الكتاب: المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد المؤلف: إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبو إسحاق، برهان الدين (المتوفى: 884هـ) المحقق: د عبد الرحمن بن سليمان العثيمين الناشر: مكتبة الرشد - الرياض - السعودية الطبعة: الأولى، 1410هـ - 1990م عدد الأجزاء: 3   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- المقصد الارشد ابن مفلح، برهان الدين الكتاب: المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد المؤلف: إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبو إسحاق، برهان الدين (المتوفى: 884هـ) المحقق: د عبد الرحمن بن سليمان العثيمين الناشر: مكتبة الرشد - الرياض - السعودية الطبعة: الأولى، 1410هـ - 1990م عدد الأجزاء: 3   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَهُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ الإِمَام الحبر الْهمام الْعَالم الْعَلامَة الْمُحَرر المدقق الفهامة قاضى الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام سيد الْعلمَاء والحكام ذُو الدّين المتين والورع وَالْيَقِين برهَان الدّين حجَّة المصنفين سيف المناظرين بَقِيَّة السّلف الْكِرَام الصَّالِحين أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُفْلِح المقدسى الْحَنْبَلِيّ أمتع الله الْإِسْلَام بِبَقَائِهِ وحرسه بملائكه أرضه وسمائه أَحْمد الله على إحسانه وإفضاله حمدا كَمَا يَنْبَغِي لعز جَلَاله وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله لَا شريك لَهُ فِي أَفعاله وَأشْهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الذى من على الْعَالمين بإرساله صلى الله عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه وَآله وَسلم وكرم وَشرف وَعظم وَبعد فَهَذَا كتاب جمعته وَجَعَلته مُشْتَمِلًا على طَبَقَات أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ وسميته ب الْمَقْصد الأرشد فِي ذكر أَصْحَاب أَحْمد ورتبته على حُرُوف المعجم ليسهل تنَاوله والكشف مِنْهُ وَالله الْمَسْئُول أَن ينفع بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بمنه وَكَرمه فنبدأ أَولا بِذكر الإِمَام أَحْمد فَنَقُول هُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 1 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هِلَال بن أَسد بن إِدْرِيس ابْن عبد الله بن حَيَّان بن عبد الله بن أنس بن عون بن قاسط بن مَازِن ابْن ذهل بن شَيبَان بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن صَعب بن على بن بكر بن وَائِل بن قاسط بن هنب بن أفْضى بن دعمى بن جديلة بن أَسد بن ربيعَة بن نزار بن معد بن عدنان إِلَى هُنَا مُتَّفق عَلَيْهِ بَين المؤرخين وَفِيمَا فَوْقه خلاف وأشهره أَنه ابْن أد بن أدد بن الهميسع بن حمل بن النبيت بن قندار بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم صلوَات الله عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا مُحَمَّد وَسَائِر النبين وَهَذَا النّسَب فِيهِ منقبة حميمة ورتبة عَظِيمَة حَيْثُ يلتقى نسبه بِالنَّبِيِّ فِي نزار فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ أَرْبَعَة أَوْلَاد مِنْهُم نضر وَنَبِينَا من وَلَده وَمِنْهُم ربيعَة وإمامنا أَحْمد من وَلَده وَهُوَ عَرَبِيّ صَحِيح النّسَب قَالَ النَّبِي أحب الْعَرَب لثلاث الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 لِأَنِّي عَرَبِيّ وَالْقرَان عَرَبِيّ ولسان أهل الْجنَّة عَرَبِيّ ذكره ابْن الأنبارى فِي كتاب الْوَقْف والابتداء وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي دَاوُد كَانَ فِي ربيعَة رجلَانِ لم يكن فِي زمانهما مثلهمَا لم يكن فِي زمَان قَتَادَة مثل قَتَادَة وَلم يكن فِي زمَان أَحْمد بن حَنْبَل مثله وَقَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ لنا الشَّافِعِي رضى الله عَنهُ أَحْمد إِمَام فِي ثَمَان خِصَال إِمَام فِي الحَدِيث إِمَام فِي الْفِقْه إِمَام فِي اللُّغَة إِمَام فِي الْقُرْآن إِمَام فِي الْفقر إِمَام فِي الزّهْد إِمَام فِي الْوَرع إِمَام فِي السّنة فلنتكلم على خصْلَة بعد خصْلَة أما الأولى فَهَذَا مِمَّا لَا خلاف فِيهِ قَالَ أَبُو عَاصِم النَّبِيل يَوْمًا من تَعدونَ فِي الحَدِيث بِبَغْدَاد فَقَالُوا يحيى ابْن معِين وَأحمد بن حَنْبَل وَأَبا خَيْثَمَة فَقَالَ من تَعدونَ بِالْبَصْرَةِ فَقَالُوا على بن المدينى وَابْن الشادكونى قَالَ من تَعدونَ بِالْكُوفَةِ قَالُوا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن نمير فَقَالَ أَبُو عَاصِم مَا أحد من هَؤُلَاءِ إِلَّا وَقد جَاءَنَا ورأيناه وَمَا رَأَيْت فِي الْقَوْم مثل ذَلِك الْفَتى أَحْمد ابْن حَنْبَل وَقَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام انْتهى الْعلم إِلَى أَرْبَعَة أَحْمد ابْن حَنْبَل وعَلى بن المدينى وَيحيى بن معِين وأبى بكر بن أبي شيبَة وَكَانَ أَحْمد أفقههم فِيهِ وَدخل الشَّافِعِي يَوْمًا على أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله كنت الْيَوْم مَعَ أهل الْعرَاق فِي مَسْأَلَة كَذَا وَلم يكن معى فِي ذَلِك حَدِيث عَن النَّبِي فَدفع إِلَيْهِ أَحْمد ثَلَاثَة أَحَادِيث فَقَالَ جَزَاك الله خيرا وَقَالَ الشَّافِعِي يَوْمًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 لِأَحْمَد أَنْتُم أعلم بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال فَإِذا صَحَّ عنْدكُمْ الحَدِيث فاعلمونا بِهِ كوفيا كَانَ أَو شاميا حَتَّى نَذْهَب إِلَيْهِ وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الْوراق مَا رَأَيْت مثل أَحْمد بن حَنْبَل قَالُوا لَهُ وأى شَيْء بَان لَك من فَضله وَعلمه قَالَ رجل سُئِلَ عَن سِتِّينَ ألف مَسْأَلَة فَأجَاب فِيهَا ب حَدثنَا وَأخْبرنَا وَقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ كَانَ أَحْمد يحفظ ألف ألف حَدِيث فَقيل لَهُ وَمَا يدْريك قَالَ ذاكرته فَأخذت عَلَيْهِ الْأَبْوَاب وَأما الثَّانِيَة فالصدق فِيهَا لائح وَالْحق وَاضح إِذْ كَانَ أصل الْفِقْه الْكتاب وَالسّنة وأقوال الصَّحَابَة وَبعد هَذَا الْقيَاس والمتقدمون كَانُوا لَا يرَوْنَ وضع الْكتب وَإِنَّمَا يحفظون مَا ذكرنَا ويفتون بهَا فَمن نقل عَنْهُم الْعلم وَالْفِقْه كَانَ رِوَايَة يتلقاها عَنْهُم ودراية يتفهمها مِنْهُم فنقلة الْفِقْه عَنهُ أَعْيَان الْبلدَانِ وأئمة الْأَزْمَان قريب من مائَة وَعشْرين نفسا قَالَ الْأَثْرَم قلت يَوْمًا وَنحن عِنْد أبي عبيد فِي مَسْأَلَة فَقَالَ بعض الْحَاضِرين هَذَا قَول من فَقلت من لَيْسَ فى شَرق وَلَا غرب أكبر مِنْهُ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ أَبُو عبيد صدق وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه سَمِعت يحيى بن آدم يَقُول أَحْمد بن حَنْبَل إمامنا وَقَالَ أَبُو ثَوْر أَحْمد بن حَنْبَل أعلم من الثورى وأفقه قلت وَيظْهر لَك ذَلِك بِأَنَّهُ فِي بعض الْمسَائِل ينْقل فِيهَا أقوالا كَثِيرَة وَأما الثَّالِثَة فَهُوَ كَمَا قَالَ نقل الْمروزِي كَانَ أَبُو عبد الله لَا يلحن فى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 الْكَلَام وَلما نوظر بَين يَدي الْخَلِيفَة كَانَ يَقُول كَيفَ أَقُول مَا لم يقل وَقَالَ أَحْمد كتب فى الْعَرَبيَّة أَكثر مِمَّا كتبت أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء رَوَاهُ عَنهُ مُحَمَّد بن حبيب وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد سَأَلت أبي عَن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب عَن أبي معشر قَالَ يكره التكفر فِي الصَّلَاة قَالَ أَبى التكفر أَن يضع يَمِينه عِنْد صَدره فِي الصَّلَاة وَأما الرَّابِعَة فَهُوَ وَاضح الْبَيَان لائح الْبُرْهَان قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى صنف أَحْمد فِي التَّفْسِير وَهُوَ مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا يَعْنِي حَدِيثا والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر فِي كتاب الله تَعَالَى وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد كَانَ أَبى يقْرَأ الْقُرْآن فِي كل أُسْبُوع ختمتين إِحْدَاهمَا لَيْلًا وَالْأُخْرَى نَهَارا وَقد ختم الْقُرْآن فِي لَيْلَة بِمَكَّة مُصَليا بِهِ وَأما الْخَامِسَة فيا لَهَا خلة مَقْصُودَة وَحَالَة محمودة قَالَ تَعَالَى (أُولَئِكَ يجزون الغرفة بِمَا صَبَرُوا) قَالَ أَبُو جَعْفَر على الْفقر من الدُّنْيَا وَقَالَ أَبُو بَرزَة الأسلمى قَالَ رَسُول الله (إِن فُقَرَاء الْمُسلمين ليدخلون الْجنَّة قبل أغنيائهم بِمِقْدَار أَرْبَعِينَ خَرِيفًا يتَمَنَّى أَغْنِيَاء الْمُسلمين يَوْم الْقِيَامَة أَنهم كَانُوا فِي الدُّنْيَا فُقَرَاء) وَأما السَّادِسَة فَهِيَ ظَاهِرَة أَتَت الدُّنْيَا فأباها والرئاسة فنفاها عرضت عَلَيْهِ الْأَمْوَال وفوضت إِلَيْهِ الْأَحْوَال وَهُوَ يرد ذَلِك ويتعفف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 وَيَقُول أَنا أفرح إِذا لم يكن عندى شىء وَيَقُول إِنَّمَا هُوَ طَعَام دون طَعَام ولباس دون لِبَاس وَإِنَّمَا هِيَ أَيَّام قَلَائِل وَقَالَ إِسْحَاق بن هانىء بكرت يَوْمًا لأعارض أَحْمد بالزهد فبسطت لَهُ حَصِيرا ومخدة فَنظر إِلَيْهِمَا وَقَالَ مَا هَذَا قلت لتجلس عَلَيْهِ فَقَالَ إِن هَذَا لَا يحسن بالزهد فَرَفَعته وَجلسَ على الأَرْض وَأما السَّابِعَة فَقَالَ أَبُو عبد الله السمسار كَانَت لأم عبد الله ابْن أَحْمد دَار مَعنا فِي الدَّرْب يَأْخُذ مِنْهَا أَحْمد درهما بِحَق مِيرَاثه فاحتاجت إِلَى نَفَقَة تصلحها فأصلحها ابْنه عبد الله فَترك أَحْمد الدِّرْهَم الذى كَانَ يَأْخُذهُ وَقَالَ قد أفْسدهُ على وَنهى ولديه وَعَمه عَن أَخذ الْعَطاء من مَال الْخَلِيفَة فاعتذروا بِالْحَاجةِ فهجرهم شهرا لأخذ الْعَطاء وصف لَهُ دهن اللوز فِي مَرضه قَالَ حَنْبَل فَلَمَّا جئناه بِهِ أَبى أَن يذوقه وَوصف لَهُ فِي علته قرعَة تشوى وَيُؤْخَذ مَاؤُهَا فَلَمَّا جَاءُوا بِالْقُرْعَةِ قَالَ بعض الْحَاضِرين اجْعَلُوهَا فِي تنور صَالح فَإِنَّهُم قد خبزوا فَقَالَ بِيَدِهِ لَا وأبى أَن يُوَجه بهَا إِلَى منزل صَالح قَالَ حَنْبَل وَمثل هَذَا كثير وَقَالَ المروزى سَمِعت أَحْمد يَقُول الْخَوْف قد منعنى أكل الطَّعَام وَالشرَاب فَمَا اشتهيته وَكَانَ أَحْمد بذرع دَاره الَّتِي يسكنهَا وَيخرج عَنْهَا الذى وَضعه عمر رضى الله عَنهُ على السوَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 وَأما الثَّامِنَة فَلَا شكّ أَنه فِي السّنة الإِمَام الفاخر وَالْبَحْر الزاخر أوذى فِي الله فَصَبر ولكتابه نصر ولسنة نبيه انتصر أفْصح الله فِيهَا لِسَانه وأوضح بَيَانه قَالَ تَعَالَى (وَأُخْرَى تحبونها نصر من الله وَفتح قريب وَبشر الْمُؤمنِينَ) قَالَ على بن المدينى أيد الله تَعَالَى هَذَا الدّين برجلَيْن لَا ثَالِث لَهما أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة وَأحمد بن حَنْبَل يَوْم المحنة وَقَالَ المزنى أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة وَعمر يَوْم السَّقِيفَة وَعُثْمَان يَوْم الدَّار وعَلى يَوْم صفّين وَأحمد بن حَنْبَل يَوْم المحنة وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى سعيد بن الْمسيب فِي زَمَانه وسُفْيَان الثورى فِي زَمَانه وَأحمد بن حَنْبَل فِي زَمَانه وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الْوراق لما قَالَ النَّبِي (فَردُّوهُ إِلَى عالمه) رددناه إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَ أعلم أهل زَمَانه وَقيل لبشر بن الْحَارِث يَوْم ضرب أَحْمد قد وَجب عَلَيْك أَن تَتَكَلَّم فَقَالَ تُرِيدُونَ منى أَن أقوم مقَام الْأَنْبِيَاء لَيْسَ هَذَا عندى حفظ الله أَحْمد بن حَنْبَل من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه ثمَّ قَالَ بعد مَا ضرب أَحْمد بن حَنْبَل من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه ثمَّ قَالَ بعد مَا ضرب أَحْمد لقد أَدخل الْكِير فَخرج ذهبة حَمْرَاء وَقَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ الشَّافِعِي من أبْغض أَحْمد فَهُوَ كَافِر فَقلت تطلق عَلَيْهِ اسْم الْكفْر فَقَالَ نعم من أبْغض أَحْمد بن حَنْبَل فقد عاند السّنة وَمن عاند السّنة قصد الصَّحَابَة وَمن قصد الصَّحَابَة أبْغض النبى وَمن أبْغض النَّبِي كفر بِاللَّه الْعَظِيم وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه سَمِعت أَبى يَقُول لَوْلَا أَحْمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 حَنْبَل وبذل نَفسه , لما بذلها لذهب الْإِسْلَام وَقد صنف جمع فِي مناقبه كَابْن مندة والبيهقى وَشَيخ الْإِسْلَام الأنصارى وَابْن الجوزى وَابْن نَاصِر وشهرة إِمَامَته ومناقبه وسيادته وبراعته وزهادته كَالشَّمْسِ إِلَّا أَنَّهَا لَا تغرب ولد بِبَغْدَاد بعد حمل أمه بمرو فى ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتوفى يَوْم الْجُمُعَة بِبَغْدَاد لنَحْو ساعتين من النَّهَار لاثنتى عشرَة لَيْلَة خلت من ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَله سبع وَسَبْعُونَ سنة قَالَ المتَوَكل لمُحَمد بن طَاهِر طُوبَى لَك صليت على أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ عبد الْوَهَّاب الْوراق مَا بلغنَا أَنه كَانَ للْمُسلمين مجمع أَكثر مِنْهُم إِلَّا جَنَازَة فِي بنى إِسْرَائِيل روى ابْن ثَابت الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ عَن الوركانى جَار أَحْمد بن حَنْبَل أسلم يَوْم مَاتَ أَحْمد عشرُون ألفا من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس فنسأل الله أَن يحشرنا مَعَه بمنه وَكَرمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 - حرف الْألف - 2 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زيد بن أَفْلح العبدى الْمَعْرُوف بالدورقى أَخُو يَعْقُوب كَانَ أَبوهُ ناسكا فِي زَمَانه وَمن كَانَ تنسك فى ذَلِك الزَّمَان سمى دورقيا وَقيل كَانَ النَّاس ينسبون الدورقيين إِلَى لباسهم القلانس الطوَال الَّتِى تسمى الدورقية سمع إِسْمَاعِيل بن علية وهشيما وَغَيرهمَا وَحدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا مَا رَوَاهُ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى حَدثنَا أَبُو دَاوُد حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن هَؤُلَاءِ الَّذين يَقُولُونَ ألفاظنا بِالْقُرْآنِ مخلوقة قَالَ هَذَا شَرّ من قَول الْجَهْمِية وَمن زعم هَذَا فقد زعم أَن جِبْرِيل جَاءَ بمخلوق وَأَن النَّبِي تكلم بمخلوق مَاتَ يَوْم السبت لتسْع بَقينَ من شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 3 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الكوفى ناقل الرِّوَايَة الغريبة عَن أَحْمد لَهُ أَن يَدْعُو فِي صلَاته بِمَا شَاءَ قَالَ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِن دَعَا فِي صلَاته بحوائجه أَرْجُو وَهَذَا مَحْمُول على مَا إِذا دَعَا بمصالح دينه يُوضحهُ مَا نَقله حَنْبَل أَن لَا يكون من دُعَائِهِ رَغْبَة فِي الدُّنْيَا وَقَالَ من رِوَايَة الْحسن بن مُحَمَّد يَدْعُو بِمَا قد جَاءَ وَلَا يَقُول اللَّهُمَّ أعطنى كَذَا 4 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو طَاهِر الْقطَّان الإِمَام الْفَقِيه صَاحب التَّعْلِيق وَكَانَ أصوليا فرضيا وَهُوَ من أَصْحَاب ابْن حَامِد توفى سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 5 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود الواسطى الزَّاهِد الْقدْوَة الْعَارِف عماد الدّين ألهمه الله من صغره طلب الْحق ومحبته والنفور عَن الْبدع وَأَهْلهَا وَكَانَ شافعيا فَلَمَّا قدم الشَّام وَرَأى الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية فَأمره بمطالعة السِّيرَة النَّبَوِيَّة فَأقبل على سيرة ابْن إِسْحَاق فلخصها وَأَقْبل على مطالعة كتب الحَدِيث وَالسّنة وتخلى من جَمِيع طرائقه واقتفى آثَار سيدنَا رَسُول الله وهديه وطرائفه المأثورة عَنهُ واعتنى بِأَمْر السّنة أصولا وفروعا وَشرع فِي الرَّد على طوائف المبتدعة وانتقل إِلَى مَذْهَب الإِمَام أَحْمد وَكَانَ يقْرَأ فِي الكافى على الشَّيْخ مجد الدّين الْحَرَّانِي وَاخْتَصَرَهُ فِي مجلدة وَكَانَ الشَّيْخ تقى الدّين يعظمه وَيَقُول هُوَ جُنَيْد وقته ألف تآليف كَثِيرَة وَكتب عَنهُ البرزالى والذهبى توفى آخر يَوْم السبت سادس عشرى ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة بالمارستان الصَّغِير وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الأموى وَدفن بقاسيون قبالة زَاوِيَة السيوفى الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 6 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الكردى الشيح الإِمَام شهَاب الدّين سمع من على بن أبي بكر بن يُوسُف الحرانى وَغَيره وَذكره الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر فِي مُعْجَمه وَقَالَ لَقيته بالصالحية فَقَرَأت عَلَيْهِ كتاب صفة أهل الْجنَّة لأبى نعيم بِسَمَاعِهِ من شَيْخه الْمَذْكُور عَن ابْن البخارى بِسَنَدِهِ مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة 7 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن على بن سرُور الشَّيْخ الْهمام عماد الدّين بن الشَّيْخ الْعِمَاد المقدسى الصالحى سمع من أَبى الْقَاسِم ابْن الحرستانى وَابْن ملاعب وَأَبِيهِ وَالشَّيْخ موفق الدّين ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد متفرجا وَله حَظّ من صَلَاة وَصِيَام وَذكر سمع مِنْهُ المزى والبرزالى وَأقَام مُدَّة بزاوية لَهُ بسفح قاسيون عِنْد كَهْف جِبْرِيل وكف بَصَره توفى وَدفن يَوْم عَرَفَة عِنْد قبر وَالِده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 8 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم العسقلانى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم المتفنن دأب فِي الصغر وَحصل أنواعا من الْعُلُوم ثمَّ ولى قَضَاء الديار المصرية بعد وَفَاة قاضى الْقُضَاة بدر الدّين البغدادى فباشره بعفة وصيانة وَحُرْمَة مَعَ لين جَانب وتواضع وَكتب كثيرا فِي عُلُوم شَتَّى وَلَكِن لم ينْتَفع بِمَا كتبه لإهماله لذَلِك درس وَأفْتى وناظر وَكَانَ مرجع الْحَنَابِلَة فِي الديار المصرية وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفى سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَاسْتقر كَاتبه عوضا عَنهُ فى قَضَاء الْحَنَابِلَة بالديار المصرية الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 وَطلب إِلَيْهَا بِمُقْتَضى مرسوم شرِيف فَلم بِقدر ذَلِك لعائق صدنى عَنهُ وَالله كَاف 9 - أَحْمد بن أَحْمد بن كرم بن غَالب البندنيجى ثمَّ البغدادى الْحَافِظ الْعدْل قَرَأَ الْقُرْآن وقرأه بالروايات على أَبى الْحسن البطائحى وَسمع الحَدِيث الْكثير على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْوَقْت وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلى وعنى بِهَذَا الشَّأْن وَكتب بِخَطِّهِ وَوَصفه جمَاعَة ب الْحَافِظ مِنْهُم المنذرى وَقد شهد عِنْد ابْن الدامغانى ثمَّ عزل عَن الشَّهَادَة لأمر ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا بِسَبَب مَاتَ فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 10 - أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن قدامَة المقدسى الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 الْفَقِيه الزَّاهِد الفرضى شرف الدّين سمع من الشَّيْخ موفق الدّين والبهاء عبد الرَّحْمَن وَغَيرهمَا وَحضر على مُوسَى بن عبد الْقَادِر وإجازه ابْن الحرستانى سمع مِنْهُ ابْن الخباز والمزى وَابْن مُسلم والبرزالى وَطَائِفَة وَكَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وتفقه على التقى بن الْعِزّ وَكَانَ شَيخا صَالحا زاهدا ذَا عفة وقناعة باليسير وَله معرفَة بالجبر والمقابلة والفرائض وَله حَلقَة بالجامع المظفرى مَاتَ لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن عِنْد جده الشَّيْخ موفق الدّين بالروضة 11 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أَبى عمر بن قدامَة الشَّيْخ الْأَصِيل الْمسند نجم الدّين حضر عنعنة الشَّيْخ شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن أَبى عمر روى عَن ابْن البخارى والتقى الواسطى وأبى الْفضل ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وَحدث وَعمر وَتفرد قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى سمعنَا الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 مِنْهُ مسموعه من مشيخة ابْن البخارى وأمالى ابْن سمعون توفى لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة جده 12 - أَحْمد بن أكمل بن أَحْمد بن مَسْعُود بن عبد الْوَاحِد الهاشمى العباسى البغدادى الْخَطِيب سمع من أَبى الْفَتْح بن شاتيل وَغَيره وتفقه فِي الْمَذْهَب وَكَانَ لَهُ فضل وتمييز مَاتَ فِي ثامن ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن عِنْد أَبِيه بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 13 - أَحْمد بن أَبى بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد بن الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 عبد الهادى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُفْتى شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف ب ابْن الْعِزّ سمع من عِيسَى الْمطعم وَابْن عبد الدايم والحجار وَأكْثر عَن القاضى تقى الدّين سُلَيْمَان وَيحيى ابْن سعد وَحدث عَن الْعِمَاد وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَعَن القاضى بِالسَّمَاعِ قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال فِي الْفِقْه وَأذن لَهُ بالفتوى وَكَانَ شَيخا طوَالًا عَلَيْهِ أبهة أقعد فِي آخر عمره وَذكره الْحَافِظ بن حجر فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع جُزْء الْحسن ابْن عَرَفَة على نَحْو من ثَمَانِينَ شَيخا وجزء ابْن الْفُرَات على نَحْو خمسين شَيخا توفى لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ الْعشْرين من ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الشَّيْخ موفق الدّين وَقد أكمل إِحْدَى وَتِسْعين سنة إِلَّا خَمْسَة أَيَّام 14 - أَحْمد بن أَبى بدر الْمُنْذر بن بدر بن النَّضر أَبُو بكر المغازلى الشَّيْخ الإِمَام البغدادى كَانَ يعد من الْأَوْلِيَاء لقبه الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 بدر وَهُوَ الْغَالِب ذكره الْخلال وَقَالَ كَانَ أَبُو عبد الله يُكرمهُ ويقدمه وَعِنْده عَن أَبى عبد الله جزءان سمعتهما مِنْهُ وَسمعت مِنْهُ أَيْضا حَدِيثا وَكنت إِذا رَأَيْت مَنْزِلَته شهِدت لَهُ بالصلاح وَالصَّبْر على الْفقر وَكَانَ الإِمَام يتعجب مِنْهُ وَيَقُول من مثل بدر قد ملك لِسَانه مَاتَ فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 15 - أَحْمد بن أَبى بكر بن أَحْمد بن على بن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف ب ابْن الرسام الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل قاضى الْقُضَاة بحماة ثمَّ ولى قَضَاء حلب وَقدم الشَّام والقاهرة مرَارًا سمع الصَّحِيح من شمس الدّين مُحَمَّد بن على الْمَعْرُوف ب ابْن اليونانية وَسمع أَيْضا من إِسْمَاعِيل ابْن بردس وَابْن الْمُحب وَسمع من العراقى والهيثمى المسلسل وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْمُحب وَابْن رَجَب وَكَانَ يعْمل المواعيد توفى بعد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 16 - أَحْمد بن أَبى بكر بن على الْمَعْرُوف ب بواب الكاملية الشَّيْخ الْعَالم الْقدْوَة عَنى بِالْحَدِيثِ كثيرا وَسمع وَكَانَ يتغالى فِي حب الشَّيْخ تقى الدّين وَيَأْخُذ بأقواله وأفعاله وَكتب بِخَطِّهِ تَارِيخ ابْن كثير وَزَاد فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة لَكِن رُبمَا ذكرهَا الْمُؤلف فِي مَوضِع آخر وَكَانَ يؤم فِي مَسْجِد نَاصِر الدّين تجاه المدرسه الذى أنشأه نور من الدّين الشَّهِيد وَكَانَ قَلِيل الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ وَعِنْده عبَادَة وتقشف وتقلل من الدُّنْيَا وَكَانَ شافعيا ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى عِنْد جمَاعَة الْحَنَابِلَة وَأخذ بمذهبهم توفى يَوْم السبت تَاسِع عشر صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَدفن بسفح قاسيون 17 - أَحْمد بن بشر بن سعد أَبُو أَيُّوب الطَّيَالِسِيّ سمع يحيى بن معِين وَسليمَان بن أَيُّوب وإمامنا أَحْمد وَذكره أَبُو بكر الْخلال مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 18 - أَحْمد بن بشر بن سعيد الكندى البغدادى قَالَ الْخلال حَدثنَا أَحْمد بن بشر قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل قلت رجل قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظه وَهُوَ يكْتب الحَدِيث يخْتَلف إِلَى الْمَسْجِد يقْرَأ ويقرىء ويفوته الحَدِيث أَن يَطْلُبهُ وَإِن طلب الحَدِيث فَاتَهُ الْمَسْجِد وَإِن قصد الْمَسْجِد فَاتَهُ طلب الحَدِيث فبأى شىء تَأمره فَقَالَ بذا وبذا وَسُئِلَ أَحْمد إِذا كَانَ مَعَ الرجل مَال فَإِن تزوج لم يبْق مَعَه فضل يحجّ بِهِ وَإِن حج خشى على نَفسه قَالَ أَحْمد إِذا لم يكن لَهُ صَبر على التَّزَوُّج تزوج وَترك الْحَج 19 - أَحْمد بن أَبى بكر ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن صحب أَحْمد رضى الله عَنهُ 20 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَبى بكر بن مُحَمَّد بن زيد الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة النحوى الْمُفَسّر الْمُحدث اعتنى بِعلم الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 الحَدِيث كثيرا ودأب فِيهِ وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي التَّفْسِير وَكَانَ أستاذا فِي الْعَرَبيَّة انْتفع بِهِ النَّاس وَكَانَ يقْرَأ على الشَّيْخ على بن زكنون تَرْتِيب مُسْند الإِمَام أَحْمد لَهُ وَكَذَلِكَ غَيره من كتب الحَدِيث وَكَانَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن أَبُو شعر يعظمه وَيجمع عَلَيْهِ الْجَمَاعَة فيقرئهم وَكَانَ أستاذا فِي الْوَعْظ وَله كتاب خطب فِي غَايَة الْحسن توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ صفر سنة سبعين وَثَمَانمِائَة 21 - أَحْمد بن جَعْفَر الوكيعى أَبُو عبد الرَّحْمَن الضَّرِير الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 سمع وَكِيع بن الْجراح وَأَبا مُعَاوِيَة وإمامنا قَالَ أَبُو نعيم مَا رَأَيْت ضريرا أحفظ من أَحْمد الوكيعى وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ يحفظ الْعلم على وَجهه وَوَثَّقَهُ الدراقطنى قَالَ الوكيعى قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل لم يَقع إِلَيْنَا من حَدِيث الزهرى شَيْء قَالَ أَحْمد قد خرجت مِنْهَا حَدِيث سَالم خُذ حَتَّى أمليه عَلَيْك فأملاه عَلَيْهِ وَهُوَ جَالس وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى كَانَ الوكيعى يحفظ مائَة ألف حَدِيث مَا أَحْسبهُ سمع حَدِيثا إِلَّا حفظه مَاتَ بِبَغْدَاد سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ 22 - أَحْمد بن جَعْفَر بن يَعْقُوب الفارسى الاصطخرى سمع من إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ أَحْمد بن جَعْفَر قَالَ أَبُو عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل هَذِه مَذَاهِب أهل الْعلم وَأَصْحَاب الْأَثر وَأهل السّنة المتمسكين بعروقها المعروفين بهَا المقتدى بهم فِيهَا من لدن أَصْحَاب مُحَمَّد إِلَى يَوْمنَا وَأدْركت من أدْركْت من عُلَمَاء الْحجاز وَالشَّام وَغَيرهم عَلَيْهَا فَمن خَالف شَيْئا من هَذِه الْمذَاهب أَو طعن فِيهَا أَو عَابَ قَائِلهَا فَهُوَ مُبْتَدع خَارج عَن الْجَمَاعَة ثمَّ سَاق قَول أهل السّنة وَالْجَمَاعَة فِي الْإِيمَان وشرائعه وَمَا يعْتَقد وَمَا يتْرك اللَّهُمَّ أدحض بَاطِل المرجئة وأوهن كيد الْقَدَرِيَّة وأزل دولة الرافضة وامحق سنة أهل الرأى واكفنا مُؤنَة الخارجية وَعجل الانتقام من المرجئة الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 23 - أَحْمد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْحُسَيْن المنادى سمع جده وأباه وَأَبا دَاوُد السجستانى والمروذى وَعبد الله ابْن أَحْمد وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة أَمينا ثبتا صَدُوقًا ورعا حجَّة فِيمَا يرويهِ محصلا لم يحكيه صنف كتبا كَثِيرَة قيل إِنَّهَا نَحْو من أَرْبَعمِائَة مُصَنف وَلم يسمع النَّاس مِنْهُ إِلَّا أقلهَا قَالَ أَبُو الْفضل الصيرفى كَانَ أَبُو الْحسن ابْن المنادى صلب الدّين حسن الطَّرِيقَة شرس الْأَخْلَاق فَلذَلِك لم تَنْتَشِر الرِّوَايَة عَنهُ وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن الصَّلْت كُنَّا نمضى مَعَ ابْن قاج الْوراق إِلَى ابْن المنادى نسْمع مِنْهُ فَإِذا وقفنا بِبَابِهِ خرجت إِلَيْنَا جَارِيَة لَهُ وَقَالَت كم أَنْتُم فنخبرها بعددنا وَيُؤذن لنا فِي الدُّخُول فيحدثنا فَحَضَرَ مَعنا مرّة إِنْسَان علوى وَغُلَام لَهُ فَلَمَّا استأذنا قَالَت الْجَارِيَة كم أَنْتُم فَقُلْنَا نَحْو ثَلَاثَة عشر وَمَا كُنَّا حَسبنَا الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 العلوى وَلَا غُلَامه فِي الْعدَد فَلَمَّا دَخَلنَا عَلَيْهِ رآنا خَمْسَة عشر نفسا فَقَالَ انصرفوا فلست أحدثكُم فانصرفنا وظننا أَنه عرض لَهُ شغل ثمَّ عدنا إِلَيْهِ فَلم يحدثنا فَسَأَلْنَاهُ عَن ذَلِك فَقَالَ كُنْتُم تذكرُونَ عددكم فِي كل مرّة لِلْجَارِيَةِ وتصدقون ثمَّ كَذبْتُمْ فِي الْأَخِيرَة وَمن كذب فِي هَذَا الْمِقْدَار لم يُؤمن أَن يكذب فِيمَا هُوَ أكبر مِنْهُ فاعتذرنا إِلَيْهِ وَقُلْنَا نَحن نتحفظ فِيمَا بعد فحدثنا أَو كَمَا قَالَ اخْتَار إِيجَاب غسل الْيَدَيْنِ عِنْد الْقيام من نوم اللَّيْل وَاخْتَارَ تَحْرِيم الْوضُوء من آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة مَعَ الحكم بِصِحَّة الطَّهَارَة مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَدفن بمقبرة الخيزران 24 - أَحْمد بن جَعْفَر بن حمدَان بن مَالك أَبُو بكر القطيعى كَانَ يسكن قطيعة الرَّقِيق وإليها ينْسب سمع إِبْرَاهِيم الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 ابْن إِسْحَاق وَإِسْحَاق بن الْحسن وَعبد الله بن أَحْمد وَغَيرهم روى عَنهُ الْمسند والزهد والتاريخ وَغَيرهَا قيل إِن عبد الله ابْن إمامنا كَانَ يقْعد فِي حجره وَهُوَ يقْرَأ عَلَيْهِ الحَدِيث فَيُقَال لَهُ يؤلمك فَيَقُول إنى أحبه وَقَالَ مُحَمَّد بن أَبى الفوارس كَانَ أَبُو بكر ابْن مَالك مَسْتُورا صَاحب سنة وَقَالَ البرقانى كنت شَدِيد التنقير عَن حَال ابْن مَالك حَتَّى ثَبت عندى أَنه صَدُوق لَا يشك فِي سَمَاعه مَاتَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ لسبع بَقينَ من ذى الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَدفن بِقرب الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 25 - أَحْمد بن الْحسن بن عبد الْجَبَّار بن رَاشد أَبُو عبد الله الصوفى سمع على بن الْجَعْد وَأَبا نصر التمار وَيحيى بن معِين فى آخَرين وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت مجْلِس أَحْمد بن حَنْبَل سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَعِنْده الْهَيْثَم ابْن خَارِجَة فَسئلَ عَن الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الْمَسِيح على الرَّأْس فَأَوْمأ بيدَيْهِ من مقدم رَأسه وردهما إِلَى مؤخره ثمَّ ردهما من مؤخره إِلَى مقدمه فَسئلَ وَأَنا أسمع الرِّدَّة بِمَاء جَدِيد قَالَ بِمَاء جَدِيد وَقَالَ الدرقطنى هُوَ ثِقَة مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من رَجَب سنة سِتّ وثلاثمائة ذكره أَحْمد بن كَامِل 26 - أَحْمد بن الْحسن بن جنيدب الترمذى الْحَافِظ حدث عَن يعلى ابْن عبيد وأبى عَاصِم وطبقتهما روى عَنهُ البخارى فى صَحِيحه قَالَ البخارى حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن الترمذى حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن كهمس عَن ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه أَنه غزا مَعَ رَسُول الله سِتّ عشرَة الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 غَزْوَة وَنقل عَن إمامنا أَيْضا اشياء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله فَقلت لَهُ أكتب كتب الشافعى فَقَالَ مَا أقل مَا يحْتَاج صَاحب حَدِيث إِلَيْهَا مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 27 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن حسان صحب إمامنا وروى عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل لمن تجب النَّفَقَة فَقَالَ للْأَخ وفى رِوَايَة قَالَ للعم وَابْن الْعم كل من كَانَ من الْعصبَة قَالَ وَقَالَ رجل لأبى عبد الله أُرِيد أَن أكتب هَذِه الْمسَائِل فإنى أَخَاف النسْيَان فَقَالَ لَهُ أَحْمد لَا تكْتب شَيْئا لعلى أَقُول السَّاعَة الْمَسْأَلَة ثمَّ أرجع غَدا عَنْهَا 28 - أَحْمد بن الْحجَّاج أَبُو الْعَبَّاس السنوط الْبَزَّاز كَانَت الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 عِنْده مسَائِل الْفضل بن زِيَاد لِأَحْمَد بن حَنْبَل سَمعهَا من الْفضل توفى يَوْم الْأَحَد لثمان خلون من رَمَضَان سنة خمس وثلاثمائة 29 - أَحْمد بن أَبى الحوارى اسْمه مَيْمُون الدمشقى حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم إمامنا وَبَين وَفَاته ووفاة البغوى إِحْدَى وَسَبْعُونَ سنة وَكَانَ الْجُنَيْد يَقُول هُوَ رَيْحَانَة الشَّام وَقيل إِنَّه طلب الْعلم ثَلَاثِينَ سنة فَلَمَّا بلغ مِنْهُ الْغَايَة رمى كتبه فِي الْبَحْر ففرقتها وَقَالَ لم أفعل هَذَا تهاونا بك وَلَا اسْتِخْفَافًا بحقك وَلَكِن كنت أكتب لأهتدى بك إِلَى ربى فَلَمَّا اهتديت بك إِلَى ربى اسْتَغْنَيْت عَنْك وَقَالَ لَا دَلِيل على الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 الله سواهُ وَإِنَّمَا الْعلم يطْلب لأدب الْخدمَة وَسَأَلَهُ أَحْمد بن حَنْبَل عَن مولده فَقَالَ سنة أَربع وَسِتِّينَ قَالَ وهى مولدى مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 30 - أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد المخلطى الْفَقِيه البغدادى تفقه على القاضى أَبى يعلى ولازمه وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَكتب الْخلاف وَغَيره من مصنفاته وَسمع من جمَاعَة آخَرين وَحدث عَنْهُم وَهُوَ ثِقَة مَأْمُون مَاتَ سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة وَدفن فِي بمقبرة بَاب حَرْب الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 والمخلطى بِفَتْح اللَّام الْمُشَدّدَة نِسْبَة إِلَى المخلط وَهُوَ البقل وَلَعَلَّه كَانَ يَبِيعهُ قَالَ وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا يعْنى القاضى أَبَا يعلى قَالَ إِذا وقف دَاره على مَسْجِد وعَلى إِمَام يصلى فِيهِ كَانَ للْإِمَام نصف الِارْتفَاع كَمَا لَو وَقفهَا على زيد وَعمر إِنَّه بَينهمَا فَإِن وَقفه على مَسَاجِد الْقرْيَة وعَلى إِمَام يصلى فِي وَاحِد قسم الِارْتفَاع على عدد الْمَسَاجِد وعَلى الإِمَام فَإِن وَقفهَا على مَسْجِد خَاصَّة لم يجز أَن يدْفع إِلَى إِمَام يصلى فِيهِ وَلَا يصرف فِي بوارى الْمَسْجِد لِأَن ذَلِك من مصلحَة الْمُصَلِّين لَا من مصلحَة الْمَسْجِد 31 - أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن أَبى عمر مُحَمَّد بن الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 أَحْمد بن قدامَة الشَّيْخ الْعَلامَة جمال الْإِسْلَام صدر الْأَئِمَّة الْأَعْلَام شيخ الْحَنَابِلَة قاضى الْقُضَاة شرف الدّين بن قاضى الْقُضَاة شرف الدّين الْخَطِيب المقدسى الأَصْل ثمَّ الدمشقى الْمَعْرُوف ب ابْن قاضى الْجَبَل مولده على مَا كتبه بِخَطِّهِ فِي السَّاعَة الأولى من يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة كَانَ من أهل البراعة والفهم متقنا عَالما بِالْحَدِيثِ وَعلله والنحو واللغة والأصلين والمنطق وَكَانَ لَهُ فِي الْفُرُوع الْقدَم العالى قَرَأَ على الشَّيْخ تقى الدّين عدَّة مصنفات فى عُلُوم شَتَّى وَذكر لعمى الشَّيْخ برهَان الدّين أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ المحصل للرازى وَأفْتى فى شبيبته وَأذن لَهُ فى الْإِفْتَاء الشَّيْخ تقى الدّين وَغَيره وَسمع فِي صغره من إِسْمَاعِيل الْفراء وَمُحَمّد ابْن الواسطى ثمَّ طلب بِنَفسِهِ بعد الْعشْر وَسَبْعمائة فَسمع من القاضى تقى الدّين سُلَيْمَان وَأَجَازَهُ وَالِده والمنجى التنوخى وَابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَخرج لَهُ الْمُحدث شمس الدّين مشيخة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 عَن ثَمَانِيَة عشر شَيخا حدث بهَا ودرس بعدة مدارس ثمَّ طلب فى آخر عمره إِلَى مصر ليدرس بمدرسة السُّلْطَان حسن وَولى مشيخة سعيد السُّعَدَاء وَأَقْبل عَلَيْهِ أهل مصر وَأخذُوا عَنهُ ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام وَأقَام بهَا مُدَّة يدرس ويشتغل ويفتى وَرَأس على أقرانه إِلَى أَن ولى الْقَضَاء بعد جدنا قاضى الْقُضَاة جمال الدّين المرداوى فِي رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ فباشره مُبَاشرَة لم يحمد فِيهَا وَكَانَ عِنْده مداراة وَحب للمنصب وَوَقع بَينه وَبَين الْحَنَابِلَة من المرادوة وَغَيرهم قَالَ ابْن كثير لم تحمد مُبَاشَرَته وَلَا فَرح بِهِ صديقه بل شمت بِهِ عدوه وباشر الْقَضَاء دون الْأَرْبَع سِنِين إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ قَاض وَذكره الذهبى فِي المعجم الْمُخْتَص والحسينى فى ذيله فَقَالَ فِيهِ مفتى الْفرق سيف المناظرين وَبَالغ ابْن رَافع وَابْن حبيب فى مدحه وَكَانَ فِيهِ مزح ونكات فى الْبَحْث وَمن إنشاده وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 (الصالحية جنَّة ... والصالحون بهَا أَقَامُوا) (فعلى الديار وَأَهْلهَا ... منى التَّحِيَّة وَالسَّلَام) وَله أَيْضا (نبى أَحْمد وَكَذَا إمامى ... وشيخى أَحْمد كالبحر طامى) (واسمى أَحْمد وبذاك أَرْجُو ... شَفَاعَة أشرف الرُّسُل الْكِرَام) وَقَالَ مرّة لعمى الشَّيْخ برهَان الدّين كم تَقول أحفظ بَيت شعر قَالَ فَقلت عشرَة الآف فَقَالَ بل وضعفها وَله اختيارات فى الْمَذْهَب فَمِنْهَا أَن النُّزُول عَن الْوَظِيفَة تَوْلِيَة وَهَذِه مَسْأَلَة تنَازع فِيهَا هُوَ والقاضى برهَان الدّين الزرعى وَأفْتى كل مِنْهُمَا بِمَا اخْتَارَهُ وَله مصنفات مِنْهَا مَا وجد من الْفَائِق وَكتاب فِي أصُول الْفِقْه لم يكمل ك شرح الْمُنْتَقى توفى بمنزله بالصالحية يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ بعد الظّهْر بالجامع المظفرى وَدفن بمقبرة جده الشَّيْخ أَبى عمر وشهده جمع كثير 32 - أَحْمد بن حميد أَبُو طَالب المشكانى صحب الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 إمامنا وَكَانَ يُكرمهُ ويعظمه وَكَانَ رجلا صَالحا فَقِيرا صبورا على الْفقر قَالَ أَبُو طَالب إِن أَبَا عبد الله سُئِلَ كَيفَ يرقى قلبى قَالَ ادخل الْمقْبرَة وامسح رَأس الْيَتِيم قَالَ وَسُئِلَ أَحْمد مَا الزّهْد فى الدُّنْيَا قَالَ قصر الأمل وَأَن لَا يأسر مِمَّا فِي أيدى النَّاس وَقَالَ أَبُو طَالب قَالَ أَحْمد التَّعْرِيف عَشِيَّة عَرَفَة فِي الْأَمْصَار لَا بَأْس بِهِ إِنَّمَا هُوَ دُعَاء وَذكر الله تَعَالَى وَأول من فعله ابْن عَبَّاس وَعَمْرو بن حُرَيْث وَقَالَ أَبُو طَالب أخْبرت عَن الكرابيسى أَنه ذكر (الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ) فَقَالَ لَو كَانَ أكمل لنا ديننَا مَا كَانَ هَذَا الِاخْتِلَاف فَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا الْكفْر صراحا مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ ذكره ابْن قَانِع 33 - أَحْمد بن حَرْب بن مسمع روى عَن إمامنا ذكره الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 ابْن ثَابت الْحَافِظ قَالَ أَحْمد بن حَرْب حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عَامر بن صَالح حَدَّثَنى هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله (أمرت أَن أبشر خَدِيجَة بِبَيْت فى الْجنَّة من قصب) 34 - أَحْمد بن حبَان أَبُو جَعْفَر القطيعى وَيعرف ب شامط حدث على إمامنا وَغَيره وَقَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الْوضُوء بِمَاء النورة فَقَالَ مَا أحب ذَاك قلت أتوضأ بِمَاء الباقلاء قَالَ مَا أحب ذَاك قلت أتوضأ بِمَاء الْورْد قَالَ مَا أحب ذَاك قَالَ فَقُمْت فَتعلق فى ثوبى ثمَّ قَالَ أيش تَقول إِذا دخلت الْمَسْجِد فَسكت قَالَ وأيش تَقول إِذا خرجت من الْمَسْجِد فَسكت فَقَالَ إذهب فتعلم هَذَا 35 - أَحْمد بن حَفْص السعدى قَالَ قَرَأت على أَحْمد بن حَنْبَل حَدثكُمْ أَحْمد الْأَزْرَق حَدثنَا شريك عَن بَيَان عَن قيس الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة مَرْفُوعا ابردوا بِالظّهْرِ فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم كَانَ يسْأَل عَن هَذَا الحَدِيث ولأجله تكلم فِي ابْن الحمانى سَأَلته أَن يحدثه فَلم يفعل فَحدث بِهِ عَنهُ 36 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد البغدادى المقرىء الْمَعْرُوف بالعراقى نزيل دمشق قَرَأَ الْقُرْآن على أَبى مُحَمَّد سبط ابْن الْخياط وَسمع الحَدِيث من أَبى الْفَتْح الكروخى وَسعد الْخَيْر الأندلسى وَغَيرهمَا وَقد مهر فِي الْقرَاءَات وتصدر لإقرائها تَحت قبَّة النسْر بالجامع الأموى فختم عَلَيْهِ جمَاعَة وَأم بِمَسْجِد الخشابين قَالَ الشَّيْخ موفق الدّين كَانَ إِمَامًا فِي السّنة دَاعيا إِلَيْهَا إِمَامًا فى الْقِرَاءَة وَكَانَ دينا يَقُول شعرًا حسنا وَشرح عبادات الخرقى بالشعر وَقَالَ ابْن النجار كَانَ شَيخا فَاضلا متقنا طيب المحاضرة روى عَنهُ الشَّيْخ موفق الدّين والبهاء عبد الرَّحْمَن مَاتَ فى شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بِدِمَشْق وَقد جَاوز السّبْعين الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 37 - أَحْمد بن حمدَان بن شبيب بن حمدَان بن شبيب بن حمدَان النميرى الحرانى الْفَقِيه الأصولى القاضى نجم الدّين سمع الْكثير بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوى وَهُوَ آخر من روى عَنهُ وَمن الْخَطِيب أَبى عبد الله ابْن تَيْمِية وبحلب من الْحَافِظ ابْن خَلِيل وبدمشق من ابْن غَسَّان وَابْن صباح وبالقدس من الأوتى وَقَرَأَ نَفسه وجالس الشَّيْخ مجد الدّين وَبحث مَعَه كثيرا وبرع فى الْمَذْهَب وانتهت إِلَيْهِ معرفَة الْمَذْهَب ودقائقه وغوامضه وصنف كتبا كَثِيرَة مِنْهَا الرِّعَايَة الصُّغْرَى والكبرى وفيهَا نقُول كَثِيرَة الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وَبَعضهَا غير مُحَرر وَغير ذَلِك ولى نِيَابَة الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولى قَضَاء الْمحلة وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم الحارثى والدمياطى والمزى واليعمرى والبرزالى توفى يَوْم الْخَمِيس سادس صفر سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ 38 - أَحْمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الْوَاحِد المقدسى الأَصْل ثمَّ الصالحى الْفَقِيه قاضى الْقُضَاة شهَاب الدّين بن الشَّيْخ شرف الدّين سمع من ابْن عبد الدايم وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس بالصاحبة وبحلقة الْحَنَابِلَة بالجامع وَتَوَلَّى الْقَضَاء نَحْو ثَلَاثَة أشهر من سنة تسع وَسَبْعمائة فى دولة السبكى ثمَّ عزل لما عَاد الْملك الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 النَّاصِر إِلَى الْملك وأعيد القاضى تقى الدّين بن سُلَيْمَان قَالَ البرزالى كَانَ رجلا جيدا من أَعْيَان الْحَنَابِلَة وفضلائهم مَاتَ فى تَاسِع عشر ربيع الأول سنة عشر وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الشَّيْخ أَبى عمر رَحمَه الله تَعَالَى 39 - أَحْمد بن حَامِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مفرج الأنصارى المقرىء سمع من جده لِأَبِيهِ مُحَمَّد بن أَحْمد الأرتاحى والبوصيرى والحافظ عبد الْغنى وَأكْثر عَنهُ وَكتب بعض تصانيفه وتصدر بالجامع الْعَتِيق وَقَرَأَ بالروايات على وَالِده وأقرأ الْقُرْآن مُدَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ خيرا صَالحا وَأَبوهُ أَبُو الثَّنَاء قَرَأَ بالروايات على أَبى الْجُود وَسمع نصر ابْن مُحَمَّد بن الْحسن الرملى وبمكة من الْمُبَارك بن الطباخ وَحدث وَأفَاد الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 مَاتَ فِي صفر سنة اثنتى عشرَة وسِتمِائَة بِمصْر 40 - أَحْمد بن خَالِد الْخلال نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا إِن بعض الْقُضَاة أنفذ إِلَى أَحْمد يسْأَله عَن نسب رجل قد شهد عِنْده بِهِ شَاهد وَاحِد وَكَانَ أَحْمد عَارِفًا بِالرجلِ فَقَالَ أَحْمد للشاهدين هَذَا فلَان ابْن فلَان الفلانى أعرفهُ باسمه وعينه وَنسبه فشهدا عِنْد الْحَاكِم بِمَا قَالَ أَحْمد فَقَالَ لَهُ الْحَاكِم ثَبت نسبك فَقدم خصمك قَالَ القاضى أَبُو يعلى فاقتصر أَحْمد فِي الشَّهَادَة على النّسَب دون الْحِلْية 41 - أَحْمد بن الْخَلِيل القومسى ذكره الْخلال فَقَالَ رفيع الْقدر سمع من أَبى عبد الله مسَائِل أغرب فِيهَا على أَصْحَابه روى الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 أَحْمد بن الْخَلِيل عَن الْحسن بن عِيسَى قَالَ كَانَ الْمُبَارك أَبُو عبد الله يكنى بأبى مَالك وَكَانَ بززا وَكَانَ مُوسِرًا وَكَانَ لَهُ سبع بَنَات وَلم يكن لَهُ ولد ذكر غير عبد الله وَكَانَ يَقُول لى سبع بَنَات وثامنهن عبد الله لما يرى من لينه وسكونه وحيائه كَأَنَّهُ جَارِيَة ورث عبد الله من أَبِيه حِصَّته مائَة ألف دِرْهَم 42 - أَحْمد بن الْخَطِيب بن عبد الرَّحْمَن ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ مَشْهُور بطرسوس كَانَ لَهُ حَلقَة فقه وَرَئِيس قومه وَنقل عَن إمامنا مسَائِل جيادا 43 - أَحْمد بن أَبى الْخَيْر بن إِبْرَاهِيم بن سَلامَة الْحداد الشَّيْخ زين الدّين أَبُو الْعَبَّاس سمع الكندى وروى بِالْإِجَازَةِ عَن جمَاعَة الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 من أَصْحَاب أَبى على الْحداد وَكَانَ رجلا مُبَارَكًا أحد الْجَمَاعَة بالرباط الناصرى بسفح قاسيون حدث ب الْحِلْية ومعجم الطبرانى مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة 44 - أَحْمد بن دَاوُد أَبُو سعيد الْحداد الواسطى نزل بَغْدَاد وَحدث عَن حَمَّاد بن زيد وخَالِد بن عبد الله وَغَيرهمَا وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ دخلت على أَحْمد الْحَبْس قبل الضَّرْب فَقلت لَهُ فى بعض كلامى يَا أَبَا عبد الله عَلَيْك عِيَال وَلَك صبيان وَأَنت مَعْذُور كأنى أسهل عَلَيْهِ الْإِجَابَة فَقَالَ لى أَحْمد بن حَنْبَل إِن كَانَ هَذَا عقلك يَا أَبَا سعيد فقد استرحت وَسُئِلَ يحيى بن معِين عَن أَبى سعيد الْحداد فَقَالَ كَانَ ثِقَة صَدُوقًا قَالَ البخارى مَاتَ سنة إِحْدَى أَو اثْنَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 45 - أَحْمد بن الرّبيع بن دَاوُد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 مِنْهَا قَالَ أَحْمد بن الرّبيع قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل بلغنى أَن الكوسج يرْوى عَنى مسَائِل بخراسان اشْهَدُوا أَنى قد رجعت عَن ذَلِك كُله قَالَ صَالح بن أَحْمد لِأَنَّهُ يَأْخُذ على ذَلِك الدَّرَاهِم فَغَضب لذَلِك وَأنْكرهُ إنكارا شَدِيدا فَقلت لَهُ إِن أَبَا نعيم كَانَ يَأْخُذ على الحَدِيث فَقَالَ لَو علمت هَذَا مَا رويت عَنهُ شئيا قَالَ صَالح ثمَّ إِن إِسْحَاق ابْن مَنْصُور بعد ذَلِك قدم بَغْدَاد فَصَارَ إِلَى أَبى فأعلمته أَنه على الْبَاب فَأذن لَهُ وَلم يتَكَلَّم مَعَه بشىء من ذَلِك 46 - أَحْمد بن أَبى خَيْثَمَة بن زُهَيْر بن حَرْب بن الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 شَدَّاد سمع مَنْصُور بن مُسلم الخزاعى وَعَفَّان بن مُسلم وَالْفضل ابْن دُكَيْن وَغَيرهم وَأخذ علم الحَدِيث عَن إمامنا وَيحيى بن معِين وَكَانَ ثِقَة عَالما متقنا حَافِظًا بَصيرًا بأيام النَّاس لَهُ كتاب التَّارِيخ روى عَن خلق مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقد بلغ أَرْبعا وَتِسْعين سنة 47 - أَحْمد بن زُهَيْر مِمَّن روى عَن إمامنا قَالَ ابْن زُهَيْر سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول حَدثنَا يحيى بن سعيد قَالَ قَالَ شُعْبَة أتانى سُلَيْمَان التيمى وَابْن عون يعزيانى بأبى رَحمَه الله تَعَالَى 48 - أَحْمد بن زُرَارَة المقرىء أَبُو الْعَبَّاس روى عَن إمامنا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول من لم يربع بعلى بن أَبى طَالب فى الْخلَافَة فَلَا تُكَلِّمُوهُ وَلَا تناكحوه الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 49 - أَحْمد بن سعيد أَبُو الْعَبَّاس اللحيانى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن النّسَب بأى شَيْء يثبت قَالَ بِإِقْرَار الرجل أَنه ابْنه أَو يهنأ بِهِ فَلَا يُنكر أَو يُولد على فرَاشه 50 - أَحْمد بن سعيد بن إِبْرَاهِيم الرباطى من أهل مرو سمع وَكِيع بن الْجراح وَغَيره وروى عَنهُ البخارى وَمُسلم وَكَانَ ثِقَة ورد بَغْدَاد وجالس إمامنا وَسمع مِنْهُ قَالَ قدمت على أَحْمد بن حَنْبَل فَجعل لَا يرفع رَأسه إِلَى فَقلت يَا أَبَا عبد الله إِنَّه يكْتب عَنى الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 بخراسان وَإِن عاملتنى بِهَذِهِ الْمُعَامَلَة رموا بحدثيى فَقَالَ يَا أَحْمد هَل بُد يَوْم الْقِيَامَة من أَن يُقَال أَيْن عبد الله بن طَاهِر وَأَتْبَاعه أَيْن تكون أَنْت فيهم قَالَ قلت إِنَّمَا ولانى أَمر الرِّبَاط فَجعل يكرره مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 51 - أَحْمد بن سعيد أَبُو جَعْفَر الدرامى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل أَقُول لَك قولى وَإِن أنْكرت مِنْهُ شَيْئا فَقل إنى أنكرهُ قلت لَهُ نَحن نقُول الْقُرْآن كَلَام الله من أَوله إِلَى آخِره لَيْسَ فِيهِ شىء مَخْلُوق وَمن زعم أَن فِيهِ شَيْئا مخلوقا فَهُوَ كَافِر فَمَا أنكر مِنْهُ شَيْئا ورضيه وَقَالَ الدارمى سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول يزِيد بن زُرَيْع رَيْحَانَة الْبَصْرَة 52 - أَحْمد بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن سعد بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف الزهرى سمع على بن الْجَعْد وَمُحَمّد بن سَلام الجمحى الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وإمامنا وَغَيرهم قَالَ أَبُو بكر الْخلال كَانَت عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل حسان وَذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى فِي جملَة من روى عَن أَحْمد وَكَانَ مَذْكُورا بِالْعلمِ وَالْفضل مَوْصُوفا بالصلاح والزهد من أهل بَيت كلهم عُلَمَاء محدثون مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقد بلغ خمْسا وَسبعين سنة 53 - أَحْمد بن سعد الجوهرى روى عَن إمامنا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَا أجد على الْإِسْلَام أضرّ من الْجَهْمِية مَا يُرِيدُونَ إِلَّا إبِْطَال الْقُرْآن وَأَحَادِيث رَسُول الله 54 - أَحْمد بن سهل أَبُو حَامِد سمع إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ أصُول الْإِسْلَام على ثَلَاثَة أَحَادِيث إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ والحلال بَين وَالْحرَام بَين وَمن أحدث فِي أمرنَا الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رد 55 - أَحْمد بن سلمَان بن الْحسن بن إِسْرَائِيل بن يُونُس أَبُو بكر النجاد الْعَالم الناسك كَانَ لَهُ فى جَامع الْمَنْصُور حلقتان إِحْدَاهمَا قبل الصَّلَاة للْفَتْوَى على مَذْهَب إمامنا أَحْمد وَالثَّانيَِة لإملاء الحَدِيث اتسعت رواياته وانتشرت سمع الْحسن بن مكرم وَأحمد بن ملاعب وَأَبا دَاوُد السجستانى وَعبد الله بن أَحْمد وَغَيرهم وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن بطة وَأَبُو حَفْص العكبرى وَأَبُو عبد الله بن حَامِد قَالَ أَبُو على الصَّواف كَانَ أَحْمد بن سلمَان يجىء مَعنا إِلَى الْمُحدثين وَنَعله فى يَده فَقيل لم لَا تلبس نعلك قَالَ أحب أَن أمشى فِي طلب حَدِيث رَسُول الله وَأَنا حاف فَلَعَلَّهُ ذهب إِلَى الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام أَلا أنبئكم بأخف النَّاس حسابا يَوْم الْقِيَامَة بَين يدى الْمَالِك الْجَبَّار المسارع إِلَى الْخيرَات مَاشِيا على قَدَمَيْهِ حافيا أخبرنى جِبْرِيل أَن الله عز وَجل نَاظر إِلَى عبد يمشى حافيا فِي طلب الْخَيْر وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الطبرى كَانَ النجاد يَصُوم الدَّهْر وَيفْطر كل يَوْم على رغيف وَيتْرك مِنْهُ لقْمَة فَإِذا كَانَ لَيْلَة الْجُمُعَة تصدق بذلك الرَّغِيف وَأكل تِلْكَ اللقم الَّتِى استفضلها مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَدفن عِنْد بشر بن الْحَارِث وعاش خمْسا وَتِسْعين سنة 56 - أَحْمد بن سعيد أَبُو الْعَبَّاس الشامى عرف ب الشيحى سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن عبد الْمُنعم بن غلبون المقرىء وَله كتب مصنفة فِي الزَّوَال وَعلم الْمَوَاقِيت وَكَانَ ثِقَة الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 صَالحا حسن الْمَذْهَب وَشهد عِنْد الْقُضَاة وَعدل ثمَّ ترك الشَّهَادَة تزهدا مَاتَ فى ذى الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 57 - أَحْمد بن سَلامَة بن أَحْمد بن سلمَان النجار الْمُحدث الزَّاهِد الْقدْوَة أَبُو الْعَبَّاس سمع الْكثير من ابْن كُلَيْب وَكتب بِخَطِّهِ الْأَجْزَاء والطباق وَصَحب الْحَافِظ عبد الْغنى وَغَيره سمع فيهم وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة قَالَ ابْن حمدَان سَمِعت عَلَيْهِ كثيرا وَكَانَ من دعاة أهل السّنة مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بحران 58 - أَحْمد بن سَالم بن أَبى عبد الله بن سَالم بن أَبى الْفَتْح بن حسن بن قدامَة سمع السلفى وَابْن بَرى النحوى وَغَيرهمَا قَالَ الْحَافِظ الضياء كَانَ يحفظ كثيرا من الْأَحَادِيث وَالْفِقْه وَكَانَ ثِقَة دينا خيرا كثير النَّفْع قَلِيل الشَّرّ لَا يكَاد أحد يَصْحَبهُ إِلَّا ينْتَفع بِهِ وَيُقَال إِن من أَخَذته الْحمى فَإِنَّهُ إِذا علق عَلَيْهِ من تُرَاب قَبره يبرأ بِإِذن الله تَعَالَى مَاتَ سنة إِحْدَى وسِتمِائَة بزرع 59 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عطاف الشَّيْخ الإِمَام الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 المقرىء الصَّالح أَبُو الْعَبَّاس بن الْفَقِيه أَبى الرّبيع سمع من وَالِده وَمن أَبى الْمجد القزوينى وَسمع عَنهُ الذهبى جُزْء ابْن عَرَفَة وشيئا من البخارى وَكَانَ شَيخا صَالحا حسن السمت توفى بداخل دمشق بعد أَن أخذت التتار بَنَاته وَأَهله وسلب فِيمَن سلب سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 60 - أَحْمد بن شَاذان بن خَالِد الهمذانى روى عَن إمامنا مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول من قَالَ لقظه بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ جهمى مخلد فِي النَّار ثمَّ قَالَ وَهَذَا مُشْرك بِاللَّه الْعَظِيم 61 - أَحْمد بن شَاذان العجلى روى عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول سَافَرت فى طلب الحَدِيث وَالسّنة الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 إِلَى الثغور والشامات والسواحل وَالْمغْرب والجزائر وَمَكَّة وَالْمَدينَة والعراقين وَأَرْض حوران وَفَارِس وخراسان وَالْجِبَال والأطراف 62 - أَحْمد بن شبوية نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قدمت بَغْدَاد على أَن أَدخل على الْخَلِيفَة فآمره وأنهاه فَدخلت على أَحْمد ابْن حَنْبَل فاستشرته فى ذَلِك فَقَالَ إنى أَخَاف عَلَيْك أَن لَا تقوم بذلك وَقَالَ أَيْضا سَمِعت أَحْمد يَقُول إِذا كَانَ الرجل كفوا للْمَرْأَة فى المَال والحسب إِلَّا أَنه يشرب الْمُسكر فَإِن الْمَرْأَة لَا تزوج بِهِ لَيْسَ بكفو لَهَا 63 - أَحْمد بن شَاكر نقل عَن إمامنا قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول إِذا لم يرفع يعْنى يَده فى الصَّلَاة فَهُوَ نَاقص الصَّلَاة 64 - أَحْمد بن الشَّهِيد نقل عَن إمامنا أَحْمد أَشْيَاء فَمِنْهَا قَالَ عزانى أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ آجرنا الله وَإِيَّاك فِي هَذَا الرجل الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 65 - أَحْمد بن شُعَيْب بن على بن سِنَان بن بَحر بن عبد الرَّحْمَن النسائى بَقِيَّة الْأَئِمَّة الْأَعْلَام سمع قُتَيْبَة بن سعيد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وخلقا كثيرا بخراسان وَالْعراق وَالشَّام والحجاز روى عَنهُ أَبُو بشر الدولابى وَأَبُو بكر بن السنى وَأَبُو الْقَاسِم الطبرى وَسكن زقاق الْقَنَادِيل فى مصر وصنف السّنَن الثَّلَاثَة وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وفضائل على وَكَانَ مليح الْوَجْه ظَاهر الدَّم مَعَ كبر السن وَكَانَ كثير الْجِمَاع مَعَ صَوْم يَوْم وَفطر يَوْم آخر وَله أَربع زَوْجَات وَلَا يَخْلُو من سَرِيَّة وَيكثر أكل الديوك المسمنة الْكِبَار قَالَ الدارقطنى أَبُو عبد الرَّحْمَن مقدم على كل من يذكر هَذَا الْفَنّ من أهل عصره وَتوفى يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر صفر سنة ثَلَاث وثلاثمائة 66 - أَحْمد بن صَالح أَبُو جَعْفَر المصرى هُوَ طبرى الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 الأَصْل سمع عبد الله بن وهب وَإِسْمَاعِيل بن أَبى أويس وَغَيرهمَا كَانَ أحد حفاظ الْأَثر عَالما بعلل الحَدِيث بَصيرًا باختلافه ورد بَغْدَاد وجالس بهَا الْحفاظ وَكتب عَن إمامنا حَدِيثا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا وانتشر علمه وَحدث عَن جمَاعَة مِنْهُم الْحَافِظ البخارى وَقَالَ أَبُو بكر ابْن زَنْجوَيْه قدمت مصر فَأتيت أَحْمد بن صَالح فسألنى من أَيْن أَنْت قلت من بَغْدَاد قَالَ أَيْن مَنْزِلك من منزل أَحْمد بن حَنْبَل قلت أَنا من أَصْحَابه فَقَالَ تكْتب لى مَوضِع مَنْزِلك فإنى أُرِيد أَن أجتمع بِأَحْمَد فَكتبت لَهُ فَوَافى أَحْمد بن صَالح سنة اثنى عشرَة إِلَى بَغْدَاد فلقينى فَقَالَ الْموعد فَذَهَبت بِهِ إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل فاستأذنت لَهُ فَأذن لَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ ورحب بِهِ وقربه وَقَالَ بلغنى أَنَّك جمعت حَدِيث الزهرى فتعال حَتَّى نتذاكر مَا روى الزهرى عَن أَصْحَاب النَّبِي فَجعلَا يتذاكران لَا يغرب أَحدهمَا عَن الآخر حَتَّى فرغا قَالَ وَمَا رَأَيْت أحسن من مذكراتهما ثمَّ قَالَ أَحْمد ابْن حَنْبَل لِأَحْمَد بن صَالح تَعَالَى حَتَّى نذْكر مَا روى الزهرى عَن أَوْلَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 أَصْحَاب رَسُول الله فَجعلَا يتذاكران لَا يغرب أَحدهمَا عَن الآخر إِلَى أَن قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لِأَحْمَد بن صَالح عِنْد الزهرى عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ قَالَ النَّبِي (أيسرنى أَن لى حمر النعم وَأَن لى حلف المطيعين) فَقَالَ أَحْمد بن صَالح لِأَحْمَد أَنْت الْأُسْتَاذ وتذكر مثل هَذَا فَجعل أَحْمد يبتسم وَيَقُول رَوَاهُ عَن الزهرى رجل مَقْبُول أَو صَالح عبد الرَّحْمَن ابْن إِسْحَاق فَقَالَ من رَوَاهُ عَن عبد الرَّحْمَن فَقَالَ حَدثنَا رجلَانِ ثقتان إِسْمَاعِيل بن علية وَبشر بن الْفضل فَقَالَ أَحْمد بن صَالح لِأَحْمَد ابْن حَنْبَل سَأَلتك بِاللَّه إِلَّا أمليته على فَقَالَ أَحْمد من الْكتاب فَقَامَ فَدخل وَأخرج الْكتاب وأملى عَلَيْهِ فَقَالَ أَحْمد بن صَالح لِأَحْمَد لَو لم أستفد بالعراق إِلَّا هَذَا الحَدِيث كَانَ كثيرا ثمَّ ودعه وَخرج مَاتَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ لليلتين بَقِيَتَا من ذى الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ بِمصْر 67 - أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل نقل عَن جده حَدثنَا جدى أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا روح بن عبَادَة عَن مَالك ابْن أنس عَن سُفْيَان الثورى عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عَائِشَة قَالَت كنت اغْتسل أَنا وَرَسُول الله من إِنَاء وَاحِد الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 68 - أَحْمد بن الصَّباح الكندى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا أَنه سَأَلَ أَحْمد بن حَنْبَل كَمَا بَيْننَا وَبَين عرش رَبنَا قَالَ دَعْوَة مُسلم يُجيب الله تَعَالَى دَعوته 69 - أَحْمد بن صَالح بن شَافِع بن صَالح الجيلى الْحَافِظ مُفِيد الْعرَاق قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أَبى مُحَمَّد سبط الْخياط وَبكر بِهِ وَالِده فى سَماع الحَدِيث فأسمعه من أَبى غَالب ابْن الْبَنَّا وأبى الْحُسَيْن ابْن الْفراء وَخلق وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ ولازم أَبَا الْفضل ابْن نَاصِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتبا عديدة واختص بِصُحْبَتِهِ وَكَانَ يقتفى أَثَره ويسلك مسلكه وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَحصل الْأُصُول والحساب وَلم يحدث إِلَّا باليسير لِأَنَّهُ مَاتَ قبل أَوَان الرِّوَايَة وَسُئِلَ عَنهُ الشَّيْخ موفق الدّين فَقَالَ كَانَ حَافِظًا ثِقَة يقْرَأ الحَدِيث قِرَاءَة حَسَنَة صَحِيحَة بِصَوْت الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 رفيع إِمَام فى السّنة وَكَانَ شَاهدا معدلا بلغنى أَنه دعى إِلَى الشَّهَادَة للخليفة بِمَا لَا يجوز فَامْتنعَ من الشَّهَادَة وَطرح الطيلسان وَقَالَ مَا لكم عندنَا إِلَّا هَذَا توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ مَرضه البرسام وَدفن على أَبِيه فى دكة الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ 70 - أَحْمد بن أَبى الطَّاهِر بن أَبى الْفضل الشَّيْخ الْفَاضِل تقى الدّين انْفَرد بعلو الْإِسْنَاد وَكَانَ صَالحا دينا روى عَن الشَّيْخ موفق الدّين وَغَيره كالقزوينى والزبيدى روى عَنهُ المزى والبرزالى توفى فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة 71 - أَحْمد بن الْعَبَّاس بن أَشْرَس أَبُو الْعَبَّاس ذكره الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد ففى كتاب الرِّوَايَتَيْنِ للقاضى أَبى يعلى قَالَ وَاخْتلفت الرِّوَايَة فِي الْخُنْثَى إِذا مَاتَ فَنقل أَحْمد بن أَبى عَبدة أَنه الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 ييمم لِأَنَّهُ يحْتَمل أَن يكون ذكرا فَلَا يغسلهُ النِّسَاء وَيحْتَمل أَن يكون أُنْثَى فَلَا يغسلهُ الرِّجَال وَنقل أَحْمد بن أَشْرَس عَن أَحْمد أَنه يغسلهُ الرِّجَال وَيصلونَ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو الْحُسَيْن وَمَعْنَاهُ أَن يغسل من فَوق ثوب كَالرّجلِ إِذا مَاتَ بَين النِّسَاء وَعَكسه مَاتَ فَجْأَة يَوْم الْخَمِيس لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من ذى الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 72 - أَحْمد بن عبد الله بن حَنْبَل ابْن عَم الإِمَام أَحْمد جَالس إمامنا وَسمع مِنْهُ أَشْيَاء وَحدث عَن مُحَمَّد بن الصَّباح الدولابى روى عَنهُ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 73 - أَحْمد بن أَبى عَبدة أَبُو جَعْفَر الهمذانى ذكر الْخلال أَنه جليل الْقدر وَكَانَ أَحْمد يُكرمهُ وَكَانَ ورعا نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا أَنه سَأَلَ أَحْمد عَن الصَّدَقَة يجوز مَقْبُوضَة وَغير مَقْبُوضَة قَالَ نعم وَقَالَ سُئِلَ أَحْمد عَن رجل تصدق بِثلث دَار لَهُ غَائِبَة عَنهُ على رجل مشاعة وحد الدَّار وهى دَار مَعْرُوفَة قَالَ هُوَ الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 جَائِز وَلَيْسَ كَمَا يَقُول هَؤُلَاءِ لَيْسَ بجائز حَتَّى يعرف الدَّار قَالَ الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ مَا عبر هَذَا الجسر أنصح للْأمة من أَحْمد بن أَبى عَبدة قَالَ الْخلال يعْنى جسر النهروان وَكَانَ وَفَاته قبل وَفَاة الإِمَام أَحْمد 74 - أَحْمد بن أَبى عبيد الله نقل عَن إمامنا أَنه قَالَ كنت فِي الدَّار يَوْم المحنة وَأَنا أنظر إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل وَالسَّوْط قد أَخذ وَعَلِيهِ سَرَاوِيل فِيهِ خيط فَانْقَطع الْخَيط وَنزل السَّرَاوِيل فلحظته وَقد حرك شَفَتَيْه فَعَاد السَّرَاوِيل كَمَا كَانَ فَلَمَّا فرغ قُمْت إِلَيْهِ وَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ لى لما انْقَطع الْخَيط قلت اللَّهُمَّ إلهى وسيدى أوقفتنى هَذَا الْموقف فَلَا تهتكنى على رُؤُوس الْخَلَائق فَعَاد السَّرَاوِيل كَمَا كَانَ 75 - أَحْمد بن عبد الله بن خضر بن سرُور أَبُو الْحُسَيْن الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 الْمَعْرُوف بِابْن السوسنجردى سمع مُحَمَّد بن عمر الرزاز وَأَبا بكر النجاد وَجَمَاعَة وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا دينا مَسْتُورا حسن الِاعْتِقَاد شَدِيدا فى السّنة وَحكى أَنه اجتاز يَوْمًا فى سوق الكرخ فَسمع سبّ بعض أَصْحَابه فَجعل على نَفسه أَن لَا يمشى قطّ فى الكرخ وَكَانَ يسكن بَاب الشَّام فَلم يُغَيِّرهُ حَتَّى مَاتَ فى فى رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 76 - أَحْمد بن عبد الله بن على بن الْحسن الأبنوسى سمع التميمى وَأَبا بكر الشامى وخلقا وتفقه على القاضى أَبى الْفضل الهمذانى وَصَحب ابْن الزاغونى وَحمله على السّنة بعد أَن كَانَ معتزليا وَذكره ابْن الجوزى وَكَانَت لَهُ يَد حَسَنَة فى الْمَذْهَب وَالْخلاف والفرائض والحساب وَكَانَ على طَرِيق السّنة وَكَانَ يَخْلُو بِالْقُرْآنِ وتلاوته من أول النَّهَار إِلَى وَقت الظّهْر ثمَّ يقْرَأ عَلَيْهِ من بعد الظّهْر وَكَانَ يلازم بَيته مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 77 - أَحْمد بن عبد الله بن سهل الْمَعْرُوف ب ابْن الْبَقَّال الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وَهُوَ صَاحب الْفتيا وَالنَّظَر والمعرفة وَاللِّسَان سمع أَبَا الْعَبَّاس عبد الله بن مُوسَى وَأَبا بكر بن شَاذان وَغَيرهمَا وتفقه على ابْن حَامِد وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور لَهُ المقامات الْمَشْهُورَة بدار الْخلَافَة من ذَلِك قَوْله بالديوان والوزير ابْن حَاجِب النُّعْمَان الْخلَافَة بَيْضَة والحنبليون حضانها وَلَئِن انفقشت البيضه لتنفقشن عَن مخ فَاسد الْخلَافَة خيمة والحنبليون أطنابها وَلَئِن سقط الطنب لتهوين الْخَيْمَة مَاتَ فى ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 78 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة المقدسى الشَّيْخ شرف الدّين أَبُو الْحسن سمع من أَبى الْفرج ابْن كُلَيْب وَغَيره الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 وَكَانَ فَقِيها فَاضلا ثِقَة دينا جمع الله لَهُ بَين حسن الْخلق والخلق والتهجد وَكَانَ يَقُول الْحق وَلَا يجابى أحدا مَاتَ لَيْلَة رَابِع عشر الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بسفح الْجَبَل 79 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن أَبى بكر السعدى أَبُو الْعَبَّاس كَانَ من كبار الصَّالِحين الأتقياء حدث عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدايم سمع مِنْهُ الذهبى وَقَالَ سَأَلت عَنهُ وَلَده فَقَالَ مَا أعلم عَنهُ شَيْئا بشينه فى دينه وَكَانَ شيخ الحَدِيث بالضيائية حدث بالكثير سمع مِنْهُ ابْن الخباز وَغَيره توفى فى ذى الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 80 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين الْمَعْرُوف ب ابْن الناصح سمع من القاضى تقى الدّين سُلَيْمَان وأبى بكر بن عبد الدايم وست الوزراء بنت الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 منجى قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى حدث وَسَمعنَا مِنْهُ وَكَانَ يُبَاشر فى أَوْقَات الْحَنَابِلَة وَهُوَ رجل جيد وَبِه صمم كأبيه توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون 81 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْزُوق بن عَطِيَّة بن أَبى عَوْف سمع سُوَيْد بن سعيد وَعُثْمَان بن أَبى شيبَة وجمعا وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت أَبَا عبد الله وَسَأَلَهُ رجل خراسانى فَقَالَ إِن أمى أَذِنت لى فى الْغَزْو وإنى أُرِيد الْخُرُوج إِلَى طرسوس فَمَا ترى الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 قَالَ أغز التّرْك وأحسب أَبَا عبد الله ذهب إِلَى قَوْله تَعَالَى (قَاتلُوا الَّذين يلونكم من الْكفَّار) قَالَ إِبْرَاهِيم الحربى كَانَ أَحْمد من عجائب الدُّنْيَا وَهُوَ عفيف اللِّسَان عفيف الْفرج عفيف الْكَفّ مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة 82 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن نجا الأزجى القاضى أَبُو على ابْن شاتيل سمع من أَبى مُحَمَّد التميمى وَشَيخ الْإِسْلَام الهكارى وَغَيرهمَا وتفقه على أَبى الْخطاب وَولى الْقَضَاء بِربع سوق الثُّلَاثَاء ثمَّ ولى قَضَاء الْمَدَائِن ذكره ابْن السمعانى فَقَالَ أحد فُقَهَاء الْحَنَابِلَة وقضاتهم قَالَ وكتبت عَنهُ يَسِيرا مَاتَ يَوْم السبت سَابِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 83 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن أَحْمد ابْن سُلْطَان بن سرُور الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد الْعَالم شهَاب الدّين بن الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 الشَّيْخ جمال الدّين وَكَانَ عَلامَة فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا وَحكى النَّاس عَنهُ فِيهَا الغرائب قَالَ الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية وَقد ذكر مرّة الرجل إِذا فتح عَلَيْهِ فى علم قَالَ قَالَ فِيهِ مَا أَرَادَ روى عَن جمَاعَة من أَصْحَاب السلفى مَاتَ فى ذى الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَكَانَت لَهُ جَنَازَة 84 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الشَّيْخ الإِمَام قاضى الْقُضَاة نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن شيخ الْإِسْلَام شمس الدّين ابْن أَبى عمر سمع حضورا فِي حلب مرَارًا وَسمع إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدايم كَانَ شَابًّا سليما مهيبا تَامّ الشكل لَيْسَ لَهُ من اللِّحْيَة إِلَّا شعيرات يسيرَة وَكَانَ لَهُ مَعَ الْقَضَاء خطابة الْجَامِع بِالْجَبَلِ والإمامة بِحَلقَة الْحَنَابِلَة وَكَانَ حسن السِّيرَة فى أَحْكَامه مليح الدَّرْس لَهُ قدرَة على الْحِفْظ وَله مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعُلُوم تولى الْقَضَاء فى أَيَّام وَالِده الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 لما عزل نَفسه توفى ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة جده من الْغَد وشيعه خلق وعاش ثمانيا وَثَلَاثِينَ سنة 85 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الولى بن جبارَة المقدسى ثمَّ الصالحى الْمسند المعمر شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف ب الحريرى مولده فى شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة حضر على عمر الكرمانى وَعز الدّين إِبْرَاهِيم ابْن عبد الله بن أَبى عمر وَالشَّيْخ شمس الدّين بن الْعِمَاد وَسمع من ابْن البخارى وَالشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر وَيحيى بن الناصح وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ أَحْمد ابْن عبد الدايم والنجيب عبد اللَّطِيف وَقَالَ الحسينى وَهُوَ آخر من حدث بِالْإِجَازَةِ عَنْهُم فى الدُّنْيَا سمع من البرزالى والذهبى والحسينى وَطَائِفَة وَأَجَازَ لجدى الشَّيْخ شرف الدّين وَضعف بَصَره وَهُوَ كثير التِّلَاوَة وَالذكر مَاتَ فى ثَالِث عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة ببستان الأعسر وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفرى وَدفن بمقبرة المرادوة الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 86 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه ولد بمردا سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة وتفقه فى الْمَذْهَب وَمهر فِيهِ سمع من ابْن الشّحْنَة والذهبى وَغَيرهمَا حدث وَولى قَضَاء حماة مُدَّة ودرس وَأفَاد وَله نظم ونثر مَاتَ فى سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة 87 - أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور السعدى المقدسى ثمَّ الدمشقى الْمَعْرُوف ب البخارى شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَخُو الْحَافِظ ضِيَاء الدّين وَالِد الْفَخر الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 على مُسْند وقته سمع بِدِمَشْق من أَبى المعالى ابْن صابر وببغداد من أَبى الْفَتْح ابْن شاتيل وَابْن الجوزى وبنيسابور من عبد الْمُنعم الفرارى وتفقه وبرع وَأقَام ببخارى يشْتَغل بِالْخِلَافِ على الرضى النيسابورى وَلِهَذَا عرف ب البخارى ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام وَأقَام بحمص مُدَّة وَقيل إِنَّه ولى الْقَضَاء بهَا قَالَ الذهبى كَانَ إِمَامًا عَالما ومفتيا مناظرا ذَا سمت ووقار وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ حجَّة صَدُوقًا كثير الِاحْتِمَال تَامّ الْمُرُوءَة لم يكن فِي المقادسة أفْصح مِنْهُ واتفقت الألسن على مدحه وشكره حدث بِدِمَشْق وحمص وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الرازق الرسعنى وَأَخُوهُ الضياء وَولده الْفَخر وَأَجَازَ للمنذرى مَاتَ يَوْم الْخَمِيس خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن إِلَى جوَار خَاله الشَّيْخ الْمُوفق بالروضة 88 - أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن نعْمَة المقدسى الْكَاتِب الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 الْمُحدث المعمر الْخَطِيب زين الدّين أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة سمع الْكثير بِدِمَشْق من يحيى الثقفى وأبى عبد الله بن صَدَقَة وَغَيرهمَا وببغداد من أَبى الْفرج ابْن كُلَيْب وأبى الْفرج ابْن الجوزى وَابْن سكينَة وبحران من خطيبها فَخر الدّين وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وعنى بِالْحَدِيثِ وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين وَخرج لنَفسِهِ مشيخة عَن شُيُوخه وَكَانَ متفننا سريع الْكِتَابَة حَتَّى كَانَ يكْتب فى الْيَوْم إِذا فرغ تسع كراريس وَكتب الخرقى فى لَيْلَة وَاحِدَة وَكتب تَارِيخ الشَّام لِابْنِ عَسَاكِر مرَّتَيْنِ والمغنى للشَّيْخ موفق الدّين مَرَّات وَذكر أَنه كتب بِيَدِهِ ألفى مجلدة سمع مِنْهُ الْحفاظ المتقدمون كالضياء والبرزالى وَالسيف وروى عَنهُ النووى وَابْن أَبى عمر وَابْن دَقِيق الْعِيد وَابْن تَيْمِية وَخلق آخِرهم شمس الدّين ابْن الخباز وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الحريرى توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة رأى رجل لَيْلَة مَوته فى الْمَنَام كَأَن النَّاس فى الْجَامِع وَإِذا ضجة فَسَأَلَ عَنْهَا فَقيل لَهُ مَاتَ هَذِه اللَّيْلَة مَالك بن أنس فَلَمَّا أَصبَحت جِئْت إِلَى الْجَامِع وَأَنا مُنكر وَإِذا إِنْسَان يُنَادى رحم الله من حضر جَنَازَة الشَّيْخ زين الدّين ابْن عبد الدايم رَحمَه الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 89 - أَحْمد بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن ابى الْقَاسِم بن الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 الْخضر بن مُحَمَّد بن تَيْمِية الحرانى ثمَّ الدمشقى الإِمَام الْفَقِيه الْمُجْتَهد الْحَافِظ الْمُفَسّر الزَّاهِد أَبُو الْعَبَّاس الْحَافِظ الْمُفَسّر الزَّاهِد أَبُو الْعَبَّاس تقى الدّين شيخ الْإِسْلَام وَعلم الْأَعْلَام ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة بحران قدم بِهِ وَالِده وبإخوته إِلَى دمشق عِنْد اسْتِيلَاء التتر على الْبِلَاد وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أَبى الْيُسْر وَالْمجد بن عَسَاكِر وَالقَاسِم الإربلى وَالشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر وَخلق كثير سمع الْمسند مَرَّات والكتب السِّتَّة ومعجم الطبرانى وَمَا لَا يُحْصى وَكتب بِخَطِّهِ جملَة من الْأَجْزَاء وَأَقْبل على الْعُلُوم فى صغره وَأخذ الْفِقْه وَالْأُصُول عَن وَالِده وَعَن الشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر وَالشَّيْخ زين الدّين ابْن المنجى وبرع فى ذَلِك وناظر وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على ابْن عبد القوى ثمَّ أَخذ كتاب سِيبَوَيْهٍ فَتَأَمّله وفهمه وَأَقْبل على تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم فبرز فِيهِ وَأحكم الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَغير ذَلِك من الْعُلُوم وَنظر فى علم الْكَلَام والفلسفة وبرز فى ذَلِك على أَهله ورد على رُؤَسَائِهِمْ وأكابرهم وتأهل للْفَتْوَى والتدريس وَله دون الْعشْرين سنة وأمده الله تَعَالَى بِكَثْرَة الْكتب وَسُرْعَة الْحِفْظ وَقُوَّة الْإِدْرَاك والفهم وَكَانَ بطىء النسْيَان حَتَّى ذكر جمَاعَة أَنه لم يكن يحفظ شَيْئا فينساه وَتوفى وَالِده الشَّيْخ شهَاب الدّين وَكَانَ عمره إِذْ ذَاك إِحْدَى وَعشْرين سنة فَقَامَ بوظائفه ودرس بدار الحَدِيث السكرية فى أول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَحضر عِنْده قاضى الْقُضَاة شهَاب الدّين بن المزكى وَالشَّيْخ شهَاب الدّين الفزارى وَالشَّيْخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 شهَاب الدّين ابْن المرحل وَالشَّيْخ زين الدّين ابْن المنجى وَذكر درسا عَظِيما فى الْبَسْمَلَة وعظمه الْجَمَاعَة الْحَاضِرُونَ فَأَثْنوا عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا قَالَ الذهبى وَكَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين الفزارى يُبَالغ فى تَعْظِيمه بِحَيْثُ أَنه علق بِخَطِّهِ درسه بالسكرية ثمَّ جلس مَكَان وَالِده بالجامع يُفَسر الْقُرْآن الْكَرِيم وَشرع من أَوله وَكَانَ يُورد من حفظه فى الْمجْلس نَحْو كراسين أَو أَكثر وبقى يُفَسر فِي سُورَة نوح عدَّة سِنِين وفى وَقت ذكر يَوْم جُمُعَة شَيْئا من الصِّفَات فَقَامَ بعض الْمُخَالفين وَسعوا فى مَنعه فَلم يُمكنهُم ذَلِك وَقَالَ قاضى الْقُضَاة شهَاب الدّين الخويى أَنا على اعْتِقَاد الشَّيْخ تقى الدّين فعوتب فى ذَلِك فَقَالَ لِأَن ذهنه صَحِيح ومواده كَثِيرَة فَهُوَ لَا يَقُول إِلَّا الصَّحِيح وَكَانَ أعجوبة زَمَانه فى الْحِفْظ وَقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 حكى أَن بعض مَشَايِخ حلب قدم دمشق لينْظر إِلَى حفظ الشَّيْخ فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل الْآن يحضر فَلَمَّا حضر ذكر لَهُ أَحَادِيث فحفظها من سَاعَته ثمَّ أمْلى عَلَيْهِ عدَّة أَسَانِيد انتخبها ثمَّ قَالَ اقْرَأ هَذَا فَنظر فِيهِ كَمَا فعل أول مرّة فَقَامَ الشَّيْخ الحلبى وَهُوَ يَقُول إِن عَاشَ هَذَا الْفَتى لَيَكُونن لَهُ شَأْن عَظِيم فَإِن هَذَا لم ير مثله وَقَالَ الشَّيْخ شرف الدّين أَنا أَرْجُو بركته وَدعَاهُ وَهُوَ صاحبى وأخى ذكر ذَلِك البرزالى فى تَارِيخه ثمَّ شرع فى الْجمع والتصنيف من الْعشْرين وَلم يزل فى علو وازدياد فى الْعلم وَالْقدر إِلَى آخر عمره قَالَ الْحَافِظ المزى مَا رَأَيْت مثله وَلَا رأى هُوَ مثل نَفسه وَذكره الذهبى فى مُعْجم شُيُوخه وَوَصفه بِأَنَّهُ شيخ الْإِسْلَام وفريد عصره علما وَمَعْرِفَة وشجاعة وذكاء وَنصحا للْأمة أمرا بِالْمَعْرُوفِ ونهيا عَن الْمُنكر إِلَى غير ذَلِك من الصِّفَات الحميدة والأخلاق المرضية وَقَالَ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكانى كَانَ ابْن تَيْمِية إِذا سُئِلَ عَن فن من الْعلم ظن الرآئى وَالسَّامِع أَنه لَا يعرف غير ذَلِك الْفَنّ وَحكم أَن أحدا لَا يعرفهُ مثله وَكَانَ الْفُقَهَاء من سَائِر الطوائف إِذا جالسوه استفادوا مِنْهُ فى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 مذاهبهم أَشْيَاء وَلَا يعرف أَنه نَاظر أحدا فَانْقَطع مَعَه وَلَا تكلم فى علم من الْعُلُوم سَوَاء كَانَ من عُلُوم الشَّرْع أَو غَيرهَا إِلَّا فاق فِيهِ أَهله وَاجْتمعت فِيهِ شُرُوط الِاجْتِهَاد على وَجههَا قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَقد عرض عَلَيْهِ قَضَاء الْحَنَابِلَة قبل التسعين ومشيخة الشُّيُوخ فَلم يقبل شَيْئا من ذَلِك وَقد كتب ابْن الزملكانى بِخَطِّهِ على كتاب إبِْطَال الْحِيَل تَرْجَمَة الْكتاب وَاسم الشَّيْخ وَترْجم لَهُ تَرْجَمَة عَظِيمَة وَأثْنى عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَكتب تَحْتَهُ بِخَطِّهِ (مَاذَا يَقُول الواصفون لَهُ ... وَصِفَاته جلت عَن الْحصْر) (هُوَ حجَّة لله قاهرة ... هُوَ بَيْننَا أعجوبة الدَّهْر) (هُوَ آيَة لِلْخلقِ ظَاهِرَة ... أنوارها أربت على الْفجْر) وَحكى الذهبى عَن الشَّيْخ تقى الدّين ابْن دَقِيق العَبْد أَنه قَالَ لَهُ عِنْد اجتماعه بِهِ وسماعه لكَلَامه مَا كنت أَظن أَن الله تَعَالَى بقى يخلق مثلك وَقد كتب الْعَلامَة قاضى الْقُضَاة تقى الدّين السبكى إِلَى الْحَافِظ الذهبى فى أَمر الشَّيْخ تقى الدّين فالمملوك يتَحَقَّق أَن قدره وزخارة بحره وتوسعته فى الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده بلغ من ذَلِك كل الْمبلغ الَّذِي يتجاوزه الْوَصْف والمملوك يَقُول ذَلِك دَائِما وَقدره فى نفسى أَكثر من ذَلِك وَأجل مَعَ مَا جمعه الله تَعَالَى من الزهادة والورع والديانة ونصرة الْحق وَالْقِيَام فِيهِ لَا لغَرَض سواهُ وجريه على سنَن السّلف وَأَخذه من ذَلِك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله فى هَذَا الزَّمَان بل فى أزمان وللشيخ أثير الدّين أَبى حَيَّان الأندلسى النحوى لما دخل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 الشَّيْخ إِلَى مصر وَاجْتمعَ بِهِ قَالَ أبياتا لم يقل خيرا مِنْهَا وَلَا أفحل (لما رَأينَا تقى الدّين لَاحَ لنا ... دَاع إِلَى الله فَرد مَاله وزر) (على محياه من سِيمَا الأولى صحبوا ... خير الْبَريَّة نور دونه الْقَمَر) (حبر تسربل مِنْهُ دهره حبرًا ... بَحر تقاذف من أمواجه الدُّرَر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 (قَامَ ابْن تَيْمِية فى نصر شرعتنا ... مقَام سيد تيم إِذْ عَصَتْ مُضر) (فأظهر الْحق إِذا آثاره درست ... وأخمد الشّرك إِذْ طارت لَهُ شرر) (يَا من يحدث عَن علم الْكتاب أصخ ... هَذَا الإِمَام الذى قد كَانَ ينْتَظر) وَأما مناظرته للخصوم وإفحامهم وقطعهم لَدَيْهِ فَهُوَ ظَاهر وَكتبه الَّتِى صنفها فهى أشهر من أَن تذكر وتعرف فَإِنَّهَا سَارَتْ مسير الشَّمْس فى الأقطار وامتلأت بهَا الْبِلَاد والأمصار وَقد جَاوَزت حد الْكَثْرَة فَلَا يُمكن أحد حصرها وَلَا يَتَّسِع هَذَا الْمَكَان لعَدهَا وَله اختيارات غَرِيبَة جمعهَا بَعضهم فى مُجَلد لطيف وَوَقع لَهُ أُمُور وأحوال قَامَ عَلَيْهِ فِيهَا المعاند والحاسد إِلَى أَن وصل الْحَال بِهِ أَن وضع فى قلعة دمشق فى مقَام أَبى الدَّرْدَاء رضى الله عَنهُ سنة سِتّ وَعشْرين فى شعْبَان إِلَى ذى الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ مرض أَيَّامًا وَلم يعلم أَكثر النَّاس مَرضه وَتوفى سحر لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ الْعشْرين من الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَذكره مُؤذن القلعة على مَنَارَة الْجَامِع وَتكلم بِهِ الحرس وَاجْتمعَ النَّاس وَلم تفتح الْأَسْوَاق الْمُعْتَادَة بِالْفَتْح أول النَّهَار وَاجْتمعَ عِنْده خلق يَبْكُونَ ويثنون خيرا وَأخْبرهمْ أَخُوهُ زين الدّين عبد الرَّحْمَن أَنَّهُمَا ختما فى القلعة ثَمَانِينَ ختمة والحادية والثمانين أنتهيا فِيهَا إِلَى قَوْله تَعَالَى (إِن الْمُتَّقِينَ فِي جنَّات ونهر فِي مقْعد صدق عِنْد مليك مقتدر) وابتدأ عِنْده جمَاعَة فى الْقِرَاءَة من سُورَة الرَّحْمَن إِلَى خَتمه وَلم يفرغ من غسله حَتَّى امْتَلَأَ أَكثر القلعة بِالرِّجَالِ فصلى عَلَيْهِ بدركاتها الشَّيْخ الزَّاهِد مُحَمَّد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 تَمام وضج النَّاس ثمَّ خَرجُوا بِهِ إِلَى جَامع دمشق وَكثر الْجمع حَتَّى يُقَال إِنَّه فاق جَمِيع الْجمع ثمَّ وضع عِنْد مَوضِع الْجَنَائِز حَتَّى صليت الظّهْر ثمَّ صلى عَلَيْهِ نَائِب الْخَطِيب عَلَاء الدّين الْخَرَّاط لغيبة القزوينى ثمَّ خَرجُوا بِهِ من بَاب الْفرج وَكثر الزحام وَخرج النَّاس من غَالب أَبْوَاب الْبَلَد ثمَّ صلى عَلَيْهِ أَخُوهُ زين الدّين عبد الرَّحْمَن بسوق الْخَيل وَدفن وَقت صَلَاة الْعَصْر بالصوفية إِلَى جَانب أَخِيه شرف الدّين وحزر الرِّجَال بستين ألفا وَأكْثر وَالنِّسَاء بِخَمْسَة عشر ألفا وَظهر بذلك قَول الإِمَام بَيْننَا وَبينهمْ الْجَنَائِز وَختم لَهُ ختمات كَثِيرَة وَتردد النَّاس إِلَى قَبره ورؤيت لَهُ مقامات حَسَنَة وتأسف النَّاس لفقده رضى الله عَنهُ 90 - أَحْمد بن الْعِمَاد عبد الحميد بن عبد الهادى بن يُوسُف الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 ابْن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الْمسند الْمُبَارك عز الدّين المقدسى سمع من الشَّيْخ موفق الدّين ابْن قدامَة وَابْن أَبى لقْمَة والبهاء وَابْن الزبيدى وَغَيرهم خرجت لَهُ مشيخة فِي ثَلَاثَة أَجزَاء وَظهر لَهُ أَيَّام التتار سَماع مُسْند أَبى دَاوُد الطيالسى من الشَّيْخ الْمُوفق وَحدث بالكثير وَكَانَ من أَبنَاء المسندين وَصَارَ من أعيانهم فى زَمَانه وَقصد بالزيارة وَبقيت لَهُ صُورَة كَبِيرَة توفى فِي الْمحرم سنة سَبْعمِائة وَله ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة 91 - أَحْمد بن عبد الهادى بن عبد الحميد بن عبد الهادى ابْن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الصالحى المقرىء الشَّيْخ عماد الدّين وَالِد الْحَافِظ شمس الدّين سمع من الْفَخر ابْن البخارى وَالشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَغَيرهمَا سمع مِنْهُ ابْن رَافع والحسينى وَجمع توفى فِي رَابِع صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة عَن سنّ عالية 92 - أَحْمد بن عبد الْجَبَّار وَأحد النقلَة عَن أَحْمد وَكَانَ مِمَّا الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 يُقَال عَنهُ إِنَّه قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول حَدثنَا وَأخْبرنَا وَاحِدًا ذكره القاضى أَبُو يعلى فِي كتاب الْعدة بِسَنَدِهِ إِلَيْهِ 93 - أَحْمد بن عُثْمَان بن سعيد بن أَبى يحيى أَبُو بكر الْأَحول عرف ب كرنيب سمع على بن بَحر وَكثير بن يحيى وإمامنا قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن المنادى كَانَ أحد حفاظ الحَدِيث وَنقل عَنهُ مسَائِل قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل قلت اتبيع للجند فَتَبَسَّمَ وَقَالَ الدِّرْهَم أَيْن ضرب أَلَيْسَ فى دَارهم مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 94 - أَحْمد بن عُثْمَان بن غيلَان بن الْحسن الكبشى وَيعرف الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 بِابْن شكاثا أَبُو بكر الحنبلى صحب جمَاعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم ابو إِسْحَاق ابْن شافلا وَأَبُو عبد الله ابْن بطة وَأَبُو حَفْص البرمكى 95 - أَحْمد بن على بن سعيد أَبُو بكر البغدادى ولى قَضَاء حمص ونزلها وَحدث بهَا عَن إمامنا روى عَنهُ النسائى وَقَالَ عَنهُ هُوَ ثِقَة 96 - أَحْمد بن على بن مُسلم أَبُو الْعَبَّاس النخشبى الْمَعْرُوف بالأبار سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن مُسَدّد وَغَيره وَوَثَّقَهُ الدارقطنى وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله وَقَالَ لَهُ رجل الحديث: 95 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 حَلَفت بِيَمِين مَا أدرى أيش هى قَالَ للسَّائِل إِذا دَريت دَريت أَنا وَقَالَ رَأَيْت أَبَا عبد الله يقْرَأ فِي صَلَاة الْعَصْر خلف الإِمَام مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشر شعْبَان سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ 97 - أَحْمد بن على بن عبد الله المقرىء أَبُو الْخطاب البغدادى قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات السَّبع على ابي الْحسن الحمامى وَكَانَ من شُيُوخ الإقراء بِبَغْدَاد الْمَشْهُورين بتجويد الْقِرَاءَة وتحسينها وَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق مِنْهُم أَبُو الْفضل ابْن المهدى وَهبة الله ابْن المجلى لَهُ مُصَنف فى السَّبْعَة وقصيدة فى السّنة وقصيدة فى عدد الآى مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 98 - أَحْمد بن على بن أَحْمد العلثى أَبُو بكر الزَّاهِد سمع الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 الحَدِيث على القاضى أَبى يعلى وتفقه عَلَيْهِ وَكَانَ يجصص الْحِيطَان ثمَّ ترك ذَلِك ولازم الْمَسْجِد يقرىء الْقُرْآن وَكَانَ عفيفا لَا يقبل لأحد شَيْئا وَلَا يسْأَل أحدا حَاجَة لنَفسِهِ من أَمر الدُّنْيَا مُقبلا على شَأْنه وَنَفسه مشتغلا بِعبَادة ربه كثير الصَّوْم وَالصَّلَاة مسارعا إِلَى قَضَاء حوائج الْمُسلمين مكرما عِنْد النَّاس وَكَانَ يتعاطى حَوَائِجه بِنَفسِهِ ويزور الْقُبُور إِذا حج ويجىء إِلَى قبر الفضيل بن عِيَاض ويخط بعصاه وَيَقُول يارب هَاهُنَا فاتفق أَنه حج فى سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة وَكَانَ قد وَقع من الْجمل مرَّتَيْنِ فَشهد عَرَفَة وَبِه بَقِيَّة ألم توفى عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم وَهُوَ يَوْم الْأَرْبَعَاء يَوْم عَرَفَة فى عَرَفَات فَحمل إِلَى مَكَّة فطيف بِهِ الْبَيْت وَدفن يَوْم النَّحْر إِلَى جنب قبر الفضيل بن عِيَاض 99 - أَحْمد بن على بن عبد الله بن الأبرادى الْفَقِيه الزَّاهِد سمع من أَبى الْغَنَائِم بن أَبى عُثْمَان وأبى الْحسن ابْن الْأَخْضَر وَغَيرهمَا وتفقه على ابْن عقيل وَصَحب الفاعوس وَغَيره من الصَّالِحين وَتعبد ووقف دَاره بالبدرية شرقى بَغْدَاد على أَصْحَابنَا مدرسة الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 روى عَنهُ أَبُو المعمر الأنصارى وَأَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس ثانى عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 100 - أَحْمد بن على بن أَحْمد الموصلى الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف ب ابْن الوتارة قَالَ المنذرى سمع على علو سنة من الْمُتَأَخِّرين وَقَالَ الناصح ابْن الحنبلى كَانَ يعرف أَكثر مسَائِل الْهِدَايَة لأبى الْخطاب وَيَأْكُل من كسب يَده ويلبس الثَّوْب الخام وانتفع بِهِ جمَاعَة وَصَارَ لَهُ حُرْمَة بالموصل وَكَانَ كثير الْعِبَادَة ويتبرك بِهِ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر مَاتَ بالموصل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة 101 - أَحْمد بن على بن أَبى غَالب الإربلى النحوى الْمعدل بِدِمَشْق سمع بإربل من مُحَمَّد بن هبة الله بن المكرم وَسكن دمشق وَحدث بهَا واشتغل بالنحو فى الْجَامِع وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمع وانتفع بِهِ آخَرُونَ مَاتَ فى صفر سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة 102 - أَحْمد بن على بن عبد الله بن أَبى الْبَدْر القلانسى الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 ثمَّ البغدادى جمال الدّين أَبُو بكر مُحدث بَغْدَاد ومفيدها سمع الْكثير وعنى بِالْحَدِيثِ سمع من الشَّيْخ عبد الصَّمد وطبقته وَقَرَأَ الْكثير بِخَطِّهِ وَهُوَ جيد وَخرج لغير وَاحِد من الشُّيُوخ وَذكر بَعضهم أَنه ولى حسبَة بَغْدَاد وَحدث باليسير وَأَجَازَ لجَماعَة مِنْهُم الْحَافِظ الذهبى توفى فى رَجَب سنة أَربع وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب حَرْب 103 - أَحْمد الْمَعْرُوف ب ابْن عصمَة البغدادى القاضى جمال الدّين قَالَ الطوفى حضرت درسه وَكَانَ بارعا فى التَّفْسِير وَالْفِقْه والفرائض وَكَانَ فى معرفَة الْقَضَاء وَالْأَحْكَام أوحد عصره ولى الْقَضَاء بالجانب الشرقى بِبَغْدَاد ودرس بمدرسة الْحَنَابِلَة ثمَّ عزل عَنْهَا ونالته محنة ثمَّ أُعِيد للتدريس مَاتَ فى حُدُود الْعشْرين وَسَبْعمائة الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 104 - أَحْمد بن على بن مُحَمَّد البابصرى البغدادى الْفَقِيه الفرضى الأديب جمال الدّين أَبُو الْعَبَّاس سمع الحَدِيث من الشَّيْخ صفى الدّين ابْن عبد الْحق وعَلى بن عبد الصَّمد وَغَيرهمَا وتفقه على الشَّيْخ صفى الدّين ولازمه وبرع فى الْفِقْه والفرائض والحساب وَقَرَأَ الْأُصُول والعربية وَالْعرُوض وَله يَد فى النّظم وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا وَأعَاد بالمستنصرية وَكَانَ دينا متواضعا حسن الْأَخْلَاق أثنى عَلَيْهِ فضلاء الطوائف وَحضر الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب درسه وَسمع مِنْهُ الحَدِيث مَاتَ فى الطَّاعُون سنة خمسين وَسَبْعمائة 105 - أَحْمد بن على بن عبد الله بن على بن حَاتِم الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث الرحلة شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الحبال ولى قَضَاء الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 دمشق مُدَّة بعد قَضَاء طرابلس سمع الحَدِيث من جمَاعَة وَكَانَ مهابا مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام شَدِيد الْقيام على الأتراك وَغَيرهم وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَحكى الشَّيْخ التائب شَيخنَا قاضى الْقُضَاة تقى الدّين ابْن قاضى شُهْبَة أَن أهل طرابلس يَعْتَقِدُونَ فِيهِ الْكَمَال حَيْثُ أَنه لَو جَازَ أَن يبْعَث الله نَبيا فى هَذَا الزَّمَان لَكَانَ هُوَ وَكَانَ قد كبر وَضعف وَزَالَ بَصَره فى آخر عمره وَكَانَ مواظبا على الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة والنوافل دَائِما وعزل قبل وَفَاته بِنَحْوِ سنة وَتوجه إِلَى طرابلس وَبهَا مَاتَ فى ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِدِمَشْق صَلَاة الْغَيْبَة 106 - أَحْمد بن عمر بن هَارُون البخارى أَبُو سعيد حدث عَن إمامنا قَالَ كنت عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَنَاوَلَهُ رجل مقرىء كتابا وَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عبد الله هَذِه أحاديثك أرويها عَنْك فَنظر فى الْكتاب وَقَالَ إِن كَانَ عَنى فاروه الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 107 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَبَّاس البرمكى سمع أَبَا حَفْص ابْن شاهين وَغَيره قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا وتفقه على أَبى عبد الله بن حَامِد مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ 108 - أَحْمد بن عمر بن حُسَيْن القطيعى الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو الْعَبَّاس سمع الحَدِيث بِنَفسِهِ بعد كبره من عبد الْخَالِق بن يُوسُف وَابْن نَاصِر وَغَيرهمَا وتفقه على القاضى أَبى يعلى بن أَبى خازم ولازمه حَتَّى برع فى الْفِقْه وَأفْتى وناظر وَوعظ ودرس وَأفَاد وَكَانَ اعْتِقَاده جيدا مَاتَ الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بالحلبة شرقى بَغْدَاد 109 - أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عوض الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم قاضى الْقُضَاة تقى الدّين أَبُو الْعَبَّاس ذكره ابْن حبيب وَقَالَ تقى وَافق لقبه فعله ورافق علمه فَضله أوضح الْحجَّة وسلك المحجة وَنصر الْحق وَسَهل الْأَمر الْمشق وأسعد الْمَظْلُوم وأسعف وأنصت للمخصوم وأنصف وَلم يزل معتنيا بسيرة أَبِيه العمرية إِلَى أَن لحق بِهِ بعد سِتّ وَعشْرين سنة توفى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَقد أهمله الذهبى فى العبر والكنى وَابْن كثير قَالَ شَيخنَا قاضى الْقُضَاة تقى الدّين وَقد تتبعت تَارِيخ ابْن السجاعى إِلَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَلم يذكرهُ قلت وَقد أخل بِذكرِهِ الْحَافِظ ابْن رَجَب فى الطَّبَقَات الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 110 - أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الْحَافِظ سيف الدّين أَبُو الْعَبَّاس سمع من جده شيخ الْإِسْلَام الْمُوفق وَمن أَبى الْيمن الكندى وطبقتهما ثمَّ رَحل وَسمع بِبَغْدَاد وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج وَألف قَالَ الحسينى خرج وَحدث وَكَانَ حسن التَّخْرِيج فَاضلا قَالَ بَعضهم وَلَو طَال عمره لساد أهل زَمَانه علما وَعَملا ألف كتابا كَبِيرا فى الرَّد على الْحَافِظ مُحَمَّد ابْن طَاهِر لإباحته للسماع وَله مُصَنف فى الِاعْتِقَاد مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح الْجَبَل وَله ثَمَان وَثَلَاثُونَ سنة الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 111 - أَحْمد بن أَبى غَالب بن الطلاية الحربى الزَّاهِد قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع من أَبى الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن على الأنماطى جُزْءا من حَدِيث المخلص واشتهر بِهِ واشتغل بِالْعبَادَة ولازم الْمَسْجِد يتعبد فِيهِ لَيْلًا وَنَهَارًا حَتَّى الطوى وَكَانَ رَأسه إِذا قَامَ عِنْد ركبته قَالَ ابْن الجوزى حَدَّثَنى أَبُو الْحسن بن غرسة قَالَ جَاءَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ سل لى فلَانا فى كَذَا قَالَ قُم معى فصل رَكْعَتَيْنِ ونسأل الله تَعَالَى فإنى لَا أترك بَابا مَفْتُوحًا وأقصد بَابا مغلقا مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادى عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن إِلَى جَانب ابْن سمعون بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِبَاب حَرْب الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 112 - أَحْمد بن أَبى غَالب بن أَحْمد بن غَالب الحربى الْفَقِيه الفرضى الْمعدل سمع الحَدِيث من ابْن الْحصين وأبى بكر الأنصارى وَغَيرهمَا وتفقه وبرع فى الْمَذْهَب قَالَ ابْن النجار كَانَ أحد الْفُقَهَاء الْحَنَابِلَة حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى عَارِفًا بالفرائض والحساب والنجوم وأوقات اللَّيْل وَالنَّهَار وَشهد عِنْد قاضى الْقُضَاة أَبى الْقَاسِم الزينبى حدث باليسير وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم القاضى أَبُو الْقَاسِم ابْن الْفراء مَاتَ يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 113 - أَحْمد بن أَبى غَالب بن أَبى عِيسَى بن شيخون الأبروذى أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ بالروايات على أَبى الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 مُحَمَّد سبط ابْن الْخياط وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن غَيره وتفقه على الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن بكروس وَحصل مِنْهُ طرفا صَالحا وَقَالَ ابْن الجوزى قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث وتفقه وناظر وَكَانَ فِيهِ دين مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة عَاشر رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بحامع الْقصر وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 114 - أَحْمد بن الْفُرَات بن خَالِد الرازى الأصبهانى أَبُو مَسْعُود سمع يزِيد بن هَارُون وَأَبا الْيَمَان وَعبد الرَّزَّاق وَنقل عَن إمامنا جَوَاز عِيَادَة الْمُسلم للذمى وهى رِوَايَة وَقَالَ أَحْمد من دلّ على صَاحب رأى لنَفسِهِ فقد أعَان على هدم الْإِسْلَام مَاتَ فى شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 115 - أَحْمد بن أَبى الْفرج بن رَاشد بن مُحَمَّد المدنى الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 البغدادى أَبُو الْعَبَّاس من أهل الْمَدِينَة وَهِي قَرْيَة فَوق الأنبار وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على مكى بن أَحْمد وَغَيره وتفقه على عبد الْوَاحِد بن سيف وَسمع من أَبى الْعَبَّاس بن فرس وَجَمَاعَة وَولى الْقَضَاء بدجيل وَحدث وروى عَنهُ ابْن السمعانى وَغَيره توفى يَوْم السبت سادس الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة 116 - أَحْمد بن نصر بن الْحُسَيْن بن فَهد العلثى الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس سمع من ابْن شَاكر السقلاطونى وشهدة وتفقه على ابْن المنى وَكَانَ حسن الْكَلَام فى مسَائِل الْخلاف وَفِيه صَلَاح وديانة حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة توفى لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثانى عشر شعْبَان سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة قَالَ ابْن النجار وَأَظنهُ ناطح السّبْعين 117 - أَحْمد بن الْقَاسِم صَاحب أَبى عبيد الْقَاسِم بن سَلام حدث عَن أَبى عبيد وَعَن إمامنا بمسائل مِنْهَا قَالَ قلت يَا أَبَا عبد الله نقر بمنكر وَنَكِير وَمَا روى فى عَذَاب الْقَبْر فَقَالَ نعم سُبْحَانَ الله وَقَالَ سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن قَول النبى الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 (لايلدغ الْمُؤمن من جُحر مرَّتَيْنِ) قَالَ مَعْنَاهُ أَن الْمُؤمن لَا ينبغى لَهُ أَن يعْصى الله وَإِذا عَصَاهُ فَلَا ينبغى أَن يعود ثمَّ يرجع يَتُوب لَا يكون الذَّنب مِنْهُ مرَّتَيْنِ 118 - أَحْمد بن الْقَاسِم الطوسى حكى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل إِذا نظر إِلَى نصرانى غمض عَيْنَيْهِ فَقيل لَهُ فى ذَلِك فَقَالَ لَا أقدر أنظر إِلَى من افترى على الله وَكذب عَلَيْهِ 119 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج بن عبد الله المروذى كَانَ هُوَ الْمُقدم من أَصْحَاب أَحْمد لورعه وفضله وَكَانَ إمامنا يأنس بِهِ وينبسط إِلَيْهِ وَهُوَ الذى تولى إغماضه لما مَاتَ وغسله وَقد روى عَنهُ مسَائِل جمة مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْأَحَادِيث الَّتِى تردها الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 الْجَهْمِية فى الصِّفَات والرؤية والإسراء وقصة الْعَرْش فصححها وَقَالَ تلقتها الْأمة بِالْقبُولِ من الْأَخْبَار كَمَا جَاءَت وَمِنْهَا لما قَالَ للْإِمَام أَحْمد الْحبّ فى الله قَالَ هُوَ أَن لَا يُحِبهُ لطمع دُنْيَاهُ وَقَالَ المروذى قَالَ أَحْمد إِذا أَعطيتك كتابى وَقلت لَك اروه عَنى وَهُوَ من حديثى فَمَا تبالى سمعته أَو لم تسمعه وَقَالَ لى أَحْمد بن حَنْبَل لَا تكْتب كَلَام مَالك وَلَا سُفْيَان وَلَا الشافعى وَلَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَلَا أَبى عبيد وَقَالَ قد نَدم حِين أنْكرت عَلَيْهِ ذَلِك وَقَالَ المروذى دخلت يَوْمًا على أَحْمد فَقلت كَيفَ أَصبَحت فَقَالَ كَيفَ أصبح من ربه يُطَالِبهُ بأَدَاء الْفَرَائِض وَنبيه يُطَالِبهُ بأَدَاء السّنة والملكان يطالبانه بتصحيح الْعَمَل وَنَفسه تطالبه هَواهَا وإبليس يُطَالِبهُ بالفحشاء وَملك الْمَوْت يُطَالِبهُ بِقَبض روحه وَعِيَاله يطالبونه بنفقتهم وَقَالَ المروذى سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول يكره للرجل أَن ينَام بعد الْعَصْر يخَاف على عقله وَقَالَ المروذى سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول وأنشدنى رجل من أهل الشاش (وكل صديق لَيْسَ فى الله وده ... فإنى بِهِ فى وده غير واثق) وَقَالَ المررذى رَأَيْت ربى فى الْمَنَام وَكَأن الْقِيَامَة قد قَامَت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 وَرَأَيْت الْخَلَائق وَالْمَلَائِكَة حول بنى آدم فَسمِعت الْمَلَائِكَة تَقول قد أَفْلح الزاهدون الْيَوْم فى الدُّنْيَا وَرَأَيْت النبى وسمعته يَقُول يَا أَحْمد بن حَنْبَل هَلُمَّ إِلَى الْعرض على الله مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَدفن عِنْد رجل أَحْمد بن حَنْبَل رضى الله عَنْهُم 120 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن شيرزاد الْمَعْرُوف بالبورانى قاضى تكريت حدث عَن أَبى عمار وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان وَغَيرهمَا روى عَنهُ ابْن مَالك القطيعى وَسَماهُ أَحْمد وَقَالَ لِأَن أخر من السَّمَاء إِلَى الأَرْض أحب إِلَى من أَن أزول عَن مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ 121 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن يزِيد البراثى سمع على الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 ابْن الْجَعْد وَعبد الله بن عون وإمامنا أَحْمد فى آخَرين قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله فَقلت لَهُ إِذا فاتتنى أول صَلَاة الإِمَام فأدركت مَعَه فى آخر صلَاته فَمَا أُعِيد أَنه أول صلاتى فَقَالَ لى تقْرَأ فِيمَا يقْضى بِالْحَمْد وَسورَة وفى الْقعُود تقعد على ابْتِدَاء صَلَاتك وَقَالَ البراثى لما مَاتَ أَبى كنت صَبيا فجَاء النَّاس عزونى وَكَانَ مِنْهُم بشر بن الْحَارِث فَقَالَ لى يَا بنى إِن أَبَاك كَانَ رجلا صَالحا وَأَرْجُو أَن تكون خلفا مِنْهُ بر والدتك وَلَا تعقها وَلَا تخالفها يَا بنى والزم السُّوق فَإِنَّهَا من الْعَافِيَة وَلَا تصْحَب من لَا خير فِيهِ فَلَمَّا قَامَ بشر قَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ يَا أَبَا نصر أَنا وَالله أحبك فَقَالَ وَكَيف لَا تحبنى وَلست لى بجار وَلَا قرَابَة مَاتَ سنة ثَلَاثمِائَة قيل واثنين 122 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَدَقَة نقل عَن إمامنا مسَائِل مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَقد سُئِلَ عَن السُّرَّة من الْعَوْرَة فَقَالَ أَسْفَل السُّرَّة إِلَى الرّكْبَة عَورَة وَسُئِلَ عَن اتِّخَاذ الْخلّ من الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 الْخمر قَالَ لَا قَالَ فَإِن اتخذها قَالَ يهريقها وَسُئِلَ عَن الآذان بالترجيع هُوَ أَذَان أَبى مَحْذُورَة وَأهل الْمَدِينَة يُؤذنُونَ بآذان بِلَال وَنحن نَذْهَب إِلَيْهِ مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَه ابْن المنادى فى تَارِيخه 123 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح حدث عَن الْعَبَّاس بن الْفرج الرياشى وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن أَبى صَفْوَان وَغَيرهمَا وَحدث عَن إمامنا بِحَدِيث وَاحِد قَالَ قَالَ لى أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة عَن الثورى عَن أَبى سِنَان عَن سعيد بن جُبَير فى قَوْله تَعَالَى (وَقد كَانُوا يدعونَ إِلَى السُّجُود وهم سَالِمُونَ) قَالَ الصَّلَاة فى الْجَمَاعَة مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة تسع وثلاثمائة 124 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الكوفى أحد الْأَصْحَاب قَالَ الْخلال حَدَّثَنى أَنه سَأَلَ أَبَا عبد الله أَيّمَا أعجب إِلَيْك فى الْقَبْر اللَّبن أم الْقصب قَالَ الْقصب الحديث: 123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 125 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْأَزْهَر أَبُو الْعَبَّاس ولى الْقَضَاء بالجانبين من بَغْدَاد وَكَانَ دينا عفيفا نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن بيع الْمُدبر هَل يجوز قَالَ نعم قلت لم جَازَ عنْدكُمْ قَالَ لحَدِيث جَابر وَلم أر لَهُ دافعا وَعَلِيهِ يعْتَمد مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 126 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن هانىء الطائى وَيُقَال الكلبى الْأَثْرَم الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 الإسكافى أَبُو بكر كَانَ إِمَامًا جَلِيلًا حَافِظًا سمع حرمى بن حَفْص وَعَفَّان بن مُسلم وإمامنا وَغَيرهم نقل عَنهُ مسَائِل كَثِيرَة وصنفها ورتبها أبوابا قَالَ قلت لأبى عبد الله فضل وضوء الْمَرْأَة يتَوَضَّأ بِهِ الرجل قَالَ إِذا خلت بِهِ فَلَا يتوضئا مِنْهُ إِنَّمَا النبى رخص أَن يتَوَضَّأ جمعيا وَقَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله سُئِلَ عَن مسح الرَّأْس كَيفَ هُوَ فَقَالَ هَكَذَا وَوضع يَدَيْهِ كلتيهما على مقدم رَأسه ثمَّ جرهما إِلَى مُؤخر رَأسه ثمَّ ردهما جَمِيعًا إِلَى الْمَكَان الذى بَدَأَ مِنْهُ وَذَلِكَ كُله فى مرّة لم يرفعهما عَن رَأسه على حَدِيث عبد الله بن زيد وَقَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن مقَاتل بن سُلَيْمَان قَالَ مَا رَأَيْت أحدا أعلم بالتفسير من مقَاتل وَكَانَ الْأَثْرَم عِنْده تيقظ عَجِيب حَتَّى نسبه يحيى بن معِين وَيحيى بن أَيُّوب فَقَالَا أحد أبوى الْأَثْرَم جنى وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الأصبهانى أَبُو بكر الْأَثْرَم أحفظ من أَبى زرْعَة الرازى وأتقن وَقَالَ الْأَثْرَم أَحْمد بن حَنْبَل ستر من الله على أَصْحَابه فينبغى لَهُم ان يتقوا الله وَلَا يعصوه مَخَافَة أَن يعيروا بِأَحْمَد بن حَنْبَل روى عَنهُ النسائى وَابْن صاعد وَجَمَاعَة قَالَ ابْن حبَان فى كتاب الثِّقَات الْأَثْرَم من خِيَار عباد الله من أَصْحَاب أَحْمد حَدثنَا عَنهُ النَّاس وَمَات بعد السِّتين وَمِائَتَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 127 - أَحْمد بن مُحَمَّد المزنى أحد الْأَصْحَاب قَالَ الْخلال أَخْبرنِي أَنه سَأَلَ عَن شَهَادَة الْقَاذِف إِذا تَابَ فَقَالَ أَرَاهَا جَائِزَة فَقلت لَهُ يعْتَمد على حَدِيث عمر فى قَوْله لأبى بكر إِن تبت قبلت شهادتك فَقَالَ وَقَول الله تَعَالَى (إِلَّا الَّذين تَابُوا من بعد ذَلِك وَأَصْلحُوا) 128 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحَارِث الصَّائِغ ذكره أَبُو بكر الْخلال وَقَالَ كَانَ أَحْمد يأنس بِهِ ويقدمه ويكرمه روى عَن أَبى عبد الله مسَائِل كَثِيرَة وجود الرِّوَايَة عَنهُ وَقَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول الْفطْرَة الَّتِى فطر الله الْعباد عَلَيْهَا من الشقوة والسعادة وَنقل عَن أَبى عبد الله وَقَالَ هَؤُلَاءِ المحدثون الَّذين يَأْخُذُونَ على الحَدِيث قَالَ هَذِه طغمة سوء الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 قَالَ وَسُئِلَ أَحْمد عَن قِرَاءَة الألحان فَقَالَ بِدعَة وَقَالَ سُئِلَ أَحْمد عَن قِرَاءَة حَمْزَة فَقَالَ أَنا أكرهها قيل وَمَا تكره فِيهَا قَالَ هَذَا الْإِدْغَام والاضجاع الشَّديد مثل خَابَ وطاب وحاق وَقَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول إِنَّمَا الْعلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه وَلَيْسَ أحد يَنَالهُ بالحسب وَلَو كَانَ بالحسب لَكَانَ أولى النَّاس بِهِ أهل بَيت النبى 129 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد ربه المروذى وَهُوَ أحد من روى عَن إمامنا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا عرف الرجل بِالْكَذِبِ فِيمَا بَينه وَبَين النَّاس وَلَا يتوقى فى مَنْطِقه فَكيف يُؤمن هَذَا على مَا استتر فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى مثل هَذَا لَا يكون إِمَامًا وَلَا يصلى خَلفه قلت يَا أَبَا عبد الله فَيُعِيد من صلى خَلفه قَالَ لَا أدرى وَلَكِن أحب أَن يعتزل الصَّلَاة خَلفه 130 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مطر أَبُو الْعَبَّاس سمع إمامنا الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 وسراج بن يُونُس وَغَيرهمَا وَذكره الْخلال فِيمَن روى عَن أَبى عبد الله مسَائِل سَمعهَا مِنْهُ وَكَانَ فِيهَا غرائب 131 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر اللباد سمع من إمامنا قَالَ أَحْمد بن نصر حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدَّثَنى الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا الأوزاعى عَن عَبدة بن أَبى لبانة عَن عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله (إِن لله عبادا اختصهم بِالنعَم لمنافع الْعباد يقرها فيهم مَا بذلوها فَإِذا منعوها نَزعهَا عَنْهُم وحولها إِلَى غَيرهم) 132 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى الكحال نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الْأَسير يخرج من بِلَاد الرّوم وَمَعَهُ علج فَيَقُول العلج أَنا خرجت بِهِ وَيَقُول الْأَسير أَنا خرجت بِهِ فَقَالَ الأولى أَن يقبل قَول الْمُسلم الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 133 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يزِيد الْوراق أَصله من سر من رأى ثمَّ قدم بَغْدَاد روى عَن إمامنا وَيحيى بن معِين وَغَيرهمَا وَذكره الْخلال وَقَالَ ثِقَة كَانَ عِنْده عَن أَحْمد مسَائِل مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَا شبهت الشَّبَاب إِلَّا بشىء كَانَ فى كمى فَسقط 134 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن وَاصل المقرىء أَبُو الْعَبَّاس كَانَ عِنْده عَن إمامنا مسَائِل مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن أَحْمد وَقد سُئِلَ أَيجوزُ أَن يخرج الزَّكَاة من بلد إِلَى بلد فَقَالَ لَا يجوز فَقيل لَهُ إِن كَانَ لقرابة قَالَ فَلَا مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 135 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو بكر الْمَعْرُوف الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 بالخلال سمع الْحسن بن عَرَفَة وسعدان بن نصر وطبقتهما وَصَحب المروذى إِلَى أَن مَاتَ وَصَحب جمَاعَة من أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد مِنْهُم صَالح وَعبد الله إبناه وَإِبْرَاهِيم الحربى والمغازلى لَهُ التصانيف الدائرة والكتب السائرة من ذَلِك الْجَامِع والعلل وَالسّنة والطبقات وَتَفْسِير الْغَرِيب وَالْأَدب وأخلاق أَحْمد وَكَانَ شُيُوخ الْمَذْهَب يشْهدُونَ لَهُ بِالْفَضْلِ والتقدم حدث عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر عبد الْعَزِيز وَمُحَمّد بن المظفر سُئِلَ الْخلال عَن طير وَقع فى قدر فَقَالَ إِن كَانَت تغلى بِاللَّحْمِ وَمَا فِيهَا تجتذب النَّجَاسَة فيهراق كُله وَإِن كَانَت قد هدأت غسل اللَّحْم وَمَا فِيهَا وَأُهْرِيقَ المرق وَنقل عَن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الثقفى أَن أَبَا عبد الله سُئِلَ عَن رجل لَهُ جَار رافضى يسلم عَلَيْهِ قَالَ لَا وَإِذا سلم عَلَيْهِ لَا يرد عَلَيْهِ قَالَ بلغنى أَن أَحْمد سُئِلَ عَن الزَّاهِد يكون زاهدا وَمَعَهُ مائَة دِينَار قَالَ نعم على شريطة إِذا زَادَت لم يفرح وَإِذا نقصت لم يحزن توفى نَهَار الْجُمُعَة ليومين خليا من ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة وَدفن إِلَى جنب قبر المروذى عِنْد رجل أَحْمد قَالَ أَبُو بكر عبد الْعَزِيز رَأَيْت الْخلال فى الْمَنَام فَسَأَلته عَمَّا يَأْكُل فَقَالَ مَا أكلت مُنْذُ فارقتكم إِلَّا بعض فرخ أما علمت أَن طَعَام الْجنَّة إِلَّا ينْفد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 136 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الآدمى المقرىء حدث عَن الْفضل بن زِيَاد صَاحب الإِمَام أَحْمد وروى عَنهُ قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول من رد حَدِيث رَسُول الله فَهُوَ على شفا هلكة 137 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب الرازى المقرىء الزَّاهِد الْمَعْرُوف ب ابْن حمدوية حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن ابْن بَشرَان وَابْن أَبى الفوارس وَهُوَ آخر من حدث عَن أَبى الْحُسَيْن ابْن سمعون وتفقه على القاضى أَبى يعلى وَكَانَ ثِقَة زاهدا متعبدا حسن الْأَخْلَاق وَكَانَ كثير الْقِرَاءَة للقران والإقراء لَهُ ختم خلقا كثيرا حدث عَنهُ الْخَطِيب فى تَارِيخه وَغَيره توفى لَيْلَة السبت رَابِع عشرى ذى الْحجَّة سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ السلفى سَأَلت أَبَا على البردانى عَن إِبْنِ حَمْدَوَيْه صَاحب ابْن سمعون فَقَالَ هُوَ بِضَم الْحَاء الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 وَتَشْديد الْمِيم مَعَ ضمهَا وبالياء ذكره ابْن نقطة وَقَالَ ابْن حمدوه بِضَم الْحَاء وَتَشْديد الْمِيم وَفتحهَا بِغَيْر يَاء بعد الْوَاو 138 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن البردانى نِسْبَة إِلَى البردان من سَواد الْعرَاق المستملى أَبُو على الْحَافِظ سمع من الغازى وَمن ابْن الْقَاسِم الأزجى والبرمكى وَغَيرهم وَكتب الْكثير وَخرج وانتقى وتفقه على القاضى أَبى يعلى وَكَانَ أحد المستملين عَلَيْهِ بِجَامِع الْمَنْصُور قَالَ ابْن الجوزى كَانَ ثِقَة ثبتا صَالحا لَهُ معرفَة تَامَّة بِالْحَدِيثِ وَقَالَ السلفى أَبُو على أحفظ وَأعرف من شُجَاع الذهلى الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 وَله تصانيف قَالَ الذهبى جمع مجلدا فى المنامات النَّبَوِيَّة قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَله جُزْء فى صَلَاة النَّبِي خلف أَبى بكر الصّديق توفى لَيْلَة الْخَمِيس حادى عشرى شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة دفن بمقبرة بَاب حَرْب 139 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدينورى البغدادى الإِمَام ابو بكر أحد الْفُقَهَاء الْأَعْيَان وأئمة الْمَذْهَب سمع الحَدِيث من أَبى مُحَمَّد التميمى وجعفر السراج وَغَيرهمَا وتفقه على أَبى الْخطاب وبرع فى الْفِقْه وَتقدم فى المناظرة على أَبنَاء جنسه حَتَّى كَانَ أسعد الميهنى شيخ الشَّافِعِيَّة يَقُول مَا اعْترض أَبُو بكر الدينورى على دَلِيل أحد إِلَّا ثلم فِيهِ ثلمة وَله تصانيف فى الْمَذْهَب مِنْهَا كتاب التَّحْقِيق فى الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 مسَائِل التَّعْلِيق وَتخرج بِهِ أَئِمَّة مِنْهُم أَبُو الْفَتْح ابْن المنى والوزير ابْن هُبَيْرَة قَالَ ابْن الجوزى حضرت درسه بعد موت شَيخنَا ابْن الزاغونى نَحوا من أَربع سِنِين قَالَ وأنشدنى (تمنيت أَن تمسى فَقِيها مناظرا ... بِغَيْر عناء فالجنون فنون) (وَلَيْسَ اكْتِسَاب المَال دون مشقة ... تلقيتها فالعلم كَيفَ يكون) توفى يَوْم السبت غرَّة جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن قَرِيبا من قبر الإِمَام أَحْمد قَالَ أَبُو الْبَقَاء ابْن طبرزذ كنت يَوْم مَوته عِنْد القاضى أَبى بكر بن عبد الباقى فخبر بذلك فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله موت الأقران هد الْأَركان وَقَالَ إِذا رَأَيْت أَخَاك يحلق فَبل أَنْت وَمن غرائب مَا اخْتَارَهُ أَنه خرج رِوَايَة من اشتبهت عَلَيْهِ الْقبْلَة لزمَه أَن يصلى أَربع صلوَات كل صَلَاة إِلَى جِهَة قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَقد قيل إِنَّه قَول مُخَالف للْإِجْمَاع 140 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن شنيف الدارقزى البغدادى الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 المقرىء أَبُو الْفضل قَرَأَ الْقرَان بالروايات على أَبى طَاهِر ابْن سوار وَغَيره وَسمع الحَدِيث من أَبى غَالب وَيحيى بن مندة وتفقه فى الْمَذْهَب وَحدث وَانْفَرَدَ بعلو الْإِسْنَاد فى الْقِرَاءَة وأضر فى اخر عمره توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء لسبع بَقينَ من الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَله سِتّ وَتسْعُونَ سنة وَدفن بِبَاب حَرْب 141 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة وَالِد الشَّيْخَيْنِ أَبى عمر والموفق خطيب جماعيل وَكَانَ رجلا صَالحا عابدا صَاحب كرامات وأحوال قَرَأَ فى رَمَضَان خمْسا وَتِسْعين ختمة وَكَانَ عَلَيْهِ مهابة عَظِيمَة لَا يرَاهُ أحد إِلَّا قبل يَده وَقد حدث وروى عَنهُ ولداه توفى سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بسفح قاسيون وَإِلَى جَانِبه دفن وَلَده الشَّيْخ أَبُو عمر 142 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء القاضى جمال الدّين بن القاضى أَبى يعلى ابْن القاضى أَبى خازم بن القاضى أَبى يعلى الْكَبِير سمع الْكثير من وَالِده وَمن أَبى بكر ابْن الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 الزاغونى وأبى الْوَقْت وَغَيرهم وعنى بِالْحَدِيثِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ دينا خيرا حدث وَسمع ابْن الدبيثى وَابْن الشَّاعِر توفى لَيْلَة الْجُمُعَة ثانى عشرى شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَدفن عِنْد ابائه بِبَاب حَرْب 143 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن طلحلة بن الْحسن بن طلحلة بن سِنَان البغدادى الْفَقِيه الْمُحدث أَبُو بكر طلب الحَدِيث قبل التسعين وَخَمْسمِائة سمع الْكثير من ابْن كُلَيْب وَابْن الجوزى وَغَيرهمَا وَصَحب محيى الدّين ابْن الجوزى واختص بِهِ وتفقه فى الْمَذْهَب وَتكلم فى مسَائِل الْخلاف وَهُوَ فَاضل عَالم ثِقَة صَدُوق حسن الطَّرِيقَة جميل السِّيرَة طَاهِر السريرة حدث بِقِطْعَة من مسموعاته بِبَغْدَاد وبمصر لما قدمهَا وَأَجَازَ الْقَاسِم بن مظفر بن عَسَاكِر توفى الحديث: 143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَدفن بِبَاب حَرْب 144 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغنى بن عبد الْوَاحِد بن على ابْن سرُور المقدسى ثمَّ الصالحى الْفَقِيه الإِمَام تقى الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْحَافِظ عز الدّين سمع بِدِمَشْق من أَبى طَاهِر الخشوعى وحنبل الرصافى وَجَمَاعَة وبأصبهان من أسعد بن روح وَغَيره وببغداد من سُلَيْمَان بن الموصلى وَقَرَأَ الحَدِيث بِنَفسِهِ وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين وَهُوَ جده لأمه لَازمه حَتَّى برع وَيُقَال إِنَّه حفظ الكافى وَقَالَ الحسينى كَانَ أحد الْمَشَايِخ الْمَشْهُورين بالفقه والْحَدِيث وَقد أجَاز للقاضى تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة توفى فى خَامِس عشرى ربيع الاخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 145 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الأنجب بن الكسار الواسطى ثمَّ البغدادى الْحَافِظ صدر الدّين أَبُو عبد الله سمع بِبَغْدَاد من ابْن القطيعى وَابْن اللتى وَغَيرهمَا وبواسط من الشريف الداعى الرشيدى قَرَأَ كثيرا من الْكتب والأجزاء وعنى بِالْحَدِيثِ وَكَانَت لَهُ معرفَة حَسَنَة بِهِ قَالَ الشَّيْخ صفي الدّين عبد الْمُؤمن تفرد فى زَمَانه بِمَعْرِِفَة الحَدِيث وَأَسْمَاء الروَاة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحصل أصولا مُتعَدِّدَة وَكَانَ ضنينا بالفوائد وَقد أشكل على بَعضهم الْجمع بَين قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام من هم بسيئة وَلم يعملها كتبت لَهُ حَسَنَة وَقَوله فى الذى رأى ذَا المَال الذى يُنْفِقهُ فى المعاصى لَو أَن لى مثل مَال فلَان لفَعَلت مثل مَا فعل فَقَالَ النبى هما فى الْوزر سَوَاء فَدلَّ على ابْن الكسار بعد أَن سَأَلَ جمَاعَة مستكثرة عَنْهَا بِبَغْدَاد وَلم يجيبوا بِجَوَاب شاف فَقَالَ على الْفَوْر مَا مَعْنَاهُ إِن المعفو عَنهُ إِنَّمَا هُوَ الْهم الْمُجَرّد فَإِذا اقْترن بِهِ الْعقل الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 أَو الْفِعْل لم يكن معفوا عَنهُ مَاتَ فى رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 146 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجى الإِمَام الْفَقِيه الرئيس شمس الدّين درس بالمسمارية وَكَانَ مليح الشكل فَاضلا دينا عَاقِلا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مَاتَ فى شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة 147 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح الشَّيْخ الصَّالح الْفَاضِل الْمسند عماد الدّين سمع الْمجد القزوينى وَابْن الزبيدى وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ الْمُوفق وَالْفَتْح بن عبد السَّلَام وطائفه حدث قبل السِّتين وسِتمِائَة وَإِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ شَيخا صَالحا خيرا صحب الصَّالِحين وَحدث مَرَّات بالحجاز ودمشق وحماة توفى فى رَابِع عشر الْمحرم سنة سَبْعمِائة الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 148 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الشَّيْخ الْمُحدث موفق الدّين قارىء الحَدِيث بالضيائية وَله اعتناء بِالْحَدِيثِ وَحصل الْأَجْزَاء وَصَارَ لَهُ معرفَة وَفهم وَكَانَ شَابًّا حسنا دينا محببا إِلَى النَّاس سمع من ابْن عبد الدَّائِم فَمن بعده توفى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة 149 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الولى بن جبارَة المقرىء الأصولى الْفَقِيه النحوى شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس سمع من خطيب مردا حضورا وَمن ابْن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة ثمَّ ارتحل إِلَى مصر بعد الثَّمَانِينَ فَقَرَأَ بهَا الْقرَان على الشَّيْخ حسن الراشدى وَصَحبه إِلَى أَن مَاتَ وَالْأُصُول على القرافى والعربية على بهاء الدّين بن النّحاس الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 وتفقه على ابْن حمدَان ثمَّ استوطن بَيت الْمُقَدّس وَشرح الشاطبية والرائية وصنف تَفْسِيرا قَالَ الذهبى هُوَ صَالح متعفف خشن الْعَيْش جم الْفَضَائِل ماهر بالفن قل من رَأَيْت مثله توفى يَوْم الْأَحَد سحرًا رَابِع رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة 150 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْغنى العلانى الحرانى الْفَقِيه شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس سمع من ابْن الموازينى والقاضى تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَجَمَاعَة وَكتب الْأَجْزَاء وَسمع الْكثير وتفقه فى الْمَذْهَب وَقَرَأَ أصُول الْفِقْه وَهُوَ الذى بيض مسودة الْأُصُول لبنى تَيْمِية ورتبها وَذكره الذهبى فى المعجم الْمُخْتَص الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 توفى فى جُمَادَى الاخرة سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير 151 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن أَبى عمر المقدسى الصالحى الْخَطِيب البليغ نجم الدّين ابْن قاضى الْقُضَاة عز الدّين بن قاضى الْقُضَاة تقى الدّين خطيب الْجَامِع المظفرى سمع من جده التقى سُلَيْمَان وَغَيره وَقَالَ الحسينى كَانَ من فرسَان المنابر وَقَالَ من رَأينَا مثله فى سمته توفى فى رَجَب سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة عَن بضع وَأَرْبَعين سنة 152 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَبى الزهر بن عَطِيَّة الهكارى الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس سمع من الْفَخر بن البخارى مشيخته وَغَيرهَا سمع مِنْهُ الذهبى والمقرىء ابْن رَجَب وَأَبُو الْفضل بن العراقى قَالَ ابْن رَجَب كَانَ شَيخا صَالحا حسنا من أَوْلَاد الْمَشَايِخ توفى لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون 153 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن السراج الشَّيْخ الصَّالح أَبُو الْعَبَّاس شهَاب الدّين حضر فى الثَّانِيَة على ابْن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَسمع الغسولى وَغَيره وَحدث سمع من الذهلى والحسينى وَابْن أيدغدى وَجَمَاعَة قَالَ ابْن رَافع كَانَ الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 رجلا جيدا توفى فى سَابِع ذى الْحجَّة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بالصالحية وَدفن بقاسيون 154 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سلمَان الشيرجى الشَّيْخ الصَّالح الْعَالم أَبُو عبد الله البغدادى سمع من الشَّيْخ عفيف الدّين الدواليبى مُسْند الإِمَام أَحْمد وَمن على بن حُصَيْن وَقَرَأَ بالروايات واشتغل فى الْفِقْه وَأعَاد بالمستنصرية ذكره شهَاب الدّين ابْن رَجَب وَقَالَ فِيهِ ديانَة وزهد وَخير وَله شعر مدح بِهِ النبى وَقَرَأَ على الشَّيْخ زين الدّين الامدى كِتَابه الْمُسَمّى ب جَوَاهِر التبصير فى علم التَّعْبِير توفى سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 155 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن حُسَيْن الشَّيْخ الصَّالح الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 الْمسند الابلى الشيرازى الأَصْل ثمَّ الدمشقى الْمَعْرُوف ب زغنش قيم الضيائية سمع من ابْن البخارى وَحدث سمع مِنْهُ الحسينى وشهاب الدّين بن رَجَب وَغَيرهمَا قَالَ ابْن رَافع كَانَ رجلا جيدا كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى وَهُوَ من الأخيار الصَّالِحين وَكَانَ بَيته فِي الضيائية مَوضِع الْبَاب الذى فَتحه قاضى الْقُضَاة شرف الدّين بن قاضى الْجَبَل وانتقل مِنْهُ وَترك الْوَظِيفَة وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى رأى من أَوْلَاده وَأَوْلَاد أَوْلَاده مائَة وَهُوَ جد صاحبنا الْمُحدث شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد المهندس توفى يَوْم الْأَحَد ثامن الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربة الْمُوفق بالروضة عَن نَيف وَتِسْعين سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 156 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجى بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن مُحَمَّد بن المنجى الشَّيْخ الإِمَام قاضى الْقُضَاة تقى الدّين بن القاضى صَلَاح الدّين حصل ودأب وَكَانَ لَهُ شهامة وَمَعْرِفَة وذهن مُسْتَقِيم وناب فى الحكم لِأَخِيهِ قاضى الْقُضَاة عَلَاء الدّين ثمَّ اسْتَقل بالوظيفة بعد الْفِتْنَة مُدَّة أشهر وَذكر لى جدى الشَّيْخ شرف الدّين أَنه ابْتَدَأَ عَلَيْهِ قِرَاءَة الْفُرُوع لوالده فَلَمَّا انْتهى فى الْقِرَاءَة إِلَى الْجَنَائِز حَضَره أَجله وَمَات معزولا فى ذى الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة 157 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الدمشقى الشَّيْخ الإِمَام بهاء الدّين أَخُو الشهَاب والناصح الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 سمع من أَبى الْفضل السهروردى وَأَجَازَ للمنذرى توفى فى ذى الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بِالْجَبَلِ 158 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الشَّيْخ الصَّالح المتعبد الْفَقِيه اشْتغل على أَخِيه الشَّيْخ برهَان الدّين وَغَيره وَحصل ودأب وَأَجَازَ لَهُ جده قاضى الْقُضَاة جمال الدّين المرداوى وقاضى الْقُضَاة شرف الدّين بن قاضى الْجَبَل وناب فى الحكم مُدَّة ثمَّ ترك ذَلِك وَأَقْبل على الله تَعَالَى الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 توفى بالصالحية فى شهور سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفرى وَدفن بالروضة عِنْد رجل والدته 159 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُحدث أقضى الْقُضَاة شهَاب الدّين بن أقضى الْقُضَاة نَاصِر الدّين الشهير ب ابْن زُرَيْق قَرَأَ الْقرَان واشتغل فَقَرَأَ الخرقى وَأخذ الْفِقْه عَن جمَاعَة مِنْهُم جدى الشَّيْخ شرف الدّين قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة كَبِيرَة من فروع وَالِده وَيُقَال إِنَّه كَانَ يحفظ ثلث الْفُرُوع وَالشَّيْخ شمس الدّين بن القباقى وَأذن لَهُ فى الْإِفْتَاء وَكَانَ لَهُ ذهن جَيِّدَة ومحاضرة حَسَنَة نَاب فى الحكم عَن شَيخنَا قاضى الْقُضَاة شهَاب الدّين ابْن الحبال ثمَّ قاضى الْقُضَاة نظام الدّين ثمَّ قاضى الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 الْقُضَاة عز الدّين البغدادى وَترك عِنْد موت والدته نِيَابَة الحكم وَأَقْبل على عمل الميعاد بالجامع المظفرى وَقِرَاءَة صَحِيح البخارى فِيهِ مَعَ تقشف وديانة إِلَى أَن لحق بِأَبِيهِ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالروضة قَرِيبا من الشَّيْخ موفق الدّين وتأسف النَّاس على فَقده 160 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن أَبى بكر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأنصارى الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين بن الحنبلى تفقه وَسمع الحَدِيث على الْعِزّ بن إِبْرَاهِيم بن صَالح والبدر ابْن جمَاعَة وَغَيرهمَا وَطلب الحَدِيث فبرع واشتهر مَعَ الدّين والورع وَولى خطابه القلعة عشْرين سنة وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق مستحضرا للْعلم مَاتَ فى ذى الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 161 - أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن نَاصِر أَبُو الْعَبَّاس بن أَبى البركات سمع بإفادة والدته من أَبى الْفَتْح ابْن البطى وَيحيى بن ثَابت وَغَيرهمَا وتفقه على وَالِده وَأَجَازَ للمنذرى توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء حادى عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 162 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الساوى ذكره الْخلال من الحديث: 161 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 جملَة الْأَصْحَاب نقل عَن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل أَنه جَاءَ يعزى أَبَا طَالب فَوقف بِبَاب الْمَسْجِد فَقَالَ عظم الله أجركُم وَأحسن عزاءكم وَلم يقْصد أحدا مِنْهُم 163 - أَحْمد بن المكين الأنطاكى قَالَ الْخلال عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل سَمعتهَا مِنْهُ فى قدمتى الثَّانِيَة إِلَى الثغور وَكَانَ رجلا كَمَا يجب إِن شَاءَ الله قَالَ أَحْمد بن المكين أَن رجلا سَأَلَ أَحْمد قَالَ أوصنى فَقَالَ أَحْمد انْظُر إِلَى أحب مَا تُرِيدُ أَن تخَاف رَبك فى قبرك فاعمل بِهِ وَأعلم أَن الله يبْعَث الْعباد يَوْم الْقِيَامَة على ثَلَاث خِصَال محسن مَا عَلَيْهِ من سَبِيل لقَوْله تَعَالَى (مَا على الْمُحْسِنِينَ من سَبِيل) الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 وَكَافِر فى النَّار لقَوْله تَعَالَى (وَالَّذين كفرُوا لَهُم نَار جَهَنَّم) الاية وَأَصْحَاب الذُّنُوب والخطايا فَأَمرهمْ إِلَى الله إِن شَاءَ عذب وَإِن شَاءَ غفر لقَوْله تَعَالَى (إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء) 164 - أَحْمد بن المستنير حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل لَو أَن رجلا كتب كتب وَكِيع كَانَ يتفقه بهَا قَالَ لَا قَالَ فَلَو كتب كتب ابْن الْمُبَارك كَانَ يتفقه بهَا قَالَ نعم 165 - أَحْمد بن أَبى المكارم بن شكر بن نعْمَة بن رَافع الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 أَبُو الْعَبَّاس خطيب مردا رَحل إِلَى بَغْدَاد فى طلب الْعلم واشتغل وَحصل فى مُدَّة يسيرَة مَا يعجز عَنهُ فى مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ الشَّيْخ الْعِمَاد يغبطه بِمَا هُوَ عَلَيْهِ من كَثْرَة الْخَيْر فَإِنَّهُ يقوم بمصالح عديدة مِنْهَا إقراء الْقرَان وَالْقِيَام بالخطابة والإمامة وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْمَسْجِد وافتقاد الغرباء مَاتَ سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة بمردا 166 - أَحْمد بن منيع بن عبد الرَّحْمَن البغوى حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول من قَالَ الْقرَان مَخْلُوق فقد كفر وَفتح الْكَاف وَقَالَ أَحْمد بن منيع مر أَحْمد بن حَنْبَل وَأَنا قَاعد على الْبَاب فَقلت من أَيْن يَا أَبَا عبد الله قَالَ من الْكُوفَة قلت لَهُ كم دخلت الْكُوفَة قَالَ لى بضع عشرَة دخلة الحديث: 166 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 قلت يجزىء الرجل إِذا أَرَادَ أَن يتفقه بِالْحَدِيثِ مائَة ألف حَدِيث قَالَ لَا قلت فمائتا ألف قَالَ لَا قلت فثلاثمائة ألف قَالَ لَا قلت فأربعمائة ألف قَالَ لَا فَقلت فخمسمائة ألف فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا كَأَنَّهُ قبلهَا قلت وَصفه الذهبى بِالْحَافِظِ وَأَنه صَاحب الْمسند روى عَن هشيم وَعباد بن عباد وروى البخارى عَنهُ بِوَاسِطَة وَابْن خُزَيْمَة والبغوى سبطه مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 167 - أَحْمد بن مَنْصُور بن سيار الرمادى أَبُو بكر الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 سمع من عبد الرازق بن همام وَيزِيد بن هَارُون وإمامنا وَكَانَ حَافِظًا ثبتا روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا أَنه قَالَ يُؤدى الْخراج وَالزَّكَاة جَمِيعًا فى أَرض الْخراج مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 168 - أَحْمد بن الْمِقْدَام بن بدر بن النَّضر المغازلى أَبُو بكر الشَّيْخ الصَّالح كَانَ ثِقَة يعد من الْأَوْلِيَاء قَالَ الْخلال كَانَ أَبُو عبد الله يُكرمهُ ويقدمه وَعِنْده عَن أَبى عبد الله جزءان وَكنت إِذا رَأَيْت منزله وَرَأَيْت قعوده شهِدت لَهُ بالصلاح وَالصَّبْر على الْفقر وَكَانَ الإِمَام أَحْمد يخرج الشىء فَيَقُول أَيْن بدر وَكَانَ يتعجب مِنْهُ الحديث: 168 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 وَيَقُول من مثل بدر قد ملك لِسَانه وَقد باعت زَوجته دَارا لَهَا بِثَلَاثِينَ دِينَارا فَقَالَ نفرق هَذِه الدَّنَانِير فى إِخْوَاننَا وَنَأْكُل رزق يَوْم بِيَوْم فأجابته إِلَى ذَلِك مَاتَ سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 169 - أَحْمد بن ملاعب بن حبَان أَبُو الْفضل الْحَافِظ المخرمى سمع عُثْمَان بن مُسلم وَالْفضل بن دُكَيْن وَحدث عَن إمامنا وَقَالَ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد كَانَ ثِقَة وَذكره أَبُو بكر النجاد وَأَبُو الْحُسَيْن بن المنادى أَنه من جملَة من روى عَن أَحْمد مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 170 - أَحْمد بن الْمُصَفّى الحمصى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ رَحل أَحْمد بن حَنْبَل إِلَى الشَّام لزيارة مُحَمَّد بن يُوسُف الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 الفريابى فَنزل عندنَا بحمص فَأَقَامَ أَيَّامًا نَقْرَأ عَلَيْهِ ثمَّ ورد الْخَبَر بِمَوْت الفريابى فَضَاقَ صَدره وحزن لذَلِك فَقلت يَا أَبَا عبد الله قد كتبت عَن الْأَئِمَّة الْكِبَار عَن سُفْيَان فَمَا هَذَا الْحزن فَقَالَ الحَدِيث كثير إِلَّا إنى أردْت استخبره عَن أَخْلَاق الرجل يعْنى الثورى فَإِنَّهُ كَانَ أنيسا بِهِ 171 - أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن إِسْحَاق أَبُو بكر الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 الزَّاهِد الْمَعْرُوف بالروشنائى من أهل مصراثا وهى قَرْيَة تَحت كلوذان سمع أَبَا بكر القطيعى وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْمُفِيد قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ فى قريته وَنعم العَبْد كَانَ فَاضلا ذَا دين وَصَلَاح وَكَانَ لَهُ بَيت إِلَى جَانب مَسْجده يدْخلهُ ويغلقه على نَفسه ويشتغل فِيهِ بِالْعبَادَة وَلَا يخرج إِلَّا لصَلَاة الْجَمَاعَة قَالَ وَكَانَ شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان يزوره فى الأحيان وَيُقِيم عِنْده الْعدَد من الْأَيَّام متبركا بِرُؤْيَتِهِ ومستروحا إِلَى مشاهدته توفى بمصراثا فى لَيْلَة السبت تَاسِع عشرى رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَخرج النَّاس من بَغْدَاد حَتَّى حَضَرُوا الصَّلَاة عَلَيْهِ 172 - أَحْمد بن مَرْزُوق بن عبد الرَّزَّاق الزعفرانى الْمُحدث أَبُو المعالى سمع الْكثير وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ قَالَ أَبُو على الحديث: 172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 البردانى كَانَت همته جمع الحَدِيث وَطَلَبه حدث باليسير عَن أَحْمد بن مُحَمَّد العكبرى وَهبة الله بن مُحَمَّد الأزدى روى عَنهُ البردانى مَاتَ شَابًّا لَيْلَة الثُّلَاثَاء مستهل الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 173 - أَحْمد بن معالى وَيُسمى عبد الله بن بركَة الحربى تفقه على أَبى الْخطاب وبرع فى النّظر قَالَ ابْن الجوزى كَانَ لَهُ فهم حسن وفطنة فى المناظرة وَسمعت درسه مُدَّة وَقَالَ صَدَقَة بن الْحُسَيْن كَانَ شَيخا كَبِيرا فَقِيها مناظرا عَارِفًا لَهُ مُخَالطَة مَعَ الْفُقَهَاء ومعاشرة مَعَ الصوفيه وَكَانَ يتَكَلَّم بِكَلَام حسن إِلَّا إِنَّه كَانَ متلونا فى الْمَذْهَب توفى يَوْم الْأَحَد ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَدفن بِبَاب حَرْب الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 174 - أَحْمد بن مهلهل بن عبيد الله بن أَحْمد البردانى بِسُكُون الرَّاء المقرىء الزَّاهِد الضَّرِير أَبُو الْعَبَّاس وَيعرف بالأزجى روى عَن أَبى طَالب اليوسفى وَغَيره وَحدث ذكره ابْن القطيعى وَقَالَ ابْن النجار كَانَ مُنْقَطِعًا فى مَسْجِد لَا يخالط أحد مشتغلا بِاللَّه تَعَالَى وَكَانَ الإِمَام المقتفى يزوره وَكَذَلِكَ وزيره ابْن هُبَيْرَة وَالنَّاس كَافَّة يتبركون بِهِ وتفقه على أَبى الْخطاب ثمَّ على الحديث: 174 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 الدينورى وَسمع الحَدِيث من أَبى غَالب الباقلانى وأبى الغنايم الزينى وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو الْفضل ابْن شَافِع وَغَيره وَقَالَ بَعضهم كَانَ هَذَا الشَّيْخ يصلى فى كل يَوْم أَرْبَعمِائَة رَكْعَة توفى يَوْم الْخَمِيس غرَّة جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 175 - أَحْمد بن مبارك أَبُو عَمْرو المستملى الزَّاهِد النيسابورى كَانَ يَصُوم النَّهَار وَيقوم اللَّيْل واستملى على الْمَشَايِخ سِتا وَخمسين سنة وَحدث وَسمع الحَدِيث وَسمع من الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره من الْأَئِمَّة توفى من جُمَادَى الاخرة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ بنيسابور 176 - أَحْمد بن مُوسَى الزرعى الشَّيْخ الصالحى المعمر أَبُو الْعَبَّاس أحد الامرين بِالْمَعْرُوفِ والناهين عَن الْمُنكر وَكَانَ فِيهِ إقداما الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 على الْمُلُوك وأبطل مظالم كَثِيرَة وَصَحب الشَّيْخ تقى الدّين دهرا وانتفع بِهِ وَكَانَ لَهُ وجاهة عِنْد الْعَام وَالْخَاص ولديه تقشف وزهد توفى فى الْمحرم سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَدِينَة حبراص 177 - أَحْمد بن نَاصِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الإسكاف الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس سمع الحَدِيث من أَبى الْفَتْح ابْن البطى وَيحيى بن ثَابت بن بنْدَار وَغَيرهمَا وتفقه على وَالِده وَقد كتب عَنهُ ابْن النجار وَقَالَ كَانَ شَيخا حسنا متيقظا فهما توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء حادى عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 178 - أَحْمد بن نصر بن مَالك الخزاعى أَبُو عبد الله الحديث: 177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 روى أَبُو حَفْص العكبرى بِسَنَدِهِ إِلَيْهِ قَالَ رَأَيْت النَّبِي فى الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله بِمن نقتدى فى عصرنا قَالَ عَلَيْك بِأَحْمَد بن حَنْبَل وَقَالَ أَحْمد بن نصر رَأَيْت مصابا قد وَقع فَقَرَأت فى أُذُنه فكلمتنى الجنية من جَوْفه فَقَالَت يَا عبد الله دعنى اخنقه فَإِنَّهُ يَقُول الْقرَان مَخْلُوق وَذكره يحيى بن معِين وترحم عَلَيْهِ وَقَالَ قد ختم لَهُ بِالشَّهَادَةِ قَتله الواثق بِيَدِهِ بالصمصامة لامتناعه من القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَحمل رَأسه إِلَى بَغْدَاد فنصبه بالجانب الشرقى أَيَّامًا ثمَّ فى الْجَانِب الغربى أَيَّامًا قَالَ جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّائِغ سَمِعت بأذنى رَأسه حِين ضربت عُنُقه يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله وَنقل المروذى عَن الإِمَام أَحْمد أَنه قَالَ جاد بِنَفسِهِ وَسمع إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن خلف من رَأسه يقْرَأ لَيْلًا (الم أَحسب النَّاس أَن يتْركُوا) الْآيَات فاقشعر جلدى لما سمعته ثمَّ قَالَ رَأَيْته فى الْمَنَام وَعَلِيهِ لِبَاس السندس والاستبرق وعَلى رَأسه تَاج فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لى وأدخلنى الْجنَّة قتل شَهِيدا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 179 - أَحْمد بن نصر الْخفاف أَبُو حَامِد ذكره الحديث: 179 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 الْخلال وَقَالَ كَانَ عِنْده جُزْء فِيهِ مسَائِل حسان مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن رجل أشهد على ألف دِرْهَم وَكَانَ الْحَاكِم لَا يحكم إِلَّا فى مائَة أَو مِائَتَيْنِ يشْهد لَهُ قَالَ لَا إِلَّا مَا أشهدت عَلَيْهِ وَمِنْهَا أَنه سُئِلَ عَن الْقَاذِف إِذا كذب نَفسه يَقُول إنى كنت قذفت فلَانا وفلانة وكذبت يحد وَتقبل شَهَادَته 180 - أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم الشَّيْخ الإِمَام الأوحد قاضى الْقُضَاة أَبُو الْعَبَّاس تقى الدّين بن قاضى الْقُضَاة نَاصِر الدّين الكنانى العسقلانى قاضى الْحَنَابِلَة بالديار المصرية اسْتَقر فِيهَا بعد موت أَخِيه قاضى الْقُضَاة برهَان الدّين تفقه على وَالِده وعَلى الشَّيْخ مجد الدّين سَالم وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشَّيْخ برهَان الدّين الواحدى وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَابْن الفصيح وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة المراغى وَغَيره وَلم يحدث وَكَانَ حسن الذَّات جميل الصِّفَات كثير الْحيَاء وَقَالَ شَيخنَا الْحَافِظ بن حجر وَكَانَ حسن السِّيرَة توفى الحديث: 180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 يَوْم الِاثْنَيْنِ حادى عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَدفن بتربة جده القاضى موفق الدّين قَرِيبا من قبَّة النَّصْر 181 - أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْمَذْهَب ومفتى الديار المصرية قاضى الْقُضَاة محب الدّين البغدادى الأَصْل ثمَّ المصرى مولده رَابِع عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة سمع بِبَغْدَاد من وَالِده الشَّيْخ نصر الله وَمن نجم الدّين أَبى بكر بن قَاسم وَنور الدّين على بن أَحْمد المقرىء وعنى بِالْحَدِيثِ ثمَّ قدم الْقَاهِرَة مَعَ وَالِده وَأخذ عَن مشايخها مِنْهُم الشَّيْخ الحديث: 181 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 سراج الدّين البلقينى وزين الدّين العراقى وَابْن الملقن وَأخذ عَن الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَسمع بحلب من الشهَاب ابْن المرحل وَولى تدريس الظَّاهِرِيَّة البرقوقية فدرس بهَا وبغيرها وناضر وَأفْتى وانتفع بِهِ النَّاس وَكَانَ متضلعا بالعلوم الشَّرْعِيَّة من تَفْسِير وَحَدِيث وَفقه وَكَانَ لَهُ يَد طولى فى الْأُصُول وَهُوَ من أجل مَشَايِخنَا وانتهت إِلَيْهِ مشيخة الْحَنَابِلَة بعد موت مستخلفه قاضى الْقُضَاة عَلَاء الدّين ابْن المغلى وَله عمل كثير فى شرح مُسلم وَله حواشى على الْمُحَرر حَسَنَة وعَلى الْفُرُوع وَكِتَابَة على الْفَتَاوَى نِهَايَة وَأثْنى عَلَيْهِ أهل عصره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 مِنْهُم شَيخنَا قاضى الْقُضَاة شهَاب الدّين الأموى اسْتَقل بوظيفة الْقَضَاء فى صفر سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ عزل مِنْهَا ثمَّ أُعِيد فى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ قَالَ شَيخنَا قاضى الْقُضَاة تقى الدّين ابْن قاضى شُهْبَة اجْتمعت بِهِ وَهُوَ أهل أَن يتَكَلَّم مَعَه وَكَانَ شكلا حسنا وَكَانَ لَا ينظر بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ توفى فى خَامِس عشر جُمَادَى الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر 182 - أَحْمد بن هَاشم بن الحكم بن مَرْوَان الأنطاكى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ شيخ جليل متيقظ رفيع الْقدر سمعنَا مِنْهُ حَدثنَا كثيرا وَنقل عَن أَحْمد مسَائِل حسانا مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَنا أسمع تشهد على الشَّهَادَة وَلم تنظر فى الْكتاب قَالَ إِن كَانَ حفظهَا وَإِلَّا فَلَيْسَ بشىء 183 - أَحْمد بن هَاشم نقل عَن إمامنا أَنه قَالَ سَأَلته عَن رجل أصَاب ثَوْبه بَوْل فنسى فصلى فِيهِ فَقَالَ يُعِيد الصَّلَاة من الحديث: 182 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 قَلِيل الْبَوْل وكثيرة قَالَ ابْن عَبَّاس يَقُول فى الدَّم إِذا فحش ثمَّ قَالَ إِن قوما يساوون بَين الْبَوْل وَالدَّم فتعجب من قَوْلهم 184 - أَحْمد بن أَبى الْوَفَاء عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الصَّائِغ البغدادى الْفَقِيه الإِمَام أَبُو الْفَتْح نزيل حران لَازم أَبَا الْخطاب الكلوذانى وخدمه وتفقه عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره وَكَانَ الْمُفْتى والمدرس بحران وَحدث بهَا وبحلب سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ الْعِمَاد والبهاء عبد الرَّحْمَن المقدسيان مَاتَ بحران سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة 185 - أَحْمد بن يحيى الحلوانى أَبُو جَعْفَر ذكره الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب روى عَن الإِمَام أَحْمد فَقَالَ لَهُ رجل يُصِيب ثوبى الْبَوْل فَأخذ الرجل فَجمع بعض ثِيَابه وَقَالَ أصبب عَلَيْهِ المَاء مرَّتَيْنِ ففركه بأصابعه مرَّتَيْنِ مجزئة فَقَالَ لَا سبع مرار لمَكَان مَا روى فى الْكَلْب مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 186 - أَحْمد بن يحيى بن يزِيد الْمَعْرُوف بثعلب أَبُو الْعَبَّاس الحديث: 184 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 النحوى الشيبانى إِمَام الْكُوفِيّين فى النَّحْو واللغة قَالَ ثَعْلَب أحب أَن أرى أَحْمد بن حَنْبَل فصرت إِلَيْهِ فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ قَالَ فيمَ تنظر قلت فى النَّحْو والعربية فأنشدنى أَبُو عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 (إِذا مَا خلوت الدَّهْر يَوْمًا فَلَا تقل ... خلوت وَلَكِن قل على رَقِيب) (وَلَا تحسبن الله يغْفل سَاعَة ... وَلَا أَن مَا يخفى عَلَيْهِ يغيب) (لهونا عَن الْأَعْمَال حَتَّى تَتَابَعَت ... ذنُوب على اثارهن ذنُوب) (فياليت أَن الله يغْفر مَا مضى ... وَيَأْذَن فى توباتنا فنتوب) اخْتَار أَن الْمِسْكِين أَشد حَاجَة من الْفَقِير وَوَافَقَهُ الْفراء ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ رِوَايَة عَن أَحْمد لقَوْله تَعَالَى (أَو مِسْكينا ذَا مَتْرَبَة) وَهُوَ الْمَطْرُوح على التُّرَاب لشدَّة حَاجته وَأجِيب بِأَنَّهُ يجوز التَّعْبِير عَن الْفَقِير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 بالمسكين مُطلقًا وَأَن هَذَا النَّعْت لَا يسْتَحقّهُ بِإِطْلَاق اسْم المسكنة قَالَ ثَعْلَب مَاتَ مَعْرُوف الكرخى سنة مِائَتَيْنِ وفيهَا ولدت وَمَات ثَعْلَب فى جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 187 - أَحْمد بن يحيى بن حَيَّان الرقى أحد من روى عَن إمامنا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَنا حَاضر مَا معنى وضع الْيَمين على الشمَال فى الصَّلَاة فَقَالَ ذل بَين يدى عز قَالَ أَبُو الْحسن البصرى لم يَصح عندى من الْعلم أحسن من هَذَا 188 - أَحْمد بن يحيى بن قَائِد الأوانى ولاه القاضى الحديث: 187 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 أَبُو صَالح الجيلى قَضَاء جيل وَله نظم حدث بِبَعْضِه توفى فى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 189 - أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن بدر الجزرى ثمَّ الصالحى المقرىء الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس شهَاب الدّين قَرَأَ الْقرَان بالروايات على الشَّيْخ جمال الدّين البدوى سمع من جمَاعَة من أَصْحَاب الحديث: 189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 طبرزد وَلزِمَ الْمجد التونسى مُدَّة وَأخذ عَنهُ علم الْقرَاءَات وَمهر فِيهَا ثمَّ أقبل على الْفِقْه ولازم القاضى ابْن مُسلم مُدَّة وانتفع بِهِ وأقرأ الْقرَاءَات وَكَانَ من خِيَار النَّاس وَحدث توفى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة 190 - أَحْمد بن يزِيد الْوراق قَالَ الْخلال حَدثنَا أَحْمد ابْن يزِيد الْوراق قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يسْأَل عَن الْهَمْز فى الْقرَان فَقَالَ يعجبنى الْقِرَاءَة السهلة 191 - أَحْمد بن يُونُس بن حسن بن يُوسُف أَبُو الْعَبَّاس المقدسى هَاجر بأولاده وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فى الْأَمَانَة وَالْخَيْر والمروءة وَالدّين وَالْعقل وَالصَّلَاح وَكَانَ مِمَّن تولى عمَارَة الْجَامِع المظفرى فَأحْسن فِيهَا وحمدت ولَايَته وَلم يقم غَيره مقَامه ذكر ذَلِك الضياء توفى يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشرى ذى الْحجَّة سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة من اسْمه إِبْرَاهِيم 192 - إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مهْرَان الحديث: 190 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 النيسابورى أَبُو إِسْحَاق الثقفى سمع يحيى بن يحيى التميمى وَيزِيد بن صَالح الْفراء وإمامنا وَغَيرهم روى عَنهُ يحيى بن مُحَمَّد بن صاعد وَمُحَمّد بن مخلد وَأَبُو الْحُسَيْن بن المنادى وَجَمَاعَة وَكَانَ نزل بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ إمامنا يحضرهُ وَيفْطر عِنْده وينبسط فِي منزله وَقد وَثَّقَهُ الداقطنى توفى فى صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 193 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن بشر بن عبد الله الحديث: 193 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 ابْن وشيم أَبُو إِسْحَاق الحربى سمع أَبَا نعيم الْفضل بن دُكَيْن وَعَفَّان ابْن مُسلم وإمامنا فى أثرين وَكَانَ إِمَامًا فى الْعلم رَأْسا فى الزّهْد عَارِفًا بالفقه بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ حَافِظًا للْحَدِيث صنف كتبا مِنْهَا غَرِيب الحَدِيث وَدَلَائِل النُّبُوَّة وَسُجُود الْقرَان وَغير ذَلِك قَالَ إِبْرَاهِيم رَأَيْت رجالات الدُّنْيَا فَلم أر مثل ثَلَاثَة رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل تعجز النِّسَاء أَن يلدن مثله وَرَأَيْت بشر الحافى من قرنه إِلَى عقبه مَمْلُوء عقلا وَرَأَيْت أَبَا عبيد كَأَنَّهُ جبل نفخ فِيهِ علم وَقَالَ إِبْرَاهِيم مَا شَكَوْت إِلَى أحد حمى قطّ وَكَانَ بى شَقِيقَة خمْسا وَأَرْبَعين سنة مَا أخْبرت بهَا أحدا قطّ ولى عشرُون سنة أبْصر بفرد عين وعشت من عمرى ثَلَاثِينَ سنة بِرَغِيفَيْنِ تأتى بهما أمى أَو أختى فاكل وَإِلَّا بقيت إِلَى اللَّيْلَة الثَّانِيَة وَقَامَت نفقتى فى شهر رَمَضَان كُله بدرهم وَأَرْبَعَة دوانيق وَنصف قَالَ مُحَمَّد بن خلف كَانَ لإِبْرَاهِيم الحربى ابْن وَكَانَ لَهُ إِحْدَى عشرَة سنة قد حفظ الْقُرْآن ولقنه من الْفِقْه شَيْئا كثيرا قَالَ فَمَاتَ فَجئْت أعزيه قَالَ فَقَالَ لى كنت اشْتهى موت ابنى هَذَا قَالَ قلت يَا أَبَا إِسْحَاق أَنْت عَالم الدُّنْيَا تَقول مثل ذَلِك قَالَ نعم رَأَيْت فى النّوم كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَكَأن صبيانا بِأَيْدِيهِم قلال فِيهَا مَاء يستقبلون النَّاس فيسقونهم وَكَانَ يَوْم حَار شَدِيد حره فَقلت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 لأَحَدهم اسقنى من هَذَا المَاء قَالَ فَنظر إِلَى وَقَالَ لست أَبى فَقلت فإيش أَنْتُم فَقَالَ نَحن الصّبيان الَّذين متْنا فى دَار الدُّنْيَا وخلفنا أباءنا فنستقبلهم فنسقيهم المَاء قَالَ فَلهَذَا تمنيت مَوته وَنقل عَن إمامنا مسَائِل كَثِيرَة مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد عَن الرجل يخْتم الْقرَان فى شهر رَمَضَان فى الصَّلَاة أيدعو قَائِما فى الصَّلَاة أم يرْكَع وَيسلم وَيَدْعُو بعد السَّلَام فَقَالَ لَا بل يَدْعُو فى الصَّلَاة وَهُوَ قَائِم بعد الختمة قيل لَهُ فيدعو فى الصَّلَاة بِغَيْر مَا فى الْقرَان قَالَ نعم وَسُئِلَ إِبْرَاهِيم الحربى كَيفَ سَمِعت أَحْمد يَقُول فى الْقِرَاءَة خلف الإِمَام قَالَ يقْرَأ فِيمَا خَافت وينصت فِيمَا جهر قلت لإِبْرَاهِيم فأيش ترى أَنْت قَالَ أَنا ذَاك علمنى وَعنهُ أخذت وَذَهَبت إِلَيْهِ وَأَنا غُلَام وكل شىء يلقيه إِلَيْنَا أَخَذته عَنهُ وَتمسك بِهِ قلبى فَأَنا عَلَيْهِ وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى كل شىء أَقُول لكم هَذَا قَول أَصْحَاب الحَدِيث فَهُوَ قَول أَحْمد بن حَنْبَل مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لتسْع بَقينَ من ذى الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ القاضى يُوسُف بن يَعْقُوب فى شَارِع بَاب الأنبار وَكَانَ الْجمع كثيرا عقيب مطر ووحل وَدفن فى بَيته رَحمَه الله تَعَالَى 194 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الشيرجى المتخصص بِصُحْبَة أَبى بكر المروذى وَله تصانيف عدَّة سمع من الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 عَبَّاس الدورى وعَلى بن دَاوُد القنطرى وَغَيرهمَا حدث عَنهُ الدارقطنى توفى سنة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 195 - إِبْرَاهِيم بن أبان الموصلى روى عَن إمامنا مسَائِل مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله وَجَاء رجل فَقَالَ إنى سَمِعت أَبَا ثَوْر يَقُول إِن الله خلق ادم على صُورَة نَفسه فَأَطْرَقَ طَويلا ثمَّ ضرب بِيَدِهِ على وَجهه ثمَّ قَالَ هَذَا كَلَام سوء كَلَام جهم هَذَا جهمى لَا تقربوه 196 - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم أقضى الْقُضَاة برهَان الدّين بن الشَّيْخ الْعِمَاد عماد الدّين النَّقِيب تفقه على جمَاعَة مِنْهُم الْجد رَحمَه الله وَكَانَ يستحضر فقها جيدا الحديث: 195 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 وأتقن الْفَرَائِض وناب عَن قاضى الْقُضَاة شمس الدّين النابلسى وباشر مُبَاشرَة حَسَنَة وبلغنى أَن لَهُ تعليقة على الْمقنع وَلم أطلع عَلَيْهَا مَاتَ فى خَامِس رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَدفن بالروضة وَقد ناهز السِّتين 197 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هِلَال الزرعى ثمَّ الدمشقى الْفَقِيه الأصولى المناظر الفرضى سمع بِدِمَشْق من عمر بن القواس وأبى الْفضل بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وتفقه وَأفْتى ودرس وناظر وَكَانَ بارعا فى الْأُصُول وَالْفُرُوع والفرائض والحساب وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فى جودة الْخط وَصِحَّة الذِّهْن وَكَانَ قاضى الْقُضَاة أَبُو الْحسن السبكى يُسَمِّيه فَقِيه الشَّام تخرج بِهِ جمَاعَة أَظن مِنْهُم الْجد صَاحب الْفُرُوع توفى وَقت صَلَاة الْجُمُعَة سادس عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير 198 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 الشَّيْخ الإِمَام عماد الدّين بن القاضى نجم الدّين المقدسى ثمَّ الصالحى الماسح وَكَانَ عدلا خيرا خَبِيرا بقسمة الأراضى أَقَامَهُ الْقُضَاة لذَلِك سمع من وَالِده والحافظ الضياء وَحضر على ابْن الزبيدى بعض البخارى وَأَجَازَ لَهُ عمر بن كرم وَغَيره توفى فى الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 199 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عمر بن حمدَان بن شاقلاء كَانَ جليل الْمِقْدَار كثير الرِّوَايَة حسن الْكَلَام فى الْأُصُول وَالْفُرُوع سمع من أَبى بكر الشافعى وأبى بكر أَحْمد بن ادم الْوراق ودعلج وَابْن الصَّواف وَغَيرهم وَكَانَ عبدا صَالحا وَصَحب المروذى قَالَ غسلت مَيتا فَمضى الذى يصب على فى حَاجَة فَفتح عَيْنَيْهِ وَقبض على زندى وَقَالَ يَا مُحَمَّد أحسن الاستعداد لهَذَا المصرع ثمَّ عَاد إِلَى حَاله وَسُئِلَ الشَّيْخ يعْنى أَبَا بكر عَن المصلوب هَل تضغطه الأَرْض فَقَالَ قدرَة الله لَا نتكلم عَلَيْهَا أَرَأَيْت رجلا لَو قطع يَده أَو رجله أَو لِسَانه فى بلد وَمَات فى بلد آخر ينزل الْملكَانِ على الْكل مِنْهُ وَهَذَا فى الْقُدْرَة وَالْيَد فى معنى التبع قَالَ وَسَأَلَ رجل شَيخنَا أَبَا بكر عَن قَول الله تَعَالَى (الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا) الحديث: 199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 وَقَالَ (قل يتوفاكم ملك الْمَوْت) وَقَالَ (توفته رسلنَا) فَقَالَ ملك الْمَوْت يعالجها فَإِذا بلغت مُنْتَهَاهَا قبضهَا الله تَعَالَى فَقيل لَهُ فى ذَلِك الْمُسلم وَالْكَافِر سَوَاء فَقَالَ لما لم يكن بَينهمَا فرق فى ابْتِدَاء الْخلق فى نفخ الرّوح كَذَلِك فى الِانْتِهَاء فى قبضهَا وَكَانَ لأبى إِسْحَاق حلقتان إحدهما بِجَامِع الْمَنْصُور وَالْأُخْرَى بِجَامِع الْقصر مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَكَانَ سنه يَوْم مَاتَ أَرْبعا وَخمسين سنة وغسله أَبُو الْحسن التميمى 200 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن معالى الرقى الْعَالم الْقدْوَة الزَّاهِد قَرَأَ بالروايات الْعشْر بِبَغْدَاد على يُوسُف بن جَامع وَسمع بهَا الحَدِيث من الشَّيْخ عبد الصَّمد قَالَ البرزالى الحديث: 200 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 كَانَ رجلا صَالحا عَالما كثير الْخَيْر قَاصِدا للنفع زاهدا فى الدُّنْيَا صَابِرًا على مر الْعَيْش عَظِيم السّكُون ملازما للخشوع والانقطاع وَكَانَ عَارِفًا بالتفسير والْحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين وَغَيرهَا وَأَعْطَاهُ الله حسن الْعبارَة وَسُرْعَة الْجَواب وَله خطب حَسَنَة وأشعار فى الزّهْد ومواعظ سمع مِنْهُ البزالى والذهبى وَكَانَ يسكن بأَهْله فى أَسْفَل المئذنة الشرقية وَبهَا توفى فى لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ عقيب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع الأموى وَحمل على الْأَعْنَاق وَدفن بمقبرة الشَّيْخ أَبى عمر وتأسف الْمُسلمُونَ عَلَيْهِ 201 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الهادى الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح برهَان الدّين أَخُو الْحَافِظ شمس الدّين وَيعرف بالقاضى حضر على الْحجاز فى الرَّابِعَة سمع من أَحْمد بن على الحريرى وَعَائِشَة بنت الْمُسلم وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ ابْن حجر توفى فى شَوَّال سنة ثَمَانمِائَة 202 - إِبْرَاهِيم بن تووس بن عبد الله الشَّيْخ برهَان الحديث: 201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 وَكَانَ شَيخا صَالحا سمع من البخارى والتاج والقرطبى والرستك ابْن مسلمة ثمَّ سمع بِنَفسِهِ وَحصل أصولا وَكتب عَنهُ ابْن أَبى الْفَتْح وَابْن البرزالى مَاتَ فى ذى الْقعدَة سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 203 - إِبْرَاهِيم بن ثَابت أَبُو إِسْحَاق كَانَ غَايَة فى الْعلم والزهد قَالَ القاضى ابْن أَبى مُوسَى لما مَاتَ إِبْرَاهِيم بن ثَابت كَانَ الزَّمَان شَدِيد الْحر وَكَانَ فى رَمَضَان فَأفْطر ذَلِك الْيَوْم خلق كثير من شدَّة مَا لحقهم من الْجهد والعطش وَعظم الْخلق الَّذين كَانُوا مَعَه توفى سنة تسعين وثلاثمائة 204 - إِبْرَاهِيم بن جَابر الرازى كَانَ مِمَّن جَالس إمامنا وَنقل عَنهُ ذكره ابْن ثَابت فى جَامعه قَالَ كُنَّا نجالس أَبَا عبد الله فَنَذْكُر الحَدِيث ونحفظه ونتقنه فَإِذا أردنَا أَن نَكْتُبهُ قَالَ الْكتاب أحفظ قَالَ فيثب وثبة ويجىء بِالْكتاب الحديث: 203 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 205 - إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قلت لِأَحْمَد الرجل يبلغنى عَنهُ صَلَاح فَأذْهب أصلى خَلفه فَقَالَ لى أَحْمد انْظُر مَا هُوَ أصلح لقلبك فافعله 206 - إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر أَبُو الْقَاسِم يعرف ب ابْن الساجى الْمَخْصُوص بِصُحْبَة أَبى بكر عبد الْعَزِيز سمع إِسْمَاعِيل الصفار وَغَيره روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الأزجى وَأثْنى عَلَيْهِ خيرا وصنف كتاب الْبَيَان على من خَالف الْقرَان وَمَا جَاءَ فِيهِ من صِفَات الرَّحْمَن وَمَا قَامَت عَلَيْهِ أَدِلَّة الْبُرْهَان مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة 207 - إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد الختلى قَالَ أَبُو بكر الْخلال عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل حسان الحديث: 205 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 208 - إِبْرَاهِيم بن الحكم الْقصار نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْإِيمَان مَخْلُوق أم لَا قَالَ أما مَا كَانَ من مسموع فَهُوَ غير مَخْلُوق وَأما مَا كَانَ من عمل الْجَوَارِح فَهُوَ مَخْلُوق 209 - إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن مُصعب بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت الطرسوسى ذكره الْخلال وَقَالَ كَانَ من كبار أَصْحَاب أَبى عبد الله روى عَنهُ الْأَثْرَم وَحرب وَغَيرهمَا وَكَانَ أَحْمد يعظمه وَيرْفَع قدره وَعِنْده عَن أَبى عبد الله أَرْبَعَة أَجزَاء مِنْهَا قَالَ قيل لِأَحْمَد الحديث: 208 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 شَهَادَة الْمَرْأَة الْوَاحِدَة فى الرَّضَاع تجوز قَالَ نعم قَالَ وَسُئِلَ أَحْمد عَن الْهَمْز فى الْقِرَاءَة فَقَالَ الْكُوفِيُّونَ أَصْحَاب همز وقريش لَا تهمز 210 - إِبْرَاهِيم بن دِينَار بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن حَامِد النهروانى الْفَقِيه الفرضى الزَّاهِد الْوَرع أَبُو حَكِيم سمع الحَدِيث من أَبى الْحسن بن العلاف وأبى الْقَاسِم بن بَيَان وأبى الْخطاب الكلوذانى وَغَيرهم وتفقه على أَبى سعد بن حَمْزَة صَاحب أَبى الْخطاب وبرع فى الْمَذْهَب وَالْخلاف والفرائض وَأفْتى وناظر قَالَ ابْن الجوزى قَرَأت عَلَيْهِ الْقرَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ السامرى صَاحب الْمُسْتَوْعب وَنقل عَنهُ فى تصانيفه قَالَ ابْن الحديث: 210 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 الجوزى وَكَانَ زاهدا عابدا كثير الصَّوْم وَيضْرب بِهِ الْمثل فى الْحلم والتواضع وَقد صنف تصانيف فى الْمَذْهَب والفرائض وَشرح الْهِدَايَة لأبى الْخطاب وَلم يكمله وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الجوزى وَعمر ابْن على القرشى وَجَمَاعَة وَله نظم مِنْهُ (يَا دهر إِن جارت صروفك واعتدت ... ورميتنى فى ضيقَة وهوان) (أَنى أكون عَلَيْك يَوْمًا ساخطا ... وَقد اسْتَفَدْت معارف الإخوان) توفى يَوْم الثُّلَاثَاء قَالَت عشر جُمَادَى الاخرة سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة بعد مَنَام رأى فِيهِ الْخضر وَأخْبرهُ بِأَنَّهُ يَمُوت بعد اثنتى عشرَة سنة وَكَانَ ذَلِك سنته 211 - إِبْرَاهِيم بن سعيد الجوهرى البغدادى الْحَافِظ سمع سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الْوَهَّاب الثقفى وإمامنا حكى عَنهُ أَنه قَالَ الحديث: 211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 يَا أَبَا عبد الله إِن الكرابيسى وَابْن الثلجى قد تكلما قَالَ أَحْمد فيمَ قلت فى اللَّفْظ فَقَالَ أَحْمد اللَّفْظ بالقران غير مَخْلُوق وَمن قَالَ لفظى بالقران مَخْلُوق فَهُوَ جهمى قَالَ عبد الله بن جَعْفَر بن خاقَان سَأَلته عَن حَدِيث لأبى بكر الصّديق فَقَالَ لجاريته أخرجى لى الْجُزْء الثَّالِث وَالْعِشْرين من مُسْند أَبى بكر فَقلت لَهُ أَبُو بكر لَا يَصح لَهُ خَمْسُونَ حَدِيثا فَمن أَيْن هَذَا قَالَ كل حَدِيث لَا يكون عندى من مائَة وَجه فألقيه توفى سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 212 - إِبْرَاهِيم بن سعيد الأطروش روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن قتل الْجَهْمِية قَالَ أرى قتل الدعاة مِنْهُم 213 - إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد أحد الروَاة قَالَ قلت لِأَحْمَد من الْخُلَفَاء قَالَ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى رضى الله عَنْهُم قلت فمعاوية قَالَ لم يكن أحد أولى بالخلافة فى زمن على من على رضى الله عَنهُ ورحم الله تَعَالَى مُعَاوِيَة الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 214 - إِبْرَاهِيم بن شَدَّاد قَالَ ابْن أَبى حَاتِم حَدثنَا أَبى قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيم بن شَدَّاد صَاحب أَحْمد بن حَنْبَل الْقرَان كَلَام الله غير مَخْلُوق 215 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أَبى شيبَة الكوفى حدث عَن إمامنا أَحْمد بمسائل ذكره الْخلال مَاتَ بِالْكُوفَةِ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى 216 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مهْرَان الدينورى نقل عَن إمامنا فى لعاب الْبَغْل وَالْحمار إِن كَانَ كثيرا لَا يعجبنى وَسُئِلَ أَحْمد عَن صَدَقَة الْفطر مَتى تُعْطى قَالَ قبل أَن يخرج إِلَى الصَّلَاة قيل لَهُ فَإِن خرج قَالَ كَانَ ابْن عمر يعْطى قبل ذَلِك بِيَوْم اَوْ يَوْمَيْنِ الحديث: 214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 217 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد الرقائقى أَبُو إِسْحَاق الختلى صَاحب كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق بغدادى سكن سر من رأى وَحدث بهَا عَن أَبى سَلمَة التبوذكى وَسليمَان بن حَرْب وَغَيرهمَا ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى من جملَة من روى عَن أَحْمد روى عَنهُ مُحَمَّد بن الْقَاسِم وَأحمد بن إِسْمَاعِيل الادمى وَكَانَ ثِقَة وَله فهم صَحِيح 218 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 قدامَة المقدسى الأَصْل ثمَّ الصالحى الزَّاهِد الْخَطِيب عز الدّين بن الْخَطِيب شرف الدّين سمع من الشَّيْخ موفق الدّين وَالشَّيْخ الْعِمَاد وَخلق وَأَجَازَ لَهُ الْقَاسِم الصفار وَجَمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا فى الْعلم وَالْعَمَل بَصيرًا بِالْمذهبِ صَاحب أَحْوَال وكرامات وَقد حدث وَسمع مِنْهُ جمع وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الحريرى توفى لَيْلَة التَّاسِع عشر من ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 219 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن على بن سرُور المقدسى ثمَّ الدمشقى الْفَقِيه الزَّاهِد العابد الشَّيْخ عماد الدّين أَبُو إِسْحَاق أَخُو الْحَافِظ عبد الْغنى هَاجر إِلَى دمشق مَعَ الْجَمَاعَة حِين اسْتِيلَاء الفرنج الحديث: 219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 على أَرضهم فَقَرَأَ الْقرَان وَسمع من أَبى المكارم بن هِلَال وَعبد الرَّحْمَن بن على الخرقى وَغَيرهمَا وَحفظ غَرِيب الْقرَان للعزيزى ومختصر الخرقى ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد مرَّتَيْنِ أولاهما مَعَ الشَّيْخ موفق الدّين فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبى الْحسن البطائحى وَسمع من أَبى مُحَمَّد الخشاب وشهدة الكاتبة وَغَيرهمَا وتفقه على أَبى الْفَتْح ابْن المنى حَتَّى برع وناظر وَأفْتى ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَأقبل على أشغال النَّاس ونفعهم وَقَالَ الشَّيْخ موفق الدّين لما سُئِلَ عَن الْعِمَاد كَانَ من خِيَار أَصْحَابنَا وأعظمهم نفعا وأشدهم ورعا وَأَكْثَرهم صبرا على تَعْلِيم الْقُرْآن وَالْفِقْه وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى السّنة وَإِلَى تَعْلِيم الْعلم وَكَانَ يقرى الضُّعَفَاء والفقراء ويطعمهم ويبذل لَهُم نَفسه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 وَكَانَ من أكبر النَّاس تواضعا واحتقارا لنَفسِهِ وخوفا من الله وَكَانَ كثير الدُّعَاء وَالسُّؤَال لله تَعَالَى وَكَانَ يُطِيل الرُّكُوع وَالسُّجُود فى الصَّلَاة بِقصد أَن يقْتَدى بِصَلَاة رَسُول الله وَلَا يقبل من أحد يعدله ونقلت لَهُ كرامات كَثِيرَة وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن محَاسِن بن عبد الْملك التنوخى كَانَ الشَّيْخ الْعِمَاد جَوْهَرَة الْعَصْر وَذَلِكَ أَن وَاحِدًا يصاحب شخصا مُدَّة رُبمَا تغير عَلَيْهِ وَكَانَ الشَّيْخ الْعِمَاد من صَاحبه لَا يرى مِنْهُ شَيْئا يكرههُ قطّ كلما طَالَتْ صحبته إزداد بشره وَرَأى مِنْهُ مَا يسر وَهَذَا شَيْء عَظِيم وَلَيْسَ يكون كَرَامَة أعظم من هَذَا وَقد روى أَن عَائِشَة بنت خلف بن رَاجِح قَالَت رَأَيْت فى الْمَنَام قَائِلا يَقُول قُولُوا للعماد يَدْعُو لكم فَإِنَّهُ من السَّبْعَة الَّتِي تقوم بهم الأَرْض وَقَالَ أَبُو شامة هُوَ الَّذِي سنّ الْجَمَاعَة فى الصَّلَوَات المقضية وَكَانَ يصلى بِالْجَمَاعَة بحلقتهم بَين الْمغرب وَالْعشَاء مَا قدره الله تَعَالَى وبقى ذَلِك بعده مُدَّة وَحكى عَنهُ أَنه لما جَاءَهُ الْمَوْت جعل يَقُول يَا حى يَا قيوم بِرَحْمَتك استغيث فأغثنى واستقبل الْقبْلَة وَتشهد وَمَات قَالَ الْحَافِظ الضياء تِلْمِيذه توفى لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشر ذى الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ غير مرّة قَالَ سبط ابْن الجوزى غسل وَقت السحر وأخرجت جنَازَته إِلَى جَامع دمشق فَمَا وسع النَّاس الْجَامِع وَصلى عَلَيْهِ الْمُوفق بِحَلقَة الْحَنَابِلَة بعد جهد جهيد وَكَانَ يَوْمًا لم ير فى الْإِسْلَام مثله كَانَ أول النَّاس عِنْد مغارة الدَّم وَرَأس الْجَبَل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 واخرهم بِبَاب الفراديس وَلَوْلَا المبارز الْمُعْتَمد وَأَصْحَابه لقطعوا أَكْفَانه وَمَا وصل إِلَى الْجَبَل إِلَّا اخر النَّهَار قَالَ فتأملت النَّاس من أَعلَى قاسيون إِلَى الْكَهْف إِلَى قريب الميطور لَو رمى الْإِنْسَان عَلَيْهِم إبرة لما ضَاعَت فَلَمَّا كَانَ فى اللَّيْل نمت وَأَنا متفكر فى جنَازَته وَذكرت أَبْيَات سُفْيَان الثورى الَّتِى أنشدها فى الْمَنَام (نظرت إِلَى ربى كفاحا فَقَالَ لى ... هَنِيئًا رضائى عَنْك يَا ابْن سعيد) (فقد كنت قواما إِذا أقبل الدجى ... بعبرة مشتاق وقلب عميد) (فدونك فاختر أى قصر أردته ... وزرنى فإنى مِنْك غير بعيد) وَقلت أَرْجُو أَن الْعِمَاد يرى ربه كَمَا رَآهُ سُفْيَان عِنْد نزُول حفرته ونمت فَرَأَيْت الْعِمَاد فى النّوم وَعَلِيهِ حلَّة خضراء وَهُوَ فى مَكَان متسع كَأَنَّهُ رَوْضَة وَهُوَ يرقى فى درج مُرْتَفعَة فَقلت يَا عماد الدّين كَيفَ بت فإنى وَالله متفكر فِيك فَنظر إِلَى وَتَبَسم على عَادَته وَقَالَ (رَأَيْت إلهى حِين أنزلت حفرتى ... وَفَارَقت أصحابى وأهلى وجيرتى) (فَقَالَ جزيت الْخَيْر عَنى فإننى ... رضيت فها عفوى لديك ورحمتى) (دأبت زَمَانا تَأمل الْفَوْز والرضى ... فوقيت نيرانى وَلَقِيت جنتى) قَالَ فانتبهت مَرْعُوبًا وكتبت الأبيات وَقد سمع مِنْهُ جمَاعَة من الْحفاظ كالضياء والمنذرى وروى عَنهُ ابْن خَلِيل وَابْن البخارى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 220 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْحَافِظ بن عبد الحميد بن نَاصِر المقدسى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم برهَان الدّين تفقه بِدِمَشْق وَسمع وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ عدلا من أهل السّنة وَالصِّفَات والفضيلة وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام وَله قصيدة حَسَنَة رثى بهَا الشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر سَمعهَا من الذهبى توفى ثَالِث الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن بتربة الْمُوفق بالروضة وَقد قَارب السّبْعين 221 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه أَبُو إِسْحَاق ابْن الْبَهَاء حصل طرفا من الْفِقْه والفرائض والنحو وَقَالَ الشّعْر وَتزَوج وَولد لَهُ توفى بحمص عَن ثَلَاث وَعشْرين سنة وَهُوَ ابْن أُخْت الْحَافِظ الضياء 222 - إِبْرَاهِيم بن على بن أَحْمد بن فضل الإِمَام الْقدْوَة الحديث: 220 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 الزَّاهِد تقى الدّين مُسْند الشَّام أَبُو إِسْحَاق الواسطى أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام سمع من أَبى الْقَاسِم بن الحرستانى وأبى عبد الله بن الْبناء وَابْن رَاجِح وَالشَّيْخ الْمُوفق وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن سكينَة وَابْن طبرزذ وَابْن الْأَخْضَر وانتهت الرحلة فِي علو الْإِسْنَاد إِلَيْهِ وَحدث بالكثير روى عَنهُ البزرالى وَابْن سيد النَّاس وَالشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية وَغَيرهم وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ درس بالصاحبة وَغَيرهَا وَكَانَ صَالحا عابدا قَانِتًا أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب حدث بالكثير روى عَنهُ جمَاعَة وَحدثنَا عَنهُ جمَاعَة من أَصْحَابه توفى يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر جُمَادَى سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الْمُوفق بالروضة 223 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصقال الطيبى ثمَّ البغدادى الْفَقِيه الإِمَام مفتى الْعرَاق أَبُو إِسْحَاق موفق الدّين الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 سمع من ابْن الطلاية وَابْن نَاصِر وَابْن الزاغونى وأبى الْوَقْت وَغَيرهم وتفقه على القاضى أَبى يعلى ابْن أبي خازم وأبى حَكِيم النهروانى وبرع فى الْفِقْه واتقن الْفَرَائِض والحساب وَكتب خطأ حسنا درس وَأفْتى وناظر وَكَانَ دينا حسن المعاشرة طيب المفاكهة حدث وَسمع مِنْهُ ابْن القطيعى وروى عَنهُ الْحَافِظ الضياء وَابْن النجار توفى اخر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثانى الْحجَّة سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد عِنْد المنظرة بِبَاب الأزج وَحمل على الْأَعْنَاق وَدفن بِبَاب حَرْب وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة والطيبى مَنْسُوب إِلَى بَلْدَة قديمَة بَين وَاسِط والأهواز تسمى الطّيب 224 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْأَزْهَر الصريفينى الْحَافِظ الْفَقِيه تقى الدّين ولد بصريفين من قرى بَغْدَاد قَرَأَ الْقُرْآن على وَالِده وَغَيره وَسمع من ابْن الْأَخْضَر وَابْن طبرزد وحنبل وطبقتهم ورحل الأقطار وَسمع بأصبهان والموصل وَغَيرهمَا من جمَاعَة من الحديث: 224 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 الشُّيُوخ وتفقه بِبَغْدَاد وجالس أَبَا الْبَقَاء العكبرى وَقَرَأَ الْأَدَب على هبة الله بن عمر الدورى الكواز من أَصْحَاب الْحسن بن عَبدة النحوى وَقَالَ الذهبى كَانَ ثِقَة حَافِظًا وَزَاد الحسينى أَنه كتب بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ من العارفين بِهَذَا الشَّأْن وَقَالَ أَبُو شامة كَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ دينا متواضعا قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وقفت على جُزْء صَغِير لَهُ استدركه على الْحَافِظ الضياء فِي الْجُزْء الذى استدرك فِيهِ على الْحَافِظ أَبى الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر فى كتاب ذكر الْمَشَايِخ النبل فَاعْتَذر الصريفينى عَن ابْن عَسَاكِر وَقد نبه الْحَافِظ المزى على أَوْهَام كَثِيرَة فِيهَا للصريفينى وَبَين أَن غَالب مَا استدركه وهم مِنْهُ قَالَ أَبُو شامة توفى فى خَامِس عشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَحَضَرت الصَّلَاة عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وشيعته إِلَى بَاب الفراديس وَدفن بسفح قاسيون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 225 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَبى بكر بن أَيُّوب الشَّيْخ الْعَلامَة برهَان الدّين بن الشَّيْخ الْعَلامَة المفنن شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن قيم الجوزية حضر على أَيُّوب بن نعْمَة النابلسى وَمَنْصُور بن سُلَيْمَان البعلبكى وَسمع من ابْن الشّحْنَة واشتغل من أَنْوَاع الْعُلُوم أفتى ودرس وناظر وَذكره الذهبى فى مُعْجَمه الْمُخْتَص وَقَالَ تفقه بِأَبِيهِ وشارك فى الْعَرَبيَّة وَسمع وَقَرَأَ وتنبه وسَمعه أَبوهُ بالحجار وَطلب بِنَفسِهِ وَقَالَ ابْن رَافع طلب الحَدِيث وقتا وتفقه واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ ودرس بالصدرية زَاد ابْن كثير والتدمرية وَله تصدير بالجامع الأموى وخطابة جَامع خليخان وَشرح ألفية ابْن مَالك سَمَّاهُ إرشاد السالك إِلَى حل ألفيه ابْن مَالك قَالَ شَيخنَا قاضى الْقُضَاة تقى الدّين الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 ابْن قاضى شُهْبَة وَكَانَ لَهُ أجوبة مسكتة فقد وَقع بَينه وَبَين ابْن كثير فى بعض المحافل فَقَالَ لَهُ ابْن كثير أَنْت تكرهنى لأنى أشعرى فَقَالَ لَهُ لَو كَانَ من رَأسك إِلَى قدمك شعر مَا صدقك النَّاس أَنَّك أشعرى توفى يَوْم الْجُمُعَة مستهل صفر سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببستانه بالمزة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع المزة ثمَّ صلى عَلَيْهِ بِجَامِع جراج وَدفن عِنْد وَالِده بِبَاب الصَّغِير وَحضر جنَازَته الْقُضَاة والأعيان وَكَانَت جَنَازَة حافلة قَالَ ابْن كثير بلغ من الْعُمر ثمانيا وَأَرْبَعين سنة وَترك مَالا كثيرا يُقَارب مائَة ألف دِرْهَم 226 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الحديث: 226 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 الرامينى الأَصْل ثمَّ الدمشقى الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ شيخ الْحَنَابِلَة وَرَئِيسهمْ برهَان الدّين وتقى الدّين أَبُو إِسْحَاق ولد سنة سبع وَأَرْبَعين حفظ كتبا عديدة وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم وَالِده وجده قاضى الْقُضَاة المرداوى وَقَرَأَ على القاضى بهاء الدّين ابْن أَبى الْبَقَاء السبكى اشْتغل واشتغل وَأفْتى ودرس وناظر وصنف وشاع اسْمه واشتهر ذكره فدرس بدار الحَدِيث الأشرفية بالصالحية والصاحبة وَغَيرهمَا فَمن تأليفه كتاب فضل الصَّلَاة على النبى وَكتاب الْمَلَائِكَة وَشرح الْمقنع ومختصر ابْن الْحَاجِب وَعدم غالبهما فى الْفِتْنَة وَله طَبَقَات أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد وَقد وقفت مِنْهَا على بعض كراريس مفرقة ومحرفة وَكَانَ ذَا دين وَخير وَصَلَاح نَاب فى الحكم مُدَّة للقاضى عَلَاء الدّين ابْن المنجى وَغَيره وانتهت إِلَيْهِ فى آخر عمره مشيخة الْحَنَابِلَة وَكَانَ لَهُ ميعاد فى الْجَامِع الأموى بمحراب الْحَنَابِلَة بكرَة نَهَار السبت يسْرد فِيهِ على مَا يُقَال نَحْو مُجَلد صَغِير ويحضر مَجْلِسه الْفُقَهَاء من كل مَذْهَب ثمَّ ولى الْقَضَاء فى رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَلما وَقعت فتْنَة التتار كَانَ مِمَّن تَأَخّر بِدِمَشْق ثمَّ خرج إِلَى تيمورلنك وَمَعَهُ جمَاعَة وَوَقع بَينه وَبَين عبد الْجَبَّار المعتزلى مناظرات وإلزامات بِحَضْرَتِهِ فأعجبه وَمَال إِلَيْهِ فَتكلم مَعَه فى الصُّلْح فَأجَاب إِلَى ذَلِك ثمَّ رَجَعَ وَقَرَأَ ذَلِك مَعَ أهل الْبَلَد وسلمت للتتار ظن أَن الْأَمر يكون كَمَا وَقع للشَّيْخ تقى الدّين فَلم يَقع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 ذَلِك غدروا فَلم يفوا بِمَا عَاهَدُوا ثمَّ خرج إِلَيْهِم بِسَبَب الْمُسلمين فَأطلق جمعا كثيرا ثمَّ تفاقم الْأَمر وَحصل لَهُ تشويش فى بدنه من بَعضهم وَاسْتمرّ متألما من ذَلِك إِلَى أَن توفى يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرى شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْد رجل وَالِده بالروضة 227 - إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن سَالم البغدادى المقرىء الْمُحدث الْمَعْرُوف بِابْن الْخَيْر وَهُوَ لقب لِأَبِيهِ مَحْمُود وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على جمَاعَة من الشُّيُوخ وَسمع فى صباه بإفادة وَالِده الْكثير من عبد الْحق بن عبد الْخَالِق وشهدة الكاتبة وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفَتْح ابْن البطى وَحدث بالكثير وَكَانَ لَهُ بِهِ معرفَة وَهُوَ أحد الْمَشَايِخ الْمَشْهُورين بالصلاح وعلو الْإِسْنَاد دَائِم الْبشر مشتغلا بِنَفسِهِ ملازما لمسجده حسن الْأَخْلَاق حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم ابْن الحلوانية وَابْن العديم والدمياطى وَأَجَازَ لقوم أخرهم موتا زَيْنَب بنت أَحْمد بن عبد الرَّحِيم المقدسى توفى اخر نَهَار الثُّلَاثَاء سَابِع عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 وَكَانَ لَهُ وَالِد شَيخا صَالحا ضريرا حدث عَن ابْن نَاصِر وَغَيره توفى سنة ثَلَاث وسِتمِائَة 228 - إِبْرَاهِيم بن محَاسِن بن عبد الْملك بن على بن منجى التنوخى الحموى ثمَّ الدمشقى الأديب الْكَاتِب نجم الدّين أَبُو إِسْحَاق ابْن طَاهِر سمع من ابْن طبرزد والكندى وأبى الْفرج البكرى وَحدث وَكَانَ أديبا وَله نظم حسن توفى فى الْعشْر الآواخر من الْمحرم سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة بتل ناشر من أَعمال حلب وَبِه دفن 229 - إِبْرَاهِيم بن نصر الله العسقلانى الأَصْل ثمَّ المصرى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم قاضى الْقُضَاة أَبُو إِسْحَاق برهَان الدّين ابْن قاضى الْقُضَاة نَاصِر الدّين نصر الله أَخذ الْعلم عَن أَبِيه وَغَيره الحديث: 228 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة وناب عَن وَالِده ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ فى الديار المصرية بعد وَفَاة وَالِده فى شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وسلك مَسْلَك وَالِده فى الْعقل والمهابة وَالْحُرْمَة وَكَانَ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر يعظمه ويخصه بِالتَّعْيِينِ لإحكام مشكلة فيفصلها على أحسن وَجه قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ بن حجر وَكَانَ خيرا صينا مضىء الْوَجْه ولى الْقَضَاء بعد أَبِيه وَلم يكمل ثَلَاثِينَ سنة فباشر بعفة ونزاهة وتصميم مَعَ لين الْجَانِب والتواضع انْتهى وَلم يزل على ولَايَته إِلَى أَن توفى سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فى أحد الربيعين وَدفن عِنْد وَالِده بتربة القاضى موفق الدّين عَن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة وَأشهر فباشر الْقَضَاء سِتّ سِنِين وَسَبْعَة أشهر رَحمَه الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 من اسْمه إِسْحَاق 230 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن هانىء النيسابورى أَبُو يَعْقُوب خدم إمامنا وَذكره الْخلال وَقَالَ أخادين وورع وَنقل عَن إمامنا مسَائِل كَثِيرَة قَالَ سَمِعت أَحْمد سُئِلَ عَن قَول النبى (السَّلَام عَلَيْكُم أهل ديار قوم مُؤمنين وَإِن شَاءَ الله بكم للاحقون) الِاسْتِثْنَاء هُنَا وَقع على أى شىء قَالَ على الْبِقَاع لَا يدرى أيدفن فى الْموضع الذى سلم عَلَيْهِم فِيهِ أم فى غَيره ذكره فى الثانى من كتاب الْخلال وَقَالَ إِسْحَاق مَاتَ أَبُو عبد الله وَمَا خلف إِلَّا سِتّ قطع أَو سبعا كَانَت فى خرقَة كَانَ يمسح فِيهَا وَجهه قدر دانقين وَقَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول يرْوى عَن ابْن سابط أَنه قَالَ إِن الْبَهَائِم جبلت على كل شَيْء إِلَّا على أَربع على أَنَّهَا تعرف رَبهَا وَتخَاف الْمَوْت وتعرف الذّكر وَالْأُنْثَى وتأتيها وتطلب رزقها وَقَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يسْأَل عَن الذى يشْتم مُعَاوِيَة يصلى خَلفه قَالَ لَا وَلَا كَرَامَة مَاتَ بِبَغْدَاد سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى الحديث: 230 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 231 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد أَبُو يَعْقُوب الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه قيل لإسحاق أَنْت أكبر أَو أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ هُوَ أكبر منى فى السن وَغَيره روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل يصلى فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُشِير بإصبعه فَلَمَّا سلم قلت يَا أَبَا عبد الله مَا قلت فى صَلَاتك قَالَ كنت على طَهَارَة فجَاء إِبْلِيس فَقَالَ إِنَّك على غير طَهَارَة قلت شَاهِدين عَدْلَيْنِ وَقَالَ إِسْحَاق دخلت على عبد الله بن طَاهِر فَقَالَ لى مَا رَأَيْت أعجب من هَؤُلَاءِ المرجئة يَقُول أحدهم إيمانى كَإِيمَانِ جِبْرِيل وَالله مَا استجرى أَن أَقُول إيمانى كَإِيمَانِ يحيى بن يحيى وَلَا كَإِيمَانِ أَحْمد بن حَنْبَل مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ بنيسابور 232 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن أَبُو يَعْقُوب الحديث: 231 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 الْمَعْرُوف بالبغوى قرَابَة أَحْمد بن منيع يلقب لؤلؤا سمع ابْن علية ووكيع بن الْجراح وَغَيرهمَا وَنقل عَن إمامنا وَقَالَ ابْن أَبى حَاتِم سَمِعت بِبَغْدَاد مِنْهُ وَهُوَ صَدُوق ثِقَة وَقَالَ الدراقطنى هُوَ ثِقَة مَأْمُون وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم لُؤْلُؤ رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل فى النّوم فَقلت يَا أَبَا عبد الله أَلَيْسَ قد مت قَالَ بلَى قلت فَمَا فعل الله بك قَالَ غفر لى وَلكُل من صلى على قلت يَا أَبَا عبد الله فقد كَانَ فيهم أَصْحَاب بدع قَالَ أُولَئِكَ أخروا روى الْخلال بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أول مَا يجازى بِهِ العَبْد الْمُؤمن بعد مَوته أَن يغْفر لجَمِيع من تبع جنَازَته مَاتَ فى شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 233 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الفارسى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْفراء الحديث: 233 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 234 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الجيلى روى عَن إمامنا أَشْيَاء توفى فى سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 235 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يحيى الشقراوى القاضى صفى الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع من مُوسَى بن عبد الْقَادِر وَالشَّيْخ موفق الدّين وَابْن الزبيدى وَجَمَاعَة تفقة وَحدث وَولى الحكم بزرع نِيَابَة عَن الحديث: 234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 الشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْأَخْلَاق قَالَ الذهبى كَانَ رجلا خيرا فَقِيها حفظَة للنوادر وَالْأَخْبَار توفى يَوْم السبت تَاسِع عشر ذى الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 236 - إِسْحَاق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الكاذى أَبُو الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 الْحُسَيْن كَانَ يقدم من قريته كاذة إِلَى بَغْدَاد فَيحدث بهَا حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن إمامنا أَحْمد وروى عَنهُ اخرون مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن ابْن بَشرَان وَكَانَ من الثقاب الْأَثْبَات مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثانى شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة 237 - إِسْحَاق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن على بن غَانِم العلثى الإِمَام الزَّاهِد الْقدْوَة أَبُو الْفضل سمع من أَبى الْفَتْح ابْن شاتيل وَقَرَأَ الحديث: 237 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 بِنَفسِهِ على ابْن كُلَيْب وَابْن الْأَخْضَر وَكَانَ قدوة صَالحا زاهدا فَقِيها عَالما أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر لَا يخَاف أحدا إِلَّا الله وَلَا تَأْخُذهُ فى الله لومة لائم أنكر على الْخَلِيفَة النَّاصِر فَمن دونه وواجه الْخَلِيفَة وصدعه بِالْحَقِّ قَالَ بَعضهم هُوَ شيخ الْعرَاق والقائم بالإنكار على الْفُقَهَاء والفقراء وَغَيرهم فِيمَا ترخصوا فِيهِ وَقَالَ المنذرى قيل إِنَّه لم يكن فى زَمَانه مثله أَكثر إنكارا للْمُنكر مِنْهُ وَحبس على ذَلِك مُدَّة وَله رسائل كَثِيرَة إِلَى الْأَعْيَان بالإنكار عَلَيْهِم والنصح لَهُم وَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الدواليبى توفى فى ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بالعلث 238 - إِسْحَاق بن بنان نقل عَن إمامنا اشياء مِنْهَا الحديث: 238 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 مَا نقل من خطّ أَبى حَفْص البرمكى قَالَ إنبأنا عَن على بن عبد الله بن الْعَبَّاس الجوهرى حَدثنَا إِسْحَاق بن بنان قَالَ قَالَ أَحْمد سمعته يَقُول يعْنى بشر أَو قَالَ إِبْرَاهِيم بن أدهم مَا صدق عبد أحب الشُّهْرَة 239 - إِسْحَاق بن بهْلُول الأنبارى لَهُ الْإِسْنَاد الْحسن خرج أَجزَاء فعرضها على أَحْمد وَكَانَ يعرض عَلَيْهِ الْمسَائِل ويجيبه على مذْهبه فَمِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول يصام عَن الْمَيِّت فى النّذر فَأَما الْفَرِيضَة فَلَا كَانَ إِسْحَاق يُسمى كِتَابه لباب الإختلاف فَقَالَ لَهُ أَحْمد سمه كتاب السعَة 240 - إِسْحَاق بن الْجراح الأذنى كَانَ جليل الْقدر الحديث: 239 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 حدث عَن يزِيد بن هَارُون وَأَضْرَابه وَذكر الْخلال أَنه نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كُنَّا عِنْد أَحْمد فَجَاءَهُ رجلَانِ عَلَيْهِمَا أقبية أَظن أَنَّهُمَا جند فَسَأَلَاهُ عَن مَسْأَلَة فَلم يجبهما 241 - إِسْحَاق بن حَنْبَل بن هِلَال بن أَسد بن يَعْقُوب الشيبانى وَهُوَ عَم الإِمَام أَحْمد مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة سمع يزِيد بن هَارُون وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد المروزى روى عَنهُ ابْنه حَنْبَل وَمُحَمّد بن يُوسُف الجوهرى لَازم فِي أَكثر أوقاته مجْلِس أَحْمد وَكَانَ ثِقَة نقل عَن أَحْمد أَشْيَاء كَثِيرَة قَالَ حَنْبَل سَمِعت أَبى يسْأَل أَبَا عبد الله عَن كَلَام الكرابيسى وَمَا أحدث فَقَالَ أَبُو عبد الله لأبى هَذَا كَلَام الْجَهْمِية صَاحب هَذِه الْمقَالة يَدْعُو إِلَى كَلَام جهم إِذْ قَالَ لَفظه بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فأى شىء بقى وَقَالَ المروذى سَمِعت إِسْحَاق بن حَنْبَل وَنحن بالعسكر يناشد أَبَا عبد الله ويسأله الدُّخُول على الْخَلِيفَة الحديث: 241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 ليأمره وينهاه وَقَالَ إِنَّه يقبل مِنْك هَذَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه يدْخل على ابْن طَاهِر فيأمره وينهاه فَقَالَ لَهُ أَبُو عبد الله تحتج على بِإسْحَاق فَأَنا غير رَاض بِفِعْلِهِ مَا لَهُ فى رؤيتى خير وَلَا فى رُؤْيَته خير مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وعاش أَرْبعا وَتِسْعين سنة وَكَانَ هُوَ وَأحمد يخضبان بِالْحِنَّاءِ 242 - إِسْحَاق بن الْحسن بن مَيْمُون بن أسعد الحربى أَبُو يَعْقُوب سمع عَفَّان بن مُسلم القعنبى وَالْفضل بن دُكَيْن وَآخَرين روى عَنهُ أَبُو بكر النجاد وَابْن قَانِع وَغَيرهمَا وَقَالَ الدارقطنى هُوَ ثِقَة وَذكر الْخلال أَنه نقل عَن إمامنا أَشْيَاء حسانا مِنْهَا قَالَ إِسْحَاق الحربى سَمِعت أَبَا عبد الله وَذكر عِنْده مسير عَائِشَة رضى الله عَنْهَا فَقَالَ فَكرت فى طَلْحَة وَالزُّبَيْر تراهما كَانَا يُريدَان أعدل من على بن أَبى طَالب رضوَان الله عَلَيْهِم أجميعن وَقَالَ أَيْضا سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول من أَرَادَ الحَدِيث خدمه قلت لأبى عبد الله كم يقنع الرجل أَن يكْتب من الحَدِيث قَالَ لى يَا إِسْحَاق خدمَة الحَدِيث أصعب من طلبه قلت مَا خدمته قَالَ النّظر فِيهِ مَاتَ فى شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 243 - إِسْحَاق بن حَبَّة الْأَعْمَش أَبُو يَعْقُوب ذكر الْخلال أَنه نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا أَنه قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَقد سُئِلَ عَن الوساوس والخطرات فَقَالَ مَا تكلم فِيهَا الصَّحَابَة وَلَا التابعون وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَقد سُئِلَ عَن نقل الزَّكَاة من بلد إِلَى بلد قَالَ لَا وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول يكفى لكل عُضْو غرفَة من مَاء لمن يحسن أَن يتَوَضَّأ 244 - إِسْحَاق بن حسان الكوفى أحد النقلَة عَن الإِمَام أَحْمد قَالَ مَاتَت أهلى وَتركت ولدا فَكتب إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل أشاوره فى التَّزَوُّج فَكتب إِلَى تزوج ببكر وأحرص أَن لَا يكون لَهَا أم الحديث: 243 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 245 - إِسْحَاق بن مَنْصُور بن بهْرَام الكوسج المروزى أَبُو يَعْقُوب مولده بمرو ثمَّ رَحل إِلَى الْحجاز وَالشَّام وَالْعراق سمع سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن مهدى وَغَيرهم من الْأَئِمَّة روى عَنهُ جمَاعَة بِبَغْدَاد مِنْهُم عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَإِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الحربى واستوطن نيسابور وَبهَا كَانَت وَفَاته وروى عَنهُ الحافظان والترمذى وَهُوَ الذى دون عَن إمامنا الْمسَائِل فى الْفِقْه وَكَانَ عَالما فَقِيها وَقَالَ حسان بن مُحَمَّد سَمِعت مَشَايِخنَا يذكرُونَ أَن إِسْحَاق بن مَنْصُور بلغه أَن أَحْمد بن حَنْبَل رَجَعَ عَن تِلْكَ الْمسَائِل الَّتِى علقها عَنهُ قَالَ فجمعها فى جراب وَحملهَا على ظَهره وخراج إِلَى بَغْدَاد وَعرض خطوط أَحْمد عَلَيْهِ فى كل مَسْأَلَة فَأقر لَهُ الحديث: 245 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 ثَانِيًا وأعجب أَحْمد شَأْنه وَقَالَ قلت لِأَحْمَد فسر لى قَوْله المرجئة فَإِن المرجئة تَقول الْإِيمَان قَول وَسَأَلت أَحْمد عَن الرجل يأتى أَهله وَلَيْسَ لَهُ شَهْوَة النِّسَاء أيؤجر على ذَلِك قَالَ إى وَالله يحْتَسب الْوَلَد قلت فَإِن لم يرد الْوَلَد إِلَّا أَنه يَقُول هَذِه امْرَأَة شَابة قَالَ لَا يُؤجر مَاتَ يَوْم الْخَمِيس وَدفن يَوْم الْجُمُعَة لعشر بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَدفن إِلَى جنب إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه بنيسابور من اسْمه إِسْمَاعِيل 246 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مقسم أَبُو بشر الأسدى مَوْلَاهُم الْمَعْرُوف بِابْن علية هُوَ من أهل الْبَصْرَة وَأَصله كوفى سمع من أَبى التياح الصيفى حَدِيثا وَاحِدًا روى عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب وَأَيوب السختيانى وَابْن عون وَحميد الطَّوِيل وَغَيرهم وَذكر الْخلال أَنه روى عَن أَحْمد وَذكر القاضى أَبُو الْحُسَيْن أَن أَحْمد سمع الحديث: 246 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 مِنْهُ وَكَذَلِكَ ابْن جريج وَشعْبَة وَحَمَّاد بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن مهدى وَيحيى بن معِين وعَلى بن المدينى وَجمع وَولى ابْن علية الْمَظَالِم بِبَغْدَاد فى أَيَّام الرشيد وَحدث بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ يُنكر على من يَقُول لَهُ ابْن علية وَقيل هى أمه وَقيل هى جدته أم أَبِيه قَالَ ابْن مهدى ابْن علية أثبت من هشيم وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ حَمَّاد بن زيد لَا يعبأ إِذا خَالفه الثقفى ووهيب وَكَانَ هاب أَو يتهيب إِسْمَاعِيل بن علية إِذا خَالفه وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد سَمِعت أَبى يَقُول فاتنى مَالك فأخلف الله على سُفْيَان بن عُيَيْنَة وفاتنى حَمَّاد بن يزِيد فأخلف الله على إِسْمَاعِيل بن علية وروى الدارقطنى بِإِسْنَادِهِ أَن ابْن علية كَانَ إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة قَالَ هَاهُنَا أَحْمد بن حَنْبَل فَإِن قَالُوا نعم قَالَ قُولُوا لَهُ يتَقَدَّم وَقَالَ الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية كَانَ إِسْمَاعِيل إِمَامًا وَهُوَ من شُيُوخ الإِمَام أَحْمد وَكَانَ متكلما وَله مناظرات مَعَ الشافعى مَاتَ فى ذى الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة بِبَغْدَاد 247 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن على الْفراء الصالحى بسفح الْجَبَل كَانَ صَالحا زاهدا ورعا ذَا كرامات ظَاهِرَة ومعاملات باطنة صحب الشَّيْخ الْفَقِيه اليونينى وَيُقَال إِنَّه يعرف الِاسْم الْأَعْظَم مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الحديث: 247 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 248 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم من ذُرِّيَّة عبَادَة بن الصَّامِت الأنصارى الشَّيْخ الصَّالح الْمُحدث نجم الدّين أَبُو الْفِدَاء سمع من الضياء وَغَيره وَخرج لنَفسِهِ مشيخة فى مائَة جُزْء عَن أَكثر من ألفى شيخ وَبَالغ حَتَّى كتب عَمَّن هُوَ دونه أَكثر من سِتّمائَة جُزْء وَحدث بهَا أَيَّام الْجمع على كرسيه بالجامع وَكَانَ متوددا حسن الْأَخْلَاق متواضعا سمع مِنْهُ المزى والذهبى توفى يَوْم الثُّلَاثَاء حادى عشر صفر سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَدفن بقاسيون الحديث: 248 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 249 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل البغدادى الشَّيْخ الْعَالم الْمسند عماد الدّين الأزجى شيخ الحَدِيث بالمستنصرية عرف ب ابْن الطبال سمع حضورا من ابْن مَنْصُور بن عسجد وَسمع جَامع الترمذى روى عَنهُ سراج الدّين القزوينى وَأَجَازَ للذهبى توفى سنة ثَمَان وَسَبْعمائة 250 - إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل بن جوسلين البعلى سمع من الحديث: 249 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 الشَّيْخ موفق الدّين بن قدامَة والبهاء عبد الرَّحْمَن وَكَانَ من خِيَار من حدث فى زَمَانه لعلمه وَدينه وثقته وورعه وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق كثير التِّلَاوَة روى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن اليونينى والمزى وَغَيرهمَا توفى فى صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة قَالَ الذهبى قَرَأت بِخَط شَيخنَا ابْن تَيْمِية أَنه ولى قَضَاء بعلبك وَسمعت مِنْهُ سنَن ابْن ماجة 251 - إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مهْرَان أَبُو بكر السراج مولى ثَقِيف وَهُوَ أَخُو إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد سمع من يحيى التميمى وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وإمامنا وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص الحديث: 251 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 بِالْإِمَامِ أَحْمد روى عَنهُ أَخُوهُ مُحَمَّد وَابْن قَانِع وَجَمَاعَة وَوَثَّقَهُ الدارقطنى وَقَالَ إِسْمَاعِيل سَأَلت أَحْمد عَن رجل يَقُول الْقرَان مَخْلُوق قَالَ كَافِر وَسَأَلته عَمَّن يَقُول لفظى بالقران مَخْلُوق قَالَ جهمى وَسَأَلته عَن الْإِيمَان قَالَ هُوَ قَول وَعمل يزِيد وَينْقص وَسَأَلته عَن رجل نسى الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق فى الْوضُوء فَقَالَ يُعِيد الْوضُوء وَالصَّلَاة مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد 252 - إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن الْحصين الرقى سكن بَغْدَاد وَحدث عَن عبد الله بن مُعَاوِيَة الجمحى وَحَكِيم بن سيف الرقى وإمامنا وَغَيرهم روى عَنهُ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن نجيح وَمُحَمّد بن المظفر وَجَمَاعَة مَاتَ سنة خمس أَو سِتّ وثلاثمائة 253 - إِسْمَاعِيل بن بكر السكرى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء الحديث: 252 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 مِنْهَا مَا ذكره الْخلال قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن بكر السكرى قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن فَأْرَة وَقعت فى إِنَاء فِيهِ مَاء السكر فَقَالَ يُمكن أَن تكون وَقعت من السّقف وَيُمكن أَن تكون من الأَرْض طفرت فَوَقَعت فِيهِ وَيُمكن أَن تكون أخرجتها من إِنَاء إِلَى إِنَاء فَقَالَ اذْهَبْ إِلَى الْبَصرِيين فهم أسهل عَلَيْك قلت وَعِنْدنَا المَاء ينجس بهَا 254 - إِسْمَاعِيل بن جُمُعَة بن عبد الرَّزَّاق الشَّيْخ الإِمَام القاضى جمال الدّين أَبُو إِسْحَاق قاضى سامراء وَكَانَ فَاضلا دينا لَهُ نظم حسن سمع من الشَّيْخ كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة بن غَانِم العلثى فَضَائِل الْقُدس لِابْنِ الجوزى بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَأَجَازَ لجَماعَة من أَشْيَاخ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب الحديث: 254 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 255 - إِسْمَاعِيل بن الْحَارِث ذكره الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد رضى الله عَنهُ 256 - إِسْمَاعِيل بن حمدَان بن مُحَمَّد بن خيران الْبَزَّاز الزَّاهِد الهمذانى أَبُو مُحَمَّد الْحَافِظ سمع بنيسابور عبد الغافر الفارسى وَغَيره وبأصبهان أَبَا عمر بن مندة وبغيرهما من الْبلدَانِ وَهُوَ مكثر حدث بِبَغْدَاد وَسمع عَلَيْهِ مَشَايِخ الْوَقْت بخراسان وَكَانَ حَافِظًا قديم الحَدِيث مَاتَ بِبَغْدَاد يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرى الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بالمارستان وَدفن بِبَاب حَرْب 257 - إِسْمَاعِيل بن حَمْزَة بن عُثْمَان بن الْحُسَيْن الحديث: 255 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 أَبُو البركات كَانَ من كبار الْمشَار إِلَيْهِم بِذكر الْخلَافَة ثمَّ كبر وأضر فى اخر عمره وَانْقطع فى منزله وَكَانَ قد سمع من ابْن أَبى الْفَتْح بن شاتيل وَابْن خَمِيس وَغَيرهمَا توفى سنة سبع وسِتمِائَة 258 - إِسْمَاعِيل بن سعيد الشالنجى أَبُو إِسْحَاق ذكره الْخلال وَقَالَ عِنْده مسَائِل كَثِيرَة مَا أَحسب أحدا من أَصْحَاب أَبى عبد الله روى أحسن مِنْهُ نقل إِسْمَاعِيل عَن أَبى عبد الله فى الرجل يَأْخُذهُ الشبق فى رَمَضَان للجماع فَأجَاب أَحْمد أَنه يُجَامع وَيكفر وَيقْضى يَوْمًا مَكَانَهُ وَذَلِكَ أَنه إِذا أَخذ الرجل هَذَا يخَاف عَلَيْهِ أَن ينشق فرجه وَقَالَ سَأَلت أَحْمد عَن إِبَاحَة الْفروج بِشَهَادَة الزُّور قَالَ الحديث: 258 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 يحرم ذَلِك لقَوْل رَسُول الله (من قطعت لَهُ من حق أَخِيه شَيْئا فَإِنَّمَا أقطع لَهُ قِطْعَة من النَّار) والأهل أكبر من المَال قَالَ وَسَأَلت أَحْمد عَن رجل حلف على زَوجته أَنه لَا يأوى عِنْدهَا هَذَا الْعِيد فَقَالَ إِذا عيد النَّاس دخل إِلَيْهَا قلت فَإِن قَالَ أَيَّام الْعِيد فَقَالَ على مَا تعرفه النَّاس بَينهم ويعهدونه حدث عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَيزِيد بن هَارُون وَغَيرهمَا 259 - إِسْمَاعِيل بن أَبى طَاهِر بن الزبير الجيلى الْفَقِيه أَبُو المحاسن حَدَّثَنى بِيَسِير عَن أَبى الْحسن بن سعيد الخباز وَهُوَ حى سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة مَاتَ فى جُمَادَى الاخرة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة 260 - إِسْمَاعِيل بن ظفر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مفرج الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 المنذرى هُوَ من ذُرِّيَّة النُّعْمَان بن الْمُنْذر الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث أَبُو الطَّاهِر سمع بِمَكَّة من ابْن الحصرى وبمصر من البوصيرى وَغَيره وببغداد من ابْن كُلَيْب وَابْن الجوزى وَجَمَاعَة وبأصبهان من أَبى المكارم اللبان وبخراسان من مَنْصُور بن عبد الْمُنعم والمؤيد الطوسى وبنيسابور من أَبى سعد الصقال وَغَيره وبحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوى وَانْقطع إِلَيْهِ مُدَّة وَكتب وَحدث بالكثير وَقَالَ ابْن الْحَاجِب كَانَ عبدا صَالحا لَهُ كرامات ذَا مُرُوءَة مَعَ فقر سهل الْعَارِية صَحِيح الْأُصُول وَسمع مِنْهُ الضياء والمنذرى والبرزالى والقاضى تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة توفى فى رَابِع شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 261 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مَيْمُون بن عبد الحميد بن الحديث: 261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 أَبى الرِّجَال أَبُو النَّصْر العجلى هُوَ مروزى الأَصْل سمع من عبيد الله ابْن مُوسَى العبسى وَعبد الرَّحْمَن بن قيس الزعفرانى وَخلف بن الْوَلِيد الجوهرى وَالْإِمَام أَحْمد وَغَيرهم وَحدث وَسمع مِنْهُ مُحَمَّد بن مخلد الدورى وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَغَيرهمَا قَالَ أَبُو نصر سَأَلت أَبَا عبد الله عَن سوار فِيهِ كَأَصْلِهِ من الزَّكَاة قَالَ نعم وَسَأَلَهُ أَيْضا عَن الْوتر إِذا فَاتَ قَالَ يُعِيدهُ قبل أَن يصلى الْغَدَاة أقبل لَهُ فالوتر كم هُوَ قَالَ رَكْعَة إِذا كَانَ قبلهَا تطوع وَسَأَلَهُ عَن رجل طلق امْرَأَته تَطْلِيقَة يملك الرّجْعَة ثمَّ يظاهر مِنْهَا أَيكُون مُظَاهرا قَالَ نعم هَذِه زَوجته يَرِثهَا وترثه وَقَالَ الشّعْر وَمن شعره (تخبرنى الامال أَنى معمر ... وَأَن الذى أخشاه غير مُؤخر) (فَكيف وَمر الْأَرْبَعين قَضِيَّة ... على بِحكم قَاطع لَا يُغير) (إِذا الْمَرْء جَازَ الْأَرْبَعين فَإِنَّهُ ... أَسِير لأسباب المنايا ومعبر) مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرى شعْبَان سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وَعمر أَرْبعا وَثَمَانِينَ سنة 262 - إِسْمَاعِيل بن أَبى عبد الله بن حَمَّاد العسقلانى ثمَّ الحديث: 262 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 الصالحى الشَّيْخ عماد الدّين سمع من حَنْبَل وَابْن طبرزد وَكَانَ من الشُّيُوخ المقدمين روى عَنهُ ابْن الخباز والمزى وَابْن الْعَطَّار والبرزالى قَالَ المزى سمع الْمسند من حَنْبَل وَأَجَازَ لَهُ ابْن الصيدلانى توفى فى ذى الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 263 - إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن أَبى بكر بن أَيُّوب الشَّيْخ الإِمَام الْخَطِيب عماد الدّين أَبُو الفدا ابْن الشَّيْخ زين الدّين الزرعى الأَصْل ثمَّ الدمشقى الْمَعْرُوف ب ابْن قيم الجوزية وقيم الجوزية هُوَ أَبُو بكر قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى كَانَ رجلا حسنا اقتنى كتبا نفيسة وَهِي كتب عَمه الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ لَا يبخل بعاريتها وَكَانَ خَطِيبًا بِجَامِع خليخان أَخذ الخطابة بعده القاضى برهَان بن الْعِمَاد توفى يَوْم السبت خَامِس عشر رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة الحديث: 263 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 264 - إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن مُوسَى بن عُمَيْر الشَّيْخ الْعدْل الْجَلِيل الْمسند الصَّالح عز الدّين أَبُو الفدا بن المنادى وَابْن الْفراء سمع الشَّيْخ موفق الدّين فَأكْثر وَمن ابْن رَاجِح وَابْن أَبى لقْمَة والبهاء بن عبد الرَّحْمَن وَابْن الزبيدى وَغَيرهم وَخرجت لَهُ مشيخة فى جُزْء وَاحِد وَحدث بالكثير وَكَانَ محبا للْحَدِيث كثير التِّلَاوَة وَالذكر وَالطَّاعَة حسن الْأَخْلَاق دَائِم التَّوَاضُع حسن الْهَيْئَة رَيَّان من محَاسِن الشُّيُوخ انْتقل إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى يَوْم الْجُمُعَة سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سَبْعمِائة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفرى عقيب صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بسفح قاسيون 265 - إِسْمَاعِيل بن الْعَلَاء نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 قَالَ دعانى الكلوذانى رزق الله بن مُوسَى فَقدم إِلَيْنَا طَعَاما كثيرا وَكَانَ فى الْقَوْم أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَأَبُو خَيْثَمَة وَجَمَاعَة فَقدم لَهُم لوزينج أنْفق عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ درهما فَقَالَ أَبُو خَيْثَمَة هَذَا إِسْرَاف قَالَ فَقَالَ أَحْمد لَا لَو أَن الدُّنْيَا تكون فى مِقْدَار لقْمَة ثمَّ أَخذهَا امْرُؤ مُسلم فوضعها فى فَم أَخِيه الْمُسلم لما كَانَ مُسْرِفًا قَالَ فَقَالَ يحيى صدقت يَا أَبَا عبد الله 266 - إِسْمَاعِيل بن على بن إِسْمَاعِيل أَبُو مُحَمَّد الخطبى سمع عبد الله بن إمامنا والحرث ابْن أَبى أُسَامَة وَغَيرهَا روى عَنهُ الدارقطنى وَوَثَّقَهُ وَأَبُو حَفْص بن شاهين وَكَانَ عَارِفًا بأيام النَّاس وأخبار الْخُلَفَاء وَله فهم صَحِيح قَالَ وَجه إِلَى الراضى بِاللَّه لَيْلَة عيد الْفطر فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ وجدته جَالِسا فى الشموع فَقَالَ لى يَا إِسْمَاعِيل إنى عزمت فى غَد على الصَّلَاة بِالنَّاسِ فى الْمصلى فَمَا قَول إِذا انْتَهَيْت فى الْخطْبَة إِلَى الدُّعَاء لنفسى فَقلت تَقول (رب أوزعنى الحديث: 266 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 أشكر نِعْمَتك الَّتِى أَنْعَمت على وعَلى والدى وَأَن أعمل صَالحا ترضاه) الاية ثمَّ قَالَ لى حَسبك ثمَّ أمرنى بالانصراف واتبعنى بخادم فَدفع إِلَى خريطة فِيهَا أَرْبَعمِائَة دِينَار وَكَانَت الدَّنَانِير خَمْسمِائَة فَأخذ الْخَادِم لنَفسِهِ مائَة دِينَار مَاتَ فى جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وثلاثمائة 267 - إِسْمَاعِيل بن على بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نباتة الأصبهانى الْمُحدث يعرف بطاهر نيه سمع الْكثير وَحصل الْأُصُول حدث بِبَغْدَاد سمع مِنْهُ أَبُو الْفتُوح بن الحصرى وَأحمد بن طَارق وَغَيرهمَا وَكَانَ شَيخا صَالحا صَدُوقًا مَاتَ فى صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 268 - إِسْمَاعِيل بن على بن حُسَيْن عرف ب ابْن الرفاء الحديث: 267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 وبابن الماشطة البغدادى المأمونى الْفَقِيه الأصولى المتكم أَبُو مُحَمَّد فَخر الدّين سمع من أَبى الْفَتْح ابْن المنى ولازمه حَتَّى برع وَصَارَ أوحد زَمَانه فى علم الْفِقْه وَالْخلاف والأصلين وَغَيرهمَا ودرس بعد شَيْخه بالمأمونية وَكَانَ لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر يجْتَمع إِلَيْهِ فِيهَا الْفُقَهَاء للمناظرة حدث وَسمع مِنْهُ جمع وَأَجَازَ لعبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش المقرىء وَقد حط عَلَيْهِ بعض المؤرخين بِسَبَب ولَايَته نَاظرا فى ديوَان المطبق وَفِيه شىء وَذكر القادسى فى تَارِيخه أَنه وجد بِبَغْدَاد يهودى تزوج مسلمة وأولدها وَلدين فخاف اليهودى فَأسلم فَجمع الْفُقَهَاء وَتَكَلَّمُوا فى أمره فَقَالَ الشَّيْخ فَخر الدّين غُلَام ابْن المنى الْإِسْلَام يجب مَا قبله مَاتَ فى ربيع الأول أَو الاخر سنة عشر وسِتمِائَة 269 - إِسْمَاعِيل بن على بن إِسْمَاعِيل بن طَلْحَة الشَّيْخ الحديث: 269 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 الْفَاضِل المقدسى ثمَّ الدمشقى وَيعرف بِابْن الحنبلى روى عَن مُحَمَّد بن عنان وَكتب عَنهُ البرزالى مَاتَ فى صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن سِتّ وَسِتِّينَ سنة 270 - إِسْمَاعِيل بن عمر السجزى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ جليل الْقدر عَالم بَصِير بِالْحَدِيثِ وَالْعلم سمع من إمامنا مسَائِل صَالِحَة حسانا مشبعة لم يجىء بهَا أحد وَأغْرب على أَصْحَاب أَبى عبد الله رَحمَه الله تَعَالَى 271 - إِسْمَاعِيل بن عمر بن نعْمَة بن يُوسُف بن شبيب أَبُو الطَّاهِر بن أَبى حَفْص المقرىء الأديب البارع وَكَانَ بارعا فى الحديث: 270 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 الْأَدَب لَهُ مصنفات أدبية مِنْهَا مائَة جَارِيَة وَمِائَة غُلَام وَكَانَ بارعا فى معرفَة العقاقير ذكره المنذرى وَقَالَ رَأَيْته وَلم يتَّفق لى السماع مِنْهُ توفى عشرى الْمحرم سنة سِتّ وسِتمِائَة بِمصْر وَدفن إِلَى جنب أَبِيه بسفح المقطم على جَانب الخَنْدَق 272 - إِسْمَاعِيل بن عمر بن أَبى بكر أَبُو إِسْحَاق وَأَبُو الْقَاسِم وَأَبُو الْفضل ويلقب فَخر الدّين سمع بِدِمَشْق من أَبى الْيمن الكندى وبمصر من البوصيرى والحافظ عبد الْغنى وببغداد من ابْن الْأَخْضَر وبأصبهان من مُحَمَّد بن مكى وَغَيره وَكَانَت رحلته مَعَ الضياء بعد الستمائة وعنى بِالْحَدِيثِ وَوَصفه جمَاعَة بِالْحَافِظِ تفقه وَحدث توفى ثامن عشر شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَأَظنهُ كَانَ شَابًّا 273 - إِسْمَاعِيل بن قُتَيْبَة نقل عَن إمامنا أَنه قَالَ دخلت على أَحْمد بن حَنْبَل وَقد قدم أَحْمد بن حَرْب فَقَالَ لى أَحْمد من هَذَا الخراسانى الذى قدم قلت من زهده كَذَا وَكَذَا وَمن ورعه كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَا ينبغى لمن يدعى مَا يَدعِيهِ أَن يدْخل نَفسه فى الْفتيا الحديث: 272 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 274 - إِسْمَاعِيل بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن وصيف الشَّيْخ الْفَقِيه البغدادى أَبُو حَازِم ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة تفقه على القاضى أَبى يعلى وَسمع مِنْهُ وَمن ابْن العشارى والجوهرى وَتوفى فى رَجَب سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة 275 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْحسن بن دَاوُد الأصبهانى الْخياط سمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ خطه دَقِيقًا مطبوعا دخل بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن وَالِده وَعَن أَبى بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن ابْن ماجة وَغَيرهمَا سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن نَاصِر البردى قَالَ وَكَانَ من الْأَئِمَّة الْكِبَار توفى فى الْعشْر الْأَوَاخِر من جُمَادَى الاخرة سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة 276 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْفراء أَبُو الْفِدَاء الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 مجد الدّين الحرانى ثمَّ الدمشقى الْفَقِيه الإِمَام الزَّاهِد سمع بِدِمَشْق من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أَبى عمر وَابْن الصيرفى وَابْن البخارى طلب بِنَفسِهِ وَسمع الْمسند والكتب الْكِبَار وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر ولازمه حَتَّى برع فى الْفِقْه وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ وَالْأُصُول وَغير ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وتصدى للإشغال وَالْفَتْوَى مُدَّة طَوِيلَة وانتفع بِهِ خلق كثير مَعَ الدّيانَة وَالتَّقوى وَضبط اللِّسَان والورع فى الْمنطق وإطراح التَّكَلُّف من الملبس وَكتب بِخَطِّهِ المغنى والكافى وَيُقَال إِنَّه أَقرَأ الْمقنع مائَة مرّة وَكَانَ سريع الدمعة أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم تقى الدّين الزريرانى وَسمع مِنْهُ الذهبى توفى لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بالجوزية وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة 277 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن الحديث: 277 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 رسْلَان البعلى الشَّيْخ الإِمَام أَبُو الْفِدَاء عماد الدّين مولده سنة عشْرين وَسَبْعمائة سمع من وَالِده وقطب الدّين اليونينى وَمُحَمّد بن الخباز سمع مِنْهُ ابْنه الشَّيْخ تَاج الدّين وَمُحَمّد بن نعْمَة الْخَطِيب وَغَيرهمَا وَكَانَ أحد الْحفاظ الصلحاء المصنفين والمحدثين المكثرين المقيدين حسن الْخلق كثير الدّيانَة لطيف الْبشرَة انْتفع بِهِ خلق كثير وَله مؤلفات مِنْهَا منظومة نِهَايَة ابْن الْأَثِير ذكره بعض الْمُتَأَخِّرين ورمز قَالَ وحروفه بالجمل بِالْفَاءِ وَالْوَاو وَالدَّال مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 278 - إِسْمَاعِيل بن موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر الجواليقى أَبُو مُحَمَّد بن أَبى مَنْصُور الأديب بن الأديب قَرَأَ الْقُرْآن وَالْأَدب على وَالِده وَسمع من أَبى الْقَاسِم بن الْحصين وأبى بكر الأنصارى وأبى الْحُسَيْن ابْن الْفراء وَغَيرهم وَكَانَ عَالما باللغة والعربية وَالْأَدب وَله سمت حسن وَقَامَ مقَام أَبِيه فى دَار الْخلَافَة قَالَ ابْن القطيعى سَمِعت ابْن الجوزى يَقُول مَا رَأينَا ولدا أشبه أَبَاهُ مثله حَتَّى فى مَشْيه وأفعاله سمع منعا عمر القرشى وَجمع كثير توفى يَوْم الْجُمُعَة منتصف شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْقصر وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 279 - إِسْمَاعِيل بن نَبَاته الإِمَام الْفَقِيه فَخر الدّين قَالَ الحديث: 278 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 نَاصح الدّين سمع درس عمى الشَّيْخ شهَاب الدّين عبد الْملك بن شرف الْإِسْلَام لما قدم من خُرَاسَان وعلق عَنهُ من تَعْلِيق أَبى الْفضل الكرمانى ثمَّ سمع درس والدى وَحفظ الْهِدَايَة لأبى الْخطاب حفظا متقنا وَحفظ أصُول الْفِقْه للبستى وَحفظ كثيرا من مسَائِل التَّعْلِيق وَكَانَ يدرس الْقُرْآن كثيرا وَيقوم بِهِ من نصف اللَّيْل وَكَانَ يصلى الْفجْر على نهر بردى بِحَضْرَة القلعة ثمَّ يصلى الْعَصْر على عين بعلبك وَبِالْعَكْسِ وَرُبمَا قَرَأَ فِي طَرِيقه الْقُرْآن أَو كتاب الْهِدَايَة الشَّك منى قَالَ وَلما قدمت من بَغْدَاد سنة سِتّ وَسبعين وتكلمت مَعَه فى مَسْأَلَة فَرح بى وَمَات قبل الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِالْجَبَلِ جوَار دير الحورانى 280 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف أَبُو على الْمَعْرُوف بالديلمى الحديث: 280 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 كَانَ أحد الْعباد الورعين والزهاد المتقللين مَعَ تبصرة بِالْحَدِيثِ وَحفظه لَهُ وتمهره فِيهِ جَالس الإِمَام أَحْمد وَنقل عَنهُ قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى كَانَ إِسْمَاعِيل من خِيَار النَّاس وَذكر لى أَنه كَانَ يحفظ أَرْبَعِينَ ألف حَدِيث وَكَانَ من أشهر النَّاس بالزهد والورع وَقَالَ كنت عِنْد الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فى الْبَيْت وَإِذا بداق يدق الْبَاب فَخرجت إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ فَتى فَقلت مَا حَاجَتك فَقَالَ أُرِيد أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ فَدخلت عَلَيْهِ وأخبرته بِهِ قَالَ فَخرج إِلَيْهِ فَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله أخبرنى مَا الزّهْد فى الدُّنْيَا فَقَالَ لَهُ أَحْمد حَدثنَا سُفْيَان عَن الزهرى أَن الزّهْد فى الدُّنْيَا قصر الأمل فَقَالَ صفه لى وَكَانَ الْفَتى قَائِما فى الشَّمْس والفىء بَين يَدَيْهِ فَقَالَ هُوَ أَن لَا تبلغ من الشَّمْس إِلَى الفىء قَالَ ثمَّ ذهب ليولى قَالَ فَقَالَ لَهُ أَحْمد قف قَالَ فَدخل فَأخْرج لَهُ صرة فَدَفعهَا إِلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله من لَا يبلغ من الشَّمْس إِلَى الفىء أيش يعْمل بِهَذِهِ ثمَّ تَركه وَولى مفاريد حرف الْألف 281 - إِدْرِيس بن جَعْفَر بن يزِيد بن خَالِد أَبُو مُحَمَّد الْعَطَّار حدث عَن أَبى بدر شُجَاع بن الْوَلِيد وَيزِيد بن هَارُون وَغَيرهمَا وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء روى عَنهُ الطبرانى وَإِسْمَاعِيل الحديث: 281 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 الخطبى وَقَالَ سَأَلته عَن سنه فَقَالَ مائَة وست وسنين وَقَالَ إِدْرِيس الْعَطَّار كنت على بَاب عَفَّان وَأحمد بن حَنْبَل قَاعد وَابْن سجادة فَقَالَ أَحْمد أيش أَنْتُم فى النَّاس لَا إِلَى الحَدِيث تذهبون وَلَا إِلَى الْقيَاس وَلَا إِلَى الِاسْتِحْسَان مَا أدرى أيش أَنْتُم فَقَالَ لَهُ ابْن سجادة فَنحْن إِذا تاركيه يَا أَبَا عبد الله 282 - إِدْرِيس بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْحسن الْحداد المقرىء صَاحب خلف بن هِشَام سمع خلفا وَعَاصِم بن على وَأَبا الرّبيع الزهرانى وإمامنا وَآخَرين روى عَنهُ أَبُو بكر ابْن الأنبارى وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَأَبُو بكر النجاد وَغَيرهم وَسَأَلَ حَمْزَة بن يُوسُف الدارقطنى عَنهُ فَقَالَ ثِقَة وَفَوق الثِّقَة بِدَرَجَة وَكتب النَّاس عَنهُ لِثِقَتِهِ وصلاحه قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى مَاتَ بالجانب الغربى يَوْم الْأَضْحَى وَهُوَ يَوْم السبت سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 282 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 283 - أسود بن عَامر أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بشاذان أَصله شامى سمع سُفْيَان الثورى وَشعْبَة بن الْحجَّاج وَغَيرهمَا روى عَنهُ إمامنا وَبَقِيَّة بن الْوَلِيد وعَلى بن المدينى واخرين وَذكر فى السَّابِق واللاحق فَقَالَ حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل أسود بن عَامر والبغوى وَبَين وفاتيهما مائَة وتسع سِنِين وَقد وثقة أَحْمد وَقَالَ أسود شَاذان أرْسلت إِلَى أَبى عبد الله استأذنه فى أَن أحدث بِحَدِيث حَمَّاد عَن قَتَادَة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النبى (رَأَيْت ربى عز وَجل) فَقَالَ قل لَهُ قد حدث بِهِ الْعلمَاء حدث بِهِ مَاتَ أول سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ 284 - أسعد وَيُسمى مُحَمَّد بن المنجى بن بَرَكَات بن الحديث: 283 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 المؤمل التنوخى المعرى ثمَّ الدمشقى القاضى وجيه الدّين أَبُو المعالى سمع بِدِمَشْق من أَبى الْقَاسِم نصر ابْن أَحْمد بن مقَاتل وببغداد من أَبى الْفضل الأموى وَغَيره قَالَ الذهبى ارتحل إِلَى بَغْدَاد وتفقه بهَا وبرع فى الْمَذْهَب وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلى وتفقه بِدِمَشْق على شرف الْإِسْلَام عبد الْوَهَّاب بن الشَّيْخ أَبى الْفرج وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ موفق الدّين وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم المنذرى وَابْن خَلِيل وَابْن النجار توفى فى ثانى عشر ربيع الأول سنة سِتّ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 285 - أسعد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجى التنوخى ثمَّ الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 الدمشقى قَالَ الذهبى كَانَ رَئِيسا محتشما متمولا ووقف دَاره مدرسة تسمى الصدرية على الْحَنَابِلَة ووقف عَلَيْهَا وَدفن بهَا سمع من حَنْبَل وَابْن طبرزد روى عَنهُ الدمياطى وَابْن الخباز وَولى نظر جَامع بنى أُميَّة مُدَّة وثمر لَهُ أَمْوَالًا كَثِيرَة وَهُوَ الذى استجد الدكاكين بسوق الزِّيَادَة بَين العواميد من الْجِهَتَيْنِ وَبنى فى حَائِط الْجَامِع القبلى حوانيت للنحاسين وَله اثار حَسَنَة مَاتَ فى تَاسِع عشر رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة 286 - أعين بن زيد الشوبى أحد أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد الحديث: 286 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن أَبى حَاتِم فى كتاب الرَّد على الْجَهْمِية قَالَ سَمِعت أعين بن زيد يَقُول سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الْقرَان كَلَام الله تَعَالَى غير مَخْلُوق 287 - إلْيَاس بن حَامِد بن مَحْمُود بن حَامِد بن مُحَمَّد بن أَبى الْحجر الحرانى الْفَقِيه الْمُحدث تقى الدّين سمع بِبَغْدَاد من أَبى هَاشم عِيسَى بن أَحْمد الروشانى وشهدة وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على أَبى الْفَتْح بن الحديث: 287 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 المنى وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة حدث وَسمع مِنْهُ بدل التبريزى توفى فى سلخ شَوَّال سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بالموصل 288 - النجيب بن عبد الله السمرقندى أَبُو بكر ذكره يحيى ابْن الصيرفى فى بعض تصانيفه وَقَالَ أَظُنهُ من تلامذة ابْن عقيل وَله تخاريج حَسَنَة فى الْمَذْهَب وَذكر فى ذَلِك أَنه خرج رِوَايَة أَنه لَا يجب الْقود فى صُورَة الْإِكْرَاه على الْقَتْل لَا على الْمُكْره وَلَا على الْمُكْره من الرِّوَايَة الَّتِى تَقول فِيهَا لَا تقتل الْجَمَاعَة بِالْوَاحِدِ لَا متزاج الْأَفْعَال فَكَذَا هُنَا وَأولى لِأَن السَّبَب غير صَالح 289 - أَيُّوب بن أَحْمد بن تيموه الباجسرائى الشَّيْخ الحديث: 288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 الْفَقِيه وَيكْتب بِخَطِّهِ القاضى أَيُّوب قَالَ ابْن النجار سمع مُحَمَّد بن نَاصِر الدسكرى والقاضى أَبَا الْحُسَيْن ابْن الْفراء وَحدث بأصبهان سمع مِنْهُ أَبُو الْكَرم سعد بن الْحُسَيْن بن ولاد المدينى قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وجدت خطه كثيرا على كتب كَثِيرَة من كتب الْأَصْحَاب قُرِئت عَلَيْهِ وَحدث ب الغيلانيات بسماعة من ابْن الْحُسَيْن وَأَظنهُ مَاتَ فى ذى الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 290 - أَيُّوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن سافرى أَبُو سُلَيْمَان انْتقل إِلَى الرملة فسكنها وَحدث بهَا وبمصر عَن مُحَمَّد بن عبد الله الأنصارى وَجَمَاعَة وَذكره الْخلال وَقَالَ فِيهِ رجل عَظِيم الْقدر لم أسمع مِنْهُ شَيْئا حَدَّثَنى عَنهُ مُحَمَّد بن أَبى هَارُون عَن أَبى عبد الله مسَائِل كَثِيرَة فِيهَا شىء لم يروه عَن أَبى عبد الله غَيره قَالَ أَيُّوب سُئِلَ أَحْمد عَن التَّكْبِير أَيَّام التَّشْرِيق فَقَالَ أذهب فِيهِ إِلَى قَول على من غَدَاة عَرَفَة إِلَى اخر أَيَّام التَّشْرِيق خَمْسَة أَيَّام توفى بِدِمَشْق سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 290 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 291 - أَيُّوب بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن يُوسُف ابْن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ نجم الدّين أَبُو عبد الله الجماعيلى وَهُوَ خطيب جماعيل سمع من خطيب مردا وَغَيره وروى عَنهُ ابْن الخباز وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيها مُبَارَكًا قَالَ الذهبى وَقد جَاءَ يسلم على شَيخنَا ابْن تَيْمِية توفى آخر سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة الحديث: 291 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 - حرف الْبَاء - 292 - بشر بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن بشر الشَّيْخ الصَّالح المقرىء الْفَقِيه البعلى سمع من التَّاج عبد الْخَالِق وَابْن مشرف وَالشَّيْخ شرف الدّين اليونينى وَغَيرهم قَالَ ابْن رَافع كَانَ خيرا وَقَالَ غَيره كَانَ حسن النِّسْبَة وَقَالَ الحسينى فى مُعْجَمه صحب الْفُقَرَاء وجاور بِمَكَّة توفى بمعان مرجعه من الْحَج لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن هُنَاكَ وَله أَخ اسْمه عمر يكنى أَبَا حَفْص وَكَانَ شَيخا صَالحا فَقِيها سمع من أَبى الْحُسَيْن اليونينى قَالَ شَيخنَا قاضى الْقُضَاة تقى الدّين ابْن قاضى شُهْبَة وَلَا أعلم وَقت وَفَاته الحديث: 292 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 293 - بَيَان بن أَحْمد بن خفاف ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد 294 - بدل بن أَبى طَاهِر بن شيردشهر بن حاكاه بن عبد الله بن مُحَمَّد الجيلى الْفَقِيه المقرىء أَبُو مُحَمَّد نزيل بَغْدَاد قَرَأَ الْقرَان بالروايات على أَبى الْعَلَاء الهمدانى وَسمع من أَبى الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحسن الصيدلانى وَغَيره وتفقه بِبَغْدَاد على ابْن بكروس وأقرأ النَّاس وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ بالروايات الْكَثِيرَة أَبُو عبد الله الدورى وَسمع مِنْهُ القاضى أَبُو الْعَبَّاس وَغَيره توفى يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر ذى الْحجَّة الْحَرَام سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة الحديث: 293 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 295 - بديل بن مُحَمَّد بن أَسد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ دخلت أَنا وَإِبْرَاهِيم بن سعيد الجوهرى على أَحْمد بن حَنْبَل فى الْيَوْم الذى مَاتَ فِيهِ أَو مَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة قَالَ فَجعل أَحْمد يَقُول لنا عَلَيْكُم بِالسنةِ عَلَيْكُم بالأثر عَلَيْكُم بِالْحَدِيثِ لَا تكْتبُوا رأى فلَان وَرَأى فلَان وَذكر فى مَوضِع اخر إِنَّه سَأَلَ أَحْمد فَقَالَ اللَّفْظ بالقران غير مَخْلُوق وَمن قَالَ لفظى بالقران مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر وَسَأَلَهُ مرّة أُخْرَى فَأَجَابَهُ بذلك 296 - بقى من مخلد أَبُو عبد الرَّحْمَن الأندلسى الْحَافِظ رَحل إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل فَسمع مِنْهُ وَمن أَبى بكر بن أَبى شيبَة وَغَيرهمَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأندلس فأشاع فِيهَا الْعلم مَاتَ سنة ثَلَاث أَو سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 295 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 297 - بكر بن مُحَمَّد النسائى الأَصْل أَبُو أَحْمد البغدادى المنشأ ذكر الْخلال أَن أَحْمد كَانَ يقدمهُ ويكرمه وَعِنْده مسَائِل كَثِيرَة سَمعهَا مِنْهُ قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن رجل استشهدنى على شَهَادَة وَهُوَ يَبِيع بالربا ثمَّ جَاءَ فَقَالَ أشهد عِنْد السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ لَا تشهد إِذا كَانَ مُعَامَلَته الرِّبَا وَنقل بكر عَنهُ إِذا حلف على شىء ثمَّ احتال بحيلة فَصَارَ إِلَيْهَا فقد صَار إِلَى الذى حلف عَلَيْهِ بِعَيْنِه وَقَالَ من احتال بحيلة فَهُوَ حانث الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 298 - بشر بن مُوسَى بن صَالح بن شيخ بن عميرَة بن حبَان بن سراقَة الأسدى البغدادى وَكَانَ وَالِده من أهل الْفضل والرئاسات وَكَانَ الشَّيْخ بشر ثِقَة أَمينا عَاقِلا سمع من روح بن عبَادَة وَحَفْص بن عمر الْعَدْوى وَسمع الْكثير من هَوْذَة بن خَليفَة البكراوى وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ يحيى بن صاعد وَمُحَمّد بن مخلد وَأَبُو بكر الْخلال وَجمع وَسَأَلَ أَحْمد عَن التَّزْوِيج قَالَ رأه ورأيته يحض عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن الْقُنُوت فى الْفجْر فَقَالَ أما أَنا فَلَا أَفعلهُ وَعَن الرجل يقْرَأ السَّجْدَة فَلَا يسجدها حَتَّى يقْرَأ عدَّة سَجدَات ثمَّ يسْجد لَهُنَّ جَمِيعًا فكره ذَلِك توفى يَوْم السبت لأَرْبَع بَقينَ من ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن هَارُون الهاشمى وَدفن فى مَقْبرَة بَاب التِّبْن وَكَانَ الْجمع كثيرا الحديث: 298 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 - حرف التَّاء - 299 - تَمِيم بن أَحْمد بن أَحْمد بن كرم بن غَالب البندنيجى ثمَّ البغدادى الأزجى الْمُفِيد أَبُو الْقَاسِم سمع الْكثير من أَبى بكر ابْن الزاغونى وأبى الْوَقْت وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر والوزير بن هُبَيْرَة والقاضى أَبى يعلى بن أَبى خازم بن الْفراء وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا لنَفسِهِ وَلِلنَّاسِ وَأفَاد أهل الْبَلَد والغرباء كثيرا وَأَجَازَ للمنذرى وَتوفى يَوْم السبت ثَالِث جُمَادَى الاخرة سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 300 - تَمِيم بن مُحَمَّد الطوسى أَبُو عبد الرَّحْمَن حدث الحديث: 299 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا مَا رَوَاهُ البرقانى قَرَأت على أَبى الْعَبَّاس ابْن حمدَان حَدثكُمْ تَمِيم بن مُحَمَّد الطوسى قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول عَلَيْكُم بمصنفات وَكِيع بن الْجراح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 - حرف الثَّاء - 301 - ثَابت بن مَنْصُور بن الْمُبَارك الكيلى المقرىء الْمُحدث أَبُو الْعِزّ سمع من أَبى مُحَمَّد التميمى وطبرزد وَالْحُسَيْن بن طبرزد وَالْحُسَيْن بن طَلْحَة وَخلق كثير وعنى بِالْحَدِيثِ وَسمع وَكتب الْكثير وَخرج تخاريج لنَفسِهِ عَن شُيُوخه فى فنون وروى عَنهُ السلفى وَابْن الجوزى وَالْمبَارك بن أَحْمد الأنصارى وَغَيرهم قَالَ أَبُو الْفرج كَانَ دينا ثِقَة صَحِيح السماع ووقف كتبه قبل وَفَاته وَقد ذكره جمَاعَة من الْمُحدثين ووصفوه فى طباق السماع بِالْإِمَامِ الْحَافِظ توفى سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة ثَمَان وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى كيل قَرْيَة على شاطىء الدجلة على مسيرَة يَوْم من بَغْدَاد مِمَّا يلى طَرِيق وَاسِط الحديث: 301 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 - حرف الْجِيم - 302 - جَابر بن ياسين بن الْحسن بن محمويه العكبرى كَانَ ثِقَة أهل السّنة سمع من أَبى حَفْص الكنانى وَغَيره وَحدث روى عَنهُ القاضى أَبُو بكر الأنصارى توفى سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 303 - جَعْفَر بن أَحْمد بن أَبى قايماز الْفَقِيه الأذنى ذكره الْخلال قَالَ كَانَ عِنْده مسَائِل عَن أَبى عبد الله سَمعتهَا مِنْهُ الحديث: 302 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 304 - جَعْفَر بن أَحْمد بن شَاكر قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله وَسَأَلَهُ رجل مَا تَقول فى رجل حلف على غَرِيم لَهُ أَن لَا يُفَارِقهُ حَتَّى يسْتَوْفى حَقه فَإِن أعطَاهُ ضمينا أَو رهنا هَل يُخرجهُ ذَلِك من يَمِينه قَالَ لَا يُخرجهُ قيل لَهُ مَا تَقول إِن هرب يتحامله هَل يَحْنَث قَالَ نعم 305 - جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن جَعْفَر السراج المقرىء الْمُحدث الأديب أَبُو مُحَمَّد قَرَأَ الْقرَان بالروايات وأقرأ الحديث: 304 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 سِنِين سمع أَبَا على بن شَاذان وَأَبا مُحَمَّد الْخلال وخلقا وسافر إِلَى مَكَّة وَسمع بهَا وبدمشق وطرابلس وَتوجه إِلَى مصر فَسمع فِيهَا من أَبى إِسْحَاق بن الحباك وَغَيره وَخرج لَهُ الْخَطِيب خَمْسَة أَجزَاء مَعْرُوفَة هى السراجيات وَكَانَ أديبا شَاعِرًا صَدُوقًا ثِقَة صنف كتبا حسانا مِنْهَا كتاب مصَارِع العشاق وَكتاب حكم الصّبيان وَكتاب مَنَاقِب السودَان ونظم كتبا عديدة مِنْهَا الخرقى والتنبيه وَقد أثنى عَلَيْهِ جمَاعَة من الْحفاظ مِنْهُم ابْن نَاصِر قَالَ ابْن الجوزى وَكَانَ صَحِيح الْبدن لم يعتوره مرض يذكر فَمَرض أَيَّامًا ثمَّ توفى لَيْلَة الْأَحَد الْعشْرين من صفر سنة خَمْسمِائَة وَدفن بالمقبرة الْمَعْرُوفَة بالأجمة من بَاب إبرز 306 - جَعْفَر بن الْحسن المقرىء الْفَقِيه الزَّاهِد صحب الحديث: 306 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 القاضى أَبَا يعلى وتفقه عَلَيْهِ ثمَّ على صَاحبه الشريف أَبى جَعْفَر وَسمع الحَدِيث من أَبى على بن الْبناء وَكَانَ من عباد الله الصَّالِحين أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر وَهُوَ من أَصْحَاب المقامات الْمَشْهُورَة توفى فى الصَّلَاة سَاجِدا فى ربيع الآخر سنة سِتّ وَخَمْسمِائة بدارزيجان 307 - جِبْرِيل بن صارم بن أَحْمد بن على بن سَلام المصرى الأديب سمع من أَبى الْفرج ابْن الجوزى وَغَيره وتفقه فى الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْخلاف وَصَارَ يتَكَلَّم فى الْمسَائِل مَعَ الْفُقَهَاء وجالس النُّحَاة وَحصل طرفا صَالحا من الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْجيد وَقبض عَلَيْهِ فى قَضِيَّة خوارزم شاه بِسَبَب ظهر عَلَيْهِ فسجن بدار الْخلَافَة وَانْقطع خَبره عَن النَّاس 308 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن معبد الْمُؤَدب سَأَلَ إمامنا الحديث: 307 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ رَأَيْت أَبَا عبد الله يصلى بعد الْجُمُعَة سِتّ رَكْعَات ويفصل فى كل رَكْعَتَيْنِ وَسَأَلَ أَحْمد عَن الْقِرَاءَة خلف الإِمَام فَقَالَ اقْرَأ إِذا لم يجْهر 309 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَاشم أَبُو الْفضل الْمُؤَدب حدث عَن عَفَّان بن مُسلم وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ لما مَاتَ أَبى أَرَادَت أمى أَن تبيع دَارا وَرِثْنَاهَا فَقَالَت يَا بنى امْضِ إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل وَبشر بن الْحَارِث فسلهما عَن ذَلِك فإنى لَا أحب أَن أقطع أمرا دونهمَا واعلمهما أَن بِنَا حَاجَة إِلَى ذَلِك قَالَ فَسَأَلتهمَا عَن ذَلِك فاتفق قولاهما على بيع الأنقاض دون بيع الأَرْض ثمَّ رجعت إِلَى أمى فَأَخْبَرتهَا بذلك فَلم تبعها 310 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أَبى عُثْمَان أَبُو الْفضل الحديث: 309 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 الطيالسى سمع عَفَّان بن مُسلم وَسليمَان بن حَرْب وإمامنا أَحْمد وَغَيرهم روى عَنهُ يحيى بن صاعد وَمُحَمّد بن مخلد وَأَبُو بكر النجاد وَكَانَ ثِقَة ثبتا صَعب الْأَخْذ حسن اللَّفْظ وَذكر فى قَول النبى فى الْخَوَارِج التحليق والتسبيت قَالَ جَعْفَر قلت لِأَحْمَد مَا التسبيت قَالَ الْحلق الشَّديد يشبه النِّعَال السبتية مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشر رَمَضَان سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 311 - جَعْفَر بن مُحَمَّد النسائى الشقرانى الشعرانى أَبُو مُحَمَّد ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ رفيع الْقدر ثِقَة جليل ورع أمار بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر أخْبرت أَنه قتل بِمَكَّة فى شىء من هَذَا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والنهى عَن الْمُنكر وَكَانَ أَحْمد يُكرمهُ ويأنس بِهِ وَيعرف لَهُ حَقه روى عَن أَبى عبد الله مسَائِل كَثِيرَة مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد سُئِلَ عَن معنى قَول النبى (لَا يلْدغ الْمُؤمن من جُحر مرَّتَيْنِ) قَالَ أَن يَقع مرّة فى ذَنْب لَا يعود فِيهِ 312 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن شَاكر أَبُو مُحَمَّد الصَّائِغ سمع الحديث: 311 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 مُحَمَّد بن سَابق وَعَفَّان بن مُسلم وإمامنا وَكَانَ يحضر مجالسه وَيسمع فَتَاوِيهِ وَكَانَ ثِقَة صَادِقا ثبتا ضابطا روى عَنهُ مُوسَى بن هَارُون وَيحيى ابْن صاعد وَأَبُو بكر النجاد وَغَيرهم وروى عَن إمامنا مسَائِل كَثِيرَة مِنْهَا قَالَ كَانَ فى جوَار أَحْمد بن حَنْبَل رجل وَكَانَ يمارس المعاصى فجَاء يَوْمًا وَسلم على أَحْمد فَلم يرد عَلَيْهِ ردا تَاما وانقبض مِنْهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عبد الله لم تنقبض منى فإنى قد انْتَقَلت عَمَّا كنت تعهد منى برؤيا رَأَيْتهَا وأى شىء رَأَيْت قَالَ رَأَيْت النبى فى الْمَنَام وَكَأَنَّهُ على علو من الأَرْض وناس كَثِيرَة جُلُوس قَالَ فَيقوم إِلَيْهِ رجل حَتَّى لم يبْق غيرى قَالَ فَأَرَدْت أَن أقوم فَاسْتَحْيَيْت فَقَالَ لى قُم فسلنى أَن أَدْعُو لَك فَإنَّك لَا تسب أحدا من أصحابى قَالَ فَقُمْت ودعا لى ثمَّ انْتَبَهت وَقد بغض الله إِلَى مَا كنت فِيهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عبد الله يَا جَعْفَر يَا فلَان احْفَظُوا هَذَا وَحَدثُوا بِهِ فَإِنَّهُ ينفع وَقَالَ جَعْفَر سَمِعت أَحْمد يَقُول كل شىء من الْخَيْر يُبَادر بِهِ مَاتَ لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من ذى الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَدفن فى مَقَابِر بَاب الْكُوفَة 313 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن يزِيد المنادى الحديث: 313 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 سمع عَاصِم بن على وإمامنا أَحْمد وَغَيرهمَا وَكَانَ ثِقَة قَالَ ابْنه توفى أَبى يَوْم السبت بَين الظّهْر وَالْعصر وَدفن يَوْم الْأَحَد لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ كتب النَّاس عَنهُ فى حَيَاة جدى بعد ذَلِك 314 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن على أَبُو الْقَاسِم الْوراق ثمَّ الْمُؤَدب البلخى سكن بَغْدَاد وَحدث وَحضر مجْلِس إمامنا وَسمع مِنْهُ أَشْيَاء مَاتَ فى شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ذكره مُحَمَّد بن مخلد فى تَارِيخه 315 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هُذَيْل أَبُو عبد الله الكوفى ذكره الْخلال ومدحه وَقَالَ عِنْده مسَائِل صَالِحَة عَن أَبى عبد الله مِنْهَا قلت يَا أَبَا عبد الله نُحدث عَن أَبى مُعَاوِيَة الضَّرِير وَهُوَ مرجىء قَالَ لم يكن دَاعِيَة وَقَالَ سَمِعت أَحْمد يَقُول يكره أَن يعلق فى الْقبْلَة شىء يحول بَينه وَبَين الْقبْلَة وَلم يكره أَن يضع فى الْمَسْجِد الْمُصحف أَو نَحوه الحديث: 314 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 316 - جَعْفَر بن مُحَمَّد الأنماطى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت أَبَا عبد الله يَوْمًا وَهُوَ يقْرَأ علينا فجَاء رجل إِلَى اخر وَمَعَهُ نُسْخَة فَقَالَ اسْمَع مَعَك فَقَالَ لَا وَإِن سَمِعت لم أعطك فَسمع أَحْمد كَلَامه وأطبق الْكتاب فطأطأ رَأسه وَسكت حَتَّى ظن الرجل الْمَانِع إِنَّمَا فعل ذَلِك لكَلَامه فَقَالَ لَهُ تعال اسْمَع معى قَالَ لَهُ ثمَّ على إنى إِن سَمِعت مَعَك تعطينى قَالَ نعم أُعْطِيك فَلَمَّا سمع أَحْمد قَوْله فتح الْكتاب وَقَرَأَ 317 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْوَلِيد القافلانى الحديث: 316 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 أَبُو الْفضل حدث عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصاغانى وَكَانَ من الثِّقَات وَجمع وَصَحب من صحب الإِمَام أَحْمد مِنْهُم إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الْخُنْثَى من يغسلهُ إِذا مَاتَ قَالَ مَا كَانَ لَهُ من خمس سِنِين فَلَا بَأْس لكل تغسيله روى عَنهُ أَبُو بكر بن مَالك القيطعى وَعبيد الله الزهرى وَأَبُو بكر بن شَاذان وَغَيرهم توفى سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة 318 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الصندلى أَبُو الْفضل الحديث: 318 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 سمع إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم البغوى وَالْحسن بن مُحَمَّد الزغفرانى وَغَيرهمَا وَصَحب من أَصْحَاب إمامنا الْفضل بن زِيَاد وخطاب بن بشر حدث وروى عَنهُ عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر بن الخرقى ويوسف القواس وَذكره ابْن ثَابت فَقَالَ كَانَ ثِقَة صَالحا دينا يسكن بَاب الشّعير وَكَانَ يُقَال إِنَّه من الأبدال وَقَالَ جَعْفَر أَنبأَنَا الْفضل بن زِيَاد الْقطَّان قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله وَسُئِلَ عَن زَكَاة الحلى فَقَالَ يرْوى عَن خَمْسَة عشر من أَصْحَاب النبى أَنهم لَا يرَوْنَ فى الحلى زَكَاة مَاتَ فى شهر ربيع الاخر سنة ثَمَان عشرَة وثلاثمائة 319 - الْجُنَيْد بن مُحَمَّد بن الْجُنَيْد أَبُو الْقَاسِم الخراز وَيُقَال القواريرى أَصله من نهاوند ومولده ومنشؤه بِبَغْدَاد وَسمع الحَدِيث وَصَحب جمَاعَة من الصَّالِحين واشتهر بِصُحْبَة الْحَارِث المحاسبى وسرى السقطى ثمَّ اشْتغل بِالْعبَادَة وَأسْندَ الحَدِيث عَن الْحسن بن عَرَفَة وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ الْجُنَيْد جَاءَ رجل الحديث: 319 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل وَمَعَهُ غُلَام حسن الْوَجْه فَقَالَ لَهُ من هَذَا قَالَ ابنى فَقَالَ أَحْمد لَا تجىء بِهِ مَعَك مرّة أُخْرَى فَلَمَّا قَامَ قيل أيد الله الشَّيْخ إِنَّه رجل مَسْتُور وَابْنه أفضل مِنْهُ فَقَالَ أَحْمد الذى قصدنا إِلَيْهِ من هَذَا لَيْسَ يمْنَع سترهما على هَذَا رَأينَا أشياخنا وَبِه خبرونا عَن أسلافهم وَقَالَ جَعْفَر الخلدى قَالَ الْجُنَيْد ذَات يَوْم مَا أخرج الله إِلَى الأَرْض عَالما وَجعل لِلْخلقِ إِلَيْهِ سَبِيلا إِلَّا وَقد جعل الله فِيهِ حظا ونصيبا كَانَ ورده فى كل يَوْم ثَلَاثمِائَة رَكْعَة وَثَلَاثِينَ ألف تَسْبِيحَة وَقَالَ سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول مَا نزعت ثوبى للْفراش مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة وَقَالَ الْجُنَيْد سألنى سرى السقطى مَا الشُّكْر فَقلت أَن لَا يستعان بِنِعْمَة على مَعَاصيه فَقَالَ هُوَ ذَاك وَقَالَ الخلدى رَأَيْت الْجُنَيْد فى النّوم فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ طلعت تِلْكَ الإشارات وَغَابَتْ تِلْكَ الْعبارَات وفنيت تِلْكَ الْعُلُوم ونفذت تِلْكَ الرسوم وَمَا نفعنا إِلَّا ركيعات كُنَّا نركعها فى الأسحار مَاتَ لَيْلَة النيروز وَدفن من الْغَد فى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 320 - الْجُنَيْد بن يَعْقُوب بن الْحسن بن الْحجَّاج بن يُوسُف الحديث: 320 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 الجبلى الْفَقِيه الزَّاهِد تفقه على يَعْقُوب البرزينى وَأخذ الْأَدَب عَن أَبى مَنْصُور الجواليقى وَسمع الحَدِيث من أَبى مُحَمَّد التميمى والقاضى أَبى الْحُسَيْن وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير من الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف والْحَدِيث وَالْأَدب وَكَانَ فَاضلا دينا حسن الطَّرِيقَة جمع كتابا كَبِيرا فى اسْتِقْبَال الْقبْلَة وَمَعْرِفَة أَوْقَات الصَّلَوَات وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس ابْن لبيدة عَنهُ كَانَ صَادِقا زاهدا ثبتا لم نَعْرِف عَلَيْهِ إِلَّا خيرا مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر جُمَادَى الاخرة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر بمدرسته وَدفن فى يَوْمه بمقبرة الحلبه مَسْأَلَة وجد بِخَطِّهِ حَادِثَة سُئِلَ عَنْهَا وهى قِطْعَة جبل لرجل عَلَيْهَا شجر نابت وتحتها فسترتها وَصَارَت حاجية لَهَا مَانِعَة لصَاحِبهَا من زراعتها وَالشَّجر بِحَالهِ نابت فى تِلْكَ الْقطعَة لَا يستضر صَاحبهَا لَكِن صَاحب الأَرْض الَّتِى تحتهَا يستضر فَمَا الحكم فى ذَلِك فَأجَاب أَنه يحْتَمل الْقيمَة لِأَنَّهَا صَارَت كالمستهلكة فهى اللالىء إِذا ابتلعه عَبده وَاعْترض الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب أَن جِنَايَة العَبْد تفارق بَقِيَّة جنايات الْأَمْوَال لِأَن العَبْد مُكَلّف مُخْتَار فَلَا تسْقط جِنَايَته وَيتَعَلَّق بِرَقَبَتِهِ بِخِلَاف جِنَايَة الْبَهَائِم فَإِن مَالِكهَا لَا يضمن إِلَّا أَن ينْسب إِلَى نوع تَفْرِيط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 فى حفظهَا وَأما الْجِنَايَة من أَمْوَاله الَّتِى لَا جِنَايَة فِيهَا فَلَا ضَمَان عَلَيْهِ إِلَّا أَن ينْسب إِلَى نوع تَفْرِيط كميل حَائِطه إِلَى جَاره 321 - جهم العكبرى صحب إمامنا أَحْمد وَبشر الحديث: 321 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 الحافى قَالَ جهم أتيت يَوْمًا أَحْمد بن حَنْبَل فوصلت إِلَيْهِ وَهُوَ متشح فَرفع أحد عطفى إزَاره عَن مَنْكِبه فبصرت إِلَى مَوضِع الضَّرْب فَدَمَعَتْ عينى فَفطن أَحْمد فَرد الثَّوْب إِلَى مَنْكِبه قَالَ ثمَّ صرت إِلَى بشر بن الْحَارِث فَحَدَّثته الحَدِيث فَقَالَ لى وَيحك إِن أَحْمد طَار بحظها وهنائها فى الْإِسْلَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 - حرف الْحَاء - 322 - الْحسن بن أَحْمد بن اللَّيْث الرازى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ دفعت إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل رقْعَة من الْحسن بن الصَّباح فِيهَا مَسْأَلَة يسْأَله عَنْهَا فَقَالَ كَيفَ تركت أَبَا على فَقلت قد أَخَذته ريح فى ظَهره وَقد أحنته فَقَالَ عافاه الله بَقَاؤُهُ صَلَاح لهَذِهِ الْأمة وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر لَهُ إِنْسَان فَقَالَ بالرى رجل يحدث يُقَال لَهُ أَبُو زرْعَة تكْتب عَنهُ فَقَالَ لَهُ أَحْمد مجيبا كالمنكر عَلَيْهِ أَبُو زرعه أَبُو زرْعَة استودعه الله حفظه الله أَعلَى الله كَعبه نَصره الله على أعدائه فَذكرت ذَلِك لأبى زرْعَة بعد قدومى عَلَيْهِ فَقَالَ مَا وَقعت فى بلية إِلَّا ذكرت هَذَا الدُّعَاء فيخلصنى الله ويسلمنى مِنْهُم وأنجو ببركة دُعَاء أَحْمد لى 323 - الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء البغدادى الإِمَام أَبُو على المقرىء الْمُحدث الْفَقِيه الْوَاعِظ الحديث: 322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات والسبع على أَبى الْحسن الحمامى وَغَيره وَسمع الحَدِيث من أَبى مُحَمَّد السكرى وأبى على ابْن شهَاب وَخلق وتفقه أَولا على أَبى طَاهِر ابْن الغبارى ثمَّ على القاضى إِلَى يعلى وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وتفقه أَيْضا على ابْن أَبى مُوسَى وأبى الْفضل التميمى وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَان جمَاعَة وَسمع مِنْهُ الحَدِيث آخَرُونَ مِنْهُم ولداه وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن الْفراء وَأَبُو الْقَاسِم السمرقندى ودرس وَأفْتى زَمَانا طَويلا وصنف كتبا عديدة فى عُلُوم شَتَّى قَالَ ابْن شَافِع كَانَ لَهُ حلقتان إِحْدَاهمَا بِجَامِع الْمَنْصُور وَالْأُخْرَى بِجَامِع الْقصر وَكَانَ يُفْتى الْفتيا الواسعة ويفيد الْمُسلمين بالأحاديث والمجموعات وَمَا يقربهُ من السّنَن وَكَانَ نقى الذِّهْن جيد القريحة تدل مجموعاته على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 تَحْصِيله لفنون من الْعلم وَقد صنف فى زمن شَيْخه القاضى أَبى يعلى فى المعتقدات وَغَيرهَا وَكتب لَهُ خطه بالإصابة وَالِاسْتِحْسَان وَلَقَد رَأَيْت فى بعض مجاميعه فى المعتقدات مَا يُوَافق بَين المذهبين الشافعى وَأحمد ويقصد بِهِ تأليف الْقُلُوب واجتماع الْكَلِمَة وَكَانَ من شُيُوخ الْإِسْلَام الفصحاء الْفُقَهَاء النبلاء وَيبعد أَن يجْتَمع فى شخص من التفنن فى الْعُلُوم مَا اجْتمع فِيهِ وَقد جمع من المصنفات فى فنون الْعلم فقها وحديثا وفى علم الْقرَاءَات وَالسير والتواريخ وَالسّنَن والشروح للفقه والنحو جموعا حَسَنَة تزيد على ثَلَاثمِائَة مَجْمُوع قَالَ ابْن الجوزى ذكر عَنهُ أَنه قَالَ صنف خَمْسمِائَة مُصَنف وَقد حكى فى شرح الخرقى عَن بعض الْأَصْحَاب أَنه يُعْفَى عَن يسير رَائِحَة المَاء بِالنَّجَاسَةِ وَهُوَ غَرِيب وَنقل فى شرح الْمُجَرّد أَن من أخر الصَّلَاة فى السّفر عمدا وقضاها فى السّفر أَن لَهُ الْقصر كالناسى قَالَ وَلم يفرق الْأَصْحَاب بَينهمَا إِلَّا فى المأثم وَعَدَمه وَهَذَا القَوْل غَرِيب جدا توفى لَيْلَة السبت خَامِس رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ إمامنا أَبُو مُحَمَّد التميمى وَكَانَ الْجمع متوافرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 324 - الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل بن سَلمَة بن عثكل بن حَنْبَل بن إِسْحَاق الهمدانى المقرىء الحديث: 324 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 الْمُحدث الْحَافِظ الأديب اللغوى الزَّاهِد أَبُو الْعَلَاء الْمَعْرُوف ب الْعَطَّار قَرَأَ الْقرَان بالروايات على أَبى على الْحداد وَغَيره بأصبهان وعَلى ابْن الْعِزّ القلانسى بواسط وعَلى البارع الدباس بِبَغْدَاد وَسمع الحَدِيث من جمع كثير مِنْهُم عبد الرَّحْمَن الدونى وَهُوَ أول سَمَاعه مِنْهُ سنة خمس وَتِسْعين وَحصل كتبا كَثِيرَة ووقفها وَسمع مِنْهُ خلق مِنْهُم ابْن عَسَاكِر وَمُحَمّد ابْن مَحْمُود الحمامى الْوَاعِظ وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ ابْن الْمُفْتى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 وَقَالَ ابْن السمعانى فى حَقه حَافظ متقن ومقرىء فَاضل حسن السِّيرَة مرضى الطَّرِيقَة عَزِيز النَّفس سخى بِمَا يملك مكرم للغرباء يعرف الْقرَاءَات والْحَدِيث وَالْأَدب معرفَة حَسَنَة سَمِعت مِنْهُ توفى لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَرويت لَهُ منامات حَسَنَة 325 - حسن بن أَحْمد بن أَبى الْحسن بن دويرة البصرى الحديث: 325 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 المقرىء الزَّاهِد أَبُو على شيخ الْحَنَابِلَة بِالْبَصْرَةِ ومدرسهم اشْتغل عَلَيْهِ أُمَم وَختم عَلَيْهِ الْقُرْآن أَزِيد من ألف إِنْسَان وَكَانَ صَالحا زاهدا ورعا حدث بِجَامِع الترمذى بإجازته من الْحَافِظ أَبى مُحَمَّد الْأَخْضَر سَمعه مِنْهُ نور الدّين عبد الرَّحْمَن بن عمر البصرى وَهُوَ أحد تلامذته توفى سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة 326 - الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن الحديث: 326 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 عبد الْغنى الشَّيْخ الإِمَام بدر الدّين المقدسى سمع من قاضى الْقُضَاة تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وتفقه وبرع وَأفْتى وَأم بمحراب الْحَنَابِلَة بِجَامِع دمشق توفى بالصالحية ثامن عشْرين شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة 327 - الْحسن بن إِسْمَاعِيل الربعى سمع عبد الرَّحْمَن الفهرى وَغَيره روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ لى أَحْمد بن حَنْبَل إِمَام أهل السّنة والصابر تَحت المحنة أجمع تسعون رجلا من التَّابِعين وأئمة الْمُسلمين وفقهاء الْأَمْصَار على أَن السّنة الَّتِى توفى عَلَيْهَا رَسُول الله أَولهَا الرِّضَا بِقَضَاء الله تَعَالَى وَالتَّسْلِيم لأَمره وَالصَّبْر على حكمه وَالْأَخْذ بِمَا أَمر الله بِهِ والنهى عَمَّا نهى الله عَنهُ وَالْإِيمَان بِالْقدرِ خَيره وشره وَترك المراء والجدال فى الدّين وَالْمسح على الْخُفَّيْنِ وَالْجهَاد مَعَ كل خَليفَة بر وَفَاجِر وَالصَّلَاة على من مَاتَ من أهل الْقبْلَة وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد بِالطَّاعَةِ وَينْقص بالمعصية وَالْقُرْآن كَلَام الله منزل على قلب نبيه غير مَخْلُوق من حَيْثُ مَا تلى وَالصَّبْر تَحت لِوَاء السُّلْطَان على مَا كَانَ فِيهِ من عدل أَو جور الحديث: 327 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وَلَا يخرج على الْأُمَرَاء بِالسَّيْفِ وَإِن جاروا وَلَا تكفر أحدا من أهل التَّوْحِيد وَإِن عمِلُوا بالكبائر والكف عَمَّا شجر بَين أَصْحَاب رَسُول الله وَأفضل النَّاس بعد رَسُول الله أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى والترحم على جَمِيع أَصْحَاب النبى وَأَوْلَاده وأزواجه وأصهاره رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ فَهَذِهِ السّنة إلزموها تسلموا أَخذهَا هدى وَتركهَا ضَلَالَة 328 - الْحسن بن أَيُّوب البغدادى قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل الرجل يتَصَدَّق على الرجل أَو يقف فى دَاره أَو أرضه أَو حَانُوت فى حوانيت أَيجوزُ ذَلِك إِذا كَانَ مشَاعا قَالَ إِذا كَانَ الْبَيْت مَعْلُوما جَازَ ذَلِك قَالَ وَسمعت أَبَا عبد الله وَقيل لَهُ أحياك الله يَا أَبَا عبد الله على الْإِسْلَام قَالَ وَالسّنة 329 - الْحسن بن ثَوَاب بن على الثعلبى المخرمى سمع من الحديث: 328 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 يزِيد بن هَارُون وَغَيره روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن إِسْحَاق المروزى وَأَبُو بكر الْخلال وَقد كَانَ شَيخا جليل الْقدر وَكَانَ لَهُ بأبى عبد الله أنس شَدِيد وَقَالَ لى كنت إِذا دخلت على أَبى عبد الله يَقُول لى إنى أفشى إِلَيْك مَا لَا أفشى إِلَى ولدى وَلَا إِلَى غَيرهم فَأَقُول لَك عندى مَا قَالَ الْعَبَّاس لِابْنِهِ عبد الله أَن عمر بن الْخطاب يكرمك ويقدمك فَلَا تفشين لَهُ سرا فَإِن أمت فقد ذهب وَإِن أعش فَلَنْ أحدث بهَا عَنْك يَا أَبَا عبد الله وَكَانَ عِنْده عَن أَبى عبد الله جُزْء كَبِير فِيهِ مسَائِل كبار لم يجئنى بهَا غَيره مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 330 - الْحسن بن جَعْفَر بن عبد الصَّمد بن المتَوَكل عبد الله العباسى المقرىء الأديب قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع من أَبى غَالب البلاقلانى وأبى الْحسن ابْن العلاف وَغَيرهمَا وَعِنْده لطف وظرف وأدب وَيَقُول الشّعْر الْحسن مَعَ دين وَخير جمع لنَفسِهِ مشيخة وَجمع كتابا سَمَّاهُ سرعَة الْجَواب ومداعبة الأحباب أحسن فِيهِ روى عَنهُ ابْن الحديث: 330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 الْأَخْضَر وَغَيره مَاتَ فى جُمَادَى الاخرة سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 331 - الْحسن بن حَامِد بن على بن مَرْوَان البغدادى إِمَام الْحَنَابِلَة فى زَمَانه ومؤدبهم ومعلمهم لَهُ مصنفات فى عُلُوم مُخْتَلفَة مِنْهَا الْجَامِع فى الْمَذْهَب نَحْو من أَرْبَعمِائَة جُزْء وَله شرح الخرقى سمع أَبَا بكر الشافعى وَأَبا بكر النجاد وَجَمَاعَة من أَصْحَاب القاضى أَبى يعلى وَأَبا إِسْحَاق وَأَبا الْعَبَّاس البرمكيان وَقد نَاظر أَبَا حَامِد الإسفراينى فى وجوب الصّيام لَيْلَة الْغَيْم بِحَيْثُ يسمع الْخَلِيفَة كَلَامهمَا فَخرجت الْجَائِزَة السّنيَّة لَهُ من أَمِير الْمُؤمنِينَ فَردهَا مَعَ حَاجته إِلَى بَعْضهَا فضلا عَن جَمِيعهَا تعففا وتنزها وَكَانَ يبتدىء فى مَجْلِسه بِقِرَاءَة الْقرَان الحديث: 331 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 ثمَّ التدريس ثمَّ ينْسَخ بِيَدِهِ ويقتات من أجرته فَسمى الْوراق من أجل ذَلِك توفى رَاجعا من مَكَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة 332 - الْحسن بن حُسَيْن نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا فى المذى يُصِيب الثَّوْب قَالَ يغسل 333 - الْحسن بن زِيَاد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ قلت لمُحَمد بن عَبدة كَانَ أَبوك عَبدة نازلا عندى بِبَغْدَاد فَجَاءَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَأهل الْحلقَة يسلمُونَ عَلَيْهِ لقدومه فَقَالَ أَبُو سعيد الْحداد يَا أَبَا مُحَمَّد يعْنى لعبدة يكون أحد يدْخل فى عمل السُّلْطَان يسلم من الدِّمَاء فَقَالَ أَبوك عَبدة لَا فَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ينبغى أَن يكْتب كَلَام أَبى مُحَمَّد نَقله الْخلال 334 - الْحسن بن شهَاب بن الْحسن بن على بن شهَاب الحديث: 332 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 العكبرى أَبُو على الْفَقِيه الأديب الْمُحدث الشَّاعِر لَهُ الْفتيا الواسعة لَازم أَبَا عبد الله بن بطة إِلَى حِين وَفَاته وَسمع الحَدِيث على كبر سنه من أَبى على ابْن الصَّواف وَأحمد بن يُوسُف بن خَلاد وَغَيرهمَا قَالَ الرهاوى هُوَ ثِقَة أَمِين لَهُ المصنفات فى الْفِقْه والفرائض والنحو مَاتَ فى رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بعكبراء قَالَ الأزهرى أَخذ السُّلْطَان من تركته مَا يُقَارب ألف دِينَار سوى مَا خَلفه من الكروم وَالْعَقار وَكَانَ أوصى بِثلث مَاله لفقهاء الْحَنَابِلَة فَلم يُعْطوا شَيْئا من ذَلِك 335 - الْحسن بن الصَّباح بن مُحَمَّد أَبُو على الْبَزَّار سمع الحديث: 335 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 سُفْيَان بن مُعَاوِيَة وَأَبا مُعَاوِيَة الضَّرِير وإمامنا أَحْمد وَغَيرهم روى عَنهُ البخارى وَمُحَمّد بن إِسْحَاق الصاغانى والترمذى وَعبد الله بن أَحْمد قَالَ ابْن أَبى حَاتِم هُوَ صَدُوق وَكَانَ لَهُ جلالة بِبَغْدَاد وَكَانَ إمامنا يرفع من قدره ويجله وَكَانَ من الصَّالِحين قَالَ الترمذى حَدثنَا الْحسن بن الصَّباح حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل شَيخنَا وَسَيِّدنَا حَدثنَا بهز بن أَسد حَدثنَا أبان بن يزِيد حَدثنَا قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله (لَا تزَال جَهَنَّم تَقول هَل من مزِيد قَالَ فيدلى فِيهَا رب الْعَالمين قدمه فينزوى بَعْضهَا إِلَى بعض وَتقول قطّ قطّ بعزتك قَالَ وَلَا يزَال فى الْجنَّة فضل حَتَّى ينشىء الله خلقا اخر فيسكنهم إِيَّاهَا) مَاتَ بِبَغْدَاد يَوْم الِاثْنَيْنِ لثمان خلت من ربيع الاخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 336 - الْحسن بن عبد الله أَبُو على النجاد كَانَ فَقِيها الحديث: 336 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 مُعظما إِمَامًا فى أصُول الدّين وفروعه صحب أَبَا الْحسن بن بشار والبربهارى وَصَحب جمَاعَة مِنْهُم أَبُو حَفْص البرمكى وَأَبُو حَفْص العكبرى نقل عَن البربهارى أَن ذَا النُّون المصرى قَالَ وصف لى رجل فمضيت إِلَيْهِ فَلَمَّا رانى ولى عَنى فناديته بالذى وهب لَك مَا وهب أَلا وقفت فَوقف فَسَأَلته كَيفَ كَانَ بَدْء أَمرك مَعَ رَبك فَقَالَ لى يَا فَتى كنت إِذا عملت مَعْصِيّة صَبر على وتأنى بى وَإِذا عملت طَاعَة زادنى وأعطانى وَإِذا أَقبلت عَلَيْهِ قربنى وأدنانى وَإِذا وليت عَنهُ نادانى وَإِذا وقفت رغبنى ورضانى فَمن أكْرم من هَذَا مأمولا انْصَرف عَنى وَلَا تشغلنى قَالَ أَبُو حَفْص العكبرى سَمِعت أَبَا على النجاد يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن بن بشار يَقُول مَا أعيب على رجل يحفظ لِأَحْمَد بن حَنْبَل خمس مسَائِل أَن يسْتَند إِلَى بعض سوارى الْمَسْجِد ويفتى النَّاس بهَا 337 - الْحسن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة المقدسى الأَصْل ثمَّ الصالحى قاضى الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو الْفضل بن الْخَطِيب شرف الدّين بن أَبى بكر بن شيخ الْإِسْلَام أَبى عمر الحديث: 337 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 سمع من جمَاعَة مِنْهُم ابْن مسلمة تفقه وبرع فى الْمَذْهَب وشارك فى الْفَضَائِل وَولى الْقَضَاء بعد نجم الدّين أَحْمد وَاسْتمرّ إِلَى حِين وَفَاته قَالَ البرزالى كَانَ قَاضِيا بِالشَّام ومدرسا بدار الحَدِيث الأشرفيه ومدرسة جده وَكَانَ مليح الشكل حسن المناظرة كثير الْمَحْفُوظ عِنْده فقه وَنَحْو ولغة مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس ثانى عشر شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة جده وَحضر جنَازَته النَّائِب والقضاة والأعيان وَعمل صبيحته بكرَة الْجُمُعَة بالجامع المظفرى وَحضر خلق كثير وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ شرف الدّين أَحْمد بن قاضى الْجَبَل 338 - حسن بن عبيد الله بن الْحَافِظ عبد الْغنى المقدسى الأَصْل ثمَّ الصالحى الشَّيْخ الْفَقِيه شرف الدّين بن الْحَافِظ أَبى مُوسَى ابْن الْحَافِظ سمع الْكثير من أَبى الْيمن الكندى وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين وبرع فِيهِ وَأفْتى ودرس بالجوزية مُدَّة قَالَ أَبُو شامة الحديث: 338 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 وَكَانَ خيرا مَاتَ فى ثامن الْمحرم سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون 339 - الْحسن بن عبد الْعَزِيز الْوَزير أَبُو على الجذامى يعرف بالجذامى وَيعرف ب الجروى وَهُوَ من أهل مصر ارتحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من يحيى بن الحديث: 339 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 حسان وَبشر بن مكرم وَعبد الله بن يحيى البرلسى وَغَيرهم وروى عَن إمامنا فِيمَا ذكره الْخلال أَشْيَاء مِنْهَا لَو أوصى بِثلث مَاله وفيهَا جَارِيَة تقْرَأ بالألحان وَكَانَت أَكثر تركته أَو عامتها فَسَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل والْحَارث بن مِسْكين وَأَبا عبيد عَن بيعهَا قَالُوا بعها ساذجة فَأَخْبَرتهمْ بِمَا فى بيعهَا من النُّقْصَان قَالُوا بعها ساذجة وروى عَنهُ إِبْرَاهِيم الحربى وَابْن أَبى الدُّنْيَا وَجَمَاعَة وَكَانَ من أهل الدّين والورع والثقة مَوْصُوفا بِالْعبَادَة وَمن كَلَامه الْحسن أَنه قَالَ من لم يردعه الْقرَان وَالْمَوْت فَلَو تناطحت الْجبَال بَين يَدَيْهِ لم يرتدع مَاتَ بِبَغْدَاد سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 340 - الْحسن بن عَرَفَة نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ الحديث: 340 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 دخلت على أَحْمد ابْن حَنْبَل بعد المحنة فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله قُمْت مقَام الْأَنْبِيَاء فَقَالَ لى اسْكُتْ فإنى رَأَيْت النَّاس يتبعُون وَرَأَيْت الْعلمَاء مِمَّن كَانَ معى يَقُولُونَ ويميلون فَقلت من أَنا وَمَا أَنا وَمَا أَقُول لربى غَدا إِذا وقفت بَين يَدَيْهِ جلّ جَلَاله فَقَالَ لى بِعْت دينك كَمَا بَاعه غَيْرك ففكرت فى أمرى فَنَظَرت إِلَى السَّيْف وَالسَّوْط فاخترتهما وَقلت إِن أَنا مت صرت إِلَى ربى عز وَجل فَأَقُول دعيت إِلَى أَن أَقُول فى صفة من صفاتك مخلوقة فَلم أقل فَالْأَمْر إِلَيْهِ فَإِن شَاءَ عذب وَإِن شَاءَ رحم قَالَ الْحسن فَبَكَيْت فَقَالَ مَا يبكيك قَالَ بَكَيْت فِيمَا نزل بك قَالَ لم أكفر مَا أبالى لَو تلفت مولده سنة مائَة وَخمسين وَمَوته سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 341 - الْحسن بن على الإسكافى أَبُو على ذكره الْخلال وَقَالَ عَنهُ جليل الْقدر عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل صَالِحَة كَانَ أغرب فِيهَا على أَصْحَابه قَالَ الْحسن سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الْهم فَقَالَ الْهم همان هم خطرات وهم أصرار 342 - الْحسن بن على بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُوسَى الْقطَّان الحديث: 341 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 من أهل خوزستان الأهواز ذكره الْخلال فَقَالَ شيخ جليل سمع من أَحْمد مسَائِل صَالِحَة حسانا مشبعة وَكَانَ أَحْمد يُكرمهُ وَسمعت مِنْهُ 343 - الْحسن بن على الأشنانى البغدادى ذكره الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد 344 - الْحسن بن على بن خلف البربهارى أَبُو مُحَمَّد الحديث: 343 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 شيخ الطَّائِفَة فى وقته ومتقدمها فى الْإِنْكَار على أهل الْبدع بِالْيَدِ وَاللِّسَان وَكَانَ لَهُ صيت عِنْد السُّلْطَان وَقدم عِنْد الْأَصْحَاب وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة العارفين الْحفاظ لِلْأُصُولِ المتقنين صحب جمَاعَة من أَصْحَاب الإِمَام مِنْهُم المروزى وَصَحب سهل التسترى قَالَ البربهارى سَمِعت سهلا يَقُول إِن الله خلق الدُّنْيَا وَجعل فِيهَا جُهَّالًا وعلماء وَأفضل الْعلم مَا عمل بِهِ وَلما دخل أَبُو الْحسن الأشقرى بَغْدَاد جَاءَ إِلَى البربهارى فَجعل يَقُول رددت على الجبائى وعَلى أَبى هَاشم ونقضت عَلَيْهِم وعَلى الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس وَقلت وَقَالُوا وَأكْثر الْكَلَام فى ذَلِك فَلَمَّا سكت قَالَ البربهارى مَا أدرى قلت قَلِيلا وَلَا كثيرا وَلَا نَعْرِف إِلَّا مَا قَالَه أَبُو عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ فَخرج من عِنْده وصنف كتاب الْإِبَانَة فَلَمَّا يقبله مِنْهُ وَلم يظْهر بِبَغْدَاد حَتَّى خرج مِنْهَا وصنف مصنفات مِنْهَا شرح السّنة ذكر فِيهِ أَشْيَاء من عقيدة أهل السّنة وَالْجَمَاعَة مِنْهَا إِن أول من ينظر إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 الله فى الْجنَّة الإضراء ثمَّ الرِّجَال ثمَّ النِّسَاء بأعين رُؤْيَتهمْ وَنقل عَن الْفضل بن عِيَاض أَنه قَالَ من عظم صَاحب بِدعَة فقد أعَان على هدم الْإِسْلَام وَمن تَبَسم فى وَجه مُبْتَدع فقد استخف بِمَا أنزل الله على مُحَمَّد وَمن زوجه كريمته فقد قطع رَحمهَا وَمن تبع جَنَازَة مُبْتَدع لم يزل فى سخط الله حَتَّى يرجع وَقَالَ البربهارى المجالسة للمناصحة فتح بَاب الْفَائِدَة والمجالسة للمناظرة غلق بَاب الْفَائِدَة وَوَقع لَهُ كائنة وسبها أَن الْمُخَالفين لم يزَالُوا بالسلطان حَتَّى أَمر وزيره ابْن مقلة بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فاستتر ثمَّ إِن الله عاقب ابْن مقلة على فعله بِأَن سخط عَلَيْهِ القاهر وهرب ابْن مقلة مِنْهُ فَألْقى النَّار فى دَاره ثمَّ قبض على القاهر وخلع وسملت عَيناهُ ثمَّ أعَاد الله البربهارى إِلَى حشمته وزادت حَتَّى لما توفى أَبُو عبد الله إِبْرَاهِيم بن عرفه الْمَعْرُوف ب نفطويه وَحضر جنَازَته الأماثل كَانَ البربهارى هُوَ الْمُقدم على الْكل فى الْإِمَامَة عَلَيْهِ توفى فى رَجَب سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة 345 - الْحسن بن على بن مُحَمَّد أَبُو على البغدادى سمع صَحِيح البخارى على الْحجاز وعَلى وزيرة بنت المنجى وعوارف المعارف على الْخَطِيب عز الدّين الفاروثى عَن الْمُؤلف الحديث: 345 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 وَسمع بِمصْر والإسكندرية ودمياط وحلب قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ تقى الدّين ابْن قاضى شُهْبَة خرج لَهُ الْحَافِظ ابْن سعد مشيخة عَن ألف شيخ بِالسَّمَاعِ وَقَالَ ابْن رَافع وَحدث توفى يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بالسمساطية وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الأموى وَدفن بالصوفية 346 - الْحسن بن الْقَاسِم جَار إمامنا كَانَ يحضر مجالسه ويستفيد من مسَائِله حدث عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم روى عَنهُ أَبُو شُعَيْب الحرانى 347 - الْحسن بن اللَّيْث الرازى صحب إمامنا وَحدث عَنهُ بأَشْيَاء قَالَ قيل لِأَحْمَد يحبك بشر يعنون ابْن الْحَارِث الحديث: 346 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 فَقَالَ لَا يعنون الشَّيْخ نَحن أَحَق أَن نَذْهَب إِلَيْهِ قيل لَهُ نجىء بِهِ قَالَ لَا أكره أَن يجىء إِلَى أَو أذهب إِلَيْهِ فيتصنع لى وأتصنع لَهُ فنهلك 348 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح الزعفرانى أَبُو على سمع شَيبَان بن عُيَيْنَة وَإِسْمَاعِيل بن علية وَغَيرهمَا وَهُوَ أحد النقلَة عَن الشافعى كِتَابه الْقَدِيم وَعَن إمامنا أَحْمد فِيمَا ذكر أَبُو مُحَمَّد الْخلال حدث عَن البخارى وَإِسْمَاعِيل الْوراق وَجَمَاعَة وَذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى فَقَالَ أحد الثِّقَات بالجانب الغربى من مَدِينَة السَّلَام مَاتَ سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ الحديث: 348 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 349 - الْحسن بن مُحَمَّد الأنماطى البغدادى ذكر أَبُو بكر الْخلال أَنه من جملَة من نقل عَن الإِمَام أَحْمد مسَائِل صَالِحَة قَالَ الْخلال سمعته يَقُول رَأَيْت أَبَا عبد الله إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة رفع يَدَيْهِ وَإِذا قَالَ الْمُؤَذّن لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ أَبُو عبد الله لَا إِلَه إِلَّا الله الْملك الْحق الْمُبين 350 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحَارِث السجستانى قَالَ قلت لأبى عبد الله التخلى أعجب إِلَيْك فَقَالَ التخلى على علم وَقَالَ يرْوى عَن النبى أَنه قَالَ (الذى يخالط النَّاس ويصبر على أذاهم) قَالَ وَسُئِلَ أَحْمد عَن الرجل يشترى عبدا فَيبقى عِنْده سنة ثمَّ يَبِيعهُ فيدعى عَلَيْهِ الْمُشْتَرى أَنه ابق يحلف البَائِع أَنه لم يأبق قطّ أَو يحلف أَنه لم يأبق عندى قَالَ يحلف أَنه لم يأبق عِنْده وَلم ير أَنه يحلف أَنه لم يأبق قطّ إِلَّا أَن يكون ولد عِنْده فَيحلف أَنه لم يأبق قطّ الحديث: 349 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 351 - الْحسن بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْمَعْرُوف بالفقاعى أَبُو عبد الله كَانَ صَاحب فَتْوَى وَنظر وَكَانَ لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَدِينَة وَله مصنفات فى الْأُصُول وَالْفُرُوع وَتزَوج بنت شَيْخه ابْن حَامِد توفى سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 352 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن الراذانى ثمَّ البغدادى الحديث: 351 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو على الزَّاهِد سمع من أَبى الْحُسَيْن ابْن الطيورى وَابْن شهَاب وَابْن نَاصِر الْحَافِظ ولازمه إِلَى أَن مَاتَ تفقه على أَبى سعيد المخرمى وَوعظ وَتقدم وَلما توفى ابْن الزاغونى أَخذ حلقته بِجَامِع الْمَنْصُور فى النّظر والوعظ وطلبها ابْن الجوزى فَلم يُعْطهَا لصِغَر سنه سمع مِنْهُ ابْن السمعانى وابو الْحُسَيْن بن عَبدُوس الحرانى وَأفْتى بِتَحْرِيم السماع قَالَ ابْن الجوزى توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد إِلَى الْجَانِب ابْن سمعون بمقبرة الإِمَام أَحْمد وَكَانَ مَوته فَجْأَة فَإِنَّهُ دخل إِلَى بَيته ليتوضأ لصَلَاة الظّهْر فقاء فَمَاتَ وَكَانَ قد تزوج وعزم تِلْكَ اللَّيْلَة على الدُّخُول بِزَوْجَتِهِ فَلم ينبرم ذَلِك 353 - الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن أَبى بكر الشَّيْخ الإِمَام أقضى الْقُضَاة بدر الدّين بن قاضى الْقُضَاة عز الدّين بن قاضى الْقُضَاة تقى الدّين المقدسى الأَصْل ثمَّ الدمشقى سمع من جده وَعِيسَى الْمطعم وَيحيى بن سعد وَغَيرهم وَحدث ودرس بدار الحَدِيث الأشرفية بسفح الْجَبَل وَذكر لى جدى الشَّيْخ شرف الدّين الحديث: 353 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 رَحمَه الله أَنه كَانَ يحفظ شَيْئا من شرح الْمقنع للشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر مِقْدَار وجبة وَيُلْقِيه فى الدَّرْس وَيتَكَلَّم الْحَاضِرُونَ فِيهِ قَالَ ابْن رَافع ودرس بالجوزية وَكَانَ بِيَدِهِ نصف تدريسها وناب فى الحكم عَن ابْن قاضى الْجَبَل بعد عَزله لصلاح الدّين ابْن المنجى وَقد أُعِيد بعد وَفَاته مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس ربيع الأول سنة سبعين وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون 354 - الْحسن بن مُحَمَّد بن صَالح بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن على المجاور القرشى الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة النابلسى ثمَّ المصرى طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَسمع من عبد الله بن مُحَمَّد بن نعْمَة بنابلس وَمن جمَاعَة بِمصْر والإسكندرية ودمشق ولى افتاء دَار الْعدْل بِمصْر ودرس بمدرسة السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف وَنسخ الْأَجْزَاء الحديث: 354 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 ورحل إِلَى الثغر وَقَرَأَ طرفا من النَّحْو وَذكر الذهبى أَنه علق عَلَيْهِ وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى رَأَيْت بِخَط البرزالى أَنه أوقفهُ على تصنيف لَهُ سَمَّاهُ سنا الْبَرْق الوميض فى ثَوَاب العواد وَالْمَرِيض واخر سَمَّاهُ تحفة الْأَبْرَار ونزهة الْأَبْصَار اخْتَصَرَهُ من الدرة الْيَتِيمَة توفى فى رَابِع عشر جُمَادَى الاخرة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة 355 - الْحسن بن مُوسَى الأشيب أَبُو على سمع عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن دِينَار وَحَمَّاد بن سَلمَة وَذكر الْخلال الحديث: 355 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 والخطيب الترمذى عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر القاضى أَبُو الْحُسَيْن أَنه حدث عَنهُ إمامنا وَزُهَيْر بن حَرْب وَأحمد بن منيع وَأحمد بن مَنْصُور الرمادى وَغَيرهم وَكَانَ أَصله خراسانيا وَأقَام بِبَغْدَاد وَحدث بهَا وَولى الْقَضَاء بالموصل وحمص لهارون الرشيد ثمَّ قدم بَغْدَاد إِلَى أَن ولاه الْمَأْمُون قَضَاء طبرستان فَتوجه إِلَيْهَا مَاتَ بالرى سنة تسع أَو عشر وَمِائَتَيْنِ قَالَ الْحسن بن مُوسَى حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل عَن هَاشم بن النَّضر عَن سُفْيَان عَن لَيْث عَن عَطاء عَن عَائِشَة أَن النبى قَالَ أفطر الحاجم والمحجوم 356 - الْحسن بن مَنْصُور الْجَصَّاص ذكر أَبُو بكر الْخلال أَنه روى عَن أَحْمد قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل إِلَى مَتى يكْتب الرجل قَالَ حَتَّى يَمُوت 357 - الْحسن