الكتاب: معجم السفر المؤلف: صدر الدين، أبو طاهر السِّلَفي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سِلَفَه الأصبهاني (المتوفى: 576هـ) المحقق: عبد الله عمر البارودي الناشر: المكتبة التجارية - مكة المكرمة عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- معجم السفر أبو طاهر السِّلَفي الكتاب: معجم السفر المؤلف: صدر الدين، أبو طاهر السِّلَفي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سِلَفَه الأصبهاني (المتوفى: 576هـ) المحقق: عبد الله عمر البارودي الناشر: المكتبة التجارية - مكة المكرمة عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله على آلائه وصلواته على مُحَمَّد خَاتم أنبيائه وعَلى آله وَأَصْحَابه وأصفيائه وَسلم كثيرا وَبعد فَإِن جزازات من مُعْجم السّفر وَقعت بِخَط الْحَافِظ أبي طَاهِر أَحْمد بن مُحَمَّد الإصبهاني رَضِي الله عَنهُ فبيضتها ورتبتها كَمَا تَجِيء لَا كَمَا يجب وَالله أسأَل النَّفْع بذلك إِنَّه رَحِيم كريم - حَرْفُ الأَلِفِ - مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ 2 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَّاخِيُّ بأَبْهَرَ أَنا جَدِّي لِأُمِّي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْمَالِكِيُّ سَنَةَ ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة أَنا عَمِّي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمٍ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا وَهْبٌ يَعْنِي ابْنَ بَقِيَّةَ أَنا خَالِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ 3 - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَزَالُ أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ 4 - ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ جَدُّ شَيْخِنَا عَالِي السَّنَدِ يَرْوِي عَنِ ابْنِ مَالِكٍ الْقطيعِي وَابْن بكر الْأَبْهَرِيّ وَآخَرُونَ مِنْ شُيُوخِ بَغْدَادَ وَمَكَّةَ وَالْجَبَلِ وَقَدْ أخبرنَا عَنْهُ أَيْضًا سِبْطُهُ سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَأَعَدْتُ ذِكْرَهُ لِاخْتِلافٍ فِي اسْمِهِ فِي تَرْجَمَةِ مَنِ اسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 5 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْغَسَّانِيُّ الْإِشْبِيلِيُّ وَآخَرَانِ قَالُوا أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَارَةَ الشَّنْتَرِينِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ (أَوْدَتْ بِذَاتِ يَدِي فُرَيَّةُ أَرْنَبٍ ... كَفُؤَادِ عُرْوَةَ فِي الضَّنَا والرِّقَّةِ) (لَوْ أنَّ مَا أَنْفَقْتُ فِي تَرْقِيعِهَا ... يُحْصَى لَزَادَ عَلَى جِبَالِ الرَّقَّةِ) (إِنْ قُلْتُ بِسْمِ اللَّهِ بَيْنَ رِقَاعِهَا ... قَرَأَتْ عَلَيَّ {إِذَا السَّمَاءُ انشقت} ) (فَتَرَى مُرَقِّعَهَا يُقَاسِي دَهْرَهُ ... بُعْدَ الْمَشَقَّة فِي قريب الشقة) // الْكَامِل // 6 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ أَشْتَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْدَوَيْهِ وَآخَرُونَ بِأصْبَهَانَ قَالَ ابْنُ أَشْتَةَ أَنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَهْدِيِّ النَّقَّاشُ الْحَافِظُ وَقَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْآخَرُونَ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ قَالَا أَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ النَّصِيبِيُّ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ 7 - سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ 8 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مَخْلَدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَزَّازِيُّ الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 الطَّبَرِيُّ قَاضِي الْمَدِينَةِ بسَاوَه أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ ببَغْدَادَ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الذَّهَبِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَالَفَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِ أَنَسٍ بِالْمَدِينَةِ 9 - أَبُو مَخْلَدٍ هَذَا كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مَذْهَبِيًّا خِلَافِيًّا لُغَوِيًّا نَحْوِيًّا اجْتَمَعْنَا بِبَغْدَادَ وَنُهَاوَنْدَ وَسَاوَةَ وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةً وَحَضَرْتُ مَجْلِسَ وَعْظِهِ بِنُهَاوَنْدَ وَاسْتَحْسَنْتُ وَعْظَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ 10 - سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَزْدِيَّ الْبَحْرِيَّ بالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ الزُّحَيْمِيَّ الْمُقْرِئَ بالْمَحَلَّةِ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي الْمَنَامِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ كَفَرْطَابَ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ يَا أُسْتَاذُ فَقَالَ الْأَمْرُ عَظِيمٌ الْأَمْرُ عَظِيمٌ ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ عَمَّارٍ الْعَشَّارَ فِي الْمَنَامِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ يَا أَبَا الْحُسَيْنِ الْأَمْرُ عَظِيمٌ وَالرَّبُّ رَحِيمٌ 11 - أَبُو الْحُسَيْنِ هَذَا أَرْمَلِيُّ الْأَصْلِ صُورِيُّ الْمَوْلِدِ عَلَى مَا ذَكَرَهُ لِي وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَالْخَيْرِ صَحِبَ نَصْرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ النَّابُلُسِيَّ الْفَقِيهَ وَإِبْرَاهِيمَ الْقِبَابِيَّ الصُّوفِيَّ وَآخَرِينَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْقِبَابِيَّ شَيْخَ الصُّوفِيَّةِ بِصُورِ الْعَجَمِ وَعِنْدَهُ فَاكِهَةٌ فَإِذَا دَخَلَ إِلَيْهِ صَبِيٌّ صَغِيرٌ مَعَ أَبِيهِ أَوْ قَرِيبٌ لَهُ دَفَعَ إِلَيْهِ مِنْهَا وَضَحِكَ فِي وَجْهِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ 12 - سَمِعت أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُلْوَانَ التَّاجِرَ الْآمِدِيَّ بضُمَيْرٍ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ دِمَشْقَ يَقُولُ عَبَرْنَا عَلَى قَنْطَرَةٍ بِنَوَاحِي النِّيلِ وَمَعَنَا صُوفِيٌّ وَكَانَ النَّاسُ الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 يَتَزَاحَمُونَ فَتَعْبُرُ دَابَّةً سَالِمَةً وَتَقَعُ أُخْرَى فَتَوَاجَدَ الصُّوفِيُّ ثُمَّ بَكَى وَصَاحَ إِلَى أَنْ رَحِمْنَاهُ فَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى الْبَلَدِ قَدَّمْنَا شَيْئًا مِنَ الْمَأْكُولِ فَامْتَنَعَ مِنْ تَنَاوُلِهِ فَخَلَوْتُ بِهِ فَنَاشَدْتُهُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُفَسِّرَ لِي حَالَهُ عَلَى جَلِيَّتِهِ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قِيَامَ السَّاعَةِ وَأَهْوَالَ الصِّرَاطِ وَأَنَّ مَنْ خَفَّ نَجَا فَتَوَاجَدْتُ ثُمَّ خِفْتُ أَنْ لَا أَكُونَ مِنَ الْمُخِفِّينَ فَلَحِقَنِي مَا رَأَيْتَ وَبَاتَ عَلَى الْحَالَةِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ وَبَقِيَتْ حَسْرَتُهُ إِلَى الْآنَ فِي قَلْبِي 13 - سَمِعت أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُلْوَانَ الْآمِدِيَّ بضُمَيْرٍ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ دِمَشْقَ يَقُولُ حَضَرْتُ فِي دَعْوَةٍ بِالْعِرَاقِ وَكَانَ فِيمَنْ حَضَرَ فَقِيرٌ وَاحِدٌ فَغَنَّى الْقوَّالُ بَعْدَ غِنَائِهِ الْمَعْهُودِ صَوْتًا مِنَ الزَّكْنَشَةِ وَهُوَ (غَسَلْتُ لَهُ طُولَ اللَّيْلِ ... فَرَكْتُ لَهُ طُولَ النَّهَارِ) (مَضَى يُعَاتِبُ غَيْرِي ... زَلِقٌ وَقَعَ فِي الطِّينِ) فَصَاحَ الصُّوفِيُّ وَقَالَ بِئْسَ مَا فَعَلَ وَقَامَ يَتَوَاجَدُ وَيَبْكِي إِلَى أَنْ أَبْكَانَا كُلَّنَا وَقُلْنَا مَنْ كَانَتْ لَهُ عِبْرَةٌ فَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ عَبْرَةٌ 14 - سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَنَفِيَّ أَحَدَ الْخُطَبَاءِ بِثَغْرِ آمِدَ قَالَ سَمِعت الْقَاضِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّامَغَانِيَّ ببَغْدَادَ قَالَ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُدُورِيَّ قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ يَقْرَأُ عَلَى الْمُزَنِيِّ فَقَالَ لَهُ يَوْمًا وَاللَّهِ لَا أَفْلَحْتَ فَغَضِبَ وَانْفَلَّ مِنْ عِنْدِهِ وَتَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ فَصَارَ إِمَامًا فَكَانَ إِذَا دَرَسَ أَوْ جَابَ فِي الْمُشْكِلَاتِ يَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ لَوْ كَانَ حَيًّا وَرَآنِي كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 15 - أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزِّيُّ الصُّوفِيُّ شَيْخٌ كَبِيرٌ أَدْرَكَ أَبَا الْحَسَنِ اللُّنْبَانِيَّ وَصَحِبَ وَلَدَهُ مَعْمَرًا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ وَكَانَتْ وَالِدَتُهُ تَخْدُمُ فِي دَارِهِمْ رَأَيْتُهُ وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِينَ وَسَأَلْتُهُ هَلْ سَمِعت مِنَ الْحَدِيثِ شَيْئًا عَلَى الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ فَقَالَ نَعَمْ وَلَمْ أَظْفَرْ بِشَيْءٍ مِنْ مَسْمُوعَاتِهِ وَكَانَ ظَرِيفَ الْجُمْلَةِ تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ مِنْ رُفَقَاءِ جَدِّي رَحِمَهُمَا اللَّهُ 16 - أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ السَّرَقُسْطِيُّ بالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبِي أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ الْكَاتِبُ بالْأَنْدَلُسِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ التُّطَيْلِيُّ الْأَعْمَى لِنَفْسِهِ بِقُرْطُبَةَ يَصِفُ رُمْحًا (جَرَى الدَّمُ فِي مَتْنَيْهِ بَدْءًا وَعَوْدَةً ... كَمَا كَانَ يَجْرِي فِيهِمَا الْمَاءُ مِنْ قَبْلُ) (فَأَصْبَحَ مَيَّادًا وَمَغْرِسُهُ الْكُلَى ... كَمَا كَانَ ميادا ومنبته الرمل) // الطَّوِيل // 17 - أَبُو بَكْرٍ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَيُخَاطَبُ خِطَابَ الْوُزَرَاءِ وَذَوِي الْحَسَبِ يُعَدُّ فِي قُطْرِهِ مِنَ الرُّؤَسَاءِ وَلَهُ شِعْرٌ فَائِقٌ وَتَرَسُّلٌ رَائِقٌ وَقَدْ كَتَبَ عَنِّي فَوَائِدَ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ جُمْلَةً صَالِحَةً مِنْ شِعْرِهِ وَمِنْ شِعْرِ مَنْ رَآهُ مِنْ شُعَرَاءِ الْأَنْدَلُسِ ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَيْهَا وَانْقَطَعَ عَنِّي خَبَرُهُ 18 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ الْكَرَجِيَّ تُوُفِّيَ بِمِصْرَ يَقُولُ سَمِعت عَلِيَّ بْنَ شَنْبَذَ بْنِ الْكَرَجِيِّ بهَا وَأَشَارَ الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 إِلَى مداس لَهُ فَقَالَ هَذِهِ وَهَبَهَا لِي فَقِيرٌ صَالِحٌ مِنْ فُقَرَاءِ خُرَاسَانَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَهِيَ الْآنَ عِنْدِي أَلْبَسُهَا فِي أَكْثَرِ الْأَوْقَاتِ تَبَرُّكًا بِهِ وَأَرُمُّهَا إِذَا انْقَطَعَتْ 19 - أَبُو الْعَبَّاس هَذَا من مشائخ الصُّوفِيَّةِ سَافَرَ وَلَقِيَ الشُّيُوخَ بِخُرَاسَانَ وَالْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ وَالشَّامِ وَدِيَارِ مِصْرَ وَغَيْرِهَا وَصَحِبَ عَبْدَ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ بهَرَاةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْخَطِيبَ بمَرْوَ ثُمَّ تَأَهَّلَ بِمِصْرَ وَرُزِقَ أَوْلَادًا مِنْ جُمْلَتِهِمْ مُقْعَدَانِ وَبِنْتٌ عَمْيَاءُ فَسُعِيَ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ وَنُفِيَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ وَسَبَبُهُ أَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ بِاللَّيْلِ وَيَذْكُرُ الصَّحَابَةَ فِي أَثْنَاءِ كَلَامِهِ وَيَخُصُّهُمْ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ وَكَانَ السُّلْطَانُ قَدْ أَبَاحَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ الشِّيعَةَ يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ وَيَسْعَوْنَ بِهِ بِمَا لَا أَصْلَ لَهُ بُغْضًا فِيهِ ثُمَّ اللَّهُ تَعَالَى يَحْمِيهِ عَنْهُمْ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالصَّلَاحِ رَحِمَهُ اللَّهُ 20 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الشابر خواستي بهَا أَنَا أَبِي ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو رَوْقٍ أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ الْهِزَّانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ شِبْلٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَمَنَامَهُ وَشَرَابَهُ فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ 21 - أَبُو طَاهِرٍ هَذَا يُعْرَفُ بِالْقَاضِي الزَّاهِدِ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَكَانَ وَرِعًا عَفِيفًا قَلَّ مَا يَتَكَلَّمُ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا وَكَانَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ ظَاهِرَ الْعِنَايَةِ بِالْغُرَبَاءِ وَلِأَبِيهِ تَصَانِيفُ وَأَخُوهُ كَانَ قَاضِيَ الْبَلَدِ وَرِئَاسَتُهُمْ قَدِيمَةٌ 22 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 الْمُخْتَارِ الْمُعَدِّلُ بوَاسِطَ أَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّيْدَلَانِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ التَّمَّارُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْدَةَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرْنَ الدِّيَارَ وَيَزِدْنَ فِي الْأَعْمَارِ 23 - هُوَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ رَوَى لَنَا عَنْ جَدِّهِ لِأُمِّهِ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ النَّحْوِيِّ وَأَبِي الْبَرَكَاتِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَفِيسٍ الْمُقْرِئِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ وَسَأَلْتُ عَنْهُ خَمِيسَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ فَقَالَ هُوَ ابْنُ بِنْتِ أَبِي الْفَتْحِ قَرَأَ الْأَدَبَ عَلَى جَدِّهِ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مَعَنَا عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ عَاصِمٍ وَغَيْرِهِ وَشَهِدَ عِنْدَ أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَتَرَسُّلٌ سَدِيدٌ وَمَوْضِعٌ مِنَ النَّزَاهَةِ مَعْرُوفٌ هَذَا آخِرُ كَلَامِ خَمِيسٍ وَمِنْ شِعْرِهِ مَا أَنْشَدَنَا (مُدَّةُ الْعُمُرِ وَإِنْ طَالَتْ ... بِلَا شَكٍّ قَصِيرَهْ) (فَاشْتَغِلْ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ... وَاجْعَلْهُ ذَخِيرَهْ) (لَيْسَ يُغْنِي عَنْكَ إِنْ كُنْتَ بِقَوْلِي ذَا بَصِيرَهْ ... ) (غَيْرُ تَقْوَى اللَّهِ مَا اسْتَطَعْت وَإِصْلَاح السريرة ... ) // الرمل // 24 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ سَلَامَةَ الْبَغْدَادِيُّ الْقَارئ بِدَارٍ مِنْ دُورِ دِيَارِ بَكْرٍ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مَسْعُودُ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ الْبَيَاضِيِّ الْهَاشِمِيُّ لِنَفْسِهِ بِبَغْدَادَ الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 (إِنْ غَاضَ دَمْعُكَ وَالرِّكَابُ تُسَاقُ ... مَعَ مَا بِقَلْبِكَ فَهْوَ مِنْكَ نِفَاقُ) (لَا تَحْبِسَنَّ مَاءَ الْجُفُونِ فَإِنَّهُ ... لَك يالديغ هَوَاهُمُ دِرْيَاقُ) (وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةَ الْعَذُولِ فَإِنَّهُ ... مُغْرٍ وَظَاهِرُ عَذْلِهِ إِشْفَاقُ) (لَوْ حُمِّلَ الْعُذَّالُ أَعْبَاءَ الْهَوَى ... وَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَلَامِ وَذَاقُوا) (لَتَيَقَّنُوا أَنَّ الْجِبَالَ مُطَاقَةٌ ... وَالْعَذْلُ فِي المحبوب لَيْسَ يُطَاق) // الْكَامِل // 25 - أَحْمَدُ هَذَا بَغْدَادِيٌّ أَقَامَ بِالْمَوْصِلِ وَتَأَهَّلَ بِهَا وَكَانَ مِنْ مُرِيدِي عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْغَزْنَوِيِّ وَدَخَلَ الشَّامَ 26 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ السِّدْرِيُّ الْمُقْرِئُ بوَاسِطَ أَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَفِيسٍ الْمُقْرِئُ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ التَّبَانِيِّ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ السُّلَمِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُجَاشِعٍ الْبَزَّازُ ببَغْدَادَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ كَذَا كَانَ فِي الْأَصْلِ مُرْسَلا غَيْرَ مُسْنَدٍ 27 - أَبُو الْغَنَائِمِ الْأُشْنَانِيُّ هَذَا كَانَ كَبِيرَ السِّنِّ سَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْغَنْدَجَانِيَّ وَابْنَ نَفِيسٍ الْمُضَرِيَّ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ بِالْقِرَاءَاتِ السَّبْعِ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ غُلَامِ الْهَرَّاسِ وَمَعَهُ خَطُّهُ وَسَأَلْتُهُ عَن مولده سنة خَمْسمِائَة فَقَالَ قَدْ قَارَبْتُ الثَّمَانِينَ وَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا الْكَرَمِ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ فَقَالَ شَيْخٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَسَمَاعُهُ عَلَى أُصُولِ الْغَنْدَجَانِيِّ رَأَيْتُهَا مَعَ أَبِي الْمُفَضَّلِ وَغَيْرِهِ 28 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ الأشناذجردي بنُهَاوَنْدَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّرَزِيُّ الْخَطِيبُ وَلَمْ يُسَمِّ مَنْ قَالَهُ وَقَالَ قَدْ أَمْهَلْتُكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي نَقْلِهِ إِلَى لِسَانِنَا فَنَقَلْتُ وَأَنْشَدْتُهُ فَتَعَجَّبَ الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 وَمِمَّا أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ هَذَا (فُؤَادِي مِنْكَ مُنْصَدِعٌ جَرِيحٌ ... وَنَفْسِي لَا تَمُوتُ فَتَسْتَرِيحُ) (وَفِي الْأَحْشَاءِ نَارٌ لَيْسَ تُطْفَى ... كَأَنَّ وقودها قصب وريح) // الوافر // 29 - هُوَ مِنْ مُرِيدِي أَبِي الْحَسَنِ النُّهَاوَنْدِيِّ وَصَحِبَ أَخَاهُ أَبَا سَعِيدٍ وَأَبَا الْحُسَيْنِ الْكَرَجِيَّ صَاحِبَ أَبِي الْعَبَّاسِ النُّهَاوَنْدِيِّ جَدِّ أَبِي الْحَسَنِ وَأَبِي سَعِيدٍ قَالَ وَكَتَبْتُ الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الضَّحَّاكِ مُفْتِي نُهَاوَنْدَ غَيْرَ أَنَّ كُتُبِي كُلَّهَا مَرَّتْ فِي النَّهْبِ وَكَانَ يُشَارُ إِلَيْهِ فَهُوَ أَقْدَمُ مُرِيدٍ لِأَبِي الْحَسَنِ وُيُقْرَنُ بِابْنِ وَزَدَةَ أَبِي الْفَرَجِ 30 - أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَهْدِيٍّ التُّطِيلِيُّ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرَاوَةَ الْمَالِقِيُّ لنَفسِهِ بالأندلس (وقائلة أتكلف بِالْغَوَانِي ... وَقَدْ أَضْحَى بِمَفْرِقِكَ النَّهَارُ) (فَقُلْتُ لَهَا حَثَثْتِ عَلَى التَّصَابِي ... أخف الْخَيل بالركض المعار) // الوافر // 31 - أَحْمَدُ الْمَعْرُوفُ بِسنك آتشَ وَتَفْسِيرُهُ حَجَرُ الزِّنَادِ نَيْسَابُورِيٌّ كَبِيرُ السِّنِّ رَأَى أَبَا سَعِيدِ بْنَ أَبِي الْخَيْرِ وَنُظَرَاءَهُ بِخُرَاسَانَ ثُمَّ سَكَنَ أصْبَهَانَ وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَسمعت كَلَامَهُ فِي الطَّامَّاتِ وَكَانَ مِمَّنْ يُشَارُ إِلَيْهِ فِي طَرِيقِ الْمَلَامَةِ وَسمعت خَلْقًا يَذْكُرُونَهُ بِالْكَرَامَاتِ وَآخَرِينَ يَرْمُونَهُ بِالزَّنْدَقَةِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقَهُ لَا يَسْلَمُ مِنْ كَلَامٍ وَلَا ذَمِّ ذَامٍّ وَأَكْثَرُ جُلُوسِهِ كَانَ فِي الْجَامِعِ الْكَبِيرِ وَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ فِي جَمَاعَةٍ غَيْرَ أَنَّهُ يُسَفِّهُ عَلَى النَّاسِ وَيَشْتُمُهُمْ وَعَلَى هَذَا مُعَوِّلُ طَرِيقَتِهِمْ فِي إِسْقَاطِ الْجَاهِ وَبِأصْبَهَانَ تُوُفِّيَ وَكَانَتْ لَهُ حُرْمَةٌ تَامَّةٌ عِنْدَ أَرْبَابِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَيَزُورُونَهُ 32 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ التَّنُوخِيُّ الْعِرْقِيُّ الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 بالإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُقَيْدِسِيِّ النَّحْوِيُّ بِمِصْرَ أَنْشَدَنِي ابْنُ السَّرَّاجِ الصُّورِيُّ بصُورَ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ (وَقَدْ صَاغَ تِبْرًا نُصُولَ السِّهَامِ ... وَأَوْلَى مِنَ الْمَنِّ مَا لَا يُمَنْ) (لِيَجْعَلَهَا فِي الدَّوَاءِ الْجَرِيحُ ... وَيُشْرَى بِهَا لِلْقَتِيلِ الْكَفَن) // المتقارب // 33 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا قَرَأَ عَلَيَّ كثرا مِنَ الْحَدِيثِ وَعَلَّقْتُ أَنَا عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى ابْن الصَّواف المقرىء وَأَبَا إِسْحَاقَ الْحَبَّالَ الْحَافِظَ وَأَبَا الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيَّ الْوَاعِظَ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ الْخَشَّابِ وَاللُّغَةَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ ابْن الْقَطَّاعِ وَالنَّحْوَ عَلَى الْمَعْرُوفِ بِمَسْعُودِ الدَّوْلَةِ الدِّمَشْقِيِّ وَكَانَ أَبُوهُ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِمِصْرَ وَسمعت أَخَاهُ أَبَا الْبَرَكَاتِ يَقُولُ وُلِدَ أَخِي أَحْمَدُ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوُفِّيَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَحُمِلَ فِي تَابُوتٍ إِلَى مِصْرَ وَدُفِنَ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ بارِعًا فِي الْأَدَبِ 34 - سَمِعت أَبَا مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَنَالَ الْأصْبَهَانِيَّ الْمَعْرُوفُ بِتُرْكٍ بهَمَذَانَ وَكَانَ يَخْدُمُ الصُّوفِيَّةَ فِي رِبَاطٍ لَهُ بِأصْبَهَانَ يَقُولُ دَخَلْتُ هَمَذَانَ وَأَنَا شَابٌّ وَحَضَرْنَا فِي رِبَاطِ جَعْفَرٍ الْأَبْهَرِيِّ عِنْدَ الشَّيْخِ بِنْجِيرٍ مُرِيدِهِ فَذَكَرَ الْقَوَّالُ بَيْتًا طَابَ عَلَيْهِ وَقْتُ الْجَمَاعَةِ وَخَرَقَ فَقِيرٌ طَاقِيَّتَيْنِ كَانَتَا عَلَيْهِ فَأَمَرَنِي بِنْجِيرٌ بِتَفْرِيقِهِمَا فَقُلْتُ لَهَا فَرَاوِيزُ فَقَالَ فَرِّقْهَا وَإِنْ كَانَتْ مُفَرْوَزَةً فَهُو جَائِزٌ عِنْدَنَا فَامْتَثَلْتُ قَوْلَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَذَلِكَ بِحَضْرَةِ جَمَاعَةٍ مِنْ مَشَائِخِ الْبَلَدِ وَالْغُرَبَاءِ 35 - أَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَمَّامِيُّ الْمَرَنْدِيُّ بثَغْرِ خُوَيٍّ قَالَ أَنْشَدَنِي مَنْصُورُ بْنُ مَمْكَانَ الْمَرَنْدِيُّ الْكَاتِبُ بِأَرْمِيَةَ لِنَفْسِهِ (يَقُولُونَ جَمْعُ الدُّرِّ لِلْقَلْبِ قُوَّةٌ ... وَهَذَا مُحَالٌ لَيْسَ يقلبه فَهْمِي) (لأَنِّي مَلأْتُ الْقَلْبَ مِنْ دُرِّ فِطْنَتِي ... فَأَضْعَفَهُ حَتَّى قَوِيتُ من السقم) // الطَّوِيل // الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 36 - أَبُو نَصْرٍ هَذَا أَدِيبٌ فَاضِلٌ مَرَنْدِيُّ الْمَوْلِدِ خُوَيُّ الْمَوْطِنِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً وَكَانَ مَشْكُورَ الطَّرِيقَةِ 37 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ مُوسَى الْمُبَاحِيَّ بالثَّغْرِ يَقُولُ كُنْتُ فِي صِغَرِي إِذَا رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الْحُنَيْفِيَّ الرَّازِيَّ فِي طَرِيقٍ أُقَبِّلُ يَدَهُ دَائِمًا وَيَقُولُ لِي جَبَرَكَ اللَّهُ جَبَرَكَ اللَّهُ فَأَنَا فِي بَرَكَةِ دُعَائِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى الْآنَ فَقَدْ كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْفُقَهَاءِ وَمِنَ الصَّلَاحِ عَلَى أَعْلَى طَبَقَةٍ 38 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا قَرَأَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا الزَّنَاتِيِّ الْفَقِيهِ وَكَانَ يُكْرِمُهُ لِصَلَاحِهِ وَطَلَبِهِ الْحَلَالَ وَأَكْلِهِ الْمُبَاحَ وَحَجَّ مَعَهُ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْفِقْهِ بِذَاكَ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي وَأَجِدُ بِهِ أُنْسًا لِصَلَاحِهِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 39 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْخَصِيبِ الْخَانِسَارِيُّ بجَرْبَاذَقَانَ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْكَاتِبُ بِأصْبَهَانَ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن حَيَّانَ الْحَافِظُ أَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّد بن جَعْفَر القباب ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ثَنَا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ جَمِيعًا إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي 40 - سَمِعَ الْبَاطِرْقَانِيَّ وَمَهْدِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ طِرَازٍ وَآخَرِينَ وَهُوَ مِنْ فُقَهَاءِ جَرْبَاذَقَانَ حَسَنُ الطَّرِيقَةِ مَحْمُودٌ فِيمَا بَيْنَ أَهْلِهَا 41 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسَبِّحِ بْنِ حَمْزَةَ الْمُقْرِئُ بمِصْرَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْمُبَارَكِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ شَيْبَةَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ وَأَبُو قِلَابَةَ الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى النَّحَّاسُ ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَكِّيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَشْجَارِ الزَّيْتِ يَدْعُو بِبَاطِنِ كَفَّيْهِ فَلَمَّا فَرَغَ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ 42 - أَبُو الْحُسَيْنِ هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ الْقَابِلَةِ وَكَانَ مِنْ وُجُوهِ الْقُرَّاءِ الْمُصَدَّرِينَ فِي جَامِعِ عَمْرٍو لِلْإِقْرَاءِ صَاحِبُ أَخْلاقٍ جَمِيلَةٍ 43 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّيَاحِيُّ بالْبَصْرَةِ ثَنَا أَبُو الْحسن عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُوحٍ الْقَاضِي إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ جَرْبَانَ النُّهَاوَنْدِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَرَجِ الْأَنْبَارِيُّ ثَنَا الْحَارِثُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ 44 - أَبُو سَعِيدٍ الرِّيَاحِيُّ هَذَا ثِقَةٌ وَقَدْ أَخْرَجَ إِلَيَّ أَجْزَاءً عَنْ أَبِي الْحسن ابْن نُوحٍ وَأَبِي الْقَاسِمِ الْمَنَادِيلِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ فَانْتَخَبْتُ مِنْهَا فَوَائِدَ وَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي تَمَّامٍ الْخُزَاعِيِّ وَطَبَقَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ ذَهَبَ مِنْهُ فِي النَّهْبِ وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ مِنْهُ شَيْءٌ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ أَوْ تِسْعٍ كَذَا ذَكَرَ لِي عَلَى الشَّكِّ رَحِمَهُ اللَّهُ سنة خَمْسمِائَة 45 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو شُجَاعٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّافِعِيُّ الْعَبَّادَانِيُّ بالْبَصْرَةِ ثَنَا أَبُو تَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْخُزَاعِيُّ الْبَصْرِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَاهَانَ ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنِي أَبِي عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ بَنَى لِلَّهِ جَلَّ وَعَزَّ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ 46 - الْقَاضِي أَبُو شُجَاعٍ هَذَا مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ دَرَّسَ بِالْبَصْرَةِ أَزْيَدَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ ذَكَرَ لِي هَذَا سنة خَمْسمِائَة وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ مُدَّةً لَا أَتَحَقَّقُهَا وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِالْبَصْرَةِ قَالَ ووَالِدِي مَوْلِدُهُ بِعَبَّادَانَ وَجَدِّي الْأَعْلَى أَصْبَهَانِيٌّ 47 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ سُرُورِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الرُّشْدِ الْكُتَبِيُّ السُّمُسْطَاوِيُّ بمَكَّةَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بمِصْرَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَارَسْتَانِيُّ أَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهِيلٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْبَاهِلِيُّ ثَنَا هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ ثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ائْتِ أُبَيًّا فأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَاقْرَأْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَأَتَى أُبَيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَقَالَ أُبَيٌّ وَعَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا مَرَّتَيْنِ وَذَكَرَ حَدِيثَ ثَوَابِ الْقُرْآنِ 48 - رَأَيْتُهُ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَسَمِعَ مَعَنَا عَلَى شُيُوخِهَا ثُمَّ رَأَيْته سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ وَبَين اللقائين خَمْسَة عشر سَنَةً ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَكَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ سَمِعَ بِمَكَّةَ أَبَا مَعْشَرٍ الطَّبَرِيَّ وَبِمِصْرَ أَبَا إِسْحَاقَ الْحَبَّالَ وبالإسكندرية أَبَا الْعَبَّاسِ الرَّازِيَّ وَبِصُورَ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيَّ وَآخَرِينَ وَكُفَّ بِآخِرِهِ وَضَعُفَ فَكَانَ فِي شَبَابِهِ مِنْ أَجْلَادِ الرِّجَالِ عَارِفًا بِالْكُتُبِ وَأَثْمَانِهَا وَتُوُفِّيَ فِي شُهُورِ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ بِالصَّعِيدِ الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 49 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ الْبَيِّعُ وَيُعْرَفُ بِالْخَلِيلِ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَسْعَدَ الْمُزَكِّي أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَمَوَيْهِ الْمُقْرِئُ بالدَّيْنَوَرِ ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَنْبَةَ الْقَاضِي ثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ كُنَّا نَأْكُلُ لُحُومَ الْخَيْلِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 50 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى السُّكَّرِيَّ وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْهَمْدَانِيَّ وَظَاهِرَ بْنَ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيَّ وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عَلِيٍّ الأَبْهَرِيَّ الرَّبْحِيَّ وَغَيْرَهُمْ وَكَانَ مَحْمُودًا عِنْدَ أَهْلِ بَلَدِهِ وَذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة 51 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْمُقْرِئُ الطُّوسِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الشَّاشِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ الرَّلْحِيُّ بنَيْسَابُورَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَطَّانُ بآمُلِ طَبَرِسْتَانَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَاجَهْ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْدَهْ الْأصْبَهَانِيُّ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ 52 - أَبُو الْفَضْلِ هَذَا مُحَدِّثٌ صُوفِيٌّ كَوَالِدِهِ وَيَرْوِي عَنْهُ وَعَنْ نَصْرِ بْنِ الْحَسَنِ التُّنْكَتِيِّ وَهْبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ الشِّيرَازِيِّ قَدْرًا قَرِيبًا وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَصَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَحَضَرَهُ خَلْقٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً فِي الْمَيْدَانِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَيَؤُمُّ فِي الْمَسْجِدِ الْمَعْرُوفِ بِمَسْجِدِ الْمَوَارِيثِ وَأَبُوهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَ ابْنَ طَاهِرٍ الْقُرَشِيَّ وَغَيْرَهُ بِالْقُدْسِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الْبَشْنَوِيِّ وَيُونُسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْمُقْرِئِ الإصبهاني وَآخَرين ثمَّ استوطن الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَيعرف بالشلانجردي نِسْبَةً إِلَى قَرْيَةٍ الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 مِنْ قُرَى طُوسَ وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدِّهِسْتَانِيُّ وَهْبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ الشِّيرَازِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طُلَّابِ الْحَدِيثِ 53 - أَنْشَدَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي النَّضْرِ السِّجِسْتَانِيُّ الْحَنِيفِيُّ مِنْ سُكَّانِ نَجْدٍ بِمَكَّةَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو سُفْيَانَ أُسَامَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْقَاضِي لِنَفْسِهِ بِسِجِسْتَانَ (إِنَّ الْفَتَى لَا يَقِيهِ يَوْمَهُ الْحَذَرُ ... وَلَا الْفِرَارُ إِذَا مَا صَادَفَ الْقَدَرُ) (تَأْتِيهِ مِيتَتُهُ مِنْ وَجْهِ مَأْمَنِهِ ... إِذَا انْقَضَى وَقْتُهُ وَاسْتُوفِيَ الْعُمُرُ) // الْبَسِيط // كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَمَعِيَ الشَّيْخُ وَالِدِي وَالْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ وَغَيْرُهُمَا 54 - سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الصَّقَلِّيُّ بدِيَارِ مِصْرَ يَقُولُ رَأَيْتُ بِجَزِيرَةِ صَقَلِّيَّةَ أَيَّلًا وَرَجُلٌ طَيِّبُ الصَّوْتِ يَحْدُو وَيُنْشِدُ وَيَقْرُبُ مِنْهُ وَهُوَ وَاللَّهِ وَاقِفٌ يَتَسَمَّعُ كَالْمُغْمَى عَلَيْهِ إِلَى أَنْ طَعَنَهُ وَوَقَعَ 55 - أَبُو الْفَضْلِ هَذَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقَدْ تَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَقَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ وَسَمِعَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِهَا عِنْدِي وَكَتَبَ كِتَابَ الْمُحَدِّثِ الْفَاصِلِ بَيْنَ الرَّاوِي وَالْوَاعِي الَّذِي أخبرنَا بِهِ ابْنُ الطُّيورِيِّ ببَغْدَادَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْفَالِيِّ عَنِ ابْنِ جَرْبَانَ النُّهَاوَنْدِيِّ عَنْ مُؤَلِّفِهِ الْقَاضِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ الرَّامَهُرْمُزِيِّ وَهُوَ كِتَابٌ مُفِيدٌ وَغَيْرَ ذَلِكَ ثُمَّ رَحَلَ بِوَلَدٍ لَهُ صَغِيرٍ يَسْمَعُهُ إِلَى الْعِرَاقِ وَانْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُهُ الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 56 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ نَامٍ الْيَعْمُرِيُّ الْبَيَّاسِيُّ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَفَّالُ الْبَيَّاسِيُّ بهَا لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْقَيْسِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْحَدَّادِ الْمَرِيِّيِّ ابْتِدَاء قصيدة (أربرب بالكثيب الفردأم نَشأ ... ومعصر فِي اللثام الوردأم رَشَأُ) (كَأَنَّ قَلْبِي سُلَيْمَانُ وهُدْهُدُهُ ... لَحْظِي وَبِلْقِيسُ لُبْنَى وَالْهَوَى وَالنَّبَأُ) // الْبَسِيط // 57 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا شَاعِرٌ مُفْلَقٌ وَأَدِيبٌ بَارِعٌ مُحَقِّقٌ وَكَانَ كَثِيرَ الْحِفْظِ لِشِعْرِ شُعَرَاءِ الْأَنْدَلُسِ الْمُتَأَخِّرِينَ خَاصَّةً وَلِشِعْرِ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ كُلِّ إِقْلِيمٍ وَمَالَ بَعْدُ إِلَى الْآخِرَةِ وَبَاعَ كُتُبَهُ عَازِمًا عَلَى الْجِهَادِ رَاغِبًا فِي الشَّهَادَةِ فَخَرَجَ بِنِيَّةِ الْغَزْوِ وَانْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُهُ فَسُبْحَانَ الْعَالِمِ بِحَالِهِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مُقَطَّعَاتٍ كَثِيرَةً مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ وَقُلْتُ لَهُ أَنْشَدْنِي مِنْ مُخْتَرَعَاتِكَ وَهَاتِ مِنْ مُخَبَّآتِكَ فَقَالَ مُرْتَجِلًا (مِنْ سيآتِي مُخَبَّآتِي ... فَخَلِّ عَنِّي وَقَوْلَ هَاتِ) (فَكُلُّهَا إِنْ بَحَثْتَ عَنْهَا ... مُشَبَّهَاتٌ بترهات) // الْبَسِيط // وَأَنْشَدَنِي يَوْمًا آخَرَ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ مَا يُسْتَحْسَنُ جِدًّا (فَوَائِدُ قَدْ أَتَتْكَ عَلَى ارْتِجَالِ ... سَلَبْتُ بِهِنَّ أَلْبَابَ الرِّجَالِ) (فَإنْ أَنْشَدْتُهَا يَوْمًا بِحَفْلٍ ... مَلَأْتُ بِهَا السِّجَالَ عَلَى السجال) // الوافر // الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 58 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ نَامٍ الْيَعْمُرِيُّ الْبَيَّاسِيُّ بالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت فَاخِرَ بْنَ فَاخِرٍ الْقُرْطُبِيَّ بالْأَنْدَلُسِ يَقُولُ مَدَحَ عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ وَهْبُونٍ الْمُرْسِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالدَّمْعَةِ الْمُعْتَمِدَ بْنَ عَبَّادٍ بقَصِيدَةٍ فِيهَا تِسْعُونَ بَيْتًا فَأَجَازَهُ بِتِسْعِينَ دِينَارًا فِيهَا دِينَارٌ مَقْرُوضٌ فَلَمْ يَعْرِفِ الْعِلَّةَ فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ تَأَمَّلَهَا وَإِذَا هُوَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْعَرُوضِ الطَّوِيلِ فِي بَيْتٍ إِلَى الْعَرُوضِ الْكَامِلِ فَعَرَفَ حِينَئِذٍ السَّبَبَ 59 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ التِّيغَانِيُّ الْفَرْضِيُّ بِالثَّغْرِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الطَّرَابُلُسِيُّ بهَا ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنَمَّرِ الْفَرَائِضِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ بمَكَّةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ هُوَ الَّذِي كَانَ أُرَى النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّا لَمْ نَسْأَلْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ 60 - أَبُو الْفَضْلِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالدِّينِ مُقَدَّمًا فِي الْفَرَائِضِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ وَتَرَسُّلٌ جَيِّدٌ وَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ الشَّهَادَةُ وَأَبَى وَيَجِيءُ إِلَيَّ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعِيدَيْنِ وَلَمْ أَرَ أَكْثَرَ مِنْهُ حَيَاءً إِذَا كَلَّمْتُهُ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَتَيْغَانُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى طَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ وَهُوَ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَةَ الْأَسَدِيُّ وَكَانَ الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 يَنْفَرِدُ بِكِتَابِ أَبِي الْمُنَمَّرِ الطَّرَابُلُسِيِّ فِي الْفَرَائِضِ يَرْوِيهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْهُ 61 - تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي مُوسَى التَّاجِرُ بالثَّغْرِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَحَضَرَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ بِبَابِ الْأَخْضَرِ وَدُفِنَ هُنَاكَ عِنْدَ مَحْرَسِهِ الَّذِي عَمَّرَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَكُنْتُ قَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَقَدْ دَخَلَ الْعِرَاقَ وَالشَّامَ وَبِلادَ خُرَاسَانَ وَالْهِنْدَ تَاجِرًا وَوَصَلَ إِلَى الصِّينِ وَكَانَ يَحْكِي عَجَائِبَ رَآهَا فِي سَفَرِهِ وَيَفْعَلُ الْخَيْرَ الْكَثِيرَ وَيَتَصَدَّقُ نَفَعَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ فِي آخِرَتِهِ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ 62 - سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْكُتَبِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمَوْقَفِيِّ بِمِصْرَ وَجَرَى ذِكْرُ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ فَقَالَ كَانَ فِي جِوَارِي شَيْخٌ أَنْدَلُسِيٌّ صَالِحٌ كَثِيرُ الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَثِيرُ الْقِرَاءَةِ لِلْقُرْآنِ فَبَعَثَ إِلَيَّ يَوْمًا فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ وَهُوَ قَاعِدٌ لَيْسَ بِهِ مَرَضٌ شَدِيدٌ أَنَا أَمُوتُ غَدًا وَلِهَذِهِ الْمَرْأَةِ وَأَشَارَ إِلَى امْرَأْتِهِ عَلَيَّ عِشْرُونَ دِرْهَمًا بَقِيَّةِ مَهْرِهَا وَلَيْسَ لِي سِوَى هَذِهِ الْعَشْرَةِ الدَّرَاهِمِ وَهِيَ عِنْدَ رَأْسِي إِذَا نِمْتُ وَأَشَارَ إِلَيْهَا وَهَذِهِ الْأَجْزَاءُ رُبَّمَا تُسَاوِي عِشْرِينَ دِرْهَمًا وَأُحِبُّ مِنْكَ أَنْ تُوَارِيَنِي وَتُوَفِّيَ مَا عَلَيَّ فَقُلْتُ مَا أَنْتَ إِلَّا بِخَيْرٍ وَاللَّهُ تَعَالَى يَهَبُ لَكَ الْعَافِيَةَ وَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتَهَاوِنٌ بِقَوْلِهِ فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي جَاءَنِي مَنْ أَخْبَرَنِي بِوَفَاتِهِ فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ نَزَلَ مِنْ غُرْفَتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ وَنَامَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَقُبِضَ فَقَامَ عَلَيَّ شَعْرُ بَدَنِي وَاهْتَمَمْتُ بِغُسْلِهِ وَدَفْنِهِ وَعَلِمْتُ أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى أَوْلِيَاءَ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَحْوَالِهِمْ إِلَّا مَنْ شَاءَ مَتَى شَاءَ 63 - ابْنُ الْمَوْقِفِيِّ هَذَا كُتُبِيٌّ مَشْهُورٌ بِمِصْرَ اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بِهَا كَثِيرًا مِنَ الْكُتُبِ وَكَانَ يَحْفَظُ شِعْرَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وُلِدْتُ بالإسكندرية سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ وَذَكَرَ لِي أَبُو عَمْرٍو الْأَفْقَمُ الْأَنْدَلُسِيُّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 64 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الزَّدِيِّ الْأَدِيبُ بالأشتر لِأَحَدِ الشُّعَرَاءِ (وَدَّعْتُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَعْلَمُوا ... وَرُحْتُ وَالْقَلْبُ بِهِمْ مُغْرَمُ) (سَأَلْتُهُمْ تَسْلِيمَةً مِنْهُمُ ... عَلَيَّ إِذْ وَلَّوْا فَمَا سَلَّمُوا) (وَاسْتَحْسَنُوا ظُلْمِي فَمِنْ أَجْلِهِمْ ... يُحِبُّ قَلْبِي كُلَّ مَنْ يَظْلِمُ) // السَّرِيع // 65 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ الزَّنْجَانِيُّ الْإِمَامُ بِزَنْجَانَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَلاكِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئُ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ الْجُنَيْدِ الدَّشْتَكِيُّ ثَنَا سَجِيبُ بْنُ مُحَمَّدِ الْهَمَذَانِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ مُجَاهِدٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى السَّجْرَبِيُّ أَنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ وَسَطَ قَوْمٍ صَالِحِينَ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجِوَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى الْحَيُّ بِجَارِ السُّوءِ 66 - أَنْشَدَنِي أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ نَبَاتَةَ أَحَدُ الْخُطَبَاءِ بِمَيَّافَارِقِينَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ الْحَسَنُ بْنُ أَسَدٍ النَّحْوِيُّ الْفَارِقِيُّ لِنَفْسِهِ (أَيَا لَيْلَةً زَارَ فِيهَا الْحَبِيبُ ... أَعِيدِي لَنَا مِنْهُ وَصْلًا وعُودِي) (فَإِنِّي شَهِدْتُكِ مُسْتَمْتِعًا ... بِهِ بَيْنَ رَنَّةِ نَايٍ وَعُودِ) الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 (وَطِيبِ حَدِيثٍ كَزَهْرِ الرِّيَاضِ ... تَضَوَّعَ مَا بَيْنَ مِسْكٍ وَعُودِ) (سَقَتْكِ الرَّوَاعِدُ مِنْ لَيْلَةٍ ... بِهَا اخْضَرَّ يَابِسُ عَيْشِي وَعُودِي) (فَلَمَّا تَقَضَّيْتِ أَمْرَضَتْنِي ... فَزُورِي مَرِيضَكِ يَوْمًا وَعُودِي) // المتقارب // 67 - أَبُو مَنْصُورٍ هَذَا أَحَدُ الْخُطَبَاءِ فِي جَامِعٍ مِنْ جَوَامِعِ مَيَّافَارِقِينَ وَبَيْتِهِمُ الْمَشْهُورِ وَخُطَبُ جَدِّهِمُ الْخُطَبُ الَّتِي عَلَيْهَا تَعْوِيلُ الْخُطَبَاءِ شَرْقًا وَغَرْبًا 68 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ الْحِمْيَرِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ الزَّكْزَمِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْمَهْدِيَّةِ مِنْ قَصِيدَةٍ (وَكُلُّ بِنَاءٍ قَدْ أُقِيمَ أَسَاسُهُ ... عَلَى غَيْرِ أَصْلٍ ثَابِتٍ قَلَّ مَا يَبْقَى) (وَإِنْ كَانَ لَوْنُ التِّبْرِ وَالصُّفْرِ وَاحِدًا ... فَقَدْ جَعَلَ الرَّحْمَن بَينهمَا فرقا) // الطَّوِيل // 69 - أَحْمَدُ هَذَا مِنْ بَيْتِ الْإِمْرَةِ أَبُوهُ أَمِيرٌ وَجَدُّهُ تَمِيمٌ كَذَلِكَ وَأَبُو تَمِيمٍ هُوَ الْمُعِزُّ بْنُ بَادِيسَ الصِّنْهَاجِيُّ صَاحِبُ إِفْرِيقْيَا وَشُهْرَتُهُمْ تُغْنِي عَنِ الْإِطْنَابِ فِي ذِكْرِهِمْ وَقد انْقَطع أَحْمد إِلَى الْمدرسَة عِنْدِي وَالْقِرَاءَةِ وَقْتَ انْقِرَاضِ دَوْلَتِهِمْ وَكَسْرِ شَوْكَتِهِمْ الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خير لكم} وَقَدْ أَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ مِمَّا أَنْشَدَهُ أَبُوهُ الْأَمِيرُ أَبُو الطَّاهِرِ يَحْيَى بْنُ تَمِيمٍ مِنْ شِعْرِهِ وَأَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ الطَّيِّبِ الْكَلْبِيُّ الصَّقَلِّيُّ وَغَيْرُهُمَا 70 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ الْحِمْيَرِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ الطَّيِّبِ الْكَلْبِيُّ لِنَفْسِهِ بِإِفْرِيقِيَا (شَدُّوا جِمَالَ الْبَيْنِ وَاعْتَقَدُوا السَّرَى ... وَاحَسْرَتِي مِنْ فَقْدِهِمْ وَبَقَائِي) (أَتَرَى جُفُونِي بَعْدَهُمْ تَجْفُو الْكَرَى ... وَتُكَفُّ عَنْ سَهَرٍ وَطُولِ بُكَاءِ) (لَمْ يَظْلِمُونِي بِالْفِرَاقِ لِأَنَّنِي ... قَدْ كُنْتُ أَطْلُبُهُمْ بِقُبْحِ جَفَاءِ) (فَلِمَنْ أَلُومُ وَمُهْجَتِي حُكِمَتْ بِهِ ... يَا لَيْتَ لَمْ يَكُنِ الْفِرَاقُ جزائي) // الْكَامِل // 71 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زُرْعَةَ الصُّورِيُّ بدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ بصُورَ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَعْرُوفٍ التَّمِيمِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الْقُرَشِيُّ أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْعُذْرِيُّ ثَنِي أَبِي ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْتُمُ الْجِنَازَةَ فَقُومُوا لَهَا فَمَنْ تَبِعَهَا لَا يَجْلِسُ حَتَّى تُوضَعَ 72 - ابْنُ زُرْعَةَ هَذَا مَعْرُوفٌ بِالشَّيْخِ الْعَفِيفِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سبع وَأَرْبَعين واربعمائة فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بصُورَ وَسَمِعَ أَبَا عِمْرَانَ الصَّقَلِّيَّ النَّحْوِيَّ وَنَصْرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيَّ وَأَبَا الْحَسَنِ الْهَاشِمِيَّ 73 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّاطِبِيَّ التَّاجِرَ الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ يُقَالُ بِالْأَنْدَلُسِ لِمَنْ يَعْمَلُ الْكَمَرَّرَانَاتِ وَأَغْمِدَةَ السُّيُوفِ وَالسَّكَاكِينَ الصُّنَّاعُ 74 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا أَنْدَلُسِيٌّ صَالِحٌ وَلَهُ عَلَيَّ يَدٌ لِاجْتِهَادِهِ وَفِي إِيصَالِهِ مَا حَمَلَ إِلَيَّ مِنْ أصْبَهَانَ مِنْ سَمَاعَاتِي وَأَجْزَائِي الَّتِي كَتَبْتُهَا بِكُلِّ قُطْرٍ وَأَنْفَذْتُ بِهَا إِلَى أَصْبَهَانَ طَمَعًا فِي الرُّجُوعِ إِلَيْهَا وَلَمْ يَتَّفِقْ فَأَحْبَبْتُ إِحْيَاءَ ذِكْرِهِ وَالتَّرَحُّمَ عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ كَانَ مُتَمَيِّزًا وَلَهُ تَرَسُّلٌ لَا بَأْسَ بِهِ وَتُوُفِّيَ بِالْعِرَاقِ نَفَعَهُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ 75 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَقِّ بْنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيُّ لِابْنِ الْحَدَّادِ الصَّقَلِّيِّ فِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الرَّمَّاجِ الْمُقِيمِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ (تَرَحَّلَ عَنَّا صَاحِبٌ وَهُوَ عَاتِبٌ ... عَلَيْنَا فَزَادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا) (فَفَارَقَ إخْوَانًا عَلَيْهِ أَعِزَّةً ... فَمَا شَقَّقُوا جَيْبًا وَلَا لَطَمُوا خَدًّا) (فلوا أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ حَيٌّ سَأَلْتُهُ ... لِيَجْعَلَ مَا بَيْنِي وَمَا بَيْنَهُ سدا) // الطَّوِيل // 76 - سَمِعت أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ سعد بن أبي صَابِرًا الطُّرَيْثِيثِيَّ وَكَانَ مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ بِوَرَاوِيَ مِنْ مُدُنِ أَذْرَبِيجَانَ يَقُولُ كَانَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْحَافِظُ بهَرَاةَ يَقُولُ لَمْ أَرَ فِي أَئِمَّةِ الْعِلْمِ أَقَلَّ حَسَدًا مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيِّ بنَيْسَابُورَ 77 - أَبُو نَصْرٍ هَذَا يُعْرَفُ بِالْخَطِيبِ وَكَانَ مِنْ مُقَدَّمِي الصُّوفِيَّةِ وَمَشْهُورِي الْمُسَافِرِينَ اجْتَمَعْنَا فِي عِدَّةِ مُدُنٍ الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 78 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حُمَيْدَانَ الْفَارِقِيُّ التَّاجِرُ نَزِيلُ بَابِ الْأَبْوَابِ بِفُسْطَاطِ مِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو النَّامِي صَدَقَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّنُوخِيُّ الْمَعَرِّيُّ لِنَفْسِهِ بِشَرْوَانَ (كَانَ النِّظَامُ أَبُو عَليٍّ لِلْوَرَى ... صَدْرًا وَلِلدِّينِ الْقَوِيمِ إمَامَا) (حَتَّى إِذَا قتَلُوهُ ظُلْمًا مِنْهُم ... عَادَ الضِّيَاءُ عَلَى الأَنَامِ ظَلَامَا) (لَمْ يَقْتُلُوا الشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَإِنَّمَا ... قتلوا جَمِيع الْخلق والإسلاما) // الْكَامِل // 79 - أَحْمَدُ هَذَا تَاجِرٌ مِنْ أَهْلِ مَيَّافَارِقِينَ قَدْ سَافَرَ كَثِيرًا ثُمَّ أَقَامَ بِدَرْبَنْدَ وَتَأَهَّلَ بِهَا رَأَيْتُهُ بِمِصْرَ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَأَبُوهُ سَعِيدٌ يُكَنَّى أَبَا الْفَرَجِ 80 - سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُقَاتِلٍ الْقَيْرَوَانِيَّ الْمُقْرِئَ بالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْباجي بتُونِسَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ نَفِيسٍ الْمُقْرِئَ الضَّرِيرَ التُّونِسِيَّ يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ بِمِصْرَ بَعْدَ رُجُوعِي مِنَ الْحِجَازِ وَتَوَجُّهِي إِلَى الْمَغْرِبِ فَقَالَ أَوْحَشْتَنَا يَا أَبَا الْعَبَّاسِ وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ أُكْثِرُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عِنْدَ ضَرِيحِهِ بِالْمَدِينَةِ قَالَ الْبَاجِيُّ فَقُلْتُ لَهُ كَمْ قَرَأْتَ مِنْ خَتْمَةٍ عِنْدَ قَبْرِهِ يَا أُسْتَاذُ فَقَالَ أَلْفَ خَتْمَةٍ قَالَ وَقَالَ جُعْتُ بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَجِئْتُ إِلَى الْقَبْرِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جُعْتُ ثُمَّ نِمْتُ ضَعْفًا فَرَكَضَتْنِي جَارِيَةٌ بِرِجْلِهَا فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ اعْزِمْ فَقُمْتُ مَعَهَا إِلَى دَارِهَا فَقَدَّمَتْ إِلَيَّ خُبْزَ بُرٍّ وَتَمْرًا وَسَمْنًا وَقَالَتْ كُلْ أَبَا الْعَبَّاسِ فَقَدْ أَمَرَنِي بِهَذَا جَدِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَتَى الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 جُعْتُ فَأْتِ إِلَيْنَا قَالَ أَبُو الْفَضْلِ وَالْبَاجِيُّ هَذَا مِنْ بَاجَةِ إِفْرِيقِيَّةِ لَا مِنْ بَاجَةِ الْأَنْدَلُسِ 81 - أَبُو الْفَضْلِ هَذَا صِنْهَاجِيُّ النَّسَبِ قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة حَاجًّا مُقْرِئٌ مُتَأَدِّبٌ وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْمَعْرِفَةِ بِالْقِرَاءَاتِ وَالْآدَابِ وَقَرَأَ حَدِيثًا وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الْمُوَطَّأَ لِمَالِكٍ وَصَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وَصَحِيحَ مُسْلِمٍ وَسُنَنَ أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَكَانَ قَدْ حَجَّ قَدِيمًا وَسَمِعَ عَلَيَّ مِمَّا كَانَ يُقْرَأُ جُمْلَةً وَيَحْضُرُ الدُّرُوسَ الْفِقْهِيَّةَ أَيْضًا وَيَسْتَحْسِنُ مَا أُلْقِيهِ مِنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَمَا أُمْلِيهِ مِنَ الْحَدِيثِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ فَقَدْ كَانَ حِفْظُهُ لِلنَّظْمِ وَالنَّثْرِ ثُمَّ خَرَجَ وَتُوُفِّيَ بِمَدِينَةِ قُوصَ مِنْ صَعِيدِ مِصْرَ فِي التَّاسِعِ مِنْ مُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ فِيمَا كَتَبَ بِهِ إِليَّ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَكَانَ قَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 82 - وَلِوَلَدِهِ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَعَلَّقَ عَنِّي كَثِيرًا مِنْ مَسَائِلِ الْخِلَافِ فِي الْمَدْرَسَتَيْنِ الْعَادِلِيَّةِ وَالصَّالِحِيَّةِ ثُمَّ ظَهَرَ لِلْأَصْحَابِ أَنَّهُ إِمَامِيٌّ فَذَهَبَ إِلَى مِصْرَ وَمِنْهَا إِلَى الْحِجَازِ وَانْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُهُ وَلَهُ فِيَّ قَصَائِدُ يمدح فِيهَا الصَّحَابَة بعد مَا ظَهَرَ مِنْهُ مَا ظَهَرَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَالِهِ 83 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُقَاتِلٍ الصِّنْهَاجِيُّ الْمُقْرِئُ قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَمْدِيسَ الصَّقَلِّيُّ الْأَزْدِيُّ لِنَفْسِهِ بِتُونِسَ (لَمَّا كَبِرْتُ أَتَتْنِي كُلُّ دَاهِيَةٍ ... وَكُلُّ مَا كَانَ مِنِّي زَائِدٌ نَقَصَا) (أُصَافِحُ الأَرْضَ إِنْ رُمْتُ الْجُلُوسَ بِهَا ... وَإِنْ مَشَيْتُ فَفِي كفي الْيَمين عَصا) // الْبَسِيط // 84 - سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَزْدِيَّ بالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْبَرَكَاتِ بْنَ أَبِي الصَّقْرِ الْمحارسي يَقُولُ الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 لِوَالِدِي رَحِمَهُمَا اللَّهُ قَدْ سَمِعت الْبَارِحَةَ صَوْتًا مِنَ الْبَحْرِ يَقُولُ يَا صِيُونُ خَفِّفْ عَنْ عِبَادِكَ أَوْ يَا صِيُونُ خَفِّفْ عِبَادِي الشَّكُّ مِنْ أَبِي الْفَضْلِ قَالَ وَنَزَلْتُ مِنَ الْمَحْرَسِ فَلَمْ أَرَ فِي الْبَحْرِ مَرْكَبًا وَلَا قَارِبًا وَأَرْجُو أَنَّ الْفَرَجَ قَرِيبٌ قَالَ أَبُو الْفَضْلِ وَكَانَ النَّاسُ فِي شِدَّةٍ مِنْ قَحْطٍ وَوَبَاءٍ فَمَا مَرَّتْ أَيَّامٌ حَتَّى مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّاسِ بِالرُّخْصِ وَقِلَّةِ الْمَوْتِ 85 - أَبُو الْفَضْلِ هَذَا مِنْ بَيْتٍ كَبِيرٍ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَشْهُورٍ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ حَضَرَ فِي صِغَرِهِ مَجْلِسَ الْقَاضِي أَبِي الْحُسَيْنِ السِّيرَافِيِّ لِلسَّمَاعِ عَلَيْهِ وَكَانَ يَحْفَظُ كَثِيرًا مِنَ الشِّعْرِ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ الْأَزْدِيُّ بالثَّغْرِ لِأَحَدِ الْمُتَقَدِّمِينَ (الْمَرْءُ فِي زَمَنِ الإِقْبَالِ كَالشَّجَرَهْ ... من حولهَا النَّاس مادامت بِهَا ثَمَرَهْ) (حَتَّى إِذَا مَا خَلَتْ مِنْ حَمْلِهَا انْصَرَفُوا ... عَنْهَا عُقُوقًا وَقَدْ كَانُوا بِهَا بَرَرَهْ) (وَحَاوَلُوا قَطْعَهَا مِنْ بَعْدِ مَا سَتَرُوا ... دَهْرًا عَلَيْهَا مِنَ الأَرْيَاحِ والغبره) // الْبَسِيط // 86 - أَبُو الْفَضْلِ هَذَا كَانَ مِنْ بَيت كسر بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ شَيْخًا جَسُورًا عَلَى جَلَائِلِ الْأُمُورِ وَأَصَابَتْهُ لِذَلِكَ نَكَبَاتٌ وَفِي مَقْصَدٌ وَمَنْ قَصَدَهُ وَجَدَهُ وَكَانَ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ وَكُنْتُ أَسْتَأْنِسُ بِهِ كَثِيرًا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى 87 - وَجَدُّهُ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ رَوَى عَنِ الْقَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ وَطَبَقَتِهِ وَكَانَ فِي السَّمَاعِ مِنْ رُفَقَاءِ الْقَاضِي أَبِي مَطَرٍ وَابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاغِ وَقَدْ كَتَبَ عَمُّهُ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الْحَدِيثِ كَثِيرًا بِمِصْرَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ النَّحَّاسِ وَأَقْرَانِهِ وَعِنْدِي بِخَطِّهِ أَجْزَاءٌ وَذَكَرَ لِي أَبُو الْفَضْلِ أَنَّهُ حَضَرَ فِي صِغَرِهِ مَجْلِسَ الْقَاضِي أَبِي الْحُسَيْنِ لِلسَّمَاعِ عَلَيْهِ وَعِنْدَ غَيْرِهِ 88 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَعْدِ بْنِ عِيسَى بْنِ وَكِيلٍ التُّجِيبِيُّ الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 الْأَنْدَلُسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّيِّدِ اللُّغَوِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ (قُلْ لِقَوْمٍ لَا يَتُوبُونْ ... وَعَلَى الإِثْمِ يُصِرُّونْ) (خَفِّفُوا ثِقْلَ الْمَعَاصِي ... أَفْلَحَ الْقَوْمُ الْمُخِفُّونْ) {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} // الرمل // 89 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا يُعْرَفُ بِالْإِقْلِيشِيِّ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِاللُّغَاتِ وَالْأَنْحَاءِ وَالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ مَحْمُودَ الطَّرِيقَةِ فَصِيحًا وَمِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَالْوَرَعِ وَالْمَعْرِفَةِ بِعُلُومٍ شَتَّى وَمِنْ جُمْلَةِ أَسَاتِيذِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَطَلْيُوسِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنِ سُبَيْطَةَ الدَّانِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْقَلَنِيُّ وَآخَرُونَ وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَمُؤَلَّفَاتٌ حَسَنَةٌ قَدِمَ عَلَيْنَا الْإسْكَنْدَريَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَكَتَبَ عَنِّي فَوَائِدَ وَتَوَجَّهَ إِلَى الْحِجَازِ وَبَلَغَنَا أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ 90 - وَمِنْ شِعْرِهِ أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَعْدِ بْنِ عِيسَى بْنِ وَكِيلٍ التُّجِيبِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ لِنَفْسِهِ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ (كَانَ حَقِّي أَلَّا أُذَكِّرَ غَيْرِي ... وَأَنَا مَا كُفِيتُ شَرِّي وَضَيْرِي) (غَيْرَ أَنِّي بِرَحْمَةِ اللَّهِ رَبِّي ... أَرْتَجِي أَنْ يفيدني كل خير) // الْخَفِيف // وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ (تَتَحَدَّرُ الْعَبَرَاتُ مِنْ أَحْدَاقِهِ ... فَتَرَى لَهَا فِي خَدِّهِ آثَارَا) (وَلَرُبَّمَا امْتَزَجَتْ دَمًا مِنْ قَلْبِهِ ... حَتَّى كَأَنَّ الدَّمْعَ يَطْلُبُ ثارا) // الْكَامِل // الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 91 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْأَمِيرِ الزَّرْهُونِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ رُئِيَ الْعُتْبِيُّ فِي يَوْمٍ صَايِفٍ وَهُوَ يَتَفَصَّدُ عَرَقًا فَسُئِلَ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ (حَوَائِجُ إِخْوَانٍ أُرِيدُ قَضَاءَهَا ... كَأَنِّي إِذا لم أقضهن مَرِيض) // الطَّوِيل // وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ لِأَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرِ بْنِ الطَّيِّبِ الصَّقَلِّيُّ (قُلْتُ لَمَّا لَمْ أَجِدْ لِي ... فِي صِفَاتِ الْحُبِّ صِدْقَا) (خَابَ مَنْ كَانَ مُحِبًّا ... فَحَبِيبٌ لَيْسَ يَبْقَى) // الرمل // قَالَ وَزَرْهُونُ جَبَلٌ بِقُرْبِ فَاسٍ فِيهِ أُمَّةٌ لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إلَّا الَّذِي خَلَقَهُمْ 92 - أَبُو الْعَبَّاسِ الزَّرْهُونِي هَذَا مِنْ فُقَهَاءِ مِكْنَاسَةِ الزَّيْتُونِ بِالْعَدْوَةِ مِنْ أَرْضِ الْمَغْرِبِ وَكَذَاكَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ حَافِظٌ لِمَذْهَبِ مَالِكٍ وَكَانَ أَبُو يُوسُفَ الزَّنَاتِيُّ يُثْنِي عَلَيْهِ وَيَصِفُهُ بِالْحِفْظِ قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً وَقَرَأَ عَلَيَّ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَكتب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ كِتَابُ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ لِأَبِي جَعْفَرٍ النَّحَّاسِ وَغَرِيبُ الْقُرْآنِ لِابْنِ عُزَيْرٍ وَمُسْنَدُ الْمُؤَطَّأِ لِلْجَوْهَرِيِّ وَشَرْحُ غَرِيبِ الْمُوَطَّأِ لِلْأَخْفَشِ 93 - أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَوْثَرٍ الْمُحَارِبِيُّ الْغَرْنَاطِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ النَّحْوِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ فِي كِتَابِ الْإِيضَاحِ لِأَبِي عَلَيٍّ الْفَارِسِيِّ النَّحْوِيِّ (أَضِعِ الْكَرَى لِتَحَفُّظِ الْإِيضَاحِ ... وَصِلِ الْغُدُوَّ لِفَهْمِهِ بِرَوَاحِ) الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 (هُوَ بُغْيَةُ الْمُتَعَلِّمِينَ وَمَنْ بَغَى ... حَمْلَ الْكِتَابِ يَلِجْهُ بِالْمِفْتَاحِ) (لِأَبي عَلِيٍّ فِي الْكِتَابِ إِمَامَةٌ ... شَهِدَ الرُّوَاةُ لَهَا بِفَوْزِ قِدَاحِ) (يُفْضِي عَلَى أَسْرَارِهِ بِنَوَافِذٍ ... مِنْ عِلْمِهِ بَهَرَتْ قُوَى الْأَمْدَاحِ) (فَيُخَاطِبُ الْمُتَعَلِّمِينَ بِلَفْظِهِ ... وَيَحُلُّ مُشْكِلَهُ بِوَمْضَةِ وَاحِ) (مَضَتِ الْعُصُورُ وَكُلُّ نَحْوٍ ظُلْمَةٌ ... وَأَتَى فَكَانَ النَّحْوُ ضَوْءَ صَبَاحِ) (أُوصِي ذَوِي الْإِعْرَابِ أَنْ يَتَذَاكَرُوا ... بِحُرُوفِهِ فِي الصُّحُفِ وَالْأَلْوَاحِ) (فَإِذَا هُمُ سَمِعُوا النَّصِيحَةَ أَنْجَحُوا ... إِنَّ النَّصِيحَة غبها لنجاح) // الْكَامِل // 94 - ابْنُ كَوْثَرٍ هَذَا كَانَ مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ غَرْنَاطَةَ وَمُمَوِّلِيهَا بِالْأَنْدَلُسِ قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ بَعْدَمَا جَرَى عَلَى بَلَدِهِ مَا يَجِلُّ عَنِ الْوَصْفِ مِنَ الْقَتْلِ وَالنَّهْبِ وَخَرَابِ أَمْلَاكِهِ وَذَهَابِ أَمْوَالِهِ وَرَأَيْتُ لَهُ مَعْرِفَةً جَيِّدَةً بِالنَّحْوِ وَكَتَبَ عَنِّي شَيْئًا يَسِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى الْحِجَازِ بِنِيَّةِ الْإِقَامَةِ إِلَى حِينِ الْوَفَاةِ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِمصْر سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة بَعْدَ أَنْ حَجَّ وَزَارَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَإِيَّانَا إِذَا صِرْنَا إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ 95 - سَمِعت أَبَا الْفَرَجِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ وَرْدَةَ النُّهَاوَنْدِيَّ بِنُهَاوَنْدَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ الْمُظَفَّرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الدَّرْبِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عِمْرَانَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُوسَى الكازريني بِكَارَزِينَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ السِّيرَوَانِيَّ يَقُولُ لَيْسَ لِلْمُرِيدِ فِي تَرْكِهِ الدُّنْيَا شَرَفٌ وَإِنَّمَا شَرَفُهُ فِي تَرْكِهِ نَفْسَهُ 96 - أَبُو الْفَرَجِ هَذَا مِنْ أَجِلَّاءِ شُيُوخِ قُهُسْتَانَ فِي عَصْرِهِ سَافَرَ وَصَحِبَ الشُّيُوخَ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ وَلَازَمَ بَعْدَ ذَلِكَ زَاوِيَتَهُ سِنِينَ فَصَارَ عَلَمًا فِي التَّصَوُّفِ يُرْحَلُ إِلَيْهِ وَتُؤْخَذُ مِنْ يَدِهِ الْمُرَقَّعَةَ وَيُتَبَرَّكُ بِهِ. سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ فِي سنة سِتّ عَشَرَةٍ أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة. قَالَ وَسمعت الْحَدِيثَ بِمَكَّةَ عَلَى كريه وَأَبِي عَلِيٍّ الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 الشَّافِعِيِّ وَسَعْدٍ الزَّنْجَانِيِّ وَهَيَّاجٍ وَآخَرِينَ وَشَيْخِي فِي التَّصَوُّفِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ طَاهِرٍ حَفِيدُ أَبِي الْعَبَّاسِ النُّهَاوَنْدِيِّ وَقَدِ اقْتَدَى هُوَ بِأَبِي الْخَيْرِ الْحَبَشِيِّ بِفَارِسٍ قَالَ وَقَدْ صَحِبْتُ أَبَا سَعِيدٍ أَخَاهُ وَشَيْخه أَبُو مَنْصُورٍ الْمَعْرُوفَ بِأَمِيرِ خُرَاسَانَ وَالْحَسَنَ بْنَ دَلَّانَ الْأَشْتَرِيَّ وَعَلِيَّ بْنَ شَنْبَةَ الْكَرَجِيَّ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ الْأَسَدَابَاذِيَّ وَأَحْمَدَ بْنَ رَاشِدٍ الْكَرَجِيَّ شَيْخَ الْحَرَمِ وَدَخَلْتُ الْيَمَنَ وَالْيَمَامَةَ وَالْبَحْرَيْنِ وَبَغْدَادَ وَالْبَصْرَةَ وَوَاسِطَ وَمُدُنِ خَوْزَسْتَانَ وَصَحِبْتُ شُيُوخَهَا وَعَدَدْتُ أَنَا وَنَصْرٌ الدَّبُّوسِيُّ الْمَشَائِخَ الَّذِينَ رَأَيْنَاهُمْ بِمَكَّةَ فَبَلَغَ عَدَدُهُمْ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَصْلُحُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَكُونَ مُقْتَدَى إِقْلِيمٍ. 97 - أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْمِيمَذِيُّ بِأَهْرَ مِنْ مُدُنِ أَذْرَبِيجَانَ لِنَفْسِهِ (وَقَائِلَةٍ أَتُبْغِضُ أَهْلَ آبَهْ ... وَهُمْ أَعْلَامُ نَظْمٍ وَالْكِتَابَهْ) (فَقُلْتُ إِلَيْكِ عَنِّي إِنَّ مِثْلِي ... يُعَادِي كُلَّ من عادى الصَّحَابَة) // الوافر // 98 - أَبُو نَصْرٍ هَذَا كَانَ مِنْ فُضَلَاءِ أَذْرَبِيجَانَ عَرِيضُ الْجَاهِ عَرِيقُ الرِّيَاسَةِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ وَسُكْنَاهُ وَرَاوِي مَدِينَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ أَهْرَ. 99 - أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنٍ الْخَزْرَجِيُّ الْبَلَنْسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ الْكَاتِبُ الْمُرْسِيُّ بِالْأَنْدَلُسِ لِخَلَفِ بْنِ فَرَجٍ اللَّبِيرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالسُّمَيْسَرِ الشَّاعِرِ (بَلَنْسِيَةُ بَلْدَةٌ جَنَّةٌ ... وَفِيهَا عُيُوبٌ مَتَى تُخْتَبَرْ) (فَخَارِجُهَا زَهَرٌ كُلُّهُ ... وَدَاخِلُهَا بِرَكٌ مِنْ قَذَرْ) // المتقارب // 100 - أَبُو بَكْرٍ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ بَلْدَةِ بَلَنْسِيَةَ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ وَمِنْ كِبَارِ كُتَّابِهَا وَتُنَّاءِهَا قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَسَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وَكتب وَكَانَ حسن الْخط جيدا الضَّبْطِ دَيِّنًا وَرِعًا وَمَعَ دِيَانَتِهِ وَسَمْتِهِ كَانَ طَيِّبَ الْخُلُقِ كَثِيرَ الْمُدَاعَبَةِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ عَلَى رَأْسِ السُّفْرَةِ وَنَحْنُ نَأْكُلُ قَالَ حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ يَكْفِيكَ مِنَ الْفُجُلِ الْوَرَقُ وَمِنْ لَحْمِ الْبَقَرِ الْمَرَقُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ دُعِيَ بَعْضُ الْأَعْرَابِ إِلَى دَعْوَةٍ وَقُدِّمَتْ إِلَيْهِ قَصْعَةٌ فِيهَا عَظْمٌ كَثِيرٌ وَلَحْمٌ قَلِيلٌ فَقَلَبَ الْعِظَامَ وَقَالَ يَا وُجُوهَ الْعَرِبِ طَبَخْتُمْ قِدْرَكُمْ بِالشِّطْرَنْجِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ تَزَوَّجَ أَحَدُ تَلَامِذَةِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ بِبَغْدَادَ فَلَمَّا بَنَى بِهَا وَحَضَرَ عِنْدَهُ سَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ وَقَالَ لَهُ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ قَالَ فِيهَا مِنَ الْجَنَّةِ خَصْلَتَانِ الْبَرَدُ وَالسِّعَةُ فَضَحِكَ رَحِمَهُ اللَّهُ. 101 - وَسَأَلَنِي فِي كَتْبِ شَيْءٍ لَهُ بِخَطِّي فَكَتَبْتُهُ وَسَمَّعَهُ عَلَيَّ وَذَلِكَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة. 102 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَفَاءِ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَدْنَانَ النَّهْشَلِيُّ قَاضِي زَنْجَانَ ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرَّازِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ 103 - الْقَاضِي أَبُو الْوَفَاءِ كَبِيرٌ جَلِيلُ الْقَدْرِ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَذَكَرَ أَنَّهُ تَفَقَّهَ عَلَى الْقَاضِي حُسَيْنٍ بِمَرْوَ الرُّوذِ ثُمَّ بِمَرْوَ عَلَى أَبِي طَاهِرٍ السِّنْجِيِّ ثُمَّ قَصَدَ أَبَا سَهْلٍ الْأَبِيوَرْدِيَّ فَأَقَامَ عِنْدَهُ بِبُخَارَا وَعَلَّقَ عَنْهُ مَسَائِلَ ثُمَّ سَافَرَ إِلَى الشَّاشِ وَتَفَقَّهَ بِهَا مُدَّةً عَلَى أَبِي الرَّبِيعِ الْإِيلَاقِيِّ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَيْسَابُورَ فَعَلَّقَ التَّعْلِيقَةَ كُلَّهَا عَنْ أَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيِّ وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ سَمِعَ صَحِيحَ مُسْلِمٍ عَلَى عَبْدِ الْغَافِرِ وَأَكْثَرُ تَصَانِيفِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيِّ عَلَيْهِ نَفْسِهِ وَهُوَ رَجُلٌ فَاضِلٌ مُتَفَنِّنٌ يُدَرِّسُ الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 بِمَدْرَسَةِ زَنْجَانَ وَكَانَ قَاضِيهَا مُدَّةً مَدِيدَةً وَهُوَ يُفْتِي وَيُرْجَعُ إِلَى قَوْلِهِ وَكَانَ يُذَكِّرُ وَيَتَكَّلَمُ عَلَى النَّاسِ فِي الْجَامِعِ وَقَدِ انْتَقَيْتُ مِمَّا سَمِعَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْخَبَّازِيِّ وَالصَّفَّارِ وَأَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ وَأَبِي طَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ وَغَيْرِهِمْ بِنَيْسَابُورَ وَأَبِي عُمَرَ الْمَلِيحِيِّ بِهُرَاةَ فَوَائِدَ وَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ وَأَنَاشِيدَ عَنْ أَبِي سَهْلٍ الْأَبِيوَرْدِيِّ وَأَبِي الرَّبِيعِ الْإِيلَاقِيِّ وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّابُونِيِّ وَالْعَيَّارِ 104 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَرْجِيِّ الْحَنَوِيُّ بِثَغْرِ حَانِي أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدَانَ الشَّهْرَزُورِيُّ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمَضَا الْقَاضِي ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ وَإِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ رِجَالٌ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فَإِذَا أَتَوْكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا قَالَ أَبُو هَارُونَ فَكُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلُوا مَا شِئْتُمْ. 105 - سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ نِعْمَةَ بْنِ طُلَيْبٍ الْكِنَانِيَّ الْعَسْقَلَانِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَضْرَمِيَّ الْقَيْرَوَانِيَّ يَقُولُ عَمِلْتُ فِي بَيْتِي حِبْرًا فَاسْوَدَّ كُلُّ مَا فِي الْبَيْتِ سِوَى الْحِبْرِ. قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ كَثُرَتْ غَلَطَاتُهُ حَسُنَتْ كَشَطَاتُهُ 106 - أَبُو الْحُسَيْنِ هَذَا هُوَ أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طُلَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْكِنَانِيُّ عَسْقَلَانِيٌّ سَكَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَقَدْ دَخَلَ إِلَى بِلَادِ الْيَمَنِ وَبِلَادِ الْهِنْدِ فِي التِّجَارَةِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 مِنْ حِكَايَاتٍ وَأَشْعَارٍ لِلْمُتَأَخِّرِينَ وَتُوُفِّيَ بِعَيْذَابَ بَعْدَ أَنْ حَجَّ سَنَةَ ثَمَانِي عشرَة وَخَمْسمِائة رَحِمَهُ اللَّهُ. وَطُلَيْبٌ مُسْتَفَادٌ مَعَ كُلَيْبٍ. 107 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ التَّكِينِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّائِبُ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الذَّهَبِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَالَفَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِ أَنَسٍ بِالْمَدِينَةِ. 108 - أَبُو بَكْرٍ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة ثَمَان واربعين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ مُرِيدٌ لِأَبِي الْحَسَنِ الْهَكَّارِيِّ وَسَأَلْتُ عَنْهُ خَمِيسَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ فَقَالَ هُوَ كَثِيرُ السَّمَاعِ مِنَ الْبَغْدَادِيِّينَ وَمَعَهُ خُطُوطُهُمْ كَالشَّمْسِ وُضُوحًا إِلَّا أَنَّهُ قَامَ بواسط وتديرها فَهِيَ وَطَنِهِ وَهُوَ صَالِحٌ مُتَحَقِّقٌ بِالسُّنَّةِ 109 - أَنْشَدَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعُثْمَانِيُّ لِنَفْسِهِ بِدِيَارِ مِصْرَ وَأَسْتَبْعِدُ أَنْ يَكُونَ الشِّعْرُ لَهُ فَقَدْ كَانَ يَكْذِبُ كَثِيرًا (الْمُسْقِمَاتُ ثَلَاثٌ قَدْ فُتِنْتُ بِهَا ... خَدٌّ ونَهْدٌ وَطَرْفٌ زَانَهُ الْحَوَرُ) (وَالْمُشْرِقَاتُ ثَلَاثٌ عَمَّ نُورُهُمْ ... وَجْهُ الإِمَامِ وَشَمْسُ الأُفْقِ وَالْقَمَرُ) (وَالْمُرْوِيَاتُ ظِمَاءَ الأَرْضِ قَاطِبَةً ... كَفُّ الْوَزير وفيض الْبَحْر والمطر) (قُدَّام فِي نِعَمٍ لَا تَنْقَضِي أَبَدًا ... يمده السعد والتوفيق وَالظفر) // الْبَسِيط // 110 - أَبُو الطَّاهِرِ هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ فَمِ الْقَيْحِ وَهُوَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَسِيحِ بْنِ مُقْمِرٍ الْعُثْمَانِيُّ الدِّيبَاجِيُّ عَلَى مَا أَمْلَاهُ عَلَيَّ وَكَانَ مِنْ شُعَرَاءِ الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 السُّلْطَانِ طَوِيلَ اللِّسَانِ كَثِيرَ الْهَذَيَانِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مُقَطَّعَاتٍ يَنْسِبُهَا إِلَيْهِ وَالْعُهْدَةُ فِيهَا عَلَيْهِ. 111 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرِّجِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ بِمِصْرَ (وَمُهَذَّبُ الْأَخْلَاقِ يَشْهَدُ ... لِي نَدَاهُ عَلَى ثَنَائِي) (غَيْثٌ يُبَشِّرُ بِالْحَيَا ... مِنْ وَجْهِهِ بَرْقُ الْحَيَاءِ) (لَا غَرْوَ إِنْ قُلْنَا سَمَا ... مَجْدًا وَأَوْسَعَ فِي الْعَطَاءِ) (فَاللَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ أَرْزَاقَ ... الْبَرِيَّةِ فِي السَّمَاء) // الْكَامِل // 112 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا كَانَ مِنْ أَذْكَى النَّاسِ وَالْمُتَصَرِّفِينَ فِي فُنُونٍ شَتَّى وَلَهُ رَسَائِلُ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْهَا فِي غَايَةِ الْحُسْنِ وَشِعْرٌ فَائِقٌ مَلِيحٌ وَلَهُ تَرَسُّلٌ جَيِّدٌ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا أَنْشَدَنِي (لِلَّهِ آيَةُ هَذَا النَّهَارِ ... تَرْعَى الْبَرِيَّةَ رَعْيَ السَّوَامِ) (وَمَا كَانَ يَعْرِفُ مِقْدَارَهَا ... الْخَلِيقَةُ لَوْلَا انْسِدَادُ الظَّلَامِ) // المتقارب // 113 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ الْمُفَرِّجِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبَ بِمِصْرَ يَقُولُ أَنْشَأَ اللَّهُ النِّعَمَ مِنْ مَوَادِّ عَنَاصِرِ الْكَرَمِ وَفَجَّرَ يَنَابِيعَ الْحِكَمِ مِنْ نَوَادِرِ الْكَلِمِ وَفَطَرَ عَلَى هَذَيْنِ الْمَغْنَمَيْنِ جِبِلَّةَ حِرْصِ الْأُمَمِ فَلَا يَنْفَكُّ حِرْصُ حَرِيصٍ عَنِ الْجَهْدِ فِي تَأْثِيلِ نِعَمِهِ أَوِ الْبَحْثِ عَنْ تَأْوِيلِ حِكَمِهِ وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا وَبِنَيْلِ هَذَيْنِ السَّبَبَيْنِ يَجْمَعُ السَّعِيدُ قُطْرَيِ الْمُرَادِ وَيَنَالُ الْبُغْيَةَ مِنْ إِصْلَاحِ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 114 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ طَاهِرِ بْنِ شَيْبَةَ الْفَاسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ أَبُو عَلِيٍّ الْمُتَيِّحِيُّ مِنْ فُقَهَاءِ أَغْمَاتٍ وَإِلَى فَتَاوِيهِ يَرْجِعُ سُلْطَانُ الْمَغْرِبِ ابْنُ تَاشَفِينَ لِدِينِهِ تركته فِي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة حَيًّا وَمُحَمَّدُ بْنُ شَبُّونَةَ مِنْ مَشَاهِيرِ فُقَهَاءِ الْمَغْرِبِ يُشَارُ إِلَيْهِ فِي الْمَعْرِفَةِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ وَهُوَ يَسْكُنُ أَغْمَاتٍ خَلَّفْتُهُ بِهَا حَيًّا كَذَلِكَ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ 115 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقَرَأَ عَلَيَّ شَيْئًا أَوَّلَ وُصُولِهِ إِلَى الثَّغْرِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْحِجَازِ وَرَجَعَ إِلَيْهِ وَاسْتَوْطَنَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ وَإِنَّمَا عَلَّقْتُ هَذَا عَنهُ لِأَن المنبجي يذكر مَعَ المنجي وَالْمُنَيِّحِيِّ 116 - سَمِعت الشَّيْخَ أَبَا سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدٍ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبِي يَقُولُ الْقَلْبُ مَلِكٌ وَالْجَوَارِحُ مِنْ خوله فلهذانية الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ 117 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ صَدَقَةَ الدِّمَشْقِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَيَّاطِ لِنَفْسِهِ بِدِمَشْقَ وَكَانَ شَاعِرَ الشَّامِ فِي عَصْرِهِ وَيُفَضِّلُهُ أَهْلُهَا عَلَى الْوَأْوَاءِ (نَفَضْتُ يَدِي مِنَ الْآمَالِ لَمَّا ... رَأَيْتُ زِمَامَهَا بِيَدِ الْقَضَاءِ) (وَمَا تَنْفَكُّ مَعْرِفَتِي بِحَظِّي ... تُرِينِي الْيَأْسَ فِي نَفْسِ الرَّجَاءِ) // الوافر // 118 - ابْنُ الْخَيَّاطِ هَذَا كَانَ فِي عَصْرِهِ شَاعِرَ الشَّامِ وَمَنْ لَا يُقْرَنُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ شُعَرَاءِهَا وَقَدْ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ رِضْوَانَ النَّسَوِيَّ بِالرَّحْبَةِ يَقُولُ قَالَ لِي الْقَاضِي أَبُو سَعْدٍ الْهَرَوِيُّ مَا بِالشَّامِ أَحْلَى شِعْرًا وَلَا أَجْزَلَ مِنَ ابْنِ الْخَيَّاطِ بِدِمَشْقَ وَقَالَ الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 أَبُو الْفَوَارِسِ نَجَاءُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعُمَرِيُّ بِدِمَشْقَ وَكَانَ شَاعِرًا مُفَلَّقًا سنة عشر وَخَمْسمِائة ابْنُ الْخَيَّاطِ فِي عَصْرِهِ أَشْعَرُ الشَّامِيِّينَ بِلَا خِلَافٍ وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ غَيْرُ الْقَاضِي أَبِي سَعْدٍ وَالشَّرِيفِ أَبِي الْفَوَارِسِ وَأَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَ هُوَ الْوَأْوَاءُ الثَّانِي وَقَوْمٌ يُقَدِّمُونَهُ عَلَيْهِ وَقَدِ انْتَخَبْتُ مِنْ دِيوَانِ شِعْرِهِ مُجَلَّدَةً لَطِيفَةً هِيَ عِنْدِي وَأَنْشَدَنِي جَمِيعَهُ مِنْ لَفْظِهِ فِي دَارِ السُّمَيْسَاطِيِّ الَّتِي كُنْتُ نَازِلًا بِهَا حَمَلَهُ إِلَيَّ الْقَاضِي أَبُو الْمَعَالِي بْنُ الصَّائِغِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 119 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَعَرِّيُّ بِنَصِيبِينَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ سَلَامَةُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُرَيْجٍ الْآمِدِيُّ لِنَفْسِهِ بِآمِدَ (أَنْفَلْتَ ظَهْرِي فَانْثَنَى لَكَ رَاكِعًا ... وَسَتَرْتَ وَجْهِي فَانْثَنَى لَكَ سَاجِدَا) (قُلْ لِي إِذَا أَفْنَى نَدَاكَ مَحَامِدِي ... مِنْ أَيْنَ أَجْلِبُ لِي إِلَيْكَ مَحَامِدَا) // الْكَامِل // 120 - أَبُو الْفَتْحِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَرَأَى أُدَبَاءَ وَأَنْشَدَنِي جُمْلَةً مِنْ أَشْعَارِهِمْ وَلَهُ هُوَ أَيْضًا شِعْرٌ جَيِّدٌ وَكَانَ مُقِيمًا بِنَصِيبِينَ. 121 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَتْحِ أَنْشَدَنِي الْمُشْتَهِيُّ السَّرُوجِيُّ بِهَا لِنَفْسِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا قَالَهُ (قَالَتْ لَقَدْ أَشْمَتَّ بِي حُسَّدِي ... إِذْ بُحْتَ بِالسِّرِّ لَهُمْ مُعْلِنَا) (قُلْتُ أَنَا قَالَتْ نَعَمْ أَنْتَ هُوَ ... قُلْتُ أَنَا قَالَتْ فَمَنْ هُوَ أَنَا) (قُلْتُ لَهَا أَنْتِ الَّتِي صَيَّرَتْ ... جُفُونُهَا جِسْمِي حِلْفَ الضَّنَا) (قَالَتْ فَلُمْ طَرْفَكَ فَهْوَ الَّذِي ... جَنَى عَلَى جِسْمِكَ مَا قَدْ جَنَا) (قُلْتُ فَقَدْ كَانَ الَّذِي كَانَ مِنْ ... طَرْفِي فَكُونِي أَنْتِ مَنْ أَحْسَنَا) الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 (قَالَتْ وَمَا الإِحْسَانُ قُلْتُ اللِّقَا ... قَالَتْ لِقَائِي عَزَّ أَنْ يُمْكِنَا) (قُلْتُ فَمَنِّنِي بِتَقْبِيلَةٍ ... قَالَتْ أُمَنِّيكَ بطول العنا) // السَّرِيع // 122 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَرْسَاءِ الْقُرَشِيُّ الْخَزَّازُ بِالْكُوفَةِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُهَيْلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَطَّارُ الْمُقْرِئُ قَالَا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأُشْنَانِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ أَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ دخل عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثِيَابٍ أَسْمَالٍ فَقَالَ لَهُ أَمَا لَكَ مِنْ مَالٍ قَالَ بَلَى مِنْ كُلِّ الْمَالِ قَدْ آتَانِي اللَّهُ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ قَالَ فَلْيُرَ عَلَيْكَ مَا آتَاكَ اللَّهُ قَالَ فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ مَرَرْتُ بِهِ فَأَبَى أَنْ يُقْرِيَنِي فألجأه الدَّهْر إِلَيّ أفأقريه أما أَمْنَعُهُ قَالَ بَلِ اقْرِهِ 123 - ابْنُ الْخَرْسَاءِ هَذَا مِنَ الْمُقَلِّينَ وَلَمْ نَرَ لَهُ سَمَاعًا عَنْ غَيْرِ الشريف ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ شَيْخًا مَشْهُورًا بِالْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ 124 - أخبرنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْآمِدِيُّ بِوَاسِطٍ قَالَ أَنَا أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ شَانَدَهْ الْأصْبَهَانِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّيْدَلَانِيُّ ثَنَا أَبِي ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَوَارِبِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ثَنَا عُزْرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَطَالُوتُ بْنُ لُقْمَانَ قَالَا سَمِعْنَا أَبَا يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى السِّمْسَارَ يَقُولُ رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي الْمَنَامِ وَعَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مُرَصَّعٌ بِالْجَوْهَرِ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَهُوَ يَخْطُرُ بِهِمَا قَالَ قُلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَاذَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ قَالَ غَفَرَ لِي وَأَدْنَانِي مِنْ نَفْسِهِ وَتَوَّجَنِي بِيَدِهِ هَذَا التَّاجَ وَقَالَ هَذَا بِقَوْلِكَ الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ قَالَ قُلْتُ فَمَا هَذِهِ الْخُطْرَةُ الَّتِي لَمْ أَعْرِفْهَا لَكَ فِي دَارِ الدُّنْيَا قَالَ هَذِهِ مِشْيَةُ الْخُدَّامِ فِي دَارِ السَّلَامِ الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 125 - ذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ بْنِ الْجَلَخْتِ وَأَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ نَفِيسٍ وَغَيْرِهِمَا وَقَرَأَ الْقُرْآنَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى أَبِي الْمُفَضَّلِ وَسَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا الْكَرَمِ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ فَقَالَ سِبْطُ أَبِي تَغْلِبَ الْأَغْلَاقِيِّ الشَّاهِدُ هُوَ أَحَدُ غِلْمَانِ أَبِي الْمُفَضَّلِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْأَزْدِيِّ وَالْمُتَشَبِّهِينَ بِطَرِيقِهِ سَمِعَ مَعَنَا مِنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ وَابْنِ شَانَدَهْ وَابْنِ نَفِيسٍ وَغَيْرِهِمْ وَرَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ فَسَمِعَ هُنَاكَ مِنْ جَمَاعَةٍ وَقَرَأَ عَلَى أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْقُرْآنَ وَهُوَ مُتَحَقِّقٌ بِالسُّنَّةِ صَاحِبُ مَسْجِدٍ لَا يُعَابُ بِشَيْءٍ 126 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُجَاهِدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعُثْمَانِيُّ الْغَرْبِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ أَنَا أَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ بِالْأَنْدَلُسِ أَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ جَعْدٍ الْكِلَابِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّاشِيِّ التُّجِيبِيُّ ثَنَا أَبُو عِيسَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيُّ ثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ ثَنَا أَبِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ 127 - ابْنُ مُجَاهِدٍ هَذَا قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة حَاجًّا وَقَالَ لِي قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ الطَّلَاعِ الْفَقِيهَ وَأَبَا مَرْوَانَ بْنَ سِرَاجٍ اللُّغَوِيَّ وَأَبَا عَلِيٍّ الْجَيَّانِيَّ الْحَافِظَ بِقُرْطُبَةَ وَأَبَا دَاوُدَ الْمُؤَيَّدِيَّ بِدَانِيَةَ وَبِهَا مَوْلِدِي وَابْنَ أَبِي جَعْفَرٍ بِمُرْسِيَةَ وَسُكْنَايَ الْآنَ بِغِرْنَاطَةَ وَأُعْرَفُ هُنَاكَ بِمُوَدِّبِ الشّباكِ وَسمعت عَلَى ابْنِ عَطِيَّةَ بِهَا الْمُوَطَّأ وَصَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمِنْ أَهْلِ الْإِتْقَانِ فِي الْقِرَاءَاتِ كَبِيرَ السِّنِّ مُجْتَهِدًا مَعَ عُلُوِّ سِنِّهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَسَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَسَأَلَنِي فِي الْإِجَازَة لَهُ وَلِابْنِهِ فَأَجَزْتُ لَهُمَا الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 128 - وَأَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْمُحَارِبِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ (إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمْعِ مِنِّي تَصَاوُنٌ ... وَفِي بَصَرِي غَضٌّ وَفِي مَنْطِقِي صَمْتُ) (فَحَظِّي إِذَنْ مِنْ صَوْمِي الْجُوعُ وَالظَّمَأُ ... وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي صُمْتُ يَوْمِي فَمَا صُمْتُ) // الطَّوِيل // 129 - سَمِعت أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبُخَارِيَّ النِّيلِيَّ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِدِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت سُبَيْعَ بْنَ مُسْلِمٍ الْمُقْرِئَ يَقُولُ سَمِعت الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمَالِكِيَّ يَقُولُ بِإِسْنَادٍ لَا يَحْضُرُنِي حِفْظُهُ أَنَّ بَعْضَهُمْ رَأَى يَعْقُوبَ مَارًّا فِي شَارِعٍ مِنْ شَوَارِعِ الْبَصْرَةِ وَهُوَ غَضْبَانُ وَطَرَفُ رِدَائِهِ يَنْجَرُّ فِي الْأَرْضِ وَالطَّرَفُ الْآخَرُ عَلَى كَتِفِهِ فَقَالَ لَهُ إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ إِلَى النَّارِ بِالْإِمَالَةِ قَالَ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْإِمَالَةَ لَيْسَتْ مِنَ اخْتِيَاره فِي قِرَاءَته فَجَاءَ إِلَى مَجْلِسِهِ فِي الْجَامِعِ وَسَأَلَ عَنْ خَبَرِهِ فَقِيلَ قَرَأَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَلَحَنَ فَغَضِبَ وَقَامَ وَانْصَرَفَ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ 130 - أَبُو بَكْرٍ الْعَلَوِيُّ هَذَا ذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ بِبُخَارَا أَبَا نَصْرٍ الْخَيْرَاخَرْتِيَّ وَبِالْبَصْرَةِ ابْنَ شُغْبَةَ أَبَا الْقَاسِمِ وَآخَرِينَ وَأَمْلَأَ عَلَيَّ نَسَبَهُ وَقَالَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ أُمُّهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ مَدْفُونٌ بِدِمَشْقَ وَجَعْفَرٌ هُوَ الَّذِي وَقَعَ إِلَى مَوْلَتَانِ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ فَأَعْقَبَ بِهَا وَإِسْمَاعِيلُ هُوَ الَّذِي جَاءَ إِلَى بُخَارَى سَافَرَ أَبُو بَكْرٍ الْعَلَوِيُّ عَلَى طَرِيقَةِ الْمُتَصَوِّفَةِ كَثِيرُ اللِّقَاءِ لِلشُّيُوخِ وَمَنْ كَانَ كَبِيرًا ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ فِي دُوَيْرَةِ السُّمَيْسَاطِيِّ وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ فِي الْجَامِعِ وَكَانَ صَالِحًا حَسَنَ الطَّرِيقَةِ سُنِّيًّا مِنْ مُرِيدِي عَلَيٍّ الْبُخَارِيِّ قَالَ وَوَالِدِي كَانَ يَبِيعُ النَّيْلَ بِبُخَارَى فَلِهَذَا يُقَالُ لَنَا النَّيْلِيُّونَ 131 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحديث: 128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 زَنْجَوَيْهِ الزَّنْجَوِيُّ بِزَنْجَانَ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ الطَّسْتِيُّ أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلٍ السَّرِيُّ بْنُ سهل بْنُ خَرْبَانَ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَشِيدٍ ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مَجَاعَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْعَتَكِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلَا يَتْفُلَنَّ أَمَامَهُ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ 132 - أَبُو بَكْرٍ الزَّنْجَوِيُّ هَذَا إِمَامٌ فِي الْفِقْهِ تَفَقَّهَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ بِبَغْدَادَ وَشَرِيكُهُ فِي الدُّرُوسِ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ وَكَفَى بِذَلِكَ فَخْرًا وَسَمِعَ بِهَا أَبَا عَلِيِّ بْنَ شَاذَانَ وَغَيْرَهُ ثُمَّ سَافَرَ إِلَى خُرَاسَانَ وَتَفَقَّهَ عَلَى عُلَمَائِهَا وَسَمِعَ بِنَيْسَابُورَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاكَوَيْهِ الشِّيرَازِيِّ وَأَبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيِّ وَآخَرِينَ وَبِحُلْوَانَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيِّ وَعِنْدَهُ مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْمَعْرُوفِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِئِ الْأصْبَهَانِيِّ عَنْهُ وَصَحِيحُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الْغَافِرِ وَتَفْسِيرُ إِسْمَاعِيلَ الضَّرِيرِ يَرْوِيهِ عَنْهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْكُتُبِ وَقَدْ سَمِعَ بِزَنْجَانَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَلَاكِيِّ كِتَابَ الْمُسْنَدِ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَرْوِيهِ عَنِ ابْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ وَكِتَابَ غَرِيبِ الْحَدِيثِ لِأَبِي عُبَيْدٍ يَرْوِيهِ عَنِ ابْنِ هَارُونَ التَّغْلِبِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيِّ عَنْ مُؤَلِّفِهِ وَقَرَأَ عَلَى ابْنِ الصَّقْرِ صَاحِبِ زَيْدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ الْقُرْآنَ وَعِنْدَهُ خَطُّهُ وَقَرَأَ عَلَى أَبِي يَعْلَى بْنِ السَّرَّاجِ وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إِلَيْهِ وَلَمْ يَكُ بِتِلْكَ الْبِلَادِ مَنْ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ فِي الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى. سَمِعْتُهُ سَنَةَ خَمْسمِائَة يَقُولُ أَفْتَى النَّاسَ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ. وَقِيلَ لِي عَنْهُ لَمْ يُفْتِ خَطَأً قَطُّ وَقَدْ أَفْتَى سَبْعِينَ سَنَةً وَسَأَلْتُهُ عَنْ مولده فَقَالَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة. 133 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَالُوتَ الْبَلَنْسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ رَمَضَانَ الْمَالِطِيَّ بِهَا يَقُولُ كَانَ الْقَائِدُ يَحْيَى صَاحِبَ مَالِطَةَ قَدْ صَنَعَ لَهُ أَحَدُ الْمُهَنْدِسِينَ صُورَةً يُعْرَفُ بِهَا أَوْقَاتُ النَّهَارِ بِالصَّنْجِ فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّمْطِيِّ الْمَالِطِيِّ أَجِزْ هَذَا الْمِصْرَاعَ فَقَالَ الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 (جَارِيَةٌ تَرْمِي الصَّنَجْ ... بِهَا النُّفُوسُ تَبْتَهِجْ) (كَأَنَّ مَنْ أَحْكَمَهَا ... إِلَى السَّمَاءِ قَدْ عَرَجْ) (فَطَالَعَ الْأَفْلَاكَ عَن ... سر البروج والدرج) // الرجز // 134 - أَنْشَدَنِي ابْنُ طَالُوتَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ السَّفَاقُسِيُّ بِالْمَهْدِيَّةِ لِنَفْسِهِ (قَالَتْ أَمَا رَاعَكَ الْمَشِيبُ فَقَدْ ... أَطَلَّ وَالشَّيْبُ ثَالِثُ الْحَفَظَهْ) (فَمِلْتُ عَنْ قَوْلِهَا إِلَى هَذَرٍ ... لَمْ يَعْدُمِ الرَّشَدَ لَافِظٌ لَفَظَهْ) (أُعِلُّهُ حَالِكَ الخضاب كمن ... سود بِالنَّفسِ وَجه من وعظه) // المنسرح // 135 - ابْنُ طَالُوتَ هَذَا شَابٌّ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْآدَابِ وَالطِّبِّ وَعُلُومِ الْأَوَائِلِ وَكَانَ أَكْثَرَ مَيْلِهِ إِلَيْهَا وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَمَوْلِدُهُ بِشُبْرُبَ وَهِيَ مِنْ نُظُرِ بَلَنْسِيَةَ وَكَانَ يحضر عِنْدِي مستفيدا ووَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ مَغْرِبِيَّةً ثمَّ تظاهر بالتطبب وَخرج عَن الثغر وَانْقطع عَنَّا خَبَرُهُ وَالشَّبَرْبِيُّ يُذْكَرُ مَعَ الشَّبُوبِيِّ وَمِمَّا أَنْشَدَنِي مِنْ شِعْرِهِ (مَنْ عَاذِلِي مِنْ ذَا الزَّمَانِ السَّفِيهْ ... يُعْلِي جَهُولًا وَيَحُطُّ النَّبِيهْ) (قَدْ أَلْبَسَ الدِّينَ حُلَى ذِلَّةٍ ... فيرهب الراهب فِيهِ الْفَقِيه) // السَّرِيع // 136 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُشَيْدٍ الْأَدَمِيُّ بِشَهْرَسْتَانَ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَنْبَارِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ ثَابِتٍ الْبُرْجُلَانِيُّ ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ 137 - سَمِعت أَبَا الْفُتُوحِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغَزَالِيَّ أَخَا أَبِي حَامِدٍ بِهَمَذَانَ يَقُولُ كَانَ أَبُو الْقَاسِمِ الْكُرْكَانِيُّ بِطُوسَ شَيْخَ خُرَاسَانَ فِي عَصْرِهِ فِي التَّصَوُّفِ وَكَانَ يَدْعُو هَذَا الشَّيْخَ وَأَشَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُرِيدِيِّ الْغَرْنَوِيِّ وَلَدًا وَيُعِزُّهُ عَلَى مَا سَمِعت مِنْ أَصْحَابِهِ بِطُوسَ 138 - حَضَرْتُ مَجْلِسَ وَعْظِهِ بِهَمَذَانَ وَكُنَّا فِي رِبَاطٍ وَاحِدٍ وَبَيْنَنَا أُلْفَةٌ وَتَوَدُّدٌ وَكَانَ أَذْكَى خَلْقِ اللَّهِ وَأَقْدَرَهُمْ عَلَى الْكَلَامِ فَاضِلًا فِي الْفِقْهِ وَغَيْرِهِ وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ فِي الْوَدَاعِ يَوْمَ خُرُوجِهِ مِنْ هَمَذَانَ إِلَى بَغْدَادَ وَلَمْ يَعْلَقْ بِقَلْبِي مِنْهَا شَيْءٌ أَذْكُرُهُ وَلَا مِنْ كَلَامِهِ فِي الْوَعْظ بَلْ وَجَدْتُ فِيمَا عُلِّقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي مَلُولٍ الزَّنَاتِيِّ أَنَّهُ قَالَ حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَخِي الْغَزَالِيِّ بِبَغْدَادَ وَسُئِلَ وَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ كُنْتُ مُفْرَدًا فَتَزَوَّجْتُ وَطَلَبْتُ مِنْ نَفْسِي وَظَائِفَ مِنَ الْبِرِّ كُنْتُ أَفْعَلُهَا حَالَةَ الْعُزْبَةِ فَلَمْ أَسْتَطِعْهَا أَتُشِيرُ عَلَيَّ بِالطَّلَاقِ فَقَالَ مِنْ غَيْرِ تَرَوٍّ كُنْتَ طَائِرًا تُحَلِّقُ فأَخَذَتْكَ مُثْقِلَاتُ الشَّرْعِ فَانْحَطَّتْ بِكَ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ تَرُومُ الْفِرَارَ كَلَّا 139 - سَمِعت أَبَا طَالِبٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَدِيدِ بْنِ حَمْدُونَ الْكِنَانِيَّ قَاضِيَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت عَمَّ أَبِي الْقَاضِي أَبَا الْحُسَيْنِ زَيْدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ حَدِيدٍ يَقُولُ 140 - أَنْشَدَنِي الْقَاضِي الْمَكِينُ أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ حَدِيدٍ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 (رَاقَبَتْنِي الْعُيُونُ فِيكِ فَأَشْفَقْتُ ... وَلَمْ أَخْلُ فِيكِ مِنْ إِشْفَاقِ) (وَرَأَيْتُ الْعَدُوَّ يَحْسُدُنِي فِيكِ ... مُجِدًّا يَا أَنْفَسَ الأَعْلَاقِ) (فَتَمَنَّيْتُ أَنْ تَكُونِي بَعِيدًا ... وَالَّذِي بَيْنَنَا مِنَ الْوُدِّ بَاقِي) (رُبَّ هَجْرٍ يَكُونُ مِنْ خَوْفِ هَجْرٍ ... وَفِرَاقٍ يَكُونُ خَوْفَ الْفِرَاق) // الْخَفِيف // 141 - الْقَاضِي أَبُو طَالِبٍ هَذَا قَلَّ مَا يُرَى مِثْلُهُ فِي أَبْنَاءِ جِنْسِهِ رِيَاسَةً وَسِيَاسَةً وَفَضْلًا وَنُبْلًا وَكَانَ سُنِّيًّا مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ عَرِيقَ الرِّيَاسَةِ تُوُفِّيَ بِقُرْبِ ثَغْرِ رَشِيدٍ فِي مَوْكِبٍ سُلْطَانِيٍّ وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ مِصْرَ فَحُمِلَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ فِي مَقْبَرَةِ الدَّيْمَاسِ وَحَضَرَهُ خَلْقٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً وَرُدَّ إِلَى دَارِهِ وَدُفِنَ فِي بُسْتَانٍ بَنَاهُ بِجَنْبِهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَرُثِيَ بِقَصَائِدَ كَثِيرَةٍ وَكُنْتُ قَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ غَيْرَ حِكَايَةٍ وَحَكَى لِي أَخُوهُ الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ أَنَّ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ عَشْرُ سِنِينَ فَقَدْ وُلِدْتُ أَنَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ 142 - سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ أَحْمَدَ بْنَ سَوَّارِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيَّ الْوَاعِظَ بِالسُّوسِ يَقُولُ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَوَرْدِيٍّ الْمُذَكِّرِ الْحُوَيْزِيَّ بِالْحُوَيْزَةِ يَقُولُ نَظَرَ عَلَوِيٌّ عَالِمٌ فِي الْمِرْآةِ فَرَأَى الشَّيْبَ وَقَدْ نَزَلَ بِهِ فَأَنْشَدَ (تَوَلَّى الشَّبَابُ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ ... وَحَلَّ الْمَشِيبُ كَأَنْ لَمْ يَزَلْ) (فَأَهْلًا وَسَهْلًا بِضَيْفٍ نَزَلْ ... وَأَسْتَوْدِعُ اللَّهَ ضَيْفًا رَحَلْ) (فَأَمَّا الْمَشِيبُ فَصُبْحٌ بَدَا ... وَأَمَّا الشَّبَابُ فَلَيْلٌ أَفَلْ) (سَقَى اللَّهُ ذَاكَ وَهَذَا مَعًا ... فَنِعْمَ الْمُوَلِّي وَنعم الْبَدَل) // المتقارب // 143 - أَبُو طَالِبٍ هَذَا أَهْوَازِيٌّ سَكَنَ الْحُوَيْزَةَ رَأَيْتُهُ بِالسُّوسِ وَكَانَ يَجُولُ فِي الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 مُدُنِ خُوزِسْتَانَ مُنْتَجِعًا وَيَعِظُ وَكَانَ كَثِيرَ الْحِفْظِ حَسَنَ 144 - يَدْرِي مَا يَنْقِلُ وَسَمِعَ بِالْأَنْدَلُسِ أَيْضًا وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إِلَى أَبِيهِ فِي عِلْمِ الْهَنْدَسَةِ وَمَا يَقْرُبُ مِنْهُ ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالصَّعِيدِ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَى مَكَّةَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَاللَّهُ تَعَالَى يَتَغَمَّدُهُ بِمَغْفِرَتِهِ وَكَرَمِهِ وَعِزَّتِهِ 145 - أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَيْلُونَ الْقَطَّانِ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْغَنْدَجَانِيُّ أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ 146 - ابْنُ طَيْلُونَ هَذَا شَيْخٌ صَالِحٌ سَأَلْتُهُ عَن مولده سنة خَمْسمِائَة فَقَالَ قَدْ قَارَبْتُ السَّبْعِينَ وَسمعت الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي تَمَّامِ بْنِ أبي خازم والغندجاني وَآخَرِينَ ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا الْكَرَمِ خَمِيسَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ عَنْهُ فَقَالَ سَمِعَ الْغَنْدَجَانِيَّ قَبْلَنَا ثُمَّ مَعنا من أبي نعيم بن أخي سطر وَلَازَمَهُ وَهُوَ شَيْخٌ رَضِيُّ الطَّرِيقَةِ 147 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ كُوشِيلَ الْجَرْبَاذْقَانِيُّ بَجْرَبَاذْقَانَ قَالَ ثَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ ثَنِي أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ ثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 أَحْمَدَ الطَّالَقَانِيُّ ثَنِي حَاتِمُ بْنُ الْوَزِيرِ ثَنِي أَبُو لَيْثٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْهِنْدَوَانِيُّ ثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ إِصْبَعِ بْنِ نَبَاتَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةُ رَجُلٍ فِي جَمَاعَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَاةُ يَوْمٍ قَالَ يَا أَنَسُ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَا بَلْ صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ 148 - كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَحَدِيثُهُ نَازِلٌ وَكُوشِيلُ الَّذِي فِي نَسَبِهِ بِاللَّامِ يُذْكَرُ مَعَ كُوشِيذَ الْأصْبَهَانِيِّ بِالذَّالِ 149 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْدَانِيَّ الْأصْبَهَانِيَّ قَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْقَ غَازِيًا قَالَ خَرَجْتُ مِنْ نَاحِيَتِي وَأَنَا أَعْتَقِدُ مَذْهَبَ السَّلَفِ وَتَرْكَ الْجِدَالِ فِي الدِّينِ وَالْإِقْرَارَ بِمَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَالْإِصْرَارَ عَلَى ظَوَاهِرَ مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِتَأْوِيلٍ فَرَأَيْتُ فِي سَفَرِي قَوْمًا يَعِيبُونَ عَلَيَّ ذَلِكَ حَتَّى قُلْتُ فِي نَفْسِي لَعَلِّي عَلَى الْخَطَأِ وَهَمَمْتُ بِالرُّجُوعِ عَنْ ذَلِكَ فَرَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَهُوَ يَقُولُ لِي أَتَصْبِرُ عَلَى النَّارِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ رَآكَ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ عَلَيْكَ بِمَذْهَبِ السَّلَفِ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ فَانْتَبَهْتُ وَشَكَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى كَثِيرًا 150 - أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ الْمُزَكِّي بِهَمَذَانَ أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُبَانَةَ الْمُعَدَّلُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَرَزَةَ الرُّوذْرَاوَرِيُّ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ 151 - أَبُو غَالِبٍ هَذَا كَانَ مُقَدَّمَ شُيُوخِ هَمَذَانَ وَإِلَيْهِ التَّزْكِيَةُ فِيمَنْ يَشْهَدُ وَهُوَ الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 أَعْلَى شَيْخٍ رَأَيْتُهُ إِسْنَادًا وَحَضَرَ السَّمَاعَ مَعِي وَقْتَ قِرَاءَتِي عَلَيْهِ الرَّئِيسُ أَبُو الْمُظَفَّرِ الْأَبِيوَرْدِيِّ لِعُلُوِّ سَنَدِهِ وَقَدْ سَمِعَ عَلَى ابْنِ شُبَانَةَ بِانْتِقَاءِ أَبِي الْفَضْلِ الْفَلَكِيِّ الْحَافِظِ وَعَلَى الْقَاضِي أَبِي الْفَضْلِ الرَّشِيدِيّ سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَعَلَى غَيْرِهِمَا وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة تسع وَأَرْبَعمِائَة 152 - أخبرنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمد بْنُ يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ الْمِصْرِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رُهَيْلٍ الْبَغْدَادِيُّ بِانْتِخَابِ خَلَفٍ الْوَاسِطِيِّ الْحَافِظِ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَبَّانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ زَبَّانَ الْحَضْرَمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ حُجْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهَا رَأْسَهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ عَيْنَكَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ رُمْحٍ 153 - أَبُو جَعْفَرٍ الْجَارُودِيُّ شَيْخٌ مُسِنٌّ قَدْ كَتَبَ بِخَطِّهِ كَثِيرًا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِيِّ وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مَكِّيٍّ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ كُبَاسٍ وَأَبِي عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيِّ وَخَلَفٍ الْحَوْفِيِّ وَأَبِي زَكَرِيَّا الْبُخَارِيِّ وَنَصْرٍ وَالشِّيرَازِيِّ وَأَبِي عَلِيٍّ الْفَاقُوسِيِّ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَتَمَذْهَبَ لِمَالِكٍ وَكَانَ ثِقَةً وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة 154 - أَنْشدني القاض أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الزُّبَيْرِ الْغَسَّانِيُّ الْأَسْوَانِيُّ لِنَفْسِهِ بِالثَّغْرِ الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 (سَمَحْنَا لِدُنْيَانَا بِمَا بَخِلَتْ بِهِ ... عَلَيْنَا وَلَمْ نَحْفِلْ بِجُلِّ أُمُورِهَا) (فَيَا لَيْتَنَا لَمَّا حُرِمْنَا سُرُورَهَا ... وقينا أَذَى آفاتها وشرورها) // الطَّوِيل // 155 - ابْنُ الزُّبَيْرِ هَذَا مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ فَضْلًا فِي فُنُونٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الْعُلُومِ وَمِنْ بَيْتٍ كَبِيرٍ بِصَعِيدِ مِصْرَ وَالْمُمَوِّلِينَ وُلِّيَ النَّظَرَ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي الدَّوَاوِينِ السُّلْطَانِيَّةِ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ وَأَرْضَى النَّاسَ وَبِالْخُصُوصِ الْفُقَهَاءَ فِي جَوَارِيهِمْ سَنَةَ تِسْعٍ وَخمسين وخسمائة وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي وَقَرَأَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَيَقُولُ قَدْ هَانَ عَلَيَّ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ التَّشَاغُلِ بِالْمُكُوسِ فِي مُقَابَلَةِ مَا آخُذُهُ عَنْكَ مِنَ الْحَدِيثِ بَعْدَ فَرَاغِكَ مِنَ الدُّرُوسِ وَلَهُ تَوَالِيفُ وَنَظْمٌ وَنَثْرٌ الْتَحَقَ فِيهَا بِالْأَوَائِلِ الْمُجِيدِينَ الْأَفَاضِلِ قُتِلَ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة رَحِمَهُ اللَّهُ 156 - سَمِعت أَبَا سَعْدٍ أَحْمَدَ بْنَ بُنَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ الصُّوفِيَّ بِأَبْهَرَ يَقُولُ سَمِعت عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ الْبُخَارِيَّ الصُّوفِيَّ يَقُولُ سُئِلَ أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ بِنَيْسَابُورَ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ عَنِ الْفَقْرِ فَلَمْ يُجِبْ ثُمَّ أَجَابَ فِيهَا بَعْدُ فَرُوجِعَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ قَدْ كَانَ لِي قَمِيصَانِ وَقْتَ السُّؤَالِ وَلَيْسَ لِصَاحِبِ قَمِيصَيْنِ الْكَلَامُ فِي الْفَقْرِ 157 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ بَهْمَنَ الطِّيبِيُّ قَاضِي الطِّيبِ بِمَكَّةَ وَبِفَيْدٍ قَبْلَ ذَلِكَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي الْهَاشِمِيُّ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ الْمَرْوَرُّوذِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ ثَنَا عَليّ بن الْمَدِينِيِّ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ شُعْبَةً أَفْضَلُهَا الحديث: 155 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ 158 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 159 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمَّارٍ النَّابُلِيُّ بِالثَّغْرِ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ شَرَفٍ الْقَيْرَوَانِيِّ ابْتِدَاءَ قَصِيدَةٍ (كَمْ قَدْ وَشَتْ لَكِنْ كُفِيتُ لِسَانَهَا ... عَيْنٌ وَفَتْ لِلدَّمْعِ حَتَّى خَانَهَا) (أَوْدَعْتُهَا سِرَّ الْهَوَى فَوَشَتْ بِهِ ... مَا كُلَّ مَنْ مُنِحَ السَّرَائِرَ صانها) // الْكَامِل // 160 - أَحْمَدُ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْخَيْرِ قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا وَقَدْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ نَابِلَ فَقَالَ إِقْلِيمٌ مِنْ أَقَالِيمِ إِفْرِيقِيَا بَيْنَ تُونِسَ وَسُوسَةَ قَالَ وَمِنْ أَهْلِهَا مِمَّنْ يَرْوِي الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ النَّابُلِيُّ وَأَبُوهُ عَبْدُ الحيمد وَعَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ وَأَبُوهُ وَالنَّابِلِيُّ يُذْكَرُ مَعَ الْبَابِلِيِّ وَالنَّاتِلِيِّ فِي مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى 161 - سَمِعت أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْقَادِسِيِّ بِوَاسِطٍ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْمُفَضَّلِ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَلَخْتِ الْمُقْرِئَ يُنْشِدُ (يَذْهَبُ مِنِّي كُلَّ يَوْمٍ شَيْءٌ ... وَأَنَا مَعَ ذَاكَ صَحِيحٌ حَيُّ) (وَآخِرُ الدَّاءِ الْعَيَاءِ الْكَيُّ ... ) // السَّرِيع // 162 - ذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ ثَمَان وَعشْرين وأبعمائة الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 163 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْأَبَرْقُوهِيُّ الزَّاهِدُ بِمَكَّةَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَفَّالُ بِأصْبَهَانَ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّاجِرُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ أَمْلَى عَلَيْنَا هَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ غَيْرَ مَرَّةٍ ثَنَا أَبُو عُوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ 164 - سَمِعَهُ مَعِي الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ الْمَرْوَزِيُّ وَمَيْمُونُ بْنُ يَاسِينَ الْمُلَثَّمُ الصِّنْهَاجِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغَارِبَةِ وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ الْمُجَاوِرِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ 165 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَتْحِ الْعَرِيشِيُّ لِنَفْسِهِ رَدًّا عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ (الْمُجْبِرُونَ يُجَادِلُونَ بِبَاطِلٍ ... بِخِلَافِ مَا يَتْلُونَ فِي الْقُرْآنِ) (كُلٌّ مَقَالَتُهُ الْإِلَهُ أَضَلَّنِي ... وَأَرَادَ بِي مَا كَانَ عَنْهُ نَهَانِي) (أَيَقُولُ رَبُّكَ لِلْبَرِيَّةِ آمِنُوا ... وَيَصُدُّهُمْ عَنْ مَنْهَجِ الْإِيمَانِ) (إِنْ صَحَّ ذَا فَتَعَوَّذُوا مِنْ رَبِّكُمْ ... ودعوا تعوذكم من الشَّيْطَان) // الْكَامِل // فَقَالَ فِي مُقَابَلَتِهِ وَرَدِّ مَقَالَتِهِ (مَا أَبْعَدَ الْقَاصِي مِنَ الْمُتَدَانِي ... وَسَنَا الْهِدَايَةِ مِنْ دُجَى الْكُفْرَانِ) (قُلْ لِلْجَهُولِ بِرَبِّهِ وَبِمَا أَتَى ... مِنْ قَوْلِهِ فِي مُحْكَمِ الْفُرْقَانِ) (أَنَسَبْتَ رَبَّكَ غِرَّةً وَجَهَالَةً ... لِلعَجْزِ وَالتَّقْصِير وَالنُّقْصَان) // الْكَامِل // الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 (إِنْ كَانَ لَيْسَ يَتِمُّ عَدْلُ شَاءَهُ ... وَيَتِمُّ مَا تَهْوَى مِنَ الطُّغْيَانِ) (فَكَفَى بِذَا عَجْزًا لَهُ وَنَقِيصَةً ... وَاحْكُمْ فَأَنْتَ إِذَنْ إِلَهٌ ثَان) // الْكَامِل // 166 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِفَّةِ سَكَنَ ثَغْرَ رَشِيدٍ وَانْتَفَعَ بِهِ وَسَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَبِقِرَاءَتِي عَلَى غَيْرِ شَيْخٍ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمِصْرَ وَلَهُ فِيَّ قَصَائِدُ وَشَيْخُهُ فِي الْفِقْهِ أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيُّ 167 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ خَامُوشَ الْمُنَادِي بِالْكُوفَةِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْأَسَدِيُّ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَعْبٍ الْكِلَابِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَلَيٍّ قَالَ أمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمُتْعَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَكَانَ يَأْمُرُ بِهَا يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ 168 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ عَلَيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْأرُزِيِّ البطائحي الْفَقِيهَ بِجَامِعِ شِيفِيَا قَرْيَةٌ عَلَى سَبْعَةِ فَرَاسِخَ مِنْ وَاسِطٍ يَقُولُ سَمِعت أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيَّ الْإِمَامَ بِبَغْدَادَ وَسُئِلَ عَنْ حَدِّ الْجَهْلِ فَقَالَ قَالَ الشَّافِعِيُّ مَعْرِفَةُ الْمَعْلُومِ عَلَى خِلَافِ مَا هُوَ بِهِ وَالَّذِي أَقُولُهُ أَنَا تَصَوُّرُ الْمَعْلُومِ عَلَى خِلَافِ مَا هُوَ بِهِ 169 - أَحْمَدُ هَذَا مِنْ بَيْتِ الْقَضَاءِ سَافَرَ كَثِيرًا وَدَخَلَ فَارِسَ وَكِرْمَانَ عَلَى حُكْمِ الصُّوفِيَّةِ وَرَأَى بِأصْبَهَانَ شُيُوخَهَا قَالَ وَقَدْ أَقَمْتُ بِبَغْدَادَ سِنِينَ وَعَلَّقْتُ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ ثَلَاثَ تَعْلِيقَاتٍ فِي الْفِقْهِ الحديث: 166 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 170 - الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ نَصْرِ بْنِ مُوسَى النُّورِيُّ الْأَنْصَارِيُّ السَّاكِنُ بِبِلَادِ الدَّيْلَمِ رَأَيْتُهُ بِزَنْجَانَ وَكُنَّا مَعًا فِي رِبَاطِ أَخِي الزَّنْجَانِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ الْمَشَائِخِ لَهُ طَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ وَقَبُولٌ تَامٌّ بِنَاحِيَتِهِ وَقَدِ اقْتَدَى بِهِ أُلُوفٌ فِي التَّصَوُّفِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ تَفَقَّهَ بِقَزْوِينَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالسُّنَّةِ وَحَجَّ وَزَارَ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة فِيمَا قَالَهُ لِي وَأَنَّهُ مِنْ وَلَدِ الْبَرَاءِ مِنْ عَازِبٍ وَكَانَ الحديث: 170 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 - حَرْفُ الْبَاءِ - 171 - عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً وَشَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ وَهُوَ وَسَحِيمٌ بالمراغة فرسارهان. 172 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَتْحِ بَدْرُ بْنُ نُمَيْرِ بْنِ يُونَانَ الْأَنْطَاكِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ. 173 - بَدْرٌ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنَ اسْمِهِ مُذْ كَانَ صَغِيرًا ثُمَّ تَسَمَّى بِنَصْرٍ وَلَا يَكْتُبُ سِوَاهُ وَهُوَ مَوْلًى لِلْقَاضِي الْمَقْدِسِيِّ وَقَدْ تَأَدَّبَ وَتَهَذَّبَ وَتَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَقَالَ الشِّعْرَ الَّذِي لَا مَزِيدَ عَلَيْهِ وَكَانَ يَعِظُ وَعْظَ الْمَلِيحِ وَكَانَ حَسَنَ الْأَخْلَاقِ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ الْبَارِعِ وَالشِّعْرِ الْفَائِقِ وَالْوَعْظِ الْمُؤَثِّرِ فِي الْقُلُوبِ وَقَدْ سَمِعَ قَدِيمًا عَلَى مَوْلَاهِ يَحْيَى بْنِ الْمُفَرِّجِ الْمَقْدِسِيِّ الْمُلَقَّبِ بِالرَّشِيدِ قَاضِي الثَّغْرِ وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ عَلَى مَذْهَبِ الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 الشَّافِعِيِّ وَأَجِدُ بِهِ أُنْسًا تَامًّا وَلَهُ فِيَّ مِنَ الْقَصَائِدِ مَا يَزِيدُ عَلَى خَمْسِينَ قَصِيدَةً رَحِمَهُ اللَّهُ. 174 - سَمِعت بَرَكَاتَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مَطْرُوحٍ الْمُصَفِّيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ الْإِفْرِيقِيَّ يَقُولُ مَا أَحْسَنَ السَّيْفَ لَكِنْ فِي يَدِ أَهْلِهِ وَمَنْ كَانَ عَادِلًا وَلِلدِّينِ نَاصِرًا لَا فِي يَدِ الظَّلَمَةِ وَكَذَلِكَ الْمَالَ لَكِنْ فِي يَدِ مَنْ يُنْفِقُهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَا فِي الْمَعْصِيَةِ. الحديث: 174 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 - حَرْفُ التَّاءِ - 175 - أَنْشَدَتْنِي تُقْيَةُ بِنْتُ غَيْثِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَرْمَنَازِيِّ الصُّورِيِّ الْمَدْعُوَّةُ سِتُّ النِّعَمِ بِالثَّغْرِ وَلَمْ ترعيني شَاعِرَةً قَطُّ سِوَاهَا 176 - أَخَبَرَتْنَا تَرِفَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ بِالثَّغْرِ أَنَا أَبِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَارَسْتَانِيُّ بِمِصْرَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ. 177 - تَرِفَةُ هَذِهِ مِنْ بَيْتِ الْعِلْمِ وَهِيَ فِي نَفْسِهَا كَانَتْ دَيِّنَةً كَثِيرَةَ الْمَعْرُوفِ وَتُسَمَّى أيْضًا عَائِشَةَ وَتُدْعَى تَرِفَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ. قَرَأْنَا عَلَيْهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَتُوُفِّيَتْ بَعْدَهَا بِمُدَّةٍ قَرِيبَةٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَكَانَتِ امْرَأَةَ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْخَوْلَانِيِّ الَّذِي تَزَوَّجْتُ أَنَا بَعْدَ مَوْتِهِ بِابْنَتِهِ سِتِّ الْأَهْلِ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ الدَّيِّنَةِ رَحِمَهَا اللَّهُ وَرَحِمَنَا إِذَا صِرْنَا إِلَى مَا صَارَتْ إِلَيْهِ. الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 - حَرْفُ الْجِيمِ - 178 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعويقِ النَّجَّارُ لِنَفْسِهِ. 179 - جَعْفَرٌ هَذَا كَانَ لَهُ طَبْعٌ طَيِّعٌ فِي الشِّعْرِ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالنَّحْوِ وَلَهُ فِيَّ مُقَطَّعَاتٌ وَشِعْرٌ كَثِيرٌ وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة. وَالْعويقُ يُذْكَرُ مَعَ ابْنِ الْغَرِيقِ الْهَاشِمِيِّ وَنَسْلِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. 180 - سَمِعت الشَّيْخَ الْأَدِيبَ أَبَا الْفَضْلِ جَعْفَرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ النَّحْوِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبِي بِمِصْرَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنَ نَجَاحٍ الْوَاعِظَ الْأَنْدَلُسِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ إِذَا ذَكَرْتُ شَيْئًا فَخُذُوهُ بِقَبُولٍ وَاحْفَظُوهُ فَإِنِّي لَا أَعُودُ أَذْكُرُهُ إِلَّا إِنْ سُئِلْتُ عَنْهُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ كَانَ يَحْيَى بْنُ نَجَاحٍ الْوَاعِظُ الْأَنْدَلُسِيُّ مُصَنِّفُ سُبُلَ الْخَيْرَاتِ إِذَا وَعَظَ وَزَهْزَهَ النَّاسُ لَهُ قَالَ كَانَ وَالِدِي عَبْدًا لِفُلَانٍ وَأُمِّي جَارِيَةً اشْتُرِيَتْ بِكَذَا وَكَذَا دِينَارًا فَلَا يَغُرَّنَّكَ يَا يَحْيَى مَدْحُ هَؤُلَاءِ قَالَ وَهُوَ مُصَنِّفُ جَامِعَ سُبُلِ الْخَيْرَاتِ نَفَعَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ. 