الكتاب: طبقات المفسرين العشرين المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) المحقق: علي محمد عمر الناشر: مكتبة وهبة - القاهرة الطبعة: الأولى، 1396 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- طبقات المفسرين للسيوطي السيوطي الكتاب: طبقات المفسرين العشرين المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) المحقق: علي محمد عمر الناشر: مكتبة وهبة - القاهرة الطبعة: الأولى، 1396 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وسلم الحمد لله الذي أسبغ علينا جزيل النعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بارئ النسم، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، سيد العرب والعجم، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل والكرم. وبعد فهذا المجموع فيه طبقات المفسرين، إذ لم أجد من اعتنى بإفرادهم كما اعتنى بإفراد المحدثين والفقهاء والنحاة وغيرهم. واعلم أنهم أنواع، الأول: المفسرون من السلف والصحابة والتابعين وأتباع التابعين. الثاني: المفسرون من المحدثين، وهم الذين صنفوا التفاسير مسندةً مورداً فيها أقوال الصحابة والتابعين بالإسناد، وهذان النوعان تراجمهم مذكورة في طبقات الفقهاء. الثالث: بقية المفسرين من علماء أهل السنة، الذين ضموا إلى التفسير التأويل والكلام على معاني القرآن، وأحكامه، وإعرابه وغير ذلك، وهو الذي الاعتناء به في هذا الزمان أكثر. الرابع: من صنف تفسيراً من المبتدعة، كالمعتزلة والشيعة وأضرابهم. والذي يستحق أن يسمى من هؤلاء، القسم الأول، ثم الثاني، على أن الأكثر في هذا القسم نقلة، وأما الثالث فمؤولة، ولهذا يسمون كتبهم غالباً بالتأويل. ولم أستوف أهل القسم الرابع، وإنما ذكرت منهم المشاهير كالزمخشري، والرماني، والجبائيوأشباههم. وبالله أستعين، إنه خير معين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو طاهر السلماني الواعظ كان علامة في علم الأدب، والتفسير، والحديث، ومعرفة الأسانيد والمتون، وأوحد عصره في علم الوعظ والتذكير. أدرك جماعة من الأئمة، وكان من الورع والصدق بمكان. روى عن أبي القاسم بن عليك النيسابوري، وعنه هبة الله بن السقطي ولد سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، ومات بخوى في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وأربعمائة. إبراهيم بن علي بن الحسين الإمام أبو إسحاق الشيباني الطبري إمام في المذهب، والفرائض، والتفسير. له تصانيف مفيدة، ولي قضاء مكة، وحدث عن أبي علي الحداد. روى عنه الصائن بن عساكر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 مات في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وله إحدى وأربعون سنة. أحمد بن إسماعيل بن يوسف أبو الخير الطالقاني القزويني الشافعي رضي الدين أحد الأعلام، قال ابن النجار: كان رئيس أصحاب الشافعي، وكان إماماً في المذهب، والخلاف، والأصول، والتفسير، والوعظ، كثير المحفوظ. أملى الحديث، ووعظ، وسمع الكثير من أبي عبد الله الفراوى وزاهر الشحامي وهبة الله السيدي، وأبي الفتح بن البطي. وتفقه على ملكداد، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 ومحمد بن يحيي. ودرس ببلده وببغداد، وحدث بالكتب الكبار، وولي تدريس النظامية، ختمة. وقال ابن الدبيثي: كان له يد باسطة في النظر واطلاع على العلوم ومعرفة بالحديث، وكان جماعة للفنون. وقال الموفق عبد اللطيف: كان يعمل في اليوم والليبة ما يعجز المجتهد عن عمله في شهر. ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ومات في المحرم سنة تسعين. أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن أفلح بن رزقون بن سحنون المرسي الفقيه المالكي المقريء . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 قال الذهبي: كان فقيها مشاوراً، حافظاً، محدثاً مفسراً، نحوياً. سمع من أبي عبد الله بن الفرج الطلاعي، وأبي علي الغساني. وأخذ القراءات عن أبي الحسن بن الجزار الضرير صاحب مكي، وابن أخي الدوش. وتصدر للإقراء بالجزيرة الخضراء، وأخذ الناس عنه. روى عنه أبو حفص بن عذرة، وابن خير وجماعة آخرهم أحمد بن جعفر ابن فطيس الغافقي. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. أحمد بن علي بن أبي جعفر بن أبي صالح الإمام أبو جعفر البيهقي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 النحوي المفسر المعروف ببو جعفرك، نزيل نيسابور وعالمها. قال ابن السمعاني، كان إماماً في القراءة، والتفسير، والنحو، واللغة. له المصنفات المشهورة، منها كتاب تاج المصادر. سمع أحمد بن صاعد، وعلي بن الحسن بن العباس الصندلي، وله تلامذة بحباء، وكان لايخرج من بيته إلا في أوقات الصلاة، وكان يزار ويتبرك به. ولد في حدود السبعين وأربعمائة، ومات في آخر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة. أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي . صاحب المجمل: قال ياقوت في معجمه: ذكره السلفي في شرح مقدمة معالم السنن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 للخطابي فقال: أصله من قزوين. وقال غيره إنه أخذ عن أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب رواية ثعلب، وأبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وعلي بن عبد العزيز المكي صاحب أبي عبيد، وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. وكان فقيها شافعيا فصار مالكيا، قال: دخلتني الحمية لهذا البلد يعني الري، كيف لا يكون فيه رجل على مذهب هذا الرجل المقبول القول على جميع الألسنة. وله من التصانيف: جامع التأويل في تفسير القرآن أربع مجلدات، كتاب سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كتاب أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كتاب المجمل في اللغة، كتاب فقه اللغات كتاب غريب إعراب القرآن، كتاب دارات العرب، كتاب الليل والنهار، كتاب الغم والحال كتاب خلق الإنسان، كتاب الشيات والحلى، كتاب مقاييس اللغة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 قال ياقوت: وهو كتاب جليل لم يصنف مثله، كتاب كفاية المتعلمين في اختلاف النحويين، كتاب الحماسة المحدثة وغير ذلك. قال الذهبي: مات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. قال ياقوت: وقال قبل وفاته بيومين: يا رب إن ذنوبي قد أحطت بها ... علما وبي وبإعلاني وإسراري أنا الموحد لكني المقر بها ... فهب ذنوبي لتوحيدي وإقراري أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي صاحب التفسير المشهور، والعرائس في قصص الأنبياء. كان أوحد زمانه في علم القرآن، عالماً بارعا في العربية، حافظاً موثقا. روي عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد المخلدي وجماعة. أخذ عنه الواحدي. مات في المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة وله كتاب ربيع المذكرين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيي أبو عمر المعافري الأندلسي الطلمنكي . نزيل قرطبة. كان حبرا في علوم القرآن قراءاته وإعرابه، وناسخه ومنسوخه، وأحكامه ومعانيه، ذا عناية تامة بالأثر ومعرفة الرجال، حافظاً للسنن عارفاً بأصول الديانات، عالي الإسناد، شديداً في ذات الله تعالى، قامعاً لأهل الأهواء والبدع. أخذ القراءة عن ابن غلبون وأخذ بمصر عن أبي بكر الأدفوري، وأبي القاسم الجوهري، وبإفريقية عن ابن أبي زيد. روى عنه ابن عبد البر، وابن حزم، وطائفة. وانتفع به الناس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 ولد سنة أربعين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة. أحمد بن عمار أبو العباس المهدوي صاحب التفسير كان مقدما في القراءات والعربية، ألف كتباً مفيدة. روى عن أبي الحسن القابسي. وأخذ عنه أبو محمد غانم بن وليد المالقي. مات في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة.. أحمد بن فرح بن جبريل أبو جعفر البغدادي العسكري . الضرير المقرىء المفسر. قرأ على أبي عمر الدوري وأقرأ الناس مدة، وحدث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 عن علي بن المديني، وأبي بكر وعثمان إبنأبي شيبة، وأبي الربيع الزهراني. وعنه أحمد بن جعفر الختلي، وابن سمعان الرزاز. وكان ثقة عالماً بالقرآن، واللغة، بصيراً بالتفسير. قرأ عليه أبو بكر النقاش وغيره. مات بالكوفة في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن أيوب أبو بكر الفارسي الواعظ، المفسر، نزيل نيسابور. كان يحضر مجلسه نحو عشرة آلاف. أخذ عنه أبو عبد الله الحاكم. مات سنة أربع وستين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن شارك أبو حامد الهروي الشافعي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 مفتي هراة، وأديبها. وعالمها، ومفسرها، ومحدثها في زمانه. سمع الحسن ابن سفيان، وأبا يعلى الموصلي وعنه أبو عبد الله الحاكم. مات بهراة سنة خمس - وقيل ثمان - وخمسين وثلاثمائة. أحمد بن محمد أحمد بن برد الأندلسي أبو حفص الكاتب قال الحميدي: مليح الشعر، بليغ الكتابة، من أهل بيت أدب ورياسة، له كتب في علم القرآن، منها: كتاب التحصيل في تفسير القرآن وكتاب التفصيل في تفسيره أيضا وله رسالة في المفاخرة بين السيف والقلم وهو أول من سبق إلى القول في ذلك بالأندلس، رأيته بالمرية بعد الأربعين وأربعمائة. أحمد بن محمد بن عمر العلامة الزاهد زين الدين أبو القاسم البخاري العتابي كان من كبار الحنفية. صنف الجامع الكبير والزيادات وتفسير القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 لازمه شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردري. مات سنة ست وثمانين وخمسمائة. أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الأنصاري الأندلسي . روى عن أبي بكر غالب بن عطية، وأبي علي الصدفي، وأبي الحسن ابن الباذش، وأبي الوليد بن رشد، وأبي محمد بن عتاب وغيرهم. وكان متقنا للقراءات، والتفسير، والكلام، يغلب عليه علم اللغة. حدث عنه أبو ذر الخشني، وأبو الخطاب بن واجب، وأبو عبد الله الأندرشي. مات سنة اثنتين وستين وخمسمائة. أحمد بن موسى بن أبي عطاء أبو بكر القرشي مولاهم الدمشقي المفسر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 روى عن بكار بن قتيبة، وعبد الله بن الحسين المصيصي. وعنه أبو هاشم المؤدب. وعبد الوهاب الكلابي وغيرهما. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث أبو جعفر الصدفي الطليطلي . كان من أهل البراعة والفهم والرياسة في العلم، متفنناً عالما بالحديث وعلله، وبالفرائض والحساب واللغة والنحو، وله يد طولى في التفسير، وله كتاب المقنع في عقد الشروط. مات في صفر سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وله ثلاث وخمسون سنة. احمد بن يوسف بن أصبغ أبو عمر الطليطلي . كان ماهرا في الحديث، والتفسير، والفرائض، رحل إلى المشرق وحج، وولي قضاء طليطلة. مات في شعبان سنة تسع وسبعين وأربعمائة. أحمد بن إسماعيل بن عيسى أبو بكر الغزنوي الجوهري المفسر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 أحد أئمة غزنة وفضلائهم، سافر إلى خراسان، والحجاز، والعراق ولقي أبا القاسم القشيري وسمع منه، وعاش بعد العشرين وخمسمائة. أحمد بن ناصر بن ظاهر العلامة برهان الدين الشريف الحسيني الحنفي كان مفنناً عالماً زاهداً عابداً، صنف تفسيراً في سبع مجلدات، وكتاباً في أصول الدين مات في شوال سنة ست وثمانين وستمائة. إسماعيل بن أحمد بن عبد الله أبو عبد الرحمن الحيري النيسابوري . الضرير المفسر المقرئ، أحد أئمة المسلمين والعلماء العاملين، له التصانيف المشهورة في القرآن، والقراءات، والحديث، والوعظ، رحل في طلب الحديث كثيرا، وسمع من زاهرالسرخسي، وأبي الحسين الخفاف، ومحمد بن مكي الكشميهني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 روى عنه الخطيب أبو بكر، وكان مفيداً نفاعاً للخلق، مباركا في علمه، له تفسير مشهور. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومات سنة ثلاثين وأربعمائة. إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل أبو عثمان الصابوني النيسابوري . الواعظ، المفسر، المحدث، الأستاذ شيخ الإسلام إمام المسلمين، أوحد وقته شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ، والتفسير، وغيرهما، حدث عن زاهر السرخسي، وأبي طاهر بنخزيمة، وعبد الرحمن بن أبي شريح. وعنه أبو بكر البيهقي، وعبد العزيز الكتاني، وطائفة. وكان كثير السماع والتصنيف وممن رزق العز، والجاه، في الدين، والدنيا، عديم النظير، وسيف السنة، ودافع أهل البدعة، يضرب به المثل في كثرة العبادة والعلم والذكاء والزهد والحفظ، أقام شهرا في تفسير آية. ولد سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ومات يوم الجمعة رابع محرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة. ورثاه أبو الحسن الداودي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 بقوله: أودى الإمام الحبر إسماعيل ... لهفي عليه فليس منه بديل ... ... بكت السما والأرض يوم وفاته ... وبكى عليه الوحي والتنزيل في أبيات أخرى. إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر الحافظ الكبير أبو القاسم التيمي الطلحي الأصبهاني . الملقب قوام السنة، قال ابن السمعاني: هو أستاذي في الحديث، وهو إمام في التفسير والحديث واللغة والأدب، عارف بالمتون والأسانيد، عديم النظير لا مثيل له في وقته. وقال السلفي: كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال، حافظاً للحديث، عارفاً بكل علم، متفنناً ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وسمع من أبي عمرو بن منده وعائشة الوركانية، وطراد الزينبي، ومالك البانياسي، وخلائق. ورحل وطوف وأملى وصنف، وتكلم في الجرح والتعديل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 روى عنه أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبوموسى المديني وآخرون. قال أبو موسى في معجمه: هو إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره، وقدوة أهل السنة في زمانه. مات يوم الأضحى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بالفالج. وكان يحضر مجلس إملائه الأئمة والحفاظ والمسندون، وبلغ عدد أماليه نحواً من ثلاثة آلاف وخمسمائة مجلس. قال أبو موسى: وهو المبعوث على رأس المائة الخامسة الذي أحيا الله به الدين لا أعلم أحداً في ديار الإسلام يصلح لذلك غيره. قال الذهبي: وهذا تكلف زائد من أبي موسى، فإنه لم يشتهر إلا من بعد العشرين وخمسمائة. هذا إن سلم أنه أجل أهل زمانه في العلم. ثم قال أبو موسى: ومن تصانيفه التفسير الكبير ثلاثون مجلداً سماه الجامع، وله كتاب الإيضاح في التفسير، أربعمجلدات، والموضح في التفسير، ثلاث مجلدات والمعتمد في التفسير عشر مجلدات وكتاب التفسير باللسان الأصبهاني عدة مجلدات. وله كتاب الترغيب والترهيب وكتاب السنة وكتاب دلائل النبوة وشرخ البخاري وشرح مسلم وإعراب القرآن وغير ذلك، وله فتاوي كثيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 وكان أهل بغداد يقولون: ما دخل بغداد بعد أحمد بن حنبل أفضل ولا أحفظ منه. بشير بن حامد بن سليمان بن يوسف بن سليمان بن عبد الله . الإمام نجم الدين أبو النعمان الهاشمي الطالبي الجعفري الزينبى التبريزي الصوفي الفقيه. ولد بأردبيل سنة سبعين وخمسمائة، وتفقه ببغداد على ابن فضلان وغيره، وحفظ المذهب والأصول والخلاف، وناظر وأفتى، وأعاد بالنظامية، وكان إماما مشهوراً بالعلم والفضل. وله تفسير مليح في عدة مجلدات. سمع من ابن طبرزد، وعبد المنعم بن كليب، وابن سكينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 روى عنه الحافظ الظاهري، والمحب الطبري، والشرف الدمياطي وغيره. مات بمكة في صفر سنة ست وأربعين وستمائة وهو القائل: دخلت إليك يا أملي بشيراً ... فلما أن خرجت خرجت بشرا ... أعد يائي التي سقطت من اسمي ... فيائي في الحساب تعد عشراً وكان دخل على بعض الكبار فسرقت نعله. بقي بن مخلد بن يزيد أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي الحافظ أحد الأعلام، وصاحب التفسير والمسند. أخذ عن يحيى بن يحيى الليثي، ورحل إلى المشرق، ولقى الكبار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 فسمع بالحجاز أبا مصعب الزهري، وإبراهيم بن المنذرالحزامي، وبمصر يحيى ابن بكير، وأبا الطاهر بن السرح، وبدمشق هشام بن عمار، وببغداد أحمد بن حنبل، وبالكوفة يحيى بن عبد الحميد الحماني، وأبا بكر بن أبي شيبة، وخلائق. وعدد شيوخه مائتان وأربعة وثمانون رجلاً، وعنى بالأثر، وكان إماماً زاهداً صواماً صادقاً، كثير النذر، مجاب الدعوة، قليل المثل، بحراً في العلم، مجتهداً، لا يقلد أحداً، بل يفتي بالأثر، وهوالذي نشر الحديث بالأندلس وكثره وليس لأحد مثل مسنده ولا تفسيره. قال ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، ولا تفسير ابن جرير ولاغيره. قال: وقد روى في مسنده عن ألف وثلاثمائة صحابي ونيف، ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنف. قال: وله تواليف في فتاوى الصحابة والتابعين فمن بعدهم، أربى فيه على مصنف عبد الرزاق، وابن أبي شيبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 قال: فصارت تصانيف هذا الإمام قواعد الإسلام لا نظير لها، وكان لا يقلد أحداً، وكان جارياً في مضمار البخاري، ومسلم، والنسائي، انتهى. وقال غيره: كان بقي متواضعاً، ضيق العيش، كان يمضي عليه الأيام في وقت طلبه ليس له عيش الكرنب الذي يرمى. روى عنه ابنه أحمد، وأيوب بن سليمان المري، وأسلم بن عبد العزيز، وهشام بن الوليد الغافقي، وآخرون. ولد في رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين. قال ابن عساكر: لم يقع إلي حديث مسند من حديثه. بكير بن معروف الدامغاني أبو معاذ . المفسر. قاضي نيسابور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 بيبش بن محمد بن علي بن بيبش أبو بكر العبدري الشاطبي قاضي شاطبة، كان مفتياً مفسراً مصنفاً، سمع أبا الحسن بن هذيل، وأبا عبد الله بن سعادة. روى عنه أبو محمد وأبو سليمان ابنا حوط الله. مات سنة اثنتين وثمانية وخمسمائة عن ثمان وخمسين سنة. جعفر بن محمد بن الحسن بن زياد أبو يحيى الرازي الزعفراني . كان إماما في التفسير، صدوقا، ثقة حدث عن سهل بن عثمان العسكري، وعلي بن محمد الطنافسي، وجماعة. روى عنه إسماعيل الصفار، وأبو سهل بن قطان، وأبو بكر الشافعي، وابن أبي حاتم. وآخرون. مات في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين ومائتين. الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران اللغوي الأديب أبو هلال العسكري . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 تلميذ أبي أحمد العسكري، له تفسير في خمس مجلدات، وله كتاب الأوائل وكتاب الصناعتين في النظم والنثر وكتاب الأمثال وشرح الحماسة وغير ذلك، وله ديوانشعر. وكان عالما عفيفاً يتبزز إحترازاً من الطمع والدناءة والتبذل، وكان الغالب عليه الأدب والشعر، مات بعد الأربعمائة. الحسن بن الفتح بن حمزة بن الفتح أبو القاسم الهمذاني . قال السلفي: كان من أهل الفضل والتقدم في الفرائض، والتفسير، والآداب، واللغة، والمعاني والبيان، والكلام، استوطن بغداد في آخر عمره، وله تفسير حسن، وشعر رائق، صحب أبا إسحاق الشيرازي وتفقه عليه. وقال ابن الصلاح: رأيت مجلدين من تفسيره، واسمه كتاب البديع في البيان عن غوامض القرآن فوجدته ذا عناية بالعربية والكلام، ضعيف الفقه. مات بعد الخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 ومن شعره: نسيم الصبا إن عجت يوماً بأرضها ... فقولي لها حالي علت عن سؤالك ... فهأنذا إن كنت يوما تعينني ... فلم يبق لي إلا حشاشة هالك الحسن بن علي بن خلف بن جبريل الألمعي الكاشغريأبو عبد الله . له أكثر من مائة تصنيف أكثرها في التصوف، ومنها المقنع في تفسير القرآن. سمع من ابن غيلان، والصوري، وطائفة. وكان بكاءً، خائفاً. واعظاً، لا يخاف في الله لومة لائم، لكن في حديثه مناكير، بل اتهم بوضع الحديث. مات بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة. الحسن بن محمد بن حبيب بن أيوب أبو القاسم النيسابوري الواعظ المفسر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 قال عبد الغفار: إمام عصره في معاني القرآن وعلومه، مصنف التفسير المشهور، وكان أديباً نحوياً، عارفاً، بالمغازي والقصص والسير، انتشر عنه بنيسابور العلم الكثير، وسارت تصانيفه الحسان في الآفاق، وكان أستاذ الجماعة. حدث عن الأصم، وأبي زكريا العنبري وذكره في كتاب سر السرور وقال: هو أشهر مفسري خراسان، وأقفاهم لحق الإحسان، وكان الأستاذ أبو القاسم الثعلبي من خواص تلاميذه. وقال السمعاني: كان أولا كرامي المذهب، ثم تحول شافعياً. وقال الذهبي: سمع أبا حاتم بن حبان، وجماعة. روى عنه أبوبكر محمد بن عبد الواحد الحيري الواعظ، وابو الفتح محمد بن اسماعيل الفرغاني، وآخرون. وصنف في القراءات، والتفسير، والآداب، وعقلاء المجانين. مات في ذي الحجة سنة ست واربعمائة. ومن شعره أورده ياقوت: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 رضاً بالدهر كيف جرى وصبرا ... ففي أيامه جمع وعيد ... ولم يخشن عليك قضيب عود ... من الأيام إلا لان عود وله: في علام الغيب عجائب ... فاصبر فللصبر الجميل عواقب ... ومصائب الأيام إن عاديتها ... بالصبر رد عليك وهي مواهب ... لم يدج ليل العسر قط بغمه ... إلا بدا لليسر فيه كواكب وله: بمن يستغيث العبد إلا بربه ... ومن للفتى عند الشدائد والكرب ... ومن مالك الدنيا ومالك أهلها ... ومن كاشف البلوى على البعد والقرب ... ومن يدفع الغماء وقت نزولها ... وهل ذاك إلا من فعالك يارب وقال البيهقي في شعب الإيمان: أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب في تفسيره قال: أنشدني أبى: إن الملوك بلاءً حيثما حلوا ... فلا يكن لك في أكتافهم ظل ... ماذا تؤمل من قوم إذا غضبوا ... جاروا عليك وان أرضيتم ملوا ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 فان مدحتهم خالوك تخدعهم ... واستثقلوك كما يستثقل الكل ... فاستغن بالله عن أبوابهم أبدا ... إن الوقوف على أبوابهم ذل الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي ثم النيسابوري أبو علي المفسر الأدي ، إمام عصره في معاني القرآن. سمع يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، وأباالنضر، وشبابه، وطائفة. روى عنهم محمد بن الأخرم، ومحمد بن صالح، وحمد بن القاسم العتكي، وآخرون. أقام بنيسابور يعلم الناس العلم ويفتي، من سنة سبع عشرة ومائتين، إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين، عن مائة أربع سنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 وكان من العلماء الكبار العابدين، يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة، وقبره هناك مشهور يزار، أطنب الحاكم في ترجمته. الحسن بن محمد بن علي أبو سعيد الأصبهاني الزعفراني. قال أبو نعيم: كثير الحديث، صاحب معرفة وإتقان. صنف المسند والتفسير والشيوخ وله من المصنفات شيء كثير. سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد، وآخرين. روى عنه أبو نعيم، وأهل اصبهان. وله حديث في تفسير حسبي الله ونعم الوكيل من رواية آبي نعيم مات سنة تسع وستين وثلاثمائة. الحسين بن مسعود بن محمد العلامة أبو محمد البغوي الفقيه الشافعي . يعرف بابن الفراء، ويلقب محيي السنة، وركن الدين أيضا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 كان إماما في التفسير، إماما في الحديث، إماما في الفقه، تفقه على القاضي حسين، وسمع الحديث منه ومن آبي عمر عبد الواحد المليحي، وأبى الحسن الداودي، وطائفة. روى عن أبو منصور حفدة، وأبو الفتوج الطائي، وجماعة آخرهم أبو المكارم فضل الله بن محمد النوقاني، روى عنه بالإجازة وبقي إلى سنة ستمائة، أجاز للفخر علي بن البخاري. وله من التصانيف معالم التنزيل في التفسير وشرح السنة، والمصابيح والجمع بين الصحيحين والتهذيب في الفقه. وقد بورك له في تصانيفه، ورزق فيها القبول لحسن نيته، وكان لايلقي الدرس إلا على طهارة، وكان قانعاً ورعاً يأكل الخبر وحده، ثم عذل في ذلك فصار يأكله. مات في شوال سنة ست عشرة وخمسمائة وقد جاوز الثمانين ولم يحج. الخضر بن نصر بن عقيل أبو العباس الإربلي الفقيه الشافعي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 أحد الأئمة اشتغل ببغداد على إلكيا الهراسي، وأبي بكر الشاشي، وتخرج به خلق، وكان صالحاً. صنف تصانيف كثيرة في التفسير والفقه وغير ذلك، مات سنة سبع وستين وخمسمائة. سلمان بن أبي طالب عبد الله بن محمد بن الفتى أبو عبد الله النهراوي . نزيل أصبهان، كان إماما في اللغة ومن كبار أئمة العربية. صنف تفسير القرآن وعلل القراءات والقانون في اللغة وشرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، وله شعر جيد. قرأ الأدب علي الثمانيني، وابن برهان، وسمع من أبي طالب بن غيلان، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وأبي الطيب الطبري. روى عنه السلفي وغيره، مات سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. سلمان بن ناصر بن عمران أبو قاسم الأنصاري النيسابوري . الفقيه الصوفي، صاحب إمام الحرمين، كان بارعاً في الأصول والتفسير، شرح الإرشاد لشيخه، وخدم أبا القاسم القشيري مدة، وكان صالحاً، زاهداً، عابداً، إماما، عارفاً من أفرادالأئمة، ومن كبار المصنفين في علم الكلام. سمع الحديث من عبد الغافر الفارسي، وكريمة المروزية، وجماعة. روى عنه ابن السمعاني إجازة. مات سنة إحدى عشرة وخمسمائة. سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث الإمام أبوالوليد الباجي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 الفقيه، الأصولي، المتكلم، المفسر، الأديب، الشاعر. ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة. وأخذ عن يونس بن مغيث، ومكي بن أبي طالب. ورحل فلزم بمكة أبا ذر ثلاثة أعوام، وحمل عنه علماً كثيراً، وأخذ ببغداد الفقه عن ابن عمروس، والأصول عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وبالموصل الكلام عن أبي جعفر السمناني، وسمع الحديث بدمشق من ابن جميع، وغيره. وببغداد من عبيد الله بن أحمد الأزهري، وابن غيلان، والصوري، وجماعة. وبرع في الحديث، والتفسير، والفقه، والأصلين، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلوم كثيرة، وتصدر للإفادة وإنتفع به جماعة كثيرة، وولي قضاء مواضع من الأندلس، وفشا علمه، وعظم جاهه. وله من التصانيف شرح الموطأ، إختلافات الموطأ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 الجرح والتعديل، تفسير القرآن، الحدود الإشارة في أصول الفقه، إحكام الفصول في علم الأصول، التسديد إلى معرفة التوحيد، المنتقي في الفقه، وغير ذلك. مات بالمرية لتسع عشرة خلت من رجب سنة أربع وسبعين وأربعمائة. ومن شعره: إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعة فلم لا أكون ضنيناً بها ... وأجعلها في صلاح وطاعه ... سليمان بن عبد الله بن يوسف أبو الربيع الهواري الخلوتي الضرير المقرئ . الصالح كان عارفاً بالقراءات والنحو والتفسير سمع من ابن بري وأقرأ مدة وكان ديناً عفيفاً قانعاً. مات في سابع عشر شعبان سنة ثلاث عشرة وستمائة. عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن الإمام أبو سعد بن القشيري النيسابوري . كان أكبر أولاد الشيخ، وكان كبير الشأن في السلوك والطريقة، ذكيا أصوليا غريز العربية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 قال السمعاني: كان رضيع أبيه في الطريقة وفخر ذويه على الحقيقة، ثم بالغ في تعظيمه في التصوف، والأصول، والمناظرة، والتفسير، واستغراق الأوقات في العبادة والمراقبة. روى عن أبي بكر الحيري، وأبي سعيد الصيرفي، والقاضي أبي الطيب الطبري، وغيرهم. وعنه عبد الغافر الفارسي، وعبد الله الفراوي. واخرون. ولد سنة أربع عشرة وأربعمائة ومات في سادس ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة. عبد الله بن طلحة بن محمد أبو بكر اليابري . نزيل اشبيلية، كان ذا معرفة بالفقه، والأصول، والنحو، والتفسير خصوصا التفسير. روى عن أبى الوليد الباجي وغيره، واستوطن مصر مدة، ثم حج فمات بمكة سنة ست عشرة وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب أبو محمد . المقرئ، المفسر الدمشقي. قرأ على أبى الحسن بن الأخرم، وحدث عن ابن جوصا وغيره. وكان ثقة، وكان يحفظ خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن. روى عنه أبو محمد بن أبي نصر، وطرفة الحرستاني، وعبد الله بن سوار العنسي. مات في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الشيخ أبو محمد الجويني . والد إمام الحرمين، كان إماما فقيها، بارعا، مفسرا، نحويا، أديبا. تفقه على أبي الطيب الصعلوكي، وأبي بكر القفال، وقعد للتدريس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 والفتوى، وكان مجتهدا في العبادة، مهيبا بين التلامذة. صنف التبصرة في الفقه، والتذكرة، والتفسير الكبير، والتعليق. سمع من أبي الحسين بن بشران وجماعة، روى عنه ابنه إمام الحرمين. وغيره. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور ابن مت شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي . الحافظ العارف، من ولد أبي أيوب الأنصاري. قال عبد الغافر: كان إماماً كاملا في التفسير، حسن السيرة في التصوف، على حظ تام من معرفة العربية، والحديث، والتواريخ، والأنساب، قائماً بنصر السنة والدين، من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا غيره، وقد تعرضوا بسبب ذلك إلى إهلاكه مرارا، فكفاه الله شرهم. سمع من عبد الجبار الجراحي، وأبي الفضل الجارودي، ويحيى بن عمار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 السجزي المفسر، وأبي ذر الهروي وخلائق. وتخرج به خلق، وفسر القرآن زمانا، وكان يقول: إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير. وله تصانيف منها ذم الكلام وكتاب منازل السائرين في التصوف، وكتاب الفاروق في الصفات، وغير ذلك. وكان آيةفي التذكير والوعظ. روى عنه أبو الوقت عبد الأول وخلائق، آخرهم بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار. مولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. عبد الجبار بن عبد الخالق بن محمد بن أبى نصر بن عبد الباقي بن عكبر العلامة جلال الدين أبو محمد البغدادي . أحد المشاهير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 ولد في حدود سنة إثنتين وستمائة، وسمع من ابن اللتي وجماعة. وصنف التصانيف منها مشكاة البيان في تفسير القرآن. روى عنه ابن الفوطي، وقال: كان وحيد دهره في علم الوعظومعرفة التفسير. ولي تدريس المستنصرية، ومات في سابع عشري شعبان سنة إحدى وثمانين وستمائة. عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل القاضي أبو الحسن الهمذاني الأسداباذي . شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف منها التفسي، عاش دهرا طويلا، وسار ذكره، كان فقيهاً شافعي المذهب. سمع من أبي الحسن بن سلمة الفطان، وعبد الله بن جعفر بن فارس وجماعة. روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الصيمري الفقيه، وأبو محمد عبد السلام القزويني المفسر المعتزلي وآخرون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 ولي قضاء الري وأعمالها، ورحلت إليه الطلبة. مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة. رأيت تفسيره لطيف الحجم. عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل أبو محمد الأنصاري الأندلسي القرطبي القصري الصوفي الزاهد . من قصر عبد الكريم، شيخ الإسلام، كان متقدما في الكلام، مشاركا في فنون، رأسا في العلم والعمل، منقطع القرين، متصوفا زاهدا ورعاً عن الدنيا. له تفسير القرآن وكتاب شعب الإيمان وشرح الأسماء الحسنى وغير ذلك. روى عن أبي الحسن بن حنين. وعنه أبو الحسن الغافقي وغيره: وأجاز لأبي محمد بن حوط الله. مات سنة ثمان وستمائة، وكان له من الصيت والذكر الجميل ما ليس لغيره، وختم به بالمغرب التصوف على طريقة أهل السنة. عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن عطية الإمام الكبير قدوة المفسرين أبو محمد الغرناطي القاضي . حدث عن أبيه الحافظ الحجة أبي بكر، وعن أبي علي الغساني، ومحمد بن الفرج الطلاعي، وخلائق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وكان فقيها، عارفا بالأحكام، والحديث، والتفسير، بارع الأدب، بصيرا بلسان العرب، واسع المعرفة، له يد في الإنشاء والنظم والنثر، وكان يتوقد ذكاء، له التفسير المشهور ولي قضاء المرية. روى عنه أبو جعفر بن مضاء. وعبد المنعم بن الفرس وآخرون، آخرهم بالإجازة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري المتوفى سنة ست عشرة وستمائة. مولده سنة ثمانين وأربعمائة، ومات في خامس عشر من رمضان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله البكري من ولد الإمام أبى بكر الصديق رضي الله تعالى عنه الإمام أبو الفرج ابن الجوزي. البغدادي الحنبلي الواعظ، صاحب التصانيف المشهورة في