بن مخلد بن الْحَارِث ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد رضى الله عَنهُ الحديث: 356 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 358 - الْحسن بن مُسلم بن الْحسن وَيُقَال أَبُو الْحسن ابْن أَبى الْجُود الفارسى ثمَّ الحورى الزَّاهِد أَبُو على أَصله من حورى قَرْيَة من قرى دجيل ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى قَرْيَة الفارسية من نهر عِيسَى قَرَأَ الْقرَان وتفقه فى الْمَذْهَب وَسمع الحَدِيث من أَبى الْبَدْر الكرخى وَغَيره وَصَحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر ثمَّ اشْتغل بِالْعبَادَة والانقطاع إِلَى الله تَعَالَى وَكَانَ كثير الْبكاء دَائِم الْعِبَادَة على منهاج السّلف ذَاكِرًا الحديث: 358 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 مَاتَ وَكَانَ يخْتم كل يَوْم وَلَيْلَة ختمة وَقَالَ أَبُو الْفرج ابْن الحنبلى سَمِعت الشَّيْخ طَلْحَة يعْنى العلثى يَقُول للشَّيْخ حسن هَذَا عشرُون سنة مَا رؤى نَائِما أَو مُضْطَجعا قَالَ وَكَانَ مَشْهُورا يزوره الْعَامَّة والخاصة وزرناه فى قريته الفارسية وبتنا عِنْده وتحدث مَعنا وَخرج بِنَا قَالَ وَقد حضنا على أَخْبَار الصِّفَات قَالَ بعض الْمَشَايِخ أَخْبَار الصِّفَات صناديق مقفلة مفاتيحها بيد الرَّحْمَن توفى يَوْم الْأَحَد حادى عشر الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِالْفَارِسِيَّةِ وَدفن من الْغَد برباط لَهُ بهَا 359 - الْحسن بن الْقَاسِم الْبَزَّار ذكره الْخلال قَالَ أَنبأَنَا الْحسن بن الْقَاسِم قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل إنى أطلب الْعلم وَإِن أمى تمنعنى من ذَلِك تُرِيدُ منى أَن اشْتغل بِالتِّجَارَة قَالَ لى دارها وأرضها وَلَا تدع الطّلب 360 - الْحسن بن الوضاح الْمُؤَدب أَبُو مُحَمَّد حدث الحديث: 359 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 عَن إمامنا قَالَ الْحسن حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا وَكِيع جدثنا سُفْيَان عَن أَبى سهل عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ مَا أذن الْمُؤَذّن مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة إِلَّا وَأَنا فى الْمَسْجِد وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن يُونُس عَن الْحسن أَن سعيد ابْن الْمسيب زوج ابْنَته على دِرْهَمَيْنِ من اسْمه الْحُسَيْن 361 - الْحُسَيْن بن أَحْمد بن جَعْفَر الْمَعْرُوف بِابْن البغدادى أَبُو عبد الله الزَّاهِد الْوَرع سمع عبد الله بن إِسْحَاق البغوى وطبقته وَسمع مِنْهُ القاضى أَبُو يعلى وَخرج عَنهُ مصنفاته وَذكره الْخَطِيب وَقَالَ كَانَ صَدُوقًا دينا عابدا زاهدا ورعا وَكَانَ لَا يدْخل الْحمام وَلَا يحلق رَأسه بل يقصر شعره إِذا طَال وَيغسل ثِيَابه بِالْمَاءِ من غير صابون وَيَأْكُل خبز الشّعير وَيَقُول هُوَ والقمح عندى سَوَاء مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 362 - الْحُسَيْن بن أَحْمد بن السلال أَبُو عبد الله الْمُؤَدب الحديث: 361 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 حدث عَن عبد الله بن قَانِع وَسمع مِنْهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز المهدى مَاتَ فى شَوَّال سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 363 - الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قيل لِأَحْمَد بن حَنْبَل وَأَنا أسمع يَا أَبَا عبد الله كم يكْتب الرجل من الحَدِيث حَتَّى يُمكنهُ أَن يُفْتى يَكْفِيهِ مائَة ألف حَدِيث قَالَ لَا قيل لَهُ مِائَتَا ألف حَدِيث قَالَ لَا قيل ثَلَاثمِائَة ألف قَالَ لَا قيل أَرْبَعمِائَة ألف قَالَ لَا قيل خَمْسمِائَة ألف حَدِيث قَالَ أَرْجُو 364 - الْحُسَيْن بن إِسْحَاق أَبُو على الخرقى سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلته عَن الْمسْح على الْعِمَامَة فَقَالَ لَا بَأْس وَلَكِن إِذا خلعها خلع وضوءه كالخفين وَسَأَلته عَن الْمسْح على الجوربين فَقَالَ فَإِذا استمسك الْقَدَمَيْنِ فَلَا بَأْس الحديث: 363 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 365 - الْحُسَيْن بن إِسْحَاق التسترى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ شيخ جليل سَمِعت مِنْهُ سنة خمس وَسبعين وَقت خروجى إِلَى كرمان وَكَانَ عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل كبار وَكَانَ رجلا مقدما رَأَيْت مُوسَى بن إِسْحَاق القاضى يُكرمهُ ويقدمه 366 - الْحُسَيْن بن بدران بن دَاوُد البابصرى البغدادى الْخَطِيب الْفَقِيه الْمُحدث النحوى أَبُو عبد الله صفى الدّين سمع من الحديث: 365 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 جمَاعَة وعنى بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه وبرع فى الْعَرَبيَّة وَالْأَدب صنف فى عُلُوم الحَدِيث وَغَيرهَا وَاخْتصرَ الْإِكْمَال لِابْنِ مَاكُولَا قَالَ الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب وعلقته فى حَيَاته وقرأت عَلَيْهِ بعضه وَسمعت بقرَاءَته صَحِيح البخارى على الشَّيْخ جمال الدّين مُسَافر بن إِبْرَاهِيم الخالدى بِسَمَاعِهِ من الرشيد بن أَبى الْقَاسِم وَولى إِفَادَة الْمُحدثين بدار الحَدِيث بالمستنصرية فَكَانَ يقرىء بهَا عُلُوم الحَدِيث وَغَيرهَا وَحَضَرت مجالسه كثيرا وَكَانَ لَهُ مشاركه حَسَنَة فى عُلُوم الحَدِيث والتواريخ مَعَ براعة فى الْأَدَب والعربية وَغَيرهمَا توفى يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة مطعونا وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 367 - الْحُسَيْن بن بشار المخرمى قَالَ ابو بكر الْخلال الحديث: 367 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 خبرنى الْحُسَيْن بن بشار قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن مَسْأَلَة فى الطَّلَاق فَقَالَ إِن فعل حنث فَقتل يَا أَبَا عبد الله اكْتُبْ لى خطك فَكتب لى فى ظهر الرقعة إِن فعل حنث 368 - الْحُسَيْن بن عبد الله بن أَحْمد الخرقى وَالِد أَبى الْقَاسِم الخرقى صَاحب الْمُخْتَصر صحب جمَاعَة من أَصْحَاب أَحْمد مِنْهُم حَرْب المروزى وَكَانَ يدعى خَليفَة المروزى حدث عَن أَبى عَمْرو الدورى المقرىء وَمُحَمّد بن مرداس الأنصارى وَغَيرهمَا روى عَنهُ ابْنه وَأَبُو بكر الشافعى وَأَبُو بكر عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَكَانَ رجلا صَالحا كتب النَّاس عَنهُ وَقد صلى عيد الْفطر فَانْصَرف إِلَى أَهله فتغدى ونام فَوَجَدَهُ أَهله مَيتا سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَدفن بِالْقربِ من قبر أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَت جنَازَته حافلة 369 - الْحُسَيْن بن عُثْمَان بن الْحُسَيْن بن عبد الله البردانى الحديث: 368 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 صحب القاضى أَبَا يعلى وَكَانَ لَهُ التَّحْقِيق وأنهى مُعظم التَّعْلِيق وَله الْمعرفَة بالأدب درس وَأفْتى مَاتَ فى جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 370 - الْحُسَيْن بن على بن مُحَمَّد المخرمى الْمَعْرُوف ب ابْن شاصو حدث عَن الْحُسَيْن بن إِسْحَاق الخرقى قَالَ سَأَلت أَحْمد مَتى يقصر الْمُسَافِر الصَّلَاة قَالَ إِذا عزم على إِقَامَة أَكثر من أَرْبَعَة أَيَّام حدث عَنهُ أَبُو إِسْحَاق ابْن شاقلا 371 - الْحُسَيْن بن على أَبُو على ذكره أَحْمد السنجى فِيمَن لقى إمامنا وَسمع مِنْهُ وَله كتاب مُصَنف فى السّنة ذكر فِيهِ من قَالَ لفظى بالقران مَخْلُوق فَهُوَ جهمى والجهمية عندنَا كفار واللفظية زنادقة هَذِه الْأمة وهم أشرهم على النَّاس التباسا وتشبيها 372 - الْحُسَيْن بن على بن أَبى بكر بن مُحَمَّد بن أَبى الْخَيْر الحديث: 370 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 الموصلى قدم الشَّام وَكَانَ شَيخا طوَالًا ذكيا لَهُ قدرَة على نظم الألغاز وكتابته جَيِّدَة وَكَانَ يذكر أَنه سمع جَامع الْأُصُول ودرس مَاتَ فى خَامِس عشر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ عز الدّين الموصلى 373 - الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُسلم بن الحديث: 373 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 مُوسَى بن عمر بن الربعى البغدادى الشَّيْخ سراج الدّين أَبُو بكر قَرَأَ الْقرَان بالروايات وَسمع من جده وأبى الْوَقْت وأبى الْفتُوح الطائى وَغَيرهم وتفقه فى الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس بمدرسة الْوَزير ابْن هُبَيْرَة وَكَانَ لَهُ معرفَة بالأدب وَخرجت لَهُ مشيخة وصنف كتبا مِنْهَا كتاب الْبلْغَة فى الْفِقْه وَله نظم فى الْقرَاءَات واللغة سمع مِنْهُ خلائق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 مِنْهُم الْحَافِظ الضياء وَآخر من حدث عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس الحجار سمع مِنْهُ صَحِيح البخارى وَغَيره توفى فى ثَالِث عشرى صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 374 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن الْحَارِث التميمى حدث عَن ابْن السماك والنقاش وجد بِخَط أَبى على البردانى سَمِعت شَيخنَا القاضى أَبَا يعلى يَقُول قَالَ لى أَبُو عبد الله التميمى رَأَيْت النبى فى النّوم وَكَانَ فى بَاب طاقات الْبَصْرَة فَقلت يَا رَسُول الله أَلَسْت بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لى بلَى فَقلت من أَيْن جِئْت فَقَالَ من عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل مَاتَ سنة اثنتى عشر وَأَرْبَعمِائَة 375 - الْحُسَيْن بن مهْرَان ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد رضى الله عَنهُ 376 - الْحُسَيْن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن السرى الدجيلى ثمَّ الحديث: 374 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 البغدادى الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه المتفنن أَبُو عبد الله سراج الدّين حفظ الْقرَان فى صباه وَيُقَال إِنَّه تلقن سُورَة الْبَقَرَة فِي يَوْمَيْنِ والحواميم فى سَبْعَة أَيَّام وَسمع الحَدِيث بِبَغْدَاد من جمَاعَة مِنْهُم إِسْمَاعِيل بن الطبال وَابْن الدواليبى وبدمشق من أَبى الْفَتْح البعلى والحافظ المزى وَحفظ كتبا فى عُلُوم شَتَّى وعنى باللغة والعربية وعلوم الْأَدَب وتفقه على أَبى الْفَتْح الزريرانى وَكَانَ فى ابْتِدَاء أمره متقشفا زاهدا ورعا صنف كتاب الْوَجِيز فى الْفِقْه وَعرضه على شَيْخه الزريرانى فأعجبه وكتابا فى أصُول الدّين ونزهة الناظرين وتنبيه الغافلين وَله قصيدة لامية فى الْفَرَائِض اشْتغل عَلَيْهِ جمَاعَة وانتفعوا بِهِ مِنْهُم يُوسُف بن مُحَمَّد السرمرى وَحدث توفى لَيْلَة السبت سادس ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 مفاريد حرف الْحَاء 377 - حَامِد بن أَحْمد بن حَامِد مَاتَ سنة اثنتى عشر وسِتمِائَة الحديث: 377 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 378 - حَاتِم بن اللَّيْث بن الْحَارِث بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْفضل الجوهرى سمع عبيد الله بن مُوسَى وَإِسْمَاعِيل بن أَبى أويس وإمامنا فِيمَا ذكره الْخلال وَكَانَ ثِقَة ثبتا متفننا حَافِظًا روى عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد توفى سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 379 - حَامِد بن مُحَمَّد بن حَامِد الصفار الأصفهانى الحديث: 378 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 الْفَقِيه الْمُحدث أَبُو عبد الله محب الدّين سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن أَبى نصر الهروى وَقَرَأَ على ابْن الجوزى مَنَاقِب الإِمَام أَحْمد وَكتب عَنهُ مُحَمَّد ابْن النفيس الرزاز ذكره ابْن النجار وَقَالَ كَانَ فَقِيها فَاضلا لَهُ معرفَة فى الحَدِيث وَالْأَدب مَاتَ أَظن فى حُدُود التسعين وَخَمْسمِائة 380 - حَامِد بن مَحْمُود بن حَامِد بن مُحَمَّد بن أَبى عَمْرو الحرانى الْخَطِيب الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف ب ابْن أَبى الْحجر تقى الدّين رَحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من الْحَافِظ عبد الْوَهَّاب الأنماطى وَيحيى بن حُبَيْش وَغَيرهمَا تفقة وبرع وناظر ولقى بهَا الشَّيْخ عبد الْقَادِر ولازمه وَرَاه الشَّيْخ يمشى يَوْمًا على سجادته على بِسَاط للشَّيْخ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ عبد الْقَادِر كأنى بك وَقد دست على بِسَاط السُّلْطَان وَقَالَ ابْن حمدَان كَانَ شيخ حران وخطيبها ومدرسها ولأجله بنيت الْمدرسَة النورية بحران وَله ديوَان خطب وَيُقَال إِن أَكْثَرهَا كَانَ يرتجلها إِذا صعد إِلَى الْمِنْبَر وَلما ولاه السُّلْطَان نور الدّين قَالَ بِشَرْط أَن تتْرك الْمَظَالِم والضمانات وتورث ذوى الْأَرْحَام فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَأخذ الحديث: 380 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 عَنهُ الْعلم جمَاعَة مِنْهُم الْخَطِيب فَخر الدّين ابْن تَيْمِية وَذكر فى كِتَابه التَّرْغِيب أَن شَيْخه حامدا اخْتَار أَن الْفَاسِق لَا تثبت لَهُ ولَايَة النِّكَاح وَأَبُو الْفَتْح نصر الله ابْن عَبدُوس وَغَيرهمَا مَاتَ لتسْع خلون من شَوَّال سنة سبعين وَخَمْسمِائة بحران 381 - حَرْب بن إِسْمَاعِيل بن خلف الحنظلى الكرمانى ذكر أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ رجل جليل حثنى أَبُو بكر المروزى على الْخُرُوج الحديث: 381 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 إِلَيْهِ وَقَالَ لى نزل هَا هُنَا عندى فى غرفَة لما قدم على أَبى عبد الله وَكَانَ يكْتب لى بِخَطِّهِ مسَائِل سَمعهَا من أَبى عبد الله وَكتب لى إِلَيْهِ المرزوى كتابا وعلامات كَانَ حَرْب يعرفهَا فَقدمت إِلَيْهِ بكتابه فسر بِهِ وأظهره لأهل بَلَده وأكرمنى وَسمعت مِنْهُ هَذِه الْمسَائِل مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد أتصلى خلف رجل يقدم عليا على أَبى بكر وَعمر قَالَ لَا نصلى خلف هَذَا وَسَأَلَهُ أَيْضا عَن قِرَاءَة حَمْزَة فَقَالَ لَا تعجبنى وَكَرِهَهُ كَرَاهَة شَدِيدَة وَقَالَ سَمِعت أَحْمد يَقُول النَّاس يَحْتَاجُونَ إِلَى الْعلم بدل الْخبز وَالْمَاء لِأَن الْعلم يحْتَاج إِلَيْهِ فى كل سَاعَة وَالْخبْز لَا يَحْتَاجهُ إِلَّا فى كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ 382 - حبيب بن حسن بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم الْقَزاز سمع مُحَمَّد بن يحيى المروزى ومُوسَى بن إِسْحَاق الأنصارى وَجَمَاعَة روى عَنهُ الدارقطنى وَأَبُو حَفْص بن شاهين وَغَيرهمَا وَكَانَ ثِقَة مَسْتُورا حسن الْمَذْهَب توفى يَوْم الْأَحَد فى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة وَذكر أَن قوما من الرافضة أَخْرجُوهُ من قَبره لَيْلًا وسلبوه كَفنه إِلَى أَن أعَاد لَهُ ابْنه كفنا ثمَّ دَفنه الحديث: 382 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 383 - حُبَيْش بن سندى ذكره أَبُو بكر الْخلال وَقَالَ هُوَ من كبار أَصْحَاب أَبى عبد الله وبلغنى أَنه كتب عَنهُ نَحوا من عشْرين ألف حَدِيث وَكَانَ جليل الْقدر وَعِنْده جزءان مسَائِل يعرف فِيهَا على أَصْحَاب أَبى عبد الله فمضيت إِلَيْهِ فَأبى أَن حَدَّثَنى بهَا وَقَالَ أَنا لَا أحدث بِهَذِهِ الْمسَائِل وَأَبُو بكر المروزى حى وَكَانَ يكرم أَبَا بكر المروزى وَكَانَ بينى وَبَينه كَلَام كثير ومضيت من عِنْده على أَن أسأَل المروزى مَسْأَلَة أَن يَقْرَأها فشغلت فتوفى وَلم أسمعها فَوَجَدتهَا بعد ذَلِك عِنْد مُحَمَّد بن أَبى هَارُون فسمعتها 384 - حُبَيْش بن مُبشر بن أَحْمد الثقفى الطوسى الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه سمع يُونُس بن مُحَمَّد الْمُؤَدب وَغَيره وروى عَن إمامنا وَكَانَ فَاضلا يعد من عقلاء البغدادين وَقَالَ الدارقطنى هُوَ من الثِّقَات وَقَالَ حُبَيْش قعدت مَعَ أَحْمد ابْن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَالنَّاس متوافرون فَأَجْمعُوا أَنهم لَا يعْرفُونَ رجلا صَالحا نخيلا وَقَالَ ابْن قَانِع مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 383 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 385 - حُرَيْث بن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الخراسانى ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن مُحَمَّد 386 - حُرَيْث بن عمار ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد رضى الله عَنهُ 387 - حجاج بن يُوسُف بن حجاج أَبُو مُحَمَّد الثقفى عرف ب ابْن الشَّاعِر ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى فِيمَن روى عَن إمامنا سمع شَبابَة بن سوار وَعبد الرازق وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعيد روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد واخر من حدث عَنهُ المحاملى وَكَانَ ثِقَة فهما حَافِظًا قَالَ حجاج جمعت لى أمى مائَة رغيف فجعلتها فى جراب ثمَّ تَوَجَّهت إِلَى شَبابَة بِالْمَدَائِنِ فأقمت مائَة يَوْم كل يَوْم آكل رغيفا بعد أَن الحديث: 385 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 أبله فى دجلة فَلَمَّا نفدت خرجت وَقَالَ حجاج الْقرَان كَلَام الله غير مَخْلُوق وَقَالَ مَا يسرنى أَنى قتلت بَين الصفين محتسبا صَابِرًا بَدَلا من حضورى جَنَازَة أَحْمد بن حَنْبَل مَاتَ لعشر بَقينَ من رَجَب سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 388 - الحكم بن نَافِع أَبُو الْيَمَان حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن حَنْبَل روى ابْن ثَابت فى الْكِفَايَة إِسْنَاده إِلَى الحكم قَالَ لى أَحْمد بن حَنْبَل سَمِعت اللَّيْث من شُعَيْب بن أَبى حَمْزَة قَالَ قَرَأت عَلَيْهِ بعضه وَبَعضه قَرَأَهُ على وَبَعض إجَازَة وَبَعض مناولة فَقَالَ لى قل فى كل أخبرنَا شُعَيْب روى عَنهُ البخارى وَإِبْرَاهِيم الحربى مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 389 - حمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركَة بن أَحْمد بن صديق الحديث: 388 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 الحرانى الإِمَام الْعَالم الْفَقِيه موفق الدّين سمع بحران من أَبى يَاسر بن عبد الْوَهَّاب بن أَبى حَبَّة وأبى الْفَتْح بن أَبى الوفا رَحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من عبد الْحق اليوسفى وَابْن شاتيل وتفقه بهَا من أَبى الْفَتْح ابْن المنى وأبى الْبَقَاء العكبرى وَابْن الجوزى ولازمه وَأخذ عَنهُ كثيرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى حران وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ النورية عَن الشَّيْخ فَخر الدّين ابْن تَيْمِية وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة وَسمع على ابْن الجوزى مَنَاقِب الإِمَام أَحْمد ومثير الغرام السَّاكِن إِلَى أشرف خير الْأَمَاكِن توفى فى سادس عشر صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون 390 - حميد بن الرّبيع بن حميد أَبُو الْحسن اللخمى الكوفى قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا هشيم وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وروى عَن الحديث: 390 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 إمامنا وَسُئِلَ البرقانى عَنهُ فَقَالَ كَانَ الدارقطنى يحسن القَوْل فِيهِ وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد كَانَ أَبى يحسن القَوْل فى حميد وَكَانَ يطْلب مَعنا الحَدِيث مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 391 - حميد بن زَنْجوَيْه بن أَحْمد الأزدى هُوَ خراسانى كثير الحَدِيث قديم الرحلة فِيهِ إِلَى الْعرَاق والحجاز ومصر وَغَيرهَا سمع النَّضر بن شُمَيْل وَيزِيد بن هَارُون وروى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ لما رَجعْنَا من مصر دَخَلنَا على أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ مررتم بأبى حَفْص عَمْرو بن أَبى سَلمَة فَقُلْنَا لَهُ وَمَا كَانَ عِنْد أَبى حَفْص إِنَّمَا كَانَ عِنْده الحديث: 391 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 خَمْسُونَ حَدِيثا للأوزاعى والباقى مناولة فَقَالَ والمناولة لَسْتُم تأخذون مِنْهَا وتنظرون فِيهَا روى عَنهُ البخارى وَمُسلم وَعَامة الخراسانيين مَاتَ بِمصْر سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 392 - الْحَارِث بن شُرَيْح أَبُو عمر الْبَقَّال هُوَ خوارزمى الأَصْل حدث عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَحَمَّاد بن زيد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأحمد بن حَنْبَل وَبَين وَفَاته ووفاة البغوى إِحْدَى وَثَمَانُونَ سنة روى عَنهُ أَحْمد بن مَنْصُور الرمادى وَأحمد بن أَبى خَيْثَمَة وَأَبُو بكر بن أَبى الدُّنْيَا وَقد وَثَّقَهُ يحيى بن معِين قَالَ ابْن قَانِع توفى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 393 - حَمْدَوَيْه بن شَدَّاد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَذكروا عِنْده أَبَا ثَوْر فَقَالَ لَا تؤذونى بمجالسته 394 - حمدَان بن ذى النُّون أحد من شَاهد الإِمَام أَحْمد الحديث: 392 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 رضى الله عَنهُ وَقَالَ مَا رَأَتْ عيناى مثل أَحْمد بن حَنْبَل فى ورعه وَحفظ لِسَانه 395 - حميد بن الصَّباح مولى الْمَنْصُور وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حميد سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل كم بَيْننَا وَبَين عرش رَبنَا تبَارك وَتَعَالَى قَالَ دَعْوَة مُسلم يُجيب الله دَعوته 396 - حَمْزَة بن مُوسَى بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن بدران الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة عز الدّين أَبُو يعلى الْمَعْرُوف ب ابْن شيخ السلامية سمع من الحجار وتفقه على جمَاعَة ودرس بالحنبلية وبمدرسة السُّلْطَان حسن بِالْقَاهِرَةِ وَأفْتى وصنف تصانيف عدَّة مِنْهَا على إِجْمَاع ابْن حزم استدراكات جَيِّدَة وَشرح على أَحْكَام الْمجد ابْن الحديث: 395 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 تَيْمِية قِطْعَة صَالِحَة وَكَانَ لَهُ اطلَاع جيد وَنقل مُفِيد على مَذَاهِب الْعلمَاء المعتبرين واعتناء جيد بنصوص أَحْمد وفتاوى الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية وَله فِيهِ اعْتِقَاد صَحِيح وَقبُول لما يَقُوله ويوالى عَلَيْهِ ويعادى فِيهِ قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ تقى الدّين ابْن قاضى شُهْبَة ووقف درسا بتربته بالصالحية وكتبا وَعين لذَلِك الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 توفى لَيْلَة الْأَحَد حادى عشر الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد وَالِده وجده عِنْد جَامع الأفرم بتربته 397 - حمد بن نصر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَعْرُوف الهمذانى الْحَافِظ الْفَقِيه الأديب الْمَعْرُوف بالأعمش سمع بهمذان من عبد الله بن الْحَافِظ بن مندة وأبى مُسلم بن عَوْف وطبقتهما روى عَنهُ السلفى وَأَبُو الْعَلَاء ابْن الْعَطَّار وَغَيرهمَا وَذكره الذهبى وَقَالَ فِيهِ شيخ حَافظ ثِقَة مكثر وَكَانَ عَارِفًا بِفقه أَحْمد بن حَنْبَل ناصرا للسّنة عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ وافر الْجَلالَة بهمذان توفى فى عَاشر شَوَّال سنة اثنتى عشرَة وَخَمْسمِائة 398 - حَمَّاد بن هبة بن حَمَّاد بن الْفضل الحرانى الحديث: 397 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 الْمُحدث المؤرخ سمع بِبَغْدَاد من أَبى الْقَاسِم بن السمرقندى وأبى بكر ابْن الزاغونى وَسَعِيد ابْن الْبَنَّا وبهراة من مَسْعُود بن مُحَمَّد بن غنايم وبمصر من رِفَاعَة السعدى وبالإسكندرية من الْحَافِظ السلفى وَجَمَاعَة اخرين وَجمع تَارِيخا لحران وَحدث بِهِ روى عَنهُ الشَّيْخ موفق الدّين وَعبد الْقَادِر الرهاوى والضياء وَغَيرهم توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء ثانى عشرى ذى الْحجَّة الْحَرَام سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بحران وَدفن بهَا 399 - حَنْبَل بن إِسْحَاق بن حَنْبَل أَبُو على الشيبانى هُوَ ابْن عَم الإِمَام أَحْمد سمع أَبَا نعيم وعنان بن مُسلم وعارم بن الْفضل الحديث: 399 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 وَسليمَان بن حَرْب وإمامنا أَحْمد وَغَيرهم حدث عَنهُ ابْنه عبد الله وَعبد الله بن مُحَمَّد البغوى وَابْن صاعد والخلال وَذكره ابْن ثَابت وَقَالَ كَانَ ثِقَة ثبتا وَسُئِلَ عَنهُ الدارقطنى فَقَالَ كَانَ صَدُوقًا قَالَ حَنْبَل جَمعنَا عمى وولديه وَقَرَأَ علينا الْمسند وَمَا سَمعه مِنْهُ يعْنى تَاما غَيرنَا وَقَالَ لنا إِن هَذَا الْكتاب قد جمعته وانتقيته من أَكثر من سَبْعمِائة ألف وَخمسين ألفا فَمَا اخْتلف النَّاس فِيهِ من حَدِيث رَسُول الله فارجعوه إِلَيْهِ فَإِن وجدتموه فِيهِ وَإِلَّا فَلَيْسَ بِحجَّة وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الِاسْتِطَاعَة وَالْقُوَّة لله مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن لَيْسَ كَمَا يَقُول الْمُعْتَزلَة الِاسْتِطَاعَة إِلَيْهِم وَقَالَ سمعته يَقُول من زعم أَن الله لَا يرى فى الْآخِرَة فقد كفر بِاللَّه وَكذب بالقران ورد على الله أمره يُسْتَتَاب فَإِن تَابَ وَإِلَّا قتل يرى فى الْآخِرَة وَلَا يرى فى الدُّنْيَا مَاتَ بواسط فى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ذكره أَبُو الْحُسَيْن بن المنادى 400 - حَنْبَل بن عبد الله بن سَعَادَة أَبُو على الواسطى الحديث: 400 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 البغدادى الرصافى المكثر روى الْمسند عَن أَبى الْقَاسِم بن الْحصين وَسمع يَسِيرا من أَبى الْقَاسِم بن السمرقندى وَحدث بالموصل وبغداد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 ودمشق وَأمر بتسميته حنبلا الشَّيْخ عبد الْقَادِر سمع مِنْهُ الضياء وَابْن النجار وَخلق توفى سنة أَربع وسِتمِائَة قَالَ ياقوت الحموى فى مُعْجم الْبلدَانِ حَنْبَل فى اللُّغَة الرجل الْقصير الضخم الْبَطن والحنبل اسْمهَا الْفَرد والحنبل اسْم رَوْضَة فى بِلَاد بنى تَمِيم 401 - حسن اسْم جَارِيَة اشْتَرَاهَا الإِمَام أَحْمد بعد موت زَوجته أم ابْنه عبد الله فَولدت لَهُ أَوْلَادًا اخرهم سعيد قَالَ حَنْبَل ولد قبل موت أَحْمد بِنَحْوِ خمسين يَوْمًا قَالَت حسن جَاءَت امْرَأَة من جيراننا فَقَالَت قد جمعت مَالا من القلف وَأُرِيد أَن أحج فَقَالَ أَبُو عبد الله لَيْسَ هَاهُنَا أحل من الْغَزل وَقَالَت أَيْضا إِذا لم يكن عِنْد مولاى أَبى عبد الله شىء فَرح يَوْمه الحديث: 401 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 - حرف الْخَاء - 402 - خَالِد بن خِدَاش بن عجلَان أَبُو الْهَيْثَم المهلبى سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن مَالك بن أنس وَحَمَّاد بن زيد وَغَيرهمَا روى عَنهُ أَحْمد الدورقى وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن نِكَاح الْمحرم فَقَالَ عمر وَعُثْمَان وَابْن عمر يفرقون بَينهمَا وَذكروا قصَّة مَيْمُونَة وَقَول أَبى رَافع فَقَالَ الحديث: 402 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 أَبُو عبد الله يزِيد ابْن الْأَصَم وهى خَالَته قَالَ تزَوجهَا رَسُول الله حَلَالا وَبنى بهَا حَلَالا وَقَالَ مُحَمَّد بن الْمثنى انصرفت مَعَ بشر بن الْحَارِث فى يَوْم أضحى من الْمصلى فلقى خَالِد بن خِدَاش الْمُحدث فَسلم عَلَيْهِ فقصر بشر فى رد السَّلَام فَقَالَ خَالِد بينى وَبَيْنك مَوَدَّة من أَكثر من سِتِّينَ سنة مَا تَغَيَّرت عَلَيْك فَمَا هَذَا التَّغَيُّر فَقَالَ بشر مَا هُنَا تغير وَلَا تَقْصِير وَلَكِن هَذَا يَوْم تسحب فِيهِ الْهَدَايَا وَمَا عندى شىء أهْدى لَك وَقد روى فى الحَدِيث إِن الْمُسلمين إِذا التقيا كَانَ أكثرهما ثَوابًا أبشهما بِصَاحِبِهِ فتركتك لتَكون أَكثر ثَوابًا وَقَالَ يحيى بن معِين هُوَ صَدُوق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 مَاتَ فى جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث أَو أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 403 - خشنام بن سعد نقل عَن إمامنا أَنه قَالَ لَهُ نكتب الحَدِيث عَمَّن يَأْخُذ الدَّرَاهِم على الحَدِيث قَالَ لَا يكْتب عَنهُ وَسَأَلَهُ عَن يحيى بن يحيى أَكَانَ إِمَامًا قَالَ نعم وَلَو كَانَت عندى نَفَقَة لرحلت إِلَيْهِ 404 - خذاداذ بن سَلامَة الْحداد البغدادى كَانَ من الحديث: 403 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 فُقَهَاء الْحَنَابِلَة يسكن المأمونية سمع أَبَا نصر الزينبى وَحدث بشىء يسير توفى فى نصف رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْمَنْصُور وَدفن بِبَاب حَرْب وَقَيده ابْن نقطة بدال مُهْملَة بَين ذالين معجمتين 405 - خضر بن مثنى الكندى نقل عَن عبد الله بن الإِمَام أَحْمد اشياء مِنْهَا مَا ذكره أَبُو بكر الْخلال قَالَ أخبرنى خضر بن مثنى حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ قَالَ أَبى بَيَان مَا أنْكرت الْجَهْمِية أَن الله كلم مُوسَى فَقُلْنَا لَهُم انكرتم ذَلِك قَالُوا إِن الله لم يتَكَلَّم وَلَا يتَكَلَّم إِنَّمَا كَون شَيْئا يعبر عَن الله وَخلق صَوتا فَأَسْمع وَزَعَمُوا أَن الْكَلَام لَا يكون إِلَّا من جَوف وفم وشفتين ولسان فَقُلْنَا لَهُم هَل يجوز أَن يَقُول لمُوسَى (إنى أَنا الله لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدنى) الحديث: 405 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 (وإنى أَنا رَبك) فَمن زعم كَمَا زعمت الْجَهْمِية أَن الله كَون شَيْئا كَانَ يَقُول ذَلِك لم يجر قَالَ تَعَالَى (وَلما جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلمه ربه) وَقَالَ (واصطنعتك لنفسى) وَقَالَ (إنى اصطفيتك على النَّاس برسالاتى وبكلامى) وَقَوْلهمْ إِن الله لم يتَكَلَّم وَلَا يتَكَلَّم فَهُوَ مَرْدُود بِحَدِيث الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن عدى بن حَاتِم أَن رَسُول الله قَالَ (مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا سيكلمه ربه لَيْسَ بَينه وَبَينه ترجمان) وتوهم أَن الْكَلَام لَا يكون إِلَّا من حرف وفم وشفتين ولسان أَلَيْسَ قَالَ الله تَعَالَى لِلسَّمَوَاتِ وَالْأَرْض (إئتيا طَوْعًا أَو كرها قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين) أتراها قَالَت بِحرف وفم وشفتين ولسان والجوارح إِذا شهِدت على الْكفَّار فَقَالُوا (لم شهدتم علينا قَالُوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 406 - خطاب بن بشر بن مطر أَبُو عمر البغدادى حدث عَن عبد الصَّمد بن النُّعْمَان وَغَيره روى عَنهُ أَحْمد الادمى وَمُحَمّد بن مخلد الدورى قَالَ الْخلال كَانَ رجلا صَالحا يقص على النَّاس وَكنت إِذا سَمِعت كَلَامه كَأَنَّهُ نَذِير قوم وأحسب أَنه اخر الْقصاص الَّذين يفرح بهم ويعتد بقَوْلهمْ وَكَانَ عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل حسان مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الْجَنَابَة تصيب الثَّوْب فَقَالَ يفركه أَو يغسلهُ أى ذَلِك فعل أجزاه لِأَنَّهُمَا قد رويا عَن النبى جَمِيعًا فَقلت إِذا كَانَ رطبا فَكيف يفركه قَالَ يمسحه كَمَا قَالَ ابْن عَبَّاس بإذخرة قَالَ وَلَو كَانَ نجسا مَا كَانَ الفرك يطهره مَاتَ فى الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 407 - خَلِيل بن أَبى بكر بن مُحَمَّد بن صديق المراغى الحديث: 406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 المقرىء الْفَقِيه الأصولى أَبُو الصفاء صفى الدّين قَرَأَ الْقرَان بِالْعشرَةِ وَسمع بِدِمَشْق من ابْن الحرستانى وَمن أَبى الْفَتْح البكرى وَالشَّيْخ موفق الدّين وتفقه وبرع وَأفْتى وَقَرَأَ الْأُصُول على السَّيْف الامدى ولازمه وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ فِيهَا وناب فى الحكم فحمدت سيرته قَالَ الذهبى كَانَ مَجْمُوع الْفَضَائِل كثير المناقب متين الدّيانَة عَارِفًا بالقراءات لَهُ معرفَة صَحِيح الْأَخْذ بَصيرًا بِالْمذهبِ عَالما بِالْخِلَافِ والطب قَرَأَ عَلَيْهِ بالروايات بدر الدّين الجوهرى وَأَبُو بكر الجعبرى وَسمع مِنْهُ ابْن الظاهرى والحارثى والمزى وَخلق وَخرج لَهُ الحارثى مشيخة سَمعهَا مِنْهُ مُحَمَّد بن نَبَاته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 توفى يَوْم السبت سَابِع عشر ذى الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بِبَاب النَّصْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 408 - خلف بن مُحَمَّد بن خلف البغدادى المقرىء أَبُو الذخر حفظ الْقرَان وتفقه فى الْمَذْهَب ثمَّ سَافر إِلَى الْموصل واستوطنها وَسمع بهَا الحَدِيث من أَبى الْفضل الطوسى وَيحيى الثقفى وَغَيرهمَا وَحدث وأقرأ الْقرَان وَكتب عَنهُ النَّاس وَكَانَ متدينا حسن الطَّرِيقَة مَاتَ بالموصل فى الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة 409 - خلف بن هِشَام بن ثَعْلَب الرازى المقرىء سمع الحديث: 408 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 مَالك بن أنس وَحَمَّاد بن زيد وَأَبا عوَانَة وَجَمَاعَة روى عَن أَحْمد فِيمَا ذكره مُحَمَّد بن يحيى الكسائى روى عَنهُ عَبَّاس الدورى وَأحمد بن خَيْثَمَة الحربى وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ أَبُو جَعْفَر النفيلى كَانَ خلف من أَصْحَاب السّنة لَوْلَا بلية فِيهِ شرب النَّبِيذ قلت وَقد روى أَنه قد تَابَ من شربهَا وَقَالَ يحيى بن معِين أَنه الصدوق الثِّقَة وَقَالَ الدارقطنى كَانَ عابدا فَاضلا وَآخر من روى عَنهُ ابْن منيع وَقَالَ أعدت صَلَاة أَرْبَعِينَ كنت أتناول فِيهَا الشَّرَاب على مَذْهَب الْكُوفِيّين مَاتَ فى جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد 410 - خَدِيجَة أم مُحَمَّد ذكرهَا ابْن ثَابت قَالَ كَانَت تغشى أَبَا عبد الله وَتسمع مِنْهُ حدثت عَن يزِيد بن هَارُون وَإِسْحَاق ابْن يُوسُف الْأَزْرَق روى عَنْهَا عبد الله بن أَحْمد قَالَ حدثتنى خَدِيجَة الحديث: 410 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت تجىء إِلَى أَبى وَتسمع مِنْهُ ويحدثها قَالَ حَدثنَا إِسْحَاق الْأَزْرَق حَدثنَا المسعودى عَن عون ابْن عبد الله قَالَ كُنَّا نجلس إِلَى أم الدَّرْدَاء فَنَذْكُر الله عِنْدهَا فَقَالُوا لَعَلَّنَا أمللناك قَالَت تَزْعُمُونَ أَنكُمْ قد أمللتونى فقد طلبت الْعِبَادَة فى كل شىء فَمَا وجدت شَيْئا أشفى لصدرى وَلَا أَحْرَى أَن أُصِيب بِهِ الذى أُرِيد من مجَالِس الذّكر 411 - خَدِيجَة بنت التقى مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الْمُنعم أم مُحَمَّد كَانَت إمرأة صَالِحَة عابدة خيرة كَثِيرَة التِّلَاوَة من خير نسَاء الدَّهْر رَوَت عَن ابْن الزبيدى والإربلى وهى ابْنة الزاهدة حَبِيبَة بنت الشَّيْخ أَبى عمر توفيت فى تَاسِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 412 - خَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن الْعِمَاد إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْمَرْأَة الصَّالِحَة وَالِدَة الشَّيْخ موفق الدّين تروى جُزْءا عَن الكاشغرى الحديث: 411 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 حضورا وهى أُخْت زَيْنَب سمع مِنْهَا البرزالى وَغَيره مَاتَت فى سادس رَجَب سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ المحروسة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 - حرف الدَّال - 413 - دَاوُد بن رستم بن مُحَمَّد بن سعيد الحرانى الحديث: 413 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 سمع من نصر الله الْقَزاز وَغَيره وَحدث مَاتَ بِبَغْدَاد فى ثانى عشر جُمَادَى الاخرة سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَذكر ابْن النجار أَنه ناطح السِّتين 414 - دَاوُد بن عبد الله بن كوشيار الحنبلى الْفَقِيه المناظر الحديث: 414 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 الأصولى شرف الدّين كَانَ فَقِيها بارعا عَارِفًا بالفقه والأصلين درس بِبَغْدَاد بِالْمَدْرَسَةِ المستعصمية ثمَّ بالمستنصرية صنف فى أصُول الْفِقْه كتابا سَمَّاهُ الحاوى وفى أصُول الدّين كتابا سَمَّاهُ تَحْرِير الدَّلَائِل توفى بعد التسعين وسِتمِائَة 415 - دَاوُد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح شرف الدّين أَبُو سُلَيْمَان أَخُو قاضى الْقُضَاة جمال الدّين المرداوى الحديث: 415 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن رَجَب سمع الْكثير مُتَأَخِّرًا على التقى سُلَيْمَان وَجَاز لَهُ جمَاعَة فى سنة ثَمَان وَسبعين مِنْهُم الشَّيْخ محيى الدّين وَابْن البخارى وَغَيرهمَا توفى فى رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون 416 - دَاوُد بن عَمْرو بن زُهَيْر أَبُو سُلَيْمَان الضبى سمع عبد الله بن عمر الْعُمْرَى وَحَمَّاد بن زيد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وإمامنا الحديث: 416 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 أَحْمد وخلقا قَالَ ابْن ثَابت فى السَّابِق واللاحق حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَعبد الله البغوى وَبَين ووفاة البغوى سِتّ وَسَبْعُونَ سنة حدث عَنهُ يحيى بن معِين وحجاج الشَّاعِر وَأحمد الرمادى وَغَيرهم مَاتَ فى ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد 417 - دعوان بن على بن حَمَّاد بن صَدَقَة الجبائى وَيُقَال الحديث: 417 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 لَهُ الجبى نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بسواد بَغْدَاد على طَرِيق خُرَاسَان المقرىء الْفَقِيه الضَّرِير قدم بَغْدَاد فَسمع بهَا من أَبى مُحَمَّد التميمى وثابت بن نبدار وَغَيرهمَا وَقَرَأَ بالروايات على الشريف عبد القاهر المكى وتفقه على أَبى سعد المخرمى وَأحكم الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَحدث عَنهُ اخرون مِنْهُم ابْن السمعانى قَالَ ابْن الجوزى كَانَ خيرا دينا ذَا ستر وصيانة وعفاف وطرائق حميدة على سَبِيل السّلف الصَّالح توفى يَوْم الْأَحَد سادس عشرى ذى الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بمقبرة أَبى بكر غُلَام الْخلال إِلَى جَانِبه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 418 - دلف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن التبَّان الأزجى الْفَقِيه أَبُو الْخَيْر سمع من ابْن نَاصِر وَسعد الْخَيْر وَغَيرهم صحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وتفقه عَلَيْهِ ثمَّ خرج من بَغْدَاد وَدخل خُرَاسَان وَأقَام بنيسابور فَقَرَأَ على مُحَمَّد بن يحيى الْفَقِيه روى عَنهُ أَبُو المظفر ابْن السمعانى وَأَبُو بكر الفرغانى خطيب سَمَرْقَنْد وَذكر أَنه سمع مِنْهُ مَاتَ فى صفر سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة 419 - دهبل بن على بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف ب ابْن كارة البغدادى سمع من الْحُسَيْن بن على بن البسرى وَابْن بَيَان وَابْن نَبهَان وَغَيرهم وَحدث ذكر الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب أَن ابْن الْأَخْضَر روى عَنهُ قَالَ الشَّيْخ موفق الدّين كَانَ فَقِيها من فُقَهَاء أَصْحَابنَا وَكَانَ يحضر فى حَلقَة الْفُقَهَاء وَكَانَ شَيخا صَالحا أخبرنَا الحديث: 418 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 يكْتب الْخراج ليحيى بن آدم وَذكر غَيره أَنه أضرّ فى اخر عمره توفى لَيْلَة الثُّلَاثَاء لليلتين خلقا من الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب ودهبل بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة بَينهمَا هَاء سَاكِنة 420 - دلان أَبُو الْفضل الرازى قَالَ سلمت على أَحْمد ابْن حَنْبَل فَلم يرد على السَّلَام وَكَانَت عَلَيْهِ جُبَّة سَوْدَاء الحديث: 420 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 - حرف الذَّال - 421 - ذَيَّال بن أَبى المعالى بن رَاشد العراقى الزَّاهِد الْعَارِف صنف الْحَافِظ الضياء جُزْءا فى كراماته فَقَالَ سكن بِبَيْت الْمُقَدّس مُدَّة وَقيل إِنَّه بلغ مائَة وَعشْرين سنة وَلم نسْمع فى زَمَاننَا من سلك طَرِيقَته سوى وَلَده عبد الْملك كَانَ يتقوت من لقاط الزَّرْع وَلَا يَأْكُل لأحد شَيْئا إِلَّا لاحاد النَّاس وانتفع بِهِ الْخلق وعلمهم الْقرَان وَالْفِقْه وَكَانَ علما فى تِلْكَ النَّاحِيَة اجتهدت على السّفر إِلَى زيارته فَلم يقدر لى وَقد أثنى عَلَيْهِ الْحَافِظ أَبُو إِسْحَاق وَالشَّيْخ الْعِمَاد وَوَقع لَهُ أُمُور غَرِيبَة تدل على الْكَشْف توفى يَوْم الثُّلَاثَاء ثانى عشرى الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَدفن قَرِيبا من بَيت الْمُقَدّس وقبره يزار الحديث: 421 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 - حرف الرَّاء - 422 - الرّبيع بن نَافِع أَبُو تَوْبَة قَالَ ابْن أَبى حَاتِم حَدثنَا على بن الْحُسَيْن سَمِعت أَبَا تَوْبَة الرّبيع بن نَافِع قَالَ لِأَحْمَد ابْن حَنْبَل إِنَّا قد لَقينَا من ضعف أهل الْعرَاق فى السّنة فإيش تَقول فِيمَن زعم أَن الْقرَان مَخْلُوق الحديث: 422 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 فَقَالَ أَقُول إِنَّه كَافِر قَالَ قلت مَا تَقول فى دَمه قَالَ حَلَال بعد أَن يُسْتَتَاب قَالَ أَبُو تَوْبَة لَا يُسْتَتَاب وَلكنه يقتل 423 - رَجَاء بن أَبى رَجَاء أَبُو مُحَمَّد المروزى وَقيل السمرقندى وَاسم أَبى رَجَاء مرجا بن نَافِع سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن النَّضر بن شُمَيْل وَالْفضل بن دُكَيْن وإمامنا فى آخر من روى عَنهُ أَبُو بكر بن أَبى الدُّنْيَا وَيحيى بن صاعد وَغَيرهمَا وَكَانَ ثِقَة ثبتا إِمَامًا فى الحَدِيث وَحفظه وَقَالَ ابْن أَبى حَاتِم صَدُوق قَالَ أَبُو بكر الْخلال سمعب أَبَا إِسْمَاعِيل الترمذى يَقُول قَالَ لى رَجَاء قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل أُرِيد أعرف الحَدِيث فَقَالَ أَكثر من الْكتاب الحديث: 423 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 مَاتَ فى غرَّة جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد وَقَالَهُ مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق السراج 424 - رَجَب قحطان بن الْحسن بن قحطان الأنصارى الضَّرِير أَبُو المعالى المقرىء الأديب سمع بن أَبى الْحُسَيْن بن النقور وَحدث باليسير سمع مِنْهُ هزارسب بن عوض وَغَيره قَالَ أَبُو الْفضل بن عطاف كَانَ من مجودى الْقُرَّاء والمحسنين فى الْأَدَاء ذَا فضل وعقل وأدب توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة الحديث: 424 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 425 - رزق الله بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث الحديث: 425 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 التميمى البغدادى الْمُحدث الْفَقِيه الْوَاعِظ شيخ الْعرَاق فى زَمَانه قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الْحسن الحمامى وَسمع الحَدِيث من أَبى الْحُسَيْن ابْن الْمُقِيم وأبى على بن شَاذان وَغَيرهمَا وتفقه على أَبِيه أَبى الْفرج وَعَمه أَبى الْفضل عبد الْوَاحِد وَابْن أَبى مُوسَى صَاحب الْإِرْشَاد وَذكر أَبُو الْحُسَيْن إِنَّه قَرَأَ على وَالِده القاضى أَبى يعلى قِطْعَة من الْمَذْهَب قَالَ ابْن الجوزى شهد عِنْد قاضى الْقُضَاة ابْن مَاكُولَا فَلَمَّا توفى وَولى ابْن الدامغانى ترك الشَّهَادَة ترفعا عَن أَن يشْهد عِنْده فجَاء قاضى الْقُضَاة إِلَيْهِ مستدعيا لمودته وشهادته فَلم يخرج عَن مَوْضِعه وَلم يَصْحَبهُ وَكَانَ جميل الصُّورَة لَهُ وَقع فى الْقُلُوب عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ لَهُ حَلقَة فى الْفِقْه وَالْفَتْوَى والوعظ بِجَامِع الْمَنْصُور فَلَمَّا انْتقل إِلَى بَاب الْمَرَاتِب كَانَ لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر قَالَ ابْن عقيل وَمن كبار مشايخى أَبُو مُحَمَّد التميمى شيخ زَمَانه وَكَانَ حَسَنَة الْعَالم وماشطة بَغْدَاد وَسمع مِنْهُ الحَدِيث جمع كثير مِنْهُم ابْن نَاصِر توفى فى لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو الْفضل من الْغَد وَدفن بداره بِبَاب الْمَرَاتِب بِإِذن الْخَلِيفَة المستظهر وَلم يدْفن فِيهَا أحد قبله ثمَّ لما توفى ابْنه أَبُو الْفضل سنة إِحْدَى وَتِسْعين نقل مَعَه إِلَى مَقْبرَة بَاب حَرْب فَدفن إِلَى جَانب أَبِيه وجده وَعَمه بدكة الإِمَام أَحْمد عَن يَمِينه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 وَاقعَة ذكر ابْن الجوزى فى تَارِيخه أَن جلال الدولة أمره أَن يكْتب شاهنشاه الْأَعْظَم ملك وخطب لَهُ بذلك فنفر الْعَامَّة وَرَجَمُوا الخطباء وَوَقعت فتْنَة وَذَلِكَ سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة فاستفتى الْفُقَهَاء فَكتب الصيمرى أَن هَذِه الْأَسْمَاء يعْتَبر فِيهَا الْقَصْد وَالنِّيَّة وَكتب أَبُو الطّيب الطبرى أَن إِطْلَاق ملك الْمُلُوك جَائِز وَيكون مَعْنَاهُ ملك مُلُوك الأَرْض وَإِذا جَازَ أَن يُقَال قاضى الْقُضَاة وكافى الكفاة جَازَ أَن يُقَال ملك الْمُلُوك وَكتب التميمى نَحْو ذَلِك وَمنع مِنْهُ الماوردى قَالَ ابْن الجوزى الأول هُوَ الْقيَاس إِذا قصد بِهِ مُلُوك الأَرْض إِلَّا إنى لَا أرى إِلَّا مَا رَآهُ الماورى لِأَنَّهُ صَحَّ فِي الحَدِيث مَا يدل على الْمَنْع وَذكر الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقيم عَن بعض الْعلمَاء فى معنى كَرَاهَة التَّسْمِيَة بِملك الْمُلُوك كَرَاهَة التَّسْمِيَة بقاضى الْقُضَاة وحاكم الْحُكَّام فَإِن حَاكم الْحُكَّام فى الْحَقِيقَة هُوَ الله تَعَالَى وَكَانَ الشَّيْخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة قاضى مصر وَابْن قاضيها منع أَن يخاطبوه يقاضى الْقُضَاة أَو يكتبوا لَهُ ذَلِك وَأمرهمْ أَن يكتبوا قاضى الْمُسلمين وَقَالَ هُوَ مأثور عَن على رضى الله عَنهُ 426 - رشيد بن عبد الله الحبشى مولى الصاحب جمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن محيى الدّين يُوسُف بن الجوزى سمع من ابْن بهروز وَأَبا بكر بن الخازن وَحدث مَاتَ فى الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 427 - رستم بن سرهنك أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ سمع الحديث: 426 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 الحَدِيث وَتعلم الْوَعْظ من ابْن الزاغونى مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 428 - رَافع الفزارى نزيل مدرسة الشَّيْخ أَبى عمر تفقه الحديث: 428 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 وعنى بِالْحَدِيثِ وَكَانَ يَقُول الشّعْر وولع بِكِتَاب ابْن عبد القوى النّظم وَزَاد فِيهِ وناقشه فى بعض الْمَوَاضِع وَنسخ وَجمع بعض مجاميع توفى فى ذى الْحجَّة سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بالطاعون 429 - رَيْحَانَة بنت عَم الإِمَام أَحْمد وهى زَوجته وَأم ابْنه عبد الله لم يُولد لَهُ مِنْهَا غَيره وَلما مَاتَت أم صَالح ابْن الإِمَام قَالَ لَا مرأة تكون عِنْدهم اذهبى إِلَى فُلَانَة بنت عمى فاخطبيها لى من نَفسهَا فأجابته ثمَّ قَالَ اخطبى تِلْكَ الَّتِى بِعَين وَاحِدَة فأتتها فأجابته وهى أم عبد الله فَأَقَامَ مَعهَا سبعا ثمَّ قَالَت لَهُ كَيفَ رَأَتْ يَا ابْن عمى أنْكرت شَيْئا قَالَ لَا إِلَّا نعلك هَذَا فَإِنَّهُ يصر وَفِي رِوَايَة أَنَّهَا باعته واشترت بِهِ مَقْطُوعًا الحديث: 429 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 - حرف الزاى - 430 - زَكَرِيَّا بن يحيى بن عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو يحيى النَّاقِد البغدادى سمع خَالِد بن خِدَاش وَأحمد بن حَنْبَل وَآخَرين روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر الْخلال وَقَالَ الْوَرع الصَّالح وَكَانَ عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل صَالِحَة سَمعتهَا مِنْهُ وَكَانَ مقدما فى زَمَانه وَكَانَ عبد الْوَهَّاب الْوراق يُكرمهُ وَيُوجه بِهِ فى حَوَائِجه ومهمات أُمُوره وَقَالَ الدراقطنى هُوَ فَاضل ثِقَة وَكَانَ أَحْمد يثنى عَلَيْهِ وَيَقُول رجل صَالح وَنعم الرجل هُوَ اشْترى من الله حورا بأَرْبعَة الاف ختمة فَلَمَّا كَانَ اخر ختمة سمع خطاب الْحور فى الْهَوَاء وهى تَقول وفيت بعهدك فها أَنا لَك هَا أَنا لَك الذى اشتريتنى وَمَات عقيب فَرَاغه من الختمة بقريب لَيْلَة الْجُمُعَة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة لثمان بَقينَ من شهر ربيع الاخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ الحديث: 430 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 431 - زَكَرِيَّا بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن أَبُو يحيى التَّاجِر البصرى الْحَافِظ روى عَن أَبى طَالب ويندار وَجَمَاعَة روى عَنهُ ابْن عدى والإسماعيلى وَكَانَ من الْأَئِمَّة الثِّقَات سمع مِنْهُ أَبُو الْحسن الأشعرى وَأخذ عَنهُ مَذْهَب أهل الحَدِيث وصنف كتابا فى الْعِلَل توفى سنة سبع وثلاثمائة 432 - زُهَيْر بن أَبى زُهَيْر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ قلت لِأَحْمَد أَن فلَانا يعْنى أَبَا يُوسُف رُبمَا سعى فى الْأُمُور مثل المصانع والمساجد والآبار فَقَالَ لى أَحْمد لَا نَفسه أولى بِهِ وَكره أَن يبْذل الرجل نَفسه وَوجه الحديث: 431 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 433 - زُهَيْر بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل حدث عَن وَالِده وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن أَخِيه أَحْمد بن صَالح وَأَبُو بكر النجاد وَأَبُو بكر الْخلال قَالَ زُهَيْر سَأَلت أَبى عَن الصَّلَوَات بِوضُوء وَاحِد أحب إِلَيْك أم يتَوَضَّأ لكل صَلَاة قَالَ إِن قوى بِوضُوء وَاحِد لَا بَأْس بِهِ لَيْت أَنا قوينا عَلَيْهِ مَا أروحه قَالَ الدارقطنى زُهَيْر حدث وَهُوَ ثِقَة مَاتَ سنة ثَلَاث وثلاثمائة الحديث: 433 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 434 - زِيَاد بن أَيُّوب بن زِيَاد أَبُو هَاشم طوسى الأَصْل يعرف بدلويه سمع هشيم بن بشير وَأَبا بكر بن عَيَّاش وَيزِيد بن هَارُون وَغَيرهم وَسَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء وَحدث بهَا سمع مِنْهُ البخارى وَأَبُو حَاتِم الرازى وَآخَرُونَ قَالَ زِيَاد سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْعَقِيقَة فَقَالَ لَيست بواجبة وَأَشد مَا سمعنَا فِيهَا حَدِيث سُلَيْمَان ابْن عَامر عَن النبى (الْغُلَام مُرْتَهن بعقيقته فأميطوا عَنهُ) وَقد روى أَنه عَلَيْهِ السَّلَام عق عَن الْحسن وَالْحُسَيْن قَالَ زِيَاد وأخبرنى ابْنه عبد الله أَنه قَالَ تُعْطى الْقَابِلَة الرجل مَاتَ فى ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 434 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 435 - زِيَاد بن على بن هَارُون كَانَ أحد الْمَشَايِخ الْمَشْهُورين بالصلاح وَالْخَيْر مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 436 - زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن بن النمر الكندى الحديث: 435 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 الشَّيْخ الْعَلامَة تَاج الدّين أَبُو الْيمن البغدادى المقرىء النحوى قَرَأَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 الْقرَان وَحفظه وَهُوَ ابْن خمس سِنِين وَقَرَأَ الْقرَاءَات الْعشْر وَله عشر سِنِين وَكَانَ أَعلَى أهل الأَرْض إِسْنَادًا فى الْقرَان فإنى لَا أعلم أحد من الْأمة عَاشَ بَعْدَمَا قَرَأَ الْقرَان ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة غَيره مَعَ أَنه قَرَأَ على أسْند شُيُوخ الْعَصْر بالعراق وَسمع الحَدِيث على الْكِبَار وبقى مُسْند الزَّمَان فى الْقُرْآن والْحَدِيث وأستاذه الإِمَام أَبُو مُحَمَّد سبط أَبى مَنْصُور الْخياط علمه وأسمعه وَقَرَأَ النَّحْو عَلَيْهِ وعَلى أَبى مُحَمَّد الخشاب واللغات على أَبى مَنْصُور الجواليقى وروى عَنهُ الْحفاظ كَعبد الْغنى وَالشَّيْخ الْمُوفق والزكى عبد الْعَظِيم مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 - حرف السِّين - 437 - سُلَيْمَان بن الأشعت بن إِسْحَاق بن بشر بن شَدَّاد الأزدى الإِمَام أَبُو دَاوُد السجستانى سمع سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم وَسليمَان بن حَرْب وَأَبا دَاوُد الجيلى وإمامنا أَحْمد وخلقا سواهُم روى عَنهُ ابْنه عبد الله وَأَبُو عبد الرَّحْمَن النسائى وَأَبُو بكر النجاد وَغَيرهم وَهُوَ مِمَّن رَحل وطوف وَجمع وصنف وَكتب عَن الشاميين والخراسانيين الحديث: 437 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 والبصريين وَيُقَال إِنَّه صنف كتابا قَدِيما وَعرضه على إمامنا فاستجاده وَاسْتَحْسنهُ وَقد روى عَنهُ إمامنا حَدِيثا وَاحِدًا وَنقل عَنهُ أَشْيَاء كَثِيرَة مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول كَانَ ابْن أَبى ذيب يشبه بِسَعِيد ابْن الْمسيب قيل لِأَحْمَد خلف مثله ببلاده قَالَ لَا وَلَا بغَيْرهَا يعْنى ابْن أَبى ذيب وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول من قَالَ أَن الله لَا يرى فَهُوَ كَافِر وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى أَلين الحَدِيث لأبى دَاوُد كَمَا أَلين الْحَدِيد لداود وَقد روى أَن سنَن أَبى دَاوُد قد قُرِئت على ابْن الأعرابى فَأَشَارَ إِلَى النُّسْخَة وَهِي بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لَو أَن رجلا لم يكن عِنْده من الْعلم إِلَّا الْمُصحف ثمَّ هَذَا الْكتاب لم يحْتَج مَعَهُمَا إِلَى شىء من الْعلم مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة لأَرْبَع عشرَة بقيت من شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل أَنه توفى بِالْبَصْرَةِ رَحمَه الله تَعَالَى 438 - سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن رَحْمَة الْمُحدث الحديث: 438 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 الْخَطِيب أَبُو الرّبيع سمع بِدِمَشْق من الخشوعى وَابْن طبرزد وَغَيرهمَا وبمصر من إِسْمَاعِيل بن ياسين وَهبة الله البوصيرى وَخلق وبالإسكندرية من أَبى الْقَاسِم بن علاس وَانْقطع إِلَى الْحَافِظ عبد الْغنى المقدسى مُدَّة وَتخرج بِهِ وَسمع مِنْهُ الْكثير قَالَ الضياء كَانَ خيرا دينا ثِقَة وَكَانَت إِقَامَته بِبَيْت لهيا وَولى الخطابة والإمامة بجامعها مَاتَ فى ثانى عشر ربيع الاخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِبَيْت لهيا وَرَحْمَة اسْم أم جده وَبهَا عرف جده 439 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب بن مطير اللخمى الحديث: 439 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 الطبرانى أَبُو الْقَاسِم سمع جمَاعَة من أَصْحَاب أَحْمد أَبَا زرْعَة الدمشقى وَعبد الله بن أَحْمد روى عَنهُ أَبُو خَليفَة ابْن الْفضل بن الْحباب وعبدان وجعفر الفريانى وَأَبُو عبد الله بن مندة وَغَيرهم وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة الْحفاظ لَهُ تصانيف مَذْكُورَة وآثار مَشْهُورَة من جُمْلَتهَا المعجم الْكَبِير والأوسط والأصغر مولده بعكا سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَمَات بأصبهان سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وَدفن بِبَاب مَدِينَة أَصْبَهَان عِنْد قبر حممة الدوسى صَاحب رَسُول الله فى تربة وَاحِدَة فَعَاشَ مائَة سنة وَعشرَة أشهر قَالَ الطبرانى حَدثنَا أَحْمد ابْن على الْأَبَّار قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى النيسابورى حِين بلغه وَفَاة أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَا ينبغى لأهل كل دَار بِبَغْدَاد أَن يقيموا على أَحْمد ابْن حَنْبَل النِّيَاحَة فى دُورهمْ 440 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الحديث: 440 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتى علم الدّين الكنانى العسقلانى المصرى قدم من بَلْدَة نابلس صَغِيرا واشتغل بِالْقَاهِرَةِ فى الْمَذْهَب وبرع فِيهِ وَصَارَ من أَعْيَان الْجَمَاعَة وَأفْتى وَتزَوج بابنة قاضى الْقُضَاة موفق الدّين وَولى إعادات بدروس الْحَنَابِلَة وَولى نِيَابَة الحكم بِمصْر وارتقى إِلَى أَن صَار أكبر النواب توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرى جُمَادَى الاخرة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربة القاضى موفق خَارج بَاب النَّصْر 441 - سَلامَة بن إِبْرَاهِيم بن سَلامَة الْحداد الدمشقى الْمُحدث أَبُو الْخَيْر ويلقب تقى الدّين سمع من أَبى المكارم عبد الْوَاحِد بن هِلَال وَابْن الموازينى وَغَيرهمَا وعنى بِالْحَدِيثِ وَكتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ وَخرج الحديث: 441 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 التخاريج للشيوخ وَكَانَ ثِقَة صَالحا فَاضلا وَكَانَ ابْن نقطة الْحَافِظ يعْتَمد على خطه وينقل عَنهُ فى استدراكه روى عَنهُ ابْن خَلِيل فى مُعْجَمه توفى فى سَابِع عشر ربيع الاخر سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بسفح قاسيون 442 - سعيد بن الْحُسَيْن بن شنيف الديلمى الدارقزى الْأمين أَبُو عبد الله سمع من أَبى عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد السراج وَالْحُسَيْن بن طَلْحَة وَابْن الطيورى وَغَيرهم تفقه فى الْمَذْهَب وَكَانَ إِمَامًا بِجَامِع دَار القز وأمينا للقاضى بجلسته وَمَا يَليهَا وَكَانَ شَيخا صَالحا ثِقَة روى عَنهُ ابْنه الْحُسَيْن وَغَيره توفى لَيْلَة السبت رَابِع عشر ذى الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب الحديث: 442 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 443 - سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أَبى عمر بن قدامَة المقدسى ثمَّ الصالحى الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قاضى الْقُضَاة تقى الدّين أَبُو الْفضل حضر على ابْن الزبيدى صَحِيح البخارى وعَلى الْفَخر الإربلى والحافظ الضياء وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على ابْن عبد الدَّائِم كثيرا وَأَجَازَ لَهُ خلق من البغداديين والأصبهانيين والشاميين وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر ولازمه وَأخذ عَنهُ الْفَرَائِض وشيوخه فى الحَدِيث كَثِيرَة قَالَ البرزالى هم بِالسَّمَاعِ نَحْو مائَة شيخ الحديث: 443 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 وبالإجازة أَكثر من سَبْعمِائة شيخ وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا فَقِيها كَبِيرا بهى المنظر وضىء الشيبة حسن الشكل مواظبا على حُضُور الْجَمَاعَات وعَلى قيام اللَّيْل والتلاوة وَالصِّيَام لَهُ أوراد وعبادات وَكَانَ لَهُ اعتناء بالفقه خُصُوصا الْمقنع قَرَأَهُ وأقرأه مَرَّات وَكَانَ لَهُ حَلقَة بالجامع المظفرى وَكَانَ لين الْجَانِب حَرِيصًا على قَضَاء الْحَوَائِج وعَلى النَّفْع المتعدى حدث ب ثلاثيات البخارى وبجميع صَحِيحه وَتفرد فى زَمَانه قَالَ الْحَافِظ أَبُو سعيد العلائى رحم الله شَيخنَا القاضى سُلَيْمَان سمعته يَقُول لم أصل الْفَرِيضَة قطّ مُنْفَردا إِلَّا مرَّتَيْنِ وكأنى لم أَصلهمَا قطّ حدث بالكثير وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الخباز توفى قبله بِمدَّة مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادى عشرى ذى الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة بالدير فَجْأَة وَدفن بمقبرة جده أَبى عمر وحضره خلق كثير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 444 - سُلَيْمَان بن دَاوُد الشاذكونى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء الحديث: 444 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 مِنْهَا قَالَ يتشبه على بن المدينى بِأَحْمَد مَا أشبه السك باللك رَأَيْت أَحْمد أَتَى فاميا أَخذ مِنْهُ شَيْئا وَرهن عِنْده سطلا ثمَّ أَتَاهُ بعد ذَلِك لفك السطل وَقَالَ لَهُ اخْرُج سطلى فَأخْرج لَهُ سطلين وَقَالَ قد اشْتبهَ على خُذ مِنْهُمَا مَا تُرِيدُ فَقَالَ أَنْت فى حل من السطل وَمن فكاكه وَانْصَرف فخاصمت الفامى فى ذَلِك فَقَالَ وَالله سطله أعرفهُ أعرفهُ وَلَكِن أردْت أَن أمتحنه 445 - سُلَيْمَان بن سافرى الواسطى حضر مجْلِس إمامنا الحديث: 445 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 وَنقل عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت فى مجْلِس أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَبَا عبد الله رَأَيْت يزِيد بن هَارُون فى النّوم فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لى ورحمنى وعاتبنى فَقلت غفر لَك ورحمك وعاتبك قَالَ نعم قَالَ يَا يزِيد بن هَارُون كتبت عَن جرير بن عُثْمَان فَقلت يَا رب مَا علمت إِلَّا خيرا قَالَ إِنَّه كَانَ يبغض على ابْن أَبى طَالب 446 - سَلمَة بن شبيب النيسابورى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ رفيع الْقدر حدث عَنهُ شُيُوخنَا الأجلة وَكَانَ عِنْده عَن عبد الرَّزَّاق والشيوخ الْكِبَار وَكَانَ سَلمَة قَرِيبا من مهنا وَإِسْحَاق بن مَنْصُور قَالَ سَلمَة لِأَحْمَد بن حَنْبَل كل شىء مِنْك حسن غير خلة وَاحِدَة قَالَ وماهى قَالَ تَقول بِفَسْخ الْحَج إِلَى الْعمرَة قَالَ كنت أرى لَك عقلا عندى ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا صحاحا اتركها لِقَوْلِك وَنقل سَلمَة عَن حَمَّاد الْحداد وَقَالَ دخلت الْمَقَابِر يَوْم الْجُمُعَة الحديث: 446 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 فَمَا انْتَهَيْت إِلَى قبر إِلَّا وَسمعت فِيهِ قِرَاءَة الْقُرْآن وَقَالَ كُنَّا عِنْد أَحْمد ابْن حَنْبَل فَجَاءَهُ رجل فدق الْبَاب ثمَّ دق ثَانِيَة ثمَّ ثَالِثَة فَقَالَ أَحْمد ادخل فَدخل وَسلم وَقَالَ أَيّكُم أَحْمد فَأَشَارَ بَعْضنَا إِلَيْهِ قَالَ جِئْت من الْبَحْر من ميسرَة أَرْبَعمِائَة فَرسَخ قَالَ أتانى آتٍ فى منامى فَقَالَ إئت أَحْمد بن حَنْبَل وسل عَنهُ فَإنَّك تدل عَلَيْهِ وَقل إِن الله تَعَالَى عَنْك رَاض وملائكة سمواته عَنْك راضون وملائكة أرضه عَنْك راضون قَالَ ثمَّ خرج فَمَا سَأَلَهُ عَن حَدِيث وَلَا مَسْأَلَة وَقد حدث عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم مُسلم فى صَحِيحه مَاتَ بِمَكَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 447 - سَلامَة بن صَدَقَة بن سَلامَة بن الصولى الحرانى الْفَقِيه الفرضى أَبُو الْخَيْر موفق الدّين سمع بِبَغْدَاد من أَبى السعادات الْقَزاز وَغَيره وتفقه بهَا قَالَ ابْن حمدَان وَكَانَ من أهل الْفَتْوَى مَشْهُورا بِعلم الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة سَمِعت عَلَيْهِ كثيرا من الحديث: 447 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 الطَّبَقَات لِابْنِ سعد روى عَنهُ الأبرقوهى سمع مِنْهُ بحران قَالَ المنذرى لنا مِنْهُ إجَازَة وَذكر فى مُقَدّمَة الْفَرَائِض من مُصَنفه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 قَالَ تنزل الْعمة أَبَا وَعَمَّته عَمَّا فَيحْتَمل عَمَّا لِأَبَوَيْنِ وَيحْتَمل كل وَاحِدَة بِمَنْزِلَة أَخِيهَا وَهَذَا غَرِيب وَيلْزم من تَنْزِيل الْعمة للْأُم عَمَّا لأم إِسْقَاطهَا مَاتَ فى الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة بحران والصولى بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة 448 - الإسكاف سُلَيْمَان بن عبد الله السجزى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا المحنة قَالَ أتيت بَاب المعتصم وَإِذا النَّاس قد ازدحموا على بَابه كَيَوْم الْعِيد فَدخلت الدَّار فَرَأَيْت بساطا مَبْسُوطا وكرسيا مطروحا فوقفت بِإِزَاءِ الكرسى فَبينا أَنا قَائِم فَإِذا المعتصم قد أقبل فَجَلَسَ على الكرسى وَنزع نَعله من رجله وَوضع رجلا على رجل ثمَّ قَالَ احضروا أَحْمد بن حَنْبَل فأحضر فَلَمَّا وقف بَين يَدَيْهِ سلم عَلَيْهِ قَالَ لَهُ يَا أَحْمد تكلم وَلَا تخف فَقَالَ الحديث: 448 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 أَحْمد وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لقد دخلت عَلَيْك وَمَا فى قلبى مِثْقَال حَبَّة من الْفَزع فَقَالَ لَهُ المعتصم مَا تَقول فى الْقرَان فَقَالَ كَلَام الله قديم غير مَخْلُوق قَالَ الله تَعَالَى (وَإِن أحد من الْمُشْركين استجارك فَأَجره حَتَّى يسمع كَلَام الله) فَقَالَ لَهُ عنْدك حجَّة غير هَذَا فَقَالَ أَحْمد نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَوْله تَعَالَى (الرَّحْمَن علم الْقرَان) وَقَوله تَعَالَى (يس وَالْقرَان الْحَكِيم) وَلم يقل يس وَالْقرَان الْمَخْلُوق فَقَالَ المعتصم احْبِسُوهُ فحبس وتفرق النَّاس فَلَمَّا أَصبَحت قصدت الْبَاب فَأدْخل النَّاس فَدخلت مَعَهم فَأقبل المعتصم وَجلسَ على الكرسى فَقَالَ هاتوا أَحْمد بن حَنْبَل فَلَمَّا جىء بِهِ وقف بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ المعتصم كَيفَ كنت يَا أَحْمد فى محبسك البارحة فَقَالَ بِخَير وَالْحَمْد لله إِلَّا إنى رَأَيْت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فى محبسك أمرا عجبا فَقَالَ لَهُ مَا رَأَيْت قَالَ قُمْت من نصف اللَّيْل فَتَوَضَّأت للصَّلَاة وَصليت رَكْعَتَيْنِ فَقَرَأت فى رَكْعَة (الْحَمد لله) و (قل أعوذ بِرَبّ النَّاس) وفى الثَّانِيَة (الْحَمد لله) و (قل أعوذ بِرَبّ الفلق) ثمَّ جَلَست وتشهدت وسلمت ثمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 قُمْت فكبرت وقرأت (الْحَمد لله) وَأَرَدْت أَن أَقرَأ (قل هُوَ الله أحد) فَلم أقدر ثمَّ اجتهدت أَن أَقرَأ غير ذَلِك من الْقرَان فمددت عينى فى زَاوِيَة السجْن فَإِذا الْقرَان مسجى مَيتا فغسلته وكفنته وَصليت عَلَيْهِ ودفنته فَقَالَ لَهُ وَيلك يَا أَحْمد الْقرَان يَمُوت فَقَالَ لَهُ أَحْمد فَأَنت كَذَا تَقول إِنَّه مَخْلُوق وكل مَخْلُوق يَمُوت فَقَالَ المعتصم قهرنا أَحْمد قهرنا أَحْمد فَقَالَ ابْن أَبى دؤاد وَبشر المريسى اقتله حَتَّى نستريح مِنْهُ فَقَالَ إنى عَاهَدت الله أَن لاأقتله بِسيف وَلَا امْر بقتْله بِسيف فَقَالَ لَهُ اضربه بالسياط فَقَالَ احضروا الجلادين فأحضروا فَقَالَ المعتصم لوَاحِد مِنْهُم بكم سَوط تقتله قَالَ بِعشْرَة قَالَ خُذْهُ إِلَيْك قَالَ سُلَيْمَان فَأخْرج أَحْمد بن حَنْبَل من ثِيَابه واتزر بمئزر من الصُّوف وَشد من يَدَيْهِ حبلان جديدان وَأخذ السَّوْط فى يَده وَقَالَ أضربه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ المعتصم اضْرِب فَضَربهُ سَوْطًا فَقَالَ أَحْمد الْحَمد لله ثمَّ ضربه ثَانِيًا فَقَالَ مَا شَاءَ الله كَانَ فَضَربهُ ثَالِثا فَقَالَ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعَظِيم لله فَلَمَّا أَرَادَ أَن يضْربهُ السَّوْط الرَّابِع نظرت إِلَى المئزر من وَسطه قد انحل وَأَرَادَ أَن يسْقط فَرفع رَأسه نَحْو السَّمَاء وحرك شَفَتَيْه وَإِذا الأَرْض قد انشقت وَخرج مِنْهَا يدان فوزرته بقدرة الله تَعَالَى فَلَمَّا نظر المعتصم إِلَى ذَلِك قَالَ خلوه فَتقدم إِلَيْهِ ابْن أَبى دؤاد وَقَالَ لَهُ قل يَا أَحْمد قل فى أذنى إِن الْقرَان مَخْلُوق حَتَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أخلصك من يَد الْخَلِيفَة فَقَالَ أَحْمد يَا ابْن أَبى دؤاد قل فى أذنى إِن الْقرَان كَلَام الله غير مَخْلُوق حَتَّى أخلصك من عَذَاب الله عز وَجل فَقَالَ المعتصم ادخلوه الْحَبْس فَحمل أَحْمد إِلَى الْحَبْس وَانْصَرف النَّاس وانصرفت مَعَهم فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أقبل النَّاس وَأَقْبَلت مَعَهم فوقفت بِإِزَاءِ الكرسى فَخرج المعتصم وَجلسَ على الكرسى وَقَالَ هاتوا أَحْمد بن حَنْبَل فجيىء بِهِ فَلَمَّا إِن وقف بَين يَدَيْهِ قَالَ لَهُ المعتصم كَيفَ كنت فى محبسك اللَّيْلَة يَا ابْن حَنْبَل قَالَ كنت بِخَير وَالْحَمْد لله فَقَالَ يَا أَحْمد إنى رَأَيْت البارحة رُؤْيا قَالَ وَمَا رَأَيْت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ رَأَيْت فى منامى كَأَن أسدين قد أَقبلَا إِلَى وأرادا أَن يفترسانى وَإِذا ملكان قد أَقبلَا ودفعاهما عَنى ودفعا إِلَى كتابا وَقَالا لى هَذَا الْمَكْتُوب فى هَذَا الْكتاب رُؤْيا راها أَحْمد بن حَنْبَل فى محبسه فَمَا الذى رَأَيْت يَا ابْن حَنْبَل فَأقبل على المعتصم فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فالكتاب مَعَك قَالَ نعم وقرأته لما أَصبَحت وفهمت مَا فِيهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَحْمد رَأَيْت اللَّيْلَة كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَكَأن الله جمع الْأَوَّلين والاخرين فى صَعِيد وَاحِد وَهُوَ يحاسبهم فَبينا أَنا قَائِم إِذْ نودى بى فَقدمت حَتَّى وقفت بَين يدى الله عز وَجل فَقَالَ لى يَا أَحْمد فَبِمَ ضربت فَقلت من جِهَة الْقُرْآن فَقَالَ وَمَا الْقُرْآن فَقلت كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ لى من أَيْن قلت هَذَا فَقلت يَا رب حَدَّثَنى عبد الرَّزَّاق فنودى بِعَبْد الرَّزَّاق فجيىء بِهِ حَتَّى أقيم بَين يدى الله تَعَالَى فَقَالَ الله تَعَالَى مَا تَقول فى الْقُرْآن يَا عبد الرَّزَّاق فَقَالَ كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ الله من أَيْن لَك هَذَا فَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 حَدَّثَنى معمر فنودى بِمَعْمَر فجيىء بِهِ حَتَّى وقف بَين يدى الله عز وَجل فَقَالَ الله تَعَالَى مَا تَقول فى الْقرَان فَقَالَ معمر كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ لَهُ من أَيْن لَك هَذَا فَقَالَ حَدَّثَنى الزهرى فنودى بالزهرى فجيىء بِهِ حَتَّى وقف بَين يدى الله تَعَالَى فَقَالَ يَا زهرى مَا تَقول فى الْقُرْآن فَقَالَ كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ يَا زهرى من أَيْن لَك ذَلِك قَالَ حَدَّثَنى عُرْوَة فجيىء بِهِ حَتَّى وقف بَين يدى الله تَعَالَى فَقَالَ مَا تَقول فى الْقرَان فَقَالَ كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ من أَيْن قلت هَذَا قَالَ حدثتنى عَائِشَة بنت أَبى بكر فنوديت عَائِشَة فجىء بهَا فَقَالَ الله يَا عَائِشَة مَا تقولى فى الْقُرْآن فَقَالَت كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ الله من أَيْن لَك هَذَا قَالَت حَدَّثَنى نبيك مُحَمَّد قَالَ فنودى بِمُحَمد فجيىء بِهِ حَتَّى وقف بَين يدى الله تَعَالَى فَقَالَ مَا تَقول فى الْقرَان فَقَالَ كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ الله من أَيْن لَك هَذَا فَقَالَ حَدَّثَنى جِبْرِيل فنودى جِبْرِيل حَتَّى جىء بِهِ فَقَالَ مَا تَقول فى الْقرَان فَقَالَ كلامك اللَّهُمَّ لَك قَالَ من أَيْن لَك هَذَا حَدَّثَنى إسْرَافيل فنودى بإسرافيل فجيىء بِهِ حَتَّى وقف بَين يدى الله تَعَالَى فَقَالَ مَا تَقول فى الْقرَان فَقَالَ كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ من أَيْن لَك هَذَا قَالَ رَأَيْت ذَلِك فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ فجيىء باللوح فَوقف بَين يدى الله تَعَالَى فَقَالَ أَيهَا اللَّوْح مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كلامك اللَّهُمَّ لَك قَالَ الله تَعَالَى من أَيْن لَك هَذَا قَالَ جرى الْقَلَم على فَأتى بالقلم حَتَّى وقف بَين يدى الله تَعَالَى فَقَالَ الله تَعَالَى مَا تَقول فى الْقرَان فَقَالَ كلامك اللَّهُمَّ لَك فَقَالَ الله من أَيْن لَك هَذَا قَالَ الْقَلَم أَنْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 نطقت وَأَنا جريت فَقَالَ الله صدق الْقَلَم وَصدق اللَّوْح وَصدق إسْرَافيل وَصدق جِبْرِيل وَصدق مُحَمَّد وصدقت عَائِشَة وَصدق عُرْوَة وَصدق الزهرى وَصدق معمر وَصدق عبد الرَّزَّاق وَصدق أَحْمد بن حَنْبَل الْقرَان كلامى غير مَخْلُوق قَالَ سُلَيْمَان السجزى فَوَثَبَ عِنْد ذَلِك المعتصم وَقَالَ صدقت يَا ابْن حَنْبَل وَتَابَ المعتصم وَأمر بِضَرْب رَقَبَة بشر المريسى وَابْن أَبى دؤاد وَأكْرم أَحْمد بن حَنْبَل وخلع عَلَيْهِ فَامْتنعَ من ذَلِك فَأمر بِهِ فَحمل إِلَى بَيته 449 - سَالم بن عبد الله بن عبد الْملك الشيبانى الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْفَتْح الدينَوَرِي وَسمع من الشريف أَبى الْعَزِيز وأبى الغنايم وَحدث باليسير سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْفضل بن شَافِع وَكَانَ فَقِيها زاهدا توفى لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة 450 - سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن على نجم الدّين الحديث: 449 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 أَبُو المحامد قدم بَغْدَاد وَسمع بهَا وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال الْبَزَّار والرشيد ابْن أَبى الْقَاسِم وَغَيرهمَا وتفقه على الشَّيْخ تقى الدّين الزريرانى وَأفْتى ودرس بالمستنصرية وناب فى الْقَضَاء وَحدث سمع مِنْهُ جمع مَاتَ فى جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع قصر الْخلَافَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد 451 - سُلَيْمَان بن عبد القوى بن عبد الْكَرِيم بن سعيد الحديث: 451 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 الطوفى الصرصرى ثمَّ البغدادى الْفَقِيه الأصولى المفنن نجم الدّين حفظ مُخْتَصر الخرقى واللمع فى النَّحْو لِابْنِ جنى وتفقه على الشَّيْخ زين الدّين على الصرصرى ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد فحفظ الْمُحَرر وبحثه على الشَّيْخ تقى الدّين الزريرانى وَقَرَأَ الْأُصُول على الفارقى والعربية والتصريف على مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الموصلى وَسمع الحَدِيث من ابْن الطبال وَابْن القلانسى وَغَيرهمَا ثمَّ سَافر إِلَى دمشق فَسمع بهَا من القاضى تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة ولقى الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية والمزى وَقَرَأَ على ابْن أَبى الْفَتْح بعض ألفية ابْن مَالك ثمَّ سَافر إِلَى مصر فَسمع بهَا من القاضى سعد الدّين الحارثى وَقَرَأَ على أَبى حَيَّان مُخْتَصره لكتاب سِيبَوَيْهٍ وصنف تصانيف كَثِيرَة وَقد نسب إِلَيْهِ أَشْيَاء بَعْضهَا صَحَّ عَنهُ مَاتَ فى بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام بعد رُجُوعه من الْحَج فى رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 452 - سعد بن عُثْمَان بن مَرْزُوق بن حميد بن سَلامَة القرشى المصرى ثمَّ البغدادى الدَّار الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْخَيْر تفقه فى الْمَذْهَب على أَبى الْفَتْح ابْن المنى ولازم درسه وَسمع من أَبى مُحَمَّد ابْن الخشاب وَغَيره وَحصل لَهُ الْقبُول التَّام من الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ ورعا زاهدا عابدا رأى رجل فى بَغْدَاد النبى وَهُوَ يَقُول لَوْلَا الشَّيْخ سعد نزل بكم بلَاء أَو كَمَا قَالَ ثمَّ سعى الشَّيْخ سعد إِلَى الْجُمُعَة وَمَا عِنْده خبر بِهَذَا الْمَنَام فانعكف النَّاس عَلَيْهِ يتبركون بِهِ وازدحموا فَرَمَوْهُ مَرَّات قَالَ القادسى هُوَ أحد الزهاد والأبدال الْأَوْتَاد وَمن تشد إِلَيْهِ الرّحال وَمن كَانَ لله عَلَيْهِ إقبال الصَّائِم فى النَّهَار الْقَائِم فى الظلام قدم بَغْدَاد وَسكن برباط الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَمَا قبل من أحد شَيْئا وَلَا غشى بَاب أحد من السلاطين كَانَ ينفذ لَهُ فى كل عَام شىء من ملك لَهُ بِمصْر يَكْفِيهِ طول سنته وَكَانَ كثير الْبكاء والخشوع الحديث: 452 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 مَاتَ فى سادس عشر شهر ربيع الاخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة سَاجِدا فى صلَاته وَدفن من الْغَد وَذكر القطيعى أَنه توفى يَوْم الثُّلَاثَاء وَأَنه دفن بمقبرة بَاب الدَّيْر بِالْقربِ من مَعْرُوف الكرخى 453 - سُلَيْمَان بن عَسْكَر بن عَسَاكِر الشَّيْخ الإِمَام علم الدّين أَبُو الرّبيع الحبراصى ثمَّ الدمشقى الْمسند سمع من أَبى حَفْص بن القواس والشريف ابْن عَسَاكِر واليونينى وَغَيرهم سمع مِنْهُ ابْن كثير والحسينى وشهاب الدّين ابْن رَجَب وَكَانَ فِيهِ ديانَة ومحبة للْحَدِيث وَأَهله وَقَالَ الكتبى كَانَ يحفظ ديوَان الصرصرى وَلم يخلف بعده مثله قَالَ الحسينى حج كثيرا بوظيفة اذآن الركب وَقد رَأَيْت النبى فى الْمَنَام وَشَيخنَا هَذَا وَاقِف بَين يَدَيْهِ يقْرَأ (وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت من قبله الرُّسُل) الْآيَة الحديث: 453 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 فَاسْتَيْقَظت وَأَنا أبكى توفى يَوْم الثُّلَاثَاء حادى عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة 454 - سُلَيْمَان بن عمر بن سَالم بن المسبك الحرانى الْفَقِيه الأصولى أَبُو الرّبيع الملقب كَمَال الدّين قَالَ ابْن حمدَان كَانَ رجلا صَالحا ورعا فَاضلا فى الْأَصْلَيْنِ وَالْخلاف وَالْمذهب لَهُ تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا مُخْتَصر الْهِدَايَة والوفاق وَالْخلاف بَين الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالرَّاجِح فى أصُول الْفِقْه مَاتَ بعد الْعشْرين وسِتمِائَة بحران 455 - سُلَيْمَان بن الْمعَافى بن سُلَيْمَان الحرانى حدث عَن إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا يحيى بن سعيد عَن إِسْمَاعِيل بن أَبى خَالِد عَن الشعبى أَنه قَالَ لجَابِر الجعفى الحديث: 454 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 لَا تَمُوت حَتَّى تأتيهم بالكذاب قَالَ فَمَا مَاتَ حَتَّى أَتَاهُم بِالْكَذِبِ عَن رَسُول الله 456 - سعد الله بن نصر بن سعيد الْمَعْرُوف بِابْن الدجاجى الْفَقِيه الْوَاعِظ الصوفى الأديب الملقب بمهذب الدّين قَرَأَ بالروايات على أَبى مَنْصُور الْخياط وَغَيره وَسمع من أَبى الْخطاب الكلوذانى وَابْن الطيورى وَغَيرهمَا وتفقه على أَبى الْخطاب حَتَّى برع قَالَ ابْن الجوزى تفقه وناظر ودرس وَوعظ وَكَانَ لطيف الْكَلَام حُلْو الْإِيرَاد ملازما لمطالعة الْعلم إِلَى أَن مَاتَ وَسُئِلَ عَنهُ الشَّيْخ موفق الدّين المقدسى فَقَالَ كَانَ شَيخا حسنا من فُقَهَاء أَصْحَابنَا ووعاظهم صحب أَبَا الْخطاب وَابْن عقيل وروى عَنْهُمَا وَسَمعنَا مِنْهُ الحديث: 456 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 قَالَ ابْن الجوزى أَنا سعد الله بن نصر قَالَ كنت خَائفًا من الْخَلِيفَة لحادث نزل فاختفيت فَرَأَيْت فى الْمَنَام كأنى فى غرفَة اكْتُبْ شَيْئا فجَاء رجل فَوقف بإزائى وَقَالَ أكتب مَا أمْلى عَلَيْك وَأنْشد (ادْفَعْ بصبرك حَادث الْأَيَّام ... وترج لطف الْوَاحِد العلام) (لَا تيأسن وَإِن تضايق كربها ... ورماك ريب صروفها بسهام) (فَلهُ تَعَالَى بَين ذَلِك فُرْجَة ... تخفى على الْأَبْصَار والأوهام) (كم من نجى بَين أَطْرَاف القنا ... وفريسة سلمت من الضرغام) حدث وَسمع مِنْهُ جمع روى عَنهُ ابْنه أَبُو نصر وَابْن الْأَخْضَر وَابْن سكينَة وَالشَّيْخ موفق الدّين وَغَيرهم توفى اخر نَهَار الِاثْنَيْنِ لاثنتى عشرَة لَيْلَة خلت من شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الرِّبَاط ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى مَقْبرَة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 457 - سُفْيَان بن وَكِيع بن الْجراح ذكره أَبُو بكر الحديث: 457 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد وَقَالَ أَنا عبد الله بن أَحْمد سَمِعت سُفْيَان بن وَكِيع يَقُول احفظ عَن أَبى عبد الله مَسْأَلَة مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة سُئِلَ عَن الطَّلَاق قبل النِّكَاح فَقَالَ يرْوى عَن النبى وَعَن على وَابْن عَبَّاس وعَلى بن حُسَيْن وَسَعِيد بن الْمسيب ونيف وَعشْرين من التَّابِعين لم يرَوا بِهِ بَأْسا فَسَأَلت أَبى عَن ذَلِك وأخبرته بقول سُفْيَان فَقَالَ صدق كَذَا قلت قلت وَصفه الذهبى بِأَنَّهُ ضَعِيف توفى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 458 - سَعْدَان بن يزِيد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد عَن شِرَاء السرجين والرماد وَبيعه فَقَالَ سُبْحَانَ الله تَأمر بِهَذَا وتأذن فِيهِ كالمستعظم وَقَالَ سَعْدَان حَدَّثَنى أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ دخل الثورى والأوزاعى على مَالك فَلَمَّا أخرجَا قَالَ مَالك أَحدهمَا أوسع حَدِيثا وأخير للْإِمَامَة 459 - سندى أَبُو بكر الخواتيمى البغدادى سمع من الحديث: 458 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 أَبى عبد الله مسَائِل صَالِحَة قَالَ سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن حلق الْعَانَة وتقليم الأظافر كم يتْرك قَالَ أَرْبَعِينَ للْحَدِيث الذى يرْوى فِيهِ وَقد بلغنى عَن الأوزاعى أَنه قَالَ للْمَرْأَة خمس عشرَة وللرجل عشرُون وَأما الشَّارِب ففى كل جُمُعَة إِذا تركته بعد الْجُمُعَة يصير وحشا 460 - سِتّ الدَّار بنت عبد السَّلَام ابْن تَيْمِية الشيخة الصَّالِحَة بنت الشَّيْخ الْعَلامَة مجد الدّين حدثت عَن ابْن روزبة وَعبد اللَّطِيف بن يُوسُف روى عَنْهَا ابْنهَا أَخِيهَا الشَّيْخ تقى الدّين وَأَخُوهُ الشَّيْخ مُحَمَّد والبرزالى وَابْن مُسلم توفيت فى ربيع الاخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق 461 - سِتّ الْعَرَب بنت مُحَمَّد بن الْفَخر على بن أَحْمد بن الحديث: 460 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 عبد الْوَاحِد بن البخارى الشيخة الصَّالِحَة المسندة المكثرة حضرت على جدها كثيرا وعَلى عبد الرَّحْمَن بن الزين وَغَيرهمَا وَحدثت وانتشر عَنْهَا حَدِيث كثير سمع مِنْهَا الحافظان العراقى والهيثمى والمقرىء شهَاب الدّين ابْن رَجَب وَذكرهَا فى مُعْجَمه قَالَ ابْن قَانِع طَال عمرها وانتفع بهَا توفيت لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهل جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهَا عقيب الظّهْر بالجامع المظفرى ودفنت بسفح قاسيون وَأما والدها الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد فَسمع إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 وَعبد الله الخشوعى وَغَيرهمَا حدث وَسمع مِنْهُ الذهبى وَابْن رَافع وَجَمَاعَة قَالَ الذهبى فى مُعْجَمه كَانَ فِيهِ شهامة وَقُوَّة نفس توفى فى ذى الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة قلت وَلم يذكرهُ الْحَافِظ ابْن رَجَب فى الطَّبَقَات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 - حرف الشين - 462 - شبيب بن حمدَان بن شبيب بن حمدَان بن مَحْمُود ابْن شبيب الحرانى النميرى تقى الدّين البارع الأديب الشَّاعِر الطَّبِيب الكحال سمع من ابْن روزبة وَطَائِفَة وَقد عَارض بَانَتْ سعاد بقصيدة عَظِيمَة يَقُول فِيهَا (مجد كبا الْوَهم عَن إِدْرَاك غَايَته ... ورد عقل البرايا وَهُوَ مَعْقُول) (طُوبَى لطيبة بل طُوبَى لكل فَتى ... لَهُ بِطيب ثراه الْجَعْد تَقْبِيل) الحديث: 462 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 مَاتَ فى ربيع الآخر سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 463 - شاهين بن السميدع أَبُو سليم العبدى قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الواقفة أشر من الْجَهْمِية وَمن قَالَ لفظى بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر وَقَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَمَّن يَقُول أَنا أَقف فى الْقُرْآن تورعا قَالَ ذَاك شَاك فى الدّين إِجْمَاع الْعلمَاء وَالْأَئِمَّة الْمُتَقَدِّمين على أَن الْقرَان كَلَام الله غير مَخْلُوق هَذَا الدّين الذى أدْركْت عَلَيْهِ الشُّيُوخ وَأدْركَ الشُّيُوخ من كَانَ قبلهم 464 - شَافِع بن صَالح بن أَبى حَاتِم بن أَبى عبد الله الجيلى الحديث: 463 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 أَبُو مُحَمَّد سمع من أَبى على بن الْمَذْهَب والعشارى وَابْن غيلَان والقاضى أَبى يعلى وتفقه عَلَيْهِ وَكتب كثيرا من مصنفاته قَالَ أَبُو الْحُسَيْن وَغَيره وَكَانَ متعففا متقشفا ذَا صَلَاح وَقَالَ ابْن السمعانى كَانَ ذَا دين وَصَلَاح وتعفف حسن الطَّرِيقَة صَحِيح الْأُصُول كتب التصانيف من مَذْهَب أَحْمد ودرس الْفِقْه وروى لنا عَنهُ عبد الْوَهَّاب الأنماطى توفى يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر من صفر سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب حَرْب 465 - شَافِع بن عمر بن إِسْمَاعِيل الجيلى الْفَقِيه الأصولى ركن الدّين سمع الحَدِيث بِبَغْدَاد على إِسْمَاعِيل بن الطبال وَابْن الدواليبى وَغَيرهمَا وتفقه على الشَّيْخ تقى الدّين الزريرانى كَانَ رَئِيسا نبيلا فَاضلا عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول والطب مراعيا لقوانينه من المأكل وَالْمشْرَب قَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ شهَاب الدّين بن رَجَب وَله مُصَنف من مَنَاقِب الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة أَرْبَاب الْمذَاهب الحديث: 465 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 توفى يَوْم الْجُمُعَة ثانى عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بدهليز تربة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 466 - شُجَاع مخلد البغوى أَبُو الْفضل سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن هشيم وَإِسْمَاعِيل بن علية وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَغَيرهم روى عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الله المنادى وَإِبْرَاهِيم الحربى وَغَيرهمَا وَسُئِلَ يحيى بن معِين عَنهُ فَقَالَ أعرفهُ لَيْسَ بِهِ بَأْس نعم الرجل الحديث: 466 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 تفقه وَسمع من إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قَالَ لى أَحْمد بن حَنْبَل إِنَّمَا هُوَ طَعَام دون طَعَام ولباس دون لِبَاس وَإِنَّمَا هى أَيَّام قَلَائِل توفى بِبَغْدَاد لعشر خلون من صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وحضره خلق كثير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 - حرف الصَّاد - 467 - صَالح بن الإِمَام أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل أَبُو الْفضل كَانَ أكبر أَوْلَاده سمع أَبَاهُ وعَلى بن الْوَلِيد الطيالسى وَجَمَاعَة روى عَنهُ ابْنه زُهَيْر وَأَبُو الْقَاسِم البغوى وَيحيى بن صاعد وَعبد الرَّحْمَن بن أَبى حَاتِم وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ كتبت عَنهُ بأصبهان وَهُوَ صَدُوق ثِقَة وَقد سمع من أَبِيه مسَائِل كَثِيرَة وَكَانَ يكْتب إِلَيْهِ من النواحى فِيهَا وَكَانَ أَبوهُ يُحِبهُ ويكرمه وَكَانَ معيلا على حَدَاثَة سنة وَكَانَ أَبُو عبد الله يَدْعُو لَهُ كثيرا وَكَانَ سخيا وَقد أنْفق فى بعض الْأَيَّام عشْرين دِينَارا فى طيب وَغَيره وَلما دخل إِلَى أَصْبَهَان قَاضِيا بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِع فصلى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَاجْتمعَ النَّاس والشيوخ وقرىء عَهده بِالْقضَاءِ الذى كتب لَهُ الْخَلِيفَة وَجعل يبكى حَتَّى بَكَى الشُّيُوخ الَّذين قربوا مِنْهُ فَلَمَّا فرغ من قِرَاءَة الْعَهْد جعل الْمَشَايِخ يدعونَ لَهُ وَيَقُولُونَ مَا فى بلدنا أحد إِلَّا وَهُوَ يحب أَبَا عبد الله ويميل إِلَيْك فَقَالَ لَهُم أَتَدْرُونَ مَا أبكانى ذكرت أَبى أَن يرانى فى مثل هَذَا الْحَال الحديث: 467 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 قَالَ وَكَانَ عَلَيْهِ السوَاد قَالَ كَانَ أَبى يبْعَث خلفى إِذا جَاءَهُ زاهد متقشف لأنظر إِلَيْهِ يحب أَن أكون مثلهم أَو يرانى مثلهم وَلَكِن وَالله مَا دخلت فى هَذَا الْأَمر إِلَّا لدين غلبنى وَكَثْرَة عِيَال أَحْمد الله تَعَالَى وَقَالَ صَالح عزم أَبى على الْخُرُوج إِلَى مَكَّة ليقضى حجَّة الْإِسْلَام ورافقه يحيى بن معِين وَقَالَ نمضى لحرم الله تَعَالَى نقضى حجنا ونمضى إِلَى عبد الرَّزَّاق إِلَى صنعاء نسْمع مِنْهُ وَكَانَ يحيى يعرف عبد الرَّزَّاق لِأَنَّهُ كَانَ قد سمع مِنْهُ قَالَ فوردنا مَكَّة فطفنا طواف الْوُرُود وَإِذا عبد الرَّزَّاق فى الطّواف فَطَافَ وَخرج إِلَى الْمقَام فصلى رَكْعَتَيْنِ وَجلسَ فأتممنا طوافنا وَجِئْنَا وَعبد الرَّزَّاق جَالس عِنْد الْمقَام فَقلت لِأَحْمَد هَذَا عبد الرَّزَّاق قد أربحك الله مسيرَة شهر ذَاهِبًا وجائيا وَالنَّفقَة فَقَالَ مَا كَانَ الله يرانى وَقد نَوَيْت نِيَّة افسدها وَلَا أدعها قلت وَولى قَضَاء طرسوس قبل أَصْبَهَان مَاتَ فى رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بأصبهان وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة وَدفن قَرِيبا من قبر حممة صَاحب النبى 468 - صَالح بن أَحْمد الحلبى ذكره الْخلال فى أَخْلَاق أَحْمد وَقَالَ صَالح سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يجْهر ب امين فى الصَّلَاة يمد بهَا صَوته خلف الإِمَام الحديث: 468 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 469 - صَالح بن إِسْمَاعِيل ذكر الْخلال أَنه كَانَ عِنْده عَن أَحْمد مسَائِل صَالِحَة 470 - صَدَقَة بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن بختيار بن الْحداد البغدادى الْفَقِيه الأديب الشَّاعِر المؤرخ سمع من أَبى السعادات المتَوَكل وأبى الْوَفَاء بن عقيل تفقه عَلَيْهِ ثمَّ من بعده على ابْن الزاغونى وبرع فى الْفِقْه وَالْأُصُول وَقَرَأَ علم الجدل والمنطق والحساب وَكتب خطا حسنا وَقَالَ الشّعْر الْمليح أفتى وناظر وَتردد الطّلبَة إِلَيْهِ إِلَى مَسْجده يقرءُون عَلَيْهِ فنون الْعلم وبقى على ذَلِك نَحوا من سبعين سنة وَسمع مِنْهُ جمَاعَة روى عَنهُ أَبُو المعالى ابْن شَافِع ويعيش ابْن مَالك بن ريحَان قَالَ ابْن النجار لَهُ مصنفات حَسَنَة فى الْأُصُول وَقد جمع تَارِيخا على السنين بَدَأَ فِيهِ من وَفَاة شَيْخه ابْن الزاغونى الحديث: 469 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 مذيلا بِهِ على تَارِيخ شَيْخه وَلم يزل يكْتب فِيهِ إِلَى قريب من وَقت وَفَاته وَوَقع من ابْن الجوزى كَلَام فى حَقه لَكِن قَالَ ابْن القطيعى كَانَ بَينهمَا مباينة شَدِيدَة وكل وَاحِد يَقُول فى حق صَاحبه مقَالَة الله أعلم بهَا وَقد وَقع فى زمن الْوَزير أَبى الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء مَسْأَلَة وَهُوَ أَن الْعلم هَل هُوَ وَاحِد أَو أَكثر وَكَانَ عِنْده جمَاعَة من الْعلمَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 فَكَتَبُوا خطوطهم أَن الْعلم وَاحِد ثمَّ سَأَلُوا الشَّيْخ صَدَقَة وأوقفوه على خطّ الْجَمَاعَة فتعجب مِنْهُم ثمَّ أَخذ الْقَلَم وَكتب الْعلم علمَان علم غريزى وَعلم مكتسب فالعزيزى هُوَ الذى يدْرك على الْفَوْر من غير فكرة كَقَوْلِنَا وَاحِد وَوَاحِد فَهَذَا يعلم ضَرُورَة أَنه اثْنَان وَالْعلم المكتسب هُوَ الذى يدْرك بِالطَّلَبِ والفكرة وأنفذ الخطابى الْوَزير فَأمر بإحضاره وخلع عَلَيْهِ خلعة سنية وَفَرح بهَا وَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ دِينَارا فَقَالَ يَا مولاى قد حضرنى بيتان فَقَالَ أنشدهما فَقَالَ (وَمن الْعَجَائِب والعجائب جمة ... شكر بطىء عَن ندا متسرع) (وَلَقَد دَعَوْت ندى سواك فَلم يجب ... فلأشكرن ندى أجَاب وَمَا دعى) فَاسْتحْسن ذَلِك وَمَا زَالَ يبره إِلَى أَن مَاتَ توفى يَوْم السبت ثَالِث عشر ربيع الاخر سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة الْمَسْجِد وَدفن بِبَاب حَرْب 471 - صَالح بن زِيَاد السوسى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الرجل يخَاف أَن يمْتَحن على الْإِمَامَة الحديث: 471 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 قَالَ يَتْرُكهَا قلت فالمؤذن يخَاف أَن يمْتَحن على الْأَذَان قَالَ يتْركهُ قلت فالمقرىء يخَاف أَن يمْتَحن على الْقِرَاءَة قَالَ لَا يَتْرُكهَا لَيْسَ كل النَّاس يحفظ الْقرَان وَقَالَ فتح ابْن شخرف سَمِعت صَالح بن زِيَاد يَقُول سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الرجل يكون لَهُ الزَّرْع الْقَائِم وَلَيْسَ عِنْده مَا يحصده أيأخذ من الزَّكَاة قَالَ نعم يَأْخُذ 472 - صَالح بن شَافِع بن صَالح بن أَبى حَاتِم الجيلى الْفَقِيه الْمعدل أَبُو المعالى سمع من أَبى مَنْصُور الْخياط وَابْن الطيورى وَصَحب ابْن عقيل وتفقه عَلَيْهِ ودرس بِالْمَسْجِدِ الْمَعْرُوف بِهِ قَالَ المنذرى كَانَ فَقِيها زاهدا من سروات النَّاس وَكَانَ أحد الْفُضَلَاء الشُّهُود وَحدث عَنهُ الحافظان أَبُو الْقَاسِم الدمشقى وَأَبُو سعد ابْن السمعانى توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن فى دكة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ الحديث: 472 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 473 - صَالح بن على النوفلى من ال مَيْمُون بن مهْرَان ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ سمعنَا مِنْهُ فى سنة سبعين بحلب وَسَمعنَا مِنْهُ عَن أَبى عبد الله أَيْضا مسَائِل وَكَانَ مقدما على أهل حلب 474 - صَالح بن على الهاشمى ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد 475 - صَالح بن على الحلبى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أى التسليمتين أرفع قَالَ الأولى وَهُوَ اخْتِيَار الْخلال وأبى حَفْص العكبرى 476 - صَالح بن عمرَان بن حَرْب أَبُو شُعَيْب الدُّعَاء الحديث: 473 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 وَهُوَ بُخَارى الأَصْل سمع إمامنا وَالْفضل بن دُكَيْن واخرين روى عَنهُ القاضى أَحْمد بن كَامِل وَابْن صاعد وَغَيرهمَا مَاتَ يَوْم السبت لتسْع بَقينَ من ذى الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 477 - صَالح بن مُوسَى أَبُو الْوَجِيه ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد قَالَ أَبُو الْوَجِيه حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عَفَّان حَدثنَا يحيى بن سعيد قَالَ سَأَلت شُعْبَة والسفيانين وَمَالك بن أنس عَن رجل لَا يحفظ أَو يتهم فى الحَدِيث فَقَالُوا جَمِيعًا بَين أمره 478 - صَدَقَة بن مُوسَى بن تَمِيم بن ضَمرَة مولى على بن أَبى طَالب روى عَن إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل الحديث: 477 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 حَدثنَا عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزهرى عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله (إِن الله فرض عَلَيْكُم حب أَبى بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى كَمَا فرض عَلَيْكُم الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْحج وَالزَّكَاة فَمن أبْغض وَاحِدًا مِنْهُم فَلَا صَلَاة لَهُ وَلَا حج وَلَا زَكَاة ويحشر يَوْم الْقِيَامَة من قَبره إِلَى النَّار) 479 - صفدى بن الْمُوفق أَبُو مَيْمُون السراج ذكره الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حَدثنَا أَحْمد حَدثنَا عبد الرَّزَّاق قَالَ قدم علينا سُفْيَان الثورى صنعاء وطبخت لَهُ قدر سكباج فَأكل ثمَّ أَتَيْته بزبيب الطَّائِف فَأكل ثمَّ قَالَ يَا عبد الرَّزَّاق أعلف الْحمار وكده ثمَّ قَامَ يصلى حَتَّى الصَّباح وَقَالَ حَدثنَا الحديث: 479 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عُثْمَان حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله (رضى الله من رضى الْوَالِد وَسخط الله فى سخطه) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 - حرف الضَّاد - 480 - ضرار بن أَحْمد بن ثَابت أَبُو الطّيب صحب جمَاعَة من شُيُوخ الْمَذْهَب قَالَ حَدثنَا المروزى قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَنا أسمع عَن الحقنة فَقَالَ أكرهها لِأَنَّهَا تشبه اللواط الحديث: 480 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 - حرف الطَّاء - 481 - طَلْحَة بن أَحْمد بن طَلْحَة بن أَحْمد بن الْحسن بن سُلَيْمَان بن البادى بن الْحَارِث ابْن قيس بن الأشعت بن قيس الكندى العاقولى الْفَقِيه القاضى أَبُو البركات سمع من أَبى مُحَمَّد الجوزى والقاضى أَبى يعلى وَجَابِر بن ياسين وَغَيرهم قَالَ أَبُو الْحُسَيْن قَرَأَ على الْوَالِد الْخِصَال وَحضر درسه الْفِقْه وَقَالَ ابْن الجوزى قَرَأَ الْفِقْه على القاضى يَعْقُوب وَهُوَ من متقدمى أَصْحَابه وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ حسن المناظرة وَكَانَت لَهُ حَلقَة بحامع الْقصر للمناظرة وَقَالَ ابْن شَافِع سَمَاعه صَحِيح وَكَانَ ثِقَة أَمينا سمع من ابْن كَامِل وَغَيره الحديث: 481 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 وروى عَنهُ ابْن نَاصِر توفى لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثانى أَو ثَالِث شعْبَان سنة اثنتى عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الْفِيل بِبَاب الازج قَرِيبا من قبر أَبى بكر عبد الْعَزِيز مَسْأَلَة ذكر فى المغنى وَغَيره عَن طَلْحَة العاقولى أَن الْحَالِف إِذا قَالَ والخالق الرازق والرب إِنَّه يكون يَمِينا وَإِن نوى بذلك غير الله لِأَنَّهَا لَا تسْتَعْمل مَعَ التصريف إِلَّا فى اسْم الله تَعَالَى فهى كاسم الله والرحمن وَقد وَافقه ابْن الزاغونى فى الْإِقْنَاع على ذَلِك فى سَائِر أَسمَاء الْأَفْعَال قَالَ وَهَذَا مبْنى على أصل فَإِن صِفَات الْأَفْعَال قديمَة اسْتحقَّهَا الله تَعَالَى فى الْقدَم كصفات الذَّات 482 - الطّيب بن إِسْمَاعِيل أَبُو حمدون المقرىء الحديث: 482 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قلت لِأَحْمَد مَا تكره من قِرَاءَة حَمْزَة قَالَ الْكسر والإدغام فَقلت لَهُ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أَيْن الْألف وَاللَّام قَالَ إِن كَانَ هَكَذَا فَلَا بَأْس 483 - طَاهِر بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد الله ابْن القواس البغدادى الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْوَفَاء قَرَأَ الْقُرْآن على أَبى الْحسن الحمامى وَسمع الحَدِيث من هِلَال الحفار وأبى سهل العكبرى وَغَيرهمَا وتفقه أَولا عى القاضى أَبى الطّيب ثمَّ تَركه وتفقه على القاضى أَبى يعلى ولازمه حَتَّى برع فى الْفِقْه أفتى ودرس وَكَانَ يلقى دروسا وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فى الْعِبَادَة والزهد والورع وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن نَاصِر وَابْن السمعانى وَكَانَت لَهُ كرامات ظَاهِرَة وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن وَابْن الجوزى كَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور يُفْتى ويعظ وَكَانَ يدرس الْفِقْه ويقرىء الْقرَان وَكَانَ زاهدا أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر أَقَامَ فى مَسْجده نَحوا من خمسين سنة وأجهد نَفسه فى الْعِبَادَة وخشونة الْعَيْش الحديث: 483 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 وَذكر ابْن عقيل أَنه لما توفى ابْن الزوزنى وحضره أَصْحَاب الشافعى على طبقاتهم وقوتهم فى فورة أَيَّام الْقشيرِي فَلَمَّا بلغ القَوْل إِلَى تلقين الحفار فَقَالَ لَهُ أَبُو الْوَفَاء تَنَح حَتَّى ألقنه أَنا فَهَذَا كَانَ على مَذْهَبنَا ثمَّ قَالَ يَا عبد الله وَابْن أمة الله إِذا نزل عَلَيْك ملكان فظان غليظان فَلَا تجزع فَإِذا سألاك فَقل رضيت بِاللَّه رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دينا لَا أشعرى وَلَا معتزلى بل حنبلى سنى فَلم يتجاسر أحد يتَكَلَّم بِكَلِمَة وَلَو تكلم أحد لفضخ رَأسه أهل بَاب الْبَصْرَة فَإِنَّهُم كَانُوا حوله قد لقن أَوْلَادهم الْقُرْآن وَالْفِقْه حدث عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الْوَهَّاب الأنماطى وَأَبُو الْقَاسِم السمرقندى وَغَيرهمَا توفى يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن إِلَى جنب الشريف أَبى جَعْفَر بدكة الإِمَام أَحْمد لَيْسَ بَينهمَا غير قبر الشريف مَسْأَلَة هَل يجوز أَن يقْرَأ على الْمُحدث الثِّقَة كتاب ذكر أَنه سَمَاعه من غير خطّ يشْهد لَهُ بذلك فَأجَاب بِالْجَوَازِ وَبِه أفتى أَبُو مُحَمَّد التميمى وَقَالَ الْخط عَادَة محدثة استظهرها المحدثون من غير إِيجَاب لَهَا وَكتب أَبُو إِسْحَاق الشيرازى خطه جوابى مثله وَذكر مثل ذَلِك عَن قاضى الْقُضَاة الدامغانى وأبى نصر بن الضياغ وأبى بكر الشامى وفى جَوَاب ابْن القواس وَلَا أعلم أحد يُخَالف فى هَذِه الْمَسْأَلَة من فُقَهَاء الْعَصْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 قَالَ الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب وَقد وَقع فى الْمِائَة السَّابِعَة مثل هَذِه الْمَسْأَلَة فى صَحِيح مُسلم لما قَالَ الْقَاسِم الإربلى سمعته من الْمُؤَيد الطوسى فَقبل ذَلِك مِنْهُ وَسمع عَلَيْهِ الْكتاب مرَارًا وَأفْتى بِالسَّمَاعِ عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر المقدسى رَحمَه الله تَعَالَى 484 - طَالب بن حَمْزَة الأذنى قَالَ أَبُو بكر الْخلال أَنا طَالب بن حَمْزَة قَالَ حضرت أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ عَلامَة المريد قطيعة كل خليط لَا يُرِيد مَا تُرِيدُ 485 - طغدى بن ختلع بن عبد الله الأميرى المسترشدى البغدادى الْفَقِيه الفرضى أَبُو مُحَمَّد الْمُحدث قَرَأَ القرآأن بالروايات الْعشْرَة الحديث: 484 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 على أَبى الْحُسَيْن البطائحى وَكَانَ تَرْبِيَته فأحسنها وَصَحبه أَبُو الْفضل ابْن نَاصِر الْحَافِظ فَأخذ عَنهُ علم الحَدِيث وأصول السّنة وَقَرَأَ الْفَرَائِض على أَبى النَّجْم ابْن الْقَابِلَة وبرع فِيهَا حَتَّى صَار إِمَامًا متوحدا حدث بِبَغْدَاد حران ودمشق وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو عمر صَحِيح البخارى وروى عَنهُ ابْن خَلِيل توفى فى الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 486 - طَلْحَة بن عبيد الله البغدادى قَالَ وَافق ركوبى ركُوب أَحْمد فى السَّفِينَة فَكَانَ يُطِيل السُّكُوت فَإِذا تكلم قَالَ اللَّهُمَّ أمتنَا على الْإِسْلَام وَالسّنة الحديث: 486 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 487 - طَاهِر بن مُحَمَّد بن نزار أَبُو الطّيب أحد الْأَصْحَاب قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل فى السجْن والقيد فى رجله قَالَ حَدَّثَنى بعض أَصْحَابنَا عَن الأشجعى عَن سُفْيَان فى قَوْله (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيا) قَالَ وصفناه 488 - طَاهِر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن التميمى الحلبى قَالَ الْخلال جليل عَظِيم الْقدر وَكَانَ أَصْحَابنَا يذكرُونَهُ بِالْحِفْظِ وَالْجَلالَة وَكَانَ عِنْده مسَائِل عَن أَبى عبد الله فَمِنْهَا قَالَ أَحْمد فى اللّقطَة إِن كَانَت ذَهَبا أَو فضَّة عرفهَا سنة وهى لَهُ وَإِن كَانَت غير ذَلِك عرفهَا أبدا واختارها أَبُو بكر عبد الْعَزِيز وَمِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن المَاء الذى يسقى فى السَّبِيل هَل يجوز للأغنياء الشّرْب مِنْهُ قَالَ لَا بَأْس 489 - طَلْحَة بن مظفر بن غَانِم بن مُحَمَّد العلثى الْفَقِيه الحديث: 487 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 الْخَطِيب الْمُحدث الفرضى الْمُفَسّر تقى الدّين قَرَأَ الْقرَان على البطائحى والبرهان الحصرى وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْفِقْه على أَبى الْفَتْح ابْن المنى وَسمع الحَدِيث الْكثير وَقَرَأَ صَحِيح مُسلم فى ثَلَاث مجَالِس وَكَانَ يقْرَأ كتاب الجمهرة على ابْن العصار فَمن سرعَة قِرَاءَته وفصاحته قَالَ ابْن العصار هَذَا طَلْحَة يحفظ هَذَا الْكتاب قَالُوا وَكَانَ يقْرَأ الحَدِيث فيبكى وَيقْرَأ الْقرَان فى الصَّلَاة فيبكى وَكَانَ متواضعا لطيفا أديبا فى مناظراته لَا يسفه على أحد فَقِيرا مُجَردا يرحم الْفُقَرَاء وَلَا يخالط الْأَغْنِيَاء روى عَنهُ يُوسُف بن خَلِيل وَغَيره وروى عَنهُ ابْن الجوزى قَالَ حَدَّثَنى طَلْحَة بن مظفر أَنه ولد عِنْدهم بالعلث مَوْلُود لسِتَّة أشهر فَخرج لَهُ أَرْبَعَة أضراس توفى فى ثَالِث الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة والعلث نَاحيَة قريبَة من الحظيرة من نواحى دجيل وَهِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وَبعدهَا ثاء مُثَلّثَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 - حرف الظَّاء - 490 - ظليم بن حطيط قَالَ أَبُو بكر التمار ذكر لى أَبُو صَالح السوسى أَنه كَانَ ببخارى يرْوى عَن أَبى عبد الله كتاب الْإِيمَان الحديث: 490 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 - حرف الْعين - 491 - عبد الله بن الإِمَام أَحْمد بن جنبل أَبُو عبد الرَّحْمَن حدث عَن أَبِيه وَعبد الله بن حَمَّاد وَيحيى بن معِين وَأبي بكر وَعُثْمَان ابنى شيبَة وشيبان بن فَروح وَخلق روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَمُحَمّد بن مخلد وَأَبُو بكر النجاد وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَأَبُو بكر الْخلال وَغَيرهم وَكَانَ ثبتا فهما ثِقَة قَالَ كنت أعرض الحَدِيث على أبي فَأرى فِي وَجهه التَّغَيُّر وَيَقُول كَأَنَّك تطلب مَا لم أسمعهُ فتركته وَقَالَ قَالَ لي الْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي كل كتاب قد قَرَأت على الشَّافِعِي كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل حاضره وَإِذا قَالَ الشَّافِعِي حَدثنِي الثِّقَة يَعْنِي أَبَاك أَحْمد بن حَنْبَل وَذكره الحديث: 491 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 أَبُو حَفْص الْبَرْمَكِي فِي الْمَجْمُوع وَقد روى عبد الله عَن أَبِيه قَالَ أَرْوَاح الْكفَّار فِي النَّار وأرواح الْمُؤمنِينَ فِي الْجنَّة والأبدان فِي الدُّنْيَا يعذب الله من يَشَاء وَيرْحَم من يَشَاء وَلَا نقُول إنَّهُمَا يفنيان بل هما على علم الله باقيان وَكَانَ عبد الله صَادِق اللهجة صَالحا كثير الْحيَاء قَالَ الْخلال سَمِعت الْمروزِي يَقُول لما حلف أَبُو عبد الله أَن لَا يحدث الْتفت إِلَيْهِ ابْنه عبد الله فَقَالَ وَإِن كَانَ هَذَا يحب من الحَدِيث مَا نحب سَمِعت حَربًا الْكرْمَانِي يَقُول خرج أَبُو عبد الله ليقْرَأ على قَالَ أَحْسبهُ قَالَ كتاب الْأَشْرِبَة قَالَ فجَاء ابْنه عبد الله فَقَالَ أَلَيْسَ وَعَدتنِي أَن تقْرَأ على وَهُوَ إِذْ ذَاك غُلَام قَالَ فَجعل أَبُو عبد الله يصبره فَبكى عبد الله قَالَ فَقَالَ لي أَبُو عبد الله اصبر لي حَتَّى أَدخل أَقرَأ عَلَيْهِ قَالَ فَدخل أَبُو عبد الله فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَخرج وَذكر أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى فِي كِتَابه فَذكر صَالحا وَعبد الله فَقَالَ كَانَ صَالح قَلِيل الْكِتَابَة عَن أَبِيه فَأَما عبد الله فَلم يكن فِي الدُّنْيَا أحد روى عَن أَبِيه مثله لِأَنَّهُ سمع الْمسند وَهُوَ ثَلَاثُونَ ألفا وَالتَّفْسِير وَهُوَ مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا سمع مِنْهُ ثَمَانِينَ ألفا وَالْبَاقِي وجادة وَسمع النَّاسِخ والمنسوخ والتاريخ وَحَدِيث شُعْبَة والمقدم والمؤخر فِي كتاب الله وجوابات الْقُرْآن والمناسك الْكَبِير وَالصَّغِير وَغير ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 وَمَا زلنا نرى أكَابِر شُيُوخنَا يشْهدُونَ لَهُ بِمَعْرِِفَة الرِّجَال وَعلل الحَدِيث والأسماء والكنى حَتَّى أَن بَعضهم أسرف فِي تقريظه بالمعرفة وَزِيَادَة السماع للْحَدِيث على أَبِيه وَكَانَ يكره ذَلِك وَقَالَ كَانَ أبي يعرف الف ألف حَدِيث يرد بذلك قَول المسرفين الَّذين يفضلونه بِالسَّمَاعِ على أَبِيه قَالَ عبد الله كَانَ فِي دهليزنا دكان وَكَانَ إِذا جَاءَ إِنْسَان يُرِيد أَن يَخْلُو مَعَه أجلسه على الدّكان وَإِذا لم يرد أَن يَخْلُو مَعَه أَخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب وَكَلمه فَلَمَّا كَانَ ذَات يَوْم جَاءَ إِنْسَان فَقَالَ لَهُ قل لِأَحْمَد أَبُو إِبْرَاهِيم السائح فَخرج إِلَيْهِ أبي فَجَلَسَا على الدّكان فَقَالَ لي أبي سلم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ من كبار الْمُسلمين أَو من خِيَار الْمُسلمين فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أبي حَدثنِي يَا أَبَا إِبْرَاهِيم فَقَالَ خرجت إِلَى الْموضع الْفُلَانِيّ بِقرب دير هُنَاكَ فأصابتني عِلّة منعتني من الْحَرَكَة فَقلت فِي نَفسِي لَو كنت بِقرب الدَّيْر الْفُلَانِيّ لَعَلَّ من فِيهِ من الرهبان يروني فَإِذا أَنا بِسبع عَظِيم يقْصد نحوي حَتَّى جَاءُونِي فاحتملني على ظَهره حملا رَفِيقًا حَتَّى ألقاني عِنْد الدَّيْر فَنظر الرهبان إِلَى حَالي مَعَ السَّبع فأسلموا كلهم وهم أَرْبَعمِائَة رَاهِب قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيم لأبي حَدثنَا يَا أَبَا عبد الله فَقَالَ كنت قبل الْحَج بِخمْس لَيَال أَو أَربع فَبينا أَنا نَائِم رَأَيْت النَّبِي فَقَالَ لي يَا أَحْمد حج فانتبهت وَكَانَ من شأني إِذا أردْت سفرا جعلت فِي مزود لي فتيتا فَفعلت ذَلِك فَلَمَّا إِن أَصبَحت قصدت نَحْو الْكُوفَة فَلَمَّا انْقَضى بعض النَّهَار إِذا أَنا بِالْكُوفَةِ فَدخلت مَسْجِد الْجَامِع فَإِذا أَنا بشاب حسن الْوَجْه طيب الرّيح فَقلت سَلام عَلَيْكُم ثمَّ كَبرت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 أُصَلِّي فَلَمَّا فرغت من صَلَاتي قلت لَهُ رَحِمك الله هَل بَقِي أحد يخرج إِلَى الْحَج فَقَالَ لي انْظُر حَتَّى يَجِيء أَخ لي فَإِذا أَنا بِرَجُل فِي مثل حَالي فَلم نزل نسير فَقَالَ لَهُ الَّذِي معي رَحِمك الله إِن رَأَيْت أَن ترفق بِنَا فَقَالَ لَهُ الشَّاب إِن كَانَ مَعنا أَحْمد بن حَنْبَل فَسَوف يرفق بِنَا فَوَقع فِي نَفسِي أَنه الْخضر فَقلت للَّذي معي هَل لَك فِي الطَّعَام فَقَالَ لي كل مِمَّا تعرف وآكل مِمَّا أعرف فَإِذا أصبْنَا من الطَّعَام غَابَ الشَّاب من بَين أَيْدِينَا ثمَّ رَجَعَ بعد فراغنا فَلَمَّا كَانَ بعد ثَلَاث إِذا نَحن بِمَكَّة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ وعمره سبع وَسَبْعُونَ سنة لِأَن مولده سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة 492 - عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن نصر ابْن الخشاب الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ الْمُحدث أَبُو مُحَمَّد قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم الربعِي وَيحيى ابْن مندة وَأبي الْحُسَيْن ابْن الْفراء وَخلق وقرنه ابْن بطة مَعَ السلفى وَابْن عَسَاكِر وَهُوَ من الحديث: 492 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 جملَة الْحفاظ الَّذين يعْتَمد على ضبطهم أَخذ اللُّغَة والعربية عَن أبي مَنْصُور الجواليقي وَأبي السعادات ابْن الشجرى وَغَيرهمَا والحساب والهندسة عَن حمد بن عبد الْبَاقِي والفرائض عَن أبي بكر المرزوقي وشارك فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وبرع فِي كثير مِنْهَا وَقَالَ الشَّيْخ موفق الدّين كَانَ إِمَامًا فِي عصره فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَكَانَ عُلَمَاء عصره يستفتونه فيهمَا ويسألونه عَن مشكلاتهما وَحَضَرت كثيرا من مجالسه للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَلَكِن لم أتمكن من الْإِكْثَار عَلَيْهِ لِكَثْرَة الزحام وَكَانَ حسن الْكَلَام فِي السّنة وَشَرحهَا وَقَالَ ابْن الْأَخْضَر دخلت عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ مَرِيض وعَلى صَدره كتاب ينظر فِيهِ قلت مَا هَذَا قَالَ ذكر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 ابْن جنى مَسْأَلَة فِي النَّحْو واجتهد أَن يستشهد عَلَيْهَا بِبَيْت من الشّعْر فَلم يحضرهُ وَإِنِّي لأعرف على هَذِه الْمَسْأَلَة سبعين بَيْتا من الشّعْر كل بَيت من قصيدة وَله تصانيف عدَّة وَنسبه ابْن الْجَوْزِيّ إِلَى نوع تَفْرِيط فِي الدّين وَأَنه كَانَ قَلِيل الْفِقْه بِحَيْثُ أَنه سُئِلَ عَن رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة مَا هُوَ فَقَالَ هُوَ ركن فَضَحِك مِنْهُ قلت وَفِي هَذَا النَّقْل نظر وَكَانَ ظريفا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 مزاحا فَمن نوادره أَن بعض أَصْحَابه سَأَلَهُ فَقَالَ الْقَفَا يمد أَو يقصر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 فَقَالَ يمد ثمَّ يقصر وَحكى ابْن الْأَخْضَر قَالَ كنت يَوْمًا عِنْده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 وَعِنْده جمَاعَة من الْحَنَابِلَة فَسَأَلَهُ بَعضهم فَقَالَ عنْدك كتاب الخيال فَقَالَ يَا أبله أما تراهم حَولي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 توفّي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ على بَاب جَامع السُّلْطَان يَوْم السبت وَدفن بمقبرة الإِمَام قَرِيبا من بشر الحافي رَضِي الله عَنْهُمَا 493 - عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن سَلامَة السمين الْبَغْدَادِيّ الْمُحدث المقرىء الزَّاهِد أَبُو جَعْفَر نزيل الْموصل سمع الْكثير الحديث: 493 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 من عبد الله الحريري وَأبي عمر ابْن عبد الْبَاقِي وَأبي الْحسن الزَّاغُونِيّ وَابْن الطلاية وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج التخاريج وَحدث بِبَغْدَاد والموصل وَكَانَ صَالحا ثِقَة دينا صَدُوقًا من أهل التقشف وَالصَّلَاة والنسك يَأْكُل من كسب يَده توفّي فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بالموصل 494 - عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن قدامَة الْمَقْدِسِي الأَصْل الحديث: 494 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْفَقِيه الزَّاهِد شيخ الْإِسْلَام وَأحد الْأَئِمَّة قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْخرقِيّ سمع من وَالِده وَأبي المكارم ابْن هِلَال وَأبي الْمَعَالِي ابْن صابر وَغَيرهم ورحل إِلَى بَغْدَاد هُوَ وَابْن خَالَته الْحَافِظ عبد الْغنى وسمعا الْكثير من هبة الله الدقاق وَابْن البطى وَسعد الله الدجاجي وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر وَخلق وَأقَام عِنْد الشَّيْخ عبد الْقَادِر مُدَّة يسيرَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْخرقِيّ ثمَّ توفّي الشَّيْخ فلازم الشَّيْخ أَبَا الْفَتْح ابْن المنى وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول حَتَّى برع وَأقَام بِبَغْدَاد نَحوا من أَربع سِنِين ذكره الضياء ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق واشتغل بتأليف أحد كتب الْإِسْلَام فَبلغ الأمل وَهُوَ كتاب بليغ فِي الْمَذْهَب تَعب عَلَيْهِ وأجاد فِيهِ وجمل بِهِ الْمَذْهَب وقرأه عَلَيْهِ جمَاعَة وانتفع بِعِلْمِهِ طَائِفَة كَثِيرَة وَنَشَأ على سمت أَبِيه وأخيه الشَّيْخ أبي عمر فِي الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَغلب عَلَيْهِ الِاشْتِغَال بالفقه وَالْعلم قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ إِمَامًا فِي فنون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 وَلم يكن فِي زَمَانه بعد أَخِيه أبي عمر والعماد أزهد وَلَا أورع مِنْهُ وَكَانَ كثير الْحيَاء عزوفا عَن الدُّنْيَا وَأَهْلهَا لينًا متواضعا محبا للْمَسَاكِين حسن الْأَخْلَاق جوادا سخيا من رَآهُ كَأَنَّمَا رأى بعض الصَّحَابَة وَكَأن النُّور يخرج من وَجهه كثير الْعِبَادَة يقْرَأ كل يَوْم وَلَيْلَة سبعا من الْقُرْآن وَلَا يُصَلِّي السّنة إِلَّا فِي بَيته وَكَانَ يحضر مجالسي دَائِما فِي جَامع دمشق وقاسيون وَقَالَ شاهدت من الشَّيْخ أبي عمر وأخيه الْمُوفق ونسيبه الْعِمَاد مَا نرويه عَن الصَّحَابَة والأولياء الْأَفْرَاد فأنساني حَالهم أَهلِي وأوطاني ثمَّ عدت إِلَيْهِم على نِيَّة الْإِقَامَة عَسى أَن أكون مَعَهم فِي دَار المقامة وَقد أثنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة كَابْن النجار وَعمر ابْن الْحَاجِب وَأبي شامة وصنف الضياء فِي مناقبه وَسيرَته جزءين وَذكر فِيهِ أَنه إِمَام فِي الْقُرْآن وَتَفْسِيره إِمَام فِي الحَدِيث ومشكلاته أَمَام فِي الْفِقْه بل أوحد زَمَانه فِيهِ إِمَام فِي علم الْخلاف إِمَام فِي الْفَرَائِض إِمَام فِي الْأُصُول إِمَام فِي النَّحْو إِمَام فِي الْحساب إِمَام فِي النُّجُوم السيارة ومنازلها قَالَ وَلما قدم بَغْدَاد قَالَ لَهُ الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح ابْن المنى اسكن هُنَا فَإِن بَغْدَاد مفتقرة إِلَيْك وَأَنت تخرج مِنْهَا وَلنْ تخلف فِيهَا مثلك وَكَانَ الْعِمَاد يعظمه كثيرا وَيجْلس بَين يَدَيْهِ كجلوس المتعلم من الْعَالم وَذكر ابْن غنيمَة قَالَ مَا أعرف أحدا فِي زَمَاننَا أدْرك دَرَجَة الِاجْتِهَاد إِلَّا الْمُوفق وَقَالَ أَبُو عَمْرو ابْن الصّلاح مَا رَأَيْت مثل الشَّيْخ الْمُوفق وَله مصنفات كَثِيرَة فِي أصُول الدّين وأصول الْفِقْه واللغة والأنساب والزهد وَالرَّقَائِق وَغير ذَلِك وَلَو لم يكن من تصانيفه إِلَّا الْمُغنِي لكفى وشفى قَالَ الْحَافِظ الضياء رَأَيْت الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فِي النّوم وَألقى على مَسْأَلَة فِي الْفِقْه فَقلت هَذِه فِي الخرقى فَقَالَ مَا قصر صَاحبكُم الْمُوفق فِي شرح الخرقى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 قَالَ الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام مَا رَأَيْت فِي كتب الْإِسْلَام مثل الْمحلى والمجلى وَكتاب المغنى للشَّيْخ موفق الدّين فِي جودتهما وَتَحْقِيق مَا فيهمَا وَنقل عَنهُ قَالَ لم تطب نَفسِي بالإفتاء حَتَّى صَار عِنْدِي نُسْخَة المغنى وللشيخ موفق الدّين نظم كثير مِنْهُ قَوْله (أتغفل يَا ابْن أَحْمد والمنايا ... شوارع يخترمنك عَن قريب) (أغرك أَن تخطتك الرزايا ... فكم للْمَوْت من سهم مُصِيب) (كؤوس الْمَوْت دَائِرَة علينا ... وَمَا للمرء بُد من نصيب) (إِلَى كم نجْعَل التسويف دأبا ... أما يَكْفِيك أنوار المشيب) (أما يَكْفِيك أَنَّك كل حِين ... تمر بِقَبْر خل أَو حبيب) (كَأَنَّك قد لحقت بهم قَرِيبا ... وَلَا يُغْنِيك أفراح النحيب) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 تفقه عَلَيْهِ خلق كثير مِنْهُم ابْن أَخِيه الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَسمع مِنْهُ الحَدِيث خلائق من الْأَئِمَّة والحفاظ توفّي يَوْم السبت يَوْم عيد الْفطر سنة عشْرين وسِتمِائَة بمنزله بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَحمل إِلَى سفح قاسيون وَكَانَ الْجمع عَظِيما امْتَدَّ النَّاس من طرق الْجَبَل فملؤها وَقَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ حكى إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْكَاتِب قَالَ رَأَيْت لَيْلَة عيد الْفطر كَأَن مصحف عُثْمَان قد رفع من جَامع دمشق إِلَى السَّمَاء فلحقني غم شَدِيد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 فَتوفي الْمُوفق يَوْم الْعِيد قَالَ وَرَأى أَحْمد بن سعد لَيْلَة الْعِيد مَلَائِكَة نزلُوا من السَّمَاء جملَة وَقَائِل يَقُول انزلوا بالنوبة فَقلت مَا هَذَا قَالُوا ينقلون روح الْمُوفق الطّيبَة من الْجَسَد الطّيب 495 - عبد الله بن أَحْمد ابْن الزيتوني البوازيجي أَبُو مُحَمَّد سمع من الْحَافِظ معمر بن القَاضِي وَيحيى بن ثَابت بن بنْدَار قَالَ ابْن السَّاعِي كَانَ مُقيما برباط مَحْمُود النِّعَال شيخ خير صَالح صَاحب سنة وَقَالَ الناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ سمع درس الشَّيْخ أبي الْفَتْح ابْن المنى وَصَحبه وخدمه وَكَانَ رجلا صَالحا يخل بِعَيْنِه وَلَا يخل بِدِينِهِ توفّي فِي مستهل ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة 496 - عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ ثمَّ الصَّالِحِي الحديث: 495 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 الْمُحدث الرّحال الْحَافِظ محب الدّين سمع بِدِمَشْق من الشَّيْخ موفق الدّين وَابْن الزبيدِيّ وَغَيرهمَا ورحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من عبد اللَّطِيف ابْن القبيطي وَأبي المظفر ابْن المنى وَخلق وعنى بِالْحَدِيثِ أتم عناية وَأكْثر السماع وَالْكِتَابَة وَحدث مَاتَ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَله أَرْبَعُونَ سنة 497 - عبد الله بن الْعِزّ أَحْمد بن الْعِمَاد عبد الحميد بن عبد الْهَادِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْمَقْدِسِي الثبت حدث عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الحديث: 497 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 وَسمع من جده وَأخي جده مُحَمَّد وَكَانَ مليح الْخط وَنسخ كثيرا مَاتَ فِي ثَانِي عشر شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة 498 - عبد الله بن أَحْمد بن تَمام بن حسان الصَّالِحِي الأديب الزَّاهِد أَبُو مُحَمَّد تَقِيّ الدّين سمع الحَدِيث من ابْن صرة وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وخطيب مردا وَجَمَاعَة وَقَرَأَ النَّحْو وَالْأَدب على لشيخ جمال الدّين ابْن مَالك وَولده بدر الدّين وَصَحبه ولازمه مُدَّة قَالَ البرزالي كَانَ شَيخا فَاضلا بارعا فِي الْأَدَب حسن الصُّحْبَة مليح المحاضرة صحب الْفُقَرَاء والفضلاء وتخلق بالأخلاق الجميلة وَخرج لَهُ الشَّيْخ فَخر الدّين البعلي مشيخة قَرَأَهَا عَلَيْهِ وكتبنا عَنهُ من نظمه وَكَانَ زاهدا متقللا من الدُّنْيَا لم يكن لَهُ أثاث وَلَا طاسة وَلَا فرَاش وَلَا سراج وَلَا زبدية بل كَانَ بَيته خَالِيا من ذَلِك كُله توفّي لَيْلَة السبت ثَالِث ربيع الْآخِرَة سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة الحديث: 498 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 499 - عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي بكر إِبْرَاهِيم بن أَحْمد السَّعْدِيّ الصَّالِحِي الْمُحدث الصَّالح الْقدْوَة محب الدّين أسمعهُ وَالِده من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَابْن الْكَمَال وَغَيرهمَا ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَسمع من عمر ابْن القواس وَأبي الْفضل ابْن عَسَاكِر وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير العالي والنازل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فصيح الْقِرَاءَة جهورى الصَّوْت منطلق اللِّسَان بالآثار سريع الْقِرَاءَة طيب الصَّوْت بِالْقُرْآنِ صَالحا خَائفًا من الله أسمع النَّاس بتذكيره ومواعيده فَسمع مِنْهُ جمَاعَة يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَت جنَازَته حافلة الحديث: 499 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 500 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود ابْن رفيعا الْجَزرِي المقرىء الفرضي نزيل الْموصل أَبُو مُحَمَّد ويلقب ضِيَاء الدّين قَرَأَ الْقُرْآن بالسبع على عَليّ بن مُفْلِح وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وصنف تصانيف فِي الْقِرَاءَة وَغَيرهَا ونظم فِي الْفَرَائِض قصيدة لأمية وَكَانَ شيخ الْقُرَّاء بالموصل قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن خروف الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ وَسمع مِنْهُ الْأَحْكَام للشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية عَنهُ مَاتَ فِي سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة بالموصل 501 - عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الأزجى الْوَاعِظ شمس الدّين الْمَعْرُوف وَالِده بالفخر غُلَام ابْن المنى الحديث: 500 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 سمع من ابْن كُلَيْب وَغَيره وتفقه فِي الْمَذْهَب واشتغل بالوعظ وَحدث وَله نظم توفّي وَهُوَ فِي سنّ الكهولة فِي ثامن عشرى شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِبَغْدَاد 502 - عبد الله بن أبي بكر بن أبي الْبَدْر الْحَرْبِيّ الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الزَّاهِد الْقدْوَة بَقِيَّة شُيُوخ الْعرَاق الحديث: 502 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 وَيعرف بكتيلة سمع الحَدِيث من الْحَافِظ الضياء وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ موفق الدّين وتفقه فِي الْمَذْهَب بِبَغْدَاد على القَاضِي أبي صَالح وبحران على الشَّيْخ مجد الدّين وبدمشق على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وبمصر على عبد الله ابْن حميدان شرح الخرقى وَسَماهُ المهم وَله تصانيف أخر وَحدث سمع مِنْهُ عبد الرَّزَّاق ابْن الفوطي وَغَيره وَكَانَ قدوة زاهدا عابدا ذَا أَحْوَال وكرامات قَالَ الذَّهَبِيّ سمعته يَقُول كنت على سطح بِبَغْدَاد يَوْم عَرَفَة وَأَنا مستلق على ظَهْري قَالَ فَمَا شَعرت إِلَّا وَأَنا وَاقِف بِعَرَفَة مَعَ الركب سويعة ثمَّ لم أشعر إِلَّا وَأَنا على حالتي الأولى مستلق قَالَ فَلَمَّا قدم الركب جَاءَنِي إِنْسَان حَاج فَقَالَ يَا سَيِّدي أَنا حَلَفت بِالطَّلَاق أَنى رَأَيْتُك بِعَرَفَة الْعَام وَقَالَ لي جمَاعَة أَنْت واهم الشَّيْخ مَا حج فِي هَذَا الْعَام قَالَ فَقلت لَهُ امْضِ لم يَقع عَلَيْك طَلَاق توفّي يَوْم الْجُمُعَة منتصف رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 503 - عبد الله بن بشر الطَّالقَانِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول يحيى بن سعيد أثبت النَّاس قَالَ أَحْمد وَمَا كتبت عَن مثل يحيى بن سعيد يَعْنِي التَّاجِر 504 - عبد الله بن جَابر بن ياسين بن الْحسن العكبري الْعَطَّار الْفَقِيه الْمُحدث سمع الحَدِيث من أبي عَليّ بن شَاذان وَأبي الْقَاسِم ابْن بَشرَان وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي أبي يعلى واستملى عَلَيْهِ الحَدِيث قَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن علق عَن الْوَالِد قِطْعَة من الْمَذْهَب وَالْخلاف وَكتب أَشْيَاء من تصانيفه وَكَانَ صَادِق اللهجة حسن الْوَجْه الحديث: 503 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 مليح المحاضرة كثير الْقِرَاءَة لِلْقُرْآنِ مليح الْخط حسن الْحساب روى عَنهُ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن وَأَبُو الْقَاسِم السَّمرقَنْدِي وَجَمَاعَة مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء عشرى شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب قَرِيبا من قبر الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 505 - عبد الله بن جَعْفَر المكنى بِأبي بكر روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَسُئِلَ عَن الرجل يكْتب الحَدِيث فيكثر قَالَ يَنْبَغِي أَن يكثر الْعَمَل بِهِ على قدر زِيَادَته فِي الطّلب ثمَّ قَالَ سَبِيل الْعلم مِنْك سَبِيل المَال إِن المَال إِذا زَاد زَادَت زَكَاته 506 - عبد الله بن أبي الْحسن بن أبي الْفرج الطرابلسي الشَّامي الْفَقِيه الزَّاهِد أسلم وعمره إِحْدَى عشرَة سنة وَقَرَأَ الْقُرْآن بِحَلقَة الْحَنَابِلَة بِجَامِع دمشق قَالَ الشَّيْخ موفق الدّين وَكَانَ رجلا صَالحا الحديث: 505 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 وَهُوَ من جُبَّة طرابلس وَسبي من طرابلس صَغِيرا ثمَّ اشْتَرَاهُ ابْن نجا يَعْنِي الْوَاعِظ وَأعْتقهُ فسافر إِلَى بَغْدَاد ثمَّ إِلَى أَصْبَهَان وَكَانَ يسمع مَعنا الحَدِيث انْتهى سمع من ابْن نَاصِر والأرموي وَابْن الطلاية وَغَيرهم وتفقه بِبَغْدَاد على أبي حَكِيم النهرواني وَصَحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر مائلا إِلَى الزّهْد وَالصَّلَاح وَالْخَيْر والانقطاع وانتفع بِهِ كثيرا قَالَ عبد الله كنت أسمع كتاب حلية الْأَوْلِيَاء على شَيخنَا أبي الْفضل ابْن نَاصِر فرق قلبِي وَقلت فِي نَفسِي اشْتهيت أَن أنقطع عَن الْخلق وأشتغل بِالْعبَادَة ومضيت وَصليت خلف الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَلَمَّا صلى جلسنا بَين يَدَيْهِ فَنظر إِلَى وَقَالَ إِذا أردْت الِانْقِطَاع فَلَا تَنْقَطِع حَتَّى تتفقه وتجالس الشُّيُوخ وتتأدب بهم فَحِينَئِذٍ يصلح لَك الِانْقِطَاع وَإِلَّا فتمضى فتنقطع قبل أَن تتفقه وَأَنت فريخ ماريشت فَإِن أشكل عَلَيْك شَيْء فِي أَمر دينك تخرج من زاويتك وتسأل النَّاس عَن أَمر دينك مَا يحسن بِصَاحِب الزاوية أَن يخرج من زاويته وَيسْأل النَّاس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 عَن أَمر دينه يَنْبَغِي لصَاحب الزاوية أَن يكون كالشمعة يستضاء بنوره سمع مِنْهُ ابْن الْقطيعِي وَابْن خَلِيل فِي مُعْجَمه توفّي فِي ثالت جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وسِتمِائَة بأصبهان 507 - عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن العكبري ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْفَقِيه الزَّاهِد المقرىء الْمُفَسّر الفرضي النَّحْوِيّ الضَّرِير أَبُو الْبَقَاء محب الدّين قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن البطائحي وَسمع الحَدِيث من أبي الْفَتْح ابْن البطى وأبى زرْعَة الحديث: 507 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 الْمَقْدِسِي وَجَمَاعَة وتفقه على القَاضِي أبي يعلى الصَّغِير وَأبي حَكِيم النهرواني حَتَّى برع فِيهِ وَأخذ النَّحْو عَن أبي مُحَمَّد الخشاب وَأبي البركات ابْن نجاح واللغة عَن ابْن العصار وبرع فِي فنون عديدة من الْعلم وصنف التصانيف الْكَثِيرَة ورحلت إِلَيْهِ الطّلبَة من النواحي وأقرأ الْمَذْهَب والفرائض والنحو اللُّغَة وانتفع بِهِ خلق كثير قَالَ أَبُو الْفرج كَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم الْقُرْآن إِمَامًا فِي الْفِقْه إِمَامًا فِي اللُّغَة إِمَامًا فِي النَّحْو إِمَامًا فِي الْعرُوض إِمَامًا فِي الْفَرَائِض إِمَامًا فِي الْحساب إِمَامًا فِي معرفَة الْمذَاهب إِمَامًا فِي الْمسَائِل النظريات وَله فِي هَذِه الْعُلُوم مصنفات مَشْهُورَة وَكَانَ معيدا لِابْنِ الْجَوْزِيّ فِي الْمدرسَة وَكَانَ متدينا وَمن شعره يمدح الْوَزير ابْن القصاب (بك أضحى جيد الزَّمَان محلى ... بعد مَا كَانَ من حلاه مخلى) (لَا يجاريك فِي نجارك خلق ... أَنْت أَعلَى قدرا وَأَعْلَى محلا) (عِشْت تحيى مَا قد أميت من الْفضل ... وتنفى جودا وتطرد محلا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة خلق وَالْفِقْه جمَاعَة من الْأَصْحَاب كالموفق بن صديق وَسمع مِنْهُ الحَدِيث خلائق روى عَنهُ ابْن النجار والضياء وَابْن الصيرفى وبالإجازة جمَاعَة مِنْهُم الْكَمَال الْبَزَّار الْبَغْدَادِيّ توفّي لَيْلَة الْأَحَد ثامن ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِبَاب حَرْب 508 - عبد الله بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحسن الحريمي الْفَقِيه الْمعدل سمع من أبي نصر الرَّحبِي وثابت ابْن بنْدَار وَغَيرهمَا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ صَدُوقًا فَقِيها مناظرا روى عَنهُ حِكَايَة فِي غير مَوضِع من كتبه وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن شَافِع توفّي يَوْم الْجُمُعَة الحديث: 508 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 سادس الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب حَرْب 509 - عبد الله بن حَاضر الرَّازِيّ من قدماء مَشَايِخ الرازيين وَكَانَ من الورعين عَارِفًا بآفات النُّفُوس وَكَانَ كثير الْمقَام بِبَغْدَاد وَكَانَ من أَقْرَان ذى النُّون الْمصْرِيّ روى عَن إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا روح عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله (لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ) 510 - عبد الله بن حسن بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي الْفَقِيه الْمُحدث قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الحديث: 509 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 سمع من مكى بن عَلان وَمُحَمّد ابْن عبد الْهَادِي وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على ابْن عبد الدَّائِم وتفقه وناب فِي الحكم عَن أَخِيه ثمَّ عَن ابْن مُسلم ثمَّ ولى الْقَضَاء فِي آخر عمره فَوق سنة ودرس بالصاحبة وَولى مشيخة دَار الحَدِيث بالصدرية والعالمية ثمَّ بدار الحَدِيث الأشرفية وَكَانَ فَقِيها عَالما صَالحا خيرا مُنْفَردا بِنَفسِهِ ذَا فَضِيلَة جَيِّدَة حدث وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَغَيره مَاتَ فَجْأَة وَهُوَ يتَوَضَّأ لصَلَاة الْمغرب آخر نَهَار الْأَرْبَعَاء مستهل جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بمنزله بالدير وَدفن بمقبرة الشَّيْخ أبي عمر وحضره خلق كثير 511 - عبد الله بن سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث بن إِسْحَاق بن أبي دَاوُد السجسْتانِي أَبُو بكر رَحل بِهِ أَبوهُ من سجستان وَطَاف بِهِ شرقا وغربا وسَمعه من عُلَمَاء ذَلِك حدث عَن عَليّ بن خشرم الحديث: 511 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 وَأبي دَاوُد سُلَيْمَان بن معبد وَسَلَمَة بن شبيب وَجمع وروى عَنهُ أَبُو بكر ابْن مُجَاهِد وَعبد الْبَاقِي ابْن قَانِع وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن شاهين وَغَيرهم صنف الْمسند وَالسّنَن وَالتَّفْسِير والقراءات والناسخ والمنسوخ وَغير ذَلِك وَكَانَ فهما عَالما حَافِظًا وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ الْأَزْهَرِي سَمِعت أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان يَقُول خرج أَبُو بكر بن أبي دَاوُد إِلَى سجستان فِي أَيَّام عَمْرو بن اللَّيْث فَاجْتمع إِلَيْهِ أَصْحَاب الحَدِيث وسألوه أَن يُحَدِّثهُمْ فَأبى وَقَالَ لَيْسَ معي كتاب فَقَالُوا ابْن أبي دَاوُد كتاب قَالَ أَبُو بكر فأثاروني فأمليت عَلَيْهِم ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث من حفظي فَلَمَّا قدمت بَغْدَاد قَالَ البغداديون مضى ابْن أبي دَاوُد وَلعب بِالنَّاسِ ثمَّ إِنَّهُم أرْسلُوا إِلَى سجستان لتكتب لَهُم النُّسْخَة فَكتبت وجيىء بهَا إِلَى بَغْدَاد وَعرضت على الْحفاظ فغلطوني فِي سِتَّة أَحَادِيث مِنْهَا ثَلَاثَة حدثت بهَا كَمَا حدثت وَثَلَاثَة أَحَادِيث أَخْطَأت فِيهَا وروى بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا قَالَ (من صور صُورَة كلف أَن ينْفخ فِيهَا وَلنْ يفعل وَمن تحلم كلف أَن يعْقد بَين شعيرتين وَلنْ يفعل وَمن اسْتمع حَدِيث قوم لم يُحِبُّوا أَن يسمع حَدِيثهمْ صب فِي أُذُنه الآنك) مَاتَ فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 اثنتى عشرَة لَيْلَة بقيت من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب الْبُسْتَان قيل إِنَّه صلى عَلَيْهِ ثَمَانُون مرّة وَقيل صلى عَلَيْهِ زهاء ثَلَاثمِائَة ألف إِنْسَان وَأكْثر وَله سبع وَثَمَانُونَ سنة قد مضى مِنْهَا ثَلَاثَة أشهر 512 - عبد الله بن سعد بن الْحُسَيْن ابْن الهاطر الْوزان الْعَطَّار قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْخطاب بن الْجراح وَغَيره وَسمع الحَدِيث من أبي الْفضل بن خيرون وتفقه على أبي الْخطاب الكلوذاني وَحدث روى عَنهُ أَبُو حَفْص السهروردي فِي مشيخته توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر رَجَب سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر بمدرسته وَدفن بِبَاب حَرْب 513 - عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن أبان الْقرشِي الْكُوفِي الحديث: 512 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 الْمَعْرُوف بمشكدانة نقل عَن أمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الْقُرْآن فَقَالَ كَلَام الله عز وَجل لَيْسَ بمخلوق مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَبَين وَفَاته ووفاة الْبَغَوِيّ ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة 514 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن السَّمرقَنْدِي ذكره ابْن ثَابت التمار فِيمَن روى عَن أَحْمد 515 - عبد الله بن الْعَبَّاس الطَّيَالِسِيّ نقل عَن إمامنا أَشْيَاء الحديث: 514 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل مَا يَقُول الرجل بَين التكبيرتين من الْعِيد قَالَ يَقُول (سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد النَّبِي وعَلى آل مُحَمَّد واغفر لنا وارحمنا) وَكَذَلِكَ يرْوى عَن ابْن مَسْعُود 516 - عبد الله البرداني أَبُو مُحَمَّد الزَّاهِد كَانَ مُنْقَطِعًا فِي بَيت بِجَامِع الْمَنْصُور يتعبد فِيهِ خمسين سنة وَهُوَ من خِيَار الْمُسلمين لَا يقبل من أحد شَيْئا مَعَ الزهادة وَالْعِبَادَة وروى عَنهُ أَنه قَالَ رَأَيْت النَّبِي فِي الْمَنَام فَقَالَ لي يَا عبد الله من تمسك بِمذهب أَحْمد فِي الْأُصُول سامحته فِيمَا فرط فِي الْفُرُوع وَذكر ابْن الْبناء عَمَّن يَثِق بِهِ أَنه رأى فِي مَنَامه فِي حَيَاة البرداني كَأَن ملكَيْنِ قد نزلا من السَّمَاء فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه فيمَ جِئْت قَالَ جِئْت أخسف بِأَهْل بَغْدَاد فَإِنَّهُ قد عَم فِيهَا الْفساد فَقَالَ لَهُ الْملك الآخر كَيفَ تفعل هَذَا وفيهَا عبد الله البرداني مَاتَ يَوْم السبت سادس ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَ خلق عَظِيم وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد وَتَوَلَّى غسله وَالصَّلَاة عَلَيْهِ الشريف أَبُو جَعْفَر الحديث: 516 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 517 - عبد الله بن أبي عوَانَة الشَّاشِي ذكره أَبُو بكر التمار أَنه من جملَة أَصْحَاب أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 518 - عبد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن تَوْبَة العكبري الْخياط الأديب الْكَاتِب أَبُو مُحَمَّد روى عَن الْأَحْنَف العكبري من شعره وروى عَنهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 519 - عبد الله بن عبد الْبَاقِي بن التبَّان الوَاسِطِيّ ثمَّ الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر الْفَقِيه قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ من أهل الْقُرْآن وَسمع من أبي الْحُسَيْن ابْن الطيوري وتفقه على ابْن عقيل وناظر وَأفْتى الحديث: 517 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 ودرس وَكَانَ أُمِّيا لَا يكْتب وَحدث سمع مِنْهُ الْمُبَارك بن كَامِل وَأَبُو الْفضل ابْن شَافِع توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَن تسعين سنة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 520 - عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَافِظ بن الْحَافِظ جمال الدّين سمع بِدِمَشْق من عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْخرقِيّ والخشوعي وَغَيرهمَا وببغداد من ابْن كُلَيْب وَابْن الْمَعْطُوسِ وبأصبهان من أبي المكارم بن اللبان وَخلق وبمصر من أبي عبد الله الأرتاحى كتب بِخَطِّهِ الْكثير وَجمع وصنف وَأفَاد وَقَرَأَ الْقُرْآن على عَمه الْعِمَاد وَالْفِقْه على الشَّيْخ موفق الدّين والعربية على أبي الْبَقَاء العكبري قَالَ الْحَافِظ الضياء كَانَ علما فِي وقته وَقَالَ ابْن الْحَاجِب لم يكن فِي عصره مثله فِي الْحِفْظ والمعرفة وَالْأَمَانَة وَكَانَ كثير الْفضل وافر الْعقل متواضعا مهيبا جوادا سخيا الحديث: 520 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 لَهُ الْقبُول التَّام مَعَ الْعِبَادَة والورع والمجاهدة قَالَ الذَّهَبِيّ روى عَنهُ الضياء وَابْن أبي عمر وَابْن البُخَارِيّ وَآخر من روى عَنهُ إجَازَة القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَبنى لَهُ الْملك الْأَشْرَف دَار الحَدِيث بالسفح وَجعله شيخها وَقرر لَهُ مَعْلُوما فَمَاتَ قبل فراغها توفّي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بالسفح وَرَآهُ بَعضهم فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ أسكنني على بركَة رضوَان وَرَآهُ آخر فَسَأَلَهُ فَقَالَ لقِيت خيرا فَقَالَ لَهُ كَيفَ النَّاس قَالَ متفاوتون على قدر أَعْمَالهم 521 - عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي أَبُو مُحَمَّد تَقِيّ الدّين قَالَ الذَّهَبِيّ إِمَام ثَبت مدرس صَالح عَارِف بِالْمذهبِ متبحر فِي الْفَرَائِض والجبر والمقابلة كَبِير السن توفّي فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ربيع الآخر سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بجبل قاسيون 522 - عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله الحديث: 521 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْعَالم الْقدْوَة المفتن شرف الدّين أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين سمع من ابْن عَلان وَابْن الصَّيْرَفِي وَابْن أبي عمر وَالقَاسِم الإربلي وَخلق تفقه فِي الْمَذْهَب حَتَّى برع وَأفْتى وَله يَد طولى فِي الْفَرَائِض والحساب والهيئة والأصلين والعربية وَله مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الحَدِيث وَكَانَ صَاحب صدق وإخلاص قانعا باليسير شرِيف النَّفس شجاعا مقداما يخرج من بَيته لَيْلًا ويأوى إِلَيْهِ لَيْلًا وَلَا يجلس فِي مَكَان معِين فيأوي إِلَى الْمَسَاجِد المهجورة فيختلي فِيهَا وَسُئِلَ عَنهُ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني فَقَالَ هُوَ بارع فِي عُلُوم عديدة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو ملازم لأنواع الْخَيْر وَتَعْلِيم الْعلم حسن الْعبارَة قوي فِي دينه جيد التفقه مستحضر لمذهبه مليح الْبَحْث صَحِيح الذِّهْن قوي الْفَهم وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ الظّهْر بالجامع وَحمل إِلَى بَاب القلعة فصلى عَلَيْهِ مرّة أُخْرَى فصلى عَلَيْهِ أَخَوَاهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وزين الدّين عبد الرَّحْمَن وهما محبوسان وَكثر الْبكاء تِلْكَ السَّاعَة وَكَانَ وقتا مشهودا وَدفن بالصوفية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 523 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد رَاجِح الإِمَام الْفَقِيه الْمُحَقق ابْن الشَّيْخ نجم الدّين بن الْعَلامَة نجم الدّين ويلقب موفق الدّين سبط الْعَلامَة شمس الدّين مُحَمَّد بن الْعِمَاد تفقه وبرع وتميز سمع الْكثير من الْحَافِظ سعد الدّين وَكَانَ فِيهِ صَلَاح ومروءة توفّي شَابًّا فِي ربيع الآخر سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 524 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن نجم الشَّيْخ الإِمَام زين الدّين أَبُو بكر سمع أَبَاهُ وَسمع بالموصل من عبد المحسن بن عبد الله الطوسي وبدمشق وبغداد وَطَالَ عمره وَعلا سَنَده وَأَجَازَ لَهُ فِي الْقُرْآن أَبُو الْفَتْح الميداني روى عَنهُ البرزالي والمزي وَجَمَاعَة وعاش ثَمَانِينَ سنة توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الحديث: 523 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 525 - عبد الله بن عَطاء بن عبد الله بن أبي مَنْصُور بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الإبراهيمي الْهَرَوِيّ الْمُحدث الْحَافِظ سمع بهراة من عبد الْوَاحِد المليجي وَشَيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ ونيسابور من أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَجمع وببغداد من أبي الْحُسَيْن ابْن النقور وطبقته وبأصبهان من عبد الرَّحْمَن وَعبد الْوَهَّاب ابْن مندة وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج التخاريج للشيوخ وَحدث روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد سبط الْخياط وابو بكر الزَّاغُونِيّ وَآخر من روى عَنهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن النّحاس وَوَثَّقَهُ أَئِمَّة من الْحفاظ وَقَالَ يحيى بن مندة كَانَ أحد من يفهم الحَدِيث ويحفظ صَحِيح النَّقْل كثير الْكِتَابَة حسن الْفَهم وَكَانَ واعظا حسن التَّذْكِير توفّي فِي طَرِيق مَكَّة بعد عوده مِنْهَا على يَوْمَيْنِ من الْبَصْرَة سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 526 - عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ الحديث: 525 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 الْمُفْتِي أَبُو مُحَمَّد سبط أبي مَنْصُور الْخياط تلقن الْقُرْآن من شَيْخه أبي الْحسن ابْن الفاعوس وقرأه بالروايات على جده أبي مَنْصُور الزَّاهِد والشريف عبد القاهر وَجَمَاعَة وَسمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن ابْن النقور وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي الْكَرم ابْن فاخر والسمعاني وَابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ أكَابِر الْعلمَاء وَأهل بَلَده يقصدونه قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن والْحَدِيث الْكثير وَلم أسمع قَارِئًا قطّ أطيب صَوتا مِنْهُ وَلَا أحسن أَدَاء على كبر سنه وَجمع الْكتب الحسان وَكَانَ كثير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 التلاوى لطيف الْأَخْلَاق ظَاهر الكياسة والظرافة حسن المعاشرة للعوام والخواص وَكَانَ قَوِيا فِي السّنة وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن شَافِع وَابْن نقطة ولصدقة بن الْحُسَيْن فِي مدحه (يَا قدوة الْقُرَّاء والأدباء ... ومحجة الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء) (والعالم الحبر الإِمَام وَمن سما ... بِالْعلمِ مرتبَة على الجوزاء) مَاتَ فِي بكرَة نَهَار الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة توفّي فِي عزلته الَّتِي بمسجده وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَكَانَ النَّاس فِي الْجَامِع أَكثر من يَوْم الْجُمُعَة وغلقت الْأَسْوَاق وَدفن فِي دكة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 527 - عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن الْفراء القَاضِي أَبُو الْقَاسِم بن القَاضِي أبي الْفرج ابْن القَاضِي أبي خازم بن القَاضِي أبي يعلى أسمعهُ وَالِده فِي صغره من أبي مَنْصُور الْقَزاز وَأبي مَنْصُور بن خيرون وَغَيرهمَا وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ من ابْن نَاصِر وابي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَبَالغ فِي السماع حَتَّى سمع من جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وتفقه وَكتب على الفتاوي مَعَ أَئِمَّة عصره الحديث: 527 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 روى عَنهُ ابْن الْقطيعِي فِي تَارِيخه وَمن تصانيفه الرَّوْض النَّضر فِي حَيَاة أبي الْعَبَّاس الْخضر عِنْده كتب جليلة من جُمْلَتهَا خطّ الإِمَام أَحْمد حَكَاهُ الشَّيْخ طَلْحَة العلثى وَكَانَ قد علاهُ الشيب وَكنت لَا أشْبع من النّظر إِلَى جمال وَجهه وَحسن أَطْرَافه وسكينة عَلَيْهِ وَحمله دين كثير توفّي يَوْم الْجُمُعَة يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد عِنْد آبَائِهِ رَحِمهم الله تَعَالَى 528 - عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي جمال الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين الْمَعْرُوف بالجندي سبط أبي الْحرم ابْن القلانسي سمع على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأتوني والعرضي وأحضر على الْمَيْدُومِيُّ ثمانيات النجيب وَألبسهُ خرقَة التصوف حدث باليسير فِي آخر عمره وَأحب الرِّوَايَة وَأَكْثرُوا عَنهُ وَكَانَ ذَا سمت حسن وديانة وَيتَكَلَّم فِي مسَائِل الْفِقْه الحديث: 528 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 ونوادر حَسَنَة مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر جُزْءا من حَدِيث أبي الشَّيْخ بِسَمَاعِهِ على جده أبي الْحرم القلانسي بِسَنَدِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا سباعيات مؤنسة خاتون بنت الْملك الْعَادِل بِسَمَاعِهِ على جده لأمه أبي الْحرم عَنْهَا سَمَاعا 529 - عبد الله بن مُحَمَّد بن شَاكر أَبُو البخْترِي الْعَنْبَري ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد سمع يحيى بن آدم وَمُحَمّد ابْن بشر الْعَبْدي وَغَيرهمَا روى عَنهُ يحيى بن صاعد وَأَبُو الْحُسَيْن بن المنادى وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم سَمِعت مِنْهُ مَعَ أبي وَهُوَ صَدُوق وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَله شعر وَمن جملَته (يَمْنعنِي من عيب غَيْرِي الَّذِي ... أعرفهُ عِنْدِي من الْعَيْب) (عيبي لَهُم بِالظَّنِّ منى بدا ... وَلست من عيبي فِي ريب) (إِن كَانَ عيبي غَابَ عَنْهُم فقد ... أحصى عيوبي عَالم الْغَيْب) مَاتَ سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ فِي يَوْم جُمُعَة قبل التَّرويَة الحديث: 529 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 530 - عبد الله بن مُحَمَّد بن صَالح بن شيخ بن عميرَة أَبُو بكر الْأَسدي حدث عَن إمامنا أَحْمد بن حَنْبَل روى عَنهُ أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْأَسدي وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم كتبت عَنهُ وَسُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ صَدُوق 531 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمَرْزُبَان بن سَابُور أَبُو الْقَاسِم هُوَ بغوي الأَصْل سمع عَليّ بن الْجَعْد وَخلف ابْن هِشَام وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ وَيحيى ابْن معِين وإمامنا فِي آخَرين حدث عَنهُ يحيى ابْن صاعد وَعبد الْبَاقِي ابْن قَانِع وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهم وَسَأَلَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ فَقَالَ ثِقَة جليل الحديث: 530 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 إِمَام من الْأَئِمَّة ثَبت أقل الْمَشَايِخ خطأ روى عَن إمامنا كتاب الْأَشْرِبَة وجزءا من الحَدِيث وَكَانَ يقدم ذَلِك الْجُزْء على كل مَا سَمعه تشرفا بِأَحْمَد قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ قَالَ لي أَحْمد بن حَنْبَل خرجت أشيع الْحَاج إِلَى أَن صرت فِي ظهر الْقَادِسِيَّة فَوَقع فِي نَفسِي شَهْوَة الْحَج ففكرت فَقلت بِمَا أحج وَلَيْسَ معي إِلَّا خَمْسَة دَرَاهِم وَقِيمَة ثِيَابِي خَمْسَة فَإِذا أَنا بِرَجُل ق عارضني وَقَالَ يَا أَبَا عبد الله اسْم كَبِير وَنِيَّة ضَعِيفَة عارضك كَذَا وَكَذَا فَقلت كَانَ ذَاك فَقَالَ تعزم على صحبتي فَقلت نعم فَأخذ بيَدي وعارضنا الْقَافِلَة فسرنا بسيرها إِلَى وَقت الرواح وَهُوَ بَين الْعشَاء وَالْعَتَمَة ونزلنا فَقَالَ تعزم على الْإِفْطَار فَقلت نعم فَقَالَ لي قُم فابصر أَي شَيْء هُنَاكَ فجيء بِهِ فَأَصَبْت طبقًا فِيهِ خبز حَار وبقل وقصعة فِيهَا عراق تَفُور وإناء فِيهِ مَاء فَجئْت بِهِ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فأوجز فِي صلَاته فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله كل فَأكلت وعزمت على أَن أدخر مِنْهُ فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله إِنَّه طَعَام لَا يدّخر فَكَانَ هَذَا سبيلي مَعَه فقضينا حجنا وَكَانَ تولى مثل ذَلِك حَتَّى وافينا إِلَى الْموضع الَّذِي أَخَذَنِي مِنْهُ فودعني وَانْصَرف فَقيل لِلْبَغوِيِّ أتعرف الرجل فَقَالَ أَظُنهُ الْخضر وَقَالَ أَيْضا سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا مَاتَ أصدقاء الرجل دلّ مَاتَ لَيْلَة عيد الْفطر سنة سبع عشرَة وثلاثمائة وَدفن بمقبرة بَاب التِّبْن الَّتِي دفن فِيهَا عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَقد اسْتكْمل مائَة سنة وَثَلَاث سِنِين وشهرا وَاحِدًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 532 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد بن سُفْيَان أَبُو بكر الْقرشِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الدُّنْيَا صَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن إمامنا سمع سعيد بن سُلَيْمَان الوَاسِطِيّ وَإِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الحرامي وَجَمَاعَة روى عَنهُ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة وَمُحَمّد بن خلف وَأَبُو بكر النجاد وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ صَدُوق وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل مَا أَقُول بَين التكبيرتين فِي صَلَاة الْعِيد قَالَ تحمد الله عز وَجل وَتصلي على النَّبِي مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ الحديث: 532 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 533 - عبد الله بن مُحَمَّد بن المُهَاجر عرف بفوران أَبُو مُحَمَّد حدث عَن شُعَيْب بن حَرْب ووكيع وإمامنا فِي آخَرين روى عَنهُ عبد الله بن إمامنا وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَيحيى ابْن صاعد وَغَيرهم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فوران نبيل جليل كَانَ أَحْمد يجله وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ من أَصْحَاب أبي عبد الله الَّذين يقدمهم ويأنس بهم ويخلو مَعَهم ويستقرض مِنْهُم وَمَات أَبُو عبد الله وَله عِنْده خَمْسُونَ دِينَارا فأوصى أَبُو عبد الله أَن يعْطى من غَلَّته فَلم يَأْخُذهَا فوران وأحله مِنْهَا قَالَ أَبُو بكر المطوعي حَدثنِي فوران قَالَ دخل على أبي عبد الله شَاب بعد ضربه وَمَعَهُ قَارُورَة فِيهَا مَاء رَائِحَته رَائِحَة الْمسك وَقد ماج عَلَيْهِ الضَّرْب فِي الْيَوْم الثَّالِث وصعب فَأَتَاهُ الشَّاب فَقَالَ أَقْسَمت عَلَيْك بِاللَّه لأمكنتني من علاجك فَتَركه أَبُو عبد الله فصب عَلَيْهِ ذَلِك المَاء ومسحه فهدأ الضَّرْب وَسكن فَلَمَّا رأى ذَلِك السجان تبع الشَّاب فَقَالَ لَو أَعْطَيْتنِي من هَذَا المَاء فَقَالَ إِن ذَلِك من مَاء الْجنَّة أنزلهُ لعقب آدم بِأَرْض الْهِنْد وَأَنا من سكان ذَلِك الْمَكَان من الْجِنّ ثمَّ غَابَ فَأقبل السجان مذعورا توفّي فِي نصف رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ ذكره ابْن قَانِع 534 - عبد الله بن مُحَمَّد بن الْفضل الصَّيْدَاوِيُّ نقل عَن الحديث: 533 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قَالَ لي أَحْمد إِذا أسلم الرجل على المبتدع فَهُوَ يُحِبهُ قَالَ النَّبِي (أَلا أدلكم على شَيْء إِذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السَّلَام بَيْنكُم) 535 - عبد الله بن مُحَمَّد اليمامي عرف بِابْن الرُّومِي سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّاودِيّ وَأبي مُعَاوِيَة الضَّرِير وَعبد الرَّزَّاق وَغَيرهم روى عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَقَالَ إِنَّه صَدُوق وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت عِنْد أَحْمد ابْن حَنْبَل فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله انْظُر فِي هَذِه فَإِن فِيهَا خطأ فَقَالَ عَلَيْك بِأبي زَكَرِيَّا فَإِنَّهُ يعرف الْخَطَأ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 536 - عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْفراء أَبُو الْقَاسِم بن القَاضِي أبي يعلى قَرَأَ بالروايات على أبي بكر الْخياط وَابْن الْبناء وَغَيرهمَا الحديث: 535 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 وَسمع الحَدِيث من وَالِده وجده لأمه جَابر بن ياسين وَجَمَاعَة ورحل فِي طلب الحَدِيث وَالْعلم إِلَى الْبِلَاد وَقَرَأَ بآمد على أبي الْحسن الْبَغْدَادِيّ قِطْعَة صَالِحَة من الْخلاف وَالْمذهب وَحضر قبل ذَلِك على وَالِده والشريف أبي جَعْفَر وَكَانَ ذَا عفة وديانة وصيانة حسن التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ كثير الدَّرْس لَهُ مَعَ معرفَة بِعُلُومِهِ وَله معرفَة بِالْجرْحِ وَالتَّعْدِيل وَأَسْمَاء الرِّجَال والكنى وَلما وَقعت فتْنَة الْقشيرِي خرج إِلَى مَكَّة فَتوفي فِي مضيه إِلَيْهَا فِي آخر الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 537 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْخَطِيب شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع بِدِمَشْق من يحيى بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ وَأبي عبد الله بن صَدَقَة وَغَيرهمَا وببغداد الحديث: 537 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 من أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وطبقته وبمصر من الثَّوْريّ وتفقه على وَالِده وَعَمه الشَّيْخ موفق الدّين وَحدث خرج لَهُ الْحَافِظ الضياء جُزْءا عَن جمَاعَة من شُيُوخه وَكَانَ فَقِيها فَاضلا دينا ثِقَة توفّي لَيْلَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 538 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن أبي البركات الزريراني الْبَغْدَادِيّ فَقِيه الْعرَاق ومفتى الْآفَاق أَبُو بكر تَقِيّ الدّين حفظ الْقُرْآن وَله سبع سِنِين وَسمع الحَدِيث من إِسْمَاعِيل بن الطبال وَمُحَمّد بن نَاصِر وَجَمَاعَة وتفقه على الشَّيْخ مُفِيد الدّين الْحَرْبِيّ ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق فَقَرَأَ بهَا الْمَذْهَب على الشَّيْخ زين الدّين ابْن المنجي وَالشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وَكَانَ عَارِفًا بأصول الدّين وَمَعْرِفَة الْمَذْهَب وَالْخلاف وَبِالْحَدِيثِ وبأسماء الرِّجَال والتواريخ واللغة والعربية وَغير ذَلِك وانتهت إِلَيْهِ معرفَة الْفِقْه بالعراق وطالع المغنى للموفق ثَلَاثًا وَعشْرين مرّة وَكَانَ يستحضر كثيرا مِنْهُ وعلق عَلَيْهِ حواشى وَولى الْقَضَاء الحديث: 538 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 ودرس بالبشرية ثمَّ بالمستنصرية وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى حِين وَفَاته وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم بِبَغْدَاد من غير مدافع وَقَالَ لَهُ بعض الشَّافِعِيَّة وَقد بحث مَعَه أَنْت الْيَوْم شيخ الطوائف بِبَغْدَاد وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن عَسْكَر شيخ الْمَالِكِيَّة يَوْم وَفَاته لم يبْق بِبَغْدَاد من يُرَاجع فِي عُلُوم الدّين مثله قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَتخرج بِهِ أَئِمَّة وَأَجَازَ لجَماعَة توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالمستنصرية وحضره خلق كثير 539 - عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نعْمَة النابلسي الحديث: 539 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 الْفَقِيه الزَّاهِد الْقدْوَة شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْعَفِيف حضر على خطيب مردا وَسمع من عَم أَبِيه جمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم وَأَجَازَ لَهُ سبط السلفى تفقه وَأفْتى وَأم بِمَسْجِد الْحَنَابِلَة بنابلس نَحوا من سبعين سنة وَكَانَ كثير الْعِبَادَة حسن الشكل وَالصَّوْت عَلَيْهِ الْبَهَاء وَالْوَقار حدث وَسمع مِنْهُ جمع توفّي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرى ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ 540 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب الزرعي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْفَاضِل المحصل جمال الدّين بن الشَّيْخ الْعَلامَة شمس الدّين ابْن قيم الجوزية الْخَطِيب بِجَامِع خليخان وَهُوَ أول من خطب بِهِ قَالَ ابْن كثير وَكَانَ لَدَيْهِ عُلُوم جَيِّدَة وذهن الحديث: 540 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 حَاضر حاذق أفتى ودرس وناظر وَحج مَرَّات وَكَانَ أعجوبة زَمَانه توفّي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَت جنَازَته حافلة 541 - عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن فَهد الشَّيْخ المكثر الحبر الْفَقِيه تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن قيم الضيائية أَخذ عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وَابْن الزين وَابْن الْكَمَال سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع والحسيني وَابْن رَجَب وَأَجَازَ للشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى وللشيخ شرف الدّين جدى رحمهمَا الله تَعَالَى وَتفرد بالكثير من مسموعاته وَكَانَ من الأتقياء حدث بالكثير فِي طلاب عصره وانتفع بِهِ وَكَانَ لَهُ حَانُوت بالصالحية يَبِيع فِيهِ الْعطر توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشرى الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ عقيب صَلَاة الظّهْر بالجامع المظفري وشيعه خلق كثير وَدفن بالروضة عَن إِحْدَى وَتِسْعين سنة 542 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد الْبَاقِي الحجاوي الحديث: 541 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية سمع الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ من أبي الْحسن ابْن الصَّواف وطبقته وَحدث وَسمع مِنْهُ الحافظان زين الدّين الْعِرَاقِيّ والهيتمى تفقه وَأفْتى ودرس وباشر الْقَضَاء بالديار المصرية من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن توفّي بَاشر مَعَ أحد عشر سُلْطَانا وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَقَالَ عَالم ذكي حبر صَاحب مُرُوءَة وديانة وأوصاف حميدة وَله يَد طولى فِي الْمَذْهَب وَقدم علينا وَهُوَ طَالب حدث سنة سبع عشرَة فَسمع من أبي بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وعنى بالرواية وَهُوَ مِمَّن أحبه فِي الله وحمدت سيرته فِي الْقَضَاء وانتشر فِي إِمَامَته مَذْهَب أَحْمد بالديار المصرية وَكثر فُقَهَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 الْحَنَابِلَة بهَا وَأثْنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة مِنْهُم أَبُو زرْعَة ابْن العراقى وَابْن حبيب توفّي نَهَار الْخَمِيس سَابِع عشرى الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا خَارج بَاب النَّصْر 543 - عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الراميني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الإِمَام عَلامَة الزَّمَان شيخ الْمُسلمين أَبُو مُحَمَّد شرف الدّين توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَكَانَ يحفظه آخر عمره وَيقوم بِهِ فِي التَّرَاوِيح فِي كل سنة بِجَامِع الأفرم الحديث: 543 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 لَهُ محفوظات كَثِيرَة مِنْهَا الْمقنع فِي الْفِقْه ومختصر ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول وألفية ابْن مَالك فِي النَّحْو وألفية الْجُوَيْنِيّ فِي عُلُوم الحَدِيث والانتصار فِي الحَدِيث تأليف جده قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي وَكَانَ عَلامَة فِي الْفِقْه يستحضرغالب فروع وَالِده استاذا فِي الْأُصُول بارعا فِي التَّفْسِير والْحَدِيث ومشاركا فِيمَا سوى ذَلِك وَكَانَ شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام بل بالممالك وَأثْنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة فِي عصره كالبلقيني والتفهنى والديرى وَاجْتمعَ فِي آخر الْأَمر بشيخنا الْعَلامَة الْمُحَقق الشَّيْخ عَلَاء الدّين البُخَارِيّ فَتكلم مَعَه فِي أَنْوَاع من الْعلم فأعجبه كثيرا وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي هَذَا فِي هَذِه الْبِلَاد وَاجْتمعَ فِي حَال الشبيبة بالشيخ كَمَال الدّين شيخ الْمدرسَة الشيخونية وَتكلم مَعَه فِي شَرحه على الْمُخْتَصر فِي مَوَاضِع فَاسْتحْسن كَلَامه وَأخذ عَن أَخِيه الشَّيْخ برهَان الدّين والخطيب شمس الدّين وَالشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن خضر أفتى ودرس وناظر واشتغل فِي الْعُلُوم وباشر نِيَابَة الحكم قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا دهرا طَويلا ثمَّ ترك ذَلِك وَلزِمَ بَيته بِقصد الِاشْتِغَال والإفتاء حدث عَن ابْن أميلة المراغى وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن الصَّامِت وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي شهر الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 بالجامع المظفري وَصلى عَلَيْهِ إِمَامًا شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين الْأمَوِي الشَّافِعِي وَحضر بَقِيَّة الْقُضَاة والأعيان وَكَانَت لَهُ جَنَازَة حافلة لم يخلف بعده مثله ذكره الشَّيْخ محيى الدّين الْمصْرِيّ وَدفن عِنْد وَالِده وَإِخْوَته بالروضة رَحْمَة الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ 544 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الرحلة تَقِيّ الدّين يعرف بِابْن عبيد الله سمع على الحجار وَمن ابْن الرضى وَبنت الْكَمَال والجزرى وَغَيرهم وَكَانَ شَيخا حسن الْهَيْئَة طَوِيل الْقَامَة سمع مِنْهُ شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر من لفطه المسلسل بالأولية بِسَمَاعِهِ من مُحَمَّد بن يُوسُف الحرانى بِسَمَاعِهِ من النجيب بِشَرْط التسلسل وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك مَاتَ بعد الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة الحديث: 544 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 545 - عبد الله بن الْمُبَارك بن الْحسن العكبري المقرىء الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد سمع من أبي نصر الزَّيْنَبِي وَأبي الغنايم بن أبي عُثْمَان وَغَيرهمَا تفقه على أبي الوفا ابْن عقيل وَأبي سعد البردانى وَكَانَ يصحب شافعا الْحَنْبَلِيّ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بشرَاء كتب ابْن عقيل فَبَاعَ ملكا لَهُ وَاشْترى بِثمنِهِ كتاب الْفُنُون والفصول ووقفهما على الْمُسلمين وَكَانَ خيرا من أهل السّنة وَحدث توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد عَن نَيف وَسبعين سنة 546 - عبد الله بن معالى بن أَحْمد الريانى المقرىء الْفَقِيه سمع من أبي الْفَتْح ابْن المنى وشهدة وتفقه على ابْن المنى حدث قَالَ ابْن نقطة سَمِعت مِنْهُ أَحَادِيث وَهُوَ شيخ حسن وَكَانَ صَالحا الحديث: 545 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 حسن الطَّرِيقَة حدث باليسير توفّي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى الريان بِفَتْح الرَّاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتحهَا وَبعدهَا ألف وَنون محلّة شرقى بَغْدَاد قريب من بَاب الأزج 547 - عبد الله بن نصر الحجازى أَبُو مُحَمَّد الزَّاهِد قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ سمع الحَدِيث وَصَحب الزهاد وتفقه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ خشن الْعَيْش متعبدا وَحج على قَدَمَيْهِ بضع عشرَة حجَّة توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 548 - عبد الله بن نصر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الحرانى المقرىء الْفَقِيه أَبُو بكر قَاضِي حران سمع الحَدِيث من شهدة الحديث: 547 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 وَابْن شاتيل وطبقتهما وتفقه بِبَغْدَاد ورحل إِلَى وَاسِط وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على أبي بكر الباقلاني وَجَمَاعَة وصنف كتبا فِي الْقرَاءَات وَحدث بحران روى عَنهُ الأبرقوهي وَغَيره وَكَانَ مَشْهُورا بالديانة والصيانة مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة بحران 549 - عبد الله بن هبة الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد السامري الْفَقِيه الْفَاضِل أَبُو الْفَتْح سمع الْكثير من أبي بكر الطريثيثى وثابت ابْن بنْدَار وَالْمبَارك ابْن عبد الْجَبَّار وَغَيرهم وتفقه على ابي الْخطاب الكلوذاني وَحدث باليسير روى عَنهُ جمع توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرى الْمحرم سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب حَرْب الحديث: 549 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 550 - عبد الله بن يزِيد العكبري نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَهُوَ يسْأَل مَا تَقول فِي الْقِرَاءَة بالألحان فَقَالَ أَبُو عبد الله مَا اسْمك قَالَ مُحَمَّد قَالَ أفيسرك أَن يُقَال لَك يَا موحامد مَمْدُود 551 - عبد الله بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الله بن هِشَام الشَّيْخ الْعَلامَة منقح الْأَلْفَاظ مُحَقّق الْمعَانِي صَاحب التصانيف المفيدة جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَرَأَ الْعَرَبيَّة على عبد اللَّطِيف ابْن عبد الْعَزِيز الْحَرَّانِي قَالَ أَبُو الْفضل ابْن العراقى اشْتهر وَسَار ذكره فِي الْآفَاق وانتهت إِلَيْهِ مشيخة النَّحْو فِي الديار المصرية قَالَ ابْن كثير وَكَانَ فَردا فِي هَذَا الْفَنّ وَكَانَ كثير الدّيانَة وَالْعِبَادَة الحديث: 550 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 لَهُ يَد طولى فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض وَكَانَ يقرىء الحاوى الصَّغِير أحسن قِرَاءَة ثمَّ أقبل على مَذْهَب أبي حنيفَة ثمَّ اسْتَقر آخرا حنبليا وَسبب ذَلِك أَنه لم يكن لَهُ حَظّ من الدُّنْيَا عِنْد الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة فَسَأَلَهُ قَاضِي الْقَضَاء موفق الدّين الحجاوى أَن ينْتَقل إِلَى مَذْهَب الْحَنَابِلَة وَينزل فِي مدارسهم فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَحفظ الخرقى فِي دون أَرْبَعَة أشهر ودرس فِي التَّفْسِير بالقبة المنصورية وَغَيرهَا وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من المصريين وَغَيرهم وَله تصانيف مَشْهُورَة مِنْهَا مغنى اللبيب عَن كتب الأعاريب وَهُوَ كتاب نَفِيس والتوضيح على ألفية ابْن مَالك وشذور الذَّهَب وَشَرحه وقواعد لَطِيفَة فِي الْإِعْرَاب وَشرح بَانَتْ سعاد وَهُوَ كتاب مُفِيد توفّي يَوْم الْجُمُعَة سادس الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بعد الصَّلَاة بمقبرة الصُّوفِيَّة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَمن شعره (وَمن يصطبر للْعلم يظفر بنيله ... وَمن يخْطب الْحَسْنَاء يصبر على العذل) (وَمن لم يذل النَّفس فِي طلب الْعلَا ... يَسِيرا يَعش دهرا طَويلا أَخا ذل) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 من اسْمه عبيد الله 552 - عبيد الله بن أَحْمد بن عبيد الله ابْن أخي الإِمَام الْحلَبِي أَبُو عبد الرَّحْمَن ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ رجل جليل كَبِير الْقدر سمع من أَحْمد التَّارِيخ سنة أَربع عشرَة وَكَانَ عِنْده مسَائِل كبار جدا يعرف بهَا على أَصْحَاب أَحْمد فَمِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن مُحدث كذب فِي حَدِيث وَاحِد ثمَّ تَابَ وَرجع هَل تقبل تَوْبَته فَقَالَ تَوْبَته تقبل فِيمَا بَينه وَبَين الله وَلَا يكْتب لَهُ حَدِيث أبدا 553 - عبيد الله بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الحلبى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء 554 - عبيد الله بن سعد الزُّهْرِيّ ذكره أَبُو بكر الحديث: 552 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 555 - عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد السَّرخسِيّ أَبُو قدامَة حدث عَنهُ الشُّيُوخ الْكِبَار كالبخاري وَمُسلم وَذكر الْخلال أَنه رُوِيَ عَن أَحْمد مسَائِل حسانا لم يروها غَيره وَهُوَ أرفع قدرا من عَامَّة أَصْحَاب أبي عبد الله من أهل خُرَاسَان توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 556 - عبيد الله بن عبد الله النَّيْسَابُورِي أَبُو عبد الرَّحْمَن نزل بَغْدَاد وَحدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن يحيى التميمى وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وَغَيرهم روى عَنهُ أَبُو حَامِد بن الشرقى النَّيْسَابُورِي وَمُحَمّد بن عبد الله الصفار الْأَصْبَهَانِيّ 557 - عبيد الله بن عبد الْكَرِيم بن يزِيد الرَّازِيّ الحديث: 555 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 أَبُو زرْعَة سمع أَبَا نعيم وَأَبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ وَغَيرهمَا روى عَنهُ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَإِبْرَاهِيم الحربى قدم بَغْدَاد دفعات وجالس إمامنا واستفاد مِنْهُ قَالَ الْخلال أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم إمامان فِي الحَدِيث رويا عَن أبي عبد الله مسَائِل كَثِيرَة وَقعت إِلَيْنَا مُتَفَرِّقَة كلهَا غرائب وَكَانَا عَالمين بِأَحْمَد بن حَنْبَل قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ أَحْمد يحفظ سَبْعمِائة ألف حَدِيث قَالَ قلت لَهُ وَكَيف علمت ذَلِك قَالَ كُنَّا نتناظر فِي الحَدِيث والمسائل فَكَانَ جَوَابه جَوَاب من يحفظ هَذَا الْقدر وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل سَمِعت أبي يَقُول مَا صليت غير الْفَرْض استأثرت بمذاكرة أبي زرْعَة على نوافلى وَقَالَ مَا جَاوز الجسر أحفظ من أبي زرْعَة وَقيل لِابْنِ أبي شيبَة من أحفظ من رَأَيْت قَالَ مَا رَأَيْت أحدا أحفظ من أبي زرْعَة الرَّازِيّ وَقَالَ أَحْمد ابْن حَنْبَل صَحَّ من الحَدِيث سَبْعمِائة ألف حَدِيث وَكسر وَهَذَا الْفَتى يَعْنِي أَبَا زرْعَة قد حفظ سِتّمائَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة إِذا رَأَيْت الْكُوفِي يطعن على سُفْيَان الثَّوْريّ وزائدة فَلَا تشك أَنه رافضى وَإِذا رَأَيْت الشَّامي يطعن على مَكْحُول وَالْأَوْزَاعِيّ فَلَا تشك أَنه ناصبي وَإِذا رَأَيْت الْخُرَاسَانِي يطعن على عبد الله بن الْمُبَارك فَلَا تشك أَنه مرجىء وَاعْلَم أَن هَذِه الطوائف كلهَا مجمعة على بغض أَحْمد بن حَنْبَل لِأَن مَا مِنْهُم أحد إِلَّا وَفِي قلبه مِنْهُ شَيْء لَا برْء لَهُ وَقدم حمدون البردعى على ابي زرْعَة ليكتب عَنهُ الحَدِيث فَرَأى فِي دَاره أوانى وفرشا كَثِيرَة قَالَ وَكَانَ ذَلِك لِأَخِيهِ فهم أَن يرجع وَلَا يكْتب عَنهُ فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْل رأى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 كَأَنَّهُ على شط بركَة وَرَأى ظلّ شخص فِي المَاء فَقَالَ أَنْت الَّذِي زهدت فِي أبي زرْعَة أعلمت أَن أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ من الأبدال فَلَمَّا مَاتَ أبدل الله مَكَانَهُ أَبَا زرْعَة وَسُئِلَ أَبُو زرْعَة عَن مولده فَقَالَ ولدت سنة مِائَتَيْنِ وَمَات بِالريِّ فِي آخر يَوْم من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 558 - عبيد الله بن عَليّ بن نصر بن حمرَة بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المارستانية الإِمَام الأديب الْفَقِيه الْمُحدث أَبُو بكر ويلقب فَخر الدّين سمع الحَدِيث من أبي المظفر ابْن السبكى وَابْن البطى وَيحيى بن ثَابت بن بنْدَار وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول وعنى بِهَذَا الْفَنّ وَطلب الْعلم فِي صباه فتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْأَدَب وَكَانَ أديبا فَاضلا فصيحا مليح الْعبارَة بليغا حسن التصنيف ذكره ابْن النجار وَقَالَ أَبُو المظفر سبط ابْن الْجَوْزِيّ أحد الْفُضَلَاء يجمع الحَدِيث والطب والنجوم وعلوم الأوئل وَأَيَّام النَّاس وصنف كتابا سَمَّاهُ ديوَان الْإِسْلَام فِي تَارِيخ دَار السَّلَام الحديث: 558 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 وَهُوَ ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ كتابا إِلَّا أَنه لم يشْتَهر وصنف سيرة الْوَزير ابْن هُبَيْرَة وَقد حط عَلَيْهِ جمَاعَة وَذكروا أَنه مطعون فِيهِ من جِهَتَيْنِ من جِهَة ادعائه النّسَب إِلَى أبي بكر الصّديق وَمن جِهَة ادعائه سَمَاعه مَا لم يسمع حدث بِبَغْدَاد وروى عَن أبي الْوَقْت وَقَرَأَ على أبي مُحَمَّد الخشاب توفّي لَيْلَة الْأَحَد فِي الْحجَّة سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة فِي رُجُوعه من تفليس وَحُمرَة بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمِيم وَفتح الرَّاء الْمُهْملَة ذكره ابْن النجار وَابْن نقطة وَغَيرهمَا وَقيل لَهُ ابْن المارستانية لِأَن أَبَوَيْهِ كَانَا قيمى المارستان بِبَغْدَاد 559 - عبيد الله بن مُحَمَّد الْمروزِي الأَصْل الرقى الْبَلَد ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ رجل حَافظ للفقه بَصِير باخْتلَاف الْفُقَهَاء جليل الْقدر عَالم بِأَحْمَد بن حَنْبَل عِنْده مسَائِل كبار لم يشركهُ فِيهَا أحد وَمن جُمْلَتهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الرجل يشترى من الرجل جَارِيَة وَاشْترط عَلَيْهِ أَن تخدمه فَقَالَ البيع جَائِز وَالشّرط فَاسد فَإِن اشْترط عَلَيْهِ أَن تخدمه وقتا مَعْلُوما فَإِن البيع فَاسد وَلَا يجوز فِي الْوَقْت الْمَعْلُوم الحديث: 559 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 560 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الْفَاضِل سمع من كَرِيمَة والضياء درس وَأعَاد وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير وَكَانَ تقيا فَاضلا محببا إِلَى النَّاس ذَا مُرُوءَة وَدين وتودد وَكَانَ الشَّيْخ شمس الدّين يُحِبهُ ويفضله على سَائِر أَهله سمع مِنْهُ البرزالى وَغَيره وصنف فِي الْأَحْكَام لِلْحَجِّ توفّي كَمَا قيل ثامن عشر رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 561 - عبيد الله بن يحيى بن خاقَان نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا أَنه قَالَ أنزه نَفسِي عَن مَال السُّلْطَان وَلَيْسَ بِحرَام الحديث: 560 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 وَقَالَ عبيد الله بن يحيى بن خاقَان حضرت الْحسن بن سهل وجاءه رجل يستشفع بِهِ فِي حَاجَة فقضاها فَأقبل الرجل يشكره فَقَالَ لَهُ الْحسن بن سهل على مَا تشكرنا وَنحن نرى أَن للجاه زَكَاة كَمَا أَن لِلْمَالِ زَكَاة ثمَّ أنشأ يَقُول (فرضت على زَكَاة مَا ملكت يَدي ... وَزَكَاة جاهي أَن أعين وأشفعا) (فَإِذا ملكت فجد فَإِن لم تستطع ... فاجهد بوسعك كُله أَن تنفعا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 562 - عبيد الله بن يُونُس بن أَحْمد بن عبيد الله بن هبة الله الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْفَقِيه الفرضي الأصولي الْوَزير اشْتغل فِي الْعلم ورحل فِي طلبه إِلَى همذان وَقَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات على أبي الْعَلَاء وَسمع الحَدِيث من أبي الْوَقْت وَأبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَغَيرهمَا وتفقه فِي الْمَذْهَب على أبي حَكِيم النهرواني ثمَّ على صَدَقَة بن الْحُسَيْن وَاخْتلف على جمَاعَة من الْعلمَاء فِي طلب فنون جمة من الْعُلُوم وبرع فِي علم الْفَرَائِض والحساب والأصلين والهندسة وصنف كتابا فِي أَوْهَام أبي الْخطاب الكلواذني فِي الْفَرَائِض والوصايا وَكتاب فِي أصُول الدّين والمقالات وَسمع مِنْهُ عبد الْعَزِيز ابْن دلف وَأَبُو الْحسن ابْن الْقطيعِي وَبَالغ فِي مدحه وَالثنَاء عَلَيْهِ وَعكس آخَرُونَ توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بالسرداب بدار الْخلَافَة وَأما وَالِده فَسمع من ابْن الْحصين وَأبي مَنْصُور السرَار الحديث: 562 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 وَحج فِي آخر عمره مُتَمَتِّعا ثمَّ عَاد وَلزِمَ بَيته توفّي فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وشيعه الْأَعْيَان وَدفن بِالْمَدَائِنِ إِلَى جَانب قبر حُذَيْفَة ابْن الْيَمَان رَضِي الله عَنهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 ذكر من اسْمه عبد الرحمن 563 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم أَبُو سعيد الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بدحيم ذكره ابْن ثَابت فِي السَّابِق واللاحق أَنه حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَبَين وَفَاة دُحَيْم وَالْبَغوِيّ اثْنَان وَسَبْعُونَ سنة ولى الْقَضَاء بالرملة وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَقَالَ الْمروزِي سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يثنى على دُحَيْم وَيَقُول هُوَ عَاقل لين توفّي بالرملة فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 563 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 564 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل الْمَقْدِسِي الْفَقِيه الزَّاهِد بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن عَم البُخَارِيّ سمع بِدِمَشْق من أبي عبد الله بن أبي الصَّقْر وَغَيره ورحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من شهدة وَعبد الْحق اليوسفى وطبقتهما وَسمع بحران من أَحْمد بن أبي الوفا الْفَقِيه وَيُقَال إِنَّه تفقه على ابْن المنى ثمَّ بِدِمَشْق على الشَّيْخ موفق الدّين ولازمه وَله مصنفات مِنْهَا شرح الْعُمْدَة فِي الْفِقْه مُجَلد قَالَ المندرى كَانَ فِيهِ تواضع وَحسن خلق وَأَقْبل أخيرا على طلب الحَدِيث وَكتب فِيهِ الْكثير الحديث: 564 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 وَحدث توفّي فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن من يَوْمه بسفح قاسيون 565 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي الفرضي الزَّاهِد الْقدْوَة عز الدّين أَبُو الْفرج سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَحج صُحْبَة الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وكمل عَلَيْهِ الْمقنع بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بالفرائض ومتعلقاتها حدث وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَأثْنى عَلَيْهِ الحديث: 565 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 وَقَالَ غَيره كَانَ رجلا صَالحا بشوش الْوَجْه كثير الْخَيْر مواظبا على أَفعَال الْبر أَخذ الْفَرَائِض عَنهُ جمَاعَة وانتفعوا بِهِ توفّي فِي ثامن رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الشَّيْخ أبي عمر 566 - عبد الرَّحْمَن المتطبب أَبُو الْفضل وَقيل أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال قَالَ كَانَ عِنْده مسَائِل حسان عَن أبي عبد الله وَكَانَ يأنس بِهِ هُوَ وَبشر بن الْحَارِث وَيخْتَلف إِلَيْهِمَا وَقَالَ دخلت على أبي عبد الله فَقلت مَا تَقول فِي قِرَاءَة الألحان فَقَالَ بِدعَة وَفِي رِوَايَة أَنه قَالَ اتخذوه أغانيا اتخذوه أغانيا 567 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عُثْمَان بن عبد الله ابْن سعد بن مُفْلِح الْمُحدث الزَّاهِد أَبُو الْفرج شمس الدّين سمع بِدِمَشْق من ابْن الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَالشَّيْخ موفق الدّين وَجَمَاعَة وببغداد من الْفَتْح بن عبد السَّلَام والعلثى وَغَيرهمَا الحديث: 566 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 وعنى بِالسَّمَاعِ وَكتب بِخَطِّهِ وَأثبت لنَفسِهِ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها زاهدا ثِقَة نبيلا حدث بالكثير وَأكْثر عَنهُ ابْن نَفِيس والمزي والبرزالي توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشرى الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بالصالحية وَدفن قَرِيبا من تربة الشَّيْخ أبي عمر 568 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَجَب بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الشَّيْخ الْعَلامَة الْحَافِظ الزَّاهِد شيخ الْحَنَابِلَة زين الدّين أَبُو الْفرج بن الشَّيْخ الإِمَام المقرىء الْمُحدث شهَاب الدّين الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي قدم مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير وَأَجَازَهُ ابْن النَّقِيب وَأَجَازَ لَهُ النووى وَسمع بِنَفسِهِ بِمَكَّة على الْفَخر عُثْمَان بن يُوسُف الحديث: 568 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 واشتغل بِسَمَاع الحَدِيث باعتناء وَالِده سمع من الخباز وَابْن الْعَطَّار بِدِمَشْق وَمن الميدومى بِمصْر وَمن جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ وَله مصنفات مفيدة شرح التِّرْمِذِيّ وَشرح أَرْبَعِينَ النواوي وَشرح فِي شرح البُخَارِيّ سَمَّاهُ فتح الْبَارِي فِي شرح البُخَارِيّ وَنقل فِيهِ كثيرا من كَلَام الْمُتَقَدِّمين وَكتاب اللطائف فِي الْوَعْظ وأهوال الْقُبُور وَالْقَوَاعِد الْفِقْهِيَّة تدل على معرفَة تَامَّة بِالْمذهبِ وَله طَبَقَات الْحَنَابِلَة وَغير ذَلِك درس بِحَلقَة الثُّلَاثَاء والمدرسة الحنبلية وَكَانَ لَا يعرف شَيْئا من أُمُور النَّاس وَلَا يتَرَدَّد إِلَى أحد من ذَوي الولايات وَكَانَ يسكن الْمدرسَة السكرية بالقصاعين توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِأَرْض الحميرية ببستان كَانَ اسْتَأْجرهُ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بِبَاب الصَّغِير إِلَى جَانب قبر الشَّيْخ أبي الْفرج الشِّيرَازِيّ 569 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الحديث: 569 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 الْمَعْرُوف بِابْن الذَّهَبِيّ أجَاز لَهُ الحجار وَأَجَازَ لشَيْخِنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر وَله مرويات مُتعَدِّدَة فَمِنْهَا الْجُزْء الأول من حَدِيث أبي الْحُسَيْن ابْن شَافِع سَمعه من مُحَمَّد بن أَيُّوب بن حَازِم الكحال بِسَمَاعِهِ من عمر بن عَليّ خطيب القرافة بِسَنَدِهِ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة 570 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد بن حريز الحديث: 570 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 ابْن مكى الشَّيْخ الْقدْوَة أَبُو الْفرج زين الدّين الزرعى ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقيم سمع من ابي بكر ابْن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم والحجار وَحدث قَالَ ابْن رَافع وَذكره ابْن رَجَب فِي مشيخته وَقَالَ سَمِعت عَلَيْهِ كتاب التَّوَكُّل لِابْنِ أبي الدُّنْيَا بِسَمَاعِهِ على الشهَاب العابد وَتفرد بالرواية عَنهُ توفّي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشرى الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع دمشق وَدفن بِبَاب الصَّغِير 571 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن دَاوُد الشَّيْخ الْعَالم الناسك مجيد الطَّرِيقَة ومعلم الْحَقِيقَة تخرج بِجَمَاعَة من الشُّيُوخ مِنْهُم وَالِده وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة ملازما للذّكر وَقِرَاءَة الأوراد الَّتِي رتبها وَالِده وَكَانَ محببا للنَّاس ويتردد إِلَيْهِ النواب وَالْقَضَاء وَالْفُقَهَاء من كل مَذْهَب اشْتغل فِي فنون كَثِيرَة وَأخذ الْعلم عَن جمَاعَة مِنْهُم الْعم الشَّيْخ برهَان الدّين الحديث: 571 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ لَهُ قلم حسن مَعَ جودة الْخط ألف كتبا عديدة مِنْهَا الْكَنْز الْأَكْبَر فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَهُوَ أجلهَا وَكَانَ بشوشا متصدرا لقَضَاء الْحَوَائِج وَكَانَت كَلمته مسموعة فِي الدولة الأشرفية والظاهرية وألزم بالْكلَام على مدرسة الشَّيْخ أبي عمر والبيمارستان القيمرى فَحصل بِهِ غَايَة النَّفْع من عمَارَة جهاتهما وَعمل مصالحهما وَرغب النَّاس فِي نفع الْفُقَرَاء بِكُل طَرِيق توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالتربة الَّتِي أَنْشَأَهَا عِنْد بَاب الزاوية وَحصل فِي أَمر الزاوية أُمُور وَولى عَلَيْهَا من لَا يَسْتَحِقهَا شرعا 572 - عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن يحيى اللَّخْمِيّ القبابي الْمصْرِيّ الْفَقِيه الزَّاهِد العابد الْقدْوَة نجم الدّين كَانَ رجلا صَالحا الحديث: 572 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 زاهدا عابدا عَالما فَقِيها ذَا فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَله اشْتِغَال بالفقه أَقَامَ بحماة مُدَّة فِي زَاوِيَة يزار بهَا وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ أَئِمَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 وقته يثنون عَلَيْهِ وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَانَ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر من الْعلمَاء الربانيين وبقايا السّلف الصَّالح توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحماة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَحمل على الرُّءُوس وَدفن شمَالي الْبَلَد وتأسف النَّاس عَلَيْهِ 573 - عبد الرَّحْمَن بن زَاذَان بن يزِيد بن مخلد الرَّازِيّ أَبُو عِيسَى روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت فِي الْمَدِينَة وَقد وصلنا وَنحن قعُود وَأحمد بن حَنْبَل حَاضر فَسَمعته يَقُول اللَّهُمَّ من كَانَ على هوى أَو على رأى وَهُوَ يظنّ أَنه على الْحق وَلَيْسَ هُوَ على الْحق فَرده إِلَى الْحق حَتَّى لَا يضل بِهِ من هَذِه الْأمة أحد اللَّهُمَّ لَا تشغل قُلُوبنَا بِمَا تكفلت لنا بِهِ وَلَا تجعلنا فِي رزقك خولا لغيرك وَلَا تَمْنَعنَا خير مَا عنْدك بشر مَا عندنَا وَلَا تَرَانَا حَيْثُ نَهَيْتنَا وَلَا تفقدنا من حَيْثُ أمرتنا أعزنا وَلَا تذلنا أعزنا بِالطَّاعَةِ وَلَا تذلنا بالمعصية الحديث: 573 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 مولده سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 574 - عبد الرَّحْمَن بن رزين بن عبد الْعَزِيز بن نصر بن عبيد الغساني الحوراني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه سيف الدّين سمع بِدِمَشْق من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن سَلامَة النجار وببغداد بن أبي المظفر مُحَمَّد ابْن المنى وَكَانَ فَقِيها فَاضلا صنف عدَّة تصانيف مِنْهَا كتاب التَّهْذِيب فِي اخْتِصَار الْمُغنِي مجلدين ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى بَغْدَاد لأجل رفع حِسَاب الْمدرسَة الجوزية وَكَانَ بهَا سنة سِتّ وَخمسين فَقتل شَهِيدا بِسيف التتار 575 - عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن يحيى بن خَمِيس بن هبة الله ابْن مواهب الإخباري الْأَنْبَارِي ثمَّ الدِّمَشْقِي جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع من أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن الحرستاني والحافظ عبد الْقَادِر الرهاوي وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين وبرع وَأفْتى وَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَكَانَ يسكن بالمنارة الغربية فِي جَامع دمشق الحديث: 574 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 وَكَانَ يُصَلِّي بالمتأخرين صَلَاة الصُّبْح بالجامع الْمَذْكُور فيطيل بهم إطالة مفرطة إِلَى أَن تكَاد تطلع الشَّمْس توفّي فِي سلخ ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 576 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن الملجاج الضَّرِير الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد مُفِيد الدّين معيد الْحَنَابِلَة بِالْمَدْرَسَةِ المستنصرية سمع من الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وَغَيره وَكَانَ من أكَابِر الشُّيُوخ وأعيانهم عَالما بالفقه والْحَدِيث والعربية قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة فِي الْفِقْه وَسمع من ابْن الدقوقي وَغَيره مَاتَ سنة سَبْعمِائة الحديث: 576 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 577 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْقدْوَة زين الدّين الْمَعْرُوف بِأبي شعر نَشأ على الحديث: 577 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 خير وَدين اشْتغل على الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن اللحام وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء شمس الدّين القباقيبي وَذكر عَنهُ أَنه قَالَ حضرت مجْلِس الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وعنى بِالْحَدِيثِ وعلومه وَكَانَ استاذا فِي التَّفْسِير وَله مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْفِقْه والأصلين والنحو وَكَانَ متبحرا فِي كَلَام الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية يذكر بِاللَّه تَعَالَى إِلَى أَن وَقع لَهُ كائنة مَعَ بعض الشَّافِعِيَّة فَلَزِمَ بَيته فِي الصالحية وَعَكَفَ عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وانتفعوا بِهِ وَكَانَ مَجْلِسه يقْصد حَتَّى يغص بأَهْله وَكَانَ ذَا هَيْئَة حَسَنَة عَلَيْهِ آثَار النّسك وَالْعِبَادَة تذكر هَيئته بالسلف الصَّالح وَله سرعَة كشف الْمسَائِل والوقائع مستحضرا وَكَانَ بعض النَّاس ينَال مِنْهُ ويصبر عَلَيْهِ حَتَّى لحق بِاللَّه تَعَالَى فِي ثَانِي عشرى شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَكَانَ جنَازَته حافلة وَدفن بالروضة قَرِيبا من الشَّيْخ موفق الدّين توفّي قبله وَلَده برهَان الدّين إِبْرَاهِيم فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ شَابًّا حسنا دينا فَاضلا صَبر عَلَيْهِ وَالِده وتأسف النَّاس لفراقه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 578 - عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن وريدة الشَّيْخ المعمر كَمَال الدّين أَبُو الْفرج الْبَغْدَادِيّ المقرىء انْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد فِي عصره سمع من مُحَمَّد بن الْحسن بن أشنانة الحديث: 578 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 وَأبي الوفا مَحْمُود بن مندة وَأَجَازَ لَهُ عمر بن طبرزد وَعبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَقَرَأَ للسبعة على فَخر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفرج الْموصِلِي وروى الْكثير وَعمر دهرا طَويلا وَسمع صفة الْمُنَافِق للفريابي وَكتاب الْإِقْنَاع فِي الْقرَاءَات الشواذ على عمر بن كرم وَالْهِدَايَة لأبي الْخطاب على النَّجْم يعِيش الْأَنْبَارِي أَنا سعد الله الدجاجي عَن الْمُؤلف توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة 579 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله ابْن عبد الله بن حَمَّاد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الله بن الْقَاسِم ابْن النَّضر بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن أبي بكر الصّديق الْقرشِي الْبكْرِيّ الْحَافِظ الْفَقِيه الْمُفَسّر الْوَاعِظ الأديب جمال الدّين أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ شيخ وقته وَإِمَام عصره الحديث: 579 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 وَاخْتلف فِي هَذِه النِّسْبَة فَقيل إِن جده جَعْفَر نسب إِلَى فرضة من فرض الْبَصْرَة يُقَال لَهَا جوزة وفرضة النَّهر ثلمته الَّتِي يستقى مِنْهَا وَقيل هُوَ نِسْبَة إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ فرضة الْجَوْز وَقيل هُوَ نِسْبَة إِلَى محلّة بِالْبَصْرَةِ تسمى محلّة الْجَوْز وَقيل كَانَ فِي دَاره بواسط جوزة لم يكن بهَا جوزة سواهَا سمع من أبي الْفضل ابْن نَاصِر واعتنى بِهِ وأسمعه الحَدِيث وَقَرَأَ بالروايات فِي كبره بواسط على ابْن الباقلاني وَسمع بِنَفسِهِ الْكثير واعتنى بِالطَّلَبِ قَالَ فِي أول مشيخته حَملَنِي شَيخنَا ابْن نَاصِر إِلَى الْأَشْيَاخ فِي الصغر وأسمعني العوالي وَأثبت سماعاتي كلهَا بِخَطِّهِ أَخذ لي إجازات مِنْهُم فَلَمَّا فهمت الطّلب ألازم من الشُّيُوخ أعلمهم وأوثر من أَرْبَاب النَّقْل أفهمهم فَكَانَت مهمتي تجويد الْعدَد لَا تَكْثِير الْعدَد وَلما رَأَيْت من أَصْحَابِي من يُؤثر الإطلاع على كبار مشايخي ذكرت عَن كل وَاحِد مِنْهُم حَدِيثا ثمَّ ذكر فِيهَا أَن لَهُ سَبْعَة وَثَمَانِينَ شَيخا سمع الْكتب الْكِبَار كالمسند وجامع التِّرْمِذِيّ وتاريخ الْخَطِيب وَله فِيهِ فَوَات جُزْء وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على أبي الْوَقْت وصحيح مُسلم بنزول وَمَا لَا يُحْصى من الْأَجْزَاء من تصانيف ابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيره وَوعظ وَهُوَ صَغِير وَصَحب أَبَا بكر ابْن الزَّاغُونِيّ ولازمه وعلق عَنهُ الْفِقْه والوعظ وَذكر القادسي أَنه تفقه على أبي حَكِيم وَأبي يعلى ابْن الْفراء وَأبي بكر الدينَوَرِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 ثمَّ اشْتهر أمره فِي ذَلِك الْوَقْت وَأخذ فِي التصنيف وَالْجمع وَنظر فِي جَمِيع الْفُنُون وَألف فِيهَا وَكَانَ من القائمين على أهل الْبدع وَنَدم من يُخَالف أَحْمد وَأَصْحَابه وَقَالَ يَوْمًا على الْمِنْبَر أهل الْبدع يَقُولُونَ مَا فِي السَّمَاء أحد وَلَا فِي الْمُصحف قُرْآن وَلَا فِي الْقَبْر نَبِي (ثَلَاث عورات لكم) وَقَالَ لَهُ قَائِل مَا فِيك عيب إِلَّا أَنَّك حنبلى فأنشده (وعيرني الواشون أَنِّي أحبها ... وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها) ثمَّ قَالَ هَذَا عيبي وَلَا عيب فِي وَجه نقط صحنه بالخال وأنشده (وَلَا عيب فيهم غير أَن سيوفهم ... بِهن فلول من قراع الْكَتَائِب) وَكتب إِلَيْهِ رجل فِي رقْعَة وَالله مَا أَسْتَطِيع أَن أَرَاك فَقَالَ أعمش وشمس كَيفَ يَرَاهَا وَكَانَ أستاذ الأستاذين فِي الْوَعْظ قَالَ وَتقدم إِلَى بِالْجُلُوسِ تَحت المنظرة فِي رجل فتكلمت يَوْم خَامِس رَجَب بعد الْعَصْر وَحضر السُّلْطَان وَأخذ النَّاس أماكنهم من بعد صَلَاة الْفجْر واكتريت دكاكين فَكَانَ مَوضِع كل رجل بقيراط حَتَّى أَنه اكترى دكان لثمانية عشر رجلا بِثمَانِيَة عشر قيراطا ثمَّ جَاءَ رجل فَأَعْطَاهُمْ سِتَّة قراريط حَتَّى جلس مَعَهم وَكَانَ النَّاس يقفون يَوْم مجلسي كَأَنَّهُ الْعِيد وَقَالَ تَكَلَّمت فِي جَامع الْمَنْصُور فَبَاتَ فِي ليلته فِي الْجَامِع خلق كثير وختمت الختمات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 وَاجْتمعَ النَّاس بكرَة فحزر الْجمع مائَة ألف وَتَابَ خلق كثير وَقطعت شُعُورهمْ ثمَّ نزلت فمضيت إِلَى قبر أَحْمد فَتَبِعَنِي خلق كثير حزروا بِخَمْسَة آلَاف قَالَ وَبنى للشَّيْخ أبي الْفَتْح ابْن المنى دكة فِي مَوضِع جُلُوسه فِي الْجَامِع فتأثر أهل الْمذَاهب من ذَلِك وَجعلُوا يَقُولُونَ هَذَا بسببك فَإِنَّهُ مَا ارْتَفع هَذَا الْمَذْهَب عِنْد السُّلْطَان حَتَّى مَال إِلَى الْحَنَابِلَة إِلَّا بِسَمَاع كلامك فَشَكَرت الله على ذَلِك وَقد تكلم فِيهِ بعض أَصْحَابنَا قَالَ الشَّيْخ موفق الدّين كَانَ ابْن الْجَوْزِيّ إِمَام عصره فِي الْوَعْظ وصنف فِي فنون الْعلم تصانيف حَسَنَة وَكَانَ صَاحب فنون وَكَانَ يدرس الْفِقْه ويصنف فِيهِ وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث وصنف فِيهِ إِلَّا أننا لم نرض تصانيفه فِي السّنة وَلَا طَرِيقَته فِيهَا انْتهى وَكَانَ لَهُ قُوَّة فِي التَّأْلِيف وَكَلَامه فِي غَايَة الْحسن قَالَ يَوْمًا فِي مناجاته إلهي لَا تعذب لِسَانا يخبر عَنْك وَلَا عينا تنظر إِلَى عُلُوم تدل عَلَيْك وَلَا قدما تمشي إِلَى خدمتك وَلَا يدا تكْتب حَدِيث رَسُولك فبعزتك لَا تدخلني النَّار فقد علم أَهلهَا أَنى كنت أذب عَن دينك وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم طَلْحَة العلثى وابو عبد الله ابْن تَيْمِية خطيب حران وَسمع عَلَيْهِ خلق كثير وروى عَنهُ أَئِمَّة مِنْهُم الصاحب محيى الدّين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 وسبطه أَبُو المظفر وَالشَّيْخ موفق الدّين والحافظ عبد الْغنى والنجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ وروى عَنهُ آخَرُونَ بِالْإِجَازَةِ آخِرهم الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَقد نالته محنة فِي آخر عمره يطول شرحها مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَأوصى أَن يكْتب على قَبره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 (يَا كثير الْعَفو عَمَّن ... كثر الذَّنب لَدَيْهِ) (جَاءَك المذنب يَرْجُو الصفح ... عَن جرم يَدَيْهِ) (أَنا ضيف وَجَزَاء الضَّيْف ... إِحْسَان إِلَيْهِ) ثمَّ توفيت أم وَلَده محيى الدّين وَكَانَت يَوْم الْجُمُعَة طيبَة لَيْسَ بهَا مرض وَكَانَ بَينهمَا يَوْم وَلَيْلَة وعد النَّاس ذَلِك من كراماته 580 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد التانرايا الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو مُحَمَّد ويلقب موفق الدّين الحديث: 580 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 سمع من عبد الْحق اليوسفى وَابْن شاتيل وَغَيرهمَا وَصَحب ابْن الْجَوْزِيّ ولازمه وَوعظ وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق فَاضلا قَالَ الْمُنْذِرِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا مناظرا وَله يَد فِي الْوَعْظ حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن النجار توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ خَامِس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة فَجْأَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد 581 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتى الْمُحَقق أَبُو الْفرج شمس الدّين التترى لِأَن التتار أسروه وَقَالَ الْحُسَيْنِي لِأَن الفرنج أسروه سنة قازان سمع من القَاضِي تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة الحديث: 581 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 وَإِسْمَاعِيل بن الْفراء وَأبي بكر ابْن عبد الدايم ووزيرة بنت المنجى وَعَائِشَة بنت عِيسَى بن الْمُوفق حدث وَسمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي والمقرىء ابْن رَجَب وذكراه فِي معجميهما وَكَانَ فَاضلا متعبدا حسن الْأَخْلَاق والملتقى توفّي بالصالحية يَوْم الْخَمِيس ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر بالجامع المظفري وَدفن عِنْد جده الشَّيْخ أبي عمر 582 - عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن صَفْوَان أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي الْبَصْرِيّ ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ إِمَام فِي زَمَانه رفيع الْقدر حَافظ عَالم بِالْحَدَثِ وَالرِّجَال وصنف من حَدِيث الشَّام مَا لم يصنفه أحد وَحدثنَا عَن أبي مسْهر وَغَيره من شُيُوخ الشَّام والحجاز وَالْعراق وَجمع كتبا لنَفسِهِ فِي التَّارِيخ وَعلل الرِّجَال سمعناه مِنْهُ وَسَمعنَا مِنْهُ حَدِيثا كثيرا وَكَانَ عَالما بِأَحْمَد بن جنبل وَيحيى بن معِين وَسمع مِنْهُمَا سَمَاعا كثيرا وَسمع من أبي عبد الله خَاصَّة مسَائِل مشبعة محكمَة سَمعتهَا مِنْهُ فَمِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الْمَضْمَضَة الحديث: 582 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 وَالِاسْتِنْشَاق فِي الْوضُوء والجنابة وَاحِد يُعِيد لَهما الصَّلَاة فَقَالَ هما فِي الْوضُوء والجنابة وَاحِد يُعِيد لَهما الصَّلَاة قلت لما ذكر فِي النَّبِي قَالَ نعم توفّي سنة ثَمَانِينَ أَو إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 583 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أبي نصر بن عَليّ بن عبد الدايم بن الغزال الْبَغْدَادِيّ الْوَاعِظ شهَاب الدّين سمع الْكثير بإفادة وَالِده وبنفسه من الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَأبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَأبي الْوَقْت وَخلق كثير وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَوعظ مُدَّة قَالَ ابْن النجار سَمِعت بقرَاءَته كثيرا وَكَانَ سريع الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة إِلَّا أَنه كَانَ لحنة قَلِيل الْمعرفَة بأسماء الْمُحدثين وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَأَجَازَ لِلْمُنْذِرِيِّ وَغَيره توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء نصف شعْبَان سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 584 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أبي الْقَاسِم بن عَليّ الضَّرِير الحديث: 583 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 الْبَصْرِيّ الإِمَام الْفَقِيه نور الدّين أَبُو طَالب حفظ الْقُرْآن بِالْبَصْرَةِ ثمَّ قدم بَغْدَاد وَسكن مدرسة أبي حَكِيم وَحفظ بهَا كتاب الْهِدَايَة لأبي الْخطاب وبرع فِيهِ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَسمع بِبَغْدَاد من جمَاعَة مِنْهُم الصاحب أَبُو مُحَمَّد ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع من الشَّيْخ مجد الدّين وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير وَله مصنفات عديدة مِنْهَا كتاب جَامع الْعُلُوم فِي تَفْسِير كتاب الله الْحَيّ القيوم وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه تفقه عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ صفي الدّين عبد الْمُؤمن وَسمع مِنْهُ وروى عَنهُ جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ وَكَانَ لَهُ فطنة عَظِيمَة ونادرة عَجِيبَة توفّي لَيْلَة السبت وَهُوَ عيد الْفطر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن فِي دكة الْقُبُور بَين يَدي قبر الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 585 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن بَرَكَات بن شحانة الحرانى الْمُحدث المكثر سراج الدّين سمع بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي الحديث: 585 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 وبدمشق من ابْن الحرستاني وبحلب من الافتخار الْهَاشِمِي وبالموصل من مِسْمَار ابْن العويس وبمصر من جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن رِفَاعَة قَالَ ابْن نقطة هُوَ شَاب ثِقَة حسن المذاكرة انْتهى وَكَانَ لَهُ بنت عمياء تحفظ كثيرا إِذا سُئِلت عَن بَاب من الْكتب السِّتَّة ذكرت أَكْثَره وَكَانَت أعجوبة وَقد أجَاز للْقَاضِي سُلَيْمَان بن حَمْزَة توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وشحانة بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة الْخَفِيفَة وَبعد الْألف نون 586 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغنى بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو سُلَيْمَان بن الْحَافِظ سمع بِدِمَشْق من الخشوعي وَغَيره وبمصر من البوصيرى وببغداد من ابْن الْجَوْزِيّ وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين حَتَّى برع أفتى ودرس وَكَانَ إِمَامًا عَالما الحديث: 586 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 فَاضلا حسن السمت دَائِم الْبشر كريم النَّفس وَقَالَ أَبُو شامة كَانَ من أَئِمَّة الْحَنَابِلَة وَكَانَ من الصَّالِحين حدث روى عَنهُ ابْن البُخَارِيّ توفّي من تَاسِع عشرى صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 587 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور الْمَقْدِسِي النابلسي الْفَقِيه جمال الدّين أَبُو الْفرج سمع بالقدس من أبي عبد الله ابْن الْبناء وَحدث بنابلس قَالَ الشريف عز الدّين وَكَانَ لَهُ سَعَة وَفِيه فضل توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بنابلس 588 - عبد الرَّحْمَن بن مهْدي بن حسان أَبُو سعيد سمع الحديث: 587 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 الثَّوْريّ ومالكا وَشعْبَة وَعنهُ خلائق مِنْهُم إمامنا وعَلى ابْن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين وَغَيرهم وروى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل عِنْدِي فَقَالَ نَظرنَا فِيمَا يخالفكم فِيهِ وَكِيع أَو فِيمَا خَالف وَكِيع النَّاس فَإِذا كَلَامه فِي نَيف وَسِتِّينَ حرفا قَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن أبي حَاتِم هَذِه رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن أَحْمد ابْن حَنْبَل وَالْمرَاد بِهِ الِاخْتِلَاف فِي نَيف وَسِتِّينَ حَدِيثا وَقَالَ إِبْرَاهِيم ابْن شماس كُنَّا عِنْد عبد الرَّحْمَن بن مهْدي فَإِذا أَحْمد بن حَنْبَل قد قَامَ أَو قَالَ أقبل فَقَالَ عبد الرَّحْمَن من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى مَا بَين كتفى الثَّوْريّ فَلْينْظر إِلَى هَذَا وَقَالَ الْأَثْرَم سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا حدث عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن رجل فَهُوَ حجَّة وَهُوَ بَصرِي قدم بَغْدَاد وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة 589 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس الرَّازِيّ أَبُو مُحَمَّد الحديث: 589 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 الإِمَام بن الإِمَام الْحَافِظ أبي حَاتِم سمع صَالح بن أَحْمد وَأحمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي وَغَيرهمَا ورحل فِي طلب الحَدِيث إِلَى الْبِلَاد مَعَ أَبِيه وَبعده وصنف تصانيف عديدة مِنْهَا كتاب السّنة وَالتَّفْسِير وَكتاب الرَّد على الْجَهْمِية وفضائل أَحْمد وَفِي كتاب الرَّد على الْجَهْمِية حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ سَمِعت أبي يَقُول قَالَ الله تَعَالَى قَالَ (أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر) فَأخْبر بالخلق ثمَّ قَالَ (وَالْأَمر) فَأخْبر أَن الْأَمر غير الْخلق مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة 590 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن يحيى ابْن إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بن مندة بن بطة الْأَصْبَهَانِيّ الإِمَام الْحَافِظ الحديث: 590 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 أَبُو الْقَاسِم بن الْحَافِظ الْكَبِير أبي عبد الله بن مندة ومندة لقب إِبْرَاهِيم جده الْأَعْلَى سمع أَبَاهُ وَأَبا بكر مرْدَوَيْه وخلقا وَكَانَ ذَا وقار وسمت وإتباع فيهم كَثِيرَة وَكَانَ متمسكا بِالسنةِ معرضًا عَن أهل الْبدع آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَكَانَ سعد بن مُحَمَّد الزنجاني يَقُول حفظ الله الْإِسْلَام برجلَيْن أَحدهمَا بأصبهان وَالْآخِرَة بهراة عبد الرَّحْمَن بن مندة وَعبد الله الْأنْصَارِيّ وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ كَبِير الشَّأْن جليل الْقدر كثير السماع وَاسع الرِّوَايَة سَافر إِلَى الْحجاز وبغداد وهمذان وخراسان وصنف التصانيف وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ كَانَ مضرته فِي الْإِسْلَام أَكثر من منفعَته وَعَن إِسْمَاعِيل التَّيْمِيّ أَنه قَالَ خَالف أَبَاهُ فِي مسَائِل وَأعْرض عَنهُ مَشَايِخ الْوَقْت وَمَا تركني أبي أسمع مِنْهُ وَكَانَ أَبوهُ خيرا مِنْهُ وَهَذَا لَيْسَ بقادح توفّي فِي شَوَّال سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة بأصبهان وشيعه خلق كثير لَا يحصيهم إِلَّا الله تَعَالَى 591 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الإِمَام الْفَقِيه الزَّاهِد الْخَطِيب قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين سمع من أَبِيه الشَّيْخ أبي عمر وَعَمه الشَّيْخ موفق الدّين وعنى بِالْحَدِيثِ الحديث: 591 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 وَكتب بِخَطِّهِ الْأَجْزَاء والطباق وتفقه على عَمه فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَإِصْلَاح مَا يرَاهُ فِيهِ وَشَرحه فِي عشر مجلدات مستمدا من الْمُغنِي وَأخذ الْأُصُول عَن السَّيْف الآمدى درس وَأفْتى وأقرأ الْعلم زَمَانا طَويلا وانتفع بِهِ النَّاس وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب فِي عصره بل رئاسة الْعلم فِي زَمَانه وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَلَقَد أثنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة مِنْهُم إِسْمَاعِيل بن الخبار والذهبي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 وَكَانَ الشَّيْخ محيى الدّين النَّوَوِيّ يَقُول هُوَ أجل شيوخي وَهُوَ أول من ولى قَضَاء الْحَنَابِلَة بِالشَّام فَوَلِيه مُدَّة تزيد على اثْنَتَيْ عشرَة سنة على كره مِنْهُ وَلم يتَنَاوَل عَلَيْهِ مَعْلُوما ثمَّ عزل نَفسه فِي آخر عمره وَبَقِي قَضَاء الْحَنَابِلَة شاغرا مُدَّة حَتَّى وليه وَلَده نجم الدّين وَكَانَ رَحْمَة للْمُسلمين ولولاه لراحت أَمْلَاك النَّاس لما تعرض إِلَيْهَا السُّلْطَان فَقَامَ فِيهَا قيام الْمُؤمنِينَ وأثبتها لَهُم وعاداه جمَاعَة الْحُكَّام وَعمِلُوا فِي حَقه المجهود وتحدثوا فِيهِ بِمَا لَا يَلِيق وَنَصره الله عَلَيْهِم بِحسن نِيَّته ويكفيه هَذَا عِنْد الله تَعَالَى أَخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَالشَّيْخ مجد الدّين إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَرَّانِي وَكَانَ يَقُول مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله وَحدث عَنهُ أَبُو عبد الله ابْن الخباز وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الحريري وَغَيرهم توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سلخ ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد عِنْد وَالِده بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة لم ير من دهر طَوِيل مثلهَا 592 - عبد الرَّحْمَن بن أبي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلْطَان القرامزي الْفَقِيه العابد أَبُو الْفرج قَرَأَ بالروايات وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة وتفقه فِي الْمَذْهَب ثمَّ تزهد وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَالطَّاعَة وملازمة الْجَامِع واشتهر بذلك وَصَارَ لَهُ قبُول وَقدر عِنْد الأكابر الحديث: 592 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 توفّي فِي مستهل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ببستانه بِأَرْض جوبر وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع جراح وَدفن بمقابر الْبَاب الصَّغِير 593 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر الشَّيْخ الإِمَام الْخَطِيب القرضي شمس الدّين بن الْخَطِيب عز الدّين سمع من القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم وَحدث فَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى قَالَ وَكَانَ من خِيَار عباد الله وَكَانَت لَهُ يَد طولي فِي الْفَرَائِض وَكَانَ لَهُ حَلقَة بالجامع المظفري وَكَانَ يشيع الْجَنَائِز ويحضرها حَتَّى تدفن وَكَانَ عَلَيْهِ نور وأبهة توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بالصالحية عَن خمس وَسبعين سنة وَدفن بسفح قاسيون 594 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل زين الدّين وَكَانَ أَصْغَر أَوْلَاد الشَّيْخ صَاحب الحديث: 593 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 الْفُرُوع دأب واشتغل وَحصل حفظ الْمقنع فِي الْفِقْه لشيخ الْإِسْلَام موفق الدّين وَكَانَ شكلا حسنا بارعا مترفها توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خَامِس جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بالروضة قَرِيبا من وَالِده وجده 595 - عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن أَحْمد بن مَسْعُود الْحَارِثِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه المناظر الأصولي شمس الدّين بن الْحَافِظ قَاضِي الْقُضَاة سعد الدّين سمع بِقِرَاءَة وَالِده كثيرا من الْعِزّ الحرانى وخطيب المزة وبدمشق من ابْن البُخَارِيّ وبالإسكندرية من القرافى وعنى بِالْحَدِيثِ وتفقه فِي الْمَذْهَب حَتَّى برع وَأفْتى وناظر ودرس وَكَانَ شيخ الْمَذْهَب بالديار المصرية وَله مُشَاركَة فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة توفّي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية وَدفن عِنْد وَالِده بالقرافة الحديث: 595 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 596 - عبد الرَّحْمَن بن النفيس بن الأسعد الغياثى الْفَقِيه المقرىء أَبُو بكر قَرَأَ الْقُرْآن فِي زمن يسير وَتعلم الْخط بِسُرْعَة وَحفظ الخرقى وَقَرَأَ مسَائِل الْخلاف وَكَانَ ذكيا يحفظ فِي يَوْم وَاحِد مَا لَا يحفظه غَيره فِي شهر سمع من عبد الْوَهَّاب الأنماطى وَسعد الْخَيْر الأنصارى وَحدث وَكَانَ فَقِيها فَاضلا قَارِئًا مجودا مليح التِّلَاوَة طيب النغمة قيل إِنَّه توفّي بِمصْر بعد سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة 597 - عبد الرَّحْمَن بن النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومى السلمى الْفَقِيه الْمُحدث قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الْكثير من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَأبي السعادات وَخلق وَطلب بِنَفسِهِ وأمعن وارتحل فِي الطّلب إِلَى النواحي والبلدان وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وتفقه فِي الْمَذْهَب الحديث: 596 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَحصل طرفا من الْأَدَب صَالحا وَحدث بِبَغْدَاد ودمشق قَالَ المنذرى علقت عَنهُ بِمصْر فَوَائِد وَقتل شَهِيدا سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة من فتْنَة التتار الْكفَّار بخراسان 598 - عبد الرَّحْمَن بن نجم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد الحديث: 598 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 الْأنْصَارِيّ الشيرازى الْفَقِيه الْوَاعِظ نَاصح الدّين أَبُو الْفرج سمع من وَالِده وَالْقَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن الشهرزورى وعَلى بن نجا وَغَيرهم وَشرع فِي الِاشْتِغَال ورحل إِلَى الْبِلَاد وَسمع بِبَغْدَاد وأصبهان والموصل من جمَاعَة وَدخل بلادا كَثِيرَة وَاجْتمعَ بفضلائها واشتغل بِبَغْدَاد على أبي الْفضل ابْن المنى واشتغل بالوعظ وبرع فِيهِ وَحضر فتح بَيت الْمُقَدّس مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين درس بعدة مدارس مدرسة جدة الحنبلية ودرس بالمسمارية دولا مَعَ أسعد بن المنجا ثمَّ اشْتغل بهَا بَنو المنجا بِحكم أَن نظرها لَهُم ثمَّ بنيت لَهُ الصاحبة ربيعَة خاتون مدرسة بِالْجَبَلِ تسمى الصاحبة فدرس بهَا وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَحَضَرت الواقفة من وَرَاء ستر وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بعد الشَّيْخ موفق الدّين وَكَانَ يساميه فِي حَيَاته وَبَينهمَا مراسلات حدث بِدِمَشْق وبغداد وَغَيرهمَا وَكَانَ لَهُ مصنفات وَهُوَ من بَيت الحَدِيث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 وَالْفِقْه سمع مِنْهُ خَاله النابلسي وَابْن النجار الْحَافِظ توفّي يَوْم السبت ثَالِث الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن من يَوْمه فِي تربتهم بسفح قاسيون 599 - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن خاقَان أَبُو عَليّ سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن ابْن الثلجى فَقَالَ مُبْتَدع صَاحب هوى وَسَأَلته عَن يَعْقُوب بن شيبَة فَقَالَ مُبْتَدع صَاحب هوى وَسَأَلته عَن سوار بن عبد الله القَاضِي فَقَالَ مَا بَلغنِي عَنهُ إِلَّا جهل وَسَأَلته عَن يحيى بن أَكْثَم فَقَالَ مَا عَرفْنَاهُ ببدعة وَقَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل أَيّمَا أحب إِلَيْك جَامع سُفْيَان أَو موطأ مَالك فَقَالَ لاذا ولاذا عَلَيْك بالأثر وَقَالَ أَبُو مُزَاحم الخاقاني كَانَ لعمى عبد الرَّحْمَن بن الْوَلَد لصلبه مائَة وَسِتَّة 600 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر البعلى الحديث: 599 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 الْفَقِيه الْمُحدث الزَّاهِد فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد قَرَأَ الْقُرْآن على خَاله عبد الرَّحِيم بن نصر قَاضِي بعلبك وَسمع الحَدِيث من أبي الْمجد الْقرشِي والبهاء المقدسى وَغَيرهمَا وتفقه على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَحْمد بن الْعِزّ وشمس الدّين عمر بن المنجى وَحفظ عُلُوم الحَدِيث وَعرضه من حفظه على مُؤَلفه تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح وَقَرَأَ الْأُصُول وشيئا من الْخلاف على السَّيْف الآمدى والنحو على ابْن الْحَاجِب وَصَحب الشَّيْخ الْفَقِيه اليونينى والنواوى ودرس بعدة مدارس بِدِمَشْق وَقد أثنى عَلَيْهِ اليونينى والبرزالى قَالَ وَكَانَ من خِيَار الْمُسلمين وكبار الصَّالِحين توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بِالْقربِ من الشَّيْخ موفق الدّين 601 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الطَّحَّان الشَّيْخ الإِمَام الحديث: 601 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 الْمسند المعمر شَيخنَا زين الدّين الْمُحدث سمع الحَدِيث على الشَّيْخ الْمُحب الصَّامِت وَالشَّيْخ عمر بن حسن بن أميلة المراغى وَصَلَاح الدّين ابْن أبي عمر وَقع لَهُ بالرواية عَنْهُم أخيرا وَطلب هُوَ وَالشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد ابْن النَّاظر إِلَى الْقَاهِرَة المحروسة فِي أَيَّام دولة الْملك الظَّاهِر بعمق بِوَاسِطَة الْأَمِير تغرى ورش وَكَانَ من فضلاء طلبة الحَدِيث مقررا عَلَيْهَا وعَلى بن دورك البعلى وألزمهم الْمقَام فِي الرِّيف ثمَّ حَضَرُوا إِلَى دمشق المحروسة فقرأو عَلَيْهِ قبل الْخمسين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ وَالِده الشَّيْخ جمال الدّين من فضلاء الْحَنَابِلَة اشْتغل على جدى الشَّيْخ شمس الدّين وَغَيره وَمَعَ ذَلِك كَانَ يكْتب الجرائد بسوق الذِّرَاع بِدِمَشْق المحروسة ولد الشَّيْخ زين الدّين خَامِس عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ثمَّ أدْركهُ أَجله بعد عصر يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشر صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بقلعة الْجَبَل من الْقَاهِرَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب الدرج وَدفن بتربة طقتمش وَكَانَ لَهُ مشهدا عَظِيما جدا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 ذكر بَقِيَّة مفاريد العبادلة 602 - عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن جلبة الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الحرانى تفقه على القَاضِي أبي يعلى وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن البوقانى وَأبي على ابْن شهَاب العكبري وَكَانَ قَاضِيا بحران من قبل القَاضِي أبي يعلى فَإِنَّهُ كَانَ كتب لَهُ عهدا بِولَايَة الْقَضَاء بهَا وَكَانَ ناشرا للْمَذْهَب دَاعيا إِلَيْهِ وَله تصانيف كَثِيرَة سمع مِنْهُ الحَدِيث جمَاعَة مِنْهُم هبة الله بن عبد الْوَارِث الشيرازى وَفِي أَيَّامه كَانَت حران لمُسلم بن قُرَيْش صَاحب الْموصل وَكَانَ رَافِضِيًّا فعزم القَاضِي أَبُو الْفَتْح على تَسْلِيم حران إِلَى حبق أَمِير التركمان لكَونه سنيا فأسرع ابْن قُرَيْش إِلَى حران وحاصرها ورماها بالمنجانيق وَهدم سورها الحديث: 602 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 وَأَخذهَا ثمَّ قتل القاضى أَبَا الْفَتْح وولديه وَجَمَاعَة من أَصْحَابه وصلبهم على السُّور سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وقبورهم ظَاهِرَة بحران تزار 603 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عمر بن سَالم بن باقا أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ الملقب صفى الدّين قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع من أبي زرْعَة وَيحيى بن ثَابت بن بنْدَار وَجَمَاعَة وَقَرَأَ طرفا من الْمَذْهَب على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَحدث بالكثير إِلَى لَيْلَة وَفَاته وَكَانَ كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ قَالَ ابْن النجار كَانَ شخيا جَلِيلًا صَدُوقًا أَمينا حسن الْأَخْلَاق متواضعا سمع مِنْهُ ابْن نقطة وَابْن النجار والمنذرى توفّي فِي تَاسِع عشرى رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بسفح المقطم 604 - عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي المعالى المروزى الأَصْل المؤرخ الْكَاتِب الأديب جمال الدّين الحديث: 603 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 أَبُو الْفضل ابْن الصابونى وَيعرف بِابْن الفوطى سمع بِبَغْدَاد من الصاحب محيى الدّين الْجَوْزِيّ ثمَّ أسر فِي وقْعَة بَغْدَاد وخلصه النصير الطوسي وَزِير الْمَلَاحِدَة فلازمه وَأخذ عَنهُ علم الْأَوَائِل وبرع فِي الفلسفة وَغَيرهَا وَأمره بِكِتَابَة الزيج وَغَيره فِي علم النُّجُوم واشتغل على غَيره فِي اللُّغَة وَالْأَدب حَتَّى برع وَمهر فِي التَّارِيخ وَالشعر وَأَيَّام النَّاس وَأقَام بمراغة مُدَّة وَولى بهَا خزن كتب الرصد بضع عشرَة سنة وظفر بهَا بكتب نفيسة قَالَ بَعضهم وَلَعَلَّه جمع ألف مُصَنف من التواريخ وَغَيرهَا سمع من جمَاعَة مِنْهُم مَحْمُود بن خَليفَة وأصابه فالج فِي آخر عمره فَوق سَبْعَة أشهر فَقيل توفّي فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد 605 - عبد الصَّمد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أبي الْجَيْش الْبَغْدَادِيّ المقرىء الْمُحدث النَّحْوِيّ الْخَطِيب مجد الدّين قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الْفَخر الموصلى وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة مِنْهُم الحديث: 605 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 ترك بن مُحَمَّد الحلاج وَعبد السَّلَام بن البردغولي وَجمع أَسمَاء شُيُوخه بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة فَكَانُوا فَوق خَمْسمِائَة وَخمسين شخصا وَقَرَأَ طرفا من الْفِقْه وانتهت إِلَيْهِ مشيخة الْقرَاءَات والْحَدِيث وَأثْنى عَلَيْهِ أَئِمَّة روى عَنهُ خلق مِنْهُم ابْن وضاح والدمياطي توفّي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة وَأخرج من يَوْمه وَصلى عَلَيْهِ مَرَّات وازدحم الْخلق على حمله وَدفن بحفرة الإِمَام أَحْمد إِلَى جَانب ابْن الفاعوس الزَّاهِد وَكَانَ يَوْمًا مشهودا 606 - عبد الرَّزَّاق بن أسعد بن مكى بن ورخز أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ التَّاجِر الْمَعْرُوف بالكواز ثِقَة صَالح عَاشَ ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة روى عَن محَاسِن الخزائني توفّي فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الحديث: 606 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 607 - عبد الحميد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن فَارس الشَّيْخ الْعدْل مكين الدّين بن الزّجاج العلثى الْبَغْدَادِيّ حدث عَن ابْن روزبة والقطيعى وَجَمَاعَة وَكَانَ عابدا ثِقَة مَاتَ أول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة 608 - عبد الْوَهَّاب بن بزغش بن عبد الله العيبي المقرىء أَبُو الْفَتْح ختن الشَّيْخ أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الحديث: 607 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 سعد الله بن الدجاجى وَعبد الْوَهَّاب ابْن الصَّابُونِي وَغَيرهمَا وعنى بِالْحَدِيثِ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول وتفقه فِي الْمَذْهَب وَفِي الْخلاف وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن النجار وَابْن نقطة وَقَالَ القادسي كَانَ قَارِئًا مجودا مليح الصَّوْت حسن الْأَدَاء واعظا شَاعِرًا فَقِيها لَهُ معرفَة حَسَنَة بإنشاء الْخطب ونظم فِي الْقرَاءَات أراجيز كَثِيرَة حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة توفّي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس الْقعدَة سنة اثنتى عشرَة وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد محيى الدّين بن الْجَوْزِيّ بمدرسته وَدفن بِبَاب حَرْب وبزغش بِالْبَاء الْمُوَحدَة المضمومة وبالزاي والغين والشين المعجمات العيبي بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة 609 - عبد الْكَافِي بن بدر بن حسان الْأنْصَارِيّ الشَّامي الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ النجار كَانَ شَيخا صَالحا كثير الصّيام والتعبد الحديث: 609 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 سمع من البوصيري والحافظ عبد الْغنى وَجَمَاعَة وعلق عَنهُ المنذرى شَيْئا توفّي وَله نَحْو السِّتين سنة وَدفن فِي سفح المقطم 610 - عبد الصَّمد بن بديل بن الْخَلِيل الجيلى المقرىء أَبُو مُحَمَّد قدم بَغْدَاد وَنزل بَاب الأزج وقرىء عَلَيْهِ الْقُرْآن بالروايات الْكَثِيرَة وَرَوَاهَا عَن أبي الْعَلَاء الْحسن ابْن أَحْمد الهمذاني وَسمع مِنْهُ الحَدِيث أَيْضا وَصَحب القَاضِي أَبَا يعلى بن أبي حَازِم وتفقه عَلَيْهِ وَكَانَ خصيصا بِهِ توفّي يَوْم السبت سلخ ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة قَالَه تَمِيم ابْن البندنيجى وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِالْقربِ من بشر الحافي وَبُدَيْل بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة الحديث: 610 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 611 - عبد الْحَافِظ بن بدران بن شبْل بن طرخان المقدسى سمع من الشَّيْخ موفق الدّين والبهاء وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن المرستانى وَابْن ملاعب قَالَ الذهبى إِمَام فَقِيه عَابِد بنى مدرسة بنابلس وَكَانَ مواظبا على التِّلَاوَة والانقطاع قَالَ ورحلت إِلَيْهِ توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة بنابلس وَدفن بزاويته بطور عَسْكَر وَله نَحْو من تسعين سنة 612 - عبد الْعَزِيز بن ثَابت بن طَاهِر الْبَغْدَادِيّ المقرىء الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو مَنْصُور تَاج الدّين قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث من أبي المكارم البادرائى وَابْن الخشاب وشهدة وَأكْثر عَن الْمُتَأَخِّرين بعدهمْ وتفقه على الشَّيْخ أبي الْفَتْح ابْن المنى وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير من الحَدِيث وَغَيره قَالَ ابْن النجار كَانَ صَالحا ورعا متدينا كثير الْعِبَادَة الحديث: 611 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 آثَار الصّلاح لائحة على وَجهه توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشرى شعْبَان سنة سِتَّة وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 613 - عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر بن أَحْمد بن يزْدَاد الْمَعْرُوف بِغُلَام الْخلال كنيته أَبُو بكر حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم مُوسَى بن هَارُون وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق بن شاقلا وَابْن بطة وَابْن حَامِد وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْفَهم موثوقا بِهِ فِي الْعلم متسع الرِّوَايَة مَشْهُورا بالديانة مَوْصُوفا بالأمانة مَذْكُورا بِالْعبَادَة لَهُ تَفْسِير الْقُرْآن والشافي والتنبيه فِي الْفِقْه وَالْخلاف مَعَ الشَّافِعِي روى أَن رَافِضِيًّا سَأَلَهُ عَن قَول الله تَعَالَى (وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ) من هُوَ فَقَالَ أَبُو بكر الصّديق فَرد عَلَيْهِ وَقَالَ بل هُوَ عَليّ فهم بِهِ أَصْحَابه فَقَالَ دَعوه فَقَالَ اقْرَأ مَا بعْدهَا (لَهُم مَا يشآءون عِنْد رَبهم ذَلِك جَزَاء الْمُحْسِنِينَ ليكفر عَنْهُم أَسْوَأ الَّذِي عمِلُوا) وَهَذَا يَقْتَضِي أَن الْمُصدق مِمَّن لَهُ الحديث: 613 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 إساءات سبقت وعَلى قَوْلك أَيهَا السَّائِل لم يكن لعَلي إساءات فَقَطعه وَلما مرض قَالَ أَنا عنْدكُمْ إِلَى يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ قَالَ سَمِعت الْخلال قَالَ سَمِعت المروزى يَقُول عَاشَ أَحْمد ثمانيا وَسبعين سنة وَمَات يَوْم الْجُمُعَة وَدفن بعد الصَّلَاة وعاش أَبُو بكر المروزى ثمانيا وَسبعين سنة وَمَات يَوْم الْجُمُعَة وَدفن بعد الصَّلَاة وعاش الْخلال ثمانيا وَسبعين سنة وَمَات يَوْم الْجُمُعَة وَدفن بعد الصَّلَاة وَأَنا عنْدكُمْ إِلَى يَوْم الْجُمُعَة ولي ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة فَمَاتَ يَوْم الْجُمُعَة وَدفن بعد الصَّلَاة توفّي يَوْم الْجُمُعَة عشر بَقينَ من شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة 614 - عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث بن أَسد أَبُو الْحسن حدث عَن أبي بكر النَّيْسَابُورِي ونفطوية وَالْقَاضِي المحاملى وَغَيرهم وَصَحب أَبَا الْقَاسِم الخرقى وَأَبا بكر عبد الْعَزِيز وصنف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع والفرائض صَحبه القاضيان ابْن أبي مُوسَى وَابْن هُرْمُز وَيُقَال إِنَّه حج ثَلَاثًا وَعشْرين حجَّة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة الحديث: 614 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 615 - عبد الْبَاقِي بن حَمْزَة بن الْحسن الْحداد أَبُو الْفضل قَرَأَ الْفِقْه وَكَانَت لَهُ يَد فِي الْفَرَائِض والحساب سمع أَبَا مُحَمَّد الْجَوْهَرِي وَغَيره وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْفضل ابْن نَاصِر وَقد أثنى عَلَيْهِ فَأحْسن وَقَالَ ثِقَة خير حدث باليسير روى عَنهُ سعيد ابْن الرزاز الْفَقِيه وَغَيره توفّي يَوْم السبت رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَله كتاب الْإِيضَاح فِي الْفَرَائِض قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب رَأَيْت مِنْهُ المجلد الأول وَهُوَ حسن جدا صنفه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد وَمِمَّا ذكر فِيهِ بَاب تَوْرِيث ذَوي الْأَرْحَام فِي عمَّة لِأَبَوَيْنِ وعمة لأم وعمة لأَب المَال بَينهُنَّ على خَمْسَة للعمة من الْأَبَوَيْنِ ثَلَاثَة أسْهم وَلكُل وَاحِدَة مِنْهُمَا سهم هَذَا إِذا نزلناهما أَبَا فَأَما إِذا نزلناهن عَمَّا ففى ذَلِك خلاف بَين أَصْحَابنَا فَمنهمْ من قَالَ الْأَشْبَه بمذهبنا أَن يكون المَال للعمة من الْأَبَوَيْنِ بِمَنْزِلَة الْأَعْمَام المتفرقين وَمِنْهُم من قَالَ الْأَشْبَه أَن يَجْعَل المَال بَينهُنَّ على خَمْسَة كَأَن الْعم مَاتَ وَترك ثَلَاث أَخَوَات متفرقات كَمَا قُلْنَا فِي الْأَب قَالَ وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوص عَن أَحْمد 616 - عبد الْوَهَّاب بن حَمْزَة بن عمر الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الحديث: 615 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 الْمعدل سمع من ابْن النقور وَأبي الله عبد الْحميدِي وتفقه على أبي الْخطاب وَأفْتى وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَ مرضى الطَّرِيقَة جميل السِّيرَة من أهل السّنة وَهُوَ شيخ أبي حَكِيم النهرواني وَلم يحدث إِلَّا باليسير توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث شعْبَان سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد 617 - عبد الْعَزِيز بن دلف بن أبي خَالِد بن دلف الْبَغْدَادِيّ المقرىء أَبُو الْفضل عفيف الدّين قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أَحْمد الحديث: 617 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 ابْن سعيد العسكري وَغَيره وَسمع الحَدِيث من أبي على الرحبى وَجمع وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْحسن لنَفسِهِ وَلغيره توريقا وَولى نظر خزانَة الْكتب بِمَسْجِد الشريف ثمَّ خزانَة كتب التربة السلجوقية ثمَّ صرف عَنْهَا ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وَلَقَد أثنى عَلَيْهِ ابْن النجار وَابْن السَّاعِي وَقَالَ ابْن نقطة كَانَ ثِقَة صَالحا وَقَالَ الضياء كَانَ خيرا دينا لَهُ مُرُوءَة من أهل الْقُرْآن توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ سادس عشرى صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَحمل لَيْلًا إِلَى تربة مَعْرُوف الكرخى وَدفن إِلَى جَانِبه 618 - عبد الْحق بن خلف بن عبد الْحق أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي ويلقب بالضياء سمع الْكثير بِدِمَشْق من أبي الْمَعَالِي ابْن صابر وَأبي الْفَهم بن أبي الْعَجَائِز وَخلق وبحران من ابْن أبي الْوَفَاء الحديث: 618 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 وَحدث وَكَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح وَعجز فِي آخر عمره عَن التَّصَرُّف توفّي فِي الْعشْرين من شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 619 - عبد الْوَهَّاب بن رزق الله بن عبد الْوَهَّاب الحديث: 619 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 أَبُو الْقَاسِم التميمى أَخُو الْمَذْكُور قبله ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ قَرَأَ الْقُرْآن والْحَدِيث وَالْفِقْه وَكَانَ من محَاسِن البغداديين فِي الْوَعْظ ختم بِهِ بَيته سمع أَبَا طَالب بن غيلَان وَالْقَاضِي أَبَا يعلى وَذكر ابْن النجار أَنه كَانَ يراسل بِهِ إِلَى الْمُلُوك من أَيَّام المستظهر وَأَنه كَانَ شَدِيد الْقُوَّة فِي بدنه وَأَنه حدث بأصبهان سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الدقاق الْحَافِظ توفّي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر جُمَادَى الآخر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب حَرْب عِنْد أَخِيه أبي الْفضل 620 - عبد الرَّزَّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف بن أبي الهيجاء الرَّسْعَنِي الْفَقِيه الْمُحدث الْمُفَسّر أَبُو مُحَمَّد عز الدّين سمع الحديث: 620 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 من أبي الْمجد القزوينى وَغَيره وببغداد من عبد الْعَزِيز بن سينا وَعمر بن كرم وبدمشق من أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَالشَّيْخ موفق الدّين وَغَيرهمَا وعنى بِالْحَدِيثِ وَطلب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَذكره الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين وَصَحب الشَّيْخ الْعِمَاد وَطَائِفَة من أهل الدّين وَالْعلم وَالصَّلَاح وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب وتفنن فِي الْعُلُوم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 وَولى مشيخة دَار الحَدِيث بالموصل وَكَانَ لَهُ حِرْفَة وافرة وَعمل تَفْسِيرا حسنا سَمَّاهُ رموز الْكُنُوز وَفِيه فَوَائِد حَسَنَة ويروى فِيهِ الْأَحَادِيث بِإِسْنَادِهِ حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وروى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق والدمياطي الْحَافِظ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْمَعَالِي الأبرقوهى وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَابْن دَقِيق الْعِيد توفّي فِي سَابِع عشرى الْحجَّة سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة قَالَه ابْن الفوطي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 621 - عبد المغيث بن زُهَيْر بن زُهَيْر بن علوى الْحَرْبِيّ الْمُحدث الزَّاهِد أَبُو الْعِزّ سمع من أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي غَالب وَالْقَاضِي أبي بكر الْأنْصَارِيّ وَخلق وعنى بِهَذَا الشَّأْن وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وَكَانَ صَالحا متدينا صَدُوقًا أَمينا حسن الطَّرِيقَة جميل السِّيرَة حميد الْأَخْلَاق مُجْتَهدا فِي اتِّبَاع السّنة والْآثَار جمع وصنف وَحدث وَلم يزل يُفِيد النَّاس إِلَى حِين وَفَاته وبورك لَهُ حَتَّى حدث بِجَمِيعِ مروياته وَسمع مِنْهُ الْكِبَار وَأثْنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة مِنْهُم المنذرى وَابْن القطيعى وَوَقع بَينه وَبَين ابْن الْجَوْزِيّ نفرة بِسَبَب الطعْن على يزِيد بن مُعَاوِيَة فَإِن عبد المغيث كَانَ يمْنَع من سبه وصنف فِي ذَلِك مصنفا وأسمعه وصنف ابْن الْجَوْزِيّ مصنفا وَسَماهُ الرَّد على المتعصب العنيد الْمَانِع من ذمّ يزِيد وقرىء عَلَيْهِ وَمَات الشَّيْخ عبد المغيث وهما متهاجران وللشيخ عبد المغيث تصنيف فِي حَيَاة الْخضر فِي خَمْسَة أَجزَاء وَله كتاب الدَّلِيل الْوَاضِح فِي النهى عَن ارْتِكَاب الْهوى الفاضح يشْتَمل على تَحْرِيم الْغناء وآلات اللَّهْو توفّي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث عشرى الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة وَدفن بدكة قبر الإِمَام أَحْمد مَعَ الشُّيُوخ الْكِبَار الحديث: 621 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 622 - عبد الْوَهَّاب بن زاكى بن جَمِيع الْحَرْبِيّ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد نَاصح الدّين سمع بحران من الشَّيْخ عبد الْقَادِر الرهاوى وَقَالَ ابْن حمدَان وَكَانَ فَاضلا فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْخلاف والعربية وَالنّظم والنثر وَغير ذَلِك وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة وَالْأَدب حسن الصُّحْبَة مَاتَ فِي خَامِس الْقعدَة سِتَّة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة بِدِمَشْق 623 - عبد الْجَلِيل بن سَالم بن عبد الرَّحْمَن الرويسونى الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة نجم الدّين قَالَ ابْن رَافع اشْتغل بِالْعلمِ وَحفظ الْمُحَرر فِي الْفِقْه وَأعَاد بالقبة البيبرسية وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متواضعا وَكَانَ من أَعْيَان الْحَنَابِلَة بِمصْر توفّي بِالْقَاهِرَةِ يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشرى ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ورويسون من أَعمال نابلس الحديث: 622 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 624 - عبد الْمُنعم بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْمدرس مولده بِبَغْدَاد وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ كَبِير فحج وَصَحب القَاضِي تَاج الدّين السبكى وأخاه الشَّيْخ بهاء الدّين وتفقه على قَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين وَغَيره وَعين لقَضَاء الْحَنَابِلَة بِالْقَاهِرَةِ الحديث: 624 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 فَلم يتم ذَلِك ودرس بمدرسة أم الْأَشْرَف وبالمنصورية وَولى إِفْتَاء دَار الْعدْل ولازم الْفَتْوَى وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْحَنَابِلَة بهَا وَانْقطع نَحْو عشر سِنِين بالجامع الْأَزْهَر يدرس ويفتى وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا فِي النَّادِر مَاتَ فِي ثامن عشر شَوَّال سنة سبع وَثَمَانمِائَة قلت وَقد أفادني ولد وَلَده قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ان لَهُ نظما وأوقفني على أَبْيَات بِخَط وَالِده أَن الشَّيْخ عبد الْمُنعم أنشدها قبل وَفَاته وَهِي (قرب الرحيل إِلَى ديار الْآخِرَة ... فَاجْعَلْ بِفَضْلِك خير عمري آخِره) (وَارْحَمْ مقيلى فِي الْقُبُور ووحدتى ... وراحم عِظَامِي حِين تبقى ناخرة) (فَأَنا الْمِسْكِين الَّذِي أَيَّامه ... ولت بأوزار غَدَتْ متواتره) (فلئن طردت فَمن يكن لي راحما ... وبحار جودك يَا إلهي زاخره) (يَا مالكي يَا خالقي يَا رازقي ... يَا رَاحِم الشَّيْخ الْكَبِير وناصره) (مَالِي سوى قصدي لبابك سَيِّدي ... فَاجْعَلْ بِفَضْلِك خير عمري آخِره) 625 - عبد الْوَاحِد بن شنيف بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الديلمى الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه أَبُو الْفرج وَهُوَ من كبار الْفُقَهَاء تفقه على الحديث: 625 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 أبي على البردانى وَكَانَ مناظرا مَحْمُودًا ذَا فطنة وشجاعة وَقُوَّة قلب وعفة ونزاهة وَأَمَانَة قَالَ ابْن النجار كَانَ مَشْهُورا بالديانة حسن الطَّرِيقَة وَوَقع لَهُ قَضِيَّة من مَال صَغِير فظهرت بَرَاءَته وَلم يكن لَهُ رِوَايَة فِي الحَدِيث توفّي لَيْلَة السبت حادى عشرى شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 626 - عبد الْوَهَّاب بن طَالب بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله التميمى الأزجى الْبَغْدَادِيّ المقرىء الْفَقِيه نزيل دمشق أَقَامَ بهَا مُدَّة حدث بِالْإِجَازَةِ من الطناجيرى سمع مِنْهُ ابْن صابر الدِّمَشْقِي وَأَخُوهُ توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير الحديث: 626 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 627 - عبد الْوَهَّاب بن عبد الحكم وَيُقَال ابْن الحكم ابْن نَافِع الْوراق أَبُو الْحسن صحب إمامنا وَسمع مِنْهُ وَمن يحيى ابْن سليم الطَّائِفِي ومعاذ بن معَاذ وَغَيرهم روى عَنهُ ابْنه الْحسن وَأَبُو دَاوُد السجسْتانِي وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَكَانَ صَالحا ورعا زاهدا وَذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَقَالَ كَانَ يسكن الْجَانِب الغربي من بَغْدَاد حدث بألوف وَكَانَ من الصَّالِحين الْعُقَلَاء وَقَالَ ابْنه إِنَّه مَا رأى أَبَاهُ ضَاحِكا قطّ إِلَّا مُبْتَسِمًا وَلَا رَآهُ مازحا قطّ وَلَقَد رَآنِي مرّة وَأَنا أضْحك مَعَ أُمِّي فَجعل يَقُول صَاحب قُرْآن يضْحك هَذَا الضحك وَإِنَّمَا كنت مَعَ أُمِّي قَالَ عبد الْوَهَّاب الْوراق مَا رَأَيْت مثل أَحْمد بن حَنْبَل قيل لَهُ وإيش بَان لَك من فَضله وَعلمه على سَائِر من رَأَيْت قَالَ رجل سُئِلَ عَن سِتِّينَ ألف مَسْأَلَة فَأجَاب فِيهَا بِأَنَّهُ قَالَ حَدثنَا وَأخْبرنَا وَقَالَ فِي قَوْله (فَردُّوهُ إِلَى عالمه) رددناه إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل وَرَوَاهُ الْخَطِيب فَقَالَ رددناه إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَ أعلم أهل زَمَانه وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وَمن قَالَ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر هُوَ وَالله زنديق وَقَالَ مَنْصُور الْحَرْبِيّ إِنَّه رأى بشر بن الْحَارِث يَعْنِي فِي الْمَنَام قَالَ فَقلت لَهُ مَا فعل الحديث: 627 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 أَبُو نصر التمار وَعبد الْوَهَّاب الْوراق قَالَ تركتهما السَّاعَة بَين يَدي الله تَعَالَى يأكلان ويشربان قلت لَهُ فَأَنت قَالَ علم الله قلَّة رغبتي فِي الْأكل وَالشرب فَأَعْطَانِي النّظر إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى توفّي سنة خمسين أَو إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 628 - عبد الْملك بن عبد الحميد بن مهْرَان الْمَيْمُونِيّ الرقى أَبُو الْحسن سمع من ابْن علية وَأبي مُعَاوِيَة وَيزِيد بن هَارُون وإمامنا وَغَيرهم وَكَانَ الإِمَام أَحْمد يُكرمهُ وَكَانَ فَقِيه الْبدن وَيفْعل مَعَه مَا لَا يَفْعَله بِأحد غَيره وَكَانَ جليل الْقدر سنة يَوْم مَاتَ دون الْمِائَة ولازم أَحْمد من سنة خمس وَمِائَتَيْنِ إِلَى سنة سبع وَعشْرين وَعِنْده عَنهُ مسَائِل فِي سِتَّة عشر جُزْءا جزءين كبيرين وَكَانَ أَحْمد يسْأَله عَن أخباره ومعاشه ويحثه على إصْلَاح معيشته وَسَأَلَهُ يَوْمًا قَالَ قلت يَا أَبَا عبد الله تفرق بَين الْإِسْلَام وَالْإِيمَان قَالَ نعم قلت بِأَيّ شَيْء تحتج قَالَ عَامَّة الْأَحَادِيث تدل على هَذَا ثمَّ قَالَ (لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن) الحديث: 628 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 وَقَالَ الله تَعَالَى (قَالَت الْأَعْرَاب آمنا قل لم تؤمنوا وَلَكِن قُولُوا أسلمنَا) وَكَذَلِكَ روى عَن حَمَّاد بن زيد وَمَالك بن أنس قَالَ أَحْمد ابْن حَنْبَل لَو لم يجيئنا فِي الْإِيمَان إِلَّا هَذَا كَانَ حسنا قَالَ الميمونى سَأَلت أَحْمد أَيّمَا أحب إِلَيْك أبدأ ابنى بِالْقُرْآنِ أَو بِالْحَدِيثِ قَالَ لَا بِالْقُرْآنِ قلت أعلمهُ كُله قَالَ نعم إِلَّا أَن يعسر عَلَيْهِ فتعلمه مِنْهُ ثمَّ قَالَ إِذا قَرَأَ أَولا تعود الْقِرَاءَة ولزمها وَقَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول بعد التَّسْلِيم من الصَّلَاة (سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة عَمَّا يصفونَ) وَسَأَلَهُ عَن الْمَرْأَة تحج من مَكَّة إِلَى منى بِغَيْر محرم قَالَ لَا يُعجبنِي قلت لم قَالَ لِأَن مَذْهَبنَا لَا تُسَافِر امْرَأَة سفرا إِلَّا مَعَ ذِي محرم وَقَالَ مَا رَأَيْت أَبَا عبد الله قطّ مرخى الكمين يَعْنِي فِي الْمَشْي مَاتَ سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 629 - عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث أَبُو الْفضل التَّمِيمِي وَكَانَ قد عَنى بالعلوم وأملى الحَدِيث بِجَامِع الْمَنْصُور بِانْتِفَاء الحديث: 629 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 أبي الْفَتْح ابْن أبي الفوارس حدث عَن أبي بكر النجاد وَأحمد ابْن كَامِل فِي آخَرين وَكَانَت لَهُ حَلقَة فِي جَامع الْمَدِينَة للوعظ وَالْفَتْوَى ثمَّ خرج إِلَى خُرَاسَان توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ مستهل الْحجَّة سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة وَدفن فِي يَوْمه وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ عبد الْوَهَّاب وَدفن بَين قبر إمامنا وقبر أَبِيه 630 - عبد الْخَالِق بن عِيسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن أَحْمد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس ابْن عبد الْمطلب بن هَاشم الشريف أَبُو جَعْفَر الْهَاشِمِي العباسي سمع أَبَا الْقَاسِم بن بشر وَأَبا مُحَمَّد الْخلال وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وَشهد عِنْد الدَّامغَانِي ثمَّ ترك الشَّهَادَة قبل وَفَاته وَكَانَ عَالما فَقِيها ورعا عابدا زاهدا قوالا بِالْحَقِّ لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم الحديث: 630 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 وَلم يزل يدرس بمسجده من بَاب النَّصْر وبجامع الْمَنْصُور ثمَّ انْتقل إِلَى الْجَانِب الشَّرْقِي فدرس فِي مَسْجِد مُقَابل لدار الْخلَافَة ثمَّ انْتقل لأجل الْغَرق إِلَى بَاب الطاق وَسكن درب الديواني من الرصافة ودرس بِمَسْجِد على بَاب الدَّرْب وبجامع المهدى وَكَانَ مُخْتَصر الْكَلَام مليح التدريس جيد الْكَلَام فِي المناظرة عَالما بالفرائض وَأَحْكَام الْقُرْآن وَالْأُصُول وَكَانَ لَهُ مجْلِس للنَّظَر كل يَوْم إثنين ويقصده جمَاعَة من الْمُخَالفين وَكَانَ شَدِيد القَوْل وَاللِّسَان على أهل الْبدع وَلم تزل كَلمته عالية عَلَيْهِم وانْتهى إِلَيْهِ فِي وقته الرحلة لطلب مَذْهَب الإِمَام أَحْمد وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن عقيل وتفقه على جمَاعَة الحلوانى وَالْقَاضِي أبي الْحُسَيْن وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام زاهدا فِي الدُّنْيَا إِلَى الْغَايَة قَائِما بإنكار الْمُنكر بِيَدِهِ وَلسَانه مُجْتَهدا فِي ذَلِك وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ اجْتمع الشريف وَمَعَهُ الْحَنَابِلَة وَأَبُو إِسْحَاق الشيرازى وطلبوا من الدولة قلع المواخير وتتبع المفسدين وَمن يَبِيع النَّبِيذ وَضرب دَرَاهِم تقع بهَا العاملة عوض القراضنة فَأجَاب الْخَلِيفَة لذَلِك وهرب المفسدات أريقت الأنبذة ووعدوا بقلع المواخير ومكاتبة عضد الدولة بقلعها والتقدم بِضَرْب الدَّرَاهِم الَّتِي يتعامل بهَا فَلم يقنع الشريف وَلَا أَبُو إِسْحَاق بِهَذَا الْوَعْد وَبَقِي الشريف مُدَّة طَوِيلَة متعبا مُهَاجرا لَهُم وَحكى أَبُو الْمَعَالِي صَالح بن شَافِع عَمَّن حدث أَن الشريف رأى مُحَمَّدًا وَكيل الْخَلِيفَة حِين غرقت بَغْدَاد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَجرى على دَار الْخَلِيفَة الْعَجَائِب فَقَالَ الشريف يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَقَالَ لبيْك يَا سيدنَا فَقَالَ لَهُ قل لَهُ كتبنَا وكتبتم وَجَاء جَوَابنَا قبل جوابكم يُشِير إِلَى قَول الْخَلِيفَة سنكاتب فِي رفع المواخير وَيُرِيد بجوابه الْغَرق وَمَا جرى فِيهِ توفّي لَيْلَة الْخَمِيس سحر خَامِس عشر صفر سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة وغسله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 أَبُو سعد البردانى وَابْن الْقيم بِوَصِيَّة وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة ضحى بِجَامِع الْمَنْصُور أَخُوهُ الشريف أَبُو الْفضل مُحَمَّد وَلم يسع الْجَامِع الْخلق وَلم يبْق رَئِيس وَلَا مرءوس من أَرْبَاب الدولة وَغَيرهم إِلَّا حَضَره إِلَّا من شَاءَ الله وازدحم النَّاس على حمله وَكَانَ يَوْمًا مشهودا رَآهُ بَعضهم فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ لما وضعت فِي قَبْرِي رَأَتْ قبَّة من درة بَيْضَاء لَهَا ثَلَاثَة أَبْوَاب وَقَائِل يَقُول هَذِه لَك ادخل من أَي أَبْوَابهَا شِئْت وَرَآهُ آخر فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ التقيت بِأَحْمَد بن حَنْبَل فَقَالَ لي يَا أَبَا جَعْفَر لقد جاهدت فِي الله حق جهاده وَقد أَعْطَاك الله الرِّضَا مَسْأَلَة نقل ابْن عقيل فِي الْفُنُون فِي رجل حلف على زَوجته بِالطَّلَاق الثَّلَاث لَا فعلت كَذَا فَمضى على ذَلِك مُدَّة ثمَّ قَالَت قد كنت فعلته هَل تصدق مَعَ تَكْذِيب الزَّوْج لَهَا فَأجَاب الشريف تصدق وَلَا يَنْفَعهُ تَكْذِيبه وَأجَاب أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي لَا تصدق عَلَيْهِ وَالنِّكَاح بِحَالهِ وَذكر الشريف فِي رُءُوس مسَائِله أَن الْقدر المجزىء مَسحه فِي الْخُفَّيْنِ ثَلَاثَة أَصَابِع وَأَن أَحْمد رَجَعَ إِلَى ذَلِك فِي مسح الْخُف وَمسح الرَّأْس وَكَانَ ينصر أَولا مسح الْأَكْثَر ثمَّ رَأَيْته مائلا إِلَى هَذَا وَهَذَا غَرِيب جدا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 631 - عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشِّيرَازِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْوَاعِظ الْمُفَسّر شرف الْإِسْلَام ابْن شيخ الْإِسْلَام توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير واشتغل بِنَفسِهِ وتفقه وبرع وناظر وَأفْتى واشتغل عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَكَانَ فَقِيها بارعا وواعظا فصيحا وصدرا مُعظما ذَا حُرْمَة وحشمة وسؤدد ورئاسة ووجاهة وجلالة وهيبة قَالَ يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد التنوخي سمعته بِدِمَشْق ينشد على الْكُرْسِيّ فِي جَامعهَا وَقد طَابَ وقته (سَيِّدي علل الْفُؤَاد العليلا ... وأحينى قبل أَن أَمُوت قَتِيلا) (إِن تكن عَازِمًا على قبض روحي ... فترفق بهَا قَلِيلا قَلِيلا) لَهُ تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا الْمُنْتَخب فِي الْفِقْه مجلدان والمفردات والبرهان فِي أصُول الدّين حدث عَن أَبِيه بِبَغْدَاد ودمشق وَسمع مِنْهُ أَبُو بكر ابْن كَامِل وَبنى مدرسة بِدِمَشْق يُقَال لَهَا الحنبلية الحديث: 631 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 وَجرى لَهُ أُمُور فِي بنائها توفّي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن عِنْد وَالِده بمقابر الشُّهَدَاء من مَقَابِر بَاب الصَّغِير 632 - عبد الْملك بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد الْأنْصَارِيّ الشِّيرَازِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي القَاضِي شهَاب الدّين بن شرف الْإِسْلَام تفقه ودرس وَأفْتى وناظر وَذكره ابو الْمَعَالِي حَمْزَة ابْن القلانسي قَالَ وَكَانَ إِمَامًا مناظرا مفتيا على مَذْهَب أبي حنيفَة وَأحمد بن حَنْبَل وَكَانَ يعرف اللِّسَان الْفَارِسِي مَعَ الْعَرَبِيّ وَهُوَ حسن الحَدِيث فِي الْجد والهزل توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشر رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ لَهُ يَوْم مشهود وَدفن فِي جوَار وَالِده فِي مَقَابِر الشُّهَدَاء بِالْبَابِ الصَّغِير 633 - عبد الْقَادِر بن صَالح بن عبد الله بن جنكى دوست الجيلى الْبَغْدَادِيّ شيخ الْعَصْر وقدوة العارفين وسلطان الْمَشَايِخ الحديث: 632 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 سيد أهل الطَّرِيقَة فِي وقته أَبُو مُحَمَّد محيى الدّين صَاحب المقامات والكرامات والعلوم والمعارف وَالْأَحْوَال الْمَشْهُورَة وَبَعض المؤرخين يرفع نسبه إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ سمع بِبَغْدَاد من أبي غَالب ابْن الباقلاني وجعفر السراج وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي أبي سعيد المخرمى وَأبي الْخطاب الكلوذاني وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي زَكَرِيَّا التبريزي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 وَصَحب الشَّيْخ حَمَّاد الدباس الزَّاهِد ودرس بمدرسة شَيْخه المخرمي وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَدفن بهَا وَظهر للنَّاس وَجلسَ للوعظ بعد الْعشْرين وَخَمْسمِائة وَحصل لَهُ الْقبُول التَّام واعتقد النَّاس ديانته وصلاحه وانتفعوا بِكَلَامِهِ ووعظه وانتصر أهل السّنة بظهوره واشتهرت أَحْوَاله وأقواله وكراماته ومكاشفاته وهابه الْمُلُوك فَمن دونهم قَالَ الشَّيْخ موفق الدّين لم أسمع عَن أحد يحْكى عَنهُ من الكرامات أَكثر مِمَّا يحْكى عَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَلَا رَأَيْت أحدا يعظم فِي أصل الدّين أَكثر مِنْهُ وَقَالَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام إِنَّه لم تتواتر كرامات أحد من الْمَشَايِخ إِلَّا الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَإِن كراماته نقلت بالتواتر وَذكر الشَّيْخ نَاصح الدّين ابْن الْحَنْبَلِيّ أَنه حكى لَهُ الشَّيْخ ابْن غَرِيبَة أَن الْوَزير ابْن هُبَيْرَة قَالَ لَهُ الْخَلِيفَة يُرِيد المقتفى وَقد شكى من الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَقَالَ إِنَّه يستخف بِي ويذكرني وَله نَخْلَة فِي رباطه تَتَكَلَّم وَيَقُول يَا نَخْلَة لَا تتعدي أقطع رَأسك إِنَّمَا يُشِير إِلَيّ تمْضِي إِلَيْهِ وَتقول لَهُ فِي خلْوَة مَا يحسن بك أَن تتعرض للْإِمَام أصلا وَأَنت تعرف حُرْمَة الْخلَافَة قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن فَذَهَبت إِلَيْهِ فَوجدت عِنْده جمَاعَة فَجَلَست أنْتَظر خلْوَة مِنْهُ فَسَمعته يتحدث وَيَقُول فِي أثْنَاء كَلَامه نعم أقطع رَأسهَا فَعرفت أَن الْإِشَارَة إِلَيّ فَقُمْت وَذَهَبت فَقَالَ لي الْوَزير بلغت فَأَعَدْت عَلَيْهِ مَا جرى فَبكى الْوَزير وَقَالَ لَا نشك فِي صَلَاح الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَحكى أَن فتيا جَاءَت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 من الْعَجم إِلَى بَغْدَاد بعد أَن عرضت على عُلَمَاء العراقين فَلم يَتَّضِح لأحد فِيهَا جَوَاب شاف وَهِي أَن رجلا حلف بِالطَّلَاق الثَّلَاث أَنه يعبد الله عبَادَة ينْفَرد بهَا دون جَمِيع النَّاس فِي وَقت تلبسه بهَا فَمَا يفعل من الْعِبَادَات فَلَمَّا رفعت إِلَى الشَّيْخ عبد الْقَادِر كتب عَلَيْهَا على الْفَوْر يَأْتِي مَكَّة ويخلى لَهُ المطاف وَيَطوف أسبوعا وَحده وتنحل يَمِينه والحكاية الشهيرة عَنهُ أَنه قَالَ قدمي هَذِه على رَقَبَة كل ولي لله وَأحسن مَا قيل فِيهَا مَا ذكره الشَّيْخ أَبُو حَفْص السهروردي فِي عوارفه أَنه من شطحات الشُّيُوخ الَّتِي لَا يَقْتَدِي بهم فِيهَا وَلَا تقدح فِي مقاماتهم ومنازلهم وكل وَاحِد يُؤْخَذ من قَوْله وَيتْرك إِلَّا الْمَعْصُوم توفّي لَيْلَة السبت ثامن ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن من وقته فِي مدرسته وَقد بلغ تسعين سنة 634 - عبد الْمُؤمن بن عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن خَليفَة الشَّيْبَانِيّ الْبَغْدَادِيّ الْوراق الْفَقِيه سمع بِبَغْدَاد من القَاضِي أبي بكر ابْن عبد الْبَاقِي وَابْن الطلاية وَأبي الْحسن وَأبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الْقطيعِي وَقَالَ كَانَ ذَا دين وَصَلَاح الحديث: 634 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 روى عَنهُ الدبيثي والحافظ ابْن خَلِيل توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 635 - عبد الْوَهَّاب بن عبد الْقَادِر بن أبي صَالح الجيلي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْوَاعِظ سيف الدّين سمع من أبي غَالب ابْن الْبناء وَأبي مَنْصُور الْقَزاز وَأبي الْفضل الأرموي وَغَيرهم وتفقه على وَالِده الشَّيْخ عبد الْقَادِر فِي الْمَذْهَب حَتَّى برع فِيهِ ودرس نِيَابَة عَن وَالِده وَهُوَ حَيّ وَكَانَ فَقِيها زاهدا واعظا لَهُ قبُول حسن وَقَالَ نَاصح الدّين قَالَ الشَّيْخ طَلْحَة العلثي قلمه شَدِيد فِي الْفَتْوَى وَقيل لَهُ مرّة بِأَيّ شَيْء تعرف المحق من الْمُبْطل قَالَ بليمونة أَرَادَ من يخضب يَزُول خضابه بليمونة وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الْقطيعِي وَابْن خَلِيل توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشرى شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمدرسة وَالِده وحضره خلق كثير 636 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور بن رَافع الجماعيلي الْحَافِظ الزَّاهِد أَبُو مُحَمَّد تَقِيّ الدّين حَافظ الْوَقْت ومحدثه الحديث: 635 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 سمع بِدِمَشْق من أبي المكارم ابْن هِلَال وَأبي الْمَعَالِي ابْن جَابر ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد هُوَ وَالشَّيْخ موفق الدّين وَكَانَ يمِيل إِلَى الْفِقْه والحافظ عبد الْغَنِيّ إِلَى الحَدِيث وَنزلا عِنْد الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَكَانَ يكرمهما وَيحسن إِلَيْهِمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من الْفِقْه والْحَدِيث وَأَقَامَا عِنْده نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ مَاتَ واشتغلا على أبي الْفَتْح ابْن المنى فِي الْفِقْه وَالْخلاف وصارا يتكلمان فِي الْمَسْأَلَة ويناظران عَلَيْهَا وسمعا من أبي الْفَتْح ابْن البطي وَأحمد ابْن المغربي الْكَرْخِي وَغَيرهمَا ثمَّ رَحل الْحَافِظ إِلَى مصر والإسكندرية وَأقَام هُنَاكَ وَسمع بِمصْر من أبي مُحَمَّد ابْن بري النَّحْوِيّ وبالإسكندرية من الْحَافِظ السلفى ثمَّ رَحل إِلَى همذان وأصبهان قَالَ الْحَافِظ كَانَ الْحَافِظ لَا يسْأَل عَن حَدِيث إِلَّا ذكره وَبَينه وَذكر صِحَّته أَو سقمه وَكَانَ يُقَال هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث قَالَ وَجَاء رجل إِلَى الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ فَقَالَ رجل حلف بِالطَّلَاق إِنَّك تحفظ مائَة ألف حَدِيث فَقَالَ لَو قَالَ أَكثر لصدق وَقد أثنى عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 أَئِمَّة زَمَانه وَله تصانيف عدَّة وَوَقع لَهُ محنة قَالَ الْحَافِظ الضياء سَمِعت أَبَا مُحَمَّد عمر بن سَالم الْأنْصَارِيّ الْمعبر يَقُول رَأَيْت فِي النّوم يَعْنِي قبل الْفِتْنَة الَّتِي وَقعت لِلْحَافِظِ كَأَن قَائِلا يَقُول لي يمْنَع الْحَافِظ من الْقِرَاءَة وَيجْرِي على أَصْحَابه شدَّة وَيَمْشي إِلَى مصر وَبهَا يَمُوت وَهُوَ من الْأَرْبَعَة وَالشَّيْخ أَبُو عمر وسمى رجلَيْنِ من الْعرَاق لم أحفظ اسميهما فَلَمَّا انْتَبَهت جَاءَنِي رجل فَقَالَ لي الْحَال مثل مَا رَأَيْت فِي النّوم وَلم أرجع أره بعد ذَلِك روى عَنهُ خلق مِنْهُم ولداه أَبُو الْفَتْح وَأَبُو مُوسَى وَعبد الْقَادِر الرهاوي وَالشَّيْخ موفق والحافظ الضياء وَابْن خَلِيل والفقيه اليونينى وَأحمد ابْن عبد الدايم وَآخر من سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن مهلهل الْحُسَيْنِي وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَحْمد بن أبي الْخَيْر سَلامَة الْحداد وَذكر الْحَافِظ أَبُو مُوسَى قَالَ مرض وَالِدي فِي ربيع الأول مَرضا شَدِيدا مَنعه من الْكَلَام وَالْقِيَام وَاشْتَدَّ بِهِ مُدَّة سِتَّة عشر يَوْمًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 وَكنت كثيرا أسأله مَا تشْتَهي فَيَقُول أشتهي الْجنَّة أشتهي رَحْمَة الله لَا يزِيد على ذَلِك فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ جِئْت إِلَيْهِ وَكَانَ عادتي أبْعث من يَأْتِي كل يَوْم بكرَة بِمَاء حَار من الْحمام يغسل بِهِ أَطْرَافه فَلَمَّا جَاءَ بِالْمَاءِ على الْعَادة مد يَده فَعرفت أَنه يُرِيد الْوضُوء فَتَوَضَّأت وَقت صَلَاة الْفجْر ثمَّ قَالَ يَا عبد الله قُم فصل بِنَا وخفف فَقُمْت وَصليت بِالْجَمَاعَة وَصلى مَعنا جَالِسا فَلَمَّا انْصَرف النَّاس جِئْت فَجَلَست عِنْد رَأسه وَقد اسْتقْبل الْقبْلَة فَقَالَ لي اقْرَأ عِنْد رَأْسِي سُورَة يس فقرأتها فَجعل يَدْعُو الله وَأَنا أُؤْمِن فَقلت هَا هُنَا دَوَاء قد علمناه تشربه فَقَالَ يَا بني مَا بَقِي إِلَّا الْمَوْت فَقلت مَا تشْتَهي شَيْئا فَقَالَ أشتهي إِلَى النّظر إِلَى وَجه الله تَعَالَى فَقلت مَا أَنْت عني رَاض قَالَ بل وَالله أَنا عَنْك رَاض وَعَن إخْوَتك وَقد أجزت لَك ولأخوتك وَلابْن أَخِيك إِبْرَاهِيم ثمَّ خرجت روحه يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشرى ربيع الأول سنة سِتّمائَة وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء بالقرافة مُقَابل قبر الشَّيْخ أبي عمر ابْن مَرْزُوق وَاجْتمعَ خلق كثير من الْأَئِمَّة والأمراء وَغَيرهم 637 - عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر بن أبي صَالح الجيلي الْبَغْدَادِيّ الْمُحدث الْحَافِظ أَبُو بكر سمع بإفادة وَالِده وبنفسه من الحديث: 637 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 أبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن صرما وَابْن نَاصِر وَأبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وعني بِعلم الحَدِيث وَحصل الْأُصُول وتفقه على وَالِده الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَكَانَ لَهُ معرفَة بِالْمذهبِ وَلَكِن مَعْرفَته بِالْحَدِيثِ علت على مَعْرفَته بالفقه وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن نقطة وَابْن النجار والحافظ الضياء حدث وَسمع مِنْهُ ابْن النجار والضياء الْمَقْدِسِي والنجيب عبد اللَّطِيف وَآخَرُونَ توفّي لَيْلَة السبت سادس شَوَّال سنة ثَلَاث وسِتمِائَة وَحمل من الْغَد على الرُّءُوس وَصلى عَلَيْهِ بالمصلى وشيعه خلق كَثِيرُونَ وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد 638 - عبد السَّلَام بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْقَادِر بن أبي صَالح الجيلي الْبَغْدَادِيّ أَبُو مُحَمَّد سمع الحَدِيث من جده الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَأبي الْفَتْح ابْن البطي وشهدة بنت شاتيل وَغَيرهم الحديث: 638 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 درس بمدرسة جده وَكَانَ أديبا كيسا مطبوعا عَارِفًا بالْمَنْطق والفلسفة والتنجيم وَنسب بِسَبَب ذَلِك إِلَى عقيدة الْأَوَائِل حَتَّى قيل إِن وَالِده رأى عَلَيْهِ يَوْمًا ثوبا بخاريا فَقَالَ وَالله هَذَا عَجِيب مَا زلنا نسْمع البُخَارِيّ وَمُسلمًا فَأَما البُخَارِيّ وكافرا فَمَا سمعناه وَجرى لَهُ أُمُور وأحوال توفّي يَوْم الْجُمُعَة لثمان خلون من رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من يَوْمه بمقبرة الحلبة شَرْقي بَغْدَاد 639 - عبد الْقَادِر بن عبد الله الفهمي الرهاوي ثمَّ الْحَرَّانِي الْمُحدث الْحَافِظ مُحدث الجزيرة اشْتَرَاهُ رجل من الْموصل لما فتح زنكي وَالِد نور الدّين الشَّهِيد الرها قَالَ أَبُو شامة وَيُقَال إِنَّه مولى لبني أبي الْفَهم الحرانيين قَرَأَ كتاب الْجَامِع الصَّغِير للْقَاضِي أبي يعلى وتفقه على جمَاعَة وسافر فِي طلب الْعلم سمع بِبَغْدَاد من أبي عَليّ الرَّحبِي وَابْن الخشاب اللّغَوِيّ وشهدة وَغَيرهم وبهمذان من أبي الْعَلَاء الهمذاني وبأصبهان من أبي الْقَاسِم فورجة وَأبي عبد الله الرستمي الحديث: 639 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 ومسعود بن الْحسن الثَّقَفِيّ وبنيسابور من أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ الطوسي وَخَلِيفَة وبمرو من أبي الْفَتْح المَسْعُودِيّ وبدمشق من الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَغَيره وبمصر من عبد الله ابْن بَرى النَّحْوِيّ وبالإسكندرية من الْحَافِظ السلَفِي وَغير ذَلِك من الْبِلَاد وَأقَام مُدَّة بمدرسة ابْن الْحَنْبَلِيّ حَتَّى نسخ تَارِيخ ابْن عَسَاكِر بِخَطِّهِ وسَمعه عَلَيْهِ وَكَانَ صَالحا كثير السماع ثِقَة كتب النَّاس عَنهُ كثيرا وَقَالَ ابْن خَلِيل كَانَ حَافِظًا ثبتا كثير السماع كثير التصنيف متقنا ختم بِهِ علم الحَدِيث قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَرَأَيْت لَهُ مصنفا فِي الْفَرَائِض والحساب حدث وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو عَمْرو ابْن الصّلاح وَابْن نقطة والبرزالي والضياء وَابْن خَلِيل وَأَبُو عبد الله ابْن حمدَان وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه توفّي يَوْم السبت ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة اثنتى عشرَة وسِتمِائَة بحران الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 640 - عبد المحسن بن عبد الْكَرِيم بن ظافر بن رَافع الحصنى الْمصْرِيّ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد سمع بِمصْر من إِبْرَاهِيم بن هبة الله ابْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ وَأبي روح المطهر بن أبي بكر الحرستاني ثمَّ رَحل إِلَى دمشق وتفقه بهَا على الشَّيْخ موفق الدّين ولازمه مُدَّة وَتخرج بِهِ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْفَتْح الْبكْرِيّ وَسمع بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي وَحدث بحمص ومصر وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل كتبا وَتوجه إِلَى الْحَج فغرق فِي الْبَحْر وَذهب جَمِيع مَا مَعَه ثمَّ عَاد إِلَى مصر مُجَردا وَلم يزل على سداد وَأمر جميل إِلَى أَن توفّي فِي ثالت جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة بِمصْر وَدفن من الْغَد بالمقطم على شَفير الخَنْدَق بِالْقربِ من كافور الإخشيدي 641 - عبد الْقَادِر بن عبد القاهر بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد الحديث: 640 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 ابْن أَحْمد بن سَلامَة بن أبي الْفَهم الْحَرَّانِي الْفَقِيه الزَّاهِد نَاصح الدّين أَبُو الْفرج شيخ حران وفقيها سمع بهَا من أبي حَفْص ابْن طبرزد وبدمشق من أبي عبد الله بن صَدَقَة الْحَرَّانِي والخشوعي وببغداد من يحيى بن يُونُس وَابْن الْجَوْزِيّ وَقَرَأَ الْكثير على الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي وَأخذ الْعلم من بحران بن أبي الْفَتْح ابْن عَبدُوس وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه شرِيف النَّفس مهابا مَعْرُوفا بالفتوى صنف منسكا وسطا جيدا وَكتاب الْمَذْهَب المنضد فِي مَذْهَب أَحْمد ضَاعَ مِنْهُ فِي طَرِيق مَكَّة وَلم يتَزَوَّج وَطلب للْقَضَاء فَامْتنعَ ودرس فِي آخر عمره وَحدث وَقد أجَاز لأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ توفّي فِي الحادى عشر من ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بحران 642 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك بن عُثْمَان الْمَقْدِسِي الحديث: 642 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 الْفَقِيه عز الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع من أسعد بن سعيد بن روح وَعمر ابْن طبرزد وَغَيرهمَا وتفقه فِي الْمَذْهَب ودرس بمدرسة الشَّيْخ أبي عمر وَحدث توفّي حادى عشر الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 643 - عبد الْكَرِيم بن أبي عبد الله بن مُسلم بن الْحسن بن أبي الْجُود الْفَارِسِي الزَّاهِد قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث من أبي الْفَتْح البرداني وَابْن يُونُس وَغَيرهمَا وتفقه فِي الْمَذْهَب حدث وَسمع مِنْهُ ابْن النجار وَعبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش ووصفاه بالصلاح والديانة يَقْصِدهُ النَّاس للزيارة والتبرك بِهِ توفّي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن فِي يَوْمه عِنْد عَمه بِالْفَارِسِيَّةِ 644 - عبد الْملك بن عبد الْحق بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد بن الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه الْفَاضِل أَبُو الوفا سمع بالإسكندرية من السلَفِي وبمكة من الْمُبَارك ابْن الطباخ وبدمشق من أبي الْحُسَيْن ابْن الموازيني حدث وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة الحديث: 643 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 645 - عبد السَّلَام بن عبد الله بن أبي الْقَاسِم الْخضر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن تَيْمِية الْحَرَّانِي الْفَقِيه المقرىء المفنن شيخ الْإِسْلَام أَبُو البركات مجد الدّين ابْن أخي الشَّيْخ فَخر الدّين حفظ الْقُرْآن الحديث: 645 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 وَسمع من عَمه الْخَطِيب فَخر الدّين والحافظ عبد الْقَادِر الرهاوي وحنبل الرصافي ثمَّ ارتحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من عبد الْوَهَّاب ابْن سكينَة والحافظ ابْن الْأَخْضَر مَعَ اشْتِغَاله بالفقه وَالْخلاف والعربية مُدَّة سِتّ سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة ثمَّ ارتحل إِلَى بَغْدَاد وأتقن الْعَرَبيَّة والحساب والجبر والمقابلة والفرائض على أبي الْبَقَاء العكبري وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك يَقُول للشَّيْخ مجد الدّين أَلين لَك الْفِقْه كَمَا أَلين لداود الْحَدِيد وَحكى الذَّهَبِيّ عَن شَيْخه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين قَالَ لما حج من بَغْدَاد فِي آخر عمره اجْتمع بِهِ الصاحب الْعَلامَة محيي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ فأنهى بِهِ وَقَالَ هَذَا الرجل مَا عندنَا بِبَغْدَاد مثله فَلَمَّا رَجَعَ من الْحَج التمسوا مِنْهُ أَن يُقيم بِبَغْدَاد فَامْتنعَ من ذَلِك واعتل بالأهل والوطن وَكَانَ حجه سنة إِحْدَى وَخمسين وفيهَا حج الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَلم يتَّفق اجْتِمَاعهمَا قَالَ وَكَانَ الشَّيْخ نجم الدّين ابْن حمدَان مُصَنف الرِّعَايَة يَقُول كنت أطالع على درس الشَّيْخ مجد الدّين وَمَا أبقى مُمكنا فَإِذا حضرت الدَّرْس يَأْتِي الشَّيْخ بأَشْيَاء كَثِيرَة لَا أعرفهَا وَله مصنفات مِنْهَا أَحَادِيث التَّفْسِير وَالْأَحْكَام الْكُبْرَى والمنتقى وَالْمُحَرر فِي الْفِقْه ومنتهى الْغَايَة فِي شرح الْهِدَايَة بيض بَعْضهَا والمسودة فِي الْأُصُول وَزَاد فِيهَا وَلَده شهَاب الدّين ثمَّ حفيده الشَّيْخ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 تَقِيّ الدّين وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم وَلَده شهَاب الدّين والحافظ عبد الْمُؤمن الدمياطي وَأَبُو الْعَبَّاس ابْن الظَّاهِرِيّ وَأَجَازَ للْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة ولزينب بنت الْكَمَال وَأحمد بن عَليّ الحريري وهما خَاتِمَة من روى عَنهُ توفّي يَوْم عيد الْفطر بعد صَلَاة الْجُمُعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة بحران وَدفن بظاهرها وَتوفيت زَوجته بنت عَمه بدرة بنت فَخر الدّين قبله بِيَوْم وَاحِد 646 - عبد السَّاتِر بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن ماضي الْمَقْدِسِي الْفَقِيه تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع من مُوسَى بن عبد الْقَادِر وَابْن الزبيدِيّ وَالشَّيْخ موفق الدّين وَغَيرهم وتفقه على التقي ابْن الْعِزّ وَمهر فِي السّنة وَالْمذهب وناظر الْخُصُوم وخطأهم قَالَ الذَّهَبِيّ رَأَيْت لَهُ مصنفا فِي الصِّفَات فَلم أر بِهِ بَأْسا وَكَانَ منابذا للحنابلة وَفِيه شراسة أَخْلَاق مَعَ صَلَاح وَدين توفّي فِي ثامن شعْبَان سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة عَن نَيف وَسبعين سنة الحديث: 646 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 647 - عبد الْجَبَّار بن عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن نصر بن عبد الْبَاقِي بن عكبر الْبَغْدَادِيّ العكبري الْفَقِيه الْمُفَسّر الأصولي الْوَاعِظ عَلَاء الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع من ابْن اللتى وَالْقَاضِي أبي صَالح الجيلي وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير والوعظ والطب وبع فِي ذَلِك كُله وَله النّظم والنثر والتصانيف مِنْهَا تَفْسِير الْقُرْآن الحديث: 647 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 ثَمَان مجلدات ودرس بالمستنصرية روى عَنهُ جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ مِنْهُم صفى الدّين عبد الْمُؤمن توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشرى شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته حافلة 648 - عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الْخضر بن تَيْمِية الْحَرَّانِي الإِمَام الْفَقِيه شهَاب الدّين سمع من وَالِده وتفنن فِي الْفَضَائِل درس وَأفْتى وصنف وَصَارَ شيخ الْبَلَد بعد أَبِيه وخطيبه وحاكمه وَكَانَ إِمَامًا كثير الْفَوَائِد جيد الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم لَهُ يَد طولى فِي الْفَرَائِض والحساب والهيئة وَكَانَ دينا متواضعا حسن الْأَخْلَاق جوادا من حَسَنَات الدَّهْر وَكَانَ من أنجم الْهدى وَإِنَّمَا اختفى بَين نور الْقَمَر وضوء الشَّمْس إِشَارَة إِلَى أَبِيه وَابْنه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فَإِن فضائله وعلومه انقمرت بَين فضائلهما وعلومهما توفّي لَيْلَة الْأَحَد سلخ الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن من الْغَد بسفح قاسيون الحديث: 648 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 649 - عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن رَافع بن منهال الشَّيْخ الْفَقِيه الزَّاهِد العابد حسام الدّين اليونينى مُرِيد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم البطائحي فَقِيه قَرْيَة عمسكا وخطيبها عَالم صَالح عَابِد دَائِم الذّكر والتلاوة والمراقبة كثير الصّيام قَلِيل الْكَلَام سمع مِنْهُ البرزالي وَابْن النابلسي وَجَمَاعَة توفّي آخر النّصْف من شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة بقريته عَن نَيف وَسبعين سنة 650 - عبد الْمُؤمن بن عبد الْحق بن عبد الله بن عَليّ بن مَسْعُود الْقطيعِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الفرضي المفنن صفي الدّين أَبُو الْفضل ابْن الْخَطِيب كَمَال الدّين سمع بِبَغْدَاد من عبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش والكمال وَالْبَزَّار وَابْن الكسار وَغَيرهم وبدمشق من الشّرف أَحْمد بن هبة الله ابْن عَسَاكِر وست الْأَهْل بنت علوان وبمكة الحديث: 649 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 من الْفَخر التوزري وتفقه على أبي طَالب عبد الرَّحْمَن بن عمر الْبَصْرِيّ ولازمه حَتَّى برع وَأفْتى وَمهر فِي علم الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْحسن وَكَانَ ذَا ذهن حاد وذكاء وفطنة وَعِنْده خميرة جَيِّدَة من أول عمره فِي الْعلم وصنف فِي الْفِقْه والأصلين والجدل والحساب والفرائض والوصايا سمع مِنْهُ خلق كَثِيرُونَ وَقَالَ القَاضِي برهَان الدّين الزرعى هُوَ إمامنا فِي علم الْفَرَائِض والجبر والمقابلة وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَحمل على الْأَيْدِي والرءوس وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ وَكَانَت جنَازَته حافلة وَأنْشد الشَّيْخ صفي الدّين لنَفسِهِ (لَا ترج غير الله سُبْحَانَهُ ... واقطع عرى الآمال من خلقه) (لَا تَطْلُبن الْفضل من غَيره ... واضنن بِمَاء الْوَجْه واستبقه) (فالرزق مقسوم وَمَا لأمرىء ... يكون طول الدَّهْر فِي رقّه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 651 - عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْجَوْزِيّ الشَّيْخ الإِمَام أَبُو بكر تفقه على مَذْهَب أَحْمد وَسمع أَبَا الْوَقْت وَابْن نَاصِر والأرموي وَجَمَاعَة من مَشَايِخ وَالِده وسافر إِلَى الْموصل وَوعظ النَّاس وَحصل لَهُ الْقبُول التَّام وَيُقَال إِن بنى الشهرزوري حسدوه فدسوا عَلَيْهِ من سقَاهُ السم فَمَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين فِي حَيَاة وَالِده 652 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام ابْن تَيْمِية الشَّيْخ الإِمَام الْخَطِيب نجم الدّين روى عَن جده وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَكَانَ خيرا عدلا مشكورا توفّي فِي رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة عَن إِحْدَى وَسبعين سنة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة إِلَى جَانب عَمه الإِمَام شهَاب الدّين ابْن تَيْمِية الحديث: 651 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 653 - عبد الْعَزِيز بن أبي الْقَاسِم بن عُثْمَان بن عبد الْوَهَّاب البابصري الْبَغْدَادِيّ الشَّيْخ الإِمَام ابْن أبي الْقَاسِم ابْن