181 - سَمِعت الشَّيْخَ أَبَا الْفَضْلِ جَعْفَرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ النَّحْوِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ الحديث: 178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 وَهَذَا خَطُّهُ قَالَ إِذَا اسْوَدَّ مَا ظَهَرَ مِنْ بَاطِنِ الشَّفَتَيْنِ شَيْئًا مَا فَهُوَ اللَّعَسُ يُقَالُ رَجُلٌ أَلْعَسُ وَامْرَأَةٌ لَعْسَاءُ وَالْأَرْثَمُ الَّذِي فِي شَفَتِهِ الْعُلْيَا بَيَاضٌ أَوْ سَوَادٌ وَلِلْمُؤَنَّثِ رَثْمَاءُ مِثْلَ أَلْعَسَ وَلَعْسَاءَ وَالْجَمِيعُ رُثْمٌ 182 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجِنِّيَّ الْمَلَامَتِيَّ بِهَمَذَانَ يَقُولُ الْمُتَفَرِّسُ أَعْلَى دَرَجَةً مِنْ صَاحِبِ الْفَرَاسَةِ لِأَنَّ صَاحِبَ الْفَرَاسَةِ يَرَى نَفْسَهُ فِي الْجُمْلَةِ وَالْمُتَفَرِّسُ لَا يَرَى غَيْرَ اللَّهِ قَالَ وَمَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ الْمُحِبَّ فِي اللَّهِ أَعْلَى رُتْبَةً مِنَ الْمَحْبُوبِ فِيهِ 183 - الْجِنِّيُّ هَذَا كَانَ يُدْعَى بِالْأُسْتَاذِ وَكَانَ أَهْلُ بَلَدِهِ يُبَالِغُونَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَيَقُولُونَ مَا عُرِفَتْ لَهُ خَرْمَةٌ قَطُّ وَكَانَ رَأْسَ الْمُدَّعِينَ مَشْهُورًا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَلَمْ تَكُنْ طَرِيقَتُهُ إِلَّا مَحْمُودَةً وَيَسْلُكُ طُرُقَ الشَّرْعِ فِعْلًا بِخِلَافِ الْمُلَامَتِيَّةِ 184 - أَخْبَرَتْنَا الْجُدَيْدَةُ بِنْتُ الْمُبَشِّرِ بْنِ فَاتِكٍ الدِّمَشْقِيِّ وَتُسَمَّى أَيْضًا الْخَفِرَةَ قَالَتْ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ السُّرِّيِّ النَّيْسَابُورِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ ثَنِي عَقِيلُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَعَلِّمْنَا عَمَلًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ قَالَ لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَلَوْ أَنْ تَكَلَّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ الْخُيَلَاءِ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ وَإِذَا سَبَّكَ أَحَدٌ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تَسُبُّهُ بِمَا تَعْلَمُ مِنْهُ فَإِنَّهُ يَكُونُ أَجْرُ ذَلِكَ وَوَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ الحديث: 182 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 - حَرْفُ الْحَاءِ - 185 - سَمِعت أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاسِطِيَّ الصُّوفِيَّ بِرِبَاطِ شِيفِيَا يَقُولُ كَانَ عِنْدَنَا بِوَاسِطٍ مَجْنُونٌ يُقَالُ لَهُ زَيْنَبًا وَكَانَ الصِّبْيَانُ يَلْعَبُونَ مَعَهُ وَيُتْعِبُونَهُ فَمَنَعَهُمُ الْوَالِي عَنْ ذَلِكَ فَبَقِيَ أَيَّامًا لَا يَلْعَبُ مَعَهُ أَحَدٌ فَقَالَ مَا لَهُمْ لَا يَلْعَبُونَ مَعِي فَقِيلَ مَنَعَهُمْ صَاحِبُ الْبَلَدِ فَبَكَى وَقَالَ أَنَا أُحِبُّ مِزَاحَهُمْ مَعِي فَرُبَّمَا يَطِيبُ قَلْبُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَيَغْفِرُ اللَّهُ لِي بِذَلِكَ فَبَلَغَ 186 - أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ (الْبَدْرُ مِنْ وَجْهِكَ مَخْلُوقُ ... وَالسِّحْرُ مِنْ طَرْفِكَ مَسْرُوقُ) (يَا سَيِّدًا تَيَّمَنِي حُبُّهُ ... عَبْدُكَ مِنْ صَدِّكَ مَرْزُوق) // السَّرِيع // 187 - أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ هَذَا وَأَخُوهُ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ الْحُسَيْنُ كَتَبْنَا عَنْهُمَا جَمِيعًا فَأَمَّا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ الْأَكْبَرُ فَكَتَبْنَا عَنْهُ بِأصْبَهَانَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ وَشُيُوخِ الْعِرَاقِ ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا سَمِعَهُ بِالْمَوْصِلِ وَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا فَكَتَبْنَا عَنْهُ الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 فَوَائِدَ سَمِعَهَا بِخُرَاسَانَ عَنْ عِدَّةِ شُيُوخٍ وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْعِلْمِ 188 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ حَمُّونَةَ الْبَسْكَرِيُّ 189 - أخبرنَا أَبُو الْفَضَائِلِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْكِلَابيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْحَافِظُ ثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأرْمَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا فَاضِلًا عَالِمًا قَالَ جَمَعَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحَادِيثَ زَعَمَ أَنَّهَا صِحَاحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ يُلْزِمُهُمَا إِخْرَاجَهَا فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْهَا حَدِيثُ الطَّائِرِ وَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ذَلِكَ وَلَمْ يَلْتَفِتُوا فِيهِ إِلَى قَوْلِهِ وَلَا صَوَّبُوهُ فِي فِعْلِهِ قَالَ ابْنُ ثَابِتٍ وَكَانَ ابْن الْبَيِّعُ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ مَنِ اسْمُهُ الْحُسَيْنُ 190 - أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلَّانَ السَّاوِيُّ بِهَا قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَاسِبُ الْبَغْدَادِيُّ الشَّقَّاقُ الْفَرَضيُّ بِبَغْدَادَ (إِنَّ الْحَمَاقَةَ رُكِّبَتْ فِي سِتَّةٍ ... كُلُّ الْأَنَامِ إِلَيْهِمِ مُحْتَاجُ) (مِنْهُمْ مُعَلِّمُ صِبْيَةٍ وَمُزَيِّنٌ ... وَأَشَدُّهُمْ فِي حُمْقِهِ النَّسَّاجُ) الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 (وَلَرُبَّمَا عُدَّ الْمُنَجِّمُ مِنْهُمُ ... وَكَذَلِكَ الْخياط والحلاج) // الْكَامِل // 191 - قُلْتُ الشَّقَّاقُ هَذَا كَانَ آيَةً مِنْ آيَاتِ الزَّمَانِ وَنَادِرَةً مِنْ نَوَادِرِ الدَّهْرِ فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ وَالْحِسَابِ وَكَانَ أَصْحَابُنَا الْفُقَهَاءُ يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَيَأْخُذُونَ عَنْهُ وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي قِرَاءَةُ شَيْءٍ عَلَيْهِ مَعَ مَيْلِهِ إِلَيَّ وَإِكْرَامِهِ لِي وَكَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَكُنْ بِعَالِي السَّنَدِ وَلَا كَبِيرِ السِّنِّ رَحِمَهُ اللَّهُ 192 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ كَرَّامِ بْنِ إِسْكَنْدَرَ الْكَاتِبُ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا الْقَلَعِيُّ لِنَفْسِهِ 193 - حُسَيْنٌ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَقَدْ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ التُّونُسِيِّ وَغَيْرِهِ كَثِيرًا وَكَتَبَ عَنِّي مُقَطَّعَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَأَبُوهُ كَرَّامٌ كَذَلِكَ مِنْ قَبْلِهِ وَبَيْتُهُمْ بَيْتٌ مَعْرُوفٌ وَتُوُفِّيَ حُسَيْنٌ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الْبَحْرِ بَعْدَ أَنْ صُلِّيَ عَلَيْهِ وَحَضَرَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ رَحِمَهُ اللَّهُ وَدُعِيتُ أَنَا لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَلَمْ أَقْدِرْ لِعَارِضَةٍ قَدْ كَانَتْ بَرَّحَتْ بِي 194 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بِشْرِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ الْوَاعِظُ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ 195 - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا مِنْ بَيْتِ الْوَعْظِ وَاعِظُ بْنُ وَاعِظِ بْنِ وَاعِظِ بْنِ وَاعِظٍ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الذِّكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الحديث: 191 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 الْحُسَيْنِ الزَّاهِدُ النَّاطِقُ بِالْحِكْمَةِ بْنُ بِشْرِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي الْجَوْهَرِيِّ وَلَا يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ اهْتِمَامٌ بِمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ ذِكْرُهُمْ 196 - قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَغَيْرِهِ وَكَانَ حُلْوَ الْوَعْظِ لَمْ يَكُنْ فِي بَيْتِهِمْ أَحْلَى كَلَامًا مِنْهُ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ كَثِيرَةً بِمِصْرَ والإسكندرية وَتَعَرَّضَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ لِمَا لَا يَعْنِيهِ وَأَظْهَرَ فِيمَا أَتَاهُ صرورة لَمْ يَقْدِرْ عَلَى دَفْعِهَا مِنْ قِبَلِ سُلْطَانِ الْوَقْتِ وَصَدَقَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الصَّوَابِ وَاللَّهُ تَعَالَى يَقْبَلُ تَوْبَتَهُ بِرَحْمَتِهِ وَيَتَغَمَّدُهُ بِمَغْفِرَتِهِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ فِي جُمَادَى الأُولَى كَتَبَ إِلَيَّ بِذَلِكَ ابْنُ زُهَيْرٍ الصَّوَّافُ 197 - سَمِعت الشَّيْخَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّعْلَبِيَّ الْخُسْرَوْجِرْدِيَّ بِهَمَذَانَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيَّ بِنَيْسَابُورَ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ وَسُئِلَ عَنْ أَبِي عَلَيٍّ الْفَارَمَذِيِّ فَقَالَ مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ يَكُونُ صَيْدُهُ مِثْلَ أَبِي الْحَسَنِ الْبُسْتِيِّ 198 - سَمِعت أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُبُلِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ عَبْدِ الْمُعْطِي بْنِ الْبَارِدِ الْكَرَّامَ وَكَانَ قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ سِنِينَ كَثِيرَةً يَقُولُ يَا أَبَا عَلِيٍّ لَوْ كَانَ لِي فِي صِغَرِي هَذَا الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ اللَّذَانِ أَجِدُهُمَا الْآنَ لَكُنْتُ صَاحِبَ نِعْمَةٍ ضَخْمَةٍ وَمَا أَزْدَادُ كِبَرًا إِلَّا وَأَزْدَادُ أَمَلًا وَحِرْصًا وَكَانَ يَخْرُجُ بِنَفْسِهِ إِلَى الْكَرْمِ الَّذِي لَهُ بِظَاهِرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَيَتَوَلَّى أَكْثَرَ أُمُورِهَا بِنَفْسِهِ الحديث: 196 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 199 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ بِمَكَّةَ وَأَبُو الْحسن طريف ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّيْسَابُورِيُّ بِبَغْدَادَ وَأَبُو الْمَحَاسِنِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ الرُّويَانِيُّ بِالرَّيِّ وَأَبُو نَصْرٍ غَانِمُ بْنُ نَصْرِ بْنِ الْقَرْمِيسِينِيُّ بِأصْبَهَانَ قَالُوا أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ الْفَارِسِيُّ بِنَيْسَابُورَ أَنَا أَبُو سَهْلٍ بشر ابْن أَحْمد بن بشر الإسفرائيني ثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ ثَنَا يحيى ابْن يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَإِذَا سُئِلُوا أَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا. 200 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَمَوِيُّ لِنَفْسِهِ بِمِصْرَ (بَصُرْتُ بِقَبْرِ الشَّافِعِيِّ مُحَمَّدٍ ... فَأَبْصَرْتُ قَبْرًا قَدْ حَوَى خَيْرَ نَاطِقِ) (وَأَرْسَلْتُ دَمْعَ الْعَيْنِ لَمَا رَأَيْتُهُ ... كَأَنِّي مِنْهُ فِي سَمَاءِ الرَّقَائِقِ) (وَمَنْ ذَا الَّذِي لَا يُسْبِلُ الدَّمْعَ لَحْظُهُ ... إِذَا مَا رَأَى الْجَوْزَاءَ تَحْتَ السَّمَالِقِ) (إِمَامٌ تَقِيٌّ عَالِمٌ مُتَوَرِّعٌ ... يُحَصِّنُ دِينَ اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَارِقِ) (أَقَامَ عَلَى التَّقْوَى صَبُورًا عَلَى الْأَذَى ... تَخَلَّى عَنِ الدُّنْيَا لِنَيْلِ الْحَقَائِقِ) (وَمَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا تَحَقَّقَ أَنَّهَا ... سَرَابٌ وَمَا فِيهَا فَلَيْسَ بِرَائِقِ) (وَكُلُّ الْتِذَاذٍ بِاللِّبَاسِ وَغَيْرِهِ ... يُنَسِّيهِ أَهْلَ الذِّكْرِ حَشْرُ الْخَلَائِقِ) (فَلَا زَالَ رِضْوَانُ الْإِلَهِ دَلِيلَهُ ... إِلَى جَنَّةٍ حفت لَهُ بحدائق) // الطَّوِيل // الحديث: 199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 201 - أَبُو عَلِيٍّ الْحَمَوِيُّ هَذَا كَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ فِي جَامِعِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لِإِقْرَاءِ الْقُرْآنِ وَالنَّحْوِ وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ وَيَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ عَلَيَّ وَعَلَى مَنْ أَقْرَأُ عَلَيْهِ مِنَ الشُّيُوخِ. 202 - أَنْشَدَنَا الشَّيْخُ الزَّاهِدُ شَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْجَنْزِيُّ الْمُقْرِئُ بِهَمَذَانَ فِي طَرِيقَةِ أَبِي الْعَلَاءِ الْمَعَرِّي لِنَفْسِهِ (دَعِ الدُّنْيَا لِطَالِبِهَا وَقَدِّمْ ... لِنَفْسِكَ قَبْلَ يَوْمِ الارْتِحَالِ) (وَلَا تَأْسَفْ عَلَى مَا فَاتَ مِنْهَا ... وَلَا تَفْرَحْ بِمَنْزِلَةٍ وَحَالِ) (مَتَاعٌ مُضْمَحِلٌّ عَنْ قَرِيبٍ ... وَحُبُّ الْمُضْمَحِلِّ من الْمحَال) // الوافر // 203 - سَمِعْنَاهُ يَقُولُ أَعْنِي الْجَنْزِيَّ كَانَ ابْن الترجمان شيخ الصُّوفِيَّة الشَّام يَرْوِي كِتَابًا فِي فَضَائِلِ عَسْقَلَانَ يَشْتَمِلُ عَلَى أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ فَلَمَّا قَدِمَهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ النَّخْشَبِيُّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ مَا فِيهِ حَدِيثٌ يَصِحُّ غَيْرَ حَدِيثَيْنِ تَمَّ الْفَصْلُ من اسْمه الْحُسَيْن 204 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ حَمْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمْدَةَ الْهَمَذَانِيُّ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ الْبَزَّازُ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ 205 - حَمْدٌ هَذَا يُعْرَفُ بِالزَّكِيِّ وَكَانَ مُحْتَرَمًا عِنْدَ الْخَلِيفَةِ الْمُسْتَظْهِرِ بِاللَّهِ وَيَحُجُّ كُلَّ سَنَةٍ وَمَعَهُ كُسْوَةُ الْكَعْبَةِ وَرَسْمُ أَمِيرِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَنْ بِهِمَا مِنَ الْمُسْتَحِقِّينَ قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِبَغْدَادَ عَنْ أَبِي طَالِبِ بْنِ غَيْلَانَ وَهُوَ أَعْلَى شُيُوخِهِ الحديث: 201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 إِسْنَادًا وَعَنْ أَبِي الْفَرَجِ الطَّنَاجِيرِيِّ 206 - سَمِعت أَبَا الثَّنَاءِ حَامِدَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ الْغَمْرِ الْغَزِّيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ الْوَاعِظَ بِمِصْرَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمُونِي ضَحِكْتُ أَوْ تَبَسَّمْتُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ مِنِّي غَلْطَةٌ أَوْ هَفْوَةٌ وَإِلَّا اللَّائِقُ بِحَالِنَا الْهَمُّ وَالْحَزَنُ فَإِنَّا فِي دَارِ هَمٍّ وَغَمٍّ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الضَّحِكُ مِنَّا نَادِرٌ فَنَحْنُ فِي دَارِ الْهَمِّ وَبِخَطِّهِ عِنْدِي بِالْإِسْنَادِ لِبَعْضِهِمْ (وَقَالُوا الْإِمَامُ قَضَى نَحْبَهُ ... وَصَيْحَةُ مَنْ قَدْ نَعَاهُ عَلَتْ) (فَقُلْتُ فَمَا وَاحِدٌ قَدْ مَضَى ... وَلَكِنَّهُ أُمَّةٌ قَدْ خلت) // المتقارب // 207 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَمُّوَا بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ الْخَيْرِ الزَّنَاتِيَّ الْمَغْرَاوِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيَّ الْحُنَيْفِيَّ وَعَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ إِمَامًا صِبْيَانٌ يَلْعَبُونَ فَصَاحَ عَلَيْهِمْ أَحَدُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ دَعُوا أَوْلَادَ الْمُسْلِمِينَ يَتَأَنَّسُونَ بِالْمَسَاجِدِ 208 - حَمُّوا هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ بَيْتِ الْإِمَارَةِ بِالْمَغْرِبِ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ وُلِدَ بِقَابِسَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَأَنَّهُ تَرَبَّى بِطَرَابُلْسَ قَالَ وَسمعت بِهَا الْحَدِيثَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ الْمَرِيضِ وَأَبِي الْبُخَارِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ فُقَهَائِهَا وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي وَيُلَازِمُنِي لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَأَجِدُ بِهِ أُنْسًا وَحِينَ تُوُفِّيَ صَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ بِوَصِيَّةٍ مِنْهُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَحَضَرَهُ خَلْقٌ لَا يُحْصَوْنَ الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 - حَرْفُ الْخَاءِ - مَنِ اسْمُهُ الْخَلِيلُ 209 - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رُوزَبَهْ الْحَنَفِيُّ بِتُسْتَرَ أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّيبَاجِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ الْوَرَّاقُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَثْيٍ كَانَ بِهِ 210 - ابْنُ يَعْقُوبَ شَيْخُ شَيْخِ الْخَلِيلِ وَقَدْ رَوَى لَنَا عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ رَامِكَ خَطِيبُ تُسْتَرَ وَلَا بُدَّ لِمَنْ يَرْغَبُ فِي كَثْرَةِ الشُّيُوخِ عَنْ كَتْبِ الْعَالِي وَالنَّازِلِ وَالْخَلِيلُ مَعَ غَرَابَةِ اسْمِهِ فَقَدْ كَتَبَ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْخُوَارِزْمِيِّ وَالْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَغَوِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ قَدِمُوا تُسْتَرَ وَأَخُوهُ الْقَاضِي فَاخِرُ حَاكِمِ الْبَلَدِ وَقَدْ كَتَبْنَا عَنْهُ أَيْضًا شَيْئًا الحديث: 209 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 يَسِيرًا وَسَأَلْتُ الْخَلِيلَ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّامَغَانِيِّ الْحَنَفِيِّ قَاضِي بَغْدَادَ وَدَخَلَ أَصْبَهَانَ وَسَمِعَ بِهَا 211 - سَمِعت أَبَا الْأُنْسِ الْخَلِيلَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ مَكِّيٍّ الْأُرْمَوِيَّ الصُّوفِيَّ بِدِيَارِ مِصْرَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ الْعَبَّادِيَّ بِبَغْدَادَ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ يَقُولُ أَيُّهَا الْمَغْرُورُ أَمَا تَسْتَحِي أَنْ تَعْصِيَ رَبَّكَ بِقُوَّةِ رِزْقِهِ الَّذِي رَزَقَكَ أَعْرَضْتَ عَنْ شُكْرِهِ وَأَبْدَلْتَهُ بِخِلافِهِ اعْتَبِرْ مَا يَكُونُ مِنْكَ فِي حَقِّ رَبِّكَ هَلْ تَرْضَى بِهِ مِنْ عَبْدِكَ فِي حَقِّكَ وَهَلْ يَكُونُ مِنَ الْإِنْصَافِ أَنْ تَرْضَى لِرَبِّكَ مِنْ نَفْسِكَ بِمَا لَا تَرْضَاهُ مِنْ عَبْدِكَ فِي حَقِّكَ وَكَمْ بَيْنَ حَقِّ رَبِّكَ عَلَيْكَ وَحَقِّكَ عَلَى عَبْدِكَ 212 - الْخَلِيلُ هَذَا دَخَلَ دِيَارَ مِصْرَ لِلزِّيَارَةِ عَلَى طَرِيقَةِ الْمُتَصَوِّفَةِ فَبَقِيَ بِهَا وَتَأَهَّلَ وَرُزِقَ أَوْلَادًا وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَقَدْ سَافَرَ كَثِيرًا لِلِقَاءِ الْمَشَائِخِ وَالِاسْتِفَادَةِ مِنْهُمْ أَقَامَ بِعَسْقَلَانَ مُدَّةً ثُمَّ انْتَقَلَ مِنْهَا إِلَى دِمْيَاطَ وَبِهَا تُوُفِّيَ رَحِمَهُ الله سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ أَرْمَوِيٌّ مِنْ أَهْلِ أَذْرَبِيجَانَ 213 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ الْقُرَّائِيُّ بِقَزْوِينَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جَابِرٍ الْقَاضِي بِتِنِّيسَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ أَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَوِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ 214 - الْخَلِيلُ بَيْتُهُمْ بَيْتُ الْحَدِيثِ وَلَهُ رِحْلَةٌ إِلَى الْعِرَاقِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَالْحِجَازِ وَخُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا وَهِيَ مِنْهُ وَرَوَى عَنْ قَوْمٍ لَمْ يَرْوِ لَنَا عَنْهُمْ سِوَى الْأَهْوَازِيِّ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحديث: 211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 زُهَيْرِ بْنِ أَسْعَدَ التَّمِيمِيِّ مُحَدِّثُ بْنُ مُحَدِّثِ بْنِ مُحَدِّثِ بْنِ مُحَدِّثِ بْنِ مُحَدِّثٍ وَبَيْتُهُمْ بَيْتٌ قَدِيمٌ فِي الْعِلْمِ وَالْخَلِيلُ هَذَا فَقَدْ سَمِعَ أَبَا يَعْلَى الْخَلِيلِيَّ وَآخَرِينَ بِقَزْوِينَ وَبِمِصْرَ ابْنَ الطَّفَّالِ وَالْكَحَّالَ وَابْنَ الْأَقْفَاصِيِّ وَالْقَاضِي أَبَا الْحَسَنِ الْهَمَذَانِيَّ وَنُظَرَاءَهُمْ وَبِالشَّامِ سُلَيْمَ بْنَ أَيُّوبَ الرَّازِيَّ وَأَبَا الْعَلَاءِ المعري وبالبصرة وأذربيجان وَغَيرهَا مِنَ الْمَوَاضِعِ وَكَانَ ثِقَةً وَأَمَارَةُ الصِّدْقِ عَلَى أَجْزَائِهِ حِينَ تَأَمَّلْتُهَا وَانْتَخَبْتُ مِنْهَا وَاضِحَةٌ أَبُوهُ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ يُذْكَرُ ذِكْرُ سَلَفِهِ وَعَمَّنْ رَوَوْا مِنْ مُعْجَمِ بَغْدَادَ فِي بَابِ النُّونِ عِنْدَ ذِكْرِ أَخِيهِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ 215 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْخَلِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ الْبَيِّعُ وَيُسَمَّى أَحْمَدَ أَيْضًا بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَسْعَدَ الْمُزَكِّي أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مِمَّوَيْهِ الْمُقْرِئُ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَنْبَةَ الْقَاضِي ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ وَأَبُو زُرْعَةَ قَالُوا ثَنَا أَحْمَدُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَيُحِبُّ مَعَالِي الْأُمُورِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا 216 - الْخَلِيلُ هَذَا كَانَ بِالرَّيِّ مِنْ وُجُوهِهَا عِنْدَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا وَسَمِعَ حَدِيثًا كَثِيرًا 217 - سَمِعت أَبَا عَلِيٍّ الْخَلِيلَ بْنَ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ اللَّخْمِيَّ قَاضِيَ عَقْرَبَا الْحَيْدُورِ فِي جَامِعِ دَارَيَّا يَقُولُ سَمِعت أَبِي حَمْزَةَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ صُمْتُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً صَوْمَ دَاوُدَ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الزَّبَّاشِيِّ الزَّاهِدُ بِدَارَيَّا أَوْ غَيْرُهُ الشَّكُ مِنَ الْخَلِيلِ أَدْمِجِ الصَّوْمَ فَإِنَّ هَذَا صَعْبٌ وَإِنْ هُوَ كَثِيرُ الثَّوَابِ فَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ أَصُومُ الدَّهْرَ قَالَ الْخَلِيلُ وَلَمْ نَرَهُ مُفْطِرًا قَطُّ إِلَّا فِي الْعِيدَيْنِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَالْكُلُّ فِي هَذِهِ النَّاحِيَةِ الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 يَعْلَمُونَ بِهَذَا وَكَانَ فِي الْجَامِعِ نَفَرٌ فِيهِمْ فَشَهِدُوا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ مُسِنًّا قَالَ الْخَلِيلُ وَكَانَ يَقُولُ قَدْ رَأَيْتُ بِدِمَشْقَ قَبْلَ وُلَاتِهِ الْأَتْرَاكِ خَمْسَةَ عَشَرَ وَالِيًا 218 - أخبرنَا أَبُو الْوَفَاءِ الْخَلِيلُ بْنُ شَعْبَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَدِيبُ بِسَلَمَاسَ قَالَ أَنْشَدَنَا الْمِصْبَاحُ بْنُ مَنْصُورٍ الشَّارِكِيُّ لِنَفْسِهِ (دَقَّ عَيْشِي لِأَنَّ فَضْلِي دُرٌّ ... وَتَرَى الدُّرَّ نَظْمُهَا فِي النِّصَاحِ) (وَحَوَانِي ظَلامُ دَهْرِي وَلَكِنْ ... مَا يَضُرُّ الظَّلَامُ بِالْمِصْبَاحِ) // الْخَفِيف // 219 - الْخَلِيلُ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ سَلَمَاسَ وَقَدْ أَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ عَنِ الْمِصْبَاحِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعُقَيْلِيِّ وَمَنْصُورِ بْنِ ممّكَانَ الْأُرْمَوِيِّ وَعَلَيْهِ قَرَأَ الْأَدَبَ وَعَلَى الْأَدِيبِ الطَّرطرِيِّ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى جَدِّهِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذِي السَّلَمَاسِيِّ وَأَبِي الْفَرَجِ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيِّ وَالِدِ شَيْخِنَا أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدِمَ عَلَيْهِمْ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَرِيزٍ الْقَاضِي وَلَهُ إِلَيَّ شِعْرٌ لَيْسَ بِذَاكَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَكَانَ تَرَسُّلُهُ خَيْرًا مِنْ شِعْرِهِ بِكَثِيرٍ 220 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ خَلَفَ بْنَ أَصْبَغَ الْفِلَسْطِينِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا إِسْحَاقَ الْحَذَّاءَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُلَيْلٍ الْأُرْسُوفِيَّ يَقُولُ لَمَّا أُمِرَ بِكَتْبِ سَبِّ السَّلَفِ عَلَى الْمَسَاجِدِ فِي أَيَّامِ الْحَاكِمِ بِتُّ وَأَنَا مَهْمُومٌ فَرَأَيْتُ كَأَنَّ فَارِسًا قَدْ خَرَجَ مِنْ مَشْهَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي هُوَ مَدْفُونٌ بِهِ وَتَوَجَّهَ إِلَيَّ فَلَمَّا قَرُبَ مِنِّي قَالَ يَا عَلِيُّ الحديث: 218 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 قَدْ ضَاقَ صَدْرُكَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يُزَالُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَقَالَ أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَلَمْ يَمْضِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ حَتَّى وَصَلَ الْأَمْرُ بِمَحْوِ مَا كَانُوا قَدْ كَتَبُوهُ وَإِزَالَتِهِ 221 - خَلَفٌ هَذَا كَانَ رَجُلًا خَيِّرًا مَائِلًا إِلَى أَهْلِ الْخَيْرِ وَكَانَ مُمَوِّلًا وَيَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ وَيَتَصَدَّقُ وَيَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَقَدْ سَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى أَبِي صَادِقٍ وَغَيْرِهِ وَيَتَوَدَّدُ إِلَيَّ كَثِيرًا وَيَتَرَدَّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ 222 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ خَلَفَ بْنَ بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَمَذَانِيَّ بِالزِّزِّ مِنْ أَعْمَالِ هَمَذَانَ قَالَ سَمِعت أَبِي بِهَمَذَانَ يَقُولُ سَمِعت جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَبْهَرِيَّ يَقُولُ الْمُرَقَّعُ أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ مِيمٌ وَرَاءٌ وَقَافٌ وَعَيْنٌ فَيَجِبُ عَلَى لَابِسِهِ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا رَاضِيًا قَانِعًا عَارِفًا 223 - هُوَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْفَضْلِ الْقُومِسَانِيَّ وَغَيْرَهُ مِنْ شُيُوخِ هَمَذَانَ وَبِهَا مَوْلِدُهُ لَكِنَّهُ قَدِ اسْتَوْطَنَ سُهْرَوَرْدَ وَكَانَ يُذَكِّرُ وَيَعِظُ وَأَبُوهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ 224 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْخَضِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْغَسَّانِيُّ الْمَرِيِّيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الزَّاهِدُ بِالْأَنْدَلُسِ لِشَاعِرٍ مُتَقَدِّمٍ (يَا مَنْ أُنَاجِيهِ فِي سِرٍّ وَإِعْلَانِ ... وَأَرْتَجِيهِ لإِفْضَالٍ وَإِحْسَانِ) (اغْفِر لعبد مسيىء خَائِفٍ وَجِلٍ ... مِنْ هَوْلِ يَوْمٍ لَهُ شان من الشان) // الْبَسِيط // الحديث: 221 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 225 - الْخَضِرُ هَذَا قَدِمَ الثَّغْرَ حَاجًّا وَكَاتَبَنِي فِي مَعْنَاهُ الْفَقِيهُ ابْنُ خَمِيسَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ 226 - عَنْهُ فَوَائِدُ وَسَأَلْتُهُ عَنْ رِجَالٍ مِنَ الرُّوَاةِ فَأَجَابَ بِمَا أَثْبَتُّهُ فِي جُزْءٍ ضَخْمٍ هُوَ عِنْدِي وَقَدْ أَمْلَى عَلَيَّ نَسَبَهُ وَهُوَ خَمِيسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَلَامَوَيْهِ الْحَوْزِيُّ وَمَوْلِدُهُ سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَاللَّهُ تَعَالَى يَرْحَمُهُ وَإِيَّانَا إِذَا صِرْنَا إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ كَانَ إِتْقَانُهُ مِمَّنْ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ 227 - أخبرنَا أَبُو مَنْصُور خمار تكين بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجِسْتَانِيُّ أَمِيرُ الْحَاجِّ بِالْمَدِينَةِ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ أَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ثَنِي أَبِي ثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ ثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لَيْسَ بِالْكُوفَةِ عَنْ عَلِيٍّ حَدِيثٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا 228 - قَرَأْتُ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ بِالْمَدِينَةِ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِالْكُوفَةِ سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَنْ غَيْرِ الْجَوْهَرِيِّ شَيْئًا وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 فِي الْمُحَرَّمِ بِالْمَرَاغَةِ مِنْ مُدُنِ أَذْرَبِيجَانَ وَدُفِنَ بِهَا 229 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَزْرَجُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيُّ بِقُطْرِ مِصْرَ أَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُغِيثِ اللَّخْمِيُّ أَخْبَرَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْبَصْرَةِ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بَقِيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ إِمْلَاءً ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْأَزْدِيُّ ثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ وَشُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبْعَثُ الْعَابِدُ وَالْعَالِمُ جَمِيعًا فَيُقَالُ لِلْعَابِدِ ادْخُلِ الْجَنَّةَ وَيُقَالُ لِلْعَالِمِ اثْبُتْ حَتَّى تَشْفَعَ لِلنَّاسِ 230 - خَزْرَجٌ هَذَا مِنَ الْأَنْصَارِ خَزْرَجِيٌّ وَكَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيثَيْنِ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ لَا لِعُلُوِّ سَنَدِهِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ نَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ وَحَمْدٍ الرُّهَاوِيِّ وَمَكِّيٍّ الرُّمَيْلِيِّ وَآخَرِينَ وَصَحِبَ أَبَا رَوْحٍ الْخَشَّابَ الْقَايِنِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ الطُّوسِيَّ وَشُيُوخَ الْقُدْسِ وَكَانَ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ سَبْعِينَ سَنَةً عِنْدَ قِرَاءَتِي عَلَيْهِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وخسمائة وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا سَرِيعَ الدَّمْعَةِ وَقَدْ حَجَّ وَقَالَ مَا لِي حَسْرَةٌ سِوَى زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ فَقَدْ حَجَجْتُ وَلَمْ أَزُرْ. 231 - سَمِعت خَطَّابَ بْنَ مَرْوَانَ الْأُرْمَوِيَّ الصُّوفِيَّ بِبَغْدَادَ يَقُولُ تُوُفِّيَ الْأَمِيرُ خَمَارْتَكِينُ الْجِسْتَانِيُّ بِالْمَرَاغَةِ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ وَخَمَارْتَكِينُ هَذَا الَّذِي ذُكِرَ لِي خِطَابُ مَوْتِهِ قَرَأْنَا عَلَيْهِ الْحَدِيثَ بِالْكُوفَةِ وَمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْحَاجِّ وَشَيْخُهُ فِي الرِّوَايَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ وَلَمْ نَرَ لَهُ عَنْ غَيْرِهِ شَيْئًا 232 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خذَا دُوسْتَ بْنُ اصْفَهْفَيْرُوزَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحديث: 229 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 اصْفَهْفَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ نَزِيلُ الْأَهْوَازِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَزُّونَ الْبُخَارِيُّ بِهَمَذَانَ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ لُؤْلُؤُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَيْصَرِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ ثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الشَّيْبُ نُورِي وَأَنَا أَكْرَمُ أَنْ أَحْرِقَ نُورِي بِنَارِي 233 - أَخْبَرَتْنَا الْخَفِرَةُ بِنْتُ الْمُبَشِّرِ بْنِ فَاتِكٍ الدِّمَشْقِيِّ بِمِصْرَ وَتُدْعَى الْجُدَيْدَةُ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الطَّفَّالِ الْمُقْرِئُ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ ثَنَا عَاصِمُ بْنُ صُهَيْبٍ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحَرِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعَادَهَا ثَانِيَةً قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعَادَهَا ثَالِثَةً فَقُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا قَالَ الْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ وَالْمَنَّانُ وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ 234 - الْخَفِرَةُ هَذِهِ تُدْعَى جُدَيْدَةَ وَقَدْ سَمِعت بِإِفَادَةِ أَبِيهَا جَمَاعَةً مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَقَرَأْنَا نَحْنُ عَلَيْهَا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الطَّفَّالِ النَّيْسَابُورِيِّ وَأَبِي طَاهِرِ بْنِ سَعْدُونَ الْمَوْصِلِيِّ وَأَبِي الْفَيْضِ ذِي النُّونِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَصَّارِ الْمِصْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَتُوُفِّيَتْ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة كَتَبَ إِلَيَّ بِذَلِكَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الصَّوَّافِ مِنْ مِصْرَ 235 - أَخْبَرَتْنَا خَدِيجَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ الْمَدْعُوَّةُ مَلِيحَةُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَتْ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمُّودِ بْنِ الدَّلِيلِ الصَّوَّافُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ أَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الدَّعَّاءُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيَّ حَدَّثَهُمْ الحديث: 233 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 ثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْهَمْدَانِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ السَّمَّانُ وَكَانَ ثِقَةً ثَنِي بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ ثَنِي خَلِيفَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُهَنِيُّ ثَنِي مَكْحُولٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَدَرْكٌ مِنْ كُلِّ فَوْتٍ وَغِنًى مِنْ كلِّ عَدَمٍ وَأَنَسٌ مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ وَمَنْ لَمْ يَرْضَ الله عز وَجل فَلَيْسَ من بِاللَّه عَزَّ وَجَلَّ 236 - خَدِيجَةُ هَذِهِ أَبُوهَا مُحَدِّثٌ وَأَخُوهَا مُحَدِّثٌ وَقَدْ حَدَّثَتْ أُخْتُهَا كَمَا حَدَّثَتْ هِيَ وَمِنْ شُيُوخِهَا ابْنُ عَبْدِ الْوَلِيِّ وَابْنُ الدَّلِيلِ وأبوها وَلَهَا مِنْ أَبِي الْوَلِيدِ أَبِي مُحَمَّدٍ إِجَازَةٌ وَقَدْ قَرَأْنَا عَلَيْهَا عَنْ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ وَأَمَّا أُخْتُهَا تَرِفَةُ فَلَمْ نَجِدْ لَهَا سَمَاعًا إِلَّا عَنْ أَبِيهَا فَقَطْ وَتُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسمِائة وَهِيَ بِكْرٌ لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ وَوَصَّتْ بِأَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَحِمَهَا اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهَا وَقَدْ حَكَى لِي أَبُو الرِّجَالِ فِتْيَانُ بْنُ نَصْرِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَوْلَادِي عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ الْفَقِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ أَنَّهَا رَأَتْهَا غَيْرَ لَيْلَةٍ وَهِيَ تُصَلِّي طُولَ اللَّيْلِ وَلَا تَنَامُ إِلَّا عَنْ غَلَبَةٍ وَيَذْكُرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَبْيَاتِي فِيهَا الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 - حَرْفُ الدَّالِ - 237 - سَمِعت أَبَا مُسْلِمٍ دَاوُدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزْوِينِيَّ بِقَزْوِينَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ الطَّحَّانَ الصُّوفِيَّ بِهَمَذَانَ يَقُولُ رَأَى الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ الْكَرَجِيُّ الصَّاحِبُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الطُّوسِيَّ الْوَزِيرَ فِي الْمَنَامِ وَكَأَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ مُتَوَّجٌ بِتَاجٍ مُرَصَّعٍ بِالْجَوَاهِرِ قَالَ فَقُلْتُ بِأَيِّ شَيْءٍ بَلَغْتَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ فَقَالَ بِفَضْلِ اللَّهِ وَحْدَهُ 238 - دَاوُدُ هَذَا كَانَ من الصَّالِحين تلاء للقرءان رَاغِبًا فِي الازْدِيَادِ مِنَ الْعِلْمِ وَسَمِعَ مَعِي كَثِيرًا عَلَى شُيُوخِ قَزْوِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ 239 - سَمِعت دُرَيْعَ بْنَ كَامِلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَمَّالَ الْبَابِيَّ مِنْ ضَيْعَةٍ عَلَى بَابِ حَلَبَ يُقَالُ لَهَا بَابُ الرَّحْمَةِ وَهُوَ يَحْدُو فِي طَرِيقِ دِمَشْقَ خَلَفَ الْجِمَالِ بِصَوْتٍ أَبَحَّ وَهِيَ تَسِيرُ سَيْرًا عَنِيفًا (مَا لِلْمَطَايَا يَا خَلِيلِي مَا لَهَا ... تَشْكُو إِلَى جَمَّالِهَا مَلَالَهَا) (وَشِدَّةَ السَّيْرِ وَمَا قَدْ نَالَهَا ... وَلَوْ درى بِحَالِهَا رثى لَهَا) // الرجز // وَيُكَرِّرُ رَثَى لَهَا رَثَى لَهَا الحديث: 237 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 240 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ دَعْلَجُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأصْبَهَانِيُّ بِمَكَّةَ كَذَا كَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ وَالْأَشْهَرُ فِي اسْمِهِ إِبْرَاهِيمُ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ بِهَرَاةَ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ الْأَنْصَارِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ 241 - إِبْرَاهِيمُ هَذَا قديم الطّلب وَقَدْ أَدْرَكَ بِأصْبَهَانَ الْأَسَانِيدَ الْعَالِيَةَ وَكَذَلِكَ قَدْ أَدْرَكَ بِخُرَاسَانَ وَالْعِرَاقَ وَسَمِعْنَا بِقَرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ رَئِيسِ أَصْفَهَانَ وَعَلَى غَيره سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثُمَّ سَمِعَ مَعِي كَثِيرًا بِمَكَّةَ وَالْكُوفَةَ وَبَغْدَادَ بِقَرَاءَتِي وَكَتَبَ عَنِّي وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ وَقَدْ دَخَلَ مِصْرَ وَكَتَبَ بِهَا أَيْضًا الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 - حَرْفُ الذَّالِ - 242 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ ذَوْبَانُ بْنُ عَتِيقِ بْنِ تَمِيمٍ الْكَاتِبُ الْمَهْدَوِيُّ وَيُسَمَّى كَذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَبِذَوْبَانَ يُعْرَفُ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ الْعَرُوضِيُّ الزَّكْزَمِيُّ بِإِفْرِيقِيَا مِمَّا قَالَهُ بِالْأَنْدَلُسِ وَقَدْ طُولِبَ بِمَكْسٍ كَانَ يَتَوَلَّاهُ يَهُودِيٌّ (يَا أَهْلَ دَانِيَةٍ لَقَدْ خَالَفْتُمْ ... حُكْمَ الشَّرِيعَة والمروة فِينَا) (مَالِي أَرَاكُمْ تَأْمُرُونَ بِضِدِّ مَا ... أَمَرَتْ تُرَى نَسَخَ الْإِلَهُ الدِّينَا) (كُنَّا نُطَالِبُ لِلْيَهُودِ بِجِزْيَةٍ ... وَأَرَى الْيَهُودَ بِجِزْيَةٍ طَلَبُونَا) (مَا إِنْ سَمِعْنَا مَالِكًا أَفْتَى بِذَا ... لَا لَا وَلَا مِنْ بَعْدِهِ سُحْنُونَا) (هَذَا وَلَوْ أَنَّ الْأَئِمَّةَ كُلَّهُمْ ... حَاشَاهُمُ بِالْمَكْسِ قَدْ أَمَرُونَا) (مَا وَاجِبٌ مِثْلِي يُمَكَّسُ عِدْلُهُ ... لَوْ كَانَ يَعْدِلَ وَزْنُهُ قَاعُونَا) قَاعُونُ جَبَلٌ شَاهِقٌ عِنْدَ دَانِيَةٍ يُرَى مِنْ مسيرَة يَوْمَيْنِ (وَلَقَد رجونا أَنْ نَنَالَ بِمَدْحِكُمْ ... رِفْدًا يَكُونُ عَلَى الزَّمَانِ مُعِينًا) الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 (فَالْآنَ نَقْنَعُ بِالسَّلَامَةِ مِنْكُمُ ... لَا تَأْخُذُوا منا وَلَا تعطونا) // الْكَامِل // كَانَ كَثِيرَ الْحِفْظِ لِلشِّعْرِ وَقَدْ صَحِبَ شُعَرَاءَ إِفْرِيقِيَا وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ شِعْرِهِمْ مُقَطَّعَاتٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 - حَرْفُ الرَّاءِ - 243 - سَمِعت أَبَا الْفُتُوحِ رِضَا بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن مُحَمَّد الْعَلَوِيَّ النَّيْسَابُورِيَّ بِسَاوَةَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا إِسْمَاعِيلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيَّ الْحَافِظَ بِهَرَاةَ يَقُولُ السَّوَادُ لِبَاسُ الْحِدَادِ وَالنِّيلِيُّ لِبَاسُ ثِقَلَاءِ الصُّوفِيَّةِ وَلِبَاسُ مُتَقَدِّمِي الشُّيُوخِ الْأَزْرَقُ الصَّافِي فَمُرَقَّعَاتِهِمْ مِنْهُ 244 - رِضَا مِنْ أَشْرَافِ خُرَاسَانَ وَذَكَرَ لِي أَنَّ شَيْخَهُ فِي التَّصَوُّفِ عَبْدُ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ مِنَ الْمُسَافِرِينَ الْمَشْهُورِينَ اجْتَمَعْنَا فِي غَيْرِ مَدِينَةٍ وَفِي رِبَاطٍ وَاحِدٍ وَكَانَ حَسَنَ الْعِشْرَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَبِخَطِّ عَبْدِ الْعَظِيمِ وَفِي وَرَقَةٍ أُخْرَى 245 - سَمِعت أَبَا الْفُتُوحِ رِضَا بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن مُحَمَّد الْعَلَوِيَّ النَّيْسَابُورِيَّ بِسَاوَةَ يَقُولُ سَمِعت أَحْمَدَ بْنَ مَحْمُودٍ شَيْخَ الصُّوفِيَّةِ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ لَا يَجِيءُ التَّصَوُّفُ مِنْ ثَلَاثَةٍ شَرِيفٍ يَدُلُّ لِشَرَفِهِ وَعَالِمٍ يَدُلُّ بِعَلْمِهِ وَجُنْدِيٍّ يَتَذَكَّرُ أَبَدًا مَا كَانَ فِيهِ فَالتَّصَوُّفُ مَبْنِيٌّ عَلَى التَّوَاضُعِ وَإِذْلَالِ النَّفْسِ وَهَؤُلَاءِ قَلَّ مَا يَتَوَاضَعُونَ وَتُفَارِقُهُمْ عِزَّةُ النَّفْسِ هَذَا أَوْ مَعْنَاهُ فَإِنِّي لَمْ أُعَلِّقْهُ مِنَ التَّعْلِيقِ بَلْ مِنَ الْحِفْظِ 246 - وَرِضَا مِنْ أَشْرَافِ خُرَاسَانَ وَقَدِ اقْتَدَى فِي التَّصَوُّفِ بِعَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ الْحَافِظِ بِهَرَاةَ اجْتَمَعْنَا فِي غَيْرِ مَدِينَةٍ وَفِي رَابِطٍ وَاحِدٍ وَكَانَ حَسَنَ الْعِشْرَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ الحديث: 243 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 247 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ رِزْقَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُحَسِّنِ الْفَارِسِيَّ بِالزُّبَيْدِيَّةِ عَلَى فَرَاسِخَ مِنْ وَاسِطٍ وَكَانَ شَيْخًا مَذْكُورًا بِالزُّهْدِ وَالْعِفَّةِ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ يَقُولُ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ مَوْهُوبًا الزَّاهِدَ وَهُوَ يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَزْدَادُ فَرَحُهُ إِلَّا عِنْدَ لِقَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَمَا مَرَّتْ عَلَيَّ أَيَّامٌ حَتَّى بَلَغَتْنِي وَفَاتُهُ 248 - رِزْقُ اللَّهِ هَذَا كَانَ يَلْبِسُ الصُّوفَ وَلَا يَأْكُلُ مِنْ مَالِ أَحَدٍ وَذَكَرَ لِي أَنَّ أَصْلَهُمْ مِنَ الدِّينَوَرِ وَهُوَ مَذْكُورٌ بِأَعْمَالِ وَاسِطٍ بِالصَّلَاحِ وَالزُّهْدِ 249 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ رَجَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشُّرُوطِيُّ بِصَرِيفِينِ وَاسِطٍ قَالَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نَفِيسٍ الْمُضَرِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُخَوَّلٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ {الم تَنْزِيلُ} وَ {هَلْ أَتَى} وَفِي الْجُمُعَةِ {الْجُمُعَة} و {الْمُنَافِقين} 250 - رَجَبٌ هَذَا كَانَ يَكْتُبُ بَيْنَ النَّاسِ مَا يُبَاعُ وَيُشْتَرَى مِنَ الْأَمْلَاكِ وَصَرِيفِينُ هِيَ مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ تُعْرَفُ بِقَرْيَةِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ 251 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ رَبَاحُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ الحديث: 247 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 الْخَزْرَجِيُّ الرَّبَاحِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ قَالَ أَنْشَدَتْنِي أُمِّي مَرْيَمُ بِنْتُ رَاشِدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اللَّخْمِيِّ الْيَنَّشْتِيِّ بِالْأَنْدَلُسِ قَالَتْ أَنْشَدَنِي أَبِي أَبُو الْحَسَنِ رَاشِدٌ وَكَانَ كَاتِبَ ابْنِ ذِي النُّون لنَفسِهِ (يَا حَاسِدَ الْأَقْوَامِ فَضْلَ يَسَارِهِمْ ... لَا تَرْضَ رَأْيًا لَمْ يَزَلْ مَمْقُوتَا) (بِالْمِصْرِ أَنْفٌ فَوْقَ قُوتِكَ قُوتُهُمْ ... وَبِهِ أُلُوفٌ لَيْسَ تَمْلِكُ قُوتَا) (لَوْ قُسِّمَتْ أَرْزَاقُهُمْ بِسَوِيَّةٍ ... لَمْ تُعْطَ شَيْئًا فَوْقَ مَا أعطيتا) // الْكَامِل // 252 - أَبُو الْحَسَنِ رَبَاحٌ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الْأَنْدَلُسِ وَمَوْلِدُهُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ لِي بِقُرْطُبَةَ وَأَصْلُهُ مِنْ قَلْعَةِ رَبَاحٍ وَلَدَيْهِ مَعْرِفَةٌ بِعُلُومٍ شَتَّى مِنْهَا عِلْمُ الطِّبِّ قَالَ وَقَدْ سَمِعت الْحَدِيثَ عَلَى ابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ الْبَلَنْسِيِّ وَآخَرِينَ بِقُرْطُبَةَ وَعَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَطِيَّةَ بِغَرْنَاطَةَ وَقَالَ وَقَرَأْتُ كِتَابَ سِيبَوَيْهِ بِهَا عَلَى ابْنِ دُرِّيٍّ وَلِوَالِدِهِ أَبِي الْقَاسِمِ تَرَسُّلٌ جَيِّدٌ وَتَصَوُّفٌ فِي الْآدَابِ وَرِوَايَةٌ لِلشِّعْرِ. 253 - سَمِعت أَبَا الْمَعَالِي رَافِعَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ زَيْدُونَ الْقَيْسِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ خِطْتُ فِي صِغَرِي قَنْدُورَةً لِأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُؤْمِنٍ الطَّرَابُلُسِيِّ الْمَغْرِبِيِّ فَجَاءَ طَوْقُهَا وَاسِعًا فَقَالَ (لَا زِلْتَ فِي الرِّفْعَةِ يَا رَافِعُ ... يَزْهُو بِكَ النَّاظِرُ وَالسَّامِعُ) (ذَا إِبْرَةٍ فِي طُولِهَا قَامَةٌ ... يَتْبَعُهَا مِقْرَاضُكَ الْقَاطِعُ) (تَخِيطُ طُولَ الدَّهرِ فِي صِحَّةٍ ... أَوْ يَمْتَلِي مِنْ شُغْلِكَ الْجَامِعُ) (لَمْ قالُ فِي قُنْدُورَتِي صَنْعَةً ... وَإِنْ شَجَانِي طَوْقُهَا الْوَاسِعُ) (وَالشَّرْعُ قَدْ قَالَ وأَكْرِمْ بِهِ ... يغرم مَا افسده الصَّانِع) // السَّرِيع // الحديث: 252 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 254 - رَافِعٌ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ حَسَنَ الصُّحْبَةِ وَقَدْ لَازَمَنِي عِنْدَ بِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ مُدَّةً مَدِيدَةً إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ وَكَانَ يُعِيدُ الدَّرْسَ عَلَى أَرْبَعِينَ مِنَ الصِّبْيَانِ وَيَصُومُ الدَّهْرَ وَيَقُومُ الثُّلُثَ الْأَخِيرَ أَبَدًا وَيَؤُمُّ فِي الْمَدْرَسَةِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَقَرَأَ عَلَيَّ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَكَتَبَ جُمْلَةً مِنَ الْأَمَالِي الَّتِي أَمْلَيْتُهَا وَصَحِبَ قَبْلِي يَحْيَى بْنِ أَبِي مَلُولٍ الزَّنَاتِيِّ وَعَلَّقَ عَنْهُ الْمَسَائِلَ الْخِلَافِيَّةَ وَعَلَّقَ عَنِّي أَيْضًا مِنَ الْإِبَانَةِ لِلْفُورَانِيِّ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ قِطْعَةً صَالِحَةً وَكَانَ يَطْرَبُ عَلَى مَسَائِلِهَا وَتُوُفِّيَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة فِي صَفَرٍ وَهُوَ رَافِعُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَلَاهُمْ بْنِ زَيْدُونٍ الْقَيْسِيُّ 255 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْخَصِيبِ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْفَتْحِ الزَّبْدَقَانِيُّ بعَرَابَانَ مِنْ مُدُنِ الْخَابُورِ قَالَ أَنْشَدَنِي عَمِّي أَبُو الْوَفَاءِ سَعْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَتْحِ لِنَفْسِهِ (سَرَى فِي فُؤَادِي مِنْ جَوَى الْحُزْنِ سَائِرُ ... فَهَيَّجَ لِي مَا كُنْتُ عَنْهُ أُسَاتِرُ) (وَسَاوَرَنِي رَيْبُ الزَّمَانِ فَأَصْبَحَتْ ... أَوَائِلُ حُزْنٍ مَا لَهُنَّ أَوَاخِرُ) (وَمَا الدَّهْرُ إلَّا فَجْعَةٌ وَمَسَرَّةٌ ... وَحَيٌّ وَمَفْقُودٌ وَسَاهٍ وَسَاهِرُ) (وَمَنْ يَغْتَرِرْ بِالدَّهْرِ يَسْلُبْهُ لُبَّهُ ... وَتُوفِي الْأَمَانِي وَزْنَهُ وَهْوَ خَاسِرُ) // الطَّوِيل // 256 - قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَبْهَانَ بْنِ كَعْبٍ الْمُضَرِيُّ الْمَاكَسِينِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ زَبْدَقَانُ ضَيْعَةٌ مِنْ ضِيَاعِ سَنْجَارَ 257 - حَدثنِي أَبُو الْمَعَالِي رَافِعُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ حَيُّونَ اللَّخْمِيُّ الْبَرْقِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ 258 - قَالَ لِي رَافِعٌ وُلِدْتُ بِبَرْقَةَ وَانْتَقَلْتُ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي صِغَرِي مَعَ الحديث: 254 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 أَهْلِي وَقَرَأْتُ الْفِقْهَ عَلَى خَلَفِ بْنِ سَلَامَةَ السَّالِمِيِّ وَالْكَلَامُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْمُطَرَّرِ وَسمعت الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ وَلَهُ شِعْرٌ مَوْزُونٌ وَأَكْثَرُهُ مَلْحُونٌ وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ أَنْشَدَهَا إِيَّاهُ أَبُو الْمَنَاقِبِ الْمَعَرِّيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْحَظِيِّ وَغَيْرُهُ 259 - سَمِعت أَبَا الْمَعَالِي رَافِعَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اللَّخْمِيَّ الْوَكِيلَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيَّ الْمُتَعَبِّدَ فِي جَزِيرَتِنَا يَقُولُ مَا احْتَمَلْتُ فِي عُمْرِي قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَيَّ وَكُنْتُ كَثِيرًا مَا أَزُورُهُ وَتَمَنَّى الْعِنَبَ فَحَمَلْتُ إِلَيْهِ عَنْقُودَيْنِ فِيِ غَيْرِ أَوَانِهِ فَلَمْ يَتَنَاوَلْ سِوَى حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ وَقَالَ لِي ادْعُوا إِلَيَّ فُلَانًا فَأَحْضَرْنَاهُ وَأَخْرَجَ أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ دُوَيْنَ أَلْفٍ وَقَالَ هَذِهِ أَوْدَعَهَا عِنْدِي فُلَانٌ لِابْنِهِ الصَّغِيرِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَسَلَّمَهَا إِلَيْهِ بِحُضُورِ جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ وَقَالَ إِذَا كَانَ غَدًا افْتَقِدُونِي وَأَنَا خَصِمُكُمْ فِي الْقِيَامَةِ إِنْ كَفَّنْتُمُونِي فِي غَيْرِ ثِيَابِي الَّتِي عَلَيَّ وَكَانَتْ عَلَيْهِ ثِيَابٌ صُوفٌ فَبَكَيْتُ فَضَحِكَ وَقَالَ أَيَنْفَعُنِي بُكَاؤُكُمْ سَلُوا اللَّهَ تَعَالَى لِي الْمَغْفِرَةَ فَافْتَقَدْنَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فَغَسَّلْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ فِي ثِيَابِهِ وَدَفَنَّاهُ كَمَا وَصَّى رَحِمَهُ اللَّهُ 260 - رَافِعٌ هَذَا شَيْخٌ إِسْكَنْدَرَانِيُّ الدَّارِ وَالْمَوْلِدِ لَخْمِيُّ النَّسَبِ مَالِكِيُّ الْمَذْهَبِ وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ يَتَخَدَّمُ فِيمَا تَرَكَهُ أَوْلَى بِهِ وَاللَّهُ تَعَالَى يَعْفُو عَنَّا وَعَنْهُ بِفَضْلِهِ وَسِعَةِ كَرَمِهِ 261 - أَنْشَدَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْبَشَرِ الْعُمَرِيُّ بِالْمَدِينَةِ بِقُرْبِ الْقَبْرِ وَكَانَ حِفْظِي مِنْ كِتَابٍ بِبَغْدَادَ فِيمَا تَقَدَّمَ فَكَتَبْتُهُ عَنْهُ أَيْضًا تَبَرُّكًا بِالْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ ثُمَّ أَنْشَدَنِي الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيُّ بِالدُّونِ قَالَ الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 أَنْشَدَنِي أَبِي أَبُو الْفَرَجِ لِنَفْسِهِ (وَلَوْ أَنِّي أَبُثُّكَ بَعْضَ مَا بِي ... مِنَ الشَّوْقِ الْمُبَرِّحِ بَالْفُؤَادِ) (لَذُبْتَ أَسًى وَلَوْ أَرْسَلْتُ جَفْنِي ... لَسَالَ بِبَعْضِ دَمْعِي أَلْفُ وَادِ) // الوافر // 262 - سَمِعت الشَّرِيفَ أَبَا مُحَمَّدٍ الرِّضَا بْنَ الْحَسَنِ بْنِ النَّاصِرِ الْعَلَوِيَّ الْبَغْدَادِيَّ مِنْ مَحَالِّ بَغْدَادَ بِدِيَارِ مِصْرَ يَقُولُ سَمِعت مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْخُوَارِزْمِيَّ الْمُدَرِّسَ بِمَدْرَسَةِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ بِبَابِ الطَّاقِ يَقُولُ حَضَرَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْمُجِيدِينَ بَيْنَ يَدَيِ الْعَمِيدِ أَبِي سَعْدٍ الْحَنَفِيِّ وَهُوَ قَائِمٌ فِي عِمَارَةِ مَشْهَدِ الْإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدِّينَ كَانَ مُبَدَّدًا ... فَجَمَّعَهُ هَذَا الْمُوَسَّدُ فِي اللَّحْدِ) (كَذلِكَ كَانَتْ هَذِهِ الْأَرْضُ مَيْتَةً ... فَأَنْشَأَهَا جود العميد أبي سعد) // الطَّوِيل // فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ سَنِيَّةٍ 263 - سَمِعت أَبَا كَرَّامٍ رَاشِدَ بْنَ نَاجِي بْنِ خَلَفٍ الْجُذَامِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ مَا رَأَيْنَا فِي زَمَانِنَا مِنَ الْفُقَهَاءِ مَنْ يَجْرِي مَجْرَى أَبِي بكر الحنيفي الرَّازِيّ زهدا وَعَلَمًا وَكَانَ فِي الشِّتَاءِ يَمْشِي فِي الطبن وَفِي رِجْلِهِ أَلْطَفُ مَا يُنْتَعَلُ فَلَا تَتَلَوَّثُ رِجْلَهُ وَلَمَّا تُوُفِّيَ كَانَتْ لَهُ جِنَازَةٌ وَمَشْهَدٌ لَمْ يُرَ لِأَحَدٍ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَطُّ وَلَمْ يَبْقَ فِي الثَّغْرِ مَنْ لَمْ يَحْضُرْهُ إِلَّا الْيَسِيرَ وَحَمَلْتُ أَنَا نَعْشَهُ وَكُنْتُ شَابًّا قَرِيًّا فَغُلِبْتُ عَلَيْهِ وَكَانَ يُنْتَقَلُ مِنْ يَدٍ الى يَد يطار بِهِ كَأَن طَيْرٌ قَالَ رَاشِدٌ وَقَدْ رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ حَمُّودٍ الْجُذَامِيَّ وَآخَرِينَ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَصَحِبْتُهُمْ الحديث: 262 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 264 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ رُوزَبَهْ بْنُ مُوسَى بْنِ رُوزَبَهْ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخُزَاعِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ نُوحٍ الشِّيرَازِيُّ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَحَامِلِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيُّ الْمُقْرِئُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَدَدِيُّ الطَّبَرِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْكَيْسَانِيُّ ثَنَا بَكْرُ بْنُ خِرَاشٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعُلَمَاءُ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ وَخُلَفَاءُ الْأَنْبِيَاءِ 265 - الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ هَذَا وَلِيَ الْقَضَاءَ بِغَيْرِ مَوْضِعٍ ثُمَّ تَرَكَهُ اخْتِيَارًا مِنْهُ وَلَزِمَ دَارَهُ وَكَانَتْ عِنْدَهُ كُتُبٌ حَسِنَةٌ وَقَرَأْنَا عَلَيْهِ مِنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الشِّيرَازِيِّ وَأَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الشَّرِيفَ أَبَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ حَمْزَةَ الْعَلَوِيَّ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ شَيْئًا عَنْهُ وَرَأَيْتُ لَهُ سَمَاعًا عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الطَّحَّانِ وَأَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ جَمِيعًا بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي رَجَب سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عشرَة وَخَمْسمِائة وَدُفِنَ بِالْقَرَافَةِ بِقُرْبِ قَبْرِ ذِي النُّونِ وَكَانَ حَسَنَ الْخَلْقِ وَالْخُلُقِ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ حَكَى ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَتْ لِي وَالِدَتِي إِنَّ وَالِدَكَ لَيْلَةَ بَنَى بِي قَامَ وَتَطَهَّرَ وَصَلَّى رَكَعَاتٍ وَمِنْ ذَاكَ الْوَقْتِ مَا رَأَيْتُهُ أَخَلَّ لَيْلَةً بِالصَّلَاةِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَكَانَ يَخْتِمُ كُلَّ يَوْمٍ خَتْمَةً إِلَّا أَنَّهُ يَقْرَأُ رُبُعَهُ بِاللَّيْلِ فِي الصَّلَاةِ مِنْ قِيَامٍ فَحِينَ ضَعُفَ كَانَ يُصَلِّي مِنْ قُعُودٍ فَإِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ قَلِيلٌ قَامَ فَقَرَأَ وَرَكَعَ 266 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ رُوزَبَهْ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُوزَبَهْ الْخُزَاعِيُّ الْوَرَّاقُ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدٌ السَّرَقُوسِيُّ التَّمِيمِيُّ لِنَفْسِهِ الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 (دَعُوا الْمُشْتَاقَ تَذْرِفُ مُقْلَتَاهُ ... لِمَا فِي الْقَلْبِ مِنْ أَلَمِ الْفِرَاقِ) (أَصَابَتْهُ النَّوَى عُقْبَى صُدُودٍ ... فَفَرَّ مِنَ الْوَهِيجِ إِلَى احْتِرَاقِ) (وَكَانَتْ عَيْنُهُ تُذْرِي بِمَاءٍ ... فَعَادَتْ تَرْتَوِي بِدَم مراق) // الوافر // وَقَالَ فِي وَرَقَةٍ أُخْرَى 267 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ رُوزَبَهْ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ رُوزَبَهْ بْنِ مُوسَى الْخُزَاعِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ سَمِعت أَبِي يَقُولُ لَمَّا حَمَلَتْ بِكَ أُمُّكَ خِفْتُ أَنْ تُولَدَ لِي بِنْتٌ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِجَابِرِ بْنِ الأَشَلِّ السُّمُسْطَاوِيِّ الزَّاهِدِ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَدْعُوَ لِي فَقَالَ وَمَا تَكْرَهُ مِنَ الْإِنَاثِ فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ فَدَعَا لِي وَقَالَ سَيُولَدُ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ فَسَمِّهِ عَبْدَ اللَّهِ فَوُلِدْتُ أَنَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَأَنَا لِي اسْمَانِ عَبْدُ اللَّهِ وَرُوزَبَهْ كَاسْمِ جَدِّي 268 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ لَهُ الْيَدُ الطُّولَى فِي الْوَرَّاقَةِ وَقَدْ قَرَأَ الْفِقْهَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ السَّرَقُوسِيِّ وَالْعَرَبِيَّةَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْقَطَّاعِ وَلَهُ شِعْرٌ كَمَا لِغَيْرِهِ لَيْسَ بِذَاكَ وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بِمِصْرَ قَالَ لِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ السُّمُسْطَاوِيُّ وَجَدُّهُ كَانَ مِنْ أَعْيَانِ النَّاسِ رَأَيْتُهُ بِمِصْرَ وَقَدْ جَاوَزَ التِّسْعِينَ وَيَخُطُّ الْخَطَّ الْحَسَنَ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا سَمِعَهُ عَلَى نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقْرِئِ الشِّيرَازِيِّ وَعَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ الْحَافِظِ وَمِنْ شِعْرِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَبْيَاتٍ قَالَهَا (يَا مَنْ يَمُدُّ لِكُلِّ مَكْرُمَةٍ ... إذَا عَزَّتْ ذِرَاعَهْ) (عَمَّتْ أَيَادِيكَ ابْنَ رُوزْبَةَ ... وَهُوَ بطن من خُزَاعَة) // الْكَامِل // 269 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ رُوزَبَهْ بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَرْجَانِيَّ الصُّوفِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى الصَّعِيدِيَّ يَقُولُ سَمِعت عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَتِيقٍ الصَّقَلِّيَّ يَقُولُ احْذَرْ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَسْأَلُ إِلْحَافًا وَيُنْفِقُ إِسْرَافًا 270 - رُوزَبَهْ هَذَا كَانَ شَيْخًا كَبِيرَ السِّنِّ قَدْ جَاوَرَ بِمَكَّةَ سِنِينَ وَصَحِبَ عَزِيز الحديث: 267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 الْأصْبَهَانِيَّ وَأَقْرَانَهُ مِنْ شُيُوخِ الْحَرَمِ وَهُوَ مِنْ مُرِيدِي الْخَطِيبِ ابْنِ بَكْرٍ بِكَازَرُونَ وَكَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ وَيقْرَأ قِرَاءَة جَيِّدَة بِقِرَاءَةِ ابْنِ عَامِرٍ رَأَيْتُهُ عِنْدَ قَبْرِ ذِي النُّونِ فَجَاءَ مَعِي وَدَلَّنِي عَلَى قُبُورِ نَفَرٍ مِنَ الصَّالِحِينَ وَكَانَ لَهُ بِدِيَارِ مِصْرَ مُدَّةٌ مَدِيدَةٌ قَالَ وَقَدْ دَخَلْتُ أصْبَهَانَ وَأَقَمْتُ بِهَا وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ بِمَكَّةَ عَلَى أَبِي مَعْشَرٍ الطَّبَرِيِّ وَعَلَى أَبِي عَلِيٍّ غُلَامِ الْهَرَّاسِ بِوَاسِطٍ وَعَلَى غَيْرِهِمَا مِنَ الشُّيُوخِ وَكَانَ من دعاءه اللَّهُمَّ رُدَّنِي بِكَرَمِكَ إِلَى حَرَمِكَ 271 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ رِضْوَانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُمْلَانَ الدَّنْبَلِيَّ الْكُرْدِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ 272 - رِضْوَانُ هَذَا كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ غَيْرَ حِكَايَةٍ لِغَرَابَةِ نَسَبِهِ فَالدَّنْبَلِيُّ يَشْتَبِهُ بِالدَّيْبُلِيِّ وَالدَّبِيلِيِّ وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَأَنَسٌ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ وَيَؤُمُّ فِي مَسْجِدٍ مَنْ مَسَاجِدِ الثَّغْرِ بِنَاحِيَةِ مَقْبَرَةِ وَعِلَةٍ وَبِهَا دُفِنَ لَمَّا مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 273 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ رَاشِدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ الْمُقْرِئُ الأَسَدَابَاذِيُّ بِالْأَهْوَازِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْغَنْدَجَانِيُّ ثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَان بن بكران الْعَطَّار ثنامحمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى ثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُجَالِسُوا فِي الْمَجَالِسِ فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ فَرُدُّوا السَّلَامَ وَغُضُّوا الْأَبْصَارَ وَاهْدُوا السَّبِيلَ وَأَعِينُوا عَلَى الْحَمُولَةِ 274 - رَاشِدٌ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ أَسَدَابَاذَ بِقُهُسْتَانَ وَسَمِعَ بِهَا عُمَرَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جِبْرِيلَ الْأَسَدَابَاذِيَّ وَلِي مِنْ عُمَرَ إِجَازَةٌ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الْأَهْوَازَ وَسَمِعَ بِهَا الحديث: 271 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 أَبَا مُحَمَّدٍ الْغَنْدَجَانِيَّ حِينَ قَدِمَهَا وَكَانَ يَؤُمُّ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِهَا وَيُقْرِئُ الْقُرْآنَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مولده سنة خَمْسمِائَة فَقَالَ قَدْ نَيَّفْتُ عَلَى الثَّمَانِينَ 275 - أَنْشَدَنَا أَبُو رَاجِحٍ رَزِينُ بْنُ فُتُوحِ بْنِ خَلَفٍ الْأَنْصَارِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِنَفْسِهِ (إِنِّي مَدَى الْأَيَّامِ فِي غَارَةٍ ... بَيْنِي وَبَيْنَ الْحِرْصِ سَيْفُ الْفِتَنْ) (لَهْفِي عَلَى نَفْسِي وَيَا وَيْحَهَا ... حَلَّ بِهَا الْهَمُّ وَفِيهَا سَكَنْ) (حَالَفَهَا عَمْدًا فَصَارَتْ لَهُ ... دُونَ نُفُوسِ النَّاسِ طُرًّا وَطَنْ) // السَّرِيع // 276 - أَبُو رَاجِحٍ هَذَا كَانَ حَسَنَ الْخُلُقِ سَمِحًا بِالطَّعَامِ يَسْكُنُ بُيُوتَ الشَّعْرِ مَعَ الْعَرَبِ فِي رِيفِ مِصْرَ وَكَانَ عَمَلُ الشِّعْرِ عَلَيْهِ سَهْلًا وَلَهُ إِلَيَّ غَيْرُ قَصِيدَةٍ لَكِنَّهُ كَانَ يَلْحِنُ وَعِنْدِي عَنْهُ مُقَطَّعَاتٌ جَيِّدَةٌ قَالَ لِي ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ طَرَّادٍ تُوُفِّيَ عَمِّي فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخر سنة خمسين وَخَمْسمِائة. 277 - أَنْشَدَنَا الْأَمِيرُ أَبُو نَصْرٍ رَزْمَا شُوبَ بْنُ زَيَارٍ الدَّيْلَمِيُّ مِنْ سُكَّانِ الْأَهْوَازِ أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الدَّوَانِيقِيُّ بِشِيرَازَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيدِيُّ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الْخُوَارِزْمِيُّ لِنَفْسِهِ (أَتَيْتُ أَخًا لِيَ فِي حَاجَةٍ ... وَكُنْتُ عَلَيْهِ خَفِيفَ الْمُؤَنْ) (فَأَنْكَرَ مَعْرِفَةً لَمْ تَزَلْ ... وَأَبْدَى مُمَاذَقَةً لَمْ تَكُنْ) (وَقَالَ وَجَاحَدَنِي حُبَّهُ ... أَبُو مَنْ وَمِمَّنْ وَمَنْ وَابْنُ من) // المتقارب // 278 - الْأَمِيرُ أَبُو نَصْرٍ هَذَا كَانَ مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ وَنَوَادِرِ الْعَصْرِ وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ وَنَثْرٌ فَائِقٌ وَأَخْلَاقٌ طَاهِرَةٌ وَرِيَاسَةٌ ظَاهِرَةٌ وَقَدْ توفّي فِي سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة بِالْأَهْوَازِ الحديث: 275 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 عَلَى مَا حَكَاهُ لِي أَبُو الْخَيْرِ الشَّيْبَانِيُّ بِهَمَذَانَ وَمِنْ مَلِيحِ شِعْرِهِ مِمَّا أَنْشَدَنِيهِ وَقَدْ أَجَادَ جدا فِيهِ (شكون إِلَيْهَا مَا أُلَاقِي مِنَ الْهَوَى ... فَزَادَتْ وَلَمْ تَعْتِبْ وَلَمْ تَتَنَدَّمِ) (وَمَا خَفِيَتْ وَاللَّهِ قَسْوَةُ قَلْبِهَا ... عَلَيَّ وَلَكِنْ أَغْسِلُ الدَّمَ بِالدَّمِ) // الطَّوِيل // 279 - أخبرنَا الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرٍ رَوْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَا الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَاءَهُ سَائِلٌ فَأَمَرَهُمْ شُعْبَةُ بِإِعْطَائِهِ ثُمَّ قَالَ شُعْبَةُ لَوْلَا أَنِّي أُكَلِّمُكُمْ فِي الْمَسَاكِينِ لِتُعْطُوهُمْ مَا حَدَّثْتُكُمْ 280 - أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْفَضْلِ رَابِعَةُ بِنْتُ أَبِي حَكِيمٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَبْرِيِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا بِبَغْدَادَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحده لَا شريك لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ 281 - هِيَ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ وَأَبُوهَا أَبُو حَكِيمٍ الْخَبْرِيُّ كَانَ فَرَضِيًّا مَشْهُورًا بِالتَّقَدُّمِ فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ وَابْنُهَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ سَمِعَ مَعَنَا كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ عَلَى شُيُوخِ الْجَانِبَيْنِ وَرَفِيقُهُ فِي السَّمَاعِ وَالْقِرَاءَةِ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ الْجَوَالِيقِيِّ وَأَبُو مَنْصُورٍ فِي الْآدَابِ أَمَيْزُ مِنْهُ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ أَشْعَرِيَّ الْمُعْتَقَدِ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ فِي الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ الحديث: 279 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 - حَرْفُ الزَّايِ - 282 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الرَّوَّاسِيُّ الدَّهِسْتَانِيُّ بِثَغْرِ جَنْزَةَ أَنَا أَبِي بِدَهِسْتَانَ وَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُوهُ عُمَرُ مِنْ خُرَاسَانَ بِمَا يَرْوِيهِ أَنَا 283 - سَمِعت زَاهِرًا يَقُولُ سَمِعت عَلَى أَبِي كَثِيرًا وَسَمَّعَنِي عَنْ غَيْرِهِ مِنْ شُيُوخِ خُرَاسَانَ مِمَّنْ هُوَ أَعْلَى إِسْنَادًا مِنْهُ 284 - سَمِعت أَبَا الرِّضَا زَيْدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَيْمِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ رَافَقْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ تُقَى الشَّوَّايَّ الْمِصْرِيَّ إِلَى بَغْدَادَ فَاشْتَرَيْنَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ مُقِيمٌ بِهَا نِعَالًا وَوَصَّانَا بِحِفْظِهَا عِنْدَ دُخُولِنَا إِلَى الْمَسَاجِدِ لِلصَّلَاةِ وَالْأَكْلِ وَالنَّوْمِ عَلَى عَادَةِ الْغُرَبَاءِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ نَحْنُ لَا نُغْلَبُ فَأَبْلَهُ مِصْرَ أَشْطَرُ مِنْ شَاطِرِ بَغْدَادَ وَبِقُرْبِنَا مَنْ يَسْمَعُ كَلَامَنَا وَنَحْنُ لَا نَدْرِي ثُمَّ إِنَّا افْتَرَقْنَا فَقَالَ لِي بَعْدَ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ دَخَلْتُ إِلَى مَسْجِدٍ وَأَكَلْتُ طَعَامًا وَغَلَبَتْنِي عَيْنَيَّ فَاتَّكَأْتُ وَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ دَخَلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ فَلَمْ أُكَلِّمْهُ فَقَعَدَ فِي زَاوِيَةٍ مِنَ الزَّوَايَا كَأَنَّهُ يَدْفِنُ شَيْئًا ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مَا عَمِلْتَ فَقَالَ دَفَنْتُهَا فَقَالَ خَاطَرْنَا بِرُؤوسِنَا حَتَّى حَصَّلْنَا هَذِهِ الدَّنَانِيرَ الحديث: 282 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 الْمِائَةِ وَتُرِيدُ تُضَيِّعُهَا عَلَيْنَا فَقَالَ كَيْفَ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ تَأْمَنُ أَنَّ هَذَا النَّائِمَ قَدْ عَلِمَ جَمِيعَ مَا عَمِلْتَ فَقَالَ لَا يَا رجل هُوَ فريق فِي نَوْمِهِ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ وَجَرَى بَيْنَهُمَا كَلَامٌ كَثِيرٌ فَقَالَ أَتُرِيدُ أَنْ تَحَقَّقَ أَنَّهُ نَائِمٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ اصْبِرْ وَجَاءَ وَحَرَّكَنِي فَلَمْ أَتَحَرَّكْ طَمَعًا فِي الْمَالِ فَقَالَ هُوَ وَاللَّهِ نَبْهَانُ فَأَخَذَ النَّعْلَيْنِ مِنْ رِجْلَيَّ فَلَمْ أَتَحَرَّكْ وَكُنْتُ مِنْ حَوْطَتِي عَلَيْهِمَا قَدْ رَقَدْتُ فِيهِمَا فَدَفَعَ فِي ظَهْرِهِ وَأَخْرَجَهُ وَقَالَ مَا قُلْتُ لَكَ أَنَّهُ نَائِمٌ وَخَرَجَ خَلْفَهُ فَقُمْتُ سَرِيعًا إِلَى الزَّاوِيَةِ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا فَرَجَعْتُ إِلَى النِّعَالِيِّ وَأَخْبَرْتُهُ بِالْقَضِيَّةِ فَضَحِكَ فِي وَجْهِي وَقَالَ خُذْ نَعْلَيْكَ وَلَا تَرْجِعْ بَعْدَ هَذَا إِلَى مِثْلِ كَلَامِكَ فَشُطَّارُ بَغْدَادَ لَا يُغْلَبُونَ وَتَعَجَّبْتُ مِنْ حُسْنِ حِيلَتِهِمَا 285 - أَبُو الرِّضَا هَذَا يُعْرَفُ بِالْمُرَيِّشِيِّ وَكَانَ مِنَ الصُّنَّاعِ الْمُلَّاحِ وَيُذْكَرُ مَعَ الْمَرِيسِيِّ 286 - أَنْشَدَنِي أَبُو الرِّضَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ الطَّرَابُلُسِيِّ الْمُجَلِّدُ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَارِسِيُّ لِمَنْصُورِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهِ الْمِصْرِيِّ (تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فِيمَا عَرَاكَ ... وَلَا تُشْرِكَنَّ سِوَاهُ مَعَهْ) (فَمَا فِي سِوَاهُ تَعَالَى اسْمُهُ ... لِرَاجٍ وَلَا خَائِف منفعه) // المتقارب // 287 - أَبُو الرِّضَا هَذَا شَيْخٌ كَبِيرُ السِّنِّ صَحِبَ الشُّيُوخَ وَكَانَ يُجَلِّدُ قَدِيمًا وَيَبِيعُ شَيْئًا مِنَ الْكُتُبِ وَأَصْلُهُ مِنْ طَرَابُلُسَ الْمَغْرِبِ وَكَانَ يَحْفَظُ مِنَ الشِّعْرِ كَثِيرًا وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ يَسِيرًا 288 - أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ زَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَلِيمَةَ الْحَلِيمِيُّ الْمُؤَدِّبُ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي عَمِّي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَلِيمَةَ السَّعْدِيُّ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَهُمَا مِنْ جُمْلَةِ مَا اخْتَارَهُ أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ فِي حَمَاسَتِهِ لِلسَّمَوْأَلِ بْنِ عَادِيَاءَ الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 (إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ ... فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ) (وَإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلى النَّفْسِ ضَيْمَهَا ... فَلَيْسَ إِلَى حسن الثَّنَاء سَبِيل) // الطَّوِيل // 289 - زَيْنٌ هَذَا كَانَ شَيْخًا مَشْهُورًا بِمِصْرَ بِتَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَيَرْغَبُ فِيهِ وُجُوهُ الْبَلَدِ لِحُسْنِ طَرِيقَتِهِ كَتَبْتُ عَنْهُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ لِاسْتِغْرَابِي اسْمَهُ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَسَمِعَ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ بِرِوَايَاتٍ قَالَ وَيُقَالُ لَنَا بَنُو حَلِيمَةَ وَحَلِيمَةُ هِيَ السَّعْدِيَّةُ الَّتِي أَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَيْهَا نَنْتَسِبُ. 290 - أَخْبَرَتْنَا أُمُّ أَحْمَدَ زُلَيْخَا بِنْتُ إِلْيَاسَ بْنِ فَارِسِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْغَزْنَوِيَّةُ الْوَاعِظَةُ بِسَاوَةَ أَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ الطَّبَرِيُّ بِمَكَّةَ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُطَرِّفٍ الحنيفي الولوالي الْمُقِيمُ بِغَزْنَةَ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أُبَيٍّ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُهَاجِرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْبُوشَنْجِيُّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بن يزِيد بن صفي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ مَاتَ وَهُوَ لَا يَنْوِي أَنْ يُعْطِيَهَا مَهْرَهَا مَاتَ وهوزان وَمَنِ اسْتَقْرَضَ مِنْ رَجُلٍ قَرْضًا ثُمَّ مَاتَ وَلَا يَنْوِي أَنْ يَقْضِيَهُ مَاتَ وَهُوَ سَارِقٌ 291 - ذَكَرَتْ لِي أَنَّهَا سَمِعت سَعْدًا الزَّنْجَانِيَّ وَهَيَّاجًا وَغَيْرَهُمَا مِنْ شُيُوخِ مَكَّةَ وَجَاوَرَتْ بِهَا سِنِينَ كَثِيرَةً ثُمَّ انْتَقَلَتْ إِلَى مَدِينَةِ سَاوَةَ وَكَانَتْ تَعِظُ وَتَلْبَسُ الْمُرَقَّعَةَ فِي دُوَيْرَةِ النِّسَاءِ الحديث: 289 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 - حَرْفُ السِّينِ - 292 - أَنْشَدَنِي أَبُو سَهْلٍ سُحَيْمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُحَيْمٍ الْهَمَذَانِيُّ الْكَاتِبُ بِالْمَرَاغَةِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الشِّيرَازِيُّ اللُّغَوِيُّ أَنْشَدَنَا أَبْزُونُ بْنُ مَهْبَزَذَ الْكَاتِبُ لِنَفْسِهِ بِعُمَانَ (وَهَوَى التَّصَرُّفِ وَالتَّصَرُّفُ فِي الْهَوَى ... دَفَنَا شَبَابِي فِي عِذَارٍ شَايِبِ) (فَتَأَلُّمِي مِنْ نَاظِرٍ أَوْ نَاظِرٍ ... وَتَوَجُّعِي مِنْ حَاجِبٍ أَوْ حَاجِبِ) // الْكَامِل // 293 - سُحَيْمٌ كَانَ مِنْ فُضَلَاءِ الْكُتَّابِ وَأُدَبَاءِ أَذْرَبِيجَانَ وَلَهُ تَرَسُّلٌ فَائِقٌ وَشِعْرٌ رَائِقٌ وَعِنْدِي بَعْضُ ذَلِكَ وَمِنْ جُمْلَتِهِ مَا أَنْشَدَنِي بِالْمَرَاغَةِ (وَمَا بِي مِنْ مَشِيبِي وَهْوَ نَقْعٌ ... بِوَقْعِ حَوَافِرِ الْجُلَّى مُثَارُ) (وَلَكِنْ خَوْفَ أَنْ يُرْجَى وَقَارٌ ... لَدَيَّ غَدَاةَ شِبْتُ وَلَا وَقَارُ) // الوافر // 294 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ سُعَيْدَانُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّقَّاصُ الحديث: 292 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ 295 - أَنْشَدَنِي أَبُو الرَّيَّانِ سَلْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ فُهَيْدٍ الْعَدَوِيُّ بِعَرَابَانَ مِنْ مُدُنِ الْخَابُورِ أَنْشَدَنِي أَبُو الْمُهَذَّبِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الرُّؤوسِ السُّرُوجِيُّ لِنَفْسِهِ (يَا قَمَرًا تَنْضُبُ أَجْفَانُهُ ... لِمَنْ رَآهُ شرك الْحبّ) (وشاب أرى الظُّلْمِ ظُلْمًا لِمَنْ ... يَرْشِفُهُ بِاللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ) (حَلَلْتَ قَلْبِي ثُمَّ عَذَّبْتَهُ ... عَلَيْكَ خَوْفِي لَا عَلَى قَلْبِي) // السَّرِيع // 296 - سَلْمَانُ هَذَا يُعْرَفُ بِالدَّبَيْجَلِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَلَهُ شِعْرٌ كَثِيرٌ 297 - سَمِعت الْفَقِيهَ أَبَا الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَسَدٍ الْإِشْبِيلِيَّ الْأَنْدَلُسِيَّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ لُؤْلُؤَةَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ رَأَيْتُ عِنْدَنَا بِالْأَنْدَلُسِ تُفَّاحًا أَحْمَرَ دَوْرُ كُلِّ تُفَّاحَةٍ ثَلَاثَةُ أَشْبَارٍ وَثُلُثِ جُلِبَ إِلَيْنَا مِنْ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا شَنْتَرَةُ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ أَيْضًا قَالَ وَهَذَا يَعْلَمُهُ أَهْلُ نَاحِيَتِنَا فَسَأَلْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْأَنْدَلُسِيِّينَ سِوَاهُ فَصَدَّقُوهُ فِي ذَلِكَ 298 - أَبُو الرَّبِيعِ هَذَا فَقِيهٌ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَمُقْرِئٌ مُجَوِّدٌ حَافِظٌ لِلْقِرَاءَاتِ جَاءَنِي بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحَجِّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَهْلُ نَاحِيَتِهِ بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاحِ وَسَمِعَ مِنِّي أَجْزَاءٌ وَنَسَخَهَا مِنْهَا كتاب الْمُحدث الْفَاصِل بَين الرَّاوِي والواعي لِابْنِ خَلاد الرامَهُرْمُزِي الحديث: 295 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 299 - أَخْبرنِي أَبُو الطَّاهِر سعيد بن مُحَمَّد بن الطّيب الدهان بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْأَسَدِيُّ 300 - سَعِيدٌ هَذَا مِنَ الْمُقِلِّينَ وَقَدْ أَفَادَنِي عَنْهُ أُبَيٌّ الْحَافِظُ وَذَكَرَهُ بِخَيْرٍ 301 - أخبرنَا أَبُو غَالِبٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ الثَّقَفِيُّ بَالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي قِرْبَةَ الْعِجْلِيُّ 302 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة مِنْ بَيْتِ الرِّيَاسَةِ وَالْقَضَاءِ 303 - أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْنِ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ شُقْرَانَ الْكُوفِيُّ الدِهْقَانُ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ قَدَّوَيْهِ الْمُعَدَّلُ 304 - ابْنُ شَقْرَانَ هَذَا قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنِ ابْنِ فَدَّوَيْهِ وَابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعلوِي وَأَبوهُ يكنى أَبَا الْفَتْح وَكَانَ من مشاهير شُيُوخ الْكُوفَة وأعيانها 305 - سَمِعت أَبَا طَاهِر سعيد بن أَحْمد بن الْحسن بن عنان المعاذي بسنجر من أَعمال الدينور قَالَ سَمِعت أَبِي يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ سِيَاهِ الْأَسْوَدَ بِالدِّينَوَرِ يَقُولُ سَمِعت عِيسَى الْقَصَّارِ يَقُولُ سَمِعت مِمْشَاذَ الدِّينَوَرِيَّ الحديث: 299 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 يَقُولُ مَا زُرْتُ شَيْخًا مِنَ الشُّيُوخِ إِلَّا وَخَلَعْتُ مَا كُنْتُ لَابِسَهُ مِنْ أَحْوَالِي وَتَبَرَّكْتُ بِفَوَائِدِ نَظَرِهِ وَكَلَامِهِ 306 - هُوَ سَعِيدُ بْنُ أَحْمد بن الْحسن بن عنان بْنِ أَخْسِينَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَرَّ بْنِ بَالَهِ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَيُعْرَفُ بِالْكَنْكَشِيِّ وَقَرْيَتُهُ تُعْرَفُ بِقَرْيَةِ سَنْجَرِ هَارُونَ عَلَى أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ مِنَ الدِّينَوَرِ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَلِوَالِدِي سِتُّونَ مُصَنَّفًا وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعِينَ سَنَةً وَشَيْخُهُ أَحْمَدُ عَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ وَوَقَفْتُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِ فَوَجَدْتُهُ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ وَكَانَ غزير الْفضل متفننا عَالما عَارِفًا عَابِدًا سُفْيَانِيَّ الْمَذْهَبِ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ بِتِلْكَ النَّاحِيَةِ وَلَهُ تَبَعٌ وَأَصْحَابٌ وَمُرِيدُونَ وَهُوَ حَسَنُ الطَّرِيقَةِ وَلَهُ أَخٌ أَكْبَرُ مِنْهُ يُقَالُ لَهُ حَسْنَوَيْهِ قَائِمٌ مَقَامَ أَبِيهِ وَلَمْ أَرَهُ لِأَنَّهُ كَانَ غَائِبًا 307 - أَنْشَدَنِي أَبُو مَحْفُوظٍ سَالِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّائِقُ بِالْمَكْتَبِ عَلَى بَابِ جَامِعِ نَصِيبِينَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الصَّقْرِ الْبَغْدَادِيُّ الْمُؤَدِّبُ الْمُقِيمُ بِنَصِيبِينَ فِي الدُّولَابِ لِنَفْسِهِ (بَاكِيَةٌ مَا تَزَالُ مُذْ خُلِقَتْ ... مَا فَقَدَتْ مِنْ أَخٍ وَلَا وَلَدِ) (تَبْكِي فَتُضْحِي الرِّيَاضُ ضَاحِكَةً ... بِحُسْنِ زَهْرٍ غَضِّ النَّبَاتِ نَدِ) // المنسرح // 308 - أخبرنَا الْقَاضِي أَبُو مَنْصُورٍ سَالِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعُمْرَانِيُّ بِثَغْرِ آمِدَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأصْبَهَانِيُّ 309 - أَبُو مَنْصُورٍ هَذَا أَجَلُّ شَيْخٍ رَأَيْنَاهُ بِثَغْرِ آمِدَ وَأَبُوهُ أَبُو بَكْرٍ الْعُمْرَانِيُّ كَانَ الحديث: 306 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 عَلَّامَةً فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ وَإِقْرَائِهِ وَقَدْ رَحَلَ أَبُو مَنْصُورٍ إِلَى بَغْدَادَ وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَكَانَ عَارِفًا بِغَرَائِبِ الْحَدِيثِ يَحْفَظُهَا حِفْظًا وَرَوَى لَنَا عَنْ أَبِي نَصْرِ بْنِ طَوْقٍ الْمَوْصِلِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْعَدَةَ الْجُرْجَانِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّلَفِيِّ الْمَقْدِسِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّامَغَانِيِّ قَاضِي بَغْدَادَ وَدَخَلَ أصْبَهَانَ وَسَمِعَ غَانِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَغَيْرَهُ وَكَانَ مِنْ أَفْرَادِ الزَّمَانِ وَوَقَّنِي عَلَى كِتَابٍ بِخَطِّ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ إِلَى أَبِيهِ وَقَرَأَهُ عَلَيَّ مِنْ لَفْظِهِ وَكَتَبْتُهُ بِإِمْلَائِهِ يَقُولُ فِي أَثْنَائِهِ وَأَعْلِمْهُ أَنَّ الْوَلَدَ الْفَقِيهَ السَّيِّدَ أَبَا مَنْصُورٍ أَمْتَعَهُ اللَّهُ بِبَقَائِهِ مُوَاظِبٌ عَلَى الدُّرُوسِ مُقْبِلٌ عَلَى الْعِلْمِ وَهُوَ مِنْ أَكْرَمِ أَصْحَابِي عِنْدِي وَأَقْرَبَهُمْ إِلَيَّ لِمَكَانِهِ مِنَ الدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَالْخَيْرِ أَحْسَنَ اللَّهُ عَنِ الصُّحْبَةِ جَزَاءَهُ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ عَلَى الْمَحَابِّ وَأَنَا أُؤَمِّلُ أَنْ يَعُودَ إِلَى حَضْرَتِهِ فَتَقَرَّ عَيْنُهُ بِمَكَانِهِ سَهَّلَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ وَيَسَّرَهُ. 310 - وَسمعت الْفَقِيهَ أَبَا طَاهِرٍ الْجُرْجَانِيَّ أَحَدَ خُطَبَاءِ ثَغْرِ آمِدَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ قَاسِمٍ الْآمِدِيَّ مُفْتِي أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ يَقُولُ لَيْسَ بِبَغْدَادَ فِي زَمَانِنَا هَذَا فَضْلًا عَنْ آمِدَ أَفْضَلُ مِنَ الْقَاضِي أَبِي مَنْصورٍ الْعُمْرَانِيِّ إِمَامِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ بِآمِدَ. 311 - وَأَنْشَدَنِي يَعْنِي أَبَا الْغَنَائِمِ سَالِمَ بْنَ الْمُفَرِّجِ بْنِ عَشَائِرَ الْمَعَرِّيَّ الْحُصَيْنِيَّ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَعَرِّيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي ابْنُ حَدِيدٍ الْمَعَرِّيُّ لِنَفْسِهِ (أَلِفْتُكَ يَا شِبْهَ الثَّغَامِ فَزِدْ أَذًى ... لِقَلْبِي وَضَاعِفْ مِنْ قَذَى الْأَعْيُنِ الرُّمْدِ) (فَفِي الشَّيْبِ لابْنِ الْهَمِّ عُذْرٌ وَلَوْ بَدَا ... لَهُ الصُّبْحُ مِنْ لَيْلِ الْمُفَارِقِ فِي المهد) // الطَّوِيل // 312 - وَأَنْشَدَنِي يَعْنِي أَبَا الْغَنَائِمِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الذَّوَّادِ الْمُفَرِّجُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حُصَيْنَةَ الْمَعَرِّيُّ أَنْشَدَنِي أَبُو الْفِتْيَانِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلْطَانَ بْنِ حَيُّوسَ الْغَنَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ لِنَفْسِهِ الحديث: 310 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 (لَوْنُ الْمُدَامِ وَفِعْلُهَا وَمَذَاقُهَا ... فِي وَجْنَتَيْهِ وَمُقْلَتَيْهِ وَرِيقِهِ) (أَبَدًا أُرِيهِ بَاطِلًا مِنْ سَلْوَتِي ... وَأَبُثُّهُ وَلَهِي على تَحْقِيقه) // الْكَامِل // 313 - أخبرنَا أَبُو مَنْصُورٍ سَعْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الدُّونِيُّ الْخَطِيبُ بِالدُّونِ أَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَأْمُونٍ الْمُتَولِّي النَّيْسَابُورِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا. 314 - ذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ تَخْمِينًا لَا تَحْقِيقًا وَهُوَ خَطِيبُ جَامِعِ الدُّونِ. 315 - أخبرنَا أَبُو عَلَّانَ سَعْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُضَرِيُّ بِالْمَرَاغَةِ أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ التَّرَّاسِيُّ. 316 - أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ السَّعْدِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَالِكِيُّ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَمْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأصْبَهَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ. 317 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَهُوَ وَجِيهٌ بَيْنَ الْأَبَاهِرَةِ وَقَدْ سَمِعَ أَبَا حَفْصٍ الْجَابَارِيَّ أَيْضًا. 318 - أخبرنَا أَبُو الْمَهْيُوفِ سَلَامَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ سَلَامَةَ الْعَدَوِيُّ بَالْبَصْرَةِ الحديث: 313 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَغَبَةَ الْحَافِظُ إِمْلَاءً. 319 - سَلَامَةُ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَالْعِفَّةِ رَوَى لَنَا عَنْ أَبِي يَعْلَى الْعَبْدِيِّ الْفَقِيهِ الْمَالِكِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ السَّعِيدَانِيِّ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة. 320 - أخبرنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَعْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُجَالِدٍ الْبَجْلِيُّ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْأَسَدِيُّ. 321 - كَتَبْنَا عَنْهُ وَعَنْ أَبِيهِ بِإِفَادَةِ أُبَيٍّ الْحَافِظِ وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْحَدِيثِ وَهُمْ زَيْدِيُّونُ. 322 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَحْكَانَ بْنِ بُدَيْلٍ الْفَرَّائِيِّ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيِّ. 323 - كَانَ كَبِيرَ السِّنِّ وَقَدْ تَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ يَقْرُبُ مِنَ الْقَاضِي يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكِلِّيِّ قَرَأْتُ عَلَيْهِ فَوَائِدَ بِإِجَازَتِهِ عَنِ الْقُشَيْرِيِّ وَمِمَّا سَمعه عَن غير الْقشيرِي. 324 - أخبرنَا سِتُّ الْبَلَدِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيَّةُ وَزَوْجُهَا أَبُو عَلِيٍّ الْكِرْمَانِيُّ الصُّوفِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَا أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ الْوَرَّاقُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ثَنَا عِيسَى بْنُ الحديث: 319 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 حَمَّادٍ أَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً 325 - أَخْبَرَتْنِي أُمُّ النَّسَبِ سُعْدَى بِنْتُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِرْمَانِيِّ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أبي داؤد السِّجِسْتَانِيُّ ثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ أَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا تَصَدَّقُ بِهِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ. 326 - أَخْبَرَتْنَا سِتُّ الْأَهْلِ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الْبَاحَمْشِيِّ الْعُكْبَرِيِّ وَيُقَالُ لَهَا دُرَّةُ أَيْضًا بِبَغْدَاد قَالَت أخبرتنا حديجة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّاهِجَانِيَّةُ الْوَاعِظَةُ قَالَتْ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعُونَ الْوَاعِظُ بِالْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ فِي بَابِ الدَّالِ عَنْهَا وَلَمْ أَسْمَعْ عَلَيْهَا غَيْرَهُ بِبَابِ الْمَرَاتِبِ مِنْ شَرْقِيِّ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة. الحديث: 325 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 - حَرْفُ الشِّينِ - 327 - أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ شِبْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَارِثِيُّ السَّرَّاجُ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْفَرَجِ سَهْلُ بن بشر بن أَحْمد الإسفرائيني أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ ثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الرَّازِيُّ قَاضِي إِيذَجَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ بِأصْبَهَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأُبُلِّيُّ ثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى الْأُبُلِّيُّ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ غَسَّانَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْئي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُجَاءُ بِالْأَعْمَالِ فِي صُحُفٍ مُخَتَّمَةٍ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اقْبَلُوا هَذَا وَرُدُّوا هَذَا فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ وَعِزَّتِكَ مَا كَتَبْنَا إِلَّا مَا عَمِلَ فَيَقُولُ صَدَقْتُمْ إِنَّ عَمَلَهُ كَانَ لِغَيْرِ وَجْهِي وَإِنِّي لَا أَقْبَلُ الْيَوْمَ إِلَّا مَا كَانَ لِوَجْهِي. 328 - شِبْلٌ هَذَا كَانَ ظَاهِرَ الْخَيْرِ وَنَبَغَ لَهُ وَلَدٌ نَجِيبٌ سَمَّاهُ الْخَضِرَ وَيُكَنَّى أَبَا الْبَرَكَاتِ وَتَفَقَّهَ عَلَى شُيُوخِ بَلَدِهِ نَصْرِ اللَّهِ وَابْنِ الشَّهْرَزُورِيِّ الشَّافِعِيِّينَ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ قَبِيسٍ الْمَالِكِيِّ وَقَرَأَ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ عَلَى الشَّرِيفِ بْنِ أَبِي الْجِنِّ وَآخَرِينَ وَانْقَطَعَ إِلَيَّ عِنْدَ دُخُولِي دِمَشْقَ وَأَفَادَنِي جُمْلَةً صَالِحَةً عَنِ ابْنِ الْحِنَّائِيِّ وَالْمَوَازِينِّينَ وَغَيْرِهِمْ وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ حَسَنَةً مُعْرَبَةً وَفَارَقْتُهُ سَنَةَ إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ تَقَدَّمَ بَعْدَ مَوْتِ شُيُوخِهِ وَدَرَّسَ فِي مَدْرَسَةٍ مِنْ مَدَارِسِ الْبَلَدِ وَصَارَ خَطِيبًا فِي الْجَامِعِ وَكَانَ مِنْ صِغَرِهِ يُذْكُرُ بِالْعِفَّةِ وَذُكِرَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي أَوَائِلِ شُهُورِهَا. الحديث: 327 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 وَفِي وَرَقَةٍ أُخْرَى. 329 - سَمِعت أَبَا طَاهِرٍ شِبْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَارِثِيُّ بِدِمَشْقَ يَقُولُ حَكَوْا لِي أَنَّ نَفَرًا مِنَ الْمَغَارِبَةِ كَانُوا يَقْطَعُونَ عَلَى النَّاسِ الْبَحْرِ فَأَخَذُوا مَرْكَبًا فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالرِّجَالِ وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ قَدْ نَقَشَ عَضُدَهُ بِالْإِبْرَةِ عَلَى عَادَةِ الْفِتْيَانِ فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ نَقَشْتُ عَلَى عَضُدِي لَا يَنَالُ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ الْجَمَاعَةَ فَاسْتَحْسَنُوا ذَلِكَ مِنْهُ وَرَدُّوا عَلَيْهِ مَالَهُ وَأَوْصَلُوهُ إِلَى الْعُمْرَانِ حَيْثُ كَانَ مُتَعَصِّبًا فِي السُّنَّةِ. 330 - أَبُو طَاهِرٍ هَذَا شَيْخٌ صَالِحٌ وَقَدْ أَفَادَنِي وَلَدُهُ الْخَضِرُ ابْتِدَاءَ دُخُولِي دِمَشْقَ فَوَائِدَ عَنْ شُيُوخِهَا وَذَكَرَ لِي أَنَّ أَبَاهُ سَمِعَ مَعَهُ مِنَ ابْنِ الْغَمْرِ وَآخَرِينَ مِمَّن هم فِي طَبَقَةُ أَبِي طَاهِرِ بْنِ الْحِنَّائِيِّ وَغَيْرَهُ مِمَّنْ أَدْرَكْنَاهُمْ ثُمَّ سَمِعت عَلَيْهِ شَيْئًا وَهُوَ عِنْدِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ. 331 - وَدَخَلَ إِلَيَّ أَبُو الْهَيْثَمِ شِبْلُ بْنُ الْمُقَلِّدِ الْعَسْقَلَانِيُّ الْوَاعِظُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة مُهَنِّئًا وَأَوْرَدَ فَصْلًا مِنَ الْوَعْظِ اسْتَحْسَنَهُ مَنْ حَضَرَ وَأَنْشَدَ مِنْ قِبَلِهِ (سَنَةٌ مُبَارَكَةٌ وَعَامٌ مُقْبِلٌ ... بُلِّغْتَ مِنْ رَبِّ الْعُلَى مَا تَأْمُلُ) (وَبَقِيتَ فِي عِزٍّ وَمَجْدٍ سَرْمَدٍ ... مَا لَاحَ فِي الْأُفُقِ السماك الأعزل) // الْكَامِل // 332 - شِبْلٌ هَذَا كَانَ مِنَ الْوُعَّاظِ الْمُجِيدِينَ عَسْقَلَانِيٌّ وَيَطْرِقُ الثَّغْرَ مُسْتَمِيحًا وَلَمْ يَكُ خَالِيًا مِنَ الْفِقْهِ وَكَانَ النَّاسُ يَمِيلُونَ إِلَيْهِ لِحُسْنِ كَلَامِهِ وَكَانَ يَحْفَظُ كَثِيرًا مِنْ شِعْرِ شُعَرَاءِ الشَّامِ وَبِالْخُصُوصِ مِنْ شُعَرَاءِ بَلَدِهِ وَمِنْ ذَلِكَ مَا أَنْشَدَنِي لِابْنِ أَبِي الشَّخْبَاءِ (لَوْ أَنَّ مَطْبُوعًا يُفَارِقُ طَبْعَهُ ... لَحَلَا إِذَا شَرِبَ الزُّلَالَ الْحَنْظَلُ) (وَلَمَا رَأَيْنَا النَّخْلَ تَقْضَمُ عَلْقَمًا ... أَفْوَاهُهَا فَيَعُود وَهُوَ معسل) // الْكَامِل // الحديث: 329 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 333 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ شُعَيْبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ السَّلَمَاسِيُّ الصُّوفِيُّ بِالْكَرَجِ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمَرَنْدِيُّ بهَا ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَاجِبٍ الرَّقِّيُّ قَالَ سَمِعْتُ بُسْرًا خَادِمَ أَنَسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ ذَاكِرَ اللَّهِ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ أَوْ بُرْهَانٌ كَبُرْهَانِ الشَّمْسِ. 334 - شُعَيْبٌ هَذَا كَانَ قَدِ اسْتَوْطَنَ الْكَرَجَ وَكَانَ مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ كَتَبْتُ عَنهُ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَقْتَ رِحْلَتِي إِلَى بَغْدَادَ فِي رِبَاطِ السَّلَّارَمْكِيِّ رَئِيسِ الْبَلَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 335 - أَخَبَرَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ شُعَيْبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُوحٍ الْوَغَرِيُّ الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ وَلَا مُعَوِّلَ عَلَى رِوَايَتِهِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّمَالِيُّ أَنَا الْأَشَجُّ قَالَ شَجَّنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ مَدَّ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ مَدًّا قَالَ وَرَوَى لِي أَحَادِيثَ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 336 - شُعَيْبٌ هَذَا كَانَ شَيْخًا مُسِنًّا مِنْ سُكَّانِ دِمَشْقَ رَأَيْتُهُ سنة تسع وَخَمْسمِائة وَقَالَ قَدْ قَارَبْتُ الْمِائَةَ وَكَانَ أُمِّيًّا مِكْثَارًا يَحْفَظُ مَسَائِلَ وَيَسْأَلُهَا الْعُلَمَاءَ تَعَنُّتًا وَرُبَّمَا وَقَعَتْ فِي كَلَامِهِ نُكْتَةٌ تُسْتَفَادُ وَتُوُفِّيَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ. 337 - الْوَاغَرِيُّ يُذْكَرُ مَعَ الزَّغُوَانِيِّ فِي مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ. 338 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمُظَفَّرِ شَبِيبُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَبَابٍ الْبُرُوجِرْدِيُّ قَاضِي هَمَذَانَ بِمِنًى وَآخَرُونَ بِكُلِّ قُطْرٍ قَالُوا أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ بِبَغْدَادَ لِنَفْسِهِ الحديث: 333 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 (سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْ خِلٍّ وَفِيٍّ ... فَقَالُوا مَا إِلَى هَذَا سَبِيلُ) (تَمَسَّكْ أَنْ ظَفِرْتَ بِوُدِّ حُرٍّ ... فَإِنَّ الْحُرَّ فِي الدُّنْيَا قَلِيلُ) // الوافر // 339 - كَانَ مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ فِقْهًا وَأَدَبًا وَلَهُ شِعْرٌ فَائِقٌ حَجَجْنَا مَعًا وَكَتَبْنَا عَنْهُ بِمَكَّةَ وَالْجَامِعَيْنِ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِبَغْدَادَ وَمِنْ شِعْرِهِ مَا أَنْشَدَنَاهُ نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي وَرَقَةٍ أُخْرَى 340 - أَبُو الْمُظَفَّرِ شَبِيبُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شَبَّابٍ الْبُرُوجِرْدِيُّ رَوَى بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة كِتَابَ الْمَبْعَثِ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ عَنِ ابْنِ زُنْبُورٍ عَنْهُ وَهُوَ مِنْ أَجِلَّاءِ تَلَامِذَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَاد سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ وَحَجَجْنَا مَعًا ثُمَّ عَلَّقْتُ عَنْهُ بَعْدَ قُفُولِنَا مِنَ الْحِجَازِ بِالْجَامِعَيْنِ حِكَايَاتٍ هِيَ عِنْدِي فِي الْأَجْزَاءِ الْعِرَاقِيَّةِ 341 - أخبرنَا أَبُو الْمَعَالِي شَرِيفُ بْنُ الْفَيَّاضِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْفَقِيهُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي السَّخَاءِ بِمَيَّافَارِقِينَ قَالَ أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخُشَيْشِيُّ الْفَارِقِيُّ لِنَفْسِهِ (وَلِي خِلٌّ يَفُوقُ الْخَلَّ طَعْمًا ... إِذَا مَا كَانَ عُمَرِيًّا عَتِيقَا) (تَمَلَّكَنِي هَوَاهُ فَلَوْ رَثَى لِي ... فَحَرَّرَنِي لَكُنْتُ لهُ عَتِيقَا) (يُحِلُّ وَلَوْ بِمَكَّةَ كَانَ قَتْلِي ... وَلَا يَتَحَوَّبُ الْبَيْتَ الْعَتِيقَا) (وَإِنْ كُنْتُ اصْطَفَيْتُ سِوَاهُ خِلًّا ... فَلَا أُصْفِيتُ فِي حبي عتيقا) // الوافر // 342 - شَرِيفٌ هَذَا كَانَ كَاسْمِهِ شَرِيفَ الْأَخْلَاقِ شَيْخُ الْفُقَهَاءِ بِمَيَّافَارِقِينَ يُفْتِي الحديث: 339 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 وَيُدَرِّسُ وَقَدْ رَوَى لِي عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخُشَيْشِيِّ وَأَبِي نَصْرِ بْنِ أَسَدٍ مُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِهِمَا وَكَتَبَهَا لِي بِخَطِّهِ فِي جُزْءٍ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ يَرْوِيهَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ السَّنْجَارِيِّ وَهُوَ مُودَعَةٌ فِي جُمْلَةِ مَا أَوْدَعْتُهُ بِثَغْرِ آمِدَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ تَفَقَّهَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَدَقَةَ الْأَسْعَرْدِيِّ 343 - أَنْشَدَنِي أَبُو شُكْرٍ شَهْمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْحَسَنِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْحَسَنِيُّ لِنَفْسِهِ بِمَكَّةَ (وَسَائِلَةٍ عَنِّي أَهَلْ هُوَ كَالَّذِي ... عَهِدْنَا صَرُومُ الْحَبْلِ مِمَّنْ يُجَاذِبُهْ) (أَمِ ارْتَجَعَتْ مِنْهُ اللَّيَالِي وَرُبَّمَا ... تَفَلَّلَ مِنْ حَدِّ الْيَمَانِي مَضَارِبُهْ) (فَقُلْتُ لَهَا إِنِّي لَتَرَّاكُ مَنْزِلٍ ... إِلَيَّ حبيب حِين يزور جَانِبه) // الطَّوِيل // 344 - شَهْمٌ هَذَا كَانَ كَاسْمِهِ شَهْمًا وَوَجَدْتُ لَهُ فِي الرُّجْلَةِ نَصِيبًا وَافِرًا وَمُهِمًّا قَدِمَ مِصْرَ رَسُولًا مِنْ قِبَلِ ابْنِ عَمِّهِ فِي النَّسَبِ ابْنِ أَبِي هَاشِمٍ أَمِيرِ الْحَرَمَيْنِ وَوَصَلَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَعَلَّقْتُ عَنْهُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِ ابْنِ وَهَّاسٍ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ 345 - أخبرنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ شِفَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ حَمْدَانَ الْمُذَكِّرِ بِالْمَرَاغَةِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسمِائة مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَتَرُونِيُّ التُّسْتَرِيُّ بِقِرَاءَةِ أَبِي عَلَيْهِ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ فَارِسِ بْنِ زَكَرَيَّا الْأَدِيبُ بِالرَّيِّ أَنْشَدَنِي أَبِي (أَشَدُّ مِنْ فَاقَةٍ وَجُوعٍ ... مُقَامُ حُرٍّ عَلَى خُضُوعِ) (فَاطْلُبْ مَعَاشًا بِقَدْرِ قُوتٍ ... وَأَنْتَ بِالْمَنْزِلِ الرَّفِيعِ) الحديث: 343 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 (وَلَا تُرِدْ ثَرْوَةً بِمَالٍ ... تُنَالُ بِالذُّلِّ وَالْخُشُوعِ) (وَارْحَلْ إِذَا أَجْدَبَتْ بِلَادٌ ... مِنْهَا إِلَى الرِّيفِ وَالرَّبِيعِ) (لَعَلَّ دَهْرًا بَدَا بِنَحْسٍ ... يَكُرُّ بالسعد فِي الرُّجُوع) // الْبَسِيط // 346 - شِفَاءٌ أَخُو الْكَافِي أَبِي النَّجِيبِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَرَاغِيِّ كَتَبْنَا عَنْهُ بِالْمَرَاغَةِ وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا وَمَا كَتَبْتُهُ عَنْهُ فِي جُمْلَةِ مَا خَلَّفْتُهُ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ مُودَعًا 347 - سَمِعت شُرْوِينَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْأُرْمَوِيَّ بِسَاوَةَ وَبِمَرْذَقَانَ أَيْضًا قَالَ كَانَ بِأُرْمِيَةَ رَجُلٌ صَاحِبُ عِيَالٍ وَكَانَتْ مَعَهُ مِائَةُ دِينَارٍ فَدَفَنَهَا فِي مَوْضِعٍ وَسَافَرَ فَلَمَّا رَجَعَ لَمْ يَهْتَدِ إِلَى الْمَوْضِعِ فَقَصَدَ تُرْبَةَ الشَّيْخِ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَزْدَانيَارَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَبَكَى وَتَضَرَّعَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَغَفَتْ عَيْنُهُ فَرَأَى الشَّيْخَ أَبَا بَكْرٍ فِي مَنَامِهِ وَقَالَ لَهُ امْضِ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَخُذْ مَالَكَ فَانْتَبَهَ فَزِعًا مَذْعُورًا وَمَضَى وَحَضَرَ الْمَوْضِعَ وَأَخَذَ مَا كَانَ قَدْ دَفَنَهُ 348 - شُرْوِينُ هَذَا كَانَ شَيْخًا صَالِحًا وَكَانَ يَخْدُمُ الْمُتَصَوِّفَةَ بِمَرْذَقَانَ فِي رِبَاطٍ وَقَدْ سَافَرَ كَثِيرًا لِلِقَاءِ الشُّيُوخِ وَمَوْلِدُهُ بِأُرْمِيَةَ مِنْ مُدُنِ أَذْرَبِيجَانَ وَمَزْدَقَانُ مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ مِنْ مُدُنِ قُهُسْتَانَ 349 - وَأَنْشَدَنِي شُرْوِينُ بِمَزْدَقَانَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَبَلِيُّ وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ (شَوْقِي إلَى وَجَنَاتِ وَجْهِكَ سَيِّدِي ... شَوْقُ الْمَرِيضِ إلَى لِبَاسِ الْعَافِيَهْ) (وَلَقَدْ نَذَرْتُ لَئِنْ رَأَيْتُكَ مَرَّةً ... أَنْ لَا أَعُودَ الى فراقك ثَانِيَة) // الْكَامِل // 350 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَزْمِ شَدَّادُ بْنُ شَرِيفِ بْنِ صَدَقَةَ اللَّخْمِيُّ النَّجَّارُ الحديث: 346 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 بِالثَّغْرِ لِدُكُّوجَةَ الْبَنَّاءِ الْخَيَالِيِّ قَالَ وَكَانَ مِنَ الظُّرَفَاءِ فِي أَحَدِ الْمَكَّاسِينَ (جِئْتُ إِلَى كَرْمِيَ مَعَ جَرَّتِي ... لِأَلْقُطَ الْحَبَّ مِنَ الدَّالِيَهْ) (عَارَضَنِي فِي جَرَّتِي أَسْمَرُ ... يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْجِ فِي الزَّاوِيَهْ) (فَمَرَّ رُخِّي قَاصِدًا فِيلَهُ ... وَمَرَّ فِيلِي يَقْصِدُ الْحَاشِيَهْ) (فَمِرْتُ مِنْ كَرْمِي بِلَا جَرَّةِ ... لَا وَهَبَ اللَّهُ لَهُ الْعَافِيَة) // السَّرِيع // 351 - شَدَّادٌ هَذَا كَانَ عَامِّيًّا مِنَ الْعِلْمِ لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ وَيَحْفَظُ كَثِيرًا مِنَ الْحِكَايَاتِ الْمُضْحِكَةِ وَالْأَشْعَارِ الْمُطْرِبَةِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ كَثِيرًا وَفِي أُخْرَى 352 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَزْمِ شَدَّادُ بْنُ شَرِيفِ بْنِ صَدَقَةَ اللَّخْمِيُّ النَّجَّارُ بِالثَّغْرِ يَقُولُ أَنْشَدَنَا مَخْلُوفُ بْنُ غَانِمٍ الْكَرَجِيُّ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا مَخْلُوفًا هَذَا الَّذِي أَنْشَدَنِي عَنْهُ شَدَّادٌ وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ لِنَفْسِهِ (لَيْتَ الدَّلَاوِي تَبَّعَ الْأَحْدَبَا ... حَتَّى يَقُولَ الْقَبْرُ لَا مَرْحَبَا) (عَطَّلَ مَا جَاءَ بِهِ الْمُصْطَفَى ... أَحْمَدُ هَادِي الْأُمَّةِ الْمُجْتَبَى) (وَقَالَ مَنْ يَحْلِفُ فِي مُصْحَفٍ ... وَهْوَ كَذُوبُ لَمْ يَكُنْ مُذْنِبَا) (نَعَمْ وَلَمْ تَلْزَمْهُ كَفَّارَةٌ ... تَبًّا لَهُ الرِّحْبسُ لَقَدْ خُيِّبَا) (صَبَا إِلَى دِينِ مَجُوسِ الْوَرَى ... فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ صَبَا) // السَّرِيع // 353 - شَدَّادٌ هَذَا كَانَ عَامِّيًّا وَيَحْفَظُ كَثِيرًا مِنَ الْحِكَايَاتِ وَالشِّعْرِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَانَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْفَقِيهِ الْحُنَيْفِيِّ يَقْعُدُ فِي دَارِهِ مُسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةِ وَكُتُبُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ فِي وَسَطِهَا لَا يَلْتَذُّ بِسِوَاهَا رَحِمَهُ اللَّهُ الحديث: 351 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 354 - أخبرنَا أَبُو شُجَاعٍ شِيرَوَيْهِ بْنُ شَهْرَدَارَ بْنِ شِيرَوَيْهِ بْنِ فَنَاخِسْرَهْ الدَّيْلَمِيُّ بِهَمَذَانَ 355 - أَنْشَدَنَا شَاهُ بْنُ مَهْمَانَدَارَ الْجِيلِيُّ مِنْ حُجَّابِ الْخَلِيفَةِ بِهَمَذَانَ لِنَفْسِهِ (مَا حُلْتُ عَمَّا تَعْلَمُونَ ... وَرُبَّ مُشْتَاقٍ يَحُولُ) (أَمْسَى هَوَاكَ كَأَنَّهُ ... ظِلُّ الْخَلِيفَةِ لَا يَزُول) // الْكَامِل // 356 - شَاهُ هَذَا رَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ وَهُوَ مِنْ حُجَّابِ الْمُسْتَظْهِرِ ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِهَمَذَانَ وَاسْتَنْشَدْتُهُ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ فَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ لِنَفْسِهِ (أَمَّا السُّلُوُّ فَمُسْتَحِيلُ ... وَاللَّيْلُ بَعْدَكُمْ طَوِيلُ) (يَا مَنْ ذَلِلْتُ لِحُبِّهِ ... وَالْحُبُّ صَاحِبُهُ ذَلِيلُ) // الْكَامِل // وَشَاهُ مَعْنَاهُ الْمَلِكُ وَمَهْمَانَدَارَ يَعْنِي بِهِ الْمُضَيِّفَ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ جِيلَانَ وَاسْمُهُ وَاسْمُ أَبِيهِ دَالَّانِ عَلَى عُجْمَتِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ 357 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو شَافِعِيُّ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْمُخْتَارِ بْنِ الْعَبَّاسِ التَّمِيمِيُّ الْمُقْرِئُ بِقَزْوِينَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُمَيْرِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَيَارَجِيُّ أَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِّيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُشْمِيهَنِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفَرَبْرِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيُّ الحديث: 354 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ قَالَ لِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُوكِي فيُوكِي اللَّهُ عَلَيْكِ 358 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ بِقَزْوِينَ فَقَالَ سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ مُقْرِئُ الْجَامِعِ وَالْمُصَدَّرُ بِهِ وَقَدْ قَرَأَ عَلَى أَبِيهِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَسَمِعَ مِنَ الْخَيَارَجِيِّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 359 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ شَرْوَهَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ شَرْوَهَ السَّلَمَاسِيَّ التَّاجِرَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ الزَّاهِدَ يَقُولُ سَمِعت الْجُنَيْدَ بْنَ دَانْيَالَ الْكِرْمَانِيَّ الصُّوفِيَّ بِصُورَ يَقُولُ قَبْلَ اسْتِيلَاءِ الْإِفْرِنْجِ عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَا أَبَا نَصْرٍ تَسْتَوْلِي الرُّومُ عَلَى الْقُدْسِ وَأَكُونُ أَنَا مِمَّنْ يُقْتَلُ بِهَا فَتَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَكَانَ وَاللَّهِ كَمَا قَالَ لَمْ يَمْضِ قَلِيلٌ حَتَّى قُتِلَ فِيمَنْ قُتِلَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ 360 - شَرْوَهُ هَذَا مِنْ كِبَارِ التُّجَّارِ وَكَانَ صَالِحًا وَرِعًا وَلَهُ مَعْرُوفٌ وَصَدَقَاتٌ وَقَدْ دَخَلَ الْأَنْدَلُسَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْبِلَادِ فِي التِّجَارَةِ وَكَانَ يَحْكِي مِمَّا رَأَى فِي الْبَحْرِ مِنَ الْغَرَائِبِ عَجَائِبَ وَعَلَّقْتُ بَعْضَ ذَلِكَ عَنْهُ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ الحديث: 358 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 - حَرْفُ الصَّادِ - 361 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ صَالِحَ بْنَ الْفَرَجِ النُّهَاوَنْدِيَّ بِالزِّزِّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَوَارِسِ دَاوُدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَجْلِيَّ الزِّزِّيَّ يَقُولُ دَخَلْتُ نُهَاوَنْدَ فَقَصَدْتُ رِبَاطَ أَبِي الْحَسَنِ النُّهَاوَنْدِيِّ فَرَأَيْتُ الْبَنَّائِينَ يَعْمَلُونَ فَأَخَذَ فَقِيرٌ زَاوِيَتِي وَدَخَلَ بِهَا الرِّبَاطَ وَاشْتَغَلْتُ أَنَا مَعَ مَنْ يَبْنِي فَأُخْبِرُ أَبُو الْحَسَنِ فَقَالَ هَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا دَاوُدُ الْخَادِمُ فَتَعَجَّبُوا مِنْ فَرَاسَتِهِ وَكَرَامَتِهِ 362 - صَالِحٌ هَذَا كَانَ مِنْ صُلَحَاءِ الصُّوفِيَّةِ وَكَانَ شَيْخُهُ دَاوُدُ أَذِنَ لَهُ أَنْ يُلْبِسَ الْمُرَقَّعَةَ فَلَمْ يُلْبِسْ أَحَدًا قَطُّ فَسَأَلْتُهُ أَنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَمْ أَبْلُغْ دَرَجَةَ الْمُرِيدِينَ بَعْدُ فَكَيْفَ أَتَّخِذُ الْمُرِيدَ 363 - أَخْبَرَنَا أَبُو التُّقَى صَالِحُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ مُلْهِمٍ اللَّبَّانِ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِيُّ ابْنُ بِنْتِ بْنِ أَبِي جِدَارٍ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ الصَّيْرَفِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى النَّقَّاشُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْخَوْلَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوْلَانِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ ثَنَا تَلِيدٌ ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَابْكِ مِنْ ذِكْرِ خَطِيئَتِكَ الحديث: 361 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 364 - أَبُو التُّقَى هَذَا شَيْخٌ صَالِحٌ وَيُعْرَفُ بِالشَّرَابِيِّ وَسَمَاعُهُ مَكْتُوبٌ اللَّبَّانُ وَهُوَ مَالِكِيُّ الْمَذْهَبِ وَكَانَ قَدِيمًا يَؤُمُّ فِي الْجَامِعِ بِطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ كَمَا يُصَلِّي غَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَامِعِ الْعَتِيقِ الْمَعْرُوفِ بِجَامِعِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ثُمَّ ضَعُفَ فَاسْتَنَابَ آخَرَ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَحَجَجْتُ حَجَّتَيْنِ حِجَّةً عَلَى طَرِيقِ عَيْذَابَ فِي الْبَحْرِ وَأُخْرَى عَلَى الشَّامِ فِي الْبَرِّ وَسمعت نِصْفَ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَلَى كَرِيمَةَ الْمَرْوَزِيَّةِ بِمَكَّةَ وَسمعت بِمِصْرَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِيِّ وَأَبِي الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئِ الشِّيرَازِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَأَصْلُنَا مِنَ الشَّامِ وَقَدْ وَجَدْتُ أَنَا لَهُ سَمَاعًا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الضَّرَّابِ أَيْضًا رَحِمَهُ اللَّهُ 365 - أَخْبَرَنِي أَبُو التُّقَى صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ الْعَطَّارُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّافِعِيُّ الْقَاضِي أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَعْرَابِيُّ بِمَكَّةَ ثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمَخُرِّمِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَحَذَفْتَهُ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ حَرَجٍ 366 - أَبُو التُّقَى هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ الْعَفِيفِ وَكَانَ هُوَ أَيْضًا عَفِيفًا ومولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِمِصْرَ 367 - ذَكَرَ لِي صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُفَرِّجٍ الْمَقْدِسِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بِمِصْرَ وَكَانَ قَدْ ذَكَرَ لِي أَبُوهُ مُحَمَّدٌ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ 368 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ صَدَقَةُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْقَصَّارُ الْمُقْرِئُ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُخَلَّدٍ الْأَزْدِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الحديث: 364 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الصِّلْحِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَمْعَانَ الْحَافِظُ ثَنَا عَشَلُ بْنُ سَهْلٍ الرَّزَّازُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ رَاشِدِ بْنِ مَطَرٍ ثَنِي أَخِي شَيْبَةُ قَالَ قُلْتُ لِشَرِيكٍ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَوْلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ حَدَثًا بَعْدِي وَارْتَدَدْتُمْ على أعقابكم على مَا حملتم هَذَا قل عَلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ 369 - هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي جَامِعِ وَاسِطٍ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ غُلَامِ الْهَرَّاسِ بِرِوَايَاتٍ رَوَى لَنَا عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُخَلَّدٍ الْأَزْدِيِّ وَعَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُخَلَّدٍ وَسَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا الْكَرَمِ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ فَقَالَ صَالِحٌ مِنْ غِلْمَانِ أَبِي الْمُفَضَّلِ وَسَمِعَ مَعَنَا عَلَيْهِ 370 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَعْرُوفِ صَدَقَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى الرَّبَعِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ لِنَفْسِهِ (زَمَنٌ تُبَاشِرُنِي جِنَايَتُهُ ... أَبَدًا وَتَقْهَرُنِي صَرَامَتُهُ) (وَنَوًى شَرِبْتُ بِكَأْسِ حَسْرَتِهِ ... جُرَعًا فَأَضْنَتْنِي مَرَارَتُهُ) (وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَلْبَ يُعْقِبُنِي ... صَبْرًا فَخَانَتْنِي أَمَانَته) // الْكَامِل // 371 - صَدَقَة هَذَا كَانَ كيسا فظنا ذَكِيًّا جَيِّدَ النَّظْمِ وَقَدْ نَسَخَ خِتَمًا كَثِيرَةً بِخَطٍّ جَيِّدٍ وَقَالَ لِي لَا أَحْفَظُ لِشَاعِرٍ شَيْئًا وَلَمْ أَقْرَإِ الْعَرُوضَ قَطُّ وَقُلْتُ الشِّعْرَ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَلَمْ أَمْدَحْ وَلَمْ أَهْجُ إِلَى وَقْتِي هَذَا أَحَدًا وَإِنَّمَا أَعْمَلُ الشِّعْرَ وَلَعًا وَمَحَبَّةً فِيهِ ثُمَّ مَدَحَنِي بَعْدُ بِمُقَطَّعَاتٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 372 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَعْرُوفِ صَدَقَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى الرَّبَعِيُّ لِنَفْسِهِ فِي مُصْحَفٍ كَتَبَهُ بِخَطِّهِ وَأَهْدَاهُ لِأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ (خُذْ تُحْفَةً أَنْزَلَهَا رَبُّنَا ... هَدِيَّةً مِنِّي وَفِيهَا هُدَاكَ) (لَمْ أَرْضَ فِي النَّاسِ جَمِيعًا لَهَا ... وَحَقِّ مَنْ سواك خلقا سواك) // السَّرِيع // الحديث: 369 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 373 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَجْدِ صَمْصَامُ بْنُ عَسَاكِرَ بْنِ يَعْقُوبَ الْكَاتِبُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي مُغِيثٍ اللَّخْمِيُّ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ مِنَ الْبِصْرَةِ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بَقِيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ إِمْلَاءً فِي مَسْجِدِهِ بِقَسَامِلَ وَهُوَ أَوَّلُ مَجْلِسٍ أَمْلَاهُ أَنَا الْإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَادِرُ بِاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِجَازَةً أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الشّيحِيُّ أَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الزَّاهِدُ قَرَأْتُ عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ حَدَّثَكَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ صَاحِبُ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَزْدَانيَارَ ثَنِي أَبُو الْمُؤَمَّلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفُضَيْلِ ثَنَا أَبُو عُتْبَةَ ثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ عَلَيَّ الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ 374 - صمصام هَذَا كَانَ من أكتب الوراقين للوراقة وَأَحْسَنهمْ خطا وأجودهم عبارَة وَكَانَ شافعيّ الْمَذْهَب من أَصْحَاب أبي مُحَمَّد بن الآمدَّية الْفَقِيه الْمَقْدِسِي وكتبت عَنهُ هَذَا الحَدِيث لغرابة اسْمه وَتُوفِّي سنة 375 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ صَاعِدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِالرَّيِّ وَوَلِيَ قَضَاءَ الْقُضَاةِ بِهَا وَمِنْ قَبْلِهِ أَبُوهُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الرَّيَّ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ بِنَيْسَابُورَ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَقَالَ أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ 376 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَذَكَرَ أَنَّهُ دَخَلَ الحديث: 373 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 أصْبَهَانَ وَنَيْسَابُورَ وَبَلْخَ وَغَيْرَهَا وَسَمِعَ بِهَا وَبِالرَّيِّ أَبَا الْعَبَّاسِ النَّاطِقِيَّ وَأَبَا سَعْدٍ السَّمَّانَ وَابْنَ أَسْعَدَ الْمُزَكِّي وَغَيْرَهُمْ وَكَانَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ الْكِبَارِ ذَا هَيْئَةٍ وَأُبَّهَةٍ 377 - سَمِعت أَبَا الضَّوْءِ صَبَاحَ بْنَ عُثْمَانَ الْبَرْقِيَّ بِالثَّغْرِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَالْعِفَّةِ يَقُولُ هَذَا الزَّمَانُ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ زَمَانٌ قَدْ قَلَّ فِيهِ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ لَمْ يَجِدْ مُعِينًا وَقُصِدَ بِالْأَذِيَّةِ وَالْمَضَرَّةِ فَيُغَيِّرُ الْمَرْءُ بِقَلْبِهِ طَلَبًا لِلسَّلَامَةِ وَالْعَافِيَةِ وَاللَّهُ تَعَالَى فَلَا تَخْفَى عَنْهُ خَافِيَةٌ هَذَا مَعْنَى كَلَامِهِ لَا نَصُّهُ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 378 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْوَفَاءِ صَادِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَامِلٍ الْأَنْصَارِيُّ الْقَاهِرِيُّ قَاضِي ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِنَفْسِهِ (الْعِلْمُ فَرْعٌ طَيِّبٌ أَصْلُهُ ... لَا شَكَّ وَالْعَقْلُ لَهُ أَصْلُ) (فَارْجِعْ إِلَى الْعَقْلِ وَخَلِّ الْهَوَى ... فَمَالِكُ الْعَقْلِ لَهُ الْفضل) // السَّرِيع // 379 - أَبُو الْوَفَاءِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْوَفَاءِ حَسَنَ الْعِشْرَةِ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ وَلِيَ قَضَاءَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مُدَّةً وَاسْتَشْهَدَ أُمَّةً وَكَانَ إِسْمَاعِيلِيَّ الْمَذْهَبِ وَأَخُوهُ وَلِيَ قَضَاءَ الْقُضَاةِ بِمِصْرَ ثُمَّ عُزِلَ 380 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ صُبْحُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ غَيْثٍ السَّلْمِيُّ الْهَيْبِيُّ الصُّورِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ لِأَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّقْشِيِّ الحديث: 377 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 (إذَا مَا الْعَبْدُ رَاقَبَ مَنْ يَرَاهُ ... وَخَالَفَ عِنْدَ خَلْوَتِهِ هَوَاهُ) (وَآنَسَ نَفْسَهُ بِاللَّهِ قُرْبًا ... وَلَمْ يَأْنَسْ إلَى أَحَدٍ سِوَاهُ) (وَصَامَ نَهَارَهُ وَرَعًا وَنُسْكًا ... وَجَانَبَ عِنْدَ مَضْجَعِهِ كَرَاهُ) (فَذَاكَ مِنَ الْوَرَى عَبْدٌ مُطِيعٌ ... لِمَوْلًى نَحْوَ طَاعَتِهِ هداه) // الوافر // 381 - صُبْحٌ هَذَا مِنْ أَهْلِ صُورَ وَتُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ شِعْرِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَثِيرًا وَلَهُ فِيَّ مُقَطَّعَاتٌ وَفِي غَيْرِي وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يَقُوله ملحون وإذارئي لَهُ مَا هُوَ مُعْرَبٌ فَهُوَ مَسْرُوقٌ وَاللَّهُ تَعَالَى يَتَجَاوَزُ عَنَّا وَعَنْهُ بِكَرَمِهِ وَفَضْلِهِ 382 - أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ صَدِيقُ بْنُ وَنْدَرِينَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ الْمَرَنْدِيُّ بِمَرَنْدَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا لِنَفْسِهِ فِي الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ (تَرَاهُ مِنَ الذَّكَاءِ نَحِيفَ جِسْمٍ ... عَلَيْهِ مِنْ تَوَقُّدِهِ دَلِيلُ) (إِذَا كَانَ الْفَتَى ضَخْمَ الْمَعَالِي ... فَلَيْسَ يضيره الْجِسْم الضئيل) // الوافر // 383 - أَنْشَدَنِي أَبُو الزُّلَالِ صَفْوَانُ بْنُ عَطَّافِ بْنِ صَفْوَانَ الْمَاكِسِينِيُّ بِالْحُصَيْنِ عَلَى نَهْرِ الْخَابُورِ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فُرَيْجٍ الْقُضَاعِيُّ لِنَفْسِهِ بِمَاكِسِينَ الحديث: 381 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 (لَقَدْ كُنْتُ زَرْعًا فِي اخْضِرَارٍ وَقُوَّةٍ ... وَقَدْ صِرْتُ زَرْعًا يَابِسَاتٍ سَنَابِلُهْ) (وَحَقًّا دَنَا مِنِّي الْحَصَادُ وَعُيِّبَتْ ... لِقَطْعِي بِأَيْدِي الْقَاطِعِينَ مَنَاجِلُهْ) (فَرَبِّ أَعِنِّي عِنْدَ إدْرَاكِ سَكْرَةٍ ... مِنَ الْمَوْتِ تَغْشَانِي وَتَغْشَى قَوَاتِلُهْ) // الطَّوِيل // 384 - صَفْوَانُ هَذَا مِنْ تَلَامِذَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَاكِسِينِيِّ وَعَلَيْهِ تَلَقَّنَ الْقُرْآنَ بِمَاكِسِينَ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْحُصَيْنِ ضَيْعَةٌ عَلَى نَهْرِ الْخَابُورِ كَبِيرَةٌ وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ كَدِّ يَدِهِ وَيَشْتَغِلُ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ لَيْلًا وَنَهَارًا وَيُشَارُ إِلَيْهِ فِي الصَّلَاحِ وَالْوَرَعِ بِتِلْكَ النَّوَاحِي الحديث: 384 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 - حَرْفُ الضَّادِ - 385 - سَمِعت أَبَا النُّورِ ضِيَاءَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ نُصَيْرٍ الْعُلَيْمِيَّ بِثَغْرِ صُورَ يَقُولُ ثَنِي سُعُودٌ الْمَغْرِبِيُّ وَكَانَ يَخْدُمُ الْأُسْتَاذَ أَبَا الْحُسَيْنِ زَيْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ التُّونِيَّ يَقُولُ تُوُفِّيَ الْأُسْتَاذُ بِصُورَ وَكَانَ بِقُرْبِنَا عَيْنٌ قَلِيلَةُ الْمَاءِ فَلَمَّا هَمَمْنَا بِغَسْلِهِ زَادَ وَاللَّهِ مَاؤُهَا إِلَى أَنْ فَرَغْنَا مِنْ غُسْلِهِ ثُمَّ عَادَ إِلَى حَالِهِ قَالَ ضِيَاءٌ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا زَيْدًا وَكَانَ زَاهِدًا وَرِعًا كَثِيرَ الصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ لِلْقُرْآنِ وَلَمْ يَكُ يَتَكَلَّمُ فِي أَحَدٍ إِلَّا بِخَيْرٍ وَيُطْعِمُ النَّاسَ مِنْ قُوتِهِ 386 - ضِيَاءٌ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ جَبَلِ عَامِلَةَ وَانْتَقَلَ إِلَى بَانْيَاسَ وَقْتَ اسْتِيلَاءِ الْإِفْرِنْجِ عَلَى جَبَلِهِمْ وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِدِمَشْقَ وَصُورَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ حِطِّينُ الَّتِي مِنْهَا الْفَقِيهُ هَيَّاجٌ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى طَبَرِيَّةَ وَبِهَا قَبْرُ يُوشَعَ بْنِ نُونَ 387 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ ضَبَّةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فُرَيْجٍ الْقُضَاعِيُّ الشُّرُوطِيُّ بِالرَّحْبَةِ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الْمَوْصِلِيُّ الطُّوسِيُّ وَطُوسُ أَبُو سَلَامَةَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مَكِّيُّ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَمَّوَيْهِ الْمُقْرِئُ الحديث: 385 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 الدِّينَوَرِيُّ ثَنَا أَبِي أَبُو مَنْصُورٍ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْقَطَّانُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبُنْدَارُ بْنُ عَبْدَكٍ قَالَا ثَنَا عَمْرُو بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ بِالصَّبْرِ عِبَادَةٌ 388 - ضَبَّةُ هَذَا هُوَ أَخُو أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَاكِسِينِيِّ الْفَقِيهِ الضَّرِيرِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِمَاكِسِينَ فَرَحَلْتُ مَعَ أَخِي إِلَى مَيَّافَارِقِينَ لِلْتَفَقُّهِ عَلَى أَبِي مَنْصُورٍ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الطُّوسِيِّ فَأَقَمْنَا بِآمِدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُرَابِطِينَ وَسَمِعْنَا مِنْ أَبِي مَنْصُورٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْأصْبَهَانِيِّ فَوَائِدَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ثُمَّ دَخَلْنَا مَيَّافَارِقِينَ فَسَمِعْنَا بِهَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ بَنَانٍ الْكَازَرُونِيِّ الْفَقِيهِ وَعَلَى الْفَقِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ السَّنْجَارِيِّ وَهَيَّاجِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحُطَّيْنِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَآخَرِينَ وَبِالرَّحْبَةِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ التُّنْكَتِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ طُوسَ الْمَوْصِلِيِّ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونَ وَغَيْرِهِمْ وَأَمْلَى عَلَيَّ نَسَبَهُ وَقَالَ أَنَا ضَبَّةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فُرَيْجٍ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ خُنَيْسٍ 389 - قَالَ وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى مَيَّافَارِقِينَ قَالَ أَخِي قَصِيدَةً فِي الْقَاضِي أَبِي مَنْصُورٍ وَأَنْشَدَهَا فِي مَجْلِسِهِ (أَقُولُ لِنَفْسِي إذْ سَمِعت رِوَايَةً ... عَنِ الطَّاهِرِ الْمَيْمُونِ مِنْ نَسْلِ هَاشِمِ) (بِأَنَّ طِلَابَ الْعِلْمِ فَرْضٌ وَوَاجِبٌ ... عَلَى مُؤْمِنٍ مُسْتَمْسِكٍ بِالدَّعَائِمِ) (أَلَا إِنَّمَا الْعِلْمُ الشَّرِيفُ مَوَاهِبٌ ... يُخَصُّ بِهَا أَهْلُ الْعُلَى وَالْمَكَارِمِ) (عَلِيٌّ رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ بِصِحَّةٍ ... أَلَا لَيْسَ قَدْرُ الْمَرْءِ مِلْكَ الدَّرَاهِمِ) (وَلَكِنَّ قَدْرَ الْمَرْءِ مَا كَانَ عَارِفًا ... مِنَ الْعِلْمِ فَاصْحَبْهُ تَكُنْ غَيْرَ آثِمِ) (وَلَا تَصْحَبِ الْجَهْلَ الْمَشُومَ فَإِنَّهُ ... مَنَازِلُ قَوْمٍ شُبِّهُوا بِالْبَهَائِمِ) (فَجِئْتُ إِلَى الْقَاضِي الْإِمَامِ مُؤَمَّلا ... عُلُومًا وَآدَابًا أَجَلَّ الْغَنَائِم) // الطَّوِيل // الحديث: 388 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 390 - أَنْشَدَنِي الْأَمِيرُ أَبُو الْأَشْبَالِ الضِّرْغَامُ بن بْنُ سَوَّارٍ اللَّخْمِيُّ قَبْلَ وَزَارَتِهِ الشِّعْرَ الْقَدِيمَ (أَيْنَ الَّذِينَ تَهُزُّهُمْ مُدَّاحُهُمْ ... هَزَّ الْكُمَاةِ عَوَالِيَ الْمُرَّانِ) (كَانُوا إِذَا امْتُدِحُوا رَأَوْا مَا فيهم ... فالأريحية مِنْهُم بمَكَان) // الْكَامِل // وَكَتَبْتُ عَنْهُ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ وَلَهُ إِلَيَّ شِعْرٌ وَقَدْ أَجَبْتُهُ عَنْهُ وَلَا يحسن إِيرَاده هَهُنَا وَقتل سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة الحديث: 390 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 - حَرْفُ الطَّاءِ - 391 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ طَاهِرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بِشْرٍ الإسفرائيني بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِلَابِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمِ بْنِ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ السَّلْمِيُّ ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ 392 - سَهْلُ بْنُ بِشْرٍ كَانَ إسفرائينيا أَقَامَ بِدِمَشْقَ وَوُلِدَ لَهُ طَاهِرٌ هَذَا وَقَدْ سَمَّعَهُ عَنِ ابْنِ مَكِّيٍّ الْمِصْرِيِّ وَأَبِي الْقَاسِمِ الْحِنَّائِيِّ الدِّمَشْقِيِّ وَآخَرِينَ وَكَتَبَ عَنْ سَهْلٍ كَثِيرًا مِمَّا سَمِعَهُ بِمِصْرَ عَلَى ابْنِ الطَّفَّالِ وَطَبَقَتِهِ وَكَانَ صُوفِيًّا مِنْ مَشَائِخِ الْقَوْمِ ثِقَةً فِي رِوَايَاتِهِ 393 - أَخْبَرَنِي طَاهِرٌ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ عُثْمَانَ الْأَزْدِيُّ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْإِخْمِيمِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْفَرْحِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرْوَبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ الحديث: 391 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 394 - سَمِعت طَاهِرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْحَدَّادَ بِهَمَذَانَ يَقُولُ أَخَذْتُ الْخِرْقَةَ مِنْ يَدِ بِنْجِيرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْهَمَذَانِيِّ صَاحِبِ جَعْفَرٍ الْأَبْهَرِيِّ فَقَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَعِيدٍ حَفِيدُ أَبِي الْعَبَّاسِ النُّهَاوَنْدِيُّ فَكُنْتُ أَخْدِمُهُ وَأَسْتَقِي وُضُوءَهُ فَوَهَبَ لِي يَوْمًا مُرَقَّعَةً وَأَلْبَسْنِيهَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِبِنْجِيرَ فَأَجَازَهُ وَقَالَ لَيْسَ يَكُونُ لِلرَّجُلِ شُيُوخٌ فِي الْحَدِيثِ فَكَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي التَّصَوُّفِ شُيُوخٌ لِتَلْحَقَهُ بَرَكَاتُهُمْ 395 - طَاهِرٌ هَذَا مِنْ قُدَمَاءِ الصُّوفِيَّةِ قَالَ لِي الْآنَ خَمْسُونَ سَنَةً أَحْمِلُ الْمُرَقَّعَةَ وَأَخْدُمُ وَقَدْ دَخَلَ الْحِجَازَ وَالشَّامَ وَالْعِرَاقَ وَرَأَى شُيُوخَهَا وَمِنْهُمْ أَبُو الْحَسَنِ وَأَبُو سَعِيدٍ حَفِيدَا أَبِي الْعَبَّاسِ النُّهَاوَنْدِيِّ بِنُهَاوَنْدَ وَابْنُ عِنَانٍ الْكَنْكَشِيُّ بِالدَّيْنَوَرِ وَأَبُو الْفَتْحِ بْنُ عَزَّوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ بِالرَّيِّ وَأَبُو حَفْصٍ الْأَبْهَرِيُّ بِالرَّمْلَةِ وَإِبْرَاهِيمُ الْقِبَابِيُّ بِصُورَ وَأَبُو بَكْرٍ الطُّوسِيُّ بِالْقُدْسِ وَسَعْدٌ الزَّنَجَانِيُّ وَالْكَوِجُ بِمَكَّةَ وَدَخَلَ أصْبَهَانَ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ بِهَا الْحَدِيثَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَنْدَهْ قَالَ وَسمعت بِهَمَذَانَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَافِظِ وَآخَرِينَ وَكَانَ لَهُ لِسَانٌ وَكَلَامٌ حَسَنٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِذَا خُلِّيَ الْمُرِيدُ وَمُرَادَهُ لِيَقُولَ وَيَفْعَلَ مَا أَرَادَهُ فَهُوَ مَهْجُورُ الطَّرِيقَةِ عَلَى الْحَقِيقَةِ 396 - سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ طَاهِرَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مِمَّانَ الْوَيْشِيَّ بِالزِّزِّ مِنْ مُضَافَاتِ هَمَذَانَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ جَابَارَ الدُّونِيَّ بِالدُّونِ يَقُولُ سَمِعت الشَّيْخَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الدُّونِيَّ يَقُولُ وَصِيَّتِي إِلَى أَصْحَابِي أَدَاءُ فَرَائِضِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَرْكُ حُظُوظِ أَنْفُسِهِمْ وَمُرَاعَاةُ الْمُرِيدِينَ وَخِدْمَتُهُمْ 397 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ ولدت سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأَخَذْتُ الْخِرْقَةَ مِنْ يَدِ عُمَرَ بْنِ جَابَارَ وَكَانَ مِنْ خَوَاصِّ مُرِيدِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدُّونِيِّ وَكُنْتُ حِينَئِذٍ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ خَيِّرٌ وَلَهُ حُرْمَةٌ تَامَّةٌ بِتِلْكَ النَّاحِيَةِ الحديث: 394 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 398 - الْقَاضِي طَاهِرٌ الْجَنَزِيُّ كَتَبْتُ عَنْهُ بِثَغْرِ جَنْزَةَ وَقَدْ ذَهَبَ عَلِيَّ الْآنَ نَسَبُهُ وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ بَلَدِهِ يُشَارُ إِلَيْهِ فِي الْفَضْلِ فِقْهًا وَأَدَبًا وَرَوَى لَنَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُلَيْكَ النَّيْسَابُورِيِّ وَأَبِي الْفَضْلِ شَعْبَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْذَعِيِّ وَهُوَ أُسْتَاذُهُ فِي الْفِقْهِ وَعَنْ غَيْرِهِمَا وَقَدْ دَخَلَ أصْبَهَانَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ حَضَرْتُ مَجْلِسَ النِّظَامِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْوَزِيرِ وَيَقْرَأُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحَدِيثَ فَقَرَأَ الْقَارئ الْجُعَّرَانَةَ فَقُلْتُ بِالتَّخْفِيفِ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَكَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ سَبَبَ تَوْلِيَتِي الْقَضَاءَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَيْضًا دخل الْأَمِير أَبُو نصر بن مَاكُولَا الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ جَامِعَ ثَغْرٍ لَمَّا وَصَلَ السُّلْطَانُ وَوَزِيرُهُ النِّظَامُ إِلَى أَرَانِيَّةَ فَأَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَتَوَجَّهَ إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ فَأُشِيرَ إِلَيْهِ فَقَالَ لِكُلِّ دَاخِلِ بَرْقَه وَاسْتَدَارَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ 399 - سَمِعت أَبَا الْحُلِيِّ طَوْقَ بْنَ يَحْيَى بْنِ نَصْرِ اللَّهِ الْكَتَّامِيَّ الْخَيَّاطَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيَّ الْحُنَيْفِيَّ يَقُولُ لَقَدْ حَذَّرَكَ وَأَجَّلَكَ مَنْ أَخْفَى عَنْكَ أجَلَكَ 400 - طَوْقٌ هَذَا كَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ الْبَكَّائِينَ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ تِلَاوَةً لَمْ أَسْمَعْهُ قَطُّ يَقْرَأُ إِلَّا أَثَّرَتْ قِرَاءَتُهُ فِيَّ وَرُبَّمَا بَكَيْتُ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ سَمِعَهَا مِنْ شُيُوخِهِ وَكَانَ يَقْرَأُ النَّافِعَ وَيَحْفَظُ مِنْ حَدِيثِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَحِكَايَاتِ الصَّالِحِينَ جُمْلَةً وَكَانَ ظَاهِرَ الصَّلَاحِ يَخِيطُ وَيَأْكُلُ مِنْ كَدِّ يَدِهِ 401 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفُتُوحِ الصَّقَلِّيَّ يَقُولُ رَأَيْتُ أَخِي فِي الْمَنَامِ بَعْدَ أَنْ تُوُفِّيَ فَقُلْتُ يَا أَخِي أَلَا أَلْحَقُ بِكَ فَقَالَ أَمَّا بِلا زَادٍ فَلَا تَأَهَّبْ قَبْلُ وَاحْمِلْ مَعَكَ زَادَكَ ثُمَّ الْحَقْ بِي الحديث: 398 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 402 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ طَارِقَ بْنَ مُوسَى بْنِ يَعِيشَ الْبَلَنْسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقوُلُ سَمِعت الشَّيْخَ ابْنَ الْحَرَّارِ وَكَانَ مِنْ صُلَحَاءِ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ بِالْأَنْدَلُسِ يَقُولُ كُنْتُ بِمَكَّةَ عِنْدَ فَقِيهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا الْمَالِكِيَّةِ فَجَلَسَ إِلَيْنَا رَجُلٌ لَا نَعْرِفُهُ فَإِذَا رِيحُهُ كَأَنَّهَا الْقَطِرَانُ فَرَاجَعْنَاهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ بَعْدَ تَمَنُّعٍ قَدْ كُنْتُ رَجُلًا أَبْغَضُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَسُبُّهُمَا وَأَتَغَالَى فِي حُبِّ عَلِيٍّ فَرَأَيْتُهُ لَيْلَةً فِي الْمَنَامِ وَكَأَنِّي ظَمَآنُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي مِنْ شِيعَتِكَ فَاسْقِنِي فَأَشَارَ إِلَى كُوزٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ وَلَمْ يُكَلِّمْنِي فَأَصْبَحْتُ وَأَنَا عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ فَجِئْتُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ تَائِبًا مِمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ وَأُحِبُّ مِنْكُمُ الْمُعَاوَنَةَ بِالدُّعَاءِ فَرُبَّمَا يُزِيلُ اللَّهُ تَعَالَى عَنِّي مَا أَنَا فِيهِ فَقَدْ شَبِعْتُ مِنْ حَيَاتِي فَدَعَوْنَا لَهُ وَقَامَ عَنَّا بَاكِيًا 403 - طَارِقٌ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَقَدْ أَقَامَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مُدَّةً مَدِيدَةً وَسَمِعَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِهَا بِقَرَاءَتِي وَبِقَرَاءَةِ غَيْرِي وَكَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا وَكَانَ حَسَنَ التِّلَاوَةِ لِلْقُرْآنِ مُتَصَاوِنًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَرَوَى بِهَا مَا سَمِعَهُ عَلَيَّ وَعَلَى غَيْرِي وَقَدِمَ الثَّغْرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسِنِينَ حَاجًّا وَقَدْ كَبُرَ وَضَعُفَ وَبَلَغَنَا أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ 404 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّلْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْبَدِيعِ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي مُيَسَّرٌ غُلَامُ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بِصُورَ قَالَ أَنْشَدَنِي مَوْلَاي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الصُّورِيُّ لِنَفْسِهِ (نَجْنِي وَتُؤْخَذُ أَيَّامٌ وَأَزْمَانُ ... وَتُسْتَخَانُ إِذَا لُوَّامُهَا خَانُوا) (أَخَيْمَةً نَصَبَ الْفُرَّاشُ أَمْ فَلَكًا ... ذِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ أَمْ ذَا الشَّخْصُ إنْسَانُ) (يَا جَامِعَ الْقَصَبَيْنِ الْحَاوِيَيْنِ لَهُ ... فَضَائِلًا مَا لَهَا أَهْلُ وَلَا كَانُوا) (عِنْدِي كِتَابُ ثَنَاءٍ بَاتَ يُزْعِجُنِي ... عَنْهُ انْزِعَاجُكَ هَذَا مِنْهُ عُنْوَانُ) (لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلَّيَالِي مِنْ مَحَاسِنِهَا ... وَمِنْ مَنَاقِبِهَا إلَّا سُلَيْمَانُ) // الْبَسِيط // الحديث: 402 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 405 - الْبَدِيعُ هَذَا كَانَ فِي عَصْرِهِ بَدِيعًا وَآيَةً فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ جَمِيعًا وَلَهُ مَقَامَاتٌ وَرَسَائِلُ بَدِيعَةٌ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة بِدِمَشْقَ وَقَرَأْتُ النَّحْوَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ طَاهِرٍ النَّحْوِيِّ وَاللُّغَةَ عَلَى أَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ الْفَصِّ وَلِيَ مُدَّةً مَدِيدَةً بِدِيَارِ مِصْرَ وَبِهَا مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ جُمْلَةً صَالِحَةً مَنْ شَعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ فَمَا أَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ قَوْلَهُ (قِيلَ لِي لِمَ جَلَسْتَ فِي طَرَفِ الْقَوْمِ ... وَأَنْتَ الْبَدِيعُ رَبُّ الْقَوَافِي) (قُلْتُ آثَرْتُهُ لِأَنَّ الْمَنَادِيلَ ... تُرَى طُرْزُهَا عَلَى الْأَطْرَافِ) (وَكَفَانِي مِنَ الْفَخَارِ بِأَنِّي ... نَازِلٌ فِي مَنَازِلِ الْأَشْرَافِ) // الْخَفِيف // وَقَوْلُهُ (قَلْبِي إِلَى مَوْطِنِي إِذَا خَطَرَتْ ... عَوَاطِفُ الشَّوْقِ غَيْرُ مَنْعَطِفِ) (وَلَيْسَ لِي عَوْدَةٌ إِلَيْهِ وَهَلْ ... لِلدُّرِّ مِنْ عَوْدَةِ إِلَى الصَّدَفِ) // المنسرح // الحديث: 405 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 - حَرْفُ الظَّاءِ - 406 - أَنْشَدَنِي أَبُو مَنْصُورٍ ظَافِرُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ حَمُّودٍ الْأَنْصَارِيُّ الرَّشِيدِيُّ بِالثَّغْرِ لِنَفْسِهِ (لَا تَأْمَنِ الدَّهْرَ فِي تَقَلُّبِهِ ... وَإِنْ حَوَيْتَ النُّضَارَ وَالذَّهَبَا) (فَوَالَّذِي يَسْجُدُ الْعِبَادُ لَهُ ... لَيَسْتَرِدَّنَّ مِنْكَ مَا وهبا) // المنسرح // 407 - ظَافِرٌ هَذَا مِنْ أَهْلِ رَشِيدٍ مَدِينَةٌ مِنْ مُضَافَاتِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ قَدْ تَأَدَّبَ وَشَهِدَ بِهَا وَيَسْلُكُ طَرِيقَةً حَمِيدَةً وَاسْتَنْشَدْتُهُ فَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ وَكَتَبَهَا لِي بِخَطِّهِ وَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ شَاخَ وَكَانَ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ رَحِمَهُ اللَّهُ 408 - سَمِعت أَبَا الْمَنْصُورِ ظَافِرَ بْنَ عَبْدِ الظَّاهِرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْقُرَشِيَّ الْجَيَّارَ بِالثَّغْرِ يَقُولُ رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ أَبِي رُقَيْقَةَ الْمُهَنْدِسَ فِي الْمَنَامِ بَعْدَ مَوْتِهِ فَقُلْتُ أَلَسْتَ قَدْ مِتَّ فَقَالَ بَلَى قَدْ مِتُّ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا كُلَّ خَيْرٍ ثُمَّ تَبَسَّمَ وَقَالَ يَا ظَافِرُ مَا لِلْعَبْدِ إِلَّا مَوْلَاهُ مَا لِلْعَبْدِ إِلَّا مَوْلَاهُ وَجَعَلَ يُكَرِّرُهُ وَانْتَبَهْتُ الحديث: 406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 وَفِي وَرَقَةٍ أُخْرَى 409 - سَمِعت أَبَا مَنْصُورٍ ظَافِرَ بْنَ عَبْدِ النَّاصِرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْقُرَشِيَّ الْجَيَّارَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ التِّنِّيسِيَّ يَقُولُ سَمِعت الْكَبَاجِ بِتِنِّيسَ يَقُولُ مَنْ كَانَتْ يَدُهُ جَرِيَّةً جَرَّتْهُ إِلَى كُلِّ بَلِيَّةٍ 410 - ظَافِرٌ هَذَا كَانَ يَصْحَبُ عُبَيْدَ بْنَ أَبِي رُقَيْقَةَ الْمُهَنْدِسَ وَكَانَ يَتَظَاهَرُ بِالسُّنَّةِ وَيُرْمَى بِالتَّشَيُّعِ وَقَدْ دُعِينَا نَحْنُ إِلَى الظَّاهِرِ بَحْثٌ هَلْ هُوَ ابْنُ عَبْدِ النَّاصِرِ أَوْ عَبْدِ الظَّاهِر 411 - أَنْشدني أبي الْمَنْصُورِ ظَافِرُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْجُذَامِيُّ الْحَدَّادُ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ بِمِصْرَ لِنَفْسِهِ ابْتِدَاءَ قَصِيدَةٍ (بَدَا شَيْبُهُ قَبْلَ ابْتِدَاءِ شَبَابِهِ ... وَوَلَّى الصِّبَى عَنْهُ عُقَيْبَ اقْتِرَابِهِ) (وَمَا حَانَ وَقْتُ الشَّيْبِ مِنْهُ وَإنَّمَا ... لَهُ عِلَّةٌ مِنْ وجده واكتما بِهِ) (فَدَامَ طَبِيعِيُّ السَّوَادِ بِشَعْرِهِ ... دَوَامَ مَشِيبٍ تَحْتَ زُورِ خِضَابِهِ) (وَمَنْ خَامَرَتْ خَمْرُ الْهَوَى كَأْسَ لُبِّهِ ... فَإِنَّ نُجُومَ الشَّيْبِ بَعْضُ حَبَابِهِ) (وَلَمَّا طَمَا بَحْرُ الْغَرَامِ بِقَلْبِهِ ... طَفَا زَبَدٌ فِي فَرْقِهِ مِنْ عبابه) // الطَّوِيل // 412 - ظَافِرٌ هَذَا كَانَ مِنْ مُفَلَّقِي شُعَرَاءِ دِيَارِ مِصْرَ وَقَدْ كَتَبَ لِي مِنْ شِعْرِهِ غَيْرَ قَصِيدَةٍ بِخَطِّهِ وَكَتَبْتُ أَنَا عَنْهُ أَيْضًا بِخَطِّي بِمِصْرَ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مُقَطَّعَاتٍ وَقَصَائِدَ وَكَاتَبْتُهُ وَأَجَابَ عَنْهُ بِشِعْرٍ هُوَ عِنْدِي لَا يُحْسَنُ ذكره هَهُنَا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة فِي ذِي الْحِجَّةِ عَلَى مَا كَتَبَهُ إِلَيَّ ابْنُ مَوْهُوبٍ مِنْ مِصْرَ وَكَانَ قَدِ الحديث: 409 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 اسْتَوْطَنَهَا وَقَدْ قَالَ لِي الْفَقِيهُ أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ عَوْفٍ ظَافِرٌ الْحَدَّادُ مَا عَرَفْنَا لَهُ قَطُّ خَرْبَةً كَمِثْلِ الشُّعَرَاءِ 413 - وَأَنْشَدَنِي ظَافِرٌ لِنَفْسِهِ بِمِصْرَ (ولَيْلَةٍ جَادَ بِهَا الْعُمْرُ ... وَنَامَ عَنْ خُلْسَتِهَا الدَّهْرُ) (وَالْوَرْدُ فَوْقَ الْمَاءِ مَا بَيْنَنَا ... قَدْ نُثِرَتْ أَوْرَاقُهُ الْحُمْرُ) (لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُ مَنْظَرًا ... مَاءٌ تلظى فَوْقه الْجَمْر) // السَّرِيع // 414 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ ظَفْرُ بْنُ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيُّ بِالدُّونِ قَالَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْهَمَذَانِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ الْهَمَذَانِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْحُسَيْنِ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَالِمٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ثَنَا أَبُو مُعَافَى السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ وَصَوْتُهُ تَسْبِيح ودعاءه مُسْتَجَابٌ وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ 415 - هُوَ أَخُو شَيْخِنَا الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ رَاوِي كِتَابَ النَّسَوِيِّ سَمِعَ أَبَا الْقَاسِمِ الْهَمَذَانِيَّ وَأَبَا سَعْدٍ الْمُتَوَلِّي النَّيْسَابُورِيَّ وَغَيْرَهُمَا وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْعِلْمِ وَالدِّينِ 416 - سَمِعت أَبَا نَصْرٍ ظَفَرَ بْنَ جَوْهَرٍ الْعَاجِيَّ يَقُولُ جُزْتُ عَلَى طُرُقِيٍّ وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ (لَمْ يشترو النَّاسُ وَلَا بَاعُوا ... ) وَيُكَرِّرُهُ وَلَا يَزِيدُ عَلَيْهِ شَيْئًا إِلَى أَنْ تَكَامَلَتْ حَلْقَتُهُ فَقَالَ وَصَاحَ (لَمْ يَشْتَرُوا النَّاسُ وَلَا بَاعُوا ... أَحْلَى مِنَ الْخُبْزِ إِذَا جَاعُوا) الحديث: 413 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 فَأَضْحَكَ مَنْ حَضَرَ وَاسْتَحْسَنُوا قَوْلَهُ ثُمَّ شَرَعَ فِي الَّذِي جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُمْ 417 - سَمِعت أَبَا الْمَعَالِي ظَفَرَ بْنَ حَمْدِ بْنِ سَيْفٍ الْكَافِي بِالدَّيْنَوَرِ قَالَ كَتَبَ لِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَيْفٍ عَلَى رُقْعَةٍ أَبْيَاتَ شِعْرٍ وَلَمْ يُشَكِّلْهَا وَسَأَلَنِي قِرَاءَتَهَا وَمِنْهَا (عَلَى غَلْيِ قَلْبٍ قُلْتِ أَيَّةُ أَنَّةٍ ... فَقُلْنَا قَفَلْنَا يالمي تألمي) // الطَّوِيل // وَمِنْهَا (تَخَدَّلَ نَحْدَلُ فِي فِي قَصْرٍ ... قَصْرِ حَنَا خَبَّأَ فَتًى فَتى) // الوافر // 418 - الْكَافِي هَذَا مِنْ كِبَارِ رُؤَسَاءِ قهستان وَمن دهاقين الدينور المموكين حَكَى لِي وَلَدُهُ أَنَّهُ أَعْتَقَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً حِينَ اعْتَزَلَ وَاخْتَارَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَحَجَّ حَجَّاتٍ وَبَنَى رِبَاطًا وَكَانَ يَخْدُمُ فِيهِ مَنْ نَزَلَ عِنْدَهُ مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ أَقَمْنَا عِنْدَهُ مُدَّةَ مَقَامِنَا بِالدَّيْنَوَرِ أَنَا وَجَمَاعَةٌ فِي صُحْبَتِي وَعَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ وَأَشْعَارًا كَثِيرَةً وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة الحديث: 417 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 - حَرْفُ الْعَيْنِ - مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ 419 - أَخْبَرَنَا أَبُو شُجَاعٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الْجُوَخَانِيُّ بِالْأَهْوَازِ قَالَ ثَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ فَرُّوخَ قَاضِي تُسْتَرَ بِهَا ثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ الأَذْرُعِيُّ بِدِمَشْقَ ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ 420 - أَبُو شُجَاعٍ الْجَوْخَانِيُّ هَذَا مَنْسُوبٌ إِلَى بَلَدٍ يَقْرُبُ الطِّيبِ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ فِي الْمُحَرَّمِ وَهُوَ مِنْ أَعْيَانِ الْأَهْوَازِيِّينَ وَسَمَاعَاتُهُ عَلَى ابْنِ حَمَّادٍ كَثِيرَةٌ 421 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّائِغِيُّ بِالرَّيِّ قَالَ أَنْشَدَنَا الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ بِبَغْدَادَ الحديث: 419 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 (رَأَيْتُ الْبَلَاءَ كَقَطْرِ السَّمَاءِ ... وَمَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ نَامِيَهْ) (فَلَا تَسْأَلَنَّ إِذَا مَا سَأَلْتَ ... إِلَهَكَ شَيْئا سوى العافيه) // المتقارب // 422 - ذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ النَّقُّورِ وَابْنِ بِنْتِ الْحَرْبِيِّ وَطَبَقَتِهِمَا بِبَغْدَادَ وَبِأصْبَهَانَ غَانِمًا وَسُلَيْمَانَ وَأَقْرَانَهُمَا وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْخُجَنْدِيِّ بَعْدَ أَنْ كَانَ قَدْ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ بِبَغْدَادَ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ 423 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَمُّودٍ الْأَنْصَارِيَّ الزَّاهِدَ الضَّوَّالَ وَيُعْرَفُ بِالْجَمُّونَسِيِّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ بِمِصْرَ وَكَانَ يَقْرَأُ الْحَدِيثَ فَلَمْ تَزَلْ دُمُوعُهُ تَجْرِي إِلَى أَنْ فَرِغَ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ الْقِرَاءَةِ 424 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ مِنَ الْفُضَلَاءِ زَاهِدًا وَرِعًا وَقَدْ صَحِبَ ابْنَ عَلِيلٍ الْأُرْسُوفِيَّ وَشُيُوخَ الشَّامِ وَالْحِجَازِ وَمِصْرَ وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَالِبٍ الْمُقْرِئِ الْمَعْرُوفِ بِالْخَيَّاطِ الْمِصْرِيِّ وَصَحِبَ أَبَا الْفَضْلِ بْنَ الْجَوْهَرِيِّ الْوَاعِظَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ وَكَانَ مُسِنًّا فَقَالَ أَعُدُّ سِنِينَ فَأَلْحَحْتُ عَلَيْهِ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ أَنَا كَمَا قِيلَ عِشْ وَاسْكُتْ وَكَانَ حَسَنَ الْكَلَامِ فِي الْحَقَائِقِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ التَّوْفِيقُ إِصَابَةُ الْحَقِّ قَوْلًا وَفِعْلًا حَتَّى إِنْ تَفَكَّرَ فَفِي حَقٍّ وَإِنْ تَكَلَّمَ فَفِي حَقٍّ وَإِنْ نَظَرَ فَإِلَى حَقٍّ وَإِنْ مَشَى فَلِحَقٍّ 425 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمُّودٍ الْخُرَيْمِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَنَّاطُ الْمَعْرُوفُ بِالشَّافِعِيِّ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ الْعَبْقَسِيُّ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّيْبُلِيُّ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ الْمَكِّيُّ أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث: 422 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 إِنَّ الْغَادِرَ يَنْصِبُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ أَلَا هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ 426 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْأَدَبِ وَالصَّلَاحِ الْكَامِلِ وَكَانَ أَبُوهُ يَحْيَى ذَا حُرْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَمَضَى شَهِيدًا وَغَابَ هُوَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ عَنِ الثَّغْرِ وَأَقَامَ بِالْحِجَازِ سِنِينَ وَسَمِعَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي مَعْشَرٍ الطَّبَرِيِّ وَشَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ حُسَيْنٍ الطَّبَرِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَدَخَلَ الْيَمَنَ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ مِمَّا اسْتَفَادَ بِالْيَمَنِ وَالْحِجَازِ وَمِمَّا اسْتَفَادَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الصَّقَلِّيِّ الْعَرُوضِيِّ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وُلِدْتُ فِي أَوَاخِرِ سِنِي أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَبْلَ الْخَمْسِينَ بِقَلِيلٍ وَتُوُفِّيَ فِي رَجَب سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَفِي وَرَقَةٍ أُخْرَى 427 - ابْنُ حَمُّودٍ هَذَا جَذَامِيٌّ وَأَبُوهُ كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَسْمُوعَ الْقَوْلِ فَضُرِبَتْ رَقَبَتُهُ مَعَ غَيْرِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ فَالْتَفَتَ فِي تِلْكَ الْحَالِ إِلَى آخَرَ وَهُوَ أَبُو حَفْصِ بْنُ الشَّوَّاءِ وَقَالَ يَا فُلَانُ فَزِعْتَ لَا تَفْزَعْ فَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ضَرْبُ الرَّقَبَةِ وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ أُخِذَ مَعَهُ فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ أَمَرْتُمْ بِقَتْلِهِ فَقَدِّمُوهُ قَبْلِي حَتَّى أَجِدَهُ فِي مِيزَانِي فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ قُوَّةِ قَلْبِهِ 428 - وَقَدْ سَمِعَ أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا بِمَكَّةَ أَبَا عَلِيٍّ الشَّافِعِيِّ وَأَبَا مَعْشَرٍ الطَّبَرِيَّ وَغَيْرَهُمَا وَكَتَبَ بِهَا صَحِيحَ مُسْلِمٍ عَنْ شَيْخِنَا الْحُسَيْنِ الطَّبَرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْغَافِرِ وَسَمِعَ بِمِصْرَ أَبَا إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالنُّبْلِ وَالصِّيَانَةِ وَجَدُّهُ حَمُّودٌ مَذْكُورٌ بِالْكَرَامَةِ وَالْوِلَايَةِ فِي تِلْكَ الْوِلَايَةِ وَقَدْ كَانَ يَحْضُرُ عِنَدِي كَثِيرًا وَسَمِعَ مَعَنَا شَيْخَنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ وَرَأَيْتُ خَطَّ أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيِّ مَعَهُ بِمَا سَمِعَهُ مِنْهُ وَبِإِجَازَتِهِ لَهُ جَمِيعَ سَمَاعَاتِهِ وَخطَّ أَبِي مَعْشَرٍ بِمَا سَمِعَهُ وَبِإِجَازَتِهِ لَهُ مُصَنَّفَاتِهِ وَمَسْمُوعَاتِهِ 429 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بن عمر بن خلف القيراوني الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْعَرْجَاءِ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَاشْغَرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا مَكَّةَ حَاجًّا أَخَبَرَنِي أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ نُوحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الحديث: 426 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 الْمَرْغَيْنَانِيُّ أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ مَنْصُورُ بْنُ الْحَكِيمِ الْفَقِيهُ ثَنِي جَعْفَرُ بْنُ نَسْطُورَ الرُّومِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ طَالِبُ الْعِلْمِ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ 430 - هُوَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي مَعْشَرٍ الطَّبَرِيِّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ بِرِوَايَاتٍ ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَهُ أَبَا عَلِيٍّ الْمُقْرِئَ قَالَ قَدْ قَرَأَ أَبِي عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ فَارِسٍ الْحِمْصِيِّ وَعَلَى أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَفِيسٍ الطَّرَابُلُسِيِّ وَغَيْرِهِمَا بِمِصْرَ وَقَرَأْتُ ذَلِكَ بِخَطٍّ لَكِنَّهُ هُوَ لَمْ يَذْكُرْهُ لَنَا وَسَمِعَ مَعَنَا عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِ الْحَرَمِ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَمَوْلِدُهُ بِالْقَيْرَوَانِ وَكَانَ إِمَامَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ وَأَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي مِنْ أَئِمَّةِ الْحَرَمِ الْمُقَدَّسِ قَبْلَ الْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَفِيَّةِ وَالزَّيْدِيَّةِ 431 - وَأَمَّا ابْنُهُ أَبُو عَلِيٍّ فَقَرَأَ عَلَى أَبِيهِ وَتَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَانْتَقَلَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ الْإِقْرَاءِ بِالْحَرَمِ الْمُقَدَّسِ وَكَانَ يُفْتِي وَسَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي سَعْدٍ السَّاوِيِّ وَطَرِيفٍ الْحِيرِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ غَزَالٍ الْمِصْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَكَتَبَ عَنْ أَبِي الْأَصْبَغِ الْأَنْدَلُسِيِّ عَنِّي فَوَائِدَهُ 432 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلان الساوي بساوه ثَنَا أبوالعباس أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ السَّاوِيُّ إِمْلَاءً سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأُمَوِيُّ أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ سَأَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ جُلَسَاءَهُ مَاذَا سَمِعْتُمْ فِي مُقَامِ الْمُهَاجِرِ بِمَكَّةَ فَقَالَ السَّائِبُ بْنُ أُسَيْدٍ ثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا 433 - أَخْبَرَنَا أَبُو السَّمْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُبَيْبَانَ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيُّ الْحَافِظُ بِتُسْتَرَ أَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْمُلَيْحِيُّ بِهَرَاةَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ الْهَمَذَانِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولًا ثَنَا أَبُو عَلَيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الحديث: 430 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ صَدَقَةَ الرَّقِّيُّ بِالرَّمْلَةِ ثَنَا أَبِي عَلِيُّ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ صَدَقَةَ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَنَا أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمِّدٍ ثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حِصْنِي وَمَنْ دَخَلَهُ أَمِنَ عَذَابِي 434 - أَبُو السَّمْحِ هَذَا مِنَ الْحُفَّاظِ الرَّحَّالِينَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ أَدْرَكَ بِخُرَاسَانَ الْأَسَانِيدَ الْعَالِيَةَ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ تُسْتَرَ وَالْكُتُبُ مِنْهُ عَلَى بُعْدٍ وَشَاخَ وَكَبُرَ وَحِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا وَمِنْ جُمْلَةِ شُيُوخِهِ أَبُو نَصْرٍ الْقُرَيْشِيُّ الرَّاوِي عَنْ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ السَّرْخَسِيِّ وَأَبُو عُمَرَ الْمُلَيْحِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيُّ أَبْهَرَوَيَّانِ وَمَسْعُودُ بْنُ نَاصِرٍ السِّجْزِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ الْبَاوَرْدِيُّ الْبُوشَنْجِيُّ وَآخَرُونَ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً وَمَوْلِدُهُ بِالتِّيزِ وَهُوَ مِنْ أَوْلَادِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأَمْلَى عَلَيَّ مِنْ نَسَبِهِ هَذَا الْقَدْرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُبَيْبَانَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ جُمُعَةَ الْبَكْرِيُّ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ كَثِيرَةً عَنْ شُيُوخِهِ وَقِطْعَةً صَالِحَةً مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ فَمِنْ شِعْرِ غَيْرِهِ مَا أَنْشَدَنَا قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ بِبُوشَنْجِ هَرَاةَ لِنَفْسِهِ (كَانَ اجْتِمَاعُ النَّاسِ فِيمَا مَضَى ... يُوَرِّثُ الْبَهْجَةَ وَالسَّلْوَهْ) (فَانْقَلَبَ الْأَمْرُ إِلَى ضِدِّه ... فَصَارَتِ السَّلْوَةُ فِي الخلوه) // السَّرِيع // 435 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَزَارَ مَرْدَ الصَّرِيفِينِيُّ إِمْلَاءً بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الدَّقَّاقُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَنَا شُعْبَةُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي 436 - هُوَ مِنْ بَيْتِ الرِّيَاسَةِ فِي الدِّينِ وَالْعِلْمِ وَقَدْ كَتَبْنَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الحديث: 434 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 بَيْتِهِ وَأَمَّا أَبُوهُ فَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ بِالْإِجَازَةِ وَكَانَ عَالِيَ الْإِسْنَادِ وَقَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ هَذَا عَنِ ابْنِ النَّقُّورِ أَيْضًا وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَادَ وَأَصْلُهُمْ مِنْ أصْبَهَانَ 437 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ التُّوَيِّيُّ بِهَمَذَانَ أَنَا أَبِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حُبَيْشٍ الضَّرَّابُ ثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ سَيَّارٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فَلَقَّنَنِي فِيمَا اسْتَطَعْتُ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ 438 - ابْنُ التُّوَيِّيِّ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ شُيُوخِ هَمَذَانَ وَشُهُودِهَا وَقَدْ رَوَى لَنَا عَنْ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ يَزِيدَ وَأَبِيهِ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَتْ عِنْدَهُ أُصُولٌ جَيِّدَةٌ وَرَوَى عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ خَامُوشَ الرَّازِيِّ الْحَافِظِ وَمَا كَتَبْتُهُ عَنْهُ فَفِي جُمْلَةِ الْأَجْزَاءِ الْمُودَعَةِ بِسَلَمَاسَ أَوْصَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَيَّ بِكَرَمِهِ 439 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصَّعْدِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَابَارَةَ الْأَبْهَرِيُّ أنبانا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد ابْن عَامِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَقَالَ طَالِبُ الْعِلْمِ أَوْ صَاحِبُ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ 440 - ابْنُ الصَّعْدِيِّ هَذَا مِنْ بَيْتِ الْعِلْمِ وَآبَاؤُهُ كَانُوا يُفْتُونُ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَسَأَلْتُهُ سنة خَمْسمِائَة عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ قَدْ قَارَبْتُ السَّبْعِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِي لِحْيَتِهِ طَاقَةٌ بَيْضَاءُ وَنِسْبَتُهُ مُسْتَفَادَةٌ مَعَ الصُّغْدِيِّ بِالْغَيْنِ الْمَنْقُوطَةِ وَمَعَ الصَّعْدِيِّ وَصَعْدَةُ مَدِينَةٌ بِالْيَمَنِ وَهَرَاةَ كَذَلِكَ بِالْعَيْنِ الْمُبْهَمَةِ وَفَتْحِهَا الحديث: 437 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 441 - حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَلْمَانَ الدِّهْقَانُ الْفَرَضِيُّ الْأَصَمُّ لَفْظًا بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْبَدِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْمُعَدَّلُ التَّيْمِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ بْنِ بُرَيْدٍ الْبَجْلِيُّ ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ وَالْفَضْلِ بْنِ دَلْهَمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَكُونُ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ. 442 - ابْنُ سَلْمَانَ هَذَا زَيْدِيُّ الْمَذْهَبِ وَكَانَ ثَقِيلَ السَّمْعِ أَخْرَجَ إِلَيَّ أُصُولَهُ الَّتِي سَمِعَهَا عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الْمَعْبَدِيِّ وَأَبِي طَاهِرِ بْنِ مَيْمُونٍ الْأَسَدِيِّ وَأَبِي سَعِيدٍ الشَّاشِيِّ وَظَاهِرٍ النَّيْسَابُورِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَانْتَخَبْتُ مِنْهَا جُزْءًا وَقَرَأَهَا عَلِيَّ لَفْظًا مِنْ أُصُولِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ تَخْرِيجِي وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ عَفِيفًا مُثْنِيًا عَلَى الصَّحَابَةِ مُحِبًّا لَهُمْ 443 - حَدثنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُلُوكٍ التَّنُوخِيُّ الْفَلْيَشِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ مَكَّةَ وَفَلْيَشُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى لُرْقَةَ بِشَرْقِ الْأَنْدَلُسِ قَالَ غَابَ أَبُو عِمْرَانَ الْفَلْيَشِيُّ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَهِيجٍ الْكَفِيفُ الْمَرِيِّيُّ عَنْ عَشَائِرِهِ مُدَّةً بِالْمَشْرِقِ فَعَمِلَ بِمِصْرَ مُوشَّحًا أَوَّلُهُ (يَا مُنَجِّمِينَا ... هَلْ لِلْغَرِيبِ سَبيِلْ) (نَحْوَ الظَّاعِنِينَا ... فَالْقَلْبُ مِنْهُ عَلِيلْ) (لَا يُلْفِي مُعِينَا ... إِلَّا دُمُوعًا تَسِيلْ) (وَيُجْرِيهَا هَتُونَا ... مِنْ جَفْنِهِ وَيُدِيلْ) وَمِنْهُ (حَكَى نَوْحَ الْمُسْتَهَامِ ... مِمَّا بِهِ مِنْ غَرَامِ) (نَوْحًا كَنَوْحِ الْحَمَامِ ... عَلَى ذُرَى الْآكَامِ) الحديث: 441 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 (غَدَا يُجْرِي بِانْسِجَامِ ... دَمْعًا كَصَوْبِ الْغَمَامِ) (يَشْكُو لِكُلِّ الْأَنَامِ ... مَا بِالْحَشَا مِنْ كَلَامِ) 444 - ابْنُ مُلُوكٍ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ سَمَّعَ عَلَيَّ رِسَالَةَ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ فِي فِقْهِ مَالِكٍ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بَعْدَ قُفُولِهِ مِنَ الْحِجَازِ وَكِتَابَ الشِّهَابِ لِلْقَاضِي الْقُضَاعِيِّ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَكَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ وَيُدَاوِمُ عَلَى تِلَاوَتِهِ وَفُلَيْشُ الَّتِي هِيَ مَسْقَطُ رَأْسِهِ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى لَرِقَةِ كَمَا ذَكَرْتُهُ آنِفًا بِشَرْقِ الْأَنْدَلُسِ 445 - سَمِعت أَبَا الرِّضَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَضْلِ بْنِ دُلَيْلٍ الْحَضْرَمِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت جَعْفَرَ بْنَ عِمْرَانَ الْمُقْرِئَ يَقُولُ قَرَأَ قَارِئٌ بِحَضْرَةِ الْحَاكِمِ بِمِصْرَ يَوْمَ السَّلَامِ {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قضيت ويسلموا تَسْلِيمًا} وَيُشِيرُ فِي ذَلِكَ إِلَيْهِ وَكَانَ مِنْ قُرَّاءِ الْمَجْلِسِ آخَرُ يُعْرَفُ بِابْنِ الْمُشَجَّرِ فَرَفَعَ صَوْتَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حق قدره} 446 - وَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ وَاصْفَرَّ وَجْهُ الْحَاكِمِ فَخِيفَ عَلَيْهِ مِنْ سَطْوَتِهِ فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ وَلَمْ يَأْمُرْ لِلْقَارِئِ الْأَوَّلِ بِشَيْءٍ فَقِيلَ لَهُ مَا نَأْمَنُ عَلَيْكَ سَطْوَتَهُ لِأَنَّهُ كَبِير الاسْتِحَالَةِ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْحَجِّ فَأَذِنَ لَهُ فَغَرِقَ فِي بَحْرِ عَيْذَابَ فَرُئِيَ فِي الْمَنَامِ بَعْدَ مَوْتِهِ فَقِيلَ لَهُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ فَقَالَ مَا قَصَّرَ الرُّبَّانُ أَرْسَى بِنَا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ 447 - أَبُو الرِّضَا هَذَا كَانَ نَائِبَ الْحُكْمِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ ظَاهِرَ الصَّلَاحِ وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ وَكَانَ يُلَازِمُنِي وَيُرَاجِعُنِي فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي يَتَشَكَّكُ فِيهَا وَيَقْرَأُ عَلِيَّ شَرْحَ الْبُخَارِيِّ لابْنِ بَطَّالٍ قِرَاءَةَ دِرَايَةٍ الحديث: 444 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 لَا رِوَايَة وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 448 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الطَّيِّبِ الْيُنَونشِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالسَّائِحِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ حَيَاةُ النَّبَاتِ الْمَاءُ وَحَيَاةُ الْقَلْبِ التَّفَكُّرُ وَحَيَاةُ الْعِلْمِ الْمُذَاكَرَةُ 449 - أَبُو مُحَمَّدٍ السَّائِحُ هَذَا إِفْرِيقِيٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَقَدْ لَقِيَ فِي سِيَاحَتِهِ سَادَةً مِنْ شُيُوخِ الْمَغْرِبِ وَدِيَارِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَدِيَارَيْ بَكْرٍ وَمُضَرَ وَالْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ وَصَحِبَهُمْ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَلَهُ فِيهَا آثَارٌ حَسَنَةٌ مِنْ بِنَاءِ مَسْجِدٍ وَصِهْرِيجٍ لِلسَّبِيلِ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ بِسِعَايَتِهِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا إِلَى أَنْ كَبُرَ وَعَجَزَ عَنِ التَّصَرُّفِ فَلَازَمَ مَحْرَسًا بِنَاحِيَةِ وَعْلَةَ إِلَى أَنْ مَاتَ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَتِهَا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَحَضَرَهُ خَلْقٌ لَا يُحْصِيهِمْ إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُمْ وَقَالَ لِي مَيْمُونٌ الطَّرَابُلُسِيُّ وَكَانَ يَخْدِمُهُ قُلْتُ لَهُ وَهُوَ فِي السِّيَاقِ أَمَا تَذْكُرُ اللَّهَ فَقَالَ وَهَلْ فِي قَلْبِي سِوَاهُ وَقَدْ كَانَتْ لَهُ نُكَتٌ كُلُّهَا حِكَمٌ يَسْتَحِقُّ إِثْبَاتَهَا وَتَقْيِيدَهَا بِالْكِتَابَةِ كَتَبْتُ أَنَا بَعْضَهَا عِنْدَمَا يُورِدُهَا رَحِمَهُ اللَّهُ 450 - الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي نَصْرٍ الشِّيرَازِيُّ الْمُقِيمُ بِثَغْرِ دَبِيلَ رَأَيْتُهُ مُشَمِّرًا لِكُمٍّ وَقِيلَ لِي لَمْ يُرَ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ قَطُّ إِلَّا كَذَلِكَ وَكَانَ لَهُ بِهَا مُدَّةَ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ أَقَلَّ مِنْهَا بِقَلِيلٍ وَحدثني عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ رُبَّمَا كَانَتِ الْعَقْرَبُ تَبْقَى وَتَمْكُثُ فِي طَيِّ كُمَّيْهِ مُدَّةً وَلَا يَعْلَمُ بِهَا وَكَانَ شَيْخَ تِلْكَ النَّاحِيَةِ فِي التَّصَوُّفِ قَلَّ مَنْ يُرَى مِثْلُهُ وَعَلَى طَرِيقَتِهِ الْخَشِنَةِ وَأَحْوَالِهِ الْحَسَنَةِ وَكَانَ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا يَسِيرًا وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ حِكَايَاتِ الشُّيُوخِ وَهِيَ كُلُّهَا فِي جُمْلَةِ الْأَجْزَاءِ الْمُودَعَةِ بِسَلَمَاسَ جَمَعَهَا اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ الْمَمَاتِ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ الحديث: 448 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 451 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعُذْرِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت الْمَنْصُورَ بْنَ مُدَافَعٍ الزَّنَاتِيَّ بِإِفْرِيقِيَا يَقُولُ حَضَرَ دَلِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ عِنْدَ ابْنِ مُجَاهِدٍ صَاحِبِ دَانِيَةَ وَأَنْظَارِهَا بِالْأَنْدَلُسِ لِيَبْعَثَهُ دَلِيلًا مَعَ جَيْشٍ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ فَقَالَ أَأَنْتَ الْخِرِّيتُ فَاسْتَشَاطَ غَضَبًا وَظَنَّ غَيْرَ مَا أَرَادَهُ الْأَمِيرُ وَأَنَّهُ يَسْتَخِفُّ بِهِ فَقَالَ وَأَنْتَ الْفَسِّيتُ فَأَخْجَلَهُ جِدًّا وَاحْتَمَلَهُ لِجَهْلِهِ وَأَمَرَ بِصَرْفِهِ 452 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا مِمَّنْ عَلَّقَ عَنِّي كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَأَقَامَ فِي الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ مُدَّةً مَدِيدَةً وَكَانَ عَفِيفًا وَمِنْ أَذْكَى النَّاسِ وَلَدَيْهِ أَدَبٌ وَنَحْوٌ 453 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الزَّنَاتِيَّ الضَّرِيرَ بِالثَّغْرِ يَقُولُ حَضَرْتُ هَارُونَ بْنَ النَّضْرِ الرِّيفِيَّ بِالرِّيغِ فِي قِرَاءَةِ كِتَابِ الْبُخَارِيِّ وَالْمُوَطَّأِ وَغَيْرِهِمَا عَلَيْهِ وَيَتَكَلَّمُ عَلَى مَعَانِي الْحَدِيثِ وَهُوَ أُمِّيٌّ لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ وَرَأَيْتُهُ يَقْرَأُ كِتَابَ التَّلْقِينِ لِعَبْدِ الْوَهَّابِ الْبَغْدَادِيِّ فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ مِنْ حِفْظِهِ كَمَا يَقْرَأُ الْإِنْسَانُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَيَحْضُرُ عِنْدَهُ دُوَيْنَ مِائَةِ طَالِبٍ لِقِرَاءَةِ الْمُدَوَّنَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَذْهَبِ عَلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَرِيغُ إِقْلِيمٌ بِقُرْبٍ مِنَ الْقَلْعَةِ قَلْعَةِ بَنِي حَمَّادٍ 454 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا مُتَفَقِّهٌ مُتَنَبِّهٌ كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي عِنْدَ إِلْقَاءِ الدُّرُوسِ الْفِقْهِيَّةِ فِي الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَيَحْفَظُ الدَّرْسَ الْأَوْسَطَ حِفْظًا مُرْضِيًا وَيُعِيدُ إِعَادَةً جَيِّدَةً وَكَانَ قَدْ تَقَدَّمَتْ لَهُ قِرَاءَةٌ بِالْمَغْرِبِ لِمَذْهَبِ مَالِكٍ وَكَانَ تَلَّاءً لِكِتَابِ اللَّهِ حَافِظًا لَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الرِّيفِ وَتُوُفِّيَ هُنَاكَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَفَعَهُ وَإِيَّانَا بِالْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ 455 - سَمِعت أَبَا الْمَعَالِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيَّ الْمَرْوَزِيَّ بِبَغْدَادَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ أَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيَّ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ أَبُو الْمُظَفَّرِ الحديث: 451 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 السَّمْعَانِيُّ شَافِعِيُّ وَقْتِهِ 456 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ مَعَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة حَاجًّا وَكَانَ مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِهِ وَسمع بِقِرَاءَتِي كَثِيرًا وَبِقِرَاءَةِ غَيْرِي عَلَى شُيُوخِهَا وَشُيُوخِ الْكُوفَةِ وَمَكَّةَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى خُرَاسَانَ فِي صُحْبَةِ ابْنِ السَّمْعَانِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَوَى الْحَدِيثَ وَكَتَبَ عَنْهُ 457 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ وَارَ الْكُزُولِيَّ الْمَالِكِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا زَكَريَّا يَحْيَى بْنَ مُلا بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُزُولِيَّ بِهَا يَقُولُ لَا يُدَرِّسُ النَّهَارَ كُلَّهُ إِلَّا مَنْ يُدَرِّسُ اللَّيْلَ كُلَّهُ 458 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ حَافِظٌ لِمَسَائِلِ الْمُدَوَّنَةِ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَكَانَ يَقْرَأُ عَلِيَّ الْمُؤَطَّأَ وَيَحْفَظُ كَثِيرًا مِنْ مُتُونِهِ وَيَتَفَقَّهُ عِنْدِي فِي الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ وَيُعَلِّقُ مَا أُلْقِيهِ الدَّرْسَ الْأَوَّلَ مِنَ الْإِبَانَةِ لِلْفُورَانِيِّ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَيَسْتَحْسِنُهُ وَوَارُ جَدُّهُ عَلَى وَزْنِ دَارَ وَمَلَّا فِي نَسَبِ شَيْخِهِ عَلَى وَزْنِ كَلَّا وَوَارُ يُذْكَرُ مَعَ ابْنِ رَانَ الدِّمَشْقِيِّ الْوَاعِظِ وَمَلَّا مَعَ ابْنِ قَلَّا الْأصْبَهَانِيِّ وَقَلَا بِالتَّخْفِيفِ وَالْكُزُولِيُّ يُذْكَرُ مَعَ الْكَرُونِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ فَقِيهِ أصْبَهَانَ فِي عَصْرِهِ وَكَتَبْنَا عَنْ أَصْحَابِهِ وَيُقَالُ بِالْجِيمِ الْجُزُولِيُّ 459 - سَمِعت أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ الدندانقاني الْمَرْوَزِيَّ بِهَمَذَانَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَلِيٍّ الْفَارَمَذِيَّ الطُّوسِيَّ بِمَرْوَ يَقُولُ اتَّخِذُوا مِنْ قَلَانِسِكُمْ نِعَالًا وَقَالَ اجْعَلُوا قَلَانِسَكُمْ نِعَالًا تُفْلِحُوا 460 - هُوَ مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ وَصُلَحَائِهِمْ وَكَانَ كَثِيرَ التِّلَاوَةِ لِلْقُرْآنِ نَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ 461 - سَمِعت أَبَا الْمَكَارِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ الشَّيْبَانِيَّ قَاضِي بَعْلَبَكَّ بِدِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ طَاهِرٍ الْعَلَوِيَّ الْمَعْرُوفَ الحديث: 456 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 بِابْنِ أَبِي الْجِنِّ يَقُولُ كُنْتُ أَرَى رَأْيَ الْمُتَشَيِّعَةِ فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ وَحَوْلَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ خَلْقٌ كَثِيرُ وَإِذَا امْرُؤٌ قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَشَارُوا إِلَى الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِمَامَا حَقٍّ إِمَامَا عَدْلٍ عَلَى هُدًى فَرَجَعْتُ عَنْ ذَلِكَ الْمَذْهَبِ وَأَنَا الْآنَ أَعْتَقِدُ حُبَّهُمْ وَمُوَالَاتِهِمْ وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَوَدَّتِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ 462 - أَبُو الْمَكَارِمِ كَانَ مِنَ الْأَكَارِمِ وَنَسَخَ لِي بِخَطِّهِ جُزِيَّاتٍ مِمَّا سَمِعْتُهُ بِدِمَشْقَ وَكَانَ حَسَنَ الْخَطِّ رَحِمَهُ اللَّهُ 463 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَنْصُورٍ التَّاهَرْتِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ النَّحْوِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْقَلْعَةِ (سَأُثْنِي عَلَى الْمَوْلَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ... وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْعَبْدُ يُثْنِي عَلَى الْمَوْلَى) (بَلَى كُلُّ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ فَإِنَّهُ ... مِنَ الْأَدَبِ الْمَحْمُودِ أَنْ يَتْبَعَ الْأَوْلَى) (فَسُبْحَانَ مَنْ لَا خَاطِرًا يَبْلُغُ الْمَدَى ... مَدَى مَدْحِهِ فِي الْعَالَمِينَ وَلَا قَوْلا) (وَسُبْحَانَ مَنْ يُسْدِي إِلَى الْخَلْقِ أَنْعُمًا ... تَطُولُ عَلَيْهِمْ كُلَّ آوِنَةٍ طَوْلا) (وَسُبْحَانَ مَنْ فَوَّضْتُ أَمْرِي كُلَّهُ ... إِلَيْهِ فَلَمْ أَرْهَبْ على هَالة هولا) // الطَّوِيل // 464 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ مِنَ الْفُضَلَاءِ فِي الْفِقْهِ وَالْأَدَبِ وَلَهُ شِعْرٌ وَكَتَبَ عَنِّي مِنَ الْحَدِيثِ كثيرا سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحِجَازِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَرَوَى عَنِّي هُنَاكَ وَكَانَ مَائِلًا إِلَى الصَّلَاحِ وَذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ بِالْوَلْجَةِ مِنْ أَعْمَالِ تَاهَرْتَ وَقَرَأَ الْفِقْهَ عَلَى عَبْدِ السَّلَامِ التُّونُسِيِّ وَابْنِ أَبِي عُرْجُونٍ الْوِجْدِيِّ جَمِيعًا بِتِلْمِسَانَ ثُمَّ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ بْنِ النَّحْوِيِّ التَّوْزَرِيِّ بِقَلْعَةِ بَنِي حَمَّادٍ وَعَلَّقْتُ أَنَا عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً رَحِمَهُ اللَّهُ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة عَلَى مَا حَكَاهُ لِي مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ الحديث: 462 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 465 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَنَانِيُّ الْحُشْمِيُّ مِنْ أَهْلِ بَيَّاسَةَ مَدِينَةٌ بِالْأَنْدَلُسِ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ لِنَفْسِهِ وَالْعُهْدَةُ عَلَيْهِ (وَأُلْبِسْتُ مِنْ سَوْسَانَ ثَوْبَ مُعَصْفَرٍ ... وَجُرِّدْتُ عَنْ ثَوْبٍ مِنَ الْوَرْدِ أحْمَرِ) (وآلَفَتِ الْحُمَّى لِجِسْمِي تَعَشُّقًا ... كَمَا آلَفَتْ بَثْنُ جَمِيلَ بْنَ مَعْمَرِ) (فَلَوْ أَنَّنِي مُكِّنْتُ مِنْهَا قَتَلْتُهَا ... كَقَتْلَةِ هَارُون الرشيد لجَعْفَر) // الطَّوِيل // 466 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا أَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ وَقَالَ قَرَأْتُ النَّحْوَ عَلَى ابْنِ طَرَاوَةَ الْمَالِقِيِّ وَرَأَيْتُ ابْنَ عَتَّابٍ بِقُرْطُبَةَ وَحَضَرْتُ مَجْلِسَهُ وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْخَفَاجِيِّ كَثِيرًا مِنْ شِعْرِهِ وَأَبِي كَانَ يُقَالُ لَهُ صَاحِبُ الْحَشَمِ مِنْ ذكرت مَا ذَكَرَهُ لِأَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنُ يُوسُفَ بْنِ نَامٍ الْيَعْمُرِيُّ الْبَيَّاسِيِّ وَكَانَ صَدُوقًا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَذَّابٌ لَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ 467 - سَمِعت الْفَقِيهَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمَ الرُّعَيْنِيَّ يَقُولُ كَتَبَ أَدِيبٌ مِنْ أُدَبَاءِ الْأَنْدَلُسِ إِلَى الْفَقِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَازَرِيِّ بِالْمَهْدِيَّةِ (رُبَّمَا عَارَضَ الْقَوَافِي رِجَالٌ ... بِقَوَافِ فَتَنْثَنِي وَتَلِينُ) (طَاوَعَتْهُمْ عَيْنٌ وَعَيْنٌ وَعيْنٌ ... وَعَصَتْهُمْ نون وَنون وَنون) // الْخَفِيف // وَأَبِنْ لِي مَا طَاوَعَهُمْ وَمَا عَصَاهُمْ فَأَجَابَهُ نَثْرًا طَاوَعَهُمُ الْعُجْمَةُ وَالْعِيُّ وَالْعَجْزُ وَعَصَتْهُمُ اللِّسَانُ وَالْبَيَانُ وَالْجِنَانُ الحديث: 465 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 468 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنَانِيُّ الْبَيَّاسِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ حَاجًّا قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَفَاجَةَ الْجَزِيرِيُّ بِالْأَنْدَلُسِ لِعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ فَضَّالٍ الْحُلْوَانِيِّ أَحَدِ شُعَرَاءِ إِفْرِيقِيَا (يَا طَالِبَ الْحَجِّ وَهْوَ ذُو صِغَرِ ... عَجِلْتَ فَاسْتَأْنِهِ إِلَى الْكِبَرِ) (إنْ كُنْتَ تَبْغِي مَثُوبَةً فَعَسَى ... تَحْمِلُ لِي قُبْلَةً إِلَى الْحَجَرِ) (وَإِنْ رَمَيْتَ الْجِمَارَ فَارْمِ بِهَا ... كُلَّ فُؤَادٍ عَلَيْكَ لَمْ يَطِرِ) (فَقَالَ دَعْنِي وَزَمْزَمًا فَعَسَى ... أَغْسِلُ جَفْنَيَّ مِنْ دم الْبشر) // المنسرح // 469 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ صَاحِبِ الْحَشَمِ وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ وَمِنْهُ مَا أَنْشَدَنَا (وَبِرْكَةٍ مَاؤُهَا كَالسَّيْفِ رَوْنَقُهُ ... قَدِ اكْتَسَى دِفْؤُهَا بِالثَّلْجِ أَبْرَادَا) (الرِّيحُ صَائِغَةٌ وَالْمَاءُ فِضَّتُهَا ... مَهْمَا جَرَتْ صَنَعَتْ فِي المَاء أزرادا) // الْبَسِيط // 470 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ الرَّكَّانِيُّ الْيَحْصُبِيُّ وَرَكَانَةُ مَدِينَةٌ لَطِيفَةٌ مِنْ نَظَرِ بَلَنْسِيَةَ بِالْأَنْدَلُسِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ بْنِ بَقِيٍّ السَّرَقُسْطِيُّ بِالْمَرِيَّةِ لِنَفْسِهِ الحديث: 468 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 (مَنْ ظَنَّ أَنَّ الدَّهْرَ لَيْسَ يُصِيبُهُ ... بِالْحَادِثَاتِ فَإِنَّهُ مَغْرُورُ) (فَأَلْقِ الزَّمَانَ مُهَوِّنًا لِخُطُوبِهِ ... وَانْجَرَّ حَيْثُ يَجُرُّكَ الْمَقْدُورُ) (وَإِذَا تَقَلَّبَتِ الْأُمُورُ وَلَمْ تَدُمْ ... فَسَوَاءٌ الْمَحْزُونُ وَالْمَسْرُورُ) // الْكَامِل // 471 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَلَهُ بِهِ عِنَايَةٌ تَامَّةٌ وَيَنْظِمُ شِعْرًا جَيِّدًا وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ شَيْئًا مِنْهُ وَكَانَ عَفِيفًا وَحَجَّ حَجَّاتٍ وَكَتَبَ عَنِّي مُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِي وَمِمَّا اسْتَحْسَنْتُهُ مِنْ كَلَامِهِ قَوْلُهُ حَيْنَ سَأَلْتُهُ عَنِ ابْنِ بَقِيٍّ هُوَ سَرَقُسْطِيُّ النَّسَبِ إشبيلي الْأَدَب سلوي النشب وآدثي الْعَطَبِ يَعْنِي أَنَّ أَصْلَهُ مِنْ سَرَقُسْطَةَ وَتَأَدَّبَ بِإِشْبِيلِيَةَ وَاكْتَسَبَ الْمَالَ بِمَدِينَةِ سَلا مِنَ الْعُدْوَةِ وَتُوُفِّيَ بِوَادِي آشٍ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ 472 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَقِّ بْنِ تَيْفَا وَالْحُلْوَانِيُّ التُّونُسِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ حَمْدِيسَ الصَّقَلِّيُّ بِتُونِسَ لِنَفْسِهِ (يَا عَقْرَبَ الصُّدْغِ الْمُعَنْبَرِ طِيبُهَا ... قَلْبِي لَسَبْتِ فَأَيْنَ مَنْ يَرْقِيكِ) (وَحَلَلْتِ فِي الْقَمَرِ الْمُنِيرِ فَكَيْفَ ذَا ... وَحُلُولُهُ أَبَدًا أَرَاهُ فِيكِ) (لَا تَحْسَبِينِي أَشْتَكِي لِعَوَاذِلِي ... آلَامَ قَلْبِي مِنْكِ لَا وَأَبِيك) // الْكَامِل // 473 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا كَانَ مَائِلًا إِلَى الْأَدَبِ قَلِيلَ الْبِضَاعَةِ فِيهِ وَكَانَ كثيرا مَا يحضر عِنْد وَيَسْمَعُ مَا يُقْرَأُ 474 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّقَّارِ الْحِمْيَرِيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبِي لِنَفْسِهِ بطرابلس (قد زارني طَيْفُ مَنْ أَهْوَى عَلَى حَذَرٍ ... مِنَ الْوُشَاةِ وَدَاعِي الصُّبْحِ قَدْ هَتَفَا) (فَكِدْتُ أُوقِظُ مَنْ حَوْلِي بِهِ فَرَحًا ... وَكَادَ يَهْتِكُ سِتْرَ الْحبّ بِي شعفا) الحديث: 471 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 (ثمَّ انْتَهَت وَآمَالِي تُخَيِّلُ لِي ... نَيْلَ الْمُنَى فاستحالت غبطتي أسفا) // الْبَسِيط // 475 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الشَّامِ وَأُدَبَائِهِمْ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ وُلِدَ بِطَرَابُلُسَ وَبِهَا تَأَدَّبَ عَلَى أَبِيهِ وَغَيْرِهِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ شِعْرِ أَبِيهِ مُقَطَّعَاتٍ وَكَذَلِكَ مِنْ شِعْرِهِ هُوَ وَقَدْ كَاتَبْتُهُ نَظْمًا وَكَاتَبَنِي وَأَصْلُهُمْ مِنَ الْكُوفَةِ 476 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ الْيَحْصُبِيُّ الظَّاهِرِيُّ أَنْدَلُسِيٌّ سَكَنَ مِصْرَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُرْيَالَ الْحِجَارِيُّ لنَفسِهِ بالمرية مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ (لَا يُؤْثِرُ الْعلم إِلَّا رَاغِب فِيهِ ... ليستضيء بِنُورِ اللَّهِ بَارِيهِ) (فَيَعْلَمَ الْحَقَّ بِالْقُرْآنِ يُبَرِزُهُ ... حَتَّى يَصِيرَ يَقِينًا عِنْدَ وَاعِيهِ) (وَحَسْبُنَا فِعْلُ مَا حَدَّ الرَّسُولُ لَنَا ... وَمَنْ يُصَدِّقُهُ فَاللَّهُ يَهْدِيهِ) (وَالصِّدْقُ قَوْلٌ وَفِعْلٌ لَازِمٌ لَهُمَا ... عَقْدٌ صَحِيحٌ بِهِ الرَّحْمَنُ يُدْنِيهِ) (دِينُوا جَمِيعًا بِمَا جَاءَ الرَّسُولُ بِهِ ... تَنْجُوا وَمَنْ لم يدن فَالله يخزيه) // الْبَسِيط // 477 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ مِنَ صُلَحَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَفِي أُمُورِ دِينِهِ مِنَ الْمُتَنَبِّهِينَ وَفِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا مِنَ الْمُغَفَّلِينَ وَكَانَتْ لَهُ عِنَايَةٌ عَظِيمَةٌ بِتَحْصِيلِ كُتُبِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الظَّاهِرِيِّ وَرَسَائِلِهِ وَقَدْ كَتَبْتُ أَنَا مِنْ نُسَخِهِ جُمْلَةً صَالِحَةً وَكَانَ ظَاهِرِيَّ الْمَذْهَبِ وَكَذَلِكَ شَيْخَهُ ابْنَ بَرْيَالَ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ شَيْخُ ابْنُ بُرْيَالَ وَكُنْتُ أَسْتَأْنِسُ بِهِ مُدَّةَ إِقَامَتِي بِمِصْرَ وَيُقَابِلُ مَعِي مَا أَكْتُبُهُ وَأَقْرَؤُهُ عَلَى الشُّيُوخِ ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَيْضًا وَتُوُفِّيَ عَلَى مَا بَلَغَنِي بِدِمَشْقَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَمَوْلِدُهُ بِسَرَقُسْطَةَ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ سَنَةَ سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة قَالَ وَأَحْصَيْتُ تَوَالِيفَهُ فَبَلَغَ عَدَدُ أَوْرَاقِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ وَرَقَةٍ فِي كُلِّ فَنٍّ وَمِنْ جُمْلَتِهَا الْإِيصَالُ فِي شَرْحِ كِتَابِ الْخِصَالِ أَرْبَعُونَ مُجَلَّدًا وَمَا خَرَجَ مِنْ دَارِهِ فِي صِغَرِهِ حَتَّى الْتَحَى وَكَانَ وَالِدُهُ وَزِيرًا وَكَذَلِكَ هُوَ ثُمَّ تَرَكَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِلْمِ وَإِفَادَتِهِ الحديث: 475 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 478 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْبَاقِي أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بن الْفَتْح بن يُوسُف ابْن الرِّيَوَلِّيُّ الْحَافِظُ الْحِجَارِيُّ لِنَفْسِهِ بِوَادِي الْحِجَارَةِ (إِلَى كَمْ تَقُولُ وَلَا تَفْعَلُ ... وَتَغْفَلُ وَالْمَوْتُ لَا يَغْفَلُ) (أَأَمَّلْتَ خُلْدًا فَهَيْهَاتَ أَنْ ... يُرَى الْمَرْءُ يُدْرِكُ مَا يَأْمُلُ) (أَمِ الدَّهْرُ غَرَّكَ إِمْهَالُهُ ... وَلَوْ قَدْ تَحَقَّقْتَ مَا يُمْهِلُ) (أَلَيْسَ يُجَزِّيكَ أَجْزَاءَهُ ... وَذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ الْأَعْدَلُ) (وَمَنْ رَامَ مِنْ رَبِّهِ مَنْزِلا ... بِغَيْرِ التُّقَى خَانَهُ الْمَنْزِلُ) (كِتَابٌ عَزِيزٌ بِهِ نَاطِقٌ ... وَحَسْبُكُمُ الْحَكَمُ الفيصل) // المتقارب // 479 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الطَّنْطَنِيُّ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ أَنْشَدَنِي خَالِي أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ حَسْنُونِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَعْمُرِيُّ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ (مَا زَادَ لِلْمَرْءِ فَوْقَ الْقُوتِ مِنْ عَرَضٍ ... فَهْوَ الْعَوَارِضُ مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبِ) (فَاقْنَعْ بِمَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ فِي أَزَلٍ ... فَلَنْ تَزِيدَ عَلَى الْمَقْدُورِ فِي التَّعَبِ) (قَدْ خُطَّ نَحْسٌ وَسَعْدٌ أَنْتَ بَيْنَهُمَا ... وَلَنْ يُبَدَّلَ مَا قد خطّ فِي الْكتب) // الْبَسِيط // 480 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ سَلَمَاسَ وَأُدَبَائِهَا الْفُضَلَاءِ وَيَرْجِعُ إِلَى دِينٍ مَتِينٍ وَصَلَاحٍ ظَاهِرٍ وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَرِيزٍ الْقَاضِي وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِهِمْ وَرَوَى لِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا يَسِيرًا وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ مُشَاعَرَةٌ وَالْكُلُّ فِي الْأَجْزَاءِ الْمُودَعَةِ عِنْدَهُمْ بِسَلَمَاسَ جَمَعَهَا اللَّهُ عَلِيَّ 481 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرِ بْنِ كَاكَوَيْهِ الْمَرُّوذِيُّ بِدِمَشْقَ الحديث: 478 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْبيَاض بِبَغْدَادَ (وَفَارَقْتُ أَحْبَابِي وَأَهْلِي وَجِيرَتِي ... وَإِخوَانَ صِدْقِ الصِّدْقِ يَرْتَقِبُونِي) (وَفَاضَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ حَتَّى كَأَنَّهَا ... دُمُوعُ دموعي لَا دموع جفوني) // الطَّوِيل // 482 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا يُخَاطَبُ بِالْقَاضِي الْمُوَفَّقِ وَيُعْرَفُ بِابْنِ زِينَةَ وَزِينَةُ أُمُّهُ وَكَانَتْ وَاعِظَةً وَأَبُوهُ كَانَ صُوفِيًّا فَتَزَوَّجَ بِهَا بِدِمَشْقَ وَرُزِقَ مِنْهَا هَذَا الْوَلَدَ الَّذِي يُعْرَفُ بِهَا وَقَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ دَخَلَ مِصْرَ وَالْعِرَاقَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ النَّوَاحِي وَكَانَ فَصَّالًا مَطْبُوعًا فِي إِيرَادِ الْفُصُولِ فِي التَّهَانِي وَالتَّعَازِي كَبِيرَ السِّنِّ كَثِيرَ الْحِفْظِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ 483 - أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنَ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيَّ بِبَغْدَادَ (أُفٍّ لِدُنْيَانَا وَتُفٍّ لَهَا ... محا تَقْتُلُ مَنْ حَلَّهَا) (أَصْحَابُهَا قَدْ طَلَبُوا عِزَّهَا ... وَاللَّهُ قَدْ عَرَّفَهُمْ ذلها) // السَّرِيع // 484 - وَأَنْشَدَنَا قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْوَاسِطِيِّ بِبَغْدَادَ أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ الْوَاعِظُ الْأصْبَهَانِيُّ (لَا تَعْجَبِي مِنْ صُرُوفِ أَزْمَانِي ... أَضْحَكَنِي الدَّهْرُ ثُمَّ أَبْكَانِي) (وَلَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ الْمَشِيبَ وَلَا ... أَعْلَمُ أَنَّ الْمَشِيبَ يَنْعَانِي) (أَوَّلُ شَيْءٍ أَتَى الْمَشِيبُ بِهِ ... إِيثَارُ مَنْ قَدْ هَوِيتُ هجراني) // المنسرح // 485 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ غَرِيبٍ الْإِيَادِيُّ الْمَعَرِّيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الدُّوَيْدَةِ الْمَعَرِّيُّ بَمَعَرَّةِ النُّعْمَانِ أَنْشَدَنِي أَبِي لِنَفْسِهِ فِي أَخِي مُحَمَّدٍ الحديث: 482 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 (رُزِقْتُكَ يَا مُحَمَّدُ بَعْدَ يَأْسٍ ... وَقَدْ شَابَتْ مِنَ الرَّأْسِ الْقُرُونُ) (فَنِصْفِي ضَاحِكٌ فَرَحًا وَنِصْفِي ... مِنَ الْأَحْزَانِ مُكْتَئِبٌ حَزِينُ) (مَخَافَةَ أنْ تُرَوِّعَكَ اللَّيَالِي ... بِفَقْدِي أَوْ تُعَاجِلَكَ الْمَنُونُ) (وَمَعَ ذَا إِنَّنِي أَرْجُو صَلَاحًا ... وَسُبْحَانَ الْعَلِيمِ بِمَا يَكُونُ) // الوافر // 486 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا عَلَى مَا حَكَاهُ لِي وُلِدَ بِالْمَعَرَّةِ وَدَخَلَ أصْبَهَانَ وَغَيْرَهَا مِنْ بِلَادِ الشَّرْقِ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ مِصْرَ وَقَدْ حَجَّ وَرَأَى نَفَرًا مِنْ أُدَبَاءِ بَلَدِهِ وَكَانَ يَحْفَظُ مِنْ شِعْرِهِمْ يَسِيرًا وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ أَبُو الْعَلَاءِ التُّنُوخِيُّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْعَلَاءِ وَأَنَا صَبِيٌّ مَعَ عَمِّي أَبِي طَاهِرٍ نَزُورُهُ فَرَأَيْتُهُ قَاعِدًا عَلَى سَجَّادَةِ لَبَدٍ وَهُوَ يُسَبِّحُ فَدَعَا لِي وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ السَّاعَةَ وَإِلَى عَيْنَيْهِ إِحَدَاهُمَا بَادِرَةٌ وَالْأُخْرَى غَائِرَةٌ جِدًّا وَهُوَ مُجَدَّرُ الْوَجْهِ نَحِيفُ الْجِسْمِ 487 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ غَرِيبٍ الْإِيَادِيُّ الْمَعَرِّيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَدِيعُ الْمَعَرِّيُّ بِمَعَرَّةِ النُّعْمَانِ لِنَفْسِهِ (يَا رَبِّ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ ... وَمِنْكَ يُلْتَمَسُ الْغِنَى) (أُرْزُقْ لِأَوْلَادِ الْحَلَالِ ... حظوظ أَوْلَاد الزِّنَى) // الْكَامِل // قَالَ وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَدِيعُ الْمَعَرَّيُّ لِنَفْسِهِ بِالْمَعَرَّةِ (لَوْ أَنَّ لِلدُّنْيَا عَلَى مَا أَرَى ... عِنْدَ مَلِيكِ الْمُلْكِ قَدْرٌ نَفِيسْ) (لَمْ يَسْقِ مِنْهَا لَا ابْنَ عَوْنٍ وَلَا الْبَعْدِيَّ ... نَزْرَ الْمَاءِ مَاءِ الْحَرِيسْ) (لَكِنَّهَا خَسَّتْ لَدَيْهِ فَمَا ... يُرْزَقُ فِيهَا الْحَظ إِلَّا الخسيس) // السَّرِيع // الحديث: 486 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 488 - ابْنُ عَوْنٍ وَالْبَعْدِيُّ كَانَا عَامِلَيْنِ بِالْمَعَرَّةِ وَمَاءُ الْحَرِيسِ عَنَى بِهِ الْمَاءَ الْقَذِرَ كَمَاءِ الْحَمَّامِ وَغَيْرِهِ 489 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْحَلِيمِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ السُّوسِيُّ الْكَاتِبُ بِصَقَلِّيَةَ لِنَفْسِهِ فِي سَهْمٍ رُدَّ مُذَبَّةً (لِلَّيَالِي فِي عَكْسِ حَالِي عِظَاتٌ ... لَيْسَ تَخْفَى عَلَى ذَوِي الْأَلْبَابِ) (صِرْتُ فِي الْخُوصِ بَعْدَ لُبْسِ الْخَوَافِي ... وَاعْتِمَامِي بِأَزْرَقٍ كَالشِّهَابِ) (بَعْدَ ذَبِّ الْكُمَاةِ عَنْ حَرَمِ الْعِزِّ ... تنقلن بِي لذب الذُّبَاب) // الْخَفِيف // وَأَنْشَدَنِي هَذِهِ الْأَبْيَاتَ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْحَلِيمِ وَقَدْ أَنْشَدَنِيهَا قَبْلَهُمَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ السَّعْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْقَطَّاعِ اللُّغَوِيُّ بِمِصْرَ أَنْشَدَنِي أَبِي قَالَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْحَلِيمِ 490 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا أَنْدَلُسِيٌّ فَاضِلٌ فِي النَّحْوِ وَكَانَتْ لَهُ فِي جَامِعِ عَمْرٍو حَلْقَةٌ لِلْإِقْرَاءِ وَشِعْرُهُ كَثِيرٌ وَيُعْرَفُ بِالْكَاسَاتِ تُوُفِّيَ فِي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة فِي صَفَرٍ فِيمَا كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ ابْنُ مَوْهُوبٍ مِنْ مِصْرَ وَحَكَاهُ لِي غَيْرُهُ وَمِنْ جُمْلَةِ شِعْرِهِ وَأَنْشَدَنَاهُ (تَزَوَّدْ وَمَا زَادُ اللَّبِيبِ سِوَى التَّقْوَى ... عَسَاكَ عَلَى الْهَوْلِ الْعَظِيمِ بِهَا تَقْوَى) (فَمَنْ لَمْ يُعَمِّرْ بِالتُّقَى جَدَثًا لَهُ ... فَمَنْزِلُهُ فِي خُلْدِهِ مَنْزِلٌ أَقْوَى) 491 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَسْكَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيَّ الْمُبَاحِيَّ الحديث: 488 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ يَقُولُ كَانَ أَبُو الْحَجَّاجِ الْبَادِسِيُّ الْفَقِيهُ الصَّالِحُ إِذَا رَأَى رَجُلًا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا وَحَوْلَهُ النَّاسُ يَخْدِمُونَهُ يَتَعَجَّبُ وَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي مَحْبُوبُ النَّاسِ عِنْدَهُ كَيْفَ اسْتَخْدَمَهُمْ لِطَمَعِهِمْ فِيهِ وَالْوُصُولِ إِلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَهَذِهِ إِشَارَةٌ مِنْهُ إِلَى قِلَّةِ مَعْرِفَةِ النَّاسِ بِالْمَحْبُوبِ الْأَعْظَمِ الْأَنْفَعِ وَكَيْفَ يَطْمَعُونَ فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ وَطَلَبٍ وَلَا خِدْمَةٍ 492 - أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا مِنَ الْمَعْرُوفِينَ بِالصَّلَاحِ وَطَلَبِ المباحي الْمُبَاحِ مِنْ صِغَرِهِ إِلَى كِبَرِهِ اسْتَوْطَنَ جَزِيرَةً بِقُرْبِ ثَغْرِ رَشِيدٍ وَزرع فِيهَا شجيرات ومقاثئ وَعلم مَلَّاحَةً وَمِنْهَا قُوتُهُ وَانْتَفَعَ بِهِ وَبِكَرَمِهِ هُنَاكَ وَصَارَ مَلْجَأً يَقْصِدُهُ الْبَحْرِيُونَ رُبَّمَا دَخَلَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَيَدْخُلُ إِلَيَّ وَكَانَ أَثَرُ الْخَيْرِ وَالْعِبَادَةِ بَيِّنًا عَلَيْهِ ظَاهِرًا وَاللَّهُ تَعَالَى يُوَفِّقُنَا لِعِبَادَتِهِ وَيَحُلُّنَا دَارَ كَرَامَتِهِ 493 - قَالَ لِي الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الشَّلْبِيُّ حَيْنَ قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا سَنَةَ سَبْعٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا مِنَ الْأَنْدَلُسِ مِثْلُهُ وَصَّانِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَرْخِيِّ اللَّخْمِيُّ لَمَّا وَدَّعَنِي بِقُرْطُبَةَ أَنْ آخُذَ لَهُ مِنْكَ الْإِجَازَةَ فَأَجَزْتُ لَهُ قَالَ ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ وَلَيْسَ بِالْأَنْدَلُسِ الْآنَ مِثْلُهُ قَالَ وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمَرْخِيِّ مِنَ الْكُتَّابِ الْكِبَارِ وَلَهُ شِعْرٌ وَتَرَسُّلٌ مُدَوَّنٌ وَلَيْسَ عِنْدَ سُلْطَانِ الْمَغْرِبِ الْمُلَثَّمِ مِثْلُهُ وَمِثْلُ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ أَبِي الْخَصَّالِ الْقُرْطُبِيِّ هَذَا آخِرُ كَلَامِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ 494 - وَأَبُو جَعْفَرٍ فَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطَّلَاعِ وَأَبِي مَرْوَانَ بْنِ سِرَاجٍ وَأَبِي الْحَجَّاجِ الْأَعْلَمِ وَآخَرِينَ وَابْنِ أَبِي حَبِيبٍ فَقَدْ كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْأَنْدَلُسِ وَلَهُ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ الْحَظُّ الْوَافِرُ الشَّرْعِيَّاتِ وَالْأَدَبِيَّاتِ وَسَمِعَ عَلَيَّ جُزْءًا مِنْ تَخْرِيجَاتِي وَتَوَجَّهَ الحديث: 492 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 إِلَى مَكَّةَ وَجَرَتْ لَهُ هُنَاكَ خُصُومَاتٌ مَعَ مَنْ كَانَ يَتَعَاطَى الْفِقْهَ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَحْسَنَ رَدٍّ وَسَافَرَ إِلَى الْعِرَاقِ وَدَخَلَ خُرَاسَانَ وَتُوُفِّيَ هُنَاكَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ 495 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِيبِيَّ قَاضِي قَرْقِيسِيَا فِي دَارِهِ يَقُولُ كَانَ عِنْدَنَا صُوفِيٌّ ظَرِيفٌ كَثِيرُ الْمُدَاعَبَةِ يُعْرَفُ بِالْأَقْفَاصِيِّ فَكَانَ إِذَا دُعِيَ إِلَى دَعْوَةٍ أَوَّلَ مَا يَدْخُلُ يَقُولُ إِنْ طَبَخْتُمُ الْأُرْزَ فَاغْرِفُوهُ حَتَّى يَبْرُدَ وَنَتَهَنَّأَ بِالْأَكْلِ 496 - أَبُو مُحَمَّدٍ كَانَ مِنْ صُلَحَاءِ الْقُضَاةِ عَفِيفًا وَبَيْتُهُمْ بَيْتٌ كَبِيرٌ مَعْرُوفٌ بِالسُّنَّةِ وَقَدْ دَخَلَ بَغْدَادَ وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ الْهَمَذَانِيِّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفَرَائِضَ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ وَأَبُوهُ مِنْ قَبْلِهِ كَانَ قَاضِيَ قَرْقِيسِيَا مِنْ مُدُنِ الشَّامِ 497 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيَّ الْأُرْمَوِيَّ بِالزِّزِّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَدْنَانَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صَالِحِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْأَشْتَرِيَّ بِنُهَاوَنْدَ يَقُولُ رَحَلْتُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ السِّيرْجَانِيِّ بِكِرْمَانَ وَنَزَلْتُ فِي رِبَاطِهِ وَكُنْتُ أُقِلُّ مِنَ الْكَلَامِ تَأَدُّبًا فَتَكَلَّمْتُ يَوْمًا فَضَحِكَ وَقَالَ كُنْتُ أَظُنُّهُ أَخْرَسَ ثُمَّ كَتَبْتُ كِتَابَ السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ مِنْ تَأْلِيفِهِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا وَسَمَّعْتُهُ عَلَيْهِ 498 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا كَانَ مِنْ قُدَمَاءِ الْمُسَافِرِينَ عَلَى وَجْهِ التَّجْرِيدِ وَعَادَةِ الْمُرِيدِ وَقَدْ دَخَلَ فَارِسَ وَكِرْمَانَ وَقُهُسْتَانَ وَالْعِرَاقَيْنِ وَالْحِجَازَ وَصَحِبَ مَشَائِخَهَا رَأَيْتُهُ بِالزِّزِّ فِي رِبَاطٍ مِنْ رُبُطِ دَاوُد الْخَادِم سنة خَمْسمِائَة وَعَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ وَكَانَ قَدْ رَأَى دَاوُدَ فِي جُمْلَةِ مَنْ رَآهُ مِنَ الْمَشَائِخِ 499 - وَسمعت عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعت عَبْدَ الْعَزِيزِ يَقُولُ سَمِعت الْحَسَنَ بْنَ دَلَّانَ الْأَشْتَرِيَّ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ وَمُرِيدِيهِ لَا تَتَّخِذُوا الْكُدْيَةَ كَسْبًا وَلَا تَطْلُبُوا شَيْئًا إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ الحديث: 495 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 500 - سَمِعت أَبَا عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُنْدَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيَّ السُّهْرَوَرْدِيَّ بسُهْرَوَرْدَ يَقُولُ كُنْتُ بِقَزْوِينَ فِي رِبَاطِ إِسْكَنْدَرَ أَخْدُمُ الصُّوفِيَّةَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لِي يَوْمًا اكْنُسِ الصُّفَّةَ وَنَظِّفِ السِّقَايَةَ فَفِي الطَّرِيقِ جَمْعٌ مِنَ الْأَصْحَابِ فَكَنَسْتُ وَنَظَّفْتُ فَدَخَلَ جَمَاعَةٌ عِنْدَ فَرَاغِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَأَيْتُ مِنْهُ غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْكَرَامَاتِ رَحِمَهُ اللَّهُ 501 - هُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ وَقَدْ سَافَرَ كَثِيرًا وَشَيْخُهُ فِي التَّصَوُّفِ بُنْدَارٌ الْأَرْدُبِيلِيُّ 502 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن نَوَيْت بْنِ الْوَرَانِ اللَّمْتُونِيَّ الْمُلَثَّمَ بِالثَّغْرِ يَقُولُ وَجَرَّبْتُهُ وَكَانَ ثِقَةً يَتَحَرَّى الصِّدْقَ سَمِعت أَخِي الْأَمِيرَ أَبَا يَعْقُوبَ يَنْتَانَ بْنَ تُوَيْتٍ الْفَقِيهَ وَغَيْرَهُ مِنَ الْمُرَابِطِينَ الثِّقَاتِ بِالْمَغْرِبِ يَقُولُونَ وُلِدَ فِي بَنِي نُوَرْتَ بَطْنٌ مِنَ الْمُلَثَّمِينَ جِسْمَانِ كَامِلَانِ بِرَأْسٍ وَاحِدٍ فَعَاشَا زَمَانًا ثُمَّ مَاتَ أَحَدُهُمَا وَثَقُلَ الْآخَرُ فَرَامُوا قَطْعَهُ مِنْهُ فَشُووِرَ الْفُقَهَاءُ فَقِيلَ يُصْبَرُ أَيَّام فَلَمْ يَمْضِ قَلِيلٌ حَتَّى مَاتَ الْآخَرُ 503 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَوُلِدَ بِالْأَنْدَلُسِ فِي أَيَّامِنَا مَوْلُودٌ بِرَأْسَيْنِ وَكَانَ ابْنُ غَلابٍ السُّوسِيُّ حَاضِرًا فَقَالَ الَّذِي بَلَغَنَا أَنَّهُ وُلِدَ بِالْمَغْرِبِ مَوْلُودٌ بِرَأْسٍ وَاحِدٍ لَهُ وَجْهَانِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَقَدْ رَأَيْتُ بِحِمْصِ الْأَنْدَلُسِ امْرَأَةً وَلَدَتْ أَوَّلَ وِلَادَتِهَا وَلَدًا ثُمَّ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ وَلَدَيْنِ وَفِي الثَّالِثَةِ ثَلَاثَةً وَفِي الرَّابِعَةِ أَرْبَعَةً وَفِي الْخَامِسَةِ خَمْسَةً وَفِي السَّادِسَةِ سِتَّةً وَفِي السَّابِعَةِ سَبْعَةً فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ وَأَيْسَتْ مِنْ رُوحِهَا وَأَشْرَفَتْ عَلَى الْهَلَاكِ ثُمَّ امْتَنَعَتْ عَنْ زَوْجِهَا وَأَبَتْ أَنْ تُطَاوِعَهُ وَاشْتُهِرَ أَمْرُهَا عِنْدَ النَّاسِ بِأَقْطَارِ الْأَنْدَلُسِ 504 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْمُرَابِطِينَ قَدِمَ الْمَشْرِقَ لِلْحَجِّ وَطَلَبِ الْعِلْمِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي وَيَقْرَأُ مِنْ جُمْلَةِ مَا قَرَأَهُ الْمُلَخَّصَ لِابْنِ الْقَابِسِيِّ وَأَمَّا أَخُوهُ يَنْتَانُ فَكَانَ فَقِيهًا وَذَكَرَ لِي أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِزَبِيدَ مِنْ مُدُنِ الْيَمَنِ وَأَنَّهُ الحديث: 500 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 كَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَابْنِ رُشْدٍ وَآخَرِينَ بِقُرْطُبَةَ وَعَلَى ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ بِمُرْسِيَةَ قَالَ وَتُوَيْتُ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ لَكِنْ غَلَبَ عَلَيْهِ بَقِيَّة هَذَا وَتَفْسِيرُهُ صَيَّاحٌ 505 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَّانَ الْقَلَعِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ قَرَأْتُ الْمُلَخَّصَ لِابْنِ الْقَابِسِيِّ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَرَّاشٍ التَّامَقَلْتِيِّ قَاضِي قَلْعَةِ بَنِي حَمَّادٍ بِالْغَرْبِ وَذَهَبَ عَلِيَّ الْآنَ إِسْنَادُهُ فِيهِ وَعَمَّنْ كَانَ يَرْوِيهِ وَكَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ يَقْرَأُ سُنَنَ أَبِي دَاؤُدَ فِي الْجَامِعِ وَيَحْضُرُ مَجْلِسَهُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ النَّحْوِيِّ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي الْعِلْمِ وَتُوُفِّيَ بِالْقَلْعَةِ بَعْدَ أَنْ أُقْعِدَ وَكَانَ مَحْمُودًا فِي الْقَضَاءِ وَبَقِيَ فِيهِ سِنِينَ 506 - ابْنُ هَرَّاشٍ هَذَا رُبَّمَا قِيلَ فِيهِ ابْنُ الْهَرَّاشِ بِالتَّعْرِيفِ فَيُذْكَرُ حِينَئِذٍ مَعَ الْكِيَا الْهَرَّاسِ شَيْخِنَا وَمَعَ غَيْرِهِ وَإِنْ قِيلَ فِي ابْنِ حَرَّانَ هَذَا الْحَرَّانِيُّ فَيُسْتَفَادُ أَيْضًا فِي بَابِهِ 507 - أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَامَةَ الْأَنْصَارِيُّ الْمَنَارِيُّ وَمَنَارٌ مِنْ ثُغُورِ سَرَقُسْطَةَ بِالْأَنْدَلُسِ كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بِالثَّغْرِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحِجَازِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ قَرَأَ بِقَرَاءَةِ نَافِعٍ عَلَى أَبِي الْوَلِيدِ يُونُسَ بن أبي عَليّ الْأُبَّدِيِّ بِهَا وَهُوَ عَلِيٌّ مُحَمَّدُ بْنُ شُرَيْحٍ الرُّعَيْنِيُّ وَقَرَأَ أَيْضًا عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَنَارِيِّ صَاحِبِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُغَامِيِّ وَسَمِعَ الْمُوَطَّأَ وَغَيْرَهُ بِالْمَغْرِبِ 508 - قَالَ وَالْيَزِيدُ بْنُ بَكْرٍ الْعَمْرِيُّ الْأُبَّدِيُّ وَلِيَ قَضَاءَ أُبَّدَةَ وَكَانَ قَبْلُ مِنَ الحديث: 505 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 الْفُقَهَاءِ الْمُشَاوِرِينَ وَكَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ الْأُبَّدِيُّ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِهَا وَكَانَ قَبْلَ الْقَضَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ الْمُشَاوِرِينَ وَالْأُبَّدِيُّ مستفار مَعَ الْأُنْدِيِّ وَأُبَّدَةُ وأُنْدَةُ مَدِينَتَانِ بِالْأَنْدَلُسِ 509 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَشِيرٍ الْعَبْدَرِيَّ الْيَابِسِيَّ النَّحْوِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَرَاوَةَ السَّبَائِيِّ الْمَالِقِيِّ النَّحْوَ بِالْأَنْدَلُسِ وَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ وَكَانَ يُعَظِّمُهُ جِدًّا 510 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ مُصَدَّرًا فِي جَامِعِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِإِقْرَاءِ الْقُرْآنِ وَالنَّحْوِ وَأَنْشَدَنِي كَثِيرًا مِنْ شِعْرِهِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 525 وَكَانَ وَصَّى بِأَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَكَانَ يَوْمًا بَارِدًا وَقَدْ وَقَعَ بَرْدٌ عَظِيمٌ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ الْبَحْرِ وَلَمْ يَحْضُرْهُ كَثِيرُ نَاسٍ فَالْوُحُولُ تَحُولُ وَنُزُولُ الْأَمْطَارِ يَمْنَعُ عَنْ قَضَاءِ الْأَوْطَارِ 511 - أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْلَى بْنِ الرَّمَّاحِ الشَّيْبَانِيُّ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّةِ رَأَيْتُهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي جِنَازَةٍ وَلَمْ أَتَحَدَّثْ مَعَهُ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ الْحَدِيثِ فَيُسْمَعَ عَلَيْهِ وَكَانَ طَوِيل اللِّسَان سيء الْخُلُقِ كَثِيرَ الشَّرِّ وَابْنُهُ أَبُو الْحَسَنِ كَانَ يُوَاصِلُنِي وَيَحْضُرُ عِنْدِي وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ وَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَبِيهِ وَبَيْنَهُمَا مُهَاجَرَةٌ فَلَمْ يَحْضُرْ جِنَازَتَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ ثُمَّ تُوُفِّيَ هُوَ فِي رَجَبٍ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَحَضَرْتُ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ فِي مَقْبَرَةِ وَعْلَةَ وَبِهَا دُفِنَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَإِيَّانَا. 512 - وَقَدْ أَنْشَدَنِي مَنْ لَا أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ قَالَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الطُّوبِيِّ الصَّقَلِّيُّ بِهَا لِنَفْسِهِ (يَا وَلَدًا حَلَّ دَاخِلَ الْكَبِدِ ... خَالَفْتَ أَمْرِي فَزِدْتَ فِي كَمَدِي) الحديث: 509 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 (وَاللَّهِ يَا قَوْمِ مَا عَقَقْتُ أَبِي ... فَلَيْتَ شِعْرِي لِمَ عَقَّنِي وَلَدي) // المنسرح // 513 - أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بْنِ النَّطَّاعِ الْقَرَوِيُّ الْمُلَقَّبُ بِالْمُهَذَّبِ كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي فِي الْمَدْرَسَةِ لِتَعْلِيقِ الدُّرُوسِ الْفِقْهِيَّةِ وَكَتَبَ الْأَمَالِي الْحَدِيثِيَّةَ وَهُوَ مِنْ أَذْكَى النَّاسِ إِلَّا فِي الْفِقْهِ وَعَمَلُ الشِّعْرِ قَدْ كَانَ أَسْهَلَ عَلَيْهِ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ وَيُعَدُّ من الجيدين فِيهِ وَلَهُ فِيَّ أَكْثَرُ مِنْ مائَة قصيدة ومقطعات يتعب إحصاءها ثُمَّ شَهِدَ بِالْمَحَلَّةِ وَدَخَلَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ مِنَ الْفُضُولِ وَقَرَّبَ مَنْ لَا يُرْتَضَى وَفِي الْجُمْلَةِ قَدْ كَانَ مُسِيئًا إِلَى نَفْسِهِ وَعدم فِي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَلَمْ يَظْهَرْ لِأَحَدٍ كَيْفِيَّةُ أَمْرِهِ وَاللَّهُ يَتَغَمَّدُهُ بِفَضْلِهِ وَيَتَجَاوَزُ عَنْ سيأته وَمِنْ جُمْلَةِ شِعْرِهِ مَا أَنْشَدَنَا. 514 - أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمد بن ثنية الْمُقْرِئ لِنَفْسِهِ بِدِمَشْقَ (كَمْ مِنْ إلَى وَمَتَى وَكَمْ ... مَهْلًا أَفِقْ قَبْلَ النَّدَمْ) (اللَّهُ رَبٌّ قَادِرٌ ... صَمَدٌ تَفَرَّدَ بِالْقِدَمْ) (فَاطْلُبْ إِلَيْهِ وَسِيلَةً ... لَا تَغْفُلَنَّ وَلَا تَنَمْ) 515 - أَبُو بَكْرٍ هَذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى أَبِي الْوَحْشِ صَاحِبِ أَبِي عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ وَبِبَغْدَادَ عَلَى شَيْخِنَا الْمُبَارَكِ الْغَسَّالِ وَسَمِعَ مَعَنَا عَلَى أَبِي طَاهِرِ بْنِ الْحِنَّائِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ الْمَوَازِينِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ يُقْرِئ فِي جَامِعِ دِمَشْقَ وَثُنِيَّةُ فِي نَسَبِهِ مُسْتَفَادٌ يُذْكَرُ مَعَ بُنَيَةَ وَبتَنَّةَ وَنَبِيهٍ وَغَيْرِهِمْ 516 - قَالَ لِي أَبُو الْخَطَّابِ الْعُلَيْمِيُّ قَرَأْنَا عَلَى أَبِيهِ شَيْئًا بِالْإِجَازَةِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيِّ الحديث: 513 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 517 - سَمِعْتُ أَبَا الْفَرَجِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ فَارِسٍ الْمَقْدِسِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي بِالْقُدْسِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ السِّنْجَارِيَّ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ فِي خَلْوَتِهِ وَيَبْكِي وَتَجْرِي الدُّمُوعُ عَلَى خَدَّيْهِ وَيَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ وَاللَّهِ مَا آمَنت بِالْقُرْآنِ يَا با بَكْرٍ وَأَنْتَ تَسْتَحِلُّ مَحَارِمَهُ وَاللَّهِ مَا آمَنْتَ بِالْقُرْآنِ وَأَنْتَ تَسْتَحِلُّ مَحَارِمَهُ يُرَدِّدُ هَذَا وَيَبْكِي 518 - أَبُو الْفَرَجِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْأَدَبِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِهِ وَمِنْهَا قَوْلُهُ (سَتَرْتَ ذُنُوبِي يَا إِلَهِي تَكَرُّمًا ... بِفَضْلِكَ فِي الدُّنْيَا لَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ) (كَذَلِكَ فَافْعَلْ فِي الْقِيَامَةِ مُنْعِمًا ... وَلَا تَفْضَحَنِّي فِي الْمَلَا وَلَك الْأَمر) // الطَّوِيل // 519 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُقْرِئُ الْقَيْرَوَانِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَعَالِي الْأَدِيبُ قَالَ كَانَ الْمُؤَدِّبُ مُحْرِزٌ التُّونُسِيُّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ كَثِيرًا مَا يَنْشُدُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ وَيَبْكِي وَقِيلَ إِنَّهَا لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ (مَا بَالُ قَلْبِي إِلَى اللَّذَّاتِ مُرْتَاحَا ... لَوْ شَفَّهُ ذِكْرُ ذَنْبٍ قَدْ مَضَى نَاحَا) (لِلَّهِ عَبْدٌ جَنَى ذَنْبًا فَأَحْزَنَهُ ... فَظَلَّ حَيْرَانَ يُذْرِي الدَّمْعُ سِفَاحَا) (مُسْتَعْبَرٌ قَلِقٌ مُسْتَيْقِظٌ فَطِنٌ ... كَأَنَّ فِي قَلْبِهِ لِلنُّورِ مِصْبَاحَا) (يَا عَيْنٌ جُودِي كَمَا جَادَتْ مَدَامِعُهُ ... فَرُبَّ دَمْعٍ جَرَى لِلْخَيْرِ مِفْتَاحَا) (وَرُبَّ عَيْنٍ رَآهَا اللَّهُ بَاكِيَةً ... مِنْ خَوْفِهِ سَوْفَ تَلْقَى الرَّوْحَ وَالرَّاحَا) (يَا صَاحِبَيَّ ذَرَا التَّسْوِيفَ وَانْكَمِشَا ... وَاسْتَبْدِلَا بِفَسَادِ الدِّينِ إِصْلَاحَا) (لَا تَأْمَنَا عَادِيَاتِ الْمَوْتِ إنَّ لَهُ ... سَيْفًا لِأَنْفُسِ هَذَا الْخَلْقِ مُجْتَاحَا) الحديث: 517 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 (إنْ لَمْ يُمَسِّهِمْ غَادَا هُمْ سَحَرًا ... وَإِنْ تَأَخَّرَ عَنْ تَبْكِيرَةٍ رَاحَا) (لَا يَتْرُكُ الْمَوْتُ دَارًا حَشْوُهَا فَرَحٌ ... إِلَّا وَغَادَرَهُمْ ذُلًّا وَأَتْرَاحَا) (أَهْلَ الْقُبُورِ أَبِينُوا إِلَيَّ أُمُورَكُمْ ... هَلْ تَسْتَطِيعُونَ لِي بِالرَّدِّ إِفْصَاحَا) (مَاذَا فَعَلْتُمْ وَمَاذَا قَالَ قَائِلُكُمْ ... لَمَّا فَقَدْتُمْ مِنَ الْأَبْدَانِ أَرْوَاحَا) (لَوْ يَنْطِقُونَ لَقَالُوا كُلُّنَا جِيَفٌ ... فِي ظُلْمَةِ الْقَبْرِ لَا يَرْجُونَ إِصْبَاحَا) (أَعْزِزْ عَلَيَّ بِأَبْدَانٍ مُنَعَّمَةٍ ... أَمْسَى بِهَا الدُّودُ جَوَّالًا وسواحا) // الْبَسِيط // 520 - وَأَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التُّونُسِيُّ بِمَكَّةَ وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ (حَكِيمٌ عَلِيمٌ خَمْسَةٌ لَيْسَ غَيْرُهَا ... فَلَا تَسْمَعَنَّ يَا صَاحِ مَنْ قَالَ سَادِسُ) (فَفِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ مِنْهَا ثَلَاثَةٌ ... وَفِي الْحِجْرِ حَرْفٌ ثُمَّ فِي النَّمْلِ خَامِسُ) // الطَّوِيل // 521 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ خَلَفٍ الْخَوْلَانِيَّ الْكُتُبِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ كَتَبَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ عَمَّارٍ الطَّرَابُلُسِيُّ الْقَاضِي إِلَى عَبْدِ الْحَقِّ بْنِ زُكَيْرٍ الْوَرَّاقِ (الْمَحْ كِتَابَكَ حِينَ تَكْتُبُهُ ... وَاحْفَظْهُ مِنْ زَيْغٍ وَمِنْ سَقَطِ) (وَاعْرِضْهُ مُرْتَابًا بِصِحَّتِهِ ... مَا أَنْت مَعْصُوم من الْغَلَط) // الْكَامِل // الحديث: 520 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 فَأَجَابَهُ (يَا مَنْ تَلُوذُ بِدُرِّ مَنْطِقِهِ ... مِنْ بَيْنِ مُنْتَخَبٍ وَمُلْتَقَطِ) (لَوْلَاكَ لَمْ نَفْهَمْ مَرَاشِدَنَا ... يَوْمًا وَلَمْ نَسْلَمْ مِنَ الْغَلَطِ) 522 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ حَسَنَ الْخَطِّ وَمِنَ الدُّنْيَا قَلِيلَ الْحَظِّ مَائِلًا إِلَى الْآدَابِ وَإِلَى شِعْرِ الشُّعَرَاءِ وَرَسَائِلِ الْكُتَّابِ حَفِظَةً لِذَلِكَ حَسَنَ الْإِيرَادِ جَيِّدَ الانْتِقَادِ وَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ أَنَسٌ تَامٌّ بِالثَّغْرِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ كَثِيرًا مِنَ الْحِكَايَاتِ وَالشِّعْرِ وَجَلَّدَ لِي مُجَلَّدَاتٍ وَنَسَخَ لِي جُزَيَّاتٍ وَأَبُوهُ أَنْدَلُسِيٌّ اسْتَوْطَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَبِهَا تُوُفِّيَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ خَلَفٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْخَوْلَانِيُّ وَقَدْ حَجَّ حَجَّاتٍ كَانَ جَيِّدَ الْخَطِّ كَثِيرَ الْحِفْظِ لِلشِّعْرِ وَحَسَنَ الْإِيرَادِ وَكَانَ عَفِيفًا 523 - سَمِعْتُ أَبَا الْخَضِرِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأُرْمَوِيَّ الْمِرَآتِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ كَانَ بِأُرْمِيَةَ رَجُلٌ يُعْرَفُ بِالْأَشَلِّ الْكُرْدِيِّ يُصَيِّفُ بِهَا وَيَشْتُو بِنَاحِيَةِ الْأَكْرَادِ وَكَانَ لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا إِذَا شَبِعَ أَلْبَتَّةَ نَحْضُرُ يَوْمًا مَجْلِسَ وَعْظِ الْقَاضِي مُثَنَّى الْقَزْوِينِيِّ فَطَابَ وَقْتُهُ وَتَوَاجَدَ وَشَهِقَ شَهْقَةً خَرَجَتْ فِيهَا رُوحُهُ وَكَانَ لَهُ عِنْدَ دَفْنِهِ مَشْهَدٌ عَظِيمٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ لِأَحَدٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 524 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا كَانَ رَجُلًا صَالِحًا سِكِّيتًا حَجَّ وَزَارَ وَوَقَعَ إِلَى مِصْرَ وَكَانَ يُرَى الْمِرْآةُ لِلنَّاسِ يُبْصِرُونَ فِيهَا وُجُوهَهَمْ وَلَا يَسْأَلُ أَحَدًا فَإِنْ أُعْطِيَ شَيْئًا أَخَذَهُ وَإِلَّا ذَهَبَ وَيَعِيشُ مِنْ ذَلِكَ 525 - سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَاسِيَّ بِالثَّغْرِ الحديث: 522 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 يَقُولُ سَمِعْتُ عَمِّي مَيْمُونَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَاسِيَّ بِهَا يَقُولُ كَانَ لِعَبْدُونَ بْنِ مَلَّولَةَ الشَّاعِرِ الْمَعْرُوفِ بِالزَّرْبَطَانِيِّ بُسْتَانٌ فِيهَا شَجَرَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ وَيُقَالُ لَهَا لَا مِثْلُهَا وَوَصَّى الْحَارِسَ بِهَا مِنْ دُونِ الْأَشْجَارِ فَعُدِيَ عَلَيْهَا فَقَالَ (غَرَسْتُ مِنَ التِّينِ لَا مِثْلُهَا ... وَمَنْ مِثْلَ لَا مِثْلُهَا يَغْرِسُ) (وَإِنِّي اتَّخَذْتُ لَهَا حَارِسًا ... وَمن مثل حارسها تحرس) // المتقارب // 526 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَكَّيَّ الْمَالِقَيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ كَانَ بَيْنَ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحُصْرِيِّ الْقَيْرَوَانِيِّ وَأَبِي الْحُسَيْنِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرَاوَةَ الْمَالِقِيِّ مُنَافَرَةٌ وَمُنَاقَرَةٌ وَيَهْجُو كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْآخَرَ فَمِمَّا قَالَ الْحُصْرِيُّ فِيهِ (وَلابْنِ الطَّرَاوَةِ نَجْوٌ طَرِيٌّ ... إِذَا شَمَّهُ النَّاسُ قَالُوا خري) // المتقارب // وَمِمَّا قَالَهُ هُوَ فِي الْحُصْرِيِّ (إِذَا الْحُصْرِيُّ اللَّئِيمُ افْتَحَى ... وَظَلَّ بِهَذَا الْوَرَى سَاخِرًا) (وَأُنْسِيَ مَا كَانَ فَاذْكُرْ لَهُ ... عَلِيَّ بْنَ بكار الشاعرا) // المتقارب // 527 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا وَأَخٌ لَهُ قَدِمَا الثَّغْرَ لِلْحَجِّ وَسَمِعَا عَلِيَّ كَثِيرًا وَكَانَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْخَيْرِ 528 - أَنْشَدَنِي الْفَقِيهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْغَرْنَاطِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِلْقَاضِي عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيِّ فِي رِسَالَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ الْقَيْرَوَانِيِّ الحديث: 526 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 (رِسَالَةُ عِلْمٍ صَاغَهَا الْعَلَمُ النَّهْدُ ... قَدِ اجْتَمَعَتْ فِيهَا الْفَرَائِضُ وَالزُّهْدُ) (أُصُولٌ أَضَاءَتْ بِالْهُدَى فَكَأَنَّمَا ... بَدَا لِعُيُونِ النَّاظِرِينَ بِهَا الرُّشْدُ) (لَقَدْ أَمَّ بَانِيهَا السَّدَادَ فَذِكْرُهُ ... بِهَا خَالِدٌ مَا حَجَّ وَاعْتَمَرَ الْوَفْدُ) (وَفِي صَدْرِهَا عِلْمُ الدِّيَانَةِ وَاضِحٌ ... وَآدَابُ خَيْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَهَا ند) // الطَّوِيل // 529 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْفَاسِيَّ بِالْأَنْدَلُسِ يَقُولُ رُئِيَ الْقَاضِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ الْبَغْدَادِيُّ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ بِمَ نَفَعَكَ اللَّهُ قَالَ بِكُلِّ مَا أَلَّفْتُهُ إِلَّا بِكِتَابِ التَّلْقِينِ فَإِنِّي مَا أَرَدْتُ وَجْهَ اللَّهِ وَأَكْثَرُ مَا نَفَعَنِي بِكِتَابِ الْمَعُونَةِ وَكَانَ قَدْ أَلَّفَ التَّلْقِينَ فِي مُقَابَلَةِ كِتَابٍ صَنَّفَهُ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ 530 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْيَابِسِ الْوَرَّاقُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْلَى بْنِ أَبِي الطَّيِّبِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الشَّيْبَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرَّمَّاحِ الصَّقَلِّيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطُّوبِيُّ الصَّقَلِّيُّ بِصَقَلِّيَةَ لِنَفْسِهِ (يَا وَلَدًا حَلَّ دَاخِلَ الْكَبِدِ ... خَالَفْتَ أَمْرِي فَزِدْتَ فِي كَمَدِي) (وَاللَّهِ يَا قَوْمِ مَا عَقَقْتُ أَبِي ... فَلَيْتَ شِعْرِي لم عقني وَلَدي) // المنسرح // 531 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ خَلَفٍ الْخَوْلَانِيَّ الْكُتُبِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو تُرَابٍ حَيْدَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ لِنَفْسِهِ الحديث: 529 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 (كُنْتُ إِذَا غِبْتُ عَنْهُ عَاتَبَنِي ... وَإِنْ أَكُنْ عَابِرًا تَعَلَّقَنِي) (حَتَّى إِذَا قَادَنِي هَوَاهُ لَهُ ... أَعْرَضَ تِيهًا عَنِّي وَأَبْعَدَنِي) (صَحَّ لَهُ أَنَّنِي بِهِ كَلِفٌ ... فَصَارَ بَعْدَ الْوِصَال يقطعني) // المنسرح // 532 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ الْجُزُولِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَخْبَرَنَا 533 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَكَتَبَ عَنْ شُيُوخِ الْأَنْدَلُسِ وَالْعُدْوَةِ وَقَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا سَنَةَ وَسَمِعَ عَلَيَّ بِقَرَاءَتِي عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ وَعَلَّقْتُ أَنَا عَنْهُ فَوَائِدَ أَيْضًا وَالْحَاجُّ جَدُّهُ اسْمُهُ وَيَسْقَلْدَانُ بْنُ مُزْدَاكُنْ الْقُزُولِيُّ الْهَرْدَجِيُّ وَهَرْدَجَةُ قَبِيلَةٌ تُعْرَفُ بِالْبَرْبَرِيَّةِ أَرَدْكِنْ مِنْ قَبَائِلِ قَزْوَلَةَ وَيُقَالُ جَزْوَلَةَ بِالْجِيمِ وَهُوَ أَشْهَرُ رَوَى لَنَا عَنِ الْخَوْلَانِيِّ وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَيَّانِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَسَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا 534 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الصَّقَلِّيُّ لِنَفْسِهِ بِالثَّغْرِ 535 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا كَانَ يَقْرَأُ عِنْدِي فِي الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ لَهُ قِرَاءَةٌ عَلَى غَيْرِي مِنْ قَبْلِي وَلَهُ فِيَّ قَصَائِدُ وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ الْأَكْحَلِ صَاحِبِ صَقَلِّيَةَ وَلَمْ يَكُنْ يَصْدُقُ فِيمَا قَالَ لِي مَنْ يُعَوَّلُ عَلَى قَوْلِهِ ثُمَّ تَظَاهَرَ بِمَا الْبُعْدُ عَنْهُ أَوْلَى فَأَبْعَدْتُهُ الحديث: 532 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 536 - أَنْشَدَنِي الْفَقِيهُ الْأَدِيبُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ النَّحْوِيُّ بِمِصْرَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْحَلِيمِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكَاتِبُ السُّوسِيُّ بِصَقَلِّيَةَ لِنَفْسِهِ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ (يَقُولُونَ كَثَّرَ عَبْدُ الْحَلِيمِ ... فَإِلَّا اقْتِصَادًا وَإِلَّا اقْتِصَارَا) (وَفَضْلُ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُجْتَبَى ... كَفَانِي احْتِجَاجًا لَهُمْ وَاعْتِذَارَا) (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ فَيْضَ السَّمَاءِ ... عَلَى الْأَرْضِ كَثَّرَ مِنْهَا الثِّمَارَا) (مَآثِرُ طَالَتْ فَأَضْحَى الطِّوَالُ ... مِنْ جُلَلِ الْمَدْحِ عَنْهَا قِصَارَا) (وَمَجْدٌ يَنُوبُ ثَنَائِي مَطَارًا ... وَجُودٌ يُغَرِّقُ شِعْرِي بِحَارَا) (هُوَ الشَّمْسُ تَجْلُو نَهَارَ الْعُلَى ... وَمَنْ لِي بِجَلي يَعُمُّ النَّهَارَا) (وَفَضْلٌ يَعُدُّ نُجُومَ السَّمَاءِ ... وَزَهْرَ الرِّيَاضِ وَيُحْصِي الْقِطَارَا) (تَغَارُ الْعُلَى لابْنِ مَتْكُودِهَا ... فَلَا تَقْبَلُ الْمَدْحَ فِيهِ اختصارا) // المتقارب // 537 - أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْغَرِّيشِيِّ هَذَا كَانَ سَاكِنًا فِي الْمَحْرَسِ الْمَشْهُورِ بِالْقَشْمِيرِيِّ مِنْ مَحَارِسَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَنِسْبَتُهُ مُسْتَفَادَةٌ تُذْكَرُ مَعَ الْعَرِيشِيِّ تُوُفِّيَ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَكَانَ عَفِيفًا مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ 538 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَاتِكٍ الْأيلِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحديث: 536 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 مُحَمَّدٍ اللَّمَانِيُّ بِالْقَيْرَوَانِ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَرْدِ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ ثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُطَّلِبِيُّ ثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن قيس بن محزمة عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بن محزمة قَالَ وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ فَنَحْنُ لِدَّانٌ 539 - ابْنُ فَاتِكٍ هَذَا لَمْ يَقْرَأْ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلِي شَيْئًا وَلَا عَرَفَ أَنَّ عِنْدَهُ حَدِيثًا فَوَجَدْتُ أَنَا سَمَاعَهُ مَعَ أَبِيهِ وَأَخِيهِ فِي كِتَابِ السِّيرَةِ لِابْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَنْدَلُسِيِّ سَمِعَهُ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَسَأَلْتُ أَبَا صَادِقٍ عَنْهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعِيشُ وَيُعْرَفُ بِالْفُقَّاعِيِّ لَا الْأيلِيِّ وَلَوْلَا أَبُو صَادِقٍ مَا عُرِفَ فَقِرَاءَتُهُ عَلَيْهِ وَأَصْلُ سَمَاعِهِ الْآنَ مِلْكِي فِي خَمْسَةِ مُجَلَّدَاتٍ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ تَلَقَّنَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمَكِينِ الْمُقْرِئِ الْبَغْدَادِيِّ فِي حَالِ صِغَرِهِ وَخَرَجَ مِنْ مِصْرَ فِي وَقْتِ الشِّدَّةِ إِلَى الشَّامِ وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَ زَوَالِهَا احْتَاجَ أَنْ يُنَادِيَ فِي السُّوقِ قَالَ فَقُلْتُ لِثَوْبٍ كَانَ مَعِي هَذَا جَيِّدٌ هَذَا جَيِّدٌ وَهَذِهِ عِبَارَةٌ يَقُولُهَا الْفُقَّاعِيُّونَ بِدِيَارِ مِصْرَ فَقِيلَ لِي أَحْسَنْتَ يَا فُقَّاعِيُّ فَبَقِيَ هَذَا اللَّقَبُ عَلَيَّ وَلَا أُعْرَفُ إِلَّا بِهِ 540 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السَّفَاقُسِيَّ الْبَصِيرَ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَلِيٍّ الطَّلْحِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ الْقُرْآنُ غَرْسٌ سَقْيُهُ الدَّرْسُ فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ لَا تَنْسَى فَلَا تزد على خمس خَمْسٍ 541 - أَبُو الْقَاسِمِ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ يَحْيَى بْنِ أَبِي مَلُّولٍ الْقَيْسِيِّ تَفَقَّهَ عَلَيْهِ وَكَانَ ذَكِيًّا حَسَنَ الْأَخْذِ تُوُفِّيَ بِمِصْرَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ سَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَكَانَ يَؤُمُّ فِي الْمَدْرَسَةِ الْمَكِينِيَّةِ وَبِخَطِّهِ يَعْنِي السِّلَفِيَّ يَقُولُ 542 - أَبُو عَلِيٍّ هَذَا لَيْسَ مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَوْلَادِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الحديث: 539 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 543 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَزَاتِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو مُوسَى الْمَكْفُوفُ وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ (نَزَلَ الْحَجِيجُ بِمَكَّةِ ... بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ) (وَسَعَى وَطَافَ وَقَبَّلَ الْحَجَرَ ... الَّذِي فِي الْكَعْبَةِ) (وَأَتَى الْمَقَامَ مُصَلِّيًا ... فَجَرَتْ مَدَامِعُ مُقْلَتِي) (حَجُّوا وَزَارُوا الْمُصْطَفَى ... وَأَنَا طُرِدْتُ لِشَقْوَتِي) (لَكِنْ رَجَائِي قَوْلُهُ ... لَا تَقْنَطُوا من رَحْمَتي) // الْكَامِل // 544 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا كَانَ يَطُوفُ وَيَعِظُ فِي الْأَرْيَافِ وَيَعِظُ مُسْتَمِيحًا وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ كَثِيرَ الْحِفْظِ لِلرَّقَائِقِ 545 - سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ التَّاهَرْتِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ كَانَتْ وَالِدَتِي تَحْفَظُ الْقُرْآنَ وَكِتَابَ الْجُمَلِ فِي النَّحْوِ لِلزَّجَّاجِيِّ وَكَتَبَتِ الْمُدَوَّنَةَ بِخَطِّهَا وَتَقُولُ لِي يَا بُنيَّ لَا تَحْتَقِرْ مِنَ الْخَيْرِ وَلَا مِنَ الشَّرِّ شَيْئًا فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَال ذرة شرا يره} فَانْتَفَعْتُ بِكَلَامِهَا وَوَصِيَّتِهَا 546 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا كَانَ يُؤَدِّبُ الصِّبْيَانَ قَدْ صَحِبَ فُقَهَاءَ إِفْرِيقِيَا وَأَصْلُهُ مِنْ تَاهَرْتَ مَدِينَةٌ بِالْعُدْوَةِ وَقَالَ وُلِدْتُ بِالْمَهْدِيَّةِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فَقَالَ قد جَاوَرت السَّبْعِينَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ يُلَقَّبُ رِيشَهْ الحديث: 543 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 وَبِذَلِكَ كَانَ يُعْرَفُ فَيُقَالُ الْمُعَلِّمُ رِيشَهْ فَيُذْكَرُ فِي الْمُخْتَلَفِ وَالْمُؤْتَلَفِ مَعَ رُسْتَهْ وَقَدْ أَنْشَدَنِي لِأَحَدِ الشُّعَرَاءِ (أَنْتَ رَجَائِي وَمِنْكَ مُلْتَمَسِي ... أَمُدُّ كَفِّي إِلَيْكَ فِي الْغَلَسِ) (وَمَطْلَبِي مِنْ سِوَاكَ مَعْجَزَةٌ ... وَأَنْتَ أدنى إِلَيّ من نَفسِي) // المنسرح // 547 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَاهِرِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ فَضْلِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيَّ 548 - أَبُو الْقَاسِمِ هَذَا مِنْ أَقْرَانِي فِي السِّنِّ وَبَيْنَنَا اتِّحَادٌ وَقَدِ اجْتَمَعْنَا بِبَغْدَادَ وَحَجَجْنَا مَعًا وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي بِمَكَّةَ وَالْكُوفَةِ وَبَغْدَادَ وَثَغْرِ جَنْزَةَ وَمُدُنٍ مِنْ قُطْرِ أَذْرَبِيجَانَ وَهُوَ حَفِيدُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ شَيْخِ خُرَاسَانَ فِي عَصْرِهِ فِي التَّصَوُّفِ وَأَبُو سَعِيدٍ جَدُّ أَبِيهِ فَقَدْ أَدْرَكْنَا جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ وَكَانَ يَرْوِي عَنْ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ السَّرْخَسِيِّ وَسِيرَتُهُ مِنْ أَعْجَبِ السِّيَرِ وَفِي أُخْرَى 459 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَاهِرِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ فَضْلِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيَّ الشَّيْخِيَّ بِثَغْرِ جَنْزَةَ يَقُولُ سَمِعت أَبِي يَقُولُ كَانَ جَدِّي الشَّيْخُ أَبُو سَعِيدٍ فَضْلُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ فِي آخِرِ عُمْرِهِ يَقْعُدُ عَلَى دَكَّةٍ مِنْ خَشَبٍ وَلَمْ يَكُ يَصْعَدُهَا مِنْ عُلَمَاءِ نَيْسَابُورَ إِذَا رَأَوْهُ سِوَى ثَلَاثَةٍ أَحَدُهُمْ إِسْمَاعِيلُ الصَّابُونِيُّ هَذَا مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَقَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْوَاعِظُ النَّيْسَابُورِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْعَيَّارِ بِمَرَنْدَ وَكَانَ قَدْ رَأَى الصَّابُونِيَّ الْحِكَايَةَ وَقَالَ سِوَى إِسْمَاعِيلَ الصَّابُونِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيِّ وَأَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ 550 - أَبُو الْقَاسِمِ هَذَا مِنْ حَفَدَةِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيُّ وَكَانَ مُقَدَّمًا الحديث: 547 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 عِنْدَ الْمُتَصَوِّفَةِ وَقَدْ حَجَّ حَجَّاتٍ وَفِي صُحْبَتِهِ جَمَاعَةٌ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ مَائِلًا إِلَى الْعِلْمِ خَالِيًا عَنْهُ وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي بِالْكُوفَةِ وَبَغْدَادَ وَبِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عَلَى جَمَاعَةٍ ثُمَّ اجْتَمَعْنَا بِجَنْزَةَ وَدَبِيلَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ تِلْكَ الثُّغُورِ وَاصْطَحَبَنَا وَكَانَ حَسَنَ الصُّحْبَةِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ وَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ 551 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَاطِبٍ الْبَاجِيَّ يَقُولُ تُوُفِّيَ أَبُو الْوَلِيدِ الْحَفِيدُ الْقُرْطُبِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ قَدْ تَرَكَ الدُّنْيَا عَنْ قُدْرَةٍ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ سَنَتَيْنِ وَخَاطِبٌ يُسْتَفَادُ مَعَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ 552 - أَبُو الْوَلِيدِ هَذَا سَمِعَ عَلَيَّ بِمِصْرَ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ شَيْئًا لِغَرَابَةِ اسْمِهِ 553 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يُوسُفَ بْنِ خَيْرٍ الصَّقَلِّيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ بِمِصْرَ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ يَقُولُ (بِعَيْنِ اللَّهِ مَا تَخْفَى الْبُيُوتُ ... وَإِن طَال التجمل وَالسُّكُوت) // الوافر // وَأَنْشَدَ أَيْضًا (مَا يَصْنَعُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ... وَيَسْتُرُ الثَّوْبُ وَالْجِدَارُ) (عَلَى كِرَامٍ بَنِي كِرَامٍ ... تَحَيَّرُوا فِي القضا وحاروا) // المجتث // 554 - ابْن خَيْرٍ هَذَا كَانَ مَعْجُونًا مِنَ الْخَيْرِ صَالِحًا مُسِنًّا حَافِظًا لِكِتَابِ اللَّهِ كَثِيرَ التِّلَاوَةِ مُحِبًّا لِلْعِلْمِ وَأَهْلِهِ وَكَانَ يَتَرَدَّدُ إِلَيَّ عَلَى كِبَرِ سِنِّهِ لِقِرَاءَةِ شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أُلْزِمَ فِي أَيَّامِ الْفِتْنَةِ التَّأْذِينَ بِحَيِّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ فَأَبَى فَأُرْكِبَ حِمَارًا الحديث: 551 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 وَجُرِّسَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ وَيُسَلِّمُ عَلَى النَّاسِ وَيَقُولُ هَذَا وَقْتُ التَّهْنِئَةِ فَهَنِّئُونِي وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَهُوَ سَاجِدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ 555 - حَدثنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتِيقِ بْنِ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ الصَّقَلِّيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الفحام بالثغر ثني أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ الْحِمْصِيُّ بِمِصْرَ ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسْنُونٍ الْمُقْرِئُ السَّامَرِّيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الرَّقِّيِّ وَأَبِي قَالَا ثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ أَخْبَرَنِي أَبِي وَالْحُمَيْدِيُّ قَالَا ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَيَّةَ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ فَلَمَّا بلغت إِلَى {وَالضُّحَى} قَالَ قَالَ كَبِّرْ إِذَا خَتَمْتَ كُلَّ سُورَةٍ حَتَّى تَخْتِمَ فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ 556 - ابْنُ الْفَحَّامِ هَذَا كَانَ مِنْ كِبَارِ الْقُرَّاءِ وَمِمَّنْ رَحَلَ مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْمَشْرِقِ فِي طَلَبِ الْقِرَاءَةِ عَلَى الشُّيُوخِ فَأَدْرَكَ بِمِصْرَ ابْنَ هَاشِمٍ وَابْنَ نَفِيسٍ وَعَبْدَ الْبَاقِي بْنَ فَارِسٍ وَأَبَا الْحُسَيْنِ الشِّيرَازِيَّ وَآخَرِينَ سَنَةَ ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتَلَمَّذَ عَلَى طَاهِرِ بْنِ بَابَشَاذَ فِي النَّحْوِ وَأَمْلَى عَلَيْهِ شَرْحَ مُقَدِّمَتِهِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ وَلَهُ تَأْلِيفٌ حَسَنٌ سَمَّاهُ التَّجْرِيدَ فِي بُغْيَةِ الْمُرِيدِ كَتَبْتُ أَنَا مِنْهُ أَسَانِيدَ كُلِّ قِرَاءَةٍ وَكَانَ حَافِظًا لِلْقِرَاءَاتِ صَدُوقًا مُتْقِنًا عَالِمًا كَبِيرَ السِّنِّ تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَبَلَغَتْنِي وَفَاتُهُ وَأَنَا بِمِصْرَ وَقَدْ قَالَ لِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقْرِئُ الْحِمْصِيُّ حِمْصُ الْأَنْدَلُسِ مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ بِالْقِرَاءَاتِ وَوُجُوهِما مِنْهُ لَا بِالْمَغْرِبِ وَلَا بِالْمَشْرِقِ وَإِنَّهُ لَيَحْفَظُ الْقِرَاءَاتِ كَمَا نَحن الْقُرْآنَ وَكَانَ قَدْ بَقِيَ بِمِصْرَ لِلْقِرَاءَةِ وَطَلَبِ الْعِلْمِ مِنْ سَنَةِ ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة إِلَى سنة ارْبَعْ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة الحديث: 555 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 557 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحْرِزٍ الصَّيَّادُ لِنَفْسِهِ 558 - ابْنُ مُحْرِزٍ هَذَا تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يَلْحَظُ الْمَعَانِي الْجَيِّدَةَ وَعِبَارَتُهُ تَقْصُرُ عَنِ اسْتِيفَاءِ اللَّفْظِ كَمَا يَجِبُ لِقُصُورِهِ عَنِ الْإِعْرَابِ فَإِذَا أَصْلَحَ شِعْرَهُ اسْتُحْسِنَ جِدًّا وَكَانَ قَدْ صَحِبَ أَبَا الْحَسَنِ الصَّقَلِّيَّ الْعَرُوضِيَّ وَغَيْرَهُ وَلَهُ إِلَيَّ قَصَائِدُ كَثِيرَةٌ وَذَكَرَ لِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الثَّغْرِ أَنَّهُ لَمْ تُعْرَفْ لَهُ خَرْمَةٌ تُزِيلُ حُرْمَةً كَمَا يَكُونُ لِمَنْ يَسْلُكُ طَرِيقَتَهُ وَكَانَ قَدْ قَارَبَ الْمِائَةَ 559 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى الصَّابُونِيُّ الْمَهْدَوِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ الطَّيِّبِ الصَّقَلِّيُّ لِنَفْسِهِ يُخَاطِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَا سَيِّدَ الرُّسُلِ الْكِرَامِ ... وَمَنْ أَتَى بِالْمُعْجِزَاتِ) (لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ غَيْرُ مَا ... أُوتِيتَ مِنْ حَسَنِ الصِّفَاتِ) (لَقَهَرْتَ كُلَّ مُعَانِدٍ ... وَعَلَوْتَ فَوْقَ النِّيِّرَاتِ) (لَكَ هَيْبَةٌ وَجَلَالَةٌ ... سَارَتْ إِلَى كُلِّ الْجِهَاتِ) (وَمَوَدَّةٌ تَلْقَاكَ مِنْ ... كُلِّ الْعُيُونِ النَّاظِرَاتِ) (صَلَّى الْإِلَهُ عَلَيْكَ مَا ... قَطَرَتْ دموع الْجَارِيَات) // الْكَامِل // 560 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا كَهْلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَهْدِيَّةِ مُمَوِّلٌ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْعِلْمِ الحديث: 557 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 بِذَاكَ وَكَانَ يُكْثِرُ مِمَّا يَحْضُرُ عِنْدِي وَاشْتَرَى كُتُبًا كَثِيرَةً وَحَمَلَهَا إِلَى الْمَغْرِبِ رَحِمَهُ اللَّهُ 561 - أخبرنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَالِكِيُّ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ النُّعْمَانِيُّ أنبانا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَزِيرُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بَسْطَامَ أَخْبَرَهُمْ كِتَابَةً ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ سَمِعت أَبَا أُسَامَةَ يَقُولُ كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ قُلْتُ أَدَّبَهُ كِسْرَى وَفَقَّهَهُ عُمَرُ 562 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَضْرَمِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْعَلَاءِ زَيْدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ الطَّحَّانُ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُحَسِّنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْكِرَامِ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ الرُّعَيْنِيُّ الْحِمْصِيُّ ثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ ثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَدَّاعَةً يُتَّهَمُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَنْطِقُ السَّفِيهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ 563 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا مِنْ أَوْلَادِ الْمُحَدِّثِينَ وَأَبُوهُ مَشْهُورٌ تُوُفِّيَ قَبْلَ دُخُولِي الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ بَمُدَيْدَةٍ قَرِيبَةٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ الْمُغِيثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَخْرَجَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذِهِ النِّسْبَةَ بِخَطِّ أَبِيهِ فَنَسَخْتُهَا مِنْ خَطِّهِ وَاسْتَجَازَ لَهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَرَأَيْتُ خَطَّهُ بِالْإِجَازَةِ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ عَنْهُ فَوَائِدَ وَقَدْ سَمَّعَهُ أَبُوهُ الحديث: 561 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 عَنْ زَيْدِ بْنِ الطَّحَّانِ سَنَةَ سبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كُتُبًا كِبَارًا وَكَتَبَ عَنِّي أَجْزَاءً كَثِيرَةً وَسَمِعَهَا وَمِنْهَا الْفَاصِل للرامهرمزي وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 564 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْجُوبِيُّ بِدِمَشْقَ لِلْخُبْزَرُزِّيِّ (بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَا ظَلُومُ الْمَوْقِفُ ... وَالْحَاكِمُ الْعَدْلُ الْجَوَادُ الْمُنْصِفُ) (فَلَقَدْ خَشِيتُ بِأَنْ أَمُوتَ بِغُصَّةٍ ... أَسَفًا عَلَيْكَ وَأَنت لَا تتعطف) // الْكَامِل // 565 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا مِنَ الْأَكْرَادِ وَقَدِمَ دِمَشْقَ طَالِبًا لِلْعِلْمِ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ مِنْ مَسَاتِيرِ الْمُسْلِمِينَ وَمِمَّنْ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِلَّهِ تَعَالَى وَسَمِعَ الْحَدِيثَ كَثِيرًا عَلَيَّ وَمَعِي رَحِمَهُ اللَّهُ 566 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيُّ بِالدُّونِ وَكَانَ سُفْيَانِيَّ الْمَذْهَبِ ثِقَةً أَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْكَسَّارِ الدِّينَوَرِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ السُّنِّيِّ الْحَافِظُ أَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ 567 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ فِي الدُّنْيَا بِكِتَابِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَوِيِّ بِعُلُوٍّ وَإِلَيْهِ كَانَتْ لِسَبَبِهِ الرِّحْلَةُ وَقَرَأْتُهُ أَنا عَلَيْهِ سنة خَمْسمِائَة بِالدُّونِ 568 - وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحديث: 564 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ وَشْنَةَ الدُّونِيُّ وَقَالَ قَدِ اقْتَدَيْتُ بِوَالِدِي فِي التَّصَوُّفِ وَهُوَ بِجُدَّةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الدُّونِيِّ وَهُوَ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الدِّينَوَرِيِّ وَهُوَ بِمَمْشَاذَ وَمَمْشَاذُ بِأَبِي سِنَانٍ وَيُقَالُ إِنَّهُ اقْتَدَى بِأَبِي تُرَابٍ النَّخْشَبِيِّ قَالَ وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ النُّهَاوَنْدِيَّ حَفِيدَ أَبِي الْعَبَّاسِ بِهَمَذَانَ وَالْحَسَنَ بْنَ كِلَّةَ الْقِرْمِيسِينِيَّ وَغَيْرَهُمَا وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْعِلْمِ وَالزُّهْدِ يُشَارُ إِلَى بَيْتِهِمْ وَلَا يُتَقَدَّمُ عَلَيْهِمْ وَقَالَ لِيَ ابْنُهُ أَبُو سَعْدٍ الْفَضْلُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ لِوَالِدِي خَمْسُونَ سَنَةً مَا أَفْطَرَ النَّهَارَ وَبَلَغَنَا أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسمِائة فِي رَجَبٍ 569 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مُحَمَّد بن مد كَانَ الْأَبْهَرِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْمَالِكِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة أَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ شَبِيبٍ الْقَطِيعِيُّ بِبَغْدَادَ سَنَةَ خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة أَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ثَنِي أَبِي ثَنَا أَبُو النَّضر ثَنَا الْمَسْعُودِيِّ عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعْمَالُ سِتَّةٌ وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ فَمُوجِبَتَانِ وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالْحَسَنَةُ بِسَبْعِ مِائَةٍ فَأَمَّا الْمُوجِبَتَانِ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ دَخَلَ النَّارَ وَأَمَّا مِثْلٌ بِمِثْلٍ فَمَنْ هَمَّ لِحَسَنَةٍ حَتَّى يَشْعُرَهَا قَلْبُهُ فَيَعْلَمَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِائَةٍ وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ 570 - سَأَلْتُ أَبَا الْمَحَاسِنِ عَبْدَ الْمُحْسِنِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَخِيهِ أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ قَدْ تَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَصَارَ إِلَيْهِ وَآبَاؤُهُ كُلُّهُمْ قَدِيمًا كَانُوا أَئِمَّةً مُفْتِينَ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَإِلَيْهِ الْآنَ بِأَبْهَرَ أَمْرُ الْفَتْوَى وَأَبُو الْمَحَاسِنِ فَهُوَ مَالِكِيٌّ يَؤُمُّ فِي الحديث: 569 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 الْجَامِعِ وَسمعت عَلَيْهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ وَعَلَى أَرْبَعَةِ أَوْلَادٍ لِأَبِي سَعِيدٍ وَعَلَى ابْنِ أَخٍ لَهُ وَأَبُوهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْعَزِيزِ فَيَرْوِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيِّ وَهُوَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ وَمُحَمَّدٌ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ بِمدكَانَ وَبِهِ يُعْرَفُونَ وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ 571 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رُوزْبَهِ بْنِ مُوسَى الْخُزَاعِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ الرَّازِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَارَسْتَانِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُجَاعٍ الدِّمَشْقِيُّ ثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ السُّرِّيِّ ثَنِي سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ مُحَمِّدِ بْنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا وَأَنَّ النَّاسَ اسْتَصْنَعُوا الْخَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ فَلَبِسُوهَا فَطَرَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمَهُ فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ 572 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا كَانَ جَارِي وَقَرَأَ عَلَيَّ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ وَسَمِعْتُهُ يَقُول مولدِي سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ وَقَدْ سَمِعت عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ بِمِصْرَ وَغَيْرِهِ وَكَانَ أَبُو الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ يُقْعِدُنَا كُرْهًا وَنَحْنُ صِبْيَانٌ يَقْرَأُ عَلَيْنَا رَحِمَهُ اللَّهُ وَأَبُوهُ أَبُو الْحَسَنِ رُوزْبَهْ كَانَ مُحَدِّثًا سَمِعْنَا عَلَيْهِ بِمِصْرَ وَتُوُفِّيَ بَعْدَ أَنْ قَارَبَ الْمِائَةَ سَنَةٍ 573 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَدَقَةَ الْكَاتِبُ الْمِصْرِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ الرَّازِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ الصَّيْرَفِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ الْقَلْزُمِيُّ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَاتِمُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّاشِيُّ بِمَكَّةَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُرْعَةَ أَبُو حَامِدٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيدٍ ثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْرَمُ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ الحديث: 571 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ رَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ 574 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا مِصْرِيُّ الْمَوْلِدِ إِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمَوْطِنِ وَسَمِعَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ كَثِيرًا وَكَانَ مُحِبًّا لِلْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ وَيَحْضُرُ عِنْدِي كُلَّ وَقْتٍ لِسَمَاعِ مَا يُقْرَأُ وَكَانَ قَدِيمًا يَخْدُمُ وُلَاةَ الثَّغْرِ ثُمَّ اعْتَزَلَ عَنْهُمْ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ قَارَبَ السُّلْطَانَ فَقَدْ قَارَنَ الشَّيْطَانَ وَلَوْ كَانَ يُصَلَّى بِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ 575 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَابِرٍ السَّلْمِيُّ بِدِمَشْقَ لِنَفْسِهِ فِي ابْنِهِ (بِأَبِي كُلُّ أَزْرَقِ الْعَيْنَيْنِ ... أَبْيَضِ الْوَجْهِ لَوْنُهُ كَاللُّجَيْنِ) (مَا تَأَمَّلْتُ حُسْنَ عَيْنَيْهِ إِلَّا ... زَادَنِي فَرْحَةً وَقُرَّةَ عين) // الْخَفِيف // 576 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ السَّيِّدَةِ وَكَانَ قَارِئَ الْحَدِيثِ بِدِمَشْقَ وَكَانَ ثِقَة سيىء الْخُلُقِ بَخِيلًا بِالْإِفَادَةِ جَسَدًا مُلِئَ حَسَدًا قَالَ لِي أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَابِرِ بْنِ عُمَرَ السَّلْمِيُّ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ بشر الإسفرائيني يَقُولُ اجْتَمَعْنَا بِمِصْرَ طَبَقَةً مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ فَقَصَدْنَا عَلِيَّ بْنَ مُنِيرٍ الْخَلَّالَ فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا فِي الدُّخُولِ فَجَعَلَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ النَّخْشَبِيُّ الْحَافِظُ فَاهُ عَلَى كُوَّةٍ بِبَابِهِ وَقَالَ بِصَوْتٍ عَالٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ فَفَتَحَ الْبَابَ وَدَخَلْنَا وَقَالَ لَا أُحَدِّثُ الْيَوْمَ إِلَّا مَنْ وَزَنَ الذَّهَبَ فَأَخَذَ مِنْ كُلِّ مَنْ حَضَرَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَلَمْ يَأْخُذْ مِنَ الْغُرَبَاءِ شَيْئًا وَكَانَ فَقِيرًا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ 577 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ الْوَلَاشْجِرْدِيُّ بِكِنْكِوَرَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّقُّورِ الْبَزَّازُ الحديث: 574 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 بِبَغْدَادَ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الدَّقَّاقُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَنِيعِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ أَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ 578 - أَبُو نَصْرٍ هَذَا كَانَ مُقِيمًا بِقَصْرِ كِنْكِوَرَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ بوَلَاشْجِرْدَ مِنْ نَاحِيَةِ هَمَذَانَ وَوَالِدِي كَانَ مِنْ أصْبَهَانَ وَرَحَلْتُ إِلَى بَغْدَادَ قَاصِدًا لِطَلَبِ الْحَدِيثِ فَكَتَبْتُ بِخَطِّي أَزْيَدَ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ عَنِ ابْنِ الْمُسْلِمَةِ وَجَابِرِ بْنِ يَاسِينَ وَأَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ وَابْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وَابْنِ النَّقَوِيِّ وَطَبَقَتِهِمْ وَعَلَّقْتُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ مَسَائِلَ خِلَافِيَةً ثُمَّ تَفَقَّهْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ بْنِ زِيرَكَ وَأَبِي مَنْصُورٍ الْعِجْلِيِّ بِهَمَذَانَ وَكَتَبْتُ بِهَا عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الْقُومَسَانِيِّ وَنُظَرَائِهِ مِنْ شُيُوخِهَا وَالْغُرَبَاءِ الْقَادِمِينَ إِلَيْهَا كَأَبِي مُسْلِمٍ اللَّيْثِيِّ وَغَيْرِهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ ذَكَرَ لِي ذَلِكَ كُلَّهُ فِي أَوَاخِرِ سنة خَمْسمِائَة 579 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ بِحِصْنِ رُونَاسَ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَطِيبُ الْبَصِنَّائِيُّ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة قَدِمَ عَلَيْنَا الْقَصْرَ ثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَيُّوبَ الدِّينَوَرِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا جَرِيرٌ ثَنَا لَيْثٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلَّا عَلَى وَرَقِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُول الله أَبُو بكرالصديق عُمَرُ الْفَارُوقُ عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ وَعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَسَيْفٌ عَلَى الْمَارِقِينَ 580 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيَّ الْمُقْرِئَ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ بِمِصْرَ يَقُولُ (طُوبَى لِمَنْ لَحَظَتْهُ عَيْنٌ ... مِنْ قَبْلِ أَنْ يُبْلَى بِحَيْنِ) الحديث: 578 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 (طُوبَى لِمَنْ رُزِقَ الْوِصَالَ ... مِنَ الحبيب بِغَيْر بَين) // الْكَامِل // 581 - عَبْدُ الْوَاحِدِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَيَؤُمُّ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقَالَ كَانَ أَبِي مِنَ الْقُدْسِ وَانْتَقَلَ إِلَى هَذَا الثغر وولدني هَهُنَا وَقَدْ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْفِيَّ الْفَقِيهَ وَأَبَا عَلِيٍّ نَمِيمَ بْنَ بَازِلٍ الْمُقْرِئَ وَعَلَيْهِ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ 582 - عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَدِينِيُّ مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَةِ دَخَلَ فِي الطَّرِيقَةِ مِنْ صِغَرِهِ وَخَدَمَ السَّيِّدَ الزَّاهِدَ أَبَا هَاشِمٍ الْعَلَوِيَّ شَيْخَهُ وَسَافَرَ كَثِيرًا وَكَانَ يَخْدُمُ فِي رِبَاطِ ابْنِ حَمَكٍ وَيَلْبَسُ الْمُرَقَّعَةَ وَكَانَ الشَّيْخُ مَعْمَرٌ يُبَالِغُ فِي إِكْرَامِهِ وَيَمْدَحُهُ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة أَوْ قَبْلَهَا بِأَشْهُرٍ وَكَانَ يُحِبُّنِي لِمَكَانِ وَالِدِي وَصُحْبَتِهِ لِجَدِّي إِذْ كَانَ جَدِّي أَيْضًا مُرِيدًا لِأَبِي هَاشِمٍ السَّيِّدِ الزَّاهِدِ وَحَضَرْتُ عُرْسَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَحَضَرَهُ شُيُوخُ الْبَلَدِ مَعْمَرُ بْنُ أَحْمَدَ وَأَبُو طَاهِرٍ الرَّارَانِيُّ وَحَمْزَةُ الْعَلَوِيُّ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْحَسَنَابَاذِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ تَمِيمٌ وَآخَرُونَ 583 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَحَاسِنِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ الرُّويَانِيُّ قَاضِي طَبَرِسْتَانَ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو غَانِمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكُرَاعِيُّ بِمَرْوَ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ النَّضْرِيُّ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ فَقَالَ أَحَيٌّ أَبَوَاكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ 584 - بَلَغَنَا أَنَّ أَبَا الْمَحَاسِنِ أَمْلَى بِآمُلَ وَقُتِلَ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْإِمْلَاءِ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَكَانَ الْعِمَادُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْوَزَّانُ صَدْرَ الرَّيِّ فِي عَصْرِهِ يَقُولُ الْقَاضِي أَبُو الْمَحَاسِنِ شَافِعِيُّ عَصْرِهِ وَفِي شُيُوخِهِ كَثْرَةٌ وَقَدْ كَتَبَ بِآمُلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَبَّازِيِّ وَنُظَرَائِهِ وَبِالرَّيِّ عَنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ حَمْدَانَ وَبِنَيْسَابُورَ عَنْ الحديث: 581 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 عَبْدِ الْغَافِرِ وَابْنِ مَسْرُورٍ أَبِي حَفْصٍ وَإِسْمَاعِيلَ الصَّابُونِيِّ وَأَقْرَانِهِمْ وَبِمَرْوَ عَنْ أَبِي غَانِمٍ الْكُرَاعِيِّ وَبِطُوسَ عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ الْمَنْصُورِيِّ وَبِغَزْنَةَ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيِّ وَبِبُخَارَا عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الْعَاصِمِيِّ وَبِسَمَرْقَنْدَ عَنْ أَبِي حَفْصِ بْنِ شَاهِينَ وَآخَرِينَ رَأَيْتُهُ بِالرَّيِّ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيرًا وَنَاوَلَنِي كُتُبًا كِتَابَ غَرِيبِ الْحَدِيثِ لِأَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ يَرْوِيهِ عَنْ عَبْدِ الْغَافِرِ عَنْهُ وَمَعَالِمَ السُّنَنِ لَهُ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيِّ عَنهُ سِوَى يَسِيرٍ مِنْهُ وَأَجَازَ لِي مَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ إِذَا صَحَّ عِنْدِي رَحِمَهُ اللَّهُ 585 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعِيعَ الْقَطَّانُ الصَّرِيفِينِيُّ بِصَرِيفِينِ وَاسِطٍ أَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نَفِيسٍ الْمُضَرِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ ثَنَا طُلَيْقُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَسْتَاكُ 586 - أَبُو الْبَركَاتِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعَفَافِ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ وَالسَّمَاعِ 587 - أَخْبَرَنَا أَبُو النَّجْمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ السُّفْيَانِيُّ بِالدُّونِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْهَمْدَانِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تُرْكَانَ الْهَمَذَانِيُّ ثَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّنِّيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ حَدَّثَتْنَا سَلَّامَةُ بِنْتُ مُسْلِمٍ السُّلَمِيَّةُ قَالَتْ حَدَّثَتْنِي أُمِّي أُمُّ رَاشِدٍ الْعَبْدِيَّةُ قَالَتْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ مَنْ قَالَهَا نظر الله عَلَيْهِ وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ الحديث: 585 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 إِلَيْهِ أَعْطَاهُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ 588 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ ابْنُ أَخِي شَيْخِنَا الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدِ الدُّونِيِّ 589 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ قَاضِي نَهْرِ الدَّيْرِ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَصَارِيُّ بِالْبَصْرَةِ أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّرْصَرِيُّ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ ثُرْمُلَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ مُتَعَمِّدًا بِغَيْرِ حِلِّهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا 590 - أَبُو الْقَاسِمِ هَذَا كَانَ مَشْكُورًا فِي أَحْكَامِهِ وَقَدْ تَفَقَّهَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْعَبَّاسِ الْجُرْجَانِيِّ بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْخُجَنْدِيِّ بِأصْبَهَانَ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي طَاهِرٍ الْقَصَارِيِّ وَعَلَى أَبِي عَلِيٍّ التُّسْتَرِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يَخْلُفُ الْقَاضِي أَبَا طَاهِرٍ الْفَزَارِيَّ الَّذِي كَتَبْنَا عَنْهُ عِنْدَ قُدُومِهِ أصْبَهَانَ بِشِيرَازَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 591 - سَمِعت أَبَا الْبَرَكَاتِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَلابٍ الْقُضَاعِيَّ السُّوسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ مَكِّيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى النَّحْوِيَّ يَقُولُ آخِرُ مَا سُمِعَ مِنْ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهِ عِنْدَ النِّزَاعِ {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سلطانيه} الحديث: 588 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 592 - أَبُو الْبَرَكَاتِ هَذَا كَانَ مِنْ أَخَصِّ النَّاسِ بِي وَيُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ عِنْدِي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ مَعًا إِلَّا إِذَا كَانَ لَهُ عُذْرٌ وَيَسْمَعُ مَا يُقْرَأُ عِنْدِي وَكَانَ عَفِيفًا مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ حَسَنَ الْخَطِّ وَقَدْ قَرَأَ عَلَى ابْنِ الْقَطَّاعِ شَيْئًا مِنَ اللُّغَةِ وَلَهُ اهْتِمَامٌ بِالْعَرُوضِ وَلَيْسَ لَهُ فِي الشِّعْرِ طَبْعٌ وَلَمْ يَكُنْ يَزِنُ بَيْتًا مَعَ كَثْرَةِ اشْتِغَالِهِ بِالْعَرُوضِ لَكِنَّهُ أَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ عُقَيْبَ مَرَضٍ كَانَ قَدْ بَرَّحَ بِهِ لِنَفْسِهِ (أَلَمْ تَرَنِي عَلَى جَزَعِي ... نَجَوْتُ وَلَمْ أَكَدْ أَنْجُو) (رَجَاءُ اللَّهِ أَنْقَذَنِي ... وَلم أك غَيره أَرْجُو) // الوافر // 593 - سَمِعت أَبَا الْبَرَكَاتِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّوسِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ رَأَيْتُ جَدَّتِي لِأُمِّي فِي الْمَنَامِ بَعْدَ مَوْتِهَا فَسَأَلْتُهَا عَنْ حَالِهَا فَقَالَتْ لَمْ أَرَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا خَيْرًا فَكَرَّرْتُ السُّؤَالَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ تَعَالَى وَكُلِ الْحَلَالَ ثُمَّ انْتَبَهْتُ وَفِي وَرَقَةٍ أُخْرَى 594 - سَمِعت أَبَا الْبَرَكَاتِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَلابٍ الْبَلَوِيَّ السُّوسِيَّ الْقُضَاعِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت مَكِّيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى النَّحْوِيَّ يَقُولُ حَضَرْتُ عِنْدَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ الْقَيْرَوَانِيِّ وَسَأَلَهُ ابْنُ سَابِقٍ الصَّقَلِيُّ عَنْ مَسْأَلَةٍ كَلَامِيَّةٍ فَقَالَ هَذَا السُّؤَالُ فِي نَفْسِهِ فَاسِدٌ فَصَحِّحْهُ لِيَصِحَّ لَكَ الْجَوَابُ فَخَجَلَ ابْنُ سَابِقٍ وَسَكَتَ 595 - أَبُو الْبَرَكَاتِ هَذَا كَانَ مِنْ آنَسِ النَّاسِ بِي إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ وَسَمِعَ عَلَيَّ وَبِقَرَاءَتِي كَثِيرًا عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ الثَّغْرِ وَقَرَأَ عَلَى ابْنِ الْقَطَّاعِ شَيْئًا مِنَ اللُّغَةِ وَالْعَرُوضِ وَلَمْ يَكُنْ مَعَ ذَلِكَ يَزِنُ الشِّعْرَ وَيَكْتُبُ خَطًّا حَسَنًا وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 596 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت وَالِدَتِي تَقُولُ رَأَيْتُ أُمِّي فِي الْمَنَامِ بِالْقَيْرَوَانِ بَعْدَ مَوْتِهَا وَهِيَ تَقُولُ يَا بِنْتِي إِذَا جِئْتِنِي زَائِرَةً فَاقْعُدِي عِنْدَ قَبْرِي سَاعَةً أَتَمَلَّأْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْكِ ثُمَّ تَرَحَّمِي عَلَيَّ فَإِنَّكِ إِذَا تَرَحَّمْتِ عَلَيَّ صَارَتِ الرَّحْمَةُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ الحديث: 592 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 كَالْحِجَابِ وَشَغَلَتْنِي عَنْكِ مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ 597 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّفَّالِ الْقُضَاعِيُّ بِالثَّغْرِ لِنَفْسِهِ ابْتِدَاءَ قَصِيدَةٍ (لَيْسَ الْوُقُوفُ عَلَى الْأَطْلَالِ مِنْ شُغْلِي ... أَنِّي وَشُغْلِي ذَوَاتُ الْأَعْيُنِ النُّجْلِ) (عِينٌ أَعَنَّ عَلَى قَلْبِي فَقَلَّبَهُ ... دَاعِي الصِّبَا فَصَبَا لِلَّهْوِ وَالْغَزَلِ) (مِنْ كُلِّ فَاتِرَةِ الْأَلْحَاظِ فَاتِنَةِ الألْفَاظِ ... تَسْحَبُ ثَوْبَ الدَّلِّ وَالْكَسَلِ) (قَيْدُ الْقُلُوبِ عِقَالُ الْعَقْلِ صُورَتُهَا ... مُرَادُ كل فؤاد فتْنَة الْمقل) // الْبَسِيط // 598 - عَبْدُ الْكَرِيمِ هَذَا كَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ فِي الْجَامِعِ لِلنَّحْوِ وَكَانَ مَائِلًا إِلَى الْخَيْرِ وَشِعْرُهُ فِي غَايَةِ الْجَوْدَةِ وَعِنْدِي مِنْهُ مُقَطَّعَاتٌ أَنْشَدَنِيهَا وَكَانَ كَفِيفَ الْبَصَرِ وَفِي أُخْرَى 599 - عَبْدُ الْكَرِيمِ هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ الطَّفَّالِ وَيُنْعَتُ بِالْبَارِعِ وَكَانَ كَفِيفًا عَفِيفًا وَلَهُ فِي الْجَامِعِ حَلْقَةٌ لَإِقْرَاءِ النَّحْوِ وَشِعْرُهُ كَثِيرٌ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ جُمْلَةً رَحِمَهُ اللَّهُ وَكَانَ قَرَأَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحَضْرَمِيِّ وَقَالَ لِي عَلَيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ كَانَ عَبْدُ الْكَرِيمِ فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِهِ عَلَى طَرِيقَةٍ لَوْ بَقِيَ عَلَيْهَا فَاقَ أَهْلَ زَمَانِهِ مِنَ الاشْتِغَالِ بِقِرَاءَةِ الْحَقَائِقِ مِنْ كَلَامِ الْحَارِثِ الْمُحَاسِبِيِّ وَغَيْرِهِ وَلُزُومِ الصَّمْتِ وَإِعْرَاضِهِ عَنِ الدُّنْيَا ثُمَّ تَزَوَّجَ وَرُزِقَ أَوْلَادًا فَصَارَ يَمْدَحُ وَيَسْتَمِيحُ ضَرُورَةً وَتَغَيَّرَتْ عَلَيْهِ الْأَحْوَالُ وَمِنْ شِعْرِهِ مَا أَنْشَدَنِي (مَنْ يُكْرِمِ اللَّهُ يُصْبِحْ عُرْضَةَ الْأَلَمِ ... كَذَا النَّبِيُّونَ مُذْ كَانُوا عَلَى الْقِدَمِ) (وَذَاكَ أَنَّ الرِّضَا وَالسُّخْطِ مَنْزِلَةٌ ... لَمْ يَحْوِهَا قَطُّ إِلَّا أَشْرَفُ الْأُمَمِ) (إِنَّ الْمَصَائِبَ عُنْوَانُ الْأُجُورِ فَمَنْ ... يُصَبْ يَفُزْ بِنَعِيمٍ غَيْرِ مُنْصَرِمِ) الحديث: 597 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 (كَذَا الْمُلُوكُ إِذَا اخْتَارُوا لِخِدْمَتِهِمْ ... عَبْدًا أَصَارُوا إِلَيْهِ أَجْهَدَ الْخِدَمِ) (فَالْحَمْدُ لِلَّهِ كُلٌّ مِنْهُ تَكْرِمَةٌ ... فَالْبُرْءُ وَالسُّقْمُ مَعْدُودَانِ فِي النِّعَمِ) // الْبَسِيط // 600 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَرَّاجٍ التَّرُوجِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ الْحَنِيفِيُّ لِأَبِي الْفَتْحِ الْبُسْتِيِّ الْكَاتِبِ (لَا تَيْأَسَنَّ لِعُسْرَةٍ فَوَرَاءَهَا ... يُسْرَانِ وَعْدٌ لَيْسَ فِيهِ خِلَافُ) (كَمْ كُرْبَةٍ قَلِقَ الْفَتَى لِنُزُولِهَا ... لله فِي أعطافها ألطاف) // الْكَامِل // 601 - عَبْدُ الْكَرِيمِ هَذَا كَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَعِنْدَ سَمَاعِ الرَّقَائِقِ وَالْحَقَائِقِ مِنَ الْبَكَّائِينَ وَقَدْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ جُزْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ وَكَانَ قَدْ كَتَبَ قَبْلِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحُنَيْفِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ كَتَبَ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وَجَامِعَ التِّرْمِذِيِّ وَمُسْنَدَ الْمُوَطَّإِ لِلْجَوْهَرِيِّ وَالْمُلَخَّصَ لِابْنِ الْقَابِسِيِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْحَدِيثِ وَالرَّقَائِقِ وَالْفِقْهِ بِخَطِّهِ كِكِتَابِ الرِّعَايَةِ لِلْمُحَاسَبِيِّ وَالْمَعُونَةِ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ لِلْقَاضِي عَبْدِ الْوَهَّابِ الْبَغْدَادِيِّ وَكَانَ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ وَكَتَبَ إِلَيَّ شَيْئًا مِمَّا سَمِعَهُ عَلَى الْحُنَيْفِيِّ مِنْ تَوَالِيفِهِ 602 - قَالَ السِّلَفِيُّ فِي رُقْعَةٍ أُخْرَى وَأَجَلُّ شَيْخٍ لَهُ الْحُنَيْفِيِّ وَبِهِ كَانَ افْتِخَارُهُ 603 - أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَمِيدِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ بِمَأْمُونِيَّةِ زَرَنْدَ فِي مَدْرَسَتِهِ وَهِيَ بَيْنَ الرَّيِّ وَسَاوَةَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عَامِرٍ الحديث: 600 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 الْجُرْجَانِيُّ بِهَا قَالَ أَنْشَدَنَا الْوَزِيرُ أَبُو غَانِمٍ مَعْرُوفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْقَصْرِيُّ لِنَفْسِهِ (مِحَنُ الزَّمَانِ وَإِنْ تَوَالَتْ تَنْقَضِي ... بِدَوَامِ عُمْرٍ وَالْحَوَادِثُ تُقْلِعُ) (فَالْمِحْنَةُ الْكُبْرَى الَّتِي قَدْ كَدَّرَتْ ... أُمْنِيَّةُ بِمَنِيَّةِ لَا تدفع) // الْكَامِل // 604 - سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ بِهَمَذَانَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيِّ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَلِيٍّ الدَّقَّاقَ يَقُولُ الْعَبْدُ يَصِلُ بِالطَّاعَةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَبِالْحُرْمَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 605 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَلَاءِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيَاضِيِّ بِالرَّيِّ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْأُمَوِيِّ الْحَافِظِ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ السَّرَخْسِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ ثَنَا شَدَّادٌ ثَنَا زُفَرُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَجْرِي صَلَاةٌ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَشَيْءٍ مَعَهَا 606 - أَبُو الْعَلَاءِ الْبَيَاضِيُّ هَذَا مِنْ بَيَاضِ أَهْلِ الرَّيِّ وَلَمْ نَظْفَرْ بِشَيْءٍ لَهُ مَسْمُوعٌ وَإِنَّمَا وَجَدْتُ لَهُ إِجَازَةً عَنِ ابْنِ حَمْدَانَ فَقُرِئ عَلَيْهِ عَنْهُ فَوَائِدُ وَاللَّهُ يَتَغَمَّدُهُ بِمَغْفِرَتِهِ وَقَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سِتَّ عَشْرَةَ شَهْرَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَسَمِعَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيَّ بِالرَّيِّ وَقْتَ تَوَجُّهِهِ إِلَى خُرَاسَانَ رَسُولًا مِنَ الْخَلِيفَةِ إِلَى السُّلْطَانِ 607 - حَدَّثَنِي أَبُو الْبَهَاءِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ الْمُقْرِئُ الصَّقَلِّيُّ مِنْ حِفْظِهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الحديث: 604 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 السَّهْمِيُّ بِصَقَلِّيَةَ وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَالِكِيُّ بِإِفْرِيقِيَا قَالَا ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَجْدَابِيُّ بِالْقَيْرَوَانِ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُقْبَةَ التَّمِيمِيُّ ثَنَا جَبَلَةُ بْنُ حَمُّودٍ الصَّدَفِيُّ ثَنَا سُحْنُونُ بْنُ سَعِيدٍ التَّنُوخِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعُتَعِّيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الْأَصْبَحِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ 608 - أَبُو الْبَهَاءِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْقِرَاءَاتِ وَالْحَدِيثِ رَوَى لِي شَيْئًا يَسِيرًا مِنْ حِفْظِهِ وَكَتَبْتُ مِنْ أَجْزَائِهِ كَذَلِكَ فَوَائِدَ مِنْ حِكَايَةٍ وَشِعْرٍ وَقَالَ لي ولدت سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِمَدِينَةِ صَقَلِّيَةَ وَتُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَأَنَا بِمِصْرَ وَهُوَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُقْرِئُ الْوَاعِظُ رَأَى أَبَا بكر مُحَمَّد بن الْحسن ابْن الْبَرِّ اللُّغَوِيَّ وَأَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ رَشِيقٍ الشَّاعِرَ الْأَزْدِيَّ الْقَرَوِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ السَّمَنْطَارِيَّ الْفَقِيهَ الصَّقَلِّيَّ وَعَبْدَ الْحَقِّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ السَّهْمِيَّ وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ جُمَيْهِيرَ وَمُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ الصَّقَلِّيَّ 609 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرَجٍ الْمَدِينِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الشَّامِيِّ الْمَدِينِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ ابْنِ بِنْتِ الْعُرُوقِ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقِتَال وَهَؤُلَاءِ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ بِصَقَلِّيَةَ وَالْمُقَدَّمُونَ فِي الْإِقْرَاءِ وَعَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْإِشْبِيلِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْهِيرَ الْقَادِمِ عَلَيْنَا وَسمعت الْحَدِيثَ عَلَى عَبْدِ الْحَقِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ السَّهْمِيِّ وَعَتِيقِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ السَّمَنْطَارِيِّ وَقَرَأْتُ الْفِقْهَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ وَأَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيِّ وَعُمَرَ بْنِ أَبِي الطَّيِّبِ وَغَيْرِهِمْ وَأَبِي كَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْحَسَنِ بن الْقَابِسِيِّ وَيُعْرَفُ بِالْمُتَعَبِّدِ وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْبَرِّ وَأَبَا عَلِيِّ بْنَ رَشِيقٍ وَاسْتَفَدْتُ مِنْهُمَا وَمَاتَا بِصَقَلِّيَةَ بَعْدَ خَرَابِ الْقَيْرَوَانِ وَقَدْ أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْأَزْدِيُّ لِنَفْسِهِ بِصَقَلِّيَةَ مِمَّا قَالَهُ فِي غُلَامٍ لِلْمُعِزِّ يُعْرَفُ بِفَسْوَةِ الْكَلْبِ وَقَدْ وَلَّاهُ الْقَيْرَوَانَ (إنَّا إِلَى اللَّهِ رَاجِعُونَ لَقَدْ ... هَانَ عَلَى اللَّهِ أَهْلُ ذَا الْبَلَدِ) (أَفَسْوَةُ الْكَلْبِ صَارَ يَمْلِكُنَا ... فَكَيْفَ لَوْ كَانَ ضرطة الْأسد) // المنسرح // الحديث: 608 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 610 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ الْخَضِرِ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ بِالرُّبْوَةِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِلَابِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَوْصَاءَ ثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَذْحِجِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِتْعِ وَالْبِتْعُ نَبِيذُ الْعَسَلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ حَرَامٌ 611 - عَبْدُ الْكَرِيمِ هَذَا يُعْرَفُ بِأَخِي سَلْمَانَ رَوَى لَنَا عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ الْأَزْدِيِّ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مِصْرَ وَقَدْ سَمِعَ كَثِيرًا وَعَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْحِنَّائِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ شُيُوخِ دِمَشْقَ مَعَ أَبِي نصر بن مَاكُولَا وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيِّ وَنُظَرَائِهِمَا مِنَ الْحُفَّاظِ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا سَمِعَهُ مَعَهُمَا بِقِرَاءَةِ الْحُمَيْدِيِّ مَا 612 - عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْقَصَّارِ كَانَ مِنَ الْمُقِيمِينَ فِي خَانِقَاهِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ بِهَرَاةَ وَهُوَ مِنْ مُرِيدِيهِ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ وَنَزَلَ فِي رِبَاطِ الْبَسْطَامِيِّ وَكَانَ كَبِيرَ السِّنِّ مُسْتَقْصِيًا فِي الْوُضُوءِ إِلَى غَايَةٍ قَلَّ مَا كَانَ يُرَى إِلَّا عَلَى الشَّطِّ وَقَالَ لِي أَحَدُ الْهَرَوِيَّةِ كَانَ الشَّيْخُ يَقُولُ عَبْدُ الْكَرِيمِ مُسَلَّمٌ لَهُ مَا يَفْعَلُهُ لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّفُهُ وَلَا يُعَارَضُ وَلَا يُؤْخَذُ بِدَقَائِقِ الصُّوفِيَّةِ وَكَانَ يَحْفَظُ حِكَايَاتٍ عَنِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللَّهِ وَيُورِدُهَا عَنْهُ 613 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَيَّانَ الْمَالِكِيُّ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَالَةَ الْحَافِظُ بِالرَّيِّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحديث: 610 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 عُبَيْدٍ الْحَلْوَانِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُدَيْلٍ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ الْأَصْمَعِيُّ ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ 614 - سَأَلْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ هَذَا عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَكَتَبْتُ عَنْهُ وَعَنْ أَخَوَيْنِ لَهُ وَرِوَايَتُهُمْ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِيهِمْ فَالْكَبِيرُ مِنْهُمُ اسْمُهُ هِبَةُ اللَّهِ وَهُوَ الْأَكْبَرُ وَيَلِيهِ عَلِيٌّ وَهَذَا أَصْغَرُهُمْ 615 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُحْسِنِ بْنِ التِّكَكِيِّ الْمُقْرِئُ بمِصْرَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيم ب سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ ثَرْثَالٍ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ الْعَطَّارُ إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الضَّبِّيُّ ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ إِذَا كَانَ إِزَارُكَ وَاسِعًا فَتَوَشَّحْ بِهِ وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَاتَّزِرْ بِهِ وَصَلِّ 616 - أَبُو الْحُسَيْنِ هَذَا كَانَ مِنْ فُضَلَاءِ الْقُرَّاءِ وَمِنَ الْعَارِفِينَ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ وَعُلُومِهِ وَتَفْسِيرِهِ سَمِعَ أَبَا إِسْحَاقَ الْحَبَّالَ وَأَبَا الْحَسَنِ الْخِلَعِيَّ وَأُسْتَاذُهُ فِي الْقِرَاءَاتِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْوَاعِظُ الْمُعَدَّلُ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْبَارِيِّ صَاحِبِ أَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيِّ وَآخَرِينَ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا وَسَمَّعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى أَبِي صَادِقٍ أَجْزَاءَ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ مَعَانِي الْقُرْآنِ لِأَبِي جَعْفَرٍ النَّحَّاسِ بِكَمَالِهِ وَكَانَ يَرْوِيهِ عَنِ الْخِلَعِيِّ عَن الحوفي عَنِ ابْنِ الْأُدْفُوِيِّ عَنْهُ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة فَقَالَ لِي سِتُّونَ سَنَةً وَأَمْلَى عَلَيَّ نَسَبَهُ فَقَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُحْسِنِ بْنِ الْمفضل بن الْمُسلم بن المومل بْنِ سَوَّارٍ الْمُقْرِئُ التِّكَكِيُّ وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ بِمِصْرَ وَجَلَسَ وَلَدُهُ مَكَانَهُ فِي حَلْقَتِهِ فِي جَامِعِ عَمْرٍو يُقْرِئ الحديث: 614 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 617 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي عَجِينَةَ الْقَبَّارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْخُلْقَانِيِّ الْمُؤَذِّنُ الشَّيْخُ الْمُعَمَّرُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ يُقَالُ إِنَّهُ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الصَّوَّافُ بِمِصْرَ بِانْتِقَاءِ خَلَفٍ الْوَاسِطِيِّ الْحَافِظِ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الصَّبَّاحِ التَّمِيمِيُّ الْوَرَّاقُ بِقُوصَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَرْغَانِيُّ الْأَمِيرُ ثَنَا ذُو النُّونِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَلَامَةُ حُبِّ اللَّهِ حُبُّ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَلَامَةُ بُغْضِ اللَّهِ بُغْضُ ذِكْرِ اللَّهِ 618 - قَالَ خَلَفٌ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَغَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْهُ وَغَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ذِي النُّونِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَالِكٍ لَمْ أَكْتُبْهُ إِلَّا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْفَيُّومِيُّ عَنْ ذِي النُّونِ 619 - عَبْدُ الْكَرِيمِ هَذَا شَيْخٌ مَشْهُورٌ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِالْكِبَرِ سَمِعت الشَّيْخَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ الْحَطَّابِ وَآخَرِينَ يَقُولُونَ مَا عِنْدَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا قَالَ وَقَدْ بَلَغَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً أَوْ دُونَهَا بِقَلِيلٍ وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً لَمْ يَأْكُلِ اللَّحْمَ إِلَّا لَحْمَ الصَّيْدِ وَلَمْ يَأْكُلِ اللَّبَنَ وَلَا الْجُبْنَ طُولَ هَذِهِ السِّنِينَ أَيْضًا تَوَرُّعًا وَكَانَ يَصْطَادُ بِنَفْسِهِ وَمِنْهُ قُوتُهُ وَمِنَ الْقَبَّارِ الْمُبَاحِ وَيُعَبِّرُ الْمَنَامَاتِ وَيُصِيبُ وَهُوَ أُمِّيٌّ لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ رَأَيْتُهُ وَهُوَ حَاضِرُ الذِّهْنِ يُبْصِرُ وَيَسْمَعُ وَيُعَبِّرُ الْمَنَامَ وَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ مَفْهُومٍ لَا يُتَعْتِعُ فِي حَرْفٍ وَيُجَبِّرُ وَقَدْ سَمِعَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ كَثِيرًا وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي رَجَبٍ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَأَنَا بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَكَانَ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ وَقَدْ كَانَ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ يَقْصِدُنِي إِلَى أَنْ مَاتَ مَحْمُولًا كَأَنَّهُ قُفَّةٌ وَفِي مَنْزِلِي قَرَأْتُ عَلَيْهِ مَا قَرَأْتُ وَكُنْتُ أُدَاعِبُهُ وَأَقُولُ أَنْت مكبر معبر مجبر فيتبسم وَقَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ رَأَى الْقَاضِيَ أَبَا مَطَرٍ الْمَعَافِرِيَّ وَأَبَا عِمْرَانَ الْفَاسِيَّ لَمَّا قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا رَحِمَهُ اللَّهُ وَتَغَمَّدَهُ بِرَحْمَتِهِ الحديث: 617 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 620 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرُّوخَ الْجَرْجَرَائِيُّ الْمُقْرِي بِالنُّعْمَانِيَّةِ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ المومل بْنُ شَهْدٍ الْمُقْرِئُ بِجَرْجَرَايَا أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ الْجَرْجَرَائِيُّ ثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ الْخَطَّابِ الْأَشَجُّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الزِّنَا سِتَّةُ أَشْيَاءَ ثَلَاثَةٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلَاثَةٌ فِي الْآخِرَةِ فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا فَيُذْهِبُ نُورَ الْوَجْهِ وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ وَيُسْرِعُ الْفَنَا وَأَمَّا الَّتِي فِي الْآخِرَةِ فَغَضَبُ الرَّبِّ وَسُوءُ الْحِسَابِ وَالدُّخُولُ فِي النَّارِ أَوْ قَالَ الْخُلُودُ فِي النَّارِ 621 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَهْلَوَيْهِ الرَّازِيُّ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ شَهْرَكَ الْفَقِيهُ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ بِبَلْخَ ثَنِي أَبُو سَعِيدٍ حَمْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَرَوِيُّ بِبَلْخَ ثَنِي حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ الْهَرَوِيُّ ثَنَا حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ كُنْتُ وَاقِفًا عِنْدَ رَبِّ الْعِزَّةِ تَعَالَى حِينَ قَالَ فِرْعَوْنُ {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} فَنَشَرْتُ جَنَاحَيَّ لِلْعَذَابِ كُلِّهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى مَهْ يَا جِبْرِيلُ إِنَّمَا يَعْجَلُ بِالْعُقُوبَةِ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ 622 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ مِنْ أَعْيَانِ الرَّيِّ وَكِبَارِ فُقَهَائِهَا وَنَسَبُهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلَوَيْهِ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى ابْنِ شَهْرَكَ الرَّازِيِّ وَعَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ وَبَكْرِ بْنِ حَيْدٍ النيسابوريين وَغَيْرِهِمْ الحديث: 620 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 623 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُطَهَّرِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْجَابِ الْكَرَجِيُّ بِالْكَرَجِ أَنَا أَبُو الصَّفَاءِ ثَامِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَامَرْدَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَبْدِيُّ الْأصْبَهَانِيُّ ثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانكُم} قَالَتْ نَزَلَتْ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ لَا وَاللَّهِ وَبَلَى وَاللَّهِ 624 - سَمِعت عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ دُشْمَنْزِيَارَ الْوَفْرَاوَنْدِيَّ بِهَمَذَانَ وَرَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ أَيْضًا وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ شُيُوخِ الْجَبَلِ يَقُولُ سَمِعت دَاوُدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَادِمَ بِالزِّزِّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَالِبَةَ الشِّيرَازِيَّ بِفَارِسَ يَقُولُ أَقَمْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ السِّيرَوَانِيِّ سِنِينَ أَصُومُ نَهَارِي وَأُصَلِّي لَيْلِي فَمَا الْتَفَتَ إِلَيَّ فَكَنَسْتُ الرِّبَاطَ يَوْمًا فَقَالَ جَبَرَكَ الله يَا بن سَالِبَةَ فَكَانَ يَرَى أَنَّهُ بَلَغَ مَا بَلَغَ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ وَكَانَ يُدْعَى بِشَيْخِ الشُّيُوخِ 625 - عَبْدُ الْكَرِيمِ كَانَ عَلَمًا فِي الْخِدْمَةِ التَّصَوُّفِ مِنْ مُرِيدِي دَاوُدَ الزِّزِّيِّ رَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ فِي رِبَاطِ عِتَابٍ بِقُرْبِ الشُّونِيزِيَّةِ مِنَ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ مِنْ غَيْرِ مَعْلُومٍ وَكَانَ حَسَنَ الطَّرِيقَةِ مَمْدُوحًا بِكُلِّ لِسَانٍ حَادًّا حَالَ الْوَجْدِ وَالسَّمَاعِ قَلَّ مَنْ يُرَى عَلَى صِفَتِهِ وَكَانَ لِي بِهِ أَنَسٌ تَامٌّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَحَكَى لِي حِكَايَاتٍ عَلَّقْتُ بَعْضَهَا ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِهَمَذَانَ وَتُوُفِّيَ بِالزِّزِّ وَدُفِنَ بِقُرْبِ قَبْرِ شَيْخِهِ بِكَشْمَنَ حَكَى لِي ذَلِكَ مُحَمَّدٌ الْقَزْوِينِيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ اجْتَهَدَ أَهْلُ مَدِينَةِ الْقَصْرِ فِي أَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهِمْ فَأَبَى إِلَّا الْخُرُوجَ كَأَنَّهُ عَلِمَ بِمَوْتِهِ وَاخْتَارَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عِنْدَ دَاوُدَ رَحِمَهُ اللَّهُ الحديث: 623 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 626 - أَنْشَدَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الشِّيرَازِيُّ بِهَمَذَانَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو طَالِبٍ الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ (جَمِيعُ خِصَالِ الْخَيْرِ لِلْمَرْءِ صَالِحٌ ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ سِوَى الْعَقْلِ يُنْجِيهِ) (وَخَيْرُ خِصَالِ الْمَرْءِ لِلْمرْءِ مُهْلِكٌ ... إذَا كَانَ غَيْرُ الْعَقْلِ أَغْلَبَ مَا فِيهِ) // الطَّوِيل // 627 - سَمِعت أَبَا الْبَرَكَاتِ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ صَالِحِ بْنِ الْمُهَذَّبِ الْقَارِئَ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ تُوُفِّيَ نَسِيبِي أَبُو الرَّجَاءِ بَشِيرُ بْنُ الْمُبَشِّرِ بْنِ فَاتِكٍ بِمِصْرَ فِي الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسمِائة وَدُفِنَ بِالْقَرَافَةِ بَعْدَ أَنْ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي جَامِعِ عَمْرٍو 628 - وَبَشِيرٌ هَذَا الَّذِي ذَكَرَ مَوْتَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ سَعْدُونَ الْمَوْصِلِيِّ وَغَيْرِهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمِصْرَ وَعَلَى أُخْتِهِ الْخَفِرَةِ عَنِ ابْنِ الطَّفَّالِ الرَّاوِي عَنِ الْقَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ وَآخَرِينَ مِنْ أَقْرَانِهِ وَعَنِ ابْنِ سَعْدُونَ وَذِي النُّونِ الْعَصَّارِ وَغَيْرِهِمَا وَقَدْ بَلَغَنِي بَعْدَ خُرُوجِي مِنْ مِصْرَ أَنَّهُ قَدْ وُجِدَ لِبَشِيرٍ سَمَاعٌ مِنَ ابْنِ الطَّفَّالِ وَقُرِئَ عَلَيْهِ وَكَانَ شَيْخًا سَرِيًّا وَبِمَعَارِفِهِ حَفِيًّا الحديث: 626 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 فَصْلٌ آخَرُ فِي الْأَسْمَاءِ الَّتِي تَبْتَدِئُ بِعَبْدِ 629 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَحَاسِنِ عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْقَصَارِيُّ الْقَزْوِينِيُّ فِي مَجْلِسِ أَبِيهِ بِالرَّيِّ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِيِّ بِهَمَذَانَ قَالَ أَنْشَدَنِي صَاعِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ لِنَفْسِهِ (مَنْ شَاءَ أَنْ يَأْمَنَ مَحْذُورَ مَا ... أَظْهَرَهُ بِالْفِعْلِ أَوْ قَالَهُ) (فَلْيَتْرُكِ الشَّرَّ يَعِشْ سَالِمًا ... فَإِنَّ تَرْكَ الشَّرّ أوقى لَهُ) // السَّرِيع // 630 - ذَكَرَ لِي أَبُوهُ أَنَّهُ وَلَدَهُ بِبَغْدَادَ وَسَمَّعَهُ ابْنَ النَّقُّورِ وَأَقْرَانَهُ مِنْ شُيُوخِهَا 631 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَحَاسِنِ عَبْدَ الْمُحْسِنِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْمَالِكِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجَابَارِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ الرَّازِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الطَّوِيلُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْجَرَّاحِ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ الشَّامِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ الحديث: 629 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 632 - بَيْتُهُمْ بَيْتُ الْعِلْمِ وَقَدْ كَتَبَ ابْنُ مَاكُولَا وَظَاهِرٌ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِرَابِيَةَ مَوْلِدُ أَبِي الْمَحَاسِنِ سَنَةَ خَمْسِينَ فِي صَفَرٍ 633 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَهَاءِ عَبْدُ الرَّشِيدِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مدكَانَ الْأَبْهَرِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو حَاتِمٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْأَسَدِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ الْمَالِكِيُّ بِمَيَّافَارِقِينَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْبَلْخِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الصَّالِحِيُّ ثَنِي بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ الْقَاضِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْحَسَنِ الْآمِدِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُضَارِبٍ الْكَلْبِيُّ ثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ ثَنِي رَبِيعَةُ الرَّأْيُ قَالَ سَمِعْتُ ذَاكَ الْفَتَى مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ثُمَّ حَدَّثَنِي بِهِ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْ مَالِكٍ 634 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ 635 - سَمِعت أَبَا الْمُظَفَّرِ عَبْدَ الرَّشِيدِ بْنَ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْخُجَنْدِيَّ التَّاجِرَ بِمِصْرَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ بِالصِّينِ فَبَادَرْتُ إِلَيْهِ الحديث: 632 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ كَيْفَ تَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ النَّاسُ كُلُّهُمُ الْعِلْمَ فَقُلْتُ بِبَرَكَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَيَتَعَلَّمُونَ فَتَبَسَّمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِي وَانْتَبَهْتُ 636 - عَبْدُ الرَّشِيدِ هَذَا رَجُلٌ تَاجِرٌ جَوَّالٌ مُمَوِّلٌ ذُو حَالٍ سَافَرَ إِلَى بِلَادِ التُّرْكِ وَدَخَلَ الصِّينَ وَإِلَى بِلَادِ الْهِنْدِ وَأَكْثَرِ أَقَالِيمِ الدُّنْيَا وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ تَفَقَّهَ فِي صِغَرِهِ عَلَى البزودي وَآخَرِينَ قَبْلَهُ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ قَالَ وَوَالِدِي كَانَ قَاضِيَ خُجَنْدَ حَنَفِيَّ الْمَذْهَبِ وَعَبْدُ الرَّشِيدِ مِثْلُ أَبِيهِ حَنَفِيٌّ وَكَانَ مُحِبًّا لِلْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ وَقَدْ حَضَرَ عِنْدِي بِمِصْرَ وَسَمِعَ عَلَيَّ مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة 637 - سَمِعت أَبَا الدَّوَامِ عَبْدَ الْبَاقِي بْنَ الْحَسَنِ بْنِ دِيبَاجٍ الرَّقِّيَّ بِقَرْقِيسِيَا يَقُولُ سَمِعت سَالِمَ بْنَ مِسْمَارٍ الرَّافِقِيَّ بِهَا يَقُولُ اشْتَرَيْتُ مَرَّةً جَرَّةً مِنَ الْخَمْرِ وَحَمَلْتُهَا بِنَفْسِي وَكَانَ طَرِيقِي عَلَى مَشْهَدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَيْهِ أَسْنَدْتُهَا لَحْظَةً إِلَى الْحَائِطِ لِأَسْتَرِيحَ فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَى الْبَيْتِ مَلَأْتُ بَاطِيَةً لِأَشْرَبَهَا فَبَقِيَتْ يَدِي وَاللَّهِ كَالْعَصَا لَا تَتَحَرَّكُ فَتَحَيَّرْتُ فِي أَمْرِي وَتَذَكَّرْتُ فِعْلِي وَنَوَيْتُ التَّوْبَةَ وَكَسَرْتُ الْجَرَّةَ وَبَدَّدْتُ الْخَمْرَ وَمَضَيْتُ إِلَى الْمَشْهَدِ وَاعْتَنَقْتُ الْقَبْرَ وَتَضَرَّعْتُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَمَا عُوفِيتُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَبَقِيتُ عَلَى ذَلِكَ مُدَّةً أَتَرَدَّدُ إِلَى الْمَشْهَدِ فَغَفَوْتُ يَوْمًا هُنَاكَ وَإِذَا أَنَا بِشَخْصٍ مَهِيبٍ قَدْ أَتَانِي وَقَالَ قَدْ عَصَيْتَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَذْنَبْتَ كَافَأَكَ وَالْآنَ إِذْ تُبْتَ فَقَدْ عَفَا عَنْكَ وَعَافَاكَ قُمْ وَامْضِ فَانْتَبَهْتُ وَيَدِي كَمَا كَانَتْ صَحِيحَةً فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا وَأَنَا الْآنَ عَلَى التَّوْبَةِ 638 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ السَّمِيعِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيِّ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَاتِمٍ السِّجْزِيُّ الْحَافِظُ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ الْعَبْقَسِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الْخُزَاعِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَا أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْحَاقُ بْنُ الحديث: 636 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَزْرَقِيُّ ثَنِي جَدِّي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْح وحول الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ صَنَمًا فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا وَيَقُولُ {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِل كَانَ زهوقا} {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيد} 639 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة من اسْمه عبد الْحق 640 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْحَقِّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّقَلِّيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبِي أَبَا عَلِيٍّ بِمَدِينَةِ صَقَلِّيَةَ يَقُولُ التَّفَسُّحُ عَلَى الْحَقِيقَةِ فِي مَالِ الْغَيْرِ ضِيقَةٌ 641 - عَبْدُ الْحَقِّ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ خَرَجَ مِنْ صَقَلِّيَةَ مُتَوَجِّهًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَمُهَاجِرًا لِاسْتِيلَاءِ الرُّومِ عَلَيْهَا وَحَجَّ ثُمَّ أَقَامَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ يُلَازِمُ الصَّلَوَاتِ عِنْدِي وَيَحْضُرُ كَثِيرًا لِسَمَاعِ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ وَلَمْ يَكُ يَتَظَاهَرُ بِالْغِنَى وَلَمَّا تُوُفِّيَ وَجَدُوا لَهُ مَالًا وَافِرًا وَلَمْ يُوجَدْ لَهُ وَارِثٌ فَأُخِذَ بَيْتَ مَالِ السُّلْطَانِ 642 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْحَقِّ بْنَ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيَّ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ الْفَرَّاشِ بِالثَّغْرِ يَقُولُ رَأَيْتُ لِأَحَدِ الْفَرَضِيِّينَ (أَلَا قُلْ لابْنِ أُمِّ حَمَاةِ أُمِّي ... أَنَّا ابْنُ أَخِي ابْنِ أُخْتِكَ غَيْرَ وَهْمِ) (وَلَوْ زَوَّجْتَ أُخْتَكَ مِنْ أَخٍ لِي ... فَأَوْلَدَهَا غُلَامًا كَانَ عمي) // الوافر // الحديث: 639 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 (وَكُنْتُ أَنَا لِذَاكَ الْعَمِّ عَمًّا ... وَكَانَ الْعَمُّ خَالَ دَمٍ ولَحْمِ) (فَمَنْ أَنَا مِنْكَ أَوْ مَنْ أَنْتَ مِنِّي ... أَجِبْ إِنْ كُنْتَ ذَا عقل وَفهم) // الوافر // فَقُلْتُ أَنَا جَوَابًا عَنْهَا (عَدَلْتَ عَنِ الطَّرِيقِ فَكَمْ تُعَمِّي ... أَرَى ابْنَ أَخِي ابْنِ أُخْتِكَ حَشْوَ نظم) (سَأَلت عَن ابْن أُمِّ حَمَاةِ أُمِّي ... فَأَقْرَبُ مِنْهُ خَالُ أَبِي وَعَمِّي) (حَمَاةَ الْأُمِّ أَيْمًا إِنْ عَزَمْنَا ... فَتنْكِحُهَا الْفُضَيْلَ أَخِي مِنْ أُمِّ) (مَتَى وَلَدَتْ غُلَامًا كَانَ عَمِّي ... وَصِنْوَ أَبِي بِلَا شَكٍّ وَوَهْمِ) (وَكُنْتُ أَنَا بِوَصْفِ الصِّنْوِ عَمًّا ... وَزَادَ فَكَانَ خَالَ دَمِ وَلَحْمِ) 643 - ابْنُ الْفَرَّاشِ هَذَا كَانَ مِنَ الْأَخْيَارِ جَيِّدَ الْجُمْلَةِ مُبَادِرًا إِلَى قَضَاءِ حَوَائِجَ مَنْ قَصَدَهُ وَكَانَ لَهُ اتِّصَالٌ بِبَنِي مُصَالٍ الْأُمَرَاءِ وَقَدْ قَرَأَ الْفِقْهَ مُدَّةً وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ بِذَاكَ وَكَانَ لِي بِهِ أَنَسٌ تَامٌّ 644 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَعَالِي عبْدُ الْحَقِّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَانِيَاسِيُّ الْكَاتِبُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ بْنِ يَحْيَى الْإِشْبِيلِيُّ ثَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدَانَ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَادٍ الْمُؤَدِّبُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ التَّمَّارُ ثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ ثَنَا زَافِرٌ عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كُنُوزِ الْبِرِّ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ 645 - أَبُو الْمَعَالِي هَذَا كَانَ يَكْتُبُ لِابْنِ خَذَادَاذَ الْأَهْوَازِيِّ فِي دَارِ وِكَالَتِهِ بِمِصْرَ وَكَانَ مُتَمَيِّزًا وَمَائِلًا إِلَى الْخَيْرِ وَكِتَابَةِ الْحَدِيثِ ذَكَرَ لِي فَوْزُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّائِيُّ الحديث: 643 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَّهُ غَرَقَ فِي بَحْرِ عَيْذَابَ بَعْدَ قَضَاءِ حَجِّهِ وَرُجُوعِهِ من مَكَّة توجهه إِلَى الْفُسْطَاطِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسمِائة فِي صَفَرٍ أَسْمَاءٌ أُخْرَى تَبْتَدِئ بِعَبْد 646 - أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الزَّرَنْدِيُّ فِي جَامِعِهَا أَنَا أَبِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَنَا أَبِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَا أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ أَنَا أَبِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّرَنْدِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُنْدَارُ بِبَغْدَادَ ثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ ثَنِي أَبِي عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يُقَسِّمُ وَرَثَتِي دِينَارًا وَمَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمُؤْنَةِ عَامِلِي فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ 647 - عَبْدُ الرَّزَّاقِ هَذَا كَانَ خَطِيبَ بَلَدِهِ كَبِيرَ السِّنِّ وَيَعِظُ النَّاسَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ سَمِعْتُهُ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ يَقُولُ الْعَالِمُ فِي ذَا الزَّمَانِ نَائِمٌ وَالْجَاهِلُ مَيِّتٌ فَكَيْفَ يُنَبِّهُ النَّائِمُ الْمَيِّتَ أَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابًا بِخَطِّ جَدِّهِ مِنْ تَأْلِيفِهِ سَمَّاهُ كِتَابَ الدُّرَرِ وَيَرْوِي فِيهِ عَنِ الْبَاغَنْدِيِّ الْكَبِيرِ وَالْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزِ وَحَامِدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيِّ وَنُظَرَائِهِمْ وَلَيْسَ لَهُ فِيهِ سَمَاعٌ وَقَالَ أَخْبَرَنِي بِهِ أَبِي عَنْ أَبِيهِ إِلَى جَدِّهِ وَالْعُهْدَةُ فِي ذَلِكَ عَلَيْهِ وَكَانَ ظَاهِرَ الصَّلَاحِ مَحْمُودًا عِنْدَ أَهْلِ بَلَدِهِ 648 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَنَاقِبِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ وَيُدْعَى بِعَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَبِي حَمَّادٍ الْأَسَدِيِّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْآمِدِيُّ ثَنَا أَبَوُ طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْعَبَّاس الذَّهَبِيّ ببغدادا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحديث: 646 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّخَرَ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَةٍ 649 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ أَبِيهِ أَبِي حَاتِمٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ وَعَنِ ابْنِ مِهْرَانَ الْآمِدِيِّ 650 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ الْهِقْلِ الصّباغ بِالْكُوفَةِ قَالَ أَنا أبوعبد اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَطَّارِ الْمُقْرِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَصْرَمَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُنْذِرٍ ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ كَانَ اسْمُ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ عُزَيْزًا فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ 651 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ الْمُسْلِمِ بْنِ مُوسَى الصَّعِيدِيُّ الْأَبْنُودِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ الْأَنْمَاطِيُّ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي خَلِيفَةَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْثَدٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَدْخَلْتُهُ جَهَنَّمَ 652 - عَبْدُ الْمُنْعِمِ هَذَا قَدْ قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنِ الْحَبَّالِ وَالْخِلَعِيِّ وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا يَسْمَعُ مَعَنَا عَلَى أَبِي صَادَقٍ وَغَيْرِهِ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُحَمَّد السوداني وَابْن أبي دواد وَآخَرِينَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ ولدت سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة الصَّعِيد الْأَعْلَى وَأَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ الْمُسْلِمِ بْنِ مُوسَى بْنِ حَدِيدٍ الْأَبْنُودِيُّ وَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى بالصعيد وَتَفَقَّهَ عَلَى الْخِلَعِيِّ ثُمَّ انْقَطَعَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ إِلَى الْقَرَافَةِ لِلْعِبَادَةِ الحديث: 649 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 653 - أَنْشَدَنِي أَبُو الطَّاهِرِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ مَوْهُوبِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَارئ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَهِيجٍ الْأَنْدَلُسِيُّ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَتِهِ الْمَشْهُورَةِ فِي ذِكْرِ عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ وَمِنْهَا (أَكْرِمْ بَأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَا ... فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأَرْكَانِ) (بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ أُلْفَةٌ ... لَا تَسْتَحِيلُ بِنَزْعَةِ الشَّيْطَانِ) (نُسِجَتْ مَوَدَّتَهُمْ سَدًى فِي لُحْمَةٍ ... فَبِنَاؤُهَا مِنْ أَثْبَتِ الْبُنْيَانِ) {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} صَفَتْ أَخْلَاقُهُمْ ... وَخَلَتْ قُلُوبُهُمْ مِنَ الشَّنْآنِ { (هُمْ كَالْأَصَابِعِ فِي الْيَدَيْنِ تَوَاصُلًا ... هَلْ يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيْرِ بَنَانِ) (اللَّهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ ... لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ) (فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ ... وَسِبَابُهُمُ سَبَب إِلَى الحرمان) // الْكَامِل // 654 - ابْنُ مَوْهُوبٍ هَذَا كَانَ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ وَقَدْ لَازَمَنِي مُدَّةَ مَقَامِي بِمِصْرَ وَسَمَّعَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَعَلَى غَيْرِي بِقَرَاءَتِي وَكَانَ سِتِّيرًا حَسَنَ الْوَعْظِ مَلِيحَ الْإِيرَادِ وَكَانَ أَبُوهُ صَالِحًا وَمِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يُشْبِهَ أَبَاهُ وَقَدْ حَكَى لِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ الْفَرَّاشُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنْ شُهُورِ سَنَةِ سِتِّينَ وَخَمْسمِائة 655 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَلَّالِيَّ الْبَرْقِيَّ الحديث: 653 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ كَانَ ابْنُ أَبِي عُقَامَةَ قَاضِي زَبِيدَ وَأَهْلِ الْيَمَنِ يَقُولُونَ الْفُرْسُ أَسْمَاؤُهُمْ كُنًى وَأَنْسَابُهُمْ قُرًى وَعَلَى مَا حَكَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ حَكَاهُ لِي أَبُو الْفَرَجِ الْقَرْمِيسِينِيُّ عَنْ أَحَدِ سَلَاطِينِ الْيَمَنِ ثُمَّ قَالَ وَكُلُّ نَبِيٍّ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ ذَكَرَهُ مُسَمًّى وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ سِوَى أَبِي لَهَبٍ 656 - عَبْدُ الْحَمِيدِ هَذَا كَانَ كَبِيرَ السِّنِّ كَثِيرَ التَّرَدُّدِ إِلَيَّ مِنْ وُجُوهِ التُّجَّارِ وَقَدْ دَخَلَ الْمَغْرِبَ وَالْحِجَازَ وَغَيْرَهَا وَمَوْلِدُهُ بِمَدِينَةِ بَرْقَةَ وَوَفَاتُهُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ 657 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْأُمَوِيَّ الْبَلَغِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ الْبِنِّيِّ الْأُبَّدِيَّ بِجَزِيرَةِ مَيُورَقَةَ يَقُولُ قَدِمْتُ حِمْصَ الأندلس فاجتمعت مَعَ شعراءها فِي مَجْلِسٍ فَأَرَادُوا امْتِحَانِي فَقَالَ مِنْ بَيْنِهِمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَارَّةَ الشَّنْتَرِينِيُّ وَكَانَ مُقَدِّمَهُمْ (هَذِي الْبَسِيطَةُ كَاعِبٌ أَبْرَادُهَا ... حلل الرّبيع وحليها الأزهار) // الْكَامِل // فَقُلْتُ (فَكَأَنَّ هَذَا الْجَوَّ فِيهَا عَاشِقٌ ... قَدْ شَفَّهُ التَّعْذِيبُ وَالْإِضْرَارُ) (فَإِذَا شَكَا فَالْبَرْقُ قَلْبٌ خَافِقٌ ... وَإِذَا بَكَى فَدُمُوعُهُ الْأَمْطَارُ) (فَلِأَجَلِ ذِلَّةِ ذَا وَعِزَّةِ هَذِهِ ... يَبْكِي الْغَمَام ويبسم النوار) // الْكَامِل // 658 - عَبْدُ الْحَمِيدِ هَذَا قَدِمَ الثَّغْرَ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْحِجَازِ لِأَدَاءِ فَرْضِهِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِمَدِينَةِ بَلَغِيَّ بِشَرْقِ الْأَنْدَلُسِ ثُمَّ انْتَقَلْتُ إِلَى الْعُدْوَةِ بَعْدَ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ عَلَى الْبَلَدِ فَصِرْتُ خَطِيبَ الحديث: 656 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 مَدِينَةِ تِلْمِسَانَ وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُغَامِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ الْمُؤَيَّدِيِّ صَاحِبَيْ أَبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ عَلَى شُيُوخِ الْوَقْتِ وَرَأَيْتُ أَبَا الْعَرَبِ الصَّقَلِّيَّ بِجَزِيرَةِ مَيُورَقَةَ وَآخَرِينَ مِنَ الشُّعَرَاءِ وَصَحِبْتُ كَثِيرًا مِنَ الْفُقَهَاءِ وَأَخَذْتُ عَنْهُمْ وَأَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُعْرَفُ بِابْنِ بَرْبَطِيرَ الْبَلَغِيِّ 659 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمُثَنَّى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ الْعَسْقَلَانِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَعْرُوفُ بِالْمُكَرْبِلِ بِعَسْقَلَانَ لِنَفْسِهِ فِي الْمِقَطِّ وَالسِّكِّينِ (ذَكَرٌ وَأُنْثَى لَيْسَ ذَا مِنْ جِنْسِ ذَا ... يَتَصَاحَبَانِ بِسَفْحِ سِجْنٍ مُقْفَلِ) (لَا يَنْزِلَانِ بِمَنْزِلٍ حَلًّا بِهِ ... إِلَّا لقطع رُؤُوس أهل الْمنزل) // الْكَامِل // 660 - أَبُو الْمُثَنَّى هَذَا يُدْعَى بِالْقَاضِي وَيُعْرَفُ بِبَلْدَةِ عَسْقَلَانَ بِابْنِ الطَّيْمُومِ وَكَانَ يَخْدُمُ السُّلْطَانَ فِي خَدَمٍ عَلَى رَأْيِهِمْ سُنِّيَّةٌ وَكَانَ سُنِّيَّ الْمُعْتَقَدِ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأَنَّهُ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ الْعَرَبِيَّةِ عَلَى ابْنِ بُلْبُلٍ وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ مِمَّا أَنْشَدَهُ مِنْ نَظْمِهِ وَمُقَطَّعَاتٍ مِمَّا أَنْشَدَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نِعْمَةَ بْنِ الْجَلِيلِ الشَّيْبَانِيُّ وَمُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِ غَيْرِهِمَا مِنْ مُتَأَخِّرِي شُعَرَاءِ عَسْقَلَانَ كَالْقَاضِي أَبِي الرَّقَابِ الْأَنْصَارِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْمُعْتَمَدِ وَابْنِ نَوْفَلٍ وَابْنِ أَبِي الشَّخْبَاءِ وَابْنِ الْمُتَعَدِّي وَالْمُكَرْبِلِ وَالتِّرْمِسِيِّ وَعَلَّقْتُهَا عَنْهُ 661 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْجَلِيلِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ الْحَيْفِيَّ بِصُورَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ الْبَازْكُلِّيَّ الْبَصْرِيَّ بِتِنِّيسَ يَقُولُ قَرَأْتُ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ الْمَرَاغِيِّ فِي شَرْحِ الْجُمَلِ لِأَبِي الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيِّ بِخَطِّ يَدِهِ الحديث: 659 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 (اعْذِرْ أَخَاكَ عَلَى رَدَاءَةِ خَطِّهِ ... وَاغْفِرْ رَدَاءَتَهُ لِجَوْدَةِ ضَبْطِهِ) (فَالْخَطُّ لَيْسَ يُرَادُ مِنْ تَعْظِيمِهِ ... وَنِظَامِهِ إلَّا إِقَامَةُ سِمْطِهِ) (فَإِذَا أَبَانَ عَنِ الْمَعَانِي خَطُّهُ ... كَانَتْ مَلَاحَتُهُ زِيَادَة شَرطه) // الْكَامِل // 662 - عَبْدُ الْجَلِيلِ هَذَا كَانَ مِنْ رِجَالِ الْبَحْرِ وَيَحْضُرُ عِنْدِي بِصُورَ لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَكَانَ قَدْ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ الْكَلَامِ عَلَى مَذْهَبِ الْأَشْعَرِيِّ وَيُنَاظِرُ عَلَيْهَا وَسُكْنَاهُ بِتِنِّيسَ وَبِهَا صَحِبَ ابْنَ الْبَازْكُلِّيِّ وَأَخَذَ عَنْهُ مَا كَانَ يُورِدُهُ وَحُكِيَ لِي عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَسَخَ كِتَابًا وَقَابَلَهُ بِالْأَصْلِ يَكْتُبُ عَلَيْهِ صَحَّ بِالْمُعَارَضَةِ وَسَلِمَ بِالْمُقَابَلَةِ مِنَ الْمُنَاقَضَةِ وَذَلِكَ مِنَ الْبَسْمَلَةِ إِلَى الْحَسْبَلَةِ 663 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْبَارِي بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّبِيبِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا الْقَلَعِيُّ لِنَفْسِهِ (يَا قَمَرًا زِرُّهُ لَهُ فَلَكٌ ... يُطْلِعُهُ وَالدُّجُنَّةُ الشَّعَرُ) (جَارَ عَلَى مُهْجَتِي فَعَذَّبَهَا ... مِنْكَ هَوًى لين قلبه حجر) // المنسرح // 664 - عَبْدُ الْبَارِي هَذَا كَانَ قَدْ قَرَأَ الْكَلَامَ سِنِينَ وَيَتَظَاهَرُ بِهِ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ بِذَاكَ وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِ ابْنِ الْجَوَّاسِ الْقَلَعِيِّ وَكَانَ مُتَصَاوِنًا 665 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْحَلِيمِ بْنُ مُوَقِّيِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ بِالثَّغْرِ أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْأَزْدِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْقَيْرَوَانِ (وَمُكْتَحِلِ الْجُفُونِ سَطَا عَلَيْنَا ... بِكَأْسٍ والصباح لَهُ انصداع) // الوافر // الحديث: 662 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 (فَقُلْتُ لَهُ تَغَنَّ فَدَتْكَ رُوحِي ... لَنَا صَوْتًا فَمَا حُرِمَ السَّمَاعُ) (فَحَرَّكَ رَأْسَهُ طَرَبًا وَغَنَّى ... أَضَاعُونِي وَأي فَتى أضاعوا) // الوافر // 666 - عَبْدُ الْحَلِيمِ هَذَا مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ وَمِمَّنْ يُذْكَرُ فِي دِيَارِ مِصْرَ بِالتَّصَوُّفِ وَصُحْبَةِ الْمَشَائِخِ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ اقْتَدَى بِعَبْدِ اللَّهِ الْمُحْتَسِبِ بِسَفَاقِسَ قَالَ وَقَدْ دُرْتُ دِيَارَ الْمَغْرِبِ كُلِّهَا إِلَى الْأَنْدَلُسِ فِي لِقَاءِ الشُّيُوخِ وَصَحِبْتُ شُيُوخَ مِصْرَ مِثْلَ أَبِي مُحَمَّدٍ السُّودَانِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ الْمَغَازِلِيِّ وَابْنِ الْبَقَّالِ وَحَمُّودَةَ وَابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ وَغَنَائِمَ وَبَرَكَاتٍ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِهَا وَالْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يَرِدُونَ إِلَيْهَا مِنْ كُلِّ إِقْلِيمٍ قَالَ وَإِنَّمَا عُرِفْتُ بِالْوَسْطَانِيِّ لِأَنَّ لِي أَخًا أَكْبَرَ مِنِّي وَآخَرَ أَصْغَرَ مِنِّي وَمَوْلِدِي بِالْقَيْرَوَانِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ذَكَرَ لِي ذَلِكَ كُلَّهُ سَنَةَ إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة وَمِمَّنْ كَانَ يَصْحَبُهُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عِنْدَ دُخُولِي إِلَيْهَا وَحُصُولِي بِهَا وَيُرَافِقُهُ عَلَى طَرِيقَتِهِ وَيُوَافِقُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رَشِيقٍ وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي بِهِ اجْتِمَاعٌ وَأَهْلُ الثَّغْرِ كَانُوا يَثْنُونَ عَلَيْهِ وَيَرْتَضُونَ مَا كَانَ عَلَيْهِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ 667 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الْوَدُودِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى النَّحْوِيِّ الْمَغْرِبِيِّ بِبَغْدَادَ يَاقُوتَةَ التَّصْرِيفِ لِلْأُسْتَاذِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَرْدَسْتَانِيِّ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا أَوْرَدَهُ فِيهِ قَالَ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ عَلَى فُعِلَ بِضَمِّ الْفَاءِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ إِلَّا وَاحِدٌ وَهُوَ دُئِلٌ وَهِيَ دُوَيْبَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ قَبِيلَةَ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ 668 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الْوَدُودِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى النَّحْوِيِّ الْمَغْرِبِيِّ بِبَغْدَادَ لَمَّا قَدِمَهَا شَيْئًا مِنَ التَّصْرِيفِ وَكَانَ مُتَفَنِّنًا وَلَمْ أَسْتَنْشِدْهُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ وَكَانَ مِنَ الْمُجِيدِينَ وَهُوَ الَّذِي لَهُ الْقَصِيدَةُ السَّائِرَةُ يَهْجُو فِيهَا أَحَدَ الرُّؤَسَاءِ وَأَوَّلُهَا (تَسَلَّ فَلِلْأَيَّامِ بِشْرٌ وَتَعْبِيسُ ... وَأَيْقِنْ فَلَا النُّعْمَى تَدُومُ وَلَا البوس) // الطَّوِيل // الحديث: 666 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 669 - أَتَانِي الْقَاضِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ شَيْخُ الصُّوفِيَّةِ بِأَبْهَرَ عِنْدَ دُخُولِي الْبَلَدَ مُسَلِّمًا وَقَصَدْتُهُ أَنَا بَعْدَ ذَلِكَ زَائِرًا وَقَاضِيًا حَقَّهُ وَسَأَلْتُهُ فِي شَيْءٍ يَرْوِيهِ فَقَالَ مَا قرئَ عَلَيَّ شَيْءٌ قَطُّ وَوَجَدْتُ لَهُ سَمَاعًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْمَالِكِيِّ الرَّاوِي عَنِ ابْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الْأَبْهَرِيِّ الْفَقِيهِ وَنُظَرَائِهِمَا مِنْ شُيُوخِ بَغْدَادَ وَمَكَّةَ وَغَيْرِهَا فَخَرَجَ مِنَ الْبَلَدِ فِي حَاجَةٍ وَلَمْ يَتَّفِقْ رُجُوعُهُ إِلَى أَنْ خَرَجْتَ وَلَمْ أَسْمَعْهُ عَلَيْهِ وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْقَضَاءِ وَالْعَدَالَةِ غَيْرَ أَنَّهُ اعْتَزَلَ وَاشْتَغَلَ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ وَكَانَ جَلِيلًا نَبِيلًا وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ جَمِيلًا 670 - أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَوْلَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ اللَّخْمِيُّ اللُّبْنِيُّ وُلِدَ بِالْمَغْرِبِ وَدَخَلَ الْمَشْرِقَ ثُمَّ سَكَنَ مِصْرَ وَشَهِدَ بِهَا وَنَابَ عَنْ قُضَاتِهَا فِي الْقَضَايَا وَالْأَحْكَامِ وَدَخَلَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَلَا يَنْفَعُهُ فِي الْآخِرَةِ وَكَانَ يَتَعَاطَى الْكَلَامَ وَرُبَّمَا قرئَ عَلَيْهِ وَيُفْتِي عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَلُبْنَةُ ضَيْعَةٌ مِنْ ضِيَاعِ الْمَهْدِيَّةِ قَالَ لِي بِمِصْرَ سَمِعت عَلَى أَبِي خَلَفٍ الطَّبَرِيِّ الْفَقِيهِ بِالرَّيِّ وَعَلَى غَيْرِهِ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَعِنْدِي بَعْضُ مَا سَمِعْتُهُ وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي الْوُقُوفُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَطْلُبُ مِنِّي الْإِجَازَةَ فَأَجَزْتُ لَهُ وَاللَّهُ تَعَالَى يَعْفُو عَنَّا وَعَنْهُ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ 671 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ السَّيِّدِ بْنَ خَلَفِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ الطَّرَابُلُسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التُّونِسِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ رَأَيْتُ أَخًا لِي فِي اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ مَوْتِهِ فِي الْمَنَامِ وَهُوَ يَقُولُ يَا أَبَا الْحَجَّاجِ هَكَذَا تَكُونُ الصُّحْبَةُ وَالْأُخُوَّةُ فِي اللَّهِ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي مِتُّ لَمْ أَرَكَ وَلَمْ تَزُرْنِي فَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أَنْقَطِعَ عَنْ زِيَارَتِهِ مُدَّةَ حَيَاتِي 672 - عَبْدُ السَّيِّدِ هَذَا رَجُلٌ خَيِّرٌ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مَنَامَاتٍ فِي هَذَا الْمَعْنَى رَحِمَهُ اللَّهُ الحديث: 669 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 673 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْقَوِيِّ بْنُ يَخْلِفَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقِيُّ الْوَاعِظُ لِنَفْسِهِ (لَكَ الْحَمْدُ رَبِّي عَلَى كُلِّ حَالِ ... فَأَنْتَ جَوَادٌ كَثِيرُ النَّوَالِ) (وَأَنْتَ الَّذِي لَمْ تَزَلْ مُحْسِنًا ... لِكُلِّ مُسِيءٍ قَبِيحِ الْفَعَالِ) (وَأَنْتَ الَّذِي لَمْ تَزَلْ سَامِعًا ... دُعَاءَ عَبِيدِكَ بِالابْتِهَالِ) (وَأَنْتَ الْغَنِيُّ الْقَوِيُّ الْوَفِيُّ ... وَمُنْزِلُ مَاءِ السَّحَابِ الثِّقَالِ) (فَتَرْوِي الْعِبَادَ وَتُحْيِي الْبِلَادَ ... وَتُنْشِي الْعِظَامَ الرُّفَاتِ الْبَوَالِي) (سَتَرْتَ الذُّنُوبَ وَأَحْصَيْتَهَا ... وَجُدْتَ بِعَفْوِكَ يَا ذَا الْجَلَالِ) (عَلَى الْمُذْنِبينَ فَمَا يَرتَجُونَ ... سِوَى فَضْلِكَ الله عِنْد السُّؤَال) // المتقارب // 674 - عَبْدُ الْقَوِيِّ هَذَا كَانَ كَثِيرَ الْحِفْظِ جَيِّدَ الْإِيرَادِ لِمَا يَحْفَظُهُ وَيَحْضُرُ عِنْدِي وَيَعِظُ فِي مَوَاعِيدِي الْجُمَعِيَّةِ كَثِيرًا 675 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَجْدِ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مدكَانَ الْأَبْهَرِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو حَاتِمٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْأَسَدِيُّ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْعُتْبِيُّ الْآمِدِيُّ بِمَيَّافَارِقِينَ ثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْهِلَالِيُّ بِسَلَمَاسَ ثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرٍ ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ زَيْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدٌ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَا الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا يُكْتَبُ لَهَا ثَمَانُونَ رَكْعَةً 676 - أَبُوهُ أَبُو سَعِيدٍ مُفْتِي أَبْهَرَ وَهُوَ شَافِعِيُّ الْمَذْهَبِ وَكَذَلِكَ أَوْلَادُهُ وَأَخُوهُ الحديث: 673 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 أَبُو الْمَحَاسِنِ مَالِكِيٌّ يَؤُمُّ فِي الْجَامِعِ وَآبَاؤُهُمْ كَانُوا مَالِكِيَّةً. 677 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَحَامِدِ عَبْدُ الْمَاجِدِ بْنُ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَبْهَرِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا جَدِّي أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَالِكِيُّ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ الرَّازِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ بِبَلْخَ ثَنَا أُحَيْدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَرَأْتُ عَلَيْهِ حَدَّثَكُمْ أَزْهَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ ثَنِي مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ حَرَّ نَارِ الدُّنْيَا مِنْ حَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا وَإِنَّ نَارَ الدُّنْيَا الَّتِي يُنْتَفَعُ بِهَا تَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَنَارُ جَهَنَّمُ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةُ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا. 678 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْأَسَدِيُّ رَئِيسُ أَبْهَرَ وَكَانَ مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ بَيْتًا وَعِلْمًا أَنَا أَبِي سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ الْبَغْدَادِيُّ أَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ ثَنَا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْخَطْمِيُّ ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى. 679 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة. 680 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ عَبْدُ الرَّفِيعِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْمَالِكِيُّ الْأَبْهَرِيُّ أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَابَارَةَ الْأَبْهَرِيُّ قَالَ أَجَازَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَمَّادِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّاكِنِ الحديث: 677 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 الزَّنْجَانِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ 681 - هُوَ مِنْ بَيْتِ الْعِلْمِ مُحَدِّثُ بْنُ مُحَدِّثِ بْنِ مُحَدِّثِ بْنِ مُحَدِّثٍ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ رَوَى لَنَا عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجَابَارِيِّ وَأَبِي حَاتِمٍ عَبْدِ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْأَسَدِيِّ وَسَمِعْنَا عَلَى أَبِيهِ وَعَمِّهِ وَأَخَوَيْنِ لَهُ آخَرَيْنِ وَابْنِ عَمٍّ لَهُ مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ 682 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بِتَنَّةَ الْأَنْصَارِيُّ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْفَسَوِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّيْرَفِيُّ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ آخِرَ مَا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ 683 - ذَكَرَ أَنَّهُ صَحِبَ الْقَاضِيَ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ صَخْرٍ الْبَصْرِيَّ وَأَبَا ذَرٍّ الْهَرَوِيَّ وَأَبَا نَصْرٍ السِّجِسْتَانِيَّ وَنُظَرَاءَهُمْ وَلَمْ يَسْمَعْ عَلَيْهِمْ شَيْئًا لِاشْتِغَالِهِ بِالسَّفَرِ إِلَى الْيَمَنِ فِي التِّجَارَةِ وَأَنَّهُ حَجَّ سَبْعًا وَسَبْعِينَ حَجَّةً وَزَارَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً قَالَ وَلِي فِي كُلِّ سَنَةٍ مِائَةُ عُمْرَةٍ أَعْتَمِرُهَا عَلَى رِجْلَيَّ فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَشَهْرِ رَمَضَانَ وَأَوَّلِ ذِي الْحِجَّةِ وَرَوَى لَنَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ بُنْدَارٍ الشِّيرَازِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْأصْبَهَانِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الْأَرْدَسْتَانِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ وَآخَرِينَ 684 - أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَنِيُّ بِمَكَّةَ الحديث: 681 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ النَّحْوِيُّ الْجَاحِظُ لِابْنِ الْأَنْبَارِيِّ (أَهْلًا وَسَهْلًا بِالَّذِينَ أَوَدُّهُمْ ... وَأُحِبُّهُمْ فِي اللَّهِ ذِي الْآلَاءِ) (أَهْلًا بِقَوْمٍ صَالِحِينَ ذَوِي تُقًى ... خَيْرِ الرِّجَالِ وَزَيْنِ كُلِّ مَلَاءِ) (يَسْعَوْنَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ بِعِفَّةٍ ... وَتَوَقُّرٍ وَسَكِينَةٍ وَحَيَاءِ) (لَهُمُ الْمَهَابَةُ وَالْجَلَالَةُ وَالتُّقَى ... وَفَضَائِلٌ جَلَّتْ عَنِ الْإِحْصَاءِ) (وَمِدَادُ مَا تَجْرِي بِهِ أَقْلَامُهُمْ ... أَزْكَى وَأَفْضَلُ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاءِ) (يَا طَالِبِي عِلْمِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... مَا أَنْتُم وسواكم بِسَوَاء) // الْكَامِل // 685 - عَبْدُ الْمَلِكِ هَذَا مَشْهُورٌ بِمَكَّةَ بِخِدْمَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَاحِظِ الْأَنْدَلُسِيِّ وَصُحْبَتِهِ وَالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ 686 - سَمِعت أَبَا مَرْوَانَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ الشُّرِيُّونِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ 687 - عَبْدُ الْمَلِكِ هَذَا كَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا وَكَانَ يَتَفَقَّهُ فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ عَلَى أَبِي يُوسُفَ الزَّنَاتِيِّ وَقَدْ كَتَبَ بِالْحِجَازِ وَالْمَغْرِبِ الْحَدِيثَ وَشُرِيُّونُ عَلَى مَا قَالَهُ لِي حِصْنٌ مِنْ حُصُونِ بَلَنْسِيَةَ بِالْأَنْدَلُسِ 688 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُمَيْدٍ الْقَيْرَوَانِيَّ بِالثَّغْرِ الحديث: 685 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 يَقُولُ وَكَانَ قَدْ جَاوَزَ الْمِائَةَ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْخَالِقِ بْنَ عَبْدِ الْوَارِثِ السُّيُورِيَّ بِالْقَيْرَوَانِ يَقُولُ كَانَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الْفَقِيهُ يَبْعَثُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الْأَبْهَرِيِّ شَيْخِ الْمَالِكِيَّةِ بِبَغْدَاد خَمْسمِائَة دِينَارٍ مِنَ الْقَيْرَوَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ هَدِيَّةً لَا صَدَقَةً 689 - قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَدْ حَمَلَنِي أَبِي إِلَى أَبِي عِمْرَانَ الْفَاسِيِّ وَأَنَا صَغِيرٌ بِالْقَيْرَوَانِ فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَدَعَا لِي 690 - عَبْدُ الْمَلِكِ هَذَا مِنْ بَيْتٍ كَبِيرٍ بِالْقَيْرَوَانِ يُقَالُ لَهُ بَيْتُ بَنِي عَلِيٍّ وَعَلِيٌّ هَذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ سَلْمٍ مِنْ أَصْحَابِ سُحْنُونِ بْنِ سَعِيدٍ التَّنُوخِيِّ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا عَلَى كِبَرِ السِّنِّ وَهُوَ حَاضِرُ الْحِسِّ وَيَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى أَبَا عِمْرَانَ الْفَاسِيَّ وَابْنَ عَمِّهِ أَبَا الْقَاسِمِ وَوَلَدَهُ عِيسَى وَأَبَا إِسْحَاقَ التُّونِسِيَّ وَابْنَ مُحْرِزٍ وَالرَّدَانِيَّ وَأَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ اللَّبِيدِيَّ وَابْنَهُ أَبَا بَكْرٍ عَتِيقَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالشَّيْخَيْنِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ابْنَيْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ وَأَبَا الْقَاسِمِ السُّيُورِيَّ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَبِهَا مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَامْتَنَعَ مِنْ ذِكْرِهِ فَقَالَ سُئِلَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَضْرَمِيُّ الْقَرَوِيُّ عَنْ مَوْلِدِهِ فَتَوَقَّفَ وَأَنَا أَقْتَدِي فِي ذَلِكَ بِهِ فَصْلٌ آخَرُ فِي الْأَسْمَاءِ الَّتِي تَبْتَدِئ بِعَبْدِ 691 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَفَاءِ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِالْمُفِيدِ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ الْقَادِسِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ بِجَرْجَرَايَا ثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ ثَنَا شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ هِلَالِ بْنِ الحديث: 689 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ يَا عَمِّ أَكْثِرِ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ 692 - الْمُفِيدُ هَذَا إِمَامِيُّ الْمَذْهَبِ وَكَذَلِكَ الْقَادِسِيُّ شَيْخُهُ وَكَانَ سَمَاعُهُ عَلَيْهِ بِبَغْدَاد سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَدَلَّنِي عَلَيْهِ الْقَاضِي أَبُو الْفُتُوحِ الْوَزير الْحَنَفِيّ سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة 693 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعْدِ بْنِ بُنْدَارٍ السَّعْدِيُّ قَاضِي الْأَشْتَرِ بِهَا أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ ببَغْدَادَ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَلْيَسْتَكْ 694 - سَمِعت الْقَاضِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْخُوَارِيُّ بِالْكُوفَةِ يَقُولُ سَمِعت الْمَعْرُوفَ بِالْمُقَدَّمِ الرَّازِيِّ وَقَدْ غَضِبَ عَلَى الْقَاضِي النَّخْشَبِيِّ وَكَانَ يَنُوبُ عَنْهُ فِي الْقَضَاءِ هُوَ مِنْ وَرَاءِ النَّهْيِ لَا مَا وَرَاءَ النَّهْرِ يَعْنِي لِمَا كَانَ يَظْهَرُ مِنْهُ مِنَ الْبَلَهِ وَالْبَلَادَةِ 695 - عَبْدُ الْجَبَّارِ هَذَا رَجُلٌ فَقِيهٌ صَالِحٌ أَصْلُهُ رَازِيٌّ وَتَفَقَّهَ عَلَى قَاضِي الْقُضَاةِ الْخَطِيبِيِّ بِأصْبَهَانَ وَسَمِعَ بِهَا الْحَدِيثَ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْبَاطِرْقَانِيِّ وَغَيْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَرْجِعُ إِلَيْهِ اسْتَوْطَنَ الْكُوفَةَ وَكَانَ مُحْتَسِبَهَا وَمُتَوَسِّطَ أَهْلِهَا وَكَانَ لِي بِهِ أَنَسٌ مُدَّةَ مُقَامِي بِهَا 696 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بِشْرِيٍّ الْوَاعِظُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجَوْهَرِيِّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النُّعْمَانِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ أَنَا الحديث: 692 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ بَهْزَادَ بْنِ مِهْرَانَ السِّيرَافِيُّ ثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ ثَنِي أَبِي ثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ 697 - أَبُو الْبَرَكَاتِ هَذَا كَانَ شَيْخَ بَنِي الْجَوْهَرِيِّ الْوُعَّاظِ بِمِصْرَ وَالْمُقَدَّمَ مِنْ بَيْنِهِمْ سَمِعَ وَالِدَهُ وَأَبَا إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَغَيْرَهُمَا وَتَغَيَّرَ بِآخِرَةٍ وَدَخَلَ فِيمَا لَا يُرْضِي عَفَا اللَّهُ عَنْهُ وَفِي أُخْرَى 698 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بِشْرِيٍّ الْوَاعِظُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجَوْهَرِيِّ بِمِصْرَ أَنَا أَبِي أَبُو الْفَضْلِ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ الْأَنْمَاطِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ الدَّلالُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُرِّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا مَرِضَ نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ 699 - هُوَ وَلَدُ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ الْوَاعِظِ الْمَشْهُورِ وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْعِلْمِ وَقَدْ قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَأَبِيهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 700 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْمُنْعِمِ بْنَ عَبْدِ الْمُعْطِي بْنِ أَبِي النَّجَاءِ الْمَكِّيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ هَيَّاجَ بْنَ عُبَيْدٍ الْحِطِّينِيَّ بِمَكَّةَ وَسمعت عَلَيْهِ الْحَدِيثَ وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا يُفْطِرُ عَلَى الطَّعَامِ إِلَّا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَمَا أَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ أَيْنَ أَتَاهُ قَبِلَهُ وَكَانَ وَقْتَ الْإِفْطَارِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ يُفْطِرُ عَلَى مَاءِ زَمْزَمَ فَقَطْ 701 - عَبْدُ الْمُنْعِمِ هَذَا مَكِّيُّ الْمَوْلِدِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ بِهَا أَبَا عَلِيٍّ الشَّافِعِيَّ الْحَنَّاطَ وَسَعْدَ بْنَ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيَّ وَهَيَّاجَ بْنَ عُبَيْدٍ الْحِطِّينِيَّ وَغَيْرَهُمْ وَأَنَّهُ سمع بالقدس مكي الرُّمَيْلِيَّ وَآخَرِينَ قَالَ وَصَحِبْتُ بِهَا أَبَا رَوْحٍ الْقَايِنِيَّ وَأَبَا الْفَتْحِ الزَّنْجَانِيَّ الحديث: 697 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 وَأَبَا بَكْرٍ الطُّوسِيَّ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ التَّصَوُّفِ قَالَ وَمَوْلِدِي سَنَةَ خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ بَرًّا بِأَبِيهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَظَّفْتُ على نَفسِي كل لَيْلَة خمسين رَكْعَتَيْنِ أَقْرَأُ فِيهِمَا كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ وَأَهِبُ ثَوَابَهُمَا لِوَالِدِي فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ وَقَالَ جَزَاكَ اللَّهُ يَا بُنَيَّ خَيْرًا قَدْ وَصَلَ إِلَيَّ بِرُّكَ وَمَا أَهْدَيْتَهُ إِلَيَّ وَفِي أُخْرَى 702 - سَمِعت عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْمُعْطِي الْمَكِّيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الرِّضَا التَّاجِرَ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ دَلْجَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُسْرِيَّ فِي الْمَنَامِ بَعْدَ مَوْتِهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ وَمَا فَعَلَ اللَّهُ بِهِ فَقَالَ كُلُّ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ فَقُلْتُ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ نَعَمْ كُلُّ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَرَّرَ عَلَيَّ هَذَا الْقَوْلَ مَرَّتَيْنِ وَهُوَ مُسْتَبْشِرٌ 703 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْمُنْعِمِ بْنَ عَبْدِ الْمُعْطِي الْمَكِّيَّ بِالثَّغْرِ سَمِعت أَبِي عَبْدَ الْمُعْطِي بْنَ أَبِي النَّجَاءِ الْفَقِيهَ يَقُولُ مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى التَّعَبِ وَطَلَبِ الْعِلْمِ صَغِيرًا احْتَاجَ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى شَقَاءِ الْجَهْلِ كَبِيرًا 704 - أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَهْجِيُّ الْخَطِيبُ بِهَا قَالَ أَنْشَدَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَدِيبُ الْقَهْجِيُّ وَلَمْ يَذْكُرْ قَائِلَهُ (تَعَلَّمْنَا الْكِتَابَةَ فِي زَمَانٍ ... غَدَتْ فِيهِ الْكِتَابَةُ كَالْحِجَامَهْ) (فَيَا لَهْفِي عَلَى الْأَقْلَامِ أَضْحَتْ ... وَمَا قلم بأشرف من قلامه) // الوافر // الحديث: 702 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 705 - عَبْدُ الْعَزِيزِ هَذَا كَانَ خَطِيبَ قَرْيَتِهِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ غَيْرَ مَقْطُوعٍ مِنَ الشِّعْرِ 706 - سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَكِّيِّ بْنِ خَلَفٍ الْأَنْصَارِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ اجْتَازَ ابْنُ نَبَاتَةَ الدَّاعِي بِالثَّغْرِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِئِ الْمَعْرُوفِ بِمُعَلِّمِ التُّرْبَةِ فَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى {يَا قَومنَا أجِيبُوا دَاعِي الله} يُعَرِّضُ بِهِ وَكَأَنَّهُ يَقْرَأُ لِنَفْسِهِ فَقَالَ أَبُو الْفَضْلِ {يَوْمَ يَدْعُ الداع إِلَى شَيْء نكر} فَتَبَسَّمَ وَمَضَى وَلَمْ يُكَلِّمْهُ 707 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بُرَيْكِ بْنِ تُوهَيْبٍ الْكَاتِبُ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي 708 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ حُفَظَةً وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ شِعْرِ مُتَأَخِّرِي شُعَرَاءِ دِيَارِ مِصْرَ كَابْنِ جَيْشٍ وَابْنِ الدُّرِّ وَابْنِ الْقَلْفَاطِ وَآخَرِينَ قِطْعَةً وَكَذَلِكَ مِنْ شِعْرِهِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَهُوَ أَخُو عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ تُوهَيْبٍ الشَّاعِرِ الْمُفَلَّقِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَكَانَا من أهل السّنة مالكيا الْمَذْهَبِ 709 - سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ الْمُفْرِضِ 710 - أَبُو الْحُسَيْنِ هَذَا وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْمُفْرِضِ كَانَ مُقَدَّمَ الشُّهُودِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ قَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِينَ حِينَ تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَلَمْ يَكُ يَتَأَخَّرُ عَنْ مَوَاعِيدِي الْجُمَعِيَّةِ إِلَى أَنْ غُلِبَ وَعَلَتْ سِنُّهُ وَضَعُفَ الحديث: 705 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 وَلَازَمَ دَارَهُ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ وَكَانَ وَالِدُهُ الْفَارِضَ بِالثَّغْرِ وَقَدْ كَتَبَ مِنَ الْفِقْهِ فِي صِغَرِهِ قَدْرًا صَالِحًا حَمَلَ وَلَدُهُ أَبُو الْحُسَيْنِ إِلَيَّ مُجَلَّدَاتٍ بِخَطِّهِ وَأَرَانِيهَا وَهُمْ مِنْ بَنِي الصَّفْرَاوِيِّ مِنْ أَعْيَانِ الْبَلَدِ وَكِبَارِهَا وَهُمْ كُلُّهُمْ مَالِكِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ 711 - أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ تُوهَيْبٍ الْوَرَّاقُ لِنَفْسِهِ 712 - عَبْدُ الْوَهَّابِ هَذَا هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بُرَيْكِ بْنِ تُوهَيْبٍ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ قَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِينَ وَشِعْرُهُ جَيِّدٌ وَمَقَاصِدُهُ حَسَنَةٌ وَلَمْ يَكُنْ فِي وَرَّاقِي الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَلَا شُعَرَائِهَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا فِي وَقْتِهِ وَلَهُ فِيَّ أَكْثَرُ مِنْ خمسين قصيدة وَمن المقطعات شي الْكَرِيم 713 - قَالَ عَبْدُ الْعَظِيمِ الْمُنْذِرِيُّ نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ تُوهَيْبٍ (لِلَّهِ دَرُّ الْعَادِلِ الْمُرْتَجِي ... ذِي الْعِزِّ وَالتَّأْيِيدِ وَالنَّصْرِ) (بَنَى لَنَا مَدْرَسَةً مِثْلُهَا ... لَمْ يُبْنَ فِي دَهْرٍ وَلَا عَصْرِ) (بَغْدَادُ دَارُ الْعِلْمِ لَمْ تَفْتَخِرْ ... بِمِثْلِهَا قَطُّ عَلَى مِصْرِ) (فَأَرْضُهَا كَالْمِسْكِ جَلَّتْ عَنِ ... الْبُسْطِ الَّتِي تُفْرَشُ وَالْحُصْرِ) (وَمَا تَوَلَّاهَا سِوَى الْحَافِظِ ... الْمَعْصُومِ مِنْ عِيٍّ وَمِنْ حَصْرِ) (ذِي طَلْعَةٍ تَقْصُرُ عَنْ نُورِهَا ... شَمْسٌ بَدَتْ عَصْرًا عَلَى قَصْرِ) (خَيْرُ فَقِيهٍ فِي الْوَرَى عَالِمٌ ... تُبْصِرُهُ كَالْحَسَنِ الْبَصْرِي) الحديث: 711 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 (أَكْرَمُ خَلْقِ اللَّهِ فِي عَصْرِنَا ... أَقْسِمُ بِالْعَصْرِ وَبِالنَّصْرِ) (كَأَنَّمَا الدُّنْيَا بِهِ غَادَةٌ ... لَمْ يُخْتَصَرْ مِنْهَا سِوَى الْخَصْرِ) (رَبِّ اسْتَجِبْ مِنِّي دُعَائِي لَهُ ... فِي الصُّبْحِ وَالظُّهْرِ وَفِي الْعَصْر) // السَّرِيع // وَبِخَطِّ الْحَافِظِ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْبَركَاتِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ تُوهَيْبٍ الْوَرَّاقُ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ اللُّزُومِيَّةَ ثُمَّ أَنْشَدَنِيهَا 714 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَفْصِيُّ الْوَرَّاقُ لِنَفْسِهِ (قَدِ انْجَلَتْ عَنْ ثَغْرِنَا الْغُمَّهْ ... بِمَوْتِ شَيْخٍ سَاقِطِ الْهِمَّهْ) (خَلِيفَةُ الْقَاضِي قَضَى نَحْبَهُ ... لَا رَحِمَ الله لَهُ رمه) // السَّرِيع // 715 - عَبْدُ الْوَهَّابِ هَذَا كَانَ وَرَّاقًا ثُمَّ شَهِدَ وَقُبِلَ قَوْلُهُ وَلَهُ شِعْرٌ وَكَذَلِكَ لِأَبِيهِ وَيُلَقَّبُ بِالدُّجِّ وَقَدْ كَانَ هُوَ يَذْكُرُ هَذَا اللَّقَبَ فِي شِعْرِهِ وَلَهُ مَقَامَاتٌ هَزَلِيَّةٌ وَهَجْوٌ كَثِيرٌ عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْهُ وَمِمَّا أَنْشَدَنِي مِنْ شِعْرِهِ (يَا مَنْ يَظُنُّ بِأَنَّ الثَّوْبَ يَرْفَعُهُ ... هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ هَذَا غَيْرُ مَحْقُوقِ) (مَا زِينَةُ الْمَرْءِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ ... عِلْمٌ يُمَيِّزُهُ عَنْ كُلِّ مَخْلُوقِ) (أَوْ أَنْ يَكُونَ لَهُ بَيْنَ الْوَرَى كَرَمٌ ... بَادٍ يُغَطِّي عَلَيْهِ كُلَّ مخروق) // الْبَسِيط // ابْنُ حَسَّانٍ هَذَا لَهُ رَسَائِلُ وَأَشْعَارٌ هَزَلِيَّةٌ وَكَانَ وَرَّاقًا بِالثَّغْرِ ثُمَّ شَهِدَ وَتُوُفِّيَ بَعْدَ شَهَادَتِهِ بِقَرِيبٍ الحديث: 714 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 716 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْنٍ الْكِنْدِيَّ الْقَرَافِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبِي يَقُولُ اشْتَرَيْتُ مِنْ طَرَابُلُسِ الشَّامِ غُلَامًا رُومِيًّا اسْمُهُ يَانِسُ فَمَرِضَ فِي الْمَرْكَبِ عِنْدَ تَوَجُّهِنَا إِلَى دِيَارِ مِصْرَ وَتَغَيَّرَ الرِّيحُ فَأَرْسَيْنَا بِقُرْبِ جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ وَطَلَعَ الْبَحْرِيُّونَ وَأَكْثَرُ النَّاسِ إِلَى الْبَرِّ فَسَأَلَنِي فِي الطُّلُوعِ مَعَهُمْ فَأَذِنْتُ لَهُ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا نُودِيتُ فَطَلَعْتُ إِلَى الْبَرِّ وَقَالَ لِي يَا سَيِّدِي أُرِيدُ أَنْ أُسْلِمَ فَقُلْتُ هَلْ أَذَاكَ أَحَدٌ فَقَالَ لَا بَلْ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ مَنْ يَقُولُ لِي أَسْلِمْ تَدْخُلِ الْجَنَّةَ وَلَا بُدَّ لِي مِنْ ذَلِكَ فَأَسْلَمَ وَبِتْنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَعِنْدَ الصَّبَاحِ رَأَيْنَاهُ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ فَغَسَّلْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ هُنَاكَ ثُمَّ طَابَ لَنَا الرِّيحُ فَأَقْلَعْنَا 717 - عَبْدُ الْوَهَّابِ هَذَا مِنْ بَيْتٍ مَشْهُورٍ بِالثَّغْرِ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ مِنْ قَرَافَةِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لَا قَرَافَةِ مِصْرَ 718 - سَمِعت عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْنٍ الْقَرَافِيَّ بِقَرَافَةِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ مَرِضَتْ أُمُّ أَوْلَادِي مَرْضَةً أَشْفَتْ عَلَى الْهَلَاكِ وَأَيِسْنَا مِنْهَا فَهَبَّتْ يَوْمًا مِنْ رَقْدَتِهَا فَارْتَعَدَتْ وَسَبَّحَتْ وَهَلَّلَتْ وَقَالَتْ رَأَيْتُ السَّاعَةَ فِي مَنَامِي رَجُلًا حَسَنَ الْوَجْهِ طَيِّبَ الرَّائِحَةِ وَمَعَهُ رَجُلَانِ فَقَالَ طَيِّبِي نَفْسَكِ فَإِنَّكِ لَا تُمُوتِينَ مِنْ هَذِهِ الْمَرْضَةِ عَلَى أَنَّ الْمَوْتَ حَتْمٌ لَا بُدَّ مِنْهُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ وَهَذَا عُمَرُ قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فَعُوفِيَتْ وَاللَّهِ وَعَاشَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مُدَّةً مَدِيدَةً ثُمَّ مَاتَتْ رَحِمَهَا اللَّهُ 719 - سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ السَّلامِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الطُّوَيْرِ الْقَيْسَرَانِيَّ الْمُعَدَّلَ بِمِصْرَ وَكَانَ مِنْ أَجِلَّائِهَا جَاهًا وَمَالًا قَالَ حَدثنِي شُيُوخُ بَغْدَادَ أَنَّ الْقَائِمَ لَمَّا أَزْعَجَهُ الْبَسَاسِيرِيُّ أَخْزَاهُ اللَّهُ مِنْ دَارِ الْخِلَافَةِ وَرَجَعَ إِلَيْهَا لَمْ يَسْتَرِدَّ شَيْئًا مِمَّا نُهِبَ مِنْ قَصْرِهِ إِلَّا بِالثَّمَنِ وَيَقُولُ هَذِهِ أَشْيَاءُ احْتَسَبْنَاهَا عِنْدَ اللَّهِ وَخَرَجَتْ عَنَّا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَا نَأْخُذُهَا بِغَيْرِ ثَمَنٍ قَالَ وَحَدَّثُونِي أَنَّهُ مُذْ خَرَجَ مِنْ قَصْرِهِ إِلَى أَنْ رَجَعَ إِلَيْهِ لَمْ يَضَعْ رَأْسَهُ عَلَى مِخَدَّةٍ وَحِينَ نُهِبَ الْقَصْرُ لَمْ يُرَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ آلَاتِ الْمَلَاهِي الحديث: 716 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 لِمَا كَانَ بِصَدَدِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ الْوَرَعِ وَالصَّلَاحِ قَالُوا وَلَمْ يَكُ فِي خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ أَوْرَعُ مِنْهُ 720 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ كَثِيرَ الصَّدَقَةِ حَسَنَ الْمُعَامَلَةِ يَشْكُرُهُ التُّجَّارُ الْوَارِدُونَ مِنَ الْيَمَنِ وَغَيْرِهَا مَائِلًا إِلَى الْعِلْمِ وَخُصُوصًا إِلَى الْحَدِيثِ وَيَحْضُرُ مُدَّةَ مُقَامِي بِمِصْرَ عِنْدِي كَثِيرًا 721 - سَمِعت أَبَا الْبَرَكَاتِ عَبْدَ السَّلَامِ بْنَ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ سَلَمَةَ السَّلَمِيَّ الشِّيرَازِيَّ بِمَرَنْدَ يَقُولُ اقْتدى أَبُو الْمفضل الرَّازِيُّ الْمُقْرِئُ فِي الطَّرِيقَةِ بِأَبِي الْحَسَنِ السِّيرَوَانِيِّ شَيْخِ الْحَرَمِ وَيَرْوِي عَنْهُ الْحَدِيثَ وَالْحِكَايَاتِ وَالسِّيرَوَانِيُّ صَحِبَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْمُرْتَعِشِ وَالْمُرْتَعِشُ صَحِبَ الْجُنَيْدَ وَهُوَ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ وَهُوَ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ وَهُوَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ وَهُوَ حَبِيبًا الرَّاعِي وَهُوَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَهُوَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَنَفَرًا مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُمْ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي أُخْرَى 722 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدَ السَّلَامِ بْنَ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ سَلَمَةَ السَّلَمِيَّ الشِّيرَازِيَّ بِمَرَنْدَ مِنْ مُدُنِ أَذْرَبِيجَانَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مَسْعُودٍ الْقَزْوِينِيُّ بِثَغْرِ خُوَيٍّ لِلصَّاحِبِ ابْنِ عَبَّادٍ (لَيْسَ الْوُجُوهُ السَّاحِرَاتِ ... وَإِنَّمَا الْمُقَلُ السَّوَاحِرْ) (بَعْضُ الْمَحَاجِرِ فِي الْمَعَاجِرِ ... كَالْخَنَاجِرِ فِي الْحَنَاجِر) // الْكَامِل // 723 - أَبُو الْبَرَكَاتِ هَذَا كَانَ شَيْخًا ظَرِيفًا يَخْدُمُ فِي رِبَاطٍ بِمَدِينَةِ مَرَنْدَ مِنْ قُطْرِ أَذْرَبِيجَانَ وَنَزَلْتُ عِنْدَهُ وَكَانَ حَسَنَ الْعِشْرَةِ ظَرِيفَ الْجُمْلَةِ كَثِيرَ الْمَحْفُوظَاتِ جَيِّدَ الْإِيرَادِ مُبَالِغًا فِي خِدْمَةِ الصُّوفِيَّةِ وَلَهُ قِدْمَةٌ وَلِقَاءٌ لِلشُّيُوخِ وَخِدْمَةٌ الحديث: 720 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 724 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَتِيقِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَيُّومِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَزَكِيرَ الْكَاتِبُ لِنَفْسِهِ (يَا مَنْ لَهُ هِمَمٌ سَمَتْ ... فَعَلَتْ عَلَى أَعْلَى الْمَعَالِي) (زِدْ لَا عَدِمْتَ زِيَادَةً ... أَبَدًا عَلَى مَرِّ اللَّيَالِي) (أَخْلَاقُكَ الْغُرُّ الْحِسَانُ ... يَزِينُهَا كَرَمُ الْفَعَالِ) // الْكَامِل // 725 - كَانَ مِنَ الْمُرَابِطِينَ بِالْجَزِيرَةِ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ظَاهِرَ الصَّلَاحِ مُكَادِشًا عَلَى عِيَالِهِ 726 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ الْأَنْصَارِيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطُّلَيْطِلِيُّ الْوَاعِظُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْعَسَّالِ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ بِالْأَنْدَلُسِ (أَيَا مَنْ غَدَا جَاهِلا نَاسِكًا ... إِنْ أَحبَبْتَ أَنْ لَا تُرَى هَالِكَا) (فَأُمَّ إِمَامَ الْهُدَى مَالِكًا ... وَلَا تَكُ مَذْهَبَهُ تَارِكَا) (فَمَذْهَبُهُ نَاشِرٌ مِنْ كَفَنٍ ... لِمَنْ كَانَ فِي جَهْلِهِ قَدْ دفن) // المتقارب // (إِلَّا هِيَ يَا مَنْ إِلَيْهِ الْقَضَا ... عُبَيْدُكَ يَأْمُلُ مِنْكَ الرِّضَا) (وَيَسْتَغْفِرُ الْآنَ عَمَّا انْقَضَى ... فَهَبْهُ لَهُ وَاغْتَفِرْ مَا مَضَى) (وَخَلِّصْهُ مِنْ مُوبِقَاتِ الْفِتَنِ ... لَدَى حَشْرِهِ مَعَ أَهْلِ السّنَن) // المتقارب // الحديث: 724 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 مَنِ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ 727 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحُسَيْنِيُّ خَطِيبُ الْمَدِينَةِ وَالْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ لِبَعْضِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَإِنَّمَا كَتَبْنَاهُ عَنْهُ لِوَجْهِ التَّبَرُّكِ بِالْبُقْعَةِ (أَتَيْتُكَ رَاجِلًا وَوَدِدْتُ أَنِّي ... جَعَلْتُ سَوَادَ عَيْنِي أَمْتَطِيهِ) (وَمَالِي لَا أَسِيرُ عَلَى الْمَآقِي ... إِلَى قبر رَسُول الله فِيهِ) // الوافر // ثُمَّ أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْلَةَ الْكَاتِبُ الْأصْبَهَانِيُّ بِالْمَدِينَةِ فَكَتَبْنَاهُ أَيْضًا تَبَرُّكًا بِهَا وَالشِّعْرُ مَشْهُورٌ قَدِيمٌ (وَإِذَا الْمَطِيُّ بِنَا بَلَغْنَ مُحَمَّدًا ... فَظُهُورُهُنَّ عَلَى الرِّحَالِ حَرَامُ) (قَرَّبْنَنَا مِنْ خَيْرِ مَنْ وَطِئَ الْحَصَا ... فلهَا علينا حرمه وذمام) // الْكَامِل // 728 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَّانَ الْمُعَدَّلُ بِنُهَاوَنْدَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّقُّورِ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفِيلِ 729 - عُبَيْدُ اللَّهِ هَذَا كَانَ مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ بَلَدِهِ وَقَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الصَّرِيفِينِيَّ وَابْنَ الْبُسْرِيِّ وَيُوسُفَ الحديث: 727 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 الْمَهْرَوَانِيَّ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ بَغْدَادَ وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَعَلَّقَ عَنْهُ تَعْلِيقَةً كَامِلَةً فِي الْمَسَائِلِ الْخِلَافِيَّةِ قَالَ وَلَمْ أَقْرَأْ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْمَذْهَبِ وَكَانَ أَبُوهُ رَأْسَ الْفُقَهَاءِ بِنُهَاوَنْدَ فِي وَقْتِهِ وَالْمَرْجُوعَ إِلَيْهِ فِي الْفَتَاوَى وَكَانَ رَفِيقَ أَبِي إِسْحَاقَ عِنْدَ الْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالْكَامِلِ وَابْنَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ أَيْضًا يُخَاطَبُ بِذَلِكَ 730 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُخَلَّدٍ النُّهَاوَنْدِيُّ بِهَا أَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الدَّرْبِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي إِمْلَاءً أَنَا طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الرَّازِيُّ بِأصْبَهَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأُشْنَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَّاءُ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَن صَالح بن حسان عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ليؤمكم أقرأكم وَإِنْ كَانَ وَلَدَ زِنَا 731 - عُبَيْدُ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَحَدَ خَطِيبِي جَامِعِ دَالَ بِنُهَاوَنْدَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِفَّةِ 732 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَرْجَةَ النُّهَاوَنْدِيُّ بِهَا أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَليّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهَا عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ مِنْهُ قَالَ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رِزْقِكَ 733 - عُبَيْدُ اللَّهِ هَذَا يُخَاطَبُ بِالْقَاضِي الْمُوَفَّقِ وَبَيْتُهُمْ أَشْهَرُ بَيْتٍ بِالْعِلْمِ بِنُهَاوَنْدَ وَقَدْ رَوَى لَنَا عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِنْتِ ابْنِ خَرْجَةَ النُّهَاوَنْدِيِّ وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ الْبَغْدَادِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ جَلِيلًا فِي نَفْسِهِ الحديث: 730 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 فَصْلٌ آخَرُ فِي الْأَسْمَاءِ الَّتِي تبتدئ بِعَبْد 734 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمُعْطِي بْنُ مُسَافِرِ بْنِ يُوسُفَ الْقَمُّودِيُّ بِالثَّغْرِ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبَّالُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ الْمَأْمُونِ الْهَاشِمِيُّ أَنَا عَلِيُّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْحَارِثِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ 735 - عَبْدُ الْمُعْطِي هَذَا كَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَقَدْ سَمِعَ بِمِصْرَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ الْمُوَطَّأَ رِوَايَةَ الْقَعْنَبِيِّ وَصَحِبَ الْفَقِيهَ أَبَا بكر الحنيفي وانتفع بِصُحْبَتِهِ قرأته عَلَيْهِ عَن الحبال والحنيفي جيمعا وَكَانَ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ يَتَرَدَّدُ إِلَيَّ وَيَسْمَعُ مَا أُقْرِئُهُ وَكَتَبَ بَعْضَ ذَلِكَ بِخَطٍّ وَكَانَ حَسَنَ الْخَطِّ وَهُوَ ابْنُ مُسَافِرِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ التَّاجُونَسِيُّ الْمَغَاغِيُّ ثُمَّ الْقَمُّودِيُّ قَالَ وَتَاجُونِسُ قَصْرٌ عَلَى الْبَحْرِ بَيْنَ بَرْقَةَ وَطَرَابُلُسَ وَأَصْلُهُ مِنْ ثَغْرِ رَشِيدٍ وَهُوَ حَنَفِيُّ الْمَذْهَبِ كَشَيْخِهِ أَبِي بَكْرٍ الْحُنَيْفِيِّ الرَّازِيِّ الْمُقِيمِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة تَخْمِينًا لَا يَقِينًا وَتُوُفِّيَ سَنَةَ الحديث: 734 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 736 - أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ السَّبْتِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمُسَيِّرِيِّ سَمِعَ عَلَيَّ بَعْدَ قُفُولِهِ مِنَ الْحِجَازِ بِالثَّغْرِ كَثِيرًا وَقَدْ سَمِعَ بِالْمَغْرِبِ قَدِيمًا وَكَانَ أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ خَطَّابٍ السَّبْتِيُّ يُثْنِي عَلَيْهِ وَعَلَى حُسْنِ طَرِيقَتِهِ وَنَسَبِهِ مَعَ الْمُشْتَرِيِّ وَالْمُشَتِريُّ فِي مُشْتَبِهِ النِّسْبَةِ مُسْتَفَادٌ وَرُبَّمَا قِيلَ لَهُ الْمَسَّارِيُّ وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا ظَاهِرَ الصَّلَاحِ رَحِمَهُ اللَّهُ 737 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ طَاهِرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الزَّعْفَرَانِ الْمُعَدَّلُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَفِيسٍ الْمُقْرِئُ 738 - أخبرنَا عَنِ ابْنِ نَفِيسٍ الْمُقْرِئُ وَالْقَاضِي الْقُضَاعِيِّ وَأَبُوهُ مُحَدِّثٌ فَقِيهٌ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة فِي رَجَبٍ وَكَانَ قَدْ لَازَمَ الْقَرَافَةَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِأَشْهُرٍ وَتَرَكَ الشَّهَادَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ 739 - عَبْدُ الْغَنِيِّ هذامن بَيْتِ الْحَدِيثِ وَمِنْ أَوْلَادِ الْمُحَدِّثِينَ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ جُزْءًا ضَخْمًا سَمِعَهُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَفِيسٍ الْمُقْرِئِ الطَّرَابُلُسِيِّ وَجُزْءًا سَمِعَهُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيِّ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ كَأَبِيهِ وَأَبُوهُ كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ مِصْرَ 740 - أخبرنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَنَوِيُّ بِالْمَدِينَةِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ بِبَغْدَادَ أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الحديث: 736 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُخَلَّدٍ الْعَطَّارُ ثَنِي ابْنُ سَامٍ أَبُو الَّذِي تَقَلَّدَ الْقَضَاءَ قَالَ سَمِعت زُرْقَانَ يَقُولُ سَمِعت ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ عَلَى سُورِ طَرَسُوسَ (وَمِنَ الْبَلَاءِ وَلِلْبَلَاءِ عَلَامَةٌ ... أَنْ لَا يُرَى لَكَ عَنْ هَوَاكَ نُزُوعُ) (الْعَبْدُ عَبْدُ النَّفْسِ فِي شَهَوَاتِهَا ... وَالْحُرُّ يَشْبَعُ تَارَةً ويجوع) // الْكَامِل // وَمِنْهَا (إِنَّ الْعَجُولَ مُخْطِئٌ فِي فِعْلِهِ وَإِنْ مَلَكْ ... وَمَنْ تَأَنَّى فَمُصِيبٌ وَيُعِينُهُ مَلَكْ) (وَفِعْلُهُ مُسْتَحْسَنٌ بَين الورى وَإِن هلك ... ) // الرجز // مَنِ اسْمُهُ عُمَرُ 741 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْجَرْبَاذْقَانِيُّ بِهَا أَخْبَرَنِي أَبِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنِي أَبِي أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الصَّاحِبِ أَبِي الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبَّادٍ أَنَّهُ قَالَ عَمَّنْ تَقَدَّمَهُ (بُنَيَّ إِنَّ الْبِرَّ شَيْءٌ هَيِّنٌ ... وَجه طليق وَكَلَام لين) // الرجز // 742 - هَذَا الْكَلَامُ هُوَ كَلَامُ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ فِيمَا أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْدَوَيْهِ الْمَمْنَابَاذِيُّ بِأصْبَهَانَ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحديث: 741 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 إِصْبِهْبَذَ الْأصْبَهَانِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً بِتُسْتَرَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا الْقَحْذَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ الْبِرُّ شَيْءٌ هَيِّنٌ وَجْهٌ طَلِيقٌ وَكَلَامٌ لَيِّنٌ 743 - أخبرنَا أَبُو الْحَسَنِ عُمَرُ بْنُ يَعْلَى بْنِ خَلَفٍ الْقَيْرَوَانِيُّ الْفَقِيهُ بِالثَّغْرِ 744 - عُمَرُ هَذَا كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّةِ وَأَيْنَمَا ذَهَبَ لَا يُفَارِقُهُ جُزْءٌ مِنَ الْفِقْهِ كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا وَسَأَلْتُهُ عَنْ مولده فَقَالَ سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة أَوْ حُدُودِهَا بِالْقَيْرَوَانِ وَسمعت الْحَدِيثَ عَلَى عَبْدِ الْجَلِيلِ الصَّقَلِّيِّ بِمِصْرَ وَعَلَى غَيْرِهِ 745 