الكتاب: مشكلات موطأ مالك بن أنس المؤلف: أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي (المتوفى: 521هـ) المحقق: طه بن علي بو سريح التونسي الناشر: دار ابن حزم - لبنان / بيروت الطبعة: الأولى، 1420هـ - 2000م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- مشكلات موطأ مالك بن أنس البطليوسي الكتاب: مشكلات موطأ مالك بن أنس المؤلف: أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي (المتوفى: 521هـ) المحقق: طه بن علي بو سريح التونسي الناشر: دار ابن حزم - لبنان / بيروت الطبعة: الأولى، 1420هـ - 2000م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (وقوت الصَّلَاة) قَالَ: هَكَذَا وَردت الرِّوَايَة من طَرِيق عبيد الله وَجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ. وَوَقع فِي رِوَايَة ابْن بكير: " أَوْقَات الصَّلَاة ". وَكِلَاهُمَا صَحِيح، إِلَّا أَن أوقاتا جمع لأدنى الْعدَد، وَهُوَ مَا دون الْعشْرَة. فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِن أدنى الْعدَد هَاهُنَا أشبه وأليق بِهَذَا الْموضع لِأَن أَوْقَات الصَّلَاة خمس، فرواية ابْن بكير أحسن من رِوَايَة عبيد الله وَمن تَابعه؟ فَالْجَوَاب عَن ذَلِك من وَجْهَيْن: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 أَحدهمَا: أَن الْجمع الْكثير قد يسْتَعْمل مَكَان الْجمع الْقَلِيل، كَمَا يسْتَعْمل الْقَلِيل فِي بعض الْمَوَاضِع مَكَان الْكثير. فقد حكى الْخَلِيل وَغَيره أَنهم رُبمَا قَالُوا: ثَلَاثَة كلاب وَالْقِيَاس أكلب،، وكما قَالُوا فِي جمع يَوْم: أَيَّام. فأوقعوها للكثير والقليل. وَلَا جمع ليَوْم غَيرهَا. وكما قَالَ تَعَالَى: {وهم فِي الغرفات آمنون} . فأوقع الغرفات للكثير لِأَن غرفات الْجنَّة لَا نِهَايَة لَهَا. وَلَا خلاف بَينهم فِي أَن الْجمع السَّالِم حكمه أَن يكون للقليل وعَلى هَذَا حملُوا قَول حسان: [بن ثَابت] : (لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من بحره دَمًا) فأوقع الجفنات والأسياف للعدد الْكثير، لِأَن هَذَا مَوضِع افتخار لَا يَلِيق بِهِ الْجمع الْقَلِيل، فَهَذَا أحد الجوابين. وَالْجَوَاب الثَّانِي: إِن أَوْقَات الصَّلَاة وَإِن كَانَت خَمْسَة، فَإِنَّهَا تَتَكَرَّر فِي كل يَوْم وَلَيْلَة وتتوالى، فَصَارَت كَأَنَّهَا كَثِيرَة وَإِن كَانَت خَمْسَة. وَهَذَا كَقَوْلِهِم: شموس وأقمار، وَلَيْسَ فِي الْوُجُود إِلَّا شمس وَاحِدَة، وقمر وَاحِد. فجمعوهما لأجل ترددهما مرّة بعد مرّة. وَيجوز أَن يُقَال: إِن هَذِه الصَّلَوَات الْخمس تعدل خمسين صَلَاة، لِأَنَّهَا فرضت فِي أول أمرهَا خمسين، ثمَّ ردَّتْ إِلَى خمس تَخْفِيفًا على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 الْعباد وَجعل أجرهَا وثوابها كثواب الْخمسين. " أَلَيْسَ قد علمت " كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة وَهِي جَائِزَة إِلَّا أَن الْمَشْهُور فِي [الِاسْتِعْمَال الفصيح] أَلَسْت للمخاطب، وَإِنَّمَا يُقَال، أَلَيْسَ للْغَائِب. وَقَول جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: " بِهَذَا أمرت ". روينَاهُ بِفَتْح التَّاء، أَي: بِهَذَا أَمرك رَبك، وَمن رَوَاهُ بِالضَّمِّ فَهُوَ إِخْبَار عَن نَفسه، أَي: بِهَذَا أَمرنِي رَبِّي أَن أعلمك. " أَو إِن جِبْرِيل " [الْوَجْه] كسر إِن هَاهُنَا لِأَنَّهُ مَوضِع يصلح فِيهِ الِاسْم وَالْفِعْل أَلا ترى أَنه قد كَانَ يجوز لَهُ أَن يَقُول: " [أَو جِبْرِيل] هُوَ الَّذِي أَقَامَ " وَكَانَ يجوز [أَن يَقُول] : " أَو أَقَامَ جِبْرِيل " وكل مَوضِع يصلح فِيهِ اسْتِعْمَال الِاسْم تَارَة وَالْفِعْل تَارَة فَإِن فِيهِ مَكْسُورَة، فَإِذا انْفَرد الْموضع بِأَحَدِهِمَا فَأن فِيهِ مَفْتُوحَة كَقَوْلِك: بَلغنِي أَنَّك قَائِم. فَهَذَا مَوضِع لَا يصلح فِيهِ إِلَّا الِاسْم كَأَنَّهُ قَالَ: بَلغنِي قيامك. وقولك: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 لَو أَن زيدا جَاءَنِي لأكرمته، فَهَذَا مَوضِع لَا يصلح فِيهِ إِلَّا الْفِعْل. وَالشَّمْس فِي حُجْرَتهَا، قبل أَن تظهر ". يُقَال: ظهر الرجل فَوق السَّطْح، وظهره إِذا علاهُ، وَإِنَّمَا قيل ذَلِك لِأَنَّهُ إِذا علا فَوْقه ظهر شخصه لمن يتأمله. قَالَ الله تَعَالَى: {فَمَا اسطاعوا أَن يظهروه} . وَيُقَال: ظَهرت من الْمَكَان إِذا خرجت مِنْهُ، وَيُقَال: ظهر مِنْك الشَّيْء إِذا زَالَ وَذهب، وَهُوَ رَاجع إِلَى مَا ذكر. فَمَعْنَى قَوْله: " وَالشَّمْس فِي حُجْرَتهَا قبل أَن تظهر " أَي تخرج عَنْهَا وترتفع وَالْفُقَهَاء يَقُولُونَ: مَعْنَاهُ [قبل] أَن يظْهر الظل على الْجِدَار وَهُوَ نَحْو مِمَّا ذكر. وَالْقَوْل الْمُتَقَدّم أليق بِلَفْظ الحَدِيث لِأَن الضَّمِير فِي قَوْله: " تظهر " يرجع إِلَى الشَّمْس وَلم يتَقَدَّم للظل فِي الحَدِيث ذكر. إِن كل بِنَاء أحَاط بِهِ حَائِط فَهُوَ حجرَة وَهُوَ مُشْتَقّ من قَوْلهم: حجرت الشَّيْء إِذا منعته، وَحجر الْقَمَر إِذا صَارَت حوله دارة سميت بذلك لِأَنَّهَا تمنع من دَخلهَا من أَن يُوصل إِلَيْهِ وَمن أَن يرى. وَيُقَال لحائط الْحُجْرَة الحجارية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 " بعد أَن أَسْفر " الصُّبْح إِذا أنار،، وأسفر الْقَوْم: إِذا أَصْبحُوا. وَقَول عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: " إِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليُصَلِّي الصُّبْح " إِن فِي هَذَا الْموضع وَنَحْوه عِنْد سِيبَوَيْهٍ مُخَفّفَة من إِن الْمُشَدّدَة، وَاللَّام لَازِمَة لخبرها ليفرق بَينهَا وَبَين إِن الَّتِي بِمَعْنى مَا. فَإِذا قلت: إِن زيدا لقائم، فَهِيَ تَأْكِيد. وَإِذا قلت: إِن زيد قَائِم، وأسقطت اللَّام فَهِيَ نفي بِمَعْنى مَا زسد قَائِم. والكوفيون يجيزون أَن تكون نفيا وَإِن كَانَت اللَّام فِي جوابها، ويجعلون اللَّام بِمَعْنى إِلَّا الْمُوجبَة كَأَنَّهَا قَالَت: مَا كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[إِلَّا] يُصَلِّي. وَتَقْدِير الْكَلَام على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ: إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يُصَلِّي] . وَنَظِير هَذَا قَوْله تَعَالَى: {وَإِن كَانَ مَكْرهمْ لتزول مِنْهُ الْجبَال} فِي قِرَاءَة من رفع الْفِعْل وَفتح اللَّام. " متلففات بمروطهن " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 وَقع فِي رِوَايَة يحيى بفائين، وَرَوَاهُ أَكثر الروَاة بِالْفَاءِ وَالْعين غير مُعْجمَة وَالْمعْنَى وَاحِد يُقَال: تلفع الرجل بِثَوْبِهِ إِذا اشْتَمَل بِهِ. وَفِي رِوَايَة ابْن بكير: " فينصرفن " على لفظ الْجمع، وَهِي لُغَة لبَعض الْعَرَب وَالْأَكْثَر الْأَفْصَح الْإِفْرَاد. والمروط: أكيسه تتَّخذ من الصُّوف والخز، وَجَاء فِي تَفْسِيرهَا فِي هَذَا الحَدِيث أَنَّهَا أكيسة من صوف مربعة شداها شعر. وَأما قَول امْرُؤ الْقَيْس: (على أثرينا ذيل مرط مرحل ... ) فالمرط هَاهُنَا من خَز. " والغلس " ظلمَة آخر اللَّيْل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 " من حفظهَا وحافظ عَلَيْهَا " فَإِن الْحِفْظ رِعَايَة الشَّيْء لِئَلَّا يذهب ويضيع. وَمِنْه حفظ الْقُرْآن، وَحفظ العَبْد. وَأما الْمُحَافظَة فملازمة الشَّيْء. " فَهُوَ لما سواهَا أضيع " هَكَذَا رُوِيَ فِي هَذَا الحَدِيث، وَكَانَ الْوَجْه [أَن يُقَال] : فَهُوَ لما سواهَا أَشد إِضَاعَة، لِأَن الْفِعْل الزَّائِد على ثَلَاثَة أحرف لَا يبْنى مِنْهُ أفعل، وَقد أجَاز سِيبَوَيْهٍ فِيمَا كَانَ أَوله الْهمزَة خَاصَّة. " إِذا زاغت الشَّمْس " مَعْنَاهُ: مَالَتْ، وكل شَيْء مَال وانحاز عَن الِاعْتِدَال فقد زاغ. قَالَ الله عز وَجل: {فَلَمَّا زاغوا أزاغ الله قُلُوبهم} . و" الْفَيْء " الظل إِذا رَجَعَ من جَانب الْمغرب إِلَى جَانب الْمشرق، وَلَا يُقَال لَهُ قبل الزَّوَال فَيْء حَتَّى يَنْقَلِب وَيرجع، لِأَن معنى الْفَيْء فِي اللُّغَة، إِنَّمَا هُوَ الرُّجُوع، قَالَ الله عز وَجل: {حَتَّى تفىء إِلَى أَمر الله} أَي: ترجع. وَيُقَال: " غربت " الشَّمْس بِفَتْح الرَّاء، وَقد أولعت الْعَامَّة بضَمهَا وَهُوَ خطأ، قَالَ الله عز وَجل: {وَإِذا غربت تقرضهم ذَات الشمَال} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 " بغبش " الْمَشْهُور من رِوَايَة يحيى بالشين الْمُعْجَمَة، وَالْمَشْهُور من رِوَايَة ابْن بكير بِالسِّين غير الْمُعْجَمَة، وهما لُغَتَانِ جيدتان حَكَاهُمَا اللغويون، غبس وأغبس، وغبش وأغبش، وَهُوَ اخْتِلَاط الضَّوْء والظلام. " ثمَّ يذهب الذَّاهِب إِلَى قبَاء " يجوز فِي قبَاء الصّرْف على الْموضع وَالْمَكَان، وَترك الصّرْف على معنى الْبقْعَة وَالْأَرْض. قَول عمر رَضِي الله عَنهُ: (فَلَا نَامَتْ عينه ثَلَاثًا) إِنَّمَا ذَلِك على جِهَة التَّأْكِيد والإغلاظ فِي الدُّعَاء. وَخص الثَّلَاث لِأَن أَبَا عُبَيْدَة حكى أَن الْعَرَب كَانُوا يستحسنون الثَّلَاث إِذا أَرَادوا مدحا أَو ذما وَنَحْوهمَا، وَيَقُولُونَ: أَجود الْعَرَب ثَلَاثَة، وشجعانهم ثَلَاثَة، وَنَحْو ذَلِك. وَمَعْلُوم أَنه كَانَ فيهم من الأجواد والشجعان أَكثر من هَذَا الْعدَد، فَيمكن أَن يكون عمر جرى على قَول الْعَرَب فِي هَذَا. اشتقاق " الصُّبْح " من الصباحة، وَهِي الْجمال وَالْحسن، سمي بذلك لأشراقه، وَيجوز أَن يكون من قَوْلهم: شَيْء أصبح إِذا كَانَ فِيهِ بَيَاض وَحُمرَة، فَيكون قد سمي بذلك للبياض الَّذِي تخالطه الْحمرَة فِي أول النَّهَار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 واشتقاق " الْفجْر " من تفجير المَاء، وظهوره من الأَرْض، وَشبه انصداعه فِي الظلام بانفجار المَاء. و" الظّهْر " والظهرية فِي اللُّغَة سَاعَة الزَّوَال حِين يقوى سُلْطَان الشَّمْس، فسميت الصَّلَاة ظهرا، لِأَنَّهَا تصلى فِي ذَلِك الْوَقْت، وَقيل: سميت بذلك لِأَنَّهَا أول صَلَاة أظهرت. و" الْعَصْر " الْعشي، وَبِذَلِك سميت الصَّلَاة فِي الْمَشْهُور من أَقْوَال الْعلمَاء. وَرُوِيَ عَن سعيد بن جُبَير وَأبي قلَابَة أَنَّهُمَا قَالَا: " سميت بذلك لتعصر " أَرَادَ بذلك تَأْخِيرهَا. وَالْأول هُوَ الْمَعْرُوف. وَيُقَال للصبح وَالظّهْر وَالْعصر جَمِيعًا العصران وَمِنْه حَدِيث عبد الله بن فضَالة، عَن أَبِيه أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ لَهُ: " حَافظ على العصرين " قَالَ: " " وَمَا كَانَت من لغتنا " وَإِنَّمَا قيل لَهما ذَلِك لِأَن الْغَدَاة والعشي يُقَال لَهما: العصران. وَيُقَال أَيْضا لِليْل وَالنَّهَار: العصران. وَمعنى " غربت الشَّمْس " بَعدت فَلم تدركها الْأَبْصَار، وَمِنْه سمي الْغَرِيب لبعده عَن [وَطنه] وَأَهله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وَسمي أول اللَّيْل " عشَاء " لِأَنَّهُ يعشي الْعُيُون، فَلَا ترى شَيْئا إِلَّا على ضعف من النّظر. و" الْعَتَمَة " من اللَّيْل قدر ثلثه، وَبِذَلِك سميت الصَّلَاة، وَقيل: سميت عتمة لتأخيرها. وَفِي " الطنفسة " ثَلَاث لُغَات كسر الطَّاء وَالْفَاء، وفتحهما، وَكسر الطَّاء وَفتح الْفَاء. وَهِي تتَّخذ للجلوس عَلَيْهَا، وللركوب على الْإِبِل. و" الضُّحَى " إِذا ضم أَوله قصر، وَإِذا مد فتح أَوله. وَقد قيل: إِن الضحاء [الْمَمْدُود] المفتوح الأول أرفع من الْمَرْفُوع الأول الْمَقْصُور. وَكَذَلِكَ قَالَ صَاحب كتاب " الْعين ": " الضحو: ارْتِفَاع النَّهَار، وَالضُّحَى: فَوق ذَلِك. والضحاء إِذا امْتَدَّ النَّهَار قَالَ: وَالشَّمْس تسمى: الضحاء، وَقَالَ غَيره: الضماء لِلْإِبِلِ مَفْتُوح مَمْدُود كالفراء للنَّاس. وَيُقَال: " قَالَ الرجل " يقيل قيلولة إِذا أَقَامَ فِي القائلة، فَأَما البيع فَيُقَال فِيهِ: قَالَه البيع وأقاله [البيع] . وَكثير من اللغويين يَقُول: أقَال بِالْألف فِي البيع، وَلَا يُجِيز قَالَ إِلَّا فِي نوم القائلة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 و " ملل " مَوضِع قريب من الْمَدِينَة، يصرف إِذا ذهب إِلَى الْموضع وَالْمَكَان، وَيمْنَع الصّرْف إِذا ذهب إِلَى الْبقْعَة وَالْأَرْض. و" التهجير " السّير فِي الهاجرة وَهِي القائلة يُقَال: هجر الرجل تهجيرا فَهُوَ مهجر ومهجر، وهجر النَّهَار تهجيرا إِذا اشْتَدَّ حره. وَاخْتلف فِي " الدلوك " يرْوى عَن ابْن عَبَّاس أَنه الْغُرُوب. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود. وَقَالَ ابْن عمر: " هُوَ الزَّوَال " وَكِلَاهُمَا صَحِيح حَكَاهُمَا أهل اللُّغَة. وَلَكِن الْأَظْهر من قَوْله تَعَالَى: {أقِم الصَّلَاة لدلوك الشَّمْس} أَن يكون الزَّوَال لِأَنَّهُ إِذا حمل على هَذَا كَانَت الْآيَة متضمنة للصلوات الْخمس. وَإِذا كَانَ الدلوك فِيهَا الْغُرُوب خرجت الظّهْر وَالْعصر من الْآيَة. فَلذَلِك كَانَ قَول من قَالَ: إِن الدلوك فِي الْآيَة بِمَعْنى الزَّوَال أليق بتفسير الْآيَة، وَإِن كَانَ الدلوك بِمَعْنى الْغُرُوب غير مَدْفُوع فِي الشَّمْس، وَغَيرهَا من الْكَوَاكِب وَهُوَ فِي الشَّمْس أشهر. وَمن ذهب إِلَى أَن المُرَاد بالدلوك الْمَذْكُور فِي الْآيَة مغيب الشَّمْس، فَقَوله يَقْتَضِي أَن يُرِيد بِإِقَامَة الصَّلَاة إِلَى غسق اللَّيْل صَلَاة الْعشَاء وَحدهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 " وتر أَهله وَمَاله " الصَّوَاب نصب الْأَهْل وَالْمَال، وَمن رَفعه فقد غلط، لِأَن مَعْنَاهُ أُصِيب بأَهْله وَمَاله. فَفِي " وتر " ضمير مَرْفُوع على أَنه اسْم مَا لم يسم فَاعله. و " أَهله " مَنْصُوب لِأَنَّهُ مفعول ثَان. ووتر اسْتعْمل مُتَعَدِّيا إِلَى مفعول وَاحِد وَإِلَى مفعولين، فَمن الْمُتَعَدِّي إِلَى المفعولين قَوْله تَعَالَى {وَلنْ يتركم أَعمالكُم} وَهَذَا هُوَ الْمَذْكُور فِي الحَدِيث. وَيُقَال: قد وتر مَكَان أَهله وَمَاله، يُقَال هَذَا فِيمَا فَاتَهُ من صَلَاة الْعَصْر بِمَنْزِلَة الَّتِي قد وتر فَذهب [بأَهْله وَمَاله] . قَالَ أَبُو عبيد: " وَقَالَ غير الْكسَائي: وتر أَهله وَمَاله وَبَقِي فَردا. وَذهب إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَلنْ يتركم أَعمالكُم} أَي لن ينقصكم، يُقَال: وترته حَقه إِذا نقصته وَأحد الْقَوْلَيْنِ قريب من الآخر ". وَفِي رِوَايَة ابْن بكير: " فلقي رجلا عِنْد خَاتِمَة البلاط ". يُرِيد الطَّرِيق المبلط بِالْحِجَارَةِ وَهُوَ المفروش بهَا، وَهُوَ نَاحيَة الزَّوْرَاء، وَيُقَال للحجارة المفروشة، وَالْأَرْض الملساء البلاط. و" التطفيف " فِي لِسَان الْعَرَب الزِّيَادَة على الْعدْل وَالنُّقْصَان مِنْهُ. و" يُقَال: لكل شَيْء وَفَاء وتطفيف ". يُرِيد أَن هَذِه اللَّفْظَة تدخل [على كل شَيْء] مَذْمُوم زِيَادَة ونقصانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 وَهَذَا قَول من يذهب إِلَى أَن التطفيف يكون بِمَعْنى الزِّيَادَة، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيث عبد الله بن عمر: " سَابق رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَين الْخَيل وَكنت يَوْمئِذٍ فَارِسًا فسبقت النَّاس، وطفف بِي الْفرس مَسْجِد بني زُرَيْق ". وتوهموه بِمَعْنى جَاوز، وَلَيْسَ يلْزم مَا قَالُوهُ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن الْفرس وثب بِهِ حَتَّى كَاد يساور الْمَسْجِد. وَالْمَشْهُور فِي التطفيف إِنَّمَا هُوَ النُّقْصَان. فَإِن قَالَ قَائِل إِن قَوْله تَعَالَى: {ويل لِلْمُطَفِّفِينَ (1) } إِلَى آخر الْآيَة قد دلّ على مَا قُلْنَاهُ لِأَنَّهُ سماهم مطففين، ثمَّ وَصفهم بِأَنَّهُم يَأْخُذُونَ الزِّيَادَة ويعطون النُّقْصَان، فَمن أَيْن أنْكرت أَن يكون التطفيف زِيَادَة ونقصانا، وَيكون 6 محصول مَعْنَاهُ الْخُرُوج عَن الِاعْتِدَال؟ . فَالْجَوَاب عَن هَذَا من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: كَمَا قُلْنَاهُ. وَالثَّانِي: أَن الزِّيَادَة الَّتِي يأخذونها لأَنْفُسِهِمْ ترجع بِالنُّقْصَانِ على من يعاملهم فقد صَار الْجَمِيع يعود إِلَى معنى النُّقْصَان. وَأما قَوْله: " من أخر الصَّلَاة سَاهِيا أَو نَاسِيا " فقد فرق قوم بَين السَّهْو وَالنِّسْيَان. فَقَالُوا: النسْيَان عدم الذّكر، والسهو الْغَلَط والغفلة. وَذهب قوم إِلَى أَنَّهُمَا سَوَاء، وَالْقَوْل الأول أظهر. وَيُقَال: " غمي على الرجل " وأغمي عَلَيْهِ لُغَتَانِ مشهورتان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 وَقَوله: " حِين قفل من خَيْبَر " مَعْنَاهُ: رَجَعَ، يُقَال: قفل من سَفَره يقفل قفولا. وَيُقَال: " سرى " يسري سروا و " أسرى " إسراء إِذا سَار لَيْلًا. وَيُقَال: " عرس " الْمُسَافِر تعريسا، ومعرسا: إِذا نزل فِي آخر اللَّيْل للراحة مثل: مزقت الشَّيْء تمزيقا وممزوقا، وَقد يكون المعرس الْموضع يُقَال فِي هَذَا الْمَعْنى: أعرس إعراسا ومعرسا وَهُوَ قَلِيل. وَقَوله: " اكلأ لنا الصُّبْح " أَي أرقبه وارعه. وَقَوله: " فبعثوا رواحلهم " أَي: حركوها للسير، والرواحل الْإِبِل الَّتِي يُسَافر عَلَيْهَا، وَاحِدهَا رَاحِلَة لِأَنَّهَا ترحل بصاحبها من مَوضِع إِلَى مَوضِع. وَقَوله: {وأقم الصَّلَاة لذكرى} تَأَوَّلَه كثير من الْمُفَسّرين على أَنه أَرَادَ أَن يُصَلِّي إِذا ذكرهَا. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ فِي {وأقم الصَّلَاة} لتذكرني فِيهَا وَهُوَ قَول مُجَاهِد. وَهَذَا القَوْل أليق بِالْآيَةِ وأشبه بمعناها. وَأما قِرَاءَة من قَرَأَ " للذِّكْرَى " فَهُوَ أشبه بالتأويل الأول، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ ذكرَاهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 وَقَوله: " رأى من فزعهم ". تَقْدِيره على مَذْهَب أبي الْحسن الْأَخْفَش: وَقد رأى فزعهم، وَمن زَائِدَة. وَقَوله: " فَلم يزل يهدئه كَمَا يهدأ الصَّبِي " فقد رُوِيَ بتَشْديد الدَّال، وَقد يجوز: يهدئه كَمَا يهدأ الصَّبِي، بِسُكُون الْهَاء وَتَخْفِيف الدَّال وهما لُغَتَانِ. هدأت الصَّبِي وأهدأته، كَمَا يُقَال: " كرمت الرجل، وأكرمته " 08) . وَرَوَاهُ قوم " كَأَنِّي مهدا " بِفَتْح الْمِيم وَالنّصب على الظّرْف أَي: كَأَنِّي بعد هدإ من اللَّيْل نَحْو من ثلثه. وَفِي حَدِيث خباب بن الْأَرَت رَضِي الله عَنهُ: " شَكَوْت إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حر الرمضاء فَلم يشكنا ". هَذِه اللَّفْظَة من الأضداد. يُقَال: أشكيت الرجل إِذا أحوجته إِلَى أَن يشكو. وأشكيته إِذا اشْتَكَى إِلَيْك فأزلت عَنهُ مَا يشكوه. وَقد اخْتلف فِي معنى قَوْله: " اشتكت النَّار ". فَجعله قوم حَقِيقَة، وَقَالُوا: إِن الله تَعَالَى قَادر على أَن ينْطق كل شَيْء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 بِمَا شَاءَ. وحملوا جَمِيع مَا ورد من هَذَا وَنَحْوه فِي الْقُرْآن والْحَدِيث على ظَاهره. وَهُوَ الْحق وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله. وَذهب قوم إِلَى أَن هَذَا كُله مجَاز، وَمَا تقدم هُوَ الْحق. و" الفيح " انتشار الْحر وسطوعه. وَمعنى " الْإِبْرَاد " تَأْخِير الصَّلَاة إِلَى أَن يسكن الْحر. وَيُقَال: أبرد الْقَوْم إِذا برد عَلَيْهِم الْوَقْت وانكسرت عَنْهُم شدَّة الْحر. وَمعنى قَول الْفُقَهَاء: " تتاب من الْبعد ". أَي يقْصد. وَذكر قَوْله: " يؤذينا برِيح الثوم " هَكَذَا الرِّوَايَة بِإِثْبَات الْيَاء وَهُوَ الصَّحِيح، وَلَا يجوز فِي مثل هَذَا الْجَزْم على جَوَاب النَّهْي فِي قَول سِيبَوَيْهٍ وَأَصْحَابه، وَمثله قَوْلهم: " لَا تدن من الْأسد يَأْكُلك " فَإِن الْكسَائي يجوز فِي هَذَا الْجَزْم، وَهُوَ غلط لِأَنَّهُ يصير تباعده عَن الْأسد سَببا لأكل الْأسد إِيَّاه. وَكَذَلِكَ يصير تباعدهم عَن الْمَسْجِد سَببا لإذايتهم لَهُ برِيح الثوم، وَلَيْسَ هَذَا موضعا للتطويل فِي التَّرْجِيح بَين الْقَوْلَيْنِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 وَقَوله: " جبذ " وجذب جذبا وجبذا بِمَعْنى وَاحِد. وَقَوله: " عَن فِيهِ " الْمَشْهُور فِي هَذِه اللَّفْظَة أَن تسْتَعْمل فِي حَال إفرادها بِالْمِيم فَيُقَال: فَم وَمن الْعَرَب من يضم الْفَاء وَمِنْهُم من يكسرها، فَإِذا أضيفت اسْتعْملت بحروف اللين فَيُقَال: فوه وفاه وَفِيه، وَرُبمَا استعملوهما فِي حَال الْإِضَافَة بِالْمِيم. قَالَ الراجز: (كالحوت لَا يرويهِ شَيْء يلقمه ... يصبح ظمآن وَفِي الْبَحْر فَمه) وَذكر قَول الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ: إِن الْبَاء عِنْده للتَّبْعِيض، قَالَ: وَهَذَا خطأ، وَإِنَّمَا الْبَاء للإلصاق، وَمَا قَالَه الشَّافِعِي غير مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب. وَمعنى قَوْله تَعَالَى: {وامسحوا برءوسكم} ألصقوا الْمسْح برؤوسكم، وَيجوز أَن تكون زَائِدَة للتَّأْكِيد كَالَّتِي فِي قَوْله: {اقْرَأ باسم رَبك} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 وَحكى قَول مَالك رَضِي الله عَنهُ فِي إِدْخَال الْمرْفقين فِي الْوضُوء، فَقَالَ: وحجته قَوْله تَعَالَى: {من أنصارى إِلَى الله} و {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالهم إِلَى أَمْوَالكُم} . فَمَا بعد إِلَى فِي هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ دَاخل فِيمَا قبلهمَا، وَهِي بِمَنْزِلَة مَعَ. وَحجَّة من قَالَ بِخِلَاف مَالك قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ أَتموا الصّيام إِلَى الَّيْلِ} وَاللَّيْل غير دَاخل فِي الصّيام. وَالْقَوْل الأول أرجح لِأَن مَا بعد إِلَى إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يدْخل فِيمَا قبلهَا إِذا كَانَ من غير جنسه، وَأما إِذا كَانَ من جنسه فَإِنَّهُ إِن يكون دَاخِلا فِيمَا قبله حَتَّى يقوم دَلِيل على غَيره. [" الْوضُوء " بِضَم الْوَاو، وَبِفَتْحِهَا المَاء، وَهُوَ قَول مَشْهُور عَن الْكُوفِيّين. وَأما سِيبَوَيْهٍ وَأَصْحَابه فَقَالُوا بِالْفَتْح فِي الْمصدر وَالْمَاء جَمِيعًا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْوضُوء بِالضَّمِّ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب، وَإِنَّمَا هُوَ قِيَاس قاسه النحويون. و" الِاسْتِجْمَار " التمسح بالأحجار وَهِي الْجمار، وَبِه سميت أَحْجَار مَكَّة، وَيُقَال: جمر الرجل تجميرا، إِذا رمى بالجمار، وَوَاحِدَة الْجمار جَمْرَة. و" الاستنثار " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 أَخذ المَاء بالأنف، وَهُوَ مُشْتَقّ من النثرة وَهِي الْأنف. كَأَنَّهُ أَخذ المَاء بالنثرة، فَهُوَ على هَذَا بِمَنْزِلَة الِاسْتِنْشَاق سَوَاء. وَقيل: الاستنثار رمي المَاء من الْأنف بعد استنشاقه وَهُوَ استفعال من قَوْلهم نثرت الشَّيْء نثرا، إِذا رميته مُتَفَرقًا. وَهَذَا القَوْل أشبه بالاستنثار الْمَذْكُور فِي الْوضُوء، لِأَنَّهُ جَاءَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليستنشق بمنخره من المَاء، ثمَّ لينثر " فَدلَّ هَذَا على أَن الاستنثار غير الِاسْتِنْشَاق. وأصل " الْمَضْمَضَة " الْغسْل، يُقَال: مضمض إناءه ومصمصه بالصَّاد وَالضَّاد، إِذا غسله. وَذكر خفض الأرجل فِي قَوْله تَعَالَى: {وأرجلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ} فَقَالَ فِي ذَلِك قَولَانِ: زعم قوم أَنه خفض على الْجوَار، وَقيل: إِن الأرجل معطوفة على الرؤوس على مَا يَنْبَغِي من الْعَطف. فَإِن قيل: كَيفَ يَصح عطفها على الرؤوس، والرؤوس ممسوحة والأرجل مغسولة؟ فَالْجَوَاب عَن ذَلِك من وَجْهَيْن كِلَاهُمَا مقنع. [أَحدهمَا] : أَن الْعَرَب قد تعطف الشَّيْء على الشَّيْء وَإِن اخْتلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 مَعْنَاهُمَا. إِذا كَانَ لَهما وَجه يَجْتَمِعَانِ فِيهِ كَقَوْل الراجز: (شراب ألبان وتمر وأقط ... ) وَالتَّمْر والأقط يؤكلان وَلَا يشربان، ولكنهما قد اجْتمعَا فِي أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا غذَاء يتغذى بِهِ. وَكَذَلِكَ قَول الآخر: (يَا لَيْت زَوجك قد غَدا ... مُتَقَلِّدًا سَيْفا ورمحا) وَالرمْح لَا يتقلد، لَكِن الرمْح قد يُشَارك السَّيْف فِي أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا مَحْمُول. فَكَذَلِك الأرجل والرؤوس، وَإِن اخْتلفت فِي أَن بَعْضهَا مغسول، فقد اتّفقت فِي أَن الْغسْل وَالْمسح كِلَاهُمَا طَهَارَة. وَالْآخر: أَن وَاو الْعَطف إِنَّمَا تشرك الثَّانِي مَعَ الأول فِي نوع الْفِعْل وجنسه، لَا فِي كيفيته وَلَا فِي كميته، فَلَمَّا كَانَت الْوَاو توجب الشّركَة فِي نوع الْفِعْل وجنسه، وَا فِي كميته، وَكَانَ الْغسْل والنضح كِلَاهُمَا يُسمى مسحا، عطفت الأرجل على الرؤوس، وَإِن اخْتلفت الكيفيتان والكميتان. وَإِنَّمَا غلط من غلط فِي هَذَا لما سمعُوا النَّحْوِيين يَقُولُونَ: الْوَاو تشرك الأول مَعَ الثَّانِي لفظا وَمعنى، ظنُّوا أَنه يلْزم من ذَلِك تساويهما فِي الكمية والكيفية. وَذكر: " إِذا نَام أحدكُم مُضْطَجعا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 ويروى " مضجعا " وهما لُغَتَانِ، وحكيت لُغَة أُخْرَى " مطجع " بطاء. ولغة رَابِعَة شَاذَّة " ملطجع " بِاللَّامِ والطاء غير الْمُعْجَمَة. و" الكعبان " عِنْد الْعَرَب العقدتان اللَّتَان فِي أَسْفَل السَّاق عَن يَمِين الْقدَم وشمالها. وكعوب الفتاة نهدها، وَمن ذهب إِلَى أَن الْكَعْبَة فِي ظُهُور الْقدَم فقد أَخطَأ. و" الطّهُور " مَفْتُوح الطَّاء سَوَاء أردْت بِهِ الْمصدر أَو المَاء. وَيُقَال للإناء الَّذِي يتَطَهَّر مِنْهُ: مطهرة بِكَسْر الْمِيم لِأَنَّهُ آلَة للْمَاء، وَالْغَالِب على الْآلَات كسر الْأَوَائِل نَحْو: المحلب: للقدح الَّذِي يحلب فِيهِ، والمكتل: للقفة والمفتح. وَيُقَال: مطهرة بِفَتْح الْمِيم و [ضمهَا] [لِأَنَّهَا مَكَان للْمَاء قد تضمنه فَهِيَ جَارِيَة مجْرى الْأَمْكِنَة، وَالْمَكَان إِذا جَاءَ على صِيغَة مفعل من الثلاثي، كالمقعد، وَالْمذهب. وَيُقَال: طهرت الْمَرْأَة وطهرت بِفَتْح الْهَاء وَضمّهَا] إِذا انْقَطع عَنْهَا الدَّم فَهِيَ طَاهِر بِغَيْر هَاء، فَإِذا أردْت الطَّهَارَة من الْعُيُوب قلت: طَاهِرَة بِالتَّاءِ. قَالَ الْكُوفِيُّونَ: إِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهَا مُنْفَرِدَة بِالطُّهْرِ من الْحيض لَا يشركها فِيهِ الذّكر فَلم يحْتَج إِلَى فرق بَينهَا وَبَين الذّكر. وتشترك مَعَه فِي الطَّهَارَة من الْعُيُوب. وَهَذَا خطأ عِنْد الْبَصرِيين لأَنا قد وجدنَا صِفَات كَثِيرَة يشْتَرك فِيهَا الْمُذكر والمؤنث، فَلم يفرقُوا بَينهمَا كامرأة عاشق، وجمل ضامر، وناقة ضامر. وَالْقَوْل عِنْد الْبَصرِيين فِي هَذَا أَن مَا جَاءَ من صِفَات الْمُؤَنَّث بِالْهَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 فَهُوَ مبْنى على الْفِعْل، وَمَا جَاءَ مِنْهُ بغَيْرهَا فَإِنَّهُ على معنى النّسَب. وَقَوله [عَلَيْهِ السَّلَام] : " الْحل ميتَته " يُقَال: حل وحلال كَمَا يُقَال فِي ضِدّه: حرم وَحرَام، وَيُقَال فِي الْحَيَوَان: ميتَة، وَفِي الأَرْض: ميت بِغَيْر هَاء. قَالَ الله تَعَالَى: {إِلَّا أَن يكون ميتَة} وَقَالَ تَعَالَى: {إِلَى بلد ميت} . [وَمعنى " سكبت " صبَّتْ] . و" أصغى " أمال، وكل شَيْء أملته، فقد أصغيته. و" الركب " جمع رَاكب، وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الْإِبِل. " القلس " بِسُكُون اللَّام مصدر قلس يقلس إِذا خرج من فِيهِ وَخَلفه شَيْء مِمَّا فِي جَوْفه، طَعَاما كَانَ أَو مَاء، فَإِذا أردْت اسْم الشَّيْء الْخَارِج [قلت] قلس، مثل الْهدم يُرِيد الْمصدر وَالْهدم اسْم الشَّيْء الْمُتَهَدِّم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 وَأما " الْقَيْء " فَيكون الْمصدر من قاء يقيء، وَيكون الشَّيْء الَّذِي يتقيىء بِلَا فرق بَينهمَا فِي اللَّفْظ. وَهَذَا مِمَّا سمي بِهِ الشَّيْء بِفِعْلِهِ الَّذِي يَفْعَله كَقَوْلِهِم للعين: طرف ولحظ، وللأذن: سمع، وَإِنَّمَا تَعْنِي فِي الْحَقِيقَة مصَادر من قَوْله: طرف، ولحظ، وَسمع. " الصَّهْبَاء " أَرض بِجِهَة خَيْبَر، والصهباء: بِئْر لبني سعد، والصهباء: بِئْر أَيْضا لسعد بن أبي وَقاص. , و " السويق " طَعَام يتَّخذ من قَمح أَو شعير ثمَّ يدق [فَيكون] شبه الدَّقِيق، فَإِذا احْتِيجَ إِلَى أكله ثرد، أَي بل بِمَاء وَلبن أَو رب وَنَحْو ذَلِك. وَقَالَ قوم: هُوَ الكعك. " أبنت " الرجل تأبينا، إِذا مدحته بعد مَوته، وأبنته: إِذا اتهمته [بِسوء] [من الْأَفْعَال] . " الاستطابة " الِاسْتِنْجَاء. يُقَال: استطاب الرجل استطابة وأطاب إطابة. وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " أَو لَا يجد أحدكُم ثَلَاثَة أَحْجَار؟ ". هَذِه الْوَاو عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَأَصْحَابه وَاو الْعَطف دخلت عَلَيْهَا ألف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 الِاسْتِفْهَام، فأحدثت فِي الْكَلَام ضربا من التَّقْرِير، وَقد يكون الِاسْتِفْهَام الَّذِي لَا تَقْرِير فِيهِ، وَقد يحدث فِي الْكَلَام معنى التوبيخ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أفكلما جَاءَكُم رَسُول بِمَا لَا تهوى أَنفسكُم} فَهِيَ تسْتَعْمل على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: تَقْرِير الْمخبر على بعض مَا أخبر بِهِ. وَالثَّانِي: عطف كَلَام الْمُخَاطب على كَلَام الْمُحدث. وَأما التَّقْرِير فَمثل أَن تَقول: جَاءَ زيد وَقَالَ لي كَذَا. فَيَقُول [لَهُ] الْمُخَاطب: أَو قَالَ لَك هَذَا؟ فيستفهمه عَن بعض كَلَامه وَيتْرك بعضه. وَأما الْعَطف فكقول الْقَائِل: جَاءَنِي زيد. فَيَقُول الْمُخَاطب: أَو قَامَ كَأَنَّهُ زَاد عطف الْقيام على الْمَجِيء الَّذِي نطق بِهِ الْمخبر فَلم يكن مِنْهُ على ثِقَة فاستفهمه عَنهُ، وَقد يكون على ثِقَة فاستفهمه على جِهَة التَّقْرِير والتوبيخ وَنَحْو ذَلِك من الْمعَانِي. وَقَوله [عَلَيْهِ السَّلَام] " وَإِنَّا إِن شَاءَ الله ". فِيهِ وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن يكون أَرَادَ لاحقون فِي الْإِيمَان لَا فِي الْمَوْت توقيا من الْفِتْنَة فِي الدّين كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز حاكيا عَن نبيه وخليله إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {واجنبنى وَبنى أَن نعْبد الْأَصْنَام} وَكَذَلِكَ عَن يُوسُف الصّديق [صلى الله على نَبينَا وَعَلِيهِ] : {توفنى مُسلما وألحقنى بالصالحين} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 وَيدل على صِحَة هَذَا التَّأْوِيل قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَا مُقَلِّب الْقُلُوب قلب قلبِي على طَاعَتك ". وَالْوَجْه الآخر: أَن الْعَرَب قد تشبه " إِن " الَّتِي للشّرط ب " إِذا "، كَمَا تشبه " إِذا " فِي بعض الْمَوَاضِع ب " إِن " لِأَن " إِذا " تضارع " إِن " فِي أَنَّهَا تحْتَاج إِلَى جَوَاب. والشيئان إِذا تضارعا، فقد يحمل كل وَاحِد على صَاحبه. فمما شبهت فِيهِ " إِن " ب " إِذا " قَوْله تَعَالَى: {إِن شَاءَ الله آمين} وَمِمَّا شبهت فِيهِ " إِذا " ب " إِن " قَول أَوْس بن حجر: (إِذا أَنْت لم تعرض عَن الْجَهْل والخنا ... ) (أصبت حَلِيمًا أَو أَصَابَك جَاهِل ... ) وإعراضه عَن الْجَهْل مِمَّا يُمكن أَن يكون، وَيُمكن أَلا يكون. وَهَذَا من مَوَاضِع " إِن " لَا من مَوَاضِع " إِذا "، لِأَن " إِذا " إِنَّمَا بَابهَا أَن تسْتَعْمل فِي الْأُمُور الَّتِي وُقُوعهَا مَضْمُون كَقَوْلِه: إِذا احمر الْبُسْر فأتني، وَإِذا كَانَ اللَّيْل فألقني. و" الفرط " والفارط الَّذِي يقدمهُ الْقَوْم أمامهم إِذا أَرَادوا ورد المَاء ليصلح لَهُم الأرشية، ويمد الْحَوْض، ويستقي المَاء، يضْرب مثلا لكل من تقدم، وَمِنْه فِي الدُّعَاء على الطِّفْل: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لنا فرطا " أَي: أجرا نرد عَلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 و " الْغرَّة " بَيَاض فَوق الدِّرْهَم يكون فِي وَجه الْفرس، فَإِذا كَانَ أقل فَهِيَ قرحَة. و" التحجيل " بَيَاض يبلغ نصف الوظيف أَو ثلثه أَو ثُلثَيْهِ بعد أَن يتَجَاوَز الأرساغ وَلَا يبلغ الرُّكْبَتَيْنِ والعرقوبين، وَلَا يكون التحجيل وَاقعا بيد أَو يدين حَتَّى يكون مَعَهُمَا أَو مَعهَا رجلَانِ [أَو رجل] . و" البهم " الشَّديد الخضرة حَتَّى تشبه السوَاد، والبهم جمع بهيم وَهُوَ الَّذِي لَا شية بِهِ وَلَا وضح أَي لون كَانَ. وَالْأَصْل بهم فسكن لتتابع الضمتين، كعنق وعنق. " فليذادن " فليدفعن، وَاللَّام لَام الْقسم فَإِنَّهُ قَالَ: " وَالله ليذادن " أَي أَن هَذَا سَيكون لَا محَالة. وَكَذَلِكَ كل فعل مضارع تدخل أَوله هَذِه اللَّام مَعَ النُّون الثَّقِيلَة، أَو الْخَفِيفَة فَإِنَّمَا هُوَ على نِيَّة الْقسم، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وليعلمن الله الَّذين آمنُوا} [و {لتبلون فِي أَمْوَالكُم} ] ويروى: " فَلَا يذادن " على معنى النَّهْي، وَذَلِكَ أَن الْعَرَب قد توقع النَّهْي عَن الْفِعْل ومرادها غَيره، إِذا كَانَ أحد الْفِعْلَيْنِ مُتَعَلقا بِالْآخرِ، يُوجد بِوُجُودِهِ ويرتفع بارتفاعه. فَتَقول للرجل: لَا يضربنك، وَلَا يأكلنك الْأسد، أَي: لَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 تتعرض لذَلِك، بِأَن تفعل فعلا يؤديك إِلَيْهِ. وَمن هَذَا الْبَاب قَول الله تَعَالَى: {فَلَا تموتن إِلَّا وَأَنْتُم مُسلمُونَ} فَلَيْسَ الْمَوْت بِفعل لَهُم فينتهوا عَنهُ، وَلكنه السَّبَب الَّذِي من أجل توقعه يجب على الْإِنْسَان أَن يثبت على الْإِسْلَام، وَيقدم الْأَعْمَال المرضية. وَالْمعْنَى: لَا يجدنكم الْمَوْت إِذا جَاءَ إِلَّا على هَذِه الْحَالة. وَقَوله: " هَلُمَّ " هَذِه الفصيحة القرشية، لَا يلحقون ضمير الِاثْنَيْنِ وَلَا الْجَمَاعَة وَلَا الْمُؤَنَّث ويدعونها مُفْردَة فِي كل حَال لِأَنَّهَا مركبة من " هَاء " الَّتِي هِيَ للتّنْبِيه و " لم " الَّتِي بِمَعْنى الْأَمر. وعَلى هَذِه اللُّغَة جَاءَ الْقُرْآن، قَالَ الله تَعَالَى: {هَلُمَّ إِلَيْنَا} . وَبَنُو تَمِيم يجرونها مجْرى الْفِعْل، فَيَقُولُونَ: " هَلُمَّ " للمفرد الْمُذكر و " هلما يَا رجلَانِ " و " هلموا يَا رجال " و " هَلُمِّي يَا امْرَأَة " و " هلمين يَا نسَاء ". و" السحق " الْبعيد مضموم الْحَاء وبإسكانها لُغَتَانِ. و" المقاعد " مصاطب كَانَت حول الْمَسْجِد يقْعد عَلَيْهَا. وَقيل: كَانَت حِجَارَة بِقرب دَار عُثْمَان يقْعد عَلَيْهَا، وَاحِدهَا مقْعد، والمقعد اسْم لكل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 مَكَان يقْعد فِيهِ، فَإِذا كَانَ مَكَانا يُقَام فِيهِ على الْأَقْدَام قيل لَهُ مقَام وَقد يُسمى مقْعدا. قَالَ الله جلّ ذكره: {مقاعد لِلْقِتَالِ} . وَقيل: معنى المقاعد هَاهُنَا أَعنِي فِي الْآيَة من قَوْلك: قعد فلَان لفُلَان، إِذا أعد لَهُ مَا يقْعد عَلَيْهِ. وَقد يجوز أَن تكون المقاعد فِي الْآيَة من قَوْلهم: قعد على الْفرس والناقة واقتعدهما إِذا ركبهما. وَيُقَال للْفرس الَّذِي يتَّخذ للرُّكُوب قعدة. " فآذنه بِصَلَاة الْعَصْر وأعلمه بِحُضُور وَقتهَا ". آذنته بِالْأَمر، إِيذَانًا أَي أعلمته. و" الزلف " السَّاعَات وَاحِدهَا زلفة، وَسميت بذلك من الازدلاف، وَهُوَ الْقرب والساعات يقرب بَعْضهَا من بعض ويتصل بِهِ، والزلفى إِلَى الله تَعَالَى: القربي إِلَيْهِ وَمِنْه الْمزْدَلِفَة. و" الأشفار " حُرُوف الأجفان [وأطرافها الَّتِي بنيت عَلَيْهَا الشفر واحدتها شُفْرٌ وشَفْر وشَفْرُ كل شَيْء حرفه] وَكَذَلِكَ شفيره. وَمِنْه شفر الرَّحِم، وشفير الْوَادي، وَقد يُسمى الشّعْر النَّابِت على الشفر شفراً [سمي] بمنبته من بَاب تَسْمِيَة الشَّيْء باسم الشَّيْء إِذا كَانَ مِنْهُ بِسَبَب. كَقَوْلِهِم للْمَرْأَة ظَعِينَة وَإِنَّمَا الظعينة: الهودج الَّذِي يظعن بهَا فِيهِ وَقيل: بل الظعينة الْمَرْأَة وَسمي الهودج بهَا. وَالظَّاهِر من حَدِيث الصنابجي أَنه أَرَادَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 بالأشفار: الشّعْر لَا حُرُوف الأجفان. وَقَوله: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحانت صَلَاة الْعَصْر " الْمَعْنى: وَقد حانت، وَلَا بُد من تَقْدِير " قد " هَاهُنَا [لِأَن الْجُمْلَة] فِي الْحَال مَوضِع [لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي هَذِه الْحَال] والماضي لَا يصلح أَن يكون حَالا إِلَّا أَن يكون مَعَه " قد " مظهرة أَو مضمرة. و" الخطوة " و [الخطوة] ، الْمصدر من خطوت، وَهِي الْمرة الْوَاحِدَة من الخطو. وَفرق الْفراء بَينهمَا فَقَالَ: بِالْفَتْح الْمصدر وبالضم مَا بَين الْقَدَمَيْنِ. و" السَّعْي " الْمَشْي سَرِيعا كَانَ أوغير سريع، وَلكنه فِي هَذَا الحَدِيث السرعة، وَكثير من النَّاس يَعْتَقِدُونَ أَنه السّير السَّرِيع خَاصَّة. وَقَوله: " لن تُحْصُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 الإحصاء فِي هَذَا الْموضع بِمَعْنى الْقُدْرَة والطاقة كَقَوْلِه عز وَجل: {علم أَن لن تحصوه} وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " من أحصاها دخل الْجنَّة " وَحَقِيقَة الإحصاء إحاطة الْعلم بالشَّيْء حَتَّى لَا يشذ عَنهُ شَيْء، وَذَلِكَ مِمَّا يشق فِي أَكثر الْأُمُور ويتعذر، فَضرب مثلا فِي عدم الطَّاقَة وَالْعجز عَن الشَّيْء. و" نعم " وَنعم لُغَتَانِ وبالكسر لُغَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يُقَال: " رعف " يرعف رعفا ورعافا وَهُوَ الْمَشْهُور. وَحكي فِي الْمَاضِي: رعف ورعف بِالرَّفْع وَالْكَسْر وَلَا يُقَال: رعف على صِيغَة مَا لم يسم فَاعله وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: رعف وَلَا يُجِيز غير ذَلِك، وَهُوَ الْقيَاس بِدَلِيل قَوْلهم فِي الْمصدر رُعَاف، وفعال [إِنَّمَا يَأْتِي] من فعل المفتوح الْعين كالسؤال والنباح والصراخ، وَلَا يكَاد يُوجد من فعل المكسور الْعين وَلَا المضموم هَذَا الْمِثَال، ويروى أَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ لحماد بن سَلمَة: مَا تَقول فِي رجل رعف فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ لَهُ حَمَّاد: لحنت يَا سِيبَوَيْهٍ لَا تقل رعف إِنَّمَا هُوَ رعف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 فَخَجِلَ سِيبَوَيْهٍ، وَقَالَ: سأقرأ علما لَا تلحني فِيهِ، ونهض إِلَى الْخَلِيل بن أَحْمد فَشَكا إِلَيْهِ قصَّته، فَقَالَ الْخَلِيل: رعف هِيَ الفصيحة [ورعف لُغَة غير فصيحة وَلزِمَ سِيبَوَيْهٍ الْخَلِيل فَكَانَ سَبَب براعته] فِي صناعَة النَّحْو. وأصل الرعف التَّقَدُّم والسبق يُقَال: رعف الْفرس الْخَيل. وَقيل لَهُ: رُعَاف لِأَنَّهُ دم