الشَّيْخ عز الدّين الصُّوفِي الأديب سمع مشيخة الباقرحي على ابْن الْأَجَل وَسمع بِدِمَشْق من أَصْحَاب ابْن طبرزد وَكَانَ عَارِفًا بالفقه بَصيرًا بالأدب وَالشعر وَأَيَّام النَّاس ضعف بَصَره سمع مِنْهُ البرزالي وَابْن الصيرفى وَأنْشد لجَماعَة فِي ضرّ بَصَره (قعدت فِي منزلي حَزينًا ... أبْكِي على فقد نور عَيْني) (عاندني الدَّهْر فِيهِ حَتَّى ... فرق مَا بَينه وبيني) (وَبَان عصر الشَّبَاب عني ... فصرت أبْكِي لفقد ديني) توفّي سَابِع عشر شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة الحديث: 653 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 654 - عبد الْمُنعم بن عَليّ بن نصر بن مَنْصُور بن هبة الله النميري الْحَرَّانِي الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو مُحَمَّد نجم الدّين سمع بِبَغْدَاد من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَأبي السعادات الْقَزاز وَغَيرهمَا وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى ولازمه حَتَّى حصل طرفا صَالحا من الْمَذْهَب وَالْخلاف وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب وَحصل وناظر فِي مجَالِس الْفُقَهَاء وَحلق المناظرين ودرس وَأفَاد الطّلبَة وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق لطيف الطَّبْع متواضعا جميل الصُّحْبَة توفّي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فِي الْبَلَد وَاجْتمعَ لَهُ النَّاس من الْغَد بِجَامِع الْقصر فصلى عَلَيْهِ وَكَانَ الْجمع كثيرا وَدفن بِبَاب حَرْب 655 - عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن النفيس بن الحسام الحديث: 654 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 الْبَغْدَادِيّ الْمُحدث الْعدْل أَبُو مُحَمَّد نور الدّين سمع من أَبِيه أبي الْحسن وَعبد الْعَزِيز بن سينا وَأَجَازَ لَهُ ذَاكر ابْن كَامِل وعنى بِهَذَا الشَّأْن وَقَرَأَ الْكثير وَأفَاد سمع مِنْهُ الْحَافِظ الدمياطي وَأَجَازَ لِسُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأبي بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهم توفّي بكرَة السبت ثَالِث عشرى ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِمَسْجِد المأمونية وَدفن بِبَاب حَرْب وَكَانَ جمعا عَظِيما 656 - عبد الرَّحِيم بن أبي الْقَاسِم عَليّ بن مكي من دَرَجَة الشَّيْخ عز الدّين الْبَغْدَادِيّ سمع من ابْن اللتى وَابْن القيبطي وَهبة الله ابْن عَليّ بن ثَابت أجَاز للذهبي وَغَيره مَاتَ فِي سادس ربيع الأول سنة سَبْعمِائة 656 - مُكَرر عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْقرشِي الفارقي الشَّيْخ الصَّالح الرحلة سمع بالموصل من مِسْمَار بن العويس النيار الحديث: 656 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 درس وَهُوَ شَاب أَخذ عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الْحَارِثِيّ وَأَبُو الْحجَّاج الْمزي والمصريون مَاتَ فِي الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 657 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن الْعِزّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود الشَّيْخ الْعَالم الْمُفَسّر قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ثمَّ الْمَقْدِسِي منشأ أَخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن اللحام وَعرض عَلَيْهِ الخرقى واعتنى بالوعظ وَكَانَ يستحضر كثيرا من تَفْسِير الْبَغَوِيّ واعتنى بِعلم الحَدِيث وَله مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول اشْتغل ودرس وَكتب على الْفَتَاوَى يَسِيرا وَله مصنفات مِنْهَا أَنه اختصر الْمُغنِي وَشرح الشاطبية وصنف فِي الحديث: 657 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 الْمعَانِي وَالْبَيَان وَجمع كتابا سَمَّاهُ الْقَمَر الْمُنِير فِي أَحَادِيث البشير النذير ولى بعد الْفِتْنَة قَضَاء بَيت الْمُقَدّس وطالت مدَّته وَجرى لَهُ فُصُول ثمَّ ولي قَضَاء دمشق مديدة ثمَّ صرف عَنْهَا فولى تدريس المؤيدية ثمَّ ولى قَضَاء مصر مُدَّة ثمَّ ولى قَضَاء دمشق فِي دفعات يكون مجموعها ثَمَان سِنِين وَكَانَ منظورا لم تحمد سيرته فِي الْقَضَاء وَنَرْجُو من كرم الله تَعَالَى أَن يتَجَاوَز عَنَّا وَعنهُ وبمنه وَكَرمه توفّي لَيْلَة الْأَحَد مستهل الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالمجامع الْأمَوِي وَحضر جنَازَته الْقُضَاة وَبَعض أَرْكَان الدولة وَدفن عِنْد وَالِده بمقابر بَاب كيسَان إِلَى جَانب الطَّرِيق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 658 - عبد الصَّمد بن الْفضل نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن تَفْسِير الْكَلْبِيّ فَقَالَ أَحْمد من أَوله أَوله إِلَى آخِره كذب فَقيل لَهُ فَيحل النّظر فِيهِ فَقَالَ لَا 659 - عبد السَّلَام ابْن الْفرج أَبُو الْقَاسِم المرزوقي وَهُوَ صَاحب ابْن حَامِد لَهُ تصانيف فِي الْمَذْهَب وَكَانَت حلقته بِجَامِع الْمَدِينَة توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 660 - عبد الْغَنِيّ بن قَاسم بن عبد الرَّزَّاق بن عَبَّاس الهلباوي الْمَقْدِسِي الأَصْل الْمصْرِيّ الْفَقِيه سمع بِمصْر من البوصيري وَأبي الْحسن بن نجا وَزَوجته فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر وَجَمَاعَة تفقه فِي الْمَذْهَب ولازم الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ عِنْد قدومه مصر وَكتب عَنهُ كثيرا من مصنفاته وَغَيرهَا وَكَانَ صَالحا مُقبلا على مصَالح نَفسه مُنْفَردا قانعا باليسير يظْهر التجمل مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْفقر حدث وَتُوفِّي لَيْلَة الحديث: 658 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 الثَّانِي عشر من صفر سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بسفح المقطم على شَفير الخَنْدَق 661 - عبد الْخَالِق بن مَنْصُور حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول من كَانَ عِنْده كتاب الْحِيَل فِي بَيته يُفْتِي بِهِ فَهُوَ كَافِر بِمَا أنزل الله على مُحَمَّد 662 - عبد الْوَهَّاب بن مبارك بن أَحْمد بن الْحسن الْأنمَاطِي الْحَافِظ أَبُو البركات مُحدث بَغْدَاد سمع الْكثير من أبي مُحَمَّد الصريفيني وَأبي الْحُسَيْن بن الْمَنْصُور وَأبي الْقَاسِم الْأنمَاطِي وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَسمع العالي والنازل وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن نَاصِر والسلفى وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي عدَّة مَوَاضِع من كتبه كمشيخته وطبقات الْأَصْحَاب المختصرة والتاريخ وَصفَة الصفوة وصيد الخاطر وَقد أثنى عَلَيْهِ كثيرا فَقَالَ الحديث: 661 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 كَانَ ثِقَة ثبتا ذَا دين وورع وَكنت أَقرَأ عَلَيْهِ الحَدِيث وَهُوَ يبكي فاستفدت ببكائه أَكثر من استفادتي بروايته وَكَانَ على طَريقَة السّلف وانتفعت بِهِ مَا لم أنتفع بِغَيْرِهِ وَدخلت عَلَيْهِ فِي مَرضه وَقد بلَى وَذهب لَحْمه فَقَالَ لي إِن الله لايتهم فِي قَضَائِهِ توفّي يَوْم الْخَمِيس حادى عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة سَيِّدي الْجُنَيْد غربي بَغْدَاد 663 - عبد الحميد بن مري بن ماضي بن نامي الْمَقْدِسِي الْفَقِيه أَبُو أَحْمد نزيل بَغْدَاد سمع الْكثير من ابْن كُلَيْب وطبقته وَحدث عَنهُ بنسخة ابْن عَرَفَة سَمعهَا مِنْهُ الْحَافِظ الضياء تفقه فِي الْمَذْهَب وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق صَالحا خيرا متوددا توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة عشْرين وسِتمِائَة الحديث: 663 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 664 - عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو قلَابَة الرقاشِي الْبَصْرِيّ حدث عَن يزِيد ابْن هَارُون وَمَالك بن أنس روى عَن إمامنا روى عَنهُ أَبُو بكر النجاد وَابْن السماك وَذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَقَالَ حَدثنَا أَبُو قلَابَة الرقاشِي حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنِي أَبُو الْمُغيرَة الْحِمصِي حَدثنَا عُثْمَان بن عبيد الدوسي عَن عبد الرَّحْمَن ابْن عَائِذ عَن عَمْرو بن عَنْبَسَة قَالَ قَالَ رَسُول الله (شَرّ قبيلتين فِي الْعَرَب نَجْرَان وَبَنُو تغلب) مَاتَ سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ فِي الْمصلى الْعَتِيق وَدفن خَارج بَاب السَّلامَة 665 - عبد الصَّمد أَبُو مُحَمَّد الْعَبادَانِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول دخلت عبادان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكنت رحلت إِلَى الْمُعْتَمد فِي تِلْكَ السّنة وَكَانَ بهَا رجل يتَكَلَّم قلت لَهُ هداب قَالَ نعم وَكَانَ بهَا أَبُو الرّبيع وكتبت عَنهُ الحديث: 664 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 666 - عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَزَّار الْمَعْرُوف بصهر هبة الله المقرىء وَكَانَ يلازم حَلقَة القَاضِي أبي يعلى إِلَى حِين وَفَاته سمع مِنْهُ الحَدِيث وَحضر تدريسه وانتقى من فَوَائده وَكَانَ شَيخا صَالحا معدلا توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة الْعشْرين من صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 667 - عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الزَّاهِد الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ شيخ الشَّام فِي وقته وَاخْتلف النسابون فِي نسبته وَالْأَشْهر أَنه من ولد سعد بن عبَادَة الحديث: 666 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 تفقه على القَاضِي أبي يعلى ثمَّ قدم الشَّام فسكن بِبَيْت الْمُقَدّس وَنشر مَذْهَب أَحْمد رَضِي الله عَنهُ فِيمَا حوله ثمَّ أَقَامَ بِدِمَشْق فنشر الْمَذْهَب وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَصْحَاب وَسمع بهَا من أبي الْحسن السمسار وَأبي عُثْمَان الصَّابُونِي وَوعظ واشتهر أمره وَحصل لَهُ الْقبُول التَّام وَكَانَ إِمَامًا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَالْأُصُول شَدِيدا فِي السّنة زاهدا عابدا متألها ذَا أَحْوَال وكرامات وَكَانَ تتش صَاحب دمشق يعظمه وَيُقَال إِنَّه اجْتمع مَعَ الْخضر مرَّتَيْنِ وَكَانَ يتَكَلَّم فِي عدَّة أَوْقَات على الخاطر كَمَا كَانَ يتَكَلَّم ابْن القرمي الزَّاهِد وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو الْفرج يَدْعُو على بعض السلاطين الْمُخَالفين وَيَقُول كم أرميه وَلَا تقع الرَّمية بِهِ فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الَّتِي هلك قَالَ لبَعض أَصْحَابه قد رميت فلَانا وَقد هلك فَحسب فَرُئِيَ هَلَاكه فِي تِلْكَ اللَّيْلَة الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا وَله عدَّة تصانيف فِي الْأُصُول وَالْفِقْه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 توفّي يَوْم الْأَحَد ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وقبره مَشْهُور يزار 668 - عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن دوبل البعقوبي سمع من أبي الغنايم وَعبد الْقَادِر بن يُوسُف وَغَيرهمَا حدث وَسمع مِنْهُ ابْن الخشاب وَابْن شَافِع وَابْن الْأَخْضَر قَالَ أَبُو الْفضل ابْن شَافِع كَانَ رجلا صَالحا من خِيَار أَصْحَابنَا تفقه على ابْن عقيل وَسمع الحَدِيث الْكثير توفّي سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب أبرز 669 - عبد الْحَلِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن الْخضر بن مُحَمَّد ابْن تَيْمِية الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين بن الشَّيْخ فَخر الدّين سمع الحَدِيث من ابْن كُلَيْب وَابْن المعطوش وَابْن الْجَوْزِيّ وَغَيرهم ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف والحساب والهندسة وَسمع الْحَافِظ الضياء مِنْهُ جُزْء ابْن عَرَفَة عَن ابْن كُلَيْب توفّي فِي سادس شَوَّال سنة ثَلَاث وسِتمِائَة بحران الحديث: 668 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 670 - عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود بن مبارك بن مَحْمُود بن الْأَخْضَر الجنابذي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الْمُحدث الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد تَقِيّ الدّين مُحدث الْعرَاق سمع بإفادة أَبِيه من أبي الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَسعد الْخَيْر وَغَيرهم وَسمع بِنَفسِهِ من أبي الْفضل الأرموي وَأبي بكر بن الزَّاغُونِيّ وَابْن نَاصِر وَأبي الْوَقْت وطبقتهم وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير وَكَانَ لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر يقْرَأ بهَا فِي الحديث: 670 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 كل جُمُعَة بعد الصَّلَاة وَهِي حَلقَة ابْن نَاصِر أَخذهَا بعد موت ابْن شَافِع وَلم يزل يسمع وَيقْرَأ على الشُّيُوخ لإِفَادَة النَّاس إِلَى آخر عمره روى عَنهُ خلق مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّطِيف روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ توفّي لَيْلَة السبت بَين العشائين سادس شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة 671 - عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الباجسرائي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد سمع بِبَغْدَاد من شهدة وَغَيرهَا وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى ولازمه حَتَّى برع وَقَرَأَ الْأُصُول وَالْخلاف على مُحَمَّد ابْن أبي على التوقاني الشَّافِعِي وَصَحب أَبَا إِسْحَاق ابْن الصقال وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حَافِظًا للْمَذْهَب حسن الْكَلَام فِي مسَائِل الْخلاف متدينا حسن الطَّرِيقَة روى عَنهُ ابْن السَّاعِي بِالْإِجَازَةِ وأنشدني (إِذا أفادك إِنْسَان بفائدة ... من الْعُلُوم فأدمن شكره أبدا) (وَقل فلَان جزاه الله صَالِحَة ... أفادنيها وألق الْكبر والحسدا) وَكَانَ دينا صَالحا متورعا محتاطا فِي الطَّهَارَة توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بِبَاب حَرْب ذكره ابْن النجار وَالْأَكْثَر على أَنه توفّي سَابِع عشر الشَّهْر الحديث: 671 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 وباجسرا قَرْيَة بنواحي بَغْدَاد بَينهمَا عشرَة فراسخ وَهِي بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف جِيم مَكْسُورَة وسين مُهْملَة سَاكِنة وَرَاء مَفْتُوحَة 672 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي الشَّيْخ الإِمَام خطيب حران وَابْن خطيبها سيف الدّين ابْن الشَّيْخ فَخر الدّين سمع بحران من وَالِده وَعبد الْقَادِر الرهاوي وَغَيرهمَا وَأخذ الْعلم عَن وَالِده ورحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من جمَاعَة الحديث: 672 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 مِنْهُم عبد الْوَهَّاب ابْن سكينَة وَطلب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه على الْفَخر إِسْمَاعِيل غُلَام ابْن المنى درس وَأفْتى وَوعظ وخطب لوالده وَأَجَازَ للْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة توفّي سَابِع عشر الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بحران الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 673 - عبد المحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْحسن بن دويرة الْبَصْرِيّ المقرىء أَبُو مُحَمَّد سمع بِبَغْدَاد مُتَأَخِّرًا من أبي مَنْصُور ابْن الهبى التَّاجِر وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن ابْن الْأَخْضَر وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ الدمياطي وَكَانَ عَالما صَالحا وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ المستنصرية توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء منتصف الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِبَغْدَاد الحديث: 673 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 674 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن فَارس الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين العلثى الْبَغْدَادِيّ اعتنى بِعلم الحَدِيث فَسمع على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن صرما وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم الحرستاني وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق لما قدمهَا لِلْحَجِّ وَكَانَ مُحدثا عَالما ورعا عابدا أثريا صلبا فِي السّنة شَدِيدا على أهل الْبِدْعَة لَهُ أَتبَاع يقومُونَ فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر توفّي بطرِيق الْحَج سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 675 - عبد القاهر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن الفوطي الْبَغْدَادِيّ الأديب موفق الدّين قَالَ ابْن السَّاعِي الحديث: 674 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة دينا فَاضلا حَافِظًا لِلْقُرْآنِ وَكَانَ يعرف الْعَرَبيَّة واللغة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 وَكَانَ كَاتبا شَاعِرًا صَاحب أَمْثَال وَكَانَ فَقِيرا ذَا عِيَال قتل صبرا فِي الْوَقْعَة بِبَغْدَاد سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَقد بلغ سِتِّينَ سنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 676 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مزروع بن أَحْمد بن غراز المضري الْبَصْرِيّ الْفَقِيه الْحَافِظ عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع بِبَغْدَاد من ابْن قميرة وَعلي بن معالي وَغَيرهمَا تفقه على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن وضاح ثمَّ استوطن الْمَدِينَة الشَّرِيفَة إِلَى أَن مَاتَ بهَا نَحْو خمسين سنة وَحج مِنْهَا أَرْبَعِينَ حجَّة حدث الْكثير بِبِلَاد شَتَّى وَسمع مِنْهُ الحديث: 676 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي أَبُو عبد الله ابْن مُسلم وبدمشق البرزالي وَابْن الخباز وبالقاهرة الْحَارِثِيّ وَكَانَ عَاقِلا خيرا حسن الْهَيْئَة توفّي بِالْمَدِينَةِ يَوْم الثُّلَاثَاء بعد الصُّبْح سَابِع عشرى صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن من يَوْمه بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهِ بِدِمَشْق فِي جَامعهَا صَلَاة الْغَائِب 677 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البعلى الحديث: 677 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 الْمُحدث الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد محيي الدّين سمع بِدِمَشْق من عمر بن القواس وبمصر من أبي الْحسن بن الْقَاسِم وعنى بِالْحَدِيثِ وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَخرج وتفقه قَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ مُشَاركَة فِي عُلُوم الْإِسْلَام علقت عَنهُ فَوَائِد وَسمع مِنْهُ جمَاعَة توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشرى ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة بِالْقربِ من الشَّيْخ تَقِيّ الدّين 678 - عبد الْكَرِيم بن نجم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد الشِّيرَازِيّ الْفَقِيه أَبُو الْفضل سمع بِبَغْدَاد من نصر الله الْقَزاز وَأَجَازَ الحديث: 678 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 لَهُ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وتفقه وبرع وَأفْتى وناظر ودرس بمدرسة جده قَالَ ابْن السَّاعِي فِي تَارِيخه كَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَالْخلاف وَأَجَازَ للمنذرى توفّي سَابِع ربيع الأول سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بسفح قاسيون 679 - عبد الرَّزَّاق بن همام بن نَافِع الْحِمْيَرِي أَبُو بكر الصَّنْعَانِيّ قَالَ فِي السَّابِق واللاحق حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل عبد الرَّزَّاق وَبَينه وَبَين وَفَاة الْبَغَوِيّ مائَة وست سِنِين قَالَ عبد الرَّزَّاق الحديث: 679 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن زيد بن وَاقد قَالَ سَمِعت نَافِعًا مولى ابْن عمر أَن ابْن عمر كَانَ إِذا رأى مُصَليا لَا يرفع يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة حصبه وَأمره أَن يرفع وَقَالَ أَحْمد بن مَنْصُور الزيَادي سَمِعت عبد الرَّزَّاق وَذكر أَحْمد بن حَنْبَل فَدَمَعَتْ عَيناهُ فَقَالَ بَلغنِي أَن نَفَقَته نفدت فَأخذت بِيَدِهِ فأقمت خلف هَذَا الْبَاب وَقَالَ إِن وجدت مَعَ النِّسَاء عشرَة دَنَانِير فَخذهَا فأنفقتها فَقَالَ لَو قبلت من النَّاس لقبلت مِنْك وَقَالَ عبد الرَّزَّاق لِأَحْمَد بن حَنْبَل أما أَنْت فجزاك الله عَن نبيك خيرا مَاتَ سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ 680 - عبد الْكَرِيم بن الْهَيْثَم بن زِيَاد بن عمرَان أَبُو يحيى الْقطَّان العاقولي كَانَ جليل الْقدر عِنْده جزآن فيهمَا مسَائِل مشبعة وَقَالَ كنت مَعَ أَحْمد بن حَنْبَل فَجعلت أتأخر عَنهُ فِي الصَّفّ إجلالا فَوضع يَده على يَدي فَقَدَّمَنِي فِي الصَّفّ وَقَالَ سَمِعت أَحْمد يَقُول الْكفَّار إِذا خرقوا علينا فعلنَا بهم كَذَلِك قَالَ وَسَأَلته عَن التَّعْرِيف فِي الْقرى قَالَ قد فعله عبد الله بن عَبَّاس بِالْبَصْرَةِ وَعَمْرو بن حُرَيْث بِالْكُوفَةِ وَهُوَ دُعَاء قيل لَهُ يكثر النَّاس قَالَ وَإِن كَثُرُوا هُوَ دُعَاء وَخير الحديث: 680 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 وَقد كَانَ فعله مُحَمَّد بن وَاسع وَابْن سِيرِين وَالْحسن وَذكر جمَاعَة من الْبَصرِيين حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر بن دَاوُد الْفَقِيه مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين بدير العاقول 681 - عبد الصَّمد بن يحيى نقل عَن إمامنا قَالَ الْمروزِي حَدثنِي عبد الصَّمد بن يحيى قَالَ قَالَ شَاذان اذْهَبْ إِلَى أبي عبد الله فَقل ترى أَن أحدث بِحَدِيث قَتَادَة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس رَأَيْت رَبِّي عز وَجل قَالَ لي حدث بِهِ قد حدث بِهِ الْعلمَاء الحديث: 681 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 من اسْمه عُثْمَان 682 - عُثْمَان بن أَحْمد الْموصِلِي صحب إمامنا وروى عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا مَا هُوَ فِي الْمَجْمُوع لأبي حَفْص الْبَرْمَكِي قَالَ كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي جَنَازَة فَلَمَّا انْتهى إِلَى الْقَبْر رأى رجلا يقْرَأ على قبر فَقَالَ أقيموه وقائم إِلَى جنبه مُحَمَّد بن قدامَة الْجَوْهَرِي فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله كَيفَ مُبشر الْحلَبِي عنْدك قَالَ ثِقَة قَالَ فَإِنَّهُ حَدثنَا عَن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء بن اللَّجْلَاج قَالَ قَالَ لي إِنِّي إِذا أَنا مت فوضعتني فِي لحدي فسو قَبْرِي واقعد عِنْد قَبْرِي واقرأ فَاتِحَة سُورَة الْبَقَرَة وخاتمتها فَإِنِّي رَأَيْت ابْن عمر يفعل ذَلِك فَقَالَ أَبُو عبد الله ابْعَثُوا إِلَى ذَلِك فَردُّوهُ 683 - عُثْمَان ابْن الْحَارِثِيّ النخاس نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا الحديث: 682 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول أفضل التَّابِعين سعيد بن الْمسيب فَقَالَ لَهُ رجل فعلقمة وَالْأسود فَقَالَ سعيد بن الْمسيب وعلقمة وَالْأسود 684 - عُثْمَان بن أسعد بن المنجى بن بَرَكَات بن المؤمل التنوخي الْفَقِيه الْمدرس عز الدّين أَبُو عمر سمع بِبَغْدَاد من ابْن يُونُس وَابْن سكينَة وبمصر من البوصيري ويوسف ابْن الطُّفَيْل وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن الْحَاجِب وَابْن الحلوانية وَجَمَاعَة وَأَجَازَ للْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة درس بالمسمارية عَن أَخِيه شمس الدّين نِيَابَة وَكَانَ تَاجِرًا ذَا مَال وثروة توفّي مستهل الْحجَّة سنة مَاتَ أَخُوهُ عَام إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة الحديث: 684 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 685 - عُثْمَان بن سعيد بن خَالِد السجساني أَبُو سعيد ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال أَنه من جملَة الْأَصْحَاب 686 - عُثْمَان بن صَالح بن عبد الله وَقيل ابْن عبد ربه بن خرزاذ الْأَنْطَاكِي قَالَ أَبُو بكر الْخلال جليل الْقدر وَكَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل سمعناها مِنْهُ يغرب فِيهَا قَالَ عُثْمَان رَأَيْت لِأَحْمَد بن حَنْبَل مطهرة من خزف مخمرة بِقِطْعَة بَارِية بِالنَّهَارِ الحديث: 685 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 687 - عُثْمَان بن عَمْرو بن المنتاب الشَّيْخ الإِمَام أَبُو الطّيب كَانَ إِمَامًا بِجَامِع الْمَدِينَة توفّي فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ عَن يسَاره 688 - عُثْمَان بن عِيسَى أَبُو عَمْرو الباقلاني كَانَ أحد الزهاد المتعبدين مُنْقَطِعًا عَن الْخلق ملازما للخلوة وَكَانَ يَقُول إِذا كَانَ وَقت غرُوب الشَّمْس أحسست بروحي كَأَنَّهَا تخرج يَعْنِي لاشتغاله فِي تِلْكَ السَّاعَة بالإفطار عَن الذّكر روى عُثْمَان بِإِسْنَادِهِ عِنْد زر عَن عبد الله قَالَ من قَرَأَ ب (تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك) كل لَيْلَة مَنعه الله من عَذَاب الْقَبْر يُؤْتى من عِنْد رَأسه فَيُقَال لَا تستطيعونه كَانَ وَالله يقوم كل لَيْلَة لي فَلَيْسَ لكم إِلَيْهِ سَبِيل ثمَّ قَالَ كُنَّا فِي عهد رَسُول الله نسميها الْمَانِعَة وَأَنَّهَا فِي كتاب الله نور الحديث: 687 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 من قَرَأَهَا كل لَيْلَة فقد أَكثر وَأطيب وَقَالَ عُثْمَان حَدثنَا ابْن أبي النَّجْم قَالَ بَلغنِي أَن رجلا من الْعلمَاء قَالَ كتبت أَرْبَعمِائَة ألف حَدِيث فَمَا انتفعت مِنْهَا إِلَّا بأَرْبعَة أَحَادِيث وَمَا انتفعت من الْأَرْبَعَة إِلَّا بِأَرْبَع كَلِمَات فَأول كلمة اعْمَلْ لله على قدر حَاجَتك إِلَيْهِ الثَّانِيَة اعْمَلْ للآخرة على قدر إقامتك فِيهَا الثَّالِثَة اعْمَلْ للدنيا بِقدر الْقُوت الرَّابِعَة اعص رَبك على قدر جِلْدك على النَّار مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة الْجَامِع 689 - عُثْمَان بن مَرْزُوق بن حميد بن سَلام الْقرشِي الْفَقِيه الْعَارِف الزَّاهِد أَبُو عَمْرو صحب شرف الْإِسْلَام ابْن عبد الْوَاحِد بِدِمَشْق ثمَّ ارتحل إِلَى مصر واستوطن بهَا إِلَى أَن مَاتَ أفتى ودرس وناظر وَتكلم على المعارف والحقائق وانتهت إِلَيْهِ تربية المريدين وانتمى إِلَيْهِ خلق كثير من الصلحاء وَأثْنى عَلَيْهِ الْمَشَايِخ وَحصل لَهُ قبُول تَامّ من الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ يعظم الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَيُقَال إِنَّه اجْتمع بِهِ هُوَ وَأَبُو مَدين بِعَرَفَات ولبسا مِنْهُ الْخِرْقَة وسمعا مِنْهُ شَيْئا من مروياته حدث روى عَنهُ مَحْمُود بن عبد الله بن مطروح الحديث: 689 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 وَأحمد بن ميسرَة الحنبليان المصريان الصالحان وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو لَهُ كرامات وأحوال ومقامات وَكَلَام حسن على لِسَان أهل الطَّرِيقَة وَحكى الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الضَّرِير الْفَقِيه الشَّافِعِي قَالَ كَانَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بن مَرْزُوق من أوتاد مصر وَكَانَ شَائِع الذّكر ظَاهر الكرامات زَاد النّيل فِي سنة زِيَادَة عَظِيمَة كَادَت مصر تغرق وَأقَام على الأَرْض حَتَّى أيس من الزَّرْع فَضَجَّ النَّاس بالشيخ أبي عَمْرو ابْن مَرْزُوق فَأتى إِلَى شواطىء النّيل وَتَوَضَّأ مِنْهُ فنقص فِي الْحَال نَحْو ذراعين وَنزل عَن الأَرْض حَتَّى انكشفت وَزرع النَّاس فِي الْيَوْم الثَّانِي توفّي بِمصْر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد جَاوز السّبْعين وَدفن بالقرافة شَرْقي قبر الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وقبره ظَاهر يزار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 690 - عُثْمَان بن مقبل بن قَاسم الياسري الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو عَمْرو جمال الدّين سمع بِبَغْدَاد من ابْن الخشاب وشهدة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه على الشَّيْخ أبي الْفَتْح ابْن المنى وَتكلم فِي الْمسَائِل وَوعظ وَذكره عبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش فِي شُيُوخه وَقَالَ الحديث: 690 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 لَهُ تصانيف وَقد حدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الصَّيْرَفِي الْحَرَّانِي توفّي يَوْم الْخَمِيس حادي عشرى الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْقصر فِي خلق كثير وجم غفير 691 - عُثْمَان بن مُوسَى بن عبد الله الطَّائِي الإربلى ثمَّ الْآمِدِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الزَّاهِد إِمَام حطيم الْحَنَابِلَة بِمَكَّة المشرفة كَانَ شَيخا صَالحا جَلِيلًا عَالما فَاضلا عابدا متألها منعكفا على الْعِبَادَة وَالْخَيْر والاشتغال بِاللَّه تَعَالَى واقام بِمَكَّة نَحْو خمسين سنة ذكره القطب اليونيني وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر أَنه اجْتمع بِهِ لما حج سنة ثَلَاث وَسبعين وَقَالَ الذَّهَبِيّ سمع بِمَكَّة من يَعْقُوب الكحال وَيَعْقُوب سمع من ابْن شاتيل وخطيب الْموصل روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الْعَطَّار توفّي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرى الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة بِمَكَّة المشرفة رَحمَه الله الحديث: 691 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 وَيُقَال إِن الدُّعَاء عِنْد قَبره يُسْتَجَاب 692 - عُثْمَان بن أبي نصر بن مَنْصُور بن هِلَال الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو الْفتُوح ضِيَاء الدّين سمع من الحديث: 692 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 أبي الْفَتْح ابْن المنى وَعبد الله بن عبد الرَّزَّاق السلمى وشهدة الكاتبة وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَوعظ ودرس وَأفْتى وَكَانَ فَقِيها فَاضلا إِمَامًا عَالما حسن الْأَخْلَاق حدث وَأَجَازَ للمنذرى وَعبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش ولسليمان بن حَمْزَة وَأبي بكر بن عبد الدايم والحجار توفّي فِي سَابِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب وَقد ناهز السّبْعين رَحمَه الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 من اسْمه عَليّ 693 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن نجا بن غَنَائِم الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْوَاعِظ سبط الشَّيْخ أبي الْفرج الشِّيرَازِيّ سمع بِدِمَشْق من عَليّ ابْن أَحْمد بن قيس وَسمع درس خَاله شرف الْإِسْلَام عبد الْوَهَّاب وتفقه عَلَيْهِ وأكب على الْوَعْظ واشتغل بِهِ وَقَالَ نَاصح الدّين حفظني خَالِي مجْلِس وعظ وعمري عشر سِنِين ثمَّ نصب لي كرسيا فِي دَاره وأحضر لي جمَاعَة وَقَالَ تكلم فتكلمت فَبكى وَقَالَ أول مجْلِس جلسته فِي بَغْدَاد فِي جَامع الْمَنْصُور فَنزلت سحرًا إِلَى الْجَامِع متنكرا حَتَّى أرى هَيْئَة الْمجْلس وأسمع مَا يُقَال وَإِذا رجل أعمى قد جلس على درج الْمِنْبَر فَذكر من الْفُصُول من كَلَام التَّمِيمِي وَابْن عقيل جَمِيع مَا قد حررته للمجلس وتعبت عَلَيْهِ قَالَ فَأَصَابَنِي هم وَمَا بَقِي لي زمن أحفظ غير ذَلِك فاستخرت الله تَعَالَى ثمَّ جَلَست وتكلمت وَذكرت حِكَايَة طَابَ بهَا الْمجْلس حدث بِبَغْدَاد ودمشق ومصر والإسكندرية وَغَيرهَا وَسمع مِنْهُ خلق روى عَنهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ والضياء الحديث: 693 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 وَأَجَازَ للمنذرى وَغَيره توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بالشارع خَارج الْقَاهِرَة وَدفن من الْغَد بسفح المقطم 694 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك التَّمِيمِي الدينورى الْفَقِيه أَبُو الْحسن أسمعهُ وَالِده الْكثير فِي صفره من ابْن يُونُس وَابْن كُلَيْب وتفقه وَحدث روى عَنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد الْقَزاز وَأَجَازَ سُلَيْمَان بن حَمْزَة توفّي فِي سادس عشرى رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 695 - عَليّ بن أَحْمد الْأنمَاطِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا يَقُول الرجل بَين التكبيرتين فِي الْعِيد قَالَ يَقُول سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر اللَّهُمَّ صلى على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد واغفر لنا وارحمنا وَكَذَلِكَ يرْوى عَن ابْن مَسْعُود الحديث: 694 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 696 - عَليّ بن أَحْمد بن بنت مُعَاوِيَة بن عَمْرو أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ ذكره ابْن ثَابت التمار من جملَة الْأَصْحَاب وَهُوَ مدفون عِنْد رجْلي أَحْمد بن حَنْبَل وَنقل عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد وَأَنا أسمع عَن أبي حُذَيْفَة الْبَصْرِيّ فَقَالَ كَانَ كثير الْغَلَط وَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا 697 - عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْفَقِيه الْمُحدث المعمر سيد الْوَقْت فَخر الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن البُخَارِيّ سمع بِدِمَشْق من ابْن طبرزد وحنبل وَأبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَالشَّيْخ موفق الدّين وأخيه الشَّيْخ أبي عمر وَغَيرهم وبالقدس من أبي عَليّ الأوقى وبمصر من أبي البركات ابْن الْحباب وَغَيره وبالإسكندرية من جَعْفَر الحمداني وبحلب من ابْن خَلِيل وبحمص من أَبِيه الشَّمْس البُخَارِيّ وببغداد من عبد السَّلَام الداهري وَتفرد بالرواية عَن جمَاعَة مِنْهُم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الحديث: 696 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 وَسمع الْكثير واستجاز لَهُ عَمه الْحَافِظ الضياء من خلق مِنْهُم ابْن الْجَوْزِيّ وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَصَارَ مُحدث الْإِسْلَام وَسمع مِنْهُ الْأَئِمَّة الْحفاظ المتقدمون وماتوا قبله بدهر قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين الفزارى انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي الْمَذْهَب وَالرِّوَايَة وقصده المحدثون من الأقطار وَأثْنى عَلَيْهِ البرزالي والذهبي والمزي قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ينشرح صَدْرِي إِذا أدخلت ابْن البُخَارِيّ بينى وَبَين رَسُول الله فِي حَدِيث وَخرج لَهُ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن بلبان مشيخة حدث بهَا قَالَ الْحَافِظ زين الدّين ابْن رَجَب سمعناها من أبي عبد الله مُحَمَّد بن الخباز عَنهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 وَسمع مِنْهُ الْحفاظ الأكابر الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد والحارثي والتقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة ورحل إِلَيْهِ أَبُو الْفَتْح بن سيد النَّاس فَوَجَدَهُ مَاتَ قبل وُصُوله بيومين فتألم لذَلِك قَالَ الذَّهَبِيّ وَهُوَ آخر من كَانَ فِي الدُّنْيَا بَينه وَبَين النَّبِي ثَمَانِيَة رجال ثِقَات وَأَرَادَ بذلك السماع الْمُتَّصِل وَله نظم حسن مِنْهُ (تَكَرَّرت السنون عَليّ حَتَّى ... بليت وصرت من سقط الْمَتَاع) (وَقل النَّفْع عِنْدِي غير إبى ... أعلل للرواية وَالسَّمَاع) (فَإِن يَك صَالحا فَلهُ جَزَاء ... وَإِن يَك ضائعا فَإلَى ضيَاع) توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي شهر ربيع الأول سنة تسعين وسِتمِائَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 وَصلى عَلَيْهِ الْجَامِع المظفري وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَدفن عِنْد وَالِده بسفح قاسيون 698 - عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن حزم الْأمَوِي الْفَارِسِي الأَصْل ثمَّ الأندلسي الفرضي الشَّيْخ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد روى عَن جمَاعَة مِنْهُم يُونُس بن عبد الله القَاضِي وَعنهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي الذكاء وَالْحِفْظ وَكَثْرَة الْعلم وَكَانَ متفننا فِي عُلُوم جمة وَله التصانيف الفاخرة فِي عُلُوم شَتَّى حَتَّى فِي الْمنطق وَشرح الْمحلى لِابْنِ حزم فِي اثنى عشر مجلدا وَمن طالع كِتَابه هَذَا وجد فِيهِ تأدبه مَعَ الإِمَام أَحْمد ومتابعته قَالَ ابْن عبد السَّلَام مَا رَأَيْت فِي كتب الْإِسْلَام فِي الْعلم مثل الْمحلى لِابْنِ حزم والمغنى لِابْنِ قدامَة وشرد عَن وَطنه وتعصب عَلَيْهِ لطول لِسَانه ووقوعه فِي الْفُقَهَاء الْكِبَار الحديث: 698 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 وَجرى بَينه وَبَين أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ مناظرات قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ابْن العريف كَانَ لِسَان ابْن حزم وَسيف الْحجَّاج شقيقين وَإِنَّمَا ذكرته لِأَنَّهُ حنبلي لتعظيمه الإِمَام توفّي فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 699 - عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَحْمُود الشَّيْخ الصَّالح علم الدّين المرداوي قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ أقدم من بَقِي من شُهُود الحكم بِدِمَشْق فَإِنَّهُ شهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي وَكَانَ رجلا جيدا سمع من ابْن الرضى وَزَيْنَب بنت الْكَمَال توفّي فِيمَا أَظن سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا شهَاب الدّين بن حجر عوالي أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْمُحب وَهُوَ جده لأمه بِسَمَاعِهِ مِنْهُ والجزء الأول من حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد عَن أبي خَليفَة وَغَيره على زَيْنَب بنت الْكَمَال وَغير ذَلِك 700 - عَليّ بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن نعْمَة بن أَحْمد الحديث: 699 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 الشَّيْخ الصَّالح العابد الْمَقْدِسِي كَانَ كثير التِّلَاوَة وَإِمَام زَمَانه وَكَانَ لَا يبرح الْمُصحف بَين يَدَيْهِ وَيُقَال إِنَّه يَتْلُو كل يَوْم ختمة سمع من الْبَهَاء بن عبد الرَّحْمَن والزبيدي والإربلى وَجَمَاعَة وَلزِمَ جَعْفَر الهمذاني وَنسخ عدَّة أَجزَاء بِخَطِّهِ ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع من الكاشغري وَتفرد بِرِوَايَة أَجزَاء فَمن ذَلِك الرَّابِع من حَدِيث ابْن البخْترِي تفرد بِهِ عَن الكاشغري وجزء الدقيقي عذبه التتار وَمَات على أَيْديهم سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة عَن ثَمَانِينَ سنة أَو أَزِيد 701 - عَليّ بن الأنجب بن مَا شَاءَ الله بن الْحسن بن عَليّ العلولي الْحُسَيْنِي الْفَقِيه المقرىء قَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الباقلاني الوَاسِطِيّ بهَا وَسمع الحَدِيث من ابْن شاتيل وشهدة وَابْن كُلَيْب وَغَيرهم وتفقه على الشَّيْخ أبي الْفَتْح ابْن المنى وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وناظر وَحدث روى عَنهُ ابْن البخار وَأَجَازَ للْقَاضِي الحديث: 701 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر توفّي فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 702 - عَليّ بن ثروان بن زيد بن الْحسن بن سعيد بن عصمَة ابْن حمير الْكِنْدِيّ الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ الأديب أَبُو الْحسن شمس الدّين الحديث: 702 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 سمع بِبَغْدَاد وَقَرَأَ وَكتب الطباق بِخَطِّهِ على يحيى ابْن الْبناء وتفقه على الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْهِدَايَة وَقَرَأَ النَّحْو وَالْفِقْه على ابْن الجواليقي ثمَّ قدم إِلَى الشَّام وَأدْركَ شرف الإسلاك وَصَحبه وَكَانَ فَاضلا أديبا حسن الْحَظ كتب بِخَطِّهِ كثيرا فِي الْأَدَب من دواوين الْعَرَب وحظى عِنْد السُّلْطَان نور الدّين وَهُوَ حنبلي من أهل السّنة توفّي سنة خمسن وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 703 - عَليّ بن ثَابت بن طَالب الْمَعْرُوف بِابْن الطالباني الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو الْحسن الْأَزجيّ الْوَاعِظ موفق الدّين سمع أَبَا مُحَمَّد صَالح بن الرحلة وشهدة روى عَنهُ الْحَافِظ الضياء وَابْن أَخِيه الْفَخر مَاتَ بِرَأْس الْعين فِي تَاسِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة 704 - عَليّ بن الجهم نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد قَالَ سَمِعت أبي وَسَأَلَهُ عَليّ بن الجهم عَمَّن قَالَ بِالْقدرِ يكون كَافِرًا قَالَ أبي إِذا جحد الْعلم إِذا قَالَ إِن الله لَا يعلم وَلم يكن عَالما حَتَّى خلق علما فَعلم فَجحد علم الله فَهُوَ كَافِر الحديث: 703 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 705 - عَليّ بن حجر سَأَلَ إمامنا عَن الْمسْح على الْخُفَّيْنِ أهوَ على أَعلَى الْخُف وأسفله فَقَالَ الإِمَام أَحْمد نَحن نرى أَعْلَاهُ 706 - عَليّ بن حَرْب الطَّائِي ذكر أَبُو مُحَمَّد الْخلال أَنه من جملَة الْأَصْحَاب وَقد حدث عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَيزِيد بن هَارُون وطبقتهما روى عَنهُ ابْنه وَأحمد بن سُلَيْمَان الْعَبادَانِي وَغَيرهمَا 707 - عَليّ بن الْحسن بن زِيَاد وَكَانَ صديقا لِأَحْمَد بن حَنْبَل الحديث: 705 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 وَكَانَ رَكبه الدّين قَالَ فَأرْسل وَلَده إِلَى الإِمَام أَحْمد وَقَالَ قل لَهُ يَا أَبَا عبد الله قد ركبني الدّين فترى لي أَن أعمل مَعَ هَؤُلَاءِ بِقدر مَا أقضى ديني قَالَ فَقَالَ لي قل لَهُ لَا يَمُوت بِدِينِهِ وَلَا يعْمل مَعَهم قل لَهُ يلقى الله بِدِينِهِ وَلَا يعْمل مَعَهم ذكره الْخلال 708 - عَليّ بن الْحسن الْمصْرِيّ سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الْعود والطنبور والطبل يرَاهُ الرجل مكشوفا قَالَ يكسرهُ قَالَ وَسَأَلَهُ عَن رجل يكون لَهُ وَالِد جَالِسا فِي بَيت مفروش بالديباج يَدعُوهُ ليدْخل عَلَيْهِ قَالَ لَا يدْخل قلت يَأْبَى عَلَيْهِ وَالِده إِلَّا أَن يدْخل قَالَ يقلب الْبسَاط من تَحت رجله وَيدخل 709 - عَليّ بن الْحسن الهسنجاني الرَّازِيّ مُحدث جليل روى عَن أَحْمد التَّارِيخ الحديث: 708 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 710 - عَليّ بن الْحسن أَبُو مَنْصُور ذكره القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن وَقَالَ أحد من علق عَن الْوَالِد الْخلاف وَالْمذهب وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَزوج ابْنَته لأبي عَليّ ابْن الْبناء توفّي فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة وَدفن بِبَاب حَرْب 711 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جدا الحديث: 710 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 أَبُو الْحسن العكبري وَكَانَ شَيخا صَالحا زاهدا أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر سمع أَبَا عَليّ ابْن شَاذان وَالْبرْقَانِي وَأَبا الْقَاسِم الخرقى وَغَيرهم تفقه على القَاضِي أبي يعلى وَله مُصَنف فِي الْأُصُول توفّي فَجْأَة فِي الصَّلَاة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ وجدا بِفَتْح الْجِيم قَالَ ابْن شَافِع كَذَا سمعته من أشياخنا ورأيته مضبوطا بِخَط أسلافنا 712 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن الصياد الشَّيْخ الإِمَام موفق الدّين المقرىء سمع الْأَرْبَعين الطائية من ابْن اللتى بِبَغْدَاد الحديث: 712 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 وَأَجَازَ للبرزالي وَجَمَاعَة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 713 - عَليّ بن الْحسن الدواحى أَبُو الْحسن الْوَاعِظ نفقه على الْخطاب الكلوذاني وَسمع مِنْهُ الحَدِيث توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 714 - عَليّ بن خَالِد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قلت لِأَحْمَد إِن هَذَا الشَّيْخ لشيخ حضر مَعْنَاهُ هُوَ جاري وَقد نهيته عَن رجل وَيُحب أَن يسمع قَوْلك فِيهِ يَعْنِي حارثا المحاسبي قَالَ قلت لَهُ لَا تكَلمه وَلَا تجالسه فَلم ُأكَلِّمهُ حَتَّى السَّاعَة وَهَذَا الشَّيْخ يكلمهُ فَمَا تَقول فِيهِ فَرَأَيْت أَحْمد أَحْمَر لَونه وَانْتَفَخَتْ أوداجه وَعَيناهُ الحديث: 713 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 وَمَا رَأَيْته هَكَذَا قطّ وَجعل يَقُول فعل الله بِهِ وَفعل يعرف ذَلِك الْأَمر خَبره وعرفه فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ يَا أَبَا عبد الله يرْوى الحَدِيث سَاكن خاشع فَغَضب أَحْمد وَجعل يَقُول لَا يغرك خشوعه وَلينه لَا تغتروا بتنكيس رَأسه فَإِنَّهُ رجل سوء لَا يعرفهُ إِلَّا من قد خَبره لَا تكَلمه وَلَا كَرَامَة لَهُ كل من حدث بِأَحَادِيث رَسُول الله وَكَانَ مبتدعا يجلس إِلَيْهِ لَا وَلَا كَرَامَة وَلَا نعْمَة عين 715 - عَليّ بن خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله الحكري الْمصْرِيّ الْفَقِيه الْفَاضِل الْعَالم الْوَاعِظ قَاضِي الْقُضَاة نور الدّين اشْتغل فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَولى الْقَضَاء فِي الديار المصرية بعد عزل القَاضِي موفق الدّين فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ السُّلْطَان إِلَى دمشق وَكَانَ يجلس بمحراب الْحَنَابِلَة يغط النَّاس قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر كَانَ من الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء النبهاء درس وَأفَاد وَذكر النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَغَيره وَكَانَت مُدَّة ولَايَته للْقَضَاء خَمْسَة أشهر وَاسْتمرّ معزولا إِلَى أَن مَاتَ فِي تَاسِع الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة الحديث: 715 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 716 - عَليّ ابْن الْخَواص نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد قلت حِين قَالَ لي زوج أُخْتِي نشرب من هَذَا الْمُسكر افرق بَينهمَا قَالَ الله الْمُسْتَعَان قَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن وَقد نقل الْمروزِي عَن أَحْمد أَنه قَالَ لرجل سَأَلَهُ عَن مثل هَذَا فَقَالَ حولهَا إِلَيْك 717 - عَليّ بن رشيد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسيتا من أهل حَربًا الدجيل قدم بَغْدَاد فِي صغره وَصَحب عَمه لأمه أَبَا الْمَعَالِي سعد بن عَليّ الخطيري وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وَحفظ الْقُرْآن وتفقه فِي الْمَذْهَب وَسمع الحَدِيث من أبي الْوَقْت وَغَيره وَكَانَ ذَا طَريقَة حميدة وسمت حسن واستقامة وعفة ونزاهة فَاضلا خيرا الحديث: 716 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 يكْتب خطا حسنا على طَريقَة ابْن مقلة حدث بِشَيْء يسير سمع مِنْهُ إِسْحَاق العلثى وَكَانَ يكره الرِّوَايَة ويقل من مُخَالطَة النَّاس توفّي لَيْلَة السبت ثامن عشر شَوَّال سنة خمس وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالنظامية وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 718 - عَليّ بن سعد بن جرير النسوي أَبُو الْحسن ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَبِير الْقدر صَاحب حَدِيث يناظر أَبَا عبد الله مناظرة شافية روى عَن أبي عبد الله جزءين مسَائِل وَقَالَ عَليّ بن سعيد حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا يزِيد بن هَارُون عَن أَيُّوب عَن أبي الْعَلَاء عَن قَتَادَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن بِلَال قَالَ قَالَ رَسُول الله (أفطر الحاجم والمحجوم) قَالَ وَسُئِلَ أَحْمد وَأَنا أسمع أَي الحَدِيث أثبت فِي هَذَا الْبَاب فَقَالَ حَدِيث ثَوْبَان رَوَاهُ غير وَاحِد فَقيل لَهُ حَدِيث رَافع فَقَالَ إِنَّمَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَحده فَقيل لَهُ إِن احْتجم قَالَ عَلَيْهِ الْقَضَاء الحديث: 718 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 فَقلت على الحاجم والمحجوم فَقَالَ نعم هَكَذَا جَاءَ الحَدِيث 719 - عَليّ بن سهل بن الْمُغيرَة الْبَزَّار أَبُو الْحسن النَّسَائِيّ ذكره أَبُو بكر الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب البغدادين نقل عَن ابْن سهل قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَسُئِلَ عَن خلف بن سَالم فَقَالَ لَا نشك فِي صدقه مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ صَاحب عَفَّان 720 - عَليّ بن سُلَيْمَان بن أبي الْعِزّ الشَّيْخ الصَّالح الزَّاهِد العابد كَبِير الْقدر لَهُ أَتبَاع ومريدون وَله زَاوِيَة بِبَغْدَاد الحديث: 719 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 ذَا أَحول وكرامات سمع من الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر بن إِدْرِيس البعقوبي الزَّاهِد وَحدث سمع مِنْهُ الدمياطي وَقتل شَهِيدا فِي وقْعَة التتر فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَيُقَال إِنَّه ألْقى على بَاب زاويته على مزبلة ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى أكلت الْكلاب من لَحْمه وَكَانَ قد أخبر عَن نَفسه بذلك فِي حَيَاته 721 - عَليّ بن شوكر ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال أَنه من جملَة الْأَصْحَاب وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول كَانَ عَمْرو ابْن الْأَزْهَر يضع الحَدِيث قَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن هُوَ عَمْرو بن سعيد العتكى بصرى الأَصْل سكن واسطا ثمَّ انْتقل إِلَى بَغْدَاد فِي آخر عمره فاستوطنها الحديث: 721 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 722 - عَليّ بن أبي صبح السواق روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كُنَّا فِي وَلِيمَة فجَاء أَحْمد بن حَنْبَل فَلَمَّا دخل نظر إِلَى كرْسِي فِي الدَّار عَلَيْهِ صور فَخرج فَلحقه صَاحب الْمنزل فنعض يَده فِي وَجهه فَقَالَ زِيّ الْمَجُوس زِيّ الْمَجُوس وَخرج 723 - عَليّ بن طَالب بن زببيا الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْغَنَائِم من قدماء أَصْحَاب القَاضِي أبي يعلى وتفقه عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمهْدي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو تُرَاب الْبَقَّال وَغَيره وَنسخ بِخَطِّهِ كثيرا من مصنفات شَيْخه القَاضِي كالخلاف الْكَبِير وَالْعدة وَأَحْكَام الْقُرْآن وَالْجَامِع الصَّغِير وَغير ذَلِك وَهُوَ أول من توفّي من أَصْحَاب الحديث: 722 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 القَاضِي بعده بِنَحْوِ سنة وَدفن قَرِيبا مِنْهُ توفّي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرى ربيع الآخر سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْقصر وَكَانَ الْجمع كثيرا وزببيا بِكَسْر الزَّاي وبكسر الْبَاء الْمُعْجَمَة بِوَاحِدَة بعْدهَا بَاء أُخْرَى مثلهَا سَاكِنة وياء مَفْتُوحَة مُعْجمَة من تحتهَا بِاثْنَتَيْنِ قَالَه ابْن نقطة 724 - عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر بن نجيح الْمَدِينِيّ أَبُو الْحسن الْحَافِظ المبرز حدث عَن حَمَّاد بن زيد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَيحيى بن سعيد وإمامنا قَالَ أَبُو بكر فِي السَّابِق واللاحق حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل عَليّ بن عبد الله الْمَدِينِيّ وَبَين وَفَاته ووفاة الْبَغَوِيّ ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة قَالَ عَليّ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن خَالِد عَن رَبَاح عَن عمر بن حبيب عَن عمر بن دِينَار عَن طَاوس عَن حجر المدري عَن زيد بن ثَابت الحديث: 724 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 قَالَ قَالَ رَسُول الله (لَا تحل الرقبى فَمن أرقب شَيْئا فَهُوَ لَهُ) وَقَالَ سهل ابْن المتَوَكل سَأَلت عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ عَن حَدِيث فَلم يحدثني بِهِ وَقَالَ نهاني سَيِّدي أَحْمد ابْن حَنْبَل أَن أحدث إِلَّا من كتاب وَقَالَ عَليّ قَالَ لي أَحْمد بن حَنْبَل إِنِّي لأحب أَن أصحبك إِلَى مَكَّة فَمَا يَمْنعنِي إِلَّا إِنِّي أَخَاف أملك وتملني فَلَمَّا ودعته قلت يَا أَبَا عبد الله توصيني بِشَيْء قَالَ نعم ألزم التَّقْوَى قَلْبك وَاجعَل الْآخِرَة أمامك وَقَالَ عَليّ أَحْمد بن حَنْبَل سيدنَا وَفِي رِوَايَة عَنهُ أَنه قَالَ أعز الله هَذَا الدّين برجلَيْن لَيْسَ لَهما ثَالِث أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة وَأحمد بن حَنْبَل يَوْم المحنة وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ سَمِعت عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ يَقُول مَا قَامَ أحد بِأَمْر الْإِسْلَام بعد رَسُول الله مَا قَامَ بِهِ أَحْمد بن حَنْبَل قلت يَا أَبَا الْحسن وَلَا أَبُو بكر الصّديق قَالَ لَا لِأَن أَبَا بكر الصّديق كَانَ لَهُ أعوان وَأَصْحَاب وَأحمد بن حَنْبَل لم يكن لَهُ أعوان وَلَا أَصْحَاب وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ مَا استصغرت نَفسِي عِنْد أحد إِلَّا عِنْد عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ بسر من رأى 725 - عَليّ بن عبد الله الطَّيَالِسِيّ نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا الحديث: 725 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 قَالَ مسحت يَدي على أَحْمد بن حَنْبَل ثمَّ مسحت يَدي على يَدي وَهُوَ ينظر فَغَضب غَضبا شَدِيدا وَجعل ينعض يَده وَيَقُول عَمَّن أَخَذْتُم هَذَا وَأنْكرهُ إنكارا شَدِيدا 726 - عَليّ بن عبد الصَّمد الطَّيَالِسِيّ الْبَغْدَادِيّ ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ يسكن قطيعة الرّبيع وَكَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل صَالِحَة وَقَالَ عَليّ بن عبد الصَّمد رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل إِذْ سُئِلَ عَن مَسْأَلَة يَقُول قَالَ إِبْرَاهِيم قَالَ الشّعبِيّ قَالَ فلَان كَذَا كَأَنَّهُ سيل ينزل من السَّمَاء وَقَالَ أَيْضا سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الصَّلَاة خلف من يقْرَأ بِقِرَاءَة حَمْزَة قَالَ أكرهه قلت يَا أَبَا عبد الله إِذا لم يدغم وَلم يكسر قَالَ إِذا لم يدغم وَلم يضجع ذَلِك الاضجاع فَلَا بَأْس 727 - عَليّ بن عبد الصَّمد الْمَكِّيّ قَالَ أَبُو بكر الْخلال أَخْبرنِي أَنه قَالَ لِأَحْمَد ابْن حَنْبَل فِي مجْلِس سمع فِيهِ الحَدِيث وَأَنا لَا أنظر إِلَى النُّسْخَة فَأَقُول حَدثنَا مثل الصَّك إِذا لم تنظر فِيهِ فَيَشْهَدُونَ فَقَالَ لَو نظرت فِي الْكتاب كَانَ أطيب لنَفسك الحديث: 726 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 728 - عَليّ بن عبد الله بن نصر بن السّري الزَّاغُونِيّ الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الْوَاعِظ أحد أَعْيَان الْمَذْهَب قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ سمع من أبي الغنايم بن الْمَأْمُون وَأبي مُحَمَّد الصريفيني وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي يَعْقُوب وَقَرَأَ الْكثير من كتب اللُّغَة والنحو والفرائض وَكَانَ متفننا فِي عُلُوم شَتَّى من الْأُصُول وَالْفُرُوع والْحَدِيث والوعظ وصنف فِي ذَلِك كُله الحديث: 728 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 وَله تصانيف كَثِيرَة فِي الْفِقْه مِنْهَا الْإِقْنَاع والواضح وَالْخلاف الْكَبِير والمفردات وَله فِي الْفَرَائِض كتاب يُسمى التَّلْخِيص وجزء فِي عويص الْمسَائِل الحسابية وَحدث روى عَنهُ ابْن نَاصِر وَأَبُو معمر الْأنْصَارِيّ وَابْن عَسَاكِر وَابْن الْجَوْزِيّ وتفقه على جمَاعَة مِنْهُم صَدَقَة ابْن الْحُسَيْن وَابْن الْجَوْزِيّ توفّي يَوْم الْأَحَد سادس عشر الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْقصر وجامع الْمَنْصُور وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد وَكَانَ الْجمع كثيرا 729 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْقَاسِم ابْن شيخ الْحَنَابِلَة زين الدّين ابْن الْجَوْزِيّ كتب الْكثير وَسمع من ابْن البطي وَغَيره وَكَانَت طَرِيقَته غير مرضية توفّي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَله ثَمَانُون سنة الحديث: 729 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 730 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ البابصري الْفَقِيه أَبُو الْحسن بن أبي الْفرج ويلقب موفق الدّين سمع مَعَ أَبِيه من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي الْفَتْح ابْن صرما وَأبي بكر زيد بن يحيى بن هبة الله تفقه فِي الْمَذْهَب وَكَانَ معيدا بِالْمَدْرَسَةِ المستنصرية توفّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 731 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر الشَّيْخ الإِمَام أَبُو الْحسن بن شيخ الْمُسلمين شمس الدّين الْمَقْدِسِي قتلته التتار على مرحلَتَيْنِ من إلبيرة قَالَ البرزالي كَانَ رجلا حسنا درس بِحَلقَة الثُّلَاثَاء بِجَامِع دمشق وبمدرسة جده الشَّيْخ أبي عمر وَأم بالجامع المظفري وَقتل مَعَه جمَاعَة من الْحَنَابِلَة مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة الحديث: 730 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 732 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور النابلسي الْفَقِيه الإِمَام فَخر الدّين أَبُو الْحسن سمع من ابْن الجميزى وَابْن رواح بِمصْر وَمن سبط السلفى بالإسكندرية وَمن خطيب مردا وَمن ابْن الْجَوْزِيّ لما قدم إِلَى الشَّام رَسُولا تفقه فِي الْمَذْهَب وَأفْتى قَالَ البرزالي كَانَ شَيخا صَالحا عَالما كثيرا التَّوَاضُع محسنا إِلَى النَّاس أَقَامَ يُفْتى فِي النَّاس بنابلس مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة توفّي لَيْلَة الْأَحَد مستهل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة بنابلس وَكَانَت جنَازَته حافلة حضرها النَّاس من الْقرى 733 - عَليّ بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر الفندقي الإِمَام الْفَقِيه نور الدّين أَبُو الْحسن سمع من أبي عبد الله الحديث: 732 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 ابْن سعد الْمَقْدِسِي وجده لأمه خطيب مردا وبمصر من الرشيد الْعَطَّار وَجَمَاعَة تفقه وبرع فِيهِ وَأفْتى وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا ودرس مَعَ دين وتواضع وَصدق وأضر فِي آخر عمره روى عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه توفّي بنابلس فِي رَجَب سنة سبع وَسَبْعمائة 734 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة الشَّيْخ الإِمَام الْأَصِيل عَلَاء الدّين بن الْحسن بن بهاء الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي حضر على جد وَالِده التقى سُلَيْمَان وَغَيره قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى سَمِعت مِنْهُ قَدِيما وَكَانَ رجلا حسنا وَقد لقى صدرة بنت الشَّيْخ أبي عمر وَكَانَ عِنْده كرم وسماحة كثير الضِّيَافَة للنَّاس توفّي لَيْلَة السبت حادى عشرى شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة الحديث: 734 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 735 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الأصولي عَلَاء الدّين الشهير ابْن اللحام شيخ الْحَنَابِلَة فِي وقته اشْتغل على الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَبَلغنِي أَنه أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَأخذ الْأُصُول على الشَّيْخ شهَاب الدّين الزُّهْرِيّ ودرس وناظر وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الطّلبَة وانتفعوا بِهِ وصنف فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وناب فِي الحكم عَن قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين ابْن المنجي كَانَ رَفِيقًا لعمى الشَّيْخ برهَان الدّين ثمَّ ترك النِّيَابَة وَتوجه إِلَى مصر وَعين لَهُ وَظِيفَة الْقَضَاء بهَا وَلم ينبرم ذَلِك وَاسْتقر مدرس المنصورية إِلَى أَن توفّي فِي عيد الْفطر سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة 736 - عَليّ بن عُرْوَة الْمَعْرُوف ابْن زكنون الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح الْوَرع الْقدْوَة اعتنى بِعلم الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكتب كثيرا الحديث: 735 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 ورتب مُسْند الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ على الْأَبْوَاب وَزَاد فِيهِ أنواعا كَثِيرَة من الْعلم وَقد نُوقِشَ فِي ذَلِك وَكَانَ مِمَّن جبله الله تَعَالَى على حب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَكَانَ النَّاس يعظمونه ويعتقدون فِيهِ الصّلاح وَالْخَيْر ويتباركون بِهِ وبدعائه وَكَانَ يعْمل ميعادا بكرَة يَوْم الْجُمُعَة فِي مَسْجده بالقبيبات ويقصد من كل نَاحيَة وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس فِي منزله وَيعْمل بِيَدِهِ ويقتات وَهُوَ على طَرِيق السّلف الصَّالح توفّي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة 737 - عَليّ بن عُثْمَان بن سعيد بن نفَيْل الْحَرَّانِي روى عَن الحديث: 737 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول شَرّ الحَدِيث الغرائب الَّتِي لَا يعْمل بهَا وَلَا يعْتَمد عَلَيْهَا وَقَالَ أَيْضا قلت لِأَحْمَد أَن أَبَا قَتَادَة كَانَ يتَكَلَّم فِي وَكِيع وَعِيسَى بن يُونُس وَابْن الْمُبَارك فَقَالَ من كذب أهل الصدْق فَهُوَ الْكَاذِب وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو بكر الْخلال وَغَيره 738 - عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الْقَادِر بن مَحْمُود بن يُوسُف ابْن الوجوهي الْبَغْدَادِيّ المقرىء الصُّوفِي الزَّاهِد شمس الدّين أَبُو الْحسن قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الْفَخر الْموصِلِي وَسمع الحَدِيث من الشهروردي وَكَانَ بَصيرًا بِالْقُرْآنِ مُحَقّق الْأَدَاء دينا خيرا صَالحا وَله كتاب بلغَة المستفيد فِي الْقرَاءَات الْعشْرَة قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن خيرون وَقَرَأَ عَلَيْهِ بالسبع إِبْرَاهِيم الجعبري وَقَالَ امْتنع من كِتَابَة الْإِجَازَة لي لحضوري سماعات من الْفُقَرَاء وَكَانَ يُنكر ذَلِك روى عَنهُ ابْن خروف الْموصِلِي وَغَيره مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَدفن بِبَاب حَرْب الحديث: 738 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 739 - عَليّ بن عَسَاكِر بن المرجب بن الْعَوام البطايحي المقرىء النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن الضَّرِير قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْعِزّ القلانسي وَغَيره من الْأَئِمَّة وَكَانَ من أَئِمَّة الإقراء صنف فِي الْقرَاءَات عدَّة مُفْرَدَات وَكَانَ بارعا فِي الْعَرَبيَّة ثِقَة جَلِيلًا صَالحا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن الْوَزير ابْن هُبَيْرَة وأكرمه ونوه باسمه وَكَانَ يحفى شَاربه ووقف كتبه بمدرسة الْحَنَابِلَة بِبَاب الأزج توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد الشَّيْخ عماد الدّين ابْن الجواليقي بِجَامِع الْقصر وَدفن بِبَاب حَرْب الحديث: 739 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 740 - عَليّ بن أبي الْعِزّ بن أبي عبد الله الباجسرائي الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْحسن كَانَ يسكن بمدرسة الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَسمع الْكثير من أبي الْوَقْت وَابْن البطي وَغَيرهمَا وَحدث باليسير سمع مِنْهُ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَكَانَ صَالحا ورعا متدينا ذَا عبَادَة وزهد جمع كتابا فِي تَفْسِير الْقُرْآن الْكَرِيم أَربع مجلدات توفّي لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 741 - عَليّ بن عكبر بن عبد الله أَبُو الْحُسَيْن الضَّرِير الْأَزجيّ المقرىء الْفَقِيه قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث الْكثير من ابْن نَاصِر وَغَيره ونفقه على أبي حَكِيم النهرواني وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة الْقُرْآن وَكَانَ عِنْده طرف من الْمَذْهَب وَكَانَ من أهل الدّين وَالصَّلَاح توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَار شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب إِلَى جَانب شَيْخه أبي حَكِيم الحديث: 740 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 742 - عَليّ بن عَمْرو بن عَليّ بن الْحسن الْحَرَّانِي الْفَقِيه الزَّاهِد صحب الشريف أَبَا الْقَاسِم الْحَرَّانِي وَسمع مِنْهُ وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وَكَانَ من أكَابِر شُيُوخ حران وَحدث الْإِبَانَة الصُّغْرَى لِابْنِ بطة وَأنْشد أَصْحَابه شَيْئا لغيره (وَلَا تمش فَوق الأَرْض إِلَّا تواضعا ... فكم تحتهَا قوم هم مِنْك أرفع) (وَإِن كنت فِي عز وحرز ومنعة ... فكم مَاتَ من قوم هم مِنْك أرفع) مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وروى لَهُ منامات حَسَنَة 743 - عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن عمار بن أَحْمد بن عَليّ ابْن عَبدُوس الْحَرَّانِي الْفَقِيه الزَّاهِد الْوَاعِظ سمع بِبَغْدَاد من الْحَافِظ ابْن نَاصِر وطبقته وتفقه وبرع فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والوعظ وَالْغَالِب على كَلَامه التَّذْكِير وعلوم الْمُعَامَلَات وَله تَفْسِير كَبِير وَكتاب الْمَذْهَب فِي الْمَذْهَب اشْتغل عَلَيْهِ قَرِيبه أَبُو الْفَتْح نصر الله بن عبد الْعَزِيز وخاله الشَّيْخ فَخر الدّين ابْن تَيْمِية فِي أول اشْتِغَاله وَقَالَ عَنهُ الحديث: 742 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 كَانَ فَردا فِي علم التَّذْكِير والوعظ والإطلاع على عُلُوم التَّفْسِير وَسمع مِنْهُ بحران الحَدِيث أَبُو المحاسن عمر بن عَليّ بن المقرىء قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (سَأَلت حَبِيبِي وَقد زرته ... ومثلي فِي مثله يرغب) (فَقلت حَدِيثك مستظرف ... ويعجب مِنْهُ الَّذِي يعجب) (أَرَاك مليحا ظريفا نظيفا ... فصيح الْخطاب فَمَا تطلب) (فَهَل فِيك من خلة تزدري ... بهَا الصَّدْر والهجر لي يقرب) (فَقَالَ أما قد سَمِعت الْمقَال ... مغنية الْحَيّ لَا تطرب) توفّي يَوْم عَرَفَة وَقيل لَيْلَة النَّحْر سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة بحران مَسْأَلَة ذكر ابْن عَبدُوس فِي الْمَذْهَب أَن فَائِدَة الْخلاف فِي أَن الفرص فِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة هَل هُوَ اسْتِقْبَال الْعين أَو الْجِهَة فَإِن قُلْنَا بِالْأولِ فَمَتَى رفع رَأسه وَوَجهه إِلَى السَّمَاء حَتَّى خرج وَجهه عَن مسامته الْقبْلَة فَسدتْ صلَاته وَإِن قُلْنَا بِالثَّانِي فَلَا قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَفِيه نظر فَإِن فَائِدَة الْخلاف فَإِنَّمَا تظهر فِي صُورَة يخرج بهَا الْمُصَلِّي عَن اسْتِقْبَال الْعين إِلَى اسْتِقْبَال الْجِهَة وَهَذَا لم يخرج عَن الْعين إِلَى الْجِهَة بل أخرج وَجهه خَاصَّة عَن استقبالهما جَمِيعًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 744 - عَليّ بن عمر بن فَارس الْجواد الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الفرضي أَبُو الْفتُوح تفقه على الشَّيْخ أبي حَكِيم النهرواني وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على جمَاعَة حَتَّى برع فيهمَا وَكَانَ فِيهِ فضل وَمَعْرِفَة توفّي لَيْلَة الرَّابِع من شعْبَان سنة ثَلَاث وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمشهد عبيد الله بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد 745 - عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ الْمسند الْخَيْر الصَّالح سمع من جده والتقى سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَيحيى بن سعد وَأَجَازَ لَهُ الْفضل ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس قَالَ ابْن رَافع ولحقه صمم وَكَانَ يَتْلُو الْقُرْآن كثيرا سمع مِنْهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين الحديث: 744 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 ابْن حجي توفّي فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بالصالحية وَدفن بِالْجَبَلِ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَأما جده الشَّيْخ الصَّالح تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس الصُّورِي ولد سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة أحضر على الشَّيْخ موفق الدّين وَسمع مِنْهُ ابْن نعْمَة وَأبي الْقَاسِم بن صصرى والقزويني مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة بالصالحية وَدفن بسفح الْجَبَل وصور قَرْيَة من عمل بَيت الْمُقَدّس وَلَيْسَت هِيَ الْمَدِينَة 746 - عَليّ بن عقيل بن مُحَمَّد بن عقيل الْبَغْدَادِيّ المقرىء الْفَقِيه الأصولي الْوَاعِظ الْمُتَكَلّم أَو حد الْمُجْتَهدين قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْفَتْح ابْن شيطا وَالْأَدب والنحو على ابْن برهَان والزهد على الدينَوَرِي وآداب التصوف على أبي مَنْصُور الْعَطَّار والوعظ على أبي طَاهِر بن الْعَلَاء وَالْأُصُول على أبي الْوَلِيد وَالْفِقْه على الحديث: 746 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 القَاضِي أبي يعلى وَكَانَ مملوءا عقلا وزهدا وورعا قَالَ لم أخل بمجالسته وخلوته الَّتِي تتسع لحضوري وَالْمَشْي مَعَه مَاشِيا وَفِي ركابه إِلَى أَن توفّي أبي القَاضِي أَبُو يعلى وحظيت من قربه بِمَا لم يحظ بِهِ أحد من أَصْحَابه مَعَ حداثه سنى وَالشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ إِمَام الدُّنْيَا وزاهدها وَفَارِس المناظرة وواحدها كَانَ يعلمني المناظرة وانتفعت بمصنفاته وَأَبُو نصر ابْن الصّباغ وَأَبُو عبد الله الدَّامغَانِي حضرت مجَالِس درسه وَنَظره وقاضي الْقُضَاة الشَّامي انتفعت بِهِ غَايَة النَّفْع وَأَبُو الْفضل الهمذاني وأكبرهم سنا وَأَكْثَرهم فضلا أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ حظيت بِرُؤْيَتِهِ ومشيت فِي ركابه وَمن مشايخي أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي كَانَ حَسَنَة الْعَالم وَمَا شطة بَغْدَاد وَأَبُو بكر الْخَطِيب كَانَ حَافظ وقته وَوَقع لَهُ قضايا مِنْهَا ترداده إِلَى أبي الْوَلِيد وَأبي الْبَيَان شَيْخي الْمُعْتَزلَة وَكَانَ يعظمهم ويترحم على الحلاج ثمَّ بعد ذَلِك أظهر التَّوْبَة وَكتب خطه وَأَن الحلاج قتل بِإِجْمَاع عُلَمَاء عصره وَأَصَابُوا فِي ذَلِك وَأَخْطَأ هُوَ مَعَ ذَلِك فَإِنِّي أسْتَغْفر الله تَعَالَى وَأَتُوب إِلَيْهِ من مُخَالطَة الْمُعْتَزلَة والمبتدعة أفتى دروس وناظر الفحول وَكَانَ لَهُ الخاطر العاطر والبحث عَن الفوامص والدقائق وَجعل كِتَابه الْفُنُون مناطا لخواطره وَتكلم بِلِسَان الْوَعْظ مُدَّة ثمَّ تَركه وَاقْتصر على التدريس وقارب الثَّمَانِينَ وَمَا رأى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 نقصا فِي الخاطر والفكر وَالْحِفْظ وحدة النّظر وَقُوَّة الْبَصَر وَذكر فِي فنونه قَالَ حنبلي يَعْنِي نَفسه أَنا أقصر بغاية أَوْقَات آكِلِي حَتَّى أخْتَار سف الكعك وتحسية المَاء على الْخبز لأجل مَا بَينهمَا من تفَاوت المضغ توفرا على مطالعة أَو تسطير فَائِدَة لم أدْركهَا وَلما ورد الْغَزالِيّ إِلَى بَغْدَاد ودرس بالنظامية حَضَره ابْن عقيل وَأَبُو الْخطاب وَجمع وَكَانَ ابْن عقيل كثير المناظرة لألكيا الهراسي وَكَانَ ينشده (ارْفُقْ بعبدك إِن فِيهِ فهاهة ... جبلية وَلَك الْعرَاق وماؤها) قَالَ السلفى مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل الشَّيْخ أبي الوفا ابْن عقيل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 مَا كَانَ أحد يقدر أَن يتَكَلَّم مَعَه لغزارة علمه وَحسن إِيرَاده وبلاغة كَلَامه وَقُوَّة حجَّته وَلَقَد تكلم يَوْمًا مَعَ شَيخنَا أبي الْحسن إِلْكيَا الهراسي فِي مَسْأَلَة فَقَالَ شَيخنَا لَيْسَ هَذَا مذهبك فَقَالَ لَهُ أَنا لي اجْتِهَاد مَتى مَا طالبني خصمي بِحجَّة كَانَ عِنْدِي مَا أدفَع بِهِ عَن نَفسِي وأقوم لَهُ بحجتي فَقَالَ شَيخنَا كَذَلِك الظَّن بك وَله مصنفات كَثِيرَة فِي عُلُوم شَتَّى توفى بكرَة نَهَار الْجُمُعَة ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْقصر والمنصور وَكَانَ الْجمع يفوت الإحصاء قَالَ ابْن نَاصِر حزرتهم بثلاثمائة ألف وَدفن فِي دكة قبر الإِمَام أَحْمد وقبره ظَاهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 وَأما وَلَده عقيل فَكَانَ فِي غَايَة الْحسن وَكَانَ شَابًّا فهما ذَا حَظّ حسن سمع من هبة الله بن عبد الرَّزَّاق وَعلي بن الْحُسَيْن ابْن أَيُّوب وتفقه على أَبِيه وناظر فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَكَانَ فَقِيها فَاضلا يفهم الْمعَانِي جيدا وَيَقُول الشّعْر توفّي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ وَفَاته قبل أَبِيه بِشَهْر وَاحِد وَعمر إِذْ ذَاك سبع وَعِشْرُونَ سنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 وَأَخُوهُ أَبُو مَنْصُور هبة الله حفظ الْقُرْآن وتفقه وَظهر مِنْهُ أَشْيَاء تدل على عقل غزير وَدين عَظِيم ثمَّ مرض حِين دنا أَجله وَأنْفق عَلَيْهِ وَالِده مَالا عَظِيما قَالَ الشَّيْخ أَبُو الوفا قَالَ لي ابْني لما تقَارب أَجله يَا سَيِّدي قد أنفقت وبالغت فِي الْأَدْوِيَة والطب والأدعية وَللَّه تَعَالَى فِي اخْتِيَار فَدَعْنِي مَعَ اخْتِيَاره قَالَ فوَاللَّه مَا أنطق الله تَعَالَى وَلَدي بِهَذِهِ التيى تشاكل قَول إِسْحَاق لإِبْرَاهِيم (إفعل مَا تُؤمر) إِلَّا وَقد اخْتَارَهُ تَعَالَى للخطوة توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وصبر وَالِده عَلَيْهِ صبرا عَظِيما 747 - عَليّ بن أبي غَالب بن عَليّ بن غيلَان الْبَغْدَادِيّ الْقطيعِي الفرضي موفق الدّين سمع من ابْن اللتى وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْفَرَائِض وَكَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة الحديث: 747 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 حدث وَأَجَازَ للشَّيْخ صفي الدّين عبد الْمُؤمن توفّي يَوْم السبت ثَالِث شَوَّال سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 748 - عَليّ بن الْفُرَات الْأَصْبَهَانِيّ نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد ابْن حَنْبَل يَقُول الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق 749 - عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن أبي زرْعَة الطَّبَرِيّ المقرىء الْمُحدث الزَّاهِد أَبُو الْحسن وَهُوَ شيخ خير دين كثير الْعِبَادَة وَالذكر مُسْتَعْمل للسنن مبالغ فِيهَا جهده وَكَانَ مَشْهُورا بالزهد والديانة رَحل بِنَفسِهِ فِي طلب الحَدِيث إِلَى أَصْبَهَان وَسمع جمَاعَة من أَصْحَاب أبي نعيم الْحَافِظ كَأبي سعد المطرزي توفّي بالعسيلة بعد فَرَاغه من الْحَج وَالْعمْرَة والزيارة سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَدفن بهَا وَصلى عَلَيْهِ أَبُو زيد الْبَصْرِيّ الْخَطِيب الحديث: 748 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 750 - عَليّ بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول يُؤْكَل الطَّعَام مَعَ الإخوان بالسرور وَمَعَ الْفُقَرَاء بالإيثار وَمَعَ أَبنَاء الدِّينَا بالمروءة 751 - عَليّ بن مُحَمَّد الْقرشِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قدم أَحْمد بن حَنْبَل ليضْرب بالسياط أَيَّام المحنة وَكنت حَاضرا وَقد جرد فَبينا هُوَ يضْرب إِذْ انحل السَّرَاوِيل فَجعل يُحَرك شَفَتَيْه ثَلَاث مَرَّات فَرَأَيْت يدين خرجتا من تَحْتَهُ وَهُوَ يضْرب فشدت سراويله فَلَمَّا فرغوا من الضَّرْب وحطوه قُمْت إِلَيْهِ وَقلت يَا أَبَا عبد الله مَا كنت تَقول حِين انحل السَّرَاوِيل قَالَ قلت يَا من لَا يعلم الْعَرْش أَيْن هُوَ إِلَّا هُوَ إِن كنت تعلم أَنِّي على الْحق فَلَا تبد عورتي 752 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحسن الحديث: 750 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 الْمَعْرُوف بالآمدي قَالَ ابْن عقيل بلغ فِي النّظر الْغَايَة وَكَانَ لَهُ مُرُوءَة يحضر عِنْده الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأَبُو الْحسن الدَّامغَانِي وَكَانَ فقيهين يضيفهما بالأطعمة الْحَسَنَة وَكَانَ يتَكَلَّم مَعَهُمَا إِلَى أَن يمْضِي من اللَّيْل أَكْثَره سمع من أبي الْقَاسِم بن بَشرَان وَأبي إِسْحَاق الْبَرْمَكِي وَالْقَاضِي أبي يعلى وتفقه عَلَيْهِ وأجلس فِي طبقته للنَّظَر وَالْفَتْوَى بِجَامِع الْمَنْصُور فِي مَوضِع ابْن حَامِد وَلم يزل يُفْتى ويدرس ويناظر إِلَى أَن خرج من بَغْدَاد فِي فتْنَة البساسيري وَلم يحدث بهَا ثمَّ سكن آمد إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وقبره هُنَاكَ مَقْصُود بالزيارة 753 - عَليّ بن مُحَمَّد بن بشار أَبُو الْحسن الزَّاهِد الْعَارِف الحديث: 753 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 حدث عَن صَالح وَعبد الله ابنى الإِمَام أَحْمد والمروزي وَغَيرهم وَكَانَ رجلا صَالحا عَارِفًا بِاللَّه تَعَالَى لَا يتَكَلَّم فِيمَا لَا يعنيه قَالَ تِلْمِيذه أَبُو الْحسن ابْن مقسم أعرف رجلا مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة يَشْتَهِي أَن يشتهى ليترك مَا يَشْتَهِي فَمَا يجد شَيْئا يشتهى سمع جَمِيع مسَائِل صَالح وَحدث بهَا فَسَمعَهَا مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو حَفْص ابْن بدر المغازلى وَكَانَ شُيُوخ الْمَذْهَب يقصدونه ويعظمونه وَكَانَ ابْن بشار يَقُول فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ صل على أَبينَا آدم الَّذِي خلقته بِيَدِك واسجدت لَهُ ملائكتك وَزَوجته حَوَّاء أمتك فَسبق عَلَيْهِ قضاؤك وقدرك فَأكل من الشَّجَرَة فأهبطته إِلَى الأَرْض روى عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحسن أَحْمد ابْن مقسم المقرىء قَالَ ابو عَليّ النجاد سَمِعت أَبَا الْحسن ابْن بشار يَقُول مَا أعيب على رجل يحفظ لِأَحْمَد بن حَنْبَل خمس مسَائِل أَن يسْتَند إِلَى بعض سواري الْمَسْجِد ويفتى النَّاس بهَا توفّي لسبع خلون من ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة وَدفن بِالْعقبَةِ وقبره ظَاهر يتبرك النَّاس بزيارته 754 - عَليّ بن مُحَمَّد بن الْبَزَّار الْمَعْرُوف ابْن أخي نصر الحديث: 754 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 العكبري ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الطَّبَقَات وَقَالَ سمع من عَليّ ابْن شَاذان وَالْحسن ابْن شهَاب العكبري وَكَانَ إِمَامًا فِي القرارات والْحَدِيث وَالْفِقْه والفرائض وَجمع إِلَى ذَلِك النّسك والورع وَذكر ابْن شَافِع وَغَيره أَنه حدث بِشَيْء يسير توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة بعكبرا 755 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْأَنْبَارِي القَاضِي أَبُو مَنْصُور الْفَقِيه الْوَاعِظ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على ابْن الدَّامغَانِي وَسمع الحَدِيث من أبي طَالب ابْن غيلَان والجوهري وَالْقَاضِي أبي يعلى وتفقه عَلَيْهِ حَتَّى برع أفتى وَوعظ بِجَامِع الْقصر وَغَيره وَكَانَ مظْهرا للسّنة وَحدث وانتشرت الرِّوَايَة عَنهُ فروى عَنهُ عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَغَيره توفّي يَوْم السبت رَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب حَرْب وَكَانَ الْجمع كثيرا 756 - عَليّ بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن أَحْمد بن بكروس الحديث: 755 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه أَبُو الْحسن سمع من ابْن الْحصين وَأبي الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي وَغَيرهمَا وتفقه فِي الْمَذْهَب حَتَّى برع فِيهِ أفتى ودرس وناظر وصنف فِي الْمَذْهَب كتاب رُءُوس الْمسَائِل حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحسن الْقطيعِي وَلزِمَ بَيته فِي آخر عمره لمَرض حصل لَهُ إِلَى أَن توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن فِي مَقْبرَة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 757 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الزيتوني الْفَقِيه أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف ب " البرنداسي " وبراندس قَرْيَة من قرى بَغْدَاد الحديث: 757 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 سمع من ابْن الْحصين وَذكر عبد المغيث أَنه سمع عَلَيْهِ مُسْند الإِمَام أَحْمد تفقه وَأفْتى ودرس وناظر وَلما بنى الْوَزير ابْن هُبَيْرَة مدرسته بِبَاب الْبَصْرَة ولاه تدريسها وَكَانَ يدرس بهَا حدث وَسمع مِنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 غير وَاحِد وَقَالَ ابْن الْقطيعِي كتبت عَنهُ وَكَانَ قَلِيل الرِّوَايَة ثِقَة صَالحا قَالَ وسمعته يَقُول استيقظت فِي مَنَامِي وَأَنا أنْشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَلَا أعلم قد قيلا قبل أَو أنشدتهما لنَفْسي وهما هَذَانِ (لَيْت السبَاع لنا كَانَت مجاورة ... وليتنا لَا نرى مِمَّن نرى أحدا) (إِن السبَاع لتهدى فِي مواطنها ... وَالنَّاس لَيْسَ بهَا دشرهم أبدا) توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء لست عشرَة لَيْلَة خلت من ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 758 - عَليّ بن مُحَمَّد بن حَامِد اليغنوى أَبُو الْحسن ابْن النجار الشَّيْخ الْفَقِيه أَخذ الْفِقْه وَالْخلاف من الْفَخر إِسْمَاعِيل صَاحب الحديث: 758 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 أبي الْفَتْح ابْن المنى وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف فأجاد وَقَرَأَ طرفا صَالحا من الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ يكْتب خطا حسنا توفّي فِي رَمَضَان سنة تسع وسِتمِائَة بآمد 759 - عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عِيسَى اليونيني البعلي الْفَقِيه الْمُحدث الزَّاهِد شرف الدّين أَبُو الْحُسَيْن بن الشَّيْخ الْفَقِيه أبي عبد الله حضر عدَّة أَجزَاء عَن الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي وَسمع من عبد الْوَاحِد بن أبي المضاء والإربلى وَسمع بِدِمَشْق من ابْن الزبيدِيّ وَغَيره ثمَّ رَحل إِلَى مصر ولازم الْحَافِظ عبد الْعَظِيم المنذرى وعنى بِعلم الحَدِيث واستنسخ صَحِيح البُخَارِيّ واعتنى بأَمْره كثيرا قَالَ الذَّهَبِيّ حَدثنِي أَنه فِي سنة وَاحِدَة قابله وأسمعه إِحْدَى عشرَة مرّة الحديث: 759 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وتفقه وَأفْتى ودرس وعنى باللغة وَحصل أطرافا من الْعُلُوم حدث بالكثير وَسمع مِنْهُ جمَاعَة من الْحفاظ وَأكْثر عَنهُ البرزالي والذهبي وَقد خرج لَهُ ابْن أبي الْفَتْح البعلي مشيخة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 فِي ثَلَاثَة عشر جُزْءا والحافظ الذَّهَبِيّ عوالي وَحدث بِالْجَمِيعِ توفّي يَوْم الْخَمِيس حادى عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة ببعلبك وَدفن من يَوْمه بِبَاب سطحا وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة بِجَامِع دمشق صَلَاة الْغَائِب وتأسف النَّاس عَلَيْهِ 760 - عَليّ بن مُحَمَّد بن وضاح الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمُحدث النَّحْوِيّ الزَّاهِد الْكَاتِب الشَّيْخ كَمَال الدّين أَبُو الْحسن سمع صَحِيح مُسلم من أَحْمد بن مُحَمَّد بن نجم الْمروزِي ثمَّ قدم بَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي الْحسن الْقطيعِي وَغَيره صَحِيح البُخَارِيّ عَن أبي الْوَقْت الحديث: 760 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 وجامع التِّرْمِذِيّ من عمر بن كرم وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ من عبد اللَّطِيف ابْن البطي وَسمع من الشَّيْخ الْعَارِف عَليّ بن إِدْرِيس البعقوبي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وانتفع بِهِ وعنى بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن وَسمع الْكتب الْكِبَار ونفقه وبرع فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي فنون من الْعلم وَصَحب الصَّالِحين وَكَانَ صديقا للشَّيْخ محيى الدّين الصرصري وَله أجازة من الشَّيْخ موفق الدّين وَأبي عَمْرو ابْن الصّلاح وَسمع مِنْهُ خلق روى عَنهُ ابْن الْحصين والدمياطي وَغَيرهمَا توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة 761 - عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد ابْن المنجي الشَّيْخ الصَّالح الْكَبِير عَلَاء الدّين بن القَاضِي عز الدّين بسمع صَحِيح البُخَارِيّ من وزيرة وَسمع من عِيسَى الْمطعم وَغَيره وَكَانَ يحضر بالجامع الْأمَوِي فِي رَمَضَان بعد الظّهْر مَعَ الشُّيُوخ فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى وَقَالَ هُوَ من بَيت كَبِير وَرجل جيد توفّي يَوْم السبت سادس ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن من الْغَد الحديث: 761 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 762 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن عبد الرَّحِيم الشَّيْخ الإِمَام عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن سبط الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن صومع عرف ب " الْحَمَوِيّ " حدث عَن ابْن الشّحْنَة توفى لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة 763 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجى بن عُثْمَان بن أسعد ابْن المنجى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين بن أقضى الْقُضَاة صَلَاح الدّين التنوخي المقرىء مولده سنة خمسين بعد وَفَاة أَبِيه قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين بسبعة أَيَّام قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل ودرس الحديث: 762 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 بالمسمارية وَغَيرهَا واستتابه قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين ابْن قَاضِي الْجَبَل بِإِشَارَة قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين السُّبْكِيّ قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى نَشأ فِي صِيَانة وديانة سمع شَيْئا من الحَدِيث وَمَات معزولا وَكَانَ رَئِيسا نبيلا لم يبْق من الْحَنَابِلَة أنبل مِنْهُ وَكَانَ حسن الشكل كثير التَّوَاضُع وَالْحيَاء لَا يمر بِأحد إِلَّا وَيسلم عَلَيْهِ وَكَانَ كثير الْإِحْسَان وَالْإِكْرَام قَلِيل المداخلة لأمور الدُّنْيَا توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر رَجَب سنة ثَمَانمِائَة بمنزله بالصالحية مطعونا وَانْقطع سِتَّة أَيَّام وَصلى عَلَيْهِ بعد الظّهْر بِجَامِع الأفرم تقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّيْخ عَليّ ابْن أَيُّوب وَدفن بداره وشيعه جمَاعَة كَثِيرُونَ وَقد كمل خمسين سنة إِلَّا شهرا ويومين 764 - عَليّ بن مَحْمُود بن أبي بكر بن المغلي الشَّيْخ الإِمَام الحديث: 764 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 الْعَلامَة أعجوبة الزَّمَان قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين بن الشَّيْخ نور الدّين ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين نَشأ بِمَدِينَة حماة وَتُوفِّي وَالِده وَهُوَ صَغِير وَترك لَهُ مَالا وَكَانَ لَهُ أَخ أكبر مِنْهُ فعامله بالإكرام ثمَّ قدم إِلَى دمشق فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل فِي الْمَذْهَب وَأخذ عَن مشايخها كالعم الشَّيْخ برهَان الدّين وَالشَّيْخ نور الدّين الْأَنْبَارِي وَأخذ يَسِيرا عَن الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَالشَّيْخ شمس الدّين الصرخدى ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة وَقَرَأَ فِي النَّحْو على ابْن هِشَام ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء حماة ثمَّ نقل فِي آخر سنة سبع عشرَة إِلَى قَضَاء مصر وَكَانَ قوي الْحِفْظ وَذكر عَنهُ أَنه كَانَ يستحضر فروع جدى رَحمَه الله تَعَالَى وَحفظ التَّنْبِيه للشَّافِعِيَّة وَمجمع الْبَحْرين للحنفية والتسهيل وَكَانَ يستحضر غَالب شَرحه وَحكى شَيخنَا تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة عَن الشَّيْخ شمس الدّين الْبرمَاوِيّ أَنه قَالَ مرّة فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ عِنْد السُّلْطَان للقارىء استرح وَشرع فِي قِرَاءَة الْجُزْء من حفظه وَبِالْجُمْلَةِ لَا يعرف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 أحد فِي عصره يدانيه فِي الْحِفْظ وَجرى لَهُ مَعَ جدي الشَّيْخ شرف الدّين مناظرات والزامات وَكَانَ فِي النَّفس شَيْء فَالله يسامح توفّي بِالْقَاهِرَةِ يَوْم الْجُمُعَة حادى عشر صفر سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بتربته بِبَاب النَّصْر ونسبته إِلَى المغلى لِأَن وَالِده لما قدم من الْعرَاق وَسكن سليمَة سمى بالمغلى نِسْبَة إِلَى الْمغل 765 - عَليّ بن الْمكْرِي المعبراتي رُوِيَ عَن أَحْمد أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت فِي مَسْجِد أَحْمد بن حَنْبَل فأنفذ إِلَيْهِ المتَوَكل بِصَاحِب لَهُ يُعلمهُ أَن جَارِيَة بهَا صرع وَسَأَلَهُ أَن يَدْعُو الله تَعَالَى لَهَا بالعافية فَأخْرج لَهُ أَحْمد نعل خشب بِشِرَاك خوص للْوُضُوء فَدفعهُ إِلَى صَاحب لَهُ وَقَالَ لَهُ تمْضِي إِلَى دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ وتجلس عِنْد رَأس الْجَارِيَة وَتقول لَهُ قَالَ لَك أَحْمد أَيّمَا أحب إِلَيْك أَن تخرج من هَذِه الْجَارِيَة الحديث: 765 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 أَو تضرب بِهَذَا النَّعْل فَمضى إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ مثل قَوْله فَقَالَ المارد على لِسَان الْجَارِيَة السّمع وَالطَّاعَة وَلَو أمرنَا أَحْمد أَن لَا نُقِيم بالعراق مَا أَقَمْنَا بِهِ هُوَ أطَاع الله وَمن أطَاع الله أطاعه كل شَيْء وَخرج من الْجَارِيَة وزوجت فَلَمَّا مَاتَ أَحْمد عاودها المارد فأنفذ المتَوَكل إِلَى الْمروزِي وعرفه الْحَال فَأخذ الْمروزِي النَّعْل وَمضى إِلَى الْجَارِيَة فَتكلم المارد على لسانها وَقَالَ لَا أخرج من هَذِه وَلَا أطيعك وَلَا أقبل مِنْك أَحْمد بن حَنْبَل أطَاع الله فَأمرنَا بِطَاعَتِهِ 766 - عَليّ بن الْمُبَارك الْكَرْخِي الإِمَام الْفَقِيه أَبُو الْحسن قَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن تفقه على الْوَالِد ودرس فِي حَيَاته وَبعد وَفَاته وَكَانَ كثير الذكاء قيمًا بالفرائض سمع من الْوَالِد الحَدِيث الْكثير قَالَ أَبُو الْحسن النَّهْرِي كنت فِي بعض الْأَيَّام أمشى مَعَ القَاضِي أبي يعلى فَالْتَفت فَقَالَ لي لَا تلْتَفت إِذا مشيت فَإِنَّهُ ينْسب فَاعل ذَلِك إِلَى الْحمق توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ إِمَامًا القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن وَدفن بمقبرة جَامع الْمَنْصُور 767 - عَليّ بن الْمُبَارك بن عَليّ بن الفاعوس الْبَغْدَادِيّ الحديث: 766 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 المقرىء الزَّاهِد سمع من القَاضِي أبي يعلى وَأبي مَنْصُور عبد الْبَاقِي الْعَطَّار وَصَحب الشريف أَبَا جَعْفَر وَكَانَ مَشْهُورا بالزهد والورع والتقشف وَحسن الطَّرِيقَة والخلق لَهُم فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم وَذكر ابْن نَاصِر أَنه كَانَ أزهد النَّاس فِي عصره وَكَانَ يقْرَأ يَوْم الْجُمُعَة على النَّاس أَحَادِيث قد جمعهَا بِغَيْر أَسَانِيد انْتهى وَكَانَ ابْن الفاعوس يُسمى الْحجر الْأسود يَمِين الله حَقِيقَة تَعَالَى الله عَن ذَلِك فَإِن صَحَّ عَنهُ ذَلِك فَهُوَ مَحْمُول على نفي وُقُوع الْمجَاز فِي الْقُرْآن قَالَ الْحَافِظ ابْن رَجَب وَفِيه شَيْء توفّي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْقصر وَدفن قَرِيبا من الإِمَام أَحْمد وَكَانَ يَوْمًا مشهودا 768 - عَليّ بن موفق الشَّيْخ الصَّالح العابد حدث عَن مَنْصُور بن عمار وَأحمد بن أبي الْحوَاري روى عَنهُ أَحْمد بن مَسْرُوق الطوسي وَغَيره وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة قَالَ كنت لَيْلَة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فَقلت يَا سَيِّدي كم ترددني وَكم تتعبني أقبضني إِلَيْك وأرحني الحديث: 768 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 ثمَّ رقدت فَبينا أَنا نَائِم إِذْ رَأَيْت رب الْعِزَّة عز وَجل فِي النّوم فَقَالَ لي يَا عَليّ بن الْمُوفق أرأيتك لَو أَنَّك بنيت دَارا من كنت تَدْعُو إِلَيْهَا من تحب أم من تكره فَقَالَ لَا يارب بل من أحب فَقَالَ عز وَجل يَا عَليّ بن الْمُوفق قد دعوناك إِلَى دَارنَا وَفِي بعض الْكتب أَنه حج سِتِّينَ حجَّة وَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم أَنِّي أعبدك خوفًا من نارك فعذبني بهَا وَإِن كنت تعلم أَنِّي أعبدك طَمَعا فِي جنتك فاحرمنيها وَإِن كنت تعلم أَنى عَبدك حبا مني إِلَيْك وشوقا إِلَى وَجهك الْكَرِيم فأبحنيه مرّة واصنع بِي مَا شِئْت وَنقل الْمَكِّيّ قَالَ حدثت عَن عَليّ بن الْمُوفق قَالَ رَأَيْت فِي النّوم كَأَنِّي أدخلت الْجنَّة فَرَأَيْت رجلا قَاعِدا على مائدة وملكان عَن يَمِينه وشماله يلقمانه من جَمِيع الطَّيِّبَات وَهُوَ يَأْكُل وَرَأَيْت رجلا قَائِما على بَاب الْجنَّة يتصفح وُجُوه قوم فَيدْخل بَعْضًا وَيرد بَعْضًا قَالَ ثمَّ جاوزتهما إِلَى حضيرة الْقُدس فَرَأَيْت فِي سرادق الْعَرْش رجلا قد شخص ببصره ينظر إِلَى الله تَعَالَى لَا يطرف فَقلت لرضوان من هَذَا قَالَ هَذَا مَعْرُوف الْكَرْخِي عبد الله لَا خوفًا من ناره وَلَا شوقا إِلَى جنته بل حبا لَهُ فأباحه النّظر والآخرين بشر بن الْحَارِث وَأحمد بن حَنْبَل مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى 769 - عَليّ بن أبي الْمَعَالِي الْمُبَارك بن الأحدب الْوراق الْفَقِيه أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف ب " ابْن " غَرِيبَة سمع الْكثير من أبي الْقَاسِم الحديث: 769 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 ابْن الْحصين سمع مِنْهُ الْمسند بِكَمَالِهِ وَمن القَاضِي أبي بكر الْأنْصَارِيّ وَغَيرهمَا وتفقه على أبي الْفضل ابْن سيف وَقَرَأَ الْفَرَائِض على أبي بكر وَكَانَ ثِقَة صَحِيح السماع ذَا عقل حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْفرج ابْن الْحَنْبَلِيّ وَابْن الْقطيعِي وروى عَنهُ ابْن الْجَوْزِيّ حكايات عدَّة توفّي يَوْم الْأَحَد حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة بالمحول وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال فَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد 770 - عَليّ بن مكي بن جراح بن عَليّ بن ورخز الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْحسن تفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَأبي يعلى ابْن أبي خازم وبرع فِي الْفِقْه وَأفْتى وناظر وَكَانَ زاهدا عابدا توفّي فِي حادي عشرى صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 771 - عَليّ بن مَسْعُود بن نَفِيس بن عبد الله الْموصِلِي ثمَّ الْحلَبِي الْمُحدث الْحَافِظ الزَّاهِد أَبُو الْحسن سمع بحلب من ابْن رَوَاحَة الحديث: 770 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وبمصر من الْكَمَال الضَّرِير وَغَيره وبدمشق من ابْن عبد الدايم والكرماني وعنى بِالْحَدِيثِ عناية تَامَّة وَكَانَت قِرَاءَته مفسرة حَسَنَة وَحصل الْأُصُول وتقنع باليسير من الْعَيْش مَعَ التَّقْوَى وَالصَّلَاح وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب أَحْمد ووقف كتبه وأجزاءه وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَغَيره توفّي سنة أَربع وَسَبْعمائة بالمارستان الوفائي وَحمل إِلَى سفح قاسيون فَدفن مُقَابل زَاوِيَة الشَّيْخ ابْن قوام وشيعه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَجمع 772 - عَليّ بن منجي بن عُثْمَان بن أسعد بن منجي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين سمع من ابْن البُخَارِيّ الحديث: 772 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 وَأحمد بن سُفْيَان وَخلق وَولى الْقَضَاء بعد وَفَاة ابْن الْحَافِظ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَحدث بالكثير قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَحَادِيث الَّتِي رَوَاهَا مُسلم فِي صَحِيحه عَن الإِمَام أَحْمد بِسَمَاعِهِ للصحيح من أبي الله مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي عصرون بإجازته من الْمُؤَيد الطوسي توفّي فِي شعْبَان سنة خمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون 773 - عَليّ بن نابت بن طَالب بن الطالباني الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو الْحسن موفق الدّين سمع بِبَغْدَاد من صَالح ابْن الرخلة وشهدة الحديث: 773 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 وبالموصل من خطيبها أبي الْفضل وتفقه على الشَّيْخ أبي الْفَتْح ابْن المنى واشتغل بالموصل بِالْخِلَافِ وَأقَام بحران مُدَّة عِنْد الْخَطِيب ابْن تَيْمِية ثمَّ قدم دمشق ثمَّ رَجَعَ وَأقَام بِرَأْس الْعين من أَرض الجزيرة وَوعظ هُنَاكَ وَحدث وانتفع بِهِ قَالَ ابْن نقطة سَمِعت مِنْهُ وسماعة صَحِيح توفّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة بِرَأْس الْعين وَله كَلَام فِي بيع الْفُلُوس النافقة بِأحد النَّقْدَيْنِ أَنه يجوز النِّسَاء فِيهَا كالجواز مَعَ غَيرهَا من الْعرُوض الرصاص وَنَحْوه قَالَ وَمنع أَحْمد من السّلف فِي الْفُلُوس لَا يَصح جمله على مَا ذكره الْأَصْحَاب أَنَّهَا أَثمَان وَوجه ذَلِك ظَاهر 774 - عَليّ بن هِلَال بن خَمِيس الوَاسِطِيّ الفاخراني الحديث: 774 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 الضَّرِير الْفَقِيه أَبُو الْحسن معِين الدّين سمع من أبي الْحُسَيْن عبد الْحق ابْن عبد الْخَالِق وَصدقَة بن الْحُسَيْن النَّاسِخ وَخَدِيجَة بنت أَحْمد النهرواني وتفقه فِي الْمَذْهَب على جمَاعَة وَحدث وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى الفاخرانية قَرْيَة من سَواد وَاسِط توفّي فِي حادي عشرى الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 775 - عَليّ بن يُوسُف بن الذهبية الشَّيْخ الزَّاهِد الْوَرع أَبُو الْحسن توفّي يَوْم الْجُمُعَة لست بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة الحديث: 775 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 من اسْمه عَبَّاس 776 - عَبَّاس بن أَحْمد الْيَمَانِيّ الطرسوسي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن الرجل يسمع النفير وتقام الصَّلَاة قَالَ يُصَلِّي ويخفف فَقَالَ الرجل يُخَفف الرُّكُوع وَالسُّجُود قَالَ لَا وَلَكِن يقْرَأ سورا قصارا وَيتم الرُّكُوع وَالسُّجُود وَقَالَ أَيْضا سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن سبي عمورية فكرهه وَقَالَ مَا سَمِعت مثل مَا صَنَعُوا فِي تِلْكَ الْغُزَاة 777 - عَبَّاس بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بالنخشبي ذكره الْخَطِيب فَقَالَ حدث بِمصْر عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَسمع مِنْهُ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُونُس الْمصْرِيّ الحديث: 776 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 778 - عَبَّاس بن عبد الْعَظِيم بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْفضل الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ سمع يحيى بن سعيد الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وإمامنا وَغَيرهم قَالَ حَنْبَل سَمِعت أَبَا عبد الله وَسَأَلَهُ رجل عَن رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة فَقَالَ يرْوى عَن النَّبِي من غير وَجه وَعَن أَصْحَابه أَنهم فَعَلُوهُ إِذا افْتتح وَاحِد الصَّلَاة وَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قلت لَهُ بَين السَّجْدَتَيْنِ الحديث: 778 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 قَالَ لَا قلت فَإِذا أَرَادَ ان ينحط سَاجِدا قَالَ لَا فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاس الْعَنْبَري يَا أَبَا عبد الله أَلَيْسَ يرْوى عَن النَّبِي أَنه فعله قَالَ هَذِه الْأَحَادِيث أقوى وَأكْثر قَالَ عَبَّاس وَالله لمخالفتي يُونُس وَابْن عون أسهل عَليّ من خلافي أَحْمد بن حَنْبَل ثمَّ قَالَ إِن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ بلينا بفتنة الضراء فصبرنا وبلينا بفتنة السَّرَّاء فَلم نصبر وَأَبُو عبد الله قد ابتلى بالفتنتين جَمِيعًا فَصَبر روى عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ ذكره البُخَارِيّ 779 - عَبَّاس بن عمر بن عَبْدَانِ الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه عفيف الدّين أَبُو الْفضل البعلي المقرىء الرجل الصَّالح سمع من الشَّيْخ موفق الدّين وتفقه عَلَيْهِ والبهاء عبد الرَّحْمَن وَالْمجد الْعَرُوضِي روى عَنهُ أَبُو الْحسن ابْن الْعَطَّار والمزي والبرزالي وَجَمَاعَة توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الحديث: 779 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 780 - عَبَّاس بن عَليّ بن الْحسن بن بسام أَبُو الْفضل ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 781 - عَبَّاس بن غَالب الهمذاني الْوراق روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل يَا أَبَا عبد الله أكون فِي الْمجْلس لَيْسَ فِيهِ من يعرف السّنة غَيْرِي فيتكلم فِيهِ مُبْتَدع أرد عَلَيْهِ فَقَالَ لَا تنصر نَفسك بِهَذَا النَّصْر بِالسنةِ وَلَا تخاصم فَأَعَدْت عَلَيْهِ القَوْل فَقَالَ مَا أَرَاك إِلَّا مخاصما 782 - عَبَّاس بن مُحَمَّد بن حَاتِم أَبُو الْفضل الدوري مولى بني هَاشم بغدادي سمع شَبابَة بن سوار وَعُثْمَان بن مُسلم فِي آخَرين حدث عَنهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان وَعبد الله ابْن إمامنا الحديث: 780 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَذكره الْخلال فِيمَن صحب إمامنا وَقَالَ سَمِعت عَبَّاس الدوري أَقَمْنَا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل أَيَّام الْحَج فيجيئه أَقوام من الْحَاج فَيقبل عَلَيْهِم ويحدثهم فَرُبمَا قُلْنَا لَهُ فِي ذَلِك فَيَقُول هَؤُلَاءِ قوم غرباء وَإِلَى أَيَّام يخرجُون قَالَ وَسمعت أَحْمد بن حَنْبَل وَهُوَ شَاب على بَاب أبي النَّضر فَقيل لَهُ يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي مُوسَى بن عُبَيْدَة وَمُحَمّد بن إِسْحَاق فَقَالَ أما مُحَمَّد فنسمع مِنْهُ وتكتب عَنهُ هَذِه الْأَحَادِيث يَعْنِي الْمَغَازِي وَنَحْوهَا وَأما مُوسَى بن عُبَيْدَة فَلم يكن بِهِ بَأْس وَلكنه روى عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَحَادِيث مَنَاكِير فَأَما إِذا جَاءَ الْحَلَال وَالْحرَام أردنَا أَقْوَامًا هَكَذَا قَالَ الْعَبَّاس وأرانا بِيَدِهِ قَالَ أَبُو بكر الْخلال وأرانا الْعَبَّاس فعل أَحْمد قبض كفيه جَمِيعًا وَأقَام إبهاميه مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر صفر سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقد بلغ ثمانيا وَثَمَانِينَ سنة ذكره ابْن المنادى 783 - عَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْخلال ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ من أَصْحَاب أبي عبد الله الْأَوَّلين الَّذين كَانَ يعْتد بهم الحديث: 783 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 وَكَانَ رجلا لَهُ قدر وَعلم وَقَالَ أَحْمد فِي زَاوِيَة عَبَّاس بن مُحَمَّد اللال إِذا نصب المَاء عَن جَزِيرَة إِلَى فنائه فَلَا يبْنى عَلَيْهَا فَإِن فِيهَا ضَرَرا على غَيره لِأَن المَاء يرجع 784 - عَبَّاس بن مشكوية الهمذاني نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ كنت يَوْم ضرب أَحْمد فِي الدَّار فَلَمَّا ضرب السَّوْط الثَّامِن اضْطربَ المئزر فِي وَسطه فرأيته وَقد رفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وحرك شَفَتَيْه فَمَا استتم الدُّعَاء حَتَّى رَأَيْت كفا من ذهب قد خرج من تَحت المئزر فَرده إِلَى مَوْضِعه بقدرة الله تَعَالَى فضجت الْعَامَّة وهموا بالهجوم على دَار السُّلْطَان فَأمر بحله فَدخلت عَلَيْهِ فَقلت يَا أَبَا عبد الله أَي شَيْء كَانَ تَحْرِيك شفتيك عِنْد اضْطِرَاب المئزر فَقَالَ رفعت رَأس إِلَى السَّمَاء وناديت يَا غياث المستغيثين يَا إِلَه الْعَالمين إِن كنت تعلم إِنِّي قَائِم لَك بِحَق فَلَا تهتك لي عَورَة فَاسْتَجَاب الله دعائي 785 - عَبَّاس بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْجَوْهَرِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول من الْكَبَائِر قاص يقص على قصاص سمع من يحيى بن أَيُّوب المقابري وَدَاوُد بن رشيد روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر الشَّافِعِي وَكَانَ ثِقَة مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 784 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 ذكر جمَاعَة من مفاريد حرف الْعين 786 - عَبدُوس بن عبد الْوَاحِد أَبُو السرى قَالَ كنت أَتَى أَحْمد بن حَنْبَل فجَاء شَاب أرَاهُ قَالَ سَأَلَهُ عَن شَيْء وَكَانَ للشاب هَيْئَة وسمت وخشوع فَأَجَابَهُ فَلَمَّا قَامَ قَالَ أَبُو عبد الله يجيئني مثل هَذَا أَفلا أُجِيبهُ وَقَالَ عَبدُوس سَأَلت أَبَا عبد الله قلت رجل حج من الدِّيوَان أَتَرَى لَهُ أَن يُعِيد الْحَج قَالَ نعم 787 - عَبدُوس بن مَالك أَبُو مُحَمَّد الْعَطَّار ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَت لَهُ عِنْد أبي عبد الله منزلَة وَكَانَ يقدمهُ وَقد روى عَن الإِمَام أَحْمد مسَائِل قَالَ عَبدُوس سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول أصُول السّنة عندنَا التَّمَسُّك بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَاب رَسُول الله والاقتداء بهم وَترك المراء والجدال والخصومات فِي الدّين وَالسّنة عندنَا آثَار رَسُول الله وَالسّنة تفسر الْقُرْآن وَهِي دَلَائِل الْقُرْآن وَلَيْسَ فِي السّنة قِيَاس وَلَا تضرب لَهَا الْأَمْثَال وَلَا تدْرك بالعقول وَلَا الْأَهْوَاء وَإِنَّمَا هُوَ الإتباع وَترك الْهوى الحديث: 786 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 788 - عِيسَى بن بركَة الرجل الصَّالح السلمى المفعلى المقرىء الْمُؤَدب سمع من ابْن اللتى والحافظ الضياء وَعبد الْحق وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وجد مَيتا فِي بَيت من بيُوت الْمدرسَة بِالْجَبَلِ سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 789 - عصمَة بن أبي عصمَة أَبُو طَالب العكبري الحديث: 788 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَمَّن لعن يزِيد بن مُعَاوِيَة فَقَالَ لَا نتكلم فِي هَذَا قَالَ النَّبِي (لعن الْمُؤمن كقتله) وَقَالَ (خير الْقُرُون قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ) وَقد كَانَ يزِيد فيهم فَأرى الْإِمْسَاك أحب إِلَيّ وَذكره أَبُو بكر الْخلال وَقَالَ كَانَ صَالحا صحب أَبَا عبد الله إِلَى أَن مَاتَ روى عَنهُ مسَائِل كَثِيرَة جيادا وَقَالَ أَبُو حَفْص العكبري بَلغنِي أَن عصمَة رأى ابْنا لَهُ وَقد خرج من الْحمام وَكَانَ وضيء الْوَجْه فحبسه فِي منزله حَتَّى خرج الشيب فِي لحيته لِأَنَّهُ إِذا كَانَ صَبيا أفتن الرِّجَال وَإِذا كَانَ لَهُ لحية أفتن النِّسَاء فَلم يكن يتْركهُ يخرج إِلَّا للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم عمر بن رَجَاء مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ ذكره ابْن قَانِع 790 - عِيسَى بن جَعْفَر أَبُو مُوسَى الْوراق الصَّفَدِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله قلت الرجل لَهُ الضَّيْعَة يغل مِنْهَا مَا يقوته ثَلَاثَة أشهر من أول السّنة يَأْخُذ من الصَّدَقَة قَالَ إِذا نفذت وَقَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الِاسْتِثْنَاء فِي الْإِيمَان فاحتج الحديث: 790 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 بقوله تَعَالَى (لتدخلن الْمَسْجِد الْحَرَام إِن شَاءَ الله) فقد علم أَنهم داخلون وَاسْتثنى بقوله (ادخُلُوا مصر إِن شَاءَ الله) وَبِقَوْلِهِ (وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم للاحقون) وَقد علم النَّبِي أَنه لَاحق بهم سمع شَبابَة بن سوار وشجاع ابْن الْوَلِيد وَغَيرهمَا وَقد حدث سمع مِنْهُ يحيى بن صاعد وَالْقَاضِي الْمحَامِلِي وَجمع وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى كَانَ من أفاضل النَّاس وشجعان الْمُجَاهدين مَعَ ورع وعقل وَمَعْرِفَة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 791 - عَسْكَر بن الْحصين أَبُو تراث النخشبي الصُّوفِي قدم بَغْدَاد مَرَّات وَكَانَ يحضر مجْلِس أَحْمد قَالَ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد جَاءَ أَبُو تُرَاب النخشبي إِلَى أبي فَجعل أبي يَقُول فلَان ضَعِيف فلَان ثِقَة فَقَالَ أَبُو تُرَاب لَا تغتاب الْعلمَاء فَالْتَفت أبي إِلَيْهِ فَقَالَ وَيحك هَذِه نصيحة لَيْسَ هَذَا غيبَة مَاتَ بالبادية سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَيُقَال إِنَّه نهشته السبَاع الحديث: 791 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 792 - عَارِم أَبُو النُّعْمَان الْبَصْرِيّ سَأَلَ إمامنا قَالَ قلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله بَلغنِي أَنَّك رجل من الْعَرَب فَمن أَي الْعَرَب أَنْت فَقَالَ يَا أَبَا النُّعْمَان نَحن قوم مَسَاكِين وَمَا نصْنَع بِهَذَا 793 - عصمَة بن عِصَام نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله قَالَ لَا تقتل النِّسَاء فِي دَار الْحَرْب إِلَّا من قَاتل مِنْهُنَّ فَإِذا قاتلن قوتلن وَلَا يقتلن صبرا 794 - عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ بن مَنْصُور بن مَنْصُور بن عبَادَة الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْمُفْتِي زين الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع من الْقَاسِم الإربلى وَأبي الْفضل ابْن عَسَاكِر وَطلب الحَدِيث وَكتب الحديث: 792 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 الْأَجْزَاء وتفقه على الشَّيْخ زين الدّين ابْن المنجي ثمَّ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية قَالَ الذَّهَبِيّ تقدم فِي الْفِقْه وناظر وتميز وَذكره فِي مُعْجم شُيُوخه قَالَ وَكَانَ فَقِيها عَالما جيد الْفَهم يفهم شَيْئا فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَكَانَ صَالحا دينا ذَا حَظّ من تهجد وإيثار وتواضع روى عَنهُ جمَاعَة توفّي فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة ووالده الشَّيْخ شرف الدّين كَانَ فَقِيها أديبا عدلا حدث عَن عِيسَى الْخياط وَالشَّيْخ مجد الدّين بن تَيْمِية سمع مِنْهُمَا بحران توفّي فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسَبْعمائة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 795 - عَيَّاش بن عمر بن عَبْدَانِ الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه عفيف الدّين أَبُو الْفضل البعلى المقرىء كَانَ رجلا صَالحا سمع من الشَّيْخ موفق الدّين والبهاء عبد الرَّحْمَن وَالْمجد الْقزْوِينِي وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين وَقَرَأَ عَلَيْهِ تصنيف كتاب الْعُمْدَة روى عَنهُ أَبُو الْحسن الْعَطَّار والمزي والبرزالي وَجَمَاعَة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 796 - عِيسَى بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن ماضي الشَّيْخ الإِمَام مجد الدّين الْمَقْدِسِي نزيل بَغْدَاد روى عَن الحديث: 795 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 مُوسَى بن الشَّيْخ عبد الْوَاحِد وَالشَّيْخ موفق الدّين وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن روزبة وَابْن اللتى وَابْن القبيطي روى عَنهُ الفرضي وَأَبُو شامة وَطَائِفَة توفّي بِبَغْدَاد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ 797 - عِيسَى بن فَيْرُوز الْأَنْبَارِي سمع من إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة حَدثنَا الْأَعْمَش عَن عبد الله بن ذكْوَان أبي الزِّنَاد قَالَ كَانَ فُقَهَاء الْمَدِينَة أَرْبَعَة الحديث: 797 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 سعيد بن الْمسيب وَقبيصَة بن ذُؤَيْب وَعُرْوَة بن الزبير وَعبد الْملك بن مَرْوَان وَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة قَالَ كَانَ دهاة الْعَرَب الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَزِيَاد بن أبي سُفْيَان وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَمُعَاوِيَة بن سُفْيَان وروى عَن أَحْمد أَنه قَالَ الْإِيمَان قَول وَعمل 798 - عباسة بنت الْفضل زَوْجَة إمامنا أَحْمد وَأم وَلَده صَالح كَانَ أَحْمد يثنى عَلَيْهَا كثيرا وَسمعت مِنْهُ أَشْيَاء وَمَاتَتْ فِي حَيَاته قَالَ زُهَيْر بن صَالح بن أَحْمد تزوج جدى أم أبي عباسة بنت الْفضل وَهِي من الْعَرَب من الربض وَلم يُولد لَهُ مِنْهَا غير أبي ثمَّ توفيت فَقَالَ أَحْمد أَقَامَت أم صَالح معي عشْرين سنة فَمَا اخْتلفت أَنا وَهِي فِي كلمة الحديث: 798 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 799 - عَائِشَة بنت عِيسَى بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الشيخة الصَّالِحَة العابدة المسندة أم أَحْمد بنت الْمجد بن شيخ الْإِسْلَام موفق الدّين الْمَقْدِسِي أجَاز لَهَا القَاضِي أَبُو الْقَاسِم ابْن الحرستاني وَسمعت من أَبِيهَا وجدهَا وتفردت بأجزاء السِّيرَة حدث عَنْهَا ابْن الخباز فِي حَيَاتهَا وَسمع مِنْهَا الْمقَاتل وَابْن النابلسي والمحب ويوسف الدمياطي توفيت فِي تَاسِع عشر شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة الحديث: 799 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 من اسْمه عمر وَعَمْرو 800 - عمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله العكبري أَبُو حَفْص سمع من أبي عَليّ بن الصَّواف وَأبي بكر النجاد وَغَيرهمَا وَصَحب من فُقَهَاء الْحَنَابِلَة عمر بن بدر المغازلي وَأَبا بكر عبد الْعَزِيز وَأَبا إِسْحَاق ابْن شاقلا وَأكْثر من مُلَازمَة ابْن بطة لَهُ معرفَة تَامَّة بِالْمذهبِ وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا الْمقنع وَشرح الخرقى وَالْخلاف بَين مَالك وَأحمد قَالَ أَبُو حَفْص سَمِعت ابْن شاقلا يَقُول لما جَلَست فِي جَامع الْمَنْصُور رويت عَن أَحْمد أَن رجلا سَأَلَهُ فَقَالَ إِذا حفظ الرجل مائَة ألف حَدِيث يكون فَقِيها قَالَ لَا قَالَ فمائتي ألف حَدِيث قَالَ لَا قَالَ فثلاثمائة قَالَ لَا قَالَ فأربعمائة فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وحركها فَقَالَ لي رجل فَأَنت تحفظها فَقلت إِن لم أحفظها فَإِنِّي أُفْتِي بقول من يحفظها وَأكْثر مِنْهُ وَقَالَ أَبُو حَفْص الْمَوَاضِع الَّتِي يسْتَحبّ أَن يصلى فِيهَا رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّهُ يخففهما رَكْعَتي الْفجْر وَالطّواف وَعند الْخطْبَة وتحية الْمَسْجِد وَقَالَ سَأَلَني رجل عَمَّن حلف بِالطَّلَاق الثَّلَاث أَن مُعَاوِيَة فِي الْجنَّة فأجبته أَن نِكَاحه بَاقٍ وَأَن زَوجته لم تطلق وَهَكَذَا أفتى جمَاعَة مِنْهُم الْحَرْبِيّ وَقَالَ سَمِعت أَبَا بكر بن مليح يَقُول بَلغنِي عَن أَحْمد أَنه قَالَ إِذا أَرَادَ الرجل أَن الحديث: 800 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 يُزَوّج رجلا فَأَرَادَ أَن يجْتَمع لَهُ الدُّنْيَا وَالدّين فليبدأ فَيسْأَل عَن الدُّنْيَا فَإِن حمدت سَأَلَ عَن الدّين فَإِن حمد فقد اجْتمعَا فَإِن لم يحمد كَانَ فِيهِ رد الدُّنْيَا من أجل الدّين وَلَا يبْدَأ فَيسْأَل عَن الدّين فَإِن حمد ثمَّ سَأَلَ عَن الدُّنْيَا فَلم تحمد كَانَ فِيهِ رد الدّين لأجل الدُّنْيَا توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة يَوْم الْخَمِيس ضحوة لثمان خلون مِنْهُ سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 801 - عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح الراميني الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الشَّيْخ الإِمَام الْوَاعِظ الْأُسْتَاذ قَاضِي الْقُضَاة نظام الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين مولده أَظن سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الحديث: 801 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 فَإِن لَهُ حضورا على الشَّيْخ الصَّامِت سنة أَربع وَثَمَانِينَ سمع من وَالِده وَمن عَمه الشَّيْخ شرف الدّين وَجَمَاعَة وَحضر عِنْد ابْن البُلْقِينِيّ وَابْن المغلى وَغَيرهمَا من الْأَئِمَّة وَكَانَ رجلا دينا يعْمل الميعاد يَوْم السبت بكرَة النَّهَار على طَريقَة وَالِده وَقَرَأَ البُخَارِيّ على شَيخنَا الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْمُحب وَأَجَازَهُ وباشر نِيَابَة الحكم مُدَّة ثمَّ ولى الْوَظِيفَة بعد عزل شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن الحبال بعد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ واستمرت الْوَظِيفَة بَينه وَبَين قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين الْبَغْدَادِيّ دولا إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين ثمَّ اسْتمرّ فِيهَا إِلَى سنة إِحْدَى وَخمسين وانفصل مِنْهَا بكاتبه بِولَايَة مَوْلَانَا السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر جقمق تغمدة الله برحمته وَعمر وَألْحق الأحفاد بالأجداد توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَدفن بالروضة قَرِيبا من وَالِده وجده 802 - عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْبَرْمَكِي أَبُو حَفْص كَانَ من الْفُقَهَاء الْأَعْيَان النساك الزهاد وَأهل الْفتيا الواسعة الحديث: 802 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 والتصانيف النافعة من ذَلِك الْمَجْمُوع وَشرح بعض مسَائِل الكوسج حدث عَن ابْن الصَّواف وَغَيره وَصَحب عمر بن بدر المغازلي وَأَبا عَليّ النجاد وَأَبا بكر عبد الْعَزِيز وَغَيرهم قَالَ أَبُو عَليّ سُئِلت عَن خفَّة الْجِنَازَة وثقلها فَقلت إِذا خفت فصاحبها شَهِيد لِأَن الشَّهِيد حَيّ والحي أخف من الْمَيِّت (وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ) وروى بِإِسْنَادِهِ عَن الرّبيع قَالَ سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول لِأَن أَتكَلّم فِي الْعلم فأخطىء فَيُقَال لي أَخْطَأت خير من أَن أَتكَلّم فِي الْكَلَام فأخفى فَيُقَال لي كفرت وبإسناده قَالَ بشر بن الْحَارِث رئى إِبْرَاهِيم بن أدهم مُقبلا من الْجَبَل قيل لَهُ من أَيْن أَقبلت قَالَ من أنس الله تَعَالَى ثمَّ قَالَ (اتخذ الله مؤنسا ... ودع النَّاس جابنا) (وتشاغل بِذكرِهِ ... إِن فِي ذكره الشفا) (وَأَرْض عَنهُ بِمَا قضى ... إِن فِي ذَلِك الْغِنَا) مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 803 - عمر بن إِدْرِيس الْأَنْبَارِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الشَّيْخ الحديث: 803 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 الإِمَام الْفَاضِل القَاضِي جمال الدّين قَرَأَ على الشَّيْخ الْعَلامَة جمال الدّين البابصري الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وتفقه حَتَّى مهر فِي الْمَذْهَب وَأقَام السّنة وقمع الْبِدْعَة بِبَغْدَاد وأزال الْمُنْكَرَات وارتفع حَتَّى لم يكن فِي الْمَذْهَب أكمل مِنْهُ فِي زَمَانه وَغَضب عَلَيْهِ جمَاعَة من الرافضة فعاقبوه مُدَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 وَمَات فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة شَهِيدا وتأسف عَلَيْهِ أهل بَغْدَاد وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي عمرها بهَا ثمَّ إِن أعداءه أهلكهم الله سَرِيعا وَفَرح أهل بَغْدَاد بهلاكهم 804 - عمر بن أسعد بن المنجي بن بَرَكَات بن المؤمل التنوخي القَاضِي شمس الدّين أَبُو الْفتُوح وَأَبُو الْخطاب بن القَاضِي وجيه الدّين تفقه على رائده وَسمع من عبد الْوَهَّاب بن أبي حَبَّة وَقدم دمشق وَسمع بهَا من القَاضِي أبي سعد بن أبي عصرون وَالْقَاضِي أبي الْفضل بن الشهرزوري وببغداد من ابْن سكينَة وَغَيره أفتى ودرس وَكَانَ عَارِفًا بِالْقضَاءِ بَصيرًا بِالشُّرُوطِ والحكومات والمسائل الغامضات درس بالمسمارية وَحدث روى عَنهُ البرزالي ومجد الدّين ابْن العديم ووزيرة وَابْنَته وَهِي خَاتِمَة من روى عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَأَجَازَ لِابْنِ الشِّيرَازِيّ وَفِي الْمُسْتَوْعب حَاشِيَة أَنه نقل من وَالِده أَن مُرَاد الْأَصْحَاب بقَوْلهمْ يُؤَجل الْعنين سنة السّنة الشمسية لَا الْهِلَالِيَّة لِأَن الحديث: 804 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 الشمسية تجمع الْفُصُول الْأَرْبَع توفّي فِي سَابِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون قَالَه أَبُو شامة 805 - عمر بن بكار القلافلاني نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِن لم يكن أَصْحَاب الحَدِيث الأبدال فَمن 806 - عمر بن بدر بن عبد الله المغازلي أَبُو حَفْص سمع من ابْن بشار مسَائِل صَالح وَمن عمر الباقلاني مسَائِل إِبْرَاهِيم بن هانىء حدث سمع مِنْهُ ابْن شاقلاء وَأَبُو حَفْص الْبَرْمَكِي لَهُ تصانيف فِي الْمَذْهَب واختيارات مِنْهَا اخْتِيَار جَوَاز صَلَاة الْجُمُعَة فِي الْوَقْت الَّذِي يصلى فِيهِ الْعِيد وَمِنْهَا إِذا صلى إِمَام الْحَيّ جَالِسا وَصلى من خَلفه قَائِما لم تبطل صلَاته الحديث: 805 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 807 - عمر بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم الخرقى قَرَأَ الْعلم على من قَرَأَهُ على أبي بكر الْمَرْوذِيّ وَحرب الْكرْمَانِي وَصَالح وَعبد الله ابنى إمامنا لَهُ المصنفات الْكَثِيرَة فِي الْمَذْهَب لم ينتشر مِنْهَا إِلَّا هَذَا الْمُخْتَصر لِأَنَّهُ خرج عَن مَدِينَة السَّلَام لما ظهر فِيهَا سبّ الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ وأودع كتبه فِي درب سُلَيْمَان فاحترقت الدَّار الَّتِي كَانَت فِيهَا قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من شُيُوخ الْمَذْهَب مِنْهُم أَبُو عبد الله بن بطة وَأَبُو الْحسن التميى وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن سمعون وَغَيرهم وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الْبَرْمَكِي عدد مسَائِل الخرقى أَلفَانِ وثلاثمائة مَسْأَلَة وَكتب أَبُو بكر عبد الْعَزِيز على نُسْخَة مُخْتَصر الخرقى خالفني الخرقى فِي مُخْتَصره فِي سِتِّينَ مَسْأَلَة وَلم يسمهَا وَقَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن فتتبعتها فَوَجَدتهَا ثَمَانِيَة وَتِسْعين مَسْأَلَة توفّي الخرقى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَدفن بِدِمَشْق وقبره ظَاهر يزار بِالْقربِ من جَامع الجراج الحديث: 807 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 808 - عمر بن حَفْص السدُوسِي أَبُو بكر ذكره أَبُو بكر الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَسَأَلَهُ رجل من أهل أرمينية فَقَالَ نَحن بِأَرْض غصب ولي بهَا عِيَال قَالَ إِن خَرجُوا مَعَك وَإِلَّا فَاخْرُج أَنْت قَالَ وَرَأَيْت أَحْمد يمشي أَمَام الْجِنَازَة ورأيته يكبر عَلَيْهَا أَرْبعا ورأيته لما بلغ الْمَقَابِر خلع نَعْلَيْه ورأيته لما حثى التُّرَاب على الْمَيِّت انْصَرف وَلم يجلس 809 - عمر بن سُلَيْمَان أَبُو حَفْص الْمُؤَدب صحب إمامنا روى عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ صليت مَعَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي شهر رَمَضَان التَّرَاوِيح وَكَانَ يُصَلِّي بِهِ ابْن عُمَيْر فَلَمَّا أوتر رفع يَدَيْهِ إِلَى ثدييه وَمَا سمعنَا من دُعَائِهِ شَيْئا وَلَا من أحد مِمَّن كَانَ فِي الْمَسْجِد وَكَانَ فِي الْمَسْجِد سراج على الدرجَة لم يكن فِيهِ قنديل ولاحصير وَلَا خلوق 810 - عمر بن سعد الله بن عبد الْأَحَد الْحَرَّانِي الحديث: 808 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الفرضي القَاضِي زين الدّين أَبُو حَفْص حضر على أبي الْحسن ابْن البُخَارِيّ وَسمع بِالْقَاهِرَةِ ودحل بَغْدَاد وَأقَام بهَا ثَلَاثَة أَيَّام وتفقه وبرع فِي الْفِقْه والفرائض ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير من كتب الْمَذْهَب وَكَانَ خيرا دينا حسن الْأَخْلَاق متواضعا بشوش الْوَجْه فرضيا فَاضلا وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص فَقَالَ فِيهِ عَالم ذكي خَبِير متواضع بَصِير بالفقه والعربية سمع الْكثير وَولى مشيخة الضيائية فَألْقى دروسا محررة توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة مطعونا شَهِيدا 811 - عمر بن صَالح الْبَغْدَادِيّ ذكره أَبُو بكر الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب قَالَ أَخْبرنِي أَن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ يَأْتِي على الْمُؤمن زمَان فَإِن اسْتَطَاعَ أَن يكون حلسا فَلْيفْعَل قلت مَا الحلس قَالَ قِطْعَة مسح فِي الْبَيْت ملقى وَقَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل بِمَ تلين الْقُلُوب فأبصر إِلَيّ ثمَّ أبْصر إِلَيّ ثمَّ أطرق إِلَى سَاعَة فَقَالَ بِأَيّ شَيْء بِأَكْل الْحَلَال فَذَهَبت إِلَى أبي نصر فَقلت لَهُ يَا أَبَا نصر الحديث: 811 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 بِأَيّ شَيْء تلين الْقُلُوب فَقَالَ (أَلا بِذكر الله تطمئِن الْقُلُوب) فَقلت لَهُ فَإِنِّي سَأَلت أَحْمد فتهلل وَجهه لذكر أبي عبد الله فَقَالَ هيه قَالَ لي بِأَكْل الْحَلَال قَالَ قد جَاءَك بِالْأَصْلِ قَالَ فَذَهَبت إِلَى عبد الْوَهَّاب فَسَأَلته فَأجَاب بِالْآيَةِ فَقلت سَأَلت أَبَا عبد الله ففرح فَقَالَ هيه فَقَالَ لي بِأَكْل الْحَلَال فَقَالَ لأَصْحَابه أَلا تَسْمَعُونَ أَجَابَهُ بالجوهر أَجَابَهُ بالجوهر الأَصْل كَمَا قَالَ الأَصْل كَمَا قَالَ الأَصْل كَمَا قَالَ 812 - عمر بن عبد الْعَزِيز جليس بشر بن الْحَارِث ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِي جملَة الْأَصْحَاب 813 - عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الشَّيْخ الإِمَام قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية عز الدّين أَبُو حَفْص حضر على ابْن اللتى وَسمع من جَعْفَر الهمذاني وَابْن رواح درس وَأفْتى الحديث: 812 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 وَكَانَ مَحْمُود القضايا مشكور السِّيرَة متثبتا فِي الْأَحْكَام مليح الشكل قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ ابْن جمَاعَة يعْتَمد على إثباتاته توفّي فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بتربة الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَله سِتّ وَسِتُّونَ سنة 814 - عمر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن يحيى بن عبد المحسن اللَّخْمِيّ القبابي الْمصْرِيّ الشَّيْخ الصَّالح الْقدْوَة سراج الدّين ابْن الشَّيْخ الصَّالح الْقدْوَة أبي الْفرج نجم الدّين سمع من عِيسَى الْمطعم الحديث: 814 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 ووزيرة والحجار وَحدث وَصَحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وتفقه بِهِ وَأفْتى واشتغل قَالَ ابْن حبيب إِمَام علم مَوْصُوف وصلاحه مَعْرُوف وزهده مشتهر وسحائب عِبَادَته منهمر كَانَ كَبِيرا قدره منيرا بدره حسنا سمته جميلا طَرِيقَته أفتى وَأفَاد وَحدث مَا سمع من حفاظ الْبِلَاد وباشر مشيخة الملكية بالقدس الشريف وَاسْتمرّ إِلَى أَن لحق بجوار الْخَبِير اللَّطِيف توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَقَالَ ابْن رَجَب يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل الْحجَّة وَهُوَ الصَّوَاب بِبَيْت الْمُقَدّس وَكَانَت جنَازَته حافلة وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة فَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ الْجَمِيل وَصلى عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بِأَكْثَرَ بِلَاد الْإِسْلَام 815 - عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف بن فضل الْمَقْدِسِي الْمُؤَدب الصَّالِحِي الشَّيْخ الصَّالح زين الدّين بن الشَّيْخ الْمسند سمع من ابْن البُخَارِيّ سنَن أبي دَاوُد والتقى الوَاسِطِيّ الحديث: 815 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 وخطيب بعلبك وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَابْن أيدغدى وَجَمَاعَة وَكَانَ يكْتب بمكتب بالصالحية وَيكْتب كِتَابَة حَسَنَة وَكَانَ من أهل الدّين وَالْخَيْر قَالَ ابْن رَافع كَانَ عَامل الضيائية متوددا كثير التَّحْصِيل للكتب الحديثية منزلا بدار الحَدِيث الأشرفية توفّي لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشر الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأما وَالِده فالشيخ الصَّالح الْمسند مولده بقرية بدا من السَّاحِل فِي حُدُود سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة حفظ الْعُمْدَة سمع من ابْن عبد الدايم وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ روى لنا جُزْء ابْن الْفُرَات توفّي فِي شعْبَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَقد أهمله الْحَافِظ ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات 816 - عمر بن عَليّ بن مُوسَى بن الْخَلِيل الْبَغْدَادِيّ الحديث: 816 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 الْأَزجيّ الْفَقِيه الْمُحدث سراج الدّين أَبُو حَفْص سمع من إِسْمَاعِيل بن الطبال وَابْن الدواليبي وَجَمَاعَة وعنى بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ الْكثير ورحل إِلَى دمشق فَقَرَأَ بهَا البُخَارِيّ على الحجار بالحنبلية وَحضر قِرَاءَته الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَخلق وَقَرَأَ ختمة لأبي عمْرَة على الشَّيْخ عبد الله بن عبد الْمُؤمن الوَاسِطِيّ وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ وصنف كثيرا فِي الحَدِيث وعلومه وَفِي الْفِقْه وَالرَّقَائِق توفّي صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بحاجر قبل وُصُوله إِلَى الْمِيقَات وَدفن بِتِلْكَ المنزله وَمَعَهُ نَحْو خمسين نفسا بالطاعون 817 - عمر بن مُحَمَّد بن بكار القلافلاني أَبُو جَعْفَر الحديث: 817 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 حدث بمسائل أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن هانىء النَّيْسَابُورِي قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول بلغ ابْن أبي ذِئْب أَن مَالك بن أنس قَالَ لَيْسَ البيعان بِالْخِيَارِ فَقَالَ ابْن أبي ذِئْب يُسْتَتَاب مَالك فَإِن تَابَ وَإِلَّا ضربت عُنُقه وَقَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله وَسُئِلَ عَن رجل قدم مَكَّة من بلد بعيد تَاجِرًا فَدخل مَكَّة بِغَيْر إِحْرَام قَالَ يرجع إِلَى الْمِيقَات فيهل بِعُمْرَة إِذا كَانَ فِي غير أَيَّام الْحَج فَإِن كَانَ فِي أَيَّام الْحَج أهل بِالْحَجِّ وَقَالَ سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن الْبَرَاءَة من كل عيب قَالَ لَا إِلَّا أَن يُسمى الْعَيْب 818 - عمر بن مُحَمَّد بن رَجَاء أَبُو حَفْص العكبري حدث عَن عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَقيس بن إِبْرَاهِيم وَغَيرهمَا وَكَانَ عبدا صَالحا روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله بن بطة وَقَالَ مُحَمَّد ابْن عبد الله الْخياط كَانَ أَبُو حَفْص ابْن رَجَاء لَا يكلم من يكلم رَافِضِيًّا إِلَى عشرَة وَقَالَ ابْن شهَاب كَانَ لأبي حَفْص بن رَجَاء صديق صيرفي فَبَلغهُ أَنه قد اتخذ دفترا لِلْحسابِ فهجره لِأَن الصّرْف الْمُبَاح يدا بيد وَلما اتخذ دفترا فَإِنَّمَا يعْطى نَسِيئَة توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة الحديث: 818 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 819 - عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مَحْمُود بن أبي بكر الشَّيْخ الصَّالح زين الدّين أَبُو حَفْص الْحَرَّانِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من ابْن القواس والشرف ابْن عَسَاكِر وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهم وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على اليونيني وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وشهاب الدّين ابْن رَجَب وذكراه فِي معجميهما توفّي ثامن من عشر شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة: وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ زين الدّين ابْن رَجَب على حَاشِيَة مُعْجم وَالِده أَنه توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَهُوَ وهم بِلَا شكّ وَدفن بمقبرة السالف ظَاهر دمشق الحديث: 819 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 820 - عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي الشَّيْخ الْمسند المعمر أحضر على زَيْنَب بنت الْكَمَال واستمع على أَحْمد بن عَليّ الْجَوْزِيّ وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَهُوَ ابْن أُخْت الشيخة فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر قَرَأت عَلَيْهِ بمنزلها من أول الحَدِيث الْحَادِي وَالْعِشْرين من موافقات زَيْنَب بنت الْكَمَال إِلَى آخر الموافقات بِحُضُورِهِ عَلَيْهَا مَاتَ فِي فتْنَة الْعَدو المخذول تمر فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة 821 - عمر بن الْأَشْعَث الْكِنْدِيّ سمع من إمامنا أَشْيَاء 822 - عَمْرو بن تَمِيم سمع من إمامنا أَشْيَاء الحديث: 820 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 823 - عَمْرو بن معمر أَبُو عُثْمَان روى عَن الإِمَام أَحْمد أَشْيَاء ذكره أَبُو بكر الْخلال فِي كتاب الْعلم قَالَ أَبُو عُثْمَان قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي بن عبد الله إِذا رَأَيْت الرجل يجْتَنب أَبَا حنيفَة ورأيه وَالنَّظَر فِيهِ وَلَا يطمئن إِلَيْهِ فارج خَيره 824 - عَمْرو بن رَافع بن علوان الزرعى ذكره الناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ قَالَ قدم علينا من زرع فِي عشر السِّتين والخمسمائة وَهُوَ ابْن نَيف وَعشْرين سنة وَنزل عندنَا فِي الْمدرسَة هُوَ ورفقة لَهُ وَاشْتَغلُوا على وَالِدي فحفظوا الْقُرْآن وسمعوا درسه وحفظوا الْإِيضَاح للشَّيْخ أبي الْفرج جدهم وَكَانَ كثير الْحِفْظ وَيُقَال إِنَّه تلقن سُورَة الْبَقَرَة فِي درسين أَو ثَلَاثَة وَعمل الْفَرَائِض فأسرع فِي مَعْرفَتهَا ورحل إِلَى حران وَأقَام بهَا مُدَّة يشْتَغل ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى زرع فَأَقَامَ بهَا يُفْتِي وأضر فِي آخر عمره وَمَات بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى الحديث: 823 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 - حرف الْغَيْن - لم يَقع لنا فِيهِ شَيْء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 - حرف الْفَاء - 825 - الْفضل بن أَحْمد بن مَنْصُور بن الذَّيَّال أَبُو الْعَبَّاس الزبيدِيّ المقرىء روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَقد أقبل أَصْحَاب الحَدِيث بِأَيْدِيهِم فَأَوْمأ إِلَيْهَا وَقَالَ هَذِه سرج الْإِسْلَام يَعْنِي المحابر 826 - الْفضل بن الْحباب أَبُو خَليفَة الجمحى الْبَصْرِيّ حدث عَن أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ وَمُحَمّد بن كثير وإمامنا قَالَ أَبُو خَليفَة عَن أبي عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل هُوَ إمامنا وَمن يقْتَدى بقوله الواعي الْعلم المتقن لروايته الصَّادِق فِي حكايته الْقيم بدين الله تَعَالَى الحديث: 825 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 الْمُبين عَن رَسُول الله إِمَام الْمُسلمين والناصح لإخوانه الْمُؤمنِينَ قيل لأبي خَليفَة مَا تَقول فِي قَوْله الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق فَقَالَ صدق وَالله فِي مقَالَته وقمع كل بدعى بمعرفته قَوْله الصَّوَاب ومذهبه السداد هُوَ الْمَأْمُون على كل الْأَحْوَال والمقتدى بِهِ فِي جَمِيع الْأَفْعَال فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَبَا خَليفَة فَمن قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق قَالَ ذَاك رجل ضال مُبْتَدع ألعنه ديانَة وأهجره تقربا إِلَى الله تَعَالَى بذلك قَامَ أَبُو عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل مقَاما لم يقمه أحد من الْمُتَقَدِّمين وَلَا الْمُتَأَخِّرين فجزاه الله عَن الْإِسْلَام وَأَهله أفضل الْجَزَاء مَاتَ سنة سبع وثلاثمائة 827 - الْفضل بن زِيَاد أَبُو الْعَبَّاس الْقطَّان الْبَغْدَادِيّ ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ من الْمُتَقَدِّمين عِنْد أبي عبد الله وَكَانَ أَبُو عبد الله يعرف قدره ويكرمه وَكَانَ يُصَلِّي بِأبي عبد الله وَكَانَ لَهُ مسَائِل كَثِيرَة عَن أَحْمد وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم يَعْقُوب بن سُفْيَان النسوي وَأحمد بن عَطاء فِي آخَرين وَنقل عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ بلغ ابْن أبي ذِئْب أَن مَالِكًا لم يَأْخُذ بِحَدِيث البيعان بِالْخِيَارِ فَقَالَ يُسْتَتَاب فَإِن تَابَ والإ ضربت عُنُقه وَمَالك لم يرد الحديث: 827 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 الحَدِيث وَلَكِن تَأَوَّلَه على غير ذَلِك قَالَ يَعْقُوب بن أبي سُفْيَان بن أبي ذِئْب قرشي وَمَالك يماني بعد كَلَام آخر وَقَالَ الْفضل سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل مرَارًا يَقُول الْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص وَقَالَ أكذب النَّاس السُّؤَال وَالْقصاص 828 - فضل بن سهل الْأَعْرَج حدث عَن زيد بن الْحباب وَغَيره وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ يَقُولَانِ من لم يهب الحَدِيث وَقع فِيهِ حدث عَن الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا قَالَ الْفضل حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا الْأسود بن عَامر حَدثنَا عبد الحميد بن أبي جَعْفَر عَن إِسْرَائِيل عَن إِسْحَاق عَن زيد بن يثيع عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي قَالَ (إِن تستخلفوا أَبَا بكر تَجِدُوهُ مُسلما أَمينا زاهدا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الْآخِرَة وَإِن تؤمروا عمر يجدوه قَوِيا أَمينا لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم وَإِن يؤمروه عليا يجدوه هاديا مهديا يسْلك بهم الطَّرِيق) وروى عَنهُ مُحَمَّد بن جرير وعدة وَكَانَ ذكيا حَافِظًا ثِقَة مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 828 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 829 - الْفرج بن الصَّباح