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ الْخُرَّمَابَاذِيُّ خَطِيبُ جَامِعِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَسْعَدَ الْمُزَكِّي أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّصِيبِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الدِّمَشْقِيُّ بِدِمَشْقَ ثَنَا أَبُو الْجَهْمِ عَمْرُو بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ الْقُرَشِيُّ مِنْ كِتَابِهِ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو أَيُّوبَ ثَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ أَحَدٍ يَلْبَسُ ثَوْبًا لِيُبَاهِيَ بِهِ لِيَنْظُرَ النَّاسُ إِلَيْهِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَنْزِعَهُ 746 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ تَخْمِينًا وَهُوَ فَقِيهٌ شَافِعِيُّ الْمَذْهَبِ وَمِنْ أَعْيَانِ الرَّيِّ وَكَانَ يَخْطُبُ فِي جَامِعِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَغيْرِهِ يَخْطُبُ فِي جَامِعِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ وَخَرَّمَابَاذُ ضَيْعَةٌ مِنْ ضِيَاعِ الرَّيِّ نَذْكُرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ شُيُوخَهُ الحديث: 743 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 747 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ غَلَّابٍ الْمُقْرِئَ الْإِفْرِيقِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السُّوسِيَّ يَقُولُ قَالَ رَجْلٌ فِي مَجْلِسِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْقَابِسِيِّ بِالْقَيْرَوَانِ مَا قَصَّرَ الْمُتَنَبِّي فِي مَعْنَى قَوْلِهِ (يُرَادُ مِنَ الْقَلْبِ نِسْيَاكُمُ ... وَتَأْبَى الطِّبَاعُ عَنِ النَّاقِلِ) // المتقارب // فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ يَا مِسْكِينُ أَيْنَ أَنْتَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ} 748 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ التُّونِسِيَّ يَقُولُ لَمَّا خَرَجَ الْمُعِزُّ مِنَ الْقَيْرَوَانِ بِعَسَاكِرِهِ وَجُيُوشِهِ مُتَوَجِّهًا إِلَى مِصْرَ كُتِبَ إِلَيْهِ فِي رُقْعَةٍ أَوَّلُ سَعْدِهِ الْخَشِنُ وَدُفِعَتْ إِلَى امْرَأَةٍ كَأَنَّهَا رُقْعَةٌ تَرْفَعُهَا إِلَيْهِ فَلَمَّا أُخِذَتْ مِنْهَا هَرَبَتْ فَقَرَأَهَا وَعَزَمَ عَلَى نَهْبِ الْبَلَدِ حَتَّى سُكِّنَ وَقِيلَ لَهُ هَذَا فِعْلُ بَعْضِ الْجَهَلَةِ فَمَا ذَنْبُ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ فَعَفَا عَنْهُمْ وَرَحَلَ وَخَلَّفَ لَهُ بِهَا نَائِبًا 749 - أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ غَلَّابٍ الْمُقْرِئَ الْإِفْرِيقِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنْشَدَنِي ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الصَّوَّافِ الْوَاعِظِ بِمِصْرَ وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ (خَلَقَ الْحُبَّ لَهَا فِي خَلَدِي ... خَالِقٌ أَكْمَلَهُ لَمَّا خَلَقْ) (سَبَقَتْ بِالْحُبِّ سَلْمَى غَيْرَهَا ... وَأَحَقَّ النَّاسِ عِنْدِي مَنْ سبق) // الرمل // الحديث: 747 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 750 - سَمِعت أَبَا زُرْعَةَ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ صَالِحٍ الْأَنْصَارِيَّ بِبَالَوَانَ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ بَالَوَانَةَ أَرْبَعَةُ فَرَاسِخَ وَهُمَا مِنْ أَعْمَالِ الدِّينَوَرِ قَالَ قَرَأْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي عُمَرَ بْنِ صَالِحٍ الْأَنْصَارِيِّ بِخَطِّهِ وَأَظُنُّهُ لَهُ (إِنْ مَلَّتِ النَّفْسُ مِنَ الْهَوَاجِسِ ... وَأَدْبَرَ الْقَلْبُ مِنَ الْوَسَاوِسِ) (خُذْ لَهُمَا أَخْذَ أَدِيبٍ قَابِسِ ... طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ مِنْ مؤانس) // الرجز // 751 - حَدثنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ الْبُذُوخِ الْقَلَعِيُّ الطَّبِيبُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ثَنِي أَبُو الْفَضْلِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ النَّحْوِيِّ التَّوْزَرِيُّ بِالْقَلْعَةِ قَالَ رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي قَدْ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ وَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ عَالٍ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْغَدِيرِيِّ قَالَ أَبُو حَفْصٍ وَالْغَدِيرِيُّ هَذَا كَانَ يُؤَدِّبُ الصِّبْيَانَ وَيَخِيطُ بِأُجْرَةٍ وَمَا يَحْصُلُ لَهُ يَتَقَوَّتُ بِالْقَلِيلِ مِنْهُ وَيَتَصَدَّقُ بِالْبَاقِي وَفِي مَكْتَبِهِ تَعَلَّمْتُ أَنَا الْقُرْآنَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالصَّلاحِ وَالْغَدِيرُ قَرْيَةٌ عَلَى نِصْفِ يَوْمٍ مِنَ الْقَلْعَةِ قَلْعَةِ بَنِي حَمَّادٍ 752 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ هَارُونَ الْخُجَنْدِيَّ الصُّوفِيَّ بِدِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت شَيْخِي أَبَا الْمَعَالِي جَعْفَرَ بْنَ حَيْدَرٍ الْعَلَوِيَّ بِهَرَاةَ يَقُولُ الصُّوفِيُّ إِذَا سَافَرَ فَقَدِ اخْتَارَ الْخَرَابَ عَلَى الْعُمْرَانِ يَعْنِي التَّعَبَ عَلَى الرَّاحَةِ لَكِنَّ الْكُنُوزَ تُوجَدُ فِي الْخَرَبَاتِ وَلَا يُوصَلُ إِلَى الْفَوَائِدِ إِلَّا بِتَعَبِ النَّفْسِ لَا بِالرَّاحَاتِ 753 - عُمَرُ هَذَا مِنْ مُرِيدِي السَّيِّدِ أَبِي الْمَعَالِي الْعَلَوِيِّ وَأَبُوهُ كَانَ أَيْضًا صُوفِيًّا وَلَهُ حَجَّاتٌ وَسَفَرَاتٌ إِلَى الشَّامِ وَغَيْرِهَا رَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ وَصَحِبْتُهُ وَكُنَّا فِي رِبَاطٍ وَاحِدٍ وَكَذَلِكَ بِدِمَشْقَ وَكَانَ خَشِنَ الطَّرِيقَةِ حَسَنَ الْجُمْلَةِ عَلَى الْحَقِيقَةِ الحديث: 750 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 754 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْبَيْرَانِيَّ النَّفَزِيَّ قَدِمَ الثَّغْرَ حَاجًّا قَالَ رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحُصْرِيَّ الْقَيْرَوَانِيَّ بِدَانِيَةَ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ وَبِطَنْجَةَ مِنْ مُدُنِ الْعُدْوَةِ جَمِيعًا وَمَاتَ بِطَنْجَةَ. وَسَمِعْتُهُ وَقَدْ بَعَثَ مَنْ يَشْتَرِي لَهُ لَحْمًا فَقَالَ (اللَّحْمَ وَالشَّحْمَ لَا الْعِظَامَا ... إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تضاما) // المنسرح // 755 - أَبُو حَفْصٍ هَذَا سَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَالَ لِي وُلِدْتُ بِبَيْرَانَ قَرْيَةٌ مِنْ نُظُرِ دَانِيَةَ. وَأَمَّا نَفَزَةُ فَقَبِيلَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْهَا بَنُو عُمَيْرَةَ وَبَنُو مِلْحَانَ الْمُقِيمُونَ بِشَاطِبَةَ مَضَى وَحَجَّ وَتُوُفِّيَ بَعْدَ رُجُوعِهِ بِالصَّعِيدِ الْأَعْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ غُلَامِ الْفُرْسِ الدَّانِيُّ يُثْنِي عَلَيْهِ وَيَصِفُهُ بِالْخَيْرِ الْوَافِرِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ 756 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ مَحْمُودِ بْنِ غَلَّابٍ الْمُقْرِئَ الْبَاجِيَّ مِنْ بَاجَةِ إِفْرِيقِيَا بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بِشْرِيٍّ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ الْوَاعِظَ بِمِصْرَ يَقُولُ قَدِ اخْتَلَّ أَمْرُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَضَاقَ الْوُصُولُ إِلَيْهِمَا فَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ لَمْ يَجِدْ مُعِينًا عَلَيْهَا وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا وَجَدَ فَاجِرًا سَبَقَهُ إِلَيْهَا 757 - أَبُو حَفْصٍ الْمُقْرِئُ هَذَا رَجُلٌ صَالح وَكَانَ يُنْتَفَعُ بِإِقْرَائِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِبَاجَةِ الْقَمْحِ بِإِفْرِيقِيَا لَا بَاجَةِ الأندلس وَتُوفِّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة فِي صَفَرٍ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ كَثِيرَةً مُفِيدَةً يَرْوِيهَا عَنْ شُيُوخِهِ الَّذِينَ رَآهُمْ وَصَحِبَهُمْ كَعَبْدِ الْحَقِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ السَّبْتِيِّ وَرَفِيقِهِ عَبْدِ الْجَلِيلِ بْنِ مَخْلُوفٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ الْأَشْيَرِيِّ قَالَ وَقَدْ تُوُفِّيَ عَبْدُ الْجَلِيلِ الحديث: 754 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 بِمصْر سنة تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الْحَقِّ وَكَانَ قَدْ أَفْتَى بِهَا وَدَرَّسَ مَذْهَبَ مَالِكٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي أَوَّلِهَا تُوُفِّيَ أَبُو إِسْحَاقَ الْأَشْيَرِيُّ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحِجَازِ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الْحَقِّ قَالَ ثُمَّ تُوُفِّيَ عَبْدُ الْحَقِّ بَعْدَهُمَا كَذَلِكَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَحَضَرْتُ مَجْلِسَهُ بِمِصْرَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الْجَلِيلِ بْنَ مُخْلُوفٍ الصَّقَلِّيَّ بِمِصْرَ وَسُئِلَ عَنْ عِوَجِ بْنِ عُنُقٍ وَطُولِهِ وَأَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ السَّمَكَةَ وَيَشْوِيهَا بِعَيْنِ الشَّمْسِ فَقَالَ لَيْسَ لِهَذَا أَصْلٌ وَفِي الصَّحِيح إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا وَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ وَفِي وَرَقَةٍ أُخْرَى 758 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ مَحْمُودِ بْنِ غَلَّابٍ الْمُقْرِئَ الْبَاجِيَّ مِنْ بَاجَةِ إِفْرِيقِيَا بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَجَّاجِ الْخَوَاتِيمِيَّ الْقَيْرَوَانِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ قَامَ رَجُلٌ بَطِينٌ كَبِيرُ اللِّحْيَةِ إِلَى غُلَامِ بْنِ الرَّانِ الْوَاعِظِ بِمِصْرَ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ وَسَأَلَهُ عَنِ الْمَحَبَّةِ فَقَالَ قَامَ إِلَيَّ بِبَطْنٍ كَالْقِرْبَةِ وَلِحْيَةٍ كَالْمِذَبَّةِ يَسْأَلُنِي عَنِ الْمَحَبَّةِ يَا هَذَا مَا تَصْفُو لَكَ الْمَحَبَّةُ حَتَّى تَبِيعَ الدُّنْيَا كُلَّهَا بَحَبَّةِ 759 - أَبُو حَفْصٍ هَذَا كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَيُنْتَفَعُ بِإِقْرَائِهِ وَقَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِبَاجَةِ الْقَمْحِ بِإِفْرِيقِيَا لَا بَاجَةِ الْأَنْدَلُسِ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَرَدَّدُ إِلَيَّ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ مُفِيدَةً حَكَاهَا عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيِّ الْمِصْرِيِّ وَآخَرِينَ تُوُفِّيَ سَنَةَ عشْرين وَخَمْسمِائة فِي صَفَرٍ وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ فِي مَقْبَرَةِ وَعْلَةَ وَبِهَا دُفِنَ رَحِمَهُ اللَّهُ 760 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْأَسْوَارِ عُمَرُ بْنُ الْمُنَخِّلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابِيُّ التَّاجِرُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَان الذهلي بالموصلي وَقَدْ أَجَازَ لِي نَصْرٌ قَبْلَ رُؤْيَتِي أَبَا الْأَسْوَارِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ النَّحْوِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحديث: 758 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الشُّرُوطِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ يُونُسَ الْمُقْرِئُ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْمِصِّيصِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَامٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ فَإِنَّ خِيَانَةَ أَحَدِكُمْ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُسَائِلُهُ عَنْ ذَلِكَ 761 - أَبُو الْأَسْوَارِ هَذَا شَيْخٌ كَبِيرُ السِّنِّ تَاجِرٌ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالصَّلَاحِ وَقَدْ دَخَلَ أصْبَهَانَ وَسَمِعَ بِهَا مِنْ نَفَرٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي شُيُوخِنَا وَكَذَلِكَ بِبَغْدَادَ وَالْمَوْصِلِ وَدِمَشْقَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُدُنِ وَقَدْ حَجَّ وَدَخَلَ بِلَادَ الْيَمَنِ رَأَيْتُهُ بِمِصْرَ سَنَةَ سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَقَالَ لِي الْآنَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ وَسَمِعَ عَلَيَّ وَمَعِي عَلَى أَبِي صَادِقٍ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرِهِ أَجْزَاءً كَثِيرَةً وَاسْتَنْسَخَهَا ثُمَّ تُوُفِّيَ بِالْحِجَازِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى مَا حَكَاهُ لِي الثِّقَةُ وَكَانَ مُلَازِمًا لِي مُدَّةَ مُقَامِهِ بِمِصْرَ وَيَسْمَعُ مَا أقرأه عَلَى شُيُوخِهَا وَقَدِ انْتَسَخَ كَثِيرًا مِمَّا سَمِعَهُ وَسَمِعَ أَيْضًا مِمَّا يُسْمِعُ عَلَيَّ جُمْلَةً صَالِحَةً مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ 762 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَيِّعِ الشَّافِعِيُّ بِهَمَذَانَ أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزَّوَا بْنِ مُحَمَّدٍ النُّهَاوَنْدِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ الْمَكِّيُّ بِهَا ثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ 763 - عُمَرُ هَذَا رَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ غَزَّوَا وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الصَّفَّارِ وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ بَلَدِهِ وَمَنْ لَا يُرْتَابُ فِي سُؤْدُدِهِ الحديث: 761 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 764 - أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَيْسُونَ التَّوْزَرِيُّ الْأَنْصَارِيُّ بِالثَّغْرِ لِأَبِي الْقَاسِمِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ وَرْدٍ التَّمِيمِيِّ الْفَقِيهِ الْأَنْدَلُسِيِّ (سُكْنَى الْفَنَادِقِ ذُلٌّ ... وَالْبَيْتُ مِنْهَا أَذَلُّ) (إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنْهَا ... فَحُجْرَةٌ لَا أقل) // المجتث // 765 - أَبُو حَفْصٍ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَقَدْ حَجَّ وَأَقَامَ بِدِيَارِ مِصْرَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَى الْمَغْرِبِ وَكَانَ لِي بِهِ أُنْسٌ لِدَمَاثَةِ أَخْلَاقِهِ 766 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَذَّاءِ الْقَيْسِيُّ الصَّقَلِّيُّ بِالثَّغْرِ أَنَا أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ السَّمَنْطَارِيُّ بِصَقَلِّيَةَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمِهْرَانِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّصِيبِيُّ ثَنَا تَمْتام ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ 767 - أَبُو حَفْصٍ هَذَا كَانَ مِنْ مَشَاهِيرِ الزُّهَّادِ وَأَعْيَانِ الْعُبَّادِ وَلَهُ مَحِلٌّ كَبِيرٌ عِنْدَ أَهْلِ صَقَلِّيَةَ وَغَرْبِ الْوَسَطِ بِاسْتِحْقَاقٍ فَقَدْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مُلَازِمًا لِلثَّغْرِ مُذْ سَكَنَهُ لِمَسْكَنِهِ غَيْرَ مُتَصَرِّفٍ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا طُولَ زَمَنِهِ وَلَمْ أَسْمَعْ عَلَيْهِ شَيْئًا مَعَ نُزُولِ رِوَايَتِهِ إِلَّا عَلَى وَجْهِ التَّبَرُّكِ وَقَدْ كَانَ يَمْتَنِعُ مِنَ الرِّوَايَةِ وَلَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ عَلَيْهِ قَطُّ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ غَيْرِي بَعْدَ امْتِنَاعٍ زَائِدٍ وَخَطْبٍ طَوِيلٍ جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ حِينَ وَقَفْتُ عَلَى سَمَاعِهِ مِنَ السَّمَنْطَارِيِّ وَإِجَازَتِهِ لَهُ جَمِيعَ رِوَايَاتِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَكَانَ اجْتِمَاعِي مَعَه سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَأَجَازَ لِي جَمِيعَ مَا يَرْوِيهِ سَمَاعًا وَإِجَازَةً وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ عَنِ السَّمَنْطَارِيِّ فَوَائِدَ مِنْ مَشْيَخَتِهِ وَالَّذِي وَجَدْتُ فِيهِ سَمَاعَهُ الْمُوَطَّأَ لِمَالِكٍ بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أَوْرَدْتُهُ أَوَّلًا الحديث: 764 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 768 - وَقَدْ وُلِدَ بِصَقَلِّيَةَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقَرَأَ بِهَا الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَنَّادِ وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرَجٍ الْمُقْرِئَيْنِ وَالْفِقْهَ عَلَى عَبْدِ الْحَقِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَأَبِي بَكْرٍ عَتِيقِ بْنِ عَلِيٍّ السَّمَنْطَارِيِّ ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى الْحِجَازِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ فَحَجَّ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ سِنِينَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ فَقَرَأَ بِهَا عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّائِغِ الْقَيْرَوَانِيِّ وَعَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخِرَقِيِّ وَعَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْمَعْلُوفِ ثُمَّ رَحَلَ إِلَى سَفَاقُسَ وَقَرَأَ بِهَا عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الرَّبَعِيِّ الْمَعْرُوفِ بِاللَّخْمِيِّ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ 769 - وَلَمَّا اجْتَمَعْتُ بِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَوَائِدَ عَنِ السَّمَنْطَارِيِّ لَا غَيْرَ مِنْهَا إِجَازَةٌ وَمِنْهَا سَمَاعٌ وَسَأَلْتُهُ الْإِجَازَةَ لِي وَلِابْنِهِ وَمَنْ حَضَرَ مَعَنَا فَفَعَلَ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى عَبْدِ الْحَقِّ الْخِرَقِيِّ وَابْنِ الْمَعْلُوفِ وَجَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَطْبٌ طَوِيلٌ فِي فَضْلِ الرِّوَايَةِ أَوْلَى مِنَ امْتِنَاعِهِ مِنْهَا فَاعْتَلَّ بِعِلَلٍ تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا مَعَهُ فَوَجَدْتُ عُمْدَتَهُ فِي تَحَرِّيهِ التَّحَرُّزَ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْكَذِبِ عَلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ لَمْ تَتَقَدَّمْ لَهُ قِرَاءَةٌ لِلْعَرَبِيَّةِ فَقُلْتُ قَدْ كَانَ فِي الرُّوَاةِ عَلَى هَذَا الْوَضْعِ قَوْمٌ وَاحْتُجَّ بِرِوَايَاتِهِمْ فِي الصِّحَاحِ وَلَا يَجُوزُ تَخْطِئَتُهُمْ وَتَخْطِئَةُ مَنْ أَخَذَ عَنْهُمْ فَلانَ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى قَرَأْتُ عَلَيْهِ مَا قَرَأْتُ عَلَى مَنْعٍ شَدِيدٍ كَمَا ذَكَرْتُ فِيمَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ تَعَالَى يَنْفَعُ بِهِ فَقَدْ كَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ 770 - تُوُفِّيَ أَبُو حَفْصٍ هَذَا فِي الْمُحَرَّمِ سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصَلَّى عَلَيْهِ بِمَقْبَرَةِ وَعْلَةَ عِنْدَ الْبَابِ الْأَخْضَرِ وَدُفِنَ بِقُرْبِ قَبْرِ أَبِي بَكْرٍ الْحُنَيْفِيِّ وَأَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَطَّابِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَضْرَمِيِّ الْمَالِكِيِّ وَلَمْ يَقْرَأْ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَطُّ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ غَيْرِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ السَّمَنْطَارِيِّ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ ابْنَ الْمَعْلُوفِ وَالْخِرَقِيَّ وَغَيْرَهُمَا مِنْ شُيُوخِ الْقَيْرَوَانِ وَكَانَ فَقِيهًا صَالِحًا وَرِعًا الحديث: 768 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 771 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّرَابُلُسِيَّ الْمَالِكِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت يَكْنُولَ بْنَ الْفُتُوحِ الْجَيْمَالِيَّ الزَّنَاتِيَّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ يَقُولُ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَتَيْتُ إِلَى مَوْضِعٍ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّ فِيهِمْ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْجَمَاعَةِ كُلُّ حَدِيثٍ لَمْ يَرْوِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فَاقْلِبْ عَنْهُ رَأْسَ دَابَّتِكَ 772 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ ذَكَرَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحْرِزٍ فِي كِتَابِهِ بِخَطِّهِ قَالَ سَمِعت أَبَا ذَرٍّ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ لَمْ أَرَ فِيمَنْ رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْ ثَلَاثَةٍ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُزْرَةَ وَأَبِي الْفَتْحِ الْقَوَّاسِ وَذَكَرَ الثَّالِثَ 773 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ سَمِعت يَكْنُولَ بْنَ الْفُتُوحِ الْفَاسِيَّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ يَقُولُ سَمِعت يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُدَيْسٍ الْمَالِكِيَّ بِفَاسَ يَقُولُ الْوَقَّشِيُّ كَانَ أَضْبَطَ لِلْحَدِيثِ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَأَعْرَبَ مِنْهُ لِسَانًا وَكَانَ فَقِيهًا مُتَفَنِّنًا فِي الْعُلُومِ 774 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ خَلَفِ بْنِ زِيَادَةِ اللَّهِ الْأَزْدِيَّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ يَقُولُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الضَّابِطِ السَّفَاقُسِيُّ الْحَافِظُ رَحَلَ إِلَى الْمَشْرِقِ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ فَسَمِعَ بِمَكَّةَ وَبَغْدَادَ وَأصْبَهَانَ وَغَيْرِهَا وَلَقِيَ رِجَالًا مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَأَخَذَ عَنْهُمْ وَأَدْرَكَ بِأصْبَهَانَ أَبَا نُعَيْمٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَغْرِبِ فَأَسْمَعَ النَّاسَ فِي رُجُوعِهِ بِبَغْدَادَ وَالشَّامِ وَإِفْرِيقِيَا قَالَ عُمَرُ وَقَدْ دَخَلَ الْأَنْدَلُسَ فَسَمِعَ عَلَيْهِ بِهَا جَمَاعَةٌ مِنْ فُقَهَائِهَا وَأَئِمَّتِهَا كَأَبِي عُمَرَ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ الْحَافِظِ وَشَبَهِهِ 775 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ سَمِعت يَكْنُولَ بْنَ الْفُتُوحِ الزَّنَاتِيَّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ وَرَدَ عَلَيْنَا مِنَ الْمَشْرِقِ وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ قَالَ بِلَادُ الْحَدِيثِ الْيَوْمَ الَّتِي تُشَدُّ الْمَطَايَا إِلَيْهَا ثَلَاثٌ بَغْدَادُ وَأصْبَهَانُ وَنَيْسَابُورُ 776 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ سَمِعت يَكْنُولَ بْنَ الْفُتُوحِ الزَّنَاتِيَّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُدَيْسٍ الْفَقِيهَ الْمَالِكِيَّ الحديث: 771 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 بِفَاسَ يَقُولُ لَوْلَا أَنَّ أَبَا عُمَرَ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ شَيْخِي لَنَقَضْتُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ تَوَالِيفِهِ قَالَ وَكَانَ يَقُولُ لَيْسَ لَهُ طَرِيقَةٌ إِلَّا الْمُوَطَّأَ وَلَا يُحْسِنُ سِوَاهُ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ الْكَلَامِ عَلَيْهِ قَالَ عُمَرُ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ ابْنُ عُدَيْسٍ فَإِنَّ ابْنَ عَبْدِ الْبَرِّ كَانَ يُحْسِنُ كُلَّ فَنٍّ 777 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ سَمِعت يَكْنُولَ بْنَ الْفُتُوحِ الزَّنَاتِيَّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَالِكِيَّ بِفَاسَ وَكَانَ عَالِمًا بِالْحَدِيثِ وَالنَّحْوِ وَالْفِقْهِ وَالشِّعْرِ وَجَرَى بَيْنَ يَدَيْهِ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ فَذَكَرَ لَهُ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ أَنَّهُ قَالَ لَا يَجُوزُ إِلَّا بِإِذْنِ الْوَالِي فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ لَوْ كَانَ ابْنُ حَبِيبٍ حَيًّا لَأَخَذْتُ بِلِحْيَتِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ وَابْنُ حَبِيبٍ يَقُولُ لَا يَجُوزُ إِلَّا بِإِذْنِ الْوَالِي 778 - يَكْنُولُ بْنُ الْفُتُوحِ الزَّنَاتِيُّ نِسْبَتُهُ مُسْتَفَادَةٌ مَعَ الرَّنَانِيِّ وَبَابِهِ وزَنَاتَةُ قَبِيلَةٌ بِالْمَغْرِبِ وَرَنَّانُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى أصْبَهَانَ وَقَدْ دَخَلَ بَغْدَادَ وَسَمِعَ بِهَا نَفَرًا مِنْ مُتَأَخِّرِي مَنْ كَتَبْنَا عَنْهُمْ كَأَبِي طَالِبٍ الزَّيْنَبِيِّ الشَّرِيفِ وَأبي الْكُوفِي قدم عَلَيْهِم بَغْدَاد وَابْن مَرْزُوق الزَّعْفَرَانِي وَابْن طرخان وَأَبِي عَامِرٍ الْعَبْدَرِيِّ صَدِيقِنَا وَرَجَعَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَرَوَى عَنْهُمْ 779 - وَسمعت أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ سَمِعت يَكْنُولَ بْنَ الْفُتُوحِ الْفَاسِيَّ الزَّنَاتِيَّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ يَقُولُ لَمْ أَرَ فِيمَنْ لَقِيتُهُ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَبْدَرِيِّ بِبَغْدَادَ 780 - أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يُوسُفَ الطَّرَابُلُسِيُّ الْمَالِكِيُّ بِالثَّغْرِ لِأَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرِ بْنِ الطَّيِّبِ الصَّقَلِّيِّ وَكَتَبَ بِهَا إِلَى أَخِيهِ (عَظُمَ اشْتِيَاقِي وَالنَّوَى ... أَبَتِ التَّدَانِي وَالْوُصُولْ) (وَاللَّهُ يَعْلَمُ صِدْقَ مَا ... تَحْتَ الضُّلُوعِ وَمَا أَقُولْ) (عِشْرُونَ عَامًا فُرْقَةً ... هَيْهَات مَا يُغني الرَّسُول) // الْكَامِل // 781 - عُمَرُ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الضَّبْطِ لِمَا يَكْتُبُهُ وَسَمِعَ بِبَلَدِهِ طَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ الحديث: 777 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 الْحَدِيثَ وَالْفِقْهَ وَتَأَدَّبَ بِهَا عَلَى شُيُوخِهَا ابْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي ابْن الْأَجْدَابِيِّ وَنُظَرَائِهِمَا وَقَدِمَ دِيَارَ مِصْرَ وَقَرَأَ كَثِيرًا مِنَ اللُّغَةِ عَلَى ابْنِ الْقَطَّاعِ وَسَمِعَ عَلَيَّ وَعَلَّقْتُ أَنَا عَنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا وَمِنْ شِعْرِهِ فِي أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ وَتَوَالِيفِهِ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا مِنْهُ (هَذَّبَ الْمَذْهَبَ حَبْرٌ ... أَحْسَنَ اللَّهُ خَلَاصَهْ) (بِبَسِيطٍ وَوَسِيطٍ ... وَوَجِيزٍ وَخُلَاصَهْ) // الرمل // 782 - حَدثنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّرَابُلُسِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أنبانا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنَاسٍ الْقَيْرَوَانِيُّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ أَنْبَأَنِي أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاجِيُّ قَالَ سَمِعت أَبِي الْقَاضِيَ أَبَا الْوَلِيدِ سُلَيْمَانَ بْنَ خَلَفِ بْنِ سَعْدٍ الْبَاجِيَّ بِالْأَنْدَلُسِ يَقُولُ قَالَ لَنَا أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُفَيْرٍ الْهَرَوِيُّ بِمَكَّةَ كُنَّا فِي حَلْقَةِ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَيِّعِ الْحَافِظِ بِنَيْسَابُورَ إِذَا أَخْرَجَ عَنِ السُّدِّيِّ فِي الصَّحِيحِ نَتَغَامَزُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ رَوَى حَدِيثَ الطَّيْرِ وَلَمْ يُتَابِعْهُ أَحَدٌ عَلَيْهِ وَكَانَ يُنْسَبُ إِلَى التَّشَيُّعِ 783 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو بَحْرٍ الْأَسَدِيُّ وَآخَرُونَ مِنَ الْأَنْدَلُسِ قَالُوا أنبانا أَبُو الْوَلِيدِ الْبَاجِيُّ قَالَ سَمِعت أَبَا ذَرٍّ الْهَرَوِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ كُنَّا فِي حَلْقَةِ الْحَاكِمِ الْحِكَايَةَ إِلَى آخِرِهَا 784 - أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّرَابُلُسِيُّ الْمَالِكِيُّ بِالثَّغْرِ لِأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ عُثَمَانَ بْنِ قَاسِمٍ السُّبَاتِيِّ جَدِّهِ لِأُمِّهِ قَالَ وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ طَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ (يَا حَاسِدًا يَتَلَظَّى حَسْرَةً وَأَسًى ... وَيَشْتَهِي أَنْ يَرَانِي سَيِّئَ الْحَالِ) (ذُقِ الْحِمَامَ فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَنِي ... بِحُسْنِ مُعْتَقَدِي فِي الْمَنْزِلِ العالي) // الْبَسِيط // الحديث: 782 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 785 - عُمَرُ هَذَا كَانَ شَابًّا مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ فِقْهًا وَأَدَبًا وَيَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَيَشْعِرُ وَكَانَ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الْعِرَاقِ وَاخَتَرَمَتْهُ الْمَنِيَّةُ هُنَاكَ وَذَكَرَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَلَعِيُّ الْحَمَّادِيُّ عِنْدَ قُدُومِهِ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سبع عشرَة وَخَمْسمِائة بِبَغْدَادَ رَحِمَهُ اللَّهُ 786 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْخَطَّابِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْمُرَ الْمَرِيِّيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ وَكَانَ مِنَ الْأَذْكِيَاءِ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْخَوْلَانِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْحَدَّادِ الْمَهْدَوِيِّ (قَالَتْ وَأَبْدَتْ صَفْحَةً ... كَالشَّمْسِ مِنْ تَحْتِ الْقِنَاعِ) (بِعْتَ الدَّفَاتِرَ وَهِيَ ... آخِرُ مَا يُبَاعُ مِنَ الْمَتَاعِ) (فَأَجَبْتُهَا وَيَدِي عَلَى ... كَبِدِي وَهَمَّتْ بِانْصِدَاعِ) (لَا تعجبي مِمَّا رَأَيْت ... فَنحْن فِي زمَان الضّيَاع) // الْكَامِل // 787 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْخَطَّابِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَتِيقِ بْنِ يَعْمُرَ الْمَرِيِّيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي عُبَادَةُ بْنُ مُحَمِّدِ بْنِ عُبَادَةَ الْقَزَّازُ بِالْأَنْدَلُسِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبِي هَذِهِ الْمُوَشَّحَةَ فِي الْمُعْتَصِمِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنِ بْنِ صَمَادِحَ (هَلْ يُتَاحْ لِلْأَرْوَاحْ ... مِنْ ظُبَاكْ يَا سَقَّاكْ) (أَنْ تُرَاحْ أَوْ تَرْتَاحْ ... عَنْ رِضَاكْ فِي مَرْآكْ) وَمِنْهَا (يَا أَقَاحْ يَا فَوَّاحْ ... مَنْ حَمَاكْ عَنْ مُضْنَاكْ) (وَأَبَاحْ صِرْفَ الرَّاحْ ... مِنْ لِمَاكْ لِلْمِسْوَاكْ) 788 - أَبُو الْخَطَّابِ هَذَا أَبُوهُ كَانَ مُحْتَسِبَ الْمَرِيَّةِ مِنْ بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ قَدِمَ عَلَيْنَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ وَكَتَبَ عَنِّي وَعَلَّقْتُ عَنْهُ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ فَوَائِدَ وَكَانَ حَسَنَ الأَخْلَاقِ مُتَأَدِّبًا الحديث: 785 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 وَلَهُ شِعْرٌ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا أَنْشَدَنِي أَبُو الْخَطَّابِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَتِيقِ بْنِ يَعْمُرَ الْمَرَوِيُّ بِالثَّغْرِ لِنَفْسِهِ (أَبِيتُ أُرَاعِي النَّجْمَ طَوْرًا وَتَارَةً ... أُغَمِّضُ أَجْفَانِي حَيَاءً مِنَ النَّجْمِ) (مِنْ أَجْلِ غَزَالٍ لَحْظُهُ لَحْظُ جُؤْذُرٍ ... وَخَدَّاهُ روض قطفها بيد الْوَهم) // الطَّوِيل // 789 - عُمَرُ هَذَا كَانَ قَدْ تَقَدَّمَ لَهُ طَلَبٌ وَقِرَاءَةٌ بِالْمَغْرِبِ وَقَدِمَ الْمَشْرِقَ وَقَدْ تَهَذَّبَ وَيَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَكَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا وَعَلَّقْتُ أَنَا عَنْهُ فَوَائِدَ وَكَتَبَ لِي بِمِصْرَ جُزْءًا وَكَانَ حَسَنَ الْخَطِّ حَسَنَ الْأَخْلَاقِ وَأَبُوهُ كَانَ مُحْتَسِبَ الْمَرِيَّةِ وَإِنَّمَا قَدِمَ هُوَ الْمَشْرِقَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَكَانَ حُفْظَةً وَمِنَ الذَّكَاءِ عَلَى طَبَقَةٍ 790 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغَسَّانِيَّ الْغَرْنَاطِيَّ بَعْدَ قُفُولِهِ مِنَ الْحِجَازِ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى الْأَنْدَلُسِ يَقُولُ لَمَّا عَزَلَ الْأَمِيرُ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ تَاشَفِينَ سُلْطَانُ الْمَغْرِبِ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ أَضْحَى الْغَرْنَاطِيَّ عَنْ قَضَاءِ الْمَرِيَّةِ كَتَبَ إِلَى أَهْلِهَا كِتَابًا أَوَّلُهُ بَعْدَ الْبَسْمَلَةِ كِتَابُنَا زَكَّى اللَّهُ أَعمالكُم وَكفر عَنْكُم سيآتكم وَأَصْلَحَ بَالَكُمْ مِنْ حَضْرَةِ مُرَّاكِشَ حَرَسَهَا اللَّهُ بَعْدَ أَنْ نُمِيَ إِلَيْنَا وَتَقَرَّرَ لَدَيْنَا أَنَّ الْجَهُولَ ابْنَ أَضْحَى أَجْهَلُ بِأَحْكَامِ الْقَضَاءِ مِنَ الْعُلْجُومِ إِذْ قَدْ أَظْهَرَ فِيكُمْ أَحْكَامًا يَتَرَحَّمُ فِيهَا عَلَى سَدُومَ وَقَدْ جَعَلْنَا شُهْبَ الْعُزْلَةِ لِشَيَاطِينِهِ كَالرُّجُومِ وَقَلَّدْنَاهُ خِطَّةَ الشُّؤْمِ وَنَبَذْنَاهُ دُونَ أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ وَلَعَلَّ مُتَعَسِّفًا يَتَعَسَّفُ وَجَائِرًا لَا يَنْصِفُ يَلُومُنَا فِي تَقْدِيمِهِ وَيَنَالُنَا مِنَ الْعَتْبِ بِأَلِيمِهِ وَلَا قَدَحَ فَقَدَ اخْتَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَحْيِ اللَّهِ لَعِينَ بَنِي سَرْحٍ وَقَدِ اغْتَرَّ عُثْمَانُ بِحُمْرَانَ وَلَسْنَا أَوَّلَ مَنْ خَانَهُ الْقِيَاسُ وَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ مِنَ الْغُوَيْرِ بَأْسُ وَاللَّهُ يَعْصِمُنَا مِنَ النَّاسِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ 791 - أَبُو حَفْصٍ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالصَّلَاحِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ فِي الْمَسَاءِ وَالصَّبَاحِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً ثُمَّ سَافَرَ إِلَى الْمَغْرِبِ الحديث: 789 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 792 - أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَتِيقِ بْنِ أَبِي الْخَمَائِرِ الْقَلَعِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ لُبٍّ الْمُرْسِيُّ لِنَفْسِهِ بِالنَّاصِرِيَّةِ كَتَبَهَا مِنَ الْجَزَائِرِ إِلَى وَزِيرِ الْعَزِيزِ (رَحَلْتَ فَأَمْسَيْنَا مَعَ الدَّهْرِ فِي عَتْبٍ ... نَحِنُّ وَنَسْتَعْدِي عَلَى الْبُعْدِ بِالْقُرْبِ) (وَلَمَّا قَضَتْ مِنْكَ اللَّيَالِي بِأَوْبَةٍ ... غَفَرْنَا لَهَا مَا كَانَ مِنْ سَالِفِ الذَّنْبِ) (وَصَحَّتْ رِوَايَاتُ الَّذِينَ رَوَوْا لَنَا ... حَدِيثَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ جَانِبِ الْغَرْبِ) (فَحَسْبِي فِيكَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ حَادِثٍ ... فَإِنَّكَ مِمَّا خفت من حَادث حسبي) // الطَّوِيل // 793 - ابْنُ أَبِي الْخَمَائِرِ هَذَا مِنْ أَذْكَى الشَّبَابِ وَكَانَ لَهُ مَحْفُوظٌ كَثِيرٌ مِنْ شِعْرِ نَفْسِهِ وَمُتَأَخِّرِي شُعَرَاءِ الْمَغْرِبِ الَّذِينَ رَآهُمْ وَأَنْشَدُوهُ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ جُمْلَةً صَالِحَةً وَخَرَجَ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلَى الْمَشْرِقِ وَانْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُهُ 794 - سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرْخٍ الْكَازَرُونَ خَادِمَ الْفُقَرَاءِ بِدِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَالِبَةَ الشِّيرَازِيَّ بِكَازَرُونَ يَقُولُ مَتَى جَاءَنِي التَّائِبُ يَتُوبُ أَرَاهُ وَاللَّهِ أَفْضَلَ مِنِّي وَأَتَبَرَّكُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ بِهِ قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قَدْ مَضَى الْعُبَّادُ الصَّادِقُونَ وَبَقِي أمثالنا عَبدة الْبُطُون 795 - هُوَ مِنْ مُرِيدِي الْخَطِيبِ أَبِي بَكْرٍ بِكَازَرُونَ وَرَأَى شُيُوخَ فَارِسَ وَأَقَامَ بِدِمَشْقَ مُدَّةً مَدِيدَةً فِي خِدْمَةِ الْفُقَرَاءِ مُجَرَّدًا فِي دُوَيْرَةِ السُّمَيْسَاطِيِّ وَكَانَ مُرْضِيَّ الطَّرِيقَةِ فِيمَا كَانَ بِصَدَدِهِ حَمُولًا لِأَذَى الْأَصْحَابِ وَالسُّرْخُ فَارِسِيٌّ وَمَعْنَاهُ الْأَحْمَرُ 796 - أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بَلْجٍ الْبَلْجِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ طَرَابُلُسِيٌّ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ فَرَّاجٍ الحديث: 792 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 الْمُؤَدِّبُ بِطَرَابُلُسَ لِنَفْسِهِ (قَمَرٌ أَمَالَ إِلَى الصِّبَا قَلْبِي بِهِ ... لَمْ يَتْرُكْ مِنِّي سِوَى مَقْلُوبِهِ) (وَصَبِي بِهِ أَهْدَى إِلَى طَرْفِي الْبُكَا ... وَهَدَاهُ نَهْجَ سُهَادِهِ وَصَبِيبِهِ) (لَبَّاهُ لُبِّي إِذْ دَعَاهُ إِلَى الْهَوَى ... قَسْرًا فَأَصْبَحَ تَائِهًا لُبِّي بِهِ) (وَلَهِي بِهِ أَغْرَى الْفُؤَادَ بِحُبِّهِ ... فَاقْتَادَهُ لِغَرَامِهِ وَلَهِيبِهِ) (جَمَعَتْ غَرَائِبُ حُسنِهِ الْأَهْوَاءَ فِيهِ ... فَأَصْبَحَتْ مَا تَأْتَلِي تُغْرِي بِهِ) (يَسْتَعْذِبُ الصَّبُّ الْكَثِيبُ عَذَابَهُ ... فِيهِ وَإِنْ هُوَ جَارَ فِي تَعْذِيبِهِ) (مَا الْمُلْكُ إِلَّا لِلْمُحِبِّ إِذَا اشْتَفَى ... مِنْهُ الغليل بمص ريق حَبِيبه) // الْكَامِل // 797 - عُمَرُ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَحِرْفَةُ الْأَدَبِ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهِ وَكَتَبَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ الصَّحَّاحَ لِلْجَوْهَرِيِّ فِي اللُّغَةِ وَرَجَعَ إِلَى طَرَابُلُسَ 798 - أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَلَوِيُّ الْمُتَكَلِّمُ لِنَفْسِهِ بِالثَّغْرِ (مَالِي سَمَحْتُ بِنَفْسِي وَهْيَ غَالِيَةٌ ... لِمَنْ غَدَا فِي سَبِيلِ الرُّخْصِ أَخَّاذَا) (أَضَلَّ عَنِّي طَرِيقَ الرُّشْدِ فِي نَظَرِي ... فَلَمْ أَجِدْ لِوَدَادِي الْمَحْضِ إِلَّا ذَا) (لَقَدْ شَمِتُّ بِقَلْبِي حِينَ غَادَرَهُ ... مُقَطَّعًا بِسُيُوفِ الْغَدْرِ أَفْلَاذَا) (وَكَمْ أَفَدْتُ فُؤَادِي مِنْ مُنَاصَحَةٍ ... فَلَمْ يَزَلْ عَنْ سَبِيلِ النُّصْحِ لَوَّاذَا) (فَذُقْ مَرَارَةَ مَا قَدْ كُنْتَ تَحْسَبُهُ ... حُلْوًا وَسِرْ عَنْ لَذِيذِ الْعَيْشِ إغذاذا) // الْبَسِيط // الحديث: 797 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 799 - عُمَرُ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَلَهُ بِالْكَلَامِ أَنَسٌ تَامٌّ وَبِالطِّبِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَحْضُرُ عِنْدِي وَسَمِعَ عَلَيَّ جُمْلَةً مِنَ الْحَدِيثِ فِي أَوَّلِ وُصُولِي إِلَى الثَّغْرِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْفُقَهَاء سنة إِحْدَى عشر وَخَمْسمِائة وَبَعْدَ ذَلِكَ وَعَلَى مَنْ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ مِنَ الشُّيُوخِ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى مِصْرَ وَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمِّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْفُوِّيُّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سنة خمسين وَخَمْسمِائة تُوُفِّيَ عُمَرُ فِي أَوَّلِ هَذَا الشَّهْرِ وَقَدْ صَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ فِي جُمْلَةِ مَنْ صَلَّى مِنَ النَّاسِ وَمَوْلِدُهُ بِسَفَاقُسَ وَيُعْرَفُ بِالذَّهَبِيِّ وَكَانَ مُولِعًا بِالرَّدِّ عَلَى أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ وَنَقْضِ كَلَامِهِ وَالرَّدِّ عَلَيْهِ وَسَمِعْتُهُ يَعْنِي أَبَا حَفْصٍ الذَّهَبِيَّ يَقُولُ ظَافِرٌ مَطْبُوعٌ قَلِيلُ التَّصَنُّعِ وَالْفَقِيهُ يَتَصَنَّعُ وَيُبَقِّي لِلطَّبْعِ أَدْنَى مَوْضِعٍ وَشِعْرُ ظَافِرٍ مِنْ شِعْرِ الْكُتَّابِ كَابْنِ الزَّيَّاتِ وَأَقْرَانِهِ وَشِعْرُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ كَشِعْرِ أَبِي تَمَّامٍ وَنُظَرَائِهِ مَنِ اسْمُهُ عُثْمَانُ 800 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ السَّرَقُوسِيُّ النَّحْوِيُّ لِنَفْسِهِ بِالثَّغْرِ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ (إِنَّ الْمَشِيبَ مِنَ الْخُطُوبِ خَطِيبُ ... أَلَّا هَوَى بعَدَ الشَّبَابِ يَطِيبُ) (خَطَبَ الْخِضَابُ عَلَى قَضِيبِكَ خُطْبَةً ... لَا غُصْنَ مِنْ بَعْدِ الْخِضَابِ رَطِيبُ) (فَدَعِ الصِّبَا فَمِنَ الْمُصِيبَةِ أَنْ تُرَى ... صَبًّا وَصَيِّبُ مُقْلَتَيْكَ يَصُوبُ) (إِنَّ الْخِضَابَ لِعَيْنِ عِينٍ ضِدُّهُ ... بِبِنَانِهِنَّ وَكَفِّهِنَّ خَضِيبُ) (ضَحِكَ الْمَشِيبُ بِلِمَّتِي فَبَكَتْ لَهُ ... عَيْنِي فَمِنِّي بَاسِمٌ وَقَطُوبُ) (ضِدَّانِ مُجْتَمِعَانِ فِي وَقْتٍ مَعًا ... فِي ذَاتِ مَرْءٍ إِنَّ ذَا لَعَجِيبُ) // الْكَامِل // 801 - أَبُو عَمْرٍو هَذَا لَهُ فِيَّ غَيْرُ قَصِيدَةٍ وَكَانَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَكَانٍ نَحْوًا وَلُغَةً وَقَدْ الحديث: 799 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ الْفَحَّامِ وَابْنِ بُلَيْمَةَ وَغَيْرِهِمَا وَلَهُ تَوَالِيفُ فِي الْقِرَاءَاتِ وَالنَّحْوِ وَالْعَرُوضِ وَصَارَتْ لَهُ فِي جَامِعِ مِصْرَ حَلْقَةٌ لِلإِقْرَاءِ وَانْتُفِعَ بِهِ وَلَازَمَنِي مُدَّةَ مَقَامِي بِمِصْرَ وَسَمَّعَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَعَلَى مَنْ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ كَأَبِي صَادِقٍ وَابْنِ بَرَكَاتٍ وَالْفَرَّاءِ الْمَوْصِلِيِّ وَآخَرِينَ 802 - سَمِعت أَبَا عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّدُوسِيَّ الْبَصْرِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السُّدُوسِيَّ الصُّوفِيَّ بِالْبَصْرَةِ يَقُولُ نَحْنُ قَوْمٌ بِهِ يَعْرِفُونَا وَمِنْ أَجْلِهِ يُكْرِمُونَا فَإِنْ كُنَّا كَمَا يَظُنُّونَ فَطُوبَى لَهُمْ وَلَنَا وَإِنْ كُنَّا بِالضِّدِّ مِمَّا يَظُنُّونَ فَرَبِحُوا وَخَسِرْنَا 803 - أَبُو عَمْرٍو هَذَا شَابٌّ صُوفِيٌّ رَحَلَ فِي لِقَاءِ مِشَائِخِ الطَّرِيقَةِ كَثِيرًا وَدَخَلَ خُرَاسَانَ وَغَزْنَةَ وَالْحِجَازَ وَدِيَارَ مِصْرَ وَالْعِرَاقَ وَأَذْرَبِيجَانَ وَغَيْرَهَا مِنَ النَّوَاحِي وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ بِخُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا عَلَى مَا قَالَ وَوَجَدْتُ فِي كَلَامِهِ الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ 804 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ تُوُفِّيَ أَبُو نَصْرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْفَضْلِ الْأصْبَهَانِيُّ بِبَغْدَادَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْسمِائة وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي مَنْصُورٍ الْقُهُسْتَانِيَّ وَدَخَلَ عَلَى بَعْضِ الرُّؤَسَاءِ فَقَالَ إِذَا كَانَتْ قُصُورُكُمْ قَيْصَرِيَّةً وَدُورُكُمْ كِسْرَوِيَّةً وَأَمْوَالُكُمْ قارونية ودركاهاتكم طَاهِرِيَّةً وَأَدْيَانُكُمْ فِرْعَوْنِيَّةً فَأَيْنَ الْمُحَمَّدِيَّةُ وَهَذَا الْكَلَامُ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ الرَّازِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَفِي أُخْرَى 805 - عُثْمَانُ هَذَا صَحِبَ الصُّوفِيَّةَ وَقَدِمَ الثَّغْرَ وَنَزَلَ عِنْدِي ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَتَسَمَّى بِعَلِيٍّ وَظَهَرَتْ أَفْعَالٌ لَا تَلِيقُ بِأَهْلِ الدِّينِ وَالْمُتَدَيِّنِينَ وَمَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْهُ 806 - سَمِعت أَبَا عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنَ عُمَرَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَيْرُوتِيَّ بِمَدِينَةِ الْقَصْرِ مِنْ قُطْرِ خَوْزَسْتَانَ يَقُولُ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِي إِلَيَّ وَإِلَى مُرِيدِيهِ الْمُبَالَغَةَ فِي خِدْمَةِ الحديث: 802 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 مَنْ يَقْدِمُ عَلَيْهِمْ مِنْ عُرَبَاءِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَيَقُولُ إِنْ جَرَى مِنْكُمْ تَقْصِيرٌ فِي حَقِّ أَحَدِهِمْ فَأَخَذَ بِشَعْرِهِ وَضَرَبَهُ فَلَزِمَ يَدَهُ لِيَمْنَعَهُ مِنْ ضَرْبِهِ فَهُوَ مَهْجُورٌ وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلَامٌ وَكَانَ عُمَرُ هَذَا يَخْدُمُ فِي رِبَاطٍ مِنْ رُبُطِ لَرَّسْتَانَ وَكَانَ مَشْهُورًا 807 - أَخْبَرَنِي أَبُو عمروا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُشْكَانِيُّ الصُّوفِيُّ بِمِصْرَ ثَنَا أَبُو الْفَرَجِ سَهْلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ أَحْمد الأسفرائيني بِدِمَشْقَ أَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّيْرَفِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرِيرِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الْأَزْدِيُّ ثما بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَا ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ أَنْبَأَنَاهُ ابْنُ الْأَكْفَانِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ سَعِيدٌ مِنْ صُورَ فَذَكَرَهُ 808 - أَبُو عَمْرٍو هَذَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ السَّدَادِ وَالْجَوَّالِينَ عَلَى طَرِيقَةِ التَّصَوُّفِ فِي الْبِلَادِ وُلِدَ بِمُشْكَانَ مِنْ مُدُنِ قُهُسْتَانَ وَصَحِبَ فِي سَفَرِهِ مَشَائِخَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالْحِجَازِ وَتَأَهَّلَ بِمِصْرَ فَوُلِدَتْ لَهُ بَنَاتٌ فَبَقِيَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ وَكَانَ تَلَّاءً لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مَائِلًا إِلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ سَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى أَبِي صَادِقٍ الْمَدِينِيِّ وَكَانَ يَعِظُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيَّ الْمُدَرِّسَ بِبَغْدَادَ يَقُولُ لِلْمُتَصَوِّفَةِ وَقَدْ دَخَلُوا إِلَيْهِ لِلسَّلَامِ عَلَيْهِ أَنْتُمْ فِي وَادٍ وَنَحْنُ فِي وَادٍ وَوَادِيكُمْ أَعْمَرُ مِنْ وَادِينَا وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الضَّرِيرِ إِمَامِ جَامِعِ حَرَّانَ الرَّاوِي عَنِ الشَّرِيفِ الزَّيْدِيِّ وَبِالْقُدْسِ عَلَى أَبِي رَوْحٍ يَاسِينَ بْنِ سَهْلٍ وَبِدِمَشْقَ عَلَى أَبِي الْفرج الأسفرائيني وَغَيْرِهِمْ وَأنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَمْدٍ الْمُقْرِئِ بِهَمَذَانَ الحديث: 807 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 809 - أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ شَاذِي الْفُقَّاعِيُّ مِنْ فُقَهَاءِ دَرْبَنْدَ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ وَكَانَ كَبِيرَ السِّنِّ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَارِسٍ الْحَافِظِ الدَّرْبَنْدِيِّ وَمَا كَتَبْتُهُ عَنْهُ فَفِي جُمْلَةِ الْكُتُبِ الْمُودَعَةِ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ جَمَعَهَا اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ الْمَوْتِ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ وَابْنُ فَارِسٍ فَتوفي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 810 - أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشَّاقِيُّ الصَّقَلِّيُّ مِنْ سُكَّانِ الثَّغْرِ وَتَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ عَلَى الْكِبَرِ وَكَتَبَ كُتُبًا كَثِيرَةً مِنَ الْفِقْهِ وَلَمْ يَكْنُ لَهُ تَصَرُّفٌ فِيهِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا وَقَدْ عَلَّقْتُ أَنَا عَنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا مِمَّا كَانَ يَحْكِيهِ وَتُوُفِّيَ فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَصَلَّى عَلَيْهِ عِنْدَ الْبَابِ الْأَخْضَرِ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ وَعْلَةَ وَشَاقَّةُ مَدِينَةٌ بِصَقَلِّيَةَ وَكَانَ أَبُو الضَّوْءِ الْكَاتِبُ يُقَرِّبُ مِنْهُ وَيُكَاتِبُهُ مِنْ صَقَلِّيَةَ وَوَقَفْتُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ تَرَسُّلِهِ وَكَانَ فَاضِلًا ذَا أَدَبٍ بَارِعٍ وَشِعْرٍ فَائِقٍ مَنِ اسْمُهُ عَلِيٌّ 811 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ غَسَّانَ الْكَاتِبُ الْمِصْرِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُضَاعِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ الْكَاتِبُ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّسَائِيُّ التَّمَّارُ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ عَنِ النَّضْرِ يَعْنِي ابْنَ شَيْبَانَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ وَلَمْ يَقُلْ لَنَا أَبُو نصر يَعْنِي ابْنَ شَيْبَانَ قَالَ قُلْتُ لأَبِي سَلَمَةَ حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدْتُهُ أُمُّهُ 812 - ابْنُ الْمُؤَمَّلِ سَمِعَ الْقُضَاعِيَّ وَالشَّرِيفَ بْنَ حَمْزَةَ وَالرُّوذْبَارِيَّ وَابْنَ كُبَاسٍ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَتَأَدَّبَ وَقَالَ الشِّعْرَ الْجَيِّدَ وَكَتَبَ الْخَطَّ الْحَسَنَ الحديث: 809 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 وَكَتَبْنَا عَنْهُ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَأَنَا بِمِصْرَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَسمعت عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مِسْكِينٍ وَابْنِ الْوَلِيدِ وَرَأَيْتُ ابْنَ الطَّفَّالِ وَآخَرِينَ وَلَكِنَّ مِثْلِي مِثْلُ شُجَاعٍ لَيْسَ عِنْدَهُ سِلَاحٌ وَعُدَّةٌ فَقَدْ ضَاعَتْ كُتُبِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ 813 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّيْدَاوِيَّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الضَّرِيرِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ قَدْ كَانَ فِي قَلْبِي مِنَ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ وَمَعْرِفَتِهِ هَمٌّ عَظِيمٌ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ قَائِلًا يَقُولُ لِي انْظُرْ فَنَظَرْتُ نَحْوَ السَّمَاءِ فَإِذَا عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ بِقَلَمٍ غَلِيظٍ اللَّهُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ صَحِيحٌ مَا رَأَيْتَ أَلَيْسَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {قُلِ الله ثمَّ ذرهم} 814 - ابْنُ الضَّرِيرِ هَذَا كَانَ مِنَ الدُّهَاةِ وَوَلِيَ الْحِسْبَةَ بِدِيَارِ مِصْرَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْخِدَمِ وَتُوُفِّيَ بِمِصْرَ 815 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ الْمَالِقِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْمُحَارِبِيُّ بِالْأَنْدَلُسِ أَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْجَعْدِ الْكِلَابِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَاشِيُّ التُّجِيبِيُّ أَنَا أَبُو عِيسَى اللَّيْثِيُّ أَنَا عَمُّ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ بِالطُّورِ فِي الْمَغْرِبِ 816 - هُوَ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُبِّ بْنِ حَزْمٍ الْخَزْرَجِيُّ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَطِيَّةَ الْغَرْنَاطِيِّ الْحَدِيثَ وَالنَّحْوَ عَلَى ابْنِ طَرَاوَةَ الْمَالِقِيِّ وَأَبُوهُ مُقْرِئٌ الحديث: 813 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 نَحْوِيٌّ وَأَصْلُهُمْ مِنْ شَارِقَةَ حِصْنٌ بِقُرْبِ سَرَقُسْطَةَ وَقَدْ سَمِعَ إِسْمَاعِيلُ عَليّ الحَدِيث وَكَانَ خفظة 817 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَفَاءِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَهْرَيَارَ الْأصْبَهَانِيُّ الْبَيِّعُ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمَلِيحِيُّ بِهَرَاةَ أَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ الْخَلِيلِ السَّرَخْسِيُّ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَنْزِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ السَّعْدِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ 818 - أَبُو الْوَفَاءِ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ أصْبَهَانَ وَرُؤَسَائِهَا وَقَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِأصْبَهَانَ كَثِيرًا وَلَهُ رِحْلَةٌ إِلَى خُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا وَمَعْرِفَةٌ وَأُنْسٌ تَامٌّ بِالْحَدِيثِ وَكَانَ ثِقَةً 819 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ زَيْنٍ الْكِنَانِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْمُقْرِئُ الطَّبَرِيُّ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزْدَادَ الْفَارِسِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ النَّحْوِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَحْيَى الضَّبِّيُّ ثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدَانَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اعْرِبُوا الْقُرْآنَ وَالْتَمِسُوا غَرَائِبَهُ 820 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمِمَّنْ يَقُومُ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ حَقَّ الْقِيَامِ وَلَدَيْهِ أَدَبٌ وَنَحْوٌ وَاخْتَارَ لِنَفْسِهِ الانْزِوَاءَ وَلُزُومَ الْبَيْتِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ صَفَرٍ سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَكُنْتُ قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة تَخْمِينًا لَا يَقِينًا فَقَدْ كَانَ أَخِي وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ أَرْبَعُ سِنِينَ وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْنٍ الْكِنَانِيُّ الْفُوِّيُّ ثُمَّ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْقَرَافِيُّ لِسُكْنَاهُ الْقَرَافَةَ بِالثَّغْرِ الحديث: 817 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 821 - وَقَدْ أخبرنَا عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ الطَّبَرِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ الْمُفَرِّجِ الصَّقَلِّيِّ رَآهُمَا بِمَكَّةَ قَالَ وَقَدْ صَحِبْتُ هَيَّاجَ بْنَ عُبَيْدٍ الْحِطِّينِيَّ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ الْحَرَمِ الْمُقَدَّسِ وَقَدْ أخبرنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْكَاتِبُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الرُّوذْبَارِيُّ ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَاتِبُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيُّ فَذَكَرَهُ 822 - سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْأَشْيَمِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الطَّرَابُلُسِيَّ قَاضِيَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ وَقَفْتُ عَلَى مُجَلَّدٍ مُتَرْجَمٍ بِالْخَامِسِ وَالْأَرْبَعِينَ مِنْ رَسَائِلِ الصَّاحِبِ بْنِ عَبَّادٍ وَفِي آخِرِهِ يَتْلُوهُ 823 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا مِنْ بَيْتِ الشَّهَادَةِ وَأُمُّهُ مِنْ دَارِ بَنِي حَدِيدٍ قُضَاةِ الثَّغْرِ وَصَحِبَ أَهْلَ الْأَدَبِ وَلَهُ هُوَ شِعْرٌ أَنْشَدَنِي شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ كَتَبَ كَثِيرًا مِنَ الْكُتُبِ الْأَدَبِيَّةِ وَدَوَاوِينَ الشِّعْرِ وَعِنْدِي بَعْضُ ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي فِي كُلِّ وَقْتٍ وَعَلَّقَ عَنِّي مُلَحًا أَدَبِيَّةً وَقَدْ عَلَّقْتُ أَنَا عَنْهُ كَذَلِكَ فَوَائِدَ وَأَشْعَارًا لِمُتَأَخِّرِي أَهْلِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَتُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ سَامَحَهُ اللَّهُ وَعَفَا عَنْهُ وَعَنَّا إِذَا قَدِمْنَا عَلَيْهِ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ 824 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْأَزْدِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَلِيٍّ الْمَعَرِّيُّ لِنَفْسِهِ (قُسِمَ السِّحْرُ بَيْنَ لَحْظٍ وَلَفْظٍ ... مَا عَدَا ذَاكَ خُدْعَةُ الْأَوْهَامِ) (فَاقْتِيَادُ النُّفُوسِ سِحْرُ لِحَاظٍ ... وَاقْتِيَادُ الْعُقُولِ سِحْرُ كَلَامِ) (وَمِنَ الشِّعْرِ مَا يَسُوسُ بِهِ الْعقل ... وَمِنْه وساوس البرسام) // الْخَفِيف // الحديث: 821 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 825 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَالْفِقْهِ وَكَانَتْ دَعَاوِيهِ أَكْثَرَ مِنْ عِلْمِهِ وَشَهِدَ بِالثَّغْرِ وَيُعْرَفُ بِابْنِ قَيْصَرَ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَحْضُرُ عِنْدِي وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مُقَطَّعَاتٍ كَثِيرَةً مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا أَنْشَدَنِي مِنْ شِعْرِهِ أَبْيَاتٌ مِنْهَا (أَتُضْرِمُ فِي كَبِدِي نَارَهَا ... مُحَالٌ وَتَجْعَلُهَا دَارَهَا) (فَتَقْتُلُنِي وَهْيَ مَقْتُولَةٌ ... وَتَطْلُبُ مِنْ نَفْسِهَا ثَارَهَا) // المتقارب // 826 - وَأَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مكْنَسَةَ الْقُرَشِيُّ لِنَفْسِهِ (إِذَا ضَاقَ ذَنْبُ الْعَبْدِ عَنْ سَعَةِ الْعُذْرِ ... فَبِالسَّيْفِ عَاقِبْ فَهْوَ أَيْسَرُ مِنْ هَجْرِ) (فَإِن جر اح السَّيْفِ يَبْرَى عَلَى الْمَدَى ... وَإِنَّ جِرَاحَ الْهَجْرِ يَبْقَى مَعَ الدَّهْرِ) // الطَّوِيل // 827 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَاتِبَ الْمَيْنَزِيَّ بِدِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ الْخَبَّازِيَّ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ مَرِضْتُ مَرَضًا خَطرًا فَرَآنِي جَارٌ لِي صَالِحٌ فَقَالَ اسْتَعْمِلْ قَوْلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَكَانَ الْوَقْتُ ضَيِّقًا فَاشْتَرَيْتُ بِطِّيخًا كَثِيرًا وَاجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَأَكَلُوا وَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَدَعَوْا لِي بِالشِّفَاءِ فَوَاللَّهِ مَا أَصْبَحْتُ إِلَّا وَأَنَا فِي كُلِّ عَافِيَةٍ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. 828 - عَلِيٌّ هَذَا كَانَ مِنْ صُلَحَاءِ الصُّوفِيَّةِ وَيَصُومُ الدَّهْرَ وَحَجَّ حَجَّاتٍ وَكَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ وَيُوَاظِبُ عَلَى تِلَاوَتِهِ وَسَمِعَ عَلَيَّ وَمَعِي كَثِيرًا عَلَى شُيُوخِ دِمَشْقَ وَمِينَزُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى نَسَا وَاقْتَدَى فِي الطَّرِيقَةِ بِأَبِي سَعْدٍ الْمِيهَنِيِّ حَفِيدِ ابْنِ أَبِي الْخَيْرِ. الحديث: 825 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 829 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْقَاضِي بِاللُّؤْلُؤَتَيْنِ أَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّجَّارُ بِتُسْتَرَ ثَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِرْمَانِيُّ ثَنَا أَبِي ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْجُلُودِيُّ ثَنَا الْغَلَّابِيُّ ثَنَا الْعُتْبِيُّ قَالَ كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ أَمَّا بَعْدُ فَعِظِ النَّاسَ بِفِعْلِكَ وَلَا تَعِظْهُمْ بِقَوْلِكَ وَأَنْتَ مُصِرٌّ عَلَى خلاف عظتك واستحيي مِنَ اللَّهِ بِقَدْرِ قُرْبِهِ مِنْكَ وَخَفِ اللَّهَ بِقَدْرِ قُدْرَتِهِ عَلَيْكَ. 830 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا رَأَيْتُهُ سَنَةَ خَمْسمِائَة بِاللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ وَذَكَرَ أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعمِائَة وَأَنَّهُ قَضَى بِبَلَدِهِ خَمْسِينَ سَنَةً وَخَطَبَ فِي الْجَامِعِ قَرِيبًا مِنْ سِتِّينَ سَنَةً وَكَانَ عَفِيفًا مَشْهُورًا بِالْعِفَّةِ وَالْخَيْرِ وَإِسْنَادُهُ فِي غَايَةٍ مِنَ النُّزُولِ. 831 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَارِثِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَلَّاسَا الْخَزْرَجِيُّ الْجَابِرِيُّ بِالْكُوفَةِ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السُّرِّيِّ الْبَكَّائِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ وَآخَى بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَآخَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا. 832 - هُوَ مِنْ وَلَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ ومولده سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة. 833 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ قُبَيْسٍ الْغَسَّانِيُّ الدَّارَانِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّمَيْسَاطِيُّ الْحِبَيْشِيُّ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِلَابِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الحديث: 829 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَوْصَاءَ ثَنَا أَبُو مُوسَى عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ الْغَافِقِيُّ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ ثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ 834 - ابْنُ قُبَيْسٍ هَذَا فَقِيهُ بْنُ فَقِيهٍ وَمُحَدِّثُ بْنُ مُحَدِّثٍ وَهُوَ مُقَدَّمٌ فِي عُلُومٍ شَتَّى وَكَانَ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ مَرْضِيَّ السِّيرَةِ رَوَى لَنَا عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي الْقَاسِمِ السُّمَيْسَاطِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْطَاكِيِّ وَأَبِي نَصْرِ بْنِ طَلَّابٍ وَآخَرِينَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ واربعين وَأَرْبَعمِائَة 835 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ السَّنَدِ الْفَارِقِيُّ الشُّرُوطِيُّ بِمَيَّافَارِقِينَ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ الْحَسَنُ بْنُ أَسَدٍ الْفَارِقِيُّ النَّحْوِيُّ لِنَفْسِهِ (يَا مَنْ هَوَاهُ بِقَلْبِي ... مِقْدَارُهُ مَا يُحَدُّ) (طَرْفِي جَنَى فَفُؤَادِي ... لِأَيِّ شَيْءٍ يحد) // المجتث // 836 - ابْنُ السَّنَدِ هَذَا كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا صَالِحًا وَلَمْ أَظْفَرِ الْآنَ بِمَا كَتَبْتُهُ عَنْهُ فَهُوَ بِثَغْرِ آمِدَ مَعَ فَوَائِدِ دِيَارِ بَكْرٍ مُودَعٌ سَهَّلَ اللَّهُ وُصُولَ الْكُلِّ إِلَيَّ 837 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَطِيَّةَ بْنِ الْمُحَسِّنِ الطَّبِيبِيَّ الْمِصْرِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ لَمَّا خُلِعَ الْمُعْتَمِدُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مَمْلَكَتِهِ بِالْأَنْدَلُسِ قَالَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا قَضَى ... لَيْسَ لِمَنْ يَعْقِلُ إِلَّا الرضى) // السَّرِيع // الحديث: 834 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 838 - عَلِيٌّ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْخَيْرِ وَقَدْ قَرَأَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى شُيُوخٍ وَقَرَأَ عَلَيَّ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مُسْنَدُ الْمُوَطَّأِ لِأَبِي الْقَاسِمِ الْجَوْهَرِيِّ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ كَهْلٌ لَمْ يَبْلُغِ الشَّيْخُوخَةَ سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة فِي الْمُحَرَّمِ وَهُوَ مِصْرِيُّ الْأَصْلِ رَحِمَهُ اللَّهُ 839 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَدَّادُ الْآمِدِيُّ بِمَارِدِينَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الْخَبَّازِيُّ بِنَصِيبِينَ فِي الشَّيْبِ (وَمَا الشَّيْبُ إِلَّا زِينَةٌ غَيْرَ أَنَّهُ ... لِمُقْتَرَبِ الْآجَالِ فِيهِ دَلَائِلُ) (هُوَ الْغَايَةُ الْقُصْوَى أَلَمْ تَرَ أَنَّهُ ... إِذَا ابْيَضَّ زَرْعٌ صبحته المناجل) // الطَّوِيل // 840 - أَبُو الْحَسَنِ شَيْخٌ مُسِنٌّ ذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى أَبَا مَنْصُورٍ وَأَبَا الْقَاسِم الإصبهانيين الْمُقِيمَيْنِ بِثَغْرِ آمِدَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الشُّيُوخِ وَكَانَ حَسَنَ الْمُحَاضَرَةِ يَحْفَظُ كَثِيرًا مِنَ الشِّعْرِ وَيُورِدُهُ أَحْسَنَ إِيرَادٍ 841 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ الْإِفْرِيقِيُّ بِجَوْبَرَ مِنْ غُوطَةِ دِمَشْقَ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الْكَرْكُورِيُّ بِسَفَاقُسَ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ (يُعَدُّ رَفِيعَ الْقَدْرِ مَنْ كَانَ عَاقِلًا ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ بَحَسِيبِ) (وَإِنْ حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعَقْلِهِ ... وَمَا عَاقِلٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ) (وَيَتَّخِذُ الْإِخْوَانَ فِيهَا بِلُطْفِهِ ... وَيَأْتِيهِ مِنْهَا وَصْلُ كُلِّ حَبِيبِ) الحديث: 838 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 (وَإِنْ تُعْجِبِ الدُّنْيَا رِجَالًا فَطَالَمَا ... تَنَغَّصَتِ الدُّنْيَا لِكُلِّ لَبِيبِ) (وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَا نباهة ... وَيَأْخُذ من دَار العلى بِنَصِيب) // الطَّوِيل // 842 - ابْنُ خَلَفٍ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ سَفَاقُسِيٌّ رَأَيْتُهُ بِجَوْبَرَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْغُوطَةِ يُعَلِّمُ بِهَا وَيَنْسَخُ بِالْأُجْرَةِ وَلِنَفْسِهِ أَيْضًا قَالَ وَالْكَرْكُورِيُّ كَانَ مُعَلِّمِي بِسَفَاقُسَ وَكَرْكُورُ ضَيْعَةٌ مِنْ ضِيَاعِهَا 843 - أَنْشَدَنِي عَيْنُ الدَّوْلَةِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّيْدَاوِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي خَالِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصِّنْهَاجِيُّ الْجَنَدِيُّ بِدِمَشْقَ (حَمَى حَبِيبِي تَجنُّبِيهِ ... فَقَدْ وَرَبِّي أَثِمْتُ فِيهِ) (وَكَانَ فِي وَجْنَتَيْهِ وَرْدٌ ... صَارَ بَهَارًا لِنَاظِرِيهِ) (أَذَبْتُ مِنْ حُرْقَةٍ وَوَجْدٍ ... عَلَيْهِ أَكْبَادَ عَاشِقِيهِ) (فَكُلُّ عَيْنٍ عَلَيْهِ تَبْكِي ... بُكَا يَتِيمٍ عَلَى أَبِيه) // الْبَسِيط // 844 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ الْمُطَرِّزُ لِنَفْسِهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ (يَا مَنْ قَضَى لَيْلَهُ اشْتِغَالًا ... وَهَكَذَا قَدْ قَضَى نَهَارَهْ) (الْعُمْرُ فَانٍ وَأَنْتَ لَاهٍ ... خَسرْتَ مَا أَقْبَحَ الْخَسَارَهْ) الحديث: 842 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 (فَتَارَةً أَنْتَ فِي مَنَامٍ ... وَأَنْتَ فِي السيآت تَارَهْ) (أَما تَخَوَّفْتَ حَرَّ نَارٍ ... {وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة} ) (قُمْ فَاطْلُبِ الْعَفْوَ مِنْ إِلَهٍ ... يُقِيلُ مَنْ عَقَّهُ عِثَارَهْ) (وَكُلُّ مَا عِنْدَهُ تَعَالَى ... خَيْرٌ مِنَ اللَّهْو وَالتِّجَارَة) // الْبَسِيط // 845 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ كَثِيرَ الشِّعْرِ وَكَانَ نَظْمُهُ عَلَيْهِ سَهْلًا وَلَهُ فِيَّ قَصَائِدُ جَمَّةٌ وَلَهُ وَلِأَبِيهِ يُوسُفَ عِلْمٌ بِتَعْبِيرِ الْمَنَامَاتِ وَأَبُوهُ أَبْرَعُ مِنْهُ وَلَهُ شِعْرٌ لَيْسَ بِذَاكَ وَكَانَ يُلَازِمُنِي إِلَى أَنْ مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ 846 - قَالَ عَبْدُ الْعَظِيمِ الْمُنْذِرِيُّ رَأَيْتُ بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ هَذَا قَصِيدَةً فَائِيَّةً مَدَحَ بِهَا السِّلَفِيَّ أَوَّلُهَا (فِي الْحُبِّ عَذْلُ عَوَاذِلِي مَصْرُوفُ ... عَنِّي وَمُنْكَرُ لَوْعَتِي مَعْرُوفُ) (لَيْسَ الشَّجِيُّ مِنَ الْخَلِيِّ بِقَابِلٍ ... نُصْحًا وَلَيْسَ كَعَادَةٍ تَكْلِيفُ) (يَا هَلْ لِوَجْدٍ جَدَّ بِي مِنْ سَلْوَةٍ ... لِوُجُودِهَا ثِقْلُ الْغَرَامِ خَفِيفُ) (أَمْ هَلْ يَعِنُّ لِسَاهِدِ الْعَيْنِ الْكَرَى ... وَتَصَبُّرِي مِنْهُ الْقَوِيُّ ضَعِيفُ) (أَمْ هَلْ مُوَاصَلَةُ الْوِصَالِ يَنَالُهَا ... مِنِّي فُؤَادٌ لِلصُّدُورِ حَلِيفُ) (أَمْ هَلْ يُسَرُّ بِفَكِّ أَسْرٍ فِي الْهَوَى ... قَلْبٌ يقلبه الأسى ملهوف) // الْكَامِل // وَذَكَرَ بَاقِيَهَا وَكَتَبَ الْحَافِظُ بِخَطِّهِ عَلَى ظَهْرِهَا قَصِيدَةً لِلأَدِيبِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيِّ الْمُعَبِّرِ وَأَنْشَدَهَا فِي عِيدِ الْفِطْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُسْتَهَلَّ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة الحديث: 845 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 847 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ بَرَكَاتِ بْنِ مَنْصُورٍ التَّاجِرَ الرَّحْبِيَّ بِالذَّنْبَةِ مِنْ مُضَافَاتِ دِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عِمْرَانَ الْمَعَرِّيَّ يَقُولُ عُرِضَ عَلَى أَبِي الْعَلَاءِ التَّنُوخِيِّ الْكَفِيفِ كَفٌّ مِنَ اللُّوبِيَا فَأَخَذَ مِنْهَا وَاحِدَةً وَلَمَسَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ مَا أَدْرِي مَا هِيَ إِلَّا إِنِّي أُشَبِّهُهُ بِالْكُلْيَةِ فَتَعَجَّبُوا مِنْ فِطْنَتِهِ وَإِصَابَةِ حَدَسِهِ 848 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قَسُّومَ الْمَهْدَوِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَطِيبِ السُّوسِيُّ بِهَا لِنَفْسِهِ (قَالُوا الْمَنِيَّةُ قَدْ تُلِمُّ ... وَأَنْتَ فِي هَذَا التَّمَادِي) (فَأَجَبْتُهُمْ حُسْنُ الرَّجَاءِ ... وَمِلَّةُ الْإِسْلَامِ زَادِي) (لَا وَالَّذِي قَدْ مَنَّ بِالإِيمَانِ ... يَثْلَجُ فِي فُؤَادِي) (مَا كَانَ يَخْتِمُ بَالْإِسَاءَةِ ... وَهُوَ بِالْإِحْسَانِ بَادِي) // الْكَامِل // 849 - عَلِيٌّ هَذَا كَثِيرُ الْحِفْظِ لِشِعْرِ الْمُتَأَخِّرِينَ وَبِالْخُصُوصِ الْمَغَارِبَةِ وَقَدْ دَخَلَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَرَأَى شُعَرَاءَهَا وَأُدَبَاءَهَا وَلَهُ شِعْرٌ فَائِقٌ وَمَعْرِفَةٌ بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَهُ فِيَّ قَصَائِدُ وَطَرِيقَةُ غَيْرِهِ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقَتِهِ وَاللَّهُ تَعَالَى يَسْتُرُهُ بِسِتْرِهِ الْجَمِيلِ وَقَدْ تُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة 850 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَادِسَ الْكَرَجِيُّ بِالْكَرَجِ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِأصْبَهَانَ قَالَ أَنْشَدَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْقَاضِي لِابْنِ أَبِي رَافِعٍ الحديث: 847 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 (إِذَا قَعَدَ الرِّجَالُ عَنِ الْمَسَاعِي ... وَلم تَكُ فِي رؤوسهم مَنَافِعْ) (فَمَا فَضْلُ الرِّجَالِ عَلَى الْغَوَانِي ... وَفَضْلُ الطَّابِقِيِّ عَلَى الْمَقَانِعْ) // الوافر // 851 - ابْنُ بَادِسَ هَذَا كَانَ مِنْ فُقَهَاء الكرج قدم عَلَيْنَا أصْبَهَانَ وَسمعت بِقِرَاءَتِهِ كَثِيرًا عَلَى شُيُوخِنَا وَكَانَ حَسَنَ الْقِرَاءَةِ لِلْحَدِيثِ مُعْرِبًا لِكَلَامِهِ ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِبَلَدِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ 852 - أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُنْجِبٍ الْأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الصَّيْرَفِيِّ مِنْ أَجِلَّاءِ الْكُتَّابِ وَأَعْيَانِ أَهْلِ الْأَدَبِ وَلَهُ مُجْمُوعَاتٌ رَأَيْتُهُ بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسمِائة وَلَمْ يَتَّفِقِ الْحَدِيثُ مَعَهُ وَحِينَ عَزَمْتُ عَلَى الْخُرُوجِ كَتَبْتُ إِلَيْهِ فِي إِثْبَاتِ أَبْيَاتٍ مِنْ نَظْمِهِ بِخَطَّهِ فَكَتَبَ فِي الْجَوَابِ وَأَمَّا مَا اسْتَدْعَاهُ مِنْ شِعْرِي فَوَاللَّهِ مَا تَعَرَّضْتُ قَطُّ لِلنَّظْمِ لِأَنَّهُ لَا جَوَاهِرَ عِنْدِي تُصَانُ بِهِ فَاسْتَحْسَنْتُ لَفْظَهُ الَّذِي صَدَرَ عَنْهُ وَقَنَعْتُ بِهَذَا الْقَدْرِ مِنْهُ 853 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَرِيفِ الرَّامِي بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ خَلَفٍ السَّالِمِيُّ الْفَقِيهُ الْمَالِكِيُّ لِأَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَكِيعٍ التِّنِّيسِيِّ مِنْ قَصِيدَةٍ (كَأَنَّ أَرْزَاقَ أَهْلِ الْعَقْلِ قَدْ هَرَبَتْ ... عَنْهُمْ فَهُمْ دَهْرَهُمْ يَسْعَوْنَ فِي الطَّلَبِ) (لَوْ كَانَ بِالْعَقْلِ يُؤْتَى الرِّزْقَ طَالِبُهُ ... وَجَدْتَ جُلَّ بَنِي الدُّنْيَا بِلَا نَشَبِ) (كَمْ قَدْ تَرَى سَبَبًا أَغْنَى فَتًى وَفَتًى ... قَدْ جَاءَهُ فَقْرُهُ مِنْ ذَلِكَ السَّبَبِ) (وَلَيْسَ يَعْدَمُ فِي الدُّنْيَا اللَّبِيبُ أَسًى ... وَلَوْ حَرَى كُلَّ مَا فِيهَا من الذَّهَب) // الْبَسِيط // الحديث: 851 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 854 - ابْنُ الْعَرِيفِ هَذَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الْمَشْهُورَةِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مَطَرٍ عَلَى مَا ذَكَرَهُ لِي وَيَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ عَلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ يُذْكَرُ بِإِصَابَةِ الرَّمْيِ وَالْقُوَّةِ الشَّدِيدَةِ وَأَنَّ قَوْسَهُ لَا يَجُرُّهُ إِلَّا الْقَوِيُّ مِنَ الرِّجَالِ وَكَانَ قَدْ قَالَ لِي إِنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ قَدْ سَمِعَ عَلَيَّ وَعَلَى شُيُوخٍ مَعِي بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ كَثِيرًا وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ بِرِوَايَاتٍ فِي صِغَرِهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمَكِينِ الْبَغْدَادِيِّ وَعَلَى أَبِي الرَّبِيعِ الْأَنْدَلُسِيِّ وَابْنِ مُسْلِمٍ الصَّقَلِّيِّ وَخَلَفٍ السَّالِمِيِّ وَأَنَّهُ سَمِعَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَطَرٍ وَغَيْرِهِ قَدِيمًا لَكِنِّي لَمْ أَرَ لَهُ عَنْهُمْ سَمَاعًا فِي جُزْءٍ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ مِنْ حِفْظِهِ وَتُوُفِّيَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الدَّيْمَاسِ وَكَانَ قَدْ قَالَ لِي إِنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة. 855 - قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ النَّحْوِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْمُعَلِّمِ الصَّقَلِّيِّ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أُطْعِمُ وَالِدَتِي حَلْوَاءَ ثُمَّ أَلْعَقُ أَصَابِعِي فَلَا أَجِدْ لَهَا الْحَلَاوَةَ الصَّادِقَةَ فَقَالَ هُوَ خَيْرٌ يَصِلُ مِنْكَ إِلَيْهَا وَهُوَ الْمَخْصُوصُ بِهَا فَقُلْتُ صَدَقْتَ فَإِنِّي بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ أَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْفَاتِحَةَ وَسُورَةَ الْإِخْلَاصِ سِتَّ مَرَّاتٍ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ مَرَّةً وَأَهِبُ ثَوَابَهَا لِوَالِدَتِي فَقَالَ هُوَ ذَاكَ. 856 - أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُعَلِّمِ هَذَا كَانَ قَدْ قَرَأَ اللُّغَةَ وَالنَّحْوَ وَالطِّبَّ وَتَعْبِيرَ الرُّؤْيَا وَيَخُطُّ خَطًّا حَسَنًا وَأَبُوهُ صَقَلِّيٌّ وَأَبُو أَبِيهِ أصْبَهَانِيٌّ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ مِصْرَ فَحَكَى لِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمَوْقِفِيِّ الْكُتُبِيُّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ شُهُورِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَرَدَّدُ إِلَيَّ وَأَسْتَأْنِسُ بِهِ لِدَمَاثَةِ أَخْلَاقِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَفِي رُقْعَةٍ أُخْرَى فِي ذِكْرِهِ. 857 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ فَاضِلًا فِي اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ وَالتَّعْبِيرِ وَالطِّبِّ حَسَنَ الحديث: 854 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 الْخَطِّ وَأَبُوهُ إِبْرَاهِيمُ قَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّ أَبَاهُ عَلِيًّا مِنْ أَهْلِ أصْبَهَانَ وَتَزَوَّجَ بِصَقَلِّيَةَ وَوَلَدَنِي بِهَا. ثُمَّ انْتَقَلَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَى مِصْرَ وَبِهَا تُوُفِّيَ فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَلَى مَا حَكَاهُ لِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمَوْقِفِيِّ الْكُتُبِيُّ بِالثَّغْرِ. 858 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بن الْحسن بْنِ خُرَيْقَةَ الْقَيْرَوَانِيُّ بِالثَّغْرِ أَنَا أَبِي أَبُو بَكْرٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ الصَّقَلِّيُّ. 859 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى الْكُتَّامِيُّ الْجَلَالِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالنَّاهِضِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ. 860 - النَّاهِضُ هَذَا كَانَ كَبِيرًا وَكَانَ يَحْفَظُ مِنْ أَشْعَارِ مُتَأَخِّرِي الشَّامِيِّينَ كَثِيرًا وَرَأَى مِنْهُمْ شُعَرَاءَ بِطَرَابُلُسَ وَبِهَا تُرُبِّيَ فِي خِدْمَةِ بَنِي عَمَّارٍ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ مُلَحًا وَمَوْلِدُهُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَبِهَا مَاتَ فِي آخِرِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الدَّيْمَاسِ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ. وَكَانَ صَدُوقَ اللِّسَانِ جَرَّبْتُهُ مَرَّاتٍ وَيَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ قَلِيلًا فِيمَا ظَهَرَ لِي مِنْهُ ثُمَّ قَالَ لِي مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنْ جِيرَانِهِ إِنَّهُ قَالَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِقَلِيلٍ اشْهَدُوا عَلَيَّ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ وَمَا فِيهِ حَقٌّ وَصِدْقٌ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالصِّرَاطِ حَقٌّ وَأُحِبُّ الصَّحَابَةَ كُلَّهُمْ وَالْخُلَفَاءَ الرَّاشِدِينَ عَلَى التَّرْتِيبِ كَمَا وُلُّوا الْخِلَافَةَ فَزَالَتِ الشُّبْهَةُ وَحَسُنَ الظَّنُّ فِيهِ. 861 - سَمِعت النَّاهِضَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ يَحْيَى بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْكُتَّامِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا حَامِدٍ الْمُفَضَّلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَرَطَّلِ الطَّرَابُلُسِيَّ بِهَا الحديث: 858 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 يَقُول ولدت سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة. قَالَ النَّاهِضُ وَكَانَ يَرْوِي أَبُو حَامِدٍ هَذَا حَدِيثَ خَيْثَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّرَابُلُسِيِّ وَالنَّاسُ يَرْحَلُونَ إِلَيْهِ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ عَالِي السَّنَدِ قَالَ وَحُكِيَ لِي أَنَّ خَيْثَمَةَ كَانَ يَشْهَدُ بِطَرَابُلُسَ قَالَ وَلَمَّا عَلَا سِنُّهُ امْتَنَعَ مِنْ حُضُورِ مَجْلِسِ الْقَاضِي فَوَرَدَ أَمْرُ السُّلْطَانِ بِأَنْ يَحْضُرَ الْقَاضِي الْجَامِعَ وَيَحْضُرَ خَيْثَمَةَ عِنْدَهُ هُنَاكَ فَيُؤَدِّي شَهَادَتَهُ. قَالَ وَكَانَ خَيْثَمَةُ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُ أَصْحَابَ الْخُلْقَانِ الْغُرَبَاءِ هِبْتُهُمْ فَالْعِلْمُ عِنْدَهُمْ وَتَحْتَ خُلْقَانِهِمْ. 862 - سَمِعت أَبَا طَاهِرٍ عَلِيَّ بْنَ طَاهِرٍ الْجَرْبَاذْقَانِيَّ بِزَرَنْدَ يَقُولُ كُنْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا الْمُتَصَوِّفَةِ فَقَصَدُوا آمِنَةَ السِّرْدَرُوذِّيَةَ فَقُلْتُ وَقَدْ آلَ أَمْرُنَا إِلَى أَنْ نَقْصِدَ امْرَأَةً لِلزِّيَارَةِ فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهَا تَكَلَّمَتْ فَطَابَ وَقْتِي وَصِحْتُ صَيْحَةً فَقَالَتِ اسْكُتْ يَا مُدَّعِي هَذَا لَا يُشْبِهُ كَلَامَكَ فِي الطَّرِيقِ فَقُمْتُ وَاسْتَغْفَرْتُ وَرَأَيْتُ مِنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ كَرَامَاتٍ عَجِيبَةً. 863 - عَلِيٌّ هَذَا وُلِدَ بِسَاوَةَ وَنَشَأَ بِهَا وَكَانَ خَشِنَ الطَّرِيقَةِ حَسَنَ الْجُمْلَةِ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَأَوْا لَهُ مَنَامَاتٍ حَسَنَةً وَكَانَ أَبَدًا مُتَوَاجِدًا. 864 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمِجَنِّ الْجَنَدِيُّ لِنَفْسِهِ بِالثَّغْرِ (صَبْرِي شِعَارِي وَالرِّضَا عَادَتِي ... وَلَسْتُ أَشْكُو رِقَّةَ الْحَالِ) (مِنْ وَسَطِ الشِّدَّةِ تَفْرِيجُهَا ... يَأْتِي بِهِ الرَّحْمَن فِي الْحَال) // السَّرِيع // 865 - عَلِيٌّ هَذَا كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا وَيُوَاظِبُ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَمَاعَةِ وَلَهُ طَبْعٌ فِي عَمَلِ الشِّعْرِ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ بِالْآدَابِ. 866 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْمِجَنِّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَاتِبَ يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَاكَ فِيمَا يَرَى النَّائِمَ وَكَانَ كَمَا تَعْلَمُهُ أُمِّيًّا لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ الحديث: 862 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 وَقُتِلَ فِي الْجِهَادِ عَلَى أَيْدِي الرُّومِ غَيْرَ مُوَلٍّ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ فَقَالَ أَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَقُلْتُ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْر حِسَاب} صَبَرْتُ عَلَى طَعْنِ الْكُفَّارِ وَضَرْبِهِمْ فَوَفَّانِي الْأَجْرَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. 867 - ابْنُ الْمِجَنِّ هَذَا كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا وَيُوَاظِبُ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَمَاعَةِ وَلَهُ طَبْعٌ فِي عَمَلِ الشِّعْرِ مِنْ غَيْرِ قِرَاءَةٍ لِلأَدَبِ وَمَعْرِفَةٍ بِفُنُونِهِ وَلَهُ شِعْرٌ كَثِيرٌ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مُقَطَّعَاتٍ أَنْشَدَنِيهَا. 868 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ الصَّدَفِيَّ الرَّكَانِّيَّ قَدِمَ الثَّغْرَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مَرْوَانَ الْمَنْكِبِيَّ بِالْأَنْدَلُسِ يَقُولُ كَانَ لِبَادِيسَ بْنِ حَبُوسَ الْحِمْيَرِيِّ صَاحِبِ غَرْنَاطَةَ وَزِيرٌ يَهُودِيٌّ فَهَلَكَ وَاسْتَوْزَرَ بَعْدَهُ نَصْرَانِيًّا فَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ فَرَجٍ اللَّبِيرِيُّ الشَّاعِرُ الْمَنْبُوزُ بِالسُّمَيْسِيرِ ثَلَاثَةَ أَبْيَاتٍ وَكَتَبَ بِهَا نُسَخًا عِدَّةً وَرَمَاهَا فِي شَوَارِعِ الْبَلَدِ وَالطُّرُقَاتِ وَسَارَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى الْمَرِيَّةِ مُعْتَصِمًا بِالْمُعْتَصِمِ بْنِ صَمَادِحَ وَطَارَتِ الْأَبْيَاتُ فِي أَقْطَارِ الْأَنْدَلُسِ وَلَمَّا وَقَفَ بَادِيسُ عَلَيْهَا أَرْسَلَ وَرَاءَهُ أَصْحَابَ الْخَيْلِ فَفَاتَهُمْ وَلَمْ يَلْحَقُوهُ وَالْأَبْيَاتُ فَهِيَ (كُلَّ يَوْمِ إِلَى وَرَا ... بُدِّلَ الْبَوْلُ بِالْخَرَا) (فزمانا تهودا ... وزمانا تنصرا) (وسيصبوا إِلَى الْمَجُوسِ ... إِنِ الشَّيْخُ عُمِّرَا) // الْخَفِيف // 869 - ابْنُ مَعْدَانَ هَذَا مُقْرِئ مُجَوِّدٌ وَكَتَبَ عَنِّي مَا اخْتَارَهُ مِنَ الْفَوَائِدِ وَلَهُ أَخٌ أَدِيبٌ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ أَيْضًا وَكَتَبَ مِنْ شِعْرِي جُمْلَةً وَكَتَبْتُ أَنَا عَنْهُ مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ مُقَطَّعَاتٍ الحديث: 867 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 870 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاصِرِيَّ الشَّرَابِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبُونَ الْخَطِيبُ بِبَلَدِنَا سَفَاقُسَ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ مُفَلَّقًا فِي خَطَابَتِهِ فَفُوِّضَ إِلَيْهِ الْقَضَاءُ كُرْهًا فَحِينَ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ تَمَارَضَ وَسَأَلَ فِي الْإِقَالَةِ فَأَبَى السُّلْطَانُ فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى أُقِيلَ وَلَمْ يَحْكُمْ بَيْنَ اثْنَيْنِ 871 - النَّاصِرِيُّ هَذَا مِنْ ضَيْعَةٍ مِنْ ضِيَاعِ سَفَاقُسَ يُقَالُ لَهَا النَّاصِرِيَّةُ وَكَانَ صَالِحًا مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ يَحْضُرُ مَوَاعِيدِي الْجُمَعِيَّةِ وَهُوَ مِنْ سُكَّانِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَبِهَا مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَخَلَّفَ وَلَدًا خَيِّرًا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْأَشْرِبَةِ وَالْمَعَاجِينَ لِثِقَةِ النَّاسِ بِهِ 872 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ اللَّخْمِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ حَضَرْتُ بِالْيَمَنِ فِي زَبِيدَ مَجْلِسَ وَعْظِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْغَزْنَوِيِّ وَوُزَرَاءُ السُّلْطَانِ ابْنِ جَيَّاشٍ الْحَبَشِيِّ حَاضِرُونَ وَهُمْ حَبَشِيُّونَ سُرُورٌ وَصُوَّابٌ وَيُمْنٌ وَإِقْبَالٌ فَقَالَ فِي أَثْنَاءِ كَلَامِهِ وَحَثَّ عَلَى الْعَدْلِ يَا ظَلَمَةُ بِالَغْتُمْ فِي الظُّلَمِ وَلَمْ تُرَاقِبُوا اللَّهَ تَعَالَى وَلَا خَشِيتُمْ وَبَالًا ثُمَّ أَنْشَدَ وَهُوَ بَيْتٌ مُوَجَّهٌ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ (سُرُورُكُمُ غَمٌّ صَوَابُكُمُ خَطَا ... وَيُمْنُكُمُ شُؤْم وإقبال إدبار) // الطَّوِيل // فَلَمْ يُنْكِرُوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ بَلْ زَادُوا فِي إِكْرَامِهِ وَإِعْظَامِهِ 873 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ الْأَنْصَارِيَّ السَّرَقُسْطِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ تُوُفِّيَ أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الدَّبَّاغِ بِمَرْسِيَةَ مِنْ شَرْقِ الْأَنْدَلُسِ وَكَانَ خَطِيبَهَا فِي شَهْرِ رَجَبٍ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة الحديث: 870 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 874 - وَابْنُ يُوسُفَ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْحِفْظِ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ مُكَاتَبَةٌ وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى لِي أَخْذُ إِجَازَاتِ شُيُوخِ الْأَنْدَلُسِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة كَابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَابْنِ طَرِيفٍ وَنُظَرَائِهِمْ بِقُرْطُبَةَ وَابْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَابْنِ جَحْدَرٍ بِشَاطِبَةَ وَخَلِيصٍ بِبَلَنْسِيَةَ جَزَاهُ اللَّهُ عَنِّي خَيْرَ الْجَزَاءِ وَحَشَرَهُ فِي جُمْلَةِ الْأَوْلِيَاءِ السُّعَدَاءِ وَرَوَى فِي تَوَالِيفِهِ عَنْ صِهْرِهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ عَنِّي كَثِيرًا وَصَنَّفَ كِتَابًا فِي الْحُفَّاظِ فَبَدَأَ بِالزُّهْرِيِّ وَخَتَمَ بِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَزَاهُ خَيْرًا 875 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَلَفٍ الْكِنْدِيُّ الْوَرَّاقُ لِنَفْسِهِ بِمِصْرَ (أَغْضَبْتُ رَبِّي عَلَى عِلْمٍ بِسَطْوَتِهِ ... عَلَى الْعُصَاةِ وَمَا أَغْضَبْتُ شَيْطَانِي) (آثَرْتُ نَفْسِي عَلَى دِينِي لِشِقْوَتِهَا ... يَا وَيْحَ نَفسِي لقد فازت بخسران) // الْبَسِيط // 876 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ يُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي الْوَفَاءِ صَحِبَ ابْنَ سَابِقٍ الصَّقَلِّيِّ فِي صِغَرِهِ وَوَعَظَ ثُمَّ اشْتَغَلَ بِالْوِرَاقَةِ وَتَرَكَ الْوَعْظَ وَقَدْ وَقَعْتُ لَهُ عَلَى تَأْلِيفٍ سَمَّاهُ ذَخَائِرَ الْوَاعِظِينَ وَسَرَائِرَ الْعَامِلِينَ يَشْتَمِلُ عَلَى خَمْسِينَ بَابًا مِنْ كَلَامِهِ عَلَّقْتُ مِنْهُ فَوَائِدَ وَسَمِعْتُهَا عَلَيْهِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْمُجِيدِينَ فِي النَّثْرِ وَالنَّظْمِ 877 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْبَرْقِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ كَانَ لِوَالِدِي جَارِيَةٌ رُومِيَّةٌ مُتَشَدِّدَةٌ فِي النَّصْرَانِيَّةِ وَقَدْ أَعْتَقَهَا وَهِيَ الَّتِي رَبَّتْنَا وَكُنَّا نَجْتَهِدُ بِهَا أَنْ تُسْلِمَ فَتَأَبَى فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ عُمْرِهَا رَأَتْ فِي الْمَنَام عِيسَى بن مَرْيَمَ وَهُوَ يَقُولُ لَهَا أَسْلِمِي فَوَقَعَ الْإِسْلَامُ فِي قَلْبِهَا وَلَمْ تُسْلِمْ فَرَأَتْهُ ثَانِيَةً وَهُوَ يَقُولُ أَسْلِمِي فَأَسْلَمَتِ اخْتِيَارًا مِنْهَا وَحَكَتْ لَنَا مَا رَأَتْ وَمَاتَتْ عَنْ قَرِيبٍ وَدَفْنُهَا فِي مَقَابِرِ الحديث: 874 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 الْمُسْلِمِينَ رَحِمَهَا اللَّهُ 878 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ التَّرَّاسِيُّ وَآخَرُ بِالْمَرَاغَةِ قَالَا أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّرَّاسِيُّ الْقَاضِي أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَاجَهْ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الضَّرِيسِ الْبَجَلِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَعْنَبِيُّ ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا فُلَانُ هَلْ تَزَوَّجْتَ قَالَ لَا وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ قَالَ أَلَيْسَ مَعَكَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قَالَ بَلَى قَالَ رُبْعُ الْقُرْآنِ قَالَ أَلَيْسَ مَعَكَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} قَالَ بَلَى قَالَ رُبْعُ الْقُرْآنِ قَالَ أَلَيْسَ مَعَك {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} قَالَ بَلَى قَالَ رُبْعُ الْقُرْآنِ قَالَ أَلَيْسَ مَعَكَ {إِذَا زُلْزِلَتِ} قَالَ بَلَى قَالَ رُبْعُ الْقُرْآنِ قَالَ أَلَيْسَ مَعَكَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ قَالَ بَلَى قَالَ رُبْعُ الْقُرْآنِ تَزَوَّجْ تَزَوَّجْ 879 - شَيْخُنَا عَلِيٌّ هَذَا هُوَ حَفِيدُ الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ وَالَّذِي شَارَكَهُ فِي الْإِسْنَادِ وَلَمْ أُسَمِّهِ فَهُوَ أَبُو عَلَّانَ سَعْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُضَرِيُّ وَلَمْ أُدْرِكْ بِأَذْرَبِيجَانَ أَعْلَى سَنَدًا مِنْهُمَا 880 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ الْآمُلِيَّ وَكَانَ مِنْ أَفْرَاد الدَّهْر بهمدان وَقَدْ رَأَيْتُهُ قَبْلَ ذَلِكَ بِأصْبَهَانَ قَالَ سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ والوهاب بْنَ عَزَّوَيْهِ الشِّيرَازِيَّ بِالرَّيِّ يَقُولُ لَا تَمَلُّوا مُحَيَّا الطَّاعِنِينَ فِي الحديث: 878 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 السِّنِّ فَإِنَّ جَبِينَهُمْ آثَارُ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 881 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَيَّانَ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَالَةَ الْحَافِظُ بِالرَّيِّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَلْوَانِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُدَيْلٍ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ الْأَصْمَعِيُّ ثَنَا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظِّفُوا أَفْوَاهَكُمْ فَإِنَّهَا طُرُقُ الْقُرْآنِ. 882 - سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ هَذَا عَنْ مَوْلِدِهِ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ وَعَلَى أَخَوَيْنِ لَهُ آخَرَيْنِ فَقَالَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْحَدِيثِ هُوَ وَأَخُوهُ وَأَبُوهُ وَجَدُّهُمْ عَلِيٌّ 883 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ رَضِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ بِالْأَهْوَازِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ أَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْمُقْرِئُ الْفَرَضِيُّ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَطْحَا ثَنَا أَبِي ثَنَا الْهَرَوِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً 884 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَطْرٍ المهداني بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْجَرَّاحِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَبْدِ اللَّبَّادُ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنَا ابْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بن الحديث: 881 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 يسَاره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ رَجُلٌ مَنْ يُخَالُّ 885 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْعُجَلى الْعَمِيدُ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ بْنِ مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَخْلَدِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَا ثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَلَا يُجَاوِزُ بِهِمَا أُذُنَيْهِ 886 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَاتِمِ بْنِ صَوْلَةَ الْبَغْدَادِيُّ النَّخَّاسُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ صَوْلَةَ بِمِصْرَ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْغَسَّانِيُّ أَنَا أَبِي أَبُو مُحَمَّدٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُنَقِّرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ 887 - عَلِيٌّ هَذَا مِنْ أَوْلَادِ الْمُحَدِّثِينَ وَيَرْوِي عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي الْفَضْلِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِمِصْرَ وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَأَبُوهُ بَغْدَادِيٌّ وَعَلِيٌّ فَسَمِعَ مَا سَمِعَ عَلَى ابْنِ الضَّرَّابِ بِقِرَاءَةِ عَبْدِ الْمُحْسِنِ الْبَغْدَادِيِّ الثِّقَةِ الْمَأْمُونِ وَقَدْ أَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ وَشَاهَدْتُ خَطَّهُ بِالْإِجَازَةِ لَهُ وَآخَرِينَ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَوَائِدَ مِنْ رِوَايَتِهِ 888 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْمُعَدَّلُ الْمَالِكِيُّ فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْمَتُّوثِيُّ سَنَةَ الحديث: 885 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّابِثِيُّ الْمُعَدَّلُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّبَّاغُ ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ بِلَالًا يَقُولُ أَذَّنْتُ لَيْلَةً بَارِدَةً شَدِيدًا بَرْدُهَا فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ ثُمَّ أَذَّنْتُ الثَّانِيَةَ فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَأْنُهُمْ يَا بِلَالُ قُلْتُ كَمَدَهُمُ الْبَرْدُ فَقَالَ اللَّهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ قَالَ بِلَالٌ أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ فِي الصُّبْحِ أَوْ قَالَ الْفَجْرِ 889 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا سُكْنَاهُ بِالطَّفَادَةِ وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ سَنَةَ خَمْسمِائَة فَقَالَ لِي ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً وَقَالَ لِي جَابِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ التَّمِيمِيُّ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَنْ غَيْرِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيِّ سَمَاعًا وَهُوَ شَيْخٌ مَرْضِيٌّ أَثْنَى عَلَيْهِ جَابِرٌ 890 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْغَزْنَوِيَّ بِالرَّحْبَةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا حَاتِمٍ الْكَرَّامِيَّ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ مَثَلُ الْعَالِمِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى كَمَثَلِ الْوَزِيرِ مَعَ الْأَمِيرِ يَأْخُذُهُ بِالصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ لِعُلُوِّ رُتْبَتِهِ وَسُمُوِّ خُطَّتِهِ وَمَثَلُ الْعَامِّيِّ كَمَثَلِ السَّائِسِ يَصْفَحُ عَمَّا صَدَرَ عَنْهُ مِنْ سُوءِ الْأَدَبِ وَالْوَسَاوِسِ لِخِسَّةِ مَنْزِلَتِهِ وَقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ 891 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا قَدْ كَانَ يَتَفَقَّهُ مَعَنَا بِبَغْدَادَ عَلَى إِلْكَيَا وَكَانَ مِنَ الْأَذْكِيَاءِ وَيَصْحَبُ ابْنَ الشَّهْرَزُورِيِّ قَاضِي الرَّحْبَةِ وَكَانَ شَرِيكَهُ فِي الدَّرْسِ ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِهَا وَهُوَ يَنُوبُ عَنْهُ فِي الْحُكْمِ وَلَهُ تَرَسُّلٌ جَيِّدٌ وَشِعْرٌ وَقَدْ كَاتَبَنِي بِشَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ جَوَابًا عَنْ قَصِيدَةٍ لِي مِنْ جُمْلَتِهَا فِي آخِرِهَا (وَخُصَّ بَهَاءَ الدِّينِ عِنْدَ لِقَائِهِ ... بِأَلْفِ سَلَامٍ لَا تَكُنْ عَنْهُ غَافِلَا) (وَسَائِلْهُ عَنِّي طَالَ فِي النَّصْرِ عُمْرُهُ ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَنِّي وَحَالِيَ) (وَذَكِّرْهُ مَا قَدْ كَانَ بَيْنِي وبَيْنَهُ ... بِبَغْدَادَ فِي وَقْتِ التَّفَقُّهِ كَامِلَا) (وَبَلِّغْهُ عَنِّي قَوْلَ مَنْ هُوَ نَاصِحٌ ... عَلَى جُمْلَةِ الْأَحْوَالِ إِنْ كَانَ قَابِلَا) (كَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا تَوَلَّتْ وَبِالَّذِي ... تَنَافَسَ فِيهَا قَدْ غَدَا الْكُلُّ زَائِلَا) الحديث: 889 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 (فَلَا رِمْتُمَا فِي الْمَجْدِ وَالْعِزِّ والعلى ... كَمَا تَرْتَجِيهِ عَاجِلًا ثُمَّ آجِلَا) // الطَّوِيل // 892 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم الفرشي الخشرعي بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ عُثْمَانَ الْأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَلَبِيُّ بِانْتِقَاءِ خَلَفٍ الْوَاسِطِيِّ الْحَافِظِ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكِنْدِيُّ الْقَاضِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ وَكَتَبَهُ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثَنِي أَبِي عَوْفُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا شُقَيْرٌ مَوْلَى الْعَبَّاسِ قَالَ سَمِعْتُ الْهَدَّارَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى الْعَبَّاسَ وَكَثْرَةَ أَكْلِهِ مِنْ خُبْزِ السَّمِيذِ فَقَالَ لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. 893 - ابْنُ الْخُشُوعِيِّ هَذَا سَمِعَ كَثِيرًا مَعَ أبَيِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيِّ الْحَافِظِ عَلَى شُيُوخِ بَلَدِهِ وَالْقَادِمِينَ عَلَيْهِمْ دِمَشْقَ وَالْقَادِمِينَ إِلَيْهَا وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ الْمِصْرِيُّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ وَأَجَازَ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَمِنْهُمْ أَبُو زَكَرِيَّا الْبُخَارِيُّ 894 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُنَيْنٍ الْعَبْدِيُّ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الصَّبَّاغِ الْمُعَدَّلُ الْقُرَشِيُّ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَزَّازُ ثَنَا أَبِي ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ بْنِ زِيَادٍ الْهَاشِمِيُّ الْمُذَكِّرُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْهِنُوا بِالزَّيْتِ وَائْتَدِمُوا بِهِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ 895 - ابْنُ قُنَيْنٍ هَذَا كَانَ شَيْخًا كَبِيرَ السِّنِّ كَثِيرَ الْبِرِّ وَصُولًا لِلرَّحِمِ وَكَانَ زَيْدِيَّ الحديث: 892 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 الْمَذْهَبِ عَبْدِيَّ النَّسَبِ مُثْنِيًا عَلَى الصَّحَابَةِ مَعَ مَيْلِهِ إِلَى الْقَرَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ 896 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سَنَدِ بْنِ عَيَّاشٍ الْغَسَّانِيُّ بِالثَّغْرِ أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْهُذَلِيُّ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُطَرِّفٍ الْفَقِيهُ أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَرُّوذِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُسْتِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ الطَّالْقَانِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ طَاوُسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمُونَ فِي إِسْلَامٍ دَامِجٍ فَقَدْ خَلَعَ رَبْقَةَ الْإِسْلَامِ 897 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ قَلِيلَ الرِّوَايَةِ نَازِلَهَا لَكِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالصَّلَاحِ سَمِعَ الْحَدِيثَ بِمَكَّةَ وَالْقُدْسِ وَطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ وَغَيْرِهَا وَقَرَأَ عَلَى الْجَاحِظِ بِمَكَّةَ وَكَتَبَ كَثِيرًا وَخَطُّهُ فِي غَايَةِ الْجَوْدَةِ وَكَانَ لِي بِهِ أَنَسٌ تَامٌّ وَنَسَخَ لِي أَجْزَاءً مِنْ جُمْلَتِهَا كِتَابُ بِدَايَةِ الْهِدَايَةِ لِأَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ رَآهُ بِالْحِجَازِ وَالشَّامِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِهِ شَيْئًا وَأَجَازَ لَهُ بَاقِيهِ وَمَا يَصِحُّ لَدَيْهِ مِنْ تَوَالِيفِهِ وَهَبَ لَهُ نُسْخَةً بِخَطِّهِ وَمِنْهَا نُسْخَةٌ لِي وَعِنْدِي بِخَطِّهِ مُجَلَّدَاتٌ انْتَقَلَتْ إِلَيَّ مِنْ تَرِكَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّوْحِيِّ وَغَيْرِهِ وَمِنْهَا أَعْلَامُ الصَّحِيحِ لِأَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ زُهْدِيَّةً وَغَيْرِ زُهْدِيَّةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 898 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِيبِيَّ الْقَرْقَسَانِيُّ بِقَرْقِيسِيَا أَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ وَقَدْ كَتَبَ إِلَى طَرَّادٍ مِنْ بَغْدَادَ بِمَا يَرْوِيهِ قَبْلَ أَن أَخْبرنِي الْخَطِيبِيُّ هَذَا عَنْهُ بِمُدَّةٍ مَدِيدَةٍ أَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبُحْتُرِيُّ الرَّزَّازُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ثَنا عبد الحكم عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ فَاسْتُجِيبَتْ لَهُ وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ الحديث: 896 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 899 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَتَبَ بِبَغْدَادَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ وَالشَّرِيفِ أَبِي الْفَوَارِسِ طَرَّادٍ النَّقِيبِ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيِّ وَعَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْمُفَسِّرِ وَآخَرِينَ وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْخَطَابَةِ وَالْقَضَاءِ وَأَخُوهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ وَقَدْ رَأَيْنَاهُ قَاضِيَ الْبَلَدِ وَعَلِيٌّ الْخَطِيبُ 900 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْبُوبٍ الطَّرَابُلُسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ الطَّيِّبِ الْكَلْبِيُّ بِإِفْرِيقِيَا لِنَفْسِهِ فِي كِتَابِ الْوَعْظِ (انْظُرْ إِلَيهِ فَإِنَّهُ زَهْرُ النُّهَى ... تَجْنِيهِ مِنْ أَوْرَاقِهِ الْأَفْهَامُ) (إِنْ كَانَ أَلَّفَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِهِ ... فتألفت فِي جسمي الأسقام) // الْكَامِل // 901 - وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْبُوبٍ الطَّرَابُلُسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ فَرَّاجٍ الطَّرَابُلُسِيُّ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ (حَكَمَ الْإِلَهُ عَلَى الْوَرَى بِفَنَاءٍ ... مُسْتَأْثِرًا مِنْ دُونِهِمْ بِبَقَاءِ) (فَإِلَى نَفَادٍ كُلُّ شَيْءٍ صَائِرٌ ... وَإِلَى مَمَاتٍ مَرْجِعُ الْأَحْيَاءِ) (سَاوَى الرَّدَى بَيْنَ الْوَرَى لَكِنَّهُمْ ... فِيمَا سِوَاهُ لَيْسَ هُمْ بِسَوَاءِ) (مَا فِي الْخَلِيقَةِ وَالْمُهَيْمِنِ غَابِرٌ ... مِنْ سَاكِنِي الْخَضْرَاءِ وَالْغَبْرَاءِ) (أَيْنَ النَّجَاءُ لِذِي حَيَاةٍ مِنْ رَدًى ... كَلَّا وَهَلْ يُسْطَاعُ رد قَضَاء) // الْكَامِل // الحديث: 899 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 902 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ مِنْ بَيْتِ الصَّلَاحِ وَجَدُّهُ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ عُمَرُ بْنُ دَارَوَّا رَئِيسُ طَرَابُلُسَ وَكَبِيرُهَا فِي الْعِلْمِ وَالْجُودِ قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ مُتَفَقِّهًا فَبَلَغَ الْمُنَى وَكَانَ لَهُ اهْتِمَامٌ بِالتَّوَارِيخِ وَصَنَّفَ لِطَرَابُلُسَ تَوْرِيخًا وَقَفْتُ عَلَيْهِ وَانْتَخَبْتُ مِنْهُ مَا اسْتَغْرَبْتُهُ وَحدثني بِهِ وَقَدْ كَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا وَكَانَ فَاضِلًا فِي فُنُونٍ شَتَّى وَلَهُ شِعْرٌ لَا بَأْسَ بِهِ وَخَرَجَ حَاجًّا وَأَدْرَكَتْهُ الْمَنِيَّةُ بِمَكَّةَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ لِي أَبُو الْبَقَاءِ يَعِيشُ بْنُ الْمُفَرِّجِ الْأَنْدَلُسِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ قَدْ زَارَ قَبْلَ أَيَّامِ الْحَجِّ وَحَبَسَ كُتُبَهُ عَلَى طَلَبَةِ الْعِلْمِ بِقَلْعَةِ بَنِي حَمَّادٍ 903 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَيَّادِ بْنِ صَدَقَةَ الْأَسَدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْقَيِّمِ لِنَفْسِهِ بِالثَّغْرِ (إِذَا تَقَدَّمَ بِي فِي رُتْبَةٍ كِبَرٌ ... فَمَا يُؤَخِّرُنِي عَنْ غَايَةٍ صِغَرُ) (لَيْسَ الذُّقُونُ وَإِنْ طَالَتْ بِنَافِعَةٍ ... الشِّعْرُ يَرْفَعُ مِنْ قَدْرِي أَمِ الشَّعَرُ) (أَعَافُ عُونَ الْمَعَانِي وَهْيَ شَارِدَةٌ ... عَنْهُمْ وَأَطْرُقُ أَبْكَارًا فَأَبْتَكِرُ) (لِي خَاطِرٌ نَاثِرٌ بِالْعِلْمِ مَا نَظَمُوا ... وَنَاظِمٌ مِنْ عُقُودِ الْمَدْحِ مَا نَثَرُوا) (وَكَمْ أَبَى الْبَحْرُ أَنْ يَنْدَى لِوَارِدِهِ ... مَاءَ وَجَادَ بِهِ فِي الْمَهْمَهِ الْحَجَرُ) (لَوْ لَمْ يَطُلْ أَحَدٌ إِلَّا بِوَالِدِهِ ... أَوْ دَلَّ أَصْلٌ عَلَى فَرْعٍ كَمَا ذَكَرُوا) (لَمْ يَعْتَقِدْ ظُلْمَ أَهْلِ الْبَيْتِ مُفْتَرَضًا ... عَبْدُ الْعَزِيزِ وَمِنْ أَوْلَاده عمر) // الْبَسِيط // 904 - ابْنُ عَيَّادٍ هَذَا كَانَ مِنُ فُحُولِ شُعَرَاءِ دِيَارِ مِصْرَ عَلَى صِغَرِ سِنِّهِ وَمِنْ شُعَرَاءِ السُّلْطَانِ وَدَخَلَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ فَأُمِرَ بِقَتْلِهِ وَقَدْ أَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ بِمِصْرَ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ أَبُوهُ قَيِّمَ جَامِعِهَا وَكَذَلِكَ أَخُوهُ وَهُوَ قَبْلَ أَنْ قَالَ الشِّعْرَ وَقَدْ ذَكَرَ لِي فَوْزُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّائِيُّ أَنَّهُ قُتِلَ سَنَةَ سِتٍّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة 905 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُعَلِّمِ النَّحْوِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ التُّونِسِيَّ اللُّغَوِيَّ يَقُولُ وَأَنْشَدَ شَيْئًا مِنْ شِعْرِ ابْنِ عَيَّادٍ الْقَيِّمِ فَقَالَ الحديث: 902 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 هَذَا مَالا أَقْدِرُ أَنَا عَلَيْهِ وَلَا أُسْتَاذِي وَالطَّبْعُ فِي الشِّعْرِ هِبَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى 906 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْقُتَيْبِيُّ بِالْكَرَجِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُجَمِّعِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِينِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حُبَابَةَ قَالَا ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ ثَنَا فَضَّالُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اكْفُلُوا لِي بِسِتٍّ أَكْفُلْ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَكْذِبْ وَإِذَا اؤْتُمِنَ فَلَا يَخُنْ وَإِذَا وَعَدَ فَلَا يُخْلِفْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ 907 - رَوَى عَنْهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ قُهُسْتَانَ 908 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ بْنِ ثَعْلَبٍ الْعَسْقَلَانِيُّ الْوَرَّاقُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِلْمُجَيْدِ بْنِ أَبِي الشَّخْبَاءِ الْأَدِيبِ بِعَسْقَلَانَ (وَإِنِّي إِذَا مَا الدَّهْرُ فَلَّ مَطَامِعِي ... ذَكَرْتُكَ فَاسْتَحْيَا زَمَانِي مِنْ فَقْرِي) (وَأَدْعُو بِأَنْ تُعْطَى الزِّيَادَة فِي العلى ... دُعَائِي بِأَنْ تُعْطَى الزِّيَادَةَ فِي الْعُمْرِ) (وَأُكْثِرُ شُكْرِي نِعْمَةَ اللَّهِ فِيكُمُ ... وَمَنْ جَهِلَ الْإِحْسَانَ قَصَّرَ فِي الشُّكْر) // الطَّوِيل // 909 - وَأَنْشَدَنِي لِلْمُجَيْدِ (أَقْتَاتُ مِنْكَ جَمِيلَ الرَّأْيِ أُحْرِزُهُ ... ذُخْرًا إِذَا أَحْرَزَ الْأَقْوَامُ أَقْوَاتًا) الحديث: 906 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 (يَحْيَى رَجَائِي وَنَفْسِي بَعْدَ مِيتَتِهَا ... بِالْيَأْسِ فَاعْجَبْ لِحَيٍّ بَعْدَ مَا مَاتَا) // الْبَسِيط // 910 - قَدِمَ ابْنُ ثَعْلَبٍ هَذَا الثَّغْرَ الْمَحْرُوسَ وَكَانَ يَحْفَظُ كَثِيرًا وَعَلَّقْتُ عَنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ كَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَرِيزٍ الْعَسْقَلَانِيُّ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى أَبِيهِ وَعَشِيرَتِهِ بِعَسْقَلَانَ كِتَابًا يَذْكُرُ فِيهِ أَبْيَاتًا أَوَّلُهَا (كِتَابِي وَدَمْعِي يَوْمَ إِصْدَارِهِ بَحْرُ ... وَفِي خَاطِرِي مِنْ خَوْفِ إِيرَادِهِ جَمْرُ) (كِتَابُ امْرِئٍ حَيْرَانَ فِي دَارِ غُرْبَةٍ ... بِبَغْدَادَ لَا خَيْرٌ لَدَيْهِ وَلَا شَرُّ) (أأحبابنا مَالِي وَلِلدَّهْرِ كُلَّمَا ... أَرَدْتُ دُنُوَّ الدَّارِ أَبْعَدَنِي الدَّهْرُ) (وَلَسْتُ أُرِيدُ الدَّارَ إِلَّا لِكَوْنِكُمْ ... بِهَا وَلَهَا مِنْ طِيبِ نَشْرِكُمُ نَشْرُ) (يُقَرِّبُ مِنِّي الدَّهْرُ مَنْ لَا أَوَدُّهُ ... وَيَنْأَى بِمَنْ أَهْوَى وَإِنْ أَمْكَنَ الْأَمْرُ) (وَيُجدِثُ لِي فِي كُلِّ حِينٍ أَصَادِقًا ... مُعَانِدَةً أَخْلَاقُهُمْ حُلْوُهَا مُرُّ) (يُؤَرِّقُنِي ذِكْرَاكُمُ فِي مَضَاجِعِي ... وَيُقْلِقُنِي شَوْقٌ يُلِمُّ بِهِ الْفِكْرُ) (وَيَأْبَى عَلَى فِكْرِي لِسَانِي وَخَاطِرِي ... هُمُومٌ إِذَا مَا جَاشَ ضَاقَ بِهِ الصَّدْرُ) (وَفِي خَاطِرِي بَحْرٌ مَتَى فَاضَ غَرْبُهُ ... تَلَاطَمَ فِي أَمْوَاجِهِ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ) (سَقَى اللَّهُ أَرْضًا قَدْ حَلَلْتُمْ فِنَاءَهَا ... وَأَعْطَشَ أَرْضًا لَيْسَ فِيهَا لكم ذكر) // الطَّوِيل // 911 - عَبْدُ اللَّهِ هَذَا شَابٌّ سَافَرَ إِلَى بَغْدَادَ وَقَرَأَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيزِيِّ اللُّغَةَ وَتُوُفِّيَ بِهَا وَلَهُ كِتَابٌ يَذْكُرُ فِيهِ بَيْتَهُ وَمَا جَرَى عَلَيْهِمْ وَقَفْتُ عَلَيْهِ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ وَمُعْظَمُهُ عِنْدِي بِخَطِّي فِي كُتُبِ الْعِرَاقِ 912 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِرْبَدِيُّ ثُمَّ الْجَوِّيثِيُّ بِجَوِّيثَ أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ أَنْشَدَنَا الحديث: 910 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلْبَسَ الشَّاعِرُ لِنَفْسِهِ (هَوِّنْ عَلَيْك فَمَا يقدر ... كَائِن وَالْهَمُّ فَضْلُ) (وَلَقَدْ عَلِمْتَ بِأَنَّهَا ... دُنْيَا لَهَا حَرٌّ وَظِلُّ) (وَبِكَفِّ رَدٍّ لَا تَرَاهُ ... كَمَنْ تَرَى عَقْدٌ وَحَلُّ) (آلُ الْمُثَنَّى فَاعْتَبِرْ ... تَرَكُوا الْمَنَازِلَ وَاسْتَقَلُّوا) (وَلَهَا بِآلِ أَبِي الشَّوَارِبِ ... وَقْعَهُ فَالدَّارُ فَلُّ) (لَا صَالِحٌ لِصَلَاحِهِ ... يَبْقَى وَلَا بَطل مطل) // الْكَامِل // 913 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمُعْطِي بْنِ عَلِيٍّ الْفُوَطِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مكْنَسَةَ الْقُرَشِيُّ مِنْ قَصِيدَةٍ (إِنْ كُنْتَ تَزْعَمُ أَنَّ بَيْتَكَ فِي غَدٍ ... حَقٌّ فَمَنْ لَكَ أَنْ أَعِيشَ إِلَى غَدِ) (فَاهْجُرْ وَصُدَّ فَإِنَّ عِنْدِي ذِلَّةً ... وَتَجَلُّدًا لِلْحُبِّ مَا لَمْ يُعْهَدِ) (وَزَعَمْتَ أَنِّي لَسْتُ مِنْ أَهْلِ الْهَوَى ... صَبًّا فَقُلْ مَا تَشْتَهِي وَتَقَلَّدِ) (أَرَأَيْتَ صَبْرِي عَنْكَ غَيْرَ مُشَرَّدٍ ... أَرَأَيْتَ طَرْفِي عَنْكَ غَيْرَ مُسَهَّدِ) (وَاللَّهِ مَا أَبْصَرْتُ يَوْمًا أَبْيَضًا ... مُنْذُ ابتُلِيتُ بِلَحْظِ جَفْنٍ أَسْوَدِ) (قُلْ لِي عَذُولِي إِنَّ قَلْبِي فِي الْهَوَى ... عَمَّا يَنُصُّ ذَوُو اللَّهَى قَلْبٌ صَدِي) (مَا بَالُهُ يَجْفُو وَقَدْ زَعَمَ الْوَرَى ... أَنَّ النَّدَى يَخْتَصُّ بِالْوَجْهِ النَّدِي) (لَا يَغْرُرَنَّكَ وَجْنَةٌ محمرة ... رقت فلليا قوت طبع الجلمد) // الْكَامِل // 914 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ يَحْفَظُ مِنَ الشِّعْرِ كَثِيرًا وَصَحِبَ الشُّعَرَاءَ وَكَانَ مِنْ أَذْكَى الْبَرِيَّةِ عُطَارِدِيًّا مَا رَآهُ عَمَلُهُ بِالْيَدِ مِثْلَهُ وَيُعْرَفُ بِابْنِ فَرُّوجٍ وَكَانَتْ لَهُ صَبْوَةٌ ثُمَّ تَابَ عَلَى يَدِي وَيَجْلِبُ إِلَيَّ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ فَيَتُوبُونَ عَنِ الشُّرْبِ وَغَيْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ. الحديث: 913 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 915 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَامِكٍ الْخَطِيبُ بِتُسْتَرَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّيبَاجِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ بَهْرَامَانَ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمُثَنَّى وَأَنَا أَسْمَعُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ اقْتُلُوا الْوَزَغَ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ. 916 - هَذَا الْخَطِيبُ دَلَّنِي عَلَيْهِ أَبُو السَّمْحِ الْحَافِظُ وَشَيْخُهُ الدِّيبَاجِيُّ مُسْنِدٌ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَشِّيِّ وَمَنْ فِي عِدَادِهِ وَذَكَرَ لِي أَبُو السَّمْحِ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْبَاوَرْدِيِّ. الرَّاوِي عَنْ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيِّ وَلَمْ يَتَّفِقْ إِخْرَاجُ حَدِيثِهِ لِي إِلَى أَنْ سَافَرْتُ عَنْ تُسْتَرَ وَابْنُ حَسْنَوَيْهِ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ لِي أَبُو السَّمْحِ هُوَ أَبُو سعيد مُحَمَّد حَسْنَوَيْهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِشْكِيبِيُّ الْأَبِيوَرْدِيُّ يَرْوِي عَنِ الْحَاكِمِ أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْمَخْلَدِيِّ وَأَبِي الْحُسَيْنِ الْخَفَّافِ وَزَاهِرٍ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ خُرَاسَانَ وَكَانَ فَقِيهًا ثِقَةً وَلِيَ قَضَاءَ تُسْتَرَ وَتُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة. 917 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ الْمَعْرُوفَ بِخُوشِ بَاشَ مِنْ سُكَّانِ ثَغْرِ خُوَيَّ يَقُولُ رَأَيْتُ الْأُسْتَاذَ أَبَا عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيَّ بِنَيْسَابُورَ وَقَدْ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ فَضْلُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيِّ فِي زِيٍّ حَسَنٍ وَقَعَدَ مَعَهُ عَلَى دَكَّتِهِ الَّتِي كَانَ يَقْعُدُ عَلَيْهَا فَلَمَّا تَمَكَّنَ قَالَ لَهُ أَيُّهَا الْأُسْتَاذُ أَتَذْكُرُ اجْتِمَاعَنَا عِنْدَ الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ بِسَرَخْسَ وَسَمَاعَنَا مِنْهُ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ مَا أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَاهُ لَنَا فَقَالَ يَذْكُرُهُ الشَّيْخُ فَقَالَ حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ سَمِعْنَاهُ وَكَتَبْنَاهُ فَأَغْنَانَا عَمَّا سِوَاهُ. ثُمَّ تَحَدَّثَا سَاعَةً وَقَامَ الْأُسْتَاذُ وَخَرَجَ. 918 - مَعْنَى خَوْشَ بَاشَ كُنْ طَيِّبَ النَّفْسِ وَكَانَ مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ حَسَنَ الْهَيْئَةِ وَالْمَنْظَرِ كَبِيرَ السِّنِّ طَيِّبَ الرَّائِحَةِ وَيُخَاطَبُ بِالْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ. الحديث: 915 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 919 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ الطَّبَرُونِيِّ الضَّرِيرُ وَذَهَبَ عَلِيَّ الْآنَ اسْمُ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَكَانَ يُشَبَّهُ بِأَبِي الْعَلَاءِ الْمَعَرِّيِّ لِتَبَحُّرِهِ فِي النَّحْوِ وَعُلُومِ الْأَدَبِ بِالْمَرَاغَةِ قَالَ أَنْشَدَنِي الْمِصْبَاحُ بْنُ مَنْصُورٍ الشَّارِكِيُّ لِنَفْسِهِ (وَنَارٍ كَأَفْنَانِ الصَّبَاحِ رَفِيعَةٍ ... تَوَرَّثْتُهَا مِنْ شَارِكِ بْنِ سِنَانِ) (مُتَوَّجَةٍ بِالْفَرْقَدَيْنِ كَرِيمَةٍ ... تُجِيرُ مِنَ الْبَأْسَاءِ وَالْحَدَثَانِ) (كَثِيرَةِ أَغْصَانِ الضِّيَاءِ كَأَنَّمَا ... تبشر أضيافي بِأَلف لِسَان) // الطَّوِيل // 920 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْمَالِكِيُّ إِمَامُ جَامِعِ الْبَصْرَةِ وَسُكْنَاهُ فِي بَنِي عَامِرٍ ثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ غَسَّانَ اللُّغَوِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُرِّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصُّورِيُّ ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا. 921 - هُوَ فَقِيهٌ صَالِحٌ قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَاقِلَّانِيِّ وَأَبِي عُمَرَ بْنِ غَسَّانَ وَذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة. 922 - قَالَ وَسمعت الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي تَمَّامٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْمُقْرِئِ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمَوَيْهِ وَغَيْرِهِمَا. فَسَأَلْتُ عَنْهُ جَابِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْيَمَنِيَّ وَهُوَ قَدْ أَفَادَنِي عَنْهُ فَقَالَ هُوَ فَقِيهٌ زَاهِدٌ يُفْتِي عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَيَؤُمُّ فِي الْجَامِعِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا. 923 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْمُعْطِي بْنِ جَعْفَرٍ الْقَلَعِيَّ بِالثَّغْرِ الحديث: 919 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 يَقُولُ دَخَلَ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ حَمْدِيسَ الصَّقَلِّيُّ عَلَى صَاحَبِ بَوْنَةَ. كَرَامَةَ بْنِ الْمَنْصُورِ بَعْدَ أَنْ كُفَّ بَصَرُهُ فَقَالَ كَيْفَ حَالُ الشَّيْخِ فَقَالَ كَيْفَ حَالُ مَنْ كَانَ صَاحِبَ عَيْنَيْنِ فَصَارَتَا غَيْنَيْنِ. فَاسْتَحْسَنَ كَلامَهُ وَقَالَ خُذْ هَذِهِ الْعَصَا وَتَعَكَّزْ عَلَيْهَا فَمَدَّ يَدَهُ فَوَجَدَهُ غُلَامًا بَاعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِثَلَاثِينَ دِينَارًا. 924 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْجِيزِيَّ الْكُتُبِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ مَكِّيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ النَّحْوِيَّ يَقُولُ سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا الْحُسَيْنِ السِّيرَافِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ بَلَغَتْ كُتُبِي الْمُجَلَّدَةُ أَحَدَ عَشَرَ ألف مُجَلد وَسَبْعمائة وَعَشَرَاتٍ وَمِنَ الْمَنْثُورِ مَا إِذَا عولت على تجليده أردْت ثَلَاثمِائَة دِينَارٍ. 