أنواع العلوم من التفسير، والحديث، والفقه، والوعظ، والزهد، والتاريخ، وغير ذلك. قال الذهبي: كان مبرزاً في التفسير، وفي الوعظ، وفي التاريخ، ومتوسطاً في المذهب، وفي الحديث، له إطلاع تام على متونه، وأما الكلام على صحيحه وسقيمه فما له فيه ذوق المحدثين، ولا نقد الحفاظ المبرزين. ولد تقريبا سنة ثمان - أو عشر - وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 عبد الرحمن بن عمر بن أبي القاسم العلامة نور الدين البصري العبدلياني الحنبلي . ولي تدريس المستنصرية بعد ابن عكبر. وله تصانيف، منها كتاب جامع العلوم في التفسير وشرح الخرقي والشافي في المذهب وله طريقة في علم الخلاف. مات ليلة عيد الفطر سنة أربع وثمانين وستمائة وله ستون سنة. عبد الرحمن بن أبى حاتم محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو محمد التميمي الحنظلي . الإمام ابن الإمام، حافظ الري وابن حافظها. سمع من أبيه، وابن وارة، وأبى زرعة، والحسن بن عرفة، وأبي سعيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 الأشج، ويونس بن عبد الأعلى، وخلائق بالحجاز، والشام، ومصر، والعراق، والجبال، والجزيرة. روى عنه أبو الشيخ بن حيان، ويوسف الميانجي وخلائق. قال الخليلي: أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال، صنف في الفقه، وإختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان عابداً زاهداً يعد من الأبدال. ومن تصانيفه التفسير المسند إثنا عشر مجلداً، لخصته في تفسيري، وكتاب الجرح والتعديل يدل على سعة حفظه وإمامته، وكتاب الرد على الجهمية وكتاب الزهد وكتاب الكني وغير ذلك. وكان من كبار الصالحين لم يعرف له ذنب قط، ولا جهالة له طول عمره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 مات في المحرم سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وهو في عشر التسعين. عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد العلامة أبو الفضل الكرماني . شيخ الحنفية بخراسان في زمانه، تفقه بمرو على القاضي محمد بن الحسين، وتزاحم عليه الطلبة، وتخرجوا به، وإنتشر تلامذته في الآفاق، يقرأ عليه التفسير والحديث. سمع من أبيه وشيخه القاضي الأرسابندي. ومنه أبو سعد السمعاني وبالغ في تعظيمه. مات سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن أبو المطرف الأنصاري القنازعي القرطبي . كان عالما عاملا، فقيها، حافظا، عالما بالتفسير والأحكام، بصيرا بالحديث، حافظا للرأي، ورعاً، زاهداً، متقشفاً، قانعاً باليسير، مجاب الدعوة، وله معرفة باللغة والأدب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 سمع ببلده ورحل وحج، فسمع بمصر من الحسن بن رشيق وغيره، وأخذ عن ابن أبي زيد جملة من تواليفه، وأقبل على نشر العلم. وأقرأ القرآن. وصنف شرح الموطأ ومختصر تفسير القرآن لابن سلام، وكتابا في الشروط وعرض عليه السلطان الشورى فامتنع. روى عنه ابن عتاب، وابن عبد البر. مولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، ومات في رجب سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. والقنازعي: نسبة إلى صنعته. عبد الرحيم بن أبى القاسم عبد الكريم بن هوازن أبو نصر القشيري النيسابوري . قال عبد الغافر: هو إمام الأئمة، وحبر الأمة، وبحر العلوم. رباه والده واعتنى به حتى برع في النظم والنثر واستوفى الحظ الأوفى من علم التفسير والأصول، ثم لازم إمام الحرمين حتى أحكم عليه المذهب والخلاف والأصول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 وسمع الحديث من أبيه، وأبي عثمان الصابوني، وابن النقور، وأبي القاسم الزنجاني، وجماعة، وحدث بالكثير. روى عنه سبطه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار، وأبو الفتوح الطائي وبالإجازة ابن عساكر، وابن السمعاني. ومن العجائب أنه اعتقل لسانه في آخر عمره عن الكلام إلا عن الذكر، فكان يتكلم بآي القرآن. مات في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة. وهو في عشر الثمانين. عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الإمام الحافظ المفسر عز الدين أبو محمد الرسعني الحنبلي المحدث، ولد برأس عين سنة تسع وثمانين وخمسمائة. وسمع من أبي اليمن الكندي، والافتخار الهاشمي، وجماعة. وصنف تفسيرا حسناً يروي فيه بأسانيده، وكان إماماً، محدثا، فقيها، أديبا، شاعرا، دينا صالحا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 روى عنه الدمياطي، والأبرقوهي. مات في ثاني عشر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وستمائة. عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار أبو يوسف القزويني . شيخ المعتزلة. ونزيل بغداد. قال السمعاني: كان أحد المعمرين والفضلاء المقدمين، جمع التفسير الكبير الذي لم ير في التفاسير أكبر منه ولا أجمع للفوائد، لولا أنه مزجه بكلام المعتزلة، وبث فيه معتقده، وهو في ثلاثمائة مجلد، منها سبع مجلدات في الفاتحة. أقام بمصر سنين، ثم رحل إلى بغداد، وكان داعية إلى الاعتزال، ويقول: لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري. قال ابن النجار: كان طويل اللسان ولم يكن محققا إلا في التفسير، فإنه لهج بالتفاسير حتى جمع كتابا بلغ خمسمائة مجلد، حشا فيه العجائب، حتى رأيت منه مجلداً في آية واحدة وهي قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين} . أخذ العلم عن القاضي عبد الجبار، وغيره. وسمع الحديث من أبي نعيم الأصبهاني، وأبي طاهر بن سلمة، وغيرهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 روى عنه أبو غالب بن البناء، وأبو بكر قاضي المارستان، وأبو البركات الأنماطي، وآخرون. مات في رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، عن ست وتسعين لأن مولده في شعبان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أبوالحكم اللخمي الإفريقي ثم الإشبيلي الصوفي العارف المشهور بابن برجان . قال ابن الأبار: كان من أهل المعرفة بالقراءات، والحديث، والكلام، والتصوف، مع الزهد والاجتهاد في العبادة. وله تواليف مفيدة، منها تفسير القرآن وشرح الأسماء الحسنى سمع الحديث من ابن منظور. وروى عنه أبو القاسم القنطري، وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي. مات بمراكش سنة ست وثلاثين وخمسمائة. عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء الإمام أبومحمد البلوي الأندلسي الوادي آشي . قال ابن الأبار: كان راوية مكثرا، واعظا، عالما بالقراءات، والتفاسير، مشاركا في الحديث والعربية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 روى عن أبيه، وأبي الحسن بن كوثر، وأبي القاسم بن حبيش. وأخذ القراءات عن جماعة، وأجاز له السلفي وغيره. أقرأ الناس ببلده، وروى عنه ابن مسدي وغيره. ولد في حدود سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ومات في رجب سنة تسع عشرة وستمائة. عبد الغني بن القاسم بن الحسن أبو محمد المصري المقرئ الشافعي الحجار المدني . اختصر تفسير سليم الرازي، إختصره اختصارا حسنا، وقال: أخبرنا به أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت المقرئ، أخبرنا سليمان بن إبراهيم المقدسي، عن نصر المقدسي، عن سليم. سمع منه عبد الله بن خلف المسكي، مات في شوال سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. عبد الكبير بن محمد بن عيسى بن محمد بن بقي أبو محمد الغافقي المرسي . نزيل إشيبلية. قال ابن الأبار: كان فقيها، حافظا، مشاركا في الحديث، متقدما في الفتيا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 صنف تفسيرا جمع فيه بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري ومختصرا في الحديث. روى عن أبيه، وعبد الله بن سعادة، وأجاز له أبو الحسن بن هذيل، وحدث، وأخذ عنه الناس، وولي قضاء رندة. ولد سنة ست وثلاثين وخمسمائة ومات في صفر سنة سبع عشرة وستمائة. عبد الكريم بن الحسن بن المحسن بن سوار أبو علي المصري التككي المقرئ النحوي . عارف بالقراءات، والتفسير، والإعراب. كانت له حلقة بمصر. سمع من الخلعي وغيره، ومنه السلفي. مات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وخمسمائة وله ثمان وستون سنة. عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل الإمام أبو القاسم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 إمام الدين الرافعي القزويني الشافعي. صاحب الشرح الكبير. قال أبو عبد الله محمد بن محمد الإسفرايني: كان أوحد عصره في العلوم الدينية، أصولا وفروعا، ومجتهد زمانه في المذهب، وفريد وقته في التفسير، كان له مجلس بقزوين للتفسير ولتسميع الحديث. صنف شرحا لمسند الشافعي وشرحا للوجيز وآخر أوجز منه، وكان زاهدا، ورعا، مواضعاً، سمع الكثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد الإمام أبو القاسم القشيري النيسابوري . الزاهد، الصوفي، شيخ خراسان، وأستاذ الجماعة، ومقدم الطائفة. قرأ الأدب والعربية على أبي القاسم الأليماني، ثم لازم الأستاذ أبا علي الدقاق في التصوف، والفقيه أبا بكر الطوسي في الفقه، وأبا بكر بن فورك في الكلام والنظر حتى بلغ الغاية في جميع ذلك. واختلف أيضا إلى أبي إسحاق الإسفرايني، وكتب الخط المنسوب، وبرع في علم الفروسية واستعمال السلاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وسمع الحديث من أبي الحسين الخفاف، وأبي نعيم الإسفرايني وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي الحسين بن بشران وغيرهم. وكان إماما، قدوة، مفسرا، محدثا، فقيها، شافعيا، متكلما، أشعريا، نحويا، كاتبا، شاعرا، صوفيا، زاهدا، واعظا، حسن الوعظ، مليح الإشارة، حلو العبارة، إنتهت إليه رئاسة التصوف في زمانه. قال ابن السمعاني: لم ير أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته، جمع بين الشريعة والحقيقة. وصنف التفسير الكبير وهو من أجود التفاسير، وله الرسالة في رجال الطريقة، وكتاب لطائف الإشارات وكتاب نحو القلوب وغير ذلك. روى عنه أبو عبد الله الفراوي، وزاهر الشحامي، ووجيه الشحامي وخلائق. ولد في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاثمائة ومات يوم الأحد سادس عشر ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة وله عدة أولاد أئمة. عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدي أبو القاسم النحوي العروضي المعتزلي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 من أهل الموصل، قدم بغداد وأخذ عن الفارسي، والسيرافي، وغيرهما. وصنف كتبا منها تفسير القرآن ذكر في بسم الله الرحمن الرحيم مائة وعشرين وجها، والموضح في العروض، والمفصح في القوافي. مات يوم الثلاثاء لأربع بقين من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. عبيد الله بن إبراهيم بن أبي أبكر الإمام أبو بكر النسائي التفتازاني . قال ابن السمعاني: كان إماما مفنناً، مفسرا، محدثاً، واعظا مشتغلا بالعبادة، يتولى الحرث والحصاد بنفسه، ويأكل من كده. سمع نصر الله الخشني، وإسماعيل بن عبد الغافر، وصاعد بن سيار الحافظ. روى عنه عبد الرحيم بن السمعاني، وأبوه. ومات في حدود سنة خمسين وخمسمائة. عبيد الله بن محمد بن مالك أبو مروان القرطبي الفقيه المالكي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 كان حافظا للفقه، والحديث، والتفسير، عالما بوجوه الإختلاف بين فقهاء الأمصار، متواضعا، كثير الورع، مجاهدا، متبذلاً في لباسه، قانعا باليسير. روى عن أبي بكر بن مغيث وغيره. وعنه أبو الوليد بن طريف. وصنف مختصرا في الفقه وله كتاب ساطع البرهان. مات في جمادي الأولى سنة ستين وأربعمائة، وله ستون سنة. علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبي الإمام أبوالحسن الحرالي الأندلسي . وحرالة من أعمال مرسية. قال الذهبي: ولد بمراكش، وأخذ العربية عن ابن خروف، وحج ولقي العلماء وجال في البلاد وشارك في عدة فنون، ومال إلى النظريات وعلم الكلام، وأقام بحماة ومات بها، وله تفسير به عجائب، ولم أتحقق بعد ما كان منطويا عليه من العقد، غير أنه تكلم في علم الحروف والأعداد، وزعم أنه استخرج من علم الحروف وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 وكان ابن تيمية يحط على كلامه ويقول: تصوفه على طريقة الفلاسفة، ورأيت جماعة يتكلمون في عقيدته. وله تأليف في المنطق وشرح الأسماء الحسنى وغير ذلك، وكان من أحلم الناس بحيث يضرب به المثل، ولا يقدر أحد يغضبه. مات سنة سبع وثلاثين وستمائة. هذا كلام الذهبي في تاريخه وذكره في الميزان. علي بن عبد الله بن أحمد العلامة أبو الحسن بن أبي الطيب النيسابوري . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 كان رأسا في تفسير القرآن، له التفسير الكبير في ثلاثين مجلدة، والأوسط في عشر مجلدات، والصغير ثلاث مجلدات. وكان من حفاظ العالم. مات في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. علي ين أحمد بن محمد بن علي أبو الحسن الواحدي النيسابوري. كان واحد عصره في التفسير لازم أبا إسحاق الثعلبي، وأخذ العربية عن أبي الحسن القهندزي، ودأب في العلوم وأخذ اللغة عن أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 وسمع ابن محمش، وأبا بكر الحيري وجماعة. وروى عنه أحمد بن عمر الأرغياني، وعبد الجبار بن محمد الخواري وطائفة. صنف التفاسير الثلاثة البسيط والوسيط والوجيز وأسباب النزول والمغازي والإعراب عن الإعراب وشرح الأسماء الحسنى وشرح ديوان المتنبي ونفي التحريف عن القرآن الشريف. وتصدر للإفادة وللتدريس مدة، وله شعر حسن، مات في جمادي الآخرة سنة ثمان وستين وأربعمائة. علي بن عبد الله بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك الامام أبو الحسن بن النعمة الأنصاري الأندلسي . من المرية، كان عالما متقناً، حافظاً للفقه، والتفاسير، ومعاني الآثار، مقدما في علم اللسان، فصيحاً مفوهاً، ورعاً، فاضلا، معظماً عند الخاصة والعامة. قرأ القرآن على موسى بن خميس الضرير، والعربية على أبي محمد البطليوسي، والفقه على أبي الوليد بن رشد، وأبي عبد الله بن الحاج، وسمع من أبي القاسم بن بقي، وأبي الحسن بن مغيث وأبي علي بن سكرة وجماعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وتصدر ببلنسية لإقراء القرآن، وإنتهت إليه رياسة الإقراء والإفتاء، وإنتفع به الناس، وكثر الراحلون إليه. صنف ري الظمآن في تفسير القرآن وهو كبير، والإمعان في شرح سنن النسائي أبي عبد الرحمن. مات في رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة. علي بن عبد الله بن المبارك أبو بكر الوهراني . المفسر، خطيب دارياً، إمام فاضل، صنف تفسيرا وشرح أبيات الجمل وله شعر جيد. مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة وستمائة. علي بن عبد الله بن موهب الجذامي أبو الحسن . قال ياقوت: له تأليف عظيم في تفسير القرآن روى عن ابن عبد البر وغيره. ولد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، ومات في سادس عشر جمادي الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 علي بن عيسى أبو الحسن النحوي المعروف بالرماني . أخذ عن ابن دريد، والزجاج، وابن سراج. وكان متفنناً في علوم كثيرة من القرآن، والفقه، والنحو، والكلام على مذهب المعتزلة. صنف تفسيرا رأيته وله شرح كتاب سيبويه وشرح جمل ابن السراج وصنعة الاستدلال في الكلام وغير ذلك. قال القفطي: له نحو مائة مصنف، وكان مع إعتزاله شيعيا. روى عنه هلال بن المحسن، وأبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري. ولد سنة ست وتسعين ومائتين ومات في جمادي الأولى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 علي بن فضال بن علي بن غالب بن جابر . من ذرية الفرزدق الشاعر، أبو الحسن القيرواني المجاشعي التميمي الفرزدقي. كان إماما في اللغة، والنحو، والأدب، والتفسير، والسير. ولد بهجر، وطوف الأرض، وأقرأ ببغداد مدة. وله من التصانيف برهان العميدي في التفسير، عشرون مجلداً، الإكسير في علم التفسير خمسة وثلاثون مجلداً، إ كسير الذهب في صناعة الأدب، النكت في القرآن، معاني الحروف، شرح عنوان الإعراب وغير ذلك. مات في ثان عشرى ربيع الأول سنة تسع وسبعين وأربعمائة. ومن شعره: وإخوان حسبتهم دروعاً ... فكافوها ولكن للأعادي وخلتهم سهاما صائبات ... فكانوه ولكن في فؤادي وقالوا قد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا ولكن عن وداي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 علي بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن الحوفى ثم المصري النحوي الأوحد . له تفسير جيد، وكتاب إعراب القرآن في عشر مجلدات، وكتب أخر. أخذ عن الأدفوي، وأخذ عنه خلق من المصريين. مات سنة ثلاثين وأربعمائة. علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي البصري الشافعي . تفقه على أبي القاسم الصيمري، وأبي حامد الإسفرانبي، وكان حافظا للمذهب، عظيم القدر، مقدماً عند السلطان. له المصنفات الكثيرة في كل فن، الفقه، والتفسير، والأصول، والأدب - ولي القضاء ببلاد كثيرة، ودرس بالبصرة وبغداد سنين - ومن تصانيفه الحاوي في الفقه، تفسير القرآن سماه النكت، الأحكام السلطانية، أدب الدنيا والدين، الإقناع في الفقه، قانون الوزارة، سياسة الملك وغير ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 روى عن الحسن بن علي الجيلي وغيره - وعنه الخطيب ووثقه، وآخر من روى عنه أبو العز بن كادش - واتهم بالاعتزال قال ابن السبكي: والصحيح أنه ليس معتزلياً، ولكنه يقول بالقدر، وهي البلية التي غلبت على أهل البصرة - مات في ربيع الاول سنة خمسين وأربعمائة عن ست وثمانين. علي بن محمد بن عبد الصمد العلامة علم الدين أبو الحسن الهمداني السخاوي المصري . قال الذهبي: كان إماما علامة. مقرئاً، محققاً، بصيراً بالقراءات وعللها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 ماهراً بها، إماما في النحو، واللغة، إماما في التفسير، كان يتحقق بهذه العلوم الثلاثة ويحكمها، وله معرفة تامة بالفقه والأصول. ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وسمع من السلفي، وابن طبرزد، والكندي وغيرهم - وقرأ القراءات على الإمام أبي القاسم الشاطبي، وأبي اليمن الكندي وجماعة، وتصدر للإقراء بجامع دمشق، وإزدحم عليه الطلبة وقصدوه من البلاد وكان يفتي على مذهب الشافعي. أخذ عنه القراءة خلائق لا تحصى، ولا أعلم أحداً في الدنيا من القراء أكثر أصحابا منه. وله تصانيف كثيرة منها التفسير وصل فيه إلى الكهف، وشرح الشاطبية وشرح الرائية وشرح المفصل وشرح الأحاجي في النحو وغير ذلك. وله شعر رائق. مات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة - وأخذ عنه أبو شامة وغيره. علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح أبو الحسن السلمي الدمشقي الفقيه الشافعي الفرضي جمال الإسلام . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 قال ابن عساكر: كان عالما بالتفسير، والأصول، والفقه، والتذكير، والفرائض والحساب، وتعبير المنامات. تفقه على القاضي أبي المظفر المروزي، ولازم الشيخ نصرا المقدسي، والغزالي، وكان يثني على علمه وفهمه. وقال الذهبي: سمع من عبد العزيز الكتاني، والفقيه نصر، وجماعة، وبرع في الفقه وغيره. وله مصنفات في الفقه والتفسير، وكان ثقة ثبتا، موفقا في الفتاوي ملازماً للتدريس والإفادة، حسن الأخلاق، يعقد مجلس التذكير، ويظهر السنة ويرد على المخالفين. وحمي أن الغزالي قال: خلفت بالشام شاباً إن عاش كان له شأن، فكان كذلك. ولي تدريس الأمينية. وروى عنه أبو القاسم بن عساكر، وابن القاسم والسلفي، وبركات الخشوعي، وطائفة آخرهم القاضي أبو القاسم الحرستاني. وقد أملى عدة مجالس، ولم يخلف بعده مثله. مات ساجداً في صلاة الفجر في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. علي بن موسى بن يزداد أبو الحسن القمي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 الفقيه الحنفي، إمام أهل الرأي في عصره بلا مدافعة. له مصنفات منها أحكام القرآن وهو كتاب جليل. سمع محمد بن شجاع الثلجي. ومنه أبو بكر أحمد بن سعيد بن نصر، وتخرج به جماعة من الكبار، وأملى بنيسابور. مات سنة خمسين وثلاثمائة. (عمر بن إبراهيم بن محمد) بن محمد (بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد علي بن الحسين) بن علي (بن أبي طالب أبو البركات الحسيني الكوفي الحنفي الزيدي. قال السمعاني: شيخ كبير فاضل، له معرفة بالفقه، والحديث، واللغة، والتفسير، والنحو. وله التصانيف الحسنة السائرة، سمعته يقول: أنا زيدي المذهب لكن أفتي على مذهب السلطان. يعني مذهب أبي حنيفة. وقال ابن عساكر: سئل عن مذهبه في الفتوى وكان مفتي أهل الكوفة فقال: أنا أفتي بمذهب أبي حنيفة ظاهراً، وبمذهب زيد تديناً. وقال أبو طالب بن الهراس الدمشقي: إنه صرح له بالقول بالقدر وخلق القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 وقال الحافظ أبو الغنائم النرسي: وهو جارودي المذهب، لا يرى الغسل من الجنابة. سمع الحديث من أبي بكر الخطيب، وأبي القاسم بن البسري وجماعة. روى عنه أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني. مولده سنة إثنتين وأربعين وأربعمائة ومات في شعبان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمان النسفي ثم السمرقندي . قال ابن السمعاني: كان إماماً فاضلاً مبرزاً متفنناً. صنف في كل نوع من العلم، في التفسير، والحديث، والشروط وبلغت تصانيفه المائة وله شعر حسن، ونظم الجامع الصغير ل محمد بن الحسن، وهو صاحب كتاب القند في ذكر علماء سمرقند ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة ومات في ثاني عشر جمادي الأولى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 عمر بن عثمان بن الحسين بن شعيب أبو حفص الجنزي الأديب أحد الأعلام في الأدب والشعر. قال السمعاني: لازم أبا المظفر الأبيوردي مدة، وذاكر الفضلاء، وبرع في العلم حتى صار علامة زمانه وأوحد عصره. صنف التصانيف وشاعت في الآفاق، وشرع في إملاء تفسير لو تم لم يوجد مثله. سمع سنن النسائي من الدوني. قال الذهبي: روى عنه السمعاني، وابنه عبد الرحيم. مات في