يبدر من الْأنف ويندفع. وَقَول عمر رَضِي الله عَنهُ: " وَلَا حَظّ فِي الْإِسْلَام لمن ترك الصَّلَاة " يحْتَمل أَن يكون نفى حَظه جملَة وَجعله كَسَائِر الْكفَّار، وَيحْتَمل أَن يُرِيد لَا كَبِير حَظّ لَهُ فِي الْإِسْلَام، وَلم ينف الْإِسْلَام عَنهُ جملَة كَقَوْلِه عَلَيْهِ السَّلَام: " لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلَّا فِي الْمَسْجِد " و " لَا إِيمَان لمن لَا أَمَانَة لَهُ " وَنَحْو ذَلِك مِمَّا أُرِيد بِهِ نفي الْكَمَال والتمام لَا نفي الْأَمر كُله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 وَقَوله: " من اللَّيْلَة الَّتِي طعن فِيهَا " أَي صبحا من اللَّيْلَة فَحذف اختصارا كَقَوْلِه: اشْتريت من الثِّيَاب أَي: تُرِيدُ ثوبا من الثِّيَاب. و" يثعب " يتفجر، ثعب المَاء وثعب الْحَوْض: الثقب الَّذِي يسيل مِنْهُ المَاء. و" الْمَذْي " مَا يخرج من الذّكر عِنْد الملاعبة، والودي: مِنْهُ بعد الْبَوْل، والمني: مَا يخرج عِنْد الْجِمَاع. يُقَال: منى، وأمنى، وودى وأودى، ومذى وأمذى، وَقد أنكر أودى. وَقَالَ الْأَبْهَرِيّ: وَذي بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَلَا نعلمهُ من أَيْن قَالَ ذَلِك. و" الْمَنِيّ " من منى الله الشَّيْء إِذا قدره وهيأه ليَكُون مِنْهُ الْمَوْلُود. وَسمي الْمَذْي مذيا لبياضه شبه بالعسل الماذي وَهُوَ الْأَبْيَض، وَيُشبه أَن يكون من قَوْلهم: مذيت فرسي وأمذيته: إِذا أَرْسلتهُ ليرعى، وَتركته يذهب حَيْثُ شَاءَ. و" الودي " من قَوْلهم: ودى الشَّيْء إِذا سَالَ، وَمِنْه: الْوَادي لسيلانه بِالْمَاءِ. و" النَّضْح " فِي كَلَام الْعَرَب قد يكون رشا، وَيكون غسلا، وَالْمرَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 بِهِ فِي هَذَا الحَدِيث الْغسْل يُقَال: نضحت الْعين إِذا فارت مَاء. وَقَوله: " مثل الخريزة " كَذَا الرِّوَايَة وَهِي تَصْغِير خرزة، وَهِي حِجَارَة جمعت سوادا وبياضا، وَتسَمى الودعة. والودعة تعلق فِي أَعْنَاق الصّبيان. وَقد رَوَاهُ قوم " الخرزة ". وَيُقَال: " رخصَة " ورخصة، حَكَاهُمَا يَعْقُوب وَغَيره وَلَا يُقَال: رخصَة. يُقَال: لهيت عَن الشَّيْء ألهى، إِذا أغفلت عَنهُ. وَقَالَ الرياشي: سَأَلت أَعْرَابِيًا عَن مصدر لهيت. فَقَالَ: لهيانا. وَيُقَال فِي اللّعب: لهوت ألهو، وَاسم الْفَاعِل مِنْهُمَا جَمِيعًا لاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 (بَاب الْغسْل) " الْغسْل " اسْم المَاء الَّذِي يغسل بِهِ، وَالْغسْل الشَّيْء الَّذِي يغسل بِهِ الدَّرن من طِفْل وصابون وَغَيرهمَا، وَكثير من الْفُقَهَاء يَقُولُونَ: غسل، يُرِيدُونَ فعل الْغَاسِل، وَلَا أعرف أحدا من أهل اللُّغَة قَالَه. وَالْغسْل يكون بتدليك وَبِغير تدليك، يُقَال: غسل الأَرْض الْمَطَر، وغسله الْعرق. أصل " الْجَنَابَة " الْبعد عَن الطَّهَارَة، سميت بذلك لِأَن الْجنب يتَجَنَّب مَوَاضِع التَّعَبُّد وأعماله حَتَّى يغْتَسل، وَالْمَشْهُور فِي فعلهَا أجنب الرجل. وَحكى أَبُو إِسْحَاق: أجنب وجنب. وَيُقَال مِنْهَا: رجل مجنب وجنب والأفصح الْأَشْهر أَلا يثنى وَلَا يجمع وَلَا تلْحقهُ عَلامَة التَّأْنِيث وبهذه اللُّغَة ورد الْقُرْآن الْعَزِيز قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِن كُنْتُم جنبا فاطهروا} . وَمن الْعَرَب من يثني وَيجمع وَيُؤَنث وَلم يسمع فِيهِ غير ذَلِك. " غرفَة " وغرفة، مصدران من غرفت، وَثَلَاث غرفات مَفْتُوحَة الرَّاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 وَمن سكنها فقد أَخطَأ. و" حفنات " محركة الْفَاء لَا غير، والحفنة باليدين جَمِيعًا، والحثية بِالْيَدِ الْوَاحِدَة. كَذَا قَالَ الْأَخْفَش. وَتَكون أَيْضا الحفنة بِالْيَدِ الْوَاحِدَة كَذَا قَالَ صَاحب " الْعين ". وَيُقَال: " أكسل " الرجل يكسل إِذا عجز عَن النِّكَاح، هَذَا هُوَ الْمَشْهُور من اللُّغَة، وكسل عَن الْأَمر يكسل كسلا. وَقَوله: " قبل يَمُوت " هَكَذَا الرِّوَايَة، ويروى أَيْضا: " قبل أَن يَمُوت " وَالْعرب قد تحذف أَن الناصبة وترفع الْفِعْل قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {قل أفغير الله تأمروني أعبد} وَرُبمَا حذفت الْعَرَب أَن وَتركت الْفِعْل مَنْصُوبًا، وَإِنَّمَا يَجِيء ذَلِك فِي الشّعْر. زييد [وزييد] تَصْغِير زيد وَالْأَصْل الضَّم، وَإِنَّمَا يكسر أول الِاسْم فِي التصغير إِذا كَانَ ثَانِي الْكَلِمَة يَاء مثل شييخ وبييت. وَفِي " أُفٍّ " ثَمَانِي لُغَات: أُفٍّ وأفا وأف والتنوين فِي كل وَاحِد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 مِنْهَا، وأف وأفى مثل حُبْلَى. وَقد حُكيَ أفة وتفه. وأصل الأف فِي اللُّغَة: وسخ الْأُذُنَيْنِ والتف: وسخ الظفر، وَقيل: هما بِمَعْنى وَاحِد، ثمَّ ضربا مثلا فِي كل شَيْء مستقذر مستقبح متبرم بِهِ وَإِن لم يكن هُنَاكَ وسخ. أَي أَن ذَلِك الشَّيْء قد حل مَحل الاستقذار. وَمعنى " تربت " عِنْد قوم من الْفُقَهَاء: استغنت وَهَذَا خطأ عِنْد أهل اللُّغَة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال فِي الْغنى: أترب وَأما ترب فَلَا يُقَال إِلَّا فِي الْفقر. وَأما قَوْله: " فاظفر بِذَات الدّين تربت يداك " فقد يحْتَمل أَن يكون من هَذَا الْبَاب، وَقد يكون دُعَاء بالمكروه، وَكَأَنَّهُ خَاطب بذلك من آثر ذَوَات المَال والحسب وَالْجمال على ذَوَات الدّين. وَمن الْعلمَاء من يحملهُ على أَن فِي الْكَلَام حذفا كَأَنَّهُ قَالَ: تربت يداك إِن فاتك مَا أَمرتك بِهِ، ويجعله فِي الدعا. وَيُقَال: " شبه " وَشبه. و" الْخمْرَة " شَيْء كَانَ ينسج من سعف النّخل يسْجد عَلَيْهِ الرجل. وَلَا يُسمى خمرة، حَتَّى يكون بِقدر مَا يضع الْمُصَلِّي عَلَيْهِ جَبهته وَيَديه، وَإِن عظم حَتَّى يعم جسده كُله فَهُوَ حَصِير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 (بَاب التَّيَمُّم) " التَّيَمُّم " شَرْعِي ولغوي، واللغوي الْقَصْد والتعمد، يُقَال: تأممتك وتيممتك، وأممتك، إِذا قصدتك. لَكِن الشَّرْع أوقع هَذَا الِاسْم على مسح الْوَجْه وَالْيَدَيْنِ بِالتُّرَابِ، فانتقل عَن مَوْضُوعه فِي اللُّغَة وعمومه، فَصَارَ مَخْصُوصًا بِهَذَا الْمَعْنى. و" الْبَيْدَاء " الفلاة سميت بذلك لِأَنَّهَا تبيد من سلكها أَي تهلكه. و" ذَات الْجَيْش " فلاة بِنَاحِيَة مَكَّة مرسها الله تَعَالَى وأعزها. وَمعنى " بعثنَا الْبَعِير " حركناه من مبركه وأقمناه مِنْهُ، بعثت الرجل من قومه إِذا أيقظته. وانبعث هُوَ إِذا قَامَ. قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {من بعثنَا من مرقدنا [هَذَا] } . و" الصَّعِيد " يكون التُّرَاب وَيكون وَجه الأَرْض. قَالَ الله تَعَالَى: {فَتُصْبِح صَعِيدا زلقا} وَقَالَ: {صَعِيدا جرزا} والجرز: الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت شَيْئا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وَقَالَ الْخَلِيل: المربد: مَوضِع بِالْبَصْرَةِ كَانَ موقفا للْعَرَب، والمربد أَيْضا مَوضِع بِالْكُوفَةِ. وأصل المربد فِي اللُّغَة: الْموضع الَّذِي يجمع فِيهِ التَّمْر إِذا صرم، وَالْعرب تخْتَلف فِي ذَلِك، فَأهل الْحجاز يسمونه المربد، وَأهل الْعرَاق يسمونه البيدر، وَأهل الشَّام الأندرة، وَأهل الْبَصْرَة الجوخان، وَأهل نجد الجرين، وَقوم من أهل الْمَدِينَة المسطح. و" الْيَد " تقع على الْكَفّ والذراع، والمرفق، والعضد إِلَى الْمنْكب. و" الصَّعِيد الطّيب " النقي الَّذِي لَا نَجَاسَة فِيهِ، وَقيل: هُوَ الْحَلَال. وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَعَلَّك نفست " لَعَلَّ هَاهُنَا ظن وتوقع، وَالْمعْنَى: أَظُنك نفست. . يُقَال: نفست الْمَرْأَة إِذا حَاضَت وَكَذَلِكَ فِي الْولادَة. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: نفست. وَمعنى قَوْلهم: نفست الْمَرْأَة سَالَ نَفسهَا. وَالنَّفس الدَّم، سمي بذلك لِأَنَّهُ يُوجد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 بِوُجُود النَّفس، ويعدم بعدمها، على مَذْهَبهم فِي تَسْمِيَة الشَّيْء باسم غَيره. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي نفسَاء ونفساء، وَحكى اللحياني نفسَاء. وَقد نفست نفاسة، ونفاسة، ونفست نفاسا، وَجمع نفسَاء نِفَاس. " الْمُسْتَحَاضَة " الَّتِي لَا يرقأ دَمهَا. وَقَوله: " تهراق الدِّمَاء " يجوز فِيهِ فتح الْهَاء وتسكينها. وَيُقَال: " قدر " قدر، وَكَذَلِكَ الْقدر الَّذِي هُوَ الْقَضَاء. و" استثفر " الْكَلْب إِذا أَدخل ذَنبه بَين فَخذيهِ، وألصقه ببطنه. واشتقاقه من الثفر، وَهُوَ فرج كل ذِي مخلب. وَمِنْه ثفر الدَّابَّة، لِأَنَّهُ يَقع على ذَلِك الْموضع. و" ذنُوب " الدَّلْو المملوء مَاء وَإِن كَانَت فارغة لم تسم ذنوبا. هَذَا أصل الذُّنُوب، ثمَّ يضْرب مثلا للنصيب والحظ وَإِن لم يكن هُنَاكَ دلو وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ذنوبا مثل ذنُوب أَصْحَابهم} . وَيُقَال: مسواك و " سواك " وَيجمع على مساويك [على] وسوك بِضَم الْوَاو من غير همز، وتسكن الْوَاو كَرَاهِيَة الضمة، من الْعَرَب من يهمزها لانضمامها. وَيُقَال: استاك بِالسِّوَاكِ واستن بِهِ وساك بِهِ فَاه. وشاصه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 يشوصه، وماصه يموصه موصا، فَإِذا مضغ السِّوَاك ليلين طرفه وينشعث قيل: نكثه وأنكثه. وَكَانَت الْعَرَب تستاك بأنواع من الشّجر مِنْهَا الْأَرَاك والبشام، والإسحل وَهُوَ أشهرها، وَالْبَعْض والضر والعتم، وَهُوَ شَبيه بالزيتون ينْبت بالجبال وَمِنْهَا عراجين النّخل، وَمِنْهَا الشت، وأشدها بَيَاضًا للأسنان اليسعور. وَفِي الحَدِيث " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يُعجبهُ أَن يستاك بالضرع ". والضرع: جمع ضَرِيع، وَهُوَ قضيب من الْأَرَاك ينثني فَيسْقط من الشّجر فِي الظل لَا تصيبه الشَّمْس وَهُوَ مَعَ ذَلِك لم يَنْقَطِع من الشَّجَرَة، وَذكر أَبُو حنيفَة أَنه أَلين من الْفَرْع، وَأطيب ريحًا. و" التهجير " البدار إِلَى الصَّلَاة فِي أول وَقتهَا، وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا فِي صَلَاة الظّهْر، لِأَنَّهُ من السّير فِي الهاجرة، وَهِي القائلة، وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " المهجر إِلَى الْجُمُعَة كالمهدي كَذَا " وَيُقَال: هجر وتهجر بِمَعْنى. حبا الصَّبِي يحبو حبوا: إِذا زحف، وحبت النَّاقة: إِذا عرقبت، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 فتحاملت على قَوَائِمهَا الثَّلَاث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 (الْأَذَان) و" التثويب " بِالصَّلَاةِ: إِقَامَتهَا، وَأَصله تَكْرِير الدُّعَاء، وَهُوَ تفعيل من ثاب يثوب إِذا رَجَعَ. والتثويب فِي أَذَان الْفجْر أَن يَقُول: " الصَّلَاة خير من النّوم " سمي بذلك لِأَن الْمُؤَذّن لما قَالَ: " حَيّ على الصَّلَاة حَيّ على الْفَلاح " فَدَعَا النَّاس إِلَى الصَّلَاة ثمَّ قَالَ: " الصَّلَاة خير من النّوم " فثوب أَي عَاد إِلَى دُعَائِهِمْ مرّة ثَانِيَة. و" الْأَذَان " الْإِعْلَام بِالصَّلَاةِ وَهُوَ الِاسْم، والإيذان الْمصدر مثل الْعَطاء والإعطاء، آذنته إِيذَانًا إِذا أعلمته، وَأذن هُوَ بِهِ إِذا أعلمهُ. قَالَ الله تَعَالَى: {وأذان من الله وَرَسُوله} وَسمي أذانا لِأَنَّهُ صَوت يَقع فِي آذان السامعين وأذان وأذين بِمَعْنى. وَمعنى " أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ": أعلم بِهِ وَأقر، وَمِنْه شَهَادَة الشُّهُود، إِنَّمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 هُوَ إعلامهم بِمَا عِنْدهم وَمِنْه {شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة} . وَمعنى قَول الْمُصَلِّي: " الله أكبر الله كَبِير، وَقيل: الله أكبر من كل شَيْء، وَالْأول هُوَ الصَّحِيح. و" السكينَة " الْوَقار، مَأْخُوذَة من السّكُون. و" المدى " الْغَايَة الَّتِي ينتهى إِلَيْهَا، وبالميم الرِّوَايَة فِي " الْمُوَطَّأ "، والندى بعد مَذْهَب الصَّوْت، وَفُلَان أندى صَوتا من فلَان أَي: أبعد مذهبا وأطول. وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَإِنَّهُ أندى صَوتا مِنْك " وَهُوَ مَفْتُوح الأول مَقْصُور، فَإِذا كسرت أَوله مددت. " حَتَّى يظل الرجل إِن يدْرِي. . " بالظاء المشالة، أَي: يُقيم وَيصير، وَالرجل مَرْفُوع بِهِ وَإِن مَكْسُورَة الْهمزَة وَهِي حرف نفي بِمَعْنى مَا، وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع نصب على خبر يظل التَّقْدِير: حَتَّى يصير الرجل لَا يدْرِي كم صلى. وَذكر ابْن عبد الْبر أَن أَكثر الروَاة رَوَوْهُ " أَن يدْرِي " وَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا يدْرِي. وَهَذَا غير صَحِيح لِأَن " أَن " لَا تكون نفيا وَلَا أعلم أحدا من النَّحْوِيين حكى ذَلِك، وَالْوَجْه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 فِي هَذِه الرِّوَايَة أَن تفتح الْيَاء من " يدْرِي " وَتَكون " إِن " هِيَ الناصبة للْفِعْل، وَتَكون يضل بضاد غير مشالة، من الضلال الَّذِي هُوَ الْحيرَة. كَمَا يُقَال: ضل عَن الطَّرِيق، فَكَأَنَّهُ قَالَ: حَتَّى يحار الرجل وَيذْهل عَن أَن يدْرِي كم صلى فَتكون " إِن " فِي مَوضِع نصب لسُقُوط الْجَار. وَقَوله: " قبل أَن يحل الْوَقْت " الْوَجْه: كسر الْحَاء وَكَذَا روينَاهُ لِأَن مَعْنَاهُ: يجب ويحضر. وَإِذا كَانَ حل بِمَعْنى وَجب وَحضر فمستقبله: يحل. قَالَ الله عز وَجل: {أَن يحل عَلَيْكُم غضب من ربكُم} وَهَكَذَا مُسْتَقْبل حل ضد حرم. وَحل من إِحْرَامه مكسور، وَإِذا كَانَ من الْحُلُول فِي الْمَكَان وَالنُّزُول فِيهِ قيل: حل يحل بِضَم الْحَاء، فَإِذا كَانَ من الْحلَل وَهُوَ رخاوة فِي قَوَائِم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 الْفرس قيل: حل يحل بِفَتْح الْحَاء. " مجزىء عَنْهُم " كَذَا الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فِي هَذِه اللَّفْظَة، أجزأني الشَّيْء يجزيني أَي كفاني وجزى عني يَجْزِي أَي قضى عَنى وأغنى، يتَعَدَّى الأول بِنَفسِهِ وتعدي الثَّانِي بعن، قَالَ الله عز وَجل: {لَا تجزى نفس عَن نفس شَيْئا} وَاسم الْفَاعِل مِنْهُ جَازَ. و" البقيع " بَقِيع الْغَرْقَد وَهُوَ العوسج إِذا عظم، وَالْبَقِيع هُوَ مدفن أهل الْمَدِينَة. وَفِي كتاب " الْعين " البقيع: مَوضِع فِيهِ أروم شجر من ضروب شَتَّى وَمِنْه سمي بَقِيع الْغَرْقَد الَّذِي بِالْمَدِينَةِ. و" حَذْو " بِمَعْنى مُقَابل، يُقَال: جَلَست حذوه وحذاه وحذوته وحذوته وحذته بِمَعْنى. و" الْمفصل " من سُورَة قَاف إِلَى آخر الْقُرْآن، وَكَانَ مفصل ابْن مَسْعُود الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 من سُورَة الرَّحْمَن. و" القسي " ثِيَاب مضلعة بالحرير تعْمل بقسي قَرْيَة مِمَّا يَلِي الفرما، وَقيل بالصعيد من قرى مصر، وَلَا وَجه لمن كسر الْقَاف وخفف السِّين. و" خداج " فَاسِدَة. " الْحَصْبَاء " الْحَصَا وَمِنْه المحصب: مرمى الْجمار. وَقَوله: " حَدِيث السن " هَكَذَا الصَّوَاب وَلَو لم يذكر السن لقَالَ: حدث وَلَا يُقَال: حدث السن. وَقَوله: " إِن رجلاي لَا تحملانني " كَذَا الرِّوَايَة بنونين الأولى عَلامَة الرّفْع وَالثَّانيَِة نون الضَّمِير الَّتِي تسمى نون الْوِقَايَة. , " النبيء " بهمز فَيكون من أنبأ ينبىء إِذا أخبر فَهُوَ فعيل بِمَعْنى مفعل كأليم بِمَعْنى مؤلم. ووجيع بِمَعْنى موجع سمي بذلك لِأَنَّهُ أنبأ الْخلق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 بِمُرَاد الله تَعَالَى، وَلَا يهمز فَيكون مخففا من الْهَمْز كَمَا قرىء {إِنَّمَا النسىء} أَو يكون مشتقا من النُّبُوَّة وَهِي الْمَكَان الْمُرْتَفع مثل النجوة. وَالنَّبِيّ مشرف على الْخلق مرفع عَلَيْهِم. وَيُقَال للمرتفع من الأَرْض نَبِي. وَالْقَوْل الثَّالِث أَن يكون سمي نَبيا لِأَنَّهُ وَاسِطَة بَين الْخلق والخالق يقودهم إِلَيْهِ ويصيرون إِلَى ثَوَاب على يَدَيْهِ فَشبه بِالنَّبِيِّ وَهُوَ الطَّرِيق الْوَاضِح الْبَين. وَقَوله: " أقصرت الصَّلَاة " الصَّوَاب تَخْفيف الصَّاد، قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {أَن تقصرُوا من الصَّلَاة} وَلَا وَجه للتشديد هَاهُنَا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي التكثير هَاهُنَا مَوضِع. وَمعنى " نَظرنَا تَسْلِيمه " انتظرناه وَمِنْه [قَوْله] : {انظرونا نقتبس من نوركم} فِي إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْن. و" الخميصة " كسَاء خَز لَهُ علم، وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ كسَاء مربع لَهُ علمَان. وَفِي " الْعين " هِيَ كسَاء أسود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 و " الْحَائِط " الْبُسْتَان سمي بذلك لأحد مَعْنيين إِمَّا لِأَنَّهُ يحوط صَاحبه وَيقوم بمؤنته أَو لِأَنَّهُ يحاط ويحفظ ويبنى حوله حَائِط. و" الدبسي " طَائِر فِي لَونه دبسة وَهِي حمرَة وَسَوَاد، وَزعم قوم أَن الدبيسي هِيَ الْيَمَامَة. " طفق " يفعل كَذَا إِذا أَخذ فِي فعله، وَقد حكى اللغويون طفق وَالْأول أشهر. و" القف " كل مَا ارْتَفع من الأَرْض وَلم يفرط فِي الِارْتفَاع وَهُوَ هُنَا وَاد بِعَيْنِه. وَيُقَال: " ثَمَرٌ " وثَمُرٌ وثُمْرٌ، وَقد قيل: إِن الثُّمْرَ جمع جمع الْجمع كَأَنَّهُمْ جمعُوا ثمرَةً على ثَمَرٍ، وثَمَراً على ثِمَارٍ، وثِمَاراً على ثُمُرٍ، ثمَّ سكنت الْمِيم تَخْفِيفًا فَقيل: ثُمْرٌ. و" تذليل النّخل " أَن يجمع أعذاقه وَهِي عناقيده. وَفِي " الْعين " ذلل الْكَرم إِذا تدلى. وَقَوله: " فَسُمي ذَلِك المَال الْخَمْسُونَ ". كَذَا وَقع وَالْوَجْه رفع المَال وَنصب الْخمسين، أَو رفع الْخمسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وَنصب المَال كَمَا يُقَال: أعطي زيد درهما، وَأعْطِي دِرْهَم زيدا. وَأما وَجه من رفع المَال وَرفع الْخمسين فَرَوَاهُ بِالْوَاو فَإِن يكون على طَرِيق الْحِكَايَة. كَأَن المَال يُسمى الْخَمْسُونَ. " لبس عَلَيْهِ " الرِّوَايَة بِالتَّخْفِيفِ، يُقَال: لبست الْأَمر عَلَيْهِ ألبسهُ لبسا، إِذا خلطته عَلَيْهِ قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {وللبسنا عَلَيْهِم مَا يلبسُونَ} وَأما الثَّوْب فَيُقَال فِيهِ: لبست الثَّوْب لبسا. وَقَوله: " أهم فِي صَلَاتي " الْمَعْرُوف فِي هَذَا عِنْد أهل اللُّغَة وهمت أوهم وهما إِذا غَلطت، ووهمت أهم وهما إِذا ذهب وهمك إِلَى الشَّيْء، وأوهمت أوهم إيهاما إِذا أسقطت الْعَمَل. [الْعَمَل] فِي غسل يَوْم الْجُمُعَة: " الْبَدنَة " النَّاقة الَّتِي تهدى إِلَى الْبَيْت، وَتسَمى الْبَقَرَة بَدَنَة، وَجمع الْبَدنَة بدن. وَقَوله: " " الْوضُوء " الرِّوَايَة على لفظ الْخَبَر، وَالصَّوَاب الْمَدّ على الِاسْتِفْهَام، لِأَنَّهُ توبيخ وتعنيف، كَالَّذي قبله كَقَوْلِه تَعَالَى: (ءآلله أذن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 لكم} وَكَقَوْلِه: {السحر إِن الله سيبطله} فِي حرف أبي عَمْرو. " لَا تعْمل الْمطِي " أَي لَا تُسَافِر عَلَيْهَا، يُقَال: أعملت النَّاقة إِذا صرفتها فِي الْعَمَل، وَتسَمى يعملة، وَالذكر يعْمل وَالذكر يعْمل. وَسميت مَطِيَّة، لِأَن مطاها وَهُوَ ظهرهَا يركب، وَقيل: سميت مَطِيَّة لِأَنَّهَا يمطى بهَا فِي السّير أَي يمد. و" إيلياء " اسْم بَيت الْمُقَدّس. و" مهنته " يجوز كسر الْمِيم وَفتحهَا، فَمن فتح أَرَادَ الْمصدر، وَمن كسر أَرَادَ الْهَيْئَة. وَأنكر الْأَصْمَعِي كسر الْمِيم، وَحكى اللحياني مهنت الْقَوْم أمهنهم مهنة ومهنة ومهنا ثَلَاث لُغَات، إِذا خدمتهم وَلم يفرق بَينهَا. والمهنة الْمرة الْوَاحِدَة الدَّالَّة على الكمية، والمهنة بِالْكَسْرِ الْهَيْئَة والكيفية. و" الْحَرَام " الْمحرم وَالْجمع حرم وَمِنْه " وَأَنْتُم حرم ". و" الْحرَّة " كل أَرض سَوْدَاء الْحِجَارَة كَأَنَّهَا محرقة، وَجَمعهَا حرات وحرار وحرون وأحرون. وحرار الْعَرَب الْمَشْهُورَة خمس: حرَّة بني سليم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 وحرة ليلى، وحرة راجل، وحرة واقم بِالْمَدِينَةِ، وحرة النَّار لبني عبس. و" الأوزاع " الْجَمَاعَات المتفرقة من النَّاس لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا. و" الرَّهْط " من الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْر. و" الْبِدْعَة " كل شَيْء يحدث لم يتَقَدَّم لَهُ نَظِير. والبدعة بدعتان: بِدعَة محمودة وبدعة مذمومة. و" النعاس " نوم خَفِيف لَا يبلغ الِاسْتِغْرَاق، والرقاد الِاسْتِغْرَاق وَكَذَلِكَ النّوم. وَيُقَال: " كَرَاهِيَة " بِالْيَاءِ وَكَرَاهَة بِغَيْر يَاء، لُغَتَانِ فصيحتان. و" الشن " الْقرْبَة البالية، يُقَال: شن وشنة للَّتِي قد يَبِسَتْ وأخلقت. وَيُقَال: " كلفت " الْأَمر أكلفه إِذا تكلفته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 " الْعرض " خلاف الطول، وَالْعرض النَّاحِيَة وَالْوَجْه فِي الحَدِيث فتح الْعين. و" الْفسْطَاط " ضرب من الْأَبْنِيَة، وَفِي " الْعين " الْفسْطَاط مُجْتَمع أهل الكورة حول جَامعهَا. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: كل مَدِينَة جَامِعَة فَهِيَ فسطاط وَمِنْه قيل لمدينة مصر الَّتِي بناها عَمْرو بن الْعَاصِ الْفسْطَاط. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا قيل لمدينة مصر فسطاط لِأَن عَمْرو بن الْعَاصِ ضرب بهَا أبنيته حَيْثُ نزل، فَسُمي الْمَكَان باسم أبنيته , وَفِيه سِتّ لُغَات: فسطاط، وفِسْطاط، وفستاط، وفِسْتَاط، وفُسَّاطٌ، وفِسَّاطٌ حَكَاهَا يَعْقُوب. أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ فِي الْعدَد " وتر " وَفِي الذحل وتر وَيقْرَأ {وَالشَّفْع وَالْوتر (3) } وَتَمِيم تَقول فِي الْعدَد والذحل مَعًا وتر. و " الأسوة " والإسوة الْقدْوَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وَالسَّمَاء " مغيمة " ويروى " مغيمة " يُقَال: أغامت وغامت، وغيمت وتغيمت. " الْفَذ " والفاذ الْفَرد وَيُقَال: كلمة فاذة وفذة، إِذا كَانَت شَاذَّة عَن نظائرها. وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَأحرق " ويروى " فَأحرق "، وهما لُغَتَانِ: أحرقت وَحرقت وَالتَّشْدِيد أبلغ فِي الْمَعْنى. " أَو مرماتين " يرْوى بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا وَفِي " الْعين " المرماة سهم يتَعَلَّم بِهِ الرَّمْي، والمرماة مَا بَين ظلفتي الشَّاة وَهُوَ غير مَعْرُوف، وَالْمَشْهُور فِي المرماة أَنَّهَا السهْم الَّذِي يرْمى بِهِ. والمرماة بِالْفَتْح: الْغَرَض الَّذِي يرْمى إِلَيْهِ وَهُوَ المرمى أَيْضا. و" الْهدم " بتسكين الدَّال مصدر هدمت، وَالْهدم اسْم الشَّيْء الْمُتَهَدِّم والْحَدِيث يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ، وَالرِّوَايَة بِسُكُون الدَّال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 " الجحش " الخدش، والألم يحدث فِي الْعُضْو عَن صدفة وضغط. " تبص " بالصَّاد، ويروى بالضاد الْمُعْجَمَة، وَهُوَ الصَّوَاب وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يَنْبع مِنْهَا مَاء قَلِيل. يُقَال: بضت الْحجر يبض إِذا رشح مِنْهُ المَاء. وَكَذَلِكَ بضت الْبِئْر. وَقَالَ ابْن الْقَاسِم: قَالَ لى مَالك: وَهُوَ البصيص وَهُوَ البضيض أَيْضا. فَمن روى " تبض " أَرَادَ تجْرِي، وَمن قَرَأَهَا " تبص " أَرَادَ لمعان المَاء وقلته. اخْتلف فِي مَسَافَة " ريم " من الْمَدِينَة. فَقَالَ مَالك: نَحْو من أَرْبَعَة برد، وَقَالَ ابْن شهَاب: ثَلَاثُونَ ميلًا، وريم هَذَا مكسور الرَّاء. يجوز " ثَمَان رَكْعَات " بالنُّون وثماني بِالْيَاءِ لُغَتَانِ، وَإِثْبَات الْيَاء أفْصح وأقيس، لِأَن الْيَاء إِنَّمَا تحذف من مثل هَذَا فِي حَال الرّفْع والخفض وَتثبت فِي حَال النصب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 قَوْله [عَلَيْهِ السَّلَام] : " قومُوا فلأصلي لكم " يرويهِ كثير من النَّاس بِالْيَاءِ، وَمِنْهُم من يفتح اللَّام ويسكن الْيَاء ويتوهمه قسما، وَذَلِكَ غلط، لِأَنَّهُ لَا وَجه للقسم هَاهُنَا، وَلَو كَانَ قسما لقَالَ: " فلأصلين " بالنُّون وَإِنَّمَا الرِّوَايَة الصَّحِيحَة " فلأصل " على معنى الْأَمر ,. وَالْأَمر إِذا كَانَ للمتكلم وَالْغَائِب كَانَ بِاللَّامِ أبدا، وَإِذا كَانَ للمخاطب كَانَ بِاللَّامِ وَبِغير اللَّام. " الأتان " الْأُنْثَى من الْحمير دون الذّكر، وَيُقَال للذّكر: العير والمسحل، وَمن قَالَ أتانة للْأُنْثَى فقد غلط. و" ناهزت " قاربت، وأصل المناهزة تقَارب الشَّيْئَيْنِ حَتَّى يناطح كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه. " أَهْوى " وَهوى يُقَال: هوى من فَوق إِلَى أَسْفَل، وأهوى من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 أَسْفَل إِلَى فَوق، وَالصَّحِيح أَن أَهْوى وَهوى لُغَتَانِ بِمَعْنى، هويت إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ وأهويت. قَالَ بَعضهم: هوى يهوى هويا إِذا صعد وهويا إِذا هَبَط " ينمي ذَلِك " يرفع ذَلِك. نميت الحَدِيث إِذا حدثت [بِهِ] على جِهَة الْخَيْر وَالصَّلَاح. ونميته إِذا حدثت بِهِ على جِهَة الشَّرّ وَالْفساد. ونمي الْخَيْر إِلَيْنَا إِذا طَرَأَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 (الْقُنُوت) " الْقُنُوت " لَفْظَة تتصرف على وُجُوه وَمَعَان، ف القنوت الْقيام والقنوت الصَّلَاة، والقنوت الدُّعَاء، والقنوت الْإِمْسَاك عَن الْكَلَام، والقنوت الطَّاعَة وَالْإِقْرَار بالعبودية لله سُبْحَانَهُ. و" أَسْوَأ السّرقَة " من رَوَاهُ هَكَذَا جعله جمع سَارِق نَحْو كَافِر وكفرة، وظالم وظلمة. وَمن رَوَاهُ السّرقَة لم يَصح إِلَّا على حذف مُضَاف كَأَنَّهُ قَالَ: سَرقَة الَّذِي. " عطن الْإِبِل " مبركها بِقرب المَاء، وَهُوَ المعطن بِفَتْح الْمِيم وَكسر الطَّاء. و" مراح الْغنم وَالْإِبِل " الْموضع الَّذِي تروح إِلَيْهِ بالْعَشي عِنْد رُجُوعهَا من المرعى. وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " " يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 كَذَا يرويهِ المحدثون، وَهِي لُغَة لبَعض الْعَرَب يلحقون الْفِعْل عَلامَة التَّثْنِيَة و [الْجمع] واللغة الفصيحة الْإِفْرَاد، وَقد تَأَول بعض الْعلمَاء قَوْله تَعَالَى: {وأسروا النَّجْوَى} على هَذِه اللُّغَة. والتعاقب والمعاقبة: المداولة. " بَين ظَهْري " هَذَا الْكَلَام أَكثر مَا تستعمله الْعَرَب بالتثنية. وَيَقُولُونَ: فلَان بَين ظَهْري النَّاس، وَبَين ظهرنيهم بنُون مَفْتُوحَة. " الْغمر " المَاء الْكثير الَّذِي يغمر من دخل فِيهِ أَي يغطيه. و" قافية " الرَّأْس مؤخره وَمِنْه قافية الشّعْر لِأَنَّهَا آخر الْبَيْت. قَوْله: " يَوْم تَأْكُلُونَ " الصَّوَاب تَنْوِين يَوْم. وَقَوله: " صلوا رجَالًا " أَي رجالة واحدهم راجل وَيجمع أَيْضا على رجال وَرِجَال وَرجل ورجلة. وَقَالُوا أَيْضا للَّذي يمشي على قَدَمَيْهِ: رجل بِلَفْظ الرجل الَّذِي يُرَاد بِهِ الْإِنْسَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 (الْكُسُوف) الْكُسُوف والخسوف، سَوَاء وهما يكونَانِ فِي الشَّمْس وَالْقَمَر جَمِيعًا، [وَلَا وَجه لمن فرق بَينهمَا فَجعل أَحدهمَا للشمس وَالْآخر للقمر] . وَيُقَال فِي تصريف الْفِعْل من الخسوف و الكسوف : خسف يخسف، وكسف يكسف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 ( الاستقساء ) " اللَّهُمَّ اسْقِ " يرْوى بِالْقطعِ من أسقيت، وبالوصل من سقيت وَقَالَ بَعضهم: سقى وأسقى، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " اللَّهُمَّ ظُهُور الْجبَال " أَي اخصص بِهِ ظُهُور الْجبَال، أَو أمطر ظُهُور الْجبَال فَحذف لما كَانَ فِيهَا بَقِي دَلِيل عَلَيْهِ، وَمِنْه قَول الْمُؤَذّن: " الصَّلَاة رحمكم الله " أَي عَلَيْكُم الصَّلَاة. [و " الآكام " الكدا وَاحِدهَا أكمة] . قَوْله: " فانجابت " أَي انفرجت، وَهُوَ انفعلت من جبت الْقَمِيص إِذا فتحت جيبه. و" الْحُدَيْبِيَة " مُخَفّفَة الْيَاء: مَوضِع بَين الْحل وَالْحرم، وَكَذَا قَيده أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ، وَكَانَ الْكسَائي يشددها والأصمعي يُنكر ذَلِك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 و " السَّمَاء " الْمَطَر سمي بذلك لِأَنَّهُ [من السَّمَاء] ينزل. " عائذا بِاللَّه " فِي نَصبه ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: أَن يكون مَنْصُوبًا على الْحَال الْمُؤَكّدَة النائبة مناب الْمصدر السَّادة مسده، وَالْعَامِل فِيهِ مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ: أعوذ بِاللَّه عائذا، وَلم يذكر الْفِعْل لِأَن الْحَال نائبة عَنهُ. وَالثَّانِي: أَن يكون مصدرا جَاءَ على مِثَال فَاعل لقَولهم: عوفي عَافِيَة، وفلج فالجا. وَالْأول مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، وَالثَّانِي مَذْهَب الْمبرد. وَالْقَوْل الثَّالِث: أَنه لوُقُوعه موقع الْفِعْل الْمُضَارع وَهُوَ مَذْهَب الْكُوفِيّين. قَول أَسمَاء: " فَقلت آيَة " الرِّوَايَة بِالرَّفْع على خبر ابْتِدَاء مُضْمر أَي هَذِه آيَة، وَيجوز النصب على معنى أرى آيَة. وَقَوله: " فَأَشَارَتْ برأسها أَن نعم " أَن هَذِه تسمى الْعبارَة تفسر مَا قبلهَا وتعبر عَن الْمَعْنى الَّذِي قصد بِهِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَن امشوا} وَلَا تقع هَذِه إِلَّا بعد كَلَام، مَعْنَاهُ كمعنى القَوْل، لِأَن إشارتها برأسها بِمَنْزِلَة قَوْلهَا " نعم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 " الكرابيس " جمع كرباس، وَهُوَ المرحاض الَّذِي لَهُ قناة قَائِمَة، وَأما الَّذِي فِي الأَرْض فَيُقَال لَهُ: الكنيف. " الْعين " نَاحيَة الْقبْلَة، تَقول الْعَرَب: مُطِرْنَا بِالْعينِ وَمن الْعين إِذا كَانَ السَّحَاب ناشئا من نَاحيَة الْقبْلَة. و" غديقة " بِفَتْح الْعين كَثِيرَة المَاء قَالَ الله عز وَجل: {مَاء غدقا} وَلَا يعرف اللغويون " غديقة " وَالْفُقَهَاء يَرْوُونَهُ كَذَلِك. " المرحاض " من رحضت الشَّيْء إِذا غسلته، والكنيف من كنفت الشَّيْء إِذا سترته وَمِنْه قيل للترس كنيف. و" اللبنة " الطوبة والآجرة، وكل شَيْء رفعته من حجر وَنَحْوه فقد لبنته. وَيُقَال: لبنة وَالْجمع لِبَنٌ وَلِبْنٌ كَسِدْرَةٍ، وَسِدَرٍ وَسِدَرٍ، وَمن قَالَ لبنة قَالَ لبن. يُقَال: " بساق " وبصاق وبزاق. وَأما بسقت النَّخْلَة إِذا ارْتَفَعت فَلم يحك فِيهَا غير السِّين على أَنهم قد قَالُوا: كل سين وَقع بعْدهَا حرف استعلاء جَازَ قَلبهَا صادا. و" النخاعة " والنخامة سَوَاء، وَقيل: بِالْعينِ من الْفَم وبالنون وَالْمِيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 للأنف. و" التلبيب " أَن تضع فِي عنق الرجل ثوبا، وتقبض عَلَيْهِ، والتلبيب أَيْضا أَن تقبض على مَكَان لببه وتضغطه. واللبب واللب وسط الصَّدْر، وكل من تحزم وَجمع ثَوْبه على نَفسه، وتشمر فقد تلبب. " صلصلة الجرس " صَوته. " فَيفْصم عني " [أَي] يَزُول عني فَصمت الشَّيْء وانفصم إِذا انْكَسَرَ وَقيل بِالْفَاءِ إِذا انصدع وَلم وَلم يبن، وبالقاف إِذا بَان بعضه من بعض، و " تفصد " الْعرق وَالْمَاء فصدا إِذا سالا " الفوق " الْموضع الَّذِي يوضع مِنْهُ على الْوتر عِنْد الرَّمْي، وَالْجمع أفواق وَيُقَال أَيْضا: فوقة والجموع فَوق. و" التماري " والامتراء والمرية والمرية بِكَسْر الْمِيم وَضمّهَا، الشَّك فِي الشَّيْء، وَالْفِعْل مِنْهُ تمارى تماريا، وامترى امتراء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 و " مكث " فَهُوَ ماكث، وَمكث فَهُوَ مكيث. و" السكن " مَا سكنت إِلَيْك نَفسك وأنست بِهِ، وَسمي اللَّيْل سكنا لِأَن كل شَيْء يسكن فِيهِ عَن الْحَرَكَة وَالتَّصَرُّف. و" فالق الإصباح " ينْتَصب عِنْد سِيبَوَيْهٍ على النداء. وَقَوله [عَلَيْهِ السَّلَام] : ليعزم الْمَسْأَلَة " أَي لينفذها ويمضها. والعزم أَيْضا إِنْفَاذ الشَّيْء وإمضاؤه والحزم صِحَة الرَّأْي. وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " مَا لم يعجل فَيَقُول " مَنْصُوب على جَوَاب النَّفْي أجريت " لم " حِين كَانَ مَعْنَاهَا النَّفْي مجْرى مَا فِي قَوْلهم: " مَا أَنْت بصاحبي فأنصرك ". " وعيت " الشَّيْء أعيه وعيا فَأَنا واع، فهمته إِذا جمعته فِي قَلْبك حَتَّى لَا يشذ مِنْهُ شَيْء، كَمَا يجمع الشَّيْء فِي الْوِعَاء، وَأما المَال وَالْمَتَاع فَيُقَال: أوعيت بِالْألف أوعي فَأَنا موع. " التنزير " أَن يلح الرجل على المسؤول حَتَّى يشق عَلَيْهِ سُؤَاله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 " ثكلته أمه " فقدته. و" الرَّمية " كل مَا رمي من صيد وَغَيره. تَقول الْعَرَب: بئس الرَّمية الأرنب. وَإِنَّمَا يُقَال لَهَا رمية مَا لم ترم، فَإِذا رميت قيل رمى بغَيْرهَا. و" مرق السهْم " مروقا، خرق مِنْهَا وتجاوزها. وَالرجل خرج من الطَّاعَة وَالدّين بِقُوَّة، وَجه شبه ذَلِك مروق السهْم. و" النصل " الشَّفْرَة. و" الْقدح " السهْم. وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا " كَذَا الرِّوَايَة و [هُوَ الْوَجْه] وَالْقِيَاس وَرَوَاهُ بَعضهم " إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا " فَيكون هَذَا من بَاب صَلَاة الأولى، وَمَسْجِد الْجَامِع. وَقَوله: " من يدعوني " من رَوَاهُ هَكَذَا جعل " من " استفهاما. وَنصب مَا بعد الْفَاء كَمَا قَالَ الله عز وَجل: {وَمن عَاد فينتقم الله مِنْهُ} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 وَقَول ابْن عَبَّاس: " إِذا قَامَ من جَوف اللَّيْل " من بِمَعْنى فِي. و" الْمَسِيح " بِالْحَاء على لفظ الْمَسِيح عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام لَا فرق بَينهمَا بالنطق فِي اللَّفْظ، وَإِنَّمَا يفرقان فِي الِاشْتِقَاق. وَفِي اشتقاق الْمَسِيح فِي حق عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وعَلى نَبينَا سِتَّة أَقْوَال. قَالَ ابْن عَبَّاس: كَانَ لَا يمسح بِيَدِهِ ذَا عاهة إِلَّا برأَ. وَقَالَ النَّخعِيّ: الْمَسِيح الصّديق. وَقَالَ أَبُو عبيد: أَظن هَذِه الْكَلِمَة عبرانية أَو سريانية، مشيحي فعربت. وَقَالَ ابْن عَبَّاس أَيْضا فِي رِوَايَة عَطاء عَنهُ: سمي مسيحا لِأَنَّهُ كَانَ أَمسَح الرجل أَي لَا أَخْمص لقدميه. وَقيل: سمي مسيحا لِأَنَّهُ خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن. وَقيل: بل كَانُوا يمسحون الْمَوْلُود بالدهن وَكَانَ هَذَا سنة لَهُم. وَقيل: الْمَسِيح الْجَمِيل الْوَجْه يُقَال على وَجهه مسحة من جمال وَمِنْه قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي جرير: " يطلع عَلَيْكُم من هَذَا الْفَج خير ذِي يمن، عَلَيْهِ مَسحه ملك من جمال " وَكَانَ جرير من أجمل النَّاس وَجها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 وَقَالَ ثَعْلَب: سمي مسيحا لِأَنَّهُ مسح الأَرْض أَي قطعهَا. وَأما " الدَّجَّال " فَقيل لَهُ مسيح لِأَنَّهُ أَعور إِحْدَى الْعَينَيْنِ وَجَاء فِي حَدِيث " أَنه مَمْسُوح إِحْدَاهمَا " قَالَ الْخَلِيل: يُقَال: رجل مَمْسُوح الْوَجْه إِذا لم يبْق على أحد شقي وَجهه حَاجِب وَلَا عين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 (كتاب الْجَنَائِز) و" الْإِنَابَة " الرُّجُوع إِلَى الله تَعَالَى والاستعاذة بِهِ. و" الْهَرج " الْفِتْنَة وَالْقَتْل. " السدر " شبه النبق وَهُوَ ثَلَاثَة أَنْوَاع مَا كَانَ مِنْهُ على المَاء قيل لَهُ عبري وعمري، وَمَا كَانَ مِنْهُ بريا قيل لَهُ: ضال وَمَا توَسط من هَذَا العبري والضال، قيل لَهُ: أشكل لِأَنَّهُ لم يسْتَحق أَن يُسمى عبريا، وَلَا ضَالًّا فأشكل أمره. و" الحقو " الْإِزَار، وهذيل يَقُولُونَ: حقو جمعه فِي أقل الْعدَد أَحَق وَفِي الْكثير حقاء. وَالثيَاب " السحولية " هِيَ ثِيَاب قطن تعْمل بِموضع يعرف بسحول. وَأما السحل فَهُوَ ثوب لَا يبرم ثَوْبه أَي لَا يفتل طاقتين، يُقَال: سحلوا الثَّوْب إِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 لم يفتلوا سدله، وَهُوَ السحيل أَيْضا. وَقيل: هُوَ ثوب أَبيض من قطن. و" مشق " بِكَسْر الْمِيم الْمغرَة، يُقَال مِنْهُ ثوب ممشوق وممشق، وَمِنْه قَول طَلْحَة لعمر: إِنَّمَا هُوَ مشق. وَقَول جَابر: كُنَّا نلبس فِي الْإِحْرَام الممشق. وَإِنَّمَا هِيَ مَدَرَة وَلَيْسَت بِطيب. وَقَوله: " إِنَّمَا هُوَ للمهلة " كَذَا رَوَاهُ يحيى، وَالْمَعْرُوف المهلة والمهلة فَإِذا حذفت تَاء التَّأْنِيث قلت: الْمهل بِضَم الْمِيم لَا غير وَرَوَاهُ أَبُو عبيد: " إِنَّمَا هُوَ للمهل " وَقَالَ: الْمهل فِي هَذَا الحَدِيث الصديد والقيح وَهُوَ فِي غَيره كل شَيْء أذيب من جَوَاهِر الأَرْض كالذهب وَالْفِضَّة والنحاس. والمهل عكر الزَّيْت. وَحكى صَاحب " الْعين " أَنه يُقَال لخثارة الزَّيْت مهل ومهل ومهلة وَأكْثر رُوَاة " الْمُوَطَّأ " على مهلة بِالْكَسْرِ. و" الْجِنَازَة " والجنازة لُغَتَانِ وَقيل: الْجِنَازَة الْمَيِّت والجنازة السرير يُرِيد النعش وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْجِنَازَة النعش إِذا كَانَ عَلَيْهِ الْمَيِّت، وَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 يُقَال لَهُ دون ميت جَنَازَة. وَقَالَ الدينَوَرِي، الْجِنَازَة النعش، وَلَا يُقَال للْمَيت جَنَازَة. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي " بَاب فِعالة وفَعَالة " هما لُغَتَانِ، وَقَالَ فِي بَاب " مَا جَاءَ بِالْكَسْرِ والعامة تفتحه " إِن الْجِنَازَة بِكَسْر الْجِيم وَإِن الْفَتْح خطأ. وَكَذَلِكَ قَالَ فِي " مسَائِله ". والجنازة أَيْضا الشَّيْء الَّذِي ثقل على الْقَوْم واغتموا بِهِ. و" البقيع " مدفن النَّاس، وَهُوَ مُشْتَقّ من قَوْلهم: مَا أَدْرِي أَيْن يَقع أَي أَيْن ذهب، لِأَن المدفون لَا يدرى مَا صَارَت إِلَيْهِ حَاله. وَيُقَال لطيب الْمَيِّت " حنوط " وحناط يُقَال: حنَّطتُه وحنَطَتُه. من روى: " مت " فَهُوَ من مَاتَ يَمُوت، وَمن روى: " متُّ " فَهُوَ من مَاتَ يمات مثل خَاف يَخَافُ، وَمِنْهُم من يَقُول: مت أَمُوت. " النَّجَاشِيُّ " والنِّجاشِيُّ بِالْفَتْح فِي النُّون وَالْكَسْر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 وَقَوله: " فَأخْرج بجنازتها " كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة، وَكَأن الْوَجْه فَخرج بجنازتها، لِأَن النَّحْوِيين لَا يجيزون اجْتِمَاع الْهمزَة وَالْيَاء فِي نقل الْفِعْل. و" الزِّنَا " بِمد وبقصر، فَمن نسبه إِلَى أحد قصره وَمن نسبه إِلَى الزَّانِيَيْنِ مَعًا، مده لِأَنَّهُ فعل من الِاثْنَيْنِ. " الأفذاذ " الْأَفْرَاد. و" اللَّحْد " أَن يمال بِالْمَيتِ إِلَى أحد شقيه الْقَبْر، وَمِنْه لحد فِي الدّين وألحد إِذا انحرف عَن طَرِيق الْحق، وَعدل عَنهُ، فَإِذا لم يكن ميل فَهُوَ الضريح. وَقَوله: " أَيهمَا جَاءَ أول عمل عمله " كَذَا الرِّوَايَة بِضَم أول، وَهُوَ ظرف يبْنى على الضَّم حِين قطع عَن الْإِضَافَة، وَيجوز فِيهِ النصب والتنوين إِذا اعتقدت فِيهِ التنكير وَلم يَجعله معرفَة، فَتَقول: جَاءَ أَولا. و" الكرازين " الفؤوس والمساحي وَاحِدهَا كرزين وكرزان. و" العقيق " وَاد بالحجاز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 وَقَوله " فَجعل يسكتهن " من سكت ويروى: " يسكتهن " من أسكت وَالْعرب تسْتَعْمل السُّكُوت بمعنيين. أَحدهمَا: ضد الْكَلَام. وَالثَّانِي: بِمَعْنى السّكُون قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {وَلما سكت عَن مُوسَى الْغَضَب} وكلا الْمَعْنيين يَلِيق بِحَدِيث جَابر بن عبد الله. يُقَال " جهاز " وجهازٌ، وَهُوَ مَا يتجهز بِهِ الرجل ويستعد بِهِ لسفره. و" المطعون " الَّذِي يُصِيبهُ الطَّاعُون، وَفعله طعن الرجل، وَيُقَال: طعن فِي بَطْنه إِذا مَاتَ. و" ذَات الْجنب " الشنوصية، وَيُقَال: إِنَّهَا فِي الْجَانِب الآخر من مَوضِع الشنوصية يُقَال مِنْهُ رجل جنب ومجنوب. و " الحرق " المحترق بالنَّار. " الْمَرْأَة تَمُوت بِجمع " وبجمع يُقَال: هِيَ الَّتِي يَمُوت وَلَدهَا فِي بَطنهَا. [وَيُقَال للعذراء الَّتِي لم تفتض هِيَ بِجُمع وَبِجُمع] وَالْأول أصح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 " الْجنَّة " السّتْر. " الحامة " الْقَرَابَة. وَقَول عمر رَضِي الله عَنهُ: " مَا لم يكن نقع وَلَا لقلقَة ". فالنقع رفع الصَّوْت، وَقيل: هُوَ وضع التُّرَاب على الرَّأْس، وَقيل: شقّ الْجُيُوب، واللَّقْلَقَةُ شدَّة الصَّوْت، وَكَذَلِكَ اللقلاق. وَالنَّقْع فِي غَيره هَذَا: طَعَام الْقدوم من السّفر. وَقَوله: " وجد عَلَيْهَا " أَي حزن والأسف الْحَسْرَة والتلهف. و" مكث " وَمكث، وَقَرَأَ عَاصِم وَحده بِالْفَتْح. " المختفي " هُوَ النباش سمي بذلك لاستخراجه أكفان الْمَوْتَى، يُقَال: خفيت الشَّيْء وأخفيته إِذا أظهرته، فَأَما أخفيت بِالْألف فَتكون الْإِظْهَار وَتَكون السّتْر وَمن قَرَأَ: {أكاد أخفيها} أجَاز أَن يُرِيد أظهرها لقربها، وَجَاز أَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 يُرِيد أسترها من نَفسِي فَكيف أطْلعكُم عَلَيْهَا؟ وَمن قَرَأَ " أخفيها " فَمَعْنَاه أظهرها لَا غير. " اللَّهُمَّ الرفيق الْأَعْلَى " الرِّوَايَة بِالنّصب وَالْعَامِل فِيهِ فعل مُضْمر كَأَنَّهُ قيل لَهُ: مَا تخْتَار؟ فَقَالَ: أخْتَار الرفيق الْأَعْلَى. وَلَو رفع لَكَانَ جَائِزا على أَنه خبر فَقَالَ: اخْتِيَاري الرفيق الْأَعْلَى. وَمِنْه قل الْعَفو، وَقل الْعَفو. والرفيق اسْم مُفْرد يُرَاد بِهِ الْجمع قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {وَحسن أولائك رَفِيقًا} . و" عجب الذَّنب " الْعظم الَّذِي [يكون] فِي أَسْفَل الظّهْر. و" النَّسمَة " الرّوح. يُقَال: " رجعت " الشَّيْء وأرجعته وَمِنْه قَوْله عز وَجل: {فَإِن رجعك الله إِلَى طَائِفَة مِنْهُم} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 يُقَال: " ذررت " الشَّيْء فِي الرّيح وأَذْرَيْتُه وَذريته وذرت الرّيح الشَّيْء وأذرته. وَقَالَ قوم: معنى أذرته قلعته من أَصله، وذرته طيرته. و" الجمعاء " المجتمعة الْخلق الَّتِي لم ينقص من خلقهَا شَيْء. و" الجَدْعاء " المقطوعة الْأذن، وَيسْتَعْمل الجدع أَيْضا فِي الْأنف. و" نصب الدُّنْيَا " تعبها وَفعله نصب ينصب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 (كتاب الزَّكَاة) " الزَّكَاة " النَّمَاء، وَالصَّدَََقَة من الصدْق، لِأَن مخرجها مُصدق بِمَا وعد عَلَيْهَا من الثَّوَاب، أَو من قَوْلهم: حمل على قرنه فَصدق، إِذا حقق الحملة. والمتصدق مقدم على الصَّدَقَة من غير خوف الْفقر كَمَا يخافه الْبَخِيل الْمَانِع للصدقة، وَلِهَذَا سموا الْبُخْل جبنا، والجود شجاعة. وَالصَّدَََقَة وَالزَّكَاة اسمان لما يُخرجهُ النَّاس من أَمْوَالهم فِي وُجُوه الْبر فرضا كَانَ أَو نفلا، غير أَن الْأَغْلَب أَن مَا يخرج من الْحَيَوَان وَمن غَيره زَكَاة. وَقد جرت الْعَادة بِتَسْمِيَة الْفَرْض زَكَاة والتطوع صَدَقَة. " الوسق " سِتُّونَ صَاعا، والوسق أَيْضا وقر الْبَعِير، أوسقت الْبَعِير إِذا أوقرته، والوسق الْعدْل، والوسق مُشْتَقّ من قَوْلهم وسقت الشَّيْء وسْقا إِذا ضممت بعضه إِلَى بعض، واستوسقت الْإِبِل فِي السّير [واتسقت] إِذا انضمت وَتَتَابَعَتْ، وَمِنْه: {واليل وَمَا وسق} أَي: ضم وَجمع. و" الذود " من الْإِبِل مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر، وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 الْإِنَاث. و" الْأُوقِيَّة " مُشْتَقَّة من الأوق، وَهُوَ الثّقل، يُقَال: ألْقى عَلَيْهِ أوقه، وَيُقَال فِي جمعهَا: أواقي وأواق. " الْوَرق " المَال من الْفضة. وَالْوَرق: المَال من الْغنم وَالْإِبِل. واشتقاق الْوَرق من أَوْرَق الشّجر يورق. وَجعلُوا المَال لصَاحبه كالورق فِي الشّجر، وَلذَلِك سموهُ ريشا ورياشا، لِأَنَّهُ ينْهض صَاحبه إِلَى مَا يحب كَمَا ينْهض الريش الطَّائِر. و" الْعين " المَال الناض من الذَّهَب وَالْوَرق، وَعين كل شَيْء خِيَاره وأفضله. و" الناض " أفضل المَال وخيره. و" الْمَاشِيَة " من الْحَيَوَان، مُشْتَقّ من مَشى إِذا نَهَضَ يُرَاد بِهِ نماؤه. وتناسله. يُقَال: مَشى المَال، وأمشى الرجل إِذا كثرت مَاشِيَته. " الأعطيات " جمع أعطية، وأعطية: جمع عَطاء فَهُوَ جمع الْجمع. وَالعطَاء يكون اسْما للشَّيْء الْمُعْطى، وَيكون مصدرا بِمَعْنى الْإِعْطَاء. " الْمَعْدن " من قَوْلهم: عدن بِالْمَكَانِ يعدن عدنا، وعدونا، إِذا أَقَامَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 بِهِ. سمي بذلك لإِقَامَة الْجَوَاهِر بِهِ. وَمن قَالَ، مَعْدن أَو مَعْدن، فقد أَخطَأ لِأَنَّهُ مفعل، مثل: مضرب من ضرب. و" الْقبلية " مَوضِع. و" الْفَرْع " مَوضِع وَيُقَال: الْفَرْع. و" النّيل " الْعَطاء. وَقَوله " قطع السُّلْطَان لفُلَان " إِذا أقطعه كَذَا فَتكون الْهمزَة معاقبة اللَّام وَالْأَشْهر أقطعه. يُقَال: بدأت الشَّيْء وبدأت بِهِ، وَلَا يجْتَمع التَّشْدِيد وَالْبَاء، وَيجوز بَدأته بِالتَّخْفِيفِ. " أوصى " ووصى لُغَتَانِ. " الْعرض " من المَال مَا لَيْسَ بِنَقْد. و" الناض " المَال الصَّامِت من الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم واشتقاقه من نض المَاء ينض إِذا خرج من حجر وَاسم ذَلِك المَاء النضُّ والنضيض، وَجمعه أنضة ونضائض، والنضيض أَيْضا: الْقَلِيل من الْمَطَر. و" الشجاع " الْحَيَّة الَّتِي توَاثب الْفَارِس والراجل، وَيقوم على ذَنبه وَقيل: هُوَ الثعبان. و" الْأَقْرَع " الَّذِي يتمعط شعره لِكَثْرَة مَا جمع من السم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 و " الزبيبتان " النكتتان السوداوان اللَّتَان فَوق عَيْنَيْهِ، وَهُوَ أَخبث مَا يكون. " ابْن مَخَاض، وَابْنَة مَخَاض " الَّذِي قد أكمل سنة وَدخل فِي الثَّانِيَة لِأَن أمه فِيهَا من الْمَخَاض، وَهِي الْحَوَامِل، فَإِذا دخل فِي الثَّالِثَة فَهُوَ ابْن لبون وَابْنَة لبون، لِأَن أمه ذَات لبن، فَإِذا دخل فِي الرَّابِعَة فَهُوَ حق وَهِي حقة لِأَنَّهُ يسْتَحق الْحمل عَلَيْهِ فَإِذا دخل فِي الْخَامِسَة فَهُوَ جذع وجذعه. و" الطروقة " هِيَ الَّتِي يعلوها الْفَحْل، يُقَال: طرق الْفَحْل النَّاقة فطرقها طرقا. وَيُقَال للفحل إِذا كثر مِنْهُ: طرق. و" السَّائِمَة " اسْم يَقع على مَا يسرح من الْمَاشِيَة ويرعى. والسوم: الذّهاب فِي كل وَجه. و" العوار " والعوار الْعَيْب، وَالْعرب تسمي كل مستقبح أَعور والكلمة القبيحة عورا. و" السوية " الْعدْل والإنصاف وَهِي من الاسْتوَاء. و" الرقة " الْوَرق وَأَصلهَا ورقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 وَيُقَال: " ربع " وَربع وَكَذَلِكَ فِي كل كسر إِلَى الْعشْر. يُقَال لولد الْبَقَرَة أول سنة " تبيع " وَتبع فِي لُغَة بني كلاب فَإِذا دخل فِي الثَّانِيَة فَهُوَ جذع، وَفِي الثَّالِثَة ثني، وَفِي الرَّابِعَة رباع، وَفِي كتاب " الْعين " التبيع: الْعجل من أَوْلَاد الْبَقر وَأَوْلَاد الضَّأْن والمعز فِي أسنانها كأولاد الْبَقر إِلَّا أَن ولد الضَّأْن أول سنة يُقَال لَهُ حمل وَولد الْمعز جدي، ثمَّ تنقلهما فِي الْأَسْنَان كتنقل أَوْلَاد الْبَقر. و" الْخرص " والخرص مصدران وَقيل: الْخرص المخروص نَفسه، والخرص فِي اللُّغَة: التخمين والحزر وَالتَّقْدِير: الَّذِي لَيْسَ مَعَه يَقِين، يُقَال: خرصت الرجل يخرص إِذا قَالَ بِالظَّنِّ. و" الرطب " التَّمْر الَّذِي أدْرك وَصلح للْأَكْل، يُقَال مِنْهُ أرطب النّخل فَهُوَ مرطب. وَالرّطب النَّبَات الْأَخْضَر قبل أَن يجِف، وَالرّطب ضد الْيَابِس من كل شَيْء. وَقَوله: " إِن ثَمَر النخيل وَالْأَعْنَاب يُؤْكَل رطبا " فَهُوَ مَفْتُوح الطَّاء وَالثَّمَر اسْم لحمل كل شَجَرَة، يُقَال: شجر مثمر إِذا طلع ثمره، وثامر إِذا أنضج ثمره. وَالثَّمَر اسْم لحمل النَّخْلَة خَاصَّة، وَأكْثر مَا يَقع عَلَيْهِ هَذَا الِاسْم بعد يبسه، وَمِنْه: ثمرت اللَّحْم إِذا قددته وجففته. وَيُقَال: أثمرت النَّخْلَة، إِذا حملت التَّمْر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 وَيُقَال: " حصاد " وحصاد. و" السَّقْي " مصدر سقيت، والسقي المَاء الَّذِي يسقى بِهِ وَيُسمى المسقي أَيْضا سقيا كالرعي للنبات الَّذِي يرْعَى. و" النَّضْح " السَّقْي بالسواني والدوالي وَهِي الخطارات. و" الغرب " الدَّلْو الْعَظِيمَة. وَيُقَال: " عشر " وَعشر وعشير وَكَذَلِكَ جَمِيع الْأَجْزَاء من الثُّلُث إِلَى الْعشْر إِلَّا الرّبع فَإِنَّهُم لَا يَقُولُونَ فِيهِ ربيع وَإِنَّمَا يَقُولُونَ: ربع وَربع لَا غير. و" الجعرور " مصران الْفَأْرَة، وَيُقَال أَيْضا: معى الْفَأْرَة. و" عذق ابْن حبيق " وَيُقَال: خبيق، كلهَا أَنْوَاع من تمر الْحجاز، والعذق: النَّخْلَة كلهَا، والعذق كناستها. " الكناسة " العنقود من التَّمْر خَاصَّة. و" البردي " تمر وسط. و" البرني " صنف جيد مِنْهُ. وَأَرَادَ ب " الطَّعَام " هَاهُنَا اللَّبن، أَي: اتْرُكُوا ذَوَات اللَّبن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 و " العقال " صَدَقَة عَام قَالَه الْكسَائي وَاخْتَارَهُ أَبُو عبيد. وَقيل: العقال: أَن يَأْخُذ الْمُصدق الْفَرِيضَة بِعَينهَا، فَإِذا أَخذ الثّمن قيل: أَخذ نَقْدا وَقيل: أَرَادَ بالعقال مَا يعقل بِهِ الْبَعِير، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح لِأَنَّهُ ذهب إِلَى التحقير والتقليل مُبَالغَة كَقَوْل الْقَائِل: لَو منعتني حَبَّة مَا تركتهَا عنْدك. وَقَالَ قوم: مَعْنَاهُ: لَو كَانَ لي عِنْدهم عقال يعقل بِهِ الْبَعِير ثمَّ مَنَعُونِي إِيَّاه لجاهدتهم عَلَيْهِ. " استقى " استدعى الْقَيْء. يُقَال لما سقت السَّمَاء " عذي " وعذي، وَمَا كَانَ من الْأَنْهَار وَالْعين غيل وسيح، وَلما شرب بعروقه من ثراء الأَرْض ورطوبتها ونداها من غير سقِِي سَمَاء وَلَا غَيرهَا وَلَا عُيُون وَلَا مَاء مشرب وَلكنه يستمد من رُطُوبَة الثراء أَو يمتص من ندوته وَهَذَا قَول الْأَصْمَعِي، وَقَالَ الْكسَائي: الْفِعْل هُوَ العذي بِعَيْنِه. و" الربى " الْقَرِيبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ، فَهِيَ تربى وَجَمعهَا ربَاب بِضَم الرَّاء، وَأما الربَاب فَهِيَ الْمدَّة الَّتِي يَقع عَلَيْهَا فِيهَا هَذَا الِاسْم وَذَلِكَ مَا بَين وِلَادَتهَا إِلَى تَمام خمس عشرَة لَيْلَة، يُقَال: هِيَ فِي ربابها. و" الماخض " الْحَامِل الَّتِي شارفت الْولادَة والمِخاض والمَخاض: وجع الْولادَة. فَإِذا أردْت الْإِبِل الْحَوَامِل قلت: مَخَاض لَا غير وَاحِدهَا ماخض. و" غذَاء الْغنم " صغارها وَاحِدهَا غذي لِأَنَّهُ يغذى بِاللَّبنِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 و " الحافل " الَّتِى امْتَلَأَ ضرْعهَا من اللَّبن وَكَأن الْوَجْه حافلة، وَلَكِن جَاءَ هَذَا على معنى النّسَب أَي ذَات حفل. و" الحزرات " خِيَار المَال، واحدتها حزرة. وَقَالَ ابْن بكير عَن اللَّيْث: الحزرات: وجع الْقلب. وَمعنى " نكبوا " اعدلوا، يُقَال: نكب عَن الطَّرِيق ونكب. وَيُقَال " ضَأْن " وضأن وضئين وضئين، وأضؤن وأضنان، والواحدة ضائنة. وَيُقَال: " معز " ومَعَزٌ ومِعْزَى، وأُمْعُوزٌ ومَعِيزٌ. والواحدة ماعزةٌ، وَالذكر مَاعِز. " النّصاب " أصل المَال، وأصل كل شَيْء. و" النَّوَاضِح " الْإِبِل الَّتِي تخرج المَاء من الْبِئْر. و" الغرب " الدَّلْو الْعَظِيمَة. وَقَوله: " فَصَاعِدا " أَي: فزائدا على ذَلِك وَلَا يجوز فِيهِ غير النصب، وَلَا تسْتَعْمل بِالْوَاو وَإِنَّمَا تسْتَعْمل بِالْفَاءِ أَو بثم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 " السخلة " ولد الشَّاة والماعزة حِين تضعه أمه ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى، وَهُوَ البهمة أَيْضا، وَجمع سخلة: سخل وسخال وسخلات. وبهمة وبهم وبهام وبهمات. و" الأكول " الشَّاة الَّتِي تسمن لتأكل، وَلَيْسَت بسائمة وَرَوَاهُ بَعضهم الأكيلة وَذَلِكَ خطأ إِنَّمَا الأكيلة المأكولة كأكيلة السَّبع، وَلَيْسَت [الأكيلة] مِمَّا تسمن لتأكل. " القطار " من الْإِبِل: الْجَمَاعَات الَّتِي تسير يُقَال: قطر فِي الأَرْض قطورا إِذا ذهب. و" الذِّمَّة " الْعَهْد لِأَن من نكثه ذمّ. و" النعم " اسْم يَقع على الْإِبِل وَلَا يَقع على الْبَقر، وَلَا على الْمعز، وَلَا على الضَّأْن، فَإِذا اخْتلطت الْإِبِل قيل لجميعهم: نعم. و" الْجَزُور " النَّاقة الَّتِي تنحر، وَأما الجزرة فَهِيَ من الْغنم. و" الصغار " والصغر: الإذلال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 و " العشور " جمع عشر [كجند وجنود، وَبرد وبرود. يُقَال: عشرت الدَّرَاهِم] عشرا وعشورا إِذا كَانَت عشرَة فَأخذت مِنْهَا وَاحِد. وعشرتها: إِذا كَانَت دون الْعشْرَة. قَالَ الْخَلِيل: العشور: نُقْصَان والتعشير: إتْمَام. وَيُقَال: عشرت الْقَوْم أعشرهم، إِذا أخذت عشر أَمْوَالهم وعشرتهم أعشرهم إِذا ضرب لَهُم عاشرا. و" الذّرة " الْحبَّة الَّتِي تسمى الجاروس الْهِنْدِيّ وَمِنْهَا أَبيض وأسود. وَفِي " الْأرز " سِتّ لُغَات: أُرُزٌ، وأَرُزٌ، وأُرْزٌ، وأرز، وَرَزٌ، ورُنْزٌ. و" اللوبيا " مَمْدُود لَا غير، وَتسَمى الدجر. و" الأكمام " الأغشية الَّتِي يكون فِيهَا الزَّرْع وَالثَّمَر وَاحِد كم، وَيُقَال: أكمة، وكمائم وواحدها كمام بِكَسْر الْكَاف. يُقَال " حديقة " لإحداقه لما فِيهِ من الثَّمر وَغَيره. و" القطنية " بِكَسْر الْقَاف مُشَدّدَة الْيَاء لُغَة شامية وَتسَمى أَيْضا الخلفة. " الحمص " البلسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 و " الباقلاء " والباقلى إِذا شددت اللَّام قصرت، وَإِذا خففت مددت. " الظّهْر " الْإِبِل الَّتِي تحمل عَلَيْهَا الأثقال، وَهُوَ اسْم للْجمع، يُقَال: ظهر الْجمل ظِهَاره إِذا قوي على الْحمل فَهُوَ ظهر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 (كتاب الصّيام) " النبط " جنس من الْعَجم يسكنون بِالشَّام وَالْعراق، ومنزلتهم هُنَالك منزلَة القبط بِمصْر. " وجد " يجد وجدا: إِذا حزن، وموجدة: إِذا غضب. وَقع فِي بعض النّسخ " أَلا أخْبرتهَا " وَهِي لُغَة لبَعض بني عَامر. " لإربه " أَو أربه، والأرب الدهاء وجودة الْعقل، والإرب أَيْضا الْعُضْو، وَيكون الإرب أَيْضا جمع إربة كسدرة وَسدر، والأربة الْحَاجة قَالَ تَعَالَى: {غير أولى الإربة} وَيُمكن أَن يكون لُغَة فِي الإرب كَمثل وَمثل، وَشبه وَشبه، وَأما من رَوَاهُ " لأربة " فالأرب " الْحَاجة " لَا غير. " الصّيام " وَالصَّوْم الْإِمْسَاك، وَمِنْه قيل للسكوت: صَوْم، لِأَنَّهُ إمْسَاك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 عَن الْكَلَام، وَبِذَلِك فسر قَوْله: {إنى نذرت للرحمن صوما} وَيُقَال: صَامَ الْفرس إِذا وقف، وَأمْسك عَن المرعى. وَصَامَ النَّهَار إِذا قَامَ قَائِم الظهيرة. و" الْفطر " من فطرت الشَّيْء، إِذا ابتدأته كَأَنَّهُ ابْتَدَأَ حَالَة أُخْرَى غير الصَّوْم. و" رَمَضَان " من الرمض، وَهُوَ أَن تحرق الرّجلَانِ من شدَّة الْحر، يُقَال للحجارة المحمية فِي الشَّمْس: رَمْضَاء، وَسمي رَمَضَان بذلك، وَإِن كَانَ يكون فِي أشهر الْحر وَالْبرد، لِأَن فرض صِيَامه نزل فِي أشهر الْحر، فَلَزِمته للاسمية وَلم ينْتَقل بانتقاله. كَمَا سميت سَائِر الشُّهُور لمعان وَقعت فِي التَّسْمِيَة ثمَّ لَزِمت. وَجمع رَمَضَان: رمضانات، ورماضين، ورماض وأرمضة على حذف الزَّوَائِد. " كرَاع العميم " بِعَين غير مُعْجمَة، وأصل الكراع: مَا استطال من الْحرَّة. وكراع كل شَيْء: طرفه، والعميم: النبت المتكاثف الَّذِي يعم الأَرْض ويروى بالغين غير مُعْجمَة. اخْتلف أهل اللُّغَة فِي حد الْيَوْم وَالنَّهَار، فَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: حد النَّهَار من طُلُوع الْفجْر إِلَى غُرُوبهَا، وحد الْيَوْم من طُلُوع الْفجْر إِلَى مغيب الشَّمْس، وَلَا يُقَال لما قبل طُلُوع الشَّمْس نَهَارا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وَقَالَ يَعْقُوب: إِذا طلع الْفجْر فَأَنت مفجر حَتَّى تطلع الشَّمْس. وَهَذَا شَبيه بقول النَّضر. وَفِي كتاب " الْعين " عكس قَول النَّضر. وَقَالَ الْمبرد: وَحَقِيقَة الْيَوْم مسيرَة الشَّمْس من الْمشرق إِلَى الْمغرب وأوله طُلُوع الْفجْر إِلَى أَن يَبْدُو النَّهَار، وَقَالَ فِي حد النَّهَار: انفجار الضياء من طُلُوع الْفجْر إِلَى غرُوب الشَّمْس. وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النّظر أَن الْيَوْم وَالنَّهَار جَمِيعًا أَحدهمَا طُلُوع الْفجْر إِلَى مغيب الشَّمْس، وَدَلِيل ذَلِك إِجْمَاع الْمُسلمين على أَن الْيَوْم الْمَفْرُوض صَوْمه أَو الْمَنْذُور إِنَّمَا هُوَ من طُلُوع الْفجْر إِلَى مغيب الشَّمْس، وَمَا قَالَه من تقدم ذكره فَغير صَحِيح. " أَنه دَاخل الْمَدِينَة " كَذَا الرِّوَايَة وَيجوز " دَاخل الْمَدِينَة " وبالوجهين قَرَأَ الْقُرَّاء: {كاشفات ضره} و {ممسكات رَحمته} . " الْعرق " المكتل الْعَظِيم، وَسمي عرقا لِأَنَّهُ يعْمل [عرقة] ثمَّ [يضم] بَعْضهَا إِلَى بعض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 " العبيط " الطري. وَقَوله: " وَكَانَت بنت أَبِيهَا " أَي: كَانَت جرئية لَا تبالي بقول الْحق، وَلَا من تَسْتَحي من السُّؤَال عَن دينهَا. وَقع فِي بعض النّسخ " حَتَّى تمّ سبعه " وَفِي بَعْضهَا " سبوعه " وَالْوَجْه أَن تكون جمع سبع كبرد وبرود، وجند وجنود، وَمن قَالَ: إِنَّه أَرَادَ الْأُسْبُوع فَهُوَ خطأ، إِنَّمَا يُقَال: طَاف بِالْبَيْتِ أسبوعا، كَذَا ذكره اللغويون وأنكروا قَول عَامَّة الْمشرق سبوعا. وَقَوله: " وَيرجع حَلَالا من الطَّرِيق " يُقَال: رجل حَلَال أَي مَحل، وَيُقَال: حرَام أَي: محرم. يُقَال: " كبر " الرجل إِذا أسن، وَكبر الْأَمر إِذا عظم وَمن ضم الْبَاء فِي حَدِيث السن فقد أَخطَأ. " الرَّفَث " هَاهُنَا الْكَلَام الْقَبِيح. و" الْجَهْل " ضد الْحلم، وَهُوَ أَن يدع الصَّبْر ويؤثر الِانْتِصَار، وَقد يكون الْجَهْل فِي مَوضِع آخر