925 - أَبُو الْحَسَنِ الْجِيزِيُّ كَانَ أَعْرَفَ النَّاسِ بِالْخُطُوطِ وَأَثْمَانِ الْكُتُبِ وَقَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْهُ كَثِيرًا وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً وَحِكَايَاتٍ وَشَيْئًا مِمَّا أَنْشَدَهُ أَبُو الْحَسَنِ الصَّقَلِّيُّ الْعَرُوضِيُّ وَغَيْرُهُ فَمِمَّا أَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرُوضِيُّ لِنَفْسِهِ (هَذِي الْخُدُودُ وَهَذِهِ الْحَدَقُ ... فَلْيَدْنُ مَنْ بِفُؤَادِهِ يَثِقُ) (عَنُفُوا عَلَيَّ بِلَوْمِهِمْ زَمَنًا ... لَوْ جُرِّعُوا كَأْسَ الْهَوَى شَرِقُوا) (مَا الْحُبُّ إِلَّا مَسْلَكُ خَطِرٌ ... عَسِرُ النَّجَاةِ وَمَوْطِئٌ زَلِقُ) (لَوْ أَنَّهُمْ عَشِقُوا لَمَا عَذَلُوا ... لكِنهمْ عذلوا وَمَا عشقوا) // الْكَامِل // وَقَدْ أَنْشَدَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةُ أَبُو الرَّجَاءِ بَشِيرُ بْنُ الْمُبَشِّرِ بْنِ فَاتِكٍ الْمِصْرِيُّ الْمَنْطِيقِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ الصَّقَلِّيُّ وَزَادَ فِيهَا (أَمَّا اللِّئَامُ فَإِنَّهُمْ بَلِهُوا ... مِنْ حَيْثُ ظَنُّوا أَنَّهُمْ حَذِقُوا) (رُزِقُوا وَمَا خُلِقُوا لِمَكْرُمَةٍ ... فَكَأَنَّهُمْ خُلِقُوا وَمَا رزقوا) // الْكَامِل // الحديث: 924 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 926 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجِيزِيُّ الْكُتُبِيُّ بِالثَّغْرِ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّقَلِّيُّ الْعَرُوضِيُّ لِنَفْسِهِ (لِيَ وَعْدٌ عِنْدَ عَيْنَيْكَ مَضَى ... دُونَهُ عُمْرِي وَمَالِي أَجَلِي) (فَوَرَيْحَانِ الْعِذَارِ الْخَضِلِ ... فَوْقَ وَرْدِ الْوَجْنَةِ الْمُشْتَعِلِ) (يَا حَبِيبَ النَّفْسِ لَوْ أَبْصَرَ مَا ... حَلَّ بِي مِنْك عذولي رق لي) // الرمل // 927 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا مِنْ كُتَّابِ الثَّغْرِ وَكَانَ مِنْ أَعْرَفِ النَّاسِ بِالْخُطُوطِ وَأَثْمَانِ الْكُتُبِ وَقَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْهُ كَثِيرًا وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً وَحِكَايَاتٍ وَقَالَ كَانَ أَبِي صَالِحًا وَقَدْ خَتَمَ سَبْعَ عَشْرَةَ أَلْفَ خَتْمَةٍ وَمِئَيْنَ لَا أَحْفَظُهَا وَقَدْ حَجَّ أَرْبَعَ حَجَّاتٍ وَمَا رَأَيْتُهُ وَاللَّهِ مَعَ وَالِدَتِي قَطُّ رَاقِدًا إِلَّا يَرْقُدُ سَاعَةً ثُمَّ يَقُومُ وَيَشْتَغِلُ بِالْعِبَادَةِ وَالصَّلَاةِ وَأَنَا فَأَجْتَهِدُ أَنْ أَقْرَأَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْكَهْفِ فَرُبَّمَا لَمْ أَقْرَأْ. وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى وَالسَّعَادَةُ وَالشَّقَاءُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. 928 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجِيرَ الشَّعَّارَ الْهَمَذَانِيَّ بِهَا يَقُولُ كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَيْدَانِيُّ الْحَافِظُ كِتَابَ حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ لِأَبِي نُعَيْمٍ الْأصْبَهَانِيِّ بِخَطِّهِ عَنْ بُنْجِيرَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْبَصْرِيِّ بِهَمَذَانَ وَكَانَ يَرْوِيهِ عَنْ مُؤَلِّفِهِ فَأَرَادَ أَبِي أَنْ يَكُونَ لَهُ بِهِ نُسْخَةٌ فَأَنْفَذَ إِلَيْهِ الْمَيْدَانِيُّ بِنُسْخَتِهِ عَلَى وَجْهِ الْهِبَةِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ وَالِدِي جَمِيعَ مَا كَانَ يَمْلِكُهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنَ الدَّنَانِيرِ وَالثِّيَابِ وَالدَّقِيقِ وَالْحَوَائِجِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ لِفَرَحِهِ بِالْكِتَابِ ثُمَّ سَمِعَهُ عَلَى ابْنِ الْبَصْرِيِّ. 929 - عَلِيُّ بْنُ مَكِّيٍّ هَذَا مِنْ أَوْلَادِ الْمُحَدِّثِينَ سَمِعَ بِقَرَاءَتِي بِبَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ وَمَكَّةَ عَلَى جمَاعَة سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة لَمَّا حَجَجْنَا وَكَانَ ابْنُ السَّمْعَانِيِّ يُكْرِمُهُ. وَقَدْ أَجَازَ لِي أَبُوهُ مَكِّيٌّ جَمِيعَ رِوَايَاتِهِ وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ. الحديث: 926 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 930 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُنِيرِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَرَّانِيَّ بِقِرْمِيسِينَ يَقُولُ سَمِعت جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيَّ بِبَغْدَادَ يَقُولُ (إِنْ كُنْتَ تَخْشَى مِنْ نَدَمْ ... فابدأ بِلَا قبل نعم) // الرجز // 931 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الطَّائِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدَانَ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ الْقَاضِي إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَالْحَوْضِيُّ وَابْنُ كَثِيرٍ قَالُوا ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَؤُمُّ الْقَوْمَ أقرأهم لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذَكَرَهُ. 932 - أَبُو الْحَسَنِ السُّلَمِيُّ هَذَا يُعْرَفُ بِالْمَوَازِينِيِّ وَكَانَ كَثِيرَ السَّمَاعَاتِ فِي نُسَخِ غَيْرِهِ وَلَمْ نَرَ عِنْدَهُ جُزْءًا وَمِنْ شُيُوخِهِ ابْنُ سَعْدَانَ وَأَبُو عَلِيٍّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ ابْنَا أَبِي نَصْرٍ وَابْنُ سُلْوَانَ وَرَشَا وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ وَآخَرُونَ وَأَسَانِيدُهُ وَشُيُوخُهُ شُيُوخُ أَبِي طَاهِرٍ الْحِنَّائِيِّ وَأكْثر مَا سمعاه سَمِعَاهُ مَعًا وَكَانَ حَسَنَ الْأَخْلَاقِ مَرْضِيَّ الطَّرِيقَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 933 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ سَلَامَةَ الْهُذَلِيُّ اللُّغَوِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّوْاذَكِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ تَمِيمٍ الْحُصَرِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْقَيْرَوَانِ الحديث: 930 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 (قَالُوا اطَّرِحْ أَبَدًا كَافَ الْخِطَابِ فَفِي ... خَطِّ الْكِتَابِ بهَا حَطٌّ مِنَ الرَّتَبِ) (فَقُلْتُ مَنْ كَانَ فِي نَفْسِي تَصَوُّرُهُ ... فَكَيْفَ أُنْزِلُهُ فِي منزل الْغَيْب) // الْبَسِيط // 934 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ عَيْذُونَ الْهُذَلِيُّ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعمِائَة يَوْمَ عِيدِ النَّحْرِ بِتُونِسَ وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي أَوَاخِرِ ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَةِ حَافِظًا لَهَا حَتَّى إِنَّهُ لَوْ قِيلَ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ أَلْغَى مِنْهُ لَمَا اسْتُبْعِدَ وَكَانَتْ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى نَظْمِ الشِّعْرِ وَلَهُ إِلَيَّ قَصَائِدُ وَقَدْ أَجَبْتُهُ عَنْهَا وَمِنْ جُمْلَةِ شِعْرِهِ قَصِيدَةٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الْمُرْتَدِّ الْبَغْدَادِيِّ لَعَنَهُ اللَّهُ فِيهَا أَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ عَلَى قَافِيَةٍ وَاحِدَةٍ وَعِنْدِي عَنْهُ فَوَائِدُ أَدَبِيَّةٌ. وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْبَرِّ الْغَوْثِيَّ اللُّغَوِيَّ بِمَدِينَةِ مَازَرَ مِنْ جَزِيرَةِ صَقَلِّيَةَ وَكُنْتُ عَلَيَّ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْهِ لِمَا اشْتُهِرَ مِنْ فَضْلِهِ وَتَبَحُّرِهِ فِي اللُّغَةِ فَاتَّصَلَ بِابْنِ مَتْكُودَ صَاحِبِ الْبَلَدِ أَنَّهُ يَشْرَبُ وَكَانَ يُكْرِمُهُ فَشَقَّ عَلَيْهِ وَصَارَ يَكْرَهُهُ وَأَنْفَذَ إِلَيْهِ وَقَالَ الْمَدِينَةُ أَكْبَرُ وَالشَّرَابُ بِهَا أَكْثَرُ. فَأَحْوَجَتْهُ الضَّرُورَةُ إِلَى الْخُرُوجِ مِنْهَا وَلَمْ أَقْرَأْ عَلَيْهِ شَيْئًا. وَأَمَّا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْأَزْدِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ فَقَدْ رَأَيْتُهُ أَيْضًا بِمَازَرَ وَأَنْشَدَنِي شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ وَلَمْ أَرَ قَطُّ أَحْفَظَ لِلْعَرَبِيَّةِ وَاللُّغَةِ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْقَطَّاعِ الصَّقَلِّيِّ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيرًا. 935 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْجَابِ الْكَرَجِيُّ بِالْكَرَجِ أَنَا أَبُو الصَّفَاءِ ثَامِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَامَرْدَانَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَبْدِيُّ الْأصْبَهَانِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحديث: 934 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ. 936 - قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ الدَّمَرَاوِيُّ اللَّخْمِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّقَلِّيِّ الْعَرُوضِيِّ النَّحْوَ فَعَمِلْتُ أَبْيَاتًا وَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ فَأَضَافَ إِلَيْهَا بَيْتًا وَاحِدًا فَالَّتِي لِي (قَالَتْ سُعَادُ وَقَدْ جَدَّ الْوَدَاعُ بِنَا ... وَدَمْعُهَا وَاكِفٌ يَنْهَلُّ كَالْبَرَدِ) (كَمْ مِنْ شُجَاعٍ بِلَا سَيْفٍ وَلَا تُرْسٍ ... وَمِنْ جَبَانٍ بِآلَاتٍ مِنَ الْعُدَدِ) (وَمِنْ كَرِيمٍ بِلَا مَالٍ يَجُودُ بِهِ ... وَمِنْ لَئِيمٍ كَثِيرِ الْمَالِ وَالصَّفَدِ) (جَادَ الزَّمَانُ عَلَى هَذَا وَضَنَّ عَلَى ... هَذَا فَأَصْبَحَ لَا يَخْلُو من الكمد) // الْبَسِيط // وَالَّذِي لَهُ (إِنَّ الْأُمُورَ عَلَى الْأَقْدَارِ جَارِيَةٌ ... وَكُلُّ ذِي أَمَلٍ يَسْعَى إِلَى أَمَدِ) 937 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ جَارِي بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ كَثِيرَ الْحِفْظِ لِشِعْرِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَمَنْ صَحِبَهُمْ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ الْمُطَرِّزُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ وَابْنُ مكْنَسَةَ وَكَابْنِ حَالِسَةَ الْمُقَرِّبِ بْنِ مَاضِي الْقُرِّيِّ أَمِيرِ الْوَاحَاتِ وَحَكَى لِي مَنْ كَرَمِهِ وَهِبَاتِهِ مَا يُسْتَعْظَمُ. وَلِعَلِيٍّ مُقَطَّعَاتٌ جَيِّدَةٌ وَمِمَّا أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ الدَّمَرَاوِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ لِنَفْسِهِ (هَلْ لِلشَّبَابِ مِنَ الْمَشِيبِ مُجِيرُ ... إِنَّ الْمَشِيبَ عَلَى الشَّبَابِ أَمِيرُ) (عُودُ الشَّبَابِ تَغَيَّرَتْ أَغْصَانُهُ ... وَلَقَدْ عَهِدْتُ الْعُودُ وَهْوَ نَضِيرُ) (نَزَلَ الْمَشِيبُ بِعَارِضَيَّ وَلِمَّتِي ... وَإِلَى الْمَمَاتِ مِنَ الْمَشِيبِ أَصِيرُ) // الْكَامِل // الحديث: 936 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 938 - أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْكِرْمَانِيُّ بِالنِّيلِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَاثِلِيُّ الْعُمَانِيُّ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ (بَيْنَ حُزْوَى فَالْجِزُعِ مِنْ ذِي طُلُوحِ ... فَإِلَى الْخَرْجِ فَاللِّوَى فَالسُّفُوحِ) (أَرْسُمٌ مِنْ دِيَارِ آلِ سُعَادٍ ... قَسَمَ الدَّهْرُ بَيْنَ قَطْرٍ وَرِيحِ) (زَعْزَعَتْهَا هُوجُ الرِّيَاحِ وَمَحَّى ... آيَهَا وَادِقَاتُ كُلِّ دَلُوحِ) (وَقَفَ الركب فِي عراص مغانيها ... عَلَى كُلِّ أَرْحَبِيٍّ طَلِيحِ) (قَدْ عَهِدْنَا بِهَا زَمَانَ التَّصَابِي ... مُثْقَلَاتِ الْأَرْدَافِ هِيفَ الْكُشُوحِ) (يَتَهَادَيْنَ كَالْقَطَا فِي دِهَاسِ الرَّمْلِ ... هَوْنًا فِي نَاعِمِ الْإِضْرِيحِ) (دُونَ أَنْ حُطَّ رَحْلُهَا إِذْ أُنِيخَتْ ... بِفِنَاءِ الْمُلْكِ الْأَجَل النجيح) // الْخَفِيف // 939 - قَاضِي النِّيلِ مَدِينَةٌ بَيْنَ الْحِلَّةِ وَالنُّعْمَانِيَّةِ عَلَى الْفُرَاتِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ. 940 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَيْدٍ الْفَارِسِيُّ الْقُرْطُبِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّانِجِ الْكَاتِبِ بِالأَنْدَلُسِ لِنَفْسِهِ فِي الْحَرْشَفِ (خَتَمَ الرَّبِيعُ الطَّلْقُ حُسْنَ نَبَاتِهِ ... بِالْحَرْشَفِ الْمَكْسُوِّ خُشْنَ مَلَابِسِ) (فَحَكَى النُّهُودَ الْبِيضَ حَفَّ جَمِيعَهَا ... حَدَقُ الْوُشَاةِ مَخَافَة من لامس) // الْكَامِل // 941 - ابْنُ فَيْدٍ هَذَا قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَلَازَمَنِي وَكَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ وَكَانَ يَقُولُ كَتَبْتُ عَنْكَ أَلْفَ وَرَقَةٍ وَسَمِعْتُهَا وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ السِّيرَةُ لِابْنِ هِشَامٍ وَكِتَابُ الْمُجَالَسَةِ لِابْنِ مَرْوَانَ الْمَالِكِيِّ وَكِتَابُ مُشْكِلِ الْقُرْآنِ الحديث: 938 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 لابْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيِّ وَغَيْرِهَا. وَذَكَرَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ مَكَّةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الطَّبَرِيِّ قَاضِيَ الْحَرَمَيْنِ سَمِعَ عَلَيْهِ كِتَابَ السِّيرَةِ وَلَمْ يَزَلْ يَكْتُبُ وَيَسْمَعُ إِلَى وَقْتِ سَفَرِهِ إِلَى وَطَنِهِ. وَكَانَ قَادِرًا عَلَى النَّسْخِ صَحِيحَ الْكِتَابَةِ سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً مِنْ حِكَايَاتٍ وَأَشْعَارٍ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ عَتَّابٍ وَأَبَا بَحْرٍ الْبَلَنْسِيَّ وَأَبَا الْوَلِيدِ بْنَ طَرِيفٍ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ قُرْطُبَةَ. لَهُ أَنَسٌ بِالرَّأْيِ مُضَافًا إِلَى الْحَدِيثِ وَتَوَجَّهَ من عِنْدِي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَرَوَى مَا سَمِعَ وَانْتُفِعَ بِهِ هُنَاكَ. 942 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ فُضَالَةَ الْمُصَلِّي اللَّوَاتِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مكْنَسَةَ الْقُرَشِيُّ لِنَفْسِهِ بِمِصْرَ مِنْ قَصِيدَةٍ (وَعَسْكَرِيٌّ أَبَدًا كُلَّمَا ... تَلْقَاهُ يَلْقَاكَ بِكُلِّ السِّلَاحْ) (حَاجِبُهُ قَوْسٌ وَأَجْفَانُهُ ... نَبْلٌ وَعِطْفَاهُ تَثَنَّى الرِّمَاحْ) (لَا غَرْوَ وَانْظُرْ كَيْفَ أَلْحَاظُهُ ... غَيْرُ صِحَاحٍ قَاتِلَاتُ الصِّحَاح) // السَّرِيع // 943 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْأَزْهَرِ عَلِيُّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْكَتَّانِيُّ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ صَدَقَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْوُقُوفِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْنَانَ الْمُؤَدِّبُ إِمْلَاءً ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُوسَى بْنِ حَبِيبٍ الْقَنَّادُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالَوَيْهِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ ثَنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ ثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ الْحَنَفِيُّ أَنا عقيل بْنُ قَيْسٍ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ وَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ. 944 - أَبُو الْأَزْهَرِ هَذَا مِنْ أَعْيَان أهل وَاسِط سَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا الْكَرَمِ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ فَقَالَ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الدَّامَغَانِيَّ قَاضِيَ بَغْدَادَ وَأَبَا الْحَسَنِ كَاتِبَ الْوَقْفِ الحديث: 942 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 بواسط وَحضر مَعنا كَثِيرًا مَجَالِسَ أَبِي الْمُفَضَّلِ الْأَزْدِيِّ وَشهد عِنْد أَبِي الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ القَاضِي وَولي الْحِسْبَة وَهُوَ الْيَوْمَ أَحَدُ رُؤَسَاءِ الْبَلْدَةِ وَأَعْيَانِهَا وَذَوي الْيَسَارِ فِيهَا. 945 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ. 946 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْجَلِيلِ الْقُرَشِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْأَسَدِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَعْبٍ الْكِلَابِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ أمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْتَرِكَ فِي الْهَدْيِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ. 947 - أَخْرَجَ حَدِيثَهُ إِلَيَّ أُبَيٌّ الْحَافِظُ. 948 - أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ الْأَجَلُّ عَيْنُ الدَّوْلَةِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّيْدَاوِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْبُوَيْنِ الْمَعَرِّيُّ لِنَفْسِهِ (وَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْجُو اللَّئِيمَ سَجِيَّةً ... وَيَأْمُلُ رِيًّا مِنْهُ وَهْوَ سَرَابُ) (وَيَعْقِدُ كَفَّيْهِ عَلَى وُدِّ غَادِرٍ ... أَلَا إِنَّ عُمْرَانَ الْعَدُوِّ خَرَابُ) // الطَّوِيل // 949 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ خُرَاسَانَ الطَّرَابُلُسِيُّ لِنَفْسِهِ بِصَيْدَا (رَهَنْتُكَ يَا قَلْبِي عَلَى غَمْضِ سَاعَةٍ ... فَرَدَّكَ مَنْ أَهْوَى وَشَحَّ عَلَى غَمْضِ) الحديث: 945 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 (إِذَا كُنْتَ قَلْبِي ثُمَّ أَزْمَعْتَ هِجْرَةً ... فَمَا أَنْتَ لِي يَا قَلْبِ بِالصَّاحِبِ الْمَرْضِي) (وَلَكِنَّهُ قَلْبٌ تَعَرَّضَ لِلْهَوَى ... وَلَا شَكَّ أَنِّي فِي جِنَايَته أَقْْضِي) // الطَّوِيل // 950 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ كَتَبَ الْأَمِيرُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُنْقِذٍ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ مِصْرَ (أَحْبَابَنَا لَوْ لَقِيتُمْ فِي مُقَامِكُمُ ... مِنَ الْكَآبَةِ مَا لَاقَيْتُ فِي ظَعَنِي) (لَأَصْبَحَ الْبَحْرُ مِنْ أَنْفَاسِكُمْ يَبَسًا ... كَالْبَرِّ مِنْ أدمعي ينشق بالسفن) // الْبَسِيط // فَعَمِلَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ خُرَاسَانَ الطرابلسي وأنشدنا بصيدا (أأحبابنا مَالِي وَلِلدَّهْرِ كُلَّمَا ... أَرَدْتُ دُنُوَّ الدَّارِ أَبْعَدَنِي الدَّهْرُ) (فَقَرَّبَ مِنِّي الدَّهْرُ مَنْ لَا أَوَدُّهُ ... وَيَنْأَى بِمَنْ أَهْوَى وَقَدْ أَمْكَنَ الْأَمْرُ) (وَيُحْدِثُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ أَصَادِقًا ... معادية أخلاقها حلوها مر) // الطَّوِيل // 951 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ الْآمُلِيُّ بِهَمَذَانَ قَالَ أَنْشَدَنِي وَالِدِي بِآمُلِ طَبَرِسْتَانَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ بَابِكَ الشَّاعِرُ لِنَفْسِهِ (إِذَا مَا أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ ... وَلَمْ تَدْفَعْ وَلَمْ تَشْفَعْ) (وَنُوجِيتَ فَلَمْ تُصْغِ ... وَنُودِيتَ فَلَمْ تَسْمَعْ) الحديث: 950 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 (وَلَجْلَجْتَ كَمَا لَجْلَجَ ... تَحْتَ الطُّحْلُبِ الضِّفْدَعْ) (فَإِهْدَاءُ الْقَوَافِي لَكَ ... كَالْمُشْطِ إِلَى الْأَقْرَعْ) (فَإِنْ مَاثَلْتَنَا وُدًّا ... صَنَعْنَا مِثْلَ مَا تَصْنَعْ) (وَإِنْ رَاجَعَكَ التِّيهُ ... فَفِيمَا قَدْ جَرَى مقنع) // الهزج // 952 - ابْنُ سَيْفٍ هَذَا ذَكَرَ لِي بِهَمَذَانَ أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعمِائَة وَقَدْ كَانَ مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ فَصِيحَ اللِّسَانِ وَلَهُ نَظْمٌ وَنَثْرٌ فَائِقٌ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ وَكُنْتُ قَدْ رَأَيْتُهُ بِأصْبَهَانَ قَبْلَ أَنْ رَأَيْتُهُ بِهَمَذَانَ وَكَانَ يَقُولُ لِي قَدْ سَمِعت الْحَدِيثَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ الصَّابُونِيِّ وَغَيْرِهِ بِنَيْسَابُورَ. وَطَالَبْتُهُ مُدَّةً فَلَمْ يُخْرِجْ لِي شَيْئا. وسمعته بهمذان يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَزُّوَيْهِ الشِّيرَازِيَّ بِالرَّيِّ يَقُولُ لَا تَمَلُّوا مُحَيَّا الطَّاعِنِينَ فِي السِّنِّ فَإِنَّ فِي جَبِينِهِمْ آثَارَ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 953 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ الثَّقَفِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي قِرْبَةَ الْعِجْلِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السُّرِّيِّ الْبَكَّائِيُّ ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْبَيْتَ فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ وَلَمْ يُصَلِّ. 954 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا مِنْ رُؤَسَاءِ الْكُوفَةِ وَسمعت عَلَيْهِ بِهَا وَعَلَى أَخَوَيْنِ لَهُ أَيْضًا وَعَلَى أَخِيهِمْ أَبِي الْحُسَيْنِ قَاضِي بَلَدِهِ بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ قَبْلَ دُخُولِي الْكُوفَةَ وَكَانَ أَكْبَرَهُمْ سِنًّا وَأَعْلَاهُمْ إِسْنَادًا وَعَلَى وَلَدَيْنِ لَهُ وَهُمْ حَنِيفِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. الحديث: 952 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 955 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْكَاتِبُ الْمَنْعُوتُ بِالْكَافِي لِنَفْسِهِ بِسُهْرَوَرْدَ (مَضَى قَبْلَنَا قَوْمٌ رَعَيْنَا زُرُوعَهُمْ ... وَيَرْعَى أُنَاسٌ زَرْعَنَا بَعْدَمَا نَمْضِي) (مَتَى مَا تَأَمَّلْنَا حَقِيقَةَ حَالِنَا ... رَأَيْنَا كَأَنَّ الْبَعْض يعْمل للْبَعْض) // الطَّوِيل // 956 - الْكَافِي هَذَا مِنْ مَشْهُورِي كُتَّابِ الْجَبَلِ جَلِيلُ الْقَدْرِ وَالْمَذْكُورِينَ بِالْإِجَادَةِ فِي صِنَاعَتَيِ النَّظْمِ وَالنَّثْرِ 957 - أخبرنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُفَضِّضُ بِشَرْوَانَ أَنَا أَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الصَّقْرِ الشَّرْوَانِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ السُّرِّيِّ الْهَمَذَانِيُّ إِمْلَاءً أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ آذِينَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خَرْزَدَاذَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ كَنَّا نُسَمِّي لَيْلَةَ الْأَضْحَى لَيْلَةَ الْعَابِدِينَ 958 - عَلِيٌّ اللُّجَيْنِيُّ هَذَا كَانَ شَيْخًا مُسِنًّا مَشْهُورًا بِمُدُنِ شَرْوَانَ وَمَا يَقْرُبُ مِنْهَا حَسَنَ الْوَعْظِ إِذَا وَعَظَ وَلَهُ حُرْمَةٌ فِي الْيَزِيدِيَّةِ دَارِ الْمَمْلَكَةِ بِشَرْوَانَ الْمَعْرُوفَةِ بِشَمَاخَى وَانْتَخَبْتُ مِنْ أَجْزَائِهِ جُزْءًا هُوَ فِي جُمْلَةِ الْكُتُبِ الَّتِي فِي ثَغْرِ سَلَمَاسَ وَلَمْ أَجِدِ الْآنَ عِنْدَ تَخْرِيجِي هَذَا الْكِتَابَ فِي تَعَالِيقِي سِوَى هَذَا الَّذِي أَوْرَدْتُهُ عَنْهُ وَقَدْ جَمَعَ أَخْبَارَ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَلَّاجِ وَرَوَاهَا لَنَا عَنْهُ بِبَغْدَادَ أَحَدُ مَنْ سَمِعَهَا عَلَيْهِ ثُمَّ قَرَأْتُهَا أَنَا عَلَيْهِ بِشَرْوَانَ عِنْدَ اجْتِمَاعِي بِهِ وَكُلُّهَا مَوْضُوعَاتٌ عَنْ رُوَاةٍ مَجَاهِيلَ وَفِي الْجُمْلَةِ غَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ وَكُنْتُ قَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ الرُّمَّانِيَّ الْفَقِيهَ الطَّبَرِيَّ قَطِينَ الْيَزِيدِيَّةِ يَقُولُ قَالَ أَبُو حَامِدٍ الأسفرائيني مَا قُمْتُ قَطُّ مِنْ مَجْلِسِ النَّظَرِ فَنَدِمْتُ عَلَى مَعْنَى يُذْكَرُ لَمْ أَذْكُرْهُ الحديث: 955 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 959 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامَةَ الرَّوْحَانِيُّ الْمُقْرِئُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمِصْرِيُّ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ التُّجِيبِيُّ أَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْمَدِينِيُّ ثَنَا أَبُو مُوسَى يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ 960 - أَبُو الْحَسَنِ الرَّحْبِيُّ كَانَ مَوْصُوفًا بِحُسْنِ الْقِرَاءَةِ وَجَوْدَةِ الْمَعْرِفَةِ بِوُجُوهِ الْقِرَاءَاتِ وَصَحِبَ الْمُتَصَوِّفَةَ وَجَالَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ وَزِيَارَاتِ الْمَشَائِخِ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ مِصْرَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا وَفِي شُيُوخِهِ كَثْرَةٌ وَلَمْ يَزَلْ يَسْمَعُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى شُيُوخِ مِصْرَ أَبِي صَادِقٍ وَغَيْرِهِ كَثِيرًا وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَلَامَةَ الرَّبَعِيُّ الرَّيْحَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمُقْرِئِ الرَّحْبِيُّ وَرَوَحَا مِنْ قُرَى الرَّحْبَةِ رَحْبَةِ مَالِكِ بْنِ طَوْقٍ بِالشَّامِ وَقَدْ سَمِعَ قَدِيمًا أَبَا مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيَّ وَأَقْرَانَهُ بِبَغْدَادَ وَأَبَا الْحَسَنِ الْخِلَعِيَّ فَمَنْ بَعْدَهُ بِمِصْرَ وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ وَالْقُدْسِ وَتِنِّيسَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُدُنِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ وَيَحْيَى السِّبْيِيِّ وَعَلَى شَيْخِنَا أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَأَبِي طَاهِرِ بْنِ سَوَّارٍ بِبَغْدَادَ وَكَذَلِكَ سَمِعَ بِهَا مِنْ نَفَرٍ أَدْرَكْنَاهُمْ كَابْنِ الْبَطِرِ وَالْبُسْرِيِّ وَحَمَلَ إِلَيَّ أَجْزَاءَهُ فَانْتَخَبْتُ مِنْهَا فَوَائِدَ وَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ وَكَانَ إِذَا حَضَرَ مَعِي مَجْلِسَ أَبِي صَادِقٍ فِي جَامِعِ عَمْرٍو يَقْرَأُ بَعْدَ فَرَاغِي آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ فِي جُمْلَةِ مَنْ يَقْرَأُ مِنَ الْقُرَّاءِ وَكَانَ حَسَنَ التِّلَاوَةِ وَرَأَيْتُ عِنْدَهُ جُزَيَّاتٍ بِخَطِّ نَفَرٍ مِنَ الْحُفَّاظِ سَمِعَهَا عَلَيْهِمْ كَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْخَاضِبَةِ وَمَكِّيٍّ الرُّمَيْلِيِّ وَخَرَّجَ لَهُ ابْنُ سُكَّرَةَ مِنْ مَسْمُوعَاتِهِ بِمِصْرَ فَوَائِدَ وَابْنُ سُكَّرَةَ هَذَا أَنْدَلُسِيٌّ حَافِظٌ ثِقَةٌ 961 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ شَهْرَ أَشوبَ النَّيْسَابُورِيَّ بِالرَّيِّ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ وَسُئِلَ عَنْ قَوْله تَعَالَى {يَوْم ندعوا كل أنَاس بإمامهم} الحديث: 959 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 فَذَكَرَ فِيهِ أَقْوَالًا ثُمَّ قَالَ وَقَدْ قِيلَ بِأُمَّهَاتِهِمْ كَيْ لَا يَفْتَضِحُ مَنْ فِي نَسَبِهِ خَلَلٌ 962 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَيْرَانَ الْحَنَفِيُّ الْمُقْرِئُ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْغَنْدَجَانِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْزَةَ الْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الطَّاحُونِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا مُوسَى بْنُ طَارِقٍ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ وَقَفَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ بِمِنًى لِلْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ وَذَلِكَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ 963 - مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ أَبُو حُمَّةَ الزَّبِيدِيُّ وَمُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ يَمَنِيٌّ أَيْضًا ابْنُ شَيْرَانَ هَذَا كَانَ مُقَدَّمُ الْمُصَدَّرِينَ فِي جَامِعِ وَاسِطٍ لِلْإِقْرَاءِ وَقَالَ لِي قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُقْرِئِ الْمَعْرُوفِ بِغُلَامِ الْهَرَّاسِ بِثَلَاثِينَ رِوَايَةً الْقِرَاءَاتِ الْعَشْرَ وَخَطُّهُ عِنْدِي وَسمعت الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْغَنْدَجَانِيِّ وَأبي الْحسن بن مخلد الْأَزْدِيّ وَأبي غَالب بن بَشرَان وَأبي نعيم بن الجماري وَأَبِي عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَمَارِيٍّ وَأَبِي الْمَعَالِي بْنِ شَانِدَةَ الْأصْبَهَانِيِّ وَابْنِ خِصِّيَةَ وَغَيْرِهِمْ وَقَرَأْنَا نَحْنُ عَلَيْهِ عَنِ الْغَنْدَجَانِيِّ وَذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَسَأَلْتُ عَنْهُ خَمِيسَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ فَقَالَ قَدْ سَمِعَ مَعَنَا من أبي نعيم بن أَخِي سُكَّرَةَ وَأَبِي الْحَسَنِ الْمَغَازِلِيِّ وَسَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْغَنْدَجَانِيَّ وَغَيْرَهُ وَقَرَأَ عَلَى غُلَامِ الْهَرَّاسِ الْعَشْرَةَ وَخَطُّهُ مَعَهُ بِهَا وَهُوَ الْآنَ مُتَصَدَّرٌ بِالْجَامِعِ لِلْإِقْرَاءِ وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِفِقْهِ أَبِي حَنِيفَةَ 964 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَسْنُونٍ الْكِنَانِيَّ الصَّقَلِّيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ عَتِيقَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ السَّمَنْطَارِيَّ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا قَوِيَ ذَوْقَهْ الْإِفْرِنْجِيُّ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَهْلِهَا قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ الحديث: 962 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 قَضَيْتَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِمَا قَضَيْتَ فَإِنْ تَمَّتْ وِلَايَتُهُ فَسَخِّرْهُ لَهُمْ فَلَمَّا مَلَكَهَا صَارَ عَلَيْهِمْ أَحَنَّ مِنَ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ 965 - ابْنُ حُسْنُونٍ هَذَا كَانَ شَيْخًا صَالِحًا يُعَبِّرُ الْمَنَامَاتِ وَمَوْلِدُهُ فِيمَا ذُكِرَ لي سنة وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَرَأَى فُقَهَاءَهَا وَصَحِبَهُمْ وَكَذَا الْعُبَّادَ بِالْمُنَسْتِيرِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت ابْنَ شَغْلَانَ قَاضِيَ الْمَهْدِيَّةِ يَقُولُ مَلَأْتُ قِرَبَ الْمَاءِ فِي طَرِيقِ غَانَةَ مِنْ بِئْرٍ طُولُهَا خَمْسُونَ وَمِائَةُ قَامَةٍ قَالَ ابْنُ شَغْلَانَ وَهَذَا مِنْ أَعْجَبِ مَا رَأَيْتُ فِي عُمْرِي 966 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَيَّادِ بْنِ يُوسُفَ الْعُثْمَانِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ كَانَتْ فِي دَارِ بَنِي الْأَبْرُقِيِّ عَجُوزٌ رُومِيَّةٌ نَصْرَانِيَّةٌ تَذْهَبُ كُلَّ أَحَدٍ إِلَى الْبِيعَةِ وَأَبْغَضُ مَنْ إِلَيْهَا الَّذِي يُعَرِضُ لَهَا بِالدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ وَكَانَتْ مُجْتَهِدَةً فِي النَّصْرَانِيَّةِ عِدَّةَ سِنِينَ فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ قَالَتْ لِمَوَالِيهَا احْضِرُوا لِيَ الْجِيرَانَ فَأَحْضَرُوا نَفَرًا مِنْهُمْ فَأَشْهَدَتْهُمْ عَلَى إِسْلَامِهَا وَتَشَهَّدَتْ وَمَاتَتْ عُقَيْبَ ذَلِكَ فَجَاءَ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهَا فِي مَقَابِرِهِمْ فَشَهِدَ الْمُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهَا فَغُسِّلَتْ وَكُفِّنَتْ وَصُلِّيَ عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ تَرْكَعْ لِلَّهِ قَطُّ رَكْعَةً وَاحِدَةً 967 - ابْنُ عَيَّادٍ هَذَا يُعْرَفُ بِالشَّرِيفِ الذَّنَبِ وَكَانَ مِنَ الْوُكَلَاءِ عَلَى بَابِ الْحَكَمِ وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّادِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ هِشَامٍ الدِّيبَاجِيُّ مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَيُذْكَرُ الذَّنَبُ مَعَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ 968 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ صَدَقَةَ الْعَرَفِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت جَدِّي لِأُمِّي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَضْلُونَ يَقُولُ لَا تَسْتَغِشُّوا اللَّهَ الحديث: 965 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 تَعَالَى فِيمَا أَرَادَ بِكُمْ فَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ قَدَّرَهُ عَلَيْكُمْ إِلَّا وَلَكُمْ فِيهِ الْخِبْرَةُ وَإِنْ لَمْ يَظْهَرْ لَكُمْ 969 - ابْنُ عَرَفَةَ هَذَا كَانَ مُتَفَقِّهًا وَأَدْرَكَتْهُ الْمَنِيَّةُ قَبْلَ بُلُوغِهِ الْأُمْنِيَّةَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَيُذْكَرُ مَعَ الْعِرْقِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَرَفَاتٍ وَقَدْ أَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِهِ وَقَالَ جَدِّي مِنْ أَبِي حِجَازِيٍّ وَجَدِّي مِنْ أُمِّي مِنْ بَنِي مَمِّ الْأُمَرَاءِ بِبِلَادِ الْفُرْسِ 970 - أخبرنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الطَّبَرِيُّ الْوَاعِظُ الْمَعْرُوفُ بِالْعَيَّارِ بِمَرَنْدَ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِيُّ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَشْعَثَ الْقُرَشِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُزَيْمٍ ثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا قَبِيصَةُ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ {وواعدنا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة} قَالَ ذُو الْقَعْدَةِ {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} قَالَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ 971 - عَلِيٌّ هَذَا الْمَعْرُوفُ بِالْعَيَّارِ طَبَرِيُّ الْأَصْلِ خُرَاسَانِيُّ الْمَوْلِدِ وَالْمَنْشَأِ رَوَى لَنَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ نَيْسَابُورَ أَعْلَى مِنَ الشَّحَّامِيِّ وَمَا انْتَخَبْتُهُ مِنْ سَمَاعَاتِهِ وَأَجْزَائِهِ فَبِسَلَمَاسَ فِي الْمُحَصَّلِ مِنْ سَمَاعَاتِ أَذْرَبِيجَانَ وَأَرَانِيَةَ وَأَرْمِينِيَا وَشَرْوَانَ وَبَابِ الْأَبْوَابِ وَلَمْ أَجِدْ عِنْدِي الْآنَ سِوَى مَا أوردته هَهُنَا فِي جُمْلَةِ التَّعَالِيقِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ 972 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الرَّطَابِ الْمُقْرِئُ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السُّرِّيِّ الْبَكَّائِيُّ ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْوَادِعِيُّ الحديث: 969 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَا ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَنَى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ 973 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ خمس وَأَرْبَعمِائَة وَقَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الرَّعَّاسِ الْمُقْرِئِ أَيْضًا 974 - حَدثنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ فَلاحٍ الْخَرَّاطُ الْبَلَنْسِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْغِيُّ الْفَقِيهُ بِالْأَنْدَلُسِ بِخَطِّهِ وَقَرَأَهُ عَلَيَّ وَيَكْتُبُ عَلَى مَوَازِينِ الصَّلَاةِ (وَمَعْرِفَةُ الْأَوْقَاتِ فَرْضٌ مُعَيَّنٌ ... عَلَى عُقَلَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُؤَكَّدُ) (أَتَى ذَاكَ فِي الْقُرْآنِ يَا صَاحِ مُجْمَلًا ... وَفَسَّرَهُ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ أَحْمَدُ) (فَمَهْمَا رَأَيْتَ الظِّلَّ قَدْ زَادَ فَيْئُهُ ... فَصَلِّ صَلَاةَ الظُّهْرِ إِذْ ذَاكَ تَسْعَدُ) (وَزِدْ قَامَةً بَعْدَ الزَّوَالِ فَإِنَّهُ ... أَوَانُ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَقْتٌ مُحدَّدُ) (وَآخِرُ وَقْتِ الْعَصْرِ مِنْ بَعْدِ قَامَةٍ ... إِلَى الْقَامَةِ الْأُولَى تُضَافُ وَتُرْصَدُ) (وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ بِالْوَقْتِ جَاهِلًا ... وَلَمْ يَكُ ذَا عِلْمٍ بِمَا يتعبد) // الطَّوِيل // 975 - ابْنُ فَلاحٍ مَعْرُوفٌ بِصَلَاحٍ كَتَبَ ابْنُ وَضَّاحٍ فِي مَعْنَاهُ إِلَيَّ كِتَابًا مِنَ الْمَرِيَّةِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ عِنْدَ تَوَجُّهِهِ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِلْحَجِّ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ رَحِمَهُ اللَّهُ 976 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ بْنِ السَّرُوجِيِّ التَّاجِرَ بِالثَّغْرِ يَقُولُ تُوُفِّيَ عَفَّانُ بْنُ غَالِبٍ الْأَزْدِيُّ فِي أَوَائِلِ شهور سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة بِسَوَاكِنَ وَهُوَ رَاجِعٌ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى دِيَارِ مِصْرَ الحديث: 973 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 977 - وَعَفَّانُ هَذَا الَّذِي حَدثنِي ابْنُ السَّرُوجِيِّ بِمَوْتِهِ رَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى شُيُوخٍ ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَسَمِعَ عَلَيَّ شَيْئًا وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ وَكَانَ مَائِلًا إِلَى عِلْمِ الْكَلَامِ عَلَى مَذْهَبِ الْأَشْعَرِيِّ وَيُذْكَرُ بِالْمَعْرِفَةِ فِي ذَلِكَ 978 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ الْفَارِقِيَّ بِثَغْرِ آمِدَ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ الْحَافِظَ وَقْتَ دُخُولِي هَرَاةَ وَأَنَا شَابٌّ وَكَانَ إِذَا تَعَسَّرَ عَلَيَّ أَمْرٌ حَلَّفْتُ النَّاسَ بِحَيَاتِهِ وَبِرَأْسِهِ وَكَانُوا يَقْضُونَ حَاجَتِي لِعِظَمِ قَبُولِهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَحُسْنِ اعْتِقَادِهِمْ فِيهِ 979 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا فَارِقِيٌّ كَانَ يَسْكُنُ آمِدَ وَحِينَ حَكَى هَذِهِ الْحِكَايَةَ كَانَ الْفَقِيهُ الْهَتَّاخِيُّ حَاضِرًا فَأَثْنَى عَلَيْهِ جَمِيلًا 980 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْبٍ الْبَهْرَانِيُّ الْحِمْصِيُّ حِمْصُ الْأَنْدَلُسِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِنْتِ أَبِي مُحَمَّدٍ الشقراطسي بقصطيلية أَنْشَدَنِي جَدِّي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْفَقِيهُ لِنَفْسِهِ يُعَاتِبُ (حَلَلْتُ مِنْكَ بِرَبْعٍ عَامِرٍ خَالِ ... وَأُبْتُ عَنْكَ بِحَالٍ عَاطِلٍ حَالِ) (وَبِتُّ فِيكَ كَئِيبًا سَاهِرًا أَرِقًا ... مُقَلِّبًا فِيكَ طَرْفَ الْمُغْرَمِ السَّالِي) (مَاذَا التَّلَوُّنُ طَوْرًا أَنْتَ مُجْتَهِدًا ... تَسْعَى عَلَيَّ وَطَوْرًا أَنْتَ تَسْعَى لِي) (ابْرُزْ إِلَيَّ بِوَجْهٍ غَيْرَ مُلْتَثِمٍ ... وَانْظُرْ إِلَيَّ بِطَرْفٍ غَيْرِ مُغْتَالِ) (فَشَكَّتِ السُّمْرُ قَلْبِي فِي جَوَانِحِهِ ... إِنْ لَمْ أوازنك مِثْقَالا بمثقال) // الْبَسِيط // 981 - أَبُو الْحَسَنِ الْبَهْرَانِيُّ هَذَا مِنْ أَفْصَحِ مَنْ يُرَى وَأَكْثَرُهُمْ حِفْظًا لِلأَخْبَارِ وَالْأَشْعَارِ وَأَحْسَنُهُمْ إِيرَادًا قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ كَثِيرَةً يُغْتَبَطُ بِهَا وَخَرَجَ إِلَى الْمَشْرِقِ وَانْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُهُ وَكَانَ يَوْمًا حَاضِرًا عِنْدِي الحديث: 977 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 فَأَجْرَى جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذِكْرَ الْكَلَامِ وَقِيلَ لَهُ هَلْ قَرَأْتَ مِنْهُ شَيْئًا فَقَالَ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدْنِي أَعَافُهُ 982 - سَمِعت ابا الْحسن عَليّ بن حمد بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبَ الْقَصْرِيَّ بِدِمَشْقَ يَقُولُ قَالَ لِي الْكِيَا عَلَى الرَّازِيِّ بِحَلَبَ كَانَ لِأَبِي غَانِمٍ القصري أَرْبَعمِائَة غُلَامٍ يَرْكَبُونَ بِرُكُوبِهِ قَالَ وَكَانَ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ لَيْلًا فَيَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِ شَمْعٌ مَعْمُولٌ مِنَ الْعَنْبَرِ وَالْعُودِ وَأَنْوَاعِ الطِّيبِ إِلَى أَنْ يَخْرُجَ وَلَمْ يُحْكَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْوُزَرَاءِ مَا حُكِيَ عَنْهُ مِنَ التَّنَعُّمِ وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِقَصْرِ كِنْكَوِرَ وَلَهُ تَرَسُّلٌ فَائِقٌ وَشِعْرٌ فِي غَايَةِ الْجَوْدَةِ هَذَا مَا حَكَاهُ لِي عَلِيُّ بْنُ حَمَدٍ 983 - وَقَدْ أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو طَاهِرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الجزباذقاني بِهَا قَالَ أَنْشَدَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلَامَةَ الْأَدِيبُ قَالَ أَنْشَدَنَا الْوَزِيرُ أَبُو غَانِمٍ مَعْرُوفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْقَصْرِيُّ لِنَفْسِهِ (نَحْنُ نَخْشَى الْإِلَهَ فِي كُلِّ كَرْبٍ ... ثُمَّ نَنْسَاهُ عِنْدَ كَشْفِ الْكُرُوبِ) (كَيْفَ نَرْجُو اسْتِجَابَةً لِدُعَاءٍ ... قد سددنا طَرِيقه بِالذنُوبِ) // الْخَفِيف // وَعِنْدِي مُقَطَّعَاتٌ أُخَرُ مِنْ شِعْرِهِ 984 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيٍّ النُّهَاوَنْدِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالْأَشْتَرِيِّ بِهَمَذَانَ يَقُولُ رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَرْجَةَ الْهَرَوِيَّ شَيْخَ الْحَرَمِ بِمَكَّةَ يَتْبَعُ الْخِرَقَ الْمَطْرُوحَةَ فِي الطُّرُقِ وَيَغْسِلُهَا وَيُرَقِّعُ بِهَا مُرَقَّعَتَهُ وَلَمَّا تُوُفِّيَ أُحْضِرْتُ وَاجْتَمَعَ قدر أَرْبَعمِائَة رَجُلٍ مِنَ الصُّوفِيَّةِ فَلَمْ يَتَجَاسَرْ أَحَدٌ عَلَى أَخْذِهَا وَلُبْسِهَا احْتِرَامًا لَهُ فرقعت وَرُدَّتْ إِلَى رِبَاطِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ الحديث: 982 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 985 - الاصفهسلار عَلِيٌّ هَذَا رَأَيْتُهُ بِالْأَشْتَرِ وَبِهَمَذَانَ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِبَغْدَادَ وَسَأَلْتُهُ بِالْأَشْتَرِ سنة خَمْسمِائَة عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ قَدْ نَيَّفْتُ على الثَّمَانِينَ وَولدت هَهُنَا وَأَخَذْتُ الْمُرَقَّعَةَ مِنْ يَدِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ طَاهِرٍ النُّهَاوَنْدِيِّ حَفِيدِ أَبِي الْعَبَّاسِ وَصَحِبْتُ أَخَاهُ أَبَا سَعِيدٍ وَعَلِيَّ بْنَ شَنْبَةَ الْكَرَجِيَّ وَأَخِي الْفَرَجِ الْفُرَيْجَانِيَّ وَالْحَسَنَ بْنَ دَلَّانَ الْأَشْتَرِيَّ وَغَيْرَهُمْ مِنْ مَشَائِخِ قُهُسْتَانَ وَهُوَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ الْمَشْهُورِينَ وَمِمَّنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ فِي وَقْتِهِ فِي مَعْرِفَةِ الْمَنَازِلِ الَّتِي بَيْنَ الْكُوفَةِ وَمَكَّةَ بَلَغَنِي أَنَّ لَهُ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ وَقْفَةً وَلَا يَعْرِفُ أَحَدٌ طَرِيقَ الْبَادِيَةِ مِثْلُهُ وَبِهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ فِي جُمْلَةِ مُسَافِرِي الْحِجَازِ وَمُقَدَّمِيهِمْ وَقَدْ سَافَرَ إِلَى الشَّامِ وَصَحِبَ شُيُوخَهَا وَدَخَلَ خُرَاسَانَ وَوَصَلَ إِلَى غَزْنَةَ 986 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْآمِدِيَّ النَّحْوِيَّ الْفَقِيهَ بِثَغْرِ خِلَاطَ فِي مجْلِس القَاضِي أَبُو مُعَاذٍ يَقُولُ لَمْ يَذْكُرِ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ فِي الْمُهَذَّبِ فِي الْمَذْهَبِ مَسْأَلَةً إِلَّا بَعْدَ أَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَاسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا كَمَا فعل البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح فَلم يُنكر ذَلِك أَبُو معَاذ قَاضِي خلاط وَكَانَ من أجلاء أَصْحَاب أبي إِسْحَاق وأئمة تلامذته 987 - سَمِعت أَبَا الْحسن عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بن سكر الْقَارِي الْمصْرِيّ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْمَجِيدِ بْنَ عَبْدِ الْقَوِيِّ الْمَلِيحِيَّ الْمُقْرِئَ بِمِصْرَ مِنْ ثَمَانِينَ سَنَةً وَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ كَانَتْ تَسْكُنُ بِجِوَارِنَا أَعْرِفُهَا فَقَالَتْ رَأَتِ ابْنَتِي فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ عَيْنَ وَلَدِهَا الْيُمْنَى انْقَلَعَتْ فَقَالَ أَلَهَا وَلَدٌ ذَكَرٌ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ يَرْمَدُ فَمَا جَاءَ الْعِشَاءُ حَتَّى رَمِدَ الصَّبِيُّ الحديث: 985 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 988 - ابْنُ سُكَّرٍ هَذَا مِصْرِيٌّ كَبِيرُ السِّنِّ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ بَلَغَ التِّسْعِينَ وَأَنَّهُ رَأَى ابْنَ هَاشِمٍ وَابْنَ نَفِيسٍ وَالْقَزْوِينِيَّ وَابْنَ فَارِسٍ عَبْدَ الْبَاقِي وَغَيْرَهُمْ بِمِصْرَ وَكَانَ يَحْفَظُ مِنَ الْحِكَايَاتِ كَثِيرًا وَيُحْسِنُ إِيرَادَهَا 989 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقِ بْنِ أَبِي الْخَمَائِرِ الْقَلَعِيَّ يَقُولُ بَلَدُنَا يُقَالُ لَهُ غَيَّاتٌ فَمَنْ يَكُونُ مِنْهَا يُقَالُ لَهُ الْغَيَّاتِيُّ قَالَ وَأَبُو حَفْصٍ فَهُوَ أَخِي وَقَدْ صَحِبْتُ أَبَا الْفَضْلِ بْنَ النَّحْوِيِّ وَكَانَ جَارَنَا يُذْكَرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَعَ رُؤْبَةَ وَابْنِ ذَوْنَةَ الْأَنْدَلُسِيِّ 990 - أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ذَرَّةَ الْمَخْزُومِيُّ الْحِجَازِيُّ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ قَصَدَنِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَبَقِيَ مُدَيْدَةً يَسْمَعُ الدُّرُوسَ الْفِقْهِيَّةَ وَيَسْمَعُ أَجْزَاءً حَدِيثِيَّةً وَكَتَبَهَا وَرَجَعَ إِلَى الْحِجَازِ 991 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْفَرَّاءُ الْمَوْصِلِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْمَيْمُونِ الْعَلَوِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْغَسَّانِيُّ قَالَ أَحْمَدُ أَنَا جَدِّي الْمَيْمُونُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ جَرِيرٍ الْعَسَّالُ ثَنَا عِيسَى بن حَمَّاد زعبه أَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ قُلْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلَا يَقْرُونَا فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُ الحديث: 988 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 992 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا مِنَ ثِقَاتِ الرُّوَاةِ بِمِصْرَ وَأَكْثَرِ شُيُوخِهَا الَّذِينَ كَتَبْنَا بِهَا عَنْهُمْ سَمَاعًا وَمِنْ شُيُوخِهِ الشَّرِيفُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مَكِّيٍّ الْأَزْدِيُّ وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ فَارِسٍ الْمُقْرِئِ وَابْنُ الْمَحَامِلِيِّ وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الرُّوذْبَارِيُّ وَابْنُ كَبَاسٍ الْبَزَّازُ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الضَّرَّابِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّقَّاقُ وَأَبُو الْحَسَنِ الْبَافِيُّ وَأَبُو زَكَرِيَّا الْبُخَارِيُّ وَابْنُ مُهَنَّا التِّكَكِيُّ وَآخَرُونَ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَسَمِعَ بِمَكَّةَ كَرِيمَةَ وَغَيْرَهَا وَبِالْقُدْسِ ابْنَ الْغَرَّاءِ وَبِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَبَا الْعَبَّاسِ الرَّازِيَّ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا سَمِعت عَلَيْهِ كِتَابَ الْمُجَالَسَةِ لِلْمَالِكِيِّ يَرْوِيهِ عَنِ ابْنِ الضَّرَّابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ وَقَدِ انْتَخَبْتُ مِنْ أَجْزَائِهِ زِيَادَةً عَلَى مِائَةِ جُزْءٍ نَفَعَنَا اللَّهُ بِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة فِي أَوَّلِ الْمُحَرَّمِ وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ الله سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ وَطَالَعْتُ أُصُولَ كُتُبِهِ الَّتِي كَتَبَهَا فِي صِغَرِهِ عَنْهُمْ بِخَطِّهِ فَوَجَدْتُهَا أُصُولَ أَهْلِ الصِّدْقِ 993 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الصُّورِيُّ بدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخِلَعِيُّ بِمِصْرَ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ التُّجِيبِيُّ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ بِمَكَّةَ ثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ الضَّرِيرُ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَادٍ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ وَكَانَتْ أُمِّي مَعَ أَزْوَاجِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَنْجَشَةُ كَذَلِكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ 994 - أَبُو طَالِبٍ هَذَا ثِقَةٌ فِي الرِّوَايَةِ وَبَيْتُهُمْ مِنْ أَجَلِّ بَيْتٍ فِي الشَّامِ رِيَاسَةً وَعِلْمًا وَإِكْرَامًا لِمَنْ يَنْزِلُ بِهِمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ سَمِعَ الْخِلَعِيَّ بِمِصْرَ وَابْنَ أَبِي دَاوُدَ وَجَدُّ أَبِيهِ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَرْوِي عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ جُمَيْعٍ وَغَيْرِهِ أخبرنَا عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَصْرٍ الطُّوسِيُّ بِدِمَشْقَ وَالْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عِيَاضٍ فَيَرْوِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَطَاءٍ الرُّوذْبَارِيِّ وَغَيْرِهِ يَرْوِي عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ السَّعْدِيُّ بِمِصْرَ وَآخَرُونَ الحديث: 992 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 995 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ الْمُشَرَّفِ بْنِ الْمُسْلِمِ الْأَنْمَاطِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْمَيْمُونِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ بِمِصْرَ بِقَرَاءَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيِّ وَحَضَرَ الْمَجْلِسَ أَبُو نَصْرٍ بن مَاكُولَا الْبَغْدَادِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ وَآخَرُونَ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ ثَنَا جَدِّي أَبُو الْقَاسِمِ الْمَيْمُونُ بْنُ حَمْزَةَ الشَّرِيفُ إِمْلَاءً بِانْتِقَاءِ عَبْدِ الْغَنِيِّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ جَرِيرٍ الْعَسَّالُ بِخَوْلَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ التُّجِيبِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ 996 - ابْنُ الْمُشَرَّفِ هَذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْمُشَرَّفِ بْنِ الْمُسْلِمِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْمَاطِيُّ مِصْرِيٌّ وَانْتَقَلَ فِي أَيَّامِ الْفِتْنَةِ وَالشِّدَّةِ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ هُوَ وَأَبُوهُ فَتَمَذْهَبَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بَعْدَ حُلُولِهِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ وَكَانَ كَثِيرَ السَّمَاعَاتِ وَالشُّيُوخِ مَشْهُورًا بِالطَّلَبِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وُلِدْتُ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقَدْ أَدْرَكْتُ ابْنَ الْفَارِسِيِّ وَابْنَ الطَّفَّالِ وَأَقْرَانِهِمَا لَكِنِّي لَمْ أُرْزَقِ السَّمَاعَ عَلَيْهِمْ وَقَدْ سَمِعت بَعْدَهُمْ جَمَاعَةً مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَالْوَارِدِينَ إِلَيْهَا وَمِنْ شُيُوخِهِ ابْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ وَابْنُ فَارِسٍ الْمُقْرِئُ وَالرُّوذْبَارِيُّ وَابْنُ كَبَّاسٍ وَابْنُ الضَّرَّابِ وَابْنُ مَكِّيٍّ وَنَصْرٌ الشِّيرَازِيُّ وَأَبُو زَكَرِيَّا الْبُخَارِيُّ وَآخَرُونَ 997 - وَقَدْ سَمِعت عَلَيْهِ كُتُبًا مُصَنَّفَةً لِابْنِ قُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ وَانْتَقَيْتُ مِنْ أُصُولِهِ الَّتِي لَا أَرْتَابُ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ وَوَقَفْتُ فِي جُمْلَةِ أَجْزَائِهِ عَلَى مَا لَا أَرْتَضِيهِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ وَتُوُفِّيَ عَشِيَّةَ يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ سنة ثَمَانِي عشرَة وَخَمْسمِائة وَكُنْتُ قَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ فَوَائِدَ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ الْحَادِيَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ وَكَانَ مُعْتَنِيًا بِاقْتِنَاءِ الْكُتُبِ وَخَلَّفَ مِنْهَا مَا لَمْ يُخَلِّفْ غَيْرُهُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَانْتَقَلَ إِلَيَّ مِنْهَا بِالْبَيْعِ جُمْلَةٌ كَثِيرَةٌ نَفَعَنِي اللَّهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ 998 - أخبرنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُشَرَّفِ بْنِ الْمُسْلِمِ الْأَنْمَاطِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ الْحِمْصِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسْنُونٍ الْمَعَرِّيُّ السَّامِرِيُّ أَنْشَدَنَا الحديث: 995 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيُّ النَّحْوِيُّ فِي كِتَابِ الْأُلْفَاتِ (فَأَحْسِنْ وَأَجْمِلْ فِي أَسِيرِكَ إِنَّهُ ... ضَعِيفٌ وَلَمْ يَأْسِرْ كَإِيَّاكَ آسِرُ) // الطَّوِيل // 999 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ بْنِ الْفَتْحِ السَّلْمِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو نَصْرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلابٍ الْقُرَشِيُّ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ بِصَيْدَا ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الرَّمْلِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً مِنْ حِفْظِهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ الْبَيْتَ يَوْمَ النَّحْرِ وَصَلَّى الظُّهْرَ يَمَنًا 1000 - هُوَ مُكْثِرٌ ثِقَةٌ رَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ طَلَّابٍ وَابْنِ أَبِي الْحَدِيدِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيِّ وَأَقْرَانِهِمْ وَعَلَيْهِ كَانَتْ تَدُورُ الْفَتْوَى بِدِمَشْقَ وَشَيْخُهُ فِي الْفِقْهِ نَصْرُ بْنُ أَبِي حَائِطٍ النَّابُلُسِيُّ 1001 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلَّانَ السَّاوِيُّ بِسَاوَةَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّد بن عرم الْخَفَّافُ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمُ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ وَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ 1002 - يَرْوِي عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ النَّيْسَابُورِيِّ وَأَبِي نَصْرٍ الْهَارُونِيِّ الْجُرْجَانِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلَّانَ بْنِ مُوسَى بْنِ أَسْوَارٍ وَكَانَ وَقُورًا مُشَارًا إِلَيْهِ بِمَدِينَةِ سَاوَةَ بَلَدِهِ 1003 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الحديث: 999 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 الْكُتُبِيَّ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ الْجِيزِيِّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَضْرَمِيَّ الْقَيْرَوَانِيَّ الْعَلَّامَةَ يَقُولُ عِلْمُ أَبِي حَيَّانَ التَّوْحِيدِيِّ أَوْفَى مِنْ كَلَامِهِ وَإِشَارَاتُهُ وَتَصَانِيفُهُ تَدُلُّ عَلَى عِلْمٍ غَزِيرٍ 1004 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ فَهْرَسْتُ أَنَا كُتُبَ أَبِي عَلِيٍّ الْحَضْرَمِيِّ فَبَلَغَتْ ثَلَاثَة آلَاف مُجَلد وَسَبْعمائة وَاثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ مُجَلَّدًا 1005 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَصَّارِيُّ الْقَزْوِينِيُّ بِالرَّيِّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ الْخَبَّازِيُّ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ الْمَخْلَدِيُّ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ثَنِي أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَزَّازُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ قَاعِدًا 1006 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا قَزْوِينِيٌّ اسْتَوْطَنَ الرَّيَّ وَكَانَ مِنْ فُقَهَائِهَا وَكَتَبَ عَنِ الْخَبَّازِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الصَّفَّارِ وَأَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ بِنَيْسَابُورَ وَعَنِ ابْنِ النَّقُّورِ وَغَيْرِهِ بِبَغْدَادَ وَعَلَى ظَهْرِ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ خَطُّ الْقشيرِي بِإِجَازَة لَهُ وَلِغَيْرِهِ مِنَ الْقَزَاوِنَةِ 1007 - أَنْشَدَنِي الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْصَرَ الْأَزْدِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنْشَدَنِي أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مكْنَسَةَ الْقُرَشِيُّ لِنَفْسِهِ (إِذَا ضَاقَ ذَنْبُ الْعَبْدِ عَنْ سَعَةِ الْعُذْرِ ... فَبِالسَّيْفِ عَاقِبْ فَهْوَ أَيْسَرُ مِنْ هَجْرِ) (فَإِنَّ جِرَاحَ السَّيْفِ يَبْرَى عَلَى الْمَدَى ... وَإِنَّ جِرَاحَ الْهَجْرِ يَبْقَى مَعَ الدَّهْرِ) // الطَّوِيل // الحديث: 1004 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 مَنِ اسْمُهُ عَامِرٌ 1008 - سَمِعت أَبَا إِبْرَاهِيمَ عَامِرَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْأَنْصَارِيَّ الْأَنْدَلُسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا مَنْصُورٍ الشِّيرَازِيَّ فِي مَجْلِسِهِ بِالْحَرَمِ الْمُقَدَّسِ يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ لَيْسَ الْعِيدُ لِمَنْ غُرِفَ لَهُ إِنَّمَا الْعِيدُ لِمَنْ غُفِرَ لَهُ 1009 - عَامِرٌ هَذَا رَجُلٌ سِتِّيرٌ وَقَدْ حَجَّ حَجَّاتٍ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ وَدَخَلَ الْعِرَاقَ وَالشَّامَ وَغَيْرَهُمَا فِي طَلَبِ الرِّزْقِ وَالْمَعِيشَةِ وَسَكَنَ بَعْدَ ذَلِكَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا وَكَانَ يُلَازِمُ مَوَاعِيدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَقَدْ سَمِعَ بِبَغْدَادَ شَيْخَنَا أَبَا الْخَطَّابِ بْنَ الْبَطِرِ وَرَأَيْتُ سَمَاعَهُ عَنْهُ وَمَوْلِدُهُ بِالْمَرِيَّةِ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ 1010 - أَنْشَدَنِي الْأَمِيرُ أَبُو سَاكِنٍ عَامِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَسْكَرٍ الْهِلَالِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مِنْ قَصِيدَةٍ (خَلِيلَيَّ قَدْ طَالَ اغْتِرَابِي وَمَلَّنِي ... رِكَابِي مِمَّا سَارَ لَيْلا وَهَجَّرَا) (وَشُتِّتَ شَمْلِي بِالْفِرَاقِ وَبِالنَّوَى ... فَأَصْبَحَ بَعْدَ الصَّفْوِ شُرْبِي مُكَدَّرَا) (وَمَا زَالَ صَرْفُ الدَّهْرِ حَتَّى أَعَارَنِي ... لِثَامَ مَشِيبٍ رَاعَ قَلْبِي وَمِغْفَرَا) (وَخَطَّتْ يَدُ الْأَيَّامِ ثُمَّتَ أَعْرَبَتْ ... بِأَبْيَضِهَا فِي أَسْوَدِ الرَّأْسِ أَسْطُرَا) (فَهِمْتُ بِهَا أَنَّ الْجَدِيدَ إِلَى بِلًى ... وَإِنْ صَحِبَ الدُّنْيَا طَويلا وعمرا) // الطَّوِيل // 1011 - عَامِرٌ هَذَا مِنْ أُمَرَاءِ بَنِي هِلَالٍ بِالْمَغْرِبِ وَمِنْ أَئِمَّةِ الْأَدَبِ وَلَمَّا الحديث: 1008 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 اسْتَوْلَى عَبْدُ الْمُؤْمِنِ عَلَى إِفْرِيقِيَا قَدِمَ دِيَارَ مِصْرَ هَارِبًا مِنْهُ وَكَانَ عَمَلُ الشِّعْرِ سَهْلًا عَلَيْهِ وَلَهُ فِيَّ غَيْرُ قَصِيدَةٍ 1012 - سَمِعت أَبَا عَتِيقٍ عَامِرُ بْنُ نَجَاءِ بْنِ مُجَبَّرٍ الْعَائِذِيَّ الْأَزْدِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُول سَمِعت حيدرة بْنَ الْوَلِيدِ الْعَائِذِيَّ أَخَا أَبِي السُّرِّيِّ وَكَانَ مِنْ شُيُوخِ الْأَزْدِ وَثِقَاتِهِمْ قَالَ نَصَبْنَا سَنَةً أُحْبُولَاتٍ لِلْوُحُوشِ فِي وَادِي هُبَيْبٍ وَأَحَلْنَا بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ الْمَاءِ فَأَحْسَسْنَ بِهَا وَامْتَنَعْنَ مِنَ الْوُرُودِ بَعْدَ أَنْ وَقَعَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْهُنَّ فَلَمَّا زَادَ بِهِنَّ الْعَطَشُ وَخِفْنَ الْوُقُوعَ فِي الأُحْبُولَةِ طَلَعْنَ بِأَجْمَعِهِنَّ إِلَى كوم عَال ورفعن رؤوسهن إِلَى السَّمَاءِ وَصِحْنَ صَيْحَةً مُنْكَرَةً خِفْنَا مِنْهَا فَلَمْ تَمْضِ وَاللَّهِ سَاعَةٌ حَتَّى تَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ وَرَعَدَتْ وَمَطَرَتْ مَطَرًا جَوْدًا امْتَلَأَتِ الْغِيرَانُ وَالْأَوْدِيَةُ مِنْهَا فَشَرِبْنَ وَرُوِينَ كُلُّهُنَّ وَانْصَرَفْنَ 1013 - عَامِرٌ هَذَا كَانَ مِنْ شُيُوخِ الْأَزْدِيِّينَ بِالثَّغْرِ ظَاهِرَ الصَّلَاحِ وَقَدْ حَجَّ غَيْرَ حَجَّةٍ وَكُنْتُ أَسْتَأْنِسُ بِهِ مَنِ اسْمُهُ عَتِيقٌ 1014 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَكِّيٍّ الْفَزَارِيُّ النَّيْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْعَرَبِيِّ السُّمُسْطَاوِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ الْبَزَّاز قَالَ قرئَ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْمَكِّيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ بِمَكَّةَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ثَنَا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا الحديث: 1012 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 1015 - قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنِ الْحَبَّالِ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَكَانَ تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ ظَاهِرَ الْخَيْرِ وَتُوُفِّيَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة فِي شَعْبَانَ وَكَانَ مِنْ سُكَّانِهَا وَالَّذِي سَمِعَهُ فَقَدْ سَمِعَهُ بِإِفَادَةِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْخَشَّابِ الْمُقْرِئِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ مَاتَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِمَكَّةَ عِنْدَنَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ يَوْمَ الْخَمِيسِ ضَحْوَةً وَدُفِنَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ وَبَاتَ فِي قَبْرِهِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قَدْ أَتَى عَلَيْهِ مِنَ السِّنِّ أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ وَفِي أُخْرَى 1016 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَكِّيٍّ السُّمُسْطَاوِيُّ النَّيْدِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ أَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ 1017 - ذَكَرَ لِي أَنَّهُ وُلِدَ بِسُمُسْطَا وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ بِمِصْرَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ فَوَائِدَ وَعَنْ غَيْرِهِ 1018 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ثَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ الشَّرِيفُ بِالْمَدِينَةِ إِمْلَاءً وَقَدْ أَجَازَ لِي طَرَّادٌ قَبْلَ أَنْ كَتَبْتُ عَنْ عَتِيقٍ بِسِنِينَ أَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ فَأسْتَفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ الحديث: 1015 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 1019 - عَتِيقٌ هَذَا يُعْرَفُ بِالْأُورِيُولِيِّ وَأُورِيُولُ مَدِينَةٌ مِنْ نَاحِيَةِ تَدْمِيرَ بِشَرْقِ الْأَنْدَلُسِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالصَّلَاحِ الظَّاهِرِ وَالْجِدِّ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ وَلَمَّا قَدِمَ الثَّغْرَ مِنَ الْمَغْرِبِ كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي وَيَسْمَعُ عَلَيَّ وَعَلَى غَيْرِي سَنَةَ عِشْرِينَ وَخَمْسمِائة وَمَضَى إِلَى مَكَّةَ وَجَاوَرَ بِهَا سِنِينَ كَثِيرَةً يُؤَذِّنُ فِي الْحَرَمِ احْتِسَابًا لِلْمَالِكِيَّةِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى دِيَارِ مِصْرَ وَتَوَجَّهَ إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَانْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُهُ وَكَانَ كَبِيرَ السِّنِّ 1020 - أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَيْرَوَانِيُّ الْعَطَّارُ بِالثَّغْرِ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدُّرِّ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ مِنْ قَصِيدَةٍ (تُرْبَةُ الرِّيفِ لَا يَصِحُّ بِأَنْ يُنْتَجَ ... فِيهَا سُلَالَةُ وَطَعَامُ) (هِيَ لِلْبَذْرِ وَحْدَهُ لَا الْمَعَالِي ... وَبِهَا الْبُرُّ وَحْدَهُ لَا الْأَنَامُ) (وَإِذا رمت أكل جردقه الريفي ... عَنْوًا فَالصَّفْعُ وَالانْتِقَامُ) (هُوَ بِزْرٌ وَالْبِزْرُ لَا يُخْرِجُ الدُّهْنَةَ ... مِنْهُ إِلَّا الْعَصَا والفدام) // الْخَفِيف // 1021 - عَتِيقٌ هَذَا قَرَوِيُّ الْأَصْلِ سَاكِنٌ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ وَهَذَا كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي وَكَتَبَ عَنِّي مِنَ الْحَدِيثِ غَيْرَ جُزْءٍ وَسَمِعَ وَتُوُفِّيَ قَدِيمًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الْكِبَرَ 1022 - سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا بَكْرٍ عَتِيقَ بْنَ يَحْيَى بْنِ نَهَارٍ الطَّلْحِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ لَمَّا جَاءَ رَسُولُ الرُّومِ وَتَمَرَّدَ عَلَى أَهْلِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْمَرْكَبِ إِلَى الْحَرْبِيِّ جَعَلَ ثَوْبَ دِيبَاجٍ أَطْلَسَ مَعَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الْعُلُوجِ عَلَى رَأْسِهِ كَالْمَظَلَّةِ فَقُلْتُ وَالْبَحْرُ يَطْلَعُ بِهِ وَيَنْزِلُ الحديث: 1019 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 (وَثَوْبُ دِيبَاجٍ عَلَى رَأْسِهِ ... كَجِلْدِ جَامُوسٍ عَلَى أُمِّهِ) (يُسْلَخُ هَذَا الْجِلْدُ مِنْ أُمِّهِ ... يُضْرَبُ بِهِ يَافُوخُ رَأْسٍ لَهِ) (كَأَنَّهُ تَيْسٌ إِذَا بَعْبَعُوا ... عَلَى أَعْنُزٍ لَهُ فِي مَرْجِهِ) (تَرْعَى هَذِهِ الْأَعْنُزُ نُوَّارَ قِرْطَالِهِ ... وَتَسْلَحُ هَذِهِ الْأَعْنُزُ فِي دقناله) // السَّرِيع // لَا يَتَوَاحَشُ عَلَى الْقَاضِي الْمَكِينِ فِي نُزُولِهِ وَهَذَا قَوْلُ ابْنُ نَهَارٍ وَالسَّلَامُ لَهُ 1023 - هَذَا الشَّيْخُ مِنْ عَجَائِبِ الدَّهْرِ وَنَفْسُهُ يَدُلُّ عَلَى عَقْلِهِ وَلَهُ يَقُولُ الصَّالِحِيُّ فَتَى قُرَيْشٍ مَقَالُ صِدْقٍ فِي فَقِيهٍ عَالِمٍ دَيِّنٍ فِي طَاعَةِ الله يكنى بأبا جَعْفَرٍ إِذْ لَقِيَهُ ابْنُ نَهَارٍ عِنْدَ بِيرِ الْغَنَمِ عَلَى طَرِيقِ رشيد كَانَ أَبَا جَعْفَر أَسد يَقُود ثَعْلَب رواغ بَين يدين الْإِفْرِنْجِ خَذَلَهُمُ اللَّهُ إِلَى ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِشَعْرَةٍ مِنْ فَرَسٍ يُعَظَّمُ هَيْبَةَ السَّيْفَيْنِ الْأَجَلَّيْنِ الْعَالِمَيْنِ الْمَأْمُونَيْ والمؤتمني وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ نَهَارٍ وَالسَّلم وَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ وَقَامَ وَدَعَا قَالَ وَابْنُ نَهَارٍ إِذَا قبل فِي يَوْمِ سَبْتٍ عَلَى فَقِيهٍ عَالِمٍ دَيِّنٍ يَخَافُ مِنَ اللَّهِ جلت قدرته وَالسَّلَام هَذَا قَوْلُ ابْنُ نَهَارٍ عِنْدَ الْوَدَاعِ وَالسَّلم مَنِ اسْمُهُ عِيسَى 1024 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ الْوَاعِظُ لِنَفْسِهِ بِدِمَشْقَ (لِلِّهِ مَنْ لَعِبَتْ بِقَلْبِي إِذْ بَدَتْ ... كَالْبَدْرِ وَاحْتَاطَتْ بِهَا الرُّقَبَاءُ) (مَرَّتْ بِنَا فِي خُرَّدٍ مِنْ صَحْبِهَا ... وَكَأَنَّهَا مَا بَينهُنَّ ذكاء) // الْكَامِل // الحديث: 1023 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 (فَاسْتَوْقَفَتْ نَظَرِي عَلَيَّ فَمُقْلَتِي ... عَنْ غَيرهَا مطروفة عمياء) // الْكَامِل // 1025 - عِيسَى هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ وَقَدْ سَمِعَ نَصْرَ بْنَ صَفْوَانَ الْمَوْصِلِيَّ وَغَيْرَهُ بِالْمَوْصِلِ وَبِهَا تَأَدَّبَ وَكَانَ وَاعِظًا ظَرِيفًا وَانْتَقَلَ إِلَى الْآخِرَةِ شَهِيدًا عَلَى مَا بَلَغَنِي وَقَدْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ جُزْءٍ مِنْ تَخْرِيجِي وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ جُزْءًا مِنْ شِعْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالْحُنَيْكِ 1026 - قَالَ لِي أَبُو مُوسَى عِيسَى بَنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّاسٍ الْحَضْرَمِيُّ السَّبْتِيُّ بِالثَّغْرِ الْقَاضِي ابْنُ عِيسَى يُعْرَفُ عِنْدَنَا بِابْنِ تَاكُرَاتَ وَرُبَّمَا قِيلَ تَاجُرَاتَ بِالْجِيمِ بَدَلًا عَنِ الْكَافِ فَيُسْتَفَادُ حِينَئِذٍ وَيُذْكَرُ مَعَ جَوَابٍ وَخَوَّاتٍ وَغَيْرِهِمَا 1027 - سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ عِيسَى بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي فِرَاسٍ الْهَمْدَانِيَّ الْآمِدِيَّ قَاضِيَ ثَغْرِ أَرْزَنَ يَقُولُ قرئَ عِنْد الشَّيْخ أبي حَامِد الأسفرايئني قَوْلُهُ تَعَالَى {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا} فَقَالَ أَمَّا الْفَسَادُ فَلَا وَأَمَّا الْعُلُوُّ فَرُبَّمَا هَكَذَا حَكَى لِي عِيسَى وَقَدْ سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا مَنْصُورٍ الْعُمْرَانِيَّ بِثَغْرِ آمِدَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيَّ بِبَغْدَادَ يَقُولُ قَرَأَ قَارِئ عِنْدَ الشَّيْخِ أبي حَامِد الآسفرائيني فِي مَرَضِ مَوْتِهِ {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا} فَقَالَ أَمَّا الْعُلُوُّ فَمَا تَرَكْنَاهُ وَأَمَّا الْفَسَادُ فَمَا طَلَبْنَاهُ 1028 - عِيسَى هَذَا مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالتَّقَدُّمِ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَلَهُ شِعْرٌ فَائِقٌ وَقَدْ كَاتَبَنِي نَظْمًا وَجَاوَبْتُهُ وَلَهُ مَعْرِفَةٌ وَعِلْمٌ بِعُلُومِ الْأَوَائِلِ وَقَدْ فَكَّ الْأَقْلِيدِسَ وَكَانَ مُتَوَاضِعًا حَسَنَ الْعِشْرَةِ. الحديث: 1025 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 1029 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ كَبرٍ الْمُعَدَّلُ بِصَرِيفِينَ وَاسِطٍ قَالَ أَنَا أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَفِيسٍ الْمُضَرِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ أَسَدٍ الْقَطَّانُ ثَنَا وَهْبٌ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ فَلَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ. 1030 - سَمِعت أَبَا مُوسَى عِيسَى بْنَ خَلِيفَةَ بْنِ مَرْوَانَ اللَّخْمِيَّ الْفَقِيهَ الْمَالِكِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ رَأَيْتُ فِي سُوقِ تِلِمْسَانَ مَنْ يُجَرَّسُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَضْرُوبٌ بِالسَّوْطِ وَقَالَ هَذَا جَزَاءُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ فَرَائِضَ صَلَاتِهِ أَمَرَ بِذَلِكَ الْقَاضِي الْوَجْدِيُّ وَقَالَ عِيسَى وَقَدْ رَأَيْتُ الْوَجْدِيَّ هَذَا وَكَانَ فَقِيهًا كَبِيرًا. 1031 - قَالَ عِيسَى قَرَأْتُ الْفِقْهَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ السَّرَقُوسِيِّ وَسمعت الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِ وَحَضَرْتُ عِنْدَ سَاتِكِينَ أَبِي مَنْصُورٍ وَدَخَلْتُ الْأَنْدَلُسَ وَالْعُدْوَةَ وَرَأَيْتُ فُقَهَاءَهَا وَقَدْ جَاوَزْتُ السَّبْعِينَ قَالَ ذَلِكَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَحْضُرُ عِنْدِي وَيُعْرَفُ بِابْنِ مَقْطَعِ زَمَانِهِ. فَصْلٌ فِي بَقِيَّةِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي تَبْتَدِئ بِعَيْنٍ 1032 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُوسَى عَطِيَّةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقَنَوِيُّ بِعَرَابَانَ وَقِنَا مِنْ أَعْمَالِ سِنْجَارَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمَغْرِبِيُّ لِعَلِيِّ بْنِ الْجَهْمِ مِنْ قَصِيدَةٍ الحديث: 1029 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 (إِذَا كُنْتَ فِي خَيْرٍ فَلَا تَغْتَرِرْ بِهِ ... وَلَكِنْ قُلِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ وَسَلِّمْ) (فَمَنْ لَمْ يَصُنْ ثَوْبًا إِذَا مَا اسْتَعَارَهُ ... وَيَشْكُرْ مُعِيرَ الثَّوْبِ يُسْلَبْ وَيُذْمَمِ) (وَمَنْ لَمْ يُؤَدِّبْ نَفْسَهُ فَهْوَ جَاهِلٌ ... وَلَوْ كَانَ مِنْ تَأْدِيبِ عِيسَى بن مَرْيَم) // الطَّوِيل // 1033 - أَخْبَرَنَا أَبُو ثَابِتٍ عَطِيَّةُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَبْهَرِيُّ بِهَا أَنَا أَبِي قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ الرَّازِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ يَعْنِي الْمَكِّيَّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَيْسَ فِي نَفْسِهِ غَزْوٌ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النِّفَاقِ. 1034 - عَطِيَّةُ مُحَدِّثِ بْنِ مُحَدِّثٍ وَبَيْتُهُمْ بَيْتٌ الْفَقِيه وَالْحَدِيثِ. 1035 - سَمِعت أَبَا الْمَاضِي عَطِيَّةَ بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَلْثَمِيَّ الضَّرِيرَ بِالثَّغْرِ يَقُولُ كَانَ أَبِي مُوَشِّيًا وَيُقَالُ لِلْمُوَشِّي بِالْمَغْرِبِ الْجَلَّاءُ وَهُوَ الَّذِي يُجْلِي السُّيُوفَ وَالسُّرُوجَ وَغَيْرَهَا. 1036 - عَطِيَّةُ هَذَا كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي وَأَسْتَأْنِسُ بِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1037 - سَمِعت أَبَا الْمَاضِي عَطِيَّةَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ تُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ يَحْيَى بْنُ الْمُشَرَّفِ بْنِ التَّمَّارِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ الزَّعْفَرَانِ فِي رَجَبٍ قَبْلَهُ قَالَ وَقَدْ لَازَمَ الْقَرَافَةَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَشْهُرٍ وَتَرَكَ الشَّهَادَةَ. الحديث: 1033 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 1038 - وَابْنُ التَّمَّارِ هَذَا الَّذِي ذَكَرَ لِي عَطِيَّةُ مَوْتَهُ كُنْتُ قَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِمِصْرَ أَجْزَاءً عَنِ ابْنِ نَفِيسٍ الْمُقْرِئِ وَابْنِ الدَّقَّاقِ وَالْحَبَّالِ وَغَيْرِهِمْ. وَابْنُ الزَّعْفَرَانِ فَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ عَنِ ابْنِ نَفِيسٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيِّ وَغَيْرِهِمَا. 1039 - وَكَانَ عَطِيَّةُ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ السَّرَقُوسِيِّ وَغَيْرِهِ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ وَمَنْ تَقَدَّمَهُ وَسَمِعَ مَعِي عَلَى أَبِي صَادِقٍ بِمِصْرَ وَكَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا ثُمَّ تَزَوَّجَ بِبِنْتٍ لِأَبِي صَادِقٍ بَعْدَ مَوْتِهِ وَاسْتَوْطَنَ مِصْرَ بَعْدَ أَنْ كَانَ يَسْكُنُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَبِمِصْرَ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1040 - سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا الْيُسْرِ عَطَاءَ بْنَ نَبْهَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْأَسَدِيُّ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ فِي جَامِعِ أَبْهَرَ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ يُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ وَالْكَافِرُ يَكْرَهُ لِقَاءَهُ فَقَالَ لَهُمْ أَلَا تَرَى الْعَنْدَلِيبَ الْمَحْصُورَ يَضْرِبُ بِرَأْسِهِ الْقَفَصَ طُولَ وَقْتِهِ طَلَبًا لِلْخُرُوجِ وَالْفَرَسَ يَخْرُجُ مِنَ الْإِصْطَبْلِ بِجَهْدٍ جَهِيدٍ لِمَ لِأَنَّ الْفَرَسَ قَدْ عَرَفَ أَنَّهُ يُلْجَمُ وَيُرْكَبُ مُلْجَمًا وَالْعَنْدَلِيبَ عَرَفَ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ يَرْتَعُ فِي عَالَمِهِ عَلَى اخْتِيَارِهِ مُسْلَمًا وَبَيْنَ الْمُسْلَمِ وَالْمُلَجَّمِ بَوْنٌ بَعِيدٌ. 1041 - سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا الْيُسْرِ عَطَاءَ بْنَ نَبْهَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْأَسَدِيَّ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ فِي جَامِعِ أَبْهَرَ يَقُولُ تُوضَعُ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ عَلَى الْجِرَاحَاتِ الْمَرَاهِمُ إِلَّا عَلَى بَابِ الْعِزَّةِ فَإِنَّ هُنَاكَ يُوضَعُ عَلَيْهَا الْمِلْحُ كَيْ يَزْدَادَ صَاحِبُهَا أَلَمًا فِي كُلِّ أَوَانٍ وَمَا ذَاكَ وَاللَّهِ لِهَوَانٍ بَلْ لِثَوَابٍ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَارْتِيَابٍ. وَأَوْرَدَ أَكْثَرُ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَوْلِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ. 1042 - سَأَلْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْيُسْرِ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة. وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ آخِرِ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي طَاهِرٍ الْمُخَلِّصِ وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى أَبِي سَعْدٍ الْمُتَوَلِّي النَّيْسَابُورِيِّ ثُمَّ عَلَى مَنْ كَانَ يُدَرِّسُ بَعْدَهُ فِي الْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ. وَهُوَ ابْنُ أَخِي الرَّئِيسِ أَبِي الْمَكَارِمِ وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْعِلْمِ وَالرِّيَاسَةِ. الحديث: 1038 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 1043 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَطَاءُ بْنُ خَلَفِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَالِكِيُّ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَوْنِيُّ لِأَحَدِ الشُّعَرَاءِ (سَلِ النَّفْسَ فِي الْإِنْفَاقِ مِنْ كِيسِ صَبْرِهَا ... وَعِدْهَا إِلَى الْإِيسَارِ فِي زَمَنِ الْعُسْرِ) (فَإِنْ فَعَلَتْ كُنْتَ الْغَنِيَّ وَإِنْ أَبَتْ ... فَكُلُّ مَنُوعٍ بَعْدَهَا وَاسِعُ الْعُذْرِ) // الطَّوِيل // وَكَانَ أَبُو الْفَضْلِ الدَّارَمِيُّ فِي وَقْتِ إِنْشَادِ عَطَاءٍ حَاضِرًا فَقَالَ الَّذِي أَحْفَظُهُ أَنَا (إِذَا شِئْتَ أَنْ تَسْتَقْرِضَ الْمَالَ مُنْفِقًا ... عَلَى شَهَوَاتِ النَّفْسِ فِي زَمَنِ الْعُسْرِ) (فَسَلْ نَفْسَكَ الْإِنْفَاقَ مِنْ كِيسِ صَبْرِهَا ... عَلَيْكَ وَإِنْظَارًا إِلَى زَمَنِ الْيُسْرِ) (فَإِنْ فَعَلَتْ كُنْتَ الْغَنِيَّ وَإِنْ أَبَتْ ... فَكُلُّ مَطُولٍ بَعْدَهَا وَاسع الْعذر) // الطَّوِيل // 1044 - عَطَاءٌ هَذَا مِصْرِيُّ الْأَصْلِ وَقَدْ تَفَقَّهَ عَلَى فُقَهَاءِ الثَّغْرِ وَكَانَ مَائِلًا إِلَى الصَّلَاحِ. 1045 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَطِيَّةَ عَطَاءُ اللَّهِ بْنُ قَائِدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ التَّمِيمِيُّ الْبَيُسْتِيُّ بِالثَّغْرِ أَنْشَدَنِي أَبُو الذَّوَّادِ الْمُفَرِّجُ بْنُ مُوسَى التَّمِيمِيُّ بِبَيُسْتَ مِنْ أَرْضِ بَرْقَةَ وَبِهَا مَوْلِدِي لِحَاتِمٍ الطَّائِيِّ (ذَرُونِي يَكُنْ مَالِي لِعِرْضِي وِقَايَةً ... يَقِي الْمَالُ عِرْضِي قَبْلَ أَنْ يَتَبَدَّدَا) (ذَرُونِي وَمَالِي إِنَّ مَالِيَ وَافِرٌ ... وَكُلُّ امْرِئ جَارٍ عَلَى مَا تعَوَّدَا) الحديث: 1043 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 (كُلُوا الْيَوْمَ مِنْ رِزْقِ الْإِلَهِ وَأَبْشِرُوا ... فَإِنَّ عَلَى الرَّحْمَنِ رِزْقَكُمْ غَدَا) (تَكَفَّلَ أَرْزَاقَ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ ... وَمَا عِنْدَ رَبِّي لَنْ يَبِيدَ وينفدا) // الطَّوِيل // 1046 - أَبُو عَطِيَّةَ هَذَا مَوْلِدُهُ عَلَى مَا قَالَهُ بِبَيُسْتَ مِنْ نَاحِيَةِ بَرْقَةَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَقَدْ دَخَلَ الْمَغْرِبَ فِي التِّجَارَةِ وَكَانَ يَحْفَظُ مُقَطَّعَاتٍ كَثِيرَةً مِنْ شِعْرِ حَاتِمٍ وَعَنْتَرَةَ وَغَيْرِهِمَا. 1047 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْجُودِ عَطَاءُ بْنُ هِبَةِ الله بن جِبْرِيل الإخميمي وَآخَرُونَ بِمِصْرَ قَالُوا أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ الْقُهُسْتَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ فِيهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 1048 - أَبُو الْجُودِ هَذَا كَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ كَبِيرَ السِّنِّ وَمَعَ كِبَرِ سِنِّهِ لَا يَنْقَطِعُ عَنْ مَجَالِسِ الْحَدِيثِ بِلْ يَسْمَعُ مَعَنَا عَلَى أَبِي صَادِقٍ وَالْفَرَّاءِ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ كَثِيرَ السَّمَاعَاتِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ تُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسمِائة بِمِصْرَ. 1049 - أخبرنَا أَبُو عَمْرٍو الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ نَصْرَانَ الْبَزَّازُ بِنُهَاوَنْدَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُرْجَةَ الْقَاضِي ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ بِجَرْجَرَايَا ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلَنْجِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيمِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّغَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ الحديث: 1046 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الزَّبُورَ مِائَةَ مَزْمُورٍ 1050 - سَأَلْتُ الْعَلَاءَ هَذَا عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 1051 - سَمِعت عِيَاضَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَبْهَرِيَّ ثُمَّ الْمَازِرِيَّ بِقَصْرِ رُونَاسَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَالِبَةَ الشِّيرَازِيَّ يَقُولُ قَدْ سَبَرْتُ سَبْرَ شَيْخِكُمْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُوِّيِّ فَوَجَدْتُهَا كُلَّهَا كَمَا بَلَغَنَا عَنِ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ 1052 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ سَنَةَ خَمْسمِائَة فَقَالَ قَدْ نَيَّفْتُ عَلَى السَّبْعِينَ وَاقْتَدَيْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ الْجُوِّيِّ وَكَانَ مِنْ مُرِيدِي أَحْمَدَ بْنِ فُضَالَةَ وَهُوَ صَاحِبُ أَبِي الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيِّ الَّذِي زَرَعَ التَّصَوُّفَ بِنَاحِيَةِ لُرَّسْتَانَ قَالَ عِيَاضٌ وَمِنَ الْوَقْتِ الَّذِي لَبِسْتُ الْمُرَقَّعَةَ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَهُوَ مِنَ الْمُسَافِرِينَ الْمَعْرُوفِينَ وَدَخَلَ الْحِجَازَ وَالْعِرَاقَيْنِ وَدِيَارَ بَكْرٍ وَفَارِسَ وَأَذْرَبِيجَانَ وَقُهُسْتَانَ وَدَخَلَ أصْبَهَانَ وَصَحِبَ بِزَنْجَانَ الْمَعْرُوفَ بِأَخِي قَالَ فَعَدَدْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي مَنْ صَحِبْتُهُ مِنَ الْمَشَائِخِ فَبَلَغَ عَدَدُهُمْ سَبْعِينَ وَأَخِي الزَّنْجَانِيُّ هُوَ مِنْ رُفَقَاءِ وَالِدِي وَلَمَّا رَآنِي بَكَى وَالْتَفَتَ إِلَى الْجَمَاعَةِ وَقَالَ هُوَ ابْنُ أَخِي رَحِمَ اللَّهُ وَالِدَهُ وَاسْتَوْطَنَ عِيَاضٌ مَازِرَ مِنْ لُرَّسْتَانَ فَكَانَ يَسْكُنُهَا 1053 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَيَّادُ بْنُ رَئِيسِ بْنِ عَيَّادٍ الْمَذْحِجِيُّ الْحَلَمِيُّ بِمِصْرَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ أَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرِّبَاطِيُّ أَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ التَّبْرِيزِيُّ بِهَا ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطِيُّ الْآمُلِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ ثَنَا خَالِدُ بْنُ غَسَّانَ ثَنَا أَبِي ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْلُ الطِّينِ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ 1054 - عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ هَذَا هُوَ الدِّهِسْتَانِيُّ أَبُو الْفِتْيَانِ الْحَافِظُ وَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ بِإِجَازَةِ مَا يَرْوِيهِ مِنْ خُرَاسَانَ وَسَأَلْتُ عَيَّادًا هَذَا عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ بِحَلَمَةِ الحديث: 1050 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 ابْنِ الدَّارَوِشِ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى قَيْسَارِيَّةَ وَأَسْكُنُ الْآنَ مِصْرَ وَقَدْ قَارَبْتُ السِّتِّينَ وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعَفَافِ قَالَ ذَلِكَ سَنَةَ خمس عشرَة وَخَمْسمِائة أَوْ بَعْدَهَا بِقَلِيلٍ 1055 - قَالَ لِي أَبُو الْوَلِيدِ عَزَّانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ بْنِ عَزَّانَ الْمورُورِيُّ قَدْ سَمِعت بِحِمْصَ عَلَى أَبِي مَرْوَانَ الْبَاجِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ شُرَيْحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّعَيْنِيِّ وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْمَرْخِيِّ وَآخَرِينَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ شُيُوخِ أَبِيهِ فَقَالَ تَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ الْمَنَاصِفِ بِقُرْطُبَةَ وَسَمِعَ بِهَا الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ وَابْنِ الْعَوَّادِ وَغَيْرِهِمَا قَالَ وَجَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ أَيْضًا كَانَ فَقِيهًا وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْجَوْزِيُّ حَاضِرًا مَعَ أَبِي الْوَلِيدِ وَهُمَا يَسْمَعَانِ عَلَيَّ جُزْءًا مِنَ الْحَدِيثِ فَقَالَ أَبُو مَرْدَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو أَبِي الْوَلِيدِ هَذَا فَقِيهٌ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ مِنْ فُقَهَاءِ حِمْصِ الْأَنْدَلُسِ قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا وَتَوَجَّهَ إِلَى الْحِجَازِ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْنَا وَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ خَبَرًا رَحِمَهُ اللَّهُ وَمورُورُ عَلَى مَقْرَبَةٍ مِنْ حِمْصَ 1056 - سَمِعت أَبَا نَجْمٍ عَارِمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُذَامِيَّ الْبَرْقِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ أَبِي الْفَضْلِ الْوَكِيلَ يَقُولُ وَقَعَتْ بِمِصْرَ فِي أَيَّام كافور الإخشيذي زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَقَالَ فِيهَا بَعْدَ زَوَالِهَا الشُّعَرَاءُ وَأَنْشَدُوهُ مَا قَالُوهُ فَدَخَلَ أَبُو الطَّيِّبِ الْمُتَنَبِّي عَلَيْهِ وَأَنْشَدَهُ شِعْرًا مِنْ جُمْلَتِهِ (مَا زُلْزِلَتْ مِصْرُ عَنْ كَيْدٍ أُرِيدَ بِهَا ... وَإِنَّمَا رَقَصَتْ مِنْ عَدْلِكُمْ فَرحا) // الْبَسِيط // فَسُرَّ وَوَقَعَ مِنْهُ مَوْقِعًا حَسَنًا وَأَجَازَهُ بِجَائِزَةٍ سَنِيَّةٍ 1057 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ وُلِدْتُ بِمَرْجِ بَرْقَةَ وَكَانَ يَحْفَظُ شِعْرًا كَثِيرًا وَمُنْجَذِبًا إِلَى الْخَيْرِ فَصِيحًا مَتَى حَضَرَ فِي مَحْفَلٍ مَلِيحِ الْإِيرَادِ حَضَرَ عِنْدِي يَوْمًا فَجَرَى ذِكْرُ مَنْ يُرْبِي قَوْلَهُ عَلَى فِعْلِهِ فَقَالَ قَدْ أَحْسَنَ ابْنُ أَبِي حُصَيْنَةَ الْمَعَرِّيِّ فِي قَوْلِهِ الحديث: 1055 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 (وَجَاءَ بِصَحْفَةٍ لَا شَيْءَ فِيهَا ... فأجلسها على طبقي كَلَام) // الوافر // تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الدَّيْمَاسِ 1058 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَدْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدْلٍ الْغَافِقِيُّ الْمُرْسِيُّ قَدِمَ الثَّغْرَ حَاجًّا قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيِّدٍ الْبَطَلْيُوسِيُّ اللُّغَوِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ (أَإِخْوَانَنَا لِمَ غَيَّرَ الدَّهْرُ عَهْدَكُمْ ... فَصِرْتُمْ لَنَا بَعْدَ الْإِخَاءِ أَعَادِيَا) (وَحَاوَلْتُمُ قَتْلِي عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ ... سِوَى فَرْطِ أَشْوَاقِي وَمَحْضِ وَدَادِيَا) (أَلَمْ أُصْفِكُمْ وُدِّي عَلَى الْقُرْبِ وَالنَّوَى ... وَمَلَّكْتُكُمْ دُونَ الْأَنَامِ قِيَادِيَا) (فُؤَادِي أَسِيرٌ لَا يُفَكُّ لَدَيْكُمُ ... فَيَا لَيْتَ جِسْمِي حَيْثُ أَضْحَى فؤاديا) // الطَّوِيل // 1059 - سَمِعت الْفَقِيهَ أَبَا الْحَسَنِ عَدْلَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدْلٍ الْغَافِقِيُّ الْأَنْدَلُسِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ كَتَبَ ابْنُ الْأَغْلَبِ صَاحِبُ مَيُورَقَةَ إِلَى ابْنِ رَشِيقٍ الْقَيْرَوَانِيِّ يَسْتَدْعِيهِ فِي الْبَحْرِ فَأَجَابَهُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ (أَمَرْتَنِي بِرُكُوبِ الْبَحْرِ مُغْتَرِرًا ... عَلَيْكَ غَيْرِي فَأْمُرْهُ بِذَا الرَّاءِ) (مَا أَنْتَ نُوحٌ فتُنْجِينِي سَفِينَتُهُ ... وَلَسْتُ عِيسَى أَنَا أَمْشِي على المَاء) // الْبَسِيط // 1060 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَدْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدْلٍ الْغَافِقِيَّ الْأَنْدَلُسِيَّ الحديث: 1058 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ (أَقُولُ لِقَلْبٍ لَجَّ فِي إِثْرِ بَيْنِهِمْ ... لَجَاجُكَ مَقْبُولٌ فَمَا شِئْتَ فَافْعَلِ) (وَلَا تَبْكِ رَبْعًا قَدْ تَعَفَّتْ رُسُومُهُ ... وَلَكِنْ عَلَى فَقْدِ الْحَبِيبِ فَأَهْمِلِ) (وَلَا تَمْتَثِلْ قَوْلَ امْرِئ الْقَيْسِ حُجَّةً ... قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومنزل) // الطَّوِيل // 1061 - عَدْلٌ هَذَا كَتَبَ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ سُكَّرَةَ وَنُظَرَائِهِ بِالْأَنْدَلُسِ وَكَانَ حَسَنَ الْخَطِّ ضَابِطًا وَمِنْ جُمْلَةِ مَا كَتَبَهُ كِتَابُ الاسْتِيعَابِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَهُوَ الْآنَ عِنْدِي وَسَمِعَ عَلَيَّ وَبِقَرَاءَتِي عَلَى غَيْرِ شَيْخٍ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عِنْدَ وُصُولِي إِلَيْهَا سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة جَمْلَةً صَالِحَةً ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ مُرْسِيَةَ وَهِيَ مَدِينَةٌ كَبِيرَةٌ بِشَرْقِ الْأَنْدَلُسِ وَكَتَبَ لِي جُزْءًا مِنْ شِعْرِهِ بِخَطِّهِ وَقَرَأَهُ عَلَيَّ 1062 - سَمِعت أَبَا الْمَحَاسِنِ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدِ بْنِ صَخْرٍ الطُّوسِيَّ بِالدَّيْنَوَرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ الدَّوْقِيَّ بِطُوسَ وَسُئِلَ عَمَّنْ يَتَوَسْوَسُ فِي وضوءه وَيُكْثِرُ صَبَّ الْمَاءِ فَقَالَ إِنْ كَانَ احْتِيَاطُهُ فِي قُوتِهِ كَاحْتِيَاطِهِ فِي وضوءه وَإِفْرَاطِهِ فِي صَبِّ الْمَاءِ فَهُوَ مُسَلَّمٌ لَهُ وَإِلَّا فَلَا فَأَبْكَى النَّاسَ مِنْ كَلَامِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ 1063 - عَمْرٌو هَذَا مِنْ بَيْتٍ كَبِيرٍ بِطُوسَ وَعَشِيرَتُهُ فُقَهَاءُ وَقُضَاةٌ وَقَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيَّ وَأَبَا الْقَاسِمِ الْكُرَّكَانِيَّ وَشُهْفُورَا وَغَيْرَهُمْ بِخُرَاسَانَ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ نُتَفًا بِبَغْدَادَ وَنُهَاوَنْدَ وَجَنْزَةَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُدُنِ وَقَدْ صَحِبَنِي مُدَّةً مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ بِقُهُسْتَانَ وَأَذْرَبِيجَانَ وَأَرَانِيَةَ وَكُنْتُ أَسْتَأْنِسُ بِهِ لِحُسْنِ عِشْرَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِأُمُورِ الدُّنْيَا وَخِبْرَتِهِ 1064 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ عَسْكَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَنْبَرٍ الشَّيْفَيَانِيُّ بِالْفَارُوثِ قَرْيَةٌ تَحْتَ وَاسَطَ بِسَبْعَةِ فَرَاسِخَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْقُرَشِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْغَسَّانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ الرُّوذْبَارِيُّ ثَنَا الحديث: 1061 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 الْحَسَنُ بْنُ زَكَرِيَّا الْبَصْرِيُّ ثَنَا خِرَاشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ 1065 - عَسْكَرٌ هَذَا مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ وَيَخْدُمُ الْوَاصِلِينَ إِلَيْهِ بِقَرْيَتِهِ بِقرب وَاسِط وَقد دخلناها وَنَزَلْنَا رِبَاطَهُ بِهَا وَهُوَ خَيِّرٌ صَالِحٌ وَرَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ أَيْضًا وَسَمِعَ بِقِرَاءَتِي عَلَى غَيْرِ شَيْخٍ قَبْلَ وُصُولِنَا إِلَى قَرْيَتِهِ وَقَدْ سَافَرَ كَثِيرًا وَرَأَى الشُّيُوخَ وَصَحِبَهُمْ 1066 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَوَضُ بْنُ سَعَادَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّرَابُلُسِيُّ الْمَغْرِبِيُّ وَآخَرُونَ بِمِصْرَ قَالُوا أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوب الفرحي ثَنَا عَليّ بن الْمَدِينِيِّ ثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أبيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ طَلَبَ عَمَلَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ فَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ 1067 - عَوَضٌ هَذَا كَانَ شَيْخًا كَبِيرَ السِّنِّ قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَتُوُفِّيَ بَعْدَ خُرُوجِي مِنْ مِصْرَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعَ عشرَة وَخَمْسمِائة فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ مَوْهُوبٍ الْقَارئ وَقَدْ أَلْحَقَ سَمَاعَهُ فِي غَيْرِ جُزْءٍ وَلَمْ يَقْرَأْ عَلَيْهِ إِلَّا مِنْ سَمَاعِهِ الصَّحِيحِ 1068 - سَمِعت أَبَا كَنَّازٍ عَجْلَانَ بْنَ زَحَّانَ بْنِ إِدْرِيسَ الْقَيْسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ كَانَ ابْنُ الْمُثَنَّى السُّلَمِيُّ مَشْغُوفًا بِالْحَرِمِ مُتَعَرِّضًا لَهُنَّ فَتَعَرَّضَ لِامْرَأَةٍ جَمِيلَةٍ فِي الْحَيِّ فَلَمْ تُسَاعِدْهُ ثُمَّ جَاءَتْهُ بَعْدَ الْيَأْسِ مِنْهَا طَوْعًا فَسَأَلَهَا عَنِ السَّبَبِ فِي ذَلِكَ وَعَنِ امْتِنَاعِهَا أَوَّلًا فَقَالَتْ رَأَيْتُ بَازًا يَطْرُدُ حَمَامَةً فَظَفِرَ بِهَا وَلَمْ تَفُتْهُ فَقُلْتُ لِزَوْجِي أَفِي الرِّجَالِ مَنْ لَهُ هَذَا الْعَزْمُ وَالرُّجْلَةُ فَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكِ وَلَدٌ يُشْبِهُكِ فِي الحديث: 1065 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 شَجَاعَتِكِ وَرُجْلَتِكَ. فَقَالَ انْصَرِفِي عَنِّي فَوَاللَّهِ لَا خُنْتُ مَنْ مَدَحَنِي فِي غَيْبَتِي بِهَذَا الْمَدْحِ فِي أَهْلِهِ أَبَدًا. قَالَ عَجْلَانُ وَهَذَا مِمَّا يُعَدُّ مِنْ مَحَاسِنِ ابْنِ الْمُثَنَّى قَالَ وَقَدْ حُكِيَ مِثْلُ هَذَا عَنْ أَبِي فِرَاسِ بْنِ حَمْدَانَ التَّغْلِبِيِّ. 1069 - عَجْلَانُ هَذَا مِنْ صُلَحَاءِ الْعَرَبِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ حَجَّ وَصَحِبَ أَهْلَ الْعِلْمِ وَكَانَ فَصِيحًا سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ قَرُبَ بِرُّهُ بَعُدَ ذِكْرُهُ. 1070 - سَمِعت أَبَا الْفَوَارِسِ عِنَانَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبَ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْمَنَاقِبِ عَبْدَ الْبَاقِي بْنَ عَلِيٍّ الْمَعَرِّيَّ الشَّاعِرَ الْمَعْرُوفَ بِالْحَظِيِّ بِمِصْرَ يَقُولُ مَا فَرِحْتُ بِنَكْبَةِ رَئِيسٍ قَطُّ لِأَنَّ الْعَيْشَ مَعَ الرُّؤَسَاءِ وَإِذَا نُكِبُوا وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ فَمَعَ مَنِ الْعَيْشِ. 1071 - عِنَانٌ هَذَا كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْوَرَّاقِينَ بِالثَّغْرِ حَسَنَ الْخَطِّ وَالْعِبَارَةِ أَدِيبَ النَّفْسِ تُوُفِّيَ سَنَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1072 - أَنْشَدَنَا أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصِّنْهَاجِيُّ لِنَفْسِهِ بِالثَّغْرِ مِنْ قَصِيدَةٍ (أَثَرْتَ مَنَارَ الدِّينِ وَهْوَ عَلَى شَفًا ... وَأَسْرَجْتَ نُورَ الْحَقِّ حَتَّى تَوَقَّدَا) (وَمَنْ كَانَ نَصْرُ اللَّهِ خَادِمَ سَيْفِهِ ... غَدَا الدَّهْرَ مَنْصُورًا وَرَاحَ مُؤَيَّدَا) // الطَّوِيل // 1073 - عِمْرَانُ هَذَا مَنْ أَهْلِ حِمْصِ بالأندلس وَقَدْ حَجَّ حَجَّاتٍ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَأَنْشَدَنِي قَصِيدَةً طَوِيلَةً وَمِنْ جُمْلَتِهَا هَذَانِ الْبَيْتَانِ قَالَ وَهِيَ مِنْ إِنْشَائِي. وَفَضْلُهُ يُقَصِّرُ عَنْ مِثْلِهَا فَاللَّهُ أَعْلَمُ. الحديث: 1069 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 1074 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَانَ بْنَ زَرِّينَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّبِيلِيَّ الْمُقْرِئَ بِدِمَشْقَ يَقُولُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى الْمُقْرِئِ السَّمَرْقَنْدِيِّ وَيُوسُفَ الدَّبِيلِيِّ بِدَبِيلَ وَعَلَى أَبِي الْوَحْشِ بِدِمَشْقَ وَآخَرِينَ وَسمعت صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ عَلَى نَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ وَلَمْ أَرَ فِي شُيُوخِي مِثْلَهُ وَسمعت بِدَبِيلَ عَلَى أَبِي الْغَنَائِمِ الْحَنْبَلِيِّ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَكَانَ أُسْتَاذِي يُوسُفُ الْمُقْرِئُ بِدَبِيلَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ فِي مَجَالِسِهِ بِهَذَا الْبَيْتِ (تَفَانَوْا فَمَا مُخْبِرٌ مِنْهُمُ ... وَمَاتُوا جَمِيعًا وَمَات الْخَبَر) // المتقارب // 1075 - أَوْرَدْتُ هَذَا عَنْ عَبْدَانَ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ وَصَلَاحِهِ هُوَ فِي نَفْسِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1076 - عَلْكَانُ بْنُ قُلَّةَ مِنْ فُقَهَاءِ سَلَمَاسَ وَأَعْيَانِ شُيُوخِهَا وَكَانَ قَدْ سَمِعَ كَثِيرًا وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ عَنْ نِعْمَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ وَغَيْرِهِ وَلَا أَذْكُرُ الْآنَ نَسَبَهُ فَأَذْكُرَهُ وَالْمَكْتُوبُ عَنْهُ مُودَعٌ فِي جُمْلَةِ مَا أَوْدَعْتُهُ عِنْدَ تَوَجُّهِي إِلَى الشَّامِ عِنْدَ حَفِيدِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ وَاللَّهُ المسؤول فِي جَمْعِهِ عَلَيَّ. 1077 - سَمِعت أَبَا شِبْلٍ عُلَيَّانَ بْنَ عُبَيَّةَ الزُّغْبِيَّ الْعَامِرِيَّ فِي صَوْمَعَتِهِ بِالْجَزِيرَةِ يَقُولُ قَلِيلُ الْعِبَادَةِ مَعَ الْقُوتِ الْحَلَالِ أَنْفَعُ لِلْعَبْدِ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ مَعَ الْقُوتِ الْحَرَامِ وَطَلَبُ الْحَلَالِ هُوَ الْجِهَادُ. 1078 - أَبُو شِبْلٍ هَذَا كَانَ مِنْ أُمَرَاءِ عَرَبِ طَرَابُلُسَ الْمَغْرِبِ ذَا مَالٍ وَافِرٍ وَجَاهٍ عَرِيضٍ وَنِعْمَةٍ كَبِيرَةٍ وَعَشِيرَةٍ كَثِيرَةٍ فَخَرَجَ عَنِ الْكُلِّ وَتَرَكَهُ وَسَاحَ فِي طَلَبِ الْحَلَالِ فَدَخَلَ دِيَارَ مِصْرَ وَمَضَى وَحَجَّ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا وَأَقَامَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي جَزِيرَتِهَا مُدَّةً يَحْتَاطُ فِي قُوتِهِ الاحْتِيَاطَ التَّامَّ وَيُبَالِغُ فِي الْعِبَادَةِ إِلَى أَنْ صَارَ عَلَمًا فِي تِلْكَ الْبِلَادِ يُقْصَدُ مِنَ الْمَوَاضِعِ الْبَعِيدَةِ لِلزِّيَارَةِ وَالتَّبَرُّكِ بِهِ وَلَمْ يَكُنْ خَالِيًا مِنَ الْعِلْمِ بَلْ كَانَتْ أُمُورُهُ كُلُّهَا مَبْنِيَّةً الحديث: 1074 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 عَلَى الشَّرْعِ. قَصَدْتُهُ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ فَدَعَا لِي وَقَبَّلْتُ وَجْهَهُ وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُنْفِذُ إِلَيَّ السَّلَامَ وَالدُّعَاءَ اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ مِنْهُ فِيَّ وَفِي الْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة فِي الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ صَفَرٍ يَعْنِي يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيُّ وَدُفِنَ عِنْدَ صَوْمَعَتِهِ بِالْجَزِيرَةِ وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ فِي جُمْلَةِ النَّاسِ. 1079 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَكَارِمِ عَمَّارُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنَانٍ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتَوَيْهِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ مُزَاحِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثْتُ دَاعِيًا مُبَلِّغًا وَلَيْسَ إِلَيَّ مِنَ الْهُدَى شَيْءٌ وَخُلِقَ إِبْلِيسُ مُزِيِّنًا وَلَيْسَ إِلَيْهِ مِنَ الضَّلَالَةِ شَيْءٌ. 1080 - عَمَّارٌ هَذَا أَخُو عُمَرَ وَهُمَا زَيْدِيَّا الْمَذْهَبِ وَعُمَرُ أَكْبَرُهُمَا سِنًّا وَأَطْهَرُهُمَا سَنَاءً وَكَانَ يُفْتَى عَلَى مَذْهَبِهِ وَيُدَرِّسُ النَّحْوَ وَأَفَادَنَا أَجْزَاءً عَنِ الْمُعَمَّرِ الْحَبَّالِ وَغَيْرِهِ. 1081 - أَخْبَرَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ بِالثَّغْرِ قَالَتْ أَنَا أَبِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَارَسْتَانِيُّ بِمِصْرَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الْمُضَرِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ثَنَا الْعَلَاءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ مِنْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ مِنْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. الحديث: 1079 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 1082 - عَائِشَةُ هَذِهِ مُحَدِّثَةٌ وَابْنَةُ مُحَدِّثٍ وَأُخْتُ مُحَدِّثٍ وَمُحَدِّثَةٍ وَكَانَتْ صَالِحَةً وَتُدْعَى تَرِفَةَ قَرَأْنَا عَلَيْهَا سَنَةَ أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَبَعْدَهَا تُوُفِّيَتْ بِمُدَّةٍ قَرِيبَةٍ. الحديث: 1082 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 - حَرْفُ الْغَيْنِ - 1083 - أخبرنَا أَبُو مُحَمَّدٍ غُفَيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غُنَيْمَةَ بْنِ غُفَيْلٍ الْعَامِرِيُّ بِالْبَصْرَةِ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ شُعْبَةَ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ غَسَّانَ بْنِ مُوسَى الْبَصْرِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو الزَّيْبَقِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا الْحُرُّ بْنُ مَالِكٍ وَهُوَ الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ الْغُدَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ لَقِيتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ لِي مِنْ أَيِّ الْأَمْصَارِ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ فَتَقْدِرُ أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَتِهِمْ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَأَرْبَعًا قَلْتُ لَا قَالَ فَثَلَاثًا قُلْتُ لَا قَالَ فَصَلَاتَيْنِ قُلْتُ بِالْحَرِيِّ. قَالَ فَصَلِّ فِيهِ فَإِنَّ الصَّلَاةَ الْفَرِيضَةَ فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً مَقْبُولَةً وَصَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا فِيهِ تَعْدِلُ بِعُمْرَةٍ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَسَاجِدِ الْأَمْصَارِ. 1084 - غُفَيْلٌ هَذَا يَسْكُنُ بَنِي عَامِرٍ بِالْبَصْرَةِ وَأَفَادَنِي عَنْهُ جَابِرٌ الْيَمَنِيُّ وَكَتَبَ هَذَا الْحَدِيثَ لِي بِخَطِّهِ. 1085 - سَمِعت أَبَا السَّيَّارِ غَادِيَ بْنَ سَنَدِ بْنِ عَيَّاشٍ الْغَسَّانِيَّ اللُّكِّيَّ بِالثَّغْرِ الحديث: 1083 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ يَحْيَى الْحَضْرَمِيَّ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ فَقَالَ يَا غَادِي مَنْ سَهِرَ اللَّيْلَ شَمَّ الرَّيْحَانَ. 1086 - حَكَى هَذِهِ الْحِكَايَةَ لِي عَنْ غَادِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّهَبِيُّ ثُمَّ حَكَاهَا هُوَ لِي وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَمِنْ بَيْتِ الْخَيْرِ أَخُوهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ الرَّجُلُ الصَّالِحُ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ السَّرَقُوسِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَطَرِيقَتُهُ مَرْضِيَّةٌ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ جَمِيلٌ وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ وَعْلَةَ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْنَا عَلَيْهِ عِنْدَ الْبَابِ الْأَخْضَرِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَعَلِيٌّ أَخُوهُ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا. 1087 - دَخَلَ غَرِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُوَسْوِسُ عَلَيْنَا رِبَاطَ شَيْفِيَا قَرْيَةٌ عَلَى سَبْعَةِ فَرَاسِخَ مِنْ وَاسِطٍ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْخَادِمُ شَيْئًا فَأَكَلَهُ وَمَزَحَ مَعَهُ الصُّوفِيَّةُ فَطَابَ وَقْتُهُ وَأَنْشَدَ (لَوْ كَانَ مِنْكَ انْتِصَافُ ... مَا كَانَ مِنِّي اخْتِلَافُ) (لَمَّا بَدَأْتَ بِهَجْرِي ... وَقَعْتَ فِيمَا تَخَافُ) // المجتث // وَقَامَ فَخَرَجَ. 1088 - أخبرنَا أَبُو عَامِرٍ غَالِبُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي غَالب الأستراباذي بِمَدِينَةِ الْقَصْرِ وَكَانَ مِنَ الدِّينِ بِمَكَانٍ أَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامٍ الشِّيرَازِيُّ بِشِيرَازَ أَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكِرْمَانِيُّ أَنَا أَبِي أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُوزِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطَّائِيُّ ثَنَا أَبِي ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلِمْتَ فَاعْمَلْ. 1089 - أَبُو عَامِرٍ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ الْعُلَمَاءِ فَاضِلٌ فِي فُنُونٍ مِنَ الْعِلْمِ سَأَلْتُهُ عَنْ الحديث: 1086 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِأَسْتَرَابَاذَ وَسمعت الْحَدِيثَ عَلَى جَدِّي أَبِي غَالِبٍ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عُثْمَان الأستراباذي وَمِنْ جُمْلَتِهِ مُسْنَدُ أَبِي عُوَانَةَ وَكَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الأسفرائيني عَنْهُ. 1090 - وَأخبرنا أَبُو حَاجِبٍ مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيل الأستراباذي بِهَا أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَكْفَانِيُّ الْأَسَدِيُّ بِبَغْدَادَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبْدِ أَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ بِكِتَابِهِ قَالَ أَبُو حَاجِبٍ وَأخبرنا بِهِ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ اللَّبَّانِ الْفَرَضِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ دَاسَةَ التَّمَّارُ الْبَصْرِيُّ أَنَا أَبُو دَاوُدَ. 1091 - وَأخبرنا أَبُو تَمِيمٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّامِينِيِّ بِأَسْتَرَابَاذَ أَنَا أَبُو الرَّبِيعِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسِ بْنِ مُقَاتِلٍ الْعُبْدُوسِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقَوبَ الْأَصَمُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الْفَرَّاءُ بِكِتَابِ الْمَعَانِي قَالَ وَتَغَرَّبْتُ وَتَفَقَّهْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيِّ بِنَيْسَابُورَ وَاسْتَفَدْتُ مِنْ أَبِي الْخَطَّابِ بِبُخَارَا وَأَبِي الْحَسَنِ الْيَزْدِيِّ بِسَمَرْقَنْدَ قَالَ وَرَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيَّ وَبِهِ خَتَمْتُ طَبَقَتَهُ وَبِأَبِي عَلِيٍّ الْفَارَمَذِيِّ طَبَقَتَهُ وَبِأَبِي الْمَعَالِي وَعَبْدِ الْقَاهِرِ الْجُرْجَانِيِّ طَبَقَتَهُمَا. 1092 - أَنْشَدَنَا أَبُو التَّمَّامِ غَالِبُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي يُوسُفَ الْأَنْصَارِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ بِمَكَّةَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَلَاءِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّنُوخِيُّ بِالْمَعَرَّةِ لِنَفْسِهِ (أَبَا الْعَلَاءِ بْنَ سُلَيْمَانَا ... إِنَّ الْعَمَى أَوْلَاكَ إِحْسَانَا) (لَوْ كُنْتَ فِي الْعَالَمِ مِمَّنْ يَرَى ... لَمْ يَرَ إِنْسَانُكَ إِنْسَانَا) // السَّرِيع // الحديث: 1090 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 1093 - وَجَدْتُ لِأَبِي تَمَّامٍ هَذَا سَمَاعًا كَثِيرًا عَنْ أَبِي يَعْلَى بْنِ الْفَرَّاءِ وَابْنِ الْمُهْتَدِي وَعَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمَأْمُونِ وَنُظَرَائِهِمْ مِنْ شُيُوخِ بَغْدَادَ وَقَدْ جَاوَرَ بِمَكَّةَ سِنِينَ بَعْدَ أَنْ جَاوَزَ سِتِّينَ وَفَرَّقَ أَجْزَاءَهُ عَلَى طُلَّابِ الْعِلْمِ وَمِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيُّ وَاشْتَغَلَ بِالْعِبَادَةِ وَلَمْ أَكْتُبْ أَنَا عَنْهُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِ الْمَعَرِّيِّ إِلَّا بِإِلْحَاحٍ عَظِيمٍ عَلَيْهِ وَكَانَ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ حَاضِرًا وَكَتَبَ عَنْهُ مَا كَتَبْتُهُ وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة. وَفِي أُخْرَى. 1094 - أَنْشَدَنَا أَبُو تَمَّامٍ غَالِبُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي يُوسُفَ الْأَنْصَارِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ بِمَكَّةَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَلَاءِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّنُوخِيُّ بِالْمَعَرَّةِ لِنَفْسِهِ (أَتَتْنِي مِنَ الْأَيَّامِ سِتُّونَ حِجَّةً ... وَمَا أَمْسَكَتْ كَفِّي بِثِنْيِ عِنَانِي) (وَلَا كَانَ لِي دَارٌ وَلَا رَبْعُ مَنْزِلٍ ... وَمَا مَسَّنِي مِنْ ذَاكَ رَوْعُ جَنَانِ) (تَذَكَّرْتُ أَنِّي هَالِكٌ وَابْنُ هَالِكٍ ... فهانت عَليّ الأَرْض والثقلان) // الطَّوِيل // 1095 - هَذَا مَا أَنْشَدَنِي بِمَكَّةَ وَسَمِعَهُ مَعِي الْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ فِي الْمُحَرَّمِ فِي مَنْزِلِهِ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرَ السِّنِّ ضَعِيفًا ثُمَّ وَجَدْتُ لَهُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة أَجْزَاءً كَثِيرَةً بِخَطِّهِ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيِّ وَأَبِي يَعْلَى بْنِ الْفَرَّاءِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْبَغْدَادِيِّينَ وَعَنْ أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيِّ الْمَكِّيِّ وَعَنْ غَيْرِهِمْ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ كَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّةِ وَأَنَّهُ تَفَقَّهَ بِالْعِرَاقِ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِالْأَنْدَلُسِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. 1096 - وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ السُّمُسْطَاوِيُّ بِمِصْرَ عَنْهُ عَنْ أَبِي غَالِبِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاسِطِيِّ وَوَقَفْتُ بِدِمَشْقَ عَلَى شَيْءٍ رَوَاهُ عَنِ الْقَاضِي أَبِي تَمَّامٍ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيِّ وَأَبِي غَالِبٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلِ بْنِ بِشْرَانَ النَّحْوِيِّ الحديث: 1093 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وَهُوَ أَيْضًا وَاسِطِيٌّ وَأَبِي الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمِّدِ بْنِ أَحْمَدَ المناديلي الْبَصْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَوَجَدْتُ عَلَى جُزْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ سَمَاعَ أَبِي زَيْدٍ الْقَابِضِ الْأصْبَهَانِيِّ وَشَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدَّقَّاقِ عَلَيْهِ بِأصْبَهَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ أَبُو التَّمَامِ قَدْ سَمِعَ عَلَيْهِ مَكِّيَّ بْنَ الرُّمَيْلِيِّ الْمَقْدِسِيِّ وَشَيْخُنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَرْدُبِيلِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة. 1097 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ غَازِيَ بْنَ عَمَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَقْدِسِيَّ بِدِمَشْقَ يَقُولُ كُنْتُ قَدْ خَرَجْتُ مِنَ الْقُدْسِ إِلَى حِيفَا فِي تِجَارَةٍ فَاسْتَأْسَرَنِي الْإِفْرِنْجُ وَحَمَلُونِي إِلَى اللَّاذِقِيَّةِ فَكُنْتُ أَسْتَغِيثُ وَأَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ تَعَالَى لِمَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ وَالتَّعَبِ وَالنَّصَبِ فَرَأَيْتُ لَيْلَةً فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ رَجُلًا يَقُول لي قد اسْتُجِيبَ دعاءك وَتَتَخَلَّصُ عَنْ قُرْبٍ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ بِلَالٌ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَاللَّهِ مَا مَضَى عَلَيَّ قَلِيلٌ حَتَّى تَعَرَّفْتُ بِإِنْسَانٍ حِمْصِيٍّ كَانَ هُنَاكَ فَفَكَّ أَسْرِي وَأَعْطَانِي دِينَارًا وَسَيَّبَنِي فَجِئْتُ إِلَى دِمَشْقَ. 1098 - وَأَرَانِي غَازِي هَذَا أَسْنَانُهُ مَقْلُوعَةٌ وَقَالَ قَدْ قَلَعُوا أَكْثَرَهَا أَوَّلَ مَا أَخَذُونِي. وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ كَانَ يَدْخُلُ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ دُوَيْرَةَ السُّمَيْسَاطِيِّ الَّتِي كُنْتُ نَازِلًا فِيهَا وَيُصَلِّي. قَالَ وَكَانَتْ أُمِّي بِي حَامِلًا وَأَبِي فِي الْغَزْوِ فَوَلَدَتْنِي وَالْأَبُ غَائِبٌ فَسَمَّتْنِي بِاسْمِهِ غَازِيًا وَكَنَّتْنِي أَبَا الْقَاسِمِ. 1099 - أَنْشَدَنِي أَبُو يُوسُفَ غَيْثُ بْنُ خَنَى بْنِ النُّعْمَانِ الْهِلَالِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي حَازِمُ بْنُ الْغَمْرِ الْعُذْرِيُّ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ (إِنِّي ابنُ غَمْرٍ حَازِمٌ لَا تُبْدِ لِي ... وُدِّي بِوُدِّ سُفَيْلَةٍ لَا يَنْفَعُ) الحديث: 1097 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 (وَأَنَا إِذَا عَانَيْتُ خَيْلًا جِئْتُهَا ... كَالذِّئْبِ يَبْغِي غِرَّةً لَا يَرْجِعُ) // الْكَامِل // 1100 - قَالَ لِي وُلِدْتُ سَنَةَ الْإِقْسِيسِ بَعْدَ مَلَكَةِ أَمِيرِ الْجُيُوشِ أَرْضَ مِصْرَ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَتُوُفِّيَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِالرِّيفِ وَهُوَ أَبُو سَيْفٍ صَاحِبُنَا وَإِنَّمَا كَتَبْتُ عَنْهُ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ. 1101 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَضْلِ غَسْيَانُ بْنُ حَلَبِ رَاغِبٍ الْإِمْرِيُّ مِنْ أُمُرَاءِ دِيَارِ مِصْرَ لِنَفْسِهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ (جَرَّبْتُ فِي شِدَّتِي أَنْ لَا صَدِيقَ لِمَنْ ... أَضْحَى كعَصْفٍ عَلَيْهِ الدَّهْرُ قَدْ عَصَفَا) (خُلْقُ الصَّدِيقِ لِخُلْقِ الدَّهْرِ مُتَّبِعٌ ... فَإِنْ صَفَا لَكَ صافى أَو جفاك جَفا) // الْبَسِيط // 1102 - غَسْيَانُ هَذَا لَهُ طَبْعٌ طَيِّعٌ فِي عَمَلِ الشِّعْرِ وَكَانَ يَتَظَاهَرُ عِنْدِي بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ وَمَدَحَ الصَّحَابَةَ وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ وَعَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ أَنَّهُمْ مُتَشَيِّعَةٌ وَإِمَامِيَّةٌ وَقَدْ مَدَحَنِي بِغَيْرِ قَصِيدَةٍ. الحديث: 1100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 - حَرْفُ الْفَاءِ - 1103 - أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ فَاخِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رُوزْبَةَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْحَنَفِيُّ الْحَاكِمُ بِتُسْتَرَ أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ أَنَا أَبُو عَبَّادٍ ذُو النُّونِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ الصَّائِغُ أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ثَنَا الْحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ وَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلَامِ لَا يَدْرُونَ مَا هُوَ حَتَّى يُخْبِرَهُمْ. 1104 - الْقَاضِي فَاخِرٌ هَذَا كَانَ مِنَ الْكِرَامِ وَالْعُلَمَاءِ الْعِظَامِ رَوَى لَنَا عَنْ أَبِي نَصْرٍ التُّسْتَرِيِّ وَظَاهِرٍ النَّيْسَابُورِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ حَنَفِيَّ الْمَذْهَبِ وَأَخُوهُ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا وَقَدْ كَتَبْنَا عَنْهُ أَيْضًا شَيْئًا يَسِيرًا. 1105 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ فَضْلُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْأَزْدِيُّ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَابِدٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. 1106 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ الحديث: 1103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 أَبِي طَالِبٍ الْأَزْهَرِيِّ الْبَغْدَادِيِّ وَأَبِي تَمَّامِ بْنِ خَازِمٍ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ وَسَأَلْتُ خَمِيسَ بْنَ عَليّ الْحَافِظ عَنهُ فَقَالَ هُوَ أَخُو شَيْخِنَا أَبِي الْمُفَضَّلِ سَمِعَ أَبَا طَالِبٍ الْبَغْدَادِيَّ وَغَيْرَهُ وَفِيهِ صَلَاحٌ وَدِيَانَةٌ لَمْ يَرْضَ لِأَخِيهِ أَبِي الْمُفَضَّلِ الشَّهَادَةَ وَهَجَرَهُ عَلَيْهَا وَهُوَ صَلَّى عَلَيْهِ لَمَّا مَاتَ. 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ثَنَا الطِّرِمَّاحُ بْنُ عَدِيٍّ الشَّاعِرُ قَالَ لَقِيتُ نَابِغَةَ بَنِي جَعْدَةَ الشَّاعِرَ فَقُلْتُ لَقِيتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ وَأَنْشَدْتُهُ قَصِيدَتِي الَّتِي أَقُولُ فِيهَا (بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدًا وَسُؤْدَدًا ... وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مظْهرا) // الطَّوِيل // قَالَ إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى قُلْتُ إِلَى الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِلَى الْجَنَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ هَكَذَا. 1110 - كَتَبْنَاهُ عَنْ أَبِي الْفَرَجِ نَازِلًا. وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّلْمِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَتَّانِيُّ الْحَافِظُ ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمَرِيِّيُّ ثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ عَبْدُ اللَّهِ الرَّبَعِيُّ الْحَافِظُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً حَرْفًا بِحَرْفٍ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ التَّمِيمِيُّ فِي الْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ هُوَ الْكَتَّانِيُّ الَّذِي رَوَى لَنَا عَنْهُ ابْنُ الْمُسْلِمِ. 1111 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ الْفَرَجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْخَطِيبُ بِنُهَاوَنْدَ أَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْمُظَفَّرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الدَّرْبِيُّ ثَنَا أَبُو غَانِمٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قِيرَاطٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِمْرَانَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانًا قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةٍ قَالَ بَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. 1112 - كَانَ رَجُلًا عَفِيفًا يَخْطُبُ فِي جَامِعِ دَالَ بِنُهَاوَنْدَ وَآخَرَ مَعَهُ يَخْطُبُ أَيْضًا. 1113 - أَنْشَدَنِي أَبُو الذَّكَاءِ فَهْمُ بْنُ حَسَّانِ بْنِ أَحْمَدَ الْيَمَنِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الحديث: 1110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 بِالثَّغْرِ لِنَفْسِهِ ابْتِدَاءَ قَصِيدَةٍ (سَلَبَ الْعَيْنَ مَاءَهَا رُزْءُ خَطْبٍ ... فَادِحٍ لَمْ يَكُنْ جَرَى فِي حِسَابِي) (وَمُقَامِي بِمَغْرِبِ الْأَرْضِ نَاءٍ ... عَنْ بِلَادٍ قَطَعْتُ فِيهَا شَبَابِي) (ثُمَّ لَمَّا ذَكَرْتُ جِلَّقَ وَالشَّامَ ... سَقَاهُ الْإِلَهُ جُودَ السَّحَابِ) (هَمَلَتْ أَدْمُعِي وَحُقَّ لَهَا الدَّمْعُ ... وَمَاذَا يَرُدُّ فيض انسكابي) // الْخَفِيف // 1114 - فَهْمٌ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَهْمِ وَالْأَدَبِ وَالْعِلْمِ قَدِمَ الثَّغْرَ تَاجِرًا وَكَتَبَ عَنِّي شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ وَسَافَرَ إِلَى الْأَنْدَلُسِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا وَتَوَجَّهَ إِلَى الشَّامِ وَانْقَطَعَ عَنِّي خَبَرُهُ. 1115 - سَمِعت الشَّيْخَ الْفَقِيهَ أَبَا الذَّكَاءِ فَهْمَ بْنَ حَسَّانِ بْنِ أَحْمَدَ الْيَمَنِيَّ الدِّمَشْقِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الدَّارَانِيَّ بِدِمَشْقَ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ اللَّعِبِ بِالشِّطْرَنْجِ هَلْ يَجُوزُ فَقَالَ جَائِزٌ لِمَنْ سَلِمَ لَفْظُهُ مِنَ الْأَيْمَانِ وَدِينُهُ مِنَ الْخُسْرَانِ وَمَالُهُ مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ. 