِي النَّارِ} [38] كاف. {لَعَنَتْ أُخْتَهَا} [38] حسن. {جَمِيعًا} [38] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالت» جواب «إذا»، فلا يفصل بينهما بالوقف. {ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} [38] حسن. {لَا تَعْلَمُونَ (38)} [38] كاف. {مِنْ فَضْلٍ} [39] حسن. {تَكْسِبُونَ (39)} [39] تام، ولا وقف إلى قوله: «في سم الخياط»؛ فلا يوقف على «عنها»، ولا على «أبواب السماء». {فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [40] حسن. {نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} [40] كاف. {غَوَاشٍ} [41] حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 {الظَّالِمِينَ (41)} [41] تام. {إِلَّا وُسْعَهَا} [42] جائز، إن جعلت جملة «لا نكلف» خبر، «والذين آمنوا»، وليس بوقف إن جعلت جملة «أولئك» الخبر، وتكون جملة «لا تكلف» اعتراضًا بين المبتدأ والخبر، وفائدة الاعتراض تنبيه الكفار على أنَّ الجنة مع عظم محلها يوصل إليها بالعمل اليسير من غير مشقة (1). {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [42] جائز. {خَالِدُونَ (42)} [42] كاف. {مِنْ غِلٍّ} [43] جائز، على استئناف ما بعده، قيل: إنَّ أهل الجنة إذا سيقوا إليها وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان، فيشربون من واحدة منهما؛ فينزع ما في صدورهم من غل، فهو الشراب الطهور، ويشربون من الأخرى؛ فتجري عليهم نضرة النعيم، فلن يسغبوا، ولن يشحنوا بعدها أبدًا (2). اهـ كواشي. {الْأَنْهَارُ} [43] حسن، وقيل: كاف. {لِهَذَا} [43] كاف، على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، حسن على قراءة من قرأه بلا واو (3)، وجواب «لولا» الجملة قبلها، وهو: «وما كنا لنهتدي»، أي: من ذوات أنفسنا لولا أن هدانا الله؛ فـ «إن» وما في حيزها في محل رفع بالابتداء، والخبر محذوف، وجواب «لولا» مدلول عليه بقوله: «وما كنا لنهتدي»، وقرأ الجماعة (4): «وما كنا» بواو، وهو كذا في مصاحف الأمصار، وفيها وجهان: أظهرهما أنَّها واو الاستئناف، والجملة بعدها مستأنفة، والثاني أنها حالية، وقرأ ابن عامر: «ما كنا لنهتدي» بدون واو، الجملة محتملة الاستئناف والحال، وهي في مصحف الشاميين، كذا فقد قرأ كلٌّ بما في مصحفه. اهـ سمين {لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [43] حسن، ومثله «بالحق». {تَعْمَلُونَ (43)} [43] تام. {حَقًّا} [44] كاف؛ لأنه آخر الاستفهام. {قَالُوا نَعَمْ} [44] أكفى منه. {الظَّالِمِينَ (44)} [44] كاف، وفي محل «الذين» الحركات الثلاث: الرفع، والنصب، والجر؛ فكاف   (1) انظر: تفسير الطبري (12/ 437)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (12/ 439). (3) وذلك في قوله تعالي: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} [43]، قرأ ابن عامر بغير واو، وهي كذلك في مصاحف أهل الشام، وقرأ الباقون بالواو، وهي كذلك في مصاحفهم. انظرهذه القراءة في: المقنع (ص: 103)، النشر (2/ 269). (4) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 إن جعل «الذين» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار: أعني، وليس بوقف إن جر نعتًا لما قبله، أو بدلًا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {عِوَجًا} [45] جائز، ومثله «كافرون»؛ من حيث كونه رأس آية يجوز. {حِجَابٌ} [46] كاف. {بِسِيمَاهُمْ} [46] حسن، وقيل: كاف. {أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [46] حسن، وقيل: الوقف «لم يدخلوها»، ثم يبتدئ «وهم يطمعون»، أي: في دخولها، فقوله: «وهم يطمعون» مستأنف غير متصل بالنفي؛ لأنَّ أصحاب الأعراف قالوا لأهل الجنة قبل أن يدخلوها سلام عليكم، أي: سلمتم من الآفات؛ لأنَّهم قد عرفوهم بسيما أهل الجنة، فيكون المعنى على هذا: لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها، فيكون النفي واقعًا على الدخول، لا على الطمع، وهذا أولى، وإن جعلت النفي واقعًا على الطمع لم يجز الوقف على «لم يدخلوها»؛ وذلك أنك تريد لم يدخلوها طامعين، وإنَّما دخلوها في غير طمع، فيكون النفي منقولًا من الدخول إلى الطمع، أي: دخلوها وهم لا يطمعون، كما تقول: ما ضربت زيدًا وعنده أحد، معناه: ضربت زيدًا وليس عنده أحد، والأول أولى عند الأكثر (1). {يَطْمَعُونَ (46)} [46] كاف. {الظَّالِمِينَ (47)} [47] تام. {بِسِيمَاهُمْ} [48] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده نعت «رجالًا». {تَسْتَكْبِرُونَ (48)} [48] تام. {بِرَحْمَةٍ} [49] حسن؛ لتناهي الاستفهام والأقسام، وكلام الملائكة قد انقطع، ثم قال الله لهم: ادخلوا الجنة؛ فحسنه باعتبارين: فإن نظرت إلى الانقطاع من حيث الجملة كان تامًّا، وإن نظرت إلى التعلق من حيث المعنى كان حسنًا، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ أهل الأعراف قالوا لأهل النار: ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون، فأقسم أهل النار أنَّ أهل الأعراف لا يدخلون الجنة، فقال الله تعالى: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} [49]، فعلى هذا لا يوقف على «برحمة»؛ للفصل بين الحكاية والمحكي عنه عن كلام الملائكة، وكلام أهل النار، أو كلام الله تعالى، والحكاية والمحكي كالشيء الواحد. اهـ نكزاوي، مع زيادة للإيضاح (2). {تَحْزَنُونَ (49)} [49] تام. {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} [50] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «أن أفيضوا» منصوب   (1) انظر: تفسير الطبري (12/ 449)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: تفسير الطبري (12/ 469)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 بـ «أن» المصدرية، أو المفسرة. {مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} [50] حسن، وفي محل «الذين» الحركات الثلاث: الرفع، والنصب، والجر؛ فالرفع على أنه مبتدأ، وخبره «فاليوم ننساهم»، والوقف على «الكافرين» حينئذ تام، ومثله إن رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، وكاف إن جعل في موضع نصب بإضمار: أعني، وليس بوقف إن جر نعتًا لـ «الكافرين»، أو بدلًا منهم، أو عطف بيان. {الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [51] حسن. {هَذَا} [51] ليس بوقف؛ لأنَّ «وما كانوا» معطوف على ما في «كما نسوا» وما فيهما مصدرية، والتقدير: كنسيانهم وكونهم جحدوا بآيات الله، أي: فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا كما كانوا بآياتنا يجحدون، أي: بجحدهم لآياتنا (1). {يَجْحَدُونَ (51)} [51] تام. {يُؤْمِنُونَ (52)} [52] كاف، ومثله «إلَّا تأويله»؛ لأنَّ «يوم» منصوب بما بعده، وهو «يقول»؛ فلذلك انفصل مما قبله، والجملة بعد «يوم» في تقدير مصدر، أي: يوم إتيان تأويله. {بِالْحَقِّ} [53] حسن، ومثله «كنا نعمل». {أَنْفُسَهُمْ} [53] جائز. {يَفْتَرُونَ (53)} [53] تام. {عَلَى الْعَرْشِ} [54] حسن. {حَثِيثًا} [54] أحسن مما قبله، على قراءة ما بعده بالرفع مستأنفًا منقطعًا عما قبله، على الابتداء والخبر، وبها قرأ ابن عامر هنا (2)، وفي النحل برفع: «الشمسُ» وما عطف عليها، ورفع «مسخراتٌ»، ووافقه حفص عن عاصم في النحل خاصة على رفع (3): {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} [النحل: 12]، وليس بوقف على قراءة الباقين بالنصب في الموضعين عطفًا على «السموات»؛ لأنَّ ما بعدها معطوف على ما قبله، و «مسخرات» حال من هذه المفاعيل.   (1) انظر: المصدر السابق (12/ 474). (2) قرأ ابن عامر: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ} [54] بالرفع فيهن؛ وجه من قرأ بالرفع فيهن هنا، وفي النحل [الآية: 12]، وكذا حفص في قوله تعالى: {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} في النحل؛ وذلك أن «الشمس» مبتدأ، و «القمر والنجوم» معطوفان عليه، و «مسخرات» خبر. وقرأ الباقون: بنصبها وكسر التاء من «مسخرات» على أن «الشمس» و «القمر» و «النجوم» معطوفات على «السموات»، و «مسخرات» حال. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 225)، الإعراب للنحاس (1/ 617)، الإملاء للعكبري (1/ 160)، البحر المحيط (4/ 309)، التيسير (ص: 110). (3) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 {بِأَمْرِهِ} [54] حسن، و «قبل» كاف على القراءتين (1). {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [54] كاف. {رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} [54] تام. {وَخُفْيَةً} [55] كاف. {الْمُعْتَدِينَ (55)} [55] تام، أي: في الدعاء بأن يدعو الشخص وهو متلبس بالكبر، أو بالجهر والصياح، وفي الحديث: «لستم تدعون أصم ولا غائبًا، إنَّما تدعون سميعًا قريبًا» (2). {وَطَمَعًا} [56] كاف. {الْمُحْسِنِينَ (56)} [56] تام. {رَحْمَتِهِ} [57] جائز. {مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [57] حسن، والكاف في «كذلك» نعت لمصدر محذوف، أي: تخرج الموتى إخراجًا كإخراجنا هذه الثمرات. {تَذَكَّرُونَ (57)} [57] تام. {بِإِذْنِ رَبِّهِ} [58] كاف، على استئناف ما بعده. {إِلَّا نَكِدًا} [58] حسن، و «النكد» في اللغة: النز القليل، قال مجاهد: يعني أن في بني آدم الطيب والخبيث. {يَشْكُرُونَ (58)} [58] تام. {اعْبُدُوا اللَّهَ} [59] حسن. {غَيْرُهُ} [59] أحسن منه، على القراءتين جره نعتًا لـ «إله» على اللفظ، ورفعه نعتًا له على المحل (3). {عَظِيمٍ (59)} [59] كاف، ومثله «مبين»، وكذا «العالمين»، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن   (1) وهما المشار إليهما سابقًا. (2) أخرجه البخاري (3/ 1091، رقم: 2830)، ومسلم (4/ 2076، رقم: 2704)، وأبو داود (2/ 87، رقم: 1526)، وأخرجه أيضًا: أحمد (4/ 394، رقم: 19538)، والنسائى فى الكبرى (4/ 398، رقم: 7679)، وأبو يعلى (13/ 231، رقم: 7252)، وابن أبى عاصم (1/ 274، رقم: 618). (3) قرأ الكسائي وأبو جعفر: {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [59] بكسر الراء والهاء ووصلها بياء في اللفظ حيث وقع؛ وجه من قرأ بخفض الراء وصلة الهاء بياء في اللفظ حيث كان؛ وذلك على النعت أو البدل من «إله» لفظًا. وقرأ الباقون: برفع الراء وضم الهاء على النعت أو البدل من موضع «إله» لأن «من» مزيدة وموضعه رفع بالابتداء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 226)، الإعراب للنحاس (1/ 612)، الإملاء للعكبري (1/ 156)، البحر المحيط (4/ 320)، التيسير (ص: 110)، تفسير الطبري (12/ 498)، تفسير القرطبي (7/ 233)، النشر (2/ 270). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 جعل ما بعده في موضع رفع نعت «رسول»؛ للفصل بين النعت والمنعوت. {مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)} [62] كاف، ومثله «ترحمون». {فِي الْفُلْكِ} [64] جائز. {بِآَيَاتِنَا} [64] كاف. {عَمِينَ (64)} [64] تام؛ لأنَّه آخر القصة. {هُودًا} [65] حسن، ومثله «اعبدوا الله». {غَيْرُهُ} [65] كاف، ومثله «تتقون»، وكذا «الكاذبين». {الْعَالَمِينَ (67)} [67] حسن، وقيل: كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل رفع نعت «رسول». {رِسَالَاتِ رَبِّي} [68] جائز. {أَمِينٌ (68)} [68] كاف؛ للاستئناف الإنكاري التوبيخي. {لِيُنْذِرَكُمْ} [69] حسن، ومثله «بسطة». {تُفْلِحُونَ (69)} [69] كاف. {آَبَاؤُنَا} [70] جائز. {مِنَ الصَّادِقِينَ (70)} [70] كاف، ومثله: «وغضب»، وكذا «من سلطان»؛ لأنه آخر الاستفهام. {فَانْتَظِرُوا} [71] حسن. {مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)} [71] كاف. {بِرَحْمَةٍ مِنَّا} [72] جائز، ومثله «بآياتنا». {مُؤْمِنِينَ (72)} [72] تام؛ لأنه آخر القصة. {صَالِحًا} [73] جائز، ومثله «اعبدوا الله». {غَيْرُهُ} [73] كاف، ومثله «من ربكم»، و «آية»، و «في أرض الله». {بِسُوءٍ} [73] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {أَلِيمٌ (73)} [73] كاف، ولا وقف من قوله: «واذكروا» إلى «بيوتًا»؛ لاتساق ما بعده. {بُيُوتًا} [74] كاف. {آَلَاءَ اللَّهِ} [74] جائز. {مُفْسِدِينَ (74)} [74] كاف. {مِنْ رَبِّهِ} [75] جائز. {مُؤْمِنُونَ (75)} [75] كاف، ومثله «كافرون»، ومثله «المرسلين». الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 {جَاثِمِينَ (78)} [78] كاف. {وَنَصَحْتُ لَكُمْ} [79] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {النَّاصِحِينَ (79)} [79] تام؛ لأنه آخر القصة، وانتصب «لوطًا» بإضمار «وأرسلنا». {الْفَاحِشَةَ} [80] جائز. {الْعَالَمِينَ (80)} [80] حسن. {مِنْ دُونِ النِّسَاءِ} [81] جائز. {مُسْرِفُونَ (81)} [81] كاف، ومثله «من قريتكم». {يَتَطَهَّرُونَ (82)} [82] أكفى. {الْغَابِرِينَ (83)} [83] كاف. {مَطَرًا} [84] جائز. {الْمُجْرِمِينَ (84)} [84] تام. {شُعَيْبًا} [85] جائز، ومثله «اعبدوا الله». {غَيْرُهُ} [85] كاف. {مِنْ رَبِّكُمْ} [85] جائز. {وَالْمِيزَانَ} [85] كاف، ومثله «أشياءهم»، وكذا «بعد إصلاحها»، و «مؤمنين»، و «عوجًا»، و «فكثركم». {الْمُفْسِدِينَ (86)} [86] تام؛ للابتداء بالشرط. {لَمْ يُؤْمِنُوا} [87] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت، وهو: «فاصبروا»، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف. {بَيْنَنَا} [87] حسن. {الْحَاكِمِينَ (87)} [87] تام، وفي قوله: «أو لتعودنّ في ملتنا» جواز إطلاق العود على من لم يتقدم فعله؛ لأنَّ الرسل لم تكن في ملتهم قبل؛ لأنَّهم لم يدخلوا في ملة أحد من الكفار، فالمراد بالعود: الدخول، ومنه حديث الجهنميين (1): «عادوا حممًا»، أي: صاروا إلَّا أنَّهم كانوا حممًا، ثم عادوا حممًا. {فِي مِلَّتِنَا} [88] حسن، ومثله «كارهين»، وقيل: ليس بوقف؛ لبشاعة الابتداء بما بعده، وإذا كان محكيًّا عن السيد شعيب كان أشنع، ولكن الكلام معلق بشرط هو بعقبه، والتعليق بالشرط إعدام.   (1) وله روايات عدة منها: «إنّ أناسًا يدخلون جهنم حتى إذا كانوا حممًا أدخلوا الجنة، فيقول: أهل الجنة من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الجهنميون. أخرجه أحمد (3/ 125، رقم: 12280)، والحسين المروزى فى زوائده على الزهد لابن المبارك (1/ 447، رقم: 1267)، والطبرانى فى الأوسط (2/ 36، رقم: 1155). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 {نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا} [89]، و {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} [89]، و {كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [89]، و {عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا} [89]، و {وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} [89] كلها وقوف حسان. {الْفَاتِحِينَ (89)} [89] تام. {لَخَاسِرُونَ (90)} [90] كاف، ومثله «جاثمين» على استئناف ما بعده مبتدأ خبره، «كأن لم يغنوا فيها»، وليس بوقف إن جعل ما بعده نعتًا لما قبله، أو بدلًا من الضمير في «أصبحوا»، أو حالًا من فاعل «كذبوا»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [92] حسن، وقيل: تام، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره «كانوا هم الخاسرين»، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلًا من الذين قبله. {الْخَاسِرِينَ (92)} [92] كاف. {وَنَصَحْتُ لَكُمْ} [93] جائز؛ لأنَّ «كيف» للتعجب، فتصلح للابتداء، أي: فكيف أحزن على من لا يستحق أن أحزن عليه. {كَافِرِينَ (93)} [93] تام. {يَضَّرَّعُونَ (94)} [94] كاف. {حَتَّى عَفَوْا} [95] جائز، وقال الأخفش: تام، قال أبو جعفر: وذلك غلط؛ لأن «وقالوا» معطوف على «عفوا» إلَّا أنَّه من عطف الجمل المتغايرة المعنى. {لَا يَشْعُرُونَ (95)} [95] كاف، ومثله «يكسبون»، وكذا «نائمون» لمن حرك الواو، وليس بوقف على قراءة من سكنها، وهم: نافع، وابن عامر، وابن كثير، وقرأ الباقون بفتحها (1)، ففي قراءة من سكن الواو جعل «أو» بجملتها حرف عطف، ومعناها: التقسيم، ومن فتح الواو، وجعلها للعطف، ودخلت عليها همزة الاستفهام مقدمة عليها؛ لأنَّ الاستفهام له صدر الكلام، وإن كانت بعدها تقديرًا عند الجمهور. {وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)} [98] كاف، ومثله «مكر الله». {الْخَاسِرُونَ (99)} [99] تام؛ للاستفهام بعده. {بِذُنُوبِهِمْ} [100] جائز؛ للفصل بين الماضي والمستقبل، فإنَّ «نطبع» منقطع عما قبله؛ لأنَّ «أصبناهم» ماض، و «نطبع» مستقبل، وقال الفراء: تام؛ لأنَّ «نطبع على قلوبهم» ليس داخلًا في جواب   (1) وذلك في قوله تعالى: {أَوَأَمِنَ} [98]. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 227)، الإعراب للنحاس (1/ 626)، الإملاء للعكبري (1/ 162)، البحر المحيط (4/ 349)، التيسير (ص: 111)، تفسير القرطبي (7/ 253)، الحجة لابن خالويه (ص: 158)، الحجة لابن زنجلة (ص: 289)، السبعة (ص: 286)، الغيث للصفاقسي (ص: 226)، الكشاف (2/ 78)، الكشف للقيسي (1/ 468)، النشر (2/ 270). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 لو، ويدل على ذلك قوله: «فهم لا يسمعون». والوقف على {لَا يَسْمَعُونَ (100)} [100] تام. {مِنْ أنبائها} [101] حسن، ومثله «بالبينات»؛ لعطف الجملتين المختلفتين؛ لأنَّ ضمير «فما كانوا ليؤمنوا إلَّا» أهل مكة، وضمير «جاءتهم» للأمم السابقة، مع أنَّ الفاء توجب الاتصال، وكذا «من قبل». {الْكَافِرِينَ (101)} [101] كاف؛ للابتداء بالنفي، ومثله «من عهد». {لَفَاسِقِينَ (102)} [102] تام، و «ثم» وردت؛ لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها؛ لأنَّها جاءت أول قصة أخرى. {فَظَلَمُوا بِهَا} [103] حسن؛ للفصل بين الماضي والمستقبل، مع العطف بالفاء. {الْمُفْسِدِينَ (103)} [103] تام. {الْعَالَمِينَ (104)} [104] حسن، ورأس آية. كل ما في كتاب الله من ذكر (أن لا) فهو بغير نون إلَّا في عشرة مواضع فهو بنون، منها: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ} [105] (1)، والوقف على {حَقِيقٌ} [105] أحسن على قراءة نافع (2): «عليَّ» بتشديد ياء المتكلم؛ على أنَّ الكلام تم عند قوله: «حقيق»؛ لأنَّ «حقيق» نعت «رسول»، أي: رسول حقيق من رب العالمين أرسلت، وعلى هذا لا يوقف على «العالمين»؛ لأنَّ «حقيق» صفة «رسول»، أو خبر بعد خبر، وليس «حقيق» وقفًا إن جعلت «أن لا أقول» أن وصلتها مبتدأ، و «حقيق» خبرًا، أو «حقيق»   (1) ووقعت «أَن لَّا» في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام وهى كالتالى: أولها: مقطوع بالاتفاق. ثانيها: موصول بالاتفاق. ثالثها: مختلف بين القطع والوصل. أولًا: قطعت «أن» مفتوحة الهمزة ساكنة النون عن «لا» النافية للجنس، فى عشرة مواضع: {أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف: 169]، {لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف: 105]، {وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [هود: 14]، {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} [هود: 26]، {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} [التوبة: 118]، {أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} [الحج: 26]، {أَن لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} [يس: 60]، {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} [الدخان: 19]، {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا} [القلم: 24]، {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ} [الممتحنة: 12]. ثانيًا: اختلفت المصاحف فى قوله -تَعَالَى-: {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ} [الأنبياء: 87] فروى بالقطع وروى بالوصل، والعمل بالقطع. ثالثًا: غير المواضع المذكورة موصول؛ أى: تدغم فيه النون فى اللام لفظًا وخطًّا؛ وأول ما وقع منه فى القرآن الكريم هو قوله -تعالى-: {أَلَّا تَعْبُدُوا} [هود: 2]. (2) وجه من قرأ بتشديد الياء وفتحها؛ أنه على الإضافة. والباقون بالألف لفظا على أن «على» التي هي حرف جر دخلت على «أن»، وتكون «على» بمعنى: إلى، أي: حقيق يقول الحق ليس إلا. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 227)، الإعراب للنحاس (1/ 628)، الإملاء للعكبري (1/ 162)، البحر المحيط (4/ 355). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 مبتدأ، و «أن لا أقول» خبرًا، أو «أن لا أقول» فاعل بـ «حقيق»، وهذا أعذب الوجوه؛ لوضوحه لفظًا ومعنى، وقرأ العامة (1): «على» حرف جر مجردًا من ياء المتكلم. {إِلَّا الْحَقَّ} [105] حسن. {مِنْ رَبِّكُمْ} [105] جائز. {بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)} [105] كاف، ورأس آية. {الصَّادِقِينَ (106)} [106] حسن. {مُبِينٌ (107)} [107] جائز. {لِلنَّاظِرِينَ (108)} [108] حسن، ومثله «لساحر عليم»، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله. {مِنْ أَرْضِكُمْ} [110] حسن، إن جعل «فماذا تأمرون» من كلام فرعون، ويؤيد كونه من كلامه «قالوا أرجه»، و «يريد أن يخرجكم من أرضكم»؛ فهو قول الملأ، وليس بوقف إن جعل من كلام الملأ، وخاطبوا فرعون وحده بقولهم: «تأمرون» تعظيمًا له، كما تخاطب الملوك بصيغة الجمع، أو قالوا ذلك له ولأصحابه، ويجوز أن تكون «ماذا» كلها اسمًا واحدًا مفعولًا ثانيًا لـ «تأمرون»، والمفعول الأول محذوف وهو ياء المتكلم، والتقدير: بأي شيء تأمرونني؟ ويجوز أن تكون «ما» وحدها استفهامًا، «ما» مبتدأ، و «ذا» اسم موصول بمعنى: الذي خبر عنها، و «تأمرون» صلة «ذا»، ومفعول «تأمرون» محذوف، وهو ضمير المتكلم، والثاني الضمير العائد على الموصول، والتقدير: فأي شيء تأمروننيه؟ أي: تأمرونني به (2). {تَأْمُرُونَ (110)} [110] كاف، «حاشرين» رأس آية، وليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ، ولا يوقف على «حاشرين»؛ لأنَّ قوله: «يأتوك» جواب قوله: «وأرسل»، فلا يفصل بين الأمر وجوابه. {سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)} [112] كاف، ومثله «نحن الغالبين». {قَالَ نَعَمْ} [114] جائز. {الْمُقَرَّبِينَ (114)} [114] حسن. {الْمُلْقِينَ (115)} [115] كاف. {قَالَ أَلْقُوا} [116] حسن، ومثله «واسترهبوهم». {بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)} [116] تام.   (1) انظر: المصادر السابقة. (2) انظر: تفسير الطبري (13/ 18)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 {عَصَاكَ} [117] جائز عند بعضهم، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده يفسر ما قبله. {مَا يَأْفِكُونَ (117)} [117] كاف، ومثله «يعملون»، و «صاغرين»، و «ساجدين» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده حالًا من فاعل «انقلبوا». {الْعَالَمِينَ (121)} [121] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده بدل مما قبله. {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)} [122] تام، وقدم «موسى» هنا على «هارون»، وإن كان «هارون» أسن منه؛ لكبره في الرتبة، أو لأنَّه هنا وقع فاصلة، كما قدم «هارون» على «موسى» في طه؛ لوقوعه فاصلة، ومات «هارون» قبل موسى بثلاث سنين (1). {قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ} [123] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلًا في القول. {أَهْلَهَا} [123] جائز، على أنَّ اللام في قوله: «لتخرجوا منها أهلها» من صلة «مكرتموه»، ومن جعلها متعلقة بمحذوف تقديره: فعلتم ذلك لتخرجوا -وقف على «المدينة»، وقال نافع: تام. {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123)} [123] كاف، ومثله «أجمعين»، وكذا «منقلبون». {لَمَّا جَاءَتْنَا} [126] حسن. {صَبْرًا} [126] جائز. {مُسْلِمِينَ (126)} [126] تام. {فِي الْأَرْضِ} [127] جائز، إن نصب «ويذرك» عطفًا على جواب الاستفهام، وهو «ليفسدوا» بإضمار أن، والمعنى: أنى يكون الجمع بين تركك موسى وقومه للإفساد وبين تركهم إياك وعبادة آلهتك؟ أي: إنَّ هذا مما لا يمكن، وليس قصد الملأ بذلك زندقة فرعون على موسى وقومه، وليس بوقف إن قرئ بالرفع على «أتذر»، كما يروى عن الحسن أنَّه كان يقرأ (2): «ويذرُك» بالرفع، وكذا إن نصب عطفًا على ما قبله، أو جعل جملة في موضع الحال؛ فلأهل العربية في إعراب «ويذرك» خمسة أوجه، انظرها إن شئت (3). {وَآَلِهَتَكَ} [127] حسن، ومثله «نساءهم». {قَاهِرُونَ (127)} [127] تام.   (1) انظر: المصدر السابق (13/ 32). (2) وكذا رويت عن نعيم بن ميسرة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 229)، الإملاء للعكبري (1/ 162)، البحر المحيط (4/ 367)، تفسير الطبري (13/ 37)، تفسير القرطبي (7/ 261)، الكشاف (2/ 82)، المعاني للفراء (1/ 391)، تفسير الرازي (4/ 274). (3) انظر: تفسير الطبري (13/ 36)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 {وَاصْبِرُوا} [128] كاف؛ للابتداء بـ «أن». {مِنْ عِبَادِهِ} [128] حسن. {لِلْمُتَّقِينَ (128)} [128] كاف. {مَا جِئْتَنَا} [129] حسن. {فِي الْأَرْضِ} [129] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده فاء السببية. {تَعْمَلُونَ (129)} [129] تام. {يَذَّكَّرُونَ (130)} [130] كاف. {لَنَا هَذِهِ} [131] حسن، والمراد بـ «الحسنة»: العافية، والرخاء. و «السيئة»: البلاء، والعقوبة. {وَمَنْ مَعَهُ} [131] كاف، «عند الله» الأولى وصله. {لَا يَعْلَمُونَ (131)} [131] كاف، ومثله «بمؤمنين»، و «مفصلات»، و «قومًا مجرمين»، ومن وقف على «ادع لنا ربك»، وابتدأ «بما عهد عندك»، وجعل الباء حرف قسم -فقد تسعف، وأخطأ؛ لأنَّ باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ذكرت الباء لابد من الإتيان بالفعل بخلاف الواو. {بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} [134] جائز. {بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)} [134] حسن، ورأس آية أيضًا. {يَنْكُثُونَ (135)} [135] كاف. {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [136] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده نفس الانتقام. {غَافِلِينَ (136)} [136] كاف. {يُسْتَضْعَفُونَ} [137] ليس بوقف؛ لأنَّ «مشارق الأرض» منصوب، على أنه مفعول ثان لـ «أورثنا»، قال السجستاني: نصبوا «مشارق» بـ «أورثنا»، ولم ينصبوها بالظرف، ولم يريدوا في مشارق الأرض وفي مغاربها، قال أبو بكر بن الأنباري: فإنكاره النصب على الظرفية خطأ؛ لأنَّ في مشارق ومغارب وجهين: أحدهما أنَّها منصوبة بـ «أورثنا» على غير معنى مخل، وهو الذي يسميه الكسائي صفة، ويسميه الخليل ظرفًا. والوجه الثاني: أن تنصب «التي» بـ «أورثنا»، وتنصب مشارق ومغارب على المحل، كأنك قلت: وأورثنا القوم الأرض التي باركنا فيها مشارق الأرض ومغاربها، فلما حذف الجار نصبا، وإذا نصبت مشارق ومغارب بوقوع الفعل عليها على غير معنى المحل -جعلت «التي باركنا فيها» نعت مشارق ومغارب، وعليهما فلا يوقف على «يستضعفون» (1).   (1) انظر: تفسير الطبري (13/ 76)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 والوقف على {وَمَغَارِبَهَا} [137] حسن، إن جعلت «التي باركنا فيها» منقطعًا عما قبله، قال الأخفش: «باركنا فيها» هو تمام الكلام. {بِمَا صَبَرُوا} [137] كاف، ومثله «يعرشون»، و «أصنام لهم»، و «كما لهم آلهة» كلها حسان. {تَجْهَلُونَ (138)} [138] كاف. {مَا هُمْ فِيهِ} [139] جائز. {يَعْمَلُونَ (139)} [139] كاف، ومثله «العالمين» على قراءة الجماعة غير ابن عامر في قوله: «وإذ أنجيناكم» بالنون على لفظ الجمع؛ لأنَّ كلام موسى قد تم، وليس بوقف على قراءة ابن عامر: «وإذ أنجاكم» على لفظ الواحد الغائب (1)؛ لأنَّ ما بعده متصل بكلام موسى وإخباره عن الله تعالى في قوله: «أغير الله أبغيكم إلهًا»، فهو مردود عليه، فلا يقطع منه، اهـ نكزاوي. {سُوءَ الْعَذَابِ} [141] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «يسومونكم». {نِسَاءَكُمْ} [141] حسن. {عَظِيمٌ (141)} [141] تام. {أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [142] حسن. {وَأَصْلِحْ} [142] جائز، على استئناف النهي، نهاه عن اتباع سبيلهم وأمره إياه بالإصلاح على سبيل التأكيد، لا لتوهم أنَّه يقع منه خلاف الإصلاح؛ لأنَّ منصب النبوة منزه عن ذلك. {الْمُفْسِدِينَ (142)} [142] تام. {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [143] ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» جواب «لما». {إِلَيْكَ} [143] حسن، ومثله «لن تراني»، ومثله «إلى الجبل»؛ للابتداء بالشرط مع الفاء، ومثله «فسوف تراني»، و «صعقا»، قرأ الأخوان: «دَكَّاءَ» بالمد بوزن حمراء، والباقون: «دكًّا» بالقصر والتنوين (2). {أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} [143] تام.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 229)، البحر المحيط (4/ 379)، التيسير (ص: 113)، الحجة لابن خالويه (ص: 162)، الحجة لابن زنجلة (ص: 294)، الغيث للصفاقسي (ص: 228)، النشر (2/ 271). (2) وجه من قرأ بالمد والهمز من غير تنوين ومثله في الكهف [الآية: 98]؛ أنه بوزن حمراء، من قولهم: ناقة دكاء منبسطة السنام غير مرتفعة، أي: أرضًا مستوية. وقرأ الباقون: بالتنوين بلا مد ولا همز مصدر واقع موقع المفعول به: أي مدكوكًا مفتتًا. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 230)، الإعراب للنحاس (1/ 636)، الإملاء للعكبري (1/ 164)، البحر المحيط (4/ 384)، التيسير (ص: 113). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 {وَبِكَلَامِي} [144] جائز. {الشَّاكِرِينَ (144)} [144] كاف. {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [145] حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بما قبله، أو أبدل منه، أو نصب على المفعول من أجله، أي: كتبنا له تلك الأشياء؛ للاتعاظ والتفصيل. {لِكُلِّ شَيْءٍ} [145] حسن، ومثله «بأحسنها». {الْفَاسِقِينَ (145)} [145] تام. {بِغَيْرِ الْحَقِّ} [146] كاف؛ للابتداء بالشرط. {لَا يُؤْمِنُوا بِهَا} [146] كاف؛ للابتداء بالشرط أيضًا. {سَبِيلًا} [146] حسن. {يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} [146] كاف. {غَافِلِينَ (146)} [146] تام. {أَعْمَالُهُمْ} [147] حسن. {يَعْمَلُونَ (147)} [147] تام. {لَهُ خُوَارٌ} [148] حسن، ومثله «سبيلًا»؛ لئلَّا تصير الجملة صفة «سبيلًا»؛ فإن الهاء ضميرًا لـ «العجل»، وكذا «ظالمين»، وقال أبو جعفر فيهما: تام. {قَدْ ضَلُّوا} [149] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالوا» بعده جواب «لما». {الْخَاسِرِينَ (149)} [149] كاف. {أَسِفًا} [150] ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» جواب «لما»، ورسموا «بئسما» موصولة كلمة واحدة باتفاق، وتقدم الكلام على ذلك. {مِنْ بَعْدِي} [150] كاف؛ للابتداء بالاستفهام، ومثله «أمر ربكم». {يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} [150] حسن، اتفق علماء الرسم على رسم «ابن أم»: «ابن» كلمة، و «أم» كلمة، على إرادة الاتصال، ويأتي الكلام على التي في طه. {يَقْتُلُونَنِي} [150] جائز، ووصله أحسن؛ لأنَّ الفاء في جواب شرط مقدر، أي: إذا هموا بقتلي فلا تشمتهم بضربي. {الظَّالِمِينَ (150)} [150] تام. {فِي رَحْمَتِكَ} [151] حسن. {الرَّاحِمِينَ (151)} [151] تام. {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [152] كاف، وقيل: تام، إن جعل «إنَّ الذين اتخذوا العجل» وما بعده من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 كلام موسى، وهو أشبه بسياق الكلام، وقوله: «في الحياة الدنيا» آخر كلامه، ثم قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)} [152]، ولا يبلغ درجة التمام إن جعل ذلك من كلام الله تعالى إخبارًا عما ينال عُبَّاد العجل، ومخاطبة لموسى بما ينالهم، ويدل عليه قوله: «وكذلك نجزي المفترين»، وعلى هذا لم يتم الوقف على قوله: «في الحياة الدنيا»، ولكنه كاف. {الْمُفْتَرِينَ (152)} [152] تام. {وَآَمَنُوا} [153] كاف. {رَحِيمٌ (153)} [153] تام. {الْغَضَبُ} [154] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لما» لم يأت، وهو قوله: «أخذ الألواح» فلا يفصل بينهما بالوقف. {الْأَلْوَاحَ} [154] حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل «وفي نسختها» جملة في محل نصب حالًا من «الألواح»، أو من ضمير «موسى». {يَرْهَبُونَ (154)} [154] كاف، وقيل: تام. {لِمِيقَاتِنَا} [155] حسن. {وَإِيَّايَ} [155] كاف، ومثله «السفهاء منا». {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} [155] جائز؛ لأنَّ الجملة لا توصف بها المعرفة، ولا عامل يجعلها حالًا، قاله السجاوندي. {وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [155] حسن، ومثله «وارحمنا». {الْغَافِرِينَ (155)} [155] كاف. {هُدْنَا إِلَيْكَ} [156] حسن، ومثله «من أشاء»؛ للفصل بين الجملتين. {كُلَّ شَيْءٍ} [156] كاف، في محل «الذين» بعد «يؤمنون» الحركات الثلاث: الرفع، والنصب، والجر؛ فالرفع من وجهين، والنصب من وجهين، والجر من ثلاثة؛ فتام إن رفع على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ، والخبر إما الجملة الفعلية من قوله: «يأمرهم بالمعروف»، أو الجملة الاسمية، وكاف إن نصب «الذين»، أو رفع على المدح، وليس بوقف إن جر بدلًا من «الذين يتقون»، أو نعتًا، أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {وَالْإِنْجِيلِ} [157] كاف، على استئناف ما بعده، وقيل: تام؛ لأنَّ ما بعده يحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هو يأمرهم، وأن يكون نعتًا لقوله: «مكتوبًا»، أو بدلًا، أي: يجدونه آمرًا، أو صلة لـ «الذي» قائمًا مقام «يجدونه» كالبدل من تلك الجملة، أي: الأمي الذي يأمرهم، قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح، و «الأمي» بضم الهمزة، وهي قراءة العامة نسبة إلى الأمة، أو إلى الأم؛ فهو مصدر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 لـ (أمَّ- يؤم) أي: (قصد- يقصد)، والمعنى: أنَّ هذا النبي مقصود لكل أحد، وفيه نظر؛ لأنَّه لو كان كذلك لقيل: الأمي بفتح الهمزة، وقد يقال: إنَّه من تغيير النسبة، أو نسبة لـ (أمَّ القرى) وهي مكة، أول من أظهر الكتابة أبو سفيان بن أمية عم أبي سفيان بن حرب (1). {كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [157] حسن. {أُنْزِلَ مَعَهُ} [157] ليس بوقف؛ لأنَّ «أولئك» خبر قوله: «فالذين». {الْمُفْلِحُونَ (157)} [157] تام. {جَمِيعًا} [158] حسن، إن رفع ما بعده، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جر نعتًا للجلالة، أو بدلًا منها، لكن فيه الفصل بين الصفة والموصوف بقوله: «إليكم جميعًا»، وأجاز ذلك الزمخشري، واستبعده أبو البقاء. {وَالْأَرْضِ} [158] حسن؛ لأنَّ الجملة بعده تصلح أن تكون مبتدأ، أو حالًا. {يُحْيِي وَيُمِيتُ} [158] حسن. {وَكَلِمَاتِهِ} [158] جائز؛ للأمر بعده. {تَهْتَدُونَ (158)} [158] تام. {يَعْدِلُونَ (159)} [159] كاف. {أُمَمًا} [160] حسن، وإن اتفقت الجملتان، لكن «أوحينا» عامل «إذ استسقاه»، فلم يكن معطوفًا على «قطعنا»؛ فإنَّ تفريق الأسباط لم يكن في زمن الاستسقاء. {الْحَجَرَ} [160]، و {عَيْنًا} [160]، و {مَشْرَبَهُمْ} [160]، و {وَالسَّلْوَى} [160]، و {رَزَقْنَاكُمْ} [160] كلها حسان. {يَظْلِمُونَ (160)} [160] كاف. {خَطِيئَاتِكُمْ} [161] حسن. {الْمُحْسِنِينَ (161)} [161] كاف. {غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [162] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {يَظْلِمُونَ (162)} [162] كاف. {شُرَّعًا} [163] جائز. {لَا تَأْتِيهِمْ} [163] تام، على القول بعدم الإتيان بالكلية؛ فإنهم كانوا ينظرون إلى الحيتان في البحر يوم السبت، فلم يبق حوت إلَّا اجتمع فيه، فإذا انقضى السبت ذهبت، فلم تظهر إلى السبت   (1) انظر: تفسير الطبري (13/ 161)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 المقبل، فوسوس إليهم الشيطان، وقال لهم: إنَّ الله لم ينهكم عن الاصطياد، وإنَّما نهاكم عن الأكل، فاصطادوا، وقيل: قال لهم: إنَّما نهيتم عن الأخذ، فاتخذوا حياضًا على ساحل البحر، فتأتي إليها الحيتان يوم السبت، فإذا كان يوم الأحد خذوها، ففعلوا ذلك، ثم اعتدوا في السبت، فاصطادوا فيه وأكلوا وباعوا، فمسخ الله: شبانهم قردة، ومشايخهم خنازير، فمكثوا ثلاثة أيام، ثم هلكوا، ولم يبق ممسوخ فوق ثلاثة أيام أبدًا (1)، وأما من قال: إنَّ الإتيان في غير يوم السبت كان أقل من يوم السبت، أو بطلب ونصب؛ لأنَّ التشبيه من تمام الكلام -فالوقف على كذلك، قال مجاهد: حرمت عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت تأتيهم فيه شرعًا لأمنها، ولا تأتيهم في غيره، إلَّا أن يطلبوها، فقوله: «كذلك»، أي: تأتيهم شرعًا، وهنا تم الكلام، «ونبلوهم» مستأنف، ومحل الكاف نصب بالإتيان على الحال، أي: لا نأتي مثل ذلك الإتيان، أو الكاف صفة مصدر بعده محذوف، أي: نبلوهم بلاء كذلك، فالوقف على «كذلك» حسن فيهما، أو تام (2). {يَفْسُقُونَ (163)} [163] كاف، إن علق «إذ» باذكر مقدرًا مفعولًا به. {قَوْمًا} [164] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة لقوله: «قومًا»، كأنَّه قال: لم تعظون قومًا مهلكين؟ {عَذَابًا شَدِيدًا} [164] حسن. {يَتَّقُونَ (164)} [164] كاف، إن رفع «معذرة» على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: قالوا: موعظتنا معذرة، وقرأ حفص عن عاصم (3): «معذرةً» بالنصب بفعل مقدر، أي: نعتذر معذرة، أو نصب بالقول؛ لأنَّ المعذرة تتضمن كلامًا، والمفرد المتضمن لكلام إذا وقع بعد القول نصب المفعول به، كقلت: قصيدة وشعرًا. {يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} [165] جائز. {يَفْسُقُونَ (165)} [165] كاف، كل ما في كتاب الله من ذكر «عما» فهو بغير نون بعد العين إلَّا هنا في قوله: {عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ} [166] فهو بنون، كما ترى. {خَاسِئِينَ (166)} [166] حسن، وقيل: كاف.   (1) انظر: تفسير الطبري (2/ 168: 171 - 13/ 196:176)، بتحقيق شاكر –مؤسسة الرسالة، وتفسير ابن كثير (1/ 288 - 3/ 493: 496)، بتحقيق سامي سلامة –دار طيبة، وتفسير القرطبي (7/ 304: 306). (2) انظر: تفسير الطبري (13/ 179)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وقرأ الباقون بالرفع. وجه من قرأ بالنصب؛ فعلى أنه مفعول من أجله، أي: وعظناهم لأجل المعذرة. وقرأ الباقون: بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: موعظتنا معذرة، أو هذه معذرة. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 232)، الإعراب للنحاس (1/ 645)، الإملاء للعكبري (1/ 166)، البحر المحيط (4/ 412)، التيسير (ص: 114)، تفسير الطبري (13/ 185)، تفسير القرطبي (7/ 307)، المعاني للفراء (1/ 3989، الكشف للقيسي (1/ 481)، النشر (2/ 372). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 {سُوءَ الْعَذَابِ} [167] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {لَسَرِيعُ الْعِقَابِ} [167] جائز، ووصله أولى للجمع بين الصفتين ترغيبًا وترهيبًا، كما تقدم. {رَحِيمٌ (167)} [167] كاف، ومثله «أممًا»، و «دون ذلك»، و «يرجعون». {سَيُغْفَرُ لَنَا} [169] جائز. {يَأْخُذُوهُ} [169] حسن. {إِلَّا الْحَقَّ} [169] كاف، ومثله «ما فيه»، وكذا «يتقون». {تَعْقِلُونَ (169)} [169] تام، إن جعل «والذين يمسكون» مبتدأ، وليس بوقف إن عطف على قوله: «الذين يتقون» فلا يوقف على «يتقون»، ولا على «تعقلون»، وإن جعل «والذين» مبتدأ، وخبره «أنَّا لا نضيع» -لم يوقف على قوله: «وأقاموا الصلاة»؛ لأنَّه لا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف؛ لأنَّ المصلحين هم الذين يمسكون بالكتاب، وفي قوله: «وأقاموا الصلاة» إعادة المبتدأ بمعناه، والرابط بينهما العموم في المصلحين، أو ضمير محذوف تقديره: المصلحين منهم. {الْمُصْلِحِينَ (170)} [170] تام. {وَاقِعٌ بِهِمْ} [171] حسن. {تَتَّقُونَ (171)} [171] تام إن علق «إذ» باذكر مقدرًا مفعولًا به، وإن عطف على «ما»، أو على «وإذ نتقنا الجبل» لم يتم الكلام على ما قبله، واختلف في «شهدنا» هل هو من كلام الله، أو من كلام الملائكة، أو من كلام الذرية؟! فعلى أنَّه من كلام الملائكة، وأنَّ الذرية لما أجابوا بـ «بلى» قال الله للملائكة: اشهدوا عليهم، فقالت الملائكة: شهدنا؛ فـ «بلى» آخر قصة الميثاق فاصلة بين السؤال والجواب. فالوقف على {بَلَى} [172] تام؛ لأنَّه لا تعلق له بما بعده لا لفظًا، ولا معنى، وعلى أنَّه من كلام الذرية -فالوقف على «شهدنا»، و «أن» متعلقة بمحذوف، أي: فعلنا ذلك أن تقولوا يوم القيامة، فإذًا لا يوقف على «بلى»؛ لتعلق ما بعدها بما قبلها لفظًا ومعنى، وقال ابن الأنباري: لا يوقف على «بلى»، ولا على «شهدنا»؛ لتعلق «إن» بقوله: «وأشهدهم»؛ فالكلام متصل بعضه ببعض. {غَافِلِينَ (172)} [172] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله. {مِنْ بَعْدِهِمْ} [173] حسن؛ للابتداء بالاستفهام. {الْمُبْطِلُونَ (173)} [173] كاف. {يَرْجِعُونَ (174)} [174] تام. {الْغَاوِينَ (175)} [175] كاف. {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [176] حسن، وقيل: كاف؛ لأنَّ ما بعده مبتدأ. {أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [176] حسن؛ فهو لا يملك ترك اللهث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 {بِآَيَاتِنَا} [176] كاف. {يَتَفَكَّرُونَ (176)} [176] تام. {مَثَلًا} [177] جائز، إن جعل الفاعل مضمرًا تقديره: ساء مثلهم مثلًا، ويكون «القوم» خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هم القوم، وليس بوقف إن جعل «القوم» فاعلًا بـ «ساء»؛ لأنَّه لا يفصل بين الفعل والفاعل. {يَظْلِمُونَ (177)} [177] تام. {فَهُوَ الْمُهْتَدِي} [178] حسن، بإثبات الياء وصلًا ووقفًا باتفاق القراء هنا، خلافًا لما في سورتي الكهف والإسراء؛ فإنَّ أبا عمرو، ونافعًا يثبتانها وصلًا، والباقون يحذفونها فيهما وقفًا ووصلًا. {الْخَاسِرُونَ (178)} [178] تام. {وَالْإِنْسِ} [179] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع النعت لقوله: «كثيرًا». {لَا يَسْمَعُونَ بِهَا} [179] حسن. {أَضَلُّ} [179] كاف. {الْغَافِلُونَ (179)} [179] تام. {فَادْعُوهُ بِهَا} [180] كاف، ومثله: «في أسمائه». {يَعْمَلُونَ (180)} [180] تام، ومثله «يعدلون». {لَا يَعْلَمُونَ (182)} [182] كاف، على استئناف ما بعده. {وَأُمْلِي لَهُمْ} [183] كاف؛ للابتداء بعده بـ «أن». {مَتِينٌ (183)} [183] تام. {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا} [184] أتم؛ للابتداء بعده بالنفي. {مِنْ جِنَّةٍ} [184] حسن، وقال أبو عمرو: كاف؛ للابتداء بعدُ بالنفي، والمعنى: أو لم يتأملوا ويتدبروا في انتقاء هذا الوصف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنَّه منتف عنه بلا محالة، ولا يمكن لمن أمعن الفكر أن ينسب ذلك إليه. {مُبِينٌ (184)} [184] تام. {مِنْ شَيْءٍ} [185] ليس بوقف؛ لأنَّ «وأن عسى» متعلق بـ «ينتظروا»، فهو في محل جر عطفًا على «ملكوت»، أي: أو لم ينظروا في أنَّ الأمر والشأن؟ عسى أن يكون، فـ «أن يكون» فاعل «عسى»، وهي حينئذ تامة؛ لأنَّها متى رفعت «أن» وما في حيزها -كانت تامة. {أَجَلُهُمْ} [185] كاف؛ للابتداء بالاستفهام، أي: إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فكيف يؤمنون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 بغيره؟ {يُؤْمِنُونَ (185)} [185] تام. {فَلَا هَادِيَ لَهُ} [186] كاف، على قراءة: «ونذرُهم» بالنون والرفع على الاستفهام؛ لأنَّه منقطع عنه، وبها قرأ ابن كثير، وابن عامر، ونافع (1)، وليس بوقف لمن قرأ (2): «ويذرْهم» بالياء والجزم؛ لأنَّه معطوف على موضع الفاء، وذلك أنَّ موضعها جزم؛ لأنَّها جواب الشرط، وجوابه مجزوم، أنشد هشام: أيَّا صدقتَ فإنَّني لك كاشحٌ ... وعلى انتقاصِكَ في الجبايةِ أزددي (3) فجزم (أزددي) عطفًا على محل الفاء، وأنشد الأخفش البصري: دَعني وَاِذهَب جانِبًا ... يَومًا وَأَكفِك جانِبًا (4) فجزم (وأكفك) عطفًا على محل الفاء، وقرأ حمزة، والكسائي (5): «ويذرْهم» بالياء والجزم. وقرأ عاصم، وأبو عمرو (6): «ويذرُهم» بالياء والرفع، فإن جعلته معطوفًا على ما بعد الفاء لم يجز الوقف على ما قبله، وإن جعلته مستأنفًا وقفت على ما قبله.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 233)، الإعراب للنحاس (1/ 654)، الإملاء للعكبري (1/ 167)، البحر المحيط (4/ 433)، التيسير (ص: 115)، تفسير القرطبي (7/ 334)، الحجة لابن خالويه (ص: 167)، السبعة (ص: 299)، الغيث للصفاقسي (ص: 230)، الكشاف (2/ 106)، الكشف للقيسي (1/ 485)، المحتسب لابن جني، تفسير الرازي (4/ 326)، النشر (2/ 273). (2) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر: المصادر السابقة. (3) لم أستدل عليه. (4) هو من مجزء الكامل، وقائله عمرو الزبيدي، وعمرو بن معدي كرب الزَبيدي (75 ق. هـ - 21 هـ/547 - 642 م) عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي، فارس اليمن، وصاحب الغارات المذكورة، وفد على المدينة سنة (9هـ)، في عشرة من بني زبيد، فأسلم وأسلموا، وعادوا، ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ارتد عمرو في اليمن، ثم رجع إلى الإسلام، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فشهد اليرموك، وذهبت فيها إحدى عينيه، وبعثه عمر إلى العراق، فشهد القادسية، وكان عصيّ النفس، أبيّها، فيه قسوة الجاهلية، يُكنَّى أبا ثور، وأخبار شجاعته كثيرة، له شعر جيد أشهره قصيدته التي يقول فيها: إذا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع توفي على مقربة من الريّ، وقيل: قتل عطشًا يوم القادسية.-الموسوعة الشعرية (5) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 233)، الإعراب للنحاس (1/ 654)، الإملاء للعكبري (1/ 167)، البحر المحيط (4/ 433)، التيسير (ص: 115)، تفسير القرطبي (7/ 334)، الحجة لابن خالويه (ص: 167)، السبعة (ص: 299)، الغيث للصفاقسي (ص: 230)، الكشاف (2/ 106)، الكشف للقيسي (1/ 485)، تفسير الرازي (4/ 326)، النشر (2/ 273). (6) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 {يَعْمَهُونَ (186)} [186] تام. {مُرْسَاهَا} [187] حسن. {عِنْدَ رَبِّي} [187] جائز؛ لاختلاف الجملتين. {إِلَّا هُوَ} [187] كاف، عند أبي عمرو، وعند نافع: تام. {وَالْأَرْضِ} [187] حسن. {إِلَّا بَغْتَةً} [187] تام. {حَفِيٌّ عَنْهَا} [187] كاف؛ للأمر بعده، أي: عالم، ومعتن بها، وبالسؤال عنها. {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ} [187] الأولى وصله؛ للاستدراك بعده. {لَا يَعْلَمُونَ (187)} [187] تام. {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [188] حسن، وقيل: كاف. {مِنَ الْخَيْرِ} [188] ليس بوقف؛ لعطف «وما مسني السوء» على جواب «لو». {وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [188] تام إن فسر «السوء» بالجنون الذي نسبوه إليه، فكان ابتداء بنفي بعد وقف، أي: ما بي جنون إن أنا إلَّا نذير وبشير لقوم يؤمنون، أو المعنى: لو علمت الغيب من أمر القحط لاستكثرت من الطعام، وما مسني الجوع، والأولى أن يحمل السوء على الجنون الذي نسبوه إليه (1). {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} [188] تام. {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [189] حسن، ومثله «فمرت به». {الشَّاكِرِينَ (189)} [189] كاف. {فَلَمَّا آَتَاهُمَا} [190] كاف أيضًا؛ لانقضاء قصة آدم وحواء -عليهما السلام-، وما بعده تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم، ولو كانت القصة واحدة لقال عما يشركون، كقوله: {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا} [189]، {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا} [190]. {يُشْرِكُونَ (190)} [190] كاف، ومثله «يخلقون»، و «ينصرون»، و «لا يتْبعوكم» قرأ نافع بتخفيف الفوقية (2)، ومثله: {يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} [الشعراء: 224]، والباقون بالتشديد (3)؛ فهما لغتان. {صَامِتُونَ (193)} [193] تام، ومثله «أمثالكم».   (1) انظر: تفسير الطبري (13/ 301)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وجه من قرأ: {لاَ يَتْبِعُوكُم} [193]، وفي الشعراء: {يَتَّبِعُهُمْ} [224] بالتخفيف فيهما. ومن قرأ: بفتح التاء مشددة وكسر الموحدة فيهما؛ أنهما لغتان. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 234)، البحر المحيط (4/ 441)، التيسير (ص: 115)، النشر (2/ 274). (3) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 {صَادِقِينَ (194)} [194] كاف، وكذا «بها» الأخيرة، وفي المواضع الثلاثة لا يجوز الوقف؛ لأنَّ «أم» عاطفة، والمعنى: يقتضي الوصل؛ لأنَّ الاستفهام قد يحمل على الابتداء به. {فَلَا تُنْظِرُونِ (195)} [195] تام. {الْكِتَابَ} [196] كاف، على استئناف ما بعده. {الصَّالِحِينَ (196)} [196] تام، على القراءتين، قرأ العامة (1): «ولييَ» مضافًا لياء المتكلم المفتوحة؛ أضاف الولي إلى نفسه، وقرئ (2): «وليَّ الله» بياء مشددة مفتوحة، وجر الجلالة بإضافة الولي إلى الجلالة. {يَنْصُرُونَ (197)} [197] كاف. {لَا يَسْمَعُوا} [198] جائز. {لَا يُبْصِرُونَ (198)} [198] تام. {الْجَاهِلِينَ (199)} [199] كاف، ومثله «بالله». {عَلِيمٌ (200)} [200] تام. {مُبْصِرُونَ (201)} [201] كاف؛ لأنَّ «وإخوانهم» مبتدأ، و «يمدونهم» خبر. {لَا يُقْصِرُونَ (202)} [202] كاف، ومثله «اجتبيتها»، وكذا «من ربي». {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ} [203] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله. {يُؤْمِنُونَ (203)} [203] تام. {وَأَنْصِتُوا} [204] ليس بوقف؛ لحرف الترجي بعده، وتعلقه كتعلق (لام كي). {تُرْحَمُونَ (204)} [204] تام. {وَالْآَصَالِ} [205] جائز. {الْغَافِلِينَ (205)} [205] تام. {وَيُسَبِّحُونَهُ} [206] جائز. {وَلَهُ يَسْجُدُونَ ((206)} [206] تام.   (1) أي: الأئمة العشرة في المتواتر. (2) وهي قراءة أبو عمرو وعاصم في غير المتواتر وابن حبش وأبو خلاد وابن اليزيدي؛ ووجه قراءتها فعلى حذف لام الفعل في: {وَلِيِّيَ} وهي الياء الثانية وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير ومطرد في اللامات. انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 301)، النشر (2/ 274). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 سورة الأنفال مدنية إلَّا سبع آيات أولها: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ} [30] الآيات السبع فمكي. -[آيها:] وهي سبعون وخمس آيات في الكوفي، وست في المدني والمكي والبصري، وسبع وسبعون في الشامي، اختلافهم في ثلاث آيات: 1 - {ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [36] عدها البصري والشامي. 2 - {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} [42] الأول لم يعدها الكوفي. 3 - {بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)} [62] لم يعدها البصري. - وكلمها: ألف ومائتان واحد وثلاثون كلمة. - وحروفها: خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفًا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع ثمانية مواضع: 1 - {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ} [4]. 2 - {رِجْزَ الشَّيْطَانِ} [11]. 3 - {فَوْقَ الْأَعْنَاقِ} [12]. 4 - {عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [34]. 5 - {إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [34] 6 - {يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} [41]. 7 - {أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} [44] الثاني بعده. 8 - {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)} [44]. {عَنِ الْأَنْفَالِ} [1] جائز، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب لما قبله. {وَالرَّسُولِ} [1] كاف؛ لأنَّ عنده انقضى الجواب، وقيل: حسن؛ لعطف الجملتين المختلفتين بالفاء. {ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [1] كاف. {مُؤْمِنِينَ (1)} [1] تام. {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [2] حسن. {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} [2] تام، إن رفع «الذين» على الابتداء، والخبر «أولئك هم المؤمنون حقًّا»، أو رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جعل بدلًا مما قبله، أو نعتًا، أو عطف بيان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 {يُنْفِقُونَ (3)} [3] حسن، إن لم يجعل «أولئك» خبر «الذين»؛ للفصل بين المبتدأ والخبر. {حَقًّا} [4] كاف، وقيل: تام. {كَرِيمٌ (4)} [4] كاف، إن علقت الكاف في «كما» بفعل محذوف، وذكر أبو حيان في تأويل «كما» سبعة عشر قولًا، حاصلها: أن الكاف نعت لمصدر محذوف، أي: 1 - الأنفال ثابتة لله ثبوتًا كما أخرجك ربك. 2 - أو وأصلحوا ذات بينكم إصلاحًا كما أخرجك ربك. 3 - أو وأطيعوا الله ورسوله طاعة محققة كما أخرجك ربك. 4 - أو وعلى ربهم يتوكلون توكلًا حقيقيًا كما أخرجك ربك. 5 - أو هم المؤمنون حقًّا كما أخرجك ربك. 6 - أو استقر لهم درجات استقرارًا ثابتًا كاستقرار إخراجك. فعلى هذه التقديرات الست لا يوقف على ما قبل الكاف؛ لتعلقها بما قبلها، وإن علقت بما بعدها بتقدير: 7 - يجادلونك مجادلة كما أخرجك ربك؛ فهي متعلقة بما بعدها. 8 - أو لكارهون كراهية ثابتة كما أخرجك ربك. 9 - أو أنَّ الكاف بمعنى: إذ، وما زائدة، نحو: {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص: 77] فمعناه: وأحسن إذا أحسن الله إليك؛ لأنَّ «كما» على هذا متعلقة بمضمر فيسوغ الوقف على ما قبل كما، والتقدير: اذكر إذ أخرجك ربك. 10 - أو إن الكاف بمعنى: على، والتقدير: امض على الذي أخرجك وإن كرهوا ذلك كما في كراهتهم له أخرجك ربك. 11 - أو أنَّ الكاف في محل رفع، والتقدير: كما أخرجك ربك فاتق الله. 12 - أو أنها في محل رفع أيضًا، والتقدير: لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم هذا وعد حق كما أخرجك. 13 - أو هي في محل رفع أيضًا، والتقدير: وأصلحوا ذات بينكم ذلكم خير لكم كما أخرجك ربك. 14 - أو هي في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا الحال من تنفيلك الغزاة على ما رأيت في كراهتهم لها كحال إخراجك للحرب. 15 - أو هي صفة لخبر مبتدأ، وحذف هو وخبره، والتقدير: قسمتك الغنائم حق كما كان إخراجك حقًّا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 16 - أو أنَّ التشبيه وقع بين إخراجين إخراج ربك إياك من مكة وأنت كاره لخروجك، وكان عاقبة ذلك الإخراج النصر والظفر كإخراجهم إياك من المدينة وبعض المؤمنين كاره، يكون عقب ذلك الخروج النصر والظفر كما كان عاقبة ذلك الخروج الأول. 17 - أنها قسم، مثل: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)} [الشمس: 5] بجعل الكاف بمعنى الواو، قاله أبو عبيدة، ومعناه: والذي أخرجك، كما قال: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3)} [الليل: 3] أي: والذي خلق الذكر والأنثى، وبهذه التقادير يتضح المعنى، ويكون الوقف تابع للمعنى، فإن كانت الكاف متعلقة بفعل محذوف، أو متعلقة بـ «يجادلونك» بعدها، أو جعلت الكاف بمعنى: إذ، أو بمعنى: على، أو بمعنى: القسم -حسن الوقف على «كريم»، وجاز الابتداء بالكاف، وليس بوقف إن جعلتها متصلة بـ «يسألونك»، أو بغير ما ذكر، واستيفاء الكلام على هذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وفيما ذكر غاية في بيان ذلك، ولله الحمد. {لَكَارِهُونَ (5)} [5] كاف، على استئناف ما بعده. {بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ} [6] جائز. {يَنْظُرُونَ (6)} [6] تام. {أَنَّهَا لَكُمْ} [7] صالح. {تَكُونُ لَكُمْ} [7] حسن. {الْكَافِرِينَ (7)} [7] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله. {الْمُجْرِمُونَ (8)} [8] كاف، وقيل: تام إن علق «إذ» باذكر مقدرة، وكاف إن علق بقوله: «ليحق الحق ويبطل الباطل»، أي: يحق الحق وقت استغاثتكم، وهو قول ابن جرير، وهو غلط؛ لأنَّ «ليحق» مستقبل؛ لأنَّه منصوب بإضمار إن، و «إذ» ظرف لما مضى، فكيف يعمل المستقبل في الماضي؟! قاله السمين. {رَبَّكُمْ} [9] حسن. {مُرْدِفِينَ (9)} [9] كاف، ومثله: «به قلوبكم»؛ للابتداء بالنفي. {إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [10] حسن. {حَكِيمٌ (10)} [10] تام، إن نصب «إذ» باذكر مقدرة، وليس بوقف إن جعل «إذ» بدلًا ثانيًا من «إذ يعدكم»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، قرأ نافع (1): «يُغْشيكم النعاسَ» بضم التحتية وسكون   (1) وجه من قرأ: {يَغْشَاكُمْ} [11] بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين وبعدها ألف من غير تشديد، و {الْنُّعَاسُ} بالرفع؛ أي: بالرفع على الفاعلية من (غشى، يغشى). ووجه من قرأ بضم الياء وسكون الغين وكسر الشين مخففًا من غير ألف؛ أنه من (أغشى)، ووجه من قرأ بضم الياء وفتح الغين وتشديد الشين وكسرها من غير ألف؛ أنه من (أغشى). انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص:236)، الإملاء للعكبري (2/ 3)، البحر المحيط (4/ 467)، التيسير (ص: 116)، تفسير الرازي (4/ 352)، النشر (2/ 276)، الكشاف (2/ 117)، السبعة (ص: 304). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 المعجمة، ونصب «النعاسَ»، وقرأ أبو عمرو (1): «يغشاكم النعاسُ» برفع «النعاس»، وقرأ الباقون (2): «يغشِّيكم النعاسَ» بتشديد الشين المعجمة، ونصب «النعاسَ». {أَمَنَةً مِنْهُ} [11] جائز. {بِهِ الْأَقْدَامَ (11)} [11] كاف، إن علق «إذ» بمحذوف. {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا} [12] تام. {الرُّعْبَ} [12] حسن. {فَوْقَ الْأَعْنَاقِ} [12] ليس بوقف؛ للعطف. {كُلَّ بَنَانٍ (12)} [12] حسن، ومثله «ورسوله» الأول. {الْعِقَابِ (13)} [13] تام. {فَذُوقُوهُ} [14] جائز، بتقدير: واعلموا أنَّ للكافرين، أو بتقدير: مبتدأ تكون «أن» خبره، أي: وختم أن، وليس بوقف إن جعلت «وأن» بمعنى: مع أن، أو بمعنى: وذلك أن. {عَذَابَ النَّارِ (14)} [14] تام. {الْأَدْبَارَ (15)} [15] كاف؛ للابتداء بالشرط. {مِنَ اللَّهِ} [16] حسن. {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} [16] أحسن منه. {الْمَصِيرُ (16)} [16] تام. {قَتَلَهُمْ} [17] حسن. {وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [17] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله؛ إذ معناه: ليبصرهم، ويختبرهم، وإن جعلت اللام في «وليبلي» متعلقة بمحذوف بعد الواو، تقديره: وفعلنا ذلك، أي: قتلهم، ورميهم؛ ليبلى المؤمنين -كان وقفًا حسنًا. {بَلَاءً حَسَنًا} [17] كاف، ومثله «عليم». {الْكَافِرِينَ (18)} [18] تام. {الْفَتْحُ} [19] حسن؛ للفصل بين الجملتين المتضادتين مع العطف.   (1) انظر: المصادر السابقة. (2) نفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 {خَيْرٌ لَكُمْ} [19] كاف، على استئناف ما بعده. {نَعُدْ} [19] جائز. {وَلَوْ كَثُرَتْ} [19] كاف، على قراءة: «وإن» بكسر الهمزة، وبها قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم (1)، وليس بوقف إن قرئ بفتحها؛ لتعلق ما بعدها بما قبلها، وإن قد عمل فيها ما قبل الواو، وبفتحها قرأ أبو جعفر، وشيبة، ونافع، وحفص عن عاصم، وابن عامر (2)؛ وذلك على تقدير: مبتدأ تكون «أن» في موضع رفع، أي: ذلكم وأن، أو في موضع نصب، أي: واعلموا أنَّ الله مع المؤمنين. والوقف على {الْمُؤْمِنِينَ (19)} [19] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {وَرَسُولَهُ} [20] تام. {تَسْمَعُونَ (20)} [20] كاف، وقيل: جائز؛ لعطف «ولا تكونوا» على قوله: «ولا تولوا». {لَا يَسْمَعُونَ (21)} [21] تام. {لَا يَعْقِلُونَ (22)} [22] كاف، ومثله «لأسمعهم». {مُعْرِضُونَ (23)} [23] تام؛ للابتداء بـ «يا» النداء. {لِمَا يُحْيِيكُمْ} [24] كاف. {وَقَلْبِهِ} [24] حسن بتقدير: واعلموا أنَّه، وليس بوقف إن جعل «وإنه» معطوفًا على ما قبله. {تُحْشَرُونَ (24)} [24] كاف. {خَاصَّةً} [25] حسن. {الْعِقَابِ (25)} [25] كاف. {تَشْكُرُونَ (26)} [26] تام. {تَعْلَمُونَ (27)} [27] كاف. {عَظِيمٌ (28)} [28] تام. {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [29] كاف. {الْعَظِيمِ (29)} [29] تام. {أَوْ يُخْرِجُوكَ} [30] حسن، ومثله: «ويمكرون».   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 236)، الإملاء للعكبري (2/ 3)، البحر المحيط (4/ 479)، التيسير (ص: 116)، تفسير الطبري (13/ 457)، الكشف للقيسي (1/ 491)، النشر (2/ 476). (2) وجه من قرأ بفتح الهمزة، أن ذلك على تقدير لام العلة. ووجه من قرأ بالكسر فعلى الاستئناف. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 {وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [30] أحسن منه. {الْمَاكِرِينَ (30)} [30] كاف، وقيل: تام. {مِثْلَ هَذَا} [31] حسن، ولا بشاعة في الابتداء بما بعده؛ لأنَّه حكاية عن قائلي ذلك. {الْأَوَّلِينَ (31)} [31] كاف، ومثله «أليم». {وَأَنْتَ فِيهِمْ} [33] حسن، على أنَّ الضمير في «معذبهم» للمؤمنين، والضمير في «ليعذبهم» للكفار؛ ليفرق بينهما، وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكفار. {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} [33] تام؛ لأنَّ الله لا يهلك قرية وفيها نبيها، وما كان الله معذبهم لو استغفروه من شركهم، وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم لا يستغفرون من كفرهم، بل هم مصرون على الكفر والذنوب (1). {أَوْلِيَاءَهُ} [34] كاف. {إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [34] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {لَا يَعْلَمُونَ (34)} [34] تام. {وَتَصْدِيَةً} [35] حسن، قرأ العامة (2): «صلاتُهُم» بالرفع، و «مكاءً» بالنصب، وقرأ عاصم (3): «وما كان صلاتَهم» بالنصب، ورفع «مكاءٌ»، وخطَّأ الفارسي هذه القراءة، وقال: لا يجوز أن يخبر عن النكرة بالمعرفة إلَّا في ضرورة، كقول حسّان: كَأَنَّ خَبيأَةٍ مِن بَيتِ رَأسٍ ... يَكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وَماءُ (4) وخرَّجها أبو الفتح على أنَّ المكاء والتصدية اسما جنس، واسم الجنس تعريفه وتنكيره متقاربان، وهذا يقرب من المعرف بـ (أل) الجنسية؛ حيث وصفه بالجملة، كما توصف به النكرة كقوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [يس: 37].   (1) انظر: تفسير الطبري (13/ 509)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) أي: الأئمة العشرة في المتواتر. (3) في غير المتواتر وكذا رويت عن أبان بن تغلب والأعمش والحسين الجعفي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 675)، الإملاء للعكبري (2/ 4)، البحر المحيط (4/ 492)، الحجة لابن خالويه (ص: 171)، الحجة لابن زنجلة (ص: 171)، السبعة (ص: 305)، الكشاف (2/ 125)، المحتسب لابن جني (1/ 278). (4) هو من الوافر، وقائله حسّان بن ثابت، من قصيدة يقول في مطلعها: عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ ... إِلى عَذراءَ مَنزِلُها خَلاءُ سبق وأن ترجمنا له.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 وقوله: ولقدْ أمرُّ على اللئيمِ يَسبُّني ... فمضيتُ ثُمَّتْ قلتُ لا يعنيني (1) وقرأ مكي بالقصر والتنوين (2)، وجمع الشاعر بين القصر والمد في قوله: بَكتْ عيني وحُقَّ لها بُكَاها ... وما يُغني البكاءُ ولا العويلُ (3)   (1) هو من الكامل، وقائله شمر الحنفي، من أبيات له يقول في مطلعها: لَوْ كنتُ في ريْمانَ لسْتُ ببارحٍ ... أبدًا وسُدَّ خَصاصُهُ بالطّين شمر الحنفي (? - ? هـ/? - ? م) شمر بن عمرو الحنفي، شاعر من شعراء بني حنيفة باليمامة، روى صاحب الأغاني أن شمرًا قتل المنذر بن ماء السماء غيلة نحو (564م)، وكان الحارث بن جبلة الغسّاني قد بعث إلى المنذر بمائة غلام تحت لواء شمر هذا يسأله الأمان على أن يخرج له من ملكه، ويكون من قبله فركن المنذر إلى ذلك وأقام الغلمان معه فاغتاله شمر وتفرق من كان مع المنذر وانتهبوا عسكره، له شعر في الأَصمعيات.-الموسوعة الشعرية (2) ووقفت عليها في الشاذ لأبي عمرو في غير المتواتر. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (4/ 492)، الكشاف (2/ 125). (3) هو من الوافر، وقائله عبد الله بن رواحة، من قصيدة يقول فيها: عَلى أَسَدِ الإِلَهِ غَداةَ قالوا ... أَحَمزَةُ ذاكُمُ الرَجُلُ القَتيلُ أُصيبَ المُسلِمون بِهِ جَميعًا ... هُناكَ وَقَد أُصيبَ بِهِ الرَسولُ وكذا رويت هذه الأبيات عن كعب بن مالك الأنصاري، وحسّان بن ثابت، عبد الله بن رواحة (? - 8 هـ/? - 629 م) عبد الله بن رواحه بن ثعلبة الأنصاري من الخزرج، أبو محمد، صحابي، يعد من الأمراء والشعراء الراجزين، كان يكتب في الجاهلية، وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الإثنى عشر وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية، واستخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على المدينة في إحدى غزواته، وصحبه في عمرة القضاء وله فيها رجز، وكان أحد الأمراء في وقعة مؤتة (بأدنى البلقاء في أرض الشام) فاستشهد فيها. وكعب بن مالك الأنصاري (? - 50 هـ/? - 670 م) كعب بن مالك بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي، صحابي من أكابر الشعراء من أهل المدينة واشتهر في الجاهلية وكان في الإسلام من شعراء النبي - صلى الله عليه وسلم - وشهد أكثر الوقائع، ثم كان من أصحاب عثمان وأنجده يوم الثورة وحرض الأنصار على نصرته ولما قتل عثمان قعد عن نصرة عليّ فلم يشهد حروبه، وعمي في آخر عمره وعاش سبعًا وسبعين سنة، قال روح بن زنباع: أشجع بيت وصف به رجل قومه قول كعب بن مالك: نصل السيوف إذا قصرن بخطونا يومًا ونلحقها إذا لم تلحق. له (80حديثًا)، و (ديوان شعر -ط) جمعه سامي العدل في بغداد. وحَسّان بن ثابِت (? - 54 هـ/? - 673 م) حسّان بن ثابت ابن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، شاعر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام، وكان من سكان المدينة، واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته، لم يشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مشهدًا لعلة أصابته، توفي في المدينة، قال أبو عبيدة: فضل حسّان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام، وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 ونظير هذه القراءة ما قرئ به قوله: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)} [الشعراء: 197] برفع «آيةٌ» (1) وهي ضعيفة، وذلك أنه جعل اسم «يكن» نكرة، وخبرها معرفة، وهذا قلب ما عليه الباب، ومن ذلك قول القطامي: قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ضُباعًا ... ولا يَكُ مَوقِفٌ مِنك الوَداعَا (2) وذلك أنَّ قوله: «أن يعلمه» في موضع نصب خبر «يكن»، ونصب «آية» من وجهين إما أن تكون خبرًا لـ «يكن»، و «أن يعلمه» اسمها، فكأنه قال: أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل آية لهم؟! {تَكْفُرُونَ (35)} [35] تام. {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [36] حسن. {يُغْلَبُونَ} [36] كاف، ورأس آية في البصري والشامي؛ لأنَّ «والذين» مبتدأ. {يُحْشَرُونَ (36)} [36] ليس بوقف؛ لتعلق لام «ليميز» بقوله: «يحشرون»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مِنَ الطَّيِّبِ} [37] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.   (1) وبالتاء في «يكن» وهي قراءة ابن عامر وحده من الأئمة العشرة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 334)، الإملاء للعكبري (2/ 92)، البحر المحيط (7/ 41)، التيسير (ص: 166)، تفسير القرطبي (13/ 139)، الحجة لابن خالويه (ص: 268)، الحجة لابن زنجلة (ص: 521)، السبعة (ص: 473)، الغيث للصفاقسي (ص: 310)، النشر (2/ 336). (2) هو من الوافر، وقائله القطامي التغلبي، من قصيدة يقول فيها: قفي فادي أسيرَكِ إنَّ قَومي ... وَقَومَك لا أرى لهُمُ اجتماعا وكيف تجامُعٌ مَعَ ما استحلاَّ ... مِن الحُرَمِ العِظامِ وما أضاعا القطامي التغلبي (? - 130 هـ/? - 747 م) عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي، شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم، وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكرًا وأمتن شعرًا، وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيرًا في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره، ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني)، بقوله: صريع غوان راقهنّ ورقنه ... لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائب ومن شعره البيت المشهور: قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل له (ديوان شعر- خ)، والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 {فِي جَهَنَّمَ} [37] كاف. {الْخَاسِرُونَ (37)} [37] تام. {مَا قَدْ سَلَفَ} [38] حسن؛ للابتداء بالشرط. {الْأَوَّلِينَ (38)} [38] كاف. كل ما في كتاب الله من ذكر «سنة الله» فهو بالهاء إلَّا في خمسة مواضع فهو بالتاء المجرورة: 1 - {سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38)} [38]. 2 - {إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ} [فاطر: 43]. 3 - {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [فاطر: 43]. 4 - {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)} [فاطر: 43]. 5 - {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ} [غافر: 85]. {كُلُّهُ لِلَّهِ} [39] كاف؛ للابتداء بعدُ بالشرط. {بَصِيرٌ (39)} [39] كاف، ومثله «مولاكم». {النَّصِيرُ (40)} [40] تام، ولا وقف من قوله: «واعلموا» إلى «الجمعان»؛ فلا يوقف على «ابن السبيل»؛ لتعلق حرف الشرط بما قبله، أي: واعلموا هذه الأقسام إن كنتم مؤمنين، وإن جعل «إن كنتم» شرطًا جوابه مقدر لا متقدم، أي: إن كنتم آمنتم فاعلموا أنَّ حكم الخمس ما تقدم، أو فأقبلوا ما أمرتم به -كان الوقف على «ابن السبيل» كافيًا (1). {الْجَمْعَانِ} [41] كاف، وكذا «قدير»، ومثله «أسفل منكم». {لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ} [42] وصله أحسن؛ لحرف الاستدراك، وقيل: يجوز بتقدير: ولكن جمعكم هنا، والأول أولى. {كَانَ مَفْعُولًا} [42] ليس بوقف؛ لتعلق لام «ليهلك» بما قبلها. {عَنْ بَيِّنَةٍ} [42] حسن. {عَلِيمٌ (42)} [42] كاف، على استئناف ما بعده، ولا يوقف عليه إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبلها، أي: وإنَّ الله لسميع عليم إذ يريكهم الله في منامك قليلًا. {قَلِيلًا} [43] حسن. {فِي الْأَمْرِ} [43] لا يوقف عليه؛ لتعلق ما بعده بما قبله استدراكًا، وعطفًا. {سَلَّمَ} [43] كاف، وكذا «الصدور».   (1) انظر: تفسير الطبري (13/ 544)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 {قَلِيلًا} [44] تام إن جعل المعنى: واذكر إذ يريكموهم، وإن جعل معطوفًا على ما قبله كان كافيًا. {مَفْعُولًا} [44] حسن. {تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)} [44] تام؛ للابتداء بعدُ بـ «يا» النداء. {تُفْلِحُونَ (45)} [45] كاف، ومثله «ورسوله». {رِيحُكُمْ} [46] حسن. {وَاصْبِرُوا} [46] أحسن منه. {الصَّابِرِينَ (46)} [46] كاف، ومثله «عن سبيل الله»، وكذا «محيط». {جَارٌ لَكُمْ} [48] حسن، ومثله «بريء منكم»، و «ما لا ترون»، و «أخاف الله» كلها حسان. {الْعِقَابِ (48)} [48] كاف، إن جعلت التقدير: اذكر إذ يقول. {دِينُهُمْ} [49] تام؛ لأنَّه آخر كلام المنافقين. {حَكِيمٌ (49)} [49] تام. {كَفَرُوا} [50] بيان؛ بيَّن بهذا الوقف المعنى المراد على قراءة (1): «يتوفى» بالتحتية، أنَّ الفاعل هو ضمير «يتوفى» عائد على «الله»، وأنَّ «الذين كفروا» في محل نصب مفعول «يتوفى»، و «الملائكة» مبتدأ، والخبر «يضربون»، وأن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وكذا إن جعل «الذين كفروا» فاعل «يتوفى» بالتحتية، والمفعول محذوف تقديره: يستوفون أعمالهم، و «الملائكة» مبتدأ، وما بعده الخبر، فعلى هذين التقديرين الوقف على «كفروا»، وليس بوقف لمن قرأ (2): «تتوفى» بالفوقية أو التحتية، و «الملائكة» فاعل، و «يضربون» في موضع نصب حال من «الملائكة»، وحينئذ الوقف على «الملائكة»، ويبتدئ: «يضربون وجوههم»، فبيَّن به أنَّ الملائكة هي التي تتوفاهم، ولم يصل الملائكة بما بعده؛ لئلَّا يشكل بأنَّ الملائكة ضاربة لا متوفية، والأولى أن لا يوقف على «كفروا»، ولا على «الملائكة»، بل على قوله: «وأدبارهم»، أي: حال الإدبار والإقبال، وجواب «لو» محذوف تقديره: لرأيت أمرًا عجيبًا وشيئًا هائلًا فظيعًا (3).   (1) وهي قراءة نافع -ابن كثير -أبو عمرو -عاصم -حمزة -الكسائي -أبو جعفر -يعقوب -خلف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 238)، الإعراب للنحاس (1/ 680)، البحر المحيط (4/ 506)، التيسير (ص: 116)، الحجة لابن خالويه (ص: 172)، الحجة لابن زنجلة (ص: 311)، السبعة (ص: 307)، الكشاف (2/ 131)، الكشف للقيسي (1/ 493)، النشر (2/ 277). (2) وهي قراءة ابن عامر وحده. انظر: المصادر السابقة. (3) انظر: تفسير الطبري (14/ 15)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 {الْحَرِيقِ (50)} [50] كاف. {لِلْعَبِيدِ (51)} [51] جائز، والأولى وصله بـ «كدأب آل فرعون»، وتقدم ما يغني عن إعادته في آل عمران، فعليك به إن شئت، والدأب: العادة، أي: كدأب الكفار في مآلهم إلى النار، مثل مآل آل فرعون لما أيقنوا أنَّ موسى نبيٌّ فكذبوه، كذلك هؤلاء جاءهم محمد - صلى الله عليه وسلم - فكذبوه، فأنزل الله بهم عقوبة، كما أنزل بآل فرعون (1). {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [52] جائز، ثم يبتدئ: «كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم». {بِذُنُوبِهِمْ} [52] كاف، ومثله «العقاب». {عَلِيمٌ (53)} [53] جائز، وفيه ما تقدم من أنَّ الكاف في محل نصب، أو في محل رفع، «والذين من قبلهم» كأمة شعيب، وصالح، وهود، ونوح. {آَلَ فِرْعَوْنَ} [54] حسن، على استئناف ما بعده. {ظَالِمِينَ (54)} [54] تام. {لَا يُؤْمِنُونَ (55)} [55] تام، إن جعل «الذين» بعده مبتدأ، والخبر فيما بعده، وكذا إن جعل خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، أو في موضع نصب بتقدير: أعني الذين، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «الذين» قبله، وهو الأحسن، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {لَا يَتَّقُونَ (56)} [56] كاف، ومثله «يذكرون»، وكذا «على سواء». {الخائنين (58)} [58] تام. {سَبَقُوا} [59] حسن، لمن قرأ (2): «إنَّهم» بكسر الهمزة مستأنفًا، وهذا تمام الكلام، أي: لا تحسب من أفلت من الكفار يوم بدر فاتونا، بل لابد من أخذهم في الدنيا، وليس بوقف لمن قرأ (3): بفتحها؛ بتقدير: لأنهم لا يعجزون؛ فهي متعلقة بالجملة التي قبلها. {لَا يُعْجِزُونَ (59)} [59] كاف، ومثله «من رباط الخيل». {وَعَدُوَّكُمْ} [60] حسن، وتام عند الأخفش، ويجعل قوله: «وآخرين» منصوبًا بإضمار فعل غير معطوف على ما قبله؛ لأنَّ النصب بالفعل أولى، وليس بوقف إن جعل «وآخرين» معطوفًا على «وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قوة»، أي: وتؤتوا آخرين، أو معطوفًا على «وعدوكم»، أي: وترهبون   (1) انظر: المصدر السابق (14/ 17). (2) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 238)، الإعراب للنحاس (1/ 683)، البحر المحيط (4/ 510)، النشر (2/ 277). (3) وهي قراءة ابن عامر وحده؛ وجه من قرأ بفتح الهمزة؛ أن ذلك على إسقاط لام العلة. ووجه من قرأ: بكسرها؛ فعلى الاستئناف. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 آخرين، والتفسير يدل على هذين التقديرين (1). {لَا تَعْلَمُونَهُمُ} [60] حسن؛ لأنَّهم يقولون: لا إله إلَّا الله، ويغزون معكم، وقيل: «وآخرين من دونهم لا تعلمونهم» هم: الجن، تفر من صهيل الخيل، وإنَّهم لا يقربون دارًا فيها فرس، والتقدير على هذا: وترهبون آخرين لا تعلمونهم وهم الجن، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول لا بني قريظة وفارس هم يعلمونهم؛ لأنَّهم كفار، وهم حرب لهم (2)، قاله النكزاوي. {اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [60] تام. {يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} [60] جائز. {لَا تُظْلَمُونَ (60)} [60] كاف، ومثله «على الله»، وكذا «العليم»، و «حسبك الله». {بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} [63] كاف، ومثله «ألف بينهم». {حَكِيمٌ (63)} [63] تام. {حَسْبُكَ اللَّهُ} [64] كاف، على استئناف ما بعده، «ومن اتبعك» في محل رفع بالابتداء، أي: ومن اتبعك حسبهم الله، وليس بوقف إن جعل ذلك في محل رفع عطفًا على اسم الله، أو في محل جر عطفًا على الكاف. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)} [64] تام. {عَلَى الْقِتَالِ} [65] حسن، ومثله «مائتين»؛ للابتداء بالشرط، و «لا يفقهون» كذلك. {ضَعْفًا} [66] كاف، وقيل: تام. {مِائَتَيْنِ} [66] حسن؛ للابتداء بالشرط، ومثله «بإذن الله». {مَعَ الصَّابِرِينَ (66)} [66] تام. {فِي الْأَرْضِ} [67] كاف، على استئناف ما بعده؛ لأنَّ المعنى: حتى يقتل من بها من المشركين، أو يغلب عليها، أو هو على تقدير أداة الاستفهام، أي: أتريدون؟ {عَرَضَ الدُّنْيَا} [67] حسن؛ لأنَّ ما بعده مستأنف مبتدأ. {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ} [67] أحسن منه. {حَكِيمٌ (67)} [67] كاف، ومثله «عظيم». {طَيِّبًا} [69] حسن. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [69] أحسن. {رَحِيمٌ (69)} [69] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 31)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (14/ 31). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 {مِنَ الْأَسْرَى} [70] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده مقول قول، قرأ أبو عمرو (1): «من الأُسَارى» بزنة (فُعَالِى) بضم الفاء وكسر اللام، والباقون (2): بزنة (فَعْلَى) بفتح الفاء وإسكان العين وفتح اللام، وقرأ أبو جعفر من العشرة (3): «أيديكمو من الأسارى» بألف بعد السين بغير إمالة، وقرأ ابن عامر، وعاصم بعدم الصلة (4)، وبالقصر من غير إمالة، وأما بغير الصلة، وضم الهمزة، وفتح السين، وبغير إمالة فلم يقرأ بها أحد لا من العشرة، ولا من السبعة (5). {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [70] كاف، ومثله «رحيم»، وقيل: تام. {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} [71] كاف. {حَكِيمٌ (71)} [71] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّ الذين آمنوا» إلى «أولياء بعض»؛ فلا يوقف على «في سبيل الله». {أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [72] حسن، وقيل: كاف، وقيل: تام. {حَتَّى يُهَاجِرُوا} [72] حسن؛ للابتداء بالشرط. {مِيثَاقٌ} [72] كاف. {بَصِيرٌ (72)} [72] تام. {أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [73] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالشرط، أي: إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. {كَبِيرٌ (73)} [73] كاف، ولا وقف من قوله: «والذين آمنوا» إلى «حقًّا»؛ فلا يوقف على «في سبيل الله»، ولا على «ونصروا»؛ لأنَّ خبر «والذين» «أولئك»، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف. {حَقًّا} [74] كاف. {كَرِيمٌ (74)} [74] تام. {فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} [75] كاف، ومثله «في كتاب الله». {عَلِيمٌ (75)} [75] تام.   (1) وجه من قرأ: {لَهُ أُسَارى} [67]، و {مِنَ الأُسَارى} [70] بضم الهمزة فيهما وبألف بعد السين؛ أنهما جمع: أسير، ووجه من قرأ: بفتح الهمزة وسكون السين من غير ألف في الموضعين؛ أنهما بمعنى واحد. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص:239)، الإملاء للعكبري (2/ 6)، البحر المحيط (4/ 518)، المعاني للفراء (1/ 418)، النشر (2/ 277). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) نفسه. (4) نفسه. (5) وهي قراءة شاذة، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 سورة التوبة مدنية إلَّا آيتين من آخرها: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ} [128] إلى آخرها، فإنَّهما نزلتا بمكة. وإنَّما تُرِكت البسملة في براءة؛ لأنَّها نزلت لرفع الأمان، قال حذيفة بن اليمان: إنَّكم تسمونها التوبة، وإنَّما هي سورة العذاب، واللهِ ما تركت أحدًا إلَّا نالت منه. أو لأنَّها تشبه الأنفال وتناسبها؛ لأنَّ الأنفال ذكر العهود، وفي براءة نبذها؛ فضمت إليها، وقيل: لما اختلف الصحابة في أنهما سورة واحدة هي سابعة السبع الطوال، أو سورتان -تركت بينهما فرجة، ولم تكتب البسملة (1). -[آيها:] وهي مائة وتسع وعشرون آية في الكوفي، وثلاثون في عد الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات: 1 - {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [3] عدها البصري. 2 - {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [39] عدها الشامي. 3 - {وَعَادٍ وَثَمُودَ} [70]، وعدها المدنيان والمكي. - وكلمها: ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة، وعلى قراءة ابن كثير ثمانية وتسعون كلمة. - وحروفها: عشرة آلاف وثمانمائة وسبعة وثلاثون حرفًا. وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع ستة عشر موضعًا: 1 - {عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)} [1] بعده. 2 - {ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا} [4]، على أنَّ أهل البصرة قد جاء عنهم خلاف فيه، وفي قوله: «بريء من المشركين»، والصحيح عنهم ما قدمناه، والذي في أول السورة مجمع على عده. 3 - {بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ} [21]. 4 - {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ} [36]. 5 - {وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ} [48]. 6 - {وَفِي الرِّقَابِ} [60]. 7 - {مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [58]. 8 - {وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} [61]. 9 - {عَذَابًا أَلِيمًا} [74]، وهو الثاني. 10 - {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} [91]. 11 - {أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92)} [92].   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 93)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 12 - {مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [100]. 13 - {وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ} [107]. 14 - {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} [111]. 15 - {أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [113]. 16 - {مَا يَتَّقُونَ} [115]. 17 - {أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ} [126]. 18 - {عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)} [1] كاف، ورأس آية. 18 - {غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} [2] ليس بوقف؛ لعطف «وأنَّ الله» على ما قبله. 19 - {الْكَافِرِينَ (2)} [2] كاف، إن لم يعطف «وأذان» على «براءة». 20 - {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} [3] حسن، على قراءة الحسن البصري (1): «إنَّ الله» بكسر الهمزة على إضمار القول، وليس بوقف لمن فتحها على تقدير: بأن؛ لأنَّ «أن» متعلقة بما قبلها، وموضعها إما نصب أو جر، وهي قراءة الجماعة. {وَرَسُولِهِ} [3] كاف، إن رفع «ورسوله» عطفًا على مدخول «إن» قبل دخولها؛ إذ هو قبلها رفع على الابتداء، أو رفع عطفًا على الضمير المستكن في «بريء»، أي: بريء هو ورسوله، وإن رفع على الابتداء، والخبر محذوف تقديره: ورسوله بريء منهم، وحذف الخبر؛ لدلالة ما قبله عليه، فعليه يحسن الوقف على «المشركين»، ولا يحسن على «ورسوله»، وقد اجتمع القراء على رفع «ورسولَه» إلَّا عيسى بن عمر، وابن أبي إسحاق (2)؛ فإنَّهما كانا ينصبان، فعلى مذهبهما يحسن الوقف على «ورسوله»، ولا يحسن على «المشركين»؛ لأنَّ «ورسوله» عطف على لفظ الجلالة، أو على أنَّه مفعول معه، وقرأ الحسن (3): «ورسولِه» بالجرِّ؛ على أنه مقسم به، أي: ورسوله إنَّ الأمر كذلك، وحذف جوابه؛ لفهم المعنى، وعليها يوقف على «المشركين» أيضًا، وهذه القراءة يبعد صحتها عن الحسن؛ للإيهام، حتى يحكى أنَّ أعرابيًّا سمع رجلًا يقرأ: «ورسوله» بالجر -فقال الأعرابي: إن كان الله بريئًا من رسوله -فأنا بريء، فنفذه القارئ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فحكى الأعرابي الواقعة، فحينئذ أمر بتعليم   (1) وهي قراءة الأعرج أيضًا، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 204)، الإعراب للنحاس (2/ 4)، البحر المحيط (5/ 6)، تفسير القرطبي (8/ 70)، الكشاف (2/ 173). (2) وقرأها معهما زيد بن علي والحسن وروح، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص:240)، الإعراب للنحاس (2/ 5)، الإملاء للعكبري (2/ 6)، البحر المحيط (5/ 6)، تفسير القرطبي (8/ 70)، الكشاف (2/ 173)، تفسير الرازي (15/ 223). (3) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 6)، البحر المحيط (5/ 6)، تفسير القرطبي (8/ 70)، الكشاف (2/ 173)، تفسير الرازي (1/ 223). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 العربية، ويحكى أيضًا عن عليٍّ -كرم الله وجهه- وعن أبي الأسود الدؤلي. قال أبو البقاء: ولا يكون «ورسوله» عطفًا على «من المشركين»؛ لأنَّه يؤدي إلى الكفر، وهذا من الواضعات اهـ سمين، مع زيادة للإيضاح (1). {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [3] جائز. {غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} [3] حسن. {بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)} [3] ليس بوقف؛ للاستثناء بعده، وقيل: يجوز بجعل «إلَّا» بمعنى: الواو، ويبتدأ بها، ويسند إليها. {إِلَى مُدَّتِهِمْ} [4] كاف، ومثله «المتقين»، وقيل: تام. {كُلَّ مَرْصَدٍ} [5] كاف، ومثله «سبيلهم». {رَحِيمٌ (5)} [5] تام. {كَلَامَ اللَّهِ} [6] جائز. {مَأْمَنَهُ} [6] حسن. {لَا يَعْلَمُونَ (6)} [6] كاف. {الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [7] حسن. {فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [7] كاف. {الْمُتَّقِينَ (7)} [7] تام. {وَلَا ذِمَّةً} [8] حسن. {قُلُوبُهُمْ} [8] جائز. {فَاسِقُونَ (8)} [8] كاف، ومثله «عن سبيله»، وكذا «يعملون». {وَلَا ذِمَّةً} [10] حسن. {الْمُعْتَدُونَ (10)} [10] كاف، ومثله «في الدين»، و «يعلمون»، و «أئمة الكفر»، قرأ ابن عامر: «إنَّهم لا إيمان لهم» بكسر الهمزة، أي: لا تصديق لهم، والباقون بفتحها (2)؛ جمع يمين، يعني: نفي   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 112)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) من قرأ بكسر الهمزة؛ فمصدر: أمنت، من: الأمان، أي: لا يؤمنون في أنفسهم، ودل على أنه من الأمان قوله عنهم {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً}. وقرأ الباقون بفتح الهمزة؛ جمع: يمين، ودل على ذلك قوله قبل ذلك: {إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص:240)، البحر المحيط (5/ 15)، التيسير (ص:117)، تفسير الطبري (10/ 63)، تفسير القرطبي (8/ 85)، تفسير الكشاف (2/ 177)، الكشف للقيسي (1/ 500). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 الأيمان عن الكفار إن صدرت منهم، وبذلك قال الشافعي، وقال أبو حنيفة: يمين الكافر لا تكون يمينًا شرعية (1). {يَنْتَهُونَ (12)} [12] كاف، ومثله: «أوَّل مرة»، وقال الأخفش: تام، وخولف في هذا؛ لأنَّ ما بعده متعلق بما قبله، وقال بعضهم: الوقف «أتخشونهم»؛ لأنَّ اسم الله مبتدأ مع الفاء، وخبره «أحق»، أو «أن تخشوه» مبتدأ، و «أحق» خبره قُدِّم عليه، والجملة خبر الأول. {مُؤْمِنِينَ (13)} [13] كاف. {قُلُوبِهِمْ} [15] حسن، على القراءة المتواترة برفع (2): «يتوبُ» مستأنفًا، وليس بوقف على قراءة ابن أبي إسحاق (3): «ويتوبَ» بالنصب، على إضمار: (أن) وجوبًا؛ للأمر بالواو، فيكون القتال سببًا للتوبة. {مَنْ يَشَاءُ} [15] كاف. {حَكِيمٌ (15)} [15] تام. {وَلِيجَةً} [16] كاف. {بِمَا تَعْمَلُونَ (16)} [16] تام. {بِالْكُفْرِ} [17] حسن، على استئناف ما بعده، أي: ما كان لهم أن يعمروه في حال إقرارهم بالكفر، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من قوله: «للمشركين»، وعليه فلا يوقف على «بالكفر»، ولا على «أعمالهم». {خَالِدُونَ (17)} [17] تام، ومثله «من المهتدين». {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [19] حسن. {لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ} [19] أحسن منه. {الظَّالِمِينَ (19)} [19] تام؛ لانقطاع ما بعده عما قبله لفظًا ومعنى. {عِنْدَ اللَّهِ} [20] حسن. {الفائزون (20)} [20] كاف. {وَجَنَّاتٍ} [21] جائز.   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 151)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وهي قراءة الأئمة العشرة بالإجماع. (3) وقرأها معه الحسن وعيسى بن عمر والأعرج وزيد بن علي وعمرو بن قائد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 240)، الإعراب للنحاس (2/ 8)، البحر المحيط (5/ 17)، تفسير القرطبي (8/ 87)، الكشاف (2/ 178)، المحتسب لابن جني (1/ 284، 285)، النشر (2/ 278). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 {مُقِيمٌ (21)} [21] ليس بوقف؛ لأنَّ «خالدين» حال مما قبله. {أَبَدًا} [22] كاف. {عَظِيمٌ (22)} [22] تام. {عَلَى الْإِيمَانِ} [23] كاف؛ للابتداء بعده بالشرط. {الظَّالِمُونَ (23)} [23] تام، ولا وقف من قوله: «قل إن كان» إلى قوله: «بأمره»؛ لعطف المذكورات على «آباؤكم»، وخبر «كان» أحب، ولا يوقف على اسم كان دون خبرها. {بِأَمْرِهِ} [24] كاف. {الْفَاسِقِينَ (24)} [24] تام. {كَثِيرَةٍ} [25] حسن، وقيل: كاف، على إضمار فعل تقديره: ونصركم يوم حنين، وليس بوقف إن جعل «ويوم حنين» معطوفًا على قوله: «في مواطن»، ومنهم من وقف على «حنين»؛ لأنَّ «ويوم» عطف على محل «مواطن»؛ عطف ظرف زمان على ظرف مكان، وذلك جائز؛ تقول: مررت أمامك ويوم الجمعة، وهو جيد. {عَنْكُمْ شَيْئًا} [25] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال. {بِمَا رَحُبَتْ} [25] جائز. {مُدْبِرِينَ (25)} [25] حسن، و «ثم»؛ لترتيب الأخبار. {وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [26] صالح، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله، ولكنه من عطف الجمل المتغايرة المعنى. {وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [26] كاف، وكذا «الكافرين»، ومثله «من يشاء». {رَحِيمٌ (27)} [27] تام. {نَجَسٌ} [28] حسن، على استئناف ما بعده. {بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [28] كاف، وقيل: تام. {إِنْ شَاءَ} [28] كاف. {حَكِيمٌ (28)} [28] تام، ولا وقف إلى «صاغرون»؛ لأنَّ العطف يُصيِّر الأشياء كالشيء الواحد. {صَاغِرُونَ (29)} [29] تام. {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [30] جائز، ومثله «المسيح ابن الله»، وقيل: كاف؛ لتناهي مقول الفريقين، ورسموا «ابن» بألف في الموضعين؛ لأنَّ ألف «ابن» إنَّما تحذف إذا وقع (ابن) صفة بين علمين، ونسب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 لأبيه، فلو نسب لجده، كقولك: محمد بن هشام الزهري -لم تحذف الألف؛ لأنَّ هشامًا جده، أو نسب إلى أمه -لم تحذف أيضًا، كعيسى ابن مريم، أو نسب إلى غير أبيه -لم تحذف أيضًا، كالمقداد ابن الأسود؛ فأبوه الحقيقي عمرو، وتبناه الأسود، فهو كزيد ابن الأمير، أو زيد ابن أخينا (1). {بِأَفْوَاهِهِمْ} [30] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من «الفريقين»، أي: مضاهين قول الذين كفروا من قبل، وحينئذ لا يوقف من قوله: «وقالت اليهود» إلى «يضاهون قول الذين كفروا من قبل»؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض. {مِنْ قَبْلُ} [30] كاف. {أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)} [30] تام. {وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} [31] حسن، وقيل: تام، إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل حالًا، أي: اتخذوه غير مأمورين باتخاذه. {إِلَهًا وَاحِدًا} [31] حسن. {يُشْرِكُونَ (31)} [31] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {الْكَافِرُونَ (32)} [32] تام، على استئناف ما بعده، وإن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله لم يتم. {إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} [32]، وكذا {الدِّينِ كُلِّهِ} [33] ليس بوقف؛ لأنَّ «لو» قد اكتفى عن جوابها بما قبلها. {الْمُشْرِكُونَ (33)} [33] تام. {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [34] حسن، وقال أبو عمرو: تام، إن جعل «والذين يكنزون» في محل رفع بالابتداء، وخبره «فبشرهم»، وليس بوقف إن جعل في محل نصب عطفًا على «إنَّ كثيرًا»، وكأنَّه قال: إنَّ كثيرًا من الأحبار والرهبان ليأكلون، والذين يكنزون يأكلون أيضًا (2). {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [34] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)} [34] كاف، إن نصب «يوم» بمحذوف يدل عليه «عذاب»، أي: يعذبون يوم يحمى، أو نصب مقدرًا، وليس بوقف إن نصب «يوم» بقوله: «أليم»، أو «بعذاب»، ولكن نصبه «بعذاب» لا يجوز؛ لأنَّه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، فلا يجوز إعماله، وهذا الشرط في عمله النصب للمفعول به، لا في عمله في الظرف والجار والمجرور؛ لأنَّ الجوامد قد تعمل فيه مع عمله في المتعلق، ولو أعمل وصفه: وهو أليم عظيم قدره يوم يحمى عليها.   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 201)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: تفسير الطبري (14/ 216)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 {وَظُهُورُهُمْ} [35] كاف، على استئناف ما بعده؛ لأنَّ ما بعده قولًا محذوفًا تقديره: فيقال هذا الكي جزاء ما كنزتم لأنفسكم. {لِأَنْفُسِكُمْ} [35] جائز. {تَكْنِزُونَ (35)} [35] تام. {وَالْأَرْضَ} [36] جائز. {حُرُمٌ} [36] حسن. {الْقَيِّمُ} [36] حسن. {أَنْفُسَكُمْ} [36] كاف، على أنَّ الضمير في «فيهن» يعود على «أربعة»، فلا يوقف من قوله: «منها أربعة» إلى قوله: «أنفسكم»، وإن جعل الضمير في «فيهن» يعود على «اثنا عشر» -لم يوقف من قوله: «يوم خلق السموات والأرض» إلى قوله: «ذلك الدين القيم»، قاله يعقوب، ثم قال: والصحيح في ذلك أنَّ عود الضمير لا يمنع الوقف على ما قبله؛ لأنَّ بعض التام والكافي جميعه كذلك، قاله النكزاوي. {كَافَّةً} [36] كاف. {الْمُتَّقِينَ (36)} [36] تام. {فِي الْكُفْرِ} [37] حسن، لمن قرأ: «يُضَل» بضم الياء وفتح الضاد مبنيًّا للمفعول، وبها قرأ الأخوان (1)، وحفص، والباقون مبنيًّا للفاعل من «أضل» (2)، وليس بوقف لمن قرأ بفتح الياء وكسر الضاد يجعل الضلالة والزيادة من فعلهم، كأنَّه قال: زادوا في الكفر فضلُّوا. {مَا حَرَّمَ اللَّهُ} [37] حسن. {أَعْمَالِهِمْ} [37] كاف. {الْكَافِرِينَ (37)} [37] تام. {إِلَى الْأَرْضِ} [38] حسن، وقيل: للاستفهام بعده. {مِنَ الْآَخِرَةِ} [38] أحسن منه. {إِلَّا قَلِيلٌ (38)} [38] كاف؛ للابتداء بعده بالشرط، وليست «إلَّا» حرف استثناء في الموضعين، وإنَّما هي (إنْ) الشرطية أدغمت النون في اللام، وسقطت النون في «تنفروا»، وسقوطها علامة الجزم،   (1) وهما حمزة والكسائي الكوفيان. (2) وجه من قرأ بضم الياء؛ أنه مبني للمفعول من: أضل، معدى: ضل. ووجه من قرأ بفتح الياء وكسر الضاد؛ أنه مبني للفاعل من: ضل، و {الذين كفروا} فاعل. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 242)، الإعراب للنحاس (2/ 17)، الإملاء للعكبري (2/ 8)، البحر المحيط (5/ 40). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 وجواب الشرط «يعذبكم»، وتقديرهما: إن لم تنفروا، إن لم تنصروه. {قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [39] حسن، ومثله «شيئًا». {قَدِيرٌ (39)} [39] كاف. {إِن اللَّهَ مَعَنَا} [40] حسن. {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} [40] كاف، إن جعل الضمير في «عليه» للصديق - رضي الله عنه - وهو المختار، كما روي عن سعيد بن جبير، وإن جعل الضمير في «عليه» للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكف الوقف عليه. {السُّفْلَى} [40] تام، لمن قرأ: «وكلمةُ الله» بالرفع، وبها قرأ العامة (1)، وهي أحسن؛ لأنَّك لو قلت: وجعل كلمة الله هي العليا بالنصب عطفًا على مفعولي «جعل» -لم يكن حسنًا، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفًا على «كلمة الذين كفروا هي السفلى»، وبها قرأ علقمة، والحسن، ويعقوب (2)، قال أبو البقاء: وهو ضعيف لثلاثة أوجه: أحدها: وضع الظاهر موضع المضمر، كقول الشاعر: لا أَرى المَوتَ يَسبِقُ المَوتَ شَيءٌ ... نَغَّصَ المَوتُ ذا الغِنى وَالفَقيرا (3) إذ لو كان كذلك لكان «وجعل كلمته هي العليا»، وقراءته بالنصب –إذن- جائزة معروفة في كلام العرب. الثاني: أن فيه دلالة على أنَّ «كلمة الله» كانت سفلى، فصارت عليا، وليس كذلك. الثالث: توكيد مثل ذلك بـ «هى» بعيد؛ إذ ليس القياس أن تكون إياها، وقيل: ليست توكيدًا؛ لأنَّ المضمر لا يؤكد المظهر (4)، اهـ سمين.   (1) وهي قراءة الإئمة العشرة، سوى يعقوب. (2) وكذا الأعمش والمطوعي، وهي قراءة متواترة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 242)، الإعراب للنحاس (2/ 19)، الإملاء للعكبري (2/ 9)، البحر المحيط (5/ 44)، تفسير القرطبي (8/ 149)، الكشاف (2/ 191). (3) البيت من الخفيف، وقائله عدي بن زيد، من قصيدة يقول في مطلعها: إِنَّ لِلدَهرِ صَولَةً فَاِحذَرنَها ... لا تَنامَنَّ قَد أَمِنتَ الدُهورا عدي بن زيد (? - 36 ق. هـ/? - 587 م) عدي بن زيد بن حمّاد بن زيد العبادي التميمي، شاعر من دهاة الجاهليين، كان قرويًا من أهل الحيرة، فصيحًا، يحسن العربية والفارسية، والرمي بالنشاب، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، الذي جعله ترجمانًا بينه وبين العرب، فسكن المدائن ولما مات كسرى وولي الحكم هرمز أعلى شأنه ووجهه رسولًا إلى ملك الروم طيباريوس الثاني في القسطنطينية، فزار بلاد الشام، ثم تزوج هندًا بنت النعمان، وشى به أعداء له إلى النعمان بما أوغر صدره فسجنه وقتله في سجنه بالحيرة.-الموسوعة الشعرية (4) انظر: تفسير الطبري (14/ 257)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 {هِيَ الْعُلْيَا} [40] كاف، على القراءتين (1). {حَكِيمٌ (40)} [40] تام؛ للابتداء بالأمر، وانتصب «خفافًا وثقالًا» على الحال من فاعل «انفروا». {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [41] حسن. {تَعْلَمُونَ (41)} [41] كاف، ومثله «الشقة»؛ على استئناف ما بعده، أي يقولون: بالله لو استطعنا، أو «بالله» متعلق بـ «سيحلفون». {مَعَكُمْ} [42] حسن. {يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ} [42] أحسن منه. {لَكَاذِبُونَ (42)} [42] كاف، وزعم بعضهم أنَّ الوقف على «عفا الله عنك»، وغرَّه أنَّ الاستفهام افتتاح كلام، وليس كما زعم؛ لشدة تعلق ما بعده به، ووصله بما بعده أولى، وقول من قال: لابدَّ من إضمار شيء -تكون «حتى» غاية له، أي: وهلا تركت الإذن لهم حتى يتبين لك العذر -الكلام في غنية عنه، ولا ضرورة تدعو إليه؛ لتعلق ما بعده به. {الْكَاذِبِينَ (43)} [43] كاف، ومثله «وأنفسهم»، و «بالمتقين»، و «يترددون». {لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [46] وصله بما بعده أولى؛ لحرف الاستدراك بعده، قرأ العامة (2): «عُدةً» بضم العين وتاء التأنيث، أي: من الماء والزاد والراحلة، وقرئ (3): «لأعدوا له عَدة» بفتح العين وضمير له عائد على الخروج. {فَثَبَّطَهُمْ} [46] جائز. {الْقَاعِدِينَ (46)} [46] كاف، قيل: هو من كلام بعضهم لبعض، وقيل: من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، والقاعدون: النساء والصبيان. {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} [47] حسن، على أنَّ الواو للاستئناف، وليس بوقف إن جعلت الجملة حالًا من مفعول «يبغونكم»، أو من فاعله، ورسموا «ولا أوضعوا» بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعلم زيادتها من جهة اللفظ، بل من جهة المعنى؛ لأنَّهم يرسمون ما لا يتلفظ به {سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [47] كاف، ومثله «بالظالمين»، وكذا «كارهون». {وَلَا تَفْتِنِّي} [49] حسن، نزلت في الجد بن قيس، قال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «هل لك في جلاد بني الأصفر؟» (4) وكان لهم بنات لم يكن في وقتهن أجمل منهن، فقال الجد بن قيس: ائذن لي في التخلف،   (1) أي: على القراءتين المشار إليهما في: «كلمة» سابقًا. (2) أي: الأئمة العشرة. (3) لم أعثر عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. (4) قال الألباني في السلسلة الصحيحة (6/ 1225): أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (4/ 51/1) من طريق محمد ابن إسحاق: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، قال جد: أو تأذن لي يا رسول الله، فإني رجل أحب النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت بنات بني الأصفر أن أفتن؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو معرض عنه -: "قد أذنت لك". فعند ذلك أنزل الله: «ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا». قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات معروفون من رجال "التهذيب" غير سعيد بن عبد الرحمن هذا، فأورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/39): برواية ابن إسحاق هذا، وبيض له، وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 249): وقال: "روى عنه أهل المدينة، وكان شاعرا". قلت: فهو إذن معروف وتابعي، ولذلك حسنته، وقد ذكره ابن إسحاق في السيرة (4/ 169 - 170) بأتم منه من تحديثه عن الزهري ويزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم من العلماء، الأمر الذي يشعر بأن الحديث كان مشهورًا عندهم، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في التفسير (10/ 104)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 213 - 214). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 ولا تفتني بذكر بنات بني الأصفر؛ فقد علم قومي أنَّي لا أتمالك عن النساء إذا رأيتهن. واختلف في الابتداء بقوله: «ائذن لي»، فالكسائي يبدأ بهمزتين الثانية منهما ساكنة، ومن أدرج الألف في الوصل ابتدأ بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة؛ لأنَّ القاعدة في الابتداء بالهمز: أن يكتب الساكن بحسب حركة ما قبله أوَّلًا، أو وسطًا، أو آخر نحو: (ائذن، وائتمن، والبأساء، واقرأ، وجئناك، وهيء، والمؤتون، وتسؤهم)؛ لأنَّ اللفظ يُكتَب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء به والوقف عليه (1). {سَقَطُوا} [49] حسن، معناه: في الإثم الذي حصل بسبب تخلفهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. {بِالْكَافِرِينَ (49)} [49] كاف. {تَسُؤْهُمْ} [50] حسن؛ للابتداء بالشرط. {فَرِحُونَ (50)} [50] تام. {لَنَا} [51] جائز. {مَوْلَانَا} [51] حسن. {الْمُؤْمِنُونَ (51)} [51] كاف. {الْحُسْنَيَيْنِ} [52] حسن، يعني: الغنيمة، أو الشهادة. {أَوْ بِأَيْدِينَا} [52] حسن. {فَتَرَبَّصُوا} [52] أحسن منه؛ للابتداء بعدُ بـ «إنَّا». {مُتَرَبِّصُونَ (52)} [52] أحسن منهما، وقيل: لا وقف من قوله: «قل هل تربصون» إلى «متربصون»؛ لأنَّ ذلك كله داخل تحت المقول المأمور به، والوقف على المواضع المذكورة في هذه الآية؛ للفصل بين الجمل المتغايرة المعنى.   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 295)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 {لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} [53] جائز. {فَاسِقِينَ (53)} [53] كاف، ومثله «كارهون». {وَلَا أَوْلَادُهُمْ} [55] حسن، إن جعل «في الحياة الدنيا» متصلًا بالعذاب، كأنَّه قال: إنَّما يريد الله ليعذبهم بها، أي: بالتعب في جمعها وإنفاقها كرهًا، وهو قول أبي حاتم، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ الآية من التقديم والتأخير؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض، أي: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنَّما يريد الله ليعذبهم بها، أي: في الآخرة، وهذا الشرط معتبر في قوله: «وأولادهم» الآتي (1). {وَهُمْ كَافِرُونَ (55)} [55] حسن، ومثله: «إنَّهم لمنكم» الأول. {يَفْرَقُونَ (56)} [56] كاف، ومثله «يجمحون». {فِي الصَّدَقَاتِ} [58] حسن، وهو حرقوص بن زهير التميمي ذو الخويصرة رأس الخوارج. {رَضُوا} [58] جائز؛ للفصل بين الشرطين، وجواب الأول لا يلزم فيه المقارنة بخلاف الثاني، فجاء بـ «إذا» الفجائية، وإنَّهم إذا لم يعطوا فاجأ سخطهم، ولم يكن تأخيره لما جبلوا عليه من محبة الدنيا والشره في تحصيلها، ومفعول «رضوا» محذوف، أي: رضوا ما أعطوا (2). {يَسْخَطُونَ (58)} [58] كاف. {حَسْبُنَا اللَّهُ} [59] حسن، ومثله «ورسوله»؛ على استئناف ما بعده، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ من قوله: «ولو أنَّهم رضوا» إلى «راغبون» -متعلق بـ «لو»، وجواب «لو» محذوف تقديره: لكان خيرًا لهم، وقيل جوابها: وقالوا، والواو زائدة، وهذا مذهب الكوفيين، وقوله: «سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنَّا إلى الله راغبون» هاتان الجملتان كالشرح لقوله: «حسبنا الله»، ولذلك لم يتعاطفا؛ لأنَّهما كالشيء الواحد؛ لاتصال منع العطف، قاله السمين. {رَاغِبُونَ (59)} [59] تام. {وَابْنِ السَّبِيلِ} [60] جائز؛ لأنَّ ما بعده منصوب في المعنى بما قبله؛ لأنَّه في معنى المصدر المؤكد، أي: فرض الله هذه الأشياء عليكم فريضة. {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} [60] كاف. {حَكِيمٌ (60)} [60] تام. {هُوَ أُذُنٌ} [61] حسن، وكاف إن نوّن «أذنٌ»، و «خيرٌ» ورفعا (3)، ومن قرأ: «قل هو أذن خير»   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 286)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (14/ 300). (3) وهي قراءة الحسن البصري والرفع والتنوين على الابتداء. وجه من قرأ بالتنوين: {قُلْ أُذُنٌ}، و {خَيْرٌ لَكُمْ} بالرفع، أن «أذن» خبر مبتدأ محذوف، و {خَيْرٌ} خبر ثان لذلك المحذوف، وهذه الرواية شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 243)، الإعراب للنحاس (2/ 26)، الإملاء للعكبري (2/ 9)، المعاني للفراء (1/ 444)، تفسير الرازي (16/ 116). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 بخفض الراء على الإضافة، وهي القراءة المتواترة (1) -كان وقفه على «منكم» حسنًا على القراءتين. {وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} [61] كاف، لمن قرأ: «ورحمةٌ» بالرفع مستأنفًا، أي: وهو رحمة، وليس بوقف لمن رفعها عطفًا على «أذن»، وكذا من جرها عطفًا على «خير» (2)، والمعنى: أنَّنا نقول ما شئنا، ثم نأتي فنعتذر فيقبل منا، فقال الله: «قل أذن خير لكم»، أي: إن كان الأمر على ما تقولون -فهو خير لكم، وليس الأمر كما تقولون، ولكنه يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، أي: إنَّما يصدق المؤمنين. {آَمَنُوا مِنْكُمْ} [61] كاف، ومثله «أليم»، وكذا «ليرضوكم»، على استئناف ما بعده. {مُؤْمِنِينَ (62)} [62] تام. {خَالِدًا فِيهَا} [63] كاف، ومثله «العظيم». {بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ} [64]، و {قُلِ اسْتَهْزِئُوا} [64]، و {مَا تَحْذَرُونَ (64)} [64]، و {وَنَلْعَبُ} [65] كلها وقوف كافية. {تَسْتَهْزِئُونَ (65)} [65] حسن. {لَا تَعْتَذِرُوا} [66] أحسن منه، وقيل: تام. {بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [66] كاف، سواء قرئ: «تُعف» بضم التاء مبنيًّا للمفعول، أي: هذه الذنوب، أو قرئ: «تُعذب» بضم التاء مبنيًّا للمفعول أيضًا، «طائفة» نائب الفاعل، وبها قرأ مجاهد (3)، وقرئ: «نَعف» بنون العظمة، و «نُعذب» كذلك، «طائفة» بالنصب على المفعولية، وبها قرأ عاصم، وقرأ الباقون: «إنَّ يعف تعذب» مبنيًّا للمفعول، ورفع «طائفة» على النيابة، والنائب في الأول الجار بعده (4).   (1) وهي قراءة الأئمة العشرة. انظر: المصادر السابقة. (2) قرأ حمزة: {وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ} [61] بالخفض، أي: بخفض «رحمة» عطفا على قوله: {أُذُنُ خَيْرٍ}، أي: هو أذن خير وأذن رحمة. وقرأ الباقون بالرفع عطفا على قوله: {أُذُنِ} ويجوز أن يكون الرفع على إضمار مضاف محذوف تقديره: قل هو أذن خير لكم وهو ذو رحمة. انظر هذه القراءة في: الحجة لأبي زرعة (ص: 320)، الكشف للقيسي (1/ 503). (3) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 67)، الكشاف (2/ 200)، المحتسب لابن جني (1/ 298)، تفسير الرازي (16/ 124). (4) وجه من قرأ بنون مفتوحة وضم الفاء من: {إِنْ نَعُفُ}، و {نُعَذِّبُ} بالنون وكسر الذال، و {طَائِفَةً} بالنصب؛ وذلك على البناء للفاعل والفاعل ضمير يعود على الله تعالى. وقرأ الباقون: {يُعْفَ} بياء تحتية مضمومة وفتح الفاء مبنية للمفعول: {تُعَذَّبْ} بتاء مضمومة وفتح الذال على البناء للمفعول، و {طَائِفَةٌ} بالرفع نائب الفاعل، ونائب الفاعل في الأول: {عَنْ طَائِفَةٍ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 243)، البحر المحيط (5/ 67)، التيسير (ص: 118، 119)، الحجة لابن خالويه (ص: 176)، الحجة لأبي زرعة (ص: 320)، النشر (2/ 280). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 {مُجْرِمِينَ (66)} [66] حسن، ومثله «من بعض»؛ لأنَّه لو وصل بما بعده لكانت الجملة صفة لبعض، وهي صفة لكل المنافقين. {أَيْدِيَهُمْ} [67] جائز. {فَنَسِيَهُمْ} [67] كاف، ومثله «الفاسقون». {خَالِدِينَ فِيهَا} [68] جائز. {هِيَ حَسْبُهُمْ} [68] حسن. {وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ} [68] أحسن منه. {مُقِيمٌ (68)} [68] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله، وقيل: حسن؛ لكونه رأس آية، وذلك على قطع الكاف في قوله: «كالذين» عما قبلها، أي: أنتم كالذين؛ فالكاف في محل رفع خبر مبتدأ محذوف. {وَأَوْلَادًا} [69] جائز. {بِخَلَاقِهِمْ} [69] ليس بوقف؛ لاتساق ما بعده على ما قبله. {كَالَّذِي خَاضُوا} [69] كاف، على استئناف ما بعده. {وَالْآَخِرَةِ} [69] جائز. {الْخَاسِرُونَ (69)} [69] كاف. {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} [70] حسن، ومثله «بالبينات»؛ للابتداء بعدُ بالنفي. {يَظْلِمُونَ (70)} [70] تام. {أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [71] جائز. {وَرَسُولَهُ} [71] حسن. {سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} [71] أحسن منه، وقيل: كاف؛ للابتداء بـ «إنَّ». {عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)} [71] تام، ولا وقف من قوله: «وعد الله» إلى «عدن»، فلا يوقف على «الأنهار»؛ لأنَّ «خالدين» حال مما قبله، ولا على «فيها»؛ لاتساق ما بعده على ما قبله. {فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} [72] كاف، ومثله «أكبر». {الْعَظِيمُ (72)} [72] تام؛ لانتهاء صفة المؤمنين بذكر ما وعدوا به من نعيم الجنات. {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [73] جائز. {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} [73] حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)} [73] كاف. {مَا قَالُوا} [74] حسن، حلف الجلاس بن سويد من المنافقين إن كان محمد صادقًا فنحن شر من الحمير. {بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [74] كاف، وكذا من فضله؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {يَكُ خَيْرًا لَهُمْ} [74] كاف؛ للابتداء بالشرط أيضًا، وللفصل بين الجملتين. {وَالْآَخِرَةِ} [74] كاف؛ للابتداء بالنفي. {وَلَا نَصِيرٍ (74)} [74] تام. {مِنَ الصَّالِحِينَ (75)} [75] حسن، ومثله «معرضون». {يَكْذِبُونَ (77)} [77] تام. {الْغُيُوبِ (78)} [78] كاف، إن جعل «الذين» خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ خبره «سخر الله منهم»، وليس بوقف إن جعل بدلًا من الضمير في «نجواهم»، ولا وقف من قوله: «الذين يلمزون» إلى قوله: «سخر الله منهم»، فلا يوقف على «في الصدقات»، ولا «على جهدهم»، ولا على «فيسخرون منهم»؛ لأنَّ خبر المبتدأ لم يأت، وهو «سخر الله منهم». والوقف على {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [79] جائز. {أَلِيمٌ (79)} [79] كاف. {أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [80] جائز؛ للابتداء بالشرط. {فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [80] كاف، ومثله «ورسوله». {الْفَاسِقِينَ (80)} [80] تام، ولا وقف من قوله: «فرح المخلفون» إلى قوله: «في الحر»، فلا يوقف على «رسول الله»، ولا على «في سبيل الله». {فِي الْحَرِّ} [81] كاف، ومثله «أشد حرًّا»؛ لأنَّ جواب «لو» محذوف، أي: لو كانوا يفقهون حرارة النار لما قالوا: «لا تنفروا في الحر»، ولو وصل لفهم إن نار جهنم لا تكون أشد حرًّا إن لم يفقهوا ذلك. {يَفْقَهُونَ (81)} [81] كاف، ومثله «كثيرًا»؛ لأنَّ «جزاء» إما مفعول له، أو مصدر لفعل محذوف، أي: يجزون جزاء. {يَكْسِبُونَ (82)} [82] كاف، ومثله «معي عدوًا»، وقيل: لا وقف من قوله: «فقل لن تخرجوا» إلى «مع الخالفين»؛ لأنَّ ذلك كله داخل في القول. {أَوَّلَ مَرَّةٍ} [83] جائز. {مَعَ الْخَالِفِينَ (83)} [83] كاف، والوقف على «قبره»، و «فاسقون»، و «وأولادهم»، و «كافرون»، و «مع القاعدين»، و «مع الخوالف»، و «لا يفقهون» كلها وقوف كافية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 {وَأَنْفُسِهِمْ} [88] جائز. {لَهُمُ الْخَيْرَاتُ} [88] كاف. {الْمُفْلِحُونَ (88)} [88] تام. {خَالِدِينَ فِيهَا} [89] كاف. {الْعَظِيمُ (89)} [89] تام. {لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} [90] تام، عند نافع، وقال غيره: ليس بتام؛ لأنَّ قوله: «وقعد الذين» معطوف على «وجاء». {وَرَسُولَهُ} [90] كاف. {أَلِيمٌ (90)} [90] تام، ولا وقف من قوله: «ليس على الضعفاء» إلى قوله: «ورسوله»، فلا يوقف على «المرضى»، ولا على «حرج»؛ لاتساق الكلام. {وَرَسُولِهِ} [91] كاف؛ للابتداء بالنفي، ومثله «من سبيل»، وكذا «رحيم»، وجاز الوقف عليه إن عطف ما بعده عليه؛ لكونه رأس آية، وقيل: «تام» على أنه منقطع عما بعده؛ لأنَّ الذي بعده نزل في العرباض بن سارية وأصحابه، ولا وقف من قوله: «ولا على الذين» إلى قوله: «ما ينفقون»، فلا يوقف على قوله: «عليه»؛ لأنَّ قوله: «تولوا» علة لـ «أتوك»، ولا على «حزنًا»؛ لأنَّ قوله: «ألَّا يجدوا» مفعول من أجله، والعامل فيه «حزنًا»، فيكون «ألَّا يجدوا» علة العلة، يعني: أنَّه علَّل فيض الدمع بالحزن، وعلَّل الحزن بعدم وجدان النفقة، وهو واضح (1)، انظر: السمين. {مَا يُنْفِقُونَ} [91] تام. {أَغْنِيَاءُ} [93] جائز؛ لأنَّ «رضوا» يصلح أن يكون مستأنفًا ووصفًا. {الْخَوَالِفِ} [93] حسن. {لَا يَعْلَمُونَ (93)} [93] تام، على استئناف ما بعده. {إِلَيْهِمْ} [94] حسن. {لَا تَعْتَذِرُوا} [94] أحسن منه. {لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ} [94] أحسن منهما. {مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [94] كاف؛ لاستيفاء بناء المفاعيل الثلاث: الأول «نا»، والثاني «من أخباركم»، و «من» زائدة، والثالث حذف اختصارًا؛ للعلم به، والتقدير: نبأنا الله من أخباركم كذا. {وَرَسُولُهُ} [94] حسن.   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 419)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 {تَعْمَلُونَ (94)} [94] كاف، وقيل: تام. {لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} [95] جائز، ومثله «فأعرضوا عنهم»، وكذا «إنهم رجس ومأواهم جهنم»، وما بعده منصوب بما قبله في المعنى؛ لأنَّه إما مفعول له، أو مفعول لمحذوف، أي: يجزون جزاء. {لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ} [96] كاف؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {الْفَاسِقِينَ (96)} [96] تام. {عَلَى رَسُولِهِ} [97] كاف، ومثله «حكيم». {الدَّوَائِرَ} [98] حسن، وقيل: كاف. {السَّوْءِ} [98] كاف. {عَلِيمٌ (98)} [98] تام. {الرَّسُولِ} [99] كاف. {قُرْبَةٌ لَهُمْ} [99] حسن. {فِي رَحْمَتِهِ} [99] كاف. {رَحِيمٌ (99)} [99] تام. {بِإِحْسَانٍ} [100] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «رضي الله عنهم» خبر «والسابقون»، فلا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف. وكان عمر بن الخطاب يرى أنَّ الواو ساقطة من قوله: «والذين اتبعوهم»، ويقول: إن الموصول صفة لما قبله، حتى قال له زيد بن ثابت: إنَّها بالواو، فقال: ائتوني بثان، فأتوه به، فقال له: تصديق ذلك في كتاب الله في: 1 - {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3]. 2 - {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 10]. 3 - {وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا} [75]. وروي أنَّه سمع رجلًا يقرؤها بالواو، فقال: أبى فدعاه، فقال: أقرأنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنَّك لتبيع القرظ بالينبع، قال: صدقت، وإن شئت قل: «شهدنا، وغبتم، ونصرنا، وخذلتم، وأوينا، وطردتم»، ومن ثَم قال عمر: لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يرفعها أحد بعدنا (1). {وَرَضُوا عَنْهُ} [100] صالح. {أَبَدًا} [100] أصلح. {الْعَظِيمُ (100)} [100] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 434)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 {مُنَافِقُونَ} [101] كاف، إن جعل «وممن حولكم» خبرًا مقدمًا، و «منافقون» مبتدأ مؤخرًا، و «من الإعراب»؛ لبيان الجنس، أو جعل «ومن أهل المدينة» خبرًا مقدمًا، والمبتدأ بعده محذوفًا -قامت صفته مقامه، والتقدير: ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق، ويجوز حذف هذا المبتدأ الموصوف بالفعل، كقولهم: منا ظعن ومنا أقام؛ يريدون: منا جمع ظعن وجمع أقام، ويكون الموصوف بالتمرد منافقو المدينة، ويكون من عطف المفردات إذا عطفت خبرًا على خبر، وليس بوقف إن جعلت «مردوا» جملة في موضع النعت لقوله: «منافقون»، أي: وممن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق (1). {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ} [101] جائز، والأولى وصله بما بعده؛ لتعلقه به. {لَا تَعْلَمُهُمْ} [101] حسن، وكذا «نحن نعلمهم». {عَظِيمٍ (101)} [101] تام، وقيل: كاف؛ لأنَّ قوله: «وآخرون» معطوف على قوله: «منافقون» إن وقف على «المدينة»، ومن لم يقف كان معطوفًا على قوم المقدر، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: ومنهم آخرون. {وَآَخَرَ سَيِّئًا} [102] جائز. {أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [102] كاف. {رَحِيمٌ (102)} [102] تام، فلما تاب عليهم قالوا: يا رسول الله خذ أموالنا لله، وتصدق بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أمرت في أموالكم بشيء» (2)، فأنزل الله تعالى: «خذ من أموالهم» الآية. {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [103] كاف؛ للابتداء بـ «إن»، وكذا «سكن لهم»، ومثل ذلك «عليم»، و «الرحيم». {وَالْمُؤْمِنُونَ} [105] حسن. {تَعْمَلُونَ (105)} [105] كاف، وما بعده عطف على الأول، أي: ومنهم آخرون. {وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [106] كاف، ومثله «حكيم» على استئناف ما بعده، وهو مبتدأ محذوف   (1) انظر: المصدر السابق (14/ 440). (2) وذكرت هذه الرواية في أسباب النزول للواحدي (ص: 175)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 165): رواه البزار من طريقتين إحداهما متصلة عن أبي هريرة والأخرى عن أبي سلمة مرسلة، قال ولم نسمع أحدًا أسنده من حديث عمر بن أبي سلمة إلّا طالوت بن عَبّاد، وفية عمر بن أبي سلمة وثقة العجلى وأبو خيثمة وابن حبان وضعفه شعبة وغيره، وبقية رجالهما ثقات، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: وإسناده ضعيف جدًا، كما قال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف (4/ 77/133)، وعلته علي بن يزيد الألهاني؛ قال الهيثمي في المجمع (7/ 31 - 32): رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو متروك. ومعان بن رفاعة؛ لين الحديث كما في التقريب. وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (3/ 135): إسناده ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 الخبر، تقديره: منهم، أو فيما يتلى عليكم، أو فيما يقص عليكم؛ على قراءة من قرأ: «والذين» بغير واو، وبالواو عطفًا على ما قبله؛ لأنَّه عطف جملة على جملة، فكأنّه استئناف كلام على آخر، وليس بوقف على قراءة نافع، وابن عامر بغير واو (1)، وإن أعرب بدلًا من قوله: «وآخرون مرجون». {مِنْ قَبْلُ} [107] جائز. {الْحُسْنَى} [107] كاف. {لَكَاذِبُونَ (107)} [107] تام، إن لم تجعل «لا تقم فيه أبدًا» خبر قوله: «والذين اتخذوا»، وليس وقفًا إن جعل «الذين» مبتدأ، وخبره «لا يزال بنيانهم»، فلا يوقف عليه، ولا على شيء قبل الخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {أَبَدًا} [108] حسن؛ للابتداء بلام الابتداء، أو جواب قسم محذوف، وعلى التقديرين يكون «لمسجد» مبتدأ، و «أسس» في محل رفع نعتًا له، و «أحق» خبره، ونائب الفاعل ضمير «المسجد» على حذف مضاف، أي: أسس بنيانه. {أَنْ تَقُومَ فِيهِ} [108] حسن، إن جعل «فيه» الثانية خبرًا مقدمًا، و «رجال» مبتدأ مؤخر، وليس وقفًا إن جعل صفة «لمسجد»، و «رجال» فاعل بها، وهو أولى من حيث إنَّ الوصف بالمفرد أصل، والجار قريب من المفرد، انظر: السمين. {أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [108] كاف. {الْمُطَّهِّرِينَ (108)} [108] تام. {وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ} [109] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [109] كاف. {الظَّالِمِينَ (109)} [109] تام، على أنَّ قوله: «لا تقم فيه أبدًا» خبر «الذين»، أو على تقدير: ومنهم الذين، فإن جعلت «لا يزال» خبر «الذين» -فلا يتم الوقف على «الظالمين». {قُلُوبِهِمْ} [110] كاف. {حَكِيمٌ (110)} [110] تام. {الْجَنَّةَ} [111] جائز. {وَالْقُرْآَنِ} [111] كاف؛ للابتداء بعدُ بالشرط، والاستفهام التقريري، أي: لا أحد أوفى بعهده من الله تعالى، فإخلافه لا يجوز على الله تعالى؛ إذ إخلافه لا يقدم عليه الكرام، فكيف بالغني الذي لا   (1) وقرأ الباقون: {وَالَّذِينَ} بالواو. وجه من قرأ بغير واو، أنه كذا هو في مصاحف أهل المدينة والشام. ووجه من قرأ بالواو، أنه كذا هو في مصاحفهم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 244)، الإعراب للنحاس (2/ 40)، الإملاء للعكبري (2/ 12)، البحر المحيط (5/ 98). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 يجوز عليه قبيح قط؟! {مِنَ اللَّهِ} [111] جائز. {بَايَعْتُمْ بِهِ} [111] كاف. {الْعَظِيمُ (111)} [111] تام، إن رفع ما بعده على الاستئناف، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جر بدلًا من «المؤمنين»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ولا وقف من قوله: «التائبون» إلى «لحدود الله»، ولم يأت بعاطف بين هذه الأوصاف؛ لمناسبتها لبعضها إلَّا في صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لتباين ما بينهما، فإنَّ الأمر طلب فعل، والنهي طلب ترك، وقيل: الواو واو الثمانية؛ لأنَّها دخلت في الصفة الثامنة، كقوله: {وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف: 22]؛ لأنَّ الواو تؤذن بإن ما بعدها غير ما قبلها، والصحيح أنَّها للعطف. {لِحُدُودِ اللَّهِ} [112] حسن. {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)} [112] تام؛ للابتداء بالنفي. {الْجَحِيمِ (113)} [113] كاف. {وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [114] حسن، وقال نافع: تام. {تَبَرَّأَ مِنْهُ} [114] حسن. {حَلِيمٌ (114)} [114] تام. {مَا يَتَّقُونَ} [115] كاف. {عَلِيمٌ (115)} [115] تام. {وَالْأَرْضِ} [116] جائز. {وَيُمِيتُ} [116] كاف؛ للابتداء بالنفي. {وَلَا نَصِيرٍ (116)} [116] تام. {فَرِيقٍ مِنْهُمْ} [117] جائز، والأولى وصله؛ لتنوع توبة التائبين، والتوبة تشعر بذنب، وأما النبي فملازم للترقي، فتوبته رجوع من طاعة إلى أكمل منها (1). {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} [117] كاف، ومثله «رحيم»، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على قوله: «والأنصار»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {خُلِّفُوا} [118] جائز؛ لأنَّ المعنى: لقد تاب الله على النبيِّ وعلى الثلاثة، ويرتقي لدرجة الحسن بهذا التقدير.   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 539)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 {إِلَّا إِلَيْهِ} [118] جائز، و «ثم»؛ لترتيب الأخبار. {لِيَتُوبُوا} [118] كاف. {الرَّحِيمُ (118)} [118] تام، ومثله «الصادقين». {عَنْ نَفْسِهِ} [120] حسن، وقال أحمد بن موسى: تام. {عَمَلٌ صَالِحٌ} [120] كاف. {الْمُحْسِنِينَ (120)} [120] كاف، وقال أبو حاتم، لا أحب الوقف على «المحسنين»؛ لأنَّ قوله: «ولا ينفقون نفقة» معطوف على «ولا ينالون»، وقيل: تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على قوله: «لا يصيبهم»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ} [121] ليس بوقف؛ لأنَّ لام «ليجزيهم الله» (لام كي)، وهي لا يبتدأ بها؛ لأنَّها متعلقة بما قبلها، وقال أبو حاتم السجستاني: تام؛ لأنَّ اللام لام قسم حذفت منه النون تخفيفًا، والأصل: (ليجزينهم) فحذفوا النون وكسروا اللام بعد أن كانت مفتوحة، فأشبهت في اللفظ (لام كي)، فنصبوا بها كما نصبوا بـ (لام كي)، قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط؛ لأنَّ لام القسم لا تكسر ولا ينصب بها، ولو جاز أن يكون معنى «ليجزيهم» (ليجزينهم) –لقلنا: والله ليقم عبد الله بتأويل، والله ليقومن. وهذا معدوم في كلام العرب، واحتج بأنَّ العرب تقول في التعجب: أكرمْ بعبد الله فيجزمونه؛ لشبهه لفظ الأمر، وقال أبو بكر بن الأنباري: وليس هذا بمنزلة ذاك؛ لأنَّ التعجب عدل إلى لفظ الأمر، ولام القسم لم توجد مكسورة قط في حال ظهور اليمين، ولا في إضماره، قال بعضهم: ولا نعلم أحدًا من أهل العربية وافق أبا حاتم في هذا القول، وأجمع أهل العلم باللسان على أنَّ ما قاله وقدره في ذلك خطأ لا يصح في لغة ولا قياس، وليست هذه لام قسم، قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم، أي: يخطئه فيه، ويعيب عليه هذا القول، ويذهب إلى أنَّها (لام كي) متعلقة بقوله: «كتب» اهـ نكزاوي، مع زيادة للإيضاح، ويقال مثل ذلك في نظائره (1). {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121)} [121] تام. {كَافَّةً} [122] حسن. ولا وقف من قوله: «فلولا نفر» إلى «يحذرون»، فلا يوقف على «في الدين»؛ لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على «إذا رجعوا إليهم»؛ لأنَّه لا يبتدأ بحرف الترجي؛ لأنَّها في التعلق كـ (لام كي). {يَحْذَرُونَ (122)} [122] تام. {غِلْظَةً} [123] حسن.   (1) انظر: المصدر السابق (14/ 565). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 {الْمُتَّقِينَ (123)} [123] تام. {هَذِهِ إِيمَانًا} [124] كاف، ومثله «يستبشرون». {إِلَى رِجْسِهِمْ} [125] حسن. {كَافِرُونَ (125)} [125] تام، على قراءة من قرأ: «أو لا ترون» بالتاء الفوقية، يعنى به: المؤمنين؛ لأنَّه استئناف وإخبار، ومن قرأ بالتحتية لم يقف على «كافرون» (1)؛ لأنَّ ما بعده راجع إلى الكفار، وهو متعلق به، وأيضًا فإنَّ الواو واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام. {أَوْ مَرَّتَيْنِ} [126] كاف، وكذا «ولا هم يذكرون»، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {ثُمَّ انْصَرَفُوا} [127] حسن، وقال الفراء: كاف؛ لأنَّ المعنى عنده: وإذا ما أنزلت سورة فيها ذكر المنافقين وعيبهم -قال بعضهم لبعض: هل يراكم من أحد إن قمتم، فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد (2). {صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [127] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده متصل بالصرف إن جعل خبرًا، وإن جعل دعاء عليهم جاز. {لَا يَفْقَهُونَ (127)} [127] تام. {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [128] كاف، وقرئ: «من أنفَسكم» بفتح الفاء (3)، أي: من أشرفكم، من النفاسة، وقيل: الوقف على «عزيز»؛ لأنَّه صفة «رسول»، وفيه تقديم غير الوصف الصريح، وهو من أنفسكم؛ لأنه جملة على الوصف الصريح، وهو عزيز؛ لأنَّه مفرد، ومنه: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام: 92] فـ «أنزلناه» جملة، و «مبارك» مفرد، ومنه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، وهي غير صريحة؛ لأنها جملة مؤولة بمفرد، وقوله: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [54] صفتان صريحتان؛ لأنَّهما مفردتان كما تقدم، وقد يجاب بأنَّ «من أنفسكم» متعلق بـ «جاءكم»، وجوَّز الحوفي أن يكون «عزيز» مبتدأ، و «ما عنتم» خبره، والأرجح أنَّه صفة «رسول»؛ لقوله بعد ذلك: «حريص»، فلم يجعله خبرًا لغيره، وادعاء كونه خبر مبتدأ محذوف لا حاجة إليه؛ فقوله: «حريص عليكم» خطاب   (1) قرأ حمزة، ويعقوب: {أَوَلا يَرَوْنَ} [126] بالتاء ووجهه؛ أن الخطاب للمؤمنين على جهة التعجب. وقرأ الباقون: بياء الغيب رجوعًا على الذين في قلوبهم مرض. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 246)، النشر (2/ 281). (2) انظر: تفسير الطبري (14/ 582)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وهي قراءة محبوب وعبد الله بن قسيط ويعقوب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 246)، البحر المحيط (5/ 118)، تفسير القرطبي (8/ 301)، الكشاف (2/ 223)، المحتسب لابن جني (1/ 306). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 لأهل مكة، و «بالمؤمنين رؤوف رحيم» عام لجميع الناس، و «بالمؤمنين» متعلق بـ «رءوف»، ولا يجوز أن تكون المسألة من التنازع؛ لأنَّ من شرطه تأخر المعمول عن العاملين، وإن كان بعضهم قد خالف، ويجيز زيدًا ضربته، فنصب زيدًا بعامل مضمر وجوبًا تقديره: ضربت زيدًا ضربته، وإنَّما كان الحذف واجبًا؛ لأنَّ العامل مفسر له، وقيل: نصب زيدًا بالعامل المؤخر، وقال الفراء: الفعل عامل في الظاهر المتقدم، وفي الضمير المتأخر، اهـ من الشذور (1). {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [128] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} [128] كاف، وقال أبو عمرو: تام، ولم يجمع الله بين اسمين من أسمائه تعالى لأحد غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. {حَسْبِيَ اللَّهُ} [129] جائز، ومثله «إلَّا هو»، وكذا «عليه توكلت»، والجمهور على جر الميم من «العظيمِ» صفة لـ «العرش»، وقرأ ابن محيصن برفعها نعتًا لـ «رب» (2). قال أبو بكر الأصم: وهذه القراءة أحب إليَّ؛ لأنَّ جعل «العظيم» صفة له تعالى أولى من جعله صفة لـ «العرش». {الْعَظِيمِ (129)} [129] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (14/ 584)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 46)، البحر المحيط (5/ 119)، الكشاف (2/ 223)، تفسير الرازي (16/ 238). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 سورة يونس - عليه السلام - مكية إلَّا قوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ} [94] الآيتين، أو الثلاث، قال ابن عباس: فيها من المدني: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} [40] الآية، نزلت في اليهود بالمدينة. -[آيها:] وهي مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع في عد الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات: 1 - {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [22] عدها الشامي. 2 - {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)} [22] لم يعدها الشامي. 3 - {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} [57] وعدّها الشامي، وكلهم لم يعدوا «الر»، و «المر» في الست سور. - وكلمها: ألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون كلمة. - وحروفها: سبعة آلاف وخمسمائة وسبعون وستون حرفًا. وفيها ما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع موضع واحد، وهو: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [93]. {الر} [1] تقدم ما يغني عن إعادته في سورة البقرة. {الْحَكِيمِ (1)} [1] تام؛ للابتداء بالاستفهام الإنكاري. {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} [2] حسن، سواء أعربنا «أن أوحينا» اسم كان، و «عجبًا» الخبر، أو عكسه، والتقدير: أكان إيحاؤنا بالإنذار والتبشير إلى رجل منهم عجبًا، و «أن أنذر الناس» تفسيرًا، وجعلت «كان» تامة، و «أن أوحينا» بدلًا من «عجبًا» بدل اشتمال، أو كل من كل، وجعل هذا نفس العجب مبالغة (1). {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [2] أحسن مما قبله، وليس بوقف على قول من يقول: إنَّ قوله: «قال الكافرون» جواب «أن أوحينا»، وهذا إشارة إلى الوحي، قاله أبو حاتم، والمراد بالقدم الصدق: محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهي مؤنثة، يقال: قدم حسنة، قال حسّان: لَنا القَدَمُ الأولى إِلَيكَ وَخَلفُنا ... لِأَوَّلِنا في طاعَةِ اللَهِ تابِعُ (2)   (1) انظر: تفسير الطبري (15/ 12)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) البيت من بحر الطويل، وقائله حسّان بن ثابت، من قصيدة يقول في مطلعها: أَلا يا لَقَومٍ هَل لِما حُمَّ دافِعُ ... وَهَل ما مَضى مِن صالِحِ العَيشِ راجِعُ حَسّان بن ثابِت (? - 54 هـ/? - 673 م) حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، شاعر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام، وكان من سكان المدينة، واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته، لم يشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مشهدًا لعلة أصابته، توفي في المدينة، قال أبو عبيدة: فضل حسّان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي في النبوة، وشاعر اليمانيين في الإسلام. وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسّان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 أي: ما تقدم لهم في السؤدد. {لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)} [2] أتم مما قبله. {عَلَى الْعَرْشِ} [3] حسن، ومثله في الحسن «يدبر الأمر». {إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [3] كاف، ومثله «فاعبدوه»، وكذا «تذكرون». {جَمِيعًا} [4] حسن، سواء أعرب «جميعًا» حال من المضاف إليه، وهو الكاف، وهو صحيح؛ لوجود شرطه، وهو كون المضاف صالحًا للعمل في الحال، ومثله «حقًّا» لمن قرأ: «أنه يبدأ الخلق» بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها، وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع؛ فإنَّه كان يقرأ (1): «أنَّه» بفتح الهمزة، فعلى قراءته لا يوقف على «حقًّا»؛ لأنَّ ما قبلها عامل فيها، بل يوقف على «وعد الله»، ثم يبتدئ «حقًّا إنَّه يبدأ الخلق»، وقال أبو حاتم: موضع «أن» بالفتح نصب بالوعد؛ لأنَّه مصدر مضاف لمفعوله، فكأنَّه قال: وعد الله له. فعلى قوله لا يوقف على ما قبل «حقًّا»، ولا على ما بعده، وقيل: موضعه رفع، أي: حقًّا إنَّه يبدأ الخلق، كما قال الشاعر: أحقًّا عبادَ اللهِ أنْ لستُ داخلًا ... ولا خارجًا إلَّا عليَّ رقيبُ (2)   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 247)، الإعراب للنحاس (2/ 49)، الإملاء للعكبري (2/ 13)، البحر المحيط (5/ 124)، تفسير الطبري (11/ 61)، الكشاف (2/ 225)، المحتسب لابن جني (1/ 307)، المعاني للفراء (1/ 457)، تفسير الرازي (17/ 30)، النشر (2/ 282). (2) البيت من الطويل، وقائله ابن الدمينة، ولم أقف على هذه الرواية بلفظها، وإنما وقفت على الرواية التالية له: أَحقًّا عِبادَ اللهِ أَن لَستُ صادِرًا ... وَلا واردًا إِلاَّ عَلَىَّ رَقِيبُ والبيت من قصيدة يقول في مطلعها: أَمِنكِ أُمِيمُ الدّارُ غَيَّرَها البِلى ... وَهَيفٌ بِجَولاَنِ التُّرَابِ لَعُوبُ ابن الدمينة (? - 130 هـ/? - 747 م) عبد الله بن عبيد الله بن أحمد، من بني عامر بن تيم الله، من خثعم، أبو السري، والدمينة أمه، شاعر بدوي، من أرق الناس شعرًا، قل أن يرى مادحًا أو هاجيًا، أكثر شعره الغزل والنسيب والفخر، كان العباس بن الأحنف يطرب ويترنح لشعره، واختار له أبو تمام في باب النسيب من ديوان الحماسة ستة مقاطيع، وهو من شعراء العصر الأموي، اغتاله مصعب بن عمرو السلولي، وهو عائد من الحج، في تبالة «بقرب بيشة للذاهب من الطائف»، أو في سوق العبلاء «ِمن أرض تبالة»، له (ديوان شعر - ط) صغير.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 فرفع (أن) بعد (حقًّا)؛ لأنها لا تكسر بعد (حقًّا)، ولا بعد ما هو بمعناها، وقيل: موضعها جر؛ على إضمار حرف الجر، أي: وعد الله حقًّا بأنه، وقرئ (1): «وَعَدَ اللهُ» فعل وفاعل. {ثُمَّ يُعِيدُهُ} [4] فيه ما مر في براءة من أنّ لام «ليجزي» (لام كي). {بِالْقِسْطِ} [4] تام؛ لفصله بين ما يجزى به المؤمنون، وما يجزى به الكافرون، وهو من عطف الجمل. {يَكْفُرُونَ (4)} [4] تام. {وَالْحِسَابَ} [5] حسن، سئل أبو عمرو عن «الحساب» أتنصبه، أم تجره؟ أي: هل تعطفه على عدد فتنصبه، أو على السنين فتجره؟ فقال: لا يمكن جره؛ إذ يقتضي ذلك أن يعلم عدد الحساب، ولا يقدر أحدًا أن يعلم عدده. {إِلَّا بِالْحَقِّ} [5] كاف، على قراءة «نفصل» بالنون، وليس بوقف لمن قرأ بالتحتية (2)؛ لأنَّ الكلام يكون متصلًا؛ لأنَّ ما بعده راجع إلى اسم الله تعالى في قوله: «ما خلق الله ذلك» فلا يقطع منه. {يَعْلَمُونَ (5)} [5] تام، ومثله «يتقون»، ولا وقف من قوله: «إنَّ الذين لا يرجون» إلى «يكسبون»، فلا يوقف على «الدنيا»؛ لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على «واطمأنوا بها» كذلك، ولا على «الغافلون»؛ لأنَّ «أولئك» خبر «إن»، فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، وكثيرًا ما تكون آية تامة، وهي متعلقة بآية أخرى في المعنى؛ لكونها استثناء، والأخرى مستثنى منها، أو حالًا مما قبلها، وإن جعل «أولئك» مبتدأ، و «مأواهم» مبتدأ ثانيًا، و «النار» خبر الثاني، والثاني وخبره خبر «أولئك» -كان الوقف على «غافلون» كافيًا. {يَكْسِبُونَ (8)} [8] تام. {بِإِيمَانِهِمْ} [9] حسن. {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)} [9] تام عند أحمد بن موسى. {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} [10] حسن، قال سفيان: إذا أراد أحد من أهل الجنة أن يدعو بالشيء إليه قال: سبحانك اللهم. فإذا قالوها مثل بين يديه؛ فهي علامة بين أهل الجنة وخدمهم، فإذا أرادوا الطعام قالوها أتاهم حالًا ما يشتهون، فإذا فرغوا حمدوا الله تعالى، فذلك قوله: «وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين» (3).   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الكشاف (2/ 225)، وتفسير الرازي (17/ 30). (2) قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص: {يُفَصِّلُ الآيَاتِ} [5] بالياء، وقرأ الباقون بالنون. انظر هذه القراءة في: الكشاف (2/ 226)، تفسير الرازي (17/ 36)، النشر (2/ 282). (3) انظر: تفسير الطبري (15/ 27)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 {فِيهَا سَلَامٌ} [10] أحسن مما قبله؛ لأن الجملتين، وإن اتفقتا فقد اعترضت جملة معطوفة أخرى؛ لأنَّ قوله: «وآخر دعواهم» معطوف على «دعواهم» الأول، فـ «دعواهم» مبتدأ، و «سبحانك» منصوب بفعل مقدر لا يجوز إظهاره هو الخبر، والخبر هنا هو نفس المبتدأ، والمعنى: أنَّ دعاءهم هذا اللفظ، فدعوى يجوز أن تكون بمعنى الدعاء، ويدل عليه «اللهم»؛ لأنَّه نداء في معنى: يا الله، ويجوز أن يكون هذا الدعاء بمعنى العبادة؛ فدعوى مصدر مضاف للفاعل. {رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)} [10] تام. {أَجَلُهُمْ} [11] حسن؛ للفصل بين الماضي والمستقبل، أي: ولو يعجل الله للناس الشر في الدعاء كاستعجالهم بالخير -لهلكوا. {يَعْمَهُونَ (11)} [11] تام. {أَوْ قائماً} [12] حسن، ومثله «مسه»، وزعم بعضهم أنَّ الوقف على قوله: «فلما كشفنا عنه ضره مر» -ليس بشيء؛ لأنَّ المعنى: استمر على ما كان عليه من قبل أن يمسه الضر، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء، ونسي سؤاله إيانا. {يَعْمَلُونَ (12)} [12] تام، عند أبي عمرو. {لَمَّا ظَلَمُوا} [13] ليس بوقف؛ لعطف «وجاءتهم» على «ظلموا»، أي: لما حصل لهم هذان الأمران: مجيء الرسل بالبينات، وظلمهم -أهلكوا. {وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} [13] حسن، والكاف من «كذلك» في موضع نصب على المصدر المحذوف، أي: مثل ذلك الجزاء وهو الإهلاك. {نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)} [13] كاف، ومثله «تعملون». {بَيِّنَاتٍ} [15] ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» جواب «إذا» فلا يفصل بينهما. {أَوْ بَدِّلْهُ} [15] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} [15] جائز؛ للابتداء بـ «إن» النافية، وتقدم أن «تلقائي» من المواضع التسعة التي زيدت فيها الياء، كما رسمت في مصحف عثمان. {مَا يُوحَى إِلَى} [15] حسن، وقال أبو عمرو: كاف؛ للابتداء بـ «إني». {عَظِيمٍ (15)} [15] تام. {مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ} [16] جائز، على قراءة قنبل: «ولأدراكم به» بغير نفي (1)؛ فهو استفهام وإخبار بإيقاع الراية من الله تعالى، فهو منقطع من النفي الذي قبله، وليس بوقف لمن قرأ: «ولا أدراكم»   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 247)، الإملاء للعكبري (2/ 14)، البحر المحيط (5/ 132). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 بالنفي (1)؛ لأنَّه معطوف على ما قبله من قوله: «ما تلوته عليكم»؛ فهو متعلق بالتلاوة، وأدخل معها في النفي، فلا يقطع منها، وقرأ ابن عباس، والحسن، وابن سيرين، وأبو رجاء (2): «ولا أدرأْتكم به» بهمزة ساكنة بعد الراء مبدلة من ألف، والألف منقلبة عن ياء؛ لانفتاح ما قبلها، وهي لغة لعقيل حكاها قطرب، وقيل: الهمزة أصلية، وإنَّ اشتقاقه من الدرء، وهو: الدفع. {وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ} [16] جائز، على القراءتين (3). {مِنْ قَبْلِهِ} [16] كاف؛ للابتداء بالاستفهام بعده. {أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)} [16] تام. {بِآَيَاتِهِ} [17] كاف. {الْمُجْرِمُونَ (17)} [17] تام. {وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [18] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من مقول الكفار. {عِنْدَ اللَّهِ} [18] كاف؛ لانتهاء مقولهم، ومثله «ولا في الأرض». {عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)} [18] تام. {فَاخْتَلَفُوا} [19] حسن. {يَخْتَلِفُونَ (19)} [19] تام، والمعنى: ولولا كلمة سبقت من ربك -لأهلك الله أهل الباطل، وأنجى أهل الحق. {آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} [20] جائز؛ لأنَّ «الأمر» مبتدأ بالفاء، ومثله «الغيب لله». {فَانْتَظِرُوا} [20] أرقى منهما؛ لأنَّ جواب الأمر منقطع لفظًا متصل معنى. {مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)} [20] تام. {فِي آَيَاتِنَا} [21] حسن، ومثله «أسرع مكرًا». {مَا تَمْكُرُونَ (21)} [21] تام، سواء قرئ بالفوقية، أم بالتحتية (4). {فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [22] حسن، وقرئ: «ينشركم» من النشر والبث، «ويسيركم» من التسيير (5)؛   (1) وهي قراءة الباقين من القراء. انظر: المصادر السابقة. (2) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 53)، البحر المحيط (5/ 133)، تفسير الطبري (11/ 69)، تفسير القرطبي (8/ 321)، الكشاف (2/ 229)، المحتسب لابن جني (1/ 309)، المعاني للفراء (1/ 459). (3) أي: على النفي وعدمه، وهما المشار إليهما سابقًا. (4) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 248)، البحر المحيط (5/ 136)، تفسير القرطبي (8/ 328)، الكشاف (2/ 231)، النشر (2/ 281). (5) قرأ ابن عامر، وأبو جعفر: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ} [22] بالنون والشين ووجهه؛ أنه من النشر، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام. وقرأ الباقون بياء مضمومة وبعدها سين مفتوحة وبعدها ياء مشددة مكسورة من التيسير. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 248)، الإملاء للعكبري (2/ 14)، البحر المحيط (5/ 137)، النشر (2/ 282). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 لأنَّ «حتى» للابتداء إذا كان بعدها إذا إلَّا قوله: «حتى إذا بلغوا النكاح»؛ فإنَّها لانتهاء الابتداء، وجواب إذا قوله: «جاءتها ريح». {مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [22] حسن، ومثله «له الدين»، لأنَّ «دعوا الله» جواب سؤال مقدر، كأنَّه قيل: فما كان حالهم في تلك الشدة؟ قيل: دعوا الله، ولم يدعوا سواه. {مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)} [22] كاف، ومثله «بغير الحق». {عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [23] تام لمن قرأ: «متاعَ» بإضمار مبتدأ محذوف تقديره: هو متاع، أو ذلك متاع، وكذا لو نصب بمحذوف، أي: تبغون متاع، أو رفع «بغيكم» على الابتداء، و «على أنفسكم» في موضع الخبر، وفيه ضمير عائد على المبتدأ تقديره: إنما بغيكم مستقر على أنفسكم، وهو متاع، فـ «على» متعلقة بالاستقرار، وكذا لو رفع «بغيكم» على الابتداء، والخبر محذوف تقديره: إنَّما بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الحياة مذموم، وليس بوقف إن رفع خبرًا عن قوله: «بغيكم»، و «على أنفسكم» متعلق بالبغي، فلا ضمير في قوله: «على أنفسكم»؛ لأنَّه ليس بخبر المبتدأ، فهو ظرف لغو، أو نصب «متاع» بـ «بغيكم»، أو نصب على أنه مفعول من أجله، أي: من أجل متاع، وبالنصب قرأ حفص عن عاصم؛ على أن «متاعَ» ظرف زمان، أي: زمن متاع، وقرأ باقي السبعة: «متاعُ» بالرفع (1). {تَعْمَلُونَ (23)} [23] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّما مثل» إلى «والأنعام»، فلا يوقف على قوله: «فاختلط»، وزعم يعقوب الأزرق أنه هنا، وفي الكهف تام؛ على استئناف ما بعده جملة مستأنفة من مبتدأ وخبر، وفي هذا الوقف شيء من جهة اللفظ والمعنى، فاللفظ أن «نبات» فاعل بقوله: «فاختلط» أي: فنبت بذلك المطر أنواع من النبات يختلط بعضها ببعض، وفي المعنى تفكيك الكلام المتصل الصحيح، والمعنى الفصيح، وذهاب إلى اللغو والتعقيد. {وَالْأَنْعَامُ} [24] حسن؛ لأنَّ «حتى» ابتدائية تقع بعدها الجمل، كقوله: فما زالت القتلى تمجُّ دماءَها ... بِدِجلةَ حتَّى ماءَ دجلةَ أشكلَ (2)   (1) وجه من قرأ: {مَتَاعَ الْحَيَاةِ} بالنصب على المصدر، والمعنى: تمتعون متاع الحياة الدنيا، ومن رفعها، إما أن تكون خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: ذلك متاع، وإما أن تكون {مَتَاعَ} خبر لقوله: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 248)، الإملاء للعكبري (2/ 15)، البحر المحيط (5/ 140)، المعاني للفراء (1/ 461)، الحجة لأبي زرعة (ص: 330)، الكشف للقيسي (1/ 516)، النشر (2/ 283). (2) البيت من الطويل، وقائله جرير، ولفظه كما ورد بالموسوعة الشعرية: وَما زالَتِ القَتلى تَمورُ دِماؤُها ... بِدِجلَةَ حَتّى ماءَ دِجلَةَ أَشكَلُ والبيت من قصيدة يقول في مطلعها: أَجِدَّكَ لا يَصحو الفُؤادُ المُعَلَّلُ ... وَقَد لاحَ مِن شَيبٍ عِذارٌ وَمِسحَلُ جرير: (28 - 110 هـ/648 - 728 م) جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم، أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، كان عفيفًا، وهو من أغزل الناس شعرًا.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 والغاية معنى لا يفارقها كما تقدم في قوله: {حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ} [102]. {قَادِرُونَ عَلَيْهَا} [24] ليس بوقف؛ لأنَّ «أتاها» جواب «إذا». {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [24] حسن، والكاف في «كذلك» نعت لمصدر محذوف، أي: مثل هذا التفصيل الذي فصلناه في الماضي فصله في المستقبل لـ «قوم يتفكرون». {يَتَفَكَّرُونَ (24)} [24] تام. {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [25] جائز. {مُسْتَقِيمٍ (25)} [25] تام. {وَزِيَادَةٌ} [26] حسن، وقيل: كاف، وقيل: تام. قال الحسن: الحسنى: العمل الصالح. والزيادة: الجنة، وقيل: النظر إلى وجه الله الكريم، كما روي عن صهيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدًا أريد أن أنجزكموه، فيقولون: ما هو؟! ألم تبيِّض وجوهنا؟ ألم تزحزحنا عن النار؟ ألم تدخلنا الجنة؟ فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم شيئًا هو أحب إليهم منه» (1)، وقيل: واحدة من الحسنات بواحدة، وزيادة تُضعَّف عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف (2). {وَلَا ذِلَّةٌ} [26] كاف. {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [26] جائز؛ لأنَّ قوله: «هم فيها» يصلح أن يكون جملة مستقلة مبتدأ وخبرًا، ويصلح أن يكون «أصحاب» خبرًا، و «هم فيها» خبرًا ثانيًا؛ فهما خبران لـ «أولئك»، نحو: الرمان حلو حامض. {خَالِدُونَ (26)} [26] تام؛ لأنَّ «والذين كسبوا» مبتدأ، و «جزاء» مبتدأ ثان، وخبره «بمثلها».   (1) أخرجه أحمد (4/ 333، رقم: 18961)، وابن ماجه (1/ 67، رقم: 187)، وابن خزيمة فى التوحيد (ص: 181)، وابن حبان (16/ 471، رقم: 7441)، وأخرجه أيضًا: النسائى فى الكبرى (6/ 361، رقم: 11234)، والبزار (6/ 13، رقم: 2087)، وأبو عوانة (1/ 136، رقم: 411)، والطبرانى فى الكبير (8/ 39، رقم: 7314)، وفى الأوسط (1/ 230، رقم: 756)، والشاشى (2/ 389، رقم: 991). (2) انظر: تفسير الطبري (15/ 62)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 {ذِلَّةٌ} [27] حسن، ومثله «من عاصم»؛ لأنَّ الكاف لا تتعلق بـ «عاصم»، مع تعلقه بـ «ذلة» قبلها معنى؛ لأنَّ رهق الذلة: سواد الوجه وتغيره، وكون وجوههم مسودة، وهو حقيقة، لا مجازًا، وكنَّى بالوجه عن الجملة؛ لكونه أشرفها، ولظهور السرور فيه (1). {مُظْلِمًا} [27] حسن، وقيل: كاف. {أَصْحَابُ النَّارِ} [27] جائز، وفيه ما تقدم. {خَالِدُونَ (27)} [27] تام، وانتصب «يوم» بفعل محذوف، أي: أذكركم، أو خوفهم. {مَكَانَكُمْ} [28] ليس بوقف؛ لعطف «أنتم وشركاؤكم»؛ لأنَّ «مكانكم» اسم فعل بمعنى: اثبتوا، فأكد وعطف عليه «أنتم وشركاؤكم» و «مكانكم» اسم فعل لا يتعدى، ولهذا قدر فاثبتوا؛ لأنَّ اسم الفعل إن كان الفعل لازمًا -كان لازمًا، وإن كان متعديًا -كان متعديًا، نحو: عليك زيدًا لما ناب مناب الزم –تعدى. وقال ابن عطية: «أنتم» مبتدأ، والخبر مخزيون أو مهانون، فيكون «مكانكم» قد تم، ثم يبتدئ: «أنتم وشركاؤكم»، وهذا لا ينبغي أن يقال؛ لأنَّ فيه تفكيكًا لأفصح كلام، ومما يدل على ضعفه قراءة من قرأ (2): «وشركاءَكم» بالنصب على المعية، والناصب له اسم الفعل. {أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ} [28] جائز؛ للعدول مع الفاء. {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} [28] حسن. {تَعْبُدُونَ (28)} [28] أحسن مما قبله. {لَغَافِلِينَ (29)} [29] كاف. {مَا أَسْلَفَتْ} [30] حسن، ومثله «الحق». {يَفْتَرُونَ (30)} [30] تام، ولا وقف من قوله: «قل من يرزقكم» إلى قوله: «ومن يدبر الأمر»، فلا يوقف على «الأرض»؛ لأنَّ بعده الدلائل الدالة على فساد مذهبهم، واعترافهم بأنَّ الرازق، والمالك، والمخرج، والمدبر هو الله تعالى أمر لا يمكنهم إنكاره. {وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [31] جائز. {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [31] كاف؛ لأنَّ الأمر يبتدئ بالفاء. {أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)} [31] كالذي قبله. {رَبُّكُمُ الْحَقُّ} [32] حسن. {إِلَّا الضَّلَالُ} [32] أحسن منه. {تُصْرَفُونَ (32)} [32] كاف، ومثله «لا يؤمنون»، وكذا «ثم يعيده» الأول.   (1) انظر: المصدر السابق (15/ 73). (2) وهي قراءة شاذة وذكرت غير معزوة لأحد في البحر المحيط (5/ 152)، والكشاف (2/ 235). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 {تُؤْفَكُونَ (34)} [34] تام عند أبي عمرو. {إِلَى الْحَقِّ} [35] كاف، ومثله «للحق» على استئناف ما بعده. {إِلَّا أَنْ يُهْدَى} [35] حسن، وقال أبو عمرو: كاف؛ للاستفهام بعده، وقال بعضهم: «فما لكم»، ثم يبتدئ «كيف تحكمون»، أي: على أيِّ حالة تحكمون أنَّ عبادتكم الأصنام حق وصواب؟! {كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)} [35] تام، استفهام آخر، فهما جملتان أنكر في الأولى، وتعجب من اتباعهم من لا يهدي ولا يهتدي، وأنكر في الثانية حكمهم الباطل، وتسوية الأصنام برب العالمين. {إِلَّا ظَنًّا} [36] كاف، ومثله «شيئًا». {بِمَا يَفْعَلُونَ (36)} [36] تام، ولا وقف من قوله: «وما كان» إلى قوله: «لا ريب فيه»، قال نافع: تام، ويكون التقدير: هو من رب العالمين، قاله النكزاوي. {الْعَالَمِينَ (37)} [37] كاف؛ للابتداء بالاستفهام بعده. {افْتَرَاهُ} [38] جائز. {صَادِقِينَ (38)} [38] كاف. {تَأْوِيلُهُ} [39] حسن، وتام عند أحمد بن جعفر. {مِنْ قَبْلِهِمْ} [39] جائز. {الظَّالِمِينَ (39)} [39] كاف. {مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ} [40] حسن. {بِالْمُفْسِدِينَ (40)} [40] كاف. {وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ} [41] حسن. {مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)} [41] كاف. {يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} [42] حسن. {لَا يَعْقِلُونَ (42)} [42] كاف. {يَنْظُرُ إِلَيْكَ} [43] حسن. {لَا يُبْصِرُونَ (43)} [43] تام. {شَيْئًا} [44] الأولى وصله؛ للاستدراك بعده. {يَظْلِمُونَ (44)} [44] كاف، قرأ الأخوان بتخفيف «لكنِ»، ومن ضرورة ذلك كسر النون؛ لالتقاء الساكنين وصلًا، ورفع «الناسُ»، والباقون بالتشديد ونصب «الناسَ» (1).   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 250)، البحر المحيط (5/ 162)، التيسير (ص: 122)، تفسير القرطبي (8/ 347)، الغيث للصفاقسي (ص: 241)، الكشف للقيسي (1/ 102)، النشر (2/ 219). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 {يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} [45] حسن. {مُهْتَدِينَ (45)} [45] كاف. {مَرْجِعُهُمْ} [46] جائز، و «ثم»؛ لترتيب الأخبار. {مَا يَفْعَلُونَ (46)} [46] تام. {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ} [47] حسن، وقيل: كاف؛ لأنَّ جواب «إذا» منتظر. {لَا يُظْلَمُونَ (47)} [47] كاف، ومثله «صادقين». {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [49] حسن، ومثله «لكل أمة أجل». {وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)} [49] تام. {أَوْ نَهَارًا} [50] حسن. {الْمُجْرِمُونَ (50)} [50] كاف. {آَمَنْتُمْ بِهِ} [51] حسن، التقدير: قل لهم يا محمد عند نزول العذاب: تؤمنون به –قالوا: نعم، قال: يقال لكم الآن: تؤمنون وقد كنتم بالعذاب تستعجلون استهزاءً به، وليس شيء من العذاب يستعجله عاقل؛ إذ العذاب كله مر المذاق. {تَسْتَعْجِلُونَ (51)} [51] كاف، ومثله «عذاب الخلد». {تَكْسِبُونَ (52)} [52] تام. {أَحَقٌّ هُوَ} [53] حسن، الضمير في «هو» عائد على العذاب، قيل: الوقف على «الحق» بجعل السؤال والجواب والقسم كلامًا واحدًا، وقيل: «إي وربي»، ثم يبتدأ: «أنَّه الحق» على الاستئناف، فإن جعل قوله: «إنَّه الحق» جواب القسم، أي: إي وربي إنَّه لحق، فلا يجوز الوقف على «وربي»؛ لأنَّ القسم واقع على قوله: «إنَّه الحق»، «أي: نعم والله؛ لأنَّ «إي» بمعنى: نعم في القسم خاصة، فلا يفصل منه، وقيل: على «إي»، وقيل: على «أحق»، والوقف على «إنَّه لحق» تام، إن جعل «وما أنتم بمعجزين» مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل معطوفًا، و «ما» حجازية، أو تميمية. {بِمُعْجِزِينَ (53)} [53] تام. {لَافْتَدَتْ بِهِ} [54] حسن، ومثله «العذاب». {بِالْقِسْطِ} [54] تام، ومثله «لا يظلمون». {وَالْأَرْضِ} [55] حسن، «وعد الله حق» الأولى وصله؛ لحرف الاستدراك بعده. {لَا يَعْلَمُونَ (55)} [55] كاف. {تُرْجَعُونَ (56)} [56] تام؛ للابتداء بعده بـ «يا» النداء. {لِلْمُؤْمِنِينَ (57)} [57] كاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [58] حسن، ويزيد حسنًا عند من خالف بين التحتية والفوقية في الحرفين (1). {مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)} [58] كاف. {وَحَلَالًا} [59] حسن؛ للابتداء بعدُ بالاستفهام، وهو ما حرموا من الحرث والأنعام، والبحيرة السائبة، والوصيلة، والحام، قل آلله أذن لكم بهذا التحريم والتحليل، و «أم» بمعنى: بل، أي: بل على الله تفترون التحليل والتحريم، وهو حسن بهذا التقدير، وليس بوقف إن جعلت «أم» متصلة. {تَفْتَرُونَ (59)} [59] كاف. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [60] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {عَلَى النَّاسِ} [60] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {لَا يَشْكُرُونَ (60)} [60] تام. {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [61] حسن، وقيل: كاف، وقيل: تام. {وَلَا فِي السَّمَاءِ} [61] كاف، إن قرئ ما بعده بالرفع بالابتداء، وكذا إن جعل الاستئناف منقطعًا عما قبله، أي: وهو مع ذلك في كتاب مبين، والعرب تضع إلَّا في موضع الواو، ومنه قول القائل: وَكُلِ أَخٍ مفارقُه أَخوه ... لعمرُ أَبيك إِلّا الفرقدان (2) أي: والفرقدان، ومن ذلك قوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} [النساء: 92] قال أبو عبيدة: «إلَّا» بمعنى الواو؛ لأنَّه لا يحل للمؤمن قتل المؤمن عمدًا ولا خطأ، وهنا لو كان متصلًا لكان بعد النفي تحقيقًا، وإذا كان كذلك وجب أن لا يعزب عن الله تعالى مثقال ذرة وأصغر وأكبر منهما   (1) روي بالتاء عن رويس، وقرأ الباقون بالياء، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 252)، الإعراب للنحاس (2/ 65)، الإملاء للعكبري (2/ 16)، البحر المحيط (5/ 172)، تفسير الطبري (11/ 88)، تفسير القرطبي (8/ 354)، الكشاف (2/ 241)، الكشف للقيسي (1/ 520). (2) البيت من الوافر، وقائله عمرو الزبيدي، من قصيدة يقول في مطلعها: أَلَم تَأرق لِذا البَرق اليَماني ... يَلوح كَأَنَّهُ مصباحُ بان عمرو بن معدي كرب الزَبيدي (75 ق. هـ - 21 هـ/547 - 642 م) عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي، فارس اليمن، وصاحب الغارات المذكورة، وفد على المدينة سنة (9هـ)، في عشرة من بني زبيد، فأسلم وأسلموا، وعادوا، ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ارتد عمرو في اليمن، ثم رجع إلى الإسلام، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فشهد اليرموك، وذهبت فيها إحدى عينيه، وبعثه عمر إلى العراق، فشهد القادسية، وكان عصيّ النفس، أبيّها، فيه قسوة الجاهلية، يُكنَّى أبا ثور، وأخبار شجاعته كثيرة، له شعر جيد أشهره قصيدته التي يقول فيها: إذا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع توفي على مقربة من الريّ، وقيل: قتل عطشًا يوم القادسية.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 إلَّا في الحالة التي استثناها، وهو إلَّا في كتاب مبين فيعزب، وهو غير جائز، بل الصحيح الابتداء بـ «إلَّا» على تقدير الواو وأي، وهو أيضًا في كتاب مبين، وقال أبو شامة: ويزول الإشكال أيضًا بأن تقدر قبل قوله: «إلَّا في كتاب مبين» ليس شيء من ذلك إلَّا في كتاب مبين، ويجوز الاستثناء من «يعزب»، ويكون «يعزب» بمعنى: يبين ويذهب المعنى لم يبن شيء عن الله تعالى بعد خلقه له إلَّا وهو في اللوح المحفوظ مكتوب (1). {يَحْزَنُونَ (62)} [62] تام، إن رفع «الذين» على الابتداء، والخبر «لهم البشرى»، أو جعل «الذين» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو نصب بأعني مقدرًا، وليس بوقف في خمسة أوجه، وهي كونه نعتًا على موضع «أولياء»، أو بدلًا من الموضع أيضًا، أو بدلًا من «أولياء» على اللفظ، أو على إضمار فعل لائق، والجرِّ بكونه بدلًا من الهاء في «عليهم»، ففي إعراب «الذين» ثمانية أوجه: أربعة في الرفع، وثلاثة في النصب، وواحد في الجرِّ. {يَتَّقُونَ (63)} [63] تام، إن لم يجعل «لهم البشرى» خبرًا لقوله: «الذين»، وليس بوقف إن جعل خبرًا. {وَفِي الْآَخِرَةِ} [64] حسن، وقيل: تام، والمعنى: لهم البشرى عند الموت، وإذا خرجوا من قبورهم، وقال عطاء: لهم البشرى في الحياة الدنيا عند الموت تأتيهم الملائكة بالرحمة والبشارة من الله تعالى، وتأتي أعداء الله بالغلظة والفظاظة، وفي الآخرة عند خروج روح المؤمن تعرج بها إلى الله تعالى تُزَفُّ كما تزف العروس، تبشر برضوان الله تعالى، وفي الحديث: «لا نبوَّة بعدي إلَّا المبشرات» قيل: يا رسول الله وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة يراها، المؤمن أو تُرى له» (2)، وفيه: «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، فأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا» (3). {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [64] حسن. {الْعَظِيمُ (64)} [64] تام. {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} [65] أتم، ثم يبتدئ «إنَّ العزة»، وإن كان من المستحيل أن يتوهم أحد أنَّ هذا من مقول المشركين؛ إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارًا، ولما حزن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل هو مستأنف ليس من مقولهم، بل هو جواب سؤال مقدر، كأنَّ قائلًا قال: لِمَ لا يحزنه قولهم، وهو مما يحزن؟ فأجيب بقوله:   (1) انظر: تفسير الطبري (15/ 114)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) أخرجه سعيد بن منصور (5/ 321، رقم: 1068)، وأحمد (5/ 454، رقم: 23846)، وأخرجه أيضًا: الطبرانى (3/ 179 رقم: 3051)، قال الهيثمى (7/ 173): رجاله ثقات، والضياء (8/ 223، رقم: 264). (3) أخرجه البخارى (6/ 2574، رقم: 6614)، ومسلم (4/ 1773، رقم: 2263)، وابن ماجه (2/ 1289، رقم: 3917)، وأخرجه أيضًا: الدارمى (2/ 168، رقم: 2144)، وابن حبان (13/ 404، رقم: 6040). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 «إنَّ العزة لله جميعًا» ليس لهم منها شيء، ولو وصل لتوهم عود الضمير إلى الأولياء، وقول الأولياء: لا يحزن الرسول، بل هو مستأنف تسلية عن قول المشركين، وليس بوقف لمن قرأ (1): «أَنَّ العزة» بفتح الهمزة، وبها قرأ أبو حيوة على حذف لام العلة، أي: لا يحزنك قولهم لأجل أنَّ العزة لله. وبالغ ابن قتيبة، وقال فتح: إن كفر وغلوَّ على أن إن تصير معمولة لقولهم؛ إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارًا، كما تقدم. {جَمِيعًا} [65] حسن. {الْعَلِيمُ (65)} [65] تام. {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [66] حسن، ومثله «شركاء»؛ للنفي بعده، أي: ما يعبدون من دون الله شركاء. {إِلَّا الظَّنَّ} [66] كاف. {يَخْرُصُونَ (66)} [66] تام. {مُبْصِرًا} [67] كاف. {يَسْمَعُونَ (67)} [67] تام. {سُبْحَانَهُ} [68] حسن. {هُوَ الْغَنِيُّ} [68] أحسن منه، أي: عن الأهل والولد. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [68] كاف؛ للابتداء بالنفي، أي: ما عندكم حجة بهذا القول. {مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا} [68] حسن. {مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)} [68] كاف، ومثله «لا يفلحون»، و «متاع في الدنيا». {يَكْفُرُونَ (70)} [70] تام. {نَبَأَ نُوحٍ} [71] جائز، ولا يوصل بما بعده؛ لأنَّه لو وصل لصار «إذ» ظرفًا لـ «أتل»، بل هو ظرف لمقدر، أي: اذكر إذ قال، ولا يجوز نصب «إذ» بـ «أتل»؛ لفساده؛ إذ «أتل» مستقبل، و «إذ» ظرف لما مضى. {تَوَكَّلْتُ} [71] حسن. {وَشُرَكَاءَكُمْ} [71] أحسن منه، لمن نصب «شركاءَكم» عطفًا على «أمركم»، وبه قرأ العامة، ومن قرأ: «شركاؤُكم» بالرفع مبتدأ محذوف الخبر، أي: وشركاؤكم فليجمعوا أمرهم -كان الوقف على «أمركم» كافيًا، وليس بوقف إن جعل «وشركاؤكم» بالرفع عطفًا على الضمير في «أجمعوا»، وهي قراءة   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 176)، الكشاف (2/ 244)، تفسير الرازي (17/ 130). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 شاذة رويت عن الحسن (1)، وهي مخالفة للمصحف الإمام الذي تقوم به الحجة؛ لأنَّ في القراءة بالرفع الواو، وهي ليست في المصحف الإمام، وكذا لا يوقف على «أمركم» إن نصب «شركاءكم» بفعل مضمر، أي: وادعوا شركاءكم، أو نصب مفعولًا معه، أي: مع شركائكم (2). {عَلَيْكُمْ غُمَّةً} [71] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفًا على «فأجمعوا». لم يوقف على «أمركم»، ولا على «شركائكم»، ولا على «غمة»؛ لاتساق بعضها على بعض، وقرئ بالجر على حذف المضاف، وإبقاء المضاف إليه مجرورًا على حاله، كقوله: أَكُلُّ اِمرِئٍ تَحسَبينَ اِمرًا ... وَنارٍ تَوَقَّدُ بِاللَيلِ نارا (3) أي: وكل نار، أي: وأمر شركائكم، فحذف أمرًا، وأبقى ما بعده على حاله. {وَلَا تُنْظِرُونِ (71)} [71] كاف. {مِنْ أَجْرٍ} [72] جائز، ومثله «على الله». {مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)} [72] كاف. {خَلَائِفَ} [73] حسن، ومثله «بآياتنا». {الْمُنْذَرِينَ (73)} [73] كاف؛ لأنَّ «ثم» لترتيب الأخبار؛ لأنها جاءت في أول القصة. {بِالْبَيِّنَاتِ} [74] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {مِنْ قَبْلُ} [74] حسن؛ لأنَّ «كذلك» منقطع لفظًا متصل معنى. {الْمُعْتَدِينَ (74)} [74] كاف، ومثله «قومًا مجرمين»، و «لسحر مبين». {لَمَّا جَاءَكُمْ} [77] حسن، على إضمار أي: تقولون للحق لما جاءكم هذا سحر، قال تعالى: «أسحر هذا»، فدل هذا على المحذوف قبله.   (1) ورويت عن يعقوب أيضَا. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 261)، التبيان للعكبري (2/ 681). (2) انظر: تفسير الطبري (15/ 147)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) البيت من المتقارب، وقائله أبو دؤاد الإيادي، من قصيدة يقول في مطلعها: وَدارٍ يَقولُ لَها الرائِدو ... نَ وَيلُ اِمِّ دارِ الحُذاقِيِّ دارا أبو دؤاد الإيادي (146 - 79 ق. هـ/480 - 545 م) جارية بن الحجّاج بن حذاق الإياديّ، وقيل: حنظلة بن الشرقي، شاعر جاهلي، وهو أحد نعات الخيل المجيدين، وإنما أحسن نعت الخيل؛ لأنه كان على خيل النعمان بن منذر، وكان أبو داود قد جاور كعب بن أمامة الإيادي فكان إذا هلك له بعير أو شاة أخلفها، فضرب المثل به فقالوا: كجار أبي داود، وقيل: جار أبي داود هو الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان، قال الأصمعي: كانت العرب لا تروي أشعار أبي داود لأن ألفاظه ليست بنجدية له شعر في الأصمعيات.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 {أَسِحْرٌ هَذَا} [77] تام، إن جعلت الجملة بعده استئنافية، لا حالية، أي: أسحر هذا الذي جئت به من معجز العصا واليد، وكان تامًّا؛ لأنَّه آخر كلام موسى - عليه السلام -. {السَّاحِرُونَ (77)} [77] كاف. {فِي الْأَرْضِ} [78] حسن؛ للابتداء بالنفي. {بِمُؤْمِنِينَ (78)} [78] كاف، ومثله «عليم»، وكذا «ملقون». {مَا جِئْتُمْ بِهِ} [81] حسن، لمن قرأ (1): «آلسحر» بالمد على الاستفهام خبر مبتدأ محذوف، أي: هو السحر، أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: السحر هو، وليس بوقف لمن قرأ (2): «السحر» على الخبر، لا على الاستفهام على البدل من «ما» في قوله: «ما جئتم به»؛ لاتصاله بما قبله، وبالمد قرأ أبو عمرو بن العلاء على جهة الإنكار عليهم؛ لأنَّ موسى عليه السلام لم يرد أن يخبر السحرة أنَّهم أتوا بسحر؛ لأنَّهم يعلمون أنَّ الذي أتوا به سحر، ولكنه أراد الإنكار عليهم، فلو أراد إخبارهم بالسحر لما قالوا له: أنت ساحر، وقد جئت بالسحر -لقال لهم: ما جئتم به هو السحر على الحقيقة، وليس بوقف لمن قرأه بهمزة وصل؛ لأنَّ «ما» بمعنى: الذي مبتدأ خبره «السحر»، والوقف عنده «السحر»، وفي الوجه الأول: «سيبطله» (3). {سَيُبْطِلُهُ} [81] حسن. {الْمُفْسِدِينَ (81)} [81] كاف، ومثله «المجرمون». {أَنْ يَفْتِنَهُمْ} [83] حسن. {فِي الْأَرْضِ} [83] جائز؛ لاتصال ما بعده به من جهة المعنى. {الْمُسْرِفِينَ (83)} [83] كاف، ومثله «مسلمين». {تَوَكَّلْنَا} [85] حسن. {الظَّالِمِينَ (85)} [85] جائز، وقيل: ليس بوقف؛ للعطف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {الْكَافِرِينَ (86)} [86] كاف، وقيل: تام. {بُيُوتًا} [87] جائز. {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [87] حسن؛ للفصل بين الأمرين؛ لأنَّ قوله: «وبشر» خطاب لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وإن أريد به موسى -فلا بد من العدول.   (1) قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر: {بِهِ السِّحْرُ} [81] بمد الهمز على الاستفهام. انظر هذه القراءة في: التيسير (ص: 123)، تفسير الطبري (11/ 102)، الحجة لأبي زرعة (ص: 335)، السبعة (ص: 328). (2) وهي قراءة الباقين من القراء. انظر: المصادر السابقة. (3) انظر: تفسير الطبري (15/ 160)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 {الْمُؤْمِنِينَ (87)} [87] كاف. {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [88] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ليضلوا» متعلق بقوله: «آتيت». {عَنْ سَبِيلِكَ} [88] كاف، وقيل: تام؛ لأنَّ موسى استأنف الدعاء، فقال: «ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا»، قال ابن عباس: صارت دراهمهم حجارة منقوشة صحاحًا وأثلاثًا وأنصافًا، ولم يبق معدن إلَّا طمس الله عليه، فلم ينتفع به أحد، «واشدد على قلوبهم» أي: امنعها من الإيمان فلا يؤمنوا، ولا حجة بدعاء موسى على فرعون بما ذكر على جواز الدعاء على الظالم بسوء الخاتمة؛ للفرق بين الكافر الميئوس منه، والمؤمن العاصي المقطوع له بالجنة، إما أوَّلًا أو ثانيًا، بل يجوز الدعاء على الظالم بعزله؛ لزوال ظلمه بذلك كان ظلمًا له، أو لغيره، أو بمؤلمات في جسده، ولا يجوز الدعاء عليه بسوء الخاتمة، ولا بفقد أولاده، ولا بوقوعه في معصية (1). {الْأَلِيمَ (88)} [88] حسن. {فَاسْتَقِيمَا} [89] كاف. {فَاسْتَقِيمَا} [89] تام. {بَغْيًا وَعَدْوًا} [90] حسن. {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ} [90] ليس بوقف؛ لأنَّ قال جواب إذا، فلا يفصل بينها وبين جوابها. {قَالَ آَمَنْتُ} [90] حسن لمن قرأ: «إنه» بكسر الهمزة، على الاستئناف، وبها قرأ حمزة، والكسائي، ويحيى بن وثاب، والأعمش، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ونافع، وعاصم بفتحها (2)؛ لأنَّ «أن» منصوبة به؛ لأنَّ الفعل لا يلغى إذا قدر على إعماله، وعلى قراءته بفتحها لا يوقف على «آمنت». {بَنُو إِسْرَائِيلَ} [90] جائز. {مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)} [90] كاف، وقيل: تام؛ لأنَّ ما بعده ليس من كلام فرعون. قال السدي: بعث الله ميكائيل، فقال له: أتؤمن الآن وقد عصيت قبل؟ وروي أنَّ جبريل سدَّ فاه عند ذلك بحال البحر، ودسه به مخافة أن تدركه الرحمة، وليس هذا رضًا بالكفر؛ لأنَّ سده سد باب الاحتمال البعيد، ولا يلزم من إدراك الرحمة له صحة إيمانه؛ لأنَّه في حالة اليأس؛ لأنَّه لم يكن مخلصًا في إيمانه، ولم يكره جبريل إيمانه، وإنَّما فعل ذلك غضبًا لله تعالى، لا رضًا بكفره؛ لأنَّ الرضا به كفر (3). {الْمُفْسِدِينَ (91)} [91] كاف.   (1) انظر: المصدر السابق (15/ 177). (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 254)، الإعراب للنحاس (2/ 74)، البحر المحيط (5/ 188)، المعاني للفراء (1/ 478)، الكشف للقيسي (1/ 522). (3) انظر: تفسير الطبري (15/ 188)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 {لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً} [92] حسن. {لَغَافِلُونَ (92)} [92] تام. {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [93] حسن؛ للابتداء بالنفي مع الفاء، ومثله «جاءهم العلم». {يختلفون (93)} [93] تام. {مِنْ قَبْلِكَ} [94] حسن. {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [94] جائز. {مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)} [94] كاف، على استئناف النهي بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفًا على ما قبله. {مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)} [95] تام. {لَا يُؤْمِنُونَ (96)} [96] ليس بوقف؛ لأنَّ «لو» تعلقها بما قبلها، أي: لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون. {الْأَلِيمَ (97)} [97] تام عند يعقوب، وليس بجيد؛ لأنَّ الكلام متصل بعضه ببعض، وكذا عنده فنفعها إيمانها، وجعل يعقوب الاستثناء منقطعًا من غير الجنس، والتقدير: لكن قوم يونس، فقوم يونس لم يندرجوا في قوله: «قرية»، وإلى الانقطاع ذهب سيبويه، والفراء، والأخفش، وقيل: متصل، كأنه قيل: ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلَّا قوم يونس؛ وهم أهل نينوى من بلاد الموصل كانوا يعبدون الأصنام، فبعث الله إليهم سيدنا يونس - عليه السلام -، فأقاموا على تكذيبه سبع سنين، وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام، فلم يرجعوا حتى دنا الموعد، فغامت السماء غيمًا أسود ذا دخان شديد، فهبط حتى غشي مدينتهم، فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه، فأيقنوا صدقه؛ فلبسوا المسوح، وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم، وفرقوا بين كل والدة وولدها، فحنَّ بعضها إلى بعض، وعلت الأصوات والضجيج، وأخلصوا التوبة، وأظهروا الإيمان، وتضرعوا إلى الله تعالى فرحمهم وكشف عنهم، وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة. اهـ بيضاوي (1) {إِلَى حِينٍ (98)} [98] تام. {جَمِيعًا} [99] جائز. {مُؤْمِنِينَ (99)} [99] كاف. {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [100] حسن، وقال أبو عمرو: كاف، لمن قرأ: «ونجعل الرجس» بالنون، وحسن لمن قرأه بالتحتية؛ لتعلقه بما قبله (2).   (1) انظر: المصدر السابق (15/ 204). (2) انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 193)، التيسير (ص: 123)، الحجة لابن خالويه (ص: 185)، السبعة (ص: 330)، الغيث للصفاقسي (ص: 247). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 {لَا يَعْقِلُونَ (100)} [100] كاف. {وَالْأَرْضِ} [101] حسن، يجوز في «ماذا» أن تكون كلمة واحدة استفهامًا مبتدأ، «وفي السموات» خبره، ويجوز أن تكون «ما» وحدها مبتدأ، و «ذا» كلمة وحدها، وذا: اسم موصول بمعنى: الذي، «وفي السموات» صلتها، وهو خبر المبتدأ، وعلى التقدير فالمبتدأ والخبر في محل نصب بإسقاط الخافض. {لَا يُؤْمِنُونَ (101)} [101] كاف، ومثله «من قبلهم»، وكذا «من المنتظرين». {وَالَّذِينَ آَمَنُوا} [103] تام، على أنَّ الكاف في محل رفع، أي: الأمر كذلك يحق علينا ننج المؤمنين، وعلى أنها في محل نصب نعتًا لمصدر محذوف، أي: إنجاء مثل ذلك يحق علينا ننج المؤمنين، فيوقف على «كذلك»، ثم يبتدأ به؛ لتعلقه بما بعده من جهة المعنى فقط، وعلى أنَّها متعلقة بما قبلها، كأنَّه قال: ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك، فالتشبيه من تمام الكلام. والوقف على «كذلك»، ولا يبتدأ بها؛ لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها، ورسموا «ننج المؤمنين» بحذف الياء بعد الجيم كما نرى. {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)} [103] تام. {يَتَوَفَّاكُمْ} [104] حسن. {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104)} [104] كاف، إن جعل ما بعده بمعنى: وقيل لي أن أقم وجهك، أي: وأوحي إليَّ أن أقم، فـ «أن أقم» معمولة بقوله: «وأمرت» مراعى فيها المعنى؛ لأنَّ معنى قوله: أن أكون -كن من المؤمنين؛ فهما أمران، وجوز سيبويه أن توصل بالأمر والنهي، والغرض وصل «أن» بما تكون معه في معنى المصدر، والأمر والنهي دالان على المصدر دلالة غيرهما من الأفعال (1). {حَنِيفًا} [105] جائز، وهو حال من الضمير في «أقم»، أو من المفعول. {مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105)} [105] كاف. {وَلَا يَضُرُّكَ} [106] حسن؛ للابتداء بالشرط، وهي جملة استئنافية، ويجوز أن تكون معطوفة على جملة الأمر، وهي «أقم»، فتكون داخلة في صلة «أن» بوجهيها، أعني: كونها تفسيرية، أو مصدرية. {مِنَ الظَّالِمِينَ (106)} [106] تام، ومثله «إلَّا هو»؛ للابتداء بالشرط، وكذا «فلا راد لفضله» عند أحمد بن جعفر. {الرَّحِيمُ (107)} [107] أتم منهما. {مِنْ رَبِّكُمْ} [108] حسن، ومثله «لنفسه». وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول من المقابلين والمزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بالوقف بينهما، ولا يخلط أحدهما مع   (1) انظر: تفسير الطبري (15/ 217)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 الآخر. {فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [108] أحسن مما قبله. {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108)} [108] تام، يجوز في «ما» أن تكون حجازية، أو تميمية لخفاء النصب في الخبر. {حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ} [109] صالح؛ لاحتمال الواو، وللاستئناف والعطف، والوصل أظهر؛ لشدة اتصال المعنى. {وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)} [109] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 سورة هود - عليه السلام - مكية إلَّا قوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [114] الآية، وقيل إلَّا قوله: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ} [12] الآية، وقوله: {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [17] فمدني. -[آيها:] وهي مائة آية وإحدى وعشرون آية في المدني الأخير، والمكي، والبصري. واثنتان في الأول، والشامي. وثلاث في الكوفي، واختلافهم في سبع آيات: 1 - {أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)} [54] عدها الكوفي، ولم يعدها الباقون. 2 - {يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)} [74] لم يعدها البصري، وكلهم عدَّ إلى «قوم لوط». 3 - {مِنْ سِجِّيلٍ} [82] عدها المدني الأخير، والمكي. 4 - {مَنْضُودٍ (82)} [82] لم يعدها المدني الأخير، والمكي. 5 - {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [86] عدها المدنيان، والمكي. 6 - {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)} [118] لم يعدها المدنيان، والمكي. 7 - {إِنَّا عَامِلُونَ (121)} [121] لم يعدها المدني الأخير، والمكي. - وكلمها: ألف وتسعمائة وخمس عشرة كلمة. - وحروفها: سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وستون حرفًا، كحرف سورة يونس عليهما السلام. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا منها بإجماع ستة مواضع: 1 - {وَمَا يُعْلِنُونَ} [5]. 2 - {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [39]. 3 - {وَفَارَ التَّنُّورُ} [40]. 4 - {فِينَا ضَعِيفًا} [91]. 5 - {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [93]. 6 - {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ} [103]. {الر} [1] تام، إن جعل «كتاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره: هذا كتاب، كما قال الشاعر: وَقائلةٌ خولانَ فانكحْ فتاتَهُم ... وأكرومةُ الحيين خُلوٌ كما هِيا (1) أراد: هذه خولان، وكذا إن جعل «كتاب» مبتدأ حذف خبره، وليس بوقف إن جعل «الر» مبتدأ،   (1) مجهول القائل، وذكره سيبويه في الكتاب، والزمخشري في المستقصى في أمثال العرب، وعبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 و «كتاب» خبره؛ لأنَّه لا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف، وكذا إن جعلت «الر» مقسمًا بها، وما بعدها جواب. ولا وقف من قوله: «كتاب أحكمت آياته» إلى قوله: «إلَّا الله»؛ فلا يوقف على «خبير» إن جعل موضع «أن لا تعبدوا» نصبًا بـ «فصلت»، أو بـ «أحكمت»؛ لأنَّ «أن» بعده في محلها الحركات الثلاث: الرفع، والنصب، والجر، والعامل فيها إما «فصلت» وهو المشهور، وإما «أحكمت» عند الكوفيين، فتكون المسألة من الأعمال؛ لأنَّ المعنى: أحكمت؛ لئلَّا تعبدوا، أوفصلت؛ لئلَّا تعبدوا؛ فالرفع على أنها مبتدأ محذوف الخبر، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: تفصيله: أن لا تعبدوا إلَّا الله، أو هو أن لا تعبدوا، والنصب فصلت أن لا تعبدوا، فتكون «أن» تفسيرية، والجر فصلت بأن لا تعبدوا، والوقف على «خبير» كاف إن رفع ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن نصب تفسيرًا لما قبله، أو جر كما تقدم، ومعنى «أحكمت آياته» بالفضل، ثم «فصلت» بالعدل، أو أحكمت آياته في قلوب العارفين، ثم فصلت أحكامه على أبدان العارفين، وخص بالإحكام في قوله: «منه آيات محكمات»، وعمم هنا؛ لأنّه أوقع العموم بمعنى الخصوص، كقولهم: أكلنا طعام زيد؛ يريدون: بعضه، قاله ابن الأنباري. ولا يوقف على «بشير»؛ لأنَّ قوله: «وأن استغفروا ربكم» معطوف على ما قبله، داخل في صلة «أن». {إِلَّا اللَّهَ} [2] حسن، وقيل: كاف. {فَضْلَهُ} [3] كاف؛ للابتداء بعده بالشرط، ومثله: «كبير». {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} [4] صالح؛ لاحتمال الواو بعده للحال، والاستئناف. {قَدِيرٌ (4)} [4] كاف. {مِنْهُ} [5] حسن، وقيل: كاف. {ثِيَابَهُمْ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ عامل «حين» قوله بعدُ «يعلم»، أي: ألا يعلم سرَّهم وعلنهم حين يفعلون كذا، وهذا معنى واضح، وقيل: يجوز؛ لئلَّا يلزم تقييد علمه تعالى بسرِّهم وعلنهم بهذا الوقت الخاص، وهو تعالى عالم بذلك في كل وقت، وهذا غير لازم؛ لأنَّه إذا علم سرهم وعلنهم في وقت التغشية التي يخفى السر فيها، فأولى في غيرها، وهذا بحسب العادة، قاله السمين. {وَمَا يُعْلِنُونَ} [5] كاف. {بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)} [5] تام. {عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [6] جائز. {وَمُسْتَوْدَعَهَا} [6] كاف. {مُبِينٍ (6)} [6] تام، أي: في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقها، و «مستقرها» هو أيام حياتها، و «مستودعها» هو القبر، قاله الربيع. ويدل على هذا التفسير قوله في وصف الجنة حسنت مستقرًا ومقامًا وفي وصف النار إنَّها ساءت مستقرًا ومقامًا، قاله النكزاوي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 {أَحْسَنُ عَمَلًا} [7] حسن. {سِحْرٌ مُبِينٌ (7)} [7] كاف. {مَا يَحْبِسُهُ} [8] حسن، وقيل: كاف، وقيل: تام. {مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} [8] حسن، على استئناف ما بعده. {يَسْتَهْزِئُونَ (8)} [8] تام. {كَفُورٌ (9)} [9] كاف، ومثله: «السيئات عني»، و «فخور» على أنَّ الاستثناء منقطع بمعنى: لكن الذين صبروا، فـ «الذين» مبتدأ، والخبر «أولئك لهم مغفرة»، وهو قول الأخفش، وقال الفراء: هو متصل، وعليه فلا يوقف على «فخور»، بل على «الصالحات»، وعلى قول الأخفش لا يوقف على «الصالحات»؛ لفصله بين المبتدأ وخبره. {كَبِيرٌ (11)} [11] تام. {مَعَهُ مَلَكٌ} [12] حسن. {إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ} [12] أحسن منه. {وَكِيلٌ (12)} [12] كاف. {افْتَرَاهُ} [13] جائز. {صَادِقِينَ (13)} [13] كاف، رسموا جميع ما في كتاب الله من قوله: «فإن لم» بنون إلَّا قوله هنا: «فإلم يستجيبوا لكم» فهو بغير نون إجماعًا. {بِعِلْمِ اللَّهِ} [14] ليس بوقف؛ لاتساق الكلام ما بعده على ما قبله. {مُسْلِمُونَ (14)} [14] تام. {لَا يُبْخَسُونَ (15)} [15] كاف. {إِلَّا النَّارُ} [16] حسن. {فِيهَا} [16] أحسن منه، على قراءة من رفع: «وباطلٌ» على الاستئناف، خبره مقدم إن كان من عطف الجمل، ولفظة «ما» من قوله: «ما كانوا» هي المبتدأ، وإن كان «باطل» خبرًا بعد خبر، ارتفع «ما» بـ «باطل» على الفاعلية، وهي قراءة العامة، وليس بوقف على قراءة ابن مسعود، وأنس (1): «وباطلًا» بالنصب، أي: وكانوا يعملون باطلًا فيها، وكذا ليس وقفًا لمن قرأ (2): «وبَطَلَ». {يَعْمَلُونَ (16)} [16] تام.   (1) وكذا رويت عن أُبي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 82)، الإملاء للعكبري (2/ 20)، البحر المحيط (5/ 210)، تفسير القرطبي (9/ 15)، المحتسب لابن جني (1/ 320). (2) وهي قراءة زيد بن علي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 210). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 {شَاهِدٌ مِنْهُ} [17] كاف، وقيل: تام، أي: ويتلو القرآن شاهد من الله تعالى، وهو جبريل، وهذا على قراءة العامة برفع «كتابُ»، ومن نصبه وبها قرأ محمد بن السائب الكلبي عطفًا على الهاء في «يتلوه» (1)، أي: ويتلو القرآن، وكتاب موسى شاهد من الله وهو جبريل، فوقفه «ورحمة»، وعن عليٍّ كرم الله وجهه قال: (ما من رجل من قريش إلَّا وقد نزلت فيه الآية والآيتان، فقال رجل من قريش: فأنت أي شيء نزل فيك؟ فقال: «ويتلوه شاهد منه». (2)، وقيل: الشاهد لسانه - صلى الله عليه وسلم -، وفي الشاهد أقوال كثيرة؛ كلها توجب الوقف على «منه». {يُؤْمِنُونَ بِهِ} [17] كاف؛ للابتداء بالشرط. {مَوْعِدُهُ} [17] حسن، ومثله: «في مرية منه» على قراءة: «إنه» بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها؛ وهو عيسى بن عمر (3). {مِنْ رَبِّكَ} [17] وصله؛ لحرف الاستدراك بعده. {لَا يُؤْمِنُونَ (17)} [17] تام. {كَذِبًا} [18] حسن، وقيل: كاف. {عَلَى رَبِّهِمْ} [18] الأول كاف، على استئناف ما بعده. {عَلَى رَبِّهِمْ} [18] الثاني، قال محمد بن جرير: تم الكلام، ثم قال الله تعالى: «ألا لعنة الله على الظالمين»، فعلى قوله لا يوقف على «الظالمين»؛ لأنَّ الله إنما لعن الظالمين الذين وصفهم خاصة بقوله: «الذين يصدون عن سبيل الله» الآية (4). {كَافِرُونَ (19)} [19] كاف. {فِي الْأَرْضِ} [20] حسن؛ للابتداء بالنفي. {مِنْ أَوْلِيَاءَ} [20] تام عند نافع، وكذا «العذاب»، ثم يبتدأ: «ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون»، أي: لم يكونوا يستمعون القرآن، ولا ما يأتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لشدة العداوة، فلذلك كانت «ما» نفيًا، ولذلك حسن الوقف على «العذاب»، وقيل: «ما» بمعنى: الذي، ومعها حرف جرٍّ محذوف، أي: يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع، فلما حذفت الباء تخفيفًا -وصل الفعل فنصب، وعلى هذا لا يوقف على «العذاب» (5).   (1) أي: بنصب «كتابَ»، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 83)، الإملاء للعكبري (2/ 20)، البحر المحيط (5/ 210، 211)، تفسير القرطبي (9/ 17)، الكشاف (2/ 262). (2) انظر: تفسير الطبري (15/ 272)، بتحقيق أحمد محمد شاكر.-مؤسسة الرسالة (3) لم أستدل عليها في أي مصدر رجعت إليه. (4) انظر: تفسير الطبري (15/ 382)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (5) انظر: المصدر السابق (15/ 285). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 {يُبْصِرُونَ (20)} [20] كاف، على القولين في «ما». {أَنْفُسَهُمْ} [21] جائز. {يَفْتَرُونَ (21)} [21] كاف. لا وقف بين {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ} [22]؛ لإنكارهم البعث، وإنَّهم يستحقون النار، كأنَّه قال: حق وجوب النار لهم. وقال الفراء: «جرم» مع «لا» كلمة واحدة، معناها: لا بدَّ، فحينئذ لا يوقف على «لا» دون «جرم». {الْأَخْسَرُونَ (22)} [22] تام. {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [23] جائز. {خَالِدُونَ (23)} [23] تام. {وَالسَّمِيعِ} [24] حسن. {مَثَلًا} [24] أحسن منه. {تَذَكَّرُونَ (24)} [24] تام. {إِلَى قَوْمِهِ} [25] كاف، لمن قرأ: «إنِّي لكم» بكسر الهمزة، على إضمار القول، وبها قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة؛ على أنَّ قوله: «أن لا تعبدوا إلَّا الله» متعلق بما بعد «إنِّي»، وليس بوقف لمن فتحها، وجعلها متعلقة بـ «أرسلنا»، وبفتحها قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي؛ لأنَّ «أن لا تعبدوا» بدل من قوله: «إنَّي لكم» (1). {مُبِينٌ (25)} [25] كاف، على أنَّ ما بعده في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن جعل بدلًا مما قبله. {إِلَّا اللَّهَ} [26] حسن. {أَلِيمٍ (26)} [26] كاف. {بَادِيَ الرَّأْيِ} [27] جائز، وقيل: حسن؛ للابتداء بالنفي. {مِنْ فَضْلٍ} [27] أحسن منه. {كَاذِبِينَ (27)} [27] كاف. {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} [28] حسن، قرأ الأخوان: «فعُمّيت» بضم العين وتشديد الميم، والباقون بالفتح والتخفيف (2).   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 255)، الإملاء للعكبري (2/ 20)، البحر المحيط (5/ 214)، السبعة (ص: 332)، النشر (2/ 288). (2) انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 216)، النشر (2/ 288). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 {لَهَا كَارِهُونَ (28)} [28] حسن، ومثله: «مالًا»، وكذا «على الله» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {آَمَنُوا} [29] حسن. {مُلَاقُو رَبِّهِمْ} [29] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {تَجْهَلُونَ (29)} [29] كاف، وكذا «إن طردتهم»، وكذا «تذكرون». {إِنِّي مَلَكٌ} [31] جائز. {لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا} [31] حسن، وقيل: كاف، وقيل: تام، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ولا أقول للذين تزدري أعينكم» إلخ جوابه «إني إذًا لمن الظالمين»، وقوله: «الله أعلم بما في أنفسهم» اعتراض بينهما. {جِدَالَنَا} [32] جائز. {الصَّادِقِينَ (32)} [32] كاف، والوقف على «إن شاء»، و «بمعجزين»، و «أن يغويكم»، أي: يضلكم، كلها وقوف كافية. والوقف على «أن أنصح لكم» على أنَّ في الآية تقديمًا وتأخيرًا، وتقدير الكلام: إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم؛ فجواب الشرط الأول محذوف، أو الشرط الثاني هو جواب الشرط الأول. قال أبو البقاء: حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب -جوابًا للشرط الأول؛ لأنَّ الشرط الثاني معمول للأول؛ لأنَّه مقيد له، نحو: إن أتيتني إن كلمتني –أكرمتك؛ فقولك: إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني، وإذا كان كذلك صار الشرط مقدمًا في الذكر، مؤخرًا في المعنى، حتى إن أتاه ثم كلمه لم يجب الإكرام، ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب الإكرام، على المرتضى من أقوال في توالي شرطين ثانيهما قيد للأول، مع جواب واحد كقوله: إنْ تَسْتَعِينُوا بِنَا إِنْ تَذْعرُوا تَجِدُوا ... مِنَّا معاقلَ عزَّ زانَها كَرَمُ (1) أي: إن تستعينوا بنا مذعورين، ومثله: {إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا} [الأحزاب: 50]، وظاهر القصة يدل على عدم اشتراط تقدم الشرط الثاني على الأول، وذلك أنَّ إرادته عليه الصلاة والسلام للنكاح -إنَّما هو مرتب على هبة المرأة نفسها له، وكذا الواقع في القصة لما وهبت أراد نكاحها، ولم يُروَ أنَّه أراد نكاحها فوهبت، وهو يحتاج إلى جواب، اهـ سمين. قال الزمخشري: لا يسند إلى الله هذا الفعل ولا يوصف بمعناه، وللمعتزلي أن يقول، ولا يتعين أن تكون «إن» شرطية، بل هي نافية، والمعنى: ما كان الله يريد أن يغويكم. قال أبو حيان: قلت لا أظن   (1) هو من البسيط، مجهول القائل، ذكره صاحب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 أحدًا يرضى بهذه المقالة، وإن كانت توافق مذهبه، وقيل: في الآية إضمار، أي: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله في مقدوره إضلالكم؛ فعلى هذا يوقف على «لكم»، ثم يبتدئ: «إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم»، أي: فهو ربكم، فيكون قد حذف الفاء في هذا القول من جواب الشرط، كما قال الشاعر: مَنْ يفعلِ الحَسَناتِ اللهُ يشكرُها ... والشرُّ بالشرِّ عندَ اللهِ مِثْلَانِ (1) أي: فالله يشكرها، فعلى هذا القول لا يوقف على «يغويكم»؛ لأنَّ ما بعده جواب الشرط، وإنَّما أتى بـ «إن» الشرطية دون الواو؛ لاختلاف الفاعل في المحلين، وإنما سقنا هذا برمته؛ لنفاسته؛ لبيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام في بيانه -لاستفرغ عمره ولم يحكم أمره، انظر: السمين. {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)} [34] كاف؛ لأنَّ «أم» بمعنى: ألف الاستفهام. {افْتَرَاهُ} [35] حسن. {مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)} [35] كاف. {مَنْ قَدْ آَمَنَ} [36] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {يَفْعَلُونَ (36)} [36] كاف. {وَوَحْيِنَا} [37] جائز. {ظَلَمُوا} [37] حسن، على استئناف ما بعده؛ لأنَّ «أن» كالتعليل لما قبلها. {مُغْرَقُونَ (37)} [37] كاف. {سَخِرُوا مِنْهُ} [38] حسن، وقيل: كاف؛ لأنَّه جواب «كلما»، وقوله: «قال» مستأنف على تقدير سؤال سائل. {كَمَا تَسْخَرُونَ (38)} [38] كاف، ومثله: «فسوف تعلمون»؛ لأنَّ «فسوف» للتهديد، فيبدأ بها الكلام؛ لأنَّها لتأكيد الواقع إن جعلت «من» في محل رفع بالابتداء، والخبر «يخزيه»، وليس بوقف لمن جعلها في موضع نصب مفعولًا لقوله: «تعلمون» وليست رأس آية؛ لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف. {مُقِيمٌ (39)} [39] كاف؛ لأنَّ «حتى» للابتداء إذا كان بعدها (إذا). {التَّنُّورُ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ «قلنا» جواب «إذا». {زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [40] جائز، ثم يبتدئ «وأهلك»، أي: وأهلك اللهُ -من الهلاك- جميع الخلائق إلَّا من سبق عليه القول؛ فما بعد الاستثناء خارج مما قبله، يعني: إبليس ومن آمن، قاله أبو العلاء الهمداني.   (1) هو من البسيط، وقائله حسَّان بن ثابت، والبيت جاء منفردًا عنه.-الموسوعة الشعرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 {وَأَهْلَكَ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ الوقف يشعر بأنَّه أمر بحمل جميع أهله، وتعلق الاستثناء أيضًا يوجب عدم الوقف. {وَمَنْ آَمَنَ} [40] تام اتفاقًا؛ للابتداء بالنفي، وأيضًا «من» مفعول به عطف على مفعول «احمل». {إِلَّا قَلِيلٌ (40)} [40] أتم. {وَمُرْسَاهَا} [41] كاف، ومثله: «رحيم»، وكذا «كالجبال». {فِي مَعْزِلٍ} [42] حسن، إن جعل ما بعده على إضمار قول، وليس بوقف إن جعل متصلًا بـ «نادى»، ومعنى «في معزل» أي: من جانب من دين أبيه، وقيل: من السفينة. {مَعَ الْكَافِرِينَ (42)} [42] كاف. {مِنَ الْمَاءِ} [43] حسن. {مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [43] جائز، على أنَّ الاستثناء منقطع، أي: لكن من رحمة الله معصوم، والصحيح أنَّه متصل. والوقف على {مَنْ رَحِمَ} [43] حسن، وقال أبو عمرو: كاف، وخبر «لا» محذوف، أي: لا عاصم موجود، ولا يجوز أن يكون الخبر «اليوم»؛ لأنَّ ظرف الزمان لا يكون خبرًا عن الجثة، ويجوز أن يكون الفاعل بمعنى المفعول، والمفعول بمعنى الفاعل، كقوله: ... {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6)} [الطارق: 6] أي: مدفوق، و {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)} [7] أي: مرضية. {مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)} [43] كاف، وكذا «أقلعي». {وَغِيضَ الْمَاءُ} [44] جائز، ومثله: «الأمر». {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [44] كاف، والواو بعده؛ للاستئناف، لا للعطف؛ لأنَّه فرغ من صفة الماء وجفافه. {الظَّالِمِينَ (44)} [44] تام. {مِنْ أَهْلِي} [45] حسن. {وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ} [45] أحسن مما قبله. {الْحَاكِمِينَ (45)} [45] كاف. وكذا {لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} [46] كاف، على قراءة من قرأ: «إنَّه عمل غير صالح» برفع «عمَلٌ» وتنوينه وفتح الميم، وبها قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة، وابن عامر (1)؛ وذلك على أنَّ الضمير في «إنَّه» الثاني يعود إلى السؤال، كأنَّه قال: سؤالك يا نوح إياي أن أنجيه كافرًا ما ليس لك به   (1) انظر هذه القراءة في: الحجة لأبي زرعة (ص: 341)، الكشف للقيسي (1/ 530)، المعاني للفراء (2/ 18)، النشر (2/ 289). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 علم عمل غير صالح، فعلى هذا يحسن الوقف على «من أهلك»، ويحسن الابتداء بما بعده؛ لأنَّه منقطع مما قبله، وليس بوقف على أنَّ الضمير في «إنه» عائد على ابن نوح، والتقدير: إنَّ ابنك ذو عمل غير صالح، فحذف (ذو)، وأقيم «عمل» مقامه، كما تقول: عبد الله إقبال وإدبار، أي: ذو إقبال وإدبار، وليس بوقف أيضًا على قراءة الكسائي (1): «إنَّه عمِلَ غير صالح» بالفعل الماضي بكسر الميم وفتح اللام، ونصب «غير» نعتًا لمصدر محذوف تقديره: إنَّه عمل عملًا غير صالح، فلا يوقف على «من أهلك»؛ لأنَّ الضمير في «إنَّه» الثاني يعود على الضمير في «إنَّه ليس من أهلك» الأول، فبعض الكلام متصل ببعضه، فوصله بما قبله أولى؛ لأنَّه مع ما قبله كلام واحد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد (2). {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [46] كاف، على استئناف ما بعده، ومثله: «الجاهلين». {بِهِ عِلْمٌ} [46] حسن؛ للابتداء بالشرط. {مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)} [47] كاف، ومثله: «ممن معك»، وقيل: تام؛ لأنَّ «وأمم» مبتدأ محذوف الصفة وهي المسوِّغة؛ للابتداء بالنكرة، أي: وأمم منهم، أو مبتدأ، ولا تقدر صفة، والخبر «سنمتعهم» في التقديرين، والمسوغ التفصيل. {أَلِيمٌ (48)} [48] تام. {نُوحِيهَا إِلَيْكَ} [49] حسن، ومثله: «من قبل هذا». {فَاصْبِرْ} [49] أحسن مما قبله؛ للابتداء بـ «إن». {لِلْمُتَّقِينَ (49)} [49] تام؛ لانتهاء القصة. {أَخَاهُمْ هُودًا} [50] جائز. {اعْبُدُوا اللَّهَ} [50] حسن، ومثله: «غيره»؛ للابتداء بالنفي، أي: ما أنتم في عبادتكم الأوثان إلَّا مفترون. و {مُفْتَرُونَ (50)} [50] كاف. {أَجْرًا} [51] حسن، ومثله: «فطرني»، وقيل: كاف، على استئناف الاستفهام. {تَعْقِلُونَ (51)} [51] كاف. {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [52] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الأمر لم يأت بعدُ، وكذا لا يوقف على «مدرارًا»؛ لعطف ما بعده على ما قبله، والعطف يُصيِّر الشيئين كالشيء الواحد. {إِلَى قُوَّتِكُمْ} [52] كاف.   (1) انظر: المصادر السابقة. (2) انظر: تفسير الطبري (15/ 340)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 {مُجْرِمِينَ (52)} [52] كاف. {بِبَيِّنَةٍ} [53] حسن، ومثله: «عن قولك». {بِمُؤْمِنِينَ (53)} [53] كاف، ومثله: «بسوء»، وقيل: تام؛ لأنَّه آخر كلامهم. {مِنْ دُونِهِ} [55] جائز. {ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)} [55] كاف، ومثله: «وربكم»، وكذا «بناصيتها»، و «مستقيم»، و «إليكم»، كلها وقوف كافية. {قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [57] جائز؛ لاستئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالًا. {شَيْئًا} [57] كاف. {حَفِيظٌ (57)} [57] تام. {بِرَحْمَةٍ مِنَّا} [58] جائز؛ لأنَّ التقدير: وقد نجيناهم. {غَلِيظٍ (58)} [58] تام. {عَنِيدٍ (59)} [59] كاف، وقيل: تام. {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} [60] كاف؛ للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله: «كفروا ربهم». {قَوْمِ هُودٍ (60)} [60] تام؛ لانتهاء القصة. {أَخَاهُمْ صَالِحًا} [61] جائز، ومثله: «اعبدوا الله». {غَيْرُهُ} [61] حسن، على القراءتين؛ رفعه نعت لـ «إله» على المحل، وجره نعت له على اللفظ (1). {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [61] جائز. {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [61] كاف. {مُجِيبٌ (61)} [61] تام. {قَبْلَ هَذَا} [62] حسن، على استئناف الاستفهام، وإن كان داخلًا في القول. {آَبَاؤُنَا} [62] حسن. {مُرِيبٍ (62)} [62] كاف، ومثله: «إن عصيته»، وكذا «غير تخسير». {لَكُمْ آَيَةً} [64] جائز، ومثله: «في أرض الله»، وقيل: حسن. {بِسُوءٍ} [64] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {قَرِيبٌ (64)} [64] كاف. {فَعَقَرُوهَا} [65] جائز، ومثله: «ثلاثة أيام».   (1) قرأ الكسائي وأبو جعفر: «غيرِهِ» بالجر، و «غيرُهُ» بالرفع للباقين. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 257). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 {مَكْذُوبٍ (65)} [65] كاف. {بِرَحْمَةٍ مِنَّا} [66] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} [66] كاف، ومثله: «العزيز». {جَاثِمِينَ (67)} [67] ليس بوقف، إن جعل ما بعده نعتًا لما قبله، أو بدلًا من الضمير في «أصبحوا»، وإن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف كان تامًّا. {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [68] حسن، ومثله: «كفروا ربهم». {لِثَمُودَ (68)} [68] تام. {قَالُوا سَلَامًا} [69] حسن، أي: سدادًا من القول، والمعنى: سلمنا سلامًا، أو قولًا ذا سلامة لم يقصد به حكاية. {قَالَ سَلَامٌ} [69] جائز، و «سلام» خبر مبتدأ محذوف، أي: أمري وأمركم سلام، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: عليكم سلام. {حَنِيذٍ (69)} [69] كاف. {لَا تَخَفْ} [70] جائز، وقال نافع: تام، وخولف؛ لأنَّ الكلام متصل. {قَوْمِ لُوطٍ (70)} [70] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال. {فَضَحِكَتْ} [71] تام، على أن لا تقديم في الكلام ولا تأخير، ويكون المعنى: أنهم لمَّا لم يأكلوا من طعام إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - خافهم، فلما تبينوا ذلك في وجهه –قالوا: لا تخف، فضحكت امرأته سرورًا بالبشارة بزوال الخوف، وهذا قول السدي. والرسل هنا: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل ذكره جماعة من المفسرين، وقال قتادة: ضحكت من غفلة القوم، وقد جاءهم العذاب. وقال وهب: ضحكت تعجبًا من أن يكون لها ولد وقد هرمت، وقيل: ضحكت حين أخبرتهم الملائكة أنَّهم رسل، وقيل: كانت قالت لإبراهيم سينزل بهؤلاء القوم عذاب، فلما جاءت الرسل سرت بذلك، وقيل: ضحكت من إبراهيم؛ إذ خاف من ثلاثة وهو يقوم بمائة رجل. وقال مجاهد: ضحكت بمعنى: حاضت. قال الفراء: لم أسمعه من ثقة، ووجهه أنَّه كناية. وقال الجمهور: هو الضحك المعروف. وقيل: هو مجاز معبر به عن طلاقة الوجه وسروره بنجاة أخيها لوط وهلاك قومه (1). {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ} [71] كاف، لمن قرأ: «يعقوبُ» بالرفع بالابتداء، والتقدير: ويعقوب من وراء إسحاق، وبها قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، ونافع، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم (2)،   (1) انظر: تفسير الطبري (15/ 389)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 258)، الإعراب للنحاس (2/ 101)، الإملاء للعكبري (2/ 23)، البحر المحيط (5/ 244)، التيسير (ص: 125)، تفسير الطبري (12/ 46)، تفسير القرطبي (9/ 69)، الحجة لابن خالويه (ص: 189)، الحجة لابن زنجلة (ص: 347)، السبعة (ص: 338)، الغيث للصفاقسي (ص: 251)، الكشاف (2/ 281)، الكشف للقيسي (1/ 534)، المعاني للأخفش (2/ 355)، تفسير الرازي (18/ 26)، النشر (2/ 290). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 أو رفع «يعقوب» على أنَّه فاعل، أي: واستقر لها من وراء اسحق يعقوب، وجائز لمن قرأه بالنصب (1) عطفًا على موضع «بإسحاق» أي: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب، ومراد من نصب لم يدخل يعقوب في البشارة؛ لأنَّه يفسد أن ينسق على «إسحق» الأوَّل؛ لدخول من بينهما؛ إذ لا يجوز مررت بعبد الله ومن بعده محمد، ومن نصب لم يرد هذا الوجه، وإنَّما أراد أن يضمر فعلًا ينصبه به، كما تقول: مررت بعبد الله ومن بعده محمدًا، على معنى: وجزت من بعده محمدًا. وليس بوقف إن جرَّ «يعقوب» تقديرًا، والمعنى: فبشرناها بإسحاق وبيعقوب، وضعف؛ للفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف، وهذا بعيد، والصحيح أنَّه منصوب بفعل مقدر دل عليه المُظهَر، والتقدير: وآتيناها من وراء إسحاق يعقوب؛ فيعقوب ليس مجرورًا عطفًا على إسحاق؛ لأنَّه متى كان المعطوف عليه مجرورًا أعيد مع المعطوف الجارِّ. {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)} [71] حسن، ومثله: «شيخًا». {عَجِيبٌ (72)} [72] كاف. {مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [73] حسن. {أَهْلَ الْبَيْتِ} [73] كاف. {مَجِيدٌ (73)} [73] تام. {وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى} [74] صالح، على أنَّ جواب «لما» محذوف، أي: أقبل يجادلنا، فـ «يجادلنا» حال من فاعل «أقبل»، وليس بوقف إن جعل جوابها «يجادلنا»، وكذا إن جعل «يجادلنا» حالًا من ضمير المفعول في «جاءته». {فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)} [74] كاف، وقيل: تام، وهو رأس آية في غير البصري؛ وذلك أنَّ لوطًا لم يعرف أنهم ملائكة، وعلم من قومه ما هم عليه من إتيان الفاحشة؛ لأنهم كانوا في أحسن حال، فخاف عليهم، وعلم أنَّه يحتاج إلى المدافعة عن أضيافه (2). {مُنِيبٌ (75)} [75] تام. {أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} [76] حسن، ومثله: «أمر ربك». {غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)} [76] كاف، ومثله: «عصيب»، أي: شديد.   (1) انظر: المصادر السابقة. (2) انظر: تفسير الطبري (15/ 400)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 {إِلَيْهِ} [78] حسن، ومثله: «السيئات»، وكذا «هن أطهر لكم». {ضَيْفِي} [78] كاف، على استئناف الاستفهام. {رَشِيدٌ (78)} [78] كاف. {مِنْ حَقٍّ} [79] جائز. {مَا نُرِيدُ (79)} [79] حسن، وهو إتيان الذكورة. {شديدٍ (80)} [80] كاف، وجواب «لو» محذوف تقديره: لبطشت بكم. {لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} [81] حسن، ومثله: «بقطع من الليل» على قراءة من قرأ: «إلَّا امرأتُك» بالرفع بدلًا من «أحد»، وبها قرأ ابن كثير، وأبو عمرو (1)، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب استثناءً من قوله: «فأسر بأهلك»، وهي قراءة الباقين (2)، ويجوز نصبه استثناءً من «واحد». والوقف على «الليل»، كما قرئ (3): «ما فعلوه إلَّا قليلًا» بالنصب. {إِلَّا امْرَأَتَكَ} [81] حسن، على القراءتين (4). قال قتادة، والسدي: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط، فأتوا لوطًا نصف النهار وهو في أرض له يعمل فيها، وقد قال الله لهم: لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم فاستضافوه، فانطلق بهم، فلما مشي ساعة قال لهم: أما بلغكم أمر هذه القرية؟ قالوا: وما أمرهم؟ قال: أشهد بالله لشر أهل قرية في الأرض عملًا، فدخلوا معه منزله، ولم يعلم بذلك أحد إلَّا أهل بيت لوط - عليه السلام -، فخرجت امرأته فأخبرت قومها، وقالت: إنَّ في بيت لوط رجالًا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاء قومه يهرعون إليه، أي: يسرعون في المشي، فقال لهم حين حضروا، وظنوا أنَّهم غلمان: هؤلاء بناتي هن أطهر لكم من نكاح الرجال، يعني: بالتزويج، ولعله في ذلك الوقت كان تزويجه بناته من الكفرة جائز، كما زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته من عتبة بن أبي لهب والعاصي بن الربيع قبل الوحي، وكانا كافرين، وقيل: أراد نساء أمته، كما قرئ في الشاذ (5): «النبيُّ أولى بالمؤمنين من   (1) على البدل من: {أَحَدٍ}؛ لأنه نهي والنهي نفي، وقرأ الباقون بالنصب على الاستثناء من الإيجاب في قوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} ويجوز أن يكون على الاستئناف من النهي. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 259)، الإعراب للنحاس (2/ 105)، السبعة (ص: 338)، الغيث للصفاقسي (ص: 251)، النشر (2/ 390). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) وهي قراءة ابن عامر وحده من الأئمة العشرة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 192)، الإعراب للنحاس (1/ 431)، الإملاء للعكبري (1/ 108)، البحر المحيط (3/ 285)، التيسير (ص: 96)، تفسير الطبري (8/ 528)، تفسير القرطبي (5/ 270)، الحجة لابن خالويه (ص: 124)، الحجة لابن زنجلة (ص: 206)، السبعة (ص: 235)، الغيث للصفاقسي (ص: 192)، النشر (2/ 250). (4) أي: قراءتي الرفع والنصب في: «امرأتك»، وهما المشار إليهما سابقًا. (5) الآية: 6، بسورة الأحزاب، وهي قراءة أُبي، وهي قراءة شاذة. انظر: تفسير القرطبي (14/ 123). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم» انتهى النكزاوي. قال ابن عباس: أغلق لوط بابه والملائكة معه وهم يعالجون سور الدار، فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب بسببهم –قالوا: يا لوط إنَّا رسل ربك لن يصلوا إليك؛ فافتح الباب، ودعنا وإياهم، ففتح الباب، فاستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له، فقام في الصورة التي خلقه الله عليها، فنشر جناحه وضرب وجوههم، فطمس أعينهم فأعماهم، فصاروا لا يعرفون الطريق ولا يهتدون إلى بيوتهم، فانصرفوا وهم يقولون: النجاة النجاة؛ سحرونا (1). {مَا أَصَابَهُمْ} [81] حسن، ومثله: «موعدهم الصبح»؛ فهو منقطع عما قبله، وذلك أنه روي أنَّ الملائكة لما قالت للوط عليه السلام: إنهم يهلكون في الصبح -قال لهم لوط: لا تؤخروهم إلى الصبح، كأنه يريد العجلة -قالوا له: «أليس الصبح بقريب»، وإنَّما قربوا عليه؛ لأنَّ قلوب الإبدال لا تحتمل الانتظار. و {بِقَرِيبٍ (81)} [81] كاف. {مَنْضُودٍ (82)} [82] حسن، إن نصب «مسومة» بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب نعتًا لـ «الحجارة»، كأنه قال: وأمطرنا عليهم حجارة مسومة. {عِنْدَ رَبِّكَ} [83] كاف. {بِبَعِيدٍ (83)} [83] تام؛ لانتهاء القصة. {أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [84] جائز، ومثله: «من إله غيره»، على القراءتين (2)؛ رفعه نعتًا لـ «إله» على المحل، وجره نعت له على اللفظ. {وَالْمِيزَانَ} [84] حسن، ومثله: «بخير»، أي: برخص الأسعار. {مُحِيطٍ (84)} [84] كاف. {بِالْقِسْطِ} [85] حسن، ومثله: «أشياءهم». {مُفْسِدِينَ (85)} [85] تام. {مُؤْمِنِينَ} [86] كاف، ورسموا: «بقيت الله» بالتاء المجرورة كما ترى. {بِحَفِيظٍ (86)} [86] حسن. {مَا نَشَاءُ} [87] كاف، ورسموا: «نشؤا» بواو وألف بعد الشين كما ترى. {الرَّشِيدُ (87)} [87] كاف. {رِزْقًا حَسَنًا} [88] تام، وفي الكلام حذف تقديره: ورزقني منه رزقًا حسنًا، أفتأمرونني أن أعصيه مع هذه النعم التي له عليَّ؟!   (1) انظر: تفسير الطبري (15/ 423)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) أي: بالجر في «غيرِه»، وهي قراءة الكسائي، وقرأ الباقون بالرفع. انظر هذه القراءة في: غيث النفع (ص: 252). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 {أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [88] تام. {مَا اسْتَطَعْتُ} [88] حسن. {إِلَّا بِاللَّهِ} [88] كاف، ومثله: «أنيب». {أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ} [89] حسن. {بِبَعِيدٍ (89)} [89] كاف. {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [90] حسن. {وَدُودٌ (90)} [90] كاف. {ضَعِيفًا} [91] حسن؛ للابتداء بـ «لولا»، ومثله: «لرجمناك». {بِعَزِيزٍ (91)} [91] كاف، ومثله: «من الله» فصلًا بين الاستخبار والإخبار. {ظِهْرِيًّا} [92] كاف، ومثله: «محيط». {إِنِّي عَامِلٌ} [93] حسن، ثم يبتدئ «سوف تعلمون»؛ لأنَّه وعيد، فهو منقطع عما قبله، و «تعلمون» ليس بوقف، ولا رأس آية؛ لأنَّ «من» في موضع نصب مفعول «تعلمون»، وإن جعلت «من» في محل رفع بالابتداء، والخبر «يخزيه»، قال الفضل بن العباس: كان تامًّا، ورأس آية أيضًا على الاستئناف، وردَّ بأنَّه ليس رأس آية إجماعًا، ويجوز أن تكون «من» استفهامية، وما بعدها الخبر، أي: سوف تعلمون الشقي الذي يأتيه عذاب يخزيه، والذي هو كاذب، أم غيرهما (1). {وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ} [93] حسن، ومثله: «وارتقبوا». {رَقِيبٌ (93)} [93] كاف. {بِرَحْمَةٍ مِنَّا} [94] حسن، ومثله: «جاثمين»، إن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف، وليس بوقف إن جعلت ما بعدها متعلقًا بما قبلها بدلًا من «جاثمين»، أو حالًا من الضمير في «أصبحوا». {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [95] حسن. {بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)} [95] تام. {وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)} [96] ليس بوقف؛ لأنَّ حرف الجر وما بعده موضعه نصب بـ «أرسلنا». {وَمَلَئِهِ} [97] جائز. {أَمْرَ فِرْعَوْنَ} [97] حسن، وقيل: كاف. {بِرَشِيدٍ (97)} [97] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [98] جائز.   (1) انظر: تفسير الطبري (15/ 462)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 {النَّارَ} [98] حسن. {الْمَوْرُودُ (98)} [98] كاف. {لَعْنَةً} [99] ليس بوقف؛ لأنَّ «ويوم القيامة» معطوف على موضع «في هذه»، كأنه قال: وألحقوا لعنة في الدنيا، ولعنة يوم القيامة. {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} [99] تام، ويبتدئ «بئس الرفد»، وقيل: لعنة واحدة في الدنيا ويوم القيامة بئس ما يوعدون به؛ فهي لعنة واحدة، وهذا لا يصح؛ لأنَّه يؤدي إلى إعمال «بئس» فيما تقدم عليها، وذلك لا يجوز؛ لعدم تصرفها، أما لو تأخر لجاز (1). {الْمَرْفُودُ (99)} [99] كاف. {نَقُصُّهُ عَلَيْكَ} [100] جائز. {وَحَصِيدٌ (100)} [100] كاف. {أَنْفُسَهُمْ} [101] حسن. {أَمْرُ رَبِّكَ} [101] كاف، وكذا «تتبيب»، وكذا «ظالمة». {شَدِيدٌ (102)} [102] تام. {الْآَخِرَةِ} [103] حسن. {مَجْمُوعٌ} [103] ليس بوقف؛ لأنَّ «الناس» مرفوع به، كأنه قال: مجموع الناس له، أي: فيه، أي: ستجمع له الناس. {لَهُ النَّاسُ} [103] جائز. {مَشْهُودٌ (103)} [103] كاف. {مَعْدُودٍ (104)} [104] جائز. {إِلَّا بِإِذْنِهِ} [105] تام عند نافع. {وَسَعِيدٌ (105)} [105] كاف. {فَفِي النَّارِ} [106] جائز. {وَشَهِيقٌ (106)} [106] ليس بوقف؛ لأنَّ «خالدين» حال مقدرة مما قبله، و «الأرض» ليس بوقف؛ لحرف الاستثناء بعده. {مَا شَاءَ رَبُّكَ} [107] كاف، ومثله: «فعال لما يريد»، وفي هذا الاستثناء أربعة عشر قولًا أظهرها: أنَّه استثناء من قوله: «ففي النار»، «وفي الجنة»، أي: إلَّا لزمان الذي شاءه الله، فلا يكونون في النار ولا   (1) انظر: المصدر السابق (15/ 467). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 في الجنة، وهو الزمان الذي يفصل الله فيه بين الخلق يوم القيامة؛ لأنَّه زمان يخلو فيه الشقي والسعيد من دخول النار والجنة، أو أن «إلَّا» بمعنى: قد، أي: قد شاء ربك. انظر: السمين. {فَفِي الْجَنَّةِ} [108] ليس بوقف؛ لأنَّ «خالدين» حال، فلا يفصل بين الحال وذيها. {وَالْأَرْضُ} [108] ليس بوقف؛ لحرف الاستثناء بعده. {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [108] الثاني –حسن، إن نصب «عطاء» بفعل مضمر، أي: يعطون عطاء، وليس بوقف إن نصب بما قبله؛ لأنَّ المصدر يعمل فيه معنى ما قبله، ومعنى «عطاءً»: إعطاء، كـ (نباتًا، أي: إنباتًا. {غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)} [108] تام، ومثله: «هؤلاء»؛ للابتداء بالنفي. {مِنْ قَبْلُ} [109] كاف. {غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)} [109] تام. {فَاخْتُلِفَ فِيهِ} [110] كاف، ومثله: «لقضي بينهم». {مُرِيبٍ (110)} [110] تام، على قراءة من شدَّد النون والميم، وقرئ: «إن» مخففة، و «لا» اسمها، وإعمالها مخففة ثابت في لسان العرب؛ ففي كتاب سيبويه: (إن زيدًا لمنطلق) بتخفيف (إن)، فبالتخفيف قرأ نافع، وابن كثير، وأبو بكر عن عاصم. والباقون بالتشديد (1)، وقرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة (2): «لما» هنا مشددة، وفي يس: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا} [يس: 32]، وفي الزخرف: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: 35]، وفي الطارق: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)} [الطارق: 4]. قال صاحب الكشاف: أعجب كلمة -كلمة لمَّا إن دخلت على ماض -كانت ظرفًا، وإن دخلت على مضارع -كانت حرفًا جازمًا، نحو: لمَّا يخرجْ، وتكون اسمًا مبنيًّا؛ لاتحاده بين كونه اسمًا وكونه حرفًا، كـ (مذ)، فإنه مبني حال الاسمية؛ لمجيئه اسمًا على صورة الحرف، فكذلك (لما). {أَعْمَالَهُمْ} [111] كاف. {خَبِيرٌ (111)} [111] تام؛ للابتداء بعده بالأمر. {وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} [112] حسن. {وَلَا تَطْغَوْا} [112] أحسن مما قبله. {بَصِيرٌ (112)} [112] تام. حُكي عن بعض الصالحين: أنَّه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال له: يا   (1) من قوله: {وَإِنَّ كُلًّا} [111]. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 260)، الإعراب للنحاس (2/ 114)، الإملاء للعكبري (2/ 25)، التيسير (ص: 126). (2) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 رسول الله رُوي عنك أنك قلت: شيبتني هود وأخواتها (1)، فما الذي شيبك في هود؟ أقصص الأنبياء، أو هلاك الأمم؟ فقال: لا، ولكن قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [112] أي: لأنَّ الاستقامة درجة بها تمام الأمر وكماله، وهي مقام لا يطيقه إلَّا الأكابر، قاله الفخر الرازي. {فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [113] حسن، ومثله: «من أولياء». {ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)} [113] تام. {مِنَ اللَّيْلِ} [114] كاف، ومثله: «السيئات». قال مجاهد: الحسنات هي: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر. {لِلذَّاكِرِينَ (114)} [114] كاف. {وَاصْبِرْ} [115] جائز. {الْمُحْسِنِينَ (115)} [115] تام. {مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ} [116] حسن، ومثله: «فيه». {مُجْرِمِينَ (116)} [116] تام، ومثله: «مصلحون»، أي: ما كان الله ليهلكهم وهذه حالتهم. {أُمَّةً وَاحِدَةً} [118] حسن. {خَلَقَهُمْ} [119] تام، إن جعل قوله: «ولذلك خلقهم» بمعنى: وللاختلاف في الشقاء والسعادة خلقهم، وإنَّ قدرته بمعنى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)} [119]، ولذلك خلقهم؛ على التقديم والتأخير -كان الوقف على من «رحم ربك» كافيًا، وابتدأت «ولذلك خلقهم» إلى «أجمعين»، ويكون الوقف على «أجمعين» كافيًا، قاله النكزاوي. {كَلِمَةُ رَبِّكَ} [119] ليس بوقف؛ لأنَّ «لأملأن» تفسير للكلمة، فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف. {أَجْمَعِينَ (119)} [119] تام. {فُؤَادَكَ} [120] حسن. {الْحَقُّ} [120] ليس بوقف؛ لأنَّ «وموعظة» معطوفة على «الحق». والوقف على {وَمَوْعِظَةٌ} [120] حسن، إن جعل ما بعدها منصوبًا بفعل مقدر، أو جعل «وذكرى» مبتدأ، والخبر ما بعدها، وليس بوقف إن رفع ما بعدها عطفًا عليها.   (1) إشارة عن حديث أبى بكر قال: قلت يا رسول الله ما شيّب رأسك، قال: «هود وأخواتها شيبتنى قبل المشيب»، قلت: وما أخواتها قال: «{إِذَا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ} [الواقعة:1]، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النَّبأ:1]، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التَّكوير:1]، شيبتنى قبل المشيب». (كنز العمال رقم: 4093)، وأخرجه أيضًا: ابن سعد (1/ 436)، والدارقطنى فى العلل (1/ 205). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 {لِلْمُؤْمِنِينَ (120)} [120] كاف. {عَلَى مَكَانَتِكُمْ} [121] حسن. {عَامِلُونَ (121)} [121] أحسن مما قبله. {وَانْتَظِرُوا} [122] جائز. {مُنْتَظِرُونَ (122)} [122] تام. {وَالْأَرْضِ} [123] جائز، ومثله: «فاعبده». {وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [123] كاف. {تَعْمَلُونَ (123)} [123] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 سورة يوسف - عليه السلام - مكية إلَّا أربع آيات؛ من أولها ثلاث آيات، والرابعة قوله: {* لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ} [7] الآية. -[آيها:] وهي مائة وإحدى عشرة آية إجماعًا. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع أربعة مواضع: 1 - {مِنْهُنَّ سِكِّينًا} [31]. 2 - {مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} [36]. 3 - {يَأْتِ بَصِيرًا} [93]. 4 - {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [111]. - وكلمها: ألف وسبعمائة وستة وسبعون كلمة. - وحروفها: سبعة آلاف ومائة وستة وستون حرفًا. {الر} [1] تقدم؛ هل هي مبنية كأسماء الأعداد؟ أو معربة ولها محل من الإعراب؟! تقدم ما يغني عن إعادته. {الْمُبِينِ (1)} [1] تام، ومثله: «تعقلون». {هَذَا الْقُرْآَنَ} [3] حسن. {الْغَافِلِينَ (3)} [3] تام، إن قدَّرت: اذكر إذ قال يوسف، فإن جعلت «إذ» داخلة في الصلة، أي: لمن الغافلين ذلك الوقت -فلا يتم الكلام على الموصول دون الصلة، والمعتمد أنَّ العامل في «إذ» «قال يا بني»؛ إذ تبقى على وضعها الأصلي من كونها ظرفًا لما مضى، وحينئذ فلا يوقف على «ساجدين»، أي: قال يعقوب يا بني وقت قول يوسف له: كيت وكيت، وهذا أسهل الوجوه؛ إذ فيه إبقاء «إذ» على كونها ظرفًا ماضيًا. والوقف على {سَاجِدِينَ (4)} [4]، و {مُبِينٌ (5)} [5] و {وَإِسْحَاقَ} [6] وقوف كافية. {حَكِيمٌ (6)} [6] تام. {للسائلين (7)} [7] كاف، إن علق «إذ» باذكر مقدرًا، وليس بوقف إن علق «إذ» بما قبلها. {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} [8] كاف، ومثله: «مبين»، ولا يكره الابتداء بما بعدها؛ إذ القارئ ليس معتقدًا معناه، وإنَّما هو حكاية قول قائل حكاه الله عنه. {وَجْهُ أَبِيكُمْ} [9] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {صَالِحِينَ (9)} [9] كاف. {لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ} [10] جائز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 {فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ «يلتقطه» جواب الأمر، وقرأ نافع: «غيابات الجب» في الموضعين، والباقون بالإفراد (1). {فَاعِلِينَ (10)} [10] كاف، ومثله: «لناصحون». {وَيَلْعَبْ} [12] حسن. {لَحَافِظُونَ (12)} [12] كاف، ومثله: «غافلون»، و «لخاسرون». {فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} [15] يبنى الوقف على «الجب» على اختلاف التقادير؛ فإن جعل جواب «لما» محذوفًا تقديره: فعلوا به ما أجمعوا عليه من الأذى، أو سروا بذهابهم به وإجماعهم على ما يريدون. والواو في «وأوحينا» عاطفة على ذلك المقدر، ولم يجعل «وأوحينا» جواب «لما»؛ لعدم صحته؛ وذلك أنَّ الإيحاء كان بعد إلقائه في الجبِّ، فليس مرتبًا على عزمهم على ما يريدون، وإنَّما يترتب الجواب المقدر، وبهذا يحسن الوقف على «الجب»، ويحسن أيضًا على استئناف «وأوحينا»، ولم يجعل داخلًا تحت جواب «لما»، وليس بوقف إن جعل جواب «لما» «قالوا يا أبانا إنَّا ذهبنا»، أو جعل جواب «لما» قوله: «وأوحينا»، على مذهب الكوفيين أنَّ الواو زائدة، أي: فلما ذهبوا به أوحينا، وعلى هذين التقديرين لا يوقف على «الجب». {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)} [15] كاف. {يَبْكُونَ (16)} [16] جائز، ومثله: «فأكله الذئب»؛ للابتداء بالنفي. {صَادِقِينَ (17)} [17] كاف. {بِدَمٍ كَذِبٍ} [18] جائز. {أَمْرًا} [18] حسن. {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [18] تام، أي: فصبري صبر جميل: فـ «صبري» مبتدأ، و «صبر» خبره، و «جميل» صفة حذف المبتدأ وجوبًا؛ لنيابة المصدر مناب الفعل؛ إذ جيء به بدلًا من اللفظ بفعله. {عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)} [18] كاف. {دَلْوَهُ} [19] حسن. {هَذَا غُلَامٌ} [19] أحسن مما قبله. {بِضَاعَةً} [19] كاف.   (1) وجه من قرأ بالألف؛ فعلى الجمع في الموضعين، كأنه كان لتلك الجب غيابات، والغيابة قعره أو حفرة في جانبه، وقرأ الباقون: بالإفراد، والجب: البئر التي لم تطفو. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 262)، الإعراب للنحاس (2/ 126)، الإملاء للكعبري (2/ 27)، المعاني للفراء (2/ 36)، تفسير الرازي (18/ 95)، النشر (2/ 292). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 {بِمَا يَعْمَلُونَ (19)} [19] تام. {مَعْدُودَةٍ} [20] حسن، والواو بعده تصلح للعطف وللحال، أي: وقد كانوا فيه من الزاهدين، وهو تام عند أبي عمرو. {وَلَدًا} [21] كاف. {مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [21] حسن. {غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [21] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {لَا يَعْلَمُونَ (21)} [21] حسن. {وَعِلْمًا} [22] جائز. {الْمُحْسِنِينَ (22)} [22] كاف. {هَيْتَ لَكَ} [23] حسن، ومثله: «معاذ الله»، و «مثواي». {الظَّالِمُونَ (23)} [23] كاف، ومثله: «وهمَّت به»، وبهذا الوقف يتخلص القارئ من شيء لا يليق بنبيٍّ معصوم أن يهم بامرأة، وينفصل من حكم القسم قبله في قوله: «ولقد همت»، ويصير «وهمَّ بها» مستأنفًا؛ إذ الهمُّ من السيد يوسف منفيٌّ؛ لوجود البرهان. والوقف على «برهان ربه»، ويبتدئ «كذلك»، أي: عصمته كذلك؛ فالهم الثاني غير الأول، وقيل: الوقف على «وهمَّ بها»، وإن الهمَّ الثاني كالأول، أي: ولقد همت به وهمَّ بها كذلك، وعلى هذا «لولا أن رأى برهان ربه» متصل بقوله: «لنصرف عنه»، أي: أريناه البرهان؛ لنصرف عنه ما همَّ به، وحينئذ الوقف على «الفحشاء»، قيل: قعد منها مقعد الرجل من المرأة، فتمثَّل له يعقوب - عليه السلام - عاضًّا إصبعه، يقول: يوسف يوسف. وفي الإتقان: لولا أن رأى برهان ربه. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: «لولا أن رأى برهان ربه» -قال: رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط، وتقدير الكلام: لولا أن رأى برهان ربه لواقعها، ولا يرد على هذا «وما أبرئ نفسي»؛ لأنه لم يدَّع براءة نفسه من كل عيب، وإن برئ من هذا العيب، أو قاله في ذلك هضمًا لنفسه، والوقف على هذا على «الفحشاء»؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض -فلا يقطع، وقد ذكروا في معنى البرهان: وهمَّ يوسف بها أشياء لا يحسن إسنادها، ولا إسناد مثلها إلى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والكلام على ذلك يستدعي طولًا أضربنا عنه تخفيفًا، وفيما ذكر غاية،،، ولله الحمد (1) {الْمُخْلَصِينَ (24)} [24] كاف. {لَدَى الْبَابِ} [25] حسن.   (1) انظر: تفسير الطبري (16/ 24)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 {أَلِيمٌ (25)} [25] كاف. {عَنْ نَفْسِي} [26] حسن. {مِنْ أَهْلِهَا} [26] ليس بوقف؛ لتعلق التفصيل الذي بعده بما قبله. {مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)} [26] جائز، ومثله: «من الصادقين»، وفي الحديث عن ابن عباس، أنه تكلم أربعة وهم صغار: «ابن ماشطة ابنة فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم» (1). {مِنْ كَيْدِكُنَّ} [28] جائز. {عَظِيمٌ (28)} [28] تام. {عَنْ هَذَا} [29] حسن، ومثله: «لذنبك». {الْخَاطِئِينَ (29)} [29] كاف. {عَنْ نَفْسِهِ} [30] جائز. {حُبًّا} [30] حسن. {مُبِينٍ (30)} [30] كاف. {عَلَيْهِنَّ} [31] حسن. {حَاشَ لِلَّهِ} [31] حسن، وقرأ أبو عمرو: «حاشا» بالألف وصلًا، وغيره بغيرها (2). {مَا هَذَا بَشَرًا} [31] جائز. {كَرِيمٌ (31)} [31] كاف، وقال يحيى بن نصير النحوي: تام. {لُمْتُنَّنِي فِيهِ} [32] كاف، ومثله: «فاستعصم»، وقيل: تام. {مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)} [32] كاف. {مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [33] حسن. {مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)} [33] كاف. {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ} [34] جائز عند نافع؛ لأنَّ الماضي بعده بمعنى الأمر، فكأنَّه قال: رب اصرف عني كيدهن. و {كَيْدَهُنَّ} [34] كاف، وكذا «العليم». {حَتَّى حِينٍ (35)} [35] تام.   (1) أخرجه أحمد (1/ 310)، وابن حبان (36، و37)، والطبراني برقم: (12279). (2) وجه من قرأ: {حَاشَا} بألف في الوصل في الموضعين؛ فعلى أصل الكلمة. وقرأ الباقون: بحذفها إتباعًا للرسم. واتفقوا على حذفها في الوقف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 264)، المعاني للفراء (2/ 42)، النشر (2/ 295). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 {فَتَيَانِ} [36] حسن، ومثله: «خمرًا» فصلًا بين القصتين مع اتفاق الجملتين. {الطَّيْرُ مِنْهُ} [36] حسن، ومثله: «بتأويله». {الْمُحْسِنِينَ (36)} [36] كاف، وكذا «من قبل أن يأتيكم»، وكذا «علمني ربي»، وقال الأخفش: تام. {كَافِرُونَ (37)} [37] كاف. {وَيَعْقُوبَ} [38] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالنفي بعده. {مِنْ شَيْءٍ} [38] كاف. {وَعَلَى النَّاسِ} [38] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده استدراكًا، وعطفًا. {لَا يَشْكُرُونَ (38)} [38] تام. {الْقَهَّارُ (39)} [39] كاف. {مِنْ سُلْطَانٍ} [40] تام. {إِلَّا لِلَّهِ} [40] حسن، ومثله: «إلَّا إياه». {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [40] وصله أولى. {لَا يَعْلَمُونَ (40)} [40] تام. {فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} [41] حسن؛ للفصل بين الجوابين، مع اتفاق الجملتين، ومثله: «من رأسه»؛ لأنَّ قوله: «قضي الأمر» جواب قولهما: «ما رأينا»، وذلك أنهما رجعا عن الرؤيا، لما فسّرها السيد يوسف -عليه الصلاة والسلام -قالا كذبنا وما رأينا شيئًا، فقال لهما: «قضي الأمر الذي فيه تستفتيان». {تَسْتَفْتِيَانِ (41)} [41] تام، وأفرد الأمر، وإن كان أمر هذا غير أمر هذا التخصيص، أحدهما بالخطاب بعد الفراغ منهما بالجواب. {عِنْدَ رَبِّكَ} [42] جائز، ومثله: «ذكر ربه». {بِضْعَ سِنِينَ (42)} [42] تام. {وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [43] كاف، ومثله: «تعبرون»، و «أضعاث أحلام»، و «بعالمين». {فَأَرْسِلُونِ (45)} [45] تام باتفاق. {وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [46] الثاني ليس بوقف؛ لحرف الترجي، وهو في التعلق كـ (لام كي). {يَعْلَمُونَ (46)} [46] كاف. {دَأَبًا} [47] جائز، وكذا «تأكلون»، و «تحصنون»، و «يغاث الناس» لمن قرأ: «وفيه تعصرون» بالتاء الفوقية؛ لرجوعه من الغيبية إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية (1).   (1) وجه من قرأ بالتاء؛ أي: بتاء الخطاب مناسبة لقوله تعالى: {يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُم لَهُنَّ}. وقرأ الباقون: بياء الغيب مناسبة لقوله تعالى: {فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص:265)، الإملاء للعكبري (2/ 30)، البحر المحيط (5/ 315). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)} [49] كاف. {ائْتُونِي بِهِ} [50] حسن، ومثله: «أيديهن». {عَلِيمٌ (50)} [50] تام. {عَنْ نَفْسِهِ} [51] حسن، ومثله: «من سوء»، وكذا «عن نفسه». {لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)} [51] تام عند من جعل قوله: «ليعلم أني لم أخنه بالغيب» من كلام يوسف، وإنما أراد: ليعلم العزيز أني لم أخنه بالغيبـ، وقد كان مجاهد يقول ذلك؛ ليعلم الله أني لم أخنه بالغيب، وليس بوقف لمن جعل ذلك من كلام العزيز، وتجاوزه أحسن، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. وأما من جعله من كلامها فالوقف على «الصادقين» حسن. وقال ابن جريج: إنَّ في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، أي: إنَّ ربي بكيدهن عليم؛ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب، وعلى هذا فلا يوقف على «الصادقين»، وجعل الوقف على قوله «بالغيب» كافيًا، وقال: إنَّ يوسف تكلم بهذا الكلام قبل خروجه من السجن، وخولف في هذا، قالوا: لأنه لو كان كافيًا لكسرت «أن»، قلت: وهذا لا يلزمه؛ لأنه ابتدأ «وأن الله»، أي بتقدير: اعلموا أنَّ الله (1). {الخائنين (52)} [52] كاف، وقيل: تام. {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} [53] حسن، فيه حذف، أي: وما أبريء نفسي عن السوء. {لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [53] أحسن، على أنَّ الاستثناء منقطع، أي: ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة، وليس بوقف إن جعل متصلًا مستثنى من الضمير المستكن في أمارة بالسوء، أي: إلَّا نفسًا رحمها ربي، فيكون أراد بالنفس: الجنس، وفيه إيقاع «ما» على من يعقل، والمشهور خلافه. {رَحِيمٌ (53)} [53] تام. {أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} [54] حسن، ومثله: «أمين». {خَزَائِنِ الْأَرْضِ} [55] جائز. {عَلِيمٌ (55)} [55] كاف. {لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} [56] جائز؛ لأنَّ قوله: «يتبوأ» يصلح مستأنفًا وحالًا، أي: مكنا له متبؤًا منزلًا. {حَيْثُ يَشَاءُ} [56] كاف، لمن قرأه بالتحتية، وجائز لمن قرأه بالنون (2).   (1) انظر: تفسير الطبري (16/ 137)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وجه من قرأ بالنون؛ فعلى أنها نون العظمة لله تعالى. وقرأ الباقون: بالياء، والضمير ليوسف - عليه السلام -. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 266)، البحر المحيط (5/ 320)، التيسير للداني (ص: 129)، الحجة لأبي زرعة (ص: 196)، النشر (2/ 295). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 {مَنْ نَشَاءُ} [56] جائز. {الْمُحْسِنِينَ (56)} [56] كاف، ومثله: «يتقون»، وكذا «منكرون»، و «من أبيكم»؛ للابتداء بالاستفهام. {أُوفِي الْكَيْلَ} [59] جائز. {الْمُنْزِلِينَ (59)} [59] كاف؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «ولا تقربون»، و «لفاعلون»، و «يرجعون». {مِنَّا الْكَيْلُ} [63] جائز، ومثله: «نكتل». {لَحَافِظُونَ (63)} [63] كاف. {مِنْ قَبْلُ} [64] حسن؛ لانتهاء الاستفهام إلى الإخبار، وكذا «حفظًا». {الرَّاحِمِينَ (64)} [64] كاف، ومثله: «ردت إليهم»؛ لانتهاء جواب «لما». {نَبْغِي} [65] كاف. وأثبت القراء الياء في «نبغي» وصلًا ووقفًا، وفي «ما» وجهان: يجوز أن تكون نافية، والتقدير: يا أبانا ما نبغي منك شيئًا، وعليها يكون الوقف كافيًا. ويجوز أن تكون استفهامية مفعولًا مقدمًا واجب التقديم؛ لأنَّ له صدر الكلام، فكأنهم قالوا: أي شيء نبغي ونطلب، وقال بعضهم: إن مع نبغي فاء محذوفة، فيصير التقدير: ما نبغي فهذه بضاعتنا ردت إلينا، فلا يحسن الوقف على «نبغي»؛ لأنَّ قوله: «ردت إلينا» توضيح لقولهم: «ما نبغي» فلا يقطع منه، وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد {كَيْلَ بَعِيرٍ} [65] جائز. {كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)} [65] كاف. {مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ} [66] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الحلف لم يأت؛ لأنَّ يعقوب لما كان غير مختار لإرسال ابنه -علق إرساله بأخذ الموثق عليهم، وهو الحلف بالله؛ إذ به تؤكد العهود وتشدد، ولتأتنني جواب الحلف. قال السجاوندي: وقف بعضهم بين «قال»، وبين «الله» في قوله: «قال الله» وقفة لطيفة؛ لأنَّ المعنى: قال يعقوب الله على ما نقول وكيل، غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول، فالأحسن أن يفرق بينهما بقوة الصوت إشارة إلى أنَّ «الله» مبتدأ بعد القول، وليس فاعلًا بـ «قال»، كما تقدم في الأنعام في: {قَالَ النَّارُ} [الأنعام: 128]؛ إذ الوقف لا يكون إلَّا لمعنى مقصود، وإلَّا كان لا معنى له؛ لشدة التعلق، وكان النص عليه مع ذلك كالعدم، وكان الأولى وصله، ويمكن أن يقال: إن له معنى، وهو كون الجملة بعد «قال» ليست من مقول الله، وليس لفظ الجلالة فاعلًا به، بل الفاعل ضمير «يعقوب»، و «الله» مبتدأ، و «وكيل» الخبر، والجملة في محل نصب مقول قول «يعقوب» (1).   (1) انظر: تفسير الطبري (16/ 162)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 {إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} [66] حسن، ومثله: «وكيل»، و «متفرقة»، و «من شيء»، و «إلَّا الله»، و «عليه توكلت» كلها حسان. {الْمُتَوَكِّلُونَ (67)} [67] كاف، وقال أبو عمرو: تام. {أَبُوهُمْ} [68] جائز؛ لأنَّ جواب «لما» محذوف تقديره: سلموا بإذن الله. {قَضَاهَا} [68] حسن. {لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [68] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا وعطفًا. {لَا يَعْلَمُونَ (68)} [68] كاف. {أَخَاهُ} [69] جائز. {يَعْمَلُونَ (69)} [69] كاف. {فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [70] جائز عند نافع. {لَسَارِقُونَ (70)} [70] كاف، وقال أبو عمرو: تام. {تَفْقِدُونَ (71)} [71] كاف. {صُوَاعَ الْمَلِكِ} [72] جائز. {بِهِ زَعِيمٌ (72)} [72] كاف، ومثله: «سارقين»، وكذا «كاذبين». {جَزَاؤُهُ} [75] الثاني حسن، والكاف في محل نصب نعت مصدر محذوف، أي: مثل ذك الجزاء؛ وهو الاسترقاق. {نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)} [75] كاف. {أَخِيهِ} [76] الثاني حسن. {كِدْنَا لِيُوسُفَ} [76] كاف؛ للابتداء بالنفي، وكذا «إلَّا أن يشاء الله» لمن قرأ «نرفع» بالنون أو بالياء، لكن الأول أكفى؛ لأنَّ من قرأ بالنون انتقل من الغيبية إلى التكلم، واستئناف أخبار، ومن قرأ بالياء جعله كلامًا واحدًا، فلا يقطع بعضه من بعض (1). {مَنْ نَشَاءُ} [76] كاف، على القراءتين (2). {عَلِيمٌ (76)} [76] تام، أي: وفوق جميع العلماء عليم؛ لأنَّه من العام الذي يحصصه الدليل، ولا يدخل الباري في عمومه. {مِنْ قَبْلُ} [77] كاف، ومثله: «ولم يبدها لهم»، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ ما بعده يفسر الضمير في   (1) قرأ يعقوب بالياء من «نرفع»، وقرأ الباقون بالنون. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 266)، البحر المحيط (5/ 332)، الكشاف (2/ 335)، النشر (2/ 260). (2) أي: قراءتي «نرفع» بالنون وبالياء، وهما المشار إليهما سابقًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 «أسرها»، فهذا بمنزلة الإضمار في «أن». {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا} [77] كاف، قال قتادة: هي الكلمة التي أسرها يوسف في نفسه، أي: أنتم شر مكانًا في السرقة؛ لأنكم سرقتم أخاكم وبعتموه. {بِمَا تَصِفُونَ (77)} [77] كاف. {فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} [78] حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلًا في القول. {مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} [79] ليس بوقف؛ لتعلق «إذ» بما قبلها. {لَظَالِمُونَ (79)} [79] تام. {نَجِيًّا} [80] حسن، يبنى الوقف على «موثقًا من الله»، والوصل على اختلاف المعربين في «ما»، وخبرها من قوله: «ما فرطتم»، وفيها خمسة أوجه: وهي كونها مصدرية مبتدأ، والخبر «من قبل»، أو مصدرية أيضًا مبتدأ، والخبر «في يوسف»، أو زائدة مؤكدة، أو مصدرية في محل نصب، أو مصدرية في محل نصب أيضًا، فإن جعلت مصدرية في محل رفع مبتدأ، والخبر «من قبل»، أي: وقع من قبل تفريطكم في يوسف كان كافيًا، وكذا إن جعلت مصدرية في محل رفع مبتدأ، أو الخبر قوله: «في يوسف»، أي: وتفريطكم كائن أو مستقر في يوسف، فيتعلق الظرفان، وهما: «من قبل»، و «في يوسف» بالفعل الذي هو فرطتم، أو جعلت زائدة للتوكيد، فيتعلق الظرف بالفعل بعدها، أي: ومن قبل فرطتم في يوسف، وليس بوقف إن جعلت «ما» مصدرية محلها نصب معطوفة؛ على أنَّ «أباكم» قد أخذ، أي: ألم تعلموا أخذ أبيكم الميثاق وتفريطكم في يوسف. وليس بوقف أيضًا إن جعلت مصدرية محلها نصب عطفًا على اسم «أن»، أي: ألم تعلموا أن أباكم، وأن تفريطكم من قبل في يوسف، وحينئذ يكون في خبر (أن) هذه المقدرة وجهان: أحدهما: هو «من قبل». والثاني: هو «في يوسف». وليس بوقف أيضًا إن جعلت مصدرية، على أن محلها نصب بـ «تعلموا» بتقدير: ألم تعلموا أنَّ أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من الله وأنتم تعلمون تفريطكم في يوسف (1). {فِي يُوسُفَ} [80] كاف؛ للابتداء بالنفي مع الفاء. {أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي} [80] جائز؛ لأنَّ الواو تصلح للحال والاستئناف. {الْحَاكِمِينَ (80)} [80] تام. {إِن ابْنَكَ سَرَقَ} [81] حسن، ومثله: «بما عملنا». {حَافِظِينَ (81)} [81] كاف.   (1) انظر: تفسير الطبري (16/ 203)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 {أَقْبَلْنَا فِيهَا} [82] حسن، على استئناف ما بعده. {لَصَادِقُونَ (82)} [82] كاف. {أَمْرًا} [83] حسن. {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [83] أحسن مما قبله. {جَمِيعًا} [83] حسن. {الْحَكِيمُ (83)} [83] كاف. {عَلَى يُوسُفَ} [84] جائز، على انقطاع ما بعده. {كَظِيمٌ (84)} [84] كاف، والوقف على «الهالكين»، و «إلى الله» كافيان. {مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)} [86] أكفى منهما. {مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [87] حسن. {الْكَافِرُونَ (87)} [87] تام. {مُزْجَاةٍ} [88] ليس بوقف؛ للعطف بالفاء، ومعنى «مزجاة»: مدفوعة يدفعها عنه كل أحد، وألفها منقلبة عن واو. {عَلَيْنَا} [88] كاف، ومثله: «المتصدقين»، و «جاهلون». {لَأَنْتَ يُوسُفُ} [90] حسن. {قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي} [90] أحسن مما قبله. {قَدْ مَن اللَّهُ عَلَيْنَا} [90] كاف. {الْمُحْسِنِينَ (90)} [90] أكفى منه. {لَخَاطِئِينَ (91)} [91] كاف. {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} [92] بيان بيَّن به أن قوله: «اليوم» ليس ظرفًا لقوله: «لا تثريب»، وإنَّما هو متعلق بمحذوف، أي: ادعوا، ثم استأنف «اليوم يغفر الله لكم» بشرهم بالمغفرة؛ لما اعترفوا بذنبهم، وتابوا فتيب عليهم، وقيل: متعلق بقوله: «لا تثريب». والوقف على «اليوم»، قاله نافع، ويعقوب، ثم ابتدأ «يوسف»، فقال: «يغفر الله لكم»، فدعا لهم بالمغفرة لما فرط منهم، قال أبو حيان ردًّا على الزمخشري: قوله: إن «اليوم» متعلق بقوله: «لا تثريب عليكم». أما كون «اليوم» متعلقًا بـ «تثريب»، فهذا لا يجوز؛ لأنَّ التثريب مصدر، وقد فصل بينه وبين معمول بقوله: «عليكم». و «عليكم» إما أن يكون خبرًا، أو صفة لـ «تثريب»، ولا يجوز الفصل بينهما؛ لأنَّ معمول المصدر من تمامه، وأيضًا لو كان «اليوم» متعلقًا بـ «تثريب» لم يجز بناؤه، وكان يكون من قبيل الشبيه بالمضاف معربًا منونًا، وبناؤه هنا على قلة، انظر المعنى، ومعنى «لا تثريب»: لا تعيير، ولا بأس، ولا لوم، ولأذكركم ذنبكم بعد اليوم. وأصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 التثريب: الفساد، وهي لغة أهل الحجاز، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا زنت امرأة أحدكم فليحدها الحد، ولا يثربها» (1) أي: لا يعيرها بالزنا. ثم دعا لهم يوسف بالمغفرة، وجعلهم في حل، فقال: «يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين». وقد قال - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: «ماذا تظنون؟» قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، وقد قدرت: فكن خير آخذ، فقال: «وأنا أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم» (2). {الرَّاحِمِينَ (92)} [92] كاف، وقيل: تام. {يَأْتِ بَصِيرًا} [93] حسن. {أَجْمَعِينَ (93)} [93] تام. {تُفَنِّدُونِ (94)} [94] كاف، ومثله: «القديم»، قيل: أرادوا بذلك حبه ليوسف. {فَارْتَدَّ بَصِيرًا} [96] حسن، والبشير: هو أخوه يهوذا، وهو الذي جاء بقميص الدم، وأعطاه يعقوب في نظير البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن جده، وهنَّ: يا لطيفًا فوق كل لطيف، الطف بي في أموري كلها كما أحب، ورضني في دنياي وآخرتي (3). {مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)} [96] كاف. {ذُنُوبَنَا} [97] حسن. {خَاطِئِينَ (97)} [97] كاف، وكذا «أستغفر لكم ربي». {الرَّحِيمُ (98)} [98] تام. {آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} [99] جائز؛ لانتهاء جواب «لما». {آَمِنِينَ (99)} [99] حسن. {سُجَّدًا} [100] جائز، ومثله: «من قبل»، و «حقًّا»، و «من السجن»، على استئناف ما بعده، ولم يقل «من الجب» استعمالًا للكرم؛ لئلَّا يذكر أخوته صنيعهم. {بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} [100] كاف؛ للابتداء بـ «إن»، ومثله: «لما يشاء».   (1) لم أعثر علي هذه الرواية وإنما عثرت على الرواية التالية: «إذا زنت أَمَةُ أحدِكم فَتَبَيَّنَ زناها فَلْيَجْلِدْهَا الحدَّ ولا يُثَرِّبْ عليها، ثم إنْ زنتْ فَلْيَجْلِدْهَا الحدَّ ولا يُثَرِّبْ عليها، ثم إن زنت الثالثةَ فَلْيَبِعْهَا ولو بحبل من شَعْرٍ» وروي عن أبى هريرة وزيد بن خالد: أخرجه الطيالسى (ص: 189، رقم: 1334)، وعبد الرزاق (7/ 393، رقم: 13598)، وأحمد (4/ 116، رقم: 17084)، والبخارى (2/ 756، رقم: 2046)، ومسلم (3/ 1329، رقم: 1704)، وأبو داود (4/ 160، رقم: 4469)، والنسائى فى الكبرى (4/ 301، رقم: 7257)، وابن ماجه (2/ 857، رقم: 2565). (2) انظر: فيض القدير للمناوي (5/ 218). (3) انظر: تفسير الطبري (16/ 258)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 {الْحَكِيمُ (100)} [100] تام. {مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [101] كاف، إن نصب «فاطرًا» بنداء ثان، أو نصب بأعني مقدرًا، وليس بوقف إن جعل نعتًا لما قبله، أو بدلًا منه. {وَالْأَرْضِ} [101] جائز، ومثله: «والآخرة». {مُسْلِمًا} [101] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {بِالصَّالِحِينَ (101)} [101] تام. {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [102] حسن؛ للابتداء بالنفي. {وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)} [102] كاف، وقيل: تام. {بِمُؤْمِنِينَ (103)} [103] كاف. {مِنْ أَجْرٍ} [104] حسن. {لِلْعَالَمِينَ (104)} [104] كاف. {فِي السَّمَاوَاتِ} [105] جائز، على قراءة عكرمة (1): «والأرضُ» بالرفع مبتدأ، والخبر جملة «يمرون عليها»، وكذا من قرأ بالنصب (2)؛ على الاشتغال، أي: يطؤن الأرض، ويروى عن ابن جريج: أنه كان ينصب «الأرض» بفعل مقدر، أي: يجوزون الأرض، وهذه القراءة ضعيفة في المعنى؛ لأنَّ الآيات في السموات وفي الأرض، والضمير في «عليها» للآية، فتكون «يمرون» حالًا منها. وقال أبو البقاء: حالًا منها، «ومن السموات»، فيكون الحال من شيئين، وهذا لا يجوز؛ لأنهم لا يمرون في السموات إلَّا أن يراد: يمرون على آياتها، فعلى هذه القراءة الوقف على «السموات» أيضًا، وكذا من نصبها بـ «يمرون»، وليس بوقف لمن جرها عطفًا على ما قبلها. {يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} [105] حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال. {مُعْرِضُونَ (105)} [105] كاف، وقيل: تام، وكذا «مشركون»، و «لا يشعرون». {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} [108] حسن، تقدم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتعمد الوقف على ذلك، ثم يبتدئ «على بصيرة أنا ومن اتبعني» إن اجعل «أنا» مبتدأ، و «على بصيرة» خبرًا. وليس بوقف إن جعل «على بصيرة» متعلقًا   (1) وكذا رويت عن عمرو بن فائد وابن مسعود، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 33)، البحر المحيط (5/ 351)، تفسير القرطبي (9/ 272)، الكشاف (2/ 346)، المحتسب لابن جني (1/ 349)، تفسير الرازي (18/ 224). (2) وهو السُدِّي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 33)، البحر المحيط (5/ 351)، تفسير القرطبي (9/ 272)، الكشاف (2/ 346)، المحتسب لابن جني (1/ 349). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 بـ «أدعوا»، و «أنا» توكيدًا للضمير المستكن في «أدعو». و «من اتبعني» معطوف على ذلك الضمير، والمعنى: أدعو أنا إليها، ويدعو إليها من اتبعني على بصيرة. قال ابن مسعود: من كان مستنًّا فليستن بأصحاب نبيه الذين اختارهم الله لصحبته، ويتمسك بأخلاقهم. وليس بوقف أيضًا إن جعل «على بصيرة» حالًا من ضمير «أدعو»، و «أنا» فاعلًا بالجار والمجرور النائب عن ذلك المحذوف. {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [108] حسن، اتفق علماء الرسم على إثبات الياء في «اتبعني» هنا خاصة، كما هو كذلك في جميع المصاحف العثمانية. {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)} [108] تام. {مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [109] كاف، ومثله: «من قبلهم»؛ للابتداء بلام الابتداء، وكذا «اتقوا» لمن قرأ: «تعقلون» بالتاء الفوقية (1). {تَعْقِلُونَ (109)} [109] تام. {نَصْرُنَا} [110] حسن لمن قرأ: «فننجِي» مخففًا، ولا يوقف على «نشاء»، وليس بوقف لمن قرأ: «فنجّي» مشددًا، ويوقف على «نشاء»، وهو كاف (2). الضمائر الثلاثة في «وظنوا أنهم قد كذبوا» للرسل. ومعنى التشديد في «كذبوا»: أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، والتخفيف أن الرسل توهموا أن نفوسهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به من النصر أو العقاب، وأنكرت عائشة رضي الله عنها قراءة التخفيف بهذا التأويل؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يوعد بشيء أخلف فيه، وعائشة قالت: معاذ الله لم تكن الرسل لتظن أن لا نصر لهم في الدنيا. ومعاذ الله أن تنسب إلى شيء من ذلك؛ لتواتر هذه القراءة. وأحسن ما وجهت به هذه القراءة أن الضمير في وظنوا عائد إلى المرسل إليهم؛ لتقدمهم، وأن الضمير في «إنهم»، و «كذبوا» عائد على الرسل، أي: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا، أي: كذبهم من أرسلوا إليهم بالوحي، وبنصرهم عليهم (3).   (1) قرأ نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب: بالتاء، وقرأ الباقون: بالياء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 268)، البحر المحيط (5/ 353، 354)، التيسير (ص: 130)، تفسير القرطبي (9/ 275)، الحجة لابن زنجلة (ص: 365)، الغيث للصفاقسي (ص: 261)، الكشف للقيسي (1/ 429)، النشر (2/ 257). (2) قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب: {فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [110] بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء؛ وجه من قرأ بنون واحدة، وتشديد الجيم وفتح الياء؛ أنه فعل ماضٍ مبني للمفعول. وقرأ الباقون: بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة وبعد الثانية جيم مخففة وبعد الجيم ياء ساكنة مدية على أنه مضارع: «أنجى» مبني للمعلوم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 268)، الإملاء للعكبري (2/ 33)، البحر المحيط (5/ 355)، النشر (2/ 296). (3) انظر: تفسير الطبري (16/ 296)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 {الْمُجْرِمِينَ (110)} [110] كاف، وقيل: تام. {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [111] حسن. {كُلِّ شَيْءٍ} [111] ليس بوقف؛ لأن ما بعده منصوب بالعطف على ما قبله، وقرأ حمران بن أعين، وعيسى الكوفي (1): «تصديقُ»، و «تفصيلُ»، و «هدى ورحمةٌ» برفع الأربعة، أي: ولكن هو تصديق. والجمهور بنصب الأربعة. {يُؤْمِنُونَ (111)} [111] تام. قال ابن عطاء: لا يسمع سورة يوسف محزون إلَّا استروح.   (1) وكذا رويت عن عيسى الثقفي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 356)، الكشاف (2/ 348)، المحتسب لابن جني (1/ 350). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 سورة الرعد مكية إلَّا قوله: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [31] الآية، {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا} [43] الآية. وقيل: مدنية إلَّا قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا} [31] الآيتين. -[آيها:] وهي أربعون وثلاث آيات في الكوفي، وأربع في المدنيين، وخمس في البصري، وسبع في الشامي. اختلافهم في خمس آيات: 1 - {لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [5] لم يعدها الكوفي. 2 - {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} [16] عدها الشامي. 3 - {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} [16] لم يعدها الكوفي. 4 - {أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ} [18] عدها الشامي. 5 - {مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)} [23] لم يعدها المدنيان. - وكلمها: ثمانمائة وخمس وخمسون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف حرف وخمسمائة وستة أحرف. وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع موضع واحد، وهو قوله: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [30]. {المر} [1] تقدم الكلام على مثلها. قال أبو روق (1): هذه الحروف التي في فواتح السور عزائم الله، والوقف عليها تام؛ لأنَّ المراد معنى هذه الحروف، وقيل: هي قسم، كأنَّه قال: والله إن تلك آيات الكتاب، فعلى هذا التقدير لا يوقف عليها، وقيل: أراد بها التوراة، والإنجيل، والكتب المتقدمة، قاله النكزاوي. {آَيَاتُ الْكِتَابِ} [1] تام، إن جعل «الذي» مبتدأ، و «الحق» خبره، وليس بوقف إن جعل «والذي» في محل جر بالعطف على «الكتاب»، وحينئذ لا وقف على ما قبل «الذي»، وكذا إن جر «الذي» بالقسم وجوابه ما قبله، ولا وقف على ما قبل «الذي»، وكذا إن جعل «الذي» صفة للكتاب.   (1) أحمد بن محمد بن بكر، الهزاني البصري، سمع في سنة (247هـ) وبعدها، من عمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن الوليد البسري، ومحمد بن النعمان بن شبل الباهلي- الضعيف الذي روى عن مالك-، وميمون بن مهران، وأحمد ابن روح وجماعة، حدّث عنه: ابن أخيه أبو عمرو محمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني، وأحمد بن محمد بن الجندي، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي، وعلي ابن القاسم الشاهد -شيخ رحل إليه الخطيب- وغيرهم، وقد أرخ ابن المقرئ أنه سمع منه في شعبان سنة (332هـ)، وبعض الناس أرخ موته في سنة (331هـ). انظر: ميزان الاعتدال (1/ 132 – 133)، العبر (2/ 225)، لسان الميزان (1/ 256)، شذرات الذهب (2/ 329). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 قال أبو البقاء: وأدخلت الواو في لفظه، كما أدخلت في النازلين والطيبين، يعني: أن الواو تدخل على الوصف، كما هو في بيت خرنق بنت هفان في قولها حين مدحت قومها: لَا يَبْعُدنَّ قَوْمِي الذينَ هُمُ ... سُمُّ العُدَاةِ وَآفةُ الجُزُر والنَّازِلين بِكُلِّ مُعترَكٍ ... والطيبينَ معاقدَ الأزر (1) فعطفت الطيبين على النازلين، وهما صفتان لقوم معينين. {الْحَقُّ} [1] كاف، على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الحق، وكذا إن جعل «الذي» مبتدأ، و «الحق» خبرًا، وإن جعل «المر» مبتدأ، و «تلك آيات» خبرًا، و «الذي أنزل» عطف عليه -جاز الوقف على «من ربك»، ثم يبتدئ «الحق»، أي: هو الحق، وكذا إن جعل «الحق» مبتدأ، و «من ربك» خبره، أو على أنَّ «من ربك الحق» كلاهما خبر واحد. وليس بوقف إن جر «الحق» على أنَّه نعت لـ «ربك»، وبه قرئ شاذًّا (2)، وعليها لا يوقف على «الحق»؛ لأنَّه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، فتلخص أنَّ في الحق خمسة أوجه: أحدها خبر أول أو ثان، أو هو وما قبله خبر، أو خبر مبتدأ محذوف، أو صفة للذي إذا جعلناه معطوفًا على «آيات». {لَا يُؤْمِنُونَ (1)} [1] تام. {تَرَوْنَهَا} [2] حسن، على أنَّ «بغير عمد» متعلق بـ «رفع»، أي: رفع السموات بغير عمد ترونها؛ فالضمير من «ترونها» يعود على «عمد»، كأنَّه قال: للسموات عمد، ولكن لا ترى، وقال ابن عباس: إنَّها بعمد، ولكن لا ترونها، قال: وعمدها جبل ق المحيط بالدنيا، وهو من زبرجد أخضر من زبرجد الجنة، والسماء مقبية فوقه كالقبة، وخضرتها من خضرته، فيكون «ترونها» في موضع الصفة لـ «عمد»، والتقدير: بغير عمد مرئية، وحينئذ فالوقف على «السموات» كاف، ثم يبتدئ: «بغير عمد ترونها»، أي: ترونها بلا عمد. وقال الكواشي: الضمير في «ترونها» يعود إلى «السموات»، أي: ترون السموات قائمة بغير عمد، وهذا أبلغ في الدلالة على القدرة الباهرة، وإذًا الوقف على «عمد»؛ ليبين أحد التأويلين من الآخر، ثم يبتدئ: «ترونها»، أي: ترونها كذلك. فـ «ترونها» مستأنف، فيتعين أن لا عمد لها ألبتة؛ لأنَّها سالبة تفيد نفي الموضوع. وإن قلنا: إنَّ «ترونها» صفة تعين أنَّ لها عمدًا، وحاصله أنهما شيئان: أحدهما   (1) هما من السريع، وهما جاءا في مطلع قصيدة لها، في ديوانها بالموسوعة الشعرية الخِرنِقِ بِنتِ بَدر (? - 50 ق. هـ/? - 574 م) الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك من بني ضبيعة، البكرية العدنانية، شاعرة من الشهيرات في الجاهلية، وهي أخت طرفة ابن العبد لأمه، وفي المؤرخين من يسميها الخرنق بنت هفان بن مالك بإسقاط بدر، تزوجها بشر بن عمرو بن مَرْشَد سيد بني أسد، وقتلهُ بنو أسد يوم قلاب (من أيام الجاهلية)، فكان أكثر شعرها في رثائه ورثاء من قتل معه من قومها ورثاء أخيها طرفة.-الموسوعة الشعرية (2) لم أستدل على هذه القراءة، في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 انتفاء العمد والرؤية معًا، أي: لا عمد، فلا رؤية سالبة تصدق بنفي الموضوع؛ لأنَّه قد ينفي الشيء؛ لنفي أصله، نحو: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273] أي: انتفى الإلحاف؛ لانتفاء السؤال الثاني، إن لها عمدًا، ولكن غير مرئية، كما قال ابن عباس: ما يدريك أنها بعمد لا ترى (1). {عَلَى الْعَرْشِ} [2] جائز، ومثله: «والقمر». {مُسَمًّى} [2] حسن. {الْآَيَاتِ} [2] ليس بوقف؛ لحرف الترجي، وهو في التعلق كـ (لام كي). {تُوقِنُونَ (2)} [2] تام. {وَأَنْهَارًا} [3] كاف، ومثله: «اثنين يغشي الليل النهار». {يَتَفَكَّرُونَ (3)} [3] تام. {مُتَجَاوِرَاتٌ} [4] كاف، إن جعل «وجنات» مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: وفيها جنات. وليس بوقف إن عطفت «جنات» على «قطع»، وكذا ليس بوقف إن جر «جناتٍ» عطفًا على ما عمل فيه «سخر»، أي: وسخر لكم جنات من أعناب، وبها قرأ الحسن البصري (2)، وعليها يكون الوقف على «متجاورات» كافيًا. ويجوز أن يكون مجرورًا حملًا على «كل»، أي: ومن كل الثمرات، ومن جنات. {مِنْ أَعْنَابٍ} [4] كاف، لمن رفع ما بعده بالابتداء. {وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} [4] جائز، لمن قرأ: «تسقى» بالتاء الفوقية، و «يفضل» بالتحتية، أو بالنون، أو قرأ: «يسقى» بالتحتية، و «نفضل» بالنون، فإن قرئا معًا بالتحتية -وهي قراءة حمزة، والكسائي (3) - كان كافيًا، وكذا «بماء واحد»، لمن قرأ: و «نفضل» بالنون (4)، وكذا «في الأكل». {يَعْقِلُونَ (4)} [4] تام. {جَدِيدٍ} [5] كاف. {كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} [5] جائز، ومثله: «في أعناقهم»، و «أصحاب النار»؛ لعطف الجمل مع تكرار «أولئك»؛ للتفضيل دلالة على عظم الأمر. {خَالِدُونَ (5)} [5] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (16/ 322)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وكذا رويت عن المطوعي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 269)، الإملاء للعكبري (2/ 34)، البحر المحيط (5/ 363)، تفسير القرطبي (9/ 282)، الكشاف (2/ 349). (3) انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 165)، الإملاء للعكبري (2/ 34)، البحر المحيط (5/ 363)، الكشاف (2/ 249)، النشر (2/ 297). (4) وهي قراءة نافع -ابن كثير -أبو عمرو -ابن عامر -عاصم. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 165)، الإملاء للعكبري (2/ 34)، البحر المحيط (5/ 363)، الكشاف (2/ 249)، النشر (2/ 297). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 {الْمَثُلَاتُ} [6] كاف، و «المثلات»: العقوبة، واحدتها: مثلة. {عَلَى ظُلْمِهِمْ} [6] كاف، على استئناف ما بعده. {الْعِقَابِ (6)} [6] تام. {مِنْ رَبِّهِ} [7] حسن. {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} [7] كاف، على استئناف ما بعده. وجعل الهادي غير محمد - صلى الله عليه وسلم -، وفسّر الهادي بعليٍّ كرم الله وجهه؛ لقوله فيه: «والله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم» (1). وليس بوقف إن جعل الهادي محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، والمعنى: إنَّما أنت منذر وهاد، وضعف عطف «هاد» على «منذر»؛ لأنَّ فيه تقديم معمول اسم الفاعل عليه؛ لكونه فرعًا في العمل عن الفعل، والعطف يصير الشيئين كالشيء الواحد، فلا يوقف على «منذر». وقد وقف ابن كثير على «هاد»، و {وَاقٍ (34)} [34]، و {وَالٍ (11)} [11] هنا، و {بَاقٍ} [النحل: 96] بإثبات الياء وقفًا ووصلًا، وحذفها الباقون وصلًا ووقفًا، ومعنى «هاد»، أي: داع يدعوهم إلى الله تعالى، لا بما يطلبون. وفي الحديث: «إن وليتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة، وإن وليتموها عمر فقوي أمين لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن وليتموها عليًّا فهاد مهتد» (2). {وَمَا تَزْدَادُ} [8] تام، ومثله: «بمقدار»، و «المتعال». {وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} [10] حسن؛ للفصل بين المتقابلات، ومثله يقال في «مستخف بالليل وسارب بالنهار» حسنه أبو حاتم، وأبو بكر، والظاهر أنَّهما إنما حسناه؛ لاستغناء كل جملة عما بعدها لفظًا، أو ليفرقا بين علم الله وعلم غيره، وأباه غيرهما، وقال: كله كلام واحد، فلا يفصل بينهما، وانظر ما وجهه. {وَمِنْ خَلْفِهِ} [11] حسن، إذا كانت «من» بمعنى الباء، أي: يحفظونه بأمر الله. وإن علق «من أمر الله» بمبتدأ محذوف، أي: هو من أمر الله -كان الوقف على «يحفظونه»، ثم يبتدئ «من أمر الله» على أنَّ معنى ذلك: الحفظ من أمر الله، أي: من قضائه، قال الشاعر: أمامَ وخلفَ المرءِ مِنْ لُطْفِ رَبِّه ... كَوَالٍ تَنْفِي عنهُ ما هو يَحْذَرُ (3) وقال الفراء: المعنى فيه على التقديم والتأخير، أي: له معقبات من أمر الله بين يديه ومن خلفه يحفظونه، وعلى هذا لا يوقف على «من خلفه».   (1) أخرجه أحمد (5/ 333، رقم: 22872)، والبخارى (3/ 1096، رقم: 2847)، ومسلم (4/ 1872، رقم: 2406)، وأخرجه أيضًا: ابن حبان (15/ 377، رقم: 6932)، أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قاله: لعلىّ يوم خيبر. (2) أخرجه الحاكم (3/ 153، رقم: 4685)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أيضًا: الخطيب (3/ 302). (3) لم أستدل عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 {مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [11] كاف، على الوجوه كلها؛ فإن قلت: كيف يتعلق حرفان متحدان لفظًا ومعنى بعامل واحد، وهما: «من» الداخلة على «من بين يديه»، و «من» الداخلة على «من أمر الله»؟ فالجواب: إن «من» الثانية مغايرة للأولى في المعنى، كما ستعرفه، اهـ سمين. و «المعقبات»: ملائكة الليل والنهار؛ لأنهم يتعاقبون، وإنما أُنِّث لكثرة ذلك منهم، نحو: نسابة، وعلامة. وقيل: ملك معقب، وملائكة معقبة، وجمع الجمع معقبات، قاله الصاغاني في (العباب) في اللغة (1). {مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [11] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «فلا مرد له». {مِنْ وَالٍ (11)} [11] كاف. {الثِّقَالَ (12)} [12] جائز؛ لاختلاف الفاعل، مع اتفاق اللفظ. {مِنْ خِيفَتِهِ} [13] حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله. {مَنْ يَشَاءُ} [13] صالح، ومثله: «في الله»؛ لاحتمال الواو الحال والاستئناف. {الْمِحَالِ (13)} [13] كاف، على استئناف ما بعده وهو رأس آية، و «المحال» بكسر الميم: القوة والإهلاك، وبها قرأ العامة (2)، وقرأ الأعرج والضحاك بفتحها (3). {دَعْوَةُ الْحَقِّ} [14] تام؛ لانتهاء جدال الكفار، وجدالهم في إثبات آلهة مع الله تعالى. {لِيَبْلُغَ فَاهُ} [14] جائز. {وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ} [14] تام؛ للابتداء بالنفي. {فِي ضَلَالٍ (14)} [14] تام. {طَوْعًا وَكَرْهًا} [15] حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفًا على «من» أي: ولله ينقاد من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا.   (1) الرضى الصاغاني (577 - 650 هـ = 1181 - 1252 م) الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري الصاغاني، الحنفي رضي الدين: أعلم أهل عصره في اللغة، وكان فقيهًا محدثًا، ولد في لاهور بالهند، ونشأ بغزنة (من بلاد السند)، ودخل بغداد، ورحل إلى اليمن، وتوفي ودفن في بغداد، بداره بالحريم الطاهري، وكان قد أوصى أن يدفن بمكه، فنقل إليها ودفن بها، له تصانيف كثيرة منها: مجمع البحرين -في اللغة، والتكملة -جعلها تكملة لصحاح الجوهري، والعباب -معجم في اللغة ألفه لابن العلقمي، وزير المستعصم، والشوارد في اللغات، والأضداد، ومشارق الأنوار -في الحديث، ألفه للمستنصر العباسي، وشرح صحيح البخاري -مختصر، ودر السحابة في مواضع وفيات الصحابة، وفعال، وشرح أبيات المفصل، ويفعول، ومختصر الوفيات، وما تفرد به بعض أئمة اللغة. انظر: الأعلام للزركلي (2/ 214). (2) أي: قراءة الأئمة العشرة. (3) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 376)، الكشاف (2/ 253)، المحتسب لابن جني (1/ 356). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 {وَالْآَصَالِ ((15)} [15] تام، ومثله: «قل الله». {وَلَا ضَرًّا} [16] كاف. {وَالْبَصِيرُ} [16] ليس بوقف؛ لعطف أم على ما قبلها. {وَالنُّورُ} [16] كاف؛ لأنَّ «أم» بمعنى ألف الاستفهام، وهو أوضح في التوبيخ على الشرك. {الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} [16] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {كُلِّ شَيْءٍ} [16] كاف. {الْقَهَّارُ (16)} [16] تام، على استئناف ما بعده؛ استئناف إخبار منه تعالى بهذين الوصفين: الوحدانية، والقهر. وليس بوقف إن جعل «وهو الواحد القهار» داخلًا تحت الأمر بـ «قل». {زَبَدًا رَابِيًا} [17] حسن، ومثله: «زبد مثله»، ومثله «والباطل». {جُفَاءً} [17] جائز؛ لأنَّ الجملتين -وإن اتفقتا- فكلمة «إما» للتفصيل بين الجمل، وذلك من مقتضيات الوقف، وقد فسّر بعضهم الماء بالقرآن، والأودية بالقلوب، وإن بعضها احتمل شيئًا كثيرًا، وبعضها لم يحتمل شيئًا، والزبد مثل الكفر؛ فإنَّه وإن ظهر وطفا على وجه الماء لم يمكث، والهداية التي تنفع الناس تمكث، وهو تفسير بغير الظاهر (1). {فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [17] حسن، وقيل: كاف. {الْأَمْثَالَ (17)} [17] تام، وهو رأس آية، وهو من وقوف النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعمد الوقف عليها، ويبتدئ «للذين استجابوا»، ومثله: في التمام «لربهم الحسنى»، وهي الجنة. {لَافْتَدَوْا بِهِ} [18] حسن، وقال أبو عمرو: كاف، على استئناف ما بعده. {سُوءُ الْحِسَابِ} [18] جائز. {جَهَنَّمُ} [18] كاف. {الْمِهَادُ (18)} [18] تام. {كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} [19] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {الْأَلْبَابِ (19)} [19] تام، إن جعل «الذين» مبتدأ، وخبره «أولئك لهم عقبى الدار»، وكذلك إن جعل «الذين» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، وكاف إن جعل «الذين» في محل نصب بتقدير: أعني الذين. وليس بوقف إن جعل «الذين» نعتًا لما قبله، أو بدلًا منه، أو عطف بيان. {الْمِيثَاقَ (20)} [20] كاف، عند أبي حاتم، ومثله: «سواء الحساب». قال شيخ الإسلام: وجاز الوقف عليهما -وإن كان ما بعدهما معطوفًا على ما قبلهما- لطول الكلام. قال الكواشي: وليس هذا   (1) انظر: تفسير الطبري (16/ 408)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 العذر بشيء؛ لأنَّ الكلام -وإن طال- لا يجوز الوقف في غير موضع الوقف المنصوص عليه، بل يقف عند ضيق النفس، ثم يبتدئ من قبل الموضع الذي وقف عليه على ما جرت عليه عادة أصحاب الوقف. ولا وقف من قوله: «والذين صبروا» إلى «عقبى الدار»؛ فلا يوقف على «علانية»، ولا على «السيئة». {عُقْبَى الدَّارِ (22)} [22] كاف، وقيل: تام، إن جعل «جنات» مبتدأ، وما بعده الخبر، أو خبر مبتدأ محذوف. وليس بوقف إن جعل «جنات» بدلًا من «عقبى»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [23] تام عند نافع، والواو في «والملائكة» للاستئناف. قال مقاتل: يدخلون الجنة في مقدار يوم وليلة من أيام الدنيا ثلاث مرات، معهم التحف والهدايا من الله تعالى. «ومن كل باب» رأس آية في غير المدنيين، والكوفي، تقول الملائكة: «سلام عليكم بما صبرتم» (1). {صَبَرْتُمْ} [24] جائز. {فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)} [24] تام، والمخصوص بالمدح محذوف، أي: فـ «نعم عقبى الدار»: الجنة، أو فـ «نعم عقبى الدار»: الصبر. {وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «أولئك» خبر «والذين ينقضون»، فلا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف. {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} [25] جائز. {وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)} [25] تام. {وَيَقْدِرُ} [26] حسن، ومثله: «بالحياة الدنيا»؛ للابتداء بالنفي. {إِلَّا مَتَاعٌ (26)} [26] تام. {مِنْ رَبِّهِ} [27] كاف، ومثله: «من أناب» إن جعل ما بعده مبتدأ خبره ما بعده، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين. وليس بوقف إن جعل بدلًا من «الذين» قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {بِذِكْرِ اللَّهِ} [28] الأولى كاف؛ للابتداء بأداة التنبيه. {الْقُلُوبُ (28)} [28] تام، إن جعل ما بعده مبتدأ، والخبر «طوبى لهم». وليس بوقف إن جعل «الذين آمنوا» بدلًا من «الذين» قبله؛ لأنَّ البدل والمبدل منه كالشيء الواحد؛ فلا يوقف على «بذكر الله»، ولا على «طوبى لهم». {وَحُسْنُ مَآَبٍ (29)} [29] تام.   (1) انظر: المصدر السابق (16/ 423). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [30] كاف، على استئناف ما بعده. {بِالرَّحْمَنِ} [30] حسن، وكاف عند أبي حاتم. {إِلَّا هُوَ} [30] حسن، وقال أبو عمرو: كاف. {مَتَابِ (30)} [30] تام، إن جعل جواب «لو» محذوفًا. وليس بوقف إن جعل مقدمًا، والتقدير: ولو أنَّ قرآنًا سيرت به الجبال، أو كذا وكذا -لكان هذا القرآن، أو آمنوا، كما قال الشاعر: فلو أنَّها نفسٌ تموتُ سويةً ... ولكنَّها نفسٌ تساقِطُ أنْفُسًا (1) أي: لو أن نفسي تموت في مرة واحدة –لاسترحت، أو لهان عليَّ، ولكنها تخرج قليلًا قليلًا، فحذف؛ لدلالة الكلام عليه، ومن قال معناه: وهم يكفرون بالرحمن، وإن أجيبوا إلى ما سألوا؛ لشدة عنادهم، فلا يوقف على «الرحمن». {الْمَوْتَى} [31] كاف، ومثله: «جميعًا» الأول، وكذا الثاني. ولا وقف إلى قوله: «وعد الله». {الْمِيعَادَ (31)} [31] تام. {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} [32] كاف؛ للابتداء بالتوبيخ. {عِقَابِ (32)} [32] تام. {بِمَا كَسَبَتْ} [33] كاف. وقال الأخفش: تام؛ لأنَّ «من» استفهامية مبتدأ خبرها محذوف تقديره: كمن ليس كذلك من شركائهم التي لا تضر ولا تنفع، وما بعده مستأنف، وجائز لمن جعل قوله: «وجعلوا» حالًا بإضمار: قد. {شُرَكَاءَ} [33] جائز، ومثله: «قل سموهم»، وتام عند أحمد بن جعفر؛ للاستفهام. {مِنَ الْقَوْلِ} [33] كاف، ومثله: «مكرهم» لمن قرأ: «وصدوا» ببنائه للفاعل. وليس بوقف لمن قرأ ببنائه للمفعول، أي: بضم الصاد؛ لعطفه على «زين»، وبها قرأ الكوفيون هنا، وفي قوله: {وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} [غافر: 37]، وباقي السبعة ببنائهما للفاعل (2). {مِنْ هَادٍ (33)} [33] كاف، ومثله: «في الحياة الدنيا».   (1) البيت من الطويل، وقائله امرؤ القيس، في قصيدة يقول في مطلعها: أَلِمّا عَلى الرَبعِ القَديمِ بِعَسعَسا ... كَأَنّي أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَخرَسا - الموسوعة الشعرية. (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص:270)، الإملاء للعكبري (2/ 3)، البحر المحيط (5/ 395)، النشر (2/ 298). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 {أَشَقُّ} [34] حسن، وقال أبو عمرو: لاتفاق الجملتين مع النفي في الثانية. {مِنْ وَاقٍ (34)} [34] تام. {الْمُتَّقُونَ} [35] حسن، إن جعل «مثل» مبتدأ محذوف الخبر، أي: فيما نقص عليك مثل الجنة، وكذا إن جعل «تجري» مستأنفًا، أو جعل لفظة «مثل» زائدة، فيقال: الجنة التي وعد المتقون كيت وكيت. وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره «تجري». قال الفراء: وجعله خبرًا خطأ عند البصريين؛ قال: لأنَّ المثل لا تجري من تحته الأنهار، وإنما هو من صفات المضاف إليه، وشبهته إن المثل هنا بمعنى الصفة، وهذا الذي ذكره أبو البقاء نقل نحوه الزمخشري، ونقل غيره عن الفراء في الآية تأويلين: أحدهما: على حذف لفظة أنها، والأصل صفة الجنة أنها تجري، وهذا منه تفسير معنى لا إعراب، وكيف يحذف أنها من غير دليل؟! والثاني: أن لفظة «مثل» زائدة، والأصل: الجنة تجري من تحتها الأنهار، وزيادة «مثل» كثيرة في لسانهم، ومنه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]، {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة: 137]. وكذا ليس «المتقون» وقفًا إن جعل «تجري» حالًا من الضمير في «وعد»، أي: وعدها مقدرًا جريان أنهارها، أو جعل «تجري» تفسيرًا؛ للمثل فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف، كما يؤخذ من عبارة السمين. {الْأَنْهَارُ} [35] جائز، ووصله أولى؛ لأنَّ ما بعده تفسير لما قبله. {وَظِلُّهَا} [35] تام عند من جعل «تجري» خبر المثل بإضمار «إن»، أي: إن تجري. {اتَّقَوْا} [35] جائز، والوصل أحسن؛ لأنَّ الجمع بين الحالتين أدل على الانتباه. {النَّارُ (35)} [35] تام. {أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [36] جائز. {بَعْضَهُ} [36] حسن. {وَلَا أُشْرِكَ بِهِ} [36] جائز. {مَآَبِ (36)} [36] تام. {عَرَبِيًّا} [37] حسن. {مِنَ الْعِلْمِ} [37] ليس بوقف؛ للفصل بين الشرط وجوابه؛ لأنَّ اللام في «ولئن» مؤذنة بقسم مقدر قبلها، ولذلك جاء الجواب «مالك». {وَلَا وَاقٍ (37)} [37] تام. {وَذُرِّيَّةً} [38] كاف؛ للابتداء بالنفي. {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [38] قال أبو حاتم ويحيى بن نصير النحوي: تم الكلام، ومثله: «لكل أجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 كتاب». {وَيُثْبِتُ} [39] كاف. {الْكِتَابِ (39)} [39] تام، قال الضحاك: يمحو الله ما يشاء من ديوان الحفظة ما ليس فيه ثواب ولا عقاب، ويثبت ما فيه ثواب أو عقاب. وسئل الكلبي عن هذه الآية، فقال: يكتب القول كله حتى إذا كان يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عقاب، نحو: أكلت وشربت، ودخلت وخرجت وهو صادق، ويثبت ما كان فيه الثواب، أو عليه العقاب (1)، اهـ نكزاوي. واتفق علماء الرسم على رسم «يمحوا» هنا بالواو والألف مرفوع بضمة مقدرة على الواو المحذوفة؛ لالتقاء الساكنين، فالواو هنا ثابتة خطًّا محذوفة لفظًا، وقد حذفت لفظًا وخطًّا في أربعة مواضع استغناء عنها بالضمة، ولالتقاء الساكنين، وهي: 1 - {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ} [الإسراء: 11]. 2 - {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} [الشورى: 24]. 3 - {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} [القمر: 6]. 4 - {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} [العلق: 18]. وما ثبت خطًّا لا يحذف وقفًا، ورسموا أيضًا «وإما نرينك» «إن» وحدها كلمة و «ما» وحدها كلمة، وجميع ما في كتاب الله من ذكر «إما» فهو بغير نون كلمة واحدة. {وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)} [40] تام. {مِنْ أَطْرَافِهَا} [41] حسن، ومثله: «لحكمه». {الْحِسَابِ (41)} [41] تام. {مِنْ قَبْلِهِمْ} [42] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {جَمِيعًا} [42] حسن، ومثله: «كل نفس». {عُقْبَى الدَّارِ (42)} [42] تام. {لَسْتَ مُرْسَلًا} [43] حسن، ومثله: «وبينكم» لمن قرأ: «ومِن عندِه» بكسر ميم «مِن» وكسر الدال. و «علم الكتاب» جعلوا «من» حرف و «عنده» مجرور بها، وهذا الجار خبر مقدم، و «علم» مبتدأ مؤخر، وبها قرأ عليٌّ، وأبيٌّ، وابن عباس، وعكرمة، وابن جبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، والضحاك، وابن أبي إسحاق، ومجاهد، ورويس. والضمير في «عنده» لله تعالى، وهي قراءة مروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -   (1) انظر: تفسير الطبري (16/ 477)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 شاذة فوق العشر (1). وليس بوقف لمن قرأ: «ومَن عندَه» بفتح الميم والدال، و «عِلم» بكسر العين فاعل بالظرف، أو مبتدأ وما قبله الخبر، وهي قراءة العامة (2)، وعليها فالوقف آخر السورة؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض، ولا يوقف على «بينكم»؛ لأنَّه تعالى عطف «ومن عنده علم الكتاب» في الشهادة على اسمه تعالى. وقرأ الحسن وابن السميفع (3): «مِن عندِهِ عُلِمَ الكتابُ» بـ «من» الجارة، و «علم» مبنى للمفعول، و «الكتاب» نائب الفاعل، وعليها يحسن الوقف على «بينكم». وقرئ (4): «عُلِّم الكتابُ» بتشديد «عُلِّم». قال أبو عبيدة: لو صحت هذه القراءة لما عدوناها إلى غيرها، والضمير في هذه القراءات لله تعالى. {الْكِتَابِ (43)} [43] تام.   (1) وهي رويت عن الحسن وعلي والمطوعي وأُبي وابن عباس وعكرمة وابن جبير وابن أبي بكرة والضحاك وسالم بن عبد الله وابن عمر وابن أبي إسحاق وابن مجاهد والحكم بن عتيبة والأعمش. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 270)، الإملاء للعكبري (2/ 36)، البحر المحيط (5/ 402)، تفسير الطبري (13/ 119)، تفسير القرطبي (9/ 336)، الكشاف (2/ 364)، المحتسب لابن جني (1/ 358)، المعاني للفراء (2/ 67)، تفسير الرازي (19/ 69). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) وكذا رويت عن علي والحسن وابن عباس ومجاهد وابن جبير، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 270)، الإملاء للعكبري (2/ 36)، البحر المحيط (5/ 402)، تفسير الطبري (13/ 119)، تفسير القرطبي (9/ 336)، الكشاف (2/ 364)، المحتسب لابن جني (1/ 358)، تفسير الرازي (19/ 70). (4) وهي قراءة شاذة وذكرت في البحر المحيط غير معزوة لأحد. انظر: البحر المحيط (5/ 402). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 سورة إبراهيم - عليه السلام - مكية إلَّا قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا} [28] الآيتين فمدني. -[آيها:] وهي إحدى وخمسون آية في البصري، واثنان في الكوفي، وأربع في المدنيين والمكي، وخمس في الشامي، اختلافهم في سبع آيات: 1 - {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [1]. 2 - {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [5] لم يعدهما الكوفي والبصري. 3 - {وَعَادٍ وَثَمُودَ} [9] لم يعدها الكوفي والشامي. 4 - {بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)} [19] عدها المدني الأول والكوفي والشامي. 5 - {وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)} [24] لم يعدها المدني الأول. 6 - {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)} [33] لم يعدها البصري. 7 - {عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [42] عدها الشامي. - وكلمها: ثمانمائة وإحدى وثلاثون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وأربعمائة وثلاثون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع أربعة مواضع: 1 - {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَينِ} [33]. 2 - {إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [44]. 3 - {غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} [48]. 4 - {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} [50]. {الر} [1] تقدم الكلام عليه، ولا وقف من أولها إلى «الحميد»، وهو تام لمن قرأ: «اللهُ» بالرفع على الابتداء، والخبر «الذي له ما في السموات». وليس بوقف لمن قرأ بالجر بدلًا مما قبله، أو عطف بيان. قرأ نافع، وابن عامر برفع الجلالة، والباقون بالجرِّ (1). {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [2] تام. {شَدِيدٍ (2)} [2] كاف لمن رفع ما بعده مبتدأ خبره «أولئك»، أو قطع على الذم، أو نصب بإضمار فعل تقديره: أذم، وليس بوقف إن جر صفة لـ «الكافرين»، أو بدلًا، أو عطف بيان، ومن حيث كونه   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 271)، الإملاء للعكبري (2/ 36)، التيسير (ص: 134)، تفسير الطبري (13/ 120)، تفسير القرطبي (9/ 339). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 رأس آية يجوز. ومن جعل «الذين يصدون» مجرورًا لمحل وقف على «عوجًا»، وابتدأ «أولئك في ضلال بعيد». {بَعِيدٍ (3)} [3] تام. {لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [4] كاف؛ لأنَّ قوله: «فيضل» حكم مبتدأ آخر خارج عن تعليل الإرسال، قاله السجاوندي. وقرأ العامة: «بلِسَان» بزنة (كتاب)، أي: بلغة قومه، وقرئ (1): «بلِسْن قومه» بكسر اللام وسكون السين، قيل: هما بمعنى واحد، وقيل: اللسان يطلق على العضو المعروف وعلى اللغة، وأما اللسن فخاص باللغة، ذكره ابن عطية. قال الجلال: كل ثلاثيٍّ ساكن الوسط يجوز تحريكه. قال شيخ شيوخنا الأجهوري: بشروط ثلاثة: صحة عينه، وصحة لامه، وعدم التضعيف. فإن اعتلت عينه نحو: سود، أو لامه نحو: عمى، أو كان مضعَّفًا نحو: عن جمع أعن، لم يجز ضم عينه اهـ. فمن ذكر اللسان قال في جمعه: ألسنة، كحمار أو أحمرة، ومن أنث قال في جمعه: ألسن، كذراع وأذرع، وقد لسِن بالكسر فهو لسن وألسن، وقوم لسن بضم اللام، انظر: شرحه على ألفية العراقي. والضمير في «قومه» يعود على «رسول» المذكور، وقيل: يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم -، قاله الضحاك. وغلط؛ إذ يصير المعنى: أنَّ التوراة وغيرها نزلت بلسان العرب؛ ليبين لهم محمد التوراة وغيرها (2). {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [4] كاف، ولم يفصل بينهما؛ لأنَّ الجمع بينهما أدل على الانتباه. {الْحَكِيمُ (4)} [4] تام. {بِأَيَّامِ اللَّهِ} [5] كاف؛ للابتداء بـ «إن». {شَكُورٍ (5)} [5] أكفى مما قبله إن نصب «إذ» باذكر مقدرة، فيكون من عطف الجمل، ويحتمل أن يكون عطفًا على «إذ أنجاكم من آل فرعون». {سُوءَ الْعَذَابِ} [6] ليس بوقف؛ لأنَّ «ويذبحون» معطوف عليه، وأتى بالواو هنا، ولم يأت بها في البقرة؛ لأن العطف بالواو يدل على المغايرة؛ فإنَّ سوم سوء العذاب كان بالذبح وبغيره، ولم يأت بها في البقرة؛ لأنَّه جعل الفعل تفسيرًا لقوله: «يسومونكم». {نِسَاءَكُمْ} [6] كاف، على استئناف ما بعده. {عَظِيمٌ (6)} [6] تام. {لَأَزِيدَنَّكُمْ} [7] جائز عند نافع. {لَشَدِيدٌ (7)} [7] كاف.   (1) وهي قراءة أبو الجوزاء وأبو السمال وأبو عمران الجوني، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 37)، البحر المحيط (5/ 405)، المحتسب لابن جني (1/ 359). (2) انظر: تفسير الطبري (16/ 516)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 {جَمِيعًا} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ الفاء مع «إن» جزاء «إن تكفروا»؛ فلا يفصل بين الشرط وجزائه. {حَمِيدٌ (8)} [8] كاف، وقيل: تام؛ للابتداء بالاستفهام. {وَثَمُودَ} [9] كاف، إن جعل «والذين» مبتدأ خبره «لا يعلمهم». وإن جعل «والذين» في موضع خفض عطفًا على «قوم نوح» -كان الوقف على من بعدهم كافيًا. {لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [9] تام؛ عند نافع. {فِي أَفْوَاهِهِمْ} [9] جائز، ومثله: «بما أرسلتم به». {إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9)} [9] كاف. {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده نعت لما قبله. {وَالْأَرْضِ} [10] جائز؛ فصلًا بين الاستخبار والإخبار على أنَّ ما بعده مستأنف، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال مما قبله. {مُسَمًّى} [10] حسن، ومثله: «مثلنا» على استئناف ما بعده؛ لأنَّ «تريدون» لا يصلح وصفًا لـ «بشر»؛ فالاستفهام مقدر، أي: أتريدون. {آَبَاؤُنَا} [10] حسن. {بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10)} [10] تام، وقيل: حسن. {إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [11] ليس بوقف؛ للاستدراك بعده، ولجواز الوقف مدخل لقوم. {مِنْ عِبَادِهِ} [11] كاف؛ للابتداء بالنفي، ومثله: «بإذن الله». {الْمُؤْمِنُونَ (11)} [11] كاف. {سُبُلَنَا} [12] كاف. {عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا} [12] حسن. {الْمُتَوَكِّلُونَ (12)} [12] تام. {فِي مِلَّتِنَا} [13] جائز. {الظَّالِمِينَ (13)} [13] ليس بوقف. {مِنْ بَعْدِهِمْ} [14] تام عند نافع، وأبي حاتم. {وَعِيدِ (14)} [14] كاف. {وَاسْتَفْتَحُوا} [15] حسن، إن لم يبتدأ به، وإلَّا فلا يحسن الوقف؛ لما فيه من الابتداء بكلمة، والوقف عليها. {جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15)} [15] كاف، وقيل: لا يوقف عليه؛ لأنَّ جملة «من ورائه جهنم» في محل جر صفة لـ «جبار». الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 {جَهَنَّمُ} [16] كاف، على استئناف ما بعده، وكذا إن عطف على محذوف تقديره: يدخلها ويسقى. وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله. {صَدِيدٍ (16)} [16] حسن، على استئناف ما بعده، وإلَّا بأن جعلت جملة «يتجرعه» صفة لما أو حالًا من الضمير في «يسقى»، فلا يوقف على «صديد». {وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} [17] كاف. {غَلِيظٌ (17)} [17] تام. {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} [18] تام، على أنَّ خبر «مثل» محذوف، أي: فيما يتلى عليكم، أو يقص. قال سيبويه، وقال ابن عطية: «مثل» مبتدأ، و «أعمالهم» مبتدأ ثان، و «كرماد» خبر الثاني، والجملة خبر الأول. قال أبو حيان: وهذا –عندي- أرجح الأقوال. وكذا يوقف على «بربهم» إن جعلت «وأعمالهم» جملة مستأنفة على تقدير سؤال، كأنه قيل: كيف مثلهم؟ فقيل: أعمالهم كرماد، كما تقول: زيد عرضه مصون، وماله مبذول، فنفس عرضه مصون هو نفس صفة زيد. وليس بوقف إن جعل خبر «مثل» قوله: «أعمالهم»، أو جعل «مثل» مبتدأ، أو «أعمالهم» بدل منه؛ بدل كل من كل (1). {فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [18] جائز، على استئناف ما بعده، و «عاصف» على تقدير: عاصف ريحه، ثم حذف ريحه، وجعلت الصفة لليوم مجازًا، والمعنى: أنَّ الكفار لا ينتفعون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا إذا احتاجوا إليها في الآخرة؛ لإشراكهم بالله، وإنَّما هي كرماد ذهبت به ريح شديدة الهبوب فمزقته في أقطار الأرض لا يقدرون على جمع شيء منه، فكذلك الكفار (2)، قاله الكواشي. {عَلَى شَيْءٍ} [18] كاف. {الْبَعِيدُ (18)} [18] تام. {بِالْحَقِّ} [19] حسن؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «جديد». {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)} [20] أحسن منهما؛ لأنَّ به تمام الكلام. {تَبَعًا} [21] حسن؛ للابتداء بالاستفهام. {مِنْ شَيْءٍ} [21]، و {لَهَدَيْنَاكُمْ} [21]، و {أَمْ صَبَرْنَا} [21] كلها وقوف حسان. {مِنْ مَحِيصٍ (21)} [21] تام. لما فرغ من محاورة الأتباع لرؤسائهم الكفرة -ذكر محاورة الشيطان وأتباعه من الإنس. ولا وقف من قوله: «وقال الشيطان» إلى قوله: «من قبل»؛ لأنَّ ذلك كله داخل في القول؛ لأنها قصة واحدة. وقيل: يوقف على «فأخلفتكم»، و «فاستجبتم لي»، و «لوموا أنفسكم»، و «ما أنتم بمصرخيَّ»؛   (1) انظر: المصدر السابق (16/ 552). (2) انظر: نفسه (16/ 552). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 للابتداء بـ «إني»، ولا يقال: الابتداء بـ «إني كفرت» رضًا بالكفر؛ لأنا نقول ذاك إذا كان القارئ يعتقد معنى ذلك، وليس هو شيئًا يعتقده الموحد، إنَّما هو حال مقول الشيطان، ومن كره الابتداء بقوله: «إني كفرت»، يقول: نفي الإشراك واجب كالإيمان بالله تعالى، وهو اعتقاد نفي شريك الباري، وذلك هو حقيقة الإيمان، قال الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256]. و «ما» في قوله: «بما أشركتموني» يحتمل أن تكون مصدرية، ومعنى «إني كفرت»: إني تبرأت اليوم من إشراككم إياي من قبل؛ هذا اليوم في الدنيا، ويحتمل أن تكون موصولة، والعائد محذوف، والتقدير: إني كفرت من قبل، أي: حين أبيت السجود لآدم بالذي أشركتمونيه، وهو الله تعالى (1). {مِنْ قَبْلُ} [22] تام عند أبي عمرو؛ لأنَّه آخر كلام الشيطان، وحكى الله ما سيقوله في ذلك اليوم لطفًا من الله بعباده؛ ليتصوروا ذلك، ويطلبوا من الله تعالى النجاة منه ومن كل فتنة، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد. وطالما قلد بعض القراء بعضًا، ولم يصيبوا حقيقته. {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)} [22] تام. {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [23] حسن. {سَلَامٌ (23)} [23] تام. {فِي السَّمَاءِ (24)} [24] حسن، على استئناف ما بعده. وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الصفة لـ «شجرة». والكلمة الطيبة هي: شهادة أن لا إله إلَّا الله. وفي الحديث: عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ لله عمودًا من نور أسفله تحت الأرض السابعة، ورأسه تحت العرش، فإذا قال العبد: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله -اهتز ذلك العمود، فيقول الله: اسكن. فيقول: كيف أسكن ولم تغفر لقائلها؟»، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أكثروا من هز العمود» (2)، والكلمة الخبيثة هي: الشرك. والشجرة الخبيثة هي: الحنظلة (3). {بِإِذْنِ رَبِّهَا} [25] حسن؛ لأنه آخر وصف الشجرة. {يَتَذَكَّرُونَ (25)} [25] تام.   (1) انظر: نفسه (16/ 566). (2) أخرجه البزار عن أبى هريرة، والطبرانى فى الأوسط عن ابن عمرو بن الحصين وهو متروك، وحديث أبى هريرة: أخرجه البزار كما فى مجمع الزوائد (10/ 82)، قال الهيثمى: فيه عبد الله بن إبراهيم بن أبى عمرو، وهو ضعيف جدًّا. وأخرجه أيضًا: أبو نعيم فى الحلية (3/ 164)، والديلمى (1/ 188، رقم: 706). (3) انظر: تفسير الطبري (16/ 566)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 {مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ} [26] كاف؛ للابتداء بالنفي. {مِنْ قَرَارٍ (26)} [26] تام. {وَفِي الْآَخِرَةِ} [27] حسن، ومثله: «الظالمين». {مَا يَشَاءُ (27)} [27] تام. {كُفْرًا} [28] حسن. {دَارَ الْبَوَارِ (28)} [28] تام عند نافع؛ على أن «جهنم» منصوب بفعل مضمر، ويكون من باب اشتغال الفعل عن المفعول لضميره. وليس بوقف إن جعلت «جهنم» بدلًا من قوله: «دار البوار»؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، أو عطف بيان لها، ويصلح أيضًا أن يكون «يصلونها» حالًا لقوله: «وأحلوا قومهم» أي: أحلوا قومهم صالين جهنم (1). {يَصْلَوْنَهَا} [29] كاف عند أبي حاتم؛ لأنه جعل «جهنم» بدلًا من «دار البوار»، فإن جعل مستأنفًا كان الوقف على «دار البوار» كافيًا. {وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)} [29] تام. {عَنْ سَبِيلِهِ} [30] كاف. {إِلَى النَّارِ (30)} [30] تام، ومثله: «ولا خلال». {رِزْقًا لَكُمْ} [32] حسن، والوقف على «بأمره»، و «الأنهار»، و «دائبين»، و «النهار» كلها وقوف حسان، وإنما حسنت هذه الوقوف مع العطف؛ لتفصيل النعم، وتنبيهًا على الشكر عليها. {سَأَلْتُمُوهُ} [34] تام، على قراءة «كل» بالإضافة إلى «ما»؛ وهي قراءة العامة على أنَّ «ما» اسم ناقص، أو نكرة موصوفة، أرادوا: آتاكم من كل ما سألتموه، أي: لو سألتموه. وإن قرأت: «من كلٍّ» بالتنوين جاز الوقف عليها؛ لأنَّ معنى «ما» في هذا الوقف: النفي، كأنَّه قال: وآتاكم من كلٍّ، يعني: ما تقدم ذكره مما لم تسألوه؛ وذلك أننا لم نسأل الله شمسًا ولا قمرًا ولا كثيرًا من نعمه، وهي قراءة سلام بن المنذر (2)؛ فمن أضاف جعل «ما» بمعنى: الذي، ومن وقف على «كلٍّ» جعل «ما» نافية. {لَا تُحْصُوهَا} [34] تام عند نافع. {كَفَّارٌ (34)} [34] تام.   (1) انظر: المصدر السابق (17/ 5). (2) وكذا رويت عن الحسن والأعمش وابن عباس ومحمد بن علي الباقر والضحاك وجعفر بن محمد وعمرو ابن فائد وقتادة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 272)، الإملاء للعكبري (2/ 38)، البحر المحيط (5/ 428)، تفسير الطبري (13/ 132)، الكشاف (2/ 379)، المحتسب لابن جني (1/ 363)، المعاني للأخفش (2/ 376)، المعاني للفراء (2/ 78). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 {آَمِنًا} [35] حسن. {الْأَصْنَامَ (35)} [35] تام. {مِنَ النَّاسِ} [36] حسن. {فَإِنَّهُ مِنِّي} [36] تام عند نافع؛ للابتداء بالشرط فصلًا بين النقيضين مع اتحاد الكلام. وقال ابن نصير النحوي: إذا كان خبر «إن» «مختلفين» لم أستحسن الوقف على أحدهما حتى آتي بالآخر؛ فقوله: «فمن تبعني فإنه مني» لم أستحسن الوقف عليه حتى أقول: «ومن عصاني فإنك غفور رحيم». {رَحِيمٌ (36)} [36] كاف. {الْمُحَرَّمِ} [37] حسن، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ «ليقيموا» متعلق بـ «أسكنت»، و «ربنا» دعاء معترض. {يَشْكُرُونَ (37)} [37] كاف، ومثله: «ونعلن»، و «في السماء»، و «إسحاق» كلها وقوف كافية. {لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)} [39] أكفى مما قبله؛ للابتداء بالنداء، و «من ذريتي» كذلك للنداء بعده عند أحمد بن جعفر، أي: واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة. {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)} [40] كاف، ورأس آية. قرأ أبو عمرو، وحمزة، وورش، والبزي بإثبات الياء وصلًا وحذفها وقفًا، والباقون يحذفونها وصلًا ووقفًا (1). {الْحِسَابُ (41)} [41] تام. {الظَّالِمُونَ} [42] حسن، لمن قرأ: «نؤخرهم» بالنون (2). {الْأَبْصَارُ (42)} [42] ليس بوقف؛ لأنَّ «مهطعين مقنعي» حالان من المضاف المحذوف، أي: أصحاب الأبصار، أي: تشخص فيه أبصارهم، وقيل: «مهطعين» منصوب بفعل مقدر، أي: تبصر مهطعين، والإهطاع: الإسراع في المشي. {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} [43] جائز، على استئناف النهي. {طَرْفُهُمْ} [43] كاف. وقال أبو حاتم: تام، وخولف؛ لأنَّ قوله: «وأفئدتهم» يصلح أن يكون من صفات أهل المحشر، أي: قلوبهم خالية عن الكفر، ويحتمل أن يكون صفة الكفرة في الدنيا، أي: قلوبهم خالية من الخير. {هَوَاءٌ (43)} [43] تام.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 273)، البحر المحيط (5/ 434)، التيسير (ص: 135)، الحجة لابن خالويه (ص: 204)، السبعة (ص: 363)، الغيث للصفاقسي (ص: 266)، الكشف للقيسي (2/ 28)، النشر (2/ 301). (2) انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 462)، النشر (2/ 300). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 {الْعَذَابُ} [44]، و {قَرِيبٍ} [44] ليسا بوقف؛ لأنَّ قوله: «نجب» جواب «أخرنا». {وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} [44] كاف. {مِنْ قَبْلُ} [44] جائز؛ للابتداء بالنفي. {مِنْ زَوَالٍ (44)} [44] تام؛ لأنَّ ما بعده خطاب لغيرهم، فإن جعل قوله: «وسكنتم» معطوفًا على «أقسمتم»، وجعل الخطابات لجهة واحدة، فلا يتم الوقف على «زوال». {فَعَلْنَا بِهِمْ} [45] جائز. {الْأَمْثَالَ (45)} [45] كاف. {مَكْرَهُمْ} [46] جائز، ومثله: «وعند الله مكرهم». {الْجِبَالُ (46)} [46] كاف، ومثله: «وعده رسله»، وكذا «ذو انتقام»، وقيل: تام إن جعل العامل في الظرف مضمرًا، فإن جعل العامل فيه «ذو انتقام»، أي: ينتقم يوم تبدل، لم يتم الوقف؛ للفصل بين العامل والمعمول. {وَالسَّمَوَاتُ} [48] حسن. {الْقَهَّارِ (48)} [48] كاف، على استئناف ما بعده. {فِي الْأَصْفَادِ (49)} [49] جائز، ومثله: «من قطران». {النَّارُ (50)} [50] ليس بوقف؛ لاتصال الكلام بما قبلها. وقال أبو حاتم: اللام لام قسم، وليست (لام كي). {مَا كَسَبَتْ} [51] حسن. {الْحِسَابِ (51)} [51] تام. {لِلنَّاسِ} [52] جائز، على أنَّ ما بعده معطوف على محذوف يدل عليه ما تقدم تقديره: وأعلمنا به؛ لينذروا به، أو فعلنا ذلك؛ لينذروا به، أو هذه عظة كافية؛ ليوعظوا، ولينذروا به دل على المحذوف الواو، والأكثرون على أن الوقف على آخر السورة تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 سورة الحجر مكية -[آيها:] تسع وتسعون آية إجماعًا، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل. - وكلمها: ستمائة وأربع وخمسون كلمة. - وحروفها: ألفان وسبعمائة وواحد وسبعون حرفًا. {الر} [1] تقدم الكلام عليها. {مُبِينٍ (1)} [1] تام. {مُسْلِمِينَ (2)} [2] كاف؛ للأمر بعده. {الْأَمَلُ} [3] جائز؛ للابتداء بالتهديد؛ لأنَّه يبتدأ به الكلام لتأكيد الواقع، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب لما قبله. {يَعْلَمُونَ (3)} [3] تام؛ للابتداء بالنفي. {مَعْلُومٌ (4)} [4] كاف. {وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)} [5] تام. {لَمَجْنُونٌ (6)} [6] جائز؛ لأنَّ «لوما» بمعنى: لولا، والاستفهام له الصدارة، وجواب «لوما» في سورة ن: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)} [القلم: 2]، ولا مانع من تعلق آية بآية ليست من السورة، وإنَّما صح ذلك؛ لأنَّ القرآن كله كسورة واحدة، كما صرَّحوا من أنَّ {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)} [قريش: 1] متعلق بقوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)} [الفيل: 5]. {بِالْمَلَائِكَةِ} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده شرط قد قام ما قبله مقام جوابه. {مِنَ الصَّادِقِينَ (7)} [7] تام؛ لأنَّه آخر كلام المستهزئين. {إِلَّا بِالْحَقِّ} [8] حسن؛ للابتداء بالنفي. {مُنْظَرِينَ (8)} [8] تام. {الذِّكْرَ} [9] جائز، إن جعل الضمير في «له» للنّبي - صلى الله عليه وسلم -، ويتم المعنى، وهو قول شاذ؛ لأنَّه لم يتقدم له ذكر، فيعود الضمير عليه، أي: يحفظ محمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - أن يناله سوء، أي: وإنَّ لمحمَّد لحافظون له من الشياطين تكفل بحفظه، وقيل: تقدم له ذكر في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} [6]، وفي: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} [7]. وإن جعل الضمير في «له» للقرآن، وهو الذكر، أي: وإنا للقرآن لحافظون له من الشياطين؛ فهو تكفل بحفظه، فلا يعتريه زيادة ولا نقص، ولا تحريف ولا تبديل بخلاف غيره من الكتب المتقدمة؛ فإنَّه تعالى لم يتكفل بحفظها، ولذلك وقع فيها الاختلاف، وعلى هذا فلا يحسن الوقف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 عليه، كحسنه في الوجه الأوّل؛ لأنَّ الكلام يكون متصلًا (1). {لَحَافِظُونَ (9)} [9] تام. {فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)} [10] كاف، ومثله: «يستهزئون». {الْمُجْرِمِينَ (12)} [12] حسن، إن جعل الضمير في «نسلكه» عائدًا على التكذيب المفهوم من قوله: «يستهزئون». وليس بوقف إن جعل الضمير في «نسلكه» للذكر، وقوله: «لا يؤمنون» به تفسير له، فلا يفصل بين المفسَّر والمفسِّر بالوقف. {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ} [13] حسن عند بعضهم؛ لأنَّ ما بعده متصل بما قبله؛ إذ هو تخويف وتهديد لمشركي قريش في تكذيبهم واستهزائهم. {سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)} [13] كاف. {يَعْرُجُونَ (14)} [14] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «لقالوا» جواب «لو»، وإن كان رأس آية. {أَبْصَارُنَا} [15] جائز. {مَسْحُورُونَ (15)} [15] تام. {لِلنَّاظِرِينَ (16)} [16] كاف، على استئناف ما بعده. وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفًا على ما قبله. {شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17)} [17] ليس بوقف؛ للاستثناء بعده، ولجواز الوقف مدخل لـ «قوم». {شِهَابٌ مُبِينٌ (18)} [18] كاف. {رَوَاسِيَ} [19] حسن، ومثله: «موزون». {بِرَازِقِينَ (20)} [20] تام. {خَزَائِنُهُ} [21] حسن؛ لاتفاق الجملتين مع الفصل. {بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)} [21] كاف، ومثله: «فأسقيناكموه»، وقيل: جائز؛ لأنَّ الواو بعده تصلح للابتداء وللحال. و «بخازنين»، و «نحيي»، و «نميت»، و «الوارثون»، و «المستأخرين»، و «يحشرهم» كلها وقوف كافية. {حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)} [25] تام. {مَسْنُونٍ (26)} [26] جائز. {السَّمُومِ (27)} [27] كاف، ومثله: «مسنون»، و «ساجدين». {أَجْمَعُونَ (30)} [30] ليس بوقف؛ للاستثناء بعده.   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 68)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 {إِلَّا إِبْلِيسَ} [31] جائز. {السَّاجِدِينَ (31)} [31] كاف، ثم ابتدأ قال: يا إبليس، ومثله: «مع الساجدين» الثاني إلى قوله: «مسنون». {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34)} [34] جائز. {الدِّينِ (35)} [35] كاف، وكذا «يبعثون». {مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37)} [37] ليس بوقف؛ لتعلق «إلى» بما قبلها. {الْمَعْلُومِ (38)} [38] كاف، وهي النفخة الأولى، وبها تموت الخلق كلهم (1). {أَجْمَعِينَ (39)} [39] ليس بوقف، وإن كان رأس آية؛ للاستثناء بعده، ولا يفصل بين المستثنى والمستثنى منه. {الْمُخْلَصِينَ (40)} [40] حسن. {مُسْتَقِيمٌ (41)} [41] كاف؛ للابتداء بـ «إن»، ومثله: «من الغاوين». {أَجْمَعِينَ (43)} [43] كاف، على استئناف ما بعده. {أَبْوَابٍ} [44] جائز. {مَقْسُومٌ (44)} [44] تام؛ فصلًا بين ما أعدَّ لأهل النار، وما أعدَّ لأهل الجنة. {وَعُيُونٍ (45)} [45] حسن؛ لأنَّ التقدير: يقال لهم ادخلوها. {آَمِنِينَ (46)} [46] كاف، ومثله: «متقابلين»، وكذا «نصب». {بِمُخْرَجِينَ (48)} [48] تام. {الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)} [49] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وإنَّ عذابي» معطوف على «أنَّي». {الْأَلِيمُ (50)} [50] تام. {عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)} [51] حسن؛ لأنَّه لو وصله بما بعده لصار «إذ» ظرفًا لقوله: «ونبئهم»، وذلك غير ممكن. {فَقَالُوا سَلَامًا} [52] حسن، وهو مقتطع من جملة محكية بـ «قالوا»، فليس منصوبًا به؛ لأنَّ القول لا ينصب المفردات، وإنَّما ينصب ثلاثة أشياء الجمل نحو قال: إنِّي عبد الله، والمفرد المراد به لفظه، نحو يقال له: إبراهيم، أو قلت زيدًا، أي: قلت هذا اللفظ، والمفرد المراد به الجملة نحو: قلت قصيدة وشعرًا، أو اقتطع من جملة كقوله:   (1) انظر: المصدر السابق (17/ 102). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 إذا ذُقْتَ فَاها قُلتَ طَعْمَ مُدامَةٍ ... مُعَتَّقَةٍ مما تجيءُ بهِ التجر (1) أو كان المفرد مصدرًا، نحو: قلت قولًا أو صفة، نحو: حقًّا أو باطلًا؛ فإنَّه يتسلط عليه القول. وسليم ينصبون بالقول مطلقًا، أي: بلا شرط تقول: قلت عمرًا منطلقًا، وقل ذا مشفقًا، ونحو ذلك. وأما غيرهم فلا يجري القول مجرى الظن إلا بشروط: أن يكون مضارعًا، مبدوًا بتاء بعد أداة الاستفهام، غير مفصول عنها بغير ظرف أو مجرور أو معمول، وذلك نحو: أتقول زيدًا منطلقًا؟ واغتفر الفصل بالحرف نحو: أعندك تقول عمرًا مقيمًا؟ وبالمجرور نحو: أفي الدار تقول زيدًا جالسًا؟ وبالمفعول نحو: أزيدًا تقول منطلقًا؟ فـ «سلامًا» منصوب بمقدر تقديره: سلمت سلامًا من السلامة، أو سلمنا سلامًا من التحية، وقيل: سلامًا نعت لمصدر محذوف تقديره: فقالوا: قولًا سلامًا. {إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)} [52] كاف، ومثله: «بغلام عليم»، وكذا «الكبر»، و «تبشرون». {بِالْحَقِّ} [55] جائز. {الْقَانِطِينَ (55)} [55] كاف، ومثله: «الضالون»، و «المرسلون». {مُجْرِمِينَ (58)} [58] ليس بوقف؛ للاستثناء، ولجواز الوقف مدخل لـ «قوم». {إِلَّا آَلَ لُوطٍ} [59] حسن. {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)} [59] ليس بوقف؛ للاستثناء. {قَدَّرْنَا} [60] جائز، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ «إنَّها» واسمها وخبرها في محل نصب مفعول «قدرنا»، وإنَّما كسرت الهمزة من «إنَّها» لدخول اللام في خبرها. {الْغَابِرِينَ (60)} [60] كاف. {فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61)} [61] ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» بعده جواب «لما». {مُنْكَرُونَ (62)} [62] كاف. {يَمْتَرُونَ (63)} [63] جائز، ومثله: «وأتيناك بالحق». {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)} [64] كاف. {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} [65] جائز، ومثله: «واتبع أدبارهم»، ومثله: «منكم أحد»، وهذا مخالف لما في سورة هود؛ لأنَّ ذاك بعده استثناء، وهذا ليس كذلك. {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)} [65] حسن.   (1) البيت من الطويل، وقائله امرؤ القيس، من قصيدة يقول في مطلعها: لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر ... وَلا مُقصِرٍ يَومًا فَيَأتِيَني بِقُر - الموسوعة الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 {ذَلِكَ الْأَمْرَ} [66] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده، وهو أنَّ «دابر» بدل من «ذلك» إذا قلنا: «الأمر» عطف بيان، أو بدل من لفظ «الأمر» سواء قلنا: إنَّه بيان، أو بدل مما قبله، أو حذف منه الجار، أي: بأن دابر، وحينئذ ففيه الخلاف المشهور بين الخليل وسيبويه، هل هو في محل نصب، أو جر؟ {مُصْبِحِينَ (66)} [66] حسن. {يَسْتَبْشِرُونَ (67)} [67] جائز، ومثله: «تفضحون». {وَلَا تُخْزُونِ (69)} [69] حسن، ومثله: «العالمين». {فَاعِلِينَ (71)} [71] تام؛ للابتداء بلام القسم، و «عمرك» مبتدأ خبره محذوف وجوبًا تقديره: لعمرك قسمي، والوقف على «لعمرك» قبيح؛ لأنَّ ما بعده جواب له. {يَعْمَهُونَ (72)} [72] كاف، على استئناف ما بعده. {مُشْرِقِينَ (73)} [73] جائز، أي: كان الهلاك حين أشرقت الشمس. {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} [74] جائز، على استئناف ما بعده. {مِنْ سِجِّيلٍ (74)} [74] كاف. {لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)} [75] جائز. {مُقِيمٍ (76)} [76] كاف. {لِلْمُؤْمِنِينَ (77)} [77] تام؛ لتمام القصة. {لَظَالِمِينَ (78)} [78] ليس بوقف؛ للعطف بالفاء. {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [79] جائز. {مُبِينٍ (79)} [79] تام. {الْمُرْسَلِينَ (80)} [80] جائز، ومثله: «معرضين»، وكذا «آمنين». {مُصْبِحِينَ (83)} [83] ليس بوقف؛ لاتصال المعنى. {يَكْسِبُونَ (84)} [84] تام؛ لتمام القصة. {إِلَّا بِالْحَقِّ} [85] حسن، ومثله: «لآتية». {الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)} [85] كاف؛ وهو العفو من غير عتاب. {الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86)} [86] تام. {الْعَظِيمَ (87)} [87] كاف. {أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [88] حسن، على استئناف النهي، وليس بوقف إن جعل النهي الثاني معطوفًا على النهي الذي قبله. {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [88] أحسن مما قبله؛ لاستئناف الأمر، وإن جعل النهي الثالث معطوفًا على الأوَّل -لم يفصل بينهما بوقف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 {لِلْمُؤْمِنِينَ (88)} [88] كاف. {الْمُبِينُ (89)} [89] حسن إن علقت الكاف بمصدر محذوف تقديره: آتيناك سبعًا من المثاني إيتاءً كما أنزلنا، أو إنزالًا كما أنزلنا، أو أنزلنا عليهم العذاب كما أنزلنا؛ لأنَّ «آتيناك» بمعنى: أنزلنا عليك، أو علقت بمصدر محذوف، العامل فيه مقدر تقديره: متعناهم تمتيعًا كما أنزلنا، وليس بوقف إن نصب بالنذير، أي: النذير عذابًا كما أنزلنا على المقتسمين، وهم: قوم صالح؛ لأنَّهم قالوا: «لنبيتنه وأهله»، فأقسموا على ذلك (1). {الْمُقْتَسِمِينَ (90)} [90] ليس بوقف؛ لأنَّ «الذين» من نعتهم، أو بدل. «المقتسمين» هم: عظماء كفار قريش؛ أقسموا على طريق مكة يصدون عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمنهم من يقول: الذي جاء به محمد سحر، ومنهم من يقول: أساطير الأولين، ومنهم من يقول: هو كهانة. فأنزل الله بهم خزيًا، وأنزل: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90)} [89، 90]، أو هم اليهود؛ فقد جرى على بني قريظة، وبني النضير ما جرى، وجعل المتوقع بمنزلة الواقع، وهو من الإعجاز؛ لأنَّه إخبار بما سيكون، وقد كان (2). {عِضِينَ (91)} [91] كاف. {أَجْمَعِينَ (92)} [92] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده مفعول ثان لقوله: «لنسألنهم». {يَعْمَلُونَ (93)} [93] تام، وكذا «المشركين»، ومثله: «المستهزئين» إن جعل «الذي» مبتدأ خبره «فسوف يعلمون». {يَعْلَمُونَ (96)} [96] تام، وليس بوقف إن جعل صفة لـ «المستهزئين»، ويكون الوقف على «إلهًا آخر»، وكذا لا يوقف على «المستهزئين» إن جعل «الذين» بدلًا من «المستهزئين». {إِلَهًا آَخَرَ} [96] حسن؛ للابتداء بالتهديد والوعيد على استهزائهم، وجعلهم إلهًا مع الله. {بِمَا يَقُولُونَ (97)} [97] جائز، ومثله: «بحمد ربك». {مِنَ السَّاجِدِينَ (98)} [98] كاف؛ للابتداء بالأمر. {وَاعْبُدْ رَبَّكَ} [99] ليس بوقف؛ لاتصال ما بعده بما قبله؛ لأنَّ العبادة وقتت بالموت، أي: دم على التسبيح والعبادة حتى يأتيك الموت. {الْيَقِينُ (99)} [99] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 142)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (17/ 142). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 سورة النحل مكية إلَّا قوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} [126] إلى آخرها فمدني، أنزلت حين قتل حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - (1). -[آيها:] وهي مائة وثماني وعشرون آية إجماعًا. - وكلمها: ألف وثمانمائة وإحدى وأربعون كلمة. - وحروفها: سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة أحرف، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا منها بإجماع تسعة مواضع: 1 - {وَمَا يُعْلِنُونَ} [23] الثاني، والأول رأس آية بلا خلاف. 2 - {وَمَا يَشْعُرُونَ} [21]. 3 - {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ} [31]. 4 - {الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [32]. 5 - {مَا يَكْرَهُونَ} [62]. 6 - {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ} [72]. 7 - {هَلْ يَسْتَوُونَ} [75]. 8 - {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [96]. 9 - {مَتَاعٌ قَلِيلٌ} [117]. {فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [1] تام، لمن قرأ (2): «تشركون» بالفوقية، ومن قرأ (3): بالتحتية كان أتم. قال أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه العرب (4): تقول أتاك الأمر وهو متوقع بعد، ومنه أتى   (1) عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم قتل حمزة ومُثِّلَ به: لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلًا منهم، فأنزل الله - عز وجل -: (وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ)، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بل نصبر يا رب. انظر: أسباب النزول للواحدي (ص: 102).-الموسوعة الشاملة. (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 277)، البحر المحيط (5/ 472)، التيسير (ص: 121)، تفسير الطبري (14/ 53)، الحجة لابن زنجلة (ص: 385)، الغيث للصفاقسي (ص: 269)، الكشاف (2/ 400)، الكشف للقيسي (1/ 515)، المعاني للفراء (2/ 94)، النشر (2/ 282). (3) انظر: المصادر السابقة. (4) نفطويه (244 - 323 هـ = 858 - 935 م) إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتكي، أبو عبد الله، من أحفاد المهلب ابن أبي صفرة: إمام في النحو، وكان فقيهًا، رأسًا في مذهب داود، مسندا في الحديث ثقة، قال ابن حجر: جالس الملوك والوزراء، وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف، ولد بواسط (بين البصرة والكوفة)، ومات ببغداد وكان على جلالة قدره تغلب عليه سذاجة الملبس، فلا يعنى بإصلاح نفسه، وكان دميم الخلقة، يؤيد مذهب (سيبويه) في النحو فلقبوه (نفطويه)، ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وإنما كان من تمام أدب الأديب في عصره أن يقول الشعر، سمى له ابن النديم وياقوت عدة كتب، منها: كتاب التاريخ، وغريب القرآن، وكتاب الوزراء، وأمثال القرآن، ولا نعلم عن أحدها خبرًا. انظر: الأعلام للزركلي (1/ 61). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أمر الله، أي: أتى أمر وعده فلا تستعجلوه وقوعًا. {يُشْرِكُونَ (1)} [1] تام. {مِنْ عِبَادِهِ} [2] جائز، على أنَّ ما بعده بدل من مقدر محذوف، أي يقال لهم: أن أنذروا قومكم، قاله نافع، وليس بوقف إن أبدل «أن أنذروا» من قوله: «بالروح»، أو جعلت تفسيرية بمعنى: أي. {فَاتَّقُونِ (2)} [2] تام. {بِالْحَقِّ} [3] حسن. {يُشْرِكُونَ (3)} [3] كاف، ومثله: «مبين»، وكذا «والأنعام خلقها». وقيل: الوقف على «لكم»؛ فعلى الأول «الأنعام» منصوبة بـ «خلقها» على الاشتغال، وعلى الثاني منصوبة بفعل مقدر معطوف على «الإنسان». {دِفْءٌ وَمَنَافِعُ} [5] كاف عند أبي عمرو، ومثله: «ومنها تأكلون» على استئناف ما بعده، وكذا «تسرحون». {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [7] كاف. {رَحِيمٌ (7)} [7] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، أي: وخلق الخيل لتركبوها وزينة، وهو تام. قال التتائي: قال مالك: أحسن ما سمعت في الخيل والبغال والحمير أنَّها لا تؤكل؛ لأنَّ الله تعالى قال فيها: {لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} [النحل: 8]، وقال في الأنعام: {لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79)} [غافر: 79]؛ فذكر الخيل والبغال والحمير للزينة، وذكر الأنعام للركوب والأكل. {مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)} [8] تام عند أبي حاتم، ويعقوب. {قَصْدُ السَّبِيلِ} [9] جائز. {وَمِنْهَا جَائِرٌ} [9] حسن؛ فـ «قصد السبيل»: طريق الجنة، و «منها جائر»: طريق النار. قال قتادة: «قصد السبيل»: حلاله وحرامه وطاعته، و «منها جائر»: سبيل الشيطان. وقال ابن المبارك، وسهل بن عبد الله: «قصد السبيل»: السنة، و «منها جائر»: أهل الأهواء والبدع. وقرئ شاذًّا (1): «ومنكم جائر»، وهي مخالفة للسواد. {أَجْمَعِينَ (9)} [9] تام. {مَاءً} [10] جائز، على أنَّ «لكم» مستأنف، و «شراب» مبتدأ، وإن جعل في موضع الصفة متعلقًا   (1) وهي قراءة عبد الله بن مسعود وعيسى. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 477)، الكشاف (2/ 403). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 بمحذوف صفة لـ «ماء»، و «شراب» مرفوع به، فلا وقف. {فِيهِ تُسِيمُونَ (10)} [10] كاف، على قراءة من قرأ: «ننبت» بالنون، وهي أعلى من قراءته بالتحتية، وبها قرأ عاصم (1). وقيل: كاف أيضًا على قراءته بالنون، أو بالتحتية (2). {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [11] كاف، ومثله «يتفكرون». {وَالنَّهَارَ} [12] حسن، لمن رفع ما بعده بالابتداء، أو الخبر. وليس بوقف لمن نصبه (3)، وعليه فوقفه على «بأمره»، وعلى قراءة حفص (4): «والنجومُ مسخراتٌ» برفعهما فوقفه على «والقمر». {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)} [12] كاف، إن نصب ما بعده بالإغراء، أي: اتقوا ما ذرأ لكم. {مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} [13] حسن. {يَذَّكَّرُونَ (13)} [13] كاف. {تَلْبَسُونَهَا} [14] حسن. {مَوَاخِرَ فِيهِ} [14] جائز؛ لأنَّه في مقام تعداد النعم. {تَشْكُرُونَ (14)} [14] كاف. {وَسُبُلًا} [15] ليس بوقف؛ لحرف الترجي، وهو في التعلق كـ (لام كي). {تَهْتَدُونَ (15)} [15] جائز؛ لكونه رأس آية. {وَعَلَامَاتٍ} [16] تام عند الأخفش. قال الكلبي: أراد بالعلامات: الطرق بالنهار، والنجوم بالليل. وقال السدي: و «بالنجم هم يهتدون» يعني: الثريا، وبنات نعش، والجدي، والفرقدان بها يهتدون إلى القبلة، والطرق في البر والبحر. قال قتادة: إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء: زينة للسماء، ومعالم للطرق، ورجومًا للشياطين، فمن قال غير هذا فقد تكلف ما لا علم له به (5).   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 277)، البحر المحيط (5/ 478)، التيسير (ص: 137)، النشر (2/ 302). (2) وجه من قرأ بالنون؛ أي: بنون العظمة. ووجه من قرأ: بالياء؛ أي: بياء الغيبة. انظر: المصادر السابقة. (3) قرأ ابن عامر: {وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} [12] بالرفع فيهن، وافقه حفص في {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} فقط؛ وجه قراءة ابن عامر بالرفع في الكلمات الأربع على الابتداء، و «مسخراتٌ» خبر الابتداء، وقرأ الباقون: بالنصب فيهن عطفا على ما قبله، وهو قوله: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}، وأما وجه الرفع في قوله: {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} لحفص فقط؛ فإنه عطف {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} على معمول {سَخَّرَ} ثم استأنف: {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} على الابتداء والخبر وكلها وجوه جائزة جيدة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 479)، الكشف للقيسي (2/ 35)، السبعة (ص: 370)، التيسير (ص: 137)، النشر (2/ 302). (4) انظر: المصادر السابقة. (5) انظر: تفسير الطبري (17/ 185)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 {يَهْتَدُونَ (16)} [16] تام. {كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [17] حسن؛ للاستفهام بعده، وجيء بـ «من» في الثاني؛ لاعتقاد الكفار أنَّ لها تأثير، فعوملت معاملة أولي العلم، كقوله: بكيتُ على سربِ القَطَا إِذ مَرَرْن بي ... فقلتُ ومِثْلي بالبكاءِ جديرُ أَسِربُ القَطا هلْ مَنْ يعيرُ جَناحه ... لعلِّي إلى مَنْ قَدْ هويتُ أطيرُ (1) فأوقع على السرب (مَن) لما عاملها معاملة العقلاء. {تَذَكَّرُونَ (17)} [17] كاف، ومثله «لا تحصوها». {رَحِيمٌ (18)} [18] تام. {وَمَا تُعْلِنُونَ (19)} [19] كاف؛ على قراءة عاصم [هو وما بعده] (2) بالتحتية، وحسن لمن قرأ: «تعلنون» بالفوقية، وما بعده بالتحتية (3). {لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا} [20] جائز.   (1) هما من الطويل، وقائلهما الأحنف بن قيس، من أبيات له يقول في مطلعها: أَظُنُّ وَما جَرَّبتُ مِثلَكِ أَنَّما ... قُلوبُ نِساءِ العالَمينَ صُخورُ وكذا رويت عن مجنون ليلى، من قصيدة يقول فيها: فَجاوَبنَني مِن فَوقِ غُصنِ أَراكَةٍ ... أَلا كُلُّنا يا مُستَعيرُ مُعيرُ وَأَيُّ قَطاةٍ لَم تُعِركَ جَناحَها ... فَعاشَت بِضُرٍّ وَالجَناحُ كَسيرُ مَجنون لَيلى (? - 68 هـ/? - 687 م) قيس بن الملوح بن مزاحم العامري، شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد، لم يكن مجنونًا وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيُرى حينًا في الشام وحينًا في نجد وحينًا في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله. والعَبّاسِ بنِ الأَحنَف (? - 192 هـ/? - 807 م) العبّاس بن الأحنف بن الأسود، الحنفي (نسبة إلى بني حنيفة)، اليمامي، أبو الفضل، شاعر غَزِل رقيق، قال فيه البحتري: أغزل الناس، أصله من اليمامة بنجد، وكان أهله في البصرة وبها مات أبوه ونشأ ببغداد وتوفي بها، وقيل بالبصرة، خالف الشعراء في طرقهم فلم يمدح ولم يَهجُ بل كان شعره كله غزلًا وتشبيبًا، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي، قال في البداية والنهاية: أصله من عرب خراسان ومنشأه ببغداد.-الموسوعة الشعرية (2) ويقصد بـ (هو) أي: لفظ: «تعلنون» المذكور في المتن أعلي، وأما قوله: (وما بعده) فهو خطأ لأن اللفظة المشار إليها جاءت قبل ذلك؛ أي: قبل «تعلنون»، وهي: «تسرون»، فإنه يقصد بذلك الإشارة إلي القراءة في قوله تعالى: {مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}، أن عاصم قرأهما بالياء وذلك في غير المتواتر. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 482)، الحجة لابن خالويه (ص: 210)، السبعة (ص: 371)، تفسير الرازي (20/ 15). (3) وهي قراءة شاذة أيضًا، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 {وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)} [20] كاف، إذا رفعت «أموات» على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هم أموات. وليس بوقف إن جعل «أموات» خبرًا ثانيًا لقوله: «وهم يخلقون»، وكذا إن جعل «يخلقون»، و «أموات» خبرين. وليس «يخلقون» بوقف أيضًا إن جعل «والذين» مبتدأ، أو «أموات» خبرًا، والتقدير: والذين هذه صفتهم أموات غير أحياء؛ لأنَّها أصنام، ولذلك وصفها بالموت وما يشعرون. وليس بوقف؛ لأنَّ «أيان» ظرف منصوب بـ «يشعرون»، وقيل: منصوب بما بعده، لا بما قبله؛ لأنه استفهام، وقيل: «أيان» ظرف لقوله: «إلهكم إله واحد» يعني: أنَّ الإله واحد يوم القيامة، ولم يدَّع أحد الإلهية في ذلك اليوم بخلاف الدنيا؛ فإنَّه قد وجد فيها من ادعى ذلك، وعلى هذا فقد تم الكلام على «يشعرون» إلَّا أنَّ هذا القول مخرج لـ «أيان» عن موضوعها، وهي إما شرط، وإما استفهام إلى محض الظرفية. {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)} [21] تام، ومثله «إله واحد». {مُنْكِرَةٌ} [22] جائز. {مُسْتَكْبِرُونَ (22)} [22] كاف، ووقف الخليل وسيبويه على «لا»؛ وذلك أنَّ «لا» عندهما ردٌّ لمن أنكر البعث. وقال أهل الكوفة: «جرم» مع «لا» كلمة واحدة معناها: لا بدَّ، وحينئذ لا يوقف على «لا». {وَمَا يُعْلِنُونَ} [23] كاف، ومثله «المستكبرين». {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} [24] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالوا» جواب «ماذا»، فلا يفصل بينهما بالوقف. و «ما» و «ذا» كلمة واحدة استفهام مفعول بـ «أنزل»، ويجوز أن تكون «ما» وحدها كلمة مبتدأ، و «ذا» بمعنى: الذي خبر «ما»، وعائدها في «أنزل» محذوف، أي: أيُّ شيء أنزل ربكم؟ فقيل: أنزل أساطير الأولين. {الْأَوَّلِينَ (24)} [24] حسن، إن جعلت اللام في «ليحملوا» لام الأمر الجازمة للمضارع. وليس بوقف إن جعلت لام العاقبة والصيرورة، وهي التي يكون ما بعدها نقيضًا لما قبلها، أي: لأنَّ عاقبة قولهم ذلك؛ لأنهم لم يقولوا أساطير الأولين ليحملوا؛ فهو كقوله: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص: 8]، و «كاملة» حال. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [25] جائز بتقدير: ويحملون من أوزار الذين يضلونهم. {بِغَيْرِ عِلْمٍ} [25] كاف. {مَا يَزِرُونَ (25)} [25] تام. {مِنْ فَوْقِهِمْ (} [26] جائز، ومثله: «لا يشعرون»، و «يخزيهم»، و «تشاقون فيهم» كلها وقوف جائزة. {الْكَافِرِينَ (27)} [27] تام، إن جعل «الذين» مبتدأ خبره «فألقوا السلم»، وزيدت الفاء في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 الخبر، أو جعل خبر مبتدأ محذوف، وكاف إن نصب على الذم، وليس بوقف إن جرَّ صفة لـ «الكافرين»، أو أبدل مما قبله، أو جعل بيانًا له. {ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [28] جائز، إن جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل خبر «الذين»، أو عطف على «الذين تتوفاهم». {مِنْ سُوءٍ} [28] تام عند الأخفش؛ لانقضاء كلام الكفار. فـ «من سوء» مفعول «نعمل» زيدت فيه «من»، أي: ما كنا نعمل سوءًا، فرد الله أو الملائكة عليهم بـ «بلى»، أي: كنتم تعملون السوء. وقيل: الوقف على «بلى»، والأول أوجه. {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)} [28] كاف، وقيل: وصله أولى؛ لمكان الفاء بعده. {خَالِدِينَ فِيهَا} [29] كاف عند أبي حاتم، وعند غيره جائز. {الْمُتَكَبِّرِينَ (29)} [29] تام. {أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} [30] كاف؛ لأنَّ «قالوا» مستأنف. {خَيْرًا} [30] تام، أي: قالوا أنزل خيرًا؛ فـ «خيرًا» مفعول «أنزل»، فإن قلت: لِمَ رفع «أساطير»، ونصب «خيرًا»؟ قلت: فصلًا بين جواب المقر وجواب الجاحد، يعني: أنَّ المتقين لما سئلوا أطبقوا الجواب على السؤال بينًا مكشوفًا مفعولًا؛ للإنزال، فقالوا: «خيرًا»، وهؤلاء عدلوا بالجواب عن السؤال، فقالوا: «أساطير الأولين». وليس هو من الإنزال في شيء، وليس «خيرًا» بوقف إن جعل ما بعده جملة مندرجة تحت القول مفسرة لقوله: «خيرًا»، وذلك أنَّ الخير هو الوحي الذي أنزل الله فيه أنَّ من أحسن في الدنيا بالطاعة فله حسنة في الدنيا، وحسنة في الآخرة، وكذا إن جعل بدلًا من قوله: «خيرًا» (1). {حَسَنَةٌ} [30] كاف، ومثله «خير». {الْمُتَّقِينَ (30)} [30] تام، إن رفع «جنات» خبر مبتدأ محذوف، أي: لهم جنات، أو جعل مبتدأ، و «يدخلونها» في موضع الخبر. وجائز إن رفعت «جنات» نعتًا، أو بدلًا مما قبلها؛ لكونه رأس آية. وقول السخاوي، وغيره: وإن رفعت «جنات» بـ «نعم» لم يوقف على «المتقين» مخالف لما اشترطوه في فاعل «نعم» من أنه لا يكون إلَّا معرفًا بـ (أل)، نحو: نعم الرجل زيد، أو مضافًا لما فيه (أل)، نحو: فنعم عقبى الدار، ولنعم دار المتقين كما هنا، أي: غالبًا. ومن غير الغالب قوله في الحديث: «نعم عبد الله خالد ابن الوليد» (2)، ويجوز كونها فيه.   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 196)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) ولفظه: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلًا فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ، فَيَقُولُ: رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَأَقُولُ فُلاَنٌ، فَيَقُولُ: نِعْمَ عَبْدُ اللهِ هَذَا. وَيَقُولُ مَنْ هَذَا؟ فَأَقُولُ فُلاَنٌ، فَيَقُولُ: بِئْسَ عَبْدُ اللهِ هَذَا، حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ هَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: نِعْمَ عَبْدُ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ. أخرجه الترمذي برقم: (3846)، قال: حدَّثنا قُتَيبة، قال: حدَّثنا الليث، عن هشام ابن سعد، عن زيد بن أسلم، فذكره، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: (6776). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 {الْأَنْهَارُ} [31] حسن. {مَا يَشَاءُونَ} [31] جائز. {الْمُتَّقِينَ (31)} [31] تام، إن رفع «الذين» بالابتداء، والخبر «يقول». {طَيِّبِينَ} [32] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله، و «طيبين» حال من مفعول «تتوفاهم». {سَلَامٌ عَلَيْكُمُ} [32] ليس بوقف؛ لأنَّ «ادخلوا» مفعول «يقولون»، أي: تقول خزنة الجنة: ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. {تَعْمَلُونَ (32)} [32] تام. {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} [33] كاف، ومثله «من قبلهم»، و «يظلمون»، و «ما عملوا» كلها وقوف كافية. {يَسْتَهْزِئُونَ (34)} [34] تام. {وَلَا آَبَاؤُنَا} [35] كاف، ومثله «من شيء»، و «من قبلهم» كلها كافية. {الْمُبِينُ (35)} [35] تام. {الطَّاغُوتَ} [36] كاف، ومثله «الضلالة». {الْمُكَذِّبِينَ (36)} [36] تام. {مَنْ يُضِلُّ} [37] كاف، ومثله «من ناصرين». {جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [38] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب القسم، كأنَّه قال: قد حلفوا لا يبعث الله من يموت. {مَنْ يَمُوتُ} [38] كاف؛ لأنَّه انقضاء كلام الكفار، ثم يبتدئ «بلى» يبعث الله الرَّسول؛ ليبين لهم الذي يختلفون فيه، ولحديث: «كل نبي عبدي ولم يك ينبغي له أن يكذبني» (1). وقال نافع: من يموت بلى؛ لأنَّ «بلى» ردٌّ لكلامهم، وتكذيب لقولهم، وما بعدها منصوب بفعل مضمر، أي: وعدكم الله وعدًا. {لَا يَعْلَمُونَ (38)} [38] جائز.   (1) لم أستدل عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 {الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [39] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {كَاذِبِينَ (39)} [39] تام. {كُنْ} [40] حسن، لمن قرأ (1): «فيكونُ» بالرفع، وليس بوقف لمن نصب «فيكونَ» (2). {فَيَكُونُ (40)} [40] تام، على القراءتين (3). {حَسَنَةً} [41] كاف، وقال يحيى بن سلام: الحسنة هي المدينة المشرَّفة، «ولأجر الآخرة أكبر» يعني: الجنة، نزلت في صهيب، وبلال، وخباب، وعمار بن ياسر عذبهم المشركون بمكة، وأخرجوهم من ديارهم، ولحق منهم طائفة الحبشة، ثم بوَّأهم الله دار الهجرة، وجعلهم أنصارًا «لنبوِّئنهم في الدنيا حسنة» أنزلهم المدينة، وأطعمهم الغنيمة؛ فهذا هو الثواب في الدنيا (4). {أَكْبَرُ} [41] جائز. وجواب «لو» محذوف، أي: لو كانوا يعلمون لما اختاروا الدنيا على الآخرة، ولو وصله لصار قوله: «ولأجر الآخرة» معلقًا بشرط أن «لو كانوا يعلمون»، وهو محال، قاله السجاوندي. {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [41] تام، إن جعل «الذين» بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين. وكاف، إن نصب بتقدير: أعني. وجائز، إن رفع بدلًا من «الذين» قبله، وكذا لو نصب بدلًا من الضمير في «لنبوِّئنَّهم». {يَتَوَكَّلُونَ (42)} [42] تام. {إِلَيْهِمْ} [43] جائز، ومثله: «لا تعلمون»، إن جعل «بالبينات والزبر» متعلقًا بمحذوف صفة لـ «رجالًا»؛ لأنَّ «إلَّا» لا يستثنى بها شيئان دون عطف، أو بدلية. وما ظن غير ذلك معمولًا لما قبل «إلَّا» قدر له عامل، أو أنه متعلق بمحذوف جوابًا لسؤال مقدر يدل عليه ما قبله، كأنَّه قيل: بم أرسلوا؟ فقيل: أرسلوا بالبينات والزبر؛ فـ «البينات» متعلق بـ «أرسلنا» داخلًا تحت حكم الاستثناء مع «رجالًا»، أي: وما أرسلنا إلَّا رجالًا بالبينات؛ فقد استثني بـ «إلَّا» شيئان: أحدهما «رجالًا»، والآخر «بالبينات». وليس بوقف إن علق بـ «نوحي»؛ لأنَّ ما بعد «إلَّا» لا يتعلق بما قبلها، وكذا إن علق بقوله: «لا تعلمون» على أن الشرط في معنى: التبكيت والإلزام، كقول الأجير: إن كنت عملت لك فأعطني حقي. {وَالزُّبُرِ} [44] كاف.   (1) وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة وأبو جعفر ويعقوب وخلف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 278)، الإعراب للنحاس (2/ 201)، الإملاء للعكبري (2/ 45)، النشر (2/ 220). (2) وهما ابن عامر والكسائي. انظر: المصادر السابقة. (3) أي: قراءتي الرفع والنصب في: «فيكون»، المشار إليهما سابقًا. (4) انظر: تفسير القرطبي (10/ 107). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 {مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [44] صالح. {يَتَفَكَّرُونَ (44)} [44] تام؛ للابتداء بالاستفهام بعده. ولا وقف من قوله: «أفأمن الذين» إلى «رحيم»؛ فلا يوقف على قوله: «بهم الأرض»، وتجاوزه أولى، وكذا «لا يشعرون»، ومثله «بمعجزين»، وكذا «على تخوف»؛ للعطف على «كل» بـ «أو». {رَحِيمٌ (47)} [47] تام. {مِنْ شَيْءٍ} [48] جائز، ومثله: «والشمائل». {سُجَّدًا لِلَّهِ} [48] حسن. {دَاخِرُونَ (48)} [48] تام. {مِنْ دَابَّةٍ} [49] جائز. {وَالْمَلَائِكَةُ} [49] أرقى مما قبله، أي: وتسجد له الملائكة طوعًا. {لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)} [49] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مِنْ فَوْقِهِمْ} [50] جائز. {مَا يُؤْمَرُونَ ((50)} [50] تام، ومثله «إلهين اثنين»؛ للابتداء بـ «إنَّما». {إِلَهٌ وَاحِدٌ} [51] جائز، وكره بعضهم الابتداء بما بعده؛ لأنَّ الرهبة لا تكون إلَّا من الله تعالى، فإذا ابتدأ بـ «فإياي» فكأنَّه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ، وإن كان معلومًا أنَّ الحكاية من الله تعالى، كما تقدم في أول البقرة. {فَارْهَبُونِ (51)} [51] كاف. {وَالْأَرْضِ} [52] جائز. {وَاصِبًا} [52] حسن؛ للابتداء بالاستفهام. «واصبًا» أي: دائمًا. {تَتَّقُونَ (52)} [52] تام. {فَمِنَ اللَّهِ} [53] حسن. {تَجْأَرُونَ (53)} [53] كاف، و «ثم»؛ لترتيب الأخبار مع شدة اتصال المعنى. {يُشْرِكُونَ (54)} [54] كاف، إن جعلت (اللام) لام الأمر بمعنى: التهديد. وليس بوقف إن جُعلت للتعليل، أي: إنَّما كان غرضهم بشركهم كفران النعمة، وكذا إن جعلت للصيرورة والمآل، أي: صار أمرهم ليكفروا وهم لم يقصدوا بأفعالهم تلك أن يكفروا، بل آل أمرهم ذلك إلى الكفر بما أنعم عليهم (1).   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 225)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 {بِمَا آَتَيْنَاهُمْ} [55] حسن. {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)} [55] كاف، ومثله «مما رزقناكم»، وكذا «تفترون». {سُبْحَانَهُ} [57] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على «لله البنات»، أي: ويجعلون لهم ما يشتهون، ويصير «ولهم ما يشتهون» مفعول «ويجعلون»؛ فلا يوقف على «سبحانه». قال الفراء: فجعله منصوبًا عطفًا على «البنات» يؤدي إلى تعدي فعل الضمير المتصل وهو واو «ويجعلون» إلى ضميره المتصل، وهو (هم) في «لهم». قال أبو إسحاق: وما قاله الفراء خطأ؛ لأنَّه لا يجوز تعدِّي فعل الضمير المتصل، ولا فعل الظاهر إلى ضميرهما المتصل إلَّا في باب ظن وأخواتها من أفعال القلوب، وفي فقد وعدم؛ فلا يجوز زيد ضربه، ولا ضربه زيد، أي: ضرب نفسه، ولا ضربتك، ولا ضربتني، بل يؤتى بدل الضمير المنصوب بالنفس، فتقول: ضربت نفسك، وضربت نفسي، ويجوز زيد ظنه قائمًا، وظنه زيد قائمًا، وزيد فقده وعدمه، وفقده وعدمه زيد، ولا يجوز تعدي فعل الضمير المتصل إلى ظاهره في باب من الأبواب؛ فلا يجوز زيد ضربه، أي: ضرب نفسه. وفي قوله: إلى ضميرهما المتصل قيدان: أحدهما: كونه ضميرًا؛ فلو كان ظاهرًا كالنفس لم يمنع نحو: زيد ضرب نفسه، وضرب نفسه زيد. والثاني: كونه متصلًا؛ فلو كان منفصلًا جاز نحو: زيد ما ضرب إلَّا إياه، وما ضرب زيد إلَّا إياه. وعلل هذه المسألة وأدلتها مذكورة في غير هذا الموضوع (1)، انظرها في: شرح التسهيل، قاله السمين مع زيادة للإيضاح. {مَا يَشْتَهُونَ (57)} [57] كاف. {مُسْوَدًّا} [58] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من تتمته. {كَظِيمٌ (58)} [58] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {مَا بُشِّرَ بِهِ} [59] جائز. {فِي التُّرَابِ} [59] حسن؛ للابتداء بأداة التنبيه، وذكر الضمير في «به»، و «يمسكه» حملًا على لفظ «ما»، وإن كان أريد به الأنثى. {مَا يَحْكُمُونَ (59)} [59] تام. {مَثَلُ السَّوْءِ} [60] حسن، قال الكواشي: السَّوء بالفتح: الرداءة والفساد. وبالضم: الضر والمكروه. وقيل: بالفتح الصفة، وبالضم المضرة والمكروه، ولا تضم السين من قوله: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} [مريم: 28]، ولا من {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح: 12]؛ لأنَّه ضد قولك: رجل صدق، وليس للسوء هنا معنى من عذاب أو بلاء فيضم، راجعه في: سورة براءة إن شئت.   (1) انظر: المصدر السابق (17/ 227). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [60] كاف. {الْحَكِيمُ (60)} [60] تام. ولا وقف إلى قوله: «مسمى»؛ فلا يوقف على «بظلمهم»؛ لأنَّ جواب «لو» لم يأت، ولا على «من دابة»؛ للاستدراك بعده. {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [61] صالح. {وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)} [61] تام. {مَا يَكْرَهُونَ} [62] كاف، ومثله «الحسنى». {النَّارَ} [62] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {مُفْرَطُونَ (62)} [62] تام. {أَعْمَالَهُمْ} [63] جائز، ومثله «فهو وليهم اليوم». {عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)} [63] تام. {اخْتَلَفُوا فِيهِ} [64] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده نصب على أنَّهما مفعول من أجله عطف على «ليبين»، والناصب لهما «أنزلنا». {يُؤْمِنُونَ (64)} [64] تام. {مَاءً} [65] ليس بوقف؛ لمكان الفاء. {بَعْدَ مَوْتِهَا} [65] حسن. {يَسْمَعُونَ (65)} [65] تام. {لَعِبْرَةً} [66] جائز، لمن قرأ (1): «نسقيكم» بالنون استئنافًا؛ لأنَّه لا يجوز أن تكون الجملة خبر مبتدأ محذوف، أي: هي، أي: العبرة نسقيكم. ويجوز أن تكون مفسرة للعبرة، كأنَّه قيل: كيف العبرة؟ فقيل: نسقيكم من بين فرث ودم لبنًا خالصًا؛ لأنَّه إذا استقر علف الدابة في كرشها طبخته -فكان أسفله فرثًا، وأوسطه لبنًا، وأعلاه دمًا، سبحانه من عظيم! ما أعظم قدرته! (2) {لِلشَّارِبِينَ (66)} [66] تام إن جعل ما بعده مستأنفًا متعلقًا بـ «تتخذون»، وجائز إن جعل معطوفًا   (1) قرأ نافع وابن عامر وشعبة ويعقوب: «نَسقيكم»، بالنون مفتوحة، وقرأ أبو جعفر: «تَسقيكم» بالتاء بدل النون مفتوحة أيضًا، وقرأ الباقون: «نُسقيكم» بالنون مضمومة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 279)، الإعراب للنحاس (2/ 216)، البحر المحيط (5/ 508)، التيسير (ص: 138)، تفسير الطبري (14/ 88)، تفسير القرطبي (10/ 123)، الحجة لابن خالويه (ص: 212)، الحجة لابن زنجلة (ص: 391)، السبعة (ص: 374)، الغيث للصفاقسي (ص: 271)، الكشاف (2/ 416)، الكشف للقيسي (2/ 38)، المعاني للفراء (2/ 108)، تفسير الرازي (20/ 64)، النشر (2/ 304). (2) انظر: تفسير الطبري (17/ 237)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 على «مما في بطونه»، أي: ونسقيكم مما في بطونه، ونسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب، والوقف على هذا على قوله: «والأعناب». {وَرِزْقًا حَسَنًا} [67] كاف. {يَعْقِلُونَ (67)} [67] تام. {بُيُوتًا} [68] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {يَعْرِشُونَ (68)} [68] كاف، ومثله «ذللًا». {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} [69] حسن، يخرج من أفواه النحل؛ وذلك أنَّ العسل ينزل من السماء، فينبت في أماكن، فيأتي النحل فيشربه، ثم يأتي الخلايا التي تصنع له، والكوى التي تكون في الحيطان، فيلقيه في الشمع المهيأ للعسل في الخلايا كما يتوهمه بعض الناس؛ أنَّ العسل من فضلات الغذاء، وأنَّه قد استحال في المعدة عسلًا. ونزل من السماء عشرة أشياء مع العسل، قاله الكواشي. قال ابن حجر: فعلى أنَّه يخرج من فم النحل فهو مستثنى من القيء، وعلى أنَّه من دبرها فهو مستثنى من الروث، وقيل: من ثقبتين تحت جناحها فلا استثناء إلَّا بالنظر إلى أنَّه كاللين، وهو من غير المأكول نجس. اهـ، قال السمين: نقلوا في العسل التذكير والتأنيث، وجاء القرآن على التذكير في قوله: «من عسل مصفى»، وكنى بالعسيلة عن الجماع؛ لمشابهتهما. قال عليه الصلاة والسلام: «لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» (1)، «ومختلف ألوانه» حسن، إن جعل الضمير في «فيه» للقرآن، أي: في القرآن من بيان الحلال والحرام والعلوم شفاء للناس، وليس بوقف إن أعيد على العسل المذكور (2). {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [69] كاف. {يَتَفَكَّرُونَ (69)} [69] تام. {يَتَوَفَّاكُمْ} [70] حسن. {شَيْئًا} [70] كاف.   (1) ولفظه: «جَاءَتِ امْرَأةُ رِفَاعَةَ الَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ. فَطَلَّقَنِى فَبَتَّ طَلاقِى، فَتَزَوَّجْتُ عَبْد الرَّحْمانِ بْنَ الزَّبِيرِ، وَإنَّ مَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَقال: أتُرِيدِينَ أنْ تَرْجِعِى إلَى رِفَاعَةَ؟ لا. حَتَّى تَذُوقِى عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ. قَالَتْ: وَأبُو بَكْرٍ عِنْدَهُ. وَخَالِدٌ بِالْبَابِ يَنْتَظِرُ أنْ يُؤْذَنَ لَهُ. فَنَادَى: يَا أبَا بَكْرٍ، ألا تَسْمَعُ هَذِهِ مَا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري (2/ 147، و3/ 460، و4/ 74 و132)، ومسلم (4/ 154 - 155)، والنسائي (2/ 80)، والترمذي (1/ 208 - 209)، والدارمي (2/ 161 - 162)، وابن أبي شيبة (7/ 40/1) وعنه ابن ماجه (1932)، وابن الجارود (683)، والبيهقي (7/ 373، و374) والطيالسي (1437، و1473)، وأحمد (6/ 34 و37 - 38 و226 و229)، والطبراني في "الأوسط" (1/ 176/2). (2) انظر: تفسير الطبري (17/ 248)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 {قَدِيرٌ (70)} [70] تام. {فِي الرِّزْقِ} [71] كاف؛ للابتداء بعد بالنفي، ولاختلاف الجملتين. {فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} [71] كاف، المالك والمملوك الكل مرزوقون. قال بعضهم في الرزق: ولا تقولنَّ لي فضلٌ على أحدٍ ... الفضلُ للهِ ما للنَّاسِ أفضالُ (1) {يَجْحَدُونَ (71)} [71] كاف، وقيل: تام. {أَزْوَاجًا} [72] جائز، ومثله «حفدة». {مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [72] كاف؛ للابتداء بالاستفهام. {يَكْفُرُونَ (72)} [72] كاف، ومثله «لا يستطيعون»، وكذا «الأمثال». {وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)} [74] تام. ولا وقف من قوله: «ضرب الله» إلى قوله: «وجهرًا»، فلا يوقف على «لا يقدر»، ولا على «حسنًا»؛ للعطف في كلٍّ. {سِرًّا وَجَهْرًا} [75] جائز. {هَلْ يَسْتَوُونَ} [75] حسن؛ لأنَّه من تمام القول. {لَا يَعْلَمُونَ (75)} [75] كاف. {رَجُلَيْنِ} [76] جائز. «أحدهما أبكم»، وهو: أبو جهل. و «الذي يأمر بالعدل» عمار بن ياسر العنسي بالنون نسبة إلى (عنس)، و (عنس) حيٌّ من مذحج، وكان حليفًا لبني مخزوم رهط أبي جهل، وكان أبو جهل يعذبه على الإسلام، ويعذب أمه سمية، وكانت مولاة لأبي جهل، فقال لها يومًا: إنَّما آمنت بمحمد؛ لأنَّك تحبيه لجماله، ثم طعنها بحربة في قلبها فماتت، فهي أوَّل شهيد في الإسلام (2)، وقيل: (الكلُّ) الصنم عبدوه، وهو لا يقدر على شيء، فهو كلٌّ على مولاه يحمله إذا ظعن، ويحوله من مكان إلى آخر، فقال الله: هل يستوي هذا الصنم (الكلُّ)، ومن يأمر بالعدل فهو استفهام، ومعناه: التوبيخ، فكأنَّه قال: لا تسووا بين الصنم وبين الخالق جلَّ جلاله، وفي الكلام حذف المقابل؛ لقوله: «أحدهما أبكم»، كأنَّه قيل: والآخر ناطق فيما له، وهو خفيف على مولاه أينما يوجهه يأت بخير، وحذفت الياء من يأت بخير تخفيفًا، كما حذفت في قوله: «يوم يأت لا تكلم نفس»، أو حذفت على توهم الجازم، قرأ طلحة وعلقمة (3): «أينما يُوَجَّهْ» بهاء واحدة ساكنة للجزم، والفعل مبني للمفعول،   (1) لم أستدل عليه. (2) انظر: تفسير القرطبي (10/ 149). (3) وكذا رويت عن ابن مسعود وابن وثاب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 46)، البحر المحيط (5/ 520)، الكشاف (2/ 421)، المحتسب لابن جني (2/ 11). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 وقرئ (1): «أينما تَوَجَّهَ» فعلًا ماضيًا، فاعله ضمير «الأبكم» (2)، انظر: السمين. {عَلَى مَوْلَاهُ} [76] جائز؛ لأنَّ الجملة بعدُ صفة «أحدهما». {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ} [76] حسن. {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ} [76] ليس بوقف؛ لأنَّ «ومن» معطوف على الضمير المستكن في «يستوي»، وهو توكيد له. {بِالْعَدْلِ} [76] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وحالًا. {مُسْتَقِيمٍ (76)} [76] تام. {وَالْأَرْضِ} [77] حسن؛ للابتداء بعدُ بالنفي. {أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [77] كاف. {قَدِيرٌ (77)} [77] تام. {شَيْئًا} [78] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {تَشْكُرُونَ (78)} [78] تام. {فِي جَوِّ السَّمَاءِ} [79] كاف؛ للابتداء بالنفي. {إِلَّا اللَّهُ} [79] أكفى منه. {يُؤْمِنُونَ (79)} [79] تام. {سَكَنًا} [80] جائز. {إِقَامَتِكُمْ} [80] حسن، على استئناف ما بعده. {إِلَى حِينٍ (80)} [80] كاف. {ظِلَالًا} [81] جائز، ومثله «أكنانًا». {الْحَرَّ} [81] ليس بوقف؛ لأنَّه لم يعد الفعل بعده، كما أعاده في الذي قبله، وإنَّما أراد: تقيكم الحر والبرد، فاجتزأ بذكر «الحر»؛ لأنَّ ما يقي من الحر يقي من البرد. {بَأْسَكُمْ} [81] جائز. {عَلَيْكُمْ} [81] ليس بوقف؛ لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كـ (لام كي). {تُسْلِمُونَ (81)} [81] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله «المبين». {يُنْكِرُونَهَا} [83] جائز. قال السُدّي: نعمة الله يعني: نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم ينكرونها. وقيل: هو   (1) وذكرت في الإملاء للعكبري (2/ 46) غير معزوة لأحد، ولم أجدها في أيّ مصدرٍ آخر. (2) انظر: تفسير الطبري (17/ 262)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 قول الشخص: لولا فلان لكان كذا، ولولا فلان لما كان كذا. وفي الحديث: «إياكم ولو فإنَّها تفتح عمل الشيطان» (1). {الْكَافِرُونَ (83)} [83] تام، ومثله «يستعتبون»، وكذا «ينظرون»، ولا وقف من قوله: «وإذا رأى» إلى قوله: «من دونك». {مِنْ دُونِكَ} [86] جائز. {إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} [86] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده خطاب العابدين للمعبودين، واجهوا من كانوا يعبدونهم بأنهم كاذبون. {لَكَاذِبُونَ (86)} [86] كاف. {السَّلَمَ} [87] جائز. {يَفْتَرُونَ (87)} [87] تام، ومثله «يفسدون» إن نصب «إذ» باذكر مقدرًا، فيكون من عطف الجمل مفعولًا به. {مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [89] حسن، وقال نافع: تام. {عَلَى هَؤُلَاءِ} [89] حسن. {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [89] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده منصوب بالعطف على ما قبله. {لِلْمُسْلِمِينَ (89)} [89] تام، ورسموا «وإيتاءي» بزيادة ياء بعد الألف كما ترى. {ذِي الْقُرْبَى} [90] كاف. {وَالْبَغْيِ} [90] أكفى، وقيل: صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وحالًا. {تَذَكَّرُونَ (90)} [90] تام. {إِذَا عَاهَدْتُمْ} [91] حسن، ومثله «بعد توكيدها». {كَفِيلًا} [91] كاف، ومثله «تفعلون». {أَنْكَاثًا} [92] حسن؛ لأنَّ الاستفهام بعده مقدر، أي: أتتخذون، وقيل: الاستفهام لا يضمر ما لم يأت بعده «أم»، وليس في الآية ذكر «أم»، وأجاز الأخفش حذفه إذا كان في الكلام دلالة عليه،   (1) ومن ألفاظه: «المؤمن القوى، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفى كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنى فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإنّ لو تفتح عمل الشيطان». أخرجه أحمد (2/ 366، رقم: 8777)، ومسلم (4/ 2052، رقم: 2664)، وابن ماجه (2/ 1395، رقم: 4168)، وأخرجه أيضًا: الحميدي (2/ 474، رقم: 1114)، والنسائي فى الكبرى (6/ 159، رقم: 10457)، وأبو يعلى (11/ 124، رقم: 6251)، وابن حبان (13/ 28، رقم: 5721)، والحكيم (1/ 404)، والديلمي (4/ 187، رقم: 580)، والبيهقي (10/ 89، رقم: 19960). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 وإن لم يكن بعده «أم»، وجعل منه: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} [الشعراء: 22]. {دَخَلًا بَيْنَكُمْ} [92] ليس بوقف؛ لأنَّ «أن» موضعها نصب بما قبلها. {هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} [92] كاف؛ للابتداء بـ «إنَّما»، ومثله «يبلوكم الله به»، وقال نافع: تام. {تَخْتَلِفُونَ (92)} [92] تام. {أُمَّةً وَاحِدَةً} [93] ليس بوقف؛ للاستدراك بعده. {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [93] كاف. {تَعْمَلُونَ (93)} [93] تام، على استئناف النهي بعده عن اتخاذ الإيمان على العموم سواء كانت في مبايعة، أو قطع حقوق ماليه أم لا، «دخلًا بينكم» ليس بوقف أيضًا؛ لأنَّ {فَتَزِلَّ} [94] منصوب على جواب النهي، فلا يفصل منه. {بَعْدَ ثُبُوتِهَا} [94] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (} [94] جائز. {عَظِيمٌ (94)} [94] تام. {ثَمَنًا قَلِيلًا} [95] كاف؛ للابتداء بـ «إنَّما». {تَعْلَمُونَ (95)} [95] كاف، ومثله «ينفد»، وكذا «باق» على قراءة من قرأ (1): «ولنجزينه» بالنون؛ لعدوله عن المفرد إلى الجمع لفظًا، مع أنَّهما ضميرًا: «من»، ومن قرأه بالتحتية فوصله أحسن (2). {يَعْمَلُونَ (96)} [96] تام. {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [97] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد، ومثله في عدم الوقف «طيبة»؛ لعطف ما بعده على جواب الشرط. {يَعْمَلُونَ (97)} [97] تام؛ للابتداء بالشرط. {الرَّجِيمِ (98)} [98] كاف، على استئناف ما بعده. {عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا} [99] جائز. {يَتَوَكَّلُونَ (99)} [99] كاف.   (1) وهي قراءة ابن كثير وابن ذكوان بخلفه ووعاصم وأبو جعفر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 280)، البحر المحيط (5/ 533)، التيسير (ص: 138)، النشر (2/ 305). (2) وهي قراءة نافع -أبو عمرو -خُلف ابن ذكوان -الكسائي -حمزة -يعقوب -خلف؛ وجه من قرأ بالنون؛ أي: بنون العظمة مراعاة لما قبله. ووجه من قرأ بالياء؛ أي: بياء الغيب مناسبة لقوله: {وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ}. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 {مُشْرِكُونَ (100)} [100] تام. {مَكَانَ آَيَةٍ} [101] ليس بوقف؛ لأن «قالوا» جواب «إذا»، فلا يفصل بين الشرط وجوابه، وقوله: «والله أعلم بما ينزل» جملة اعتراضية بين الشرط وجوابه. {مُفْتَرٍ} [101] كاف. {لَا يَعْلَمُونَ (101)} [101] تام. {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا} [102] حسن، إن جعل موضع «وهدى» رفعًا على الاستئناف، وليس بوقف إن جعل موضعه نصبًا. {لِلْمُسْلِمِينَ (102)} [102] تام. {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [103] تام، وجملة «لسان الذي» مستأنفة. وقيل: حال من فاعل «يقولون»، أي: يقولون ذلك والحالة هذه، أي: علمهم بأعجمية هذا البشر، وآياته عربية هذا القرآن -كانت تمنعهم من تلك المقالة، قاله أبو حيان. قال ابن عباس: كان في مكة غلام أعجمي لبعض قريش يقال له: بلعام، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمه الإسلام، ويوقفه عليه، فقال المشركون: إنَّما يعلمه بلعام النصراني، فنزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية. وقيل: غير ذلك (1). {أَعْجَمِيٌّ} [103] جائز. {مُبِينٌ (103)} [103] تام. {لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ} [104] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت بعد، وهو «لا يهديهم الله». وقوله: {لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ} [104] قيل: كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده في موضع الحال. {أَلِيمٌ (104)} [104] تام. {بِآَيَاتِ اللَّهِ} [105] جائز. {الْكَاذِبُونَ (105)} [105] تام؛ لأنَّ «من كفر» في محل رفع، وهو شرط محذوف الجواب؛ لدلالة جواب «من شرح» عليه، والمعنى: من كفر بالله فعليهم غضب إلَّا من أكره، ولكن من شرح بالكفر صدرًا، فعليهم غضب، وإن جعل «من» بدلًا من «الذين لا يؤمنون»، أو من «الكاذبون» -لم يتم الوقف على «الكاذبون». ولم يجز الزجاج إلَّا أن تكون بدلًا من «الكاذبون»، انظر: أبا حيان.   (1) وفي رواية أخرى عن عبيد الله بن مسلم قال: كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر اسم أحدهما: يسار، والآخر: خير، وكانا يقرآن كتبًا لهم بلسانهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر بهما فيسمع قراءتهما، وكان المشركون يقولون يتعلم منهما، فأنزل الله تعالى فأكذبهم: (لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَميٌّ وَهَذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُّبينٌ). انظر: أسباب النزول للواحدي (ص: 101).-الموسوعة الشاملة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 {مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [106] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا وعطفًا. {غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ} [106] كاف، على استئناف ما بعده. {عَظِيمٌ (106)} [106] كاف. {عَلَى الْآَخِرَةِ} [107] ليس بوقف؛ لعطف «وإن» على «بأنهم»؛ لأن موضعها نصب بما قبلها. {الْكَافِرِينَ (107)} [107] تام. {وَأَبْصَارِهِمْ} [108] جائز. {الْغَافِلُونَ (108)} [108] تام. {الْآَخِرَةِ} [109] جائز، إن جعل «أنَّهم» متصل بفعل محذوف تقديره: لا جرم أنهم يحشرون في الآخرة، وإلَّا فليس بوقف. {الْخَاسِرُونَ (109)} [109] كاف. {وَصَبَرُوا} [110] حسن، وكذا «لغفور رحيم»، إن نصب «يوم» بفعل مقدر تقديره: اذكر يوم، فهو مفعول به، وكذا يجوز نصبه بـ «رحيم»، ولا يلوم من ذلك تقييد رحمته تعالى بالظرف؛ لأنَّه إذا رحم في هذا اليوم فرحمته في غيره أولى وأحرى، قاله السمين. وحينئذ فلا يوقف على «رحيم». {مَا عَمِلَتْ} [111] جائز. {لَا يُظْلَمُونَ (111)} [111] تام. ولا وقف من قوله: «وضرب الله» إلى «يصنعون»، فلا يوقف على «مطمئنة»، ولا على «من كل مكان»، ولا على «بأنعم الله». {يَصْنَعُونَ (112)} [112] كاف. {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ} [113] جائز. {ظَالِمُونَ (113)} [113] تام. {طَيِّبًا} [114] جائز. {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} [114] ليس بوقف؛ لأنَّ الشرط الذي بعده جوابه الذي قبله. {تَعْبُدُونَ (114)} [114] تام. {لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [115] كاف. {رَحِيمٌ (115)} [115] تام. {الْكَذِبَ} [116] الثاني حسن، لا الأول؛ لأنَّ قوله: «هذا حلال وهذا حرام» داخل في حكاية قولهم تفسير للكذب، فلا يفصل بين المفسِّر والمفسَّر بالوقف، ولا يوقف على «حلال»، ولا على «حرام»؛ لأنَّ اللام موضعها نصب بما قبلها. {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [116] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت، وهو «لا يفلحون» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 وهو تام. {مَتَاعٌ قَلِيلٌ} [117] حسن، على استئناف ما بعده. {أَلِيمٌ (117)} [117] كاف. {مِنْ قَبْلُ} [118] حسن. {يَظْلِمُونَ (118)} [118] كاف. {وَأَصْلَحُوا} [119] قال السجاوندي: ليس بوقف لتكرار «إن» مع اتحاد الخبر. وحسنه أبو العلاء الهمداني. {رَحِيمٌ (119)} [119] تام. {حَنِيفًا} [120] كاف، وهو حال من «إبراهيم». {مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)} [120] كاف، على أنَّ «شاكرًا» حال من الهاء في «اجتباه»؛ لتعلقه به، كأنَّه قال: اختاره في حال ما يشكر نعمة. ومن جعل «شاكرًا» خبر «كان» -كان وقفه على «لأنعمه»؛ لتعلقه به. ومن أعرب «شاكرًا» بدلًا من «حنيفًا» -فلا يقف على شيء من «إنَّ إبراهيم» إلى «لأنعمه»؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يقطع. {مُسْتَقِيمٍ (121)} [121] كاف. {وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [122] حسن، قال ابن عباس: هو الثناء الحسن، وروى عنه أنَّها العافية والعمل الصالح في الدنيا. {لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)} [122] حسن. {حَنِيفًا} [123] جائز. {مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)} [123] تام. {اخْتَلَفُوا فِيهِ} [124] كاف. وقال نافع: تام. قال الكلبي: أمرهم موسى بالجمعة، وقال: تفرغوا لعبادة الله في كل سبعة أيام يومًا واحدًا فاعبدوه يوم الجمعة، ولا تعملوا فيه صنعتكم شيئًا، واجعلوا ستة أيام لصنعتكم فأبوا، وقالوا: لا نريد إلَّا اليوم الذي فرغ الله فيه من الخلق ولم يخلق الله فيه شيئًا، وهو يوم السبت، فجعل عليهم وشدد فيه، وجاءهم عيسى بالجمعة فقالوا: لا نريد أن يكون عيد اليهود بعد عيدنا فاتخذوا الأحد، فقال تعالى: «إنَّما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه»، يعني: في يوم الجمعة؛ تركوا تعظيم يوم الجمعة الذي فرض الله تعظيمه عليهم، واستحلوه واختاره نبينا، فدل ذلك على أنَّه كان في شريعة إبراهيم التي أمر الله نبيه باتباعها، وبين أنَّ السبت لم يكن في شريعة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- (1).   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 319)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 {يَخْتَلِفُونَ (124)} [124] تام. {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [125] كاف؛ للابتداء بالأمر، وكذا «بالتي هي أحسن». {عَنْ سَبِيلِهِ} [125] جائز. {بِالْمُهْتَدِينَ (125)} [125] تام. {مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [126] كاف. {لِلصَّابِرِينَ (126)} [126] حسن. {وَاصْبِرْ} [127] جائز. {وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [127] حسن. {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [127] كاف. {مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)} [127] تام. {مُحْسِنُونَ (128)} [128] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 سورة الإسراء مكية إلَّا قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [73] الآيات الثمان فمدنيٌّ. -[آيها:] وهي مائة وإحدى عشرة آية في الكوفي، وعشر في عدّ الباقين، اختلافهم في آية واحدة: {لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)} [107] عدها الكوفي. - وكلمها: ألف وخمسمائة وثلاثة وثلاثون كلمة. - وحروفها: ستة آلاف وأربعمائة وستون حرفًا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع ستة مواضع: 1 - {أُولِي بَأْسٍ شَدِيد} [5]. 2 - {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} [33]. 3 - {إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [59]. 4 - {أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا} [58]. 5 - {وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [82]. 6 - {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [97]. {مِنْ آَيَاتِنَا} [1] كاف. {الْبَصِيرُ (1)} [1] تام. {وَكِيلًا (2)} [2] كاف، لمن قرأ (1): «تتخذوا» بالفوقية، وما بعده منصوب بأعني، أو بتقدير النداء، أي: يا ذرية من حملنا؛ لأنَّه يصير في الثلاث منقطعًا عما قبله، وليس بوقف لمن قرأه (2): بالتحتية ونصب «ذريةً» مفعولًا ثانيًا؛ ليتخذوا، وكذا ليس بوقف لمن نصب «ذرية» بقوله: «أن لا تتخذوا»، أو رفع «ذرية» بدلًا من الضمير في «يتخذوا» على قراءته بالتحتية، وكان وقفه على ذلك «مع نوح». {شَكُورًا (3)} [3] تام. {كَبِيرًا (4)} [4] كاف. {خِلَالَ الدِّيَارِ} [5] حسن. {مَفْعُولًا (5)} [5] كاف، ومثله «نفيرًا».   (1) وهي قراءة نافع -ابن كثير -ابن عامر -عاصم -حمزة -الكسائي -أبو جعفر -يعقوب -خلف؛ وجه من قرأ بالياء؛ أي: بياء الغيب. ووجه من قرأ بتاء الخطاب فعلى الالتفات. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 281)، الإملاء للعكبري (2/ 48)، البحر المحيط (6/ 7)، التيسير (ص: 139)، تفسير الطبري (15/ 15). (2) وهي قراءة أبي عمرو وحده. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 {لِأَنْفُسِكُمْ} [7] كاف. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المقابلين حتى يأتي بالثاني، وكذا كان يقول في كل معادلين. {فَلَهَا} [7] حسن. {أَوَّلَ مَرَّةٍ} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده موضعه نصب بالنسق على ما قبله. {تَتْبِيرًا (7)} [7] كاف. {أَنْ يَرْحَمَكُمْ} [8] أكفى؛ للابتداء بعده بالشرط. وقال الأخفش: تام، والمعنى: إن تبتم وانزجرتم عن المعاصي فعسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم إلى المعصية مرَّة ثالثة عدنا إلى العقوبة (1). {عُدْنَا} [8] حسن. {حَصِيرًا (8)} [8] تام. {هِيَ أَقْوَمُ} [9] كاف؛ لاستئناف ما بعده. ولا وقف من قوله: «ويبشر» إلى «أليمًا»؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض؛ فلا يوقف على «كبيرًا»؛ لعطف «وإن» على ما قبلها. {أَلِيمًا (10)} [10] تام. {بِالْخَيْرِ} [11] حسن، وحذفوا الواو من أربعة أفعال مرفوعة لغير جازم من قوله: 1 - {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ} [11]. 2 - {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} [الشورى: 24]. 3 - {يَدْعُ الدَّاعِ} [القمر: 6]. 4 - {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} [العلق: 18]. اكتفاء بالضمة عن الواو، وقيل: حذفت تنبيهًا على سرعة وقوع الفعل، وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود، قاله في الإتقان. {عَجُولًا (11)} [11] تام. {آَيَتَيْنِ} [12] حسن. {مُبْصِرَةً} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده لام العلة. {وَالْحِسَابَ} [12] كاف، وانتصب «كل شيء» بفعل مضمر دل عليه ما بعده، كأنَّه قال: وفصلنا كل شيء فصلناه، كقول الشاعر: أصْبَحْتُ لَا أحملُ السلاحَ ولَا ... أمْلِكُ رَأْسَ البعيرِ إنْ نَفَرَا   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 388)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 والذِّئْبَ أخشاه إنْ مررتُ بهِ ... وحدي وأخشى الرِّياحَ والمَطَرَا (1) كأنَّه قال: وأخشى الذئب أخشاه؛ فهو من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، أو نصب على مذهب الكوفيين بالفعل الذي بعده، وكذا «كل شيء فصلناه تفصيلًا». والوقف على «تفصيلًا» كالذي قبله؛ لأنَّ «كل» الثانية منصوبة بفعل مقدر أيضًا. {فِي عُنُقِهِ} [13] حسن، لمن قرأ: «ويخرج» بالتحتية، أي: يخرج الطائر كتابًا، وهي قراءة أبي جعفر (2)، وكذا على قراءة: «ونخرج» بالنون مضارع أخرج، وبها قرأ أبو عمرو (3)، وقرأ ابن عامر: «يُلقَّاه» بضم الياء التحتية وتشديد القاف مضارع: لقي، بالتشديد، والباقون (4): بالفتح والسكون، والتخفيف مضارع: لقي. {مَنْشُورًا (13)} [13] كاف. {كِتَابَكَ} [14] جائز. {حَسِيبًا (14)} [14] تام؛ للابتداء بعدُ بالشرط. {لِنَفْسِهِ} [15] جائز، والأولى وصله؛ لعطف جملتي الشرط. {عَلَيْهَا} [15] حسن. {وِزْرَ أُخْرَى} [15] كاف؛ للابتداء بالنفي. {رَسُولًا (15)} [15] تام. {مُتْرَفِيهَا} [16] جائز، لمن قرأ: «آمَرْنَا» بالمد والتخفيف، وهي قراءة الحسن، وقتادة، ويعقوب (5)؛ بمعنى: كثرنا. وكذا من قرأ: «أمّرنا» بالقصر والتشديد بمعنى: سلطنا من الإمارة، وهي   (1) هما من المنسرح، وقائلهما الربيع بن ضبع الفزاري، من قصيدة يقول في مطلعها: أَقفر مِن أَهلِه الجريب إِلَى الز ... زُجين إِلا الظباء والبَقرا الربيع بن ضبع الفزاري (? - 7 ق. هـ/? - 615 م) الربيع بن ضبع بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي ابن فزارة، كان من الخطباء الجاهليين، ومن فرسان فزارة المعدودين وشعرائهم، شهد يوم الهباءة وهو ابن مائة عام، وقاتل في حرب داحس والغبراء، قيل أنه أدرك الإسلام وقد كبر وخرف، وقيل أنه أسلم، وقيل منعه قومه أن يسلم.-الموسوعة الشعرية (2) انظر هذه القراءة في: المعاني للفراء (2/ 118)، البحر المحيط (6/ 15). (3) انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 278)، النشر (2/ 206). (4) انظر هذه القراءة في: النشر (2/ 43). (5) وهي قراءة متواترة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 282)، الإعراب للنحاس (6/ 20)، الإملاء للعكبري (/)، تفسير الطبري (15/ 42)، تفسير القرطبي (10/ 233)، السبعة (ص: 379)، الكشاف (2/ 442)، النشر (2/ 306). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 قراءة أبي عثمان النهدي، وأبي العالية، ومجاهد، وهي شاذة (1)، وليس بوقف لمن قرأ: «أمَرْنَا» بالقصر والتخفيف، أي: أمرناهم بالطاعة فخالفوا، وهي قراءة العامة (2). قال أبو العالية: وأنا أختارها؛ لأنَّ المعاني الثلاثة: الأمر، والإمارة، والكثرة مجتمعة فيها. {تَدْمِيرًا (16)} [16] كاف، ومثله: «من بعد نوح». {بَصِيرًا (17)} [17] تام. {لِمَنْ نُرِيدُ} [18] كاف، ومثله «جهنم»؛ لأنَّ قوله: «يصلاها» يصلح مستأنفًا، أي: هو يصلاها، ويصلح حالًا من الضمير في «له»، أي: جعلنا جهنم له حال كونه صاليًا، قاله السجاوندي. {مَدْحُورًا (18)} [18] كاف. {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [19] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {مَشْكُورًا (19)} [19] حسن. {كُلًّا نُمِدُّ} [20] جائز عند يعقوب؛ على أن ما بعده مبتدأ، و «من عطاء ربك» الخبر، وليس بوقف إن جعل «هؤلاء وهؤلاء» بدلين من «كلًّا» بدل كل من كل على جهة التفصيل؛ فـ «من عطاء ربك» موصول بما قبله، والمعنى: يرزق المؤمن والكافر من عطاء ربك. {مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} [20] كاف. {مَحْظُورًا (20)} [20] تام. {عَلَى بَعْضٍ} [21] حسن. {تَفْضِيلًا (21)} [21] تام، ومثله «مخذولًا». {إِلَّا إِيَّاهُ} [23] كاف؛ لأنَّ قوله: «وبالوالدين إحسانًا» معه إضمار فعل تقديره: وأحسنوا بالوالدين إحسانًا، أو أوصيكم بالوالدين إحسانًا، وحذف هذا الفعل؛ لأنَّ المصدر يدل عليه، وليس بوقف إن جعل «وبالوالدين إحسانًا» معطوفًا على الأول، وداخلًا فيما دخل فيه. {إِحْسَانًا} [23] حسن، وقيل: كاف. ولا يوقف على «الكبر»، ولا على «كلاهما»؛ لأنَّ قوله: «فلا تقل لهما أف» جواب الشرط؛ لأنَّ «إن» هي الشرطية زيدت عليها «ما» توكيدًا لها، فكأنَّه قال: إن بلغ أحدهما، أو كلاهما الكبر -فلا تقل لهما أف. وقرأ حمزة، والكسائي (3): «يَبْلُغَانِّ»؛ فالألف للتثنية،   (1) وكذا رويت عن ابن عباس والسُدّي وزيد بن علي وأبو العالية وعلي والحسن والباقر ومحمد بن علي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 49)، البحر المحيط (6/ 20)، تفسير الطبري (15/ 42)، تفسير القرطبي (10/ 232)، الحجة لابن خالويه (ص: 214)، الكشاف (2/ 442)، المحتسب لابن جني (2/ 15)، المعاني للفراء (2/ 119)، تفسير الرازي (20/ 177). (2) أي: الأئمة العشرة سوى يعقوب وحده. (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 282)، الإعراب للنحاس (2/ 237)، الإملاء للعكبري (2/ 49)، البحر المحيط (6/ 26)، السبعة (ص: 379)، النشر (2/ 306). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 والنون مشددة مكسورة بعد ألف التثنية، فعلى قراءتهما يجوز الوقف على «الكبر» على جهة الشذوذ؛ وذلك أن فاعل «يبلغن» متصل به، وهي الألف. وقرأ غيرهما (1): «يَبْلُغَنَّ» فـ «أحدهما» فاعل «يبلغن»، و «أو كلاهما» عطف على «أحدهما». {أُفٍّ} [23] حسن، ومثله «تنهرهما». {قَوْلًا كَرِيمًا (23)} [23] كاف. {مِنَ الرَّحْمَةِ} [24] جائز. {صَغِيرًا (24)} [24] تام. {نُفُوسِكُمْ} [25] جائز. {صَالِحِينَ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {غَفُورًا (25)} [25] تام. {وَابْنَ السَّبِيلِ} [26] جائز. {تَبْذِيرًا (26)} [26] كاف. {الشَّيَاطِينِ} [27] جائز، وقيل: كاف. {كَفُورًا (27)} [27] تام. {تَرْجُوهَا} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد، وهو: «فقل لهم قولًا ميسورًا»، وهو تام. ولا وقف إلى «محسورًا»؛ فلا يقف على «عنقك»، ولا على «كل البسط»؛ لأنَّ جواب النهي لم يأت بعد. {مَحْسُورًا (29)} [29] تام. {وَيَقْدِرُ} [30] كاف. {بَصِيرًا (30)} [30] تام. {خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [31] جائز، ومثله «وإياكم». {كَبِيرًا (31)} [31] كاف. {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [32] جائز، وكذا «فاحشةً».   (1) وجه من قرأ بألف وكسر النون؛ فعلى التثنية وألف التثنية هي الفاعل، وهي ضمير الوالدين، و {أَحْدُهُمَا} بدل منه بدل بعض، و {كِلاَهُمَا} عطف عليه. ووجه من قرأ: بغير ألف وفتح النون مشددة؛ فعلى التوحيد، لأن نون التوكيد تفتح مع غير الألف، و {أَحَدُهُمَا} فاعله، و {كِلاَهُمَا} عطف عليه. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 {سَبِيلًا (32)} [32] كاف. {إِلَّا بِالْحَقِّ} [33] كاف عند أبي حاتم، وتام عند العباس بن الفضل. {سُلْطَانًا} [33] جائز، وقيل: كاف على قراءة من قرأ (1): «فلا تسرف» بالتاء الفوقية خطابًا للولي، أي: فلا تسرف أيها الولي، فتقتل من لم يقتل، أو في التمثيل بالقاتل، فعلى هذا التقدير لا يوقف على «سلطانًا»، بل على «في القتل»، وهو حسن. ومن قرأ (2): بالتحتية فالوقف عنده على «منصورًا»، وفسره ابن عباس: فلا يسرف ولي المقتول فيقتص لنفسه من غير أن يذهب إلى ولي الأمر، فيعمل بحمية الجاهلية ويخالف أمر الله (3). وقال غيره: فلا يسرف ولي المقتول فيقتل غير القاتل، أو يقتل اثنين بواحد، وقرئ (4): «لِوَلِيِّهِ»، ويروى (5): «لِوَلِيُّهَا»، أي: ولي النفس. قال أبو جعفر: وهذه قراءة على التفسير، فلا يجوز أن يقرأ بها؛ لمخالفتها المصحف الإمام. {فِي الْقَتْلِ} [33] كاف، ومثله «منصورًا». {أَشُدَّهُ} [34] حسن، ومثله «بالعهد» على تقدير مضاف، أي: فإنَّ ذا العهد كان مسئولًا إن لم يف للمعاهد. وظاهر الآية أنَّ العهد هو المسئول من المعاهد أن يفي به ولا يضيعه (6). {مَسْئُولًا (34)} [34] كاف، ومثله «المستقيم». {تَأْوِيلًا (35)} [35] تام. {بِهِ عِلْمٌ} [36] كاف. {مَسْئُولًا (36)} [36] تام. {مَرَحًا} [37] حسن. {طُولًا (37)} [37] كاف. {سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ} [38] حسن، على قراءة من قرأ (7): «سيئَةً» بالتأنيث والنصب، وجعله خبر   (1) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 283)، الإملاء للعكبري (2/ 52)، السبعة (ص: 380)، المعاني للفراء (2/ 132)، تفسير الرازي (20/ 203)، النشر (2/ 307). (2) وجه من قرأ بالتاء؛ أي: بتاء الخطاب على الالتفات والمخاطب هو الولي. ووجه من قرأ: بياء الغيبة؛ فحملا على الإنسان، أو الولي. انظر: المصادر السابقة. (3) انظر: تفسير الطبري (17/ 439)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) وهي قراءة الأئمة العشرة. (5) وهي قراءة شاذة، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. (6) انظر: تفسير الطبري (17/ 444)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (7) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 283)، الإملاء للعكبري (2/ 50)، البحر المحيط (6/ 38)، التيسير (ص: 140)، المعاني للفراء (2/ 124)، النشر (2/ 307). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 كان، وينصب «مكروهًا» بفعل مقدر تقديره: وكان مكروهًا، ففصل بينهما؛ لئلا يتوهم أنَّه نعت لما قبله، وليس بوقف إن جعل «مكروهًا» خبرًا ثانيًا، وأما من قرأ: «سيئُهُ» بالرفع والتذكير؛ على أنَّه اسم كان، و «مكروهًا» الخبر -فالوقف عليه كاف، وبها قرأ ابن عامر (1)، وعليها فلا يوقف على «سيئه»؛ لئلَّا يبتدأ بمنصوب لا دليل في الكلام على إعرابه ولا على معناه؛ فلا فائدة فيه، وأضاف السيئ إلى هاء المذكور إشارة إلى جميع ما تقدم، وفيه السيئ والحسن، ولم يقل مكروهة؛ لأنَّ السيئة تؤوَّل بتأويل السيئ، ويؤيد هذه القراءة قراءة عبد الله (2): «كل ذلك كان سيئاته مكروهًا» بالجمع مضافًا للضمير (3)، راجع السمين. {مِنَ الْحِكْمَةِ} [39] حسن. {إِلَهًا آَخَرَ} [39] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب النهي لم يأت. {مَدْحُورًا (39)} [39] تام. {إِنَاثًا} [40] جائز. {عَظِيمًا (40)} [40] تام. {لِيَذَّكَّرُوا} [41] جائز؛ للابتداء بالنفي. {نُفُورًا (41)} [41] كاف. {كَمَا يَقُولُونَ} [42] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إذًا لابتغوا» جواب «لو». {سَبِيلًا (42)} [42] حسن، ومثله «كبيرًا» على استئناف ما بعده. {وَمَنْ فِيهِنَّ} [44] كاف. قال الحسن: وإن من شيء فيه روح. وقال ابن عباس: وإن من شيء حيٍّ. وروى موسى بن عبيد عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟! قال: يا بنيَّ آمرك أن تقول: سبحان الله وبحمده؛ فإنَّها صلاة الخلق وتسبيحهم وبها يرزقون. قال: وإن من شيء إلَّا يسبح بحمده» (4). وقال المقداد: إنَّ التراب يسبح ما لم   (1) وجه من قرأ بضم الهمزة والهاء؛ فعلى الإضافة والتذكير، اسم «كان»، و {مَكْرُوهًا} خبرها. وقرأ الباقون: بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين؛ على التوحيد، خبر «كان» وأُنِّث حملًا على معنى: «كل»، واسم «كان» ضمير الإشارة. انظر: المصادر السابقة. (2) وكذا رويت عن أُبيّ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 38)، تفسير القرطبي (10/ 262). (3) انظر: تفسير الطبري (17/ 449)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) ولفظه: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ نُوحٌ ابْنَهُ، إِنَّ نُوحًا قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، آمُرَكَ بِأَمْرَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ أَمْرَيْنِ، آمُرُكَ يَا بُنَيَّ، أَنْ تَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، فَإِنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ لَوْ جُعِلَتَا فِي كِفَّةٍ وَزَنَتْهُمُا، وَلَوْ جُعِلَتَا فِي حَلْقَةٍ فَصَمَتْهَا، وَآمُرُكَ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِه، فَإِنَّهَا صَلاَةُ الْخَلْقِ، وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ يَا بُنَيَّ، أَنْ تُشْرِكَ بِاللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَنْهَاكَ يَا بُنَيَّ، عَنِ الْكِبْرِ، فَإِنَّ أَحَدًا لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ. فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْكِبْرُ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا الدَّابَّةُ يَرْكَبُهَا، أَوِ النَّعْلاَنِ يَلْبَسُهُمَا، أَوِ الثِّيَابُ يَلْبَسُهَا، أَوِ الطَّعَامُ يَجْمَعُ عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ يَسْفَهَ الْحَقَّ، ويَغْمِصَ الْمُؤْمِنَ، وَسَأُنَبِّئُكَ بِخِلاَلٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ بِمُتَكَبِّرٍ: اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلْيَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مَعَ عِيَالِهِ، وَلُبْسِ الصُّوفِ». أخرجه عبد بن حميد (ص: 348، رقم: 1151)، وابن عساكر (62/ 282)، وحديث ابن عمرو: أخرجه ابن عساكر (62/ 283). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 يبتل، فإذا ابتل ترك التسبيح، وإنَّ الجواهر تسبح ما لم ترفع من مواضعها، فإذا رفعت تركت التسبيح، وإنَّ الورق يسبح ما دام على الشجر، فإذا سقط ترك التسبيح، وإنَّ الماء ما دام جاريًا يسبح، فإذا ركد ترك التسبيح، وإنَّ الثوب يسبح ما دام نظيفًا، فإذا اتسخ ترك التسبيح، وإنَّ الوحوش إذا صاحت سبحت، فإذا سكتت تركت التسبيح، وإنَّ الطير تسبح ما دامت تصيح، فإذا سكتت تركت التسبيح، وإنَّ الثوب الخلق لينادي في أول النهار اللهم اغفر لمن أفناني اهـ، النكزاوي. والجمهور على أنَّ التسبيح بلسان المقال والعقل لا يحيله إذا لم نأخذ الحياة من تصويتها، بل من إخبار الصحابة بذلك؛ إذ خلق الصوت في محل لا يستلزم خلق الحياة والعقل، وتسبيح الجمادات كالطعام والحصى معناه: أنَّ الله تعالى خلق فيه اللفظ الدال على التنزيه حقيقة؛ إذ لو كان بلسان الحال لم يقل: «ولكن». وقيل: بلسان الحال باعتبار دلالته على الصانع، وأنَّه منزه عن النقائص. وإضافة التسبيح إليه مجاز؛ لأنَّ اللفظ إنَّما يضاف حقيقة لمن قام به (1). {إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [44] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا. {تَسْبِيحَهُمْ} [44] كاف. {غَفُورًا (44)} [44] تام. {مَسْتُورًا (45)} [45] كاف. {وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا} [46] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالشرط. {نُفُورًا (46)} [46] تام، ومثله «مسحورًا». {فَضَلُّوا} [48] جائز. {سَبِيلًا (48)} [48] كاف، ومثله «جديدًا» على استئناف ما بعده، وجائز إن علق ما بعده بما قبله. {أَوْ حَدِيدًا (50)} [50] ليس بوقف؛ لأنَّ «أو خلقًا» منصوب بالعطف على ما قبله. {فِي صُدُورِكُمْ} [51] جائز. قال عبد الله بن عمر: الموت. وقيل: الجبال (2).   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 454)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (17/ 463). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 {مَنْ يُعِيدُنَا} [51] حسن، ومثله «أول مرة»، وقيل: كاف؛ لاختلاف الجملتين؛ لأنَّ السين للاستئناف، وقد دخلته الفاء. {مَتَى هُوَ} [51] كاف، ومثله «قريبًا» إن نصب «يوم» بمقدر، أي: يعيدكم يوم يدعوكم، وجائز إن جعل ظرفًا لـ «قريبًا». {بِحَمْدِهِ} [52] حسن. {إِلَّا قَلِيلًا (52)} [52] تام. {هِيَ أَحْسَنُ} [53] حسن، ومثله «ينزغ بينهم». {مُبِينًا (53)} [53] تام. {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [54] كاف، ومثله «يعذبكم». {وَكِيلًا (54)} [54] تام. {وَالْأَرْضِ} [55] حسن، ومثله «على بعض». {زَبُورًا (55)} [55] تام. {وَلَا تَحْوِيلًا (56)} [56] كاف، ومثله «عذابًا». {مَحْذُورًا (57)} [57] تام؛ للابتداء بالشرط. {شَدِيدًا} [58] كاف. {مَسْطُورًا (58)} [58] تام. قال مقاتل: أما الصالحة فتهلك بالموت، وأما الطالحة فبالعذاب. وقال ابن مسعود: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكها، كان ذلك في اللوح المحفوظ مكتوبًا (1). أي: لأن المعصية إذا أخفيت لا تتعدى فاعلها، فإذا ظهرت للعامة والخاصة كانت سببًا للهلاك بالفقر، والوباء، والطاعون (2). {الْأَوَّلُونَ} [59] حسن، وقيل: كاف؛ لأنَّ الواو للاستئناف. {فَظَلَمُوا بِهَا} [59] جائز. {تَخْوِيفًا (59)} [59] تام. {أَحَاطَ بِالنَّاسِ} [60] حسن، ومثله «للناس»، وكذا «في القرآن»، وهي شجرة الزقوم التي قال الله فيها: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)} [الصافات: 64] أي: خلقت من النار. وقيل: هي أبو جهل. وقيل: هي التي تفرع منها ناس في الإسلام وهم ظالمون قد أحدثوا فيه ما لا يجوز فيه. وسئل   (1) انظر: تفسير البغوي (5/ 101)، بتحقيق محمد النمر وآخرون –دار طيبة. (2) انظر: تفسير الطبري (17/ 475)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 الإمام أحمد عن شخص منهم: هل تلعنه؟ فقال: هل رأيتني ألعن أحدًا (1). {وَنُخَوِّفُهُمْ} [60] جائز، أي: ونخوفهم بشجرة الزقوم، فما يزيدهم التخويف إلَّا طغيانًا كبيرًا. {كَبِيرًا (60)} [60] تام. {لِآَدَمَ} [61] جائز، ومثله: «إلَّا إبليس». {طِينًا (61)} [61] كاف؛ لاتحاد فاعل فعل قبله وفعل بعده بلا حرف عطف، قاله السجاوندي. {كَرَّمْتَ عَلَيَّ} [62] جائز؛ للابتداء بلام القسم. {الْقِيَامَةِ} [62] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده قد قام مقام جواب القسم والجزاء. {إِلَّا قَلِيلًا (62)} [62] كاف. {مَوْفُورًا (63)} [63] جائز، أُكِّد الفعل بمصدره؛ لرفع توهم المجاز فيه، ومثله «بصوتك». {وَعِدْهُمْ} [64] حسن؛ لتناهي المعطوفات، وللعدول من الخطاب إلى الغيبة؛ إذ لو جرى على سنن الكلام الأول لقال: وما تعدهم بالتاء الفوقية. {إِلَّا غُرُورًا (64)} [64] تام. {سُلْطَانٌ} [65] كاف. {وَكِيلًا (65)} [65] تام. {مِنْ فَضْلِهِ} [66] كاف. {رَحِيمًا (66)} [66] تام. {إِلَّا إِيَّاهُ} [67] حسن، ومثله: «أعرضتم». {كَفُورًا (67)} [67] كاف، وكذا «وكيلًا» على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على حرف الاستفهام؛ وجاز لكونه رأس آية. {بِمَا كَفَرْتُمْ} [69] جائز. {تَبِيعًا (69)} [69] تام. {فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [70] جائز. {تَفْضِيلًا (70)} [70] تام. قال ابن عباس: (كل شيء يأكل بفيه إلَّا ابن آدم فإنه يأكل بيديه) (2). وقال الضحاك: كرمه بالنطق والتمييز، «وفضلناهم على كثير» المراد: جميع من خلقنا غير طائفة من الملائكة والعرب قد تضع الأكثر والكثير في موضع الجميع، والكل كما قال: «يلقون السمع وأكثرهم كاذبون»، والمراد به: جميع الشياطين. وقال زيد بن أسلم في قوله: «ولقد كرمنا بني آدم»، قالت الملائكة:   (1) انظر: المصدر السابق (17/ 479). (2) انظر: تفسير الرازي (10/ 92).-الموسوعة الشاملة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 ربنا إنَّك أعطيت بني آدم ما يأكلون فيها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك فأعطنا في الآخرة، فقال: وعزتي وجلالي، لا أجعل ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له: كن فكان (1). {بِإِمَامِهِمْ} [71] كاف، أي: بنبيهم. وقيل: بكتابهم الذي أنزل عليهم. وقيل: كل يدعي بإمام زمانهم، وكتاب ربهم، وسنة نبيهم. وقيل: بأعمالهم. قال السمين: قال الزمخشري: ومن بدع التفاسير أنَّ الإمام جمع (أم)، وأنَّ الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم، وأن الحكمة فيه رعاية حق عيسى ابن مريم، وإظهار شرف الحسن والحسين، ولئلَّا تفتضح أولاد الزنا (2). اهـ {فَتِيلًا (71)} [71] كاف، ومثله: «سبيلًا»، وكذا «علينا غيره»، و «خليلًا»، و «قليلًا» كلها وقوف كافية. {نَصِيرًا (75)} [75] تام؛ لأنَّ «إن» بمعنى: ما، أي: ما كادوا يستفزونك إلَّا ليخرجوك منها. {مِنْهَا} [76] كاف. {إِلَّا قَلِيلًا (76)} [76] كاف، إن نصبت «سنة» بفعل مقدر، أي: سن الله ذلك سنة من قد أرسلنا قبلك، أو يعذبون كسُنّة من قد أرسلنا قبلك، فلما أسقطت الكاف عمل الفعل، وجائز إن نصبتها بما قبلها؛ لكونها رأس آية (3). {مِنْ رُسُلِنَا} [77] حسن. {تَحْوِيلًا (77)} [77] تام. {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [78] حسن، إن نصب ما بعده على الإغراء، أي: الزموا قرآن الفجر، أو وعليك قرآن الفجر، كذا قدره الأخفش، وتبعه أبو البقاء، والأصول تأبى هذا؛ لأنَّ أسماء الأفعال لا تعمل مضمرة، والأجود الوقف على «وقرآن الفجر»؛ لأنَّه معطوف على الصلاة، أي: أقم الصلاة. و «قرآن الفجر»، أي: صلاة الفجر (4). {مَشْهُودًا (78)} [78] كاف، على استئناف ما بعده، وقطعه عما قبله. {نَافِلَةً لَكَ} [79] حسن، كذا قيل، والأولى وصله؛ لأنَّ قوله: «عسى» وعد واجب على قوله: «فتهجد»، و «عسى» كلمة ترجٍ؛ للإجابة فتوصل بالدعاء. {مَحْمُودًا (79)} [79] كاف. {مُخْرَجَ صِدْقٍ} [80] حسن. «مدخل»، و «مخرج» بضم الميم فيهما هنا باتفاق القراء، لكن إن   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 501)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: تفسير الكشاف (3/ 467).-الموسوعة الشاملة (3) انظر: تفسير الطبري (17/ 510)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) انظر: المصدر السابق (17/ 512). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أردت المصدر فتحت ميم «مخرج»، و «مدخل»، وإن أردت المكان ضممتهما. {نَصِيرًا (80)} [80] تام. {الْبَاطِلُ} [81] كاف. {زَهُوقًا (81)} [81] تام. {لِلْمُؤْمِنِينَ} [82] حسن. {خَسَارًا (82)} [82] تام. {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} [83] جائز عند بعضهم، والأولى وصله؛ لعطف جملة الظرف على الجملة قبلها. {يَئُوسًا (83)} [83] كاف. {عَلَى شَاكِلَتِهِ} [84] حسن، أي: على نيته. وقيل: على دينه. وقيل: على طريقته. {سَبِيلًا (84)} [84] تام. {عَنِ الرُّوحِ} [85] جائز؛ للفصل بين السؤال والجواب، وكذا يقال في نظير ذلك. {مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [85] حسن. قيل: لم يبين الله تعالى عن أي شيء سألوه من أمر الروح، فلم يجبهم؛ إذ كان في كتبهم: إن أجابكم عن الروح فليس بنبي. والروح: بعض الإنسان، ومنزلتها فيه الأعضاء التي لا يعيش إلَّا بها، فلم يعرف النَّبي - صلى الله عليه وسلم - عماذا سألوه من أمر الروح عن: قدمها أو حدوثها، أو جوهر أو عرض، أو هي الإنسان الحي أو غيره أو بعضه. وقيل: أراد بالروح القرآن، فنزلت الآية. قال ابن عباس: أرسلت قريش إلى اليهود يسألونهم في شأن محمَّد، هل هو نبي، أم لا؟ فقالوا: نجده في التوراة كما وصفتموه، وهذا زمانه، ولكن اسألوه عن ثلاث، فإن أخبركم بخصلتين ولم يخبركم بالثالثة، فاعلموا أنَّه نبي فاتبعوه وسلوه عن أصحاب الكهف، وذكروا لهم قصتهم، واسألوه عن ذي القرنين؛ فإنَّه كان ملكًا، وكان من أمره كذا وكذا، واسألوه عن الروح، فإن أخبركم عن الثلاث فلا ندري ما هو، فسألته قريش عنها، فقال: «ارجعوا غدًا أخبركم»، ولم يقل: إن شاء الله تعالى، ففتر عنه الوحي ثلاثة أيام، وقيل: خمسة عشر يومًا، ففرحت قريش، ووجد النَّبي - صلى الله عليه وسلم - في نفسه فنزل عليه: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ} [الكهف: 23] الآية، وهذا تأديب من الله تعالى لنبيه حين سئل، ووعدهم أن يجيبهم غدًا، ولم يستثن (1). {إِلَّا قَلِيلًا (76)} [76] تام. {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [86] جائز. {وَكِيلًا (86)} [86] جائز؛ لكونه رأس آية، ولجواز الوقف مدخل لـ «قوم»، أي: ولكن رحمة   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 541)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 من ربك غير مذهوب بالقرآن امتنانًا من الله ببقائه محفوظًا (1). {مِنْ رَبِّكَ} [87] كاف. {كَبِيرًا (87)} [87] تام. {لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} [88] ليس بوقف؛ لأنَّ ما قبله قد قام مقام جواب «لو»، فكأنه قال: لو كان بعضهم لبعض ظهيرًا لا يأتون بمثله. و «لا يأتون» جواب القسم المحذوف، وقيل: جواب الشرط، واعتذروا عن رفعه بأن الشرط ماضٍ؛ فهو كقوله: وَإِن أَتاهُ خَليلٌ يَومَ مسغبةٍ ... يَقولُ لا غائِبٌ مالي وَلا حَرِمُ (2) فأجاب الشرط مع تقدم اللام الموطئة في «لئن» الداخلة على الشرط، وهو دليل للفراء ومن تبعه، وعلى كلا التقديرين ليس بوقف؛ لفصله بين الشرط وجوابه. {ظَهِيرًا (88)} [88] تام. {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [89] جائز. {كُفُورًا (89)} [89] كاف. {يَنْبُوعًا (90)} [90] جائز، ومثله «تفجيرًا»، و «قبيلًا»؛ لأنَّ كلًّا منهما رأس آية، وجميع الأفعال معطوفة على ما عملت فيه «حتى»، فكأنه قال: حتى تفجر لنا، أو تكون لك، أو ترقى في السماء (3). {فِي السَّمَاءِ} [93] جائز؛ للابتداء بالنفي بعد طول القصة. {نَقْرَؤُهُ} [93] تام؛ لتناهي المعطوفات، ولمن قرأ (4): «قل سبحان ربي» بالأمر، وكاف لمن قرأ (5): «قال سبحان ربي»؛ لأنَّ ما بعده خبر عن الرَّسول، فهو متصل بذلك. {بَشَرًا رَسُولًا (93)} [93] تام في الموضعين. {الْهُدَى} [94] ليس بوقف؛ لأنَّ فاعل «منع» لم يأت بعد، وهو «أن قالوا»، و «أن يؤمنوا»   (1) انظر: المصدر السابق (17/ 545). (2) هو من البسيط، وقائله زهير بن أبي سلمى، من قصيدة يقول في مطلعها: قِف بِالدِيارِ الَّتي لَم يَعفُها القِدَمُ ... بَلى وَغَيَّرَها الأَرواحُ وَالدِيَمُ سبق وأن ترجمنا له.-الموسوعة الشعرية (3) انظر: تفسير الطبري (17/ 548)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) وهي قراءة نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف. انظر هذه في: إتحاف الفضلاء (ص: 286)، البحر المحيط (6/ 80)، التيسير (ص: 141)، الغيث للصفاقسي (ص: 275)، النشر (2/ 309). (5) وجه من قرأ بألف، أي: بصيغة الماضي إخبارًا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ووجه من قرأ: {قُلْ} بصيغة الأمر، من الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 مفعول ثانٍ لـ «منع»، والتقدير: وما منع الناس من الإيمان وقت مجيء الهدى إياهم إلَّا قولهم: أبعث الله بشرًا رسولًا. {بَشَرًا رَسُولًا (94)} [94]، و {مَلَكًا رَسُولًا (95)} [95] في الموضعين -تام. {مُطْمَئِنِّينَ} [95] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب «لو». {وَبَيْنَكُمْ} [96] كاف. {بَصِيرًا (96)} [96] تام. {الْمُهْتَدِ} [97] كاف؛ للابتداء بالشرط. وقرأ نافع، وأبو عمرو بإثبات الياء وصلًا وحذفها وقفًا هنا، وفي الكهف، وحذفها الباقون في الحالتين (1). {مِنْ دُونِهِ} [97] كاف؛ لأنَّ الواو لا تحتمل الحال والعطف، فكانت استئنافًا. {وَصُمًّا} [97] حسن. {مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} [97] أحسن منه؛ لأنَّ «كلما» منصوبة بما بعدها، ومعنى «خبت»: سكن لهبها بعد أن أكلت لحومهم وجلودهم، فإذا بُدِّلُوا غيرها عادت كما كانت. {سَعِيرًا (97)} [97] كاف. {وَرُفَاتًا} [98] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده بقية القول. {جَدِيدًا (98)} [98] تام؛ لتمام القول. {لَا رَيْبَ فِيهِ} [99] حسن؛ لانتهاء الاستفهام. {إِلَّا كُفُورًا (99)} [99] تام. {خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [100] كاف. {قَتُورًا (100)} [100] تام. {بَيِّنَاتٍ} [101] جائز، ومثله «بني إسرائيل» إن نصب «إذ» باذكر مقدرًا، أي: فاسأل عن قصة بني إسرائيل إذ جاءهم، سلَّى نبيه محمَّدًا بما جرى لموسى مع فرعون وقومه، وليس بوقف إن جعل «إذ» معمولًا لـ «آتينا»، ويكون قوله: «فاسأل بني إسرائيل» اعتراضًا. {مَسْحُورًا (101)} [101] كاف. {بَصَائِرَ} [102] حسن. وقال الدينوري: تام، أي: أنزلها بصائر، فبصائر حال من مقدر بناء على أنَّ ما بعد «إلَّا» لا يكون معمولًا لما قبلها، وقيل: ما قبلها يعمل فيما بعدها وإن لم يكن مستثنى ولا   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 286)، التيسير (ص: 142)، الحجة لابن خالويه (ص: 221)، السبعة (ص: 385، 386)، الغيث للصفاقسي (ص: 275)، الكشف للقيسي (2/ 53)، النشر (2/ 309). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 مستثنى منه ولا تابعًا له (1). {لَقَدْ عَلِمْتَ} [102] ليس بوقف على القراءتين في «علمت»؛ فقد قرأ الجمهور (2): «علمتَ» بفتح التاء على خطاب موسى لفرعون وتبكيته في قوله: إنه مسحور، أي: قد علمت أن ما جئت به ليس سحرًا. وقرأ الكسائي (3): «علمتُ» بضم التاء، بإسناد الفعل لضمير موسى، أي: إني متحقق أن ما جئت به هو منزل من عند الله. {مَثْبُورًا (102)} [102] كاف. و «جميعًا»، و «الأرض»، و «لفيفًا» كلها وقوف كافية. قال السجاوندي: ما قبل «لفيفًا» بيان وعد الآخرة في المآل، وما بعده بيان حقيقة القرآن في الحال بأنَّه حق وما جاء به حق (4). {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ} [105] حسن؛ للمغايرة بين الحقين؛ فالأول: التوحيد. والثاني: الوعد، والوعيد. {وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} [105] تام؛ للابتداء بالنفي. {وَنَذِيرًا (105)} [105] كاف، إن نصبت «قرآنًا» بفعل مقدر، فكأنَّه قال: وفرقنا قرآنًا فرقناه، وليس بوقف إن نصبته عطفًا على ما قبله، ويكون من عطف المفردات، أو نصب بـ «فرقناه»، أو نصب بـ «أرسلناك»، أي: وما أرسلناك إلَّا مبشرًا ونذيرًا، وقرآنًا، أي: رحمة لهم. {عَلَى مُكْثٍ} [106] جائز، أي: تؤدة وتطاول في المدة شيئًا بعد شيء. {تَنْزِيلًا (106)} [106] تام. {أَوْ لَا تُؤْمِنُوا} [107] حسن، ومثله «سجدًا» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على «يخرون». {سُبْحَانَ رَبِّنَا} [108] حسن، و «إن» مخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة، والمعنى: أن ما وعد به من إرسال محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وإنزال القرآن عليه قد فعله وأنجزه؛ فـ «إن» بمعنى: قد. {لَمَفْعُولًا (108)} [108] كاف. {يَبْكُونَ} [109] جائز، وهو حال من الضمير في «ويخرون»، فكأنه قال: ويخرون   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 568)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 86)، تفسير الرازي (21/ 65)، الغيث للصفاقسي (ص: 276)، التيسير (ص: 141)، النشر (2/ 309). (3) وجه من قرأ بضم التاء؛ أنه مسند إلى ضمير موسى - عليه السلام -. ووجه من قرأ: بالفتح على جعل الضمير للمخاطب وهو فرعون. انظر: المصادر السابقة. (4) انظر: تفسير الطبري (17/ 568)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 للأذقان باكين. {خُشُوعًا ((109)} [109] تام. {أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [110] حسن، ثم يبتدئ «أيًّا ما تدعوا»؛ وذلك أن «أيًّا» منصوبة بـ «تدعوا» على المفعول به، والمضاف إليه محذوف، أي: أيُّ الاسمين، وهما: لفظ الله، والرحمن. و «تدعوا» مجزوم بها، فهي عاملة معمولة. {تَدْعُوا} [110] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب الشرط. {الْحُسْنَى} [110] كاف. {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [110] جائز. {سَبِيلًا (110)} [110] تام، على استئناف ما بعده. {وَلَدًا} [111] حسن، ومثله «الملك»، وكذا «من الذل». {تَكْبِيرًا (111)} [111] تام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 سورة الكهف مكية إلّا قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} [28] الآية فمدني. -[آيها:] وهي مائة وخمس آيات في المدنيين والمكي، وست في الشامي، وعشر في الكوفي، وإحدى عشرة في البصري. اختلافهم في إحدى عشرة آية: 1 - {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)} [13]، «هدى» لم يعدها الشامي. 2 - {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} [22] عدّها المدني الأخير. 3 - {إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)} [23] لم يعدّها المدني. 4 - {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)} [32] لم يعدّها المدني الأول والمكي. 5 - {أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35)} [35] لم يعدّها المدني الأخير والشامي. 6 - {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)} [84] لم يعدّها المدني الأول والمكي. 7 - {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)} [85]. 8 - {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)} [89]. 9 - {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)} [92] ثلاثتهن عدّها الكوفي والبصري. 10 - {عِنْدَهَا قَوْمًا} [86] لم يعدّها المدني الأخير والكوفي. 11 - {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)} [103] لم يعدّها المدنيان والمكي. - وكلمها: ألف وخمسمائة وسبع وسبعون كلمة. - وحروفها: ستة آلاف وثلاثمائة وستون حرفًا. فيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع خمسة مواضع: 1 - {بَأْسًا شَدِيدًا} [2]. 2 - {بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} [15]. 3 - {بُنْيَانًا} [21] 4 - {مِرَاءً ظَاهِرًا} [22]. 5 - {وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} [33] {عِوَجَا (1)} [1] حسن، وهو رأس آية باتفاق، ثم تبتديء: «قيمًا»، أي: أنزله قيمًا، فـ «قيمًا» حال من الهاء في (أنزله) المحذوف دل عليه «أنزل» بين الوقف على «عوجًا» أنَّ «قيمًا» منفصل عن «عوجًا»، وقيل: في الآية تقديم وتأخير؛ كأنَّه قال: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيمًا ولم يجعل له عوجًا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 على أنَّ «قيمًا» نصب على الحال من «الكتاب»، وفيه الفصل بين الحال وذيها بقوله: «ولم يجعل له عوجًا»، والأوّل أولى؛ لأنَّه رأس آية، ويخلص به من كراهة الابتداء بـ (لام كي)، يقال: في دينه عِوج، بكسر العين، وفي العصا عَوج، بفتحها، فالفتح في الأجسام والكسر في المعاني. {أَبَدًا (3)} [3] جائز، وسمه شيخ الإسلام بجائز، مع أنَّ ما بعده معطوف على ما قبله؛ لأنَّ هذا من عطف الجمل عند بعضهم. {وَلَدًا (4)} [4] تام؛ لأنَّه قد تم قول الكفار وانقضى، ثم استأنف: «ما لهم به من علم ولا لآبائهم»؛ وذلك نفي لما قالوه، فهو كالمتعلق به من جهة المعنى. {وَلَا لأبائهم} [5] حسن، وقيل: تام؛ لأنَّه قد تمّ الرّد عليهم، ثم ابتدأ الأخبار عن مقالتهم. {مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} [5] حسن، وهي مقالتهم اتخذ الله ولدًا. {إِلَّا كَذِبًا (5)} [5] كاف، وهو رأس آية. {أَسَفًا (6)} [6] تام. {زِينَةً لَهَا} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ اللام بعده موضعها نصب بالجعل، وكذا: «لنبلوهم»؛ لأنَّ «أيهم»، وإن كان ظاهرها الاستفهام فهي في المعنى متصلة بما قبلها. {عَمَلًا (7)} [7] كاف، ومثله: «جرزًا»، وقيل: تام لتمام القصة، وأيضًا الابتداء بـ «أم»، وهي بمعنى: ألف الاستفهام التقريري. {عَجَبًا (9)} [9] تام، قاله العباس بن الفضل على أن «إذ» بمعنى: اذكر إذ أوى، وخولف في هذا، فقيل: إنَّ «إذ» هنا متعلقة بما قبلها، فلا يوقف على «عجبًا». {مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} [10] جائز، فصلًا بين الدعوتين. {رَشَدًا (10)} [10] كافٍ، ومثله: «عددًا» على استئناف ما بعده. {أَمَدًا (12)} [12] تام، و «أي الحزبين» مبتدأ ومضاف إليه، و «أحصى» أفعل تفضيل خبر و «أمدًا» تمييز؛ لأنَّ الأمد هو: الغاية، وهو عبارة عن: المدة، وليس هو: محصيًا، بل يحصى، ومثل أعماله في التمييز أيضًا: «أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا»، «هم أحسن أثاثًا ورئيًا»، وقيل: «أحصى» فعل ماض، و «أمدًا» مفعول (1). {بِالْحَقِّ} [13] كاف، ومثله: «وزدناهم هدًى» على استئناف ما بعده، وهو رأس آية في غير الشامي. {عَلَى قُلُوبِهِمْ} [14] ليس بوقف.   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 613)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 {وَالْأَرْضِ} [14] جائز. {إِلَهًا} [14] حسن، واللام في «لقد» للتوكيد، أي: لقد قلنا إذ دعونا من دونه إلهًا قولًا ذا شطط، أي: جور. {شَطَطًا (14)} [14] كاف؛ على استئناف ما بعده. {مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً} [15] كاف؛ للابتداء بـ «لولا»، وهي هنا للتحضيض؛ بمعنى: هلاَّ يأتون على عبادتهم الأصنام بحجة واضحة، ولا يجوز أن تكون هذه الجملة التحضيضية صفةً لآلهة لفساده معنى وصناعة؛ لأنَّها جملة طلبية. {بَيِّنٍ} [15] حسن. {كَذِبًا (15)} [15] كاف؛ لأنَّ «ذا» منصوبة بفعل محذوف، تقديره: فقال بعضهم لبعض وقت اعتزالهم. {إِلَّا اللَّهَ} [16] تام؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله؛ لأنَّ قوله: «فأووا» عند الفراء جواب: «إذ»؛ لأنّها قد تكون للمستقبل كـ «إذا»، ومثل هذا في الكلام: إذا فعلت كذا فانج بنفسك، فلا يحسن الفصل في هذا الكلام دون الفاء؛ لأنَّ هنا جملًا محذوفة دل عليها ما تقدم مرتبطة بعضها ببعض، والتقدير: فأووا إلى الكهف، فألقى الله عليهم النوم، واستجاب دعاءهم، وأرفقهم في الكهف بأشياء. {مِرفَقًا (16)} [16] كاف، قرأ الجمهور بكسر الميم وفتح الفاء، ونافع وابن عامر بالعكس (1). {ذَاتَ الْيَمِينِ .... ذَاتَ الشِّمَالِ} [17] حسن. {فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} [17] تام؛ لأنَّ «ذلك» مبتدأ، و «من آيات الله» الخبر، أو «ذلك» خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر ذلك، و «من آيات الله» حال. {مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ} [17] حسن. {الْمُهْتَدِ} [17] كاف؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «مرشدًا». {وَهُمْ رُقُودٌ} [18] حسن؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وحالًا، قرأ العامة (2): «تقلبهم» بالنون، وقريء: بالتحتية، أي: الله، أو الملك (3).   (1) وجه من قرأ بفتح الميم وكسر الفاء، ومن قرأ بكسر الميم وفتح الفاء، قيل: هما بمعنى واحد وهو ما يرتفق به. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 288)، الإملاء للعكبري (2/ 54)، البحر المحيط (6/ 107)، المعاني للأخفش (2/ 394)، المعاني للفراء (2/ 136)، النشر (2/ 310). (2) أي: الأئمة العشرة. (3) وهي قراءة الحسن، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 109)، الكشاف (2/ 475). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 {وَذَاتَ الشِّمَالِ} [18] حسن؛ لأنَّ الجملة بعده تصلح مستأنفة وحالًا. {بِالْوَصِيدِ} [18] كاف، والوصيد: باب الكهف، أو الفناء، و «باسط» اسم فاعل، حكاية حال ماضية، ولذا عمل في المفعول، لكن يشترط في عمل اسم الفاعل كونه بمعنى الحال، أو الاستقبال، ومعنى حكاية الحال الماضية، أن تقدر كأنَّك موجود في ذلك الزمان، أو تقدر ذلك الزمان كأنَّه موجود الآن، واسم الفاعل حقيقة في الحال، إذا كان محكومًا به نحو: زيد تائب، وإذا كان محكومًا عليه فلا يكون حقيقة في الحال، كما في قوله: (والسارق والسارقة فاقطعوا الزانية والزاني فاجلدوا) فإنَّه يقتضي على هذا أنَّ الأمر بالقطع، أو الجلد، لا يتعلق إلَّا بمن تَلَبَسَ بالسرقة، أو الزنا، حال التكلم، إي: حال نزول الآيتين، لا على من تَلَبَسَ بهما بعد، مع أنَّ الحكم عام، قاله ابن عبد السّلام (1)، وقال السبكي (2): اسم الفاعل حقيقة في حال التلبس بالفعل، سواء قارن حال التكلم، حال التلبس، أو تقدمه. {رُعْبًا (18)} [18] كاف. {بَيْنَهُمْ} [19] حسن، ومثله: «لبثتم»، وكذا: «أو بعض يوم».   (1) ابن عبد السلام (577 - 660 هـ = 1181 - 1262 م) عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، عز الدين الملقب بسلطان العلماء: فقيه شافعي بلغ رتبة الاجتهاد، ولد ونشأ في دمشق، وزار بغداد سنة (599 هـ)، فأقام شهرًا، وعاد إلى دمشق، فتولى الخطابة والتدريس بزاوية الغزالي، ثم الخطابة بالجامع الأموي، ولما سلم الصالح إسماعيل ابن العادل قلعة "صفد" للفرانج اختيارًا أنكر عليه ابن عبد السلام ولم يدع له في الخطبة، فغضب وحبسه، ثم أطلقه فخرج إلى مصر، فولّاه صاحبها الصالح نجم الدين أيوب القضاء والخطابة ومكّنه من الأمر والنهي، ثم اعتزل ولزم بيته، ولما مرض أرسل إليه الملك الظاهر يقول: إنّ في أولادك من يصلح لوظائفك، فقال: لا، وتوفي بالقاهرة، من كتبه: التفسير الكبير، والإلمام في أدلة الأحكام، وقواعد الشريعة، والفوائد، وقواعد الأحكام في إصلاح الأنام -فقه، وترغيب أهل الإسلام في سكن الشام، وبداية السول في تفضيل الرسول، والفتاوي، والغاية في اختصار النهاية -فقه، والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز -في مجاز القران، ومسائل الطريقة -تصوف، والفرق بين الإيمان والإسلام -رسالة، ومقاصد الرعاية، وغير ذلك. الأعلام للزركلي (4/ 21). (2) تقي الدين السبكي (683 - 756 هـ = 1284 - 1355 م) علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي، أبو الحسن، تقي الدين: شيخ الإسلام في عصره، وأحد الحفاظ المفسرين المناظرين، وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات، ولد في سبك (من أعمال المنوفيه بمصر)، وانتقل إلى القاهرة ثم إلى الشام، وولي قضاء الشام سنة (739 هـ)، واعتلّ فعاد إلى القاهرة، فتوفي فيها، من كتبه: الدر النظيم -في التفسير، لم يكمله، ومختصر طبقات الفقهاء، وإحياء بالنقوس في صنعة إلقاء الدروس، والإغريض، في الحقيقة والمجاز والكنية والتعريض، والتمهيد فيما يجب فيه التحديد -في المبايعات والمقاسمات والتمليكات وغيرها، والسيف الصقيل -في الرد على قصيدة نونية تسمى "الكافية" في الاعتقاد، منسوبة إلى ابن القيم، والمسائل الحلبية وأجوبتها -في فقه الشافعية، والسيف المسلول على من سبَّ الرسول، ومجموعة فتاوى، وشفاء السقام في زيارة خير الأنام، والابتهاج في شرح المنهاج -فقه. انظر: الأعلام للزركلي (4/ 302). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 {أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} [19] ليس بوقف، ومثله: «المدينة» لمكان الفاء فيهما. {وَلْيَتَلَطَّفْ} [19] جائز. {أَحَدًا (19)} [19] كاف. {فِي مِلَّتِهِمْ} [20] جائز؛ للابتداء بالنفي. {أَبَدًا (20)} [20] كاف، ولا وقف من قوله: «وكذلك أعثرنا عليهم» إلى «بينهم أمرهم» فلا يوقف على «حق» لعطف وإن على ما قبلها، ولا على «لا ريب فيها»؛ لأنَّ «إذ» ظرف لـ «أعثرنا»، فهي ظرف للإثار عليهم، أي: أعثرنا على الفتية، أو معمولة «ليعلموا»، والأَوْلَى أن تكون مفعولًا لمحذوف، أي: اذكر إذ يتنازعون بينهم أمرهم، فيكون من عطف الجمل: تنازعوا في شأن الفتية، فقال المسلمون: نبني عليهم مسجدًا، وقال الكفار: نبني عليهم بنيانًا على قاعدة ديننا (1). {بُنْيَانًا} [21] حسن، وكذا: «ربهم أعلم بهم». {مَسْجِدًا (21)} [21] تام. {رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} [22] جائز؛ للفصل بين المقالتين. {رَجْمًا بِالْغَيْبِ} [22] حسن، قاله الزجاج. {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ} [22] تام؛ لأنَّه آخر كلام المتنازعين في حديثهم، قبل: ظهورهم عليهم، والواو في «وثامنهم»، قيل: هي واو الثمانية، وهي الواقعة بعد السبعة إيذانًا بأنَّها عدد تام، وأنَّ ما بعدها مستأنف كذا قيل، والصحيح: أنَّ الواو للعطف على الجملة السابقة، أي: يقولون هم سبعة وثامنهم كلبهم، ثم أخبروا إخبارًا ثانيًا، أنَّ ثامنهم كلبهم، فهما جملتان. {وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} [22] كاف. {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} [22] جائز؛ للابتداء بالنفي. {إِلَّا قَلِيلٌ} [22] كاف، ورأس آية في المدني الأخير. {مِرَاءً ظَاهِرًا} [22] جائز. {أَحَدًا (22)} [22] تام؛ لتوكيد الفعل بعده بالنون، وما قبله مطلق، رسموا: {لِشَيْءٍ} [23] بألف بعد الشين كما ترى. {ذَلِكَ غَدًا (23)} [23] ليس بوقف؛ لوجود الاستثناء بعده. {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [24] تام، اعلم أنَّه لا يصح رجوع الاستثناء لقوله: «إنَّي فاعل ذلك غدًا»؛ لأنَّ مفعول «يشاء» إما الفعل، وإما الترك، فإن كان الفعل؛ فالمعنى: إنَّي فاعل ذلك غدًا، إلاَّ أن يشاء الله   (1) انظر: تفسير الطبري (17/ 626)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 فعله فلا أفعله، ولا يخفى فساده، إذ ما يشاء الله وقوعه وجب وقوعه، وإن كان الترك، فهو: فاسد أيضًا، من حيث: تعلق النهي به، إذ قوله: «إنّي فاعل ذلك غدًا إلَّا أن يشاء الله» تركه صحيح، لكن تعلق النهي بهذا فاسد، إذ يفيد أنَّ الله نهى عن قول القائل: إنِّي فاعل ذلك إلَّا أن يشاء الله تركه، مع أنَّه لا ينهى عن ذلك، فتعين أن يرجع الاستثناء للنهي، أي: لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا، في حال من الأحوال، إلَّا في حال كون القول ملتبسًا بذكر إلَّا أن يشاء الله، فهو: استثناء مفرغ، وفيه حذف الباء، وحذف المضاف، قاله شيخ مشايخنا الأجهوري (1) تغمده الله برحمته ورضوانه. {إِذَا نَسِيتَ} [24] حسن. {رَشَدًا (24)} [24] كاف. {تِسْعًا (25)} [25] تام. {بِمَا لَبِثُوا} [26] حسن، ومثله: «الأرض». {وَأَسْمِع} [26] كاف؛ للابتداء بالنفي، و «من وليِّ» فاعل، أو مبتدأ. و {مِنْ وَلِيٍّ} [26] حسن؛ على قراءة من قرأ: «ولا يشرك» بالتحتية ورفع الكاف؛ مستأنفًا لاختلاف الجملتين، وليس بوقف لمن قرأه: بالفوقية وجزم الكاف؛ على النهي، وحينئذ فلا يوقف من قوله: «أبصر به وأسمع»، إلى «أحدًا» (2).   (1) الأجهوري ( ... - 961 هـ = ... - 1554م) عبد الرحمن بن يوسف، أبو الفيض زين الدين الأجهوري المالكي: فقيه مصري، وفاته بالقاهرة، درس وأفتى، من كتبه: القول المصان عن البهتان -في غرق فرعون، وشرح مختصر خليل. انظر: الأعلام للزركلي (3/ 343). وسبب تغليب الظن عندي أنه من السابقين للمصنف، وأنه من علماء الأزهر، ومن أسباب ذلك أيضًا قول المصنف: (شيخ مشايخنا)، وذلك يقتضى تقدمه على المؤلف بفترة زمنية كافية، وذلك لمعاصرة شيخ شيوخ المؤلف، وورد أيضًا اسم الأجهوري ولكن من المعاصرين للمصنف، وهم: 1 - الأجهوري (967 - 1066 هـ = 1560 - 1656 م) علي بن محمد بن عبد الرحمن بن علي، أبوالإرشاد، نور الدين الأجهوري: فقيه مالكي، من العلماء بالحديث، مولده ووفاته بمصر، من كتبه: شرح الدرر السنية في نظم السيرة النبوية، والنور الوهاج في الكلام على الإسراء والمعراج، والأجوبة المحررة لأسئلة البررة -فقه، والمغارسة وأحكامها، وشرح رسالة أبي زيد -فقه، ومواهب الجليل -في شرح مختصر خليل -فقه، وغايه البيان -في إباحة الدخان، وشرح منظومة العقائد -في التوحيد، والزهرات الوردية -مجموعة فتاويه، جمعها أحد تلاميذه، وفضائل رمضان -شرح فيه آية الصوم، وشرح مختصر ابن أبي جمرة -في الحديث، ومقدمة في يوم عاشوراء. انظر: معجم المؤلفين (1/ 144). 2 - الأجهوري ( ... - 1070 هـ = ... - 1660 م) عبد البر بن عبد الله بن محمد الأجهوري: فقيه شافعي مصري، له شروح وحواش في الفقه وغيره، منها: منحة الأحباب -وهو حاشية على شرح تنقيح اللباب لزكريا الأنصاري، وحاشية على شرح الغاية لابن قاسم، وفتح القريب المجيد بشرح جوهرة التوحيد. انظر: الأعلام للزركلي (3/ 273). (2) قرأ ابن عامر بالتاء والجزم، وقرأ الباقون بالياء والرفع. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 289)، الإملاء للعكبري (2/ 56)، البحر المحيط (6/ 117)، التيسير (ص: 143)، تفسير القرطبي (10/ 387)، الحجة لابن خالويه (ص: 223)، الحجة لابن زنجلة (ص: 415)، السبعة (ص: 390)، الغيث للصفاقسي (ص: 278)، النشر (2/ 310). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 و {أَحَدًا (26)} [26] تام؛ على القراءتين (1). {مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ} [27] جائز، ومثله: «لكلماته». {مُلْتَحَدًا (27)} [27] كاف. {وَالْعَشِيِّ} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يريدون وجهه» في موضع الحال؛ كأنَّه قال: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم يريدون وجهه، أي: يدعون الله في هذه الحالة. {وَجْهَهُ} [28] كاف. {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} [28] جائز؛ لأنَّ ما بعده يصلح حالًا؛ لأنَّ الخطاب للنّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أي: لا تصرف عيناك النظر عن عمار وصهيب وسلّمان ونحوهم؛ لمَّا قال المشركون: إنَّ ريح جباههم تؤذينا، ويصلح استفهامًا محذوفًا، أي: أتريد زينة الحياة الدنيا، وقريء (2): «ولا تُعْدِ» بضم الفوقية، من: أعدى، وقريء (3): «ولا تُعَدِّ»، من: عدّى، بالتشديد. {الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [28] حسن، ومثله: «عن ذكرنا»، وكذا: «واتّبع هواه». {فُرُطًا (28)} [28] تام. {الحقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} [29] حسن، والحق: خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هذا الحق، أو «الحق» مبتدأ، و «من ربكم» الخبر، وقرأ أبو السمَّال قعنب (4): «وقلُ الحق» بضم اللام اتباعًا لحركة القاف، ونصب: «الحقَّ»، أي: وقل القول الحق. {فَلْيَكْفُرْ} [29] كاف، وقال السجاوندي: لا يوقف عليه؛ لأنَّه أمر تهديد بدلالة إنَّا أعتدنا، ولو فصل بين الدال والمدلول عليه؛ لصار الأمر مطلقًا، والأمر المطلق للوجوب، فلا يحمل على غيره، إلّا بدلالة نظير قوله: «اعملوا ما شئتم». {نَارًا} [29] جائز. {سُرَادِقُهَا} [29] كاف، والسرادق: حائط من نار محيط، ولا يوقف على «كالمهل»؛ لأنَّ ما بعده   (1) وهما المشار إليهما سابقًا في: «تشرك». (2) وهي قراءة الحسن، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 56)، البحر المحيط (6/ 119)، الكشاف (2/ 482)، المحتسب لابن جني (2/ 27)، تفسير الرازي (21/ 115). (3) وهي قراءة الحسن وعيسى والأعمش، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 289)، الإملاء للعكبري (2/ 56)، البحر المحيط (6/ 119)، الكشاف (2/ 482). (4) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 120). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 صفة لـ «ما». {الْوُجُوهَ} [29] حسن. {بِئْسَ الشَّرَابُ} [29] جائز. {مُرْتَفَقًا (29)} [29] تام؛ لتناهي صفة النار، ومثله في التمام «من أحسن عملًا» إن جعل «إنّا لا نضيع» خبر «إن» الأولى، ونظير هذا قول الشاعر: يَكفي الخَليفَةَ أَنَّ اللَهَ سَربَلَهُ ... سِربالَ مُلكٍ بِهِ تُرجى الخَواتيمُ (1) فجعل «إن» الثانية خبر «إن» الأولى، أي: إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نضيع أجرهم، أو يجازيهم الله على أعمالهم الحسنة، أو لا نترك أعمالهم تذهب ضياعًا بل نجازيهم عليها، وليس بوقف إن جعل قوله: «أولئك لهم جنات عدن» خبر «إن» الأولى؛ لأنَّ لا يوقف على اسم دون خبرها، وجملة: «إنَّا لا نضيع» اعتراض بين اسم «إنَّ» وخبرها. {وَإِسْتَبْرَقٍ} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده حال مما قبله، وهمزة «إستبرق» همزة قطع، وقرأ ابن محيصن بوصل الهمزة في جميع القرآن (2). اهـ سمين. {عَلَى الأرَائِكِ} [31] تام. {نِعْمَ الثَّوَابُ} [31] كاف. {مُرْتَفَقًا (31)} [31] تام، ووسم أبو حاتم السجستاني: «نعم الثواب» بالكافي، و «مرتفقًا» بالتمام، قال ومعناه: حسنت الجنة مرتفقًا، قال الكواشي: ولو وسم «نعم الثواب» بالجائز و «مرتفقًا» بالتمام؛ لكان فيما أراه أوجه، ولا وقف بعد قوله: «ظالم لنفسه» إلى «منقلبًا» فلا يوقف على «أبدًا» ولا على «قائمة» لتعلق بعضه ببعض من جهة المعنى. {رَجُلَيْنِ} [32] جائز. {زَرْعًا (32)} [32] كاف. {آَتَتْ أُكُلَهَا} [33] جائز. {شَيْئًا} [33] كاف. والوقف على: «نهرًا»، و «ثمر»، و «نفرًا»، و «لنفسه»، و «أبدًا» كلُّها حسان، وضعف قول من كره الابتداء بما يقوله منكر البعث، وهو قوله: «وما أظن الساعة قائمة»؛ لأنَّه إخبار وحكاية قول قائلها   (1) هو من البسيط، وقائله جرير، من قصيدة يقول في مطلعها: أَواصِلٌ أَنتَ سَلمى بَعدَ مَعتَبَةٍ ... أَم صارِمُ الحَبلِ مِن سَلمى فَمَصرومُ سبق وأن ترجمنا له.-الموسوعة الشعرية (2) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: تفسير الألوسي (15/ 272). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 حكاها الله عنه. {مُنْقَلَبًا (36)} [36] حسن. {خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ} [37] ليس بوقف؛ لأنَّ ثم للعطف. {رَجُلًا (37)} [37] كاف؛ لتمام الاستفهام، ولكن إن تلتها جملة صلح الابتداء بها على بعد، وإذا تلاها مفرد كانت عاطفة، فلا يصلح الابتداء بها، وهنا تلتها جملة، وأصل: لكنا، (لكن أنا) نقلت حركة همزة (أنا) إلى نون (لكن)، وحذفت الهمزة فالتقى مثلان فأدغم، وإعرابها: (أنَّا) مبتدأ، وهو مبتدأ ثان، وهو ضمير الشأن، و (الله) مبتدأ ثالث، و (ربي) خبر الثالث، والثالث وخبره الثاني، والثاني وخبره خبر الأوّل، والرابط بين الأول وخبره الياء في (ربي). {أَحَدًا (38)} [38] كاف. {مَا شَاءَ اللَّهُ} [39] جائز. {إِلَّا بِاللَّهِ} [39] حسن؛ لتمام المقول. {وَوَلَدًا (39)} [39] جائز، وجواب: «إنّ» محذوف، تقديره: إن ترني أنا أقل منك مالًا وولدًا تحتقرني لقلة المال، مع اتحاد القائل والمقول له، ولا وقف من قوله: «فعسى ربي» إلى «طلبًا» فلا يوقف على «من جنتك» ولا على «من السماء» ولا على «زلقًا» للعطف في كلٍّ، واتصال الكلام بعضه ببعض. {طَلَبًا (41)} [41] كاف، والوقف على «بثمره» و «أنفق فيها» و «عروشها» كلها وقوف جائزة. {بِرَبِّي أَحَدًا (42)} [42] كاف، ومثله: «من دون الله». {مُنْتَصِرًا (43)} [43] تام؛ على استئناف الجملة بعده، وقطعها عما قبلها بأنَّ تقدر هنالك بجملة فعلية، و «الولاية» فاعل بالظرف قبلها، أي: استقرت الولاية لله، على رأي الأخفش من حيث أنَّ الظرف رفع الفاعل، من غير اعتماد على نفي، أو استفهام، ولا يوقف على «من دون الله» ولا على «منتصرًا» إن جعل «هنالك» من تتمة ما قبله، أي: ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله هنالك، والابتداء بقوله: الولاية لله، فتكون جملة من مبتدأ وخبر، أي: في تلك الحالة يتبين نصر الله وليه، وقرأ الأخوان: «الوِلاية» بكسر الواو (1)، وحكى عن أبي عمرو والأصمعي (2): أنّ كسر الواو لحن، قالا إنّ   (1) وجه من قرأ بكسر الواو ومن قرأ بفتحها؛ أنهما لغتان بمعنى واحد؛ وهي النصرة. انظر: التيسير (ص: 143)، البحر المحيط (6/ 130)، تفسير الطبري (15/ 164)، السبعة (ص: 392)، النشر (2/ 277). (2) الأصمعي (122 - 216 هـ = 740 - 831 م) عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي: راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، نسبته إلى جده أصمع، ومولده ووفاته في البصرة، كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة، أخباره كثيرة جدا، وكان الرشيد يسميه: "شيطان الشعر"، قال الأخفش: "ما رأينا أحدًا أعلم بالشعر من الأصمعي". وقال أبو الطيب اللغوي: "كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظا". وكان الأصمعي يقول: "أحفظ عشرة آلاف أرحوزة"، وتصانيفه كثيرة منها: الإبل، والأضداد، وخلق الإنسان، والمترادف، والفرق، أي: الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان، والخليل، والشاء، والدارات، وشرح ديوان ذي الرُّمة، والوحوش وصفاتها، والنبات والشجر. انظر: الأعلام للزركلي (4/ 162). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 (فِعالة) إنَّما تجيء فيما كان صنعة، نحو: خياطة، وتجارة، وعطارة، وحياكة، أو معنى: متقلدًا، نحو: ولاية، وقضاية، و (فَعالة) بالفتح؛ للأخلاق الحميدة، نحو: السماحة، والفصاحة، و (فُعالة) بالضم؛ لما يطرح من المحتقرات، نحو: كناسة، وغسالة، وليس هنالك تولي أمور (1). {لِلَّهِ الْحَقِّ} [44] تام لمن رفعه، وهو: أبو عمرو والكسائي (2)، ورفعه من ثلاثة أوجه، أحدها: أنَّه صفة للولاية، الثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أي ما أوحيناه إليك الحق، الثالث: أنَّه مبتدأ، وخبره محذوف، أي: الحق ذلك، وحسن لمن جره صفة للجلالة، وقرأ زيد بن علي وأبو حيوة (3): «لله الحقَّ» نصبًا على المصدر المؤكد لمضمون الجملة، نحو: هذا عبد الله الحق لا الباطل (4). {ثَوَابًا} [46] ليس بوقف؛ لعطف «وخير» على «خير» الأول. {عُقْبًا (44)} [44] تام. {الرِّيَاحُ} [45] كاف. {مُقْتَدِرًا (45)} [45] تام. {الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [46] كاف، فصلًا بين المعجل الفاني، والمؤجل الباقي، مع اتفاق الجملتين لفظًا. {خَيْرٌ} [46] ليس بوقف؛ لتعلق الظرف بما قبله. {أَمَلًا (46)} [46] تام، وفي الحديث أنَّه - صلى الله عليه وسلم - خرج على قومه، فقال: «خذوا جُنَّتَكُم؟! فقالوا: يا رسول الله من عدو حضر، قال: بلى من النار، قالوا: وما جنتنا؟! قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات، ومجنَّبات، ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات» (5).   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 27)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وقرأ الباقون: بالجر. وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 290، 291)، الإعراب للنحاس (2/ 278)، الإملاء للعكبري (2/ 57)، البحر المحيط (6/ 131)، التيسير (ص: 143)، تفسير القرطبي (10/ 411)، الحجة لابن خالويه (ص: 244)، الحجة لابن زنجلة (ص: 419)، السبعة (ص: 392)، الغيث للصفاقسي (ص: 279)، النشر (2/ 311). (3) وكذا رويت عن أبي عمرو ويعقوب في غير المتواترعنهما، وأبي حيوة وأبي السمّال وابن أبي عبلة، وعمرو ابن عبيد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 131)، الكشاف (2/ 469)، المعاني للفراء (2/ 146). (4) انظر: تفسير الطبري (28/ 27)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (5) ومن رواياته ما رُوي عن أبى هريرة أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا جُنَّتَكُم؟ قلنا يا رسول الله من عدو حضر؟ قال: لا جُنَّتَكُم من النار، قُولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة معقبات ومنجيات وهن الباقيات الصالحات". أخرجه النسائى فى الكبرى (6/ 212، رقم: 10684)، والطبرانى فى الصغير (1/ 249، رقم: 407)، والحاكم (1/ 725، رقم: 1985)، والبيهقى فى شعب الإيمان (1/ 425، رقم: 606). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 {بَارِزَةً} [47] ليس بوقف؛ لأنَّ التقدير: وقد حشرناهم. {مِنْهُمْ أَحَدًا (47)} [47] كاف. {صَفًّا} [48] جائز، ومثله: «أوَّل مرة»؛ لأنَّ «بل» قد يبتدأ بها مع أنّ الكلام متحد. {مَوْعِدًا (48)} [48] كاف. {مِمَّا فِيهِ} [49] جائز. {إِلَّا أَحْصَاهَا} [49] كاف؛ لاستئناف ما بعده. {حَاضِرًا} [49] كاف. {أحداً (49)} [49] تام. {إِلَّا إِبْلِيسَ} [50] جائز. {عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [50] كاف؛ للابتداء بالاستفهام بعده. {مِنْ دُونِي} [50] جائز. {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} [50] تام. {بَدَلًا (50)} [50] كاف. {وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} [51] حسن، ومن قرأ: «وما كنتَ» بفتح الفوقية، كان أحسن، وبها قرأ الحسن والجحدري وأبو جعفر خطابًا للنَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (1)، وقرأ العامة: بضمها. {عَضُدًا (51)} [51] تام. {فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} [52] جائز. {مَوْبِقًا (52)} [52] كاف، أي: سجنًا، وقال عكرمة: (نهر في النار يسيل نارًا، على حافته حيَّات مثل البغال الدهم، فإذا ثارت لتأخذهم! استغاثوا بالاقتحام في النار منها) (2)، وأصل الموبق: الهلاك، يقال: أوبقه، يوبقه، إباقًا، أي: أهلكه. {مُوَاقِعُوهَا} [53] جائز.   (1) وهي قراءة متواترة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 291)، الإعراب للنحاس (2/ 280)، البحر المحيط (6/ 137)، تفسير القرطبي (11/ 2)، النشر (2/ 311). (2) انظر: تفسير القرطبي (11/ 3). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 {مَصْرِفًا (53)} [53] تام. {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [54] حسن. {جَدَلًا (54)} [54] تام، ومثله: «قبلًا». {وَمُنْذِرِينَ (} [56] كاف؛ على استئناف ما بعده. {الْحَقَّ} [56] حسن. {هُزُوًا (56)} [56] تام. {يَدَاهُ} [57] كاف. {وَقْرًا} [57] تام، ومثله: «إذن أبدًا». {ذُو الرَّحْمَةِ} [58] كاف، عند أبي عمرو. {لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} [58] تام. {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ} [58] حسن. {مَوْئِلاً (58)} [58] كاف. {لَمَّا ظَلَمُوا} [59] حسن. {مَوْعِدًا (59)} [59] تام. {حُقُبًا (60)} [60] كاف. {حُوتَهُمَا} [61] جائز. {سَرَبًا (61)} [61] حسن، ومثله: «غداءنا» و «نصبًا» و «الحوت» كلها حسان. {إِلَّا الشَّيْطَانُ} [63] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «أن أذكره» بدل من الهاء في «أنسانيه» بدل ظاهر من مضمر. {أَنْ أَذْكُرَهُ} [63] كاف. {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ} [63] كاف، إن جعل عجبًا من كلام موسى، ويقوي هذا خبر كان للحوت سربًا، ولموسى ولفتاه عجبًا؛ فكأنَّه قال: أعجب لسيره في البحر؟! قالوا: وكان مشويًا مأكولًا بعضه، فلذلك كان مضيه وذهابه عجبًا، وليس بوقف إن جعل من تتمة كلام يوشع؛ لأنَّ ذلك كلام واحد (1). {عَجَبًا (63)} [63] كاف، أي: أعجب لذلك عجبًا، فعجبًا منصوب على المصدرية. {مَا كُنَّا نَبْغِ} [64] حسن، حذف: نافع وأبو عمرو والكسائي الياء وقفًا، وأثبتوها وصلًا، وابن   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 60)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 كثير: أثبتها في الحالتين، والباقون: حذفوها وقفًا ووصلًا، اتباعًا للرسم العثماني على لغة هذيل يجتزون بالكسرة عن الياء (1). {عَلَى آَثَارِهِمَا} [64] تام. {قَصَصًا (64)} [64] جائز، أي: يقُصَّان الأثر قصًا. {مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)} [65] كاف، ومثله: «رشدًا». {مَعِيَ صَبْرًا (67)} [67] جائز، ومثله: «خبرًا». {صَابِرًا} [69] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {أَمْرًا (69)} [69] كاف. {مِنْهُ ذِكْرًا (70)} [70] جائز، ورسموا: {فإن اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي} [70] بياء. {فَانْطَلَقَا} [71] أحسن مما قبله؛ لأنَّ «حتى» بعد «إذا» ابتدائية. {خَرَقَهَا} [71] حسن. {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} [71] جائز. {إِمْرًا (71)} [71] حسن، ومثله: «صبرًا». {بِمَا نَسِيتُ} [73] جائز. {عُسْرًا (73)} [73] حسن. {فَانْطَلَقَا} [74] أحسن منه. {فَقَتَلَهُ} [74] جائز، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» جواب «إذا». {بِغَيْرِ نَفْسٍ} [74] جائز، فصلًا بين الاستخبار والإخبار. {نُكْرًا (74)} [74] كاف، ومثله: «معي صبرًا». {فَلَا تُصَاحِبْنِي} [76] جائز، ومثله: «عذرًا». {فَانْطَلَقَا} [77] أحسن، مما قبله. {فَأَقَامَهُ} [77] جائز. {أَجْرًا (77)} [77] كاف. {بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [78] حسن، على استئناف ما بعده. {صَبْرًا (78)} [78] تام. {غَصْبًا (79)} [79] كاف.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 292)، الإملاء للعكبري (2/ 58)، البحر المحيط (6/ 147)، التيسير (ص: 147)، السبعة (ص: 391، 403)، الغيث للصفاقسي (ص: 280)، النشر (2/ 316). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 {وَكُفْرًا (80)} [80] جائز. {رُحْمًا (81)} [81] كاف. {صَالِحًا} [82] جائز، كان ذلك الكنز ذهبًا وفضة، ولو سقط الجدار لأُخذ، وكان أبوهما صالحًا، ذكر أنَّهما حُفِظَا لصلاح أبيهما، ولم يذكر منهما صلاحًا، وكان بينهما وبين الأب الذي حُفِظَا به سبعة آباء. {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [82] كاف. {عَنْ أَمْرِي} [82] تام، ومثله: «صبرًا»؛ لأنَّه آخر القصة. {ذِي الْقَرْنَيْنِ} [83] جائز. {مِنْهُ ذِكْرًا (83)} [83] كاف. {فِي الْأَرْضِ} [84] حسن، ومثله: «سببًا». {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)} [85] أحسن منه. {حَمِئَةٍ} [86] جائز. {قَوْمًا} [86] كاف، ومثله: «حسنًا»، وكذا: «نكرًا». {جَزَاءً} [88] جائز، لمن قرأ بالنصب، وهو: حمزة والكسائي، ووقفا عليها بالألف، وليس بوقف لمن رفع وأضاف (1). {الْحُسْنَى} [88] جائز، وكذا: «يسرًا». {سَبَبًا (89)} [89] كاف. {سِتْرًا (90)} [90] جائز، وقد اختلف في الكاف من «كذلك» فقيل: في محل نصب، وقيل: في محل رفع، فإن كانت في محل رفع، أي: الأمر كذلك، أي: بلغ مطلع الشمس، كما بلغ مغربها، أو كما وجد عند مغربها قومًا وحكم فيهم، وجد عند مطلعها قومًا وحكم فيهم، أو كما أتبع سببًا إلى مغرب الشمس، كذلك أتبع سببًا إلى مطلعها، وكذلك إن كانت الكاف في محل نصب، أي: فعلنا مثل ذلك فعلى هذه التقديرات التشبيه من تمام الكلام وصار ما بعد الكاف وما قبلها كالكلام الواحد، فيبتدئ: «وقد أحطنا»، وإن لم تكن الكاف لا في محل رفع ولا في محل نصب كان التشبيه مستأنفًا منقطع لفظًا متصل معنى، فيبتديء: «كذلك»، أي: علمناهم، ليس لهم ما يستترون به، فالسِتر بكسر السين: اسم لما   (1) وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وأبو جعفر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 294)، الإعراب للنحاس (2/ 293)، الإملاء للعكبري (2/ 59)، البحر المحيط (6/ 160)، التيسير (ص: 145)، تفسير الطبري (16/ 11)، تفسير القرطبي (11/ 52)، الحجة لابن خالويه (ص: 230)، الحجة لابن زنجلة (ص: 430)، السبعة (ص: 398)، الغيث للصفاقسي (ص: 282)، النشر (2/ 315). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 يستتر به، وأما بالفتح، فهو: مصدر، فكذلك من الكلام الثاني (1). {خُبْرًا (91)} [91] كاف، وكذا: «ثم أتبع سببًا». {قَوْمًا} [93] ليس بوقف؛ لأنَّ الجملة بعده صفة لـ «قومًا». {قَوْلًا (93)} [93] كاف، ومثله: «في الأرض». {خَرْجًا} [94] ليس بوقف. {سَدًّا (94)} [94] كاف، ومثله: «خير» عللا استئناف الأمر. {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} [95] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «اجعل» مجزوم على جواب الأمر؛ فكأنَّه قال: إن تعينوني أجعل بينكم وبينهم ردمًا. و {رَدْمًا (95)} [95] كاف؛ على استئناف ما بعده، وإن وصلته بـ «آتوني» كان الوقف على: «الحديد» أحسن منه، وهي قراءة حمزة، وعلى قراءته يبتديء: «آتوني». {قَالَ انْفُخُوا} [96] جائز. {نَارًا} [96] ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» جواب «إذا». {قِطْرًا (96)} [96] كاف، ومثله: «أن يظهروه»، وكذا: «نقبًا». {رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} [98] حسن، وأباه بعضهم؛ لأنَّ ما بعده أيضًا من بقية كلام الاسكندر، وهو قوله: «فإذا جاء وعد ربي» فلا يقطع عما قبله. {دَكَّاءَ} [98] كاف. {حَقًّا (98)} [98] تام؛ لأنَّه آخر كلام ذي القرنين. {فِي بَعْضٍ} [99] حسن. {جَمْعًا (99)} [99] كاف، ومثله: «عرضًا» إذا جعلت ما بعده منقطعًا عما قبله، وليس بوقف إن جر نعتًا «للكافرين»، أو بدلًا منهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {عَنْ ذِكْرِي} [101] حسن. {سَمْعًا (101)} [101] كاف. {أَوْلِيَاءَ} [102] تام، ومثله: «نزلًا» و «أعمالًا» إن جعل ما بعده مبتدأ، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو في موضع نصب؛ بمعنى: أعني، وليس بوقف إن جعل تفسيرًا للأخسرين؛ كأنَّه قال: من هم؟ فقال: هم الذين ضل سعيهم، وكذا إن جعل بدلًا. {صُنْعًا (104)} [104] تام؛ إن رفع «الذين» بالابتداء، أو خبر مبتدأ محذوف، أو رفع نعتًا، أو بدلًا   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 99)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 من الأخسرين، وليس بوقف إن جعل «الذين» مبتدأ، والخبر «أولئك الذين كفروا». {وَزْنًا (105)} [105] كاف. {هُزُوًا (106)} [106] تام. {نُزُلًا (107)} [107] ليس بوقف؛ لأنَّ «خالدين» منصوب على الحال مما قبله، فلا يفصل بين الحال وذيها بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {خَالِدِينَ فِيهَا} [108] حسن. {حِوَلًا (108)} [108] تام. {لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [109] الأولى ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لو»، «لنفد» و «لو» الثانية جوابها محذوف تقديره: لم تنفد الكلمات، وهذا هو الأكثر في لسان العرب تأخير جواب «لو»، وليس هو المتقدم عليها خلافًا للمبرد، وأبي زيد النحوي، والكوفيين. والوقف على: {كَلِمَاتُ رَبِّي} [109] الثانية: حسن لوجهين: أحدهما: حذف جواب «لو». والثاني: أنَّ قوله: «ولو جئنا» التفات من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم، وذلك من مقتضيات الوقف وعلاماته. {مَدَدًا (109)} [109] تام، ومثله: «مثلكم». {يُوحَى إِلَيَّ} [110] جائز؛ على قراءة من قرأ: «يوحى إليّ إنَّما» بكسر الهمزة مستأنفًا، وليس بوقف لمن فتحها وموضعها رفع؛ لأنَّه قد قام مقام الفاعل في «يوحى»، والموحى إليه - صلى الله عليه وسلم - مقصور على استئثار الله تعالى بالوحدانية، وقول أبي حيان يلزم الزمخشري انحصار الوحي في الوحدانية مردود بأنَّه حصر مجازي باعتبار المقام (1). {إِلَهٌ وَاحِدٌ} [110] كاف؛ للابتداء بالشرط. {عَمَلًا صَالِحًا} [110] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله، وإنَّما وسمه شيخ الإسلام بجائز إذ عطف الجمل، وإن كان في اللفظ منفصلًا فهو في المعنى متصل، وجائز لمن قرأ: «يشرك» بالرفع مستأنفًا، أي: ليس يشرك، وفي الحديث: «من حفظ عشر آيات، أو عشرين آية من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال» (2).   (1) انظر: المصدر السابق (18/ 135). (2) ولفظه كما وقفت عليه: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال). أخرجه أحمد (5/ 196، رقم: 21760)، ومسلم (1/ 555، رقم: 809)، وأبو داود (4/ 117، رقم: 4323)، والنسائى فى الكبرى (6/ 236، رقم: 10787)، وأخرجه أيضًا: الحاكم (2/ 399، رقم: 3391)، وقال: صحيح الإسناد، والبيهقي (3/ 249، رقم: 5793). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 وقال: «من قرأ سورة الكهف فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة، فإن خرج الدجال في تلك الأيام الثمانية عصمه الله من فتنته» (1)، نقله الكواشي. وقال الفضيل: (ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس إشراك، والإخلاص الخلاص من هذين) (2).   (1) ولفظه كما وقفت عليه: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال، عصم منه". قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (5/ 26): ضعيف جدًا، أخرجه الضياء في المختارة (1/ 155) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي: حدثنا عبد الله بن مصعب بن منظور بن زيد ابن خالد عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعًا به. وقال:"عبد الله بن مصعب لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما". قلت: وكذلك لم يذكره ابن حبان في "ثقاته"، مع احتوائه لمئات الرواة المجهولين الذين لا ذكر لهم في الكتب الأخرى! وقد ذكره المزي في شيوخ (سعيد ابن محمد الجرمي). لكن إبراهيم المخرمي هذا; قال الدارقطني:"ليس بثقة، حدّث عن الثقات بأحاديث باطلة". وقال الألباني: فمثله لا يليق أن يكون من رجال "الأحاديث المختارة"! ولذلك فإني أقول: لم يحسن الشيخ المعلق على مطبوعة "المختارة" (2/ 50) بسكوته عنه; لما فيه من إيهامه سلامة السند من العلة القادحة. وقد صح الحديث من طريق أخرى عن أبي سعيد نحوه دون ذكر " ثمانية أيام ". وهو مخرج في المجلد السادس من " السلسلةالصحيحة " رقم: (2651). (2) انظر: تفسير البغوي، بتحقيق: محمد عبد الله النمر وآخرون-طبعة دار طيبة بالسعودية (1/ 157). الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 سورة مريم مكية -[آيها:] وهي تسع وتسعون آية في المدني الأخير والمكي، وثمانٍ في عد الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات: {كهيعص (1)} [1] عدّها الكوفي، {فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} [41] عدّها المدني الأخير، والمكي: {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} [75] لم يعدها الكوفي. - وكلمها: تسعمائة واثنان وستون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وثمانمائة وحرفان. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع أربعة مواضع: «شيئًا»، «عتيا»، «الذين اهتدوا هدى»، «لتبشر به المتقين». قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يوقف على كل حرف منها والصحيح الوقف على آخرها؛ لأنَّهم كتبوها كالكلمة الواحدة، فلا يوقف على بعضها دون بعض (1). وقال الشعبي: «لله في كل كتاب سر، وسرّه في القرآن فواتح السور» (2)، وقد تقدم هل هي مبنية أو معربة أقوال؟ فعلى؛ أنَّها معربة الوقف عليها تام؛ لأنَّ المراد: معنى هذه الحروف على أنَّ كهيعص خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، أو في محل نصب بإضمار فعل تقديره: اتل، وليست بوقف إن جعلت في موضع رفع على الابتداء، و «ذكر رحمت» الخبر، أو جعلت حروفًا أقسم الله بها، فلا يوقف عليها حتى يؤتى بجواب القسم؛ إلاَّ أن تجعله محذوفًا بعده فيجوز الوقف عليها. {زَكَرِيَّا (2)} [2] كاف؛ إن علق «إذ» بمحذوف، وليس بوقف إن جعل العامل فيه «ذكر»، أو «رحمت»، وإنَّما أضاف الـ «ذكر» إلى «رحمت»؛ لأنَّه من أجلها كان. {خَفِيًّا (3)} [3] كاف؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله، وإنَّما أخفى دعاءه عن الناس لئلاَّ يلام على طلب الولد بعد ما شاخ وكبر سنه وكان يومئذ ابن خمس وتسعين سنة. {شَقِيًّا (4)} [4] كاف، ومثله: «وليًا» على قراءة من قرأ (3): «يرثُني ويرثُ» بالرفع؛ على الاستئناف والأَوْلَى الوصل سواء رفعت ما بعده، أو جزمت، فالجزم جواب الأمر قبله، ولا يفصل بين   (1) ويقصد بذلك الأحرف هي الأحرف المقطعة في فواتح السور، ويقصد هنا أحرف: «كهيعص». (2) انظر: معاني القرآن للنحاس بتحقيق الصابوني (1/ 77). (3) وهي قراءة نافع -ابن كثير -ابن عامر -عاصم -حمزة -أبو جعفر -يعقوب -خلف، وقرأ الباقون بالجزم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 297)، الإعراب للنحاس (2/ 302، 303)، الإملاء للعكبري (2/ 60، 61)، البحر المحيط (6/ 174)، التيسير (ص: 148)، تفسير الطبري (16/ 38)، تفسير القرطبي (11/ 81)، السبعة (ص: 417)، النشر (2/ 317). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 الأمر وجوابه، والرفع صفة لقوله: «وليًا»، أي: وليًا وارثًا العلم والنبوة، فلا يفصل بين الصفة وموصوفها. {مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ} [6] جائز. {رَضِيًّا (6)} [6] كاف. {اسْمُهُ يَحْيَى} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ الجملة بعده صفة (غلام). {سَمِيًّا (7)} [7] كاف، ومثله: «عتيًّا»، و «شيئًا»، و «آية». {سَوِيًّا (10)} [10] تام، ووقف بعضهم على «ثلاث ليالٍ»، ثم قال: «سويًا»، أي: أنَّك ليس بك خرس ولا علة. {وَعَشِيًّا (11)} [11] كاف. {بِقُوَّةٍ} [12] حسن. {صَبِيًّا (12)} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ «وحنانًا» منصوب عطفًا على الحكم؛ فكأنَّه قال: وآتيناه حنانًا من لدنا، والحنان: التعطف، ومنه قول الشاعر: تقولُ حنانٌ ما أتى بكَ هاهُنا ... أذو نسَبٍ أم أنْتَ بالحيِّ عارِفُ (1) وقال أبو عبيد (2):   (1) هو من الطويل، وقائله منذر بن درهم، من قصيدة يقول في مطلعها: سَقى رَوْضَةَ المَثْريِّ عَنَّا وأهْلَها ... رُكامٌ سرى من آخر اللَّيْلِ رادِفُ منذر بن درهم (? - ? هـ /? - ? م) المنذر بن درهم بن أنيس بن جندل بن نهشل بن عدي بن جناب، شاعر إسلامي ينتسب إلى قبيلة كلب بن وبرة.-الموسوعة الشعرية (2) وأظنه يقصد أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه: غريب القرآن، أبو عبيد (157 - 224 هـ = 774 - 838 م) القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي، بالولاء، الخراساني البغدادي، أبو عبيد: من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقه، من أهل هراة، ولد وتعلم بها، وكان مؤدبًا، ورحل إلى بغداد فولي القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، ورحل إلى مصر سنة (213هـ)، وإلى بغداد، فسمع الناس من كتبه، وحج، فتوفي بمكة، وكان منقطعًا للأمير عبد الله بن طاهر، كلما ألف كتابًا أهداه إليه، وأجرى له عشرة آلاف درهم، من كتبه: الغريب المصنف -في غريب الحديث، ألفه في نحو أربعين سنة، وهو أول من صنف في هذا الفن، والطهور -في الحديث، والأجناس من كلام العرب، وأدب القاضي، وفضائل القرآن، والأمثال، والمذكر والمؤنث، والمقصور والممدود -في القراءات، والأموال، والأحداث، والنسب، والإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته، قال عبد الله بن طاهر: (علماء الإسلام أربعة: عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، والقاسم بن سلام في زمانه)، وقال الجاحظ: (لم يكتب الناس أصح من كتبه، ولا أكثر فائدة)، وقال أبو الطيب اللغوي: (أبو عبيد مصنف حسن التأليف؛ إلا أنه قليل الرواية). انظر: الأعلام للزركلي (5/ 176). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 تَحَنَّن عَلَيَّ هَداكَ المَليكُ ... فَإِنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مَقالا (1) وقال: أَبا مُنذِرٍ أَفنَيتَ فَاِستَبقِ بَعضَنا ... حَنانَيكَ بَعضُ الشَرِّ أَهوَنَ مِن بَعضِ (2) وإن جعل مصدرًا منصوبًا بفعل مقدر، نحو: سقيًا، ورعيًا، جاز الوقف عليه. {وَزَكَاةً} [13] كاف، ومثله: «تقيًّا» إن نصب ما بعده بفعل مقدر، أي: وجعلناه برًا، وليس بوقف إن عطف على «تقيًّا»، و «تقيًّا» خبر لـ «كان».   (1) هو من المتقارب، وقائله الحُطَيئَة، من قصيدة يقول في مطلعها: نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا ... وَأَبصَرتَ مِنها بِطَيفٍ خَيالا الحُطَيئَة (? - 45 هـ/? - 665 م) جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، كان هجاءًا عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه، وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.-الموسوعة الشعرية (2) هو من الطويل، وعثرت عليه بثلاث روايات بنفس لفظه: الأولى: لطَرَفَة بن العَبد من قصيدة يقول في مطلعها: أَبا مُنذِرٍ كانَت غَرورًا صَحيفَتي ... وَلَم أُعطِكُم بِالطَوعِ مالي وَلا عِرضي والثانية: للخُبز أَرزي، من أبيات له يقول في مطلعها: أقول لنعمانٍ وقد ساق طبُّه ... نفوسًا نفيساتٍ إلى باطن الأرض والثالثة: لابن عبد ربه الأندلسي، من أبيات له يقول في مطلعها: ورَوضَةِ وَردٍ حُفَّ بالسَّوسَنِ الغَضِّ ... تَحلَّتْ بلونِ السَّامِ وَالذَّهَبِ المَحْض وطَرَفَة بن العَبد تقدمت ترجمته، والخُبز أَرزي (? - 317 هـ /? - 939 م) نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم، شاعر غزل، علت له شهرة، يُعرف: بالخبز أرزي أو: الخبزرزي، وكان أميًّا، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله، وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديوانًا)، ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة. وابن عبد ربه الأندلسي (246 - 328 هـ /860 - 939 م) أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير بن سالم أبو عمر، الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، من أهل قرطبة، كان جده الأعلى سالم مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية، وكان ابن عبد ربه شاعرًا مذكورًا فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها، له شعر كثير، منه ما سماه الممحصات، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب، وكانت له في عصره شهرة واسعة وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر، أما كتابه: (العقد الفريد)، فمن أشهر كتب الأدب سماه العقد وأضف النساخ المتأخرون لفظ الفريد، وله أرجوزة تاريخية ذكر فيها الخلفاء وجعل معاوية رابعهم!! ولم يذكر عليًا فيهم، وقد طبع من ديوانه خمس قصائد، وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 {عَصِيًّا (14)} [14] كاف. {حَيًّا (15)} [15] تام، «إذ» ظرف لما مضى لا يعمل فيه «اذكر»؛ لأنَّه مستقبل، بل التقدير: اذكر ما جرى لمريم وقت كذا. {شَرْقِيًّا (16)} [16] جائز. {حِجَابًا} [17] حسن. {بَشَرًا سَوِيًّا (17)} [17] كاف، ومثله: «أعوذ بالرحمن منك»؛ لأنَّ قوله: «إن كنت تقيًّا» شرطًا، وجوابه محذوف، دل عليه ما قبله، أي: فإني عائدة منك، أو فلا تتعرض لي، أو فستتعظ، وقيل: إنَّ تقيًّا كان رجلًا فاسقًا، فظنت أنَّه هو ذلك الرجل، فمن ذلك تعوذت منه، ويجوز أن تكون للمبالغة، أي: إن كنت تقيًّا، فإني أعوذ منك، فكيف إذا لم تكن كذلك، فعلى هذا لا يجوز الوقف على «منك» (1). {تَقِيًّا (18)} [18] كاف، ومثله: «زكيًّا»، وكذا «بغيًّا». {عَلَيَّ هَيِّنٌ} [21] جائز؛ إن جعلت اللام للقسم، وهو غير جيد؛ لأنَّ لام القسم لا تكون إلَّا مفتوحة، وليس بوقف إن جعلت (لام كي) معطوفة على تعليل محذوف، تقديره: لنبين به قدرتنا ولنجعله، وهو أوضح، وما قاله أبو حاتم السجستاني: من أن اللام للقسم حذفت منه النون تخفيفًا، والتقدير: ولنجعلنه. مردود؛ لأنَّ اللام المكسورة لا تكون للقسم كما تقدم في براءة. {وَرَحْمَةً مِنَّا} [21] كاف. {مَقْضِيًّا (21)} [21] تام. {قَصِيًّا (22)} [22] كاف. {إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} [23] جائز، ومثله: «قبل هذا». {مَنْسِيًّا (23)} [23] كاف. {أَلَّا تَحْزَنِي} [24] حسن. {سَرِيًّا (24)} [24] كاف. من قرأ: {تُسَاقِطْ} [25] بتشديد السين، وهي قراءة الجمهور غير حفص، أصله: (تتساقط)، فأدغمت التاء في السين، وكذا من قرأ: «تساقط» بحذف التاء، فعليهما فنصب «رطبًا» على التمييز، وأما من قرأ (2): «تُسَاقِط» بضم التاء وكسر القاف، مضارع: ساقط، أو: يُساقِط، بضم الياء وكسر القاف، فـ «رطبًا» مفعول به، ومن قرأ (3): «يَسَّاقَط» بالتحتية؛ جعله للجذع، ومن قرأ (4): بالفوقية؛ جعله   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 161)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وهي قراءة حفص. (3) وهي قراءة يعقوب. (4) أي «تَسَاقَط»، وهي قراءة حمزة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 للنخلة (1). {جَنِيًّا (25)} [25] كاف، وأباه بعضهم؛ لأنَّ ما بعده جواب الأمر، وهو قوله: «فكلي». {وَقَرِّي عَيْنًا} [26] كاف؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} [26] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جواب الشرط «فقولي»، وبين هذا الجواب وشرطه جملة محذوفة تقديرها: فإما ترينّ من البشر أحدًا، فسألك الكلام فقولي، وبهذا المقدر يتخلص من إشكال وهو: أنَّ قولها «فلن أكلم اليوم إنسيًّا» كلام فيكون تناقضًا؛ لأنَّها كلمت إنسيًّا بكلام. {إِنْسِيًّا (26)} [26] كاف. {تَحْمِلُهُ} [27] حسن؛ بمعنى: حاملة له. {فَرِيًّا (27)} [27] كاف. {يَا أُخْتَ هَارُونَ} [28]، وهارون هذا كان من عباد بني إسرائيل كانت مريم تشبهه في كثرة العبادة، وليس هو: هرون أخا موسى بن عمران، فإنَّ بينهما مئينًا من السنين، قال ابن عباس: (هو عمران بن ماثان جد عيسى من قبل أمه). وقال الكلبي: (كان هرون أخا مريم من أبيها)، وقيل: كان هرون رجلًا فاسقًا شبهوها به، وقد ذكرت مريم في القرآن وكرر اسمها في أربعة وثلاثين موضعًا (2)، ولم يسم في القرآن من النساء غيرها (3). {امْرَأَ سَوْءٍ} [28] جائز. {بَغِيًّا (28)} [28] كاف، وكذا «فأشارت إليه»، ومثله: «صبيَّا»   (1) وجه من قرأ بتاء مفتوحة وتخفيف السين وفتح القاف؛ فالأصل: (تتساقط)، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا، ومن قرأ بضم التاء وكسر القاف وتخفيف السين؛ أنه مضارع: (ساقطت) متعد، و {رُطَبًا} مفعوله، والفاعل ضمير يعود على النخلة، ومن قرأ بالياء وفتحها وتشديد السين وفتح القاف؛ أنه مضارع: (تساقط)، أدغمت التاء في السين تخفيفًا، والفاعل ضمير يعود على الجذع، و {رُطَبًا} تمييز. والباقون كذلك، إلا أنهم قرءوه بالتاء؛ لأنها أيضًا مضارع: «تساقط»، وبها قرأ أبو بكر في وجهه الثاني. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 298)، الإعراب للنحاس (2/ 310)، الإملاء للعكبري (2/ 62)، الكشاف (2/ 507)، النشر (2/ 318). (2) وهم بالسور التالية: البقرة: 87، 253، آل عمران: 36، 37، 42، 43، 44، 45 ورد ذكرها بها مرتين، وسورة النساء: 156، 157، 171 ورد ذكرها بها مرتين، والمائدة: 17 وورد ذكرها بها مرتين، 46، 72، 75، 78، 110، 112، 114، 116، وسورة التوبة: 31، وسورة مريم: 16، 27، 34، وسورة المؤمنون: 50، وسورة الأحزاب: 7، وسورة الزخرف: 57، وسورة الحديد: 27، وسورة الصف: 6، 14، وسورة التحريم: 12. (3) انظر: تفسير الطبري (18/ 186)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} [30] جائز، ومثله: «نبيَّا». {أَيْنَ مَا كُنْتُ} [31] حسن، وقيل: كاف. {حَيًّا (31)} [31] حسن، إن نصب «برًّا» بمقدر، أو على قراءة من قرأ (1): «وبِرًّا بوالدتي»، وعلى قراءة العامة (2): «وبرًّا» بالنصب عطفًا على «مباركًا» من حيث كونه رأس آية يجوز. {بِوَالِدَتِي} [32] حسن. {شَقِيًّا (32)} [32] تام، ومثله: «حيًّا». {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} [34] كاف، لمن قرأ: «قول الحق» بالنصب، وهو عاصم وحمزة وابن عامر (3)؛ على أنَّ قول مصدر مؤكد لمضمون الجملة، أي: هذا الإخبار عن عيسى ابن مريم ثابت صدق، فهو من إضافة الموصوف إلى الصفة، كقولهم: وعد الصدق، أي: الوعد الصدق، وكذا كافٍ؛ إن رفع «قول» على قراءة من قرأه برفع اللام (4)؛ على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك قول الحق، أو ذلك الكلام قول الحق، أو هو قول الحق، يراد به: عيسى ابن مريم لا ما تدعونه عليه، فليس هو بابن الله تعالى كما تزعم النصارى، ولا لغير رشدة كما تزعم اليهود، وليس بوقف إن رفع «قول» بدلًا من «عيسى»؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف (5). {يَمْتَرُونَ (34)} [34] تام. {سُبْحَانَهُ} [35] حسن، ولو وقف على «من ولد»، وابتدئ: بـ «سبحانه» كان الوقف حسنًا أيضًا. {كُنْ} [35] جائز. {فَيَكُونُ (35)} [35] تام، لمن قرأ (6): «وإن الله» بكسر الهمزة؛ على الابتداء، أو خبر مبتدأ محذوف،   (1) وهي قراءة الحسن -أبو جعفر -أبي نهيك -أبو مجلز، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 298)، الإملاء للعكبري (2/ 62)، البحر المحيط (6/ 177، 187)، الكشاف (2/ 508)، المحتسب لابن جني (2/ 42). (2) أي: الأئمة العشرة. (3) انظر هذه القراءة في: التيسير (ص: 149)، الكشاف (2/ 509)، النشر (2/ 318). (4) وجه من قرأ بنصب اللام؛ أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة، أي: هذه الأخبار عن عيسى أنه ابن مريم صدوق وليس منسوبًا لغيرها، أي: أقول قول الحق، فالحق صدق، وهو من إضافة الموصوف إلى صفته، أي: القول الحق. ووجه من قرأ: برفع اللام؛ على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: نسبته إلى أمه فقط قول الحق. انظر: المصادر السابقة. (5) انظر: تفسير الطبري (18/ 193)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (6) وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف. وقرأ الباقون بفتحها. وجه من قرأ بكسر الهمزة؛ أن ذلك على الاستئناف. ووجه من قرأ: بفتحها؛ فعلى أنه مجرور بلام محذوفة؛ والمعنى: ولوحدانيته تعالى في الربوبية أطيعوه، وقرأ الباقون: بالتشديد مع فتح الكاف مضارع: (تذكر). انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 299)، الكشف للقيسي (2/ 89)، النشر (2/ 318). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 أي: والأمر أنَّ الله، قاله الكسائي. وليس بوقف لمن قرأ (1): بفتحها، عطفًا على الصلاة، فتكون «إن» في موضع خفض بإضمار الجار، أي: وأوصاني بالصلاة وبالزكاة وبأنَّ الله ربي؛ فعلى هذا لا يوقف على «فيكون» ولا على ما بين أول القصة إلى هنا، إلاَّ على سبيل التسامح لطول الكلام، وقياس سيبويه: أنَّ هذه الآية تكون من المقدم والمؤخر، فتكون «أن» منصوبة بقوله: «فاعبدوه»؛ فكأنَّه قال: فاعبدوا الله؛ لأنَّه ربي وربكم، أو نصب «إن» عطفًا على قوله: «إذا قضى أمرًا»، أي: وقضى بأنَّ الله ربي وربكم، فتكون «أن» في محل نصب. {فَاعْبُدُوهُ} [36] تام، ومثله: «مستقيم». {مِنْ بَيْنِهِمْ} [37] حسن؛ لأنَّ ما بعده مبتدأ. {عَظِيمٍ (37)} [37] كاف، وقيل: تام. {يَوْمَ يَأْتُونَنَا} [38] تجاوزه أجود؛ للاستدراك بعده، ولجواز الوقف مدخل لقوم. {مُبِينٍ (38)} [38] كاف. {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [39] حسن، ومثله: «وهم في غفلة»، وليس بوقف إن جعلا حالين من الضمير المستتر: «في ضلال مبين»، أي: استقروا في ضلال مبين، على هاتين الحالتين السيئتين، وكذا إن جعلا حالين من مفعول «أنذرهم»، أي: أنذرهم على هذه الحالة وما بعدها، وعلى الأول يكون قوله: «وأنذرهم» اعتراضًا. {لَا يُؤْمِنُونَ (39)} [39] تام. {وَمَنْ عَلَيْهَا} [40] جائز. {يُرْجَعُونَ (40)} [40] تام. {فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} [41] جائز. {نَبِيًّا (41)} [41] كاف، إن علق «إذ» بـ «اذكر» مقدرًا، وليس بوقف إن جعل «إذ» منصوبًا بـ «كان» أو «صديقًا»، أي: كان جامعًا لمقام الصديقين والأنبياء حين خاطب أباه بتلك المخاطبات. {عَنْكَ شَيْئًا (42)} [42] كاف. {مَا لَمْ يَأْتِكَ} [43] حسن. {سَوِيًّا (43)} [43] كاف، ومثله: «لا تعبد الشيطان»، وكذا «عصيًّا»، و «وليًّا»، وقال بعضهم: ليس «وليًّا» بوقف، وإنَّما الوقف عن «آلهتي»، وقال بعضهم: الوقف على «إبراهيم» ويجعل النداء   (1) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 متعلقًا بأول الكلام، أي: يا إبراهيم أراغب أنت عن آلهتي. و {عَنْ آَلِهَتِي} [46] تام عند نافع وأحمد بن جعفر، ثم يبتدئ: «يا إبراهيم»؛ على الاستئناف. {لَأَرْجُمَنَّكَ} [46] حسن. {مَلِيًّا (46)} [46] كاف، ومثله: «سلام عليك» للابتداء بسين الاستقبال، ومثله: «ربي»، وكذا «بي حفيًّا». {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [48] حسن. {وَأَدْعُو رَبِّي} [48] جائز، والوصل أولى؛ لأنَّ «عسى» كلمة ترج للإجابة فتوصل بالدعاء. {رَبِّي شَقِيًّا (48)} [48] كاف. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [49] الثاني ليس بوقف؛ لأنَّ «وهبنا له» جواب «فلما». {وَيَعْقُوبَ} [49] حسن؛ لأنَّ «كُلًّا» منصوب بـ «جعلنا»، ولذلك لم يكن معطوفًا على ما قبله. {جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)} [49] كاف. {مِنْ رَحْمَتِنَا} [50] حسن. {عَلِيًّا (50)} [50] كاف. {مُوسَى} [51] جائز؛ للابتداء بـ «إن»، ومثله: «مخلصًا». {نَبِيًّا (51)} [51] كاف. {الْأَيْمَنِ} [52] حسن، ومثله: «نجيًّا». {نَبِيًّا (53)} [53] تام. {إِسْمَاعِيلَ} [54] جائز، ومثله: «صادق الوعد». {نَبِيًّا (54)} [54] كاف. {بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ} [55] حسن. {مَرْضِيًّا (55)} [55] تام. {إِدْرِيسَ} [56] جائز. {نَبِيًّا (56)} [56] كاف، ومثله: «عليًّا». {مَعَ نُوحٍ} [58] جائز. {وَاجْتَبَيْنَا} [58] كاف. {وَبُكِيًّا ((58)} [58] كاف. {الشَّهَوَاتِ} [59] جائز؛ للابتداء بالتهديد. {غَيًّا (59)} [59] جائز؛ لكونه رأس آية، قال عبد الله بن عمرو: الغيّ؛ وادٍ في جهنم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [60] الأَوْلَى وصله، وما بعده إلى «بالغيب» فلا يوقف على «شيئًا»؛ لأنّ «جنات عدن» بدل من «الجنة» وإن نصب «جنات» بفعل مقدر حسن الوقف على «شيئًا»، وكذا يحسن الوقف عليه على قراءة من قرأ: «جناتُ» بالرفع على إضمار مبتدأ محذوف، تقديره: تلك جنات عدن، وبها قرأ أبو حيوة والحسن وعيسى بن عمر والأعمش (1)، وقرأ العامة بكسر التاء (2). {بِالْغَيْبِ} [61] حسن. {مَأْتِيًّا (61)} [61] كاف. {إِلَّا سَلَامًا} [62] استثناء منقطع؛ لأنَّ: سلام الملائكة، ليس من جنس اللغو، فهو من قوله: وَلا عَيبَ فيهِم غَيرَ أَنَّ سُيوفَهُم ... بِهِنَّ فُلولٌ مِن قِراعِ الكَتائِبِ (3) يعني إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعده أحد عيبًا فانتفى عنهم العيب بدليله. {وَعَشِيًّا (62)} [62] كاف. {تَقِيًّا (63)} [63] تام. {رَبِّكَ} [64] حسن، ومثله: «ما بين ذلك». {نَسِيًّا (64)} [64] تام، إن جعل (رب) خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك رب، وجائز: إن جعل بدلًا من «ربك»، وجاوز إن تعلق به ذلك؛ لأنَّه رأس آية. {وَمَا بَيْنَهُمَا} [65] كاف، ومثله: «لعبادته». {سَمِيًّا (65)} [65] تام. {أَئِذَا مَا مِتُّ} [66] ليس بوقف؛ لفصله بين القول والمقول، وهما كشيء واحد. {حَيًّا (66)} [66] تام. {أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ} [67] لا يحسن الوقف عليه؛ لأنَّ «ولم يك شيئًا» معطوف على ما قبله. {وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)} [67] حسن، وقيل: تام. {والشياطينَ} [68] جائز، ومثله: «جثيًّا». {مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ} [69] ليس بوقف؛ لأنَّ موضع، أي: نصب، وإن كانت في اللفظ مرفوعة، وسأل   (1) وكذا رويت عن الشنبوذي وأحمد بن موسى، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 300)، البحر المحيط (6/ 201)، الكشاف (2/ 515). (2) أي: الأئمة العشرة. (3) هو من الطويل، وقائله النابغة الذبياني، من قصيدة يقول في مطلعها: كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ ... وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِب - الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 سيبويه الخليل بن أحمد عنها؟ فقال: هي مرفوعة على الحكاية بمنزلة قول الأخطل: وَلَقَد أَكونُ مِنَ الفَتاةِ بِمَنزِلٍ ... فَأَبيتُ لا حَرِجٌ وَلا مَحرومُ (1) كأنه قال: الذي يقال: لا هو حرج ولا محروم، وكأنه في الآية قال: من كل شيعة الذي يقال: أيهم أشد، ومن قرأ (2): «أَيَّهُمْ» بالنصب، لا يسوغ له الوقف على «شيعة» على حالة من الأحوال. {عِتِيًّا (69)} [69] جائز، ومثله: «صليًّا»؛ لأنهما رأسا آية. {وَارِدُهَا} [71] كاف. و {مَقْضِيًّا (71)} [71] جائز. {جِثِيًّا (72)} [72] تام، ولا وقف إلى قوله: «نديًّا» فلا يوقف على «بيناتٍ»؛ لأن: «قال» جواب «إذا» ولا على «الذين آمنوا»؛ لأنَّ ما بعده مقول «قال». {نَدِيًّا (73)} [73] كاف، ومثله: «من قرن»، وكذا «ورئيًا»، وكذا «مدًّا» وجواب «إذا» محذوف، تقديره: إذا رأوا العذاب، أو الساعة آمنوا. {وَإِمَّا السَّاعَةَ} [75] جائز؛ للابتداء بالتهديد. {وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)} [75] تام، ومثله: «هدى» عند أبي حاتم، وكذا «مردًّا»، و «ولدًا»؛ لأنه آخر كلامهم. {الْغَيْبَ} [78] ليس بوقف؛ لأنَّ «أم» معادلة للهمزة في «أطلع» فلا يفصل بينهما؛ لأنهما كالشيء الواحد. {عَهْدًا (78)} [78] تام، و «كلَّا» أتم منه؛ لأنها للردع والزجر قاله الخليل وسيبويه، وقال أبو حاتم: هي بمعنى (ألَا) الاستفتاحية، وهذه هي الأولى من لفظ «كلَّا» الواقع في القرآن في ثلاثة   (1) هو من الكامل، وقائله الأخطل، من قصيدة يقول في مطلعها: صَرَمَت أُمامَةُ حَبلَها وَرَعومُ ... وَبَدا المُجَمجَمُ مِنهُما المَكتومُ الأَخطَل (19 - 90 هـ/640 - 708 م) غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب، شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع، اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم، وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل. نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره، وكان معجبًا بأدبه، تياهًا، كثير العناية بشعره، وكانت إقامته حينًا في دمشق وحينًا في الجزيرة.-الموسوعة الشعرية (2) ورويت عن هارون ومعاذ بن مسلم الهراء وطلحة بن مصرف والأعرج وزائدة والأعمش، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 322)، الإملاء للعكبري (2/ 63)، البحر المحيط (6/ 209)، تفسير القرطبي (11/ 133). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة وليس في النصف الأول منها شيء (1)، وسئل جعفر بن محمد عن «كلَّا» لِم لم يقع في النصف الأول منها شيء؟ فقال: لأنَّ معناها الوعيد والتهديد فلم تنزل إلَّا بمكة؛ لأن أهلها جبابرة، فهي ميعاد للكفار. وأحسن ما قيل في معنى: «كلَّا»؛ أنها تنقسم قسمين، أحدهما: أن تكون ردعًا وزجرًا لما قبلها، أو تكون بمعنى: (ألَا)، بالتخفيف، فإن كانت للردع والزجر حسن الوقف عليها، ويبتدأ بما بعدها، وهذا قول الخليل بن أحمد، وإن كانت بمعنى: (ألَا)، أو حقًا؛ فإنه يوقف على ما قبلها، ويبتدأ بها، وهذا قول أبي حاتم السجستاني، وإذا تدبرت جميع ما في القرآن من لفظ «كلَّا» وجدته على ما قاله الخليل كما تقدم. {مَدًّا (79)} [79] جائز، ولا يوقف على «يقول» لعطف ما بعده على ما قبله. {فَرْدًا (80)} [80] كاف. {عِزًّا (81)} [81] جائز. {كَلَّا} [82] تام؛ لأنها للردع، وللزجر كالتي قبلها. {ضِدًّا (82)} [82] تام. {أَزًّا (83)} [83] جائز، ومثله: «فلا تعجل عليهم». {عَدًّا (84)} [84] كاف؛ إن نصب «يوم» بمضمر، أو قطع عما قبله بالإغراء، وجائز إن نصب بـ «نعد لهم» وإنما جاز؛ لأنه رأس آية. {وَفْدًا (85)} [85] جائز، وإنما جاز مع العطف؛ لأنَّ هذا من عطف الجمل عند بعضهم. {وِرْدًا (86)} [86] حسن؛ لئلا تشتبه بالجملة بعد التي لنفي شفاعة معبوداتهم، وردًا لقولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله بالوصف لهم بالجملة. {عَهْدًا (87)} [87] جائز، وقيل: تام؛ لأنه لو وصل لا يعطف: «وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا» على «اتخذ عند الرحمن عهدًا» وإن كان «اتخذ» موحدًا على لفظ «مَن» فإن قالوا عائد على معنى: من؛ لأنَّ من يصلح للجمع فيؤدي إذا إلى إثبات الشفاعة لمن قال اتخذ الرحمن ولدًا، قاله السجاوندي. وتفيده عبارة أبي حيان فانظرها إن شئت (2).   (1) وهي كما ذكر المصنف ثلاثة وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة وهي: مريم: 79، 82، وسورة المؤمنون: 100، وسورة الشعراء: 15، 62، وسورة سبأ: 27، وسورة المعارج: 15، 39، وسورة المدثر: 16، 32، 53، 54، وسورة القيامة: 11، 20، 26، وسورة النبأ: 4، 5، وسورة عبس: 11، 23، وسورة الانفطار: 9، وسورة المطففين: 7، 14، 15، 18، وسورة الفجر: 17، 21، وسورة العلق: 6، 15، 19، وسورة التكاثر: 3، 4، 5، وسورة الهمزة: 4. (2) يقصد في تفسيره البحر المحيط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 {وَلَدًا (88)} [88] جائز. {إِدًّا (89)} [89] كافٍ، ومعنى: «إدًّا»؛ أي: منكرًا. {يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} [90] جائز، قرأ أبو عمرو وأبو بكر: بالياء والنون هنا وفي الشورى، وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وحفص عن عاصم: بالياء والتاء وتشديد الطاء فيهما، وقرأ حمزة وابن عامر في هذه السورة بالياء والنون وفي الشورى بالياء والتاء وتشديد الطاء (1). {هَدًّا (90)} [90] ليس بوقف؛ لأنَّ «أن» موضعها نصب بما قبلها، أي: بأن دعوا. {وَلَدًا (91)} [91] كاف، وقيل: تام. {أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)} [92] تام، رسموا: «آتي الرحمن» بالياء كما ترى. {عَبْدًا (93)} [93] كاف، ومثله: «عَدًّا». {فَرْدًا (95)} [95] تام، ومثله: «وُدًّا» وكذا «لُدًّا»؛ أي: شدادًا في الخصومة وهم الكفار. {مِنْ قَرْنٍ} [98] حسن. {مِنْ أَحَدٍ} [98] ليس بوقف لعطف ما بعده بأو على ما قبله. آخر السورة تام.   (1) وجه من قرأ بتاء مفتوحة وتشديد الطاء وفتحها؛ أنه مضارع: (تفطر)، بمعنى: تشقق. وقرأ الباقون: بنون ساكنة بعد الياء مع كسر الطاء مخففة؛ على أنه مضارع: (انفطر)؛ بمعنى: انشق. وقرأ الباقون: {يَتَفَطَّرنَ} بتاء مفتوحة وتشديد الفاء وفتحها. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 301)، الإعراب للنحاس (2/ 328)، الإملاء للعكبري (2/ 64)، النشر (2/ 319)، المعاني للفراء (2/ 174). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 سورة طه -عليه الصلاة والسلام- مكية -[آيها:] مائة وثلاثون واثنتان في البصري، وأربع في المدنيين والمكي، وخمس في الكوفي، وأربعون في الشامي. - وكلمها: ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعون كلمة. - وحروفها: خمسة آلاف ومائتان وحرفان. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع خمسة مواضع: {فَاعْبُدْنِي} [14]، {ولا بِرَأْسِي} [94]، {مِنْهَا جَمِيعًا} [123]، {مَعِيشَةً ضَنْكًا} [124]، {لَكَانَ لِزَامًا} [129]. {طه (1)} [1] كاف، لمن جعلها اسمًا أو افتتاحًا للسورة، فتكون في موضع نصب بفعل مضمر، تقديره: اتل، أو اقرأ، وليس بوقف؛ لمن فسّر «طه» بـ (يا إنسان) لاتصاله بما بعده، أو سكن الهاء بمعنى: طأ الأرض بقدميك، فهو فعل أمر، والهاء مفعول، أو للسكت، أو مبدلة من الهمزة، أي: قلبوا الهمزة هاء فصار «طه»، وليس «طه» بوقف إن جعل «طه» قسمًا، جوابه: «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»، فلا يفصل بين القسم وجوابه، وأمال الطاء والهاء حمزة وورش والكسائي، وأمال أبو عمرو الهاء فقط، والباقون: بفتحها (1). {لِتَشْقَى (2)} [2] ليس بوقف؛ للاستثناء بعده. {لِمَنْ يَخْشَى (3)} [3] كاف؛ إن نصب ما بعده بفعل مقدر، أي: نزله تنزيلًا، وليس بوقف إن نصب «تنزيلًا» بدل اشتمال من «تذكرة»، أو جعل «تنزيلًا» حالًا لا مفعولًا له؛ لأنَّ الشيء لا يعلل بنفسه، إذ يصير التقدير: ما أنزلنا القرآن إلا للتنزيل. {الْعُلَا (4)} [4] كاف، ومثله: «استوى»، ومنهم من يجعل «له ما في السماوات» من صلة «استوى»، وفاعل «استوى» «ما» الموصولة بعده، أي: استوى الذي له ما في السموات، فعلى هذا يكون الوقف على «العرش» تامًا، كذا يروى عن ابن عباس، وأنَّه كان يقف على العرش وهو بعيد، إذ يبقى قوله: «الرحمن على العرش» كلامًا تامًا، ولا يصح ذلك، انظر السمين. {الثَّرَى (6)} [6] تام، ومثله: «وأخفى». {إِلَّا هُوَ} [8] حسن. {الْحُسْنَى (8)} [8] تام. {حَدِيثُ مُوسَى (9)} [9] ليس بوقف؛ لأنَّ «إذ» ظرف منصوب بما قبله، وهو: الإتيان، ومن   (1) انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 330)، التيسير (ص: 150)، النشر (2/ 71). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 وقف جعل «إذ» ظرفًا منصوبًا بمحذوف مقدمًا، أي: اذكر إذ، أو بعده، أي: إذ رأى نارًا كان كيت وكيت. {إِذْ رَأَى نَارًا} [10] جائز، ومثله: «امكثوا». {هُدًى (10)} [10] كاف. {نُودِيَ يَا مُوسَى (11)} [11] حسن، لمن قرأ (1): «إنّي» بكسر الهمزة؛ بمعنى: القول، وهي تكسر بعده، وليس بوقف لمن فتحها، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو (2)، وموضعها رفع؛ لأنّه قام مقام الفاعل في: «نودي»، وحذف تعظيمًا. {نَعْلَيْكَ} [12] جائز؛ للابتداء بـ «إن». {طُوًى (12)} [12] كاف، ومثله: «وأنا اخترتك»؛ لمن قرأ: «وأنَا اخترتك» بالتخفيف (3)، فـ «أنا» مبتدأ، وليس بوقف على قراءة حمزة: «وأنَّا اخترنَاك» بفتح الهمزة، «وأنّا» بالتشديد عطفًا على (أن) بفتح الهمزة (4). {لِمَا يُوحَى (13)} [13] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إنَّني أنا الله لا إله إلَّا أنا» بيان وتفسير للإبهام في «لما يوحى» فلا يفصل بين المفسِّر والمفسَّر. {فَاعْبُدْنِي} [14] جائز، وقيل: لا يجوز للعطف. {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)} [14] {لِذِكْرِي (14)} [14] تام، واستحسن أبو جعفر أنَّ خبر (كاد) محذوف، تقديره: أكاد أظهرها، وآتي بها لقربها، إلَّا إن كان أخفى من الأضداد، بمعنى: الإظهار، فالوقف على «أكاد»، والأكثر على الوصل، وحاصل معنى الآية: أنّه يحتمل الظهور والستر، فإذا كان معناها: الظهور، اتصلت بما بعدها في المعنى، وتقديره: أظهرها لتجزى، وإذا كان معناها: الستر، تعلقت اللام بما قبلها، أي: هي آتية لتجزى، وهو تفصيل حسن. {بِمَا تَسْعَى (15)} [15] كاف، ومثله: «فتردى».   (1) انظر هذه القراءة في: الكشاف (2/ 531)، السبعة (ص: 417)، النشر (2/ 323). (2) وجه من قرأ بفتح الهمزة؛ فذلك على تقدير الباء، أي: بأني. ووجه من قرأ: بالكسر؛ فعلى إضمار القول. انظر: المصادر السابقة. (3) وهي قراءة الأئمة العشرة سوى حمزة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 302، 303)، التيسير (ص: 150، 151)، النشر (2/ 330). (4) وجه من قرأ: {أَنَّا} بتشديد النون، و {اِخْتَرَنَاكَ} [13] بنون وألف؛ أنه ضمير المتكلم المعظم نفسه، ووجه من قرأ: بتخفيف نون: {أَنَا}، و {اْخَتَرْتُكَ} بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد حملًا على ما قبله. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 {يَا مُوسَى (17)} [17] كاف. {عَلَى غَنَمِي} [18] جائز. {أُخْرَى (18)} [18] كاف. {يَا مُوسَى (19)} [19] جائز. {تَسْعَى (20)} [20] كاف. {سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)} [21] كذلك على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على «خذها»، وعليه فلا يوقف على «لا تخف» ولا على «الأولى». {آَيَةً أُخْرَى (22)} [22] جائز؛ إن أضمر فعل بعدها، أي: فعلنا ذلك لنريك من آياتنا، مفعول «لنريك»، والثاني: «الكبرى»، أو «من آياتنا» المفعول الثاني، و «الكبرى» صفة لـ «آياتنا»، وهو المختار. {الْكُبْرَى (23)} [23] تام؛ لاستئناف الأمر. {طَغَى (24)} [24] كاف. {مِنْ لِسَانِي (27)} [27] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يفقهوا قولي»، جواب قوله: «واحلل عقدة». {يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)} [28] جائز، ومثله: «من أهلي» إن نصب «هارون» بفعل مقدر، أي: أخص هرون، وكذا يوقف على «أهلي» إن جعل «أخي» مبتدأ، و «اشدد» خبره، وليس من «أهلي» بوقف إن جعل «هارون» بدلًا من «وزيرًا»، ويوقف على «أهلي» إن جعلت همزة «اشدد» همزة وصل، وليس «أهلي»، وكذا «أخي» بوقف على قراءة ابن عامر (1): «أشدد» بفتح همزة المتكلم، وجزم الفعل جوابًا للأمر في قوله: «واجعل لي وزيرًا»؛ فكأنَّه قال: اجعل لي وزيرًا أُشدد به أزري وأشركه، بضم الهمزة وجزم الفعل؛ لأنَّه يجزم «أشددْ» جوابًا لقوله: «واجعل»، «وأشركه» عطف عليه، وعلى قراءته لا يوقف على «أزري»؛ لعطف ما بعده على ما قبله، وعلى قراءة غيره فالوقف على «أزري» حسن؛ وذلك أنّ «وأشركه» دعاء ثان فالوقف فاصل بين الدعوتين، ولا يوقف من قوله: «واجعل لي وزيرًا» إلى «كثيرًا» الثاني؛ لأنَّ العطف صيّرها كالشيء الواحد، وإن جعلت همزة «اشدد» همزة وصل جاز (2). {كَثِيرًا (34)} [34] الثاني كاف (3). {بَصِيرًا (35)} [35] تام.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 303)، التيسير (ص: 154)، تفسير القرطبي (11/ 194)، السبعة (ص: 418)، الغيث للصفاقسي (ص: 287)، الكشاف (2/ 525)، الكشف للقيسي (2/ 109)، النشر (2/ 323). (2) انظر: تفسير الطبري (18/ 298)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وذكر لفظ: (الثاني) تمييزًا له عن الموضع الأول وهو قوله: «كي نسبحك كثيرا» [33] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 {سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)} [36] جائز عند قوم، ثم لا وقف من قوله: «ولقد مننا» إلى «اليم» فلا يوقف على «أخرى»؛ للتعليل بعده، ولا على «يوحى»؛ لأنَّ: «أن اقذفيه» تفسير: «ما يوحى» فلا يفصل بين المفسِّر والمفسَّر، أو «أن» مصدرية ومحلها نصب بدل من «ما» في «ما يوحى». {فِي الْيَمِّ} [39] حسن. {بِالسَّاحِلِ} [39] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يأخذه»، جواب الأمر، وهو قوله: «فليلقه». {وَعَدُوٌّ لَهُ} [39] جائز. {مَحَبَّةً مِنِّي} [39] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله على قراءة الجمهور، «ولِتصنع» بكسر (لام كي) ونصب الفعل، ومن قرأ (1): «ولْتصنعْ» بسكون اللام والجزم، وقف على «عيني»، ولو وصله لصار «إذ» ظرفًا «لتصنع»، وليس بظرف له، ومن قرأ (2): «ولِتَصْنَعَ» بفتح التاء والنصب، أي: لتعمل أنت يا موسى بمرأى مني، فلا يوقف على «عيني». {مَنْ يَكْفُلُهُ} [40] جائز. {وَلَا تَحْزَنَ} [40] كاف؛ لأنَّه آخر الكلام ورأس آية. {فُتُونًا} [40] حسن، ومثله: «على قدر يا موسى»، و «لنفسي»، و «بآياتي»، و «ذكري». {طَغَى (43)} [43] جائز. {أَوْ يَخْشَى (44)} [44] كاف. {قَوْلًا لَيِّنًا} [44] ليس بوقف؛ لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كـ (لام كي)، وقرأ أبو معاذ (3): «قولًا ليْنًا» فخفف: لين، كميّت وميْت، قال السُدّي: أوحى الله إلى موسى أن يذهب إلى فرعون هو وهارون، وأن يقولا له قولًا لينًا؛ لعله يتذكر أو يخشى، فقال له موسى: هل لك إلى أن يردّ الله عليك شبابك، ويردّ مناكحك، ومشاربك، وإذا مت دخلت الجنة، وتؤمن، فكان هذا القول اللين، فركن إليه، وقال: مكانك حتى يأتي هامان، فلما جاء، قال له: أتَعبُد بعد أن كنت تُعبَد؟ أنا أردُّك شابًا؛ فخضّبه بالسواد، فكان أول من خضّب. وفي الرواية: ليس في القرآن من الله لفظ (لعل وعسى) إلَّا وقد كان (4)، فلما قال تعالى: «لعله يتذكر أو يخشى»؛ تذكر وخشي حيث لم ينفعه بعد أن أدركه   (1) وهي قراءة أبي جعفر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 303)، البحر المحيط (6/ 242)، تفسير القرطبي (11/ 197)، السبعة (ص: 426)، الغيث للصفاقسي (ص: 287)، الكشاف (2/ 536)، تفسير الرازي (22/ 54)، النشر (2/ 320). (2) وهي قراءة الحسن -أبو نهيك، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 66)، البحر المحيط (6/ 242)، تفسير الطبري (16/ 123)، تفسير القرطبي (11/ 197). (3) وهي قراءة شاذة، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. (4) لم أستدل عليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 الغرق (1). {أَوْ أَنْ يَطْغَى (45)} [45] حسن. {لَا تَخَافَا} [46] جائز، ومثله: «وأرى». {رَسُولَا رَبِّكَ} [47] ليس بوقف لمكان الفاء. {وَلَا تُعَذِّبْهُمْ} [47] حسن؛ لأنَّ «قد» لتوكيد الابتداء، ومثله: «بآية من ربك». {الْهُدَى (47)} [47] كاف، ومثله: «وتولى»، وكذا «يا موسى»، و «ثم هدى»، و «الأُولَى»، و «في كتاب» كلها وقوف كافية. {وَلَا يَنْسَى (52)} [52] تام؛ لأنَّه آخر كلام موسى، وما بعده من كلام الله مستأنف، فـ «الذي» خبر مبتدأ محذوف، أو منصوب بإضمار، أو مدح، وليس بوقف إن جعل بدلًا، أو صفة لـ «ربي»، وعليهما فلا يوقف على «في كتاب». {سُبُلًا} [53] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {مَاءً} [53] حسن؛ لأنَّه آخر كلام موسى على القول الثاني، ثم قال تعالى: «فأخرجنا به» إلى قوله: «أنعامكم». {شَتَّى (53)} [53] كاف، ومثله: «أنعامكم». {لِأُولِي النُّهَى (54)} [54] تام، ومثله: «تارة أخرى»، و «فكذب وأبى»، و «بسحرك يا موسى» كلها وقوف تقرب من التام. {بِسِحْرٍ مِثْلِهِ} [58] جائز، ومثله: «موعدًا». {مَكَانًا سُوًى (58)} [58] كاف. {يَوْمُ الزِّينَةِ} [59] ليس بوقف سواء رفع (2): «يوم» أو نصب؛ لأنَّ قوله: «وأن يحشر الناس ضحى» موضع «أن» رفع لمن رفع «يوم»، أو نصب لمن نصبها، وقرئ شاذًا: «وأن تَحْشُرَ» بتاء الخطاب (3)، و «وأن   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 313)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) قراءة الأئمة العشرة الرفع لـ «يومُ»، وقرأ بالنصب أبو عمرو وعاصم في غير المتواتر عنهما، والمطوعي وقتادة والحسن والأعمش وأبوحيوة وابن أبي عبلة والجحدري وابن هبيرة والزعفراني والسلمي والثقفي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 304)، الإعراب للنحاس (2/ 342)، الإملاء للعكبري (2/ 67)، البحر المحيط (6/ 252)، تفسير القرطبي (11/ 213)، المحتسب لابن جني (2/ 53)، تفسير الرازي (22/ 71). (3) وهي قراءة ابن مسعود -الجحدري -أبو نهيك -أبو عمران الجوني -عمرو بن فايد -أبو بكرة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 67)، البحر المحيط (6/ 254)، تفسير القرطبي (11/ 214)، الكشاف (2/ 542)، تفسير الرازي (22/ 73). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 يَحْشُرَ» بياء الغيبة (1)، ونصب «الناسَ» في القراءتين، والضمير فيهما لفرعون، أي: وأن تحشر يا فرعون، أو أن يحشر فرعون الناس (2). {ثُمَّ أَتَى (60)} [60] كاف. {بِعَذَابٍ} [61] حسن؛ لاختلاف الجملتين. {مَنِ افْتَرَى (61)} [61] كاف. {بَيْنَهُمْ} [62] جائز. {النَّجْوَى (62)} [62] كاف؛ على قراءة من قرأ: «إنَّ هذان لساحران»؛ على أنَّ إنَّ حرف جواب كنعم، و «هذان» مبتدأ، و «لساحران» خبره، واللام زائدة، كذا أوَّله بعضهم بجعل «إنَّ» بمعنى: نعم، وحُكي أنَّ رجلًا قال لابن الزبير: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إنَّ وراكبها؛ أي: نعم، ولُعن راكبها، وفيه دخول اللام على خبر المبتدأ غير المؤكد بإنَّ المكسورة، ومثله لا يقع إلَّا ضرورة كقوله: أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ ... تَرْضَى مِنَ اللَحْمِ بَعَظْمِ الرَقَبَهْ (3) {(الْمُثْلَى (63)} [63] كاف، ومثله: «صفًّا»، وكذا «من استعلى»، و «أول من ألقى». {بَلْ أَلْقُوا} [66] جائز. {تَسْعَى (66)} [66] كاف، ومثله: «خيفة موسى». {لَا تَخَفْ} [68] جائز. {الْأَعْلَى (68)} [68] كاف. {مَا صَنَعُوا} [69] حسن، ومثله: «كيد ساحر». {حَيْثُ أَتَى (69)} [69] كاف، وقريء (4): «كيدُ سِحْرٍ» بغير ألف، وعليها يكون الوقف كافيًا. {سُجَّدًا} [70] جائز. {بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} [70] كاف. {قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ} [71] حسن؛ على استئناف ما بعده.   (1) وهي قراءة ابن مسعود -الجحدري -أبو نهيك -أبو عمران الجوني -عمرو بن فايد. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 254)، تفسير القرطبي (11/ 214)، المحتسب لابن جني (2/ 54). (2) انظر: تفسير الطبري (18/ 323)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) هو من الرجز، وقائله رؤبة بن العجاج، سبق ترجمته.-الموسوعة الشعرية (4) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. وجه من قرأ بكسر السين من غير ألف؛ بمعنى: كيد ذي سحر، أو هم نفس السحر على المبالغة. وقرأ الباقون: بفتح السين وبالألف وكسر الحاء فاعل من سحر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 305)، التيسير (ص: 152)، الحجة لأبي زرعة (ص: 161)، النشر (2/ 328). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 {عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} [71] جائز، لتَضَمُن اللام والنون معنى: القسم، كذا قيل، وفيه نظر؛ لأنَّ الكلام صادر من واحد، فلا وقف إلى «وأبقى»، ولو كان صادرًا من اثنين؛ لكان الوقف عليه وعلى «جذوع النخل» كذلك. {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [71] حسن؛ للابتداء بلام القسم. {عَذَابًا وَأَبْقَى (71)} [71] كاف. {وَالَّذِي فَطَرَنَا} [72] حسن، الواو للقسم، ودليل جوابه ما قبله، وهو: «لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات» كما تقول: لن أقوم والله، فما قبل القسم قد كفي عن جوابه، والجواب محذوف، أي: وحق الذي فطرنا لا نؤثرك على الحق، والأصح أنَّ الواو للعطف على ما جاءنا، أي: وعلى الذي فطرنا لما لاحت لهم حجة الله في المعجز. {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [72] حسن، ومثله: «الحياة الدنيا». {خَطَايَانَا} [73] ليس بوقف؛ لأنَّ موضع «ما» نصب بالعطف على «خطايانا»، أي: ويغفر لنا ما أكرهتنا عليه من السحر، فـ «ما» اسم ناقص، ومن جعل «ما» نافية، وقف على «خطايانا». {مِنَ السِّحْرِ} [73] تام. {وَأَبْقَى (73)} [73] تام؛ على أنَّ ما بعده من كلام الله، وليس بوقف إن جعل من كلام السحرة. {مُجْرِمًا} [74] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {جَهَنَّمَ} [74] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن كان صفة لها. {وَلَا يَحْيَى (74)} [74] كاف. {الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75)} [75] كاف؛ إن رفعت «جنات»؛ على الاستئناف خبر مبتدأ محذوف، وجائز إن رفعتها بدلًا من الدرجات، وإنَّما جاز الوقف؛ لأنَّه رأس آية. {خَالِدِينَ فِيهَا} [76] حسن. {مَنْ تَزَكَّى (76)} [76] تام. {يَبَسًا} [77] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفةً لطريقًا؛ بمعنى: لا تخاف فيه، وكذا ليس بوقف على قراءة حمزة (1): «لا تخفْ» بالجزم، جواب: الأمر، وهو: فاضرب، أي: أن تضرب لهم طريقًا في البحر، لا تخف دركًا، ثم تبتدئ: «ولا تخشى» فلا نافية، أي: وأنت لا تخشى غرقًا، وإن جعلته مجزومًا بالعطف على «لا تخف» لم يوقف على «دركًا»، ويجوز جعل «لا تخاف» جواب   (1) وجه من قرأ بسكون الفاء من غير ألف، أي: بجزم الفاء؛ على أنه جواب الأمر، أو مجزوم بلا الناهية. وقرأ الباقون: بالمد والرفع على الاستئناف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 306)، الإعراب للنحاس (2/ 351)، الإملاء للعكبري (2/ 68)، البحر المحيط (6/ 264)، التيسير (ص: 152). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 الأمر، وأثبتوا الألف فيه قياسًا على قول الشاعر: أَلَم يَأْتِيكَ وَالأَنماءُ تَنمي ... بِما لاقَت لَبونُ بَني زِيادِ (1) {وَلَا تَخْشَى (77)} [77] تام. {مَا غَشِيَهُمْ (78)} [78] كاف. {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} [79] جائز. {وَمَا هَدَى (79)} [79] تام؛ للابتداء بالنداء. {مِنْ عَدُوِّكُمْ} [80] جائز، ومثله: «الأيمن». {والسَّلْوَى (80)} [80] كاف. {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ} [81] ليس بوقف؛ لأنَّ «فيحل» منصوب بإضمار «أن» بعد الفاء في جواب النهي {غَضَبِي} [81] كاف؛ للابتداء بالشرط. {فَقَدْ هَوَى (81)} [81] كاف، ومثله: «ثم اهتدى»، وكذا «يا موسى». {عَلَى أَثَرِي} [84] جائز. {لِتَرْضَى (84)} [84] كاف. {مِنْ بَعْدِكَ} [85] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله. {السَّامِرِيُّ (85)} [85] كافٍ، ومثله: «أسفًا»، وكذا «وعدًا حسنًا». {الْعَهْدُ} [86] حسن؛ لأنَّ «أم» بمعنى: ألف الاستفهام؛ كأنَّه قال: أأردتم أن يحل عليكم. {مَوْعِدِي (86)} [86] حسن. {بِمَلْكِنَا} [87] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك، وقريء: بتثليث الميم بفتحها وضمها وكسرها،   (1) هو من الوافر، وقائله قيس بن زهير، والبيت جاء في مطلع قصيدة له يقول فيها: وَمَحبِسُها عَلى القُرَشِيِّ تُشرى ... بِأَدراعٍ وَأَسيافٍ حِداد جزيتكَ يا ربيع جزاءَ سوءٍ ... وقد تجزى المقارض بالأيادي قيس بن زهير (? - 10 هـ/? - 631 م) قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي، كان فارسًا شاعرًا داهية يضرب به المثل فيقال: (أدهى من قيس)، وهو أمير عبس وأحد السادة القادة في عرب العراق كان يلقب بقيس الرأي لجودة رأيه وله شعر جيد، فحل زهد في أواخر عمره فرحل إلى عُمان وما زال إلى أن مات فيها، وهو صاحب الحروب بين عبس وذبيان وأصلها أن قيسًا تراهن على السباق بفرسه داحس مع حذيفة بن بدر فجعل بنو فزارة كمينا، فلطموا داحسًا وأخذوا رهان الإبل فقالت عبس أعطونا جزورًا فإنا نكره القالة في العرب فأبوا ذلك، فما هي إلا أيام حتى أغار قيس عليهم فلقي عوف بن بدر فقتله وأخذ إبله ... ثم اشتعلت الحرب سنين طويلة حتى ضرب بها المثل.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 تقول: مَلِك الله كل شيء مُلكًا، بضم الميم، ومَلِك غيره الشيء مَلكًا ومِلكًا بفتحها وكسرها، وبهما قريء هنا (1). {فَقَذَفْنَاهَا} [87] جائز، ومثله: «السامري». {فَنَسِيَ (88)} [88] تام؛ للابتداء بالاستفهام. {وَلَا نَفْعًا (89)} [89] كاف؛ على أنَّ معطوف «لا» الثانية داخل، وإن جعل في معنى: النفي المستأنف، حسن الوقف على «قولًا»، والأول أقوى في المعنى؛ لأنَّه أراد: أن ينفي القول مع ترك الضرّ والنفع. {فُتِنْتُمْ بِهِ} [90] حسن. {وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)} [90] كاف. {عَاكِفِينَ} [91] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده علة في زوال ما قبل «حتى»؛ لأنّهم غيروا عبادتهم إلى رجوع موسى. و {مُوسَى (91)} [91] كاف. {أَلَّا تَتَّبِعَنِ} [93] جائز؛ أن هي الناصبة للمضارع، ويسبك مصدرًا، أي: ما منعك من اتباعي، أي: أيّ شيء منعك، فموضع أن نصب مفعول ثان لمنع، ولا زائدة، أي: ما منعك أن تتبعني. {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)} [93] كاف. {وَلَا بِرَأْسِي} [94] جائز؛ للابتداء بـ (إن). {قَوْلِيَ (94)} [94] كاف، ومثله: «يا سامري»، اسمه: موسى بن ظفر من أهل مصر، كان من القوم الذين يعبدون البقر، ولما همّ موسى -عليه السلام- بقتله أوحى الله إليه لا تقتله إنَّه كان سخيًّا، وقيل فيه: إِذَا الَمرْءُ لَمْ يُخْلَقْ سَعِيدًا مِنَ الأَزَلِ ... فَخَابَ مَرَبِّيهِ وَخَابَ الُمؤَمَّل فَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ جِبْرِيلُ كَافِرٌ ... وَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ فِرْعَونُ مُرْسَلٌ (2) {لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} [96] جائز، ولم يبلغ درجة التمام؛ لأنَّ ما بعده كالجواب. {نَفْسِي (96)} [96] كاف.   (1) قرأ نافع وعاصم وأبو جعفر: «بمَلكنا» بنصب الميم، وقرأ حمزة والكسائي وخلف: «بمُلكنا» برفع الميم، وقرأ الباقون: «بمِلكنا»؛ وجه من قرأ بفتح الميم، ومن ضمها، ومن كسرها؛ أنها لغات، بمعنى في مصدر: ملك يملك. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 306)، النشر (2/ 321). (2) لم أستدل عليهما، في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها، وذكرهما الألوسي في تفسيره: روح المعاني-إحياء التراث بيروت- (3/ 222، و 16/ 29، و 16/ 244).-الموسوعة الشاملة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 {لَا مِسَاسَ} [97] حسن؛ يعني لا تخالط الناس إلى أن تموت. {لَنْ تُخْلَفَهُ} [97] جائز، ومثله: «ظلت عليه عاكفًا»؛ لأنَّ اللام التي بعده معها قسم محذوف؛ فكأنَّه قال: والله لنحرقنه. {نَسْفًا (97)} [97] تام. {إِلَّا هُوَ} [98] حسن. {عِلْمًا (98)} [98] تام. {مَا قَدْ سَبَقَ} [99] حسن، ومثله: «ذكرًا»، وكذا «وزرًا». {خَالِدِينَ فِيهِ} [101] كاف، «خالدين» حال من فاعل يحمل. {حِمْلًا (101)} [101] تام؛ إن نصب «يوم» بالإغراء، وجائز إن نصب بدلًا من «يوم القيامة»؛ لأنَّه رأس آية. {زُرْقًا (102)} [102] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال. {عَشْرًا (103)} [103] كاف. {يَوْمًا (104)} [104] تام. {نَسْفًا (105)} [105] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفًا على ما قبله. {أَمْتًا (107)} [107] كاف؛ إن جعل «يومئذ» متعلقًا بـ «يتبعون»، وجائز إن جعل متعلقًا بما قبله، قال مجاهد: لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، أي: لا ارتفاعًا ولا انخفاضًا (1). {لَا عِوَجَ لَهُ} [108] جائز، ومثله: «للرحمن». {إِلَّا هَمْسًا (108)} [108] كاف. {الشَّفَاعَةُ} [109] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد «إلّا» منصوب بما قبلها، أي: لا تنفع الشفاعة إلّا الرجل المأذون له في شفاعته. {قَوْلًا (109)} [109] تام. {وَمَا خَلْفَهُمْ} [110] جائز. {عِلْمًا (110)} [110] تام. {لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [111] كاف. {ظُلْمًا (111)} [111] تام؛ للابتداء بالشرط. {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [112] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب الشرط فلا يفصل بينهما. {وَلَا هَضْمًا (112)} [112] تام، ومثله: «ذكرًا». {الْمَلِكُ الْحَقُّ} [114] حسن، ومثله: «وحيه»، وكذا «علمًا»، ومثله: «عزمًا». {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116)} [116] كاف. {وَلِزَوْجِكَ} [117] جائز. {فَتَشْقَى (117)} [117] كاف، ومثله: «تَعْرَى» لمن قرأ: «وإنك» بكسر الهمزة؛ على الاستئناف، وبها قرأ نافع وعاصم (2)، وليس بوقف لمن قرأها (3): بالفتح؛ لأنَّها محمولة على ما قبلها من اسم «إنّ»، أي: إنّ لك انتفاء الجوع، والعري، وانتفاء الظمأ، والضحى فيها. {وَلَا تَضْحَى (119)} [119] كاف. {الشَّيْطَانُ} [120] جائز، ومثله: «لا يبلى». {فَأَكَلَا} [121] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد الفاء أوجبه ما قبلها. {مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [121] حسن. {فَغَوَى (121)} [121] جائز، ووصله بما بعده أجود. {وَهَدَى (122)} [122] تام. {مِنْهَا جَمِيعًا} [123] كاف؛ على استئناف ما بعده مبتدأ، وخبره «عدّو» وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع نصب حالًا من الضمير في «اهبطا»، أي: اهبطا في هذا الحالة بعضكم لبعض عدو. {عَدُوٌّ} [123] كاف، ولا وقف من قوله: «فإما» إلى «يشقى» فلا يوقف على «هدًى»، ولا على «هُدَايَ»؛ لأنَّ فلا جواب «إما» و «إما» هذه كلمتان: (إن) التي للشرط، ودخلت عليها (ما) وهذه خلاف (أما) التي للعطف؛ فإنها كلمة واحدة. {وَلَا يَشْقَى (123)} [123] حسن. {ضَنْكًا} [124] جائز، لمن قرأ (4): «ونحشرُهُ» بالنون، ورفع الفعل على الاستئناف، وليس بوقف على قراءة [أبان بن ثعلبة في: «آخرْين»] (5) بسكون الراء بالجزم عطفًا على محل جزاء الشرط،   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 370)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) ليس عاصم كله بل شعبة فقط عنه؛ وجه من قرأ بكسر الهمزة أن ذلك عطفا على {إِنَّ لَكَ}، أو على الاستئناف. وقرأ الباقون: بفتحها عطفا على المصدر المؤول من: {أَنْ لاَ تَجُوُعَ}، أي: انتفاء جوعك وانتفاء ظمئك. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (ص: 308)، الإملاء للعكبري (2/ 70)، البحر المحيط (6/ 284)، التيسير (ص: 153)، النشر (2/ 322). (3) وهي قراءة الباقين من الأئمة ومعهم حفص عن عاصم. انظر: المصادر السابقة. (4) وهي قراءة الأئمة العشرة. (5) هكذا وجدته بالأصل، وصوابه: (أبان بن تغلب في آخره بسكون)، لأن قراءة أبان هي: «نَحْشُرْهُ»، بسكون الراء بالجزم، والله أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 وهو الجملة من قوله: «فإنَّ له معيشة ضنكًا»، فإن محلها الجزم، قال في الخلاصة: والفِعلُ مِن بَعدِ الجَزَا إن يَقتَرِن ... بِالفَا أو الوَاوِ بتَثلِيثٍ قَمِن وَجَزمٌ أو نَصبٌ لِفِعلٍ إثرَفا ... أو وَاوٍ إن بِالجُملَتَينِ اكتُنِفَا (1) وقريء أيضًا: بياء الغيبية (2)، قال بعضهم: والمعيشة الضنك أن يسلب الـ ... ـعبد القناعة حتى لا يشبع {أَعْمَى (124)} [124] الأولى كاف. والثاني ليس بوقف (3)؛ لأنَّ بعده واو الحالح كأنَّه قال: لم حشرتني أعمى وقد كانت هذه حالتي. {بَصِيرًا (125)} [125] كاف، ومثله: «تنسى». {مَنْ أَسْرَفَ} [127] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من تمام شرطه. {بِآَيَاتِ رَبِّهِ} [127] كاف؛ لأنَّ بعده لام الابتداء. {وَأَبْقَى (127)} [127] تام. {فِي مَسَاكِنِهِمْ} [128] حسن. {لِأُولِي النُّهَى (128)} [128] تام. {مِنْ رَبِّكَ} [129] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب: «لولا» لم يأت بعد، وهو: «لكان لزامًا». و {لِزَامًا} [129] جائز، عند بعضهم، أي: وله أجل مسمى، وليس بوقف إن عطف، و «أجل مسمى» على كلمة، أي: ولولا أجل مسمى، لكان العذاب لازمًا لهم، وأصل اللزام: الأخذ باليد، أو عطف على الضمير المستتر، والضمير عائد على الأخذ العاجل المدلول عليه بالسياق، وقد قام الفصل بالخبر مقام التوكيد، والتقدير: ولولا كلمة سبقت من ربك لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم، كما كانا لازمين لعاد وثمود، ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل، انظر: السمين. {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [130] حسن، ومثله: «ترضى». {أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [131] ليس بوقف إن نصب «زهرةً» بدلًا من موضع الموصول، أو بدلًا من محل به، أو نصب على الحال من الهاء في «به»، ويجوز أن تنصب بفعل مقدر، أي: جعلناهم زهرة، أو نصبت على الذم، أو نصبت على المفعول به، أي: متعناهم زهرة الحياة الدنيا، أي: من زهرة، كقوله تعالى:   (1) هما من الرجز، وقائلهما ابن مالك النحوي في ألفيته الشهيرة برقمي: (703، 704)، وابن مالك سبق ترجمته.-الموسوعة الشعرية (2) وهي قراءة أبان بن تغلب: «يحشُرُهْ»، وذكرها أبو حيان في البحر المحيط (6/ 287). (3) وهو قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)} [125]. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 «واختار موسى قومه»، أي: من قومه، وقول الراعي: إِختَرتُكَ الناسَ إِذ رَثَّت خَلائِقُهُم ... وَاِعتَلَّ مَن كانَ يُرجى عِندَهُ السولُ (1) أي: من الناس؛ فلما حذف من وصل الفعل فنصب. {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} [131] تام، ومثله: «وأبقى». {عَلَيْهَا} [132] حسن، ومثله: «رزقًا». و {نَرْزُقُكَ} [132] أحسن منه. {لِلتَّقْوَى (132)} [132] تام. {مِنْ رَبِّهِ} [133] كاف، ومثله: «الأولى». {بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ} [134] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «لقالوا»، جواب: «لو»، وكذا «لولا أرسلت إلينا رسولًا»، ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فنتبعَ» منصوب بإضمار أن بعد الفاء؛ لأنه في تأويل: (هلا أرسلت إلينا رسولًا)، وهذا معناه التحضيض والأمر، وهو يكون لمن فوق المخاطب سؤالًا وطلبًا. {وَنَخْزَى (134)} [134] كاف. {فَتَرَبَّصُوا} [135] حسن؛ لأنَّ ما بعده في تأويل الجواب لما قبله، وهو وعيد من الله تعالى فلا يفصل جوابه عنه؛ لأنَّه لتأكيد الواقع، والوقف على «متربص» أحسن؛ لأنَّ جملة التهديد داخلة في الأمر. آخر السورة تام.   (1) هو من البسيط، وقائله الراعي النُمَيري، من قصيدة يقول في مطلعها: طافَ الخَيالُ بِأَصحابي فَقُلتُ لَهُم ... أَأُمُّ شَذرَةَ زارَتنا أَمِ الغولُ الراعي النُمَيري (? - 90 هـ/? - 708 م) عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل، من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤددٍ، وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة، عاصر جريرًا والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءًا مُرًّا وهو من أصحاب الملحمات، وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 سورة الأنبياء مكية [مكية] بإجماع. -[آيها:] وهي مائة واثنتا عشرة آية. - وكلمها: ألف ومائة وثمانية وستون كلمة. - وحروفها: أربعة آلاف وثمانمائة وتسعون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع موضعان: {بل أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [24]، ... {وَلَا يَشْفَعُونَ} [28]، ولا وقف من أول السورة إلى «معرضون»، فلا يوقف على «حسابهم»؛ لأنَّ الجملة بعده في موضع الحال؛ فكأنَّه قال: اقترب للناس حسابهم في حال غفلتهم. {مُعْرِضُونَ (1)} [1] كاف، ولا يوقف على «استمعوه»؛ لأنَّ قوله: «وهم يلعبون» جملة في موضع الحال أيضًا؛ كأنَّه قال: في حال غفلتهم ولعبهم يجوز أن يكون حالًا مما عمل فيه استمع، أي: إلّا استمعوه لاعبين. {يَلْعَبُونَ (2)} [2] جائز، وإن كان ما بعده منصوبًا على الحال من ضمير «استمعوه» فهي حال بعد حال في هي حال متداخلة. {قُلُوبُهُم} [3] حسن. {النَّجْوَى} [3] كاف، إن جعل ما بعده مرفوعًا خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ وخبره الجملة من قوله: «هل هذا إلّا بشر مثلكم»، أونصب بأعني، أو رفع «الذين» بفعل مقدر، تقديره: يقول الذين، وليس بوقف في بقية الأوجه، وحاصلها: أنَّ في محل «الذين» الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر؛ فالرفع من ستة أوجه: أحدها: أنه بدل من واو «وأسروا»، [ثانيها:] أوانه فاعل والواو علامة جمع دلت على جمع الفاعل، [ثالثها:] أو «الذين» مبتدأ، [رابعها:] «وأسروا» جملة خبرية قدمت على المبتدأ ويعزى هذا للكسائي، [خامسها:] أو «الذين» مرفوع بفعل مقدر، تقديره: يقول الذين، [سادسها:] أو أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو مبتدأ وخبره الجملة من قوله: «هل هذا إلّا بشر مثلكم»، والنصب من وجهين، أحدهما: الذم، والثاني: إضمار أعني، والجر من وجهين أيضًا، أحدهما: النعت، والثاني: البدل من الناس، والتقدير: اقترب للناس الذين ظلموا حسابهم وهم في غفلة ويعزى هذا للفراء، وفي رفع «الذين» بفعله وهو: «أسروا» بعد إلّا أنه جمع على لغة قليلة كما قال الشاعر: وَلَكِن دِيافِيٌّ أَبوهُ وَأُمُّهُ ... بِحَورانَ يَعصِرنَ السَليطَ أَقارِبُه (1)   (1) هو من الطويل، وقائله الفرزدق، من قصيدة يقول في مطلعها: سَتَعلَمُ يا عَمروَ بنُ عَفرا مَنِ الَّذي ... يُلامُ إِذا ما الأَمرُ غَبَّت عَواقِبُه وسبق ترجمة الفرزدق.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 أراد: يعصر أقاربه السليط، فجمع وإنَّما لم يوقف على «ظلموا»؛ لأنَّ قوله: «هل هذا إلّا بشر» هو: النجوى، كقوله: «فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانًا» والكلمة التي «أسرها» هي قوله: «أنتم شر مكانًا» وقد علمت ما يخصنا من هذه الأوجه. {مِثْلُكُمْ} [3] كاف؛ للابتداء بالاستفهام. {السِّحْرَ} [3] ليس بوقف؛ لأنَّ جملة «وأنتم تبصرون» في موضع الحال؛ فكأنَّه قال: وهذه حالتكم. {تُبْصِرُونَ (3)} [3] تام. {وَالْأَرْضِ} [4] جائز. {الْعَلِيمُ (4)} [4] كاف. {أَحْلَامٍ} [5] جائز، ومثله: «افتراه»، و «بل هو شاعر»، وذلك أن كل جملة تقوم بنفسها إلّا أنَّها ليست تامة، وإنما فصل بينها لاختلافهم في مقالاتهم في نسبة السحر إليه. {بِآَيَةٍ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ موضع الكاف جر على النعت لـ «آية». {الْأَوَّلُونَ (5)} [5] كاف، ومثله: «أهلكناها»؛ للاستفهام بعدها. {أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)} [6] تام. {نُوحِي إِلَيْهِمْ} [7] حسن. {لَا تَعْلَمُونَ (7)} [7] تام. {الطَّعَامَ} [8] كاف، ومثله: «خالدين». {الْوَعْدَ} [9] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده تفسير له، وهو: النجاة، والإهلاك، وهو: الوعد. {الْمُسْرِفِينَ (9)} [9] تام. {فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [10] حسن. {أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)} [10] تام. {آَخَرِينَ (11)} [11] كاف. {بَأْسَنَا} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إذا هم» جواب: لـ «ما». {يَرْكُضُونَ (12)} [12] كاف. {لَا تَرْكُضُوا} [13] جائز. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 {تُسْأَلُونَ (13)} [13] كاف، ومثله: «ظالمين». {خَامِدِينَ (15)} [15] تام، ومثله: «لاعبين». {مِنْ لَدُنَّا} [17] تام؛ إن جعلت «أن»؛ بمعنى: ما، أي: ما كنا فاعلين، وليس بوقف إن جعلت «إن» شرطية وجوابها محذوف لدلالة «لو» عليه، والتقدير: لو كنا فاعلين اتخذناه، ولكنا لا نفعل ذلك. {فَاعِلِينَ (17)} [17] كاف. {فَيَدْمَغُهُ} [18] لبس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فإذا هو زاهق» تفسير لما يكون من الدمغ؛ وهو: مهلك للشر، فكذلك الحق يهلك الباطل. {فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [18] حسن. {مِمَّا تَصِفُونَ (18)} [18] تام. {وَالْأَرْضِ} [19] حسن، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده بجعل «مَن» مبتدأ، خبره: «لا يستكبرون»، وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفًا على ما قبله، ويكون الوقف على «ومن عنده»، ثم يبتدئ: «لا يستكبرون عن عبادته». {وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)} [19] كاف؛ إن جعل «يسبحون» مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل في موضع (مسبحين)؛ أي لا يكلون من التسبيح ولا يسأمون (1). {لَا يَفْتُرُونَ (20)} [20] كاف. {يُنْشِرُونَ (21)} [21] تام، نعت لـ (آلهة ينشرون)؛ أي: يحيون ويخلقون، يقال: أنشر الله الموتى، أي: أحياهم، ونُشِرُوا؛ أي: أُحيوا، ومنه قول الأعشى -أعشى قيس-: لَو أَسنَدَت مَيتًا إِلى نَحرِها ... عاشَ وَلَم يُنقَل إِلى قابِر حَتّى يَقولُ الناسُ مِمّا رَأوا ... يا عَجَبا لِلمَيِّتِ الناشِرِ (2)   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 122)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) هو من السريع، وقائله الأعشى، من قصيدة يقول في مطلعها: شاقَتكَ مِن قَتلَةَ أَطلالُها ... بِالشِطِّ فَالوِترِ إِلى حاجِر الأعشى (? - 7 هـ/? - 628 م) ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير، من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات، كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعرًا منه، وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب)، قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره، عاش عمرًا طويلًا وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره، مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 أي: الحي بعد موته. {لَفَسَدَتَا} [22] كاف. {يَصِفُونَ (22)} [22] تام. {عَمَّا يَفْعَلُ} [23] حسن. {وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} [23] كاف. {آَلِهَةً} [24] حسن، ومثله: «برهانكم»؛ لأنَّ هذا مبتدأ، والجملة مفعول «قل». {وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} [24] حسن، ومثله: «الحق» على قراءة من قرأ بالنصب، وهي قراءة العامة (1)، مفعولًا لقوله: «لا يعلمون»، أو هو مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة كما تقول: هذه عبد الله الحق لا الباطل، ومن قرأه بالرفع، وهو الحسن (2)؛ على إضمار مبتدأ، أي: هو الحق كما قال الشاعر: وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا (3) أي: هذه خولان، جاز الوقف على «يعلمون». {مُعْرِضُونَ (24)} [24] تام. {إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ: «أنَّه» قد قامت مقام الفاعل في «يوحي»؛ كأنَّه قال: إلّا يوحي إليه التوحيد، وأن لا يعبد غيره. {فَاعْبُدُونِ (25)} [25] كاف، ومثله: «سبحانه»، وكذا: «مكرمون». {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} [27] تام عند نافع؛ على استئناف ما بعده. {يَعْمَلُونَ (27)} [27] كاف. {وَمَا خَلْفَهُمْ} [28] حسن. {لِمَنِ ارْتَضَى} [28] أحسن منه. {مُشْفِقُونَ (28)} [28] كاف. {مِنْ دُونِهِ} [29] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {جَهَنَّمَ} [29] حسن.   (1) أي: الأئمة العشرة. (2) وكذا رويت عن ابن محيصن وحميد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 309)، الإعراب للنحاس (2/ 370)، البحر المحيط (6/ 306)، تفسير القرطبي (11/ 280)، الكشاف (2/ 569)، المحتسب لابن جني (2/ 61)، تفسير الرازي (22/ 159). (3) مجهول القائل، وهو من شواهد الكتاب لسيبويه وذكر ذلك عبد القادر البغدادي في: خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، وذكره الزمخشري في: المستقصى في أمثال العرب.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 {الظَّالِمِينَ (29)} [29] تام. {فَفَتَقْنَاهُمَا} [30] حسن، والرتق: الفصل، أي: فصل بينهما بالهواء، وقرأ ابن كثير (1): «ألم ير الذين» بغير واو، وعليها فهو أحسن مما قبله. {حيٍّ} [30] كاف؛ للاستفهام بعده. {يُؤْمِنُونَ (30)} [30] كاف؛ على استئناف ما بعده، وإن عطف على ما قبله لم يوقف على قوله: «يؤمنون». {رَوَاسِيَ} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «أن تميد» موضعه نصب بالـ (جعل)، وقال المبرد: وهو على حذف مضاف، تقديره: كراهة أن تميد بهم، فحذف (كراهة)، وأقيم ما بعدها مقامها، وقال آخرون: أراد لئلا تميد بهم، وكذلك: «سبلًا» ليس بوقف؛ وذلك أنَّ قوله: «يهتدون» في معنى: ليهتدوا، وهذا إذا جعلت (لعل) من صلة (جعل) الأول، وإن جعلت من صلة (جعل) الثاني، كان الوقف على «بهم» حسنًا. {يَهْتَدُونَ (31)} [31] كاف. {مَحْفُوظًا} [32] جائز. {مُعْرِضُونَ (32)} [32] تام. {وَالْقَمَرَ} [33] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة في محل نصب حالًا من «الشمس والقمر» واستبد الحال بهما دون «الليل والنهار». {يَسْبَحُونَ (33)} [33] تام. {الْخُلْدَ} [34] حسن. {الْخَالِدُونَ (34)} [34] تام. {الْمَوْتِ} [35] حسن. {وَالْخَيْرِ} [35] جائز؛ إن نصب «فتنة» بفعل مقدر، وليس بمرضى؛ لأنَّه يصير المعنى: فتنتكم فتنة، وليس بوقف؛ إن نصبت «فتنة» مفعولًا لأجله، أو مصدرًا في موضع الحال، أي: فاتنين، وتجاوزه إلى «فتنة» أولى؛ لأنَّ (إلى) التي بعده من صلة «ترجعون». و {تُرْجَعُونَ (35)} [35] تام. {إِلَّا هُزُوًا} [36] حسن؛ إن جعل قوله: «إن يتخذونك إلّا هزوًا»، وهو الجواب، وإذا لم يحتج إلى الفاء في الجواب بخلاف أدوات الشرط، فإنَّها إذا كان الجواب مصدرًا بـ (ما) النافية فلابد من الفاء،   (1) أي: بغير واو بين الألف واللام، وهي كذلك في مصاحف أهل مكة، وقرأ الباقون: {أَوَلَمْ يَرَ} بالواو وهي كذلك في بقية المصاحف. انظر هذه القراءة في: المقنع (ص: 104)، والنشر (2/ 323). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 نحو: إن تزرنا فلا نسيء إليك، وليس بوقف إن جعل جواب: «إذا» محذوفًا تقديره: وإذ رآك الذين كفروا قالوا هذا القول (1). {يَذْكُرُ آَلِهَتَكُمْ} [36] حسن، متعلق «يذكر»، محذوف تقديره: بسوء. {كَافِرُونَ (36)} [36] تام. {مِنْ عَجَلٍ} [37] حسن، العَجَل بلغة حمير: الطين. {فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37)} [37] كاف، ومثله: «صادقين»، وكذا: «ينصرون»، وجواب: «لو» محذوف، تقديره: لو يعلم الذين كفروا ما ينزل بهم من العذاب يوم القيامة ما استعجلوا به، ولِمَا قالوا متى هذا الوعد (2). {بَغْتَةً} [40] جائز؛ لأنَّ ما بعد الفاء تفسير لها، ومثله: «فتبهتهم». {يُنْظَرُونَ (40)} [40] تام. {بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} [41] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده كالجواب لما قبله، ومعنى حاق: وجب ونزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزؤن بالرسل من أجل إلايعاد به. {يَسْتَهْزِئُونَ (41)} [41] تام. {مِنَ الرَّحْمَنِ} [42] كاف، يقال: كلأه الله، يكلؤه، كلاءة بالكسر، كذا ضبطه الجوهري، فهو: كاليء، ومكلؤة، قال ابن هرمة: إِنَّ سُلَيمى وَاللَهُ يَكلَؤُها ... ضَنَّت بِشَيءٍ ما كانَ يَرزَؤُها (3) {مُعْرِضُونَ (42)} [42] كاف، ومثله: «من دوننا» فصلًا بين الاستفهام والإخبار. {وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43)} [43] كاف، ومثله: «العمر»، وكذا «من أطرافها».   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 440)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (18/ 441). (3) هو من المنسرح، وقائله إبراهيم بن هرمة، والبيت مطلع قصيدة له يقول فيها: وَعَوَّدَّتني فيما تُعَودُِّني ... أَظماءَ وَردٍ ما كنتُ أَجزَؤُها وَلا أَراها تَزالُ ظالِمَةً ... تُحَدِثُ لي نَكبَةً وَتَنكؤُها إبراهيم بن هرمة (80 - 176 هـ/699 - 792 م) أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة ابن هذيل بن ربيع، ينتهي نسبه إلى الحارث بن فهر، وفهر أصل قريش، تربى في قبيلة تميم وهي من القبائل العربية الكبيرة في شرق الجزيرة، كان لها شأن في الجزيرة والإسلام، شاعر مشهور من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، ذكر الأصمعي أنه رآه ينشد الشعر بين يدي الرشيد، اتفق ابن الأعرابي والأصمعي: على أن الشعر ختم بابن هرمة وبخمسة من معاصريه إلا أن الأصمعي قدمه عليهم وكان يقول: ما يؤخره عن الفحول إلا قرب عهده وقد تنقل بين المدينة ودمشق وبغداد يمدح الخلفاء، له (ديوان -ط)، ودفن بالبقيع بالمدينة.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 {الْغَالِبُونَ (44)} [44] تام. {بِالْوَحْيِ} [45] حسن، قرأ ابن عامر (1): «ولا تُسمِع الصم الدعاء» بضم التاء الفوقية وكسر الميم، من: (أسمع) رباعيًا، خطابًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ونصب «الصمَّ» مفعولًا، والباقون (2): بتحتية مفتوحة من: (سمع) ثلاثيًا، ورفع «الصمُّ» فاعلًا. {مَا يُنْذَرُونَ (45)} [45] كاف. {مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ} [46] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب لما قبله. {ظَالِمِينَ (46)} [46] تام. {لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (} [47] جائز. {شَيْئًا} [47] حسن، ومن قرأ (3): «مثقالُ» بالرفع كان أحسن. {مِنْ خَرْدَلٍ} [47] ليس بوقف؛ لأنَّ «أتينا»، جواب الشرط، قرأ نافع: «مثقالُ» بالرفع، والباقون: بنصبها (4). {بِهَا} [47] حسن. {حَاسِبِينَ (47)} [47] تام. {الْفُرْقَانَ} [48] حسن، «وضياءً» منصوب بفعل مقدر تقديره: وجعلناه ضياءً، والفرقان: التوراة، وهو: الضياء، وليس بوقف إن جعلت الواو عاطفة، أو زائدة، وقرأ ابن عباس (5): «ضياءً» بغير واو. {لِلْمُتَّقِينَ (48)} [48] كاف، إن رفع «الذين» خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو نصب بتقدير: أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن جعل نعتًا، أو بدلًا.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 310)، الإعراب للنحاس (2/ 374)، البحر المحيط (6/ 310)، التيسير (ص: 155)، تفسير الطبري (17/ 24)، تفسير القرطبي (11/ 292)، الحجة لابن خالويه (ص: 248)، الحجة لابن زنجلة (ص: 467)، السبعة (ص: 429)، الغيث للصفاقسي (ص: 293)، الكشاف (2/ 574)، الكشف للقيسي (2/ 110)، النشر (2/ 323). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) وهي القراءة التالية لنافع. انظر: التالي. (4) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 310)، البحر المحيط (6/ 316)، التيسير (ص: 155)، الحجة لابن خالويه (ص: 249)، الحجة لابن زنجلة (ص: 468)، السبعة (ص: 429)، الغيث للصفاقسي (ص: 293)، الكشاف (2/ 574)، الكشف للقيسي (2/ 111)، تفسير الرازي (22/ 177)، النشر (2/ 324). (5) وكذا رويت عن عكرمة والضحاك، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 375)، البحر المحيط (6/ 317)، تفسير القرطبي (11/ 295)، الكشاف (2/ 575)، المحتسب لابن جني (2/ 64)، تفسير الرازي (22/ 178). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 {بِالْغَيْبِ} [49] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال. {مُشْفِقُونَ (49)} [49] تام. {أَنْزَلْنَاهُ} [50] كاف؛ للاستفهام بعده. {مُنْكِرُونَ (50)} [50] تام. {مِنْ قَبْلُ} [51] حسن، إن جعل «إذ قال لأبيه» منصوبًا بـ «عالمين»، وليس بوقف إن جعل «إذ» منصوبًا «بآياتنا»، أو بـ «رشده»، والتقدير: ولقد آتينا إبراهيم رشده في الوقت الذي قال فيه لأبيه وقومه ما ذكر، وهو بعيد من المعنى بهذا التقدير، وحينئذ لا يوقف على «عالمين» في الوجهين؛ لأنَّ «إذ» إن كانت متصلة بالفعل الأول، فلا يجوز الوقف على ما بعد الناصب دون المنصوب، وكذا إن كانت متصلة بالثاني. انظر: السمين. {عَالِمِينَ (51)} [51] كاف، «عاكفون»، و «عابدين»، و «مبين»، و «من اللاعبين» كلها وقوف كافية. {فَطَرَهُنَّ} [56] حسن، وقيل: تام. {مِنَ الشَّاهِدِينَ (56)} [56] كاف، ومثله: «مدبرين». {إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ} [58] ليس بوقف؛ لاتصال حرف الترجي بـ (جعلهم) فلا يفصل؛ فكأنَّه قال: جعلهم لهذا. {يَرْجِعُونَ (58)} [58] كاف. {(مَنْفَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا} [59] جائز؛ على جعل «مَن» استفهامية، والجملة من قوله: «إنَّه لمن الظالمين» مستأنفة، وليس بوقف إن جعلت «مَن» موصولة؛ بمعنى: الذي، والجملة (من أنَّه ... ) الخ في محل رفع خبر الموصول، والتقدير: الذي فعل هذا بآلهتنا إنَّه لمن الظالمين. {فَتًى يَذْكُرُهُمْ} [60] جائز؛ على استئناف ما بعده. {إِبْرَاهِيمُ (60)} [60] كاف، ومثله: «يشهدون»، وكذا «يا إبراهيم». {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ} [63] تام؛ أي: فعله من فعله، أُبهم إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- الفاعل تعريضًا للمعنى المقصود الذي أراده، فرارًا من الوقوع في الكذب، فهو منقطع عما بعده لفظًا ومعنى، فهو: تام، قاله الكسائي، وقوله: «كبيرهم هذا» جملة من مبتدأ وخبر استئنافية لا تعلق لها بما قبلها، أو هي إخبار بأنَّ هذا الصنم المشار إليه أكبر الأصنام، وهذا صدق محض، بخلاف ما لو جعل «كبيرهم» فاعلًا بفعله، فإنَّه يحتاج إلى تأويل ذكروه، وهو: حسن؛ لأنَّه من المعاريض قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب» (1)، ومن جوّز الكذب في إبطال باطل وإحقاق حق! فهو حسن جائز بالإجماع، فإن قلت السؤال وقع عن الفاعل لا عن الفعل، فإنَّهم لم يستفهموه عن الكسر، بل عن الكاسر لها، فلم صدّر في جوابه بالفعل دون الاسم، قلت الجواب مقدّر دل عليه السياق؛ لأنَّ «بل» لا تصلح أن يصدّر بها الكلام، والتقدير: ما فعلته، بل فعله تلويحًا بغيره، وحيث كان السؤال مضمرًا فالأكثر التصريح بالفعل، ومن غير الأكثر قوله: «يُسّبِّحُ له فيها بالغدو والآصال» في قراءته بالبناء للمفعول (2)، فـ «رجال» في جواب سؤال مقدر تقديره: من يسبحه؟ فقال: يسبحه رجال، قال في الخلاصة: ويَرفَعُ الفَاعِل فِعلٌ أُضِمرَا ... كمِثلِ زَيدٌ فِى جَوَاب مَن قَرَا (3) وقرئ (4): «فَعَلَّهُ»، أي: فلعله، قال الفراء: فليس فعله فعلًا، بل هو التقاء علَّ حرف عطف، دخل على علّ التي للترجي، وحذفت اللام الأولى فصار فعله، أي: فلعله، ثم حذفت اللام الأولى،   (1) قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (3/ 213): ضعيف. رواه أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه (97/ 1): أخبرنا أنيس أخبرنا إسماعيل ابن إبراهيم الترجماني حدثنا داود بن الزبرقان عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن عمران بن حصين. ومن طريق أبي سعيد رواه القضاعي (85/ 1)، وقال: أنيس أبو عمرو المستملي. ورواه ابن الجوزي في منهاج القاصدين (1/ 187/1) من طريق ابن أبي الدنيا، وابن عدي (128/ 2)، ومن طريقه البيهقي في السنن (10/ 199) من طريق أخرى عن الترجماني به، وقال: تفرد برفعه داود بن الزبرقان، قال ابن عدي: وعامة ما يرويه مما لا يتابعه أحد عليه. قلت: وهو ضعيف جدا، قال أبو داود: ضعيف ترك حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الجوزجاني: كذاب. وفي التقريب: متروك، وكذبه الأزدي. قلت: وقد خولف في إسناده، فأخرجه البيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء: أنبأ سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف عن عمران أنه قال: فذكره موقوفا عليه وقال: هذا هو الصحيح موقوف. قلت: وكذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفا عليه، ولفظه: قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: صحبت عمران بن حصين إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا أنشدنا فيه الشعر، وقال: فذكره. رواه البخاري في الأدب المفرد رقم: (885)، وقال ابن الجوزي: ورواه أبو عوانة عن قتادة عن مطرف فوقفه، وهو الأشبه. قلت: ورواه البيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه، والغزالي مع تساهله فقد أورد الحديث في الإحياء (9/ 44)، طبع لجنة نشر الثقافة الإسلامية موقوفًا عن عمر وغيره. ثم رأيته مرفوعًا من طريق أخرى، فقال: ابن السني في عمل اليوم والليلة (3220): أخبرنا محمد بن جرير الطبري: حدثنا الفضل بن سهل الأعرج: حدثنا سعيد بن أوس: حدثنا شعبة عن قتادة به مرفوعًا. قلت: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير الفضل بن سهل الأعرج، قال ابن أبي حاتم (3/ 2/63): سئل أبي عنه فقال: صدوق. لكن سعيدًا هذا، قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، فلا يطمئن القلب لمخالفته لمثل شعبة ومن معه ممن أوقفه. (2) وهي قراءة الأئمة العشرة سوى ابن عامر وشعبة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 325)، الإعراب للنحاس (2/ 444)، البحر المحيط (6/ 458)، التيسير (ص: 162)، تفسير الطبري (18/ 112)، تفسير القرطبي (12/ 275)، السبعة (ص: 456)، الغيث للصفاقسي (ص: 303)، النشر (2/ 332). (3) هو من الرجز، وقائله ابن مالك النحوي، في ألفيته الشهيرة، برقم: (229).-الموسوعة الشعرية (4) وهي قراءة محمد بن السميفع، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 325)، تفسير القرطبي (11/ 300)، المعاني للفراء (2/ 206)، تفسير الرازي (22/ 185). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 وخففت الثانية، واستدل على مذهبه بقراءة ابن السميفع اليماني: «فعلّه» بتشديد اللام، والحامل له على هذا خفاء صدور هذا الكلام من إبراهيم، وهذا مرغوب عنه. انظر: السمين، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد (1) {كَبِيرُهُمْ هَذَا} [63] جائز؛ لأنَّ «كبيرهم» مبتدأ، و «هذا» خبره، أو نعت «كبيرهم»، أو بدل منه، وقوله: «فاسئلوهم» دليل الجواب قد قام مقامه مقدمًا عليه؛ كأنَّه قال: إن كانوا ينطقون فاسئلوهم، ومعلوم أنَّ الأصنام لا تنطق، وأن النطق عليها مستحيل، فما علق بهذا المستحيل من الفعل مستحيل أيضًا، فإذا علم استحالة النطق عليها، علم استحالة الفعل أيضًا (2). {يَنْطِقُونَ (63)} [63] كاف. {الظَّالِمُونَ (64)} [64] جائز، ومثله: «على رؤوسهم». {يَنْطِقُونَ (65)} [65] كاف. {مَا هَؤُلَاءِ} [65]، «ما» حجازية، و «هؤلاء» اسمها، و «ينطقون» خبرها، أو هي: تميمية لا عمل لها. {وَلَا يَضُرُّكُمْ (66)} [66] كاف. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [67] حسن. {تَعْقِلُونَ (67)} [67] كاف. {وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ} [68] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده شرط فيما قبله، وما قبله جواب له فإن جعل قوله: «وانصروا آلهتكم» هو الجواب حسن، الوقف على «حرقوه»، و «فاعلين»، وعلى «إبراهيم»، و «الأخسرين»، و «للعالمين» كلها وقوف كافية. {إِسْحَاقَ} [72] كاف عند نافع إن نصب «نافلةً» حالًا من «يعقوب» فقط؛ لأنَّ النافلة مختصة به؛ لأنَّها ولد الولد بخلاف إسحاق؛ فإنَّه ولد لصلبه، والتقدير: ووهبنا له يعقوب حالة كونه نافلة، ويكون من عطف الجمل، وليس بوقف إن نصب «نافلةً» انتصاب المصدر من معنى العامل، وهو: «وهبنا» لا من لفظه، فهي كالعاقبة، والعافية فيكون شاملًا لإسحاق ويعقوب؛ لأنَّهما زيدا لإبراهيم بعد ابنه إسمعيل، فلا يفصل بينهما، وكذا لا يصح الوقف على إسحاق إن عطف «يعقوب» على «إسحاق» عطف مفرد على مفرد من غير إضمار فعل؛ لتعلق ما بعده بما قبله من جهة المعنى؛ لأنَّه معطوف على ما قبله (3).   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 461)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (18/ 461). (3) انظر: تفسير الطبري (18/ 457)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 {صَالِحِينَ (72)} [72] كاف. {بِأَمْرِنَا} [73] جائز. {فِعْلَ الْخَيْرَاتِ} [73] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده عطف على ما قبله. {الزَّكَاةِ} [73] حسن. {عَابِدِينَ (73)} [73] تام؛ لأنَّه آخر قصة إبراهيم، وأيضًا إن قدر «وآتينا لوطًا»، وإن عطف «لوطًا»؛ على الضمير المنصوب في «نجيناه» كان جائزًا من حيث كونه رأس آية. {وَعِلْمًا} [74] جائز. {الْخَبَائِثَ} [74] كاف، ومثله: «فاسقين». {فِي رَحْمَتِنَا} [75] حسن. {مِنَ الصَّالِحِينَ (75)} [75] تام؛ لأنَّه آخر القصة، وإن قدر مع «إذ» فعل محذوف، أي: واذكر نوحًا؛ لتكون كل قصة على حيالها، كان زيادة في التمام، وإن عطف على «لوطًا» كان جائزًا من حيث كونه رأس آية. {الْعَظِيمِ (76)} [76] كاف. {بِآَيَاتِنَا} [77] حسن. {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ} [77] جائز. {أَجْمَعِينَ (77)} [77] تام؛ إن نصب ما بعده بمقدر، وجائز إن عطف على «لوطًا». {فِي الْحَرْثِ} [78] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إذ نفشت فيه» ظرف للحكم. {غَنَمُ الْقَوْمِ} [78] جائز. {شَاهِدِينَ (78)} [78] حسن. {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} [79] كاف. {حُكْمًا وَعِلْمًا} [79] جائز، ومثله: «الجبال»؛ على استئناف ما بعده؛ كأنَّ قائلًا قال: كيف سخرهن؟ فقال: يسبحن، وليس بوقف إن عطف على «الجبال». {يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} [79] حسن؛ على القراءتين: النصب عطفًا على «الجبال» والرفع عطفًا على الضمير في «يسبحن». {فَاعِلِينَ (79)} [79] كاف. {لَبُوسٍ لَكُمْ} [80] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد اللام علة في إيجاب الفعل الذي قبلها، أي: ليكون لبسها وقاية لكم في حربكم، وسببًا لنجاتكم من عدوكم. {مِنْ بَأْسِكُمْ} [80] حسن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 {شَاكِرُونَ (80)} [80] كاف؛ إن نصب «الرِّيحَ» (1)؛ بفعل مضمر، أي: وسخرنا الريح لسليمان، وعلى قراءة عبد الرحمن بن هرمز بالرفع (2)؛ فالوقف: تام على «شاكرون». {بَارَكْنَا فِيهَا} [81] حسن. {عَالِمِينَ (81)} [81] كاف. {دُونَ ذَلِكَ} [82] حسن. {حَافِظِينَ (82)} [82] تام؛ لأنَّه آخر القصة، «وأيوب» منصوب بفعل مضمر، أي: واذكر أيوب. {الرَّاحِمِينَ (83)} [83] كاف، ومثله: «ما به من ضر». {لِلْعَابِدِينَ (84)} [84] تام، قال الحسن وقتادة: أحيا الله من مات من أهله، وأعطاه مثلهم معهم. {وَذَا الْكِفْلِ} [85] حسن. {مِنَ الصَّابِرِينَ (85)} [85] كاف. {مِنَ الصَّالِحِينَ (86)} [86] تام؛ إن نصب «ذا النون» بفعل مضمر، أي: واذكر ذا النون. {مُغَاضِبًا} [87] جائز، ومثله: «نقدر عليه»، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّه يحتاج إلى ما بعده ليبين معناه. وقال الفراء: «نقدر» بالتخفيف؛ بمعنى: نقدر، بالتشديد، أي: لن نقدر عليه العقوبة كما في قول الشاعر: ولا عائذ ذاك الذي قد مضى لنا ... تباركت ما تقدر ويقع فلك الشكر (3) وقيل معناه: نضيق عليه بسبب مغاضبته ومفارقته لقومه؛ لأجل إبائهم عليه، ولا وقف من قوله: «فنادى» إلى «من الظالمين» فلا يوقف على «أنت» ولا على «سبحانك»؛ لأنَّه كله داخل في حكاية النداء. {مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} [87] كاف. {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} [88] ليس بوقف؛ لاتصال الفجأة بالإجابة. {مِنَ الْغَمِّ} [88] حسن. {الْمُؤْمِنِينَ (88)} [88] تام؛ لأنه آخر القصة.   (1) وهي قراءة الأئمة العشرة. (2) وكذا رويت عن عبد الرحمن الأعرج وشعبة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 378)، الإملاء للعكبري (2/ 74)، البحر المحيط (6/ 332)، تفسير الطبري (17/ 42)، الكشاف (2/ 580)، تفسير الرازي (22/ 201). (3) لم أستدل عليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 {إذْ نَادَى رَبَّهُ} [89] حسن، إذ أضمر القول بعده، أي: قال رب لا تذرني فردًا، وليس بوقف إن جعلت الجملة متصلة بالنداء؛ لأنَّ فيه معنى القول. {فَرْدًا} [89] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة بعده حالًا. {الْوَارِثِينَ (89)} [89] كاف، ويجوز: «فاستجبنا له». {يَحْيَى} [90] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {زَوْجَهُ} [90] حسن، ومثله: «في الخيرات»، وكذا «ورهبًا». {خَاشِعِينَ (90)} [90] تام؛ لأنَّه آخر قصة. {مِنْ رُوحِنَا} [91] حسن؛ المراد بفرجها: فرج القميص، أي: لم يعلق بثوبها ريبة، وفروج القميص أربعة: الكمان، والأعلى، والأسفل. {لِلْعَالَمِينَ (91)} [91] تام. {فَاعْبُدُونِ (92)} [92] كاف. {أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} [93] حسن. {رَاجِعُونَ (93)} [93] تام. {لِسَعْيِهِ} [94] جائز. {كَاتِبُونَ (94)} [94] تام. {أَهْلَكْنَاهَا} [95] ليس بوقف؛ لأنَّ (أن) منصوبة بما قبلها. {لَا يَرْجِعُونَ (95)} [95] تام. {يَنْسِلُونَ (96)} [96] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جواب «إذا»، اقترب الوعد، والواو زائدة، وإن جعل جوابها: «يا ويلنا» لا وقف من قوله: «حتى إذا فتحت» إلى «ظالمين»، وهو: كاف، ومن وقف «فإذا هي واقعة»؛ يعني: يوم القيامة، ثم يبتدئ: «شاخصة أبصار الذين كفروا»؛ على أنَّ الفاء في جواب «إذا» السابقة، و «إذا» الثانية الفجائية، و «هي» ضمير القصة مبتدأ، و «هي» زائدة، و «أبصار» مبتدأ ثان، و «شاخصة» خبره، والجملة خبر عن ضمير القصة (1). {حَصَبُ جَهَنَّمَ} [98] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الحال. {وَارِدُونَ (98)} [98] كاف. {آَلِهَةً} [99] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ما وردوها» جواب «لو». {مَا وَرَدُوهَا} [99] حسن.   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 526)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 {خَالِدُونَ (99)} [99] كاف. {زَفِيرٌ} [100] جائز؛ على استئناف ما بعده. {لَا يَسْمَعُونَ (100)} [100] تام. {الْحُسْنَى} [101] ليس بوقف؛ لأنَّ «أولئك» خبر «إن». {مُبْعَدُونَ (101)} [101] كاف. {حَسِيسَهَا} [102] حسن؛ لأنَّ بعده مبتدأ خبره «خالدون»، والمبتدأ في حكم الانفصال عما قبله. {خَالِدُونَ (102)} [102] كاف. {الْأَكْبَرُ} [103] جائز، قيل الفزع الأكبر: ذبح الموت بين الجنة والنار، وينادى يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت (1). {الْمَلَائِكَةُ} [103] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل «هذا يومكم» معه إضمار قول، أي: قائلين لكم هذا يومكم. {تُوعَدُونَ (103)} [103] كاف؛ إن نصب «يوم» بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بما قبله، والتقدير: وتتلقاهم الملائكة يوم نطوي السماء، وحينئذ فلا يوقف على «الملائكة» ولا على «توعدون». {لِلْكُتُبِ} [104] كاف، والسجل: الصحيفة، وقيل: السجل كاتب كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والأوّل أولى لتعدد كتّابه - صلى الله عليه وسلم -، فالكاتب لا يعرف، ولا يحمل كتاب الله على ما لا يعرف، وقيل السجل: اسم ملك يطوي السماء كطي الملك لكتاب الصحيفة التي يكتب فيها أعمال العباد، فهو مصدر مضاف لفاعله، وقرأ الأخوان (2) وحفص: «للكتب» جمعًا، والباقون: «للكتاب» بالأفراد (3). {نُعِيدُهُ} [104] كاف؛ إن نصب «وعدًا» بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بـ «نعيده». {عَلَيْنَا} [104] كاف. {فَاعِلِينَ (104)} [104] تام. {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} [105] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «أنَّ الأرض» في موضع نصب بـ «كتبنا».   (1) وهو مرويٌّ عن ابن عباس وكذا ابن جريج ومقاتل. انظر: زاد المسير لابن الجوزي، وبحر العلوم للسمرقندي.-الموسوعة الشاملة. (2) وهما حمزة والكسائي. (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 312)، البحر المحيط (6/ 343)، التيسير (ص: 155)، تفسير الطبري (17/ 79)، تفسير القرطبي (11/ 348)، الحجة لابن خالويه (ص: 251)، الحجة لابن زنجلة (ص: 471)، السبعة (ص: 431)، الغيث للصفاقسي (ص: 295)، الكشف للقيسي (2/ 114)، النشر (2/ 325). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 {الصَّالِحُونَ (105)} [105] تام، ومثله: «عابدين»، وكذا «للعالمين». {يُوحَى إِلَى} [108] ليس بوقف؛ لأنَّ «إنَّما» موضعها رفع؛ لأنَّه قد قام مقام الفاعل في «يوحي». {إِلَهٌ وَاحِدٌ} [108] حسن؛ للابتداء بالاستفهام. {مُسْلِمُونَ (108)} [108] كاف. {عَلَى سَوَاءٍ} [109] تام للابتداء بالنفي؛ لأنَّ (إن) بمعنى: ما، أي: ما أدري، و «ما» في قوله: «ما توعدون» فاعل بـ (قريب)، أي: أيقرب ما توعدون أم يبعد. {مَا تُوعَدُونَ (109)} [109] كاف. {مِنَ الْقَوْلِ} [110] جائز. {مَا تَكْتُمُونَ (110)} [110] كاف. {إِلَى حِينٍ (111)} [111] تام. {بِالْحَقِّ} [112] حسن، وقرأ حفص: «قال رب» على الخبر، والباقون: «قل» على الأمر (1)؛ لأنَّ قوله: «وربنا» مبتدأ خارج عن المقول. آخر السورة تام.   (1) انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 431)، الإرشاد (ص: 445)، النشر (2/ 325). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 سورة الحج مكية إلّا قوله: «ومن الناس من يعبد الله» الآيتين، وقيل: إلى «خصمان» فمدني. -[آيها:] وهي سبعون وأربع آيات. - وكلمها: ألف ومائتان إحدى وتسعون كلمة. - وحروفها: خمسة آلاف ومائة وخمسة وسبعون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع ثلاثة مواضع: 1 - {لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [19]. 2 - {فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ} [44]. 3 - {فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} [51]. {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} [1] كاف. {عَظِيمٌ (1)} [1] تام؛ إن نصب «يوم» بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بما قبله. {حَمْلَهَا} [2] حسن، ومثله: «سكارى» الأول دون الثاني؛ لأنَّ «لكنّ» لابد أن تقع بين متنافيين، وهما الحالتان: حالة هينة، وهي: الذهول، وعذاب الله، وهو ليس بهين. {شَدِيدٌ (2)} [2] تام. {مَرِيدٍ (3)} [3] كاف. {مَنْ تَوَلَّاهُ} [4] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فإنَّه يضله» موضع (أنَّ) الثانية كموضع الأولى، والأولى نائب الفاعل، والثانية عطف عليها. {السَّعِيرِ (4)} [4] تام، ولا وقف من قوله: «يا أيها الناس» إلى «لنبين لكم» فلا يوقف على «من تراب»، ولا على «غير مخلقة». {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} [5] حسن، لمن قرأ: «ونقرُّ» بالرفع، والواو ليست للعطف بل استئنافية، وبرفعها قرأ العامة (1)، وليس بوقف لمن قرأ: «ونقرَّ»، و «نخرِجَكُم» بالنصب فيهما، وبها قرأ عاصم ويعقوب (2)؛ تعليل معطوف على تعليل.   (1) أي: الأئمة العشرة. وجه من قرأ بنصب الراء؛ فذلك عطفا على: {لِنُبَيِنَ}، وهذه القراءة في البحر المحيط (6/ 352)، ومختصر الشواذ (ص: 94)، غير أنه لا يقرأ بها لأحد من القراء من طرق النشر والشاطبية. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 390)، الكشاف (3/ 6)، البحر المحيط (6/ 352). (2) في غير المتواتر، وكذا المفضل-أبو زيد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 390)، الإملاء للعكبري (2/ 76)، البحر المحيط (6/ 352)، الكشاف (3/ 6)، تفسير الرازي (23/ 7). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 {مُسَمًّى} [5] حسن، ومثله: «أشدكم»، وكذا «من يتوفى». {إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ لام التعليل متصلة بما قبلها. {شَيْئًا} [5] تام. {هَامِدَةً} [5] حسن؛ للابتداء بالشرط. {وَرَبَتْ} [5] جائز. {بَهِيجٍ (5)} [5] كافٍ، ولا وقف من قوله: «ذلك بأنَّ الله هو الحق» إلى «من في القبور» فلا يوقف على «الحق»؛ لأنَّ (أنَّ) الثانية معطوفة؛ على (أنَّ) الأولى، ولا على «الموتى»، ولا على «قدير» ولا على «ريب فيها» للعطف؛ لأنَّه صيّرها كالشيء الواحد، ومن حيث أنَّ قديرًا رأس آية يجوز. {مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)} [7] تام. {مُنِيرٍ (8)} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ثاني عطفه» حال من الضمير المستكن في «يجادل»، أي: معرضًا، وقيل: لاويًا عنقه. {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [9] حسن. {لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} [9] كاف، ومثله: «عذاب الحريق»؛ على استئناف ما بعده. {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وأنَّ الله ليس بظلام» موضع «أن» جر عطفًا على ما في قوله: «بما قدمت يداك» المعنى: وبأنَّ الله ليس بظلام، وإن جعلت «أنّ» في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: والأمر أنّ ... الخ حسن الوقف على «يداك»، ومثله: على قراءة من قرأ في الشاذ (1): «وإنَّ الله» بكسر الهمزة على الابتداء. {لِلْعَبِيدِ (10)} [10] تام. {عَلَى حَرْفٍ} [11] جائز، وفيه الفصل بين المفسِّر والمفسَّر؛ لأنَّ قوله: «فإن أصابه» ... الخ تفسير للحرف. {اطْمَأَنَّ بِهِ} [11] تام عند نافع. {عَلَى وَجْهِهِ} [11] حسن. {وَالْآَخِرَةَ} [11] كاف، ومثله: «المبين»؛ على استئناف ما بعده، واختلف في إعراب: «يدعو» الثانية، وحاصله: أنَّ فيه وجوهًا عشرة ذكرها أبو حيان، والذي يخصنا منها ثلاثة، وذلك أنَّ «يدعو» إما أن تجعل مسلطة على الجملة من قوله: «لمن ضره أقرب من نفعه» أولا فإن جعلت مسلطة عليها، وأنَّ «يدعو» بمعنى: يقول، واللام للابتداء، و (مَن) اسم موصول مبتدأ، و «ضره» مبتدأ، و «أقرب»   (1) لم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 خبر الثاني، وخبر (مَن) محذوف تقديره: يقول للذي ضره أقرب من نفعه إلهي، كما قال الشاعر: يَدعونَ عَنتَرَ وَالرِماحُ كَأَنَّها ... أَشطانُ بِئرٍ في لَبانِ الأَدهَمِ (1) أراد يقول: يا عنيتر، فالجملة في محل نصب بـ «يدعو»؛ لأنَّها مسلطة عليها، فلا يوقف على «يدعو»؛ لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولبئس المولى مستأنف، ونسب هذا لأبي علي الفارسي، وإن لم تجعل «يدعو» مسلطة على الجملة، وأنّ «يدعو» الثانية توكيد، لـ «يدعو» الأولى، ولا معمول لها، وفي تكريرها إيذان بأنَّه مقيم على الضلال؛ فكأنَّه قيل: يدعو من دون الله الذي لا يضره ولا ينفعه، فتكون الجملة معترضة بين المؤكِّد والمؤكَّد، فلا تقتضي مفعولًا ثانيًا، وعلى هذا يحسن الوقف على «يدعو»، وقوله: «لمن ضره» مستأنف، واللام للابتداء، و (مَن) مبتدأ، و «ضره» مبتدأ ثان، و «أقرب» خبر الثاني، والجملة خبر الأول، أو الخبر محذوف، دل عليه: «لبئس المولى»، والتقدير: لمن ضره أقرب من نفعه إلهه، والجملة صلة، ويجوز أن يكون «يدعو» من متعلق «الضلال»، وإن ذلك اسم موصول، بمعنى: الذي، عند الكوفيين: إذ يجيزون في أسماء الإشارة كلها أن تكون موصولة، والبصريون: لا يكون عندهم من أسماء الإشارة موصول، إلّا (ذا) بشرط أن يتقدم عليها (ما)، أو (مَن) الاستفهاميتان، فـ «هو» مبتدأ، و «الضلال» خبره، والجملة صلة، والموصول وصلته في محل نصب مفعول «يدعو»، والمعنى: يدعو الذي هو الضلال البعيد، وهذا تكلف إذ لو كان كذلك لانتصب الضلال، وقوله: «هو» عماد لا يمنع الإعراب، كقوله: «تجدوه عند الله هو خيرًا»، فـ «خيرًا» مفعول ثان، لـ «تجدوه»، وعلى هذا يوقف على «يدعو»، والكلام على بقية الوجوه يستدعي طولًا، إذ لو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره، ولم يحكم أمره، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وفيما ذكر كفاية،،، ولله الحمد {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)} [13] تام. {الْأَنْهَارُ} [14] حسن، وقيل: كاف. {مَا يُرِيدُ (14)} [14] تام.   (1) هو من الكامل، وقائله عنترة بن شداد، من معلقته الشهيرة التي يقول في مطلعها: هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ ... أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّم عَنتَرَة بن شَدّاد (? - 22 ق. هـ/? - 601 م) عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى، من أهل نجد، أَمةٌ حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسًا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسًا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، كان مغرمًا بابنة عمه عبلة فَقَلّ أن تخلو له قصيدة من ذكرها، اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلًا، وقتله الأسد الرهيص أو جبار ابن عمرو الطائي.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 {وَالْآَخِرَةِ} [15] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد، وهو «فليمدد»، وهكذا لا وقف إلى «ما يغيظ» فلا يوقف على «السماء»، ولا على «فلينظر»؛ لأنَّ الجملة وإن كانت في اللفظ منفصلة فهي في المعنى متصلة. {مَا يَغِيظُ (15)} [15] كاف. {بَيِّنَاتٍ} [16] ليس بوقف؛ لأنَّ موضع «أن» نصب بما قبلها عطفًا على مفعول «أنزلناه»، أي: وأنزلنا أنَّ الله يهدي، أو على حذف حرف الجر، أي: ولأنَّ الله يهدي من يريد أنزلناه، وليس بوقف أيضًا إن جعلت» أنَّ الله» خبر «أنّ» الأولى كقول الشاعر: يَكفي الخَليفَةَ أَنَّ اللَهَ سَربَلَهُ ... سِربالَ مُلكٍ بِهِ تُرجى الخَواتيمُ (1) وإن جعلت «أنّ» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: والأمر أنَّ الله يهدي، حسن الوقف على «بينات». {مَنْ يُرِيدُ (16)} [16] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّ الذين آمنوا»، إلى «يوم القيامة»؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض في المعنى، فلا يوقف على «والنصارى»، ولا على «والمجوس»، ولا على «أشركوا»؛ لأنَّ «أنَّ» الثانية خبر «أنّ» الأولى كما تقدم في البيت. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [17] حسن. {شَهِيدٌ (17)} [17] تام، ولا وقف من قوله: «ألم تر»، إلى «الدَّوآب» فلا يوقف على «والجبال». {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} [18] أحسن مما قبله؛ على أنّ ما بعده مبتدأ، وخبره «حق»، أو فاعل لفعل محذوف، أي: وسجد كثير من الناس، وأبى كثير، فحق عليه العذاب، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، وجعل داخلًا في جملة (الساجدين)، أي: وكثير من الكفار يسجدون، وهم اليهود والنصارى، ومع ذلك فالعذاب عليهم. {الْعَذَابُ} [18] حسن. {مِنْ مُكْرِمٍ} [18] كاف. {مَا يَشَاءُ ((18)} [18] تام. {فِي رَبِّهِمْ} [19] حسن، ومثله: «من نار». {الْحَمِيمُ (19)} [19] جائز؛ لأنّ «يصهر» يصلح مستأنفًا وحالًا.   (1) هو من البسيط، وقائله جرير، من قصيدة يقول في مطلعها: أَواصِلٌ أَنتَ سَلمى بَعدَ مَعتَبَةٍ ... أَم صارِمُ الحَبلِ مِن سَلمى فَمَصرومُ سبق ترجمته. الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 {مَا فِي بُطُونِهِمْ} [20] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله. {وَالْجُلُودُ (20)} [20] جائز، ورأس آية في الكوفي. {مِنْ حَدِيدٍ (21)} [21] كاف. {أُعِيدُوا فِيهَا} [22] حسن. {عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)} [22] تام؛ للابتداء بـ «إن». {الْأَنْهَارُ} [23] حسن، ومثله: «من ذهب»، لمن قرأ: «ولؤلؤًا» بالنصب، أي: ويؤتون لؤلؤًا، وليس بوقف لمن قرأه: بالجر (1)، عطفًا على محل «من ذهب». {وَلُؤْلُؤًا} [23] حسن. {حَرِيرٌ (23)} [23] كاف. {الْحَمِيدِ (24)} [24] تام؛ لأنَّه آخر القصة. {الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} [25] حسن، إن رفع «سواءٌ» مبتدأ، وما بعده جملة في محل رفع خبر وكذا إن جعل خبرًا مقدّمًا، و «العاكف» مبتدأ مؤخرًا، وبالرفع قرأ: العامة، وليس بوقف لمن نصب «سواءً» مفعولًا ثانيًا، لـ «جعلناه»، وهو حفص (2)، أو بالرفع على جعل الجملة مفعولًا ثانيًا لـ «جعلنا» لاتصاله بما قبله، فلا يقطع منه، وخبر «إنّ الذين كفروا» محذوف، أي: هلكوا. {وَالْبَادِ} [25] تام في الوجوه كلها. {بِظُلْمٍ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {أَلِيمٍ (25)} [25] تام. {مَكَانَ الْبَيْتِ} [26] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده منصوب بما قبله، بناءً على أنَّ الخطاب في قوله: «أن لا تشرك بي شيئًا»؛ لإبراهيم - عليه السلام -، وعلى أنَّه خطاب لنبينا -عليه الصلاة والسلام- يكون الوقف على «البيت» تامًا (3). {شَيْئًا} [26] حسن؛ على استئناف الأمر.   (1) قرأ نافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب: بالنصب، وقرأ الباقون: بالجر؛ وجه من قرأ: {وَلُؤْلُؤَا} بالنصب هنا وفي فاطر [الآية: 33]؛ فذلك عطفًا على محل: {مِنْ أَسَاوِرَ}، أي: يحلون أساور ولؤلؤًا. ووجه من قرأ: بالجر عطفًا على أساور. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 314)، البحر المحيط (6/ 361)، النشر (1/ 390)، الكشف للقيسي (2/ 118). (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 314)، الإعراب للنحاس (2/ 396)، البحر المحيط (6/ 362)، التيسير (ص: 157)، تفسير الطبري (17/ 103)، تفسير القرطبي (12/ 34)، الحجة لابن خالويه (ص: 253)، الحجة لابن زنجلة (ص: 475)، السبعة (ص: 435)، الغيث للصفاقسي (ص: 296)، النشر (2/ 326). (3) انظر: تفسير الطبري (18/ 603)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 {السُّجُودِ (26)} [26] كاف، وقرأ الحسن وابن محيصن (1): «آذِنْ»، بالمد والتخفيف؛ بمعنى: أعلم، وليس بوقف على أنّ الخطاب لإبراهيم وعليه، فلا يوقف من قوله: «وإذ بوأنا لإبراهيم»، إلى «عميق»، فلا يوقف على «شيئًا»، ولا على «السجود»؛ لأنَّ العطف يصيّرهما كالشيء الواحد، ولا يوقف على الحجج؛ لأنَّ «يأتوك» جواب الأمر. {عَمِيقٍ (27)} [27] جائز، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ ما بعد اللام سبب في إيجاب ما قبلها. {(مَنَافِعَلَهُمْ} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله. {مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [28] جائز، ومثله: «البائس الفقير»، وكذا «بالبيت العتيق»، وقيل: الوقف على ذلك بجعل ذلك مبتدأ حذف خبره، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: وذلك لازم لكم، أو الأمر ذلك، أو ألزموا ذلك الأمر الذي وصفناه، ثم تبتدئ: ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه (2). و {عِنْدَ رَبِّهِ} [30] جائز، ومثله: «يتلى عليكم»، وكذا «الأوثان»، وكذا «قول الزور»، وفيه الفصل بين الحال وذيّها؛ لأنَّ قوله: «حنفاء» حال من فاعل (اجتنبوا)، والأَوْلَى وصله، ومثله الوقف على «لله»؛ لأنَّ «غير مشركين به» حال مؤكدة، إذ يلزم من كونهم «حنفاء» عدم الإشراك. {غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} [31] تام؛ للابتداء بالشرط. {مِنَ السَّمَاءِ} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فتخطفه الطير» بيان لما قبله، ولا يوقف على «الطير»؛ لأنَّ «أو تهوى» عطف على (تخطفه). {سَحِيقٍ (31)} [31] جائز، وقيل: الوقف على ذلك إشارة إلى اجتناب الرجس والزور. {شَعَائِرَ اللَّهِ} [32] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {الْقُلُوبِ (32)} [32] كاف. {أَجَلٍ مُسَمًّى} [33] جائز. {الْعَتِيقِ (33)} [33] تام. {بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [34] حسن. {إِلَهٌ وَاحِدٌ} [34] جائز. {فله أَسْلِمُوا} [34] حسن. {الْمُخْبِتِينَ (34)} [34] في محل «الذين» الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر؛ فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجر من ثلاثة؛ فإن رفعت «الذين» خبر مبتدأ محذوف، كان الوقف على   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 364)، تفسير القرطبي (12/ 37)، تفسير الرازي (23/ 27). (2) انظر: تفسير الطبري (18/ 605)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 «المخبتين» تامًا، وكذا إن رفع مبتدأ، والخبر محذوف، أو جعل في محل نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جعل نعتًا، أو بدلًا أو بيانًا لما قبله. {عَلَى مَا أَصَابَهُمْ} [35] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «والمقيمي الصلاة» عطف على «الصابرين». {يُنْفِقُونَ (35)} [35] تام، ورسموا: «والمقيمي» بياء كما ترى، وانتصب «والبدن» على الاشتغال؛ فكأنَّه قال: وجعلنا البدن جعلناها، كما قال الشاعر: أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي وأخشى الرياح والمطرا (1) {مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [36] حسن، ومثله: «لكم فيها خير»، ومثله: «صوآف»، وتقرأ: «صواف» على ثلاثة أوجه: 1 - «صوافَّ» بتشديد الفاء (2)، أي: مصطفة؛ لأنَّها تصف ثم تنحر. 2 - و «صوافِيَ» بالياء، جمع: صافية، أي: خوالص لله، وبها قرأ الحسن (3). 3 - و «صوافِنَ» بالنون، واحدتها: صافنة، أي: أنَّ البدن تنحر قائمة، وتشد واحدة من قوائمها، فتبقى قائمة على ثلاثة، وبها قرأ ابن عباس (4)، فعند الحسن يوقف على الياء، وعند ابن عباس يوقف على النون، والباقون: يقفون على الفاء مشددة (5).   (1) هو من المنسرح، وقائله الربيع بن ضبع الفزاري، من قصيدة يقول في مطلعها: أَقفر مِن أَهلِه الجريب إِلَى الز ... زُجين إِلا الظباء والبَقرا الربيع بن ضبع الفزاري (? - 7 ق. هـ/? - 615 م) الربيع بن ضبع بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد ابن عدي بن فزارة، كان من الخطباء الجاهليين، ومن فرسان فزارة المعدودين وشعرائهم، شهد يوم الهباءة وهو ابن مائة عام، وقاتل في حرب داحس والغبراء، قيل أنه أدرك الإسلام وقد كبر وخرف، وقيل أنه أسلم، وقيل منعه قومه أن يسلم.-الموسوعة الشعرية (2) وهي قراءة الأئمة العشرة بالاتفاق. (3) وهي بالياء مفتوحة، وكذا رويت عن أبي موسى الأشعري ومجاهد وزيد بن أسلم وشفيق وسليمان التيمي والأعرج، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 315)، الإعراب للنحاس (2/ 403)، الإملاء للعكبري (2/ 79)، البحر المحيط (6/ 369)، تفسير الطبري (17/ 118)، تفسير القرطبي (12/ 61)، الكشاف (3/ 14)، المحتسب لابن جني (2/ 81)، المعاني للفراء (2/ 226)، تفسير الرازي (23/ 36). (4) وكذا رويت عن عبد الله بن مسعود وابن عمر وابن عباس والباقر وقتادة ومجاهد وعطاء والضحاك والكلبي والأعمش وإبراهيم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 403)، الإملاء للعكبري (2/ 79)، البحر المحيط (6/ 369)، تفسير الطبري (17/ 118)، تفسير القرطبي (12/ 61)، الكشاف (3/ 14)، المحتسب لابن جني (2/ 81)، المعاني للفراء (2/ 226). (5) أي: الأئمة العشرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 {جُنُوبُهَا} [36] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد الفاء جواب (إذا)، وكذا «فكلوا منها»؛ لأنَّ «وأطعموا القانع والمعتر» معطوف على «فكلوا»، ومثله: «سخرناها لكم»؛ لأنَّ قوله: «لعلكم تشكرون»؛ معناه: لتشكروا، فإنَّما وقع التسخير للشكر. {وَالْمُعْتَرَّ} [36] حسن. {تَشْكُرُونَ (36)} [36] تام. {مِنْكُمْ} [37] حسن. {عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [37] جائز. {الْمُحْسِنِينَ (37)} [37] تام. {عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا} [38] كاف. {كَفُورٍ (38)} [38] تام. {بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [39] حسن. {لَقَدِيرٌ (39)} [39] في محل «الذين» الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر؛ فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجر من ثلاثة، فإن رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو رفع بالابتداء، والخبر محذوف، أو نصب بتقدير: أعني، كان تامًا، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «الذين» الأول، أو نعتًا «للذين يقاتلون» فلا يفصل بين البدل والمبدل منه، ولا بين النعت والمنعوت بالوقف. {بِغَيْرِ حَقٍّ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إلّا أن يقولوا» موضعه جر صفة لـ «حق» فلا يقطع عنه؛ كأنّه قال: ما أخرجوا من ديارهم، إلّا بقولهم: ربنا الله. {بِبَعْضٍ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «لهدمت» جواب: «لو». {وَصَلَوَاتٌ} [40] جائز، ثم تبتدئ: «ومساجد» بإضمار خبر، أي: ومساجد كذلك، أو بإعادة الفعل للتخصيص، أي: لهدمت؛ لأنَّ الله خصّ المساجد بذكر الله، أو لأنَّ الضمير بعد يعود عليها خاصة كما عاد على الصلاة في قوله: «واستعينوا بالصبر والصلاة»، وإنَّها ومن جعل الضمير عائدًا على جميعها؛ أراد: لهدمت كنائس زمن موسى، وصوامع، وبيع زمن عيسى، ومساجد زمن نبينا، وكان الوقف «كثيرًا». {مَنْ يَنْصُرُهُ} [40] حسن. {عَزِيزٌ (40)} [40] تام، إن رفع «الذين» بالابتداء، والخبر محذوف، أو عكسه، وحسن إن جر بدلًا أو نعتًا لما قبله. {الْمُنْكَرِ} [41] حسن. {الْأُمُورِ (41)} [41] تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 {وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ} [44] حسن. {وَكُذِّبَ مُوسَى} [44] كاف. {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} [44] حسن؛ للابتداء بالتهديد والتوبيخ. {نَكِيرِ (44)} [44] كاف. {وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [45] جائز. {عَلَى عُرُوشِهَا} [45] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وبئر معطلة» مجرور عطفًا على من «قرية» ولا يوقف على «معطلة»؛ لأنَّ قوله: «وقصر» مجرور عطفًا على «بئر». {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)} [45] كاف، وقيل: تام. {يَسْمَعُونَ بِهَا} [46] جائز، وقيل: كاف؛ للابتداء بـ (إن) مع الفاء. {الْأَبْصَارُ} [46] ليس بوقف؛ لأنَّ «لكن» لابد أن تقع بين متباينين، وهنا ما بعدها مباين لما قبلها. {فِي الصُّدُورِ (46)} [46] تام. {بالعذابِ} [47] جائز. {وَعْدَهُ} [47] حسن. {مِمَّا تَعُدُّونَ (47)} [47] تام. {ثُمَّ أَخَذْتُهَا} [48] حسن. {الْمَصِيرُ (48)} [48] تام، ومثله: «مبين»، وكذا «كريم». {مُعَاجِزِينَ} [51] أي: مثبطين، ليس بوقف، وهكذا إلى «الجحيم»، وهو: تام؛ لتناهي خبر «الذين». {وَلَا نَبِيٍّ} [52] ليس بوقف؛ لأنَّ حرف الاستثناء بعده، وهو الذي به يصح معنى الكلام. {فِي أُمْنِيَّتِهِ} [52] حسن. {ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ} [52] كاف، ومثله: «حكيم» إن علقت اللام بعده بمحذوف، وليس بوقف إن علقت بـ «يحكم»، وحينئذ لا يوقف على «آياته»، ولا على «حكيم»، ولا على «مرض» لارتباط الكلام بما بعده؛ لأنَّ قوله: «والقاسية» مجرور عطفًا على «للذين في قلوبهم مرض». {وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} [53] تام. {بَعِيدٍ (53)} [53] جائز؛ لكونه رأس آية. {فَيُؤْمِنُوا بِهِ} [54] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فتخبت» منصوب عطفًا على ما قبله. {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [54] حسن، وقال العماني: لا يوقف من قوله: «الجحيم» إلى «فتخبت له الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 قلوبهم»، إلا على سبيل التسامح لارتباط الكلام بعضه ببعض، وذلك أنَّ اللام في: «ليجعل ما يلقي الشيطان»، (لام كي)، وهي متعلقة بما قبلها، واللام في «وليعلم»، (لام كي) أيضًا معطوفة على اللام الأولى، والمعنى: أنَّ الله قد أحكم آياته وأبطل وسوسة الشيبطان بما ألقاه على لسان نبيه؛ ليجعل رجوع النبي عما ألقاه الشيطان محنة، واختبار للمنافقين والقاسية قلوبهم، وليعلم المؤمنون أن القرآن حق لا يمازجه شيء (1). {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)} [54] تام، ومثله: «عقيم» على استئناف ما بعده. {يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} [56] حسن، وإن كان ما بعده متصلًا بما قبله في المعنى؛ لكونه بيانًا للحكم. {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)} [56] تام. {بِآَيَاتِنَا} [57] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وإنَّما دخلت الفاء في خبر «الذين» لما تضمن المبتدأ معنى الشرط، كما في قوله: «إن الموت الذي تفرون منه فإنَّه ملاقيكم»، أراد: من فر من الموت لقيه كقوله: وَمَنْ هَابَ أَسْبَابُ المَنِيَّةُ يَلُفُّهَا ... ولَوْ رامَ أَنْ يَرْقَى السَّماءَ بسُلَّمِ (2) {مُهِينٌ (57)} [57] تام. {أَوْ مَاتُوا} [58] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده خبر «الذين» وإن كان معه قسم محذوف. {رِزْقًا حَسَنًا} [58] حسن. {خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)} [58] كاف. {يَرْضَوْنَهُ} [59] حسن. {حَلِيمٌ (59)} [59] تام، وقيل: الوقف على ذلك، أي: ذلك لهم.   (1) انظر: تفسير الطبري (18/ 670)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) قائله زهير بن أبي سلمى، من قصيدة يقول في مطلعها: ومَنْ يَعْصِ أطرافَ الزِّجاجِ فإنَّه ... يُطِيعُ العَوالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَم ولفظه فيها جاء على النحو التالي: ومضنْ هابَ أسْبابَ المَنايا يَنَلْنَهُ ... ولَوْ رامَ أَنْ يَرْقَى السَّماءَ بسُلَّم زُهَير بن أبي سُلمَى (? - 13 ق. هـ/? - 609 م) زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر، حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة، قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعرًا، وخاله شاعرًا، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة، ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام، قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات)، أشهر شعره معلقته التي مطلعها: (أمن أم أوفى دمنة لم تكلم)، ويقال: إن أبياته في آخرها تشبه كلام الأنبياء.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} [60] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده قد قام مقام جواب الشرط. {لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [60] كاف. {غَفُورٌ (60)} [60] تام، ولا وقف إلى «بصير» فلا يوقف على «ويولج النهار في الليل»؛ لأنَّ (أن) في موضعها جر بالعطف على ما قبلها. {بَصِيرٌ (61)} [61] تام. {الْحَقُّ} [62] ليس بوقف، وكذا لا يوقف على «الباطل»؛ لأنَّ «وأن الله» موضعها جر بالعطف على ما قبلها. {بصيرٌ (62)} [62] تام. {مَاءً} [63] حسن؛ لأنَّ قوله: «فتصبح» ليس في جواب الاستفهام في قوله: «ألم تر أنَّ الله أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة» لا يتسبب عما دخل عليه الاستفهام، وهي رؤية المطر، وإنَّما تسبب ذلك عن نزول المطر نفسه، فلو كانت العبارة: (أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة) ثم دخل الاستفهام لصح النصب. انتهى: شذورًا، وأنَّ المستقبل لا يعطف على الماضي، وهو: «ألم تر» بل «فتصيح» مستأنف، ولو كان جوابًا لكان منصوبًا بـ «أن» كقول جميل بن معمر العدوي الشاعر صاحب بثينة: أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ الخَلاءَ فَيَنطِقُ ... وَهَل تُخبِرَنكِ اليَومَ بَيداءَ سَملَقُ (1) برفع: ينطق، أي: فهو ينطق. {مُخْضَرَّةً} [63] كاف. {خَبِيرٌ (63)} [63] تام. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [64] حسن.   (1) هو من الطويل، وقائله جميل بثينة، والبيت مطلع قصيدة له يقول فيها: وَقَفتُ بِها حَتّى تَجَلَّت عَمايَتي ... وَمَلَّ الوُقوفَ الأَرحَبِيُّ المُنَوَّقُ بِمُختَلَفِ الأَرواحِ بَينَ سُوَيقَةٍ ... وَأَحدَبَ كادَت بَعدَ عَهدِكِ تَخلُقُ جَميل بُثَينَة (? - 82 هـ/? - 701 م) جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، أبو عمرو، شاعر من عشاق العرب، افتتن ببثينة من فتيات قومه، فتناقل الناس أخبارهما، شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر، كانت منازل بني عذرة في وادي القرى من أعمال المدينة ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية، فقصد جميل مصر وافدًا على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه وأمر له بمنزل فأقام قليلًا ومات فيه.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 {الْحَمِيدُ (64)} [64] تام، وكذا «سخر لكم ما في الأرض» على قراءة عبد الرحمن بن هرمز (1): «والفُلْكُ» بالرفع، والإجماع على خلافها، وليس بوقف على قراءة العامة (2): «والفلكَ» بالنصب عطفًا على ما قبله. {بِأَمْرِهِ} [65] جائز. {إِلَّا بِإِذْنِهِ} [65] حسن. {رَحِيمٌ (65)} [65] تام. {أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [66] في الثلاث جائز؛ لأنَّ كل جملة من الثلاث مستأنفة؛ لأنَّ «ثُمَّ» لترتيب الأخبار لا لترتيب الفعل، كقوله: «الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم» فوصل هذه أجود. {لَكَفُورٌ (66)} [66] تام. {هُمْ نَاسِكُوهُ} [67] جائز، ومثله: «في الأمر». {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} [67] كاف. {مُسْتَقِيمٍ (67)} [67] تام، ومثله: «تعملون»، وكذا «تختلفون». {وَالْأَرْضِ} [70] كاف، وكذا «في كتاب». {يَسِيرٌ (70)} [70] تام. {بِهِ سُلْطَانًا} [71] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وما ليس لهم به علم» موضعه نصب بالعطف على «ما» الأولى. {بِهِ عِلْمٌ} [71] حسن. {مِنْ نَصِيرٍ (71)} [71] تام. {بَيِّنَاتٍ} [72] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب «إذا». {الْمُنْكَرَ} [72] جائز، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة مفسرة لما قبلها. {عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا} [72] كاف. {مِنْ ذَلِكُمُ} [72] تام؛ إن رفعت «النارُ» بالابتداء (3)، وما بعدها خبرًا، وعكسه، أي: هي النار،   (1) وكذا رويت عن السلمي والأعرج وطلحة والزعفراني، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 80)، البحر المحيط (6/ 387)،تفسير الطبري (17/ 138)، الكشاف (3/ 21) (2) أي: الأئمة العشرة. (3) وهي قراءة الأئمة العشرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 أو بنصبها؛ بتقدير: أعني، وبها قرأ الضحاك (1)، أو نصبت على اشتغال الفعل عن المفعول، وليس بوقف على قراءتها بالجر (2)؛ بدلًا من قوله: «بشرّ»؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. {كَفَرُوا} [72] حسن. {الْمَصِيرُ (72)} [72] تام. {فَاسْتَمِعُوا لَهُ} [73] كاف، وليس بوقف إن جعل ما بعده تفسيرًا للمثل إلى قوله: «يستنقذوه منه». {وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [73] حسن. {لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} [73] تام؛ لأنه آخر المثل، ومثله: «المطلوب». {حَقَّ قَدْرِهِ} [74] كاف. {عَزِيزٌ (74)} [74] تام. {وَمِنَ النَّاسِ} [75] حسن، ومثله: «بصير»، وقيل: كاف؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وصفة. {وَمَا خَلْفَهُمْ} [76] حسن. {الْأُمُورُ (76)} [76] تام. {وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ} [77] حسن. {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} [77] ليس بوقف؛ لأنَّ (لعل) في التعلق كـ (لام كي). {تُفْلِحُونَ ((77)} [77] كاف. {حَقَّ جِهَادِهِ} [78] كاف، ومثله: «اجتباكم». {مِنْ حَرَجٍ} [78] كاف؛ إن نصب «ملةً» بالإغراء، أي: الزموا ملة أبيكم، وليس بوقف إن نصب بنزع الخافض، أو نصب «ملةً» بدلًا من «الخير»، وقال الفراء: لا يوقف على «من حرج»؛ لأنَّ التقدير عنده كـ «ملة أبيكم» ثم حذفت الكاف؛ لأنَّ معنى: وما جعل عليكم في الدين من حرج؛ وسّع الله عليكم الدين كملة أبيكم، فلما حذفت الكاف انتصبت «ملة» لاتصالها بما قبلها، والقول بأنَّ «ملة» منصوبة على الإغراء أولى؛ لأنَّ حذف الكاف لا يوجب النصب، وقد أجمع النحويون: أنَّه إذا قيل زيد كالأسد، ثم حذفت الكاف، لم يجز النصب، وأيضًا فإن قبله «اركعوا واسجدوا» فالظاهر: أن يكون   (1) وبالنصب قرأ أيضًا ابن أبي عبلة وإبراهيم بن يوسف والأعشى وزيد بن علي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 80)، البحر المحيط (6/ 389)، تفسير القرطبي (12/ 96)، الكشاف (3/ 22)، تفسير الرازي (23/ 67). (2) وهي قراءة ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن نوح وقتيبة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 80)، البحر المحيط (6/ 389)، تفسير القرطبي (12/ 96)، تفسير الرازي (23/ 67). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 هذا على الأمر، أي: اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم، فإلى الأوّل ذهب ابن عباس ومجاهد، قالا: قوله «هو سماكم»؛ أي: الله سماكم المسلمين من قبل، أي: من قبل هذا القرآن في الكتب كلها، وفي الذكر، وفي هذا القرآن، وقال الحسن: هو، أي: إبراهيم سماكم المسلمين من قبل، يريد في قوله: «ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك»، فإذا هو - صلى الله عليه وسلم - سأل الله لهم هذا الاسم؛ فعلى الأول الوقف على «ما هو سماكم المسلمين من قبل»، وفي هذا تام، وعلى الثاني الوقف على «هو سماكم المسلمين من قبل»، كاف، وعلى الأول تكون اللام في «ليكون الرسول» متعلقة بمحذوف، وهو المختار من وجهين أحدهما: أنّ قوله: «ربنا واجعلنا مسلمين لك .. » الآية ليس تسمية وإنَّما هو دعاء، والثاني: ورود الخبر أنّ الله سمانا المسلمين كما روي أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: «تداعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله» (1)، وليس بوقف، أي: على الأول إن علقت اللام بما قبلها. انظر: النكزاوي، وفي كون إبراهيم دعا الله فاستجاب له وسمانا المسلمين ضعف، إذ قوله: «وفي هذا» عطف على «من قبل» وهذا إشارة إلى القرآن، فيلزم أنَّ إبراهيم سمانا المسلمين في القرآن، وهو غير واضح؛ لأنَّ القرآن نزل بعد إبراهيم بمدد؛ فبذلك ضعف رجوع الضمير إلى إبراهيم، والمختار رجوعه إلى الله تعالى، ويدل له قراءة أُبيّ: «سماكم المسلمين» بصريح الجلالة (2)، أي: سماكم في الكتب السابقة، وفي هذا القرآن أيضًا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد   (1) من حديث قال فيه النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ، اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: السَّمْعُ، وَالطَّاعَةُ، وَالْجِهَادُ، وَالْهِجْرَةُ، وَالْجَمَاعَةُ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ، إِلاَّ أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنِ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ». وقال الألباني: صحيح، المشكاة برقم: (3694)، وصحيح الجامع برقم: (1724)، وأخرجه أحمد (4/ 130، برقم: 17302)، و (4/ 202، وبرقم: 17953) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا أبو خَلَف، مُوسَى بن خَلَف - كان يُعَدُّ من البُدَلاء - قال: حدَّثنا يَحيى بن أَبي كَثِير. والتِّرْمِذِيّ برقم: (2863)، قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا أَبَان بن يَزِيد، حدَّثنا يَحيى بن أَبي كَثِير. وفي رقم: (2864) قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن بَشَّار، حدَّثنا أبو داود الطَّيَالِسِي، حدَّثنا أَبَان بن يَزِيد، عن يَحيى بن أَبي كَثِير. والنَّسائي، في الكبرى برقم: (8815 و 11286)، قال: أخبرنا هِشَام بن عَمَّار، قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن شُعَيْب، قال: أخبرني مُعَاوِيَة بن سَلاَّم. وابن خزيمة برقم: (483 و930)، قال: حدَّثنا أبو مُحَمَّد، فَهْد ابن سُلَيْمَان المِصْرِي، حدَّثنا أبو تَوْبَة، يَعْنِي الرَّبِيع بن نافع، حدَّثنا مُعَاوِيَة بن سَلاَّم. وفي رقم: (1895)، قال: حدَّثنا أبو مُوسَى، مُحَمَّد بن المُثَنَّى، حدَّثنا أبو داود، سُلَيْمَان بن داود، حدَّثنا أَبَان، يَعْنِي ابن يَزِيد العَطَّار، عن يَحيى بن أَبي كَثِير. كلاهما: (يَحيى بن أَبي كَثِير، ومُعَاوِيَة بن سَلاَّم) عن زَيْد بن سَلاَّم، عن جَدِّهِ مَمْطُور أَبي سَلاَّم، فذكره. (2) أي تقرأ: «الله سماكم المسلمين»، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 391)، الكشاف (3/ 24). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 {النَّاسِ (} [78] كاف، وقيل: تام. {وَآَتُوا الزَّكَاةَ} [78] جائز ومثله: «هو مولاكم»، وقيل: كاف. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 سورة المؤمنون مكية -[آيها:] مائة آية وثمان عشرة آية في الكوفي، وتسع عشرة في عدّ الباقين، اختلافهم في آية واحدة: وأخاه هارون لم يعدَّها الكوفي. - وكلمها: ألف وثمانمائة وأربعون كلمة. - وحروفها: أربعة آلاف وثمانمائة وحرفان. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع موضعان: 1 - {وَفَارَ التَّنُّورُ} [27] 2 - {ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ} [77] {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} [1] تام؛ إن جعل «الذين» مبتدأ، خبره «أولئك هم الوارثون»، وكذا إن جعل خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، وكذا إن نصب بتقدير: أعني، وعلى الأول لا وقف من قوله: «خاشعون» إلى «الوارثون»، ومن حيث كونها رؤوس آيات يجوز ولا يؤثر فيها كون كل منها معطوفًا، أو نعتًا، أو بدلًا؛ لأنَّ الوقف على رؤوس الآيات سنة متبعة كما تقدم. {الْفِرْدَوْسَ} [11] تام؛ إن جعل ما بعده جملة مستقلة من مبتدأ وخبر، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب حالًا. {خَالِدُونَ (11)} [11] تام في الحديث: «ما منكم من أحد، إلّا له منزلان، منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإن مات ودخل النار ورث منزله أهل الجنة، وذلك قوله: (هم الوارثون)» (1)، ذكره البغوي بغير سند (2). {مِنْ طِينٍ (12)} [12] كاف، والمراد بالإنسان: آدم دون ذريته؛ لأنَّه انسل من طين، وقوله: «جعلناه نطفة» عائد على ذريته، وإن كان لم يذكر لشهرته، وليس عائدًا على آدم؛ لأنَّه لم يخلق من نطفة، بل انسل من الطين، أي: استخرج منه، قال أمية بن أبي الصلت:   (1) عن أبي هريرة، قال الشيخ الألباني: صحيح، انظر: حديث رقم: (5799) في صحيح الجامع، وأخرجه ابن ماجه (2/ 1453، رقم: 4341)، وقال البوصيرى (4/ 266): هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. والبيهقى فى شعب الإيمان (1/ 341، رقم: 377). (2) وعثرت عليه في تفسير البغوي بسند، قال البغوي: (وروي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره). انظر: تفسير البغوي –دار طيبة السعودية- (5/ 411). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 خلق البرية من سلالة منتن ... وإلى السلالة كلها سنعود (1) {فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13)} [سورة المؤمنون آية: 13] جائز، ومثله: «لحمًا» وكذا «آخر». {الْخَالِقِينَ (14)} [14] كاف، ومثله: «لميتون». {تُبْعَثُونَ (16)} [16] تام. {طَرَائِقَ} [17] حسن. {غَافِلِينَ (17)} [17] كاف. {فِي الْأَرْضِ} [18] حسن. {لَقَادِرُونَ (18)} [18] كاف. {وَأَعْنَابٍ} [19] جائز، ومثله: «كثيرة». {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19)} [19] كاف؛ على أنَّ قوله: «وشجرة» منصوب بفعل مضمر تقديره: وأنشأنا شجرة، أو أنبتنا شجرة، وليس بوقف إن عطفت «شجرة» على «جنات»، وحينئذ لا يوقف على «وأعناب» ولا على «كثيرة» ولا على «تأكلون». {لِلْآَكِلِينَ (20)} [20] تام. {لَعِبْرَةً} [21] حسن، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله. {فِي بُطُونِهَا} [21] حسن، ومثله: «كثيرة». {تَأْكُلُونَ (21)} [21] جائز. {تُحْمَلُونَ (22)} [22] تام. {اعْبُدُوا اللَّهَ} [23] حسن، ومثله: «من إله غيره» على القراءتين؛ جره نعتًا لا على اللفظ، ورفعه   (1) لم أستدل عليه، وأمية بن أبي الصلت (? - 5 هـ/? - 626 م) أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة ابن عوف الثقفي، شاعر جاهلي، حكيم، من أهل الطائف، قدم دمشق قبل الإسلام وكان مطلعًا على الكتب القديمة، يلبس المسوح تعبدًا وهو ممن حرَّموا على أنفسهم الخمر ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية، ورحل إلى البحرين فأقام ثماني سنين ظهر في أثنائها الإسلام، وعاد إلى الطائف فسأل عن خبر محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقدم مكة وسمع منه آيات من القرآن وسألته قريش رأيه فقال: أشهد أنه على الحق، قالوا: فهل تتبعه؟ فقال: حتى أنظر في أمره، ثم خرج إلى الشام وهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى المدينة وحدثت وقعة بدر وعاد أمية يريد الإسلام فعلم بمقتل أهل بدر وفيهم ابنا خالٍ له فامتنع وأقام في الطائف إلى أن مات، أخباره كثيرة وشعره من الطبقة الأولى، إلا أن علماء اللغة لا يحتجون به لورود ألفاظ فيه لا تعرفها العرب، وهو أول من جعل في مطالع الكتب: (باسمك اللهّم)، فكتبتها قريش.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 نعتًا له على المحل (1). {تَتَّقُونَ (23)} [23] كاف، ورسموا: {الْمَلَؤا} [24]، هنا بواو وألف بعد اللام كما ترى. {مِثْلُكُمْ} [24] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يريد» صفة «بشر» فلا يقطع عنه. {أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} [24] حسن. {مَلَائِكَةً} [24] جائز؛ للابتداء بالنفي. {الْأَوَّلِينَ (24)} [24] كاف؛ على استئناف ما بعده. {بِهِ جِنَّةٌ} [25] جائز. {حَتَّى حِينٍ (25)} [25] كاف، ومثله: «كذَّبون». {وَوَحْيِنَا} [27] حسن. {التَّنُّورُ} [27] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فاسلك» جواب «فإذا»، وليس رأس آية. {وَأَهْلَكَ} [27] وصله أولى؛ لأنَّ حرف الاستثناء هو الذي به يصح معنى الكلام، فما بعده كالعلة لما قبله، ومنهم من وقف على «زوجين اثنين» ثم قال: «وأهلك»، أي: وأهلك الله، من الهلاك جميع الخلائق، إلّا من سبق عليه القول منهم، فما بعد الاستثناء خارج مما قبله؛ يعني: إبليس. {الْقَوْلُ مِنْهُمْ} [27] كاف. {ظَلَمُوا} [27] جائز؛ لأنَّ إنَّهم كالتعليل لما قبلها. {مُغْرَقُونَ (27)} [27] كاف، ومثله: «من القوم الظالمين» على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله. {خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)} [29] كاف. {لَآَيَاتٍ} [30] جائز. {لَمُبْتَلِينَ (30)} [30] كاف، ومثله: «قرنًا آخرين». {رَسُولًا مِنْهُمْ} [32] ليس بوقف. {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [32] حسن، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده. {تَتَّقُونَ (32)} [32] كاف، ولا وقف من قوله: «وقال الملأ من قومه» إلى «مما تشربون»، فلا يوقف على «بلقاء الآخرة» لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على «وأترفناهم في الحياة الدنيا»؛ لأنَّ قوله: ما هذا مقول الذين كفروا، فلا يفصل بين القول والمقول، ولا على «بشر مثلكم»؛ لأنَّ ما بعده صفة «بشر» فلا   (1) قرأ الكسائي وأبو جعفر: بالجر، وقرأ الباقون: بالرفع. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 318)، التيسير (ص: 110)، تفسير القرطبي (12/ 118)، الغيث للصفاقسي (ص: 299)، الكشاف (3/ 29)، تفسير الرازي (23/ 91)، النشر (2/ 270). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 يقطع منه. {مِمَّا تَشْرَبُونَ (33)} [33] كاف، ومثله: «الخاسرون». {وَعِظَامًا} [35] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إنَّكم مخرجون» متعلق بما قبله. {مُخْرَجُونَ (35)} [35] جائز، وقيل: لا وقف إلى «بمؤمنين»؛ لأنَّ الكلام مقول الكفار، فلا يقطع بعضه عن بعض، وإنَّ «هيهاتَ هيهات» إنكار واستبعاد للبعث بعد أن ماتوا بقولهم: «وما نحن له بمؤمنين»، أي: بمصدقين، وفي «هيهات» لغات: إحداها: (هيهاتَ) بفتح التاء فيهما (1). الثانية: (هيهاتُ هيهاتُ) بضم التاء فيهما (2). الثالثة: (هيهاتِ هيهاتِ) بكسر التاء فيهما (3). الرابعة: (هيهاتْ هيهاتْ) بسكون التاء فيهما (4). الخامسة: (هيهاتٍ هيهاتٍ) بالكسر والتنوين، بتقديره: نكره؛ لأنَّ أسماء الأفعال ما نون منها كان نكرة، وما لم ينون كان معرفة، نحو: (صهْ) بالسكون، و (صهٍ) بالتنوين (5). السادسة: (هيهاتٌ هيهاتٌ) بالرفع والتنوين (6). السابعة: (هيهاتًا هيهاتًا) بالنصب والتنوين (7).   (1) وقرأ بها الأئمة العشرة باستثناء أبي جعفر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 317)، النشر (2/ 328). (2) وهي قراءة أبي حيوة والأحمر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 81)، البحر المحيط (6/ 404)، تفسير القرطبي (12/ 122)، الكشاف (3/ 32)، المحتسب لابن جني (2/ 90). (3) وهي قراءة أبي جعفر وحده من الأئمة العشرة، وجعفر وعيسى الثقفي من غير العشر، وهي قراءة متواترة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 318)، الإعراب للنحاس (2/ 418)، الإملاء للعكبري (2/ 81)، البحر المحيط (6/ 404)، تفسير الطبري (18/ 16)، تفسير القرطبي (12/ 122)، الكشاف (3/ 32)، المحتسب لابن جني (7/ 105)، تفسير الرازي (23/ 98)، النشر (2/ 328). (4) وهي لأبي عمرو في غير المتواتر، وخارجة بن مصعب والأعرج وعيسى الهمداني، ونسبت في مختصر ابن خالويه إلى ثلاثة: خارجة بن مصعب وأبي حيوة والأحمر. انظره: (ص: 97)، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 605)، تفسير القرطبي (12/ 122)، الكشاف (3/ 32)، المحتسب لابن جني (2/ 90)، المعاني للفراء (2/ 236). (5) وقرأ بها عيسى وخالد بن إلياس، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 81)، الإعراب للنحاس (2/ 418)، البحر المحيط (6/ 404)، تفسير القرطبي (12/ 122)، الكشاف (3/ 32)، المحتسب لابن جني (2/ 90)، تفسير الرازي (23/ 98). (6) وهي قراءة أبي حيوة والأحمر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 81)، البحر المحيط (6/ 404)، تفسير القرطبي (12/ 122)، الكشاف (3/ 32)، المحتسب لابن جني (2/ 90). (7) وهي قراءة أبي عمرو في غير المتواتر وهارون وخالد بن إلياس، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 81)، البحر المحيط (6/ 404)، تفسير القرطبي (12/ 122)، تفسير الرازي (23/ 98). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 {تُوعَدُونَ (36)} [36] جائز، ومثله: «بمبعوثين». {بِمُؤْمِنِينَ (38)} [38] كاف؛ لأنَّه آخر كلام الكفار، وليس من قوله: «وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا» إلى قوله: «وما نحن له بمؤمنين»، وقف يختار؛ لأنَّ ما بينهما حكاية عن قول الكفار، ويجوز الوقف فيما بينهما على رؤوس الآي. {بِمَا كَذَّبُونِ (39)} [39] حسن. {نَادِمِينَ (40)} [40] كاف. {بِالْحَقِّ} [41] ليس بوقف لمكان الفاء. {غُثَاءً} [41] حسن. {الظَّالِمِينَ (41)} [41] كاف، ومثله: «قرونًا آخرين»، وكذا «يستأخرون»، و «ثُمّ» لترتيب الأخبار فيبتدأ بها إذا جاءت في أول قصة أخرى كما هنا. {تَتْرَى} [44] حسن؛ لأنَّ «كل ما» يبتدأ بها. {كَذَّبُوهُ} [44] تام، عند الأخفش. {بَعْضًا} [44] جائز. {أَحَادِيثَ} [44] حسن. {لَا يُؤْمِنُونَ (44)} [44] تام. {مُبِينٍ (45)} [45] ليس بوقف؛ لأنّ حرف الجر وما بعده موضعه نصب بـ «أرسلنا»، فهو متصل به. {قَوْمًا عَالِينَ (46)} [46] كاف. {مِثْلِنَا} [47] جائز. {عَابِدُونَ (47)} [47] كاف. {مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)} [48] تام. {يَهْتَدُونَ (49)} [49] كاف؛ على استئناف ما بعده خبرًا آخر، وجائز إن عطف على ما قبله. {آَيَةً} [50] كاف، وإنَّما قال آية، ولم يقل آيتين؛ لأنَّها قصة واحدة، وهي ولادتها له من غير ذكر. {وَمَعِينٍ (50)} [50] تام؛ للابتداء بياء النداء، بناءً على أنَّ ما بعده خطاب لنبينا وحده، كقوله: «الذين قال لهم الناس»، وهو نعيم بن مسعود الأشجعي وحده؛ ليدل بذلك على أنَّ الرسل أمروا بأكل الطيبات؛ وهو الحلال الذي طيّبه الله لآكليه، وليس بوقف لمن قال: إنَّه خطاب لعيسى ابن مريم، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 واحتج بما روي أنَّ عيسى كان يأكل من غزل أمه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {صَالِحًا} [51] جائز، وقيل: كاف. {عَلِيمٌ (51)} [51] تام؛ لمن قرأ: «وإنَّ هذه»، بكسر الهمزة عطفًا على «إنَّي»، وهو حمزة والكسائي وعاصم، وليس بوقف لمن قرأ: بفتحها (1)؛ عطفًا على «بما» فتكون إنَّ في موضع خفض، والتقدير: عليم بأنَّ هذه، وبها قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وإن نصبت بإضمار فعل نحو: واعلموا أنَّ، فتكون (أنَّ) في موضع نصب، كان الوقف على «عليم» جائزًا. {أُمَّةً وَاحِدَةً} [52] كاف؛ على استئناف ما بعده. {فَاتَّقُونِ (52)} [52] كاف. {زُبُرًا} [53] حسن. {فَرِحُونَ (53)} [53] أحسن منه. {حَتَّى حِينٍ (54)} [54] كاف، وقد اختلف في (ما) من «إنَّما» هل هي مصدرية؟ حرف واحد، أو موصولة؟ فهي حرفان؛ فعلى أنَّها مصدرية حرف واحد هو مذهب الكسائي، رواه خلف عنه، وعليه يوقف على «بنين»؛ لأنَّه قد حصل بعد فعل الحسبان نسبة من مسند ومسند إليه، نحو: حسبت إنَّما ينطلق زيد وإنَّما يضرب بكر، فينسبك منها ومما بعدها مصدر هو اسم إنَّ، والجملة خبر إنَّ، وقيل: لا يوقف على «بنين»؛ لأنَّ «نسارع» خبر (إنَّ) على أنَّ «إنَّما» حرفان، و (ما) بمعنى: الذي، بدليل عود الضمير من «به» إليها، وهي اسم (إنَّ) وصلتها «نمدهم» و «من مال» حال من الموصول، أو بيان له، و «نسارع» خبر (إنَّ) والعائد محذوف، أي: نسارع لهم به، أو فيه، قاله أبو إسحاق وهشام بن معاوية الضرير، كما تقول: أبو سعيد، رويت عن الخدري؛ تريد رويت عنه، فأظهرت الهاء فقلت عن الخدري، قال الشاعر: لا أَرى المَوتَ يَسبِقُ المَوتَ شَيءٌ ... نَغَّصَ المَوتُ ذا الغِنى وَالفَقيرا (2)   (1) قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب: بفتح الهمزة، وقرأ الباقون: بالكسر، وفيها وجه ثالث: وهو تخفيف النون وإسكانها وهو لابن عامر؛ وجه من قرأ بكسر الهمزة؛ فعلى الاستئناف، ووجه الفتح؛ على تقدير اللام، أي: لأنّ، ووجه قراءة ابن عامر بتخفيف النون وإسكانها؛ فعلى أنها المخففة من الثقيلة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 319)، المعاني للفراء (2/ 237)، تفسير الرازي (33/ 105)، النشر (2/ 328). (2) هو من الخفيف، وقائله عدي بن زيد، من قصيدة يقول في مطلعها: إِنَّ لِلدَهرِ صَولَةً فَاِحذَرنَها ... لا تَنامَنَّ قَد أَمِنتَ الدُهورا عدي بن زيد (? - 36 ق. هـ/? - 587 م) عدي بن زيد بن حمّاد بن زيد العبادي التميمي، شاعر من دهاة الجاهليين، كان قرويًا من أهل الحيرة، فصيحًا، يحسن العربية والفارسية، والرمي بالنشاب، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، الذي جعله ترجمانًا بينه وبين العرب، فسكن المدائن ولما مات كسرى وولي الحكم هرمز أعلى شأنه ووجهه رسولًا إلى ملك الروم طيباريوس الثاني في القسطنطينية، فزار بلاد الشام، ثم تزوج هندًا بنت النعمان، وشى به أعداء له إلى النعمان بما أوغر صدره فسجنه وقتله في سجنه بالحيرة.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 أي: لا أرى الموت يسبقه شيء، فأظهر الهاء، وقول من قال: إنَّ «يحسبون» يتعدى لمفعولين، وأن «نسارع لهم» المفعول الثاني، والتقدير: أيحسبون أنّ إمدادنا لهم بالمال والبنين مسارعة منا لهم في الخيرات فغلط، ومخالفة لقول أبي حاتم إنَّ (أنّ) إذا وقعت بعد حسب وأخواتها لم تحتج إلى مفعول ثان، قال تعالى: «يحسب أنَّ ماله أخلده»، وهنا قد نابت (أنَّ) عن المفعولين، فأنَّ كافية عن اسم «يحسبون» وخبرها، فلا يؤتى بمفعول ثان بعد (أنَّ)، وقرأ (1): «إنَّما» بكسر الهمزة؛ على الاستئناف، وعليها فمفعولا (حسب) محذوفان اقتصارًا، أو اختصارًا، وقرأ (2): «يُسَارِعُ» بالتحتية، أي: يسارع الله، أو يسارع لهم الذي يمدون به، وقرئ: «يسارع» بالتحتية مبنيًا للمفعول، وفي «الخيرات» نائب الفاعل، والجملة خبر (إنَّ)، والعائد محذوف، أي: يسارع لهم به، وقرئ (3): «نُسْرِعُ لهم» بالنون؛ من أسرع والحذف اختصارًا ما كان لدليل، والحذف اقتصارًا ما كان لغير دليل، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد {فِي الْخَيْرَاتِ} [56] كاف. {بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)} [56] تام، وهو إضراب عن الحسبان المستفهم عنه استفهام تقريع، ولا وقف من قوله: «إنَّ الذين هم من خشية ربهم» إلى «راجعون»؛ لأنَّ «أولئك يسارعون» خبر «إنَّ الذين هم من خشية ربهم» وما بينهما من رؤوس الآي جائز لطول الكلام، والنفس يضيق عن بلوغ التمام فلا يوقف على «مشفقون»، ولا على «يؤمنون»، ولا على «لا يشركون»، ولا على «راجعون»، لعطف الأسماء المنصوبة على اسم «إنَّ». {سَابِقُونَ (61)} [61] تام. {إِلَّا وُسْعَهَا} [62] حسن، ومثله: «ينطق بالحق». {لَا يُظْلَمُونَ (62)} [62] كاف. {مِنْ هَذَا} [63] حسن، إن جعل الضمير في «ولهم أعمال» للكفار، وتام إن جعل كناية عن المؤمنين للفصل بين الكفار والمسلمين.   (1) وهي قراءة ابن وثاب، وهي شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 409). (2) وهي قراءة السلمي وعبد الرحمن بن أبي بكرة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 82)، البحر المحيط (6/ 410)، تفسير القرطبي (12/ 131)، الكشاف (3/ 35)، المحتسب لابن جني (2/ 94)، تفسير الرازي (23/ 105). (3) وهي قراءة الحرّ النحوي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 82)، البحر المحيط (6/ 410)، تفسير القرطبي (12/ 131)، المحتسب لابن جني (2/ 94). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 {عَامِلُونَ (63)} [63] كاف، ومثله: «يجأرون». {لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ} [65] حسن، وكذا «لا تنصرون». {تُتْلَى عَلَيْكُمْ} [66] حسن. {تَنْكِصُونَ (66)} [66] كاف؛ إن نصب «مستكبرين» حالا من فاعل «تهجرون»، وليس بوقف إن جعل حالًا من الضمير في «تنكصون» ووقف أبو حاتم على «مستكبرين» على أنَّ الضمير في «به» يرجع إلى البيت، واستكبارهم به أنَّهم أحق به من غيرهم، وأنَّهم ولاته يفتخرون بذلك، وكذا إن جعل من صلة «سامرًا»؛ لأنَّهم كانوا يسمرون حول البيت بذكر القرآن والطعن فيه، ولا يطوفون بالبيت، ومن جعل الضمير في «به» يرجع إلى القرآن، وقف على «تنكصون»؛ أي: يجعلون سمرهم وحديثهم في القرآن، ثم يبتدأ: «مستكبرين به»، أي: بالقرآن، واستكبارهم به أنَّهم إذا سمعوه كذبوه وطعنوا فيه. {تَهْجُرُونَ (67)} [67] تام. {الْأَوَّلِينَ (68)} [68] كاف، ومثله: «منكرون»، وكذا «جنة». {بِالْحَقِّ} [70] حسن. {كَارِهُونَ (70)} [70] كاف، وكذا «من فيهن». {بِذِكْرِهِمْ} [71] حسن. {مُعْرِضُونَ (71)} [71] صالح. {خَرْجًا} [72] جائز. {خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)} [72] كاف، ومثله: «مستقيم»، وكذا «لناكبون»، و «يعمهون»، «وما يتضرعون». {مُبْلِسُونَ (77)} [77] تام. {وَالْأَفْئِدَةَ} [78] كاف، وكذا «ما تشكرون». {فِي الْأَرْضِ} [79] حسن. {تُحْشَرُونَ (79)} [79] كاف. {وَيُمِيتُ} [80] حسن، ومثله: «النهار». {أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80)} [80] تام. {الْأَوَّلُونَ (81)} [81] حسن، ومثله: «لمبعوثون». {هَذَا مِنْ قَبْلُ} [83] كاف. {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)} [83] تام. {تَعْلَمُونَ (84)} [84] حسن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 {((} [85] أحسن منه، وقال أبو عمرو: كاف. {تَذَكَّرُونَ (85)} [85] كاف. {الْعَظِيمِ (86)} [86] حسن. {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [87] أحسن منه. {تَتَّقُونَ (87)} [87] كاف. {تَعْلَمُونَ (88)} [88] حسن. {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [89] أحسن منه. {تُسْحَرُونَ (89)} [89] كاف. {بِالْحَقِّ} [90] جائز. {لَكَاذِبُونَ (90)} [90] تام. {مِنْ إِلَهٍ} [91] جائز؛ لأنّه نفي عام يفيد استغراق الجنس، ولهذا جاء (إذن لذهب كل إله بما خلق). {عَلَى بَعْضٍ} [91] كاف؛ للابتداء بالتنزيه. {يَصِفُونَ (91)} [91] تام، لمن قرأ: «عالمُ» بالرفع، وهو نافع وحمزة والكسائي؛ على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو عالم، وجائز؛ لمن قرأ: بالجر، وهم الباقون (1). {يُشْرِكُونَ (92)} [92] تام. {مَا يُوعَدُونَ (93)} [93] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فلا تجعلني» جواب الشرط، وهو «إما»؛ لأنَّها كلمتان: (إن) التي للشرط، ودخلت عليها (ما)، وهذه خلاف (إما) التي للعطف؛ فإنَّها كلمة واحدة، و «رب» منادى معترض بين الشرط وجوابه. {الظَّالِمِينَ (94)} [94] تام. {لَقَادِرُونَ (95)} [95] كاف. {السَّيِّئَةَ} [96] حسن، والمراد «بالتي هي أحسن»: شهادة أن لا إله إلّا الله، و «السيئة»: الشرك. {يَصِفُونَ (96)} [96] كاف. {أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} [98] تام، ومثله: «كلَّا»؛ لأنها بمعنى: الردع والزجر عن طلب الرجوع إلى الدنيا، وفي الحديث: «إذا عاين المؤمن قالت له الملائكة نرجعك، فيقول: إلى دار الهموم والأحزان، بل   (1) وجه من قرأ برفع الميم؛ أن ذلك على القطع، أي: هو عالم. ووجه من قرأ: بالجر؛ فعلى أنه صفة لله تعالى. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 320)، الإعراب للنحاس (2/ 428)، المعاني للفراء (2/ 242)، النشر (2/ 329). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 قدومًا إلى الله تعالى، وأما الكافر فيقول: ارجعون لعلي أعمل صالحًا، فلا يجاب لما سأل ولا يغاث» (1). {هُوَ قَائِلُهَا} [100] حسن. {يُبْعَثُونَ (100)} [100] تام، ومثله: «ولا يتسائلون»، و «المفلحون»، و «خالدون» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال مما قبله. {كَالِحُونَ (104)} [104] تام. {تُكَذِّبُونَ (105)} [105] حسن، ومثله: «شقوتنا». {ضَالِّينَ (106)} [106] كاف، ومثله: «ظالمون»، وكذا «ولا تكلمون». {وَارْحَمْنَا} [109] جائز. {الرَّاحِمِينَ (109)} [109] ليس بوقف لمكان الفاء بعده. {ذِكْرِي} [110] حسن، أي: شغلكم الاستهزاء بعمّار وسلمان وبلال، لا أنّ المؤمنين أنسوهم ذكر الله. {تَضْحَكُونَ (110)} [110] كاف، ومثله: «بما صبروا» لمن كسر همزة «إنهم»؛ على الاستئناف، وهي قراءة الكوفيين إلا عاصمًا، وليس بوقف لمن فتحها (2)؛ لأنها متعلقة بما قبلها، إذ هي المفعول الثاني لـ (جزيت)، بتقدير: إني جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز بالجنة مع الأمن من الأهوال فلا يقطع ذلك. {الفَائِزُونَ (111)} [111] تام. {عَدَدَ سِنِينَ (112)} [112] جائز، وقيل: كاف. {أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} [113] جائز. {الْعَادِّينَ (113)} [113] تام، ومثله: «تعلمون»؛ للابتداء بالاستفهام. {عَبَثًا} [115] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {لَا تُرْجَعُونَ (115)} [115] تام. {الْمَلِكُ الْحَقُّ} [116] حسن، ومثله: «إلا هو»؛ إن رفع «ربُّ»؛ على الابتداء، أو خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن رفع بدلًا من «هو». {الْكَرِيمِ (116)} [116] تام.   (1) لم أستدل عليه في أيًّ من كتب السنن التي رجعت إليها، ولكن عثرت عليه في: تفسير الطبري -مؤسسة الرسالة- (19/ 69)، وكذا ذكر في: تفسير البحر المحيط، وتفسير الرازي، وتفسير البيضاوي، وتفسير النيسابوري، وتفسير الكشاف، وتفسير أبي السعود، وتفسير الثعالبي، وأضواء البيان للشنقيطي، وغيرهم من كتب التفسير عند تفسير قول الله تعالى: «ربِّ ارجعون» [المؤمنون:100].-الموسوعة الشاملة. (2) انظر هذه القراءة في: النشر (2/ 330). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 {آَخَرَ} [117] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة لها فلا يفصل بينهما بالوقف، وكذا لايوقف على «لا برهان له به»؛ لأن الفاء في «فإنَّما»، جواب «من». {عِنْدَ رَبِّهِ} [117] كاف. {الْكَافِرُونَ (117)} [117] تام. {وَارْحَمْ} [118] جائز. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 سورة النور مدنية -[آيها:] وهي ستون وآيتان في المدنيين، والمكي وأربع في عدّ الباقين، اختلافهم في آيتين: {بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36)} [36]، و {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)} [43]، وهو الثاني، لم يعدهما المدنيان والمكي، وكلهم عدّا: {القُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)} [37]. - وكلمها: ألف وثلاثمائة وست عشرة كلمة. - وحروفها: خمسة آلاف وستمائة وثمانون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع موضعان: «لهم عذاب أليم» [19] بعده «في الدنيا والآخرة»، «ولو لم تمسسه نار» [35]. يجوز في «سورةٌ» الرفع والنصب، فبالرفع قرأ الأمصار (1)؛ على الابتداء، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه سورة، وقرأ عيسى بن عمر (2): بالنصب؛ على الاشتغال، أي: أنزلنا سورة أنزلناها، أو بتقدير: اتل سورة، وسوّغ الابتداء بالنكرة الوصف المقدر؛ كأنه قيل: سورة معظمة أنزلناها. و {أَنْزَلْنَاهَا} [1] جائز؛ إن كان ما بعده مستأنفًا، وأما الوقف على «وفرضناها»؛ فإن جعل «لعلكم تذكرون» متصلًا بـ «أنزلنا» حسن الوقف عليه، وإن جعل متصلًا بـ «فرضناها» لا يحسن الوقف عليه. {مِئَةَ جَلْدَةٍ} [2] حسن. {فِي دِينِ اللَّهِ} [2] ليس بوقف؛ لأنَّ الشرط الذي بعده، ما قبله قد قام مقام جوابه، وهو فعل النهي. {وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} [2] حسن. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)} [2] كاف. {أَوْ مُشْرِكَةً} [3] جائز، ومثله: «أو مشرك». {عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)} [3] تام.   (1) أي: الأئمة العشرة بالاتفاق. (2) وكذا رويت عن أبي عمرو في غير المتواتر وابن محيصن ومجاهد وعمر بن عبد العزيز وعيسى بن عمر الثقفي وعيسى بن عمر الهمداني وابن أبي عبلة ومحبوب وأم الدرداء وطلحة بن مصرف، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 322)، الإعراب للنحاس (2/ 431)، الإملاء للعكبري (2/ 83)، البحر المحيط (6/ 427)، تفسير القرطبي (12/ 158)، الكشاف (3/ 46)، المحتسب لابن جني (2/ 92)، المعاني للفراء (2/ 244)، تفسير الرازي (23/ 129). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 {ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [4] جائز، إن كان القاذف حرًّا، وإن كان عبدًا أربعين، ولابد أن يكون المقذوف عفيفًا من الزنا حتى لو زنى في عمره مرة واحدة، وقذفه قاذف فلا حدّ عليه (1). {أَبَدًا} [4] تام؛ إن جعل الاستثناء من قوله: «الفاسقون» بناءً على أنَّ شهادة القاذف لا تقبل وإن تاب، وليس بوقف إن جعل الاستثناء من قوله: «ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا» بناءً على أنَّ شهادة القاذف تقبل إذا تاب وأنَّ بالتوبة يرتفع اسم الفسق عنه، وسواء تاب بعد إقامة الحد عليه أو قبله، لقوله: «إلّا الذين تابوا» وحاصله: أنَّ الفاسق إما أن يجيء تائبًا، وأقيم عليه الحد وتاب، أو لم يحد ولم يتب ولم يحد، أو حد ولم يتب، فالأول: تقبل شهادته مطلقًا؛ لأنَّه زال عنه اسم القذف وزال ما ترتب عليه من رد الشهادة، والثاني والثالث: لا تقبل مطلقًا، والرابع: اختلف فيه مالك والشافعي وأصحاب الرأي؛ فمالك يقول: بقبول شهادته في غير ما حد فيه بخصوصه، والشافعي يقول: بقبول شهادته وأنَّ فيما حد فيه؛ لأنَّ الحدود عنده كفارات للذنوب، وأصحاب الرأي يقولون: لا تقبل شهادة المحدود وإن تاب (2). {غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} [5] تام؛ على سائر الأوجه. {إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [6] ليس بوقف؛ لأن قوله: «فشهادة أحدهم» وما بعده خبر «والذين»، ومثله في عدم الوقف «أربع شهادات بالله»؛ لأنَّ (أنَّ) جواب القسم، فإنَّها وإن كانت مكسورة فإنّ الفعل الأول قد عمل في موضعها، ورفع «أربع» ونصبه يستوي الوقف، قرأ العامة (3): «أربعَ» بالنصب على المصدر، والعامل فيه «شهادة» والناصب للمصدر مصدر مثله، وقرأ الأخوان وحفص (4): برفع «أربعُ» خبر قوله: «فشهادة» أو «فشهادة» خبر مبتدأ محذوف، أي: فالحكم، أو الواجب عليه شهادة، أو شهادة فاعل بفعل مقدر، أي: فيكفي شهادة (5).   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 102)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (19/ 102). (3) وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبةوأبو جعفر ويعقوب، وقرأ الباقون برفع «أربع»؛ على أنها خبر، والمبتدأ: «فَشَهَادَةُ»، وقرأ الباقون بالنصب على أن: «أَرْبَعَ» مفعول به للمصدر والمعنى: فعليهم أن يشهد أحدهم أربع شهادات. انظر هذه القراءة في: انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 322)، الإعراب للنحاس (2/ 433)، الإملاء للعكبري (2/ 84)، البحر المحيط (6/ 434)، التيسير (ص: 161)، تفسير الطبري (18/ 64)، تفسير القرطبي (12/ 182)، السبعة (ص: 452)، الغيث للصفاقسي (ص: 302)، الكشف للقيسي (2/ 134)، المعاني للفراء (2/ 246). (4) انظر: السابق. (5) انظر: تفسير الطبري (19/ 109)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 {الصَّادِقِينَ (6)} [6] كافٍ، لمن قرأ (1): «والخامسةُ» بالرفع؛ على الابتداء والخبر فيما بعد، وجائز لمن نصبها عطفًا على «أربع شهادات»، وبها قرأ عاصم (2). {لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده شرط فيما قبله. {الْكَاذِبِينَ (7)} [7] كاف، ومثله: «لمن الكاذبين». فمن قرأ (3): {وَالْخَامِسَةَ} [9] بالرفع؛ على الابتداء والخبر فيما بعده، كان الوقف على «الكاذبين» كافيًا، ومن قرأ (4): «والخامسةَ» بالنصب؛ عطفًا على «أربع» كان جائزًا؛ لكونه رأس آية. {الصَّادِقِينَ (9)} [9] تام. {وَرَحْمَتُهُ} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله بعد «وإنَّ الله» في موضع رفع عطفًا على ما قبله، وجواب «لولا» محذوف، تقديره: لأهلككم، ونظيره قول امرىء القيس: فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ جَميعَةً ... وَلَكِنَّها نَفسٌ تُساقِطُ أَنفُسا (5) أراد: لو ماتت نفسي في مرة واحدة لاسترحت، ولكنها تخرج قليلًا قليلًا. {تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)} [10] تام. {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ} [11] جائز، وقيل: كاف. {خَيْرٌ لَكُمْ (} [11] كاف، ومثله: «من الإثم». {عظيمٌ (11)} [11] تام، قرأ العامة (6): «كبره» بكسر الكاف وضمها، وقيل: الضم في السِّن   (1) وهم الأئمة العشرة سوى حفص وحده. انظر هذه القراءة في: انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 322)، الإعراب للنحاس (2/ 433)، الإملاء للعكبري (2/ 84)، البحر المحيط (6/ 434)، التيسير (ص: 161)، تفسير الطبري (18/ 64)، تفسير القرطبي (12/ 182)، السبعة (ص: 452)، الغيث للصفاقسي (ص: 302)، الكشف للقيسي (2/ 134)، المعاني للفراء (2/ 246). (2) ليس عاصم كله بل شعبة فقط. انظر هذه القراءة في: انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 322)، الإعراب للنحاس (2/ 433)، الإملاء للعكبري (2/ 84)، البحر المحيط (6/ 434)، التيسير (ص: 161)، تفسير الطبري (18/ 64)، تفسير القرطبي (12/ 182)، السبعة (ص: 452)، الغيث للصفاقسي (ص: 302)، الكشف للقيسي (2/ 134). (3) وهم الأئمة العشرة سوى حفص وحده، كما قلنا سابقًا. انظر: المصادر السابقة. (4) وهو حفص وحده. انظر: المصادر السابقة. (5) قرأ يعقوب وحده بالضم وقرأ الباقون بالكسر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 323)، الإعراب للنحاس (2/ 434)، الإملاء للعكبري (2/ 84)، البحر المحيط (6/ 437)، تفسير الطبري (18/ 69)، تفسير القرطبي (12/ 200)، النشر (2/ 331). (6) هو من الطويل، وقائله امرؤ القيس، من قصيدة يقول في مطلعها: أَلِمّا عَلى الرَبعِ القَديمِ بِعَسعَسا ... كَأَنّي أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَخرَسا سبق وأن ترجمنا له.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 والكسر، إلّا ثم يقال: في المضموم: كبر القوم، أي: أكبرهم سنًا، أو مكانة، قاله السمين. والمشهور: أنَّه عبد الله بن أبي ابن سلول وسلول أم أبيه (1). {بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وقالوا» عطف على «ظن» داخل تحت «لولا» التحضيضية، أي: هلا ظنوا وقالوا، وفي الآية تنبيه، ودليل على أنَّ حق المؤمن إذا سمع قالة في حق أخيه أن يبني الأمر فيه على ظن حسن، وأن لا يصدق في أخيه قول عائب، ولا طاعن (2). {إِفْكٌ مُبِينٌ (12)} [12] تام. {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [13] جائز؛ لأنَّ (إذ) أجيبت بالفاء فكانت شرطًا في ابتداء حكم، فكانت الفاء للاستئناف. {الْكَاذِبُونَ (13)} [13] كاف. {فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ} [14] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب (لولا) لم يأت بعد. {عَظِيمٌ (14)} [14] كاف؛ إن علق «إذ» بـ (اذكر) مقدرًا، وكان من عطف الجمل، وجائز إن علق بما قبله لكونه رأس آية. {هَيِّنًا} [15] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله؛ لأنَّ الواو للحال والوصل أولى. {عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)} [15] كاف. {بِهَذَا} [16] جائز؛ على استئناف التنزيه، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله، وجعل داخلًا في القول تحت «لولا» التحضيضية، أي: هلا قلتم سبحانك هذا بهتان عظيم. و {عَظِيمٌ (16)} [16] كاف. {لِمِثْلِهِ أَبَدًا} [17] ليس بوقف؛ لأنَّ ما قبله جواب لما بعده. {مُؤْمِنِينَ (17)} [17] كاف. {لَكُمُ الْآَيَاتِ} [18] جائز. {حَكِيمٌ (18)} [18] تام. {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [19] ليس بوقف؛ لتعلق الظرف. {فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ} [19] حسن.   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 115)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (19/ 128). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 {لَا تَعْلَمُونَ (19)} [19] كاف، وجواب «لولا» محذوف، تقديره: «لعاقبكم»، ومن قال: إنّ قوله: «ما زكا منكم»، جواب «لولا» الأولى، فلا وقف حتى يأتي بجواب الثانية. {رَحِيمٌ (20)} [20] تام. {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [21] حسن. {وَالْمُنْكَرِ} [21] تام. {أَبَدًا} [21] جائز. {مَنْ يَشَاءُ} [21] كاف. {عَلِيمٌ (21)} [21] تام. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [22] كاف، ومثله: «وليصفحوا»؛ للابتداء بأداة التنبيه، وكذا «أن يغفر الله لكم». {رَحِيمٌ (22)} [22] تام. {وَالْآَخِرَةِ} [23] حسن. {عَظِيمٌ (23)} [23] كاف؛ إن نصب «يوم تشهد» بمقدر، وليس بوقف إن نصب بقوله: «عذاب»، وردّ بأنه مصدر قد وصف قبل أخذ متلقاته؛ لأنَّ من شرطه أن لا يتبع لأن معموله من تمامه، فلا يجوز إعماله لأنَّ المصدر، واسم الفاعل إذا وصفا فلا يعملون، فلو أعمل وصفه وهو «عظيم» لجاز، أي: عذاب عظيم قدّره يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم. {يَعْمَلُونَ (24)} [24] كاف؛ على استئناف ما بعده، ويكون العامل في «يومئذ»، قوله: «يوفيهم»، وإن جعل «يومئذ» بدلًا من قوله: «يوم تشهد»، كان جائزًا لكونه رأس آية. {دِينَهُمُ الْحَقَّ} [25] جائز. {الْمُبِينُ (25)} [25] تام. {للخبيثين} [26] جائز، ومثله: «للخبيثات»، وكذا «للطيبين»، ومثله: «للطيبات» على استئناف ما بعده. {مما يَقُولُونَ} [26] كاف؛ يعني بذلك عائشة أم المؤمنين وصفوان -رضي الله عنهما- (1).   (1) أي: برأهما الله تعالى مما رموا به من الإفك، قال بعض أهل التحقيق: إن يوسف - عليه السلام - لما رمى بالفاحشة، برأه الله على لسان صبى في المهد، وإنّ مريم لما رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى صلوات الله عليه، وإن عائشة لما رميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن، فما رضى لها ببراءة صبى ولا نبى حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان؛ وذلك بقوله: «أولئك مبرءون مما يقولون» فهنا برئت عائشة، وروي عن على بن زيد بن جدعان عن جدته عن عائشة -رضى الله عنها- أنها قالت: لقد أعطيت تسعًا ما أعطيتهن امرأة: «لقد نزل جبريل - عليه السلام - بصورتي في راحته حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكرًا وما تزوج بكرًا غيري، ولقد توفي - صلى الله عليه وسلم - وإن رأسه لفى حجري، ولقد قبر في بيتى، ولقد حفت الملائكة بيتى، وإن كان الوحى لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه، وأنه كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه فما يبيننى عن جسده، وإنى لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة وعند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقًا كريمًا؛ تعنى قوله تعالى: «لهم مغفرة ورزق كريم» وهو الجنة». انظر: تفسير الطبري (19/ 144)، وتفسير القرطبي (12/ 211). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 {كَرِيمٌ (26)} [26] تام؛ للابتداء بياء النداء. {عَلَى أَهْلِهَا} [27] حسن. {تَذَكَّرُونَ (27)} [27] كاف. {حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ} [28] حسن، ومثله: «فارجعوا»، وكذا «أزكى لكم». {عَلِيمٌ (28)} [28] تام. {مَتَاعٌ لَكُمْ} [29] كاف. {وَمَا تَكْتُمُونَ (29)} [29] تام. {فُرُوجَهُمْ} [30] جائز. {أَزْكَى لَهُمْ} [30] كاف، ومثله: «بما يصنعون»؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله، ولا يوقف من قوله: «قل للمؤمنين» إلى «يصنعون»؛ لأنَّ العطف يصيّر الأشياء كالشيء الواحد. {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [31] كاف. {عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [31] حسن، ولا وقف من قوله: «ولا يبدين زينتهن» إلى قوله: «عورات النساء»؛ لأنَّ العطف صيّر المعطوفات ولو كثرت كالشيء الواحد، ولكن لضيق النفس عن بلوغ آخر المعطوفات، وعن تمام الكلام، يجوز الوقف على أحدها ثم يبتدئ به. {عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} [31] كاف، ومثله: «من زينتهن»، واعلم أنَّ كل ما في كتاب الله تعالى من «يا أيها» يوقف عليه بالألف، إلّا في ثلاثة مواضع يوقف عليها بغير ألف: {أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} [31] هنا، و {يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ} [49] في الزخرف، و {أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31)} [31] في الرحمن رسمت هذه الثلاثة بغير ألف بعد الهاء اتباعًا لمصحف عثمان اكتفاءً بالفتحة عن الألف. {الْمُؤْمِنُونَ} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ حرف الترجي لا يبتدأ به؛ لأنه في التعلق كـ (لام كي). {تُفْلِحُونَ (31)} [31] تام؛ لتناهي المنهيات، ومثله: «وإمائكم». {(مِنْفَضْلِهِ} [32] حسن. {وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)} [32] تام، ومثله: «من فضله»؛ لأنَّ «والذين يبتغون» مبتدأ، خبره الجملة. {إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} [33] كاف، فصلًا بين الأمرين، وهما: «فكاتبوهم»، «وآتوهم»؛ لأنَّ قوله: «فكاتبوهم»؛ على الندب، وقوله: «وآتوهم من مال الله» على الإيجاب، وهو قول الشافعي، وليس بوقف على قول من قال: إنهما واجبان، وكذا على قول من قال: ليس بواجب على السيد أن يكاتب عبده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 ولا أن يعطيه شيئًا وإنما يستحب له أن يسقط عنه شيئًا من آخر نجومه وهو قول الإمام مالك، والمراد بقوله «خيرًا»: المال، أو القوة على الكسب، أو الصلاح، أو الأمانة، والآية تقتضي عدم الأمر عند انتفاء الخيرية، وانتفاء الأمر يصدق بالجواز (1). {الَّذِي آَتَاكُمْ} [33] تام؛ «إن أردن تحصنًا»؛ أي: أو لم يردن، فمفهوم الشرط معطل؛ لأنَّ الإكراه لا يكون مع الإرادة، فالنهي عن الإكراه مشروط بإرادة التعفف، أما إن كانت مريدة للزنا فلا يتصور الإكراه. {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [33] ليس بوقف للام العلة بعده. {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [33] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالشرط. {غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)} [33] تام، ولا وقف من قوله: «ولقد أنزلنا»، إلى «للمتقين» فلا يوقف على «مبينات»، ولا على «من قبلكم» للعطف في كليهما. {لِلْمُتَّقِينَ (34)} [34] أتم مما قبله. {وَالْأَرْضِ} [35] حسن. {مِصْبَاحٌ} [35] كاف، ومثله: «في زجاجة». {زَيْتُونَةٍ} [35] جائز، ومثله: «ولا غربية»، وقيل: كافٍ؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفة لـ «شجرة»؛ لأنَّ فيه قطع نعت النكرة وهو قليل. {نَارٌ} [35] حسن، ومثله: «على نور»، وكذا «من يشاء». {الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ} [35] كاف. {عَلِيمٌ (35)} [35] تام؛ إن علق «في بيوت»، بـ «يسبح» بعد، أي: يسبح رجال في بيوت، ومثله: إن علق بمحذوف، أي: يسبحوه في بيوت، وليس بوقف إن جعل «في بيوت» حالًا للمصباح و (الزجاجة والكوكب)، أي: وهي في بيوت أذن الله في بنائها، وليس «عليم» بوقف أيضًا إن جعل «في بيوت» صفة لمشكاة، أي: كمشكاة في بيوت، أو صفة لمصباح، أو صفة لزجاجة، أو تعلق بـ «توقد»، وعلى هذه الأقوال كلها لا يوقف على «عليم». {فِيهَا اسْمُهُ} [36] كاف؛ إن لم تعلق قوله: «في بيوت»، بـ «يسبح»، وإلّا فليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة «بيوت». {وَالْآَصَالِ (36)} [36] حسن، لمن قرأ: «يسبَّح» بفتح الموحدة، وبها قرأ ابن عامر (2)، وليس   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 166)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) ورويت عن شعبة أيضًا. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 325)، الإعراب للنحاس (2/ 444)، البحر المحيط (6/ 458)، التيسير (ص: 162)، النشر (2/ 332). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 بوقف لمن كسرها (1)، والفاعل «رجال»، وعلى قراءة ابن عامر، ففيها نائب الفاعل، و «رجال» في جواب سؤال مقدر فاعل بفعل مقدر؛ كأنه قيل: مَن المسبح؟ فقيل يسبحه رجال، وعلى قراءة الباقين «يسبِّح» بكسر الموحدة، فوقفه على «رجال»، ولا يوقف على «الآصال» للفصل بين الفعل وفاعله، ثم يبتدئ: «لا تلهيهم تجارة»، ومن فتح الباء وقف على «الآصال»، ثم يبتدئ: «رجال»، وابن عامر، قد أخذ القرآن عن عثمان بن عفان قبل أن يظهر اللحن في لسان العرب. {عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [37] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [37] جائز؛ إن جعل «يخافون» مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل نعتًا ثانيًا لـ «رجال»، أو حالًا من مفعول «تلهيهم»، و «يومًا» مفعول به لا ظرف على الأظهر، و «تتقلب» صفة لـ «يومًا». {وَالْأَبْصَارُ (37)} [37] كاف؛ إن علقت اللام في «ليجزيهم» بمحذوف تقديره: فعلوا ذلك ليجزيهم أحسن ما عملوا، وقال أبو حاتم السجستاني: أصل ليجزيهم (لَيجزينّهم) بفتح اللام وبنون توكيد، فحذفت النون تخفيفًا، ثم كسرت اللام، وأعملت (لام كي)؛ لشبهها لها في اللفظ. اهـ، وردُّوا على أبي حاتم: وأجمع أهل اللسان على أنّ ما قاله أبو حاتم وقدّره في ذلك خطأ، لا يصح في لغة ولا قياس، وليست هذه لام قسم، قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا علىّ أبي حاتم، ويخطئه فيّه ويعيب عليّه هذا القول، ويذهب إلى أنها (لام كي)، وحينئذ لا يوقف على «الأبصار»، والمعنى: يسحبون ويخافون ليجزيهم ثوابهم. {مِنْ فَضْلِهِ} [38] كاف. {بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)} [38] تام. {الظَّمْآَنُ مَاءً} [39] حسن؛ لأن «حتى» للابتداء إذا كان بعدها «إذا» إلّا قوله: «حتى إذا بلغوا النكاح» فإنها لانتهاء الابتداء كما تقدم عن السجاوندي. {فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} [39] كاف، والضمير في «جاءه»، وفي «لم يجده»، وفي «ووجد»، وفي «عنده»، وفي «فوفاه»، وفي «حسابه» الست ترجع إلى «الظمآن»؛ لأنَّ المراد: به الكافر، قاله الزمخشري. وهو حسن. {سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)} [39] كاف، لمن جعل، «أو» بمعنى: الواو، كقوله: «ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا»؛ أي: وكفورًا، والمعنى: وكفرهم كظلمات، وجائز؛ لمن جعله متصلًا بما قبله، وإن كان بعده   (1) وهم الأئمة العشرة سوى ابن عامر وشعبة؛ وجه من قرأ بفتح الباء؛ أنه مبني للمجهول ونائب الفاعل: {لَهُ}، و {رِجَالُ} فاعل لفعل محذوف يدل عليه المقام، كأنه قيل: من الذي يسبحه؟ فقيل: رجال، أي: يسبحه رجال. ووجه من قرأ: بكسر الباء؛ أنه مبني للمعلوم، و {لَهُ} متعلق به، و {رِجَالُ} فاعل. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 حرف العطف؛ لأنَّه رأس آية. {يَغْشَاهُ مَوْجٌ} [40] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع النعت لما قبله. {مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} [40] كاف؛ لمن قرأ (1): «ظلماتٌ» بالرفع منونًا على إضمار مبتدأ، أي: هي ظلمات، أو «ظلمات» مبتدأ، والجملة من قوله: «بعضها فوق بعض» خبر ذكره الحوفي، وفيه نظر إذ لا مسوّغ للابتداء بهذه النكرة، وليس بوقف لمن قرأه بالجر (2)؛ بدلًا من «كظلمات» كما رواه ابن القواس وابن فليح، وقرأ البزي (3): «سحابٌ ظلماتٌ» بإضافة (سحاب)، لـ (ظلمات)، جعل الموج المتراكم كالسحاب، وعليها فلا يوقف على «سحاب». {بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} [40] كاف. {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} [40] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «فما له من نور». {صَافَّاتٍ} [41] كاف، ومثله: «وتسبيحه». {بِمَا يَفْعَلُونَ (41)} [41] تام؛ إن جعلت الضمائر في «علم صلاته وتسبيحه»، عائدة على «كل»، أي: كل قد علم هو صلاة نفسه وتسبيحه، وهو أولى لتوافق الضمائر؛ لأنَّ المعنى: وهو عليم بما يفعلونه، وإظهار المضمر أفحم، وأنشد سيبويه: لا أَرى المَوتَ يَسبِقُ المَوتَ شَيءٌ ... نَغَّصَ المَوتُ ذا الغِنى وَالفَقيرا (4) وإن جعل الضمير في «علم» عائدًا على الله، وفي «صلاته وتسبيحه» عائدان على كل، أو بالعكس، أي: علم كل صلاة الله وتسبيحه، أي: اللذين أمر الله بهما عباده بأن يفعلا كإضافة الخلق إلى الخالق كان الوقف على تسبيحه. {وَالْأَرْضِ} [41] حسن.   (1) وجه من قرأ: {سَحَابُ} غير منون؛ فعلى أنها مضافة إلى: {ظُلُمَاتٍ}، وقرأ الباقون: بغير تنوين و «سحاب» في القراءتان مبتدأ خبره مقدم عليه، وهو: {مِنْ فَوْقِهِ}، {ظُلُمَاتِ} [40]؛ ووجه من قرأ بخفض التاء؛ أنها قراءة البزي وهي مضاف إليه، وفي قراءة قنبل بدل من: {ظُلُمَاتٍ} الأولى. وقرأ الباقون: برفع التاء من: {ظُلُمَاتُ}؛ على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذه أو تلك ظلمات. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 325)، الإعراب للنحاس (2/ 446)، الإملاء للعكبري (2/ 85)، البحر المحيط (6/ 462). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) نفسه. (4) هو من الخفيف، وقائله عدي بن زيد، من قصيدة يقول في مطلعها: إِنَّ لِلدَهرِ صَولَةً فَاِحذَرنَها ... لا تَنامَنَّ قَد أَمِنتَ الدُهورا سبق وأن أشرنا إليه.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 {الْمَصِيرُ (42)} [42] تام. {مِنْ خِلَالِهِ} [43] حسن. {عَنْ مَنْ يَشَاءُ} [43] كاف. {بِالْأَبْصَارِ (43)} [43] كاف، ومثله: «النهار». و {لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)} [44] تام. {مِنْ مَاءٍ} [45] حسن. {عَلَى بَطْنِهِ} [45] جائز، ومثله: «على رجلين». {عَلَى أَرْبَعٍ} [45] كاف، ومثله: «ما يشاء». {قَدِيرٌ (45)} [45] تام. {مُبَيِّنَاتٍ} [46] كاف. {مُسْتَقِيمٍ (46)} [46] تام؛ على استئناف ما بعده. {وَأَطَعْنَا} [47] جائز. {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} [47] حسن. {بِالْمُؤْمِنِينَ (47)} [47] تام، ومثله: «معرضون»، وكذا «مذعنين» عند أحمد بن موسى. {وَرَسُولِهِ} [48] جائز، وما بعده متصل بما قبله من جهة المعنى، والمعنى: أن يحيف الله عليهم ورسوله، ولكن ظلموا أنفسهم ونافقوا، ودل على هذا قوله: «بل أولئك هم الظالمون». و {الظَّالِمُونَ (50)} [50] تام. {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} [51] ليس بوقف؛ لأنَّ «أن يقولوا» هو اسم كان، وقول المؤمنين خبرها، فلا يفصل بينهما. {وَأَطَعْنَا} [51] حسن. {الْمُفْلِحُونَ (51)} [51] تام. {وَيَتَّقْهِ} [52] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب الشرط، فلا يفصل بينهما بالوقف، ومثله في التمام «الفائزون». {لَيَخْرُجُنَّ} [53] حسن. {لَا تُقْسِمُوا} [53] أحسن منه، ثم تبتدئ: «طاعة»، أي: هي طاعة، أو أمركم طاعة، على حذف المبتدأ، أو «طاعة» مبتدأ، و «معروفة» صفة، والخبر محذوف، أي: أمثل وأولى، أو «طاعة» فاعل بفعل محذوف، أي: ولتكن منكم طاعة، وضعف ذلك بأن الفاعل لا يحذف إلّا إذا تقدم ما يشعر به الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 كقوله (1): «يُسَبِّحُ له فيها» في قراءة من قرأه بالبناء للمفعول، وقرأ زيد (2): بنصب «طاعةً» بفعل مضمر، أي: أطيعوا طاعة. {مَعْرُوفَةٌ} [53] كاف. {بِمَا تَعْمَلُونَ (53)} [53] تام. {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [54] حسن، وليس بكاف؛ لأن الذي بعده داخل في الخطاب، وربما غلط في هذا الضعيف في العربية فيتوهم أن «فإنّ تولوا» الغائب، وأنه منقطع مما قبله في اللفظ وفي المعنى، وليس الأمر كذلك، وعدوا له من الخطاب إلى الغيبة موجب للوقف، بل هو على حذف إحدى التاءين، والتقدير: فإن تتولوا فهو خطاب، والدليل على ذلك: أنَّ ما بعده «وعليكم ما حملتم»، ولو كان لغائب لكان: وعليهم ما حملوا، فدل هذا على أنّ الخطاب كله متصل وبعده أيضًا «وإن تطيعوه تهتدوا». {مَا حُمِّلْتُمْ} [54] حسن. {تَهْتَدُوا} [54] أحسن مما قبله، وقيل: تام. {الْمُبِينُ (54)} [54] تام، ولا وقف من قوله: «وعد الله» إلى «أمنا» فلا يوقف على «من قبلهم»، ولا على «ارتضى لهم»، لدخول ما بعده في الوعد لعطفه على ما قبله. {أَمْنًا} [55] حسن؛ على استئناف ما بعده؛ كأنّ قائلًا قال: ما بالهم يستخلفون ويؤمنون؟ فقال: يعبدونني، وليس بوقف إن جعل حالًا من «وعد الله»، أي: وعدهم الله، ذلك في حال عبادتهم وإخلاصهم، ولا محل ليعبدونني من الإعراب على التقدير الأول، وعلى الثاني محله نصب. {شَيْئًا} [55] تام؛ للابتداء بالشرط. {الْفَاسِقُونَ (55)} [55] تام. {وَآَتُوا الزَّكَاةَ} [56] جائز. {(تُرْحَمُونَ (56)} [56] تام. {مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} [57] حسن. {النَّارُ} [57] أحسن مما قبله. {الْمَصِيرُ (57)} [57] تام، ولا وقف من قوله: «يا أيها الذين آمنوا» إلى «صلاة العشاء» فلا يوقف على «ملكت أيمانكم»، ولا على «من قبل صلاة الفجر»، ولا على «من الظهيرة» للعطف في كل.   (1) وهي قراءة ابن عامر وشعبة، وقد سبق وأن أشرنا إليها في محلها بالآية رقم: (36)، من كتابنا هذا. (2) وكذا: «معروفةً»، ورويت عن زيد بن علي واليزيدي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 86)، البحر المحيط (6/ 468)، الكشاف (3/ 73)، تفسير الرازي (24/ 23). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 {بَعْدِ صَلَاةِ} [58] كاف، لمن رفع «ثلاث» على الابتداء، والخبر «لكم»، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه الخصال ثلاث عورات، أو هي ثلاث عورات لكم، وليس بوقف لمن قرأ (1): «ثلاثَ عورات» بالنصب بدلًا من «ثلاث مرات»؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. {عَوْرَاتٍ لَكُمْ} [58] حسن، ومثله: «بعدهن» برفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هم طوّافون، أي: المماليك والصغار طوافون عليكم، أي: يدخلون عليكم في المنازل غدوة وعشية إلّا في تلك الأوقات، و «بعضكم» مبتدأ، والخبر «على بعض»، أو «طوافونُ» مرفوع بـ «يطوفون» مضمرة؛ فعلى هذا يحسن الوقف على قوله: «عليكم»، وليس بوقف لمن قرأ (2): «طوافين» نصبًا على الحال، وقرأ ابن أبي عبلة (3): «طوافين» أيضًا بالنصب على الحال من ضمير «عليهم». {عَلَى بَعْضٍ} [58] كاف، ومثله: «لكم الآيات». {حَكِيمٌ (58)} [58] تام. {مِنْ قَبْلِهِمْ} [59] كاف، وكذا «آياته». {حَكِيمٌ (59)} [59] تام، ولا وقف من قوله: «والقواعد من النساء» إلى قوله: «وبزينة». و {بِزِينَةٍ} [60] حسن، ومثله: «خير لهن». {عَلِيمٌ (60)} [60] تام، ولا وقف من قوله: «ليس على الأعمى حرج» إلى قوله: «أو صديقكم»؛ لأنَّ العطف صيّرها كالشيء الواحد، وقيل: يوقف على قوله: «ولا على المريض حرج» وليس بجيد، والأولى وصله. {أَوْ صَدِيقِكُمْ} [61] حسن، ومثله: «أو أشتاتًا»، وقيل: تام؛ لأن إذا قد أجيب بالفاء فكانت شرطًا في ابتداء حكم، فكانت الفاء للاستئناف. {طَيِّبَةً} [61] حسن. {الْآَيَاتِ} [61] ليس بوقف؛ لتعلق حرف الترجي بما قبله، فهو كـ (لام كي). {تَعْقِلُونَ (61)} [61] تام. {حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} [62] حسن، ومثله: «ورسوله»، وكذا «لمن شئت منهم».   (1) وهي قراءة شعبة وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون: بالرفع. وجه من قرأ بالنصب؛ أنه بدل من قوله: {ثَلَاثَ مَرَاتٍ} المنصوبة على الظرفية الزمانية، ووجه من قرأ: برفعها؛ فعلى أنها خبر لمبتدأ محذوف، أي: هن ثلاث. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 326)، الإعراب للنحاس (2/ 453)، الغيث للصفاقسي (ص: 304)، المعاني للفراء (2/ 260)، النشر (2/ 333). (2) وهي قراءة ابن أبي عبلة، الآتي ذكرها. (3) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 473). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ} [62] أحسن مما قبله. {غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)} [62] تام، وكذا «بعضًا»، وقيل: كافٍ، والمعنى: لا تخاطبوا الرسول كما يخاطب بعضكم بعضًا، ولكن خاطبوه بالتفخيم والتعظيم والإجلال، أو لا تغضبوا ولا تعصوه فيدعو عليكم فيستجاب له، فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره، فإنّ دعاءه مستجاب، وهو: تام؛ على القولين (1). {لِوَاذًا} [63] حسن. {أَلِيمٌ (63)} [63] تام. {وَالْأَرْضِ} [64] حسن، ومثله: «ما أنتم عليه»، وقيل: تام؛ للعدول من الخطاب إلى الغيبية. {وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} [64] ليس بوقف؛ لعطف قوله: «فينبئهم» على ما قبله. {بِمَا عَمِلُوا} [64] كاف. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 228)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 سورة الفرقان مكية إلّا قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ} [68] إلى {رَحِيمًا (70)} [70] فمدني. -[آيها:] وهي سبع وسبعون آية، ليس فيها اختلاف. - وكلمها: ثمانمائة واثنتان وسبعون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع، ستة مواضع: 1 - {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [3]. 2 - {قَوْمٌ آَخَرُونَ} [4]. 3 - {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [5]. 4 - {الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [15]. 5 - {مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ} [16]. 6 - {فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} [61]. ورؤوس آيها على الألف، إلّا موضع واحد، فإنَّه على اللام وهو قول: {السبيل (17)} [17]. {نَذِيرًا (1)} [1] تام؛ إن جعل ما بعده خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو الذي، وكذا إن نصب، بتقدير: أعني، وجائز: إن جعل بدلًا، أو عطف بيان. {فِي الْمُلْكِ} [2] كاف؛ على استئناف ما بعده، وإن عطف على ما قبله كان الوقف على «تقديرًا» تامًا. {آَلِهَةً} [3] ليس بوقف. {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [3] كافٍ؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على «آلهة» داخلًا في نعتها. {(وَلَانَفْعًا} [3] جائز. {نُشُورًا (3)} [3] تام. {قَوْمٌ آَخَرُونَ} [4] حسن. {وَزُورًا (4)} [4] أحسن منه، وهو رأس آية. {(أَسَاطِيرُالْأَوَّلِينَ} [5] ليس بوقف؛ لاتصال الكلام بقوله: «اكتتبها». {وَأَصِيلًا (5)} [5] كاف، ومثله: «والأرض». {رَحِيمًا (6)} [6] تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 {(مَالِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [7] حسن، واتفق علماء الرسم على قطع «مال» عن «هذا»، وكذا: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} [78] في النساء، و {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} [49] في الكهف، و {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [36] في المعارج، كتبوا هذه الأربعة منفصلة عما بعدها كلمتين؛ ووجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي: من أنَّ ما جرى مجرى ما بال، وما شأن، وإنّ قوله: مال زيد، وما بال زيد؛ بمعنى: واحد، وقد صح أنَّ اللام في الأربعة لام جر، والأصل: أنَّ الرسم سنة متبعة لا يعلل، وقيل: لا يحسن الوقف على «الأسواق»؛ لأنَّ ما بعده من تمام الحكاية إلى «يأكل منها» فلا يوقف على «الأسواق»، ولا على «نذيرًا» للعطف بـ «أو». {يَأْكُلُ مِنْهَا} [8] كاف؛ لتناهي الحكاية. {مسحوراً (8)} [8] تام. {فَضَلُّوا} [9] جائز. {سَبِيلًا (9)} [9] تام. {الْأَنْهَارُ} [10] جائز، لمن قرأ: «ويجعلُ» بالرفع؛ على الاستئناف، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم، وليس بوقف لمن جزمه عطفًا على جواب الشرط (1). {قصورا (10)} [10] كاف؛ إن جعلت «بل» متعلقة بما يليها، أي: بل كذبوا بالساعة، فكيف يلتفتون إلى ما قلت، وإن عطفت «بل كذبوا»، على ما حكى من قولهم كان جائزًا، والمعنى: قد أتوا بأعجب مما قالوا فيك، وهو: تكذيبهم بالساعة؛ لأنَّهم لا يقرون بالميعاد. {سَعِيرًا (11)} [11] كاف؛ على استئناف ما بعده، ومثله: «وزفيرًا» للابتداء بالشرط. {ثُبُورًا (13)} [13] حسن، ومثله: «ثبورًا واحدًا». {كَثِيرًا (14)} [14] كاف. {الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [15] حسن. {وَمَصِيرًا (15)} [15] كاف. {خَالِدِينَ} [16] حسن. {مَسْئُولًا (16)} [16] تام؛ إن نصب «يوم» بفعل مقدر. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [17] كاف، لمن قرأ: «نحشرهم» بالنون والياء التحتية، في: «فيقول» لعدوله من التكلم إلى الغيبة، وليس بوقف لمن قرأهما: بالنون، وهو ابن عامر، وكذا من قرأهما: بالياء، وهو ابن   (1) وجه من قرأ برفع اللام؛ أن ذلك على الاستئناف، أي: وهو يجعل. ووجه من قرأ: بجزمها عطفًا على محل «جعل»؛ لأنه جواب الشرط، ويلزم منه وجوب الإدغام لاجتماع مثلين أولاهما ساكن. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 327)، الإعراب للنحاس (2/ 359)، الكشاف (3/ 83)، النشر (2/ 333). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 كثير وحفص (1). {السبيل (17)} [17] كاف. {قَالُوا سُبْحَانَكَ} [18] جائز؛ للابتداء بالنفي. {مِنْ أَوْلِيَاءَ} [18]، إن قلنا أنَّ «لكن» لابد أن تقع بين متنافيين فليس بوقف؛ لأنَّ «ولكن» هو الذي يصح به معنى الكلام، ولجواز الوقف مدخل لقوم، و «من أولياء» مفعول على زيادة «مِن» لتأكيد النفي. {(حَتَّىنَسُوا الذِّكْرَ} [18] جائز، أي: أكثرت عليهم وعلى آبائهم النعم فلم يؤدُّوا شكرها، فكان ذلك سببًا للإعراض عن ذكر الله (2). {قَوْمًا بُورًا (18)} [18] كاف. {بِمَا تَقُولُونَ} [19] جائز، لمن قرأ: «يستطيعون» بالياء التحتية للعدول من الخطاب إلى الغيبية، وليس بوقف لمن قرأه: بتاء الخطاب، والمراد: عبادها، وبها قرأ: حفص، والباقون: بياء الغيبية (3)، والمراد: الآلهة التي كانوا يعبدونها من عاقل وغيره، ولذلك غلب العاقل فجيء بواو الضمير (4). {وَلَا نَصْرًا} [19] كاف، وقيل: تام؛ للابتداء بالشرط. {كَبِيرًا (19)} [19] تام. {مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [20] ليس بوقف؛ لأنَّ «إلّا أنَّهم ليأكلون الطعام» تحقيق بعد نفي، وكسروا (إن) بعد إلّا؛ لأنَّ في خبرها اللام، وقيل: كسرت؛ لأنَّ الجملة بعد «إلّا» في موضع الحال، قال ابن الأنباري، والتقدير: ألا وإنَّهم؛ يعني: أنَّها حالية تقدر معها الواو بيانًا للحالية، والعامة على كسر همزة (إن)، وقرأ سعيد بن جبير (5): بفتحها؛ على زيادة اللام. {فِي الْأَسْوَاقِ} [20] كاف.   (1) وجه من قرأ بالياء؛ أن ذلك لمناسبة قوله: {كَانَ عَلى رَبِّكَ}. ووجه من قرأ: بنون العظمة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 487)، الحجة لابن خالويه (ص: 265)، النشر (2/ 333). (2) انظر: تفسير الطبري (19/ 248)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وجه من قرأ بالياء؛ أن المعنى: فقد كذبكم الآلهة المعبودون بقولهم: {سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا}. ووجه من قرأ: بتاء الخطاب، وهو الوجه الثاني لقنبل، والمعنى: فقد كذبوكم المعبودون بما تقولون من أنهم أضلوكم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 328)، البحر المحيط (6/ 489، 490)، تفسير القرطبي (13/ 12)، السبعة (ص: 463). (4) انظر: تفسير الطبري (19/ 250)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (5) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 88)، البحر المحيط (6/ 490). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 {فِتْنَةً} [20] حسن. {أَتَصْبِرُونَ} [20] أحسن منه، ولا يجمع بينهما؛ لأنَّ قوله: «أتصبرون» متعلق بما قبله، والتقدير: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة، لننظر أتصبرون على ما نختبركم به من إغناء قوم، وفقر آخرين، وصحة قوم، وأسقام غيرهم؟ أم لا تصبرون (1). {بَصِيرًا (20)} [20] نام، ولا وقف إلى قوله: «أو نرى ربنا» فلا يوقف على «الملائكة» للعطف بـ «أو» بعد. {رَبَّنَا} [21] حسن، وقيل: تام؛ للابتداء بلام القسم. {كَبِيرًا (21)} [21] تام؛ إن نصب «يوم» بـ «اذكر» مقدَّرًا، فيكون من عطف الجمل، أو نصب بـ «يعذبون» مقدّرًا، ولا يجوز أن يعمل فيه نفس «بشرى»؛ لأنَّها مصدر، والمصدر لا يعمل فيما قبله. {لِلْمُجْرِمِينَ} [22] ليس بوقف. {حِجْرًا مَحْجُورًا (22)} [22] كاف، أي: وتقول الملائكة حجرًا محجورًا، أي: حرامًا محرمًا أن يكون للمجرمين البشرى، قال الشاعر: حَنَّتْ إلى النّخْلَةِ القُصْوَى، فقُلْتُ لها: ... حُجْرٌ، حَرَامٌ أَلاَ تِلْكَ الدّهَارِيسُ (2) ووقف الحسن وأبو حاتم على «ويقولون حجرًا» على أنَّ «حجرًا» من قول المجرمين، و «محجورًا» من قول الله ردَّ عليهم، فقال: محجورًا عليكم أن تعاذوا -بالذال المعجمة-؛ أي: لا عياذ لكم من عذابنا، ومما نريد أن نوقعه بكم، أو تجازوا كما كنتم في الدنيا، فحجر الله عليهم ذلك يوم القيامة، والأوّل قول ابن عباس، وبه قال الفراء، قاله ابن الأنباري. وقرأ الحسن وأبو رجاء (3): «حُجْرًا» بضم الحاء، والعامة بكسرها (4)، وحكى أبو البقاء فيه فتح الحاء، وقرئ   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 252)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) هو من البسيط، وقائله المتلمس الضبعي، من قصيدة يقول في مطلعها: كم دُونَ مَيّةَ مِنْ مُسْتَعْمَلٍ قَذِفٍ ... وَمِنْ فَلاَةٍ بِهَا تُسْتَودَعُ العِيسُ المتلمس الضبعي (? - 43 ق. هـ /? - 580 م) جرير بن عبد العزى، أو عبد المسيح، من بني ضُبيعة، من ربيعة، شاعر جاهلي، من أهل البحرين، وهو خال طرفة بن العبد، كان ينادم عمرو بن هند ملك العراق، ثم هجاه فأراد عمرو قتله ففرَّ إلى الشام ولحق بآل جفنة، ومات ببصرى، من أعمال حوران في سورية، وفي الأمثال: أشأم من صحيفة المتلمس، وهي كتاب حمله من عمرو بن هند إلى عامله بالبحرين وفيه الأمر بقتله ففضه وقُرِأ له ما فيه فقذفه في نهر الحيرة ونجا، وقد ترجم المستشرق فولرس ديوان شعره إلى اللغة الألمانية.-الموسوعة الشعرية (3) وكذا رويت عن الضحاك؛ وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 328)، البحر المحيط (6/ 492، 493)، تفسير القرطبي (13/ 21)، الكشاف (3/ 88). (4) أي: الأئمة العشرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 بها (1)، فهي ثلاث لغات قرئ بها، وقيل: إنَّ ذلك من مقول الكفار قالوه لأنفسهم، قاله قتادة فيما ذكره الماوردي، وقيل: هو من مقول الكفار للملائكة، وهي كلمة استعاذة، وكانت معروفة في الجاهلية إذا لقي الرجل من يخافه، قال: حجرًا محجورًا، أي: حرامًا عليك التعرض لي، وانتصابه على معنى: حجرت عليه، أو حجر الله عليك، كما نقول: سقيًا، ورعيًا، فحجرًا محجورًا، من المصادر المنصوبة بأفعال متروك إظهارها، وضعت للاستعاذة؛ يعني: إنَّ المجرمين إذا رأوا الملائكة، وهم في النار، قالوا: نعوذ بالله منكم، أن تتعرضوا لنا، فتقول الملائكة: حجرًا محجورًا أن تعاذوا من شر هذا اليوم، قاله الحسن، انتهى من تفسير القرطبي (2)، وفي السمين: و «حجرًا» من المصادر الملتزم إضمار ناصبه، ولا يتصرف فيه، قال سبيويه: يقول الرجل للرجل تفعل كذا، فيقول: حجرًا، وهو من حجره، إذا منعه؛ لأنَّ المستعيذ طالب من الله أن يمنع عنه المكروه منعًا ويحجره، حجرًا ومحجورًا صفة مؤكدة للمعنى، كقولهم: ذيل ذائل، وموت مائت، والحجر: العقل؛ لأنَّه يمنع صاحبه عما لا يليق، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وما ذكر غاية في بيانه،،، ولله الحمد. {مَنْثُورًا (23)} [23] تام، ومثله: «مقيلًا» إن نصب «يوم تشقق» بمحذوف، أو بالظرفية، لقوله: الملك، وإن جعل توكيدًا اليوم يرون فكافيان. {تَنْزِيلًا (25)} [25] تام. {لِلرَّحْمَنِ} [26] كاف. {عَسِيرًا (26)} [26] تام؛ إن نصب «يوم» بمحذوف، وجائز إن عطف على «يوم تشقق» و «يعض» مضارع: عض، وزنه: فِعل، بكسر العين، وحكى الكسائي: فتحها في الماضي، قاله السمين. {سَبِيلًا (27)} [27] كاف، ومثله: «خليلًا»؛ على استئناف ما بعده، واللام في قوله: «لقد» جواب قسم محذوف، والمراد بالظالم هنا: عقبة بن أبي معيط، والخليل أمية بن خلف لعنهما الله، ولم يصرّح باسمه لئلاَّ يكون الوعيد خاصًا ومقصورًا عليه، بل هو يتناول من فعل مثل فعلهما إذا ما من ظالم إلّا وله خليل خاص به (3). {بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [29] تام؛ لأنَّه آخر كلام الظالم، وما بعده من كلام الله تعالى، وهذا إن جعل ما بعده مستأنفًا، فإن جعل الكلام متصلًا من قوله: «يا ليتني اتخذت» إلى آخر كلامه فلا وقف إلّا على آخره. {خَذُولًا (29)} [29] تام، ومثله: «مهجورًا».   (1) وذكرت في الإملاء للعكبري (2/ 88)، غير معزوة لأحد. (2) انظر: تفسير القرطبي (13/ 21). (3) انظر: تفسير الطبري (19/ 262)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 {مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [31] حسن. {وَنَصِيرًا (31)} [31] تام. {جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ} [32] كاف؛ إن جعل التشبيه من تمام الكلام، أي: هلا نزل القرآن على محمد - صلى الله عليه وسلم - جملة واحدة، كما أنزلت التوراة على موسى كغيرها من الكتب، قال تعالى: «لنثبت به فؤادك»، أي: «أنزلناه مفرّقًا لنثبت به فؤادك»، أي: لنقوي به قلبك، وقيل: لتحفظه؛ لأنَّه كان أميًا، والأحسن الوقف على جملة واحدة، ثم تبتدئ بـ «كذلك»، فكذلك على الأول من قول المشركين، وعلى الثاني من قول الله (1). {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} [32] جائز. {ترتيلاً (32)} [32] كاف. {تَفْسِيرًا (33)} [33] تام؛ لعدم تعلق ما بعده؛ لأنَّه مبتدأ باتفاق، وخبره «أولئك» فلا يوقف على «جهنم». {سَبِيلًا (34)} [34] تام. {وَزِيرًا (35)} [35] جائز، والوصل أولى لمكان الفاء. {بِآَيَاتِنَا} [36] حسن، لمن قرأ: «فدمرنَاهم»، وهي قراءة العامة (2)؛ فعل ماض معطوف على محذوف، أي: فذهبا فبلغا الرسالة فكذبوهما، قال تعالى: فدمرناهم، أي: أدت الرسالة إلى دمارهم، وليس بوقف على قراءة من قرأ: [«فدمَّرنَّهم»] (3) بالأمر وتشديد النون؛ لأنَّه كلام واحد، وهي قراءة عليّ - رضي الله عنه - وعنه أيضًا: «فدمِّرا بِهِم» بزيادة باء الجر بعد فعل الأمر (4)، ونقل الزمخشري عنه أيضًا: «فَدَمَّرْتْهُمْ» بتاء المتكلم (5)، وقرئ: «فَدَمَّرَانِهِمْ» بتخفيف النون (6)، عزاها المرادي لبعضهم، ولم يذكرها السمين. {تَدْمِيرًا (36)} [36] كاف؛ إن نصب «قوم نوح» بفعل مضمر، تقديره: وأغرقنا قوم نوح أغرقناهم؛ على الاشتغال، وليس بوقف إن نصب عطفًا على الضمير المنصوب في «دمرناهم».   (1) انظر: المصدر السابق (19/ 265). (2) وهي قراءة الأئمة العشرة. (3) في الأصل: «فدمرناهم»، وهو خطأ والصواب ما أثبتناه، وهي قراءة عليّ ومسلمة بن محارب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 498)، الكشاف (3/ 92)، المحتسب لابن جني (2/ 122). (4) وهي قراءة عليّ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 498)، المحتسب لابن جني (2/ 122). (5) انظر: تفسير الألوسي (19/ 18). (6) لم أقف علي من قرأها، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: همع الهوامع (4/ 403). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 {لِلنَّاسِ آَيَةً} [37] حسن؛ لأن «وأعتدنا» مستأنف غير معطوف ولا متصل. {عَذَابًا أَلِيمًا (37)} [37] كاف؛ إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن عطف على الضمير في «جعلناهم»، وحينئذ لا يوقف على آية، ولا على «أليمًا»، «وأصحاب الرس» عند بعضهم. {كَثِيرًا (38)} [38] كاف. {الْأَمْثَالَ} [39] حسن. {تَتْبِيرًا (39)} [39] تام. {مَطَرَ السَّوْءِ} [40] جائز. {يَرَوْنَهَا} [40] حسن. {نُشُورًا (40)} [40] تام. {إِلَّا هُزُوًا} [41] حسن، ومثله: «رسولًا» عند أبي حاتم، وقال غيره: لا يحسن؛ لأنَّ الكلام متصل من قوله: «وإذا رأوك»، وعليه لا يوقف على «هزوًا»، ولا على «رسولًا». {لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا} [42] تام؛ لتناهي مقولهم، وجواب «لولا» محذوف، تقديره: لأضلنا. {مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)} [42] تام. {هَوَاهُ} [43] جائز. {وَكِيلًا (43)} [43] كاف؛ على استئناف ما بعده، على أنّ «أم» منقطعة، تتقدر: ببل، والهمزة؛ كأنَّه قيل: بل أتحسب كان هذا المذمة أشدَّ من التي تقدمتها حتى خفت بالإضراب عنها إليها، وهو كونهم مسلوبي الأسماع (1). {أَوْ يَعْقِلُونَ} [44] كاف؛ للابتداء بالنفي المقدر. {كَالْأَنْعَامِ} [44] جائز. {أَضَلُّ سَبِيلًا (44)} [44] تام. {مَدَّ الظِّلَّ} [45] كاف؛ لتناهي الاستفهام. {سَاكِنًا} [45] جائز لعدوله من الغيبة إلى التكلم؛ لأنَّ ذلك من أسباب الوقف. {دَلِيلًا (45)} [45] ليس بوقف؛ لأنَّ «ثُمَّ» لترتيب الفعل. {يَسِيرًا (46)} [46] تام. {سُبَاتًا} [47] جائز. {نُشُورًا (47)} [47] تام. {رَحْمَتِهِ} [48] كاف؛ على استئناف ما بعده.   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 274)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 {طَهُورًا (48)} [48] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «لنحيي به» متعلق بما قبله. {وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)} [49] تام. {لِيَذَّكَّرُوا} [50] كاف. {كُفُورًا (50)} [50] تام. {نَذِيرًا (51)} [51] كاف. {الْكَافِرِينَ} [52] جائز. {كَبِيرًا (52)} [52] تام. {الْبَحْرَيْنِ} [53] حسن، ومثله: «أجاجٌ»؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {مَحْجُورًا (53)} [53] تام. {وَصِهْرًا} [54] كاف. {قَدِيرًا (54)} [54] تام. {وَلَا يَضُرُّهُمْ} [55] كاف. {ظَهِيرًا (55)} [55] تام. {وَنَذِيرًا (56)} [56] كاف. {سَبِيلًا (57)} [57] كاف. {لَا يَمُوتُ} [58] جائز؛ للابتداء بالأمر. {بِحَمْدِهِ} [58] حسن. {خَبِيرًا (58)} [58] كاف، وقيل: تام؛ إن جعل ما بعده مبتدأ، والخبر قوله: «الرحمن»، وإن جعل «الذين» خبر مبتدأ محذوف، أو نصب بتقدير: أعني، كان كافيًا، وليس بوقف إن جعل «الذي» في محل جر بدلًا من الهاء في «به» لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. {عَلَى الْعَرْشِ} [59] تام؛ إن رفع «الرحمنُ» خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ وما بعده الخبر، وليس بوقف إن رفع بدلًا من الضمير في «استوى»، والوقف على هذا التقدير على «الرحمن» كاف. {خَبِيرًا (59)} [59] تام، والباء في «به» صلة، و «خبيرًا» مفعول «اسأل»، أو حال من فاعل «اسأل»؛ لأنَّ الخبير لا يسأل إلّا عن جهة التوكيد، وقيل: الباء بمعنى: عن، قال عَلَقَمَةِ الشاعر: فَإِن تَسأَلوني بِالنِساءِ فَإِنَّني ... بَصيرٌ بِأَدواءِ النِساءِ طَبيبُ (1)   (1) هو من الطويل، وقائله علَقَمَةِ الفَحل، من قصيدة يقول في مطلعها: طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ ... بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ علَقَمَةِ الفَحل (? - 20 ق. هـ/? - 603 م) علقمة بن عَبدة بن ناشرة بن قيس، من بني تميم، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان معاصرًا لامرئ القيس وله معه مساجلات، وأسر الحارث ابن أبي شمر الغساني أخًا له اسمه شأس، فشفع به علقمة ومدح الحارث بأبيات فأطلقه، شرح ديوانه الأعلم الشنتمري، قال في خزانة الأدب: كان له ولد اسمه عليّ يعد من المخضرمين أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 أي: عن النساء، والضمير في «به» لله، ولم يحصل من النبي - صلى الله عليه وسلم - شك في الله حتى يسأل عنه، بل هذا كقوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} [يونس: 94]، {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} [الزخرف: 81]، من كل شيء معلق على مستحيل، وأما النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا لا أشك، ولا أسأل، بل أشهد أنَّه الحق» (1). قال الشاعر: هَلّا سَأَلتِ القَومَ يا اِبنَةَ مالِكٍ ... إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي (2) أي: هلا سألت القوم عما لم تعلمي. {وَمَا الرَّحْمَنُ} [60] حسن، لمن قرأ: «تأمرنا» بالفوقية، وهي قراءة العامة (3)، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية، وهي قراءة الأخوان (4)، أي: أنسجد لما يأمرنا به محمد؛ لتعلق ما بعده بما قبله. {لِمَا تَأْمُرُنَا} [60] جائز، لمن قرأ: بالتاء الفوقية (5)، «وزادهم» مستأنف. {نُفُورًا ((60)} [60] تام. {بُرُوجًا} [61] حسن.   (1) لم أستدل عليه في أيٍّ من كتب السنن التي رجعت إليها، ولكن عثرت عليه في التفاسير التاليه: تفسير البحر المحيط، وتفسير الرازي، وتفسير النسفي، وتفسير النيسابوري، وتفسير الكشاف، وتفسير بحر العلوم للسمرقندي، وذلك عند تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)} [94]، من سورة يونس. انظر: الموسوعة الشاملة. (2) هو من الكامل، وقائله عنترة العبسي، من معلقته الشهيرة التي يقول في مطلعها: هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ ... أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّم عنترة، سبق ترجمته.-الموسوعة الشعرية (3) أي: مَن سوى حمزة والكسائي مِن الأئمة العشرة، وهما المقصود بهما بالأخوان على حسب ما ذكر المصنف. (4) وجه من قرأ بالياء؛ أي: بياء الغيب. ووجه من قرأ: بالتاء؛ أي بتاء الخطاب، والإسناد عليهما إليه - صلى الله عليه وسلم -. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 329)، الإعراب للنحاس (2/ 472)، الإملاء للعكبري (2/ 89)، البحر المحيط (6/ 509). (5) وهي المشار إليها سابقًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 {مُنِيرًا (61)} [61] كاف. {خِلْفَةً} [62] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده تفسير لما قبله، ولا يوقف على المفسَّر بالفتح دون المفسِّر بالكسر، ومعنى خلفة: إنّ كل واحد منهما يخلف صاحبه، فمن فاته شيء من الأعمال قضاه في الآخر. {أَنْ يَذَّكَّرَ} [62] ليس بوقف للعطف بعده بـ «أو». {شُكُورًا (62)} [62] تام؛ إن رفع «وعباد» مبتدأ، والخبر «أولئك يجزون الغرفة»، وكان الوقف على «مقامًا»، وعليه فلا يوقف من قوله: «وعباد الرحمن» إلى «حسنت مستقرًا ومقامًا» إلّا لضيق النفس، ومن جعل الخبر محذوفًا، أو جعل «الذين يمشون» خبرًا، وقف على «هونًا»، وهو جائز. {سَلَامًا (63)} [63] كاف، ومثله: «قيامًا». {عَذَابَ جَهَنَّمَ} [65] جائز. {غَرَامًا (65)} [65] أي: هلاكًا، كاف، إن لم يجعل ما بعده من تمام كلام الوقف، وليس بوقف إن جعل من كلامهم، و «قوامًا»، «ولا يزنون» كافيان. {يَلْقَ أَثَامًا (68)} [68] حسن؛ لمن قرأ: «يضاعفُ» بالرفع؛ على الاستئناف، وهو عاصم، وقرأ ابن عامر: «يضعفُ» بالرفع (1)؛ على الاستئناف أيضًا، وليس بوقف لمن جزمه بدلًا من «يلق» بدل اشتمال، بدل فعل من فعل؛ لأنّ تضعيف العذاب هو لفي الآثام، قال الشاعر: مَتى تَأتِنا تُلمِم بِنا في دِيارِنا ... تَجِد حَطبًا جَزلًا وَنارًا تَأَجَّجا (2) {مُهَانًا (69)} [69] جائز، والوصل أولى؛ لأنَّ «إلّا» لا يبتدأ بها، انظر التفصيل في قوله: «إلّا أن تتقوا منهم تقاة». {حَسَنَاتٍ} [70] كاف، و «رحيمًا»، و «متابًا» كافيان. {الزُّورَ} [72] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 330)، البحر المحيط (6/ 515)، التيسير (ص: 164)، تفسير القرطبي (13/ 76)، الحجة لابن خالويه (ص: 266)، الحجة لابن زنجلة (ص: 514)، السبعة (ص: 467)، الغيث للصفاقسي (ص: 306)، النشر (2/ 334). (2) هو من الطويل، وقائله عبيد الله الجَعفي، من أبيات له يقول فيها: وَمَنزِلَةٍ يا اِبنَ الزُّبَيرِ كَريهَةٍ ... شَدَدتُ لَها مِن آخِرِ اللَّيلِ أسرجا لفِتيانِ صِدقٍ فَوقَ جُردٍ كَأَنَّها ... قِداحٌ بَراها الماسِخِيُّ وَسَحَّجا عبيد الله الجَعفي (? - 68 هـ/? - 687 م) عبيد الله بن الحَر الجَعفي، شاعر من بني منجح، ولد ونشأ في الكوفة، اشترك في حرب القادسية، وناصر معاوية، فكان يكرمه، ثم حارب بني أمية، وكان له مواقف من الفتنة، ثم مات قتلًا بيد رجل يقال له عياش، ويعد من الشعراء اللصوص، له شعر في كتاب أشعار اللصوص وأخبارهم.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 {كِرَامًا (72)} [72] كاف، ومعنى: كرامًا، أي: معرضين عن أهل اللغو. {وَعُمْيَانًا (73)} [73] كاف. {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [74] جائز؛ للابتداء بعد بالجملة الفعلية. {إِمَامًا (74)} [74] حسن. {بِمَا صَبَرُوا} [75] جائز، ومثله: «وسلامًا»، وقال أبو عمرو: كاف، وأكفى منه «خالدين فيها»؛ لاتصال الحال بذيّها. {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} [76] تام. {لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [77] كاف، لاختلاف الجملتين. {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} [77] جائز؛ للابتداء بالتهديد. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 سورة الشعراء مكية إلَّا قوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} [224] إلى آخر السورة فمدني. - كلمها: ألفان ومائتان وسبع وتسعون كلمة. - وحروفها: خمسة آلاف وخمسمائة واثنان وأربعون حرفًا. - وآيها: مائتان وست أو سبع وعشرون آية. زعم العماني أنَّ الوقف على {طسم (1)} [1] كاف، ثم قال بعد والحكم في هذه السورة وفي أختيها في الوقف كالخلاف في أوَّل البقرة. {الْمُبِينِ (2)} [2] كاف. {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} [3] ليس بوقف؛ لأنَّ «إنْ» في موضع نصب بـ «باخع»، معناه: معنى الاستقبال؛ فكأنَّه قال: فظلت أعناقهم خاضعين أن أنزلنا عليهم آية، وإنَّما قال: خاضعين، ولم يقل: خاضعات؛ لأنَّه أراد بالأعناق: الجماعات والعرب، تقول: أتاني عنق من الناس، أي: جماعة، أو هو على حذف مضاف، أي: فظل أصحاب الأعناق، ثم حذف وبقي الخبر على ما كان عليه قبل حذف المخبر عنه مراعاة للمحذوف، أو أنَّه لما أضيف إلى العقلاء اكتسب منهم هذا الحكم كما اكتسب التأنيث بالإضافة للمؤنث في قوله: كما شرقت صدر القناة من الدم، إلى آخر ما قاله السمين. وليس «خاضعين» حالًا؛ لأنَّ الحال إنَّما يقع بعد تمام الكلام، وقوله: «فظلت أعناقهم لها» لم يتم إلَّا بما بعده (1). {خَاضِعِينَ (4)} [4] كاف، و «خاضعين» خبر (ظل). {مُحْدَثٍ} [5] ليس بوقف للاستثناء؛ لأنَّ به يصح معنى الكلام. {مُعْرِضِينَ (5)} [5] كاف. {فَقَدْ كَذَّبُوا} [6] حسن، ثم يبتدئ: «فسيأتيهم»؛ لأنَّه تهديد. {يَسْتَهْزِئُونَ (6)} [6] تام. {إِلَى الْأَرْضِ} [7] ليس بوقف. {كَرِيمٍ (7)} [7] كاف. {لَآَيَةً} [8] حسن، وكذا مثله فيما يأتي. {مُؤْمِنِينَ (8)} [8] كاف. {الرَّحِيمُ (9)} [9] تام؛ لأنَّ «إذ نادى» معه فعل مضمر؛ كأنَّه قال: واذكر إذ نادى ربك موسى، فهو من عطف الجمل مقطوع مما قبله.   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 330)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 {مُوسَى} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي وقع به النداء لم يأت بعد، ومثله الوقف على «الظالمين»؛ لأنَّ «قوم فرعون» بدل من «القوم الظالمين» وبيان لهم، ولما كان «القوم الظالمين» يوهم الاشتراك، أزاله بعطف البيان؛ لأنَّه يوهم في المعنى، ولذلك عبر عن «الظالمين» بـ «قوم فرعون»، ووسموا: بالظلم؛ لأنَّهم ظلموا أنفسهم بالكفر، وقرئ (1): «ألا يَتَّقُونِ» بكسر النون أي: يتقوني، فحذفت النون لاجتماع النونين، وحذفت الياء للاكتفاء عنها بالكسرة. {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} [11] حسن؛ للعدول عن الأمر إلى الاستفهام، وذلك موجب للوقف، ومن قرأ: «يتقون» بالتحتية (2)؛ كان زيادة في الحسن، ومن قرأه بالتاء الفوقية (3)؛ كان كلامًا واحدًا. {يُكَذِّبُونِ (12)} [12] حسن، لمن قرأ: «ويضيقُ» و «ينطلقُ» بالرفع فيهما؛ على الاستئناف، أو عطفًا على أخاف؛ كأنَّه قال: إنَّي أخاف تكذيبهم إياي، ويضيق منه صدري، ولا ينطلق لساني، فالرفع يفيد ثلاث علل: 1 - خوف التكذيب. 2 - وضيق الصدر. 3 - وامتناع انطلاق اللسان. وليس بوقف لمن قرأ: بنصب القافين (4)؛ عطفًا على «يكذبون». {لِسَانِي} [13] حسن؛ على القراءتين (5)، واستئناف ما بعده. {إِلَى هَارُونَ (13)} [13] جائز. {أَنْ يَقْتُلُونِ (14)} [14] حسن، قال نافع وأبو حاتم: «كلا» ردَّ لقوله: «إنَّي أخاف»، أي: لا تخف فإنَّهم لا يقدرون على ذلك ولا يصلون إليه، ثم يبتدئ: «فاذهبا بآياتنا». {بِآَيَاتِنَا} [15] حسن. {مُسْتَمِعُونَ (15)} [15] كاف. {رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)} [16] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده منصوب بما قبله، أي: أرسلنا، بأن أرسل بني إسرائيل لتزول عنهم العبودية؛ لأنَّ فرعون استعبد بني إسرائيل (6). {بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)} [17] كاف.   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 7)، الكشاف (3/ 106)، تفسير الرازي (24/ 121). (2) وهي قراءة الأئمة العشرة بالاتفاق. (3) وهم عبد الله بن مسلم بن يسار وشقيق بن سلمة ويسار بن سلمة وأبو قلابة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 90)، البحر المحيط (7/ 7)، الكشاف (3/ 106)، المحتسب لابن جني (2/ 127). (4) وهو يعقوب، ويقصد بنصب القافين، أي: بنصب القاف في الفعلين عطفا على قوله: {أَنْ يُكَذِّبُونِ} المنصوب بأن. وقرأ الباقون بالرفع فيهما عطفًا على قوله: {أَخَافُ}. انظر هذه القراءة في: المعاني للفراء (2/ 278)، النشر (2/ 335). (5) أي: المشار إليهما سابقًا في: «ويضيق»، و «ينطلق». (6) انظر: تفسير الطبري (19/ 338)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 {سِنِينَ (18)} [18] جائز. {الْكَافِرِينَ (19)} [19] كاف، ومثله: «الضآلين». {لَمَّا خِفْتُكُمْ} [21] جائز. {الْمُرْسَلِينَ (21)} [21] كاف، للاستفهام بمحذوف، تقديره: أو تلك، قاله الأخفش. وقيل: الاستفهام لا يضمر ما لم يأت بعده (أم)، وليس في الآية ذكر (أم) كما ترى. {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)} [22] كاف، ومثله: «وما رب العالمين»، وكذا «موقنين»، و «تستمعون»، و «الأوَّلين»، و «لمجنون»، و «تعقلون»، و «من المسجونين»، و «بشيء مبين»، و «الصادقين» كلها وقوف كافية. {فَأَلْقَى عَصَاهُ} [32] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده يفسر ما قبله. {ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32)} [32] جائز، فصلًا بين المعجزتين، والوصل أولى؛ لتكون الشهادتان مقرونتين. {لِلنَّاظِرِينَ (33)} [33] كاف. {لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)} [34] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله. {بِسِحْرِهِ} [35] حسن، بجعل «فماذا تأمرون» من قول الملأ لفرعون خاطبوه بالجمع تعظيمًا على عادة الملوك، والأَوْلَى وصله بقول فرعون، أي: فماذا تشيرون، ودليل هذا: جوابهم «قالوا أرجه وأخاه»، وقال الفراء: قوله: «يريد أن يخرجكم من أرضكم» هو من كلام الملأ، وقوله: «فماذا تأمرون» من كلام فرعون، والتقدير عنده: يريد أن يخرجكم من أرضكم، فقال فرعون: فماذا تأمرون، وأجاز قلت لجاريتي قومي فإنَّي قائمة، أي قالت: فإنَّي قائمة. اهـ نكزاوي. {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)} [35] كاف. {وَأَخَاهُ} [36] جائز؛ للابتداء بعده بالأمر. {حَاشِرِينَ (36)} [36] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يأتوك» جواب الأمر، ولذلك كان مجزومًا، وأصله: يأتونك، فحذفت النون للجازم، ولا يفصل بين الأمر وجوابه. {سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)} [37] كاف. {يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)} [38] جائز. {مُجْتَمِعُونَ (39)} [39] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده (لعلَّ)، وهو في التعلق كلام (كي). {الْغَالِبِينَ (40)} [40] كاف. {نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)} [41] جائز، ومثله: «نعم». {لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)} [42] كاف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 {مُلْقُونَ (43)} [43] جائز. {لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)} [44] كاف، ومثله: «يأفكون». {سَاجِدِينَ (46)} [46] جائز. {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)} [47] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده بدل مما قبله، أو عطف بيان. {وَهَارُونَ (48)} [48] كاف، ومثله: «قبل أن آذن لكم»؛ للابتداء بإنْ مع اتحاد المقول. {عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} [49] حسن؛ للابتداء بلام الابتداء، والتهديد، وكلاهما يقتضي الابتداء مع أنَّ فيهما الفاء. {فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [49] كاف؛ للابتداء بلام القسم، أي: والله لأقطعنَّ. {أَجْمَعِينَ (49)} [49] جائز. {لَا ضَيْرَ} [50] حسن. {مُنْقَلِبُونَ (50)} [50] كاف. {خَطَايَانَا} [51] ليس بوقف؛ لأنَّ «أن» منصوبة بما قبلها. {أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)} [51] تام؛ لتمام المقول. {مُتَّبَعُونَ (52)} [52] كاف، ومثله: «حاشرين» للابتداء بـ «إن» على أنَّ التقدير: بأنَّ هؤلاء. {قَلِيلُونَ (54)} [54]، {لغائظونَ (55)} [55]، ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {حَاذِرُونَ (56)} [56] كاف، و «مقام كريم» يبنى الوقف على «كريم» على اختلاف المعربين في محل الكاف من كذلك، وفيها ثلاثة أوجه: 1 - النصب بفعل مقدر، أي: أخرجنا آل فرعون من منازلهم كما وعدنا إيراثها بني إسرائيل. 2 - والجر على؛ أنَّها وصف لمقام، أي: ومقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم. 3 - والرفع؛ على أنَّها خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر كذلك؛ فإن كانت الكاف في محل رفع، أو في محل نصب، كان الوقف على «كذلك»؛ لأنَّ التشبيه وقع خبرًا، وهو تمام الفائدة فلا يقطع، وإن كانت في محل جر متصلة بما قبلها، كان الوقف على «كذلك» أيضًا حسنًا، دون «كريم»، وفي وجهي النصب والجر تشبيه الشيء بنفسه؛ لأنَّ المقام الذي كان لهم هو المقام الكريم، قال ابن لهيعة: هو القيوم، والمعنى: تركوا جناتهم وعيونهم وكنوزهم ومجالسهم وخرجوا في طلب موسى، والشرط في الوقفين، أعني: «كريم» و «كذلك» أن يجعل الضمير الأول، وهو: الواو في قوله: «فأتبعوهم» لموسى وأصحابه، والضمير الثاني، وهو: همٌّ لفرعون وأصحابه، أي: أنّ موسى وأصحابه تبعوا فرعون وأصحابه، حسن الوقف على «كذلك»، وليس «كريم»، ولا «كذلك» بوقف إن جعلت الواو في «فأتبعوهم» لفرعون وأصحابه، وهم ضمير موسى وأصحابه، أي: فتبع فرعون وأصحابه موسى؛ لأنَّ المعنى: خرجوا من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 جناتهم فتبعوهم لشدة تعلق «فأتبعوهم»، بقوله: «فأخرجناهم» فلا يفصل بينهما، والمراد: بـ «المقام الكريم»؛ مجلس الأمراء قالوا كان إذا قعد فرعون على سريره، وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب تجلس عليها الأمراء والإشراف عليهم أقبية مخوصة بالذهب (1)، قاله الكواشي. {بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)} [59] ليس بوقف لمكان الفاء. {مُشْرِقِينَ (60)} [60] كاف. {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)} [61] لا ينبغي الوقف عليه؛ لأنَّ ما بعده جواب لما قبله؛ لأن موسى نفى الإدراك أصلًا؛ لأنَّ الله وعده النصر والخلاص منهم. {سَيَهْدِينِ (62)} [62] كاف. {بِعَصَاكَ الْبَحْرَ} [63] جائز. {الْعَظِيمِ (63)} [63] كاف، ومثله: «ثم الآخرين». {أَجْمَعِينَ (65)} [65] جائز. {الْآَخَرِينَ (66)} [66] حسن، ولما أهلك الله فرعون ومن معه في اليم، ملك مصر امرأة يقال: لها دلوك، ولها فيها آثار عجيبة (2). {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً} [67] حسن. {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)} [67] كاف. {الرَّحِيمُ (68)} [68] تام، ومثله: «إبراهيم»؛ لأنَّه لو وصله لصار «إذ» ظرفًا لقوله: «واتل»، وهو محال؛ لأنَّ «إذ» ظرف لما مضى لا يعمل فيه «اتل»؛ لأنَّه مستقبل، وهو لا يعمل في الماضي، بل هو ظرف لمقدر، والتقدير: اذكر قصة إبراهيم، وما جرى له مع قومه، وليس بوقف إن جعل «إذ» بدلًا من «نبأ» بدل اشتمال، وهو يؤول إلى أنَّ العامل فيه «اتل» بالتأويل المذكور. قاله السمين مع زيادة للإيضاح. {مَا تَعْبُدُونَ (70)} [70] كاف، ومثله: «عاكفين»، وكذا «أو يضرون»، و «يفعلون». {تَعْبُدُونَ (75)} [75] الثاني ليس بوقف؛ لأنَّ «أنتم» توكيد واو الضمير. {الْأَقْدَمُونَ (76)} [76] كاف. {رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)} [77] في محل «الذي» الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر؛ فإن رفع بالابتداء، وما بعده الخبر؛ كان الوقف على «العالمين» تامًا، وإن رفع «الذي» خبر مبتدأ محذوف، أو نصب بتقدير: أعني؛ كان كافيًا، وليس بوقف إن جعل «الذي» نعتًا لما قبله، أو بدلًا، أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز.   (1) انظر: المصدر السابق (19/ 350). (2) انظر: نفسه (19/ 358). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 {فَهُوَ يَهْدِينِ (78)} [78] كاف، ومثله: «ويسقين»، و «يشفين»، و «يحيين»، و «يوم الدين». {بِالصَّالِحِينَ (83)} [83] جائز، ومثله: «في الآخرين»، و «جنة النعيم»، و «من الضآلين». {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [89] كاف، وقيل: لا يوقف من قوله: «الذي خلقني» إلى قوله: «سليم»؛ لأنَّ هذه جمل معطوف بعضها على بعض ومتعلق بعضها ببعض، وإن جعل كل جملة فيها ذكر الدعاء مسئلة قائمة بنفسها حسن الوقف على آخر كل آية من قوله: «رب هب لي حكمًا» إلى قوله: «بقلب سليم». {لِلْمُتَّقِينَ (90)} [90] جائز، ومثله: «للغاوين»، «تعبدون» رأس آية، ويوقف عليه بناء على أنَّ الجار والمجرور الذي بعده متعلق بمحذوف، أي: هل ينصرونكم من دون الله، أو يكون في الكلام تقديم وتأخير، وإن جعل متعلقًا بما قبله لم يوقف عليه. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [93] حسن، ثم تبتدئ: «هل ينصرونكم»؛ لأنَّ الاستفهام من مقتضيات الابتداء. {أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)} [93] تام؛ لتناهي الاستفهام. {وَالْغَاوُونَ (94)} [94] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وجنود إبليس» مرفوع عطفًا على «الغاوون»، وكذا لا يوقف على «إبليس»؛ لأنَّ «أجمعون» توكيد لما قبله. {أَجْمَعُونَ (95)} [95] جائز، ولا وقف من قوله: «قالوا وهم فيها» إلى «برب العالمين» فلا يوقف على «يختصمون»؛ لأنَّ فيه الفصل بين القول والمقول؛ لأنَّ قوله: «تالله» مقولهم، ولا يوقف على «ضلال مبين»؛ لأنَّ قوله: «إذ نسوّيكم»، ظرف لما قبله؛ كأنَّهم قالوا ما كنا إلَّا في ضلال مبين، إذ عبدناكم فسوَّيناكم برب العالمين. {الْمُجْرِمُونَ (99)} [99] جائز، ومثله: «حميم» والنفي هنا يحتمل نفي الصديق من أصله؛ لأنَّ الشيء قد ينفى لنفي أصله، أو نفي صفته فهو من باب: (على لا حب لا يهتدي بمناره). {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)} [102] حسن، ومثله: «لآية». {مُؤْمِنِينَ (103)} [103] كاف. {الرَّحِيمُ (104)} [104] تام. {الْمُرْسَلِينَ (105)} [105] كاف؛ إن علق «إذ» بـ (اذكر) مقدرًا، وجائز إن جعل العامل في «إذ» ما قبله. {تَتَّقُونَ (106)} [106] كاف، ومثله: «وأطيعون». {مِنْ أَجْرٍ} [109] جائز. {رَبِّ الْعَالَمِينَ (109)} [109] كاف. {وَأَطِيعُونِ (110)} [110] حسن. {الْأَرْذَلُونَ (111)} [111] كاف، وقد أغرب من فسّر: «الأرذلون» بالحاكة والحجامين، إذ لو كانوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 كذلك لكان إيمانهم بنوح مشرفًا لهم ومعليًا لأقدارهم، وإنَّما هو حكاية عن كفار قومه في تنقيص متبعيه، وكذا فعلت قريش في الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شأن عمار وصهيب والضعفاء (1). {بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)} [112] جائز، ومثله: «تشعرون»، وكذا «وما أنا بطارد المؤمنين»، وكذا «نذير مبين»، و «المرجومين»، و «كذبون» والوصل في الأخير أولى للفاء. {فَتْحًا} [118] جائز، ومنهم من قال: ولا وقف من قوله: «إن حسابهم» إلى من «المرجومين». {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)} [118] كاف، وقيل: تام؛ لأنَّه آخر كلام نوح، وآخر كلام قومه، وليس في قصة نوح وقف تام. {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)} [119] حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {الْبَاقِينَ (120)} [120] كاف. {لَآَيَةً} [121] حسن. {مُؤْمِنِينَ (121)} [121] كاف. {الرَّحِيمُ (122)} [122] تام. {الْمُرْسَلِينَ (123)} [123] كاف؛ إن علق «إذ» بـ (اذكر) مقدرًا، ويكون من عطف الجمل، وجائز إن علق بما قبله لكونه رأس آية. {أَلَا تَتَّقُونَ (124)} [124] كاف. {أَمِينٌ (125)} [125] جائز. {وَأَطِيعُونِ (126)} [126] كاف. {مِنْ أَجْرٍ} [127] حسن. {الْعَالَمِينَ (127)} [127] كاف. {تَعْبَثُونَ (128)} [128] ليس بوقف للعطف. {تَخْلُدُونَ (129)} [129] كاف، ومثله: «جبارين». {وَأَطِيعُونِ (131)} [131] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {بِمَا تَعْلَمُونَ (132)} [132] جائز؛ لأنَّ الجملة الثانية بعده بيان وتفسير للأولى، أو أن قوله: «بأنعام»، بدل من قوله: «بما تعلمون»، وكلاهما يقتضي عدم الوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {وَبَنِينَ (133)} [133] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده مجرور عطفًا على ما قبله. {وعُيُونٍ (134)} [134] حسن.   (1) انظر: نفسه (19/ 370). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 {عَظِيمٍ (135)} [135] أحسن. {الْوَاعِظِينَ (136)} [136] كاف، ولا كراهة في الابتداء بما بعده كما قاله بعضهم؛ لأنَّ هذا وما أشبهه غير معتقد للقارئ، وإنَّما هو حكاية قول قائليها حكاها الله عنهم، قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: «خَلْق الأولين» بفتح الخاء المعجمة وإسكان اللام، والباقون: بضمتين (1)؛ ومعناهما الاختلاق وهو: الكذب (2). {الْأَوَّلِينَ (137)} [137] كاف، ومثله: «بمعذبين»، وقيل: لا يوقف في قصة عاد من قوله: «كذبت عاد المرسلين» إلى «بمعذبين»؛ لأنَّه آخر كلامهم وآخر كلام نبيهم. {فَأَهْلَكْنَاهُمْ} [139] حسن، ومثله: «لآية». {مُؤْمِنِينَ (139)} [139] كاف. {الرَّحِيمُ (140)} [140] تام؛ لأنَّه آخر قصة. {الْمُرْسَلِينَ (141)} [141] كاف؛ إن علق «إذ» بـ (اذكر) مقدرًا، وليس بوقف إن جعل العامل في «إذ» ما قبله. {أَلَا تَتَّقُونَ (142)} [142] كاف. {أَمِينٌ (143)} [143] جائز. {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)} [144] كاف. {مِنْ أَجْرٍ} [145] حسن. {الْعَالَمِينَ (145)} [145] كاف. {آَمِنِينَ (146)} [146] جائز، وإن تعلق الجار والمجرور بما قبله لأنَّه رأس آية. {هَضِيمٌ (148)} [148] جائز أيضًا. {فَارِهِينَ (149)} [149] كاف، ومثله: «وأطيعون». {الْمُسْرِفِينَ (151)} [151] ليس بوقف؛ لأن «الذين» بعده نعت للمسرفين. {وَلَا يُصْلِحُونَ (152)} [152] كاف، ومثله: «من المسحرين»، وكذا «مثلنا»، و «من الصادقين». {هَذِهِ نَاقَةٌ} [155] جائز.   (1) وجه من قرأ بفتح الخاء وسكون اللام، يحتمل أن يكون المعنى: ما هذا إلا اختلاق الأولين، أي: الكذبة قبلك، ويحتمل أن يكون المعنى: ما هذه البنية التي نحن عليها إلا البنية التي عليها الأولون: حياة وموت، ولا بعث ولا تعذيب. وقرأ الباقون: بضم الخاء واللام، بمعنى العادة، أي: ما هذا إلا عادة آبائنا السابقين. انظر هذه القراءة في: الحجة لابن خالويه (ص: 268)، الغيث للصفاقسي (ص: 310)، الكشف للقيسي (2/ 151)، البحر المحيط (7/ 33)، النشر (2/ 335). (2) انظر: تفسير الطبري (19/ 377)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 {مَعْلُومٍ (155)} [155] كاف، ومثله: «عظيم». {نَادِمِينَ (157)} [157] ليس بوقف. {العذاب} [158] كاف. {لَآَيَةً} [158] حسن. {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)} [158] كاف. {الرَّحِيمُ (159)} [159] تام؛ لأنَّه آخر قصة. {الْمُرْسَلِينَ (160)} [160] جائز، وفي «إذ» ما تقدم {أَلَا تَتَّقُونَ (161)} [161] كاف. {أَمِينٌ (162)} [162] جائز. {وَأَطِيعُونِ (163)} [163] كاف. {مِنْ أَجْرٍ} [164] حسن. {الْعَالَمِينَ (164)} [164] كاف. {مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181)} [181] جائز، ومثله: «المستقيم»، وكذا «أشياءهم». {مُفْسِدِينَ (183)} [183] حسن، ومثله: «والجبلة الأولين». {مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)} [185] جائز. {مِثْلُنَا} [186] كاف. {لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)} [186] حسن. {الصَّادِقِينَ (187)} [187] جائز، ومثله: «بما تعملون»، وقيل: تام؛ لأنَّه آخر كلامهم، وكلام نبيهم - صلى الله عليه وسلم -. {فَكَذَّبُوهُ} [189] ليس بوقف؛ لمفاجأة الفاء بما وقع من أجلهم. روي أنَّه حبس عنهم الريح سبعًا فابتلوا بحرٍ عظيم أخذ بأنفاسهم فلا نفعهم ظل، ولا ماء فاضطروا إلى أن خرجوا إلى البرية فأظلتهم سحابة، وجدوا لها بردًا ونسيما فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارًا فأحرقتهم (1). {يَوْمِ الظُّلَّةِ} [189] حسن. {عَظِيمٍ (189)} [189] أحسن منه.   (1) وذكرت هذه الرواية في: تفسير أبي السعود في تفسير الآية: 188، من سورة الشعراء (6/ 236)، وكذا في كل من: تفسير البحر المحيط والرازي والنيسابوري والكشاف عند تفسير نفس الآية، ولكن روي عن ابن عباس أنه قال: (من حدثك ما عذاب يوم الظلة فقد كذب). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 {لَآَيَةً} [190] حسن. {مُؤْمِنِينَ (190)} [190] كاف. {الرَّحِيمُ (191)} [191] تام. {الْعَالَمِينَ (192)} [192] كاف؛ لمن قرأ: «نزّل» بالتشديد للزاي، ونصب (1): «الروحَ» مفعول (نزل) مبينًا للفاعل، وهو الله تعالى؛ لأنَّ (نزّل) المشدّد يقتضي التدريج والتنجيم بحسب المصالح؛ لأنَّه نزل إلى سما الدنيا جملة واحدة، ونجمه جبريل بأمر الله تعالى في عشرين سنة مخالفًا لقول الكفار لو كان من عند الله لنزل جملة واحدة (2). قرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي: «نَزّلَ» مشددًا، ومن قرأ: بتخفيف الزاي، ورفع: «الروحُ»، وهي قراءة الباقين كان جائزًا (3)، وقرئ (4): «نُزِّل» مشددًا مبنيًا للمفعول، و «الروحُ» نائب الفاعل، و «الأمينُ» صفته. {الْأَمِينُ (193)} [193] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده ظرف للتنزيل، وكذا لا يوقف على «قلبك»؛ لأنَّ ما بعده علة في (التنزيل)، وكذا لا يوقف على «المنذرين»؛ لأنَّ ما بعده في موضع نصب؛ لأنَّه منذر بلسانه. {مُبِينٍ (195)} [195] كاف، ومثله: «زبر الأولين» للاستفهام بعده. {آَيَةً} [197] ليس بوقف، سواء قرئ: «يكن» بالتحتية، أو بالفوقية، وسواء قرئ: بالرفع، أو بالنصب (5)، ونصبها إما خبر «يكن»، و «أن يعلمه» اسمها، وكأنَّه قال: أو لم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل آية لهم. اتفق علماء الرسم على كتابة: {عُلَمَاءُ} [197] بواو وألف كما ترى.   (1) وهم ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب، وجه من قرأ بتشديد الزاي، و {الْرُّوحُ الأَمينِ} بالنصب فيهما؛ أن ذلك على أن «نزل» مبني للفاعل الحقيقي، وهو الله تعالى و {الرُّوحُ} منصوب على المفعولية، و {الأمينُ} صفة. وقرأ الباقون: {نَزَلَ} بتخفيف الزاي، و {الروحُ الأمينُ} بالرفع فيهما؛ على إسناد الفعل لـ «الروح»، و {الأمين} نعته. انظر هذه القراءة في: تفسير الطبري (19/ 68)، السبعة (ص: 473)، الغيث للصفاقسي (ص: 310)، الكشاف (3/ 128)، المعاني للفراء (2/ 284). (2) انظر: تفسير الطبري (19/ 395)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) انظر: المصدر السابق. (4) وهي قر اءة شاذة، وذكرت في: الإملاء للعكبري 2/ 92: غير معزوة لأحد. (5) قرأ ابن عامر بالتاء والرفع، والباقون بالياء والنصب؛ وجه من قرأ بالتاء، و {آيةٌ} بالرفع؛ فذلك على أن «تكن» تامة، و {لَهُمْ} متعلق بها، و {أَنْ يَعْلَمَهُ} بدل من «آية». ووجه قراءة الباقين: بياء التذكير ونصب «آيةً» على جعل: {أَنْ يَعْلَمَهُ} اسمها، و {آَيَةً} خبرها، أي: أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل آية حالة كونها لهم. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 41)، النشر (2/ 336). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 {بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)} [197] كاف. {عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)} [198] ليس بوقف لشيئين للعطف بالفاء؛ ولأنَّ جواب «لو» لم يأت بعد، وهو «ما كانوا به مؤمنين». و {مُؤْمِنِينَ (199)} [199] كاف. {الْمُجْرِمِينَ (200)} [200] جائز، ومثله: «الأليم»، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ الفعل الذي بعد الفاء منصوب بالعطف على ما عملت فيه (حتى) والضمير في «سلكناه» للشرك، أو للكفر، أو للتكذيب، والضمير في «لا يؤمنون به» يعود على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أي: كي لا يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، قاله النكزاوي. وكذا لا يوقف على «بغتة»؛ لأنَّ الذي بعدها جملة في موضع الحال. {لَا يَشْعُرُونَ (202)} [202] جائز. {مُنْظَرُونَ (203)} [203] كاف، وكذا «يستعجلون» ولا وقف من قوله: «أفرأيت»، إلى «يمتعون» فلا يوقف على «سنين» للعطف، ولا على «يوعدون»؛ لأنَّ قوله: «ما أغنى عنهم» جملة قامت مقام جواب الشرط في قوله: «أفرأيت إن متعناهم». {يُمَتَّعُونَ (207)} [207] كاف. {إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208)} [208] تام، وأتم منه: «ذكرى»، وقد أغرب من قال ليس في سورة الشعراء وقف تام إلَّا قوله: «لها منذرون»، ثم يبتدئ: «ذكرى»، أي: هي ذكرى، أو إنذارنا ذكرى، وإن جعلت «ذكرى» في موضع نصب بتقدير: ينذرهم العذاب ذكرى، أو هذا القرآن ذكرى، أو تكون «ذكرى» مفعولًا للذكر، أي: ذكرناهم ذكرى، كان الوقف على «ذكرى» كافيًا؛ لأنَّ الذكرى متعلقة بالإنذار إذا كانت منصوبة لفظًا، ومعنى وإن كانت مرفوعة تعلقت به معنى فقط. {ظَالِمِينَ (209)} [209] كاف، ومثله: «يستطيعون». {لَمَعْزُولُونَ (212)} [212] تام. {إِلَهًا آَخَرَ} [213] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد الفاء جواب للنهي. {مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)} [213] كاف؛ للأمر بعده. {الْأَقْرَبِينَ (214)} [214] جائز، وقيل: لا يجوز لعطف ما بعده على ما قبله. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)} [215] كاف، ومثله: «تعملون». {الرَّحِيمِ (217)} [217] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده نعت له. {فِي السَّاجِدِينَ (219)} [219] كاف. {الْعَلِيمُ (220)} [220] تام. {الشَّيَاطِينُ (221)} [221] حسن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 {أَثِيمٍ (222)} [222] جائز، وإن كانت الجملة بعده صفة لكونه رأس آية. {يُلْقُونَ السَّمْعَ} [223] أحسن مما قبله. {كَاذِبُونَ (223)} [223] أحسن منهما، وقيل: كاف. {الغاوون (224)} [224] كاف. {يَهِيمُونَ (225)} [225] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وكذا «ما لا يفعلون» للاستثناء. {مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [227] حسن؛ للابتداء بالتهديد. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 سورة النمل مكية -[آيها:] ثلاث أو أربع أو خمس وتسعون آية. - وكلمها: ألف ومائة وتسع وأربعون كلمة. - وحروفها: أربعة آلاف وسبعمائة وتسعون حرفًا. {طس} [1] تقدم الكلام عليها، ومتى وقفت على «طس» فلا تقف على «مبين»؛ لأنَّ «تلك» مبتدأ خبرها «هدًى»، وإن جعل الخبر «آيات القرآن» كان الوقف على «مبين» كافيًا و «هدى» مبتدأ خبره «للمؤمنين» أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو هدى، أو خبر بعد خبر و «حسنًا» إن نصب «بشرى» و «رحمة» على المصدر بفعل مقدر من لفظهما، أي: يهدين هدىً ويبشر بشرى، وليس «مبين» وقفًا؛ إن رفع «هدى» بدلًا من «آيات» أو خبرًا ثانيًا، أو نصب على الحال من «آيات»، أو من «القرآن» أو من الضمير في «مبين»؛ فكأنَّه قال هاديًا ومبشرًا «للمؤمنين» في محل «الذين» الحركات الثلاث: فتام؛ إن رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جر نعتًا «للمؤمنين» أو بدلًا أو بيانًا (1). {يُوقِنُونَ (3)} [3] تام. {أَعْمَالَهُمْ} [4] جائز. {يَعْمَهُونَ (4)} [4] كاف؛ إن لم يجعل ما بعده خبر «إن»، وليس بوقف إن جعل خبرًا لها، أو خبرًا بعد خبر. {سُوءُ الْعَذَابِ} [5] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال. {الْأَخْسَرُونَ (5)} [5] حسن، ومثله: «عليم» إن علق «إذ» بمضمر، وليس بوقف إن علق بما قبله، أي: عليم وقت قول موسى لأهله عند مسيره من مدين إلى مصر (2). {آَنَسْتُ نَارًا} [7] جائز؛ للابتداء بالسين، وهو من مقتضيات الابتداء، ومثلها: «سوف»؛ لأنَّها للتهديد فيبتدأ بها الكلام؛ لأنَّها لتأكيد الواقع. {تَصْطَلُونَ (7)} [7] كاف. {وَمَنْ حَوْلَهَا} [8] حسن؛ إن كان «وسبحان الله» خارجًا عن النداء، وليس بوقف إن كان داخلًا فيه.   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 422)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (19/ 426). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 {رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)} [8] حسن. {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)} [9] كاف. {وَأَلْقِ عَصَاكَ} [10] أكفى منه، وقال نافع: تام. {وَلَمْ يُعَقِّبْ} [10] تام للابتداء بالنداء، ومثله: «لا تخف»، وكذا «المرسلون»، لمن قرأ: «ألا» من يفتح الهمزة وتخفيف اللام حرف تنبيه وهو أبو جعفر (1)، كما قال امرؤ القيس: أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي ... بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ (2) فعلى هذه القراءة يحسن الوقف على «المرسلون»، وليس بوقف لمن قرأ (3): بأداة الاستثناء؛ لأنَّها لا يبتدأ بها، ولجواز الابتداء بها مدخل لقوم يجعلون «إلّا» بمعنى: لكن، والمعنى: لكن من ظلم من غير المرسلين، ويجعلون الاستثناء منقطعًا وهذا مذهب الفراء والنحويون لا يجوّزون ذلك. و {رَحِيمٌ (11)} [11] تام؛ للابتداء بعد بالأمر. {وَقَوْمِهِ} [12] كاف. {فاسقين (12)} [12] تام. {مُبْصِرَةً} [13] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب لما لم يأت بعد. {مُبِينٌ (13)} [13] تام؛ على استئناف ما بعده. {وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [14] ليس بوقف؛ على أنَّ في الآية تقديمًا وتأخيرًا، والتقدير: جحدوا بها ظلمًا وعلوا واستيقنتها أنفسهم. والوقف على {وَعُلُوًّا} [14] كاف. {الْمُفْسِدِينَ (14)} [14] تام. {عِلْمًا} [15] جائز.   (1) وكذا قرأها الكسائي ورويس؛ وجه من قرأ: {أَلَا يَسْجُدُواِ} بتخفيف اللام، ووقف: {أَلا يَ}، وابتدأ: {اُسْجُدُواِ} بضم الهمزة؛ وذلك أن {ألا} للاستفتاح، و {يَّا} حرف نداء، والمنادى محذوف: أي يا هؤلاء .. و {اُسْجُدُوا} فعل أمر. وقرأ الباقون: {ألَّا} بتشديد اللام، وأصلها {أن لا} أدغمت النون في اللام، و {يَسْجُدُوا} فعل مضارع منصوب بأن المصدرية. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 93)، البحر المحيط (7/ 98)، التيسير (ص: 167)، النشر (2/ 337). (2) هو من الطويل، وقائله امرؤ القيس، من معلقته الشهيرة التي يقول في مطلعها: قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ ... بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَل - الموسوعة الشعرية. (3) أي: «ألّا»، وانظر المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 {الْمُؤْمِنِينَ (15)} [15] كاف، ولا وقف من قوله: «وورث سليمان داود» إلى «كل شيء» فلا يوقف على «داود» ولا على «منطق الطير» للعطف في كل. {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [16] كاف. {الْمُبِينُ (16)} [16] تام. {يُوزَعُونَ (17)} [17] كاف. {وَادِ النَّمْلِ} [18] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالت» جواب «حتى إذا»؛ لأنَّ «حتى» الداخلة على «إذا» إبتدائية، وكذا لا يوقف على «مساكنكم»؛ لأنَّ ما بعده جواب الأمر. {وَجُنُودُهُ} [18] تام؛ لأنَّه آخر كلام النملة، ثم قال تعالى: «وهم لا يشعرون»، أي: لا يشعرون أنَّ سليمان يفقه كلامهم، وأوحى الله إلى سليمان أنَّ الله قد زاد في ملكك، أنَّه لا يتكلم أحد إلا حملت الريح كلامه فأخبرتك به فسمع سليمان كلام النملة من ثلاثة أميال، ثم قال لها: لِمَ قلت ادخلوا مساكنكم أخفت عليهم مني ظلمًا، فقالت: لا، ولكن خشيت أن يفتنوا بما يرون من ملكك فيشغلهم ذلك عن طاعة ربهم (1). {لَا يَشْعُرُونَ (18)} [18] كاف، ولا وقف من قوله: «فتبسم» إلى «ترضاه» فلا يوقف علي «وعلى والديَّ»؛ لأنَّ «أنْ» الثانية معطوفة على «أنْ» الأولى. {تَرْضَاهُ} [19] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله. {الصَّالِحِينَ (19)} [19] حسن. {الْهُدْهُدَ} [20] جائز. {مِنَ الغائبين (20)} [20] كاف؛ على استئناف ما بعده، واللام في «لأعذبنه» جواب قسم محذوف، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله، ورسموا: {أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ} [21]، بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعرف زيادتها من جهة اللفظ بل من جهة المعنى. {بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)} [21] كاف. {غير بَعِيدٍ} [22] جائز. {بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} [22] حسن. {بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)} [22] تام؛ على استئناف ما بعده، وإلَّا كان جائزًا لكونه رأس آية. {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [23] حسن، وقد أغرب بعضهم وزعم أنَّ الوقف على «عرش»، ويبتدئ: بـ «عظيم»، «وجدتها»، وليس بشيء؛ لأنَّه جعل العبادة لغير الله عظيمة، وكان قياسه على هذا أن يقول عظيمة وجدتها إذ لمستعظم، إنَّما هو سجودهم لغير الله، وأمَّا عرشها فهو أذل وأحقر أن يصفه الله   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 439)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 بالعظم، وفيه أيضًا قطع نعت النكرة وهو قليل (1). {عَظِيمٌ (23)} [23] حسن. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [24] جائز. {لَا يَهْتَدُونَ (24)} [24] تام؛ على قراءة الكسائي (2): «ألَا» بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وعلى قراءته يوقف على «أعمالهم» وعلى «يهتدون»، ومن قرأ بتشديد (3): «ألَّا» لا يقف على «أعمالهم» ولا على «لا يهتدون» ولا على «إلَّا»؛ لأنَّ الياء على قراءتها بالتشديد من بنية الكلمة فلا تقطع، وأصل: ألا، إن لأدغمت النون في اللام، فـ «أنَّ» هي الناصبة للفعل، وهو: «يسجدوا»، وحذف النون علامة النصب، قال أبو حاتم: ولولا أنَّ المراد ما ذكر لقال: إلَّا يسجدون، بإثبات النون كقوله: «قوم فرعون ألا يتقون»، فإن قلت ليس في مصحف عثمان ألف بين السين والياء، قلنا حذفت الألف في الكتابة كما حذفت من (ابن) بين العلمين، ولو وقف على قراءة الكسائي: «ألَايا» ثم ابتدأ: «اسجدوا» جاز؛ لأنَّ تقديره: ألا يا هؤلاء اسجدوا، وكثير ممن يدعى هذا الفن يتعمد الوقف على ذلك ويعده وقفًا حسنًا مختارًا، وليس هو كذلك، بل هو جائز، وليس بمختار، ومن وقف مضطرًا علىه يأثم، قال: اسجدوا، على الأمر جاز، والتقدير: ألا يا هؤلاء اسجدوا، وحذف المنادى؛ لأنَّ حرف النداء يدل عليه، وقد كثر مباشرة يا لفعل الأمر، وقد سمع: ألا يا ارحمونا، ألا يا تصدقوا علينا؛ بمعنى: ألا يا هؤلاء افعلوا هذا، أي: السجود لله تعالى (4). {وَالْأَرْضِ} [25] حسن، لمن قرأ: «ألَّا» بالتشديد (5). {وَمَا تُعْلِنُونَ (25)} [25] تام. {إِلَّا هُوَ} [26] جائز، بتقدير: هو رب العرش، وليس بوقف إن رفع بدلًا من الجلالة. {الْعَظِيمِ ((26)} [26] كاف، ومثله: «من الكاذبين». {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ هذا من مجاز المقدم والمؤخر؛ فكأنَّه قال: فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم. {يَرْجِعُونَ (28)} [28] كاف. {كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)} [29] حسن، ولا وقف من قوله: «إنَّه من سليمان» إلى «مسلمين» لاتصال   (1) انظر: المصدر السابق (19/ 446). (2) انظر: المصدر قبل السابق. (3) نفسه. (4) نفسه (19/ 446). (5) نفسه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى؛ على قراءة عكرمة وابن أبي عبلة بفتح (1): «أنه من سليمان»، و «أنَّه» في الموضعين بدل من «كتاب» بدل اشتمال أو بدل كل من كل؛ كأنَّه قيل: ألقى إليَّ أنَّه من سليمان وأنَّه كذا وكذا، أو الفتح على إسقاط حرف الجر، قاله الزمخشري. ويجوز أن يراد لأنَّه من سليمان؛ كأنَّها عللت كرمه بكونه من سليمان، وتصديره باسم الله، وعلى قراءة العامة يجوز الوقف على «سليمان» على أن ما بعده مستأنف جوابًا للسؤال قومها كأنهم قالوا: ممن الكتاب وما فيه؟ فأجابتهم بالجوابين، وقرئ (2): «تغلوا» بغين معجمة من الغلو وهو مجاوزة الحد؛ والمعنى لا تمتنعوا من جوابي فترك الجواب من الغلو والتكبر، ولا يوقف على «بسم الله الرحمن الرحيم»؛ لأنَّ قوله: «أن لا تعلوا عليَّ» متصل بـ «ألقي» فموضع (إن) رفع على البدل مما عمل فيه «ألقى»، وهو «كتاب»، ويجوز أن يكون موضعها جرًا، والتقدير: وأنّه بسم الله الرحمن الرحيم بأن لا تعلوا عليّ (3). {مُسْلِمِينَ (31)} [31] تام. {فِي أَمْرِي} [32] جائز. {تَشْهَدُونِ (32)} [32] كاف. {وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} [33] جائز. {مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)} [33] كاف، ويجوز في «ماذا»؛ أن تكون استفهامية مبتدأ، و (ذا) اسم موصول بمعنى: الذي، خبرها، ويجوز أن تجعل مع (ذا) بمنزلة اسم واحد مفعول «تأمرين»، أي: أيّ شيء تأمرين به. {أَذِلَّةً} [34] تام؛ لأنَّه آخر كلام بلقيس، ورأس آية أيضًا، ثم قال تعالى: «وكذلك يفعلون»، وهو أتم، ثم أخبر الله تعالى عنها أنها قالت: وإنِّي مرسلة إلى سليمان بهدية، فإن كان ملكًا قبلها، وإن كان نبيًا لم يقبلها (4). {الْمُرْسَلُونَ (35)} [35] كاف. {بِمَالٍ} [36] حسن؛ لانتهاء الاستفهام، ومثله: «مما آتاكم» لاختلاف الجملتين، وأيضًا بل ترجح جانب الوقف.   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 94)، البحر المحيط (7/ 72)، تفسير الرازي (24/ 194). (2) وهي قراءة ابن عباس ووهب بن منبه والأشهب العقيلي ومحمد بن السميفع، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 521)، الإملاء للعكبري (2/ 94)، البحر المحيط (7/ 72)، تفسير القرطبي (13/ 193)، الكشاف (3/ 146)، المحتسب لابن جني (2/ 139)، تفسير الرازي (24/ 196). (3) انظر: تفسير الطبري (19/ 451)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) انظر: المصدر السابق (19/ 454). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 {تَفْرَحُونَ (36)} [36] كاف. {لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} [37] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده بقية كلامه. {وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)} [37] كاف، ومثله: «مسلمين». {مِنْ مَقَامِكَ} [39] حسن؛ للابتداء بـ «إنَّي». {أَمِينٌ (39)} [39] كاف. {طَرْفُكَ} [40] كاف. {أَمْ أَكْفُرُ} [40] تام؛ لانتهاء الاستفهام، وللابتداء بالشرط. {لِنَفْسِهِ} [40] حسن. {كَرِيمٌ (40)} [40] تام. {لَا يَهْتَدُونَ (41)} [41] كاف. {عَرْشُكِ} [42] حسن. {كَأَنَّهُ هُوَ} [42] أحسن منه. {مُسْلِمِينَ (42)} [42] كاف. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [43] حسن؛ لمن قرأ (1): «إنَّها» بكسر الهمزة، وهي قراءة الجماعة، أي: صدها الله تعالى، أي: حال بينها وبين ما كانت تعبد، أو صدها سليمان، وما على المعنيين في موضع نصب، وليس بوقف لمن قرأ: «أنها» بفتح الهمزة، وهي قراءة سعيد بن جبير (2)، وعليها فالوقف على «من قوم كافرين» تام. {الصَّرْحَ} [44] حسن، ورسموا: {ادْخُلِي} [44] بياء يوقف عليها عند الضرورة. {عَنْ سَاقَيْهَا} [44] جائز. {من قَوَارِيرَ} [44] كاف. {لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)} [44] تام؛ لأنَّه آخر القصة، وما بعده ابتداء أخرى. {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [45] جائز. {يَخْتَصِمُونَ (45)} [45] كاف. {قَبْلَ الْحَسَنَةِ} [46] جائز. {تُرْحَمُونَ (46)} [46] كاف.   (1) وهي قراءة الأئمة العشرة بالاتفاق. (2) وكذا قرأها ابن أبي عبلة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 525)، الإملاء للعكبري (2/ 94)، البحر المحيط (7/ 79)، الكشاف (3/ 150). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 {وَبِمَنْ مَعَكَ} [47] حسن. {تُفْتَنُونَ (47)} [47] تام. {وَلَا يُصْلِحُونَ (48)} [48] كاف؛ على استئناف ما بعده. {لَصَادِقُونَ (49)} [49] كاف. {وَمَكَرْنَا مَكْرًا} [50] جائز. {لَا يَشْعُرُونَ (50)} [50] كاف، ومثله: «عاقبة مكرهم» لمن قرأ: «إنَّا دمرناهم» بكسر الهمزة؛ على الاستئناف، وهي قراءة أهل مكة والمدينة والشام والبصرة، وليس بوقف لمن قرأ: بفتحها (1)؛ بدلًا من قوله: «عاقبة» فتكون في محل رفع، وكذلك إن جعلنا «إنا» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هو إنَّا دمرناهم، أو جعلت خبر كان فتكون في محل نصب، وبها قرأ الكوفيون: عاصم وحمزة والكسائي (2)، وعلى قراءتهم لا يوقف على «مكرًا»، ولا على «يشعرون»، ولا على «مكرهم». {أَجْمَعِينَ (51)} [51] كاف، ومثله: «بما ظلموا»، وكذا «يعلمون». {آَمَنُوا} [53] جائز. {يَتَّقُونَ (53)} [53] تام؛ لأنَّه آخر القصة، «ولوطًا» منصوب بفعل مضمر؛ كأنَّه قال: وأرسلنا لوطًا، وليس بوقف إن عطف «ولوطًا» على «صالحًا» وحينئذ لا يوقف من أول قصة صالح إلى هذا الموضع؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض. {وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54)} [54] كاف. {مِنْ دُونِ النِّسَاءِ} [55] جائز. {تَجْهَلُونَ (55)} [55] كاف. {مِنْ قَرْيَتِكُمْ} [56] جائز. {يَتَطَهَّرُونَ (56)} [56] كاف، ومثله: «من الغابرين»، وكذا «مطرًا». {الْمُنْذَرِينَ (58)} [58] تام؛ لأنَّه آخر قصص هذه السورة، ومن قوله: «قل الحمد لله» إلى «صادقين» ليس فيه وقف؛ لأنَّ جميعه داخل في الاستفهام الأول، ومتصل بعضه ببعض من جهة المعنى. {الَّذِينَ اصْطَفَى} [59] حسن، ومثله: «يشركون»، وإن جعل ما بعد «يشركون» مستأنفًا كان كافيًا.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 338)، الإملاء للعكبري (2/ 94)، البحر المحيط (7/ 89)، السبعة (ص: 284)، الغيث للصفاقسي (ص: 312)، المعاني للفراء (2/ 296)، النشر (2/ 338). (2) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 {بهجةٍ} [60] كاف، ومثله: «شجرها»؛ لأنَّ المعنى: أعبادة الذي خلق السموات والأرض خير؟ أم عبادة مالا يضر ولا ينفع؟. {أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [60] حسن، ومثله: «يعدلون»، وإن جعل ما بعده مستأنفًا غير معطوف على الاستفهام الأول كان كافيًا. {حَاجِزًا} [61] حسن، ومثله: «أءله مع الله»، وكذا «لا يعلمون»، وكذا «خلفاء الأرض»، ومثله: «أءله مع الله» و «تذكرون»، و «رحمته»، و «أءله مع الله»، و «يشركون»، و «ثم يعيده»، و «الأرض»، و «أءله مع الله»، و «صادقين»، و «إلَّا الله» كلها حسان، ورفع: «إلَّا الله»؛ على أنَّه فاعل «يعلم» و «من» مفعول، و «الغيب» بدل من «من» أو رفع: «إلَّا الله» بدل من «من»، أي: لا يعلم الغيب إلَّا الله، على لغة تميم، حيث يقولون ما في الدار أحد إلَّا حمار، يريدون ما فيها إلَّا حمار، كأن أحدًا لم يذكر، أي لا يعلم من يذكر في السموات والأرض. انظر: السمين. {يُبْعَثُونَ (65)} [65] تام، عند أبي حاتم؛ والمعنى: لا يعلمون متى يخرجون من قبورهم؟ فكيف يعلمون الغيب؟!! (1) {فِي الْآَخِرَةِ} [66] حسن، ومثله: «في شك منها». {عَمُونَ (66)} [66] تام. {لَمُخْرَجُونَ (67)} [67] كاف؛ على استئناف ما بعده، وتكون اللام في «لقد» جواب قسم محذوف، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله. {مِنْ قَبْلُ} [68] حسن. {الْأَوَّلِينَ (68)} [68] كاف، ومثله: «المجرمين»، وكذا: «يمكرون»، و «صادقين»، وأغرب بعضهم وزعم أنَّ الكلام قد تم عند قوله: «ردف» ثم يبتدئ: «لكم بعض الذي» وفيه نظر. {تَسْتَعْجِلُونَ (72)} [72] كاف، ومثله: «لا يشكرون». {وَمَا يُعْلِنُونَ (74)} [74] تام، ومثله: «مبين»، والتاء في «غائبة» للمبالغة، وقيل: إنَّها كالتاء الداخلة على المصادر، نحو: العاقبة، والعافية؛ من أنَّها أسماء لا صفات. {فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)} [76] كاف. {لِلْمُؤْمِنِينَ (77)} [77] تام. {بِحُكْمِهِ} [78] كاف، ومثله: «العليم». {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [79] حسن. {الْمُبِينِ (79)} [79] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 486)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 {الْمَوْتَى} [80] ليس بوقف، لمن قرأ: «تُسمِع» الثانية بالفوقية المضمومة وكسر الميم، و «الصمَّ» بالنصب؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله من الخطاب، ومن قرأ: «يَسمَع» بالتحتية المفتوحة وفتح الميم، ورفع: «الصمُّ» كان حسنًا (1). {مُدْبِرِينَ (80)} [80] كاف. {عَنْ ضَلَالَتِهِمْ} [81] حسن، قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو: «وبهادي العمي»، بالإضافة، وقرأ حمزة: «تهدي العمي» بالفوقية، ونصب «العمي»، وقرأ عبد الله بن عامر الشامي: «بهادي العمي» بتنوين «هادٍ»، ونصب «العمي»، وكان النسائي يقف: «بهادي» بالياء في النمل والروم (2)، أصله: بهادي، استثقلت الكسرة على الياء فحذفت فبقيت الياء ساكنة، والحرف الذي لقيها ساكن فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين، وقد اتفق علماء الرسم على حذف الياء من أربعة أحرف مضافة تبعًا لخط المصحف الإمام: {وإن اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا} [54] في الحج، و {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} [18] النمل، {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ} [81] في الروم، و {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)} [163] في الصافات. {بِآَيَاتِنَا} [81] حسن. {مُسْلِمُونَ (81)} [81] تام. {تُكَلِّمُهُمْ} [82] حسن، لمن قرأ: «إنَّ الناس» بكسر الهمزة على الاستئناف، وقرأ العامة: «تكلّمهم» بتشديد اللام (3)، من: الكلام، وقرئ: «تَكْلُمهم» بفتح التاء وإسكان الكاف وضم اللام، من باب: نصر من الكلم، أي: الجرح، أي: تجرحهم، وبها قرأ ابن عباس وابن جبير ومجاهد وأبو زرعة والجحدري (4)، وروي أنَّ خروج الدابة حين ينقطع الخير فلا يؤمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر، ولا   (1) قرأ ابن كثير: {وَلا يَسْمَعُ} بياء مفتوحة وفتح الميم، و {الصُّمُّ} بالرفع هنا، وكذلك، في الروم [الآية: 53]؛ وجه من قرأ بياء مفتوحة وفتح الميم أيضًا، و {الْصُمُِّ} بالرفع. ومثله في سورة الروم [الآية: 52]، أنه مضارع: سمع، مبني للمعلوم، و {الْصُمُّ} فاعل، وقرأ الباقون: {تَسْمَعُ} بتاء مضمومة مع كسر الميم مضارع: أسمع، مبني للمجهول. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 96)، التيسير (ص: 169)، النشر (2/ 339). (2) وجه من قرأ بتاء مفتوحة مع سكون الهاء، و {الْعُمْىَِ} بنصب الياء؛ أنه فعل مضارع للمخاطب، و {العُمْىَ} مفعول به، وقرأ الباقون: بباء موحدة مكسورة وفتح الهاء وألف بعدها؛ على أن الباء حرف جر، و {هَادٍ} اسم فاعل خبر {مَا}، و {الْعُمْىَ} بالجر مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله. والباقون: يقفون بإثبات الياء هنا وبحذفها في الروم على قراءتهم إتباعًا للمصحف. انظر هذه القراءة في: الكشف للقيسي (2/ 166)، الكشاف (3/ 159)، السبعة (ص: 486). (3) أي: الأئمة العشرة. (4) ووقفت علي هذه القراءة في جميع المصادر التي رجعت إليها فوجدتها على النحو التالي: «تَكْلِمهم»، وهي رويت أيضًا عن أبي حيوة وابن أبي عبلة وعكرمة وطلحة والحسن وأبي رجاء، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 535)، الإملاء للعكبري (2/ 95)، البحر المحيط (7/ 97)، تفسير الطبري (20/ 11)، تفسير القرطبي (13/ 238)، الكشاف (3/ 160)، المحتسب لابن جني (2/ 144)، المعاني للفراء (2/ 300)، تفسير الرازي (24/ 218). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 منيب ولا نائب، وفي الحديث: إنَّ خروج الدابة وطلوع الشمس من المغرب من أول الأشراط (1)، ولم يعين الأول منهما، وظاهر الأحاديث أنَّ طلوع الشمس آخرها، والظاهر: أنَّ الدابة واحدة، وروي أنَّه يخرج في كل بلد دابة مما هو مبثوث نوعها في الأرض، وليست واحدة، طولها: ستون ذراعًا، لها قوائم وزغب وريش وجناحان لا يفوتها هارب ولا يدركها طالب، معها عصى موسى، وخاتم سليمان -عليهما الصلاة والسلام- فتختم وجه الكافر بخاتم سليمان فيسودّ وجهه، وتمسح وجه المؤمن فيبيض وجهه (2)، وقرأ الكوفيون عاصم وحمزة والكسائي (3): «أن» بفتح الهمزة؛ لأنَّ «أن» تكون منصوبة بما قبلها، فلا يوقف على «تكلمهم»؛ لأنَّ المعنى: تكلمهم بأنَّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، قيل: تخرج من الصفا، وقيل: تخرج من البحر، وهي الجساسة (4). {لَا يُوقِنُونَ (82)} [82] تام. {مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا} [83] جائز. {يُوزَعُونَ (83)} [83] كاف. {وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا} [84] جائز، فصلًا بين الاستفهامين؛ لأنَّ: «أم» منقطعة، فتقدر: بل، فهو: انتقال من الاستفهام الذي يقتضي التوبيخ إلى الاستفهام عن عملهم على جهة التوبيخ، أي: أي شيء   (1) ومن ألفاظ الحديث: «إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى؛ فأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا». -حم م د هـ- عن ابن عمرو. قال الشيخ الألباني: (صحيح). انظر حديث رقم: (2013) في صحيح الجامع. (2) وروى نحوه الألباني في: السلسلة الضعيفة والموضوعة (3/ 233): وقال منكر. أخرجه الطيالسي (ص 334)، وأحمد (2/ 295، و491)، والترمذي (12/ 63 - بشرح ابن العربي)، وابن ماجه (2/ 1351/4066)، كلهم من طريق عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وقال الترمذي:"حديث حسن". قلت: كذا قال، وفيه علتان: الأولى: أوس بن خالد، ذكره البخاري في "الضعفاء". وقال ابن القطان:"له عن أبي هريرة ثلاثة أحاديث منكرة، وليس له كبير شيء". كذا في "الميزان". وفي"التقريب": "مجهول". الأخرى: علي بن زيد وهو ابن جدعان، ضعيف. (3) وقرأ الباقون بكسر الهمزة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 340)، الإملاء للعكبري (2/ 95)، البحر المحيط (7/ 97)، التيسير (ص: 196)، تفسير الطبري (20/ 12)، تفسير القرطبي (13/ 235)، الحجة لابن خالويه (ص: 275)، الحجة لابن زنجلة (ص: 538)، السبعة (ص: 478)، الغيث للصفاقسي (ص: 314)، الكشف للقيسي (2/ 167)، المعاني للأخفش (2/ 431)، النشر (2/ 338). (4) انظر: تفسير الطبري (19/ 495)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 كنتم، والمعنى: إن كان لكم عمل، أو حجة فهاتوهما، وليس لهم عمل ولا حجة فيما عملوه، إلَّا الكفر والتكذيب (1). {تَعْمَلُونَ (84)} [84] كاف. {بِمَا ظَلَمُوا} [85] جائز. {لَا يَنْطِقُونَ (85)} [85] تام. {مُبْصِرًا} [86] كاف. {يُؤْمِنُونَ (86)} [86] تام؛ إن نصب «يوم» بفعل مضمر، وإن عطف على «ويوم نحشر» لا يوقف من «يوم» الأول إلى «يوم» الثاني؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض. {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [87] تام، ومثله: «داخرين». {السَّحَابِ} [88] حسن، ثم يبتدئ: «صنع الله»، والعامل فيه مضمر، أي: صنع الله ذلك صنعًا، ثم أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله، وقيل: منصوب على الإغراء، أي: انظروا صنع الله عليكم، ومن قرأ (2): «صنعُ الله» بالرفع، خبر مبتدأ محذوف تقديره: ذلك صنع الله، كان الوقف على «السحاب» أحسن. {كُلَّ شَيْءٍ} [88] كاف. {بِمَا تَفْعَلُونَ (88)} [88] تام. {خَيْرٌ مِنْهَا} [89] حسن. {آَمِنُونَ (89)} [89] كاف، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، والأَوْلَى الفصل بين الفريقين، ولا يخلط أحدهما مع الآخر. {فِي النَّارِ} [90] حسن؛ للابتداء بالاستفهام. {تَعْمَلُونَ (90)} [90] تام. {الَّذِي حَرَّمَهَا} [91] حسن، ومثله: «كل شيء». {مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91)} [91] ليس بوقف؛ لأنَّ «أن» بعده موضعها نصب بالعطف؛ على «أنَّ» الأُولى. {الْقُرْآَنَ} [92] كاف. {لِنَفْسِهِ} [92] جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتعادلين حتى يؤتى بالثاني.   (1) انظر: المصدر السابق (19/ 519). (2) لم أستدل على هذه القراءة في أي مصدر من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 {مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92)} [92] تام. {الحمد لِلَّهِ} [93] جائز؛ لأنَّ الابتداء بالسين من مقتضيات الابتداء. {فَتَعْرِفُونَهَا} [93] حسن. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 سورة القصص مكية إلَّا قوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ} [85] الآية فإنَّها نزلت بالجحفة، وإلَّا قوله: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} [52]، إلى {الْجَاهِلِينَ (55)} [55] فمدني. -[آيها:] وهي ثمان وثمانون آية إجماعًا. - وكلمها: ألف وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة. - وحروفها: خمسة آلاف وثمانمائة حرف. وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل. {طسم (1)} [1] تقدم الكلام عليه. {الْمُبِينِ (2)} [2] كاف؛ إن جعل «تلك» مبتدأ، و «آيات الكتاب» خبره «هذا» إن وقفت على «طسم» وإلَّا فالوقف على «المبين» تام. {بِالْحَقِّ} [3] ليس بوقف؛ لأنَّ اللام بعده من صلة ما قبله. {يُؤْمِنُونَ (3)} [3] تام. {شِيَعًا} [4] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا، وحالًا من الضمير في «وجعل»، أو صفة لـ «شيعًا»، و «يذبح» بدلًا من محل يستضعف، وأنَّه كان من «المفسدين» بيان للنبأ. {نِسَاءَهُمْ} [4] كاف. {مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)} [4] تام. {فِي الْأَرْضِ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ونجعلهم أئمة» منصوب بالنسق على ما عملت فيه «أن»، وكذا «أئمة» لعطف ما بعده على ما قبله. {الْوَارِثِينَ (5)} [5] جائز. {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} [6] حسن؛ على قراءة حمزة والكسائي (1): «ويرى فرعون» بالياء والإمالة، ورفع: «فرعونُ» وما بعده ثلاثيًا مستأنفًا؛ فكأنه قال: «ويرى فرعون وهامان وجنودهما»، وليس بوقف على قراءة الباقين بالنون المضمومة ونصب «فرعونَ» (2)، وما بعده لأنَّ الواو في «ونرى»؛ بمعنى: اللام. {مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)} [6] تام. {أَنْ أَرْضِعِيهِ} [7] حسن؛ للابتداء بالشرط. {فِي الْيَمِّ} [7] جائز. {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي} [7] كاف؛ للابتداء بـ «إنَّا»، ومثله: «من المرسلين» أفصح ما في الكتاب، «وأوحينا إلى أم موسى» الآية؛ لأنَّ فيها أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين (3). {وَحَزَنًا} [8] كاف. {خَاطِئِينَ (8)} [8] تام. {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} [9] كاف، وقال الزجاج: تام، قال الكواشي: يحمل قول الزجاج إن لم يرد بقوله: تام، التام المعروف عند أهل هذا الفن؛ بل أراد الصالح، وكأنه يشير إلى استحباب الوقف على «لك» لئلا يتوهم أنَّ الوقف على «لا» جائز، ومما يقوى هذا أنَّ الزجاج قلما تعرض إلى ذلك الوقف والله أعلم بكتابه. اهـ. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال: الوقف على «لا»؛ لأنَّ امرأة فرعون قالت: «قرة عين لي ولك»، فقال لها فرعون: أمَّا لك فنعم، وأما لي فلا، ليس هو لي قرة عين. فكان كما قال قال الفراء وأبو حاتم وجماعة من أهل الكوفة إن هذا لحن، ولا وجه لهذا الوقف في العربية؛ لأنَّه لو كان كذلك لقال: تقتلونه، بنون الرفع، إذ لا مقتضى لحذفها؛ لأنَّ حذفها إنَّما كان للنهي، فإذا بطل أن يكون نهيًا وجب ثبوت النون، فلما جاء بغير نون علم أنَّ العامل في الفعل «لا» فلا يفصل منه، وهذا القول أقدم من قائله، على مثل ابن عباس، وهو الإمام المقدم في الفصاحة والعربية وأشعار العرب وتأويل الكتاب والسنة، قال السدي: قال ابن عباس: لو أنَّ فرعون قال هو قرة عين لي لكان ذلك إيمانًا منه، ولهداه الله لموسى كما هدى زوجته، ولكنه أبى فحرم ذلك (4). ولقول ابن عباس مذهب سائغ في العربية، وهو: أن يكون «تقتلوه» معه حرف جازم قد أضمر قبل الفعل؛ لأنَّ ما قبله يدل عليه؛ فكأنَّه قال: قرَّة عين لي ولك لا، ثم قال: لا تقتلوه عسى أن ينفعنا، وتكون «لا» الأولى قد دلت على حذف الثانية، وقد جاء إضمار «لا» في القرآن في قوله: «يبين الله لكم أن تضلوا»، أي: لئلا تضلوا، وقد جاء في الشعر   (1) وجه من قرأ: {يَرَى} بياء مفتوحة وإمالة الألف بعد الراء، و {فَرِعُونَ وَهامانَ وَجُنُودُهمَاِ} بالرفع؛ وذلك أن {يَرَى} مضارع، و {فِرْعَوْنَ} بالرفع فاعله، و {وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا} معطوفان عليه. وقرأ الباقون: بنون مضمومة وكسر الراء وفتح الياء مضارع: أرى، وهو منصوب لعطفه على المنصوب قبله، وهو قوله {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ} و «فرعون» بالنصب مفعوله، و «هامان» وجنودهما كذلك عطفا عليه. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 341)، البحر المحيط (7/ 105)، التيسير (ص: 170)، تفسير الرازي (24/ 226)، الكشف للقيسي (2/ 172). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) انظر: تفسير القرطبي (1/ 76)، وتفسير الألوسي (20/ 45). (4) انظر: تفسير الطبري (19/ 525)، وتفسير ابن كثير (5/ 286)، وتفسير القرطبي (11/ 196)، وتفسير البغوي (6/ 192). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 إضمار الجازم كقول أبي طالب يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم -: مُحَمَّد نَفدِ نَفسَكَ كُلُّ نَفسٍ ... إِذا ما خِفتَ مِن أَمْرٍ تَبالا (1) أراد: لتفد نفسك، ومنه: فَقُلتُ اِدعي وَأَدعو إِنَّ أَندى ... لِصَوتٍ أَن يُنادِيَ دَاعِيانِ (2) أراد: ولأدعو، وقد اتفق علماء الرسم على كتابة: {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي} [9] و {امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ} [9] بالتاء المجرورة فيهما، وكذا كل (امرأة) ذكرت مع زوجها، فهي بالتاء المجرورة كما تقدم، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [9] حسن. {لا يَشْعُرُونَ (9)} [9] كاف. {فَارِغًا} [10] جائز. {لَتُبْدِي بِهِ} [10] ليس بوقف؛ لارتباط ما بعده به، ومفعول «تبدي» محذوف، أي: لتبدي به القول، أي: لتظهره. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)} [10] كاف. {قُصِّيهِ} [11] حسن. {لَا يَشْعُرُونَ (11)} [11] كاف، ولا وقف إلى «ناصحون»، فلا يوقف على «من قبل» لمكان الفاء. و {نَاصِحُونَ (12)} [12] كاف. وقوله: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ} [12] الآية؛ يسمى عند أهل البيان الكلام الموجه؛ لأنَّ «أمه» لما قالت: هل أدلكم، فقالوا لها: أنَّك قد عرفتيه فأخبرينا من هو؟ فقالت: ما أردت إلَّا وهم ناصحون للملك فتخلصت منهم بهذا التأويل، ونظير هذا لما سئل بعضهم، وكان بين أقوام بعضهم يحب عليًا دون غيره، وبعضهم أبا بكر، وبعضهم عمر، وبعضهم عثمان، فقيل لهم: أيهم أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟   (1) هو من الوافر، وقائله أبو طالب، والبيت جاء منفردًا عنه.-الموسوعة الشعرية (2) هو من الوافر، والبيت جاء ضمن أبيات للحطيئة، قال في أولها: تَقولُ حَليلَتي لَمّا اِشتَكَينا ... سَيُدرِكُنا بَنو القَرمِ الهِجان الحُطَيئَة (? - 45 هـ/? - 665 م) جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، كان هجاءًا عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه، وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 فقال: من كانت ابنته تحته، ولا وقف من قوله: «فرددناه» إلى «لا يعلمون»، فلا يوقف على «تقر عينها» لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على «تحزن» كذلك، ولا على «حق» لحرف الاستدراك بعده؛ لأنَّه يستدرك بها الإثبات بعد النفي، والنفي بعد الإثبات (1). {لا يَعْلَمُونَ (13)} [13] كاف، ومثله: «علمًا»، وكذا «المحسنين». {مِنْ أَهْلِهَا} [15] ليس بوقف لفاء العطف. {يَقْتَتِلَانِ} [15] جائز، ومثله: «من عدوّه» الأول. {فَقَضَى عَلَيْهِ} [15] حسن، ومثله: «الشيطان». {مُبِينٌ (15)} [15] كاف. {فَاغْفِرْ لِي} [16] حسن. {فَغَفَرَ لَهُ} [16] أحسن منه. {الرَّحِيمُ (16)} [16] كاف، ومثله: «للمجرمين». {يَتَرَقَّبُ} [18] حسن، ومثله: «يستصرخه». {مُبِينٌ (18)} [18] كاف. {لَهُمَا} [19] ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» جواب «لما». {بالأمسِ} [19] حسن. {فِي الْأَرْضِ} [19] جائز. {مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)} [19] تام. {لِيَقْتُلُوكَ} [20] حسن، ويجوز: «فاخرج»، ولا يجمع بينهما. {مِنَ النَّاصِحِينَ (20)} [20] كاف. {يَتَرَقَّبُ} [21] حسن. {الظَّالِمِينَ (21)} [21] كاف. {تِلْقَاءَ مَدْيَنَ} [22] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لما» لم يأت بعد. {سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)} [22] كاف. {يَسْقُونَ} [23] جائز. {تَذُودَانِ} [23] كاف؛ لعدم العاطف. {مَا خَطْبُكُمَا} [23] حسن، وكذا «الرعاء»؛ لأنَّ ما بعده منقطع؛ كأنَّه قال: لم خرجتما تعريضًا لموسى في إعانتهما.   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 533)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)} [23] كاف. {فَسَقَى لَهُمَا} [24] ليس بوقف؛ للعطف بعده، ومثله: «إلى الظل»؛ لأنَّ «فقال» جواب: «لما». {فَقِيرٌ (24)} [24] تام. {عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [25] كاف؛ على استئناف ما بعده، وقد أغرب بعضهم ووقف على «تمشي»، ثم ابتدأ على «استحياء»، أي: على استحياء قالت، نقله السجاوندي عن بعضهم، ولعله جعل قوله: «على استحياء» حالًا مقدمة من «قالت»، أي: قالت مستحيية؛ لأنّها كانت تريد أن تدعوه إلى ضيافتها، وما تدري أيجيبها أم لا؟ وهو وقف جيد، والأجود وصله. {سَقَيْتَ لَنَا} [25] حسن. {عَلَيْهِ الْقَصَصَ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لما» لم يأت بعده. {لَا تَخَفْ} [25] جائز. {الظَّالِمِينَ (25)} [25] كاف، ومثله: «الأمين». {ثَمَانِيَ حِجَجٍ} [27] حسن، ومثله: «فمن عندك»، وكذا «أشق عليك». {الصَّالِحِينَ (27)} [27] أحسن، مما قبله. {بَيْنِي وَبَيْنَكَ} [28] كاف. ثم تبتدئ: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ} [28]، و «ما» زائدة، والتقدير: أيّ الأجلين، فـ (أي)، شرطية منصوبة بـ «قضيت»، وجوابها: فلا عدوان عليّ. و {عَلَيَّ} [28] تام؛ لأنَّه آخر كلام موسى، ثم قال: أبو المرأتين نعم والله على ما نقول وكيل (1). و {وَكِيلٌ (28)} [28] تام، وقيل: كاف. {نَارًا} [29] حسن. {امْكُثُوا} [29] جائز. {نَارًا} [29] الثاني ليس بوقف لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام (كي)، وكذلك لا يوقف على «من النار» لحرف الترجي؛ لأنَّه في التعلق كـ (لام كي). {تَصْطَلُونَ (29)} [29] كاف، ولا وقف من قوله: «فلما أتاها»، إلى «عصاك» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «الأيمن»، ولا على «من الشجرة»، ولا على «رب العالمين»؛ لعطف ما بعد الأخير على ما قبله، و «إن» تفسيرية، وكسرت «إني» لاستئناف المفسر للنداء. {عَصَاكَ} [31] حسن، وقيل: كاف. {وَلَمْ يُعَقِّبْ} [31] حسن، ومثله: «لا تخف» فصلًا بين البشارتين وتنبيهًا على النعمتين.   (1) انظر: المصدر السابق (19/ 564). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 {مِنَ الْآَمِنِينَ (31)} [31] حسن، ومثله: «من غير سوء»، و «من الرهب»، و «ملأه». {فَاسِقِينَ (32)} [32] كاف. {أَنْ يَقْتُلُونِ (33)} [33] حسن. {يُصَدِّقُنِي} [34] جائز على القراءتين؛ فالجزم على أنَّه جواب قوله: «فأرسله»، والرفع؛ على أنه صفة قوله: «ردًا»، أو بالرفع قرأ حمزة وعاصم؛ وعلى قراءتهما يوقف على «ردًا»، أو الباقون بالجزم (1). {أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)} [34] كاف. {بِآَيَاتِنَا} [35] تام؛ إن علقت «بآياتنا»، بـ «يصلون»، وإن علقت بـ «الغالبون» كان الوقف على «إليكما»، ويبتدئ: «بآياتنا»؛ على «أنَّ» من ليست موصولة، أو موصولة، واتسع فيه والمعنى: أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا، فـ «بآياتنا» داخل في الصلة تبيينًا، وهذا غير سديد؛ لأنَّ النحاة يمنعون التفريق بين الصلة والموصول؛ لأنَّ الصلة تمام الاسم؛ فكأنَّك قدمت بعض الاسم وأنت تنوي التأخير، وهذا لا يجوز، قاله الأخفش، ومحمد بن جرير؛ لأنَّ إضافة الغلبة إلى الآيات أولى من إضافة عدم الوصول إليها؛ لأنَّ المراد بالآيات: العصا وصفاتها، وقد غلبوا بها السحرة، وإنَّما يجوز ما قاله: لو كان «بآياتنا» غير داخل في الصلة، وتكون تبيينًا هذا في تقديم الصلة وتفريقها، وأما حذف الموصول وإبقاء صلته عوضًا عنه، ودليلًا عليه نحو: «إنَّ المصدِّقين والمصدِّقات وأقرضوا الله»، فهو سائغ كقول الشاعر: فَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُم ... وَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُ (2) يريد ومن يمدحه وأيضًا يجوز الوقف على «إليكما»، ثم يبتدئ: «بآياتنا»؛ إن جعل «بآياتنا» قسمًا، وجوابه: «فلا يصلون» مقدمًا عليه، وردّ هذا أبو حيان وقال: جواب القسم لا تدخله الفاء، وإن جعل جوابه محذوفًا، أي: وحق آياتنا لتغلبن جاز، وقيل: متعلقة بـ «نجعل» أي: ونجعل لكما سلطانًا بآياتنا، وقيل: متعلقة بـ «يصلون»، وهو المشهور، وقيل: متعلقة، بمحذوف، أي: إذهبا بآياتنا، وضعف قول من قال: إنَّ في الآية تقديمًا وتأخيرًا، وإنَّ التقدير: ويجعل لكما سلطانًا بآياتنا فلا يصلون إليكما؛ لأنَّ لا يقع في كتاب الله إلَّا بتوقيف، أو بدليل قطعي، انظر: السمين. وهذا   (1) قرأ عاصم، وحمزة: {يُصَدِّقُنِي} برفع القاف، وقرأ الباقون بالجزم؛ وجه من قرأ برفع القاف؛ أن ذلك على الاستئناف، أو الصفة لـ «ردءًا»، أو الحال من الضمير في «أرسله». وقرأ الباقون: بالجزم جواب لفعل مقدر دل عليه: {أَرْسِلُهُ}. انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 494)، المعاني للفراء (2/ 306)، الحجة لأبي زرعة (ص: 546)، الكشاف (3/ 176)، النشر (2/ 341). (2) هو من الوافر، وقائله حسان بن ثابت، من قصيدة يقول في مطلعها: عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ ... إِلى عَذراءَ مَنزِلُها خَلاءُ - الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد {الْغَالِبُونَ (35)} [35] تام، ولا وقف من قوله: «فلما جاءهم موسى» إلى «الأولين» فلا يوقف على «بينات»؛ لأنَّ جواب «لما» لم يأت، ولا على «مفترى»؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {الْأَوَّلِينَ (36)} [36] تام، على قراءة ابن كثير: «قال» بغير واو، جائز على قراءة الباقين بالواو (1)، وهو عطف جملة على جملة. {عَاقِبَةُ الدَّارِ} [37] كاف. {الظالمون (37)} [37] تام. {غَيْرِي} [38] جائز، ولا يوقف على «إله موسى»؛ لأنَّ ما بعده من مقول فرعون أيضًا، ووسمه شيخ الإسلام بالكافي، وعليه فلا كراهة للابتداء بما بعده؛ لأنَّ الوقف على هذا وما أشبهه القارئ غير معتقد لمعناه، وإنما هو حكاية قول قائله حكاه الله عنه هذا هو المعتمد كما تقدم غير مرة. {مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)} [38] كاف. {لَا يُرْجَعُونَ (39)} [39] جائز. {فِي الْيَمِّ} [40] حسن. {الظالمين (40)} [40] تام؛ على استئناف ما بعده. {إِلَى النَّارِ} [41] حسن. {لَا يُنْصَرُونَ (41)} [41] كاف. {لَعْنَةً} [42] جائز، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ «ويوم القيامة» نسق على موضع في هذه؛ فكأنَّه قال: وألحقوا لعنة في الدنيا ولعنة يوم القيامة. {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} [42] حسن، ثم يبتدئ: «هم من المقبوحين»، وهو: تام، ومثله: «يتذكرون». {إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ} [44] جائز. {مِنَ الشَّاهِدِينَ (44)} [44] ليس بوقف؛ لتعلق حرف الاستدراك بما قبله. {عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} [45] حسن، لاختلاف الجملتين. {آياتنا} [45] ليس بوقف للعلة المذكورة. {مُرْسِلِينَ (45)} [45] كاف. {يَتَذَكَّرُونَ (46)} [46] تام؛ للابتداء بـ «لولا»، ومثله: «من المؤمنين» فـ «لولا» الأولى حرف   (1) وجه من قرأ بغير واو؛ أن ذلك على الاستئناف، وهي كذلك في مصحف أهل مكة. وقرأ الباقون: بإثبات الواو عطفا للجملة على ما قبلها، وكذلك هي في مصاحفهم. انظر هذه القراءة في: الكشاف (3/ 178)، السبعة (ص: 394)، النشر (2/ 341). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 امتناع، و «أن تصيبهم» في موضع المبتدأ، أي: لولا أصابتهم المصيبة، و «لولا» الثانية للتخصيص، وجوابها: «فنتبع»، وجواب: «لولا» الأولى محذوف تقديره: ما أرسلناك منذرًا لهم. {مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى (} [48] تام، وقيل: حسن للاستفهام بعده. {مِنْ قَبْلُ} [48] كاف؛ لعدم العاطف، وللفصل بين الاستفهام والأخبار. {تَظَاهَرَا} [48] جائز، قرأ الكوفيون (1): «سِحْرَان»، أي: هما أي القرآن والتوراة، أو موسى وهرون؛ وذلك على المبالغة جعلوهما نفس السحر، أو على حذف مضاف، أي: ذو سحرين، والباقون (2): «سَاحِرَان تظاهرا» مخففًا فعلًا ماضيًا صفة لـ «ساحران»، وقرئ (3): «تظَّاهرا» بتشديد الظاء فعلًا ماضيًا أيضًا، أصله: تتظاهران، فادغم وحذفت نونه تخفيفًا. {كَافِرُونَ (48)} [48] تام، ومثله: «صادقين». {أَهْوَاءَهُمْ} [50] كاف، ومثله: «بغير هدى من الله». {الظَّالِمِينَ (50)} [50] تام، قال قتادة: ولقد وصلنا لهم القول، أي: خبر من مضى بخبر من يأتي؛ لأنَّ الذين آتيناهم الكتاب ليس هم الذين قيل فيهم. {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)} [51] تام؛ لأنَّ «الذين آتيناهم» مبتدأ و «هم به» مبتدأ ثان و «يؤمنون» خبره، والجملة خبر الأول. {يُؤْمِنُونَ (52)} [52] كاف، ومثله: «آمنا به». {مِنْ رَبِّنَا} [53] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلًا في القول. {مُسْلِمِينَ (53)} [53] كاف. {بِمَا صَبَرُوا} [54] حسن، قال قتادة: يؤتون أجرهم مرتين؛ لأنَّهم آمنوا بكتابهم ثم آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. {السَّيِّئَةَ} [54] جائز؛ على استئناف ما بعده. {يُنْفِقُونَ (54)} [54] كاف.   (1) وجه من قرأ بكسر السين وسكون الحاء من غير ألف؛ أنه تثنية «سحر»، خبر لمبتدأ محذوف، أي: هما سحران، والضمير راجع إلى ما جاء به كل من محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام، أو عائد عليهما. وقرأ الباقون: بفتح السين وألف بعدهما وكسر الحاء، أي: هما ساحران، والضمير عائد إلى محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 343)، التيسير (ص: 172)، السبعة (ص: 495)، النشر (2/ 341، 342). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) وهي قراءة محبوب والحسن وأبو حيوة ويحي بن الحارث الذماري واليزيدي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 124). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 {أَعْرَضُوا عَنْهُ} [55] حسن، ومثله: «أعمالكم»، وكذا «سلام عليكم». {الْجَاهِلِينَ (55)} [55] تام. {مَنْ أَحْبَبْتَ} [56] وصله أولى. {مَنْ يَشَاءُ} [56] كاف. {بِالْمُهْتَدِينَ (56)} [56] تام. {مِنْ أَرْضِنَا} [57] كاف؛ للاستفهام بعده. {مِنْ لَدُنَّا} [57] الأولى وصله. {لَا يَعْلَمُونَ (57)} [57] تام. {مَعِيشَتَهَا} [58] حسن، ومثله: «إلَّا قليلًا». {الْوَارِثِينَ (58)} [58] تام. {آَيَاتِنَا} [59] حسن. {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي} [59] اتفق علماء الرسم على إثبات الياء وقفًا وحذفًا ووصلًا في حالتي النصب والجر، والنون محذوفة للإضافة وسقطت الياء من اللفظ لسكونها، أو سكون اللام، وثبتت في الوقف؛ لأنَّه لم يجتمع معها ساكن يوجب سقوطها، نحو: «معجزي الله»، و «حاضري المسجد الحرام»، و «المقيمين الصلاة»، والأصل: وما كنا مهلكين القرى، ومحلين الصيد، وغير معجزين الله، والمقيمين الصلاة. {ظَالِمُونَ (59)} [59] تام. {وَزِينَتُهَا} [60] كاف، فصلًا بين المتضادين. {وَأَبْقَى} [60] كاف. {تَعْقِلُونَ (60)} [60] تام. {فَهُوَ لَاقِيهِ} [61] ليس بوقف؛ لأنَّ التشبيه بعده تمام الكلام. {الدُّنْيَا} [61] جائز. {مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)} [61] كاف، وقيل: تام؛ إن نصب «يوم» بفعل مضمر. {تزعمون (62)} [62] كاف. {كَمَا غَوَيْنَا} [63] حسن. {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} [63] أحسن مما قبله؛ لعدم العاطف. {يَعْبُدُونَ (63)} [63] أحسن منهما. {فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} [64] جائز. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 {الْعَذَابَ} [64] صالح، وجواب: «لو» محذوف تقديره: لو اهتدوا ما لقوا ما لقوا، ولو كانوا مؤمنين ما رأو االعذاب في الآخرة. {يَهْتَدُونَ (64)} [64] كاف. {الْمُرْسَلِينَ (65)} [65] كاف، قرأ العامة: «فعَمِيت عليهم» بفتح العين وتخفيف الميم، وقرأ الأخوان وحفص: «فعُمِّيت» بضم العين وتشديد الميم (1). {لَا يَتَسَاءَلُونَ (66)} [66] تام، وقرأ طلحة (2): «لا يسَّاءلون» بتشديد السين بإدغام التاء في السين، كقوله: «تساءلون به والأرحام». {مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)} [67] تام، ومثله: «ويختار» على أنَّ «ما» التي بعده نافية لنفي اختيار اختِيار الخلق لا اختيار الحق، أي: ليس لهم أن يختاروا بل الخيرة لله تعالى في أفعاله، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها، ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه، قال أبو الحسن الشاذلي (3): فر من مختاراتك كلها إلى الله تعالى، فإنَّ من اختار شيئًا لا يدري أيصل إليه أم لا؟ وإذا وصل إليه!! فلا يدري أيدوم له ذلك أم لا؟ وإذا دام إلى آخر عمره فلا يدري أفيه خير أم لا؟ فالخيرة فيما اختاره الله تعالى. والوقف على «ويختار»، وهو مذهب أهل السنة، وترك الوقف عليه مذهب المعتزلة، والطبري من أهل السنة منع أن تكون «ما» نافية، قال: لئلا يكون المعنى أنَّه لم تكن لهم الخبرة فيما مضى، وهي لهم فيما يستقبل، وهذا الذي قاله ابن جرير مروي عن ابن عباس، وليس بوقف إن جعلت «ما» موصولة في محل نصب،   (1) وهذا خطأ من المؤلف، فالموضع الذي يقصده هو موضع سورة هود، وهو قوله تعالى: {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} [28]؛ فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص: «فعُمِّيت» بضم العين وتشديد الميم، وقرأ الباقون: «فعَمِيت» بفتح العين وتخفيف الميم، وأما هذا الموضع فمتفق عليه بين الأئمة العشرة، وروي شاذًا: «فَعُمِّيت»، وهي قراءة الأعمش وجناح بن حبيش وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 129)، الكشاف (3/ 188). (2) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 129). (3) أبو الحسن الشاذلى (591 - 656 هـ = 1195 - 1258م) علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف ابن هرمز لشاذلي المغربي، أبو الحسن: رأس الطائفة الشاذلية، من المتصوفة، وصاحب الأوراد المسماة: حزب الشاذلي، ولد في بلاد "غمارة" بريف المغرب، ونشأ في بني زرويل: (قرب شفشاون)، وتفقه وتصوف بتونس، وسكن "شاذلة" قرب تونس، فنسب إليها، وطلب "الكيمياء" في ابتداء أمره، ثم تركها، ورحل إلى بلاد المشرق فحج ودخل بالعرق، ثم سكن الإسكندرية، وتوفي بصحراء عيذاب في طريقه إلى الحج، وكان ضريرًا، ينتسب إلى الأدارسة أصحاب المغرب، أخبره بذلك أحد شيوخه عن طريق "المكاشفة"، قال الذهبي: "نسب مجهول لا يصح ولا يثبت، كان أولى به تركه". وله غير: "الحزب"، رسالة "الأمين" في آداب التصوف، رتبها على أبواب، علي بن عبد الله الوهراني، و"شرح المعلقات"، و"نزهة القلوب وبغية المطلوب"، و"السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل". انظر: الأعلام للزركلي (4/ 305). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 والعائد محذوف، أي: ما كان لهم الخيرة فيه، ويكون يختار عاملًا فيها، وكذا إن جعلت مصدرية، أي: يختار اختيارهم (1). {الْخِيَرَةُ} [68] تام على القولين. {يُشْرِكُونَ (68)} [68] كاف، ومثله: «يعلنون». {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [70] حسن، ومثله: «والآخرة». {وَلَهُ الْحُكْمُ} [70] جائز. {تُرْجَعُونَ (70)} [70] تام. {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [71] ليس بوقف في الموضعين؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت فيهما، وهو «مَن»، وأعاد الاستفهام للتوكيد كما أعاد (أنَّ) في قوله: «أيعدكم أنَّكم إذا متم وكنتم ترابًا وعظامًا أنَّكم مخرجون». {بِضِيَاءٍ} [71] كاف، ومثله: «تسمعون». {تَسْكُنُونَ فِيهِ} [72] كاف، ومثله: «أفلا تبصرون». و {النَّهَارَ} [72] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده وهو: «لتسكنوا فيه» علة لما قبله، وهو الدليل، وقوله: «ولتبتغوا من فضله» علة للنهار. {تَشْكُرُونَ (73)} [73] تام، ومثله: «تزعمون». {بُرْهَانَكُمْ} [75] حسن، ومثله: «لله». {يَفْتَرُونَ (75)} [75] تام. {فَبَغَى عَلَيْهِمْ} [76] حسن، ومثله: «أولى القوة» إن علق «إذ» بمقدر، ويكون من عطف الجمل، وليس بوقف إن جعل العامل في «إذ» ما قبله. {لَا تَفْرَحْ} [76] حسن. {الْفَرِحِينَ (76)} [76] كاف. {الدَّارَ الْآَخِرَةَ} [77] حسن، ومثله: «من الدنيا»، وكذا «كما أحسن الله إليك». {فِي الْأَرْضِ} [77] كاف، ومثله: «من المفسدين»، وكذا على «علم عندي»، وقيل: الوقف على «علم» إن نصب «عندي» بفعل مقدر، أي: علمته من عندي، قال سعيد بن المسيب: كان موسى يعلم علم الكيمياء، فعلم يوشع بن نون ثلثه، وعلم كالب بن يوفنا ثلثه، وعلم قارون ثلثه فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه (2). وقيل: «علم عندي»، أي: صنعة الذهب والفضة. اهـ نكزاوي   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 607)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: تفسير الألوسي (20/ 113)، وتفسير الكشاف (5/ 175). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 {وَأَكْثَرُ جَمْعًا} [78] كاف. {الْمُجْرِمُونَ (78)} [78] تام. {فِي زِينَتِهِ} [79] حسن؛ لعدم العاطف. {مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} [79] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من قول: الذين يريدون الحياة الدنيا، ولو ابتدأنا به لحكمنا؛ بأنَّه ذو حظ عظيم. قاله السجاوندي {عَظِيمٍ (79)} [79] كاف، ومثله: «وعمل صالحًا» إن كان ما بعده من قول: الذين أوتوا العلم، فإن كان من قول الله تعالى كان تامًا. {الصَّابِرُونَ (80)} [80] تام. {الْأَرْضَ} [81] حسن. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [81] جائز. {مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)} [81] كاف، وقد اختلف في: «ويكأنَّ»، فقيل: هما كلمتان (وي) كلمة، و (كأنَّ) كلمة، وقيل: (ويك)، حرف، و (أنَّه) حرف، وقيل: (وي) اسم فعل مضارع، و (كأنَّه) حرف فالأول قول الخليل وسيبويه إنَّهما كلمتان ومعناهما: ألم تر أن، وقيل: (وي) مختصرة من (ويك)، فالكاف ضمير المضاف إليه، ومعناه: أعجب لم فعلت كذا، وكان الكسائي يقف على (وي)، ويبتدئ: «كأنه»، وهذا هو المشهور، وهو كالأول، ويشهد له قول الفراء: حدثني شيخ من أهل البصرة، قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك ويلك، فقال لها: ويلك إنَّه وراء البيت، معناه: أما ترينه وراء البيت، ومعناهما هنا: أعجب لعدم فلاح الكافرين، وما وقع لقارون، وقيل: الكاف في (ويك) حرف خطاب، و (أنَّه) حرف وأصلها: ويلك أنَّه، فحذفت اللام واتصلت الكاف بـ «أن» وردّ بأنَّه خطاب للجماعة الذين تعجبوا من زيّ قارون وأصحابه، وليس هو خطابًا بالشخص يستحق الويل؛ لأنَّ المتعجبين لم يكونوا يستحقون الويل؛ لأنَّهم كانوا مؤمنين، وهم أصحاب موسى -عليه الصلاة والسلام- ومنه قول عنترة العبسي: وَلَقَد شَفى نَفسي وَأَبْرَأَ سُقمَها ... قيلُ الفَوارِسِ وَيكَ عَنتَرَ أَقدِمِ (1)   (1) هو من الكامل، وقائله عنترة العبسي، والبيت جاء ضمن معلقته الشهيرة التي يقول في مطلعها: هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ ... أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّم عَنتَرَة بن شَدّاد (? - 22 ق. هـ/? - 601 م) عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى، من أهل نجد، أَمةٌ حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسًا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسًا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، كان مغرمًا بابنة عمه عبلة فَقَلّ أن تخلو له قصيدة من ذكرها، اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلًا، وقتله الأسد الرهيص أو جبار ابن عمرو الطائي.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 وقيل: (وي) حرف، و (كأنَّه) حرف، وكتبت (وي) متصلة بكاف التشبيه لكثرة الاستعمال، فيكون معنى: (وي) التعجب، فإن قيل: لِمَ وصلوا الياء بالكاف وجعلا حرفًا واحدًا وهما حرفان، قيل: لمَّا كثر بهما الكلام جعلا حرفًا واحدًا كما جعلوا: (يا ابن أم) حرفًا واحدًا في المصحف، وهما حرفان، وهما في المصحف: (وي)؛ كأنَّه حرف واحد، ومعنى: (وي) التنبيه، وكأنَّه كلمة زجر، وحينئذ يسوغ الوقف على (وي)، والمعنى: تنبه وانزجر وارجع عما أنت فيه (1). {وَيَقْدِرُ} [82] كاف؛ للابتداء بـ «لولا». {لَخَسَفَ بِنَا} [82] حسن. {لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)} [82] تام. {وَلَا فَسَادًا} [83] حسن. {لِلْمُتَّقِينَ (83)} [83] تام. {خَيْرٌ مِنْهَا} [84] جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين والمعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأَوْلَى الفصل بينهما ولا يخلطهما. {يَعْمَلُونَ (84)} [84] تام. {إِلَى مَعَادٍ} [85] كاف، قال ابن عباس: أي إلى مكة ظاهرًا، من غير خوف، وقيل: إلى الجنة، وقيل: إلى الموت (2). {مُبِينٍ (85)} [85] تام. {مِنْ رَبِّكَ} [86] كاف. {لِلْكَافِرِينَ (86)} [86] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس النهي موجبًا شيئًا، ومثله: «فلن أكون ظهيرًا للمجرمين». {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)} [87] وكذا «ولا تدع مع الله إلهًا»، آخر لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الشرك قبل النبوة وبعدها إجماعًا. {بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ} [87] حسن. {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} [87] جائز. {مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)} [87] كاف؛ على استئناف ما بعده.   (1) انظر: تفسير الطبري (19/ 629)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (19/ 638). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 {إِلَهًا آَخَرَ} [88] حسن، ولا يوصل بما بعده؛ لأنَّ وصله يوهم: أن لا إله إلَّا هو صفة لإلهًا آخر، وليس كذلك. {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [88] تام، ومثله: «إلَّا وجهه»، والمراد بالوجه: الذات. آخر السورة تام، والعامة ببناء «ترجعون» للمفعول، و «عيسى» على بنائه للفاعل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 سورة العنكبوت مكية {الم (1)} [1] تقدم الكلام عليها. {أَنْ يُتْرَكُوا} [2] جائز؛ إن قدرت ما بعده: أحسبوا أن يقولوا، وليس بوقف، إن قدرت المعنى: أن يتركوا لأن يقولوا، أو على أن يقولوا، أي: أحسبناهم الترك لأجل تلفظهم بالإيمان. قاله النكزاوي {أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا} [2] ليس بوقف؛ لأنَّ «وهم لا يفتنون» جملة حالية، ولا يتم الكلام إلَّا بها. {لَا يُفْتَنُونَ (2)} [2] كاف. {مِنْ قَبْلِهِمْ} [3] كاف، وقيل: تام؛ لأنَّ قوله: «ولقد فتنا» ماضٍ، وقوله: «فليعلمن»، مستقبل، وفصل بالوقف بينهما لذلك. {الْكَاذِبِينَ (3)} [3] كاف؛ لأنَّ «أم حسب» في تأويل الاستئناف، أي: أحسب أن يسبقونا، وهو كاف. {مَا يَحْكُمُونَ (4)} [4] تام. {فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ} [5] كاف. {الْعَلِيمُ (5)} [5] تام. {لِنَفْسِهِ} [6] كاف. {الْعَالَمِينَ (6)} [6] تام. {سَيِّئَاتِهِمْ} [7] جائز. {يعملون (7)} [7] تام. {حُسْنًا} [8] حسن، ومثله: «فلا تطعهما». {إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ} [8] ليس بوقف لمكان الفاء. {تَعْمَلُونَ (8)} [8] تام، ومثله: «في الصالحين». {كَعَذَابِ اللَّهِ} [10] تام. {إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ} [10] كاف، ومثله: «العالمين». {الَّذِينَ آَمَنُوا} [11] جائز. {الْمُنَافِقِينَ (11)} [11] تام. {اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ فيه معنى الشرط، وإن كانت اللام في قوله: «ولنحمل»، (لام) الأمر التي يقتضي الابتداء بها؛ لأنَّ المعنى: إن اتبعتم سبيلنا في إنكار البعث والثواب والعقاب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 حملنا خطاياكم، فلفظه: أمر، ومعناه: جزاء (1). {خَطَايَاكُمْ} [12] حسن. {مِنْ شَيْءٍ} [12] جائز، وهو مفعول (حاملين). {لَكَاذِبُونَ (12)} [12] كاف. {مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [13] حسن، فصلًا بين الأمرين. {يَفْتَرُونَ (13)} [13] تام. {عَامًا} [14] جائز، وقيل: كاف لحق الحذف المقدر، أي: فلم يؤمنوا فأخذهم الطوفان. {ظَالِمُونَ (14)} [14] كاف. {وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} [15] جائز. {لِلْعَالَمِينَ (15)} [15] تام؛ إن نصب «إبراهيم» بمقدر، وإن عطف على «نوح»، أو على الهاء في «أنجيناه»، أي: ولقد أرسلنا نوحًا وإبراهيم، لم يحسن الوقف على شيء من أول قصته إلى هنا (2). {وَاتَّقُوهُ} [16] حسن. {تَعْلَمُونَ (16)} [16] تام. {إِفْكًا} [17] كاف. {رِزْقًا} [17] جائز. {وَاشْكُرُوا لَهُ} [17] كاف. {تُرْجَعُونَ (17)} [17] تام. {مِنْ قَبْلِكُمْ} [18] حسن. {الْمُبِينُ (18)} [18] تام؛ لمن قرأ: «يروا» بالتحتية؛ لأنَّه رجع من الخطاب إلى الخبر، وكاف؛ لمن قرأ: بالفوقية (3). {ثُمَّ يُعِيدُهُ} [19] كاف. {يَسِيرٌ (19)} [19] تام. {كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} [20] جائز.   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 16)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (20/ 17). (3) وجه من قرأ بالتاء؛ فذلك لمناسبة قوله: {وَإِنْ تُكَذِبُوا}، والمخاطب هم أهل مكة، وقرأ الباقون: بياء الغيب وهو الوجه الثاني: لأبي بكر ردًّا إلى الأمم المكذبة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 344، 335)، السبعة (ص: 498)، الغيث للصفاقسي (ص: 318)، التيسير (ص: 173)، النشر (2/ 243). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 {الْآَخِرَةَ} [20] كاف. {قَدِيرٌ (20)} [20] كاف؛ على استئناف ما بعده؛ لأنَّ ما بعده يصلح وصفًا واستئنافًا. {وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ} [21] كاف. {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)} [21] تام. {وَلَا فِي السَّمَاءِ} [22] كاف. {وَلَا نَصِيرٍ (22)} [22] تام. {مِنْ رَحْمَتِي} [23] جائز؛ إن جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {أَلِيمٌ (23)} [23] تام. {أَوْ حَرِّقُوهُ} [24] كاف، هذا راجع إلى قصة إبراهيم، فإن قيل: ما معنى توسط هذه الآيات التي ليست من قصة إبراهيم؟ فالجواب أنَّها إنَّما توسطت على معنى: التحذير والتذكير؛ لأنَّهم كذبوا كما كذب قوم إبراهيم. قاله النكزاوي {مِنَ النَّارِ} [24] كاف، وفي الكلام حذف تقديره: فقذفوه في النار، فأنجاه الله من النار، ولم يحترق إلا الحبل الذي أوثقوه به. {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)} [24] تام. {أَوْثَانًا} [25] كاف، لمن قرأ: «مودةُ بينكم» بالرفع وحذف التنوين والإضافة خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك مودة بينكم، أو مبتدأ خبره «في الحياة الدنيا»، وبها قرأ عاصم وأبو عمرو والكسائي (1)، وليس بوقف لمن قرأها: بالرفع خبر «إنّ»، وجعل «ما» بمعنى: (الذي)، والتقدير: إنَّ الذين اتخذتموهم أوثانًا مودة بينكم، وكذا من نصب «مودةً» مفعولًا بالإتخاذ سواء أضاف، أو لم يضف، أي: إنَّما اتخذتموها مودة بينكم في الدنيا، وبالنصب قرأ: حمزة وحفص وحذف التنوين والإضافة (2). {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [25] كاف؛ على الوجوه كلها. {وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ} [25] حسن. {مِنْ نَاصِرِينَ (25)} [25] تام.   (1) وجه من قرأ: {مَوَدَةُِ} مرفوع غير منون، و {بَيْنَكُمِْ} بالخفض؛ وذلك أن {مَوَدَةُ} خبر {إِنَّ} في قوله: {إِنَّمَا اتَخْذَتُمْ}، و {مَا} موصولة، وعائدها الهاء المحذوفة وهو المفعول الأول، و {أَثَاثًا} مفعول ثان، و {بَيْنَكُمْ} بالخفض على الإضافة اتساعًا كـ «يا سارق الليلة الثوب»، و {مَوَدَةَِ} منصوب غير منون، وخفض: {بَيَنِكِمِْ}، وذلك أن: {مَوَدَّةٌ} مفعول له، أي: أتخذتموها لأجل المودة، فيتعدى لواحد. ومن قرأ بالرفع والتنوين ونصب: {بَيْنَكُمِْ}. والباقون: بالنصب والتنوين ونصب: {بَيْنَكُمِْ}، والنصب هو الأصل في الظرف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 345)، البحر المحيط (7/ 148)، التيسير (ص: 173)، السبعة (ص: 499). (2) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 {* فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ} [26] صالح، ومثله: «إلى ربي». {الْحَكِيمُ (26)} [26] كاف. {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} [27] حسن، ومثله: «والكتاب»، وكذا «أجره في الدنيا»، قال ابن عباس: هو الثناء الحسن. وروي عنه أيضًا: أنَّه العافية والعمل الصالح في الدنيا. {الصَّالِحِينَ (27)} [27] تام؛ لأنَّه آخر القصة. {الْفَاحِشَةَ} [28] صالح؛ لأنَّ الجملة بعده تصلح حالًا ومستأنفة. {مِنَ الْعَالَمِينَ (28)} [28] كاف. {فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [29] حسن. {مِنَ الصَّادِقِينَ (29)} [29] كاف. {الْمُفْسِدِينَ (30)} [30] تام. {بِالْبُشْرَى} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالوا» جواب «لمَّا». {هَذِهِ الْقَرْيَةِ} [31] كاف، للابتداء بـ «إن» مع احتمال التعليل. {ظَالِمِينَ (31)} [31] كاف. {إِن فِيهَا لُوطًا} [32] حسن، ومثله: «أعلم بمن فيها». {إِلَّا امْرَأَتَهُ} [32] جائز؛ لأنَّ المستثنى مشبه بالمفعول تقديرًا. {مِنَ الْغَابِرِينَ (32)} [32] تام؛ على استئناف ما بعده. {ذَرْعًا} [33] جائز، ومثله: «لا تحزن». {مِنَ الْغَابِرِينَ (33)} [33] تام، ومثله: «يفسقون». {يَعْقِلُونَ (35)} [35] تام؛ لأنَّه آخر قصة، وتمامه إن نصب «شعيبًا» بمقدر، أي: وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبًا، وجائز إن عطف على «لوطًا»، ولا يوقف على شيء من أول قصته إلى هنا. {مُفْسِدِينَ (36)} [36] كاف. {الرَّجْفَةُ} [37] جائز. {جَاثِمِينَ (37)} [37] تام؛ إن نصب «عادًا» بمقدر، أي: وأهلكنا عادًا وثمودًا. {مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} [38] جائز، ومثله: «أعمالهم»، وكذا «عن السبيل». {مُسْتَبْصِرِينَ (38)} [38] تام؛ إن نصب «قارون» بمقدر، أي: وعذبنا قارون وفرعون وهامان، وجائز إن عطف على الهاء من قوله: «فأخذتهم الرجفة»، وحينئذ لا يوقف على «جائمين». {وَهَامَانَ} [39] حسن. {بِالْبَيِّنَاتِ} [39] جائز، ومثله: «في الأرض». الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 {سَابِقِينَ (39)} [39] كاف، ونصب كلًا بـ «أخذنا». {بِذَنْبِهِ} [40] حسن. {حَاصِبًا} [40] جائز، ومثله: «الصيحة»، وكذا «الأرض». و {أَغْرَقْنَا} [40] حسن، تفصيلًا لأنواع العذاب، فالذين أرسل عليهم الحاصب، وهي الحجارة قوم لوط، قال تعالى: «إنَّا أرسلنا عليهم حاصبًا إلَّا آل لوط نجيناهم بسحر»، والذي خسف به الأرض قارون، والذين أغرقوا قوم نوح. {يَظْلِمُونَ (40)} [40] تام، وقف الأخفش على «كمثل العنكبوت» وخولف؛ لأنَّ الجملة بعده تصلح صفة بإضمار التي، ولو جعل التشبيه عاملًا والجملة حالًا لكان الوصل أولى، حتى لا يحتاج إلى الإضمار، ووقف أبو حاتم على «اتخذت بيتًا»؛ لأنَّه قصد بالتشبيه نسجها التي تعمله من غزلها، فهو في غاية الوهاء والضعف، ولا فائدة فيه، وهي مع ذلك تعتمد عليه وتسكن فيه، ولا نفع لها فيه كعُبّاد الأصنام لا نفع لهم فيها. {اتَّخَذَتْ بَيْتًا} [41] كاف. {لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} [41] جائز؛ على أنَّ جواب «لو» محذوف، تقديره: لو كانوا يعلمون، وهي الأصنام لما اتخذوها، أي: لما اتخذوا من يضرب له بهذه الأمثال لحقارته. {يَعْلَمُونَ (41)} [41] تام، لمن قرأ: «تدعون» بالفوقية؛ لأنَّ المعنى: قل لهم يا محمد، وكاف؛ على قراءة من قرأ: «يدعون» بالتحتية، قرأ أبو عمرو وعاصم: «يدعون» بباء الغيبية والباقون بالخطاب (1). {مِنْ شَيْءٍ} [42] كاف؛ على استئناف ما بعده. {الْحَكِيمُ (42)} [42] تام. {لِلنَّاسِ} [43] كاف. {الْعَالِمُونَ (43)} [43] تام. {بِالْحَقِّ} [44] كاف. {لِلْمُؤْمِنِينَ (44)} [44] تام. {مِنَ الْكِتَابِ} [45] حسن. {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} [45] أحسن مما قبله. {وَالْمُنْكَرِ} [45] حسن.   (1) وجه من قرأ بالياء؛ أن ذلك لمناسبة قوله {مَثَلُ الْذِينَ اْتَّخَذُوا}. وقرأ الباقون: بتاء الخطاب على الالتفات. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 346)، الإعراب للنحاس (2/ 572)، البحر المحيط (7/ 153)، النشر (2/ 343). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 {أَكْبَرُ} [45] كاف، أي: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، قاله ابن عباس (1). {مَا تَصْنَعُونَ (45)} [45] تام. {إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [46] ليس بوقف؛ للاستثناء بعده. {ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [46] كاف. {وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [46] حسن، ومثله: «وإلاهكم واحد». {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)} [46] كاف. {إِلَيْكَ الْكِتَابَ} [47] حسن؛ لأنَّ فـ «الذين» مبتدأ، و «يؤمنون به» خبر. و {بِهِ} [47] جائز، فصلًا بين الفريقين. {وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} [47] كاف؛ للابتداء بالنفي. {الْكَافِرُونَ (47)} [47] تام. {بِيَمِينِكَ} [48] قيل: جائز، وليس بحسن؛ لأنَّ الذي بعده في تأويل الجواب كأنَّه قال: لو كنت تتلو كتابًا، أو كتبت بيمينك لارتاب المبطلون. و {الْمُبْطِلُونَ (48)} [48] تام. {الْعِلْمَ} [49] كاف. {الظَّالِمُونَ (49)} [49] كاف. {آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} [50] كاف. {عِنْدَ اللَّهِ} [50] جائز. {مُبِينٌ (50)} [50] تام. {يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [51] كاف، وتام عند أبي حاتم. {يؤمنون (51)} [51] تام. {شَهِيدًا} [52] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح وصفًا واستئنافًا. {وَالْأَرْضِ} [52] كاف؛ لأنَّ «والذين» مبتدأ، خبره: «أولئك». {وَكَفَرُوا بِاللَّهِ} [52] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «الذين» لم يأت. {الْخَاسِرُونَ (52)} [52] تام. {بالعذاب} [53] حسن في الموضعين. {الْعَذَابُ} [53] كاف.   (1) وكذا قاله أبو الدرداء وابن مسعود وسلمان. انظر: تفسير الثعالبي المسمى: الجواهر الحسان (3/ 191)، وزاد المسير لابن الجوزي (6/ 274). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 {بَغْتَةً} [53] جائز. {لَا يَشْعُرُونَ (53)} [53] تام؛ على استئناف ما بعده. {بِالْعَذَابِ} [54] جائز. {بِالْكَافِرِينَ (54)} [54] كاف؛ إن نصب «يوم» بمقدر، وليس بوقف إن نصب بـ (محيطة)؛ لأنَّ «يوم» ظرف للإحاطة. {أَرْجُلِهِمْ} [55] كاف؛ لمن قرأ: «ونقول» بالنون، وجائز لمن قرأ: «ويقول» بالياء التحتية، وهو نافع وأهل الكوفة، والباقون بالنون (1). {تَعْمَلُونَ (55)} [55] تام؛ للابتداء بياء النداء. {وَاسِعَةٌ} [56] حسن. {فَاعْبُدُونِ (56)} [56] تام. {ذائقةُ الْمَوْتِ} [57] جائز؛ لمن قرأ: «يرجعون» بالتحتية، وكاف؛ لمن قرأ: بالفوقية (2). {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [58] ليس بوقف؛ لأنَّ «خالدين» حال مما قبله. {خَالِدِينَ فِيهَا} [58] حسن. {الْعَامِلِينَ (58)} [58] كاف؛ إن جعل ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو مبتدأ خبره: «وعلى ربهم يتوكلون»، وكذا «إن» نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتًا للـ (عاملين) أو بدلًا منهم أو نعتًا. {يَتَوَكَّلُونَ (59)} [59] تام؛ وقيل: كاف، وكذا «رزقها»، أي: كم من دابة مفتقرة إلى الغداء لا تدخر شيًا لغد، ولا يدخر من الحيوانات إلَّا الآدمي والفأرة والنملة (3). {يَرْزُقُهَا} [60] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وإياكم» معطوف على ما عمل فيه الرزق، إذ لم يرد أنَّه لم يرد أنَّه يرزق بعض الدواب دون بعض بل يرزق القوي والضعيف (4). {وَإِيَّاكُمْ} [60] كاف؛ على استئناف ما بعده. {الْعَلِيمُ (60)} [60] تام.   (1) انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 156)، الكشف للقيسي (2/ 180)، السبعة (ص: 501)، التيسير (ص: 174)، النشر (2/ 343). (2) وجه من قرأ بالياء؛ أي: بياء الغيب لمناسبة قوله {كُلُّ نَفَسٍ ذَائِقُةُ الْمَوْتِ}. وقرأ الباقون: بتاء الخطاب لمناسبة قوله {يَا عِبَادِيَ الْذِينَءَامَنَوُا إِنَّ أَرْضِيَ وَاسَعَةٌ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 346)، البحر المحيط (7/ 157)، التيسير (ص: 174). (3) انظر: تفسير الطبري (20/ 57)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) انظر: المصدر السابق (20/ 58). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 {لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [61] حسن. {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61)} [61] تام. {وَيَقْدِرُ لَهُ} [62] كاف. {عَلِيمٌ (62)} [62] تام. {لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [63] حسن. {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} [63] تام؛ لأنَّه تمام المقول، ومثله: «لا يعقلون». {إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} [64] كاف. {لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [64] حسن. {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)} [64] تام؛ أي: لو علموا حقيقة الدارين لما اختاروا اللهو الفاني على الحيوان الباقي، ولو وصل لصار وصف «الحيوان» معلقًا بشرط إن لو علموا ذلك وهو محال، قاله السجاوندي. والحيوان والحياة بمعنى واحد، وقدر أبو البقاء وغيره: قبل المبتدأ مضافًا، أي: وإنَّ حياة الدار الآخرة، وإنَّما قدروا ذلك ليتطابق المبتدأ والخبر. {لَهُ الدِّينَ} [65] كاف، ومثله: «يشركون» لمن جعل لام «ليكفروا» لام الأمر بمعنى: التهديد، وليس بوقف لمن جعلها (لام كي). {بِمَا آَتَيْنَاهُمْ} [66] حسن؛ لمن سكن لام «وليتمتعوا»؛ على استئناف الأمر، بمعنى: التهديد، وبها قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن كسرها عطفًا على «ليكفروا» ويوقف على «وليتمتعوا» وبكسرها قرأ نافع وعاصم وابن عامر وأبو عمرو (1)، وهي محتملة لأن تكون لام الأمر أو (لام كي)، والمعنى: لا فائدة لهم في الإشراك إلَّا الكفر والتمتع. {وَلِيَتَمَتَّعُوا} [66] كاف على الوجهين؛ لأنَّ (سوف) للتهديد، فيبتدأ بها الكلام؛ لأنَّها التأكيد الواقع. {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)} [66] تام، للابتداء بالاستفهام. {مِنْ حَوْلِهِمْ} [67] كاف. {يَكْفُرُونَ (67)} [67] تام. {لَمَّا جَاءَهُ} [68] كاف.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 346)، الإعراب للنحاس (2/ 574)، الإملاء للعكبري (2/ 99)، البحر المحيط (7/ 159)، التيسير (ص: 174)، تفسير الطبري (21/ 10)، تفسير القرطبي (13/ 363)، الحجة لابن خالويه (ص: 282)، الحجة لابن زنجلة (ص: 555)، السبعة (ص: 502)، الغيث للصفاقسي (ص: 319)، الكشف للقيسي (2/ 181)، النشر (2/ 344). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 {للكافرين (68)} [68] تام؛ لأنَّ «والذين» مبتدأ خبره جملة القسم المحذوف، وجوابه:» لنهديهم» خلافًا لثعلب (1) حيث زعم أنَّ جملة القسم لا تقع خبرًا للمبتدأ. {سُبُلَنَا} [69] حسن. آخر السورة تام.   (1) وهو: أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني، أبو العباس، المعروف بثعلب: إمام الكوفيين في النحو واللغة، كان راوية للشعر، محدثا، مشهورًا بالحفظ وصدق اللهجة، ثقة حجة، ولد ومات في بغداد، وأصيب في أواخر أيامه بصمم فصدمته فرس فسقط في هوة، فتوفي على أثر ذلك (ت291 هـ). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 سورة الروم مكية - كلمها: ثمانمائة وتسع عشرة كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعة وثلاثون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع موضعان: «المسكين وابن السبيل». - وآيها: تسع وخمسون أو ستون آية. {الم (1)} [1] تقدم الكلام عليها. {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} [3] حسن. {سَيَغْلِبُونَ (3)} [3] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «في بضع سنين» ظرف لما قبله. {فِي بِضْعِ سِنِينَ} [4] تام، عند أبي حاتم. {وَمِنْ بَعْدُ} [4] كاف، عند الأخفش ونافع وأبي حاتم إن لم يجعل ما بعده منصوبًا بما قبله. {بِنَصْرِ اللَّهِ} [5] حسن. {مَن يَشَاءُ} [5] أحسن مما قبله، وهو رأس آية. {الرَّحِيمُ (5)} [5] كاف، وقيل: تام؛ إن نصب ما بعده بفعل مضمر، وليس بوقف إن جعل العامل في المصدر ما قبله، وحينئذ لا يوقف على «من يشاء» ولا على «الرحيم» بل على «وعد الله»، ومن قرأ (1): «وعدُ الله» في الشاذ برفع الدال؛ بمعنى: ذلك وعد الله، كان الوقف على «الرحيم» تامًا، «لا يخلف الله وعده» ليس وقفًا؛ لحرف الاستدراك، وهو: استدراك الإثبات بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات، فما بعده متعلق بما قبله. {لَا يَعْلَمُونَ (6)} [6] تام. {مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [7] حسن. {غَافِلُونَ (7)} [7] تام. {فِي أَنْفُسِهِمْ} [8] جائز؛ لأنَّ الفكرة لا تكون إلا في النفس، وقيل: ليس بوقف بل هو متصل بقوله: «ما خلق الله السموات». {وَأَجَلٍ مُسَمًّى} [8] حسن، وقيل: تام. {لَكَافِرُونَ (8)} [8] تام. {مِنْ قَبْلِهِمْ} [9] حسن. {وَأَثَارُوا الْأَرْضَ} [9] قال يحيى بن نصير النحوي: هو أحسن مما قبله؛ على استئناف ما بعده.   (1) لم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 {مِمَّا عَمَرُوهَا} [9] جائز. {بِالْبَيِّنَاتِ} [9] جائز، وقال ابن نصير: تام. {يَظْلِمُونَ (9)} [9] كاف، و «ثُمَّ» لترتيب الأخبار. {بِآَيَاتِ اللَّهِ} [10] حسن. {يَسْتَهْزِئُونَ (10)} [10] تام. {يُعِيدُهُ} [11] كاف؛ لمن قرأ: «ترجعون» بالفوقية؛ لأنَّتقاله من الغيبية إلى الخطاب، وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن قرأه: بالتحتية، وهي قراءة أبي عمرو ابن العلاء (1). {تُرْجَعُونَ (11)} [11] تام؛ على القراءتين (2). {الْمُجْرِمُونَ (12)} [12] كاف. {شُفَعَاءُ} [13] حسن، ورسموا: {شُفَعَاءُ} بواو وألف بعد العين كما ترى. {كَافِرِينَ (13)} [13] تام، ومثله: «يتفرقون». {يُحْبَرُونَ (15)} [15] كاف، وقال ابن نصير: لا يوقف على أحد المتعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأَوْلَى الفصل بين الفريقين، ولا يخلط أحدهما مع الآخر، ومعنى: «يحبرون»، قال ابن عباس: يكرمون، وقيل: يستمعون الغناء، وقيل: يتلذذون بكل ما يشتهون، قاله النكزاوي. {مُحْضَرُونَ (16)} [16] تام، ووقف بعضهم على «فسبحان الله»، ووسمه بالكافي، لمن قرأ في الشاذ (3): «حينا تمسون وحينا تصبحون»، واستبعده أبو حاتم السجستاني، وأجازه غيره؛ كأنه ينبه على الاعتبار بصنع الله في جميع هذه الأوقات. {تُصْبِحُونَ (17)} [17] حسن، لمن جعل التسبيح دعاء، كما فسّر ذلك ابن عباس، وفي الحديث: «من قال حين يصبح «فسبحان الله» إلى «تخرجون» أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته» (4). وليس بوقف لمن جعله الصلاة، أي: فصلوا لله حين تمسون صلاة المغرب وصلاة العشاء، وحين تصبحون صلاة الفجر، ثم قال: في التقديم «وعشيًّا»؛ يعني: صلاة العصر، «وحين   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 347)، التيسير (ص: 175)، الحجة لابن خالويه (ص: 282)، الحجة لابن زنجلة (ص: 557)، السبعة (ص: 506). (2) وهما المشار إليهما سابقًا في «ترجعون» بالخطاب والغيب. (3) وهي قراءة عكرمة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 585)، الإملاء للعكبري (2/ 100)، البحر المحيط (7/ 166)، تفسير القرطبي (14/ 15)، الكشاف (3/ 216)، المحتسب لابن جني (2/ 163). (4) أخرجه أبو داود (4/ 319، رقم: 5076)، وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط (8/ 280، رقم: 8637). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 تظهرون»؛ يعنيك صلاة الظهر (1). {وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)} [18] أحسن مما قبله. {مِنَ الْحَيِّ} [19] جائز. {بَعْدَ مَوْتِهَا} [19] حسن. {تُخْرَجُونَ (19)} [19] تام، وكذلك نعت مصدر محذوف، أي: فعلنا مثل ذلك الإخراج. {تَنْتَشِرُونَ (20)} [20] كاف. {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [21] جائز. {مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [21] كاف. {يَتَفَكَّرُونَ (21)} [21] تام؛ إن جعل كل آية قائمة بنفسها مستقلة من بدء خلق الأنَّسان إلى حين بعثه من القبر (2). {وَأَلْوَانِكُمْ} [22] كاف. {لِلْعَالِمِينَ (22)} [22] تام. {مِنْ فَضْلِهِ} [23] كاف. {يَسْمَعُونَ (23)} [23] تام. {وَطَمَعًا} [24] حسن. {بَعْدَ مَوْتِهَا} [24] كاف. {يَعْقِلُونَ (24)} [24] تام. {بِأَمْرِهِ} [25] حسن. {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً} [25] جائز، قال نافع وغيره: هذا وقف يحق على العالم علمه، ثم قال تعالى: «من الأرض إذا أنتم تخرجون»، وعند أهل العربية هذا الوقف قبيح؛ لأنَّ ما بعد «إذا» لا يعمل فيما قبلها، وجواب: «إذا» الأولى عند الخليل وسيبويه، «إذا أنتم» والوقف على ما دون جواب «إذا» قبيح؛ لأنَّ «إذا» الأولى للشرط، والثانية للجزاء، وهي تنوب مناب الفاء في جواب الشرط، قال قتادة: دعاكم من السماء فأجبتم من الأرض، أي: بنفخة إسرافيل في الصور للبعث ألا أيتها الأجساد البالية، والعظام النخرة، والعروق المتمزقة، واللحوم المنتنة، قوموا إلى محاسبة رب العزة (3). {تَخْرُجُونَ (25)} [25] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 83)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: نفسه (20/ 86). (3) انظر: المصدر السابق (20/ 89). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 {وَالْأَرْضِ} [26] كاف؛ على استئناف ما بعده. {قَانِتُونَ (26)} [26] تام. {ثُمَّ يُعِيدُهُ} [27] حسن. {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [27] تام. و «أهون» ليست للتفضيل، بل هي صفة بمعنى: هين، كقوله: الله أكبر؛ بمعنى: كبير، كما قال الفرزدق: إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا ... بَيتًا دَعائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطوَلُ (1) أي: عزيزة طويلة، وقيل: الضمير في «عليه» يعود على «الخلق»، أي: والعود أهون على الخلق، وقيل: يعود على المخلوق، أي: والإعادة على المخلوق أهون، أي: إعادته ميتًّا بعد ما أنشأه، وإعادته على البارئ أليق ليوافق الضمير في «وله المثل الأعلى»، ورسموا: «الأعلى»، بلام ألف كما ترى (2). {وَالْأَرْضِ} [27] كاف؛ على استئناف ما بعده. {الْحَكِيمُ (27)} [27] تام. {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [28] حسن. {كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [28] أحسن مما قبله. {يَعْقِلُونَ (28)} [28] تام. {بِغَيْرِ عِلْمٍ} [29] حسن. {مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [29] كاف. {مِنْ نَاصِرِينَ (29)} [29] تام. {حَنِيفًا} [30] كاف؛ لأنَّ «فطرت» منصوب؛ على الإغراء، أي: الزموا فطرة الله، ورسموا: «فطرت الله» بالتاء المجرورة كما ترى. {فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [30] حسن، ومثله: «لخلق الله». {الدينُ الْقَيِّمُ} [30] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده.   (1) هو من الكامل، وقائله الفرزدق كما ذكر المصنف، والبيت جاء مطلع قصيدة له يقول فيها: بَيتًا بَناهُ لَنا المَليكُ وَما بَنى ... حَكَمُ السَماءُ فَإِنَّهُ لا يُنقَلُ بَيتًا زُرارَةُ مُحتَبٍ بِفِنائِهِ ... وَمُجاشِعٌ وَأَبو الفَوارِسِ نَهشَلُ - الموسوعة الشعرية. (2) انظر: تفسير الطبري (20/ 90)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 {لَا يَعْلَمُونَ (30)} [30] كاف؛ إن نصب ما بعده بمقدر تقديره: كونوا منيبين إليه، والدليل على ذلك قوله بعد «ولا تكونوا من المشركين»، وقيل: «منيبين» قد وقع موقع قوله: «أنيبوا» فانتصب بهذا الفعل الذي قام مقامه إلا أنَّه لا يجوز إظهاره؛ فعلى هذا القول يوقف على «يعلمون» أيضًا، وليس «يعلمون» وقفًا إن نصب «منيبين» حالًا بتقدير: فأقم وجهك منيبين إليه؛ وذلك أن أقم خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والمراد به أمته؛ فكأنه قال: وأقيموا وجوهكم منيبين إليه، في هذه الحالة فعلى هذا القول لا وقف من قوله: «فأقم» إلى «شيعًا»، ومثله إن جعل حالًا من الناس، وأريد بهم المؤمنين (1). {وَاتَّقُوهُ} [31] جائز، ومثله: «الصلاة»، وكذا «من المشركين»، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ ما بعده بيان لهم، أو بدل من المشركين بإعادة العامل. {شِيَعًا} [32] حسن. {فَرِحُونَ (32)} [32] تام، ولا وقف إلى «يشركون». و {يُشْرِكُونَ (33)} [33] جائز؛ لأنَّه رأس آية. {(بِمَاآَتَيْنَاهُمْ} [34] كاف، ثم خاطب الذين فعلوا هذا بخطاب وعيد وتهديد، فقال: «فتمتعوا». {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)} [34] جائز. {يُشْرِكُونَ (35)} [35] تام. {فَرِحُوا بِهَا} [36] حسن، فصلًا بين النقيضين. {يَقْنَطُونَ (36)} [36] تام. {وَيَقْدِرُ} [37] كاف. {يُؤْمِنُونَ (37)} [37] تام. {وَابْنَ السَّبِيلِ} [38] حسن. {وَجْهَ اللَّهِ} [38] جائز. {الْمُفْلِحُونَ (38)} [38] تام. {عِنْدَ اللَّهِ} [39] حسن؛ لأنَّه رأس آية. {الْمُضْعِفُونَ (39)} [39] تام، ولا وقف من قوله: «الله الذي خلقكم» إلى «يحييكم»؛ لأنَّ «ثُمَّ» لترتيب الفعل لا لترتيب الأخبار. {يُحْيِيكُمْ} [40] حسن.   (1) نفسه (20/ 97). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 {مِنْ شَيْءٍ} [40] كاف، وإذا قرئ (1): «يشركون» بالتحتية كان تامًا. {يُشْرِكُونَ (40)} [40] أتم. {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [41] كاف عند أبي حاتم، قال: لأنَّ اللام في «ليذيقهم» لام قسم، وكانت مفتوحة، فلما حذفت النون للتخفيف، كسرت اللام فأشبهت (لام كي)، وخولف أبو حاتم في هذا: لأنَّ «ليذيقهم» متعلق بما قبله، فلا يقطع منه، وما قاله لا يجوز في العربية؛ لأنَّ لام القسم لا تكون مكسورة، قال بعضهم: ولا نعلم أن أحدًا من أهل العربية وافق أبا حاتم في هذا القول كما تقدم. {يَرْجِعُونَ (41)} [41] تام. {مِنْ قَبْلُ} [42] حسن. {مُشْرِكِينَ (42)} [42] تام. {مِنَ اللَّهِ} [43] كاف عند أبي حاتم؛ إن جعل موضع «يومئذ» نصبًا، وليس بوقف إن جعل موضعه رفعًا؛ على البدل من قوله: «يوم لا مردَّ له من الله»، وإنَّما فتح وهو في موضع رفع؛ لأنَّه أضيف إلى غير متمكن، فصار بمنزلة قول النابغة: عَلى حينَ عاتَبتُ المَشيبَ عَلى الصِبا ... وَقُلتُ أَلَمّا أَصحُ وَالشَيبُ وازِعُ (2) وكقول الآخر: لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ... حمامة في غصون ذات أوقال (3) فنصب «غير» وهو في موضع رفع؛ لأنَّ الظرف إذا أضيف لماض فالمختار بناؤه على الفتح كـ «يوم ولدته أمه»، وإنْ أضيف إلى جملة مضارعية كـ «هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم»، أو اسمية كـ (جئت يوم زيد منطلق) فالإعراب أولى. {يَصَّدَّعُونَ (43)} [43] تام. {فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} [44] جائز؛ لعطف جملتي الشرط. {يَمْهَدُونَ (44)} [44] كاف؛ على مذهب أبي حاتم القائل إنَّ اللام في «ليجزي» بمنزلة لام   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 348)، البحر المحيط (7/ 176)، التيسير (ص: 121)، الحجة لابن زنجلة (ص: 559)، الغيث للصفاقسي (ص: 321)، الكشف للقيسي (1/ 515)، النشر (2/ 282). (2) هو من الطويل، وقائله النابغة الذبياني، من قصيدة يقول في مطلعها: عَفا ذو حُسًا مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ ... فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ - الموسوعة الشعرية. (3) البيت لأبي قيس بن رفاعة، وهو من شواهد سيبويه كما ذكر عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، وكذا ذكره الزمخشري في المفصل.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 القسم، وتقدم ما فيه والأجود وصله. {مِنْ فَضْلِهِ} [45] كاف. {الْكَافِرِينَ (45)} [45] تام، ولا وقف من قوله: «ومن آياته» إلى «تشكرون» فلا يوقف على «من رحمته» ولا على «بأمره» لـ (لام كي) فيهما، ولا على «من فضله»؛ لحرف الترجي. {تَشْكُرُونَ (46)} [46] تام. {بِالْبَيِّنَاتِ} [47] جائز. {مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} [47] حسن. {وَكَانَ حَقًّا} [47] جائز، أي: وكان الانتقام منهم حقًا، فاسم «كان» مضمر، و «حقًا» خبرها، ثم تبتدئ: «علينا نصر المؤمنين» فـ «نصر» مبتدأ، و «علينا» خبره، وليس بوقف إن جعل «نصر» اسم «كان» و «حقًا» خبرها و «علينا» متعلق بـ «حقًا»، والتقدير: وكان نصر المؤمنين حقًا علينا، قال أبو حاتم: وهذا أوجه من الأول لوجهين، أحدهما: أنَّه لا يحتاج إلى تقدير محذوف، والثاني: من حيث المعنى؛ وذلك أي: الوقف على «حقًا» يوجب الانتقام، ويوجب «نصر المؤمنين»، قاله الكواشي. {نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)} [47] تام. {مِنْ خِلَالِهِ} [48] حسن. {يَسْتَبْشِرُونَ (48)} [48] كاف، ومثله: «لمبلسين»، ولك أن تجعل «أن» بمعنى: ما، واللام بمعنى: إلَّا، أي: ما كانوا من قبل نزول المطر إلَّا مبلسين، أي: آيسين من نزوله (1). {بَعْدَ مَوْتِهَا} [50] حسن. {الْمَوْتَى} [50] جائز. {قَدِيرٌ (50)} [50] تام. {فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا} [51] ليس بوقف؛ لأنَّ اللام في «ولئن» مؤذنة بقسم محذوف، وجوابه: لظلوا. {يَكْفُرُونَ (51)} [51] تام. {لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [52] حسن، على قراءة ابن كثير: «ولا يَسمَع» الثانية بالياء المفتوحة وفتح الميم، و «الصمُّ» بالرفع، و «الدعاء» ليس بوقف؛ على قراءة: «تُسمِع» بالفوقية المضمومة وكسر الميم، و «الصمَّ» بالنصب؛ لتعلق ما بعده بما قبله من الخطاب (2).   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 114)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 349)، التيسير (ص: 169)، الحجة لابن خالويه (ص: 283)، الحجة لابن زنجلة (ص: 561)، السبعة (ص: 508)، الغيث للصفاقسي (ص: 321)، الكشف للقيسي (2/ 165)، النشر (2/ 239). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 {مُدْبِرِينَ (52)} [52] كاف. {عَنْ ضَلَالَتِهِمْ} [53] حسن، ومثله: «بآياتنا». {مُسْلِمُونَ (53)} [53] تام. {مِنْ ضَعْفٍ} [54] جائز، ومثله: «قوة»، وكذا «وشيبة». {مَا يَشَاءُ} [54] كاف. {الْقَدِيرُ (54)} [54] تام. {الْمُجْرِمُونَ} [55] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده جواب القسم، وهو: «ما لبثوا». {غَيْرَ سَاعَةٍ} [55] حسن. {يُؤْفَكُونَ (55)} [55] كاف، ومثله: «إلى يوم البعث» لاختلاف الجملتين، والفاء في قوله: «فهذا يوم البعث»، جواب شرط مقدر يدل عليه الكلام، تقديره: إن كنتم شاكين، أو منكرين في يوم البعث فهذا يوم البعث (1). و {يَوْمِ الْبَعْثِ} [56] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {لَا تَعْلَمُونَ (56)} [56] كاف. {مَعْذِرَتُهُمْ} [57] جائز. {يُسْتَعْتَبُونَ (57)} [57] تام. {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [58] كاف. {بِآَيَةٍ} [58] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده قد قام مقام جواب القسم والجزاء. {مُبْطِلُونَ (58)} [58] حسن. {لَا يَعْلَمُونَ (59)} [59] كاف. {حَقٌّ} [60] جائز. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 117)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 سورة لقمان مكية وقيل: إلَّا قوله: «ولو أنَّ ما في الأرض من شجرة أقلام» الآيتين فمدني. - وكلمها: خمسمائة وثمان وأربعون كلمة. - وحروفها: ألفان ومائة وعشرة أحرف. وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل. - وآيها: ثلاث أو أربع وثلاثون آية. {الم (1)} [1] تقدم الكلام عليها. {الْحَكِيمِ (2)} [2] كاف، لمن قرأ (1): «وهدى ورحمةٌ» بالرفع بتقدير: هو هدى ورحمة، وليس بوقف لمن رفعه خبرًا ثانيًا، وجعل «تلك» مبتدأ، و «آيات» خبرًا، و «هدى ورحمة» خبرًا ثانيًا، نحو: الرمان حلو حامض، أي: اجتمع فيه الوصفان، وكذا ليس «الحكيم» بوقف إن نصب «هدى ورحمة» على الحال من «آيات». {لِلْمُحْسِنِينَ (3)} [3] تام، في محل «الذين يقيمون» الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر؛ فإنْ رفعت «الذين» بالابتداء، والخبر «أولئك» كان الوقف على (المحسنين) تامًا، وكذا إن نصب بتقدير: أعني، أو أمدح، وجائز: إن جرَّ صفة «للمحسنين»، أو بدلًا منهم، أو بيانًا. {يُوقِنُونَ (4)} [4] تام؛ إن جعل «أولئك» مبتدأ، وخبره «من ربهم»، وجائز: إن جعل خبر «الذين». {مِنْ رَبِّهِمْ} [5] جائز. {الْمُفْلِحُونَ (5)} [5] تام باتفاقٍ على جميع الأوجه. {بِغَيْرِ عِلْمٍ} [6] حسن، لمن رفع «ويتخذها» مستأنفًا من غير عطف على الصلة، وليس بوقف لمن نصبها عطفًا على «ليضل»، وبها قرأ: الأخوان وحفص، والباقون (2): بالرفع؛ عطفًا على «يشتري» فهو صلة.   (1) وهي قراءة حمزة وحده، وقرأ الباقون بالنصب. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 349)، الإملاء للعكبري (2/ 101)، البحر المحيط (7/ 183)، التيسير (ص: 176)، تفسير القرطبي (14/ 50)، السبعة (ص: 512)، الغيث للصفاقسي (ص: 322)، النشر (2/ 346). (2) وجه من قرأ بنصب الذال؛ أن ذلك عطفا على لـ «يضل» تشريكًا في العلة. وقرأ الباقون: بالرفع عطفا على «يشتري» تشريكا في الصلة، أو استئنافًا. انظر هذه القراءة في: المعاني للفراء (2/ 327)، الكشف للقيسي (2/ 187)، تفسير القرطبي (14/ 57)، النشر (2/ 346). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 {هُزُوًا} [6] جائز، وقال أبو عمرو: كاف. {مُهِينٌ (6)} [6] تام، ولا يوقف على «مستكبرًا»، ولا على «وقرًا» إن جل «فبشره» جواب «إذا»، وإنْ جعل «ولى مستكبرًا»، جواب «إذا» كان الوقف على «وقرًا». {أَلِيمٍ (7)} [7] تام. {جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8)} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ «خالدين» حال مما قبله. {خَالِدِينَ فِيهَا} [9] حسن؛ إن نصب «وعدًا» بمقدر، أي: وعدهم الله ذلك وعدًا، وقيل: لا يوقف عليه؛ لأنَّ ما قبله عامل فيه في المعنى. {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا} [9] كاف. {الْحَكِيمُ (9)} [9] تام. {تَرَوْنَهَا} [10] حسن، والعَمَد هي: قدرة الله تعالى، وقال ابن عباس: لها عمد لا ترونها (1). {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [10] جائز، ومثله: «من كل دآبة». {كَرِيمٍ (10)} [10] تام. {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} [11] حسن، وليس تامًا؛ كأنَّه قال: هذا الذي وصفناه خلق الله، وبخ بذلك الكفار، وأظهر حجته عليهم بذلك. {مِنْ دُونِهِ} [11] كاف. {مُبِينٍ (11)} [11] تام. {الْحِكْمَةَ} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعدها تفسير لها، ولا يفصل بين المفسَّر والمفسِّر بالوقف. {أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} [12] حسن. {لِنَفْسِهِ} [12] أحسن مما قبله. {حَمِيدٌ (12)} [12] تام؛ إن قدر مع «إذ» فعلًا مضمرًا. {بِاللَّهِ} [13] كاف، وقد أغرب من وقف «لا تشرك»، وجعل «بالله» قسمًا، وجوابه: «إنَّ الشرك»، وربما يتعمد الوقف عليه بعض المتعنتين، ووجه غرابته؛ أنَّهم قالوا إنَّ الأقسام في القرآن المحذوفة الفعل لا تكون إلَّا بالواو، فإذا ذكرت الباء أتى بالفعل، قاله في الإتقان. {عَظِيمٌ (13)} [13] تام، والوقف على «بوالديه»، وعلى «وهن»، و «في عامين»، قال أبو حاتم السجستاني: هذه الثلاثة كافية. قال العماني: وتبعه شيخ الإسلام؛ أنَّها ليست كافية؛ لأنَّ قوله: «أنْ أشكر لي» في موضع نصب بـ «وصينا»، و «لي ولوالديك» أرقى حُسنًا من الثلاثة.   (1) وهذا رأي عكرمة ومجاهد أيضًا. انظر: تفسير الطبري (20/ 133)، وتفسير ابن كثير (6/ 332). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 {إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)} [14] تام. {فَلَا تُطِعْهُمَا} [15] كاف، ومثله: «معروفًا»، وكذا «من أناب إليّ». {تَعْمَلُونَ (15)} [15] تام. {أَوْ فِي الْأَرْضِ} [16] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يأت بها الله» جواب الشرط. {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} [16] كاف. {خَبِيرٌ (16)} [16] تام؛ للابتداء بالنداء. {أقم الصَّلَاةَ} [17] جائز، ومثله: «بالمعروف»، وكذا «عن المنكر»، كذا أجاز الوقف على هذه الثلاثة أبو حاتم، وكذا مثلها من الأوامر والنواهي. {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [17] كاف. {مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)} [17] تام. {خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [18] حسن. {مَرَحًا} [18] كاف. {فَخُورٍ (18)} [18] تام. {فِي مَشْيِكَ} [19] كاف، وكذا «من صوتك». {لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [19] تام. {ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [20] كاف، وتام عند نافع: ظاهره على اللسان، وهو: الإقرار، وباطنه في القلب، وهو: التصديق. {مُنِيرٍ (20)} [20] تام. {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [21] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب: «إذا» ما بعده وهو: «قالوا». {آَبَاءَنَا} [21] كاف، وقال أبو حاتم: تام؛ للاستفهام بعده، وجواب: «لو» محذوف، تقديره: يتبعونه. {إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)} [21] تام. {الْوُثْقَى} [22] كاف. {عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)} [22] تام. {كُفْرُهُ} [23] كاف، ومثله: «بما عملوا». {بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)} [23] تام. {قَلِيلًا} [24] جائز. {غَلِيظٍ (24)} [24] تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 {لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [25] حسن. {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} [25] كاف؛ لتمام المقول. {لَا يَعْلَمُونَ (25)} [25] تام. {وَالْأَرْضِ} [26] كاف. {الْحَمِيدُ (26)} [26] تام. {أَقْلَامٌ} [27] وقف عليه نافع والأخفش، والأجود وصله على القراءتين؛ أعني: من نصب «البحر» ومن رفعه، والذي نصبه أبو عمرو، وعطفًا على اسم (أنّ)، والباقون: بالرفع (1)، والرفع من وجهين، أحدهما: عطفه؛ على (أنّ) وما في حيزها، والثاني: أنّ «والبحر» مبتدأ، و «يمده» الخبر، والجملة حال، والرابط الواو، والنصب من وجهين أيضًا، أحدهما: أن يكون معطوفًا على ما في قوله «ولو أنما في الأرض»؛ كأنَّه قال: ولو أن شجر الأرض وأقلامها والبحر يمده، والثاني: نصبه بفعل مضمر على الاشتغال؛ كأنَّه قال: ويمد البحر يمده من بعده (2). {سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} [27] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ما نفدت» جواب: «لو». {كَلِمَاتُ اللَّهِ} [27] كاف، عند الجميع. {حَكِيمٌ (27)} [27] تام. {كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [28] كاف. {بَصِيرٌ (28)} [28] تام. {وَالْقَمَرَ} [29] كاف. {إلى أَجَلٍ مُسَمًّى} [29] ليس بوقف؛ لأنَّ «أنَّ» منصوبة بما قبلها. {خَبِيرٌ (29)} [29] تام، ولا وقف من قوله: «ذلك بأنَّ الله» إلى قوله: «الكبير» فلا يوقف على «هو الحق»؛ لأنَّ «أنَّ ما» موضعها جر بالعطف على ما عملت فيه الباء، ولا على «الباطل»؛ لأنَّ و «أنَّ الله» معطوفة على ما قبلها. {الْكَبِيرُ (30)} [30] تام. {مِنْ آَيَاتِهِ} [31] كاف. {شَكُورٍ (31)} [31] تام.   (1) وجه من قرأ: {وَالبَحْرَ} [27] بالنصب؛ أن ذلك عطفا على اسم: {أَنْ}، وهو {مَا}، والخبر {أَقْلامٌ}، وقرأ الباقون: بالرفع عطفا على محل: {أَنْ} ومعمولها، أو على الابتداء و {يَمُدُّهُ} خبر، والجملة خبر: {أَنْ}. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 191)، التيسير (ص: 177)، النشر (2/ 347). (2) انظر: تفسير الطبري (20/ 151)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 {لَهُ الدِّينَ} [32] كاف، ومثله: «مقتصد». {كَفُورٍ (32)} [32] تام. {عَنْ وَلَدِهِ} [33] جائز. {شَيْئًا} [33] حسن. {إِن وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [33] أحسن مما قبله. {الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [33] حسن؛ للفصل بين الموعظتين. {الْغَرُورُ (33)} [33] تام. {عِلْمُ السَّاعَةِ} [34] حسن، ومثله: «وينزل الغيث»، وكذا «ما في الأرحام»؛ للابتداء بالنفي، ومثله: «ماذا تكسب غدًا»، وكذا «تموت». آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 سورة السجدة مكية قال ابن عباس: إلَّا ثلاث آيات نزلت بالمدينة في عليّ بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه، وكان بينهما كلام فقال الوليد لعليّ: أنا أبسط منك كلامًا، وأحدّ منك سنانًا، وأشجع منك جنانًا، وأرد منك للكتيبة، فقال عليّ: اسكت فإنَّك فاسق، فأنزل الله فيهما: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)} [18] إلى آخر الثلاث آيات (1). - كلمها: ثلاثمائة وثمانون كلمة. - وحروفها: ألف وخمسمائة وثمانية وعشرون حرفًا. - وآيها: تسع وعشرون أو ثلاثون آية في المدني الأوَّل، كسورة المُلك ونوح. {الم (1)} [1] تام؛ إن جعل «تنزيل» مبتدأ، خبره: «لا ريب فيه»، وكذا إن جعل «ألم» مبتدأ محذوف الخبر، أو خبر مبتدأ محذوف، أو قدرت قبله فعلًا، وليس «ألم» وقفًا؛ إن جعل مبتدأ خبره «تنزيل»، وكذا إن جعل «ألم» قسمًا. {لَا رَيْبَ فِيهِ} [2] ليس بوقف. {الْعَالَمِينَ (2)} [2] كاف؛ لأنَّ «أم»؛ بمعنى: همزة الاستفهام، أي: أيقولون افتراه. والوقف على: {افْتَرَاهُ} [3] كاف، فصلًا بين ما حكى عنهم، وما حكى عن الله تعالى. {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [3] ليس بوقف؛ لأنَّ اللام التي بعده متعلقة بما قبلها، وإن علقت بـ «تنزيل» لا يوقف على شيء من أوّل السورة إلى «يهتدون» لاتصال الكلام بعضه ببعض. {يهتدون (3)} [3] تام. {عَلَى الْعَرْشِ} [4] حسن. {وَلَا شَفِيعٍ} [4] كاف. {تَتَذَكَّرُونَ (4)} [4] أكفى؛ على استئناف ما بعده، ووقف الأخفش على «يدبر الأمر»، وأباه غيره. {إِلَى الْأَرْضِ} [5] جائز. {مِمَّا تَعُدُّونَ (5)} [5] كاف. {ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ} [6] العامة على رفع «عالمُ» مبتدأ، و «العزيز الرحيم» خبر (إن)، أو نعتان، أو «العزيز» مبتدأ، و «الرحيم» صفته، و «الذي أحسن» خبره، أو «العزيز» خبر مبتدأ محذوف. {وَالشَّهَادَةِ} [6] حسن؛ إن رفع «العزيز» خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن عطف على ما قبله.   (1) انظر: تفسير القرطبي (14/ 105)، وتفسير البغوي (6/ 307). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 {الرَّحِيمُ (6)} [6] كاف؛ إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن جعل في موضع رفع نعتًا لما قبله، أو جرّ الثلاثة بدلًا من الضمير في «إليه»، وبها قرأ (1): زيد بن علي -رضي الله عنهما- كأنَّه قال: ثم يعرج الأمر المدبر إليه عالم الغيب، أي: إلى عالم الغيب، قاله السمين. {خَلَقَهُ} [7] كاف؛ على القراءتين، أي: خلقه، و «خلْقه» قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بسكون اللام، والباقون: بفتحها (2)؛ فعلًا ماضيًا، وليس بوقف لمن قرأ: «خلْقهُ» بسكون اللام والرفع؛ فعلى هذه القراءة يوقف على «كل شيء» ثم يبتدأ: «خلقه»، أي: ذلك خلقه. {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)} [7] جائز، ومثله: «مهين». {مِنْ رُوحِهِ} [9] كاف، ومثله: «والأفئدة». {تَشْكُرُونَ (9)} [9] تام. {جَدِيدٍ} [10] كاف. {كَافِرُونَ (10)} [10] تام. {وُكِّلَ بِكُمْ} [11] جائز. {تُرْجَعُونَ (11)} [11] تام، قرأ العامة (3): «ترجعون» ببنائه للمفعول، وقرأ (4): زيد بن عليّ ببنائه للفاعل. {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [12] حسن، ثم يبتدأ: «ربنا أبصرنا»، أي: يقولون ربنا. {مُوقِنُونَ (12)} [12] تام. {هُدَاهَا} [13] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا. {أجمعين (13)} [13] كاف. {يَوْمِكُمْ هَذَا} [14] كاف. {نَسِينَاكُمْ} [14] أكفى مما قبله. {تَعْمَلُونَ (14)} [14] تام.   (1) وكذا قرأ بها أبو زيد النحوي «عالمُ ... العزيزِ الرحيمِ»، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 199). (2) وجه من قرأ بفتح اللام؛ أنه فعل ماض موضعه نصب صفة «كل». وقرأ الباقون: بإسكانها؛ على أنه مصدر وهو بدل من «كل» بدل اشتمال. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 351)، الإعراب للنحاس (2/ 610)، الإملاء للعكبري (2/ 102)، النشر (2/ 347). (3) أي: قراءة الأئمة العشرة بالاتفاق. (4) وكذا قرأ بها يعقوب في غير المتواتر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 351)، البحر المحيط (7/ 200). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 {لَا يَسْتَكْبِرُونَ ((15)} [15] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالًا مما قبله، وكان الوقف على «المضاجع». {وَطَمَعًا} [16] حسن. {يُنْفِقُونَ (16)} [16] كاف. {مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [17] جائز، ونصب «جزاءً» على المصدر، أي: يجزون جزاء، وقال الخليل وسيبويه: نصب على أنَّه مفعول من أجله، والمعنى واحد، وإن كان كذلك فما قبله بمنزلة العامل فيه، فلا يوقف على ما قبله. قرأ حمزة: «أخفىْ» فعلًا مضارعًا مسندًا لضمير المتكلم، ولذلك سكنت ياؤه، وقرأ الباقون: «أخفىَ» فعلًا ماضيًا مبنيًا للمفعول، ولذلك فتحت ياؤه (1). {يَعْمَلُونَ (17)} [17] تام. {فَاسِقًا} [18] جائز؛ لانتهاء الاستفهام، روي أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعمد الوقوف على «فاسقًا»، ثم يبتدئ: «لا يستوون»، وإن كان التمام على «لا يستوون»؛ لأنَّه لما استفهم منكرًا بقوله: «أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا» نفى التسوية، ثم أكد النفي بقوله: «لا يستوون». و {لَا يَسْتَوُونَ (18)} [18] قال الهمداني: شبه التام، وقال أبو عمرو: كاف. {الْمَأْوَى} [19] جائز. {يَعْمَلُونَ (19)} [19] تام. {النَّارُ} [20] جائز، ولا وقف من قوله: «كلما أرادوا إلى تكذبون» فلا يوقف على «فيها». {تُكَذِّبُونَ (20)} [20] كاف. {يَرْجِعُونَ (21)} [21] تام. {ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا} [22] كاف. {مُنْتَقِمُونَ (22)} [22] تام. {مِنْ لقائه} [23] حسن. {لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23)} [23] أحسن مما قبله. {لَمَّا صَبَرُوا} [24] كاف على القراءتين؛ أعني قراءة: «لما صبروا» بكسر اللام وفتحها، فقرأ العامة: «لمَّا صبروا» بفتح اللام وتشديد الميم، جوابها متقدم عليها، وهو: جعلناه هدى، وقيل: ليس   (1) وجه من قرأ بسكون الياء؛ أنه فعل مضارع مسند لضمير المتكلم مرفوع تقديرًا ولذا سكنت ياؤه، وقرأ الباقون: بفتح الياء؛ على أنه فعل ماض مبني للمجهول. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 352)، الإعراب للنحاس (2/ 614)، الإملاء للعكبري (2/ 102)، المعاني للفراء (2/ 332)، السبعة (ص: 516)، النشر (2/ 347). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 بوقف على قراءة الإخوان: «ِلمَا بكسر» اللام وتخفيف الميم (1)؛ على أنَّها لام العلة، و (ما) مصدرية، والجار متعلق بالجعل، أي: جعلناهم كذلك لصبرهم وإيقانهم، ومن شدّد «لما» لا يمكنه العطف؛ لأنَّ يقينهم لا يختص بحال دون حال، والصبر قد يتبدل بالشكر، وهو فيهما موقن، قاله السجاوندي. وهو توجيه حسن. {يُوقِنُونَ (24)} [24] تام، ومثله: «يختلفون». {فِي مَسَاكِنِهِمْ} [26] كاف، ومثله: «لآيات»؛ على استئناف ما بعده. {يَسْمَعُونَ (26)} [26] تام. {وَأَنْفُسُهُمْ} [27] كاف. {يُبْصِرُونَ (27)} [27] تام. {صَادِقِينَ (28)} [28] تام. {إِيمَانُهُمْ} [29] جائز. {يُنْظَرُونَ (29)} [29] تام. {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} [30] جائز، ومثله: «وانتظر» ولا يجمع بينهما. آخر السورة تام.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 352)، الإعراب للنحاس (2/ 616)، الإملاء للعكبري (2/ 103)، البحر المحيط (7/ 205)، التيسير (ص: 177)، تفسير الطبري (21/ 71)، تفسير القرطبي (14/ 109)، السبعة (ص: 516)، الغيث للصفاقسي (ص: 323)، الكشاف (/)، النشر (2/ 347). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 سورة الأحزاب مكية -[آيها:] وهي سبعون وثلاث آيات، ليس فيها اختلاف. - وكلمها: ألف ومائتان وثمانون كلمة. - وحروفها: خمسة آلاف وسبعمائة وست وتسعون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع موضع واحد وهو قوله: {إِلَى أوْلِيَائكُم مَعْرُوفًا} [6]. {اتَّقِ اللَّهَ} [1] جائز. {وَالْمُنَافِقِينَ} [1] كاف، ومثله: «حكيمًا»، وكذا «من ربك»، وكذا «خبيرًا» على القراءتين أعني قراءة: «يعملون» بالياء التحتية، والتاء الفوقية، قرأ أبو عمرو وحده بالياء التحتية (1)، بردِّه على الكافرين والمنافقين. {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [3] حسن. {وَكِيلًا (3)} [3] تام. {فِي جَوْفِهِ} [4] كاف، فصلًا بين الحكمين المختلفين. {أُمَّهَاتِكُمْ} [4] كاف، ومثله: «أبناءكم»، وكذا «بأفواهكم»، و «يقول الحق»، و «السبيل»، و «عند الله» كلها وقوف كافية. {فِي الدِّينِ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ومواليكم» مرفوع عطفًا؛ على «إخوانكم»، أي: قولوا يا أخانا، ويا مولى فلان. {أَخْطَأْتُمْ بِهِ} [5] كاف؛ إن جعلت ما في قوله:» ما تعمدت» في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، تقديره: ولكن الذي تؤاخذون به هو ما تعمدته قلوبكم، وليس بوقف إن جعلت «ما» في موضع خفض عطفًا على «ما» الأولى. {قُلُوبُكُمْ} [5] كاف. {رَحِيمًا (5)} [5] تام. {مِنْ أَنْفُسِهِمْ (} [6] كاف، إنَّما كان أولى؛ لأنَّه يدعوهم إلى النجاة، وأنفسهم تدعوهم إلى الهلاك. {أُمَّهَاتُهُمْ} [6] حسن.   (1) وجه من قرأ: {بَمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [2]، و {بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِير} [9] بالياء فيهما؛ على أن الواو للكافرين والمنافقين. وقرأ الباقون: بتاء الخطاب لإسناده للمؤمنين. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 352)، الإملاء للعكبري (2/ 103)، الكشاف (3/ 348، 353)، النشر (2/ 347). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 {أَوْلَى بِبَعْضٍ} [6] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده متعلق به، وكذا لا وقف إلى «معروفًا». و {مَعْرُوفًا} [6] حسن. {مَسْطُورًا (6)} [6] تام؛ إن نصبت «إذ» بمقدر، ويكون من عطف الجمل، أي: واذكر إذ أخذنا، أو هو معطوف على محل (في الكتاب)، فيعمل فيه «مسطورًا»، أي: كان الحكم مسطورًا في الكتاب، ووقت أخذنا. {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [7] كاف. {غَلِيظًا (7)} [7] جائز عند أبي حاتم؛ لأنَّ أصل ليسأل: ليسألنَّ، فلما حذفت النون للتخفيف كسرت اللام، فاللام عنده لام قسم، لا لام التعليل، وتقدم الرد عليه، ووصله أولى لئلا يبتدأ بـ (لام كي)، أي: أخذنا ميثاقهم ليسأل المؤمنين عن صدقهم، والكافرين عن تكذيبهم. {عن صِدْقِهِمْ} [8] حسن؛ لأنَّ الماضي لا يعطف على المستقبل. {أَلِيمًا (8)} [8] تام. {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [9] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إذ جاءتكم» موضعه نصب بما قبله. {لَمْ تَرَوْهَا} [9] كاف، وقيل: تام، إن لم تجعل «إذا» الثانية بدلًا من الأولى. {بَصِيرًا (9)} [9] تام، إن قدرمع «إذ» فعل مضمر، وليس بوقف إن جعلت «إذ» بدلًا من الأولى، ولا يوقف على شيء من قوله: «يا أيها الذين آمنوا»، إلى «الظنونا» لارتباط الكلام بعضه ببعض. {الظُّنُونَا (10)} [10] كاف، قرأ أبو عمرو: «الظنون»، و «الرسول»، و «السبيل» بغير ألف في الثلاث وصلًا ووقفًا، وقرأ ابن كثير والكسائي وعاصم في الوصل بغير ألف وفي الوقف بالألف، وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص وابن عامر بالألف وقفًا ووصلًا موافقة للرسم؛ لأنَّهن رسمن في المصحف كذلك (1). {الْمُؤْمِنُونَ} [11] ليس بوقف؛ لأنَّ هنالك ظرف للزلزلة والابتلاء. {شَدِيدًا (11)} [11] كاف؛ إن قدر مع «إذ» فعل مضمر، تقديره: واذكر إذ، وليس بوقف إن عطفت «إذ» على «إذ» الأولى، وعليه فلا يوقف على شيء من «إذ» الأولى إلى «غرورًا» لاتصال الكلام   (1) اتفقت المصاحف على إثبات الألف في «الظنونا»، و «الرسولا»، و «السبيلا» دون سائر الفواصل، فمن أثبت الألف وصلًا ووقفًا فاتباعًا لرسم المصحف؛ ولأنها مع رءوس آي كثير بالألف. ومن حذفها في الوقف والوصل؛ فلأن الألف لا أصل لها إذ الألف إنما تثبت عوضًا عن النون في الوقف ولا تنوين مع الألف واللام في وصل ولا وقف. ومن أثبتها في الوقف دون الوصل؛ فإنه اتبع الخط فوقف على ما في خط المصحف فكان بذلك غير خارج عن الوجهين السابقين. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 353)، البحر المحيط (7/ 317)، التيسير (ص: 178)، السبعة (ص: 519)، النشر (2/ 347). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 بعضه ببعض، والكلام في «غرورًا» كالكلام في «شديدًا»؛ لأنَّ بعده «إذ». {فَارْجِعُوا} [13] حسن، ومثله: «إنَّ بيوتنا عورة» فصلًا بين كلام المنافقين، وكلام الله تكذيبًا لهم. {وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ} [13] كاف، ومثله: «إلَّا فرارًا». {لَآَتَوْهَا} [14] حسن، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وما تلبسوا» مع ما قبله جواب «لو»، أي: لآتوا الحرب مسرعين غير لابثين، قرأ نافع وابن كثير بالقصر، والباقون: بالمدّ (1). {إِلَّا يَسِيرًا (14)} [14] تام. {الْأَدْبَارَ} [15] كاف. {مَسْئُولًا (15)} [15] تام. {الْفِرَارُ} [16] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إن فررتم» شرط قد قام ما قبله مقام جوابه: أعلم الله من فرّا فراره لا ينجيه من الموت، كما لم ينج القوم من الموت فرارهم من ديارهم، ومثل: ذلك يقال في قوله: «أو القتل»؛ لأنَّ ما بعده قد دخل فيه ما قبله؛ لأنَّ وإذا عطف على ما قبله، ومن استحسن الوقف عليه رأى أنَّ ما بعده مستأنف، وأنَّ جواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، أي: إن فررتم من الموت، أو القتل لا ينفعكم الفرار؛ لأنَّ مجيء الأجل لابد منه. {إِلَّا قَلِيلًا (16)} [16] كاف، ومثله: «رحمة». {وَلَا نَصِيرًا (17)} [17] تام. {هَلُمَّ إِلَيْنَا} [18] جائز. {إِلَّا قَلِيلًا (18)} [18] كاف؛ إن نصبت «أشحة» على الذم بفعل مضمر، تقديره: أعني أشحة، كقول نابغة بني ذبيان: لَعَمري وَما عُمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ ... لَقَد نَطَقَت بُطلًا عَلَيَّ الأَقارِعُ أَقارِعُ عَوفٍ لا أُحاوِلُ غَيرَها ... وُجوهُ قُرودٍ تَبتَغي مَن تُجادِعُ (2)   (1) وجه من قرأ بغير مد؛ أنه من الإتيان المتعدي لواحد، بمعنى: جاءوها. وقرأ الباقون: بالمد من الإيتاء المتعدي لاثنين، بمعنى: أعطوها. انظر هذه القراءة في: الحجة لابن خالويه (ص: 289)، السبعة (ص: 520)، الكشاف (3/ 254). (2) البيتان من الطويل، وقائلهما النابغة الذبياني، وهو ما قصده المصنف بقوله: بنابغة بني ذبيان، وهما جاء في قصيدة يقول في مطلعها: عَفا ذو حُسًا مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ ... فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ - الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 أي: اذكر وجوه قرود، أو أعني: وجوه قرود، وكذا من جعل «أشحة» حالًا من الضمير في «يأتون»، وإن جعل حالًا من المعوقين، أي: قد يعلم الله المعوقين في حال ما يشحون على فقراء المؤمنين بالصدقة، أو حالًا من القائلين، أي: والقائلين لإخوانهم هلم إلينا في هذه الحالة؛ فعلى هذين الوجهين: لا يجوز الوقف على «قليلًا»، وقياس: فعيل، في الضفة المضعفة العين واللام، أفعلاء، نحو: خليل وأخلاء، وصديق وأصدقاء، فكان القياس: أشحاء، لكنه مسموع أيضًا (1). {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} [19] كاف. {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} [19] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال. {مِنَ الْمَوْتِ} [19] كاف. {حِدَادٍ} [19] حسن، إن جعل «أشحة» حالًا من فاعل «سلقوكم». {عَلَى الْخَيْرِ} [19] حسن. {لَمْ يُؤْمِنُوا} [19] أحسن مما قبله؛ على استئناف ما بعده. {أَعْمَالَهُمْ} [19] جائز. {يَسِيرًا (19)} [19] كاف، ومثله: «لم يذهبوا» للابتداء بالشرط. {فِي الْأَعْرَابِ} [20] جائز، وليس بوقف إن جعل «يسألون» حالًا مما قبله؛ فكأنه قال: بادون في الأعراب سائلين عن أخبار من قدم من المدينة فرقًا وجبنًا (2). {عن أنبائكم} [20] حسن. {إِلَّا قَلِيلًا (20)} [20] تام. {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [21] ليس بوقف؛ لأنَّ «لمن كان» بدل من الكاف في «لكم»، وكذا لا يوقف على «واليوم الآخر» لعطف ما بعده على ما قبله. {كَثِيرًا (21)} [21] تام؛ للابتداء بأول قصة الأحزاب. {الْأَحْزَابَ} [22] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالوا» جواب «لما»، وهكذا لا وقف إلى «ورسوله» الثاني، فلا يوقف على «ورسوله» الأول للعطف. {وَرَسُولُهُ} [22] الثاني كاف؛ على استئناف ما بعده، ومثله: «تسليمًا». {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ (} [23] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة لما قبله، فلا تقطع الصفة عن موصوفها.   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 187)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (20/ 187). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 {عَلَيْهِ} [23] حسن، ومثله: «من ينتظر»؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو للحال، أي: والحال أنَّهم غيرمبدلين تبديلًا. و {تَبْدِيلًا (23)} [23] كاف؛ إن جعلت اللام في «ليجزي» للقسم على قول أبي حاتم، وليس بوقف على قول غيره؛ لأنَّه لا يبتدأ بلام العلة. {بِصِدْقِهِمْ} [24] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده عليه. {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [24] كاف. {رحيماً (24)} [24] تام، ومثله: «خيرًا» عند علي بن سليمان الأخفش. {الْقِتَالَ} [25] كاف. {عَزِيزًا (25)} [25] تام؛ إن لم يعطف ما بعده على ما قبله. {الرُّعْبَ} [26] حسن، ومثله: «وتأسرون فريقًا». {وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا} [27] أحسن مما قبله. {قَدِيرًا (27)} [27] تام. {فَتَعَالَيْنَ} [28] جائز؛ على قراءة (1): «أمتعكُن»؛ بالرفع استئنافًا، أي: أنا أمتعكن، وليس بوقف إن جعل جوابًا. {جَمِيلًا (28)} [28] كاف، وكان يحيى بن نصير: لا يفصل بين المعادلين بالوقف، فلا يوقف على الأول حتى يأتي بالثاني، والمشهور الفصل بينهما ولا يخلطهما. {أَجْرًا عَظِيمًا (29)} [29] تام. {مُبَيِّنَةٍ} [30] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {ضِعْفَيْنِ} [30] كاف، ومثله: «يسيرًا». {مَرَّتَيْنِ} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وأعتدنا» معطوف على «نؤتها». {كَرِيمًا (31)} [31] تام. {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [32] كاف، وقال علي بن سليمان الأخفش: تام. {فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [32] حسن عند العباس بن الفضل. {مَعْرُوفًا (32)} [32] كاف، ومثله: «الأولى»، وكذا «ورسوله». {أَهْلَ الْبَيْتِ} [33] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ويطهركم» منصوب بالعطف على «ليذهب». {تَطْهِيرًا (33)} [33] تام، قال ابن حبيب (2): قد غلط كثير من الناس في معنى هذه الآية، والمعنى   (1) وهي قراءة الأئمة العشرة. (2) ابن حبيب (740؟ - 808 هـ = 1340 - 1406 م) طاهر بن الحسن بن عمر بن حبيب، أبو العز ابن بدر الدين الحلبي، المعروف بابن حبيب: فاضل، ولد ونشأ بحلب، وكتب بها في ديوان الإنشاء، وانتقل إلى القاهرة، فناب عن كاتب السر، وتوفي فيها، عن زهاء سبعين عاما، من كتبه: ذيل على تاريخ أبيه، ومختصر المنار -في أصول الفقه، ووشي البردة -شرحها وتخميسها، ونظم عدة كتب. انظر: الأعلام للزركلي (3/ 221). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 غير ما ذهبوا إليه، وإنَّما أراد تعالى بقوله: «ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا»؛ أي: يبرئكم من دعوى الجاهلية والافتخار بها والانتساب إليها، لا أنَّ هناك عينًا نجسة يطهركم منها. قالت أم سلمة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندي، فنزلت هذه الآية، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كساءً ودعا بفاطمة والحسن والحسين فلفه عليهم، وقال هؤلاء أهل بيتي طهرهم الله تطهيرًا، قالت أم سلمة: وأنا منهم، قال: نعم (1). قال البوصيري في الهمزية متوسلًا بأهل البيت: وبأمِّ السِّبْطَيْنِ زَوْجِ عَلِيٍّ ... وَبَنِيها وَمَنْ حَوَتْهُ العَبَاءُ (2) {وَالْحِكْمَةِ} [34] كاف. {خَبِيرًا (34)} [34] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّ المسلمين» إلى «عظيمًا». و {عَظِيمًا (35)} [35] تام. {مِنْ أَمْرِهِمْ} [36] كاف. {مُبِينًا (36)} [36] تام. {وَاتَّقِ اللَّهَ} [37] حسن فصلًا بين الكلامين؛ لأنَّ قوله: «واتق الله» من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة، وقوله: «وتخفي في نفسك» من كلام الله للنبي - صلى الله عليه وسلم -. {مُبْدِيهِ} [37] جائز، ومثله: «وتخشى الناس».   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 263)، وفي رواية أخري عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نزلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي خَمْسَةٍ: فِيَّ وَفِي عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ وَحَسَنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَحُسَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنِهَا: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» ". (2) البيت من الخفيف، وقائله شرف الدين البوصيري، والبيت جاء في قصيدته الشهيرة الهمزية، التي مدح فيها البوصيري النبي - صلى الله عليه وسلم - والتي يقول في مطلعها: كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ ... يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ شرف الدين البوصيري (608 - 696 هـ /1212 - 1296 م) محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله، شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها، وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيلة يعرفون ببني حبنون، ومولده في بهشيم من أعمال البهنساوية، ووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها: (أمن تذكّر جيران بذي سلم)، شرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها: (كيف ترقى رقيك الأنبياء)، وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها: (إلى متى أنت باللذات مشغول).-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 {أَنْ تَخْشَاهُ} [37] حسن. {زَوَّجْنَاكَهَا} [37] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله؛ كأنَّه قال: زوّجناك امرأة زيد، لئلا يقع في قلوب الناس أنَّ نساء أدعيائهم إذا طلقوهم لا يجوز تزويجهن لمن تبنى، فنفى عنه هذا الحرج مرتين، مرة بخصوصه تشريفًا له، - صلى الله عليه وسلم - ومرة بالاندراج في العموم (1). {مِنْهُنَّ وَطَرًا} [37] الثاني كاف. {مَفْعُولًا (37)} [37] تام. {فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} [38] كاف؛ إن نصب «سنة» بفعل مقدر، أي: سن الله ذلك سنة، أو احفظوا سنة الله، وليس بوقف إن نصبتها بـ «فرض». {مِنْ قَبْلُ} [38] كاف. {مَقْدُورًا (38)} [38] تام، «الذين» في محله الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر؛ فتام إن جعل في محل رفع على المدح، أو خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ، أو نصب بتقدير: أعني، وليس هو، ولا من قبل بوقف إن جر نعتًا (للذين خلوا)، أو بدلًا منهم، ومن أعرب «الذين» مبتدأ، والخبر «ولا يخشون»، وجعل الواو مقحمة، والتقدير: الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه، لا يخشون أحدًا، كان تامًا. {إِلَّا اللَّهَ} [39] كاف. {حَسِيبًا (39)} [39] تام. {مِنْ رِجَالِكُمْ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ولكن رسول الله» معطوف على «أبا أحد». {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [40] كاف. {عَلِيمًا (40)} [40] تام. {وَأَصِيلًا (42)} [42] كاف. {وَمَلَائِكَتُهُ} [43] ليس بوقف؛ لتعلق اللام في «ليخرجكم» بما قبلها وهو «يصلي». {إِلَى النُّورِ} [43] كاف. {رَحِيمًا (43)} [43] تام. {سَلَامٌ} [44] كاف. {كَرِيمًا (44)} [44] تام. {وَنَذِيرًا (45)} [45] ليس بوقف للعطف. {بِإِذْنِهِ} [46] جائز؛ إن نصب ما بعده، بتقدير: وآتيناه سراجًا، وليس بوقف إن نصب عطفا على ما قبله، وجوّز الزمخشري عطفه على مفعول «أرسلناك» وفيه نظر؛ لأنَّ السراج هو: القرآن، ولا   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 272)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 يوصف بالإرسال، بل بالإنزال، إلَّا أن يحمل على المعنى، كقوله: (عَلَفتُها تِبنًا وَماءً بارِدا) (1).اهـ سمين {مُنِيرًا (46)} [46] كاف، ومثله: «كبيرًا». {وَدَعْ أَذَاهُمْ} [48] جائز. {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [48] كاف. {وَكِيلًا (48)} [48] تام. {تَعْتَدُّونَهَا} [49] جائز. {جَمِيلًا (49)} [49] تام. {هَاجَرْنَ مَعَكَ} [50] حسن؛ لأنَّ «وامرأةً» منصوب بمقدر، أي: ويحل لك امرأة، وليس بوقف إن عطف على مفعول «أحللنا لك»، «وامرأة» موصوفة بهذين الشرطين، وهما: 1 - إن وهبت. ... 2 - إن أراد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ظاهر القصة يدل على عدم اشتراط تقدم الشرط الثاني على الأول؛ وذلك أنَّ إرادته -عليه الصلاة والسلام- للنكاح إنَّما هو مرتب على هبة المرأة نفسها له كما هو الواقع في القصة: لما وهبت، أراد نكاحها، ولم يرو أنَّه أراد نكاحها فوهبت، فالشرط الثاني مقدم معنى مؤخر لفظًا (2). {أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا} [50] جائز؛ إن نصب «خالصة» بمصدر مقدر، أي: هبة خالصة، أو رفع «خالصةٌ»؛ على الاستئناف، وبها قرئ (3)، وليس يوقف إن نصبت «خالصة» حالًا من فاعل «وهبت» أو حالًا من «امرأة»؛ لأنَّها وصفت. {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [50] كاف، وقال النعماني: تام، وفيه بعد لأنَّ قوله: «لكيلا يكون عليك» متعلق بأول الآية، أو بـ «خالصة»، والتقدير: إنَّا أحللنا لك أزواجك، وما ملكت يمينك، والواهبة نفسها لكيلا يكون عليك، وذلك خالص لك!! اللهم إلَّا أن تجعل «لكيلا» منقطعة عما قبلها (4). {لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} [50] كاف، ورسموا: (لكي لا يكون على المؤمنين حرج) الأولى مقطوعة (لكي) وحدها و (لا) وحدها، والثانية هذه موصولة كلمة واحدة كما ترى. {رَحِيمًا (50)} [50] تام.   (1) هو من الرجز، وقائله ذو الرُمَّة في ديوانه، وجاء قبله: (لَمّا حَطَطتُ الرِحلَ عَنها وارِدا). -الموسوعة الشعرية (2) انظر: تفسير الطبري (20/ 284)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وقراءة الأئمة العشرة بالنصب في «خالصةً»، والرفع قراءة شاذة رويت في: البحر المحيط 7/ 242، والكشاف 3/ 269: ولم ينسباها لأحد. (4) انظر: تفسير الطبري (20/ 284)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 {مِنْهُنَّ} [51] جائز، ومثله: «من تشاء»؛ لأنَّ «مَن» شرطية في محل نصب بـ «ابتغيت» غير معطوفة على «من تشاء»، وقوله: «فلا جناح عليك» جواب «مَن». {جُنَاحَ عَلَيْكَ} [51] كاف. {أَعْيُنُهُنَّ} [51] حسن، ومثله: «كلهن»، وهو مرفوع توكيد لفاعل «يرضين» واغتفر الفصل بين المؤكَّد والمؤكِّد؛ لأنَّه يجوز الفصل بين التوابع، وبها قرأ العامة، وقرأ أبو إلياس (1): «كلهن» بالنصب توكيد المفعول «آتيتهن» وهو الهاء. {قُلُوبِكُمْ} [51] كاف. {حَلِيمًا (51)} [51] تام. {النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [52] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ولا أن تبدل» معطوف على «النساء» و «لا» زائدة؛ كأنَّه قال: لاتحل لك النساء من بعد ولا تبديل أزواج بهن. {إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [52] كاف. {رَقِيبًا (52)} [52] تام. {نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [53] ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده. {لِحَدِيثٍ} [53] حسن. {فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} [53] كاف فصلًا بين مجموع الوصفين؛ أعني: صفة الخلق، وصفة الحق. {مِنَ الْحَقِّ} [53] تام؛ للابتداء بالشرط. {حِجَابٍ} [53] حسن. {وَقُلُوبِهِنَّ} [53] كاف، ومثله: «من بعده أبدًا». {عَظِيمًا (53)} [53] تام، ومثله: «عليمًا». ولا وقف من قوله: {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ (} [55] إلى: و {مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} [55] وهو حسن. {وَاتَّقِينَ اللَّهَ} [55] كاف. {شَهِيدًا (55)} [55] تام. {عَلَى النَّبِيِّ} [56] كاف. {تَسْلِيمًا (56)} [56] تام. {وَالْآَخِرَةِ} [57] جائز. {مُهِينًا (57)} [57] تام، ومثله: «مبينًا»؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله. {مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [59] حسن، ومثله: «فلا يؤذين».   (1) ورويت في الكشاف لابن مسعود، وهي رواية شاذة. انظر: الكشاف (3/ 270). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 {رَحِيمًا (59)} [59] تام، ولا وقف من قوله: «لئن لم ينته»، إلى «تقتيلًا» فلا يوقف على «قلوبهم مرض» للعطف، ولا على «لنغرينك بهم»، ولا على «قليلًا»؛ لأنَّ «ملعونين» حال من الضمير في «يجاورونك»؛ فكأنه قال: ثم لا يجاورونك إلَّا في حال ما قد لعنوا، ومن نصب «ملعونين»؛ على الذم كان الوقف على «قليلًا» تامًا، ونظير هذا قول الفرزدق: كَم خالَةٍ لَكَ يا جَريرُ وَعَمَّةٍ ... فَدعاءَ قَد حَلَبَت عَلَيَّ عِشاري شَغّارَةٍ تَقِذُ الفَصيلَ بِرِجلِها ... فَطّارَةٍ لِقَوادِمِ الأَبكارِ (1) فنصب (شغارة) و (فطارة) ولا يجوز نصب «ملعونين» بـ «ثقفوا»؛ لأنَّ ما بعد حرف الجزاء لا يعمل فيما قبله، فلا يجوز: ملعونًا أينما أخذ زيد يضرب. {تَقْتِيلًا (61)} [61] تام لمن نصب «سُنَّةَ» بفعل مقدر، وجائز لمن نصبها بـ «أخذوا». {مِنْ قَبْلُ} [62] كاف. {تَبْدِيلًا (62)} [62] تام. {عَنِ السَّاعَةِ} [63] جائز. {عِنْدَ اللَّهِ} [63] كاف. {قَرِيبًا (63)} [63] تام. {سَعِيرًا (64)} [64] ليس بوقف؛ لأنَّ «خالدين» حال من الضمير في «لهم». {أَبَدًا} [65] كاف، ومثله: «نصيرًا» إن نصب «يوم» بمضمر، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ما قبله، أي: ولا يجدون لهم من دون الله أولياء، ولا نصيرًا في ذلك اليوم. ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {الرَّسُولَا (66)} [66] كاف، ومثله: {السَّبِيلَا (67)} [67]. {مِنَ الْعَذَابِ} [68] حسن. {كَبِيرًا (68)} [68] تام. {مِمَّا قَالُوا} [69] حسن. {وَجِيهًا (69)} [69] تام. {سَدِيدًا (70)} [70] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يصلح» جواب الأمر.   (1) البيتان من الكامل، وقائلهما الفرزدق، من قصيدة يقول في مطلعها: يا اِبنَ المَراغَةِ إِنَّما جارَيتَني ... بِمُسَبَّقينَ لَدى الفَعالِ قِصار - الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 {ذُنُوبَكُمْ} [71] كاف؛ للابتداء بالشرط. {عَظِيمًا (71)} [71] تام. {وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} [72] حسن، ومثله: «الإنسان». {جَهُولًا (72)} [72] تام عند أبي حاتم؛ لأنَّه جعل اللام في «ليعذب» لام القسم، وخولف في ذلك، وتقدم الرد عليه، والصحيح؛ أنَّه ليس بوقف، وأن اللام لام الصيرورة والمآل؛ لأنَّه لم يحمل الأمانة؛ لأنَّ (يعذب) لكنه حملها، فآل الأمر إلى: أن يعذب، من نافق، وأشرك، ويتوب على من آمن، وكذا ليس بوقف لمن جعل اللام (لام كي) متعلقة بما قبلها، وقرأ الأعمش (1): «ويتوبُ» بالرفع، جعل العلة قاصرة على فعل الحامل للأمانة، ثم استأنف، «ويتوب»، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد {وَالْمُؤْمِنَاتِ} [73] كاف. آخر السورة تام.   (1) وكذا رويت عن الحسن والمطوعي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 356)، الإعراب للنحاس (2/ 653)، البحر المحيط (7/ 255)، تفسير القرطبي (14/ 258)، الكشاف (3/ 277)، تفسير الرازي (25/ 237). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 سورة سبأ مكية إلَّا قوله: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [6] فمدني. - وكلمها: ثمانمائة وثمانون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وخمسمائة واثنا عشر حرفًا. - وآيها: أربع أو خمس وخمسون آية. {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [1] حسن؛ إن جعل «الذي» في محل رفع على إضمار مبتدأ، أو في موضع نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتًا لما قبله، أو بدلًا منه، وحكى سيبويه: الحمد لله أهل الحمد، برفع اللام ونصبها. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [1] حسن، ومثله: «في الآخرة». {الْخَبِيرُ (1)} [1] كاف. {فِيهَا} [2] حسن. {الْغَفُورُ (2)} [2] تام. {السَّاعَةُ} [3] جائز. {بَلَى} [3] ليس بوقف على المعتمد لاتصالها بالقسم، ووقف نافع وحده على «بلى»، وابتدأ: «وربي لتأتينكم». و {لَتَأْتِيَنَّكُمْ} [3] تام لمن قرأ: «عالمُ» بالرفع خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ والخبر: «لا يعزب»، وبالرفع قرأ نافع وابن عامر (1)، والوقف على «لتأتينكم»، ويرفعان «عالم» على القطع والاستئناف، وليس بوقف لمن قرأه بالجر نعتًا لـ «ربي»، أو بدلًا منه، وبها قرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وعاصم (2)، وقرأ الأخوان: «علامِ الغيب» بالخفض نعتًا لما قبله (3)، وعلى هذا لا يوقف على «لتأتينكم».   (1) وجه من قرأ بالرفع؛ أي: على وزن فاعل، أي: هو عالم، أو مبتدأ خبره: {لا يَعْزُبُ ِ}. ومن قرأه على وزن: «فَعَّالُ» بتشديد اللام وفتحها وبعدها ألف وخفض الميم؛ أنه للمبالغة، وهو صفة لـ «ربي» أو بدل منه. وقرأه الباقون: بألف قبل اللام وتخفيف اللام وخفض الميم على وزن: «فاعل» وهو أيضا صفة لـ «ربي» أو بدل منه. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 357)، الإعراب للنحاس (2/ 655)، الإملاء للعكبري (2/ 105)، التيسير (ص: 180)، تفسير الطبري (22/ 43، 44)، الحجة لابن خالويه (ص: 291). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) نفسه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 {الْغَيْبِ} [3] كاف على القراءتين (1)؛ لأنَّ ما بعده يصلح استئنافًا وحالًا، أي: يعلم الغيب غير عازب. {وَلَا أَكْبَرُ} [3] حسن عند بعضهم، سواء رفع عطفًا على «مثقال»، أو جر عطفًا على «ذرة» و «أصغر» و «أكبر» لا ينصرفان للوصف، ووزن الفعل والاستثناء منقطع؛ لأنَّه لو جعل متصلًا بالكلام الأول فسد المعنى؛ لأنَّ الاستثناء من النفي إثبات، وإذا كان كذلك: وجب أن لا يعزب عن الله مثقال ذرة وأصغر وأكبر منهما إلا في الحالة التي استثناها، وهي: إلا في كتاب مبين، وهذا فاسد، والصحيح: أنَّ الابتداء بـ «إلَّا»، بتقدير: الواو، نحو: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنًا إلا خطأ، فـ «إلَّا»؛ بمعنى: الواو، إذ لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدًا ولا خطأ، وقرأ الكسائي: «يعزِب» بكسر الزاي هنا وفي يونس، والباقون: بضمها (2)؛ وهما لغتان في مضارع: (عزب)، ويقال للغائب عن أهله: (عازب)، وفي الحديث: «من قرأ القرآن في أربعين يومًا؛ فقد عزب» (3)، أي: بعد عهده بالختمة، أي: أبطأ في تلاوته، والمعنى: وما يبعد، أو ما يخفى وما يغيب عن ربك، و «من مثقال» فاعل، و «من» زائدة فيه، و «مثقال» اسم (لا) (4). {فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)} [3] تام، واللام في «ليجزي» لام القسم، أي: ليجزين، وليس بوقف لمن جعلها متعلقة بقوله: «لتأتينكم»، أي: لتأتينكم ليجزي، وعليه فلا يوقف على «لتأتينكم» سواء قرئ: «عالم» بالرفع، أو بالخفض (5). {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [4] كاف؛ لأنَّ «أولئك» مبتدأ. {كَرِيمٌ (4)} [4] تام، ومثله: «أليم» سواء قرئ: بالرفع نعتًا لـ «عذاب»، وهي قراءة ابن كثير وحفص، أو بالجر وهي قراءة الباقين نعت لـ «رجز» (6). {هُوَ الْحَقَّ} [6] حسن على استئناف ما بعده؛ لأنَّ جميع القراء يقرؤن: «ويهديْ» بإسكان الياء، فلو كان معطوفًا على «ليجزي» لكانت الياء مفتوحة، وليس بوقف إن جعل «ويهدي» معمول،   (1) وهما المشار إليهما سابقًا في «عالم». (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 357)، الإعراب للنحاس (2/ 353)، التيسير (ص: 122)، تفسير الطبري (14/ 260)، السبعة (ص: 526)، الغيث للصفاقسي (ص: 326)، النشر (2/ 285). (3) لم أستدل عليه. (4) انظر: تفسير الطبري (20/ 349)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (5) وهي المشار إليها سابقًا. (6) وجه من قرأ برفع الميم هنا وفي حم الجاثية [الآية: 11]؛ أنه نعت لـ «عذاب». وقرأ الباقون: بخفض الميم فيهما نعتا لـ «رجز»، وهو: العذاب السيئ. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 357)، الإعراب للنحاس (2/ 656)، البحر المحيط (7/ 259)، التيسير (ص: 180)، المعاني للفراء (2/ 351)، النشر (2/ 349). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 «ويرى»؛ وكأنه قال: ويرى الذين أوتوا العلم القرآن حقًا وهاديًا. {الْحَمِيدِ (6)} [6] تام. {كُلَّ مُمَزَّقٍ} [7] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلًا فيما قبله؛ لأنَّ «إنكم» في تأويل المفتوحة، وإنما كسرت لدخول اللام في خبرها، وإلا فهي مفعول ثان لـ «ينبئكم». {جَدِيدٍ (7)} [7] كاف؛ للاستفهام بعده. {جِنَّةٌ} [8] تام؛ لانقضاء كلام الكفار للمسلمين على سبيل الاستهزاء والسخرية، والمعنى: ليس الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما نسبتم، بل أنتم في عذاب النار، أو في عذاب الدنيا بما تكابدونه من إبطال الشرع، وهو يحق، وإطفاء نور الله، وهو يتم (1). {الْبَعِيدِ (8)} [8] تام. {وَالْأَرْضِ} [9] كاف؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «من السماء». {مُنِيبٍ (9)} [9] تام على القراءتين، قرأ حمزة والكسائي: «يشاء» و «يخسف» و «يسقط» الثلاث بالياء التحتية، والباقون: بالنون (2). {مِنَّا فَضْلًا} [10] كاف، ومثله: «والطير» على قراءة من قرأ: «والطيرُ» بالرفع، وهي قراءة الأعمش والسلمي، عطفًا على لفظ «جبال»، أو على الضمير في «أوَّبي»؛ كأنه قال: أوّبي أنت معه والطير، وأما من قرأ بالنصب، وهي قراءة الأمصار (3)؛ فالنصب من ثلاثة أوجه، أحدها: أن يكون عطفًا على «فضلًا»؛ كأنه قال: آتينا داود منا فضلًا والطير، أي: وسخرنا له الطير، فعلى هذا لا يوقف على «فضلًا» الثاني؛ أن يكون معطوفًا على موضع: (يا جبال أوّبي مع الطير)؛ فعلى هذين الوجهين يوقف على «فضلًا». {الْحَدِيدَ (10)} [10] جائز؛ إن علقت «أن» بـ «اعمل»، وليس بوقف إن علقت بـ «ألَنَّا». {فِي السَّرْدِ} [11] حسن، ومثله: «صالحًا». {بَصِيرٌ (11)} [11] تام، سواء نصبت «الريح»؛ بتقدير: وسخرنا لسليمان الريح، أو رفعت بجعله مبتدأ، «ولسليمان» الخبر. {الريح} [12] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال.   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 353)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وجه من قرأ: {إِنْ يَشَأ يَخْسِفْ}، و {أَوْ يُسْقِط} [9] بالياء فيهن؛ أن ذلك إسنادًا لضمير الله تعالى. وقرأ الباقون: بنون العظمة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 357)، البحر المحيط (7/ 260)، الكشاف (2/ 202)، النشر (2/ 349). (3) أي: الأئمة العشرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 {وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} [12] حسن. {القِطْرَ} [12] تام، لمن رفع «من يعمل»؛ على الابتداء، أي: فيما أعطيناه من الجن من يعمل، وليس بوقف لمن نصبه عطفًا على «الريح»، أي: وسخرنا له من الجن من يعمل. {بِإِذْنِ رَبِّهِ} [12] حسن. {السَّعِيرِ (12)} [12] كاف. {كَالْجَوَابِ} [13] ليس بوقف؛ لأن قوله: «وقدور» مجرور عطفًا على «وجفان» وابن كثير يقف عليها بالياء، ويصل بها (1)، والجوابي، جمع: جابية، وهي: الحياض التي تجمع فيها المياه. {رَاسِيَاتٍ} [13] تام. {آَلَ دَاوُودَ} [13] حسن عند أبي حاتم؛ على أن «شكرًا» نصب بالمصدرية، لا من معمول «اعملوا»؛ كأنه قيل: اشكروا واشكر يا آل داود، ولذلك نصب «آل داود»، وليس بوقف في أربعة أوجه: 1 - إن نصب على أنه مفعول به. 2 - أو مفعول لأجله. 3 - أو مصدر واقع موقع الحال، أي: شاكرين. 4 - أو على صفة لمصدر «اعملوا»، أي: اعملوا عملًا شكرًا، أي: ذا شكر. {شكراً} [13] كاف؛ على التأويلات كلها. {الشَّكُورُ (13)} [13] كاف. {مِنْسَأَتَهُ} [14] حسن، وهي: العصا كانت من شجرة نبتت في مصلاه، فقال: ما أنت؟ فقالت: أنا الخروبة نبت لخراب ملكك، فاتخذ منها عصا (2). {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ} [14] ليس بوقف؛ لأن قوله: «أن لو كانوا» بدل من «الجن»؛ لأن الإنس كانت تقول: إنَّ الجن يعلمون الغيب، فلما مات سليمان مكث على عصاه حولًا والجن تعمل فلما خرَّ ظهر أمر الجن للإنس؛ أنه لو كانت الجن تعلم الغيب، أي: موت سليمان ما لبثوا، أي: الجن في العذاب حولًا (3). {الْمُهِينِ (14)} [14] تام. {آَيَةٌ} [15] حسن لمن رفع «جنتان»؛ على سؤال سائل؛ كأنه قيل: ما الآية، فقال: الآية جنتان، وليس بوقف إن جعل «جنتان» بدلًا من «آية».   (1) وكذا قرأها ابن كثير. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 358)، التيسير (ص: 182)، الحجة لابن خالويه (ص: 293)، الحجة لابن زنجلة (ص: 584)، السبعة (ص: 527)، الغيث للصفاقسي (ص: 327)، النشر (2/ 351). (2) انظر: تفسير الطبري (20/ 369)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) انظر: المصدر السابق (20/ 369). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 {وَشِمَالٍ} [15] حسن. {وَاشْكُرُوا لَهُ} [15] تام؛ لأن قوله: «بلدةٌ» مرفوع خبر مبتدأ محذوف، أي: تلك بلدة طيبة. و {طَيِّبَةٌ} [15] جائز. {غَفُورٌ (15)} [15] تام. {سَيْلَ الْعَرِمِ} [16] حسن، قال وهب بن منبه: بعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيًا فكذبوهم، فأرسل الله عليهم سيل العرم. والعرم: الوادي، وقيل: السيل العظيم، وقيل: المطر الشديد (1). {(مِنْسِدْرٍ قَلِيلٍ (16)} [16] كاف، ومثله: «بما كفروا»، وكذا «الكفور». {قُرًى ظَاهِرَةً} [18] جائز. {فِيهَا السَّيْرَ} [18] تام؛ لأنه انتهاء الكلام. {آَمِنِينَ (18)} [18] كاف. {بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [19] جائز، ومثله: «ظلموا أنفسهم»، وكذا «أحاديث». {كُلَّ مُمَزَّقٍ} [19] كاف. {شَكُورٍ (19)} [19] تام. {ظَنَّهُ} [20] جائز. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)} [20] كاف، ومثله: «في شك». {حَفِيظٌ (21)} [21] تام. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [22] جائز؛ لأن ما بعده يصلح حالًا واستئنافًا، ومعناه: ادعوا الذين زعمتم أنهم ينصرونكم، ليكشف عنكم ما حل بكم، والتجئوا إليهم (2). {مِنْ شِرْكٍ} [22] حسن. {مِنْ ظَهِيرٍ (22)} [22] تام. {إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [23] تام على القراءتين، قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي (3): بضم همزة «أُذن» مجهولًا، أقاموا له مقام الفاعل، والباقون: بفتح الهمزة، والفاعل (الله)، أي: إلا من أذن الله له أن يشفع لغيره، أو إلا لمن أذن الله لغيره أن يشفع فيه (4).   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 377)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (20/ 395). (3) وجه من قرأ بضم الهمزة؛ أنه مبني للمفعول، و {لَهُ} نائب الفاعل. وقرأ الباقون: بفتحها مبنيا للفاعل، وهو الله تعالى. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 359)، المعاني للأخفش (2/ 444). (4) انظر: تفسير الطبري (20/ 295)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} [23] ليس بوقف؛ لأن مقول قالوا الحق، وجمع الضمير في «قالوا» تعظيمًا لله تعالى، أي: أي شيء قال ربكم في الشفاعة، فيقول: الملائكة، قال الحق، أي: قال القول الحق، فـ «الحق» منصوب بفعل محذوف دل عليه «قال». و {الْحَقَّ} [23] كاف. {الْكَبِيرُ (23)} [23] تام. {وَالْأَرْضِ (} [24] جائز. {قُلِ اللَّهُ} [24] حسن؛ إن لم يوقف على «والأرض». {مُبِينٍ (24)} [24] كاف، ومثله: «عما تعملون»، وكذا «بالحق»؛ على استئناف ما بعده. {الْعَلِيمُ (26)} [26] تام. {شُرَكَاءَ كَلَّا} [27] تام عند أبي حاتم والخليل؛ لأن المعنى: كلا لا شريك لي ولا تروني ولا تقدرون على ذلك، فلما أفحموا عن الإتيان بجواب، وتبين عجزهم زجرهم عن كفرهم، فقال: كلا، ثُمّ استأنف بل هو الله العزيز الحكيم (1). و {الْحَكِيمُ (27)} [27] تام. {وَنَذِيرًا} [28] ليس بوقف؛ لحرف الاستدراك بعده. {لَا يَعْلَمُونَ (28)} [28] كاف، ومثله: «صادقين». {وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30)} [30] كاف. {بَيْنَ يَدَيْهِ} [31] حسن، وجواب: «لو» محذوف، تقديره: لرأيت أمرًا عظيمًا. {إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} [31] كاف، ومثله: «لكنا مؤمنين»، وكذا «مجرمين»، و «أندادًا»، و «العذاب». {فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [33] حسن. {يَعْمَلُونَ (33)} [33] تام. {مُتْرَفُوهَا} [34] ليس بوقف؛ لاتصال المقول بما قبله. {كَافِرُونَ (34)} [34] تام. {وَأَوْلَادًا} [35] جائز، ولا كراهة في الابتداء بما بعده؛ لأنه حكاية عن كلام الكفار، والقارئ غير معتقد معنى ذلك. {بِمُعَذَّبِينَ (35)} [35] تام. {وَيَقْدِرُ} [36] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله استدراكًا وعطفًا.   (1) انظر: المصدر السابق (20/ 405). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 {لَا يَعْلَمُونَ (36)} [36] كاف. {زُلْفَى} [37] ليس بوقف؛ لأنه لا يبتدأ بأداة الاستثناء. {وَعَمِلَ صَالِحًا} [37] حسن؛ لأن «أولئك» مبتدأ مع الفاء. {آَمِنُونَ (37)} [37] كاف. {مُحْضَرُونَ (38)} [38] تام. {وَيَقْدِرُ لَهُ} [39] كاف، وتام عند أبي حاتم؛ للابتداء بالنفي، ومثله: «فهو يخلفه». {الرَّازِقِينَ (39)} [39] كاف؛ إن نصب «ويوم» بفعل مقدر. {كَانُوا يَعْبُدُونَ (40)} [40] كاف، وأكفى منه «الجن»، وتام عند أبي حاتم. {مُؤْمِنُونَ (41)} [41] تام. {وَلَا ضَرًّا} [42] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله. {تُكَذِّبُونَ (42)} [42] كاف. {آَبَاؤُكُمْ} [43] جائز، ومثله: «إلا إفك مفترى». {سِحْرٌ مُبِينٌ (43)} [43] تام. {يَدْرُسُونَهَا} [44] كاف، ومثله: «من نذير». {مِنْ قَبْلِهِمْ} [45] ليس بوقف؛ لأن الجملة بعده حال. {مَا آَتَيْنَاهُمْ} [45] جائز. {فَكَذَّبُوا رُسُلِي} [45] كاف؛ لاستئناف التوبيخ. {نَكِيرِ (45)} [45] تام. {بِوَاحِدَةٍ} [46] تام عند نافع، أي: بكلمة واحدة؛ بجعل «أن تقوموا» في محل خبر مبتدأ محذوف، أي: هي أن تقوموا، وليس بوقف إن جعل «أن تقوموا»، تفسيرًا لقوله: «بواحدة»، وتكون «أن» في موضع جر بدلًا من قوله: «بواحدة» لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه. {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [46] تام، أي: هل كان محمد - صلى الله عليه وسلم - ساحرًا، أو كذابًا، أو مجنونًا، ثم قال الله ما بصاحبكم من جنة. {مِنْ جِنَّةٍ} [46] تام؛ لاستئناف النفي، و «من جنة» فاعل بالجار لاعتماده. {شَدِيد (46)} [46] كاف. {فَهُوَ لَكُمْ} [47] حسن، ومثله: «على الله». {شَهِيدٌ (47)} [47] كاف، ومثله: «بالحق» إن رفع «علام الغيوب»؛ على الاستئناف، أي: هو علام، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن رفع نعتًا على موضع اسم «إن»، وقد ردّ الناس هذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 المذهب؛ أعني: جواز الرفع؛ عطفًا على محل اسم «إن» مطلقًا؛ أعني: قبل الخبر وبعده، وفي المسألة أربعة مذاهب: مذهب المحققين: المنع مطلقًا، ومذهب التفصيل: قبل الخبر يمتنع، وبعده يجوز، ومذهب الفراء: إن خفي إعراب الاسم؛ جاز لزوال الكراهة اللفظية وسمع: أنك وزيد ذاهبان، وليس «بالحق» وقفًا، إن جعل «علام» بدلًا من الضمير في «يقذف»، أو جعل خبرًا ثانيًا، أو بدلًا من الموضع في قوله: «إنَّ ربي» (1). {الْغُيُوبِ (48)} [48] كاف، ومثله: «الحق». {وَمَا يُعِيدُ (49)} [49] تام. {عَلَى نَفْسِي} [50] جائز. {رَبِّي} [50] كاف؛ على استئناف ما بعده. {سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)} [50] تام. {فَلَا فَوْتَ} [51] كاف، «وأخذوا من مكان قريب» الأَوْلَى وصله؛ لأن: «وقالوا آمنا به»، عطف على «وأخذوا». {(آَمَنَّابِهِ} [52] جائز؛ على استئناف الاستفهام. {بَعِيدٍ (52)} [52] كاف، ومثله: «بعيد»، و «التناوش» مبتدأ، «وأنى» خبره، أي: كيف لهم التناوش، أي: الرجوع إلى الدنيا، وأنشدوا: تمنى أن يؤب إلى منىّ ... وليس إلى تناوشها سبيل (2) وقرئ: «التنآؤش» بهمزة بدلها (3). {مَا يَشْتَهُونَ} [54] ليس بوقف؛ لأن الكاف متصلة بما قبلها. {مِنْ قَبْلُ} [54] كاف. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 418)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) لم أستدل عليه. (3) وهي قراءة أبو عمرو وشعبة وحمزة والكسائي وخلف؛ وجه من قرأ بالمد والهمزة؛ أنه مصدر: تنائش، من ناش: تناول من بعد. وقرأ الباقون: مضمومة بلا همزة، مصدر: ناش، أي: تناول، وقيل الهمز عن الواو، نحو: وقنت وأقنت. انظر هذه القراءة في: التيسير (ص: 181)، المعاني للفراء (2/ 365)، الكشاف للقيسي (2/ 208)، النشر (2/ 351). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 سورة الملائكة مكية - كلمها: سبعمائة وسبع وتسعون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وثلاثون حرفًا. - وآيها: خمس أو ست وأربعون آية. ولا وقف من أولها إلى: {وَرُبَاعَ} [1] كافٍ عند أبي حاتم، وقال نافع: تام؛ على استئناف ما بعده. {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [1] كاف. {قَدِيرٌ (1)} [1] تام. {فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [2] حسن، ومثله: «من بعده». {الْحَكِيمُ (2)} [2] تام؛ للابتداء بياء النداء. {نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [3] كاف؛ للابتداء بالاستفهام، ومثله: «والأرض». {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [3] جائز. {تُؤْفَكُونَ (3)} [3] تام. {مِنْ قَبْلِكَ} [4] حسن. {الْأُمُورُ (4)} [4] تام. {حَقٌّ} [5] حسن، ومثله: «الحياة الدنيا»؛ للفصل بين الموعظتين. {الْغَرُورُ (5)} [5] كاف. {عَدُوًّا} [6] حسن. {السَّعِيرِ (6)} [6] تام؛ إن جعل «الذين» مبتدأ، خبره «عذاب شديد»، وليس بوقف؛ إن جعل في موضع رفع بدلًا من الواو في «ليكونوا»، وكذا إن جعل في موضع نصب نعتًا لـ «حزبه»، أو في موضع جر نعتًا؛ لـ «أصحاب السعير». {شَدِيدٌ} [7] تام، ومثله: «كبير»، قال قتادة: أجر كبير؛ الجنة (1). {فَرَآَهُ حَسَنًا} [8] حسن؛ إن قدِّر جواب الاستفهام كمن هداه الله بقرينة، «ويهدي» ومن قدّر الجواب: ذهبت نفسك عليه حسرة، بقرينه فلا تذهب نفسك، ويكون قوله: «فلا تذهب نفسك»، دليل الجواب، فلا يوقف على «حسنًا» حتى يأتي بقوله: «فلا تذهب نفسك»، وقال الحسين بن الفضل: في الآية تقديم وتأخير، تقديره: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا، فلا تذهب، وعلى هذا فالوصل   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 440)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 أولى للتعقيب؛ فإنه يؤذن بالسلب، أي: لاتنحسر على من يضل؛ فإنه يضله، والأول أولى (1). {حَسَرَاتٍ} [8] كاف. {بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} [8] تام. {بَعْدَ مَوْتِهَا} [9] كاف. {النُّشُورُ (9)} [9] تام، والكاف في محل رفع، أي: مثل إخراج النبات يخرجون من قبورهم. {الْعِزَّةَ} [10] تام، من شرط جوابه مقدر، ويختلف تقديره باختلاف التفسير، قيل: من كان يريد العزة بعبادة الأوثان، فيكون تقديره: فليطلبها، ومن كان يريد العزة بالطريق القويم، فيكون تقديره: فليطلبها، ومن كان يريد علم العزة فيكون تقديره: فلينسب ذلك إلى الله، ودل على ذلك كله قوله: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}. و {جَمِيعًا} [10] كاف، ومثله: «الكلم الطيب». {يَرْفَعُهُ} [10] تام؛ إن كان الرافع للعمل الصالح الله تعالى، وإن كان الرافع للعمل الصالح الكلم الطيب، وأراد: أن الكلم الطيب، يرفعه العمل الصالح، فلا يحسن الوقف على «الطيب» في الوجهين، وليس «الطيب» بوقف إن عطف، والعمل «الصالح» على «الكلم الطيب»، ومفهوم «الصالح» إن «الكلم» لا يقبل لعدم مقارنته للعمل الصالح، إذ في الحديث: «لا يقبل الله قولًا إلا بعمل، ولا عملًا إلا بنية، ولا قولًا، ولا عملًا، ولا نية، إلا بإصابة السنة» (2). {شَدِيدٌ} [10] كاف. {يَبُورُ (10)} [10] تام. {أَزْوَاجًا} [11] حسن، ومثله: «بعلمه». {إِلَّا فِي كِتَابٍ} [11] تام عند أبي حاتم، وحسن عند غيره. {يَسِيرٌ (11)} [11] تام. {الْبَحْرَانِ} [12] جائز، وليس حسنًا؛ لأن ما بعده تفسير لهما؛ لأن الجملتين مع ما حذف حال من «البحرين»، أي: «وما يستوي البحران» مقولًا لهما: هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج. و {أُجَاجٌ} [12] حسن. {تَلْبَسُونَهَا} [12] جائز. {مَوَاخِرَ} [12] ليس بوقف؛ لأن اللام من قوله: «لتبتغوا» متعلقة بـ «مواخر» فلا يفصل بينهما.   (1) انظر: المصدر السابق (20/ 441). (2) انظره في: معرفة التذكرة لابن طاهر المقدسي (1/ 252)، والتحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي (1/ 136)، وتنقيح التعليق في أحاديث التعليق لابن عبد الهادي (1/ 64).-بالموسوعة الشاملة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 {تَشْكُرُونَ (12)} [12] تام؛ على استئناف ما بعده. {فِي اللَّيْلِ} [13] جائز. {وَالْقَمَرَ} [13] حسن؛ لأن «كل» مستأنف مبتدأ. {لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [13] كاف، وكذا «له الملك»، ومثله: «من قطمير» للابتداء بالشرط. {دُعَاءَكُمْ} [14] حسن، ومثله: «ما استجابوا لكم»، وكذا «بشرككم». {مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} [14] تام؛ للابتداء بياء النداء. {إِلَى اللَّهِ} [15] كاف؛ فصلًا بين وصف الخلق، ووصف الحق. {الْحَمِيدُ (15)} [15] كاف، ومثله: «جديد». {بِعَزِيزٍ (17)} [17] تام. {وِزْرَ أُخْرَى} [18] كاف؛ لاستئناف الشرط، ولا يوقف على منه شيء. {ذَا قُرْبَى} [18] كاف، وفي كان ضمير هو اسمها، وإنما أراد ولو كان المدعوّ ذا قربى. {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [18] كاف، ومثله: «لنفسه». {الْمَصِيرُ (18)} [18] تام. {وَالْبَصِيرُ (19)} [19] جائز، وهما المؤمن والكافر، ومثله: «ولا النور»، وقيل: لاوقف من قوله: «وما يستوي الأعمى» إلى «الحرور» وبه يتم المعطوف والمعطوف عليه. {الْحَرُورُ (21)} [21] كاف. {وَلَا الْأَمْوَاتُ} [22] حسن، ومثله: «من يشاء»، وتام عند أبي حاتم: للعدول عن الإثبات إلى النفي. {الْقُبُورِ (22)} [22] كاف. {إِلَّا نَذِيرٌ (23)} [23] تام، ومثله: «ونذيرًا»، وكذا «نذير». {مِنْ قَبْلِهِمْ} [25] جائز؛ لأن «جاءتهم» يصلح حالًا واستئنافًا. {الْمُنِيرِ (25)} [25] كاف؛ على استئناف ما بعده. {الَّذِينَ كَفَرُوا} [26] جائز؛ لاستئناف التوبيخ. {نَكِيرِ (26)} [26] تام. {أَلْوَانُهَا} [27] الأول حسن. و {أَلْوَانُهَا} [27] الثاني ليس بوقف؛ لأن قوله: «وغرابيب سود» معطوف على «بيض». {وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)} [27] كاف؛ إن رفع «مختلف» بالابتداء، وما قبله خبره، وليس بوقف إن عطف على «مختلفًا» الأول. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 {كَذَلِكَ} [28] جائز؛ إن كان لتشبيه تمام الكلام قبله، والمعنى: أن فيما خلقنا من الناس والدواب والأنعام مختلفًا مثل اختلاف الثمرات والجبال. وهذا توجيه حسن (1). {الْعُلَمَاءُ} [28] كاف، ورسموا: {العلماؤا} [28] بواو وألف بعد الميم كما ترى. {غَفُورٌ (28)} [28] تام. {وَعَلَانِيَةً} [29] ليس بوقف؛ لأن خبر «إنّ» لم يأت، وهو جملة «يرجون». {لَنْ تَبُورَ (29)} [29] كاف؛ إن جعلت لام «ليوفيهم» لام القسم، كما يقول أبو حاتم، وليس بوقف إن علقت بـ «لن تبور»، أي: تجارة غيرها هالكة تنفق في طاعة الله ليوفيهم. {مِنْ فَضْلِهِ} [30] كاف. {شَكُورٌ (30)} [30] تام. {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [31] كاف. {بَصِيرٌ (31)} [31] تام؛ للفصل بين الجملتين تعريضًا للاعتبار. {مِنْ عِبَادِنَا} [32] حسن، ومثله: «ظالم لنفسه»؛ إن فسّر الظالم بالكافر، كما رواه عمرو بن دينار عن ابن عباس، وجائز: إن فسّر بالعاصي، وهو المشهور. {مُقْتَصِدٌ} [32] جائز، للفصل بين الأوصاف، روي أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ هذه الآية عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له»، وفي الجامع: «السابق والمقتصد يدخلان الجنة بغير حساب، والظالم لنفسه يحاسب يسيرًا ثم يدخل الجنة» عن أبي الدرداء (2).   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 460)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (8/ 154): ضعيف جدًا، رواه العقيلي في "الضعفاء" (351)، والديلمي (2/ 210) عن عمرو بن الحصين: حدثنا الفضل بن عميرة القيسي، عن ميمون بن سياه، عن أبي عثمان النهدي قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ... فذكره مرفوعًا. وقال العقيلي: "الفضل بن عميرة لا يتابع على حديثه هذا، ويروى من غير هذا الوجه بنحو هذا اللفظ بإسناد أصلح من هذا". قلت: وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"! وردَّه الذهبي بقوله: "بل هو منكر الحديث". وذكره الساجي في "الضعفاء" أيضًا، وقال: "في حديثه ضعف، وعنده مناكير". وعمرو بن الحصين؛ متروك. ورواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 331) من طريق حفص بن خالد، عن ميمون بن سياه، عن عمر به وحفص هذا؛ مجهول؛ كما في "الميزان". قلت: والإسناد الأصلح الذي أشار إليه العقيلي لم أعرفه، وقد أورد السيوطي كل أو جل ما روي في معناه في تفسير قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه ... ) الآية، وليس في شيء منها ما يشهد لقوله: "وظالمنا مغفور له"؛ إلا حديث أنس عند ابن النجار؛ فإنه بهذا اللفظ، والله أعلم. ولعله يشير إلى ما أخرجه الحاكم (2/ 426) من طريق جرير: حدثني الأعمش، عن رجل قد سماه، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - رضي الله عنه - يقول في قوله عز وجل: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات)، قال: "السابق والمقتصد يدخلان الجنة بغير حساب، والظالم لنفسه يحاسب حسابًا يسيرًا، ثم يدخل الجنة". وقال: "وقد اختلفت الروايات عن الأعمش في إسناده؛ فروي عن الثوري عن الأعمش عن أبي ثابت عن أبي الدرادء. وقيل: عن الثوري -أيضًا - عن الأعمش. وقيل: عن شعبة عن الأعمش عن رجل من ثقيف عن أبي الدرداء قال: ذكر أبو ثابت عن أبي الدرادء. وإذا كثرت الروايات في الحديث ظهر أن له أصلًا". قلت: ولكن مدارها كلها إما على رجل لم يسم؛ فهو مجهول، وإما على أبي ثابت؛ فهو مجهول أيضًا؛ أورده ابن أبي حاتم في "الكنى" برواية الأعمش عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 {بِإِذْنِ اللَّهِ} [32] كاف. {الْكَبِيرُ (32)} [32] كاف، وليس بتام؛ لأن «جنات عدن يدخلونها»، تفسير للفضل الكبير؛ كأنه قال: هو جنات عدن، فلا يفصل بينهما، واغتفر الفصل من حيث كونه رأس آية، وكاف أيضًا لمن رفع «جنات» مبتدأ، والجملة خبر، ومثله أيضًا لمن رفع «جنات» خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك جنات عدن، وكذا لو جعل «جنات» خبرًا ثانيًا، لاسم الإشارة، وليس بوقف إن أعرب بدلًا من «الفضل الكبير»، وليس بوقف أيضًا على قراءة عاصم والجحدري (1): «جناتِ عدن»، بكسر التاء بدلًا من قوله: «بالخيرات»، وعلى قراءته فلا يوقف على «بإن الله»، ولا على «الكبير»؛ لأنه لا بفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. {وَلُؤْلُؤًا} [33] كاف، لمن قرأه بالجر عطفًا على «من ذهب»، وبها قرأ ابن كثير وأهل مكة وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو عمرو، وقرأ نافع وحفص (2): «ولؤلؤًا» بالنصب؛ على محل «من أساور»؛ كأنه قال: يحلون أساور من ذهب ولؤلؤًا؛ فعلى قراءتهما يوقف عليه بالألف. {حَرِيرٌ (33)} [33] تام. {الْحَزَنَ} [34] كاف. {شَكُورٌ (34)} [34] تام، في محل «الذي» الحركات الثلاث؛ فإن جعل في محل رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الذي، أو جعل في محل نصب بتقدير: أعني، كان كافيًا فيهما، وليس بوقف في أربعة أوجه: 1 - إن جعل «الذي» في محل خفض نعتًا لاسم الله في قوله: «الحمد لله». 2 - أو جعل في محل نصب نعتًا لاسم «إن» في قوله: «إنَّ ربنا لغفور شكور». 3 - أو في محل رفع بدلًا من «غفور». 4 - أو بدلًا من الضمير في «شكور».   (1) وكذا عن هارون، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 298)، البحر المحيط (7/ 314)، تفسير القرطبي (14/ 350)، الكشاف (3/ 309). (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 362)، الإعراب للنحاس (2/ 698)، التيسير (ص: 156)، الحجة لابن خالويه (ص: 252، 296)، الحجة لابن زنجلة (ص: 593)، السبعة (ص: 535)، الغيث للصفاقسي (ص: 329)، النشر (2/ 326). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 {مِنْ فَضْلِهِ} [35] جائز، وقال الأخفش: لا وقف من قوله: «الحمد لله» إلى «لغوب». و {لُغُوبٌ (35)} [35] تام. {جَهَنَّمَ} [36] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرًا ثانيًا، أو حالًا. {مِنْ عَذَابِهَا} [36] كاف. {كُلَّ كَفُورٍ (36)} [36] تام. {يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} [37] جائز عند نافع؛ على استئناف ما بعده، أي: «يقولون ربنا»، وخولف في هذا؛ لأنّ المعنى: يصطرخون يقولون، فيحتاج إلى ما بعده، وكذا إن أضمرت القول؛ لأن ما قبله دل عليه. {كُنَّا نَعْمَلُ} [37] تام. {النَّذِيرُ} [37] كاف؛ على استئناف ما بعده. {فَذُوقُوا} [37] تام، ومثله: «من نصير». {وَالْأَرْضِ} [38] حسن. {الصُّدُورِ (38)} [38] تام. {فِي الْأَرْضِ} [39] حسن، ومثله: «فعليه كفره»، وكذا «إلا مقتًا». {خَسَارًا (39)} [39] كاف، وقيل: تام؛ لأنه آخر قصة. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [40] حسن؛ لتناهي الاستفهام. {في السَّمَاوَاتِ} [40] جائز؛ لأن «أم»؛ بمعنى: ألف الاستفهام. {بَيِّنَةٍ مِنْهُ} [40] تام عند نافع. {إِلَّا غُرُورًا (40)} [40] تام. {أَنْ تَزُولَا} [41] كاف، وكذا «من بعده». {غَفُورًا (41)} [41] تام. {مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ} [42] حسن، وكذا «نفورًا»؛ إن نصب «استكبارًا»؛ على المصدر بفعل مضمر؛ كأنه قال: يستكبرون استكبارًا، وليس بوقف؛ إن نصب «استكبارًا»؛ على أنه مفعول من أجله، أو جعل حالًا؛ فيكون متعلقًا بـ «نفورًا»، أو بدلًا من «نفورًا». {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} [43] الأول حسن، و {السَّيِّئُ} [43] الثاني ليس بوقف؛ لأن ما بعده حرف الاستثناء. {إِلَّا بِأَهْلِهِ} [43] كاف، ومثله: «الأولين» لتانهي الاستفهام. {تَبْدِيلًا} [43] حسن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 {تَحْوِيلًا (43)} [43] تام، واتفق علماء الرسم على كتابة: {سُنَّةَ} [43] الثلاث بالتاء المجرورة. {مِنْ قَبْلِهِمْ} [44] حسن، ومثله: «قوة». {وَلَا فِي الْأَرْضِ} [44] كاف. {قَدِيرًا (44)} [44] تام. {مِنْ دَابَّةٍ} [45] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده بما قبله استدراكًا. {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [45] حسن. {أَجَلُهُمْ} [45] ليس بوقف؛ لأن قوله: «فإن الله» جواب: «إذا». آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 سورة يس مكية قيل إلّا قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا} [45] الآية فمدني. - كلمها: سبعمائة وسبع وعشرون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وعشرون حرفًا. - وآيها: اثنتان أو ثلاث وثمانون آية. وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل. {يس (1)} [1] حسن؛ إن جعل «يس» افتتاح السورة أو إسما لها ليس بوقف إن فُسّر «يس» بيا رجل أو يا إنسان؛ لأنَّ قوله: «إنك لمن المرسلين» قد دخل في الخطاب كأنه قال: يا محمد والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين، فيكون كالكلام الواحد، فلا يوقف على الحكيم؛ لأن قوله: «والقرآن الحكيم» قسم وجوابه: «إنك» فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف. {لمن المرسلين (3)} [3] حسن؛ على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل خبرًا ثانيًا؛ لأن وكذا إن جعل موضع الجار والمجرور نصبًا مفعولًا ثانيًا لمعنى الفعل في المرسلين؛ لأن تقديره: إنك لمن الذين أرسلوا على صراط مستقيم، فيكون قوله: «على صراط مستقيم» داخلًا في الصلة، وكذا إن قدر: «إنك لمن المرسلين لتنذر قومًا» فيدخل قوله: «لتنذر» في الصلة أيضًا؛ فعلى هذه الأوجه لا يوقف على «المرسلين» ولا على «مستقيم». {مُسْتَقِيمٍ (4)} [4] تام، لمن قرأ: «تنزيلُ» بالرفع؛ خبر مبتدأ محذوف، أي: هو تنزيل؛ لأن القرآن قد جرى ذكره، وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالنصب (1)، وكذا من قرأ: «تنزيلَ» بالنصب على المصدرية بفعل مضمر، أي: نزله تنزيل العزيز، أو نصب على المدح وهو في المعنى كالرفع، وليس بوقف إن جرّ «تنزيلِ» نعتًا للقرآن أو بدلًا منه، وبها قرأ أبو جعفر (2). {الرَّحِيمِ (5)} [5] ليس بوقف؛ لتعلق «لام كي» بما قبلها. {قَوْمًا} [6] جائز إن جعلت «ما» نافية، أي: لم تنذر قومًا ما أنذر آباؤهم؛ لأن قريشًا لم يبعث إليهم نبي قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - وليس بوقف إن جعلت اسم موصول، والتقدير: لتنذر قومًا لذي أنذر آباؤهم،   (1) وجه من قرأ بالنصب؛ أن ذلك على المصدر بفعل من لفظه. ووجه من قرأ بالرفع خبر لمقدر، أي: هو، أو ذلك، أو القرآن، تنزيل. انظر هذه القراءة في: الغيث للصفاقسي (ص: 332)، المعاني للفراء (2/ 372)، الحجة لابن خالويه (ص: 297)، البحر المحيط (7/ 323)، النشر (2/ 252). (2) في غير المتواتر، فهي قراءة شاذة، وهي رويت أيضًا عن أبي حيوة واليزيدي وشيبة والحسن. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 363)، الإعراب للنحاس (2/ 709)، الإملاء للعكبري (2/ 108)، البحر المحيط (7/ 323)، تفسير القرطبي (15/ 6)، الكشاف (3/ 314)، تفسير الرازي (26/ 42). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 أي: بالشيء الذي أنذر به آباؤهم. {غَافِلُونَ (6)} [6] كاف. {عَلَى أَكْثَرِهِمْ} [7] جائز. {فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)} [7] كاف. {أَغْلَالًا} [8] جائز، أي: منعوا من التصرف في الخير؛ لأنَّ ثم أغلالًا. {إِلَى الْأَذْقَانِ} [8] جائز. {مُقْمَحُونَ (8)} [8] كاف، أي: يغضون بصرهم بعد رفعها. {وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} [9] ليس بوقف. {فَأَغْشَيْنَاهُمْ} [9] جائز. {لَا يُبْصِرُونَ (9)} [9] تام، قرأ العامة (1): «أغشيناهم» بالغين المعجمة، أي: غطينا أبصارهم، وقرئ بالعين المهملة (2): وهو ضعف البصر، يقال: غشى بصره، وأغشيته أنا. {لَا يُؤْمِنُونَ (10)} [1] كاف. {بِالْغَيْبِ} [11] جائز. {كَرِيمٍ (11)} [11] تام. {مَا قَدَّمُوا} [12] ليس بوقف؛ لأن قوله: «وآثارهم» معطوف على «ما» فكأنه قال: نكتب الشيء الذي قدموه وآثارهم، قيل: نزلت في قوم كانت منازلهم بعيدة عن مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت تلحقهم المشقة إذا أرادوا الصلاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرادوا أن يتقربوا من مسجده فأنزل الله إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم. والوقف على «آثارهم» كاف؛ لأن «كل» منصوب بمقدر، أي: أحصينا كل شيء أحصيناه (3). {مُبِينٍ (12)} [12] تام. {مَثَلًا} [13] ليس بوقف؛ لأن أصحاب القرية حال محل مثل الذي هو بيان مثل الذي في الآية فلا يفصل بينهما، أي: ومثل لهم مثلا مثل؛ فمثل الثاني بيان للأول، والأول مفعول به.   (1) أي: جمهور القراء. (2) الحسن وابن عباس وعكرمة ويحيى بن يعمر وعمر بن عبد العزيز والنخعي وأبو رجاء وابن سيرين وزيد بن علي ويزيد البربري ويزيد بن المهلب وأبو حنيفة وابن مقسم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 363)، الإعراب للنحاس (2/ 711)، الإملاء للعكبري (2/ 108)، البحر المحيط (7/ 325)، تفسير الطبري (22/ 99)، تفسير القرطبي (15/ 10)، الكشاف (3/ 316)، المحتسب لابن جني (2/ 204)، المعاني للفراء (2/ 273). (3) انظر: تفسير الطبري (20/ 497)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 {الْقَرْيَةِ} [13] جائز؛ إن علق «إذ» بمقدر. {الْمُرْسَلُونَ (13)} [13] الأول ليس بوقف؛ لأن «إذ» بدل من «إذ» الأولى، وإن علق بعامل مضمر جاز الوقف عليه. {إنا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)} [14] تام. {بَشَرٌ مِثْلُنَا} [15] ليس بوقف، ومثله: «من شيء» لأن ما بعدهما من مقول الكفار. {إِلَّا تَكْذِبُونَ (15)} [15] كاف، ومثله: «لمرسلون». {الْمُبِينُ (17)} [17] تام. {تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} [18] حسن، للابتداء بـ «لام» القسم. {لَنَرْجُمَنَّكُمْ} [18] ليس بوقف؛ لأن ما بعده معطوف عليه. {أَلِيمٌ (18)} [18] كاف. {(طَائِرُكُمْمَعَكُمْ} [19] حسن، لمن قرأ (1): «أئن ذكرتم» على الاستفهام التوبيخي؛ لأن له صدر الكلام، سواء قرئ بهمزة محققة أو مسهلة، فكان شعبة ونافع وأبو عمرو يقرؤن (2): «آن ذكرتم» بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ عاصم ويحيى وحمزة والكسائي (3): «إن ذكرتم» فعلى هذين القراءتين يحسن الوقف على «طائركم معكم»؛ لأن الاستفهام داخل على شرط، جوابه محذوف، تقديره: «آن ذكرتم» بهمزة ممدودة، «تطيركم» وأن الناصبة، أي: أتطيرتم لأن ذكرتم، وليس بوقف على قراءة زرّ بن حبيش (4): «أأن ذكرتم» بهمزتين مفتوحتين، والتقدير: ألأن ذكرتم، واختلف سيبويه ويونس إذا اجتمع شرط واستفهام أيهما يجاب فذهب سيبويه إلى إجابة الاستفهام ويونس إلى إجابة الشرط، فالتقدير عند سيبويه: «آن ذكرتم تتطيرون»، وعند يونس: «تتطيروا» مجزوم؛ فالجواب على القولين محذوف، وهذا الوقف حقيق بأن يخص بتأليف، وهذا غاية في بيانه لمن تدبر،،، ولله الحمد {مُسْرِفُونَ (19)} [19] تام. {يَسْعَى} [2] ليس بوقف، ومثله: «المرسلين»؛ لأن اتبعوا الثانية بدل من «اتبعوا» الأولى وهو كلام   (1) وهي قراءة الأئمة العشرة في المتواتر، أي: بهمزتين، ثم كل على مذهبه في الفصل بين الهمزتين. (2) في غير المتواتر، فهي قراءة شاذة، ورويت أيضًا عن ابن كثير ويعقوب وطلحة بن مصرف وعيسى الهمذاني. وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: تفسير القرطبي (15/ 17)، مجمع البيان للطبرسي (8/ 417). (3) في غير المتواتر، فهي قراءة شاذة، ورويت أيضًا عن نافع وقالون والبصريان. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 327)، الكشاف (3/ 318)، مجمع البيان للطبرسي (8/ 417). (4) ورويت أيضًا عن المطوعي وأبو رزين وطلحة وابن السميفع، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 364)، الإعراب للنحاس (2/ 714)، الإملاء للعكبري (2/ 109)، البحر المحيط (7/ 327)، تفسير الطبري (22/ 102)، تفسير القرطبي (15/ 16)، الكشاف (3/ 318)، المعاني للفراء (2/ 374). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 واحد صادر من واحد. {مُهْتَدُونَ (21)} [21] كاف، ورسموا «أقصا» هنا وفي القصص بألف كما ترى. {فَطَرَنِي} [22] جائز. {تُرْجَعُونَ (22)} [22] كاف. {آَلِهَةً} [23] ليس بوقف؛ لأن جملة: «أن يردن الرحمن» في محل نصب صفة لـ «آلهة» ورسموا: «إن يردن» بغير ياء بعد النون، وليست الياء من الكلمة، وعلامة الجزم سكون الدال. {وَلَا يُنْقِذُونِ (23)} [23] جائز، ولا كراهة في الابتداء بما بعده؛ لأن القارئ يقرأ ما أنزل الله باعتقاد صحيح وضمير صالح وإنما الأعمال بالنيات، ومن فسدت نيته واعتقد معنى ذلك فهو كافر إجماعًا، ومن حكى ذلك عن قائله فلا جناح عليه كما تقدم. {مُبِينٍ (24)} [24] حسن، ومثله: «فاسمعون». {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [26] أحسن مما قبله، ورسموا: «ادخل الجنة» بلام واحدة من غير ياء كما ترى. {يَعْلَمُونَ (26)} [26] ليس بوقف؛ لأنَّ الياء متعلقة بما قبلها، وكذا: «ربي» لأن قوله: «وجعلني» معطوف على «واغفر لي». {الْمُكْرَمِينَ (27)} [27] كاف. {مِنَ السَّمَاءِ} [28] جائز. {مُنْزِلِينَ (28)} [28] كاف؛ على استئناف ما بعده. {خَامِدُونَ (29)} [29] تام، ومثله: «على العباد»؛ لأنه تمام الكلام. {يَسْتَهْزِئُونَ (30)} [3] كاف. {مِنَ الْقُرُونِ} [31] ليس بوقف؛ لأن «إنهم» منصوب بما قبله. {لَا يَرْجِعُونَ (31)} [31] كاف. {مُحْضَرُونَ (32)} [32] تام. {يَأْكُلُونَ (33)} [33] كاف؛ على استئناف ما بعده وجائز إن عطف على ما قبله. {وَأَعْنَابٍ} [34] جائز، إن جعل «ليأكلوا» متعلقًا بـ «فجرنا»، وليس بوقف إن جعل «ليأكلوا» متعلقًا بـ «جعلنا». {(مِنْثَمَرِهِ} [35] حسن، إن جعلت «ما» نافية، وليس بوقف إن جعلت اسم موصول؛ بمعنى: الذي في محل جرّ عطفًا على «ثمره»؛ كأنه قال: ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم، فعلى هذا يكون قد أثبت لأيديهم عملًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 {أَيْدِيهِمْ} [35] حسن على الوجهين. {يَشْكُرُونَ (35)} [35] تام، ومثله: «لا يعملون». {اللَّيْلُ} [37] جائز على تقدير: إنا نسلخ، وليس بوقف إن جعل حالًا. {مُظْلِمُونَ (37)} [37] كاف؛ إن رفعت «والشمس» بالابتداء وما بعده الخبر، وليس بوقف إن جعلت «والشمس» معطوفة على و «الليل». {لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [38] كاف، وقرئ (1): «لا مستقرَّ» بـ «لا» النافية، وقرئ (2): «لا مستقرٌ لها» بـ «لا» العاملة عمل «ليس» فـ «مستقرًا» اسمها و «لها» في محل نصب خبرها كقوله: تعز فلا شيء على الأرض باقيًا ... ولا وزر مما قضى الله واقيًا (3) والمعنى: إنها لا مستقر لها في الدنيا، بل هي دائمة الجريان. {الْعَلِيمِ (38)} [38] تام لمن قرأ: «والقمرُ» بالرفع؛ على الابتداء والخبر وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بنصبه، بتقدير: قدرنا القمر، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع عطفًا على ما قبله، أي: وآية لهم القمر قدرناه (4). و {مَنَازِلَ} [39] ليس بوقف؛ لأن «حتى» متعلقة بما قبلها، وهي غاية كأنه قال: قدرناه منازل إلى أن عاد كالعرجون القديم. {الْقَدِيمِ (39)} [39] كاف، ومثله: «سابق النهار». {يَسْبَحُونَ (40)} [4] تام. {الْمَشْحُونِ (41)} [41] جائز. {مَا يَرْكَبُونَ (42)} [42] كاف، قيل: السفن، وقيل: الإبل. {وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43)} [43] ليس بوقف؛ لأن بعده حرف الاستثناء. {إِلَى حِينٍ (44)} [44] كاف، ومثله: «ترحمون» على أن جواب إذا محذوف، تقديره: وإذا قيل لهم هذا أعرضوا، ويدل عليه ما بعده، وهو: «وما تأتيهم من آية»، وليس بوقف إن جعل قوله: «إلا كانوا عنها معرضين» جواب، وإذا قيل لهم اتقوا، وجواب: وما تأتيهم من آية، إذ كل واحد منهما يطلب   (1) وهي قراءة شاذة، ورويت عن عبد الله بن مسعود وابن عباس وعكرمة وعطاء بن أبي رباح وعلي بن الحسين وزين العابدين وجعفر الصادق وابن أبي عبدة. وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 336)، تفسير القرطبي (15/ 28)، الكشاف (3/ 322)، المحتسب لابن جني (2/ 212). (2) وهي قراءة شاذة، ورويت عن ابن أبي عبلة. انظر هذه القراءة في: تفسير الألوسي (23/ 15). (3) لم أستدل عليه. (4) وجه من قرأ بالرفع؛ أنه مبتدأ وما بعده خبر. ووجه من قرأ بالنصب على إضمار فعل على الاشتغال. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 721)، السبعة (ص: 540)، الكشف للقيسي (2/ 217)، النشر (2/ 353). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 جوابًا، فإذا جعلت إلا كانوا عنها معرضين، جواب «إذا»، فقد جعلت إلا كانوا، جواب شيئين، وشيء واحد لا يكون جوابًا لشيئين على المشهور (1). {مُعْرِضِينَ (46)} [46] كاف. {مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} [47] ليس بوقف؛ لأن «قال الذين كفروا» جواب: «إذا». {أَطْعَمَهُ} [47] ليس بوقف؛ لأن ما بعده من تمام الحكاية؛ لأن البخلاء من الكفار قالوا أفقره الله ونطعمه نحن أحق بذلك، فحينئذٍ لا وقف من قوله: «وإذا قيل لهم اتقوا» إلى «مبين» إجماعًا؛ لأن التصريح بالوصفين من الكفر والإيمان، دليل على أن المقول لهم كفار، والقائل لهم المؤمنون، وإن كل وصف حامل صاحبه على ما صدر منه (2). {مُبِينٍ (47)} [47] تام، ومثله: «صادقين». {يَخِصِّمُونَ (49)} [49] رأس آية، وليس بوقف إن جعل متصلًا بما قبله، وإن جعل مستأنفًا كان كافيًا. {يَرْجِعُونَ (50)} [5] تام. {يَنْسِلُونَ (51)} [51] كاف. {مِنْ مرقدنا} [52] تام عند الأكثر، وقيل: الوقف على هذا إن جعل في محل جر صفة لـ «مرقدنا» أو بدلًا منه، وعليهما يكون الوقف على «هذا»، وقوله: «ما وعد الرحمن» خبر مبتدأ محذوف، أي: بعثكم ما وعد الرحمن، فـ «ما» في محل رفع خبر «بعثكم» أو: ما وعد الرحمن وصدق المرسلون حق عليكم، فهذا من كلام الملائكة، أو من كلام المؤمنين جوابًا لقول الكفار «من بعثنا من مرقدنا» ويؤيد هذا ما في (شرح الصدور) للسيوطي عن مجاهد قال: للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة، فإذا صيح بأهل القبور، يقول: الكافر ياويلنا من بعثنا من مرقدنا، فيقول: المؤمن إلى جنبه هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون (3). {الْمُرْسَلُونَ (52)} [52] كاف، ومثله: «محضرون». {شَيْئًا} [54] جائز. {تَعْمَلُونَ (54)} [54] تام. {فَاكِهُونَ (55)} [55] جائز؛ إن جعل «هم» مبتدأ، و «متكئُون» خبرًا لهم، والتقدير: هم وأزواجهم في ظلال متكئون على الأرائك، فقوله: «على الأرائك» متعلق به لا أنه خبر مقدم، ومتكئون   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 521)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (20/ 527). (3) انظر: تفسير الطبري (20/ 530)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 مبتدأ مؤخر إذ لا معنى له، وإن جعل متكئون خبر مبتدأ محذوف، حسن الوقف «على الأرائك» وليس «فاكهون» بوقف إن جعل «هم» توكيدًا للضمير في «فاكهون»، «وأزواجهم» معطوفًا على الضمير في «فاكهون». {مُتَّكِئُونَ (56)} [56] حسن، ومثله: «فاكهة». {مَا يَدَّعُونَ (57)} [57] تام، إن جعل ما بعده مستأنفًا خبر مبتدأ محذوف، أي: وذلك سلام، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «ما» في قوله: «ما يدعون»، أي: ولهم ما يدعون ولهم فيها سلام، كذلك وإذا كان بدلًا كان خصوصًا، والظاهر أنه عموم في كل ما يدعونه، وإذا كان عمومًا لم يكن بدلًا منه، وإن نصب قولًا على المصدر بفعل مقدر جاز الوقف على «سلام»، أي: قالوا قولًا، أو يسمعون قولًا من رب، وليس بوقف إن جعل «قولًا» منصوبًا بما قبله بتقدير: ولهم ما يدعون قولًا من رب عدة من الله، وحاصله: إنّ في رفع «سلام» ستة أوجه أحدها: أنه خبر ما في قوله: «ولهم ما يدعون»، أي: سلام خالص، أو بدل من «ما»، أو صفة لها، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو سلام، أو مبتدأ خبره الناصب، لـ «قولًا»، أي: سلام، يقال: لهم قولًا، أو مبتدأ خبره «من رب»، و «قولًا» مصدر مؤكد لمضمون الجملة معترض بين المبتدأ والخبر، وقرىء: «سلامًا قولًا» بنصبهما (1)، وبرفعهما (2). {مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)} [58] تام، للخروج من قصة إلى قصة. {الْمُجْرِمُونَ (59)} [59] كاف. {الشَّيْطَانَ} [6] جائز، للابتداء بـ «إن». {مُبِينٌ (60)} [6] ليس بوقف؛ لأن قوله: «وأن اعبدون» معطوف على «أن لا تعبدوا» وإن جعلت إن مفسرة فيهما؛ فسّرت العهد بنهى وأمر، أو مصدرية، أي: ألم أعهد إليكم في عدم عبادة الشيطان وفي عبادتي. {مُسْتَقِيمٌ (61)} [61] كاف. {كَثِيرًا} [62] جائز. {تَعْقِلُونَ (62)} [62] كاف، و «توعدون» و «تكفرون» و «يكسبون» و «يبصرون» كلها   (1) وقرأ أُبي وعبد الله بن مسعود وعيسى الثقفي والقنوي وابن أبي إسحاق بالنصب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 729)، الإملاء للعكبري (2/ 110)، البحر المحيط (7/ 343)، تفسير القرطبي (15/ 45)، الكشاف (3/ 327)، المحتسب لابن جني (2/ 214، 215)، المعاني للأخفش (2/ 450)، المعاني للفراء (2/ 380). (2) ولم أستدل على قراءة برفعهما، وإنما عثرت على قراءة برفع: «سِلْمٌ» مع حذف الألف، ورويت عن محمد بن كعب القرظي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 343)، تفسير القرطبي (15/ 46)، الكشاف (3/ 327)، المحتسب لابن جني (2/ 214، 215). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 وقوف كافية. {عَلَى مَكَانَتِهِمْ} [67] جائز. {وَلَا يَرْجِعُونَ (67)} [67] تام. {فِي الْخَلْقِ} [68] حسن. {يَعْقِلُونَ (68)} [68] تام؛ للابتداء بالنفي، ووسم بعضهم له بالحسن غير حسن. {وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [69] حسن، وقيل: تام {مُبِينٌ (69)} [69] ليس بوقف؛ لأن بعده (لام كي)، ولا يوقف على «حيًا»؛ لأن قوله: «ويحق» معطوف على «لينذره». {الْكَافِرِينَ (70)} [7] تام. {أَنْعَامًا} [71] حسن. {مَالِكُونَ (71)} [71] كاف. {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ} [72] جائز، ومثله: «ركوبهم» و «يأكلون» و «مشارب». {يَشْكُرُونَ (73)} [73] تام. {مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً} [74] ليس بوقف لتعلق حرف الترجي بما قبله. {يُنْصَرُونَ (74)} [74] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {نَصْرَهُمْ} [75] حسن. {مُحْضَرُونَ (75)} [75] كاف. {قَوْلُهُمْ} [76] تام عند الفراء وأبي حاتم؛ لانتهاء كلام الكفار، لئلا يصير: «إنا نعلم» مقول الكفار الذي يحزن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والقراءة المتواترة كسر همزة «إنا نعلم»، وقول بعضهم من فتحها بطلت صلاته ويكفر فيه شيء، إذ يجوز أن يكون الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - مرادًا به غيره كقوله: «فلا تكونن ظهيرًا للكافرين»، «ولا تدع مع الله إلهًا آخر»، «ولا تكونن من المشركين» ولابد من التفصيل في التكفير إن اعتقد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يحزن لعلم الله بسِّر هؤلاء وعلانيتهم، فهذا كفر لا كلام فيه، وقد يكون فتحها على تقدير حذف لام التعليل، أو يكون «إنا نعلم» بدلًا من قولهم: أي ولا يحزنك إنا نعلم، وهذا يقتضي أنه قد نهي عن حزنه عن علم الله بسِّرهم وعلانيتهم، وليس هذا بكفر أيضًا تأمل (1). {وَمَا يُعْلِنُونَ (76)} [76] تام. {مُبِينٌ (77)} [77] كاف.   (1) انظر: تفسير الطبري (20/ 552)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 {وَنَسِيَ خَلْقَهُ} [78] حسن. {رَمِيمٌ (78)} [78] كاف، ومثله: «أول مرة»، وكذا: «عليم» على استئناف ما بعده خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الذي أوفى، موضع نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جعل الذي في موضع رفع بدلًا من قوله: «الذي أنشأها أول مرة»، أو بيانًا له، وعليه فلا يوقف على «أول مرة» ولا على «عليم». {نَارًا} [8] ليس بوقف لمكان الفاء. {تُوقِدُونَ (80)} [8] تام للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله في التمام «مثلهم» عند أبي حاتم لانتهاء الاستفهام، ووقف الجميع على «بلى» ولكل منهما موجب ومقتض، فموجبه عند أبي حاتم تناهي الاستفهام، وموجب الثاني وهو أجود تقدم النفي وهو «أوليس» نفي، ودخل عليها الاستفهام صيّرها إيجابًا وما بعدها لا نعلق له بها فصار الوقف عليها له مقتضيان وعدم الوقف عليها له مقتض واحد، وماله مقتضيان أجود مما له مقتض واحد، وهذا بخلاف ما في البقرة ما بعد «بلى» له تعلق بها؛ لأن ما بعدها من تتمة الجواب، فلا يوقف على «بلى» في الموضعين فيها كما مر التنبيه عليه بأشبع من هذا. {الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)} [81] كاف. {كُنْ} [82] حسن لمن قرأ: «فيكونُ» بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، أي: فهو يكون، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفًا على «يقول» (1). {فَيَكُونُ (82)} [82] كاف على القراءتين. {كُلِّ شَيْءٍ} [83] جائز. {تُرْجَعُونَ (83)} [83] تام القراءة «تُرْجَعون» بالفوقية مجهولًا (2)، وقرئ بفتحها (3).   (1) قرأ بالنصب ابن عامر والكسائي، وقرأ الباقون بالرفع. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 367)، الإعراب للنحاس (2/ 736)، البحر المحيط (7/ 349)، التيسير (ص: 137)، تفسير القرطبي (15/ 60)، الحجة لابن خالويه (ص: 300)، الحجة لابن زنجلة (ص: 603)، السبعة (ص: 544)، الغيث للصفاقسي (ص: 332)، الكشاف (3/ 332)، الكشف للقيسي (1/ 260)، النشر (2/ 220). (2) وهي قراءة الأئمة العشرة سوى يعقوب. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 367)، النشر (2/ 208). (3) وهي قراءة يعقوب كما أشرنا سابقًا. انظر المصدرين السابقين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 سورة والصافات مكية - كلمها: ثمانمائة وستون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وثمانمائة وستة وعشرون حرفًا (1). وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع موضعان: «دحورًا» وعلى: «إسحاق» ولا وقف من أوّلها إلى: «لواحد» فلا يوقف على «صفا» ولا على «زجرًا» ولا على «ذكرًا»؛ لأنّ قوله: «والصافات» قسم وجوابه: «إن إلهكم» فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف. {لَوَاحِدٌ (4)} [4] تام إن رفع «ربُّ» خبر مبتدأ محذوف، أي: هو رب، وكذا إن رفع خبرًا ثانيًا، أو نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن نصب نعتًا لقوله: «إلهكم» أو رفع بدلًا من قوله: «لواحد» وكان الوقف على «المشارق» دون «ما بينهما»؛ لأن «ورب المشارق» معطوف على ما قبله. {الْمَشَارِقِ (5)} [5] تام. {الْكَوَاكِبِ (6)} [6] كاف، إن نصب «وحفظًا» بمضمر من لفظه، أي: وحفظناها حفظًا، وليس بوقف إن عطف على «زينا» فهو معطوف على المعنى دون اللفظ؛ لأن معنى: زينا جعلنا الكواكب زينة وحفظًا. {مَارِدٍ (7)} [7] كاف. {الْأَعْلَى} [8] تام لعدم تعلق ما بعده بما قبله؛ لأنه لا يجوز أن يكون صفة لشيطان، إذ يصير التقدير: من كل شيطان مارد غير سامع، وهو فاسد، ورسموا: «الأعلا» بلام ألف كما ترى لا بالياء. {مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8)} [8] حسن، وهو رأس آية. و {دُحُورًا} [9] أحسن، وإن كان هو ليس رأس آية، وهو منصوب بفعل مقدر، أي: يدحرون دحورًا، ويقال: دحرته إذا طردته، ومنه قول أمية بن أبي الصلت: وَبِإِذْنِهِ سَجَدُوا لِآدَمَ كُلِّهِمُ ... إِلَّا لَعِينًا خَاطِئًا مَدْحُورًا (2) وقال أبو جعفر نصب: «دحورًا» على القطع بعيد؛ لأنَّ العامل في قوله: «دحورًا» ما قبله، أو معناه:   (1) وعدد آيها: مائة آية وإحدى وثمانون آية في عدد البصري وأبي جعفر، واثنتان وثمانون في عدد الباقين، اختلافها آيتان: {* احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)} [22] أسقطها البصري، وعدها الباقون، {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167)} [167] أسقطها أبو جعفر، وعدها الباقون. انظر: المحرر الوجيز (4/ 465)، والبرهان للزركشي (1/ 193)، وإتحاف الفضلاء (ص: 367)، والبيان في عد آي القرآن (ص: 212)، والتلخيص في القراءات الثمان (ص: 383). (2) لم أستدل عليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 فأتبعه شهاب ثاقب. {وَاصِبٌ (9)} [9] ليس بوقف لأن بعده حرف الاستثناء والواصب الدائم ومنه قول الشاعر: لله سَلْمَى حُبُّهَا وَاصِبُ ... وَأَنتَ لَا بًكْرٌ وَلَا خَاطِبُ (1) ومثله في عدم الوقف الوقف على «الخطفة»؛ لأن ما بعد الفاء جواب لما قبله. {ثَاقِبٌ (10)} [1] تام؛ لأنه تمام القصة. {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} [11] كاف، ورسموا: «أم من» مقطوعة «أم» وحدها و «من» وحدها كما ترى. {لَازِبٍ (11)} [11] كاف، وتام عند أبي حاتم، ومثله: «ويسخرون»، وكذا: «يذكرون». {وَيَسْخَرُونَ (12)} [12] جائز، ومثله: «مبين»، «لمبعوثون» ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، والمعنى: أو تبعث آباؤنا أيضًا استعبادًا. {الْأَوَّلُونَ (17)} [17] كاف، ومثله: «داخرون»، ولا يوقف على «نعم» إن جعل ما بعدها جملة حالية، أي: تبعثون وأنتم صاغرون، وإن جعل مستأنفًا حسن الوقف عليها. {يَنْظُرُونَ (19)} [19] كاف، واختلف في «يا ويلنا» هل هو من كلام الكفار خاطب بعضهم بعضًا، وعليه وقف أبو حاتم وجعل ما بعده من كلام الله، أو الملائكة، وبعضهم جعل هذا «يوم الدين» من كلام الكفار، فوقف عليه، وقوله: «هذا يوم الفصل» من كلام الله، وقيل: الجميع من كلام الكفار. {تُكَذِّبُونَ (21)} [21] حسن. {وَأَزْوَاجَهُمْ} [22] ليس بوقف؛ لأن قوله: «وما كانوا يعبدون» موضعه نصب بالعطف على «وأزواجهم»، أي: أصنامهم، ولا يوقف على «يعبدون» لتعلق ما بعده به ولا على «من دون الله»؛ لأن المراد بالأمر ما بعد الفاء، وذلك أنه تعالى أمر الملائكة أن يلقوا الكفار وأصنامهم في النار (2). {الْجَحِيمِ (23)} [23] كاف على استئناف ما بعده؛ لأن المسئول عنه قوله: «ما لكم لا تناصرون» وهو: كاف أيضًا. {مُسْتَسْلِمُونَ (26)} [26] حسن، ومثله: «يتسائلون»، وقيل: لا يوقف عليه؛ لأن ما بعده تفسير   (1) البيت من السريع وقائله بشار بن برد، ولفظه الذي جاء في ديوانه بالموسوعة الشعرية لفظه: لِله سَلمى حُبُّها ناصِبُ ... وَأَنا لا زَوجٌ وَلا خاطِبُ بَشّارِ بنِ بُرد (95 - 167 هـ /713 - 783 م) بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ، أشعر المولدين على الإطلاق، أصله: من طخارستان غربي نهر جيحون، ونسبته إلى امرأة عقيلية، قيل: أنها أعتقته من الرق، كان ضريرًا، نشأ في البصرة، وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان، اتهم بالزندقة فمات ضربًا بالسياط، ودفن بالبصرة.-الموسوعة الشعرية. (2) انظر: تفسير الطبري (21/ 27)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 للسؤال. {الْيَمِينِ (28)} [28] جائز. {مُؤْمِنِينَ (29)} [29] حسن، ومثله: «من سلطان». {طَاغِينَ (30)} [3] كاف. {قَوْلُ رَبِّنَا} [31] حسن للابتداء بإن لمجيئها بعد القول، ومثله: «لذائقون» على استئناف ما بعده. {غَاوِينَ (32)} [32] جائز. {مُشْتَرِكُونَ (33)} [33] كاف على استئناف ما بعده. {بِالْمُجْرِمِينَ (34)} [34] كاف، ومثله: «يستكبرون» إن جعل «ويقولون» مستأنفًا، وليس بوقف إن عطف على «يستكبرون». {مَجْنُونٍ (36)} [36] كاف، ومثله: «المرسلين»، وقرأ عبد الله (1): «وصدَق» بتخفيف الدال: «المرسلون» بالرفع فاعل به. {الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38)} [38] جائز. {تَعْمَلُونَ (39)} [39] من حيث كونه رأس آية يجوز. {الْمُخْلَصِينَ (40)} [4] صالح؛ لأن قوله: «أؤلئك» بيان لحال «المخلصين». {مَعْلُومٌ (41)} [41] كاف، إن جعل «فواكه» خبر مبتدأ محذوف، أي: هي فواكه، أو ذلك الرزق فواكه، وليس بوقف إن جعل «فواكه» بدلًا من قوله: «رزق»، أو بيانًا له، والوقف على «فواكه» ثم يبتدئ: «وهم مكرمون»، وهكذا إلى «متقابلين» فلا يوقف على «مكرمون»؛ لأن الظرف بعده متعلق به، ولا على «في جنات النعيم» لتعلق ما بعده به، قرأ العامة (2): «مكرمون» بإسكان الكاف وتخفيف الراء، وقرئ في الشاذ بفتح الكاف وتشديد الراء (3). {مُتَقَابِلِينَ (44)} [44] كاف على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل حالًا. {مِنْ مَعِينٍ (45)} [45] ليس بوقف؛ لأن قوله: «بيضاء» من نعت الكأس وهي مؤنثة. {لِلشَّارِبِينَ (46)} [46] حسن على استئناف النفي بعده. {لَا فِيهَا غَوْلٌ} [47] جائز. {يُنْزَفُونَ (47)} [47] كاف.   (1) أي: عبد الله بن مسعود، وهي قراءة شاذة، ولم أعثر عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. (2) أي: الأئمة العشرة. (3) وهي قراءة ابن مقسم. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 111)، البحر المحيط (7/ 359). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 {عِينٌ (48)} [48] ليس بوقف؛ لأن قوله: «كأنهن» من نعت العين، كأنه قال: عين مثل بيض مكنون. و {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)} [49] أي: مصون، وهو: كاف. {يَتَسَاءَلُونَ (50)} [5] جائز ولا يحسن؛ لأن ما بعده تفسير للسؤال، ولا وقف من قوله: «قال قائل» إلى «لمدينون» لاتصال الكلام بعضه ببعض. {لَمَدِينُونَ (53)} [53] كاف. {مُطَّلِعُونَ (54)} [54] جائز. {الْجَحِيمِ (55)} [55] كاف، ومثله: «لتردين»، وكذا: «من المحضرين» للابتداء بالاستئناف؛ لأن له صدر الكلام. {بِمَيِّتِينَ (58)} [58] ليس بوقف؛ لأن قوله: «إلا موتتنا» منصوب على الاستثناء. {بِمُعَذَّبِينَ (59)} [59] كاف. {الْعَظِيمُ (60)} [6] تام، ومثله: «العاملون». {الزَّقُّومِ (62)} [62] حسن. {لِلظَّالِمِينَ (63)} [63] كاف، ومثله: «الجحيم»، وكذا: «الشياطين». {الْبُطُونَ (66)} [66] جائز، ومثله: «من حميم». {لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)} [68] كاف، ورسموا: «لا إلى» بألف بعد لام ألف؛ لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به. {ضَالِّينَ (69)} [69] جائز. {يُهْرَعُونَ (70)} [7] كاف. {أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71)} [71] حسن، ومثله: «منذرين» الأوّل، و «المنذرين» الثاني ليس بوقف للاستثناء بعده. {الْمُخْلَصِينَ (74)} [74] تام. {الْمُجِيبُونَ (75)} [75] كاف، ومثله: «العظيم»، وكذا: «الباقين». {فِي الْآَخِرِينَ (78)} [78] تام، وقال الكسائي: ليس بتام؛ لأن التقدير عنده وتركنا عليه في الآخرين هذا السلام وهذا الثناء. قاله النكزاوي، وهو توجيه حسن. {فِي الْعَالَمِينَ (79)} [79] و {الْمُحْسِنِينَ (80)} [8] رسمهما العمّاني بالتام وفيه نظر؛ لأن ما بعد كل واحد منهما يغلب على الظن أنه تعليل لما قبله، ولعود الضمير في قوله: «إنه من عبادنا المؤمنين» والأجود ما أشار إليه شيخ الإسلام من أنهما كافيان، ومثلهما «المؤمنين». الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 {الْآَخَرِينَ (82)} [82] تام؛ لأنه آخر القصة. {لَإِبْرَاهِيمَ (83)} [83] ليس بوقف؛ لأن قوله: «إذ جاء ربه بقلب» ظرف لما قبله، ومثله في عدم الوقف «بقلب سليم»؛ لأن الذي بعده ظرف لما قبله، وإن نصبت «إذ» بفعل مقدر كان كافيًا. {تَعْبُدُونَ (85)} [85] كاف للابتداء بالاستئناف بعده. {تُرِيدُونَ (86)} [86] جائز، وقيل: لا وقف من قوله: «وإن من شيعته لإبراهيم»، إلى «برب العالمين» لتعلق الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى. {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87)} [87] تام. {فِي النُّجُومِ (88)} [88] حسن على استئناف ما بعده، ويكون النظر في النجوم حيلة لأن ينصرفوا عنه. {سَقِيمٌ (89)} [89] جائز، وقول إبراهيم: «إني سقيم» تعريض؛ لأنه يلم بشيء من الكذب؛ لأن من كان الموت منوطًا بعنقه فهو سقيم. {مُدْبِرِينَ (90)} [9] كاف. {تَأْكُلُونَ (91)} [91] جائز، ومثله: «تنطقون»، وكذا: «ضربًا باليمين». {(يَزِفُّونَ (94)} [94] كاف. {تَنْحِتُونَ (95)} [95] حسن. {وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [96] كاف. {فِي الْجَحِيمِ (97)} [97] جائز، ومثله: «الأسفلين». {سَيَهْدِينِ (99)} [99] حسن، ومثله: «من الصالحين»، ومثله: «حليم» و «ماذا ترى». {مَا تُؤْمَرُ} [101] جائز على استئناف ما بعده. {مِنَ الصَّابِرِينَ (102)} [102] تام. {الرُّؤْيَا} [105] تام، عند أبي حاتم، وجواب «فلما» قوله: «وناديناه» بجعل الواو زائدة، وقيل: جوابها محذوف، وقدَّره بعضهم بعد «الرؤيا» والواو ليست زائدة، أي: كان ما كان مما ينطق به الحال والوصف مما يدرك كنهه، وقيل تقديره: «فلما أسلما»، وقيل: جوابها «وتله» بجعل الواو زائدة، وعليه يحسن الوقف على «الجبين»، وقيل: نادته الملائكة من الجبل، أو كان من الأمر ما كان، أو قبلنا منه، أو همّ بذبحه عند أهل السنة لا أنه أمر السكين كما تقول المعتزلة، قيل: لما قال إبراهيم لولده إسماعيل إني أرى في المنام أني أذبحك، فقال: يا أبت هذا جزاء من نام عن حبيبه لو لم تنم ما أمرت بذلك. وقيل: لو كان في النوم خير لكان في الجنة (1).   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 27)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 {الْمُحْسِنِينَ (105)} [105] تام. {الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)} [106] كاف، ورسموا: «البلؤ» بواو وألف كما ترى. {بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [107] كاف، وصف بـ «عظيم»؛ لأنه متقبل لأنه هو الذي قرَّبه هابيل بن آدم حين أهبط من الجنة، وقيل: وصف بـ «عظيم»؛ لأنه فداء عبد عظيم. {فِي الْآَخِرِينَ (108)} [108] تام. {عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)} [109] جائز. {الْمُحْسِنِينَ (110)} [110] حسن، ومثله: «المؤمنين»، وقيل: تام؛ لأنه آخر قصة الذبيح. {مِنَ الصَّالِحِينَ (112)} [112] حسن. {وَعَلَى إِسْحَاقَ} [113] تام، وليس رأس آية. {مُبِينٌ (113)} [113] تام، والوقف على «هرون» و «العظيم» و «الغالبين» و «المستبين» و «المستقيم» و «في الآخرين» و «هارون» و «المحسنين» كلها وقوف كافية. {الْمُؤْمِنِينَ (122)} [122] تام؛ لأنه آخر قصتهما عليهما الصلاة والسلام. {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)} [123] كاف؛ إن علق «إذ» بمحذوف، وجائز إن علق بما قبله. {أَلَا تَتَّقُونَ (124)} [124] كاف. {الْخَالِقِينَ (125)} [125] تام لمن قرأ: «اللهُ» بالرفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الله، أو «الله» مبتدأ، و «ربكم» خبره، وعلى القراءتين لا يوقف على «ربكم»؛ لأن قوله: «ورب آبائكم» معطوف على ما قبله، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بنصب الثلاثة؛ على المدح، أو البدل من أحسن، أو البيان، وليس بوقف لمن نصب «اللهَ»، والباقون بالرفع، وروي عن حمزة أنه كان إذا وصل نصب، وإذا وقف رفع، وهو حسن جدًا، وفيه جمع بين الروايتين (1). {الْأَوَّلِينَ (126)} [126] كاف على القراءتين (2). {لَمُحْضَرُونَ (127)} [127] ليس بوقف لحرف الاستثناء. {الْمُخْلَصِينَ (128)} [128] كاف. {الْآَخِرِينَ (129)} [129] تام؛ لأنه آخر قصة.   (1) وجه من قرأ بنصب الأسماء الثلاثة فالأول بدل من: «أحسن»، في قوله: {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}، ونصب: «رَبَكم» على النعت لـ «الله»، وعطف عليه: {وَرَبُّ آَبَائِكُمُ}. وقرأ الباقون برفع الأسماء الثلاثة على الإستئناف فلفظ الجلالة مبتدأ و «ربكم» خبره، وما بعده معطوف عليه. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 370)، الإعراب للنحاس (2/ 765)، البحر المحيط (7/ 373)، النشر (2/ 360). (2) وهما المشار إليهما سابقًا في لفظ الجلالة: «الله». الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 {إِلْ يَاسِينَ (130)} [130] كاف، وهو بهمزة مكسورة واللام موصولة بـ «ياسين» جمع المنسوبين إلى «إلياس» معه، وقرأ نافع وابن عامر (1): «آل ياسين» بقطع اللام وبالمد في «آل» وفتح الهمزة وكسر اللام كذا في الإمام «آل» منفصلة عن «ياسين» فيكون «ياسين» نبيًّا سلم الله على آله لأجله؛ فيكون «ياسين» و «إلياس» اسمين لهذا النبي الكريم، أو أراد بـ «آل ياسين» أصحاب نبينا، أو أراد بـ «ياسين» السورة التي نتلوها، وهذه الإرادة ضعيفة؛ لأن الكلام في قصة إلياس، وفي بعض المصاحف: «سلام على إدريس» و «على إدراسين»، والباقون: بغير مد وإسكان اللام وكسر الهمزة جعلوه اسمًا واحدًا لنبي مخصوص، فيكون السلام على هذه القراءة على من اسمه إلياس، أصله: الياسي، كأشعري استثقل تضعيفها فحذفت إحدى يائي النسب فلما جمع جمع سلامة التقى ساكنان، إحدى الياءين وياء الجمع، فحذفت أولاهما للاتقاء الساكنين، فصار الياسين، ومثله: الأشعريون (2). {الْمُحْسِنِينَ (131)} [131] كاف. {الْمُؤْمِنِينَ (132)} [132] تام؛ لأنه آخر قصة إلياس. {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133)} [133] كاف، إن علق «إذ» بمحذوف، وجائز إن علق بما قبله. {أَجْمَعِينَ (134)} [134] ليس بوقف للاستثناء بعده. {فِي الْغَابِرِينَ (135)} [135] جائز. {الْآَخَرِينَ (136)} [136] تام على استئناف ما بعده. {مُصْبِحِينَ (137)} [137] جائز ورأس آية، وله تعلق بما بعده من جهة المعنى؛ لأنه معطوف على المعنى، أي: تمرون عليهم في الصبح وبالليل. والوقف على {وَبِاللَّيْلِ} [138] تام، وعلى «تعقلون» أتم؛ لأنه آخر القصة. {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)} [139] كاف، إن «أفلا تعقلون» نصب «إذ» بمقدر، وإلا فلا يجوز. {الْمَشْحُونِ (140)} [14] جائز. {الْمُدْحَضِينَ (141)} [141] كاف، ومثله: «مليم»، وكذا: «يبعثون» و «سقيم» و «يقطين» و «أو يزيدون» كلها وقوف تامة. {إِلَى حِينٍ (148)} [148] تام؛ لأنه آخر قصة يونس - عليه السلام -، زعم بعضهم أن قوله: «فاستفتهم» عطف   (1) وجه من قرأ بفتح الهمزة ومدِّها وكسر اللام؛ أنهم يجعلونها كلمتين فأضافوا «آل» إلى «ياسين»، فيجوز قطعها وقفا، والمراد ولد ياسين وأصحابه. وقرأ الباقون: بكسر الهمزة وسكون اللام بعدها ووصلها بالياء واحدة، فيجب الوقف على آخرها جمع: «إلياس». انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 370)، الإعراب للنحاس (2/ 766، 768)، تفسير الطبري (23/ 61)، النشر (2/ 360). (2) انظر: تفسير الطبري (21/ 99)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 على قوله: «فاستفتهم أهم أشد خلقًا» أول السورة، قال: وإن تباعد ما بينهما أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - باستفتاء قريش عن وجه إنكارهم البعث أولًا، ثم ساق الكلام موصولًا بعضه ببعض، ثم أمره ثانيًا باستفتائهم عن جعلهم الملائكة بنات الله، ولا شك أن حكم المعطوف أن يكون داخلًا فيما دخل عليه المعطوف عليه، وعلى هذا فلا يكون بين «فاستفتهم» الأولى والثانية وقف، لئلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، والعطف يصيّر الأشياء كالشيء الواحد، والمعتمد ما صرح به أرباب هذا الشأن، أن بين «فاستفتهم» الأولى والثانية وقوفًا تامة وكافية وحسنة على ما تراها إذا اعتبرتها (1). {الْبَنُونَ (149)} [149] حسن إن جعلت «أم» منقطعة، بمعنى: بل، وليس بوقف إن عطفت على ما قبلها. {شَاهِدُونَ (150)} [15] كاف. {وَلَدَ اللَّهُ} [152] جائز؛ لأنه آخر كلامهم وما بعده من مقول الله. {لَكَاذِبُونَ (152)} [152] حسن لمن قرأ (2): «أصطفى» بقطع الهمزة مستفهمًا على سبيل الإنكار، والدليل على ذلك مجيء «أم» بعدها في قوله: «أم لكم سلطان مبين»، والأصل: أأصطفى، وليس بوقف لمن قرأ (3): بوصل الهمزة من غير تقدير همزة الاستفهام يكون «اصطفى» داخلًا في القول؛ فكأنه قال: إلا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله، ويقولون اصطفى البنات على البنين، فـ «اصطفى» بدل من «ولد الله» وهي مروية عن ورش وهي ضعيفة، فلا يوقف على «لكاذبون»؛ لأنه محكي من قولهم. {عَلَى الْبَنِينَ (153)} [153] تام. {تَحْكُمُونَ (154)} [154] كاف، على استئناف ما بعده. {تَذَكَّرُونَ (155)} [155] جائز، ومثله: «مبين». {صَادِقِينَ (157)} [157] كاف، ومثله: «نسبًا». {لَمُحْضَرُونَ (158)} [158] كاف. {عَمَّا يَصِفُونَ (159)} [159] ليس بوقف للاستثناء بعده. {الْمُخْلَصِينَ (160)} [160] تام.   (1) انظر: المصدر السابق (21/ 115). (2) وهي قراءة الأئمة العشرة عدا أبو جعفر. (3) وقرأ بها أبو جعفر، وجه من قرأ بوصل الهمزة؛ فعلى الخبر، والابتداء، على هذه القراءة بكسر الهمزة وذلك على حذف همزة الاستفهام للعلم بها، وهو لورش من طريق الأصبهاني. وقرأ الباقون: ومعهم الأزرق عن ورش بهمزة قطع مفتوحة في الحالين على الاستفهام الإنكاري. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 371)، الإعراب للنحاس (2/ 774)، الإملاء للعكبري (2/ 112)، تفسير الطبري (23/ 68)، تفسير القرطبي (15/ 134)، النشر (2/ 360). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 {بِفَاتِنِينَ (162)} [162] ليس بوقف للاستثناء. {الْجَحِيمِ (163)} [163] تام عند الأخفش وأبي حاتم. {مَعْلُومٌ (164)} [164] كاف، ومثله: «المسبحون» وكذا: «عباد الله المخلصين». {فَكَفَرُوا بِهِ} [170] حسن للابتداء بالتهديد. {يَعْلَمُونَ (170)} [170] تام. {الْمُرْسَلِينَ (171)} [171] جائز؛ لأن ما بعده تفسير للكلمة. {الْمَنْصُورُونَ (172)} [172] كاف على استئناف ما بعده. {الْغَالِبُونَ (173)} [173] كاف. {حَتَّى حِينٍ (174)} [174] جائز. {يُبْصِرُونَ (175)} [175] كاف، ومثله: «يستعجلون»، وكذا: «صباح المنذرين». {حَتَّى حِينٍ (178)} [178] جائز. {يُبْصِرُونَ (179)} [179] تام. {سُبْحَانَ رَبِّكَ} [180] ليس بوقف؛ لأن ما بعده بدل منه. {يَصِفُونَ (180)} [180] كاف، ومثله: «المرسلين» للابتداء بالحمد الذي يبتدأ به الكلام وبه يختم. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 سورة ص مكية - كلمها: سبعمائة واثنتان وثلاثون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وتسع وستون حرفًا. - وآيها: خمس أو ست أو ثمان وثمانون آية. تقدم الكلام على الحروف أوائل السور. {(} [1] الواو بعدها للقسم، والقسم لابد له من جواب، فإذا عرف الجواب عرف أين الوقف، وللعلماء في جوابه سبعة أوجه: قيل جوابه «ص»، كما يقال: حقًا والله كذا، فعلى هذا الوقف على قوله: «ذي الذكر» كاف، وليس بوقف إن جعل جوابه: «إن ذلك لحق»، ومثله في عدم الوقف إن جعل جوابه: «إن كل إلا كذب الرسل»، ومثله أيضًا في عدم الوقف إن جعل جوابه: «بل الذين كفروا في عزة وشقاق»، والوقف على هذا على «شقاق» تام، وقيل جوابه محذوف والتقدير: والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما زعمه هؤلاء الكفار، والوقف على هذا أيضًا على «شقاق»، وقيل جوابه: «كم أهلكنا»، والتقدير: لكم أهلكنا، فلما طال الكلام حذفت اللام، والوقف على هذا أيضًا «من قرن»، وقيل جوابه: «إن هذا لرزقنا ماله من نفاد». سئل ابن عباس عن «ص»، فقال: «كان بحرًا بمكة، وكان عليه عرش الرحمن إذ لا ليل ولا نهار» (1)، وفي خبر: «إن موضع الكعبة كان غشاء على الماء، قبل خلق الله السماء والأرض»، وقال سعيد بن جبير: «بحر يحيي الله به الموتى بين النفختين» (2)، وقرأ الحسن (3): «صادِ» بكسر الدال من المصاداة وهي المعارضة، يقال: صاديت فلانًا وهو أمر من ذلك، أي: عارض القرآن بقلبك وقالبك فاعمل بأوامره وانته بنواهيه، وقرأ عيسى بن عمر (4): «صادَ» بفتح الدال لاجتماع الساكنين حركها بأخف   (1) انظر: تفسير القرطبي (15/ 143). (2) انظر: المصدر السابق. (3) قال الألوسي في تفسيره 23/ 161: (والظاهر أنه كسر لالتقاء الساكنين)، وهذه القراءة رويت أيضًا عن أُبي وابن أبي إسحاق وأبو السمال وابن أبي عبلة ونصر بن عاصم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 371)، الإعراب للنحاس (1/ 779)، الإملاء للعكبري (2/ 112)، البحر المحيط (7/ 383)، تفسير القرطبي (15/ 143)، الكشاف (3/ 358)، المحتسب لابن جني (2/ 230)، المعاني للفراء (2/ 396)، تفسير الرازي (26/ 184). (4) قال الألوسي 23/ 161: (قيل هو حركة إعراب على أن «صاد» منصوب بفعل مضمر، أي: اذكر أو اقرأ صاد)، ورويت أيضًا عن أبي عمرو ومحبوب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 779)، الإملاء للعكبري (2/ 112)، البحر المحيط (7/ 383)، الكشاف (3/ 358)، المحتسب لابن جني (2/ 230)، تفسير الرازي (26/ 175). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 الحركات، وقيل: صَادَ محمد قلوب الخلق واستمالها حتى آمنوا به (1). {فَنَادَوْا} [3] جائز. {مَنَاصٍ (3)} [3] حسن. {مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} [4] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفًا على ما قبله. {كَذَّابٌ (4)} [4] كاف على استئناف الاستفهام، وليس بوقف إن جعل متعلقًا بما قبله متصلًا به. {وَاحِدًا} [5] حسن. {عُجَابٌ (5)} [5] كاف. {مِنْهُمْ} [6] حسن؛ إن جعلت «أن» بمعنى: أي، فكأنه قال: أي امشوا، وهو تفسير لما قبله متصل به من جهة المعنى، وهذا قول سيبويه، وليس بوقف إن جعل موضع «إن» نصبًا بانطلق، وعليه فلا يوقف على «منهم». {عَلَى آَلِهَتِكُمْ} [6] كاف. {يُرَادُ (6)} [6] جائز؛ لأنه رأس آية وما بعده من تمام الحكاية. {الْآَخِرَةِ} [7] حسن. {اخْتِلَاقٌ (7)} [7] جائز، وإنما جاز هنا على «يراد»، وإن لم تتم الحكاية؛ لأنه آخر آية ولطول الكلام. {مِنْ بَيْنِنَا} [8] حسن، للفصل مما قبلها، ومعناها معنى: بل، كأنه قال: بل أعندهم خزائن. {الْوَهَّابِ (9)} [9] كاف، إن جعلت «أم» منقطعة بمعنى: ألف الاستفهام كالأولى، وليس بوقف إن جعلت عاطفة. {وَمَا بَيْنَهُمَا} [10] جائز؛ لتناهي الاستفهام. {فِي الْأَسْبَابِ (10)} [10] كاف. {مِنَ الْأَحْزَابِ (11)} [11] تام. {ذُو الْأَوْتَادِ (12)} [12] ليس بوقف؛ لأن «وثمود» معطوف على «فرعون». {الْأَيْكَةِ} [13] حسن؛ إن جعل «أؤلئك» مبتدأ، وليس بوقف إن جعل نعتًا. {الْأَحْزَابُ (13)} [13] تام للابتداء بعد بالنفي، وكذا «عقاب».   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 137)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 {وَاحِدَةً} [15] حسن. {مِنْ فَوَاقٍ (15)} [15] كاف، «فواق» بفتح الفاء وضمها: الزمان الذي ما بين رفع يدك عن ضرع الناقة وردها، وقيل: هو ما بين الحلبتين، والمعنى: زمن يسير يستريحون فيه من العذاب، قرأ الأخوان: «فواق» بضم الفاء، والباقون بفتحها (1). {الْحِسَابِ (16)} [16] كاف. {عَلَى مَا يَقُولُونَ} [17] تام عند أبي حاتم. {ذَا الْأَيْدِ} [17] حسن. {إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)} [17] تام. {وَالْإِشْرَاقِ (18)} [18] كاف، ولو وصل بما بعد لم يحسن؛ لأن معنى: والطير محشورة، أي: مجموعة، ولو أوقع «تحشر» موقع «محشورة» لم يحسن أيضًا؛ لأن «تحشر» يدل على الحشر دفعة واحدة، وذلك أبلغ في القدرة. {مَحْشُورَةً} [19] كاف؛ لأن الذي بعده مبتدأ. {أَوَّابٌ (19)} [19] كاف. {الْخِطَابِ (20)} [20] تام. {نَبَأُ الْخَصْمِ} [21] ليس بوقف، ومثله في عدم الوقف «المحراب»؛ لأن الذي بعده ظرف في محل نصب بمحذوف تقديره: وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا، فالعامل في إذ تحاكم لما فيه من معنى الفعل، و «إذ» في قوله: «إذ دخلوا» بدل من «إذا» الأولى، فلا يوقف على «نبأ الخصم» ولا على «المحراب». {فَفَزِعَ مِنْهُمْ} [22] حسن. و {لَا تَخَفْ (} [22] أحسن منه، ولا يجمع بينهما. {عَلَى بَعْضٍ} [22] حسن، ومثله: «ولا تشطط». {الصِّرَاطِ (22)} [22] كاف. {إِنَّ هَذَا أَخِي} [23] جائز عند بعضهم، فاسم الإشارة اسم «إن» و «أخي» خبرها، ثم تبتدئ: «له تسع وتسعون نعجة»، وليس بوقف إن جعل «هذا» اسم «إنّ» و «أخي» بدلًا منه، والخبر قوله: «تسع وتسعون نعجة» مجموع الجملة، والوقف على «نعجة» وهذا أولى وأحسن منهما، «نعجة واحدة»   (1) وجه من قرأ بضم الفاء ومن قرأ بالفتح؛ أنهما لغتان، وهو ما بين الحلبتين. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 372)، الإعراب للنحاس (2/ 788)، تفسير القرطبي (15/ 156)، التيسير (ص: 187)، تفسير الطبري (23/ 84). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 ونعجة كناية عن المرأة، وهي أم سليمان - عليه السلام - إمرأة أوريا قبل أن ينكحها داود - عليه السلام - (1). {أَكْفِلْنِيهَا} [23] كاف. {فِي الْخِطَابِ (23)} [23] أكفى؛ لأنه آخر قول الملك. {إِلَى نِعَاجِهِ} [24] حسن. {عَلَى بَعْضٍ} [24] ليس بوقف للاستثناء. {الصَّالِحَاتِ} [24] كاف. {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [24] تام، فـ «قليل» خبر مقدم، و «ما» زائدة و «هم» مبتدأ مؤخر، أي: وهم قليل، ويجوز أن تكون «ما» مبتدأ، وما بعدها خبرًا، والجملة خبر «قليل»، قرأ العامة: «فَتَنَّاهُ» بالتشديد، وقرأ قتادة بتخفيف النون (2)، أي: حملاه على الفتنة، وهي تروى عن أبي عمر وجعل الفعل للملكين، وقراءة العامة الفعل «لله» (3). {وَأَنَابَ ((24)} [24] كاف، ومثله: «فغفرنا له ذلك»، أي: ذلك الذنب، فيجوز في ذلك الرفع والنصب؛ فالرفع على الابتداء والخبر محذوف، أي: ذلك أمره أنشد سيبويه: وَذَاكَ إِنِّي عَلَى ضَيْفِي لَذُو حَدَبِ ... أَحْنُو عَلَيْهِ كَمَا يَحْنُى عَلَى الَجارِ (4) بكسر (إن) بعد (ذاك) كما في قوله: «وإن له عندنا»، ولذلك ابتدأت: بـ «ذلك» ووصلته بما بعده، وهذا أي: جعل ذلك منقطعًا مما قبله، وجعله مبتدأ يحوج إلى أن يضمر لذلك مرجع، وما لا يحوج أولى، وجعله في محل نصب من الكلام الأول أولى؛ لأن فاء السببية ما بعدها مسبب عما قبلها، وقد يكون سابقًا عليها، نحو: «أهلكناها فجاءها بأسنا»، ويكون المعنى: غفرنا له ذلك الذنب. {وَحُسْنَ مَآَبٍ (25)} [25] تام على الوجهين. {فِي الْأَرْضِ} [26] ليس بوقف لمكان الفاء. {بِالْحَقِّ} [26] جائز. {الْهَوَى} [26] ليس بوقف؛ لأن قوله: «فيضلك» منصوب؛ لأنه جواب النهي.   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 179)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) أي: «فَتَنَاهُ»، ورويت أيضًا عن الشنبوذي وعبيد بن عمير وابن السميفع وعلي بن نصر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 372)، الإعراب للنحاس (2/ 792)، الإملاء للعكبري (2/ 113)، البحر المحيط (7/ 393)، تفسير القرطبي (15/ 179)، السبعة (ص: 553)، المحتسب لابن جني (2/ 232)، تفسير الرازي (26/ 198). (3) انظر: تفسير الطبري (21/ 27)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) لم أستدل عليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [26] الأول تام عند نافع للابتداء بأن، والثاني ليس بوقف؛ لأن مابعده خبر «إن» (1). {الْحِسَابِ (26)} [26] تام. {بَاطِلًا} [27] حسن، ومثله: «الذين كفروا» للابتداء بالتهديد، وكذا: «من النار»؛ لأن «أم» بمعنى: ألف الاستفهام، والوقف على «الفجار» و «أولو الألباب» و «لداود سليمان» و «نعم العبد إنه أواب» إن نصب «إذ» بمضمر محذوف يعمل فيها غير أواب، وتقديره: اذكر إذ عرض عليه بالعشي، وكلها حسان. وليس «أواب» بوقف إن علق «إذ» بما قبله، ومثله في عدم الوقف «الجياد» للعطف وكذا «عن ذكر ربي» لأن حتى متصلة بما قبلها، فهي غاية لقوله: «أحببت»، أي: آثرت حب الخيل على الصلاة إلى أن توارت الشمس بالحجاب، ويجوز أن تكون للابتداء، أي: حتى إذا توارت بالحجاب، قال ردوها عليّ. {بِالْحِجَابِ (32)} [32] كاف. {عَلَيَّ} [33] جائز؛ لأن جواب «فطفق» محذوف، كأنه قال: فردوها فطفق يمسح مسحًا؛ لأن خبر هذه الأفعال لا يكون إلا مضارعًا في الأمر العام. {وَالْأَعْنَاقِ (33)} [33] كاف، قال ابن عباس: «مسحه بالسوق والأعناق لم يكن بالسيف، بل بيديه تكريمًا لها «، قاله أبو حيان. {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ} [34] جائز. {ثُمَّ أَنَابَ (34)} [34] كاف، ومثله: «من بعدي» للابتداء بـ «إن» وكذا «الوهاب». {حَيْثُ أَصَابَ (36)} [36] ليس بوقف؛ لأن «والشياطين» معطوف على «الريح»، ومثله في عدم الوقف «غواص»؛ لأن «وآخرين» منصوب بالعطف على «كل بناء». {فِي الْأَصْفَادِ (38)} [38] كاف. {عَطَاؤُنَا} [39] جائز. {بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)} [39] حسن. {مَآَبٍ (40)} [40] تام. {عبدنا أَيُّوبَ} [41] جائز؛ إن نصب «إذ» بمقدر، وليس بوقف إن جعل بدل اشتمال. {وَعَذَابٍ (41)} [41] كاف، ومثله: «برجلك»؛ لأن «هذا» مبتدأ. {وَشَرَابٌ (42)} [42] حسن.   (1) وهو قوله تعالى في نفس الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الحِسَابِ}. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 {لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)} [43] كاف. {وَلَا تَحْنَثْ} [44] تام. {صَابِرًا} [44] حسن، ومثله: «نعم العبد». {إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)} [44] تام، ومثله: «والأبصار». {ذِكْرَى الدَّارِ (46)} [46] كاف. {الْأَخْيَارِ (47)} [47] تام. {وَذَا الْكِفْلِ} [48] كاف، وتام عند أبي حاتم، والتنوين في «كل» عوض من محذوف تقديره: وكلهم. {الْأَخْيَارِ (48)} [48] كاف، ومثله: «هذا ذكر» لما فرغ من ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ذكر نوعًا آخر وهو: ذكر الجنة وأهلها، فقال: هذا ذكر، وفصل به بين ما قبله وما بعده إيذانًا بأنّ القصة قد تمت، وأخذ في أخرى، وهذا عند علماء البديع يسمى: تخلصًا، وهو الخروج من غرض إلى غرض آخر مناسب للأول، ويقرب منه الاقتضاب، وهو: الخروج من غرض إلى آخر لا يناسب الأول، نحو: «هذا وإن للطاغين»، فـ «هذا» مبتدأ، والخبر محذوف، والواو بعده للاستئناف، ثم يبتدئ: «وإن للطاغين» ويجوز أن يكون هذا مفعولًا بفعل مقدر، والواو بعده للعطف (1). {لَحُسْنَ مَآَبٍ (49)} [49] رأس آية ولا يوقف عليه؛ لأن ما بعده بدل منه، أي: من حسن مآب؛ كأنه قال: وإن للمتقين جنات عدن، ومثله في عدم الوقف «الأبواب»؛ لأن «متكئين» حال مما قبله، وإن نصب «متكئين» بعامل مقدر، أي: يتنعمون متكئين، فهو حسن؛ لأن الاتكاء لا يكون في حال فتح الأبواب. {مُتَّكِئِينَ فِيهَا} [51] كاف على استئناف ما بعده. {وَشَرَابٍ (51)} [51] حسن، ومثله: «أتراب» وكذا «الحساب». {مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54)} [54] تام، وقيل الوقف على «هذا» بإضمار شيء، أي: هذا الذي وصفنا لمن آمن وأتقى، وهكذا الحكم في قوله: «فبئس المهاد» هذا، أي: الذي ذكرنا لمن كفر وطغى، ثم يبتدئ: «فليذوقوه»، وإن جعل «فليذوقوه» خبرًا لهذا، أو نصب بفعل يفسره «فليذوقوه»، أي: فليذوقوا هذا، «فليذوقوه» حسن الوقف على «فليذوقوه»، ويكون قوله: «حميم وغساق» ومن رفع «هذا» بالابتداء، وجعل «حميم وغساق» خبرًا له، لم يقف على «فليذوقوه» بل على «غساق». {أَزْوَاجٌ (58)} [58] حسن، ومثله: «معكم».   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 219)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ} [59] جائز. {صَالُوا النَّارِ (59)} [59] كاف. {لَا مَرْحَبًا بِكُمْ} [60] جائز. {قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا} [60] حسن. {الْقَرَارُ (60)} [60] كاف. {مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا} [61] ليس بوقف؛ لأن قوله: «فزده» جواب الشرط. {فِي النَّارِ (61)} [61] كاف، ومثله: «الأشرار» لمن قرأ: «اتخذناهم» بقطع همزة الاستفهام وبها قرأ نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر (1)، وأم مردودة على الاستفهام، وليس بوقف لمن وصل وحذف الاستفهام؛ لأن: «اتخذناهم» حينئذ صفة لـ «رجالًا» وهي قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي؛ لأنه كله كلام واحد متصل بعضه ببعض، وقوله: «أم زاغت» مردود على: ما لنا لا نرى رجالًا اتخذناهم سخريًا أزاغت عنهم أبصارنا وهم فيها، فنفوا أوّلًا ما يدل على كونهم ليسوا معهم، ثم جوزوا أن يكونوا معهم، ولكن أبصارهم لم ترهم، فـ «أم» منقطعة في الأول متصلة في الثاني (2). {الْأَبْصَارُ (63)} [63] تام على الوجهين. {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ} [64] ليس بوقف؛ لأن قوله: «تخاصم» بدل من الضمير في «لحقٌ»، وكذا إن جعل خبرًا ثانيًا، وإن جعل «تخاصم» خبر مبتدأ محذوف، كان الوقف عليه تامًا. {أَهْلِ النَّارِ (64)} [64] تام. {مُنْذِرٌ} [65] جائز. {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ} [65] ليس بوقف؛ لأن قوله: «الواحد القهار» نعتان «لله» فلا يفصل بين النعت والمنعوت، وإن جعل «الواحد» مبتدأ، و «القهار» نعتًا له، و «رب السموات» خبرًا له، حسن الوقف على «إلا الله». {وَمَا بَيْنَهُمَا} [66] حسن، إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هو العزيز، وليس بوقف إن جعلا نعتين لما قبلهما. {الْغَفَّارُ (66)} [66] تام. {نَبَأٌ عَظِيمٌ (67)} [67] جائز.   (1) وجه من قرأ بالوصل؛ فعلى الخبر، ويبتدئون بكسر الهمزة. وقرأ الباقون: بهمزة قطع مفتوحة وصلا وابتداء على الاستفهام. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 373)، الإعراب للنحاس (2/ 803)، الإملاء للكعبري (2/ 114) الكشاف (3/ 380)، المعاني للفراء (2/ 411)، النشر (2/ 361، 362). (2) انظر: تفسير الطبري (21/ 231)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 {مُعْرِضُونَ (68)} [68] جائز. {بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى} [69] ليس بوقف؛ لأن ما بعده ظرف لما قبله. {يَخْتَصِمُونَ (69)} [69] كاف؛ لأن «إن» بمعنى: ما؛ فكأنه قال: ما يوحى إليّ إلا أنما أنا نذير مبين. و {مُبِينٌ (70)} [70] حسن، إن نصب «إذ» بمقدر، وليس بوقف إن جعلت «إذ» بدلًا من «إذ يختصمون» وحينئذ لا يوقف على شيء من قوله: «إذ يختصمون» إلى هذا الموضع. {مِنْ طِينٍ (71)} [71] جائز، ومثله: «ساجدين». {أَجْمَعُونَ (73)} [73] ليس بوقف للاستثناء. {إِلَّا إِبْلِيسَ} [74] جائز؛ لأن المعرف لا يوصف بالجملة. {الْكَافِرِينَ (74)} [74] كاف، ومثله: «بيديّ» للابتداء بالاستفهام، فالهمزة في «استكبرت» للتوبيخ دخلت على همزة الوصل فحذفتها؛ فلذلك يبتدأ بها مفتوحة. {الْعَالِينَ (75)} [75] كاف. {مِنْهُ} [76] جائز، علَّلَ للخيرية بقوله: لأنك خلقتني من نار وخلقته من طين. و {مِنْ طِينٍ (76)} [76] كاف. {رَجِيمٌ (77)} [77] جائز. {يَوْمِ الدِّينِ (78)} [78] كاف، ومثله: «يبعثون»، وكذا «الوقت المعلوم» و «المخلصين». {فالحقُّ وَالْحَقَّ} [84] قرئ بنصبهما، ورفعهما، ورفع الأول ونصب الثاني؛ فأما من نصبهما فنصب الأول بـ «أقول» والثاني بالعطف عليه، والوقف على هذا على «أقول»، وبذلك قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وابن عامر (1)، وأما من رفعهما؛ فرفع الأول خبر مبتدأ محذوف، أي: فأنا الحق، ورفع الثاني بالعطف عليه، و «أقول» صفة وحذفت الهاء من الصفة كما قال جرير: أَبَحتَ حِمى تِهامَةَ بَعدَ نَجدٍ ... وَما شَيءٌ حَمَيتَ بِمُستَباحِ (2)   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 374)، الإعراب للنحاس (2/ 806)، البحر المحيط (7/ 411)، المعاني للفراء (2/ 412)، النشر (2/ 262). (2) هو من الوافر، وقائله جرير، من قصيدة يقول في مطلعها: أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ ... عَشِيَّةَ هَمَّ صَحبُكَ بِالرَواح جرير: (28 - 110 هـ/648 - 728 م) جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم، أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، كان عفيفًا، وهو من أغزل الناس شعرًا.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 أراد: حميته، وقرأ ابن عباس ومجاهد والأعمش برفعهما (1)، وقرأ الحسن بجرهما (2)؛ فجر الأول بواو القسم المقدرة، أي: فوالحق، و «الحق» عطف عليه، و «أقول» معترض بين القسم وجوابه، و «أجمعين» توكيدًا للضمير في «منك» وعليه لا يوقف على «الحق»؛ لأن: «لأملأن» جواب القسم، وأما رفع الأول ونصب الثاني؛ فرفع الأول أما خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: من الحق، أو فالحق أنا، أو مبتدأ خبره «لأملأن»، قاله ابن عطية، قال أبو حيان: وهذا ليس بشيء؛ لأن «لأملأن» جواب القسم، وهي قراءة عاصم وحمزة (3)، وعليها يوقف على «الحق» الأول ونصب الثاني بـ «أقول»، وليس «الحق» الأول بوقف لمن نصبه بـ «أقول». {أَجْمَعِينَ (85)} [85] كاف، ومثله: «المتكلفين». {لِلْعَالَمِينَ (87)} [87] جائز. آخر السورة تام.   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 374)، الإملاء للعكبري (2/ 115)، البحر المحيط (7/ 411)، الكشاف (3/ 384). (2) وكذا رويت عن عيسى وشعبة وعبد الرحمن بن أبي حماد وابن السميفع وطلحة بن مصرف، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 806)، البحر المحيط (7/ 411)، الكشاف (3/ 384). (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 374)، الإعراب للنحاس (2/ 806)، البحر المحيط (7/ 411)، المعاني للفراء (2/ 412)، النشر (2/ 262). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 سورة الزمر مكية إلَّا قوله: {* قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [53] الآية فمدني نزلت في وحشيّ قاتل حمزة بن عبد المطلب (1). - كلمها: ألف ومائة واثنتان وسبعون كلمة. - وحروفها: أربعة آلاف وسبعمائة وثمانية أحرف. - وآيها: اثنتان أو ثلاث أو خمس وسبعون آية. {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} [1] جائز، إن جعل «تنزيل» خبر مبتدأ محذوف ولم يجعل ما بعده صفة له، وليس بوقف إن جعل «تنزيل» مبتدأ خبره «من الله العزيز الحكيم»، والوقف على «الحكيم» تام على الوجهين. {بِالْحَقِّ} [2] حسن. {لَهُ الدِّينَ (2)} [2] حسن، وقيل: تام، وهو رأس آية. {الْخَالِصُ} [3] تام. {مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [3] حسن إن جعل خبر «والذين» محذوفًا، أي: يقولون ما نعبدهم، وكذا إن جعل الخبر «إن الله يحكم» وليس بوقف إن جعل «ما نعبدهم» قام مقام الخبر. {زُلفى} [3] كاف. {يَخْتَلِفُونَ} [3] تام، ومثله: «كفار». {مَا يَشَاءُ} [4] حسن. {سُبْحَانَهُ} [4] جائز، سواء ابتدأ به أم وصله بما قبله. {الْقَهَّارُ (4)} [4] تام. {بِالْحَقِّ} [5] حسن. {عَلَى النَّهَارِ} [5] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفًا على ما قبله. {عَلَى اللَّيْلِ} [5] حسن، ومثله: «والقمر» وكذا «مسمى»، وقيل: كاف. {الْغَفَّارُ (5)} [5] تام. {زَوْجَهَا} [6] حسن. {أَزْوَاجٍ} [6] كاف، وتام عند أبي حاتم؛ على استئناف ما بعده.   (1) أخرج النحاس في تاريخه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: نزلت بمكة سورة الزمر سوى ثلاث آيات نزلت بالمدينة في وحشيّ قاتل حمزة «قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم» إلى ثلاث آيات. وانظر: زاد المسير (7/ 160)، والبحر المحيط (3/ 268). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 {ثَلَاثٍ} [6] حسن، ومثله: «الملك». {إِلَّا هُوَ} [6] جائز. {تُصْرَفُونَ (6)} [6] تام، للابتداء بالشرط. {عَنْكُمْ} [7] حسن، ومثله: «الكفر». {يَرْضَهُ لَكُمْ} [7] كاف. {وِزْرَ أُخْرَى (} [7] حسن. {مَرْجِعُكُمْ} [7] ليس بوقف لمكان الفاء. {تَعْمَلُونَ} [7] كاف. {بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)} [7] تام. {مُنِيبًا إِلَيْهِ} [8] جائز، و «منيبًا» حال من فاعل: دعا. {مِنْ قَبْلُ} [8] حسن. {عَنْ سَبِيلِهِ} [8] تام. {قَلِيلًا} [8] حسن. {مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)} [8] كاف، وقرئ: «أمّن» بتشديد الميم وتخفيفها، فوقف من شدّدها على «رحمة ربه» وبها قرأ أبو عمرو وعاصم والكسائي وابن عامر (1)، ومن خفف الميم وهو ابن كثير ونافع وحمزة (2)، فـ «أم» عندهم متصلة، ومعادلها محذوف، تقديره: أم الكافر خير أم الذي هو قانت، وكان الوقف على «رحمة ربه» أيضًا، ورسموا «أمَّن» بميم واحدة كما ترى. {رَحْمَةَ رَبِّهِ} [9] كاف على القراءتين (3). {الْأَلْبَابِ (9)} [9] تام. {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} [10] حسن، ومثله: «حسنة» {وَاسِعَةٌ} [10] كاف. {بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)} [10] تام.   (1) وجه من قرأ بتخفيف الميم؛ أنها موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام التقريري. وقرأ الباقون: بتشديد الميم؛ على أن «منِ» موصولة دخلت عليها أم المتصلة ثم أدغمت الميم في الميم. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 811)، الإملاء للعكبري (2/ 115)، البحر المحيط (7/ 418)، التيسير (ص: 189)، المعاني للفراء (2/ 416). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) أي: قراءتي التشديد والتخفيف، المشار إليهما سابقًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 {لَهُ الدِّينَ (11)} [11] جائز. {الْمُسْلِمِينَ (12)} [12] كاف، ومثله: «عظيم». {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ} [14] ليس بوقف؛ لأن «مخلصًا» منصوب على الحال من الضمير في «أعبد». {لَهُ دِينِي (14)} [14] جائز. {مِنْ دُونِهِ} [15] كاف. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [15] حسن. {الْمُبِينُ (15)} [15] كاف. {وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [16] حسن، ومثله: «عباده». {فَاتَّقُونِ (16)} [16] تام. {لَهُمُ الْبُشْرَى} [17] حسن. {عِبَادِ (17)} [17] تام، إن جعل «الذين» مبتدأ، والخبر «أولئك الذين هداهم الله»، وهو رأس آية، وليس بوقف إن جعل «الذين» في موضع نصب نعتًا لـ «عبادي»، أو بدلًا منهم، أو بيانًا لهم، وكان الوقف على «فيتبعون أحسنه» كافيًا، وقرأ السوسي: «عباديَ» بتحريك الياء وصلًا وبإسكانها وقفًا، والباقون بغير ياء وصلًا ووقفًا (1). {هَدَاهُمُ اللَّهُ} [18] جائز. {الْأَلْبَابِ (18)} [18] تام. {كَلِمَةُ الْعَذَابِ} [19] حسن، والخبر محذوف، والمعنى: أفمن حق عليه كلمة العذاب، كمن وجبت له الجنة. فالآية على هذا جملتان ثم يبتدئ: «أفأنت تنقذ من في النار»، أي: أتستطيع أن تنقذ هذا الذي وجبت له النار، وليس بوقف إن جعل الخبر «أفأنت تنقذ» وعلى هذا فالوصل أولى، وإنما أعاد الاستفهام للتوكيد كما أعاد «أنَّ» في قوله: «أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابًا وعظامًا إنكم مخرجون» انتهى أبو العلاء الهمداني. {مَنْ فِي النَّارِ (19)} [19] كاف، ومثله: «الأنهار» وهو رأس آية، وتام عند أبي حاتم: إن نصب «وعد الله» بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بما قبله، وغلط أبو جعفر أبا حاتم في هذا وإن كان رأس آية. {الْمِيعَادَ (20)} [20] تام. {فِي الْأَرْضِ} [21] جائز، ومثله: «ألوانه»، وكذا «مصفرًا».   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 375)، التيسير (ص: 67، 189)، الحجة لابن خالويه (ص: 309)، السبعة (ص: 561)، الغيث للصفاقسي (ص: 338)، الكشف للقيسي (2/ 238)، النشر (2/ 364). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 {حُطَامًا} [21] كاف. {لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21)} [21] تام. {مِنْ رَبِّهِ} [22] كاف بإضمارٍ، أي: أفمن شرح الله صدره للإسلام كمن طبع على قلبه، أو كمن لم يشرح الله صدره، أوليس المنشرح صدره بتوحيد الله كالقاسي قلبه، فـ «من» مبتدأ وخبرها محذوف، وليس بوقف إن جعل «فويلٌ» دليلًا على جواب «أفمن» أي: كمن قسا قلبه فهو في ظلمة وعمى، بدليل قوله: «فويل للقاسية» (1). {مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [22] حسن. {مُبِينٍ (22)} [22] تام. {مَثَانِيَ} [23] حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لـ «كتابًا». {يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} [23] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفًا على ما قبله. {إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [23] حسن، ومثله: «هدى الله»، وكذا «من يشاء». {مِنْ هَادٍ (23)} [23] تام. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [24] كاف؛ لحذف جواب الاستفهام، وهو كمن لا يتقى، أو كمن هو آمن من العذاب، أو كمن يأتي آمنًا يوم القيامة. {تَكْسِبُونَ (24)} [24] كاف. {لَا يَشْعُرُونَ (25)} [25] حسن. {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [26] كاف؛ للابتداء بلام الابتداء. {يَعْلَمُونَ (26)} [26] تام. {يَتَذَكَّرُونَ (27)} [27] جائز؛ إن نصب «قرآنًا» بإضمار فعل، أي: أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن نصب حالًا من القرآن. {يَتَّقُونَ (28)} [28] كاف. {لِرَجُلٍ} [29] جائز. {مَثَلًا} [29] كاف، وتام عند أبي حاتم، هذا مثل ضربه الله للكافر الذي يعبد آلهة شتى، وللمؤمن الذي لا يعبد إلَّا الله. {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [29] حسن للابتداء بحرف الإضراب. {لَا يَعْلَمُونَ (29)} [29] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 277)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 {مَيِّتُونَ (30)} [30] جائز. {تَخْتَصِمُونَ (31)} [31] تام. {إِذْ جَاءَهُ} [32] حسن للابتداء بالاستفهام. {لِلْكَافِرِينَ (32)} [32] تام. {وَصَدَّقَ بِهِ} [33] ليس بوقف؛ وذلك أنّ خبر «والذي» لم يأت وهو «أؤلئك». {الْمُتَّقُونَ (33)} [33] تام. {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [34] حسن، ومثله: «المحسنين» لكونه رأس آية، وإن علقت اللام بمحذوف كان تامًا، أي: ذلك ليكفروا، أو يكرمهم الله ليكفر؛ لأنَّ المشيئة لأهل الجنة غير مقيدة، ولا متناهية، وليس بوقف إن علقت اللام بـ «ما يشاؤن»؛ لأنَّ تكفير الأسواء، والجزاء على قدر الإحسان منتهى ما يشاؤن، قاله السجاوندي. {الَّذِي عَمِلُوا} [35] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله متصل به. {يَعْمَلُونَ (35)} [35] تام؛ للابتداء بالاستفهام. {بِكَافٍ عَبْدَهُ} [36] حسن على القراءتين، أعني: بالجمع والأفراد (1)، والمراد بالعبد: النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن لما كان المراد: النبي وأتباعه، جمع أؤلئك المتقون. {مِنْ دُونِهِ} [36] تام؛ عند نافع للابتداء بالشرط، ومثله: «من هاد». {مِنْ مُضِلٍّ} [37] حسن. {ذِي انْتِقَامٍ (37)} [37] تام. {لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [38] كاف. {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [38] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده شرط قد قام ما قبله مقام جوابه، وكذا لا يوقف على «ضره» لعطف ما بعده على ما قبله بـ «أو»؛ لأنَّ العطف بـ «أو» يصير الشيئين كالشيء الواحد. {رَحْمَتِهِ} [38] تام. {حَسْبِيَ اللَّهُ} [38] حسن. {الْمُتَوَكِّلُونَ (38)} [38] تام.   (1) قرأ بالإفراد نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب، وقرأ الباقون بالجمع. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 375)، التيسير (ص: 189)، تفسير الطبري (24/ 5)، تفسير القرطبي (15/ 257)، الحجة لابن خالويه (ص: 309)، الحجة لابن زنجلة (ص: 622)، السبعة (ص: 562)، الغيث للصفاقسي (ص: 339)، النشر (2/ 362). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 {مَكَانَتِكُمْ} [39] حسن. {إِنِّي عَامِلٌ} [39] أحسن منه للابتداء بالتهديد مع الفاء. {تَعْلَمُونَ (39)} [39] ليس بوقف؛ لأنَّ جملة الاستفهام مفعول «تعملون»، ومثله في عدم الوقف {يُخْزِيهِ} [40] لعطف ما بعده على ما قبله. {مُقِيمٌ (40)} [40] تام. {بِالْحَقِّ (} [41] جائز، ومثله: «فلنفسه»، وكذا «عليها»، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المقابلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الفريقين بالوقف، ولا يخلطهما. {بِوَكِيلٍ (41)} [41] تام. {حِينَ مَوْتِهَا} [42] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، أي: ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها. و {فِي مَنَامِهَا} [42] كاف على القراءتين؛ أعني: «قضى» مبينًا للفاعل ونصب «الموت» والفاعل مستتر في «قضى»، وقرأ حمزة والكسائي: «قضى» مبنيًا للمفعول، و «الموت» نائب الفاعل، والباقون بفتح القاف والضاد وألف بعدها ونصب «الموت» (1). {مُسَمًّى} [42] كاف. {يَتَفَكَّرُونَ (42)} [42] أكفى. {شُفَعَاءَ} [43] جائز، وقيل: حسن لتناهي الاستفهام. {يَعْقِلُونَ (43)} [43] تام. {جَمِيعًا} [44] كاف. {وَالْأَرْضِ} [44] جائز، ومثله: «ترجعون». {بِالْآَخِرَةِ} [45] جائز، للفصل بين تنافي الجملتين معنى مع اتفاقهما نظمًا، ولا يوقف على «وحده» ولا على «من دونه»؛ لأنَّ جواب «إذا» الأولى لم يأت وهو قوله: «إذا هم يستبشرون». و {يَسْتَبْشِرُونَ (45)} [45] تام. {وَالْأَرْضِ} [46] ليس بوقف؛ لأنَّ «عالم» صفة «فاطر». {وَالشَّهَادَةِ} [46] حسن. {بَيْنَ عِبَادِكَ} [46] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده ظرف للحكم.   (1) وجه من قرأ بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء، و {الْمَوْتِ} بالرفع؛ فعلى أن {قَضَىِ} مبني للمفعول، و {الْمَوْتِِ} نائب الفاعل. وقرأ الباقون: بفتح القاف والضاد مبنيًا للفاعل، و {الْمَوْتِِ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 376)، الإعراب للنحاس (2/ 821)، المعاني للفراء (2/ 420)، النشر (2/ 363). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 {يَخْتَلِفُونَ (46)} [46] تام. {وَمِثْلَهُ مَعَهُ (} [47] ليس بوقف؛ لأن جواب «لو» لم يأت بعد. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [47] حسن. {يَحْتَسِبُونَ (47)} [47] كاف. {مَا كَسَبُوا} [48] حسن. {يَسْتَهْزِئُونَ (48)} [48] تام على استئناف ما بعده، ومن قال: هذه الآية صفة للكافر المتقدم ذكره، فلا يوقف من قوله: «وإذا ذكر الله وحده اشمأزت» إلى هنا، إلا على سبيل التسامح لطول الكلام، ولا شك أن أرباب هذا الفن: صرحوا أن بين قوله: «وإذا ذكر الله وحده»، وبين قوله: «إذا مسّ الإنسان» وقوفًا تامة، وكافية، والأول أصح، ولا وقف من قوله: «فإذا مس الإنسان» إلى «علم» فلا يوقف على «نعمة منا» لأن «قال» جواب «إذا» الثانية. {عَلَى عِلْمٍ} [49] كاف للابتداء بحرف الإضراب، ولا يوقف على «فتنة»؛ لأنَّ لكن حرف يستدرك به الإثبات بعد النفي والنفي بعد الإثبات فلا يبتدأ به. {لَا يَعْلَمُونَ (49)} [49] كاف، ومثله: «يكسبون»، و «كسبوا» الأولى والثانية تام فيهما. {بمعجزين (51)} [51] تام. {وَيَقْدِرُ} [52] كاف. {يُؤْمِنُونَ (52)} [52] تام. {مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [53] كاف، ومثله: «جميعًا». {الرَّحِيمُ (53)} [53] تام. {وَأَسْلِمُوا لَهُ} [54] ليس بوقف؛ لأن الظرف الذي بعده متعلق به. {الْعَذَابُ} [54] حسن. {لَا تُنْصَرُونَ (54)} [54] كاف، ولا وقف من قوله: «واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم» إلى «المحسنين» لاتصال الكلام، وتعلقه ببعضه إن كان في نفسه طول يبلغ به إلى ذلك، وإلا وقف على رؤوس الآي، ثم يعود من أول الكلام؛ ليكون الكلام متصلًا بعضه ببعض، فلا يوقف على من ربكم؛ لتعلق الظرف بما قبله، ولا على «بغتة» للعطف، ولا على «تشعرون»؛ لأن «أن» منصوبة بما قبلها، ولا على «جنب الله» للعطف، ولا على «الساخرين»؛ لأنَّ «أو تقول» معطوف على ما عملت فيه «إن» الأولى، ولا على «هداني»؛ لأنَّ قوله: «لكنت» جواب «لو» ولا على «المتقين»؛ لأن «تقول» الثانية معطوفة على الأولى، وجواب لو: «أنَّ لي كرة» محذوف، تقديره: لنجوت (1).   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 311)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 {الْمُحْسِنِينَ (58)} [58] كاف، ولا يوقف على «بلى»؛ لأنَّها لم تسبق بنفي ملفوظ به، ولا شيء من مقتضيات الوقف، ولا من موجباته، بل هي هنا جواب لنفي مقدر؛ كأنَّ الكافر قال: لم يتبين لي الأمر في الدنيا ولا هداني فردّ الله عليه حسرته، وقوله بقوله: «بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت» فصارت «بلى» هي وما بعدها جوابًا لما قبلها، فلا يوقف عليها؛ لأنَّ النفي مقدر؛ فهي معه جواب لـ «ما» جرى قبل قرأ العامة: «جاءتكَ» بفتح الكاف و «كذبتَ» و «استكبرتَ» و «كنتَ» بفتح التاء في الجميع خطابًا للكافر دون النفس، وقرأ الجحدري وأبو حيوة الشامي وابن يعمر والشافعي عن ابن كثير وروتها أمَّ سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وبها قرأ أبو بكر الصديق وابنته عائشة بكسر الكاف والتاء خطابًا للنفس (1). {الْكَافِرِينَ (59)} [59] تام. {مُسْوَدَّةٌ} [60] كاف. {لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)} [60] تام على استئناف ما بعده. {بِمَفَازَتِهِمْ} [61] حسن على القراءتين بالجمع والأفراد (2)، ومثله: «لا يمسهم السوء». {يَحْزَنُونَ (61)} [61] تام. {كُلِّ شَيْءٍ} [62] كاف، للفصل بين الوصفين تعظيمًا مع اتفاق الجملتين. {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} [62] {وَكِيلٌ (62)} [62] كاف، ومثله: «والأرض»، وقال بعضهم: «والذين كفروا» متصل بقوله: «وينجي الله» وما بين الآيتين معترض، أي: وينجي الله المؤمنين، والكافرون مخصوصون بالخسار؛ فعلى هذا لا وقف بين الآيتين إلا على سبيل التسامح، والأول أجود (3). {بِآَيَاتِ اللَّهِ} [63] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «والذين» لم يأت بعد. {الْخَاسِرُونَ (63)} [63] تام.   (1) أي: «جاءتِكِ»، وكذا رويت عن الزعفراني وابن مقسم ومسعود بن صالح ومحمد بن عيسى ونصير والعبسي وأم سلمة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 826)، البحر المحيط (7/ 436)، تفسير الطبري (24/ 15)، تفسير القرطبي (15/ 273)، الكشاف (3/ 405)، المعاني للفراء (2/ 423)، تفسير الرازي (27/ 7). (2) وجه من قرأ: {بِمَفَازَتِهِمِْ} بألف؛ فعلى الجمع. وقرأ الباقون: بغير ألف؛ على الإفراد. انظر هذه القراءة في: تفسير الرازي (27/ 9)، الكشاف (3/ 406)، الحجة لابن خالويه (ص: 310)، التيسير (ص: 190)، النشر (2/ 363). (3) انظر: تفسير الطبري (21/ 319)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 {أَعْبُدُ} [64] قرئ برفعه ونصبه (1)؛ فرفعه على حذف «أن» ورفع الفعل، وذلك سائغ؛ لأنَّها لما حذفت بطل عملها، ونصبه؛ لأنَّها مختصة دون سائر الموصولات بأنَّها تحذف ويبقى عملها، قال في الخلاصة: وَشذَّ حَذفُ أن وَنَصبٌ فِى سِوَى ... مَا مَرِّ فاقبَل مِنهُ مَا عَدلٌ رَوَى (2) وشاهده قول الشاعر: أَلا أَيُّهَذا الزَّاجِرِي أَحضُرَ الوَغى ... وَأَن أَشهَدَ اللَذّاتِ هَل أَنتَ مُخلِدي (3) وتقديره هنا: أن أعبد، وقوله: «أفغير» منصوب بـ «أعبد»، و «أعبد» معمول لـ «تأمروني» بإضمار «أن». {الْجَاهِلُونَ (64)} [64] كاف. {مِنْ قَبْلِكَ} [65] جائز، للابتداء بلام القسم والموحى محذوف، أي: أوحى ما أوحى مع احتمال: أنَّ الموحى جملة «لئن»، وعليه فليس بوقف؛ لأنَّ معمول «أوحى» لم يأت، ومثله في عدم   (1) فقراءة الأئمة العشرة هي الرفع، وقرئ شاذًا بالنصب، ومن ذكر هذه القراءة لم ينسبها لأحد. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 439)، الكشاف (3/ 407). (2) هو من الرجز، وقائله ابن مالك النحوي، في رجزيته الشهيرة الألفية في النحو التي يقول في مطلعها: قالَ محَمَّدٌ هُوَ ابنُ مالِك ... أحمَدُ رَبِّى اللهَ خَيرَ مَالِك مُصَلِّيًا عَلَى النَّبيِّ المُصطَفَى ... وَآلِهِ المُستَكمِلينَ الشَّرَفَا وَأستَعِينُ اللهَ فِي ألفِيَّه ... مَقَاصِدُ النَّحوِ بهَا مَحوِيَّه ابن مالك (600 - 672 هـ /1203 - 1274م) محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، أبو عبد الله، جمال الدين، أحد الأئمة في العلوم العربية، ولد في جيان (بأندلس)، وانتقل إلى دمشق فتوفي فيها، له: (الألفية) في النحو، و (الضرب في معرفة لسان العرب)، و (الكافية الشافية) أرجوزة في نحو ثلاثة آلاف بيت، و (شرحها)، و (سبك المنظوم وفك المختوم) نحو، و (لامية الأفعال)، و (إيجاز التعريف) صرف، و (شواهد التوضيح)، و (إكمال الإعمال بمثلث الكلام)، و (مجموع) فيه 10 رسائل، و (تحفة المودود في المقصور والمودود) منظومة، و (العروض)، و (الاعتضاد في الفرق بين الضاء والضاد) وغير ذلك.-الموسوعة الشعرية (3) هو من بحر الطويل، وقائله طَرَفَة بن العبد، والرواية التي ذكرت في المتن لم أعثر عليها في ديوانه، وإنما عثرت على الرواية التالية: (أَلا أَيُّهَذا اللائِمي أَحضُرَ الوَغى)، وهي جاءت في قصيدة يقول في مطلعها: لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ ... تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَد وأما الرواية المثبتت في المتن فوجدتها في: «الجليس الصالح الكافي، والأنيس الناصح الشافي» للمعافا بن زكريا، «خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب» لعبد القادر البغدادي، «شرح ديوان الحماسة» للمرزوقي.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 الوقف «عملك»؛ لأنَّ ما بعده مع الذي قبله جواب القسم، وقرئ (1): «لنحبطنَّ» بنون العظمة و «عملك» مفعول به. {مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)} [65] كاف. {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} [66] حسن. {مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)} [66] تام. {حَقَّ قَدْرِهِ} [67] تام على استئناف ما بعده، وقرأ الحسن وأبو حيوة (2): «قدّروا» بتشديد الدال، و «حق قدَره» بفتح الدال (3). {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [67] حسن، لمن رفع «مطوياتٌ» خبر «والسموات»، والعامة على رفع «مطوياتٌ» خبرًا و «بيمينه» متعلق بـ «مطويات»، أو حال من الضمير في «مطويات»، أو خبر ثان، وليس بوقف لمن عطف، «والسموات» على «والأرض» و «مطويات» بالنصب على الحال من «السموات». {بِيَمِينِهِ} [67] تام للابتداء بالتنزيه، ومثله: «يشركون». {مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [68] حسن. {يَنْظُرُونَ (68)} [68] كاف. {بِنُورِ رَبِّهَا} [69] حسن، ومثله: «بالحق». {لا يُظْلَمُونَ (69)} [69] كاف، ومثله: «ما عملت». {بِمَا يَفْعَلُونَ (70)} [70] تام. {زُمَرًا} [71] حسن، ومثله: «أبوابها». {لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [71] كاف، ومثله: «على الكافرين». {خَالِدِينَ فِيهَا} [72] حسن على استئناف ما بعده. {الْمُتَكَبِّرِينَ (72)} [72] تام، ووقف بعضهم على «جهنم» وابتدأ: «زمرٌ» بالرفع، وبها قرئ بتقدير: منهم زمر. و {زُمَرًا} [73] جائز، ومثله: «وفتحت أبوابها» وهو جواب «حتى إذا»، وقيل: الجواب محذوف،   (1) هذه القراءة ذكرها ابن خالويه في مختصر الشواذ (ص: 131)، ولم ينسبها لأحد من القراء، وانظر هذه القراءة في: الكشف للقيسي (3/ 407)، البحر المحيط (7/ 439). (2) وكذا رويت عن عيسى وأبي نوفل، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 439)، الكشاف (3/ 408). (3) وهي رويت عن المطوعي والأعمش والحسن وأبي نوفل وأبي حيوة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 377)، البحر المحيط (7/ 439). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 تقديره: سروا بذلك، وسمى بعضهم هذه الواو واو الثمانية، قال: لأنَّ أبواب الجنة ثمانية، قال: بعض أهل العربية الواو مقحمة، والعرب تقحم مع «حتى إذا» كما هنا، ومع لما كما تقدم في قوله: «وتله للجبين وناديناه» معناه: ناديناه، والواو لا تقحم إلا مع هذين، وقيل الجواب: «وقال لهم خزنتها» والواو مقحمة أيضًا (1). {خَالِدِينَ (73)} [73] تام. {حَيْثُ نَشَاءُ} [74] كاف على استئناف ما بعده. {الْعَامِلِينَ (74)} [74] كاف، ومثله: «حول العرش» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله. {بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [75] تام؛ لأنَّ الماضي لا يعطف على المستقبل، ومثله في التمام «بالحق» على استئناف ما بعده. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 338)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 سورة المؤمن مكية إلَّا قوله: «إلاَّ الذين كفروا» الآيتين فمدني. - كلمها: ألف ومائة وتسع وتسعون كلمة. - وحروفها: أربعة آلاف وسبعمائة وستون حرفًا. - وآيها: ثمانون وإحدى أو ثلاث أو خمس أو ست وثمانون آية. {حم (1)} [1] بسكون الميم كسائر الحروف المقطعة وهي قراءة العامة، وقرأ الزهري (1): برفع الميم خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ والخبر ما بعدها، ومنعت من الصرف للعلمية والتأنيث، أو العلمية وشبه العجمة؛ وذلك أنَّه ليس في الأوزان العربية: (فاعيل) بخلاف الأعجمية ففيها (قابيل وهابيل)، وفي الحديث (2): «لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم»، وفيه عن ابن مسعود مرفوعًا: «من أراد أن يرتع في رياض مؤنقة من الجنة فليقرأ الحواميم» (3) و (مؤنقة) بصيغة اسم المفعول من: التأنيق، وهو شدة الحسن والنضارة، ورأى رجل من أهل الخير في النوم سبع جوار حسان، فقال: لمن أنتن، فقلن: نحن لمن قرأنا، نحن الحواميم (4). {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} [2] كاف، إن جعل خبر «حم»، أي: هذه الأحرف تنزيل الكتاب، وكذا إن جعل تنزيل خبر مبتدأ محذوف، ولم يجعل ما بعده فيهما صفة له، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره الجار بعده. {الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)} [2] جائز. {الْعِقَابِ} [3] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة. {ذِي الطَّوْلِ} [3] حسن، ومثله: «إلَّا هو». {الْمَصِيرُ (3)} [3] تام. {كَفَرُوا} [4] حسن، أي: ما يجادل في إبطال آيات الله إلَّا الذين كفروا.   (1) وقال الألوسي 24/ 40: (والظاهر أنه إعراب؛ فهو إما مبتدأ وإما خبر)،وكذا رويت عن أبي السمال وابن أبي إسحاق، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 446)، تفسير القرطبي (15/ 290)، تفسير الألوسي (24/ 40). (2) وهو من المأثورات عن ابن عباس، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (7/ 268)؛ لأبي عبيد في فضائله. (3) ووقفت على هذه الرواية في البحر المحيط (9/ 395)، وهي من المأثورات عن ابن عباس أيضًا، وروي نحوه بلفظ: «من سرّه أن يرتع فى رياض الجنة، فليقرأ الحواميم». أبو نعيم عن ابن عباس، وأخرجه أيضًا: الديلمى (3/ 539، رقم: 5678). (4) انظر: تفسير الطبري (21/ 345)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 {فِي الْبِلَادِ (4)} [4] كاف. {قَوْمُ نُوحٍ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «والأحزاب» معطوف على «قوم». {مِنْ بَعْدِهِمْ} [5] كاف عند أبي حاتم. {لِيَأْخُذُوهُ} [5] حسن، أي: ليقتلوه. {بالباطل} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده (لام كي). {الْحَقَّ} [5] ليس بوقف لمكان الفاء. {فَأَخَذْتُهُمْ} [5] حسن لاستئناف التوبيخ. {عِقَابِ (5)} [5] كاف. {أَصْحَابُ النَّارِ (6)} [6] تام، لا يليق وصله بما بعده؛ لأنَّه لو وصله به لصار «الذين يحملون العرش» صفة لـ «أصحاب النار»؛ وذلك خطأ ظاهر فينبغي أن يسكت سكتة لطيفة. {بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [7] جائز، ومثله: «ويؤمنون به». {لِلَّذِينَ آَمَنُوا} [7] كاف، ومثله: «وعلمًا»، وكذا «الجحيم» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفًا على ما قبله، وحينئذ لا يوقف على «ذريّاتهم» ولا على «الحكيم» بل على «السيئات». و {السَّيِّئَاتِ} [9] تام للابتداء بالشرط. {فَقَدْ رَحِمْتَهُ} [9] كاف لتناهي الشرط بجوابه. {الْعَظِيمُ (9)} [9] تام، ومثله: «فتفكرون». {فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا} [11] حسن. {مِنْ سَبِيلٍ (11)} [11] كاف، ومثله: «كفرتم» للابتداء بالشرط. {تُؤْمِنُوا} [12] حسن. {الْكَبِيرِ (12)} [12] تام. {رِزْقًا} [13] كاف. {مَنْ يُنِيبُ (13)} [13] تام، ومثله: «الكافرون» على استئناف ما بعده. {ذُو الْعَرْشِ} [15] تام إن جعل «ذو العرش» خبر الـ «رفيع»، وكذا إن رفع «ذو العرش» خبر مبتدأ محذوف، وإن رفع «رفيع» خبر مبتدأ محذوف، كان الوقف على «الدرجات» وليس «العرش» بوقف إن جعل بدلًا من «رفيع». {التَّلَاقِ (15)} [15] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يوم هم بارزون» بدل من «يوم التلاق» بدل كل من كل، وقد اتفق علماء الرسم على كتابة: «يوم هم بارزون» وفي والذاريات: «يوم هم على النار» كلمتين، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 «يوم» وحدها و «هم» وحدها؛ لأنَّ الضمير في «هم» مرفوع بالابتداء في الموضعين، وما بعده فيهما الخبر، والقراء مجمعون على أنَّ «التلاق» بغير ياء إلا ابن كثير فإنَّه يقف عليه بالياء (1)، ومثله: «واق» ويصل بالتنوين والاختيار ما عليه عامة القراء؛ لأنَّ التنوين قد حذف الياء. {بَارِزُونَ} [16] كاف. {مِنْهُمْ شَيْءٌ} [16] حسن، ومثله: «لمن الملك اليوم» عند أبي حاتم. {الْقَهَّارِ (16)} [16] تام. {بِمَا كَسَبَتْ} [17] جائز. {لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [17] حسن. {الْحِسَابِ (17)} [17] تام. {يَوْمَ الْآَزِفَةِ (} [18] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إذ القلوب» بدل من «يوم الآزفة»، أو من الهاء في «أنذرهم»، أو مفعول به اتساعًا فموضع «إذ» نصب بما قبله، والآزفة: القريبة، قال كعب بن زهير: بَاَن الشَّبَابُ وَهَذا الشِّيبُ قَدْ أَزَفَا ... وَلَا أَرَى لِشَبَابٍ بَائِنٌ خَلَفًا (2) ومثله في عدم الوقف «الحناجر»؛ لأنَّ «كاظمين» منصوب على الحال مما قبله، وهو رأس آية. {يُطَاعُ (18)} [18] كاف، قرئ (3): «ولا شفيع» بالرفع والجر، فالرفع عطف على موضع «من حميم» و «من» زائدة للتوكيد، والجر عطف على لفظ «حميم»، وقوله: «ولا شفيع يطاع» من باب: (على لا حب لا يهتدي بمناره)، أي: لا شفيع فلا طاعة، أو ثم شفيع، ولكن لا يطاع. {خائنةَ الْأَعْيُنِ} [19] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 378)، البحر المحيط (7/ 455)، التيسير (ص: 192)، الحجة لابن خالويه (ص: 312)، الحجة لابن زنجلة (ص: 628)، السبعة (ص: 568)، الغيث للصفاقسي (ص: 340)، الكشف للقيسي (2/ 246)، النشر (2/ 366). (2) البيت من البسيط، وهو لكعب كما ذكر بالمتن، وروايته كما وردت بالموسوعة الشعرية: بانَ الشَبابُ وَأَمسى الشَيبُ قَد أَزِفا ... وَلا أَرى لِشَبابٍ ذاهِبٍ خَلَفا كَعبِ بنِ زُهَير (? - 26 هـ/? - 646 م) كعب بن زهير بن أبي سلمى، المازني، أبو المضرَّب، شاعر عالي الطبقة، من أهل نجد، كان ممن اشتهر في الجاهلية، ولما ظهر الإسلام هجا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي - صلى الله عليه وسلم - دمه فجاءه كعب مستأمنًا وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول)، فعفا عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلع عليه بردته، وهو من أعرق الناس في الشعر، أبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلهم شعراء، وقد كَثُر مخمّسو لاميته ومشطّروها وترجمت إلى غير العربية.-الموسوعة الشعرية (3) لم أستدل على هذه القراءة، في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 {الصُّدُورُ (19)} [19] تام. {بِالْحَقِّ} [20] كاف، ومثله: «لا يقضون بشيء» على القراءتين في: «يدعون» قرأ نافع وهشام بالتاء الفوقية والباقون بالتحتية (1). {الْبَصِيرُ (20)} [20] تام. {مِنْ قَبْلِهِمْ (} [21] كاف. {وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ} [21] جائز. {بِذُنُوبِهِمْ} [21] حسن. {مِنْ وَاقٍ (21)} [21] كاف، ومثله: «فأخذهم الله». {شَدِيدُ الْعِقَابِ (22)} [22] تام، ولا وقف من قوله: «ولقد أرسلنا موسى» إلى «كذاب» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «مبين»؛ لأنَّ الذي بعده متصل به، ولا على «قارون» لمكان الفاء. {كَذَّابٌ (24)} [24] كاف. {مِنْ عِنْدِنَا} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب لـ «ما». {نِسَاءَهُمْ} [25] حسن. {إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25)} [25] كاف. {وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} [26] حسن. {دِينَكُمْ} [26] ليس بوقف؛ لأن «يظهر» منصوب بالعطف على ما قبله. {الْفَسَادَ (26)} [26] كاف. {وَرَبِّكُمْ} [27] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده متعلق بما قبله. {الحساب (27)} [27] كاف، وقد اختلف في قوله: «من آل فرعون» بماذا يتعلق؟ فمن قال: يتعلق بـ «يكتم» قال إنَّ الرجل لم يكن من آل فرعون، وكان وقفه على «مؤمن» ومن قال: يتعلق بـ «رجل مؤمن»، أي: رجل مؤمن من آل فرعون، كان نعتًا له، وكان الوقف على «فرعون» وعلى كلا القولين ففيه الفصل بين القول ومقوله، والوقف الحسن الذي لا غبار عليه من «ربكم» لانتهاء الحكاية، والابتداء بالشرط، وفي الحديث: «الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس، ومؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم» (2).   (1) وجه من قرأ بالتاء؛ أي: بتاء الخطاب على الالتفات، أو إضمار «قل». وقرأ الباقون: بياء الغيب جريًا على نسق الكلام، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 378)، البحر المحيط (7/ 357)، التيسير (ص: 192). (2) أخرجه أحمد فى فضائل الصحابة (2/ 627، رقم: 1072)، وابن عساكر (42/ 43)، والديلمى (2/ 421، رقم: 3866). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 {فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} [28] حسن، ومثله: «يعدكم». {كَذَّابٌ (28)} [28] كاف. {ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ} [29] حسن، ومثله: «إن جاءنا»، وكذا «إلَّا ما أرى». {الرَّشَادِ (29)} [29] تام. {الْأَحْزَابِ (30)} [30] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «مثلَ» منصوب على البدل من «مثل» الأول، ومثله في عدم الوقف «عاد وثمود» للعطف. {مِنْ بَعْدِهِمْ} [31] كاف، ومثله: «للعباد». {التَّنَادِ (32)} [32] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يوم تولون مدبرين» منصوب على البدل مما قبله، و «مدبرين» حال مما قبله، وقرأ ابن عباس (1): «التنادّ» بتشديد الدال مصدر: تنادّ القوم، أي: ندّ بعضهم من بعض، من ندّ البعير، إذا هرب، ونفر وابن كثير يقف عليها بالياء (2)، قال الضحاك: إذا كان يوم القيامة يكشف للكفار عن جهنم فيندّون كما يندّ البعير (3). قال أمية بن أبي الصلت: وَبَثَّ الخَلْقَ فِيهَا إِذْ دَحَاهَا ... فَهُمْ سُكَّانَهَا حَتَّى التَّنَادِي (4) {مِنْ عَاصِمٍ} [33] تام للابتداء بالشرط، ومثله: «من هاد» وجميع القراء يقفون: «من هاد» بغير ياء إلَّا ابن كثير فإنَّه يقف عليه بالياء (5). {بِالْبَيِّنَاتِ} [34] حسن، ومثله: «مما جاءكم به»، وكذا «رسولًا»، في محل «الذين» الرفع والنصب فـ «مرتاب» تام، إن جعل «الذين» مبتدأ، خبره «كبر مقتًا»، أي: كبر جدًا لهم مقتًا، ولا يوقف على «أتاهم» بل على «الذين آمنوا»، ومثله في الوقف على «مرتاب» إن جعل «الذين» في موضع رفع   (1) وكذا رويت عن الضحاك والكلبي والزعفراني وابن مقسم وعكرمة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 10)، الإملاء للعكبري (2/ 117)، البحر المحيط (7/ 464)، تفسير الطبري (24/ 40)، تفسير القرطبي (15/ 311)، الكشاف (3/ 426)، المحتسب لابن جني (2/ 243)، المعاني للفراء (3/ 8)، تفسير الرازي (27/ 61). (2) انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 10)، الإملاء للعكبري (2/ 117)، البحر المحيط (7/ 464)، تفسير الطبري (24/ 40)، تفسير القرطبي (15/ 311)، الكشاف (3/ 426)، المحتسب لابن جني (2/ 243)، المعاني للفراء (3/ 8)، تفسير الرازي (27/ 61). (3) انظر: تفسير الطبري (21/ 379)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) لم أستدل عليه. (5) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 378)، الحجة لابن زنجلة (ص: 630)، الغيث للصفاقسي (ص: 341)، تفسير الرازي (27/ 45). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب، أي: الذين، بتقدير: أعني، وليس «مرتاب» بوقف إن جعل «الذين» في محل رفع نعتًا لما قبله، أو بدلًا من «مسرف»، وكان الوقف على «أتاهم» ثم يبتدئ: «كبر مقتًا». {وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا} [35] حسن في الوجهين. {جَبَّارٍ (35)} [35] تام. {الْأَسْبَابَ (36)} [36] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده بدل منه. {السَّمَاوَاتِ} [37] حسن، لمن قرأ: «فأطلع» بالرفع عطفًا على: «أبلغ»، وليس بوقف لمن قرأ «فأطلعَ» بالنصب (1)؛ على جواب الترجي تشبيهًا للترجي بالتمني، وهو مذهب كوفي، والبصريون يأبون ذلك ويقولون: منصوب على جواب الأمر بعد الفاء؛ لأنَّ الترجي لا يكون إلَّا في الممكن، وبلوغ أسباب السموات غير ممكن، لكن فرعون أبرز مالا يمكن في صورة الممكن تمويهًا على سامعيه (2). {إِلَهِ مُوسَى} [37] جائز. {كَاذِبًا (} [37] حسن، ومثله: «سوء عمله» لمن قرأ: «وصَدّ» بفتح الصاد، فصلًا بين الفعلين، أعني: «زين» ببنائه للمفعول، «وصدّ» ببنائه للفاعل، وليس بوقف لمن قرأ «وصُدّ» بضم الصاد ببنائه للمفعول، كـ «زين» لعطفه عليه، ووسمه شيخ الإسلام بالحسن لمن قرأه بفتح الصاد أيضًا (3). {عَنِ السَّبِيلِ} [37] كاف. {فِي تَبَابٍ (37)} [37] تام. {الرَّشَادِ (38)} [38] كاف، وقرأ ابن كثير: «اتبعوني» بإثبات الياء وقفًا ووصلًا (4). {مَتَاعٌ} [39] حسن، فصلًا بين تنافي الدارين. {دَارُ الْقَرَارِ (39)} [39] تام.   (1) وهي قراءة حفص عن عاصم، وقرأ الباقون بالرفع، وجه من قرأ بالنصب؛ أنه منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية. ووجه من قرأ بالرفع؛ عطفا على {أُبَلِّغُِ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 379)، الحجة لأبي زرعة (ص: 631). (2) انظر: تفسير الطبري (21/ 385)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 379)، الإعراب للنحاس (3/ 11)، البحر المحيط (7/ 466)، التيسير (ص: 133)، تفسير الطبري (24/ 43)، تفسير القرطبي (15/ 315)، الحجة لابن خالويه (ص: 315)، الحجة لابن زنجلة (ص: 632)، السبعة (ص: 571)، الغيث للصفاقسي (ص: 341)، الكشاف (3/ 428)، الكشف للقيسي (2/ 244)، تفسير الرازي (27/ 67)، النشر (2/ 298). (4) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 379)، التيسير (ص: 192)، تفسير القرطبي (15/ 317)، السبعة (ص: 573)، الغيث للصفاقسي (ص: 341)، الكشف للقيسي (2/ 246)، النشر (2/ 366). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 {إِلَّا مِثْلَهَا} [40] كاف، وقيل: جائز. {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [40] حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالًا. {بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)} [40] تام. {إِلَى النَّارِ (41)} [41] كاف، ومثله: «ما ليس لي به علم». {الْغَفَّارِ (42)} [42] كاف، ومثله: «أصحاب النار» ولا يوقف على «إليه» ولا على «في الآخرة»؛ لأنَّ قوله: «وأنّ مردنا» معطوف على «إنَّما» ولا على «إلى الله»؛ لأنَّ «أن» الثانية معطوفة على «أنَّ» الأولى. {ما أَقُولُ لَكُمْ} [44] كاف، ومثله: «إلى الله» وكذا «بالعباد». {مَا مَكَرُوا} [45] حسن. {سُوءُ الْعَذَابِ (45)} [45] كاف، وقال أبو عمرو: تام، إن جعل «النار» مبتدأ، أو خبر مبتدأ محذوف، كأنَّ قائلًا قال: ما سوء العذاب، فقيل: هي النار، وليس بوقف إن جعل بدلًا من سوء. {وَعَشِيًّا} [46] تام، إن نصب «ويوم» بفعل مضمر، أي: ونقول يوم تقوم الساعة، وعلى هذا الإضمار لا يوقف على «الساعة» إلا إن اضطّر، وإذا ابتدئ: «ادخلوا» ضمت الهمزة من باب: دخل، يدخل، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، ويكون قوله: «آل فرعون» منصوبًا على النداء؛ كأنَّه قال: ادخلوا يا آل فرعون، وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي: «أدخلوا»، بقطع الهمزة أمرًا من: أدخل، يدخل، وعلى هذه القراءة يبتدأ: «أدخلوا» بالفتح، وينتصب «آل» بالإدخال مفعولًا أوّل، و «أشد» المفعول الثاني (1). {الْعَذَابِ (46)} [46] كاف؛ لأنَّ «إذ» معها فعل. {فِي النَّارِ} [47] جائز، ومثله: «كنا لكم تبعًا». {مِنَ النَّارِ (47)} [47] كاف، ومثله: «حكم بين العباد»، وكذا «العذاب». {بِالْبَيِّنَاتِ} [50] جائز. {قَالُوا بَلَى} [50] كاف. {قَالُوا فَادْعُوا} [50] تام، ومثله: «في ضلال».   (1) وجه من قرأ بالوصل وضم الخاء، والابتداء على قراءتهم بضم الهمزة؛ أنه أمر من دخل الثلاثي والواو ضمير: {آَلِ فِرْعَوْنَِ}، ونصب {آلَ} على النداء. وقرأ الباقون: بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الخاء؛ فعل أمر من: «أدخل» الرباعي، والواو ضمير للخزنة، و {آلِ} مفعول أول، و {أَشَدُِّ} مفعول ثان. انظر هذه القراءة في: الغيث للصفاقسي (ص: 341)، الكشاف (3/ 430)، النشر (2/ 365). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [51] كاف، إن نصب «يومَ» بأعني مقدرًا، وليس بوقف إن نصب بالعطف على ما قبله، ولا يوقف على «الأشهاد»؛ لأنَّ ما بعده منصوب بدلًا من «يوم» قبله، أو بيانًا له. {مَعْذِرَتُهُمْ} [52] حسن، ومثله: «اللعنة». {سُوءُ الدَّارِ (52)} [52] تام. {الْهُدَى} [53] جائز. {بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53)} [53] حسن، إن رفع «الهدى» على الابتداء، وليس بوقف إن نصب حالًا مما قبله؛ كأنَّه قال: هاديًا وتذكرة لأولي الألباب. و {الْأَلْبَابِ (54)} [54] تام. {إِن وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [55] جائز، ومثله: «لذنبك»، و (ذنبك) مصدر مضاف لمفعوله، أي: لذنب أمتك في حقك؛ لأنَّه لا يسوغ لنا أن نضيف إليه -عليه الصلاة والسلام- ذنبًا لعصمته (1). {وَالْإِبْكَارِ (55)} [55] تام. {بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ} [56] ليس بوقف هنا اتفاقًا؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت، وهو: «إن في صدورهم». {ببالغيه} [56] حسن، ومثله: «فاستعذ بالله»، وقيل: كاف. {الْبَصِيرُ (56)} [56] تام. {مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [57] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا؛ لأنَّ «لكن» لابد أن تقع بين متناقضين، ولا يصح الكلام إلا بها. {لَا يَعْلَمُونَ (57)} [57] تام. {وَلَا الْمُسِيءُ} [58] كاف؛ لأنَّ «قليلًا» منصوب بـ «يتذكرون»، و «ما» زائدة؛ كأنه قال: يتذكرون قليلًا. {تَتَذَكَّرُونَ (58)} [58] تام. {لَا رَيْبَ فِيهَا} [59] الأولى، وصله لتعلق ما بعده به استدراكًا. {لَا يُؤْمِنُونَ (59)} [59] تام، ومثله: «أستجب لكم» عند أبي حاتم. {دَاخِرِينَ (60)} [60] تام، أي: صاغرين. {مُبْصِرًا} [61] كاف، على «الناس» الأولى وصله. {لَا يَشْكُرُونَ (61)} [61] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 403)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 {كُلِّ شَيْءٍ} [62] حسن، وقيل: تام؛ لأنَّه لو وصله لصارت جملة: «لا إله إلا هو» صفة لـ «شيء» وهذا خطأ ظاهر. {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [سو62] حسن. {تُؤْفَكُونَ (62)} [62] أحسن. {يَجْحَدُونَ (63)} [63] تام. {من الطَّيِّبَاتِ} [64] حسن، ومثله: «ربكم». {رَبُّ الْعَالَمِينَ (64)} [64] تام. {إِلَّا هُوَ} [65] حسن، ومثله: «له الدين». {الْعَالَمِينَ (65)} [65] تام. {مِنْ رَبِّي} [66] جائز. {لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)} [66] تام، ولا وقف من قوله: «هو الذي» إلى «شيوخًا»؛ لأنَّ «ثُمَّ» في المواضع الخمس للعطف، فلا يوقف على «من تراب» ولا على «من نطفة» ولا على «من علقة» ولا على «طفلًا» ولا على «أشدكم». {شُيُوخًا} [67] حسن، وقيل: كاف. {مِنْ قَبْلُ} [67] جائز. {تَعْقِلُونَ (67)} [67] كاف. {وَيُمِيتُ} [68] حسن؛ لأنَّ «إذا» أجيبت بالفاء فكانت بمعنى الشرط. {كُنْ} [68] حسن؛ إن رفع «فيكونُ» خبر مبتدأ محذوف تقديره: فهو يكون، أو فإنه يكون. و {فَيَكُونُ (68)} [68] تام على القراءتين. {أَنَّى يُصْرَفُونَ (69)} [69] تام؛ إن جعلت «الذين» في محل رفع على الابتداء، وإلى هذا ذهب جماعة من المفسرين؛ لأنهم جعلوا: «الذين يجادلوا في آيات الله» القدرية، وليس «يصرفون» بوقف إن جعل «الذين كذبوا» بدلًا من «الذين يجادلون»، وإن جعل «الذين كذبوا» في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب بتقدير: أعني، كان كافيًا. {رُسُلَنَا} [70] حسن، وقيل: كاف على استئناف التهديد. {يعلمون (70)} [70] ليس بوقف؛ لأنَّ «فسوف يعلمون» تهديد للمكذبين، فينبغي أن يتصل بهم؛ لأنَّ «إذ» منصوبة بقوله: «فسوف يعلمون» فهي متصرفة وجوزوا في «إذ» أن تكون بمعنى: إذا؛ لأنَّ العامل فيها محقق الاستقبال، وهو: «فسوف يعلمون» وغالب المعربين يقولون: «إذ» منصوبة بـ (اذكر) مقدرة، ولا تكون حينئذ إلا مفعولًا به لاستحالة عمل المستقبل في الزمن الماضي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 {وَالسَّلَاسِلُ} [71] تام؛ لمن رفع «السلاسلُ» بالعطف على «الأغلال» ثم يبتدئ: «يسحبون» أي: هم يسحبون، وهي قراءة العامة، وكذا يوقف على «السلاسل» على قراءة ابن عباس (1): «والسلاسلِ» بالجر، قال ابن الأنباري: و «الأغلالُ» مرفوعة لفظًا مجرورة محلًا، إذ التقدير: إذ أعناقهم في الأغلال وفي السلاسل، لكن ضعف تقدير حرف الجر وإعماله، وقد جاء في أشعار العرب وكلامهم. وقرأ ابن عباس (2): بنصب «السلاسلَ» و «يَسحبون» بفتح الياء مبنيًا للفاعل؛ فتكون «السلاسل» مفعولًا مقدمًا، وعليها فالوقف على «في أعناقهم»؛ لأنَّ: السلاسل تسحب؛ على إسناد الفعل للفاعل؛ فكأنَّه قال: ويسحبون بالسلاسل وهو أشد عليهم، إلا أنه لما حذف الباء، وصل الفعل إليه فنصبه؛ فعلى هذا لا يوقف على «السلاسل» ولا على «يسحبون»؛ لأنَّ ما بعده ظرف للسحب، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد {يُسْجَرُونَ (72)} [72] جائز؛ لأنه آخر آية، أي: يصيرون وقودًا للنار. {مِنْ دُونِ اللَّهِ (} [74] حسن، ومثله: «ضلو عنا»، وكذا «من قبل شيئًا»، وقيل: تام؛ لأنه انقضاء كلامهم. {الْكَافِرِينَ (74)} [74] كاف، ومثله: «تمرحون». {خَالِدِينَ فِيهَا} [76] حسن. {الْمُتَكَبِّرِينَ (76)} [76] تام. {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [77] حسن. {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} [77] ليس بوقف لمكان الفاء. {يُرْجَعُونَ (77)} [77] تام. {مِنْ قَبْلِكَ} [78] حسن، ومثله: «نقصص عليك». {بِإِذْنِ اللَّهِ} [78] كاف. {الْمُبْطِلُونَ (78)} [78] تام. {تَأْكُلُونَ (79)} [79] كاف، ومثله: «تحملون». {آَيَاتِهِ} [81] حسن.   (1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 21)، البحر المحيط (7/ 475)، تفسير الطبري (24/ 55)، تفسير القرطبي (15/ 332)، الكشاف (3/ 436). (2) وكذا رويت أيضًا عن أبي الجوزاء وابن مسعود وزيد بن علي وابن وثاب وعكرمة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 21)، الإملاء للعكبري (2/ 118)، البحر المحيط (7/ 475)، تفسير الطبري (24/ 55)، تفسير القرطبي (15/ 332)، الكشاف (3/ 436)، المحتسب لابن جني (2/ 244). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 {تُنْكِرُونَ (81)} [81] تام، للابتداء بالاستفهام، «فأي» منصوبة بـ «تنكرون». {مِنْ قَبْلِهِمْ} [82] حسن، ومثله: «وآثارًا في الأرض». {يَكْسِبُونَ (82)} [82] كاف. {مِنَ الْعِلْمِ} [83] حسن. {يَسْتَهْزِئُونَ (83)} [83] كاف. {بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [84] جائز. {مُشْرِكِينَ (84)} [84] كاف. {بَأْسَنَا} [85] تام عند أبي حاتم؛ على أنَّ «سنة» منصوبة بفعل مقدر، أي: سنّ الله ذلك سنة، فلما حذف الفعل أضيف المصدر إلى الفاعل. {فِي عِبَادِهِ} [85] تام عند أبي حاتم أيضًا. وآخر السورة تام، وفيه رد على من يقول: إن «حم» قسم وجوابه ما قبله، وإن تقديره: وخسر هنالك الكافرون والله؛ لأنه يلزم عليه أنه لا يجوز الوقف على آخرها، فلا يلتفت إلى قوله، لأنَّا لا نعلم أحدًا من الأئمة الذين أخذ عنهم تأويل القرآن أخذ به وهو جائز عربية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 سورة فصلت مكية - كلمها: سبعمائة وست وتسعون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون حرفًا. - وآيها: اثنتان أو ثلاث أو أربع وخمسون آية. {تَنْزِيلٌ} [2] خبر «حم» على القول بأنها اسم للسورة، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا تنزيل، أو مبتدأ خبره: «كتاب فصلت»، أو «كتاب» خبر ثان، أو بدل من «تنزيل»، أو فاعل بالمصدر، وهو: «تنزيل»، أي: نزل كتاب. قاله أبو البقاء، و «فصلت آياته» صفة «كتاب». {مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)} [2] حسن؛ إن جعل «تنزيل» مبتدأ خبره «من الرحمن الرحيم»، أو جعل خبر «حم» أو خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن جعل «تنزيل» مبتدأ خبره: «كتاب فصلت» وكذا إن جعل «كتاب» بدلًا من «تنزيل». {فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ} [3] جائز إن نصب «قرآنا» بمحذوف، أي: بينت آياته قرآنًا، أو نصب «قرآنًا» على المدح بفعل مقدر، أي: بينت آياته قرآنًا عربيًا، وليس بوقف إن جعل حالًا من «فصلت»، أي: فصلت آياته في حال عربيته عربيًا، ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «لقوم» متصل بـ «فصلت» كأنه قال: فصلنا آياته للعالمين، ومثله في عدم الوقف «لقوم يعلمون»؛ لأنَّ «بشيرًا ونذيرًا» نعتان لـ «قرآنًا»؛ لأنَّ القرآن يبشر المؤمنين بالجنة وينذر الكافرين بالنار، أو هما حالان من «كتاب» أو «من آياته» أو من الضمير في «قرآنًا»؛ لأنه بمعنى: مقروء (1). {وَنَذِيرًا} [4] حسن. {لَا يَسْمَعُونَ (4)} [4] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفًا على ما قبله. {تَدْعُونَا إِلَيْهِ} [5] حسن، ومثله: «وقرٌ»، وكذا «حجابٌ». {(عَامِلُونَ (5)} [5] كاف، وقيل: تام. {مِثْلُكُمْ} [6] حسن؛ على استئناف ما بعده، «يوحي إليّ» ليس بوقف؛ لأنَّ «أنما» قد عمل فيها «يوحي». {إِلَهٌ وَاحِدٌ} [6] حسن. {وَاسْتَغْفِرُوهُ} [6] تام عند نافع. {للمشركين (6)} [6] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «الذين» تابع له.   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 425)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 {لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [7] حسن. {كَافِرُونَ (7)} [7] تام؛ للفصل بين صفة الكافرين والمؤمنين، «وعملوا الصالحات» ليس بوقف؛ لأن خبر «إنّ» لم يأت بعد، وهو: «لهم أجر»، والوقف على «ممنون» تام، أي: غيرمقطوع، وقيل: الذي لا حساب عليه. {أَنْدَادًا} [9] كاف، ومثله: «رب العالمين». {سَوَاءً للسائلين (10)} [10] قرئ: «سواء» بالحركات الثلاث؛ فمن قرأ: «سواءٌ» بالرفع وهو أبو جعفر (1)؛ خبر مبتدأ محذوف، أي: هي سواء لا تزيد ولا تنقص، أو مبتدأ وخبره «للسائلين»، وقف على «أيام»، وكذا من قرأه بالنصب بفعل مقدر، أي: استوت سواء، وهي قراءة العامة (2)، وليس بوقف لمن قرأه بالجر (3)؛ نعتًا لـ «أيام»، والتقدير: في أربعة أيام مستويات. {للسائلين (10)} [10] كاف. {وَهِيَ دُخَانٌ} [11] حسن، ومثله: «أو كرهًا». {طائعين (11)} [11] كاف. {فِي يَوْمَيْنِ} [12] جائز. {أَمْرَهَا} [12] كاف، ومثله: «بمصابيح» إن نصب: «وحفظًا» بفعل محذوف، أي: وحفظناها حفظًا، ويلزم عليه الابتداء بكلمة، والوقف عليها، وقيل: الوقف على «وحفظًا» أي: جعلنا النجوم زينة وحفظًا. {الْعَلِيمِ (12)} [12] كاف. {وَثَمُودَ (13)} [13] حسن؛ لأن «إذ» متعلقة بمحذوف، أي: اذكر إذ، ولا يصح تعلقه بـ «أنذرتكم». {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} [14] ليس بوقف؛ لأن «أن» مخففة من الثقيلة، والتقدير: بأنه لا تعبدوا إلا الله. و {إِلَّا اللَّهَ} [14] حسن. {كَافِرُونَ (14)} [14] كاف.   (1) وجه قراءة الرفع؛ على الابتداء، والخبر «للسائلين»، أو على تقدير: هذه سواء للسائلين. وقراءة الخفض على النعت للأيام، أي: في أربعة أيام مستويات تامات. وقرأ الباقون بالنصب على المصدر بفعل مقدر، أي: «السنوات سواء». انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 380)، الإعراب للنحاس (3/ 29)، الإملاء للعكبري (2/ 118)، البحر المحيط (7/ 486)، تفسير الطبري (24/ 63)، تفسير القرطبي (15/ 343)، الكشاف (3/ 444)، النشر (2/ 366). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) وهو يعقوب الحضرمي. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 {قُوَّةً (} [15] حسن. {مِنْهُمْ قُوَّةً} [15] جائز. {يَجْحَدُونَ (15)} [15] تام. {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [16] كاف، ومثله: «أخزى». {لَا يُنْصَرُونَ (16)} [16] تام. {فَهَدَيْنَاهُمْ (} [17] جائز، ومثله: «على الهدى». {يَكْسِبُونَ (17)} [17] كاف. {آَمَنُوا} [18] جائز. {يَتَّقُونَ (18)} [18] تام، «ويومَ» منصوب بمقدر. {إِلَى النَّارِ} [19] ليس بوقف. {يُوزَعُونَ (19)} [19] كاف، أي: يحبس أولهم لآخرهم ليتلاحقوا، وهذا يدل على كثرتهم وإنهم لا اختيار لهم في أنفسهم، نسأل الله السلامة والنجاة من كل شدة ومحنة (1). {يَعْمَلُونَ (20)} [20] كاف. {عَلَيْنَا} [21] حسن، وكذا «كل شيء»، وقيل: تام؛ على أن ما بعده ليس من كلام الجلود والمراد: الجوارح. {أَوَّلَ مَرَّةٍ} [21] كاف، وكذا «ترجعون»، ولا وقف من قوله: «وما كنتم تعملون» لاتصال الكلام بعضه ببعض. والوقف على {أَرْدَاكُمْ} [23] جائز؛ إن جعل «ذلكم» مبتدأ، خبره: «أرداكم»، وكذا إن جعل «ظنكم» و «أرداكم» خبرين لـ «ذلكم»، وكذا إن جعل «ظنكم» خبرًا من «ذلكم» و «أرداكم» بدلًا، والمعنى: ظنكم هو الذي أرداكم وأدخلكم النار. {مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [23] كاف. {مَثْوًى لَهُمْ} [24] حسن، لعطف جملتي الشرط. {مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24)} [24] كاف. {وَمَا خَلْفَهُمْ} [25] حسن، ومثله: «والإنس» للابتداء بـ «إن». {خَاسِرِينَ (25)} [25] تام. {تَغْلِبُونَ (26)} [26] كاف، ومثله: «يعملون».   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 450)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 {النَّارُ} [28] حسن؛ إن رفعت «النار» نعتًا، أو بدلًا من «جزاء»، وإنّ رفعتها خبر مبتدأ محذوف، وقفت على «أعداء الله» ثم تبتدئ: «النار لهم فيها». {دَارُ الْخُلْدِ} [28] حسن؛ إن نصبت «جزاء» بمقدّر، وليس بوقف إن نصب بما قبله. {يَجْحَدُونَ (28)} [28] تام. {وَالْإِنْسِ} [29] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «نجعلهما» جواب الأمر، ومثله في عدم الوقف «تحت أقدامنا»؛ لأنَّ ما بعده منصوب بما قبله. {من الْأَسْفَلِينَ (29)} [29] تام. {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [30] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إنّ» لم يأت بعد. {وَلَا تَحْزَنُوا} [30] حسن. {تُوعَدُونَ (30)} [30] كاف. {وَفِي الْآَخِرَةِ} [31] حسن، ومثله: «أنفسكم». {مَا تَدَّعُونَ (31)} [31] حسن؛ إن نصب «نزلًا» بمقدر، والتقدير: أصبتم نزلًا، أو وجدتم نزلًا، وليس بوقف إن نصب حالًا مما قبله؛ كأنه قال: ولكم ما تمنون، في هذه الحالة، أو ولكم فيها الذي تدّعونه، حال كونه معدًّا على أنَّه حال من الموصول، أو من عائده، أو حال من فاعل «تدعون»، وقول ابن عطية: أنَّ «نزلًا» نصب على المصدر المحفوظ خلافه؛ لأنَّ مصدر نزل، نزولًا، لا نزلًا؛ لأنَّ النزل ما يعدُّ للنزيل، وهو الضيف. {رَحِيمٍ (32)} [32] تام، ومثله: «من المسلمين». {وَلَا السَّيِّئَةُ} [34] حسن، وقيل: كاف. {هِيَ أَحْسَنُ} [34] جائز. {حَمِيمٌ (34)} [34] كاف. {صَبَرُوا} [35] جائز، وليس بوقف إن أعيد الضمير في «يلقاها» إلى: دفع السيئة بالحسنة، أو إلى البشرى. {عَظِيمٍ (35)} [35] تام. {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [36] كاف. {الْعَلِيمُ (36)} [36] تام. {وَالْقَمَرُ} [37] حسن، ومثله: «ولا للقمر». {الَّذِي خَلَقَهُنَّ} [37] ليس بوقف؛ لأنَّ حرف الشرط الذي بعده جوابه ما قبله. {تَعْبُدُونَ (37)} [37] كاف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 {وَالنَّهَارِ} [38] حسن. {لَا يَسْأَمُونَ ((38)} [38] تام. {خَاشِعَةً} [39] حسن. {وَرَبَتْ} [39] كاف، ومثله: «لمحيي الموتى». {قَدِيرٌ (39)} [39] تام، ومثله: «لا يخفون علينا» ورسموا: «أم من» بميمين مقطوعتين كما ترى. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [40] حسن، ومثله: «ما شئتم». {بَصِيرٌ (40)} [40] تام؛ على استئناف ما بعده، وغير تام إن جعل ما بعده بدلًا من «إن الذين يلحدون»؛ لأنهم لكفرهم طعنوا فيه وحرفوا تأويله، فلا وقف فيما بينهما. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ} [41] كاف، عند من جعل خبر «إن» محذوفًا، تقديره: لهم عذاب شديد، وليس بوقف إن جعل خبر: إنّ أولئك ينادون. {عَزِيزٌ (41)} [41] جائز، وإن كان «لا يأتيه الباطل» من تمام صفة النكرة؛ لأنَّه رأس آية. {وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [42] كاف. {حَمِيدٍ (42)} [42] تام. {مِنْ قَبْلِكَ} [43] كاف. {أَلِيمٍ (43)} [43] تام. {فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ} [44] كاف، لمن قرأ: «أأعجمي» بهمزتين محققتين، وهم أبو بكر وحمزة والكسائي، وقرأ هشام بهمزة واحدة إخبارًا، والباقون بهمزة ومدة (1)، معناه: أكتاب أعجمي ورسول عربي، على وجه الإنكار لذلك، وليس بوقف لمن قرأ بهمزة واحدة بالقصر خبرًا (2)؛ لأنَّه بدل من آياته، والمعنى على قراءته بالخبر: لقالوا هلا فصلت آياته، فكان منه عربي تعرفه العرب وأعجمي تعرفه العجم، وهو مرفوع خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أعجمي، أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: أعجمي وعربي يستويان، أو فاعل فعل محذوف، أي: يستوي أعجمي وعربي، وهذا ضعيف إذ لا يحذف بالفعل إلّا في مواضع (3).   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 381)، التيسير (ص: 193)، تفسير الطبري (24/ 80)، تفسير القرطبي (15/ 368)، الحجة لابن خالويه (ص: 317)، الحجة لابن زنجلة (ص: 637)، السبعة (ص: 577)، الغيث للصفاقسي (ص: 343)، الكشف للقيسي (2/ 248)، المعاني للفراء (3/ 19)، تفسير الرازي (27/ 134)، النشر (2/ 366). (2) وهي قراءة عمرو بن ميمون والحسن، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 119)، البحر المحيط (7/ 502). (3) انظر: تفسير الطبري (21/ 481)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 {وَعَرَبِيٌّ} [44] تام على القراءتين، ومثله: «وشفاء». {وَقْرٌ} [44] حسن، ومثله: «عمىً»، وقيل: كاف على استئناف ما بعده، ومن جعل خبر: إن أولئك ينادون، لم يوقف على شيء من قوله: «بصير» إلى «بعيد» لاتصال الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى. {بَعِيدٍ (44)} [44] تام، ومثله: «فاختلف فيه». {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} [45] جائز، وكاف على استئناف ما بعده. {مُرِيبٍ (45)} [45] تام. {فَلِنَفْسِهِ} [46] جائز، وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأصح الفصل بينهما ولا يخلط أحدهما مع الآخر. {فَعَلَيْهَا} [46] كاف. {لِلْعَبِيدِ (46)} [46] تام. {السَّاعَةِ} [47] حسن، وتام عند أبي حاتم. {إِلَّا بِعِلْمِهِ} [47] تام عند نافع على القراءتين؛ أعني: «ثمرات» بالجمع، وبها قرأ نافع وابن عامر، والباقون: «ثمرة» بالأفراد (1). {أَيْنَ شُرَكَائِي} [47] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالوا» عامل «ويوم»، ومثله في عدم الوقف «آذناك»؛ لأنَّ ما بعده في موضع نصب به، وجّوز أبو حاتم الوقف على «آذناك»، وعلى «ظنوا» والابتداء بالنفي بعدهما على سبيل الاستئناف. {مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)} [47] كاف، و «منا» خبر مقدم، و «من شهيد» مبتدأ مؤخر، أو «شهيد» فاعل بالجار قبله لاعتماده على النفي. {وَظَنُّوا} [48] تام، قاله أبو حاتم السجستاني، والأجود الوقف على «من قبل»، والابتداء بقوله: «وظنوا». {مِنْ مَحِيصٍ (48)} [48] تام. {مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} [49] حسن، وكاف عند أبي حاتم، وهو مصدر مضاف لمفعوله، وفاعله محذوف، أي: هو. {قَنُوطٌ (49)} [49] كاف. {هَذَا لِي} [50] ليس بوقف لكراهية الابتداء بما لا يقوله المسلم، وهو: وما أظن الساعة قائمة،   (1) وجه من قرأ بألف بعد الراء؛ فعلى الجمع. ووجه من قرأ بغير ألف؛ على التوحيد. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 392)، الإعراب للنحاس (3/ 45)، البحر المحيط (7/ 405)، الكشاف (2/ 249). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 وتقدم إن هذا ومثله لا كراهة فيه، ونقل عن جماعة كراهته، وليس كما ظنوا؛ لأن الوقف على جميع ذلك القارئ غير معتقد لمعناه، وإنما ذلك حكاية عن قول قائله حكاه الله عمن قاله، ووعيد ألحقه الله بقائله، والوصل والوقف في المعتقد سواء كما تقدم عن النكزاوي (1). {لَلْحُسْنَى} [50] كاف للابتداء بالوعيد. {غَلِيظٍ (50)} [50] تام. {بِجَانِبِهِ} [51] جائز، وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأصح التفريق بينهما. {عَرِيضٍ (51)} [51] تام. {ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ} [52] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «من أضل» في موضع المفعول الثاني: (لا رأيتم). {بَعِيدٍ (52)} [52] تام؛ للابتداء بالسين. {فِي الْآَفَاقِ} [53] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله، ومثله في عدم الوقف. {وَفِي أَنْفُسِهِمْ} [53]؛ لأنَّ الذي بعده قد عمل فيه ما قبله. {أَنَّهُ الْحَقُّ} [53] تام؛ للابتداء بالاستفهام، ومثله في التمام «شهيد» وكذا «من لقاء ربهم». آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 490)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 سورة الشورى مكية - كلمها: ثمانمائة وست وستون كلمة. - حروفها: ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا. - وآياتها: خمسون أو إحدى أو ثلاث آيات. ورسموا: «حم» مقطوعة عن «عسق»، ولم يقطعوا: «كهيعص»؛ لأن الحواميم سور متعددة فجرت مجرى نظائرها، أو لأنّ «حم» مبتدأ، و «عسق» خبر فهما كلمتان، و «كهيعص» كلمة واحدة، وتقدم الكلام على الحروف ومعاني الوقوف. {حم (1) عسق (2)} [1، 2] تام؛ على أن التشبيه بعد مبتدأ، أي: مثل ذلك الوحي، أو مثل الكتاب يوحى إليك وإلى الذين من قبلك من الرسل، ووقف بعضهم على «كذلك» ثم ابتدأ: «يوحِى» بكسر الحاء، أي: يوحي الله إيحاءًا، مثل الإيحاء السابق الذي كفر به هؤلاء، و «يوحي» مبني للفاعل، والجلالة فاعل، وقرأ ابن كثير (1): «يُوحَى» بفتح الحاء بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على «كذلك» مبتدأ، أي: مثل ذلك الإيحاء يوحى هو إليك، فـ «مثل» مبتدأ، و: يوحى هو إليك، خبره، أو النائب إليك بإضمار فعل، أي: يوحيه الله إليك، وهذا مثل قوله: «يسبَّح له فيها بالغدو والآصال» بفتح الباء (2). {مِنْ قَبْلِكَ} [3] حسن على قراءة ابن كثير (3)، وليس بوقف على قراءة (4): «يُوحِى» مبنيا للفاعل؛ لأن فاعل «يوحى» لم يأت، وهو «الله» ولا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف، ثم يبتدئ: «الله العزيز الحكيم» ويقف على «من قبلك» أيضا من قرأ (5): «نوحى» بالنون، ويرتفع ما بعده على الابتداء، و «العزيز الحكيم» خبران، أو صفتان، والخبر الظرف.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 382)، الإعراب للنحاس (3/ 49)، البحر المحيط (7/ 508). (2) وهي قراءة ابن عامر وشعبة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 325)، الإعراب للنحاس (2/ 444)، البحر المحيط (6/ 458)، التيسير (ص: 162)، تفسير الطبري (18/ 112)، تفسير القرطبي (12/ 275)، الحجة لابن خالويه (ص: 262)، السبعة (ص: 456)، الغيث للصفاقسي (ص: 303)، الكشف للقيسي (2/ 139)، المعاني للفراء (2/ 253)، تفسير الرازي (24/ 4)، النشر (2/ 332). (3) أي: المشار إليها سابقًا، بفتح الحاء من «يوحَى». (4) وهي قراءة الأئمة العشرة سوى ابن كثير. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 382)، الإعراب للنحاس (3/ 49)، البحر المحيط (7/ 508). (5) ورويت عن أبي حيوة وشعبة وأبان والأعشى، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 49)، البحر المحيط (7/ 507)، الكشاف (3/ 459). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)} [3] تام على القراءتين. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [4] حسن. {الْعَظِيمُ (4)} [4] تام. {مِنْ فَوْقِهِنَّ} [5] كاف، وتام عند أبي حاتم؛ على استئناف ما بعده. {لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} [5] كاف. {الرَّحِيمُ (5)} [5] تام. {حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} [6] حسن. {بِوَكِيلٍ (6)} [6] كاف، ولا وقف من قوله: «وكذلك أوحينا إليك» إلى «لا ريب فيه» فلا يوقف على «عربي» لأن بعده لام العلة، ولا على «من حولها» للعطف. {لَا رَيْبَ فِيهِ} [7] حسن. {فِي السَّعِيرِ (7)} [7] تام، ولا يوقف على «واحدة» لأن بعده حرف الاستدراك. {فِي رَحْمَتِهِ} [8] كاف، ومثله: «ولا نصير». {أَوْلِيَاءَ} [9] حسن، ومثله: «الولي»، وكذا «الموتى». {قَدِيرٌ (9)} [9] تام. {مِنْ شَيْءٍ} [10] ليس بوقف لمكان لفاء. {إِلَى اللَّهِ} [10] حسن، ومثله: «ذلكم الله ربي». {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} [10] جائز؛ لأن «توكلت» ماض. و {أُنِيبُ (10)} [10] تام؛ إن رفع ما بعده بالابتداء، وإن جعل ما بعده خبر مبتدأ محذوف، كان كافيا، وكذا أن نصب على المدح بتقدير: أعنى، أو على المنادى المضاف، وليس بوقف إن رفع نتعًا لـ «ربى» أو خبر «ذلكم» أو جر بدلًا من الهاء في «إليه» أو جر صفة لله، ويكون من قوله: «ذلكم الله ربي» إلى «أنيب» اعتراضًا بين الصفة والموصوف. {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} [11] كاف، ومثله: «شيء». {الْبَصِيرُ (11)} [11] تام. {وَالْأَرْضِ} [12] كاف على استئناف ما بعده. {وَيَقْدِرُ} [12] كاف. {عَلِيمٌ (12)} [12] تام. {نُوحًا (} [13] ليس بوقف؛ لأن قوله: «والذي أوحينا إليك» موضعه نصب بالعطف على «ما» وكذا لا يوقف على «إليك» لأن قوله: «وما وصينا به» عطف على ما قبله، ولا على «عيسى» لأن قوله: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 «أن أقيموا الدين» بدل مما قبله، وإن جعل في موضع رفع مبتدأ، كان الوقف على «عيسى» كافيًا. {وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [13] تام عند نافع. {مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} [13] تام. {مَنْ يَشَاءُ} [13] حسن. {مَنْ يُنِيبُ (13)} [13] تام. {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [14] كاف، ومثله: «لقضى بينهم». {مِنْهُ مُرِيبٍ (14)} [14] تام. {فَادْعُ} [15] جائز. {كَمَا أُمِرْتَ} [15] حسن، مثله: «أهواءهم»، وكذا «من كتاب». {بَيْنَكُمُ} [15] تام. {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} [15] حسن، ومثله «ولكم أعمالكم»، وكذا «وبينكم». {يَجْمَعُ بَيْنَنَا} [15] جائز. {الْمَصِيرُ (15)} [15] تام. {مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ} [16] ليس بوقف؛ لأن قوله: «والذين يحاجون» مبتدأ، و «حجتهم» مبتدأ ثان، و «داحضة» خبر الثاني، والثاني وخبره خبر عن الأول، وأعرب مكى «حجتهم» بدلًا عن الموصول، بدل اشتمال، وعلى كلٍ فالوقف على «عند ربهم». و {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [16] حسن، ومثله: «وعليهم غضب». {شَدِيدٌ (16)} [16] تام. {وَالْمِيزَانَ} [17] حسن. {قَرِيبٌ (17)} [17] كاف، على استئناف ما بعده. {لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا} [18] حسن. {مُشْفِقُونَ مِنْهَا} [18] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {إنها الْحَقُّ} [18] حسن. {بَعِيدٍ (18)} [18] تام. {يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ} [19] حسن، سواء جعل قوله: «يرزق» صفة لقوله: «الله لطيف»، أو جعل خبًرا بعد خبر، فإن جعلته صفة كانتا جملتين متفقتين، وإن جعلت «يرزق» خبرًا بعد بعد خبر كانتا مختلفتين. {وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)} [19] تام للابتداء بالشرط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 {نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} [20] حسن، وقال ابن نصير النحوى: لا يوقف عليه حتى يؤتى بمعادله. والأصح التفرقة بينهما بالوقف. {نُؤْتِهِ مِنْهَا} [20] جائز، وقيل: لا يجوز؛ لأن الذي بعده قد دخل في الجواب. {مِنْ نَصِيبٍ (20)} [20] كاف، وقيل: تام. {مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [21] كاف، ومثله: «لقضى بينهم»، وقال أبو حاتم: تام لمن قرأ: «وأن الظالمين» بفتح الهمزة، وهو: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج؛ بتقدير: واعلموا أن الظالمين (1). {أَلِيمٌ (21)} [21] كاف. {وَاقِعٌ بِهِمْ} [22] تام، وهو: أي الإشفاق، أو العذاب، وهو: تام إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل ما بعده منصوبًا ويعطف على ما قبله. {الْجَنَّاتِ} [22] كاف، ومثله: «عند ربهم»، وكذا «الكبير». {الصَّالِحَاتِ} [22] تام عند نافع. {فِي الْقُرْبَى} [23] كاف، وتام عند أبى حاتم. {فِيهَا حُسْنًا} [23] كاف. {شَكُورٌ (23)} [23] تام. {كَذِبًا} [24] حسن؛ للابتداء بالشرط. {عَلَى قَلْبِكَ} [24] تام؛ لأن قوله: «ويمح الله الباطل» مرفوع مستأنف غير داخل في جزاء الشرط؛ لأنه تعالى: يمحو الباطل مطلقًا، وسقطت الواو من «يمح» لفظًا لالتقاء الساكنين في الدرج وخطًا، جلا للخط على اللفظ، كما كتبوا: «سندع الزبانية»، ولا ينبغي الوقف على «يمح» لأننا إن وقفنا عليه بالأصل، وهو الواو خالفنا خط المصحف الإمام، وإن وقفنا عليه بغيرها موافقة للرسم العثماني خالفنا الأصل، وتأويله: ويمح الله الشرك ويحق الحق بما أنزل به على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -. وقيل: موضع «يمح» جزم عطفًا على «يختم»، وليس كذلك لفساد المعنى؛ لأنّ الله قد محا الباطل بابطاله إياه بقوله: ليحق الحق ويبطل الباطل، والأصح ارتفاعه لرفع ما بعده وهو: «ويحق الحق بكلماته». و {بِكَلِمَاتِهِ} [24] كاف. {بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)} [24] تام. {عَنْ عِبَادِهِ} [25] جائز، ومثله: «عن السيئات». {تَفْعَلُونَ (25)} [25] تام؛ إن جعل «الذين» في موضع رفع فاعل «يستجيب» وإن جعل في   (1) وكذا رويت عن مسلم ابن جندب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 515)، تفسير القرطبي (16/ 20)، الكشاف (3/ 466)، المحتسب لابن جني (2/ 250)، تفسير الرازي (27/ 163). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 موضع نصب مفعول «يستجب» والفاعل مضمر يعود على «الله» كان جائزًا، قال النخعى: ويستجيب الذين آمنوا؛ يشفعهم في إخوانهم. {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [26] جائز. {مِنْ فَضْلِهِ} [26] كاف. {شَدِيدٌ (26)} [26] تام. {فِي الْأَرْضِ} [27] ليس بوقف للاستدراك بعده. {مَا يَشَاءُ} [27] كاف. {بَصِيرٌ (27)} [27] تام. {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} [28] جائز. {رَحْمَتَهُ} [28] كاف. {الْحَمِيدُ (28)} [28] تام. {وَالْأَرْضِ} [29] ليس بوقف؛ لأن قوله: «ومابث فيهما» موضعه رفع بالعطف على ما قبله. {مِنْ دَابَّةٍ} [29] كاف. {قَدِيرٌ (29)} [29] تام. {عَنْ كَثِيرٍ (30)} [30] كاف، وكذا «في الأرض». {وَلَا نَصِيرٍ (31)} [31] تام، وكان أبو عمرو ونافع: يقفان على «الجوار» بغير ياء، ويصلان بياء. {كَالْأَعْلَامِ (32)} [32] كاف للابتداء بالشرط. {عَلَى ظَهْرِهِ} [33] كاف. {شَكُورٍ (33)} [33] ليس بوقف؛ لأن قوله: «أو يوبقهن» مجزوم بالعطف على «يسكن» ولكونه رأس آية يجوز. {وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)} [34] تام لمن قرأ: «ويعلمُ» بالرفع، وبها قرأ نافع وابن عامر (1)، على الاستئناف وليس بوقف لمن نصبه أو جزمه؛ فنصبه باضمار (أن)؛ كأنه قال: وإن يعلم الذين، وجزمه عطفًا على «أو يوبقهن» وهما كلام واحد (2).   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 383)، الإعراب للنحاس (3/ 63)، الإملاء للعكبري (2/ 121)، البحر المحيط (7/ 521)، التيسير (ص: 195)، تفسير الطبري (25/ 22)، تفسير القرطبي (16/ 34)، الحجة لابن خالويه (ص: 319)، الحجة لابن زنجلة (ص: 643)، السبعة (ص: 581)، الغيث للصفاقسي (ص: 347)، الكشاف (3/ 472)، الكشف للقيسي (2/ 251)، المعاني للفراء (3/ 24)، تفسير الرازي (27/ 176)، النشر (2/ 367). (2) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 {مِنْ مَحِيصٍ (35)} [35] تام. {الدُّنْيَا} [36] حسن، ومثله: «وأبقى». {يَتَوَكَّلُونَ (36)} [36] كاف، إن جعل ما بعده مستأنفًا وإن عطف على «للذين آمنوا» كان جائزًا. {وَالْفَوَاحِشَ} [37] حسن. {هُمْ يَغْفِرُونَ (37)} [37] كاف؛ على استئناف ما بعده، ورسموا: «غضبوا» كلمة وحدها و «هم» كلمة وحدها كما ترى، وموضع «هم» رفع لأنه مؤكد للضمير المرفوع في «غضبوا». {يُنْفِقُونَ (38)} [38] كاف. {يَنْتَصِرُونَ (39)} [39] تام. {مِثْلُهَا} [40] كاف، وقال الأخفش: تام. {فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [40] كاف. {الظَّالِمِينَ (40)} [40] تام. {بَعْدَ ظُلْمِهِ} [41] ليس بوقف؛ لأن خبر المبتدأ، وهو: «مِن» لم يأت بعده. {مِنْ سَبِيلٍ (41)} [41] حسن. {بِغَيْرِ الْحَقِّ} [42] كاف. {أَلِيمٌ (42)} [42] تام. {لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)} [43] تام. {مِنْ بَعْدِهِ} [44] حسن. {مِنْ سَبِيلٍ (44)} [44] حسن. واختلف في قوله: {مِنَ الذُّلِّ} [45] بماذا يتعلق؟ فإن علق بـ «خاشعين»؛ كأنك قلت: من الذل خاشعين، كان الوقف على «من الذل»، وإن علقته بـ «ينظرون»؛ كأنك قلت: من الذل ينظرون، كان الوقف على «خاشعين»، ثم تبتدئ: «من الذل ينظرون». {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} [45] تام. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [45] كاف، سواء علقت «يوم القيامة» بـ «خسروا»، ويكون: المؤمنون قد قالوا ذلك في الدنيا، أو يقال: ويكون معناه: يقول المؤمنون هذا القول يوم القيامة إذا رأوا الكفار في تلك الحالة (1). {مُقِيمٍ (45)} [45] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (21/ 552)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [46] كاف. {مِنْ سَبِيلٍ (46)} [46] تام. {مِنَ اللَّهِ} [47] كاف، ومثله: «يومئذ»، وكذا «من نكير». {حَفِيظًا} [48] حسن. {إِلَّا الْبَلَاغُ} [48] تام. {فَرِحَ بِهَا} [48] كاف، وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بالوقف بينهما. {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [48] ليس بوقف لمكان الفاء. {كَفُورٌ (48)} [48] تام. {وَالْأَرْضِ} [49] حسن. {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} [49] أحسن مما قبله. {الذُّكُورَ (49)} [49] ليس بوقف للعطف بـ «أو». {وَإِنَاثًا} [50] جائز؛ لأن ما بعده يصلح عطفًا ومستأنفًا؛ أي: وهو يجعل، بدلالة تكرار المشيئة. {عَقِيمًا} [50] كاف. {قَدِيرٌ (50)} [50] تام. {حِجَابٍ} [51] حسن لمن قرأ: «أو يرسلُ» بالرفع؛ على الاستئناف، وبها قرأ: نافع وابن عامر (1)، وليس بوقف لمن قرأ (2): بنصبه لأنّ ما بعد «أو» معطوف على ما قبلها، وقيل: أو يرسل فيوحي معطوفان على «وحيًا»، أي: إلّا موحيًا، أو مرسلًا، فيكون من عطف المصدر الصريح على المصدر المسبوك كما قال: ولُبْسُ عباءةٍ وتقَرُّ عيْني ... أحبُّ إليَّ من لِبْسِ الشُّفوفِ (3)   (1) وجه من قرأ: {أَوْ يُرْسِلَ} [51] برفع اللام، و {فَيُوحِي} ساكنة الياء؛ وذلك على أن {يُرْسِلُِ} جملة مستأنفة، أو خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو يرسل، و {فَيُوحِيَِ} مرفوع بضمة مقدرة معطوف على «يرسل». وقرأ الباقون: بنصب اللام والياء، وهما منصوبان بأن مضمرة وهي ومدخولها معطوف على «وَحْيًا»، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 384)، الإعراب للنحاس (3/ 71)، البحر المحيط (7/ 527)، تفسير الطبري (25/ 28)، النشر (2/ 368). (2) وهي قراءة الأئمة العشرة عدا نافع وابن عامر. انظر: المصادر السابقة. (3) هو من الوافر، وقائلته مَيْسون بنت بَحْدل، من قصيدة تقول في مطلعها: لَبَيْتٌ تخفِقُ الأرواحُ فيه ... أحبُّ إليَّ من قصرٍ مُنيف مَيْسون بنت بَحْدل (? - ? هـ /? - ? م) ميسون بنت بحدل بن أنيف بن قتافة بن عدي بن حارثة بن جناب، شاعرة إسلامية تزوجها معاوية بن أبي سفيان ومن قبله تزوجت من زامل بن عبد الأعلى فقتله أخ له كان قد خطبها ثم تزوجها معاوية فولدت له يزيد، وطلقها وهي حامل به.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 لكن نصّ سيبويه: أنّ إنّ والفعل لا يقعان حالًا وإنما يقع المصدر الصريح، تقول: جاء زيد ضحكًا، ولا تقول: جاء زيد أن يضحك، ولا يجوز عطفه على «يكلمه» لفساد المعنى، إذ يصير التقدير: وما كان لبشر أن يرسل رسولًا، ويلزم عليه نفي الرسل. {مَا يَشَاءُ} [51] كاف. {حَكِيمٌ (51)} [51] تام. {مِنْ أَمْرِنَا} [52] كاف عند نافع؛ للابتداء بالنفي. {وَلَا الْإِيمَانُ} [52] ليس بوقف؛ لأنّ «لكن» يستدرك بها الإثبات بعد النفي، والنفي بعد الإثبات فهي لابد أن تقع بين متناقضين، ولا يصح الكلام إلا بها كما تقدم. {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ} [52] فالأولى نافية، والثانية استفهامية معلقة للدراية؛ فهي في محل نصب لسدّها مسدّ مفعولين، والجملة المنفية بأسرها في محل نصب على الحال من الكاف في «إليك» كذا في السمين. {جَعَلْنَاهُ نُورًا} [52] جائز. {مِنْ عِبَادِنَا} [52] كاف. {مُسْتَقِيمٍ (52)} [52] ليس بوقف؛ لأن الذي بعده بدل من «صراط» الأوّل قبله. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [53] كاف. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 سورة الزخرف مكية إلّا قوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا} [45] الآية فمدني. - كلمها: ثماني وثلاث وثلاثون كلمة. - وحروفها: ثلاثة آلاف وأربعمائة حرف. - وآيها: ثمان أو تسع وثمانون آية. {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)} [2] حسن؛ إن جعل جواب القسم محذوفًا تقديره: لقد أوضحت الدليل وبينت لكم السبيل، أوحُمَّ الأمر، أي: قضى وقدّر، ومنه قول الأعشى: فَاِصبِري النَفسَ إِنَّ ما حُمَّ حَقٌّ ... لَيسَ لِلصَدعِ في الزُجاجِ اِتِّفاقُ (1) وقيل: (إن حم) إشارة الى اسمين من أسمائه تعالى كل حرف من اسم من باب الاكتفاء، والاكتفاء ببعض الكلمة معهود في العربية، وليس بوقف إن جعل جوابه: «إنا جعلناه» سواء جعل القسم «والكتاب» وحده، أو مع «حم» والأوّل يلزم منه محذور، وهو الجمع بين قسمين على مقسم واحد، وهم يكرهون ذلك، وإن جعل «حم» خبر مبتدأ محذوف، ثم تبتدئ مقسما بقوله: «والكتاب المبين» حسن الوقف على «حم» وسلمت من ذلك المحذور. {تَعْقِلُونَ (3)} [3] تام؛ إن كان ما بعده خارجًا عن القسم؛ فإن جعل ما بعده وما قبله جواب المقسم به، لم يكن تامًا بل جائزًا؛ لكونه رأس آية. {حَكِيمٌ (4)} [4] كاف. {صَفْحًا} [5] ليس بوقف على القراءتين؛ أعنى: فتح همزة «أن» وكسرها؛ فمن فتحها فموضعها نصب بقوله: «أفنضرب»؛ كأنه قال: أفنضرب لهذا، ولا يوقف على الناصب دون المنصوب، ومن كسرها جعل «إن» شرطًا وما قبلها جوابًا لها. {مُسْرِفِينَ (5)} [5] تام. {فِي الْأَوَّلِينَ (6)} [6] جائز. {يَسْتَهْزِئُونَ (7)} [7] كاف. {بَطْشًا} [8] جائز.   (1) هو من الخفيف، وقائله الأعشى، من قصيدة يقول في مطلعها: يَومَ قَفَّت حُمولُهُم فَتَوَلَّوا ... قَطَّعوا مَعهَدَ الخَليطِ فَشاقوا - الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 {مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)} [8] تام. {وَالْأَرْضَ} [9] ليس بوقف؛ لأن جوابي الشرط والقسم لم يأتيا. {الْعَلِيمُ (9)} [9] تام؛ لأنه آخر حكاية الله عن كلام المشركين وما بعده تفسير، ولا يوقف على المفسر دون المفسر. {مَيْتًا} [11] جائز. {تُخْرَجُونَ (11)} [11] كاف. ولا وقف من قوله: «والذي خلق الأزواج» إلى «لمنقلبون» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «تركبون» لأن بعده لام العلة، وهي لا يبتدأ بها، ولا على «ظهوره» لأن قوله: «ثم تذكروا» منصوب معطوفا على «لتستووا»، ولا على «إذا استويتم عليه» لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على «مقرنين» إن جعل ما بعده داخلًا في القول الأول، وإن جعل مستأنفًا كان حسنًا لأنه ليس من نعت المركوب. {لَمُنْقَلِبُونَ (14)} [14] تام. {جُزْءًا} [15] كاف، أي: بنات. {مُبِينٌ (15)} [15] كاف، لأن «أم» بمعنى: ألف الاستفهام الإنكاري. {بِالْبَنِينَ (16)} [16] كاف، ومثله: «كظيم»، وكذا «مبين». {إِنَاثًا} [19] حسن. {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} [19] أحسن مما قبله. {وَيُسْأَلُونَ (19)} [19] كاف؛ على استئناف ما بعده، وإلّا لا يوقف على «إناثًا»، ولا على «خلقهم»، ولا على «يسئلون». {مَا عَبَدْنَاهُمْ} [20] تام فصلًا بين كلام الكفار، وكلامه تعالى: «مالهم بذلك من علم». و {مِنْ عِلْمٍ} [20] حسن. {إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20)} [20] كاف، ومثله: «من قبله»، وكذا «مستمسكون»، و «مهتدون» إن جعل موضع الكاف فعلًا مضمرًا. {مُتْرَفُوهَا} [23] ليس بوقف؛ لأن ما بعده مقول قال. {مُقْتَدُونَ (23)} [23] تام؛ على قراءة من قرأ (1): «قل» على الأمر، وأما من قرأ (2): «قال» على   (1) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة وحمزة والكسائي؛ وجه من قرأ بألف؛ فعلى الخبر. وقرأ الباقون: {قُلِْ}؛ على الأمر. انظر هذه القراءة في: التيسير (ص: 196)، الكشف للقيسي (2/ 258). (2) وهي قراءة ابن عامر وحفص. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 الخبر، وجعله متصلًا بما قبله مسندًا إلى «النذير» في قوله: «في قرية من نذير» فلا يوقف على «مقتدون» والضمير في «قال»، أو في «قل» للرسول -عليه الصلاة والسلام-، أي: قل لهم يا محمد أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بدين أهدى من الدين الذي عليه آباؤكم، وقرأ أبو جعفر وشعبة (1): «جئناكم». {آَبَاءَكُمْ} [24] حسن. {كَافِرُونَ (24)} [24] جائز، ومثله: «منهم». {الْمُكَذِّبِينَ (25)} [25] كاف. {تَعْبُدُونَ (26)} [26] جائز. {سَيَهْدِينِ (27)} [27] كاف، ومثله: «يرجعون»، وكذا «مبين». {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ} [30] ليس بوقف؛ لأن جواب «لما» لم يأت بعد. {سِحْرٌ} [30] جائز. {كَافِرُونَ (30)} [30] كاف، ومثله: «عظيم». {رَحْمَةَ رَبِّكَ} [32] تام. {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [32] حسن. {دَرَجَاتٍ} [32] ليس بوقف للام العلة. {سُخْرِيًّا} [32] تام عند أبي حاتم، ومثله: «مما يجمعون». {أُمَّةً وَاحِدَةً} [33] ليس بوقف؛ لأن جواب: «لولا» لم يأت، وهو: «لجعلنا»، ومثله في عدم الوقف «من فضة»، و «يظهرون»، و «أبوابًا»، و «يتكئون» لأن العطف صيّرها كالشئ الواحد، والتام «وزخرفًا»، ومثله: «الحياة الدنيا»، وكذا «للمتقين». {فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} [36] كاف، ومثله: «مهتدون». {الْمَشْرِقَيْنِ} [38] حسن على القراءتين، أعنى: «جاءنا» بالإفراد، و «جاآنا» بالتثنية، فالذي قرأ بالإفراد أبو عمرو وحمزة الكسائي وحفص عن عاصم، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم: «جاآنا» بالتثنية، يعنى: الكافر وشيطانه (2). {الْقَرِينُ (38)} [38] تام.   (1) وهي لأبي جعفر فقط، ولم أقف عليها في المتواتر ولا في الشاذ أنها لشعبة، وربما يكون سهوًا من المصنف، وهي قراءة متواترة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 385)، البحر المحيط (8/ 11)، تفسير الطبري (25/ 38)، تفسير القرطبي (16/ 75)، الكشاف (3/ 484)، النشر (2/ 369). (2) وجه من قرأ بألف بعد الهمزة؛ فعلى التثنية. وقرأ الباقون: بغير ألف؛ على التوحيد والضمير يعود على لفظ «منِ». انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 90، 91)، التيسير (ص: 196)، تفسير الطبري (25/ 44). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 {إِذْ ظَلَمْتُمْ} [39] جائز؛ لمن كسر همزة: «إنكم في العذاب»، وهو ابن ذكوان على الاستئناف (1)، وفاعل «ينفعكم» ضمير دل عليه قوله: «ياليت بيني وبينك بعد المشرقين»، وهو: التبرى، والتقدير: ولن ينفعكم اليوم تبرى بعضكم من بعض، وليس بوقف لمن قرأ: «أنكم» بفتح الهمزة (2)؛ لأنه فاعل «ينفعكم» فلا يفصل منه، وقيل: فاعل «ينفعكم»، الإشراك، أي: ولن ينفعكم إشراككم في العذاب بالتأسى كما ينفع الاشتراك في مصائب الدنيا فيتأسى المصاب بمثله، ومنه قول الخنساء: وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي ... عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن ... أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي (3) أو فاعل «ينفعكم»، التمنى؛ أي: لن ينفعكم تمنيكم، أو لن ينفعكم اجتماعكم، أو ظلمكم، أو جحدكم. {مُشْتَرِكُونَ (39)} [39] كاف، ومثله: «مبين». {مُنْتَقِمُونَ (41)} [41] جائز؛ لكونه رأس آية، لأن قوله: «أو نرينك» عطف على قوله: «فأما نذهبن بك». {مُقْتَدِرُونَ (42)} [42] كاف، ومثله: «إليك» للابتداء بـ «إن»، ومثله: «مستقيم»، وكذا «ولقومك»؛ للابتداء بالتهديد مع أن المعنى: وسوف تسئلون عن ذلك الذكر. {وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)} [44] تام. {مِنْ رُسُلِنَا} [45] حسن، وقيل: لا يحسن؛ لأنّ ما بعده داخل في السؤال؛ فكأنه قال: قل لأتباع   (1) انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 122)، البحر المحيط (8/ 17)، تفسير القرطبي (16/ 91)، الحجة لابن خالويه (ص: 322)، السبعة (ص: 586). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) البيتان من الوافر، وقائلتهما الخنساء، من قصيدة تقول في مطلعها: يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي ... فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكس الخَنساء (? - 24 هـ/? - 644 م) تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السُلمية من بني سُليم من قيس عيلان من مضر، أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. ووفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومها بني سليم. فكان رسول الله يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشد وهو يقول: هيه يا خنساء، أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية. لها ديوان شعر فيه ما بقي محفوظًا من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية فجعلت تحرضهم على الثبات حتى استشهدوا جميعًا فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 الرسل أجاءتهم الرسل بعبادة غير الله، فإنهم يخبرونك أن ذلك لم يقع، ولم يمكن أن يأتوا به قبلك. ثم ابتدأ على سبيل الإنكار: «أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون»، أي: ما جعلنا ذلك. {يُعْبَدُونَ (45)} [45] تام. {رَبِّ الْعَالَمِينَ (46)} [46] كاف. {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا} [47] ليس بوقف؛ لأن ما بعده جواب «لما». {يَضْحَكُونَ (47)} [47] حسن. {مِنْ أُخْتِهَا} [48] كاف، ومثله: «يرجعون». {عِنْدَكَ} [49] حسن، وخطئ من جعل الباء في «بما عهد» للقسم؛ لأنها إذا ذكرت أتي بالفعل معها بخلاف الواو فيحذف الفعل معها. {لَمُهْتَدُونَ (49)} [49] كاف. {يَنْكُثُونَ (50)} [50] تام. {فِي قَوْمِهِ} [51] كاف. {تَحْتِي} [51] حسن، قال الفراء: في «أم» وجهان، أحدهما: أنها استفهامية، والثاني: أنها عاطفة على قوله: «أليس لي ملك مصر»؛ فعلى أنها عاطفة لا يوقف على «تبصرون»، ثم يبتدئ: «أم أنا خير» فـ «أم» جواب الاستفهام، وهو: أفلا، والمعادل محذوف، ومنه: دَعَانَي إِلَيْهَا القَلْبُ إِني لإِمْرِهَا ... سَميعٌ فَما أَدري أَرُشدٌ طِلابُها (1) أي: أم هي، وسميت معادلة؛ لأنها تعادل الهمزة في إفادة الاستفهام، وقيل: الوقف على «تبصرون» بجعل «أم» زائدة، والتقدير: أفلا تبصرون أنا خير من هذا، الآية ووافقه على ذلك أبو بكر   (1) البيت من الطويل، وقائله أبو ذؤيب الهذلي، وروايته التي بديوانه بالموسوعة الشعرية يقول فيها: عَصاني إِلَيها القَلبُ إِنّي لِأَمرِهِ ... سَميعٌ فَما أَدري أَرُشدٌ طِلابُها والبيت من قصيدة يقول في مطلعها: أَبِالصُرمِ مِن أَسماءَ حَدَّثَكَ الَّذي ... جَرى بَينَنا يَومَ اِستَقَلَّت رِكابُها أبو ذُؤَيب الهذلي (? - 27 هـ/? - 648 م) خويلد بن خالد بن محرِّث أبو ذُؤيب من بني هذيل بن مدركة المضري، شاعر فحل، مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وسكن المدينة واشترك في الغزو والفتوح، وعاش إلى أيام عثمان فخرج في جند عبد الله بن سعد بن أبي السرح إلى إفريقية سنة (26 هـ) غازيًا، فشهد فتح إفريقية وعاد مع عبد الله بن الزبير وجماعة يحملون بشرى الفتح إلى عثمان، فلما كانوا بمصر مات أبو ذؤيب فيها، وقيل مات بإفريقية، أشهر شعره «عينية» رثى بها خمسة أبناء له أصيبوا بالطاعون في عام واحد مطلعها: «أمن المنون وريبه تتوجع»، قال البغدادي: هو أشعر هذيل من غير مدافعة. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة وفاته، فأدركه وهو مسجّى وشهد دفنه، له: (ديوان أبي ذؤيب - ط).-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 بن طاهر من المتأخرين، والصحيح: أنها غير زائدة فلا ينبغي أن تحمل الآية عليها، إذ قد يمكن حملها على ما هو أحسن من ذلك بإن تجعل منقطعة، وقد ذكر الجوهري زيادتها في صحاحه وأنشد: يا لَيتَ شِعري أَلا مَنجى مِنَ الهَرَمِ ... أَم هَل عَلى العَيش بَعدَ الشَيبِ مِن نَدَمِ (1) التقدير: ليت شعري هل على العيش بعد الشيب من ندم، وقيل: لا يوقف عليهما؛ لأن أم سبيلها أن تسوّى بين الأوّل والثاني، فبعض الكلام متعلق ببعض، ومن أراد إشباع الكلام على هذا، فعليه بالسمين. وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وما ذكر غاية في بيانه،،، ولله الحمد {وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)} [52] كاف، ومثله: «مقترنين»، وكذا «فأطاعوه»، وكذا «فاسقين». {انْتَقَمْنَا} [55] حسن. {أَجْمَعِينَ (55)} [55] جائز. {لِلْآَخِرِينَ (56)} [56] تام. {يَصِدُّونَ (57)} [57] كاف. {أَمْ هُوَ} [58] تام؛ للابتداء بالنفي. {إِلَّا جَدَلًا} [58] كاف، ومثله: «خصمون». {عَلَيْهِ} [59] حسن. {إِسْرَائِيلَ (59)} [59] تام، ورأس آية. {يَخْلُفُونَ (60)} [60] كاف، ومثله: «فلا تمترن بها» عند أبي حاتم، وقال غيره: الوقف على «واتبعون» بغير ياء عند أكثر القراء، [ووقف أبو عمرو وابن كثير بالياء] (2). {مُسْتَقِيمٌ (61)} [61] كاف، ومثله: «الشيطان». {مُبِينٌ (62)} [62] تام.   (1) البيت من الكامل، وقائله سَاعِدَة الهذلي، من قصيدة يقول في مطلعها: هَجَرَت غَضوبُ وَحُبَّ مَن يَتَحَبَّبُ ... وَعَدَت عَوادٍ دونَ وَليِكَ تَشعَبُ ساعِدَة الهذلي (? - ? هـ/? - ? م) ساعِدَة بن جُؤَيَّة بن كعب بن كاهل من سعد هذيل، شاعر، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، أسلم وليست له صحبة قال الأمدي: شعره محشو بالغريب والمعاني الغامضة، له: (ديوان شعر - ط).-الموسوعة الشعرية (2) الوارد فيها للأئمة العشرة ما يلي:1 - أثبت الياء فيها وصلًا ووقفًا يعقوب. 2 - أثبتها وصلًا فقط أبو عمرو وأبو جعفر. 3 - وقرأ الباقون بعدم إثباتها وصلًا ووقفًا. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 386)، التيسير (ص: 197)، تفسير القرطبي (16/ 107)، السبعة (ص: 590)، الغيث للصفاقسي (ص: 348)، الكشف للقيسي (2/ 263)، النشر (2/ 370). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 {تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [63] جائز. {وَأَطِيعُونِ (63)} [63] كاف، ومثله: «فاعبدوه». {مُسْتَقِيمٌ (64)} [64] تام. {مِنْ بَيْنِهِمْ} [65] حسن. {أَلِيمٍ (65)} [65] كاف، وقيل: تام؛ على استئناف ما بعده. {لَا يَشْعُرُونَ (66)} [66] تام. {إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)} [67] كاف. {يَا عِبَادِ} [68] قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: بلا ياء وصلا ووقفا، وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم: «يا عبادي» بالياء في الوصل، إلّا أبا بكر عن عاصم فإنه كان يفتحها ويقف بالياء (1). {الْيَوْمَ} [68] جائز. {تَحْزَنُونَ (68)} [68] تام؛ إن جعل «الذين» مبتدأ وخبره «ادخلوا الجنة»، أي يقال: لهم ادخلوا الجنة، وإن جعل «أنتم» توكيدًا للضمير في «ادخلوا» فلا يوقف على «الجنة»، وإن جعل «الذين» في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف بتقديرهم «الذين»، أو في موضع نصب بتقدير: أعني، أو جعل مستأنفًا كان الوقف على «تحزنون» كافيًا، وإن جعل «الذين» نعتًا لـ «عبادي»، أو بدلًا متصلًا بما قبله على تأويل: يا عبادي الذين آمنوا لا خوف عليكم اليوم، كان الوقف على «مسلمين». {تُحْبَرُونَ (70)} [70] حسن، ومثله: «تلذ الأعين». {خالدون (71)} [71] كاف، والباء في «بما كنتم» باء العوض والمقابلة وليست للسببية خلافا للمعتزلة، وفي حديث: «لن يدخل أحدكم الجنة بعمله» (2) للسببية، والفرق بينهما أن المعطي بعوض قد يعطي مجانًا، وأما المسبب فلا يوجد بدون السبب، فلا تعارض بين الآية والحديث. {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72)} [72] كاف. {كَثِيرَةٌ} [73] حسن. {تَأْكُلُونَ (73)} [73] تام؛ لتناهي وصف أهل الجنة وانتقاله لوصف أهل النار. {خَالِدُونَ (74)} [74] كاف.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 386)، البحر المحيط (8/ 26)، التيسير (ص: 197)، تفسير القرطبي (16/ 111)، الحجة لابن خالويه (ص: 323)، الحجة لابن زنجلة (ص: 653)، السبعة (ص: 588)، الغيث للصفاقسي (ص: 349)، الكشف للقيسي (2/ 263)، النشر (2/ 370). (2) وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (3/ 37)، وأخرج نحوه الطبرانى (1/ 187، رقم: 493). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 {عَنْهُمْ} [75] حسن. {مُبْلِسُونَ (75)} [75] كاف. {الظَّالِمِينَ (76)} [76] تام. {رَبُّكَ} [77] جائز. {مَاكِثُونَ (77)} [77] تام. {أَمْرًا} [79] جائز. {مُبْرِمُونَ (79)} [79] كاف، إن جعلت «أم» الثانية كالأولى، وإن جعلت معطوفة الأولى لم يحسن الوقف على شيء قبلها. {وَنَجْوَاهُمْ بَلَى} [80] كاف عند أبي حاتم، وقيل: الوقف على «نجواهم». {يَكْتُبُونَ (80)} [80] تام. {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} [81] تام إن جعلت «إن» بمعنى: ما، وهو قول ابن عباس، أي: ما كان للرحمن ولد، وإن جعلت شرطيه كان الوقف على «العابدين»، والمعنى: إن كنتم تزعمون أن للرحمن ولد فأنا أوّل من عبد الله واعترف أنه إله. {الْعَابِدِينَ (81)} [81] تام على الوجهين. {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [82] ليس بوقف؛ لأن ما بعده نعت لما قبله. {عَمَّا يَصِفُونَ (82)} [82] كاف، ومثله: «يوعدون»، وكذا «وفي الأرض إله». {الْعَلِيمُ (84)} [84] تام. {وَمَا بَيْنَهُمَا} [85] كاف. {عِلْمُ السَّاعَةِ} [85] حسن. {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)} [85] كاف. {الشَّفَاعَةَ} [86] ليس بوقف، ومثله في عدم الوقف «بالحق» لأن العلم شرط في الشهادة. {يَعْلَمُونَ (86)} [86] تام. {لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [87] كاف. {يُؤْفَكُونَ (87)} [87] تام، إن نصب: «وقيلِهِ» على المصدر، أي: قال قيله، أو نصب على محل «الساعة»؛ كإنه قيل إن يعلم الساعة ويعلم قيله، أو عطف على: سرهم ونجواهم، أي: لا نعلم سرهم ولا قيلِهِ، وعلى هذا القول لا يوقف على شيء قبله من قوله «أن يحسبون» إلى هذا الموضع، أو عطف على مفعول «يكتبون» المحذوف، أي: يكتبون ذلك ويكتبون قيله، أو عطف على مفعول «يعلمون» المحذوف، أي: يعلمون ذلك ويعلمون قيلِهِ، أو نصب على حذف حرف القسم وجوابه: «إن هؤلاء» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 كقوله: ...................................... ... فَذَاكَ أَمَانَةُ اللهِِ الثَّرِيدُ (1) ففي هذه الست يحسن الوقف على «يؤفكون»، والذي قرأ بنصبه ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وابن عامر (2)، وقرأ الأعرج وقتادة (3): «وقيلُهُ» على الابتداء، وعليها يحسن الوقف على «يؤفكون»، وليس بوقف إن جر عطفًا على «الساعة»، أي: وعنده علم الساعة وعلم قبله، وكذا إن عطف على محل «بالحق»، أي: شهد بالحق وبقيله، فافهم هذه الثمانية تنفعك. {لَا يُؤْمِنُونَ (88)} [88] كاف. {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} [89] جائز. {وَقُلْ سَلَامٌ} [89] كاف، للابتداء بالتهديد، ومن قرأ: «يعلمون» بالتحتية لا يكون التهديد داخلًا في القول، وبها قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر، ومن قرأه بالفوقية كان أرقى في الوقف على «سلام» لئلا تدخل جملة التهديد في الأمر بـ «قل» (4). آخر السورة تام.   (1) مجهول القائل، وقد ذكره الزمخشري في كتابه المفصل في صنعة الإعراب، ومثله أنشد سيبويه في كتابه، وجاء في صدر البيت: إِِذَا مَا الخُبْزُ تَأْدُمْهُ بِلَحْمٍ ... ....................................... - الموسوعة الشعرية. (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 387)، الإعراب للنحاس (3/ 103)، الإملاء للعكبري (2/ 123)، البحر المحيط (8/ 30)، التيسير (ص: 197)، تفسير الطبري (25/ 63)، تفسير القرطبي (16/ 123)، الحجة لابن خالويه (ص: 323)، الحجة لابن زنجلة (ص: 655)، السبعة (ص: 589)، الغيث للصفاقسي (ص: 349)، الكشاف (3/ 498)، تفسير الرازي (27/ 223)، النشر (2/ 370). (3) وكذا رويت عن أبي قلابة ومجاهد والحسن ومسلم بن جندب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 104)، الإملاء للعكبري (2/ 123)، البحر المحيط (8/ 30)، تفسير القرطبي (16/ 123)، الكشاف (3/ 498)، المحتسب لابن جني (2/ 258). (4) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 387)، الإعراب للنحاس (3/ 105)، البحر المحيط (8/ 30)، التيسير (ص: 197)، تفسير الطبري (25/ 63)، تفسير القرطبي (16/ 125)، الحجة لابن خالويه (ص: 324)، الحجة لابن زنجلة (ص: 656)، السبعة (ص: 589)، الغيث للصفاقسي (ص: 349)، تفسير الرازي (27/ 235). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 سورة الدخان مكية قيل: إلّا قوله: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا} [15] فمدنى. - كلمها: ثلاثمائة وست وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف وأربعمائة واحد وأربعون حرفا. - وآيها: ست أو سبع أو تسع وخمسون آية {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)} [1، 2] حسن؛ إن جعل جواب القسم «حم» مقدّمًا، وليس بوقف إن جعل جوابه: «إنا أنزلناه»، وإن جعل «والكتاب المبين» قسمًا كان الوقف على في «ليلة مباركة» تامًا، وإن جعل في «ليلة مباركة» صفة (للكتاب)، والقسم «حم» كان الجواب والوقف: «إنا كنا منذرين» ومنع بعضهم أن تكون «حم» قسمًا، والهاء راجعة الى «الكتاب»، وكأنه: أقسم على نفس المقسم عليه، وفسّر الشيء بنفسه، والأكثر على أن القسم واقع عليه. {كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)} [4] كاف؛ إن نصب أمرًا بفعل مقدر، أو نصب على المصدر بتأويل العامل فيه إلى معناه، أي: أمرنا أمرًا بسبب الإنزال، أو نصب على الاختصاص، وليس المراد الاختصاص الاصطلاحى فإنه لا يكون نكرة، أعني: بهذا الأمر أمرًا خاصًا وليس بوقف ان نصب بـ «يفرق» أو نصب على معنى: يفرق، أي: فرقًا الذي هو مصدر: يفرق؛ لأنه إذا حكم بشيء وكتبه فقد أمر به، أو نصب على الحال من «كل» المضافة والمسّوغ عام؛ لأن كل من صيغ العموم، أو حالًا من أمر فهو خاص لوصفه بـ «حكيم» وفيه مجئ الحال من المضاف إليه في غير المواضع المذكورة، أو نصب حالًا من الضمير في «حكيم» أو نصب على إنه مفعول «منذرين»، والمفعول الأول محذوف، أي: منذرين الناس أمرًا، أو نصب من ضمير الفاعل في «أنزلناه»، أو من ضمير المفعول وهو الهاء في «أنزلناه»، أي: آمرين به أمرًا أو مأمورًا به، أو نصب على إنه مفعول له، والعامل فيه «أنزلناه» وحينئذ لا يحسن الوقف على شيء من قوله: «إنا أنزلناه» إلى هذا الموضع. {مِنْ عِنْدِنَا} [5] حسن، ومثله: «إنا كنا مرسلين»؛ إن نصب «رحمة» بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب «رحمة» من حيث ينتصب أمرًا من الحال والمفعول له، ولم يحسن الوقف من قوله: «إنا أنزلناه» إلى هذا الموضع. سمى الله تعالى إرسال الرسل «رحمة»، أي: رحمة لمن أطاعهم، وقال سعيد بن جبير: اللفظ عام للمؤمن والكافر، فالمؤمن قد سعد به، والكافر بتأخير العذاب عنه، وعلى هذا لا يوقف على «مرسلين». {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [6] كاف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 {الْعَلِيمُ (6)} [6] تام، لمن قرأ: «ربُّ» بالرفع مبتدأ، والخبر «لا اله إلا هو» أو رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هو رب، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر، وليس بوقف لمن جره بدلًا «من ربك» وحينئذ لا يوقف على «من ربك» ولا على «العليم»، وهي قراءة أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي (1). {مُوقِنِينَ (7)} [7] تام. {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [8] حسن؛ إن جعل ما بعده خبرًا ثانيًا، وليس بوقف إن جعل حالًا كائنك قلت محييًا ومميتًا. {يُحْيِي وَيُمِيتُ} [8] أحسن، مما قبله على استئناف ما بعده. {الْأَوَّلِينَ (8)} [8] كاف، ومثله: «يلعبون» ووقف بعضهم على «فارتقب». {بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)} [10] جائز؛ لأنه رأس آية، وإن كان ما بعده نعتًا. {يَغْشَى النَّاسَ} [11] حسن. {عائدون (15)} [15] أحسن، مما قبله إن نصب «يوم» بفعل مقدّر، ولا يجوز أن ينصب بـ «عائدون»، ولا بـ «منتقمون»؛ لأن ما بعد إن لا يعمل في شيء مما قبلها، ولو وصله لصار «يوم نبطش» ظرفًا لعودهم إلى الكفر إذ يوم بدر أو يوم القيامة العود إلى الكفر فيهما غير ممكن. {مُنْتَقِمُونَ (16)} [16] تام. {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} [17] حسن. {كَرِيمٌ (17)} [17] جائز؛ لأنه رأس آية، وإن كان ما قبل أن قد عمل فيها؛ كأنه قال: بأن أذّوا إلى عباد الله فـ «أن» مفسرة، و «عباد» منصوب بـ «أدّوا» فلا يجوز الوقف على «إلىّ»، وقيل: «عباد» منصوب بالنداء؛ كأنه قال: أن أدّوا إلى ياعباد الله، فإن الوقف على «عباد الله» حسن. {أَمِينٌ (18)} [18] جائز؛ إن جعلت «أن»؛ بمعنى: أي لا تعلوا، وإلّا فلا يجوز للعطف. {عَلَى اللَّهِ} [19] جائز، ومثله: «مبين»، وقيل: ليس بوقف؛ لإن ما بعده داخل في السؤال. {أَنْ تَرْجُمُونِ (20)} [20] جائز. {فَاعْتَزِلُونِ (21)} [21] تام، قال ابن عرفة المالكي: أي فدعوني لا علىّ ولا ليّ. {مُجْرِمُونَ (22)} [22] تام؛ لأنه قد انقضى السؤال، وفي الكلام حذف، والتقدير: فاجيب فقيل له   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 388)، الإعراب للنحاس (3/ 108)، الإملاء للعكبري (2/ 123)، البحر المحيط (8/ 33)، التيسير (ص: 198)، تفسير الطبري (25/ 66)، تفسير القرطبي (16/ 129)، الحجة لابن خالويه (ص: 324)، الحجة لابن زنجلة (ص: 656)، السبعة (ص: 592)، الغيث للصفاقسي (ص: 349)، النشر (2/ 371). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 إن كان الأمر هكذا فأسر بعبادي ليلًا. و {لَيْلًا} [23] حسن. {مُتَّبَعُونَ (23)} [23] كاف. {رَهْوًا} [24] حسن. {مُغْرَقُونَ (24)} [24] كاف، ولا وقف من قوله: «كم تركوا» إلى «فاكهين» فلا يوقف على «زروع» ولا على «كريم» لأن العطف يصيّرا الأشياء كلها كالشيء الواحد، «فاكهين» في محل الكاف من «كذلك» بالحركات الثلاث الرفع والنصب والجر، فالرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر كذلك، أو في محل نصب، أي: أخرجنا آل فرعون من منازلهم كما وعدنا إيراثها قومًا آخرين، أو في محل جر صفة لـ «مقام»، أي: مقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم، فإن كانت الكاف في محل رفع كان الوقف على «فاكهين» تامًا لعدم تعلق ما بعده بما قبله، والتشبيه أول الكلام، وإن كانت في محل نصب أو جر كانت متصلة بما قبلها من جهة المعنى فقط فيوقف على «كذلك» ويبتدئ بها لتعلق ما بعدها بما قبلها، وكان الوقف على «كذلك» كافيًا دون «كريم» و «فاكهين» والتشبيه من تمام الكلام ثم يبتدئ بـ «كذلك» أو بقوله: «وأورثناها قومًا آخرين». و {آَخَرِينَ (28)} [28] جائز. {مُنْظَرِينَ (29)} [29] حسن. {الْمُهِينِ (30)} [30] ليس بوقف؛ لأن بعده حرف جر بدل من الأولى. {مِنْ فِرْعَوْنَ} [31] كاف. {مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)} [31] كاف. {عَلَى الْعَالَمِينَ (32)} [32] جائز. {بَلَاءٌ مُبِينٌ (33)} [33] كاف، ورسموا: «بلاؤٌا» بواو وألف كما ترى. {بِمُنْشَرِينَ (35)} [35] أحسن مما قبله. {صَادِقِينَ (36)} [36] كاف، وكذا «أم قوم تُبّع» عند أبي حاتم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على «قوم تُبّع». {أَهْلَكْنَاهُمْ} [37] كاف؛ لتناهي الاستفهام. {مُجْرِمِينَ (37)} [37] تام. {لَاعِبِينَ (38)} [38] كاف. {إِلَّا بِالْحَقِّ} [39] ليس بوقف للاستدراك بعده. {لَا يَعْلَمُونَ (39)} [39] كاف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 {أَجْمَعِينَ (40)} [40] جائز؛ إن نصب «يوم» بفعل مقدّر، وليس بوقف إن أبدل: يوم لا يغنى من يوم الفصل. {شَيْئًا} [41] حسن. {يُنْصَرُونَ (41)} [41] ليس بوقف لحرف الاستثناء. {(مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [42] كاف. {الرَّحِيمُ (42)} [42] تام، ولا وقف من قوله: «إن شجرت» الى «كالمهل» فلا يوقف على «الزقوم» لأن خبر «إن» لم يأت، ولا على «الأثيم» لأن بعده كاف التشبيه، ورسموا: «شجرت» بالتاء المجرورة كما ترى. {كَالْمُهْلِ} [45] حسن لمن قرأ: «تغلي» بالتاء الفوقية، وليس بوقف لمن قرأ: «يغلي» بالياء التحتية (1)؛ لأنه جعل الغليان للمهل كالمهل، وفيه نظر لأن: «المهل» إنما ذكر للتشبيه في الذوب لا في الغليان، وإنما «يغلي» ما شبه به، والمعنى: أن ما يأكله أهل النار يتحرك في أجوافهم من شدّة حرارته وتوقده في البطون، ليس بوقف لأن بعده كاف التشبيه (2). {الحميم (46)} [46] كاف. {الْجَحِيمِ (47)} [47] ليس بوقف؛ لأن «ثُمّ» حرف عطف. {الْحَمِيمِ (48)} [48] كاف، ومثله: «ذق» لمن كسر همزة (3): «إنك» على الابتداء، وليس بوقف لمن فتحها، والمعنى: ذق وبال هذا القول وجزاءه؛ لإنك كان يقال: لك العزيز الكريم، وهو قول خزنة النار لأبي جهل على الاستهزاء؛ فعلى هذا يوقف على الجيم، ثم يبتدئ: «ذق» وهي قراءة الكسائي (4). {الْكَرِيمُ (49)} [49] كاف. {تَمْتَرُونَ (50)} [50] تام؛ لانتقاله من صفة أهل النار إلى صفة أهل الجنة، ولا وقف من قوله: «إن المتقين» إلى «متقابلين» فلا يوقف على «أمين» لتعلق الظرف، ولا على «وعيون» إن جعل ما بعده حالًا؛ وإن جعل «يلبسون» خبرًا ثانيًا حسن الوقف عليه.   (1) قرأها بالياء ابن كثير وحفص ورويس، وقرأ الباقون بالتاء؛ وجه من قرأ بالياء؛ أي: بياء التذكير، وفاعله يعود إلى الطعام. ووجه من قرأ بالتاء؛ أي: بالتاء التأنيث، والضمير للشجرة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 388)، الإعراب للنحاس (3/ 116)، الإملاء للعكبري (2/ 124)، الغيث للصفاقسي (ص: 350). (2) انظر: تفسير الطبري (22/ 43)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وهي قراءة الأئمة العشرة سوي الكسائي. وجه من قرأ بفتح الهمزة؛ أن ذلك على العلة، أي: لأنك. وقرأ الباقون: بكسرها على الاستئناف. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 117)، التيسير (ص: 198)، تفسير الرازي (27/ 251)، الحجة لابن خالويه (ص: 324)، النشر (2/ 371). (4) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 {مُتَقَابِلِينَ (53)} [53] كاف؛ على أن الكاف في «كذلك» في محل رفع، أي: الأمر كذلك، وقيل: الوقف على «كذلك»، أي: كذلك نفعل بالمتقين، أو كذلك حكم الله لأهل الجنة، فالتشبيه من تمام الكلام. {بِحُورٍ عِينٍ (54)} [54] كاف. {آَمِنِينَ (55)} [55] جائز، وقيل: لا يجوز؛ لإن ما بعده صفة لهم. {إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [56] حسن؛ على أن الاستثناء متصل، أي: لا يذوقون فيها الموت بعد الموتة الإولى في الدنيا، وبعد توضع موضع إلّا في مواضع لتقرب المعنى، وبعض الناس يقف على الموت، قال: لأنه كلام مفيد وما بعده استثناء ليس من الأول، قاله النكزاوى. {عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)} [56] جائز؛ إن نصب «فضلًا» لفعل مقدّر، أي: تفضلنا بذلك تفضلًا، وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول من أجله، والعامل فيه: يدعون، أو ووقاهم. {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ} [57] كاف. {الْعَظِيمُ (57)} [57] تام. {يَتَذَكَّرُونَ (58)} [58] كاف. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 سورة الجاثية مكية إلّا قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا} [14] الآية فمدني. - كلمها: أربعمائة وثمان وثمانون كلمة. - وحروفها: ألفان ومائة واحد وتسعون حرفا. - وآيها: ست أو سبع وثلاثون آية. {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} [2] حسن؛ إن جعل «تنزيل» مرفوعًا بالابتداء كان الوقف على «حم» تامًا وكافٍ إن جعل خبر مبتدأ محذوف. {الْحَكِيمِ (2)} [2] كاف، ومثله: «للمؤمنين» لمن رفع «آيات» بالابتداء، وبها قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر (1)، وما قبلها خبر وليس بوقف لمن قرأ: «آياتٍ» بكسر التاء (2)، وقوله: «وما يبث» عطف على (خلق) المضاف إلى (كم)، واستقبح عطفه على الكاف؛ لأن الضمير المتصل المجرور لا يعطف عليه، إلّا بإعادة حرف الجر لا تقول: مررت بك وزيد حتى تقول مررت بك ويزيد، والأصح: أن في السموات، العطف على معمولي عاملين مختلفين العاملان إن وفي المعمولان «السموات» و «آيات» فعطف، و «تصريف» على «السموات» وعطف «آيات» الثانية على «لأيات» فيمن نصب «آيات» وفي ذلك دليل على جوازه والأصح عدم جوازه. {يُوقِنُونَ (4)} [4] كاف، لمن قرأ (3): «وتصريف الرياح آياتٌ» بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، أي: ما ذكر آيات العقلاء، ومن قرأ (4): بالنصب على «لآيات» فيهما، لم يحسن الوقف على الآيتين لتعلق ما بعدهم بالعامل السابق، وهو «إن» وهي قراءة بالنصب، على «لآيات» فيهما، لم يحسن الوقف على   (1) وجه من قرأ: {آيَاتِ}، و {آيَاتِ} بكسر التاء فيهما؛ أي: بكسر التاء في محل نصب عطفا على اسم: «أنِ»، أي: وإن في خلقكم، وإن في اختلاف، وخبر: «إن»: {وَفِي خَلْقِكُمِْ}، وفي {اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِِ}. وقرأ الباقون: بالرفع فيهما؛ على الابتداء والجار والمجرور قبله خبر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 389)، الإعراب للنحاس (3/ 123)، الإملاء للعكبري (2/ 124)، السبعة (ص: 594)، النشر (2/ 3712). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) وهي قراءة نافع -ابن كثير -أبو عمرو -ابن عامر -أبو جعفر -خلف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 389)، الإعراب للنحاس (3/ 123)، الإملاء للعكبري (2/ 124)، البحر المحيط (8/ 44)، التيسير (ص: 198)، تفسير الطبري (25/ 84)، تفسير القرطبي (16/ 157)، الحجة لابن خالويه (ص: 325)، الحجة لابن زنجلة (ص: 658)، السبعة (ص: 594)، الغيث للصفاقسي (ص: 350)، الكشاف (3/ 508)، الكشف للقيسي (2/ 267)، النشر (2/ 371). (4) وهي قراءة الباقين من القراء سوى من تقدم ذكرهم. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 الآيتين لتعلق ما بعدهم بالعامل السابق، وهو «إن» وهي قراءة حمزة والكسائي (1)، ولا يوقف على «بعد موتها» ولا على «الرياح». {يَعْقِلُونَ (5)} [5] تام. {بِالْحَقِّ} [6] حسن. {يُؤْمِنُونَ (6)} [6] تام، ومثله: «أثيم» إن جعل «يسمع» مستأنف، وليس بوقف إن جعل صفة لما قبله، والتقدير: سامع. {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا} [8] جائز. {أَلِيمٍ (8)} [8] كاف؛ على استئناف ما بعده. {هُزُوًا} [9] حسن. {مُهِينٌ (9)} [9] كاف؛ على استئناف ما بعده. {جَهَنَّمُ} [10] جائز. {شَيْئًا} [10] ليس بوقف؛ لإن «ولا ما اتخذوا» مرفوع عطفا على «ما» الأولى. {أَوْلِيَاءَ} [10] كاف، ومثله: «عظيم». {هَذَا هُدًى} [11] حسن؛ لإن «والذين» مبتدأ «بآيات ربهم» ليس بوقف؛ لإن خبر «الذين» لم يأت بعد. {أَلِيمٌ (11)} [11] تام، ولا وقف من قوله: «الله الذي» إلى «تشكرون» فلا يوقف على «بأمره» ولا على «من فضله» للعطف فيهما. {تَشْكُرُونَ (12)} [12] كاف، ومثله «جميعا منه»، وقرئ: «مِنّةَ» بكسر الميم وتشديد النون ونصب التاء، مصدر من: يمن منة، وهي قراءة ابن عباس وابن عمير، أي: من الله عليكم منة (2). وأغرب بعضهم ووقف على «وسخر لكم»، وجعل «ما في السموات» مبتدأ، «وما في الأرض» عطفًا عليه «وجميعًا منه» الخبر، وجوّز الوقف أيضًا على «السموات» وجعل «وما في الأرض» مبتدأ، «وجميعًا منه» الخبر. {يَتَفَكَّرُونَ (13)} [13] تام، ومثله «يكسبون».   (1) انظر: المصادر السابقة. (2) وكذا رويت عن ابن محيصن وعبد الله بن عمر والجحدري وعبد الله بن عبيد بن عمير وعبيد بن عمير، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 390)، الإعراب للنحاس (3/ 127)، الإملاء للعكبري (2/ 125)، البحر المحيط (8/ 44، 45)، تفسير القرطبي (16/ 160)، الكشاف (3/ 510)، المحتسب لابن جني (2/ 262). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 {فَلِنَفْسِهِ} [15] كاف، وقال ابن نصير: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يأتى الثاني، والأَوْلَى التفريق بينهما بالوقف. {فَعَلَيْهَا} [15] كاف. {تُرْجَعُونَ (15)} [15] تام. {وَالنُّبُوَّةَ} [16] جائز، ومثله: «من الطيبات». {الْعَالَمِينَ (16)} [16] كاف. {مِنَ الْأَمْرِ} [17] حسن. {الْعِلْمُ} [17] ليس بوقف؛ لأن قوله: «بغيًا بينهم» معناه: اختلافهم للبغى، فهو مفعول له. {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [17] كاف. {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [17] ليس بوقف؛ لأن ما بعده ظرف للحكم. {يَخْتَلِفُونَ (17)} [17] تام. {فَاتَّبِعْهَا} [18] جائز. {لَا يَعْلَمُونَ (18)} [18] كاف. {شَيْئًا} [19] حسن، ومثله: «أولياء بعض». {الْمُتَّقِينَ (19)} [19] تام. {بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} [20] ليس بوقف؛ لأن ما بعده عطف عليه. {يُوقِنُونَ (20)} [20] تام، ومثله: «وعملوا الصالحات»؛ لمن قرأ: «سواءٌ» بالرفع خبر مبتدأ، أو مبتدأ وما بعده خبر، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي بكر عن عاصم (1)، وليس بوقف لمن قرأ: بالنصب، وهي قراءة حمزة والكسائي وحفص عن عاصم (2)؛ على أنه مفعول ثان لـ «نجعلهم»، أي: لا نجعلهم مستوين في المحيا والممات، وقراء الأمصار متفقون على رفع «مماتهم»، ورويت عن غيرهم بفتح التاء (3)، والمعنى: أن محيا المؤمنين ومماتهم سواء عند الله في الكرامة، ومحيا المجترحين ومماتهم سواء في الإهانة، فلفّ الكلام اتكالًا على ذهن السامع وفهمه، ويجوز أن يعود على (المجترحين) فقط أخبر:   (1) وجه من قرأ بالنصب؛ أنه حال من الضمير في: {نَجْعَلَهُمِْ}، و {مَحْيَاهُمِْ} فاعل، و {وَمَمَاتُهُمِْ} معطوف عليه. ووجه من قرأ بالرفع؛ على أنه خبر مقدم، و {مَحْيَاهُمِْ} مبتدأ مؤخر، و {وَمَمَاتُهُمِْ} معطوف عليه. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (3/ 130)، النشر (2/ 372). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) والقراءة المتواترة في: «مماتُهُم» الرفع، وما عدا ذلك فشاذ، وهي قراءة الأعمش وعيسى بن عمر. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 125)، البحر المحيط (8/ 47)، تفسير القرطبي (16/ 166)، الكشاف (3/ 512)، تفسير الرازي (27/ 267). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 أن حالهم في الزمانين سواء، اهـ سمين. {وَمَمَاتُهُمْ} [21] حسن في القراءتين (1). {مَا يَحْكُمُونَ (21)} [21] تام، ومثله: «بالحق» عند أبي حاتم لأنه يجعل لام «ولتجزي» لام قسم وتقدم الرد عليه. {لَا يُظْلَمُونَ (22)} [22] تام، ولا وقف من قوله: «أفرأيت» إلى «من بعد الله» فلا يوقف على «هواه» ولا على «قلبه» ولا على «غشاوة» للعطف في كل. {مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [23] كاف؛ لأن الفائدة في قوله: «فمن يهديه من بعد الله». {تَذَكَّرُونَ (23)} [23] أكفى منه. {نَمُوتُ وَنَحْيَا} [24] جائز. {إِلَّا الدَّهْرُ} [24] تام. {مِنْ عِلْمٍ} [24] جائز. {إِلَّا يَظُنُّونَ (24)} [24] كاف، ومثله: «صادقين». {لَا رَيْبَ فِيهِ} [26] الأَوْلّى تَجاوُزه. {لَا يَعْلَمُونَ (26)} [26] تام. {وَالْأَرْضِ} [27] حسن. {الْمُبْطِلُونَ (27)} [27] كاف. {جَاثِيَةً} [28] حسن، لمن رفع «كلُّ» الثانية على الابتداء، و «تدعى» خبرها، وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن نصبها بدلًا من «كلَّ» الأولى بدل نكرة موصوفة من مثلها، وهي قراءة يعقوب (2). {إِلَى كِتَابِهَا} [28] حسن؛ على القراءتين (3). {تَعْمَلُونَ (28)} [28] كاف. {بِالْحَقِّ} [29] حسن. {تَعْمَلُونَ (29)} [29] تام. {فِي رَحْمَتِهِ} [30] كاف. {الْمُبِينُ (30)} [30] تام، ومثله: «مجرمين».   (1) أي: المشار إليهما سابقًا في «مماتهم». (2) على البدل من قوله: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً}، أي: بدل النكرة الموصوفة من النكرة. وقرأ الباقون بالرفع على الابتداء و «تدعى» خبرها. انظر هذه القراءة في: الإعراب النحاس (4/ 150)، البحر المحيط (8/ 51). (3) وهما المشار إليهما سابقًا في «كل». الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [32] ليس بوقف سواء نصبت «الساعة» أو رفعتها، فحمزة قرأ: بنصبها عطفًا على «وعد الله»، والباقون: برفعها (1)؛ على الابتداء، وما بعدها من الجملة المنفية خبرها، ومثله في عدم الوقف «لا ريب فيها» لأن جواب: إذا لم يأت بعد. {مَا السَّاعَةُ} [32] جائز. {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا} [32] حسن، ولا كراهة في الإبتداء بقول الكفار، لأن القارئ غير معتقد معنى ذلك، وإنما هو حكاية حكاها الله عمن قاله من منكري البعث كما تقدم غير مرة (2). {بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)} [32] كاف. {مَا عَمِلُوا} [33] جائز؛ على استئناف ما بعده. {يَسْتَهْزِئُونَ (33)} [33] كاف. {هَذَا} [34] حسن. {وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ} [34] أحسن مما قبله. {مِنْ نَاصِرِينَ (34)} [34] كاف. {هُزُوًا} [35] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [35] حسن، وتام عند أبي حاتم. {لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} [35] حسن. {يُسْتَعْتَبُونَ (35)} [35] تام، أي: وإن طلبوا الرضا فلا يجابون. {رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)} [36] كاف، قرأ العامة: «ربِّ» الثلاثة بالجر تبعًا للجلالة بيانًا، أو بدلًا، أو نعتًا، وقرأ ابن محيصن (3): برفع الثلاثة على المدح باضمار (هو). {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (} [37] كاف. آخر السورة تام.   (1) وجه من قرأ بالنصب؛ أن ذلك عطفا على: {وَعَدَ اللهِ}. ووجه من قرأ بالرفع؛ فعلى الابتداء، وخبره {لا رَيْبَ فِيهَاِ}. انظر هذه القراءة في: الحجة لابن خالويه (ص: 326)، تفسير الرازي (27/ 274)، السبعة (ص: 595)، الكشف للقيسي (2/ 369). (2) انظر: تفسير الطبري (22/ 86)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وكذا رويت عن ابن مجاهد وحميد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 52)، تفسير القرطبي (16/ 178). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 سورة الأحقاف مكية إلّا قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [10] وإلّا قوله: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [35] الآية، وإلّا قوله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ} [15] الثلاث آيات فمدنيات (1). - وكلمها: ستمائة وأربع وأربعون كلمة. - وحروفها: ألفان وستمائة حرف. {الْحَكِيمِ (2)} [2] تام؛ إن لم يجعل ما بعده جوابًا لما قبله. {مُسَمًّى} [3] تام عند أبي حاتم. {مُعْرِضُونَ (3)} [3] كاف. {مِنَ الْأَرْضِ} [4] حسن؛ إن كان الاستفهام الذي بعده منقطعًا، أي: ألهم شرك في السموات، وليس بوقف إن كان متصلًا. {فِي السَّمَاوَاتِ} [4] حسن، ولا وقف من قوله: «ائتوني بكتاب» إلى «صادقين» فلا يوقف على «من قبل هذا» العطف بـ «أو» ولا على «من علم» لأنَّ ما بعده شرط فيما فبله. {صَادِقِينَ (4)} [4] تام. {الْقِيَامَةِ} [5] جائز، وتام عند نافع على استئناف ما بعده، وإن جعل متصلًا بما قبله وداخلًا في صلة «من» كان جائزًا. {غافلون (5)} [5] كاف. {كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً} [6] جائز. {كَافِرِينَ (6)} [6] كاف، ولا وقف من قوله: «وإذا تتلى عليهم» إلى «مبين» فلا يوقف على «بينات» ولا على «لما جاءهم»؛ لأنَّ الذي بعده حكاية ومقول قال. {مُبِينٌ (7)} [7] كاف؛ لأنَّ «أم» بمعنى: ألف الاستفهام الإنكاري. {افْتَرَاهُ} [8] جائز. {شَيْئًا} [8] كاف. {فِيهِ} [8] أكفى مما قبله. {وَبَيْنَكُمْ} [8] كاف، ومثله: «الرحيم» على استئناف ما بعده. {مِنَ الرُّسُلِ} [9] حسن.   (1) وعدد آيها ثلاثون آية وخمس كوفي، وأربع في بقية العدد، واختلافها آية واحدة: «حم» [1] عدها الكوفي، وأسقطها الباقون. انظر: الإتقان للسيوطي (1/ 17)، وإتحاف الفضلاء (ص: 391). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 {وَلَا بِكُمْ} [9] أحسن، مما قبله على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلًا بما قبله وداخلًا في القول المأمور به. {إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [9] جائز. {مُبِينٌ (9)} [9] تام. {وَكَفَرْتُمْ بِهِ} [10] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفًا على ما قبله؛ لأنَّ المطلوب من الكلام لم يأت بعد. {عَلَى مِثْلِهِ} [10] جائز؛ إن جعل جواب الشرط محذوفًا بعده وهو: ألستم ظالمين، وإن جعل بعد قوله: «واستكبرتم» لا يوقف على مثله. {واستكبرتم} [10] كاف. {الظَّالِمِينَ (10)} [10] تام. {إِلَيْهِ} [11] كاف؛ لأنَّ ما بعده من قول الله. {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ} [11] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد الفاء يفسّر ما عمل في «إذ»، والعامل فيها محذوف، تقديره: وإذ لم يهتدوا به ظهر عنادهم، أو أجرى الظرف غير الشرطي مجرى الظرف الشرطي، ودخول الفاء بعد الظرف لا يدل على الشرط؛ لأنَّ سيبويه يجري الظروف المبهمة مجرى الشروط بجامع عدم التحقق فتدخل الفاء في جوابها، ويمتنع أن يعمل في «إذ» «فسيقولون» لحيلولة الفاء. {قَدِيمٌ (11)} [11] كاف. {وَرَحْمَةً} [12] حسن، ولا وقف من قوله: «ومن قبله كتاب موسى» إلى «ظلموا» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «مصدق» وإن تعمده بعض الناس؛ لأنَّ قوله: «لسانًا» حال من ضمير «مصدق» والعامل في الحال «مصدق»، أي: مصدق في حال عربيته، أو مفعول «مصدق»، أي: مصدق ذا لسان عربي، وزعم أن الوقف عليه «حق» وفيما قاله نظر، ولا يوقف على «عربيًّا»؛ لأنَّ اللام في «لينذر» التي بعده قد عمل في موضعها ما قبلها. {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} [12] كاف؛ إن رفعت «وبشرى» على الابتداء، والخبر «للمحسنين» وليس بوقف إن عطف على «كتاب» أو نصب عطفًا على «إمامًا»، أو جعل «وبشرى» في موضع نصب عطفًا على «لينذر»، أي: وبشرهم بشرى. {لِلْمُحْسِنِينَ (12)} [12] تام. {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [13] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت بعد وهو: «فلا خوف عليهم». {يَحْزَنُونَ (13)} [13] تام؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل «أولئك» خبر «إن» أو خبرًا بعد خبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 {خَالِدِينَ فِيهَا} [14] جائز؛ لأنَّ منصوب بمقدر، أي: يجزون جزاء. {يَعْمَلُونَ (14)} [14] تام. {إِحْسَانًا} [15] حسن، ومثله: «كرهًا» الثاني، وبعض العوام يتعمد الوقف على «وحمله» ولا وجه له، والأَوْلَى وصله بما بعده، وهو مبتدأ خبره «ثلاثون شهرًا» {شَهْرًا} [15] كاف، ولا وقف من قوله: «حتى إذا بلغ» إلى «ذريتي» فلا يوقف على «أشده» للعطف، ولا على «سَنَةً»؛ لأنَّ الذي بعدها جواب «إذا»، ولا على «والذي»؛ لأن «أن» موضعها نصب، ولا على «ترضاه» للعطف. {فِي ذُرِّيَّتِي} [15] جائز؛ للابتداء بـ «أني»، ومثله: «تبت إليك». {الْمُسْلِمِينَ (15)} [15] كاف؛ على استئناف ما بعده. {فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} [16] تام عند أبي حاتم، وقيل: ليس بتام، ولا كافٍ؛ لأنَّ «وعد الصدق» منصوب على المصدرية. {كَانُوا يُوعَدُونَ (16)} [16] تام، ولا وقف من قوله: «والذي قال لوالديه أفٍّ» إلى آخر كلام العاق وهو: «أساطير الأولين» لارتباط الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «يستغيثان الله»، ولا على «آمن» ولا على «وعد الله حق» وزعم بعضهم؛ أنَّ الوقف على «يستغيثان الله» قائلًا ليفرق بين استغاثتهما الله عليه، ودعائهما، وهو قوله: «ويلك آمن» وزعم أيضًا، أنَّ الوقف على «آمن» وعلى «أنَّ وعد الله حق» وفيه نظر لوجود الفاء بعده في قوله: «فيقول». {الْأَوَّلِينَ (17)} [17] تام؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل «أولئك» خبر الذي. {مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (} [18] كاف. {خاسرين (18)} [18] تام. {عَمِلُوا} [19] جائز؛ على أن (لام كي) متعلقة بفعل بعدها. {لَا يُظْلَمُونَ (19)} [19] تام؛ إن نصب «يوم» بمقدر، أي: يقال لهم أذهبتم في يوم عرضهم. {وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا (} [20] جائز؛ للابتداء بالتهديد. {تَفْسُقُونَ (20)} [20] تام. {أَخَا عَادٍ} [21] ليس بوقف؛ لأنَّ «إذ» بدل اشتمال. {إِلَّا اللَّهَ} [21] جائز. {عَظِيمٍ (21)} [21] تام. {عَنْ آَلِهَتِنَا} [22] حسن. {الصَّادِقِينَ (22)} [22] كاف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 {عِنْدَ اللَّهِ} [23] حسن. {مَا أُرْسِلْتُ بِهِ} [23] الأَوْلَى وصله. {تَجْهَلُونَ (23)} [23] كاف. {أَوْدِيَتِهِمْ} [24] ليس بوقف؛ لأن «قالوا» جواب «لما». {مُمْطِرُنَا} [24] كاف، وقد وقع السؤال عمن يتعمد الوقف على قوله: «بل هو» من قوله: «فلما رأوه عارضًا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو»؟ فأجبت اعلموا يا طلاب اليقين سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، إن هذا الفن لا يقال بحسب الظن والتخمين بل بالممارسة وعلم اليقين، إنّ هذا وقف قبيح، إذ ليس له معنى صحيح؛ لأنَّ فيه الفصل بين المبتدأ الذي هو: «هو»، والخبر الذي هو «ما» مع صلته، ولا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف؛ لأنَّ الخبر محط الفائدة والمعنى؛ أنَّهم لما وُعدوا بالعذاب وبينه تعالى لهم بقوله: «عارض»، وهو: السحاب؛ وذلك أنَّه خرجت عليهم سحابة سوداء، وكان حبس عنهم المطر مدَّة طويلة، فلما رأوا تلك السحابة استبشروا وقالوا هذا عارض ممطرنا؛ فردَّ الله عليهم بقوله: «بل هو ما استعجلتم به»؛ يعني: من العذاب كما في الخازن وغيره، وقيل: الرادَّ هو سيدنا هود - عليه السلام - كما في البيضاوي، والإضراب من مقتضيات الوقف ثم بين الله تعالى ماهية العذاب بقوله: «ريح فيها عذاب أليم»؛ بمعنى: هي ريح، وليس بوقف إن أعرب «ريح» بدلًا من «أو» من «هو». {أَلِيمٌ (24)} [24] كاف، ويبتدئ: «تدمر»؛ بمعنى: هي تدمر، وكذا إن جعلت «تدمر» خبرًا ثانيًا، وليس بوقف إن جعلت الجملة صفة لـ «ريح»؛ وكأنك قلت: مدمرة كل شيء. {بِأَمْرِ رَبِّهَا} [25] حسن؛ على استئناف ما بعده. {إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [25] كاف. {الْمُجْرِمِينَ (25)} [25] تام. {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ} [26] هي ثلاثة أحرف (في) حرف، و (ما) حرف، و (إن) حرف، و (في إن) ثلاثة أوجه، قيل: شرطية، وجوابها محذوف والتقدير: مكنا عادًا في الذي إن مكناكم فيه طغيتم، وقيل: زائدة، وقيل: نافية، بمعنى: إنَّا مكناهم في الذي مكناكم فيه من القوة، قال الصفار: وعلى القول بإن كليهما للنفي فالثاني تأكيد. {مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} [26] حسن، إن لم يجعل «وجعلنا» معطوفًا على «مكنا». {وَأَفْئِدَةً} [26] جائز. {مِنْ شَيْءٍ} [26] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده ظرف لما قبله؛ لأنَّ «إذ» معمولة، أعني: وقد جرت مجرى التعليل، كقولك: ضربته إذا ساء، أي: ضربته وقت إساءته. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 {بِآَيَاتِ اللَّهِ} [26] كاف. {يَسْتَهْزِئُونَ (26)} [26] تام. {مِنَ الْقُرَى} [27] جائز. {يَرْجِعُونَ (27)} [27] تام. {آَلِهَةً} [28] حسن، ومثله: «بل ضلوا عنهم» لعطف الجملتين المختلفتين، ولا يوقف على «إِفكُهُم» بكسر الهمزة وضم الكاف (1)، وروي عن ابن عباس (2): «أَفَكُهم»؛ بفتح الهمزة والفاء وضم الكاف؛ على أنَّه مصدر: لإفك، وقرأ عكرمة (3): «أَفَكَهُم» بثلاث فتحات فعلًا ماضيًا، أي: صرفهم. {يفترون (28)} [28] تام. {الْقُرْآَنَ} [29] كاف، ومثله: «أنصتوا». {مُنْذِرِينَ (29)} [29] كاف. {مِنْ بَعْدِ مُوسَى} [30] ليس بوقف، ومثله في عدم الوقف «مصدقًا» لما بين يديه إن جعل ما بعده منصوبًا على الصفة؛ كأنَّه قال: هاديًا إلى الحق، ومثله في عدم الوقف إن جعل «يهدي» خبرًا ثانيًا. {مُسْتَقِيمٍ (30)} [30] كاف. {مِنْ ذُنُوبِكُمْ} [31] ليس بوقف لعطف ما بعده على جواب الأمر. {أَلِيمٍ (31)} [31] تام؛ للابتداء بالشرط. {فِي الْأَرْضِ} [32] حسن. {أَوْلِيَاءُ} [32] كاف. {مُبِينٍ (32)} [32] تام. {الْمَوْتَى} [33] حسن. {قَدِيرٌ (33)} [33] تام. {عَلَى النَّارِ} [34] جائز، أي: يقال لهم أليس هذا بالحق.   (1) وهي قراءة الأئمة العشرة. (2) وقفت على قراءة ابن عباس في: الإملاء للعكبري 2/ 126، والبحر المحيط 8/ 66، وتفسير الزمخشري-الكشاف- 3/ 526: «أَفْكُهُمْ»، بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم الكاف، والقراءة التي نسبها المؤلف لابن عباس ذكرت غير معزوة لأحد في: البحر المحيط 8/ 66، والمحتسب لابن جني 2/ 267. (3) وكذا رويت عن ابن عباس وابن الزبير والصباح بن العلاء الأنصاري وحنظلة بن النعمان بن مرة ومجاهد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 159)، الإملاء للعكبري (2/ 126)، البحر المحيط (8/ 66)، تفسير الطبري (26/ 19)، تفسير القرطبي (16/ 209)، المحتسب لابن جني (2/ 267)، تفسير الرازي (28/ 30). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 و {بِالْحَقِّ} [34] حسن، والأحسن الوقف على «قالوا بلى وربنا» وهو تام عند نافع. {تَكْفُرُونَ (34)} [34] تام. {مِنَ الرُّسُلِ} [35] جائز. {وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [35] جائز، ولا يوقف على «ما يوعدون»؛ لأنَّ خبر كان قوله: «لم يلبثوا». {مِنْ نَهَارٍ} [35] كاف، ويبتدئ: «بلاغ» خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا القرآن بلاغ للناس، وقيل: «بلاغ» مبتدأ خبره «لهم» الواقع بعد قوله: «ولا تستعجل لهم»، أي: لهم بلاغ، والوقف على قوله: «تستعجل» ثم تبتدئ: «لهم بلاغ»، قال أبو جعفر: وهذا لا أعرفه، ولا أدري كيف تفسيره، وهو عندي غير جائز، وقال غيره: لا وجه له؛ لأنَّ المعنى: ولا تستعجل للمشركين بالعذاب، والتام عند أحمد بن موسى: «ولا تستعجل لهم»، وقرأ عيسى بن عمر (1): «بلاغًا» بالنصب، بتقدير: إلا ساعة بلاغًا، قال الكسائي: المعنى فعلناه بلاغًا، وقال بعضهم: نصب على المصدر، أي: بلّغ بلاغًا، فمن نصبه بما قبله لم يوقف على «من نهار»، ومن نصبه بإضمار فعل وقف عليه، وقرئ (2): «بلاغٍ» بالجر بدلًا من «نهار» فعلى هذا الوقف على «بلاغ»، وكذلك على قراءة من قرأ (3): «بَلِّغْ» على الأمر، أي: بلغ ما أنزل إليك من ربك. {الْفَاسِقُونَ (35)} [35] تام.   (1) وكذا رويت عن الحسن وزيد بن علي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 393)، الإملاء للعكبري (2/ 126)، البحر المحيط (8/ 69)، تفسير القرطبي (16/ 222)، الكشاف (3/ 528)، المحتسب لابن جني (2/ 268). (2) ورويت عن الحسن، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 126)، البحر المحيط (8/ 69)، تفسير القرطبي (16/ 222). (3) ورويت عن أبي مجلز وأبي سراج والهذليّ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 126)، البحر المحيط (8/ 69)، تفسير القرطبي (16/ 222). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 سورة القتال مدنية إلّا قوله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ (} [13] الآية فمكيّ. - كلمها: خمسمائة وتسع وثلاثون كلمة. - وحروفها: ألفان وثلاثمائة وتسع وأربعون حرفًا. - وآيها: ثمان أو تسع وثلاثون آية. {أَعْمَالَهُمْ (1)} [1] تام؛ للفصل بين وصف الكفار ووصف المؤمنين. {وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} [2] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «والذين آمنوا» لم يأت، وهو: «كفَّر عنهم سيئاتهم». و {سيئاتهم} [2] حسن. {وأصْلَحَ بَالَهُمْ (2)} [2] أحسن مما قبله. {مِنْ رَبِّهِمْ} [3] كاف، وكذا «أمثالهم». {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [4] حسن، ومثله: «الوثاق»، وقيل: لا يحسن؛ لأنَّ قوله: «حتى تضع الحرب أوزارها»، متعلق بقوله: «فضرب»؛ فكأنه قال: فاضربوا الرقاب حتى تضع الحرب أوزارها. و {أَوْزَارَهَا} [4] كاف، وقيل: الوقف على «ذلك»؛ لأنه تبيين وإيضاح لما قبله من قوله: فإذا ألقيتم الذين كفروا ووقع الإثخان وتمكنتم من أخذ من لم يقتل فشدوا وثاقه، فأما أن تمنوا عليه بالإطلاق، وإما أن تفدوه فداء. فالوقف على ذلك يبين هذا، أي: الأمر ذلك كما فعلنا وقلنا، فهو خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: ذلك كذلك فلا يقطع عن خبره، واتصاله بما قبله أوضح، قاله السجاوندي، ثم تبتدئ: «ولو شاء الله». {بِبَعْضٍ} [4] حسن، ومثله: «فلن يضل أعمالكم»، وكذا «ويصلح بالهم». {عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)} [6] كاف. {يَنْصُرْكُمْ} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده مجزوم معطوف على ما قبله. {أَقْدَامَكُمْ (7)} [7] تام؛ لأنَّ ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله. {عَرَّفَهَا لَهُمْ} [8] ليس بوقف؛ وإن زعم بعضهم؛ لأنَّ ما بعده معطوف على الفعل الذي فسّره «فتعسًا لهم». {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)} [8] كاف، ومثله: «فأحبط أعمالهم». {مِنْ قَبْلِهِمْ} [10] جائز. {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [10] كاف؛ للابتداء بالتهديد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 {أَمْثَالُهَا (10)} [10] تام، ومثله: «لا مولى لهم»، وكذا «الأنهار»، وكذا «مثوى لهم». {أَخْرَجَتْكَ} [13] جائز، وأرقى منه: «أهلكناهم»؛ لأنه صفة (للقرية) ولا يجمع بينهما. {فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)} [13] تام، ومثله: «واتبعوا أهواءهم». {وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [15] كاف؛ إن جعل التقدير: ومما نقص عليك، أو يقص عليك مثل الجنة، فـ «مثل» خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ والخبر محذوف، تقديره: مثل الجنة فيما نقص عليك، أو يقص عليك، وليس بوقف إن جعل «مثل» مبتدأ خبره «فيها أنهارًا» وما تسمعون من صفة الجنة؛ لأنه يصير تفسيرًا يغني عنه ما قبله، ولا وقف من قوله: «فيها أنهار» إلى «مصفىً» لعطف كل منها على ما قبله، والعطف يصيّر الأشياء كالشيء الواحد، ويجوز الوقف على كل منها نظر التفصيل أنواع النعم مع العطف، والتفصيل المذكور من مقتضيات الوقف. {مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [15] حسن، ومثله: «من ربهم»؛ لحذف مبتدأ تعلقت به كاف التشبيه مستفهم به، والتقدير: أفمن هذه حالته كمن هو خالد في النار. {أَمْعَاءَهُمْ (15)} [15] كاف، جمع: معي، وهو: المصران، ومثله «إليك» وكذا «آنفًا». {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)} [16] تام. {تَقْوَاهُمْ (17)} [17] كاف. {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ} [18] جائز؛ لمن قرأ (1): «إِن تأتِهم»؛ بكسر همزة «إن» وليس بوقف على قراءة العامة بفتحها؛ لأنَّ موضعها نصب على البدل من «الساعة». {بَغْتَةً} [18] جائز؛ لتناهي الاستفهام. {أَشْرَاطُهَا} [18] كاف؛ لتناهي الأخبار. {ذِكْرَاهُمْ (18)} [18] تام؛ أي: أنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة. {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [19] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {وَالْمُؤْمِنَاتِ} [19] كاف. {وَمَثْوَاكُمْ (19)} [19] تام. {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} [20] كاف؛ للابتداء بالشرط، ولا يوقف على «محكمة» ولا على القتال؛ لأنَّ جواب «إذا» لم يأت بعد، وهو: «رأيت الذين». {مِنَ الْمَوْتِ} [20] حسن؛ لانقضاء جواب «إذا».   (1) وهي رويت عن أبي عمرو في غير المتواتر وأبي جعفر الرؤاسي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 79)، تفسير الطبري (26/ 33)، تفسير القرطبي (16/ 241)، الكشاف (3/ 534)، المحتسب لابن جني (2/ 270)، المعاني للفراء (3/ 61)، تفسير الرازي (28/ 60). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 {فَأَوْلَى لَهُمْ (20)} [20] تام؛ إن جعل «أولى» مبتدأ خبره «لهم»، أي: الهلاك لهم، وكذا إن جعل خبر مبتدأ محذوف، أي: الهلاك أولى لهم، فأولى من الولي، وهو القرب، والمعنى: وليهم الهلاك وقاربهم، وقيل الوقف على «فأولى»، ثم تبتدئ: لهم تهديد ووعيد بجعل «أولى»؛ بمعنى: ويل، متصل بما قبله، رواه الكلبي عن ابن عباس، ثم قال: للذين آمنوا منهم طاعة وقول معروف، فصار قوله: فأولى وعيدًا، ثم استأنف بقوله: «لهم طاعة وقول معروف» وليس «أولى لهم» بوقف إن جعل «أولى» مبتدأ «وطاعة» خبرًا، وقال أبو حاتم السجستاني: الوقف «فأولى لهم طاعة وقول معروف»؛ ومعناه: طاعة المنافقين لله وللرسول، وكلام حسن له خير لهم من المخالفة. {وقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [21] حسن في الوجوه كلها. {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} [21] جائز على أن جواب «إذا» محذوف، أي: فإذا عزم الأمر كذبوا وخالفوا، وليس بوقف إن جعل جواب «إذا» فلو صدقوا. {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)} [21] كاف، ومثله: «أرحامكم». {أَبْصَارَهُمْ (23)} [23] تام للابتداء بالاستفهام، ومثله: «أقفالها». {الْهُدَى} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت بعد، وهو قوله: «الشيطان سوّل لهم». و {سَوَّلَ لَهُمْ} [25] حسن، ومثله: «أملى لهم» في جميع الوجوه كلها في «أملي» أعني سواء قرئ: «أُملىْ» بضم الهمزة وإسكان الياء، أو قرئ: «أَملى» بفتحها، أي: سواء جعل الإملاء من الله أم من الشيطان، فتقديره على ضم الهمزة: وأملى أنا لهم، وتقديره على فتحها: والله أملى لهم، وليس بوقف إن جعل الإملاء والتسويل من الشيطان، فلا يوقف على «سوّل لهم» لعطف «وَأَمْلَى»، وعليه قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر (1): «وأملي لهم»، وقرأ أبو عمرو: «وأُمليَ لهم» بضم الهمزة وفتح الياء (2)؛ على أنه فعل ما لم يسم فاعله، وهو منقطع مما قبله؛ وذلك أنَّه أراد: وأملى الله لهم، أي: لا يعاجلهم بالعقوبة. {فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} [26] حسن. {إسْرَارَهُمْ (26)} [26] كاف، ومثله: «وأدبارهم»، وقال نافع: «توفتهم الملائكة»، أي: فكيف   (1) وجه من قرأ بضم الهمزة وكسر اللام وبعدها ياء مفتوحة؛ أنه مبني للمفعول، ونائب الفاعل: {لَهُمِْ}، ووجه من قرأ بفتح الهمزة واللام وبعد اللام ألف؛ وذلك على أنه مضارع، أي: وأملي أنا لهم، والفاعل ضمير يعود على الله. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 394)، الإعراب للنحاس (3/ 179)، البحر المحيط (8/ 83)، المعاني للفراء (3/ 63)، النشر (2/ 374). (2) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 يفعلون إذا توفتهم الملائكة، ثم يبتدئ: «يضربون» أي: هم يضربون. {فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28)} [28] تام. {أَضْغَانَهُمْ (29)} [29] كاف، ومثله: «بسيماهم»، وكذا «في لحن القول». {أَعْمَالَكُمْ (30)} [30] تام. {وَالصَّابِرِينَ} [31] جائز؛ على قراءة يعقوب من العشرة (1): «وَنَبْلُوْ أخباركم» بالنون وإسكان الواو، مستأنف مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، وليس بوقف إن عطف على «ولنبلونكم»، وكان الوقف التام «أخباركم» للابتداء بـ «إن». {الْهُدَى} [32] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت، وهو: «لن يضروا الله شيئًا». و {شَيْئًا} [32] حسن. {أَعْمَالَهُمْ (32)} [32] تام للابتداء بـ «يا» النداء. {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [33] جائز. {أَعْمَالَكُمْ (33)} [33] حسن، ومثله: «فلن يغفر الله لهم». {وتدعوا إِلَى السَّلْمِ} [35] جائز؛ لأنَّ «وأنتم» يصلح مبتدأ وحالًا، وجعله حالًا أولى. {الْأَعْلَوْنَ} [35] جائز. {مَعَكُمْ} [35] حسن، وقال: أبو حاتم تام. {أَعْمَالَكُمْ (35)} [35] تام. {وَلَهْوٌ} [36] كاف للابتداء بالشرط. {أُجُورَكُمْ} [36] حسن، ومثله: «أموالكم». {تَبْخَلُوا} [37] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {أَضْغَانَكُمْ (37)} [37] حسن. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [38] جائز. {مَنْ يَبْخَلُ} [38] حسن؛ للابتداء بالشرط. {وَمَنْ يَبْخَلْ} [38] الثاني ليس بوقف؛ لأنه شرط لم يأت جوابه.   (1) وجه من قرأ: {وَنَبْلُو} بالياء؛ أن ذلك لمناسبة قوله: {وَالله يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمِْ}. ووجه من قرأ بالنون؛ أي: بنون العظمة؛ لمناسبة قوله: {وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمِْ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 394)، البحر المحيط (8/ 85)، التيسير (ص: 201) تفسير الطبري (26/ 39)، الكشف للقيسي (2/ 278). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 {عن نَفْسِهِ} [38] تام. {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ} [38] حسن. {وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [38] تام؛ للابتداء بالشرط. {قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [38] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 سورة الفتح مدنية - كلمها: خمسمائة وستون كلمة. - وحروفها: ألفان وأربعمائة وثمان وثمانون حرفًا (1). {مُبِينًا (1)} [1] تام، عند أبي حاتم بجعل لام «ليغفر» لام القسم، قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم، ويخطئه فيه ويعيب عليه هذا القول، ويذهب إلى أنها (لام كي) فلا يوقف على «مبينًا»؛ لأنَّ الله أراد أن يجمع لنبيه - صلى الله عليه وسلم - الفتح في الدنيا والمغفرة في الآخرة، فلما انضم إلى المغفرة شيء حازت حسن معنى (كي)، قاله ثعلب. قال عطاء الخراساني: «ليغفر لك الله ما تقدم»؛ يعني: من ذنب أبويك آدم وحوّاء ببركتك، وما تأخر من ذنوب أمتك بدعوتك، فالإضافة في «ذنبك» من إضافة المصدر لمفعوله، أي: ذنب أمتك؛ لأنَّه لا يسوغ لنا أن نضيف إليه عليه الصلاة والسلام ذنبًا. وروي أنَّه عليه الصلاة والسلام لما قرأ على أصحابه: «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» قالوا هنيًا لك يا رسول الله فمالنا فنزل: «ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات .. » الآية، ولما قرأ: «ويتم نعمته عليك» قالوا هنيًا لك يا رسول الله فمالنا فنزلت: «وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا» ولما قرأ: «ويهديك صراطًا مستقيمًا»، أنزل الله في حق الأمة «ويهديكم صراطًا مستقيمًا»، ولما قرأ: «وينصرك الله نصرًا عزيزًا»، أنزل الله «وكان حقًا علينا نصر المؤمنين» ذكره القشيري (2). فائدة نفيسة: قال المسعودي: «من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من رمضان في صلاة التطوع حفظه الله ذلك العام» (3). {عَزِيزًا (3)} [3] تام عند الأخفش، وهو رأس ثلاث آيات من أولها متعلقة بالفتح. {فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [4] ليس بوقف؛ لأنَّ اللام بعده (لام كي). {مَعَ إِيمَانِهِمْ} [4] حسن، ومثله: «والأرض». {حَكِيمًا (4)} [4] تام عند أبي حاتم، ولا يوقف على «خالدين فيها» لعطف ما بعده على ما قبله. {سيئاتهم} [5] كاف. {عَظِيمًا (5)} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده منصوب عطفًا على ما قبله، ومثله في عدم الوقف   (1) وعدد آيها تسع وعشرون آية في جميع العدد، وليس فيها اختلاف بين علماء العدد. انظر: البيان في عد آي القرآن (ص: 229)، والتلخيص في القراءات الثمان (ص: 413). (2) وأخرج بعضه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 217). (3) انظر: تفسير القرطبي (16/ 260). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 «والمشركات»؛ لأن الذي بعده نعت لما قبله (1): «ظن السَّوء» بفتح السين والإضافة، قال في الصحاح: وشاعت الإضافة إلى المفتوح: كرجل سوء، ولا يقال: سُوء بالضم، وفيه إضافة الاسم الجامد، وقوله: ولا يقال، يُردُّ بالقراءة المتواترة (2): «عليهم دائرة السوء» لكن فرق بين إضافة المصدر وغيره. انظر ابن حجر على الشمايل. {ظَنَّ السَّوْءِ} [6] حسن، ومثله: «دائرة السوء» وكذا «ولعنهم». {جَهَنَّمَ} [6] كاف. {مَصِيرًا (6)} [6] تام. {وَالْأَرْضِ} [7] كاف. {حَكِيمًا (7)} [7] تام، ومثله: «ونذيرًا» عند أبي حاتم، لانتقاله من مخاطبة الرسول إلى مخاطبة المرسل إليهم، وذلك من مقتضيات الوقف عند غيره؛ لأنَّ بعده (لام كي) فلا يوقف من قوله: «إنا أرسلناك» إلى «وأصيلًا»؛ لأن الضمائر كلها «لله» فلا يفصل بينها بالوقف، ووقف أبو حاتم السجستاني على «ونذيرًا» وعلى «ويوقروه» فرقًا بين ما هو صفة «لله»، وبين ما هو صفة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ووسمه بالتام، وقال: لأن التعزير والتوقير للنبي - صلى الله عليه وسلم - والتسبيح لا يكون إلا لله تعالى، وقرأ ابن عباس (3): «ويعززوه» بزايين من العزة، وخولف في ذلك؛ لأن قوله: «ويسبحونه» موضعه نصب عطفًا على «ويوقروه» وكان الأصل: «ويسبحونه» فحذف النون علامة للنصب، فكيف يتم الوقف على ما قبله مع وجود العطف على هذه الصفة، والهاء في «يسبحوه» تعود على الله تعالى، والهاء في «ويوقروه» تعود على النبي - صلى الله عليه وسلم - فالكلام واحد متصل بعضه ببعض، والكناية مختلفة كما ترى. {(وَأَصِيلًا (9)} [9] تام، والأصيل: العشي، ومنه قول النابغة: وَقَفتُ فيها أُصَيلانًا أُسائِلُها ... عَيَّت جَوابًا وَما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ (4)   (1) انظر: المصدر السابق (16/ 260). (2) ووقفت على قراءة ابن عباس وكذا رويت أيضًا عن اليماني في: البحر المحيط 8/ 91، وتفسير الزمخشري-الكشاف- 3/ 543: «وتُعَزِّزُوه»، بزايين ولكن بتاء، ولم أقف عليها بياء كما ذكر المصنف، فربما يكون من خطأ النُسّاخ. (3) انظر: تفسير القرطبي (16/ 260). (4) البيت من البسيط، وقائله النابغة الذبياني، من معلقته الشهيرة التي يقول في مطلعها: يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ ... أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَد النابِغَة الذُبياني (? - 18 ق. هـ/? - 605 م) زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها، وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة، كان حظيًا عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، وغاب زمنًا، ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه، شعره كثير وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو، عاش عمرًا طويلًا.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [10] جائز؛ على استئناف ما بعده. {فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [10] كاف؛ للابتداء بالشرط مع الفاء. {عَلَى نَفْسِهِ} [10] أكفى مما قبله، وعند ابن نصير لا يوقف عليه حتى يأتي بالثاني، والأَوْلَى الفصل بين الفريقين. {عَظِيمًا (10)} [10] تام. {مِنَ الْأَعْرَابِ} [11] ليس بوقف للفصل بين القول والمقول. {فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} [11] كاف. {فِي قُلُوبِهِمْ} [11] حسن. {نَفْعَاً} [11] كاف، وكذا «خبيرًا». {أَبَدًا} [12] حسن، ومثله: «في قلوبكم» وكذا «ظن السوء». {بُورًا (12)} [12] تام، ومثله: «سعيرًا». {وَالْأَرْضِ} [14] جائز. {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} [14] كاف. {رَحِيمًا (14)} [14] تام. {لِتَأْخُذُوهَا} [15] ليس بوقف؛ لأن المحكي لم يأت بعد. {ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ} [15] حسن. {كلامُ اللَّهِ} [15] أحسن مما قبله. {لَنْ تَتَّبِعُونَا} [15] حسن. {مِنْ قَبْلُ} [15] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في معنى الجواب لما قبله. {بَلْ تَحْسُدُونَنَا} [15] كاف؛ لأن «بل» الثانية لرد مقولهم، والأولى من جملة المقول. {إِلَّا قَلِيلًا (15)} [15] تام. {مِنَ الْأَعْرَابِ} [16] ليس بوقف للفصل بين القول والمقول. {أَوْ يُسْلِمُونَ} [16] كاف للابتداء بالشرط مع الفاء. {أَجْرًا حَسَنًا} [16] حسن، وعند ابن نصير: لا يوقف عليه من قبل، ليس بوقف؛ لأن جواب الشرط لم يأت بعد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 {أَلِيمًا (16)} [16] تام. {وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [17] كاف، ومثله: «الأنهار». {أَلِيمًا (17)} [17] تام. {عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} [18] ليس بوقف؛ لأن قوله: «إذ يبايعونك»، أراد: وقت يبايعونك، فهو ظرف لما قبله، وهذه بيعة الرضوان، واستحالة عمل في الزمن الماضي معلومة (1). {تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [18] حسن. {عَلَيْهِمْ} [18] جائز. {قَرِيبًا (18)} [18] حسن؛ إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بالعطف على «فتحًا»، أي: أثابهم فتحًا وأثابهم مغانم، أي: جعله ثوابًا لهم. {يَأْخُذُونَهَا} [19] كاف. {حَكِيمًا (19)} [19] تام. {تَأْخُذُونَهَا} [20] جائز. {عَنْكُمْ} [20] تام عند أبي حاتم، وليس بوقف عند غيره. {مُسْتَقِيمًا (20)} [20] حسن، وقيل: ليس بوقف؛ لأن «وأخرى» معطوفة على «ومغانم»، أي: ومغانم أخرى. {قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا} [21] كاف، ومثله: «قديرًا». {الْأَدْبَارَ} [22] جائز. {وَلَا نَصِيرًا (22)} [22] تام؛ إن نصب «سنة الله» بفعل مقدر، أي: سن الله سنة، فلما حذف الفعل أضيف المصدر لفاعله، وليس بوقف إن نصب بما قبلها. {مِنْ قَبْلُ} [23] كاف. {تَبْدِيلًا (23)} [23] كاف، ومثله: «من بعد أن أظفركم عليهم». {بَصِيرًا (24)} [24] تام، ولا يوقف على «المسجد الحرام»؛ لأن قوله: «والهدى» معطوف على الكاف في «صدوركم». {مَحِلَّهُ} [25] تام، ولا وقف من قوله: «ولولا رجال» إلى «بغير علم»، وجواب «لولا»، محذوف تقديره: لأذن لكم في القتال، أو ما كف أيديكم عنهم، وحذف جواب «لولا»؛ لدلالة الكلام عليه، وما تعلق به «لولا» الأولى غير ما تعلق به الثانية، فالمعنى في الأولى: ولولا وطئ، أي: قتل قوم مؤمنين، والمعنى في الثانية: لو تميزوا من الكفار، وهذا معنى مغاير للأول، قاله أبو حيان. وقيل: تعلقهما واحد،   (1) انظر: تفسير الطبري (22/ 223)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 وجواب: ولولا رجال مؤمنون، وجواب قوله: «لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا»، وجاز ذلك لمرجعهما إلى معنى واحد، وعلى هذا فلا يوقف على قوله: «لم تعلموهم»؛ لأن قوله: «أن تطئوهم» موضعه نصب، أو رفع؛ لأنه بدل اشتمال من الضمير المنصوب في «تعلموهم» أو من رجال كقول الشاعر: وَلَولا رِجالٌ مِن رِزامِ بنِ مالِكٍ ... وَآلِ سُبَيعٍ أَو أَسوءَكَ عَلقَما (1) فكأنه قال: لولا إساءتي لك علقمًا، فنصب: اسوءَك، على إضمار (أن)، وعطف به على الاسم الذي بعد (لولا)، وكذا لايوقف على قوله: «أن تطئوهم»؛ لأنَّ ما بعده منصوب معطوف على ما قبله، ومثله في عدم الوقف بغير علم؛ لأنَّ بعده (لام كي). {مَنْ يَشَاءُ} [25] جائز؛ إن جعل جواب «لو» الثانية «لعذبنا»، وليس بوقف إن جعل جوابًا لـ (لولا) الأولى والثانية. {أَلِيمًا (25)} [25] جائز، وليس بوقف إن جعل «لعذبنا» متصلًا بقوله: «إذ جعل الذين كفروا». {الْحَمِيَّةَ} [26] ليس بوقف؛ لأن (حمية) بدل من الأولى. {الْجَاهِلِيَّةِ} [26] جائز، وكذا «وعلى المؤمنين»، وكذا «كلمة التقوى». {وَأَهْلَهَا} [26] كاف. {عَلِيمًا (26)} [26] تام، و «بالحق»، و «آمنين»، «ومقصرين» وقوف جائزة، و «آمنين» حال من فاعل «لتدخلن»، وكذا «محلقين» و «مقصرين» ويجوز أن يكون «محلقين» حالًا من «آمنين» فتكون متداخلة. {لَا تَخَافُونَ} [27] حسن. {مَا لَمْ تَعْلَمُوا} [27] ليس بوقف لمكان الفاء. {فَتْحًا قَرِيبًا (27)} [27] تام، وهذا الفتح فتح خيبر لا فتح مكة. {كُلِّهِ} [28] حسن. {شَهِيدًا (28)} [28] تام. {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [29] حسن؛ إن جعل «محمد» مبتدأ و «رسول الله» خبره، وليس بوقف إن جعل «رسول الله» نعتًا لـ «محمد» أو بدلًا، ومثله في عدم الوقف إن جعل «والذين معه» معطوفًا على   (1) البيت من الطويل، وقائله الحصين بن حمام الفزاري، من قصيدة يقول في مطلعها: جَزى اللَهُ أَفناءَ العَشيرَةِ كُلِّها ... بِدارَةِ مَوضوعٍ عُقوقًا وَمَأثَما الحصين بن حمام الفزاري (? - 10 ق. هـ /? - 612 م) الحصين بن حمام بن ربيعة المريّ الذبياني، أبو يزيد، شاعر فارس جاهلي سيد بني سهم بن مرة (من ذبيان)، ويلقب: مانع الضيم، في شعره حكمة، وهو ممن نبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية، مات قبيل ظهور الإسلام، وقيل: أدرك الإسلام، له ديوان شعر.-الموسوعة الشعرية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 «محمد» والخبر «أشداء» والوقف حينئذ على «الكفار» يوقف على «الكفار» أيضًا إن جعل «والذين معه» مبتدأ خبره «أشداء» ومثله في حسن الوقف إن جعل «رحماء» خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ خبره «تراهم»، وليس «الكفار» بوقف إن جعل «رحماء» من نعت «أشداء» وكان وقفه بينهم. {سُجَّدًا} [29] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل «يبتغون» في موضع الحال. {وَرِضْوَانًا} [29] حسن، ومثله: «من أثر السجود». {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} [29] تام، أي: مثلهم في التوارة أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم الخ، وقيل: الوقف على «الإنجيل» وإن المثلين لشيء واحد، قال محمد بن جرير: لو كانا لشيء واحد؛ لكان و «كزرع» بالواو، والقول الأول أوضح، وأيضًا لو كانا لشيء واحد لبقي قوله: «كزرع» منفردًا محتاجًا إلى إضمار، أي: هم كزرع، وما لا يحتاج إلى إضمار أولى (1). {شَطْأَهُ} [29] ليس بوقف لمكان الفاء. {فَآَزَرَهُ} [29] حسن، ومثله: «على سوقه»؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالًا. {الزُّرَّاعَ} [29] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده (لام كي). {الكُفَّار} [29] حسن، ومثله: «الصالحات». آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (22/ 260)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 سورة الحجرات مدنية -[آيها:] ثمان عشرة آية. - وكلمها: ثلاثمائة وثلاث وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف وأربعمائة وست وسبعون حرفًا. {وَرَسُولِهِ} [1] حسن. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [1] أحسن منه. {عَلِيمٌ (1)} [1] تام. {فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [2] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله في عدم الوقف «لبعض»؛ لأنَّ قوله: «أن تحبط أعمالكم»، موضعه نصب مفعول له، أي: لخشية حبوطها. {لَا تَشْعُرُونَ (2)} [2] تام. {عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} [3] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إنَّ» لم يأت بعد. {لِلتَّقْوَى} [3] كاف. {عَظِيمٌ (3)} [3] تام. {لَا يَعْقِلُونَ (4)} [4] كاف. {حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لو» لم يأت بعد، وهو: «لكان خيرًا لهم» وهو كاف. {رَحِيمٌ (5)} [5] تام، دل بقوله: «غفور»؛ أنهم لم ينافقوا، وإنما استعملوا سوء الأدب في ندائهم بالنبي أخرج إلينا. {فَتَبَيَّنُوا} [6] ليس بوقف؛ لأن قوله: «أن تصيبوا» موضعه نصب بما قبله، ومثله في عدم الوقف «بجهالة»؛ لأن «فتصبحوا» موضعه نصب بالعطف على «أن تصيبوا». {نَادِمِينَ (6)} [6] حسن. {لَوْ يُطِيعُكُمْ} [7] معناه: لو أطاعكم؛ لأن لو تصرف المستقبل إلى المضيّ، وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط لما كذب على بني المصطلق حين بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم ليقبض الزكاة فخاف ورجع، وقال: ارتدُّوا، فهمَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بغزوهم فنزل الوحي، والمعنى: واعلموا أنَّ فيكم رسول الله ينزل عليه الوحي ويعرف بالغيوب فاحذروا الكذب (1).   (1) انظر: المصدر السابق (22/ 289). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 {لَعَنِتُّمْ} [7] وصله أولى؛ لأداة الاستدراك بعده. {فِي قُلُوبِكُمْ} [7] حسن. {وَالْعِصْيَانَ} [7] كاف. {الرَّاشِدُونَ (7)} [7] حسن؛ إن نصب «فضلًا» بفعل مقدر تقديره: فعل الله بكم هذا فضلًا ونعمة، وليس بوقف إن نصب «فضلًا» مفعولًا من أجله والعامل فيه «حبّب» وعليه فلا يوقف على شيء من «حبب» إلى هذا الموضع، وربما جاز مع اختلاف الفاعل؛ لأن فاعل الرشد غير فاعل الفضل، أجاب الزمخشري: بأن الرشد لما وقع عبارة عن التحبب، وهو مسند إلى أسمائه صار الرشد كأنه فعله، انظر السمين. {وَنِعْمَةً} [8] كاف. {حَكِيمٌ (8)} [8] تام. {بَيْنَهُمَا} [9] كاف، ومثله: «إلى أمر الله». {بِالْعَدْلِ} [9] حسن. {وَأَقْسِطُوا} [9] أحسن مما قبله. {الْمُقْسِطِينَ (9)} [9] تام. {بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [10] كاف. {تُرْحَمُونَ (10)} [10] تام. {عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [11] ليس بوقف؛ لأن قوله: «ولا نساء» مرفوع بالعطف على «قوم» كأنه قال: ولا يسخر نساء من نساء، وهو من باب عطف المفردات. {خَيْرًا مِنْهُنَّ} [11] حسن، ومثله: «أنفسكم»، وكذا «بالألقاب». {بَعْدَ الْإِيمَانِ} [11] كاف عند أبي حاتم؛ للابتداء بالشرط. {الظَّالِمُونَ (11)} [11] تام. {مِنَ الظَّنِّ} [12] حسن. {إِثْمٌ} [12] أحسن مما قبله. {وَلَا تَجَسَّسُوا} [12] كاف. {بَعْضًا} [12] كافٍ على استئناف الاستفهام، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله ومتعلقًا به. {فَكَرِهْتُمُوهُ} [12] حسن. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [12] كاف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 {رَحِيمٌ (12)} [12] تام. {وَأُنْثَى} [13] جائز. {لِتَعَارَفُوا} [13] كاف، ومثله: «أتقاكم». {خَبِيرٌ (13)} [13] تام. {آَمَنَّا} [14] حسن. {أَسْلَمْنَا} [14] أحسن مما قبله. {فِي قُلُوبِكُمْ} [14] كاف عند أبي حاتم للابتداء بالشرط، ومثله: «شيئًا». {رَحِيمٌ (14)} [14] تام. {ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [15] حسن. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [15] جائز. {الصَّادِقُونَ (15)} [15] تام؛ إن جعل «الذين» خبر «المؤمنون»؛ فإن جعل نعتًا لم يوقف على شيء إلى «الصادقون»؛ لأن «أولئك» يكون خبر «المؤمنون». {بِدِينِكُمْ} [16] حسن. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [16] كاف. {عَلِيمٌ (16)} [16] تام؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل متصلًا بما قبله. {أَنْ أَسْلَمُوا} [17] كاف، ومثله: «إسلامكم». {لِلْإِيمَانِ} [17] ليس بوقف؛ لأنَّ الشرط الذي بعده جوابه ما قبله. {صَادِقِينَ (17)} [17] تام. {والأرض} [18] كاف. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 سورة ق مكية إلّا قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [38] الآية فمدني. -[آيها:] خمس وأربعون آية اتفاقًا. - وكلمها: ثلاثمائة وثلاث وسبعون كلمة. - وحروفها: ألف وأربعمائة وسبعون حرفًا. {وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)} [1] حسن؛ إن جعل جواب القسم «ق»، أو محذوفًا، أي: والله لتبعثن، وليس بوقف إن جعل «ق» قسمًا، «والقرآن» قسمًا آخر، وفي جوابهما خلاف، فقيل: «قد علمنا»، أو هو ما يبدل، أو هو ما يلفظ، أو هو: «إن في ذلك لذكرى»، أو هو: «بل عجبوا»، بمعنى: لقد عجبوا، سواء جعل القسم «والقرآن» وحده أو مع «ق». {عَجِيبٌ (2)} [2] جائز؛ إن لم يجعل ما بعده جواب القسم، وكذا يقال في كل وقف فلا يوقف بين القسم وجوابه. {وَكُنَّا تُرَابًا} [3] حسن؛ إن لم يجعل جواب القسم بعده. {بَعِيدٌ (3)} [3] تام. {حَفِيظٌ (4)} [4] كاف. {مَرِيجٍ (5)} [5] تام؛ على أن جواب القسم فيما قبله. {وَزَيَّنَّاهَا} [6] حسن. {مِنْ فُرُوجٍ (6)} [6] تام؛ على أن جواب القسم فيما تقدم، وإن نصب «والأرض» بفعل مقدر، أي: ومددنا الأرض مددناها. {رَوَاسِيَ} [7] حسن، ومثله: «بهيج» إن نصب «تبصرة» بفعل مضمر، أي: فعلنا ذلك تبصرة، وليس بوقف إن نصب على الحال، أو على أنها مفعول. {مُنِيبٍ (8)} [8] تام، ولا وقف من قوله: «ونزلنا من السماء ماءً» إلى «رزقًا للعباد» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «مباركًا» ولا على «الحصيد» للعطف فيهما. {بَاسِقَاتٍ} [10] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله، ولا يوقف على «نضيد» على أن «رزقًا» مفعول له. {رِزْقًا لِلْعِبَادِ} [11] حسن، ومثله: «ميتًا». {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)} [11] تام عند أبي حاتم، والكاف في محل رفع مبتدأ، أي: كذلك الخروج من الأرض أحياء بعد الموت، ولا وقف من قوله: «كذبت» إلى «قوم تُبّع». الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 و {تُبَّعٍ} [14] كاف. {فَحَقَّ وَعِيدِ (14)} [14] تام. {بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} [15] كاف. {مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15)} [15] تام. {نَفْسُهُ} [16] حسن. {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)} [16] جائز؛ لأنَّ «إذ» معها فعل مضمر قد عمل فيها، وليس بوقف إن جعل العامل في «إذ» «أقرب»، أي: ونحن أقرب إليه بعلمنا مما يوسوس به نفسه من حبل الوريد، والوريد: عرق كبير في العنق، يقال: إنهما وريدان يلتقيان بصفحتي العنق (1). {قَعِيدٌ (17)} [17] كاف، قال الكسائي: المعنى عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه، وقال: قعيد يؤدي عن الإثنين والجمع، قال أبو أمامة قال النبي: - صلى الله عليه وسلم - «كاتب الحسنات على يمين الرجل، وكاتب السيئات على يسار الرجل، وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرًا، وإذا عمل سيئة قال: صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر» (2). قال مجاهد: يكتبان عليه كل شيء حتى أنينه في مرضه (3). وقال عكرمة: لا يكتبان عليه إلا ما يوزر أو يؤجر (4). {عَتِيدٌ (18)} [18] تام. {بِالْحَقِّ} [19] حسن. {تَحِيدُ (19)} [19] كاف. {فِي الصُّورِ} [20] جائز. {الْوَعِيدِ (20)} [20] كاف، ومثله: «شهيد»، وكذا «حديد»، والعامة على فتح التاء في «كنت» والكاف فيه وفي «غطاءك» و «بصرك» حملًا على لفظ «كل» من التذكير، والجحدري: «كنتِ» بكسره مخاطبة للنفس، وهو وطلحة «عنك غطاءك» فـ «بصرك» بالكسر مراعاة للنفس أيضًا، وقال صالح بن كيسان: مخاطبة للكفار، وقيل: مخاطبة للبَّر والفاجر، وعليه فالوقف على «حديد» تام. {مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)} [23] حسن.   (1) نفسه (22/ 340). (2) لم أقف عليه في أيٍّ من كتب السنن التي رجعت إليها، وإنما عثرت على هذه الرواية في: زاد المسير لابن الجوزي (5/ 410).-الموسوعة الشاملة نسخة اليكترونية. (3) انظر: تفسير الثعالبي المسمى (الجواهر الحسان في تفسير القرآن- 4/ 196).-الموسوعة الشاملة. (4) انظر: المحرر الوجيز لابن عطية (6/ 182).-الموسوعة الشاملة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 {عَنِيدٍ (24)} [24] جائز؛ لكونه رأس آية. {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفته فلا يقطع عنها. {مُرِيبٍ (25)} [25] في محل «الذي» الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر، فتام إن جعل مبتدأ، وقوله: «فألقياه» الخبر، وكذلك إن جعل خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الذي، وكاف إن نصب بفعل مقدر، وليس بوقف إن جرَّ بدلًا من «كفار». {فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)} [26] كاف. {مَا أَطْغَيْتُهُ} [27] الأّوْلّى وصله. {فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27)} [27] تام. {بِالْوَعِيدِ (28)} [28] حسن. {لَدَيَّ} [29] حسن للابتداء بالنفي. {لِلْعَبِيدِ (29)} [29] تام؛ إن جعل العامل في «يوم» مضمرًا، وليس بوقف إن جعل العامل فيه «ظلام»؛ كأنَّه قال: وما أنا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم، أو نفخ؛ كأنه قال: ونفخ في الصور يوم نقول، واستبعد للفصل بين العامل والمعمول بجمل كثيرة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وابن عامر: «نقول» بالنون، وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم: «يوم يقول» بالياء التحتية، والوقف فيهما واحد (1). {هَلِ امْتَلَأْتِ} [30] حسن. {مِنْ مَزِيدٍ (30)} [30] كاف، ومثله: «غير بعيد». {حَفِيظٍ (32)} [32] تام؛ إن جعلت «مَن» مبتدأ، خبرها قول مضمر ناصب لقوله: «ادخلوها» أي: «من خشي الرحمن»، يقال: لهم ادخلوها، وحذف القول جائز، وكذا إن جعل «من خشي» منادى حذف منه حرف النداء، أي: يا من خشي الرحمن ادخلوها، أو جعلت «مَن» شرطية، وجوابها محذوف، أي فيقال: لهم، وحمل أولًا على اللفظ فأفرد، وفي الثاني على المعنى فجمع، وإن دخلت «مَن» في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، أو نصب بفعل مقدر كان كافيًا، وليس بوقف إن جعلت «من خشي» نعتًا، أو بدلًا. {بِالْغَيْبِ} [33] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {مُنِيبٍ (33)} [33] حسن. {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ} [34] كاف.   (1) انظر هذه القراءة في: التيسير (ص: 202)، الحجة لابن خالويه (ص: 331)، الحجة لأبي زرعة (ص: 678)، النشر (2/ 376). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 {الْخُلُودِ (34)} [34] تام. {فِيهَا} [35] كاف. {مَزِيدٌ (35)} [35] تام. {مِنْ قَرْنٍ} [36] جائز. {بَطْشًا} [36] حسن، لمن قرأ (1): «فَنَقِبوا» بتخفيف القاف، أي: دخلوا البلاد من أنقابها وبحثوا، ومثله في الحسن قراءة ابن عباس وغيره (2): «فنقِّبوا» بكسر القاف المشددة؛ على الأمر خطابًا؛ لأهل مكة فسيحوا في البلاد وابحثوا، وليس بوقف؛ لمن قرأ بتشديد القاف المفتوحة، وهي قراءة الأمصار (3). {فِي الْبِلَادِ} [36] حسن للابتداء بالاستفهام. {مِنْ مَحِيصٍ (36)} [36] كاف. {شَهِيدٌ (37)} [37] تام. {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [38] حسن. {مِنْ لُغُوبٍ (38)} [38] كاف، أي: إعياء. {علي مَا يَقُولُونَ} [39] حسن. {الْغُرُوبِ (39)} [39] كاف. {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)} [40] تام على القراءتين، قرأ الحرميان وحمزة: بكسر الهمزة مصدرًا، والباقون: بفتحها (4)، جمع: دبر، أي: وقت إدبارها، أو المراد بإدبار السجود: الركعتان بعد المغرب، و «إدبار النجوم» ركعتا الفجر، وقف ابن كثير على «المنادى» بالياء التحتية، والباقون: بحذفها (5)، اتباعًا   (1) ونسبها ابن خالويه في مختصره (ص: 144)، إلى أبي العالية ويحيى بن يعمر، وفي اللسان لابن منظور (2/ 266)، تعليق في الحاشية يثبت أنها قراءة مقاتل بن سليمان. (2) وكذا رويت عن أبي عمرو في غير المتواتر وابن عباس وابن يعمر والحسن والأصمعي والسلمي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 398)، البحر المحيط (8/ 129)، تفسير الطبري (26/ 110)، تفسير القرطبي (17/ 22)، المحتسب لابن جني (2/ 285)، المعاني للفراء (3/ 79). (3) أي: جمهور القراء العشرة. (4) وجه من قرأ بكسر الهمزة؛ أنه مصدر: أدبر، بمعنى: مضى، ونصب على الظرفية. ووجه من قرأ بفتح الهمزة، جمع: دبر، وهو آخر الصلاة وعقبها، وخرج بقيد السجود موضع الطور المتفق على كسره. انظر هذه القراءة في: المعاني للفراء (3/ 80)، الكشف للقيسي (2/ 285)، السبعة (ص: 607)، التيسير (ص: 202)، النشر (2/ 376). (5) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 399)، البحر المحيط (8/ 130)، التيسير (ص: 202)، تفسير القرطبي (17/ 27)، الحجة لابن زنجلة (ص: 678)، السبعة (ص: 607)، الغيث للصفاقسي (ص: 357)، الكشف للقيسي (2/ 376)، النشر (2/ 376). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 للرسم العثماني، ونافع وأبو عمرو: يصلان بالياء، والباقون: يقفون ويصلون بغير ياء، وباقي السبعة: بحذفها وصلًا ووقفًا (1)، والمنادي هو: إسرافيل - عليه السلام - على صخرة بيت المقدس، وهو المكان القريب، وهي وسط الأرض، وأقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلًا، وقيل: باثني عشر ميلًا، وفي الحديث: «إنَّ ملكًا ينادي في السماء أيتها الأجساد الهامدة والعظام البالية والرمم الذاهبة هلمي إلى الحشر للوقوف بين يدي الله تعالى» (2). وقرأ نافع وابن كثير وحمزة: «وإدبار» بكسر الهمزة، والباقون: بفتحها (3)، جمع: دبر، ودبر وأدبر: تولى ومضى، ومنه صاروا كأمس الدابر، وهو: آخر النهار، ووقف بعضهم على «واستمع» أي: يسمعون من تحت أقدامهم، وقيل: من تحت شعورهم. {مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41)} [41] حسن؛ إن نصب «يوم» بفعل مضمر، وليس بوقف إن تعلق «يوم» الثاني بالظرف قبله. {بِالْحَقِّ} [42] حسن. {الْخُرُوجِ (42)} [42] كاف، ومثله: «ونميت»، وكذا «المصير»؛ إن علق الظرف بمضمر، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ما قبله بل الوقف على «سراعًا». {يَسِيرٌ (44)} [44] تام. {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ} [45] كاف. {بِجَبَّارٍ} [45] تام، ومثله آخر السورة تام.   (1) انظر: المصادر السابقة. (2) لم أعثر عليه في أيٍّ من كتب السنن التي رجعت إليها، وإنما عثرت عليه في: تفسير الثعالبي المسمى (الجواهر الحسان في تفسير القرآن- 4/ 203).-الموسوعة الشاملة. (3) وهي المشار إليها منذ قليل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 سورة الذَّاريات مكية -[آيها:] ستون آية. ولا وقف من أوَّلها إلى: «إنَّما توعدون لصادق»، والواو في: «والذّاريات «للقسم، وما بعدها للعطف، وجواب القسم: «إنَّما توعدون لصادق»، وهو: تام، وحكي عن سيبويه أنَّه سأل الخليل بن أحمد لِمَ لَمْ تكن الواو التي بعد واو القسم كواو القسم؟ فأجابه بقوله: لو كانت قسمًا لكان لكل واحدة من الواوات جواب، فلذلك صارت هذه الأشياء قسمًا في أوائل السور وإن طال النسق، فلو قلت: والله لا أكلم زيدًا غدًا ولا أرافقه ولا أشاركه ولا أبيعه، من غير إعادة لفظ الجلالة، ثم فعلت جميع ذلك، فكفارة واحدة بالفعل الأوَّل، ولا شيء عليك فيما بعده؛ لأنَّ المعطوف على القسم من غير إعادة لفظ الجلالة غير قسم، وشرط التمام في «لصادق» أن يجعل ما بعده مستقبلًا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله وداخلًا في الجواب، ومن تتمته لأنَّ شأن القسم إذا ابتدئ به لابدَّ أن يكون له جواب، وأما لو توسط نحو: ضرب والله زيد، أو تأخر نحو: ضرب زيدٌ عمرًا والله، فلا يحتاج إلى جواب. {لَوَاقِعٌ (6)} [6] تام؛ إن جعل ما بعده مستأنفًا قسمًا ثانيًا، فيكون قد أقسم: بالذَّاريات فالحاملات فالجاريات فالمقسمات، فجعل مجموعها قسمًا واحدًا، وفصّل أبو حيان حيث قال: والَّذي يظهر أنَّ المقسم به شيئان، فإنَّ العطف بالواو أشعر بالتغاير، وإن جاء بالفاء، دل على أنَّها لموصوف واحد كقوله: «والعاديات ضبحًا * فالموريات قدحًا * فالمغيرات صبحًا» فهي راجعة إلى «العاديات»، وهي: الخيل، انظره في المرسلات. وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلًا في جواب القسم، والقسم الثاني في قوله: «والسماء ذات الحبك» وجوابه: «إنَّكم لفي قول مختلف»، و «مختلف» ليس بوقف إن جعل «يؤفك» في موضع جر صفة لقول، وإن جعل مستأنفًا حسن الوقف على «مختلف». {مَنْ أُفِكَ (9)} [9] تام على الوجهين. {سَاهُونَ (11)} [11] ليس بوقف؛ لأنَّ «يسألون» صفة «الذين» و «أيَّان يوم الدين» مبتدأ وخبران، قيل: هما ظرفان فكيف يقع أحد الظرفين في الآخر؟ أجيب بأنَّه على حذف مضاف أي: «أيَّان»؛ وقوع يوم الدين، قاله السمين. {يَوْمُ الدِّينِ (12)} [12] كاف؛ لأنَّ «يوم» مبتدأ، و «هم» خبره، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ «يوم» في موضع رفع إلّا أنَّه مبني على الفتح، وهو بدل من قوله: «يوم الدين»، وقرأ ابن أبي عبلة (1): «يَوْمُ هُمْ» بالرفع، ويؤيد بالقول بالبدلية، ورسموا: «يوم هم» كلمتين، «يوم» وحدها كلمة و «هم» وحدها كلمة   (1) وكذا رويت عن الزعفراني، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 135)، تفسير القرطبي (17/ 34)، الغيث للصفاقسي (ص: 358). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 فهما كلمتان كما ترى. {يُفْتَنُونَ (13)} [13] كاف. {فِتْنَتَكُمْ} [14] حسن؛ لأنَّ «هذا» مبتدأ، و «الذي» خبره، أي: هذا العذاب. {تَسْتَعْجِلُونَ (14)} [14] تام؛ للابتداء بـ «إنْ»، «وعيون» ليس بوقف؛ لأنَّ «آخذين» حال من الضمير في «وعيون»، ولو قرئ: «آخذون» بالرفع، لساغ عربية، وذلك أنَّ الظرف قد قام مقام الاستقرار، والرفع على أنَّه خبر «إنْ» ويكون الظرف ملغى كقوله: «إنَّ المجرمين في عذاب جهنم خالدون»، قاله العبادي. {مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ} [16] كاف، ومثله: «محسنين»، وكذا «ما يهجعون»، قيل: «ما» مصدرية، وقيل: نافية؛ فعلى أنَّها مصدرية: فالوقف على «يهجعون»، وفي الثاني على «قليلًا»، والتقدير: على أنَّها مصدرية كان هجوعهم من الليل قليلًا، وعلى أنَّها نافية كان عددهم قليلًا ما يهجعون، أي: لا ينامون من الليل، قال يعقوب الحضرمي: اختلف في تفسيرها، فقيل: «كانوا قليلًا»، أي كان عددهم يسيرًا، ثم ابتدأ فقال: «من الليل ما يهجعون»، وهذا فاسد؛ لأنَّ الآية إنَّما تدل على قلة نومهم لا على قلة عددهم. وقال السمين: نفي هجوعهم لا يظهر من حيث المعنى، ولا من حيث الصناعة، أما الأول: فلابد أن يهجعوا ولا يتصور نفي هجوعهم، وأما الصناعة: فلأنَّ ما في حيز النفي لا يتقدم عليه؛ لأنَّ «ما» لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عند البصريين، تقول: زيدًا لم أضرب، ولا تقول: زيدًا ما ضربت، هذا إن جعلتها نافية، وإن جعلتها نافية، وإن جعلتها مصدرية، صار التقدير: كان هجوعهم من الليل قليلًا، ولا فائدة فيه؛ لأنَّ غيرهم من سائر الناس بهذه المثابة (1). {يَسْتَغْفِرُونَ (18)} [18] كاف، ومثله: «المحروم» وكذا «للموقنين». {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} [21] أكفى منه. {تُبْصِرُونَ (21)} [21] كاف، ومثله: «توعدون»، وقرأ ابن محيصن (2): «وفي السماء رازقكم»، اسم فاعل، والله سبحانه وتعالى متعال عن الجهة، ولا يوقف على «رزقكم»؛ لأنَّ قوله: «وما توعدون» موضعه رفع بالعطف؛ كأنَّه قال: وفي السماء رزقكم وما وموعدكم والموعود به الجنة؛ لأنَّها فوق السماء السابعة، أو هو الموت، والرزق: المطر، وقيل: «وما توعدون» مستأنف، خبره: «فورب السماء والأرض»، وقوله: «إنَّه لحق» جواب القسم، وعليه فالوقف على «رزقكم» (3).   (1) انظر: تفسير الطبري (22/ 404)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وكذا رويت عن البزي في غير المتواتر ومجاهد وابن محيصن، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 399)، تفسير القرطبي (17/ 41). (3) انظر: تفسير الطبري (22/ 418)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 {تُوعَدُونَ (22)} [22] كاف. {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} [23] ليس بوقف على قراءة من قرأ: «مثلُ» بالرفع؛ لأنَّ «مثل» نعت «لحق»؛ كأنَّه قال: حق مثل نطقكم، وبهذه القراءة قرأ حمزة والكسائي، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص: «مثلَ ما» بنصب «مثلَ» (1)؛ على الحال من الضمير في «لحق»، أو حال من نفس حق، أو هي حركة بناء لما أضيف إلى مبنى بنى كما بنيت (غير) في قوله: لم يمنع الشرب منها غير أنْ نطقت ... حمامة في غصون ذات أوقال (2) {تَنْطِقُونَ (23)} [23] تام. {الْمُكْرَمِينَ (24)} [24] جائز؛ إن نصب «إذ» بمقدر، وليس بوقف إن نصب بحديث بتقدير: هل أتاك حديثهم الواقع في وقت دخولهم عليه، ولا يجوز نصبه بـ (أتاك) لاختلاف الزمانين، وقرأ العامة (3): «المكرَمين» بالتخفيف، وعكرمة (4): بالتشديد ونصب «سلامًا»، بتقدير: فعل، أي: سلمنا سلامًا، أو هو نعت لمصدر محذوف، أي فقالوا: قولًا سلامًا، لا بالقول؛ لأنَّه لا ينصب (إلّا) بثلاثة أشياء الجمل، نحو: «قال إنِّي عبد الله»، والمفرد المراد به لفظه نحو: يقال له إبراهيم، والمفرد المراد به الجملة نحو: قلت قصيدة وشعرًا، ورفع «سلام» بتقدير: عليكم سلام. {فَقَالُوا سَلَامًا} [25] حسن، ومثله: «قال سلام»، ثم تبتدئ: «قوم منكرون»، أي: أنتم قوم منكرون، وهو: كاف، ومثله: «سمين»؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله. {فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ} [27] حسن، ومثله: «تأكلون». {خِيفَةً} [28] جائز، ومثله: «لا تخف». {بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)} [28] كاف. {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} [29] جائز. {عَقِيمٌ (29)} [29] كاف، ومثله: «قال ربك»، وتام عند أبي حاتم.   (1) وجه من قرأ بالرفع؛ أنه صفة لـ «حق». ووجه من قرأ بنصبها؛ قعلى الحال من الضمير المستكن في: {لْحَقُِّ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 399)، الإعراب للنحاس (3/ 235)، الإملاء للعكبري (2/ 131)، النشر (2/ 377). (2) قائله أبي قيس بن رفاعة، وهو من شواهد سيبويه في الكتاب، وذكر في: المفصل في صنعة الإعراب للزمخشري، وخزانة الأدب ولب لباب لسان العرب لعبد القادر البغدادي.-الموسوعة الشعرية (3) أي: جمهور القراء. (4) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 138). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 {الْعَلِيمُ (30)} [30] تام. {أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)} [31] كاف، ولا وقف من قوله: «قالوا إنَّا أرسلنا»، إلى «للمسرفين»، فلا يوقف على «مجرمين»؛ لأنَّ بعده (لام كي)، ولا على «من طين»؛ لأنَّ «مسوّمة» من نعت «حجارة»؛ كأنَّه قال: حجارة مسوّمة، أي: معلمة عليها اسم صاحبها، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. {لِلْمُسْرِفِينَ (34)} [34] كاف؛ على استئناف ما بعده. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35)} [35] جائز مع العطف بالفاء واتصال المعنى، وإنَّما جاز مع ذلك لكونه رأس آية. {مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36)} [36] كاف. {الْأَلِيمَ (37)} [37] تام؛ لتناهي القصة. {مُبِينٍ (38)} [38] جائز، ومثله: «أو مجنون». {مُلِيمٌ (40)} [40] تام؛ على استئناف ما بعده. {الْعَقِيمَ (41)} [41] جائز. {كَالرَّمِيمِ (42)} [42] كاف. {حِينٍ (43)} [43] جائز. {يَنْظُرُونَ (44)} [44] كاف، ومثله: «منتصرين» لمن قرأ (1): «وقوم نوح» بالنصب بفعل مضمر، أي: وأهلكنا قوم نوح، وليس بوقف إن عطف على مفعول «فأخذناه»، أو عطف على مفعول «فنبذناهم»، أو عطف على مفعول «فأخذتهم الصاعقة»، أو جر عطفًا على محل «وفي ثمود»، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، قرأ الأخوان وأبو عمرو (2): «وقوم نوح» بجر الميم عطفًا على «ثمود»؛ فعلى قراءتهم لا يوقف على «حين»، ولا على «ينظرون» ولا على «منتصرين»؛ لأنَّ الكلام متصل فلا يقطع بعضه عن بعض، والباقون: بالنصب (3). {مِنْ قَبْلُ} [46] جائز. {فَاسِقِينَ (46)} [46] تام.   (1) وهم نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر، ويعقوب. (2) وجه من قرأ بخفض الميم؛ أن ذلك عطفا على قوله: {وَفِي مُوسَىِ} وهو معطوف على قوله: {وَتَرَكْنَا فِيهَاِ}. ووجه من قرأ بنصبها؛ وهو مفعول لفعل محذوف دل عليه ما قبله، أي: وأهلكنا قوم نوح. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 400)، الإعراب للنحاس (3/ 242)، الإملاء للعكبري (2/ 131)، التيسير (ص: 203)، الكشف للقيسي (2/ 288). (3) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 {بِأَيْدٍ} [47] جائز، ورسموا: «بأييد» بياءين بعد الألف كما ترى. {لَمُوسِعُونَ (47)} [47] كاف. {فرشناها} [48] جائز. {الْمَاهِدُونَ (48)} [48] تام. {تَذَكَّرُونَ (49)} [49] كاف، ومثله: «إلى الله»، وكذا «مبين»، وكذا «إلها آخر»، وكذا «مبين» الثاني (1). {كَذَلِكَ} [52] أكفى، فالكاف في محل رفع، أي: الأمر كذلك، فالتشبيه من تمام الكلام، فالكاف خبر مبتدأ محذوف، أو في محل نصب، أي: مثل تكذيب قومك إياك مثل تكذيب الأمم السابقة لأنبيائهم، ولا يجوز نصب الكاف بـ «أتي»؛ لأنَّها ليست متصلة بشيء بعدها؛ لأنَّ «ما» إذا كانت نافية لم يعمل ما بعدها في شيء قبلها، ولو أتى موضع «ما» بـ (لم) لجاز أن تنصب الكاف بـ «أتي»؛ لأنَّ المعنى يسوغ عليه، والتقدير: كذبت قريش تكذيبًا مثل تكذيب الأمم السابقة رسلهم (2). {أَوْ مَجْنُونٌ (52)} [52] حسن. {أَتَوَاصَوْا بِهِ} [53] أحسن مما قبله. {طَاغُونَ (53)} [53] تام. {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} [54] جائز. {بِمَلُومٍ (54)} [54] كاف؛ على استئناف ما بعده، فإن جعل داخلًا فيما أمر به الرسول؛ لأنَّه أمر بالتولي والتذكير كان الوقف التام على «المؤمنين». {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [56] حسن، أي: من أردت منهم العبادة، فلا ينافي أنَّ بعضهم لم يعبده ولو خلقهم لإرادة العبادة منهم لكانوا عن آخرهم، كذلك لأنَّه لا يقع في ملكه ما لا يريد، ولو خلقهم للعبادة لما عصوه طرفة عين، وبعضهم جعل اللام للصيرورة والمآل، وهي أن يكون ما بعدها نقيضًا لما قبلها. {مِنْ رِزْقٍ} [57] جائز. {أَنْ يُطْعِمُونِ (57)} [57] تام؛ للابتداء بـ «أنْ». {هُوَ الرَّزَّاقُ} [58] حسن؛ إنْ جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل صفة. {الْمَتِينُ (58)} [58] تام نعت لـ «ذو» وللرزق، أو نعت لاسم «إنّ» على المحل، وهو مذهب الفراء، أو خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف، وعلى كلّ تقدير: فهو تأكيد؛ لأنَّ «ذو القوة» يفيد   (1) «مبين» الأولى الآية رقم: 50، و «مبين» الثانية الآية رقم: 51. (2) انظر: تفسير الطبري (22/ 441)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 فائدته. {أَصْحَابِهِمْ} [59] جائز. {فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59)} [59] كاف. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 سورة والطُّور مكية -[آيها:] ثمان أو تسع وأربعون آية. - كلمها: ثلاثمائة واثنتا عشرة كلمة. - وحروفها: ألف وخمسمائة حرف. {لَوَاقِعٌ (7)} [7] حسن. {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8)} [8] أحسن مما قبله إن نصب «يوم» بمقدر، وليس بوقف إن نصب بقوله: «لواقع». {سَيْرًا (10)} [10] حسن على استئناف ما بعده؛ أراد: إنَّ عذاب ربك لواقع يوم تمور السماء مورًا، وأكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز في الفعل بفعله. {لِلْمُكَذِّبِينَ (11)} [11] حسن؛ إن نصب «الذين» بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بدلًا أو نعتًا. {يَلْعَبُونَ (12)} [12] كاف، وقيل: لا يوقف عليه؛ لأنَّ «يوم» بدل من «يومئذ» فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. {دَعًّا (13)} [13] أكفى مما قبله، ومعناه: دفعًا بعنف. {تُكَذِّبُونَ (14)} [14] كاف. {أَفَسِحْرٌ هَذَا} [15] حسن؛ إن جعلت «أم» في تأويل (بل) على الانقطاع، وإن جعلت متصلة لم يوقف على ما قبلها. {لَا تُبْصِرُونَ (15)} [15] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلًا بما قبله، وكان الوقف على «اصلوها». {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ} [16] كاف. {تَعْمَلُونَ (16)} [16] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّ المتقين» إلى «بما آتاهم ربهم» فلا يوقف على «نعيم»؛ لأنَّ «فاكهين» حال مما قبله. {بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ} [18] جائز. {عَذَابَ الْجَحِيمِ (18)} [18] كاف، ومثله: «تعلمون» إن نصب «متكئين» بمضمر، وليس بوقف إن جعل حالًا مما قبله. {مَصْفُوفَةٍ} [20] حسن. {عِينٍ (20)} [20] تام، في محل «الذين» الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر: فالرفع على أنَّه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 مبتدأ، وجملة «ألحقنا بهم» خبر، وكاف إن نصب بمقدر، أي: وأكرمنا الذين آمنوا، وليس بوقف إن عطف على الضمير في «زوَّجناهم»، أي: وزوجنا الذين آمنوا، ومثله في عدم الوقف على «عين» إن جر عطفًا على «حور عين»، أي: قرنّاهم بالحور العين، وبالذين آمنوا، و «أتبعناهم» عطف على «آمنوا» و «بإيمان» متعلق بقوله: «وأتبعناهم»، وأغرب من وقف على «بإيمان»؛ لأنَّ «والذين» مبتدأ، وخبره: «ألحقنا بهم» فإذا وقف على «بإيمان» كان الكلام ناقصًا؛ لأنَّه لم يأت بخبر المبتدأ، فإن قال قائل: اجعل قوله: «والذين آمنوا» في موضع نصب عطفًا على الضمير في «زوَّجناهم»؟ قيل: له ذلك خطأ؛ لأنَّه يصير المعنى: وزوجنا الذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان، والتأويل على غير ذلك. {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [21] حسن. {مِنْ شَيْءٍ} [21] تام، ومثله: «رهين»، وكذا «مما يشتهون» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالًا بمعنى: متنازعين. {وَلَا تَأْثِيمٌ (23)} [23] كاف، ومثله: «مكنون»، وكذا «يتسائلون». {مُشْفِقِينَ (26)} [26] جائز، ومثله: «علينا». {السَّمُومِ (27)} [27] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا وداخلًا في القول. {نَدْعُوهُ} [28] تام لمن قرأ: «إنه» بكسر الهمزة، وهي قراءة أهل مكة وعاصم وحمزة وأبي عمرو وابن عامر، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها وهو نافع والكسائي (1)؛ لأنَّ «أنه» موضعه نصب متعلق بما قبله، والمعنى لأنَّه. {الرَّحِيمُ (28)} [28] تام على القراءتين (2)، وأتم مما قبله. {فَذَكِّرْ} [29] جائز؛ للابتداء بنفي ما كانوا يقولون فيه. {وَلَا مَجْنُونٍ (29)} [29] كاف؛ للابتداء بالاستفهام، قال الخليل: جميع ما في هذه السورة من ذكر «أم» فاستفهام، وليست حروف عطف، وذلك خمسة عشر حرفًا (3). {الْمَنُونِ (30)} [30] كاف، ومثله: «من المتربصين»، و «بهذا»، و «طاغون»، و «تقوّله»، و «لا يؤمنون»، و «صادقين»، و «من غير شئ»، أي: أم خلقوا من غير شيء حي كالجماد فلا يؤمرون ولا   (1) وجه من قرأ بفتح الهمزة؛ أن ذلك على التعليل، أي: لأنه. ووجه من قرأ بالكسر؛ فعلى الاستئناف. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 254)، الإملاء للعكبري (2/ 132)، البحر المحيط (8/ 150)، الحجة لأبي زرعة (ص: 683)، النشر (2/ 378). (2) وهما المشار إليهما سابقًا في «إنه». (3) أي: خمسة عشر موضعًا ذكر فيهم لفظ «أم». الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 ينهون كالجماد، «الخالقون»، و «الأرض»، و «لا يوقنون»، و «المسيطرون» كلها وقوف كافية. {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} [38] حسن؛ لتناهي الاستفهام. {مُبِينٍ (38)} [38] كاف؛ للابتداء بالاستفهام الإنكاري، والتقدير: يل ألهم إله، وليست للإضراب المحض؛ لأنَّه يلزم عليه المحال، وهو: نسبة البنات له تعالى، تَعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. {الْبَنُونَ (39)} [39] كاف. {أَجْرًا} [40] جائز. {مُثْقَلُونَ (40)} [40] كاف، ومثله: «يكتبون». {كَيْدًا} [42] جائز. {الْمَكِيدُونَ (42)} [42] كاف. {غَيْرُ اللَّهِ} [43] حسن. {يُشْرِكُونَ (43)} [43] كاف. {سَاقِطًا} [44] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد وهو: «يقولوا». {مَرْكُومٌ (44)} [44] تام، ولا يوقف على (يوم) من «يومهم»؛ لأنَّ (هم) في هذا الموضع ضمير متصل مجرور بالإضافة لم يقطع من (يوم) بخلاف ما تقدم في قوله: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ} [الآية: 16] في غافر، و {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)} [الآية: 13] في الذاريات؛ فإنَّهما كُتبا فيهما كلمتين «يوم» كلمة و «هم» كلمة كما تقدم. {يُصْعَقُونَ (45)} [45] كاف؛ إن نصب الظرف بمقدر، وليس بوقف إن جعل بدلًا مما قبله. {شَيْئًا} [46] جائز. {يُنْصَرُونَ (46)} [46] تام دون ذلك، الأَوْلَى وصله. {لَا يَعْلَمُونَ (47)} [47] كاف. {بِأَعْيُنِنَا} [48] حسن؛ على استئناف الأمر، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {حِينَ تَقُومُ (48)} [48] جائز. {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)} [49] تام، قرأ العامة: بكسر الهمزة، مصدر بخلاف التي في «ق»؛ فإنَّه قرئ: بالكسر والفتح معًا كما تقدم (1).   (1) انظر: الآية رقم: 40، بسورة ق، من كتابنا هذا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 سورة والنَّجم مكية إلّا قوله: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} [14] فمدني. - كلمها: ثلاثمائة وستون كلمة. - وحروفها: ألف وأربعمائة وخمسة أحرف. - وآيها: إحدى أو اثنتان وستون آية. {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} [1] قسمٌ، وجوابه: «ما ضلَّ صاحبكم وما غوى، «وقال الأخفش وغيره الوقف: «ما ينطق عن الهوى»؛ لأنَّ «وما ينطق عن الهوى» داخل في القسم، وواقع عليه، وهو كاف إن جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل «إن هو» بدلًا من قوله «ما ضلَّ صاحبكم» جاز البدل؛ لأنَّ «إنْ»؛ بمعنى: «ما»؛ فكأنَّ القسم واقع عليه أيضًا، وعلى هذا فلا وقف من أول السورة إلى هذا الموضع، والتقدير: والنجم إذا هوى ما هو إلا وحي يوحى، ويصير: إن هو إلا وحي يوحى داخلًا في القَسم، وهو المختار عند أبي حاتم. {يُوحَى (4)} [4] كاف. {شَدِيدُ الْقُوَى (5)} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من نعته. {ذُو مِرَّةٍ} [6] كاف؛ لأنَّه نعت «شديد القوى»، ثم تبتدئ: «فاستوى» كذا عند بعضهم، فضمير (استوى (لجبريل «وهو» لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: بالعكس، وهذا الوجه الثاني: إنَّما يتمشى، على قول الكوفيين؛ لأنَّ فيه العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير تأكيد بالمنفصل، والمعنى: أنَّ جبريل استوى مع محمد بالأفق الأعلى. وهو ضعيف، وعليه لا يوقف على «فاستوى» ويجوز أن جعل «وهو» مبتدأ، و «بالأفق» خبر. {الْأَعْلَى (7)} [7] كاف. {فَتَدَلَّى (8)} [8] جائز. {أَوْ أَدْنَى (9)} [9] حسن. {مَا أَوْحَى (10)} [10] كاف، ومثله: «ما رأى»، وكذا «ما يرى». {نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [13] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «سدرة المنتهى» ظرف للرؤية، ومثله في عدم الوقف «المأوى»؛ لأنَّ «إذ يغشى» ظرف لما قبله. {مَا يَغْشَى (16)} [16] كاف، ومثله: «وما طغى». {الْكُبْرَى (18)} [18] تام. {وَالْعُزَّى (19)} [19] ليس بوقف؛ لأنَّ {وَمَنَاةَ} [20] منصوب بالعطف على «العُزَّى»، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 ورسموا: «ومنوة» بالواو كما ترى. {الْأُخْرَى (20)} [20] حسن، وقيل: تام للابتداء بالاستفهام الإنكاري. {الْأُنْثَى (21)} [21] كاف، ومثله: «ضيزى»، وقيل: تام، قرأ ابن كثير (1): «ضِئْزَى» بهمزة ساكنة، والباقون بياء مكانها، ومعنى ضئزى: جائرة، فقراءة العامة من: ضاز الرجل الشيء يضوزه، بغير همز ضوزًا، إذا فعله على غير استقامة، ويقال: ضأزه، يضأزه، بالهمزة نقصه ظلمًا وجورًا، وأنشد الأخفش على لغة الهمز: فَإِنْ تَنْأَ عَنَّا نَنْتَقِصُكَ وَإِنْ تَغِبْ ... فَسَهْمُكَ مَضْؤُزٌ وَأَنفُكَ رَاغِمٌ (2) {وَآَبَاؤُكُمْ} [23] حسن، ومثله: «من سلطان». {وما تَهْوَى الْأَنْفُسُ} [23] تام. {الْهُدَى (23)} [23] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بقوله: «وما تهوى الأنفس»، أي: أبل للإنسان ما تمنى، أي: ليست الأشياء بالتمني، بل الأمر لله تعالى. {مَا تَمَنَّى (24)} [24] كاف. {وَالْأُولَى (25)} [25] تام، ومثله: «ويرضى». {تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27)} [27] كاف. {مِنْ عِلْمٍ} [28] جائز. {إِلَّا الظَّنَّ} [28] حسن، ومثله: «من الحق شيئا». {الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29)} [29] كاف، ومثله: «من العلم». {بِمَنِ اهْتَدَى (30)} [30] تام. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [31] تام عند أبي حاتم؛ على أنَّ اللام متعلقة بمحذوف، تقديره: فهو يضل من يشاء ويهدي من يشاء ليجزي الذين أسائوا بما عملوا، وقال السمين: اللام للصيرورة، أي: عاقبة أمرهم جميعًا للجزاء بما عملوا. {بِالْحُسْنَى (31)} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده بدل مما قبله. {إِلَّا اللَّمَمَ} [32] كاف؛ على أنَّ الاستثناء منقطع؛ لأنَّه لم يدخل تحت ما قبله، وهو: صغار   (1) وجه من قرأ بالهمز؛ أنه من: ضأز. ووجه من قرأ بغير همز من: ضاز؛ وهما لغتان، بمعنى: جار، والأصل: ضؤزى، بضم الضاد فكسر الضاد لئلا تنقلب الياء واو، وهو من: بنات الياء، كما قالوا في جمع: أبيض بيض، والأصل: بوض. انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 615)، الغيث للصفاقسي (ص: 359)، الكشف للقيسي (2/ 295)، النشر (1/ 395). (2) لم أستدل عليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 الذنوب، وقيل: متصل؛ لأنَّ ما بعده متصل بما قبله، والمعنى عند المفسرين: إن ربك واسع المغفرة لمن أتى اللمم. {وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [32] تام، ولا يوقف على «بكم» ولا على «من الأرض». {أُمَّهَاتِكُمْ} [32] حسن. {أَنْفُسَكُمْ} [32] أحسن مما قبله. {بِمَنِ اتَّقَى (32)} [32] تام. {وَأَكْدَى (34)} [34] كاف، ومثله: «فهو يرى»، ولا يوقف هنا؛ لأنَّ «أم» في قوله: «أم لم ينبأ»، هي «أم» العاقبة لألف الاستفهام؛ كأنَّه قال: أيعلم الغيب أم لم يخبر بما في صحف موسى، أي: أسفار التوراة، اهـ كواشي. {بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36)} [36] جائز عند نافع. وقال الأخفش: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} [37] كاف؛ على استئناف سؤال كأنَّ قائلًا قال: وما في صحفهما؟ فأجيب ألّا تزر وازرة وزر أخرى، وجائز: إن جعل ما بعده بدلًا من «ما» في قوله: «بما في صحف»، وكذا لا وقف إن جعل ما بعده في محل نصب، والعامل فيه «ينبأ»؛ فعلى هذين التقديرين لا يوقف على «وفّي»، قرأ العامة (1): «وفّي» بتشديد الفاء، وقرأ سعيد بن جبير وغيره (2): «وفَي» بتخفيفها، وخصّ هذين النَّبِيَيْنِ، قيل: لأنَّ ما بين نوح وإبراهيم كانوا يأخذون الرجل بابنه وأبيه وعمه وخاله، وأوّل من خالفهم إبراهيم - عليه السلام - ومن شريعة إبراهيم إلى شريعة موسى - عليه السلام - كانوا لا يأخذون الرجل بجريرة غيره، ولا يوقف على شيء من أواخر الآيات اختيارًا من «وفّى» إلى ما «غشى»، وذلك في ثلاثة عشر موضعًا لاتصال الآيات، وعطف بعضها على بعض، فلا يوقف على «أخرى»، ولا على «ما سعى»، ولا على «يرى»، ولا على «الأوفى»، ولا على «المنتهى»، وإن جعلت كل موضع فيه «أنَّ» معه مبتدًا محذوفًا حسن الوقف على أواخر الآيات إلى قوله: «وقوم نوح» من قبل فهو معطوف على «ألا تزر»، وقيل: يوقف على رأس كل آية، وإن كان البعض معطوفًا على البعض؛ لأنَّ الوقف على رؤوس الآيات سنة، وإن كان ما بعده له تعلق بما قبله، فيوقف على «وقوم نوح من قبل»، وعلى «وأطغى» لمن رفع «والمؤتفكة»، أو نصبها بـ «أهوى» و «أهوى» ليس بوقف لمكان الفاء. {مَا غَشَّى (54)} [54] حسن للابتداء بالاستفهام.   (1) أي: جمهور القراء في المتواتر. (2) في غير المتواتر وهم: أبو أمامة وابن محيصن والباهلي وابن السميفع وأبو مالك الغفاري وزيد بن علي وقتادة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 403)، البحر المحيط (8/ 167)، تفسير القرطبي (17/ 113)، الكشاف (4/ 33)، المحتسب لابن جني (2/ 294). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 {تَتَمَارَى (55)} [55] تام عند أبي حاتم، ومثله: «من النذر الأولى»، وكذا «الآزفة» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالًا، أي: أزفت الآزفة غير مكشوفة. {كَاشِفَةٌ (58)} [58] كاف. {سَامِدُون (61)} [61] تام، أي: لاهون، وقيل: الحزين، والسمود بلغة حمير: الغناء، يقول: الرجل للمرأة اسمدي لنا، أي: غنِّي لنا، ونزل جبريل يومًا وعند الرسول رجل يبكي، فقال: له من هذا الرجل، فقال: فلان، فقال: جبريل إنَّا نزن أعمال بني آدم كلها إلّا البكاء، فإنَّ الله يطفىء بالدمعة بحورًا من نار جهنم. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 سورة القمر مكية - آيها: خمس وخمسون آية. - وكلمها: ثلاثمائة واثنتان وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرون حرفًا. {الْقَمَرُ (1)} [1] كاف؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «مستمر»، وكذا «أهواءهم». {مُسْتَقِرٌّ (3)} [3] تام. {مُزْدَجَرٌ (4)} [4] كاف؛ إن رفعت «حكمةٌ» بتقدير: هي، وليس بوقف إن رفعتها بدلًا من قوله: «ما فيه» أو نصبتها حالًا من «ما» وهي موصولة، أو موصولة، أو موصوفة، وتخصصت بالصفة؛ فنصب عنها الحال، وقرئ (1): «مُزَّجَر» بالإدغام. {بَالِغَةٌ} [5] كاف؛ عند أبي حاتم، وقال نافع: تام. {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)} [5] أكفى مما قبله. {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} [6] تام عند أبي حاتم، ولا يجوز وصله؛ لأنَّه لو وصل بما بعده صار «يوم يدع» ظرفًا للتولي عنهم، وليس كذلك بل هو ظرف «يخرجون»، والمعنى عندهم: على التقديم والتأخير، أي: يخرجون من الأجداث يوم يدع الدَّاع، فإذا كان كذلك فالتام «فتول عنهم»؛ لأنَّ الظرف إذا تعلق بشيء قبله لم يوقف على ما قبله، فلا يوقف على «شيءٍ نُكُر» وكذا لا يوقف على «أبصارهم»؛ لأنَّ «خاشعًا»، أو «خشعًا» (2)، منصوب على الحال من الضمير في «يخرجون»، أي: يخرجون خشعًا أبصارهم يوم يدع الداع، وكذا «منتشر»؛ لأنَّ قوله: «مهطعين» منصوب على الحال من فاعل «يخرجون» فهي حال متداخلة. {إِلَى الدَّاعِ} [8] تام عند نافع. {يَوْمٌ عَسِرٌ (8)} [8] تام. {وَازْدُجِرَ (9)} [9] كاف، ومثله: «فانتصر» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله.   (1) وذكرت هذه القراءة في البحر المحيط 8/ 174، وتفسير الزمخشري-الكشاف- 4/ 36: ولم ينسباها لأحد. (2) قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر: «خُشَّعًا»، وقرأ الباقون: «خَاشِعًا»؛ وجه من قرأ بألف وكسر الشين وخففها؛ أنه على وزن: فاعل موحدًا. والباقون بضم الخاء وحذف الألف وفتح الشين مشددة وهو على وزن: فعل، جمع: فاعل، كـ «راكع». انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 404)، الإعراب للنحاس (3/ 383)، الإملاء للعكبري (2/ 134)، الحجة لابن خالويه (ص: 337). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 {مُنْهَمِرٍ (11)} [11] جائز، ومثله: «عيونًا». {قَدْ قُدِرَ (12)} [12] كاف؛ على استئناف ما بعده، وكذا «ودسر» على استئناف «تجري»، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب أو جر. {بِأَعْيُنِنَا} [14] جائز؛ لأنَّ «جزاء» يصلح مفعولًا للجزاء، أو مصدر محذوف، أي: جوز واجزاء. {كُفِرَ (14)} [14] كاف، ومثله: «آية»، وكذا «مُدّكِر». {وَنُذُرِ (16)} [16] تام، ومثله: «مُدّكِر»، وكذا «ونذر». {مُسْتَمِرٍّ (19)} [19] ليس بوقف؛ لأنَّ «تنزع» صفة للريح، ومثله في عدم الوقف «الناس». {مُنْقَعِرٍ (20)} [20] تام، ومثله: «ونذر»، وكذا «مُدّكِر». {بِالنُّذُرِ (23)} [23] جائز، ومثله: «نتبعه»، ولا كراهة ولا بشاعة بالابتداء بما بعده؛ لأنَّ القارئ غير معتقد معنى ذلك، وإنَّما هو حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم، وليس بوقف إن عاق «إذًا» بـ «نتبعه» أي: إنَّا إذًا نتبعه فنحن في ضلال وسعر. {وَسُعُرٍ (24)} [24] كاف؛ على استئناف الاستفهام، ومثله: «أشر». {الْأَشِرُ (26)} [26] تام. {فِتْنَةً لَهُمْ} [27] حسن، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده. {وَاصْطَبِرْ (27)} [27] كاف، ومثله: «قسمة بينهم»؛ لأنَّ «كُلُّ» مبتدأ. {مُحْتَضَرٌ (28)} [28] كاف. {فَعَقَرَ (29)} [29] حسن. {وَنُذُرِ (30)} [30] تام، ومثله: «المحتظر»، وكذا «فهل من مُدّكِر». {بِالنُّذُرِ (33)} [33] جائز، ومثله: «إلّا آل لوط»؛ لأنَّ الجملة لا تصلح صفة للمعرفة، ولا عامل يجعلها حالًا، قاله السجاوندي. {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)} [34] تام عند نافع؛ إن نصب «نعمةً» بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بمعنى ما قبله، على المصدر، أو على المفعول من أجله. {مَنْ شَكَرَ (35)} [35] تام. {بِالنُّذُرِ (36)} [36] كاف، ومثله: «فطمسنا أعينهم». {وَنُذُرِ (37)} [37] تام، ومثله: «مستقر»، وكذا «ونذر»، وكذا «من مُدّكِر». {النُّذُرُ (41)} [41] كاف؛ على استئناف ما بعده. {كُلِّهَا} [42] جائز؛ على استئناف ما بعده. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 {مُقْتَدِرٍ (42)} [42] تام؛ لأنَّه انتقل من قصص الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام، ثم استأنف فقال: يا أهل مكة أكفاركم خير من أولائكم. و {أُولَئِكُمْ} [43] حسن. {فِي الزُّبُرِ (43)} [43] كاف. {مُنْتَصِرٌ (44)} [44] تام. {الدُّبُرَ (45)} [45] كاف. {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ} [46] أكفى منه. {وَأَمَرُّ (46)} [46] تام للابتداء بـ «إنْ». {وَسُعُرٍ (47)} [47] كاف؛ إن نصب «يوم يذوقوا» على التقديم والتأخير، أي: يقال لهم ذوقوا مس سقر يوم يسحبون، وليس «يوم» ظرف (إضلالهم)؛ فإن جعل الظرف متعلقًا بما قبله ومتصلًا به لم يوقف على «سُعُر». {بِقَدَرٍ (49)} [49] تام، ونصب «كل» على الاشتغال، والنصب أولى لدلالته على عموم الخلق، والرفع لا يدل على عمومه، قال: أهل الزيغ إن ثَم مخلوقات لغير الله تعالى، فرفع «كل» يوهم مالا يجوز، وذلك إنه إذا رفع «كل» كان مبتدأ، و «خلقناه» صفة لـ «كل»، أو لـ «شيء» و «بقدر» خبر، وحينئذ يكون له مفهوم لا يخفى على متأمله؛ لأنَّ «خلقناه» صفة، وهي قيد فيفيد أنَّه إذا انتفى فيلزم أن يكون الشيء الذي ليس مخلوقًا لله لابقدر، راجع السمين. {بِالْبَصَرِ (50)} [50] تام، ومثله: «من مُدّكِر»، وكذا «في الزبر»، و «فعلوه» صفة، والصفة لا تعمل في الموصوف، ومن ثَم لم يجز تسليط العامل على ما قبله، إذ لو صح لكان تقديره: فعلوا كل شيء في الزبر، وهو باطل، فرفع «كل» واجب على الابتداء، وجملة «فعلوه» في موضع رفع صفة لـ «كل» وفي موضع جر صفة لـ «شيء» وفي «الزبر» خبر «كل»، والمعنى: وكل شيء مفعول ثابت في الزبر، أي: في الكتب، وكذا «مستطر». {وَنَهَرٍ (54)} [54] جائز، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ ما بعده ظرف لما قبله لأنَّ الجار بدل من الأول. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 سورة الرحمن مكية قيل: إلَّا قوله: «يسأله من في السموات والأرض» فمدني. - وكلمها: ثلاثمائة وإحدى وخمسون كلمة. - وحروفها: ألف وستمائة وأحد وثلاثون حرفًا. - وآيها: ست أو سبع أو ثمان وسبعون آية. {عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2)} [2] كاف؛ لأنَّ «الرحمن» مبتدأ، أو «علم القرآن» خبره. {الْبَيَانَ (4)} [4] تام. {بِحُسْبَانٍ (5)} [5] كاف. {يَسْجُدَانِ (6)} [6] تام. {رَفَعَهَا} [7] جائز، كذا قيل. {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)} [7] ليس بوقف لمن جعل معنى، أي: وجعل «لا» ناهية كأنَّه قال: أي، لا تطغوا في الميزان، وزعم بعض أنَّ من جعل «لا» ناهية لا يقف على الميزان، قال: لأنَّ الأمر يعطف به على النهي، وهذا القول غير جائز؛ لأنَّ فعل النهي مجزوم، وفعل الأمر مبني إذا لم يكن معه لام الأمر. قاله العبادي. {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)} [8] كاف. {وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)} [9] تام. {لِلْأَنَامِ (10)} [10] كاف؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل حالًا من «الأرض»، أي: كائنة فيها، أي: مفكهة بما فيها للأنام. {الْأَكْمَامِ (11)} [11] كاف، والأكمام جمع: كِم بالكسر، والكم: وعاء الثمرة، وهو كاف لمن قرأ: «والحب ذا العصف والريحان» بالنصب وهي قراءة ابن عامر وأهل الشام؛ لأنَّ «والحب» ينتصب بفعل مقدر؛ كأنَّه قال: وخلق فيها الحب ذا العصف والريحان والعصف التبن، وليس «الأكمام» بوقف لمن قرأ: «والحب ذو العصف والريحان» بالرفع، وكان وقفه على «والريحان» وهو تام سواء قرئ: بالرفع أو بالنصب أو بالجر (1).   (1) وجه من قرأ: {وَالْحَبُّ} بنصب الباء، و {ذُو الْعَصْفِ} بألف، و {وَالرَّيْحَانُ} بنصب النون. ومن قرأ: {وَالرَّيْحَانُ} بخفض النون، ومن قرأ بضمها، ومن قرأ بنصب الثلاثة؛ فعلى إضمار فعل: أخص، أو خلق، أو عطفًا على الأرض. ومن رفع الأولين، يعني: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ}، وجر «الريحان» عطفا على «العصف». والباقون بالرفع في الثلاثة عطفًا على المرفوع قبله، أي: فيها فاكهة وفيها الحب، و «ذُو» صفة. وقد كتبت بالواو في مصاحفهم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 405)، الإملاء للعكبري (2/ 135)، البحر المحيط (8/ 190)، المعاني للفراء (3/ 114)، النشر (2/ 380). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 {تُكَذِّبَانِ (13)} [13] تام، ومثله في جميع ما يأتي، وكذا يقال: فيما قبله إلَّا ما استثني يأتي التنبيه عليه. {كَالْفَخَّارِ (14)} [14] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، إلَّا أن يجعل من عطف الجمل، فيكفي الوقف على ما قبله وكذا: «من نار». {تُكَذِّبَانِ (16)} [16] تام، إن رفع «ربُّ» على الابتداء، وكاف إن رفع بإضمار مبتدأ، وليس بوقف إن رفع بدلًا من الضمير في «خلق»، ومثله في عدم الوقف إن جرَّ بدلًا أو بيانًا من «ربكما»، وبها قرأ ابن أبي عبلة (1)، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف لأنَّهما كالشيء الواحد. {الْمَغْرِبَيْنِ (17)} [17] كاف. {تُكَذِّبَانِ (18)} [18] تام. {يَلْتَقِيَانِ (19)} [19] كاف، ومثله: «لا يبغيان»، وكذا: «تكذبان»، «والمرجان». {تُكَذِّبَانِ (23)} [23] تام. {كَالْأَعْلَامِ (24)} [24] كاف، ومثله: «تكذبان»، «وفان» الأولى، وصله حكي عن الشعبي أنَّه قال: إذا قرأت كل من عليها فان، فلا تقف حتى تقول «ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام». قاله عيسى بن عمر؛ لأنَّ تمام الكلام في الإخبار عن بقاء الحق سبحانه وتعالى بعد فناء خلقه، فإن قيل: أي، نعمة في قوله: «كل يوم هو في شأن»، قيل: الانتقال من دار الهموم إلى دار السرور (2). {مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [29] تام عند أبي حاتم، ثم يبتدئ: «كل يوم هو في شأن»، وقال الأخفش: التَّام على «شأن». وقال يعقوب: التَّام «كل يوم»، ثم يبتدئ: «هو في شأن» قال أبو جعفر: أما قول يعقوب، فهو مخالف لقول الذين شاهدوا التنزيل؛ لأنَّ ابن عباس قال: خلق الله لوحًا محفوظًا ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة. فهذا يدل على أنَّ التام: «كل يوم هو في شأن»، غير أنَّ قول يعقوب قد روى نحوه عن أبي نهيك قال: يسأله من في السموات والأرض كل يوم وربنا في شأن. وأما قول الأخفش إنَّ التامّ على «شأن» فصحيح على قراءة من قرأ: «سنفرُغ» بالنون والراء مضمومة وبها قرأ الأخوان، أو على ما قرئ شاذًا: «سيُفرَغ» بضم الياء وفتح الراء (3)، وأما من قرأ: «سيَفرُغ» بفتح   (1) وكذا رويت عن أبي حيوة، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 191). (2) انظر: تفسير الطبري (23/ 32)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) وهي رويت عن الأعمش وأبي حيوة والزعفراني وابن أبي عبلة. وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 307)، البحر المحيط (8/ 194)، تفسير القرطبي (17/ 169)، الحجة لابن خالويه (ص: 339)، المحتسب لابن جني (2/ 304)، المعاني للفراء (3/ 116). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 الياء وضم الراء وهي قراءة الباقين (1)، والراء مضمومة في القراءتين فالوقف على «الثقلان»، ونصب «كل» على الظرفية، والعامل فيها العامل في «شأن» أو «هو» مستقرّ المحذوف، وفي الحديث: «من شأنه أن يغفر ذنبًا ويكشف كربًا ويرفع قومًا ويضع آخرين» (2). ورسموا: «أيه» بغير ألف بعد الهاء كما ترى. {تُكَذِّبَانِ (32)} [32] تام، ومثله: «فانفذوا». {بِسُلْطَانٍ (33)} [33] كاف، ومثله: «تكذبان». {مِنْ نَارٍ} [35] ليس بوقف على القراءتين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «ونحاسٍ» بالجر عطفًا على «نار»، والباقون بالرفع عطفًا على «شواظٌ» (3). {فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)} [35] تام، ومثله: «تكذبان». {كَالدِّهَانِ (37)} [37] كاف، وقيل: لا يوقف عليه ولا على «تكذبان» بعده؛ لأنَّ قوله: «فيومئذ لا يسئل عن ذنبه». جواب قوله: «فإذا انشقت»، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف. {تُكَذِّبَانِ (38)} [38] كاف، ومثله: «ولا جآن». {تُكَذِّبَانِ (40)} [40] تام. {وَالْأَقْدَامِ (41)} [41] كاف. {تُكَذِّبَانِ (42)} [42] تام. {آَنٍ (44)} [44] كاف. {تُكَذِّبَانِ (45)} [45] تام. {جَنَّتَانِ (46)} [46] لا يوقف عليه ولا على «تكذبان»؛ لأنَّ قوله: «ذواتا أفنان»، من صفة «جنتان» فلا يفصل بين الصفة والموصوف، وكاف إن جعلتا خبر مبتدأ محذوف، أي: هما ذواتا، ورسموا «ذواتا» بألف بعد التاء كما ترى؛ لأنَّ المثنى المرفوع يكتب بالألف. {تُكَذِّبَانِ (49)} [49] كاف، ومثله: «تجريان» و «تكذبان» و «زوجان»، ولا يوقف على «تكذبان»   (1) انظر هذه القراءة في: الكشف للقيسي (2/ 301)، تفسير الطبري (27/ 79)، تفسير القرطبي (17/ 169). (2) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار، وفيه من لم أعرفهم. وروى البزار عن أبى الدرداء نحوه وزاد فيه ويجيب داعيًا قلت روى ابن ماجه إلى قوله ويجيب داعيا وفيه الوزير بن صبيح ولم أعرفه. (3) انظر هذه القراءة في: تفسير الرازي (29/ 115)، النشر (2/ 381)،الكشاف (4/ 471)، السبعة (ص: 621). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 إن جعل «متكئين» حالًا من قوله: «ولمن خاف مقام ربه جنتان»؛ فكأنَّه قال: ولمن خاف مقام ربه جنتان، ثم وصفهما في حال اتكائهما، وإن نصب «متكئين» بفعل مقدر، أي: أعني أو أذكر، كان كافيًا وقول من قال كل ما في هذه السورة من قوله: «فبأي آلاء ربكما تكذبان» تام، وكذا ما قبله فليس بشيء، والتحقيق خلافه، والحكمة في تكرارها في أحد «آلاء ربكما تكذبان» تام، وكذا ما قبله فليس بشيء، والتحقيق خلافه، والحكمة في تكرارها في أحد وثلاثين موضعًا: أنَّ الله عدد في هذه السورة نعماءه، وذكّر خلقه آلاءه، ثم اتبع كل خلة وصفها، ونعمة ذكرها، بذكر آلائه، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم، ويقررهم بها، فهي باعتبار بمعنى آخر غير الأوّل، وهو أوجه، وقال الحسن: التكرار للتأكيد وطرد الغفلة. اهـ نكزاوي. {مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [54] جائز عند بعضهم، و «جنى الجنتين دان» مبتدأ وخبر، وقرئ: «وجِنى» بكسر الجيم (1). {دَانٍ (54)} [54] كاف، ومثله: «تكذبان»، ولا وقف من قوله: «فيهن قاصرات» إلى «والمرجان» فلا يوقف على قوله: «ولا جان» ولا على «تكذبان»؛ لأنَّ قوله: «كأنَّهن الياقوت» من صفة «قاصرات الطرف». {وَالْمَرْجَانُ (58)} [58] كاف. {تُكَذِّبَانِ (59)} [59] تام، للاستفهام بعده. {إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)} [60] كاف. {تُكَذِّبَانِ (61)} [61] تام. {جَنَّتَانِ (62)} [62] كاف، «تكذبان» الأولى وصله بما بعده؛ لأنَّ قوله: «مدهامَّتان» من صفة الجنتين. {تُكَذِّبَانِ (65)} [65] تام. {نَضَّاخَتَانِ (66)} [66] كاف. {تُكَذِّبَانِ (67)} [67] تام. {وَرُمَّانٌ (68)} [68] كاف. {تُكَذِّبَانِ (69)} [69] تام. {حِسَانٌ (70)} [70] ليس بوقف، ومثله: «تكذبان»؛ لأنَّ قوله: «حورٌ» نعت «خيرات» أو بدل. {فِي الْخِيَامِ (72)} [72] كاف، وقيل: لا يوقف عليه حتى يصله بقوله: «لم يطمثهنَّ».   (1) لم أقف عليها بكسر الجيم، وإنما وقفت على رواية أخري بفتح الجيم وكسر النون، ورويت عن عيسى بن عمر، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 197). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 {وَلَا جَانٌّ (74)} [74] كاف. {تُكَذِّبَانِ (75)} [75] تام، إن نصب «متكئين» على الاختصاص، وليس بوقف إن نصب حالًا أو نعتًا لـ «متكئين» الأول، وعليه فلا يوقف على شيء من «متكئين» الأوَّل إلى هذا الموضع لاتصال الكلام بعضه ببعض. {وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)} [76] تام، ومثله: «تكذبان» آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 سورة الواقعة مكية إلَّا قوله: «أفبهذا الحديث .. » الآية، وقوله: «ثلة من الأولين .. » الآية فمدنيتان. - كلمها: ثلاثمائة وثمان وسبعون كلمة. - وحروفها: ألف وسبعمائة وثلاثة أحرف. - وآيها: ست أو سبع أو تسع وتسعون آية. ولا وقف من أول السورة إلى «كاذبة» فلا يوقف على «الواقعة»؛ لأنَّ جواب «إذًا» لم يأت بعد، و «كاذبة» مصدر: كذّب، كقوله: «لا تسمع فيها لاغية»، أي: لغوًا، والعامل في «إذًا» الفعل بعدها، والتقدير: إذا وقعت لا يكذب وقعها. {كَاذِبَةٌ (2)} [2] تام، لمن قرأ ما بعده بالرفع خبر مبتدأ محذوف، ولم تعلق «إذا رجَّت» بـ «وقعت»، وإلَّا بأن علق «إذا رجَّت» بـ «وقعت» كان المعنى: وقت وقوع الواقعة خافضة رافعة، هو: وقت رجِّ الأرض، فلا يوقف على «كاذبة»، وكذا إذا أعربت «إذًا» الثانية بدلًا من الأولى، وليس بوقف أيضًا لمن قرأ: «خافضة رافعة» بالنصب (1)؛ على الحال من «الواقعة»، أي: خافضة لقوم بأفعالهم السيئة إلى النار، ورافعة لقوم بأفعالهم الحسنة إلى الجنة، ومثله في عدم الوقف أيضًا إذا أعربت «إذًا» الأولى مبتدأ، و «إذًا» الثانية خبرها في قراءة من نصب «خافضة رافعة»، أي: إذا وقعت الواقعة خافضة رافعة في هذه الحالة ليس لوقعتها كاذبة، وكاف لمن نصب «خافضة رافعة» على المدح بفعل مقدَّر كما تقول: جاءني عبد الله العاقل وأنت تمدحه، وكلمني زيد الفاسق تذمه، ولا يوقف على «رجًّا» ولا على «بسًّا» ولا على «منبثًّا»؛ لأنَّ العطف صيَّرها كالشيء الواحد. {رَافِعَةٌ (3)} [3] جائز، على القراءتين، أعني رفع: «خافضة رافعة» ونصبهما، و «إذا» الأولى شرطية، وجوابها الجملة المصدرة بـ «ليس»، أو جوابها محذوف، تقديره: إذا وقعت الواقعة كان كيت وكيت. {ثَلَاثَةً (7)} [7] حسن، وقيل: كاف، ثم فسَّر «الثلاثة» فقال: «فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة»، كأنَّه يعظم أمرهم في الخير، وأجاز أبو حاتم تبعًا لأهل الكوفة أن تكون «ما» صلة، فكأنَّه قال: فأصحاب الميمنة أصحاب الميمنة، كما قال: «والسابقون السابقون»، وذلك غلط بيِّن؛ لأنَّه كلام لا   (1) وهي قراءة اليزيدي وزيد بن علي والحسن والثقفي وابن أبي عبلة وابن مقسم والزعفراني، وهي رواية شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 407)، الإعراب للنحاس (3/ 319)، الإملاء للعكبري (2/ 136)، البحر المحيط (8/ 203، 204)، تفسير القرطبي (17/ 196)، المحتسب لابن جني (2/ 307)، المعاني للفراء (3/ 121). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 فائدة فيه؛ لأنَّه قد علم أنَّ أصحاب الميمنة هم أصحاب الميمنة، وهم ضدَّ أصحاب المشأمة. كذا قاله بعض أهل الكوفة وهو في العربية جائز صحيح إذ التقدير: فأصحاب الميمنة في دار الدنيا بالأعمال الصالحة، هم أصحاب اليمين في القيامة، أو المراد: بأصحاب الميمنة؟ من يعطون كتبهم بأيمانهم أصحاب الميمنة، أي: هم المقدّمون المقرّبون، وكذلك: وأصحاب المشأمة الذين يعطون كتبهم بشمائلهم هم المؤخرون المبعدون، هذا هو الصحيح عند أهل البصرة «فأصحاب» مبتدأ، و «ما» مبتدأ، و «ما» مبتدأ ثان، و «أصحاب الميمنة» خبر عن «ما» و «ما» ومَا بعدها خبر عن «أصحاب»، والرابط إعادة المبتدأ بلفظه، وأكثر ما يكون ذلك في موضع التهويل والتعظيم (1). {مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8)} [8] كاف، ومثله: «ما أصحاب المشأمة» «والسابقون السابقون» الثاني منهما خبر عن الأوّل، وهو جواب عن سؤال مقدَّر، وهو كيف أجزتم: «السابقون السَّابقون»، ولم تجيزوا: «فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة» فالجواب: أنَّ الفرق بينهما بمعنى: أنَّه لو قيل أصحاب اليمين أصحاب اليمين، لم تكن فيه فائدة، فالحسن أن يجعل الثاني منهما خبرًا عن الأوَّل، وليس بوقف إن جعل الثاني منهما نعتًا للأوَّل، و «أولئك المقربون» خبرًا، وكان الوقف عند «جنَّات النَّعيم» هو الكافي «وقليل من الآخرين» ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «على سررٍ موضونة» ظرف لما قبله، وإن جعل «على سرر» متصلًا بـ «متكئين» ونصب «متكئين» بفعل مضمر حسن الوقف على من «الآخرين» والأوَّل هو المختار. {مُتَقَابِلِينَ (16)} [16] حسن، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالًا، ولا وقف من قوله: «يطوف» إلى «يشتهون» فلا يوقف على «مخلدون» لتعلق الباء ولا على «أباريق» ولا على «من معين»؛ لأنَّ ما بعده صفة له، ولا على «ينزفون» ولا على «يتخيرون» لعطف ما بعده على ما قبله. {مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)} [21] حسن، لمن قرأ: «وحور عين» بالرفع، أي: وعندهم حور، أو: ولهم حور عين، وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو وابن عامر (2)؛ لأنَّ: الحور العين لا يطاف بهنَّ، ومثله في الحسن الوقف على «يشتهون» على قراءة أُبيّ بن كعب: «وحورًا عينًا» بالنصب (3)؛ بمعنى: ويزوّجون حورًا عينًا، وليس «يشتهون» وقفًا لمن قرأ: «وحور» بالجرّ عطفًا على «بأكواب   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 94)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 324)، الإملاء للعكبري (2/ 136)، السبعة (ص: 622)، النشر (2/ 383). (3) وكذا رويت عن عبد الله بن مسعود والأشهب العقيلي والنخعي وعيسى بن عمر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 324)، الإملاء للعكبري (2/ 136)، البحر المحيط (8/ 206)، تفسير القرطبي (17/ 205)، المحتسب لابن جني (2/ 309)، المعاني للفراء (3/ 124)، تفسير الرازي (29/ 154). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 وأباريق» وقد أنكر بعض أهل النحو هذا وقالوا كيف يطاف بالحور العين، قلنا ذلك جائز عربية؛ لأنَّ العرب تتبع اللفظ في الإعراب وإن كان الثاني مخالفًا للأول معنى كقوله تعالى: «وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم» عند من قرأ بالجرّ (1)؛ لأنَّ الأرجل غير داخلة في المسح، وهو مع ذلك معطوف على «برؤوسكم» في اللفظ كقول الشاعر: إذا ما الغانيات برزن يومًا ... وزججن الحواجب والعيونا (2) فأتبع العيون للحواجب، وهو في التقدير: وكحَّلن العيون، وكذلك لا يقال: يطاف بالحور، غير أنَّه حسن عطفه على ما عمل فيه يطاف وإن كان مخالفًا في المعنى، ولا يوقف على «عين»؛ لأنَّ قوله: «كأمثال» من نعت «عين» والكاف زائدة؛ كأنَّه قال: وحور عين أمثال اللؤلؤ المكنون. {الْمَكْنُونِ (23)} [23] جائز؛ لأنَّ «جزاء» يصلح مفعولًا له، أي: للجزاء ويصلح مصدرًا، أي: جوزوا جزاء، أو: جزيناهم جزاء، وليس بوقف إن نصب بما قبله. {يَعْمَلُونَ (24)} [24] كاف، في الوجوه كلها، ولا يوقف على «تأثيمًا» لحرف الاستثناء. {سَلَامًا سَلَامًا (26)} [26] كاف، ومثله: «أصحاب اليمين» ولا وقف من قوله: «في سدر» إلى «مرفوعة» فلا يوقف على «مخضود» ولا على «منضود» ولا على «ممدود» ولا على «مسكوب» ولا على «ممنوعة»؛ لأنَّ العطف صيرها كالكلمة الواحدة. {مرفوعةٍ (34)} [34] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّا أنشأناهن» إلى قوله: «لأصحاب اليمين» فلا يوقف على «إنشاء» لمكان الفاء ولا على «أبكارًا» ولا على «أترابًا»؛ لأنَّها أوصاف الحور العين. {لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)} [38] تام، ومثله: «وثلة من الآخرين». {مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41)} [41] حسن، وقيل: لا يوقف من قوله: «في سموم» إلى قوله: «ولا كريم»؛ لأنَّ قوله: «في سموم» ظرف لما قبله، وخبر له، فلا يوقف على ما قبله، ولا يوقف على من «يحموم» لعطف ما بعده على ما قبله. {وَلَا كَرِيمٍ (44)} [44] حسن.   (1) وهم ابن كثير وأبو عمرو وشعبة وحمزة وخلف وأبو جعفر، والمعنى على قراءة الخفض: أنه نسخ المسح بوجوب الغسل في السنة، أو يحمل المسح على بعض الأحوال، وهو لبس الخف، أو أن الخفض للمجاورة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (1/ 485)، البحر المحيط (3/ 437)، التيسير (ص: 98)، تفسير الطبري (10/ 60)، تفسير القرطبي (6/ 91). (2) البيت مجهول القائل، وذكر في: الصناعتين لأبي هلال العسكري، والموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 {مُتْرَفِينَ (45)} [45] كاف، ومثله: «العظيم» ولا يوقف على «مبعوثون»؛ لأنَّ: «أو آباؤنا» معطوف على الضمير في «مبعوثون» والذي جوّز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام والمعنى: أتبعث أيضًا آباؤنا، على زيادة الاستبعاد، يعنون: أنَّ آباءهم أقدم فبعثهم أبعد وأبطل. قاله الزمخشري، قال أبو حيان: وما قاله الزمخشري لا يجوز؛ لأنَّ عطفه على الضمير لا يراه نحويّ؛ لأنَّ همزة الاستفهام لا تدخل إلَّا على الجمل لا على المفرد؛ لأنَّه إذا عطف على المفرد كان الفعل عاملًا في المفرد بواسطة حرف العطف، وهمزة الاستفهام لا يعمل ما قبلها فيما بعدها، فقوله: «أو آباؤنا» مبتدأ، خبره محذوف، تقديره: مبعوثون. قرأ ابن عامر وقالون: «أو آباؤنا» بواو ساكنة قبلها همزة مفتوحة، والباقون (1): بواو مفتوحة قبلها همزة جعلوها «واو» عطف دخلت عليها همزة الاستفهام إنكارٌ للبعث بعد الموت. {الْأَوَّلُونَ (48)} [48] كاف. {لَمَجْمُوعُونَ} [50] ليس بوقف وإن كان رأس آية، وقال يعقوب: تام، وغلَّطه أبو جعفر وهو أنَّ حرف الجرّ لابدّ وأن يتعلق بشيء، وتعلقه هنا بما قبله، ثم قال تعالى: «إلى ميقات»، أي: يجمعهم لميقات يوم معلوم. {مَعْلُومٍ (50)} [50] كاف، ولا وقف من قوله: «ثم إنَّكم أيها الضالون» إلى «شرب الهيم» فلا يوقف على «المكذبون»؛ لأنَّ خبر أن لم يأت بعد، ولا على «زقوم»؛ لأن قوله: «فمالئون» مرفوع بالعطف على «لآكلون» ولا على «البطون» ولا على من «الحميم» لمكان الفاء فيهما. {شُرْبَ الْهِيمِ (55)} [55] كاف. {يَوْمَ الدِّينِ (56)} [56] تام. {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ} [57] جائز. {تُصَدِّقُونَ (57)} [57] تام، متعلق التصديق محذوف، أي: فلولا تصدقون بخلقنا. {مَا تُمْنُونَ (58)} [58] جائز؛ لتناهي الاستفهام وللابتداء باستفهام آخر. {الْخَالِقُونَ (59)} [59] كاف. {بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} [60] حسن. {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60)} [60] ليس بوقف لتعلق الجار ورسموا في ما في كلمة وحدها وما كلمة   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 408)، التيسير (ص: 186)، الحجة لابن زنجلة (ص: 696)، الغيث للصفاقسي (ص: 364)، النشر (2/ 357). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 وحدها. {فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)} [61] كاف، ومثله: «النشأة الأولى». {تَذَكَّرُونَ (62)} [62] تام. {مَا تَحْرُثُونَ (63)} [63] حسن، للابتداء بالاستفهام. {الزَّارِعُونَ (64)} [64] كاف، ولا يوقف على «حطامًا» لمكان الفاء. {تَفَكَّهُونَ (65)} [65] كاف، ومثله: «لمغرمون». {مَحْرُومُونَ (67)} [67] تام. {تَشْرَبُونَ (68)} [68] جائز. {مِنَ الْمُزْنِ} [69] ليس بوقف للعطف. {الْمُنْزِلُونَ (69)} [69] كاف. {أُجَاجًا} [70] جائز. {تَشْكُرُونَ (70)} [70] تام. {تُورُونَ (71)} [71] جائز، وهو من: أوريت الزند، أي: قدحته فاستخرجت ناره. {شَجَرَتَهَا} [72] ليس بوقف للعطف. {الْمُنْشِئُونَ (72)} [72] تام. {لِلْمُقْوِينَ (73)} [73] كاف. {الْعَظِيمِ (74)} [74] تام. {النُّجُومِ (75)} [75] ليس بوقف، ومثله: «لو تعلمون عظيم»؛ لأنَّ جواب القسم لم يأت، وهو قوله: «إنه لقرآن»، ومثله في عدم الوقف «كريم»؛ لتعلق حرف الجر، ومثله في عدم الوقف أيضًا «مكنون»؛ لأنَّ الجملة بعده صفة «لقرآن»، أو لكتاب. {الْمُطَهَّرُونَ (79)} [79] كاف، إن رفع «تنزيل» على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: «هو»، أو مبتدأ خبره الجار بعده، وليس بوقف إن جعل نعتًا لكتاب. {الْعَالَمِينَ (80)} [80] تام. {مُدْهِنُونَ (81)} [81] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {تُكَذِّبُونَ (82)} [82] كاف، ولا وقف من قوله: «فلولا إذا بلغت الحلقوم» إلى «صادقين»؛ لأنَّ قوله: «ترجعونها» جواب «لولا» الأولى، والثانية توكيد للأولى، فكأنَّه قال: إذا بلغت الروح إلى هذا الموضع وأنتم مشاهدون لهذا الميت فردّوها إن كنتم صادقين في قيلكم إنَّا غير محاسبين، ولا وقف على الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 قوله: «من المقربين». {نَعِيمٍ (89)} [89] كاف، ورسموا «جنت» بالتاء المجرورة كما ترى، ومثله في الكفاية «من أصحاب اليمين» الثاني ولا يوقف على «الضالين» ولا على «حميم». {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)} [94] كاف، ومثله: «حق اليقين». آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 سورة الحديد مكية أو مدنية - كلمها: خمسمائة وأربع وأربعون كلمة، وعلى قراءة نافع وابن عامر ثلاثة وأربعون كلمة. - وحروفها: ألفان وأربعمائة وست وسبعون حرفًا. - وآيها: ثمان أو تسع وعشرون آية. {وَالْأَرْضِ} [1] حسن. {الْحَكِيمُ (1)} [1] تام. {وَالْأَرْضِ} [2] حسن، إن جعل «يحيي ويميت» مستأنفًا خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن جعل حالًا من المجرور في «له»، والجار عاملًا فيه، أي: له ملك السموات والأرض محييًا ومميتًا، ومعنى: يحيي، أي: يحيي النطف بعد أن كانت أمواتًا ثم يميتها بعد أن أحياها. {يُحْيِي وَيُمِيتُ} [2] كاف، ومثله: «قدير» و «الباطن» و «عليم» و «العرش» على استئناف ما بعده. {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [4] حسن. {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [4] أحسن مما قبله. {بَصِيرٌ (4)} [4] تام. {وَالْأَرْضِ} [5] حسن. {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5)} [5] كاف، على استئناف ما بعده، وجائزان جعل حالًا، ومعنى يولج: ينقص الليل ويزيد في النهار حتى يصير النهار خمس عشرة ساعة ويصير الليل تسع ساعات، ويولج النهار في الليل، وكذلك يفعل بالنهار حتى يصير تسع ساعات (1). {فِي اللَّيْلِ} [6] كاف. {بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)} [6] تام. {آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [7] كاف، ومثله: «فيه»، وقال نافع: تام. {(كَبِيرٌ (7)} [7] تام. {بِاللَّهِ} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ الواو في «والرسول» للحال لا للعطف، فهو مبتدأ في موضع الحال من «تؤمنون». {لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ} [8] جائز. {مُؤْمِنِينَ (8)} [8] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 170)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 {إِلَى النُّورِ} [9] حسن. {رَحِيمٌ (9)} [9] كاف. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ الواو في «ولله» واو الحال. {وَالْأَرْضِ} [10] حسن. {وَقَاتَلَ (} [10] كاف، ومثله: «وقاتلوا» وكذا: «الحسنى». {خَبِيرٌ (10)} [10] تام. {حَسَنًا} [11] حسن، لمن قرأ: «فيضاعفه» بالرفع، أي: فهو يضاهفه، وهو أبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن قرأه: بالنصب على جواب الاستفهام وبه قرأ عاصم وابن عامر (1)، كقولك: أتقوم فأحدّثك، بالنصب، أي: أيكون منك قيام فحديث مني. {كَرِيمٌ (11)} [11] كاف، إن جعل العامل في «يوم» مضمرًا، وليس بوقف إن جعل متصلًا بما قبله، أي: ولهم أجر كريم في ذلك اليوم، ولا يوقف على «المؤمنات»؛ لأنَّ المعنى: في يسعى وبأيمانهم. {خَالِدِينَ فِيهَا} [12] جائز. {الْعَظِيمُ (12)} [12] كاف، إن نصب الظرف بعده بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بدلًا من الظرف قبله، ومثله: في عدم الوقف إن نصب بالفوز ونصبه به لا يجوز؛ لأنَّه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، فلا يجوز إعماله؛ لأنَّ من شرطه أن لا يتبع قبل العمل؛ لأنَّ معمول المصدر من تمامه، ويلزم عليه الفصل بأجنبي، ومثله: اسم الفاعل، فلو أعمل وصفه، وهو «العظيم» لجاز، أي: الفوز الذي عظم قدره، يوم يقول المنافقون والمنافقات، والشرط في عمله النصب للمفعول به لا في عمله في الظرف والجار والمجرور؛ لأنَّ الجوامد قد تعمل فيه مع عمل المتعلق. {مِنْ نُورِكُمْ} [13] جائز. {فالتمسوا نُورًا} [13] حسن، وقيل: بسور، وفيه نظر؛ لأنَّه نكرة وما بعده صفتها، وقال نافع: باب وفيه نظر أيضًا؛ لأنَّ ما بعده متعلق به، وقيل: يجوز وما بعده من صفة السور لا من صفة الباب، وقاله ابن نصير النحوي. {الْعَذَابُ (13)} [13] كاف. {ألم نَكُنْ مَعَكُمْ} [14] جائز، ومثله: «أنفسكم».   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 410)، الإعراب للنحاس (3/ 354)، التيسير (ص: 81)، تفسير القرطبي (17/ 243)، الحجة لابن زنجلة (ص: 699)، السبعة (ص: 625)، الغيث للصفاقسي (ص: 364، 365)، الكشاف (4/ 63)، الكشف للقيسي (2/ 308)، المعاني للفراء (3/ 132)، تفسير الرازي (29/ 222)، النشر (2/ 228). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 {بَلَى} [14] ليس بوقف، وإن وجد مقتضى الوقف، وهو تقدّم الاستفهام على «بلى» لتكون جوابًا له، إلَّا أنَّ الفعل المضمر بعدها، قد أبرز فصارت هي مع ما بعدها جوابًا لما قبلها كما يأتي نظيره في قوله: «ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا». {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} [14] جائز. {الْغَرُورُ (14)} [14] كاف. {وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [15] حسن. {هِيَ مَوْلَاكُمْ (} [15] أحسن منه. {الْمَصِيرُ (15)} [15] تام. {لِذِكْرِ اللَّهِ} [16] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده عطف على ما قبله. {وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [16] جائز، إن كانت «لا» ناهية، وإن كانت عاطفة كان متصلًا فلا يقع عما قبله. {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [16] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الحال. {فَاسِقُونَ (16)} [16] تام. {بَعْدَ مَوْتِهَا} [17] حسن. {تَعْقِلُونَ (17)} [17] تام. {كَرِيمٌ (18)} [18] كاف، «والذين» مبتدأ، و «أولئك» مبتدأ ثان، و «هم» مبتدأ ثالث، و «الصديقون» خبر عن «هم»، وهو مع خبره خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول، ويجوز أن يكون «هم» فصلًا و «أولئك» وخبره خبر الأول، و «الشهداء» عطف على ما قبله. {وَالشُّهَدَاءُ} [19] تام؛ لأنَّه أخبر عن: الذين آمنوا أنَّهم صديقون شهداء، وإن جعل قوله: و «الشهداء» مبتدأ خبره: «عند ربهم» أولهم كان الوقف على «الصديقون» تامًا. {وَنُورُهُمْ} [19] تام، لانتقاله من وصف الشهداء إلى وصف أهل النار. {الْجَحِيمِ (19)} [19] تام، ولا وقف من قوله: «اعلموا» إلى «حطامًا» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «بينكم» ولا على «الأولاد» ولا على «كمثل غيث» ولا على «نباته» ولا على «مصفرًا»؛ لأنَّ العطف صيّرها كالشيء الواحد. {حُطَامًا} [20] حسن. {عَذَابٌ شَدِيدٌ} [20] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده عطف على ما قبله. {وَرِضْوَانٌ} [20] تام، ومثله: «متاع الغُرور» بضم الغين المعجمة. {كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [21] ليس بوقف؛ لأنَّ «أعدت» من صفة الجنة فلا يقطع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 {بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [21] كاف، ومثله: «من يشاء». {الْعَظِيمِ (21)} [21] تام. {أَنْ نَبْرَأَهَا} [22] كاف. {يَسِيرٌ (22)} [22] ليس بوقف؛ لتعلق اللام بما قبلها، أي: جعلنا هذا الشيء يسيرًا لكي لا تأسوا، فإذا علم العبد ذلك سلم الأمر لله تعالى، فلا يحزن على ما فات وإن علقت اللام بمحذوف، أي: ذلك لكي لا، جاز الوقف على «يسير» والابتداء بقوله: «لكي لا». {بِمَا آَتَاكُمْ} [23] كاف. {فَخُورٍ (23)} [23] تام، إن رفع «الذين» بالابتداء، وما بعده الخبر، وإن رفع خبر مبتدأ محذوف، أو نصب بتقدير: أعني، كان كافيًا، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «كل مختال»، وكذا لو جعل صفة له. {بِالْبُخْلِ} [24] حسن. {الْحَمِيدُ (24)} [24] تام. {بِالْبَيِّنَاتِ} [25] جائز. {بِالْقِسْطِ} [25] حسن. {بَأْسٌ شَدِيدٌ} [25] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [25] تام، عند نافع إن علق ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن عطف على «ليقوم». {بِالْغَيْبِ} [25] كاف. {عَزِيزٌ (25)} [25] تام. {وَالْكِتَابَ} [26] جائز، ومثله: «مهتد». {فَاسِقُونَ (26)} [26] تام. {بِرُسُلِنَا} [27] جائز، ومثله: «بعيسى ابن مريم» وكذا: «آتيناه الإنجيل». {وَرَحْمَةً} [27] تام، ويبتدئ: «ورهبانية ابتدعوها»، أي: وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، فهو من باب اشتغال الفعل بضميره، فالرهبانية لم تكتب عليهم وإنَّما ابتدعوها ليتقربوا بها إلى الله تعالى، ومن عطفها على ما قبلها، وقف على «رضوان الله»؛ والرهبانية التي ابتدعوها هي: رقص النساء واتخاذ الصوامع ما كتبناها عليهم ولا أمرناهم بها، فـ «رهبانية» منصوبة بابتدعوها لا بـ «جعلنا» وجعل «ابتدعوها» صفة، أي: وجعلنا في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية مبتدعة. {رِضْوَانِ اللَّهِ} [27] جائز، ومثله: «حق رعايتها». الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 {مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ} [27] كاف. {فَاسِقُونَ (27)} [27] تام، ولا وقف من قوله: «يا أيها الذين آمنوا» إلى قوله: «ويغفر لكم»، فلا يوقف على «برسوله» ولا على «من رحمته» ولا على «تمشون به» لعطفها على «وآمنوا برسوله». {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [28] كاف. {غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «لئلا يعلم» متصل بـ «يؤتكم»، أي: أعطاكم نصيبين من رحمته وغفر لكم، لأن يعلم أهل الكتاب أنَّهم لا يقدرون على شيء من فضل الله، فعلى هذا لا يوقف على «يغفر لكم». {بِيَدِ اللَّهِ} [29] جائز. {مَنْ يَشَاءُ} [29] كاف. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 سورة المجادلة مدنية وهذه السورة وثمان آيات من الحشر ليس فيها آية إلَّا وفيها اسم الله تعالى مرة أو مرتين ولا نظير لها في القرآن، وهي نصف القرآن بالنسبة لعدد سوره؛ لأنَّها ابتداء ثمان وخمسين سورة. - كلمها: أربعمائة وثلاث وسبعون كلمة. - وحروفها: ألف وسبعمائة واثنان وسبعون حرفًا. - وآيها: إحدى أو اثنتان وعشرون آية. {فِي زَوْجِهَا} [1] ليس بوقف؛ لأنَّ «وتشتكي» عطف على «تجادلك» فهي صلة، أو هي في موضع نصب على الحال، أي: تجادلك شاكية حالها إلى الله تعالى، وهو أولى وحسن على أن «تشتكي» مبتدأ لا عطف على «تجادلك». {تَحَاوُرَكُمَا} [1] كاف. {بصيرٌ (1)} [1] تام، ومثله: «هنَّ أمهاتهم»، «الذين» مبتدأ، خبره «ما هن أمهاتهم» و «ما» هي: الحجازية التي ترفع الاسم وتنصب الخبر، فـ «هنَّ» اسمها، و «أمهاتهم» خبرها، ومثله: «ما هذا بشرًا» وكذا: «فما منكم من أحد عنه حاجزين» على قراءة العامة «أمهاتَهُم» بالنصب (1)، وقرئ: «أمهاتُهُم» بالرفع على لغة تميم (2)، وقرأ ابن مسعود: «بأمهاتهم» بزيادة الباء (3)، وهي لا تزاد إلَّا إذا كانت عاملة، فلا تزاد في لغة تميم، قال ابن خالويه: ليس في كلام العرب لفظ جمع لغات «ما» النافية، إلَّا حرف واحد في القرآن جمع اللغات الثلاث غيرها. {وَلَدْنَهُمْ} [2] كاف، ومثله: «وزورًا» {غَفُورٌ (2)} [2] تام؛ لأنَّ «والذين» مبتدأ، وقوله: «فتحرير» مبتدأ ثان، وخبره مقدر، أي: فعليهم، أو فاعل بفعل مقدر، أي: فيلزمهم تحرير، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: فالواجب عليهم تحرير، وعلى التقادير الثلاثة فالجملة خبر المبتدأ، ودخلت الفاء لما تضمنه المبتدأ من معنى الشرط. {أَنْ يَتَمَاسَّا} [3] كاف، ومثله: «توعظون به»، وكذا: «خبير»، ومثله: «أن يتماسا» و «مسكينا» «ورسوله» كلها وقوف كافية.   (1) أي: قراءة جمهور القراء. (2) وهي قراءة المفضل عن عاصم والسلمي ومعمر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 138)، البحر المحيط (8/ 232)، تفسير القرطبي (17/ 279)، السبعة (ص: 628)، الكشاف (4/ 70)، تفسير الرازي (29/ 254). (3) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 232)، الكشاف (4/ 70)، المعاني للفراء (3/ 139). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [4] أكفى، مما قبله. {أَلِيمٌ (4)} [4] تام، لانتهاء القصة التي أنزلها الله تعالى في شأن خولة بنت ثعلبة. {مِنْ قَبْلِهِمْ} [5] تام عند نافع. {بَيِّنَاتٍ} [5] كاف، ومثله: «مهين» إن نصب «يوم» بفعل مقدر، وكذا إن جعل العامل فيه «يبعثهم» العامل في ضمير «الكافرين» أو جعل جوابًا لمن سأل متى يكون عذاب هؤلاء؟ فقيل له: يوم يبعثهم، لا أن نصب بـ «مهين» أو بـ «للكافرين»، أي: يهينهم ويذلهم يوم يبعثهم، أو لهم عذاب يهانون به يوم يبعثهم؛ لأنَّه يصير ظرفًا لما قبله، وحسن لكونه رأس آية «جميعًا» ليس بوقف لمكان الفاء. {وَنَسُوهُ} [6] كاف. {شَهِيدٌ (6)} [6] تام. {فِي الْأَرْضِ} [7] حسن، ولا وقف من قوله: «ما يكون من نجوى» إلى قوله: «أينما كانوا»، فلا يوقف على «رابعهم» ولا على «سادسهم» ولا على «أكثر»؛ لأنَّ هذه الجمل بعد إلَّا في موضع نصب على الحال، أي: ما يوحد شيء من هذه الأشياء إلَّا في حال من هذه الأحوال فالاستثناء مفرغ من الأحوال العامة. {أَيْنَ مَا كَانُوا} [7] كاف؛ لأنَّ «ثم» لترتيب الأخبار، ومثله: «يوم القيامة». {عَلِيمٌ (7)} [7] تام. {لِمَا نُهُوا عَنْهُ (} [8] جائز. {وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ} [8] حسن، ورسموا «معصيت» في الموضعين بالتاء المجرورة كما ترى، «به الله» ليس بوقف؛ لأنَّ «ويقولون» حال أو عطف، وكلاهما يقتضي عدم الوقف. {بِمَا نَقُولُ} [8] كاف، ومثله: «يصلونها». {الْمَصِيرُ (8)} [8] تام. {وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ} [9] جائز. {بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [9] كاف. {تُحْشَرُونَ (9)} [9] تام. {آَمَنُوا} [10] جائز. {بِإِذْنِ اللَّهِ} [10] كاف. {الْمُؤْمِنُونَ (10)} [10] تام. {يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} [11] كاف، ولا يوقف على «فانشزوا»؛ لأنَّ الذي بعده جواب له، ولا يوقف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 على «منكم»؛ لأن «والذين أوتوا العلم» عطف على «الذين آمنوا». {دَرَجَاتٍ} [11] كاف. {خَبِيرٌ (11)} [11] تام. {صَدَقَةً} [12] حسن، ومثله: «وأطهر». {رَحِيمٌ (12)} [12] تام. {صَدَقَاتٍ} [13] كاف، لتناهي الاستفهام. {وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ (} [13] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «إذ» لم يأت على «إذًا»، أو بمعنى: إن الشرطية، وهو قريب مما قبله كذا في (السمين). {وَرَسُولَهُ} [13] كاف. {بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} [13] تام. {وَلَا مِنْهُمْ} [14] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده حال، أي: والحال هم يحلفون، والعامل معنى الفعل في الجار. {وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14)} [14] كاف، على استئناف ما بعده. {شَدِيدًا} [15] كاف، ومثله: «يعملون». {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [16] جائز. {مُهِينٌ (16)} [16] كاف. {شَيْئًا} [17] حسن. {أَصْحَابُ النَّارِ} [17] جائز. {خَالِدُونَ (17)} [17] كاف، إن جعل العامل في «يوم» مضمر أو جائز، إن جعل ظرفًا لما قبله. {جَمِيعًا} [18] ليس بوقف لمكان الفاء. {كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} [18] حسن. {عَلَى شَيْءٍ} [18] كاف، للابتداء بأداة التنبيه. {الْكَاذِبُونَ (18)} [18] تام. {ذِكْرَ اللَّهِ} [19] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله. {الشَّيْطَانِ} [19] كاف، والشرط فيه ما تقدم. {الْخَاسِرُونَ (19)} [19] تام، ومثله: «في الأذلين» و «كتب» أجرى مجرى القسم فأجيب بما يجاب به وليس «لأغلبنَّ» جواب قسم مقدر كما قيل. {أَنَا وَرُسُلِي} [21] كاف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 {عَزِيزٌ (21)} [21] تام، ولا وقف من قوله: «لا تجد قومًا» إلى قوله: «أو عشيرتهم»؛ لأنَّ العطف بأو صيّر ذلك كالشيء الواحد، فلا يوقف على «واليوم الآخر»؛ لأنَّ «يوآدون» مفعول ثان لـ «تجد» أو صفة لـ «قومًا» ولا على «ورسوله»؛ لأنَّ الواو في «ولو كانوا» للحال وهكذا إلى قوله: «أو عشيرتهم» لاتصال الكلام بعضه ببعض. {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ (} [22] حسن، نزلت هذه الآية في أبي عبيدة عامر بن الجراح: لما قتل أباه حين تعرض له يوم بدر فأعرض عنه فلازمه فلما أكثر عليه قتله، وفي أبي بكر الصديق: دعا أباه إلى البراز يوم بدر، وفي مصعب بن عمير: قتل أخاه يوم أُحد، وفي عمر بن الخطاب: قتل خاله العاصي بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة: قتلا الوليد وشيبة يوم بدر، بدأ أولًا بالآباء؛ لأنَّ الواجب على الأولاد طاعتهم فنهاهم عن توادهم ثم ثنَّى بالأبناء ثم ثلَّث بالإخوان ثم ربَّع بالعشيرة، والمعنى: لا توادوا الكفار ولو كانوا آباءكم، كأبي عبيدة عامر بن الجراح، وأبي بكر الصديق، أو إخوانكم كمصعب بن عمير، أو عشيرتكم كعمر وعلي وحمزة (1). {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} [22] حسن، ومثله: «وأيدهم بروح منه» للعدول عن الماضي إلى المستقبل، وهو من مقتضيات الوقف، قرأ العامة «كتب» مبنيًا للفاعل، وقرأ أبو حيوة الشامي وعاصم في رواية المفضل (2): «كتب» مبنيًا للمفعول، و «الإيمان» نائب الفاعل. {خَالِدِينَ فِيهَا} [22] حسن، ومثله: «ورضوا عنه». {حِزْبُ اللَّهِ} [22] كاف. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 257)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وكذا رويت عن أبي العالية وزرّ ابن حبيش، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 239)، تفسير القرطبي (17/ 308)، السبعة (ص: 630)، المعاني للفراء (3/ 142)، تفسير الرازي (29/ 277). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 سورة الحشر مدنية -[آيها:] عشرون وأربع آيات اتفاقًا، ليس فيها اختلاف. - وكلمها: أربعمائة وخمس وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف وتسعمائة وثلاث وسبعون حرفًا. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [1] حسن. {الْحَكِيمُ (1)} [1] تام. {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [2] حسن، ومثله: «أن يخرجوا»، وكذا: «من الله». {لَمْ يَحْتَسِبُوا} [2] تام، عند نافع على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالًا. {وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} [2] جائز. {يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)} [2] تام عند الأخفش. {فِي الدُّنْيَا} [3] حسن. {عَذَابُ النَّارِ (3)} [3] أحسن مما قبله. {وَرَسُولَهُ} [4] حسن للابتداء بالشرط. {الْعِقَابِ (4)} [4] تام. {عَلَى أُصُولِهَا} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «ما» الشرطية قوله: «فبإذن الله» و «ما» منصوبة بـ «قطعتم» و «من لينة» بيان لـ «ما». {الْفَاسِقِينَ (5)} [5] تام، «ولا ركاب» الأَوْلّى وصله. {من يَشَاءُ} [6] كاف. {قَدِيرٌ (6)} [6] تام، وقيل: ليس بتام؛ لأنَّه إنَّما أتى بالواو في الأولى دون الثانية؛ لأنَّ «ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى» هذه الجملة بيان للجملة الأولى، فهي غير أجنبية عنها؛ فعلى هذا لا يتم الوقف على «قدير» قاله الكواشي. ولا وقف من قوله: «ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى» إلى قوله: «بين الأغنياء منكم» على أن الآية الأولى خاصة في بني النضير وحكمها مخالف، ولم يحبس من هذه رسول الله لنفسه شيئًا بل أمضاها لغيره وهذه الآية عامة ورسموا «كي لا» هنا كلمتين «كي» كلمة و «لا» كلمة. {فَخُذُوهُ} [7] جائز. {فَانْتَهُوا} [7] حسن. {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [7] أحسن مما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 {الْعِقَابِ (7)} [7] تام، وينبغي هنا سكتة لطيفة، ولا يوصل بما بعده خشية توهم أنَّ شدة العقاب للفقراء، وليس كذلك بل قوله: «للفقراء» خبر مبتدأ محذوف، أي: والفيء المذكور للفقراء، أو بتقدير فعل، أي: ما ذكرناه من الفيء يصرف للفقراء، وإن جعل قوله: «للفقراء» بدلًا من قوله: «ولذي القربى» كما قال الزمخشري، لا يوقف من قوله: «وما آتاكم الرسول فخذوه» إلى قوله: «وينصرون الله ورسوله» فلا يوقف على «فخذوه» ولا على «فانتهوا» ولا على «واتقوا الله» ولا على «العقاب»؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف وإن جعل قوله: «للفقراء المهاجرين» والآيات الثلاث بعده متصلًا بعضها ببعض لم يوقف على ما بينها إلَّا على سبيل التسامح؛ لأنَّه قال في حق المهاجرين «للفقراء المهاجرين» وفي حق الأنصار «والذين تبوَّؤا الدار والإيمان» وقال في التابعين «والذين جاؤا من بعدهم». {وَرَسُولَهُ} [8] حسن. {الصَّادِقُونَ (8)} [8] كاف؛ على استئناف ما بعده مرفوع بالابتداء، والخبر «يحبون» وجائزان عطف على ما قبله «مما أوتوا» ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده عطف على ما قبله. {خَصَاصَةٌ} [9] تام، للابتداء بالشرط، ومثله: «المفلحون» إن جعل ما بعده مبتدأ وخبره «يقولون» وإن جعل «والذين جاؤا» معطوفًا على «المهاجرين» و «يقولون» حال: أخبر الله عنهم بأنهم لإيمانهم ومحبة أسلافهم ندبوا بالدعاء للأولين والثناء عليهم فما بعد «يقولون» إلى قوله: «للذين آمنوا» من مقولهم فلا يوقف على شيء قبله. {لِلَّذِينَ آَمَنُوا} [10] كاف، ويجوز الوقف على «ربنا» ولا يجمع بينهما. {رَحِيمٌ (10)} [10] تام. {أَبَدًا} [11] جائز. {لَنَنْصُرَنَّكُمْ} [11] كاف، ومثله: «لكاذبون». {لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} [12] جائز، ومثله: «لا ينصرونهم»، وكذا: «الأدبار». {لَا يُنْصَرُونَ (12)} [12] تام. {مِنَ اللَّهِ} [13] حسن. {لَا يَفْقَهُونَ (13)} [13] كاف، وكذا: «جدار»، ومثله: «شديد» «وقلوبهم شتى» و «لا يعقلون» وقوف كافية، والشرط في الأخيران جعل كمثل خبر مبتدأ محذوف، أي: مثلهم «كمثل» و «يعقلون» جائزان جعل ما بعد الكاف متعلقًا بـ «يعقلون». {مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا} [15] جائز، ومثله: «وبال أمرهم». {أَلِيمٌ (15)} [15] كاف، إن جعل «كمثل» معه مبتدأ محذوف، أي: مثلهم كمثل الشيطان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 {اكْفُرْ} [16] حسن، ومثله: «منك». {رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)} [16] كاف. {خَالِدَيْنِ فِيهَا} [17] حسن. {الظَّالِمِينَ (17)} [17] تام، ورسموا «جزاؤا» بواو وألف كما ترى. {مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [18] كاف، أصله: غد غدو، إلَّا أنَّ القرآن جاء بحذف الواو وحذفت لامه اعتباطًا، وجعل الإعراب على عينه، أو يقال: تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين وهما الألف والتنوين فصار: غد. {اتَّقُوا اللَّهَ} [18] أكفى مما قبله. {بِمَا تَعْمَلُونَ (18)} [18] تام. {أَنْفُسَهُمْ} [19] كاف. {الْفَاسِقُونَ (19)} [19] تام، ومثله: «أصحاب الجنة» الأول، وكذا: «الفائزون». {مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [21] كاف. {يَتَفَكَّرُونَ (21)} [21] تام. {إِلَّا هُوَ} [22] جائز؛ لأن «عالم» يصلح بدلًا من الضمير المرفوع أو خبر ضمير آخر محذوف، أي هو: عالم. {وَالشَّهَادَةِ} [22] كاف، وكذا: «الرحيم»، ومثله: «المتكبر». {يُشْرِكُونَ (23)} [23] تام، والوقف على «المصوِرُ» بكسر الواو وضم الراء (1)، وهو خبر (جائز)، وقرأ علي بن أبي طالب (2): «المصوَّرَ» بفتح الواو والراء؛ كأنَّه قال: الذي برأ المصور، وعلى هذه القراءة يحرم الوقف على المصور بل يتعين الوصل ليظهر النصب في الراء وإلَّا توهم كونه تعالى مصورًا، وذلك محال، وترك ما يوهم واجب وهو من القطع؛ كأنَّه قيل: أمدح المصور، كقولهم: الحمد لله أهلَ الحمد، بنصب «أهل»، أو هو منصوب بـ «البارئ»، أي: برأ المصور، يعني: آدم وبنيه، والعامة على كسر الواو ورفع الراء؛ لأنَّه صفة أو خبر. {له الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [24] حسن، ومثله: «والأرض». آخر السورة تام.   (1) هي قراءة جمهور القراء، وهي قراءة متواترة. (2) ورويت أيضًا عن الحسن وابن السميفع وحاطب بن أبي المتعة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 414)، البحر المحيط (8/ 251)، تفسير القرطبي (18/ 48)، الكشاف (4/ 87، 88). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 سورة الممتحِنة مدنية [والممتحنة] بكسر الحاء، أي: المختبرة. -[آيها:] ثلاث عشرة آية اتفاقًا، ليس فيها اختلاف. - وكلمها: ثلاثمائة وثمان وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف وخمسمائة وعشرة أحرف. {أَوْلِيَاءَ} [1] تام عند يحيى بن نصير النحوي، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل «تلقون» نعت «أولياء» أو مفعولًا ثانيًا لـ «تتخذوا» أو حالًا من فاعل «تتخذوا»، أي: لا تتخذوا ملقين المودة، وكذا إن جعل «تلقون» تفسير «لاتخاذهم أولياء»؛ لأنَّ تفسير الشيء لاحق به ومتمم له، قال الزمخشري: فإن قلت إذا جعلت «تلقون» صفة لـ «أولياء» فقد جرى على غير من هو له فأين الضمير البارز وهو قولك: تلقون إليهم أنتم، قلت ذاك إنَّما اشترطوه في الأسماء دون الأفعال، و «تلقون» فعل، أي: واعترض أبو حيان كون «تلقون» صفة، أو حالًا بأنَّهما قيدان، وهم قد نهوا عن اتخاذهم أولياء مطلقًا، قال تعالى: «لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء»، والقيد بالحال والوصف يوهم جواز: اتخاذهم أولياء، إذا انتفى القيدان قال تلميذه السمين: ولا يلزم ما قال؛ لأنَّه معلوم من القواعد الشرعية فلا مفهوم لهما البتة وعلى أن «تلقون» مستأنف، لا وقف من «تلقون» إلى «تسرون إليهم بالمودة» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «بالمودة» الأولى؛ لأنَّ «وقد كفروا» جملة حالية، وذوا لحال الضمير في «تلقون»، أي: توادونهم، وهذه حالتهم ولا على «من الحق» ولا على «الرسول» ولا على «إياكم»؛ لأنَّه معطوف على «الرسول»، أي: يخرجون الرسول ويخرجونكم، وأيضًا قوله: «أن تؤمنوا بالله» مفعول «يخرجون» ومنهم من جعل «إن كنتم خرجتم جهادًا» شرطًا جوابه: ما قبله، كأنَّه قال: يا أيها الذين آمنوا إن كنتم خرجتم جهادًا في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء (1). {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [1] حسن. {وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ} [1] تام، للابتداء بالشرط. {سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)} [1] كاف، ومثله: «وألسنتهم بالسوء» على استئناف ما بعده. {لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} [2] تام، ومثله: «ولا أولادكم» إن جعل «يوم القيامة» ظرفًا للفصل، وليس بوقف إن علق بـ «تنفعكم»، وحينئذ لا يوقف على «بينكم» بل على «يوم القيامة» إذ يصير ظرفًا لما قبله   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 315)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 فكأنَّه قال: لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم في هذا اليوم. {بَصِيرٌ (3)} [3] تام، ولا وقف من «قومًا قد كانت لكم» إلى قوله: «لاستغفرنَّ لك»، وذلك إنَّ قوله: «قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم» إلَّا قوله: «لأبيه» في معنى: تأسوا بإبراهيم إلَّا في قوله: «لأبيه» على أنَّ الاستثناء متصل، وهو مستثنى من قوله: «قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه»، والمعنى: إلَّا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنَّ لك فليس لكم في هذه أسوة؛ لأنَّ استغفار المؤمنين للكافرين كفعل إبراهيم غير جائز أنزل الله في ذلك: «وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنَّه عدو لله تبرأ منه» ومن جعله منقطعًا وقف على قوله: «وحده» قال أبو حيان: والظاهر أنَّه مستثنى من مضاف لإبراهيم، فالقول ليس مندرجًا تحته لكنه مندرج تحت مقالات إبراهيم إنظره إن شئت (1). {مِنْ شَيْءٍ} [4] تام، على الوجهين. {أَنَبْنَا} [4] حسن. {الْمَصِيرُ (4)} [4] تام. {كَفَرُوا} [5] حسن، ومثله: «ربنا». {الْحَكِيمُ (5)} [5] تام، وبعضهم جعل قوله: «ربنا عليك توكلنا» إلى «الحكيم» متصلًا فلا يوقف على «حسنة»؛ لأنَّ قوله: «لمن كان يرجو الله» بدل من ضمير الخطاب وهو «لكم» بدل بعض من كل. {وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ} [6] كاف، للابتداء بالشرط. {الحميدُ (6)} [6] تام. {مَوَدَّةً} [7] حسن. {قَدِيرٌ} [7] أحسن مما قبله. {رَحِيمٌ (7)} [7] تام. {أَنْ تَبَرُّوهُمْ} [8] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله. {وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} [8] كاف. {الْمُقْسِطِينَ (8)} [8] تام. {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} [9] كاف، فإن «تولوهم» و «أن تبروهم» بدلان مما قبلهما فلا يوقف على ما قبلهما. {الظَّالِمُونَ (9)} [9] تام، ومثله: «فامتحنوهن». {اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} [10] أتم مما قبله، قال ابن نصير: أكره أن أقف على النون المشددة.   (1) انظر: المصدر السابق (23/ 315). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 {إِلَى الْكُفَّارِ} [10] كاف، ومثله: «لهن»، وكذا: «ما أنفقوا»، وكذا: «أجورهن». {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [10] جائز. {مَا أَنْفَقُوا} [10] كاف، ومثله: «يحكم بينكم». {حَكِيمٌ (10)} [10] تام. {مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} [11] حسن. {مُؤْمِنُونَ (11)} [11] تام، ولا وقف من قوله: «يا أيها النبي» إلى قوله: «فبايعهن» فلا يوقف على «شيئًا» ولا على «أولادهن» ولا على «وأرجلهن» ولا على «معروف»؛ لأنَّ جواب «إذًا» قوله: «فبايعهن». {فَبَايِعْهُنَّ} [12] جائز. {وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ} [12] كاف. {رَحِيمٌ (12)} [12] تام. {عَلَيْهِمْ} [13] جائز. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 سورة الصف مكية أو مدنية -[آيها:] أربع عشرة آية إجماعًا، ليس فيها اختلاف. - وكلمها: مائتان وإحدى وعشرون كلمة. - وحروفها: تسعمائة وستة وعشرون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع موضع واحد، وهو قوله: «وفتح قريب». {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [1] حسن. {الْحَكِيمُ (1)} [1] تام، وفي قوله: «لم» ثلاث لغات: «لمَ» و «لمه» بالهاء، و «لمْ» بإسكان الميم. {مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)} [2] الأول كاف. {عِنْدَ اللَّهِ} [3] حسن، إن جعل موضع «أن» رفعًا خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو أن تقولوا، وليس بوقف إن جعل مبتدأ وما قبله خبرًا له، أي: قولكم مالا تفعلون كبر مقتًا عند الله، أو بتقدير مبتدأ، أي: هو أن تقولوا، ومثله في عدم الوقف جعل «أن تقولوا» بدلًا من ضمير «كبر»، أي: كبر هو، أي: القول مقتًا عند الله. {مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)} [3] الثاني تام. {صَفَّاً} [4] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «كأنَّهم» تشبيه فيما قبله. {مَرْصُوصٌ (4)} [4] تام، إن نصب «إذ» بمقدر. {أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} [5] كاف، ومثله: «قلوبهم». {الْفَاسِقِينَ (5)} [5] تام؛ إن علق «إذ» بمقدر. {إِلَيْكُمْ} [6] الثاني ليس بوقف؛ لأنَّ «مصدقًا» حال مما قبله. {مِنْ بَعْدِي} [6] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة «اسمه أحمد» في موضع جر صفة «رسول» أو في موضع نصب حالًا من فاعل يأتي. {اسْمُهُ أَحْمَدُ} [6] كاف. {بِالْبَيِّنَاتِ} [6] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده جواب «فلما». {مُبِينٌ (6)} [6] تام. {إِلَى الْإِسْلَامِ} [7] كاف، ومثله: «الظالمين» على استئناف ما بعده. {بِأَفْوَاهِهِمْ} [8] حسن. {مُتِمُّ نُورِهِ} [8] ليس بوقف على القراءتين، قرأ الأخوان وحفص وابن كثير بإضافة «متم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 لـ «نوره»، والباقون: بتنوينه ونصب «نوره» (1)، وجملة «والله متم» حالية من فاعل «يريدون» أو «يطفؤا» وقوله: «ولو كره» حال من هذه الحال، وجواب «لو» ما قبله قد قام مقامه، أي: الله أتم دينه وأظهره على سائر الأديان كلها، وكذا يقال في قوله: «ولو كره المشركون». {الْكَافِرُونَ (8)} [8] تام. {وَدِينِ الْحَقِّ} [9] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده «لام» «كي» ومثله في عدم الوقف كله؛ لأنَّ قوله: «ولو كره» قد قام ما قبله مقام جوابه. {الْمُشْرِكُونَ (9)} [9] تام. {أَلِيمٍ (10)} [10] كاف، إن جعل «تؤمنون» خبر مبتدأ محذوف، أي: تلك التجارة هي تؤمنون، فالخبر نفس المبتدأ، فلا يحتاج لرابط، وكذا إن جعل «تؤمنون» بمعنى: آمنوا، بمعنى الأمر؛ لأنَّ بعده «يغفر» مجزوم على جواب الأمر، ونظير ذلك قول العرب: اتقي الله امرؤ فعل خيرًا يثب عليه، معناه: ليتق الله، فانجزم قوله: يثب، على تقدير: هذا الأمر فكذلك انجزم «يغفر» على تقدير: آمنوا وجاهدوا، وليس «أليم» بوقف إن جعل «تؤمنون»، بمعنى: أن تؤمنوا، فهو منصوب المحل تفسيرًا للتجارة، فلما حذف أن ارتفع الفعل كقوله: ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى (2) الأصل إن أحضر، فكأنَّه قال: هل أدلكم على تجارة منجية إيمان وجهاد، وهو معنى حسن لولا ما فيه من التأويل. قاله المبرد، وعليه فلا يوقف من قوله: «تؤمنون» إلى قوله: «في جنات عدن»؛ لأن «يغفر» مجزوم على جواب الأمر فلا يفصل بين الأمر وجوابه بالوقف، وقال الفراء: هو مجزوم على جواب الاستفهام، وهو قوله: «هل أدلكم»، واختلف الناس في تصحيح هذا القول فبعضهم غلطة قال الزجاج: ليسوا إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا، يعني: أنَّه ليس مرتبًا على مجرد الاستفهام ولا مجرد الدلالة ويجوز أنَّ الفراء نظر إلى المعنى؛ لأنَّه قال: هل أدلكم على تجارة، ثم فسّر التجارة بقوله: «تؤمنون» فكأن الاستفهام إنَّما وقع على نفس المفسّر؛ كأنَّه قال: هل   (1) وجه من قرأ: {مُتِّمٌ} غير منون، و {نُورِهِ} بالخفض؛ أن ذلك على إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله للتخفيف. والباقون بالتنوين والنصب؛ على إعمال اسم الفاعل كما هو الأصل. انظر هذه القراءة في: المعاني للفراء (3/ 153)، البحر المحيط (8/ 263)، تفسير الرازي (29/ 312)، الحجة لابن خالويه (ص: 707)، الكشف للقيسي (2/ 320)، السبعة (ص: 635)، النشر (2/ 387). (2) صدر بيت من الطويل، وقائله طَرَفَة بن العبد، وعجز البيت: وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي -الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 تؤمنون وتجاهدون يغفر لكم (1). {تَعْلَمُونَ (11)} [11] كاف؛ إن أضمر شرط، أي: أن تؤمنوا يغفر لكم ذنوبكم. {فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} [12] كاف، ومثله: «العظيم». {تُحِبُّونَهَا} [13] حسن؛ إن رفع «نصرٌ» خبر مبتدأ محذوف، أي: هي نصر، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «أخرى». {وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} [13] تام، وأتم منه «وبشر المؤمنين» ولا يوقف على «الله»، ولا على «الحواريين». {إِلَى اللَّهِ} [14] حسن. {أَنْصَارُ اللَّهِ} [14] كاف، وقال نافع تام. {مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [14] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {وَكَفَرَتْ طائفةٌ} [14] كاف. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 328)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 سورة الجمعة مدنية -[آيها:] إحدى عشرة آية. - وكلمها: مائة وخمس وسبعون كلمة. - وحروفها: سبعمائة وثمان وأربعون حرفًا. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [1] كاف، إن رفع ما بعده على إضمار مبتدأ محذوف، أي: هو الملك، وبها قرأ أبو وائل شقيق بن سلمة والخليل (1)، وليس بوقف على قراءة العامة بالجر في الأربعة على النعت لما قبله (2). {الْحَكِيمِ (1)} [1] حسن. {رَسُولًا مِنْهُمْ} [2] جائز، ومثله: «والحكمة» إن جعلت أن قوله: «وإن كانوا» مخففة من الثقيلة أو نافية واللام، بمعنى: إلَّا، أي: ما كانوا إلا في ضلال مبين من عبادة الأوثان وغيرها. {مُبِينٍ (2)} [2] جائز؛ لأنه رأس آية، ولولا ذلك لما جاز؛ لأنَّ قوله: «وآخرين» مجرور عطفًا على «الأميين» أو هو منصوب عطفًا على الهاء في «ويعلمهم»، أي: ويعلم آخرين، والمراد بالآخرين: العجم، لما صح أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت سورة الجمعة قرأها إلى قوله: «وآخرين»، قال: رجل مَنْ هؤلاء يا رسول الله؟ فوضع يده على سلمان، ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لنا، له رجال من هؤلاء، وقال أيضًا: لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل، أو قال: رجال من أبناء فارس، حتى يتناولوه، أو هم التابعون، أو هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - (3)، قاله الكواشي.   (1) وهو قوله تعالى: «الملكُ القدوسُ العزيزُ الحكيمُ»، وهي رويت أيضًا عن مسلمة بن محارب ورؤبة ونصر بن عاصم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 140)، البحر المحيط (8/ 266)، تفسير القرطبي (18/ 91)، تفسير الرازي (30/ 2). (2) أي: قراءة جمهور القراء على الخفض في: قوله تعالى: «الملكِ القدوسِ العزيزِ الحكيمِ». (3) وهو مرويٌ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كنَّا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، حين أنزلت سورة الجمعة، فتلاها، فلما بلغ «وآخرِينَ منْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ» قال له رجل: يا رسولَ الله، مَن هؤلاء الذين لم يَلْحَقُوا بنا؟ فلم يُكلِّمْهُ حتى سأل ثلاثا، قال: وسلمانُ الفارسيُّ فينا؟ فوضع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان، فقال: والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان بالثُّرَيَّا لتَنَاوَلَهُ رِجَال من هؤلاء». وفي رواية: «لو كان الدِّين عند الثُّرَيَّا لذهب به رجل من فارسَ - أو قال: من أبناء فارِس - حتى يتناوَله». أخرجه البُخاري (6/ 188، رقم: 4897) وفي (6/ 189، رقم: 4898)، ومسلم (7/ 191)، والتِّرمِذي (رقم: 3310، و3933)، والنَّسائي في الكبرى (رقم: 8220، و11528)، وفي رواية: «لو كان الإيمان عند الثريا لذهب به رجل من أبناء فارس حتى يتناوله». عن أبى هريرة أخرجه مسلم (4/ 1972، رقم: 2546)، وفي رواية أخرى: «لو كان الإيمان معلقًا بالثريا لا تناله العرب لناله رجال من فارس». عن قيس بن سعد أخرجه الطبرانى (18/ 353، رقم: 900). وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (3/ 23، رقم: 1433). قال الهيثمى (10/ 65): رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 {لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [3] كاف، ومثله: «الحكيم»، وكذا: «من يشاء». {الْعَظِيمِ (4)} [4] تام. {أَسْفَارًا} [5] كاف، ومثله: «بآيات الله». {الظَّالِمِينَ (5)} [5] تام. {مِنْ دُونِ النَّاسِ} [6] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فتمنوا الموت» جواب الشرط، وهو قوله: «إن زعمتم». {صَادِقِينَ (6)} [6] كاف؛ على استئناف ما بعده. {أَيْدِيهِمْ} [7] كاف. {بِالظَّالِمِينَ (7)} [7] تام، ووقف بعضهم على «منه»، وجعل «فإنه» استئنافًا بعد الخبر الأول، ويعضد هذا ما قرئ (1): «إنَّه ملاقيكم» وهو وجيه ولكن وصله أوجه. {مُلَاقِيكُمْ} [8] جائز، «والشهادة» ليس بوقف لمكان الفاء. {تَعْمَلُونَ (8)} [8] تام. {مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [9] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده جواب «إذا»، ومثله في عدم الوقف «إلى ذكر الله» للعطف. {وَذَرُوا الْبَيْعَ} [9] كاف، ومثله: «تعلمون». {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [10] جائز، ومثله: «من فضل الله». {تُفْلِحُونَ (10)} [10] تام. {قائِماً} [11] حسن، وقال محمد بن عيسى تام، قال مقاتل والحسن: أصاب المدينة جوع وغلاء فقدم دحية بن خليفة الكلبي بتجارة وزيت من الشام وكان إذا قدم قدم بكل ما يحتاج إليه من البر وغيره فضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة فخرجوا إليه، ولم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد إلَّا اثنا عشر رجلًا وامرأة منهم أبو بكر الصديق وعمر، فقال النبي: - صلى الله عليه وسلم - كم بقي في المسجد، فقالوا اثنا عشر رجلًا وامرأة، فقال النبي: - صلى الله عليه وسلم - لولا هؤلاء القوم لسوَّمت عليهم الحجارة من السماء، وفي لفظٍ: والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارًا (2). {وَمِنَ التِّجَارَةِ} [11] كاف. آخر السورة تام.   (1) وهي قراءة زيد بن علي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 267)، الكشاف (4/ 104). (2) ذكره الواحدي في أسباب النزول، نسخة اليكترونية.-الموسوعة الشاملة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 سورة المنافقين مدنية -[آيها:] إحدى عشرة آية اتفاقًا. - وكلمها: مائة وثمانون كلمة. - وحروفها: سبعمائة وستة وسبعون حرفًا. وقد استخرج عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا وستين سنةً من قوله: «ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلها» فإنَّها رأس ثلاث وستين سورة، وأعتق ثلاثًا وستين رقبة، ونحر بيده الشريفة ثلاثًا وستين بدنة في حجة الوداع (1). {إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [1] كاف، ولا يجوز وصله؛ لأنَّه لو وصله لصار قوله: «والله يعلم إنَّك» من مقول المنافقين، وليس الأمر كذلك، بل هو ردٌّ لكلامهم إنَّ رسول الله غير رسول، فكذبهم الله بقوله: «والله يعلم إنَّك لرسوله». والوقف على {لَرَسُولُهُ} [1] تام عند نافع. {لَكَاذِبُونَ (1)} [1] تام عند أبي عبيدة، إن جعل «اتخذوا أيمانهم» خبرًا مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل جواب «إذا» وهو بعيد، وتام إن جعل جوابها «قالوا» أو جعل محذوفًا، و «قالوا» حالًا، أي: إذا جاؤك قائلين كيت وكيت، فلا تقبل منهم. {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [2] حسن. {يَعْمَلُونَ (2)} [2] كاف. {ثُمَّ كَفَرُوا} [3] جائز. {لَا يَفْقَهُونَ (3)} [3] كاف. {أَجْسَامُهُمْ} [4] جائز، ومثله: «تسمع لقولهم» إن جعل موضع الكاف رفعًا، أي: هم خشب، أو هي جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، ومثله في الجواز مسندة. {كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} [4] حسن، قال يحيى بن سلام: وصفهم الله بالجبن عن القتال، بحيث لو نادى مناد في العسكر، أو انفلتت دابة، أو أنشدت ضالة، أو نثرت حثالة؛ لظنوا أنَّهم المرادون لما في قلوبهم من الرعب (2). {فَاحْذَرْهُمْ} [4] حسن. {أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)} [4] كاف.   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 373)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (23/ 373). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 {رَسُولُ اللَّهِ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده جواب «إذا». {رُءُوسَهُمْ} [5] جائز. {مُسْتَكْبِرُونَ (5)} [5] كاف. {لَهُمْ} [6] حسن لمن قرأ: «آستغفرت» بهمزة ممدودة ثم ألف، وبها قرأ يزيد بن القعقاع (1)، وليس بوقف لمن قرأه بهمزة مفتوحة من غير مد، وهي قراءة العامة (2). {لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [6] كاف. {الفاسقين (6)} [6] تام. {حَتَّى يَنْفَضُّوا} [7] كاف، «والأرض» تجاوزه أولى. {لَا يَفْقَهُونَ (7)} [7] كاف. {الْأَذَلَّ} [8] تام. {لَا يَعْلَمُونَ (8)} [8] تام؛ لأنَّه آخر قصة عبد الله بن أُبيّ ابن سلول رأس المنافقين فهي قصة واحدة. {عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [9] كاف. {الْخَاسِرُونَ (9)} [9] تام؛ على استئناف ما بعده. {أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ (} [10] ليس بوقف، ومثله في عدم الوقف «إلى أجل قريب»؛ لأنَّ قوله: «فأصدق» منصوب على جواب التمني، وهو «لولا أخرتني»؛ لأنَّ معناه السؤال والدعاء، فكأنَّه قال: أخرني إلى أجل قريب فأصدَّق وأكون، وبها قرأ أبو عمرو عطفًا على لفظ «فأصدق»، وقرأ الجمهور «وأكن» (3)، بالجزم عطفًا على موضع الفاء، كأنَّه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن، هذا مذهب أبي علي الفارسي وحكى سيبويه عن شيخه الخليل غير هذا وهو أنَّه جزم «وأكن» على توهم الشرط كما هو في مصحف عثمان «أكن» بغير واو، ولا موضع هنا؛ لأنَّ الشرط ليس بظاهر وإنَّما يعطف على الموضع حيث يظهر الشرط والفرق بين العطف على الموضع والعطف على التوهم أنَّ العامل في العطف على الموضع موجود دون مؤثرة والعامل في العطف على التوهم مفقود وأثره موجود مثال الأول: هذا   (1) وهي قراءة متواترة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 416)، الإملاء للعكبري (2/ 141)، البحر المحيط (8/ 273)، الكشاف (4/ 111)، المحتسب لابن جني (2/ 322)، النشر (2/ 388). (2) أي: جمهور القراء. (3) قرأ أبو عمرو: {وَأَكُنَ} بالواو ونصب النون، وقرأ الجمهور: {وَأَكُونْ}؛ وجه من قرأ بالواو ونصب النون؛ أن ذلك عطفا على: {فَأَصَّدَّقَ}. والباقون: {وَأَكُنْ} بحذف الواو لالتقاء الساكنين وبجزم النون عطفا على محل فـ «أصدق»، كأنه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن. انظر هذه القراءة في: الغيث للصفاقسي (ص: 369)، تفسير الرازي (20/ 199)، الكشف للقيسي (2/ 322)، النشر (2/ 388). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 ضارب زيد وعمرًا، فهذا من العطف على الموضع، فالعامل وهو «ضارب» موجود، وأثره وهو: النصب مفقود، ومثال الثاني: ما هنا، فإنَّ العامل للجزم مفقود، وأثره موجود (1). انظر أبا حيان. {الصَّالِحِينَ (10)} [10] تام. {أَجَلُهَا} [11] كاف. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 384)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 سورة التغابن مكية أو مدنية إلَّا ثلاث آيات من آخرها نزلت في عوف بن مالك الأشجعي؛ وذلك أنَّه أراد الغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فاجتمع أهله وولده وثبَّطوه وشكوا إليه فراقه فرَقَّ ولم يغز فأنزل الله: «ياأيها الذين آمنوا إنَّ من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم .. » إلى آخرها (1). -[آيها:] ثمان عشرة آية. - وكلمها: مائتان وإحدى وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف وسبعون حرفًا. {وَمَا فِي الْأَرْضِ} [1] حسن. {وَلَهُ الْحَمْدُ} [1] كاف. {قَدِيرٌ (1)} [1] تام. {مُؤْمِنٌ} [2] كاف. {بَصِيرٌ (2)} [2] تام، «بالحق» ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [3] كاف، ومثله: «المصير». {وَالْأَرْضِ} [4] جائز. {وَمَا تُعْلِنُونَ} [4] كاف. {بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)} [4] تام. {مِنْ قَبْلُ} [5] جائز. {وَبَالَ أَمْرِهِمْ} [5] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله. {أَلِيمٌ (5)} [5] تام. {يَهْدُونَنَا} [6] حسن. {وَتَوَلَّوْا} [6] أحسن منه. {وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} [6] أحسن منهما. {حَمِيدٌ (6)} [6] تام. {أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} [7] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله، وتقدم أنَّه متى اتصلت بلى بشرط نحو: «بلى من كسب» «بلى من أسلم» «بلى أن تصبروا»، وكذا إن اتصلت بقسم نحو ما هنا: «قل بلى وربي» «قالوا بلى وربنا» لم يوقف عليها؛ لأنَّها إثبات للنفي السابق   (1) انظر: المصدر السابق (23/ 426). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 عليها. {لَتُبْعَثُنَّ} [7] جائز، ومثله: «بما عملتم». {يسيرٌ (7)} [7] تام. {أَنْزَلْنَا} [8] كاف. {خَبِيرٌ (8)} [8] كاف، إن نصب «يوم» بمقدَّر، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «يوم يجمعكم» ظرف لما قبله، فلا يوقف من «زعم الذين كفروا» إلى قوله: «ليوم الجمع»، إذ المعنى: وربي لتبعثنَّ يوم يجمعكم في هذا اليوم فيجازيكم على حسب أعمالكم. {يَوْمُ التَّغَابُنِ} [9] تام عند نافع، وسُمّي يوم القيامة: يوم التغابن؛ لأنَّه يغبن فيه أهل الجنة أهل النار، ويغبن فيه من كثرت طاعته من كثرت معاصيه (1). {أَبَدًا} [9] كاف. {الْعَظِيمُ (9)} [9] تام. {بِآَيَاتِنَا} [10] ليس بوقف؛ لأن خبر «والذين» لم يأت بعد. {خَالِدِينَ فِيهَا} [10] كاف. {الْمَصِيرُ (10)} [10] تام. {بِإِذْنِ اللَّهِ} [11] حسن، وتام عند أبي حاتم. {قَلْبَهُ} [11] كاف. {عَلِيمٌ (11)} [11] تام. {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [12] كاف، للابتداء بالشرط. {الْمُبِينُ (12)} [12] تام. {إِلَّا هُوَ} [13] حسن. {الْمُؤْمِنُونَ (13)} [13] تام، ومثله: «فاحذروهم»، وكذا: «غفور رحيم». {فِتْنَةٌ} [15] كاف. {عَظِيمٌ (15)} [15] تام، روي أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لقي حذيفة بن اليمان يومًا، فقال له عمر: كيف أصبحت يا حذيفة؟ فقال: أصبحت أحبُّ الفتنة، وأكره الحق، وأقول ما ليس بمخلوق، وأصلي بغير وضوء، وأشهد بما لم أره لي في الأرض، ما ليس لله في السماء، فغضب عمر، فمضى حذيفة وتركه، فأقبل عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فرأى أثر الغضب في وجه عمر، فقال: له علي ما يغضبك يا أمير المؤمنين. فقص عليه ما جرى له مع حذيفة، فقال عليّ: صدق حذيفة؛ أليس أنَّه قال أحب الفتنة؛ أصبح يحب   (1) نفسه (23/ 419). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 المال والولد، قال تعالى: «إنَّما أموالكم وأولادكم فتنة»، ويكره الموت وهو حق، ويقرأ القرآن وهو ليس بمخلوق، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - على غير وضوء، ويشهد أن لا إله إلَّا الله وهو لم يره، وله في الأرض زوجة وبنون، وليس لله تعالى زوجة ولا بنون (1). {مَا اسْتَطَعْتُمْ} [16] حسن، تام للابتداء بالشرط، ومثله: «المفلحون». {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [17] كاف. {حَلِيمٌ (17)} [17] تام، إن جعل «عالم» مبتدأ، وقوله: «العزيز» خبره، وكاف إن جعل خبر مبتدأ محذوف، وكذا إن نصب «بأغنى» وليس بوقف إن جعل نعتًا لما قبله، أو بدلًا منه أو خبرًا بعد خبر. آخر السورة تام.   (1) نفسه (23/ 426). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 سورة الطَّلاق مدنية -[آيها:] إحدى عشرة آية. - وكلمها: مائتان وتسع وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف ومائة وستون حرفًا. {لِعِدَّتِهِنَّ} [1] حسن. {وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} [1] أحسن، مما قبله. {رَبَّكُمْ} [1] حسن. {مِنْ بُيُوتِهِنَّ} [1] حسن، إن كانت «الفاحشة» أن تعمل المرأة ما يوجب عليها الحدَّ، فتخرج له حتى يقام عليها الحدّ، وإن كان الخروج، هو الفاحشة، فلا يجوز الوقف. {مُبَيِّنَةٍ} [1] أحسن منه. {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [1] الأول تام، للابتداء بالشرط، ولا يوقف على «حدود الله» الثاني؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد. {ظَلَمَ نَفْسَهُ (} [1] حسن. {أَمْرًا (1)} [1] كاف، ومثله: «بمعروف» الثاني. {مِنْكُمْ} [2] كاف، ومثله: «لله» وكذا: «واليوم الآخر». {لَا يَحْتَسِبُ} [3] حسن. {فَهُوَ حَسْبُهُ} [3] كاف، ومثله: «أمره». {لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} [3] تام، ومثله: «لم يحضن»، أي: فعدَّة الجميع ثلاثة أشهر، فحكم الثاني كحكم الأول، فالواو شركت في المعنى بينهما، ولولا «هي» لما دل نظم الكلام على اشتراكهما في المعنى، والمراد بالارتياب جهل عدتهن، أي: إن جهلتم عدتهن فهي ثلاثة أشهر، وليس المراد بالارتياب الشك في كونهن حاملات أم لا، وقيل: إن ارتبتم، أي: تيقنتم، فهو من الأضداد (1). {حَمْلَهُنَّ} [4] تام، ومثله: «يسرا» وكذا: «أنزله إليكم» للابتداء بالشرط. {أَجْرًا (5)} [5] كاف. {مِنْ وُجْدِكُمْ} [6] جائز؛ على استئناف النهي، وهو: الطاقة والغنى. {عَلَيْهِنَّ} [6] حسن، ومثله: «حملهن». {أُجُورَهُنَّ} [6] جائز.   (1) نفسه (23/ 431). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 {بِمَعْرُوفٍ} [6] حسن. {لَهُ أُخْرَى (6)} [6] تام؛ على استئناف الأمر، واللام لام الأمر. {مِنْ سَعَتِهِ} [7] تام للابتداء بالشرط. {مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ} [7] حسن، ومثله: «ما آتاها». {يُسْرًا (7)} [7] كاف. {نُكْرًا (8)} [8] حسن، ومثله: «وبال أمرها». {خُسْرًا (9)} [9] كاف؛ على استئناف ما بعده، و «الوبال» في كلام العرب: الثقل، وفي الحديث: «أيَّما مالٌ زكيٌ رفع اللهُ وبلته» (1). ومنه قول الشاعر: مُحَمَّد تَفدِ نَفسَكَ كُلُّ نَفسٍ ... إِذا ما خِفتَ مِن شَيءٍ وَبَالَا (2) {شَدِيدًا} [10] كاف على استئناف ما بعده. {الْأَلْبَابِ} [10] حسن، قاله بعضهم، وقال نافع: الوقف على «الذين آمنوا» وهو أليق؛ لأنَّه يجعل «الذين آمنوا» متصلًا بـ «أولي الألباب»، ثم يبتدئ: «قد أنزل الله إليكم ذكرًا» وهو تام إن نصب «رسولًا» بالإغراء، أي: عليكم رسولًا، أي: اتبعوا رسولًا، وكذا إن نصب بنحو: أرسل رسولًا، أو بعث رسولًا؛ لأنَّ الرسول لم يكن منزَّلًا، وليس بوقف إن نصب «رسولًا» بـ «ذكر»، أي: أنزل عليكم أن تذكروا رسولًا، أو على أنَّه بدل منه، أو صفة، ومعناه: ذا رسول، فحذف «ذا» وأقيم «رسولًا» مقامه، نحو: واسأل القرية، فعلى هذه التقديرات: لا يوقف على «ذكرًا» ولا على «مبينات»؛ لأنَّه لا يبتدأ بلام العلة. {إلى النُّورِ} [11] تام، ولا يوقف على «الأنهار»؛ لأنَّ «خالدين» حال من «جنات» ولا يوقف على «خالدين». و {أَبَدًا} [11] حسن. {لَهُ رِزْقًا (11)} [11] تام. {مِثْلَهُنَّ} [12] كاف، إن علق «لتعلموا» بقوله: «يتنزل»، أو بمحذوف، وليس بوقف إن علق بـ «خلق» ولا يوقف على «بينهن» ولا على «قدير». آخر السورة تام.   (1) لم أعثر عليه. (2) البيت من بحر الوافر، وقائله أبو طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم والد الإمام علي كرم الله وجهه، والبيت جاء منفردًا عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 سورة التحريم مدنية -[آيها:] اثنتا عشرة آية إجماعًا. - وكلمها: مائتان وسبع وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف ومائة وستون حرفًا، كحروف سورة الطَّلاق. {مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [1] تام عند محمد بن عيسى، وليس الأمر كما قال؛ لأنَّ «تبتغي» في موضع الحال قد عمل فيه ما قبله. {أَزْوَاجِكَ} [1] كاف. {رَحِيمٌ (1)} [1] تام. {تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [2] حسن. {مَوْلَاكُمْ} [2] أحسن مما قبله. {الْحَكِيمُ (2)} [2] كاف. {حَدِيثًا} [3] جائز على القراءتين في: «عرف» بتشديد الراء وبتخفيفها، فقرأ الكسائي بالتخفيف، والباقون بالتشديد (1). {وأعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} [3] حسن، ومثله: «من أنبأك هذا». {الْخَبِيرُ (3)} [3] تام. {قُلُوبُكُمَا} [4] حسن. {هُوَ مَوْلَاهُ} [4] كاف، عند يعقوب، وقال نافع: تام؛ لأنَّه انقضاء نعتهن، وما بعده مستأنف، يريد أنَّ مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الله تعالى، كقوله: «نعم المولى ونعم النصير»، ثم قال تعالى: «وجبريل وصالح المؤمنين» على الابتداء، والخبر «ظهير» قاله أبو العلاء الهمداني، والأكثر على أنَّ الوقف على «وصالح المؤمنين»، ثم يبتدئ: «والملائكة». {ظَهِيرٌ (4)} [4] كاف، ولا وقف من قوله: «عسى ربه» إلى قوله: «وأبكارًا» فلا يوقف على «منكن»؛ لأنَّ «مسلمات» وما بعدها صفة لقوله: «أزواجًا وأبكارًا» معطوف على «ثيَّبات» وهذا تقسيم للأزواج، وقيل: الواو في «وأبكارًا» «واو» الثمانية، والصحيح أنَّها للعطف، ويجوز الوقف على «وأهليكم» وعلى «نارًا» وفي ذلك نظر؛ لأنَّ «قو» يتعدَّى لمفعولين الأول: «أنفسكم»، والثاني: «نارًا»،   (1) وجه من قرأ بتخفيف الراء؛ بمعنى: جازى بالعتب واللوم، كما تقول لمن يؤذيك لأعرض لك ذلك، أي: لأجازينك. والباقون بتشديد الراء؛ بمعنى: أعلم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 419)، الإعراب للنحاس (3/ 462). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 فـ «أهليكم» عطف على «أنفسكم»، ومعنى: وقايتهم حملهم على الطاعة فيكون ذلك وقاية بينهن وبين النار؛ لأنَّ ربَّ المنزل راعٍ ومسؤول عن رعيته. و {وَالْحِجَارَةُ} [6] حسن، ومثله: «شداد»، وقيل في قوله: «عليها تسعة عشر» هؤلاء الرؤساء؛ ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة، وقوَّته أن يضرب بالمقمعة فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفًا فيهوون في النار، لكل واحد تسع عشرة يدًا، أصابعها بعدد من في النار. {مَا أَمَرَهُمْ} [6] جائز، وانتصب «ما أمرهم» على البدل، أي: لا يعصون أمره. {مَا يُؤْمَرُونَ (6)} [6] تام. {الْيَوْمَ} [7] جائز، وقال نافع تام. {تَعْمَلُونَ (7)} [7] تام. {نَصُوحًا} [8] كاف؛ على استئناف ما بعده، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ قوله: «عسى» في موضع الجواب لـ «توبوا». {الْأَنْهَارُ} [8] جائز، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ قوله: «يوم لا يخزي الله النبي»، ظرف لما قبله، والمعنى: ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار في هذا اليوم. {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ} [8] قيل تام؛ على أنَّ قوله: «والذين آمنوا» في موضع رفع على الابتداء، والخبر قوله: «نورهم يسعى»، ويكون النور للمؤمنين خاصة، وقيل: الوقف على «يوم لا يخزي الله النبيّ والذين أمنوا معه» تام، قال يحيى بن نصير النحوي تم الكلام هنا، ويكون قوله: «والذين آمنوا معه» معطوفًا على «النبيّ»، أو مبتدأ والخبر محذوف، والمعنى: يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه لا يخزون، فعلى هذا يكون «نورهم» مستأنفًا، وهذا أوجه من الأول، وإن جعل «والذين آمنوا معه» مبتدأ والخبر «نورهم يسعى» فلا يوقف على «معه». {وَبِأَيْمَانِهِمْ} [8] حسن. {وَاغْفِرْ لَنَا} [8] كاف. {قَدِيرٌ (8)} [8] تام. {وَالْمُنَافِقِينَ} [9] جائز، ومثله: «واغلظ عليهم». {جَهَنَّمُ} [9] كاف عند أبي حاتم. {الْمَصِيرُ (9)} [9] تام. {وَامْرَأَةَ لُوطٍ} [10] حسن؛ لأنَّ الجملة لا تكون صفة للمعرفة، وليس بوقف إن جعلت الجملة مفسرة لـ «ضرب المثل»، ومثله في الحسن «فخانتاهما» على استئناف ما بعده. {الدَّاخِلِينَ (10)} [10] تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 {اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} [11] ليس بوقف لتعلق «إذ» بما قبلها. {الظَّالِمِينَ (11)} [11] كاف، إن نصب «ومريم» بفعل مقدر، فهي مفعول به، وهو من عطف الجمل، وعطف الجمل من مقتضيات الوقف، وجائز إن عطف «ومريم» على «امرأت فرعون»؛ لأنَّه رأس آية، ولا يوقف على «أحصنت فرجها» لمكان الفاء. {مِنْ رُوحِنَا} [12] جائز. {وَكُتُبِهِ} [12] حسن على القراءتين، قرأ أبو عمرو وحفص بالجمع، والباقون بالإفراد (1)؛ لأنَّه مصدر يدل على القليل والكثير بلفظه، واتفق علماء الرسم على كتابة «امرأت نوح»، «وامرأت لوط»، «وامرأت فرعون»، وكذا: كل امرأة ذكرت مع زوجها فهي بالتاء المجرورة. آخر السورة تام.   (1) وجه من قرأ بضم الكاف والتاء من غير ألف؛ أن ذلك على الجمع. والباقون بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها؛ على الإفراد. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 419)، البحر المحيط (8/ 295). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 سورة الملك مكية -[آيها:] ثلاثون آية. - وكلمها: ثلاثمائة وخمس وثلاثون كلمة. - وحروفها: ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر حرفًا. {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [1] حسن. {قَدِيرٌ (1)} [1] تام، إن جعل ما بعده مبتدأ، وكاف إن جعل خبر مبتدأ محذوف، أو نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جعل نعتًا أو بدلًا، ولا يوقف على «ليبلوكم»؛ لأنَّ الفائدة فيما بعده. {أَحْسَنُ عَمَلًا} [2] حسن. {الْغَفُورُ (2)} [2] كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الذي، أو نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جعل نعتًا لما قبله أو بدلًا منه. {طِبَاقًا} [3] كاف، ومثله: «من تفاوت» على القراءتين، قرأ الأخوان: «من تفوُّت» بتشديد الواو دون الألف، والباقون بتخفيفها وبالألف (1)؛ وهما بمعنى واحد، و «من تفاوت» مفعول «ترى» و «من» زائدة، والمعنى: ما ترى يا بن آدم فيما خلق الرحمن من تناقض ولا اعوجاج ولا خلل بوجهٍ ما. {مِنْ فُطُورٍ (3)} [3] جائز. {كَرَّتَيْنِ} [4] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب الأمر. {وَهُوَ حَسِيرٌ (4)} [4] تام. {بِمَصَابِيحَ} [5] جائز. {لِلشَّيَاطِينِ} [5] حسن. {السَّعِيرِ (5)} [5] تام، لمن قرأ: «عذابُ جهنم» بالرفع (2)، وليس بوقف على قراءة الأعرج (3): «عذابَ جهنم» بالنصب عطفًا على «عذاب السعير». {جَهَنَّمَ} [6] كاف.   (1) وجه من قرأ بتشديد الواو من غير ألف، ومن قرأ بتخفيف الواو وألف بعد الفاء؛ أنهما لغتان، كالتعهد والتعاهد. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 470)، البحر المحيط (8/ 298)، التيسير (ص: 212). (2) وهي القراءة المتواترة عن جمهور القراء. (3) وكذا رويت عن الضحاك والحسن وهارون وأسيد بن أسيد المزني، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 471)، الإملاء للعكبري (2/ 142)، البحر المحيط (8/ 299)، تفسير الرازي (30/ 63). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 {الْمَصِيرُ (6)} [6] تام، ومثله: «من الغيظ» عند أبي حاتم. {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)} [8] كاف؛ لأن «قالوا» وما بعده جواب الاستفهام، واعتراف بمجيء النذير لهم، وفيه دليل على جواز الجمع بين حرف الجواب ونفس الجملة المجاب بها إذ قالوا «بلى» لفهم المعنى، ولكنهم أظهروه تحسرًا وزيادة في غمهم على تفريطهم في قبول النذير، و «نذير» الثاني عدَّه المدني الأخير رأس آية، فعلى قوله تكون السورة إحدى وثلاثين آية. {مِنْ شَيْءٍ} [9] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل «إن أنتم» مفعول «قلنا»، أو مفعول قول الخزنة المحذوف، أي: قالت الخزنة إن أنتم، أو هو من قول الكفار للرسل الذين جاؤا نذرًا لهم، أنكروا أنَّ الله أنزل شيئًا. {كَبِيرٍ (9)} [9] كاف. {أَوْ نَعْقِلُ} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لو» ما بعده. {فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} [10] كاف. {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ} [11] حسن. {لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} [11] تام. {بِالْغَيْبِ} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر أن لم يأت بعد. {كَبِيرٌ (12)} [12] تام. {أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [13] كاف. {الصُّدُورِ (13)} [13] تام. {مَنْ خَلَقَ} [14] حسن، لتناهي الاستفهام. {الْخَبِيرُ (14)} [14] تام. {ذَلُولًا} [15] جائز. {فِي مَنَاكِبِهَا} [15] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {مِنْ رِزْقِهِ} [15] كاف. {النُّشُورُ (15)} [15] تام، قرأ قنبل: «النشور وَأمنتم» بواو مفتوحة بدل من همزة «ءَأَمنتم» في الوصل خاصة (1). {بِكُمُ الْأَرْضَ} [16] جائز، أي: يجعل الأرض مخسوفة بكم إن عصيتم. {تَمُورُ (16)} [16] رأس آية، وليس بوقف، وقوله: «إن يرسل» و «إن يخسف» بدلان مِن «مَن في   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 420)، البحر المحيط (8/ 302)، التيسير (ص: 212)، الغيث للصفاقسي (ص: 371). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 السماء» بدل اشتمال، أي: أمنتم خسفه وإرساله. قاله أبو البقاء، أو هو على حذف «مَن»، أي: أمنتم من الخسف والإرسال، والأول أظهر، ومعنى تمور: تتحرك عند الخسف بهم (1). {حَاصِبًا} [17] كاف، للابتداء بالتهديد. {كَيْفَ نَذِيرِ (17)} [17] تام، ومثله: «كيف كان نكير»، وكذا: «ويقبضن» عند أبي حاتم ونافع، والوقف على «الرحمن» و «بصير» و «من دون الرحمن» و «في غرور» كلها وقوف كافية؛ لأنَّ «أم» في الأخير تصلح استفهامًا مستأنفًا، وتصلح جوابًا للأولى. {إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} [21] حسن، ومثله: «ونفور»، وقيل: كاف. {أَهْدَى} [22] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «أمن يمشي» معطوف على «من» الأولى، كأنَّه قال: أأحد يمشي مكبًا على وجهه أهدى، أم أحدٌ يمشي سويًا معتدلًا يبصر الطريق وهو المؤمن، إذ لا يوقف على المعادل دون معادله؛ لأن «أمن يمشي سويًا» معادل «أفمن يمشي مكبًا». {مُسْتَقِيمٍ (22)} [22] تام. {وَالْأَفْئِدَةَ} [23] كاف، وانتصب «قليلًا» على أنَّه صفة لمصدر محذوف. {تَشْكُرُونَ (23)} [23] تام. {فِي الْأَرْضِ} [24] حسن. {تُحْشَرُونَ (24)} [24] تام. {صَادِقِينَ (25)} [25] كاف. {عِنْدَ اللَّهِ} [26] حسن. {مُبِينٌ (26)} [26] كاف. {الَّذِينَ كَفَرُوا} [27] جائز. {تَدَّعُونَ (27)} [27] تام. {أَوْ رَحِمَنَا} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت وهو «فمن يجير» فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف. {أَلِيمٍ (28)} [28] كاف. {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ} [29] حسن. {آَمَنَّا بِهِ} [29] أحسن منه. {تَوَكَّلْنَا} [29] كاف للابتداء بالتهديد. {مُبِينٍ (29)} [29] تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 513)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 {غَوْرًا} [30] حسن، كذا وسمه شيخ الإسلام بالحسن، ولعله من حيث أنَّ العامل قد أخذ معموليه، وذلك يقتضي الوقف، وأما من حيث أنَّ الشرط لم يأت جوابه، فذلك يقتضي عدم الوقف، والثاني أظهر والله أعلم بكتابه، ومعنى غورًا: غائرًا، وصف الماء بالمصدر، كما يقال: درهم ضرب، وماء سكب، ومَنْ اسم استفهام مبتدأ في محل رفع، و «يأتيكم» في محل رفع خبر، وجواب «مَنْ» الاستفهامية مقدر، تقديره: الله رب العالمين، وكذا يقدر بعد قوله: «أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى»، وكذا بعد قوله: «أليس الله بأحكم الحاكمين»، فيستحب أن يقول «بلى» فيها وينبغي الفصل بالوقف بين الاستفهام وجوابه، ولا تبطل الصلاة بذلك، وانظر لو قال ذلك عند سماع ذلك من غير الإمام. آخر السورة تام. [فائدة:] كل شيء في القرآن من ذكر: {مَعِينٍ (30)} [30] فهو الماء الجاري، إلا هذا الحرف فإنَّ الله عنى به ماء زمزم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 سورة القلم مكية -[آيها:] اثنتان وخمسون آية إجماعًا. - وكلمها: ثلاثمائة كلمة. - وحروفها: ألف ومائتان وستة وخمسون حرفًا. {وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} [1] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب القسم لم يأت وهو «ما أنت بنعمة ربك بمجنون». و {بِمَجْنُونٍ (2)} [2] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل من تمام الجواب، والكلام في «غير ممنون» كالكلام فيما فبله أي: إن جعل ما بعده مستأنفًا كان كافيًا، وإن جعل القسم واقعًا على ما بعده لم يحسن. {خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [4] تام. {وَيُبْصِرُونَ (5)} [5] تام عند أبي عثمان المازني؛ على أن الباء في «بأيكم» زائدة؛ كأنَّه قال: أيكم المفتون، أي: المجنون، وإلى هذا ذهب قتادة وأبو عبيدة معمر بن المثنى: من أنَّها تزداد في المبتدأ، وهو ضعيف، وإنَّما زيادتها في: بحسبك درهم فقط، وقيل: الباء، بمعنى: في أي فستبصر ويبصرون، في أي: الفريقين الجنون أبالفرقة التي أنت فيها أم بفرقة الكفار، و «المفتون» المجنون الذي فتنه الشيطان (1). {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)} [6] تام، ورسموا «بأييكم» بياءين تحتيتين كما ترى. {عَنْ سَبِيلِهِ} [7] جائز. {بِالْمُهْتَدِينَ (7)} [7] كاف. {الْمُكَذِّبِينَ (8)} [8] حسن؛ على استئناف ما بعده. {فَيُدْهِنُونَ (9)} [9] كاف؛ على استئناف النهي فإن عطف على النهي الذي قبله لم يوقف على «المكذبين»، ولا على «فيدهنون»، قيل: «لو» مصدرية، بمعنى: أن أي ودُّوا إدهانك، وإنما لم ينصب الفعل؛ لأنَّه جعل خبر مبتدأ محذوف، أي: فهم يدهنون، وفي بعض المصاحف: فيدهنوا، قيل: نصب   (1) انظر: المصدر السابق (23/ 528). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 على التوهم؛ كأنَّه توهم أنَّه نطق بأن، فنصب الفعل على هذا التوهم، وهذا على القول بمصدرية «لو» وقيل: نصب على جواب التمني المفهوم من «ودوا»، وجواب «لو» محذوف، تقديره: ودُّوا إدهانك، فحذف لدلالة «لو» وما بعدها عليه، وتقدير الجواب: لسرُّوا بذلك، قال زهير بن أبي سلمى (1): وَفي الحِلمِ إِدهانٌ وَفي العَفوِ دُربَةٌ ... وَفي الصِدقِ مَنجاةٌ مِنَ الشَرِّ فَاِصدُق ولا وقف من قوله: «ولا تطع» إلى «زنيم» لما فيه من قطع الصفات عن الموصوف، وفيه الابتداء بالمجرور. و {زَنِيمٍ (13)} [13] كاف؛ لمن قرأ: «ءَأَن كان ذا مال» بهمزتين محققتين؛ على الاستفهام التوبيخي؛ لأنَّ الاستفهام له صدر الكلام، والتقدير: ألأن كان ذا مال وبنين يفعل هذا، وبها قرأ حمزة وعاصم (2)، وقرأ ابن عامر «آن كان ذا مالٍ» بهمزة واحدة بعدها مدة (3)، وليس بوقف لمن قرأ: «أن كان» بالقصر خبرًا، أي: لأن كان، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم في رواية حفص وكذا الكسائي عن أبي بكر عن عاصم (4)، وحاصله أنَّك إن علقت «أن كان» بما قبله لم تقف على «زنيم» وإن   (1) البيت من بحر الطويل، وقائله زهير بن أبي سلمي، والبيت جاء مطلع أبيات له يقول فيها: وَمَن يَلتَمِس حُسنَ الثَناءِ بِمالِهِ ... يَصُن عِرضَهُ مِن كُلِّ شَنعاءَ موبِق وَمَن لا يَصُن قَبلَ النَوافِذِ عِرضَهُ ... يُحرِزَهُ يُعرَر بِهِ وَيُخَرَّق زُهَير بن أبي سُلمَى (? - 13 ق. هـ/? - 609 م) زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر، حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة، قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعرًا، وخاله شاعرًا، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة، ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام، قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات)، أشهر شعره معلقته التي مطلعها: (أمن أم أوفى دمنة لم تكلم)، ويقال: إن أبياته في آخرها تشبه كلام الأنبياء.-الموسوعة الشعرية-الموسوعة الشعرية. (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 421)، الإعراب للنحاس (3/ 485)، البحر المحيط (8/ 310)، التيسير (ص: 213)، المعاني للفراء (3/ 173)، الكشف للقيسي (2/ 331). (3) انظر: المصادر السابقة. (4) نفسه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 علقته بما بعده وقفت على «زنيم». {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)} [15] كاف على القراءتين (1). {عَلَى الْخُرْطُومِ (16)} [16] تام. {أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} [17] جائز؛ إن علق الظرف بمحذوف، وليس بوقف إن علق بـ «بلونا» قبله، ولا يوقف على «مصبحين» لاتساق ما بعده على ما قبله. {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18)} [18] تام. {نَائِمُونَ (19)} [19] جائز، ومثله: «كالصريم»، ولا يوقف على «مصبحين»؛ لأنَّ أن موضعها نصب بقوله: «فتنادوا»؛ على أنَّها مصدرية، أي: تنادوا بهذا الكلام، وكذا إن جعلت مفسرة؛ لأنَّه تقدمها ما هو بمعنى القول، أي: اغدوا صارمين. {صَارِمِينَ (22)} [22] كاف، وجواب «إن كنتم» محذوف، أي: فاغدوا صارمين أي: قاطعين. {يَتَخَافَتُونَ (23)} [23] ليس بوقف لتعلق «أن» بما قبلها. {مِسْكِينٌ (24)} [24] كاف. {قَادِرِينَ (25)} [25] حسن. {لَضَالُّونَ (26)} [26] كاف؛ على قول قتادة: إنَّ الكلام عنده منقطع عما بعده؛ لأنَّهم لما رأوا الزرع قد احترق قالوا إنَّا لضالون الطريق ليست بجنتنا (2). {مَحْرُومُونَ (27)} [27] كاف، ومثله: «تسبحون»، أي: تقولون إن شاء الله. {(سُبْحَانَرَبِّنَا} [29] حسن. {ظَالِمِينَ (29)} [29] كاف. {يَتَلَاوَمُونَ (30)} [30] جائز. {طَاغِينَ (31)} [31] حسن. {خَيْرًا مِنْهَا} [32] أحسن مما قبله.   (1) أي: على قراءتي الخبر والاستفهام المشار إليهما سابقا. (2) انظر: تفسير الطبري (23/ 549)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 {رَاغِبُونَ (32)} [32] تام؛ لأنَّه آخر القصة، وأتم منه: «كذلك العذاب» وهو قول نافع وأبي حاتم، والظاهر أنَّ أصحاب الجنة كانوا مؤمنين أصابوا معصية وتابوا، والإشارة بكذلك إلى العذاب الذي نزل بالجنة، أي: كذلك العذاب الذي نزل بقريش بغتة، فالتشبيه تمام الكلام ثم تبتدئ: «ولعذاب الآخرة أكبر» (1). و {أَكْبَرُ} [33] حسن، وجواب «لو» محذوف، أي: لو كانوا يعلمون لما اختاروا الأدنى، ولو وصله لصار قوله: «ولعذاب الآخرة أكبر»، معلقًا بشرط أن لو كانوا يعلمون، وهو محال إذ عذاب الآخرة أشق مطلقًا علموا أم لا. {يَعْلَمُونَ (33)} [33] تام. {النَّعِيمِ (34)} [34] كاف. {كَالْمُجْرِمِينَ (35)} [35] جائز، وأحسن منه «مالكم»، أي: أيّ شيء لكم فيما تزعمون، وهو استفهام توبيخ وإنكار عليهم، ثم تبتدئ: {كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)} [36] كاف، ثم بكّتهم فقال: «أم لكم كتاب» وهو استفهام ثالث على سبيل الإنكار عليهم أيضًا. {تَدْرُسُونَ (37)} [37] ليس بوقف؛ لأنَّ «إنَّ» في معنى: «أنّ» المفتوحة، وهي من صلة ما قبلها، وإنَّما كسرت لدخول اللام في خبرها، والعامة على كسر (2): «إنّ» معمولة لـ «تدرسون» أي: تدرسون في الكتاب أنَّ لكم ما تختارونه، فلما دخلت اللام كسرت الهمزة. {لَمَا تَخَيَّرُونَ (38)} [38] جواب الاستفهام، وقرأ الأعرج (3): «أإنَّ لكم» بالاستفهام. {يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [39] ليس بوقف؛ لأنَّ إن جواب الإيمان، والمعنى: أم لكم أيمان بإن لكم، وإنَّما كسرت «إن» لدخول اللام في خبرها. {لَمَا تَحْكُمُونَ (39)} [39] كاف، ومثله: «زعيم» على استئناف ما بعده، ويبتدئ: «أم لهم شركاء» بمعنى: ألهم شركاء.   (1) انظر: المصدر السابق (23/ 551). (2) أي: جمهور القراء. (3) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 315). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 {صَادِقِينَ (41)} [41] جائز؛ إن نصب «يوم» بمحذوف، أي: يوم يكشف يكون كيت وكيت من الأمور الشاقة، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ ما بعده ظرف لما قبله، كأنَّه قال: فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين في هذا اليوم. {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)} [42] كاف؛ إن نصب «خاشعة» بفعل مقدر تقديره: تراهم خاشعة، وليس بوقف إن نصب حالًا من الضمير في «يدعون» كأنَّه قال: فلا يستطيعون السجود في حال ما أبصارهم خاشعة. {ذِلَّةٌ} [43] جائز. {وَهُمْ سَالِمُونَ (43)} [43] تام، قال ابن جبير: كانوا يسمعون الآذان فلا يجيبون، وكان كعب الأحبار يحلف أنَّ هذه الآية نزلت في الذين يتخلفون عن الجماعات (1). {بِهَذَا الْحَدِيثِ} [44] كاف. {لَا يَعْلَمُونَ (44)} [44] جائز. {وَأُمْلِي لَهُمْ} [45] أكفى مما قبله. {مَتِينٌ (45)} [45] كاف، ومثله: «مثقلون». {يَكْتُبُونَ (47)} [47] تام. {الْحُوتِ} [48] جائز؛ لأنَّ العامل في «إذًا» المحذوف المضاف، أي: كحال أو قصة صاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم. {مَكْظُومٌ (48)} [48] كاف. {مِنْ رَبِّهِ} [49] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لولا» هو ما بعدها وهو «لنبذ». {مذمومٌ (49)} [49] حسن؛ على استئناف ما بعده. {الصَّالِحِينَ (50)} [50] تام؛ للابتداء بالشرط. {لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} [51] جائز. {لَمَجْنُونٌ (51)} [51] كاف، ولا يجوز وصله؛ لأنَّه لو وصل لصار ما بعده من مقول الذين   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 554)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 كفروا، وليس الأمر كذلك، بل هو إخبار من الله تعالى أنَّ القرآن ذكر وموعظة للإنس والجن فكيف ينسبون إلى الجنة من جاء به. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 سورة الحاقَّة مكية -[آيها:] اثنتان وخمسون آية. - وكلمها: مائتان وست وخمسون كلمة. - وحروفها: ألف وأربعمائة وثمانون حرفًا. {الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2)} [1، 2] كاف، ومثله: «ما الحآقَّة» وكذا: «وعادٌ بالقارعة». {بِالطَّاغِيَةِ (5)} [5] جائز. {عَاتِيَةٍ (6)} [6] حسن. {حُسُومًا} [7] كاف. {صَرْعَى} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده كاف التشبيه، وهو صفة لـ «صرعى» كأنَّه قال: فترى القوم فيها صرعى، مثل: «أعجاز نخل خاوية». و {خَاوِيَةٍ (7)} [7] حسن، وقيل: تام؛ على استئناف ما بعده. {مِنْ بَاقِيَةٍ (8)} [8] تام. {بِالْخَاطِئَةِ (9)} [9] جائز. {رَسُولَ رَبِّهِمْ} [10] ليس بوقف لمكن الفاء. {رَابِيَةً (10)} [10] تام. {فِي الْجَارِيَةِ (11)} [11] ليس بوقف لتعلق اللام. {وَاعِيَةٌ (12)} [12] تام. {نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13)} [13] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله في عدم الوقف على «دكَّةٍ واحدة»؛ لأنَّ قوله: «فيومئذ» جواب «إذا». {الْوَاقِعَةُ (15)} [15] كاف، ومثله: «واهية». {على أرْجَائِهَا} [17] جائز. {ثَمَانِيَةٌ (17)} [17] كاف على استئناف ما بعده؛ لأنَّ «يومئذ» ليس بدلًا من الأول لاختلاف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 عاملهما، وليس بوقف إن أبدل مما قبله؛ لأن «تعرضون» جواب «فإذا نفخ»، وقيل جوابها: «وقعت الواقعة»، و «تعرضون» مستأنف. {خَافِيَةٌ (18)} [18] تام. {فَيَقُولُ هَاؤُمُ} [19] حسن، ثم تبتدئ: «اقرؤوا كتابيه»، ومعنى هاؤم: تناولوا. {كِتَابِيَهْ (19)} [19] كاف، ومثله: «حسابيه» وكذا: «عالية» و «دانية». {فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)} [24] تام. {بِشِمَالِهِ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «أمَّا» ما بعده. {كِتَابِيَهْ (25)} [25] جائز. {مَا حِسَابِيَهْ (26)} [26] كاف. {الْقَاضِيَةَ (27)} [27] حسن، ومثله: «ماليه». {سُلْطَانِيَهْ (29)} [29] كاف، ولا وقف من قوله: «خذوه» إلى «فاسلكوه» لاتساق الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «فغلوه» ولا على «صلوه» ولا على «ذراعًا» قيل جميع أهل النار في تلك السلسلة، وقال كعب الأحبار: لو جمع حديد الدنيا ما عدل حلقة منها، سبعون ذراعًا بذراع الملك (1). {فَاسْلُكُوهُ (32)} [32] كاف، ولا يوقف على «العظيم» لعطف ما بعده على ما قبله. {الْمِسْكِينِ (34)} [34] كاف، ولا يوقف على قوله: «فليس له اليوم» إلى «الخاطئون» فلا يوقف على «حميم» لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على «غسلين»؛ لأنَّ ما بعده صفة له فلا يفصل بين الصفة والموصوف بالوقف. {الْخَاطِئُونَ (37)} [37] كاف، ووصله أولى، ووقف بعضهم على «فلا» ردًّا لكلام المشركين، ثم يبتدئ: «أقسم» ووصله أولى، وإن كان له معنى، ولا يوقف على «ومالا تبصرون»؛ لأنَّ جواب القسم لم يأت بعد، وهو قوله: «إنَّه لقول رسول كريم». و {كَرِيمٍ (40)} [40] كاف، ومثله: «بقول شاعر»، وكذا: «ما تؤمنون» ومثله: «بقول كاهن»، وكذا: «ما تذكرون»، وانتصب «قليلًا» فيهما بفعل مضمر، أي: إيمانكم وتذكركم معدومان، أو انتصب   (1) انظر: المصدر السابق (23/ 558). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 «قليلًا»؛ على أنَّه صفة لمصدر محذوف، أو لزمان محذوف، أي: تؤمنون إيمانًا قليلًا، أو زمانًا قليلًا، وكذا يقال في: «قليلًا ما تذكرون» وما يحتمل أن تكون نافية، فينتفي إيمانهم بالكلية، ويحتمل أن تكون مصدرية، فيتصف بالقلة، قرأ ابن كثير وابن عامر: «يؤمنون» و «يذكرون» بالتحتية، والباقون بالفوقية (1). {الْعَالَمِينَ (43)} [43] تام. {الْأَقَاوِيلِ (44)} [44] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لو» لم يأت، وهو: «لأخذنا»، ومثله في عدم الوقف «باليمين» لاتساقه على ما قبله. {الْوَتِينَ (46)} [46] حسن، و «الوتين» نياط القلب إذا انقطع لم يعش صاحبه. {حَاجِزِينَ (47)} [47] كاف، ومثله: «للمتقين». {مُكَذِّبِينَ (49)} [49] جائز، وقيل: لا يجوز لأنَّ المعنى: وإن التكذيب يوم القيامة لحسرة وندامة على الكافرين، وهو كاف على الوجهين، ومثله: «لحقُّ اليقين». آخر السورة تام.   (1) ويقصد بالتحتية؛ أي: الياء، وبالفوقية؛ أي: التاء. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 423)، البحر المحيط (8/ 329)، التيسير (ص: 214)، تفسير القرطبي (18/ 275)، الحجة لابن خالويه (ص: 351)، الحجة لابن زنجلة (ص: 720)، السبعة (ص: 648، 649)، الغيث للصفاقسي (ص: 372)، الكشف للقيسي (2/ 333)، تفسير الرازي (30/ 117)، النشر (2/ 390). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 سورة المعارج مكية -[آيها:] أربع وأربعون آية. - وكلمها: مائتان وسبع عشرة كلمة. - وحروفها: ثمانمائة واحد وستون حرفًا. {وَاقِعٍ (1)} للكافرين) [2] حسن، وقيل: الوقف «بعذاب واقع» وهو رأس آية، ثم قال: «للكافرين ليس له دافع»، أي: ليس له دافع من الكافرين في الآخرة، ويجوز أن يجعل «للكافرين» جوابًا بعد سؤال؛ كأنَّه قال: قل يا محمد لهذا السائل يقع العذاب للكافرين، أي: بعذاب كائن للكافرين، أو هو للكافرين، فقوله: «للكافرين» صفة لـ «عذاب»، وقال الأخفش: الوقف الجيد «ذي المعارج»، وقوله: «تعرج الملائكة» مستأنف، وقيل: لا يوقف من أول السورة إلى «ألف سنة»، وهو تام، ومثله: «جميلًا» وكذا: «قريبًا» إن نصب «يوم» بمقدَّر، أي: احذر ويوم تكون السماء كالمهل، وليس بوقف إن أبدل من ضمير «نراه»، إذا كان عائدًا على «يوم القيامة». {كَالْعِهْنِ (9)} [9] حسن، ومثله: «حميمًا» وما بعده استئناف كلام، قرأ العامة: «يسأل» مبنيًا للفاعل، وقرأ أبو جعفر وغيره مبنيًا للمفعول (1): «يبصرونهم» حسن. {ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا} [14، 15] حسن عند الأخفش والفراء وأبي حاتم السجستاني، و «كلًّا»، بمعنى: لا؛ فكأنَّه قال: لا ينجيه أحد من عذاب الله، ثم ابتدأ «أنَّها لظى». و {لَظَى (15)} [15] كاف؛ لمن رفع (2): «نزاعةٌ» خبر مبتدأ محذوف، أي: هي نزاعة، وكذا من نصبها بتقدير: أعني، أو نصبها على الاختصاص، وليس بوقف لمن رفعها؛ على أنَّها خبر «لظى» وجعل الهاء في «أنَّها» للقصة كأنَّه قال: كلا إنَّ القصة لظى نزاعة للشوى، ومثل ذلك من جعل «نزاعة» بدلًا من «لظى» أو جعلها خبرًا ثانيًا لأن، وقرأ حفص: «نزاعةً» بالنصب (3)، حالًا من   (1) وجه من قرأ بضم الياء؛ أن ذلك على البناء للمفعول، و {حَمِيمٌ} نائب فاعل، و {حَمِيمًا} منصوب بنزع الخافض، أي: عن حميم. والباقون بفتح الياء مبنيًا للفاعل، و {حَمِيمٌ} فاعل، و {حَمِيمًا} مفعول به. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 423)، التيسير (ص: 214). (2) وهي قراءة الأئمة العشرة سوى حفص. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 424)، الإعراب للنحاس (3/ 506، 507)، البحر المحيط (8/ 334)، التيسير (ص: 214)، تفسير القرطبي (18/ 287)، الحجة لابن خالويه (ص: 352)، الحجة لابن زنجلة (ص: 723)، السبعة (ص: 651)، الغيث للصفاقسي (ص: 373)، النشر (2/ 390). (3) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 الضمير المستكن في «لظى»؛ لأنَّها وإن كانت علمًا فلا تتحمل الضمير فهي جارية مجرى المشتقات كالحرث والعباس. {لِلشَّوى (16)} [16] حسن؛ على استئناف ما بعده و «الشوى» أطراف اليدان والرجلان وجلدة الرأس وكل شيء لا يكون مقتلًا. {فَأَوْعَى (18)} [18] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّ الإنسان» إلى «دائمون» فلا يوقف على «هلوعًا» لأنَّ ما بعده تفسير له؛ لأنَّ الإنسان لما كان الجزع والمنع متمكنين فيه جعل كأنَّه خلق مجبولًا عليهما، ولا يوقف على «منوعًا» للاستثناء، ولا على «المصلين»؛ لأنَّ ما بعده من صفتهم. {دَائِمُونَ (23)} [23] كاف، ومثله: «والمحروم» وكذا: «بيوم الدين». {مُشْفِقُونَ (27)} [27] حسن، ومثله: «غير مأمون» ولا يوقف على «حافظون» للاستثناء. {غَيْرُ مَلُومِينَ (30)} [30] حسن، والوقف على «العادون» و «راعون» و «قائمون» و «يحافظون» كلها وقوف حسان. {في جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)} [35] تام، وتقدم أن رسم «فما لهؤلاء القوم» في النساء و «مال هذا الكتاب» في الكهف و «مال هذا الرسول» في الفرقان و «فمال الذين كفروا» هنا كلمتان «ما» كلمة و «ل» كلمة، وقف أبو عمرو على «ما» والكسائي بخلاف عنه، والباقون على «اللام»، وقال ابن الجزري: اختار الوقف على «مال» كل القراء، فمن وقف على «ما» ابتدأ بما بعدها، ومن وقف على «اللام» ابتدأ بما بعدها، واتفقوا على كتابة اللام منفصلة، وتقدم ما يغني عن إعادته، وإنَّما أعدته للإيضاح. {عِزِينَ (37)} [37] كاف. {جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا} [38، 39] تام عند نافع؛ ردًّا لما قبلها، ويجوز الوقف على «نعيم» والابتداء بما بعدها على معنى: إلا. {مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)} [39] كاف. {لَقَادِرُونَ (40)} [40] ليس بوقف لتعلق الجار. {خَيْرًا مِنْهُمْ} [41] ليس بوقف؛ لأنَّ الواو للحال. {بِمَسْبُوقِينَ (41)} [41] كاف. {يُوعَدُونَ (42)} [42] جائز؛ لأنَّ «يوم» بدل من «يومهم». {يُوفِضُونَ (43)} [43] كاف؛ إن نصب «خاشعةً» بـ «ترهقهم»، وليس بوقف إن نصب على الحال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 {ذِلَّةٌ} [44] تام؛ على قراءة الجمهور «ذلةٌ» منونًا (1). {ذَلِكَ الْيَوْمُ} [44] برفع الميم مبتدأ وخبر، وليس بوقف على قراءة يعقوب بإضافة «ذلة» إلى «ذلك» وجر الميم؛ لأنَّه صفة لـ «ذلك» و «الذي» نعت لليوم (2). آخر السورة تام.   (1) أي: قراءة الأئمة العشرة. (2) وهي رويت عنه في غير المتواتر، وكذا رويت عن عبد الرحمن بن خلاد وداود بن سالم والحسن بن عبد الرحمن والتمار، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 336). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 سورة نوح - عليه السلام - مكية -[آيها:] ثلاثون آية. - وكلمها: مائتان وأربع وعشرون كلمة. - وحروفها: تسعمائة وعشرون حرفًا. {أَلِيمٌ (1)} [1] كاف. {مُبِينٌ (2)} [2] حسن؛ إن جعلت «أن» تفسيرية بمعنى: أي اعبدوا الله، وليس بوقف إن جعلت مصدرية، أي: أرسلناه بأن قلنا له أنذر، أي: أرسلناه بالأمر بالإنذار. {وَاتَّقُوهُ} [3] جائز، ولا يوقف على «وأطيعون»؛ لأن «يغفر» بعده مجزوم؛ لأنَّه جواب الأمر. {مُسَمًّى} [4] كاف. {لَا يُؤَخَّرُ} [4] جائز؛ لأنَّ «لو» جوابها محذوف، تقديره: لو كنتم تعلمون لبادرتم إلى طاعته وتقواه. {تعلمون (4)} [4] حسن، ومثله: «ونهارًا». {إِلَّا فِرَارًا (6)} [6] كاف، ومثله: «استكبارًا». {جِهَارًا (8)} [8] جائز. {إِسْرَارًا (9)} [9] ليس بوقف لعطف ما بعده على ماقبله، ومثله في عدم الوقف: «غفارًا»، وكذا: «مدرارًا» و «بنين» لعطفهما على الجواب. {أَنْهَارًا (12)} [12] كاف؛ للابتداء بالاستفهام. {وَقَارًا (13)} [13] جائز؛ على استئناف ما بعده. {أَطْوَارًا (14)} [14] تام. {طِبَاقًا (15)} [15] حسن، ومثله: «نورًا» وكذا: «سراجًا» ومثله: «نباتًا». {إِخْرَاجًا (18)} [18] تام. {بِسَاطًا (19)} [19] ليس بوقف. {فِجَاجًا (20)} [20] تام. {عَصَوْنِي} [21] جائز. {إِلَّا خَسَارًا (21)} [21] حسن. {كُبَّارًا (22)} [22] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله. {آَلِهَتَكُمْ} [23] جائز. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 {وَنَسْرًا (23)} [23] تام عند الأخفش ونافع؛ لأنَّ ما بعده ليس معطوفًا على المقول. {كَثِيرًا} [24] حسن، ومثله: «إلَّا ضلالًا». {نَارًا} [25] جائز على القراءتين، قرئ: «خطيآتهم» جمع تصحيح مجرور بالكسرة الظاهرة، وقرأ أبو عمرو: «خطاياهم» جمع تكسير مجرور بالكسرة المقدرة على الألف وهو بدلٌ من «ما» (1). {أَنْصَارًا (25)} [5] حسن، ومثله: «ديارًا». {كَفَّارًا (27)} [27] أحسن مما قبله؛ لأنَّ الله أخبر نوحًا أنَّهم لا يلدون مؤمنًا، كان الرجل منهم ينطلق إلى نوحٍ بابنه فيقول له احذر هذا فإنَّ أبي حذَّرنيه فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك. قاله النكزاوي {وَالْمُؤْمِنَاتِ} [28] تام، ومثله آخر السورة.   (1) وجه من قرأ: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} بغير همز، مثل: عطاياهم. والباقون: {خَطِيئَاتِهِمْ} بكسر الطاء وياء ساكنة بعدها، وبعد الياء همزة مفتوحة وألف وتاء مكسورة، أما الهاء فهي مضمومة في قراءة أبي عمرو ومكسورة في قراءة الباقين للإتباع. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 424)، الإملاء للعكبري (3/ 516). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 سورة الجن مكية -[آيها:] عشرون وثمان آيات إجماعًا. - وكلمها: مائتان وخمس وثمانون كلمة. - وحروفها: سبعمائة وتسعة وخمسون حرفًا. يبنى الوقف والوصل في هذه السورة على قراءة: «أن» بالفتح والكسر؛ فمن فتح عطفها على الهاء من قوله: «آمنا به»، وهو ضعيف عند أهل البصرة؛ لأنَّ الظاهر لا يعطف على المضمر المجرور، ولا يتم الوقف لمن فتح «إن» ومن أضمر معها فعلا ساغ الابتداء بها سواء كانت مفتوحة أو مكسورة، قال الهمداني: وقد يجوز أن يكون معطوفًا على موضع الباء والهاء؛ وذلك أن فـ «آمنا به» في تقدير: فصدقناه أو صدقنا أنه، وإن شئت عطفته على «أوحى إلى أنَّه» ومن كسرها عطفها على قوله: «فقالوا إنَّا سمعنا» فالمضمر مع المفتوحة «آمنا به» و «أوحى إليَّ» ومع المكسورة فعل القول، وعدتها اثنتا عشرة، وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو جميع ما في هذه السورة بالكسر إلَّا أربعة مواضع وهي: «أنَّه استمع»، «وألو استقاموا على الطريقة»، «وأنَّ المساجد لله»، «وأنَّه لما قام عبد الله يدعوه» ردًّا إلى «أوحى»، وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم مثل قراءة ابن كثير وأبي عمرو إلَّا موضعًا واحدًا وهو: «وأنَّه لما قام عبد الله يدعوه» فإنَّهما كسرا هذا الحرف وفتحا الثلاثة (1). {فَآَمَنَّا بِهِ} [2] كاف، ومثله: «بربنا أحدًا»؛ لمن قرأ «وإنَّه» بالكسر، وليس بوقف فيهما لمن قرأه بالفتح؛ بمعنى: قل أوحي إليَّ أنَّه استمع، وأنَّه تعالى جدُّ ربنا، إلى آخرها، وملخصه: ما كان بمعنى القول كسر، وما كان بمعنى الوحي فتح. والمراد بقوله: «جدُّ ربنا» عظمته وجلاله، ومنه جدَّ الرجل: عظم، وفي الحديث: «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا» (2)، أي: عظم قدره في أعيننا،   (1) ومواضع الهمز فيها هي: قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى} [الآية: 3]، وقوله: {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ} [الآية: 4]. وقوله: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ} [الآية: 5]. وقوله: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ} [الآية: 6]. وقوله: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ} [الآية: 7]. وقوله: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ} [الآية: 8]. وقوله: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ} [الآية: 9]. وقوله: {وَأَنَّا لا نَدْرِي} [الآية:10]. وقوله: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ} [الآية: 11]، وقوله: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ الله فِي الأَرْضِ} [الآية: 12]. وقوله: {أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى} [الآية: 13]، وقوله: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} [الآية: 14]. وجه من قرأهن بالكسر: العطف على قوله تعالى: {إِنَّا سَمِعْنَا} فيكون الكل مقولا للقول. ووجه الفتح فيهن: العطف على الضمير في: «به» من قوله: {فَآَمَنَّا بِهِ} من غير إعادة الجار على مذهب الكوفيين، وقال الزمخشري: هي معلقة على محل: «به»، كأنه قال: صدقناه، وصدقنا أنه تعالى ... إلخ. انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 656)، النشر (2/ 391). (2) من حديث طويل جاء فيه: عن حميد الطويل عن أنس: أنّ رجلًا كان يكتب للنبى - صلى الله عليه وسلم - وكان قد قرأ البقرة، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا، فكان النبى - صلى الله عليه وسلم - يملى عليه غفورًا رحيمًا، فيقول: أكتب عليمًا حكيمًا، فيقول له النبى - صلى الله عليه وسلم -: أكتب كيف شئت، ويملى عليه عليمًا حكيمًا، فيقول: أكتب سميعًا بصيرًا، فيقول له النبى - صلى الله عليه وسلم -: أكتب كيف شئت، فارتدَّ ذلك الرجل عن الإسلام، ولحق بالمشركين فقال: أنا أعلمكم بمحمد، إن كنت لأكتب كيف شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: إنّ الأرض لا تقبله، قال أنس فحدثنى أبو طلحة أنه أتى الأرض التى مات فيها، فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة ما بال هذا الرجل قالوا دفناه مرارًا فلم تقبله الأرض. انظر: كنز العمال برقم (4044)، وأخرجه أيضًا: ابن حبان (3/ 19، رقم: 744). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 والمراد: قدرة ربنا، أو فعله، أو نعمائه، أو ملكه. {وَلَا وَلَدًا (3)} [3] كاف، و «شططًا» و «كذبًا» و «رهقًا» و «أحدًا» و «شهبًا» و «رصدًا» و «رشدًا» و «قددًا» و «هربًا» و «رهقًا» و «رشدًا» كلها وقوف كافية. و {حَطَبًا (15)} [15] جائز. {غَدَقًا (16)} [16] ليس بوقف لتعلق اللام. {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} [17] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «صعدًا» على قراءة من قرأ و «إنَّه بكسر» الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها عطفًا على ما قبلها، أي: فلا تدعوا مع الله أحدًا لأنَّ المساجد لله. {أَحَدًا (18)} [18] كاف لمن قرأ: «وإنَّه» بالكسر، وليس بوقف لمن عطفه على «وأنَّ المساجد». {لِبَدًا (19)} [19] حسن. {أَدْعُو رَبِّي} [20] ليس بوقف لاتساق ما بعده. {أَحَدًا (20)} [20] كاف، ومثله: «رشدًا». {مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} [22] ليس بوقف لاتساق ما بعده. {مُلْتَحَدًا (22)} [22] ليس بوقف للاستثناء. {وَرِسَالَاتِهِ} [23] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله: «أبدًا» إن علقت «حتى» بمحذوف، أو جعلت حرف ابتداء يصلح أن يجيء بعدها المبتدأ والخبر، ومع ذلك فيها معنى الغاية، فهي متعلقة بقوله: «لبدًا»، أي: يكونون متظاهرين حتى إذا رأوا العذاب فسيعلمون عند حلوله من أضعف ناصرًا وأقل عددًا (1). و {عَدَدًا (24)} [24] كاف، ومثله: «أمدًا» إن رفع «عالم الغيب» خبر مبتدأ محذوف، أي: هو عالم، وليس بوقف إن جعل نعتًا لـ «ربي» أو بدلًا منه، ولا يوقف على «من رسول» للاستثناء ومنهم من جعل «إلا» بمعنى: الواو، وأن التقدير: فلا يظهر على غيبه أحدًا ومن ارتضى من رسول فإنَّه يسلك. قاله الهمداني، وهو يفيد نفي إطلاع الرسل على غيبه؛ لأنَّ غيبه مفرد مضاف فيعم كل فردٍ فرد من   (1) انظر: تفسير الطبري (23/ 670)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 المخلوقات، إذا الغيوب كلها لم يطلع عليها أحدٌ من خلقه، وهو مخالف للآية، ومفاد الآية على أنَّه متصل، فلا يظهر على غيبه المخصوص أحدًا إلَّا من ارتضى من رسول وقد ارتضى نبينا - صلى الله عليه وسلم - وأطلعه على بعض من غيبه؛ لأنَّ من الدليل على صدق الرسالة إخبار الرسل بالغيب، وأما البقية من الرسل والأنبياء والأولياء فلا يظهرهم على ذلك المخصوص بل على غيره (1). {وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)} [7] ليس بوقف لتعلق اللام. {رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} [28] جائز، ومثله: «بما لديهم». آخر السورة تام.   (1) انظر: المصدر السابق (23/ 670). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 سورة المزَّمل مكية قيل: إلا قوله: «إنَّ ربَّك يعلم أنَّك تقوم»، إلى آخرها فمدني. - وكلمها: مائة وتسع وتسعون كلمة. - وحروفها: ثمانمائة وثمان وثلاثون حرفًا. - وآيها: عشرون آية. {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} [4] تام، ومثله: «ترتيلًا»، وكذا: «ثقيلًا» على استئناف ما بعده. {ثَقِيلًا (5)} [5] كاف. {قِيلًا (6)} [6] تام. {طَوِيلًا (7)} [7] كاف؛ على استثناء ما بعده، وحسن إن عطف ما بعده على ما قبله. {تَبْتِيلًا (8)} [8] تام لمن قرأ: «ربُّ» بالرفع خبر مبتدأ محذوف، أو رفعه بالابتداء والخبر جملة: «لا إله إلا هو» وبها قرأ أبو عمرو وعبد الله بن كثير ونافع وحفص عن عاصم (1)، وليس بوقف لمن جره على البدل من «ربك»، ومثله في عدم الوقف من جره بقسم مضمر كقولك الله لأفعلنَّ، وجوابه: لا إله إلَّا هو، ونسب هذا لابن عباس، قال أبو حيان: ولا يصح هذا عن ابن عباس؛ لأنَّ فيه إضمار الجار ولا يجيزه البصريون إلا مع لفظ الجلالة، ومن قرأه بالجر وهو حمزة والكسائي وابن عامر وأبو بكر عن عاصم فلا يقف على «تبتيلًا» (2). {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [9] حسن. {وَكِيلًا (9)} [9] كاف، وكذا: «جميلًا»، ومثله: «قليلًا». {أَلِيمًا (13)} [13] جائز؛ إن نصب «يوم» بمقدر مفعولًا به، وكان من عطف الجمل، وليس بوقف إن جعل ظرفًا لقوله: «إن لدينا أنكالًا»، والمعنى: أن لدينا أنكالًا في هذا اليوم. {وَالْجِبَالُ} [14] الأوّل حسن. {مَهِيلًا (14)} [14] تام. {رَسُولًا (15)} [15] الثاني حسن؛ على استئناف ما بعده. {وَبِيلًا (16)} [16] كاف. {إِنْ كَفَرْتُمْ} [17] قال نافع تام، وغلّطه في ذلك جماعة منهم: أبو حاتم، وجعلوا «يومًا» منصوبًا   (1) انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 145)، البحر المحيط (8/ 363)، السبعة (ص: 658)، الحجة لأبي زرعة (ص: 731)، الغيث للصفاقسي (ص: 375)، الكشف للقيسي (3/ 345). (2) وجه من قرأ بالخفض؛ أنه صفة لـ «ربك» أو بدل أو بيان. والباقون بالرفع على الابتداء. انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 بـ «تتقون» نصب المفعول به على المجاز، على حذف مضاف، أي: واتقوا عذاب الله يومًا، واختاره أبو علي النحوي، أو التقدير: فكيف تتقون يومًا الذي من شدته كذا وكذا، وليس ظرفًا؛ لأنَّ الكفر لا يكون يوم القيامة، أي: كيف تقون أنفسكم عذاب يوم يجعل الولدان شيبًا. وقال الأخفش: الوقف كفرتم، وجعل «يومًا» منصوبًا على الظرف، وجعل الفعل لله تعالى، والتقدير: يجعل الله الولدان شيبًا في يوم، وهذا ليس بمختار، والأصح: أنَّ الضمير في يجعل لليوم، ولا يجوز نصبه على الظرف؛ لأنَّهم لا يكفرون ذلك اليوم، بل يؤمنون لا محالة إذا عاينوا تلك الأهوال؛ لأنَّ اليوم هو الذي من شدة هوله يصير الولدان شيبًا، ويصير الكهل كالسكران. قال أمية بن أبي الصلت: كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهرًا ... مُنتَهى أَمرُهُ إِلى أَن يَزولا لَيتَني كُنتُ قَبلَ ما قَد بَدا لي ... في رُؤوسِ الجِبالِ أَرعى الوعولا إِنَ يومَ الحِسابِ عَظيمٌ ... شابَ فيهِ الصَغيرُ يَوْمًا ثَقِيلًا (1) وقيل: الوقف «تتقون»، والابتداء بقوله: «يومًا»، بتقدير: إحذروا يومًا يجعل الولدان شيبًا، وقيل: الوقف «شيبًا» على أنَّ في الآية تقديمًا وتأخيرًا، والمعنى: فكيف تتقون يومًا يجعل الولدان شيبًا إن كفرتم في الدنيا، والأجود: أن لا يوقف عليه؛ لأنَّ ما بعده صفة «يومًا»، وقال أبو حاتم: الوقف «السماء منفطر به» أي: بذلك اليوم، وقرأ العامة بتنوين «يومًا»، والجملة بعده نعت له، والعائد محذوف، أي: يجعل الولدان فيه، وقرأ زيد بن عليّ (2): «يومَ نَجعلُ» بإضافة الظرف للجملة، والفاعل ضمير «البارئ» و «شيبًا» مفعول ثان لـ «يجعل» والأصل فيه: أنَّ الهموم إذا تفاقمت أسرعت الشيب قال الشاعر: لَعِبْن بِنَا شَيْبًا وَشَيَبْنَنَا وَمردا (3)   (1) الأبيات من بحر الخفيف، وقائلها أمية ابن أبي الصلت كما ذكر المصنف، وأمية بن أبي الصلت تقدمت ترجمته.-الموسوعة الشعرية (2) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 365). (3) عجز بيت من بحر الطويل، وقائله الصَمَّة القُشَيري، وصدر البيت جاء فيه: دعانِيَ من نجدٍ فإن سنينه من قصيدة يقول في مطلعها: خليلي إن قابلتما الهضب أوبدا ... لكم سند الودكاء أن تبكيا جهدا الصَمَّة القُشَيري (? - 95 هـ/? - 713 م) الصمة بن عبد الله بن الطفيل بن قرة القشيري، من بني عامر بن صعصعة، من مضر، شاعر غزل بدوي، من شعراء العصر الأموي، ومن العشاق المتيمين، كان يسكن بادية العراق، وانتقل إلى الشام، ثم خرج غازيًا يريد بلاد الديلم، فمات في طبرستان.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 قال إسماعيل بن خالد: سمعت خيثمة يقول في قوله: «يومًا يجعل الولدان شيبًا»، قال: يؤمر آدم - عليه السلام - فيقال له: قم فابعث بعث النار من ذريتك من كل ألف تسعمائة وتسعون، فمن ثم يشيب المولود. فنسأل الله النجاة من عذابه وغضبه وهذا غاية في بيان هذا الوقف،، ولله الحمد. {مُنْفَطِرٌ بِهِ} [18] تام، أي بذلك اليوم، أو فيه، ومثله: «مفعولًا». {تَذْكِرَةٌ} [19] كاف؛ على استئناف ما بعده. {سَبِيلًا (19)} [19] تام. {مَعَكَ} [20] كاف. {وَالنَّهَارَ} [20] حسن، ومثله: «فتاب عليكم». {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ} [20] أحسن مما قبله. {مَرْضَى} [20] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [20] حسن للفصل بين الجملتين؛ لأنَّ الضاربين في الأرض للتجارة، غير المجاهدين في سبيل الله. {مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [20] كاف. {وَآَتُوا الزَّكَاةَ} [20] جائز. {حَسَنًا} [20] كاف، ومثله: «أجرًا». {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} [20] حسن. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 سورة المدثر مكية -[آيها:] ستٌّ وخمسون آية. - وكلمها: مائتان وخمسون كلمة. - وحروفها: ألف وعشرة أحرف. {فأنذر (2)} [2] كاف، ثمَّ كلُّ آيةٍ بعدها كذلك إلى «فاصبر» وهو التام {فِي النَّاقُورِ (8)} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «إذا» لم يأت بعد. {غَيْرُ يَسِيرٍ (10)} [10] تام، ولا وقف من قوله: «ذرني» إلى «شهود» أفلا يوقف على وحيد العطف ما بعده على ما قبله ولا على ممدودًا؛ لأنَّ «وبنين» منصوب عطفًا على «مالًا». {شُهُودًا (13)} [13] حسن. {تَمْهِيدًا (14)} [14] كاف، وقوله: «ثم يطمع» ليس بعطف، بل هو تعجب وإنكار كقوله في سورة الأنعام: «ثم الذين كفروا بربهم يعدلون». {أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا} [15، 16] تام عند الأكثر. {عَنِيدًا (16)} [16] كاف. {صَعُودًا (17)} [17] أكفى مما قبله. {وَقَدَّرَ (18)} [18] حسن، ومثله: «كيف قدر»، وكذا: «كيف قدَّر» الثاني، ومثله: «ثم نظر» و «وبسر» و «واستكبر» و «يؤثر» كلها وقوف حسان. {إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)} [25] تام؛ لأنَّه آخر ما ذكره الله عن الوليد. {سَقَرَ (26)} [26] تام عند أبي حاتم، ومثله: «وما أدراك ما سقر». {وَلَا تَذَرُ (28)} [28] كاف، ويبتدئ: «لوَّاحة» بمعنى: هي لوَّاحة، وليس بوقف لمن قرأ (1): «لواحةً» بالنصب حالًا من: «سقر» ومن ضمير: «لا تبقي» أو من ضمير: «لا تذر». {للبَشَر (29)} [29] كاف، ومثله: «تسعة عشر». {إِلَّا مَلَائِكَةً} [31] حسن. {لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده لام «كي» وهكذا لا يوقف على «شيء» إلى «مثلًا» فلا يوقف على «إيمانًا» ولا على «والمؤمنون».   (1) قراءة الأئمة العشرة هي الرفع، وأما النصب فقراءة عطية العوفي وزيد بن علي والحسن وابن أبي عبلة ونصر بن عاصم وعيسى بن عمر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 147)، البحر المحيط (8/ 375)، تفسير القرطبي (19/ 77)، تفسير الرازي (30/ 203). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 {مَثَلًا} [31] كاف، والتشبيه أول الكلام؛ لأنَّ الكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف، أي: مثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى. {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [31] كاف. {إِلَّا هُوَ} [31] تام، ومثله: «للبشر» ووقف الخليل وتلميذه سيبويه على «كلَّا» على معنى: ليس الأمر كما ظنوا، والأجود: الابتداء بها على معنى: «ألا» بالتخفيف حرف تنبيه، فلا يوقف عليها؛ لأنَّ «والقمر» متعلق بما قبله من التنبيه. {إِذَا أَسْفَرَ (34)} [34] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب القسم لم يأت، وقوله: «لإحدى الكبر» جواب القسم الأول، والقسم لا يكون له جوابان، الأعلى جهة الاشتراك، وليس في الكلام واو عطف، والضمير في «إنَّها» الظاهر أنَّه للنار، وقيل: لقيام الساعة، وقيل: هو ضمير القصة، قرأ نافع وحفص وحمزة «أدْبر» بإسكان الدال وبهمزة مفتوحة قبل الدال، بمعنى: المضيّ، ودبر وأدبر: تولى ومضى، ومنه: صاروا كأمس الدابر، والباقون بغير ألف قبل الدال (1). {الْكُبَرِ (35)} [35] كاف؛ إن نصب «نذيرًا» بفعل مقدر، أو نصب على القطع، أو نصب على المصدر، على معنى الإنذار، كالنكير، بمعنى: الإنكار، وليس بوقف: إن نصب حالًا من «سقر» أو «تبقى» أو من الضمير في: «وما يعلم جنود ربك إلَّا هو»، أو هو مفعول من أجله، أو من بعض الضمائر التي تقدمت، وإن جعل من ضمير: قم، فلا يوقف على شيء منه. {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)} [36] {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)} [36] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن أبدل من قوله: للبشر، بإعادة الجار. {أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)} [37] حسن، «رهينة» الأولى وصله بما بعده. {أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)} [39] تام ورأس آية أيضًا، ثم تبتدئ: «في جنات» أي: هم في جنات، فالاستثناء متصل، إذ المراد بهم: المسلمون المخلصون، أو منقطع، والمراد بهم: الأطفال، أو الملائكة (2). {عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41)} [41] حسن.   (1) وجه من قرأ: {إِذْ} بسكون الذال من غير ألف بعدها، و {أَدْبَرَ} بسكون الدال وبهمزة قبلها، و «إِذْ» ظرف لما مضى من الزمان، و «أَدْبَرَ» على وزن: أكرم، والباقون: {إِذَا} بفتح الذال وبعدها ألف، و {دَبَّرَ} بفتح الدال من غير همزة قبلها؛ فعل ثلاثي على وزن: ضرب، و «دبر، وأدبر»، لغتان بمعنى واحد. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 147)، تفسير القرطبي (19/ 84)، الغيث للصفاقسي (ص: 376)، السبعة (ص: 659)، النشر (2/ 393). (2) انظر: تفسير الطبري (24/ 35)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 {فِي سَقَرَ (42)} [42] أحسن مما قبله، ولا وقف من قوله: «قالوا لم تك من المصلين» إلى «اليقين» فلا يوقف على «المصلين» ولا على «المسكين» ولا على «الخائضين» ولا على «بيوم الدين»؛ لأنَّ العطف صيّرها كالشيء الواحد. {الْيَقِينُ (47)} [47] كاف، ومثله: «الشافعين». {مُعْرِضِينَ (49)} [49] ليس بوقف؛ لتعلق التشبيه بما قبله، ومثله في عدم الوقف «مستنفرة»؛ لأنَّ الجملة بعده صفة لما قبلها. {مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)} [51] كاف، ومثله: «منشرة»، وقيل: «كلّا» على أنَّها للردع، على معنى: أنَّ الكفار لا يعطون الصحف التي أرادوها، ثم استأنف: «بل لا يخافون الآخرة» وإن جعلت «كلّا» بمعنى: ألا التي للتنبيه، حسن الابتداء بها. {الْآَخِرَةَ (53)} [53] كاف، ومثله: «تذكرة» وكذا: «ذكره» وكذلك: «إلَّا أن يشاء الله». آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 سورة القيامة مكية -[آيها:] أربعون آية. - وكلمها: مائة وخمس وستون كلمة. - وحروفها: ستمائة واثنان وخمسون حرفًا. اختلف في «لا»، فقيل: زائدة تمهيدًا للنفي وتنبيهًا من أوَّل الأمر على أنَّ المقسم به نفى، وإنَّما جاز أن تلغى في أوائل السور؛ لأنَّ القرآن كله كالسورة الواحدة، ويؤيد زيادتها قراءة قنبل والبزي (1): «لأقسم» بحذف الألف جوابًا لقسم مقدر، أي: والله لأقسم، والفعل للحال، ولذلك لم تأت نون التوكيد، وهذا مذهب الكوفيين، وأما البصريون فلا يجيزون أن يقع فعل الحال جوابًا للقسم، وجوَّز بعضهم حذف النون من القسم، وإن كان بمعنى: الاستقبال، ووقع القسم بين نفيين تأكيدًا للانتفاء، ولذلك حكموا بزيادة «لا» في مثل ذلك في قوله: «فلا وربك لا يؤمنون» أراد بناء الكلام على النفي من أوّل وهلة، فصدّر الجملة بأداة النفي غير قاصد لنفي القسم بل مؤكد النفي المقسم عليه، ومن ذلك: «فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون أنَّه لقول رسول كريم»، «وما هو بقول شاعر» وتأمل «لا أقسم بيوم القيامة» كيف اقترن القسم بأداة النفي، لما تضمن نفي صحة حسبان الإنسان أنَّ الله لا يجمع عظامه، ومنه: «فلا أقسم بالخنس»، هو أيضًا متضمن لنفي ما قاله الكفار أنَّه كذّاب وساحر ومجنون، ولم تجئ في القرآن إلَّا مع صريح فعل القسم بغير الله، نحو: «لا أقسم بهذا البلد»، «لا أقسم بيوم القيامة»، «لا أقسم بمواقع النجوم» قصد تأكيد القسم وتعظيم المقسم به، ولم يسمع زيادة «لا» مع القسم بالله، إذا كان الجواب مثبتًا، فدل ذلك على أنَّ زيادتها لتوطئة القسم، وقيل: نافية لكلام تقدَّم عن الكفار من إنكار البعث، فقيل لهم: لا ليس الأمر كما زعمتم؛ فعلى هذا يحسن الوقف على «لا» وليس بوقف لمن جعلها زائدة، وقيل: أنَّها «لام» الابتداء، وليست «لام» القسم، ولم يقع خلاف في قوله هنا: «ولا أقسم» الثانية إنَّه بألف بعد «لا»؛ لأنَّها لم ترسم «إلا» كذا بخلاف الأولى، وكذلك: «لا أقسم بهذا البلد» لم يختلف فيه أنَّه بألف بعد «لا»، وجواب القسم محذوف تقديره: لتبعثن، دلَّ عليه «أيحسب الإنسان»، وقيل الجواب: أيحسب، وقيل هو: «بلى قادرين» وهذه الأقوال شاذة منكرة لا تصح عن قائلها لخروجها عن لسان العرب، والكلام على ضعفها يستدعي طولًا وذكرتها للتنبيه على ضعفها،   (1) وجه من قرأ: {لا أُقْسِمُ} بغير ألف بعد اللام؛ يجعلها لاما دخلت على قسم هنا حسب وذلك بخلف عن البزي، على أنها لام الابتداء للتأكيد. والباقون بإثبات الألف على أن لا نافية لكلام مقدر، كأنهم قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث، فرد عليهم بلا، ثم ابتدأ فقال: أقسم. وهو الوجه الثاني للبزي. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 551)، السبعة (ص: 661)، النشر (2/ 282). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 والمعتمد الأوّل. انظر: السمين، ففيه العجب العجاب، وأشبعت القول لهذا الوقف، وهو جدير بأن يخص بتأليف وهذا غاية في بيانه،،، ولله الحمد {اللَّوَّامَةِ (2)} [2] كاف، ومثله: «عظامه» بجعل «بلى» متعلقة بما بعدها، وقال أبو عمرو: والوقف على «بلى» كاف، والمعنى: بلى نجمعها قادرين، و «قادرين» حال من ضمير: نجمعها، وقدَّره غيره: بلى نقدر قادرين، فحذف الفعل كما قال الفرزدق: أَلَم تَرَني عاهَدتُ رَبّي وَإِنَّني ... وَإِنَّني لَبَينَ رِتاجٍ قائِمٌ وَمَقام لى قَسَمٍ لا أَشتُمُ الدَهرَ مُسلِمًا ... وَلا خارِجًا مِن فِيَّ زُورَ كَلامِ (1) أراد: ولا يخرج خارجًا، وقيل: خارجًا، منصوب على موضع: لا أشتم، كأنَّه قال: لا شاتمًا ولا خارجًا، ومن ذلك قول الشاعر: بات يعشيها بعضب باتر ... يقصد في أسوقها وجائر (2) أراد بيقصد: قاصد وجائز. {بَنَانَهُ (4)} [4] كاف، ومثله: «أمامه». {يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)} [6] تام، ولا وقف من قوله: «فإذا برق البصر» إلى «أين المفر»، فلا يوقف على «البصر» ولا على «القمر»؛ لأنَّ جواب «إذا» لم يأت بعد. {أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)} [10] كاف، وقيل: كلًّا زجر عن طلب الفرار، وقال نافع وجماعة: الوقف «لا وزر»، أي: ملجأ ولا مهرب. {الْمُسْتَقَرُّ (12)} [12] كاف، ومثله: «وآخر»، وكذا: «معاذيره» و «لتعجل به» و «قرآنه» و «فاتبع قرآنه»، و «ثُمَّ» لترتيب الأخبار كلها وقوف لاتحاد الكلام. {بَيَانَهُ (19)} [19] تام، ولا يوقف على «كلَّا» هذه لأنّها ليست بمعنى: الردع والزجر، بل هي   (1) البيتان من الطويل، وقائلهما الفرزدق، وهما جاءا في قصيدة له يقول في مطلعها: إِذا شِئتُ هاجَتني دِيارٌ مُحيلَةٌ ... وَمَربِطُ أَفلاءٍ أَمامَ خِيام الفَرَزدَق (38 - 110 هـ/658 - 728 م) همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة، يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين، وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر، كان شريفًا في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه، لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه، وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المائة.-الموسوعة الشعرية. (2) هو من الرجز، مجهول القائل، وهو من شواهد سيبويه في الكتاب كما ذكر ذلك عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 بمعنى: ألا التي للتنبيه فيبتدأ بها. {الْآَخِرَةَ (21)} [21] تام. {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [23] حسن. {بَاسِرَةٌ (24)} [24] جائز. {فَاقِرَةٌ (25)} [25] تام، ولا وقف من قوله: «كلا إذا بلغت» إلى «المساق» لعطف كل واحد على ما قبله، فلا يوقف على «التراقي» ولا على «من راق» ولا على «الفراق». {الْمَسَاقُ (30)} [30] كاف، ولا يوقف على «صَلَّى» للاستدراك بعده. {وَتَوَلَّى (32)} [32] جائز، ومثله: «يتمطى». {فَأَوْلَى (34)} [34] الثانية كاف، ومثله: «سدى» و «السدى» المهمل، أي: أيحسب الإنسان أنَّا لا نأمره ولا ننهاه، ومنه قول الشاعر: لو أرسلوا سعدًا إلى الماء سدى ... من غير دلوٍ ورشًا لا يستقي (1) ولا وقف من قوله: «ألم يك» إلى «والأنثى» لاتساق الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «تمنى» لأنَّ «ثُمَّ» هنا لترتيب الفعل، فليس بوقف سواء قرئ: «تمنى» بالفوقية أو بالتحتية؛ لمن من قرأ بالتحتية أخرجه على: المنى، ومن قرأ بالفوقية أخرجه على: النطفة، قرأ حفص: «يمنى» بالتحتية، والباقون بالفوقية (2)، ولا يوقف على «فسوَّى» لمكان الفاء. {وَالْأُنْثَى (39)} [39] كاف للابتداء بالاستفهام. آخر السورة تام.   (1) وهذه الرواية لم أقف عليها بلفظها، وإنما وقفت على الرواية التالية: لو ظمئ القوم فقالوا من فتى ... يخلف لا يردعه خوف الردى فبعثوا سعدًا إلى الماء سدى ... ليلة بيانها مثل العمى بغير دلو ورشاء لاستقى ... أمرد يهدى رأيه رأى اللحى وذكرت هذه الرواية في البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي، وربيع الأبرار ونصوص الأخبارللزمخشري، ومجالس ثعلب لثعلب.-الموسوعة الشعرية. (2) وجه من قرأ بالياء؛ أن ذلك على جعل الضمير عائد على: {مَّنِى}. والباقون بالتاء من فوق على أن الضمير للنطفة، وهو الوجه الثاني لهشام. انظر هذه القراءة في: النشر (2/ 394). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 سورة الإنسان مكية أو مدنية -[آيها:] إحدى وثلاثون آية إجماعًا. - وكلمها: مائتان واثنتان وأربعون كلمة. - وحروفها: ألف وأربعة وخمسون حرفًا. وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا إجماعًا خمسة مواضع: «السبيل» و «مسكينًا» و «يتيمًا» و «مخلدون» و «رأيت» و «نعيمًا». {مَذْكُورًا (1)} [1] كاف. {أَمْشَاجٍ} [2] حسن عند بعضهم، و «نبتليه» جواب بعد سؤال سائل، قال: كيف كان خلق الإنسان؟ فقال: نبتليه، أي: نختبره، فجعلناه سميعًا بصيرًا، وقال جمع أمشاج نبتليه، آخرون الوقف على آخر الآية، على التقديم والتأخير، أي: فجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، وهو الكافي، والأمشاج: الأخلاط، واحدها: مَشَج بفتحتين، أو مشج، كعدول أعدال، أو مشيج، كشريف وأشراف. قاله ابن الأعرابي، قال الزمخشري: ومشجه ومزجه بمعنى، والمعنى: من نطفة امتزج فيها المان. قاله السمين، وقيل عروق النطفة، وقيل: ألوانها، وقيل: ماء الرجل وماء المرأة وهما لونان، فماء الرجل أبيض ثخين، وماء المرأة أصفر رقيق، وأيهما علا ماؤه كان الشبه له. قال أبو حاتم: الوقف التام «نبتليه» وبه يتم المعنى؛ لأنَّه في موضع الحال من فاعل «خلقنا»، أي: خلقناه حال كوننا مبتلين له، أو من الإنسان، وقال الفراء: ليس بتام؛ لأنَّ المعنى على التقديم والتأخير، أي: فجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه في الدنيا بالتكليف، وغلط في هذا لأنَّ الآية ليس فيها لام، ولا المعنى على ما قاله، وقد يبتلى ويختبر وهو صحيح، وإن لم يكن سميعًا بصيرًا، وردَّ عليه بعين ما علل به؛ لأنَّ من شرط التام أن لا يتعلق بما بعده وتتم الفائدة بما دونه، فإذا جعل على التقديم والتأخير فكيف يتم الوقف على «نبتليه» ظ وأبى بعضهم هذا الوقف، وجعل موضع «نبتليه» نصبًا حالًا، أي: خلقناه مبتلين له، أي: مريدين ابتلاءه، كقولك: مررت برجل معه صقر صائدًا به غدًا، أي: قاصدًا به الصيد غدًا، قال أبو عثمان: أمشاج نبتليه، ابتلى الله الخلق بتسعة أمشاج، ثلاث مفتنات، وثلاث كافرات، وثلاث مؤمنات؛ فالمفتنات: سمعه وبصره ولسانه، والكافرات: نفسه وهواه وشيطانه، والمؤمنات: عقله وروحه وملكته، فإذا أيّد الله العبد بالمعونة، سلط العقل على القلب فملكه، وأسرت النفس الهوى، فلا يجد إلى الجراءة سبيلًا، فجانست النفس الروح، وجانس الهوى العقل، وصارت كلمة الله هي العليا، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة (1).   (1) انظر: تفسير الطبري (24/ 92)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 {سَمِيعًا بَصِيرًا (2)} [2] حسن. {كَفُورًا (3)} [3] تام، ومثله: «وسعيرًا»، ولا يوقف على «كافورًا»؛ لأنَّ عينًا منصوب بدلًا من «كافورًا»، أي: وماء عين، أو بدلًا من محل «من كأس» أو مفعول «يشربون» أو حالًا من الضمير في «مزاجها» وإن نصب على الاختصاص جاز الوقف على «كافورًا». {عِبَادُ اللَّهِ} [6] جائز. {تَفْجِيرًا (6)} [6] حسن. {بالنَّذْرِ} [7] جائز. {وَيَخَافُونَ يَوْمًا} [7] ليس بوقف، ونصب على أنَّه مفعول به فليس هو بمعنى: في. {مُسْتَطِيرًا (7)} [7] حسن. {عَلَى حُبِّهِ} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده مفعول ثان لـ «يطعمون» فلا يقطع منه، وهو مصدر مضاف للمفعول، أي: على حب الطعام، فهو حال من الطعام أو من الفاعل. {وَأَسِيرًا (8)} [8] حسن، ومثله: «لوجه الله» وكذا: «ولا شكورًا»؛ لأنَّ الكلام متحد في صفة الأبرار. {قَمْطَرِيرًا (10)} [10] تام. {شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} [11] حسن، ومثله: «وسرورًا» ولا يوقف على «حريرًا»؛ لأنَّ «متكئين» حال من مفعول «جزاهم» ولا يجوز أن يكون صفة لـ «جنة» عند البصريين؛ لأنَّه كان يلزم بروز الضمير، فيقال: متكئين هم فيها، لجريان الصفة على غير من هي له، خلافًا للزمخشري، حيث جوّز أن يكون «متكئين» و «لا يرون» و «دانية» كلها صفات لـ «جنة» ولا يجوز أن يكون حالًا من فاعل «صبروا»؛ لأنَّ الصبر كان في الدنيا، واتكاؤهم إنَّما هو في الآخرة. قاله مكي. انظر: السمين. {عَلَى حُبِّهِ} [13] حسن؛ على استئناف ما بعده، ولا يوقف على «زمهريرًا» لأنَّ «ودانيةً» منصوب بالعطف على «جنة»؛ كأنَّه قال: جزاؤهم جنة، «ودانية عليهم ظلالها»، أي: وشجرة دانية عليهم ظلالها، وانظر قول السمين، «ودانية» عطف على محل «لا يرون» مع أنَّه لا يعطف إلَّا على محل الحرف الزائد و «ما» هنا ليس كذلك. {تَذْلِيلًا (14)} [14] جائز، ومثله: «كانت قوارير» كاف، أي: أنَّ أهل الجنة قدَّروا الأواني في أنفسهم على أشكال مخصوصة، فجاءت كما قدّورها تكرمة لهم، جعلها السقاة على قد رويّ شاربيها (1).   (1) انظر: المصدر السابق (24/ 105). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 {زَنْجَبِيلًا (17)} [17] ليس بوقف؛ لأنَّ عينًا بدل من «زنجبيلًا» فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف، وإن نصبت «عينًا» على الاختصاص جاز. {سَلْسَبِيلًا (18)} [18] كاف، وأغرب بعضهم ووقف على «وإذا رأيت ثم» فكأنَّه حذف الجواب تعظيمًا لوصف ما رأى، المعنى: وإذا رأيت الجنة رأيت ما لا تدركه العيون ولا يبلغه علم أحد، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر» (1)، وما أرادوه ليس بشيء؛ لأنَّ «ثَمَّ» ظرف لا يتصرف، فلا يقع فاعلًا ولا مفعولًا، وغلط من أعربه مفعولًا لـ «رأيت»؛ لأنَّه لا مفعول لها، لا ظاهرًا ولا مقدرًا، خلافًا للأخفش والفراء؛ ليكون أشيع لكل مرئي، وزعم الفراء أن تقديره: إذا رأيت ما ثَمَّ، وهذا غير جائز عند البصريين؛ لأنَّ «ثَمَّ» صلة لـ «ما» ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة، بل تقديره: إذا وجدت الرؤية في الجنة رأيت نعيمًا (2). {كَبِيرًا (20)} [20] جائز؛ لمن قرأ: «عاليْهم» بإسكان الياء، مبتدأ خبره «ثياب»، وهو حمزة ونافع، والباقون بنصبها، ظرفًا أو حالًا من الضمير في «يطوف عليهم»، أو في «حسبتهم»، أي: يطوف عليهم ولدان مخلدون عاليًا للمطوف عليهم ثياب، أو حسبتم لؤلؤًا عاليهم ثياب، ومحلها نصب حال، وليس بوقف لمن قرأ: «عاليَهم» بالنصب على الحال مما قبله (3). {وَإِسْتَبْرَقٌ (} [21] كاف على القراءتين، أعني: برفعه أو جره، فمن رفعه عطفه على «ثياب» ومن جره عطفه على «سندس» وهمزة «إستبرق» همزة قطع. {مِنْ فِضَّةٍ} [21] حسن على استئناف ما بعده. {طَهُورًا (21)} [21] كاف. {جَزَاءً} [22] جائز. {مَشْكُورًا (22)} [22] تام. {تَنْزِيلًا (23)} [23] كاف.   (1) وللحديث روايات عدة منها ما روي عن أبي حازم، قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي، يقول: شهدت من رسول - صلى الله عليه وسلم -، مجلسًا وصف فيه الجنة، حتى انتهى، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -، في آخر حديثه: فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم اقترأ هذه الآية: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». أخرجه أحمد (5/ 334، رقم: 23214)، وعَبد بن حُميد رقم: (463)، ومسلم (8/ 143، رقم: 7237). (2) انظر: تفسير الطبري (24/ 65)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) قرأ نافع وأبو جعفر وحمزة بسكون الياء والهاء من «عاليهم»، ووجهه أنه خبر مقدم، و {ثِيَابَ} مبتدأ مؤخر. والباقون بفتح الياء وضم الهاء؛ على أنه ظرف خبر مقدم، كأنه قال: فوقهم ثياب سندس. انظر هذه القراءة في: تفسير الرازي (3/ 252)، الكشاف (2/ 354)، النشر (2/ 396). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 {لِحُكْمِ رَبِّكَ} [24] جائز. {أَوْ كَفُورًا (24)} [24] حسن. {وَأَصِيلًا (25)} [25] كاف. {فَاسْجُدْ لَهُ} [26] جائز. {طَوِيلًا (26)} [26] كاف. {الْعَاجِلَةَ} [27] حسن. {ثَقِيلًا (27)} [27] كاف. {أَسْرَهُمْ} [28] حسن، ومعناه: خلقهم. {تَبْدِيلًا (28)} [28] تام. {تَذْكِرَةٌ} [29] حسن للابتداء بالشرط مع الفاء. {سَبِيلًا (19)} [29] كاف. {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [30] حسن على استئناف ما بعده. {حَكِيمًا (30)} [30] كاف، وقيل: تام على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلًا بما قبله. {فِي رَحْمَتِهِ} كاف، «والظالمين» منصوب بمقدر، أي: وعذب الظالمين، ولا يجوز أن يكون معطوفًا على «مَن»، أي: يدخل من يشاء في رحمته، ويدخل الظالمين، أو وعذب الظالمين أعدَّ لهم، وتام على قراءة الحسن (1): «والظالمون» بالرفع. آخر السورة تام.   (1) وكذا رويت عن ابن الزبير وأبان بن عثمان وابن أبي عبلة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 587)، البحر المحيط (8/ 402)، تفسير القرطبي (19/ 153)، الكشاف (4/ 201)، المحتسب لابن جني (2/ 344)، المعاني للفراء (3/ 220)، تفسير الرازي (30/ 263). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 سورة والمرسلات مكية -[آيها:] خمسون آية باتفاق. - وكلمها: مائة وإحدى وثمانون كلمة. - وحروفها: ثمانمائة وستة وعشرون حرفًا. ولا وقف من أوَّلها إلى قوله: «لواقع»؛ لاتصال الجواب بالقسم، فلا يوقف على «عرفًا»، ولا على «عصفًا»، ولا على «نشرًا»، ولا على «فرقًا»، ولا «نذرًا». {لَوَاقِعٌ (7)} [7] تام، ولا وقف من قوله: «فإذا النجوم طمست» إلى «أجلت» إن جعل مع قوله: «ليوم الفصل» فعل محذوف، تقديره: أجلت ليوم الفصل؛ فتكون اللام الأولى: التي في قوله: «لأيّ يوم» صلة للفعل الظاهر، والثانية: صلة للفعل المضمر وإن جعلت اللام الثانية في «ليوم الفصل» تأكيدًا للام الأولى في «لأيّ يوم» لم يحسن الوقف على «أجلت» وهذا على كون جواب «إذًا» محذوفًا، تقديره: فإذا طمست النجوم، وقع ما توعدون، وإن جعل جوابها: «ويل يومئذ» لم يحسن الوقف إلى قوله: «للمكذبين» قاله مكي. وغلط لأنَّه لو كان الجواب لزمته الفاء لكونه جملة اسمية (1). {لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)} [13] تام، ومثله: «ما يوم الفصل»، وكذا: «للمكذبين»، ومثله فيما يأتي في هذه السورة بعد كل جملة «وعيد للمكذبين» بالويل في الآخرة، كرّر في عشرة مواضع وليس تكرارها تأكيدًا بل أتبع كل قصة: «ويل يومئذ للمكذبين»؛ كأنَّه ذكر في كل موضع شيئًا، ثم قال: ويل لهذا المذكور قبله، وكرّر ليكون نصًا فيما يليه وظاهرًا في غيره، وليس التكرار إطنابًا لما قبله. {نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)} [16] كاف، على قراءة من قرأ: «ثم نتبعهم» بالرفع (2)، على الاستئناف، وليس بوقف لمن قرأه بسكون العين (3)؛ عطفًا على «نهلك»، ومن قدر حذف الضمة تخفيفًا كما في: «يأمركم» جاز له الوقف على «الأولين». {الْآَخِرِينَ (17)} [17] كاف. {بِالْمُجْرِمِينَ (18)} [18] تام، ولا وقف من قوله: «ألم نخلقكم» إلى قوله: «فقدرنا» فلا يوقف على «مهين» ولا على «مكين» ولا على «معلوم».   (1) انظر: تفسير الطبري (24/ 129)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وهي قراءة جمهور القراء. (3) وهي قراءة الأعرج والعباس، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 593)، الإملاء للعكبري (2/ 150)، البحر المحيط (8/ 405)، تفسير القرطبي (19/ 159)، الكشاف (4/ 203)، المحتسب لابن جني (2/ 346)، المعاني للأخفش (2/ 522)، تفسير الرازي (30/ 271). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 {فَقَدَرْنَا} [23] كاف. {الْقَادِرُونَ (23)} [23] تام، ولا يوقف على «كفاتًا»؛ لأنَّ «أحياء وأمواتًا» منصوبان بـ «كفاتا». {وَأَمْوَاتًا} (26)} [26] حسن. {فُرَاتًا (27)} [27] تام. {تُكَذِّبُونَ (29)} [29] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله. {مِنَ اللَّهَبِ (31)} [31] كاف. {كَالْقَصْرِ (32)} [32] ليس بوقف لتعلق التشبيه بما قبله. {صُفْرٌ (33)} [33] كاف. {فَيَعْتَذِرُونَ (36)} [36] كاف، وهو عطف على «ولا يؤذن لهم»، أي: لا يؤذن ولا يعتذرون، وليس بوقف إن جعل جوابًا للنفي، إذ لو كان جوابًا له لقال: فيعتذرون. {فَكِيدُونِ (39)} [39] كاف. {وَعُيُونٍ (41)} [41] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله. {مِمَّا يَشْتَهُونَ (42)} [42] كاف؛ لأنَّ بعده إضمار القول، أي يقال لهم: كلوا واشربوا، ومثله: «تعلمون». {الْمُحْسِنِينَ (44)} [44] تام. {قَلِيلًا} [46] قيل جائز. {مُجْرِمُونَ (46)} [46] كاف، ومثله: «لا يركعون». آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 سورة النبأ مكية -[آيها:] إحدى وأربعون آيةً في البصري، وأربعون آيةً في عدِّ الباقين اختلافهم في {عَذَابًا قَرِيبًا} [40] عدها البصري. - وكلمها: مائةٌ وثلاثٌ وسبعون كلمةً. - وحروفها: سبعمائة وسبعون حرفًا. {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)} [1] حسن عند بعضهم، ثم قال تعالى: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)} [2]، فقوله: «عن النبأ العظيم» مفعول: «يتساءلون»، و «عمَّ» متعلق بـ «يتساءلون»، فالاستفهام للتعجب، وهذا كقوله: «لمن الملك اليوم» ثمَّ ردَّ على نفسه فقال: «لله الواحد القهار» فهو: كشيء يبهم ثم يفسر، ففي هذا الوجه جعل عن الأولى صفةً للفعل الظاهر والثانية صلةً لفعل مضمر والتقدير: عن أيِّ شيء يتساءلون، أعن النبأ العظيم. فمن هذا الوجه حسن الوقف على «يتساءلون» ثم يبتدئ: «عن النبأ العظيم» وقيل الاستفهام لا يكاد يضمر إذا لم يأت بعده «أم» وليس في الآية ذكر «أم» كما ترى، وليس بوقف إن جعلت «عن» الثانية توكيد للأولى، وترجمةً وبيانًا لـ «عمَّ» وكان وقفة مختلفون، وهو الكافي في الوجهين، ووقف أبو حاتم على «كلاَّ» وجعلها ردًّا للنفي في اختلافهم في النبأ وهل هو إنكارهم البعث بعد الموت، أو إنكارهم القرآن. قال يحيى بن نصير النحوي: «كلاَّ» ردُّ أي: لا اختلاف. قال بعض أهل التفسير: صار الناس فيه رجلين مصدِّقًا ومكذبًا، وأما الموت فأقروا به كلُّهم لمعاينتهم إياه، وأما القرآن، فقال الفراء: عن النبأ العظيم؛ يعني: القرآن الذي هم فيه مختلفون بين مصدِّقٍ ومكذب فذلك اختلافهم؛ فعلى هذا صح الوقف على «كلَّا»، أي: لا اختلاف فيه، والمشهور أنَّ الكلام تمَّ على: «مختلفون» ولا يوقف على «كلَّا» في الموضعين؛ لأنَّهما بمعنى: إلّا التي؛ بمعنى: التنبيه، فيبتدئ بهما، والثاني توكيد في الوعيد، والمعنى: ألا سيعلمون، ثمَّ ألا سيعلمون، ما يحل بهم، يعني بهم أهل مكة، وهو وعيد وتهديد منه تعالى لهم. {ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)} [5]. {سَيَعْلَمُونَ (5)} [5] الثاني تام، والوقف على: «أوتادًا»، و «أزواجًا» و «سباتًا» و «معاشًا» و «شدادًا» و «وهاجًا» كلها وقوف حسان. {ثَجَّاجًا (14)} [14] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده لام العلة، ومعنى: «ثجاجًا» أي: مثجوجًا، أي: مصبوبًا، ومنه الحديث: «أَفْضَلُ الْحَجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ» (1)؛ فالعج رفع الصوت بالتلبية والثج نحر الهدي   (1) وروي عن ابن عمر: أخرجه الشافعى (1/ 109)، والترمذى (5/ 225، رقم 2998)، وقال: لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزى المكى، وقد تكلم بعض أهل الحديث فى إبراهيم بن يزيد من قبل حفظه. والبيهقى (4/ 330، رقم 8420). وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (3/ 373، رقم 15056). قال المناوى (2/ 31): فيه الضحاك بن عثمان، قال أبو زرعة: ليس بقوى، ووثقه ابن معين. حديث أبى بكر: أخرجه الترمذى (3/ 189، رقم 827)، وقال: غريب. وابن ماجه (2/ 975، رقم 2924)، والحاكم (1/ 620، رقم 1655)، وقال: صحيح الإسناد. والبيهقى (5/ 42، رقم 8798). وأخرجه أيضًا: الدارمى (2/ 49، رقم 1797)، وأبو يعلى (1/ 108، رقم 117)، والضياء (1/ 153، رقم 65). قال المناوى (2/ 31): فيه يعقوب بن محمد الزهرى، أورده الذهبى فى الضعفاء وقال: ضعفه أبو زرعة وغير واحد، وفيه أيضًا محمد بن إسماعيل بن أبى فديك أورده فى ذيل الضعفاء وقال: ثقة مشهور. قال ابن سعد: ليس بحجة. حديث ابن مسعود: أخرجه أبو يعلى (9/ 19، رقم 5086)، قال الهيثمى (3/ 224): فيه رجل ضعيف. ومن غريب الحديث: "العج": رفع الصوت بالتلبية. "الثج": سيلان دماء الهدى والأضاحى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 ولا يوقف على: «نباتًا» لعطف ما بعده على ما قبله. {مِيقَاتاً (16)} [16] تام. {مِيقَاتًا (17)} [17] ليس بوقف؛ لأنَّ «يوم» بدل من «يوم الفصل»، أو عطف بيان وإن نصب بـ «أغنى» مقدارًا جاز وقرئ: «في الصُّوَر» بفتح الواو (1). {أَفْوَاجًا (18)} [18] حسن، ومثله: «أبوابًا»، وكذا «سراجًا». {مَآبًا (22)} [22] ليس بوقف؛ لأنَّ: «لابثين» حال من الضمير المستتر في «الطَّاغين» وهي حال مقدرة. {أَحْقَابًا (23)} [23] كاف، و «أحقابًا» جمع: حقب، كقفل وأقفال، وقيل: مثلث الحاء، أي: دهورًا لا انقطاع لها، وقيل: الحقب ثمانون عامًا، قال أبو جعفر: سمعت علي ابن سليمان يقول: سألنا أبو العباس محمد بن يزيد عن قوله: «لابثين فيها أحقابًا» ما هذا التحديد وهم لا يخرجون من النار أبدًا، وله منذ سألنا ثلاثون سنة وأنا أنظر في الكتب، فما صح جواب فيها إلاَّ أن يكون هذا للموحدين الذين يدخلون النار بذنوبهم ثم يخرجون منها (2). نقله النكزاوي. {وَلَا شَرَابًا (24)} [24] تجاوزه أولى. {وَغَسَّاقًا (25)} [25] حسن؛ إن نصب «جزاء» بفعل مقدر وليس بوقف إن جعل صفة لما قبله. {وِفَاقًا (26)} [26] كاف، ومثله: «حسابًا». {كِذَّابًا (28)} [28] تام، اتفق جميع القراء على قراءة «كِذَّابًا» بكسر الكاف وتشديد الذال، ولم يقرأ أحد من السبعة ولا من العشرة بتخفيف الذال في هذا الموضع. {أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29)} [29] جائز.   (1) وهي قراءة شاذة رويت عن عياض. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 412). (2) انظر: تفسير الطبري (24/ 132)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)} [30] في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هذه الآية أشد ما في القرآن على أهل النار» (1). {إِلَّا عَذَابًا (30)} [30] تام، اتفق علماء الرسم العثماني على حذف الألف التي بين الذال والباء من «كذابا» الثانية دون الأولى، كذا في مصحف الإمام، ولا وقف من قوله: «إنَّ للمتقين» إلى قوله: «دهاقًا» فلا يوقف على: «مفازًا»؛ لأنَّ «حدائق» بدل من: «مفازًا» بدل اشتمال، أو بدل كل من كل، ولا يوقف على «وأعنابًا»؛ لأنَّ ما بعده معطوف عليه، ولا يوقف على «أترابًا». {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)} [34] كاف، والدهاق المملوءة. قال علي كرَّم الله وجهه: دُونَكها مُترَعَةً دِهاقا ... كَأسًا فارِغًا موجت زَعاقا (2) والذعاق: السم القاتل. {وَلَا كِذَّابًا (35)} [35] جائز على القراءتين، قرأ العامة كذا بتشديد الذال، وقرأ الكسائي بالتخفيف (3)، وقرأ عمر بن عبد العزيز (4): «كُذَّابًا» بضم الكاف وتشديد الذال، جمع: كاذب؛ لأنَّ من أمثلة جمع الكثرة فعالًا في وصف صحيح اللام على فاعل، نحو: صائم وصوَّام، وقائم وقوَّام، يقال: رجل كذَّاب، مبالغة في الكذاب. {عَطَاءً حِسَابًا (36)} [36] حسن، يبنى الوقف على «حسابًا» على اختلاف القراء في «رب» فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو برفع: «رب» و «الرحمن»، وقرأ ابن عامر وعاصم بخفضهما، وقرأ   (1) ووقفت على روايتين لهذا الحديث الأولى عن علي بن الحسين يقول: «أول سورة نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة: اقرأ باسم ربك، وآخر سورة نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة: المؤمنون، ويقال: العنكبوت، وأول سورة نزلت بالمدينة: ويل للمطففين، وآخر سورة نزلت في المدينة براءة، وأول سورة علمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة: والنجم، وأشد آية على أهل النار «فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا»، وأرجى آية في القرآن لأهل التوحيد «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك» الآية. الثانية عن مهدي بن ميمون قال: سمعت الحسن بن دينار سأل الحسن: أي آية أشد على أهل النار؟ فقال: سألت أبا برزة فقال: أشد آية نزلت «فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا». رواه الطبراني وفيه شعيب بن بيان وهو ضعيف. (2) هو من الرجز، من أبيات لعلي بن أبي طالب يقول فيها: إِنّا لِقَومٌ ما نَرى ما لاقى ... أَقَدَّ هامًا وَأَقَطَّ ساقا - الموسوعة الشعرية (3) وجه من قرأ: {وَلا كِذَّابًا}؛ أنه مصدر: كاذب، كقاتل قتالا، أو مصدر: كذَّب، ككاتب كتابا. والباقون بتشديدها؛ مصدر: كذب تكذيب وكذابا. انظر هذه القراءة في: التيسير (ص: 219)، المحتسب لابن جني (2/ 348)، البحر المحيط (8/ 415)، الكشاف (4/ 210). (4) وكذا رويت عن ابنه عبد الله والماجشون، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 415)، تفسير القرطبي (19/ 182)، الكشاف (4/ 209)، المحتسب لابن جني (2/ 348)، تفسير الرازي (31/ 17). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 الأخوان (1) بخفض الأول ورفع الثاني (2)، فرفعهما خبر مبتدأ محذوف، أو «رب» مبتدأ و «الرحمن» خبره، و «لا يملكون» خبر ثان مستأنف، أو «رب» مبتدأ، و «الرحمن» نعت و «لا يملكون» خبر «رب» مبتدأ، و «الرحمن» مبتدأ ثان، و «لا يملكون» خبره، والجملة خبر الأول، وحصل الربط بتكرير المبتدأ بمعناه، وأما جرهما؛ فعلى البدل أو البيان فمن قرأ برفعهما (3)، فإن رفع الأول بالابتداء و «الرحمن» خبره، كان الوقف على «الرحمن» كافيًا وإن رفع «الرحمن» نعتًا لـ «رب» أو بيانًا، كان الوقف على «الرحمن» كذلك، ولا يوقف على «وما بينهما»، ومن قرأ بخفض الأَّول ورفع الثاني (4)، لا يوقف على «حسابًا» بل على «وما بينهما» وإن رفع «الرحمن» بالابتداء، وما بعده الخبر، كان الوقف على «وما بينهما» تامًا، وإن رفع «الرحمن» خبر مبتدأ محذوف كان كافيًا، ومن قرأ بخفضهما (5)، وقف على «الرحمن» ولا يوقف على «حسابًا» لأنَّهما بدلان من «ربك» أو بيان له وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد. {خِطَابًا (37)} [37] كاف؛ إن علقت «يوم» بقوله: «لا يتكلمون» و «من أذن» بدل من واو «لا يتكلمون». {صَوَابًا (38)} [38] كاف، ويجوز الواقف على «صفا» لمن وصل «يوم يقوم» بما قبله، والمعنى: لا يقدر أحد أن يخاطب أحدًا في شأن الشفاعة خوفًا وإجلالًا إلاَّ من أذن له الرحمن وقال صوابًا (6). {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ} [39] جائز. {مَآَبًا (39)} [39] كاف. {قَرِيبًا} [40] جائز، ورأس آية عند البصري، ولم يعدها الكوفي آية، فمن عدها آية، جعل «يوم» منصوبًا، بمقدور ومن لم يعدها جعل «يوم» ظرف «العذاب». {يَدَاهُ} [40] حسن، عند أبي حاتم، على استئناف ما بعده وخُولف؛ لأنَّ قوله: «ويقول» معطوف على «ينظر»، ولا تدغم تاء «كنت» في تاء «ترابًا»؛ لأنَّ الفاعل لا يحذف، والإدغام يشبه الحذف. {تُرَابَاً (40)} [40] تام.   (1) وهما حمزة والكسائي الكوفيان. (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 431)، الحجة لابن خالويه (ص: 362). (3) وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. انظر: المصادر السابقة. (4) وهم حمزة والكسائي وخلف. انظر: المصادر السابقة. (5) وهم ابن عامر وعاصم ويعقوب. انظر: المصادر السابقة. (6) انظر: تفسير الطبري (24/ 174)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 سورة والنازعات مكية -[آيها:] ست وأربعون آيةً في الكوفي. - وكلمها: مائةٌ وتسع وتسعون كلمة. - وحروفها: سبعمائة وثلاثة وخمسون حرفًا. ولا وقف من أولها إلى: {أمْرَاً (5)} [5] وهو تام؛ إن جعل جواب القسم محذوفًا تقديره: لتعبثن أو لتحشرن، فحذف هذا الجواب؛ لأنَّ قوله: {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ} [10] فيه دلالة على أنهم أنكروا البعث والحشر فحذف؛ لأن ما يدل على الشيء يقوم مقامه، قال الرضى: وإذا تكررت الواو بعد القسم، نحو: «والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى» فذهب سيبويه والخليل أن المتكررة: «واو» العطف، وقال بعضهم هي: «واو» القسم، والأول أصح، وتقدم أن سيبويه سأل شيخه الخليل بن أحمد لِمَ لم تكن الواو المتكررة بعد «واو» القسم، كواو القسم، وتقدم الجواب عنه في والذاريات. فالقسم واحد والمقسم به متعدد والقسم هو الطالب للجواب لا المقسم به فيكون جوابًا واحدًا، والقاعدة: أن ما عطف بالفاء، هو من وصف المقسم به قبل الفاء، وما عطف بالواو، وهو مغاير لما قبلها ومشعر بالتغاير، وهو موضوعه في لسان العرب، والمقسم بها هنا محذوفات أقيمت صفاتها مقامها، فقيل: النازعات ملائكة تنزع نفوس بني آدم، وقيل: الناشطات ملائكة، وكذا قيل: والسائحات ملائكة تتصرف في الآفاق بأمر الله تعالى تجئ وتذهب، ونشطًا وسبحًا وسبقًا كلها مصادر، وقيل الجواب ليس محذورًا، بل هو تتبعها، أو هو: هل أتاك، أو هو: إن في ذلك لعبرة، وهذا قبيح؛ لأنَّ الكلام قد طال بين القسم والجواب، وقال السجستاني: يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير، كأنه قال: فإذا هم بالساهرة والنازعات غرقًا، وهذا خطأ لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام كقول الشاعر: وَأَنّي مَتى أُشرِف عَلى الجانِبِ الَّذي ... بِهِ أَنتِ مِن بَينِ الجَوانِبِ ناظِرُ (1) أراد وإني ناظر متى أشرف، وكقول الآخر: يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنك إن يصرع أخوك تصرع (2)   (1) البيت من الطويل، وقائله ذو الرُمَّة، وهو من قصيدة يقول في مطلعها: لِمَيَّةَ أَطلالٌ بِحُزوَى دَوائِرُ ... عَفَتها السَوافي بَعدَنا وَالمَواطِرُ -الموسوعة الشعرية. (2) هو من الرجز، مجهول القائل، وهو من شواهد سيبويه، وذكر في: الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي للمعافى بن زكريا، العمدة في محاسن الشعر وآدابه لابن رشيق القيرواني، الكامل في اللغة والأدب للمبرد، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب لعبد القادر البغدادي.-الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 أراد أنك تُصرَع إن يُصرَع أخوك، وهذا الذي قاله أبو حاتم في الآية خطأ من وجهين أحدهما: ما تقدم، والثاني: أن أوَّل السورة «واو» القسم، وسبيل القسم؛ أنه إذا ابتدئ به لا بد وأن يكون له جواب. {خَاشِعَةٌ (9)} [9] حسن، على استئناف ما بعده ولا يوقف على «الحافرة»؛ لأن لـ «مردودون» دليل العامل في: إذا أرادوا الحياة التي ماتوا بعدها. {نَخِرَةً (11)} [11] حسن على القراءتين، قرأ الأخوان وأبو بكر: «ناخرة» بألف بعد النون، والباقون: «نخرة» بدونها (1) وهي المصوّنة، ولا يوقف على «خاسرة»؛ لأن ما بعدها جوابه ما قبله، أي: إن رددنا إلى الحافرة كانت ردتنا خاسرة. {بِالسَّاهِرَةِ (14)} [14] حسن، وهي التي لم توطأ، وقيل وجه الأرض. {حديثُ مُوسَى (15)} [15] تام؛ لأنه لو وصله بما بعده لصار إذا ظرفًا لإتيان الحديث وهو محال بل هو مفعول بفعل محذوف، أي: اذكر إذا ناداه ربه بالواد المقدس طوى. {طُوًى (16)} [16] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في حكم البدل مما قبله، أو جعل قوله: «اذهب» مفعول «ناداه». {طَغَى (17)} [17] جائز. {أَنْ تَزَكَّى (18)} [18] ليس بوقف للعطف. {فَتَخْشَى (19)} [19] كاف؛ على استئناف ما بعده. {فَحَشَرَ} [23] جائز عند بعضهم، قال السخاوي: وهو من وقوف النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعنى: حشر، أي: جمع السحرة وأرباب دولته (2). {الْأَعْلَى (24)} [24] ليس بوقف لمكان الفاء، والأولى تام؛ على أن جواب القسم محذوف وإن جعل جوابه: «إن في ذلك لعبرة» لا يوقف على شيء من أول السورة إلى هذا الموضع؛ لأنه لا يفصل بين القسم وجوابه الوقف، وتقدم ما فيه. {لِمَنْ يَخْشَى (26)} [26] تام، ومثله «أم السماء» كأنه قال: أأنتم أشد خلقًا أم الذي بناها، فالمسؤول يجيب: السماء أشد خلقًا، وقيل: بناها، صلة للسماء، أي: التي بناها، فعلى هذا لا يوقف على بناها؛ لأن المسؤول عنه إنما هو: عن أنتم والسماء، لا عن أشد، وجملة «بناها» ليست صفة للسماء؛ لأن الجملة لا   (1) وجه من قرأ بألف ومن قرأ بحذف الألف؛ أنهما لغتان، بمعنى: بالية. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 432)، الإعراب للنحاس (3/ 618)، البحر المحيط (8/ 420). (2) انظر: تفسير الطبري (24/ 212)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 تكون صفة للمعرفة، ثم فسّر كيفية البناء فقال: «رفع سمكها فسوّاها»، وقيل: الوقف على «بناها». {فَسَوَّاهَا (28)} [28] جائز. {ضُحَاهَا (29)} [29] كاف، ثم استأنف قصة الأرض. {دَحَاهَا (30)} [30] جائز؛ لأن قوله: «أخرج» حال بإضمار «قد»، ومثله: «ومرعاها» إن نصب «الجبال» بفعل مقدر، أي: وأرسى الجبال أرساها. {أرْسَاهَا (32)} [32] كاف؛ أن نصب «متاعًا» بعامل مقدر، أي: متعكم متاعًا، وليس بوقف أن نصب على الحال مما قبله أو مفعولًا له. {وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)} [33] تام. {الْكُبْرَى (34)} [34] ليس بوقف؛ أن جعل جواب، فإذا قوله: «فأما من طغى» وجائز أن جعل جوابها محذوفًا، أي: فإذا جاءت الطامة الكبرى يرون ما يرون، و «يوم» مفعول فعل محذوف والوصل أولى على أن «يوم» ظرف جاءت قال أبو البقاء: العامل فيها جوابها، وهو معنى قوله: «يوم يتذكر الإنسان»، ولا يوقف على «سعى» للعطف. {لِمَنْ يَرَى (36)} [36] تام. {وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)} [38] ليس بوقف؛ لأن ما بعده جواب فأما. {الْمَأْوَى (39)} [39] الأولى كاف. {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [41] تام. {مُرْسَاهَا (42)} [42] جائز؛ على استئناف ما بعده وهو «فيم» خبر مقدم، و «أنت» مبتدأ مؤخر، وقيل: الوقف على قوله: «فيم» وهو خبر مبتدأ محذوف، أي: فيم هذا السؤال الذي يسألونه، ثم تبتدئ بقوله: «أنت من ذكراها»، أي: إرسالك وأنت خاتم الأنبياء، وآخر الرسل المبعوث في نسم الساعة، ذكر من ذكراها، وعلامة من علاماتها، فكفاهم بذلك دليلًا على دنوها ومشارفتها، ووجوب الاستعداد لها، ولا معنى لسؤالهم عنها. قاله الزمخشري انظر: السمين. أي: لست في شئ من علمها، أي: لا تعلمها فهو سؤال تعجب من كثرة ذكرهم لها وسؤالهم عنها (1). {مُنْتَهَاهَا (44)} [44] كاف. {مَنْ يَخْشَاهَا (45)} [45] جائز، قرأ العامة: «منذر من يخشاها» بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفًا فـ «من» في محل جر بالإضافة، وعلى القراءة بالتنوين فـ «من» في محل نصب مفعولًا، وقرأ عمر بن   (1) انظر: المصدر السابق (24/ 212). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 عبد العزيز بالتنوين (1)، خصّ الإنذار للخاشعين، وإن كان منذرًا للخلق أجمعين لأنهم هم المنتفعون به. آخر السورة تام.   (1) على جعل: «مَن»، من قوله: {مُنْذِرُ مَنْ} منصوبًا بالفعل وهذا على الأصل. وقرأ الباقون: بغير تنوين؛ على الإضافة، وكلٌ صواب، وهو مثل قوله تعالى: {بَالِغُ أَمْرِهِ} بسورة الطلاق [الآية: 3]، و {مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} بسورة الأنفال [الآية: 18]، وهي رويت أيضا عن ابن محيصن والحسن وطلحة وحميد وشيبة وهرمز وخالد الحذاء وأبوجعفر وابن مقسم وعياش، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 433)، الإعراب للنحاس (3/ 624)، البحر المحيط (8/ 424)، تفسير الطبري (30/ 32)، تفسير القرطبي (19/ 210)، السبعة (ص: 671)، الكشاف (4/ 216)، المعاني للفراء (3/ 234)، تفسير الرازي (31/ 53)، النشر (2/ 398). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 سورة عبس مدنية -[آيها:] أربعون آية في الشامي. - وكلمها: مائة وثلاث وثلاثون كلمة. - وحروفها: خمسمائة وثلاثون حرفًا. و «تولى» ليس بوقف لتعلق: أن بتولى، على مختار البصريين في الأعمال، وبـ «عبس» على مختار أهل الكوفة، والمختار مذهب البصريين؛ لعدم الإضمار في الثاني، والتقدير: لأن جاءه الأعمى، وقرئ شاذًا: «آأن جاءه الأعمى» (1)، بهمزتين بينهما ألف؛ فعلى هذا يوقف على «تولى» ثمَّ يبتدئ بما بعده مستفهمًا منكرًا، تقديره: الآن جاءه. {الْأَعْمَى (2)} [2] كاف، ومثله: «تصدى» وكذا «يزكى» وهو أحسن مما قبله، ولا يوقف على «يسعى» ولا على «يخشى»؛ لأنَّ الفاء في «فأنت» في جواب «أمَّا». {تَلَهَّى (10)} [10] تام، عند أبي حاتم وعند أبي عمرو. {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)} [11] كاف، والضمير في «إنها» للموعظة. {ذَكَرَهُ (12)} [12] كاف. {مُكَرَّمَةٍ (13)} [13] ليس بوقف؛ لأن ما بعده صفة «تذكرة»، وقوله: «فمن شاء ذكره» جملة معنرضة بين الصفة وموصوفها. {بَرَرَة (16)} [16] تام. {مَا أَكْفَرَهُ (17)} [17] كاف، «ما» اسم تعجب مبتدأ، أو اسم ناقص، أي: ما الذي أكفره، والوقف فصل بين الاستفهام والخبر، أي: من أي شيء خلقه، إن جعل استفهاما على معنى التقرير على حقارة ما خلق منه، كان الوقف على «خلقه» كافيًا، وإن جعل ما بعده بيانًا وتنبيهًا على حقارة ما خلق منه، فليس بوقف إلى قوله «أنشره». {أَنْشَرَهُ (22)} [22] تام، لتناهى البيان والتفسير. {مَا أَمَرَهُ (23)} [23] كاف، وقيل: تام، ومثله: «إلى طعامه» لمن قرأ: «إنّا صببنا» بكسر الهمزة استئنافًا، وليس بوقف لمن قرأها بالفتح؛ تفسيرًا لحدوث الطعام كيف يكون، وبها قرأ الكوفيون (2)، أو   (1) ورويت في الكشاف غير معزوة لأحد. انظر هذه القراءة في: الكشاف (4/ 218). (2) قرأ أهل الكوفة: {أَنَّا صَبَبْنَا} [25] بفتح الهمزة في الحالين، وقرأ الباقون بالكسر، وجه قراءة من فتح الهمزة في الحالين؛ على تقدير لام العلة، أي: لأنا، ووجه من كسرها مطلقًا؛ على الاستئناف. انظر هذه القراءة في: تفسير الطبري (30/ 36)، الكشاف (4/ 219). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 بجعل «أنا» مع ما اتصل بها في موضع جر بدلًا من «طعامه» كأنه قال: فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبًا، فإن جعل في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هو: أنا صببنا، كان الوقف على رؤوس الآيات بعده وهو: «حبًا» و «قضبًا» و «غلبًا» و «أبَّا» كلها وقوف كافية، وقدر لكل آية من قوله: «وعنبًا» فعل مضمر ينصب مابعده. {وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)} [32] كاف. {الصَّاخَّةُ (33)} [33] جائز، إن قدر عامل «إذا» بعدها، أي: فإذا جاءت الصاخة يكون ما يكون، واشتغل كل إنسان بنفسه. أو نصبت بمحذوف، والأوجه أن يكون ظرفًا لـ «جاءت». {وَبَنِيهِ (36)} [36] تام، بشرط أن لايجعل «لكل» جواب «إذا». {شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)} [37] تام، من الأغناء، بمعنى: يكفيه، وقرأ ابن محيصن (1): «يَعْنِيه» بفتح الياء والعين المهملة من قولهم: عناني الأمر، أي: قصدني. {مُسْفِرَةٌ (38)} [38] ليس بوقف؛ لأن ما بعده صفة لـ «وجوه». {مُسْتَبْشِرَةٌ (39)} [39] تام، وليس وقفًا إن جعل قوله: «وجوه» الثانية معطوفة على «وجوه» الأولى. {قَتَرَةٌ (41)} [41] كاف، والفرق بين القترة والغبرة؛ أن (القترة) بالقاف ما ارتفع من الغبار فلحق بالسماء، و (الغبرة) بالغين المعجمة ما كان أسفل في الأرض. اهـ النكزاوي. آخر السورة تام.   (1) ورويت أيضًا عن الزهري وابن أبي عبلة وحميد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 433)، البحر المحيط (8/ 430). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 سورة التكوير مكية -[آيها:] تسع وعشرون آية. - وكلمها: مائة وأربع كلمات. - وحروفها: خمسمائة وثلاث وثلاثون حرفًا. الوقف التام: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)} [14] وقال بعضهم: الوقف على رأس كل آية حسن لابأس به لضرورة انقطاع النفس إلى بلوغ الوقف، فإذا علم أن نفسه لايبلغ ذلك جاز له الوقف دونه، ثم يبتدئ به، وجواب: «إذا الشمس»، «علمت نفس» وما بعده معطوف عليه يحتاج من الجواب إلى مثل ما يحتاج إليه الأول فيقدّر لكل آية جواب فكأنه قال: إذا وقعت هذه الأشياء «علمت نفس ما أحضرت»، و «سجرت»، و «قتلت» بالتشديد والتخفيف فيهما، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو «سجِرت» بتخفيف الجيم، والباقون بالتشديد (1)، وقرأ أبو جعفر: «قتِّلت» بتشديد التاء (2)؛ على التكثير، وقرأ ابن عباس (3): «سَأَلَتْ» مبنيًا للفاعل، «قتلتُ» بضم التاء الأخيرة التي للمتكلم حكاية كلامها، ولو حكى ما خوطبت به حين سئلت، لقيل: قتلتِ، بكسر التاء الأخيرة، وقرأ العامة: «قتلتْ» بتاء التأنيث الساكنة، وقرأ الأخوان وابن كثير وأبو عمرو «سعرت» بالتشديد، والباقون بالتخفيف (4)، قال ابن عباس من أول السورة إلى «وإذا الجنة أزلفت» اثنتا عشرة خصلة ست في الدنيا، وست في الآخرة، ولا وقف من قوله: «فلا أقسم بالخنس» إلى قوله: «أمين» على أن جواب القسم، أنه لقول رسول ومن قال: أنه وما صاحبكم بمجنون، لم يقف على شيء قبله إلى قوله: «بمجنون» فلا يوقف على «الخنس» ولا على «تنفس» ولا على «كريم»؛ لأن ما بعده نعته ولا على «أمين»؛ لأن جواب القسم على القول الثاني لم يأت (5).   (1) انظر هذه القراءة في: المعاني للأخفش (2/ 398)، تفسير الرازي (31/ 68)، الكشف للقيسي (2/ 363)، السبعة (ص: 673). (2) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 434)، تفسير القرطبي (10/ 280)، الكشاف (4/ 222)، المعاني للفراء (3/ 240)، تفسير الرازي (31/ 70)، النشر (2/ 398). (3) وكذا رويت عن ابن مسعود وعلي وجابر بن زيد ومجاهد وأُبي والربيع بن خيثم وابن يعمر والضحاك، وقال ابن خالويه هي قراءة عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في مختصره (ص: 169)، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 635)، البحر المحيط (8/ 433)، تفسير القرطبي (19/ 233)، المعاني للفراء (3/ 340)، تفسير الرازي (31/ 70). (4) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 434)، التيسير (ص: 220)، النشر (2/ 398). (5) انظر: تفسير الطبري (24/ 249)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 {بِمَجْنُونٍ (22)} [22] تام، والمعنى: أقسم بهذه الأشياء، أن القرآن نزل به جبريل وما صاحبكم بمجنون على مازعمتم. {الْمُبِينِ (23)} [23] كاف، ومثله: «بظنين» على القراءتين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالظاء المشالة، والباقون بالضاد (1). {رَجِيمٍ (25)} [25] جائز. {تذهبون (26)} [26] تام ورأس آية. {لِلْعَالَمِينَ (27)} [27] ليس بوقف؛ لأن قوله: «لمن شاء» بدل بعض من قوله: «للعالمين»، بإعادة حرف الجر، فإن من «شاء أن يستقيم» بعض «العالمين»، «أن يستقيم» مفعول «شاء»، أي: لمن شاء الاستقامة، ويجوز أن يكون: «لمن شاء» خبرًا مقدمًا، ومفعول «شاء» محذوف وأن «يستقيم» مبتدأ. آخر السورة تام.   (1) وجه من قرأ: {بِضَنِينٍ} بالظاء؛ فهوعلى وزن: فعيل، بمعنى: مفعول، أي: ما هو بمتهم على الغيب. والباقون: بالضاد، اسم فاعل من: ضن، أي: ما هو ببخيل. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 434)، الإعراب للنحاس (3/ 630). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 سورة الانفطار مكية -[آيها:] عشر آيات. - وكلمها: ثمانون كلمة. - وحروفها: ثلاثمائة وسبعة وعشرون حرفًا. ولاوقف من أولها إلى قوله: «وأخرت»، فلا يوقف على: «انفطرت» ولا على: «انتثرت» ولا على: «فجرت»، والوقف التام: «علمت نفس ما قدمت وأخرت»؛ لأنه جواب «إذًا». {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)} [6] ليس بوقف؛ لأن الذي بعده نعت له، أو بدل منه، ويجوز القطع إلى الرفع، أو إلى النصب، وقرأ ابن جبير والأعمش (1): «ما أغرك»، فيحتمل أن تكون «ما» استفهامية، أو تعجبية، ولا وقف من قوله: «الذي خلقك» إلى قوله: «ركبك» وجوز بعضهم الوقف على: «فسواك» لمن خفف، «فعدلك»، أي: «قوّمَك»، وقيل: عدلك عن الكفر إلى الإيمان، قرأ الكوفيون: «فعدلك» مخففًا، والباقون مثقلًا (2). {رَكَّبَكَ (8)} [8] تام، وقف يحيى بن نصير النحوي على: «كلا» يريد «ليس» كما غررت به، وخولف إذ لا مقتضى للوقوف عليها. {بِالدِّينِ (9)} [9] كاف على استئناف مابعده، وليس بوقف إن جعل جملة حالية، والواو «واو» الحال، أي: تكذبون بيوم الجزاء والكاتبون الحفظة يضبطون أعمالكم لأن تجازوا عليها، ولا يوقف على «لحافظين»؛ لأن «كرامًا» صفة «حافظين» ولا يوقف على «كاتبين»؛ لأن «يعلمون» حال من ضمير «كاتبين» (3). {ما تَفْعَلُونَ (12)} [12] تام، للابتداء بإن. {لَفِي نَعِيمٍ (13)} [13] جائز، ومثله: «لفي جحيم» إن جعل «يصلونها» مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل حالًا. {يَوْمَ الدِّينِ (15)} [15] حسن.   (1) على التعجب والاستفهام، وأغرك؛ بمعني: أدخلك في الغرة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 436)، الكشاف (4/ 227)، المحتسب لابن جني (2/ 353)، تفسير الرازي (31/ 80). (2) وجه من قرأ بتخفيف الدال؛ بمعنى: صرفك إلى ما شاء من الصور من طويل وقصير وحسن وقبيح. والباقون: بتشديد الدال؛ بمعنى: سوى خلقك في أحسن صورة وأكمل تقويم. انظر هذه القراءة في: الحجة لأبي زرعة (ص: 753)، السبعة (ص: 674)، الغيث للصفاقسي (ص: 381)، الكشاف (4/ 227)، النشر (2/ 399). (3) انظر: تفسير الطبري (24/ 270)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 {بغائبين (16)} [16] كاف. {مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)} [17] الأوّل ليس بوقف؛ لعطف ما بعده عليه. {مَا يَوْمُ الدِّينِ (18)} [18] الثاني تام؛ لمن قرأ: «يومُ لا تملك» بالرفع (1)؛ على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو هو بدل من: «يوم الدين» الأول، وعليه فلا وقف، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر بالنصب بفعل مضمر، أي: أعنى، أو بنى «يوم» مع ما بعده على الفتح كخمسة عشر، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب (2)؛ ظرفًا لما دل عليه، ولعل المانع للعلامة السمين من جعل «يوم» بدلًا من «يوم الدين» اختلافهما؛ لأن يوم الصلى غير يوم الجزاء، وقال الكواشي: فتح «يوم» لإضافته إلى غير متمكن، وهو في محل رفع. {شَيْئًا} [19] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال. آخر السورة تام.   (1) أي: برفع «يومُ» على إضمار مبتدأ، أي: هو يوم لا تملك. ويجوز رفعه على البدل من قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}، وقرأ الباقون: بنصب «يوم» على الظرف، وقيل غير ذلك. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص:435)، تفسير الرازي (31/ 86)، النشر (2/ 399)، الحجة لأبي زرعة (ص: 753)، الكشف للقيسي (2/ 364). (2) انظر: المصادر السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 سورة الرحيق (1) مكية أو مدنية -[آيها:] ست وثلاثون آية إجماعًا. - وكلمها: مائة وتسع وتسعون كلمة. - وحروفها: سبعمائة وثلاثون حرفًا. {يَسْتَوْفُونَ (2)} [2] حسن؛ للفصل بين تناقض الحالين للاعتبار والوصل أولى. {يُخْسِرُونَ (3)} [3] تام؛ وهو جواب «إذًا»، ومفعولا «يخسرون» محذوفان، أي: يخسرون الناس متاعهم، قال السدي قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وبها رجل يُكنى أبا جهينة له مكيالان يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص فنزلت، والضمير «كالوهم أو وزنوهم» منصوب يرجع إلى «الناس»، يقال: كلته وكلت له، ووزنته ووزنت له، و «كالوهم» كلمة واحدة، وكذلك أو «وزنزهم» والمعنى: كالوا لهم أو وزنوا لهم، فحذفت اللام ووقع الفعل على «هم» فصارا حرفًا واحدًا، وليس بعد الواو ألف فلا يوقف على «كالوا» دون «هم»، وكذلك يقال في: «وزنوهم» أنه كلمة واحدة؛ لأن المُكنى به المنصوب مع ناصبه حرف واحد؛ لأنهم أسقطوا الألف من كالوا، ووزنوا، فدل ذلك على؛ أنهما حرف واحد، ولو كانا حرفين لكتبوا فيهما الألف بل رُسما بغير ألف فاصلة. ولا وقف من قوله: «ألا يظن» إلى «العالمين» فلا يوقف على «مبعوثون» لتعلق اللام ولا على «عظيم» إن جعل «يوم» في موضع جر بدلًا من «يوم عظيم» وإن نصب بفعل مقدر حسن الوقف على «عظيم» وكذا إن رفع على المحل خبر مبتدأ محذوف، ونصب «يوم» لإضافته للفعل وإن كان مضارعًا كما هو رأي الكوفيين. {لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [6] تام، عند أبي حاتم، و «كلَّا» عنده بمعنى: «ألا» التي للتنبيه يبتدأ بها الكلام، وقال أبو عمرو: يوقف عليها ردّا وزجرًا لما كانوا عليه من التطفيف. {لَفِي سِجِّينٍ (7)} [7] الأول كاف. {مَا سِجِّينٌ (8)} [8] جائز؛ لكونه رأس آية؛ على أن «كتاب» بدل من «سجين» وكاف أن جعل خبر مبتدأ محذوف وهو مشكل؛ لأن «كتاب» ليس هو المكان، وقيل التقدير: هو محل «كتاب» ثم حذف المضاف. {مَرْقُومٌ (9)} [9] الأول تام. {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للمكذبين (10)} [10] كاف؛ إن رفع «الذين» أو نصب على الذم، وليس بوقف إن   (1) وهي سورة المطففين؛ ويقال لها الرحيق لقوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)} [25]. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 جر نعتًا أو بدلًا أو بيانًا. {بِيَوْمِ الدِّينِ (11)} [11] كاف. {أَثِيمٍ (12)} [12] حسن. {الْأَوَّلِينَ (13)} [13] تام عند أبي حاتم، ومثله: «يكسبون» ولا مقتضى يوجب الوقف على «كلَّا». {لَمَحْجُوبُونَ (15)} [15] جائز، ومثله: «الجحيم». {تُكَذِّبُونَ (17)} [17] تام. {لَفِي عِلِّيِّينَ (18)} [18] كاف. {مَا عِلِّيُّونَ (19)} [19] جائز. {مَرْقُومٌ (20)} [20] الثاني ليس بوقف؛ لأن الجملة بعده صفته، ومعنى مرقوم: مكتوب. قال أبو العباس: سَأَرقُمُ بِالماءِ القُراحِ إِلَيكُمُ ... عَلى نَأيِكُم إِن كانَ لِلماءِ راقِمُ (1) {المقرَّبُون (21)} [21] تام للابتداء بـ «إن». {لَفِي نَعِيمٍ (22)} [22] ليس بوقف. {يَنْظُرُونَ (23)} [23] كاف؛ إن جعل «ينظرون» حالًا، وكذا إن جعل على «الأرائك» متعلقًا بـ «ينظرون»، وأما إن جعل على «الأرائك» متعلقًا بقوله: «لفي نعيم» كان الوقف على «الأرائك» حسنًا، ولم يحسن على «نعيم». {نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)} [24] كاف، ومثله: «مختوم» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلًا بما قبله. {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [26] كاف، قرأ الكسائي «خاتَمه» بفتح التاء بعد الألف، والباقون بتقديم التاء على الألف (2).   (1) البيت من بحر الطويل، وقائله أوس بن حَجَر. وأوس بن حَجَر (95 - 2 ق. هـ /530 - 620 م) أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح، شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر، هو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة، عمّر طويلًا ولم يدرك الإسلام، في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب، وكان غزلًا مغرمًا بالنساء.-الموسوعة الشعرية (2) وجه من قرأ بألف قبل التاء وفتح التاء؛ يعني: آخر الكأس الذي بشربونها مسك، كما تقول: خاتمته مسك، والباقون: بكسر الخاء وفتح التاء وألف بعدها؛ على معنى: الختام الذي هو الطين الذي يختم به الشيء، فجعل بدله المسك. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 435)، الإعراب للنحاس (3/ 656، 657)، التيسير (ص: 221)، المعاني للفراء (3/ 248). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 {الْمُتَنَافِسُونَ (26)} [26] كافٍ من «تسنيم»، وليس بوقف؛ لأن «عينًا» حال من «تسنيم»، ومفعول ثان لـ «يسقون». {الْمُقَرَّبُونَ (28)} [28] تام. {يَضْحَكُونَ (29)} [29] تام. {يَتَغَامَزُونَ (30)} [30] حسن، ومثله: «فاكهين» على القراءتين، قرأ حفص «فكهين» بغير ألف بعد الفاء، والباقون بها (1). {لَضَالُّونَ (32)} [32] تام؛ لأنه آخر كلام الكفار، والذي بعده من كلام الله تعالى. {حَافِظِينَ (33)} [33] تام. {يَضْحَكُونَ (34)} [34] جائز؛ إن جعل «ينظرون» حالًا من الضمير في «يضحكون»، أي: يضحكون ناظرين إليهم، وإلى ما هم فيه من العذاب؛ لأن لأهل الجنة كوى ينظرون منها إلى أهل النار، وليس بوقف إن جعل على «الأرائك» ظرفًا لـ «يضحكون» ولك أن تقف على «الأرائك» وتجعل «يضحكون» عاملًا فيها، والتقدير: يضحكون على الأرائك، ثم تبتدئ: ينظرون (2). {يَنْظُرُونَ (35)} [35] حسن؛ للإبتداء بالاستفهام. آخر السورة تام.   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 435)، البحر المحيط (8/ 443)، التيسير (ص: 221)، تفسير القرطبي (19/ 267)، الحجة لابن زنجلة (ص: 755)، السبعة (ص: 676)، الغيث للصفاقسي (ص: 382)، الكشف للقيسي (2/ 366)، المعاني للفراء (3/ 249)، تفسير الرازي (31/ 101، 102)، النشر (2/ 354، 355). (2) انظر: تفسير الطبري (24/ 302)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 سورة الانشقاق مكية -[آيها:] عشرون وثلاث آيات في البصري والشامي، وخمس في عدِّ الباقين. - وكلمها: مائة وسبع كلمات. - وحروفها: أربعمائة وثلاثون حرفًا. في «إذا» احتمالان أحدهما: أنها شرطية، والثاني: أنها ظرفية، فقيل: شرطية، وجوابها و «أذنت»، والواو صلة، وقيل الجواب «فملاقيه»، أو أنه «ياأيها الإنسان»، أو أنه مقدر تقديره: بعثتم، وقيل نقديره: لاقى كل إنسان كدحه، وقيل: فأما من أوتي كتابه بيمينه، وعليه فالوقف «سعيرًا»، وقيل مقدر بعدها، أي: إذا كانت هذه الكوائن، يظهر أمر عظيم، وقيل: هو ما صرَّح به في سورتي التكوير والانفطار من قوله: «علمت نفس» قاله الزمخشري، وهو حسن، وعلى الاحتمال الثاني؛ فهي منصوبة مفعولًا بها بإضمار «اذكر»، وقيل: مبتدأ، وخبرها «إذا» الثانية، والواو زائدة، والتقدير: وقت انشقاق السماء، ووقت مدَّ الأرض، أي: يقع الأمران معًا فى وقت واحد، قاله الأخفش، والعامل في إذا كانت ظرفًا عند الجمهور جوابها إمَّا ملفوظًا به، أو مقدرًا، ورفعت «السماء» بفعل مقدر على الاشتغال، وإضمار الفعل واجب عند البصريين؛ لأنهم لايجيزون؛ أن يلي «إذا» غير الفعل، ويتأوّلون ما أوهم خلاف ذلك. اهـ (سمين). مع زيادة للإيضاح، وقوله: وجوابها «وأذنت»، والواو زائدة زيادتها مردودة؛ لأن العرب لا تقحم الواو إلا مع «حتى إذا»، كقوله: «حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها»، ومع «لما» كقوله: «فلما أسلما وتله للجبين وناديناه»؛ معناه: ناديناه، فلا تقحم الواو إلا مع هذين فقط كما نبهنا عليه في سورة الزمر، ومعنى «وأذنت» أي: استمعت وانقادت، وفي الحديث: «ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن» (1). قوله: «ما أذِن» بكسر الذال المعجمة، وقوله «كأذَنه» بفتح الذال، قاله الهروي معناه: ما استمع والله لايشغله سمع عن سمع. قال الشاعر: صُمٌّ إِذَا سَمِعُوا خَيرًا ذُكِرْتُ بِهِ ... وَإِنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أُذِنُوا   (1) أخرجه عبد الرزّاق (2/ 482، رقم: 4167)، وأحمد (2/ 450، رقم: 9804)، والبخارى (6/ 2720، رقم: 7044)، ومسلم (1/ 545، رقم: 792)، وأبو داود (2/ 75، رقم: 1473)، والنسائى (2/ 180، رقم: 1017)، وابن حبان (3/ 30، رقم: 752). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 وقال: وَإِن يَرَوْا سُبَّةً طَارُوا بِهَا فَرَحًا ... مِنِّي وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا (1) {وَحُقَّتْ (2)} [2] الأولى تام؛ على أن جواب «إذًا»، «وحقت»، والواو زائدة. {وَتَخَلَّتْ (4)} [4] حسن؛ إن كانت الواو في: «وألقت» زائدة، والتقدير: وإذا الأرض مدت ألقت ما فيها وتخلت، وليس بوقف إن لم تجعل زائدة ولا يوقف على «مدت»؛ لأن الجواب بعد. و {وَحُقَّتْ (5)} [5] الثانية تام، إن لم يجعل الجواب «فملاقيه». و {فَمُلَاقِيهِ (6)} [6] تام، إن لم يجعل الجواب «فأما من أوتي كتابه بيمينه»، ولا يوقف على «يسير» لعطف ما بعده على ما قبله. {مَسْرُورًا (9)} [9] كاف، ولا يوقف على «ثبورًا» لعطف مابعده عليه. {سعيراً (12)} [12] كاف؛ على استئناف ما بعده. {مَسْرُورًا (13)} [13] كاف. {بَلَى} [15] حسن، وتام عند نافع؛ لأن النفي في قوله: «لن يحور» من مقتضيات الوقف عليها، ومعنى لن يحور: لن يرجع إلى الله تعالى، وقيل: الوقف «لن يجور»، ومستأنف «بلى»، «إنَّ ربه كان به بصيرًا». و {بَصِيرًا (15)} [15] تام، ولا يوقف على شيء من قوله: «فلا أقسم» إلى قوله: «عن طبق». والوقف على {طَبَقٍ (19)} [19] كاف. {لَا يُؤْمِنُونَ (20)} [20] ليس بوقف؛ لأنَّ الاستفهام الإنكاري واقع على الجملتين فلا يفصل بينهما بالوقف. {لَا يَسْجُدُونَ ((21)} [21] كاف، ومثله: «يكذبون» وكذا: «يوعون»، قال في (التقريب) وعى العلم، يعيه وعيًا: حفظه. {بِمَا يُوعُونَ (23)} [23] كاف؛ على استئناف ما بعده، ومعنى يوعون: أي بما يضمرون في قولهم من التكذيب.   (1) البيتان من بحر البسيط، وقائلهما قعنب بن ضمرة، وهما جاءا ضمن أبيات له يقول في مطلعها: مَا بَالُ قَومٍ صَدِيقٍ ثَمَّ لَيْسَ لَهمْ ... عَهْدٌ وَلَيْسَ لَهم دِينٌ إِذَا اِئْتُمِنُوا أذنوا: أصبحوا يسمعون كأنهم قد نبتت لهم أذن للتو. قعنب بن ضمرة المتوفي (نحو 95 هـ - نحو 714 م): قعنب بن ضمرة، من بني عبد الله ابن غطفان: من شعراء العصر الأموي، يقال له «ابن أم صاحب» كان في أيام الوليد بن عبد الملك، وله هجاء فيه، وسماه ابن حبيب «قعنب بن أم صاحب الفزاري» وفزارة من غطفان. انظر: الأعلام للزركلي (5/ 202). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 {أَلِيمٍ (24)} [24] تجاوزه ووصله بما بعده أولى، سواء كان الاستثناء متصلًا أو منقطعًا. {الصَّالِحَاتِ} [25] حسن، وما بعده مستأنف. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 سورة البروج مكية -[آيها:] اثنتان وعشرون آية إجماعًا. - وكلمها: مائة وتسع كلمات. - وحروفها: أربعمائة وثلاثون حرفًا كحروف الانشقاق. {ومشهودٍ (3)} [3] تام؛ على أنَّ جواب القسم محذوف. {شُهُودٌ (7)} [7] تام؛ على أنَّ جواب القسم «قتل أصحاب الأخدود»، وحذفت اللام من الجواب، أي: لقد قتل، بناء على أنَّه خبر لادعاء، وقيل هو: «أن الذين فتنوا» فالوقف على «الحريق» قال أبو جعفر: وأصح الأجوبة في جواب القسم «إنَّ بطش ربك لشديد»، واختلف في «الشاهد والمشهود»، فقيل: «الشاهد» أعضاء بني آدم، و «المشهود» ابن آدم دليله: «يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون» وقال الحسن: «الشاهد» يوم الجمعة و «المشهود» يوم القيامة. وقال ابن المسيب: «الشاهد» يوم التروية و «المشهود» يوم عرفة. وقيل: «الشاهد» يوم الاثنين و «المشهود» يوم الجمعة. وفيهما نحو من خمسة وعشرين قولًا ليس هذا محل ذكرها. {قُعُودٌ (6)} [6] كاف، ومثله: «شهود». {الْحَمِيدِ (8)} [8] ليس بوقف. {وَالْأَرْضِ} [9] كاف. {شَهِيدٌ (9)} [9] تام. {عَذَابُ جَهَنَّمَ} [10] حسن. {الْحَرِيقِ (10)} [10] تام. {الْأَنْهَارُ} [11] حسن. {الْكَبِيرُ (11)} [11] تام؛ على استئناف ما بعده، فإن جعل ما بعده جواب القسم لم يوقف على شيء من أوَّل السورة إلى هذا الموضع لاتساق الكلام، فإن ضاق نفس القارئ عاد من أوَّل الكلام ليكون الكلام متصلًا بعضه ببعض. {لَشَدِيدٌ (12)} [12] تام. {وَيُعِيدُ (13)} [13] كاف. {الْوَدُودُ (14)} [14] حسن؛ إن جعل «ذو» خبر لمبتدأ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذو صفة لما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 {ذُو الْعَرْشِ} [15] حسن، لمن قرأ: «المجيدُ» بالرفع (1)؛ على الإبتداء، وليس بوقف إن جعل نعتًا لما قبله. {الْمَجِيدُ (15)} [15] كاف، بالجرِّ نعتٌ للعرش أو لربك، في قوله: «إنَّ بطش ربك»، وهي قراءة الأخوين، والباقون بالرفع خبر بعد خبر، أو نعت لـ «ذو» (2). {لما يُرِيدُ (16)} [16] تام، للابتداء بالاستفهام. {الْجُنُودِ (17)} [17] حسن؛ إنَّ نصب «فرعون وثمود» بفعل مضمر، وليس بوقف إن جرَّ بدلًا من «الجنود». {فِي تَكْذِيبٍ (19)} [19] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال. {مُحِيطٌ (20)} [20] كاف. {مَجِيدٌ (21)} [21] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفته. {مَحْفُوظٍ (22)} [22] تام على القراءتين؛ أعني: الرفع والجرّ، قرأ نافع «محفوظٌ» بالرفع نعت لـ «قرآن»، والباقون بالجرِّ نعت لـ «لوح» (3).   (1) انظر هذه القراءة في: تفسير الرازي (31/ 123)، المعاني للفراء (3/ 254)، المعاني للأخفش (3/ 535)، النشر (2/ 399). (2) انظر: المصادر السابقة. (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 436)، الإعراب للنحاس (3/ 671)، الإملاء للعكبري (2/ 153)، تفسير الطبري (30/ 90)، تفسير القرطبي (19/ 299). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 سورة الطارق مكية -[آيها:] ست عشرة آية في المدني، وسبع عشرة في عدِّ الباقين، اختلافهم في: «أنهم يكيدون كيدًا» لم يعدها المدني. - وكلمها: إحدى وستون كلمة. - وحروفها: مائتان وتسع وثلاثون حرفًا، ولا وقف من أولها إلى: «حافظ» فلا يوقف على: «الطارق» في الموضعين، ومثله في عدم الوقف «النجم الثاقب»؛ لأنََّ جواب القسم لم يأت وهو: «أنَّ كل نفس»، وقيل: «مم خلق» سمى النجم، وهو الجدي طارقًا؛ لأنه يطرق، أي: يطلع ليلًا، ومنه قول هند بنت عتبة (1): نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق (2) تعني: أنَّ أبا نجم في شرفه وعلوه، وقيل جواب القسم: أنه على رجعه لقادر، وما بينهما اعتراض، والوقف على: {خُلِقَ (5)} [5] الأول تام؛ إن جعل: {خُلِقَ} [6] الثاني مستأنفًا، وليس وقفًا، إن جعل تفسيرًا للأوَّل إذ لا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف. {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)} [4] تام، ومثله: «مم خلق»، وكذا و «الترائب» إن لم يجعل إنه على رجعه جواب القسم.   (1) هند بنت عتبة (? - 14 هـ /? - 635 م) هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، صحابية، قرشية، عالية الشهرة، وهي أم الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، تزوجت أباه بعد مفارقتها لزوجها الأول الفاكه بن المغيرة المخزومي، في خبر طويل من طرائف أخبار الجاهلية، وكانت فصيحة جريئة، صاحبة رأي وحزم ونفس وأنفة، تقول الشعر الجيد، وأكثر ما عرف من شعرها مراثيها لقتلى بدر من مشركي قريش، قبل أن تسلم، ووقفت بعد وقعة بدر في وقعة أحُد ومعها بعض النسوة، يمثّلن بقتلى المسلمين، ويجدعن آذانهم وأنوفهم، وتجعلها هند قلائد وخلاخيل، وترتجز في تحريض المشركين، والنساء من حولها يضربن الدفوف، ثم كانت ممن أهدر النبي - صلى الله عليه وسلم - دماءهم، يوم فتح مكة، وأمر بقتلهم ولو وجدوا تحت أستار الكعبة؛ فجاءته مع بعض النسوة في الأبطح، فأعلنت إسلامها، ورحب بها، وأخذ البيعة عليهن، ومن شروطها ألا يسرقن ولا يزنين، فقالت: هل تزني الحرة أو تسرق يا رسول الله؟ قال: ولا يقتلن أولادهن، فقالت: وهل تركت لنا ولدًا إلا قتلته يوم بدر؟ وفي رواية: ربيناهم صغارًا وقتلتهم أنت ببدر كبارًا! وكانت لها تجارة في خلافة عمر، وشهدت اليرموك وحرضت على قتال الروم، وأخبارها كثيرة.-الموسوعة الشعرية (2) هو من الرجز، من أبيات لها قالتها في غزوة أُحد تقول فيها: إن تقبلوا نعانق ... أو تدبروا نفارق - الموسوعة الشعرية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 {لَقَادِرٌ (8)} [8] كاف، إن نصب «يوم» بقوله: «ولا ناصر»، وليس بوقف إن نصب بـ «قادر»، والضمير في رجعه راجع للإنسان، أي: على بعثه بعد موته، أو راجع للمنى، أي: رجعه إلى الإحليل، أو إلى الصلب، لكن رجوعه للإنسان أولى، وجعل «يوم» معمولًا لقوله يظهر من ذلك تخصيص القدرة بذلك اليوم وحده قاله أبو البقاء، قال ابن عطية: بعد أن حكى أوجها عن النحاة، وكل هذه الفرق فرَّت من أن يكون العامل في «يوم» لـ «قادر» ثم قال: وإذا تؤمل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون العامل في «يوم» لـ «قادر»؛ لأنه إذا قدر على ذلك في هذا اليوم كان في غيره أقدر بطريق الأولى، ولا يصح أن يكون العامل في «يوم»، «رجعه»؛ لأنه قد فصل بين المصدر ومعموله بأجنبي وهو لـ «قادر» وبعضهم يغتفره في الظرف. {السَّرَائِرُ (9)} [9] كاف. {وَلَا نَاصِرٍ (10)} [10] تام. ولا يوقف على: {الرَّجْعِ (11)} [11]، ولا على: {الصَّدْعِ (12)} [12]. {فَصْلٌ (13)} [13] حسن. {بِالْهَزْلِ (14)} [14] أحسن مما قبله. {كَيْدَاً (16)} [16] الثاني جائز، للابتداء بالأمر مع الفاء. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 سورة الأعلى - عز وجل - مكية -[آيها:] تسع عشرة آية إجماعًا. - وكلمها: اثنتان وسبعون كلمة. - وحروفها: مائتان واحد وسبعون حرفًا {الْأَعْلَى (1)} [1] كاف، ورسموا «الأعلا» هنا بلام ألف كما ترى، ويجوز في «الأعلى» الجر صفة لـ «ربك» والنصب صفة لاسم، ولاوقف من قوله: «الذي خلق فسوى» إلى «أحوى» لاتصال الكلام بعضه ببعض. {أَحْوَى (5)} [5] تام، ومعنى أحوى: أسود، وأحوى: حال من المرعى، ولا يوقف على «فلا تنسى» للاستثناء. {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [7] كاف، وإن جعل «إلا ما شاء الله» مستثنى من: «غثاء أحوى» فلا يوقف على «أحوى». {وَمَا يَخْفَى (7)} [7] تام. {لليُسْرَى (8)} [8] كاف، ويجوز «فذكر» ولا يجمع بينهما، و «إِنْ» بمعنى: «قد» ثم يبتدئ: «إن نفعت الذكرى»، أي: قد نفعت الذكرى، ذكره ابن خالويه. وهو غريب، وليس بوقف إن جعلت شرطًا. {الذِّكْرَى (9)} [9] كاف، ومثله: «من يخشى». {الْكُبْرَى (12)} [12] جائز؛ لأنَّ «ثمَّ» لترتيب الأخبار. {وَلَا يَحْيَى (13)} [13] تام. {مَنْ تَزَكَّى (14)} [14] جائز. {فَصَلَّى (15)} [15] تام. {الدُّنْيَا (16)} [16] كاف. {وَأَبْقَى (17)} [17] تام. الأولى ليس بوقف لأنَّ قوله: «صحف إبراهيم وموسى» بدل من «الصحف الأولى». آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 سورة الغاشية مكية -[آيها:] ست وعشرون آية إجماعًا. - وكلمها: اثنتان وتسعون كلمة. - وحروفها: ثلاثمائة وواحد وتسعون حرفًا. {الْغَاشِيَةِ (1)} [1] تام. {نَاصِبَةٌ (3)} [3] جائز، ومثله: «حامية». {آَنِيَةٍ (5)} [5] كاف. {مِنْ ضَرِيعٍ (6)} [6] جائز. {مِنْ جُوعٍ (7)} [7] تام، وما بعده على حذف العاطف، أي: ووجوه؛ لأنَّ الذي تقدم «وجوه يومئذ خاشعة» وهذا الثاني معطوف عليه، وحذف لدلالة الكلام عليه ولا يوقف على: «ناعمة» لتعلق اللام، ومثله في عدم الوقف «راضية»؛ لأنه لا يبتدأ بحرف الجر. {عَالِيَةٍ (10)} [10] جائز. {لَاغِيَةً (11)} [11] كاف على القراءتين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو و «لا يُسمع» بالياء التحتية المضمومة مبنيًا للمفعول، «لاغيةٌ» بالرفع نائب الفاعل، وقرأ نافع كذلك إلا أنه بالتاء الفوقية والباقون بفتح التاء الفوقية ونصب «لاغيةً» (1). {جَارِيَةٌ (12)} [12] كاف، ولا يوقف على مرفوعة؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله وهكذا إلى: «مبثوثة». {مَبْثُوثَةٌ (16)} [16] تام، لتناهي صفة الأواني والفرش، والوقف على «خلقت» و «رفعت» و «نصبت» و «سطحت» كلها وقوف كافية للتفصيل بين أسباب الاعتبار، وقرأ العامة الأربعة مبنيات للمفعول والتاء ساكنة للتأنيث، وقرىء «خلقت» وما بعده بتاء المتكلم مبنيات للفاعل، ويجوز «فذكر» لمكان الفاء والوصل أولى. {مُذَكِّرٌ (21)} [21] حسن. {بِمُسَيْطِرٍ (22)} [22] تجاوزه أولى، وعلى قراءة ابن عباس (2): «ألَا من تولى» بفتح الهمزة   (1) انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 687)، السبعة (ص: 681)، الكشاف (4/ 247)، النشر (2/ 400). (2) وكذا رويت عن زيد بن علي وقتادة وزيد بن أسلم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 465)، تفسير القرطبي (20/ 37)، الكشاف (4/ 247)، المحتسب لابن جني (2/ 357)، تفسير الرازي (31/ 145). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 وتخفيف اللام يوقف على «بمسيطر». {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23)} [23] ليس بوقف لمكان الفاء. {الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)} [24] تام. {إِيَابَهُمْ (25)} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ ثمَّ لترتيب الفعل. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 سورة الفجر مكيِّة أو مدنيَّة {إِذَا يَسْرِ (4)} [4] كاف، عند نافع على أنَّ جواب القسم محذوف تقديره: «لتبعثنَّ»، أو «لتعذبنَّ» يدل على ذلك قوله: «فصب عليهم ربك سوط عذاب»، وقال أبو حاتم: «لذي حجر»، وقال الأخفش جواب القسم: «إنَّ ربَّك لبالمرصاد» وهو التام. {بِعَادٍ (6) إِرَمَ} [6، 7] وقف عند نافع، قال الكسائي: جيد، يقال: عاد الذين هم بإرم. وقال السدي: إرم قبيلة من عاد كانت تدعى إرم ذات العماد، يعني: أصحاب خيام لا يقيمون بعاد إرم، ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده نعت له، قرأ العامة (1): «بعادٍ» مصروفًا «إِرَمَ» بكسر الهمزة وفتح الراء والميم، اسم قبيلة، وقرأ الحسن (2): «بعادَ» غير مصروف مضافًا إلى «إرم» جعله اسم بلدة على حذف مضاف، أي: أهل إرم، وقال الصاغاني في (العباب في اللغة) من لم يضف جعل «إرم» ولم يصرفه؛ لأنه جعل «عاد» اسم أبيهم و «إرم» اسم القبيلة، وجعله بدلًا منه ومن أضاف ولم يصرف، جعله اسم أمهم أو اسم بلدة. اهـ. {فِي الْبِلَادِ (8)} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ «وثمود» عطف على «عاد»، وهكذا إلى قوله: «سوط عذاب»، والوقف الذي لاخلاف فيه «لبالمرصاد»، ولا يوقف على «عاد» ولا على «فرعون ذي الأوتاد» ولا على «طغوا في البلاد» ولا على «فأكثروا فيها الفساد» لأنَّ العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد. {لَبِالْمِرْصَادِ (14)} [14] تام. {أَكْرَمَنِ (15)} [15] كاف، وهو بغير ياء، وكان ابن كثير يقف عليه بالياء، ومثله: «أهانن». وقال أبو عمرو: «كلَّا» في الموضعين تام؛ لأنهما بمعنى: لا، وقال غيره: لا يوقف عليها في الموضعين؛ لأنه لامقتضى للوقف عليها. {الْيَتِيمَ (17)} [17] جائز، ومثله: «المسكين»، وكذا: «أكلًا لمَّا»، وقرئ «تكرمون» بالتاء الفوقية والياء التحتية، وكذا: المعاطيف عليه، قرأ أبو عمرو: «يكرمون»، والثلاثة بعده بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية في الجميع (3)؛ خطابًا للإنسان المراد به الجنس وهو «تكرمون»، «ولا تحاضمون»،   (1) أي: الأئمة العشرة. (2) وهي رويت أيضًا عن الضحاك، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 438)، الإعراب للنحاس (3/ 665)، البحر المحيط (8/ 469)، تفسير القرطبي (20/ 44)، الكشاف (4/ 250)، تفسير الرازي (31/ 166). (3) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 438)، التيسير (ص: 222)، السبعة (ص: 685)، غيث النفع (ص: 383)، الكشف (2/ 372)، البحر المحيط (8/ 471). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 «وتأكلون»، «وتحبون». {جَمًّا (20)} [20] تام. {دَكًّا (21)} [21] الثاني حسن، ومثله: «صفًا» الثاني، ولا وقف من قوله: «وجيء يومئذ»، إلى «الذكرى» فلا يوقف على «بجهنم»؛ لأنَّ «يومئذ» بعده بدل من إذ قبله. {الذِّكْرَى (23)} [23] حسن. {لِحَيَاتِي (24)} [24] كاف. {أَحَدٌ (26)} [26] الثاني تام على القراءتين، قرأ الكسائي: «لايعذب ولا يوثق» مبنيين للمفعول، والباقون ببنائهما للفاعل (1)، أي: لايعذب أحدٌ تعذيبًا مثل تعذيب الله الكافر، ولا يوثق أحد إيثاقًا مثل إيثاق الله إياه بالسلاسل والأغلال. {مَرْضِيَّةً (28)} [28] حسن، ومثله: «في عبادي». آخر السورة تام.   (1) وجه من قرأ بفتح الذال والثاء؛ أنهما مبنيان للمفعول، ونائب الفاعل: {أَحَدٍ}. والباقون بكسرهما مبنيين للفاعل. انظر هذه القراءة في: الحجة لابن خالويه (ص: 371)، المعاني للفراء (3/ 262)، النشر (2/ 400). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 سورة البلد مكية لا وقف من أولها إلى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} [4] وهو جواب القسم {كَبَدٍ (4)} [4] تام، للابتداء بالاستفهام، ومثله في التمام: «عليه أحد»؛ لأنه لو وصل لصار يقول وصفًا للإنسان، والمراد به آدم وجميع ولده. {لُبَدًا (6)} [6] كاف، للابتداء بالاستفهام، قرأ العامة: «لُبَدًا» بضم اللام وفتح الباء، وشدَّد أبو جعفر الباء (1)، ومجاهد وغيره بضمتين (2). {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)} [7] تام. {النَّجْدَين (10)} [10] جائز، للابتداء بالنفي مع الفاء، والمعنى: لم يقتحم. و {الْعَقَبَةَ (11)} [11] كاف، ومثله: «ما العقبة» ثم فسّر اقتحام العقبة، فقال: «فك رقبة أو إطعام «، ولا وقف من قوله: «فك رقبة» إلى «متربة» وهو جائز، ولا يرتقي إلى الحسن، وقد وسمه أبو حاتم وغيره بالتمام، وفيه نظر؛ لأنه كله كلام واحد؛ لأنَّ: فك الرقبة، وإطعام اليتامى والمساكين لا تنفع إلاَّ مع الإيمان بالله. وفيه نظر؛ لأنَّه كله كلام واحد لأن فك الرقبة وإطعام اليتامى والمساكين لا تنفع إلاَّ مع الإيمان بالله، ولوجود حرف العطف بعده، وقيل: إن ثم، بمعنى: الواو وجيء بثم لبعد ما بين العتق والصدقة في الفضيلة، وبين الإيمان بالله؛ لأنهما لاينفعان إلاَّ بوجود الإيمان (3). ولايوقف على: {مَسْغَبَةٍ (14)} [14]؛ لأنَّ «يتيمًا» نصب بـ «إطعام» وفيه دليل على إعمال المصدر منونًا قال الشاعر: بضرب بالسيوف رؤوس قوم ... أزلنا هامهنَّ عن المقيل (4) ولا على مقربة للعطف بأو {بِالْمَرْحَمَةِ (17)} [17] كاف؛ لأن «أولئك» مبتدأ، و «أصحاب» خبره. {الْمَيْمَنَةِ (18)} [18] تام؛ لأنَّ «والذين» بعده مبتدأ خبره «هم أصحاب المشأمة»، وهو جائز؛ لأنَّ الجار بعده متعلق بما بعده، و «نار» مبتدأ مؤخر و «عليهم» خبر مقدم و «مؤصدة» صفة. ..............   (1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 439)، البحر المحيط (8/ 476)، تفسير الطبري (30/ 128)، تفسير القرطبي (20/ 64)، الكشاف (4/ 256)، المحتسب لابن جني (2/ 361)، المعاني للفراء (3/ 263)، النشر (2/ 401). (2) وكذا رويت عن الحسن وابن أبي الزناد وحميد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 439)، البحر المحيط (8/ 476)، تفسير القرطبي (20/ 64)، الكشاف (4/ 256). (3) انظر: تفسير الطبري (24/ 437)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (4) لم أعثر عليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 سورة والشمس مكية لا وقف من أوَّلها إلى: {قَدْ أَفْلَحَ} [9] جواب القسم لاتساق الكلام، واتصال الجواب بالقسم، والتمام: {دَسَّاهَا (10)} [10] وحذفت اللام من «قد» لطول المعاطيف على المقسم به الأوَّل، وقيل الجواب محذوف تقديره: قد سعد من عمل بالطاعة وشقي من عمل بالمعاصي، وقيل: لَيُدَمْدِمَنَّ الله عليهم، أي: على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما دمدم على ثمود لتكذيبهم نبيَّ الله صالحًا - عليه السلام - وقيل: لتبعثن وعلى أنه محذوف يحسن الوقف على رأس كل آية (1). {أَشْقَاهَا (12)} [12] و {وَسُقْيَاهَا (13)} [13] و {فَسَوَّاهَا (14)} [14] وقف لمن قرأ: «ولا يخاف» بالواو، وليس بوقف لمن قرأ: «فلا يخاف» بالفاء، وهو نافع وابن عامر، والباقون بالواو (2). ورسمت في مصاحف أهل المدينة والشام بالفاء وفي غيرها بالواو فقد قرأ كل بما يوافق رسم مصحفه. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (24/ 456)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وجه من قرأ بالفاء؛ أن ذلك للمساواة بينه وبين ما قبله، وكذا هي في مصاحف المدينة والشام. والباقون: بالواو إما للحال، أو لاستئناف الإخبار، وكذا هي في مصاحفهم. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 715)، الإملاء للعكبري (2/ 155)، الحجة لابن خالويه (ص: 372)، الحجة لأبي زرعة (ص: 766). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 سورة والليل مكية لا وقف من أولها إلى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)} [4] وهو جواب القسم، وهو تام، قال الرضي: وإذا تكررت الواو بعد واو القسم كما هنا، فمذهب سيبويه والخليل: إنَّ المتكررة «واو» العطف. وقال بعضهم: هي «واو» القسم. والأوَّل أجود؛ وذلك أنَّها لو كانت للقسم لكانت بدلًا من الباء، ولم تفد العطف، وربط المقسم به الثاني وما بعده بالأوَّل، بل يكون التقدير: أقسم بالليل، أقسم بالنهار، أقسم بما خلق الذكر والأنثى؛ فهذه الثلاثة كل واحد منها لابد له من جواب، فيطلب ثلاثة أجوبة؛ فإن قلنا حذف جوابان استغناء بما بقي فالحذف خلاف الأصل، وإن جعلنا الواحد جوابًا للمجموع؛ فهو خلاف الأصل أيضًا، فلم يبق إلاَّ أن نقول القسم شيء واحد والمقسم به ثلاثة، والقسم هو: الطالب للجواب، لا المقسم به، فيكون جوابًا واحدًا، فكأنه قال: أقسم بالليل والنهار، وما خلق الذكر والأنثى، إن سعيكم لشتى، قاله الشنواني. وإنما حذف مفعولي «أعطى»، ومفعول «اتقى»؛ لأنَّ الغرض ذكر هذه الأحداث دون متعلقاتها، والمعنى: أعطى حق الله، واتقى الله (1). {لِلْيُسْرَى (7)} [7] كاف، ومثله: «للعسرى» وكذا: «تردَّى» للابتداء بـ «إن». {لَلْهُدَى (12)} [12] جائز. {وَالْأُولَى (13)} [13] كاف. {تَلَظَّى (14)} [14] جائز؛ لأن ما بعده يصلح استئنافًا وصفة. {وَتَوَلَّى (16)} [16] تام، ولا يوقف على «الأتقى»؛ لأن ما بعده صفة والصفة والموصوف كالشيء الواحد. {يَتَزَكَّى (18)} [18] حسن، ومثله: «تجزى» وتجاوزه أولى. {الْأَعْلَى (20)} [20] تام، ورسموا «الأعلى» بلا ألف كما ترى. آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (24/ 465)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 سورة الضحى مكية ولا وقف من أولها إلى: {قَلَى (3)} [3] فلا يوقف على: {سَجَى (2)} [2] لأن ما بعده جواب القسم ولا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف. {قَلَى (3)} [3] حسن. {مِنَ الْأُولَى (4)} [4] كاف، للابتداء بِـ «ولسوف». {فترضى (5)} [5] تام، قال الأخفش: لأنَّ القسم وقع على أربعة أشياء: اثنين منفيين، وهما: توديعه، وقلاه، واثنين مثبتين مؤكدين، وهما: كون الآخرة خيرا له من الدنيا، وإنه سوف يعطيه ما يرضيه. {فَآَوَى (6)} [6] جائز، ومثله: «فهدى» لتعداد النعم. {فَأَغْنَى (8)} [8] كاف. {تَقْهَرْ (9)} [9] جائز، ومثله: «فلا تنهر». آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 سورة الانشراح مكية -[آيها:] ثمان آيات. ولا وقف من أولها إلى: {ذِكْرَكَ (4)} [4] فلا يوقف على: {صَدْرَكَ (1)} [1] لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله، وداخل معه في اتساق الكلام الواقع عليه الاستفهام، ومن وقف على «صدرك» لم يعرف إن لم يجعل المستقبل ماضيًا، وهل يوقف على: {يُسْرًا} الأول، أو الثاني فمن قال: على الأول، قال: لا يوقف على شيء من أول السورة إلى {يُسْرًا (5)} [5] الأول لوجود الفاء يعني في «الدنيا» ثم قال: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَاً (6)} [6] يعني: في الآخرة لقوله في الحديث: «لن يغلب عسر يسرين» (1). والمراد باليسرين: الفتوحات التي حصلت في حياته - صلى الله عليه وسلم -، والثاني: ما تيسر بعده زمن الخلفاء، ويؤيده ما في مصحف ابن مسعود من عدم التكرار، والثاني مستأنف، وعليه فهما يسران، و «العسر» منكر، فالثاني هو الأول و «اليسر» الثاني غير الأول، ومن قال الوقف على «يسر» الثاني، قال: لأنَّ إذا في جوابها الفاء فتضمنت معنى الشرط، ومن قال الوقف على «ذكرك» ثم آخر السورة فمعناه التقديم والتأخير؛ كأنَّه قال: فإذا فرغت فانصب، فإنَّ مع العسر يسرًا. انظر أبا العلاء الهمداني.   (1) أخرجه مالك (2/ 446، رقم: 961)، والحاكم (2/ 575، رقم: 3949)، والبيهقى فى شعب الإيمان (7/ 205، رقم: 10010). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 سورة والتين مكية أو مدنية ولا وقف من أولها إلى: «تقويم» فلا يوقف على «الأمين» لأنَّ: «لقد خلقنا» جواب القسم فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف. {تَقْوِيمٍ (4)} [4] قال أبو حاتم: كاف، إن أراد بالإنسان جميع الناس، وإن أراد به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وثم رددناه، يعني: أبا جهل، كان الوقف على «تقويم» أكفى لا محالة (1). {سَافِلِينَ (5)} [5] جائز، إن عنى بالإنسان الكافر، و «أسفل سافلين»: الدرك من النار، وليس بوقف، إن جعل «أسفل سافلين» في معنى: أرذل العمر والسافلون، الهرمى والزمني لأنَّ المؤمن إذا ردَّ إلى أرذل العمر كتب له مثل ما كان يعمل في صحته وقوته (2). {مَمْنُونٍ (6)} [6] تام، لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، ومثله في التمام: «بالدين» للابتداء بالاستفهام، وكذا آخر السورة.   (1) انظر: تفسير الطبري (24/ 501)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (24/ 501). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 سورة العلق مكية {الَّذِي خَلَقَ (1)} [1] كاف، إن جعل «خلق» الثاني مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل تفسير الخلق الأوَّل لكونه مبهمًا. {مِنْ عَلَقٍ (2)} [2] تام، والمراد بـ «الإنسان» الأول: الجنس، وبالثاني: آدم - عليه السلام -، والثالث: أبو جهل قبحه الله (1). {الْأَكْرَمُ (3)} [3] وصله أولى؛ لأنَّ ما بعده صفته كأنه قال: وهو الذي علم بالقلم. و {بِالْقَلَمِ (4)} [4] كاف. {مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} [5] تام، ولا يوقف على «كلَّا» إذا لم يتقدم عليها هنا ما يزجر عنه لأنَّها؛ بمعنى: حقًا، فيبتدأ بها، ومن جعلها قسمًا لا يوقف عليها؛ لأنَّ ما بعدها جواب لها قاله ابن الأنباري ورُدَّ عليه بأنَّ أن لا تكسر بعد حقًا ولا بعد ما هو بمعناها، قاله العبادي. قال الخليل وسيبويه: يوقف عليها. {لَيَطْغَى (6)} [6] ليس بوقف؛ لأنَّ موضعها نصب بما قبلها. {اسْتَغْنَى (7)} [7] تام، للابتداء بإن، ومثله: «الرجعى» للابتداء بالاستفهام. {إِذَا صَلَّى (10)} [10] كاف. {الْهُدَى (11)} [11] ليس بوقف للعطف بعده بأو. {بِالتَّقْوَى (12)} [12] كاف. {وَتَوَلَّى (13)} [13] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده في معنى الجواب لما قبله، قاله العبادي. {يَرَى (14)} [14] تام. {بِالنَّاصِيَةِ (15)} [15] ليس بوقف؛ لأنَّ «ناصية» الثاني بدل من «الناصية» الأولى بدل نكرة من معرفة وساغ ذلك؛ لأنَّها وصفت والبصريون لا يشترطون ذلك. {خَاطِئَةٍ (16)} [16] كاف، ومثله: «ناديه»، وكذا: «الزبانية». {لَا تُطِعْهُ} [19] حسن. آخر السورة تام.   (1) نفسه (24/ 519). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 سورة القدر مكيَّة أو مدنية {فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} [1] كاف. {مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)} [2] تام. {شَهْرٍ (3)} [3] كاف، ومثله من: «كل أمر»، والمعنى: تنزل الملائكة بكل أمر يكون في تلك السنة. وما قيل عن ابن عباس: من أنَّ الوقف «سلام» ويبتدئ: «هي»؛ على أنَّها خبر مبتدأ محذوف، والإشارة بذلك إلى أنَّها ليلة السابع والعشرين؛ لأنَّ لفظة: «هي» سابعة وعشرون من كلم هذه السورة، وكأنَّه قال: ليلة القدر الموافقة في العدد لفظة: «هي» من كلم هذه السورة لا ينبغي أن يعتقد صحته؛ لأنَّه الغاز وتغيير لنظم أفصح الكلام، وارتفع «سلام» خبرًا مقدمًا، و «هي» مبتدأ مؤخرًا، و «سلام» مبتدأ، و «هي» فاعل به عند الأخفش؛ لأنَّه لا يشترط الاعتماد في عمل الوصف وبعضهم يجعل الكلام تمَّ على «بإذن ربهم» ويعلق «من كل أمر» بما بعده، ومنهم من قال: الوقف عند من أجاز تعداد الأخبار «سلام هي» أي: من كل أمر هي سلام حتى مطلع الفجر، أي: تمتد إلى طلوع الفجر (1).   (1) نفسه (24/ 531). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 سورة البيِّنة مكية أو مدنية ولا وقف من أوَّلها إلى: «البينة» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «الكتاب» ولا على «المشركين»؛ لأنَّ «منفكين» منصوب خبر «يكن» ولا على «منفكين»؛ لأنَّ ما بعده متصل به. {الْبَيِّنَةُ (1)} [1] كاف، إن رفع «رسول» خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن رفع بدلًا من «البينة» إمَّا بدل اشتمال، أو بدل كل من كل، على سبيل المبالغة، جعل الرسول نفس البينة، أو على حذف مضاف، أي: بينة رسول. {مُطَهَّرَةً (2)} [2] جائز. {قَيِّمَةٌ (3)} [3] تام، ومثله: «البينة»، ولا وقف من قوله: «وما أمروا» إلى «الزكاة» فلا يوقف على له «الدين» ولا على «حنفاء»؛ لأنَّ قوله: «ويقيموا الصلاة» موضعه نصب بالعطف على: «ليعبدوا» أو حذف النون علامة للنصب، فكأنَّه قال: إلَّا ليعبدوا وليقيموا. {الزَّكَاةَ} [5] حسن. {الْقَيِّمَةِ (5)} [5] تام، ولا يوقف على «جهنم»؛ لأنَّ «خالدين» حال من الضمير المستكن في الخبر وخبر أن قوله: «في نار جهنم». {فِيهَا} [6] حسن، وليس بوقف إن جعل «أولئك» خبرًا ثانيًا عند من أجاز تعداد الخبر، أو نعتًا؛ لأنَّ النعت والمنعوت كالشيء الواحد، وحينئذ يكون حكم على الكفار بأمرين: بالخلود في النار، وأنهم شر البرية (1). و {شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)} [6] تام، ولا يوقف على «وعملوا الصالحات»؛ لأنَّ الجملة بعده خبر «إن». {خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)} [7] تام. {جَنَّاتُ عَدْنٍ} [8] حسن، إن لم يجعل «تجري» خبرًا ثانيًا، وإلا فلا وقف، ومثله في عدم الوقف إن جعل نعتًا ولا يوقف على «الأنهار»؛ لأنَّ «خالدين» حال مما قبله. {أَبَدًا (} [8] حسن، ومثله: «ورضوا عنه» وقال أبو عمرو: تام. آخر السورة تام.   (1) نفسه (24/ 541). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 سورة الزلزلة مكية أو مدنية ولا وقف من أولها إلى: «أوحى لها» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «زلزالها» للعطف، ولا على «أثقالها»، ولا على «مالها»؛ لأنَّ قوله: «يومئذ تحدث أخبارها»، جواب «إذا» فلا يفصل بينهما بالوقف، أي: إذا كانت هذه الأشياء حدثت الأرض بأخبارها، أي: شهدت بالأعمال التي عملت عليها، وإن جعل العامل في «إذا» مقدَّرًا خرجت عن الظرفية والشرط وصارت مفعولًا به ولا يوقف على أخبارها؛ لأنَّ ما بعده متعلق بما قبله؛ أي: تحدث بأخبارها بوحي الله إليها (1). {أَوْحَى لَهَا (5)} [5] كاف، إن نصب ما بعده بمقدار، وليس بوقف إن جعل بدلًا مما قبله. {أَعْمَالَهُمْ (6)} [6] كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء، ومثله: «خيرًا يره»، وكذا: «شرًّا يره».   (1) نفسه (24/ 557). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 سورة والعاديات مكية أو مدنية ولا وقف من أولها إلى: «لكنود» لاتصال الجواب بالقسم، فلا يوقف على «ضبحا» ولا على «قدحًا» ولا على «صبحًا» ولا على «نقعًا» ولا على «جمعًا»؛ لأنَّ القسم قد وقع على جميع ذلك فلا يقطع بعضه من بعض. {لَكَنُودٌ (6)} [6] حسن، على استئناف ما بعده، والمراد بالإنسان: الكافر والمنافق، والكنود: الكفور، يقال: كند أباه، إذا كفره قال الشاعر: أَحدِث لَها تُحدِث لِوَصلِكَ إِنَّها ... كُندٌ لِوَصلِ الزائِرِ المُعتادِ (1) وأنشد أيضًا: كنود لنعماء الرجال ومن يكن ... كنود النعماء الرجال يبعد (2) {لَشَهِيدٌ (7)} [7] حسن، سواء عاد الضمير على «الله» أو على «الإنسان». {لَشَدِيدٌ (8)} [8] حسن، قال الفراء: أصل نظم الآية أن يقال: وإنه لشديد الحب، فلما قدّم الحب، قال: لشديد، وحذف من آخره ذكر «الحب»؛ لأنَّه قد جرى ذكره، ولرؤوس الآي كقوله: «في يوم عاصف»، والعصوف للريح لا لليوم، كأنه قال: في يوم عاصف الريح (3). {مَا فِي الصُّدُورِ (10)} [10] تام، وقال الكواشي: ولم أر أحدًا من الأثبات ذكر هنا وقفًا ورأى الوقف هنا حسنًا، وهو كما قال للابتداء بإن، ومفعول «يعلم» محذوف، وهو: العامل في الظرف، أي: أفلا يعلم ما له إذا بعثر، أو أنَّه ما دل عليه خبر «أن»، أي: إذا بعثر جوزوا. آخر السورة تام. حكى أن الحجاج بن يوسف الثقفي قرأ على المنبر بحضرة الناس فجرى على لسانه: «أنَّ ربهم» بفتح الهمزة، فقال: «خبير»، وأسقط اللام ثم استدرك عليه من جهة العربية «أنَّ» إن في تأويل «أن» المفتوحة، وإنَّما كسرت لدخول اللام في خبرها فزعم أنَّ من العرب من يفتح «أن» مع وجود اللام في خبرها بجعل اللام ملغاة وأنشد:   (1) البيت من بحر الكامل، وقائله الأعشى، والبيت جاء ضمن قصيدة له يقول في مطلعها: أَجُبَيرُ هَل لِأَسيرِكُم مِن فادي ... أَم هَل لِطالِبِ شِقَّةٍ مِن زاد - الموسوعة الشعرية (2) لم أعثر عليه. (3) انظر: تفسير الطبري (24/ 35)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 وَأَعلَمُ عِلمًا لَيسَ بِالظَنِّ أَنَّهُ ... إِذا ذَلَّ مَولى المَرءِ فَهوَ ذَليلُ وَإِنَّ لِسانَ المَرءِ ما لَم تَكُن لَهُ ... حَصاةٌ عَلى عَوراتِهِ لَدَليلُ (1) ففتح «أن» وفي خبرها اللام لإيقاع العلم عليها، ويجوز أن يكون قد ابتدأ في البيت الثاني، وأضمر لام تعليل قبل «أن» فقال: «خبير» وأسقط اللام عمدًا، وهذا إن صح كفر ولا يقال أنها قراءة ثابتة كما نقل عن أبي السمَّال العدوي (2) فإن كان ناقلًا لها فلا يكفر؛ لأنَّ الأمة أجمعت على أنَّ من زاد حرفًا في القرآن أو نقصه عمدًا فهو كافر. اهـ الثعالبي   (1) البيتان من بحر الطويل، وقائلهما طَرَفَة بن العَبد، من قصيدة يقول في مطلعها: لِهِندٍ بِحِزّانِ الشَريفِ طُلولُ ... تَلوحُ وَأَدنى عَهدِهِنَّ مُحيلُ طَرَفَة بن العَبد (86 - 60 ق. هـ/539 - 564 م) طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، أبو عمرو، البكري الوائلي، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان هجاءًا غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره، ولد في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد، اتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين وعُمان يأمره فيه بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شابًا.-الموسوعة الشعرية. (2) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 505)، تفسير القرطبي (20/ 163)، الكشاف (4/ 279)، تفسير الرازي (32/ 69). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 سورة القارعة مكية {مَا الْقَارِعَةُ (2)} [2] حسن. {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)} [3] كاف، إن نصب «يوم» بفعل مقدر، أي: تقع القارعة في هذا اليوم، أو تكون القارعة، أو تقرعهم يوم يكون، فخرج بذلك عن الظرفية وصار مفعولًا به، وقال أبو عمرو كأبي حاتم: لتمام المبتدأ والخبر لتمام المبالغة في التعظيم بالمعظم ويجوز «المبثوث» لتفصيل أسباب الخوف، وإلا فهو معطوف. {الْمَنْفُوشِ (5)} [5] كاف. {رَاضِيَةٍ (7)} [7] تام. {هَاوِيَةٌ (9)} [9] كاف، ومثله: «ماهية». آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 سورة التكاثر مكية ولا وقف من أوَّلها إلى: «المقابر» فلا يوقف على «التكاثر»؛ لأن ما بعده غاية لما قبله. {الْمَقَابِرَ (2)} [2] كاف، ولا يوقف على «كلَّا»؛ لأنَّها صلةٌ لما بعدها؛ بمعنى: حقًا سوف تعلمون ما أنتم عليه من التكاثر بالأموال والأولاد، فالخطاب الأوَّل للكفار، والثاني للمؤمنين، وفصل بين الأوَّل والثاني بالوقف، وإلا فالثاني داخل مع الأول لاتساقه عليه، وكررت للتغليظ والتخويف ووعيد بعد وعيد، وجاء بـ «ثُّم» إيذانًا بأنَّ تكريره أبلغ منَّ الأول في التهويل (1). {تَعْلَمُونَ} [5] الثاني كاف، ثم كرر الثالثة لتحقيق العلم، فقال: «كلَّا لو تعلمون علم اليقين»، وهو أكفى مما قبله، وجواب: «لو» محذوف، تقديره: ما ألهاكم التكاثر، وجعل الحسن البصري «كلَّا» الثالثة قسمًا وابتدأ بها، وقيل: الوقف «لو تعلمون» ثم يبتدئ: «علم اليقين» على القسم وانتصب لما حذفت الواو وجوبًا به «لترون»، أي: والله لترون الجحيم كقول امرئ القيس: فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ ... وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي (2) وقيل لا يجوز أن يكون «لترون» جوابًا؛ لأنه محقق الوقوع بل الجواب محذوف، تقديره: لو تعلمون علمًا يقينًا ما ألهاكم التكاثر، فحذف الجواب للعلم بتقدمه، قرأ العامة «لترون» مبنيًا للفاعل، وقرأ ابن عامر والكسائي (3): «لترون» بضم التاء الفوقية رباعيًا متعديًا لاثنين الأول الواو، والثاني «الجحيم»،   (1) انظر: تفسير الطبري (24/ 579)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) البيت من بحر الطويل، وقائله امرؤ القيس في معلقته الشهيرة، وامرؤ القَيس (130 - 80 ق. هـ/496 - 544 م) امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر، قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره. أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي! ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا، لا صحو اليوم ولا سكر غدًا، اليوم خمر وغدًا أمر، ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعرًا كثيرًا، كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة، ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغسَّاني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.-الموسوعة الشعرية-الموسوعة الشعرية (3) وجه من قرأ بضم التاء؛ أنه مبني للمفعول مضارع: أرى، معدى: رأى البصيرة، بالهمز لاثنين رفع الأول، وهو الواو على النيابة، وبقي الثاني وهو: {الْجَحِيمِ} منصوبًا، والباقي بفتح التاء مبنيًا للفاعل مضارع: رأى، والواو فاعل. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 443)، الإعراب للنحاس (2/ 762)، الإملاء للعكبري (2/ 158)، البحر المحيط (8/ 508). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 ولا يوقف على «الجحيم» للعطف. {عَيْنَ الْيَقِينِ (7)} [7] جائز، لاختلاف المسؤول عنه، وقيل: لا يجوز للعطف. آخر السورة تام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 سورة والعصر مكية أو مدنية {لَفِي خُسْرٍ (2)} [2] جائز عند بعضهم؛ على أن المراد بالإنسان: الجنس، ومثله في الجواز «الصالحات»، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ التواصي بالحق والصبر قد دخل تحت الأعمال الصالحة، فلا وقف فيها دون آخرها (1). سورة الهمزة مكية أو مدنية {لُمَزَةٍ (1)} [1] حسن، إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الذي جمع، أو نصب؛ على الذم، وليس بوقف إن جعل بدل معرفة من نكرة، قرأ الأخوان وابن عامر «جمَّع» بتشديد الميم، والباقون بتخفيفها (2). {وَعَدَّدَهُ (2)} [2] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف، إن جعل حالًا من فاعل «جمع». {أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا} [3، 4] تام؛ لأنَّ «كلَّا» هنا حرف ردع وزجر عن حسبانه الفاسد، فهي بمعنى: النفي، أي: لا يخلده ماله. {فِي الْحُطَمَةِ (4)} [4] كاف. {مَا الْحُطَمَةُ (5)} [5] أكفى مما قبله، ويبتدئ: «نار الله»، بتقدير: هي نار الله، والوقف على «الموقدة» قبيح؛ لأنَّ ما بعده صفة والصفة والموصوف كالشيء الواحد. {الْأَفْئِدَةِ (7)} [7] صالح. {مُؤْصَدَةٌ (8)} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة لـ «نار الله»، قرأ الأخوان وأبو بكر «عُمُد» بضمتين (3). آخر السورة تام.   (1) انظر: تفسير الطبري (24/ 589)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) وجه من قرأ بالتشديد؛ أن ذلك على المبالغة. والباقون بتخفيفها. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 443)، الإعراب للنحاس (3/ 766)، الحجة لابن خالويه (ص: 375). (3) جمع: عمود، كرسول ورسل، وزبور وزبر. وقرأ الباقون: بفتحتين جمع: عمود، كذلك: كأليم ألم، وقيل اسم جمع؛ لأن: فعولا وفعلا غير مستمرين في الجموع، وإنما يأتي: «فعل» جمعا لفاعل كحارس وحرس. انظر هذه القراءة في: الحجة لأبي زرعه (ص: 772)، الكشف للقيسي (2/ 389). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 سورة الفيل مكية {بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)} [1] جائز، فصلًا بين الاستفهامين. {فِي تَضْلِيلٍ (2)} [2] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله في عدم الوقف «أبابيل»؛ لأنَّ الجملة بعده صفة، وهكذا إلى آخر السورة، والإجماع على أنَّهما سورتان، وإن اللام في «لإيلاف» في معنى: التعجب، والتقدير: أعجب يا محمد لنعم الله على قريش لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ولذلك فصل بين السورتين بالبسملة، وقيل: لا وقف في سورة الفيل، ولا في آخرها، بل هي متصلة بقوله: «لئلاف قريش» وإن اللام متعلقة بـ «تر كيف» أو بقوله: «فجعلهم»، والمعنى: أهلكنا أصحاب الفيل لتبقى قريش وتألف رحلتيها؛ وذلك أنَّه كانت لهم رحلتان رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام، فجعل الله هذا منة على قريش؛ لأن يشكروه عليها، فعلى هذا لا يجوز الوقف على «مأكول»، وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنَّه قرأ السورتين متصلتين في ركعة من المغرب وعن جماعة من التابعين أيضًا (1). {وَالصَّيْفِ (2)} [2] كاف، إن لم تتعلق لام «لئلاف» بقوله: «فليعبدوا» على معنى: التأخير، أي: فليعبدوا رب هذا البيت لئلاف قريش؛ فعلى هذا لا يكون في هذه السورة وقف لاتصال الكلام بعضه ببعض، ولا يوقف على «البيت» ولا على «من جوع» لقطع الصفة عن موصوفها في الأول، وللعطف في الثاني (2). وآخر السورة تام. سورة الماعون مكية أو مدنية وقيل: نصفها كذا، ونصفها كذا. {بِالدِّينِ (1)} [1] حسن، لتناهى الاستفهام؛ وعلى أنَّ جواب الاستفهام مقدر، تقديره: إن لم تبصره وتعرفه فهو ذلك، ومن وصل فللفاء، والأول أقعد، ولا يوقف على «اليتيم» والدَّع: الدفع، ومنه فذلك الذي يدع اليتيم، أي: يدفعه عن حقه ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أنكم مدعون يوم القيامة مقدمة أفواهكم بالفدام» (3) وفي القاموس: والفِدامة والفِدام، بكسر الفاء: شيء تشده العجم والمجوس على   (1) انظر: تفسير الطبري (24/ 605)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (2) انظر: المصدر السابق (24/ 605). (3) صححه الذهبي في المستدرك على الصحيحين، وذكر في كتاب الأهوال، وكذا ذكر في المعجم الكبير للطبراني.-الموسوعة الشاملة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 أفواهها عند السقي، وقرئ: «يدَعُ اليتيم» بفتح الدال وتخفيف العين (1)، أي: يتركه ويهمله، وقرىء: «ولا يحاض» من المحاضة، أي: لا يحض نفسه (2). {الْمِسْكِينِ (3)} [3] تام، والوقف على «المصلين» قبيح؛ فإنَّه يوهم غير ما أراده الله تعالى وهو أن الوعيد الشديد بالويل للفريقين الطائع والعاصي، والحال أنَّه لطائفة موصوفة بوصفين مذكورين بعده، ومثله في القبح «لا تقربوا الصلاة» فإنَّه يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية وتقدم ما يغني عن إعادة ذلك صدر الكتاب (3). {سَاهُونَ (5)} [5] في محل «الذين» الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجر، فكاف إن جعل في محل رفع خبر مبتدأ محذوف، وكذا إن نصب بتقدير أعنى: أو أذم وليس بوقف أن جعل نعتًا أو بدلًا أو بيانًا. آخر السورة تام. سورة الكوثر مكية أو مدنية {الْكَوْثَرَ (1)} [1] لم ينص عليه أحد، وله حيثيتان فمن حيث الابتداء بالفاء ليس بوقف؛ لأنَّ الفاء السببية في مقام لام العلة، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الابتداء بما بعده، وذكر بعضهم الوقف على نظيره؛ لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحته على نظيره، كما في قوله: «ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه» هنا الوقف؛ لأنَّ الأمر يبتدأ بالفاء ومثله الوقف على الغيب لله؛ لأنَّ جواب الأمر منقطع لفظًا متصل معنى، ولا بعد لأنَّ يوسم هنا بالجواز لكونه رأس آية، وفيه أيضًا التفات من التكلم إلى الغيبية، وذلك من مقتضيات الابتداء ومن هذه الحيثية يجوز الوقف على «الكوثر» والابتداء بما بعده ولو مع الفاء يقال: أعطيت وأنطيت، وقرأ الحسن وغيره: «إنَّا أنطيناك الكوثر» (4). {وَانْحَرْ (2)} [2] جائز، وقال أبو عمرو: تام للابتداء بأن. آخرها تام.   (1) ورويت عن أبي رجاء والحسن وعلي واليماني، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 775)، الإملاء للعكبري (2/ 159)، الكشاف (4/ 289)، المحتسب لابن جني (2/ 374). (2) انظر: تفسير الطبري (24/ 619)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (3) انظر: المصدر السابق (24/ 619). (4) وكذا رويت عن طلحة وابن محيصن والزعفراني وأم سلمة، وهي قراءة شاذة، ونسبت في مختصر ابن خالويه (ص: 181) إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي الألوسي (30/ 144): وهي على ما قال التبريزي لغة العرب العرباء من أولي قريش وذكره غيره أنها لغة بني تميم وأهل اليمن، وهي ليست من الإبدال في شيء. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 519)، تفسير القرطبي (20/ 216)، الكشاف (4/ 290). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 سورة الكافرون مكية أو مدنية {مَا تَعْبُدُونَ (2)} [2] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل توكيدًا. {مَا أَعْبُدُ (3)} [3، 5] في الموضعين كاف. آخر السورة تام. سورة النصر مكية ليس فيها وقف تام؛ لأنَّ قوله: «فسبح» جواب «إذا» والعامل في «إذا» إذا كانت ظرفًا جوابها ولا تكون، إلاَّ في الأمر المحقق وقوعه ولذلك لم تجزم إلاَّ في الشعر لمخالفتها أدوات الشرط وإذا تجردت عن الشرطية فلا جواب لها، وهل الناصب لها فعل الشرط أو فعل الجواب قولان أشهرهما الثاني، وقيل: الأول، قاله الزمخشري والحوفي، وردّ عليهما أبو حيان وقال: ما بعد فاء الجواب لا يعمل فيما قبلها. {وَاسْتَغْفِرْهُ} [3] كاف. آخر السورة تام. سورة تبت مكية ولا وقف من أولها إلى «وتب». و {لَهَبٍ} [1] قرئ بفتح الهاء وسكونها (1)، ولم يقرأ: «نارًا ذات لهب» إلاَّ بالفتح فقط لمراعاة الفاصلة. {وَتَبَّ (1)} [1] كاف، ومثله: «وما كسب» للابتداء بالتهديد، وكذا: «وامرأته» لمن رفعها عطفًا على الضمير في «سيصلي»، أي: سيصلي هو وامرأته، وعلى هذا لا يوقف على «ذات لهب»؛ لأنَّ الكلام قد انتهى إلى «وامرأته» فيكون الوقف عليها حسنًا، وحسن ذلك الفصل بينهما، وقام مقام التوكيد فجاز عطف الصريح على الضمير المرفوع بلا توكيد وعلى هذا تكون حمالة خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هي حمالة، أو نصبها على الذم، وبها قرأ عاصم (2)، وليس بوقف إن جعل «وامرأته» مبتدأ و «حمالة»   (1) وجه من قرأ بسكون الهاء ومن قرأ بفتحها؛ أنهما لغتان كالنهر والنهر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 445)، الإملاء للعكبري (2/ 159)، الكشاف (4/ 296)، النشر (2/ 404). (2) وجه من قرأ بنصب التاء؛ أن ذلك على الذم، أي: أذم حمالة الحطب. والباقون: برفعها؛ على أنها خبر: {وَامْرَأَتُهُ}. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 785)، الإملاء للعكبري (2/ 159)، البحر المحيط (8/ 526)، إتحاف الفضلاء (ص: 445)، النشر (2/ 404). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 خبر أو رفع «حمالة» بدلًا من «امرأته» وكان الوقف على قوله: «ذات لهب» كافيًا، وكذا: «الحطب» إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرأ، وقرىء شاذًا: «ومُرَيْئَتُهُ» مصغرًا (1). آخر السورة تام. سورة الإخلاص مكية -[آيها:] أربع آيات. قال الأخفش وغيره لا وقف فيها دون آخرها؛ لأنَّ الله أمر نبيه أن يقرأها كلها، فهي جواب، ومقصود الجواب، والوقف على رأس كل آية حسن. {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [1] حسن، عند أبي عمرو، وقال العرب: لا تصل «قل هو الله أحد»، بقوله: «الله الصمد»، وكان لا يستحب الوصل، وذلك أن ضمير «هو» مبتدأ أول، و «الله» مبتدأ ثان، و «أحد» خبر الثاني، والجملة خبر الضمير، أو «هو» مبتدأ، وهو اسم مبهم فجعل «الله» بيانًا وتفسيرًا وترجمة عنه، و «أحد» خبر المبتدأ، أو «هو» مبتدأ و «الله» خبره و «أحد» بدل من الخبر، والتقدير: هو أحد، أو «هو» مبتدأ، و «الله» بدل منه، و «أحد» رفع على الخبر، والتقدير: الله أحد، أو «هو» مبتدأ، والاسمان بعده خبران له، أو «هو» مبتدأ و «الله» خبره، و «أحد» خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أحد، وقيل: هو عبارة عن الأمر والشأن والقصة، و «الله» مبتدأ، و «أحد» خبر، وهذا يقتضي الفصل، وقيل: الوصل أولى، واستحبه جمع، ومن وصل نوَّن «أحد»، ووجه الوصل: إن جملة قوله: «الله الصمد» بدل من الجملة الأولى في تتمة البيان ومقصودًا لجواب فهما كالشيء الواحد. {الصَّمَد (2)} [2] كاف؛ على استئناف ما بعده، ومثله: «لم يلد ولم يولد»، كذا وسمه بعضهم بالكافي، ولعله لكونه من عطف الجمل، وإلاَّ فقوله: «ولم يكن له كفوًا أحد»، معطوف على ما قبله. آخرها تام.   (1) ورويت عن ابن مسعود. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (8/ 525)، المحتسب لابن جني (2/ 375)، تفسير الرازي (32/ 171). الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 الفلق والناس ليس فيهما وقف دون آخرهما وإن وقفت على رأس كل آية فحسن لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان يقف على رأس كل آية منهما، وسبب نزول السورتين أنَّه كان غلام من اليهود يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل به اليهود حتى أخذ مشاطة رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسنان مشطه فأعطاه لليهود فسحروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي، ثمَّ دسها في بئر بني زريق يقال لها ذروان فمرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتثر شعر رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يرى أنَّه يأتي النساء وما يأتيهن ويخيل إليه أنَّه يفعل الشيء وما يفعله فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال أحدهما لصاحبه: ما بال الرجل، قال: طُبَّ، قال: وما طُبَّ، قال: سحر. ورى ما وجع الرجل، فقال: مطبوب، فقال: ومن سحره، قال: لبيد بن أعصم، قال: فيماذا قال في مشط ومشاطة، وجف طلعة ذكر جف الطلعة وعاؤها، قال: وأين هو، قال: في ذروان تحت راعوفة البئر، و «الراعوفة» صخرة تترك في أسفل البئر إذا احترقت، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس عليها المنقى، ويقال لها: أرعوفة، فانتبه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال يا عائشة، أما شعرت أنَّ الله أخبرني بدائي، ثم بعث عليًا والزبير وعمارًا وثوبان، فأخرجوا الجف، وإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا وترٌ معقد فيه إحدى عشرة عقدة. وروى أنَّها كانت مغروزة بالإبر (1). اهـ كواشي. وقد كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما، وقرأ: «قل هو الله أحد» والمعوَّذتين، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثًا (2). ومن قرأ المعوَّذتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تولى عنه الشيطان وله نباح كنباح الكلب (3). وفي الحديث أنَّه كان - صلى الله عليه وسلم - قال: لعثمان بن عفان: «عليك بالمعوَّذتين فما تعوَّذ بأفضل منهما» (4). وقال: «التمائم والرقى والتولة شرك، يكفيك أن تقرأ المعوَّذتين» (5). والتولة، بكسر التاء وفتحها: ما يشبه السحر.   (1) وللحديث روايات مختلفة أخرجها البخاري (3268، و 5763، و 5765، و 5766، و 6391)، ومسلم (7/ 14)، وابن أبي شيبة (8/ 30 /3570)، ومن طريقه ابن ماجه (3590 - الأعظمي)، وأحمد (6/ 50، و57، و63، و96)، والحميدي (259)، وابن سعد (2/ 196)، وأبو يعلى (3/ 194)، والبيهقي (2/ 2/157/ 2). (2) أخرجه النسائى فى الكبرى (6/ 197، رقم: 10624). (3) لم أستدل عليه. (4) لم أستدل عليه. (5) لم أستدل عليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 [ خاتمة الكتاب ] اللَّهم! كما وفقتنا لجمعه تفضل علينا بستر هفواتنا، واجعل لنا به في الدنيا ذكرًا جميلًا، وفي الآخرة أجرًا جزيلًا، اللَّهم لا تؤاخذنا بما كان منَّا، من تأويلٍ على غير ما أنزلته، أو فهمٍ على غير وجهٍ ترضاه، اللَّهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وذهاب همومنا وغمومنا، واجعله أنيسًا لنا في قبورنا، ودليلنا إليك، وإلى جنَّاتك جنات النعيم، مع الذين أنعمت عليهم، من النبيين، والمرسلين، اللَّهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، واستعملنا في تلاوته آناء الليل وأطراف النَّهار على النحو الذي يرضيك عنَّا، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أنهاه جامعه العبد الفقير القائم على قدمي العجز والتقصير أحمد بن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الكريم، ولكل واحد من هؤلاء الثلاثة حكاية، فقد شاهدت من الوالد رحمة الله عليه أنَّه مرة قصد زيارة الإمام الشافعي ثم ذهب لزيارة الليث فوضع حرامه فوق الحنفية وتوضأ وتركه فوق الحنفية نسيانًا ودخل وزار الأستاذ قبل العشاء فلم يتذكر الحرام حتى عاد لزيارة الشافعي بمدَّة تزيد على ثلاثين درجة بعد العشاء فجلس تجاه سيدي يحيى الشبيه، وقال لي يا ولدي لا أذهب من هذا المكان إلاَّ بِحِرامي، فذهبت إلى الحنفية فوجدت الحرام فوق الحنفية ورجل واقف على قبقاب يحرسه فأخذته والوالد واقف تجاه الأستاذ سيدي يحيى الشبيه نفعنا الله ببركاته. وحكى: عن الجد الشيخ محمد أنَّه كان مؤذنًا بالشافعيِّ وكان متزوجًا بثلاث، واحدة في الشافعيَّ، وواحدة في طولون، وواحدة في زاوية البقلي في المنوفية، وكان يقرأ في كل يوم ختمةً كاملةً، وهو يشتغل في الحياكة، ويقرئ أولاد صنجق في القاعة ولم يذهب إلى بيت صنجق ولا مرة. وحكى: عن الجد الأعلى، أعني: الشيخ عبد الكريم أنَّه حجَّ سنةً مع شيخه وأستاذه سيدي أحمد بن عثمان الشرنوبي صاحب الكرامات الظاهرة من جملة الفقراء، فتاه الجد عن طريق الحجِّ ثلاث ليال، لم يدر أين يتوجه فسار في الجبال، ثم وجد جملًا صغيرًا عريانًا باركًا فركبه فقام بسرعة كالطير، إلى أن جاء لمقدم الحج، وبرك فضربه ضربًا شديدًا؛ ليقوم فلم يتحرك فتركه فلمَّا قدم على الأستاذ قال لتلامذته سلِّموا على أخيكم الشيخ عبد الكريم الذي علقته ألف، وأرى جماعته أثر الضرب على أضلاعه سامح الله الجميع وغفر لهم من فيض جوده العميم وأسكن الله الجميع بحبوحة جنات النعيم، أنَّه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، وإنما ذكرت هؤلاء الثلاثة تحدثًا بنعمة الله مولى الموالي، واقتداء بقول أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه: تعلموا من أنسبائكم ما تصلون به أرحامكم. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأميّ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا دائمًا إلى يوم الدين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 فهرس المصادر والمراجع 1 - القرآن الكريم. 2 - الإبانة، للإمام المقرئ أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت: 437)، تحقيق: الدكتور محيي الدين رمضان. دار المأمون للتراث. دمشق. الطبعة الأولى 1399هـ. 3 - إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر، للشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الدمياطي الشافعي الشهير بالبناء (ت: 1117هـ) طبعه ونشره: عبد الحميد أحمد حنفي. مصر. القاهرة. 4 - الإتقان في علوم القرآن، للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت: 911هـ) تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار التراث القاهرة. الطبعة الأولى 1405هـ. 5 - أخبار النحويين، لأبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم (ت: 349هـ) تحقيق: مجدي فتحي، دار الصحابة للتراث بطنطا، الطبعة الأولى 1410هـ. 6 - الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852هـ) مطبعة محمد مصطفى القاهرة 1358هـ. 7 - الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء)، لخير الدين الزركلي. الطبعة الثالثة. 8 - الإقناع في القراءات السبع، لأبي جعفر أحمد بن علي بن خلف، ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ) تحقيق: الدكتور عبد الحميد قطامش. مركز البحث العلمي. جامعة أم القرى، مكة المكرمة. الطبعة الأولى 1403هـ. 9 - الأنساب، للإمام أبي سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني (ت: 562هـ) تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي. دار الجنان. بيروت. الطبعة الأولى 1408هـ. 10 - البحر المحيط، للإمام محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي الغرناطي (ت: 754هـ) دار الفكر. بيروت. الطبعة الثانية 1403هـ. 11 - البداية والنهاية في التاريخ، للإمام ابن كثير، عماد الدين أبي الفداء، إسماعيل ابن كثير (ت: 774هـ) مكتبة المعارف. بيروت. الطبعة الثانية 1977هـ. 12 - البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة، من طريقي الشاطبية والدرة، لعبد الفتاح بن عبد الغني القاضي (ت: 1403هـ) مكتبة الدار بالمدينة المنورة. الطبعة الأولى 1404 هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 13 - البرهان في علوم القرآن، للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. عيسى البابي الحلبي. القاهرة. الطبعة الثانية 1391هـ. 14 - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت: 911هـ) تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. مطبعة عيسى البابي الحلبي. الطبعة الأولى 1348هـ. 15 - تأويل مشكل القرآن، للإمام أبي محمد عبد الله بن قتيبة (ت: 276هـ). تحقيق: السيد أحمد صقر، دار التراث. القاهرة. الطبعة الأولى 1973هـ. 16 - تاريخ بغداد (أو مدينة السلام) للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت: 463هـ) دار الكتاب العربي. بيروت. 17 - تاريخ الخلفاء للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت: 911هـ). تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. الطبعة الأولى 1371هـ. طبع بمطبعة السعادة بمصر. الناشر: المكتبة التجارية الكبرى. القاهرة. 18 - تاريخ خليفة بن خياط، لعمرو بن خليفة بن خياط (ت: 160هـ) تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري. الطبعة الثانية 1397هـ. مؤسسة الرسالة. بيروت. 19 - تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشر، للإمام المحقق محمد بن محمد الشهير بابن الجزري (ت: 833هـ). دار الفكر بيروت. 20 - تذكرة الحفاظ، للإمام أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748هـ) مطبوعات دائرة المعارف العثمانية في الهند. الناشر: دار الفكر العربي. 21 - تفسير البغوي المسمى: معالم التنزيل، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت: 516هـ) تحقيق: خالد عبد الرحمن العك ومروان سوار. دار المعرفة. بيروت. الطبعة الأولى 1406هـ. 22 - تفسير المشكل من غريب القرآن، للإمام مكي بن أبي طالب القيسي (ت: 437هـ). تحقيق: الدكتور علي حسين البواب. مكتبة المعارف. الرياض 1406هـ. 23 - تقريب التهذيب، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852هـ). تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف. دار المعرفة. بيروت. الطبعة الثانية 1395هـ. 24 - تقريب النشر في القراءات العشر، لأبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري (ت: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 833هـ). تحقيق: إبراهيم عطوة عوض. مطبعة مصطفى البابي الحلبي. القاهرة. الطبعة الأولى 1381هـ. 25 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني (ت: 963هـ) تحقيق: عبد الله محمد الصديق. مكتبة القاهرة. مصر. القاهرة. الطبعة الأولى. 26 - تهذيب التهذيب، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852هـ) مطبعة دائرة المعارف الهندية. حيدر آباد. الطبعة الأولى 1326هـ. 27 - التيسير في القراءات السبع، للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ) تحقيق: أوتويرتزا. دار الكتاب العربي. الطبعة الثانية 1406هـ. 28 - جامع البيان في تفسير آي القرآن (تفسير الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ) تحقيق: محمود محمد شاكر. دار المعارف بمصر. الطبعة الثانية. 29 - الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت 671هـ) دار إحياء التراث العربي بيروت 1405هـ. 30 - الحجة في القراءات السبع، لأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت: 370هـ). تحقيق: الدكتور عبد العال سالم مكرم. دار الشروق. بيروت. الطبعة الثانية 1397هـ. 31 - حجة القراءات، للإمام أبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة. تحقيق: سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة. بيروت. الطبعة الثانية 1399هـ. 32 - السبعة في القراءات، لابن مجاهد، أحمد بن موسى بن العباس، أبو بكر بن مجاهد (ت: 324هـ). تحقيق الدكتور شوقي ضيف. دار المعارف بمصر. القاهرة. 33 - سنن ابن ماجه. للحافظ أبي عبد الله محمد يزيد القزويني (ت: 275هـ). تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مصطفى البابي الحلبي القاهرة. 34 - سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت: 279هـ). تحقيق: أحمد محمد شاكر. عيسى البابي الحلبي. القاهرة. 35 - السنن الكبرى، للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت: 458هـ) دار الفكر بيروت. 36 - سير أعلام النبلاء، للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748هـ)، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 تحقيق: شعيب الأرناءوط. مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة السابعة 1410هـ. 37 - الشاطبية (حرز الأماني ووجه التهاني)، للإمام القاسم بن فيرُه بن خلف بن أحمد الشاطبي الأندلسي (ت: 590هـ). مطبعة مصطفى البابي الحلبي. القاهرة 1355هـ. 38 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب، للمؤرخ الفقيه أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت: 1089هـ). المكتبة التجارية للطباعة والنشر والتوزيع. بيروت. 39 - شرح السنة، للإمام محيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت: 516هـ). تحقيق: شعيب الأرناءوط ومحمد زهير الشاويش. المكتب الإسلامي. بيروت. الطبعة الثانية 1403هـ. 40 - شرح شعلة على الشاطبية، للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الموصلي (ت: 656هـ) طبع على نفقة الاتحاد العام لجامعة القراء. القاهرة. الطبعة الأولى. 41 - شرح المفصل، للعلامة موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش النحوي (ت: 634هـ). عالم الكتب. بيروت. 42 - شرح طيبة النشر في القراءات العشر، لأحمد بن محمد بن علي بن الجزري، ولد ابن الجزري صاحب النشر (ت: 859هـ) تحقيق: الشيخ علي محمد الصباغ. شركة مصطفى البابي الحلبي. الطبعة الأولى 1969م. 43 - شعب الإيمان للإمام. الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ). تصحيح وتعليق: الحافظ عزيز بيك. المطبعة العزيزية حيدر آباد. الهند. الطبعة الثانية 1406هـ. 44 - صحيح البخاري، مع شرحه (فتح الباري) للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت: 256هـ). مطبعة السلفية القاهرة. 45 - صحيح الجامع الصغير وزياداته (الفتح الكبير) للمحدث محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت. الطبعة الثانية 1406هـ. 46 - صحيح مسلم، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت: 361هـ). تحقيق وترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء التراث العربي. بيروت. 47 - الضعفاء الكبار، للحافظ أبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد القصيلي (ت: 322هـ). تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي. دار الكتب العلمية. بيروت. الطبعة الأولى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 1404هـ. 48 - ضعيف الجامع الصغير وزياداته (الفتح الكبير) للمحدث محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي. بيروت. الطبعة الثانية 1408هـ. 49 - الطبقات الكبرى، لابن سعد (ت: 230هـ) دار. صادر. بيروت. 50 - طبقات المفسرين، للحافظ شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداودي (ت: 945هـ). دار الكتب العلمية. بيروت. الطبعة الأولى 1403هـ. 51 - العنوان في القراءات السبع، لأبي طاهر إسماعيل بن خلف الأنصاري الأندلسي (ت: 455هـ). تحقيق الدكتور زهير زاهد والدكتور خليل العطية. عالم الكتب. بيروت. الطبعة الأولى 1405هـ. 52 - الغاية في القراءات، للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري (ت: 381هـ). تحقيق: محمد غياث الجنباز. الطبعة الأولى: 1405هـ. 53 - غاية النهاية في طبقات القراء، لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري (ت: 833هـ). نشرة: ج برجستراسر. دار الكتب العلمية. بيروت. الطبعة الثانية 1402هـ. 54 - غيث النفع في القراءات السبع، لولي الله سيدي علي النوري الصفاقسي، مطبوع بهامش سراج القارئ شرح حرز الأماني (الشاطبية) مصطفى البابي الحلبي، القاهرة. الطبعة الثالثة. 1371هـ. 55 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري، للحافظ: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852هـ). المكتبة السلفية ومطبعتها. القاهرة. 56 - فضائل القرآن وما أنزل بمكة وما أنزل بالمدينة، لأبي عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى ابن الضريسي (ت: 295هـ)، تحقيق: الدكتور مسفر بن سعيد الغامدي. دار حافظ للنشر والتوزيع. الرياض الطبعة الأولى 1408هـ. 57 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، لمحمد بن علي الشوكاني (ت: 1250هـ). تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني. المكتب الإسلامي. بيروت. الطبعة الثانية 1392هـ. 58 - القاموس المحيط، للعلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت: 817هـ). مطبعة مصطفى البابي الحلبي. القاهرة. الطبعة الثانية 1371هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 59 - الكاشف في معرفة من له رواية في كتب السنة، للإمام شمس الدين الذهبي (ت: 748هـ). تحقيق: عزت علي عيد عطية، موسى محمد على الموشي. دار الكتب الحديثة. القاهرة. الطبعة الأولى 1392هـ. 60 - الكامل في ضعفاء الرجال. للإمام الحافظ أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (ت: 365هـ). دار الفكر. بيروت. الطبعة الأولى 1401هـ. 61 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت: 911هـ). المكتبة الحسينية المصرية بالأزهر. القاهرة. الطبعة الأولى. 62 - لسان العرب، للإمام أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، ابن منظور الإفريقي المصري (ت: 711هـ). دار صادر بيروت. 63 - لسان الميزان، للإمام شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 853هـ). مطبوعات دائرة المعارف النظامية الهندية. حيدرآباد. الطبعة الأولى 1330هـ. 64 - لطائف الإشارات لفنون القراءات، للإمام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد ابن أبي بكر القسطلاني المصري الشافعي (ت: 923هـ). تحقيق: الشيخ عامر السيد عثمان والدكتور عبد الصبور شاهين. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. القاهرة. 1392هـ. 65 - المبسوط في القراءات العشر، لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصفهاني (ت: 381هـ). تحقيق: سبيع حمزة حاكمي. مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق. 66 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت: 807هـ). مكتبة القدس. القاهرة. 1352هـ. 67 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، لأبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ت: 728هـ). جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي. 68 - المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لأبي الفتح عثمان بن جني (ت: 392هـ). تحقيق: علي النجدي ناصف والدكتور عبد الحليم النجار والدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي. دار سزكين للطباعة والنشر. الطبعة الثانية 1406هـ. 69 - المختصر في شواذ القرآن (أو القراءات الشاذة)، لأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت: 370هـ). نشره ج. براجستراسر. المطبعة الرحمانية بمصر 1934م، الجمعية المستشرقية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 الألمانية. 70 - المدخل لدراسة القرآن الكريم، للدكتور محمد محمد أبو شهبة. الطبعة الثانية. 71 - المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، المعروف بابن أبي شامة المقدسي (ت: 665هـ). تحقيق: طيار آلتي قولاج. دار صادر بيروت. 72 - المستدرك على الصحيحين، للإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت: 405هـ) دار الفكر. بيروت 1398هـ. 73 - المسند، للإمام أحمد بن حنبل (ت: 240هـ). المكتب الإسلامي بيروت. 74 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، للشهاب أحمد بن أبي بكر البوصيري (ت: 840هـ). تحقيق: موسى محمد علي، دكتور عزت علي عطية. دار الكتب الإسلامية. القاهرة. 75 - المصنف في الأحاديث والآثار، للإمام الحافظ أبي بكر بن أبي شيبة (ت: 235هـ) تصحيح: عبد الخالق الأفغاني. مطبعة العلوم الشرقية. حيدرآباد. الهند. الطبعة الأولى 1388هـ. 76 - معجم الأدباء، للشيخ الإمام شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي (ت: 626هـ). مكتبة عيسى البابي الحلبي. مصر. القاهرة. الطبعة الأخيرة. 77 - معجم البلدان، لياقوت بن عبد الله الحموي (ت: 626هـ). دار صادر للطباعة والنشر (1376هـ). 78 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد فؤاد عبد الباقي. دار الجيل. بيروت 1407هـ. 79 - معجم المؤلفين، تراجم مصنفي الكتب العربية، لعمر رضا كحالة مكتبة المثنى، بيروت، ودار إحياء التراث العربي، بيروت. 80 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748هـ) تحقيق: بشار عواد، وشعيب الأرناءوط، وصالح مهدي عباس. مؤسسة الرسالة. بيروت. الطبعة الثانية 1408هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 81 - المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة، للدكتور محمد سالم محيسن. دار الجيل. بيروت. الطبعة الثانية 1408هـ. 82 - المفردات في غريب القرآن، لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني (ت: 502هـ). تحقيق: محمد سيد كيلاني. مصطفى البابي الحلبي. القاهرة. الطبعة الأخيرة 1381هـ. 83 - المقاصد الحسنة ببيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، للحافظ شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت: 902هـ). تصحيح وتعليق: عبدالله محمد الصديق. دار الكتب العلمية. بيروت. الطبعة الأولى 1399هـ. 84 - المقنع في رسم مصاحف الأمصار، للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444)، تحقيق: محمد الصادق قمحاوي. مكتبة الكليات الأزهرية. القاهرة. 85 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت: 597هـ). دار الثقافة. بيروت. لبنان. 86 - منجد المقرئين ومرشد الطالبين، للإمام شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري (ت: 833هـ). دار الكتب العلمية. بيروت 1400هـ. 87 - الموضوعات، للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي القرشي (ت: 597هـ). تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان. المكتبة السلفية بالمدينة المنورة السعودية. الطبعة الأولى 1386هـ. 88 - المهذب في القراءات العشر وتوجيهها من طريق طيبة النشر، للدكتور محمد سالم محيسن. مكتبة الكليات الأزهرية 1389هـ. 89 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748هـ). تحقيق: محمد علي البجاوي. مطبعة عيسى البابي الحلبي. 90 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لجمال الدين أبي المحاسن، يوسف بن تغري (ت: 874هـ). طبع ونشر وزارة الثقافة المصرية. القاهرة. 91 - النشر في القراءات العشر، للحافظ أبي الخير شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن الجزري (ت: 823هـ). صححه. علي محمد الصباغ. دار الكتب العلمية. بيروت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 446 92 - النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام مجدد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير (ت: 606هـ). تحقيق طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناجي. دار الفكر. بيروت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447