ضد الْعلم، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه. وهما راجعان إِلَى أصل وَاحِد، وَقد يكون الرَّفَث الْجِمَاع، وَلَيْسَ هَذَا أَيْضا مَوْضِعه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 " الْجنَّة " السّتْر، وَقَالَ قوم: جنَّة من النَّار. " الخلوف " التَّغَيُّر وَالنَّتن، وَمن فتح الْخَاء فقد أَخطَأ، إِنَّمَا هُوَ بِالضَّمِّ مصدر خَلَفَ يخْلُفُ خُلُوفاً. و" الْفَم " لَا يسْتَعْمل فِي الْمِيم إِلَّا إِذا كَانَ مُفردا غير مُضَاف، فَإِن أضيف اسْتعْمل بِحرف اللين، فَقيل: فوك وفاك وفيك. وَرُبمَا اسْتعْمل عِنْد الْإِضَافَة بِالْمِيم وَلم يسْتَعْمل فِي حَال الْإِفْرَاد بحروف اللين إِلَّا فِي قَول العجاج: (خالط من سلمى خياشيم وفا ... ) [رجز] وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " قد تواطت " الْوَجْه تواطأت وَلكنه جَائِز على لُغَة من يَقُول: قريت وأخْطَيْتُ. يُقَال " قِثَّاءُ " وقُثِّاءُ. يُقَال: " عجز الرجل يعجز " وَلَا يُقَال: عجز يعجز إِلَّا إِذا عظمت عجيزته. يُقَال: " كسْوَة " وَكِسْوَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 (كتاب الْجِهَاد) " الْجهد " الْمَشَقَّة، وَهُوَ أَيْضا الْغَايَة، والجهد الطَّاقَة. وَيُقَال: " مَسْكِنٌ " وَمَسْكَنٌ. و " الطيل " والطول: الْحَبل الَّذِي تطول فِيهِ الدَّابَّة. " ناوأت " الرجل مناوأة، ونواء: إِذا عاديته وغالبته، وَسمي مناوأة، لِأَن كل وَاحِد من المتغالبين ينوء إِلَى صَاحبه. " برح " بِي الْأَمر تبريحا: إِذا شقّ عَليّ. قَوْله: " فحصوا " أَي: حَلقُوا الشّعْر عَنْهَا، حَتَّى بدا بَيَاض جلودها. وَيُقَال: " مأكلة " ومأكلة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 يُقَال: " مثلت بِهِ " أمثل مثلا، مثل: قتلت أقتل قتلا، ومثلت أمثل تمثيلا: إِذا أردْت التكثير، وَالتَّشْدِيد أشهر. يُقَال: " مطرس " ومترس مَعْنَاهُ، لَا تخف وَلَا بَأْس عَلَيْك. " النَّفْل " الْغَنِيمَة، وَالنَّفْل أَيْضا: مَا ينفلهُ الإِمَام من شَاءَ. " السهْمَان " جمع سهم. وَهُوَ النَّصِيب والحظ. و" الْبَعِير " يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى من الْإِبِل، وَجمعه: بعر وبعران وأبعرة. وَأكْثر مَا يُقَال للذّكر. وَحكى عَن بعض الْعَرَب: صرعتني بَعِيري. يُقَال: " أبق " العَبْد يأبق ويأبق. وَيُقَال " عَار " الْفرس عيارا فَهُوَ عائر، إِذا فَلت فَذهب على وَجهه. " لَا هَاء الله إِذا " كَذَا الرِّوَايَة وَهُوَ خطأ لَا وَجه لدُخُول " إِذا " هَاهُنَا وَالصَّوَاب " لَا هَاء الله ذَا " وَالْمعْنَى: ذَا مَا أقسم بِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 و " المخزف " النّخل، وَقَالَ ابْن بكير: الأَرْض تزرعها. و" تأثلته " اتخذته أصل مَال والأثلة والأثلة أصل كل شَيْء. و" مثل " وَمثل: لُغَتَانِ. " غل " يغل غلولا: إِذا خَان فِي الْغَنِيمَة، وغل يغل: إِذا أضمر الْعَدَاوَة والحقد. " السمر " شجر طوال لَهُ شواك، وَهُوَ من أَنْوَاع العضاه، وَهُوَ كثير بتهامة. من روى ثمَّ لَا تجدونني بَخِيلًا و [لَا جَبَانًا] " فَهُوَ الْقيَاس لِأَن هَذَا مَوضِع رفع النُّون لَا تسْقط من الْأَفْعَال المضارعة إِلَّا لنصب أَو جزم. وَمن روى " تجدوني " فَإِنَّمَا حذف النُّون تَخْفِيفًا لِاجْتِمَاع النونين على قِرَاءَة من قَرَأَ: {أتحاجوني فِي الله} . و" الْخياط " الْخَيط الَّذِي يخاط بِهِ، وَجمعه: خيط بِضَم الْخَاء وَالْيَاء قَالَه أَبُو زيد، والخياط أَيْضا الإبرة وَمِنْه: {سم الْخياط} والمخيط: الإبرة لَا غير، وَمن روى " أَدّوا الْخياط " أَرَادَ الْخَيط أَيْضا. و" الشنار " مَا يشين الْإِنْسَان وَهُوَ نَحْو الْعَار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 و " الْوَبرَة " بِفَتْح الْبَاء لَا غير وَمن سكنها أَخطَأ. " الخرز " حِجَارَة مجزعة بسواد وَبَيَاض، تنظم نظم الْعُقُود، وَيُقَال لَهَا: الْجزع. و" البردعة " بِفَتْح الْبَاء لَا غير، وَمن كسر الْبَاء فقد أَخطَأ. " العائر " الَّذِي لَا يدرى من رَمَاه. يَاء الْمُتَكَلّم إِذا وَقعت بعد ألف فَهِيَ مَفْتُوحَة أبدا. و" المضجع " المرقد، وَالْمَشْهُور فِيهِ فتح الْمِيم، وَقد حُكيَ فِيهِ الْكسر وَهُوَ شَاذ. يُقَال " بقْعَة " وبقعة، بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا. وَوَقع فِي بعض النّسخ " أنشدتك الله " وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب " نشدتك [الله] . " الأسحم " الْأسود وَالْعرب تسمي الزق: سحم لِأَنَّهُ يسود إِذا قدم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 وَأكْثر مَا يوقعون ذَلِك على زق الْحمر. " ثبج " كل شَيْء ظَهره وَقيل وَسطه. وَقَوله: " فأقره مني السَّلَام " الْوَجْه: فأقرئه، وَلكنه جَاءَ على لُغَة من خفف الْهمزَة وأبدلها حرف لين، فِي قريت وأخطيت. قَوْله: " هَذَا خير " أَي: خير نلته بعملك. " الحفياء " فِي بعض النّسخ مَمْدُود وَفِي بَعْضهَا مَقْصُور وَلم أر فِيهَا ضبطا لأحد مِمَّن تكلم فِي الْمَقْصُور والممدود. و" الأمد " والمدى: الْغَايَة. و" الثَّنية " الطَّرِيق فِي الْجَبَل، وَهِي هَاهُنَا مَوضِع بِمَكَّة دخل مِنْهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَام الْفَتْح. و" الرِّهَان " والمراهنة: الْمُسَابقَة، سمي رهانا لما يوضع فِيهَا من الرهون، يُقَال: أرهنت فِي المخاطرة، فَإِذا أردْت غير المخاطرة قلت: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 رهنت الرَّهْن وأرهنته. وَأنكر الْأَصْمَعِي أرهنت. يُقَال: " سبق " يسْبق سبقا، فَإِذا أردْت الْخطر قلت: سبقا، والسباق والمسابقة: فعل المتسابقين. و" المكاتل " جمع مكتل وَهِي القفة الْعَظِيمَة، وَفِي " الْعين " المكتل الزبيل. " الْخَمِيس " الْجَيْش، سمي كَذَلِك لِأَنَّهُ مقسوم خَمْسَة أَقسَام: مُقَدّمَة، وساقة، وميمنة، وميسرة، وقلب، وَقيل: سمي خميسا لِأَنَّهُ يُخَمّس الْغَنَائِم. و" ساحة الْقَوْم " وباحتهم: فناؤهم، وَجَمعهَا: ساح وباح، وساحات وباحات. " أميطت " أزيلت، يُقَال: مطته وأمطته. و" حفنات " جمع حفْنَة، والعامة يَقُول: حِفنة بِكَسْر الْحَاء وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا الحفنة: هَيْئَة الحفن كالجلسة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 (كتاب الْحَج) " الْأَبْوَاء " مَوضِع بِجِهَة مَكَّة، وَهُوَ مَمْدُود. و" القرنان " منارتان تبنيان على رَأس الْبِئْر من حِجَارَة وَتعرض عَلَيْهَا خَشَبَة تسمى النعامة تعلق مِنْهَا البكرة. و" الشعث " أَن يتلبد الشّعْر ويتشنج لعدم التسريح وَالْغسْل. و" ذُو طوى " [وَاد] بِمَكَّة كَمَا قَالَ الْأَصْمَعِي. وَوَقع فِي كتاب أبي زيد " ذُو طواء " فَأنكرهُ ابْن دُريد وَأَصْلحهُ وَقَالَ: إِنَّمَا الْمَمْدُود ذُو طواء الَّذِي بطرِيق الطَّائِف. و" الغسول " مَا يغسل بِهِ الرَّأْس وَالثَّوْب وَنَحْوهمَا. و" التفث " الْأَخْذ من الشَّارِب، ونتف الْإِبِط، وقص الْأَظْفَار والاستحداد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 و " اللّبْس " مصدر لبست الثَّوْب، واللبس: مصدر لبست عَلَيْهِ الْأَمر، واللباس واللبس مثل الْحَرَام وَالْحرم والحل والحلال. وَقع فِي بعض نسخ " الْمُوَطَّأ ": " فليلبس " بلامين وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَعْضهَا " فيلبس " بلام وَاحِد، وَذَلِكَ خطأ لِأَن لَام الْأَمر لَا يجوز إِسْقَاطهَا إِلَّا فِي ضَرُورَة الشّعْر. و" الورس " شبه الزَّعْفَرَان، ونباته مثل نَبَات السمسم، فَإِذا جف عِنْد إِدْرَاكه، وبلوغه غَايَته، تفتتت أغشيته فينتقص فَيسْقط مِنْهَا الورس. وَذكر أَبُو حنيفَة أَنه لَا يكون بِغَيْر الْيمن. " الدقن " منبت اللِّحْيَة. و" الْحرم " المحرمون، الْوَاحِد: حرَام. و" النقاب " مَا يستر بِهِ الْوَجْه، وَهُوَ مَا وضع على المحجر، فَإِن قرب من الْعَينَيْنِ حَتَّى لَا تبدوا لخفائهما، فَتلك الوصوصة، وَيُقَال لذَلِك البرقع: الوصواص، فَإِذا أنزل إِلَى طرف الْأنف فَهُوَ اللفام بِالْفَاءِ، فَإِذا أنزل إِلَى الْفَم فَهُوَ اللثام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 و " الوقص " أَن يسْقط الرجل عَن دَابَّته فيندق عُنُقه. و" الأخاقيق " وَاحِدهَا خق، وَجمع الخق: أخقاق، وَجمع أخقاق: أخاقيق، وَقيل: وَاحِد الأخاقيق: أخقيق. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: الصَّوَاب لخاقيق وَاحِدهَا لخقوق. و" الجرذان " الفئران، الْوَاحِد جرذ. " كنت أطيب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لحرمه " هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف وَالْحرم هُوَ الْإِحْرَام. وَقَالَ قَاسم فِي " الدَّلَائِل ": " لحرمه بِكَسْر الْحَاء وَأنكر الضَّم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وَقَالَ: إِنَّمَا الْوَجْه لحرمه مثل لِحلِّهِ " وَمَا قَالَه قَاسم غير مَعْرُوف، قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {وَحرَام على قَرْيَة} . و" الشربة " حفر تكون فِي أَسْفَل النَّخْلَة تملأ مَاء فَيكون ريها، وَجمعه شربات وَشرب. وأصل " الإهلال " رفع الصَّوْت، يُقَال: أهل الرجل، قَالَ الْخَلِيل: كَانُوا أَكثر مَا يَكُونُوا يحرمُونَ إِذا أهلوا فَلذَلِك قيل: أهل بِحجَّة أَو بِعُمْرَة. و" قرن ويلملم " ويرمرم بِاللَّامِ وَالرَّاء جبلان. " الْفَرْع " وَالْفرع، وَقد تقدم. " ألب " بِالْمَكَانِ إِذا لزمَه، وَمعنى " لبيْك " لُزُوما لطاعتك بعد لُزُوم وَمعنى " سعديك، مساعدة لَك بعد مساعدة، أَي: مَتى طلبت مني إِجَابَة أَجَبْتُك مرَّتَيْنِ، فالغرض من التَّثْنِيَة هَاهُنَا أَنه يُكَرر لَهُ الْإِجَابَة، والمساعدة مَتى شَاءَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 وَقَوله: " إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك " يجوز فتح الْهمزَة، وَكسرهَا، وبالوجهين جَاءَت الرِّوَايَة، وَمعنى الْفَتْح: لبيْك لِأَن الْحَمد لَك، وَمن كسر الْهمزَة اسْتَأْنف، وَهِي أبلغ فِي الْمَعْنى لِأَنَّهُ يُوجب الْحَمد وَالنعْمَة لله. وَقَوله: " الرغبى " من ضم الرَّاء قصر وَمن فتح مد، وهما لُغَتَانِ مثل: النعماء والنعمى، والبأساء والبؤسى. و" الْبَيْدَاء " الفلاة لِأَنَّهَا تبيد من يسلكها أَي: تهلكه. و" الرُّكْنَيْنِ اليمانيين " اللُّغَة الفصيحة تَخْفيف الْيَاء، يُقَال رجل يمَان مَنْقُوص، مثل: جواد وقاض، وَالْأَصْل عِنْد النَّحْوِيين: يمني خففت يَاء النّسَب وعوضت الْألف مِنْهَا، وَمن الْعَرَب من يشدد الْيَاء وَيجْعَل الْألف زَائِدَة لغير عوض. " الْحَج " الْقَصْد إِلَى الشَّيْء مرّة وَمِنْه المحجة، إِنَّمَا هِيَ الْموضع المتردد عَلَيْهِ بِالْقَصْدِ للمشي. و" الْعمرَة " من الاعتمار وَهِي الزِّيَارَة، وكل زائر مُعْتَمر وَمِنْه: دَار معمورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 وَيُقَال " أحل " وَحل من إِحْرَامه. و" حجر " الْإِنْسَان، وحجره لُغَتَانِ. " الْخبط " مَا يسْقط من ورق الشّجر إِذا خبط فَإِن أردْت الْمصدر سكنت الْبَاء. و" البكرات " جمع بكرَة وَالذكر بكر، وَهِي الصَّغِيرَة من الْإِبِل. و" الْهَدْي " مَا يهدى إِلَى مَكَّة للنحر، وَيُقَال: هدي. وقرىء بهما جَمِيعًا: {حَتَّى يبلغ الْهدى مَحَله} . وَقَالَ قوم: الْهَدْي: الْوَاحِد وَالْهَدْي: الْجَمِيع، كَمَا يُقَال: عبد وَعبيد وكلب وكليب، وَقيل: الْهَدْي جمع هَدِيَّة كثمرة وثمر، ونخلة ونخل. وَسميت " منى " لما يمنى فِيهَا من إِرَاقَة الدَّم، يُقَال: منى الله عَلَيْك بِكَذَا وَكَذَا أَي: قدره وقضاه، وَيُقَال للْقَضَاء: المنى بِفَتْح الْمِيم وَمِنْه: الْمَنِيّ لِأَن الله [تَعَالَى] قدر خلق الْحَيَوَان مِنْهُ وَمِنْه التَّمَنِّي يقدر أمورا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 يطْمع فِي كَونهَا. وَاخْتلف فِي " عَرَفَة " لم سميت عَرَفَة، فَقيل: لاعتراف النَّاس بِذُنُوبِهِمْ، وَقيل: بِالصبرِ على الْقيام وَالدُّعَاء. والعارف الصابر. وَقيل: هِيَ مُشْتَقَّة من الْعرف وَهُوَ الطّيب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {عرفهَا لَهُم} أَي: طيبها. سميت بذلك لِأَن منى تنحر بهَا الْإِبِل فتكثر فِيهَا الدِّمَاء والأقذار، وعرفة ظَاهِرَة من ذَلِك كُله، وَقيل: بل كَانُوا يستعملون الطّيب فِي الْمَوْسِم. وَأما " الْمزْدَلِفَة " فَقَالَ أهل اللُّغَة: إِنَّمَا سميت مُزْدَلِفَة لِأَن النَّاس يزدلفون فِيهَا أَي يتَقرَّب بَعضهم من بعض، وَقيل: لأَنهم يقربون من منى، وَمعنى ازدلف: قرب، وازدلفت الْجنَّة: قربت، وزلفى من اللَّيْل وَاحِدهَا: زلفة أَي سَاعَة بعد سَاعَة، ومنزلة بعد منزلَة، وقربة بعد قربَة، وَمِنْه الْمزْدَلِفَة، قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنَّهَا منزلَة بعد عَرَفَة وَقيل سميت مُزْدَلِفَة لِأَنَّهَا تزدلف العَبْد إِلَى الْجنَّة أَي تقربه مِنْهَا. و" نمرة " مَوضِع مِمَّا يَلِي الشَّام من عَرَفَة. و" الْأَرَاك " مَوضِع مِمَّا يَلِي الْيمن سمي بذلك لِأَنَّهُ ينْبت الْأَرَاك، وَيُقَال لَهُ: ذُو الْأَرَاك، ونعمان الْأَرَاك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 " الطعمة " الرزق بِضَم الطَّاء، وَمَا يطعمهُ الرجل، والطعمة بِكَسْر الطَّاء: الْهَيْئَة وَالْحَال، والطعمة أَيْضا بِكَسْرِهَا: الْكسْب والطعمة: الْمرة الْوَاحِدَة من الطّعْم، وَهُوَ الرزق وَالْأكل. و" الصفيف ": القديد. و" الروحاء " بِالْمدِّ. و" الإثابة " بِضَم الْهمزَة وَكسرهَا. و" الرُّوَيْثَة وَالْعَرج " مَوَاضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة. " الظبي الحاقف " الَّذِي انْضَمَّ إِلَى جنب من الرمل يستظل بِهِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الحاقف المنحني، وكل منحن محقوف. و" الرجل " الْقطعَة من الْجَرَاد. و" النثرة " مَا يلقيه الْإِنْسَان من أَنفه عِنْد الامتخاط، يُقَال: نثر ينثر وينثر نثرا ونثيرا. يُقَال: " يَوْم صَائِف " إِذا كَانَ من أَيَّام الصَّيف. و" الأرجوان " الشَّديد الْحمرَة. " فَإِن تحلج " كَذَا الرِّوَايَة عِنْد الْجُمْهُور، وَرِوَايَة عبيد الله " تخلج " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 وَلَيْسَ بِمَعْرُوف إِلَّا أَن أهل اللُّغَة حكوا " مَا يتخلج هَذَا فِي صَدْرِي " أَي: لَا أَشك فِيهِ، وحكوا: اختلج فِي صَدْرِي الْهم أَي: اضْطربَ وتحرك. وتخالجه الْهم أَي: نازعه وجاذبه، وَهُوَ رَاجع إِلَى ذَلِك الْمَعْنى، وكلا الرِّوَايَتَيْنِ صَحِيحَة. وَيُقَال: " أرخصت " لَهُ فِي الشَّيْء ورخصت وَالْأول أَكثر. و" الأحلة " جمع حَلَال كَمَا أَن الأحرمة جمع حرَام فِي الْقَلِيل. وَحرم فِي الْمَشْي، وَلَا يُقَال فِي الْحَلَال إِلَّا أحلة لَا غير. وَقَوله: " يقرد بعيره " أَي: ينْزع عَنهُ القراد. و" السقيا " مَوضِع. و" الحلمة " والقراد سَوَاء، غير أَن الحلمة أكبر من القراد، وَهَذَا أول مَا يكون صَغِيرا لَا يكَاد يتَبَيَّن لصغره، يُقَال لَهُ قمقامة، فَإِذا اشْتَدَّ وَتبين قيل لَهُ: حمنانة، ثمَّ قراد، ثمَّ حلمة، وَهِي أَشد فِي التناهي إِلَى الْكبر، وَقيل: إِنَّه يُسمى قرادا فِي جَمِيع أَحْوَاله فَإِذا كبر سمي حلمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 و " الشكو " والشكوى، والشكاة، والشكاية سَوَاء. يُقَال: أرخصت من الشَّيْء إرخاصا ورخصت ترخيصاً وَرِوَايَة عبيد الله وَابْن وضاح: " أَو مرأة أَن تطلق " وروى غَيرهمَا " تطلق " وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال: طلقت الْمَرْأَة: إِذا أَصَابَهَا وجع الْولادَة، وَلَا يُقَال: طلقت تطلق إِلَّا من الطَّلَاق. و" حجر الْكَعْبَة " مكسور الْحَاء وَلَا أعلم أحدا حكى فِي حجر الْكَعْبَة الْفَتْح وَالْقِيَاس يُوجِبهُ، لِأَنَّهُ يُقَال لحصن كل شَيْء: حجر وَحجر. و" الرمل " سير سريع كالخبب وَدون الهرولة، يُحَرك الْمَاشِي مِنْهُ مَنْكِبَيْه وجنبيه لشدَّة عدوه، وَهَذَا هُوَ المُرَاد بقوله: " إِذا طَاف بِالْبَيْتِ سبعا ". " الأشواط الثَّلَاثَة " والأشواط جمع شوط وَهُوَ الطّواف، وَالْمرَاد بهَا هُنَا: الأطواف وَهِي جمع طوف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 يُقَال: " استلمت الْحُجْرَة " واستلأمته. الْأَفْصَح فِي " الرُّكْن الْيَمَانِيّ " تَخْفيف الْيَاء، وَمِنْهُم من يشدد الْيَاء. فِي بعض النّسخ " السّبْعين " بِفَتْح السِّين وَفِي بَعْضهَا بِالضَّمِّ، فَمن فتح فَهُوَ الْوَجْه جعله جمعا، وأنثه على معنى الطّواف، أَو لِأَنَّهُ حمله على معنى الْجمع. و" الأطواف " جمع طوف. و" شَعَائِر الله " معالمه الَّتِي ندب إِلَيْهَا الْوَاحِدَة شعيرَة كالصفا والمروة، وَالْبدن المهداة إِلَى الْبَيْت، وَهَذِه هِيَ المُرَاد فِي الْآيَة. و" مر الظهْرَان " مَوضِع على سِتَّة عشر ميلًا من مَكَّة. " هرقت المَاء " وأرقته لَا غير. " مراهقا " بِفَتْح الْهَاء وَفِي بَعْضهَا بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْوَجْه وَمَعْنَاهُ المقارب: الْأَمر المشرف عَلَيْهِ، وَمَعْنَاهُ هُنَا: الَّذِي يكَاد يفوتهُ الْوُقُوف بِعَرَفَة ويتوقع ذَلِك. يُقَال: " رجل حَدِيث السن " فَإِذا لم تذكر السن قلت: حدث لَا غير، وَمن قَالَ: حدث السن فقد أَخطَأ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 " الصَّفَا " جمع صفاة وَهِي الْحِجَارَة الملساء. و" الْمَرْوَة " حِجَارَة شَدِيدَة الصلابة، وَالْجمع مرو. و" الكلا " كلمة مَعْنَاهَا: الزّجر، وَقيل: هِيَ بِمَعْنى لَا. و" الْجنَاح " الْإِثْم مَأْخُوذ، من جنح عَن الشَّيْء إِذا مَال إِلَى غَيره. و" الإهلال " رفع الصَّوْت بِالتَّكْبِيرِ. و" سميت " منى " لما ينمى فِيهَا من الدَّم أَي: يسال. يُقَال: جَلَست حذاءه و " حذوه " وحذوته أَي: قبالته. و" قديد " اسْم مَاء صغرته تَشْبِيها بالقديد وَهُوَ الشرَاك الصَّغِير. " الْحَرج " الْإِثْم، وَأَصله الشّجر الْكثير الملتف الْوَاحِدَة حرجة. يُقَال: " نتجت النَّاقة " على صِيغَة مَا لم يسم فَاعله: إِذا ولدت وأنتجت إِذا حَان نتاجها، ونتجها صَاحبهَا: إِذا تولى أَمر إنتاجها. و " الْمحمل " بِكَسْر الْمِيم وَفتح الثَّانِيَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 و " الْقبَاطِي " ثِيَاب بيض من كتَّان، تتَّخذ بِمصْر، وَاحِدهَا قبطية. يُقَال: " نسك " ونسك وَهِي الذَّبِيحَة الَّتِي يتَقرَّب بهَا خَاصَّة. " وَقع بامرأته " أَي: جامها. وَيُقَال: " ظفر " رَأسه إِذا ألوى شعره وَجمعه، ويروى بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف، وَيُقَال للناصية وَالْجمع ظفائر. " الصّفة " بِنَاء كَانَ خَارج الْمَسْجِد أَيْضا. و" المقصان " لفظ مثنى يُرَاد بِهِ وَاحِد وَإِنَّمَا ثنوه لِأَن كل حَدِيدَة مِنْهَا سَموهَا مقصا. ويروى " عُرَنَة " وعرنة. قَالَ بعض اللغويين: فُرْجَة لما لَهُ شخص يرى، وفرجه فِيمَا لَا شخص لَهُ يرى. يُقَال فِي الْحَائِط والصف: فُرْجَة، وَفِي الضّيق والشدة: فُرْجَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 و " الْعُنُق " سير تستعين فِيهِ الدَّابَّة بعنقها، يُقَال: أعنق إعناقا، " وَالنَّص " أرفع السّير، يُقَال: نَص ينص. و" الْقَصْوَاء " المقطوعة الْأذن، وَيُقَال: جمل أقْصَى وَالْفُقَهَاء يَرْوُونَهُ بِالْقصرِ وَهُوَ خطأ. " السرادق " الخباء الَّذِي يكون حول الْفسْطَاط. وَقَوله: الرواح " مَنْصُوب بِفعل مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ: اعْتد الرواح، أَو: عَلَيْك الرواح. وَقَوله: " فاقصر " هُوَ بِضَم الصَّاد وَوصل الْألف من قصر يقصر و" أَيَّام التَّشْرِيق " هِيَ الْأَيَّام الثَّلَاثَة التابعة ليَوْم النَّحْر. " المعرس " مَوضِع التَّعْرِيس، وَهُوَ أَن ينزل الْمُسَافِر نزلة خَفِيفَة ثمَّ يرحل، وَأكْثر مَا تسْتَعْمل إِذا نزل آخر اللَّيْل. و" المحصب " مَوضِع التحصيب، وَهُوَ الرَّمْي بالحصا وَهِي الْحِجَارَة يُقَال: أحصب الْجمار إِذا عدا فطير الْحَصْبَاء فِي عدوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 و " قفل " قفولا، وقفلا: إِذا رَجَعَ. و" الْبَطْحَاء " الأَرْض السهلة المنبسطة، وَمن أَرَادَ الْمَكَان، قَالَ: الأبطح، وهما صفتان جرتا مجْرى الْأَسْمَاء. " تهريق " يجوز فتح الْهَاء وتسكينها. " أحابستنا هِيَ " الْهمزَة هَاهُنَا لَيست للاستفهام الْمَحْض، وَلكنه على معنى الْإِنْكَار والإشفاق من شَرّ يتَوَقَّع. " عقرى " الرِّوَايَة فِيهِ الْقصر مثل سكرى، وَالصَّوَاب عِنْد أهل اللُّغَة عقرا وحلقا بِالتَّنْوِينِ أَي: عقرهَا الله وحلقها إِذا أَصَابَهَا الوجع فِي حلقها. وَيجوز أَن يُرِيد بِهِ الاستئصال والذهاب شبه بحلق الشّعْر، مِنْهُ قيل للمنية: حلاق. ومجاز رِوَايَة من روى " عقرى حلقى " أَن يكون اسْمَيْنِ مقصورين بنيا على مِثَال فعلا كامرأة خزي وغيرى، فيكونان فِي مَوضِع نصب بِفعل مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عقرى حلقى، أَو فِي مَوضِع خبر مُبْتَدأ مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ: يَعْنِي عقرى. " الكري " المكاري، فعيل بِمَعْنى مفاعل، أَو فعيل بِمَعْنى مفعل، كاليتيم ووجيع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 يُقَال لولد الماعزة حِين تضعه أمه ذكرا كَانَ أَو أنثي: سخلة وبهمة، فَإِذا بلغ أَرْبَعَة أشهر وَفصل عَن أمه قيل لَهُ: جفر وَالْأُنْثَى: جفرة، فَإِذا رعى وَقَوي قيل لَهُ: عنود، وجدي وَالْأُنْثَى عنَاق. " اليربوع " دويبة أقل من الأرنب. و" الضبع " نوع من السبَاع، وَالْجمع: ضباع للذّكر وَالْأُنْثَى. فَإِذا أردْت الْأُنْثَى قلت: أضبع. " الثَّنية " الطَّرِيق فِي الْجَبَل. و" ثغرتها " فرجتها، وثلمتها، وَيُقَال للثغر الَّذِي يتقى مِنْهُ الْعَدو ثغرة أَيْضا. " الودع " الدَّم. " لَعَلَّك أَضرّك هوامك " الْعَامَّة تولع بقصره، وَلَعَلَّ هَاهُنَا للتوقيع لأمر يُمكن أَن يكون أَو لَا يكون، وَلَيْسَت للرجاء لِأَنَّهُ لَا معنى لَهَا هَاهُنَا. يُقَال للقمل والبراغيث وكل مَا يدب على الأَرْض من الحشرات: هوَام، الْوَاحِدَة: هَامة سميت بذلك لهيمها وَهُوَ دبيبها، يُقَال: هَمت هيما وهما. و" الْبرم " الْقُدُور وَاحِدهَا: برمة، وَأما البرمي فثمر الْأَرَاك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 " المحفة " تشبه " الهودج، إِلَّا أَنَّهَا مكشوفة غير مستورة، وَهِي مَكْسُورَة الْمِيم أجريت مجْرى الْآلَات كالمجرة والمسلة. " الضبعان " العضدان الْوَاحِد: ضبع. " يَزع الْمَلَائِكَة " يعبئهم للحرب، والوازع: الَّذِي يقدم الْعَسْكَر وَهُوَ مثل الشرطي و " الأخشبان: جبلان تَحت الْعقبَة الَّتِي بمنى. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الأخشب: الْجَبَل. و" السَّرْح " شجر يطول ويرتفع، وَاحِدَة: سرحة. وَمعنى " نفخ بِيَدِهِ " إشارتها وَدفعهَا يُقَال: نفخ الطّيب ونفخت الرّيح، وَنفخ الْجرْح: إِذا دفع بِالدَّمِ. وَمعنى " سر تحتهَا " أَي: ولدُوا وانقطعت سررهم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي تعلمت الْعلم قبل أَن يقطع سرك. وَهُوَ مَا تقطعه الْقَابِلَة من بطن الْمَوْلُود، وَلَا يُقَال قبل أَن تقطعه سرتك، لِأَن السُّرَّة هِيَ الَّتِي تبقى بعد الْقطع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 وَيُسمى هَذَا الْوَادي السرر والسرر. فَمن كسر السِّين سَمَّاهُ بِالَّذِي يقطع بالمولود وَمن ضمهَا سَمَّاهُ بِالَّذِي يبْقى. يُقَال " نزع " الرجل إِلَى بَلَده، إِذا حن إِلَيْهِ. وَمعنى " ائتنف " اسْتَأْنف. و " الانقصاف " التزاحم والتضاغط. " الْحَشِيش " مَا يبس من النبت، وَمَا كَانَ من المرعى أَخْضَر قيل لَهُ: الْكلأ، وَقد زعم قوم أَن الْحَشِيش يَقع على المرعى كُله رطبه ويابسه، وَهَذَا غير صَحِيح لِأَن الِاشْتِقَاق يُبطلهُ وَالْعرب تَقول: حشت يَده: إِذا يَبِسَتْ، وَحش الْجَنِين فِي بطن أمه فَهُوَ حشيش. و" الصرورة " فِي الْجَاهِلِيَّة: الَّذِي لَا يقرب النِّسَاء وَالَّذِي لم يحجّ، وَأما فِي الْإِسْلَام فَالَّذِي لم يحجّ خَاصَّة، وَهُوَ يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى، وَالْجمع والفرد بِلَفْظ وَاحِد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 (كتاب الضَّحَايَا) يُقَال أضْحِية وإضحية، وضحية وَالْجمع: ضحايا، مثل: هَدِيَّة وهدايا، وأضحات وَالْجمع: أضحى، مثل: أرطى وأرطات. و" الفحيل " الْفَحْل الذّكر. و" الأقرن " ذُو القرنين، والأجم: ضِدّه. " العرجاء الْبَين ظلعها " والظلع بالظاء وَإِسْكَان اللَّام لَا غير. " لَا تنقي " أَي لَيْسَ فِيهَا نقي وَهُوَ المخ، وَإِنَّمَا يهرم المخ عِنْد إفراط الهزال، فَيصير كَأَنَّهُ مَاء، فَيُقَال عِنْد ذَلِك: مخ رار ورير ورير. وَمعنى: " دف " يدف دفيفا: إِذا مَشى مشيا ضَعِيفا من ثقل لَا يَسْتَطِيع مَعَه النهوض، أَو من مرض، ودف الطَّائِر: إِذا طَار مَعَ الأَرْض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 يُقَال: " جملت " الشَّحْم وأجملته: إِذا أذبته، والجميل: الودك. و" الهجر " الْكَلَام الْقَبِيح، يُقَال: هجر الرجل إهجارا، والهجر: الهذيان، يُقَال: هجر يهجر هجرا: إِذا هذى. " الشظاظ " يَصح أَن يُسمى وتدا لِأَنَّهُ عود نَحْو الوتد يشق إِذا كَانَ فِيهِ غلظ، وَرُبمَا لم يشق فَيدْخل فِي عرى الجوالق ويشد حوله الْجمل ممتلئا جدا لَا يقدر على شدّ رَأسه. والتذكية بالشظاظ إِنَّمَا تكون فِيمَا ينْحَر لَا فِيمَا يذبح. قَالَ الْخَلِيل: الشظاظ خَشَبَة عقفاء محدودة الطّرف. و" سلع " بِسُكُون اللَّام وَقد رُوِيَ " سلع " بِفَتْح اللَّام. و" فريت الشَّيْء " إِذا قطعته على جِهَة الْإِصْلَاح وأفريته إِذا قطعته على جِهَة الْإِفْسَاد، وَقد يسْتَعْمل هَذَا حَيْثُ يسْتَعْمل هَذَا. وَقَول ابْن الْمسيب: " بضع " يُرِيد قطع، ويروى " بضع " أَي: سَالَ الدَّم يُقَال: تبضع المَاء والعرق: إِذا جرى. وَقَول مَالك رَضِي الله عَنهُ: " ونفسها تجْرِي " يرْوى بتسكين الْفَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 وَفتحهَا فَمن سكن أَرَادَ الدَّم وَهُوَ يُسمى نفسا وَمِنْه ... وَمن فتح أَرَادَ النَّفس. و" المعراض " سهم لَا ريش فِيهِ، يرْمى بِهِ الْأَعْرَاض يتَعَلَّم بِهِ الرَّمْي، وَجمعه: معاريض. قَالَ الْأَصْمَعِي وَابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: خزق يخزق، خزقا وخزوقا وخسق يخسق خسقا وخسوقا: إِذا أنفذ والخسق: مَا يثبت، والخزق: مَا ينفذ. " الجلامض " قَوس يرْمى بِهِ الطير بالبندق فَلَا يكَاد يخطىء. و" الوقيذ " الَّذِي يرْمى بالمعراض حَتَّى يَمُوت. فِي " الباز " ثَلَاث لُغَات، بازً وبازٍ وبازي. و" الصَّقْر " اسْم يَقع على الْجَوَارِح من الطير. " القانع " هُوَ الَّذِي يجلس فِي بَيته وَهُوَ مُحْتَاج، و " المعتر " الَّذِي يَأْتِيك يسلم عَلَيْك يتَعَرَّض لتعطيه شَيْئا. يُرِيد أَن القانع هُوَ الَّذِي قنع بِحَالهِ وَلم يتَعَرَّض لمسألة النَّاس تعففا، وَهَذَا تَأْوِيل صَحِيح. والقانع لَفْظَة مُشْتَركَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 تقع على السَّائِل المتعرض وعَلى الراضي وَالْفِعْل مِنْهُمَا مُخْتَلف فَيُقَال من الراضي: قنع بِكَسْر النُّون قناعة، وَمن السُّؤَال: قنع بِفَتْح النُّون قنوعا. و" الْميتَة " اسْم وَاقع كل مَا مَاتَ من غير ذَكَاة، وَهُوَ يَقع على الْمُذكر والمؤنث بِلَفْظ وَاحِد. وَزعم قوم أَن الْمَيِّت بِالتَّخْفِيفِ مَا قد مَاتَ، وَأَن الْمَيِّت بِالتَّشْدِيدِ مَا سيموت، وَهَذَا غير صَحِيح، لِأَن مَيتا إِنَّمَا هُوَ مخفف من ميت وَالتَّخْفِيف لَا يُخرجهُ عَن مَعْنَاهُ الَّذِي كَانَ وَقع لَهُ، كهين ولين. و" الإهاب " الْجلد، وَلَا وَجه لمن قَالَ: إِن الإهاب لَا يكون إِلَّا لِلْإِبِلِ وَالْبَقر وَالْغنم، وَأما غَيرهمَا فَيُقَال فِيهِ جلد، وَهَذَا تحكم على أهل اللُّغَة. " الْعَقِيقَة " اسْم للشاة المذبوحة عَن الْمَوْلُود، وَأَصلهَا: أَن تكون اسْما للشعر الَّذِي يحلق بِهِ الْمَوْلُود، وَسميت الشَّاة عقيقة إِذا كَانَت الْعَقِيقَة سنت ذَبحهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 (كتاب الْفَرَائِض) " أَوْلَاد الْأَعْيَان " هم الْإِخْوَة للْأَب وَالأُم سموا بذلك لفضلهم على بني العلات، ولكمال نسبهم. وَعين كل شَيْء: خِيَار. وَيُقَال لَهُم أَيْضا: الأوحاد لتوحدهم بِالنّسَبِ الْكَامِل وانفرادهم بِالْمِيرَاثِ. " الْكَلَالَة " ذهب قوم إِلَى أَنَّهَا الْمَيِّت الَّذِي لَا ولد لَهُ وَلَا وَالِد. وَقَالَ قوم: إِنَّهَا الْوَرَثَة الَّذين لَيْسَ فيهم أَب وَلَا ولد. وَقَالَ قوم: هُوَ المَال الَّذِي يقسمهُ من لَيْسَ بِولد وَلَا وَالِد وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الْوَرَثَة الَّتِي لَا ولد فِيهَا وَلَا وَالِد. وَقَوله عز وَجل: {يُورث كَلَالَة} فَمن فتح الرَّاء اعْتقد أَن الْكَلَالَة الْمَيِّت نصبها أَيْضا على الْحَال. وَمن قَرَأَ " يُورث " بِكَسْر الرَّاء مُخَفّفَة أَو مُشَدّدَة فالكلالة فِي قِرَاءَته هِيَ الْوَرَثَة وَالْمَال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 (كتاب النِّكَاح) خطبت الْمَرْأَة خطْبَة، وعَلى الْمِنْبَر خطْبَة. يُقَال: ركن يركن وركن يركن: لُغَتَانِ. " الأيم " الَّتِي لَا زوج لَهَا ثَيِّبًا كَانَت أَو غير ثيب. وَفِي " الصَدَاق " خمس لُغَات: صَداق، وصِداق، وصدُقة، وصدْقة، وَصدقَة. و " الحباء " الْعَطاء الَّذِي يخص وَاحِدًا دون آخر. وَقَوله: " سُورَة كَذَا وَسورَة كَذَا " يجوز فِي سُورَة التَّنْوِين وَهُوَ الْوَجْه، وَيجوز ترك التَّنْوِين. " الْعَشِيرَة " الْقَبِيلَة، سميت بذلك لمعاشرة بَعضهم بَعْضًا، والعشير: الزَّوْج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 و " ابْتَغَيْت " طلبت، وَيُقَال: بغيت الشَّيْء أبغيه بغاء: إِذا طلبته فَإِن أكثرت قلت: أبتغيه ابْتِغَاء. " الْهِجْرَة " هَيْئَة الهجر، كالجلسة وَالركبَة. وَسميت هِجْرَة لِأَن الرجل كَانَ يهجر فِيهَا قومه، ويقاطعهم، وَكَذَلِكَ مهاجرة ومراغمة. قَالَ الله تَعَالَى: {يجد فِي الأَرْض مراغما كثيرا وسعة} " الْوَلِيمَة " الْعرس. و" الإملاك " وَهُوَ العقد. ... . كلمة يمنية يُرِيدُونَ بهَا: مَا الْأَمر وَمَا الشَّأْن فيقيمونها مقَام حُرُوف الِاسْتِفْهَام، وَالشَّيْء المستفهم عَنهُ. " النواة " زنة خَمْسَة دَرَاهِم، وَالْأُوقِية أَرْبَعُونَ درهما، والنشر عشرُون درهما. " الدُّبَّاء " القرع. " الذرْوَة " والذروة: أَعلَى كل شَيْء. و " السنام " الحربة. و " الناصية " مقدم الرَّأْس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 يُقَال " أَثَرَة " وإثرة، وأثرة. " طَالِق الْبَتَّةَ " من بت الْحَبل إِذا قطعه. و" ثَمَان تَطْلِيقَات " وثماني: لُغَتَانِ جائزتان. وَيُقَال: " لبس الْأَمر " يلْبسهُ، إِذا خلطه وأبهمه. " آلى " الرجل يولي إِيلَاء فَهُوَ مول، والمحلوف عَلَيْهِ مولى عَلَيْهِ، والمحلوف بِهِ مول بِهِ. وَيُقَال: يَمِين و " ألية " وألوت، وإلوة، وألوة. " الْفَيْء " الرُّجُوع يُقَال: فَاء يفِيء: إِذا رَجَعَ، يُقَال: رَجْعَة: يُرِيدُونَ الْمصدر، ورجعة يُرِيدُونَ: الْهَيْئَة. السجْن " الْبَيْت الَّذِي يسجن فِيهِ، والسجن الْمصدر. " الْأدم " يكون وَاحِدًا وَيكون جمعا، فَمن جعله وَاحِدًا جمعه على آدام، كقفل وأقفال، وَهَذَا فِي الْعدَد الْقَلِيل، فَإِذا أَرَادَ الْكثير قَالَ: آدام بِمَنْزِلَة جمال. وَمن جعل الْأدم جمعا فواحده إدام وأصل الدَّال فِي الْأدم: الضَّم ثمَّ تخفف كحمار وحمر. وَغير مُنكر أَن يكون ضم الدَّال لُغَة، واشتقاقه من أدمت الشَّيْئَيْنِ إِذا خلطتهما يُقَال: آدم الله بَينهمَا. وآدَم: أَي لم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 وَجمع، وَمِنْه قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للْمُغِيرَة رَضِي الله عَنهُ وَقد قَالَ: إِنِّي خطبت " لَو نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا ". وَقَوله: " من أَدَم الْبَيْت " الْوَجْه فِيهِ أَن يُقَال: الْأدم، الأول: هُوَ الَّذِي يُرَاد بِهِ الْوَاحِد. وَالثَّانِي: يُرَاد بِهِ الْجمع، وَقد يجوز أَن يَكُونَا جَمِيعًا الَّذِي يُرَاد بِهِ الْوَاحِد، وَجَاز التَّبْعِيض مِنْهُ لِأَنَّهُ جنس والأجناس والأنواع يسميان بالأسماء المفردة، وَيُسمى كل جنس مِنْهُمَا باسم الْجِنْس أَو النَّوْع كَقَوْلِهِم لكل جُزْء من المَاء مَاء، وَلكُل جُزْء من الْعَسَل عسل. و" الْخلْع " بِضَم الْخَاء: انخلاع الْمَرْأَة من زَوجهَا، وَمَا سوى ذَلِك خلع بِفَتْح الْخَاء، وَمن النَّاس من يَجْعَل الْخلْع وَالصُّلْح والفدية أَخذ الْأَقَل وَالْأَكْثَر والفاحشة اسْم يَقع على كل قَبِيح من قَول وَفعل فَاحش. فَاحش الرجل صَاحبه: إِذا شاتمه. وفاحش وفحاش: يُرِيد اللِّسَان. قيل: المُرَاد بالفاحشة المبينة: الزِّنَا. و" معوذ " ومعوذ: رِوَايَتَانِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 " الحديقة " الَّتِي يحدق بهَا حيطان مِمَّا يمْنَع دُخُولهَا. " الْبكر " لَفْظَة مُشْتَركَة تقع على الْبكر الَّتِي لم تفتض، وَتَقَع على الَّتِي لم يدْخل بهَا زَوجهَا وَإِن كَانَت ثَيِّبًا. و" الصعلوك " الَّذِي يعِيش من الإغارة وَلَا مَال لَهُ، يُقَال: تصعلك إِذا فعل ذَلِك وَهُوَ فِي حَدِيث فَاطِمَة الْفَقِير خَاصَّة. وَقَوله: " لم تحلى بعد " بِكَسْر الْحَاء يُقَال: حل يحل إِذا خرج من أَمر مَحْظُور عَلَيْهِ وَهُوَ ضد حرم يحرم، وَيُقَال: حرم يحرم والمصدر الْحرم، وَحل الْحَاج من إِحْرَامه يحل، وَلَا يُقَال: يحل إِلَّا إِذا كَانَ بِمَعْنى النُّزُول. وَيُقَال: " نفست " الْمَرْأَة تنفس وَحكى ابْن الْأَعرَابِي نفست وَهِي شَاذَّة. و" الْقدوم " مَوضِع وَوَقع فِي رِوَايَة " القذوم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 و " قناة " اسْم وَاد بِنَاحِيَة أحد وَهُوَ علم غير مَعْرُوف، وَفِي الحَدِيث " فَسَالَ الْوَادي قناة " على الْبَدَل، وروى بعض الْفُقَهَاء: قناة وتوهموا قناة من القنوات وَذَلِكَ غلط. وَالرِّوَايَة " صفرَة خلوق أَو غَيره " وَهُوَ بدل من الطّيب وَلَو رَفعه لجَاز وَيكون خبر مُبْتَدأ مُضْمر تَقْدِيره: هُوَ خلوق أَو غَيره. والخلوق: ضرب من الطّيب يُسمى الملاة، وَيُقَال: هُوَ الَّذِي يسْتَعْمل فِي الأعراس. وَيُقَال: " حدت " الْمَرْأَة تحد حدا، فَهِيَ حاد ومحد. وَيُقَال: " بَعرَة " وبعرة، وَفِي الْجمع: بعر وبعر. أصل " الحفش " الدرج شبه بِهِ الْبَيْت الصَّغِير فِي ضيقه. ويروى " تقتض " وتفتض. " المرمص " هُوَ القذر الْأَبْيَض الَّذِي تقذفه الْعين. وَقد رُوِيَ بالضاد وَهُوَ الصَّبْر. " العصب " برود تصنع بِالْيمن. و" السدر " شجر النبق، فَمَا نبت مِنْهُ فِي الْبر فَهُوَ الضال، وَمَا على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 الْأَنْهَار العبري والغمري، وَمَا توَسط من ذَلِك سمي أشكلا. يُقَال: " رضاعة " ورضاعة، ورضاع ورضاع ورضع يرضع على مثل علم يعلم وَهِي لُغَة قيس وَغَيرهم يَقُولُونَ: رضع يرضع، على مِثَال ضرب يضْرب، فَإِذا أردْت اللوم قلت: رضع يرضع رضاعة كقبح يقبح قباحة. الرضَاعَة: مَفْتُوحَة الضَّاد، وَلَا يجوز تسكينها لِأَن فعلة إِذا كَانَت مصدرا أَو اسْما غير مصدر لم يكن صفة بِعَينهَا مَفْتُوحَة فِي الْجمع الْمُسلم كَضَرْبَة وضربات، وحفنة وحفنات، وحسرة وحسرات، فَإِذا كَانَت صفة كَانَت سَاكِنة الْعين كامرأة ضخمة، وَنسَاء ضخمات، وركعة وركعات، محركة الْعين وَلَا تسكن. يُقَال: " ملج " الصَّبِي أمه يملجها، ولمجها يلمجها إِذا رضعها، وَكَذَلِكَ ملهما يلمحها بِالْحَاء، وعَلى ذَلِك روى قوم " الملحة والملحتان " بِالْحَاء وَالْجِيم. وَيُقَال للرضاع: الْملح، والمصدر الْملح. وَيُقَال: رجل " فضل " وَهُوَ التجرد فِي ثِيَاب التبذل، والخدمة والبعد، تفضل وَهُوَ متفضل وَقَالَ بَعضهم: الْفضل الَّتِي عَلَيْهَا ثوب وَاحِد والإزار تَحْتَهُ، وَقَالَ الْخَلِيل: رجل فضل ومتفضل شَبيه بالغلط. " الْمُبْتَاع " بِضَم الْمِيم لَا غير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 وَيُقَال: " أبر النّخل " يأبره ويأبره أبرا وأبارا وأبرة تأبيرا. " الأبرة " الضرس. " الْخبط " ورق الشّجر يخبط. و" القضب " بجزم الضَّاد لَا غير. و" الْكَتَّان " مَفْتُوح الْكَاف لَا غير. وَيُقَال: " ضمن " يضمن لَا غير. و" رَطْل " ورطل: لُغَتَانِ. " الرَّاحِلَة " النَّاقة الَّتِي يُسَافر عَلَيْهَا، سميت رَاحِلَة لِأَنَّهَا ترحل أَي: يوضع عَلَيْهَا الرحل، والرحل لَهَا كالسرج للْفرس. كل مستدير لَا استطالة فِيهِ فَهُوَ " كفة " بِكَسْر الْكَاف، وكفة الصَّائِد وَهِي حبالته، وكل مستدير فِي استطالة كفة بِضَم الْكَاف، نَحْو كفة الثَّوْب وكفة الرمل. " النعم " الْإِبِل خَاصَّة كَانَت أَو مختلطة بِالشَّاة وَالْبَعِير وَلَا يُقَال للشاة أَو الْبَقر إِذا انْفَرَدت: نعم. " القضب " بِسُكُون الضَّاد وَفتح الْقَاف: نَبَات تعلفه الْإِبِل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 و " الكتم " شجر يخضب بِهِ الشيب. " الْحَصْبَاء " الْحِجَارَة الصغار. و" الْقِصَّة " الجهير الَّذِي يبيض بِهِ الْحِيطَان والقبور. " الْجَيْش " الْعَسْكَر، سمي بذلك لِكَثْرَة حركته، من قَوْلهم: جَاشَتْ الْقدر عِنْد الغليان إِذا فأرت، وجاش صَدره: إِذا هَمت نَفسه بِالْخرُوجِ. إِذا نهضت الرّفْقَة فَهِيَ فاصلة، وَإِذا رجعت فَهِيَ قافلة. " مرفق " ومرفق: لُغَتَانِ وَقَرَأَ الْقُرَّاء {من أَمركُم مرفقا} و {مرفقا} وَيجوز اللغتان فِي مرفق الْإِنْسَان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 (كتاب الْأَقْضِيَة) قَوْله: " فَإِن فضل مِنْهُ شَيْء " الْأَفْصَح: فتح الضَّاد وَكسرهَا لُغَة شَاذَّة. هَذَا فِي الفضلة الَّتِي تفضل من الشَّيْء، فَأَما الْفضل الَّذِي يُرَاد بِهِ الشّرف فَلَا يجوز فِيهِ إِلَّا فتح الضَّاد وَلَا يكَاد النَّاس يفرقون بَينهمَا. وَمن قَالَ: فضل أَو نقص فقد أَخطَأ. " نمى " الشَّيْء ينمي وَهَذِه اللُّغَة الفصيحة ونما يَنْمُو. يُقَال: " شركَة " فِي السّلْعَة بِكَسْر الرَّاء، وأشرك. " شخص " الرجل بِفَتْح الْخَاء لَا غير وَلَا يُقَال: شخص إِلَّا فِي عَظِيم الشَّخْص. " كسْوَة " وَكِسْوَة. ويروى " يكافىء " بِالْهَمْزَةِ وَغير الْهَمْز وَكِلَاهُمَا جَائِز. " جبلت " تجبل. وَقع فِي بعض النّسخ و " شركاؤه غيب " وَفِي بَعْضهَا " غيب " وَكِلَاهُمَا صَحِيح. يُقَال: " صلح " وَصلح بِفَتْح اللَّام وَضمّهَا وَالْفَتْح أفْصح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 " الطَّرِيق " يؤنث وَيذكر. " الْعِمَارَة " بِكَسْر