1116 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْبَغِيضِ فَارِسُ بْنُ بَرَكَاتِ بْنِ عَطَاءِ اللَّهِ الشَّيْبِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْحُصَرِيِّ الْمَعَافِرِيُّ بِمِصْرَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى قَالَ أَنْبَأَنِي أَبِي أَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْخُوَارِزْمِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْوَكِيلُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُذَكِّرُ قَالَ سَمِعت أَبَا سُلَيْمَانَ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيَّ يَقُولُ سَمِعت مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ كَابَدْتُ الْعِبَادَةَ خَمْسِينَ سَنَةً وَلَمْ أُصِبِ الْحَقِيقَةَ ثُمَّ نُودِيتُ كُنْ عَبْدًا وَاسْتَرِحْ فَتَرَكْتُ الاحْتِيَالَ وَالاخْتِيَارَ وَلَزِمْتُ الذِّلَّةَ وَالافْتِقَارَ فَاسْتَرَحْتُ. 1117 - سَأَلْتُهُ وَقْتَ قِرَاءَتِي عَلَيْهِ عَنْ مولده سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة الحديث: 1114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 فَقَالَ قَدْ جَاوَزْتُ السَّبْعِينَ وَمَوْلِدِي بِالْمَعَافِرِ. 1118 - أَبُو الرَّوْحِ فَرَجُ بْنُ عبيد الله بن خلف الخوي مِنْ صُدُورِ أَذْرَبِيجَانَ وَأَئِمَّةِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَأَبِي سَعْدٍ الْمُتَوَلِّي وَرَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ وَبَنَى مَدْرَسَةً يُدَرِّسُ فِيهَا وَنَبَغَ مِنْ أَصْحَابِهِ جَمَاعَةٌ فُضَلَاءُ رَأَيْتُهُ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِمَّا يَرْوِيهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ بِعُلُوٍّ وَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَا تَرَكْتُهُ بِسَلَمَاسَ مِنَ الْأَجْزَاءِ عَلَى وَجْهِ الْوَدِيعَةِ وَجَرَى ذِكْرُهُ فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيُّ الْفَقِيهُ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ. كَانَ مُعِيدِي عِنْدَ أَبِي سَعْدٍ الْمُتَوَلِّي وَأَثْنَى عَلَيْهِ. 1119 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَارِسَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهَ الْمَالِكِيَّ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ الْجُمَّيْزِيِّ فِي مَجْلِسِ أَبِي صَادِقٍ الْمَدِينِيِّ بِفُسْطَاطِ مِصْرَ وَجَرَى ذِكْرُ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ الْحَافِظِ فَقَالَ لم يزل العطارون والقلانسيون بَعْدَ مَوْتِهِ سِنِينَ يَسْتَعْمِلُونَ مِنْ كُتُبِهِ يَشُدُّونَ فِيهِ الْأَدْوِيَةَ وَيُبَطِّنُونَ بِهَا الْقَلَانِسَ. 1120 - فَارِسٌ كَانَ يُصَلِّي فِي جَامِعِ عَمْرٍو بِالْمَالِكِيَّةِ وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي كَثِيرًا عَلَى أَبِي صَادِقٍ وَكَانَ كَثِيرَ التِّلَاوَةِ لِلْقُرْآنِ وَمُمَيَّزًا مِنْ بَيْنِ الْأَقْرَانِ. 1121 - الْفَرَجُ بْنُ أَبْلَهَ السَّلَمَاسِيُّ كَتَبْتُ عَنْهُ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الشَّالُوسِيِّ الطَّبَرِيِّ قَدِمَ عَلَيْهِمْ وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا وَلَا أَقِفُ عَلَى نَسَبِهِ الْآنَ وَمَا كَتَبْتُهُ عَنْهُ فَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَا هُوَ مودوع بِسَلَمَاسَ عِنْدَ حَفِيدِ ابْنِ أَبِي الْخَيْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَنَسَبُهُ مُسْتَفَادٌ إِذَا قِيلَ الْأَبَلِيُّ مَعَ الْأُبُلِّيِّ وَالْأيلِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا مُوَاظِبًا عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي الْجَامِعِ بِثَغْرِهِ. 1122 - سَمِعت أَبَا نَصْرٍ الْفَتْحَ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئَ الْخِيرِيَّ الحديث: 1118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 بِالثَّغْرِ يَقُولُ دَخَلْنَا عَلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ نَجَاحٍ الْمُقْرِئِ الْمُؤَيِّدِيِّ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ فَأَنْشَدَ لِأَبِي إِسْحَاقَ بْنِ الْقَبَّابِ الْمُؤَدِّبِ قَالَ أَبُو نَصْرٍ وَقَدْ أَنْشَدَنِيهِ الْقَبَّابُ نَفْسُهُ بِبَلَنْسِيَةَ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ (يَا أَكْرَمَ الْكُرَمَاءِ يَا مَنْ لَمْ يَزَلْ ... يُولِي الْجَمِيلَ وَيَسْتُرُ الْعِصْيَانَا) (إِنَّ الْكَرِيمَ مَتَى أَلَمَّ بِدَارِهِ ... ضَيْفٌ قَرَاهُ الْبِرَّ وَالْإِحْسَانَا) (وَأَحُلُّ دَارَكَ مُذْنِبًا مُتَذَمِّمًا ... فَاجْعَلْ قِرَايَ الْعَفْوَ وَالْغُفْرَانَا) (إِنِّي جَعَلْتُ إِلَى عُلَاكَ وَسِيلَتِي ... وَشَفِيعِيَ التَّوْحِيدَ والْقُرْآنَا) (أَعْلَى ظُنُونِي أَنَّ عَفْوَكَ شَامِلٌ ... أَهْلَ الذُّنُوبِ فَلَمْ تزل رحمانا) // الْكَامِل // 1123 - أَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ الْفَتْحُ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَيْرِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ حَمْدُونُ بْنُ الْمُعَلِّمِ الْبَلَنْسِيُّ الْفَقِيهُ بِالْأَنْدَلُسِ مِمَّا قَالَهُ فِي صِغَرِهِ (الْحَمْدُ لِلَّهِ جَلَّ اللَّهُ بَارِينَا ... مِنْ مِيتَةِ الْجَهْلِ بِالتَّعْلِيمِ يُحْيِينَا) (أَتَى بِنُورٍ وَآيَاتٍ مُفَصَّلَةٍ ... مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُقَوِّي الذَّنْبَ يَشْفِنَا) (ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى الْمَرْسُولِ مِنْ مُضَرٍ ... مُحَمَّدٍ فَبِهِ نِلْنَا أَمَانِينَا) (فَلَمْ يَزَلْ بِي أَبِي مَوْلَاي ذَا لُطْفِ ... كَيْمَا يُبَيِّنَ لِي الْقُرْآنَ تَبْيِينَا) (وَيَطْلُبُ الْمُلْطِفِينَ فِي التَّعَلُّمِ لِي ... عِنَايَةً مِنْهُ بِي حِفْظًا وَتَحْصِينَا) (فَهَا أَنَا قَدْ تَلَوْتُ النِّصْفَ أَجْمَعَهُ ... بِفَوْزِ رَبٍّ إِلَى الْخَيْرَاتِ يَهْدِينَا) الحديث: 1123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 (وَاللَّهُ يَجْزِي أَبِي عَنِّي وَوَالِدَتِي ... وَمَنْ يُعَلِّمُنِي بِالْخُلْدِ آمِينَا) (آمِينَ آمِينَ لَا أَرْضَى بِوَاحِدَةٍ ... حَتَّى أضيف إِلَيْهَا ألف آمينا) // الْبَسِيط // 1124 - أَبُو نَصْرٍ هَذَا كَانَ مِنْ سُكَّانِ الثَّغْرِ وَيَنْسَخُ نَسْخًا صَحِيحًا وَقَدْ نَسَخَ لِي وَلِمَنْ كَانَ يقْرَأ عَليّ شَيْئا كَثِيرًا وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لِلسَّبْعَةِ عَلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ نَجَاحٍ الْمُؤَيَّدِيِّ بِالْأَنْدَلُسِ وَعَلَى غَيْرِهِ وَكَانَ اعْتِمَادُهُ عَلَى أَبِي دَاوُدَ وَيَذْكُرُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَوْلًى وَلَا يَسْتَنْكِفُ عَنْ ذَلِكَ بِخِلَافِ غَيْرِهِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة بِبَلَنْسِيَةَ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي الْوَلِيدِ الْوَقَّشِيِّ وَأَبِي الْعَبَّاسِ الدَّلَائِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ الْمُؤَيَّدِيِّ وَآخَرِينَ مِنْ مُحَدِّثِي الْأَنْدَلُسِ وَقَدْ دَخَلَ إِلَى الْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ وَالْيَمَنِ وَبِلَادِ الْهِنْدِ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَبِهَا مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَكَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي مَوَاعِيدَ الْجُمَعِ وَيَدْعُو عُقَيْبَ فَرَاغِي. 1125 - سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ فَارِسَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيُسْتِيَّ الْمَالِكِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت حَسَّانَ بْنَ عُلْوَانَ الْبَيُسْتِيَّ يَقُولُ كُنْتُ أَنَا وَجَمَاعَةٌ مِنْ بَنِي عَمِّي فِي مَسْجِدٍ بِبَيُسْتَ نَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَدَخَلَ أَعْرَابِيٌّ فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَكَبَّرَ ثُمَّ قَالَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قَاعِدٌ عَلَى الرَّصْدِ مثل الْأسد لَا يفوتهُ أحد الله أكبر وَركع وَسجد ثمَّ قَامَ فَقَالَ مثل مقَالَته الأولى وَسَلَّمَ فَقلت ياخا الْعَرَبِ الَّذِي قَرَأْتَ لَيْسَ بِقُرَآنٍ وَهَذِه صَلَاة لَا يتقبله اللَّهُ فَقَالَ حَتَّى يَكُونَ سَفَلَةٌ مِثْلَكَ آتِي إِلَى بَيْتِهِ وَأَقْصِدُهُ وَأَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ وَيَرُدُّنِي خَائِبًا وَلَا يتقبلها صَلَاتِي لَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَقَامَ وَخَرَجَ. الحديث: 1124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 1126 - سَمِعت أَبَا الرِّجَالِ فِتْيَانَ بْنَ نَصْرِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَزْدِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ الصُّوفِيَّ وَقَدْ تُوُفِّيَ عِنْدَنَا وَكَانَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا ابْتَلاهُ فِي جَسَدِهِ لِيَسْمَعَ تَضَرُّعَهُ فَقَالَ نَعَمْ يَا أَبَا نَصْرٍ أَنَا قُلْتُهُ. 1127 - أَبُو الرِّجَالِ هَذَا كَانَ مِنْ شُيُوخِ الْأَزْدِ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ مُحِبًّا لِلْعِلْمِ وَأَهْلِهِ مُتَّصِلًا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَطَّابِ يُعَوِّلُ عَلَيْهِ فِي كَثِيرٍ مِنْ حَوَائِجِهِ وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ مِنَ الشُّيُوخِ كَثِيرًا وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الثَّغْرِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ وَصَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَحَضَرَهُ أُمَّةٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً. 1128 - سَمِعت فُتُوحَ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ حَدَقٍ الْحُفَرِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ اشْتَرَيْتُ عُصْفُورًا فِي صِغَرِي أَلْعَبُ بِهِ فَبَعْدَ سَاعَةٍ غَمَّضَ عَيْنَيْهِ وَاسْتَرْخَى فَاعْتَقَدْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ وَرَمَيْتُهُ فَلَمَّا وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ طَارَ وَإِذَا هُوَ قَدْ تَمَاوَتَ حَتَّى تَخَلَّصَ مِنْ يَدِي. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي ثُمْنَةَ السَّفَاقُسِيُّ حَاضِرًا فَصَدَّقَهُ فِي ذَلِكَ وَقَالَ فُتُوحٌ هَذَا كَانَ مَعِي فِي الْكُتَّابِ وَنَحْنُ صِبْيَانٌ فَجَرَى لَهُ ذَلِكَ وَأَنَا مَعَهُ. 1129 - وَفُتُوحٌ هَذَا كَانَ مِنْ جِيرَانِي مُوَاظِبًا عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي الْجَمَاعَةِ سَلِيمَ الصَّدْرِ. 1130 - سَمِعت أَبَا الْفَضَائِلِ فَوْزَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْيُسْرِ الطَّائِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ الرَّحْبِيُّ بِمِصْرَ فِي شَوَّالٍ سنة تسع وَعشْرين الحديث: 1126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 وَخَمْسمِائة وَتُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ صَوْلَةَ النَّحَّاسُ بِهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَهَذَانِ اللَّذَانِ ذَكَرَ لِي فَوْزٌ مَوْتَهُمَا قَدْ كَتَبْنَا عَنْهُمَا وَذِكْرِهِمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ فِي بَابِ الْعَيْنِ. 1131 - أَبُو الْفَخْرِ فَوْزُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْيُسْرِ الطَّائِيَّ أَصِيلٌ مِنْ أَهْلِ صُورَ وَزَوَّجَهُ أَبُو صَادَقٍ الْمَدِينِيُّ ابْنَةً مِنْ بَنَاتِهِ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِهِ وَذَكَرَ لِي وَفَاةَ جَمَاعَةٍ كَتَبْتُ عَنْهُمْ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ فَمِنْهُمْ أَبُو الْقَاسِمِ الْأَرْدُبِيلِيُّ قَالَ مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَأَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ مَوْهُوبٍ قَالَ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَأَبُو الْمَعَالِي الْكَاتِبُ فِي بَحْرِ عَيْذَابَ بَعْدَ قَضَاءِ حَجِّهِ وَرُجُوعِهِ مِنْ مَكَّةَ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْفُسْطَاطِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ فِي صَفَرٍ قَالَ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ الْقَاضِي قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَاسِمٍ الصَّقَلِّيُّ فَأَمَّا الْأَرْدُبِيلِيُّ فَقَدْ أخبرنَا عَنِ الْحَبَّالِ وَابْنِ مَوْهُوبٍ عَنْ نَصْرٍ الْمَقْدِسِيِّ وَأَبُو الْمَعَالِي عَنِ الْخِلَعِيِّ وَالْقَاسِمِ فَبَيْنِي وَبَيْنَهُ مُكَاتَبَةٌ بِالشِّعْرِ وَأَبُوهُ كَانَ قَاضِي مِصْرَ. 1132 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ فَاضِلُ بْنُ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَمْدُونَ الصُّورِيُّ لِجَدِّهِ الْقَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَتَبَ بِهَا إِلَى ابْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الْقَاضِي (يَا مَنْ أَمِنْتُ بِهِ الَّذِي أَتَخَوَّفُ ... وَغَدَوْتُ فِي إِنْعَامِهِ أَتَصَرَّفُ) (أَوْرَقْتَ عُودِيَ وَهْوَ يَبْسٌ هَالِكٌ ... وَشَفَيْتَ جِسْمِي وَهْوَ مُضْنًى مُدْنَفُ) (آثَارُ فِعْلِكَ فِي ثُوَايَ أَنِيقَةٌ ... وَالنَّبْتُ فِي أَثَرِ السُّيُولِ مُفَوَّفُ) (فَلْيَهْتِفَنَّ بِكُلِّ أَرْضٍ مَنْطِقِي ... بِالشُّكْرِ مَا غَنَّى الْحَمَامُ الْهُتَّفُ) الحديث: 1131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 (وَلَقَدْ نَهَيْتُ الشِّعْرَ أَنْ يَعْتَادَنِي ... فَأَبَى عَلَيَّ وَقَالَ لِمَ لَا أَشْرُفُ) (قَسَمًا بِقَاضٍ سَيِّدٍ بَانِي العلى ... فِي سَاحَتَيْهَا وَهْيَ قَاعٌ صَفْصَفُ) (يَزْهُو بِهِ الْمِحْرَابُ فِي صَلَوَاتِهِ ... وَيَكَادُ يَنْطِقُ فِي يَدَيْهِ الْمُصْحَفُ) (وَيُوَحِّدُ الْبِطْرِيقُ عِنْدَ لِقَائِهِ ... طَوْعًا ويؤمن بِالْقُرْآنِ الأسقف) // الْكَامِل // 1133 - فَاضِلٌ هَذَا مِمَّنْ كَانَ يَقْرَأُ عِنْدِي فِي الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ هُوَ وَوَلَدَانِ لَهُ ذَكِيَّانِ وَهُمَا شَافِعِيَّةٌ وَغَيْثٌ الْأَرَمْنَازِيُّ خَالُ أَبِيهِ وَبِنْتُهُ تَقِيَّةُ تَحْتَهُ وَهِيَ أُمُّ أَوْلَادِهِ وَتَقِيَّةُ هَذِهِ لَهَا شِعْرٌ جَيِّدٌ وَمَعَانٍ حَسَنَةٌ وَقَدْ مَدَحَتْنِي بِقَصَائِدَ كَثِيرَةٍ وَلَمْ أَرَ قَطُّ شَاعِرَةً سِوَاهَا قَالَ فَاضِلٌ وَمَوْلِدِي بِصُورَ وَأَدْرَكْتُ بِهَا عُلَمَاءَ وَشُعَرَاءَ لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُمْ شَيْئًا وَمِنْ جُمْلَةِ الشُّعَرَاءِ أَبُو الْحَسَنِ الدِّيكُ الصُّورِيُّ قَالَ وَجَدِّي أَبُو مُحَمَّدٍ وَلِيَ قَضَاءَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَبِهَا تُوُفِّيَ وَكَانَ قَدْ وَلِيَ قَبْلَ ذَلِكَ قَضَاءَ صُورَ وَقَدْ ذَكَرَتْ لِي تَقِيَّةُ أَنَّ مَوْلِدَهَا فِي الْمحرم سنة خمس وَخَمْسمِائة بِدِمَشْقَ وَمَوْلِدَ زَوْجِهَا فَاضِلٍ فِي شَوَّال سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة بِدِمَشْقَ كَذَلِكَ. الحديث: 1133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 - حَرْفُ الْقَافِ - 1134 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَشَنِيزَةَ الْبَزَّازُ الْبَجَلِيُّ بِالْكُوفَةِ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْوَادِعِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّتْ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بِكَبْشٍ كَبْشٍ وَتَصَدَّقَتْ بِوَزْنِ شُعُورِهِمَا فِضَّةً. 1135 - مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة. 1136 - أَنْشَدَنِي قَيْسُ بْنُ غَالِبِ بْنِ وَفَاءٍ الْبَصْرِيُّ بِبَطْنِ نَخْلَةَ مُنْصَرَفَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ وَقَدْ أَنْشَدَنِي قَبْلَ قَيْسٍ غَيْرُهُ بِبَغْدَادَ وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمَا قَائِلَهُ (الْفَقْرُ فِي أَوْطَانِنَا غُرْبَةٌ ... وَالْمَالُ فِي الْغُرْبَةِ أَوْطَانْ) (مَنْ يَكُنِ الْفَقْرُ لَهُ صَاحِبًا ... فَهْوَ غَرِيبٌ أَيْنَمَا كَانْ) // السَّرِيع // 1137 - سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورٍ قُسْطَةَ الْآمِرِيَّ وَالِيَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ كَانَ الحديث: 1134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ خَطِيبُ ثَغْرِ عَسْقَلَانَ يَخْطُبُ بِظَاهِرِ الْبَلَدِ فِي عِيدٍ مِنَ الْأَعْيَادِ فَقِيلَ لَهُ قَدْ قَرُبَ مِنَّا الْعَدُوُّ فَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَقَطَعَ الْخُطْبَةَ فَبَلَغَهُ أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْعَسْكَرِيَّةِ عَابُوا عَلَيْهِ فِعْلَهُ فَخَطَبَ فِي الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى دَاخِلَ الْبَلَدِ فِي الْجَامِعِ خُطْبَةً بَلِيغَةً وَقَالَ فِيهَا قَدْ زَعَمُوا أَنَّ الْخَطِيبَ فَزِعَ وَعَنِ الْمِنْبَرِ تَزَعْزَعَ وَلَيْسَ ذَلِكَ عَارًا عَلَى الْخَطِيبِ فَإِنَّمَا تُرْسُهُ الطَّيْلَسَانُ وَحُسَامُهُ اللِّسَانُ وَفَرَسُهُ خَشَبٌ لَا يَجْرِي مَعَ الْفُرْسَانِ وَإِنَّمَا الْعَارُ عَلَى مَنْ تَقَلَّدَ الْحُسَامَ وَسَنَّ السِّنَانَ وَرَكِبَ الْجِيَادَ الْحِسَانَ وَعِنْدَ اللِّقَاءِ يَصِيحُ إِلَى عَسْقَلَانَ إِلَى عَسْقَلَانَ. 1138 - قُسْطَةُ هَذَا مِنْ عُقَلَاءِ الْأُمَرَاءِ الْمَائِلِينَ إِلَى الْعَدْلِ الْمُثَابِرِينَ عَلَى مُطَالَعَةِ الْكُتُبِ وَأَكْثَرُ مَيْلِهِ إِلَى التَّوَارِيخِ وَسِيَرِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَكَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ وَمُكَاتَبَةٌ وَفِي نُعُوتِهِ كَثْرَةٌ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُورِدُ الْحِكَايَاتِ الْمُسْتَحْسَنَةَ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا تَقَدَّمَ. الحديث: 1138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 - حَرْفُ الْكَافِ - 1139 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ كَتَائِبُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارِقِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونَ الْمَوْصِلِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ الْخَزَّازُ بِبَغْدَادَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ ثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَجَّابِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا 1140 - كَتَائِبُ هَذَا كَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ كَبِيرَ السِّنِّ جِدًّا حِينَ سَمِعْنَا عَلَيْهِ وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ التُّجَّارِ مُقِيمًا بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَبِهَا توفّي سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِمَيَّافَارِقِينَ قَالَ لِي صَحِبْتُ ابْنَ سَعْدُونَ مُدَّةً مَدِيدَةً بِمِصْرَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِهَا وَأَجَازَ لِي جَمِيعَ رِوَايَاتِهِ وَسمعت عَلَيْهِ سُنَنَ الدَّارَقُطْنِيِّ وَالرَّقَائِقَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْأَجْزَاءِ الْمَنْثُورَةِ سَنَةَ خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَسَنَةَ سِتٍّ وَسَنَةَ سَبْعٍ وَسَنَةَ ثَمَانٍ وَضَاعَتْ أُصُولُ كُتُبِي فِي الصَّعِيدِ وَقَدْ سَمِعت عَلَى الشَّرِيفِ ابْن حَمْزَةَ وَالْقَاضِي الْقُضَاعِيِّ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحَطَّابِ الرَّازِيُّ كَانَ كَتَائِبُ الْفَارِقِيُّ بِمِصْرَ رَجُلًا وَأَنَا صَبِيٌّ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِكَثِيرٍ وَقَالَ لِي أَبُو الْفَرَجِ القرمسيني سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة كَتَائِبُ الحديث: 1139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 قَدْ قَارَبَ الْمِائَةَ أَوُ جَاوَزَهَا وَسَافَرْنَا مَعًا إِلَى الْيَمَنِ فِي التِّجَارَةِ وَهُوَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ الْمُتَدَيِّنِينَ 1141 - أَخْبَرَنَا أَبُو اللَّيْثِ كَثِيرُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرَاغِيُّ بِالرَّيِّ أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَتْحِ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَصَّارُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ الْحَافِظُ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الْحَنْظَلِيُّ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنِ الرُّكَيْنِ يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسَيْرِ بْنِ عُمَيْلَةَ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ سَبْعمِائة ضِعْفٍ 1142 - كَثِيرٌ هَذَا كَثِيرُ الْخَيْرِ وَقَدْ أَفَادَهُ أَبُوهُ عَنْ جَمَاعَةٍ جَمَّةٍ مِنْ شُيُوخِ الرَّيِّ وَمَنْ قَدِمَهَا كَأَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ وَنُظَرَائِهِ وَاسْتَجَازَ لَهُ مِنْ شُيُوخِ الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ وَطَبَرِسْتَانَ وَفَارِسَ وَمِمَّنْ أَجَازَ لَهُ أَبُو غَانِمٍ الْكُرَاعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ وَعَبْدُ الْغَافِرِ النَّيْسَابُورِيُّ وَنُظَرَاؤُهُمَا وَبِالرَّيِّ مَوْلِدُهُ وَأَبُوهُ مَرَاغِيٌّ اسْتَوْطَنَهَا وَقَدْ رَوَى الْحَدِيثَ أخبرنَا عَنْهُ ابْنُهُ كَثِيرٌ وَغَيْرُهُ 1143 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ كُمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ الْبَزَّازُ السُّفْيَانِيُّ بِالدَّيْنَوَرِ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ بُنْدَارُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الرَّوَّاسُ أَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْحَافِظُ الرَّازِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَسَدِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مَأْمُونٍ الْبَرْدَعِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَامٍ ثَنِي بَدْرُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنِي طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مِنَ السُّنَّةِ الْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّهَا آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَزَلَ بِهَا جِبْرِيلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ جِبْرِيلُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} عَلِمْتُ أَنَّ السُّورَةَ قَدْ خُتِمَتْ 1144 - كُمَارٌ هَذَا شَيْخٌ صَالِحٌ قَدْ كَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ وَيُقْرِئ وَيَتَكَلَّمُ كُلَّ الحديث: 1141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 جُمُعَةٍ عَلَى النَّاسِ فِي جَامِعِ الدِّينَوَرِ وَكَانَ سُفْيَانِيَّ الْمَذْهَبِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَتَبَ عَنِ ابْنِ الرَّوَّاسِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَخَذَ الْمُرَقَّعَةَ مِنْ يَدِ أَحْمَدَ بْنِ عِنَانٍ الْكَنْكَشِيِّ وَهُوَ مِنْ يَدِ أَحْمَدَ بْنِ سِيَّاهِ الدِّينَوَرِيِّ وَأَحْمَدُ مِنْ يَدِ عِيسَى الْقَصَّارِ وَعِيسَى مِنْ يَدِ مِمْشَاذَ وَمِمْشَاذُ مِنْ يَدِ أَبِي سِنَانٍ وَهُمْ دَيْنَوَرِيُّونَ وَمَدْفُونُونَ عَلَى التَّلِّ وَخَلْقٌ مِنَ الزُّهَّادِ وَالصَّالِحِينَ زُرْنَاهُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ 1145 - كُمَارُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ نَصْرٍ الْحَدَّادِيُّ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَرَاغَةِ أَفَادَنِي عَنْ أَبِي عَلَّانَ الْمُضَرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ شُيُوخِهِمْ فَوَائِدَ عَالِيَةً وَعَلَّقْتُ عَنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا وَسَمِعَ هُوَ كَذَلِكَ عَليّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَمَا كَتَبْتُهُ عَنْهُ فَهُوَ فِي جُمْلَةِ الْأَجْزَاءِ الْمُودَعَةِ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ 1146 - أَخْبَرَنَا أَبُو تَمَّامٍ كَامِلُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَمَّارٍ الصُّورِيُّ الْفَرَضِيُّ بِمِصْرَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ بصُورَ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ الْحُسَيْنِ الدِّمَشْقِيُّ بِهَا أَنَا أَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ بَكِيرٍ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْحَلِفُ مَنْفَعَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْبَرَكَةِ 1147 - كَامِلٌ كَانَ فِي فُنُونٍ مِنَ الْعِلْمِ كَامِلًا وَمِنْهَا الْفَرَائِضُ وَالْحِسَابُ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِعَكَّا ثُمَّ انْتَقَلْتُ إِلَى صُورَ وَسمعت بِهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ الْحَافِظِ وَنَصْرٍ الْمَقْدِسِيِّ الْفَقِيهِ وَأَبِي الْحَسَنِ الْهَاشِمِيِّ الْقَاضِي وَآخَرِينَ وَسمعت بِمِصْرَ عَلَى الْخِلَعِيِّ وَغَيْرِهِ قَالَ وَلِي فِي الْفَرَائِضِ تصانيف ثمَّ أخرج لي كتابها مِنْ تَأْلِيفِهِ فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ وَهُوَ الْآنَ عِنْدِي وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٌ مِنْ شِعْرِهِ وَكَانَ فَرِيدَ عَصْرِهِ وَلَهُ فِي جَامِعِ عَمْرٍو حَلْقَةٌ لِإِقْرَاءِ الْفَرَائِضِ وَكَانَ فِيهَا فَرِيدَ عَصْرِهِ وَيَخُطُّ خَطًّا حَسَنًا وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَان أَو تسع عشرَة وَخَمْسمِائة بِمِصْرَ الحديث: 1145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 1148 - أَنْشَدَنَا أَبُو تَمَّامٍ كَامِلُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَمَّارٍ الصُّورِيُّ الْفَرَضِيُّ بِمِصْرَ لِنَفْسِهِ (يَا عُدَّتِي عِنْدَ كُلِّ نَائِبَةٍ ... وَيَا غِيَاثِي عَلَيْكَ مُعْتَمَدِي) (قَدْ مَسَّنِي الضُّرُّ يَا رَجَائِي وَلَمْ ... أَشْكُ الَّذِي نَالَنِي إِلَى أَحَدِ) (وَأَنْتَ غَوْثِي عِنْدَ الْكُرُوبِ فَجُدْ ... بِكَشْفِ مَا حَلَّ بِي وَخُذْ بِيَدِي) (مَوْلَاي فَرِّجْ عَنِّي الْهُمُومَ فَقَدْ ... قَلَّ اصْطِبَارِي وخانني جلدي) // المنسرح // 1149 - سَمِعت الشَّيْخَ أَبَا التَّمَّامِ كَامِلَ بْنَ ثَابِتٍ الْفَرَضِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ أَنَا أَدْرِسُ الْفَرَائِضَ وَالْحِسَابَ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً قَالَ وَكَتَبْتُ بِالْمُعْتَقَدِ الَّذِي سَمِعْتُهُ عَلَى نَصْرٍ الْفَقِيهِ الْمَقْدِسِيِّ مِائَةً وَسِتِّينَ نُسْخَةً وَدَفَعْتُهَا لِلنَّاسِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَرَأْتُ الْفَرَائِضَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْجَهْرَمِيِّ بِعَكَّا قَدِمَ عَلَيْنَا وَعَلَى أَبِي الْحَسَنِ السُّهَيْلِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْوَنِيِّ وَكَانُوا فِيهِ أَئِمَّةً وَعَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْقَائِنِيِّ الْفَقِيهِ السُّهَيْلِيُّ هُوَ عَليّ بن احْمَد الأسفرائيني لَهُ مُخْتَصَرٌ فِي أُصُولِ الْفَرَائِضِ سَمَّاهُ سُهَيْلٌ السُّهَيْلِيُّ رَوَاهَا أَبُو بَكْرٍ السُّمُنْطَارِيُّ عَنْ حَمْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ رَآهُ بِحُلْوَانَ عَنِ السُّهَيْلِيِّ 1150 - سَمِعت كَاسُولَ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَاجِّ الْأَبْهَرِيَّ الصُّوفِيَّ بِقَزْوِينَ يَقُولُ كُنْتُ بِأَبْهَرَ فِي دُوَيْرَتِهَا أَخْدُمُ الْأَصْحَابَ وَكَانَ فَرَجٌ الدُّونِيُّ وَعَلِيٌّ الْبُخَارِيُّ يَتَجَارَيَانِ فِي دَقَائِقِ الْمَسَائِلِ وَكَانَ هُنَاكَ فَقِيرٌ مِنْ شَرْوَانَ فَفَهِمَ كَلَامَهُمَا فَشَهِقَ شَهْقَةً وَغُشِيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ خَلَوْتُ بِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَمْرِهِ وَفِعْلِهِ قَالَ رَأَيْتُ نُورًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى مَا بَيْنَهُمَا فَهَالَنِي ذَلِكَ وَفُزِعْتُ قَالَ كَاسُولٌ وَكَانَ فَرَجٌ وَعَلِيٌّ مِنْ كِبَارِ الْمُسَافِرِينَ عَلَى حُكْمِ التَّجْرِيدِ وَمِنْ أَخْشَنِهِمْ طَرِيقَةً وَأَحْسَنِهِمْ عِبَارَةً فِي التَّوْحِيدِ 1151 - كَاسُولٌ هَذَا كَانَ خَدُومًا وَكُنَّا فِي رِبَاطٍ وَاحِدٍ رِبَاطِ إسْكَنْدَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَوَجَدْتُهُ مَائِلًا إِلَى الصَّلَاحِ مُحِبًّا لِأَهْلِهِ مُؤْثِرًا لِخِدْمَتِهِمْ وَخير يَصِلُ إِلَيْهِمْ الحديث: 1148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 1152 - أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ كلابُ بْنُ الْحَوَارِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ التَّنُوخِيُّ الْمَعَرِّيُّ بِعَرَابَانَ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فُرَيْجٍ الْقُضَاعِيُّ بِمَاكَسِينَ أَنَا نَصْرُ بْنُ الْحَسَنِ التَّاجِرُ بِالرَّحْبَةِ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرَوَيْهِ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا مُسْلِمٌ ثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأيلِيُّ ثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ 1153 - كلابٌ هَذَا مِنْ أَهْلِ مَعَرَّةِ النُّعْمَانِ وَاسْتَوْطَنَ الْخَابُورَ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ مِنْ أَقْرِبَاءِ أَبِي الْعَلَاءِ وَأَنْشَدَنِي شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ 1154 - سَمِعت أَبَا كَرَّامَ بْنَ الْقَصَّارَ بِالثَّغْرِ 1155 - كَرَّامٌ هَذَا تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ حَسَنَ التِّلَاوَةِ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَنْقَطِعُ عَنْ مَوَاعِيدِي الْجُمَعِيَّةِ وَبَعْدَ الْفَرَاغِ يَقْرَأُ عَشْرًا وَيَحْضُرُ مَجَالِسَ الْحَدِيثِ وَقَدْ سَمِعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْحُنَيْفِيِّ الرَّازِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ الصَّقَلِّيِّ وَغَيْرِهِمَا قَدِيمًا وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الدَّيْمَاسِ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَحَضَرَ جِنَازَتَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ رَحِمَهُ اللَّهُ 1156 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ كَتَائِبُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ السُّلَمِيُّ الْجَابِيُّ بِدِمَشْقَ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيُّ الْحَافِظُ لَفْظًا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ ثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْكُوفِيِّ الْحَافِظُ ثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ ثَنِي جَدِّي الحديث: 1152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 أَبُو فَرْوَةَ ثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ ثَنَا سَابِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْبَرِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَرْبَدِ يَسِمُ غَنَمًا قَالَ شُعْبَةُ أَظُنُّهُ قَالَ فِي آذَانِهَا 1157 - كَتَائِبُ هَذَا حَنْبَلِيُّ الْمَذْهَبِ وَقَدْ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ الْبَغْدَادِيَّ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيَّ الدِّمَشْقِيَّ وَأَبَا الْحُسَيْنِ الْقَائِنِيَّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْمُفَضَّضِ وَقَدْ دَخَلَ أصْبَهَانَ وَسَمِعَ بِهَا وَقَالَ لِي لَمَّا دَخَلْتُ أصْبَهَانَ كَتَبَ عَنِّي يَحْيَى بْنُ مَنْدَهْ الْحَافِظُ وَكَتَبَ عَنِّي عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدِّهِسْتَانِيُّ وَقْتَ قُدُومِهِ دِمَشْقَ وَأَصْحَابُ الْكِلَابِيِّ فِي الْأَحْيَاءِ وَقَالَ اسْمُكَ غَرِيبٌ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ ولدت سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 1158 - قَرَأْتُ عَلَى كَرِيمَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مَنْصُورِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْخَاضِبَةِ الدَّقَّاقِ الْحَافِظ بِبَغْدَاد أخْبركُم أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِيبُ الصَّرِيفِينِيُّ أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حبَابَةَ الْبَزَّازُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَنِيعِيُّ ثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ثَنَا عَفَّانُ قَالَ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَحْسَنَ حَدِيثًا مِنْ شُعْبَةَ 1159 - كَرِيمَةُ هَذِهِ كَانَ لَهَا أَنَسٌ بِالْحَدِيثِ وَمَعْرِفَةٌ بِرَوَايَةٍ وَرَوَتْ عَنْ أَبِي الْغَنَائِمِ بْنِ الْمَأْمُونِ وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ النَّقُّورِ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيِّ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الشُّيُوخِ الَّذِينَ سَمِعت عَلَيْهِمْ بِإِفَادَةِ أَبِيهَا وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمَرْضِيِّينَ مَاتَ قَبْلَ دُخُولِي بَغْدَادَ بِمُدَّةٍ قَرِيبَةٍ وَكَانَ حَمْزَةُ الطَّبَرِيُّ وَقَدْ أَخَذَ لِي وَلِطَلَبَةِ الْحَدِيثِ بِأصْبَهَانَ إِجَازَاتِ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ بَغْدَادَ دَلَّهُ هُوَ عَلَيْهِمْ وَسَمِعَ عَلَى نَفَرٍ مِنْهُمْ بِقَرَاءَتِهِ وَبَعْدَ رُجُوعِهِ إِلَى الْبَلَدِ كَانَ يَشْكُرُهُ عَلَى مَا فَعَلَهُ مَعَهُ وَيَذْكُرُ مِنْ تَوَاضُعِهِ مَا يَزِيدُ عَلَى الْوَصْفِ وَاللَّهُ تَعَالَى يَتَغَمَّدُهُ بِمَغْفِرَتِهِ وَلَا أَدْرِي هَلْ خَطَّهُ فِي جُمْلَةِ الْإِجَازَاتِ وَالْمُجِيزِينَ أَمْ لَا يُبْحَثُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الحديث: 1157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 - حَرْفُ اللَّامِ - 1160 - أَنْشَدَنِي أَبُو عِيسَى لُبُّ بْنُ خَلَفِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَعَافِرِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الزُّبَيْرُ بْنُ سَعْدٍ الْعُتَقِيُّ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ (وَحَرْشَفَةٍ سَكَنَتْ رَوْضَةً ... وَتَشْكُو الْقِطَافَ مِنْ أَرْبَابِهَا) (شَكَتْ لِلْقَنَافِذِ مَا تَتَّقِي ... فَأَلْبَسْنَهَا بَعْضَ أثوابها) // المتقارب // 1161 - لُبٌّ هَذَا كَانَ لَبِيبًا ظَاهِرَ الْخَيْرِ حَسَنَ الْعِشْرَةِ أَدِيبًا أَتَانِي بَعْدَ قُفُولِهِ مِنَ الْحِجَازِ طَالِبًا فَسَمِعَ غَيْرَ جُزْءٍ وَأَجَزْتُ لَهُ وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْفِقْهَ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ بِالْأَنْدَلُسِ عَلَى شُيُوخِهِمْ 1162 - قَالَ لِي أَبُو عِيسَى لُبُّ بْنُ خَلَفِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَعَافِرِيُّ الْأَرْيُولِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَجَرَى ذِكْرُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ التُّبَّانِ الْمُرْسِيِّ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْمَسَائِلِ وَأَصْلُهُ مِنْ أَلْشَ وَوَلِيَ قَضَاءَهَا وَقَضَاءَ أَرْيُولَةَ وَأُشُونَةَ وَغَيْرَهَا مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ وَرَوَى لَنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطَّلَّاعِ وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَيَّانِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَقَدْ وُلِدَ بِمُرْسِيَةَ وَبِهَا سُكْنَاهُ وَبِقُرْطُبَةَ تَفَقُّهُهُ الحديث: 1160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 - حَرْفُ الْمِيمِ - 1163 - أخبرنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَّانَ النُّهَاوَنْدِيُّ بِنُهَاوَنْدَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الْقَاضِي النُّهَاوَنْدِيُّ 1164 - كَانَ مِنْ أَعْيَانِ بَلَدِهِ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة فِي رَجَبٍ 1165 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ قِنَانِ بْنِ حَامِدِ بْنِ الطَّيِّبِ الْأَنْبَارِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ لِنَفْسِهِ بِبَغْدَادَ (سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْ خِلٍّ وَفِيٍّ ... فَقَالُوا مَا إِلَى هَذَا سَبِيلُ) (تَمَسَّكْ أَنْ ظَفِرْتَ بِوُدِّ حُرٍّ ... فَإِنَّ الْحُرَّ فِي الدُّنْيَا قَلِيل) // الوافر // 1166 - ذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ وَغَيْرَهُ بِبَغْدَادَ وَابْنَ شُعْبَةَ وَغَيْرَهُ بِالْبَصْرَةِ قَالَ وَقَدْ تَفَقَّهْتُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَمَوْلِدِي سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَكَانَ قَاضِيَ الْبَصْرَةِ وَالْمُدَرِّسَ بِهَا الحديث: 1163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 1167 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي زُرَارَةَ الْمَارِسْتَانِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الْقَطَّاعِ اللُّغَوِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْبَرِّ الْغَوْثِيَّ اللُّغَوِيَّ يَقُولُ مَا صُنِّفَ فِي اللُّغَةِ كِتَابٌ مِثْلُ كِتَابِ الصَّحَّاحِ لِلْجَوْهَرِيِّ 1168 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي زُرَارَةَ اللُّغَوِيَّ يَقُولُ كَانَ بِالْمَشْرِقِ لُغَوِيٌّ وَبِالْمَغْرِبِ لُغَوِيٌّ فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا ثَالِثٌ وَهُمَا ضَرِيرَانِ فَالْمَشْرِقِيُّ أَبُو الْعَلَاءِ التَّنُوخِيُّ بِالْمَعَرَّةِ وَالْمَغْرِبِيُّ ابْنُ سِيدَةَ الْأَنْدَلُسِيُّ وَابْنُ سِيدَةَ أَعْلَمُ مِنَ الْمَعَرِّيِّ أَمْلَى مِنْ صَدْرِهِ كِتَابَ الْمُحْكَمِ ثَلَاثِينَ مُجَلَّدًا وَمَا فِي كُتُبِ اللُّغَةِ أَحْسَنُ مِنْهُ 1169 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ الثَّقَفِيُّ قَاضِي الْكُوفَةِ بِهَا قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الشَّامِيُّ قَاضِي الْقُضَاةِ بِبَغْدَادَ قَالَ أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ (الْعِلْمُ فِيهِ مَهَابَةٌ فَتَدَبَّرِ ... وَالْعِلْمُ أَنْفَعُ مِنْ كُنُوزِ الْجَوْهَرِ) (تَفْنَى الْكُنُوزُ عَلَى الزَّمَانِ وَصَرْفِهِ ... وَالْعِلْمُ يَبْقَى مَعَ بَقَاء الأعصر) // الْكَامِل // 1170 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ بَقَاءٍ الْأَنْصَارِيُّ الْبَلَغِيُّ الْمُقْرِئُ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ نَجَاحٍ الْمُؤَيَّدِيِّ بِالْأَنْدَلُسِ 1171 - سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَن مولد هـ فَقَالَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة فِي شَعْبَانَ قَالَ وَمَدِينَتُنَا بَلَغِيُّ مِنْ شَرْقِيِّ ثُغُورِ الْأَنْدَلُسِ مَا بَعْدَهَا مَدِينَةٌ يُوَحَّدُ اللَّهُ فِيهَا مُلَاصِقَةٌ لِبِلَادِ الْفِرِنْجِ وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا وَمُقْرِئًا مُحَقِّقًا الحديث: 1167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 1172 - سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حُبَيْشٍ الصُّوفِيَّ بِصَرِيفِينِ وَاسِطٍ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْهَا يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ عُثْمَانَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ كَامِخٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ أَنَا بَيْنَ قَوْمٍ وَاجِدُهُمْ لَا يَجُودُ وَجَوَادُهُمْ لَا يَجِدُ 1173 - قَالَ كَانَ إِمَامَ الرِّبَاطِ بِصَرِيفِينِ وَاسِطٍ الَّتِي تُعْرَفُ بِقَرْيَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ وَبِهَامَاتَ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ وَقَدْ سَمِعَ عَلَى أَبِي الْبَركَاتِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَفِيسٍ الْحَدِيثَ 1174 - أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ لِنَفْسِهِ بِثَغْرِ جَنْزَةَ (رَأَيْتُ سَوَادَ الشَّعْرِ يُمْدَحُ فِي الْوَرَى ... وَيَهْجُو بَيَاضَ الشَّيْبِ كُلٌّ وَيَجْتَنِبْ) (كَأَنْ شَبَّهُوا لَيْلَ الْوِصَالِ بِلَوْنِهِ ... وَيَوْمَ فِرَاقِ الْحبّ بالشيب إِذْ قرب) // الطَّوِيل // 1175 - الْقَاضِي مُحَمَّدٌ هَذَا كَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً وَأَبُوهُ كَانَ الْمُدَرِّسَ فِي الْمَدْرَسَةِ الَّتِي بَنَاهَا النِّظَامُ بِثَغْرِ جَنْزَةَ لَهُ ثُمَّ هُوَ وَلِيَ التَّدْرِيسَ بِهَا وَعَلَا شَأْنُهُ وَقَوِيَتْ رِيَاسَتُهُ وَيَتَصَرَّفُ فِي فُنُونٍ مِنَ الْعِلْمِ فِقْهًا وَأَدَبًا 1176 - أخبرنَا الْوَزِيرُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْعِجْلِيُّ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الطَّبَرِيُّ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ شَافِعُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُوَانَةَ الْعَدْلُ بِإِسْفَرَائِينَ الحديث: 1172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 1177 - أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَسْعُودِيُّ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي رَجَبُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الخوي بِمَيَّافَارِقِينَ لِمَجْدُودِ بْنِ آدَمَ السَّنَائِيِّ الْغَزْنَوِيِّ الْمَعْرُوفِ بِخَاتَمِ الشُّعَرَاءِ (رَحَلُوا وَقَلْبِي فِي الْحَمُولَةِ غَادِي ... وَاسْتَصْحَبُوا عِنْدَ الرَّحِيلِ فُؤَادِي) (وَعَجِبْتُ كَيْفَ تراجعت أرواحها ... مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِهِمْ إِلَى الْأَجْسَادِ) (نَذْرٌ عَلَيَّ لَئِنْ رَأَيْتُ مَطِيَّهُمْ ... يَحْدُو بِهَا يَوْمًا إِلَيْنَا حَادِي) (لأُعَفِّرَنَّ عَلَى مَوَاطِئِ عِيسِهِمْ ... خَدِّي وألصق بِالتُّرَابِ سوَادِي) // الْكَامِل // 1178 - وَأَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَحَاسِنِ مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَانِمٍ الْغَانِمِيُّ بِهَرَاةَ قَالَ أَنْشَدَنِي السَّيِّدُ الصَّدُوقِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي الْوَزِيرُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بِغَزْنَةَ لِنَفْسِهِ (رَأَيْتُ الشَّيْبَ مُبْتَسِمًا بِفَوْدِي ... فَفَاضَتْ أَدْمُعِي بِدَمِ الْفُؤَادِ) (وَعُمْرِي كُلَّ يَوْمٍ فِي انْتِقَاصٍ ... وَذَاكَ النَّقْصُ لُقِّبَ بِازْدِيَادِ) (وَلِي خَطٌّ وَلِلأَيَّامِ خَطٌّ ... وَبَيْنَهُمَا مُخَالَفَةُ الْمِدَادِ) (فَأَكْتُبُهُ سَوَادًا فِي بَيَاضٍ ... وَتَكْتُبُهُ بَيَاضًا فِي سَواد) // الوافر // 1179 - أَنْشَدَنِي الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَسْعُودِيُّ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ يَحْيَى بْنِ سَلَامَةَ الْحَصْكَفِيُّ بِمَيَّارِقِينَ أَنْشَدَنِي أَبِي لِنَفْسِهِ الحديث: 1177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 (بِنَفْسِي فَتًى إِنْ أَظْلَمَ الْخَطْبُ لَمْ يَضِقْ ... بِهِ ذَرْعُهُ أَنْ يَرْكَبَ اللَّيْلَ مُظْلِمَا) (رَأَى الْحَزْمَ فِي شَدِّ الْحَزِيمِ تَأَخُّرًا ... عَنِ الْهون بالإقدام حَتَّى تقدما) // الطَّوِيل // 1180 - وَأَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي عِمْرَانُ لِنَفْسِهِ بِمَيَّافَارِقِينَ (الْكِشْكُ بَعْدَ أَكْلِهِ ... مِثْلَ اسْمِهِ لَا يَنْعَكِسْ) (فَقُلْ لِمَنْ يَأْكُلُهُ ... عَنْ أَكْلِهِ لِيَحْتَبِسْ) (فَمِثْلُهُ رجيعه ... كَذَلِك الشَّيْخ العدس) // رجز // 1181 - وَأَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي رُحْبَةُ بْنُ بنْدَار الخويي بميافارقين لِأَكْفَى الْكُفَاةِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَزِيرِ بِغَزْنَةَ (سَلِ الْوَرْدَ إِذْ لَاحَ مَنْ وَرَّدَهْ ... وَمِنْ يَابِسِ الْعُودِ مَنْ وَلَّدَهْ) (وَرَكَّبَ فِيهِ طِبَاقَ الْعَقِيقِ ... وَفَوْقَ الزَّبَرْجَدِ مِنْ نَضَّدَهْ) (وَذَرَّ الْبُرَادَةَ مِنْ عَسْجَدٍ ... عَلَيْهِ وَمَا لَقِيَتْ مِبْرَدَهْ) (وَأَذْكَى بِهِ نَفَحَاتِ الصَّبَا ... كَمَنْ فَتَّقَ الْمِسْكَ أَوْ بَدَّدَهُ) (يُخَبِّرْكَ عَنْ مَلِكٍ قَادِرٍ ... أَنَالَ الْأَدِلَّةَ مَنْ وَحَّدَهْ) (كَفَى الْوَرْدُ فِي حُسْنِهِ شَاهِدًا ... على صنعه لمن استشهده) // المتقارب // 1182 - تُوُفِّيَ صَدِيقُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْدَلُسِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي سَعِيدٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ سَمِعَ بِبَغْدَادَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ شُيُوخِنَا كَابْنِ الْبَطِرِ وَابْنِ الطُّيُورِيِّ وَأَبِي زَكَرِيَّا الحديث: 1180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 اللُّغَوِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَحَدَّثَ بِكِتَابِ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ عَنِ ابْنِ الطُّيُورِيِّ وَقَدْ شَهِدَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَانْتُفِعَ بِهِ وَمَوْلِدُهُ دَانِيَةُ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ قَالَ لِي قَرَأْتُ بِهَا عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْحُصَرِيِّ وَآخَرِينَ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا أَرْوِيهِ عَنِ الْحُصَرِيِّ الْمُعْشَرَاتُ الَّتِي لَهُ وَأَنْشَدَنِي مِنْ أَوَّلِهَا أَبْيَاتًا مِنْ حِفْظِهِ 1183 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مَوْهُوبِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْقَارِي الطَّرَّاقُ بِمِصْرَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَمَوْلِدُهُ بِصُورَ ثَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْمَقْدِسِيُّ بِصُورَ إِمْلَاءً أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ الْحُسَيْنِ الدِّمَشْقِيُّ بِهَا أَنَا أَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ 1184 - أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُسْلِمِ بْنِ الْحَمَّامِيِّ بِمِصْرَ أَنْشَدَنِي الْجُوَيْمِيُّ بِالْحِلَّةِ الْمَزْيَدِيَّةِ عَلَى الْفُرَاتِ مِنْ قِطْعَةٍ لَهُ (شَكَا الْمَخْزُونُ وَالْخَزَّانُ مِنْهُ ... كَمَا يَشْكُو مِنَ السَّقَمِ السَّقِيمُ) (بُلُوا مِنْهُ بِمُنْتَبِهِ الْعَطَايَا ... جَوَادٍ لَا يَنَامُ وَلَا يُنِيمُ) (فَإِنْ رَفَعُوا الْعَقِيرَةَ وَاسْتَغَاثُوا ... فَحُقَّ لَهُم وَلَكِن لَا رَحِيم) // الوافر // وَأَنْشَدَنِي الْجُوَيْمِيُّ بِحِلَّةِ النِّيلِ مِنْ قِطْعَةٍ الحديث: 1183 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 (عَفِيفٌ عَنِ الْجَارَاتِ لَا يَعْرِفُ الْخَنَى ... وَلَكِنْ لِخَلَّاتِ الْمَحَاوِيجِ لَامِحُ) // الطَّوِيل // 1185 - يُذْكَرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَعَ الْخُزَيْمِيِّ الْفَرَاوِيِّ وَالْحَرِيمِيِّ كَالْحَاجِبِ بْنِ الْعَلَّافِ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ كَانَ يَسْكُنُ الْحَرِيمَ الشَّرْقِيَّ وَابْنِ الْمَهْدِيِّ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ يَسْكُنُ الْحَرِيمَ الْغَرْبِيَّ 1186 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصْرِيَّ الْمُكْعَبِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْخِلَعِيَّ بِمِصْرَ يَدْعُو لِي فَقَالَ رَوَّحَ اللَّهُ سِرَّكَ 1187 - أَبُو عَبْدُ اللَّهِ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ ذَكَرَ أَنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمَكِينِ الْبَغْدَادِيِّ وَآخَرِينَ بِمِصْرَ وَرَأَى أَبَا الْفَضْلِ بْنَ الْجَوْهَرِيِّ وَحَضَرَ مَجْلِسَ وَعْظِهِ 1188 - أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْأَجَلُّ فَخْرُ الرُّؤَسَاءِ أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَصْغَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ وَهُوَ عُثْمَانُ الْمَنْكُوبُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْأَصْغَرِ بْنِ عُتْبَةَ الْأَشْرَافِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ لِنَفْسِهِ (قَنِعْتُ وَرَيْعَانُ الشَّبَابِ بِمَائِهِ ... وَلَمْ يَتَسَمَّرْ وَافِدُ الشَّيْبِ فِي الرَّاسِ) (وَأَعْرَضْتُ عَنْ دُنْيَا تَوَلَّتْ نَعِيمُهَا ... فَمَا بِيَدِ السَّاقِي سِوَى فَضْلَةِ الْكَاسِ) (وَلَا عِزَّ حَتَّى يَضْرِبَ الْمَرْءُ جَأْشَهُ ... عَلَى الْيَأْسِ فَانْفَضْ رَاحَتَيْكَ مِنَ النَّاسِ) الحديث: 1185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 (عَجِبْتُ لِمَنْ يَرْتَادُ فِي الْأَرْضِ مَنْزِلًا ... إِذَا حَلَّهُ لَمْ يَخْشَ رَيْبَ زَمَانِ) (وَمَا هَذِهِ الْبُلْدَانُ إِلَّا نَظَائِرٌ ... وَذُو الْفَضْلِ مَحْرُومٌ بِكُلِّ مَكَانِ) (فَبَغْدَادُ مِنْ مِصْرَ إِذَا رُمْتُ ثَرْوَةً ... لَدَى أَهْلِهَا وَالرَّيُّ مِنْ هَمَذَانِ) (لَئِنْ ضِعْتُ عِنْدَ الْأَغْنِيَاءِ مِنَ الْوَرَى ... فَلِي أُسْوَةٌ فِي خَالِدِ بْنِ سِنَانِ) (وَلَا عِزَّ حَتَّى تُضْمِرَ النَّفْسُ يَأْسَهَا ... وَهَلْ تَلِدُ الْأَطْمَاعُ غَيْرَ هوان) // الطَّوِيل // 1189 - خَالِدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ سِنَّةَ الْعَبْسِيُّ وَفَدَتِ ابْنَتُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ذَاكَ نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ جَهْلُ قَوْمِهِ 1190 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ النَّسَبُ وَالسَّنَدُ رزق لَا يتَوَصَّل إِلَيْهِمَا الْإِنْسَانُ بِاجْتِهَادِهِ وَاكْتِسَابِهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الْحَدِيثُ صَلْفٌ وَأَضَرُّ مَنْ عَلَيْهِ الصَّالِحُونَ وَالْفَاسِقُ الصَّدُوقُ خَيْرٌ مِنَ الصَّالِحِ الْكَذُوبِ 1191 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْمُقْرِئَ الدَّانِيَّ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ قَالَ سَمِعت عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُقْرِئَ بِالْأَنْدَلُسِ يَقُولُ أَمْلَى أَبُو الْحَسَنِ الْحُصَرِيُّ الْقَرَوِيُّ سَائِلًا قُرَّاءَ الْأَنْدَلُسِ وَالْمَغْرِبِ (سَأَلْتُكُمُ يَا مُقْرِئِي الْغَرْبِ كُلِّهِ ... وَمَا لِسُؤَالِ الْحَبْرِ عَنْ عِلْمِهِ بُدُّ) (بِحَرْفَيْنِ مَدُّوا ذَا وَمَا الْمَدُّ أَصْلُهُ ... وَذَا لَمْ يَمُدُّوهُ وَمِنْ أَصْلِهِ الْمَدُّ) (وَقَدْ جُمِعَا فِي كَلِمَةٍ مُسْتَبِينَةٍ ... عَلَى مِثْلِكُمْ تَخْفَى وَمِنْ مِثْلِكُمْ تبدو) // الطَّوِيل // الحديث: 1189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هُمَا قَوْله عز وَجل {سوآتهما} و {سوآتكم} 1192 - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا مُقْرِئ كَامِلٌ مَشْهُورٌ بِالْأَنْدَلُسِ بِالْمَعْرِفَةِ وَيُعْرَفُ بِابْنِ غُلَامِ الْفُرْسِ وَمِنْ شُيُوخِهِ فِي الْقِرَاءَاتِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَيَّارِ الْقُرْطُبِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الدُّشِّ الشَّاطِبِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ الْمُؤَيَّدِيُّ وَآخَرُونَ وَأَجَازَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ لَهُ جَمِيعَ رِوَايَاتِهِمْ وَتَوَالِيفِهِمْ وَقَرَأَ اللُّغَةَ وَالْآدَابَ عَلَى مَالِكٍ الْعُتَبِيِّ وَابْنِ الْعَوَّادِ بِقُرْطُبَةَ وَبِهَا تَفَقَّهَ وَسَمِعَ عَلَيَّ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ وَكَتَبَ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ كِتَابُ الْمُحْتَسِبِ لِابْنِ جِنِّي وَكَتَبَهُ قَالَ لَمْ أَرَهُ بِالْأَنْدَلُسِ مَعَ جَدِّي فِي طَلَبِهِ 1193 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْعِرْقِيُّ التَّنُوخِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَنَاقِبِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَلِيٍّ الْمَعَرِّيُّ ابْتِدَاءَ قَصِيدَةٍ رَثَى فِيهَا ابْنًا لِأَبِي الْحَسَنِ الْمُقَيْدِسِيِّ النَّحْوِيِّ (أَيُّ رِيَاضٍ صَوَّحَتْ مِنْ رِيَاضْ ... وَأَيُّ بَحْرٍ سَائِغِ الشُّرْبِ غَاضْ) (وَأَيُّ لَيْثٍ هَبَّ مِنْ خِيسِهِ ... فَاعْتَرَضَتِ إرْبَاهُ اعْتِرَاضْ) (أَيْنَ اللِّسَانُ الْعَرَبِيُّ الشَّبَا ... يُدِيرُهُ فِي فِيهِ مَاضٍ فماض) // السَّرِيع // 1194 - قَالَ مَوْلِدِي سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة بِمِصْرَ وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة بِهَا وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى الْخِلَعِيِّ وَابْنِ أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِمَا وَقَرَأَ اللُّغَةَ عَلَى ابْنِ الْقَطَّاعِ وَسَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو الْحَسَنِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ لِي بِهِمَا أَنَسٌ تَامٌّ مُدَّةَ مُقَامِهِمَا بِهَا وَعَلَّقْتُ عَنْهُمَا فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً الحديث: 1192 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 1195 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ يُوسُفَ الْحِمْصِيَّ حِمْصُ الْأَنْدَلُسِ وَكَانَ ثِقَةً وَمِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ يَقُولُ جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ صَاحِبٍ لَنَا أَنْدَلُسِيٍّ كَلَامٌ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ صَاحِبِ الْحَدِيثِ وَصَاحِبِ الْكَلَامِ فَرَأَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَاللَّهِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَعْرِفُهُ بِاسْمِهِ قَاعِدٌ عَلَى سَرِيرٍ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ فَاخِرَةٌ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ عَلَى الْأَرْضِ بِفَرْدِ عَيْنٍ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ مَعَهُ وَيَغْلِبُهُ فَانْتَبَهْتُ وَحَمَدْتُ اللَّهَ تَعَالَى وَعَلِمْتُ أَنَّ الْحَقَّ مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ 1196 - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَهُ أَنَسٌ تَامٌّ بِالْحَدِيثِ وَرِجَالِهِ وَقَرَأَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَكَتَبَ وَعَلَى ابْنِ الْحَطَّابِ وَابْنِ الْمُشَرَّفِ وَرَجَعَ إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَانْتُفِعَ بِهِ وَبِرَوَايَتِهِ هُنَاكَ نَفَعَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَإِيَّانَا 1197 - قَالَ ابْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْأَخْضَرِ التَّنُوخِيُّ النَّحْوِيُّ بِحِمْصِ الْأَنْدَلُسِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ لِنَفْسِهِ (مَنْ لَمْ يَرَ الْعِلْمَ أَعْلَى ... مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُصَابُ) (فَلَيْسَ يُفْلِحُ حَتَّى ... يحثى عَلَيْهِ التُّرَاب) // المجتث // وَبَعْدَ أَنْ أَنْشَدَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ كَتَبَ إِلَيَّ شُرَيْحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ الرُّعَيْنِيُّ مِنَ الْأَنْدَلُسِ قَالَ أنبانا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ لِنَفْسِهِ 1198 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ وَضَّاحٍ الْمُرْسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَضَّاحٍ الْأَدِيبُ بِالْأَنْدَلُسِ لِنَفْسِهِ الحديث: 1195 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 (وَلَمَّا مَرَّ لَيْسَ لِغَيْرِ قَتْلَى ... وَقَدْ مُلِئَتْ مُلَاءَتُهُ مِرَاحَا) (لَوَى أَعْطَافَهُ عَنِّي وَخَلَّى ... ذَوَائِبَهُ يُلَاعِبْنَ الرياحا) // الوافر // وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ (وَلَمَّا مَرَّ لِلْمَيْدَانِ أَضْحَى ... يُعَلِّمُ لَحْظَهُ شَقَّ الصُّفُوفِ) (لَوَى أَعْطَافَهُ قِبَلَ الْعَوَالِي ... وَشَقَّ جفونه قبل السيوف) // الوافر // قَالَ وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ فِي لَابِسِ ثَوْبٍ أَحْمَرَ (وَمُروَّعٍ مِنْ لَحْظِ رَامِقِهِ ... إِنَّ الظِّبَاءَ تَرُوعُهَا الْإِنْسُ) (فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ تَحْسَبَهَا ... خَجِلَتْ على أعطافها الشَّمْس) // الْكَامِل // 1199 - ابْنُ وَضَّاحٍ هَذَا قَدِمَ الْمَشْرِقَ حَاجًّا وَطَالِبًا لِلْعِلْمِ وَكَانَ مِنْ أَظْرَفِ النَّاسِ وَأَحْسَنِهِمْ أَدَبًا وَكَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى شُيُوخِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ جُمْلَةً صَالِحَةً وَرَجَعَ إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَانْتُفِعَ بِهِ وَبِمَا رَوَاهُ وَتُوُفِّيَ عَلَى مَا حَكَاهُ لِي عُمَرُ بْنُ عَيْسُونَ الْأَنْصَارِيُّ سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقَدْ رَأَيْتُ فِي تَأْلِيفٍ لِخَتَنِهِ أَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ الدَّبَّاغِ رِوَايَةً عَنْهُ عَنِّي وَكَانَ أَبُو الْحَجَّاجِ مِنَ الْحُفَّاظِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ مُكَاتَبَاتٌ فِي مَعْرِفَةِ شُيُوخِ الْحَدِيثِ بِالْأَنْدَلُسِ 1200 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ خَذَادَادَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَهْوَازِيَّ الْمُعَدَّلَ بِمِصْرَ وَكَانَتْ لَهُ دَارُ وَكَالَةٍ قَالَ مَا رَأَيْتُ وَكِيلًا مَاتَ مَسْتُورًا وَذَكَرَ جَمَاعَةً مِنَ الْوُكَلَاءِ الْكِبَارِ الَّذِينَ كَانُوا بِصُورَ وَتِنِّيسَ وَدِمْيَاطَ وَغَيْرِهَا قَالَ وَمَا ذَاكَ إِلَّا للربا وَسلف يجر مَنْفَعَةٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَ جَرَى الْأَمْرُ فِي تَرِكَتِهِ بِغَيْرِ الْوَاجِبِ كَمَا كَانَ قَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ فِي حَالِ حَيَاتِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ الحديث: 1199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 1201 - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ مِصْرَ وَالْمُمَوِّلِينَ بِهَا شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ مُحِبًّا لِلْعِلْمِ وَأَهْلِهِ وَمَوْلِدُهُ بِالْيَمَنِ وَحِينَ تُوُفِّيَ أُخِذَ مَالُهُ جَمِيعًا وَغِلْمَانُهُ وَأَسَانِيدُهُ أَقَمْتُ فِي دَارِهِ مُدَّةَ مُقَامِي بِمِصْرَ وَكَانَ ظَاهِرَ الْمَرُوءَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ 1202 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ظُنَّةَ السَّهْمِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْأَعْلَمُ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ (عَزَفَتْ عَزُوفُ وَأَنْكَرَتْ لَمَّا بَدَا ... بُرْدٌ بِرَأْسِي لِلْمَشِيبِ مُفَوَّفُ) (وَتَمَيَّزَتْ وَقَدِ اسْتَرَابَتْ قَوْلَهَا ... فَاحْمَرَّ وَضَّاحٌ وَغَمَّضَ أَوْطَفُ) (مَا حَلَّ وَفْدُ الشَّيْبِ سَاحَةَ مَعْشَرٍ ... إِلَّا تَنَكَّرَ مِنْهُمْ مَا يُعْرَفُ) (إِنْ أَنْكَرَتْ شَيْبِي فَلَيْسَ بِمُنْكَرٍ ... مَاءُ الْفِرِنْدِ بِصَفْحَتَيْهِ الْمُرْهَفُ) (وَالرَّوْضُ لَا يَعْتَمُّ فِي أَوْصَانِهِ ... إِلَّا إِذَا وَلَّى الرّبيع الصَّيف) // الْكَامِل // 1203 - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ الْبَارِعِ وَالشِّعْرِ الرَّائِعِ قَدِمَ الثَّغْرَ وَكَتَبَ عَنِّي مِنَ الْحَدِيثِ جُمْلَةً صَالِحَةً وَلَهُ إِلَيَّ قَصَائِدُ وُمَقَطَّعَاتٌ كَثِيرَةٌ وَحَجَّ وَكَتَبَ بِمَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَذْكَى النَّاسِ وَبَلَغَنِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَقْتَ تَوَجُّهِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَى وَطَنِهِ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ظُنَّةَ ابْنِ طُنَّةَ وَرُبَّمَا كُتِبَ بِالذَّالِ بَدَلًا عَنِ الظَّاءِ وَهُوَ اسْمٌ رُومِيٌّ وَتَفْسِيرُهُ سَيِّدٌ وَقَدْ يُكْتَبُ بِوَاوٍ بَيْنَ الظَّاءِ وَالنُّونِ فَيُقَالُ ظُونَهْ أَوْ ذُونَهْ بِالذَّالِ وَهُوَ الْأَكْثَرُ الْأَشْهَرُ فَيُذْكَرُ حِينَئِذٍ ظُونَهْ مَعَ طَرَفَةِ بْنِ الْعَبْدِ وَظُنَّهْ مَعَ ابْنِ أَبِي طُنَّةَ الْمِصْرِيِّ وَذُونَهْ مَعَ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ وَذُنَّةُ مَعَ ابْنِ رَتَّةَ الْأصْبَهَانِيِّ وَغَيْرِهِ وَهُوَ شَنْتَمْرِيٌّ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ جُمْلَةً مِنْ أَشْعَارِ مُتَأَخِّرِي شُعَرَاءِ الْأَنْدَلُسِ الَّذِينَ رَآهُمْ وَجَعْفَرٌ الَّذِي أَنْشَدَنِي عَنْهُ هَذَا الْمَقْطُوعَ هُوَ حَفِيدُ أَبِي الْحَجَّاجِ الْأَعْلَمِ عَلَمِ الْعِلْمِ فِي عَصْرِهِ بِقُرْطُبَةَ الحديث: 1201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 نَحْوًا وَلُغَةً وَمَعْرِفَةً بِأَنْوَاعِ الْآدَابِ وَحَفِيدُهُ جَعْفُرٌ كَذَلِكَ يُشَارُ إِلَيْهِ فِي فُنُونِ الْأَدَبِ وَكَانَ قَاضِيَ بَلَدِهِ وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ يَعْنِي ابْنَ ظُنَّةَ بَعْدَ أَنْ قَرَأَ عَلَيَّ مُشْكَلَ الْقُرْآنِ لِابْنِ قُتَيْبَةَ (إِنْ كُنْتَ تَرْغَبُ فِي اتِّبَاعِ السُّنَّةِ ... فَارْغَبْ فَدَيْتُكَ عَنْ طَرِيقِ الْبِدْعَةِ) (وَاسْلُكْ طَرِيقَيْ فَاضِلَيْنِ هُمَا إِلَى ... مَا أَبْتَغِيهِ مِنَ الدِّيَانَةِ بُغْيَتِي) (الرَّأْيُ يُعْزَى وَالْحَدِيثُ لِمَالِكٍ ... وَالنَّحْوُ والآداب لِابْنِ قُتَيْبَة) // الْكَامِل // 1204 - الْبَيْتَانِ اللَّذَانِ أَنْشَدَنَا هُمَا أَبُو بَكْرٍ مَحُمَّدُ بْنُ قَمَرٍ الْفَقِيهُ بِحُلْوَانَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ هُمَا لِمَنْصُورِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهِ أَعْنِي (الْكَلْبُ أَحْسَنُ حَالَةً ... وَهُوَ النِّهَايَةُ فِي الْخَسَاسَهْ) (مِمَّنْ تَصَدَّرَ لِلرِّئَاسَةِ ... قَبْلَ إِبَّانِ الرِّئَاسَهْ) // الْكَامِل // 1205 - أَنْشَدَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن سعيد الْأَدِيب السِّجَاسِيُّ بِسِجَاسَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ غُنَيْمَةَ الْكَاتِبُ السُّهْرَوْرَدِيُّ لِنَفْسِهِ (لَا تُرْضِ مَخْلُوقًا بِسُخْطِ الْخَالِقِ ... فَإِنَّ فِيهِ صرعة من حالق) // الرجز // 1206 - الْأَدِيبُ السِّجَاسِيُّ هَذَا كَانَ فَاضِلًا وَلَهُ أَصْحَابٌ وَآثَارٌ جَمِيلَةٌ فِي جَامِعِ بَلَدِهِ وَمَشْهَدٌ شَيْخُهُ فِي التَّصَوُّفِ بُنْدَارٌ الْأَبْهَرِيُّ وَالْعَلَوِيُّ الْمَدْفُونُ هُنَاكَ وَالْقَنَاطِرُ وَالْخَانُ الْوَقْفُ عَلَى الْغُرَبَاءِ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَبِحُكْمِهِ غَيْرُ رِبَاطٍ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ قَدْ كَتَبَ الْحَدِيثَ عَنْ جَمَاعَةٍ وَعَنْ أَخِي الزَّنْجَانِيِّ وَبُنْدَارٍ مِنْ كَلَامِهِمَا وَلَمْ يَتَّسِعِ الْوَقْتُ عَنْ الحديث: 1204 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 إِخْرَاجِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ عَنْ نَفَرٍ مِنْ شُيُوخِهِ الْأُدَبَاءِ فِي جُزْءٍ لَطِيفٍ هُوَ عِنْدِي 1207 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَزْوِينِيُّ إِمْلَاءً بِمَكَّةَ بِانْتِخَابِي أَنَا أَبِي أَبُو حَاتِمٍ بِآمُلِ طَبَرِسْتَانَ أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّاتِلِيُّ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ وَلَكِنْ شَرِّقُوا وَغَرِّبُوا قَالَ أَبُو أَيُّوبَ فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ فَجَعَلْنَا نَنْحَرِفُ عَنْهَا وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى. 1208 - أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُوَامَرْدَ الشِّيرَازِيُّ النَّحْوِيُّ كَانَ يَحْضُرُ عِنْدَ شَيْخِنَا أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ وَكَانَ يُكْرِمُهُ وَسَمِعَ مَعَنَا عَلَيْهِ فَوَائِدَ وَأَظُنُّ أَنِّي عَلَّقْتُ عَنْهُ شَيْئًا لَكِنِّي لَمْ أَجِدْهُ فِي تَعْلِيقَاتِي وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْأَدَبِ وَالنَّحْوِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1209 - سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيَّ الْمَيُرَقِيَّ الْأَصَمَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ يَقُولُ ابْنُ الْعَنَانِ الْأَنْدَلُسِيُّ مَنْسُوبٌ إِلَى عَمَلِ الْأَعَنَّةِ وَكَذَلِكَ ابْنُ الرَّسَّانِ إِلَى عَمَلِ الْأَرْسَانِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ الزَّابُ الْكَبِير مِنْهُ بسكرة وتوزر وقصطيلية وَطَوْلَقَةَ وَقَفْصَةَ وَنِفْزَاوَةَ وَنَفْطَةَ وَبَادِسَ قَالَ وَبِقُرْبِ فَاسَ عَلَى الْبَحْرِ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا بَادِسُ الحديث: 1207 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 1210 - وَالزَّابُ الصَّغِيرُ يُقَالُ لَهُ رَيْغٌ كلمة بالبربرية وَمَعْنَاهَا السَّبْخَةُ فَمَنْ يَكُونُ مِنْهَا يُقَالُ لَهُ الرَّيْغِيُّ وَيُذْكَرُ مَعَ الرَّبَعِيِّ فِي مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ 1211 - الْمَيُرَقِيُّ هَذَا صَحَّحَ الصِّحَاحَ عَلَى ابْنِ سُكَّرَةَ بِالْأَنْدَلُسِ وَكَانَ يَقُومُ بِهَا وَنُسْخَتُهُ مَعَهُ أَيْنَمَا تَوَجَّهَ وَسَمِعَ عَلَيَّ وَعَلَى غَيْرِي وَكَانَ ذَكِيًّا مُتْقِنًا رَجَعَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَمَاتَ هُنَاكَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِبِجَايَةَ وَمَوْلِدُهُ بِمَيُرَقَةَ وَكَانَ ظَاهِرِيَّ الْمَذْهَبِ 1212 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مَحْمُودُ بْنُ سَعَادَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ هِلَالٍ الْهِلَالِيُّ بِسَلَمَاسَ أَنَا أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّابُونِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ السَّلْمِيُّ بِنَيْسَابُورَ أَنَا جَدِّي أَنَا أَبُو مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ بشار وَمُحَمّد بن الْوَلِيد قَالُوا ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَبَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بعد مَا مَاتَ 1213 - مَحْمُودُ بْنُ سَعَادَةَ مِنْ بَيْتِ الرِّيَاسَةِ دِينًا وَدُنْيَا بِثَغْرِ سَلَمَاسَ وَسَلَفُهُ سَلَفٌ صَالِحٌ رُوَاةٌ لِلْحَدِيثِ وَجَدُّهُ الْأَعْلَى مُوسَى بْنُ هِلَالٍ يَرْوِي عَنْ عُمَرَ بْنِ شَبَّةَ النُّمَيْرِيِّ وَنُظَرَائِهِ رَوَى لَنَا مَحْمُود عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ حَرِيزٍ الْقَاضِي السَّلَمَاسِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيِّ النَّيْسَابُورِيِّ قَدِمَ عَلَيْهِمْ وَكَانَ كَبِيرَ السِّنِّ كَثِيرَ الرَّيْعِ خَرَجْتُ مِنْ سَلَمَاسَ عَلَى نِيَّةِ الرُّجُوعِ إِلَيْهَا وَتَرَكْتُ بِهَا مَا كَتَبْتُهُ بِأَذْرَبِيجَانَ وَأَرَانِيَةَ وَشَرْوَانَ وَبَابِ الْأَبْوَابِ وَغَيْرِهَا وَهُوَ حَيٌّ فَقَالَ لي أَبُو بكر الخوبى بِدِمَشْقَ تُوُفِّيَ بِهَا يَعْنِي بِسَلَمَاسَ سنة عشر وَخَمْسمِائة رَحِمَهُ اللَّهُ 1214 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ مَحْمُودُ بْنُ يُوسُفَ الْبَرْزَنْدِيُّ الشَّافِعِيُّ قَاضِي الحديث: 1210 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 ثَغْرِ تَفْلِيسَ ثَنَا الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ الْفَرَّاءِ الْحَنْبَلِيُّ بِبَغْدَادَ إِمْلَاءً أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَرَّاحِ الْوَزِيرُ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ قَالَ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ مَنْ أَمْكَنَ النَّاسَ مِنْ كُلِّ مَا يُرِيدُونَ أَضَرُّوا بِدِينِهِ وَدُنْيَاهُ 1215 - الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ مِنْ أَعْيَانِ أَصْحَابِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ عَلَيْهِ تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ وَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ تَوَلَّى الْقَضَاءَ وَكَانَ مُحْتَرَمًا وَلَهُ أَدَبٌ وَقَدِ انْتَخَبْتُ مِنْ أُصُولِهِ الَّتِي سَمِعَهَا عَلَى شُيُوخِ بَغْدَادَ فَوَائِدَ هِيَ فِي جُمْلَةِ الْكُتُبِ الْمُودَعَةِ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ مِنْ قُطْرِ أَذْرَبِيجَانَ وَتَفْليسُ آخِرُ مَدِينَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ بِدِيَارِ أَرَانِيَةَ وَلَمْ أَجِدْ عِنْدِي الْآنَ عَنْهُ سِوَى مَا ذَكَرْتُهُ 1216 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْمَعَالِي مَحْمُودُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ الْقَاسِمِ الْكَاتِبُ الْمَكِينِيُّ بِخَطِّهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ (كَمْ مِنْ حَسُودٍ رَامَ شَأْوِي فَمَا ... شَقَّ عُبَابَ الْبَحْرِ إِذْ سَاحَا) (أَعْرَضْتُ عَنْهُ حِينَ عَايَنْتُهُ ... وَكَانَ إعراضي إصلاحا) (ورحت ملآن احْتِقَارًا لَهُ ... وَرَاحَ بِالْحَسْرَةِ مُجْتَاحَا) // السَّرِيع // 1217 - مَحْمُودٌ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ الْبَارِعِ وَالشِّعْرِ الرَّائِعِ وَخَطُّهُ مِنْ أَجْوَدِ الْخُطُوطِ سَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ فَكَتَبَ قَصِيدَتَيْنِ وَكَانَ قَدْ قَرَأَ مِنْ عُلُومِ الْأَوَائِلِ كَثِيرًا وَاقْتَنَى كَذَلِكَ مِنَ الْكُتُبِ الْمُؤَلَّفَةِ فِيهَا جُمْلَةً وَكَانَ يُتَكَلَّمُ فِيهِ لِتَظَاهُرِهِ بِتِلْكَ الْعُلُومِ وَقَلَّ مَنْ يَشْرَعُ فِي الْمَنْطِقِ أَوْ يَتَفَلْسَفُ فَيَسْلَمُ مِنْ أَلْسِنَةِ النَّاسِ فَهُوَ فَنٌّ مَذْمُومٌ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا وَفَّقَهُ لِلْعُلُومِ الْمُرْضِيَّةِ الدِّينِيَّةِ وَفِي آخر عمره على مَا بَلَغَنِي عَنْهُ أَعْرَضَ عَنْ ذَلِكَ وَاشْتَغَلَ بِمَا فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ نَفْعُهُ وَمِمَّا كَتَبَ لِي بِخَطِّهِ مِنْ شِعْرِهِ (مَا غِبْطَةُ الْمَرْءِ بِمَا قَدْ حَوَى ... أَلَيْسَ عُقْبَاهُ زَوَالٌ سَرِيعْ) (لَوْ فَكَّرَ الْإِنْسَانُ فِي أَمْرِهِ ... مَا انْفَكَّ طُولَ الدَّهْرِ يُذْرِي الدُّمُوعْ) الحديث: 1215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 (وِصَالُ دُنْيَاهُ لَهُ فُرْقَةٌ ... لَيْسَ لَهَا بِالرَّغْمِ مِنْهُ رُجُوعْ) (وَكُلُّ عَيْشٍ كَانَ يُزْهَى بِهِ ... لَا بُدَّ يُضْحِي وَهْوَ مِنْهُ خَلِيعْ) // السَّرِيع // وَفِي أُخْرَى بِخَطِّهِ أَيْضًا 1218 - أَبُو الْمَعَالِي مَحْمُودُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ الْكَاتِبِ الْمَكِينِيُّ كَتَبَ لِي شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ بِخَطِّهِ وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِ غَيْرِهِ وَكَانَ كَاتِبًا بَلِيغًا وَشَاعِرًا مُجِيدًا وَحَيْسُوبًا مُجَوِّدًا وَمُنَجِّمًا حَاذِقًا وَلَدَيْهِ عِلْمٌ بِالْهَنْدَسَةِ وَالْمَنْطِقِ وَعُلُومِ الْأَوَائِلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكَانَ يُتَكَلَّمُ فِي مَذْهَبِهِ وَحَكَى لِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أَنَّهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِأَشْهُرٍ لَازَمَ الصَّلَوَاتِ بِخِلَافِ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَالابْتِهَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَأَظْهَرَ التَّنَدُّمَ عَلَى الْمُتَقَدِّمِ وَلَمْ يَكُنْ حَسَنَ الْمُحَاضَرَةِ وَلَا مُصِيبًا فِي أَكْثَرِ مَا يُورِدُهُ لِكَثْرَةِ كَلَامِهِ وَخَلْطِهِ الْغَثَّ بِالسَّمِينِ فَإِذَا تَنَاوَلَ الْقَلَمَ كَتَبَ كُلَّ مَلِيحٍ وَأَتَى بِكُلِّ نَادِرٍ وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسمِائة وَاللَّهُ تَعَالَى يَعْفُو عَنَّا وَعَنْهُ بِمَنَّهِ وَفَضْلِهِ 1219 - سَمِعت أَبَا الْغَنَائِمِ مَحْمُودَ بْنَ الْمُفَضَّلِ بْنِ حَيْدَرَةَ بْنِ مَطَرٍ الْفُرْبَيَانِيَّ الْمَطَرِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ كُنْتُ بِالصَّعِيدِ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ حَلَبَ تُجَّارٍ وَكَانُوا إِذَا جَرَى ذِكْرُ مُعَاوِيَةَ تَكَلَّمُوا فِيهِ وَلَعَنُوهُ فَرَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةُ يُتَرَحَّمُ عَلَيْهِ أَوْ يُلْعَنُ فَقَالَ وَهُوَ مُعَبَّسٌ الْمُسْلِمُ لَا يُلْعَنُ الْمُسْلِمُ لَا يُلْعَنُ 1220 - مَحْمُودٌ هَذَا كَانَ مَحْمُودَ الطَّرِيقَةِ وَيُعْرَفُ بِابْنِ مَطَرٍ مِنْ بَيْتٍ كَبِيرٍ بِعَسْقَلَانَ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ وَيَحْضُرُ عِنْدِي إِذَا قَدِمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ تَاجِرًا وَيَسْمَعُ الْحَدِيثَ وَيُقَابِلُ مَعِي رَحِمَهُ اللَّهُ وَفُرْبَيَا مِنْ قُرَى عَسْقَلَانَ 1221 - سَمِعت أَبَا الْغَنَائِمِ مَحْمُودَ بْنَ الْمُفَضَّلِ بْنِ مَطَرٍ الْعَسْقَلَانِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ بَيْسَانُ مِنْ أَعْمَالِ طَبَرِيَّةَ بِالْغُورِ الحديث: 1218 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 1222 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ نَسِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَنْبِجِيُّ بِنَصِيبِينَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ الْمَالِكِيُّ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُجَبِّرُ إِمْلَاءً ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ 1223 - أَبُو نَصْرٍ هَذَا فَقِيهٌ مُجَوِّدٌ مِنْ تَلَامِذَةِ شَيْخِنَا أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ وَتَفَقَّهَ قَبْلَ قِرَاءَتِهِ عَلَيْهِ عَلَى ابْنِ فُرَيْجٍ الْفَارِقِيِّ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى مَالِكٍ الْبَانِيَاسِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ وَابْنِ خَيْرُونَ وَغَيْرِهِمْ وَقَرَأَ الْفَرَائِضَ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ الْهَمَذَانِيِّ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً وَشَيْئًا مِنْ شِعْرِ الشَّامِيِّينَ 1224 - أَخْبَرَنَا الْأَمِيرُ أَبُو الْقَاسِمِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَاطِمِيُّ رَئِيسُ هَرَاةَ بِهَمَذَانَ أَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي قُرَّةَ الْحَنَفِيُّ بِهَرَاةَ أَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْهَرَوِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا خَالِدٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَوْجِي يَأْتِينِي وَأَنَا صَائِمَةٌ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَى زَوْجِهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْتُ حَالِي وَإِنَّمَا تَزَوَّجْتُهَا لِأَسْتَعِفَّ بِهَا وَإِنِّي مَا آتِيهَا إِلَّا قَالَتْ إِنِّي صَائِمَةٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَصُومِي إِلَّا بِإِذْنِهِ 1225 - الْأَمِيرُ أَبُو الْقَاسِمِ هَذَا كَانَ وَجْهًا مِنْ وُجُوهِ خُرَاسَانَ وَصَدْرًا مِنْ صُدُورِهَا مُذْ كَانَ صَحِيحَ النَّسَبِ وَالْمَذْهَبِ كَثِيرَ النَّشَبِ وَالذَّهَبِ رَأَيْتُهُ بِهَمَذَانَ وَرَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ أَبِي قُرَّةَ وَابْنِ أَبِي خَالِدٍ الْمَالِينِيِّ الْهَرَوِيِّ وَأَبِي طَاهِرٍ الزَّرَّادِ الْبُخَارِيِّ الحديث: 1222 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 وَغَيْرِهِمْ وَقَدْ حَدَّثَ بِكِتَابِ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ بِالْعِرَاقِ وَسَمَاعَاتُهُ بِهَرَاةَ كَثِيرَةٌ وَرُتْبَتُهُ بِهَا كَبِيرَةٌ 1226 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ مَنْصُورُ بْنُ مَسْتُورِ بْنِ يَلَاسِيدَ الْفَرَضِيُّ الْأَغْمَاتِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَنِيفِيُّ الرَّازِيُّ وَلَمْ يَذْكُرْ قَائِلَهُ (وَقَائِلَةٍ خَلِّ الصِّبْيَ لِرِجَالِهِ ... فَإِنَّ الصِّبْيَ بَعْدَ الْمَشِيبِ جُنُونُ) (فَقُلْتُ لَهَا لَا تَعْذِلِينِي فَإِنَّمَا ... أَلَذُّ الْكَرَى عِنْد الصَّباح يكون) // الطَّوِيل // وَفِي أُخْرَى 1227 - سَمِعت مَنْصُورَ بْنَ مَسْتُورٍ الْأَغْمَاتِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيَّ بِهَا يَقُولُ تَزَوَّجْتُ فَدَخَلَ عَلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ التُّونُسِيُّ الْفَقِيهُ أُسْتَاذِي يُهَنِّئُنِي وَحَمَلَ إِلَيَّ دِينَارًا وَقَالَ عِنْدَ قِيَامِهِ رَزَقَكَ اللَّهُ تَعَالَى وُدَّهَا وَأَطْعَمَكَ كَدَّهَا وَأَبْقَاكَ بَعْدَهَا فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَرُزِقْتُ وُدَّهَا وطعمت كدها وَبقيت بعْدهَا 1228 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرِيدِيُّ الْكَاتِبُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الضَّرَّابِ الْغَسَّانِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبِي أَبُو مُحَمَّدٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ أَبُو مُسْلِمٍ ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ زُهَيْرٍ أَبِي الْمُنْذِرِ التَّمِيمِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ نَاسٌ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ الحديث: 1226 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 إِلَى الْمَشْرِقِ فَلَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ أَوْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ 1229 - سَأَلْتُ ابْنَ الْبَرِيدِيِّ هَذَا عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ ولدت سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِمَكَّةَ وَدَخَلْتُ مِصْرَ مَعَ وَالِدَتِي بَعْدَ وَالِدِي وَأَنَا صَغِيرٌ وَكُنْتُ قَدْ سَمِعت بِمَكَّةَ الْحَدِيثَ غَيْرَ أَنَّ تَعَالِيقِي كُلَّهَا قَدْ ضَاعَتْ فِي غَلَاءِ مِصْرَ وَانْتِقَالِي إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقَدْ رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ نَفِيسٍ الطَّرَابُلُسِيَّ وَعَبْدَ الْبَاقِي بْنَ فَارِسٍ الْحِمْصِيَّ وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيَّ وَمَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْهُمْ وَفَاةً لَكِنِّي لَمْ أَسْمَعْ عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ لِاشْتِغَالِي بِالْعَرَبِيَّةِ وَقِرَاءَتِهَا وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَالْفَضْلِ وَالْخَطِّ الْجَيِّدِ وَالْكِتَابَةِ الْحَسَنَةِ وَالْعِفَّةِ وَنَزَاهَةِ النَّفْسِ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ وَشَهِدَ بِمِصْرَ ثُمَّ تَرَكَ الشَّهَادَةَ 1230 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَرِضَ أَحْمَدُ جَدُّ أَبِي وَهُوَ الْوَزِيرُ الْمَشْهُورُ الَّذِي ذِكْرُهُ فِي كُتُبِ السِّيَرِ وَأَخْبَارِ الْوُزَرَاءِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ الطَّبِيبُ وَقَالَ يَا سَيِّدَنَا خَلِّطْ وَبَقِيَّا فَقَالَ لَهُ عَلَى وَجْهِ الْمُدَاعَبَةِ أَكْثَرَ مِمَّا خَلَطْتُ جِئْتُ بِالدَّيْلَمِ مِنْ فَارِسَ إِلَى الْعِرَاقِ وَضَرَبْتُ الْعَرَبَ بِالْعَجَمِ فَلَا تُرِيدُ تَخْلِيطًا أَكْثَرَ مِنْ هَذَا قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ وَهُوَ السَّبَبُ فِي خُرُوجِ بَنِي بُوَيْهِ مِنْ أَرْجَانَ وَدُخُولِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ 1231 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مَسْعُودُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُلَحِيُّ الْقَاضِي بِأَرْدَبِيلَ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ وِشَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ الْوَزِيرُ ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكُوفِيُّ ثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْيَمَانِيُّ ثَنِي أَبُو هَمَّامٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ عَلِّمِ النَّاسَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمْهُ فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ وَأَنْتَ كَذَلِكَ زَارَتِ الْمَلَائِكَةُ قَبْرَكَ كَمَا يُزَارُ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ وَعَلِّمِ النَّاسَ سُنَّتِي وَإِنْ كَرِهُوا ذَلِكَ وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ لَا تَوَقَّفَ عَلَى السِّرَاطِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلَا تُحْدِثْ فِي دِينِ اللَّهِ حَدَثًا بِرَأْيِكَ الحديث: 1229 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 1232 - أَبُو عَمْرٍو هَذَا قَدْ عَمَّرَ وَكَانَ مِنْ أَرْكَانِ الْعِلْمِ بِقُطْرِ أَذْرَبِيجَانَ فِقْهًا وَأَدَبًا وَحُسْنَ طَرِيقَةٍ فِي أَحْكَامِهِ وَقَضَايَاهُ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ وَانْتَخبْتُ مِنْ أُصُولِهِ فَوَائِدَ وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَكَانَ مِنْ مُقَدَّمِي أَصْحَابِهِ وَقَدْ أَنْشَدَنِي قَالَ لَمَّا فَرَغْتُ مِنْ قِرَاءَةِ كِتَابِ اللُّمَعِ لِلشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ عَلَيْهِ قُلْتُ (إِنَّ الْإِمَامَ أَبَا إِسْحَاقَ دَرَّسَنِي ... مَا صَاغَهُ مِنْ أُصُولِ الْفِقْهِ فِي اللُّمَعِ) (فَسَوْفَ أَشْكُرُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ كَرَمٍ ... عَلَّامَةُ الْعُلَمَاءِ الْأَلْمَعِيُّ معي) // الْبَسِيط // وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا لِنَفْسِهِ (أَرَانِي هَدَّنِي طُولُ اللَّيَالِي ... كَعِنِّينٍ تُعَانِقُهُ عَجُوزُ) (يَقُولُ الشَّافِعِيُّ يَجُوزُ هَذَا ... وَقَوْلُ أبي حنيفَة لَا يجوز) // الوافر // وَفِي أُخْرَى 1233 - سَمِعت مَسْعُودَ بْنَ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيَّ بِأَذْرَبِيجَانَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيَّ بِمَرْوَ يَقُولُ إِنْ أَرَدْتُمُ الصِّدْقَ فَفِي الْكُتُبِ الْقَدِيمَة وَإِن أردتم الصَّادِقين فَفِي الْبُيُوتِ الْقَدِيمَةِ عَلَيْكُمْ بِالْقَدِيمِ عَلَيْكُمْ بِالْقَدِيمِ 1234 - مَسْعُودٌ هَذَا مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ وَلَمْ يَكُنْ بِطَرِيقِهِ بَأْسٌ هَذَا فِي الْأَصْلِ 1235 - سَمِعت مَسْعُودَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيَّ بِأَذْرَبِيجَانَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ الْحَافِظَ بِهَرَاةَ يَتَكَلَّمُ فِي الحديث: 1232 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 الْمَعْرِفَةِ وَبَلَغَ غَايَةً حَارَتِ الْأَلْبَابُ فِي فَهْمِهِ ثُمَّ قَالَ لَا يَعْرِفُ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ اللَّهِ سِوَى اسْمِ اللَّهِ 1236 - مَسْعُودٌ هَذَا مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ وَمِنَ الْمُسَافِرِينَ لِلِقَاءِ الشُّيُوخِ وَالاسْتِفَادَةِ مِنْ أَنْفَاسِهِمْ وَالتَّأَدُّبِ بِآدَابِهِمْ وَمِنْ جُمْلَةِ شُيُوخِهِ عَبْدُ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ الْهَرَوِيُّ وَأَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ الْمَرْوَزِيُّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ 1237 - سَمِعت مَسْعُودَ بْنَ أَسْعَدَ الْخَلادِيَّ الْمَرُّوذِيَّ بِثَغْرِ جَنْزَةَ يَقُولُ سَمِعت الْإِمَامَ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ أَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيَّ بِنَيْسَابُورَ وَهُوَ يَعِظُ وَقَدْ نَعَرَ رَجُلٌ فَزَجَرَهُ وَقَالَ صَهْ فَنَاقِدُ كَلَامِي الْيَوْمَ إِمَامُ الْمَشْرِقِ وَأَشَارَ إِلَى أَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيِّ وَكَانَ قَدْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ تَقَرُّبًا إِلَيْهِ وَإِكْرَامًا لَهُ فِي حِينِ رُجُوعِهِ مِنْ أصْبَهَانَ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى مَرْوَ 1238 - مَسْعُودٌ هَذَا مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ الْجَوَّالِينَ وَقَدْ سَافَرَ كَثِيرًا وَخَدَمَ الْمَشَائِخَ وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ 1239 - أخبرنَا أَبُو الْفُتُوحِ مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيُّ بِالدُّونِ قَالَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْهَمَذَانِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَنْطَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَاسَوَيْهِ ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَمِعت شَقِيقًا مِرَارًا يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي شَقِيًّا فَاكْتُبْنِي سَعِيدًا وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي سَعِيدًا فَأَثْبِتْنِي فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ مَا تَشَاءُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ 1240 - مَسْعُودٌ هَذَا هُوَ ابْنُ أَخِي شَيْخِنَا أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيُّ الَّذِي سَمِعْنَا عَلَيْهِ كِتَابَ النَّسَائِيِّ يَرْوِيهِ عَنِ ابْنِ الْكَسَّارِ الحديث: 1236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 الدِّينَوَرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ السُّنِّيِّ الْحَافِظِ عَنْهُ 1241 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مَسْعُودُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْخَطَّابِيُّ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّقُّورِ الْكَرْخِيُّ بِبَغْدَادَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الدَّقَّاقُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَذَّبُ الْمُصَوِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ 1242 - قَرَأْنَا عَلَيْهِ بِبَابِ الصَّفَاءِ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ وَابْنِ النَّقُّورِ وَابْنِ الْبُسْرِيِّ وَكَانَ مِنَ الْمُجَاوِرِينَ بِمَكَّةَ 1243 - سَمِعت أَبَا الْحَرَمِ مَكِّيَّ بْنَ عُمَرَ الطَّرَابُلُسِيَّ الْمَالِكِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ يَحْيَى الْحَضْرَمِيَّ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ يَقُولُ قَدِ اسْتَرَاحَ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يُزَاحِمُهُمْ فِي دُنْيَاهُمُ انْظُرْ إِلَى الْخُطَّافِ لَمَّا كَانَ قُوتُهُ الدِّيدَانَ سَمَّوْهُ عُصْفُورَ الْجَنَّةِ وَمَكَّنُوهُ مِنَ التَّعْشِيشِ فِي الدُّورِ وَالْقُصُورِ وَالْعُصْفُورُ لَمَّا عَرَفُوهُ أَنَّهُ يَلْتَقِطُ الْحُبُوبَ قَصَدُوهُ فِي وَكْرِهِ وَنَصَبُوا لَهُ الْفُخُوخَ فِي الصَّحَارِي وَقَالُوا إِنَّهُ يَهُودِيٌّ وَفِي هَذَا عِبْرَةٌ لِمَنِ اعْتَبَرَ 1244 - مَكِّيٌّ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَمَوْلِدُهُ بِطَرَابُلُسَ الْمَغْرِبِ وَانْتَقَلَ مِنْهَا إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَبِهَا تُوُفِّيَ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ بَرْغَبَةٍ تَامَّةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 1245 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَعَالِي مَكِّيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الحديث: 1241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 الْخَطِيبِ الْقَطَّانُ بِالثَّغْرِ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْخَيَّاطِ الرَّبَعِيِّ الصَّقَلِّيِّ (خَرَجُوا لِيَسْتَسْقُوا وَقَدْ نَشَأَتْ ... مَجْنُوبَةٌ شَرِقٌ بِهَا السُّفْحُ) (حَتَّى إِذَا اصْطَفُّوا لِدَعْوَتِهِمْ ... وَبَدَا لِفَيْضِ دُمُوعِهِمْ نَضْحُ) (كُشِفَ الْغَمَامُ إِجَابَةً لَهُمُ ... فَكَأَنَّمَا خَرجُوا ليستصحوا) // الْكَامِل // 1246 - أَبُو الْمَعَالِي هَذَا مِنْ بَيْتٍ كَبِيرٍ بِالثَّغْرِ وَكَانَ ظَرِيفًا نَظِيفَ الْبَزَّةِ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ وَيَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ 1247 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مَكِّيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَرْبٍ الْحَرْبِيُّ الْمَالِكِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجَابَارِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ الْحَافِظُ الرَّازِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ ثَنِي أَبُو سَعِيدٍ حَمْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَرَوِيُّ بِبَلْخَ أَوْ قَالَ حَامِدٌ ثَنَا حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جِبْرِيلَ قَالَ كُنْتُ وَاقِفًا عَن رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ فَنَشَرْتُ جَنَاحَيَّ لِلْعَذَابِ كُلِّهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى مَهْ يَا جِبْرِيلُ إِنَّمَا يَعْجَلُ بِالْعُقُوبَةِ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ هَكَذَا كَانَ فِي الْأَصْلِ وَهُوَ حَامِدٌ أَوْ حَمْدَانُ وَتَكَرَّرَ اسْمُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 1248 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ خَطِيبُ جَامِعِ الْقَلْعَةِ بِأَبْهَرَ وَيُفْتِي عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ الحديث: 1246 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 1249 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُعَافِي الْجُبَيْلِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ الْمِصِّيصِيُّ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الْأَطْرَابُلُسِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعُمَرِيِّ النَّحْوِيُّ بِصَنْعَاءَ ثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْحُذَاقِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِن أهل الدَّرَجَات العلى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ فِي الْأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعِمَا. 1250 - أَبُو الْحَرَمِ هَذَا صَالِحٌ تَلاءٌ لِلْقُرْآنِ مُلازِمٌ لِلْجَامِعِ بِدِمَشْقَ وَالصَّلَوَاتِ فِي الْجَمَاعَةِ مُشَارٌ إِلَيْهِ فِي دِيَانَتِهِ وَخَيْرِيَّتِهِ وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى الْقُضَاعِيَّ وَسَمِعَ مِنْهُ الشِّهَابُ بِطَرَابُلُسَ لَمَّا قَدِمَهَا وَقَالَ مولدِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِجُبَيْلٍ مِنْ مُدُنِ الشَّامِ وَنَشَأْتُ بِطَرَابُلُسَ 1251 - دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شُعَيْبٍ اللَّخْمِيُّ بِالثَّغْرِ كِتَابَ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظِ بِخَطِّهِ فَرَأَيْتُ فِيهِ عَزَازَةُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ أَبُو مَسَرَّةَ مِنْ أَهْلِ بِئْرِ وَرَّوَذَ الْأَهْوَازِ يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَصَّارِ وَعَلَى الْحَاشِيَةِ بِخَطِّ عَبْدِ الْغَنِيِّ أَيْضًا بِزَايَيْنِ وَفِيهِ زَوَّادٌ الْفَقِيهُ مِنْ سُكَّانِ حديثهَ عَانَةَ يَرْوِي عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافِ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَرَاغِيُّ الْأَطْرَابُلُسِيُّ الْهَمْدَانِيُّ مِنْ هَمْدَانَ بْنِ أَوْسَلَةَ وَعَلَى الْحَاشِيَةِ بِخَطِّ عَبْدِ الْغَنِيِّ أَيْضًا زَايٌ 1252 - مَكِّيٌّ هَذَا كَانَ ظَاهِرَ الصَّلَاحِ وَقَدْ أَسْنَدَ إِلَيْهِ عَلَيُّ بْنُ الْمُشَرِّفِ الْأَنْمَاطِيُّ الْإِشْرَافَ عَلَى مَنْ أَوْصَى إِلَيْهِ مِنْ تَرِكَتِهِ وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعَ عشرَة وَخَمْسِمِائَةٍ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الدَّيْمَاسِ الحديث: 1249 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 1253 - أَنْشَدَنِي أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَطَّابٍ الْكِنْدِيُّ السَّبْتِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ أَنْشَدَنَا أَبُو بَحْرٍ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْخَوْلَانِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ بِسَبْتَةَ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ طَائِلَةٍ (لَئِنْ مَطَلَتْنِي اللَّيَالِي بِوَعْدٍ ... فَكَمْ أَمْسَكَ الْغَيْثُ ثُمَّ انْهَمَلْ) (وَإِنْ نِلْتُ مِنْ بَعْدِ لأيٍ مُرَادًا ... فَمَا أَحْسَنَ الْحَلْيَ بَعْدَ الْعَطَلْ) (وَقَدْ يُمْكِنُ الْوَصْلُ بَعْدَ الصُّدُودِ ... وَقَدْ يُدْرَكُ الْأَمْنُ بَعْدَ الْوَجَلْ) (وَتَمْرَضُ ثُمَّ تَصِحُّ الْجُسُومُ ... وَتَصْعُبُ ثُمَّ تَزُولُ الْعِلَلْ) (وَلَا بُد لللريح مِنْ أَنْ تَهُبَّ ... وَلَا بُدَّ للروض من أَن يطلّ) // المتقارب // 1254 - أَبُو عِمْرَانَ قَدْ كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْعُدْوَةِ بِالْمَغْرِبِ وَقَدْ زَوَّجَهُ مَرْوَانُ بْنُ سَمْحُونَ اللَّوَاتِيُّ الطَّنْجِيُّ ابْنَتَهُ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْفَاسِيِّ وَأَنْشَدَنَا مُقَطَّعَاتٍ كَثِيرَةً مِنْ شِعْرِ الْمَغَارِبَةِ الَّذِينَ رَآهُمْ كَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَّاعٍ السَّبْتِيِّ وَالْمُرَادِيِّ الْمُتَكَلِّمِ وَأَبِي بَحْرٍ الْخَوْلانِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ سَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا طُولَ إِقَامَتِهِ بِالثَّغْرِ وَكَانَ شَيْخًا مُوَقَّرًا حَسَنَ الْأَدَبِ آثَارُ الرِّيَاسَةِ بَيِّنَةٌ عَلَيْهِ وَرَجَعَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَهُنَاكَ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ 1255 - سَمِعت أَبَا عِمْرَانَ مُوسَى بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْجُوبِيُّ بِدِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ الْخَرَائِطِيَّ بِالْجَزِيرَةِ يَقُولُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَشْنَوِيُّ تَعَلَّمْتُ أَحْسَنَ الْخُلُقِ مِنْ أَخَسِّ الْخَلْقِ تَعَلَّمْتُ الْفُتُوَّةَ مِنَ الدِّيكِ وَالْوَفَاءَ مِنَ الْكَلْبِ وَالاحْتِمَالَ مِنَ الْحِمَارِ أَلَا تَرَى أَنَّ الدِّيكَ إِذَا قَدَّمْتَ إِلَيْهِ عَلَفًا صَاحَ بِالدِّيكَةِ وَلَا يَأْكُلُ خُفْيَةً وَالْكَلْبُ إِنْ أَطْعَمْتَهُ لُقْمَةً عَرَفَ لَكَ ذَلِكَ مَا حَيِيتَ وَالْحِمَارُ إِنْ ضَرَبْتَهُ أَوْ لَمْ تُطْعِمْهُ أَوْ رَكِبْتَهُ صَبَرَ عَلَى أَذَاكَ مِنْ غَيْرِ صِيَاحٍ وَلَا صُرَاخٍ 1256 - الْجُوبِيُّونَ قَبِيلَةٌ مِنَ الْأَكْرَادِ وَيُقَالُ لَهُمُ الشُّوبِيَّةُ أَيْضًا بِالشِّينِ بَطْنٌ مِنَ الحديث: 1253 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 الْحَاحَنَةِ يَكُونُونَ بِدِيَارِ بَكْرِ الْجَزِيرَةِ وَمَيَّافَارِقِينَ وَغَيْرِهِمَا وَمُوسَى قَدْ كَتَبَ مَعَنَا عَنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ الْحِنَّائِيِّ وَابْنِ الْمَوَازِينِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَكَتَبَ عَنِّي فَوَائِدَ وَلَهُ اسْمَانِ وَكُنْيَتَانِ أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ 1257 - سَمِعت أَبَا عِمْرَانَ مُوسَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِيكَائِيلَ الْغَزْنَوِيَّ بِالْفُدَيْنِ مِنْ أَعْمَالِ الْخَابُورِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي مُعَاذٍ الْحَافِظَ الْأَنْصَارِيَّ بِهَرَاةَ يَقُولُ مَثَلُ الْوَاعِظِ كَمَثَلِ الصَّيْدَلانِيِّ عِنْدَهُ الْأَدْوِيَةُ الْحَارَّةُ وَالْبَارِدَةُ وَيَأْخُذُ كُلٌّ مِنْهُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَيَصْلُحُ لَدَيْهِ وَيَدَعُ الْبَاقِي 1258 - مُوسَى هَذَا مِنْ أَهْلِ غَزْنَةَ كَانَ يَؤُمُّ فِي مَسْجِدِ الْفُدَيْنِ وَهِيَ بَيْنَ مَاكَسِينَ وَقَرْقِيسِيَا وَقَدْ سَافَرَ كَثِيرًا وَلَقِيَ الْمَشَائِخَ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا 1259 - أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حُمَيْدٍ الْجَزْوَلِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ الرَّازِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَوْفِيُّ النَّحْوِيُّ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ أَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَا خَالِدٌ ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ وَمَنْ جَدَعَ عَبْدَهُ جَدَعْنَاهُ 1260 - مُوسَى هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ الطِّبِّيِّ وَكَانَ مِنْ أَحْذَقِ خَلْقِ اللَّهِ فِي الْمُعَامَلَاتِ وَالْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَيَعْمَلُ شِعْرًا يُسْتَعَاذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْهُ وَيُعْتَقَدُ أَنَّهُ أَشْعَرُ النَّاسِ وَلَهُ حِكَايَاتٌ لَا يَحْتَمِلُ هَذَا الْمَوْضِعُ ذِكْرَهَا وَقَدْ مَدَحَنِي بِقَصَائِدَ مِنْ شِعْرِهِ الْمَلْحُونِ الْغَيْرِ الْمَوْزُونِ الحديث: 1257 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 1261 - أَنْشَدَنِي الْمُظَفَّرُ بْنُ نَاصِرٍ الْأَدِيبُ بِأَذْرَبِيجَانَ لِأَبِي النَّجْمِ الدُّكَّانِيِّ (أَنْتَ يَا نَادِرُ نَادِرْ ... قُمْ إِلَى الْوَصْلِ وَبَادِرْ) (قَبْلَ أَنْ يَفْطُنَ الدَّهْر ... وللدهر بَوَادِر) // الرمل // 1262 - أَنْشَدَنِي أَبُو غَالِبٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ الْمُخْتَارِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ لِنَفْسِهِ بِمَدِينَةِ الْقَصْرِ (وَرَادَةُ خَدَّيْهِ تَلُوحُ كَأَنَّهَا ... شَقَائِقُ نُعْمَانٍ يَلُوحُ بِرَفْرَفِ) (نَظَرْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةً أَوْرَثَتْ جَوًى ... وَحُزْنًا بِإِجْرَاءِ الدُّمُوعِ الْمُكَفْكَفِ) (أَرُوحُ وَأُمْسِي ذَاهِبَ اللُّبِّ بَاكِيًا ... عَلَى سُحْقِ دَارٍ ثُمَّ هَجْرٍ مُرَدَّفِ) (فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَنَالُ مَنَالَه ... فَيَسْكُنَ فِي شِيدٍ لِوَصْلٍ مُؤَلَّفِ) (وَآخُذُ حَظِّي مِنْ سَلَاسِلَ جَثْلَةٍ ... مُذَفَّرَةِ الْأَقْطَارِ حُفٍّ مُعَرَّفِ) (فَإِنْ حُزْتُ مَا قَدْ رُمْتُ فَهْيَ جَفَاوَةٌ ... وَإِلَّا بِإِخْفَاقِ بِيضٍ مُضَعَّفِ) (فَطُوبَى لِمَنْ عَادَ الْخَدِينَ بِوَصْلِهِ ... وَوَيْلٌ لِمَنْ لَاحَاهُ يَوْمًا لمتلف) // الطَّوِيل // 1263 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْحَمْدُونِيُّ الْمُؤَدِّبُ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو الْفَضْلِ ظَفْرُ بْنُ الدَّاعِي بْنِ مَهْدِيٍّ الْعَلَوِيُّ وَقَدْ أَجَازَ لِي ظَفَرٌ هَذَا قَبْلَ أَنْ أَخْبرنِي الْمُظَفَّرُ عَنْهُ أَنَا وَالِدِي أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّاعِي بْنُ مَهْدِيٍّ الحديث: 1261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَرَوِيُّ بِسِجِسْتَانَ أَنَا الْأَمِيرُ أَبُو الْحَسَنِ فَائِقُ الْخَاصَّةِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ ثَنَا حَمْدُ بْنُ ذِي النُّونِ ثَنَا حَاتِمٌ الْأَصَمُّ ثَنَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَجْلِسُوا عِنْدَ كُلِّ عَالِمٍ إِلَّا عَالِمٌ يَدْعُوكُمْ مِنَ الْخَمْسِ إِلَى الْخَمْسِ مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ وَمِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ وَمِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النُّصْفَةِ وَمِنَ الرِّئَاءِ إِلَى الْإِخْلَاصِ وَمِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الزُّهْدِ 1264 - كَتَبَ إِلَيَّ ظَفَرٌ كَمَا قَدَّمْتُهُ مِنْ أَسْتَرَابَاذَ بِالْإِجَازَةِ وَهُوَ نَازِلٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا الْقَاضِي أَبُو الْمَحَاسِنِ الرُّويَانِيُّ بِالرَّيِّ أَنَا أَبُو طَالِبٍ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِيُّ بِنَوْقَانَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ جَيْشِ الْعَدْلُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَارِثِيُّ فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ مِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ ثَنَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّاهِدُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ 1265 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مَيْمُون بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الْبَابِيُّ بِبَابِ الْأَبْوَابِ أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ اللَّارَجِيُّ أَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أبي طَاهِر الأسفرائيني ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَكَ الشَّعْرَانِيُّ أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَعْيَنُ ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ 1266 - مَيْمُونٌ هَذَا مِنْ كِبَارِ فُقَهَاءِ بَابِ الْأَبْوَابِ رَوَى لَنَا عَنِ اللَّارَجِيِّ وَابْنِ إِقْبَالٍ وَالْجَعْدَوِيِّ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ بَلَدِهِ وَالطَّارِئِينَ عَلَيْهِمْ وَسَمِعَ عَلَيَّ هُوَ وَتَلَامِذَتُهُ أَجْزَاءً مِنَ الْحَدِيثِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَانْتَخَبْتُ مِنْ أَجْزَائِهِ فَوَائِدَ سَنَةَ ثَلَاث وَخَمْسمِائة هِيَ فِي جُمْلَةِ مَا أَوْدَعْتُهُ بِسَلَمَاسَ عِنْدَ تَوَجُّهِي إِلَى الشَّامِ الحديث: 1264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 1267 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ الْمُبَارَكُ بْنُ جَعْفَرٍ الطَّبِيبُ الْأَنْدَلُسِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ الْفَرَجِ اللَّبِيرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالسُّمَيْسِيرِ الشَّاعِرُ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ (تَحَفَّظْ عَنْ ثِيَابِكَ ثُمَّ صُنْهَا ... وَإِلَّا سَوْفَ تَلْبَسُهَا حِدَادَا) (وَظُنَّ بِسَائِرِ الْأَجْنَاسِ خَيْرًا ... وَأما بِابْن آدم فالبعادا) // الوافر // 1268 - الْمُبَارَكُ هَذَا كَانَ مِنَ الْأَطِبَّاءِ وَالْحُكَمَاءِ وَفِي الدِّينِ مُتَابِعًا لِلْعُلَمَاءِ مَاتَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ 1269 - أَخْبَرَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ الْمُبَارَكُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ عُمَرَ الْخَطِيبُ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْأَزْدِيِّ الْبَزَّازُ أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ بِيرِي أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ أَسد حِبَّانَ الْقَطَّانُ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنَا حَمَّادٌ ثَنِي ابْنُ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَة غير سبي وَنَسَبِي 1270 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَرَوَى لَنَا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْغَنْدَجَانِيِّ وَأبي الْحسن بن مخلد وَأَبِي نُعَيْمِ بْنِ خُصَيَّةَ وَأَبِي غَالِبِ بْنِ بِشْرَانَ وَأَبِي الْبَرَكَاتِ الْجَمَّارِيِّ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِهِمْ وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ وَاسِطٍ وَخَطِيبَ الْجَامِعِ وَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا الْكَرَمِ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ فَقَالَ هُوَ كَثِيرُ الشُّيُوخِ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ الشَّرْقِيِّ مِنْ وَاسِطٍ وَشَهِدَ عِنْدَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ بَرْهُونَ الْقَاضِي بِهَا وَكَتَبَ لِلْوَقْفِ بَعْدَ أَبِي الْحَسَنِ الْمَعْرُوفِ بِصَدَقَةَ وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَمَعْرِفَةٌ بِالْأَسَانِيدِ وَهُوَ مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَّا أَنه كَانَ يكتم ذَلِك لِأَن غَيْرُ مُشْتَهِرٍ بِهِ وَذَلِكَ مَعْدُودٌ مِنْ عَقْلِهِ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ غُلَامِ الْهَرَّاسِ وَمَعَهُ خَطُّهُ بِالسَّبْعَةِ فِيمَا أَظُنُّ الحديث: 1267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 1271 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمُبَارَكُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ بِالْعَسْكَرِ عَسْكَرِ مُكْرَمٍ أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ أَنَا أَبُو عَبَّادٍ ذُو النُّونِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ الصَّائِغُ أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ ثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْأصْبَهَانِيُّ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُكْتِبُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ ثَنَا النُّعْمَانُ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ عَنِ الْعَلَاءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَرَمُ الرَّجُلِ تَقْوَاهُ وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ 1272 - ذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ بِالْعَسْكَرِ وَأَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ أَبُو نَصْرٍ الْقُشَيْرِيُّ وَحَصَّلَ الْحِكَمَ وَالْأَمْثَالَ وَكِتَابَ الزَّوَاجِرَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ أَبِي أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيِّ وَغَيْرِهِ وَأَنَّهُ قَرَأَ الْكَلَامَ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ خَذَادَاذَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَسْكَرِيِّ وَهُوَ مِنَ الشُّهُودِ الْمُعَدِّلِينَ وَالْمَرْجُوعِ فِي الْفَتَاوَى إِلَيْهِ وَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلَى النَّاسِ أَيْضًا وَيَتَظَاهَرُ بِالاعْتِزَالِ الَّذِي أَهْلُ بَلَدِهِ عَلَيْهِ وَأَبُوهُ كَانَ أصْبَهَانِيًّا 1273 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ مَهْدِيَّ بْنَ تَمِيمِ بْنِ الْمُعِزِّ الصِّنْهَاجِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبِي الْأَمِيرَ أَبَا يَحْيَى تَمِيمَ بْنَ الْمُعِزِّ بْنِ بَادِيسَ الْحِمْيَرِيَّ بِالْمَهْدِيَّةِ يَقُولُ أَلَذُّ الْأَشْيَاءِ فِي الدُّنْيَا تَقْلِيدُ الْمِنَنِ الثِّقَالِ فِي أَعْنَاقِ الرِّجَالِ قَالَ وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ فِي قَاضٍ مِنْ قُضَاتِهِ (كَالثَّوْرِ جَهْلًا وَمِثْلُ التَّيْسِ مَعْرِفَةً ... فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْفَنَدِ) (وَالْجَهْلُ شَخْصٌ يُنَادِي فَوْقَ هَامَتِهِ ... لَا تَسْأَلُوهُ فَمَا بِالربعِ من أحد) // الْبَسِيط // 1274 - مَهْدِيٌّ هَذَا كَانَ يُلَقَّبُ بِالنَّصِيرِ وَكَانَ سِتِّيرًا وَشَيْخًا كَبِيرًا مُوَاظِبًا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَأَدَائِهَا فِي أَوَائِلِ الْأَوْقَاتِ تُوُفِّيَ بِثَغْرِ رَشِيدٍ يَوْمَ السَّبْتِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدُفِنَ بِهَا الحديث: 1271 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 1275 - أخبرنَا أَبُو الْبَقَاءِ الْمُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَبَّالُ الْبَرْمَكِيُّ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ الْمُحَارِبِيُّ أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ ثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ حَارِمِ بْنِ أَبِي عُرْزَةَ الْغِفَارِيُّ ثَنَا 1276 - الْمُعَمَّرُ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ وَكَتَبْنَا عَنْهُ ثُمَّ كَتَبْتُ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ بِإِفَادَةِ أُبَيٍّ الْحَافِظِ كَثِيرًا مِنْ رِوَايَاتِهِ عَنْ جَنَاحٍ الْمُحَارِبِيِّ وَزَيْدِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيِّ وَآخَرِينَ وَهَذَانِ الْمَذْكُورَانِ أَعْلَى شُيُوخِهِ وَلَمْ أَرَ بِالْكُوفَةِ أَعْلَى إِسْنَادًا مِنْهُ وَلَا رَوَى لِي أَحَدٌ عَنْ جَنَاحٍ وَزَيْدٍ سِوَاهُ 1277 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَمَّرُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّبَّابُ التَّمِيمِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْأَسَدِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَعْبٍ الْكِلَابِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا أَسْبَاطٌ ثَنَا أَشْعَثُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّقَ كَتِفًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ 1278 - دَلَّنِي عَلَيْهِ أُبَيٌّ الْحَافِظُ 1279 - أَنْشَدَنِي أَبُو طَاهِرٍ الْمُهَذَّبُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مِعْضَادٍ الصُّورِيُّ الْكُتُبِيُّ بِمِصْرَ لِنَفْسِهِ الحديث: 1275 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 (كَمْ خَاطَبَتْنِي الْخُطُوبُ مُغْضَبَةً ... عَلَيَّ لَمْ يُرْضِهَا سِوَى ضُرِّي) (وَعَاقَبَ الدُّهْرُ فَاصْطَبَرْتُ لَهُ ... فَخَلَّصَتْنِي عَوَاقِبُ الصَّبْر) // المنسرح // 1280 - الْمُهَذَّبُ كَانَ مُهَذَّبًا كَاسْمِهِ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَحَسَنَ الصُّحْبَةِ وَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ كُتُبًا كَثِيرَةً وَكَتَبَ لِي جُزْءًا مِنْ شِعْرِهِ بِخَطِّهِ وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ (تَغَرَّبْتُ أَبْغِي لِي خَلِيلًا مُسَاعِدًا ... عَلَى الدَّهْرِ مِنْ شَرْقِ الْبِلَادِ وَمَغْرِبِ) (فَكُنْتُ كَمَنْ يَرْجُو مِنَ الْمَاءِ جَذْوَةً ... مِنَ النَّارِ أَوْ صيدا لعنقاء مغرب) // الطَّوِيل // 1281 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْغَيْثِ الْمُفَرِّجُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَيَّادٍ الْقَيْسَرَانِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ بِمِصْرَ فِي كِتَابِ التَّنْبِيهِ لِأَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَلَمْ يَذْكُرْ قَائِلَهُ (سُقْيًا لِمَنْ صَنَّفَ التَّنْبِيهَ مُخْتَصِرًا ... أَلْفَاظَهُ الْغُرَّ وَاسْتَقْصَى مَعَانِيهِ) (إِنَّ الْإِمَامَ أَبَا إِسْحَاقَ صَنَّفَهُ ... لِلَّهِ وَالدِّينِ لَا لِلْكِبْرِ وَالتِّيهِ) (رَأَى عُلُومًا عَنِ الْأَفْهَامِ شَارِدَةً ... فَحَازَهَا ابنُ عَلِيٍّ كُلَّهَا فِيهِ) (لَا زِلْتَ لِلشَّرْعِ إِبْرَاهِيمُ مُنْتَصِرًا ... تذود عَنهُ أعاديه وتحميه) // الْبَسِيط // 1282 - مُفَرِّجٌ هَذَا كَانَ كَفِيفًا وَفَقِيهًا عَفِيفًا سَمِعَ عَلَيَّ وَبِقَرَاءَتِي عَلَى شُيُوخِ مِصْرَ كَثِيرًا وَكَانَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ الشَّامِيِّينَ كَبِيرًا 1283 - أخبرنَا الْمُفَرِّجُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النَّشَوِيُّ بِثَغْرِ نَشَوَى عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ النَّشَوِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْمُشْكَانِيِّ بِفَوَائِدَ عَنْ شُيُوخِهِ وَهِيَ فِي جُمْلَةِ الحديث: 1280 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 الْأَجْزَاءِ الْمُودَعَةِ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْمُفَرِّجِ هَذَا مِنْ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ وَأَعْيَانِ الْفُقَهَاءِ يَرْوِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ النَّبَهَانِيِّ النَّشَوِيِّ وَنُظَرَائِهِ مِنْ شُيُوخِ بَلَدِهِ 1284 - أَنْشَدَنِي أَبُو مُرْوَانَ مُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبِيبُ الْأَنْدَلُسِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِلأَدِيبِ غَانِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ الْأُشُونِيِّ وَأُشُونَةُ حِصْنٌ مِنْ نُظُرِ قُرْطُبَةَ بِالْأَنْدَلُسِ (وَمِنْ عَجَبٍ أَنِّي أَحِنُّ إِلَيْهِمِ ... وَأَسْأَلُ عَنْهُمْ كُلَّ رَكْبٍ وَهُمْ مَعِي) (فَيَبْكِي دَمًا طَرْفِي وَهُمْ فِي سَوَادِهِ ... وَيَشْكُو جَوًى قَلْبِي وَهُمْ بَيْنَ أضلعي) // الطَّوِيل // 1285 - الْمُبَشِّرُ بْنُ مَحْمُودٍ هَذَا تُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة بِثَغْرِ تِنِّيسَ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ تِلَاوَةً لِلْقُرْآنِ قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَسَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَعَلَى غَيْرِي وَسمعت عَلَيْهِ جُزْءًا سَمِعَهُ عَلَى ابْنِ أَبِي دَاوُدَ الْفَارِسِيِّ بِمِصْرَ عَنِ ابْنِ نُظَيْفٍ الْفَرَّاءِ وَقَدْ كَتَبَ وَقَرَأَ عَلَى شُيُوخِ مِصْرَ وَغَيْرِهَا الْقُرْآنَ بِرَوَايَاتٍ وَالْحَدِيثَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَابْنُ نُظَيْفٍ فَمُسْنِدٌ أخبرنَا عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ رَئِيسُ أصْبَهَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ قَدْ سَمِعَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ بِقَرَاءَةِ أَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ 1286 - سَمِعت أَبَا الْمَعَالِي مُتَوَّجَ بْنَ جَوَاهِرَ بْنِ مُوسَى الصَّنْهُورِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ سَمِعت ابْنَ عَمِّي الْقَاضِيَ أَبَا الْفُتُوحِ نَصْرَ بْنَ مُوسَى بْنِ أَسْلَمَ بِصَنْهُورَ يَقُولُ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ قَائِلًا يَقُولُ إِذَا صَلَّيْتَ وَقَرَأْتَ الْفَاتِحَةَ فافتح بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَأَنَا لَا أُصَلِّي أَبَدًا إِلَّا كَمَا أَمَرَنِي وَإِنْ كُنْتُ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ الحديث: 1284 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 1287 - مُتَوَّجٌ هَذَا شَيْخٌ مَسْتُورٌ مِنْ طَلَبَةِ الْعِلْمِ مَالِكِيُّ الْمَذْهَبِ وَكَانَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الثَّغْرِ مُدَّةً مَدِيدَةً وَتُحْمَدُ طَرِيقَتُهُ. 1288 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُجَبِّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَّقَلِّيُّ الْمَدِينِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخِلَعِيُّ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ الْإِشْبِيلِيُّ أَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيِّ أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَا مَعْمَرٌ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جلودكم} ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدِي عِنْدَ ظَنِّهِ بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي. 1289 - مُجَبِّرٌ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ الْبَارِعِ وَالشِّعْرِ الرَّائِعِ سَمِعَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ الْخِلَعِيِّ بِقَرَاءَةِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ. وَهُوَ مُجَبِّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبِّرِ بْنِ أَبِي الْحُبَابِ الْأُمَوِيُّ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فِي ذِي الْقَعْدَةِ بِمَدِينَةِ صَقَلِّيَةَ وَانْتَقَلْتُ إِلَى مِصْرَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا وَأَسْتَأْنِسُ بِهِ لِأَدَبِ نَفْسِهِ وَأَدَبِ دَرْسِهِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ مِنَ الصَّقَلِّيِّينَ جُمْلَةً صَالِحَة سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَبَعْدَهَا ثُمَّ شَهِدَ بِمِصْرَ وَتَقَدَّمَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَمِنْ شِعْرِهِ مَا أَنْشَدَنِي بِمِصْرَ (كَمْ بَاتَ لِلَّهِ عِنْدِي ... مِنْ نِعْمَةٍ لَيْسَ تُحْصَى) (وَلَسْتُ دُونَ الْبَرَايَا ... بِفَضْلِهِ مُسْتَخَصَّا) الحديث: 1287 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 (لَكِنْ شَكَرْتُ نَصِيبِي ... أَرْجُو الزِّيَادَةَ حِرْصَا) (فَلْيَشْكُرُوهُ يَزِدْهُمْ ... فَقَدْ أَتَى ذَاك نصا) // المجتث // وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ (يَا مَنْ عَصَى اللَّهَ مَغْرُورًا بِرَحْمَتِهِ ... اعْمَلْ لِرَبِّكَ مَا يُرْضَى بِإِخْلَاصِ) (إِنَّ الَّذِي جَعَلَ الْفِرْدَوْسَ مَنْزِلَةً ... لِمَنْ أَطَاعَ أعد النَّار للعاصي) // الْبَسِيط // 1290 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ مُجَبِّرُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْحُبَابِ الصَّقَلِّيُّ لِنَفْسِهِ بِمِصْرَ (لَا تَجْلِسَنَّ بِبَابِ مَنْ ... يَأْبَى عَلَيْكَ دُخُولَ دَارِهْ) (وَتَقُولَ حَاجَاتِي إِلَيْهِ ... يَعُوقُهَا إِنْ لَمْ أُدَارِهْ) (وَاتْرُكْهُ وَاقْصِدْ رَبَّهَا ... يَقْضِي وَرَبَّ الدَّارِ كَارِه) // الْكَامِل // 1291 - مُجَبِّرٌ هَذَا مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ شِعْرًا كَثِيرًا وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي بِمِصْرَ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ سَمِعَهُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْخِلَعِيِّ وَهُوَ مُجَبِّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبِّرِ بْنِ أَبِي الْحُبَابِ الْأُمَوِيُّ وُلِدَ بِصَّقَلِّيَةَ وَأَقَامَ بِمِصْرَ وَشَهِدَ بِهَا وَكَانَ صَائِنًا لِنَفْسِهِ غَيْرَ مُتَبَذِّلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1292 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضَائِلِ مُحَبَّرُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَزَّازُ الْمُرْتَعِشُ بمِصْرَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو عَمْرٍو السَّمَرْقَنْدِيُّ ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ثَنَا الحديث: 1290 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْكُوفِيُّ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَنَا قَتَادَةُ عَنْ حُمَيْرِيِّ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُرِهَ لَكُمْ ثَلَاثٌ عُقُوقُ الْأُمَّهَاتِ وَوَأْدُ الْبَنَاتِ وَمَنْعٌ وَهَاتِ. 1293 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَكُنْتُ أَقْرَأُ بِنَفْسِي عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ وَأَبِي مُحَمَّدٍ السُّودَانِيِّ وَسمعت عَلَى الْأَهْوَازِيِّ الْمُقْرِئِ إِمَامِ جَامِعِ عَمْرٍو وَأَنَا صَغِيرٌ. وَرَأَيْتُ لَهُ سَمَاعَاتٍ كَثِيرَةً بِقِرَاءَتِهِ عَلَى الْحَبَّالِ كَمَا ذَكَرَ قَالَ وَقَدْ ظَهَرَ بِي هَذَا الارْتِعَاشُ عَنْ قَرِيبٍ. 1294 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ الطَّحَّانُ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَهْدِيٍّ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي حَبَّةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِجٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ. 1295 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ سَنَةَ خَمْسمِائَة فَقَالَ لِي سَبْعُونَ سَنَةً قَالَ وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ الصَّيْرَفِيُّ إِذَا قَدِمَ وَاسِطَ يَنْزِلُ فِي دَارِنَا عَلَى أَخِي وَلَمْ أَسْمَعْ أَنَا الْحَدِيثَ مِنْ غَيْرِهِ. 1296 - أَنْشَدَنِي أَبُو مَحْمُودٍ الْمُسْلِمُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيُّ الْبَدَوِيُّ بِمِصْرَ لِنَفْسِهِ وَذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ قَارَبَ الْمِائَةَ (إِلَى اللَّهِ أَشْكُو ذَا الزَّمَانَ وَصَرْفَهُ ... عَسَى اللَّهُ يَوْمًا أَنْ يُعَاقِبَ مُجْرِمَا) (زَمَانٌ أَخُو غَدْرٍ إِذَا وَثِقَ الْفَتَى ... بِهِ خَانَهُ ظُلْمًا لَهُ وَتَجَرُّمَا) (يَحُطُّ رَفِيعَ الْقَدْرِ ذَا الْفَضْلِ وَالْحِجَى ... وَيَرْفَعُ ذَا النَّقْصِ الْغَبِيَّ الْمُذَمَّمَا) الحديث: 1293 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 (وَيُحْسِنُ أَحْيَانًا إِلَى غَيْرِ مُحْسِنٍ ... وَيَجْتَاحُ مَنْ يُضْحِي عَلَى النَّاسِ منعما) // الطَّوِيل // 1297 - مُسَلَّمٌ هَذَا كَانَ كَبِيرَ السِّنِّ مِنْ أُمَرَاءِ الْعَرَبِ وَمُقَدَّمًا فِي بَنِي عَامِرٍ وَذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لَهُ حِصْنٌ بِقُرْبِ الرُّومِ فَغَزَاهُمْ مَرَّاتٍ عِدَّةٍ وَقَتَلَ مِنْهُمْ عَدَدًا كَثِيرًا ثُمَّ إِنَّهُ اعْتَزَلَ وَاشْتَغَلَ بِالْعِبَادَةِ وَأَمْلَى عَلَيَّ نَسَبَهُ فَقَالَ أَنَا مُسَلَّمُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مَزْرُوعِ بْنِ مُقَدَّمِ بْنِ أَوْسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ وَكَانَ أَدَبُهُ يَقْصُرُ عَنْ نَظْمِ مِثْلِ هَذَا الشِّعْرِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ. 1298 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مِهْرَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ الْقِرْمِيسِينِيُّ التَّاجِرُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِي الرَّازِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَأْمُونٍ الْقَيْسِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمِسْوَرِ الْحِمْيَرِيُّ ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِيُّ ثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ رُبْعَ مُدِّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ. 1299 - أَبُو الْفَرَجِ هَذَا قرميسيني المولد اسكندراني الْمَوْطِنِ وَكَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ التُّجَّارِ ذَا هِمَّةٍ نَفِيسَةٍ وَكَانَ لِي بِهِ أَنَسٌ كَثِيرٌ قَلَّ يَوْمٍ يَمْضِي وَلَا يَجِيءُ إِلَيَّ وَقَدْ سَمِعَ بِقِرَاءَتِي عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الشُّيُوخِ وَعَلَيَّ. وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ وَلَمْ أَرَ لَهُ سَمَاعًا إِلَّا عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ وَكَانَ قَدْ تَجَوَّلَ فِي مُدُنِ الْعِرَاقِ وَالْجَبَلِ وَالشَّامِ وَالْيَمَنِ وَبِلَادِ الْهِنْدِ فِي التِّجَارَةِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وُلِدْتُ سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة فِي الْمُحَرَّمِ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ وَعْلَةَ وَصَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ بِالْبَابِ الْأَخْضَرِ وَحَضَرَهُ خَلْقٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً. 