رابع عشر ربيع الأول سنة خمسين وخمسمائة. القاسم بن الفتح بن يوسف أبو محمد بن الزيولي الأندلسي من أهل مدينة الفرج. قال الذهبي: كان عالما بالحديث، عارفاً باختلاف الأئمة، عالما بالتفسير والقراءات لم يكن يرى التقليد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 وله تصانيف كثيرة، وشعر رائق مع صدق دين وورع، وتقلل وقنوع. وقال أبو محمد بن صاعد كان واحد الزمان في وقته العلم والعمل، سالكاً سبيل السلف في الورع والصدق، متقدما في علم اللسان، والقرآن، وأصول الفقه وفروعه، ذا حظ جليل من البلاغة ونصيب من قرض الشعر، جميل المذهب، سديد الطريقة، عديم النظير. وقال الحميدي: هو فقيه مشهور، عالم زاهد، يتفقه بالحديث ويتكلم على معانيه. روى عن أبيه وعن أبي عمر الطلمنكي مولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. ومن شعره: أيام عمرك تذهب ... وجميع سعيك يكتب ثم الشهيد عليك منك ... فأين أين المذهب قتيبة بن أحمد بن شريح أبو حفص البخاري . صاحب التفسير الكبير. روى عن سعيد بن مسعود المروزي، وأبي يحيى بن أبي مسرة. وعنه نصوح بن واصل. وكان شيعياً. مات سنة ست عشرة وثلاثمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 محمد إبراهيم بن المنذر أبو بكر النيسابوري . الإمام المجتهد، نزيل مكة. صنف كتبا لم يصنف مثلها في الفقه وغيره، منها كتاب المبسوط وكتاب الإشراف في اختلاف العلماء وكتاب الإجماع وكتاب التفسير وقفت عليه، وكان على نهاية من معرفة الحديث والاختلاف، وكان مجتهداً لا يلقد أحداً. سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومحمد بن ميمون، ومحمد بن إسماعيل الصائغ. روى عنه أبو بكر بن المقري، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي وآخرون. مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. محمد بن أبي سعيد أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان أبو الفضل البغدادي ثم الأصبهاني . من بيت العلم والحديث، وكان واعظا عالماً فصيحاً عارفاً بالتفسير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 روى عن ابن فاذشاه، وابن ريذة وعنه الحافظ أبو سعد. مات في صفر سنة ثمانين وأربعمائة. محمد بن أحمد بن أبي فرح الانصاري الخزرجي المالكي أبو عبد الله القرطبي . مصنف التفسير المشهور، الذي سارت به الركبان، والتذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة. سمع من ابن رواج، ومن الجميزي وعدة. وروى عنه بالإجازة ولده شهاب الدين أحمد. قال الذهبي: إمام متفنن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة تدل على إمامته، وكثرة إطلاعه ووفور فضله. مات بمنية بني خصيب من الصعيد الأدنى سنة إحدى وسبعين وستمائة. محمد بن أسعد بن محمد بن نصر العراقي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 الحنفي الواعظ، نزيل دمشق. سمع من نور الهدى الزينبي، وأبي علي بن نبهان. وأخذ المقامات عن مصنفها الحريري. روى عنه أبو المواهب بن صصري، وأبو نصر الشيرازي وصنف تفسيرا وشرح المقامات. مات في محرم سنة سبع وستين وخمسمائة عن نيف وثمانين، ومولده في ربيع الأول سنة أربع وثمانين وأربعمائة. محمد بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن زينة الشيخ أبو غانم بن أبي ثابت الأصبهاني . الواعظ، المفسر، المحدث، سمع الحديث الكثير، وقرأ وأفاد، سمع منه إبن الجوزي وغيره. ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ومات في المحرم سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ذكره الذهبي. محمد بن الحسن بن علي أبو جعفر الطوسي . شيخ الشيعة وعالمهم. له تفسير كبير عشرون مجلداً، وعدة تصانيف مشهورة قدم بغداد، وتفنن وتفقه للشافعي، ولزم الشيخ المفيد مدة فتحول رافضياً. وحدث عن هلال الحفار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 مات سنة ستين وأربعمائة. محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النقاش . المقرىء المفسر، كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير. قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش. وابن أبي مهران وجماعة. وقرأ عليه خلائق منهم أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وأبو الحسين الحمامي وجماعة. وروي الحديث عن أبي مسلم الكجي، ومطين. والحسن بن سفيان وآخرين. وروى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وأبو أحمد الفرضي، وأبو علي ابن شاذان وجماعة. ورحل وطوف من مصر إلى ما وراء النهر في لقي المشايخ. وصنف التفسير وسماه شفاء الصدور وله الإشارة في غريب القرآن والموضح في معاني القرآن ودلائل النبوة والقراءات بعللها، وأشياء أخر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 ضعفه جماعة. قال البرقاني: كل حديث النقاش منكر. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان يكذب في الحديث. وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة. وقال الذهبي: متروك، ليس بثقة على جلالته ونبله. وقال هبة الله اللالكائي: تفسير النقاش، إشفاء الصدور، ليس شفاء الصدور. وقال الدارقطني في كتاب التصحيف: إن النقاش قال مرة: كسرى أبو شروان، جعلها كنية. مولده سنة ست وستين ومائتين ومات في شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري الإمام أبو جعفر ، رأس المفسرين على الإطلاق، أحد الائمة، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظاً لكتاب الله، بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عالماً بأحوال الصحابة والتابعين، بصيراً بأيام الناس وأخبارهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 أصله من آمل طبرستان، طوف الاقاليم، وسمع من أحمد بن منيع، وأبي كريب، وهناد بن السرى، ويونس بن عبد الأعلى وخلائق. روى عنه الطبراني وأحمد بن كامل، وطائفة وله التصانيف العظيمة منها تفسير القرآن وهو أجل التفاسير، لم يؤلف مثله كما ذكره العلماء قاطبة، منهم النووي في تهذيبه وذلك لأنه جمع فيه بين الرواية والدراية ولم يشاركه في ذلك أحد لا قبله ولا بعده، ومنها تهذيب الآثار، قال الخطيب: لم أر مثله في معناه. ومنها تاريخ الأمم وكتاب إختلاف العلماء وكتاب القراءات وكتاب أحكام شرائع الاسلام وهو مذهبه الذي إختاره وجوده وإحتج له، وكان أولاً شافعياً، ثم إنفرد بمذهب مستقل وأقاويل وإختيارات، وله أتباع ومقلدون، وله في الأصول والفروع كتب كثيرة. ويقال إن المكتفي أراد أن يوقف وقفاً تجتمع أقاويل العلماء على صحته ويسلم من الخلاف، فأجمع علماء عصره على أنه لا يقدر على ذلك إلا إبن جرير، فأحضر فأملى عليهم كتاباً لذلك، فأخرجت له جائزة سنية فأبى أن يقبلها. قال الشيخ أبو حامد الإسفرايني شيخ الشافعية: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير ابن جرير، لم يكن كثيراً قلت قد من الله على بإدامة مطالعته والاستفادة منه، وأرجو أن أصرف العناية إلى إختصاره وتهذيبه ليسهل على كل أحد تناوله إن شاء الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 وقال إبن خزيمة: ما أعلم على أديم الارض أعلم من ابن جرير. وقال غيره: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة. وقال أبو محمد الفرغاني: كان ابن جرير ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات، من جاهل، وحاسد، وملحد، فأما أهل العلم والدين فغير منكرين علمه، وزهده في الدنيا، ورفضه لها، وقناعته باليسير، وعرض عليه القضاء فأبى. مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين ومات عشية يوم الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة. واجتمع في جنازته خلق لا يحصون، وصلي على قبره عدة شهور، ورثاه خلق. فمن ذلك قول أبي سعيد بن الأعرابي: حدث مفظع وخطب جليل ... دق عن مثله إصطبار الصبور قام ناعي العلوم أجمع لما ... قام ناعي محمد بن جرير محمد بن الحسين بن موسى أبو عبد الرحمن السلمي . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 سبط الشيخ أبي عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي، وهو أزدي الأب. كان شيخ الصوفية وعالمهم بخراسان، صنف لهم سنناً وتفسيراً وتاريخاً وغير ذلك. سمع من جده لأمه، وأبي العباس الأصم، والحافظ أبي علي النيسابوري، وأبي بكر الصبغي، وأبي بكر القطيعي وجماعة. وحدث أكثر من أربعين سنة املاء وقراءة. روى عنه الحاكم، والبيهقي وأبو القاسم القشيري، وأبو صالح المؤذن وخلائق. وزادت تصانيفه على المائة، وكان وافر الجلالة. مولده في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة، وقيل غير ذلك، ومات في شعبان سنة إثنتي عشرة وأربعمائة. وإنما أوردته في هذا القسم لأن تفسيره غير محمود. قال الذهبي في تاريخه: كتابه حقائق التفسير ليته لم يصنفه فإنه تحريف وقرمطة. محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مهربزد أبو مسلم الأصبهاني . الأديب المفسر، النحوي، المعتزلي، كان عارفاً بالتفسير، والنحو، والأدب، غالياً في مذهب الاعتزال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 صنف التفسير في عشرين مجلداً: هو آخر من حدث بأصبهان عن أبي بكر بن المقرئ وآخر من حدث عنه إسماعيل بن علي الحمامي الأصبهاني. مات في جمادي الآخرة سنة تسع وخمسين وأربعمائة، ومولده سنة ست وستين وثلاثمائة. محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله الإمام فخر الدين أبو عبد الله بن تيمية الحراني . الفقيه الحنبلي الواعظ، المفسر، شيخ حران وعالمها. ولد في شعبان سنة إثنتين وأربعين وخمسمائة، وتفقه على أبي الفتح بن أبي الوفا، وحامد بن أبي الحجر، ونصر بن المني وجماعة. وسمع من أبي بكر بن النقور، وأبي الفتح بن البطي، وأبي طالب بن خضير، وسعد الله بن نصر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 الدجاني، وشهدة، وجماعة. وقرأ العربية على ابن الخشاب. وله مختصر في الفقه وشعر حسن. قال الذهبي: كان إماما في التفسير إماما في الفقه، إماما في اللغة. روى عنه ابن أخيه المجد عبد السلام، والأبرقوهي، والجمال يحيى بن الصيرفي، والرشيد عمر بن إسماعيل الفارقي. مات في حادي عشر صفر سنة إثنتين وعشرين وستمائة. وتيمية أم جدة محمد، كانت واعظة فنسب إليها وعرف بها. قاله إبن النجار. محمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين العلامة جمال الدين أبو عبد الله البلخي الأصل المقدسي الحنفي المفسر المعروف بابن النقيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 أحد الأئمة العلماء الزهاد. كان عالماً زاهداً عابداً متواضعاً، عديم التكلف صرف همته أكثر دهره إلى التفسير، وتفسيره مشهور في نحو مائة مجلد، رأيت قطعة منه. سمع منه البرزالي، وابن سامة والذهبي. مات في محرم سنة ثمان وتسعين وستمائة، ومولده سنة إحدى عشرة وستمائة. محمد بن طيفور الغزنوي أبو عبد الله السجاوندي . المفسر، المقرئ، النحوي. له تفسير حسن، وكتاب علل القراءات وكتاب الوقف والإبتداء. ذكره القفطي مختصراً وقال كان في وسط المائة السادسة. وذكره ياقوت فقال: أبو المحامد الملقب شمس العارفين، ترجمة البيهقي في الوشاح وأورد له: ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 أزال الله عنكم كل آفة ... وسد عليكم سبل المخافة ولازالت نوائبكم لديكم ... كنون الجمع في حال الإضافة محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحسين بن الفهم المعروف بابن صبر أبو بكر الحنفي الفقيه . ولي القضاء بعسكر المهدى، وكان معتزلياً مشهوراً به، رأسا في علم الكلام خبيرا بالتفسير. وله كتاب عمدة الأدلة وكتاب التفسير ماأتمه. مات ببغداد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة. ولبشر بن هارون فيه: قل للدعي إلى صبر ... هب ادعيت فمن صبر وإذا تطيلس للقضاء ... فمرحباً بأبي العرر فقضاؤه شر القضاء ... إذا قضى عمي البصر محمد بن عبد الوهاب بن سلام أبو علي الجبائي البصري . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 شيخ المعتزلة، كان رأسا في الفلسفة والكلام. أخذ عن يعقوب الشحام البصري، وله مقالات مشهورة وتصانيف وتفسير. أخذ عنه ابنه أبو هاشم، والشيخ أبو الحسن الأشهري، ثم اعرض الأشعري عن طريق الاعتزال وتاب منه. مات الجبائي في سنة ثلاث وثلاثمائة عن ثماني وستين سنة. وابنه عبد السلام أبو هاشم من رؤوس المعتزلة، له تصانيف، وتفسير رأيت منه جزءاً. مات ببغداد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. قال ابن درستوية: إجتمعت مع أبي هاشم، فألقى علي ثمانين مسألة من غريب النحو ماكنت أحفظ لها جواباً، وكان موته هو وابن دريد في يوم واحد، فقيل مات علم الكلام واللغة معاً. محمد بن عبد الله بن سليمان أبو سليمان السعدى . قال ياقوت: ذكر في كتاب الشام، وقال: هو المفسر. صنف كتباً في التفسير منها كتاب مجتبي التفسير جمع فيه الصغير والكبير، والقليل والكثير مما أمكنه، وكتاب الجامع الصغير في مختصر التفسير وكتاب المهذب في التفسير. سمع ببغداد أبا علي الصواف، وأبا بكر الشافعي، وأبا عبد الله المحاملي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 ودعلجا ونظراءهم. وكان شافعياً أشعرياً، كثير الاتباع للسنة، حسن التكلم في التفسير إنتهى. محمد بن عبد الله بن عيسى المري الإمام أبو عبد الله الألبيري المعروف بابن أبي زمنين . كان عارفا بمذهب مالك، بصيرا به، ومن الراسخين في العلم، متفنناً في الأدب والشعر، مقتفياً لآثار السلف، مع الزهد والنسك، وصدق اللهجة والإقبال على الطاعة، ومجانبة السلطان. سمع من وهب بن مسرة وتفقه بإسحاق بن إبراهيم الطليطلي. وله مختصر المدونة ومختصر تفسير ابن سلام وكتاب أصول السنة وكتاب قدوة القارئ وكتاب الوثائق وكتاب حياة القلوب في الزهد وغير ذلك. وسئل: لم قيل لكم بنو زمنين؟ فلم يعرف. روى عنه أبو عمرو الداني، وأبو عمر بن الحذاء وطائفة. مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ومات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الإمام أبو بكر بن العربي المعافري الأندلسي الحافظ . أحد الأعلام. ولد في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ورحل مع أبيه ألى المشرق، ودخل الشام، فتفقه بأبي بكر الطرطوشي، ولقي بها جماعة من العلماء والمحدثين. ودخل بغداد فسمع بها من طراد الزينبي، ونصر بن البطر وجماعة. وأخذ الأصلين عن أبي بكر الشاشي، والغزالي، والأدب عن أبي زكريا التبريزي. وحج ورجع إلى مصر والإسكندرية، فسمع بهما من جماعة، وعاد إلى بلده بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق، وكان من أهل التفنن في العلوم، والإستبحار فيها، والجمع لها، مقدماً في المعارف كلها، أحد من بلغ رتبة الإجتهاد، وأحد من إنفرد بالأندلس بعلو الإسناد، ثاقب الذهن، ملازما لنشر العلم، صارماً في أحكامه هيوباً على الظلمة. صنف التفسير وأحكام القرآن وشرح الموطأ وشرح الترمذي وغير ذلك وولي القضاء ببلده. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 ومن جملة من روى عنه أبو زيد السهيلي، وأحمد بن خلف الكلاعي وعبد الرحمن بن ربيع الأشعري، والقاضي أبو الحسن الخلعي وخلائق. وروى عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وستمائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري، وأحمد بن عمر الحزرجي التاجر. طبقا المفسرين محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل المرسي أبو عبد الله . قال ياقوت: أحد أدباء عصرنا، ومن أخذ من النحو والشعر بأوفر نصيب وضرب فيه بالسهم، المصيب، وصنف التصانيف، وخرج التخاريج، ولزم النسك والانقطاع، ومال إلى الانفراد عن الناس وعدم الاجتماع، وهو عالم فاضل خير نحوي لغوي متكلم مناظر، يضرب في كل علم بسهم وافر. ألف تفسير القرآن وكتابا في علم البديع والبلاغة. أنشدني لنفسه وقد تماروا عنده في الصفات فقال: من كان يرغب في النجاة فماله ... غير اتباع المصطفى فيما أتى ذاك السبيل المستقيم وغيره ... سبل الغواية والضلالة والردى فأتبع كتاب الله والسنن التي ... صحت فذالك إذا اتبعت هو الهدى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 ودع السؤال بكم وكيف فإنه ... باب يجر ذوي البصيرة للعمى الدين ما قال الرسول وصحبه ... والتابعون ومن مناهجهم قفا محمد بن عبد الحميد بن الحسين بن الحسن أبو الفتح الأسمندي السمرقندي المعروف بالعلاء العالم . قال ابن السمعاني: وكان فقيها مناظرا بارعا، له الباع الطويل في علم الجدل. صنف تصنيفاً في الخلف وتخرج على الإمام الأشرف، وصار من فحول المناظرين، وكان يملى التفسير. سمع من علي بن عمر الخراط وغيره، مات سنة إثنتين وخمسين وخمسمائة ومولده سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عياض أبو عبد الله المخزومي الشاطبي المنتشى . كان إماما في التفسير والقراءات، مقدماً في البلاغة. مشاركا في أشياء. أخذ القراءات عن ابن أبي داود، وابن شفيع، وجماعة. وسمع من ابن سكرة وغيره وتصدر للإقراء بشاطبة، فأخذ عنه الناس. مات سنة تسع عشرة وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد القاضي أبو عمر النسوي . الملقب أقضى القضاة. من أكابر أهل خراسان فضلاً وإفضالاً وجاهاً، صنف كتباً في التفسير، والفقه. ولي قضاء خوارزم وأعمالها، وسمع أبا بكر الحيري، وأبا إسحاق الإسفرايني وأبا ذر الهري، وابن نظيف وغيرهم وأملي سنين. روى عنه أبو عبد الله الفراوي. وأبو المظفر بن القشيري، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن. وأنشأ بخوارزم مدرسة. مات في حدود السبعين وأربعمائة عن ثمانين سنة. محمد بن عبد الرحمن أحمد العلامة أبو عبد الله البخاري . الواعظ المفسر. قال السمعاني: كان إماماً مفنناً. قيل إنه صنف في التفسير كتاباً أكثر من ألف جزء، أملى في آخر عمره عن أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغذموني، ولكنه كان مجازفاً متساهلاً، كتب إلي بالإجازة. مات في جمادي الآخر سنة ست وأربعين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 محمد بن علي بن إسماعيل الإمام أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي المعروف بالقفال الكبير. كان إمام عصره، بما وراء النهر، فقيها، محدثاً، مفسراً، أصولياً، لغوياً، شاعراً. لم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله في وقته رحل إلى خراسان والعراق والشام، وسار ذكره، واشتهر أسمه. صنف في التفسير والأصول والفقه. قال الحاكم: كان أعلم ما وراء النهر بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث. سمع من ابن حزيمة وابن جرير، وأبي القاسم البغوي وأبي عروبة الحراني. وقال الشيخ أبو إسحاق: له مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء وله كتاب في أصول الفقه وله شرح الرسالة وعنه انبتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر. وقال ابن السمعاني: من مصنفاته دلائل النبوة ومحاسن الشريعة. وقال النووي: القفال هذا هو الكبير، يتكرر ذكره في التفسير، والحديث والأصول، والكلام، بخلاف القفال الصغير المروزي فإنه يتكرر في الفقه خاصة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 وقال الذهبي: سئل أبو سهل الصعلوكي عن تفسير أبي بكر القفال فقال قدسه من وجه ودنسه من وجه أي دنسه من جهة نصرة الأعتزال. روى عنه الحاكم، وابن مندة، والحليمي، وأبو عبد الرحمن السلمي وجماعة. مولده سنة إحدى وتسعين ومائتين ومات سنة خمس وستين وثلاثمائة. قلت نقل عنه الإمام الرازي في تفسيره كثيرا مما يوافق مذهب المعتزلة ونقلت عنه بعض مناسبات في كتابي أسرار التنزيل. محمد بن علي بن شهراسوب بن أبي نصر أبو جعفر السروري المازندراني رشيد الدين . أحد شيوخ الشيعة: إشتغل بالحديث، ولقي الرجال، ثم تفقه وبلغ النهاية في فقه أهل مذهبه، ونبغ في الأصول حتى صار رحلة تقدم في علوم القرآن: القراءات والغريب، والتفسير والنحو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 وكان إمام عصره، وواحد دهره، والغالب عليه علم القرآن والحديث. وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لأهل السنة في تصانيفه، في تعليقات الحديث، ورجاله ومراسيله، ومتفقه، ومفترقه الى غير ذلك من أنواعه. واسع العلم كثير الفنون. مات في شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. قال ابن أبي طي: ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطة الشيعي، وبين ابن بطة الحنبلي، حتى قدم الرشيد فقال: ابن بطة الحنبلي، بالفتح والشيعي بالضم. محمد بن عبد الله بن عمرو أبو جعفر الهروي الفقيه صاحب التفسير. مات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. محمد بن ابراهيم أبو الفرج الشنبوذي . تلميذ ابن شنبوذ. قرأ عليه القراءات، وعلى أبي بكر بن مجاهد، نفطوية النحوي وجماعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 وتصدر للاقراء بعد أن أكثر الترحال في لقي الشيوخ المقرئين. قرأ عليه أبو العلاء الواسطي. وأبو الفرج الإستراباذي وطائفة. وكان عالماً بالتفسير ووجوه القراءات، حفظ خمسين ألف بيتاً من الشعر شواهد للقرآن. قال الداني: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ ماهر خاذق. وقال الخطيب: تكلم الناس في رواية. وسألت عنه الدارقطني فأساء القول فيه. محمد بن علي بن أحمد الإمام أبو بكر الأدفوي المصري المقرئ النحوي المفسر. صحب أبا جعفر النحاس ولازمه، وسمع الحديث من سعيد بن السكن وغيره. وكان يد أهل عصره بمصر أخذ عنه جماعة. وله كتاب تفسير القرآن في مائة وعشرين مجلدة. قال الذهبي: منه نسخة بمصر بوقف القاضي الفاضل عبد الرحيم. مات ليلة الخميس لثمان بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وله ثمان وثمانون سنة. محمد بن الفضل أبو بكر المفسر . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 توفي سلخ سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، كذا ذكره الذهبي. ثم قال بعد ذلك: محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح أبو بكر البلخي المفسر الشهير بالرواس. صنف التفسير الكبير وروى عن أحمد بن محمد بن نافع، ومحمد بن علي بن عنبسة. روى عنه علي بن محمد بن حيدر وغيره. مات سنة خمس عشرة - أو ست عشرة - وأربعمائة. محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو بكر الطائي الحاتمي الأندلسي المرسي المعروف بابن عربي . قال الذهبي: ولد في رمضان سنة ستين وخمسمائة بمرسية. وسمع من ابن بشكوال، وأبي بكر بن صاف، وبمكة من زاهر بن رستم، وبدمشق من عبد الصمد بن الحرستاني، وبالموصل وببغداد، وسكن الروم مدة وله مصنفات كثيرة كالفصوص وغيره. قال ابن نقطة: له كلام وشعر غير أنه لا يعجبني شعره. قال الذهبي: كأنه يشير إلى ما في شعره من الاتحاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 وقال ابن مسدي: له كلام مريب، وكان ظاهري المذهب في العبادات، باطني النظر في الاعتقادات. وقال الذهبي: في الاعتذار عنه: كان رجلاً قد تصوف وانعزل، وجاع وسهر حتى فسدت مخيلته، فصار يرى بخياله أشياء يظنها حقيقة ولا وجود لها. مات في شوال سنة ثمان وثلاثين وستمائة. محمد بن علي بن يحيى بن يونس بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن هبيرة أبو الرضا النسفي ثم البغدادي . كان صاحا فاضلاً خبيرا بالتفسير، والنحو، والأدب. حدث عن طراد، وابن البطر. روى عنه أبو محمد بن الخشاب النحوي وغيره، مات في محرم سنة عشر وخمسمائة. ذكره ابن النجار. محمد بن علي بن مموية أبو بكر الأصبهاني . الواعظ المفسر المعروف بالحمال. كان ملك العلماء في وقته بأصبهان. مات سنة أربع عشرة وأربعمائة. محمد بن أبي علي بن أبي نصر فخر الدين أبو عبد الله النوقاني . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 الفقيه الشافعي الأصولي. كان له يد طولى في التفسير، والفقه، والجدل، كثير العبادة والصلاح. تفقه على الإمام محمد بن يحيى، وقدم بغداد ودرس وناظر، وتولى تدريس مدرسة أم الخليفة الناصر. ومات بالكوفة في صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي الإمام فخر الدين الرازي القرشي البكري . من ذرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه. الشافعي المفسر المتكلم. ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، واشتغل على والده، وكان من تلامذة محيي السنة البغوي. قال ابن خلكان فيه: فريد عصره، ونسيج وحده، شهرنه تغني عن إستقصاء فضائله، وتصانيفه في علم الكلام والمعقولات سائرة، وله التفسير الكبير والمحصول في أصول الفقه، وشرح الأسماء الحسنى وشرح المفصل ل الزمخشري، وشرح وجيز الغزالي وشرح سقط الزند لأبي العلاء المعري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 وله إعجاز القرآن، ومناقب الشافعي وغير ذلك. محمد بن عمر بن يوسف الإمام أبو عبد الله القرطبي الأنصاري المالكي . ويعرف بالأندلس بابن مغايظ. نشأ بفاس، وحج فسمع بمكة من عبد المنعم الفراوي، وبالأسكندرية من ابن موقا، وبمصر من الأستاذ أبي القاسم بن فيره الشاطبي ولزمه مدة، وأخذ عنه القراءات. وكان إماما زاهداً مجوداً للقراءات عارفا بوجوهها، بصيرا بمذهب مالك، حاذقاً، بفنون العربية، وله يد طولى في التفسير. تخرج به جماعة، وجلس بعد موت الشاطبي في مكانه للإقراء، وحدث ونوظر عليه في كتاب سيبوية. روى عنه الزكي المنذري. والشهاب القوصي وجماعة، آخرهم الحسن سبط زيادة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 ولد سنة ثمان وخمسين وحمسمائة، ومات بالمدينة في مستهل صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة. محمد بن أبي القاسم بن بابجوك زين المشايخ أبو الفضل الخوارزمي البقالي . النحوي الملقب بالآدمي، لحفظه كتاب الآدمي في النحو. كان إماما حجة في العربية. أخذ عن الزمخشري وخلفه في حلقته، وصنف تفسير القرآن وكتاب مفتاح التنزيل، وشرح الأسماء الحسنى وغير ذلك. مات في جمادي الآخرة سنة إثنتين وستين وخمسمائة وله بضع وسبعون سنة. محمد بن موسى أبو علي الواسطي . قاضي الرملة. قال ابن يونس في تاريخ مصر: كان عالما بالفقه والتفسير، وبتفقه على مذهب أهل الظاهر، وقد رمي بالقدر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 مات في ربيع الأول سنة عشرين وثلاثمائة. محمد بن النضر بن مربن الحر أبو الحسن ابن الأخرم الربعي الدمشقي . أخذ القراءة عن هارون بن موسى الأخفش وانتهت إليه رياسة الإقراء بدمشق، وكان عارفاً بعلل القراءات، بصيرا بالتفسير والعربية، متواضعا، حسن الأخلاق كبير الشأن. طال عمره وارتحل إليه الناس. أخذ عنه عبد الله بن عطية المفسر، وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران وخلائق مات سنة إحدى - وقيل إثنتين - وأربعين وثلاثمائة. محمد بن عبد الرحمن بت الفضل بن الحسين أبو بكر التميمي الجوهري الخطيب . صاحب التفاسير والقراءات. كذا قال فيه أبو نعيم. سمع أبا خليفة، وعبدان الأهوازي وجماعة. وعنه أبو نعيم وغيره مات بعد الستين وثلاثمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن محمود بن ماشاذة أبو منصور الأصبهاني . الواعظ الفقيه. قال ابن السمعاني: إمام مفسر واعظ، كان له التقدم والجاه العريض، وصار أوحد وقته، والمرجوع إليه في بلده. تفقه على أبي بكر الخجندي، وروى عن أبي المظفر السمعاني، وعائشة الوركانية. وعنه أبو موسى المديني، وابن السمعاني وطائفة. ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ومات بأصبهان في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وخمسمائة. محمود بن أحمد بن الفرج الإمام أبو المحامد السمرقندي السغدي الساغرجي . أحد الأعلام. قال ابن السمعاني: إمام بارع، مبرز في أنواع الفضل، والتفسير، والحديث، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 والأصول، والمتفق. والمفترق، والوعظ، حسن السيرة. كثير الخير والعبادة. قرأت عليه تنبيه الغافلين بروايته عن أبي إبراهيم إسحاق بن محمد النوحي عن سبط الترمذي، مؤلفه. ولد سنة ثمانين وأربعمائة ومات في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة. محمود بن عمر بن محمد بن عمر العلامة أبو القاسم الزمخشري الحوارزمي . النحوي، اللغوي، المتكلم، المعتزلي، المفسر، يلقب جار الله، لأنه جاور بمكة زماناً. ولد في رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بزمخشر، قرية من قرى خوارم، وقدم بغداد وسمع من أبي الحطاب بن البطر وغيره، وحدث، وأجاز للسلفي، وزينب الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 قال ابن السمعاني: كان ممن برع في الأدب، والنحو، واللغة لقي الكبار، وصنف التصانيف، ودخل خراسان عدة نوب، وما دخل بلدا إلا واجتمعوا عليه وتلمذوا له. وكان علامة الأدب، ونسابة العرب، تضرب إليه أكباد الإبل. وقال ابن خلكان: كان إمام عصره وكان متظاهراً بالاعتزال داعية إليه. له التصانيف البديعة منها الكشاف في التفسير، والفائق في غريب الحديث وأساس البلاغة وربيع الأبرار ونصوص الأخبار في الحكايات ومتشابه أسماء الرواة والرائض في الفرائض والمنهاج في الأصول والمفصل في النحو، والأنموذج فيه مختصر. والأحاجي النحوية وغير ذلك. مات ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. محمود بن محمد بن داود الإمام أبو المحامد الأفشنجي البخاري . ولد سنة سبع وعشرين وستمائة. وسمع من محمد بن أبي جعفر الترمذي، وكان إماما مفنناً، مدرسا، واعظا، مفسرا. مات سنة إحدى وسبعين وستمائة. مسعود بن محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ما شاذة الإمام أبو عبد الله الأصبهاني . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 المفسر الفقيه. قال ابن النجار: كان إماما حافظا قيماً بالمذهب والخلاف والتفسير والوعظ. سمع من غانم البرجي، وأبي علي الحداد وجماعة. وحدث ببغداد، ووعظ، ولقي القبول التام. مات سنة ست وسبعين وخمسمائة. منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد أبو نصر النيسابوري المفسر روي عن أبي العباس الأصم. وعنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وعبد الواحد القشيري. مولده سنة سبع وثلاثين ومات في ربيع الأول سنة إثنتين وعشرين وأربعمائة. منصور بن سرار- بالتشديد - بن عيسى بن سليم - بفتح أوله أبو علي الأنصاري الإسكندراني المالكي المعروف بالمسدي . كان من حذاق المقرئين، نظم أرجوزة في القراءات وصنف تفسيرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 سمع من عبد الرحمن بن موقا، وغيره. وروي عنه الدمياطي وغيره. ولد سنة سبعين وخمسمائة ومات في رجب سنة إحدى وخمسين وستمائة. هبة الله بن سلامة أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر. كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن وله خلقة بجامع المنصور. روى عن أبي بكر القطيعي وعنه ابن بنته رزق الله التميمي # وله كتاب الناسخ والمنسوخ مات في رجب سنة عشر وأربعمائة. يحيي بن مجاهد بن عوانة أبو بكر الفزاري الأندلسي الإلبيري قال ابن الفرضي: عني بعلم القراءات والتفسير، وأخذ نصيباً من الفقه. وحج فسمع بمصر من الأسيوطي. وأبي محمد بن الورد، ولا أعلمه حدث وكان منقطع القرين في العبادة والزهد. مات في ثالث جمادي الأولى سنة ست وستين وثلاثمائة. يحيى بن محمد بن موسى أبو زكريا التجيبي التلمساني . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 قال الذهبي: حج وجاور، وسمع بمكة من أبي الحسن بن البناء. وسكن الإسكندرية، ووعظ، وصنف التفسير والرقائق. مات في تاسع شوال سنة إثنتين وخمسين وستمائة. يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء السلمي مولاهم أبو زكريا العنبري النيسابوري . المفسر الأديب الأوحد. يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز العلامة محمد الدين أبو علي الفهري من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه - الواسطي الشافعي. ولد بواسط سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وتفقه على والده، وأبي النجيب السهروردي والإمام بن يحيى. وسمع من أبي الوقت، وابن ناصر، وعبد الله الفراوي. وروي الكثير وولي تدريس النظامية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 قال أبو شامه: كان عالماً عارفاً بالتفسير، والمذهب، والأصلين، والخلاف، ديناً صدوقا. وقال الذهبي: كان عالما بالمذهب الشافعي، والخلاف، والحديث والتفسير، كثير الفنون. قرأ بالعشرة على ابن تركان. روي عنه ابن خليل، والضياء، والدبيثي، وأجاز للفخر البخاري، وله إجازة من زاهر الشحامي. مات في ذي القعدة سنة ست وستمائة. إنتهى ما وجد من خط مؤلفه. قال تلميذه الحافظ الشمس الداودي رحمه الله تعالى: علقت ذلك من مسودة في أوراق لم يتمها شيخنا، وكان عزمه أن يكون مؤلفا حافلا فلله الحمد والقوة سبحانه إنتهى. نجز هذا الكتاب يوم الجمعة ثالث عشري ذي الحجة الحرام ختام عام ثلاث وسبعين وتسعمائة، على يد فقير رحمة ربه أحمد بن أبي بكر السنفي المالكي، عفا الله عنه وعن إخوانه وعمن أسدى إليه خيراً وعن جميع المسلمين. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً دائماً أبداً إلى يوم الدين، ما لاح في غسق علم، وساح في ورق قلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125