البرزاطي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الرجل يُزَوّج ابْنه وَيضمن الصَدَاق فَيَمُوت الْأَب قَالَ يخرج يَعْنِي الصَدَاق من مَاله ثمَّ يرجع الْوَرَثَة على هَذَا يَعْنِي الابْن فِي نصِيبه وَمِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن رجل أحرق حلالة فِي ضَيْعَة لَهُ فطارت النَّار فَوَقَعت فِي زرع قوم فَأَحْرَقتهُ قَالَ لَا شَيْء عَلَيْهِ 830 - الْفضل بن عبد الله الْحِمْيَرِي روى عَن إمامنا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن رجال خُرَاسَان فَقَالَ أما إِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ فَلم نر مثله وَأما الْحُسَيْن بن عِيسَى البسطامي فَثِقَة وَأما إِسْمَاعِيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عَالم وَأما عبد الله الْقطَّان فبصير بِالْعَرَبِيَّةِ والنحو وَأما مُحَمَّد بن أسلم لَو أمكنني زيارته لزرته الحديث: 829 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 831 - الْفضل بن عبد الصَّمد الْأَصْفَهَانِي أَبُو يحيى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ رجل جليل لزم طرسوس إِلَى أَن مَاتَ فِي الْأسر وَكَانَ عِنْده جُزْء مسَائِل عَن أبي عبد الله وَمِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد وَسُئِلَ عَن الْقرعَة فَجعل يُقَوي أمرهَا وَيَقُول فِي كتاب الله فِي موضِعين قَالَ الله تَعَالَى (فساهم فَكَانَ من المدحضين) وَقَالَ (إِذْ يلقون أقلامهم) ثمَّ قَالَ أَبُو عبد الله قوم جهال الَّذين يَقُولُونَ الْقرعَة قمار النَّبِي أَقرع بَين نِسَائِهِ وأقرع فِي سِتَّة مملوكين وَقَالَ اسْتهمَا وَقَالَ الْفضل قيل لأبي عبد الله الْمُهَاجِرُونَ الْأَولونَ من هم قَالَ الَّذين صلوا إِلَى الْقبْلَتَيْنِ 832 - الْفضل بن مُضر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد وَأَنا حَاضر مَتى يجوز للْحَاكِم أَن يقبل شَهَادَة الرجل فَقَالَ إِذا كَانَ يحسن يتَحَمَّل الشَّهَادَة يحسن يُؤَدِّيهَا الحديث: 831 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 833 - الْفضل بن مهْرَان أَبُو الْعَبَّاس هُوَ من جملَة الْأَصْحَاب الناقلين عَن أَحْمد أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد قلت إِن عندنَا قوما يَجْتَمعُونَ فَيدعونَ ويقرأون الْقُرْآن ويذكرون الله تَعَالَى فَمَا ترى فيهم فَقَالَ لي أَحْمد تقْرَأ فِي الْمُصحف وتذكر الله فِي نَفسك وتطلب حَدِيث رَسُول الله وَقلت فأخ لي يفعل هَذَا فأنهاه قَالَ نعم قلت فَإِن لم يقبل قَالَ بلَى إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَإِن هَذَا مُحدث الِاجْتِمَاع وَالَّذِي تصف 834 - فتيَان بن مياح بن حمد بن سُلَيْمَان بن الْمُبَارك بن الْحُسَيْن السلمى الْحَرَّانِي الضَّرِير المقرىء الْفَقِيه أَبُو الْكَرم قدم بَغْدَاد وَسمع من أبي البركات عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَصَالح بن شَافِع وَغَيرهمَا وتفقه فِي الْمَذْهَب ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فَأفْتى ودرس بِهِ إِلَى أَن توفّي سمع مِنْهُ أَبُو المحاسن القَاضِي الْقرشِي وَكَانَ بارعا وَله مُصَنف فِي علم التجويد وَقد أثنى عَلَيْهِ الشَّيْخ فَخر الدّين ابْن تَيْمِية وعده أَبُو الْفَتْح ابْن عَبدُوس من شُيُوخه وشيوخه حران وفقهائها وعلمائها توفّي قَرِيبا من سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة الحديث: 833 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 835 - الْفضل بن نوح نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قلت لِأَحْمَد أُرِيد الْخُرُوج إِلَى الثغور وَإِنِّي أسَال عَن هذَيْن الرجلَيْن عَن الْكَرَابِيسِي وَأبي ثَوْر فَقَالَ احذر هما 826 - الْفَتْح بن أبي الْفَتْح شخرف بن دَاوُد بن مُزَاحم أَبُو نصر كَانَ أحد الْعباد السائحين ثمَّ سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن رَجَاء بن رَجَاء الْمروزِي وَصَحب إمامنا أَحْمد وجالسه وَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء كَثِيرَة قَالَ الْمروزِي سَمِعت فتح بن أبي الْفَتْح العابد وَكَانَ قد ختم الْقُرْآن أَرْبَعِينَ ألف ختمة وَقَالَ أَتَرَى الله يعذب رجلا ختم الْقُرْآن أَرْبَعِينَ ألف ختمة وسمعته يَقُول لأبي عبد الله من نسْأَل بعْدك فَقَالَ سلوا عبد الْوَهَّاب مثله يوفق لإصابة الْحق وروى عَنهُ أَبُو بكر النجاد وَأَبُو مُحَمَّد البربهاري قَالَ سَمِعت الْفَتْح بن شخرف يَقُول رَأَيْت رب الْعِزَّة تبَارك وَتَعَالَى فِي النّوم فَقَالَ يَا فتح احذر لَا آخذك على غرَّة قَالَ فتهت فِي الْجبَال سبع سِنِين وَقَالَ الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ مَا أخرجت خُرَاسَان مثل الْفَتْح بن شخرف مَاتَ يَوْم الحديث: 835 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 الثُّلَاثَاء النّصْف من شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ بِبَغْدَاد ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مرّة أقل قوم كَانُوا يصلونَ عَلَيْهِ يعدون خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا إِلَى ثَلَاثِينَ ألفا قَالَ أَبُو مُحَمَّد الجربرى غسلنا الْفَتْح ابْن شخرف فَرَأَيْنَا على فَخذه مَكْتُوبًا لَا إِلَه إِلَّا الله فتوهمناه مَكْتُوبًا فَإِذا عرق دَاخل الْجلد ذكره ابْن جَهْضَم 837 - فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي المقدسية ثمَّ الصالحية سَمِعت عَليّ الحجار وَغَيره كثيرا الحديث: 837 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 وَأَجَازَ لَهَا أَبُو نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَأَبُو مُحَمَّد ابْن عَسَاكِر وَآخَرُونَ وَمن حلب أَبُو بكر بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن صَالح العجمي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 وَغَيرهمَا وَمن حماة الشَّيْخ شرف الدّين الْبَارِزِيّ وَغَيره وَمن حمص خطيبها عَليّ بن عبد الله بن مَكْتُوم مَاتَت فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجر قَرَأت عَلَيْهَا مَعَ أُخْتهَا عَائِشَة وقرىء عَلَيْهَا كتبا عديدة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 - حرف الْقَاف - 838 - قُتَيْبَة بن سعيد أَبُو رَجَاء الْبَلْخِي روى عَن مَالك وَاللَّيْث وإمامنا قَالَ قُتَيْبَة بن سعيد حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عبيد الله بن طَلْحَة بن كريز عَن الْحسن عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَنه دعى إِلَى ختان فَأبى وَقَالَ كُنَّا على عهد النَّبِي لَا نأتي الْخِتَان وَلَا ندعي إِلَيْهِ وَقَالَ قُتَيْبَة بن سعيد لما مَاتَ الثَّوْريّ مَاتَ الْوَرع وَلَوْلَا أَحْمد بن حَنْبَل لأحدثوا فِي الدّين قيل لقتيبة يَا أَبَا رَجَاء تضم أَحْمد إِلَى التَّابِعين قَالَ إِلَى كبار التَّابِعين حدث عَن الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيّ ثمَّ إِنَّه حدث عَن سِتَّة أنفس عَنهُ وَكَانَ قَصده الْكَمَال بإمامنا وَمن نقل عَنهُ من الْأَئِمَّة قَالَ أَبُو عِيسَى حَدثنَا عبد الله بن سُلَيْمَان عَن زَكَرِيَّا بن يحيى اللولي عَن أبي بكر الْأَعْين عَن يحيى بن معِين عَن عَليّ الْمَدِينِيّ عَن أَحْمد بن حَنْبَل عَن قُتَيْبَة توفّي فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 838 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 839 - الْقَاسِم بن سَلام أَبُو عبيد كَانَ أَبوهُ عبدا روميا لرجل من أهل هراة سمع إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وشريكا وَإِسْمَاعِيل بن عَبَّاس وهشيم بن بشر وَغَيرهم وَكَانَ يقْصد إمامنا أَحْمد بن حَنْبَل فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ بَيته قَامَ واحتضنى وأجلسني فِي صدر مَجْلِسه فَقلت يَا أَبَا عبد الله أَلَيْسَ يُقَال صَاحب الْبَيْت أَو الْمجْلس أَحَق بصدر بَيته أَو مَجْلِسه قَالَ نعم يقْعد وَيقْعد عَلَيْهِ من يُرِيد قَالَ قلت فِي نَفسِي خُذ إِلَيْك يَا أَبَا عبيد قلت يَا أَبَا عبد الله لَو كنت آتِيك على قدر مَا تسْتَحقّ لأتيتك كل يَوْم قَالَ لَا تقل ذَلِك فَإِن لي إخْوَانًا مَا ألقاهم فِي كل سنة إِلَّا مرّة أَنا أوثق فِي مَوَدَّتهمْ مِمَّن القى كل يَوْم قَالَ قلت هَذِه أُخْرَى يَا أَبَا عبيد فَلَمَّا أردْت الْقيام قَامَ معي قلت لَا تفعل يَا أَبَا عبد الله قَالَ قَالَ الشّعبِيّ من تَمام زِيَارَة الزائر يمشي مَعَه إِلَى بَاب الدَّار وَيُؤْخَذ بركابه قلت يَا أَبَا عبد الله من عَن الشّعبِيّ قَالَ الحديث: 839 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 ابْن أبي زَائِدَة عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ قلت يَا أَبَا عبيد هَذِه ثَالِثَة وَقَالَ الْأَثْرَم كنت عِنْد أبي عبيد وهم يذكرُونَ الْمسَائِل فجرت مَسْأَلَة فأجبت فِيهَا قَالَ فَقَالَ رجل مِنْهُم من قَالَ هَذَا قلت رجل لَا أعلم بالمشرق وَالْمغْرب أكبر مِنْهُ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ أَبُو عبيد صدق جمع صنوفا من الْعلم وَكتب فِيهَا وَيُقَال لما عمل غَرِيب الحَدِيث عرضه على عبد الله بن طَاهِر فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ إِن عقلا بعث صَاحبه على عمل مثل الْكتاب لحقيق أَن لَا يحوج إِلَى طلب المعاش فَأجرى لَهُ عشرَة آلَاف دِرْهَم فِي كل شهر وَيُقَال أَنه بَقِي فِي تصنيف هَذَا الْكتاب أَرْبَعِينَ سنة وَأول من سَمعه مِنْهُ يحيى بن معِين وقرأه أَيْضا مُصَنفه على عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَغَيره وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أَبُو عبيد مِمَّن يزْدَاد عندنَا كل يَوْم خَبرا وَاخْتلف فِي وَفَاته فَقَالَ البُخَارِيّ سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاث وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فِي خلَافَة المعتصم 840 - قَاسم بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ هُوَ أحد من روى عَن الحديث: 840 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 إمامنا أَحْمد فِيمَا ذكره مُحَمَّد بن يُوسُف الْبناء الصُّوفِي قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَقد سَأَلَهُ رجل عَن زِيَادَته ونقصانه يَعْنِي الْإِيمَان فَقَالَ يزِيد حَتَّى يبلغ أَعلَى السَّمَوَات السَّبع وَينْقص حَتَّى يصير إِلَى أَسْفَل السافلين السَّبع 841 - قَاسم بن الفرعاني قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن رجل لَهُ بسامراء دين أيخرج يَقْضِيه قَالَ لَا قُلْنَا فَكيف يصنع قَالَ يُوكل رجلا من ثمَّ فَيَقْضِي دينه 842 - الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْمروزِي أحد من روى عَن إمامنا أَحْمد بن حَنْبَل ذكره أَبُو الْقَاسِم سعد الزنجاني ثمَّ روى عَن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ لي عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة حَدثنَا حَفْص بن غياث عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه قَالَ لم يكن بَين الْحسن وَالْحُسَيْن إِلَّا الْحمل 843 - قَاسم بن مُحَمَّد الْمروزِي ذكره أَبُو بكر الْخلال الحديث: 841 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 فَقَالَ من أَصْحَاب أبي عبد الله الْمُتَقَدِّمين سمع من أبي عبد الله التَّارِيخ قَدِيما وَقد كَانَ قدم هَاهُنَا وَحدث عَنهُ أَبُو بكر الْمروزِي 844 - الْقَاسِم بن نصر المخرمي سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا مَا ذكره ابْن ثَابت فِي تَرْجَمَة سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي فَقَالَ جَالس حَمَّاد بن زيد وَبشر بن الْمفضل وَيزِيد بن زُرَيْع وَذكر جمَاعَة فَمَا نَفعه الله بِوَاحِد مِنْهُم 845 - قَاسم بن نصر الْبَصْرِيّ ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ الحديث: 844 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 - حرف الْكَاف - 846 - كرم بن بختيار بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ الرصافي الزَّاهِد أَبُو الْخَيْر سمع من أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الْقطيعِي وَغَيره وَقَالَ الناصح بن الْحَنْبَلِيّ سَمِعت مِنْهُ جُزْءا بِقِرَاءَة الشَّيْخ طَلْحَة العلثى قَالَ وزرته مرّة وَهُوَ مُضْطَجع على جنبه والفقيه ابْن فضلان الشَّافِعِي عِنْده يزوره فَأخذ بيد الشَّيْخ كرم يقبلهَا تبركا وَكَانَ زاهداً مُنْقَطِعًا فِي الرصافة وَقَالَ الْقطيعِي وَكَانَ زاهدا سريع الدمعة كثير الْعِبَادَة وَفِي بعض الْأَوْقَات يصدر مِنْهُ كَلِمَات على خاطر الْحَاضِر عِنْده وَقَالَ كَانَ أحد الشُّيُوخ الموصوفين بالصلاح توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد فِي دكة بشر الحافي الحديث: 846 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 - حرف اللَّام - لم يَقع مِنْهُ شَيْء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 - حرف الْمِيم - من اسْمه مُحَمَّد 847 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن مُوسَى أَبُو عبد الله ذكره أَبُو بكر الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد يَقُول تعرفوا إِلَى الله تَعَالَى بِبَعْض الأرجاء فَإِنَّهُ أوثق الْأَعْمَال إِلَيْنَا وَقَالَ البوشنجي وَذكر أَحْمد بن حَنْبَل عَنْك فَقَالَ هُوَ عِنْدِي أفضل وأفقه من سُفْيَان الثَّوْريّ وَذَلِكَ أَن سُفْيَان لم يمْتَحن من الشدَّة والبلوى بِمثل مَا امتحن بِهِ أَحْمد وَلَا علم سُفْيَان وَلَا من تقدم من فُقَهَاء الْأَمْصَار كعلم أَحْمد لِأَنَّهُ كَانَ أجمع للْعلم الحديث: 847 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 وأبهر متقنهم وغالطهم وصدوقهم وكذوبهم وَلَقَد بَلغنِي عَن بشر بن الْحَارِث أَنه قَالَ قَامَ أَحْمد مقَام الْأَنْبِيَاء وَأحمد عندنَا امتحن من السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وتداوله أَرْبَعَة خلفاء بَعضهم بالضراء وَبَعْضهمْ بالسراء وَكَانَ فِيهَا مستعصما بِاللَّه تداوله الْمَأْمُون والمعتصم والمتوكل والواثق بَعضهم بِالضَّرْبِ وَالْحَبْس وَبَعْضهمْ بالإخافة والترهيب فَمَا كَانَ فِي هَذِه الْأَحْوَال إِلَّا سليم الدّين ثمَّ امتحن أَيَّام المتَوَكل بالتكريم والتعظيم وَبسط الدُّنْيَا عَلَيْهِ فَمَا ركن إِلَيْهَا وَلَا انْتقل من حَاله الأولى رَغْبَة فِي الدُّنْيَا وَلَا رَغْبَة فِي الذّكر فَهَذِهِ الْحَالَات لم يمْتَحن بِمِثْلِهَا سُفْيَان مَاتَ البوشنجي يَوْم النيروز فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ 848 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُسلم بن سَالم أَبُو أُميَّة الطرسوسي وَهُوَ بغدادي الأَصْل سمع عمر بن يُونُس وَعمر بن حبيب القَاضِي وَأَبا عَاصِم النَّبِيل ومكي بن إِبْرَاهِيم وإمامنا روى عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالْقَاضِي وَكِيع وَيحيى بن صاعد وَغَيرهم سُئِلَ أَبُو دَاوُد عَنهُ فَقَالَ ثِقَة وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ رفيع الْقدر سمعنَا مِنْهُ حَدِيثا كثيرا وَكَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث فِي زَمَانه مُتَقَدما وَكَانَ عِنْده مسَائِل صَالِحَة عَن أبي عبد الله وَعنهُ قَالَ سَأَلت الحديث: 848 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 أَحْمد بن حَنْبَل عَن رجل سمع معي وَهُوَ يرى رَأْي الْخَوَارِج أعْطِيه سَمَاعه قَالَ نعم لَعَلَّ الله يَنْفَعهُ توفّي بطرسوس سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ذكره ابْن المنادى 849 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْأنمَاطِي أَبُو جَعْفَر الْمَعْرُوف ب " مربع " صَاحب يحيى بن معِين كَانَ أحد الْحفاظ الْفُقَهَاء حدث عَن أبي سَلمَة التَّبُوذَكِي وَأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء روى عَنهُ يحيى بن صاعد وَالْحُسَيْن الْمحَامِلِي وَغَيرهمَا وَعنهُ قَالَ كنت جَالِسا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل وَبَين يَدَيْهِ محبرة فَذكر أَبُو عبد الله حَدِيثا فاستأذنته بِأَن أكتب من محبرته فَقَالَ اكْتُبْ يَا هَذَا فَهَذَا ورع مظلم مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ ذكره عبد الْبَاقِي بن قَانِع 850 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْفضل السَّمرقَنْدِي روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَذكر عبد الله بن عبد الرَّحْمَن فَقَالَ هُوَ ذَاك السَّيِّد ثمَّ قَالَ أَحْمد عرض عَليّ الْكفْر فَلم أقبل وَعرض عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَلم يقبل الحديث: 849 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 851 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقَيْسِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا مَا رَوَاهُ الْأَثْرَم قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقَيْسِي قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل يحْكى عَن ابْن الْمُبَارك قيل لَهُ كَيفَ نَعْرِف رَبنَا عز وَجل قَالَ فِي السَّمَاء السَّابِعَة على عَرْشه فَقَالَ أَحْمد هَكَذَا هُوَ عندنَا 852 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الماستوري نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول كنت فِي كتاب الْحيض تسع سِنِين حَتَّى فهمته 853 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو حَمْزَة الصُّوفِي كَانَ يتَكَلَّم فِي جَامع الرصافة ثمَّ انْتقل إِلَى جَامع الْمَدِينَة وَكَانَ عَالما بالقراءات جَالس إمامنا واستفاد مِنْهُ وجالس بشر بن الْحَارِث وَأَبا نصر التمار وَغَيرهمَا الحديث: 851 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 قَالَ أَبُو حَمْزَة كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يسألني فِي مَجْلِسه عَن مسَائِل وَيَقُول مَا تَقول فِيهَا يَا صوفي أَرَادَ وَالله أعلم بسؤاله إِن أصَاب أقره عَلَيْهِ وَإِن أَخطَأ بَينه لَهُ وروى الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ قَالَ أَبُو حَمْزَة سَافَرت سفرة على التَّوَكُّل فَبينا أَنا أَسِير ذَات لَيْلَة وَالنَّوْم فِي عَيْني إِذْ وَقعت فِي بِئْر فَلم أقدر على الْخُرُوج مِنْهَا لتهدم بنائها فَجَلَست فِيهَا فَبينا أَنا جَالس إِذْ وقف على رَأسهَا رجلَانِ فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه نجوز ونترك هَذِه فِي طَرِيق السابلة فَقَالَ الآخر فَمَا تصنع قَالَ نطمها فبدرت نَفسِي أَن أَقُول أَنا فِيهَا فنوديت تتوكل علينا وتشكو بلاءنا إِلَى سوانا فَسكت فمضينا ثمَّ رَجعْنَا ومعهما شَيْء جعلاه على رَأسهَا غطياها بِهِ فَقَالَت لي نَفسِي أمنت طمها وَلَكِن جعلت مسجونا بهَا فَمَكثت يومي وليلتي فَلَمَّا كَانَ الْغَد ناداني شَيْء يَهْتِف وَلَا أرَاهُ تمسك بِي شَدِيدا فمددت يَدي فَوَقَعت على شَيْء خشن فتمسكت بِهِ فعلاها فطرحني فتأملت فَوق الأَرْض فَإِذا هُوَ سبع فَلَمَّا رَأَيْته لحق نَفسِي من ذَلِك مَا يلْحق من مثله فَهَتَفَ بِي هَاتِف يَا أَبَا حَمْزَة استنقذناك من الْبلَاء فكفيناك مَا تخَاف بِمَا تخَاف مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 854 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي الزَّاهِد أَبُو بكر سمع الحَدِيث بِدِمَشْق وَدخل مَعَ الحديث: 854 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 أَخِيه بَغْدَاد سمع بهَا من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَغَيره ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ سَافر إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَحصل فنونا من الْعلم وَكَانَ فَقِيها زاهدا ورعا كثير الخشية وَالْخَوْف من الله تَعَالَى وَكَانَ يُبَالغ فِي الطَّهَارَة توفّي بنابلس سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 855 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور نزيل مصر قَاضِي الْقُضَاة شيخ الشُّيُوخ شمس الدّين أَبُو بكر ابْن الشَّيْخ الْعِمَاد حضر بِدِمَشْق على ابْن طبرزد وَسمع من الْكِنْدِيّ وَابْن ملاعب وَالشَّيْخ موفق الدّين وتفقه عَلَيْهِ ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح عبد السَّلَام وَجَمَاعَة وتفقه وتفنن فِي عُلُوم كَثِيرَة ثمَّ انْتقل إِلَى مصر فسكنها إِلَى أَن مَاتَ بهَا وَعظم شَأْنه وَصَارَ شيخ الْمَذْهَب علما وصلاحا وديانة وانتفع بِهِ النَّاس وَولى مشيخة خانقاة سعيد السُّعَدَاء وتدريس الْمدرسَة الصالحية ثمَّ ولى الْقَضَاء مُدَّة ثمَّ عزل مِنْهُ وَأقَام بمنزله يقرىء الْعلم ويدرس ويفتى وَأثْنى عَلَيْهِ عبيد الإسعردي والبرزالي والذهبي وَقَالَ صَار شيخ الإقليم فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ إِمَامًا محققا كثير الْفَضَائِل صَالحا الحديث: 855 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 خيرا حسن الْبشر مليح الشكل كثير النَّفْع والمحاسن سمع مِنْهُ الدمياطي والحارثي وَغَيرهمَا توفّي يَوْم السبت ثَانِي عشر الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد عِنْد عَمه الشَّيْخ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَكَانَت جنَازَته حافلة 856 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي الْخَطِيب البليغ الصَّالح الْعَالم الْقدْوَة عز الدّين أَبُو عبد الله ابْن الشَّيْخ الْعِزّ سمع من ابْن عبد الدايم والكرماني حضورا وَسمع كثيرا من أبي عمر وتفقه قَدِيما بعم أَبِيه الشَّيْخ شمس الدّين درس بمدرسة جده والضيائية وخطب بالجامع المظفري وَكَانَ من الصَّالِحين الأخيار الْمُتَّفق عَلَيْهِم وَعمر وَحدث بالكثير توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ عشرى رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربة جده الشَّيْخ أبي عمر الحديث: 856 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 857 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف بالخفيفة الشَّيْخ الصَّالح المقرىء المعمر سمع من ابْن البُخَارِيّ مشيخته وَحدث وَسمع مِنْهُ ابْن رَجَب والعراقي وَطَائِفَة وَكَانَ يقرىء بالجامع المظفري قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة مستكثرة توفّي عَن سنّ عالية لَيْلَة الثُّلَاثَاء عَاشر ربيع الأول سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بالصالحية وَدفن بسفح قاسيون 858 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجراح أَبُو عبد الرَّحِيم الْجوزجَاني ذكره أَبُو بكر الْخلال وَقَالَ فِيهِ ثِقَة جليل الْقدر وَقَالَ الْمروزِي رَأَيْت أَبَا عبد الرَّحِيم عِنْد أبي عبد الله وَقد كَانَ ذكره أَبُو عبد الله فَقَالَ كَانَ أَبوهُ مرجئا وَأما أَبُو عبد الرَّحِيم فَأثْنى عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عبد الرَّحِيم سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر إِسْحَاق فَقَالَ لَا أعلم أَو لَا أعرف لإسحاق بالعراق نَظِير الحديث: 857 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 859 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن رزين نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول رَأَيْت ابْنا للعلاء بن عبد الْجَبَّار عِنْد سُفْيَان وَكَانَ كيسا 860 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمثنى أَبُو جَعْفَر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ أتيت أَحْمد بن حَنْبَل فَجَلَست على بَابه أنْتَظر خُرُوجه فَلَمَّا خرج قُمْت إِلَيْهِ فَقَالَ أما علمت أَن النَّبِي قَالَ (من أحب أَن يتَمَثَّل لَهُ الرِّجَال قيَاما فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار) فَقَالَ إِنَّمَا قُمْت إِلَيْك وَلم أقِم لَك فَاسْتحْسن ذَلِك قَالَ أَبُو جَعْفَر قلت لِأَحْمَد مَا تَقول فِي بشر فَقَالَ سَأَلتنِي عَن رَابِع سَبْعَة من الأبدال أَو عَامر بن عبد قيس مَا مثله عِنْدِي إِلَّا مثل رجل ركز رمحا فِي الأَرْض ثمَّ قعد مِنْهُ على السنان فَهَل ترى ترك لأحد موضعا يقْعد فِيهِ الحديث: 859 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 861 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن وَاصل أَبُو الْعَبَّاس المقرىء سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن صَالح الْخياط وإمامنا فِي آخَرين روى عَنهُ أَبُو مُزَاحم الخاقاني قَالَ الْخلال وَعِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل حسان قَالَ وسمعته يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله سُئِلَ عَن الرَّأْي قَالَ لَا تكْتب شَيْئا من الرَّأْي وَقَالَ قَالَ أَحْمد عمْرَة فِي رَمَضَان تعدل حجَّة فَإِن أدْرك يَوْمًا من رَمَضَان فقد أدْرك عمْرَة رَمَضَان مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَه ابْن قَانِع 862 - مُحَمَّد بن أَحْمد المروروذي ذكره ابو بكر الْخلال بجميل وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا دَخَلْتُم الْمَقَابِر فاقرأوا آيَة الْكُرْسِيّ و (قل هُوَ الله أحد) ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَل فَضله لأهل الْمَقَابِر روى أَبُو بكر فِي الشافي الحديث: 861 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 قَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد المروروزي سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا دَخَلْتُم الْمَقَابِر فاقرأوا فَاتِحَة الْكتاب والمعوذتين (وَقل هُوَ الله أحد) وَاجْعَلُوا ثَوَاب ذَلِك لأهل الْمَقَابِر فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِم 863 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بالصواف سمع إِسْحَاق بن الْحسن الْحَرْبِيّ وَأَبا إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ وَعبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَآخَرين روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ مُحَمَّد بن أبي الفوارس قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل أبي عَليّ ابْن الصَّواف توفّي فِي سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة 864 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح بن حَنْبَل أَبُو جَعْفَر حدث عَن أَبِيه وَعم أَبِيه عبد الله بن أَحْمد وَعَن عَمه زُهَيْر بن صَالح وَغَيرهم روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْوراق الحديث: 863 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو جَعْفَر حَدثنَا عَم أبي عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ قَالَ أبي رَأَيْت البارحة فِي النّوم عَليّ بن عَاصِم فأولت ذَلِك عليا علوا وعاصما عصمَة مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة 865 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَنْبَس أَبُو الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن سمعون كَانَ وَاحِد دهره وفريد عصره فِي الْكَلَام على علم الخواطر والإشارات دون النَّاس حِكْمَة سمع من عبد الله بن أبي دَاوُد السجسْتانِي وَمُحَمّد بن صاعد وَمُحَمّد بن جَعْفَر الطَّبَرِيّ فِي آخَرين حدث عَنهُ القَاضِي ابْن أبي مُوسَى وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال وَعبد الْعَزِيز الْأَزجيّ وَقَرَأَ الخرقى على مُصَنفه قَالَ البرقاني قلت لأبي الْحُسَيْن ابْن سمعون أَيهَا الشَّيْخ تَدْعُو النَّاس إِلَى الزّهْد فِي الدُّنْيَا وَتركهَا وتلبس أحسن الثِّيَاب وتأكل أطيب الطَّعَام فَكيف هَذَا فَقَالَ كل مَا يصلحك لله فافعله وَقَالَ لرجل مَا اسْمك الحديث: 865 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 قَالَ حسن قَالَ قد أَعْطَاك الله الِاسْم فسله يعطيك الْمَعْنى وَقَالَ رَأَيْت الْمعاصِي نذله فتركتها مُرُوءَة فاستحالت ديانَة وَلما اتَّصَلت الْفِتْنَة بَين أهل السّنة والشيعة فَأمر عضد الدولة مناديا فَنَادَى لَا يقصن أحد فِي جَامع وَلَا طَرِيق فَرفع إِلَيْهِ أَن أَبَا الْحُسَيْن بن سمعون جلس على كرسيه فِي يَوْم الْجُمُعَة بِجَامِع الْمَنْصُور وَتكلم على النَّاس فَأمر بإحضاره بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا دنا من الْمَكَان الَّذِي كَانَ جَالِسا فِيهِ عضد الدولة قيل لَهُ قف مَكَانك فَإِذا دخلت فَسلم بخشوع وخضوع فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ فَإِذا هُوَ وَاقِف إِلَى جَانب من دخل فتحول وَجهه نَحْو دَار بختيار وَقَرَأَ (وَكَذَلِكَ أَخذ رَبك إِذا أَخذ الْقرى وَهِي ظالمة إِن أَخذه أَلِيم شَدِيد) ثمَّ حول وَجهه إِلَى الْملك وَقَرَأَ (ثمَّ جَعَلْنَاكُمْ خلائف فِي الأَرْض من بعدهمْ لنَنْظُر كَيفَ تَعْمَلُونَ) ثمَّ أَخذ فِي الْوَعْظ فَأتى بالعجب فَدَمَعَتْ عين الْملك وَمَا رَأَيْت ذَلِك مِنْهُ قطّ وراجع أَبُو الْحُسَيْن فَخرج وَمضى إِلَى حجرته فَقَالَ الْملك امْضِ إِلَى بَيت المَال وَخذ ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَإِلَى خزانَة الْكسْوَة وَخذ مِنْهَا عشرَة أَثوَاب وادفع الْجَمِيع إِلَيْهِ فَإِن امْتنع فَقل فرقها فِي فُقَرَاء أَصْحَابك فَإِن قبلهَا فجئني بِرَأْسِهِ فَاشْتَدَّ جزعي وخشيت أَن يكون هَلَاكه على يَدي فَفعلت وجئته بِمَا أَمر وَقلت لَهُ ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 فَامْتنعَ من قبُولهَا وَقَالَ وَأَصْحَابه إِلَى هَذَا أفقر من أَصْحَابِي فعدت فَأَخْبَرته فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي سلمنَا مِنْهُ وَسلمهُ منا مَاتَ يَوْم النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَدفن بداره ثمَّ نقل بعد مُدَّة إِلَى مَقْبرَة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 866 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي مُوسَى أَبُو عَليّ الْهَاشِمِي عالي الْقدر سامي الذّكر لَهُ الْقدَم العالي والحظ الوافي عِنْد الْإِمَامَيْنِ الْقَادِر بِاللَّه والقائم بِأَمْر الله سمع الحَدِيث من جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن المظفر فِي آخَرين صنف الْإِرْشَاد فِي الْمَذْهَب وَكَانَت حلقته بِجَامِع الْمَنْصُور يُفْتِي وَيشْهد وَصَحب لأبي الْحسن التَّمِيمِي وَغَيره من شُيُوخ الْمَذْهَب قَالَ رزق الله زرت قبر الإِمَام صُحْبَة القَاضِي الشريف فرأيته يقبل رجل الْقَبْر فَقلت لَهُ فِي هَذَا أثر فَقَالَ لي أَحْمد فِي نَفسِي شَيْء عَظِيم وَمَا أَظن أَن الله تَعَالَى يؤاخذني بِهَذَا توفّي فِي الحديث: 866 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 ربيع الآخر سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِقرب قبر الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 867 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر الغباري الشَّيْخ الإِمَام ذُو الْفَضَائِل صحب جمَاعَة من الشُّيُوخ وتخصص بِصُحْبَة أبي الْحسن الْجَزرِي وَكَانَت لَهُ حلقتان إِحْدَاهمَا بِجَامِع الْمَنْصُور وَالْأُخْرَى بِجَامِع الْخَلِيفَة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله ثَمَانُون سنة 868 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن البرداني الفرضي الْأمين سمع من أبي الْحسن بن زرقويه الحديث: 867 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 وَأبي الْفضل التَّمِيمِي وَخلق روى عَنهُ وَلَده أَبُو عَليّ وَأَبُو يَاسر وَالْقَاضِي أَبُو بكر بن عبد الْبَاقِي وَغَيرهم وَقَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن صحب الْوَالِد وَتردد إِلَى مجالسه فِي الْفِقْه وَسَمَاع الحَدِيث وَكَانَ رجلا صَالحا وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن النجار والسلفى وَكَانَ فَقِيها فرضيا مُحدثا مرضيا وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ لَهُ علم بالقراءات والفرائض وَكَانَ ثِقَة صَالحا عَالما أَمينا توفّي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشرى ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بِبَاب حَرْب وَكَانَ الْجمع عَظِيما 869 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّزَّاق الشِّيرَازِيّ الأَصْل المقرىء الزَّاهِد الْمَعْرُوف بِأبي مَنْصُور الْخياط قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي نصر أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب وَغَيره وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم ابْن بَشرَان وَأبي مَنْصُور ابْن السراق وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي ابي يعلى وصنف كتاب الْمَذْهَب فِي الْقرَاءَات الحديث: 869 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 وروى الحَدِيث الْكثير وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد ابْن جردة بِبَغْدَاد اعْتكف فِيهِ مُدَّة يعلم العميان الْقُرْآن وَختم خلقا كثيرا حَتَّى بلغ عدد من أقرأهم الْقُرْآن سبعين ألفا وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ أَبُو مَنْصُور من كبار الصَّالِحين الزاهدين المتعبدين كَانَ لَهُ ورد بَين العشاءين يقْرَأ فِيهَا سبعا من الْقُرْآن قَائِما أَو قَاعِدا حَتَّى طعن فِي السن وَقَالَ ابْن نَاصِر عَنهُ كَانَ شَيخا صَالحا زاهدا صَائِما أَكثر وقته ذَا كرامات ظَهرت لَهُ بعد مَوته توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء وَقت الظّهْر السَّادِس عشر من الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ الْجمع متوفرا وَدفن فِي الدكة جنب الشَّيْخ أبي الوفا ابْن القواس 870 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْغَازِي أَبُو الْحسن أحد الْفُقَهَاء الْأَعْيَان اشْتغل قَدِيما على أبي الْحسن الْآمِدِيّ بآمد ولازمه وتفقه وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وبرع فِي الْفِقْه وَقد ذكره القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن فِي تَرْجَمَة شَيْخه أبي الْحسن وأشغل النَّاس وتفقه عَلَيْهِ طَائِفَة قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَأَظنهُ قديم الْوَفَاة 871 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ وَيعرف بالخياط قدم بَغْدَاد واستوطنها الحديث: 870 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 مُدَّة وَسمع من مشايخها وانتخب وعلق وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحصل الْأُصُول والنسخ وَجمع أَشْيَاء من الحَدِيث وَالْفِقْه ونفذه إِلَى اصبهان وَحدث بِبَغْدَاد عَن أبي الْقَاسِم ابْن مندة إجَازَة وَعَن غَيره سَمَاعا قَالَ ابْن النجار كَانَ من أهل السّنة الْمُحَقِّقين المبالغين ظَاهر الصّلاح قَلِيل المخالطة للنَّاس وَكَانَ متعصبا لمذهبه توفّي يَوْم الْخَمِيس سادس عشرى ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 872 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَعْدَان الْأَزجيّ الْفَقِيه أَبُو المظفر سمع من القَاضِي أبي الْحُسَيْن وتفقه عَلَيْهِ وعَلى أبي بكر الدينَوَرِي ولازمه وروى عَنهُ أَحْمد بن طَارق وَكتب عَنهُ الْمُبَارك ابْن كَامِل حِكَايَة فِي مُعْجمَة بِغَيْر إِسْنَاد توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 873 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصر الجماعيلى الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الزَّاهِد العابد الشَّيْخ أَبُو عمر الحديث: 872 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 مولده سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة بجماعيل هَاجر بِهِ وَالِده وبأخيه الشَّيْخ الْمُوفق وأهليهم إِلَى دمشق ونزلوا بِمَسْجِد أبي صَالح ظَاهر بَاب شَرْقي فأقاموا بِهِ مُدَّة نَحْو سنتَيْن ثمَّ انتقلوا إِلَى الْجَبَل قَالَ الشَّيْخ أَبُو عمر فَقَالَ النَّاس الصالحية الصالحية فنسبونا إِلَى مَسْجِد أبي صَالح لَا أَنا صَالِحُونَ حفظ الْقُرْآن وقرأه بِحرف أبي عَمْرو وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَأبي المكارم ابْن هِلَال وَأبي تَمِيم سلمَان ابْن الرجبي وَغَيرهم وبمصر من الشريف سعيد بن الْحسن المأموني وَأبي مُحَمَّد بن بري النَّحْوِيّ وَخرج لَهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا من رواياته وَحدث بهَا وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الضياء وَالْمُنْذِرِي وَحفظ مُخْتَصر الحرقى وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن بَرى وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من ذَلِك الْحِلْية لأبي نعيم تَفْسِير الْبَغَوِيّ والمغنى لِأَخِيهِ الْمُوفق والإبانة لِابْنِ بطة وَكتب مصاحف كَثِيرَة لأَهله وَكتب الخرقى للنَّاس وَالْكل بِغَيْر أُجْرَة وَكَانَ سريع الْكِتَابَة وَرُبمَا كتب فِي الْيَوْم كراسين بِالْقطعِ الْكَبِير وَكَانَ الله تَعَالَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 قد جمع لَهُ معرفَة الْفِقْه والفرائض والنحو مَعَ الزّهْد وَالْعَمَل وَقَضَاء حوائج النَّاس وَكَانَ لَا يسمع دُعَاء إِلَّا حفظه ودعا بِهِ وَلَا يسمع ذكر صَلَاة إِلَّا صلاهَا وَلَا يسمع حَدِيثا إِلَّا عمل بِهِ وَكَانَ لَا يتْرك قيام اللَّيْل ويسرد الصَّوْم فِي آخر عمره وَكَانَ لَا يكَاد يسمع بِجنَازَة إِلَّا حضرها وَلَا مَرِيض إِلَّا عَاده وَلَا جِهَاد إِلَّا خرج فِيهِ وَكَانَ يقْرَأ فِي الصَّلَاة كل لَيْلَة سبعا مرتلا وَيقْرَأ فِي النَّهَار سبعا بَين الظّهْر وَالْعصر فَإِذا صلى الْفجْر قَرَأَ آيَات الحرس بعد أَن يفرغ من التَّسْبِيح ثمَّ يُصَلِّي الضُّحَى صَلَاة طَوِيلَة وَيسْجد سَجْدَتَيْنِ طويلتين إِحْدَاهمَا فِي اللَّيْل وَالْأُخْرَى فِي النَّهَار وَيُصلي بعد أَذَان الظّهْر قبل سنتها فِي كل يَوْم رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فِي الأولى أول الْمُؤْمِنُونَ وَفِي الثَّانِيَة آخر الْفرْقَان وَكَانَ يُصَلِّي بَين الْمغرب وَالْعشَاء أَربع رَكْعَات يقْرَأ فِيهِنَّ السَّجْدَة (وَيس) وَالدُّخَان وتبارك وَيُصلي كل لَيْلَة جُمُعَة بَين العشاءين صَلَاة التَّسْبِيح وَيُصلي الْجُمُعَة رَكْعَتَيْنِ بِمِائَة (قل هُوَ الله) وَكَانَ يُصَلِّي فِي كل يَوْم وَلَيْلَة اثْنَتَيْنِ وَسبعين رَكْعَة نَافِلَة ويزور الْقُبُور كل جُمُعَة بعد الْعَصْر وَلَا ينَام إِلَّا على وضوء وَكَانَ يَقُول بَين سنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 الْفجْر وَالْفَرْض أَرْبَعِينَ مرّة (يَا حَيّ يَا قيوم لَا إِلَه إِلَّا إنت) وَكَانَ لَا يتْرك غسل الْجُمُعَة وَلَا يخرج إِلَيْهَا إِلَّا وَمَعَهُ شَيْء يتَصَدَّق بِهِ وَكَانَ يحمل هم أَصْحَابه ويساويهم وَرُبمَا تصدق بالشَّيْء وَهُوَ مُحْتَاج إِلَيْهِ قَالَ الضياء سَمِعت الإِمَام مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر يَقُول دَعَاني الشَّيْخ مرّة وَكنت أَخَاف من ضَرَر الْأكل فابتدأني وَقَالَ إِذا قَرَأَ الْإِنْسَان قبل الْأكل (شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ) (ولإيلاف قُرَيْش) ثمَّ أكل فَإِنَّهُ لَا يضرّهُ وَقَالَ وَسمعت عبد الله بن الْحسن ابْن النّحاس يَقُول كَانَ وَالِدي يحب الشَّيْخ أَبَا عمر فَقَالَ لي يَوْم جُمُعَة أَنا أُصَلِّي خلف الشَّيْخ ومذهبي أَن بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من الْفَاتِحَة ومذهبه أَنَّهَا لَيست من الْفَاتِحَة وأخاف أَن يكون فِي صَلَاتي شَيْء فمضينا إِلَى الشَّيْخ فَقَالَ يَا أخي صل وَأَنت طيب الْقلب فإنني مَا تركتهَا فِي فَرِيضَة وَلَا نَافِلَة مُنْذُ أممت النَّاس وَله آثَار جميلَة مِنْهَا مدرسة بِالْجَبَلِ وَهِي وقف على الْقُرْآن وَالْفِقْه وَقد حفظ الْقُرْآن فِيهَا أُمَم لَا يُحصونَ وَذكر جمَاعَة أَن الشَّيْخ أَبَا عمر قطب وَأقَام قطب الْوَقْت قبل مَوته بست سِنِين قَالَ أَبُو المظفر كَانَ على مَذْهَب السّلف الصَّالح حسن العقيدة متمسكا بِالْكتاب وَالسّنة والْآثَار الموية وَكَانَ يمرها كَمَا جَاءَت من غير طعن على أَئِمَّة الدّين وعلماء الْمُسلمين وَينْهى عَن صُحْبَة المبتدعين وَيَأْمُر بِصُحْبَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 الصَّالِحين وَأمر الْجَمَاعَة بِقِرَاءَة يس وَكَانَ آخر كَلَامه (إِن الله اصْطفى لكم الدّين فَلَا تموتن إِلَّا وَأَنْتُم مُسلمُونَ) وَتُوفِّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسِتمِائَة وَحضر جنَازَته الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء والأمراء والأعيان وحزر من حضرها فَكَانُوا عشْرين ألفا وَدفن بجبل قاسيون 874 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله ابْن الأبرادي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه أَبُو الْحسن تفقه على ابْن عقيل وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْحسن ابْن الفاعوس وَحدث باليسير وَسمع مِنْهُ أَبُو الْفضل ابْن شَافِع وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شعْبَان سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن عِنْد بَاب المختارة 875 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن التريكي الحديث: 874 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 العباسي الْهَاشِمِي روى عَن طراد وَأبي نصر الزَّيْنَبِي والعاصمي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة وَكَانَ جليل الْقدر من رجالات الهاشميين ذَا أدب وَعلم وَله نظم وخطب جَوَامِع توفّي فِي نصف الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة 876 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْملك الْأَصْبَهَانِيّ الجورتاني العابد الأديب مصلح الدّين أَبُو عبد الله من أهل أَصْبَهَان وجورتان من قراها سمع من أبي عَليّ الْحداد وَسَعِيد ابْن أبي الرَّجَاء قَالَ ابْن النجار كَانَ فَقِيها فَاضلا كَامِل الْمعرفَة بالأدب وَأكْثر أدباء أَصْبَهَان من تلامذته وَكَانَ متدينا حسن الطَّرِيقَة قَالَ بَعضهم وَلما بلغ عمره ثَمَانِينَ قَالَ أسأَل الله أَن يمهلني إِلَى التسعين وَأَن يوفقني كل يَوْم لختمة فاستجيب دَعوته فَكَانَ يخْتم كل يَوْم ختمة توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَدفن بداره ثمَّ نقل إِلَى بَاب دربه الحديث: 876 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 877 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح بن شَافِع بن صَالح بن حَاتِم الجيلي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ سمع من يحيى بن يُوسُف السقلاطون وَعبد الْحق اليوسفي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الحَدِيث بِنَفسِهِ قَالَ ابْن النجار كَانَ طيب النغمة فِي قِرَاءَة الْقُرْآن والْحَدِيث وَكَانَ متدينا صَالحا حسن الطَّرِيقَة جميل السِّيرَة وقورا أَمينا وَقَالَ ابْن نقطة هُوَ ثِقَة مَأْمُون حسن السمت وَكتب عَنهُ ابْن السَّاعِي وَأَجَازَ لِلْمُنْذِرِيِّ توفّي فِي رَابِع رَجَب سنة الحديث: 877 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالنظامية وَكَانَ الْجمع متوفرا وَدفن عِنْد آبَائِهِ بدكة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 878 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الْحُسَيْن بن خلف الْبَغْدَادِيّ الْقطيعِي الْأَزجيّ المؤرخ أسمعهُ وَالِده من أبي الْحسن بن الْخلّ الْفَقِيه وَأبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَنصر بن العكبري وَغَيرهم وأسمعه من أبي الْوَقْت صَحِيح البُخَارِيّ وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بَغْدَاد ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَسمع من جمَاعَة وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب بِخَطِّهِ ورحل وَسمع بالموصل من خطيبها أبي الْفضل وَغَيره وَسمع بِدِمَشْق من مُحَمَّد بن حَمْزَة بن أبي الصَّقْر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد ولازم الحديث: 878 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 أَبَا الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ مُدَّة أَخذ عَنهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من تصانيفه ومروياته وَجمع تَارِيخا وَذكر فِيهِ أَنه قَرَأَ شَيْئا من الْمَذْهَب على القَاضِي أبي يعلى بن القَاضِي أبي خازم وَحضر درسه وروى عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ توفّي لَيْلَة السبت لأَرْبَع خلون من ربيع الآخر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعدة مَوَاضِع وَدفن بِبَاب حَرْب وَأنْشد لنَفسِهِ فِي تَارِيخه (أهديت قلبِي لكم خذوه ... وقتلي حرَام فَلَا تقربوه) (وَهَا هُوَ ذَا عبدكم وَاقِف ... يروم الْوِصَال فَلَا تحرموه) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 879 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْموصِلِي المقرىء الْفَقِيه الأديب شمس الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بالشعلة قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الإربلى وَغَيره وتفقه وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وبرع فِي الْأَدَب والقراءات وصنف تصانيف كَثِيرَة ونظم الشّعْر الْحسن قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ كَانَ شَابًّا فَاضلا ومقرئا محققا ذَا ذكاء مفرط وَفهم ثاقب وَمَعْرِفَة تَامَّة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وشعره فِي غَايَة الْجَوْدَة نظم فِي الْفِقْه وَفِي التَّارِيخ وَغَيره ونظم كتاب الحديث: 879 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 الشمعة فِي الْقرَاءَات السَّبْعَة وَكَانَ مَعَ فرط ذكائه صَالحا زاهدا متواضعا كَانَ شَيخنَا التقى المقصاتي يصف شمائله وفضائله ويثنى عَلَيْهِ وَكَانَ قد حضر بحوثه وَسمع أَبَا الْحسن شَيْخه يَقُول كَانَ أَبُو عبد الله نَائِما فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ لي رَأَيْت السَّاعَة رَسُول الله فَطلب مِنْهُ الْعلم فأطعمه تمرات وَشرح الشاطبية شرحا مُفِيدا توفّي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بالموصل وَله ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة قَالَه الذَّهَبِيّ 880 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عِيسَى بن ابي الرِّجَال أَحْمد بن مُحَمَّد اليونيني البعلي الْفَقِيه الْمُحدث الْحَافِظ الزَّاهِد تَقِيّ الدّين الحديث: 880 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 أحد أَعْلَام وشيوخ الْإِسْلَام حفظ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث من أبي طَاهِر الخشوعي وَأبي الْيمن الْكِنْدِيّ والحافظ عبد الْغنى وتفقه بالشيخ موفق الدّين وبرع فِي الْخط الْمَنْسُوب وَلبس خرقَة التصوف من الشَّيْخ عبد الله البطائحي صَاحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَلزِمَ صُحْبَة الشَّيْخ عبد الله اليونيني الزَّاهِد صَاحب الْأَحْوَال والكرامات الَّذِي يُقَال لَهُ أَسد الشَّام وانتفع بِهِ وَكَانَ الشَّيْخ عبد الله هَذَا يثنى على الشَّيْخ الْفَقِيه ويقدمه ويقتدى بِهِ فِي الفتاوي وبرع فِي علم الحَدِيث وَحفظ فِيهِ الْكتب الْكِبَار حفظا متقنا كالجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي قَالَ ولدة قطب الدّين حفظ صَحِيح مُسلم فِي أَرْبَعَة اشهر وَحفظ سُورَة الْأَنْعَام فِي يَوْم وَاحِد وَحفظ ثَلَاث مقامات من الحريرية فِي بعض يَوْم وَكَانَ يستحضر غَالب مُسْند الإِمَام أَحْمد وَقد أثنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة وَحدث بالكثير روى عَنهُ إبناه أَبُو الْحُسَيْن الْحَافِظ والقطب المؤرخ وَإِبْرَاهِيم بن حَاتِم البعلي وَإِبْرَاهِيم ابْن القرشية البعلي خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ وبالإجازة زَيْنَب بنت الْكَمَال توفّي لَيْلَة تَاسِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن عِنْد شَيْخه عبد الله اليونيني ببعلبك 881 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابي نصر بن الدباهي الْبَغْدَادِيّ الزَّاهِد شمس الدّين أَبُو عبد الله صحب الشَّيْخ يحيى الصرصرى الحديث: 881 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 وَكَانَ خَال والدته وَالشَّيْخ عبد الله كتيلة مُدَّة وسافر مَعَه وجاور بِمَكَّة مُدَّة وَدخل الرّوم والجزيرة ومصر وَالشَّام ثمَّ استوطن دمشق وَبهَا توفّي قَالَ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني عَنهُ شيخ صَالح عَارِف زاهد كثير الرَّغْبَة فِي الْعلم وَأَهله والحرص على الْخَيْر وَالِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة تخلى عَن الدُّنْيَا وَخرج عَنْهَا ولازم الْعِبَادَة وَالْعَمَل الدَّائِم وَالْجد واستغرق أوقاته فِي الْخَيْر وَكَانَ لَدَيْهِ فضل وَعِنْده سلوكيات جَيِّدَة فِي عُلُوم وَله عبارَة حَسَنَة فِيمَا يَكْتُبهُ وَطلب للفوائد الدِّينِيَّة متقشف ورع صلب فِي الدّين محب للصالحين يكثر الصَّوْم ويطيل الصَّلَاة بخشوع وَيَتْلُو الْقُرْآن الْعَظِيم لَا يرى خَالِيا من أَفعَال الْخَيْر وَيتَصَدَّق فِي السِّرّ وَينْصَح الإخوان وَيسْعَى فِي مصالحهم وَيحسن الْقيام على عِيَاله ويلازم الْجَمَاعَات فِي الْجَامِع وَلَا يغشى السلاطين وَلَا الْحُكَّام إِلَّا عِنْد ضَرُورَة دينية وَقد أثنى عَلَيْهِ البرزالي والذهبي وسمعا مِنْهُ وانتقل إِلَى رَحْمَة الله يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرى ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن بقاسيون قبل الشَّيْخ عماد الدّين الوَاسِطِيّ بيومين وَأنْشد لبَعْضهِم (الدَّهْر ساومني عمري فَقلت لَهُ ... لابعت عمري بالدنيا وَمَا فِيهَا) (ثمَّ اشْتَرَاهُ تفارقنا بِلَا ثمن ... تبت يدا صَفْقَة قد خَابَ شاربها) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 882 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن حسان الصَّالِحِي الْقدْوَة الزَّاهِد أَبُو عبد الله سمع من أبي حَفْص عمر بن عوة الْجَزرِي صَاحب البوصيري وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَابْن عبد الدايم وَجَمَاعَة وَصَحب الشَّيْخ شمس الدّين بن الْكَمَال وَغَيره من الصلحاء وَكَانَ صَالحا تقيا يقتات من عمل يَده وَكَانَ عَظِيم الْحُرْمَة مَقْبُول الْكَلِمَة أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر حدث بالكثير وَسمع مِنْهُ خلق قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَأَجَازَ لي مَا يجوز لَهُ رِوَايَته توفّي فِي ثَالِث عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون الحديث: 882 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 883 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الجماعيلي ثمَّ الصَّالِحِي المقرىء الْفَقِيه الْحَافِظ النَّحْوِيّ المتفنن شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الْعِمَاد أبي الْعَبَّاس قَرَأَ بالراويات وَسمع الْكثير من القَاضِي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأبي بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم والحجار وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَخلق كثير وعنى بِالْحَدِيثِ وفنونه وَمَعْرِفَة الرِّجَال والعلل وتفقه فِي الْمَذْهَب وَأفْتى وَقَرَأَ الْأَصْلَيْنِ والعربية وبرع فيهمَا ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْأَرْبَعين فِي أصُول الدّين للرازي وَقَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ مجد الدّين الْحَرَّانِي ولازم أَبَا الْحجَّاج الْمزي حَتَّى برع وَأخذ عَن الذَّهَبِيّ وَله مصنفات كَثِيرَة فِي فنون شَتَّى وَحدث بِشَيْء من مسموعاته وَسمع مِنْهُ جمَاعَة توفّي فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون وَكَانَت لَهُ جَنَازَة حافلة الحديث: 883 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 884 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أبي الْفرج بن أبي الْحسن بن سَرَايَا بن الْوَلِيد الْحَرَّانِي الْفَقِيه القَاضِي بدر الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بِابْن الحبال سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وَالشَّيْخ نجم الدّين ابْن حمدَان وَغَيرهم وتفقه وَأفْتى وَأعَاد بعدة مدارس وصنف تصانيف مِنْهَا شرح الخرقى وَغَيره وَحدث روى عَنهُ ابْن رَافع وَغَيره وَكَانَ حسن المحاضرة لين الْجَانِب لطيف الذَّات ذَا ذهن ثاقب توفّي تَاسِع عشر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 885 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَمَضَان بن عبد الله الحريري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الْعَالم تَاج الدّين المقرىء سمع من الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَابْن عَسَاكِر وَابْن الْفراء وَأَجَازَ لَهُ الصَّيْرَفِي الحديث: 884 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 وَابْن الصَّابُونِي وَابْن البُخَارِيّ وَابْن الْكَمَال وَخلق وَخرج لَهُ ابْن سعد مشيخة سَمعهَا عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الْحُسَيْنِي وشهاب الدّين ابْن رَجَب توفّي فِي مستهل رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بسفح قاسيون 886 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن عبد الْوَاحِد الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي كَانَ إِمَامًا بمحراب الْحَنَابِلَة بِجَامِع دمشق وَحضر على ابْن البُخَارِيّ الْمسند والغيلانيات وَسمع من جده لأمه تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَابْن رَجَب وذكراه فِي معجميهما توفّي يَوْم السبت سَابِع عشر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بسفح قاسيون وَدفن بِهِ الحديث: 886 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 وأحضره الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم القَاضِي تَقِيّ الدّين عبد الله توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد أهمله ابْن رَجَب فِي الطقبات 887 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الشَّيْخ الإممام القَاضِي صدر الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل الْمصْرِيّ سمع الحَدِيث من الْعِمَاد بن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْعِمَاد والتقي ابْن تَمام وَغَيرهمَا قَالَ بَعضهم كَانَ حسن الشكالة مَعَ تواضع وَحسن كِتَابَة وَلما كَانَ وَالِده قَاضِي الْحَنَابِلَة بالديار المصرية رأى من الجاه والسعادة مَا لم يره غَيره من أَوْلَاد الْقُضَاة وَيُقَال إِنَّه كَانَ فِي اسطبله مَا يزِيد على خمسين رَأْسا وبسببه عَزله وَالِده من الْقَضَاء وَاسْتقر عوضه قَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين فِي درس المنصورية وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين عبد الله فِي درس الأشرفية ودرس القَاضِي صدر الدّين بالمنصورية وجامع الْحَاكِم توفّي لَيْلَة الْخَامِس عشْرين من الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة 888 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن شيخ الحديث: 887 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 الْإِسْلَام أبي عمر الشَّيْخ الْمسند الْقدْوَة صَلَاح الدّين الْخَطِيب تَقِيّ الدّين بن الْعِزّ بن الْخَطِيب شرف الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن حَازِم والعز الْفراء والتقي ابْن مُوسَى وَمُحَمّد بن عَليّ ابْن الوَاسِطِيّ وابو بكر ابْن عبد الدايم وَأَجَازَهُ سنة خمس وَثَمَانِينَ جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن طبرزد قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى هُوَ مُسْند الْوَقْف وَآخر من بَقِي من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ وَسمع مِنْهُ مُسْند الإِمَام أَحْمد بفوت يسير وَكتاب الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وَسمع مُسْند الدَّارمِيّ على الْحسن ابْن الْخلال قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ ابْن حجر حدث بالكثير من مسموعاته سمع مِنْهُ القدماء وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْكَبِير وَعمر دهرا طَويلا حَتَّى صَار مُسْند عصره وَتفرد بِأَكْثَرَ مسموعاته ومشايخه وَكَانَ صبورا على السماع محبا للْحَدِيث وَأَهله وَآخر من كَانَ بَينه وَبَين النَّبِي تِسْعَة أنفس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل بِشَرْط الصَّحِيح توفّي يَوْم السبت ثَالِث عشرى شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن من الْغَد بتربة جده 889 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن شيخ الْإِسْلَام أبي عمر الشَّيْخ البارع صَلَاح الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الْجَبَل ولى النّظر على مدرسة جده قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى وَكَانَ قد أسمعهُ وَالِده وأحضره وَحسنت سيرته فِي آخر أَيَّامه توفّي فِي الْعشْر الْأَخير من رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد وَالِده بتربة جده الشَّيْخ أبي عمر 890 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الصَّمد بن مرجان الشَّيْخ الصَّالح الْقدْوَة شمس الدّين أَبُو عبد الله شيخ التَّلْقِين الحديث: 889 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 بمدرسة شيخ الْإِسْلَام أبي عمر روى عَن التقي سُلَيْمَان وَيحيى بن سعد الْكثير وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن حجر توفّي فِي عَاشر شعْبَان سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة 891 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين النابلسي تفقه على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن عبد الْقَادِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة وأحكمها ثمَّ قدم دمشق بعد السّبْعين وقاضي الْحَنَابِلَة إِذْ ذَاك عَلَاء الدّين الْعَسْقَلَانِي فاستمر فِي طلب الْعلم وَحضر حَلقَة قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين السبكى ثمَّ جلس فِي الجوزية يشْهد واشتهر أمره وَعلا صيته وَكَانَ لَهُ بهَا معرفَة تَامَّة وَكِتَابَة حَسَنَة وَقصد فِي الِاشْتِغَال وَلم يزل يترقى حَتَّى سعى على قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين ابْن المنجا لأمر وَقع بَينهمَا فولى فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَوَقع لَهُ الْعَزْل وَالْولَايَة مَرَّات وَكَانَت لَهُ حَلقَة لإقراء الْعَرَبيَّة يحضرها الْفُضَلَاء درس بدار الحَدِيث الأشرفية والحنبلية وَله حُرْمَة عَظِيمَة وأبهة زَائِدَة لَكِن بَاعَ من الْأَوْقَاف كثيرا رَحمَه الله الحديث: 891 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 توفّي لَيْلَة السبت ثَانِي عشر الْمحرم سنة خمس وَثَمَانمِائَة بمنزله بالصالحية وَدفن بهَا 892 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن معالي الحبتي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين وَهُوَ من متأخري أَصْحَاب الْفَخر وَقد مهر فِي أُمُور كَثِيرَة وَكَانَ يقْرَأ البُخَارِيّ قِرَاءَة حَسَنَة توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة 893 - مُحَمَّد بن عز الدّين أَحْمد بن عبد الحميد بن الحديث: 892 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 عبد الْهَادِي الشَّيْخ الصَّالح الْمَقْدِسِي سمع من المؤتمن ابْن عميرَة واليلداني وَعم وَالِده مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَأَجَازَ لَهُ ابْن القبيطي وَابْن رَوَاحَة وَجَمَاعَة وَحدث توفّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 894 - مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن الْعَبَّاس أَبُو عبد الله الشَّافِعِي الإِمَام الْأَعْظَم ولد بغزة وَقيل بعسقلان وَقيل بِالْيمن وَنَشَأ بِمَكَّة الحديث: 894 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 وَكتب الْعلم بهَا وبمدينة النَّبِي وَقدم بَغْدَاد مرَّتَيْنِ وَخرج إِلَى مصر وَاسْتمرّ بهَا إِلَى حِين وَفَاته سمع مَالك بن أنس وَإِبْرَاهِيم بن سعد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَغَيرهم وَاجْتمعَ بِهِ إمامنا وَسمع مِنْهُ وذاكره وَنقل عَنهُ وحاضره ذكره أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَذكر أَن أَحْمد بن حَنْبَل تعلم مِنْهُ الشَّافِعِي أَشْيَاء فِي معرفَة الحَدِيث وَكَانَ الشَّافِعِي فَقِيها وَلم يكن مُحدثا فَرُبمَا قَالَ لِأَحْمَد هَذَا الحَدِيث قوي مَحْفُوظ فَإِذا قَالَ نعم جعله أصلا وَبنى عَلَيْهِ وَقَالَ إِسْحَاق بن حَنْبَل كَانَ الشَّافِعِي يَأْتِي أَبَا عبد الله عندنَا هَا هُنَا عَامَّة النَّهَار يتذاكران الْفِقْه وَمَا أخرج الشَّافِعِي فِي كتبه يَعْنِي عَن أبي عبد الله حَدثنِي بعض أَصْحَابنَا عَن إِسْمَاعِيل وَأبي مُعَاوِيَة والعراقيين فَهُوَ عَن أبي عبد الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 وَقَالَ الْفضل بن زِيَاد أَن أَحْمد جَالس الشَّافِعِي بِمَكَّة فَأخذ عَنهُ التقنين وَكَلَام قُرَيْش وَأخذ الشَّافِعِي عَن أَحْمد معرفَة الحَدِيث وَقَالَ عبد الله ابْن الإِمَام أَحْمد قَالَ لي أبي قَالَ لنا الشَّافِعِي أَنْتُم أعلم بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال منى فَإِذا كَانَ الحَدِيث صَحِيحا فأعلموني إِن شَاءَ أَن يكون كوفيا أَو بصريا أَو شاميا حَتَّى أذهب إِلَيْهِ إِذا كَانَ صَحِيحا وَقَالَ عبد الله سَمِعت أبي يَقُول اسْتَفَادَ الشَّافِعِي منا كثيرا مِمَّا استفدنا مِنْهُ وكل شَيْء فِي كتاب الشَّافِعِي عَن هشيم وَغَيره فَهُوَ عَن أبي وَقَالَ الرّبيع ابْن سُلَيْمَان كَانَ الشَّافِعِي يخْتم فِي كل يَوْم ختمة فَإِذا كَانَ رَمَضَان قَرَأَ بِالنَّهَارِ ختمة وبالليل أُخْرَى وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ سَمِعت أَحْمد يَقُول سِتَّة أَدْعُو لَهُم سحرًا أحدهم الشَّافِعِي وَذكر أَبُو بكر الْخَطِيب فِي كتاب السَّابِق واللاحق حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَبَين وفاقهما مائَة وَثَلَاث عشرَة سنة وَمَات الشَّافِعِي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَالْبَغوِيّ سنة سبع عشرَة وثلاثمائة 895 - مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن الْمُنْذر بن دَاوُد بن مهْرَان الحديث: 895 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 أَبُو حَاتِم الْحَنْظَلِي الرَّازِيّ وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة الْحفاظ سمع مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وَأَبا زيد النَّحْوِيّ وإمامنا أَحْمد فِي آخَرين روى عَنهُ يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَالربيع بن سُلَيْمَان المصريان وهما أكبر سنا مِنْهُ وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ والدمشقي وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد فَحدث بهَا فروى عَنهُ من أَهلهَا أَحْمد بن مَنْصُور الزيَادي وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَغَيرهمَا وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ إِمَام فِي الحَدِيث روى عَنهُ أَحْمد مسَائِل كَثِيرَة وَقعت إِلَيْنَا مُتَفَرِّقَة كلهَا غرائب وَقَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن أبي حَاتِم سَمِعت يُونُس بن عبد الْأَعْلَى يَقُول أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم إِمَامًا خُرَاسَان ودعا لَهما وَقَالَ بقاؤهما صَلَاح للْمُسلمين وَقَالَ أَبُو حَاتِم أكتب أحسن مَا يسمع وأحفظ أحسن مَا يكْتب وذاكر بِأَحْسَن مَا يحفظ وَأنْشد (تفكرت فِي الدُّنْيَا فَأَبْصَرت رشوها ... وذللت بالتقوى من الله حَدهَا) (أَسَأْت بهَا ظنا فأخلفت وعدها ... وأصبحت مَوْلَاهَا وَقد كنت عَبدهَا) مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 896 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد بن رَاهْوَيْةِ أَبُو الْحُسَيْن الْمروزِي ولد بمرو وَنَشَأ بنيسابور وَكتب بِبِلَاد خُرَاسَان وَالْعراق والحجاز وَالشَّام ومصر سمع أَبَاهُ إِسْحَاق ابْن رَاهْوَيْةِ وَعلي ابْن حجر وإمامنا أَحْمد فِي آخَرين وَحدث بِبَغْدَاد فروى عَنهُ من أَهلهَا مُحَمَّد بن مخلد الدوري وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَكَانَ عَالما بالفقه جميل الطَّرِيقَة مُسْتَقِيم الحَدِيث قَالَ دخلت على ابي عبد الله فَقَالَ أَنْت ابْن أبي يَعْقُوب قلت بلَى قَالَ أما إِنَّك لَو لَزِمته كَانَ أَكثر لفائدتك فَإنَّك لم تَرَ مثله توفّي فِي مرجعه من الْحَج سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ قتلته القرامطة ذكره ابْن المنادى الحديث: 896 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 879 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن أبي بكر الصَّاغَانِي أحد الْأَثْبَات المتقنين مَعَ صلابة فِي الدّين وأشتهار بِالسنةِ واتساع فِي الرِّوَايَة سكن بَغْدَاد ورحل فِي طلب الْعلم وَكتب عَن أهل الْبِلَاد وَسمع يعلى بن عبيد الطنافسي وجعفر ابْن عون الْعمريّ وإمامنا وخلفا كثيرا حدث وَسمع مِنْهُ مُوسَى بن هَارُون وَأَبُو بكر ابْن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ وَابْن أبي الدُّنْيَا وَعبد الله بن أَحْمد وَآخَرين قَالَ أَبُو مُزَاحم الخاقاني كَانَ الصَّاغَانِي يشبه يحيى بن معِين فِي وقته وَذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ كَانَ ثِقَة وَفَوق الثِّقَة وَذكره أَبُو بكر الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لتسْع خلون من صفر سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 898 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق هُوَ من جملَة من نقل عَن إمامنا روى القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن بِإِسْنَادِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ رَأَيْت الْقِيَامَة قد قَامَت وَرَأَيْت رب الْعِزَّة أسمع الْكَلَام وَرَأى النُّور فَقَالَ مَا تَقول فِي الْقُرْآن قلت كلامك يَا رب الْعَالمين الحديث: 898 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 فَقَالَ من أخْبرك فَقلت أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ أَحْمد ثِقَة فدعى بِأَحْمَد فَقيل مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كلامك يَا رب الْعَالمين فَقَالَ وَمن أَيْن علمت فصفح أَحْمد ورقتين فَإِذا فِي إِحْدَاهمَا شُعْبَة عَن الْمُغيرَة وَفِي الْآخِرَة عَطاء عَن ابْن عَبَّاس فدعى شُعْبَة فَقَالَ مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كلامك يَا رب الْعَالمين فَقَالَ عز وَجل وَمن أَيْن علمت فَقَالَ أَخْبرنِي عَطاء عَن ابْن عَبَّاس فَلم يدع عَطاء ودعا ابْن عَبَّاس فَقَالَ لَهُ الله تَعَالَى مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كلامك يَا رب الْعَالمين قَالَ وَمن أَيْن علمت قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد رَسُولك فَدَعَا رَسُول الله قَالَ لَهُ الله تَعَالَى مَا تَقول فِي الْقُرْآن قَالَ كلامك يَا رب الْعَالمين قَالَ وَمن أخْبرك قَالَ جِبْرِيل عَنْك قَالَ الله تَعَالَى صدقت وَصَدقُوا 899 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَبُو الْفَتْح الْمُؤَدب ذكره بن ثَابت فَقَالَ حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل روى عَنهُ عبد الصَّمد بن عَليّ الطستى توفّي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 900 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن مندة الْأَصْبَهَانِيّ الحديث: 899 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 سمع عَم أَبِيه عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مندة بأصبهان وَأَبا الْعَبَّاس الْأَصَم بنيسابور والهيثم بن كُلَيْب الشَّاشِي ببخارى وخيثمة بن سُلَيْمَان بطرابلس وَأَبا سعيد بن الْأَعرَابِي بِمَكَّة وَحَمْزَة الكتاني بِمصْر وَابْن حذلم بِدِمَشْق وَبَلغنِي عَنهُ أَنه قَالَ كتبت من ألف شيخ وَسَبْعمائة شيخ وَقَالَ طفت الشرق والغرب مرَّتَيْنِ وَلم أسمع من المبتدعين حَدِيثا وَآخر من سمع مِنْهُ وَلَده عبد الْوَهَّاب توفّي سنة نَيف وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة ووالده توفّي سنة خمس وَتِسْعين وثلثمائة 901 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة الْجعْفِيّ البُخَارِيّ صَاحب الْجَامِع الصَّحِيح والتاريخ وَغَيرهمَا رَحل فِي طلب الْعلم إِلَى أَكثر محدثي الْأَمْصَار سمع مكي بن إِبْرَاهِيم الْبَلْخِي الحديث: 901 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 وعبدان بن عُثْمَان الْمروزِي وَأَبا عَاصِم الشَّيْبَانِيّ وَأَبا بكر الْحميدِي وَيحيى بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وإمامنا أَحْمد وَحدث عَن رجل عَنهُ ورد إِلَى بَغْدَاد مَرَّات وروى عَنهُ من أَهلهَا إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَعبد الله بن مُحَمَّد بن نَاجِية وروى البُخَارِيّ حَدِيث أنس (فَكَانَ نقش خَاتمه ثَلَاثَة أسطر مُحَمَّد سطر وَرَسُول سطر وَالله سطر) قَالَ البُخَارِيّ وَزَادَنِي أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ حَدثنَا الْأنْصَارِيّ حَدثنَا أبي عَن تمامة عَن أنس قَالَ كَانَ خَاتم النَّبِي فِي يَده وَفِي يَد أبي بكر من بعده وَفِي يَد عمر بعد أبي بكر فَلَمَّا كَانَ عُثْمَان جلس ببئر أريس قَالَ فَأخْرج الْخَاتم يعبث فَسقط قَالَ فانتقلنا ثَلَاثَة أَيَّام مَعَ عُثْمَان فنزح الْبِئْر فَلم نجده وَقَالَ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَقَالَ لنا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا يحيى بن سعيد عَن سُفْيَان حَدثنَا حبيب عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس حرم من النّسَب سبع وَمن الصهر سبع ثمَّ قَرَأَ (حرمت عَلَيْكُم أُمَّهَاتكُم) الْآيَة وَقَالَ البُخَارِيّ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيّ والْحميدِي وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده يحتجون بحَديثه فَمن النَّاس بعدهمْ وَقَالَ عبد الله بن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 أَحْمد بن حَنْبَل سَمِعت أبي يَقُول مَا أخرجت خُرَاسَان مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ وَنقل عَنهُ مُحَمَّد بن نصر أَنه قَالَ من زعم أَنِّي قلت لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَذَّاب فَإِنِّي لم أَقَله وَقَالَ البُخَارِيّ قلت لأبي عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل أَنا رجل مبتلى قد ابْتليت أَن لَا أَقُول لَك وَلَكِن أَقُول فَإِن أنْكرت شَيْئا فردني عَنهُ الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره كَلَام الله لَيْسَ مِنْهُ شَيْء مَخْلُوق وَمن قَالَ إِنَّه مَخْلُوق أَو شَيْء مِنْهُ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر وَمن زعم أَن لَفظه بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ جهمي كَافِر قَالَ توفّي لَيْلَة السبت لَيْلَة عيد الْفطر وَدفن يَوْم عيد الْفطر بعد صَلَاة الظّهْر غرَّة شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وعمره اثْنَان وَسِتُّونَ سنة إِلَّا ثَلَاثَة عشر يَوْمًا 902 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ كَانَ فهما متقنا مَشْهُورا بِمذهب السّنة سمع مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وَالْفضل بن دُكَيْن وَآخَرين وَسكن بَغْدَاد وَحدث بهَا فروى عَنهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَأَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ وَأَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا وَأَبُو بكر النجاد وَغَيرهم الحديث: 902 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ صاحبنا وَسَمعنَا مِنْهُ حَدثنَا كثيرا وَكَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل صَالِحَة حسان وفيهَا مَا أغرب بِهِ على أَصْحَاب أبي عبد الله وَهُوَ رجل مَعْرُوف ثِقَة كَبِير الْعلم وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ سَمِعت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول اللفظية جهمية يَقُول الله (حَتَّى يسمع كَلَام الله) فَمن يسمع مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن عِنْد قبر أَحْمد بن حَنْبَل 903 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح الشَّيْخ الإِمَام الْخَطِيب الْفَقِيه الْمسند المعمر أَبُو عبد الله حدث عَن يحيى الثَّقَفِيّ وَابْن صَدَقَة الْحَرَّانِي والبوصيري وَغَيرهم وَله مشيخة وَحدث بالكثير وَهُوَ خطيب مردا توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين عَن تسعين سنة الحديث: 903 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 904 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي سعد بن عَليّ بن الْمَنْصُور ابْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشَّيْبَانِيّ الْآمِدِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْأَمِير الْكَبِير الأديب شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الصاحب شرف الدّين سمع بِمصْر من ابْن الجميزي وَابْن المقير وبدمشق من جمَاعَة وَرُبمَا روين من عبد الْخَالِق الْقشيرِي وَكَانَ عَالما فَاضلا دينا مفننا ذَا معرفَة بِالْحَدِيثِ والتاريخ وَالسير والنحو واللغة وافر الْعقل مليح الْعبارَة حسن الْخط وَالنّظم والنثر جميل الْهَيْئَة لَهُ خبْرَة تَامَّة بسير الْمُلُوك الْمُتَقَدِّمين ودولهم لَا تمل مُجَالَسَته وَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية والمزي والبرزالي والذهبي وَتُوفِّي بِمصْر لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة وَكَانَ وَالِده الصاحب شرف الدّين من الْعلمَاء الْفُضَلَاء جمع تَارِيخا لمدينة آمد وَله نظم ونثر وَسمع الحَدِيث وَرَوَاهُ وَكَانَ مُحدثا فَاضلا متقنا توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة 905 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر الحديث: 904 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 ابْن بردس بن رسْلَان الشَّيْخ الإِمَام الْمُفِيد الْمُحدث تَاج الدّين بن الْحَافِظ أبي الفدا إِسْمَاعِيل البعلي سمع من وَالِده وأسمعه أَيْضا من عدَّة مِنْهُم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الخباز سمع مِنْهُ صَحِيح مُسلم وجزء ابْن عَرَفَة وَهُوَ آخر من حدث عَن أبي عمر الخباز فِيمَا أعلم وَسمع من أبي عبد الله مُحَمَّد بن يحيى بن الشقيراء جَمِيع مُسْند الإِمَام أَحْمد وَتفرد براوية الْمسند عَنهُ وَمن ابْن الخوجي وَعمر ابْن أميلة وَجَمَاعَة من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ وَحدث ورحل النَّاس إِلَيْهِ وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا الْعَلامَة تَقِيّ الدّين بن قندس وَكَانَ ملازما للأشغال فِي الْعلم وَرِوَايَة الحَدِيث وَلَا يخل بِتِلَاوَة الْقُرْآن مَعَ قِرَاءَته لمحفوظاته وَكَانَ طلق الْوَجْه حسن الْمُلْتَقى كثير البشاشة ذَا فكاهة ولين مَعَ عبَادَة وَصَلَاح وصلابة فِي الدّين مبالغا فِي حب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية وَكَانَ كثير الصَّدَقَة سرا ملازما لقِيَام اللَّيْل وَله نظم ونثر وَمن نظمه مَا كتبه على استدعاء أجَاز بِهِ لجَماعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 (أجزت للإخوان مَا قد سَأَلُوا ... مد لَهُم رب الْعلَا فِي الْأَثر) (وَذَاكَ بِالشّرطِ الَّذِي قَرَّرَهُ ... أَئِمَّة النَّقْل رُوَاة الْأَثر) توفّي فِي بعلبك فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَلم يَتَيَسَّر لي مِنْهُ سَماع 906 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن بَرَكَات بن سعد بن بَرَكَات بن سعد بن كَامِل بن عبد الله بن عمر من ذُرِّيَّة عبَادَة ابْن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ الشَّيْخ الْمسند المعمر شمس الدّين ابْن الْمُحدث المكثر نجم الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الخباز مولده فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة حضر الْكثير بإفادة وَالِده عَليّ بن عبد الدايم وَابْن أبي الْيُسْر وَأبي بكر البستي وَغَيرهم وَسمع من الْمُسلم بن عَلان الْمسند بِكَمَالِهِ وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وَابْن الْعَسْقَلَانِي وَخلق من أَصْحَاب بن طبرزد وحنبل الحديث: 906 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 والكندي وَأَجَازَهُ عمر الْكرْمَانِي وَالشَّيْخ محيى الدّين النَّوَوِيّ وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَذكر لَهُ أَكثر من مائَة وَخمسين سمع مِنْهُ الْمزي والذهبي والسبكي وَابْن جمَاعَة وَابْن رَافع وَابْن كثير والحسيني والمقرىء شهَاب الدّين ابْن رَجَب سمع مِنْهُ الْمسند بِكَمَالِهِ وَأَبُو الْفضل بن الْعِرَاقِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَغَيره تفرد بِهِ عَالِيا مُتَّصِلا عَن الْقَاسِم الإربلى وَتفرد بِكَثِير من مروياته وَكَانَ رجلا جيدا صَدُوقًا مَأْمُونا صبورا على الإسماع محبا للْحَدِيث وَأَهله مَعَ كَونه يكْتب بِيَدِهِ فِي حَال السماع وَحدث مَعَ أَبِيه وعمره عشرُون سنة توفّي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق عَن تسعين سنة إِلَّا عشرَة أشهر وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بِبَاب الصَّغِير 907 - مُحَمَّد بن بشر بن مطر أَبُو بكر أَخُو خطاب بن بشر الحديث: 907 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 نقل عَن إمامنا مسَائِل سَمعهَا مِنْهُ أَبُو بكر الْخلال وَسمع عَاصِم بن عَليّ وَأحمد بن حَاتِم الطَّوِيل وطبقتهما روى عَنهُ مُوسَى بن هَارُون وَيحيى بن صاعد وَأَبُو بكر الشَّافِعِي وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَخُو خطاب صَدُوق لَا يكذب مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 908 - مُحَمَّد بن بنْدَار السباك الْجِرْجَانِيّ أَبُو بكر هُوَ أحد من روى عَن الإِمَام أَحْمد قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل إِنِّي ليشتد على أَن أَقُول فلَان ضَعِيف فلَان كَذَّاب قَالَ أَحْمد إِذا سكت أَنْت وَسكت أَنا فَمَتَى يعرف الْجَاهِل الصَّحِيح من السقيم 909 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن معالي بن إِبْرَاهِيم بن زيد الحديث: 908 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 الْأنْصَارِيّ الخزرجي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن المهيني الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو عبد الله سمع من أبي الْحسن ابْن البُخَارِيّ والتقى سُلَيْمَان قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع وَحدث كَانَ حسن الشكل بشوش الْوَجْه كثير التودد وَذكره الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه صحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَفِيه تودد للنَّاس وتساهل للدنيا توفّي فِي رَابِع شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بِبَاب الصَّغِير 910 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الأصولي الْمُفَسّر النَّحْوِيّ الْعَارِف شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن قيم الجوزية سمع من القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وَعِيسَى الْمطعم وَأبي بكر بن عبد الدايم وَجَمَاعَة الحديث: 910 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 وتفقه فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَأخذ عَنهُ وتفنن فِي عُلُوم الْإِسْلَام كَانَ عَارِفًا بالتفسير وبأصول الدّين وَالْفِقْه وَله اعتناء بِعلم الحَدِيث والنحو وَعلم الْكَلَام والسلوك وَقد أثنى عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ ثَنَاء كثيرا وَقَالَ ابْن برهَان الدّين الزرعي مَا تَحت أَدِيم السَّمَاء أوسع علما مِنْهُ ودرس بالصدرية وَغَيرهَا وأوقف كتبا حسانا فِي عُلُوم شَتَّى وَتُوفِّي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشرى رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْأمَوِي وَدفن الْغَد بمقبرة بَاب الصَّغِير وشيعه خلق كثير وَرويت لَهُ منامات حَسَنَة رَحْمَة الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 911 - مُحَمَّد بن تَمِيم الْحَرَّانِي الْفَقِيه أَبُو عبد الله الْفَقِيه المقنن صنف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الزَّكَاة وَهُوَ يدل على علم مُؤَلفه وَفقه نَفسه تفقه على الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وسافر إِلَى نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ ليشتغل عَلَيْهِ فأدركه أَجله وَهُوَ شَاب وَلم يتَحَقَّق من مَوته وَهُوَ قريب من سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة الحديث: 911 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 912 - مُحَمَّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي أَبُو عمرَان نقل عَن إمامنا أَشْيَاء وَقد سمع مِنْهُ أَحْمد قَالَ عبد الله بن أَحْمد كَانَ أبي يسمع من مُحَمَّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي فَمر على حَدِيث شريك عَن سماك عَن عِكْرِمَة أَن النَّبِي (رجم يَهُودِيّا وَيَهُودِيَّة) فَقَالَ أبي يَا أَبَا عمرَان إِنَّمَا هَذَا عَن شريك عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة فَلَعَلَّ شَرِيكا سبقه لِسَانه فَقَالَ الْوَركَانِي قد نظر يحيى بن معِين هَذَا فَقَالَ أبي وَمَا يدْرِي يحيى بن معِين وكل شَيْء يعرفهُ يحيى اضْرِب عَلَيْهِ فَضرب عَلَيْهِ وَقَالَ الْوَركَانِي جَار أَحْمد بن حَنْبَل أسلم يَوْم مَاتَ أَحْمد بن حَنْبَل عشرُون ألفا من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس 913 - مُحَمَّد بن جَعْفَر الْقطيعِي روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ دخلت على أَحْمد بن حَنْبَل أَنا وَأبي وَكَانَ أَحْمد يأنس بِأبي الحديث: 912 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 وَقَالَ فتحدثا فأطالا الحَدِيث قَالَ أَحْمد لأبي تغد الْيَوْم عِنْدِي قَالَ فَأَجَابَهُ قَالَ فَقدم كشكية وقلية قَالَ فَجعلت آكل وفى انقباض لوضع أَحْمد قَالَ فَقَالَ لي كل وَلَا تحتشم قَالَ فَجعلت آكل قَالَهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَة يَا بني كل وَلَا تحتشم فَإِن الطَّعَام أَهْون مِمَّا يحلف عَلَيْهِ وَقَالَ قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد النَّاس على ثَلَاثَة أَوْقَات وَقت مضى عَنْك فَلَنْ يعود إِلَيْك وَوقت أَنْت فِيهِ فَانْظُر كَيفَ يخرج عَنْك وَوقت أَنْت تتنظره وَقد لَا تبلغ إِلَيْهِ 914 - مُحَمَّد بن الْحسن بن هَارُون بن بدينا أَبُو جَعْفَر الْموصِلِي سكن بَغْدَاد وَحدث عَن إمامنا أَحْمد وَأحمد بن عَبدة الضَّبِّيّ فِي آخَرين روى عَنهُ أَبُو بكر الْخلال وَصَاحبه عبد الْعَزِيز وَسُئِلَ الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ مَا علمت إِلَّا خيرا وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت يَا أَبَا عبد الله أَنا رجل من أهل الْموصل وَالْغَالِب على أهل بلدنا الْجَهْمِية وَمِنْهُم أهل السّنة نفر يسير وَقد وَقعت مَسْأَلَة الْكَرَابِيسِي لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَقَالَ لي أَبُو عبد الله إياك وَإِيَّاك وَهَذَا الكرابيس لَا تكَلمه وَلَا تكلم من يكلمهُ وكدره فَقلت يَا أَبَا عبد الله فَهَذَا القَوْل عنْدك الحديث: 914 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 وَمَا فَشَا عَنهُ مِنْهُ يرجع إِلَى قَول جهم قَالَ هَذَا كُله قَول جهم توفّي فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وثلاثمائة 915 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو جَعْفَر البرجلاني صَاحب التصانيف وَفِي السَّابِق واللاحق للخطيب وَذكر إِسْنَاده إِلَى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن خَالِد حَدثنَا رَبَاح بن زيد أَن النَّبِي قَالَ لجبريل لم تأتني وَأَنت صاك بَين عَيْنَيْك قَالَ إِنِّي لَا أضْحك مُنْذُ خلقت النَّار قَالَ الْخَطِيب حدث مُحَمَّد هَذَا وَالْبَغوِيّ عَن أَحْمد وَبَين وفاتهما تسع وَسَبْعُونَ سنة مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَه ابْن أبي الدُّنْيَا 916 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْآجُرِيّ كَانَ من الحديث: 915 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 الْفُقَهَاء والكبار لَهُ مصنفات مِنْهَا النَّصِيحَة وينقل عَنْهَا الْجد رَحمَه الله فِي فروعه اختيارات حَسَنَة وَكَأَنَّهُ تبع ابْن الْجَوْزِيّ فِي ذَلِك فَإِنَّهُ ذكره فِي آخر المناقب وَذكر الْعم رَحمَه الله أَن بعض الثِّقَات نقل عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية أَنه مالكي الْمَذْهَب وَالأَصَح خِلَافه وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن بطة مكاتبات وَكَانَ يكاتبه من مَكَّة وَذكر ابْن الزَّاغُونِيّ فِي الْوَاضِح فِي الْفِقْه عَن أَحْمد رِوَايَة أَن الْجد كَالْأَبِ يحجب الْأُخوة وَهِي اخْتِيَار أبي حَفْص العكبري وَأبي بكر الْآجُرِيّ وعادته فِي هَذَا الْكتاب لَا يذكر إِلَّا اختيارات الْأَصْحَاب وَعدم ذكر أبي الْحُسَيْن لَهُ فِي الطَّبَقَات لَا يمْنَع كَونه حنبليا توفّي سنة سِتِّينَ وثلاثمائة 917 - مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن قشيش أَبُو بكر الحديث: 917 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 السمسار سمع إِسْمَاعِيل الصفار وَأَبا عَمْرو بن السماك وَأَبا بكر النجاد وَذكره ابْن ثَابت فَقَالَ كَانَ صَدُوقًا من أهل الْقُرْآن وينتحل فِي الْفِقْه مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل توفّي فِي أول الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 918 - مُحَمَّد بن حَامِد الْمَعْرُوف بِابْن جَبَّار كَانَ قد نزل بإسكاف وَله قدم فِي أَنْوَاع الْعُلُوم والآداب وَالْفِقْه وَكَانَ يشار إِلَيْهِ بالصلاح والزهد 919 - مُحَمَّد بن الْحسن بن جَعْفَر الراذاني المقرىء الْفَقِيه الزَّاهِد صحب القَاضِي أَبَا يعلى وَكَانَ زاهدا ورعا عَالما بالقراءات الحديث: 918 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 وَغَيرهَا وَمِمَّنْ تفقه عَلَيْهِ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ فَقِيها مقرئا من الزهاد المنقطعين والعباد الورعين مجاب الدعْوَة صَاحب كرامات وَأَرَادَ مرّة أَن يخرج إِلَى الصَّلَاة فجَاء ابْنه وَهُوَ صَغِير فَقَالَ يَا ابي أُرِيد غزالا ألع بِهِ فَسكت الشَّيْخ وَقَالَ غَدا يجيئك غزال فَلَمَّا كَانَ الْغَد جَاءَ غزال ووقف على بَاب الشَّيْخ وَجعل يضْرب بقرنه الْبَاب إِلَى أَن فتحُوا لَهُ وَدخل فَقَالَ الشَّيْخ لِابْنِهِ يَا بني جَاءَك الغزال ورئي بِعَرَفَة فِي سنة لم يحجّ فِيهَا وَلم يخرج من بَلَده وَحلف إِنْسَان بِالطَّلَاق أَنه رَآهُ فِيهَا فَأخْبر الشَّيْخ بذلك فَقَالَ أَجمعت الْأمة قاطبة على أَن إِبْلِيس عَدو الله يسير من الْمشرق إِلَى الْمغرب فِي افتتان مُسلم أَو مسلة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 فِي لَحْظَة وَاحِدَة فَلَا يُنكر العَبْد من عباد الله أَن يمْضِي فِي طَاعَة الله بِإِذن الله فِي لَيْلَة إِلَى مَكَّة وَيعود ثمَّ الْتفت إِلَى الْحَالِف وَقَالَ طب نفسا فَإِن زَوجتك مَعَك حَلَال توفّي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 920 - مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن البرداني الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو سعد أحد الْفُقَهَاء من أَصْحَاب القَاضِي أبي يعلى وَسمع قَالَ ابْن النجار وَمَا أَظن أَنه روى شَيْئا توفّي يَوْم الْأَحَد ثامن عشر الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب حَرْب 921 - مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء الْبَغْدَادِيّ الْوَاعِظ أَبُو نصر ابْن الإِمَام أَبُو عَليّ سمع من الحويري والعشاري ووالده وطبقتهم وتفقه على أَبِيه وَحدث روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَابْن نَاصِر وَابْن علية وَوَثَّقَهُ وَكَانَ من أهل الحديث: 920 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 الدّين وَالصَّلَاح والمعرفة وَخلف أَبَاهُ فِي حلقته بِجَامِع الْقصر وجامع الْمَنْصُور توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشر ربيع الأول سنة عشر وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 922 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله المزرقي المقرىء الفرضي أَبُو بكر قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على جمَاعَة وَسمع من ابْن الْمسلمَة وَابْن الْمَأْمُون وَغَيرهمَا وَكتب كثيرا بِخَطِّهِ وبرع الحديث: 922 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 فِي الْقرَاءَات وَتفرد بِعلم الْفَرَائِض وَألف وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن نَاصِر وَابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ كَانَ ثِقَة عَالما ثبتا حسن العقيدة توفّي يَوْم السبت مستهل سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة فَجْأَة وَقيل إِنَّه توفّي فِي سُجُوده وَدفن بِبَاب حَرْب 923 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن أَحْمد بن الْفراء الشَّيْخ الإِمَام عَلامَة الزَّمَان قَاضِي الْقُضَاة أبي يعلى كَانَ عَالم زَمَانه وفريد عصره وأوانه كَانَ لَهُ فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع الْقدَم العالي وَفِي شرف الدّين وَالدُّنْيَا الْمحل السَّامِي وَلم يزل أَصْحَاب أَحْمد لَهُ يتبعُون ولتصانيفه يدرسون وَبِقَوْلِهِ يَقُولُونَ وَالْفُقَهَاء على اخْتِلَاف مذاهبهم وأحوالهم كَانُوا عِنْده مجتمعون ولمقالته يسمعُونَ ويطيعون وَبِه يَنْتَفِعُونَ وبالائتمام بِهِ يقتدون مَعَ مَعْرفَته بِالْقُرْآنِ وعلومه والْحَدِيث والفتاوي والجدل وَغير ذَلِك مَعَ الزّهْد والورع وَالْفِقْه والقناعة عَن الدُّنْيَا وَأَهْلهَا لَهُ التصانيف الفائقة الَّتِي لم يسْبق إِلَى مثلهَا وَلم ينسج على منوالها الحديث: 923 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 تفقه على الشَّيْخ أبي حَامِد ولازمه إِلَى أَن توفّي مَاتَ فِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ وَلَده أَبُو الْقَاسِم بِجَامِع الْمَنْصُور وَدفن فِي مَقْبرَة الإِمَام أَحْمد وَكَانَ الْجمع كثيرا 924 - مُحَمَّد بن حمدَان الْبَغْدَادِيّ الْعَطَّار أَبُو عبد الله نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله وَقد صلى فِي مَسْجِد بَاب التِّبْن عِنْد قنطرة التبانين فصلى خَلفه جمَاعَة فَسمِعت رجلا فِي الصَّفّ الثَّانِي أَو الثَّالِث وَهُوَ قَاعد فَقَالَ تصدقوا على فَسَمعته وَهُوَ يَقُول أَيهَا الشَّاب قُم قَائِما عافاك الله حَتَّى يرى إخوانك ذل الحديث: 924 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 الْمَسْأَلَة فِي وَجهك فَيكون لَك عذر عِنْد الله عز وَجل قَالَ القَاضِي أَبُو يعلى فَظَاهر هَذَا أَن الْمِسْكِين إِذا امْتنع عَن الْمَسْأَلَة فَمَاتَ أَثم 925 - مُحَمَّد بن حَمَّاد بن بكر بن حَمَّاد ابو بكر المقرىء صَاحب خلف بن هِشَام سمع يزِيد بن هَارُون وَسليمَان بن حَرْب وإمامنا فِي آخَرين روى عَنهُ القَاضِي وَكِيع وَمُحَمّد بن مخلد وَغَيرهمَا وَكَانَ أحد الْقُرَّاء المجودين وَمن عباد الله الصَّالِحين وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ هُوَ فِي أَصْحَابه مثل أبي عبيد فِي أَصْحَابه وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ جميل الْوَجْه فِي وَجهه النُّور عَالما بِالْقُرْآنِ وأسبابه وَكَانَ أَحْمد يُصَلِّي خَلفه شهر رَمَضَان وَنقل عَن الإِمَام مسَائِل شَتَّى مَاتَ بالجانب الغربي من مَدِينَة السَّلَام يَوْم الْجُمُعَة لأَرْبَع خلون من ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن بعد الْعَصْر فِي مَقَابِر التبانين 926 - مُحَمَّد بن حمدَان أَبُو عبد الله الْعَطَّار الْبَغْدَادِيّ الحديث: 925 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن رجل اشْترى ثوبا من السُّوق تهَيَّأ لَهُ فِيهِ الصَّلَاة قبل أَن يغسل فَقَالَ جَائِز 927 - مُحَمَّد بن حسنويه صَاحب الْأدم نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل وجاءه رجل من أهل خُرَاسَان فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله قصدتك من خُرَاسَان أَسأَلك عَن مَسْأَلَة قَالَ لَهُ سل قَالَ مَتى يجد العَبْد طعم الرَّاحَة قَالَ عِنْد أول قدم يَضَعهَا فِي الْجنَّة ثمَّ قَالَ أَبُو عبد الله يَا صَالح يَا صَالح فَلم يكن حَاضرا فَقَامَ أَبُو عبد الله إِلَى سلة وَأخرج مِنْهَا رغيفين فدفعهما إِلَيْهِ فَقَالَ الْخُرَاسَانِي أما مِنْك يَا أَبَا عبد الله فَنعم أما إنَّهُمَا زادي إِلَى الرقة وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الْفجْر يطلع بلَيْل وَلَكِن يستره أَشجَار جنان الْجنَّة 928 - مُحَمَّد بن حبيب أَبُو عبد الله الْبَزَّار ذكره الحديث: 927 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 الْخَطِيب وَقَالَ سمع أَحْمد بن حَنْبَل وشجاع بن مخلد روى عَنهُ الْحسن بن أبي العنبر وَكَانَ رجلا مَعْرُوفا جليل الْقدر من أَصْحَاب أبي عبد الله وَقَالَ كنت مَعَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي جَنَازَة فَأخذ بيَدي وقمنا نَاحيَة فَلَمَّا فرغ النَّاس من دَفنه وانقضى الدّفن جَاءَ إِلَى الْقَبْر وَأخذ بيَدي وَجلسَ وَوضع يَده على الْقَبْر قَالَ اللَّهُمَّ وَإِنَّا نشْهد أَن هَذَا فلَان بن فلَان مَا كذب بك وَلَقَد كَانَ يُؤمن بك وبرسولك اللَّهُمَّ فاقبل شهادتنا لَهُ ودعا لَهُ وَانْصَرف وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب قَالَ أَحْمد كتبت من الْعَرَبيَّة أَكثر مِمَّا كتب أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 929 - مُحَمَّد بن حبيب الأندرابي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا رِسَالَة فِي السّنة فَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول صفة الْمُؤمن من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة من يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأقر بِجَمِيعِ مَا أَتَت بِهِ الْأَنْبِيَاء وَالرسل وَعقد عَلَيْهِ مَا أظهر وَلم يشك فِي إيمَانه وَلم يكفر أحدا من أهل التَّوْحِيد بذنب وأرجأ مَا غَابَ عَنهُ من الْأُمُور إِلَى الله عز وَجل وفوض أمره إِلَى الله تَعَالَى وَلم يقطع بِالذنُوبِ الْعِصْمَة من عِنْد الله تَعَالَى وَعلم أَن كل شَيْء بِقَضَاء الله وَقدره الْخَيْر وَالشَّر جَمِيعًا وَرَجا لمحسن أمة مُحَمَّد وتخوف على مسيئهم وَلم ينزل أحدا الحديث: 929 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 من أمة مُحَمَّد جنَّة وَلَا نَارا بِإِحْسَان اكْتَسبهُ وَلَا بذنب اكْتَسبهُ حَتَّى يكون الله تَعَالَى الَّذِي ينزل خلقه حَيْثُ يَشَاء وَعرف حق السّلف الَّذين اخْتَارَهُمْ الله لصحبة نبيه وَقدم أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعرف حق عَليّ بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسعد بن أبي وَقاص وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل على سَائِر الصَّحَابَة فَإِن هَؤُلَاءِ التِّسْعَة الَّذين كَانُوا مَعَ النَّبِي على جبل حراء فَقَالَ النَّبِي (اسكن حراء فَمَا عَلَيْك إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد) وَالنَّبِيّ عاشرهم وَرجع على جَمِيع أَصْحَاب مُحَمَّد صَغِيرهمْ وَكَبِيرهمْ وَحدث بفضائلهم وَأمْسك عَمَّا شجر بَينهم وَصَلَاة الْعِيدَيْنِ وَالْخَوْف وَالْجَمَاعَات وَالْجُمُعَة مَعَ كل أَمِير بر أَو فَاجر وَالْمسح على الْخُفَّيْنِ فِي السّفر والحضر وَالْقصر فِي السّفر وَالْقُرْآن كَلَام الله وتنزيله وَلَيْسَ بمخلوق وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص وَالْجهَاد مَاض مُنْذُ بعث الله مُحَمَّدًا إِلَى آخر عِصَابَة يُقَاتلُون الدَّجَّال لَا يضرهم جور جَائِر وَالشِّرَاء وَالْبيع حَلَال إِلَى يَوْم الْقِيَامَة على حكم الْكتاب وَالسّنة وَالتَّكْبِير على الْجَنَائِز أَرْبعا وَالرِّعَايَة لأمة الْمُسلمين بالصلاح وَلَا تخرج عَلَيْهِم بسيفك وَلَا تقَاتل فِي فتْنَة والزم بَيْتك وَالْإِيمَان بِعَذَاب الْقَبْر وَالْإِيمَان بمنكر وَنَكِير وَالْإِيمَان بالحوض والشفاعة وَالْإِيمَان بِأَن أهل الْجنَّة يرَوْنَ رَبهم تبَارك وَتَعَالَى وَالْإِيمَان بِأَن الْمُوَحِّدين يخرجُون من النَّار بَعْدَمَا امتحنوا كَمَا جَاءَت الْأَحَادِيث فِي هَذِه الْأَشْيَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 عَن النَّبِي نؤمن بتصديقها وَلَا نضرب لَهَا الْأَمْثَال هَذَا مَا اجْتمع عَلَيْهِ الْعلمَاء فِي جَمِيع الْآفَاق 930 - مُحَمَّد بن حمدَان بن حَمَّاد الصيدلاني أَبُو بكر سمع أَبَا بكر الْمروزِي وَأَبا الْأَشْعَث أَحْمد بن الْمِقْدَام وَجَمَاعَة روى عَنهُ مُحَمَّد بن خلف الْخلال وَمُحَمّد بن المظفر وَذكره ابْن ثَابت وَقَالَ كَانَ ثِقَة تفقه على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ مُحَمَّد بن حمدَان حَدثنَا أَحْمد بن الْمِقْدَام حَدثنَا فُضَيْل بن عِيَاض عَن عَطاء ابْن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس (يعلم السِّرّ وأخفى) قَالَ يعلم مَا تسر فِي نَفسك وَيعلم مَا تعْمل غَدا مَاتَ سنة عشْرين وثلاثمائة 931 - مُحَمَّد بن حَامِد بن حمد بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن أبي مُسلم الْأَصْبَهَانِيّ الشَّيْخ الْوَاعِظ أَبُو سعيد سمع أَبَا مَسْعُود مُحَمَّد ابْن عبد الله السورجاني وَيحيى بن مندة وَجَمَاعَة بِبَغْدَاد وَكتب الحديث: 930 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 بِخَطِّهِ وَحدث بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وَكَانَ من أَعْيَان الوعاظ وَله الْقبُول التَّام عِنْد الْعَوام توفّي فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 932 - مُحَمَّد بن حمد بن حَامِد بن مفرج بن غياث الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله سمع بِمصْر من أبي الْحسن عَليّ بن نصر بن مُحَمَّد العابر وبمكة من الْمُبَارك بن الطباخ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عمر الْموصِلِي الْفراء وَحدث بِشَيْء كثير قَالَ الْمُنْذِرِيّ كتب عَنهُ جمَاعَة من الْحفاظ وَغَيرهم وَهُوَ أول شيخ سَمِعت مِنْهُ الحَدِيث وَوَصفه بالشيخ الْأَجَل الصَّالح توفّي فِي الْعشْرين من شعْبَان سنة إِحْدَى وسِتمِائَة بِمصْر وَدفن من الْغَد بتربتهم بسفح المقطم 933 - مُحَمَّد بن حَمَّاد بن مُحَمَّد بن جوخان الْبَغْدَادِيّ الحديث: 932 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 الضَّرِير الْفَقِيه أَبُو بكر سمع الحَدِيث من ابْن البطي وشهدة وَحدث باليسير وَحفظ الْقُرْآن وقرأه تجويدا وأقرأه وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المكنى وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ رَمَضَان سنة عشر وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب وَقد قَارب السّبْعين 934 - مُحَمَّد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الإِمَام الحديث: 934 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 الصَّالح شمس الدّين الْمَقْدِسِي وَهُوَ جده الشَّيْخ الْقدْوَة ابْن أبي عمر بن قدامَة سمع حضورا من اللتى وجعفر الهمذاني وكريمة والضياء تفقه ودرس وأتقن الْمَذْهَب وَقَرَأَ الحَدِيث وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَكَانَ صَالحا أمارا بِالْمَعْرُوفِ دَاعِيَة إِلَى السّنة والأثر محطا على المبتدعة توفّي خَامِس عشرى صفر سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة 935 - مُحَمَّد بن خذاداذ بن سَلامَة بن خذاداذ الْعِرَاقِيّ الْكَاتِب الْفَقِيه الأديب أَبُو بكر وَيعرف نقاش المبارد سمع من نصر بن البطي وَالْحُسَيْن بن طَلْحَة وَغَيرهمَا وتفقه على أبي الْخطاب وَكتب خطا حسنا قَالَ ابْن نقطة حدث وسماعه صَحِيح وَقَالَ ابْن الْقطيعِي هُوَ من أهل الْقُرْآن وَالْفِقْه وطريقته فِي النّسخ مَعْرُوفَة بالسرعة وَقَالَ ابْن النجار كَانَ فَقِيها مناظرا أصوليا الحديث: 935 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 تفقه على أبي الْخطاب وعلق عَنهُ مسَائِل للْخلاف وَقَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ خطه رديئا روى لنا عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وثابت بن شرف وَكَانَ صَدُوقًا مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِمَسْجِد ابْن جردة وَدفن بِبَاب حَرْب 936 - مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح بن بِلَال بن هِلَال الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الْفَقِيه المناظر شهَاب الدّين أَبُو عبد الله سمع بِدِمَشْق من أبي المكارم ابْن هِلَال وَقدم مصر فَسمع بالإسكندرية من السلفى ورحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد بن الخشاب وطبقته وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى حَتَّى برع وَكَانَ بحاثا مناظرا مفحما للخصوم ذَا حَظّ من صَلَاح وأوراد وسلامة صدر أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الحَدِيث وَغَيره الحديث: 936 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 من الْعُلُوم وَأثْنى عَلَيْهِ المنذرى وسبط ابْن الْجَوْزِيّ توفّي يَوْم الْأَحَد سلخ صفر سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 937 - مُحَمَّد بن الْخضر بن مُحَمَّد بن الْخضر بن عَليّ بن الحديث: 937 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 عَليّ بن عبد الله بن تَيْمِية الْحَرَّانِي الْفَقِيه الْمُفَسّر الْخَطِيب الْوَاعِظ فَخر الدّين أَبُو عبد الله شيخ حران وخطيبها قَرَأَ الْقُرْآن على وَالِده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 وَكَانَ لَهُ نَحْو عشر سِنِين واشتغل فِي الْعلم وَتردد إِلَى أبي الْكَرم فتيَان ابْن شياع وَأبي الْحسن ابْن عَبدُوس وَغَيرهمَا وارتحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من الْمُبَارك ابْن خضر وَأبي الْفَتْح ابْن شاتيل وطبقتهما وَسمع بحران من أبي النجيم السهروردى وَغَيره وتفقه على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْفَتْح ابْن المنى ولازم أَبَا الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع عَلَيْهِ كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ كِتَابه التَّفْسِير قِرَاءَة بحث وَفهم وَبعده جد فِي الِاشْتِغَال والبحث ثمَّ أَخذ فِي التدريس والوعظ والتصنيف وَشرع فِي إِلْقَاء التَّفْسِير بكرَة كل يَوْم بِجَامِع حران والتدريس بِالْمَدْرَسَةِ النورية بهَا وَبنى هُوَ مدرسة بحران أَيْضا وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن خلكان وَابْن نقطة وَابْن النجار وَقَالَ ابْن السَّاعِي هُوَ مَوْصُوف بِالْفَضْلِ والتدين وَله مصنفات مِنْهَا التَّفْسِير الْكَبِير وَهُوَ حسن جدا وَفِي الْفِقْه التَّرْغِيب وَالتَّلْخِيص وَالْبُلغَة وَهُوَ أصغرها وَله شرح الْهِدَايَة لأبي الْخطاب لم يتمه وَله ديوَان الْخطب الجمعية وَكَانَ بَينه وَبَين الشَّيْخ موفق الدّين مراسلات ومكاتبات وَأخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة مِنْهُم وَلَده عبد الْغَنِيّ خطيب حران وَابْن عَمه الشَّيْخ مجد الدّين وَسمع مِنْهُ خلق مِنْهُم ابْن نقطة وَابْن النجار وَغَيرهمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 توفّي يَوْم الْخَمِيس عَاشر صفر سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة بحران وَرويت لَهُ منامات حَسَنَة 938 - مُحَمَّد بن خَلِيل بن مُحَمَّد بن طوغان الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث شمس الدّين أَبُو عبد الله المنصفى الحريرى سمع الْكثير من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ وَابْن القواس والشرف ابْن عَسَاكِر وطبقتهم وَوَصفه الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى بِالْحِفْظِ وَقَالَ رفيقنا وصاحبنا سمع مَعنا كثيرا وَقَرَأَ الْكثير وَكتب وَضبط وحرر وأتقن وَألف وَجمع وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة ولازم الْحَافِظ ابْن الْمُحب وتفقه أَولا وَصَحب الإِمَام زين الدّين بن رَجَب وَأخذ عَنهُ ثمَّ نافره وانفصل عَنهُ وَكَانَ يُفْتى ويعتني بفتوى الطَّلَاق على اخْتِيَار الحديث: 938 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وامتحن بِسَبَب ذَلِك ثمَّ حصل لَهُ عُقُوبَة من التتار توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة 939 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن صبيح أَبُو جَعْفَر كَانَ من خَواص أبي عبد الله وَرُؤَسَائِهِمْ وَكَانَ يُكرمهُ ويحدثه بأَشْيَاء لَا يحدث بهَا غَيره وَعِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل كَثِيرَة مصنفة على نَحْو مسَائِل الْأَثْرَم وَلَكِن لم يدْخل فِيهَا حَدِيثا وَقَالَ مُحَمَّد بن دَاوُد المصِّيصِي كُنَّا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل وهم يذكرُونَ الحَدِيث فَذكر مُحَمَّد بن يحيى النَّيْسَابُورِي حَدِيثا فِيهِ ضعف فَقَالَ لَهُ أَحْمد لَا تذكر مثل هَذَا فَكَأَن مُحَمَّد بن يحيى دخله خجلة فَقَالَ لَهُ أَحْمد إِنَّمَا قلت هَذَا إجلالا لَك يَا أَبَا عبد الله 940 - مُحَمَّد بن رَافع نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول كل حَدِيث لَا يعرفهُ يحيى بن معِين فَلَيْسَ هُوَ بِحَدِيث الحديث: 939 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 941 - مُحَمَّد بن روح العكبري قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ صديقا لِأَحْمَد بن حَنْبَل كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل إِذا خرج إِلَى عكبراء ينزل عَلَيْهِ نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول لَو أَن رجلا ولى الْقَضَاء ثمَّ حكم بِرَأْي أبي حنيفَة ثمَّ سُئِلت عَنهُ لرأيت أَن أرد أَحْكَامه 942 - مُحَمَّد بن رَجَاء أحد من روى عَن إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة عَن إِسْمَاعِيل ابْن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله يَقُول (أَلا إِن آل أبي فلَان لَيْسُوا لي بأولياء إِنَّمَا وليى الله وَصَالح الْمُؤمنِينَ) رَوَاهُ مُسلم عَن أَحْمد بن حَنْبَل هَكَذَا 943 - مُحَمَّد بن زُهَيْر أَبُو جَعْفَر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ أتيت أَبَا عبد الله فِي شَيْء أسأله عَنهُ فَأَتَاهُ رجل فَسَأَلَهُ عَن شَيْء الحديث: 941 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 أَو كَلمه فِي شَيْء فَقَالَ لَهُ جَزَاك الله عَن الْإِسْلَام خيرا فَغَضب أَبُو عبد الله وَقَالَ لَهُ من أَنا حَتَّى يجزيني الله عَن الْإِسْلَام خيرا بل جزى الله الْإِسْلَام عني خيرا 944 - مُحَمَّد بن سهل بن عَسْكَر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول آدم بن أبي إِيَاس من السِّتَّة أَو السَّبْعَة الَّذين كَانُوا يضبطون الحَدِيث عَن شُعْبَة وَقَالَ مُحَمَّد بن سهل سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول يحيى بن الْعَلَاء الرَّازِيّ كَذَّاب رَافِضِي يضع الحَدِيث وَبشر بن نمير أَسْوَأ حَالا مِنْهُ 945 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان البارودي بغدادي ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد الحديث: 944 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 946 - مُحَمَّد بن سعيد بن صبيح نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت أَبَا عبد الله على طَعَام فَجَاءُوا بأرز فَقَالَ أَبُو عبد الله الْأرز إِن أكل فِي أول الطَّعَام أشْبع وَإِن أكل فِي آخِره هضم 947 - مُحَمَّد بن سِيمَا أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ ذكره ابْن ثَابت وَقَالَ سمع عبد الله بن إِسْحَاق الْمَدَائِنِي وَيحيى بن صاعد وَحدث عَن عبد الله الْبَغَوِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن عَائِشَة مَرْفُوعا (ادرءوا الْحُدُود عَن الْمُسلمين مَا اسْتَطَعْتُم فَإِن وجدْتُم للْمُسلمين مخرجا فَخلوا سبيلهم فَإِن الإِمَام إِن يخطىء فِي الْعَفو خير من أَن يخطىء فِي الْعقُوبَة) وَوَصفه الْخَطِيب بِالصّدقِ 948 - مُحَمَّد بن سعد بن سعيد الغسال الشَّيْخ المقرىء الحديث: 946 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 أَبُو البركات قَرَأَ بالروايات على رزق الله التَّمِيمِي وَغَيره وَسمع من أبي الغنايم بن أبي عُثْمَان وَالْقَاضِي ابْن البطي وتفقه على ابْن عقيل وَكَانَ من الْقُرَّاء المجودين يقْصد فِي رَمَضَان لسَمَاع قِرَاءَته فِي التَّرَاوِيح وَكَانَ دينا صَالحا صَدُوقًا حدث سمع مِنْهُ ابْن نَاصِر والسلفى وَأثْنى عَلَيْهِ توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع رَمَضَان سنة تسع وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْقصر وَدفن بِبَاب حَرْب 949 - مُحَمَّد بن سعد الله بن نصر بن سعيد الدجاجي الْوَاعِظ أَبُو نصر سمع من أَبِيه وَالْقَاضِي أبي بكر وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَغَيرهم ورحل إِلَى الْكُوفَة فَسمع بهَا من أبي الْحسن ابْن غبرة الحديث: 949 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 الْحَارِثِيّ وَكَانَ صَحِيح السماع خيرا فَاضلا واعظا وَقَالَ ابْن النجار كَانَ من أَعْيَان الْمَشَايِخ ووجوه وعاظ مَدِينَة السَّلَام مليح الْوَعْظ حسن الْإِيرَاد حُلْو الْأَلْفَاظ كيسا متوددا حسن الْأَخْلَاق متواضعا فَاضلا صَدُوقًا وَحدث بالكثير روى عَنهُ ابْن الزَّيْنَبِي وَابْن النجار وَغَيرهمَا توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَاجْتمعَ النَّاس بِجَامِع السُّلْطَان لأجل الصَّلَاة عَلَيْهِ فصلى عَلَيْهِ الْجمع الْكثير وَدفن بِبَاب حَرْب 950 - مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن هبة الله بن مُفْلِح بن نمير الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْكَاتِب الأديب سمع من يحيى الثَّقَفِيّ وَابْن صَدَقَة والخشوعي وَغَيرهم وَكَانَ شَيخا فَاضلا أديبا حسن النّظم والنثر طَال عمره وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الْحَاجِب وَقَالَ سَأَلت الْحَافِظ ابْن عبد الْوَاحِد عَنهُ فَقَالَ عَالم دين وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْنه يحيى بن مُحَمَّد بن سعد وَسليمَان بن حَمْزَة توفّي فِي ثَانِي شَوَّال سنة خمسين وسِتمِائَة بسفح قاسيون الحديث: 950 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 951 - مُحَمَّد بن سعد الله بن عبد الْأَحَد بن سعد الله بن بخيخ الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه وَأفْتى وَصَحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن جيد الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم من خِيَار النَّاس وعقلائهم وعلمائهم توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة بوادي بني سَالم فِي رُجُوعه من الْحَج وَحمل إِلَى الْمَدِينَة المشرفة فَدفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ كهلا 952 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الحديث: 951 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 أبي عمر الشَّيْخ الإِمَام قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين سمع الحَدِيث وناب عَن وَالِده وَترك لَهُ وَالِده درس الجوزية فدرس بهَا فِي حَيَاته وَكتب على الْفَتْوَى ودرس بعد وَالِده بمدرسة دَار الحَدِيث الأشرفية بالسفح ثمَّ ولى الْقَضَاء بعد ابْن مُسلم وَكَانَ ذَا فضل وعقل وَحسن خلق وتودد توفّي فِي تَاسِع صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربة جده الشَّيْخ أبي عمر وحضره خلق كثير 953 - مُحَمَّد بن سَالم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَلِيل الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُفْتى أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ كَانَ مُقيما بِالشَّام فَحصل لَهُ رمد وَنزل بِعَيْنِه مَاء فَتوجه إِلَى مصر يتداوى وَنزل فِي مدارس الْحَنَابِلَة وَحصل لَهُ تدريس مدرسة السُّلْطَان حسن توفّي يَوْم السبت سادس عشرى شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ الحديث: 953 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 954 - مُحَمَّد بن شَدَّاد الصَّفَدِي أَبُو جَعْفَر هُوَ أحد من روى عَن إمامنا قَالَ سَمِعت بالرقة أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الْقُرْآن من حَيْثُ تعرف غير مَخْلُوق وَاللَّفْظ بِالْقُرْآنِ من قَالَ هُوَ مَخْلُوق فَهَذَا من قَول جهم وَالنَّبِيّ يَقُول (مَنَعُونِي أَن أبلغ كَلَام رَبِّي عز وَجل) وَقَالَ (حَتَّى يسمع كَلَام الله) قَالَ وَقَالَ أَحْمد لَا تجَالس من قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق وَلَا تصل خَلفه فَإِن هَذَا من قَول جهم الحديث: 954 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 955 - مُحَمَّد بن طَارق الْبَغْدَادِيّ سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت جَالِسا إِلَى جنب أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله أَسْتَمدّ من محبرتك فَنظر إِلَيّ فَقَالَ لم يبلغ ورعي ورعك هَذَا 956 - مُحَمَّد بن طريف أَبُو بكر الْأَعْين سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل من أحب إِلَيْك فِي حَدِيث الْأَعْمَش قَالَ سُفْيَان قلت شُعْبَة قَالَ لَا سُفْيَان وَقَالَ مُحَمَّد ابْن طريف حَدثنَا فَزَاد أَنه سمع شُعْبَة يَقُول كل شَيْء لَيْسَ فِي الحَدِيث سَمِعت فَهُوَ خل وبقل 957 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان أَبُو جَعْفَر الحديث: 955 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 الْحَضْرَمِيّ الْكُوفِي مطين أحد الْحفاظ والأذكياء صنف المسانيد وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ سمعنَا أَحَادِيث ومسائل عَن أبي عبد الله حسانا جيادا وَقَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الطفَاوِي يَعْنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن فَقَالَ كَانَ يُدَلس مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 958 - مُحَمَّد بن عبد الله بن ثَابت أحد من روى عَن إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا وَكِيع عَن شُعْبَة بن الْحجَّاج عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي قَالَ (هَبَط عَليّ جِبْرِيل وَعَلِيهِ طنفسة متخلل بهَا فَقلت يَا جِبْرِيل مَا نزلت على الحديث: 958 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 فِي مثل هَذَا الزي فَقَالَ إِن الله أَمر الْمَلَائِكَة أَن تتخلل فِي السَّمَاء كتخلل أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فِي الأَرْض) 959 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عتاب أَبُو بكر الْأنمَاطِي يعرف بالمربع سمع يحيى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل فِيمَا ذكره الْخلال روى عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد وَالْقَاضِي أَحْمد بن كَامِل وَأَبُو بكر الشَّافِعِي وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 960 - مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر الزُّهْرِيّ سمع من أَحْمد وَكَانَ جارا لَهُ وَكَانَ أحد الصَّالِحين مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قَائِما يُصَلِّي فَخر مَيتا 961 - مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو جَعْفَر الدينَوَرِي سَأَلَ الحديث: 959 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الصَّلَاة فِي جُلُود الثعالب فَقَالَ لَا تعجبني 962 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الحميد بن الْحَرَّانِي الْأَزجيّ أحد أَعْيَان عدُول بَغْدَاد سمع من أبي مُحَمَّد التَّمِيمِي والنعالي سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْقطيعِي وَقَالَ كَانَ ثِقَة مَأْمُونا عَالما لطيفا جمع كتابا سَمَّاهُ رَوْضَة الأدباء وَهُوَ آخر من مَاتَ من شُهُود أبي الْحسن الدَّامغَانِي وَله شعر حسن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة 963 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَلْحَة الحديث: 962 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 الْبَرْمَكِي الْهَرَوِيّ الْمُحدث أَبُو عبد الله نزيل مَكَّة وَإِمَام حطيم الْحَنَابِلَة بهَا سمع بهمذان من أبي الْوَقْت وَأبي الْفضل أَحْمد بن سعيد وببغداد من ابْن البطي وَغَيره وبمصر من أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل ابْن قَاسم وبالإسكندرية من الْحَافِظ السلفى وَحدث فِي بِلَاد كَثِيرَة وَأقَام بِمَكَّة فِي آخر عمره يؤم بِموضع الْحَنَابِلَة قَالَ نَاصح الدّين ابْن الْحَنْبَلِيّ كَانَ رجلا صَالحا سَمِعت مِنْهُ بقرَاءَته جُزْءا بِمَكَّة وَأثْنى عَلَيْهِ الفاسي توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِمَكَّة المشرفة 964 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن السامري الشَّيْخ الحديث: 964 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 الإِمَام الْفَقِيه الفرضي أَبُو عبد الله نصير الدّين وَيعرف بِابْن سنينة سمع من ابْن البطي وَأبي حَكِيم النهرواني وتفقه عَلَيْهِ ولازمه مُدَّة وبرع فِي الْفِقْه والفرائض وصنف فيهمَا تصانيف عدَّة مِنْهَا الْمُسْتَوْعب وَكتاب الفروق وَكتاب الْبُسْتَان فِي الْفَرَائِض وَولى الْقَضَاء بسامراء وأعمالها ثمَّ ولى الْقَضَاء والحسبة بِبَغْدَاد ثمَّ صرف عَنْهُمَا وَلزِمَ بَيته توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشر رَجَب سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالنظامية وَأم النَّاس عَلَيْهِ عبد الْعَزِيز ابْن دلف وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 965 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي الْقَاسِم الحديث: 965 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 الْبَغْدَادِيّ المقرىء الْمُحدث الصُّوفِي الْكَاتِب رشيد الدّين أَبُو عبد الله سمع الْكثير من ابْن روزبة وَابْن اللتى وَعمر بن كرم وَغَيرهم وعنى بِالْحَدِيثِ وَسمع الْكتب الْكِبَار والأجزاء وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن وَولى مشيخة دَار الحَدِيث المستنصرية وَلبس خرقَة التصوف وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ جمَاعَة مَاتَ فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ 966 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن قدامَة الشَّيْخ الْمسند المعمر الْأَصِيل شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي حضر عَليّ ابْن البُخَارِيّ الحديث: 966 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 وَتفرد عَنهُ براوية جُزْء ابْن نجيد وَحضر على الشريف على ابْن الرِّضَا عبد الرَّحْمَن أَرْبَعِينَ حَدِيثا منتقاة من موطأ يحيى بن بكير وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَنور الدّين الهيثمي وَالشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي شهر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالصالحية وَدفن بقاسيون 967 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك بن مَكْنُون بن نجم الشَّيْخ الصَّالح شمس الدّين أَبُو عبد الله العجلوني الفرجاني الدِّمَشْقِي خطيب بَيت لهيا وَابْن خطيبها سمع وزيرة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى ثلاثيات البُخَارِيّ عَن وزيرة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ بِبَيْت لهيا وَدفن هُنَاكَ الحديث: 967 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 968 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزار بن نائل الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله الْفَقِيه تَقِيّ الدّين ابْن التقي سمع من أبي بكر ابْن الرضى وشهاب الدّين ابْن الصرخدي وَالْقَاضِي شرف الدّين ابْن الْحَافِظ وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَسمع مشيخة ابْن عبد الدَّائِم على حفيده مُحَمَّد بن أبي بكر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين واشتغل فِي الْعلم وتميز فِيهِ ودرس وَأفْتى واشتغل وباشر نِيَابَة عَمه قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي من حِين توجهه إِلَى الْحَج سنة سِتِّينَ وَاسْتمرّ يحكم عَنهُ سبع سِنِين إِلَى أَن عزل مستخلفه ثمَّ بَاشر الحديث: 968 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 نِيَابَة قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين الْعَسْقَلَانِي مُدَّة ولَايَته وَكَانَت تقرب من خمس سِنِين ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ من حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين فباشر اثنتى عشرَة سنة إِلَّا أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَالَ الْحَافِظ ابْن حجى كَانَ رجلا عَالما جيد الْفِقْه والفهم حسن الاستحضار خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ عَارِفًا بالأمور ذَاكِرًا للوقائع صبورا على الحكم وَلم يكن بَقِي فِي الْحَنَابِلَة أقدم مِنْهُ وَكَانَ يكْتب على الفتاوي قبل الْقَضَاء كِتَابَة جَيِّدَة وَعِنْده تواضع وَقَضَاء لحقوق الْأَصْحَاب وَكَانَ يُسَارع إِثْبَات هِلَال رَمَضَان وَأَخْبرنِي أَنه رأى بِخَط الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَالشَّيْخ محيى الدّين النواوي جَوَاب استفتاء فِي وَاقِف وقف مدرسة وَشرط حُضُورهَا كل يَوْم هَل تجوز البطالة والتخلف فِي الْأَيَّام الَّتِي جرت الْعَادة بترك الْحُضُور فِيهَا فأجابا بِالْجَوَازِ وَقَالَ لي الشَّيْخ شهَاب الدّين الزُّهْرِيّ كَانَ قد درب الْأَحْكَام وَعرف النَّاس وأملاكهم وَالشُّهُود وَهَذَا غَايَة مَا يَنْبَغِي للْقَاضِي مَعْرفَته قَالَ وَأما ذكره للإثباتات فأعجوبة توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء عقيب طُلُوع الشَّمْس تَاسِع عشرى رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري بعد الظّهْر وَدفن بالروضة قَرِيبا من عَمه وَكَانَت جنَازَته حافلة يُقَال إِنَّه لم يمرض قطّ سوى هَذَا فَإِنَّهُ مرض سبع لَيَال وَانْقطع عَن الْمدرسَة أَرْبَعَة أَيَّام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 أما وَالِده الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فَتوفي فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وجده سمع خطيب مردا وَابْن عبد الدايم وَكَانَ فَقِيها صَالحا مُبَارَكًا سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي توفّي فِي رَمَضَان سنة سبع عشرَة بسفح قاسيون وَدفن عِنْد المرادوة 969 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الحديث: 969 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ الْأَصِيل بَقِيَّة الْمُحدثين شمس الدّين بن الْعَلامَة الْمُحدث محب الدّين بن الشَّيْخ الْمُحدث الصَّالح شهَاب الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة محب الدّين السَّعْدِيّ الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالصامت سمى بِهِ لِكَثْرَة سُكُوته ووقاره سمع من عِيسَى الْمطعم وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين وَابْن عبد الدايم وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ هُوَ كثيرا على خَالَته زينت بنت الْكَمَال وعَلى أَبِيه والمزي والبرزالي والذهبي وَذكره فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَقَالَ فِيهِ عقل وَسُكُون وذهنه جيد وهمته عالية فِي التَّحْصِيل وَأثْنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة وَكَانَ آخر من بَقِي من أَئِمَّة هَذَا الْفَنّ سمع مِنْهُ خلق قَدِيما مِنْهُم الشَّيْخ شمس الدّين ابْن عبد الْهَادِي سمع مِنْهُ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَحدثنَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا جدى عَلامَة الزَّمَان شرف الدّين وَآخَرُونَ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة 970 - مُحَمَّد بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْأَقْرَع الشَّيْخ الحديث: 970 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 الإِمَام الْعَلامَة الأعجوبة شمس الدّين أَبُو عبد الله البعلبكي حفظ كتبا عديدة وَكَانَ قوي الحافظة فصيح اللِّسَان قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى كَانَ قدم من سنوات من بعلبك وَعرض عَليّ مُخْتَصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ والمنتقى لِابْنِ تَيْمِية امتحانا على الْعَادة وتعجب النَّاس من ذَلِك وَكَانَ لَهُ حافظة وذكاء وَفهم ثمَّ أَخذ يعْمل مواعيد عَن ظهر قلبه بالجامع الْأمَوِي وَغَيره توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشرى رَمَضَان سنة ثَمَانمِائَة مطعونا وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي ضحوة وَدفن بِبَاب الفراديس وَكَانَت جنَازَته حافلة 971 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عُثْمَان بن شكر الشَّيْخ شمس الدّين البعلي سمع الحَدِيث من جمَاعَة روى وَألف وَجمع وَكَاتب كِتَابَته حَسَنَة قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى وَكَانَ من أهل الْعلم وَكَانَت عِبَارَته جَيِّدَة فِي التصنيف حدث الحديث: 971 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 بمعجم ابْن جَمِيع وَمَات سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة 972 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد ابْن مفرج الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُفْتِي الأصولي أكمل الدّين أَبُو عبد الله اشْتغل بعد الْفِتْنَة ولازم وَالِده وَمهر على يَدَيْهِ وَكَانَ لَهُ فهم صَحِيح وَقِيَاس مُسْتَقِيم سمع من وَالِده وَالشَّيْخ تَاج الدّين ابْن بردس درس وَأفْتى فِي حَيَاة وَالِده وَبعد وَفَاته وناب فِي الحكم لشَيْخِنَا قَاضِي الْقُضَاة محب الدّين ابْن نصر الله وَعين لقَضَاء الشَّام وَلم ينبرم ذَلِك وَكَانَ لَهُ سلطة على الأتراك وَوعظ وَوَقع لنا مناظرات مَعَ جمَاعَة الحديث: 972 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 من الْعلمَاء والأكابر وَظهر النَّقْل مَعَه وَكَانَ يستحضر فروعا ومسائل من فنون شَتَّى ويتدبر مَا يَقُول وَلكنه لم يواظب على الِاشْتِغَال على مَا هُوَ الْمَعْهُود وَحصل لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين دَاء الفالج وقاسى مِنْهُ أهوالا ثمَّ من الله تَعَالَى بالعافية وَلَكِن لم يتَخَلَّص مِنْهُ بِالْكُلِّيَّةِ توفّي لَيْلَة السبت سادس عشر شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَكَانَت جنَازَته حافلة حَضَره النَّائِب والقضاة والأعيان وَغَيرهم وَدفن بالروضة على وَالِده إِلَى جَانب جده صَاحب الْفُرُوع رَحْمَة الله عَلَيْهِم 973 - مُحَمَّد بن عبد الله بن يزِيد أَبُو جَعْفَر بن المنادى سمع أَبَا بدر شُجَاع بن الْوَلِيد وَيزِيد بن هَارُون وَعَفَّان بن مُسلم فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَعبد الله الْبَغَوِيّ وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم الرَّازِيّ سَمِعت مِنْهُ يَعْنِي مُحَمَّد بن المنادى مَعَ أبي وَسُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ صَدُوق كَانَ يسكن المخزم وَنقل عَن إمامنا مسَائِل وَغَيرهَا فَذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول أجمع اصحاب رَسُول الله على هَذَا الْمُصحف توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء فِي السحر وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء لست بَقينَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَصَامَ اثْنَيْنِ وَتِسْعين رمضانا الحديث: 973 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 وَله حِينَئِذٍ مائَة سنة وَسنة وَاحِدَة وَأَرْبَعَة أشهر واثنى عشر يَوْمًا وَلَيْلَة لِأَنَّهُ ولد فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة 974 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن كادش العكبري الْمُحدث سمع قَدِيما من الْجَوْهَرِي وَالْقَاضِي الْمَاوَرْدِيّ وَالْقَاضِي بقرَاءَته أبي يعلى وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير وَأفَاد النَّاس وَسمع الطّلبَة والغرباء بقرَاءَته وإفادته وَحدث باليسير روى عَنهُ السَّمرقَنْدِي والسلفى وَقَالَ عَنهُ كَانَ قارىء بَغْدَاد والمستملى بهَا على الشُّيُوخ ثِقَة كثير السماع وَلم يكن لَهُ أنس بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ حنبلي الْمَذْهَب جَهورِي الصَّوْت عِنْد قِرَاءَة الحَدِيث والاستملاء توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 975 - مُحَمَّد بن عبيد بن أَحْمد الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الحديث: 974 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 شمس الدّين أَبُو عبد الله المرداوي تفقه على قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي وجدى صَاحب الْفُرُوع ولازمه وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى كَانَ فَقِيها نفالا يحفظ فروعا كَثِيرَة وغرائب وَأفْتى وَكَانَ كثير الإجتماع بالشافعية توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقد جَاوز الْخمسين 976 - مُحَمَّد بن عبد الحكم الْأَحول قَالَ الْخلال كَانَ قد سمع من أبي عبد الله وَمَات قبله بثمان عشرَة سنة وَلَا أعلم أحدا أَشد فهما من مُحَمَّد بن عبد الحكم فِي مناظراته واحتجاجه ومعرفته وَحفظه وَكَانَ أَبُو عبد الله يبوح بالشَّيْء إِلَيْهِ من الْفتيا مَا لَا يبوح بِهِ لكل أحد وَكَانَ ذَا اعتناء بِأبي عبد الله وَكَانَ لَهُ فهم شَدِيد وَعلم وَكَانَ ابْن عَم أبي طَالب وَبِه وصل أَبُو طَالب إِلَى أبي عبد الله قَالَ مُحَمَّد ابْن عبد الحكم سَمِعت أَحْمد يَقُول إِذا حج عَن رجل فَيَقُول أول مَا يلبى عَن فلَان ثمَّ لَا يُبَالِي بِمَا يَقُوله بعد وَقَالَ أَيْضا سَمِعت أَحْمد يَقُول الْعمرَة عِنْدِي وَاجِبَة قَالَ تَعَالَى (وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله) وَبِه قَالَ ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَفِي حَدِيث أبي رزين حج أَبِيك وَاعْتمر وَمَالك يَقُول لَيست بواجبة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر أكبر مِنْهُ مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 976 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 977 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز البيوردي أَبُو عبد الله ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ جليل روى عَن أبي عبد الله مسَائِل صَالِحَة حسانا أغرب فِيهَا وَهُوَ مقدم عِنْدهم وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول ابْن سِيرِين أحسن حِكَايَة عَن أَصْحَاب النَّبِي من الْحسن 978 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي أَبُو بكر روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ لي أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ يحيى بن سعيد لَا يُعِيد حَدِيث شُعْبَة عَن هِشَام وَلَا حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة وَكَانَ إِذا سمع الحَدِيث عَن وَاحِد مِنْهُم لم يعده عَن الآخر 979 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي أَبُو عبد الله روى الحديث: 977 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا مَا رَوَاهُ دعْلج بن أَحْمد قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَنا حَاضر عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فَقَالَ من مثل إِسْحَاق تسْأَل عَنهُ 980 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الدينَوَرِي روى عَن إمامنا أَشْيَاء 981 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان ابْن حَمْزَة الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث نَاصِر الدّين بن زُرَيْق تفقه وَطلب الحَدِيث وسَمعه من صَلَاح الدّين بن أبي عمر وَتخرج بِابْن الْمُحب وتمهر فِي فنون الحَدِيث وَسمع العالي والنازل وَخرج ورتب المعجم الْأَوْسَط فِي الْأَبْوَاب وصحيح ابْن حبَان وَقَالَ شَيخنَا الشَّيْخ الحديث: 980 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 شهَاب الدّين بن حجر اسْتَفَدْت مِنْهُ كثيرا وَسمع معي على الشُّيُوخ بالصالحية وَغَيرهَا قَالَ وَلم أر فِي دمشق من يسْتَحق اسْم الْحَافِظ غَيره مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة 982 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أبي زُهَيْر الْبَزَّار أَبُو يحيى مولى آل عمر بن الْخطاب وَيعرف بصاعقة لجودة حفظه وَالْمَشْهُور أَنه لقب بذلك لِأَنَّهُ كلما قدم بَلْدَة للقاء شيخ وجد أَنه مَاتَ بِالْقربِ أَصله فَارسي ثِقَة أَمِين حَافظ متقن سمع عبد الْوَهَّاب بن عَطاء وَسَعِيد بن سُلَيْمَان فِي آخَرين حدث عَنهُ الْأَئِمَّة أَبُو دَاوُد وَابْنه وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَالْبُخَارِيّ فِي الصَّحِيح قَالَ أَبُو بكر الْخلال عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل حسان لم يجىء بهَا غَيره مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَله سَبْعُونَ سنة 983 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن زَنْجوَيْه أَبُو بكر سمع الحديث: 982 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 438 إمامنا قَالَ قدم علينا أَبُو عبد الله وَنحن عِنْد أبي الْمُغيرَة قَالَ وَاجْتمعَ النَّاس على أبي عبد الله أَكثر مِمَّا اجْتَمعُوا على أبي الْمُغيرَة وَكنت مِمَّن كتب عَنهُ 984 - مُحَمَّد بن عبد الْملك الدقيقي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ صلى بِنَا أَحْمد الْعَصْر فسبحت خَلفه فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود أَربع تسبيحات خمس تسبيحات أَو أَربع تسبيحات 985 - مُحَمَّد بن عَبدُوس بن كَامِل أَبُو أَحْمد السّلمِيّ الحديث: 984 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 السراج سمع عَليّ بن الْجَعْد وإمامنا فِي آخَرين روى عَنهُ عبد الله الْبَغَوِيّ وَأَبُو بكر النجاد وَغَيرهمَا مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 986 - مُحَمَّد بن عَبدك الْقَزاز نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد من احْتجم فِي شهر رَمَضَان قَالَ إِن كَانَ بلغه الْخَبَر فَعَلَيهِ الْقَضَاء وَالْكَفَّارَة وَإِن لم يبلغهُ الْخَبَر فَعَلَيهِ الْقَضَاء مَاتَ سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 987 - مُحَمَّد بن عَبَّاس الْمُؤَدب أَبُو عبد الله الطَّوِيل قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن التَّقْصِير إِلَى سامراء فأظهر التبسم وَقَالَ إِنَّمَا التَّقْصِير فِي سفر طَاعَة ذكره الْخلال فِي كتاب السّير الحديث: 986 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 988 - مُحَمَّد بن أبي عتاب أَبُو بكر الْأَعْين نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ أتيت آدم الْعَسْقَلَانِي فَقلت لَهُ عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث يُقْرِئك السَّلَام قَالَ لَا تقرئه مني السَّلَام فَقلت لَهُ لم قَالَ لِأَنَّهُ قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فَأَخْبَرته بِعُذْرِهِ وَأَنه أظهر الندامة وَأخْبر النَّاس بِالرُّجُوعِ قَالَ فأقرئه السَّلَام فَقلت فَإِنِّي أُرِيد الْخُرُوج إِلَى بَغْدَاد فلك حَاجَة قَالَ نعم إِذا أتيت بَغْدَاد فأت أَحْمد بن حَنْبَل واقرئه مني السَّلَام وَقل يَا هَذَا اتَّقِ الله وتقرب إِلَى الله بِمَا أَنْت فِيهِ وَلَا يستفزنك أحد فَإنَّك إِن شَاءَ الله مشرف على الْجنَّة وَقَالَ لَهُ حَدثنَا اللَّيْث بن سعد عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله (من أرادكم فِي مَعْصِيّة الله فَلَا تطيعوه) فَأتيت أَحْمد بن حَنْبَل وَهُوَ فِي السجْن فَدخلت عَلَيْهِ فَسلمت عَلَيْهِ فأقرأته السَّلَام وَقلت لَهُ هَذَا الْكَلَام وَهَذَا الحَدِيث فَأَطْرَقَ أَحْمد إطراقة ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ رَحمَه الله حَيا وَمَيتًا فقد أحسن فِي النَّصِيحَة 989 - مُحَمَّد بن أبي عبد الله يعرف بمنونة الحديث: 988 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 قَالَ أَبُو بكر الْخلال جمع مسَائِل عَن أَحْمد وَغَيرهَا سبعين جُزْءا 990 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أبي هَاشم أَبُو عمر الْمَعْرُوف بِغُلَام ثَعْلَب سمع إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ومُوسَى بن سهل فِي آخَرين روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن رزقويه وَأَبُو عَليّ بن شَاذان روى أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ أَن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد قَالَ ترك قَضَاء حُقُوق الإخوان مذلة وَفِي قَضَاء حُقُوقهم رفْعَة فاحمدوا الله على ذَلِك وسارعوا فِي قَضَاء حوائجهم ومسارهم تكافئوا عَلَيْهِ وروى عَنهُ أَنه أمْلى الحديث: 990 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 من حفظه ثَلَاثِينَ ألف ورقة فِيمَا نقل وَجَمِيع كتبه الَّتِي فِي أَيدي النَّاس إِنَّمَا أملاها بِغَيْر تصنيف وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد أَخْبرنِي أَبُو عَليّ الغياضي قَالَ سَمِعت عَليّ بن الْمُوفق يَقُول كَانَ لي جَار مَجُوسِيّ فَكنت أعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَيَقُول نَحن على الْحق فَمَاتَ على الْمَجُوسِيَّة فرأيته فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا الْخَبَر فَقَالَ نَحن قوم فِي قَعْر جَهَنَّم قَالَ قلت تحتكم قوم قَالَ نعم قوم مِنْكُم قَالَ قلت من أَي الطوائف منا قَالَ الَّذين يَقُولُونَ الْقُرْآن مَخْلُوق مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة 991 - مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الرّبيع بن ثَابت بن وهب بن إِسْحَاق بن الْحَارِث بن عبيد الله بن كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ الكعبي الْبَغْدَادِيّ الفرضي القَاضِي أَبُو بكر ابْن طَاهِر حفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وَحضر على ابْن ابي إِسْحَاق الْبَرْمَكِي وَسمع من أَخِيه أبي الْحسن وَالْقَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَخلق آخَرين تفقه فِي صباه على القَاضِي أبي يعلى وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة والهندسة الحديث: 991 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 وبرع فِي ذَلِك وَشهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن الدَّامغَانِي قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ عَارِف بالعلوم متفنن الْكَلَام حُلْو الْمنطق مليح الْمُجَاورَة مَا رَأَيْت أجمع للفنون مِنْهُ نظر فِي كل علم وسمعته يَقُول نَدِمت فِي علم تعلمته إِلَّا الحَدِيث وَعلمه وَكَانَ سريع النّسخ حسن الْقِرَاءَة للْحَدِيث سمعته يَقُول مَا ضيعت سَاعَة من عمري فِي لَهو وَلعب وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن الْجَوْزِيّ ثَنَاء كثيرا قَالَ وسمعته يَقُول يجب على الْمعلم أَن لَا يعنف وعَلى المتعلم إِن لَا يأنف وسمعته يَقُول من خدم المحابر خدمته المنابر وَأنْشد (لي مُدَّة لَا بُد أبلغهَا ... فَإِذا انْقَضتْ وتصرمت مت) (لَو عاندتني الْأسد ضارية ... مَا ضرني مالم يجي الْوَقْت) توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَت جنَازَته حافلة وَأوصى أَن يكْتب على قَبره (قل هُوَ نبؤ عَظِيم أَنْتُم عَنهُ معرضون) وشيع إِلَى مَقْبرَة بَاب حَرْب وَدفن إِلَى جَانب أَبِيه قَرِيبا من بشر الحافي وَكَانَ وَالِده عبد الْبَاقِي من أكَابِر أهل بَغْدَاد والملازمين للْقَاضِي أبي يعلى شَيخا صَالحا مُحدثا معدلا سمع الحَدِيث وَحدث توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 992 - مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن هبة الله بن حُسَيْن بن شرِيف المجمعي الْموصِلِي أَبُو المحاسن ذكره ابْن الْقطيعِي فَقَالَ أحد فُقَهَاء الْحَنَابِلَة المواصلة ورد بَغْدَاد وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وَسمع بهَا الحَدِيث وَالْأَدب وَكَانَ تاليا لكتاب الله وَجمع كتابا اشْتَمَل على طَبَقَات الْفُقَهَاء من أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد وَله مُصَنف فِي شرح غَرِيب أَلْفَاظ الخرقى توفّي فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة بالموصل 993 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن إِسْمَاعِيل الْأَصْبَهَانِيّ الْوَاعِظ الحديث: 992 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 أَبُو عبد الله سمع من إِسْمَاعِيل بن عَليّ الحمامي وَعبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد الْحَافِظ وَخلق وَكَانَ لَهُ قبُول كثير عِنْد أهل بَلَده وَقدم بَغْدَاد عدَّة مَرَّات وأملى بِجَامِع الْقصر عشرَة مجَالِس سمع مِنْهُ ابْن الْقطيعِي وَابْن النجار وَكَانَ شَيخا فَاضلا متدينا صَدُوقًا توفّي لَيْلَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بأصبهان 994 - مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَافِظ أَبُو الْفَتْح بن الْحَافِظ أبي مُحَمَّد عز الدّين سَمعه وَالِده صَغِيرا من أبي الْمَعَالِي ابْن صابر وَالْخضر ابْن طَاوُوس وارتحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل ثمَّ ارتحل إِلَى أَصْبَهَان فَسمع بهَا من عبد الرَّحِيم الكاغدي ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة فَسمع من أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وطبقته وَقَرَأَ بهَا مُسْند الإِمَام أَحْمد وتفقه فِي الْمرة الأولى على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَفِي الثَّانِيَة الحديث: 994 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 446 على أبي الْبَقَاء وَكَانَ من أَئِمَّة الْمُسلمين حَافِظًا للْحَدِيث متْنا وإسنادا عَارِفًا مَعَانِيه وغريبه ومشكله متقنا لأسامي الْمُحدثين وَكُنَاهُمْ وَمِقْدَار أعمارهم وَمَا قيل فيهم من جرح وتعديل وَمَعْرِفَة أنسابهم وَاخْتِلَاف أسمائهم مَعَ ثِقَة وعدالة وَصدق وَأَمَانَة وَحسن طَريقَة وديانة وَجَمِيل سيرة ورضى أَخْلَاق وتودد وكيس ومروءة وَقَضَاء حُقُوق الإخوان ومساعدة الغرباء وَأثْنى عَلَيْهِ الضياء والشهاب القوصى وَالشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بسفح قاسيون 995 - مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن أبي بكر بن شُجَاع بن أبي نصر الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن نقطة ويلقب معِين الدّين ومحب الدّين سمع بِبَغْدَاد من يحيى بن يُونُس وَعبد الْوَهَّاب بن سكينَة وبواسط من أبي الْفَتْح ابْن أبي المندائي وبأصبهان من عتيقة الحديث: 995 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 الفارقانية وبخراسان من مَنْصُور بن عبد الْمُنعم وبدمشق من أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وبمصر من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن أبي الْفَخر الْكَاتِب وبالإسكندرية من ابْن عماد الْحَرَّانِي وبمكة من يحيى بن ياقوت وبحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر وبحلب من الافتخار الْهَاشِمِي وبالموصل من جمَاعَة وعنى بِهَذَا الشَّأْن وبرع فِيهِ وَكتب الْكثير وَحصل الْأُصُول وَجمع وصنف وَذكره عمر بن الْحَاجِب الْحَافِظ فِي مُعْجَمه فَقَالَ شَيخنَا هَذَا أحد الْحفاظ الْمَوْجُودين فِي هَذَا الزَّمَان طَاف الْبِلَاد وَسمع الْكثير وصنف كتبا حَسَنَة فِي معرفَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 عُلُوم الحَدِيث والأنساب وَكَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا ثِقَة ثبتا حسن الْقِرَاءَة ميلح الْحَظ كثير الْفَوَائِد متحريا فِي الرِّوَايَة حجَّة فِيمَا يَقُوله ويصنفه وينقله ويجمعه حسن النَّقْل ذَا سمت ووقار وعفاف حسن السِّيرَة جميل الظَّاهِر وَالْبَاطِن سخى النَّفس مَعَ الْقلَّة قانعا باليسير كثير الرَّغْبَة إِلَى الْخيرَات وَأثْنى عَلَيْهِ الْمُنْذِرِيّ وَابْن خلكان والذهبي روى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ وَالسيف بن الْمجد وَآخَرُونَ توفّي فِي سنّ الكهولة يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر صفر سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة بِبَغْدَاد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 449 996 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الْحَافِظ الْكَبِير ضِيَاء الدّين أَبُو عبد الله مُحدث عصره ووحيد دهره وشهرته تغنى عَن الإطناب فِي ذكره سمع بِدِمَشْق من أبي الْمجد البانياسي وَالْخضر بن هبة الله ابْن طَاوُوس وبمصر من البوصيري وببغداد من ابْن الْجَوْزِيّ وطبقته وَسمع بِبِلَاد شَتَّى يُقَال إِنَّه كتب عَن أَزِيد من خَمْسمِائَة شيخ وَحصل أصولا كَثِيرَة وَأقَام بهراة ومرو وَله إجَازَة من السلفى وشهدة قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ بِبَغْدَاد ونيسابور ودمشق وَهُوَ حَافظ متقن ثَبت ثِقَة صَدُوق نبيل حجَّة عَالم بِالْحَدِيثِ وأحوال الرِّجَال لَهُ مجموعات وتخريجات وَهُوَ ورع تَقِيّ زاهد عَابِد فِي أكل الْحَلَال مُجَاهِد فِي سَبِيل الله ولعمري مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله فِي نزاهته وعفته وَحسن طَرِيقَته فِي طلب الْعلم وَأثْنى عَلَيْهِ عمر بن الْحَاجِب والشرف الحديث: 996 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 ابْن النابلسي والذهبي وَقَالَ بنى مدرسة على بَاب جَامع المظفري وأعانه عَلَيْهَا بعض أهل الْخَيْر ووقف عَلَيْهَا كتبه وأجزاءه وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا الْأَحَادِيث المختارة وَهِي الْأَحَادِيث الَّتِي تصلح أَن يحْتَج بهَا سوى مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ خرجها من مسموعاته قَالَ بَعضهم هُوَ خير من صَحِيح الْحَاكِم روى عَنهُ ابْن نقطة وَابْن النجار والبرزالي وَابْن الْحَاجِب وَابْن أَخِيه الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأَبُو بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وَخلق توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 997 - مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن عمار بن هامل بن موهوب الحديث: 997 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 451 الْحَرَّانِي الْمُحدث الرّحال شمس الدّين أَبُو عبد الله سمع بِبَغْدَاد من الْقطيعِي وَغَيره وبدمشق من القَاضِي أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وبالإسكندرية من الصفراوي وبالقاهرة من مرتضى بن الْعَفِيف وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي وَجَمَاعَة سواهُم قَالَ الذَّهَبِيّ عَنى بِالْحَدِيثِ عناية كُلية وَكتب الْكثير وتعب وَحصل وأسمع الحَدِيث وتآلف النَّاس على رِوَايَته وَفِيه دين وَحسن عشرَة ولديه فَضِيلَة ومذاكرة جَيِّدَة وَأقَام بِدِمَشْق ووقف كتبه وأجزاءه بالضيائية واثنى عَلَيْهِ البرزالي والدمياطي توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة بالمارستان الصَّغِير بِدِمَشْق وَدفن من الْغَد بسفح قاسيون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 998 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْصُور الْحَرَّانِي الْفَقِيه الأصولي المناظر القَاضِي شمس الدّين أَبُو عبد الله تفقه على الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية ولازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَكَانَ يستذل بَين يَدَيْهِ بحران وَفِي الْأُصُول وَالْخلاف على القَاضِي نجم الدّين الشَّافِعِي الحديث: 998 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 ثمَّ بَاشر نِيَابَة الْقَضَاء عَن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز بالديار المصرية لفضيلته وَهُوَ أول حنبلي حكم فِي الديار المصرية فِي هَذَا الْوَقْت تمّ لما ولى الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْعِمَاد قَضَاء الْحَنَابِلَة بهَا استنابه مُدَّة ثمَّ ترك ذَلِك وَرجع إِلَى دمشق يدرس الْفِقْه بِحَلقَة لَهُ بالجامع وَيكْتب خطه على الْفَتَاوَى وَذكره قطب الدّين اليونيني وَأثْنى عَلَيْهِ وَله يَد جَيِّدَة فِي النّظم وَمِنْه (طَار قلبِي يَوْم سَارُوا فرقا ... وَسَوَاء فاض دمعي أورقا) (حَار فِي سقمي من بعدهمْ ... كل من فِي الْحَيّ داوي أورقا) (بعدهمْ لَا ظلّ وَادي المنحنى ... وَكَذَا بَان الْحمى لَا أورقا) وابتلي بالفالج قبل مَوته مُدَّة أَرْبَعَة أشهر وَبَطل شقة الْأَيْسَر وَثقل لِسَانه توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة بَين العشاءين لست خلون من جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير 999 - مُحَمَّد بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة بن عبد الْوَلِيّ الْمَقْدِسِي الْفَقِيه تَقِيّ الدّين سمع بِدِمَشْق من أبي الْقَاسِم بن صصرى وَغَيره وببغداد من أبي الْحسن الْقطيعِي وطبقته وَكَانَ فَاضلا متقنا الحديث: 999 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 454 صَالحا وَالِد الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن جبارَة توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بسفح قاسيون وَدفن بِهِ 1000 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الْمُحدث الزَّاهِد الْقدْوَة شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الْكَمَال وَهُوَ ابْن أخي الْحَافِظ الضياء حضر على الحرستاني والكندي وَسمع من ابْن ملاعب وَالشَّيْخ موفق الدّين وَخلق الحديث: 1000 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 ولازمه عَمه الضياء وَتخرج بِهِ وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ قَرَأَ على الشُّيُوخ وعنى بِالْحَدِيثِ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا فَقِيها مُحدثا زاهدا عابدا كثير الْخَيْر لَهُ قدم راسخ فِي التَّقْوَى وَوَقع فِي النُّفُوس حدث بالكثير نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَسمع مِنْهُ خلق مِنْهُم ابْن الخباز وَعبد الله بن مُحَمَّد بن قيم الضيائية وَأحمد الحريري توفّي بعد عشَاء الْآخِرَة لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بتربة الشَّيْخ موفق الدّين رَحمَه الله تَعَالَى 1001 - مُحَمَّد بن عبد الرازق بن رزق الله الرَّسْعَنِي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله وَأَبُو الْفَضَائِل الْفَقِيه الشَّاعِر الأديب الْمعدل حدث عَن ابْن روزبة وَابْن الْقطيعِي وَغَيرهمَا وَذكره أَبوهُ فِي الحديث: 1001 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 456 تَفْسِيره مرَارًا وَسَأَلَ عَن غوامض فِي التَّفْسِير وَتكلم فِيهِ بِكَلَام جيد مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة غريقا بنهر الشَّرِيعَة من الْغَوْر وَمن شعره (وَلَو أَن إنْسَانا يبلغ لوعتي ... ووجدى وأشجاني إِلَى ذَلِك الرشا) (لأسكنته عَيْني وَلم أرْضهَا لَهُ ... وَلَوْلَا لهيب الْقلب لأسكنته الحشا) 1002 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه المناظر المفتن شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ فَخر الدّين الحديث: 1002 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 457 سمع الْكثير من خطيب مردا وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وتفقه وبرع وَأفْتى وناظر وَحفظ عدَّة كتب ودرس بالمسمارية وحلقة الْجَامِع وَكَانَ مَوْصُوفا بالذكاء المفرط والتقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث قَالَ الذَّهَبِيّ لم يتفرغ للْحَدِيث لِأَنَّهُ كَانَ مَشْغُولًا بأصول الْمَذْهَب وفروعه حضرت دروسه مَعَ شَيخنَا ابْن تَيْمِية ولى مِنْهُ إجَازَة قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَبَلغنِي أَنه كَانَ يحفظ الْكَافِي فِي الْفِقْه وَأثْنى عَلَيْهِ البرزالي توفّي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقابر بَاب توما قبلي مَقْبرَة الشَّيْخ رسْلَان وَحضر جنَازَته جمع كثير 1003 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ أبي عمر الشَّيْخ الحديث: 1003 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 الإِمَام الْفَقِيه الْعدْل عز الدّين بن الشَّيْخ شمس الدّين وَالِد الشَّيْخ نجم الدّين سمع من ابْن الْبلدَانِ وخطيب مردا وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ سبط السلفى وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 1004 - مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن بدران بن عبد الله الحديث: 1004 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 الْمَقْدِسِي الْفَقِيه الْمُحدث شمس الدّين أَبُو عبد الله سمع من خطيب مردا وَعُثْمَان بن خطيب القرافة وَابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهم وَطلب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر ودرس وَأفْتى وصنف ولى تدريس الصاحبة مُدَّة بعد ابْن الوَاسِطِيّ وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَله تصانيف وَحدث روى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن الخباز فِي مشيخته توفّي فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 1005 - مُحَمَّد بن عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد بن خولان البعلي الحديث: 1005 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 الشَّيْخ الإِمَام سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة وَقَرَأَ وناظر فِي عُلُوم الحَدِيث قَالَ الذَّهَبِيّ سَمِعت مِنْهُ مرَارًا وَكَانَ من خِيَار النَّاس وعلمائهم وَألف كتابا سَمَّاهُ العمدية القوية فِي اللُّغَة التركية توفّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة ببعلبك 1006 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سامة بن كَوْكَب الشَّيْخ الحديث: 1006 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 الْمُحدث الْحَافِظ الزَّاهِد العابد شمس الدّين أَبُو عبد الله حضر فِي دمشق عَليّ ابْن عبد الدَّائِم وَسمع من عبد الْوَهَّاب الْمَقْدِسِي وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع من ابْن أبي عمر وَابْن البُخَارِيّ ثمَّ رَحل إِلَى مصر والإسكندرية وَسمع بهما ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وأصبهان وَالْبَصْرَة وَحصل الْأُصُول وَكتب العالي والنازل وَخرج لنَفسِهِ وَأثْنى عَلَيْهِ البرزالي والذهبي وسمعا مِنْهُ توفّي فِي آخر نَهَار الثُّلَاثَاء رَابِع عشرى ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ وَدفن بالقرافة بِالْقربِ من الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ 1007 - مُحَمَّد بن عبد المحسن بن أبي الْحسن الحديث: 1007 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 ابْن عبد الْغفار بن الْخَرَّاط الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْمُحدث الْوَاعِظ عفيف الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بِابْن الدواليبي سمع من إِبْرَاهِيم بن الْحر وَمُحَمّد بن مقبل وَغَيرهمَا وَسمع من مجد الدّين بن تَيْمِية أَحْكَامه وَسمع الْمسند من جمَاعَة وَوعظ مُدَّة طَوِيلَة وشارك فِي الْعُلُوم وَصَارَ مُسْند أهل الْعرَاق فِي وَقفه حدث بالكثير سمع مِنْهُ البرزالي وَغَيره توفّي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وشيعه خلق كثير وَدفن بمقابر بَاب الشُّهَدَاء من بَاب حَرْب 1008 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الخطائري الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْفَقِيه الفرضي الْكَاتِب شمس الدّين أَبُو عبد الله تفقه على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الزريراني وبرع فِي الْفِقْه والفرائض وَكَانَ نَاظرا على الْمَسَاجِد توفّي سنة تسع عشرَة أَو عشْرين وَسَبْعمائة الحديث: 1008 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 463 1009 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله بن عمر بن عبد الْبَاقِي ابْن العكبري الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الْوَاعِظ حفظ الْقُرْآن فِي صباه وقرأه بالروايات على أبي بكر بن الباقلاني الوَاسِطِيّ وتفقه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي البركات الْأَنْبَارِي وَأبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وَصَحب الشَّيْخ زين الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من مصنفاته وَسمع من جمَاعَة مِنْهُم شهدة الكاتبة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ لَهُ مجْلِس للوعظ فِي كل جُمُعَة ثمَّ ترك ذَلِك وَلزِمَ بَيته وَكَانَ يكثر الْجُلُوس فِي الْمَقَابِر توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 1010 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجي الشَّيْخ الإِمَام الحديث: 1009 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 464 وجيه الدّين صدر الرؤساء أَبُو الْمَعَالِي التنوخي أَخُو الشَّيْخ زين الدّين حضر على ابْن اللتى ومكرم وَابْن المقير وَسمع من جَعْفَر الْهَمدَانِي والسخاوي وَكَانَ شَيخا عَالما فَاضلا كثير الْمَعْرُوف وَالصَّدقَات والتواضع وَله هَيْبَة وسطوة وجلالة درس بالمسمارية والصدرية ثمَّ تَركهَا لوالده وَمَات فِي حَيَاته وَحدث روى عَنهُ جمَاعَة مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة 1011 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْحداد الْآمِدِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْخَطِيب الإِمَام الصَّدْر الْفَقِيه بدر الدّين أَبُو عبد الله خطيب دمشق وحلب سمع الحَدِيث وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْمُحَرر وَشَرحه على ابْن حمدَان ولازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه ثمَّ اشْتغل بِالْكِتَابَةِ واتصل بالأمير قراسنقر المنصوري بحلب فولاه نظر الْأَوْقَاف وخطابة جَامعهَا ثمَّ اسْتَقر قراسنقر بِدِمَشْق فولاه خطابة الحديث: 1011 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 جَامعهَا فِي آخر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسَبْعمائة وَصرف عَنهُ جلال الدّين الْقزْوِينِي بمرسوم شرِيف وَولى الشَّيْخ بدر الدّين نظر المارستان ثمَّ ولى الْحِسْبَة وَنظر الْجَامِع وَاسْتمرّ فِي نظره إِلَى حِين وَفَاته وَعين لقَضَاء الْحَنَابِلَة فِي وقف توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير 1012 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عبد الله الطَّائِي الإِمَام الْعَالم جمال الدّين خلف وَالِده فِي إِمَامَة الْحَنَابِلَة بِمَكَّة المشرفة ورحل إِلَى بَغْدَاد وَأدْركَ فِيهَا الشَّيْخ عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَغَيره وَحدث روى عَنهُ جمَاعَة من المكيين توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 1013 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَالَتْ أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْإِيمَان فِي زِيَادَته ونقصانه فَقَالَ حَدثنَا الْحسن بن مُوسَى الأشيب حَدثنَا الحديث: 1012 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَبِيه جَعْفَر الخطمى عَن أَبِيه عَن جده عمر بن حبيب قَالَ الْإِيمَان يزِيد وَينْقص قيل وَمَا زِيَادَته ونقصانه فَقَالَ إِذا ذكرنَا الله فحمدناه وسبحناه فَتلك زِيَادَته وَإِذا غفلنا ونسينا وضيعنا فَذَلِك نقصانه 1014 - مُحَمَّد بن عَليّ الْجوزجَاني أَبُو جَعْفَر سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قلت لأبي عبد الله الرجل يَوْم الْجُمُعَة لَا يقدر على الدُّخُول دَاخل الْمَسْجِد يُصَلِّي فِي الرحبة قَالَ إِذا كَانَ فِي عِلّة من الْحر أَرْجُو أَن لَا يضرّهُ قَالَ وَسمعت أَبَا عبد الله يَقُول إِذا تزوج الْحر الْأمة فأولاده عبيد وَإِذا تزوج العَبْد الْحرَّة فأولاده أَحْرَار 1015 - مُحَمَّد بن عَليّ بن دَاوُد أَبُو بكر يعرف بِابْن أُخْت غزال الْحَافِظ نزل مصر وَحدث بهَا عَن سعيد بن دَاوُد الزبيرِي الحديث: 1014 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 وَمُحَمّد بن عبد الله السنوني ثمَّ أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين فِي آخَرين روى عَنهُ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ وَغَيره وَفِي تَارِيخ أبي بكر نزيل دمشق قَالَ مُحَمَّد بن عَليّ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَا رَأَيْت فِي هَذَا الشَّأْن مثل يحيى بن سعيد وَنقل أَيْضا عَن أَحْمد أَنه قَالَ عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس يكذب على وهب بن مُنَبّه توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بقرية من أَسْفَل أَرض مصر 1016 - مُحَمَّد بن عَليّ بن شُعَيْب حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم إمامنا أَحْمد مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول سَمِعت من عبد الرَّزَّاق عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي (كَانَ يفْطر على رطبات فَإِن لن يجد فتمرات فَإِن لم يجد حسا حسوات من مَاء) 1017 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن مهْرَان بن أَيُّوب الحديث: 1016 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 468 أَبُو جَعْفَر الْوراق الْجِرْجَانِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المنشأ يعرف بحمدان سمع عبيد الله بن مُوسَى وَأَبا نعيم وَأحمد بن حَنْبَل فِي آخَرين حدث روى عَنهُ عبد الله الْبَغَوِيّ وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَأَبُو بكر الْخلال وَقَالَ لما ذكره رفيع الْقدر كَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل حسان سَمِعت مِنْهُ حَدِيثا وَسمعت مسَائِله بنزول وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر عِنْده المرجئة فَقلت إِنَّهُم يَقُولُونَ إِذا عرف الرجل ربه بِقَلْبِه فَهُوَ مُؤمن فَقَالَ المرجئة لَا تَقول هَذَا الْجَهْمِية تَقول هَذَا وَقَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل عَن عبد الله بن مُحرز فَقَالَ ترك النَّاس حَدِيثه وَسَأَلته عَن خَالِد بن رَبَاح فَقَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ عَمْرو بن دِينَار تركي وَلَكِن الله تبَارك وَتَعَالَى شرفه بِحَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب رُبمَا احتججنا بِهِ وَرُبمَا هجس فِي الْقلب مِنْهُ شَيْء مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد 1018 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفَتْح بن مُحَمَّد بن الْفَتْح الحديث: 1018 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 أَبُو طَالب العشاري حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر مُحَمَّد بن يُوسُف العلاف وَالدَّارَقُطْنِيّ وَكَانَ من الزهاد صحب أَبَا عبد الله ابْن بطة وَأَبا حَفْص الْبَرْمَكِي وَابْن خَالِد وَحكى أَبُو الْحُسَيْن بن الطيوري أَن أهل الْبَادِيَة كَانُوا إِذا قحطوا استسقوا بِابْن العشارى فيسقون وَكَانَ لَهُ كرامات مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِجنب أبي عبد الله بن طَاهِر وَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا زوج أُخْت الآخر 1019 - مُحَمَّد بن عَليّ الْحداد أَبُو بكر الشَّيْخ الصَّالح وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى القَاضِي أبي يعلى وَيسمع كَلَامه توفّي سنة سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 1020 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْخياط المقرىء الحديث: 1019 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر الشَّيْخ الصَّالح أحد الْحَنَابِلَة الأخيار قَرَأَ الْقُرْآن على الْمَشَايِخ مِنْهُم أَبُو أَحْمد الفرضي وَغَيره وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة مِنْهُم بكر بن شَاذان فِيمَا أخبرنَا عَنهُ بِقِرَاءَة أخي أبي الْقَاسِم قَالَ لَهُ أخْبركُم بكر بن شَاذان أَنبأَنَا على الإخباري حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى قَالَ قَرَأت على مُحَمَّد بن سَعْدَان قلت لَهُ حَدثَك عبد الْوَهَّاب بن عَطاء عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن زُرَارَة بن أوفى عَن سعيد بن هِشَام عَن عَائِشَة عَن النَّبِي قَالَ (الماهر بِالْقُرْآنِ مَعَ السفرة الْكِرَام الْأَبْرَار وَالَّذِي يقرأه يتتعتع فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شاق فَلهُ أَجْرَانِ اثْنَان) وَكَانَ شَيخنَا خيرا دينا ثِقَة وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مجْلِس القَاضِي أبي يعلى ويحضر أَمَالِيهِ بِجَامِع الْمَنْصُور توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن فِي مَقْبرَة الْجَامِع 1021 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن جَعْفَر أَبُو بكر الْخياط المقرىء قَرَأَ الْقُرْآن على أبي أَحْمد الفرضي وَبكر الحديث: 1021 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 ابْن شَاذان وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة مِنْهُم ابْن الصَّلْت وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مجْلِس القَاضِي أبي يعلى وَيسمع درسه ويحضر أَمَالِيهِ وَحدث روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر الْخَطِيب فِي تَارِيخه وَكَانَ ثِقَة صَالحا صبورا على الْفقر وَذكره الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ كَانَ كَبِير الْقدر عديم النظير بَصيرًا بِالْقِرَاءَةِ صَالحا عابدا ورعا بكاء قَانِتًا خشن الْعَيْش فَقِيرا متعففا ثِقَة فَقِيها آخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْكَرم الشهرزوري توفّي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي وَدفن فِي مَقْبرَة جَامع الْمَدِينَة يَعْنِي مَدِينَة الْمَنْصُور 1022 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن جدا العكبري أَبُو بكر بن أبي الْحسن ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي التَّارِيخ وَقَالَ كَانَ من الْعلمَاء نزل يتَوَضَّأ فِي دجلة فغرق فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَمَات وَهُوَ شَاب لم يرو شَيْئا 1023 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المراق الْحلْوانِي الحديث: 1022 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 472 أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الزَّاهِد سمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن بن المهتدى وَالْقَاضِي أبي يعلى وَغَيرهمَا وتفقه على صَاحِبيهِ أبي على يَعْقُوب وَأبي جَعْفَر الشريف وَأفْتى ودرس وَحدث بِشَيْء يسير وَله مُصَنف سَمَّاهُ كِفَايَة المبتدى فِي الْفِقْه مُجَلد وَآخر فِي أصُول الْفِقْه مجلدين كَانَ مَشْهُورا بالورع الثخين وَالْعلم المتين توفّي يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ عيد النَّحْر سنة خمس وَخَمْسمِائة وَكَانَ الْجمع متوافرا لَا يعلم عَددهمْ إِلَّا الله تَعَالَى وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 1024 - مُحَمَّد بن عَليّ بن طَالب بن مُحَمَّد بن زببيا الخرقى الْفَقِيه الْفَاضِل أَبُو الْفضل بن أبي الغنايم سمع القَاضِي أَبَا يعلى والجوهري وَغَيرهمَا وَحدث روى عَنهُ السلفى وَابْن نَاصِر وَكَانَ فَقِيها فَاضلا تفقه على القَاضِي أَو على أَبِيه توفّي لَيْلَة السبت تَاسِع شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بمقابر بَاب إبرز فِي الْعَالِيَة روى بِإِسْنَادِهِ عَن عَاصِم الْحَرْبِيّ قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي الحديث: 1024 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 473 قد دخلت درب هِشَام ولقيني بشر بن الْحَارِث فَقلت من أَيْن يَا أَبَا نصر قَالَ من عليين قلت مَا فعل أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ تركت السَّاعَة أَحْمد بن حَنْبَل وَعبد الْوَهَّاب الْوراق بَين يَدي الله عز وَجل يأكلان ويشربان وينعمان قلت فَأَنت قَالَ علم الله قلَّة رغبتي فِي الطَّعَام فأباحني النّظر إِلَيْهِ 1025 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد الله بن الدنف الْبَغْدَادِيّ المقرىء الزَّاهِد أَبُو بكر سمع من ابْن الْمسلمَة وَابْن النقور وطبقتهما وتفقه على الشريف أبي جَعْفَر وَحدث بِشَيْء يسير سمع مِنْهُ ابْن نَاصِر وَكَانَ من الزهاد الأخيار وَمن أهل السّنة انْتفع بِهِ خلق كثير توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع شَوَّال سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 1026 - مُحَمَّد بن عَليّ بن صَدَقَة بن جلب الصَّائِغ الحديث: 1025 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 474 أَبُو البركات أَمِين الحكم بِبَاب الأزج سمع من أبي مُحَمَّد التَّمِيمِي وَقَرَأَ الْفِقْه على القَاضِي أبي خازم توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشر رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب وَسبب مَوته أَن زَوجته سمته فِي طَعَام قَدمته لَهُ وَأكل مَعَه مِنْهُ رجلَانِ فَمَاتَ أَحدهمَا فِي ليلته وَالْآخر من غده وَبَقِي أَبُو البركات مَرِيضا مديدة ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى 1027 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن كرم السلامى الْمعدل الحديث: 1027 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 475 أَبُو العشائر بن البلولي سمع من ابْن البطى وَغَيره وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ طرفا فِي الْعَرَبيَّة على ابْن الخشاب وَشهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة العباسي وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد بالجانب الغربي من بَغْدَاد وَحدث وَسمع مِنْهُ قوم من الطّلبَة انْقَطع خَبره سنة عشر وسِتمِائَة 1028 - مُحَمَّد بن عَليّ بن نصر ابْن البطي الدوري الْوَاعِظ أَبُو المظفر مهذب الدّين ابْن البل سمع بِبَغْدَاد من ابْن نَاصِر وَابْن الطلاية وَأبي الْوَقْت وَغَيرهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الشُّيُوخ وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَفتح عَلَيْهِ فِي الْوَعْظ حَتَّى كَانَ يضاهي ابْن الْجَوْزِيّ الحديث: 1028 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 فَكَانَ يجلس يَوْم الْأَرْبَعَاء وَيجْلس أَبُو الْفرج يَوْم السبت ثمَّ أذن للدوري أَن يجلس يَوْم السبت فَوَقع بِسَبَب ذَلِك فتْنَة ونفرة ثمَّ تلافى الاستادار ابْن يُونُس الْأَمر وَأرْسل إِلَى ابْن الْجَوْزِيّ وَطيب خاطره وَلما اعتقل الشَّيْخ أَبُو الْفرج بواسط خلا للدوري الجو فَكَانَ يعظ مَكَانَهُ عِنْد التربة وَلما رَجَعَ الشَّيْخ إِلَى بَغْدَاد ودخلها خرج النَّاس إِلَيْهِ وَكَانُوا فِي ميعاد الدوري فَلَمَّا رأى تفرقهم وتوجههم إِلَيْهِ قَالَ مَا هَذِه الأهوية الَّتِي أَنْتُم عَلَيْهَا عاكفون وَقطع عَلَيْهِ الْمجْلس قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ تعاني الْوَعْظ وَلم يكن من صَنعته فَقيل لَهُ أَيّمَا أعلم أَنْت أم أَبُو الْفرج فَقَالَ مَا أرضاه يقْرَأ عَليّ الْفَاتِحَة فَبلغ ذَلِك أَبَا الْفرج فَقَالَ مَا أَقرَأ الْفَاتِحَة بل أَقرَأ عَلَيْهِ (قل هُوَ الله أحد) والبل بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد اللَّام توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالنظامية أَبُو صَالح بن عبد الرَّزَّاق 1029 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مكي بن عَليّ بن ورخز الحديث: 1029 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 477 الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمعدل أَبُو عبد الله تفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى أفتى وناظر وَأعَاد الدَّرْس وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا دينا ثِقَة خَبِيرا بِالْمذهبِ توفّي يَوْم الْجُمُعَة الْعشْرين من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب 1030 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْموصِلِي المقرىء الْفَقِيه الْمُحدث النَّحْوِيّ شمس الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بِابْن الخروف قَرَأَ الْقرَاءَات على عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي الزَّاهِد ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد فَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات السَّبع وَالْعشر على الشَّيْخ عبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش ولازمه مُدَّة طَوِيلَة وَسمع الحَدِيث بهَا من بن وضاح وَنظر فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي الْفَضَائِل وَله نظم حسن وتصدى للإقراء والاشتغال بِبَلَدِهِ مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ شَيخا صَالحا متوددا إِلَى النَّاس حسن المحاضرة طيب المجالسة مكرما عِنْد كل أحد لحسن خلقه وشيخوخته وفضله توفّي فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة المعافا بن عمرَان رَضِي الله عَنهُ الحديث: 1030 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 478 1031 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْفَتْح الشَّيْخ الصَّدْر أَبُو الْقَاسِم بن أسعد بن الشَّيْخ عز الدّين أبي عَمْرو عُثْمَان بن القَاضِي وجيه الدّين حضر على زَيْنَب بنت مكى وَسمع من الشّرف ابْن عَسَاكِر وَعمر بن القواس وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والحسيني وَابْن رَجَب حج مرَارًا توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشر شهر الله الْمحرم الْحَرَام سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بجامعها وَدفن بسفح قاسيون وَأما وَالِده فَذكره الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَقَالَ كَانَ شَابًّا حسنا ملازما للخير توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بالصالحية قلت وَلم يذكرهُ الْحَافِظ ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات لِأَنَّهُ لم يشْتَهر بِفقه وَلَا رِوَايَة فِي الحَدِيث 1032 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْخَطِيب الحديث: 1031 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 479 الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين خطيب الْجَامِع المظفري وَابْن خَطِيبه تفقه فِي الْمَذْهَب وَكَانَ خَطِيبًا بليغا لَهُ مؤلفات حَسَنَة وقلمه جيد وَله النّظم الْمُفِيد الأحمد فِي مُفْرَدَات الإِمَام أَحْمد نَاب فِي الْقَضَاء عَن قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين بن المنجي ثمَّ اسْتَقل بالوظيفة بعد موت القَاضِي شمس الدّين النابلسي واستيناب شمس الدّين بن عبَادَة ثمَّ سعى عَلَيْهِ وَصَارَت الْوَظِيفَة بَينهمَا دولا وَكَانَ فِي بعض الولايات يمْكث أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ توفّي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة 1033 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف ابْن الْبُرْهَان الشَّيْخ شمس الدّين سمع على الْمَيْدُومِيُّ الْمِائَة المنتقاة من جَامع التِّرْمِذِيّ انتقاء العلائي وجزء البطاقة والمسلسل بِشَرْطِهِ ومشيخة إِبْرَاهِيم بن سعد والمنتقى من الغيلانيات والمنتقى من سنَن أبي دَاوُد وَكِلَاهُمَا انتقاء العلائي مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة الحديث: 1033 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 480 1024 - مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ الحكري الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل أقضى الْقُضَاة بدر الدّين بن مَوْلَانَا الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية نور الدّين الحكري نَاب فِي الحكم دهرا طَويلا وَكَانَ من أعيانهم وَأعَاد بِبَعْض الْمدَارِس وَله اعتناء بالفقه وَكتابه الْمقنع وَله معرفَة بِالْأَحْكَامِ وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ ابْن حجر نَشأ طَالب علم وَنزل بالمدارس فمهر واشتهر وَكَانَ شكلا حسنا يستحضر كثيرا من فروع مذْهبه اجْتمع بِهِ كَاتبه فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ حَال مُبَاشَرَته لنيابة الحكم وَكَانَ مستشرقا لِأَن يَلِي قَضَاء الْحَنَابِلَة بهَا وَلَو فسح فِي أَجله لوصل وَلَكِن اخترمته الْمنية فِي حَيَاة شيخ الْمَذْهَب توفّي فِي ثَالِث ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ المحروسة 1035 - مُحَمَّد بن عِيسَى الْجَصَّاص شيخ زاهد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء ذكره ابو بكر الْخلال سمع يحيى الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي الحديث: 1035 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 481 1036 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن حُسَيْن بن كرّ الشَّيْخ الْمسند شمس الدّين أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ شيخ الزاوية جوَار مَسْجِد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ روى عَن غَازِي الحلاوي من الْمسند مَوَاضِع مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ 1037 - مُحَمَّد بن عَوْف بن سُفْيَان الطَّائِي الْحِمصِي أَبُو جَعْفَر سمع من أبي الْمُغيرَة وَأهل الشَّام وَالْعراق وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يعرف لَهُ ذَلِك وَيقبل مِنْهُ ويسأله عَن الرِّجَال من أهل بَلَده وَكَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل صَالِحَة فِي الْعِلَل وَغَيرهَا وَيعرف فِيهَا بأَشْيَاء لم يَجِيء بهَا غَيره وَفِي كتاب الْخلال أَنه قَالَ حَافظ إِمَام فِي زَمَانه مَعْرُوف بالتقدم فِي الْعلم والمعرفة على أَصْحَابه قَالَ وأملى على أَحْمد بن حَنْبَل (قد صَحَّ عَن رَسُول الله أَن الله لما خلق آدم الحديث: 1036 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 482 ضرب بِيَدِهِ على شقَّه الْأَيْمن ثمَّ ضرب بِالْأُخْرَى وكلتا يَدَيْهِ يَمِين على شقّ آدم الْأَيْسَر فَقَالَ فِي الأولى من أهل الْجنَّة وَفِي الْأُخْرَى من أهل النَّار وَالْإِيمَان بِاللَّه خَيره وشره وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص ينقص بقلة الْعَمَل وَيزِيد بِكَثْرَة الْعَمَل وَالْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق من حَيْثُمَا سمع وتلى مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود وَخير النَّاس بعد رَسُول الله أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان ثمَّ عَليّ فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله فَإِنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّك وقفت على عُثْمَان فَقَالَ كذبُوا وَالله عَليّ إِنَّمَا حدثتهم بِحَدِيث ابْن عمر كُنَّا نفاضل بَين أَصْحَاب رَسُول الله يَقُولُونَ أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان فَيبلغ ذَلِك النَّبِي فَلَا يُنكره 1038 - مُحَمَّد بن عمرَان الْخياط أَبُو جَعْفَر كَانَ من خِيَار النَّاس وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل فِي منزله يَقُول بَلغنِي عَن أخي مَنْصُور بن عمار أَنه كَانَ يَقُول اللَّهُمَّ قد أحاطت بِنَا الشدائد وَأَنت ذخر لَهَا فَلَا تعذبنا وَأَنت على الْعَفو قَادر سَيِّدي أريتنا قدرتك وَلم تزل قَادِرًا فأرنا عفوك وَلم تزل تَعْفُو وَنهى عَن كتاب مَنْصُور لِأَنَّهُ لما رَآهُمْ لهجين بِهِ حَتَّى أَنهم دونوه وحفظوه خشى أَن يتْركُوا حفظ السّنة وَأَحْكَام الْملَّة الحديث: 1038 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 1039 - مُحَمَّد بن عمر بن الْوَلِيد الباجسرائي الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه أَبُو عبد الله قَالَ أَبُو الْحُسَيْن كَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مجْلِس الْوَالِد السعيد الزَّمَان الطَّوِيل وَسمع مِنْهُ الحَدِيث والدرس مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقد بلغ من الْعُمر خمْسا وَتِسْعين سنة 1040 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْمَحْمُود بن زباطر الْحَرَّانِي الْفَقِيه الزَّاهِد شمس الدّين أَبُو عبد الله نزيل دمشق سمع بحران من عِيسَى الْخياط وَالشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وبدمشق من إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وَابْن عبد الدايم وَغَيرهمَا وعنى بِالْحَدِيثِ وسماعه وَكَانَ يرد على القارىء وَقت الْقِرَاءَة أَشْيَاء مفيدة ولديه فقه وفضائل وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد الْوَزير ظَاهر دمشق وسافر سنة إِحْدَى عشرَة إِلَى مصر لزيارة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فَأسر فِي سبخَة بردويل وَبَقِي مُدَّة فِي الْأسر مُحْتَرما عِنْدهم وَيُقَال إِنَّه توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة الحديث: 1039 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 1041 - مُحَمَّد بن الْفضل العتابي حكى عَن إمامنا أَشْيَاء 1042 - مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل البعلي الْفَقِيه الْمُحدث النَّحْوِيّ شمس الدّين أَبُو عبد الله سمع بِبَلَدِهِ من الْفَقِيه مُحَمَّد اليونيني وبدمشق من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي وَجَمَاعَة وعنى بِالْحَدِيثِ وَطلب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر حَتَّى برع وَأفْتى وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة واللغة على ابْن مَالك ولازمه وصنف كتبا مِنْهَا شرح الجرجانية وَشرح ألفية ابْن مَالك والمطلع على أَبْوَاب الْمقنع فِي شرح غَرِيب أَلْفَاظه ولغاته الحديث: 1041 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 وَله تعاليق درس بعدة مدارس وَأفْتى وتصدر للاشتغال وَتخرج بِهِ جمَاعَة وانتفعوا لَهُ توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ثامن عشر الْمحرم سنة تسع وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد الْحَافِظ عبد الْغنى بالقرافة وَحصل التأسف عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 1043 - مُحَمَّد بن قدامَة الْجَوْهَرِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا الْقِرَاءَة على الْقُبُور لِأَن أَحْمد مر على ضَرِير وَهُوَ يقْرَأ عِنْد قبر فَنَهَاهُ عَنْهَا فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن قدامَة يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي مُبشر الحديث: 1043 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 الْحلَبِي قَالَ ثِقَة قَالَ أَخْبرنِي مُبشر عَن أَبِيه أَنه أوصى إِذا دفن أَن يقْرَأ عِنْده بِفَاتِحَة الْبَقَرَة وخاتمتها وَقَالَ سَمِعت ابْن عمر أوصى بذلك فَقَالَ أَحْمد ارْجع فَقل للرجل يقْرَأ فَلهَذَا قَالَ الْخلال وَصَاحبه الْمَذْهَب رِوَايَة وَاحِدَة أَن لَا يكره 1044 - مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي الحديث: 1044 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 النَّحْوِيّ كَانَ من أعلم النَّاس بالنحو وَالْأَدب وَأَكْثَرهم عَطاء لَهُ سمع إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَغَيرهمَا حدث وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو عبد الله ابْن بطة وَكَانَ صَدُوقًا فَاضلا دينا خيرا من أهل السّنة وصنف كتبا كَثِيرَة فِي عُلُوم الْقُرْآن والمشكل وَالْوَقْف والابتدا وَالرَّدّ على من خَالف مصحف الْعَامَّة وغريب الحَدِيث وَسُئِلَ عَن الِاسْتِثْنَاء فِي الْإِيمَان فَقَالَ نَحن نستثنى فَنَقُول نَحن مُؤمنُونَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَرَاجعه فَأَجَابَهُ بِأَن هَذَا مَذْهَب إمامنا أَحْمد بن حَنْبَل وَقيل عَنهُ كَانَ يحفظ ثَلَاثمِائَة ألف شَاهد فِي الْقُرْآن قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ابْن يُونُس كَانَ آيَة فِي كتاب الله تَعَالَى فِي الْحِفْظ مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة لَيْلَة عيد النَّحْر سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة 1045 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي الإِمَام أَبُو عُثْمَان الحديث: 1045 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 سمع أَبَاهُ وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَسَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ خطاب ابْن بشر أتيت أَنا وَأَبُو عُثْمَان بن الشَّافِعِي أَحْمد بن حَنْبَل فِي نصف رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فَذكر لَهُ ابْن الشَّافِعِي أَمر مَالك وَمَا كَانَ يذهب إِلَيْهِ من ترك أَحَادِيث رَوَاهَا عَن النَّبِي وَذكر لَهُ ابْن أبي ذِئْب وَأثْنى عَلَيْهِ فَقَالَ كَانَ ابْن أبي ذِئْب يشبه بِسَعِيد بن الْمسيب فِي خشونته ومذهبه وَذكر اتِّبَاعه لحَدِيث رَسُول الله وَقَالَ كَانَ يَقُول فِي مَالك وَفِي تَركه الحَدِيث المروى (البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا) وَترك مَالك الْأَخْذ بِهِ حَتَّى يبلغ بِهِ يَعْنِي الْقَتْل وَقَالَ كَانَ يحضر هُوَ وَمَالك عِنْد السُّلْطَان فَلَا يزَال يتَكَلَّم وَمَالك سَاكِت وَذكر لَهُ ابْن الشَّافِعِي مَا روى مَالك عَن النَّبِي وَخَالفهُ فَقَالَ تَخْلِيط وَسَأَلَهُ ابْن الشَّافِعِي عَن الحَدِيث الَّذِي يرويهِ مَالك وَابْن أبي ذِئْب فِي مَذْهَب أهل الْمَدِينَة فِي إتْيَان النِّسَاء فِي أدبارهن فَقَالَ لم أدر أَي شَيْء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 490 هَذِه الْأَخْبَار عَن النَّبِي وَأَصْحَابه فِي خلاف هَذَا كَثِيرَة وَهُوَ الْحق عندنَا قَالَ الله تَعَالَى (فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم) والحرث لَا يكون إِلَّا مَوضِع الْوَلَد مَاتَ أَبُو عُثْمَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 1046 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْورْد أحد أَصْحَابنَا قَالَ أَبُو بكر الْخلال أَنبأَنَا هَارُون بن يُوسُف قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْورْد يَقُول قلت لِأَحْمَد يَا أَبَا عبد الله المَاء يسخف للْمَيت فَيغسل ويفضل من المَاء الْحَار أَتَرَى للغاسل أَن يغْتَسل بِهِ قَالَ لَا قلت فَإِنَّهُ لَيْسَ مَاء غَيره قَالَ يتْركهُ حَتَّى يبرد 1047 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة الشَّيْخ الإِمَام قَاضِي الحديث: 1046 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 قُضَاة الْحَنَابِلَة بِالشَّام المحروس وَكَانَ فَردا فِي معرفَة الوقائع والحوادث نَاب فِي الحكم بعد أَن كَانَ من أَعْيَان الموقعين رَفِيقًا لشمس الدّين النابلسي وَغَيره ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بعد وَفَاة ابْن المنجي وَكَانَت وَظِيفَة الْقَضَاء دولا بَينه وَبَين القَاضِي عز الدّين الْخَطِيب إِلَى أَن لحق بِاللَّه تَعَالَى فِي شهور سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالروضة قَرِيبا من الشَّيْخ موفق الدّين وَأما وَالِده قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَحْمد كَانَ من خِيَار الْمُسلمين كثير التِّلَاوَة لكتاب الله الْعَزِيز ولى بعد وَالِده مُدَّة ثمَّ ترك الْوَظِيفَة اخْتِيَارا مِنْهُ وَحصل لَهُ الرَّاحَة الوافرة توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْد وَالِده بالروضة 1048 - مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم أَبُو جَعْفَر العابد الْمَعْرُوف بالطوسي سمع ابْن علية وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعَفَّان ابْن مُسلم وَأحمد بن حَنْبَل فِي آخَرين روى عَنهُ عبد الله الْبَغَوِيّ وَيحيى ابْن صاعد وَغَيرهمَا وَذكره الْخلال فَقَالَ روى عَن أَحْمد أَشْيَاء الحديث: 1048 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 492 لم يروها غَيره وَكَانَ يجانس صَلَاحه مَعْرُوفا وَغَيره وَذكره بن ثَابت وَقَالَ حدث عَن عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر حَدثنَا أَبُو بكر الْخلال أَنبأَنَا أَبُو بكر الْمروزِي قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن مُحَمَّد بن مَنْصُور الطوسي قَالَ لَا أعلم إِلَّا خيرا صَاحب صَلَاة قلت كَانَ يخْتَلف مَعَك إِلَى عَفَّان قَالَ وَقبل ذَلِك قلت سمعته يَقُول كنت عِنْد مَعْرُوف فَقَالَ لي بعد عشَاء الْآخِرَة قد كلمت هَا هُنَا رجلا نتعشى عِنْده فأبيت عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي السحر جَاءَنِي بسفرجلة فَجعل يَقُول ترى من أَيْن لَهُ سفرجلة فِي ذَلِك الْوَقْت فَقَالَ أَبُو عبد الله كَفاك بِأبي جَعْفَر وَفِي رِوَايَة أُخْرَى أَنه أخرج من كمه سفرجلة معضوضة فَأكلهَا بعد أَرْبَعَة أَيَّام لم يَأْكُل مِنْهَا شَيْئا قَالَ فَوجدت طعم كل طَعَام طيب واستغنيت بهَا عَن المَاء قَالَ فَسَأَلَهُ رجل كَانَ مَعنا حَاضرا أَنْت يَا أَبَا جَعْفَر قَالَ نعم وَأَزِيدك أَنى مَا أكلت بعد ذَلِك حلوا وَلَا غَيره إِلَّا أصبت فِيهِ طعم تِلْكَ السفرجلة وَقَالَ سَمِعت أَحْمد ابْن حَنْبَل يَقُول رَأَيْت النَّبِي فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله كل مَا روى أَبُو هُرَيْرَة عَنْك حق قَالَ نعم وَقَالَ كُنَّا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي هَذَا الحَدِيث الَّذِي يرْوى (أَن عليا قسيم النَّار) فَقَالَ وَمَا تنكرون من ذَا أَلَيْسَ روينَا عَن النَّبِي قَالَ لعَلي (لَا يحبك إِلَّا مُؤمن وَلَا يبغضك إِلَّا مُنَافِق) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 قُلْنَا بلَى قَالَ فَأَيْنَ الْمُؤمن قُلْنَا فِي الْجنَّة قَالَ وَأَيْنَ الْكَافِر قُلْنَا فِي النَّار قَالَ فعلى قسيم النَّار مَاتَ سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَله ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة 1049 - مُحَمَّد بن مُصعب أَبُو جَعْفَر الدُّعَاء قَالَ الإِمَام أَحْمد كَانَ رجلا صَالحا وَكَانَ يقص وَيَدْعُو قَائِما فِي الْمَسْجِد ثمَّ قَالَ رُبمَا كَانَ ابْن علية يجلس إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِد يسمع دعاءه وَقَالَ عبد الله ابْن أَحْمد قَالَ أبي جَاءَنِي فَكتب عني أَحَادِيث ثمَّ قَالَ لي فِي بعض مَا تَقول رب اخبئني تَحت عرشك وَقَالَ مُحَمَّد بن مُصعب الزَّاهِد من زعم أَنَّك لَا تكلم وَلَا ترى فِي الْآخِرَة فَهُوَ كَافِر بِوَجْهِك لَا يعرفك أشهد أَنَّك فَوق الْعَرْش فَوق سبع سموات لَيْسَ كَمَا يَقُول أعداؤك الزَّنَادِقَة مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد 1050 - مُحَمَّد بن ماهان النَّيْسَابُورِي كَانَ جليل الْقدر لَهُ الحديث: 1049 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 مسَائِل حسان مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْمَرْأَة إِذا كَانَت ظالمة لزَوجهَا أيؤخذ مِنْهَا الْوَلَد قَالَ أَحْمد ابْن كم الْوَلَد قلت ابْن ثَلَاث سِنِين قَالَ لَا يُؤْخَذ مِنْهَا الْوَلَد وَسُئِلَ أَحْمد وَأَنا أسمع عَن رجل غَابَ غيبَة مُنْقَطِعَة فَقَالَ لَا بَأْس أَن يُزَوّجهَا ابْن عَمها مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 1051 - مُحَمَّد بن الْمسيب حكى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قَالَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل مَا أخرجت خُرَاسَان مثل الْفَتْح ابْن شخرف 1052 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مشيش الْبَغْدَادِيّ ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ يستملي لأبي عبد الله وَكَانَ من أكَابِر أَصْحَابه روى عَن أبي عبد الله مسَائِل مشبعة جيادا وَكَانَ جَاره الحديث: 1051 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 وَكَانَ يقدمهُ وَيعرف حَقه وَقَالَ ابْن مشيش قلت لِأَحْمَد فَأهل الْبَادِيَة الَّذين لَيْسَ لأَحَدهم تمر قَالَ فأقط ويروى عَن الْحسن صَاع لبن لِأَن الأقط رُبمَا ضَاقَ وَقَالَ سَمِعت أَحْمد يَقُول الْعلم مواهب من الله لَيْسَ كل أحد يَنَالهُ 1053 - مُحَمَّد بن مقَاتل الْعَبادَانِي صحب إمامنا وَكَانَ يراسله فِي بعض الْأَوْقَات قَالَ الْمروزِي قَالَ لي مُحَمَّد بن مقَاتل قلت لأبي عبد الله رق على هَذَا الْخلق واجعلهم فِي حل فقد وَجَبت نصرتك فَقلت لأبي عبد الله فَجعل يَقُول هَذَا رجل عَاقل قَالَ الْمروزِي معنى كَلَام أبي عبد الله إِنِّي لم يستحلني أحد من الْعلمَاء غَيره 1054 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي مُوسَى النهرتيري الْبَغْدَادِيّ الحديث: 1053 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله جُزْء مسَائِل كبار جِيَاد فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالَ قدم رجل من خُرَاسَان مَعَه مسَائِل فأملاه أَبُو عبد الله الْجَواب وكتبناها نَحن من الْخُرَاسَانِي فَذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ شيخ جليل وَذكره الْخَطِيب فَقَالَ كَانَ ثِقَة فَاضلا جَلِيلًا ذَا قدر كَبِير وَمحل عَظِيم وَكَانَ مقربا روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى نقلت من جملَة مسَائِله قَالَ قيل لِأَحْمَد وَأَنا أسمع يَا أَبَا عبد الله يسْتَثْنى من الْإِيمَان قَالَ نعم 1055 - مُحَمَّد بن مُسلم الْمَعْرُوف بِابْن وارة الرَّازِيّ أَبُو عبد الله الإِمَام الْحَافِظ سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قلت يَا أَبَا عبد الله لم قطعت الحَدِيث وَالنَّاس محتاجون فَمن فعل هَذَا فَقَالَ فعله رَبَاح بن زيد حدث ثمَّ قطع وحبان أَبُو حبيب حدث ثمَّ قطع وَقَالَ أَيْضا سَأَلت أَحْمد عَن الْقُرْآن الحديث: 1055 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 497 فَقَالَ الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق حَيْثُ مَا تصرف مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بالرى 1056 - مُحَمَّد بن الْمُصَفّى حدث عَن إمامنا فِي مَوَاضِع مِنْهَا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل بحمص حَدثنَا روح بن عبَادَة عَن شُعْبَة عَن سيار عَن الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي قَالَ (لَا تناجشوا وَلَا تصروا الْإِبِل وَالْبَقر) الحَدِيث 1057 - مُحَمَّد بن مخلد بن حَفْص الدوري الْعَطَّار أَبُو عبد الله صحب جمَاعَة من أَصْحَابنَا مِنْهُم صَالح بن الإِمَام وَأَبُو دَاوُد السجسْتانِي والمروزي حدث عَنهُ أَبُو عبد الله بن بطة وَالدَّارَقُطْنِيّ وطبقتهم وَكَانَ ينزل فِي الدّور وَهِي محلّة فِي آخر بَغْدَاد بالجانب الشَّرْقِي أَعلَى بَغْدَاد وَقد قَالَ لَهُ يَوْمًا يَعْنِي أَصْحَاب الحَدِيث لَو زدتنا فِي الْقِرَاءَة فَإِن موضعك بعيد ويشق علينا الْمَجِيء الحديث: 1056 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 498 إِلَيْك فِي كل وَقت مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَقد اسْتكْمل سبعا وَتِسْعين سنة وَثَمَانِية أشهر وأحدا وَعشْرين يَوْمًا 1058 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْفراء القَاضِي الشهير أَبُو الْحُسَيْن ابْن شيخ الْمَذْهَب القَاضِي أبي يعلى قَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات على أبي بكر الْخياط وَسمع الحَدِيث من أَبِيه وَعبد الصَّمد بن الْمَأْمُون وَأبي بكر الْخَطِيب وطبقتهم وَتُوفِّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فتفقه على الشريف أبي الشريف وبرع فِي الْفِقْه وَأفْتى وناظر الحديث: 1058 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ مُسَددًا فِي السّنة وَله تصانيف كَثِيرَة فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول والطبقات قَرَأَ على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ عبد المغيث الْحَرْبِيّ وَحدث روى عَنهُ بن نَاصِر وَجمع وَكَانَ لَهُ بَيت يبيت فِيهِ وَحده فَعلم بعض من كَانَ يَخْدمه ويتردد إِلَيْهِ بِأَن لَهُ مَالا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ لَيْلًا وَأخذُوا المَال وقتلوه لَيْلَة الْجُمُعَة لَيْلَة عَاشُورَاء سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ يَوْم السبت حادي عشر الْمحرم وَدفن عِنْد أَبِيه بمقبرة بَاب حَرْب وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَقدر الله تَعَالَى ظُهُور قاتليه فَقتلُوا كلهم 1059 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن خلف بن أَحْمد بن الْفراء القَاضِي أبي يعلى الصَّغِير الملقب عماد الدّين بن القَاضِي أبي خازم بن شيخ الْمَذْهَب القَاضِي أبي يعلى سمع الحَدِيث من أَبِيه وَعَمه القَاضِي أبي الْحُسَيْن وطبقتهما وَظهر لَهُ إجَازَة من الحريري صَاحب المقامات وتفقه على أَبِيه القَاضِي أبي خازم وَعَمه وبرع فِي الْمَذْهَب والخلافة والمناظرة وَأفْتى ودرس وناظر وَكَانَ ذهنه ثاقبا وَعبارَته حَسَنَة وَقد ولى الْقَضَاء ثمَّ تعفف عَنهُ وَذهب بَصَره فلازم بَيته وَمن بعض كتبه إِلَى بعض الْعلمَاء فَلَو أَن الْكَرم مقلة الحديث: 1059 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 500 كَانَ هُوَ إنسانها وَالْمجد لُغَة كَانَ هُوَ لسانها والسؤدد دهرا لَكَانَ هُوَ ربيع أزمانه أَو الشّرف عمرا كَانَ صفوة ريعانه أَو الأجواد شهبا لَكَانَ هُوَ الشَّمْس إِذا ظَهرت خفيت الْكَوَاكِب لظهورها وَإِذا تأملها الراءون ردَّتْ أَبْصَارهم عَن شعاعها ونورها وَله مصنفات شَتَّى وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْخلاف على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو إِسْحَاق الصقال وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس الْقطيعِي توفّي لَيْلَة السبت سحر خَامِس جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي طبقاته وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب عِنْد أَبِيه وجده 1060 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله المرداوي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين الشهير بالقباقبي ثمَّ الصَّالِحِي سمع على أَحْمد بن عبد الْهَادِي نُسْخَة إِسْمَاعِيل بن قِيرَاط أبي الْفَخر عَن الخشوعي وَله يَد طولى فِي الْفِقْه اشْتغل فَأفْتى ودرس وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا الشَّيْخ شمس الدّين السيلي بَاشر درس الضيائية الحديث: 1060 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 501 جوَار جَامع المظفري وحضرنا درسه بِحُضُور قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين ابْن الحبال وجدي الشَّيْخ شرف الدّين وَغَيرهمَا توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالصالحية 1061 - مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الفرضي أَبُو بكر بن أبي البركات الْمَعْرُوف بِابْن الحصرى سمع الحَدِيث من أبي عبد الله يحيى بن الْبَنَّا وَأبي بكر بن عبد الْبَاقِي وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وناظر وَولى الْقَضَاء بقرية عبد الله من وَاسِط وناظر وَأفْتى ودرس وَجرى ذكره يَوْمًا عِنْد الْوَزير أبي المظفر ابْن يُونُس وَعِنْده الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء على اخْتِلَاف مذاهبم فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا فاستنكر بعض الْحَاضِرين ذَلِك الثَّنَاء فَقَالَ الْوَزير وَالله لقد كَانَ أدين مني فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بمسجده ثمَّ يقْرَأ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَالْفِقْه من بكرَة إِلَى وَقت الضُّحَى ثمَّ يدْخل إِلَى منزله فيتشاغل بِالْعلمِ إِلَى أَن يعود إِلَى مَسْجده دَائِما لَا يقطع زَمَنه إِلَّا بِطَاعَة توفّي فَجْأَة فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب الأزج الحديث: 1061 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 502 1062 - مُحَمَّد بن مكي بن أبي الرَّجَاء بن عَليّ بن الْفضل الْأَصْبَهَانِيّ الْمُحدث الْمُؤَدب تَقِيّ الدّين مُحدث أَصْبَهَان ومفيدها سمع من أبي عبد الله الرستمي ومحمود بن عبد الْكَرِيم وَخلق وعنى بِهَذَا الشَّأْن وَقَرَأَ الْكثير بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَخرج وَأفَاد الطّلبَة وَأَجَازَ لِلْحَافِظِ الْمُنْذِرِيّ وَلأبي الْحسن ابْن البُخَارِيّ توفّي فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من الْمحرم سنة عشر وسِتمِائَة بأصبهان 1063 - مُحَمَّد بن معالي بن غنيمَة المأموني المقرىء الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو بكر بن الحلاوي عماد الدّين سمع من ابْن أبي الْفَتْح ابْن الكروخي وَأبي الْفَتْح ابْن نَاصِر وَغَيرهمَا وتفقه على الْفَتْح ابْن المنى وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وبرع فِي الْمَذْهَب وانتهت إِلَيْهِ مَعْرفَته مَعَ الدّيانَة والورع والانقطاع عَن النَّاس وَأثْنى عَلَيْهِ الناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وَالْمُنْذِرِي ثَنَاء جميلا وتفقه عَلَيْهِ الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية توفّي لَيْلَة الحديث: 1062 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 503 الْجُمُعَة ثامن عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَحضر غسله أَبُو صَالح بن عبد الرَّزَّاق وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب قبل صَلَاة الْجُمُعَة وَفِي فتاوي ابْن الحلاوي أَن من كرر النّظر حَتَّى أمذى أفطر وَوَافَقَهُ الْفَخر إِسْمَاعِيل وَخَالَفَهُمَا أَبُو الْبَقَاء العكبري وَاخْتَارَ ابْن مهْدي ثَوَاب الْأَعْمَال للموتى بقول اللَّهُمَّ إِن كنت أثبتني على هَذَا الْعَمَل فَاجْعَلْ ثَوَابه لفُلَان 1064 - مُحَمَّد بن أبي المكارم الْفضل بن بختيار بن أبي نصر البعقوبي الْخَطِيب الْوَاعِظ بهاء الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بِالْحجَّةِ سمع بِبَغْدَاد من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَعبد المغيث الْحَرْبِيّ الحديث: 1064 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 504 وَابْن الْجَوْزِيّ وطبقتهم ولي الخطابة بِبَلَدِهِ بعقوبا وَوعظ وَسكن دقوقا وَحدث بهَا وصنف غَرِيب الحَدِيث وَحدث بِهِ بإربل وَشرح الْعِبَادَات الْخمس لأبي الْخطاب وقرأه على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَكتب هُوَ وَالْفَخْر إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ وأثنيا على تصنيفه توفّي فِي أحد الجمادين سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة بدقوقا وَبهَا دفن 1065 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ المراتبي نزيل دمشق الْفَقِيه الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله أحد فضلاء الْفُقَهَاء الحديث: 1065 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 505 صحب بِبَغْدَاد أَبَا الْبَقَاء العكبري وَأخذ عَنهُ ثمَّ قدم دمشق ولازم الشَّيْخ موفق الدّين وتفقه عَلَيْهِ وبرع وَأفْتى قَالَ أَبُو شامة كَانَ عَالما فَاضلا ذَا فنون ولى بِهِ صُحْبَة قديمَة وَبعده لم يبْق فِي مَذْهَب أَحْمد مثله بِدِمَشْق توفّي فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون وَذكر ابْن الصَّيْرَفِي أَنه أنْشد لغيره (أيحسن إِن أظمأ وأحواض بركم ... عَذَاب وَمن ورادها أَنا مَعْدُود) (يقوم بهَا غَيْرِي ويروى وإنني ... على ظمأ مِنْهُ نداد ومطرود) 1066 - مُحَمَّد بن مقبل بن فتيَان بن مطر ابْن المنى النهرواني الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمعدل أَبُو المظفر أَبُو عبد الله وَهُوَ ابْن أخي أبي الْفَتْح شيخ الْعرَاق قَرَأَ بالروايات على ابْن الباقلاني بواسط وَسمع من عبد الْحق اليوسفي وشهدة الكاتبة وتفقه على عَمه وناظر فِي الْمسَائِل الخلافية وَأفْتى وَولى إِعَادَة المستنصرية وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن المناظرة كثير التِّلَاوَة مشكور السِّيرَة حدث وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن نقطة روى عَنهُ ابْن النجار وَعمر ابْن الْحَاجِب وبالإجازة جمَاعَة آخِرهم زَيْنَب بنت الْكَمَال المقدسية توفّي فِي سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب حَرْب الحديث: 1066 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 506 1067 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الدباب البابصري الْبَغْدَادِيّ الشَّيْخ الْوَاعِظ أحد شُيُوخ بَغْدَاد المسندين حدث عَن ابْن نَاصِر وَالْمبَارك بن أبي الْجُود سمع مِنْهُ خلق كثير مِنْهُم الفرضي وَقَالَ كَانَ عَالما زاهدا عَارِفًا ثِقَة مُسْندًا من بَيت الحَدِيث والزهد وعظ فِي شبابه ثمَّ ترك توفّي آخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 1068 - مُحَمَّد بن المنجي بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجي التنوخي الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شرف الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ زين الدّين سمع الْكثير من ابْن أبي عمر وَجَمَاعَة وَسمع الْمسند والكتب الْكِبَار وتفقه وَأفْتى ودرس بالمسمارية وَكَانَ من خَواص أَصْحَاب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية ومشهورا بالديانة وَالتَّقوى روى عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ فَقِيها إِمَامًا حسن الْفَهم صَالحا الحديث: 1067 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 507 متواضعا توفّي رَابِع شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وشيعه خلق كثير وَدفن بسفح قاسيون 1069 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن أبي نصر الْمَعْرُوف بِابْن البطائني الشَّيْخ الْعدْل الْأَصِيل بدر الدّين أَبُو عبد الله سمع من ابْن سِنَان وَابْن البُخَارِيّ والشرف ابْن عَسَاكِر وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم المقرىء ابْن رَجَب والحسيني وَغَيرهمَا بَاشر نِيَابَة الْحِسْبَة بِالشَّام وَتَوَلَّى قَضَاء الركب الشَّامي توفّي يَوْم الْجُمُعَة سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْأمَوِي وَدفن بسفح قاسيون 1070 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى الْآمِدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله إِمَام مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة شرفها الله تَعَالَى ولى الْإِمَامَة بعد وَفَاة وَالِده فباشر ذَلِك وَحسنت الحديث: 1069 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 508 مُبَاشَرَته وَاسْتمرّ فِيهَا نَحْو ثَلَاثِينَ سنة سمع الحَدِيث من وَالِده وَغَيره توفّي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة 1071 - مُحَمَّد بن مُسلم بن مَالك بن مزروع الزيني الصَّالِحِي الْفَقِيه الصَّالح قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو عبد الله حضر عَليّ ابْن عبد الدايم وَعمر الْكرْمَانِي ثمَّ سمع من ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وعنى بِالْحَدِيثِ وتفقه وبرع وَأفْتى وتصدى للإشغال والإفادة واشتهر اسْمه مَعَ الدّيانَة والورع والزهد ولى الْقَضَاء بعد موت القَاضِي تَقِيّ الدّين فتوقف فِي الْقبُول الحديث: 1071 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 509 ثمَّ استخار الله تَعَالَى وَقبل بعد أَن شَرط أَلا يلبس خلعة حَرِير وَلَا يركب فِي المواكب وَلَا يقتني مركوبا فَأُجِيب إِلَى ذَلِك ثمَّ لبس الخلعة وَتوجه من دَار السَّعَادَة إِلَى الْجَامِع مَاشِيا وَمَعَهُ الْأَعْيَان فقرىء تَقْلِيده ثمَّ خلع الخلعة وَتوجه إِلَى الصالحية وَكَانَ من قُضَاة الْعدْل مصمما فِي الْحق وَقد حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَخرج لَهُ المحدثون تخاريج عدَّة وَحج ثَلَاث مَرَّات ثمَّ حج رَابِعَة فَمَرض فِي الطَّرِيق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 بعد رحيلهم من الْعلَا فورد الْمَدِينَة المشرفة يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهُوَ ضَعِيف فصلى فِي الْمَسْجِد ثمَّ سلم على النَّبِي وَكَانَ بالأشواق إِلَى ذَلِك ثمَّ مَاتَ عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم وَصلى عَلَيْهِ بالروضة وَدفن بِالبَقِيعِ شَرْقي عقيل وتأسف النَّاس لفقده 1072 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث شمس الدّين بن الشَّيْخ شمس الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين بن الشَّيْخ الْمُحدث الْمُفِيد محب الدّين السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بِابْن الْمُحب حضر فِي الثَّانِيَة على أَسمَاء بنت صصرى جُزْء إِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وَحضر على عَائِشَة بنت مُسلم وَأبي بكر ابْن الرَّحبِي والمزي فَضَائِل الْأَوْقَات للبيهقي وعَلى الْجمال يُوسُف المعظمى مشيخة ابْن عبد الدَّائِم وَحضر فِي الرَّابِعَة على أبي الْحسن عَليّ بن غَانِم قَالَ ابْن حجى وَحدث سَمِعت مِنْهُ وَمن أَخِيه صاحبنا شهَاب الدّين وَكَانَ أسن مِنْهُ وَقد اشْتغل على الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن قيم الجوزية وَأدْركَ أَبَاهُ وَكَانَ رجلا جيدا يقْرَأ الحَدِيث على الْكُرْسِيّ بالجامع الْأمَوِي ويقصد جمَاعَة مواعيده وَله فَضِيلَة وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد الحديث: 1072 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 511 كثيرا من الطباق وَغَيره توفّي الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ بعد الظّهْر بالجامع المظفري وَدفن بالروضة عَن سِتّ وَخمسين سنة وَخَمْسَة أشهر وَسَبْعَة أَيَّام 1073 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن عبد الرَّحْمَن بن الْأَعْمَى الشَّيْخ الْعَالم صَلَاح الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ الْعَالم شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ الْمصْرِيّ اشْتغل وَحصل وأشغل وَأفْتى وَأعَاد ودرس بالظاهرية الجديدة وبمدرسة السُّلْطَان حسن توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن من الْغَد بحوش الصُّوفِيَّة 1074 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر الحديث: 1073 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 ابْن أبي عمر الشَّيْخ الْمسند الْأَصِيل المقرىء نَاصِر الدّين بن الشَّيْخ عز الدّين بن الشَّيْخ نَاصِر الدّين أجَاز لَهُ إِسْحَاق النّحاس وَجَمَاعَة وَسمع من عَم أَبِيه القَاضِي سُلَيْمَان وَكَانَ إِمَام الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بِابْن عز الدّين الْمَنْسُوب إِلَى جده كأبيه وجده وَقد أضرّ فِي آخر عمره توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري وَدفن بتربة جده الشَّيْخ أبي عمر على وَالِده وَانْقطع ثَلَاثَة أَيَّام مطعونا 1075 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم الحديث: 1075 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513 الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة نجم الدّين الباهي الْمصْرِيّ قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي كَانَ صاحبنا وَهُوَ أفضل الْحَنَابِلَة بالديار المصرية لَهُ مُشَاركَة فِي الحَدِيث وَالْأُصُول قَرَأَ على الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ الحَدِيث وَغَيره وَصَارَ هُوَ الْمُتَعَيّن لقَضَاء الْحَنَابِلَة من حَيْثُ الِاسْتِحْقَاق قَرَأت أَنا وإياه وَابْن الْقرشِي كتاب الرسَالَة للشَّافِعِيّ على الْكُوفِي سنة تسعين انْتهى وَقَالَ غَيره درس وَأعَاد واشغل وَأفَاد وَكَانَ عين الْحَنَابِلَة بِمصْر توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة والباهي نِسْبَة إِلَى باهة قَرْيَة من قرى مصر من الْوَجْه القبلي وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجر مَاتَ فِي شعْبَان عَن سِتِّينَ سنة 1076 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم أحد مَشَايِخ الْحَنَابِلَة وقضاتهم بدر الدّين قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ اشْتغل الحديث: 1076 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 514 وأشغل ودرس وناظر وَأفْتى بعد موت مستخلفه وانتهت إِلَيْهِ فِي آخر عمره رئاسة الْمَذْهَب بل رئاسة عصره وَكَانَ مُعظما عِنْد الْملك الظَّاهِر جقمق تغمده الله برحمته مسموع الْكَلِمَة عِنْد أَرْكَان الدولة وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بِأُمُور الدُّنْيَا وَيقوم مَعَ غير أهل مذْهبه وَيحسن إِلَيْهِم ويرتب لَهُم الْأَمْوَال وَيَأْخُذ لَهُم الجوائز ويعتني بشأنهم خُصُوصا لأهل الْحَرَمَيْنِ الشريفين وَكَانَ عِنْده كرم واشتغل فِي ابْتِدَاء أمره بالجامع الْأَزْهَرِي ويميل إِلَى محبَّة الْفُقَرَاء وَفتح عَلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك وَلَقَد شاهدته وَهُوَ فِي أبهته وناموسه بِمَسْجِد الْخيف يقبل يَد شخص من الْفُقَرَاء ويمرها على وَجهه وأظن أول من استنابه قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين ابْن المغلي ثمَّ قَاضِي الْقُضَاة محب الدّين وَكَانَ لَهُ منزل فِي بولاق على الْبَحْر ويسكن هُنَاكَ ثمَّ قبل وَفَاة مستخلفه سكن قي قاعة الْمدرسَة الصالحية يُبَاشر نِيَابَة الحكم على الْعَادة ثمَّ اسْتَقر بعد موت مستخلفه فِي الْقَضَاء وَجرى فِي ذَلِك فُصُول سنة أَربع وَأَرْبَعين فباشر على أحسن وَجه غير أَنه عطل أمورا كَثِيرَة لفساد الزَّمَان وَكَانَ عفيفا قي ولَايَته حَتَّى كَانَ يمْتَنع من قبُول الْهَدِيَّة وَبِهَذَا ظهر أمره واشتهر اسْمه فِي الْآفَاق وَكَانَ مقصدا توفّي سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ وَلَده توفّي قبله شرف الدّين مُحَمَّد وَكَانَ دينا عفيفا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 515 فَاضلا لَهُ معرفَة بالأمور كأبيه وباشر نِيَابَة الحكم عَن وَالِده وَانْقطع نَسْله وَدفن خَارج بَاب النَّصْر فِي تربة جد وَالِده الشَّيْخ عبد الْمُنعم وَوجد عَلَيْهِ وَالِده وَالنَّاس 1077 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْفرج بن أبي الْمَعَالِي ابْن الدباب وَيعرف أَيْضا بِابْن الرزاز الشَّيْخ الإِمَام الْوَاعِظ جمال الدّين أَبُو الْفضل سمع الْكثير وَأَجَازَ لَهُ خلق وَسمع السَّادِس وَالسَّابِع من أمالي ابْن نَاصِر على عمر بن أبي السعادات وَسمع مداراة النَّاس لِابْنِ أبي الدُّنْيَا على ثَابت بن شرف قَالَ أَبُو الْعَلَاء ابْن الفرضي فِي حق شَيْخه ابْن الدباب ثِقَة فَاضل صَحِيح السماع وَسمع مِنْهُ هُوَ وجمال الدّين أَحْمد بن القلانسي الْمُحدث وَأَجَازَ لطائفة من أهل دمشق مِنْهُم علم الدّين البرزالي وَتُوفِّي لليلتين بَقِيَتَا من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الشونيزي 1078 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الحاسب الإِمَام الْعَالم الحديث: 1077 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 516 موفق الدّين تفقه فِي الْمَذْهَب وَحفظ فِيهِ الْمقنع حفظا جيدا وَكَانَ يستحضره وَله فَضِيلَة وَكَانَ من النجباء الأخيار عِنْده حَيَاء وتواضع وَهُوَ سبط الشَّيْخ صَلَاح الدّين بن أبي عمر وَكَانَ يؤم بمدرسة شيخ الْإِسْلَام أبي عمر توفّي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشرى صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين لَعَلَّه بلغ الثَّمَانِينَ سنة 1079 - مُحَمَّد بن حمد الرَّسْعَنِي كَانَ شَابًّا مليحا شمس الدّين بن الْمُحدث نصر الدّين سمع من جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن طبرزد وَقتل شَهِيدا بحوران فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَله عشرُون سنة 1080 - مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الحديث: 1079 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 517 الراميني الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة أقضى الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو عبد الله وحيد دهره وفريد عصره شيخ الْحَنَابِلَة فِي وقته بل شيخ الْإِسْلَام وَأحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام سمع من عِيسَى الْمطعم وَغَيره تفقه حَتَّى برع فِيهِ ودرس وَأفْتى وناظر وصنف وَحدث وَأفَاد وناب فِي الحكم عَن قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي وَتزَوج ابْنَته وَله مِنْهَا سَبْعَة أَوْلَاد ذُكُور وإناث وَقَالَ ابْن كثير وَكَانَ بارعا فَاضلا متفتنا وَلَا سِيمَا فِي علم الْفُرُوع وَكَانَ غَايَة فِي نقل مَذْهَب الإِمَام أَحْمد قلت وَذكر لي جدي أَنه حضر مَعَ أَخِيه الشَّيْخ برهَان عِنْد أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ فَقَالَ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ أحدا أفقه من وَالِده وَقَالَ ابْن سَنَد فِي ذيله على ذيل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 518 الْحُسَيْنِي كَانَ ذَا حَظّ من زهد وتعفف وصيانة وورع تخين وَدين متين وشكرت سيرته وَأَحْكَامه وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم وَقَالَ شَاب دين عَالم لَهُ عمل وَنظر فِي رجال السّنَن نَاظر وَسمع وَكتب وَتقدم ذكر قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع وَغَيره من الْكتب فِي عُلُوم شَتَّى وَلم أعلم أَن أحدا فِي زَمَاننَا فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة لَهُ محفوظات أَكثر مِنْهُ فَمن محفوظاته الْمُنْتَقى فِي الْأَحْكَام قَرَأَهُ وَعرضه قريب من أَرْبَعَة أشهر وَقد درس بالصاحبة ومدرسة الشَّيْخ أبي عمر والسلامية وَأعَاد بالصدرية ومدرسة دَار الحَدِيث العالمة قَالَ ابْن الْقيم لقَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين الحجاوي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ مَا تَحت قبَّة الْفلك أعلم بِمذهب الإِمَام أَحْمد من ابْن مُفْلِح وَحضر عِنْد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَنقل عَنهُ كثيرا وَكَانَ يَقُول لَهُ مَا أَنْت ابْن مُفْلِح أَنْت مُفْلِح وَكَانَ أخبر النَّاس بمسائله واختياراته حَتَّى إِن ابْن الْقيم كَانَ يُرَاجِعهُ فِي ذَلِك لَازم القَاضِي شمس الدّين ابْن مُسلم وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول على القَاضِي برهَان الدّين الزرعي وَسمع من الحجار وطبقته وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى ابْن الفويره والقحفاوي النَّحْوِيين وَإِلَى الْمزي والذهبي وَنقل عَنْهُمَا كثيرا وَكَانَ يعظمانه وَكَذَلِكَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يثنى عَلَيْهِ كثيرا قَالَ ابْن كثير وَجمع مصنفات مِنْهَا على الْمقنع نَحْو ثَلَاثِينَ مجلدا كَمَا أَخْبرنِي عَنهُ قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين وعَلى الْمُنْتَقى مجلدين قلت وَلم أَقف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 519 عَلَيْهَا وَله كتاب الْفُرُوع قد اشْتهر فِي الْآفَاق وَهُوَ من أجل الْكتب وأنفسها وأجمعها للفوائد وَله حَاشِيَة على الْمقنع والنكت على الْمُحَرر وَله كتاب فِي أصُول الْفِقْه وَهُوَ كتاب جليل حذا فِيهِ حَذْو ابْن الْحَاجِب فِي مُخْتَصره وَلَكِن فِيهِ من النقول والفوائد مَا لَا يُوجد فِي غَيره وَلَيْسَ للحنابلة أحسن مِنْهُ وَأما الْآدَاب الشَّرْعِيَّة فالكبرى مجلدان وَالْوُسْطَى مُجَلد وَالصُّغْرَى مُجَلد لطيف توفّي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بسكنه بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْخَمِيس بعد الظّهْر بالجامع المظفري وَكَانَت جنَازَته حافلة حضرها الْقُضَاة والأعيان وَدفن بالروضة بِالْقربِ من الشَّيْخ موفق الدّين قَالَ بعض الْفُضَلَاء وَلم يدْفن فِيهَا حَاكم قبله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن مجيد تِلْمِيذه وَله بضع وَخَمْسُونَ سنة على مَا ذكر هُوَ وَقَالَ ابْن كثير توفّي على خمسين سنة وَقَالَ ابْن سَنَد عَن إِحْدَى وَخمسين سنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 520 مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 ابْن عِيسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم تَقِيّ الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام المؤرخ قطب الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ الْفَقِيه تَقِيّ الدّين البعلي اليونيني هَكَذَا نقل هَذَا النّسَب وَالِده المؤرخ قطب الدّين من خطّ أَخِيه شرف الدّين سمع تَقِيّ الدّين هَذَا من أَوْلَاد عَمه مُحَمَّد وَأمه الْعَزِيز وَفَاطِمَة وَزَيْنَب أَوْلَاد الشَّيْخ شرف الدّين اليونيني قَالَ ابْن أيدغدي فِي مُعْجَمه وَكَانَ رضى النَّفس قَلِيل الْكَلَام حسن الْخلق كثير الْأَدَب يحمل حَاجته بِنَفسِهِ توفّي يَوْم الْأَحَد ثَالِث الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة 1082 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْحرم بن أبي طَالب القلانسي الشَّيْخ الْمسند فتح الدّين أَبُو الْحرم بن الشَّيْخ شمس الدّين سمع الْكثير من ابْن حمدَان والأبرقوهي وغازي الحلاوي وَابْن ترحم وَابْن السمعة وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ المقرىء الحديث: 1082 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 شهَاب الدّين ابْن رَجَب وَذكره فِي مشيخته وَقَالَ فِيهِ صَبر وتودد على التحدث سَمِعت عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ أَجزَاء مِنْهَا السباعيات والثمانيات لدار إقبال قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر إِنَّمَا هِيَ تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة نَيف وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ذكره الْحَافِظ زين الدّين ابْن رَجَب 1083 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجي بن عُثْمَان بن أسعد الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة أقضى الْقُضَاة صَلَاح الدّين أَبُو البركات بن الشَّيْخ شرف الدّين بن الشَّيْخ الْعَلامَة شيخ الْحَنَابِلَة أبي البركات التنوخي المعري سمع الحجار وطبقته وَحفظ الْمُحَرر ودرس بالمسمارية الحديث: 1083 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 523 والصدرية وناب فِي الحكم لِعَمِّهِ قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين ثمَّ نَاب للْقَاضِي شرف الدّين بن قَاضِي الْجَبَل وَقَالَ ابْن كثير كَانَ من أَوْلَاد الرؤساء ذَا دين وصيانة وَقَالَ ابْن رَافع حدث ودرس وَحج غَيره مرّة وَكَانَ كريم النَّفس حسن الْخلق وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي كَانَ شكلا حسنا لَهُ حشمة ورئاسة على قَاعِدَة أسلافه وَذكره ابْن حبيب وَبَالغ فِي مدحه توفّي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع شهر ربيع الآخر سنة سبعين وَسَبْعمائة بالمسمارية وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع دمشق وَدفن بتربتهم بالصالحية وَقد جَاوز الْخمسين سنة وَكَانَت جنَازَته حافلة 1084 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد عرف بالمنبجي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم شمس الدّين أَبُو عبد الله أوحد الْفُضَلَاء كَذَا تَرْجمهُ الحديث: 1084 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي وَله مُصَنف فِي الطَّاعُون وأحواله وَأَحْكَامه وَهُوَ دَال على فضل مُؤَلفه ومعرفته وَفِيه فَوَائِد غَرِيبَة توفّي فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة 1085 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْمُحب عبد الله شَيخنَا الشَّيْخ الْعَالم الْمُحدث الْمُفِيد الأديب أَبُو عبد الله السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي أحضرهُ وَالِده فِي السّنة الأولى من عمره مجَالِس الحَدِيث وأسمعه كثيرا على عدَّة شُيُوخ مِنْهُم عبد الله ابْن الْقيم وَأحمد ابْن الخوجي وَعمر ابْن أميلة وست الْعَرَب ابْنة مُحَمَّد ابْن الْفَخر البُخَارِيّ وَحدث قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا صنف شرحا على البُخَارِيّ وَهُوَ مسودة وَله نظم ونثر وَكَانَ يقْرَأ الحديث: 1085 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 الصَّحِيحَيْنِ فِي الْجَامِع الْأمَوِي وَحصل بِهِ النَّفْع توفّي بِطيبَة المشرفة فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقد رأى فِي مَنَامه من نَحْو عشْرين سنة مَا يدل على مَوته هُنَاكَ قرىء عَلَيْهِ سنَن ابْن ماجة بالناصرية البرانية وَكَانَ بِحُضُور الْقُضَاة نجم الدّين ابْن حجي وجدي الشَّيْخ شرف الدّين وَجَمَاعَة كثيرين وَكَانَ القارىء شَيخنَا شمس الدّين ابْن نَاصِر الدّين وَسمعت عَلَيْهِ 1086 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد السيلي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الحديث: 1086 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 الفرضي قدم من السيلة إِلَى دمشق فِي سنة سَبْعَة عشر فاشتغل وَقَرَأَ الْمقنع وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن القباقبي وَقَرَأَ علم الْفَرَائِض والحساب على الشَّيْخ شمس الدّين الْحوَاري وَصَارَ أمة فِيهِ وَله إطلاع على كَلَام الْمُحدثين والمؤرخين ويستحضر تَارِيخا كثيرا وَله معرفَة تَامَّة بوقائع الْعَرَب ويحفظ كثيرا من أشعارهم أفتى ودرس مُدَّة ثمَّ انْقَطع فِي آخر عمره فِي بَيته مَاتَ يَوْم السبت سَابِع عشر شَوَّال سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالروضة رَحمَه الله تَعَالَى 1087 - مُحَمَّد بن نصر بن مَنْصُور نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَقد شيعته وَهُوَ يُرِيد الْخُرُوج إِلَى المتَوَكل فَلَمَّا ركب الْمحمل الْتفت إِلَيْنَا فَقَالَ انصرفوا مَأْجُورِينَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 1088 - مُحَمَّد بن النَّقِيب بن أبي حَرْب الجرجرائي الحديث: 1087 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ ورع يعالج الصَّبْر جليل الْقدر كَانَ أَحْمد يكاتبه وَيعرف قدره وَيسْأل عَن أحبابه وَعِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل مشبعة كنت سَمعتهَا مِنْهُ سَمِعت أَبَا عبد الله وَقد سُئِلَ عَن الرجل يُفْتِي بِغَيْر علم قَالَ يرْوى عَن أبي مُوسَى قَالَ يَمْرُق من دينه وَقَالَ أَبُو عبد الله يكون عِنْد الرجل سنة عَن نبيه ويفتي بغَيْرهَا وشدد فِي ذَلِك 1089 - مُحَمَّد بن نَاصِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر السلَامِي الْفَارِسِي الأَصْل ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الأديب الْحَافِظ أَبُو الْفضل ابْن أبي مَنْصُور توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ جده لأمه أَبُو حَكِيم الخبري الفرضي فأسمعه فِي صغره شَيْئا من الحَدِيث وأشغله بِحِفْظ الحديث: 1089 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 الْقُرْآن وَالْفِقْه ثمَّ إِنَّه صحب أَبَا زَكَرِيَّا التبريزي اللّغَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وَابْن الجواليقي قَرَأَ عَلَيْهِ الحَدِيث وَكَانَ كل مِنْهُمَا يمِيل إِلَى مَا اشْتغل فِيهِ ثمَّ انعكس وَصَارَ ابْن نَاصِر مُحدث بَغْدَاد وَابْن الجواليقي لغويها ولازم الْحسن ابْن الطيوري وَسمع مِنْهُ الْكثير وَسمع من أبي الْقَاسِم ابْن الْبَصْرِيّ وَأبي طَاهِر ابْن أبي الصَّقْر وَهُوَ أول شيخ سمع عَلَيْهِ وعنى بِهَذَا الْفَنّ وَبَالغ فِي الطّلب وَالسَّمَاع وَكَانَت لَهُ إجازات قديمَة من جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن ابْن النقور وَابْن مَاكُولَا الْحَافِظ وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن سكينَة وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهمَا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ حَافِظًا ضابطا متقنا ثِقَة من أهل السّنة كثير الذّكر سريع الدمعة وَهُوَ الَّذِي تولى تسميعي الحَدِيث وَعنهُ أخذت مَا أخذت من علم الحَدِيث انْتهى وَقد روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم السلفى وَابْن عَسَاكِر وَعبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المقير توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشر شعْبَان سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ مَرَّات وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب إِلَى جَانب أبي مَنْصُور الْأَنْبَارِي تَحت السِّدْرَة قَالَ أَبُو بكر ابْن الجعبري الْفَقِيه رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت يَا سَيِّدي مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَقَالَ قد غفرت لعشرة من أَصْحَاب الحَدِيث فِي زَمَانك لِأَنَّك رئيسهم وسيدهم وَذكر بَعضهم أَنه صلى عَلَيْهِ أَولا أَبُو الْفضل ابْن شَافِع بِوَصِيَّة مِنْهُ على بَاب جَامع السُّلْطَان ثمَّ صلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 ثمَّ إِن القواريري بِجَامِع الْمَنْصُور ثمَّ عمر الْحَرْبِيّ بالحربية وَدفن وَقت الظّهْر وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة وحضره عَالم كثير مَسْأَلَة غَرِيبَة حُكيَ عَن ابْن نَاصِر أَنه كَانَ يذهب إِلَى أَن السَّلَام على الْمَوْتَى يقدم فِيهِ الْخَبَر فَيُقَال عَلَيْكُم السَّلَام لظَاهِر حَدِيث الهجيم 1090 - مُحَمَّد بن النفيس بن مَسْعُود بن أبي سعد السلَامِي الطَّحَّان الأديب الْفَقِيه أَبُو سعد ابْن الْفَقِيه أبي مُحَمَّد قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحديث: 1090 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 عَليّ أبي عَليّ أَحْمد بن الرَّحبِي وَأبي مُحَمَّد الخشاب النَّحْوِيّ وشهدة وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى ذكره الْقطيعِي وَقَالَ شَاب حسن الْخلق والخلق من أهل الْقُرْآن وَالْفِقْه كَانَ يسمع مَعنا الحَدِيث وَأثْنى عَلَيْهِ القادسي وَالْمُنْذِرِي وَذكر أَنه حدث بِشَيْء من تأليفه توفّي لَيْلَة ثَانِي عشر شَوَّال سنة أَربع وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة الزرادين 1091 - مُحَمَّد ابْن هُبَيْرَة الْبَغَوِيّ أحد الْأَصْحَاب قَالَ سَأَلت أَحْمد أَلَيْسَ أَمر رَسُول الله وَنَهْيه وَاحِد قَالَ نعم إِلَّا أَن الحديث: 1091 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 نَهْيه أَشد قلت لَهُ تَفْعَلهُ قَالَ فعله لَيْسَ بِوَاجِب عَلَيْك وَذَلِكَ أَنه كَانَ يقوم حَتَّى ترم قدماه وَيفْعل أفعالا لَا تجب عَلَيْك 1092 - مُحَمَّد ابْن الْهَيْثَم المقرىء حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد مَا تكره من قِرَاءَة حَمْزَة قَالَ الْكسر والإدغام فَقلت لَهُ حَدثنَا خلف بن تَمِيم قَالَ كنت أَقرَأ على حَمْزَة فَمر بِهِ سُفْيَان الثَّوْريّ فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عمَارَة فَأَما الْقُرْآن والفرائض فقد سلمناها لَك فَقَالَ أَحْمد أَنْتُم أهل الْقُرْآن وَأَنْتُم أعلم بِهِ فَقَالَ القَاضِي أَبُو يعلى فِي نقل الْقُرْآن ونظمه فَظَاهر هَذَا الرُّجُوع عَن الْكَرَاهَة لَكِن الْأَصْحَاب ذَهَبُوا إِلَيْهَا وَالْكَرَاهَة لَا تخرجها عَن أَن تكون قِرَاءَة مأثورة وَلَكِن غَيرهَا من اللُّغَات أفْصح مِنْهَا وَأظْهر قَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن كل الِاخْتِلَاف فِي حج النَّبِي وكل مَرْوِيّ وَالِاخْتِيَار التَّمَتُّع وكالاختلاف فِي التَّشَهُّد والاستفتاح وكل مَرْوِيّ وَالِاخْتِيَار تشهد ابْن مَسْعُود واستفتاح عمر وَنَحْو ذَلِك 1093 - مُحَمَّد بن هَارُون الْجمال نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا الحديث: 1092 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 532 قَالَ أَحْمد السوَاد كُله خراج والمقاسمة لم تكن إِنَّمَا هِيَ شَيْء أحدث 1094 - مُحَمَّد بن هُرْمُز أَبُو الْحُسَيْن القَاضِي العكبري الشَّيْخ الإِمَام وَكَانَت لَهُ رئاسة وجلالة توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 1095 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن الطباع نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت رجلا سَأَلَ أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله أُصَلِّي خلف من يشرب الْمُسكر قَالَ لَا قَالَ فأصلي خلف من يَقُول الْقُرْآن مَخْلُوق فَقَالَ سُبْحَانَ الله أَنهَاك عَن مُسلم وتسألني عَن كَافِر 1096 - مُحَمَّد بن يُونُس بن الْكُدَيْمِي الْقرشِي روى عَن الحديث: 1094 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 533 إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول قَالَ لي يحيى بن سعيد الْقطَّان أكتب عَن أبي الْوَلِيد حَدِيث شُعْبَة وَعَن سُلَيْمَان حَدِيث حَمَّاد بن زيد فَجئْت أَنا وَعلي بن الْمَدِينِيّ إِلَى سُلَيْمَان فَقُلْنَا يَا أَبَا أَيُّوب حَدثنَا بِحَدِيث حَمَّاد بن زيد من الْكتاب قَالَ لَيْسَ إِلَى الْكتاب سَبِيل أَنا كتبت كتابي من حفظي وحفظي أصح من كتابي 1097 - مُحَمَّد بن يحيى النَّيْسَابُورِي الذهلي أَبُو عبد الله حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الرَّزَّاق حَدثنَا يُونُس بن سليم قَالَ أمْلى على يُونُس الآبلي قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يَقُول (كَانَ النَّبِي إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي يسمع عِنْد وَجهه كَدَوِيِّ النَّحْل) وَذكر الْخَبَر 1098 - مُحَمَّد بن يُوسُف البيكندي مِمَّن روى عَن الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ الحديث: 1097 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 1099 - مُحَمَّد بن ياسين بن بشر بن أبي طَاهِر الْبَلَدِي أحد الْأَصْحَاب قَالَ أَبُو بكر الْخلال سمعته يَقُول سَأَلت أَبَا عبد الله عَن النّظر فِي الرَّأْي فَقَالَ عَلَيْك بِالسنةِ فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله صَاحب حَدِيث ينظر فِي الرَّأْي إِنَّمَا يُرِيد أَن يعرف رَأْي من خَالفه فَقَالَ عَلَيْك بِالسنةِ 1100 - مُحَمَّد بن يحيى بن أبي سَمِينَة ذكر الْخَطِيب فِي السَّابِق واللاحق أَنه حدث عَن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَبَين وَفَاته ووفاة الْبَغَوِيّ ثَمَانُون سنة قَالَ توفّي ابْن أبي سَمِينَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ الحديث: 1099 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 535 1101 - مُحَمَّد بن يحيى الكحالي أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ المتطيب قَالَ أَبُو بكر الْخلال كَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل كَثِيرَة حسان شبعة وَكَانَ من كبار أَصْحَاب أبي عبد الله وَكَانَ يقدمهُ ويكرمه أَخْبرنِي مُحَمَّد بن يحيى الكحال أَن أَبَا عبد الله قَالَ لَيْسَ فِي الصَّوْم رِيَاء قلت رَمَضَان قَالَ رَمَضَان وَغَيره قَالَ كل الصَّوْم قَالَ وَكَيف يكون رِيَاء وَإِنَّمَا يتْرك أكل الْخبز وَشرب المَاء وَقَالَ قلت لأبي عبد الله (كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة) مَا تَفْسِيرهَا قَالَ هِيَ الْفطْرَة الَّتِي فطر الله النَّاس عَلَيْهَا شقي أَو سعيد 1102 - مُحَمَّد بن يحيى النَّيْسَابُورِي سَأَلَ عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل فِي عَليّ بن عَاصِم وَذكرت لَهُ خطأه فَقَالَ أَحْمد كَانَ حَمَّاد بن سَلمَة يخطىء وَأَوْمَأَ أَحْمد بِيَدِهِ خطأ كثيرا وَلم ير بالرواية عَنهُ بَأْسا الحديث: 1101 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 1103 - مُحَمَّد بن يحيى بن مندة الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو عبد الله الْحَافِظ نقل عَن إمامنا أَحْمد أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قَالَ أَحْمد من قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر يُسْتَتَاب فَإِن تَابَ وَإِلَّا قتل 1104 - مُحَمَّد بن يزِيد الطرسوسي الْمُسْتَمْلِي قَالَ أَبُو بكر الْخلال انحدر مَعَ أبي عبد الله من طرسوس أَيَّام الْمَأْمُون وَكَانَ الْمروزِي يذكر لَهُ ذَلِك ويشكره وَيَقُول مَرضت فَكَانَ يحملني على ظَهره وَعِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل حسان وَقعت إِلَيْنَا مُتَفَرِّقَة وَقَالَ سَمِعت رجلا سَأَلَ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ أكتب كتب الرَّأْي قَالَ لَا تفعل عَلَيْك بالآثار والْحَدِيث فَقَالَ لَهُ السَّائِل إِن عبد الله ابْن الْمُبَارك قد كتبهَا فَقَالَ لَهُ أَحْمد إِن ابْن الْمُبَارك لم ينزل من السَّمَاء إِنَّمَا أمرنَا أَن نَأْخُذ الْعلم فَوق قَالَ وَسَأَلت أَحْمد عَن عبد الرَّزَّاق كَانَ لَهُ فقه فَقَالَ مَا أقل الْفِقْه فِي أهل الحَدِيث الحديث: 1103 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 537 1105 - مُحَمَّد بن يُونُس السَّرخسِيّ نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا مُقَدّمَة فِي صفة الْمُؤمن من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول صفة الْمُؤمن من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة من يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأقر بِجَمِيعِ مَا أَتَت بِهِ الْأَنْبِيَاء والر سل وَعقد قلبه على مَا أظهر من لِسَانه وَلم يشك فِي إيمَانه وَلم يكفر أحدا من أهل التَّوْحِيد بذنب وإرجاء مَا غَابَ عَنهُ من الْأُمُور إِلَى الله وفوض أمره إِلَى الله تَعَالَى وَلم يقطع بِالذنُوبِ الْعِصْمَة من الله تَعَالَى وَعلم أَن كل شَيْء بِقَضَاء الله وَقدره وَالْخَيْر وَالشَّر جَمِيعًا وَرَجا لمحسن أمة مُحَمَّد وتحوف على مسيئهم وَلم ينزل أحد من أمة مُحَمَّد الْجنَّة بِالْإِحْسَانِ وَلَا النَّار بالذنب اكْتَسبهُ حَتَّى يكون الله الَّذِي ينزل خلقه حَيْثُ يَشَاء وَعرف حق السّلف الَّذين اخْتَارَهُمْ الله عز وَجل لصحبة نبيه وَقدم أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان وَعرف حق عَليّ بن أبي طَالب وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسَعِيد بن أبي وَقاص وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل على سَائِر الصَّحَابَة وَأَن هَؤُلَاءِ التِّسْعَة الَّذين كَانُوا مَعَ النَّبِي على جبل حراء فَقَالَ النَّبِي (اسكن حراء فَمَا عَلَيْك إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد) وَكَانُوا هَؤُلَاءِ التِّسْعَة وَالنَّبِيّ عاشرهم وترحم على جَمِيع أَصْحَاب النَّبِي صَغِيرهمْ وَكَبِيرهمْ وَحدث بفضائلهم وَأمْسك عَمَّا شجر بَينهم وَصَلَاة الْعِيدَيْنِ الحديث: 1105 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 وعرفات وَالْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة مَعَ كل بر وَفَاجِر وَالْمسح على الْخُفَّيْنِ فِي السّفر والحضر وَالْقُرْآن كَلَام الله عز وَجل منزل وَلَيْسَ بمخلوق وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص وَالْجهَاد مَاض مُنْذُ بعث الله تَعَالَى مُحَمَّدًا إِلَى آخر عِصَابَة يُقَاتلُون الدَّجَّال لَا يضرهم جور جَائِر وَالشِّرَاء وَالْبيع حَلَال إِلَى يَوْم الْقِيَامَة على حكم الْكتاب وَالسّنة وَالتَّكْبِير على الْجَنَائِز أَرْبعا وَالدُّعَاء لأئمة الْمُسلمين بالصلاح وَلَا تخرج عَلَيْهِم بسيفك وَلَا تقَاتل فِي فتْنَة وَتلْزم بَيْتك وَالْإِيمَان بِعَذَاب الْقَبْر وَالْإِيمَان بمنكر وَنَكِير وَالْإِيمَان بالحوض والشفاعة وَالْإِيمَان بِأَن أهل الْجنَّة يرَوْنَ رَبهم عز وَجل وَالْإِيمَان بِأَن الْمُوَحِّدين يخرجُون من النَّار بعد مَا امتحشوا كَمَا جَاءَت الْأَحَادِيث فِي هَذِه الْأَشْيَاء عَن النَّبِي نؤمن بتصديقها وَلَا نضرب لَهَا الْأَمْثَال هَذَا مَا اجْتمع عَلَيْهِ الْعلمَاء فِي الْآفَاق 1106 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد بن سَافر بن جميل الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الأديب أَبُو عبد الله سمع بإفادة وَالِده الْمُحدث أبي مُحَمَّد بن أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عقيل وَأبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَغَيرهمَا وَكَانَ لَهُ فَضِيلَة وأدب وَله تصانيف وَحدث سمع مِنْهُ الْمُحب الْمَقْدِسِي وَعلي بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم توفّي فِي ثَالِث رَجَب سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَأَبوهُ سمع الْكثير من ابْن البطي وطبقته وعنى بِالطَّلَبِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ إِلَى حِين وَفَاته الحديث: 1106 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 539 1107 - مُحَمَّد بن يحيى بن أبي مَنْصُور بن أبي الْفَتْح بن الرئيس فَخر الدّين بن الإِمَام جمال الدّين الصَّيْرَفِي الْحَرَّانِي سمع حضورا من عمر بن كرم وَجَمَاعَة وَكَانَ حفظَة للْأَخْبَار وَالشعر والحكايات وَكَانَ حسن الرَّد ظريف الشكل سمع مِنْهُ الْمزي والبرزالي وَأَجَازَ للذهبي توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 1108 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن هُبَيْرَة الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله بن عون الدّين بن شمس الدّين بن عز الدّين بن الْوَزير عون الدّين بن هُبَيْرَة كَانَ نزيل بلبيس وَكَانَ نَاظرا على ديوانها حدث عَن الزَّاهدِيّ وَنصر بن عبد الرَّزَّاق وَابْن اللتي سمع مِنْهُ الْحَارِثِيّ والمزي والبرزالي وَغَيرهم وَكَانَ فَاضلا لَهُ شعر حسن توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الحديث: 1107 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 540 1109 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح هبة الله بن نمير الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُحدث المتقن الْمُفِيد شمس الدّين بن الشَّيْخ الْمُحدث المقرىء سعد الدّين الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي ثمَّ الصَّالِحِي حضر على مُحَمَّد بن شرف وَحسن بن مُحَمَّد الحديث: 1109 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 541 ابْن عَطاء وَسليمَان بن حَمْزَة وَفَاطِمَة بنت البطائحي وَفَاطِمَة بنت الْفراء وَغَيرهم وَسمع من أَبِيه وَالقَاسِم بن عَسَاكِر والمطعم وَخلق ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَقَالَ الْمُحدث الْفَاضِل البارع مُفِيد الطّلبَة بكر بِهِ وَالِده فَسمع كثيرا وَهُوَ حَاضر وَسمع من خلق كثير وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب ورحل وَخرج للشيوخ وَقَالَ الْحُسَيْنِي سمع خلقا كثيرا وجما غفيرا وَجمع فأوعى وَكتب مَا لَا يُحْصى وَخرج لخلق من شُيُوخه وأقرانه وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن كثير وَابْن حبيب توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بقاسيون 1110 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن سعد الله بن مَسْعُود الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح الْعدْل الخليلي سمع من القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهمَا وَحدث سمع من الْحُسَيْنِي وَقَالَ خرجت لَهُ مشيخة وجزءا من عواليه وتفقه وَشهد على الْحُكَّام مَعَ الصيانة والرياسة وَالتَّعَفُّف وَقَالَ ابْن رَافع جمعت لَهُ مشيخة واشتغل وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وتودد وبشاشة وَقد أجَاز للشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي قَالَ شَيخنَا تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون الحديث: 1110 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 542 1111 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ سمع صَحِيح البُخَارِيّ عَليّ الحجار ووزيرة وَسمع أَيْضا على حسن الْكرْدِي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو زرْعَة الْعِرَاقِيّ توفّي فِي رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ الحديث: 1111 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 543 ذكر من اسْمه مَحْمُود 1112 - مَحْمُود بن أَحْمد بن نَاصِر الْبَغْدَادِيّ الْحَرْبِيّ أَبُو البركات وَيُقَال أَبُو الثَّنَاء سمع من ابْن الطلاية وَعبد الْخَالِق بن يُوسُف وَغَيرهمَا وتفقه فِي الْمَذْهَب حَتَّى برع واشتغل فِيهِ وَحدث توفّي فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد 1113 - مَحْمُود بن الْحُسَيْن بن بنْدَار بن أبي الرَّجَاء بن أبي الطّيب الْأَصْبَهَانِيّ الْوَاعِظ الْمُحدث سمع الحَدِيث كثيرا وَطَلَبه بِنَفسِهِ سمع بأصبهان من يحيى بن مندة الْحَافِظ وَغَيره ورحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من ابْن الْحُسَيْن وَالْقَاضِي أبي الْحُسَيْن وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَهُوَ خطّ حسن مُتَّفق وَوعظ وَقَالَ الشّعْر وَحدث سمع مِنْهُ يحيى بن سعدون الْقُرْطُبِيّ وَمُحَمّد بن مكى الْأَصْبَهَانِيّ وَأَجَازَ للشَّيْخ الحديث: 1112 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 544 عبد المغيث بن زُهَيْر وَأَوْلَاده وَلأبي الْمَعَالِي بن شَافِع وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بأصبهان وجد فِي إجَازَة بِخَطِّهِ إِن شاؤا فليرووا عني بِلَفْظ التحديث وَإِن أَرَادوا بِلَفْظ الْإِجَازَة وَأنْكرهُ الْخَطِيب على أبي نعيم الْأَصْبَهَانِيّ وَالْجَوَاز هُوَ قَول طَائِفَة من عُلَمَاء الحَدِيث يُؤَيّدهُ قَول أَحْمد لوَلَده صَالح إِذا أجزت لَك شَيْئا فَلَا تبالي قل أَنبأَنَا أَو حَدثنَا وصنف بعض الْمُحدثين الْمُتَأَخِّرين جُزْءا فِي جَوَاز إِطْلَاق حَدثنَا وَأخْبرنَا فِي الْإِجَازَة 1114 - مَحْمُود بن خِدَاش أَبُو مُحَمَّد الطَّالقَانِي روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين عَن سعيد بن زَكَرِيَّا فَقَالَا لي هُوَ ثِقَة مَاتَ سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ قَالَ يَعْقُوب الدَّوْرَقِي لما مَاتَ مَحْمُود بن خِدَاش كنت فِيمَن غسله وَدَفنه فرأيته فِي الْمَنَام فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَلِجَمِيعِ من تَبِعنِي قلت فَأَنا قد تبعتك فَأخْرج من كمه رقا فِيهِ مَكْتُوب يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن كثير الحديث: 1114 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 545 1115 - مَحْمُود بن خَالِد الخانقيني أَبُو أَحْمد نقل عَن إمامنا أَنه سَمعه يَقُول الْقُرْآن كَلَام الله لَيْسَ بمخلوق وَمن زعم أَن الْقُرْآن مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر 1116 - مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي الحديث: 1115 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 546 ثمَّ الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين أَبُو الثَّنَاء كَاتب السِّرّ وعلامة الْأَدَب سمع بِدِمَشْق من الرِّضَا بن الْبُرْهَان وَابْن عبد الدَّائِم وَتعلم الْخط الْمَنْسُوب وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك وتأدب بالمجد ابْن الظهير وَفتح لَهُ فِي النّظم والنثر وَكَانَ يكْتب التقاليد بِلَا مسودة وَله تصانيف فِي الْإِنْشَاء وَغَيره وَيُقَال إِنَّه لم يكن بعد القَاضِي الْفَاضِل مثله وَله خَصَائِص لَيست لغيره فَإِنَّهُ بَقِي فِي ديوَان الْإِنْشَاء نَحوا من خمسين سنة بِدِمَشْق ومصر وَحدث روى عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَتُوفِّي لَيْلَة السبت ثَانِي عشرى شعْبَان سنة خَمْسَة وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق بداره وَهِي دَار القَاضِي الْفَاضِل بِالْقربِ من بَاب الناطقيين وشيعه أَعْيَان الدولة وَحضر الصَّلَاة عَلَيْهِ بسوق اللَّيْل نَائِب السلطنة وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من اليغمورية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 1117 - مَحْمُود بن عُثْمَان بن مَكَارِم النِّعَال الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الثَّنَاء نَاصِر الدّين قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث من أبي الْفَتْح ابْن البطي وَحفظ مُخْتَصر الخرقى وتفقه على الشَّيْخ أبي الْفَتْح بن المنى وَصَحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر مُدَّة وتأدب بِهِ وَكَانَ يطالع التَّفْسِير وَالْفِقْه وَيجْلس فِي رباطه للوعظ وَكَانَ رباطه مجمعا للْفُقَرَاء وَأهل الدّين وَالْفُقَهَاء الغرباء الَّذين يرحلون إِلَى أبي الْفَتْح بن المنى للتفقه عَلَيْهِ وَكَانُوا ينزلون فِيهِ حَتَّى كَانَ الِاشْتِغَال فِيهِ بِالْعلمِ أَكثر من الِاشْتِغَال فِي سَائِر الْمدَارِس وَكَانَ الرِّبَاط شعث الظَّاهِر عَامِرًا بالفقهاء وَالصَّالِحِينَ سكنه الشَّيْخ موفق والحافظ عبد الْغَنِيّ وَأَخُوهُ الْعِمَاد والحافظ عبد الْقَادِر الرهاوي وَغَيرهم من أكَابِر الرحالين لطلب الْعلم وَأثْنى عَلَيْهِ أَبُو الْفرج بن الْحَنْبَلِيّ وابو شامة وَقَالَ كَانَت لَهُ رياضات ومجاهدات وساح فِي بِلَاد الشَّام وَكَانَ يُؤثر أَصْحَابه وانتفع خلق كثير بِهِ وَكَانَ مهيبا لطيفا كيسا باشا مُبْتَسِمًا يَصُوم الدَّهْر وَيخْتم الْقُرْآن كل يَوْم وَلَيْلَة وَلَا يَأْكُل إِلَّا من غزل عمته توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر صفر سنة تسع وسِتمِائَة عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة وَدفن برباطه الحديث: 1117 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 1118 - مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود بن مقبل بن سُلَيْمَان ابْن دَاوُد الدقوقي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ الْوَاعِظ تَقِيّ الدّين أَبُو الثَّنَاء سمع الْكثير بإفادة وَالِده من عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَعلي ابْن وضاح وَخلق وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَقَرَأَ مَا لَا يُوصف كَثْرَة على الشُّيُوخ وَكَانَ قارىء حَدِيث بدار الحَدِيث المستنصرية مُدَّة ثمَّ ولى المشيخة بهَا وانْتهى إِلَيْهِ علم الحَدِيث والوعظ وَله الْيَد الطُّولى فِي النّظم الحديث: 1118 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 549 والنثر وإنشاء الْخطب وَله مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَكَانَ لطيفا حُلْو البادرة مليح الْفَاكِهَة ذَا حُرْمَة وجلالة وهيبة ومنزلة عِنْد الأكابر وَله عدَّة كتب مطالع الْأَنْوَار فِي الْأَخْبَار والْآثَار الخالية عَن السَّنَد والتكرار تخرج بِهِ جمَاعَة وانتفعوا وَسمع مِنْهُ خلق وَحدث عَنهُ طَائِفَة توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ بعد الْعَصْر عشرى الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْقصر ثمَّ بالمستنصرية وَكَانَت جنَازَته حافلة 1119 - مَحْمُود بن غيلَان أَبُو أَحْمد الْمروزِي روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قلت لأبي عبد الله مَا تَقول فِيمَن أجَاب فِي المحنة فَقَالَ أما أَنا فَمَا أحب أَن آخذ عَن أحد مِنْهُم فَقلت لَهُ فَإِن يحيى ابْن يحيى قَالَ من قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر لَا يكلم وَلَا يُجَالس وَلَا يناكح فَقَالَ أَحْمد ثَبت الله قَوْله وَقَالَ الْمروزِي سَأَلت أَحْمد عَن مَحْمُود بن غيلَان فَقَالَ ثِقَة أعرفهُ بِالْحَدِيثِ صَاحب سنة قد حبس بِسَبَب الْقُرْآن وروى مَحْمُود بن غيلَان بِإِسْنَادِهِ إِلَى أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ إِن دَاوُد نَبِي الله عَلَيْهِ السَّلَام ظن فِي نَفسه الحديث: 1119 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 550 أَن أحدا لم مدح خالقه أفضل مِمَّا مدحه وَأَن ملكا نزل وَهُوَ قَاعد فِي محرابه وَالْبركَة إِلَى جنبه فَقَالَ يَا دَاوُد أفهم إِلَى مَا تصوت بِهِ الضفدع فأنصت دَاوُد فَإِذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بهَا دَاوُد فَقَالَ لَهُ الْملك كَيفَ ترى يَا دَاوُد أفهمت مَا تَقول قَالَ دَاوُد نعم قَالَ مَاذَا قَالَت قَالَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِك مُنْتَهى علمك يَا رب قَالَ دَاوُد لَا وَالَّذِي جعلني نبيه لم أمدحه بِهَذَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 551 من اسْمه مُوسَى 1120 - مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن علوان الأزدى الشقراوى الْفَقِيه الْمُحدث النحوى نجم الدّين سمع من أَبِيه والحافظين إِسْمَاعِيل بن ظفر والضياء المقدسى وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْكثير على ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أَبى عمر وعنى بِالْحَدِيثِ وتفقه وَأفْتى وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة واللغة وَالْأَدب وَعِنْده جملَة من التَّارِيخ حدث روى عَنهُ الذهبى وَغَيره توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل جُمَادَى الاخرة سنة اثْنَيْنِ وَسَبْعمائة وَدفن من الْغَد بسفح قاسيون الحديث: 1120 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 1121 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد النشادرى الإِمَام الْفَقِيه أَبُو الْقَاسِم وَيُقَال إِنَّه من ذُرِّيَّة أَبى ذَر الغفارى قَرَأَ بالروايات وَسمع الحَدِيث الْكثير وتفقه على أَبى الْحسن ابْن الزاغونى وناظر قَالَ ابْن الجوزى رَأَيْته يتَكَلَّم كلَاما حسنا وَذكر ابْن القطيعى أَنه سمع من أَبى مَنْصُور الحارثى وَأَنه كمل التعليقة وتبصر فى الْمَذْهَب توفى فى رَابِع رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ بِبَاب حَرْب 1122 - مُوسَى بن سعيد الدندانى ذكر الْخلال أَنه سمع الحديث: 1121 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 حَدِيثا صَالحا عَن القعنبى وَمُحَمّد بن كثير وَغَيرهمَا ثِقَة رفيع الْقدر من أهل الثغر كَانَ عِنْده مسَائِل حسان سَمعتهَا من رجل بطرسوس عَنهُ وروى هُوَ عَن الإِمَام أَحْمد أَنه قَالَ لَا يجوز شىء من الْحِيَل 1123 - مُوسَى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقَان أَبُو مُزَاحم كَانَ أَبوهُ وَزِير المتَوَكل على الله ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ أخبرنى أَنه سَأَلَ أَحْمد عَن الْمَعْرُوف بأبى ثَوْر فَقَالَ مَا بلغنى عَنهُ إِلَّا خيرا إِلَّا أَنه لَا يعجبنى الْكَلَام الذى صيروه فى كتبهمْ قَالَ أَبُو بكر الْخلال قَالَ أَحْمد هَذَا القَوْل قبل أَن يبلغهُ مَا بلغه ثمَّ ذمه مَاتَ فى ذى الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة 1124 - مُوسَى بن عِيسَى الموصلى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ أَحْمد فى مُشْرك قذف مُسلما يضْرب الحديث: 1123 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 1125 - مُوسَى بن عِيسَى الْجَصَّاص البغدادى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ ورع متخل زاهد سمع يحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن مهدى وَغَيرهمَا وَكَانَ لَا يحدث إِلَّا بمسائل أَبى عبد الله وشىء سَمعه من أَبى سُلَيْمَان الدارانى فى الزّهْد والورع وَكَانَت عِنْده مسَائِل كَثِيرَة عَن أَبى عبد الله فَمِنْهَا قَالَ قلت لِأَحْمَد هَل يقْرَأ الْجنب شَيْئا من الْقرَان قَالَ لَا وَالتَّسْبِيح رخص فِيهِ وَإِمَّا أَن يتَعَمَّد الاية أَو السُّورَة لَا يعجبنى 1126 - مُوسَى بن فياض بن عبد الْعَزِيز بن فياض الشَّيْخ الإِمَام الحبر قاضى الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو البركات بن الشَّيْخ جمال الدّين أَبى الْجُود الفندقى النابلسى سمع من جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم وَحدث وَقد أجَاز لجَماعَة مِنْهُم الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى ولى قَضَاء حلب فى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين الحديث: 1125 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 قَالَ ابْن حبيب وباشر حَاكما رَابِعا مبادرا إِلَى الْخَيْر مسارعا مطرحا للتكلف جزيل الدّيانَة وَالتَّعَفُّف وَاسْتمرّ حَرِيصًا على الْمصلحَة مجدا فى طلبَهَا وَلم نسْمع أَن قَاضِيا حنبليا قبله ولى بهَا انْتهى ثمَّ أعرض عَن وَظِيفَة الْقَضَاء وَاسْتقر وَلَده شهَاب الدّين أَحْمد فِيهَا ثمَّ أقبل على الْعِبَادَة إِلَى أَن توفى فى ذى الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَدفن بهَا 1127 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَبى الْحُسَيْن اليونينى البعلى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم المؤرخ قطب الدّين بن الشَّيْخ الْفَقِيه مُحَمَّد سمع من أَبِيه وبدمشق من ابْن عبد الدَّائِم وَعبد الْعَزِيز شيخ شُيُوخ حماه وبمصر من الرشيد الْعَطَّار وَجَمَاعَة قَالَ الذهبى كَانَ عَالما فَاضلا مليح المحاضرة كريم النَّفس مُعظما جَلِيلًا حَدثنَا بِدِمَشْق وبعلبك وَجمع الحديث: 1127 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 تَارِيخا حسنا ذيل بِهِ على مرْآة الزَّمَان وَاخْتصرَ الْمَرْأَة وَأكْثر الْعُزْلَة فى اخر عمره وتخلى لِلْعِبَادَةِ وَكَانَ مقتصدا فى لِبَاسه وزيه صَدُوقًا فى نَفسه مليح الشيبة كثير الهيبة وافر الْحُرْمَة توفى فى شَوَّال لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة 1128 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد صَلَاح الدّين أَبُو عِيسَى المقدسى سمع يُوسُف بن معالى الكنانى ومحمود بن عبد الْمُنعم والخشوعى وَأَجَازَ لِابْنِ الشيرازى وَقد رثى الشَّيْخ موفق الدّين وَذكر أَخُوهُ القاضى نجم الدّين أَحْمد بن خلف الشافعى قَالَ رَأَيْت النبى فى الْمَنَام فى صُورَة أخى مُوسَى قَالَ فَكَانَ أثر ذَلِك أَن تحول إِلَى حَالَة عَظِيمَة فى الْخَبَر والزهد وَترك الدُّنْيَا توفى فى جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة الحديث: 1128 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 1129 - مُوسَى بن معمر أَبُو عمرَان حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن مَسْأَلَة فَقَالَ من أَيْن أَنْت فَقلت من خُرَاسَان فَقَالَ كتبت عَن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَلَيْك بأبى إِسْحَاق وَابْن نمير 1130 - مُوسَى بن هَارُون الْجمال أَبُو عمرَان كَانَ جَار إمامنا أَحْمد بن حَنْبَل وَحدث عَنهُ بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَن الْوَلِيد بن أَبى هِشَام عَن أَبى بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله يقْرَأ وَهُوَ قَاعد فَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع قَامَ بِقدر مَا يقْرَأ الْإِنْسَان أَرْبَعِينَ اية وَقَالَ أَبُو عمرَان سَمِعت أَحْمد ابْن حَنْبَل يَقُول لَا تجَالس أهل الْكَلَام مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَدفن إِلَى جنب قبر الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ الحديث: 1129 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 مفاريد حرف الْمِيم 1131 - مبارك بن الْحسن بن طراد الباماوردى الفرضى أَبُو النَّجْم بن أَبى السعادات الْمَعْرُوف بِابْن الْقَابِلَة سمع من طَلْحَة العاقولى وَمن القاضى أَبى الْحُسَيْن بن الْفراء وَغَيرهمَا قَالَ ابْن الجوزى كَانَ عَارِفًا بِعلم الْفَرَائِض والمواقيت وَذكره ابْن القطيعى وَقَالَ كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة وَكَانَ أعلم أهل زَمَانه بالفرائض والحساب والدور حسن الْعلم بالجبر والمقابلة وغامض الْوَصَايَا والمناسخات أمارا بِالْمَعْرُوفِ شَدِيدا على أهل الْبدع عَارِفًا بمواقيت الشَّمْس وَالْقَمَر توفى لَيْلَة السبت لعشر بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة أحدى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الطبرى ظَاهر بَغْدَاد الحديث: 1131 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 1132 - مبارك بن سُلَيْمَان ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أمامنا أَحْمد فَمِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن قوم من الْمُشْركين بَيْننَا وَبينهمْ كتاب لَا يغزون وَلَا نغزوهم وَلَا يقتلو لنا تَاجِرًا وَلَا نقْتل لَهُم ويعطونا على ذَلِك الرهائن ثمَّ إِنَّهُم نكثوا وَقتلُوا فَمَا تَقول فى الرهائن قَالَ لَيْسَ عَلَيْهِم شىء 1133 - مبارك بن أنو شتكين بن عبد الله النجمى البغدادى الأديب أَبُو الْقَاسِم سمع من أَبى المظفر البرمكى الْخَطِيب الحديث: 1132 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 وَهبة الله بن الشبلى وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على ابى الْحسن بن العصار وجالس أَبَا مُحَمَّد الخشاب قَالَ ابْن نقطة سَمِعت مِنْهُ وَكَانَ ثِقَة عَالما فَاضلا روى عَنهُ ابْن خَلِيل فى مُعْجَمه توفى فى حادى عشر صفر سنة سبع وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 1134 - مبارك بن على بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن مُحَمَّد الطباخ البغدادى نزيل مَكَّة المشرفة الْمُحدث الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد سمع الْكثير بِبَغْدَاد من أَبى سعيد الطيورى والقاضى أَبى الْحُسَيْن بن الْفراء وَابْن الزاغونى وَجَمَاعَة وعنى بِالطَّلَبِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ صَالحا دينا ثِقَة وَكَانَ حَافظ مَكَّة فى زَمَانه وَحدث وَسمع مِنْهُ خلق مِنْهُم ابْن السمعانى وَأَبُو الْفَتْح بن عَبدُوس توفى فى ثامن شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة بِمَكَّة وَكَانَ يَوْم جنَازَته مشهودا 1135 - مبارك بن على بن الْحُسَيْن بن بنْدَار البغدادى الحديث: 1134 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 الْفَقِيه القاضى أَبُو سعد قاضى بَاب الأزج سمع من أَبى يعلى وأبى الْحُسَيْن بن المهدى وَغَيرهمَا وتفقه على القاضى أَبى يعلى ابْتِدَاء ثمَّ برع فِيهِ على صَاحبه الشريف أَبى جَعْفَر ثمَّ القاضى يَعْقُوب وَأفْتى ودرس وناظر وَجمع كتبا كَثِيرَة لم يسْبق إِلَى جمع مثلهَا وَقَالَ القاضى أَبُو الْحُسَيْن كَانَ مليح المناظرة سيرته جميلَة وعشرته مليحة وَكَانَ بينى وَبَينه امتزاج واجتمعنا فى مجْلِس الشريف الْمدرس غفر الله لَهُ انْتهى وَشهد عِنْد أَبى الْحسن الدامغانى ثمَّ نَاب فى الْقَضَاء وَكَانَ شَدِيد الْأَقْضِيَة جميل الطَّرِيقَة ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء ثمَّ توفى فى ثانى عشر الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن إِلَى جَانب أَبى بكر الْخلال عِنْد رجل الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ وَوَقع بَينه وَبَين ابْن عقيل مناظرة فى مَسْأَلَة بيع الْوَقْف إِذا خرب وتعطل وَالْحق لما قَالَه أَبُو سعد المخرمى 1136 - مبارك بن عبد الْملك بن الْحُسَيْن البغدادى الْفَقِيه أَبُو على الْمَعْرُوف ب ابْن القاضى تفقه فى الْمَذْهَب وَسمع فى حَال كبره من جمَاعَة وَسمع من أكَابِر الْفُقَهَاء تفقه على جمَاعَة قَالَ الحديث: 1136 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 الشَّيْخ زين الدّين وَلَا أعلم سنة وَفَاته وَله ابْن يُقَال لَهُ أَبُو مَنْصُور عبد الْملك كَانَ مَوْصُوفا بالصلاح وَالْخَيْر ولي الْقَضَاء بِمَدِينَة الْمَنْصُور بِالْحَرِيمِ الظاهرى وَسمع من أَبى مَنْصُور الْبَزَّار وأبى الْبَدْر الكرخى وطبقتهما وَحدث سمع مِنْهُ النجيب الحرانى توفى فِي عشر ذى الْحجَّة سنة تسع وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 1137 - مبارك بن كَامِل بن أَبى غَالب مُحَمَّد بن أَبى طَاهِر الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الظفرى البغدادى الْمُحدث مُفِيد الْعرَاق قَرَأَ الْقرَان بالروايات سمع الحَدِيث من أَبى الْقَاسِم بن بَيَان وأبى الْوَفَاء بن عقيل وَخلق قَالَ ابْن الجوزى وَمَا زَالَ يسمع العالى والنازل وينقل السماعات وَقد أَكثر الْقِرَاءَة على الْمَشَايِخ وَقَالَ ابْن النجار أَفَادَ الطّلبَة والغرباء وَخرج التخاريج وَجمع مجموعات مِنْهَا كتاب سلوة الأحزان وَسمع مِنْهُ الْكِبَار وَالصغَار وَكَانَ صَدُوقًا مَعَ قلَّة فهمه ومعرفته الحديث: 1137 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 وَخرج لنَفسِهِ معجما لشيوخه وَأثْنى عَلَيْهِ الزينبى توفى يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن بالشونيزية 1138 - مثنى بن جَامع أَبُو الْحسن الأنبارى حدث عَن سعيد بن سُلَيْمَان الواسطى وَشُرَيْح بن يُونُس وإمامنا واخرين روى عَنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم الدورى ويوسف بن يَعْقُوب وفى كتاب أَبى بكر الْخلال أَنه قَالَ كَانَ مثنى ورعا جليل الْقدر عِنْد بشر بن الْحَارِث وَعبد الْوَهَّاب الْوراق وَيُقَال إِنَّه كَانَ مستجاب الدعْوَة وَكَانَ مذْهبه أَن يهجر ويباين أهل الْبدع وَكَانَ أَبُو عبد الله يعرف قدره وَحقه وَنقل عَنهُ مسَائِل حسانا وَمن كَلَام مثنى لَا تَكُونُوا بالمضمون مهمومين فتكونوا للضامن متهمين وبقسمته غير راضين وَقَالَ مثنى سَأَلت أَبَا عبد الله أَيهمْ أفضل رجل أكل فشبع وَأكْثر الصَّلَاة وَالصِّيَام وَرجل أقل الْأكل فَقلت نوافله فَكَانَ أَكثر فكرة فَذكر مَا جَاءَ فى الفكرة تفكر سَاعَة خير من قِيَامه لَيْلَة فرايت هَذَا عِنْده أَكثر يعْنى الفكرة 1139 - مُجَاهِد بن مُوسَى سَأَلت إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا الحديث: 1138 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 مَا رَوَاهُ أَبُو بكر الْخلال أَنبأَنَا المروزى أَن مُجَاهِد بن مُوسَى دخل على أَحْمد يعودهُ فَقَالَ لَهُ أوصنى يَا أَبَا عبد الله فَأَشَارَ أَبُو عبد الله إِلَى لِسَانه 1140 - مَحْفُوظ بن أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد الكلوذانى أَبُو الْخطاب البغدادى الْفَقِيه الإِمَام أحد أَئِمَّة الْمذَاهب وأعيانه سمع من الجوهرى والقاضى أَبى يعلى وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من مسموعاته ودرس الْفِقْه على القاضى أَبى يعلى وَلَزِمَه حَتَّى برع الحديث: 1140 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 فى الْمَذْهَب وَالْخلاف وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض مصنفاته وَقَرَأَ الْفَرَائِض على أَبى عبد الله الونى وبرع فِيهَا وَصَارَ إِمَام وقته وفريد عصره وقصده الطّلبَة وصنف كتبا حسانا فى الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف فَمِنْهَا الْهِدَايَة فى الْفِقْه والانتصار وَهُوَ الْخلاف الْكَبِير وَأما الصَّغِير فَهُوَ الْمُسَمّى ب رُؤُوس الْمسَائِل قَالَ الشَّيْخ مجد الدّين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 ابْن تَيْمِية مَا ذكره فِيهِ هُوَ ظَاهر الْمَذْهَب وَله كتاب التَّهْذِيب فى الْفَرَائِض والتمهيد فى الْأُصُول وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مليح النادرة سريع الْجَواب حاد الخاطر وَكَانَ مَعَ ذَلِك كَامِل الدّين غزير الْعقل جميل السِّيرَة مرضى الفعال مَحْمُود الطَّرِيقَة وَحدث بالكثير روى عَنهُ ابْن نَاصِر وَأَبُو الْفَتْح بن شاتيل وَغَيرهمَا وروى عَنهُ ابْن كُلَيْب بِالْإِجَازَةِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه جمَاعَة من أَئِمَّة الْمَذْهَب مِنْهُم عبد الْوَهَّاب بن حَمْزَة وَأَبُو بكر الدينورى وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلى وَغَيرهم قَالَ أَبُو بكر بن النقور كَانَ الكيا الهراسى إِذا رأى الشَّيْخ أَبَا الْخطاب مُقبلا قَالَ قد جَاءَ الْفِقْه وَأثْنى عَلَيْهِ السلفى وَابْن نَاصِر حَدثنَا كثيرا وَذكر ابْن السمعانى أَن أَبَا الْخطاب جَاءَتْهُ فَتْوَى فى بَيْتَيْنِ من شعر وهما (قل للْإِمَام أَبى الْخطاب مَسْأَلَة ... جَاءَت إِلَيْك وَمَا يُرْجَى سواك لَهَا) (مَاذَا على رجل أم الصَّلَاة فمذلاحت ... لناظره ذَات الْجمال لَهَا) فَكتب عَلَيْهَا أَبُو الْخطاب (قل للْإِمَام الذى وافى بِمَسْأَلَة ... سرت فُؤَادِي لما أَن أضحت لَهَا) (إِن الَّتِى فتنته عَن عِبَادَته ... خريدة ذَات حسن فانثنى وَلها) (إِن تَابَ ثمَّ قضى عَن عِبَادَته ... فرحمة الله تغشى من عصى وَلها) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 توفى رَحمَه الله يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشرى جُمَادَى الاخرة سنة عشر وَخَمْسمِائة وَترك يَوْم الْخَمِيس وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة فى جَامع الْقصر وَدفن إِلَى جَانب قبر الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 1141 - مَحْفُوظ بن عمر بن أَبى بكر بن خَليفَة الشَّيْخ الإِمَام تقى الدّين أَبُو الْخطاب البغدادى الْمَعْرُوف ب ابْن الحامض حدث عَن أَبى الْفضل عبد السَّلَام الداهرى وَأثْنى عَلَيْهِ الْحسن بن الزبيدى وَغَيرهمَا وَكتب عَنهُ المصريون وَتفرد بعدة أَجزَاء توفى يَوْم الْجُمُعَة يَوْم النَّحْر سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة بِمصْر المحروسة 1142 - محَاسِن بن عبد الْملك بن على بن نجا التنوخى الحموى ثمَّ الصالحى الْفَقِيه الإِمَام ضِيَاء الدّين أَبُو إِبْرَاهِيم سمع بِدِمَشْق من الخشوعى وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين حَتَّى برع الحديث: 1141 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 وَأفْتى وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ زاهدا مَا نافس فى منصب قطّ وَلَا دنيا وَلَا أكل من وقف بل كَانَ يتقوت من سكارة تزرع لَهُ بحوران وَمَا اذى مُسلما قطّ وَلَا دخل حَماما وَلَا تنعم فى ملبس وَلَا مأكل وَلَا زَاد على ثوب وعمامة قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة توفى لَيْلَة الرَّابِع من جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بجبل قاسيون وَدفن بِهِ 1143 - مُسَدّد بن مسرهد بن مسربل الأسدى البصرى الْحَافِظ أَبُو الْحسن سمع جوَيْرِية بن أَسمَاء وَحَمَّاد بن زيد وَأَبا عوَانَة وَعنهُ البخارى وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو حَاتِم وَمَات سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَلما أشكل على مُسَدّد أَمر الْفِتْنَة وَمَا وَقع النَّاس فِيهِ من الِاخْتِلَاف فى الْقدر والرفض والاعتزال وَخلق الْقرَان والإرجاء كتب إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل اكْتُبْ إِلَى بِسنة رَسُول الله فَلَمَّا ورد كِتَابه الحديث: 1143 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 وَقَالَ (إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون) يزْعم هَذَا البصرى أَنه قد أنْفق على الْعلم مَالا عَظِيما وَهُوَ لَا يهتدى إِلَى سنة رَسُول الله فَكتب إِلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله الذى جعل فى كل زمَان بقايا من أهل الْعلم يدعونَ من ضل إِلَى الْهدى وينهونه عَن الردى يحيون بِكِتَاب الله الْمَوْتَى وبسنة رَسُول الله أهل الْجَهَالَة والردى فكم من قَتِيل لإبليس قد أحيوه وَكم من ضال تائه قد هدوه فَمَا أحسن اثارهم على النَّاس ينفون عَن كتاب الله عز وَجل تَحْرِيف الغالين وانتحال المبطلين وَتَأْويل الضَّالّين الَّذين عقدوا ألوية الْبدع وأطلقوا عنان الْفِتْنَة يَقُولُونَ على الله وفى الله تَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا فى كِتَابه بِغَيْر علم فنعوذ بِاللَّه من كل فتْنَة مضلة وَصلى الله على مُحَمَّد أما بعد وفقنا الله وَإِيَّاكُم لما فِيهِ طَاعَته وجنبنا وَإِيَّاكُم مَا فِيهِ سخطه واستعملنا وَإِيَّاكُم عمل العارفين بِهِ الْخَائِفِينَ مِنْهُ إِنَّه الْمَسْئُول ذَلِك أوصيكم ونفسى بتقوى الله الْعَظِيم وَلُزُوم السّنة فقد علمْتُم بِمَا حل بِمن خالفها وَمَا جَاءَ فِيمَن اتبعها فَإِنَّهُ بلغنَا عَن النبى أَنه قَالَ إِن الله ليدْخل العَبْد الْجنَّة بِالسنةِ يتَمَسَّك بهَا فامركم أَن لَا تؤثروا على الْقرَان شَيْئا فَإِنَّهُ كَلَام الله وَمَا تكلم الله بِهِ فَلَيْسَ بمخلوق وَمَا أخْبركُم بِهِ عَن الْقُرُون الْمَاضِيَة فَغير مَخْلُوق وَمَا فى اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَمَا فى الْمُصحف وتلاوة النَّاس وكيفما قرىء وكيفما وصف فَهُوَ كَلَام الله غير مَخْلُوق فَمن قَالَ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 بِاللَّه الْعَظِيم وَمن لم يكفره فَهُوَ كَافِر وَبعد كتاب الله سنة النبى فَالْحَدِيث عَنهُ وَعَن المهديين أَصْحَاب النبى والتصديق بِمَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل وَاتِّبَاع سنة النجَاة وهى الَّتِى نقلهَا أهل الْعلم كَابر عَن كَابر واحذروا رأى جهم فَإِنَّهُ صَاحب رأى وَكَلَام وخصومات فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَن الْجَهْمِية افْتَرَقت ثَلَاث فرق فَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم الْقرَان كَلَام مَخْلُوق وَقَالَت طَائِفَة الْقرَان كَلَام الله وسكتت وهى الواقفة الملعونة وَقَالَ بَعضهم ألفاظنا بالقران مخلوقة فَكل هَؤُلَاءِ جهمية كفار يستتابون فَإِن تَابُوا وَإِلَّا قتلوا وَأجْمع من أدركنا من أهل الْعلم أَن من هَذِه مقَالَته إِن لم يتب لم يناكح وَلَا يجوز قَضَاؤُهُ وَلَا تُؤْكَل ذَبِيحَته وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص زِيَادَته إِذا أَحْسَنت ونقصانه إِذا أَسَأْت وَيخرج الرجل من الْإِيمَان إِلَى الْإِسْلَام وَلَا يُخرجهُ من الْإِسْلَام شىء إِلَّا الشّرك بِاللَّه الْعَظِيم أَو برد فَرِيضَة من فَرَائض الله تَعَالَى جاحدا بهَا فَإِن تَركهَا كسلا أَو تهاونا كَانَ فى مَشِيئَة الله إِن شَاءَ عذبه وَإِن شَاءَ عَفا عَنهُ وَأما الْمُعْتَزلَة الملعونة فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَنهم يكفرون بالذنب وَمن كَانَ مِنْهُم كَذَلِك فقد زعم أَن ادم عَلَيْهِ السَّلَام كَافِر وَأَن إخْوَة يُوسُف حِين كذبُوا أباهم يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام كَانُوا كفَّارًا وأجمعت الْمُعْتَزلَة أَن من سرق حَبَّة فَهُوَ كَافِر تبين مِنْهُ إمرأته ويستأنف الْحَج إِن كَانَ حج فَهَؤُلَاءِ الَّذين يَقُولُونَ بِهَذِهِ الْمقَالة كفار لَا يناكحون وَلَا تقبل شَهَادَتهم وَأما الرافضة فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَنهم قَالُوا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 إِن على بن أَبى طَالب أفضل من أَبى بكر فقد رد الْكتاب وَالسّنة لقَوْل الله تَعَالَى (مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه) فَقدم الله أَبَا بكر بعد النبى وَقَالَ النبى لَو كنت متخذا خَلِيلًا لَا تخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلَكِن الله اتخذ صَاحبكُم خَلِيلًا وَلَا نبى بعدى فَمن زعم أَن إِسْلَام على أقدم من إِسْلَام أَبى بكر فقد كذب لِأَنَّهُ أول من أسلم عبد الله بن عُثْمَان عَتيق بن أَبى قُحَافَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن خمس وَثَلَاثِينَ سنة وعَلى ابْن سبع سِنِين لم تجر عَلَيْهِ الْأَحْكَام والفرائض وَالْحُدُود ونؤمن بِالْقضَاءِ وَالْقدر خَيره وشره حلوه ومره وَأَن الله خلق الْجنَّة قبل خلق الْخلق وَخلق لَهَا أَهلا وَنَعِيمهَا دَائِم وَمن زعم أَنه يبيد من الْجنَّة شىء فَهُوَ كَافِر وَخلق النَّار قبل خلق الْخلق وَخلق لَهَا أَهلا وعذابها دَائِم وَأَن أهل الْجنَّة يرَوْنَ رَبهم لَا محَالة وَأَن الله يخرج أَقْوَامًا من النَّار بشفاعة مُحَمَّد وَأَن الله كلم مُوسَى تكليما وَاتخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا والصراط حق وَالْمِيزَان حق والأنبياء حق وَعِيسَى بن مَرْيَم رَسُول الله وكلمته وَالْإِيمَان بالحوض والشفاعة وَالْإِيمَان بمنكر وَنَكِير وَعَذَاب الْقَبْر وَالْإِيمَان بِملك الْمَوْت أَنه يقبض الْأَرْوَاح ثمَّ ترد فى الْأَجْسَام فى الْقُبُور فَيسْأَلُونَ عَن الْإِيمَان والتوحيد وَالْإِيمَان بالنفخ فى الصُّور والصور قرن ينْفخ فِيهِ اسرافيل وَأَن الْقَبْر الذى بِالْمَدِينَةِ قبر مُحَمَّد مَعَه أَبُو بكر وَعمر وَقُلُوب الْعباد بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن عز وَجل والدجال خَارج فى هَذِه الْأمة لَا محَالة وَينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم فيقتله بِبَاب لد وَمَا أنْكرت الْعلمَاء من الشُّبْهَة فَهُوَ مُنكر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 واحذروا الْبدع كلهَا وَلَا عين تطرف بعد النبى خير من أَبى بكر الصّديق وَلَا بعد أَبى بكر عين تطرف خير من عمر وَلَا بعد عمر عين تطرف خير من عُثْمَان وَلَا بعد عُثْمَان بن عَفَّان عين تطرف خير من على بن أَبى طَالب رضى الله عَنْهُم قَالَ أَحْمد هم وَالله الْخُلَفَاء الراشدون المهديون وَأَن نشْهد للعشرة بِالْجنَّةِ وهم أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَسَعِيد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزهرى وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَمن شهد لَهُ النبى بِالْجنَّةِ شَهِدنَا لَهُ بِالْجنَّةِ وَرفع الْيَدَيْنِ فى الصَّلَاة زِيَادَة فى الْحَسَنَات والجهر بآمين عِنْد قَول الإِمَام (وَلَا الضَّالّين) وَالصَّلَاة على من مَاتَ من أهل هَذِه الْقبْلَة وحسابهم على الله عز وَجل وَالْخُرُوج مَعَ كل إِمَام فى غَزْوَة وَحجَّة وَالصَّلَاة خَلفهم صَلَاة الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ والكف عَن مساوىء أَصْحَاب رَسُول الله تحدثُوا بفضائلهم وأمسكوا عَمَّا شجر بَينهم وَلَا تشَاور أحدا من أهل الْبدع فى دينك وَلَا ترافقه فى سفرك وَلَا نِكَاح إِلَّا بولى وخاطب وشاهدى عدل والمتعة حرَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَمن طلق ثَلَاثًا فى لفظ وَاحِد فقد جهل وَحرمت عَلَيْهِ زَوجته وَلَا تحل لَهُ أبدا حَتَّى تنْكح زوجا غَيره وَالتَّكْبِير على الْجَنَائِز أَربع فَإِن كبر خمْسا فَكبر مَعَه قَالَ ابْن مَسْعُود كبر مَا كبر إمامك قَالَ أَحْمد خالفنى الشافعى وَقَالَ إِن زَاد على أَربع تَكْبِيرَات أعَاد الصَّلَاة وَاحْتج على بِأَن النبى صلى على النجاشى فَكبر عَلَيْهِ أَربع تَكْبِيرَات الْمسْح على الْخُفَّيْنِ للْمُسَافِر ثَلَاثَة أَيَّام وليالهن وللمقيم يَوْمًا وَلَيْلَة وَإِذا دخلت الْمَسْجِد فَلَا تجْلِس حَتَّى تركع رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّة الْمَسْجِد وَالْوتر رَكْعَة وَالْإِقَامَة فُرَادَى أَحبُّوا أهل السّنة على مَا كَانَ مِنْهُم أماتنا الله وَإِيَّاكُم على السّنة وَالْجَمَاعَة ورزقنا وَإِيَّاكُم إتباع الْعلم ووفقنا وَإِيَّاكُم لما يُحِبهُ ويرضاه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 1144 - مُرَاد بن أَحْمد أَبُو أَحْمد حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الحميدى عندنَا إِمَام وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه إِمَام 1145 - مَسْعُود بن أَحْمد بن مَسْعُود بن زيد بن عَبَّاس الحارثى البغدادى ثمَّ المصرى الْفَقِيه الْحَافِظ قاضى الْقُضَاة سعد الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع بِمصْر من الرِّضَا ابْن الْبُرْهَان وطبقته وبالإسكندرية من عُثْمَان بن عَوْف وَابْن الْفُرَات ومُوسَى وبدمشق من أَحْمد بن أَبى الْخَيْر وَخلق وعنى بِالْحَدِيثِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج الحديث: 1144 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 لجَماعَة من الشُّيُوخ كَابْن أَبى عمر وَعَلِيهِ تفقه وَله تصانيف عدَّة وَكَلَامه فى الحَدِيث أَجود من كَلَامه فى الْفِقْه وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَحج مَرَّات وَألقى الدَّرْس بعدة مدارس وَولى الْقَضَاء سنتَيْن وَنصفا وَكَانَ سنيا أثريا وَذكر الذهبى فى مُعْجَمه الْمُخْتَص أَنه كَانَ عَارِفًا بمذهبه بَصيرًا بِكَثِير من الحَدِيث وَعلله وَرِجَاله مليح التَّخْرِيج من كبار أهل الْفَنّ حدث بالكثير وروى عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر ذى الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بالقرافة 1146 - مُسلم