الْعين وَلَا تفتح. وَيُقَال: " نكل " عَن الْأَمر ينكل. هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَحكى قوم أَن يُقَال: نكل ينكل وَذَلِكَ غير مَعْرُوف. وَقَوله: " وَإِن زنا وَقد أحصن " الرِّوَايَة بِفَتْح الْهمزَة وَالصَّاد، وَيجوز ضم الْهمزَة وَكسر الصَّاد. الرِّوَايَة " لَا يغلق الرَّهْن " بِرَفْع الْقَاف على لفظ الْخَبَر وَمَعْنَاهُ النَّهْي يُقَال: رهنت الرَّهْن أرهنته، وَأنكر الْأَصْمَعِي أرهنته. قَوْله: " من مغربة خبر " الصَّوَاب كسر الرَّاء وَالْإِضَافَة، وَحكى أَبُو عبيد فتح الرَّاء وَالْإِضَافَة، وَقَالَ الْأمَوِي بِفَتْحِهَا وَغَيره بِكَسْرِهَا، وَأَصلهَا من الغرب وَهُوَ الْبعد. قَوْله: " يتساوقا " أَي: سَاق بَعْضهَا بَعْضًا. يُقَال: " أراق " المَاء وهراقه وأهرقه ثَلَاث لُغَات، فَإِذا أعرب إِلَى صِيغَة مَا لم يسم فَاعله قيل: أريق وهريق وَأُهْرِيقَ. " الْموَات " الأَرْض الَّتِي لَا عمَارَة فِيهَا، وبضم الْمِيم: الطَّاعُون وَكَثْرَة الْمَوْت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 وَيُقَال أَيْضا: موَات بِفَتْح الْمِيم وَلَيْسَ بِمَشْهُور والموتان: الطَّاعُون مثل الْموَات. وَيُقَال: وَقع فِي النَّاس موتان وموات. " الضرار " فعل الْوَاحِد، والضرار أَيْضا: بعد الِاثْنَيْنِ. " الشّرْب " جمع شربة وَهِي: أحواض تصنع حول النّخل وَالشَّجر وتملأ مَاء فَتكون ري النَّخْلَة والشجرة. " الدولاب " السانية، وَجَمعهَا دواليب. " الضفيرة " والمسناة وَالسكر بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ: السد. و " النَّضْح " الاسْتِسْقَاء من الْبِئْر بِالْإِبِلِ. و" الدوالاب " النَّوَاضِح، وَهِي السواني وَاحِدهَا نَاضِح. " الزرعة " والمزرعة والزراعة وَاحِد، وَهِي الأَرْض الَّتِي تزرع. وَاسم الْبذر الَّذِي يبذر فِيهَا: الزريعة بتَخْفِيف الرَّاء، وَجَمعهَا زرائع، مثل: ذَرِيعَة وذرائع. و" الرّبع " السانية. " منح " يمنح ويمنح. و" سفينة " وسفائن. " العوار " والعوار: الْعَيْب وَالْفساد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 يُقَال: " عزم " يعزم، مثل: ضرب يضْرب. و" غرم " يغرم على مِثَال: علم يعلم. " النَّحْل " والنحلة: الْعَطِيَّة الَّتِي لَا يطْلب عَلَيْهَا مُكَافَأَة. " الغابة " مَوضِع، وأصل ذَلِك أَنه شجر ملتف مشبك، متآلف الْأسد وَالسِّبَاع. " الاعتصار " فِي اللُّغَة: اسْتِخْرَاج مَال من يَد إِنْسَان بِأَيّ وَجه استخرج وَهُوَ من: عصرت الْعِنَب، واعتصرته إِذا استخرجت مَاءَهُ. وَيُقَال: " حجر " الْإِنْسَان وحجره بِالْفَتْح أفْصح. " مسكن " ومسكن. وَذكر أهل اللُّغَة أَن " اللّقطَة " مَفْتُوحَة الْقَاف، وَهِي لَفْظَة شذت عَن الْقيَاس، لِأَن فعلة إِنَّمَا تحرّك الْعين مِنْهَا إِذا وصف بهَا الْفَاعِل، فَإِن وصف بهَا الْمَفْعُول سكنت عينهَا. يُقَال: رجل لعنة وسببة وضحكة: إِذا كَانَ يلعن النَّاس ويسبهم ويضحك مِنْهُم، فَإِن كَانَ هُوَ الَّذِي يلعن ويسب ويضحك مِنْهُ سكنت الْعين فَقلت: لعنة وسببة وضحكة، فَيجب على هَذَا أَن يُقَال: لقطت الشَّيْء الْمُلْتَقط، وبفتح الْقَاف: الرجل الْمُلْتَقط وَقد جَاءَ بهَا بعض اللغويين على الْقيَاس وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 " الْوَلَاء " الْإِمَارَة بِالْكَسْرِ لَا غير، إِذا كَانَت بِمَعْنى الْوَلَاء جَازَ فِيهَا الْفَتْح وَالْكَسْر، قَالَ الله تَعَالَى: {مَا لكم من ولايتهم من شَيْء} بِكَسْر الْوَاو وَفتحهَا. " أكسل " فِي الْجِمَاع الرجل يكسل، فَإِن كَانَ عجز من غير جماع قيل: كسل يكسل. يُقَال: " هدبة " وهدبة وهدابة، وَهُوَ: الْخَيط الَّذِي يتْرك فِي طرف الثَّوْب، ثمَّ يفتل فَيَقَع عَلَيْهِ اسْم الهدب مفتولا وَغير مفتول. " المخفقة " هى الدرة؟ يُقَال: " حفرت " الأَرْض: إِذا حرثتها. وَقَول عَليّ رَضِي الله عَنهُ لِابْنِ عَبَّاس: " إِنَّك رجل تائه " والتائه: المتحير وَقَول هِنْد: يَا أهل مَكَّة عَلَيْكُم الحميت الْأسود فأقتلوه الحميت الزق يدبغ بِرَبّ الزَّبِيب، فيحفظ السّمن من التَّغْيِير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " ضَالَّة الْمُؤمن حرق النَّار ". الحرق يتَصَرَّف فِي اللُّغَة على أَرْبَعَة معَان فَتَارَة يجعلونه النَّار بِعَينهَا، وَتارَة يجعلونه إحراق النَّار وَمِنْه الحَدِيث: " الحرق وَالْغَرق شَهَادَة " وَتارَة يجعلونه الْأَثر الَّذِي يكون فِي الثَّوْب من دق الْقصار والكاد. فَإِن كَانَ من النَّار قَالُوا: حرق. وَتارَة يُرِيدُونَ تناثر شعر الْإِنْسَان وَرِيش الطَّائِر. وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي اللّقطَة: " فشأنك بهَا " أَي عَلَيْك شَأْنك بهَا، وألزم شَأْنك أَو نَحْو ذَلِك من الْإِضْمَار الَّذِي يَلِيق بِمَعْنى الْكَلَام فَهُوَ مَنْصُوب بالعامل الْمُضمر. وللعرب فِي هَذِه اللَّفْظَة ثَلَاث لُغَات مِنْهُم من يَقُول: " شَأْنك وَكَذَا " وَمِنْهُم من يَقُول: " شَأْنك بِكَذَا " وَمِنْهُم من يَقُول: " شَأْنك " فَقَط. وَلَا يجوز شَأْنك وَكَذَا بثم وأو. " الْإِبِل المؤبلة " المتخذة للنسل لَا للتِّجَارَة، وَلَا للْعَمَل، وَيُقَال: هِيَ الْكَثِيرَة الْمُهْملَة وَهِي الأوابد. " إِن أُمِّي افتلتت نَفسهَا " بِالرَّفْع وَرُوِيَ " نَفسهَا " بِالنّصب. " الْعتَاقَة " مَفْتُوحَة الْعين. وَمن كسرهَا فقد أَخطَأ. وَقَوله: " فَالشَّطْر " كَذَا الرِّوَايَة بِالرَّفْع وَهُوَ مُبْتَدأ مُضْمر لدُخُول الْفَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 عَلَيْهِ وَهُوَ مَعَ ذَلِك جَائِز، فَيكون بِمَنْزِلَة قَول الْقَائِل: أَزِيد قَائِم فَيَقُول الْمُجيب: لَا، فَيَقُول: فقاعد. وَلَو نصب ناصب الشّطْر وَالثلث على معنى فَأعْطى الشّطْر، وَأعْطِي الثُّلُث لَكَانَ جَائِزا. " الْحَرْب " السَّلب حَرْب الرجل مَاله. يُقَال: " أفلس " الرجل إفلاسا، والعامة تَقول: أفلس وَهُوَ خطأ. " الجدع " قطع الْأنف وَالْأُذن، وَلَا يسْتَعْمل فِي غَيرهمَا من الْأَعْضَاء، وَهُوَ فِي الْأنف أشهر مِنْهُ فِي الْأذن. وَيُقَال لولد النَّاقة أول سنة " حوار وحوار بِكَسْر الْحَاء وَضمّهَا، وَيُقَال فِي الثَّانِيَة: ابْن مَخَاض. " حجاج " الْعين وحجابها الْعظم الَّذِي عَلَيْهِ الحاجبان. " لطخته " بِشَيْء خَفِيف الطَّاء، وَيُقَال: لطخته بِالْحَاء غير مُعْجمَة أَيْضا بِمَعْنى وَاحِد. " الغيلة " الْمَكْر والغدر، وَيُقَال: غالة يغوله واغتاله يغتاله. " الحفير " يَقع على كل حُفْرَة يحْفر فِي الأَرْض مثل الْبِئْر وَالْعين. " نكل " ينكل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 (كتاب الْجَامِع) " خبث " وخبث: لُغَتَانِ، وَالرِّوَايَة بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء. سميت الطير وَالسِّبَاع " عوافي " لقصدها الشَّيْء. و" الطوق " والطاقة: لُغَتَانِ. " الْحفر " الشَّيْء المحفور، والحفر: الْمصدر كالهدم والمهدوم. و" الأقتاب " جمع قتب. وَهُوَ نَحْو البردعة للبعير. " أَو الْهدم الهَدْمُ، وَالدَّم الدَّم " فَقَالَ: كَانَت الْعَرَب إِذا اخْتلفت أَو خَالَفت غَيرهَا تَقول: الدَّم الدَّم، أَي: تطلب بدمي وأطلب بدمك وَمَا هدمت من الدِّمَاء مذمة، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِنَّمَا هُوَ الْهدم بِفَتْح الدَّال أَي: حرمتي مَعَ حرمتكم، وبيتي مَعَ بَيتكُمْ. " سرغ " مَوضِع بَينه وَبَين الْمَدِينَة ثَلَاثَة عشر مرحلة، ويروى بِالْعينِ والغين، وبفتح الرَّاء وسكونها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 " مشيخة " ومشيخة وَكَانَ ابْن دُرَيْد يستضعف مشيخة لِأَنَّهَا جَاءَت على غير قِيَاس. رجل " مُحصن " إِذا أحصنه غَيره، ومحصن إِذا أحصن نَفسه بِالنِّكَاحِ. " الصرعة " الَّذِي يصرع الرجل بقوته، والصرعة الَّذِي يصرعه غَيره. وَمثله لعنة ولعنة وضحكة وضحكة. " التحسس " التسمع بحس الشَّيْء وحركته. و " التَّجَسُّس " تعرف الْأَخْبَار والبحث عَنْهَا. " التصافح " أَن يضع الرجل صفحة كَفه فِي صفحة كف صَاحبه، وَيكون بمعانقة وَبِغير معانقة. وَمعنى " أركوا " أخروا. " المائلات " هن اللواتي إِذا مشين ملن فِي أعطافهن، وتبخترن. و" المميلات " [المومسات] اللواتي يملن إلَيْهِنَّ قُلُوب الرِّجَال ويتبرجن فيملن الْخمر على رؤوسهن لتظهر وجوههن، وشعورهن. يُقَال: " خُيَلَاء وخيلاء بِكَسْر الْخَاء، وخال ومخيلة كل ذَلِك بِمَعْنى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 التكبر. و" المرح " البطر. " السيراء " ضرب من الثِّيَاب المخططة، وَيُقَال: إِنَّهَا ثِيَاب مضلعة بالقز. وَقَالَ الْخَلِيل: السيراء: الْحَرِير مَحْض. وَقَالَ غَيره لَيْسَ بحرير مَحْض، وَيجوز أَن يُقَال: حلَّة سيراء، فَتكون سيراء صفة للحلة. وَإِن شِئْت تَفْسِيرا أَو تمييزا، وَيجوز أَن يُقَال: حلَّة سيراء على الْإِضَافَة كَمَا يُقَال: ثوب خَز، وثوب خَز. " الطافية " الْحبَّة الَّتِي تبرز على غَيرهَا من حب العنقود. و" الْمَسِيح الدَّجَّال " لَعنه الله على لِقَاء الْمَسِيح عِيسَى بن مَرْيَم صلوَات الله عَلَيْهِ وَسَلَامه سميا بذلك لجولتهما بِالْأَرْضِ. وَقيل: سمي عِيسَى بن مَرْيَم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسيحا لحسن وَجهه، والمسيح فِي اللُّغَة: الْجَمِيل الْوَجْه، والمسيح: قطع الْفضة، وَقيل: سمي مسيحا لِأَنَّهُ مسح عِنْد وِلَادَته بالدهن، وَقيل: الْمَسِيح الصّديق، وَقيل: هُوَ مُعرب من مشلخة بالعبرانية، وَقيل: سمي الدَّجَّال لَعنه الله مسيحا لِأَن الْمَسِيح الَّذِي لَا عين لَهُ وَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 حَاجِب، وَقيل: الْمَسِيح الْكذَّاب وَقيل: المموه المخرف. والدجال فِي اللُّغَة: مَاء الذَّهَب الَّذِي يطلى بِهِ شَيْء، سمي الدَّجَّال لَعنه الله بِهِ لِأَنَّهُ يحسن الْبَاطِل، وَيُقَال أَيْضا: دجلت الْبَعِير إِذا طليته بالقطران، فَسُمي دجالًا لِأَنَّهُ يضر النَّاس بشره. " الخضم " الْأكل بالفم كُله والقضم: أكل الْيَابِس. قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْأَيْمن فالأيمن " مَنْصُوب بِفعل مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ: أعْطوا الْأَيْمن فالأيمن. يُقَال: " أدمته " بِالْقصرِ وآدمته بِالْمدِّ: لُغَتَانِ. وَيُقَال لما يؤتدم بِهِ: إدام وآدَم. وَقد يكون أَصله: أَدَم بِضَم الدَّال ثمَّ تسكن تَخْفِيفًا كَمَا يُقَال: عنق وعنق، وَيدل على أَن الْأدم يكون وَاحِدًا قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " سيد آدم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم ". وَقَول أنس: " قُمْت عَلَيْهِم " لَيْسَ من الْقيام الَّذِي هُوَ ضد الْقعُود إِنَّمَا هُوَ من الْقيام الَّذِي هُوَ ضد الْمَشْي، يُقَال: قَامَ الرجل: إِذا وقف وَلم ينْهض، وَقَامَت الدَّابَّة: إِذا وقفت من الإعياء. و" أكفئوا الْإِنَاء " اقلبوه على فَمه يُقَال: كفأت الْإِنَاء وأكفأته. و" خمروا " غطوا واستروا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 و " الغلق " مَا يغلق بِهِ الْبَاب. و" اكفتوا صِبْيَانكُمْ " أَي: ضمُّوا، يُقَال: كفت ثَوْبه إِذا شمره وَيُقَال لموْضِع الرافق: مكفتة. وَسميت الأَرْض: كفاتا، لِأَنَّهَا تضم النَّاس أَحيَاء وأمواتا. الْمَشْهُور فِي " الظرب " أَنه الناتىء الْمَحْدُود، وَقد يُخَفف فَيُقَال: ظرب قُلْنَا: كسرة الرَّاء على الظَّاء فَتبقى الرَّاء سَاكِنة فَيُقَال: ظرب، وَجمعه: ظراب. وَذكر " عَام الرَّمَادَة " فَقَالَ: الرمد الْهَلَاك، يُقَال: رمد الْقَوْم رمدا. الْوَجْه " يَا نسَاء الْمُؤْمِنَات " فنساء: نِدَاء مُفْرد، وَالْمُؤْمِنَات: صفة لَهُنَّ على اللَّفْظ وَيجوز نصب الْمُؤْمِنَات فِي بَاب قَوْلهم: مَسْجِد الْجَامِع، وَصَلَاة الأول. " يحيا النَّاس " يجوز إِذا حييت أَمْوَالهم وأخصبوا، كَمَا يُقَال: أهزل الْقَوْم فهم مهزلون، إِذا جدبوا فهزلت أَمْوَالهم. وَالْفُقَهَاء يَرْوُونَهُ " محيا النَّاس من أول مَا يحيون " وَالْوَجْه مَا تقدم. و" المقفر " الَّذِي لَا أَدَم لَهُ، يُقَال: أقفر الرجل، وَطَعَام قفار وعبار وخث وسخثيث: إِذا لم يكن فِيهِ إدام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 " القفعة " شبه القفة. و" الحشف " الرَّدِيء من التَّمْر. " خثم " بخاء مُعْجمَة وثاء مُثَلّثَة مُشَدّدَة، كَأَنَّهُ جمع خاثم لَا يجوز غير ذَلِك. " الرعام " بِضَم الرَّاء غير مُعْجمَة، وروى غَيرهم: الرغام بالغين الْمُعْجَمَة: التُّرَاب، وَالْأَشْبَه أَن يكون باللغتين إِلَّا أَن الْمَشْهُور فِي التُّرَاب الرغام بِفَتْح الرَّاء. وَمعنى " يُوشك " يقرب، أَمر وشيك: أَي قريب. و" الثلَّة " الْغنم، وَلَا يُقَال للمعز إِذا انْفَرَدت ثلة إِنَّمَا يُقَال لَهَا: حبلة، فَإِذا خالطتها الْغنم، قيل للْجَمِيع: ثلة والثلة بِالضَّمِّ: الْجَمَاعَة من النَّاس. و" هنأت " الْبَعِير هنأة إِذا طليته بالقطران. وَيُقَال: " حلبت " النَّاقة وَغَيرهَا حَلبًا وحلبا، فَإِذا أردْت اللَّبن المحلوب حلب لَا غير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 " الناهك " المفرط يُقَال: نهكته عُقُوبَة، إِذا بالغت فِي ذَلِك، ونهكته ضربا. يُقَال: " عين " الرجل يَعْنِي أعينه عينا، فَإِذا عاين وَهُوَ معيون ومعين. " وَيحك " كلمة كَانَت جَارِيَة على لِسَان الْعَرَب يَقُولُونَهَا عِنْد اسْتِحْبَاب الرجل وَعند الْإِنْكَار عَلَيْهِ، وهم لَا يُرِيدُونَ وُقُوع الْمَكْرُوه. وَقيل: هُوَ دُعَاء على وَجهه بِوُقُوع الويح غير أَنه تقدم قبل ذَلِك قَوْله. عَلَيْهِ السَّلَام: " اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بشر فَمن دَعَوْت عَلَيْهِ بدعوة فَاجْعَلْ دَعْوَتِي عَلَيْهِ رَحْمَة ". " النفث " بالثاء الْمُثَلَّثَة قبلهَا بَاء فنون منقوطة بِوَاحِدَة: النفخ بِلَا بصاق، فَإِن كَانَ مَعَه بصاق فَهُوَ تفل. " الفيح " سطوع الْحر وَيُقَال: موح أَيْضا. وَقد فاح يفيح ويفوح. ويروى " فَأَبْرِدُوهَا " بِالْمَاءِ و " فبردوها " وهما لُغَتَانِ يُقَال: بردته بِالْمَاءِ وأبردته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 " الرش " والشن: وَاحِد وَهُوَ صب المَاء مفترقا، والشن: صبه على صفة وَاحِدَة. يُقَال: " مرض " الرجل إِذا كَانَ فِي جِسْمه، وَصَحَّ إِذا كَانَت الصِّحَّة فِي جِسْمه، وَإِن كَانَت فِي إبِله وثيابه قيل: أمرض وَأَصَح. " الإحباء " فِي اللُّغَة: الإفراط فِي الشَّيْء. يُقَال: سَالَ فأحبا. و" العفاء " لفظ يُرَاد بِهِ التقليل والتكثير. يُقَال: عَفا وبر النَّاقة ولحمها إِذا كثر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى عفوا} أَي: كَثُرُوا، وَيُقَال: عَفا الْمنزل: إِذا درس، وَذَهَبت آثاره. و" السدل " إرْسَال الشَّيْء، والمنسدل والمنسدر من الشّعْر الطَّوِيل، والوفرة: الشعرة إِلَى شحمة الْأذن، فَإِذا زَادَت شَيْئا فَهِيَ جمة، فَإِذا لمت بالمنكب فَهِيَ لمة، وَقد قيل: اللمة والجمة سَوَاء، فَإِذا بلغ الْكَتف فَهُوَ وَارِد. وَكَانَ شعر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دون الجمة وَفَوق الوفرة. الْعَرَب تسمي الشّعْر الَّذِي على الرَّأْس رَأْسا، لكَونه على الرَّأْس، و" ثَائِر الرَّأْس " قَائِم الشّعْر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 " السام " الْمَوْت. " الِاسْتِئْنَاس " الاسْتِئْذَان فِي لُغَة أهل الْيمن. يُقَال: " صور " وصور بِكَسْر الصَّاد وَضمّهَا. " الْجِنّ " الْكلاب الْمعينَة، وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ: الْجِنّ: السود من الْكلاب، وَالْجِنّ: النَّقْع مِنْهَا، وَقيل: الْجِنّ: سفلَة الْجِنّ. قَالَ الْخَلِيل: الْجِنّ: حَيّ من الْجِنّ مِنْهُم: الْكلاب البهم يُقَال: كلب جني. " الْخُيَلَاء " وَالْخُيَلَاء: التكبر، وَضم الْخَاء أفْصح. قَالَ الْأَصْمَعِي: " الفدادون " هم الَّذين تعلو أَصْوَاتهم فِي حروثهم وَأَمْوَالهمْ ومواشيهم وَمَا يعالجون مِنْهَا، وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَحْمَر، يُقَال: فدا الرجل يفْدي فديدا إِذا اشْتَدَّ صَوته، وَقيل: الفدادون: المكثرون من الْإِبِل الَّذِي يملك أحدهم المئين مِنْهَا إِلَى الْألف، يُقَال لَهُ: فداد إِذا بلغ ذَلِك. وَكَانَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ يرويهِ: إِن الْجفَاء وَالْقَسْوَة فِي الْفَدادِين، جمع فدان على التكثير، وَهِي الثيران الَّتِي تحرث يَقُول: أَصْحَابهَا أَصْحَاب جفَاء. قَالَ أَبُو عبيد: لم تعرف الْعَرَب الْفَدادِين وَإِنَّمَا كَانَت للروم وَأهل الشَّام، وَإِنَّمَا افتتحنا الشَّام بعد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 " شعف الْجبَال " جمع شعفة وَهِي طرق الْجَبَل ويروى " شعب الْجبَال " وَهِي ردوسها وَاحِدهَا شُعْبَة كأكمة وأكم وَهَكَذَا رَوَاهُ أَكثر رُوَاة " الْمُوَطَّأ " ويروى: شعاف الْجبَال وَهُوَ أَيْضا جمع شعفة كأكمة وآكام. و " الْمشْربَة " والمسربة. " الناضح " الْجمل الَّذِي يسقى بِهِ وَجمعه نضاح ونواضح، والناضح أَيْضا: الرجل الَّذِي يسْقِي النَّحْل. يُقَال: " علف " يعلف هَذَا هُوَ الْمَشْهُور، وَحكى الزّجاج علفت الدَّابَّة، وَكَانَ الْأَصْمَعِي لَا يُجِيز ذَلِك. يُقَال: " دَاء عضال " وعُقَام وعَقَامٌ، وناحس ونحيس إِذا لم يكن لَهُ دَوَاء. " ذُو الطفتين " هُوَ الَّذِي [على] ظَهره خطان أسودان، وأصل الطفية خوصَة الْمقل شبه بِهِ الْخط الَّذِي [على] ظَهره. و" الْجنان " حيات رقاق خفاف وَاحِدهَا جَان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 " الغرز " للناقة مثل الركاب للْفرس. " العنف " الْجفَاء وَهُوَ ضد الرِّفْق. " التَّعْرِيس " هُوَ أَن ينزل الْمُسَافِر نزلة خَفِيفَة آخر اللَّيْل. وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أعْطوا الركب أسنتها " الركب: جمع رَاكب وَهِي الْإِبِل الَّتِي تركب، وَأَصلهَا ركب، ثمَّ إِن شِئْت سكنت تَخْفِيفًا كحمر وحمر وعنق وعنق، وَكَذَلِكَ كل ضمتين تتالتا فِي كلمة فَإِن حذف الضمة الثَّانِيَة جَائِز، وَوَاحِد الركاب حمولة من غير لَفظهَا وَقيل: ركوبة. و " الأسنة " جمع أَسْنَان والأسنان: جمع سنّ. وَيُقَال: " حاس " وجاس: لُغَتَانِ بِمَعْنى وطىء. " دلع " الرجل لِسَانه وأدلعه ودلع اللِّسَان نَفسه. " بخ، بخ " وبخ وبخ بتسكين الخاءين وتسكين الثَّانِيَة للْوَقْف وَكسر الأول مَعَ التَّنْوِين، فَإِذا وصلت الثَّانِيَة بِكَلَام تقف عَلَيْهِ كسرتها أَيْضا فَقلت: بخ بخ يَا هَذَا. " عدل " الشَّيْء بِفَتْح الْعين: مَا يعادله من جنسه. يُقَال: " نقص " الشَّيْء ونقصته أَنا والعامة يعدونه إِلَى مفعول فَتَقول: نقصته فَهُوَ خطأ، وَالصَّوَاب مَا تقدم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 و " الرفغ " والرفغ الْفَخْذ. " الْحمى " المرعى يحميه السُّلْطَان فَلَا يسرح فِيهِ إِلَّا مَاله، وَمَال من يَخُصُّهُ وَهُوَ يمد وَيقصر. " الصريمة " تَصْغِير صرمة وَهِي الْقطعَة من الْإِبِل تجَاوز الْأَرْبَعين. وَقَوله: " وإياي [وَنعم ابْن عَفَّان] " أَي: جنبني إدخالها فِي الْحمى. " النعم " الْإِبِل مُفْردَة، وَمَعَ غَيرهَا فَإِن انْفَرد غَيرهَا دونهَا لم تسم نعما. يُقَال " مشربَة " ومشربةٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180