بن ثَابت بن الْقَاسِم بن أَحْمد بن النّحاس الْبَزَّار البغدادى الإِمَام الْفَقِيه أَبُو عبد الله بن أَبى البركات وَيعرف ب ابْن جوالق بِضَم الْجِيم سمع من أَبى على بن نَبهَان وتفقه على أَبى الْخطاب الحديث: 1146 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 الكلوذانى وناظر ذكره ابْن القطيعى وَقَالَ سمع مِنْهُ جمَاعَة من الطّلبَة وكتبت عَنهُ وَكَانَ صَحِيح السماع وَذكر الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب أَنه روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر مَاتَ يَوْم الْأَحَد عشرى ذى الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 1147 - مُسلم بن الْحجَّاج بن مُسلم القشيرى النيسابورى أحد الْأَئِمَّة الْحفاظ صَاحب الْمسند الصَّحِيح رَحل إِلَى الْبِلَاد الشاسعة فى طلب الرِّوَايَة سمع من الْأَئِمَّة مِنْهُم يحيى بن يحيى النيسابورى وقتيبة بن سعيد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وإمامنا أَحْمد وَخلق روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم يحيى بن صاعد وَمُحَمّد بن مخلد وَغَيرهمَا وَنقل الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ عَن أَحْمد بن سَلمَة قَالَ رَأَيْت أَبَا زرْعَة وَأَبا حَاتِم يقدمان مُسلم بن الْحجَّاج فى معرفَة الصَّحِيح على مَشَايِخ عصرهما وبإسناده قَالَ مُسلم صنفت هَذَا الْمسند الصَّحِيح الحديث: 1147 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 من ثَلَاثمِائَة ألف حَدِيث مسموعة وَقَالَ مُسلم سُئِلَ أَحْمد حَدِيث بشير أَبى إِسْمَاعِيل عَن سيار أَبُو حَمْزَة وَلَيْسَ هُوَ سيار أَبُو الحكم سيار أَبُو الحكم لم يحدث عَن طَارق بشىء مَاتَ يَوْم الْأَحَد وَدفن يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 1148 - مُضر بن مُحَمَّد بن خَالِد بن الْوَلِيد بن مُضر الأسدى أَبُو مُحَمَّد سمع من يحيى بن معِين وإمامنا أَحْمد روى عَنهُ يحيى بن صاعد وَأَبُو بكر بن مُجَاهِد وَقَالَ الدارقطنى هُوَ ثِقَة مَاتَ سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 1149 - مظفر بن إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة الأديب الشَّاعِر الحديث: 1148 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 العروضى الضَّرِير المصرى موفق الدّين أَبُو الْعِزّ سمع الحَدِيث من أَبى الْقَاسِم بن مُحَمَّد السبتى ومحمود الصابونى وَجَمَاعَة وأتى جمَاعَة من الأدباء وَكَانَ شَاعِرًا جيدا وبرع فى علم الْعرُوض وصنف وَحدث بتصنيفه وشىء من شعره ومدح جمَاعَة كَثِيرَة من الْمُلُوك والوزراء وَغَيرهم توفى سحر يَوْم الْأَحَد تَاسِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة بِمصْر وَدفن من الْغَد بسفح المقطم 1150 - مظفر بن أَبى بكر بن مظفر بن على البغدادى الْفَقِيه الأصولى النظار تقى الدّين أَبُو الميامن سمع من أَبى الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد السباك وتفقه وبرع فى الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول نَاظر وَأفْتى ودرس بالبشرية وَحدث سمع مِنْهُ القلانسى والفرضى وَأَجَازَ للشَّيْخ على بن عبد الصَّمد توفى يَوْم السبت رَابِع عشرى ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالبشيرية وَدفن بِحَضْرَة قبر الإِمَام أَحْمد إِلَى جَانب الشَّيْخ عبد الصَّمد الحديث: 1150 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 1151 - مظفر بن عبد الْكَرِيم بن نجم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد تَاج الدّين أَبُو مَنْصُور ولد بِدِمَشْق وَسمع بهَا من أَبى طَاهِر الخشوعى وَعمر بن طبرزد وحنبل وَغَيرهم تفقه وَأفْتى ودرس بمدرسة جده شرف الْإِسْلَام مُدَّة وَكَانَ لَهُ معرفَة بِالْمذهبِ حدث وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْحَافِظ الدمياطى مَاتَ فى ثَالِث صفر سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة فَجْأَة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون 1152 - مظفر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن الْفراء أَبُو مَنْصُور بن القاضى أَبى يعلى بن القاضى أَبى خازم بن القاضى أَبى يعلى الْكَبِير سمع الحَدِيث واشتغل بالفقه أصولا وفروعا وبرع وناظر وتأدب وَقَالَ الشّعْر الْجيد توفّي شَابًّا يَوْم الحديث: 1151 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 الْجُمُعَة لخمس عشرَة خلت من شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِبَاب حَرْب 1153 - معَاذ بن الْمثنى بن معَاذ بن معَاذ بن نصر ابْن حسان العنبرى البصرى من جملَة الْأَصْحَاب سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن مُحَمَّد بن كرّ العبدى ومسدد والقعنبى وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ قيل لِأَحْمَد الرجل يتْرك الْوتر مُتَعَمدا قَالَ هَذَا رجل سوء تَركه سنة سنّهَا رَسُول الله ثمَّ قَالَ هَذَا سَاقِط الْعَدَالَة إِذا ترك الْوتر مُتَعَمدا مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 1154 - مُعَاوِيَة بن صَالح أَبُو عبد الله هُوَ صَاحب الحديث: 1153 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 التَّارِيخ فى معرفَة الصَّحَابَة رضى الله عَنْهُم وَمَعْرِفَة الثِّقَات والضعفاء حدث عَن يحيى بن معِين وأقرانه قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن المقرىء هُوَ أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن زيد المقرىء فَقَالَ ثِقَة صَحِيح السماع من ابْن لَهِيعَة قَالَ وَسُئِلَ أَحْمد عَن مُحَمَّد بن سَابق فَقَالَ قد كتبنَا عَنهُ 1155 - مَعْرُوف بن الفيرزان أَبُو مَحْفُوظ الكرخى مَنْسُوب إِلَى كرخ بَغْدَاد وَكَانَ أحد الْمَشْهُورين بالزهد وَالصَّلَاح مجاب الدعْوَة وَحكى عَنهُ كرامات وَأسْندَ بعض أَحَادِيث وَذكر عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ يحيى بن أَكْثَم سَمِعت مَعْرُوفا وَذكر عِنْده أَحْمد ابْن حَنْبَل فَقَالَ رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل فَتى عَلَيْهِ اثار النّسك يَقُول كلَاما جمع فِيهِ الْخَيْر سمعته يَقُول من علم أَنه إِذا مَاتَ نسى أحسن وَلم يسىء وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ مَعْرُوف من الأبدال وَهُوَ مجاب الدعْوَة وَذكر فى مجْلِس أَحْمد مَعْرُوف الكرخى فَقَالَ بعض الْحَاضِرين هُوَ قصَّة الْعلم قَالَ أَحْمد أمسك عافاك الله وَهل يُرَاد من الْعلم إِلَّا مَا وصل إِلَيْهِ مَعْرُوف وفى رِوَايَة أَنه سَأَلَهُ ابْنه عبد الله الحديث: 1155 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 هَل كَانَ مَعَ مَعْرُوف من الْعلم فَقَالَ لَهُ يَا بنى كَانَ مَعَه رَأس الْعلم خشيَة الله تَعَالَى وَقَالَ أَحْمد للمروزى إِذا أجزت عَن مَعْرُوف بشىء من أَخْبَار السَّمَاء فاقبله ومعروف كَانَ أستاذ السرى السقطى وَصَحب مَعْرُوفا دَاوُد الطائى وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى قبر مَعْرُوف الترياق المجرب وَقَالَ مَعْرُوف إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا فتح لَهُ بَاب الْعَمَل وأغلق عَنهُ بَاب الجدل وَإِذا أَرَادَ بِعَبْد شرا فتح لَهُ بَاب الجدل وأغلق عَنهُ بَاب الْعَمَل قَالَ مَعْرُوف من أدام النّظر فى الْمُصحف متعهُ الله ببصره وخفف عَن وَالِديهِ الْعَذَاب وَلَو كَانَا كَافِرين وَقَالَ مَعْرُوف من قَالَ حِين يَسْتَيْقِظ من النّوم سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه العلى الْعَظِيم قَالَ الله تَعَالَى لجبريل اقْضِ حَاجَة عبدى وَجِبْرِيل هُوَ الْمُوكل بحوائج بنى ادم ومناقبه وماثره كَثِيرَة مَاتَ سنة مِائَتَيْنِ وَقبل سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ 1156 - معمر بن على بن المعمر بن أَبى عِمَامَة الْبَقَّال أَبُو سعد الْفَقِيه الْوَاعِظ رَيْحَانَة البغدادى سمع من ابْن عَلان والجوهرى الحديث: 1156 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها مفننا وواعظا بليغا فصيحا لَهُ قبُول تَامّ وَجَوَاب سريع وذهن بغدادى يضْرب بِهِ الْمثل وَله كَلِمَات فى الْوَعْظ حَسَنَة ورسائل مستحسنة وَجُمْهُور وعظة حكايات السّلف وَكَانَ يحصل بوعظه نفع كثير حَتَّى أَن أَبَا على بن الْوَلِيد المعتزلى يجلس فى مَجْلِسه ويلعن الْمُعْتَزلَة وَخرج مرّة فلقي مغنية قد خرجت من عِنْد تركى فَقبض على عودهَا وَقطع أوتارها فَعَادَت إِلَى التركى فَأَخْبَرته فَبعث من كبس دَار أَبى سعد وأفلت وَاجْتمعَ بِسَبَب ذَلِك الْحَنَابِلَة وطلبوا من الْخَلِيفَة إِزَالَة الْمُنْكَرَات كلهَا توفى ثامن عشرى ربيع الأول سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بِبَاب حَرْب 1157 - مفضل بن غَسَّان بن الْمفضل الغسانى البصرى ابو عبد الرَّحْمَن سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن أَبِيه وَعبد الله بن دَاوُد الجوهرى وإمامنا أَحْمد وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر بن أَبى الدُّنْيَا وَكَانَ ثِقَة الحديث: 1157 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 1158 - مقَاتل بن صَالح الأنماطى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت صليت على بَارِية شرب عَلَيْهَا الْمُسكر قَالَ الْمُسكر حرَام أعد صَلَاتك قَالَ كنت أقوم وأقعد عَلَيْهَا وأسجد على الأَرْض قَالَ أعد صَلَاتك 1159 - مكى بن أَبى الْقَاسِم عبد الله بن معالى بن عبد الباقى البغدادى الْفَقِيه الْمُحدث أَبُو إِسْحَاق سمع من ابْن نَاصِر والأرموى وأبى بكر بن الزاغونى وأبى الْوَقْت وَغَيرهم واعتنى بِهَذَا الشَّأْن وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب بِخَطِّهِ وَلم يزل يقْرَأ وَيسمع إِلَى اخر عمره وَهُوَ ثِقَة صَحِيح السماع وَقد نسبه القطيعى إِلَى التساهل والتسامح وَلَكِن وَثَّقَهُ ابْن نقطة وَقَالَ إِنَّمَا تكلم فِيهِ ابْن الْأَخْضَر لِأَنَّهُ قَالَ كَانَ يكْتب سَماع أَقوام كَانُوا يتحدثون إِلَى جَانب حَلقَة فَأَما سَمَاعه فَصَحِيح روى عَنهُ اليلدانى توفى لَيْلَة الْجُمُعَة سادس الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بجوار قبر بشر بِبَاب حَرْب الحديث: 1158 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 1160 - مكى بن عمر بن نعْمَة بن يُوسُف بن سيف بن عَسَاكِر المقدسى الأَصْل المصرى الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْحرم بن أَبى حَفْص سمع وَالِده وَأَبا مُحَمَّد بن بَرى النحوى وَمُحَمّد بن أَحْمد الصابونى وَجَمَاعَة وتفقه فى الْمَذْهَب بِمصْر قَالَ المنذرى اشْتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه وَجمع مجاميع فى الْفِقْه وَغَيره وانتفع بِهِ جمَاعَة وَجمع لِلْحَافِظِ عبد الْغنى سيرة توفى فى الْعشْرين من جُمَادَى الاخرة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد إِلَى جَانب وَالِده بشفير الخَنْدَق بسفح المقطم وَأَبوهُ أَبُو حَفْص عمر عرف بِالْبِنَاءِ كَانَ رجلا صَالحا مقرئا قَرَأَ الْقرَان مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ صبورا على نفع الطّلبَة وإقرائهم لَيْلًا وَنَهَارًا مَعَ ارْتِفَاع سَنَده حدث عَن أَبى الْفَتْح الكروخى توفى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة الحديث: 1160 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 1161 - مكى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة البغدادى الأديب أَبُو جَعْفَر كَانَ فَاضلا عَارِفًا بالأدب نظم مُخْتَصر الخرقى وقرىء عَلَيْهِ مَرَّات وَهُوَ أَخُو الْوَزير أَبى المظفر توفى بنواحى الْموصل سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 1162 - منجى بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجى التنوخى الْفَقِيه الأصولى الْمُفَسّر النحوى زين الدّين أَبُو البركات بن عز الدّين بن القاضى وجيه الدّين حضر على بن الْحسن بن المقبر وجعفر الهمذانى وَغَيرهمَا وتفقه على أَصْحَاب جده وَأَصْحَاب الشَّيْخ موفق الدّين وَقَرَأَ الْأُصُول على كَمَال الدّين التغلبى والنحو على ابْن مَالك وبرع فى ذَلِك كُله درس وَأفْتى وناظر وصنف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة مذْهبه بِالشَّام الحديث: 1161 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 وَله تصانيف مِنْهَا شرح الْمقنع وَجلسَ فى الْجَامِع للإشتغال وَالْفَتْوَى ثَلَاثِينَ سنة مُتَبَرعا وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مَعْرُوفا بالذكاء وَصِحَّة الْفَهم وَسُئِلَ الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك عَن شرح الألفيه قَالَ شرحها لكم ابْن المنجى درس بعدة مِدْرَاس وَأخذ عَنهُ الْفِقْه الشَّيْخ تقى الدّين بن تَيْمِية وتقى الدّين الزريرانى وَحدث فَسمع مِنْهُ ابْن الْعَطَّار والمزى والبرزالى توفى يَوْم الْخَمِيس رَابِع شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 1163 - مُنْذر بن شَاذان أَبُو عَمْرو من أهل الرى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَت عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل صَالِحَة كلهَا غرائب وَهُوَ رجل مَعْرُوف مَشْهُور 1164 - مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مَالك أَبُو نصر القزوينى ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن إمامنا أَحْمد رضى الله عَنهُ 1165 - مَنْصُور بن مُحَمَّد بن قُتَيْبَة أَبُو نصر وراق أَبى ثَوْر روى عَن الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 1166 - مهنا بن يحيى الشامى السلمى أَبُو عبد الله الحديث: 1163 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 حدث عَن بَقِيَّة بن الْوَلِيد ومكى بن إِبْرَاهِيم وَيزِيد بن هَارُون وَعبد الرَّزَّاق وإمامنا أَحْمد جمع روى عَنهُ حمدَان الْوراق وَعبد الله ابْن إمامنا وَسَهل التسترى قَالَ أَبُو بكر الْخلال هُوَ من أكَابِر أَصْحَابنَا روى عَن أَبى عبد الله من الْمسَائِل مَا فَخر بِهِ وَكَانَ أَبُو عبد الله يُكرمهُ وَيعرف لَهُ حق الصُّحْبَة ورحل مَعَه إِلَى عبد الرَّزَّاق وَصَحبه إِلَى أَن مَاتَ قَالَ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد سَمِعت مهنا يَقُول صَحِبت أَبَا عبد الله فتعلمت مِنْهُ الْعلم وَالْأَدب واكتسبت بِهِ مَالا إِلَى أَن قَالَ فَأعْطَاهُ أَبُو مُوسَى أَرْبَعَة الاف بعد مُشَاورَة أَحْمد مرَارًا أَن يكْتب إِلَى أَبى مُوسَى فى شَأْنه مرَارًا فَلم يفعل فَأمر وَلَده بِالْكِتَابَةِ إِلَيْهِ وَكَانَ كَذَلِك ثمَّ إِنَّه اتّجر بهَا حَتَّى صَارَت نَحوا من ثَلَاثِينَ ألفا وَقَالَ مهنا سَأَلت أَحْمد عَن يزِيد بن مُعَاوِيَة فَقَالَ هُوَ الذى فعل بِالْمَدِينَةِ مَا فعل قلت وَمَا فعل قَالَ نهبا قلت فيذكر عَنهُ الحَدِيث قَالَ لَا يذكر عَنهُ الحَدِيث وَلَا ينبغى لأحد أَن يكْتب عَنهُ حَدِيثا قلت وَمن كَانَ مَعَه بِالْمَدِينَةِ حِين فعل مَا فعل قَالَ أهل الشَّام قلت وَأهل مصر قَالَ لَا إِنَّمَا كَانَ أهل مصر أَمر فى عُثْمَان رضى الله عَنهُ وَقَالَ مهنا سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل مَا أفضل الْأَعْمَال قَالَ طلب الْعلم قَالَ لمن صحت نِيَّته قلت وأيش تَصْحِيح النِّيَّة قَالَ ينوى يتواضع فِيهِ وينفى عَنهُ الْجَهْل 1167 - موفق الدّين الْيُسْرَى البغدادى الْفَقِيه كَانَ من الحديث: 1167 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 مَشَايِخ الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق توفى فى رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ عقيب الْجُمُعَة هُوَ وَعشرَة أنفس أحدهم الشَّيْخ يُونُس عَم الشَّيْخ سيف الرجيحى 1168 - موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر الجواليقى أَبُو مَنْصُور بن أَبى طَاهِر شيخ أهل اللُّغَة فى زَمَانه سمع الحديث: 1168 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 الْكثير من أَبى ابْن الْقَاسِم بن القسرى وأبى الْحسن على بن مُحَمَّد الْخَطِيب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 الأنبارى وَجَمَاعَة ودرس الْعَرَبيَّة على أَبى زَكَرِيَّا التبريزى سبع عشرَة سنة وبرع فى علم اللُّغَة والعربية ودرس الْعَرَبيَّة فى الْمدرسَة النظامية بعد شَيخنَا أَبى زَكَرِيَّا مُدَّة ثمَّ قربه المقتفى لأمر الله فاختص بإمامته فى الصَّلَوَات وَكَانَ المقتفى يقْرَأ عَلَيْهِ شَيْئا من الْكتب وانتفع بذلك وَبَان أَثَره فى توقيعاته وَكَانَ من أهل السّنة المحامين عَنْهَا ذكره ابْن شَافِع وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن السمعانى وَابْن الجوزى وَقَالَ ابْن خلكان صنف التصانيف وانتشرت عَنهُ مثل شرح كتاب أدب الْكَاتِب وَكتاب المعرب وتتمة درة الغواص للحريرى وخطه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 مَرْغُوب فِيهِ وَكَانَ يصلى بالمقتفى بِاللَّه فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ أول مَا دخل فَمَا زَاد على أَن قَالَ السَّلَام على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ ابْن التلميذ النصرانى وَكَانَ قَائِما وَله إدلال الْخدمَة والطب مَا هَكَذَا يسلم على أَمِير الْمُؤمنِينَ يَا شيخ فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ ابْن الجواليقى وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سلامى هُوَ مَا جَاءَت بِهِ السّنة النَّبَوِيَّة وروى فى الحَدِيث ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو حلف حَالف أَن نصارنيا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 أَو يَهُودِيّا لم يصل إِلَى قلبه نوع من أَنْوَاع الْعلم على الْوَجْه لما لَزِمته كَفَّارَة لِأَن الله ختم على قُلُوبهم وَلنْ يفك ختم الله إِلَّا الْإِيمَان فَقَالَ صدقت وأحسنت وكأنما ألْجم ابْن التلميذ بِحجر مَعَ فَضله وغزارة أدبه حدث بالعوالى روى عَنهُ ابْن نَاصِر وَابْن السمعانى وَابْن الجوزى توفى يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْقصر وَتقدم النَّاس فى الصَّلَاة قاضى الْقُضَاة الزينى وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَدفن بِبَاب حَرْب 1169 - مَيْمُون بن الإصبغ النصيبى حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت أَحْمد بن حَنْبَل فى دَار المعتصم فى يَوْم المحنة فَضرب سِتَّة أسواط فَمن شدَّة الضَّرْب انْقَطَعت دكته وانحل سراويله فَرَأَيْت أَحْمد قد لحظ السَّمَاء بطرفه وحرك شَفَتَيْه بشىء لَا أدرى مَا هُوَ فَعَاد سراويله إِلَى مَا كَانَ فَبكى الْحَاجِب حَتَّى بل دمعه الأَرْض وَكَانَ رجلا من أهل طوس 1170 - مخة أُخْت بشر بن الْحَارِث وَكَانَ لَهَا أختَان الحديث: 1169 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 غَيرهَا إِحْدَاهمَا مُضْغَة وَالْأُخْرَى زبدة وَكَانَ الْأَخَوَات الثَّلَاث معروفات بِالْعبَادَة والورع وأكبرهن مُضْغَة وهى أكبر من بشر وَلما مَاتَت توجع عَلَيْهَا بشر توجعا شَدِيدا وَبكى بكاء كثيرا فَقيل لَهُ فى ذَلِك فَقَالَ قَرَأت فى بعض الْكتب أَن العَبْد إِذا قصر فى خدمَة ربه سلبه أنيسه وَهَذِه كَانَت أنيستى فى الدُّنْيَا وَقيل قَالَ هَذَا يَوْم مَاتَت مخة وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد جَاءَت مخة إِلَى أَبى فَقَالَت إنى إمرأة رَأس مالى دانقان أشترى الْقطن فأردنه فأبيعه بِنصْف دِرْهَم فأتقوت بدانق من الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة فَمر ابْن طَاهِر الطَّائِف وَمَعَهُ مشعل فَوقف يكلم أَصْحَابه الْمَشَايِخ فاستغنمت ضوء المشعل فغزلت طاقات ثمَّ غَابَ عَنى المشعل فَعلمت أَن لله فى مُطَالبَة فخلصنى خلصك الله فَقَالَ لَهَا تخرجين الدانقين وتبقين بِلَا رَأس مَال حَتَّى يعوضك الله خيرا فَقَالَ عبد الله فَقلت لأبى يَا أبه لَو قلت لَهَا لَو أخرجت الذى أدْركْت فِيهِ الطاقات فَقَالَ يَا بنى سؤالها لَا يحْتَمل التَّأْوِيل ثمَّ قَالَ من هَذِه قلت مخة أُخْت بشر بن الْحَارِث فَقَالَ من هَاهُنَا أتيت وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد كنت يَوْمًا مَعَ أَبى فدق داق الْبَاب قَالَ لى أخرج فَانْظُر من فى الْبَاب قَالَ فَخرجت فَإِذا إمرأة قَالَت لى اسْتَأْذن لى على أَبى عبد الله تعنى أَبَاهُ قَالَ فاستئذنته فَقَالَ ادخلها قَالَ فَدخلت فَسلمت وَجَلَست وَقَالَت يَا أَبَا عبد الله أَنا إمرأة أغزل بِاللَّيْلِ فى السراج فَرُبمَا طفىء السراج فأغزل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 فى الْقَمَر فعلى أَن أبين غزل الْقَمَر من غزل السراج فَقَالَ لَهَا إِن كَانَ عنْدك بَينهمَا فرق فَعَلَيْك أَن تبيني ذَلِك قَالَ فَقَالَت لَهُ يَا أَبَا عبد الله أَنِين الْمَرَض شكوى قَالَ أَرْجُو أَن لَا يكون شكوى وَلكنه اشتكاء إِلَى الله تَعَالَى قَالَ فودعته وَخرجت قَالَ فَقَالَ يَا بنى مَا سَمِعت قطّ إنْسَانا سَأَلَ عَن مثل هَذَا اتبع هَذِه الْمَرْأَة فَانْظُر أَيْن تدخل قَالَ فاتبعتها فَإِذا هِيَ فَرَجَعت فَقلت لَهُ قد دخلت إِلَى بَيت بشر وَإِذا هى أُخْته قَالَ فَرَجَعت فَقلت لَهُ فَقَالَ محَال أَن تكون مثل هَذِه إِلَّا أُخْت بشر وَقَالَ بشر تعلمت الْوَرع من أختى فَإِنَّهَا كَانَت تجتهد أَن لَا تَأْكُل مَا للمخلوق فِيهِ صنع 1171 - مَيْمُونَة بنت الْأَقْرَع الورعة المتعبدة كتبت عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ المروذى ذكر لأبى عبد الله مَيْمُونَة بنت الْأَقْرَع فَقلت لَهُ إِنَّهَا أَرَادَت أَن تبيع غزلها فَقَالَت للغزال إِذا بِعْت هَذَا الْغَزل فَقل إنى رُبمَا كنت صَائِمَة فَأرْخى يدى فِيهِ ثمَّ ذهبت وَرجعت فَقَالَت رد على الْغَزل أَخَاف أَن لَا يبين الغزال هَذَا فترحم أَبُو عبد الله عَلَيْهَا وَقَالَ قد جاءتنى وكتبت لَهَا أَشْيَاء فى غسل الْمَيِّت الحديث: 1171 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 - حرف النُّون - 1172 - نجم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن على الشيرازى ثمَّ الدمشقى الأنصارى الشَّيْخ نجم الدّين بن شرف الْإِسْلَام الشَّيْخ أَبى الْفرج شيخ الْحَنَابِلَة فى وقته سمع وَأفْتى ودرس وَهُوَ ابْن ونيف وَعشْرين سنة إِلَى أَن مَاتَ وعاش مرفها لم يل ولَايَة من جِهَة سُلْطَان ومازال مُحْتَرما مُعظما ممتعا قَوِيا وَقَالَ رَأَيْت الْحق عز وَجل فى منامى قبل أَن يَمُوت بِسنة فَقَالَ يَا نجم أما علمتك وَكنت جَاهِلا قلت بلَى يارب قَالَ أما أغنيتك وَكنت فَقِيرا قلت بلَى يارب قَالَ أما أمت سواك وأحييتك وَجعل يعدد النعم ثمَّ قَالَ أَعطيتك مَا أَعْطَيْت مُوسَى بن عمرَان الحديث: 1172 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 قَالَ وَلَده نَاصح الدّين بن الحنبلى وَكَانَ الشَّيْخ موفق الدّين وَأَخُوهُ أَبُو عمر إِذا أشكل عَلَيْهِمَا شىء سَأَلَا والدى وَخرج لَهُ أَبُو الْخَيْر سَلامَة بن إِبْرَاهِيم الْحداد مشيخة فَذكر المنذرى أَن لَهُ إجَازَة من أَبى الْحسن بن الزاغونى وَغَيره توفى فى ثانى عشر ربيع الْأُخَر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بسفح قاسيون وَكَانَ لَهُ عدَّة إخْوَة مِنْهُم بهاء الدّين عبد الْملك وَمِنْهُم سديد الدّين عبد الكافى قَالَ نَاصح الدّين كَانَ فَقِيها مستظهرا وَوعظ فى شبابه وَكَانَ يذكر الدَّرْس فى الْحلقَة مُسْتَندا إِلَى خزانَة أَبِيه وَكَانَ شجاعا مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن تَحت مغارة الدَّم وَمِنْهُم الشَّيْخ شمس الدّين عبد الْحق قَالَ الناصح كَانَ فَقِيها عفيفا عَاقِلا عفيفا حسن الْعشْرَة كثير الصَّدَقَة سَافر فى طلب الْعلم وَقَرَأَ الْهِدَايَة ورحل إِلَى بِلَاد الْعَجم وَرَأى أمة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 خُرَاسَان ثمَّ عَاد إِلَى دمشق مَاتَ فى جُمَادَى الاخرة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون وَمِنْهُم الشَّيْخ شرف الدّين مُحَمَّد كَانَ فَقِيها فرضيا يعرف الْغَزَوَات ويعبر المنامات ويتجر دفن بِالْبَابِ الصَّغِير وَمِنْهُم الشَّيْخ عز الدّين عبد الهادى كَانَ فَقِيها واعظا شجاعا حسن الصَّوْت بالقران شَدِيدا فى السّنة شَدِيد القوى حكى عَنهُ أَنه بارز فَارِسًا فى الإفرنج فَضَربهُ بدبوس فَقطع ظَهره وَظهر الْفرس فوقعا جَمِيعًا وَيُقَال إِنَّه رفع الْحجر الذى على بِئْر جَامع دمشق فَمشى بِهِ خطوَات ثمَّ رده إِلَى مَكَانَهُ بنى مدرسة بِمصْر وَمَات قبل تَمامهَا 1173 - نصر بن عمرَان ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد رضى الله عَنهُ 1174 - نصر بن عبد الْعَزِيز بن صَلَاح بن مُحَمَّد بن عمار ابْن عَبدُوس الحرانى الْفَقِيه الزَّاهِد شمس الدّين أَبُو الْفَتْح أَخذ الْعلم الحديث: 1173 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 عَن جمَاعَة كأبى الْحسن بن عَبدُوس وَسمع درس أَبى الْفَتْح ابْن الْمَنّ وَسمع بِبَغْدَاد الحَدِيث من ابى الْفَتْح بن البطى وأبى الْفضل ابْن شَافِع وَكَانَ فَقِيها صَالحا ينْقل الْمَذْهَب جيدا وَكَانَ أَبيض قَصِيرا وَشعر لحيته أَحْمَر حكى عَنهُ أَنه كَانَ يَأْخُذ اللحمة من المقلى ويضعها فى فِيهِ وَلَا يتَضَرَّر بذلك وَله كتاب تَعْلِيم الْعَوام مَا السّنة فى الْإِسْلَام وَحدث بِهِ وسَمعه ابْن أَبى الْفَهم وَغَيره وَسمع مِنْهُ الحَدِيث أَحْمد بن سَلامَة النجار مَاتَ ابْن عَبدُوس قبل الستمائة بامد 1175 - نصر بن عبد الرَّزَّاق بن أَبى صَالح الجيلى الأَصْل الْفَقِيه المناظر الْمُحدث قاضى الْقُضَاة شيخ الْوَقْت عماد الدّين أَبُو صَالح أَقرَأ الْقرَان فى صباه وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَعَمه وشهدة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ السلفى وَغَيره تفقه على وَالِده الحديث: 1175 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 وأبى الْفَتْح بن المنى وبرع فى الْمَذْهَب وناظر وَتكلم فى مسَائِل الْخلاف وَكَانَ يدرس بمدرسة جده ويعظ بهَا وَعقد مجَالِس لإملاء للْحَدِيث وَكَانَ يملى الحَدِيث من حفظه وَالنَّاس يَكْتُبُونَ وأملى فى مجْلِس حكمه وَكَانَ عَظِيم الْقدر بعيد الصيت مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَقد وَقع بَينه وَبَين أَبى الْبَقَاء العكبرى وَابْن الجوزى مُنَازعَة فى أَحَادِيث الصِّفَات وَثَبت هُوَ على إِقْرَاره كَمَا جَاءَ من غير تَأْوِيل وَلَا إِنْكَار وانتشر الْكَلَام حَتَّى خرج الْأَمر من جِهَة الْخلَافَة بِالسُّكُوتِ من الْجِهَتَيْنِ حسما للفتنة وَهُوَ أول من دعى من أَصْحَابنَا بقاضى الْقُضَاة وَإِنَّمَا ولى بِشُرُوط مِنْهَا أَن يُورث ذوى الْأَرْحَام فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وعزل فى اخر عمره وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وانتفعوا بِهِ وَفِيه يَقُول الصرصرى فى قصيدته اللامية الَّتِى امتدح فِيهَا الإِمَام وَأَصْحَابه (وَفِي عصرنا قد كَانَ فِي الْفِقْه قدوة ... أَبُو صَالح نصر لكل مُؤَمل) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 وَسمع مِنْهُ الحَدِيث خلق وروى عَنهُ النجيب الحرانى والكمال البرزالى توفى سحر يَوْم الْأَحَد سادس عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْقصر وحضره خلائق وَارْتَفَعت الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 الْأَصْوَات وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَدفن فى دكة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 1176 - نصر بن أَبى السُّعُود بن مظفر بن الْخضر بن بطة الحديث: 1176 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 البعقوبى الضَّرِير الْفَقِيه تَاج الدّين أَبُو الْقَاسِم من أهل بعقوبا دخل بَغْدَاد فى صباه فَقَرَأَ الْقرَان على الْحسن بن على بن عُبَيْدَة وَسمع بهَا الحَدِيث من أَبى الْفَتْح بن شاتيل وَابْن الجوزى وَغَيرهمَا وتفقه فى الْمَذْهَب وبرع وَأفْتى وناظر وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ القادرية وروى مُخْتَصر الخرقى عَن عبد الخالق عبد الْوَهَّاب الصابونى عَن ابْن كادش عَن أَبى على الْمُبَارك عَن ابْن سمعون عَنهُ وَأَجَازَ لعبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش وَسليمَان بن حَمْزَة وأبى بكر بن عبد الدَّائِم والحجار توفى لَيْلَة الثانى وَالْعِشْرين من جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَدفن بِبَاب حَرْب 1177 - نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَبى الْفَتْح هَاشم بن إِسْمَاعِيل الشَّيْخ الإِمَام عَلامَة الزَّمَان قاضى الْقُضَاة نَاصِر الدّين أَبُو الْفَتْح الكنانى العسقلانى ثمَّ المصرى سمع الميدومى وَجَمَاعَة واشتغل فى الْعُلُوم وتفنن ودرس وناظر وَأفْتى وناب فى الْقَضَاء عَن حموه الحديث: 1177 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 قاضى الْقُضَاة موفق الدّين مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بعد وَفَاة الْمَذْكُور فباشر تسعا وَعشْرين سنة وَنصفا وَكَانَت مُبَاشَرَته للْقَضَاء نِيَابَة وأصالة مَا يزِيد على سِتّ وَأَرْبَعين سنة وَكَانَ من الْقُضَاة العدولى مثابرا على التَّهَجُّد فى اللَّيْل درس بالشيخونية وَحدث وَقَالَ بَعضهم سمع جُزْء ابْن قلاقس عَالِيا من اصحاب السبط بِالْإِجَازَةِ توفى لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادى عشرى شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد حموه قاضى الْقُضَاة موفق الدّين خَارج بَاب النَّصْر وَحضر جنَازَته نَائِب السلطنة سودون والحجاب والقضاة والأعيان الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 1178 - نصر بن فتيَان بن مطر النهروانى ثمَّ البغدادى أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الزَّاهِد الْمَعْرُوف بِابْن المنى نَاصح الْإِسْلَام وَأحد الحديث: 1178 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 الْأَعْلَام فَقِيه الْعرَاق على الْإِطْلَاق سمع من أَبى بكر بن الدنف وَمن القاضى أَبى بكر ابْن عبد الباقى وأبى الْحسن بن الزاغونى ولازمه حَتَّى برع فى الْفِقْه وَتقدم على أَصْحَابه وَأعَاد لَهُ الدَّرْس وَصرف همته إِلَى الْفِقْه أصولا وفروعا مذهبا وَخِلَافًا واشتغالا وإشغالا ومناظرة وتصدر للتدريس والاشغال والإفادة وَطَالَ عمره وَبعد صيته وقصده الطّلبَة من الْبِلَاد وَشد إِلَيْهِ الرّحال فى طلب الْفِقْه وَتخرج بِهِ أَئِمَّة كَثِيرُونَ قَالَ ابْن الحنبلى أفتى ودرس نَحوا من سبعين سنة وَلَا تزوج وَلَا تسرى وَلَا ركب بغلة وَلَا فرسا وَلَا ملك مَمْلُوكا وَلَا لبس الثِّيَاب الفاخرة إِلَّا لِبَاس التَّقْوَى وَكَانَ أَكثر طَعَامه مَاء الباقلاء وَكَانَ إِذا فتح الله عَلَيْهِ بشىء فرقه بَين أَصْحَابه وَكَانَ لَا يتَكَلَّم فى الْأُصُول وَيكرهُ من يتَكَلَّم فِيهِ سليم الِاعْتِقَاد انْتهى وَقد أضرّ بعد الْأَرْبَعين سنة وَثقل سَمعه وَكَانَت تعليقة الْخلاف على ذهنه وفقهاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 الْحَنَابِلَة الْيَوْم فى سَائِر الْبِلَاد يرجعُونَ إِلَيْهِ وَإِلَى أَصْحَابه الْيَوْم فَإِن الْفِقْه انْتَشَر من جِهَة الشُّيُوخ والكتب إِلَى الشَّيْخَيْنِ موفق الدّين المقدسى ومجد الدّين ابْن تَيْمِية الحرانى فَأَما الشَّيْخ موفق الدّين فَهُوَ تِلْمِيذه وَعنهُ أَخذ الْفِقْه وَأما ابْن تَيْمِية فَهُوَ تليمذ تليمذه أَبى بكر مُحَمَّد ابْن الحلاوى وَله تعليقة وَأما تعليقة فى الْخلاف كَبِيرَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه جمَاعَة من الشاميين مِنْهُم موفق الدّين والحافظ عبد الْغنى وَأَخُوهُ الشَّيْخ الْعِمَاد والبهاء عبد الرَّحْمَن والشهاب بن الرَّاجِح وناصح الدّين ابْن الحنبلى وَمن البغداديين أَبُو بكر ابْن الحلاوى وَالْفَخْر إِسْمَاعِيل وَغَيرهمَا وَمن الحرانيين الشَّيْخ فَخر الدّين بن تَيْمِية والموفق ابْن صديق وَابْن الصيقل وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ موفق الدّين وبهاء الدّين عبد الرَّحْمَن المقدسيان توفى يَوْم السبت ودفناه يَوْم الْأَحَد خَامِس رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَحضر جنَازَته الْجمع الْغَفِير وَقدم الشَّيْخ الصَّالح سعد بن عُثْمَان بن مَرْزُوق المصرى فى الصَّلَاة عَلَيْهِ إِمَامًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 1179 - نصر الله بن مُحَمَّد بن عَيَّاش بن حَامِد الشَّيْخ نَاصِر الدّين أَبُو الْفتُوح الصالحى أجَاز لَهُ الشَّيْخ موفق الدّين وَمُحَمّد ابْن أَحْمد وَسمع أَبَا الْمجد القزوينى وَأَبا الْقَاسِم بن صصرى وَجَمَاعَة وَحدث بالكثير روى عَنهُ ابْن الخباز حَدثنَا فى مشيخته الَّتِى حدث بهَا سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ شَيخا صَالحا خيرا متزهدا بشوش الْوَجْه حُلْو المحاضرة متوددا قَرَأَ بعض سماعاته على الشُّيُوخ وَكَانَ محبا للْحَدِيث ويحفظ متونا كَثِيرَة توفى لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة الحديث: 1179 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 1180 - نصر بن مَنْصُور بن الْحسن هُوَ من ولد قيس الحديث: 1180 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 ابْن غيلَان بن مَنْصُور بن نزار النميرى الأديب الشَّاعِر أَبُو المرهف نَشأ بِالشَّام وخالط أهل الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْفَائِق حفظ الْقرَان وَسمع الحَدِيث من ابْن الْحصين والقاضى أَبى بكر وَابْن نَاصِر وَغَيرهم وتفقه فى الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْغَرِيب وَالْأَدب على أَبى مَنْصُور بن الجواليقى وَصَحب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ كالشيخ عبد الْقَادِر وَكَانَ فصيح القَوْل حسن الْمعَانى ذَا دين وَصَلَاح وَفضل فى السّنة وَحدث سمع مِنْهُ القطيعى وَغَيره توفى يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر ربيع الاخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 1181 - نصر بن مُحَمَّد بن على بن أَبى الْفرج أَحْمد بن الحصرى الهمذانى البغدادى الْفَقِيه المقرىء الْحَافِظ الأديب أَبُو الْفرج بن أَبى الْفرج برهَان الدّين قَرَأَ الْقرَان بالروايات على أَبى بكر الحديث: 1181 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 ابْن الزاغونى وَجَمَاعَة وَسمع الحَدِيث من أَبى الْوَقْت وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر وَغَيرهمَا وعنى بِهَذَا الشان وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ شَيخا صَالحا متعبدا وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن نقطة وَابْن النجار ورويا عَنهُ وَقَالَ طَلْحَة العلثى مَا فى بَغْدَاد مثل الْبُرْهَان بن الحصرى فى علم الْقرَاءَات مَا يقدر أحد أَن يقْرَأ عَلَيْهِ سُورَة كَامِلَة من شدَّة تحريره حدث وَسمع مِنْهُ خلق كالضياء والبرزالى توفى فى الْمحرم سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة 1182 - نعيم بن طريف نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا مَا رَوَاهُ نعيم عَن أَحْمد بن حَنْبَل فى تَفْسِير حَدِيث النبى لايزال الله يغْرس فى هَذَا الدّين غرسا قَالَ هم أَصْحَاب الحَدِيث 1183 - نعيم بن ناعم أَبُو حَاتِم نقل عَن إمامنا أَشْيَاء الحديث: 1182 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن النفير يجىء أيخرج الرجل من غير أَن يَأْذَن لَهُ أَبَوَاهُ قَالَ إِذا صَحَّ عِنْده أَنهم قد جَاءُوا يخرج فيغيث الْمُسلمين وَقَالَ سَأَلت أَحْمد عَن أَسِير فى أيدى الْعَدو فجَاء الْعَدو عَدو لَهُم يُقَاتل مَعَهم قَالَ إِن خَافَ على نَفسه وَسَأَلت أَحْمد أيضع الْكتب تَحت رَأسه قَالَ أى كتب قَالَ كتب الحَدِيث قَالَ إِذا خَافَ أَن تسرق فَلَا بَأْس وَإِمَّا أَن يتَّخذ وسَادَة فَلَا 1184 - النفيس بن مَسْعُود بن أَبى سعيد بن على السلامى الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد قَرَأَ الْقرَان تفقه على الشَّيْخ أَبى الْفَتْح ابْن المنى وَتكلم فى مسَائِل الْخلاف وَسمع من غير وَاحِد وَوعظ واحتضر فى شبابه فتوفى فى يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ عِنْد جَامع السُّلْطَان بالجانب الشرقى وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ الحديث: 1184 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 1185 - نوح بن حبيب القومسى حدث عَن إمامنا باشياء وَقد رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل فى مَسْجِد الْخيف سنة ثَمَان وَتِسْعين وَابْن عُيَيْنَة حى وَهُوَ فتيا وَاسِعَة روى عَن ابْن إِدْرِيس وَالْقطَّان وَعنهُ أَبُو دَاوُد وَالْحسن بن سُفْيَان وَهُوَ ثِقَة وَصَاحب سنة توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 1185 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 - حرف الْهَاء - 1186 - هَارُون الأنطاكى قَالَ كَانَ أَحْمد رُبمَا أخرج إِلَى من أَحَادِيث السُّلْطَان قَالَ يَقُول لى يَا أَبَا جَعْفَر هَذِه خيط رقبتى فَانْظُر كَيفَ يعْنى لَا تشهرها ذكره أَبُو الْحُسَيْن 1187 - هَارُون بن سُفْيَان المستملى الْمَعْرُوف ب مكحله قَالَ أَبُو بكر الْخلال عَنهُ هُوَ رجل قديم مَشْهُور مَعْرُوف عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل كَثِيرَة وَمَات لم يحدث بهَا وَأخرج ابْنه سُفْيَان بِخَط أَبِيه عَن أَبى عبد الله مسَائِل صَالِحَة وَذكر أَنه يخرج الباقى وَنقل هَارُون عَن الإِمَام فى الرجل يدْفن فى بَيت من دَاره لَا بَأْس أَن يَبِيعهُ الْوَرَثَة أَو يدخلوه فى الدَّار مَا لم يبيحوه للْمُسلمين فيدفنوا فِيهِ إِذا أباحوه فَلَيْسَ لَهُم أَن يرجِعوا فِيهِ وَأما إِذا كَانَ هَكَذَا فَلَا بَأْس أَن يبيعوه أَو يدخلوه فى الدَّار إِن شَاءَ الله مَاتَ بِبَغْدَاد سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 1186 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 1188 - هَارُون بن سُفْيَان بن بشر أَبُو سُفْيَان هُوَ مستملى يزِيد بن هَارُون مَعْرُوف ب الديك حدث عَن يزِيد بن هَارُون ومعاذ بن فضَالة وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الرجل يصلى فِي قَمِيص وَاحِد قَالَ إِذا كَانَ ضَعِيفا فَلَا بَأْس بِهِ 1189 - هَارُون بن عبد الله بن مَرْوَان بن مُوسَى الْبَزَّاز يعرف بالحمال أَبُو مُوسَى ذكر عبد الْغنى بن سعيد الْحَافِظ أَنه كَانَ فى ابْتِدَاء أمره بزازا فَلَمَّا تزهد حمل قَالَ أَبُو بكر الْخلال فى حَقه رجل كَبِير السن قديم السماع كَانَ أَبُو عبد الله يُكرمهُ وَيعرف حَقه وقدمته وجلالته وَكَانَ عِنْده عَن أَبى عبد الله جُزْء كَبِير مسَائِل حسان جدا حدث عَنهُ البخارى والبغوى وَعبد الله بن الإِمَام وَأَبُو بكر الْأَثْرَم الحديث: 1188 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 قَالَ وَلَقَد حَدَّثَنى عَن أَحْمد الثِّقَة هَارُون بن عبد الله الْبَزَّاز فقد كَانَ من الْإِسْلَام بمنزل رفيع أَنه قَالَ لَهُ أَلَيْسَ الْقرَان غير مَخْلُوق فى كل حَال قَالَ بلَى وَحكى عَنهُ الْإِنْكَار الشَّديد على من قَالَ لَفظه بالقران كَذَا وَكَذَا كَمَا قَالَ السُّؤَال الضال المضل وَنقل هَارُون الْحمال عَن أَحْمد أَنه سَأَلَهُ عَمَّن لَهُ قرَابَة بِالْقربِ من بَغْدَاد على خَمْسَة فراسخ وَأَقل وَأكْثر يبْعَث إِلَى قرَابَته بِزَكَاة مَاله قَالَ لَا بَأْس أَن يعطيهم مَا لم يكن سفرا تقصر فِيهِ الصَّلَاة وَقَالَ هَارُون الْحمال الْقرَان كَلَام الله لَيْسَ بمخلوق على كل حَال وعَلى كل جِهَة وَمن زعم أَن أَسمَاء الله مخلوقة فَهُوَ عندى كَافِر ثمَّ قَرَأَ (قل هُوَ الله أحد) إِلَى اخر السُّورَة مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 1190 - هَارُون بن عبد الرَّحْمَن العكبرى أَبُو مُوسَى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا مَا قَالَ هَارُون سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل لما قدم عكبرا فى خَان مليح قلت يَا أَبَا عبد الله الْقرَان كَلَام الله غير مَخْلُوق مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود قَالَ مِنْهُ بَدَأَ علمه وَإِلَيْهِ يعود حكمه 1191 - هَارُون بن عِيسَى الْخياط أَبُو أَحْمد ذكره ابْن ثَابت الحديث: 1190 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 فَقَالَ سمع أَحْمد بن حَنْبَل روى عَنهُ ابْن مخلد وَقد ذكر القاضى أَبُو الْحُسَيْن بِإِسْنَادِهِ أَن هَارُون الْخياط قَالَ سَأَلَ أَحْمد وَأَنا شَاهد عَن رجل حلف بِالطَّلَاق ثَلَاثًا أَلا يتَزَوَّج مَا دَامَت أمة حَيَّة قَالَ إِن كَانَ قد تزوج امْرَهْ أَن يُطلق وَإِن كَانَ لم يتَزَوَّج لم امْرَهْ إِن يتَزَوَّج مَاتَ سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 1192 - هَارُون بن يَعْقُوب الهاشمى سمع من إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَبى سَأَلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْقِرَاءَة بالألحان قَالَ بِدعَة محدثة قلت تكرههُ يَا أَبَا عبد الله قَالَ نعم إِلَّا مَا كَانَ من طبع كَمَا كَانَ أَبُو مُوسَى فَأَما تعلمه فبدعة مَكْرُوهَة 1193 - هبة الله بن الْحسن بن أَحْمد الْمَعْرُوف بالأشقر الحديث: 1192 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 المقرىء البغدادى قَرَأَ الْقرَان على مُحَمَّد بن خَالِد الْبَزَّار وَغَيره قَالَ ابْن الساعى كَانَ شَيخا فَاضلا حسن التِّلَاوَة عَالما بِوُجُوه الْقرَاءَات وطرقها وتعليلها وإعرابها بَصيرًا بالنحو واللغة وَسمع شَيْئا من الحَدِيث قَرَأَ عَلَيْهِ الْخَلِيفَة الظَّاهِر والوزير ابْن النَّاقِد فَلَمَّا ولى الظَّاهِر الْخلَافَة وَابْن النَّاقِد الوزارة أكرماه وَأَجْلَاهُ وَكَانَ الْمُسْتَنْصر يقْرَأ عَلَيْهِ الْقرَان وَكَانَ لَا يقبل الأَرْض إِذا دخل عَلَيْهِ فَقيل لَهُ فى ذَلِك فَقَالَ لَا ينبغى ذَلِك إِلَّا لله تَعَالَى فحجب عَن الدُّخُول عَلَيْهِ وَأَجَازَ لعبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش توفى فى صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ 1194 - هبة الله بن عبد الله بن كَامِل بن حُبَيْش البغدادى الصوفى الْفَقِيه أَبُو على سمع الحَدِيث من القاضى أَبى بكر عبد الباقى وَجَمَاعَة وتفقه على أَبى على ابْن القاضى وَتقدم فى رباطه على جمَاعَة من المتصوفة وَكَانَ دينا توفى فى الْمحرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد قَرِيبا من بشر الحافى رضى الله عَنْهُمَا الحديث: 1194 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 1195 - هبة الله بن عبد الله بن هبة الله بن مُحَمَّد السكرى ثمَّ البغدادى الحريمى ثمَّ الأزجى الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو غَالب ابْن أَبى الْفَتْح سمع من أَبى الْبَدْر الكرخى وَمن سعد الْخَيْر الأنصارى وتفقه فى الْمَذْهَب وَأفْتى وَتكلم فى الْمسَائِل وَوعظ وَكَانَ مُقيما بمدرسة أَبى حَكِيم ولازم أَبَا الْفرج ابْن الجوزى وَحدث سمع مِنْهُ ابْن القطيعى وروى عَنهُ ابْن خَلِيل فى مُعْجَمه توفى لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد قَرِيبا من بشر الحافى رضى الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ 1196 - هبة الله بن أَبى الْقَاسِم على بن هبة الله بن عبد الله ابْن مُحَمَّد السامرى الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه كَمَال الدّين أَبُو غَالب سمع من محَاسِن الحرانى وَابْن البطى حدث سمع مِنْهُ أَبُو شامة والفرضى قَالَ فى مُعْجَمه كَانَ شَيخا عَالما فَقِيها زاهدا عابدا الحديث: 1195 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 جَلِيلًا ثِقَة من بَيت الْعلم والْحَدِيث توفى فى سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد 1197 - هبة الله بن على بن عقيل حفظ الْقرَان وَظهر مِنْهُ أَشْيَاء تدل على عقل غزير وَدين وعظيم ثمَّ مرض وَطَالَ مَرضه وَأنْفق عَلَيْهِ وَالِده مَالا كيثرا قَالَ أَبُو الْوَفَاء قَالَ لى ابنى لما تقَارب أَجله يَا سيدى قد انفقت وبالغت فى الطِّبّ والأدوية وَللَّه تَعَالَى فى اخْتِيَار فدعنى مَعَ اخْتِيَاره قَالَ فو الله مَا أنطق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولدى بِهَذِهِ الْمقَالة الَّتِى تشاكل قَول إِسْحَاق لإِبْرَاهِيم (افْعَل مَا تُؤمر) إِلَّا وَقد اخْتَارَهُ تَعَالَى للحظوة مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَحمل وَالِده فى نَفسه من شده الْأَلَم أمرا عَظِيما وَلكنه تصبر وَلم يظْهر مِنْهُ جزع وَكَانَ يَقُول لَوْلَا أَن الْقُلُوب توقن باجتماع ثَان لتفطرت لفراق المحبوبين 1198 - هبة الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الغنايم الغبارى الحديث: 1197 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 بعث بِهِ وَالِده أَبُو طَاهِر إِلَى القاضى أَبى يعلى فدرس عَلَيْهِ وأنجب وَأفْتى وناظر وَجلسَ بعد موت وَالِده فى حلقته مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 1199 - هبة الله بن الْمُبَارك بن مُوسَى بن على بن يُوسُف السقطى أَبُو البركات الْمُحدث الرِّجَال سمع الحَدِيث بِبَلَدِهِ بَغْدَاد من القاضى أَبى يعلى وتفقه عَلَيْهِ ورحل إِلَى الْبِلَاد والنواحى وَبَالغ فى الطّلب وعنى بِالْحَدِيثِ واللغة وَجمع الشُّيُوخ وَخرج التخاريج وَكتب عَن أَصْحَاب الدارقطنى وَابْن شاهين وطبقتهما وَقد أثنى عَلَيْهِ السلفى وعده من أكَابِر الْحفاظ الَّذين أدركهم لَكِن تكلم فِيهِ شُجَاع الذهلى وَابْن السمعانى بِسَبَب أَنه حدث عَن شُيُوخ لم يرهم وَكَانَ لَهُ نظم حسن قَالَ أَبُو الْقَاسِم السمرقندى كُنَّا فى مجْلِس أَبى مُحَمَّد رزق الله التميمى فأنشدنا (فَمَا تَنْفَع الاداب وَالْعلم والحجى ... وصاحبها عِنْد الْكَمَال يَمُوت) (كَمَا مَاتَ لُقْمَان الْحَكِيم وَغَيره ... وَكلهمْ تَحت التُّرَاب صموت) الحديث: 1199 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 فَأَجَابَهُ السقطى ببيتين وَكَانَ حَاضرا فِي الْمجْلس فأنشدهما من لَفظه لنَفسِهِ (بلَى أثر يبْقى لَهُ بعد مَوته ... وَذخر لَهُ فى الْحَشْر لَيْسَ يفوت) (وَمَا يستوى المنطيق ذُو الْعلم والحجى ... وأخرس بَين الناطقين سكُوت) توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرى ربيع الأول سنة تسع وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع أَبُو الْخطاب الْفَقِيه إِمَامًا ثمَّ حمل إِلَى بَاب حَرْب فَدفن قَرِيبا من قبر مَنْصُور بن عمار 1200 - هِشَام بن عبد الْملك أَبُو الْوَلِيد الطيالسى مولى باهله من أهل الْبَصْرَة ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد بن حَنْبَل سمع الحماديين وَحدث عَنهُ جمع مِنْهُم إمامنا أَحْمد وَقَالَ شُجَاع بن مخلد سَمِعت أَبَا الْوَلِيد الطيالسى يَقُول مَا بالمصرين الحديث: 1200 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 رجل أكْرم من أَحْمد بن حَنْبَل مَاتَ بِالْبَصْرَةِ يَوْم الْجُمُعَة سلخ صفر أَو غرَّة ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن أَربع وَتِسْعين سنة لِأَن مولده سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 1201 - هِشَام بن مَنْصُور أَبُو سعيد ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد قَالَ هِشَام سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول تدرى مَا قَالَ لى يحيى بن ادم قلت لَا قَالَ يجيئنى الرجل مِمَّن أبغضه وأكره مَجِيئه فأقرأ كل شىء مَعَه حَتَّى استريح مِنْهُ ويجىء الرجل الذى أوده فأردده حَتَّى يرجع إِلَى 1202 - هِلَال بن الْعَلَاء بن هِلَال الباهلى الرقى ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد وَوَقع ذَلِك فى أُمُور مِنْهَا الحديث: 1201 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 قَالَ هِلَال حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن ابْن شهَاب عَن عبد الله بن محيريز قَالَ الأوزاعى وَكَانَ سيد أهل الشَّام من الصَّالِحين المبرزين قَالَ حَدثنَا عَطاء بن أَبى رَبَاح عَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله إِذا فَشَا الزِّنَا وَظهر الرِّبَا وتمرد الْقُضَاة على رَبهم وَاتَّخذُوا إلههم هواهم فَأخذُوا المَال من غير حَقه وحكموا بِغَيْر حكم الله رماهم الله بالغلاء والوباء وَحل لَهُم ذَلِك بِعَذَاب النَّار 1203 - هِلَال بن مَحْفُوظ بن هِلَال الرسعنى الجزرى الْفَقِيه أَبُو النَّجْم رَحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من شهدة الكاتبة وَغَيرهَا تفقه بهَا وَحدث بِرَأْس الْعين وبيته بالجزيرة بَيت مشيخة وَصَلَاح توفى سنة عشر وسِتمِائَة الحديث: 1203 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 1204 - الْهَيْثَم بن خَارِجَة أَبُو أَحْمد كَانَ خراسانى الأَصْل سمع اللَّيْث بن سعد وَغَيره روى عَنهُ إمامنا أَحْمد وَنقل عَنهُ وَكَانَ صَاعِقَة كنيته أَبُو يحيى وكناه النَّاس أَبَا أَحْمد وَكَانَ سمى شُعْبَة الصَّغِير وَكَانَ أَحْمد يثنى عَلَيْهِ وَكَانَ يسىء الْخلق مَعَ أَصْحَاب الحَدِيث وَقد سَأَلَ الْهَيْثَم إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ يَا أَبَا عبد الله الحديث: 1204 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 الثغر يَقُولُونَ إِذا سبى وَهُوَ بَين أَبَوَيْهِ أجبر على الْإِسْلَام وَإِذا سبى وَلَيْسَ مَعَه أَبَوَاهُ فَمَاتَ كفن وَصلى عَلَيْهِ وَدفن وَإِذا كَانَ مَعَه أَبَوَاهُ لم يصل عَلَيْهِ فَضَحِك أَحْمد ثمَّ ذكر قَول الأوزاعى إِن كَانَ من الْمقسم الذى ذكره الله عز وَجل فَهُوَ حَيْثُ هُوَ مَاتَ بِبَغْدَاد سنة ثَمَان أَو سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 1205 - هيدام بن قُتَيْبَة يعرف بالمروزى ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد سمع سُلَيْمَان بن حَرْب وَعَاصِم بن على فى اخرين روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر النجاد وَكَانَ ثِقَة عابدا مَاتَ سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ الحديث: 1205 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 - حرف الْوَاو - 1206 - وزيرة بن مُحَمَّد الحمصى سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ دخلت على أَحْمد بن حَنْبَل حِين أظهر التربيع بعلى فَقلت يَا أَبَا عبد الله إِن هَذَا الطعْن على طَلْحَة وَالزُّبَيْر فَقَالَ بئس مَا قلت وَمَا نَحن وَحرب الْقَوْم وَذكرهَا فَقلت أصلحك الله إِنَّمَا ذَكرنَاهَا حِين ربعت بعلى وأوجبت لَهُ الْخلَافَة وَمَا يجب للأئمة قبله فَقَالَ وَمَا يمنعنى من ذَلِك قَالَ قلت حَدِيث ابْن عمر فَقَالَ لى عمر خير من ابْنه قد رضى عليا على الْمُسلمين وَأدْخلهُ فى الشورى وعَلى بن أَبى طَالب قد سمى نَفسه أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأَقُول أَنا لَيْسَ بأمير الْمُؤمنِينَ فَانْصَرَفت عَنهُ 1207 - وَكِيع بن الْجراح بن مليح سمع إِسْمَاعِيل بن أَبى خَالِد وَهِشَام بن عُرْوَة وَالْأَعْمَش فى اخرين روى عَنهُ عبد الله بن الْمُبَارك وقتيبة بن سعيد وَأحمد بن حَنْبَل وَقد روى عَن إمامنا أَحْمد الحديث: 1206 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 فِيمَا ذكره الثِّقَات مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الْخلال وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن سماك سَأَلنَا وكيعا عَن خَارِجَة بن مُصعب قَالَ لست أحدث عَنهُ نهانى أَحْمد بن حَنْبَل أَن أحدث عَنهُ وَقد أَرَادَ الرشيد أَن يوليه الْقَضَاء فَامْتنعَ وَقيل لِأَحْمَد بن حَنْبَل إِن أَبَا قَتَادَة كَانَ يتَكَلَّم فى وَكِيع وَعِيسَى بن يُونُس وَابْن الْمُبَارك فَقَالَ من كذب على أهل الصدْق فَهُوَ الْكذَّاب وَقَالَ يحيى بن أَكْثَم صَحِبت وكيعا فى السّفر والحضر فَكَانَ يَصُوم الدَّهْر وَيخْتم الْقرَان كل لَيْلَة وَقَالَ يحيى بن معِين ثِقَات النَّاس أَو أَصْحَاب الحَدِيث أَرْبَعَة وَكِيع ويعلى بن عبيد والقعنبى وَأحمد بن حَنْبَل مَاتَ يَوْم عَاشُورَاء وَدفن بفيد رَاجعا من الْحَج سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 - حرف الْيَاء - 1208 - يحيى بن ادم بن سُلَيْمَان يكنى أَبَا زَكَرِيَّا الأموى مَوْلَاهُم أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام روى عَن ابْن مسعر وَيُونُس ابْن إِسْحَاق وَعنهُ أَحْمد وَإِسْحَاق وَابْن عنان وَذكر الدراقطنى وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال أَنه مِمَّن روى عَن أَحْمد وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه سَمِعت يحيى بن ادم يَقُول أَحْمد بن حَنْبَل إمامنا وَقَالَ إِسْحَاق أَيْضا كَلمته فى البيعين بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا قَالَ من قَالَ بِهِ فَقلت قَالَ بِهِ سُفْيَان وَابْن الْمُبَارك وَأحمد بن حَنْبَل قَالَ إِسْحَاق مَا قلت إِلَّا لأكسره فَقَالَ لى قَالَه أَحْمد قلت نعم مَاتَ بِفَم الصُّلْح فى النّصْف من شهر ربيع سنة ثَلَاث وَقيل سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ الْحسن بن سهل 1209 - يحيى بن أَبى نصر أَبُو سعيد الهروى سمع الحديث: 1208 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 حبَان بن مُوسَى وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وعَلى بن المدينى وإمامنا أَحْمد فى اخرين وَذكره ابْن ثَابت فِيمَن روى عَنهُ وَقدم بَغْدَاد فروى عَنهُ أَبُو عَمْرو السماك وَأَبُو بكر الشافعى وَكَانَ ثِقَة حَافِظًا صَالحا توفى بهراة فى شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 1210 - يحيى بن أَبى الْفَتْح بن عمر بن الطباخ الحرانى الضَّرِير المقرىء الْفَقِيه أَبُو زَكَرِيَّا رَحل وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات بواسط وَسمع بهَا الحَدِيث من القاضى إبى طَالب مُحَمَّد بن على الكنانى وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن الخشاب وشهدة فى اخرين وتفقه بِبَغْدَاد فى الْمَذْهَب وَرجع إِلَى حران وَحدث بهَا سمع مِنْهُ أَبُو المظفر سبط ابْن الجوزى مَاتَ فى شَوَّال سنة سبع وسِتمِائَة بحران 1211 - يحيى بن أَبى مَنْصُور بن أَبى الْفَتْح بن رَافع بن على الحديث: 1210 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 ابْن إِبْرَاهِيم الحرانى الْفَقِيه الْمُحدث المعمر جمال الدّين أَبُو زَكَرِيَّا الْمَعْرُوف ب ابْن الصيرفى سمع بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوى والخطيب فَخر الدّين ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من ابْن طبرزد وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهمَا ودمشق من أَبى الْيمن الكندى وَابْن ملاعب وَالشَّيْخ موفق الدّين وبالموصل من جمَاعَة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْأَجْزَاء والطباق وتفقه بِدِمَشْق على الشَّيْخ موفق الدّين وببغداد على ابْن الحلاوى وأبى الْبَقَاء العكبرى واخذ الْعَرَبيَّة عَن أَبى الْبَقَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع كِتَابه التِّبْيَان فى إِعْرَاب الْقرَان وَجمع وصنف وعلق فَوَائِد وغرائب حَسَنَة وَأفْتى وناظر ودرس وجالس بحران رَفِيقه الشَّيْخ مجد الدّين وَأثْنى عَلَيْهِ البرزالى والذهبى قَالَ كَانَ لَهُ حَلقَة بِجَامِع دمشق وَتخرج بِهِ جمَاعَة روى الْكثير وَحدث بِجَامِع الترمذى وبمعالم السّنَن للخطابى وَله مصنفات عدَّة سمع مِنْهُ الْحَافِظ الدمياطى والحارثى والقاضى تقى الدّين سُلَيْمَان وَالشَّيْخ تقى الدّين بن تَيْمِية توفى عَشِيَّة الْجُمُعَة رَابِع صفر سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن يَوْم السبت بمقبرة بَاب الفراديس وَكَانَت جنَازَته حافلة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 1212 - يحيى بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء سمع من أَبى الْحُسَيْن بن المهتدى وَجَابِر بن ياسين ولد أَبى على بن الْبناء وَجمع وَحدث وروى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن الجوزى وروى عَنهُ ابْن السمعانى إجَازَة وَكَانَ شَيخا صَالحا حسن السِّيرَة وَاسع الرِّوَايَة حسن الْأَخْلَاق متوددا متواضعا برا لطيفا بالطلبة مشفقا عَلَيْهِم وَقد أثنى عَلَيْهِ أَبُو شُجَاع البسطامى كثيرا فوصفه بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح وَالْعلم توفى لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 1213 - يحيى بن أَكْثَم بن قطن بن سمْعَان يكنى أَبَا مُحَمَّد وَهُوَ مروزى سمع عبد الله بن الْمُبَارك وسُفْيَان بن عُيَيْنَة الحديث: 1212 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 وخلقا وَحدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ ذاكرت أَحْمد بن حَنْبَل يَوْمًا بعض إِخْوَاننَا وتغيره علينا فَأَنْشَأَ أَبُو عبد الله يَقُول (وَلَيْسَ خليلى بالملول وَلَا الذى ... إِذا غبت عَنهُ يَا عني بخليل) (وَلَكِن خليلى من يَدُوم وصاله ... ويحفظ سرى عِنْد كل دخيل) روى عَنهُ البخارى وَأَبُو حَاتِم الرازى وَإِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القاضى وَغَيرهم وَكَانَ عَالما بالفقه بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ ولاه الْمَأْمُون قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد وَقَالَ على بن المدينى خرج سُفْيَان بن عُيَيْنَة إِلَى أَصْحَاب الحَدِيث وَهُوَ ضجر فَقَالَ أَلَيْسَ من الشَّقَاء أَن أكون جالست ضَمرَة بن سعيد وجالس أَبَا سعيد الخدرى وجالست عمر ابْن دِينَار وجالس جَابر بن عبد الله وجالست عبد الله بن دِينَار وجالس ابْن عمر وجالست الزهرى وجالس أنس بن مَالك حَتَّى عدد جمَاعَة ثمَّ أَنا أجالسكم فَقَالَ لَهُ حدث فى الْمجْلس انتصف يَا أَبَا مُحَمَّد قَالَ إِن شَاءَ الله قَالَ لَهُ وَالله لشقاء من جَالس جَالس أَصْحَاب النبى بك أَشد من شقائك بِنَا فَأَطْرَقَ وتمثل بِشعر أَبى نواس (خل جنبيك لرام ... وامض عَنهُ بِسَلام) (مت بداء الصمت خير ... لَك من دَاء الْكَلَام) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 فَسَأَلَ من الْفَتى فَقَالُوا يحيى بن أَكْثَم فَقَالَ سُفْيَان هَذَا الْغُلَام يصلح لصحبة هُوَ لَا يعْنى السُّلْطَان وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد ابْن حَنْبَل ذكر يحيى بن أَكْثَم عِنْد أَبى فَقَالَ مَا عرفت فِيهِ بِدعَة فبلغت يحيى فَقَالَ صدق أَبُو عبد الله مَا عرفنى ببدعة قطّ قَالَ وَذكر لَهُ مَا يرميه النَّاس بِهِ فَقَالَ سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله من يَقُول هَذَا وَأنكر أَحْمد ذَلِك إنكارا شَدِيدا وَلما ولى قَضَاء الْبَصْرَة كَانَ عمره إِذا ذَاك عشْرين سنة أَو نَحْوهَا فاستصغره أهل الْبَصْرَة فَقَالَ أَنا أكبر من عتاب بن أسيد الذى وَجه بِهِ النبى قَاضِيا على أهل مَكَّة يَوْم الْفَتْح أكبر من معَاذ بن جبل الَّذِي وَجه النَّبِي قَاضِيا على أهل الْيمن وَأَنا أكبر من معَاذ بن جبل الَّذِي وَجه النَّبِي قَاضِيا على أهل الْيمن أكبر من كَعْب بن سوار الذى وَجه بِهِ عمر بن الْخطاب قَاضِيا على أهل الْبَصْرَة بقى سنة لَا يقبل مِنْهَا شَاهدا فَتقدم إِلَيْهِ وَالِد أَبى خازم القاضى وَكَانَ أحد الْأُمَنَاء فَقَالَ لَهُ أَيهَا القاضى قد وقفت الْأُمُور قَالَ وَمَا السَّبَب قَالَ فى ترك القاضى قبُول الشُّهُود قَالَ فَأجَاز فى ذَلِك الْيَوْم سبعين شَاهدا مَاتَ بالربذة مصرفه من الْحَج يَوْم الْجُمُعَة لخمس عشرَة خلت من ذى الْحجَّة سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَسنة ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة 1214 - يحيى بن أَيُّوب أَبُو زَكَرِيَّا العابد الْمَعْرُوف بالمقابرى البغدادى سمع شَرِيكا وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وجمعا الحديث: 1214 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 وَذكره أَبُو الْحُسَيْن بن المنادى فِيمَن نقل عَن إمامنا أَحْمد قد روى أَحْمد وَابْنه عبد الله وَسلم بن الْحجَّاج عَنهُ وَقَالَ عبد الرَّحْمَن الأشهلى مَرَرْت بالمقابر فَسمِعت همهمة فاتبعت الْأَثر فَإِذا يحيى بن أَيُّوب فى حُفْرَة من تِلْكَ الْحفر وَإِذا هُوَ يبكى وَيَقُول ياقرة عين المطيعين وياقرة عين العاصين وَلم لَا تكون قُرَّة عين المطيعين وَأَنت مننت عَلَيْهِم بِالطَّاعَةِ وَلم لَا تكون قُرَّة عين العاصين وَأَنت سترت عَلَيْهِم الذُّنُوب قَالَ ويعاود الْبكاء قَالَ فغلبنى الْبكاء فَفطن بى فَقَالَ لى تَعَالَى لَعَلَّ الله إِنَّمَا بعث بك لخير انْتهى وَكَانَ ثِقَة ورعا مُسلما يَقُول السّنة ويعيب من يَقُول جهم وَبِخِلَاف السّنة توفى يَوْم الْأَحَد لاثنتى عشرَة لَيْلَة خلت من ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 1215 - يحيى بن المظفر بن على بن نعيم البغدادى الزَّاهِد صفى الدّين أَبُو زَكَرِيَّا سمع الحَدِيث من ابْن نَاصِر وأبى الْوَقْت وَجَمَاعَة وتفقه فى الْمَذْهَب وفى اخر أمره انْقَطع فى بَيته بالبدرية الحديث: 1215 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 محلّة من محَال بَغْدَاد الشرقية بدار الْخلَافَة وَكَانَ كثير الْعِبَادَة حسن الْهَيْئَة والصمت كثير الصَّلَاة وَالصِّيَام والتنسك ذَا مُرُوءَة وتفقد للأصحاب وتودد إِلَيْهِم واثنى عَلَيْهِ ابْن نقطة وَغَيره بالصلاح توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر ذى الْحجَّة سنة سبع وسِتمِائَة 1216 - يحيى بن خاقَان كَانَ المتَوَكل على الله ينفذهُ إِلَى إمامنا كثيرا ويسأله عَن أَشْيَاء قَالَ المروزى قد جاءنى يحيى بن خاقَان وَمَعَهُ شوى فَجعل يقلله أَبُو عبد الله قلت لَهُ قَالُوا إِنَّهَا ألف دِينَار قَالَ هَكَذَا فرددتها عَلَيْهِ فَبلغ الْبَاب ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ إِن جَاءَك أحد من أَصْحَابك بشىء تقبله قلت لَا إِنَّمَا أُرِيد أَن أخبر الْخَلِيفَة بِهَذَا قلت لأبى عبد الله أى شىء كَانَ عَلَيْك لَو أَخَذتهَا فقسمتها فكلح وَجهه وَقَالَ أى شىء كنت أكون لَهُم قهرمانا الحديث: 1216 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 1217 - يحيى بن زَكَرِيَّا المروزى صَاحب إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه قَالَ أَبُو بكر الْخلال عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل حسان مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِيمَن يَقُول الْقرَان مَخْلُوق فَقَالَ كَافِر وَلم يتعنع فى الْجَواب 1218 - يحيى بن زَكَرِيَّا أَبُو زَكَرِيَّا الْأَحول سمع الْفضل ابْن دُكَيْن وَعُثْمَان ابْن مُسلم وَغَيرهمَا روى عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ جِئْت يَوْمًا وَأحمد بن حَنْبَل يملى فَجَلَست أكتب فاستمديت من محبرة إِنْسَان فَنظر إِلَى أَحْمد فَقَالَ يَا يحيى استأمرته مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 1219 - يحيى بن سَالم بن مُفْلِح البغدادى نزيل الْموصل سمع بِبَغْدَاد من أَبى الْوَقْت وتفقه بهَا على صَدَقَة بن الْحُسَيْن الحديث: 1217 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 الْحداد وَحدث بالموصل مَاتَ فى شهر رَمَضَان سنة تسع وسِتمِائَة بالموصل وَدفن بمقبرة الْجَامِع الْعَتِيق 1220 - يحيى بن سعيد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الرجل الذى لَا يحسن الْعَرَبيَّة يَدْعُو فى الصَّلَاة بِالْفَارِسِيَّةِ قَالَ لَا 1221 - يحيى بن سعيد بن على بن يَعْقُوب القطفتى البغدادى الْفَقِيه الْمعدل الْمَعْرُوف بِابْن عالية بِالْعينِ الْمُعْجَمَة سمع من ابْن البطى وَمن أَبى الْفَتْح ابْن المنى وتفقه عَلَيْهِ وَحصل طرفا صَالحا من الْفِقْه وَنظر فى علم الْحساب وَغَيره وَشهد عِنْد الْحُكَّام وَكتب عَنهُ ابْن الساعى وَسمع مِنْهُ عبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش أبياتا للقيروانى وبقى إِلَى حُدُود الْعشْرين والستمائة وَذكر المنذرى أَنه توفى سنة سبع وَعشْرين الحديث: 1220 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 1222 - يحيى بن صَالح الوحاظى حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قدم علينا أَحْمد بن حَنْبَل هَاهُنَا يعْنى حمص فَكتب عَن الصّبيان وَترك الْمَشَايِخ وَذَلِكَ أَنه لما قدم حمص وَجه إِلَى يحيى إِن تركت الرأى أَتَيْتُك وَذَلِكَ أَن يحيى كَانَ سمع كتب الرأى وَكَانَ يذهب مَذْهَبهم فَلم يَأْته أَحْمد الحديث: 1222 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 1223 - يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون أَبُو زَكَرِيَّا الحمانى الكوفى قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن سُلَيْمَان ابْن بِلَال وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وأبى بكر بن عَيَّاش وَغَيرهم روى عَنهُ أَحْمد بن يحيى الحلوانى وَعبد الله البغوى فى اخرين قَالَ الْخَطِيب فى السَّابِق واللاحق حدث عَن إمامنا وَبَين وَفَاته ووفاة البغوى تسع وَثَمَانُونَ سنة وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرازى سَأَلت يحيى بن معِين عَن الحمانى فأجمل القَوْل فِيهِ وفى رِوَايَة عَنهُ أَنه قَالَ صَدُوق مَشْهُور بِالْكُوفَةِ مَاتَ فى شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بسر من رأى الحديث: 1223 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 1224 - يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن يحيى بن مندة الأصبهانى الْحَافِظ الإِمَام أَبُو زَكَرِيَّا بن أَبى عَمْرو بن الإِمَام الْحَافِظ أَبى عبد الله بن أَبى مُحَمَّد بن أَبى يَعْقُوب الْمُحدث ابْن الْمُحدث بن الْمُحدث سمع من أَبِيه وَعَمه أَبى الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن وَجمع ورحل إِلَى نيسابور وَسمع بهَا من أَحْمد بن مَنْصُور ابْن خلف المقرىء والبيهقى بهمذان وَخلق كثير صنف التصانيف وأملى وَخرج التخاريج لنَفسِهِ ولجماعة من شُيُوخ أَصْبَهَان وَحدث سمع مِنْهُ الْكتاب والحفاظ مِنْهُم أَبُو مَنْصُور الْخياط وَابْن الطيورى وهما أسن مِنْهُ وأقدم إِسْنَادًا وَسمع مِنْهُ ابْن نَاصِر والأنماطى والسلفى وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر واخر أَصْحَابه موتا أَبُو جَعْفَر الطرسوسى وروى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو سعد بن السمعانى الْحَافِظ قَالَ أَبُو بكر القيروانى بَيت ابْن مندة بدىء بِيَحْيَى وَختم بِيَحْيَى قَالَ ابْن السمعانى يُرِيد فى معرفَة الحَدِيث وَالْعلم وَالْفضل انْتهى جمع وصنف على الصَّحِيحَيْنِ وَعَاد إِلَى بَلَده قَالَ ابْن السمعانى فى حَقه جليل الْقدر وافر الْفضل وَاسع الرِّوَايَة ثِقَة حَافظ فَاضل مكثر صَدُوق كثير الحديث: 1224 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 التصانيف حسن السِّيرَة بعيد التَّكَلُّف أوحد بَيته فى عصره صنف تَارِيخ أَصْبَهَان وَغَيره من الجموع وصنف مَنَاقِب الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ فى مُجَلد كَبِير وَفِيه فَوَائِد حَسَنَة قَالَ فى أَوله وَمن أعظم جهالتهم يعْنى المبتدعة وغلوهم فى مقالتهم وقدحهم فى الإِمَام المرضى إِمَام الْأَئِمَّة وكهف الْأمة نَاصِر الْإِسْلَام وَالسّنة وَمن لم تَرَ عين مثله علما وزهدا وديانة وإمامة إِمَام أهل الحَدِيث أَبى عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل الشيبانى قدس الله روحه وَبرد عَلَيْهِ ضريحه الإِمَام الذى لَا يجارى والفحل الذى لَا يُبَارى وَمن أجمع أَئِمَّة الدّين رَحمَه الله ورضوانه عَلَيْهِم فى زَمَانه على تقدمه فى شَأْنه ونبله وعلو مَكَانَهُ والذى لَهُ من المناقب مَا لَا يعد وَلَا يُحْصى قَامَ لله مقَاما لولاه لتجهم النَّاس ولمشوا على أَعْقَابهم الْقَهْقَرَى ولضعف الْإِسْلَام واندرس الْعلم وَلَقَد صدق الإِمَام أَبُو رَجَاء قُتَيْبَة بن سعيد حَيْثُ قَالَ إِن أَحْمد بن حَنْبَل فى زَمَانه بِمَنْزِلَة أَبى بكر وَعمر فى زمانهما وَأحسن من قَالَ لَو كَانَ أَحْمد فى بنى إِسْرَائِيل لَكَانَ اية أعاشنا الله على عقيدته وحشرنا يَوْم الْقِيَامَة فى زمرته وَحين وقفت فِيهِ على سرائر هَؤُلَاءِ وخبث اعْتِقَادهم فى هَذَا الإِمَام قصدت لمجموع نبهت فِيهِ على بعض فضائله ونبذة من مناقبه وَذكرت طرفا مِمَّا منحه الله تَعَالَى بِهِ من الْمنزلَة الرفيعة والرتبة الْعلية فى الْإِسْلَام وَالسّنة مَعَ أَنى لست أرى لنفسى أَهْلِيَّة لذَلِك وَأَن الْمَشَايِخ الماضين رَحِمهم الله تَعَالَى قد عنوا بجمعه فشفوا ولكنى أردْت أَن يبْقى لى بِجمع مناقبه ذكر وَأَن أكون مشرفا فِيمَا بَين أهل الْعلم من أهل السّنة بانتسابى إِلَيْهِ وَمن منتحلى مذْهبه وطريقته توفى يَوْم الْجُمُعَة حادى عشر ذى الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَقيل اثْنَتَا عشرَة وَخَمْسمِائة بأصبهان وَدفن على ابائه رَحِمهم الله تَعَالَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 1225 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن نجم الحنبلى الشَّيْخ الإِمَام سيف الدّين بن الناصح سمع من حَنْبَل وَابْن طبرزد والكندى وَغَيرهم بِدِمَشْق والموصل وبغداد وَهُوَ اخر من حدث بِالسَّمَاعِ عَن الخشوعى وَحدث بِمصْر ودمشق سمع مِنْهُ الْعَلامَة تَاج الدّين الفزارى وَأَخُوهُ والحافظ الدمياطى وَابْن الْعَطَّار وَجَمَاعَة توفى فى سَابِع عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة 1226 - يحيى بن عُثْمَان بن الْحُسَيْن بن عُثْمَان بن عبد الله الْأَزجيّ الْفَقِيه أَبُو الْقَاسِم بن الشواء قَرَأَ الْقرَان بالروايات وَسمع من ابْن المهتدى والجوهرى والقاضى أَبى العلى وَجَمَاعَة وتفقه على القاضى أَبى يعلى ثمَّ على القاضى يَعْقُوب وَكَانَ فَقِيها حسنا صَحِيح السماع حدث بشىء يسير روى عَنهُ أَبُو المعمر الأنصارى الحديث: 1225 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 مُعْجَمه توفى لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشر جُمَادَى الاخرة سنة اثنتى عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب 1227 - يحيى بن على بن عنان البغدادى الْفَقِيه الفرضى أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن الْبَقَّال ويلقب عماد الدّين سمع الْكثير من أبي بكر بن شاتيل وَابْن الجوزى وَغَيرهمَا وَطلب الْعلم فى صباه وتفقه فى الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب وَكَانَ صَدُوقًا حسن السِّيرَة حدث وروى عَنهُ جمَاعَة سمع مِنْهُ عبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش وَأَجَازَ لِسُلَيْمَان بن حَمْزَة وأبى بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى بن الْمطعم توفى يَوْم سلخ رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِبَاب حَرْب 1228 - يحيى بن عِيسَى بن إِدْرِيس أَبُو البركات الأنبارى قَرَأَ الْقرَان على جمَاعَة وَسمع عبد الْوَهَّاب الأنماطى وَغَيره وَقَرَأَ النَّحْو على الزبيدى وتفقه على القاضى الحرانى وَوعظ النَّاس وَكَانَ يبكى من حِين صُعُوده إِلَى حِين نُزُوله وَكَانَ ورعا من أهل السّنة الْجِيَاد رزق الحديث: 1227 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 أَوْلَاد سماهم أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليا وَكَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر مستجاب الدعْوَة لَهُ كرامات توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة 1229 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى الذهلى النيسابورى سمع إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا على بن عَيَّاش حَدثنَا شُعَيْب بن أَبى حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ رَسُول الله من قَالَ حِين يسمع النداء اللَّهُمَّ رب هَذِه الدعْوَة التَّامَّة وَالصَّلَاة الْقَائِمَة ات مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة والفضيلة وابعثه مقَاما مَحْمُودًا الذى وعدته إِلَّا وَجَبت لَهُ شفاعتى يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ البخارى عَن على بن عَيَّاش 1230 - يحيى بن الْمُخْتَار بن مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل النيسابورى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ شيخ ثِقَة كَبِير السن سمع الحديث: 1229 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 مَعنا الحَدِيث وَكَانَ عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل كلهَا غرائب سَمعتهَا مِنْهُ وَقَالَ يحيى بن الْمُخْتَار سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول فى غُلَام سبى وَهُوَ صَغِير فَلَمَّا أدْرك عرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فابى فَقَالَ أَبُو عبد الله يقهر عَلَيْهِ فَقَالَ كَيفَ يقهر قَالَ يضْرب فَحكى مهنا عَن الأوزاعى قَالَ يغوص فى المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْإِسْلَام فَأنكرهُ أَحْمد إنكارا شَدِيدا سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن سُلَيْمَان بن سَلمَة الحمصى وَعِيسَى الرملى وَجَمَاعَة روى عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَغَيرهمَا وَكَانَ صَدُوقًا مَاتَ فى صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 1231 - يحيى بن الْمُخْتَار البغدادى سمع إمامنا وَبشر ابْن الْحَارِث روى عَنهُ أَحْمد بن مَرْوَان المالكى هَكَذَا ذكره ابْن ثَابت فى تَارِيخه 1232 - يحيى بن معِين بن عون بن زِيَاد بن بسطَام الحديث: 1231 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 أَبُو زَكَرِيَّا المرى سمع عبد الله بن مبارك دهشيما وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وغندرا وَعبد الرَّحْمَن بن مهدى ووكيعا وإمامنا أَحْمد فِيمَا ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى روى عَنهُ زُهَيْر بن حَرْب والبخارى وَأَبُو دَاوُد وَعبد الله بن أَحْمد وَكَانَ إِمَامًا عَالما حَافِظًا قَالَ يحيى أَن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ من قَالَ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان لم أعنفه يعْنى فى التَّفْضِيل فَقَالَ يحيى خلوت بِأَحْمَد على بَاب عَفَّان فَقلت مَا تَقول فَقَالَ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان رضى الله عَنْهُم قَالَ يحيى بن معِين إِذا أَرَادَ النَّاس منا أَن نَكُون مثل أَحْمد بن حَنْبَل لَا وَالله لَا يقدر أحد أَن يكون على طَرِيقَته وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأنماطى كُنَّا فى مجْلِس فِيهِ يحيى بن معِين وَأَبُو خَيْثَمَة وَجَمَاعَة من كبار الْعلمَاء فَجعلُوا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 على أَحْمد بن حَنْبَل ويذكرون فَضله فَقَالَ رجل لَا تكثروا بعض هَذَا القَوْل فَقَالَ يحيى بن معِين وَكَثْرَة الثَّنَاء على أَحْمد بن حَنْبَل تشينك إِنَّا لَو جلسنا فَجَلَسْنَا بالثناء عَلَيْهِ مَا ذكرنَا فضائله بكمالها وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرازى إِذا رَأَيْت البغدادى يحب أَحْمد بن حَنْبَل فَاعْلَم أَنه صَاحب سنة وَإِذا رَأَيْته يبغض يحيى بن معِين فَاعْلَم أَنه كَذَّاب وَقَالَ إِدْرِيس عَن عبد الْكَرِيم رَأَيْت علماءنا مثل الْهَيْثَم بن خَارِجَة وَمصْعَب بن الزبير وَيحيى بن معِين وأبى بكر بن أَبى شيبَة وأخيه عُثْمَان وَعبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد الزينبى وَمُحَمّد بن عبد الْملك وعَلى ابْن المدينى وَعبيد الله بن عمر القواريرى وأبى خَيْثَمَة وأبى معمر القطيعى وَمُحَمّد بن جَعْفَر الوركانى وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب وَمُحَمّد ابْن بكار وَعمر بن يحيى النَّاقِد وَيحيى بن أَيُّوب وَشُرَيْح بن يُونُس وَخلف بن هِشَام وأبى الرّبيع الزهرانى فِيمَا لَا أحصيهم من أهل الْعلم وَالْفِقْه يعظمون أَحْمد بن حَنْبَل ويوقرونه ويبجلونه ويقصدونه وَقَالَ يحيى ابْن معِين مر بِأَحْمَد غفر الله لَك فَمَا رَأَيْت وَالله تَحت أَدِيم سَمَاء الله أفقه فى دين مِنْهُ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ أَيَّام الْحَج قبل أَن يحجّ وَهُوَ يُرِيد مَكَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ والى الْمَدِينَة وأخرجوا لَهُ سَرِير النبى فَحمل عَلَيْهِ ثمَّ صلى عَلَيْهِ مرَارًا وَسنة سبع وَسَبْعُونَ سنة إِلَّا أَيَّامًا وَدفن بِالبَقِيعِ 1233 - يحيى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة بن سعد بن الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن الجهم بن عمر بن هُبَيْرَة من ولد سُفْيَان بن ثَعْلَبَة الحديث: 1233 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 الشيبانى الدورى ثمَّ البغدادى الْوَزير الْعَالم الْعَلامَة الْعَادِل صدر الوزراء عون الدّين أَبُو المظفر وَله فى ربيع الاخر سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة بالدورقية من أَعمال دجيل وَدخل بَغْدَاد شَابًّا وَقَرَأَ الْقرَان بالروايات على جمَاعَة وَسمع الحَدِيث على القاضى أَبى الْحُسَيْن ابْن الْفراء وأبى الْحسن بن الزاغونى وَغَيرهمَا وتفقه على أَبى بكر الدينورى ذكره ابْن القطيعى وَقَرَأَ الْأَدَب على أَبى مَنْصُور بن الجواليقى وَصَحب أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الزبيدى الْوَاعِظ الزَّاهِد وَقَرَأَ عَلَيْهِ فنونا من الْعلم وَالْأَدب وَغَيرهمَا وانتفع بِصُحْبَتِهِ حَتَّى أَن الزبيدى كَانَ يركب جملا ويعتم بفوطة ويلويها تَحت حنكه وَعَلِيهِ جُبَّة صوف وَهُوَ مخضوب بِالْحِنَّاءِ فيطوف بأسواق بَغْدَاد يعظ النَّاس وزمام جمله بيد أَبى المطفر بن هُبَيْرَة وَهُوَ معتم بفوطة من قطن قد لواها تَحت حنكه وَعَلِيهِ قَمِيص قطن خام قصير الْكمّ والذيل وَكلما وصل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 الزبيدى موضعا أَشَارَ أَبُو المظفر بمسبحته ونادى بِرَفْع صَوته لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيى وَيُمِيت وَهُوَ حى لَا يَمُوت بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ على كل شىء قدير قَالَ ابْن الجوزى كَانَ لَهُ معرفَة حَسَنَة بالنحو واللغة وَالْعرُوض وصنف فى تِلْكَ الْعُلُوم وَكَانَ مُسَددًا فى اتِّبَاع السّنة وسير السّلف انْتهى وَقد صنف كتاب الإفصاح عَن معانى الصِّحَاح فى عدَّة مجلدات وَهُوَ شرح الصَّحِيحَيْنِ وَلما بلغ إِلَى شرح من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فى الدّين شرح الحَدِيث وَتكلم على الْفِقْه وَذكر الْمسَائِل الْمُتَّفق عَلَيْهَا والمختلف فِيهَا بَين الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَقد أفرده النَّاس من الْكتاب وجعلوه مُسْتقِلّا فى مجلدة وَهَذَا الْكتاب صنفه فى ولَايَته الوزارة وَجمع النَّاس عَلَيْهِ من الْمذَاهب حَتَّى قدمُوا من الْبِلَاد الشاسعة وَأنْفق عَلَيْهِ نَحْو مائَة ألف دِينَار وَثَلَاثَة عشر ألف دِينَار وَحدث وَاجْتمعَ الْخلق الْعَظِيم بِسَمَاعِهِ عَلَيْهِ وصنف فى النَّحْو كتابا سَمَّاهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 المقتصد وَعرضه على أَئِمَّة الْأَدَب وَأَشَارَ إِلَى ابْن الخشاب فى الْكَلَام عَلَيْهِ فشرحه فى أَربع مجلدات وَاخْتصرَ كتاب إصْلَاح الْمنطق لِابْنِ السّكيت وصنف كتاب الْعِبَادَات الْخمس على مَذْهَب أَحْمد وَحدث بِهِ بِحَضْرَة الْعلمَاء من أَئِمَّة الْمذَاهب وَكَانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 فَقِيرا فى ابْتِدَاء أمره فَاحْتَاجَ إِلَى أَن دخل من الخدم السُّلْطَانِيَّة فولى أعمالا ثمَّ جعله المقتفى لأمر الله مشرفا فى المخزن ثمَّ نقل إِلَى كِتَابَة ديوَان الزِّمَام ثمَّ ظهر للمقتفى كِفَايَته وشهامته فولاه الوزارة وخلع عَلَيْهِ وَخرج فى أبهة عَظِيمَة وَمَشى أَرْبَاب الدولة وَأَصْحَاب المناصب كلهم بَين يَدَيْهِ وَهُوَ رَاكب إِلَى الإيوان من الدِّيوَان وَحضر الْقُرَّاء وَالشعرَاء وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وقرىء تَقْلِيده وَكَانَ عَظِيما وبولغ فى مدحه وَالثنَاء عَلَيْهِ إِلَى الْغَايَة وخوطب فِيهِ بالوزير الْعَالم الْعَادِل عون الدّين جلال الْإِسْلَام صفى الإِمَام شرف الْأَنَام معز الدولة مجير الْملَّة عماد الْأمة مصطفى الْخلَافَة تَاج الْمُلُوك والسلاطين صدر الشرق والغرب سيد الوزراء ظهير أميره الْمُؤمنِينَ وَقَالَ يَوْمًا لَا تَقولُوا سيد الوزراء فَإِن الله تَعَالَى سمى هَارُون وزيرا وَجَاء عَن النبى أَن وزيره من أهل السَّمَاء جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَمن أهل الأَرْض أَبُو بكر وَعمر وفى رِوَايَة إِن الله اختارنى وَاخْتَارَ لى أصحابا فجعلهم وزراء وأنصاراً فَلَا يصلح أَن يُقَال عَنى سيد الوزراء ثمَّ ركب إِلَى منزله بِمن حضر وَقَامَ بِالْأَمر إِلَى نهايته وَلم تزل مجالسه مشحونة بالعلماء والمذاكرة والخيرات وَله مسَائِل لطاف وفوائد غَرِيبَة ذكر مِنْهَا نبذة الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب فَعَلَيْك بمراجعتها إِن شِئْت وَمَعَ ذَلِك فَلم يجب عَلَيْهِ زَكَاة قطّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 (يَقُولُونَ يحيى لَا زَكَاة لمَاله ... وَكَيف يزكّى المَال من هُوَ باذله) (إِذا دَار حول لَا يرى فى بيوته ... من المَال إِلَّا ذكره وفضائله) وَكَانَ المقتفى معجبا بِهِ يَقُول مَا وزر لبنى الْعَبَّاس مثله قَالَ الزينبى كَانَ عَالما فَاضلا عَاملا ذَا رأى صائب وسريرة صَالِحَة وَظَهَرت مِنْهُ كِفَايَة تَامَّة وَقيام بأعباء الْملك حَتَّى شكره الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ مكرما لأهل الْعلم وَيقْرَأ عِنْده الحَدِيث عَلَيْهِ وعَلى الشُّيُوخ بِحُضُورِهِ ويجرى من الْبَحْث والفوائد مَا يكثر ذكره وَكَانَ مقربا لأهل الْعلم وَالدّين كَرِيمًا طيب الْخلق وَقَالَ ابْن القطيعى كَانَ عفيفا فى ولَايَته مَحْمُودًا فى وزارته كثيرالبر وَالْمَعْرُوف وَقِرَاءَة الْقرَان وَالصَّلَاة وَالصِّيَام يحب أهل الْعلم وَيكثر مجالستهم ومذاكرتهم جميل الْمَذْهَب شَدِيد التظاهر بِالسنةِ وَقَالَ ابْن الجوزى كَانَ يتأسف على مَا مضى من زَمَانه ويندم على مَا دخل فِيهِ ثمَّ صَار يسْأَل الله الشَّهَادَة ويتعرض بأسبابها وَكَانَ لبس بِهِ قلبة فى يَوْم السبت ثانى عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة ونام لَيْلَة الْأَحَد فى عَافِيَة فَلَمَّا كَانَ وَقت السحر قاء فَحَضَرَ طَبِيب كَانَ يَخْدمه فَسَقَاهُ شَيْئا يُقَال إِنَّه سمه فَمَاتَ وَسَقَى الطَّبِيب بعده بِنَحْوِ سِتَّة أشهر سما فَكَانَ شَيْئا يُقَال يَقُول كَمَا سقيت سقيت فَمَاتَ وحملت جنَازَته يَوْم الْأَحَد إِلَى جَامع الْقصر وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ حمل إِلَى مدرسته الَّتِى أنشاها بِبَاب الْبَصْرَة فَدفن بهَا وغلقت يَوْمئِذٍ أسواق بَغْدَاد وَكَانَ يَوْمًا مشهودا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 1234 - يحيى بن مقبل بن أَحْمد بن بركَة بن عبد الْملك من ولد طَلْحَة بن عبيد الله التيمى القرشى البغدادى أَبُو طَاهِر الْمَعْرُوف بِابْن الْأَبْيَض سمع من ابْن الْحصين وأبى بكر الأنصارى وَغَيرهمَا وتفقه فى الْمَذْهَب وناظر فى حلق الْفُقَهَاء وَحدث قَالَ ابْن القطيعى كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ فى شهر شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام بِبَاب حَرْب 1235 - يحيى بن نعيم روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ لما خرج أَحْمد بن حَنْبَل إِلَى المعتصم يَوْم ضرب قَالَ لَهُ العون الْمُوكل بِهِ ادْع على ظالمك قَالَ لَيْسَ بصائر من دَعَا على ظَالِم وَيشْهد لَهُ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام من دَعَا على من ظلمه فقد انتصر وروى عَن سُلَيْمَان بن أَبى الْجَعْد أَن سُلْطَانا ضربه فَجعلت امْرَأَته تَدْعُو عَلَيْهِ فَقَالَ لَا تدعى فَإِن الدُّعَاء قصاص الحديث: 1234 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 1236 - يحيى بن نجاح بن مَسْعُود بن عبد الله اليوسفى الْمُؤَدب الشَّاعِر أَبُو البركات سمع من أَبى الْعَزِيز كادش وَغَيره قَالَ ابْن القطيعى كَانَ من أهل الْأَدَب وَالْعلم وَفِيه فضل وَله خطّ حسن وَشعر رَقِيق سمع مِنْهُ جمَاعَة من الطّلبَة وَكَانَ حنبلى الْمَذْهَب حسن الِاعْتِقَاد قَالَ وأنشدنا أَبُو الْبَقَاء الْفَقِيه أنشدنا أَبُو البركات يحيى بن نجاح لنَفسِهِ (أقلا مِنْك ذَا الجفا أم دلال ... كل يَوْم يروعنى مِنْك حَال) (أعذول يغريك أم عزة المنى ... أم هَكَذَا يتيه الْجمال) (أَنا عرضت مهجتى يَوْم سلع ... للهوى فالغرام دَاء عضال) (عَبَثا تقتل النُّفُوس وَلَا تحسب ... إِلَّا أَن الدِّمَاء حَلَال) (من عَجِيب أَن لَا يطيش لَهَا سهم ... وَلم تدر قطّ كَيفَ النضال) توفى يَوْم حادى عشر شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ واليوسفى نِسْبَة إِلَى وَلَاء بَيت ابْن يُوسُف كَانَ جده مَسْعُود مولى الشَّيْخ أَبى مَنْصُور بن يُوسُف 1237 - يحيى بن هِلَال الْوراق صحب إمامنا وَسَأَلَهُ الحديث: 1236 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 عَن أَشْيَاء قَالَ جِئْت إِلَى أَحْمد فَأخْرج لى أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو خَمْسَة دَرَاهِم وَقَالَ لى هَذَا جَمِيع مَا أملك 1238 - يحيى بن يزْدَاد الْوراق أَبُو الصَّقْر روى عَن إمامنا أَحْمد وَذكره أَبُو بكر الْخلال وَقَالَ كَانَ مَعَ أَبى عبد الله بالعسكر وَعِنْده جُزْء مسَائِل حسان قَالَ أَبُو الصَّقْر قَالَ أَحْمد إِذا أساح أحد عينا تَحت أَرض وانْتهى حفره إِلَى أَرض لرجل أَو بُسْتَان أَو دَار فَمَنعه صَاحب الستان وَالدَّار أيحفر أرضه فَلَيْسَ لَهُ مَنعه فِي ظهر الأَرْض وَلَا بَطنهَا إِذا لم يكن عَلَيْهِ مضرَّة وَفِيه حَدِيث ان النبى قَالَ لَا يمْنَع أحدكُم جَاره أَن يغرز خَشَبَة فى جِدَاره فَهَذَا الْجَار الْقَرِيب لَا يمْنَع وَنقل عَنهُ إِذا كَانَت أَرض بَين قريتين لَيْسَ فِيهَا مزارع وَلَا عُيُون وَلَا أَنهَار لأهل القريتين وَزعم أهل كل قَرْيَة أَنَّهَا لَهُم فى حرمهم فَإِنَّهَا لَيست لهَؤُلَاء وَلَا لهَؤُلَاء حَتَّى يعلم أَنهم أحيوها فَمن أَحْيَاهَا فهى لَهُ 1239 - يحيى بن يحيى الأزجى الْفَقِيه صَاحب نِهَايَة الْمطلب فى علم الْمَذْهَب وَهُوَ كتاب كَبِير جدا حذا فِيهِ حَذْو الحديث: 1238 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 نِهَايَة الْمطلب لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَأكْثر استمداده من الْمُجَرّد للقاضى أَبى يعلى والفضول لِابْنِ عقيل وَفِيه أَشْيَاء سَاقِطَة لَا تَحْقِيق فِيهَا وَذكر ابْن الْوَلِيد الْمُحدث أَن هَذَا الأزجى كَانَ من كبار أَصْحَاب أَحْمد وزهادهم قَالَ الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب ويغلب على ظنى أَنه توفى بعد الستمائة بِقَلِيل 1240 - يحيى بن يُوسُف بن يحيى بن مَنْصُور بن المعمر ابْن عبد السَّلَام الأنصارى الصرصرى الزريرانى الضَّرِير الْفَقِيه الأديب اللغوى الزَّاهِد جمال الدّين أَبُو زَكَرِيَّا شَاعِر الْعَصْر وَصَاحب الدِّيوَان فى مدح خير الْأَنَام قَرَأَ الْقرَان بالروايات على أَصْحَاب ابْن عَسَاكِر البطائحى وَسمع الحَدِيث من الشَّيْخ على بن إِدْرِيس اليعقوبى صَاحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَصَحبه وسلك بِهِ وَلبس مِنْهُ الحزقة وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ عبد المغيث وَحفظ الْفِقْه واللغة حَتَّى يُقَال أَنه كَانَ يحفظ صِحَاح الجوهرى وَكَانَ يتوقد ذكاء ومدحه فى النبى يبلغ عشْرين مجلدا ونظم الخرقى وزوائد الكافى عَلَيْهِ وَكَانَ صَالحا قدوة كثر التِّلَاوَة عَظِيم الِاجْتِهَاد عفيفا صبورا قنوعا محبا لطريق الْفُقَرَاء الحديث: 1240 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 وَله قصيدة لامية فى مدح الإِمَام احْمَد وَكَانَ راى النبى فى مَنَامه وبشره بِالْمَوْتِ على السّنة وَقد حدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ الدمياطى وَأَجَازَ للقاضى سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأحمد بن على الجريرى وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَلما دخل هولاكو وجنده الْكفَّار بَغْدَاد قَاتلهم الشَّيْخ يحيى وَقتل سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة برباط الشَّيْخ على الخباز بِالْعقبَةِ وَحمل إِلَى صَرْصَر فَدفن بهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 ذكر من اسْمه يزِيد 1241 - يزِيد بن جُمْهُور أَبُو اللَّيْث 1242 - وَيزِيد بن خَالِد بن طهْمَان أَبُو خَالِد الباذ ذكرهمَا أَبُو مُحَمَّد الْخلال من جملَة أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ 1242 - مُكَرر يزِيد بن هَارُون أَبُو خَالِد سمع يحيى بن سعيد الأنصارى وَحميد الطَّوِيل والحمادين وَهُوَ أحد شُيُوخ الإِمَام أَحْمد وَقد سَأَلَ إمامنا عَن مسَائِل مِنْهَا قَالَ أَبُو بكر المروزى قَالَ لى ابْن زنجوية رَأَيْت يزِيد بن هَارُون يسْأَل أَبَا عبد الله أَحْمد إيش يَقُول الحديث: 1241 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 فى الْعَارِية فَقَالَ أَبُو عبد الله مُؤَدَّاة فَقَالَ لَهُ يزِيد حَدثنَا حجاج عَن الحكم أَن عليا لم يضمن الْعَارِية فَقَالَ أَبُو عبد الله أَلَيْسَ النبى اسْتعَار من صَفْوَان بن أُميَّة أدراعا فَقَالَ أغصب يَا مُحَمَّد فَقَالَ بل عَارِية مُؤَدَّاة فَسكت يزِيد وَقَالَ الْفضل بن زِيَاد سَمِعت أَبَا عبد الله وَقيل لَهُ يزِيد بن هَارُون لَهُ فقه فَقَالَ نعم مَا كَانَ أفطنه وأذكاه وأفهمه فَقيل لَهُ فَابْن علية فَقَالَ كَانَ لَهُ فقه إِلَّا إنى لم أخبرهُ خبرنى يزِيد بن هَارُون مَا كَانَ أجمع أَمر يزِيد بن هَارُون صَاحب صَلَاة حَافظ متقن للْحَدِيث روى أَنه كَانَ يصلى الْغَدَاة بِوضُوء الْعشَاء الاخرة نيفا وَأَرْبَعين سنة مَاتَ ضريرا سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ 1243 - ياسين بن سهل أَبُو الْقَاسِم الغلاس ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فى جملَة الْأَصْحَاب قَالَ ياسين حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين قَالَ ثَلَاث من أَخْلَاق النُّبُوَّة وَهُوَ نَافِع من البلغم الصّيام والسواك وَالصَّلَاة من اخر اللَّيْل الحديث: 1243 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 من اسْمه يَعْقُوب 1244 - يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زيد بن أَفْلح بن مَنْصُور بن مُزَاحم الْمَعْرُوف بالدورقى وَهُوَ اخو أَحْمد بن إِبْرَاهِيم وَكَانَ الْأَكْبَر رأى اللَّيْث بن سعد وَسمع إِبْرَاهِيم بن سعد الزهرى وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وجالس إمامنا وَسَأَلَ عَن أَشْيَاء رَوَاهَا عَنهُ قَالَ يَعْقُوب سَالَتْ أَحْمد بن حَنْبَل عَمَّن يَقُول الْقرَان مَخْلُوق فَقَالَ كنت لَا أكفرهم حَتَّى قَرَأت ايات من الْقرَان (وَلَئِن اتبعت أهواءهم من بعد مَا جَاءَك من الْعلم) وَقَوله (بعد الذى جَاءَك من الْعلم) وَقَوله (أنزلهُ بِعِلْمِهِ) فالقران من علم الله وَمن زعم أَن علم الله مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر وَمن زعم أَنه لَا يدْرِي علم الله مَخْلُوق الحديث: 1244 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 لَيْسَ بمخلوق فَهُوَ كَافِر وَقَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الرجل يحضر الْمَسْجِد يَوْم عَرَفَة قَالَ لَا بَأْس أَن يحضر الْمَسْجِد فيحضر دُعَاء الْمُسلمين قد عرف ابْن عَبَّاس بِالْبَصْرَةِ فَلَا بَأْس أَن يأتى الرجل الْمَسْجِد فيحضر دُعَاء الْمُسلمين لَعَلَّ الله أَن يرحمه إِنَّمَا هُوَ دُعَاء روى عَنهُ الشَّيْخَانِ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم الرازيان وَغَيرهم واخر من حدث عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 1245 - يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن سطور العكبرى قاضى بَاب الأزج قدم بَغْدَاد وَسمع من إِسْحَاق البرمكى وتفقه على القاضى أَبى يعلى حَتَّى برع فِيهِ ودرس فى حَيَاته وَشهد عِنْد ابْن الدامغانى هُوَ والشريف أَبُو جَعْفَر فى يَوْم وَاحِد سنة ثَلَاث وَخمسين وزكاهما شيخهما القاضى وَقَالَ ابْن عقيل كَانَ أعرف قُضَاة الْوَقْت بِأَحْكَام الْقَضَاء والشروط وَلم يكن قَاضِيا مثله فى الهيبة وَله المقامات الْمَشْهُورَة بالديوان حَتَّى يُقَال أَنه كعمرو بن الْعَاصِ والمغيرة بن شُعْبَة من الصَّحَابَة فى قُوَّة الرَّأْي وَقَالَ ابْن السمعانى الحديث: 1245 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 كَانَت لَهُ يَد قَوِيَّة فى الْقرَان والْحَدِيث وَالْفِقْه والمحاضرة وَقَرَأَ عَلَيْهِ عَامَّة الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد وانتفعوا بِهِ وَكَانَ حسن السِّيرَة جميل الطَّرِيقَة جرت أُمُور فى أَحْكَامه على السداد والاستقامة حدث بشىء يسير عَن أَحْمد ابْن عمر بن ميخائيل العكبرى وَغَيره قَالَ وَذكر لى شَيخنَا الْجُنَيْد بن يَعْقُوب الحنبلى بِبَاب الأزج إِنَّه سمع الحَدِيث من أَبى على يَعْقُوب وَلم يكن لَهُ أصل حَاضر بِمَا سمع مِنْهُ وَقَالَ علقت عَنهُ الْفِقْه وَكَانَ سَمَاعه من شُيُوخنَا الأصبهانيين مِنْهُ إجَازَة مثل أَبى عبد الله الْخلال وغانم بن خَالِد وأبى نصر الغازى وَمُحَمّد بن عبد الْوَاحِد الدقاق الْحَافِظ وَله تصانيف فى الْمَذْهَب مِنْهَا التعليقة فى الْفِقْه وهى ملخصة من تعليقة شَيْخه القاضى روى عَنهُ القاضى أَبُو طَاهِر بن الكرخى وَأَخُوهُ أَبُو الْحسن توفى سنة سِتّ وَقيل ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ عمره سبعا وَسبعين سنة وَدفن من الْغَد بِبَاب الأزج بمقبرة الْفِيل إِلَى جَانب أَبى بكر غُلَام الْخلال مَسْأَلَة ذكر القاضى يَعْقُوب إِذا خلف ليقضيته دَرَاهِمه الَّتِى عِنْده فأحاله بهَا قَالَ يحْتَمل أَن يبرأ لِأَن ذمَّته قد برأت بالحوالة وَهَذَا مُخَالف لما قَالَه القاضى وَالْأَصْحَاب فَإِن الْحِوَالَة نقلت الْحق من ذمَّة إِلَى ذمَّة وَلم يحصل بهَا الِاسْتِيفَاء 1246 - يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن يختان أَبُو يُوسُف سمع مُسلم بن إِبْرَاهِيم وإمامنا أَحْمد روى عَنهُ أَبُو بكر بن أَبى الدُّنْيَا الحديث: 1246 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 وجعفر الصندلى وَكَانَ أحد الصَّالِحين الثِّقَات روى عَنهُ أَبى عبد الله مسَائِل صائحة كَثِيرَة لم يروها غَيره قَالَ يَعْقُوب بن بختان سُئِلَ أَحْمد عَن رجل نسى التَّشَهُّد حَتَّى قَامَ قَالَ يعود فيقعد ثمَّ يتَشَهَّد ثمَّ يسلم وَيسْجد قيل لَهُ فَإِن خرج قَالَ يرجع مَا كَانَ فى الْمَسْجِد فَإِن خرج فَتكلم أعَاد وَقَالَ أَيْضا سُئِلَ أَبُو عبد الله عَمَّن زعم أَن الله عز وَجل لم يتَكَلَّم بِصَوْت قَالَه بلَى تكلم بِصَوْت وَقَالَ أَيْضا سَمِعت أَبَا عبد الله وَسُئِلَ عَن التَّوَكُّل فَقَالَ هُوَ قطع الاستشراف بالإياس من الْخلق فَقيل لَهُ مَا الْحجَّة فَقَالَ إِبْرَاهِيم لما وضع فى المنجنيق ثمَّ طرح إِلَى النَّار فاعترضه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ أَلَك حَاجَة فَقَالَ أما إِلَيْك فَلَا فَقَالَ لَهُ سَله فَقَالَ أحب الْأَمريْنِ إِلَيْهِ أحبهما إِلَى وَقَالَ أَيْضا سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن مَسْأَلَة فَقَالَ إِن الْعلم خَزَائِن وَالْمَسْأَلَة تفتحه دعنى حَتَّى أنظر فِيهَا 1247 - يَعْقُوب بن سُفْيَان يكنى بأبى يُوسُف سمع من إمامنا أَشْيَاء قَالَ يَعْقُوب كتبت عَن ألف شيخ حجتى فِيمَا بينى وَبَين الله رجلَانِ قيل لَهُ يَا أَبَا يُوسُف من حجتك وَقد كتبت عَن الأنصارى والأجلة فَقَالَ حجتى أَحْمد بن حَنْبَل وَأحمد بن صَالح المصرى الحديث: 1247 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 1248 - يَعْقُوب بن شيبَة الْحَافِظ ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد رضى الله عَنهُ 1249 - يَعْقُوب العبيدلانى أحد النقلَة عَن أَحْمد بن حَنْبَل وروى القاضى أَبُو يعلى بِإِسْنَادِهِ عَنهُ أَنه قَالَ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِذا أكل أحدكُم طَعَاما وَلم يَأْكُل على أَثَره فَاكِهَة كَانَ فى الْجوف خلل لم يسده 1250 - يَعْقُوب بن الْعَبَّاس الهاشمى قَالَ أَبُو بكر الْخلال عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل صَالِحَة مشبعة سَأَلَ عَنْهَا الحديث: 1248 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 أَبَا عبد الله وَقد كنت سَأَلت ابْنه هَارُون غير مرّة فَكَانَ يعدنى ثمَّ خرجت إِلَى طرسوس فسمعتها من الْحسن بن صَالح الْعَطَّار عَنهُ عَن أَبِيه ثمَّ قدمت وَقد مَاتَ هَارُون 1251 - يَعْقُوب بن فضل بن طرخان الجعفرى الهاشمى الشَّيْخ الصَّالح الْعَالم كَانَ عِنْده صَلَاح وديانة سمع بِالْقَاهِرَةِ من يُوسُف الدُّعَاء سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمن صَالح المدلجى صَحِيح مُسلم وبدمشق من جمَاعَة مِنْهُم الضياء وَخلف اولادا توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون وَقد اهمله الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب من الطَّبَقَات 1252 - يَعْقُوب ابْن أخى مَعْرُوف الكرخى سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ المروزى قَالَ لى يَعْقُوب ابْن اخى مَعْرُوف قلت لأبى عبد الله عندنَا رجل يهودى قد أسلم وَله ابْنة وَقد زَوجهَا من يَهُودِيّ وَقد اجْتمع الْيَهُود وَاجْتمعَ الْمُسلمُونَ على أَن يتحاكموا الحديث: 1251 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 وَقد رَضوا بِأَن يسألوك هَل يجوز أَن يزوجوها من يهودى أم لَا قَالَ أَبُو عبد الله يفرق بَينهمَا هِيَ مسلمة 1253 - يَعْقُوب بن يُوسُف أَبُو السرى الحربى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ أَبُو عبد الله وأى شىء أحسن من أَن يجْتَمع النَّاس فيصلوا ويذكروا مَا أنعم الله عَلَيْهِم كَمَا قَالَت الْأَنْصَار 1254 - يَعْقُوب بن يُوسُف بن أَيُّوب أَبُو بكر المطوعى سمع إمامنا أَحْمد وَغَيره روى عَنهُ أَبُو بكر النجاد وَذكره الدارقطنى فَقَالَ ثِقَة فَاضل وروى القاضى أَبُو يعلى بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبى بكر المطوعى قَالَ كَانَ وردى فى شبيبتى فى كل يَوْم وَلَيْلَة أَقرَأ (قل هُوَ الله أحد) إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ألف أَو أحدى وَأَرْبَعين ألف مرّة شكّ جَعْفَر الخلدى وَذكره أَبُو بكر الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب البغدادين وَقَالَ كَانَت لَهُ مسَائِل صَالِحَة حسان توفى فى رَجَب سنة سبع وَمِائَتَيْنِ الحديث: 1253 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 1255 - يعِيش بن ريحَان بن مَالك وَنسبه الشَّيْخ عبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش بِأَنَّهُ يعِيش بن مَالك بن هبة الله بن ريحَان الأنبارى ثمَّ البغدادى الْفَقِيه الزَّاهِد ابو المكارم سمع من أَبى الْحسن ابْن الدجاجى كثيرا من كتب الحَدِيث وَالْمذهب كالهداية لأبى الْخطاب والانتصار لِابْنِ عقيل وَسمع من صَدَقَة بن الْحُسَيْن وَمن أَبى زرْعَة المقدسى وَغَيرهمَا وتفقه فى الْمَذْهَب وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعلمِ وَالصَّلَاح وَحدث روى عَنهُ ابْن الزينبى وَيحيى بن الصيرفى وَأَجَازَ لعبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش توفى لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس عشر ذى الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَدفن بِبَاب حَرْب وَذكر ابْن الساعى أَنه توفى يَوْم الْخَمِيس وَأَنه دفن بمقبرة جَامع الْقصر الحديث: 1255 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 ذكر من اسْمه يُوسُف 1256 - يُوسُف بن أَحْمد بن على بن الْحُسَيْن الحلاوى البغدادى الْفَقِيه أَبُو المظفر سمع من أَبى الْفَتْح بن شاتيل وَحدث وتفقه فى الْمَذْهَب وَكَانَ فَاضلا فَقِيها صَالحا حسن الطَّرِيقَة توفى لَيْلَة الْعشْرين من شهر ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب أبرز وَقد بلغ سِتِّينَ سنة أَو جاوزها 1257 - يُوسُف بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بِابْن قريج الطَّحَّان الشَّيْخ الإِمَام الأوحد ذُو الْفُنُون جمال الدّين وَالِد شَيخنَا زين الدّين عبد الرَّحْمَن قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى كَانَ بارعا فى الْأُصُول أَخذه عَن الشَّيْخ شهَاب الدّين الإخميمى وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن العنابى وتفقه فى الْمَذْهَب على الْجد وَغَيره وَكَانَ بارعا فى الْمعَانى وَالْبَيَان ولازم حَلقَة قاضى الْقُضَاة بهاء الدّين لما قدم قَاضِيا وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن الحديث: 1256 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 حسن الْفَهم جيد الْعبارَة إِمَامًا نظارا مفتنا مدرسا حسن السِّيرَة عِنْده أدب وتواضع وَكَانَت لَهُ ثروة توفى بالطالحية يَوْم السبت سادس عشرى شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَله نَحْو أَرْبَعِينَ سنة 1258 - يُوسُف بن أَحْمد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الشَّيْخ أَبى عمر الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم جمال الدّين أَبُو المحاسن المقدسى الأَصْل ثمَّ الصالحى إِمَام مدرسة جده الشَّيْخ أَبى عمر سمع من الحجار وَغَيره قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى كَانَ فَاضلا جيد الذِّهْن صَحِيح الْفَهم وَكَانَ مَعْرُوفا بذلك وَكَانَ مُولَعا بالفتوى بِمَسْأَلَة الطَّلَاق على مَا ذكره الشَّيْخ تقى الدّين بن تَيْمِية وَيسْأل المناظرة عَلَيْهَا وَهُوَ أَخُو شَيخنَا صَلَاح الدّين راوى الْمسند توفى يَوْم الْأَحَد ثامن عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بمقبرة جده 1259 - يُوسُف ابْن بَحر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا الحديث: 1258 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول جلس شبعة بِبَغْدَاد وَلَيْسَ فى مَجْلِسه أحد يكْتب إِلَّا ادم بن أَبى إِيَاس وَهُوَ يستملى وَيكْتب وَيكْتب وَهُوَ قَائِم 1260 - يُوسُف بن جَامع بن أَبى البركات البغدادى القفصى الضَّرِير المقرىء النحوى الفرضى جمال الدّين أَبُو إِسْحَاق قَرَأَ الْقرَان بالروايات على مُحَمَّد بن سَالم صَاحب البطائحى وَغَيره وَسمع الحَدِيث من عمر بن عبد الْعَزِيز النَّاقِد وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ عبد اللَّطِيف ابْن القسطى وزَكَرِيا العلثى وَطَائِفَة وبرع فى الْقرَاءَات والفرائض والعربية وانتفع النَّاس بِهِ فى هَذِه الْعُلُوم وصنف فِيهَا التصانيف وَأثْنى عَلَيْهِ الشَّيْخ صفى الدّين عبد الْمُؤمن وَأَبُو الْعلَا الفرضى وَقَالَ فى مُعْجَمه كَانَ شَيخا فَقِيها عَالما إِمَامًا فَاضلا معربا عَارِفًا بروايات السَّبْعَة والشواذ وعللها جَامعا للعلوم لَهُ فى ذَلِك تصانيف كَثِيرَة الحديث: 1260 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 وَقد أجَاز لجَماعَة كالبرزالى وَعبد الْمُؤمن بن عبد الْحق وعَلى بن عبد الصَّمد توفى يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشرى أَو يَوْم السبت سلخ صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَصلى عَلَيْهِ يَوْم السبت وَدفن بِبَاب حَرْب 1261 - يُوسُف بن الْحسن بن بدر بن بكار النابلسى ثمَّ الدمشقى الإِمَام الْحَافِظ شرف الدّين أَبُو المظفر سمع بِدِمَشْق من القزوينى وَالْحسن بن صصرى وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْكثير من الحَدِيث وَكَانَ شيخ النورية وَله شعر جيد مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة 1262 - يُوسُف بن الْحُسَيْن بن على الرازى من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة كَانَ كثير الْأَسْفَار وَصَحب ذَا النُّون المصرى وَأَبا تُرَاب النخشبى وَأَبا سعيد الخزار وَسمع إمامنا أَحْمد قدم بَغْدَاد وَسمع مِنْهُ بهَا أَبُو بكر النجاد وَقَالَ يُوسُف بن الْحُسَيْن سَمِعت ذَا النُّون المصرى يَقُول من جهل قدره هتك ستره وروى يُوسُف الرازى الحديث: 1261 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة حَدَّثَنى هِلَال بن سُوَيْد أَبُو الْمُعَلَّى عَن أنس بن مَالك قَالَ أهْدى النبى طوائر ثَلَاث فَأكل طيرا واستخبأ خادمه طيرين فَرده عَلَيْهِ من الْغَد فَقَالَ النبى ألم أَنْهَك أَن ترفع شَيْئا لغد أَن الله يأتى برزق كل غَد وفى رِوَايَة أَنه أهْدى إِلَيْهِ طائران فَأكل أَحدهمَا وأتى بالاخر فى غَد فَقَالَ من أَيْن ذَا فَقَالَ بِلَال خبأته لَك يَا رَسُول الله فَقَالَ يَا بِلَال لَا تخف من ذى الْعَرْش إقلالا إِن الله يأتى برزق كل غَد وَقَالَ يُوسُف كنت فى أَيَّام السياحة فى أَرض الشَّام أمسك بيدى عكازة مَكْتُوب عَلَيْهَا (سر فى بِلَاد الله سياحا ... وابك على نَفسك نواحا) (واهتد بِنور الله فى أرضه ... كفى بِنور الله مصباحا) وحكايته مَعَ ذى النُّون لما أَرَادَ أَن يتَعَلَّم مِنْهُ اسْم الله الْأَعْظَم فامتحنه بغارة أرسلها مَعَه إِلَى بعض إخوانه مَشْهُورَة مَاتَ فى سنة أَربع وثلاثمائة وَقد رؤى فى الْمَنَام بعد مَوته فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لى ورحمنى فَقيل بِمَاذَا قَالَ بِكَلِمَات قلتهَا عِنْد الْمَوْت قلت اللَّهُمَّ نصحت قولا وجنت نفسى فعلا فَهَب لى جِنَايَة فعلى لنصيحة قولى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 1263 - يُوسُف بن خَلِيل بن قراجا بن عبد الله الدمشقى الْمُحدث ذُو الرحلة الواسعة شمس الدّين أَبُو الْحجَّاج سمع بِدِمَشْق من الْحَافِظ عبد الْغنى وَابْن أَبى عصرون وَغَيرهمَا وببغداد من ابْن كُلَيْب وَخلق وبأصبهان من مَسْعُود الْجمال واللبان والعبيدلانى وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أَبى على الْحداد وَكَانَ إِمَامًا حَافِظًا ثِقَة ثبتا عَالما وَاسع الرِّوَايَة جميل السِّيرَة خرج وَجمع لنَفسِهِ معجما عَن أَزِيد من خَمْسمِائَة شيخ وثمانيات وعوالى واستوطن فى اخر عمره حلب وتصدر بجامعها وَصَارَ حَافِظًا حدث بالكثير حدث عَنهُ البرزالى وَسمع مِنْهُ الْحفاظ كَابْن الأنماطى وَابْن نقطة وَابْن النجار وَسُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ الضياء فَقَالَ حَافظ مُفِيد صَحِيح الْأُصُول سمع وَحصل الحديث: 1263 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 الْكثير صَاحب رحْلَة وَطواف وروى عَنهُ الدمياطى وَابْن الطاهرى وَجَمَاعَة واخر من روى عَنهُ إجَازَة زَيْنَب بنت الْكَمَال توفى فى سحر يَوْم الْجُمُعَة منتصف وَقيل عَاشر جُمَادَى الاخرة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بحلب وَدفن بظاهرها 1264 - يُوسُف بن أَبى زَكَرِيَّا يحيى بن الناصح عبد الرَّحْمَن ابْن الحنبلى الشيرازى الأَصْل ثمَّ الصالحى من بَيت مَشْهُور بالعلماء والفضلاء قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ تقى الدّين بن قاضى شهية هُوَ الشَّيْخ الْأَصِيل الْمدرس الْمعبر شمس الدّين أَبُو المحاسن وَأَبُو المظفر حضر على وَالِده وَسمع من ابْن أَبى عمر وَابْن البخارى وَابْن المجاور وَولى مشيخة العالمة وَالنَّظَر عَلَيْهَا وعَلى الصاحبة ودرس بهَا الحديث: 1264 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 سمع مِنْهُ ابْن رَافع والمقرى ابْن رَجَب والحسينى توفى يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ عقيب الْجُمُعَة بالجامع المظفرى وَدفن بسفح قاسيون 1265 - يُوسُف بن سعيد الْبناء الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث أَبُو المحاسن سمع كثيرا وَكتب بِخَطِّهِ توفى يَوْم السبت سلخ سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَدفن يَوْم الْأَحَد مستهل الْمحرم الحديث: 1265 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 1266 - يُوسُف بن عمر بن مسرور أَبُو الْفَتْح القواس سمع أَبَا الْقَاسِم البغوى وَأَبا بكر بن أَبى دَاوُد وَيحيى بن صاعد وخلقا كثيرا قَالَ القواس حضرت مجْلِس القاضى المحاملى وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَة مستملين يستملون عَلَيْهِ وَكنت لَا أكتب فى مجْلِس الْإِمْلَاء إِلَّا مَا اسْمَعْهُ من لفظ الْمُحدث فَقُمْت قَائِما لأنى كنت بَعيدا عَن المحاملى بِحَيْثُ لَا أسمع لَفظه فَلَمَّا رانى النَّاس أفرجوا لى وأجازونى حَتَّى جَلَست مَعَ المحاملى على السرير فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جاءنى رجل فَسلم على وَقَالَ أَسَالَك أَن تجعلنى فى حل فَقلت لَهُ مماذا قَالَ رَأَيْتُك أمس قُمْت فى الْمجْلس وتخطأت وتخطيت رِقَاب النَّاس فَقلت فى نفسى إِنَّك قصدت الْقيام لتخطى رِقَاب النَّاس لَا لسَمَاع الحَدِيث فَرَأَيْت رَسُول الله فى الْمَنَام وَهُوَ يَقُول لى من أَرَادَ سَماع الحَدِيث كَأَنَّهُ يسمعهُ منى فليسمعه كسماع أَبى الْفَتْح القواس وَقَالَ الأزهرى كَانَ أَبُو الْفَتْح مجاب الدعْوَة وفى رِوَايَة عَنهُ وَعَن البرقانى أَنه كَانَ من الأبدال وَقَالَ الدارقطنى كُنَّا نتبرك بِهِ وَقَالَ أَبُو ذَر كنت عِنْد القواس وَقد أخرج جُزْءا من كتبه فَوجدَ فِيهِ قرض الفأر فَدَعَا الله عز وَجل على الْفَأْرَة الَّتِى قرضته فَسَقَطت من سقف الْبَيْت وَلم تزل تضطرب حَتَّى مَاتَت توفى يَوْم الْجُمُعَة لسبع بَقينَ من ربيع الاخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَصلى عَلَيْهِ فى جَامع الرصافة وَحمل الحديث: 1266 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 إِلَى مَقْبرَة الإِمَام أَحْمد فَدفن قَرِيبا مِنْهُ 1267 - يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور المقدسى الْفَقِيه الْمُحدث تقى الدّين أَبُو عبد الله سمع بِدِمَشْق من عمر بن طبرزد وأبى الْيمن الكندى وَجَمَاعَة اخرين وتفقه على المنذرى ترافقنا فى السماع كثيرا وَولى الْإِمَامَة بالجامع الغربى بنابلس وَحدث وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة وَهُوَ ابْن عَم الْحَافِظ عبد الْغنى توفى فِي عَاشر ذى الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بنابلس 1268 - يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن على بن مُحَمَّد بن على ابْن عبيد الله بن عبد الله بن الجوزى القرشى البكرى البغدادى الحديث: 1267 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 الْفَقِيه الأصولى الْوَاعِظ الشَّهِيد محيى الدّين أَبُو المحاسن بن الشَّيْخ جمال الدّين سمع من أَبِيه وَابْن كُلَيْب وَابْن الْمَعْطُوسِ وَجَمَاعَة اخرين قَرَأَ الْقرَان بالروايات الْعشْر على ابْن الباقلانى بواسط وَلبس الْخِرْقَة من الشَّيْخ ضِيَاء الدّين عبد الْوَهَّاب بن سكينَة واشتغل بالفقه وَالْخلاف وَالْأُصُول وبرع فى ذَلِك وَكَانَ أمهر من أَبِيه فِيهِ وَوعظ فى صغره على قَاعِدَة أَبِيه وَعلا أمره وَعظم شَأْنه وَولى الولايات الجليلة قَالَ الْحَافِظ الذهبى كَانَ إِمَامًا كَبِيرا وصدرا مُعظما عَارِفًا بِالْمذهبِ كثير الْمَحْفُوظ ذَا سمت ووقار درس وَأفْتى وصنف وَأما رئاسته وعقله فَينْتَقل بالتواتر حَتَّى إِن الْملك الْكَامِل مَعَ عظم سُلْطَانه قَالَ كل أحد يعوز زِيَادَة عقل إِلَّا محيى الدّين بن الجوزى فَإِنَّهُ يعوز نقص عقل وَله تصانيف مِنْهَا معادن الإبريز فى تَفْسِير الْكتاب الْعَزِيز وَمِنْهَا الْمَذْهَب الأحمد فى مَذْهَب الإِمَام أَحْمد وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش وَابْن الكسار واخر من حدث عَنهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 بِالْإِجَازَةِ زَيْنَب بنت الْكَمَال وَلما دخل هولاكو ملك التتار إِلَى بَغْدَاد فَقتل الْخَلِيفَة المعتصم وغالب أَوْلَاده وَقتل مَعَه أَعْيَان الدولة والأمراء وَشَيخ الشُّيُوخ وَقتل أستاذ الدَّار محيى الدّين وَأَوْلَاده الثَّلَاثَة وَذَلِكَ من صفر سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بِظَاهِر سور كلواذا رَحْمَة الله عَلَيْهِم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 1269 - يُوسُف بن عبد الْمَحْمُود بن عبد السَّلَام البغدادى الْفَقِيه النحوى جلال الدّين قَرَأَ بالروايات وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد ابْن حلاوة وعَلى بن حُصَيْن وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على ابْن الطبان وَأخذ عَن الشَّيْخ عز الدّين عبد الْعَزِيز بن جُمُعَة شَارِح ألفية ابْن معطى الْأَدَب والعربية والمنطق واستفاد فى الْفِقْه على الشَّيْخ تقى الدّين الزريرانى ودرس للحنابلة بالبشرية غربى بَغْدَاد وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَلَا يعرف أَنه حدث توفى فى حادى عشر شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ وَكَانَ كهلا الحديث: 1269 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 1270 - يُوسُف بن عبد الله بن الْعَفِيف مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور المقدسى ثمَّ الدمشقى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم العابد الحبر جمال الدّين أَبُو الْحجَّاج سمع سنَن ابْن ماجة من الْحَافِظ بن بدران النابلسى وَسمع من التقى سُلَيْمَان وأبى بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم ووزيرة بنت المنجى وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ ابْن كثير والحسينى وَابْن رَجَب قَالَ ابْن كثير وَكَانَ من الْعلمَاء الْعباد الورعين كثير التِّلَاوَة وَقيام اللَّيْل وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والمواظبة على الْخَيْر ومحبة الحَدِيث وَالسّنة توفى فى الْعشْر الْأَوْسَط من جُمَادَى الاخرة سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الصدرية وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الأموى وَدفن بقاسيون 1271 - يُوسُف بن عبد الله بن حَاتِم بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشَّيْخ الْمسند المعمر جمال الدّين البعلى الشهير بِابْن الحبال سمع من القاضى تَاج الدّين عبد الْخَالِق وَابْنه عبد السَّلَام الحديث: 1270 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 وَغَيرهمَا قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى سمعنَا عَلَيْهِ مرَارًا مُسْند الشافعى رضى الله عَنهُ توفى عَشِيَّة الْخَمِيس سَابِع رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد عقيب صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بِبَاب سطحا 1272 - يُوسُف بن عبد الْمَحْمُود بن عبد السَّلَام بن النبى الإِمَام جمال الدّين عَالم بَغْدَاد وَجَاء جَوَابه بموافقة الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية على مَسْأَلَة شدّ الرّحال وَذكر فى جَوَابه أَن أَبَا مُحَمَّد الجوينى الشافعى وَابْن عقيل الحنبلى والقاضى عِيَاض المالكى أَنه لَا يجوز الْقصر فى هَذَا السّفر أَظن أَنه توفى بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة 1273 - يُوسُف بن على بن أَحْمد بن الْبَقَّال البغدادى الصوفى عفيف الدّين أَبُو الْحجَّاج كَانَ صَالحا عَالما زاهدا لَهُ التصانيف فى السلوك مِنْهَا لباب سلوك الْخَواص وَقد أجَاز الحديث: 1272 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 الشَّيْخ على بن عبد الصَّمد توفى لَيْلَة الْخَمِيس سادس الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَرِيم وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ 1274 - يُوسُف بن فضل الله بن يحيى السكاكينى الحرانى الأديب الزَّاهِد أَبُو المظفر سمع من على الرهاوى وَذكره ابْن حمدَان فَقَالَ كَانَ إِمَام الْبَلَد فى وقته فِي النَّحْو واللغة والتصريف والقراءات وَله تصانيف فى الزّهْد والورع وَله نظم كثير وَله مراثى مِنْهَا مرثية فى الشَّيْخ موفق الدّين رَوَاهُ عَنهُ الْحَافِظ الضياء إجَازَة أَظن أَنه توفى بعد إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة الحديث: 1274 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 1275 - يُوسُف بن مُوسَى الْعَطَّار الحربى روى عَن إمامنا أَشْيَاء حدث عَنهُ أَبُو بكر الْخلال وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء حسنا وَكَانَ يُوسُف هَذَا يَهُودِيّا أسلم على يَد أَحْمد بن حَنْبَل وَهُوَ حدث فَحسن إِسْلَامه وَلزِمَ الْعلم وَأكْثر من الْكتاب ورحل فى طلب الْعلم وَسمع أَقْوَامًا وَلزِمَ أَبَا عبد الله حَتَّى كَانَ رُبمَا تبرم من كَثْرَة لُزُومه لَهُ حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى قَالَ قيل لأبى عبد الله عَذَاب الْقَبْر حق قَالَ نعم الحديث: 1275 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 1276 - يُوسُف بن مُوسَى بن رَاشد الْقطَّان الكوفى أَبُو يَعْقُوب أَصله من الأهواز ومتجره بالرى ثمَّ سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَغَيره روى عَنهُ البخارى وَإِبْرَاهِيم الحربى وَسُئِلَ يحيى بن معِين عَنهُ فَقَالَ صَدُوق وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد يَقُول صَلَاة الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ جَائِزَة خلف الْأَئِمَّة الْبر والفاجر مَا داموا يقيمونها وَقَالَ أَيْضا قيل لأبى عبد الله وَالله فَوق السَّمَاء السَّابِعَة على عَرْشه بَائِن من خلقه وَقدرته وَعلمه بِكُل مَكَان قَالَ نعم على عَرْشه لَا يَخْلُو شىء من علمه مَاتَ فى صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 1277 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن التقى عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الصَّالح الخاشع قاضى الْقُضَاة جمال الدّين المرداوى سمع صَحِيح البخارى من أَبى بكر بن عبد الدايم وَابْن الشّحْنَة ووزيرة وَبَعضه من فَاطِمَة بنت عبد الرَّحْمَن الفرا وقاضى الْقُضَاة تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَشرح عَلَيْهِ الْمقنع ولازم قاضى الْقُضَاة شمس الدّين بن مُسلم إِلَى حِين وَفَاته الحديث: 1276 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 وَأخذ النَّحْو عَن نجم الدّين القحفازي وباشر وَظِيفَة قَضَاء الْحَنَابِلَة بِالشَّام سبع عشرَة سنة بعد موت القاضى عَلَاء الدّين بن المنجى فى رَمَضَان سنة خمسين بعد تمنع زَائِد وشروط شَرطهَا عَلَيْهِم وَاسْتمرّ إِلَى أَن عزل فى رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ بالقاضى شرف الدّين ابْن قاضى الجيل وَذَلِكَ لخيرة عِنْد الله تَعَالَى وَقد أخْبرت أَنه كَانَ يَدْعُو الله أَن لَا يتوفاه قَاضِيا فَاسْتَجَاب الله دَعوته وَذكره الذهبى فى المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فى حَقه الإِمَام الْمُفْتى الصَّالح أَبُو الْفضل شَاب خير إِمَام فى الْمَذْهَب نسخ الْمِيزَان وَله اعتناء بِالْمَتْنِ والإسناد وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى كَانَ عفيفا ورعا صَالحا ناسكا خَاشِعًا ذَا سمت ووقار وَلم يُغير ملبسه وهيئته يركب الْحمار ويفصل الحكومات بِسُكُون وَلَا يحابى أحدا وَلَا يحضر مَعَ النَّائِب إِلَّا يَوْم دَار الْعدْل وَأما فى الْعِيد والمحمل فَلَا يركب وَكَانَ مَعَ ذَلِك عَارِفًا بِالْمذهبِ لم يكن فيهم مثله مَعَ فهم وَكَلَام جيد فى النّظر والبحث الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 ومشاركة فى أصُول وعربية وَجمع كتابا فى احاديث الْأَحْكَام حسنا وَكَانَ قبل الْقَضَاء يتصدر بالجامع المظفرى للإشتغال وَالْفَتْوَى لم يتَّفق لى السماع مِنْهُ وَلَكِن أجَاز قلت وَقد أجَاز لجدنا الشَّيْخ شرف الدّين وَإِخْوَته وَجَمَاعَة اخرين وَكتابه هَذَا سَمَّاهُ الِانْتِصَار وبوبه على أَبْوَاب الْمقنع فى الْفِقْه وَهُوَ محفوظنا وَقَالَ ابْن حبيب فى تَارِيخه عَالم علمه زَاهِر وبرهان ورعه ظَاهر وَإِمَام تتبع طرائقه وتغتنم ساعاته ودقائقه كَانَ لين الْجَانِب متلطفا بالطالب رضى الْأَخْلَاق شَدِيد الْخَوْف والإشفاق عفيف اللِّسَان كثير التَّوَاضُع وَالْإِحْسَان لَا يسْلك فى ملبسه سَبِيل أَبنَاء الزَّمَان وَلَا يركب حَتَّى إِلَى دَار الْإِمَارَة غير الأتان ولى الحكم بِدِمَشْق عدَّة أَعْوَام ثمَّ صرف وَاسْتمرّ إِلَى أَن لحق بالسالفين من الْعلمَاء الْأَعْلَام توفى يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن ربيع الأول سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ بعد الظّهْر بالجامع المظفرى وَدفن بتربة شيخ الْإِسْلَام موفق الدّين بسفح قاسيون بالروضة وَحضر جمع كثير 1278 - يُوسُف بن ماجد بن أَبى الْمجد بن عبد الْخَالِق الحديث: 1278 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 الشَّيْخ الْفَقِيه الْعَالم جمال الدّين المرداوى قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى كَانَ من فضلاء الْحَنَابِلَة شَدِيد التعصب للشَّيْخ تقى الدّين كثير الاعتناء بِالنّظرِ فى كَلَامه مثابرا على الْفَتْوَى بقوله فى مَسْأَلَة الطَّلَاق وَكَانَ ينصر مسَائِله الْأُصُولِيَّة وَقد سمع من ابْن الشّحْنَة وروى عَنهُ توفى يَوْم السبت تَاسِع عشرى صفر الْخَيْر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالصالحية 1279 - الْيَمَان بن عباد اُحْدُ من روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ دخلت على أَحْمد بن حَنْبَل وَقد أذن الْمُؤَذّن فَقلت يَا أَبَا عبد الله صليتم فَقَالَ لَا الحديث: 1279 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 ذكر من اشْتهر بكنيته وَلم يذكر لَهُ اسْم 1280 - أَبُو دَاوُد الكاذى روى أَبُو بكر الْخلال بِإِسْنَادِهِ قَالَ سَمِعت أَبَا دواد الكاذى يَقُول كنت أبي عبد الله فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عبد الله أغسل ثوبى فَقَالَ لَهُ أما للنَّاس فَلَا وَقَالَ أَيْضا كنت عِنْد أَبى عبد الله وجاءه رجل فَقَالَ لَهُ الرجل يكون عطشان وَهُوَ بَين النَّاس لَا يستقى فأظنه قَالَ فى الْوَرع مَا يكون أَحمَق 1281 - أَبُو دَاوُد الْخفاف نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول لم يعبر الجسر مثل إِسْحَاق 1282 - أَبُو بكر الْأَحول نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الرجل يتْرك الْوتر فَقَالَ لَا يكون عدلا الحديث: 1280 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 1283 - أَبُو بكر بن عنبر الخراسانى سكن بَغْدَاد وَنقل عَن أَحْمد أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ تبِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَوْم الْجُمُعَة إِلَى الْجَامِع فَقَامَ عَنهُ قبَّة الشُّعَرَاء يرْكَع والأبواب مفتحة وَكَانَ يتَطَوَّع رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فَمر بَين يَدَيْهِ سَائل فَمَنعه منعا شَدِيدا وَأَرَادَ السَّائِل أَن يمر بَين يَدَيْهِ فقمنا إِلَيْهِ فنحيناه 1284 - أَبُو بكر الطبرانى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الْإِسْنَاد من الدّين 1285 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن على الْحداد الشَّيْخ الصَّالح كَانَ يتَرَدَّد إِلَى القاضى أَبى يعلى وَنقل عَنهُ مسَائِل كَثِيرَة توفى سنة سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 1286 - أَبُو بكر بن عمر الطَّحَّان قَالَ القاضى الحديث: 1283 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 أَبُو الْحسن حضر درس الْوَالِد وعلق عَنهُ مَاتَ فى شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 1287 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه سيف الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين النابلسى لما انجفل من التتار بأَهْله عِنْد دُخُولهمْ الشَّام روى عَنهُ الذهبى فى مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ فَقِيها مناظرا صَالحا يتوسوس فى المَاء سمع بِمصْر جمَاعَة وتفقه على ابْن حمدَان وَسمع بِدِمَشْق بعد الثَّمَانِينَ وَسمع مَعنا كثيرا وَكَانَ مطبوعا وَكتب الطباق وَدَار على الشُّيُوخ وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ مناظرا ذكيا حسن المذاكرة عدم فى سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 1288 - أَبُو بكر بن إلْيَاس بن مُحَمَّد بن سعيد بن حمد بن هَارُون الْفَقِيه المعمر الصَّالح عز الدّين الحميدى روى عَن الْفَخر بن تَيْمِية وَالْمجد القزوينى سمع مِنْهُ البرزالى وَابْن سيد النَّاس وَغَيرهمَا توفى فى أحد الجمادين سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة الحديث: 1287 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 1289 - أَبُو بكر بن يُوسُف بن عبد الْقَادِر الشَّيْخ الإِمَام عماد الدّين الخليلى أحد أَعْيَان شُهُود الحكم الْعَزِيز الحنبلى سمع سنة نَيف وَعشْرين من جمَاعَة وَحدث عَن ابْن الشّحْنَة وَغَيره ذكره الذهبى فى المعجم الْمُخْتَص وَكَانَ من فضلاء المقادسة مليح الْكِتَابَة حسن الْفَهم لَهُ إِلْمَام بِالْحَدِيثِ سمع من ابْن جمَاعَة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ قَلِيلا وَنسخ لنَفسِهِ وَلِلنَّاسِ توفى يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون 1290 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَبى غَانِم بن أَبى الْفَتْح الشَّيْخ الْجَلِيل عماد الدّين الحلبى الأَصْل الدمشقى المولد الصالحى المنشأ الْمَعْرُوف ب ابْن الحبال وَكَانَ وَالِده يعرف بِابْن الصايغ حضر على هَدِيَّة بنت عَسْكَر وَسمع من القاضى تقى الدّين سُلَيْمَان وَعِيسَى الْمطعم وَكَانَ لَهُ ثروة ووقف أوقاف بر على جمَاعَة الْحَنَابِلَة وَعِنْده فَضِيلَة وَقسم مَاله قبل مَوته بَين ورثته وَانْقطع لسَمَاع الحديث: 1289 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 الحَدِيث فى بستانه بالزعيفرية توفى لَيْلَة الثُّلَاثَاء وثالث ربيع الاخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع المظفرى وَدفن بالروضة عِنْد وَالِده 1291 - أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن الْعِزّ مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم ابْن أَبى عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الشَّيْخ عماد الدّين بن نَاصِر الدّين بن عز الدّين المقدسى مُسْند الصالحية الْمَعْرُوف بالفرائضى سمع من الحجار وَأَجَازَ لَهُ الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو نصر بن الشيرازى واخرون وَهُوَ أَخُو شيخ شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجر قَرَأَ عَلَيْهِ وَأَجَازَهُ 1292 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قَاسم السنجارى الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث شُجَاع الدّين نزيل بَغْدَاد قَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين كَانَ مُحدثا فَاضلا مُسْندًا حدث بالكثير فَمن ذَلِك جَامع المسانيد الحديث: 1291 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 ومسند الشافعى ورموز الْكُنُوز فى التَّفْسِير للرسعنى وَكتاب التوايين لشيخ الْإِسْلَام ابْن قدامَة حدث عَنهُ الشَّيْخ نصر الله وَولده شَيخنَا قاضى الْقُضَاة محب الدّين توفى سنة تسعين وَسَبْعمائة عَن ثَمَانِينَ سنة 1293 - أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح الإِمَام الْعَالم الْوَاعِظ قاضى الْقُضَاة صدر الدّين ولى نِيَابَة الحكم عَن قاضى الْقُضَاة شمس الدّين بن عبَادَة مُدَّة ثمَّ اسْتَقل بالوظيفة مديدة يسيرَة ثمَّ عزل مِنْهَا وأعيد القاضى شمس الدّين بن عبَادَة وَاسْتمرّ معزولا إِلَى أَن لحق بِاللَّه تَعَالَى وَكَانَ يعْمل الميعاد فى الْجَامِع الأموى بعد صَلَاة الْجُمُعَة بمحراب الْحَنَابِلَة ويجتمع فِيهِ النَّاس يستفيدون مِنْهُ وَيعْمل فى غَيره 1294 - أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن قندس الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ذُو الْفُنُون تقى الدّين البعلى قَرَأَ الْقرَان على الشَّيْخ الحديث: 1293 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 تَاج الدّين بن بردس وَغَيره وتفقه فى الْمَذْهَب وَحفظ فِيهِ الْمقنع للشَّيْخ موفق الدّين وعنى بِعلم الحَدِيث كثيرا وَقَرَأَ الْأُصُول على ابْن العصبانى بحمص وَأذن لَهُ فى الْإِفْتَاء والتدريس جمَاعَة مِنْهُم جدى الشَّيْخ شرف الدّين ثمَّ قَرَأَ الْمعَانى وَالْبَيَان على الشَّيْخ يُوسُف الرومى شَيخنَا والنحو على ابْن أَبى الْجوف وَكَانَ مفتنا فى الْعُلُوم وذهنه ثاقب ثمَّ بعد وَفَاة جدى طلبه الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَأَجْلسهُ فى مدرسة شيخ الْإِسْلَام أَبى عمر فتصدى لإقراء الطّلبَة ونفعهم ثمَّ ولى نِيَابَة الحكم لشَيْخِنَا قاضى الْقُضَاة عز الدّين البغدادى مُدَّة ثمَّ ترك ذَلِك وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فى الْعلم وَكسب يَده وَكَانَ من الصلحاء لَهُ عمل فى الْفِقْه جيد وَكتب فِيهِ حَاشِيَة على الْفُرُوع وحاشية على الْمُحَرر وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن لحق بِاللَّه تَعَالَى فى يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَنَابِلَة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَدفن بالروضة قَرِيبا من الشَّيْخ موفق رَحْمَة الله عَلَيْهِم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 1295 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن زَنْجوَيْه قَالَ المروزى حَدَّثَنى أَبُو بكر بن زَنْجوَيْه قَالَ قد علينا أَبُو عبد الله وَنحن عِنْد أَبى الْمُغيرَة قَالَ وَاجْتمعَ النَّاس على أَبى عبد الله أَكثر مِمَّا اجْتَمعُوا على أَبى الْمُغيرَة قلت فَمن كتب عَنهُ 1296 - أَبُو بكر بن الْحسن بن طرخان الشَّيْخ الإِمَام الحديث: 1295 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 الْفَقِيه الْفَاضِل المقرىء سمع أَصْحَاب السلفى وأبى الْوَقْت وأظن أَنه سمع من أَبى المعالى بن جَابر وَابْن صَدَقَة وَسمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة واليمن وَحدث سمع مِنْهُ البرزالى وَابْن سيد النَّاس وَابْن حبيب وَغَيرهم توفى فى تَاسِع الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة 1297 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الدايم الشَّيْخ الْكَبِير الْمسند المعمر روى عَن أَبِيه وَعَن الشَّيْخ شمس الدّين بن أَبى عمر الحديث: 1297 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 1298 - أَبُو ثَابت الْخطاب قلت لِأَحْمَد رجل أجَازه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بِأَلف دِرْهَم قَالَ لَا تسمين أحدا قَالَ قلت رجل أجَازه السُّلْطَان بِأَلف دِرْهَم وَآخر عَامل السُّلْطَان بِأَلف دِرْهَم فربح عَلَيْهِ ألف دهم أَيهمَا أحب إِلَيْك كِلَاهُمَا إِلَّا أَن الذى أجَازه أحب إِلَى من الذى عَامله ذكره الْخلال فى السِّرّ 1299 - أَبُو ثَابت المشرف قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن هَذِه الْأَحَادِيث يعْنى أَحَادِيث الايات وَحَدِيث أم أَيمن أَن دلوا من السَّمَاء دلى إِلَيْهَا وَمَا كَانَ من نَحْو هَذِه الْأَحَادِيث فَقَالَ صِحَاح أَو كَمَا قَالَ 1300 - أَبُو الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هَارُون الحديث: 1298 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 سمع من خلق كثير مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم البغوى وَكَانَ رَفِيق وَالِد القاضى أَبى يعلى فى السماع على الْمَشَايِخ توفى يَوْم الْجُمُعَة فى ثامن عشرى شعْبَان سنة سبعين وثلاثمائة وَدفن عِنْد الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل بِالْقربِ من أَبى بكر النجاد 1301 - أَبُو الْحسن الجزرى البغدادى كَانَ لَهُ قدم فى المناظرة وَمَعْرِفَة الْأُصُول وَالْفُرُوع صحب جمَاعَة من الْمَشَايِخ وتخصص بِصُحْبَة على النجاد وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر تِلْمِيذه أَبُو طَاهِر ابْن الغبارى وَله اختيارات مِنْهُ أَنه لَا مجَاز فى الْقرَان وَأَنه يجوز تَخْصِيص الْكتاب وَالسّنة بِالْقِيَاسِ وَأَن لَيْلَة الْجُمُعَة أفضل من لَيْلَة الْقدر والمنى نجس 1302 - أَبُو الْحُسَيْن ابْن زفر العكبرى صحب القاضى ابى يعلى وَسمع درسه وَكَانَ صَالحا كثير التِّلَاوَة ويسرد الصَّوْم وَكَانَت وَفَاته قبل وَفَاة أَبى عبد الله الراذانى وَمَات وسنه تسعون سنة الحديث: 1301 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 1303 - أَبُو السرى الملقب سمع إمامنا أَحْمد وَيحيى بن معِين 1304 - أَبُو على بن الْحُسَيْن بن مُبشر الكتانى مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 1305 - أَبُو عبد الله ابْن أَبى هِشَام نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت عِنْد أَحْمد يَوْمًا فَذكرُوا الْكتاب ودقة ذهنهم فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ التَّوْفِيق 1306 - أَبُو عبد الله السلمى حدث عَن ضَمرَة بن ربيعَة وأبى دَاوُد الطيالسى وإمامنا أَحْمد روى عَنهُ عبد الله بن الإِمَام الحديث: 1303 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 أَحْمد حَدثنَا أَبُو عبد الله السلمى حَدَّثَنى أَحْمد بن حَنْبَل عَن زَائِدَة عَن الشيبانى عَن عبد الْملك بن ميسرَة قَالَ كنت بِالْمَدِينَةِ فَشهد رجل أَنه رأى الْهلَال فَأمر ابْن عمرَان أَن يجيزوا شَهَادَته قلت لِأَحْمَد من روى عَن زَائِدَة قَالَ مُعَاوِيَة بن عَمْرو 1307 - أَبُو عبد الله النوفلى روى عَن إمامنا أَحْمد قَالَ سمعته يَقُول إِذا روينَا عَن رَسُول الله فى فَضَائِل الْأَعْمَال وَمَا لَا نضع حكما وَلَا نرفعه تساهلنا فى الْأَسَانِيد 1308 - أَبُو عمرَان الصوفى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ رأى أَحْمد بن حَنْبَل أَصْحَاب الحَدِيث وَقد خَرجُوا من عِنْد مُحدث والمحابر فى أَيْديهم فَقَالَ أَحْمد إِن لم يَكُونُوا هَؤُلَاءِ النَّاس فَلَا أدرى من النَّاس 1309 - أَبُو غَالب بن بنت مُعَاوِيَة بن عَمْرو نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن الْمُؤَذّن يُؤذن وَهُوَ سَكرَان قَالَ لَا وَلَا كَرَامَة الحديث: 1307 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 1310 - أَبُو الْفرج الهندنانى صحب المروزى وَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت المروزى يَقُول سُئِلَ أَحْمد أيش قلت لما انْقَطع سراويلك قَالَ قلت سُبْحَانَكَ يامن لَا يعلم كنه عَظمَة مَا هُوَ فِيهِ إِلَّا هُوَ 1311 - أَبُو الْقَاسِم بن يُوسُف بن أَبى الْقَاسِم بن عبد السَّلَام الأموى الحوارى الصوفى صَاحب الزاوية بحوارا كَانَ خيرا صَالحا لَهُ اتِّبَاع وَأَصْحَاب كَثِيرُونَ وَلَا يحْضرُون سَمَاعا فِيهِ الدُّف توفى بحوارا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ يَوْم عيد النَّحْر بِبَيْت الْمُقَدّس صَلَاة الْغَائِب وبدمشق أَيْضا وَقَامَ بعده مقَامه وَلَده الشَّيْخ عبد الله وَكَانَ عِنْده تفقه وزهادة وَله أَصْحَاب وَكَانَ يقْصد للزيارة بِبَلَدِهِ وَعمر حَتَّى بلغ التسعين وَخرج لتوديع بعض أَهله إِلَى نَاحيَة الكرك من جِهَة الْحجاز فأدركه أَجله هُنَاكَ فى أول ذى الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة الحديث: 1310 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 1312 - أَبُو الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن خَالِد إِبْرَاهِيم الحرانى الْفَقِيه بدر الدّين أَخُو الشَّيْخ تقى الدّين بن تَيْمِية لأمه سمع بِدِمَشْق من ابْن عبد الدايم وَابْن الصيرفى وَابْن أَبى عمر وتفقه ولازم شُيُوخ الْمَذْهَب وَأفْتى وَأم بِالْمَدْرَسَةِ الجوزية قَالَ البرزالى كَانَ فَقِيها مُبَارَكًا كثير الْخَيْر قَلِيل الشَّرّ حسن الْخلق مُنْقَطِعًا عَن النَّاس وَكَانَ يتجر ويتكسب وَخلف لأولاده تَرِكَة وروى جُزْء ابْن عَرَفَة مرَارًا توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن جُمَادَى الاخرة سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن من يَوْمه عِنْد والدته بمقابر الصُّوفِيَّة وحضره جمع كثير الحديث: 1312 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 1313 - أَبُو مُحَمَّد ابْن أخى عبيد بن شريك الْبَزَّار نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد وَذكرت لَهُ شَيْئا من أَمر الْعُدُول فَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ينبغى للعدل أَن يكون فِيهِ سِتّ خِصَال فَقِيها عَالما زاهدا ورعا عفيفا بَصيرًا بِمَا يأتى بَصيرًا بِمَا يذر 1314 - أَبُو مُحَمَّد الشعرانى نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا الحديث: 1313 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول كَانَ إِ براهيم بن أدهم يَبِيع ثِيَابه وينفقها على أَصْحَابه وَكَانَت الدُّنْيَا أَهْون عَلَيْهِ من ذَاك الْعود 1315 - أَبُو يعلى بن الكيال كَانَ رجلا صَالحا وَتردد إِلَى القاضى أَبى يعلى زَمَانا وَسمع مِنْهُ علما وَاسِعًا وَكَانَ عبدا صَالحا ويحفظ اسْم الله الْأَعْظَم الحديث: 1315 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 الْحَمد لله قَالَ القاضى أكمل يَقُول الْفَقِير إِلَى رَحْمَة ربه الْمقر بِذَنبِهِ مُحَمَّد الْأَكْمَل بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن مُصَنف هَذَا الْمَقْصد الأرشد غفر الله زللهم وسد خللهم قد تعين على تَرْجَمَة جد والدى وَهُوَ الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَكْمَل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْقدْوَة الفهامة قاضى الْقُضَاة برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق بن الْعَلامَة الْعُمْدَة أقضى الْقُضَاة أَبى عبد الله بن الإِمَام الْعَلامَة عَالم الْمُسلمين وَشَيخ الْحَنَابِلَة بالممالك الإسلامية أقضى الْقُضَاة شرف الدّين أَبى مُحَمَّد بن الْعَلامَة صَاحب الْأُصُول وَالْفُرُوع شمس الدّين أَبى عبد الله المقدسى الصالحى الحنبلى مولده كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ فى سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة حفظ الْقرَان وَصلى بِهِ فى الْجَامِع الأفرم قبالة دَار الحَدِيث الصالحية لِأَنَّهُ ولد بهَا وَحفظ الْمقنع فى الْفِقْه وألفية ابْن مَالك وألفية العراقى فى فن الحَدِيث والانتصار تأليف جده لأمه قاضى الْقُضَاة جمال الدّين المرداوى ومختصر ابْن الْحَاجِب فى الْأُصُول وعرضها على عُلَمَاء عصره وَكَتَبُوا لَهُم عرضا مِنْهُم بَنو الباعونى والقطب الخيضرى والحافظ مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين القيسى وَالشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد القادرى وَابْن زيد العاتكى الموصلى والتقى ابْن قاضى شُهْبَة وَأخذ عَن الْحَافِظ قاضى الْقُضَاة شهَاب الدّين أَحْمد بن على بن حجر العسقلانى وقاضى الْقُضَاة محب الدّين بن نصر الله العسقلانى الشافعى وجده لِأَبِيهِ علم الْمُسلمين شرف الدّين بن عبد الله وَابْن فريج والعلامة عَلَاء الدّين البخارى وقاضى الْقُضَاة عز الدّين البغدادى الْمَعْرُوف بقاضى الأقاليم وَهُوَ أول من استنابه فى الْقَضَاء وَعَن طَائِفَة كَثِيرَة من الْعلمَاء الْأَعْلَام مصرا وشاما وحلبا وحجازا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 وَغَيرهَا وانتفع كثيرا بِابْن قاضى شُهْبَة وَتقدم وَصَارَ إِلَيْهِ الْمرجع وَسلم إِلَيْهِ الْعلمَاء من أَصْحَاب الْمذَاهب وَكَانَ الْمعول عَلَيْهِ اشْتغل بِقَضَاء دمشق فى سنة 851 هـ عَن ابْن عَم أَبِيه النظام بن مُفْلِح ثمَّ عزل وأعيد مرَارًا وَاسْتمرّ اخر الْأَمر قَاضِيا إِلَى أَن مَاتَ وفى خلال ذَلِك شرع فى التصنيف فشرح الْمقنع فى أَربع مجلدات شرحا حافلا مزجا حذا فِيهِ حَذْو الْمحلى فى شرح الْمِنْهَاج الفرعى وَفِيه من الْفَوَائِد والنقول مَا لَا يُوجد فى غَيره سَمَّاهُ الْمُبْدع وصنف فى الْأُصُول كتابا سَمَّاهُ مرقاة الْوُصُول إِلَى علم الْأُصُول والمقصد الأرشد فى ذكر أَصْحَاب أَحْمد وَهُوَ هَذَا الْكتاب وسود فى الْفُرُوع وَالْأُصُول والنحو وَغَيرهَا شَيْئا كثيرا مَاتَ قبل تبييضها وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ عَلامَة الزَّمَان ونادرة الْعَصْر والأوان وَلَو لم يكن من إحسانه وفضله إِلَّا كف الشَّافِعِيَّة عَن أهالى مدرسة أَبى عمر لكفاه ذَلِك منقبة وذخرا عِنْد الله تَعَالَى توفى إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى فى شهر بسكتة بدار الحَدِيث الأشرفية بصالحية دمشق وَحضر جنَازَته نَائِب الشَّام والقضاة والحجاب وَالْعُلَمَاء والنواب وَالْخَاص وَالْعَام وَحمل سَرِيره على الرؤوس بل على الْأَصَابِع وَصلى عَلَيْهِ بمدرسة أَبى عمر ثمَّ بالجامع المظفرى وَدفن بالروضة على وَالِده إِلَى جَانب أجداده بسفح قاسيون رثاه جمَاعَة وتأسف النَّاس على فَقده وفقد الْجَامِع الأموى لِأَنَّهُ احْتَرَقَ فى السّنة الْمَذْكُورَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167