1300 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت غَنَائِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيَّ يَقُولُ اجْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الصَّالِحِينَ بِمِصْرَ فِي أَيَّامِ الْغَلَاءِ إِلَى أَبِي الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَسَأَلُوهُ الْحُضُورَ فِي جَامِعِ عَمْرٍو لِلدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ فَقَالَ وَمَنْ يَحْضُرُ عِنْدِي وَمَنْ بَقِيَ فَقِيلَ لَا بُدَّ فَفَعَلَ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ أَبْشِرُوا فَهَذِهِ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ كُلُّهَا وَسَتَدْخُلُ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَيَفْتَحُ اللَّهُ وَرَفَعَ بِنْصِرَهُ وَبَعْدَهَا سَنَةُ خَمْسٍ وَيَفْتَحُ اللَّهُ وَرَفَعَ الحديث: 1297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 خِنْصِرَهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1301 - سَمِعت أَبَا الْفَرَجِ مِهْرَانَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ الْقِرْمِيسِينِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بِشْرِيٍّ الْجَوْهَرِيَّ بِفُسْطَاطِ مِصْرَ يَقُولُ مَا ضَاقَ بِي الْأَمْرُ قَطُّ أَوْ وَقَعَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَّا زُرْتُ قَبْرَ أَبِي وَقَعَدْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَقَرَأْتُ جُزْءًا مِنَ الْقُرْآنِ وَذَكَرْتُ عُجَرِي وَبُجَرِي لَهُ كَمَا يُذْكَرُ لِلْأَحْيَاءِ ثُمَّ يَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا هَذَا دَأْبِي مَعَهُ أَبَدًا وَلَمْ أَرَ عَلَيْهِ إِلَّا الْفَرَجَ وَالْخَيْرَ وَبُلُوغِ الْمُرَادِ. 1302 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُطَهَّرُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزَّوَا بْنِ مُحَمَّد بن حَامِد بن غزوا النُّهَاوَنْدِيُّ بِنُهَاوَنْدَ أَنَا وَالِدِي أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزَّوَا الْفَقِيهُ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ بِالْكُوفَةِ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَنْجَوَيْهِ الدَّيْنَوَرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي طَيْبَةَ ثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَوَى عَنِّي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا جَاءَ فِي زُمْرَةِ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 1303 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ تِسْعٍ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَلِي خَمْسُونَ سَنَةً أَؤُمُّ فِي جَامِعِ نُهَاوَنْدَ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَرَوَى لَنَا عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَرْجَةَ قَالَ وَتُوُفِّيَ وَالِدِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَكَانَ فَقِيهًا مُحَدِّثًا كَبِيرًا وَقَدْ أَمْلَى بِهَمَذَانَ وَرَوَى مِنَ الْحَدِيثِ كَثِيرًا. 1304 - سَمِعت أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ مَالِكَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِدْرِيسَ الْقَاسِمِيَّ الْمُلَثَّمَ بِدِمَشْقَ يَقُولُ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ نُوحٍ الْمَعْرُوفِ بِالْقَرَوِيِّ بِأَغْمَاتٍ مِنْ مُدُنِ الْعُدْوَةِ عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ السُّيُورِيِّ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْفَاسِيِّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ اللَّبَّادِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الْأَنْدَلُسِيِّ عَنْ سُحْنُونِ بْنِ سَعِيدٍ التَّنُوخِيُّ الحديث: 1301 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الْمُوَطَّأَ كُلَّهُ. 1305 - وَحَكَى لِي الْقَاسِمِيُّ هَذَا عَنْ شَيْخِنَا أَبِي طَالِبٍ الزَّيْنَبِيِّ قَالَ قَالَ لِي مَالِكٌ إِمَامُ الْأَثَرِ وَأَبُو حَنِيفَةَ إِمَامُ النَّظَرِ فَإِذَا اتَّفَقَا عَلَى شَيْءٍ لَا نُبَالِي بِمَنْ خَالَفَهُمَا مِنَ الْبَشَرِ. 1306 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ مَانَكِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الزِّزِّيَّ يَقُولُ سَمِعت خَالِي أَبَا الْفَوَارِسِ دَاوُدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيَّ يَقُولُ رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِكَازَرُونَ كَأَنَّ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَهْرَيَارَ الْكَازَرُونِيَّ يُطْعِمُ كَلْبًا بِيَدِهِ فَانْتَبَهْتُ وَتَعَجَّبْتُ وَغَفَتْ عَيْنِي فَرَأَيْتُ كَذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجُوسِ قَصَدَ زِيَارَةَ الشَّيْخِ فَأَكْرَمَهُ وَأَحْضَرَ الطَّعَامَ وَلَقَّمَهُ بِيَدِهِ لُقَمًا فَقُلْتُ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ. 1307 - قَالَ مَانَكِيلُ فَسَأَلْتُ خَالِي هَلْ أَسْلَمَ الرَّجُلُ فَقَالَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يُسْلِمْ وَلَعَلَّهُ قَدْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِك ببركة يَد الشَّيْخِ. قَالَ دَاوُدُ وَقَدْ سَمِعت الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ قَدْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيَّ مِنَ الْمَجُوسِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. قَالَ مَانَكِيلُ وَسمعت خَالِي يَقُولُ أَصْلُ هَذِهِ الْغَلَّةِ الَّتِي نَأْكُلُهَا وَنُطْعِمُهَا الْأَصْحَابَ وَالْفُقَرَاءَ مِنْ كَازَرُونَ مِنْ طَعَامِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ أَخَذْتُهُ فِي خِرْقَةٍ وَبَعْضُهُ مِنْ فَالَةَ وَلَمْ يُخَالِطْهُ قَطُّ طَعَامٌ فِيهِ شُبْهَةٌ قَالَ مَانَكِيلُ وَنَحْنُ نَسْلُكُ طَرِيقَهُ نَزْرَعُهُ بِأَيْدِينَا وَنَطْحَنُهُ بِأَيْدِينَا وَاللَّهُ الْمَشْكُورُ عَلَى كُلِّ حَالٍ. 1308 - وَسَأَلْتُهُ عِنْد الْوَدَاع سنة خَمْسمِائَة عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ قَدْ جَاوَزْتُ التِّسْعِينَ وَكَانَ أَهْلُ نَاحِيَتِهِ وَأَصْحَابُهُمْ يَقُولُونَ قَدْ جَاوَزَ الْمِائَةَ وَرَأَيْتُ حَاجِبَهُ قَدِ ابْيَضَّ كُلُّهُ وَكَانَ فِي يَدَيْهِ وَكَلَامِهِ ارْتِعَاشٌ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَلِدَاوُدَ وَأَصْحَابِهِ بِالزِّزِّ عَلَى مَا قَالَهُ لِي خَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ رِبَاطًا وَكُلُّهَا بِحُكْمِ وَلَدِهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَانَكِيلَ وَكَانَتْ لَهُ صَوْلَةٌ وَصِيتٌ فِي تِلْكَ الدِّيَارِ. قَالَ مَانَكِيلُ وَسمعت خَالِي يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ الحديث: 1305 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 وَأَعْطَانِي سَيْفًا وَقَالَ امْضِ إِلَى رَزْمَانَانَ وَأَظْهِرِ التَّصَوُّفَ. 1309 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمِقْدَامُ بْنُ ثُعَلَ بْنِ الْمِقْدَامِ الْكِنَانِيُّ الْعَرَّابِيُّ بِمِصْرَ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُقْرِئُ ثَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ عَبْدُ الْوَاسِعِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْجُرْحَانِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْمُهَلَّبِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمِنْهَالِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَمْرَضُ الْمَرَضَ فَيَرِقُّ قَلْبُهُ فَيَذْكُرُ بَعْضَ ذُنُوبِهِ الَّتِي سَلَفَتْ مِنْهُ فَيَقْطُرُ مِنْ عَيْنَيْهِ مِثْلُ الذناب مِنَ الدَّمْعِ فَيُطَهِّرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذُنُوبِهِ فَإِنْ بَعَثَهُ بَعَثَهُ مُطَهَّرًا وَإِنْ قَبَضَهُ قَبَضَهُ مُطَهَّرًا. 1310 - ذَكَرَ لِي أَنَّهُ وُلِدَ بِعَرَّابَةِ طَيٍّ مِنْ عَمَلِ عَكَّا وَسُكْنَاهُ مِصْرَ وَقَالَ لِي سَنَةَ خمس عشرَة وَخَمْسمِائة أَنَا فِي عَشْرِ السِّتِّينَ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا. 1311 - الْقَاضِي أَبُو مُعَاذٍ الَّذِي كَتَبْتُ عَنْهُ بِثَغْرِ خِلَاطَ مِنْ أَعْيَانِ أَصْحَابِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَمِمَّنْ كَانَ يُشَارُ إِلَيْهِ فِي فَضْلِهِ وَفِي الْحُكُومَاتِ إِلَى عَدْلِهِ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِ الْبَغَوِيِّ بِعُلُوٍّ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ وَغَيْرِهِ وَهُوَ فِي جُمَلْةِ الْأَجْزَاءِ الْمُودَعَةِ بِثْغَرِ آمِدَ عِنْدَ تَوَجُّهِي إِلَى الشَّامِ جَمَعَهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَيَّ بِكَرَمِهِ وَرَأْفَتِهِ. وَاسْمُهُ مُعَوَّذُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَوِّ الْخِلَاطِيُّ. الحديث: 1309 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 1312 - أَخْبَرَتْنَا الْمُبَارَكَةُ بِنْتُ أَبِي الْحَسَنِ الْحَنْبَلِيِّ بِثَغْرِ حَانِي قَالَتْ أَنَا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأصْبَهَانِيُّ بِثَغْرِ آمِدَ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَشْنَسَ الْمُعَدَّلُ بِأصْبَهَانَ. 1313 - كَانَ عِنْدَ الْمُبَارَكَةِ هَذِهِ فَوَائِدُ الْقَاسِمِ فَانْتَخَبْتُ مِنْهَا فَوَائِدَ وَقَرَأْتُهَا عَلَيْهَا وَعَلَى جَارِيَةٍ لَهَا ذَهَبَ عَلَيَّ الْآنَ اسْمُهَا وَهِيَ فِي جُمْلَةِ الْأَجْزَاءِ الْمُودَعَةِ بِثَغْرِ آمِدَ جَمَعَهَا اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ الْمَوْتِ بِمَنَّهِ وَكَرَمِهِ. 1314 - أَخْبَرَتْنِي الْمُبَارَكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ السَّمَّاكِ الْوَاعِظِ وَتُسَمَّى أَيْضًا فَاطِمَةَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ قَفَرْجَلَ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي بَابِ الْفَاءِ فِيمَنِ اسْمُهَا فَاطِمَةُ وَلَمْ أَجِدْ عِنْدِي عَنْهَا سِوَى ذَلِكَ الْحَدِيثِ. 1315 - سَمِعت مَرْيَمَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانِ بْنَ الْحُسَيْنِ الْبُوصِيرِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَتْ صَالِحَةً كَبِيرَةَ السِّنِّ وَرَأَيْتُ أَنَا أَبَاهَا بِبَغْدَادَ وَكَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيِّ رَآهُ بِمَكَّةَ قَالَتْ سَمِعت فِي صِغَرِي مِنْ أَهْلِي وَعَشِيرَتِي يَقُولُونَ أَصْفِ النَّيَّةَ وَارْقُدْ فِي الْبَرِّيَّةِ. 1316 - أَخْبَرَتْنَا مَلِيحَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهِ الرَّازِيِّ وَاسْمُهَا خَدِيجَةُ وَتُدْعَى مَلِيحَةَ قَالَتْ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ الحديث: 1312 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 عَبْدِ الْوَلِيِّ الْأَنْصَارِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ الرَّازِيُّ بِمَكَّةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ بِنَيْسَابُورَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَلَدُّ الْخَصِمُ. 1317 - سَمِعت مَكِّيَّةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ هَانِي التُّجِيبِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ تَقُولُ سَمِعت الْحَكِيمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْقَرَ الطَّبِيبَ بِالْمَرِيَّةِ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ يَقُولُ مَنْ أَكَلَ الْخُبْزَ بِالزَّبِيبِ لَمْ يَحْتَجْ أَبَدًا إِلَى طَبِيبٍ. 1318 - مَكِّيَّةُ هَذَهِ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ كَبِيرَةُ السِّنِّ قَدِمَتِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ رَاغِبَةً فِي الْحَجِّ وَكَانَتْ تَأْوِي عِنْدَنَا إِلَى أَنْ تَوَجَّهَتْ إِلَى الْحِجَازِ وَانْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُهَا ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّهَا حَجَّتْ وَتُوُفِّيَتْ بَعْدَ قُفُولِهَا مِنَ الْحِجَازِ بِمَدِينَةِ قُوصَ مِنَ الصَّعِيدِ الْأَعْلَى. الحديث: 1317 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 - حَرْفُ النُّونِ - 1319 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَاصِمٍ نَصْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَبْهَرِيُّ بِأَبْهَرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ بِبَغْدَادَ لِنَفْسِهِ (سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْ خِلٍّ وَفِيٍّ ... فَقَالُوا مَا إِلَى هَذَا سَبِيلُ) (تَمَسَّكْ أَنْ ظَفِرْتَ بِوُدِّ حُرٍّ ... فَإِنَّ الْحُرَّ فِي الدُّنْيَا قَلِيلُ) // الوافر // 1320 - ذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ وَغَيْرِهِ بِبَغْدَادَ وَقَرَأَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ كِتَابَ الْمُهَذَّبِ مِنْ تَأْلِيفِهِ وَكِتَابَ التَّنْبِيهِ وَعَلَّقَ عَنْهُ مَسَائِلَ خِلَافِيَّةً قَالَ وَمَوْلِدِي سَنَةَ خَمْسِينَ وَأَرْبَعمِائَة. 1321 - أَنْشَدَنِي الْقَاضِي نَصْرٌ السَّرَوِيُّ بِأَبْهَرَ وَقَدْ تَوَلَّى الْقَضَاءَ بِهَا مُدَّةً وَذَهَبَ عَلِيَّ الْآنَ اسْمُ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَكُنْيَتُهُ هُوَ كَذَلِكَ فِي الْأَجْزَاءِ الْمَسْمُوعَةِ بِأَذْرَبِيجَانَ وَثُغُورِ أَرْمِينِيَا وَشَرْوَانَ وَهِيَ الْآنَ بِالْبُعْدِ مِنِّي مُودَعَةٌ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ قَالَ أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو سَعْدٍ بَدْرُ بْنُ الْخَضِرِ السَّرَوِيُّ لِنَفْسِهِ (فَرِّغِ الْقَلْبَ عَنْ مَسَائِلِ نَحْوٍ ... وَاشْتَغِلْ بِالْحِسَابِ وَالْفَارِسِيَّهْ) الحديث: 1319 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 (وَتَشَرَّطْ عَلَى الْوَرَى تَتَشَرَّفْ ... ذَهَبَ الْيَوْم دولة العربيه) // الْخَفِيف // 1322 - الْقَاضِي نَصْرٌ هَذَا كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ أَذْرَبِيجَانَ وَرَأَيْتُ مَعَهُ إِجَازَةَ الْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ لَهُ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ عَنْهُ فَوَائِدَ بِالْإِجَازَةِ وَشَذَّ عَنِّي نَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ الْآنَ وَكُلُّ ذَلِكَ فِي الْأَجْزَاءِ الْمُودَعَةِ بثغر سلماس وَالله المسؤول فِي إِيصَالِهَا إِلَيَّ وَجَمْعِهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ عَلَيَّ. 1323 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ نَصْرَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّوْنَقِيَّ بِالدَّوْنَقِ يَقُولُ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الجفي بالزز يَقُولُ لَا يَبْلُغُ الْفَقِيرُ الْمُبْتَدِي مَبْلَغَ الْمَشَائِخِ إِلَّا بِالْخِدْمَةِ وَهِيَ لَا يَنْفَعهُ إِلَّا مَعَ إِيمَانٍ بِهِمْ صَادِقٍ وَاعْتِقَادٍ فِيهِمْ جَمِيلٍ كَمَا أَنَّ الْعَمَلَ لَا يَنْفَعُ صَاحِبَهُ إِلَّا إِذَا كَانَتِ النِّيَّةُ بِهِ مَقْرُونَةً وَلَوْ تَقَدَّمَ الرَّجُلُ إِلَى حَجَرٍ أَمْلَسَ بِإِيمَانٍ قَوِيٍّ وَاعْتِقَادٍ فِيهِ جَمِيلٍ انْتَفَعَ بِهِ وَحَصَّلَ مَقْصُودَهُ مِنْهُ. 1324 - نَصْرٌ هَذَا كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ النِّعْمَةِ وَالْحَالِ الْوَاسِعِ وَاقْتَدَى فِي التَّصَوُّفِ بِالشَّيْخِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَفِّيِّ بِالزِّزِّ وَصَحِبَ أَبَا سَعِيدٍ النُّهَاوَنْدِيَّ بْنَ بِنْتِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ خَلَفٍ الدَّرْبِيِّ وَالْحَسَنَ بْنَ كِلِّيَانَ الدَّيْنَوَرِيَّ وَسُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ فُضَالَةَ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ التَّصَوُّفِ قَالَ وَبَنَيْتُ هَذَا الرِّبَاطَ بِالدَّوْنَقِ بِأَمْرِ أَبِي سَعِيدٍ النُّهَاوَنْدِيِّ وَأَخْدُمُ الْأَصْحَابَ الْوَارِدِينَ مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَالكيا الْوَالِيين. مِنْ هَذَا التَّارِيخِ ذَكَرَ لِي ذَلِكَ سَنَةَ خَمْسمِائَة وَكَانَ حَسَنَ الطَّرِيقَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1325 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفُتُوحِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُوئِيُّ السَّاوِيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ أَنْشَدَنِي الْحَكِيمُ الزَّنْجَانِيُّ فِي طَرِيقِ الرَّحْبَةِ وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ الحديث: 1322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 (أَنْتَ فِي غَفْلَةٍ وَقَلْبُكَ سَاهِي ... ذَهَبَ الْعُمْرُ وَالذُّنُوبُ كَمَا هِي) (لَمْ تُبَادِرْ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ حَتَّى ... صِرْتَ شَيْخًا وَحَبْلُكَ الْيَوْمَ وَاهِي) (عَجَبًا مِنْكَ كَيْفَ تُصْبِحُ جَهْرًا ... وخطاياك قدمت للإله) // الْخَفِيف // 1326 - نَصْرٌ هَذَا مِنْ بَيْتٍ بِسَاوَةَ يُقَالُ لَهُمُ الْبُوئِيُّونَ مِنْ خُدَّامِ السُّلْطَانِ وَتَرَكَ هُوَ الْعَمَلَ وَالتَّصَرُّفَ وَصَرَفَ هِمَّتَهُ إِلَى مَا يَنْفَعُهُ وَانْتَمَى إِلَى الْخَيْرِ وَأَهْلِهِ وَقَدِمَ الشَّامَ زَائِرًا قُبُورَ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ نَفَعَهُ اللَّهُ بِنِيَّتِهِ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ. 1327 - سَمِعت الْفَتْحَ نَصْرَ بْنَ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ سَلَامَةَ الرَّشِيدِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ سَمِعت أُمِّي ضِيَاءَ بِنْتَ الزَّيْتِيِّ بِثَغْرِ رَشِيدٍ وَكَانَتْ قَدْ صَامَتْ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً لَمْ تُفْطِرْ فِيهَا إِلَّا الْأَيَّامَ الْمَنْهِيَّةَ عَنْ صَوْمِهَا تَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَكَأَنَّهُ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَقُلْتُ لِبَازِلِ الْقَيِّمِ مَنْ ذَاكَ سَلْهُ فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ وَهَؤُلَاءِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ جِئْنَا لِنَدْفَعَ الضَّيْمَ عَنْ هَذَا الثَّغْرِ قَالَ نَصْرٌ فَوَاللَّهِ مَا مَرَّتْ عَلَى هَذَا الْمَنَامِ أَيَّامٌ حَتَّى وَصَلَتِ الثَّغْرَ سُفُنُ الْإِفْرِنْجِ فَرَجَعُوا خَائِبِينَ خَاسِرِينَ لَمْ يَظْفَرُوا بِشَيْءٍ. 1328 - سَمِعت أَبَا حَبِيبٍ نَصْرَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرِ بْنِ عُمْرَالٍ الْخَزْرَجِيَّ الْغَرْنَاطِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْقَاضِيَ بِالْأَنْدَلُسِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ فَرَجٍ الطَّلَاعِيَّ بِقُرْطُبَةَ وَرَوَى لَنَا قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي فِي الْمُوَطَّأِ الْخَيْلُ لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ فَقَالَ الْخُيُولُ ثَلَاثَةٌ فَرَسُ الرَّحْمَنِ وَفَرَسُ الْإِنْسَانِ وَفَرَسُ الشَّيْطَانِ. فَالَّذِي لِلرَّحْمَنِ فَرَسُ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمُجَاهِدِ فِي الْكُفَّارِ وَفَرَسُ الْإِنْسَانِ الَّذِي الحديث: 1326 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 يَتَصَرَّفُ عَلَيْهِ فِي حَوَائِجِهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَفَرَسُ الشَّيْطَانِ مَا يَرْبِطُهُ لِلزِّينَةِ وَالافْتِخَارِ لَا التَّقَرُّبِ إِلَى الْجَبَّارِ. 1329 - أَبُو حَبِيبٍ هَذَا أَنْدَلُسِيٌّ قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَقَرَأَ عَلَيَّ كِتَابَ السِّيرَةِ لابْنِ هِشَامٍ وَقَابَلَ نُسْخَتَهُ بِأَصْلِي وَمُسْنَدَ الْمُوَطَّأِ لِلْجَوْهَرِيِّ. وَغير ذَلِك سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ رَجُلَ الْجِدِّ لَيْسَ لِلْهَزْلِ عِنْده شئ وَيَحْفَظُ كَثِيرًا مِنْ مُتُونِ الْحَدِيثِ وَمَسَائِلِ الْفِقْهِ وَرَجَعَ إِلَى الْأَنْدَلُسِ بَعْدَ قَضَاءِ فَرْضِهِ وَانْقَطَعَ عَنِّي خَبَرُهُ وَكَانَتْ هِمَّتُهُ مَصْرُوفَةً إِلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ. 1330 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ بَرَكَاتِ بْنِ ظَفْرِ بْنِ الشَّارِبِ الْمُسْتَمْلِي بِالرَّحْبَةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَعَالِي شَبِيبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ الرَّحْبِيُّ لِأَبِي الْفَتْحِ الْبُسْتِيُّ (الْعِلْمُ أَنْفَسُ شَيْءٍ أَنْتَ ذَاخِرُهُ ... مَنْ يَدْرُسِ الْعِلْمَ لَمْ تَدْرُسْ مَفَاخِرُهُ) (فَاجْهَدْ لِتَعْلَمَ مَا أَصْبَحْتَ جَاهِلَهُ ... فَأَوَّلُ الْعِلْمِ إقبال وَآخره) // الْبَسِيط // 1331 - نَصْرٌ هَذَا كَانَ يَقْرَأُ عَلَى ابْنِ الْمُتْقِنَةِ الْحَدِيثَ فِي جَامِعِ الرَّحْبَةِ وَيَسْمَعُ بِقَرَاءَتِهِ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْفَتْحِ التُّنْكَتِيَّ وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ سَعْدُونَ الْمَوْصِلِيَّ وَأَبَا طَالِبٍ الزَّجَّاجَ وَشَبِيبَ بْنَ عُثْمَانَ وَآخَرِينَ وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ آلَمَتْنِي رِجْلِي وَانْقَطَعْتُ عَنْ مَجَالِسِ الْحَدِيثِ أَيَّامًا وَضَاقَ صَدْرِي لِذَلِكَ فَأَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَامِ وَقَالَ مَالك يَا أَبَا الْقَاسِمِ انْقَطَعْتَ عَنْ مَجَالِسِ الْحَدِيثِ فَقُلْتُ رِجْلِي تُؤْلِمُنِي فَقَالَ قَدْ فَاقَتْ فَانْتَبَهْتُ وَقُمْتُ وَاللَّهِ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِي أَلَمٌ قَطُّ. 1332 - أَنْشَدَنِي أَبُو طَالِبٍ نَصْرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْقَهْجِيُّ بِهَا قَالَ الحديث: 1329 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ الطَّامَاتِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا (غَرَسْتُ الْوَرْدَ أَرْعَاهَا بِقَلْبِي ... وَأَسْقِيهَا الدُّمُوعَ مِنَ الْجُفُونِ) (فَحِينَ تَفَتَّحَتْ نَفَحَتْ لِغَيْرِي ... فَوَا أَسَفِي عَلَى الْورْد الخؤون) // الوافر // 1333 - قَهْجُ مِنْ قُرَى الْأَعْلَمِ وَالْأَعْلَمُ نَاحِيَةٌ كَبِيرَةٌ بِقُهُسْتَانَ مُضَافَةٌ إِلَى هَمَذَانَ. 1334 - سَمِعت أَبَا أَحْمَدَ نَصْرَ بْنَ جُمُعَةَ الْأَدِيبَ بِأَرْدَبِيلَ يَقُولُ كُنْتُ أُخَاطَبُ فِي صِغَرِي بِالْأَدِيبِ عَلَى عَادَةِ بِلَادِنَا بِأَذْرَبِيجَانَ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي أَدَبٌ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ ذَلِكَ وَعَلِمْتُ أَنَّ مَنْ خُوطِبَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ وَيَرْضَى بِهِ أَحْمَقُ حَيْثُ رَضِيَ بِأَنْ يُتَلَهَّى بِهِ فَلَازَمْتُ قِرَاءَةَ الْعَرَبِيَّةِ حَتَّى بَلَغْتُ الْغَرَضَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ. 1335 - سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ نَصْرَ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ النَّخْشَبِيُّ الْمُؤَذِّنُ بِدِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيَّ الْحَافِظَ بِهَرَاةَ يَقُولُ مَثَلُ الشَّرْعِ وَالْفُقَهَاءِ أَرْبَابِ الْمَذَاهِبِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ فَمَنْ سِوَاهُمَا كَمَثِلِ إِيوَانٍ فِيهِ مَرَاتِبُ وَدُسُوتٌ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي مَرْتَبَةٍ وَدُسْتٍ فَمَرْتَبَةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ غَيْرُ مَرْتَبَةِ الْآخَرِ غَيْرَ أَنَّ الْكُلَّ فِي الْإِيوَانِ. 1336 - ذَكَرَ لِي أَبُو الْفَتْحِ أَنَّهُ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ الشَّاشِيِّ بِهَرَاةَ مُدَّةً مَدِيدَةً وَسَمِعَ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ وَعَلَى أَبِي عَامِرٍ الْعَامِرِيِّ الرَّاوِي لِكِتَابِ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ بِعُلُوٍّ وَسَمِعَ بِأصْبَهَانَ عَلَى شُيُوخِهَا وَبِيَزْدَ وَأَبَرْقُوهَ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ عَفِيفًا وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ نُسَخٌ بِمَا سَمِعَهُ عَنْ شُيُوخِهِ. 1337 - أخبرنَا أَبُو طَالِبٍ نَصْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَحْمَانَ قَاضِي الدَّيْنَوَرِ وَذَكَرَ عَنْهُ الْحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ عَنهُ فِي أَرْبَعِينَ الْبِلَادِ. الحديث: 1333 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 1338 - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَوِيِّ اللَّاذِقِيُّ ثُمَّ الْمِصِّيصِيُّ مِنْ لَفْظِهِ بِدِمَشْقَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ الْحَافِظُ بِصُورَ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْمَطِيرِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ عَمِّهِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ ثُبَيْتَةَ بِنْتَ الضَّحَّاكِ عَلَى إِجَّارٍ مِنْ أَجَاجِيرِ الْمَدِينَةِ قُلْتُ أَتَفْعَلُ هَذَا قَالَ نَعَمْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا. 1339 - أَبُو الْفَتْحِ هَذَا كَانَ كَبِيرَ فُقَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ بِدِمَشْقَ هُوَ وَابْنُ الشَّهْرَزُورِيِّ وَكِلَاهُمَا مِنْ تَلَامِذَةِ نَصْرِ بْنِ أَبِي حَائِطٍ الْمَقْدِسِيِّ وَابْنُ الشَّهْرَزُورِيِّ أَكْبَرُ وَأَسْنَدُ وَنَصْرُ اللَّهِ أَزْكَى وَأَزْهَدُ. وَسَأَلْتُ نَصْرَ اللَّهِ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ فِي إِحْدَى الْجُمَادِيَّيْنِ بِاللَّاذِقِيَّةِ قَالَ وَدَخَلْتُ أصْبَهَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسمعت بِهَا مِنَ ابْنِ شُكْرَوَيْهِ وَسُلَيْمَانَ وَالنِّظَامِ الْوَزِيرِ وَلَمْ أَسْمَعْ بِبَغْدَادَ عَلَى غَيْرِ أَبِي مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ وَدَخَلْتُ مِصْرَ غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ أَسْمَعْ بِهَا شَيْئًا وَسمعت عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ بِصُورَ وَأَنَا صَبِيٌّ مَعَ أَبِي الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ. 1340 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْكَرَمِ نَصْرُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْأَزْدِيُّ الْبَزَّازُ بِوَاسِطٍ أَنَا وَالِدِي أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ بِيرِيٍّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ ثَنَا جَابِرُ بْنُ الْكُرْدِيِّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . الحديث: 1338 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 1341 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمَّامِ بْنَ أَبِي خَازِمٍ وَأَبَا مُحَمَّدٍ الْغَنْدَجَانِيَّ وَأَبَاهُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مَخْلَدٍ وَآخَرِينَ وَقَدْ سَأَلْتُ أَبَا الْكَرَمِ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ عَنْهُ فَقَالَ سَمِعَ أَبَاهُ وَأَبَا تَمَّامٍ وَسَمَاعُهُ فِي الْأُصُولِ وَاضِحٌ جَيِّدٌ 1342 - الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ نَاصِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ الْخُوَيِّيُّ كَتَبْنَا عَنْهُ بِثَغْرِ خُوَيَّ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ النَّقٌّورِ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ وَنُظَرَائِهِمَا مِنْ شُيُوخِ بَغْدَادَ وَبِهَا قَدْ تَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَقَرَأَ الْعَرَبِيَّةَ عَلَى أَبِي طَاهِرٍ الشِّيرَازِيِّ بِبَلَدِهِ خُوَيَّ وَلَهُ دِيوَانُ شِعْرٍ وَمُؤَلَّفَاتٌ فِي الْأَدَبِ مِنْهَا شَرْحُ اللُّمَعِ وَتَسْمِيَةُ الْأَشْيَاءِ وَوَلِيَ قَضَاءَ بَلَدِهِ مُدَّةً وَكَذَلِكَ أَبُوهُ مِنْ قَبْلِهِ وَأَخُوهُ كَانَ شَيْخَ الْأَدَبِ بِدِيَارِ أَذْرَبِيجَانَ بِلَا مُدَافَعَةٍ يُرْحَلُ إِلَيْهِ لِلْأَخْذِ عَنْهُ وَالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ وَمَدَحَهُ الْمِصْبَاحُ الشَّارِكِيُّ وَغَيْرُهُ وَدَخَلَ خُرَاسَان وَتُوفِّي سنة سبع وَخَمْسمِائة فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ وَأَنَا بِثْغَرِ سَلَمَاسَ فَصَلَّى عَلَيْهِ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِلِّيُّ فِي الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ فَرَاغِ الْخَطِيبِ مِنَ الْخُطْبَةِ وَالصَّلَاةِ وَصَلَّى بِصَلَاتِهِ مَنْ حَضَرَ الْجُمُعَةَ ثُمَّ صَعَدَ مِنْبَرَ وَعْظِهِ وَقَرَأَ الْقَارئ {أَو لم يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا من أطرافها} وَرَوَى هُوَ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي قَبْضِ الْعِلْمِ وَتَكَلَّمَ عَلَى الْآيَةِ وَالْخَبَرِ وَأَنَّ الْمُرَادَ بِنُقْصَانِ الْأَرْضِ مِنْ أَطْرَافِهَا مَوْتُ الْعُلَمَاءِ وَأَوْرَدَ مِنْ سِيَرِهِ وَحُسْنِ شِيَمِهِ مَا أَبْكَى النَّاسَ ثُمَّ أَنْشَدَ لَهُ وَهُوَ مِمَّا لَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا مِنْهُ فَعِنْدِي مُقَطَّعَاتٌ أَنْشَدَنِيهَا مِنْ شِعْرِهِ وَهِيَ فِي جُمْلَةٍ يَعْنِي الْمُودَعَ (نَصِيرُ تُرَابًا كَأَنْ لَمْ نَكُنْ ... دُعَاةَ الْعُلُومِ رُعَاةَ الْأُمَمْ) (فَتَبًّا لِعَيْشٍ قَصِيرِ الدَّوَامِ ... وَوِجْدَانِ حَظٍّ قَرِينِ الْعَدَم) // المتقارب // الحديث: 1341 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 1343 - أخبرنَا أَبُو عَلِيٍّ نَاصِرُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ غَنَيِّ بْنِ عَبْدَانَ الْمُشَطَّبِيُّ الطَّائِيُّ بِهَمَذَانَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ الْأَسَدِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَاكِنٍ الزَّنْجَانِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ الْحُلْوَانِيُّ بِكِتَابِ السُّنَنِ مِنْ تَأْلِيفِهِ وَهُوَ سِتَّةُ أَجْزَاءٍ ضِخَامٍ وَسمعت عَلَيْهِ غَيْرَ هَذَا وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِ أَبِيهِ وَمِنْهَا مَا أَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي أَبِي أَبُو الْحَسَنِ لِنَفْسِهِ عَلَى لِسَانِ الْمِرْوَحَةِ (أَنَا ابنُ الدَّوْحَةِ الْعَلْيَاءِ كَانَتْ ... ثِمَارِي التَّمْرَ حِينَ اخْضَرَّ عُودِي) (فَلَمَّا جَفَّ فَرْعِي صِرْتُ أَشْفِي ... غَلِيلَ الْوَجْدِ بِالنَّفَسِ الْبَرُودِ) // الوافر // 1344 - نَاصِرٌ هَذَا كَانَ عَالِيَ الْإِسْنَادِ وَكُنْتُ قَدْ سَأَلْتُهُ لَمَّا قَرَأْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ السُّنَنِ لِلْحُلْوَانِيِّ بِكَمَالِهِ عَنْ سِنِّهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَلَمْ أَجِدِ الْآنَ مِمَّا كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ فَأُورِدَهُ 1345 - أَنْشَدَنِي نَاصِرُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمُشَطَّبِيُّ بِهَمَذَانَ أَنْشَدَنِي وَالِدِي أَبُو الْحَسَنِ لِنَفْسِهِ (خَلِيلَيَّ يَأْبَى الدَّهْرُ أَنِّي أَرَاكُمَا ... كَفَانِي تَبَارِيحُ الْهَوَى وَكَفَاكُمَا) (فَقَدْ صِرْتُ بَعْدَ الْمُلْتَقَى كُلَّ سَاعَةٍ ... أُهَوِّنُ وَجْدِي أَنْ أَرَى مَنْ رَآكُمَا) (فِدَاؤُكُمَا نَفْسِي رِضًى لَا تَكَلُّفًا ... وَطُوبَى لِنَفْسِي أَنْ تكون فداكما) // الطَّوِيل // قَالَ وَأَنْشَدَنِي وَالِدِي لِنَفْسِهِ (يَا لَيْلَةَ الْوَصْلِ عُودِي غَضَّةَ الْعُودِ ... وَاسْتَنْجِزِي مِنْ نَسِيمِ الْهَجْرِ مَوْعُودِي) (كُنَّا أَلِيفَيْنِ فِي سِرِّ اتِّفَاقِهِمَا ... تَمَازَجَا كَنَسِيمِ الْمِسْكِ وَالْعُودِ) (حَتَّى بلينا بواش هاجرا سَخِطٍا ... كَشِرْعَتَيْنِ وَمِضْرَابٍ عَلَى الْعُودِ) // الْبَسِيط // الحديث: 1343 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 قَالَ وَأَنْشَدَنَا وَقَدْ دَخَلَ عَلَى عميد الْمَلِكِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَأَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ (كَمْ قَدْ رَأَيْنَا بَيْذَقًا صَاغِرًا ... وَافَى فَأَوْفَى طَرَفَ الْحَاشِيَهْ) (فَصَارَ فَرْزَانًا لَهُ رُتْبَةٌ ... يصان كالسلطان فِي الحاشيه) // السَّرِيع // قَالَ وَأَنْشَدَنَا تَرْجَمَةً فَارِسِيَّةً (وَلَوْ سَمِعُوا فِي مِصْرَ أَوْصَافَ خَدِّهِ ... لَمَا بَذَلُوا فِي سَوْمِ يُوسُفَ مِنْ نَقْدِ) (لَوَاحِي زَلِيخَا لَوْ رَأَيْنَ جَبِينَهُ ... لَآثَرْنَ بِالْقَطْعِ الْقُلُوبَ على الْأَيْدِي) // الطَّوِيل // 1346 - ذَكَرَ أَنَّ وَالِدَهُ كَانَ إِمَامًا فِي فُنُونٍ كَثِيرَةٍ قَالَ وَذَمَّ أَبُو الْعَلَاء ابْن حُسُولٍ الْكَنْدَرِيُّ عِنْدَ عُمَيْدٍ الْمَلِكِ أَبِي نَصْرٍ الْعُلُومَ فَصَنَّفَ وَالِدِي كِتَابًا سَمَّاهُ الْفَتَاوَى الْعُمَيْدِيَّةَ ذَكَرَ فِيهِ مِائَةَ مَسْأَلَةٍ كُلُّ عَشَرَةٍ فِي نَوْعٍ مِنَ الْعُلُومِ فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ قَالَ وَكَانَ جَدِّي شَاعِرًا حَاذِقًا وَأَكْثَرُ شِعْرِهِ فِي السَّخَفِ وَقَدْ هَجَا الصَّاحِبَ بْنَ عَبَّادٍ 1347 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ نَاصِرُ بْنُ مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء الأسفرائيني بِقَزْوِينَ أَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْمَقْدِسِيُّ بِصُورَ ثَنَا أَبُو الْمُعَمَّرِ مُسَدَّدُ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُمْلُوكِيُّ ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بَيَّاعُ الْمُلَاءِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ 1348 - نَاصِرٌ هَذَا مِنْ كِبَارِ مَشَائِخِ الصَّوفِيَّةِ بِأَسْفَرَائِينَ قَالَ وَكُنْتُ أَصْحَبُ الْمُلُوكَ فَتُبْتُ وَأَخَذْتُ الْخِرْقَةَ مِنْ يَدِ أَخِي الزَّنْجَانِيِّ وَصَحِبْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الحديث: 1346 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 الْقُشَيْرِيَّ بِنَيْسَابُورَ وَأَبَا الْقَاسِمِ الْكُرَّكَانِيَّ وَأَبَا عَلِيٍّ الْفَارَمَذِيَّ بِطُوسَ وَأَبَا جَعْفَرٍ الْأَبْهَرِيَّ وَإِبْرَاهِيمَ الْقُنَّايِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ الطُّوسِيَّ بِالشَّامِ وَغَيْرَهُمْ مِنْ شُيُوخِ الْحِجَازِ وَمِصْرَ هَذَا مَا ذَكَرَهُ لِي ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قُهُسْتَانَ وَأَقَامَ بِقَزْوِينَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَفِي أُخْرَى 1349 - سَمِعت أَبَا سَعْدٍ نَاصِرَ بْنَ مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء الأسفرائيني بِقَزْوِينَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ نَصْرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيَّ الْفَقِيهَ بِصُورَ يَقُولُ كَمْ مِنْ إِنْسَانٍ هُوَ مَعِي وَكَأَنَّهُ فِي أَقْصَى بَلَدٍ بِالْمَشْرِقِ وَآخَرُ هُوَ هُنَاكَ وَكَأَنَّهُ مَعِي هَذَا مَا حَكَاهُ لِي نَاصِرٌ عَنْ نَصْرٍ وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ أَبِي بِأصْبَهَانَ يَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ وَنَصُّ قَوْلِهِ كَمْ مِنْ إِنْسَانٍ بِأَقْصَى الْأَرْضِ وَكَأَنَّهُ قَاعِدٌ مَعِي عَلَى سِجَّادَتِي وَآخَرُ قَاعِدٌ عِنْدِي وَبَيْنَنَا بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ 1350 - نَاصِرٌ هَذَا مِنْ كِبَارِ مَشَائِخِ الصُّوفِيَّةِ وَكَانَ مُقِيمًا بِقَزْوِينَ وَصَحِبَ شُيُوخَ الشَّامِ وَحَكَى لِي عَنْهُمْ حِكَايَاتٍ وَسَمِعْنَا عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ 1351 - سَمِعت أَبَا نَاصِر 1352 - نَاصِرٌ هَذَا أَبُو حَسُّونَ الْحَاسِبُ وَمَحْمُودٌ الْكَاتِبُ حَمَلَهُ إِلَى عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ قُلُنْبِي فَكَتَبْتُ عَنْهُ هَذَا الْمَنَامَ وَشَكَرَهُ وَقَالَ هُوَ حَسَنُ الطَّرِيقَةِ مَائِلٌ إِلَى الْخَيْرِ وَقَدْ تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة 1353 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ نِعْمَةَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نِعْمَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ السَّلَمَاسِيَّ بِهَا يَقُولُ لَمَّا تُوُفِّيَ الصَّاحِبُ أَبُو عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ أَنْشَدَ فِيهِ الحديث: 1349 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 (مَاتَ الْوَزِيرُ وَكُلُّكُمْ جَذْلَانُ ... لَا تَفْرَحُوا فَوَرَاءَهُ خِذْلَانُ) (الْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي عَلِيٍّ لُعْبَةٌ ... تَلْهُو بِهَا النسوان وَالصبيان) // الْكَامِل // 1354 - نِعْمَةُ اللَّهِ هَذَا مُحَدِّثُ بْنُ مُحَدِّثِ بْنِ مُحَدِّثٍ لَمْ أَرَ أَبَاهُ تُوُفِّيَ قَبْلَ دُخُولِي سَلَمَاسَ بِمُدَيْدَةٍ قَرِيبَةٍ وَأَمَّا جَدُّهُ فَقَدْ أَخْبَرَنِي عَنْهُ جَمَاعَةٌ وَكَانَ قَدْ كَتَبَ مِنَ الْحَدِيثِ كَثِيرًا بِالشَّامِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ وَوَجَدْتُ عَلَى أُصُولِ كُتُبِهِ ضَوْءًا وَأَمَارَاتُ الصِّدْقِ ظَاهِرَةٌ 1355 - سَمِعت أَبَا عُبَيْدٍ نِعْمَةَ بْنَ زِيَادَةَ بْنِ خَلَفٍ الْغِفَارِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ الثَّغْرِ الْمَانُوسِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا سَالِمٍ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَائِدٍ الصَّدَفِيَّ يَقُولُ رَأَيْتُ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ مَنْ تَوَسَّمْتُ فِيهِ آثَارَ الْوِلَايَةِ وَالْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ فَقَصَدْتُهُ وَسَأَلْتُهُ فِي الدُّعَاءِ فَقَالَ رَزَقَكَ اللَّهُ التَّوْفِيقَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ 1356 - نِعْمَةُ هَذَا حَجَّ فِي السَّنَةِ الَّتِي حَجَجْتُ أَنَا فِيهَا مَعَ أَبِي وَهِي سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَسَمِعَ عِيسَى بْنَ أَبِي ذَرٍّ الْهَرَوِيَّ بِمَكَّةَ وَآخَرِينَ وَقَدْ سَمِعَ عَلَيَّ وَبِقَرَاءَتِي بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَلَى نَفَرٍ مِنْ شُيُوخِهَا كَثِيرًا وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَالْمُجْتَهِدِينَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْمُوَاظِبِينَ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَقَالَ لِي ابْنُهُ عُبَيْدٌ كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ يَقُولُ عُمْرِي سَبْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً الحديث: 1354 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 1357 - أَبُو الْحَسَنِ نِعْمَةُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ رَئِيسُ سَلَمَاسَ كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْمُسْلِمِينَ نَزَّهَ النَّفْسَ عَلَى غَايَةٍ مِنَ الصِّيَانَةِ وَنِهَايَةٍ مِنَ الدِّيَانَةِ وَكَانَ لِي أَنَسٌ زَائِدٌ مُدَّةَ إِقَامَتِي بِسَلَمَاسَ وَكَانَ حَسَنَ الْخَطِّ وَالتَّرَسُّلِ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِمَّا سَمِعَهُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَرِيزٍ الْقَاضِي وَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَا أَوْدَعْتُهُ عِنْدَ سَفَرِي مِنْهَا إِلَى دِيَارِ بَكْرٍ وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي الرُّجُوعُ وَالله المسؤول فِي إِيصَالِ الْكُلِّ إِلَيَّ قَبْلَ الْمَمَاتِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ 1358 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَوَارِسِ نَجَاءُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نَجَاءٍ الْعُمَرِيُّ الْمَدِينِيُّ لِنَفْسِهِ بِدِمَشْقَ (وَفِي ذَا الدَّهْرِ مُعْتَبَرٌ لِعَبْدٍ ... غَدَا مَا بَيْنَ بَاكِيَةٍ وَبَاكِ) (وَدُنْيَا كُلَّمَا أَصْبَحْتُ أَشْكُو ... عُقُوقَ الدَّهْرِ لَمْ أَرَ غَيْرَ شَاكِ) (أَحَلَّتْ فِي الْحَضِيضِ ذَوِي الْمَعَالِي ... وألحقت الأراذل بالسماك) // الوافر // 1359 - أَبُو الْفَوَارِسِ هَذَا كَثِيرُ الشِّعْرِ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ بَعْضَ ذَلِكَ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَبُوهُ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه ولد بِدِمَشْق وأنشدني لِنَفْسِهِ (دَعِ الدُّنْيَا فَلَيْسَ لَهَا بَقَاءٌ ... وَمَا هِيَ غَيْرَ أَحْلَامِ النِّيَامِ) (وَإِنَّ اللَّهَ مُعْطٍ تَارِكِيهَا ... لَهُ الْغُرُفَاتِ فِي دَارِ السَّلَامِ) // الوافر // 1360 - سَمِعت أَبَا الْفَوَارِسِ نَجَاءَ بْنَ عَامِرِ بْنِ نَجَاءٍ الْأَنْصَارِيَّ بِدِيَارِ مِصْرَ يَقُولُ سَمِعت عَمَّتِي سَيِّدَةَ بِنْتَ نَجَاءٍ الْأَزْدِيِّ تَقُولُ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ جَمَاعَةً يُصَلُّونَ الحديث: 1357 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ فَلَمَّا فَرِغُوا وَانْصَرَفُوا تَبِعْتُهُمْ فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنْهُمْ يَا عَجُوزُ مَا آنَ وَقْتُ كَوْنِكِ مَعَنَا فَقُلْتُ مَتَى يَكُونُ فَقَالَ فِي رَجَبٍ فَكُلَّمَا جَاءَ رَجَبٌ فِي أَثْنَاءِ السَّنَةِ تَتَهَيَّأُ لِلْمَوْتِ وَتَنْتَظِرُ فَإِذَا انْقَضَى الشَّهْرُ تَقُولُ لَا تَتَثَاقَلُوا بِي فَإِنِّي لَا أَمُوتُ إِلَّا رَجَبٍ فَتُوُفِّيَتْ وَاللَّهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ بَعْدَ أَنْ قَارَبَتِ الْمِائَةَ وَأُقْعِدَتْ وَلَمْ تَفُتْهَا صَلَاةٌ مِنَ الْفَرَائِضِ 1361 - وَسَيِّدَةُ هَذِهِ كَانَتْ تَكُونُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ تَبِيتُ عِنْدَنَا وَنَسْتَأْنِسُ بِهَا رَحِمَهَا اللَّهُ 1362 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ نَجَاءَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الرَّمْلِيَّ الْمُؤَذِّنَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ الْوَاعِظَ بِمِصْرَ وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِقْهِيَّةٍ فَقَالَ أَنَا أُورِدُ حِكَايَاتِ الصَّالِحِينَ اذْهَبْ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الصَّوَّافِ وَاسْأَلْهُ فَهُوَ فَقِيهٌ قَالَ نَجَاءٌ وَكَانَتْ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ أَبَدًا وَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَكَانَ ابْنُ الصَّوَّافِ يَعِظُ أَيْضًا 1363 - نَجَاءٌ هَذَا شَيْخٌ صَالِحٌ كَبِيرُ السِّنِّ شَدِيدُ الصَّمَمِ كَانَ يُؤَذِّنُ فِي دَارِ الْفَقِيهِ الطَّرْطُوشِيِّ ثُمَّ كَانَ يُؤَذِّنُ عِنْدِي وَكَانَ جَهْوَرِيَّ الصَّوْتِ 1364 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ نَجَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْإِسْكَافُ بِوَاسِطٍ قَالَ أَنَا أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَفِيسٍ الْمُضَرِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ التَّبَانِيِّ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي مَخْلَدٍ الطَّرَازِيُّ ثَنَا بَحْشَلٌ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ثَنَا ثَابِتٌ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ {إِذَا زُلْزِلَتِ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ 1365 - نَجَاءٌ هَذَا رَجُلٌ عَفِيفٌ سَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا الْكَرَمِ الْحَوْزِيَّ الْحَافِظَ فَقَالَ شَيْخٌ مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْقُرْآنِ سَمِعَ مَعَنَا مِنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ وَابْنِ نَفِيسٍ وَرَأَيْتُ سَمَاعَهُ الحديث: 1361 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ الْعَكْبَرِيِّ أَيْضًا 1366 - سَمِعت أَبَا الْعِزِّ نَصْرُونَ بْنَ فُتُوحِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَرْزِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ السَّعْدِيَّ الصَّقَلِّيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْبَرِّ التَّمِيمِيَّ الْغَوْثِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ خرزاذ النَّجِيرَمِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ النَّجِيرَمِيِّ يَقُولُ مَا ألف مثل كتاب أبي إِسْحَق اليزيدي المترجم بِمَا اتَّفَقَ لَفْظُهُ وَاخْتَلَفَ مَعْنَاهُ وَكَانَ الْيَزِيدِيُّ ثِقَةً مَأْمُونًا فِي اللُّغَةِ 1367 - نَصْرُونُ هَذَا مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْقَطَّاعِ الصَّقَلِّيِّ قَرَأَ عَلَيْهِ كَثِيرًا مِنْ كُتُبِ اللُّغَةِ وَسَمِعَ عَلَى ابْنِ أَبِي دَاوُدَ الْحَدِيثَ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي مُدَّةَ مُقَامِي بِمِصْرَ وَيَسْمَعُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مَرِضْتُ مَرْضَةً أَشْفَيْتُ مِنْهَا عَلَى الْمَوْتِ وَبِعْتُ فِيهَا كُتُبًا أَدَبِيَّةً وَغَيْرَ أَدَبِيَّةٍ وَمِنْ جُمْلَتِهَا صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ وَصَحِيحُ مُسْلِمٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ بَعْدَ إِفَاقَتِي مِنْ مَرَضِي لِأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْقَطَّاعِ فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ كُنْتَ تَقْنَعُ بِبَيْعِ كُتُبِ الْأَدَبِ فَعَنْهَا عِوَضٌ وَتَتْرُكُ عِنْدَكَ الصَّحِيحَيْنِ هَلْ رَأَيْتَ مُسْلِمًا يُخْرِجُ الصَّحِيحَيْنِ مِنْ دَاره هَلْ رَأَيْتَ مُسْلِمًا يُخْرِجُ الصَّحِيحَيْنِ مِنْ دَارِهِ وَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُ ذَلِكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ نَفْسِي وَمِنَ الْحَاضِرِينَ وَنَدِمْتُ غَايَةَ النَّدَمِ قَالَ وَأَبِي شِيعِيٌّ وَأَنَا أَنْصَحُهُ وَلَا يَقْبَلُ فِي ذَلِكَ نُصْحِي 1368 - سَمِعت أَبَا سَعْدٍ نَاجِيَةَ بْنَ سَعْدِ بْنِ نَاجِيَةَ الْعُرَضِيَّ بِالسُّخْنَةِ مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ مِنَ الْمَنَاظِرِ فِي طَرِيقِ دِمَشْقَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيَّ يَقُولُ اسْلُكِ الطُّرُقَ وَلَوْ دَارَتْ وَاسْكُنِ الْمُدُنَ وَلَوْ جَارَتْ فَلَا أَدْرِي هَلْ هُوَ مِنْ كَلَامِهِ أَوْ مِنْ كَلَامِ مَنْ تَقَدَّمَهُ الحديث: 1366 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 1369 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ التَّغْلِبِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجَابَارِيُّ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشُّرُوطِيُّ الْأَبْهَرِيُّ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ الْمِصْرِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ ثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يُفْرِغَ عَلَيْهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي فِيمَ بَاتَتْ يَدُهُ 1370 - أَبُو الْقَاسِمِ النَّضْرُ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ وَرِعٌ يُعْرَفُ بِتَاجِي سُلَيْمَانَ وَكَانَ يَنُوبُ عَنْ أَبِي الْمَحَاسِنِ بْنِ مدكَانَ شَيْخِنَا فِي الْجَامِعِ إِذَا لَمْ يَحْضُرْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَهُوَ مِنْ مُعَدَّلِي أَبْهَرَ قَرَأْتُ عَلَيْهِ جُزْءًا مِنْ سَمَاعِهِ فِي دَارِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقَدَّمَ إِلَيَّ الْخُبْزَ وَقَالَ هَذَا الْحَلَالُ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ مِيرَاثِي عَنْ آبَائِي وَأَجْدَادِي وَأَجْدَادُهُ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ فُقَهَاءُ مَالِكِيَّةٌ قَالَ وَكَانَ الْحَلُّ وَالْعَقْدُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ بِأَبْهَرَ إِلَى جَدِّي مِنْ قِبَلِ أُمِّي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلَوَيْهِ الْمَالِكِيِّ وَوَرِثَ ذَلِكَ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَوَيْهِ الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ فِي وَقْتِهِ مَالِكٌ الْأَصْغَرُ وَكَانَ شَرِيكَ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْأَبْهَرِيِّ نَزَيِلِ بَغْدَادَ قَالَ وَحُمِلَتْ إِلَيْهِ فَتْوَى مِنْ أَبْهَرَ فَأَخَذَهَا وَتَأَمَّلَهَا ثُمَّ قَالَ قَدْ مَاتَ ابْنُ عَلَوَيْهِ فَقِيلَ لَا فَمَزَّقَهَا وَرَمَى بِهَا وَقَالَ لَا تَحْمِلْ خَطِّي إِلَى بَلَدٍ فِيهِ مِثْلُهُ قَالَ وَجَدِّي الْأَعْلَى مِنْ قِبَلِ أَبِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمٍ الْأَبْهَرِيُّ الْمُحَدِّثُ رَحِمَهُ اللَّهُ ابْنُ سُلَيْمٍ هَذَا هُوَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمٍ 1371 - سَمِعت أَبَا الْفَوَارِسِ نَاجِيَ بْنَ يَخْلُفَ بْنِ عَطِيَّةَ الْهَوَّارِيَّ الطَّرَابُلُسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَحْبُوبٍ الرَّجُلَ الصَّالِحَ بِطَرَابُلُسِ الْمَغْرِبِ وَسَأَلَهُ الحديث: 1369 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 سَائِلٌ الدُّعَاءَ لَهُ فَقَالَ لَا جَعَلَ اللَّهُ لَكَ حَاجَةً عِنْدَ بَرٍّ وَلَا فَاجِرٍ حَتَّى تَشْكُرَهُ عَلَيْهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 1372 - نَاجِي هَذَا كَانَ كَهْلًا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ مَالِكِيَّ الْمَذْهَبِ وُلِدَ بِطَرَابُلُسَ ثُمَّ سَكَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَكَانَ مُحِبًّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ وَيَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ رَحِمَهُ اللَّهُ 1373 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ نَجِيبُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاعِظُ الْبَصْرِيُّ بِالْبَصْرَةِ وَلَمْ يُسَمِّ لِي قَائِلَهُ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى ابْنِ شُعْبَةَ وَعَلَى الْمَنَادِيلِيِّ وَأَقْرَانِهِمَا مِنْ شُيُوخِ الْبَصْرَةِ وَأَنَّ كُتُبَهُ كُلَّهَا ذَهَبَتْ فِي النَّهْبِ قَالَ وَمَوْلِدِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة (وَلِي صَاحِبَانِ عَلَى هَامَتِي ... جُلُوسُهُمَا مِثْلُ حَدِّ الْوَتَدْ) (ثَقِيلَانِ لَنْ يَعْرِفَا خِفَّةً ... فَهذَا الزُّكَامُ وَهَذَا الرمد) // المتقارب // 1374 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ نَفِيسُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ الْقَشْبِيُّ الْمُقْرِئُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحِجَازِ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَقَشْبٌ حِصْنٌ مِنْ نُظُرِ سَرَقُسْطَةَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ الْقُرْطُبِيُّ بِالْأَنْدَلُسِ وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ (أُفَوِّضُ إِنْ أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا ... وَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَا يُرِيدُ) (وَمَا لِإِرَادَتِي مَعْنًى إِذَا مَا ... أَرَادَ اللَّهُ بِي مَا لَا أُرِيدُ) // الوافر // 1375 - نَفِيسٌ هَذَا رَجُلٌ دَيِّنٌ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْمَعْرِفَةِ بِالْقِرَاءَاتِ وَقَدْ قَرَأَ بِالْأَنْدَلُسِ وَالْحِجَازِ عَلَى شُيُوخٍ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ وَقَرَأَ عَلَيَّ رِسَالَةَ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَغَيْرَهَا بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ مَكَّةَ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَكَانَ قَدْ جَاوَرَ بِمَكَّةَ مُدَّةً. الحديث: 1372 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 سَمِعت أَبَا مُعَاذٍ نِزَارَ بْنَ سَبَّاعِ بْنِ عَزُّونَ الْأَزْدِيَّ الْحُفَرِيَّ بِدِيَارِ مِصْرَ يَقُولُ سَمِعت بُرَيْكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطُّوسِيَّ يَقُولُ حَضَرْتُ ابْنَ عَمٍّ لِي كَبِيرَ السِّنِّ عِنْدَ مَوْتِهِ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ مِنْ إِغْمَائِهِ بَرِعَدَةٍ وَرُعْبٍ وَمَدَّ يَدَهُ إِلَى وَسَطِهِ فَجَسَّهُ فَلَمَّا قَضَى نَظَرْنَا وَإِذَا دِينَارٌ وَاحِدٌ فِي خِرْقَةٍ مَشْدُودَةٍ عَلَى وَسَطِهِ فَتَعَجَّبْنَا مِنْ حِرْصِ ابْنِ آدَمَ عَلَى الْحُطَامِ وَأَنَّهُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ لَمْ يَشْتَغِلْ بِنَفْسِهِ وَلَمْ يَقْطَعْ أَمَلَهُ عَنِ الدُّنْيَا. 1377 - نِزَارٌ هَذَا كَانَ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُزَارَ لِصَلَاحِهِ وَفَضْلِهِ وَمَيْلِهِ إِلَى الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ شُيُوخِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَيَحْضُرُ عِنْدِي كَثِيرًا وَيَأْكُلُ الْحَلَالَ مِنْ كَدِّ يَدَهِ وَعَرَقِ جَبِينِهِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ. وَفِي أُخْرَى. 1378 - سَمِعت أَبَا مُعَاذٍ نِزَارَ بْنَ سَبَّاعِ بْنِ عَزُّونَ الْأَزْدِيَّ الْحُفَرِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ حَضَرْتُ عِنْدَ أَبِي نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيِّ الْعَابِدِ الْمُقِيمِ بِثَغْرِنَا فِي يَوْمِ عِيدٍ وَسَأَلَهُ سَائِلٌ فِي الدُّعَاءِ فَبَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ وَقَالَ مِثْلِي يُسْأَلُ فِي الدُّعَاءِ فَقُمْنَا عَنْهُ وَهُوَ مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ نِزَارٌ وَمَا رَأَيْتُ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُ بُكَاءً. 1379 - أخبرنَا أَبُو مُحَمَّدٍ نَادِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْأُرْمَوِيُّ بِالرَّحْبَةِ أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْأَشْعَثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ الْمُقْرِئُ بِدِمَشْقَ ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ الْمُقْرِئُ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ السَّعِيدِيُّ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الشَّذَائِيُّ الْمُقْرِئُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاهِدٍ الْمُقْرِئُ قَالَ لِي الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ قَرَأَ أَخٌ لِي أَكْبَرُ مِنِّي عَلَى حَمْزَةَ فَجَعَلَ يَمُدُّ فَقَالَ لَهُ حَمْزَةُ لَا تَفْعَلْ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَا كَانَ فَوْقَ الْجُعُودَةِ فَهُوَ قِطَطٌ وَمَا كَانَ فَوْقَ الْبَيَاضِ فَهُوَ بَرَصٌ الحديث: 1377 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 وَمَا كَانَ فَوْقَ الْقِرَاءَةِ فَلَيْسَ بِقَرَاءَةٍ. 1380 - نَادِرٌ هَذَا شَيْخٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ كَتَبَ عَنْهُ صَاحِبُنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَبْدَرِيُّ الْحَافِظُ بِبَغْدَادَ وَآخَرُونَ. هَذِهِ الْحِكَايَةُ عَلَى نُزُولِهَا قَدْ أخبرنَا بِهَا عَالِيَةً أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ غَزَالٍ الْمُقْرِئُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ نُوحٍ الشِّيرَازِيُّ الْمُقْرِئُ فَذَكَرَهَا. 1381 - أَنْشَدَنَا أَبُو كَثِيرٍ نَامِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْحَسَنِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي الرُّدَيْنِيُّ الْحَرْبِيُّ بِمَكَّةَ لِكُثَيِّرِ عَزَّةَ (خَلِيلَيَّ هَذَا رَبْعُ عَزَّةَ فَاعْقِلَا ... قَلُوصَيْكُمَا ثُمَّ ابْكِيَا حَيْثُ حَلَّتِ) (وَلَا تَيْأَسَا أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنْكُمَا ... ذُنُوبًا إِذَا صَلَّيْتُمَا حَيْثُ صَلَّتِ) // الطَّوِيل // 1382 - نَامِي هَذَا عَلَوِيٌّ مِنْ أَوْلَادِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَعَلَى أَبَوَيْهِمَا وَهُوَ مِنْ سُكَّانِ مَكَّةَ الْحَرَمِ الْمُقَدَّسِ قَدِمَ الثغر واستنشدته لغرابة اسْمه فأنشدني هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ لَا غَيْرَ. 1383 - سَمِعت الْأُسْتَاذَ أَبَا مُحَمَّدٍ نوشتكينَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكَرَجِيَّ الْبَرْسَقِيَّ بِالْأَشْتَرِ يَقُولُ سَمِعت مَوْلَايَ الْأَمِيرَ بَرْسَقَ يَقُولُ مِحْنَةُ الْجُوعِ أَعْظَمُ مِنْ مِحْنَةِ الْقَتْلِ أَمَا تَرَى أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا حُبِسَ لِلْقَتْلِ وَشَبِعَ نَامَ وَلَوْ بَاتَ جَائِعًا ذَهَبَ عَنْهُ نَوْمُهُ وَكَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تُعَذِبْنَا مَا عِشْنَا بِالْجُوعِ. الحديث: 1380 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 1384 - الْأُسْتَاذُ أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا كَانَ مِنْ مَوَالِي الْأَمِيرِ بَرْسَقَ ثُمَّ تَابَ وَرَجَعَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَحَجَّ وَأَخَذَ الْمُرَقَّعَةَ مِنْ يَدِ شَيْخِنَا أَحْمَدَ الْقَرِيبِ بِمَكَّةَ وَبَنَى رِبَاطًا بِالْأَشْتَرِ وَكَانَ يَخْدِمُ فِيهِ الْمُتَصَوِّفَةَ الَّذِينَ يَنْزِلُونَ عِنْدَهُ وَكَانَ صَالِحًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِالْأَشْتَرِ وَبِهَمَذَانَ أَيْضًا. 1385 - سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ نُعْمَةَ بْنَ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَرَّكَانِيَّ بِطُوسَ يَقُولُ إِذَا سَافَرْتَ فَلَا تَنْزِلْ رِبَاطًا يَكُونُ لَهُ مَعْلُومٌ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ حَتَّى تَكُونَ فِي رَاحَةٍ. 1386 - نُعْمَةُ هَذَا بِضَمِّ النِّونِ يُذْكَرُ مَعَ نِعْمَةَ بِكَسْرِهَا وَهُوَ مِنَ الْمُسَافِرِينَ الْمَشْهُورِينَ بَيْنَ الْمُتَصَوِّفَةِ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ الصَّابُونِيَّ وَأَبَا الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيَّ بِنَيْسَابُورَ وَأَبَا الْقَاسِمِ الْكَرَّكَانِيَّ بِطُوسَ وَبِهِ اقْتِدَاؤُهُ وَمِنْ يَدِهِ أَخَذَ الْمُرَقَّعَةَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ذَكَرَ لِي ذَلِكَ كُلَّهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة بِهَمَذَانَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ لِي ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. 1387 - أَنْشَدَنِي أَبُو الصُّدُورِ نَهْدُ بْنُ نُهَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ مُلَالَةَ الْحُصَيْنِيُّ وَآخَرُونَ بِمَارَدِينَ قَالُوا أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فُرَيْجٍ الْقُضَاعِيُّ بِمَاكَسِينَ لِنَفْسِهِ وَكَتَبَ بِهَا إِلَى قَاضِي الْمَوْصِلِ (إِنْ لَمْ يَكُنْ نَسَبٌ يُؤَلِّفُ بَيْنَنَا ... فَالْعِلْمُ قَامَ لَنَا مَقَامَ الْوَالِدِ) (عَذُبَتْ مَوَارِدُهُ لَنَا فَكَأَنَّنَا ... إِخْوَانُ إِرْضَاعٍ بِثَدْيٍ وَاحِدِ) (شَرَطَتْ حَقَائِقُهُ عَلَى أَهْلِ النُّهَى ... مَحْضَ الْحِفَاظِ لِغَائِبٍ أَوْ شَاهِدِ) (فَامْحَضْهُ لِي إِنِّي مُحِبٌّ شَاكِرٌ ... وَالشُّكْرُ جَلَّابٌ لِفَضْلٍ زَائِدِ) (لَمَّا عَجَزْتُ عَنِ الرَّحِيلِ كَتَبْتُ مَا ... أَوْدَعْتُهُ بَطْنَ الْكِتَابِ الْوَافِدِ) الحديث: 1384 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 (فَارْدُدْ جَوَابًا بِالْوَدَادِ مُخَبِّرًا ... مِنْ رَاغِبٍ فِي زَاهِدِ) (حَاشَاهُ مِنْ زُهْدٍ وَقَدْ بَيَّنْتُ مَا ... عِنْدِي مِنَ الْحُبِّ الصَّحِيحِ الْخَالِدِ) (فَمَودَّةُ الْأَخْيَارِ جَوْهَرُهَا التُّقَى ... مَحْفُوظَةٌ مِنْ كُلِّ وَاشٍ حَاسِدِ) (ومَوَدَّةُ الْأَشْرَارِ فِي تَوْهِيمِهَا ... عَرَضٌ يَزُولُ بِكُلِّ وَهْمٍ فَاسِدِ) (إِنِّي وَإِنْ قَصَّرْتُ فِي نَثْرٍ وَفِي ... نَظْمٍ فَلَسْتُ لفضله بالجاحد) // الْكَامِل // 1388 - نَهْدٌ هَذَا مِمَّنْ يُذْكَرُ بِالصَّلَاحِ وَالْخَيْرِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَاكَسِينِيِّ. الحديث: 1388 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 - حَرْفُ الْهَاءِ - 1389 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَارِسٍ الْأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْأَكْفَانِيِّ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ عُثْمَانَ الْأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُؤَمَّلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَغْدَادِيُّ بِانْتِقَاءِ خَلَفٍ الْوَاسِطِيِّ الْحَافِظِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ قَالُوا ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله أما تكون الزَّكَاة إِلَّا من الْحق وَاللَّبَّةِ قَالَ لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخْذِهَا لَأَجْزَأَكَ. 1390 - أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا مُكْثِرٌ ثِقَةٌ حَافِظٌ كَتَبَ مَا لَمْ يَكْتُبْهُ أَحَدٌ مِنْ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ بِالشَّامِ وَسَمِعَ وَفِي شُيُوخِهِ كَثْرَةٌ وَمِنْهُمُ ابْنُ مَكِّيٍّ الْمِصْرِيُّ وَعَبْدُ الدَّائِمِ الْهِلَالِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْحَنَّائِيُّ وَابْنُ طَلَّابٍ الْقُرَشِيُّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ أَبِي الْحَدِيدِ وَابْنُ حَيُوسَ وَأَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيُّ وَآخَرُونَ وَكَانَ تَأْرِيخَ الشَّامِ وَسَمِعَ عَلَيَّ شَيْئًا مِنْ رِوَايَاتِي. 1391 - حَدَّثَنَاَ أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحديث: 1389 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 الْمُقْرِي الْبَغْدَادِيُّ بِدِمَشْقَ مِنْ لَفْظِهِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُجَبِّرُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ. 1392 - هُوَ مُحَدِّثُ بْنُ مُحَدِّثٍ وَمُقْرِئُ بْنُ مُقْرِئٍ وَكَانَ مُصَدَّرًا فِي جَامِعِ دِمَشْقَ لِلْإِقْرَاءِ. سَمِعَ بِدِمَشْقَ ابْنَ أَبِي الْعَلَاءِ الْمِصِّيصِيَّ وَغَيْرَهُ وَبِبَغْدَادَ مَالِكًا الْبَانِيَاسِيَّ وَغَيْرَهُ وَبِالْأَنْبَارِ ابْنَ الْأَخْضَرِ وَبِأصْبَهَانَ ابْنَ شَكْرَوَيْهِ وَغَيْرَهُ وَكَانَ ثِقَةً مُتَصَاوِنًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَأَبُوهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ الصَّقْرِ وَمُسَافِرٍ الْبَصْرِيِّ وَأَبِي عَلِيٍّ الشَّرْمَقَانِيِّ وَآخَرِينَ وَأَقْرَأَ عَنْهُمْ. 1393 - سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْكَاتِبَ الْفَرَضِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ اللُّغَوِيَّ الصَّقَلِّيَّ يَقُولُ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْفَضْلِ يُوسُفُ بْنُ حَسْدَايٍّ الْهَارُونِيُّ الْوَزِيرُ بِسَرَقُسْطَةَ مِنْ مُدُنِ الْأَنْدَلُسِ حِينَ دَخَلْتُهَا (أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنْ فَاضِلٍ ... أَرِيبٍ تَذَاهَى عَلَى صَحْبِهِ) (فَأَعْرَضَ مُحْتَقِرًا بِرَّهُمْ ... وَكُلٌّ تَنَافَسَ فِي جَلْبِهِ) (فَلَمَّا أَذَاعَ لَدَيْنَا سَرَائِرَ ... مَا كَانَ أُودِعَ فِي قَلْبِهِ) (جَلَا كُلَّ مُعْجزَةٍ مِنْ نَظِيمِ ... لآلِئِهِ وَحُلَى عَصْبِهِ) (فَهَلْ جَازَ سَمْعًا وَلَمْ يُلْهِهِ ... وَمَرَّ بِقَلْبٍ وَلم يصبهُ) // المتقارب // الحديث: 1392 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 فَأَجَبْتُهُ مُرْتَجِلًا (بَدَأْتَ بِفَضْلٍ أَتَاهُ الْكَرِيمُ ... وَلَا غَرْوَ مِنْكَ ابْتِدَاءُ بِهِ) (لِأَنَّكَ مُغْرًى بِفِعْلِ الْجَمِيلِ ... مُهِينٌ لِمَا عَزَّ فِي كَسْبِهِ) (أَتَتْنِيَ أَبْيَاتُكَ الرَّائِقَاتُ ... بِشَأْوٍ بَعِيدٍ عَلى قُرْبِهِ) (ونَظْمٍ حَكَى النَّظْمَ فِي أُفْقِهِ ... وَخَلَّى لَهُ الْجَدْيُ عَنْ قُطْبِهِ) (فَأَنْطَقَنِي حُسْنُهُ وَاجْتَرَأْتُ ... وَقُلْتُ مِنَ الشِّعْرِ فِي ضَرْبِهِ) (وَعَوَّلْتُ فِيهِ عَلَى فَضْلِهِ ... وَمَا خصّه الله من إربه) // المتقارب // 1394 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ هِبَةُ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْكَاتِبَ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مكْنَسَةَ الْقُرَشِيُّ لِنَفْسِهِ فِي ابْنِ فَائِقٍ وَقَدْ جُرِحَ (لَعَمْرُكَ مَا الْأَمِيرُ عَدَاهُ نَصْرٌ ... وَلَا طَرَقَتْهُ طَارِقَةُ الْحُتُوفِ) (وَلَكِنَّ الشَّجَاعَةَ تَيَّمَتْهَا ... مَحَاسِنُ وَجْهِهِ بَيْنَ الصُّفُوفِ) (فَظَلَّتْ غَيْرَةً مِنْهَا عَلَيْهِ ... تُعَضِّضُهُ بِأَفْوَاهِ السيوف) // الوافر // 1395 - أَبُو الْحُسَيْنِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْقَطَّاعِ كَثِيرًا وَعَلَى غَيْرِهِ وَلَهُ فِي الْفَرَائِضِ يَدٌ بَيْضَاءُ وَخَطُّهُ مِنْ أَحْسَنِ الْخُطُوطِ وَسَمِعَ عَلَيَّ وَبِقَرَاءَتِي عَلَى غَيْرِ شَيْخٍ الْحَدِيثَ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ أَجْزَاءً ثُمَّ صَارَتْ لَهُ حَلْقَةٌ فِي جَامِعِ عَمْرٍو لِلْإِقْرَاءِ وَتُوُفِّيَ وَلَمْ يَبْلُغِ الشَّيْخُوخَةَ. 1396 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ الْمَالِكِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبِي أَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ بِالرَّيِّ ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْحَافِظُ الْبَلْخِيُّ بِطَالْقَانَ الحديث: 1394 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 ثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السَّلْمِيُّ ثَنَا نُصَيْرُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَهْبَاءَ لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ 1397 - هَذَا الشَّيْخُ مُحَدِّثُ بْنُ محمدث بْنِ مُحَدِّثٍ وَهُوَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيٍّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَيَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الضَّرَيسِ بْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَبْهَرِيُّ كَتَبْتُ عَنْهُ وَعَنْ أَخَوَيْنِ لَهُ آخَرَيْنِ وَكُلُّهُمْ يَرْوُونَ عَنْ أَبِيهِمْ وَأَبُوهُمْ فَيَرْوِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ الرَّيِّ وَسَأَلْتُ هِبَةَ اللَّهِ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ 1398 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضَائِلِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّحْبِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْأَنْدَلُسِيِّ بِالرَّحْبَةِ أَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْمَقْدِسِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُزَنِيُّ أَنَا يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْقَاضِي أَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ مَا كَانَ 1399 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ نُعْمَةِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ السُّرِّيِّ الْكِنَانِيُّ الزَّيْلُوسِيُّ بِمِصْرَ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُقْرِئُ أَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ بِعَدَنَ أَنَا مَكِّيُّ بْنُ الْمُطَهَّرِ الْقَصَّابُ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ ثَنَا أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ قَالَ سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ مَا تَفْسِيرُ ذِي النُّورَيْنِ قَالَ تَزَوَّجَ ابْنَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1400 - هِبَةُ اللَّهِ هَذَا شَيْخٌ صَالِحٌ وَذَكَرَ أَنَّ مَوْلِدَهُ بَزَيْلُوسَ الحديث: 1397 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 1401 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ نُعْمَةَ بْنِ الْحُسَيْنِ الزَّيْلُوسِيُّ بِمِصْرَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ أَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَشْقَرِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ بِعَدَنَ ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ الْمُطَهَّرِ الْقَصَّابُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ الْمُلَقَّبُ بِهَلِيلَجَةَ وَكَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الدَّبْرِيِّ ثَنِي الدَّبْرِيُّ قَالَ خَرَجْتُ مُتَنَزِّهًا مَعَ إِخْوَانٍ إِلَى ضَيْعَةٍ تُسَمَّى بِبَيْتِ مِائَةٍ وَثَلَاثِينَ مِنْ ضِيَاعِ الْيَمَنِ فَاصْطَدْتُ ظِبْيَةً سَوْدَاءَ مُكْتُوبٌ عَلَيْهَا خِلْقَةُ اللَّهِ وَنَحْنُ بِاللَّهِ وَاثِقُونَ وَبِمُحَمَّدٍ وَالصِّدِّيقِ آمِنُونَ يَرْحَمُ اللَّهُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَإِنَّهُمَا خَيْرُ الْأَتْقِيَاءِ 1402 - قَالَ أَنَا مَكِّيٌّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ السُّدُوسِيُّ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ ثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْمُرَابِطِينَ فِي بَعْضِ الْمَحَارِسِ قَالَ كُنْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَالِسًا أَحْرُسُ وَأُكَبِّرُ وَأَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ وَقَفَ عَلَى الْمَحْرَسِ طَائِرٌ فَصَاحَ سُبْحَانَ مُحَصِّلِ مَا فِي الصُّدُورِ سُبْحَانَ بَاعِثِ مَنْ فِي الْقُبُورِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ الثُّغُورِ 1403 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوُقُوفِيُّ بِالْأَهْوَازِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْغَنْدَجَانِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَذَّاءُ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ 1404 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ وَكَانَتْ لَنَا أَمْلَاكٌ مَوْقُوفَةٌ عَلَيْنَا فَلِهَذَا قِيلَ لَنَا الْوُقُوفِيُّونَ 1405 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ حَمْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النُّهَاوَنْدِيُّ بِنُهَاوَنْدَ أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ مَتٍّ الْأَنْصَارِيُّ الْحَافِظُ بِهَرَاةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جِبْرِيلَ بْنِ مَاجٍ إِمْلَاءً وَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْبُرِيُّ بِنَيْسَابُورَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ الشَّارِكِيُّ وَحَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ السِّجْزِيُّ إِمْلَاءً قَالُوا أَنَا الحديث: 1401 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ 1406 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدِيثُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَرَيبٌ حَسَنٌ لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ إِلَّا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَاضِي الرَّيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ مُتَصَلِبًّا فِي الدِّينِ مُتَثَبِّتًا فِي الْأُصُولِ شَدِيدًا عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ تَفَرَّدَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ الْهَمَذَانِيُّ رَوَاهُ عَنْهُ الْكِبَارُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ وَغَيْرُهُ قَالَ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ الْحَافِظُ الشِّيرَازِيُّ إِنَّمَا أَدْخَلَنِي خُرَاسَانَ طَلَبُ هَذَا الْحَدِيثِ 1407 - أَبُو طَالِبٍ هَذَا مِنْ كِبَارِ أَهْلِ نُهَاوَنْدَ ثُمَّ تَصَوَّفَ وَسَافَرَ كَثِيرًا وَلَقِيَ الْمَشَائِخَ وَكَتَبَ الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ بِهَرَاةَ وَأَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ وَغَيْرِهِ بِنَيْسَابُورَ وَأَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيِّ بِمَرْوَ وَآخَرِينَ وَرَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ فَصَارَ مِنْ شُيُوخِ الْقَوْمِ مُحَتَرَمًا عِنْدَهُمْ وَكَانَ يَخْدُمُهُمْ فِي رِبَاطٍ مِنْ رُبْطِ الْبَلَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ 1408 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْكَامِلِيُّ الصُّورِيُّ بِمِصْرَ وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْأصْبَهَانِيِّ أَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْمَقْدِسِيُّ بِصُورَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ السِّمْسَارِ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا هِشَامٌ وَشُعْبَةُ قَالَا ثَنَا قَتَادَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ 1409 - أَبُو الْقَاسِمِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ كَثِيرَ الْحِفْظِ لِلْحِكَايَاتِ وَالْأَشْعَارِ فَصِيحًا وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ كَثِيرًا وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى شُيُوخِ مِصْرَ جُمْلَةً وَصُدِّرَ فِي جَامِعِ عَمْرٍو لِإِقْرَاءِ الْقُرْآنِ مَعَ الْمُتَصَدَّرِينَ وَلَمْ يَكُ يَنْقَطِعُ عَنِّي مُدَّةَ مُقَامِي بِمِصْرَ وَأَجِدُ بِهِ أُنْسًا تَامًّا الحديث: 1406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 وَفِي أُخْرَى 1410 - هِبَةُ اللَّهِ هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ الْأصْبَهَانِيِّ إِذْ أَبُوهُ أصْبَهَانِيٌّ قَدِمَ صُورَ وَتَصَاهَرَ إِلَى الْكَامِلِيِّينَ وَكَانُوا مِنْ أَعْيَانِهَا فَوُلِدَ لَهُ هَذَا الْوَلَدُ وَكَبُرَ وَنَشَأَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْأَدَبِ وَانْتَقَلَ إِلَى مِصْرَ وَبِهَا تُوُفِّيَ وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِصُورَ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ ثُمَّ بِمِصْرَ وَكُنْتُ أَسْتَأْنِسُ بِهِ مُدَّةَ مُقَامِي بِهَا وَسَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى أَبِي صَادِقٍ وَآخَرِينَ مِنْ شُيُوخِ الْفُسْطَاطِ وَكَانَ لَسِنًا فَصِيحًا حَسَنَ الْمُحَاضَرَةِ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ نَصْرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيَّ وَأبي إِبْرَاهِيمَ الْقِبَابِيَّ وَشُيُوخَ الصُّوفِيَّةِ الْمُرَابِطِينَ بِثَغْرِهِمْ وَدَخَلَ بَغْدَادَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْمُدُنِ 1411 - سَمِعت هِبَةَ اللَّهِ يَقُولُ كَتَبَ أَبُو الْفَضْلِ النَّحَّاسُ الدِّمَشْقِيُّ الْمَعْرُوفُ بِجُعَيَّانَ الشَّاعِرُ إِلَى أَحَدِ مَعَارِفِنَا مِنَ الْكُتَّابِ بِصُورَ (أَحْبَابَنَا مَا وَفَى لِي يَوْمَ فُرْقَتِكُمْ ... فِكَاكُ أَسْرِي بِأَسْرِي فِي يَدِ الْبَيْنِ) (وَلَوْ بِقَدْرِ اشْتِيَاقِي مَا كَتَبْتُ بِهِ ... سَطَرْتُهُ بِسَوَادِ الْقَلْبِ وَالْعين) // الْبَسِيط // هَكَذَا قَالَ لِي هِبَةُ اللَّهِ وَقَالَ لِي عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ الْحَيْفِيَّ بِصُورَ كَتَبَ مُيَسَّرٌ الصُّورِيُّ إِلَى أَصْدِقَائِهِ بِصُورَ عِنْدَ اعْتِقَالِهِ بِعَكَّا فَذَكَرَ الْبَيْتَيْنِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا أَصَحُّ 1412 - وَأَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ مَرْوَانُ اللُّكِّيُّ لِأَبِي مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ النَّيْسَابُورِيِّ (وَسِيلَتِي عِنْدَ رَبِّي حِينَ يَبْعَثُنِي ... يَوْمَ الْحِسَابِ إِذَا لَمْ يَزْكُ لِي عَمَلِي) (مُحَمَّدٌ وَضَجِيعَاهُ وَبَعْدَهُمُ ... عُثْمَانُ ثُمَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِي) // الْبَسِيط // الحديث: 1410 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 1413 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَرَجِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ الْحَدَّادِ الْكَاتِبُ بِثَغْرِ آمِدَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَتْحِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَحْشِيِّ الْمَوْصِلِيُّ النَّحْوِيُّ لِنَفْسِهِ (أَبْكِي عَلَى الرَّبْعِ قَدْ أَقْوَى كَأَنِّي مِنْ ... سُكَّانِهِ أَوْ كَأَنْ مَا زِلْتُ أَعْمُرُهْ) (لَا تَلْحُنِي فِي بُكَائِيهِ فَسَاكِنُهُ ... لَمْ ألقه هاجري يَوْمًا فأهجره) // الْبَسِيط // 1414 - أَبُو الْفَرَجِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْوِرَاقَةِ الْحَسَنَةِ وَكَانَ يَحْفَظُ شِعْرًا كَثِيرًا وَأَنْشَدَنِي مِمَّا أَنْشَدَهُ شُيُوخُهُ قِطْعَةً صَالِحَةً فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْقَاسِمِ الْأصْبَهَانِيَّ وَأَنْشَدَنِي مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ شُيُوخِهِ قِطْعَةً صَالِحَةً رَحِمَهُ اللَّهُ 1415 - أَخْبَرَنَا أَبُو رَافِعٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مدكَانَ الْأَبْهَرِيُّ بِأَبْهَرَ أَنَا أَبُو حَاتِمٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْأَسَدِيُّ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْعُتْبِيُّ الْآمِدِيُّ بِمَيَّافَارِقِينَ ثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُهَنَّدِ السَّلَمَاسِيُّ بِهَا ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ بُرَدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُطَهَّرٍ ثَنَا كَثِيرٌ عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ قَيْسٍ الْأَزْدِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلَسَاءُ اللَّهِ تَعَالَى غَدًا أَهْلُ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا 1416 - هِبَةُ اللَّهِ هَذَا قَرَأْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى أَخَوَيْنِ لَهُ وَعَلَى أَبِيهِ وَعَمِّهِ وَابْنِ عَمٍّ لَهُ وَبَيْتُهُمْ بَيْتُ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَهُمْ وَأَبُوهُمْ شَافِعِيُّونَ كُلُّهُمْ سِوَى عَمِّهِمْ أَبِي الْمَحَاسِنِ فَهُوَ مَالِكِيٌّ كَأَبِيهِ وَيُصَلِّي فِي الْجَامِعِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِمَامًا وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ الحديث: 1413 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 1417 - أخبرنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مَوْهُوبِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَارئ الطَّرَّاقُ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ بِصُورَ ثَنَا 1418 - أَبُو الْبَرَكَاتِ هَذَا كَانَ مَشْهُورًا بِمِصْرَ بِحُسْنِ التِّلَاوَةِ لِلْقُرْآنِ وَبِالْعِفَّةِ وَكَذَلِكَ كَانَ أَبُوهُ وَأَخُوهُ أَبُو الطَّاهِرِ الْوَاعِظُ وَأَبُو الطَّاهِرِ فَقَدْ سَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَمَعِي عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ وَقَدْ قَالَ لِي فَوْزُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّائِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ تُوُفِّيَ أَبُو الْبَرَكَاتِ بِمِصْرَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَذَلِكَ كَتَبَ إِلَيَّ أَخُوهُ أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ مَوْهُوبٍ 1419 - أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ الْقِلَالِيُّ التَّمِيمِيُّ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو الطَّاهِرِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْأَسَدِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَعْبٍ الْكِلَابِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَكْتَالَهُ 1420 - أَخْرَجَ لِي حَدِيثَهُ أُبَيٌّ الْحَافِظُ فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ بِإِفَادَتِهِ 1421 - حَدَّثَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ مُوسَى الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّقَطِيِّ مِنْ لَفْظِهِ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو تَمَّامٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْبَصْرِيُّ بِالْبَصْرَةِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ وَصِيفٍ الْقَطَّانُ إِمْلَاءً سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الحديث: 1417 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 الْبَزَّازُ ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَامُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً فِي رَجَبٍ وَهُوَ شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِرْدَوْسِ قَصْرًا مَدَّ بَصَرِهِ أَكْرِمُوا رَجَب يُكْرِمْكُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَلْفِ كَرَامَةٍ 1422 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاسِ الدَّجَاجِيَّ وَابْنَ الْمُسْلِمَةِ وَجَابِرَ بْنَ يَاسِينَ وَأَبَا يَعْلَى بْنَ الْفَرَّاءِ وَابْنَ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وَأَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ وَهَنَّادَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَآخَرِينَ وَلَهُ رِحْلَةٌ إِلَى الْبَصْرَةِ وَوَاسِطٍ وَقَدْ دَخَلَ أصْبَهَانَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ وَالْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ وَشِعْرُهُ جَيِّدٌ حَسَنٌ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ رَأَيْتُهُ بِأَصْبَهَانَ لَمَّا قَدِمَهَا مَعَ أَبِي مُحَمَّدٍ رِزْقِ اللَّهِ وَأَنَا صَغِيرٌ يُقْرَأُ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ فِي جَامِعِ جُورَجِيرَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ 1423 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ تَغْلِبَ الْوَاسِطِيَّ الْمَعْرَوفَ بِابْنِ الْمُوَذَا التَّاجِرَ بِدِيَارِ مصر سنة عشْرين وَخَمْسمِائة يَقُولُ حَضَرْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيّ صَاحِبَ الْمَقَامَاتِ بِالْبَصْرَةِ وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَئِيسٌ مِنْ رُؤَسَائِهَا فَقَالَ إِنْ قَصَدْتَ بِفَضْلِكَ وَإِنْ قُصِدْتَ فَلِفَضْلِكَ 1424 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ عِيسَى الطَّائِيُّ لِنَفْسِهِ بِمِصْرَ (أَقَامَنِي نُصْبَ الرَّمَايَا عَلَمَا ... ظَبْيٌ أَصَابَ مَقْتَلِي حِينَ رَمَى) (مُهَفْهَفُ الْقَدِّ لَطِيفٌ كَشْحُهُ ... مُمَسَّكُ الرِّيقَةِ مَعْسُولُ اللَّمَى) (يُرِيكَ مِنْ صَفْحَةِ نُورِ وَجْهِهِ ... بَدْرًا وَمِنْ نَظمِ الثُّغُورِ أَنْجُمَا) (وبَيْنَ سِمْطِ اللُّؤْلُؤَيْنِ رِيقُهُ ... أَلَذَّ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ مَطْعَمَا) (أَصْمَى فُؤَادِي بِسِهَامِ لَحْظِهِ ... عَمْدًا وَقَتْلِي فِي الْهَوَى قَدْ حَرُمَا) الحديث: 1422 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 (يَا طَالِبًا ثَأْرَ الْقَتِيلِ خُذْ بِهِ ... عَنْ دَمِهِ مِنَ الْخُدُودِ عِنْدَ مَا) (وَسَلْ حُسَامَ لَحْظِهِ مُسْتَفْهِمًا ... هَلْ كَانَ إِلَّا فِي دَمِي مُحَكَّمَا) (فَلَا عَدِمْتُ طَيْفَهُ مِنْ طَارِقٍ ... أَطْمَعَنِي بِوَصْلِهِ تَوَهُّمَا) (جَادَ بِمَا يَنْجَلِ عَنْ تَنْوِيلِهِ ... وَأَنْجَزَ الْمِيعَادَ لَمَّا قَدِمَا) (لَكِنَّهُ كَالآلِ فِيهِ شُبَهٌ ... بِزُرْقَةِ الْمَاءِ وَلَا يرْوى الظما) // الرجز // 1425 - ابْنُ عَبْدِ الْمُحْسِنِ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ وَلَهُ شِعْرٌ فَائِقٌ وَقَدْ أَنْشَأَ مَقَامَاتٍ عَلَى طَرِيقَةِ الْبَدِيعِ الْهَمَذَانِيِّ وَالْحَرِيرِيِّ الْبَصْرِيِّ سَمِعْنَاهَا عَلَيْهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ قَدْ وَلِيَ بِهَا خِدْمَةً سُلْطَانِيَّةً ثُمَّ عُزِلَ وَرَجَعَ إِلَى مِصْرَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ 1426 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَطَاءٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيُّ السُّفْيَانِيُّ بِالدُّونِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْهَمَذَانِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّصِيبِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ بِأَطْرَابُلُسَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَكِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رب السَّمَاوَات السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 1427 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْحَدِيثِ أَبُوهُ مُحَدِّثٌ وَجَدُّهُ مُحَدِّثٌ وَأَخُوهُ وَعَمُّهُ وَأَبْنَاءُ عَمِّهِ وَإِلَى أَبِيهِ كَانَتِ الرِّحْلَةُ فِي سَمَاعِ كِتَابِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَوِيِّ وَقَدْ رَحَلْتُ أَنَا إِلَيْهِ سَنَةَ خَمْسمِائَة وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ بِكَمَالِهِ وَكَانَ يَرْوِيهِ عَنِ الْقَاضِي أَبِي نَصْرِ بْنِ الْكَسَّارِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ السُّنِّيِّ الدَّيْنَوَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحديث: 1425 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 1428 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ رِزْقِ اللَّهِ الْمَقْدِسِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْأَنْمَاطِيُّ بِالْقُدْسِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ بِمِصْرَ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَطَرٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سُئِلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ 1429 - هِبَةُ اللَّهِ هَذَا مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ تَفَقَّهَ عَلَى نَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَسَمِعَ جَمَاعَةً مِنَ الْمَقَادِسَةِ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الطَّارِئِينَ عَلَيْهِمُ الْقُدْسَ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ بعد اسْتِيلَاء الرّوم على بلدهم وَشَهِدَ بِهَا وَكَانَ جَيِّدَ الْأَخْلَاقِ مُتَوَاضِعًا مَحْبُوبًا مِنَ النَّاسِ 1430 - سَمِعت الْفَقِيهَ أَبَا الْقَاسِمِ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْمُحَسِّنِ الْمَقْدِسِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَأَلْتُ أَبَا الْفَتْحِ نَصْرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهَ بِالشَّامِ أَنْ يُجِيزَ لِي فَقَالَ قَدْ أَجَزْتُ لَكَ وَلِكُلِّ مَنْ وَقَعَ بِيَدِهِ جُزْءٌ مِنْ رِوَايَاتِي فَاخْتَارَ الرِّوَايَةَ عَنِّي 1431 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ نَصْرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيَّ يَقُولُ مَتَّعَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ بِحَيَاةِ هَذَا الشَّابِّ يَعْنِي مَكِّيَّ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ الرُّمَيْلِيَّ وَكَانَ ذَلِكَ الْوَقْتَ شَابًّا لِمَا كَانَ يُرَى مِنَ اجْتِهَادِهِ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ وَكِتَابَتِهِ 1432 - الْفَقِيهُ هِبَةُ اللَّهِ هَذَا مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ الْفَقِيهِ نَصْرٍ تَفَقَّهَ عَلَيْهِ بِالْقُدْسِ ثُمَّ عَلَى تِلْمِيذِهِ يَحْيَى بْنِ الْمُفَرِّجِ وَانْتَقَلَ مَعَهُ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقْتَ اسْتِيلَاءِ الْإِفْرِنْجِ عَلَى بَلَدِهِمْ وَشَهِدَ وَكَانَ يَنُوبُ يَحْيَى فِي قَضَاءِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ يَؤُمُّ فِي الْجَامِعِ وَاسْتَعْفَى فَلَمْ يُجَبْ إِلَى ذَلِكَ وَهُوَ شَافِعِيُّ الْمَذْهَبِ قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ الْمِصْرِيِّ وَحَمْدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّهَاوِيِّ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحُسَيْنِ التِّنِّيسِيِّ وَنَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّابُلُسِيِّ وَآخَرِينَ وَأَكْثَرُ سَمَاعَاتِهِ مَعَ الْمُؤْتَمَنِ بْنِ أَحْمَدَ السَّاجِيِّ وَقَدْ رَأَيْتُ خَطَّ ابْنَ نَاصِرٍ لَهُ بِالْإِجَازَةِ إِلَّا أَنَّهُ ابْتُلِيَ بِالْإِمَامَةِ فِي الْجَامِعِ وَالشَّهَادَةِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ الحديث: 1428 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 مَحْمُودَ الطَّرِيقَةِ عِنْدَ الْكُلِّ تُوُفِّيَ سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ وَدُفِنَ بِالدَّيْمَاسِ 1433 - سَمِعت أَبَا الْبَرَكَاتِ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّلَاحِيَّ الْمُقْرِئَ بِثَغْرِ آمِدَ يَقُولُ كُنْتُ أُصَلِّي صَلَاةَ التَّرَاوِيحِ بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الْبَلَدِ فَسَأَلَ أَحَدُ الْمُتَمَيِّزِينَ عَنِّي وَقَالَ هَذَا عَلَى مَنْ قَرَأَ فَقِيلَ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعُمْرَانِيِّ فَقَالَ جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ مَلَأَ مَسَاجِدَ هَذَا الثَّغْرِ أَئِمَّةً يُصَلُّونَ بِالنَّاسِ 1434 - أَبُو الْبَرَكَاتِ هَذَا مِنْ تَلَامِذَةِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعُمْرَانِيِّ وَالِدِ شَيْخِنَا أَبِي مَنْصُورٍ وَكَانَ يُذْكَرُ بِالْمَعْرِفَةِ وَالصَّلَاحِ جَمِيعًا رَحِمَهُ اللَّهُ 1435 - أخبرنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَتْحِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَلَّاكِيُّ بِزَنْجَانَ أَنَا جَدِّي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الزَّنْجَانِيُّ 1436 - سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا الْفَتْحِ يَقُولُ ولدت سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوُفِّيَ جَدِّي سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَكَانَ قَدْ تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى الدَّارَكِيِّ وَكَتَبَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ عَنْ مِشَائِخِهَا وَقَضَى بِزَنْجَانَ سِتِّينَ سَنَةً وَلَمَّا تُوُفِّيَ كُفِّنَ فِيمَا كَانَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ غَيْرَهُ قَالَ وَقَدْ تَوَلَّيْتُ أَنَا الْقَضَاءَ ثَلَاثِينَ سَنَةً نُبْتُ عَنْ عَمِّي إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً وَتَوَلَّيْتُ بِنَفْسِي تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ عَزَلْتُ نَفْسِي وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَهُوَ قَاضٍ عَفِيفٌ أَصِيلٌ مَمْدُوحٌ بِكُلِّ لِسَانٍ يَرْجِعُ إِلَى دِينٍ مَتِينٍ 1437 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَشْنَوَيْهِ الحديث: 1433 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 الْخَطِيبُ بِالْعَسْكَرِ عَسْكَرِ مُكْرَمٍ ثَنِي أَبُو الْعِزِّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْقَاضِي ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَهْرَمِيُّ ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبَّادٍ الْخَطَّابِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ 1438 - وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَذَكَرَ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَصْحَابَ أَبِي هِلَالٍ الْعَسْكَرِيِّ وَأَخَذَ عَنْهُمْ وَأَنَّهُ سَمِعَ بِبَغْدَادَ ابْنَ الْمُسْلِمَةِ وَابْنَ الْغَرِيقِ وَابْنَ الْمَأْمُونِ وَابْنَ النَّقٌّورِ وَطَبَقَتَهُمْ غَيْرَ أَنَّ أُصُولَهُ لَمْ تَكُنْ عَلَى الْيَدِ وَكُنْتُ أَنَا مُسْتَعْجِلًا عَلَى الطَّرِيقِ فَاقْتَنَعْتُ بِقَدْرٍ يَسِيرٍ كَتَبْتُهُ عَنْهُ قَالَ وَهُوَ فَقِيهٌ عَلَى مَذْهِبِ أَبِي حَنِيفَةَ مُتَكَلِّمٌ عَلَى مَذْهَبِ الْمُعْتَزِلَةِ 1439 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمُفَضَّلِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ قَاضِي الصِّينِيَّةِ وَأَعْمَالِهَا بِوَاسِطٍ لِأَبِي بَكْرٍ الشِّبْلِيِّ (ذَابَ مِمَّا فِي فُؤَادِي بَدَنِي ... وَفُؤَادِي ذَابَ مِمَّا فِي الْبَدَنْ) (اقْطَعُوا حَبْلِي وَإِنْ شِئْتُمْ صِلُوا ... كُلُّ شَيْءٍ مِنْكُمُ عِنْدِي حَسَنْ) (صَحَّ عِنْدَ النَّاسِ أَنِّي عَاشِقٌ ... غَيْرَ أَنْ لَمْ يَعْلَمُوا حُبِّي لِمَنْ) // الرمل // 1440 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ هَاشِمُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ هَاشِمٍ الْحِجَازِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ قَالَ قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ قَدِيمٍ (لَوْلَا التَّعَلُّلُ بِالْقِرْطَاسِ وَالْقَلَمِ ... مَا كَانَ لِي رَاحَةٌ فِي الْخَلْقِ مِنْ أَلَمِ) الحديث: 1438 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 (إِنَّ الْحَكِيمَ إِذَا مَا لَمْ يَجِدْ أَنَسًا ... فَلَيْسَ يُؤْنِسُهُ شَيْءٌ سوى الحكم) // الْبَسِيط // 1441 - سَمِعت أَبَا الْوَلِيدِ هَاشِمَ بْنَ شَعْبَانَ بْنِ مَحْمُودٍ الْحُصَيْنِيَّ بِالْحُصَيْنِ عَلَى نَهْرِ الْخَابُورِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا السَّهْلِ خَلَفَ بْنَ نَاشِبٍ الْحُصَيْنِيَّ يَقُولُ سَمِعت عُمَرَ بْنَ جَنَاحٍ الْحُصَيْنِيَّ يَقُولُ اشْتَهَيْنَا لَيْلَةً السَّمَكَ فَقَالَ لِي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْقَعْقَاعِ قُمْ يَا عُمَرُ وَخُذِ الْبَكَرَةَ وَعَلِّقْ عَلَيْهَا لُقْمَةً مِنَ الطَّعَامِ وَانْزِلْ إِلَى الْمَاءِ وَسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَ وَإِذَا بِسَمَكَةٍ كَبِيرَةٍ بِخَلَافِ الْعَادَةِ فَشَوَيْنَاهَا قَالَ هَاشِمٌ كَانَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ الْوِلَايَةِ وَالْكَرَامَةِ وَعَلِمَ بِذَلِكَ كُلُّ مَنْ بِالْخَابُورِ وَقَبْرُهُ الْآنَ بِظَاهِرِ الْحُصَيْنِ يُزَارُ وَيُتَبَرَّكُ بِهِ وَدَلَّنِي هَاشِمٌ وَغَيْرُهُ عَلَيْهِ فَزُرْتُهُ 1442 - هَاشِمٌ هَذَا مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَالْعَفَافِ ضَرِيرُ الْبَصَرِ مُقْرِئٌ مِنْ تَلَامِذَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَاكَسِينِيِّ وَيَحْفَظُ مِنْ شِعْرِهِ كَثِيرًا وَأَنْشَدَنِي مِنْهُ يَسِيرًا وَكَانَ يَؤُمُّ فِي مَوْضِعِهِ وَيَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَامِعِهِ 1443 - أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ بِالثَّغْرِ أَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْغَيْثِ اللَّخْمِيُّ ثَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّابُلُسِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ يُوسُفُ بْنُ سَهْلُونَ بْنِ الْمَنْشِيِّ ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ ثَنَا طَاهِرُ بْنُ عِيسَى ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا أَسَدُ بْنُ حُمْرَانَ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تُقُولُهُنَّ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكِ إِنْ مِتَّ تِلْكَ كَذَا دَخَلْتَ الْجَنَّةَ وَإِنْ عِشْتَ عِشْتَ بِخَيْرٍ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ 1444 - هَاشِمٌ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مُحِبًّا لِلْعِلْمِ وَأَهْلِهِ وَهُوَ إِفْرِيقِيٌّ مِنْ الحديث: 1441 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 أَهْلِ الْمَهْدِيَّةِ سَكَنَ الثَّغْرَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ 1445 - سَمِعت أَبَا الْمَكَارِمِ هَدِيَّةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ فَتُّوحٍ الْحَضْرَمِيَّ الْمُهَنْدِسَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ مَكِّيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّوْزِيَّ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنَ هَارُونَ السَّهْمِيَّ يَقُولُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَالسُّكُوتُ أَنْفَعُ شَيْءٍ حِينَ يَمُوتُ 1446 - هَدِيَّةُ هَذَا كَانَ مِنْ أَذْكَى خَلْقِ اللَّهِ فِي الْهَنْدَسَةِ وَبِمَا يَقْرُبُ مِنْهَا وَكَانَ مُتَدَيِّنًا لَا يَنْقَطِعُ عَنْ مَجَالِسِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنِيفِيِّ الرَّازِيِّ وَغَيْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ 1447 - أَنْشَدَنِي أَبُو السَّخَاءِ هِدَيَّةُ بْنُ شَبَانَةَ بْنِ حَمَّادٍ الْكِنْدِيُّ السَّنْجَارِيُّ بِقَرْقِيسِيَا قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فُرَيْجٍ الْقُضَاعِيُّ لِنَفْسِهِ (وَصَلَ الْكِتَابُ فَكَانَ كَالدُّرِّ ... فِي نَظْمِهِ وَمَحَاسِنِ النَّثْرِ) (فَلَثَمْتُهُ لَثْمَ الْحَبِيبِ سَهَا ... عَنْهُ الرَّقِيبُ مَبَاسِمَ الثَّغْرِ) (وَجَلا هُمُومًا أَوْرَثَتْ شَجَنًا ... فِي الْقَلْبِ أَسْفَعَ مِنْ ذَكِيِّ الْجَمْرِ) (فَلَئِنْ زَلَلْتُ فَلا يَلُمْ أَحَدٌ ... قَلْبِي أَسِيرُ الْهَمِّ وَالْفِكْرِ) (وَلَئِنْ أَصَبْتُ فَإِنَّ ذَا عَجَبٌ ... كَيْفَ الصَّوَابُ لِمُقْفَلِ الصَّدْر) // الْكَامِل // 1448 - هَدِيَّةُ هَذَا سِنْجَارِيُّ الْأَصْلِ وَاسْتَوْطَنَ قَرْقِيسِيَا وَكَانَ ضَرِيرًا مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْفَرَائِضِ وَلَهُ شِعْرٌ وَقَدْ أَنْشَدَنِي شَيْئًا مِنْهُ 1449 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَنْصُورِ هِلَالُ بْنُ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ الْحِمْيَرِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَخِي بَادِيسُ بْنُ يَحْيَى لِنَفْسِهِ بِالْمَهْدِيَّةِ الحديث: 1445 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 (أَشَاقَكَ رَبْعٌ مِنْ أُمَيْمَةَ دَاثِرُ ... أَحَالَتْ مَغَانِيهِ الدُّهُورُ الْغَوَائِرُ) (وَقَفْنَا فَقَضَّيْنَا حُقُوقَ عُهُودِهِ ... وَقَدْ سَئِمَتْ طُولَ الْوُقُوفِ الضَّوَامِرُ) (وَكُنَّا كَتَمْنَا الرَّكْبَ أَسْرَارَ حُبِّنَا ... فَبَاحَتْ بِمَا نُخْفِي الدُّمُوعُ الْبَوَادِرُ) (أَلَا قَاتَلَ اللَّهُ الْعُيُونَ فَإِنَّهَا ... سُلَافٌ لِأَلْبَابِ الرِّجَالِ مُخَامِرُ) (بَعَثْنَ سِهَامًا لِلْقُلُوبِ صَوَائِبَا ... وَهُنَّ لِحَاظٌ فِي الْجُفُونِ فواتر) // الطَّوِيل // 1450 - هِلَالٌ هَذَا مِنْ بَيْتِ الْمُلْكِ وَجَدُّهُ الْأَمِيرُ تَمِيمُ بْنُ الْمُعِزِّ بْنِ بَادِيسَ سُلْطَانُ إِفْرِيقِيَا وَأَشْهَرُ فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَكَانَ يُقَالُ لَهُ نُوحٌ الثَّانِي مِنْ كَثْرَةِ أَوْلَادِهِ 1451 - سَمِعت أَبَا الْمَيْمُونِ هَمَّامَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بَرْبَرِيٍّ الْأَزْدِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى أَبِي مُوسَى الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ لَمَّا شَهِدَ ابْنِي عِيسَى عِنْدَ الْحَاكِمِ وَقُبِلَ قَوْلُهُ دَاخَلَنِي مِنَ الْغَمِّ مَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ أَعْلَمُ وَبَقِيتُ يَوْمَيْنِ لَمْ آكُلِ الطَّعَامَ قَالَ هَمَّامٌ وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَهُ مَعْرُوفٌ وَقَدْ فَعَلَ مَا فَعَلَ لِعِلْمِهِ أَنَّ الشَّاهِدَ لَا يَتَخَلَّصُ مِنَ التَّبِعَاتِ دِينًا وَدُنْيَا إِلَّا مَنْ عَصِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى 1452 - هَمَّامٌ هَذَا مِنْ شُيُوخِ الْأَزْدِ كَانَ كَبِيرَ السِّنِّ وَفِي أُخْرَى الْحِكَايَةُ بِحَالِهَا وَفِي آخِرِهَا 1453 - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ لِي هَمَّامٌ لَمْ أَرَهُ وَتَزَوَّجْتُ بِابْنَتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَمَاتَتْ وَهِيَ فِي عِصْمَتِي رَحِمَهَا اللَّهُ وَكَانَتْ كَأَبِيهَا مِنَ الصَّالِحَاتِ وَبَيْتُهُمْ بَيْتٌ جَلِيلٌ وَمِنْهُمْ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ الصَّبَّاغِ وَتَوَلَّى تَزْوِيجَهَا لِي أَخُوهَا أَبُو الْبَرَكَاتِ عِيسَى الشَّاهِدُ الَّذِي اغْتَمَّ أَبُوهُ لِشَهَادَتِهِ 1454 - قَالَ لِي يَوْمًا الْأَمِيرُ أَبُو هَمَّامُ بْنُ سَوَّارٍ اللَّخْمِيُّ قَبْلَ أَنْ الحديث: 1450 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 وَلِيَ أَخُوهُ الضِّرْغَامُ الْوِزَارَةَ وَهُوَ وَالِي الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَا الْخُلَفَاءُ عِنْدِي سِوَى الْعُلَمَاءِ وَذَلِكَ بِمَحْضَرٍ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ فَتَدَارَكْتُ الْأَمْرَ وَقُلْتُ مَا أَبْعَدَ الْأَمِيرُ وَفَّقَهُ اللَّهُ فَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِي قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ خُلَفَاؤُكَ قَالَ قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي يَرْوُونَ أَحَادِيثِي وَسُنَّتِي وَيُعَلِّمُونَهَا النَّاسَ لَكِن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تُوُفِّيَ وَرَّثَ الْعِلْمَ وَالسَّيْفَ فَالْعِلْمُ لِلْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ مَا أَمَرَ بِهِ الشَّارِعُ وَالسَّيْفُ لِلْأُمَرَاءِ وَجُيُوشِ الْإِسْلَامِ يَأْتَمِرُونَ ذَلِكَ لَكِنْ بَيْنَ مَنْ يَقُولُ افْعَلْ وَبَيْنَ مَنْ يَفْعَلُ بَوْنٌ بَعِيدٌ وَفَرْقٌ ظَاهِرٌ وَنَحْنُ الْآنَ وَأَنْتُمْ وَإِنِ اخْتَلَفْنَا فِي الزِّيِّ فَوَارِثَانِ لِإِرْثِ النُّبُوَّةِ وَكَجِسْمٍ وَاحِدٍ فَاسْتَحْسَنُوا هَذَا وَأَثْنَوْا بِخَيْرٍ وَأَرْضَيْتُهُمْ بِهَذَا الْفَصْلِ خَوْفًا مِنَ التَّشَعْيُثِ 1455 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَحْصُبِيُّ الْقُرْطُبِيُّ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ سِرَاجُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سِرَاجٍ الْوَزِيرُ اللُّغَوِيُّ الْعَلَّامَةُ بِقُرْطُبَةَ لِنَفْسِهِ (لَمَّا تَبَوَّأَ مِنْ فُؤَادِي مَنْزِلًا ... وَغَدَا يُسَلِّطُ مُقْلَتَيْهِ عَلَيْهِ) (نَادَيْتُهُ مُسْتَرْحِمًا مِنْ زَفْرَةٍ ... أَفْضَتْ بِأَسْرَارِ الضَّمِيرِ إِلَيْهِ) (رِفْقًا بِمَنْزِلِكَ الَّذِي تَحْتَلُّهُ ... يَا من يخرب بَيته بيدَيْهِ) // الْكَامِل // 1456 - أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عِيسَى هَذَا مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْأَنْدَلُسِ وَمِنْ بَيْتٍ كَبِيرٍ مَشْهُورٍ بِالرِّئَاسَةِ وَجَدُّهُ كَانَ صَاحِبَ الْأَحْكَامِ بِقُرْطُبَةَ وَأَجْدَادُهُ كَانُوا رُؤَسَاءَ نُبَهَاءَ لَا فُقَهَاءَ وَهُوَ كَانَ نَبِيهًا فَقِيهًا وَقَدْ سَمِعَ عَلَيَّ لَمَّا قَدِمَ مِصْرَ لِلْحَجِّ كَثِيرًا وَقَبْلَ ذَلِكَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ وَصِهْرِهِ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ سِرَاجٍ الْعَلَّامَةِ وَغَيْرِهِمَا بِقُرْطُبَةَ وَتَوَجَّهَ إِلَى الْحِجَازِ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مُدَّةً إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ هُنَاكَ وَيُعْرَفُ بِالْحَفِيدِ وَكَانَ قَدْ تَرَكَ الدُّنْيَا عَنْ قُدْرَةٍ 1457 - قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَزَوَانَ الْقَيْسِيُّ الْقُرْطُبِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَا كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا يَتْرُكُ مَا تَرَكَ الْحَفِيدُ مِنَ الدُّنْيَا وَيَخْتَارُ الْآخِرَةَ عَلَيْهِ الحديث: 1455 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 وَاللَّهِ مَا خَرَجَ إِلَّا مِنْ مُلْكِ الدَّارِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا بِقُرْطُبَةَ دَارُ الْمُلْكِ بِالْأَنْدَلُسِ نَظِيرٌ وَالْأَمْلَاكُ الطَّائِلَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً وَقَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُتْقِنِ السَّبْتِيُّ لَمْ يَشْرَبِ الْحَفِيدُ طُولَ مُقَامِهِ بِمَكَّةَ إِلَّا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَلَمْ يَمْشِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُنْتَعِلًا قَطُّ وَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَاطِبٍ الْبَاجِيُّ تُوُفِّيَ الْحَفِيدُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَرْمَلِيُّ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحِجَازِ زَارَ أَبُو الْوَلِيدِ الْحَفِيدُ مَعَنَا مَاشِيًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَحِمْلُهُ مَعَهُ فَسَأَلْنَاهُ فِي الرُّكُوبِ فَأَبَى وَقَالَ وَاللَّهِ لَا رَكِبْتُ مِنْ بَيْتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ إِلَى تُرْبَةِ نَبِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا كُنْتُ إِلَّا مَاشِيًا 1458 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْبَرْوَجِيَّ الْهِنْدِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَعَلَى يَمِينِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعَلَى يَسَارِهِ عُمَرُ وَأَنَا وَفَقِيهٌ مِنَ الْمَغْرِبِ مَعِي فِي بَعْضِ الْمَسَاجِدِ بَائِتَانِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ من هَهُنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيهٌ وَغَرِيبٌ وَلَمْ أَرَ قَطُّ وَجْهًا أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِهِ وَكَانَتْ رِجْلِي تُوجِعُنِي فَهَدَأَتْ بِبَرَكَةِ رُؤْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1459 - هَارُونُ هَذَا مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ مِنْ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرْوَجُ وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا لَا يَتَمَكَّنُ مِنْ تَعْبِيرِ مَا فِي قَلْبِهِ وَيُرِيدُ إِيرَادَهُ لَا بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَا بِالْفَارِسِيَّةِ إِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ وَكَانَ يُؤَذِّنُ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الثَّغْرِ وَقَدْ حَجَّ وَيُقَالُ لِبَرْوَجَ بَلَدِهِ بَرْوَضُ أَيْضًا 1460 - سَمِعت هُزَارَمَرْدَ بْنَ مَحْمُودِ بْنِ الضَّيْفِ الْجُنْدِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ أَنْشَدَ ابْنُ الْعَلَّانِيِّ الْمَعَرِّيُّ الْأَفْضَلَ سُلْطَانَ مِصْرَ قَصِيدَةً عِنْدَ إِخْرَاجِهِ الْقُمُوحَ وَبَيْعِهَا لِلرَّعِيَّةِ بِنُقْصَانِ مَا كَانَ التُّجَّارُ يَبِيعُونَهَا فِي أَيَّامِ الشِّدَةِ اسْتَحْسَنَهَا مَنْ سَمِعَهَا وَمِنْ جُمْلَتِهَا (يَا مُغْلِيَ الْأَشْعَارِ وَهْيَ رَخِيصَةٌ ... يَا مرخص الأسعار وَهِي غوالي) // الْكَامِل // الحديث: 1458 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 1461 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ هَانِي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَانِي اللَّخْمِيُّ الْغَرْنَاطِيُّ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَمْرو عُثْمَان بْنُ عَمْرَدَةَ الْأَلَبِيرِيُّ بِغَرْنَاطَةَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْفَقِيهُ الْأَلَبِيرِيُّ لِنَفْسِهِ (لَا شَيْءَ أَخْسَرُ صَفْقَةً مِنْ عَالِمٍ ... لَعِبَتْ بِهِ الدُّنْيَا مَعَ الْجُهَّالِ) (فَغَدَا يُفَرِّقُ دِينَهُ أَيْدِي سَبَا ... وَيُزِيلُهُ حِرْصًا لِجَمْعِ الْمَالِ) (مَنْ لَا يُرَاقِبُ رَبَّهُ وَيَخَافُهُ ... تَبَّتْ يَدَاهُ وَمَاله من وَال) // الْكَامِل // 1462 - هَانِي هَذَا مِنْ أَعْيَانِ رُؤَسَاءِ بَلَدِهِ بِالْأَنْدَلُسِ وَفُقَهَائِهَا قَدِمَ مِصْرَ حَاجًّا وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَكَتَبَ عَنِّي غَيْرَ جُزْءٍ وَاسْتَنْشَدْتُهُ فَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ طَرِيفَةً مِنْ جُمْلَتِهَا مَا تَقَدَّمَ الحديث: 1461 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 - حَرْفُ الْوَاوِ - 1463 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمَنْصُورِ وَثَّابُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ لِنَفْسِهِ بِمِصْرَ مِنْ قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ (إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ خَلِيٍّ يَشْتَكِي ... حَرَقًا بِلَا هَجْرٍ وَغَيْرِ تَفَرُّقِ) (لَا موت إلاالعشق يَخْتَلِسُ الْفَتَى ... قَهْرًا فَكَيْفَ يَمُوتُ من لم يعشق) // الْكَامِل // 1464 - وَثَّابٌ هَذَا مِنْ بَنِي الْأَنْصَارِيِّ وَجَدُّهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَنْصَارِيِّ يُكَنَّى أَبَا الْوَفَاءِ وَيُلَقَّبُ مُعْتَمِدَ الدَّوْلَةِ وَكَانَ قَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الْأُرْدُنِّ وَعَسْقَلَانَ وَالرَّمْلَةِ وَغَزَّةَ وَغَيْرِهَا وَلَهُ شِعْرٌ فَائِقٌ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ فِي الْأَدَبِ بِقُطْرِهِ سِوَى ابْنِ أَعْلَى الشَّخْبَاءِ الْمَنْعُوتِ بِالْمُجِيدِ وَقَدْ قُتِلَا جَمِيعًا قَتَلَهُمَا بَدْرٌ الْأَمِيرُ الْمَعْرُوفُ بِأَمِيرِ الْجُيُوشِ 1465 - سَمِعت الْأَمِيرَ أَبَا وَثَّاب بْن رَاجِحِ بْنِ طَلَائِعَ الْجُنْدِيَّ الحديث: 1463 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَرَادَةَ الْحَلَبِيُّ عِنْدَنَا بِمِصْرَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ. 1466 - ابْنُ أَبِي جَرَادَةَ هَذَا الَّذِي حَدثنَا وَثَّابٌ بِوَفَاتِهِ قَدْ كَتَبَ عَنِّي حَدِيثًا كَثِيرًا وَعَلَّقْتُ أَنَا عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً وَلَهُ شِعْرٌ فِي غَايَةِ الْجَوْدَةِ وَخَطُّهُ فِي نِهَايَةِ الْحُسْنِ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ مُشَاعَرَةٌ وَمَدَحَنِي بِمُقَطَّعَاتٍ وَكَتَبَ لِي جُزْءًا مِنْ شِعْرِهِ. 1467 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ وَحْشِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت عَلَى أَبِي الْفَتْحِ نَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ الْفَقِيهِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَلَمْ أَرَ فِيمَنْ رَأَيْتُ أَكْثَرَ اجْتِهَادًا فِي الْعِلْمِ وَلَا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا مِنْهُ وَكَانَ أَكْثَرَ أَوْقَاتِهِ يَذْهَبُ فِي النَّسْخِ أَوْ قِرَاءَةِ الْفِقْهِ عَلَيْهِ أَوْ رِوَايَةِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَقَدْ أَنْشَدَنَا يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى قِطْعَةً مِنَ الشِّعْرِ حَفِظْتُ مِنْهَا قَالَ الْفَقِيرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى نَاسِخُ هَذَا الْكِتَابَ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَوْصِلِيُّ وَهَذِهِ الْقِطْعَةُ قَدْ ذُكِرَتْ مُتَقَدَّمًا فِي تَرْجَمَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُقْرِئُ الْقَيْرَوَانِيِّ تَامَّةً مُسْتَوْفَاةً وَمَا الْحَاجَةُ إِلَى إيرادها هَهُنَا وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ. 1468 - وَحْشِيٌّ هَذَا مَقْدِسِيٌّ كَبِيرُ السِّنِّ اسْتَوْطَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ بَعْدَ اسْتِيلَاءِ الْفِرِنْجِ عَلَى الْقُدْسِ وَكَانَ هَادِئَ الطَّبِيعَةِ سِكِّيتًا شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ مِنْ أَصْحَابِ نَصْرٍ الْفَقِيهِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. 1469 - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ وَحْشِيَّ بْنَ عَبْدِ الْغَالِبِ بْنِ نَجَاءٍ السَّعْدِيَّ الْمَالِكِيَّ يَقُولُ ذَكَرَ الْقَاضِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِ الْمَبْسُوطِ عَنْ مَالِكٍ الحديث: 1466 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 الْجَهْرُ بِالْبَسْمَلَةِ فِي الْفَرَائِضِ قَالَ وَأَمَّا النَّوَافِلُ فَلَا خِلافَ فِيهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ قَالَ وَحْشِيٌّ وَأَنَا لَا أَتْرُكُهَا فِي صَلَاتِي أَبَدًا. 1470 - وَوَحْشِيٌّ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَفُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّةِ وَسَمِعَ عَلَيَّ مِنَ الْحَدِيثِ كَثِيرًا رَحِمَهُ اللَّهُ. 1471 - أَبُو الْحَسَنِ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُوَفِّقِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ الْأَزْدِيُّ الْبَسْطِيُّ كَهْلٌ مِنْ أَهْلِ الْأَنْدَلُسِ مَالِكِيُّ الْمَذْهَبِ سَمِعَ عَلَيَّ وَعَلَى نَفَرٍ مِنْ شُيُوخِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَانَ يَتَفَقَّهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيِّ عَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَسْطَةَ بَلَدِهِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَانْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُهُ. 1472 - أَنْشَدَنِي أَبُو مَرْوَانَ الْوَلِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَبْرَةَ الْغَافِقِيُّ الدَّرَوْقِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَرَبِ مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ الصَّقَلِّيُّ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ (وَكَمْ سَهْمِ بَغْيٍ لَمْ أَخَفْ أَنْ يُصِيبَنِي ... أُصِيبَ بِهِ مِمَّنْ رَمَانِي بِهِ النَّحْرُ) (وَلَمْ يَعْدُنِي حِفْظُ الْإِلَهِ وَلُطْفُهُ ... وَلِيدًا وكَهْلًا لَوْ وَفَى بهما الشُّكْر) // الطَّوِيل // 1473 - أَبُو مَرْوَانَ هَذَا مِنْ قُدَمَاءِ الشُّعَرَاءِ وَنُبَلَاءِ الْأُدَبَاءِ مَدَحَ الْمُلُوكَ بِالْمَغْرِبِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِ أَبِي الْعَرَبِ وَمِنْ شِعْرِهِ هُوَ وَمَدَحَنِي بِقَصَائِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَمِمَّا أَنْشَدَنِي مِنْ شِعْرِهِ عَلَى لِسَانِ الْقَوْسِ (أَنَا الْقَوْسُ قَبْلَ النَّزْعِ أَبْدُو كَأَنَّنِي ... هِلَالٌ وَعِنْدَ النَّزْعِ بَدْرُ تَمَامِ) (فَبِي تُدْرَكُ الْأَرْوَاحُ يَوْمَ كَرِيهَةٍ ... إِذَا بَعُدَتْ عَنْ ذَابِلٍ وَحُسَامِ) (وَإِنْ رَدَّ عَنْ رُوحٍ حُسَامًا وَذَابِلًا ... دِلَاصٌ فَمَا تَسْطِيعُ رَدَّ سِهَامِ) الحديث: 1470 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 (كَأَنَّ سِهَامِي لَحْظُ عَفْرَاءَ فِي الْوَغَى ... وَكُلُّ رَمِيٍّ عُرْوَةُ بنُ حزَام) // الطَّوِيل // 1474 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْمُسَيِّبِ وُهَيْبُ بْنُ مُتَرَّفِ بْنِ مَهْيُوفٍ التَّمِيمِيُّ مِنْ شُعَرَاءِ الْبَوَادِي بِتَدْمُرَ لِنَفْسِهِ (أَجْرَتْ دُمُوعَ الْعَنْبَرِيِّ حَمَائِمُ ... بِالْجَامِعَيْنِ عَدِمْتُهُنَّ حَمَائِمَا) (وُرْقٌ عَلَى فَنَنٍ سَجَعْنَ صَبَابَةً ... هِضْنَ الْخَبَالَ فَعَادَ دَاءً دَائِمَا) (يَا لَيْلُ كَمْ أَضْنَيْتِ قَلْبَ مُتَيَّمٍ ... قَدْ كَانَ مُعْتَقِدًا عَلَيْكِ ذَمَائِمَا) (لَوْ كَانَ يُبْرِي مِنْ هَوَاكِ تَمَائِمُ ... أُلْبِسْتُ أَوْ يُبْرِي هَوَاكِ تَمَائِمَا) (يَا لَائِمِي فِيهَا الْخَلِيُّ اكْتَفَّ مِنْ ... لَوْمِي وَمن عذلي عدمتك لائما) // الْكَامِل // 1475 - أَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ أَكْثَرُهَا مَلْحُونَةٌ رَكِيكَةٌ وَإِنَّمَا كَتَبْتُ عَنْهُ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ وَلِلْمَوْضِعِ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ مَوْضِعٌ قَدِيمٌ وَلَمْ يُرَ مِثْلُهُ إِحْكَامًا بَيْنَ دِمَشْقَ وَالرَّحْبَةِ وَيُقَالُ إِنَّهُ مِنْ بِنَاءِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقُلْتُ أَنَا فِيهِ لَمَّا شَاهَدْتُهُ (كَمْ قَدْ رَأَيْتُ مِنَ الْبِلَادِ فَلَمْ أَجِدْ ... فِيهَا كَتَدْمُرَ بِنْيَةً وَأَسَاسَا) (بَلَدٌ مِنَ الْحَجَرِ الْمُنَقَّشِ كُلُّهُ ... فَإِذَا تُؤُمِّلَ فِيهِ هَالَ النَّاسَا) (وَالْمُدْنُ فِي الْإِحْكَامِ أَجْسَامٌ وَقَدْ ... أَضْحَى الْحَقِيقَةَ لِلْجَمِيعِ الراسا) // الْكَامِل // 1476 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْكَرَمِ وَجِيهُ بْنُ شِبْلِ بْنِ فَاضِلِ بْنِ ذِي الْقَرْنَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ التَّغْلِبِيُّ الْكَاتِبُ بِالثَّغْرِ أَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي مُغِيثٍ اللَّخْمِيُّ أَخْبَرَنِي أَبُو الْعِزِّ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ مُرَجَّحٍ الْبَصْرِيُّ فِي كِتَابِهِ الحديث: 1474 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 ثَنَا عِيسَى بْنُ غَسَّانَ بْنِ مُوسَى إِمْلَاءً ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَعْرُوفِ بْنِ يَحْيَى الْعَبَّادَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعُقَيْلِيُّ الْأصْبَهَانِيُّ ثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ. 1477 - وَجِيهٌ هَذَا كَانَ يُورِقُ بِالثَّغْرِ وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْمَمْلَكَةِ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيثَيْنِ مَعَ نُزُولِهَا لِغَرَابَةِ اسْمِهِ وَهُوَ وَجِيهُ بْنُ شِبْلِ بْنِ فَاضِلِ بْنِ ذِي الْقَرْنَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْدَانَ التَّغْلِبِيُّ وَذُو الْقَرْنَيْنِ هُوَ الْمَنْعُوتُ بِوَجِيهِ الدَّوْلَةِ وَلَهُ دِيوَانُ شِعْرٍ وَيُقَالُ التَّغْلِبِيَّانِ خُتِمَ بِهِمَا الشِّعْرُ يَعْنِي بِهِ هُوَ وَأَبُو فِرَاسٍ الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدِ بن حمدَان كَمَا قيل قدما الشِّعْرُ قَدْ خُتِمَ بِالطَّرَفَيْنِ يَعْنُونَ امْرَأَ الْقَيْسِ فِي الْمُتَقَدِّمِينَ وَأَبَا الطّيب المتنبي فِي الْمُتَأَخِّرين والأندلسيون يَقُولُونَ هَذَا الْقَوْلَ لَكِنْ يُقِيمُونَ يُوسُفَ بْنَ هَارُونَ الرَّمَادِيَّ مَقَامَ الْمُتَنَبِّي وَيُوسُفُ أَنْدَلُسِيٌّ مَا هُوَ حَسَنُ النَّظْمِ. 1478 - وَضَّاحٌ هَذَا مِنْ بَنِي تَمِيمِ بْنِ الْمُعِزِّ الْحِمْيَرِيِّ تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْهُ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مَا عَلَّقْتُ لِغَرَابَةِ اسْمِهِ لَا لِعُلُوِّ سَنَدِهِ وَلَا عِلْمِهِ وَكَانَ مِنْ سُكَّانِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1479 - سَمِعت أَبَا يُوسُفَ وَاضِحَ بْنَ وَهْبَانَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْدِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ صَحِبْتُ أَبَا سَالِمٍ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَائِدٍ الصَّدَفِيَّ وَكَانَ صَاحِبَ زَاوِيَةٍ لَا يَصْحَبُ النَّاسَ إِلَّا قَلِيلًا وَيَقُولُ لَا تَرَى مَا يَضُرُّكَ وَيُتْعِبُكَ إِلَّا مِمَّنْ يَطْرُقُكَ وَيَصْحَبُكُ. 1480 - أَبُو يُوسُفَ هَذَا شَيْخٌ كَبِيرُ السِّنِّ مِنْ شُيُوخِ الْأَزْدِ وَكَانَ مَائِلًا إِلَى الصَّلَاحِ مُثْنِيًا عَلَى أَبِي سَالِمٍ لَمَّا شَاهَدَهُ مِنْ صَلَاحِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ. الحديث: 1477 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 1481 - أَنْشَدَنِي وَصِيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكْرِيُّ بِالنَّخْلَةِ قَبْلَ وُصُولِي إِلَى مَكَّةَ مِنْ قِيلَةَ أَبْيَاتَ شِعْرٍ اسْتَحْسَنْتُهَا جِدًّا وَكَتَبْتُهَا فَسُرِقَتْ مِنِّي بِمِنًى مَعَ أَشْيَاءَ أُخَرَ مِنْ مَلْبُوسٍ وَغَيْرِهِ كَانَتْ فِي حَقِيبَةٍ وَلَمْ أَلْتَقِ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَكْتُبُ عَنْهُ شَيْئًا آخَرَ مِنْ شِعْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1482 - أخبرنَا أَبُو الْعَدْلِ وَفَاءُ بْنُ ذُبْيَانَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الثَّعْلَبِيُّ النَّابُلُسِيُّ بِمِصْرَ قَالَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ الْحَافِظُ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ سَمِعت أَنَسًا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً كؤودا لَا يُجَاوِزُهَا إِلَّا الْمُخِفُّونَ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ قُوتُ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ قَالَ لَا قَالَ فَأَنْتَ مِنَ الْمُخِفِّينَ. 1483 - أَبُو الْعَدْلِ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْوَرَعِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ قَرَأْنَا عَلَيْهِ شَيْئًا يَسِيرًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقِ الْحَبَّالِ وَأَبِي الْحَسَنِ الْخِلَعِيِّ وَكَانَ مُحْتَرَمًا بَيْنَ الشَّامِيِّينَ الْمُقِيمِينَ بِمِصْرَ لِصَلَاحِهِ وَوَرَعِهِ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ وَيَبْكِي عِنْدَ سَمَاعِ الْحَدِيثِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 1484 - أخبرنَا وَفَاءُ بْنُ جَابَارَ الْهَمَذَانِيُّ بِهَمَذَانَ. الحديث: 1481 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 1485 - أَنْشَدَنِي وَهْسُوذَانُ الْجَنْزِيُّ بِالْمَرَاغَةِ أَنْشَدَنِي عَلِيٌّ السَّرَّاجُ بِالْمَوْصِلِ (خَرَجْتُ وَفِي أَمَلِي عَوْدَةٌ ... وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَدْرِي مَتَى) (فَحَرَّكَنِي قَدَرٌ لَمْ أَجِدْ ... سَبِيلًا إلَى رَدِّهِ مُذْ أَتَى) (وَمَنْ أَمْرُهُ فِي يَدَيْ غَيْرِهِ ... سَيُغْلَبُ إِنْ شَاءَ أَوْ إِنْ عَتَى) (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ ... سَيَجْمَعُ شَمْلِي كَمَا شَتَّتَا) // المتقارب // الحديث: 1485 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 - حَرْفُ الْيَاءِ - 1486 - أخبرنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْقِلَالِيِّ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْجَرَّاحِ ثَنَا الْحسن بن الطّيب الْبَلْخِي ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مُعَاوِيَةَ السَّلْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنِّي أَتَيْتُكَ لِأُجَاهِدَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ اذْهَبْ فَبِرَّهَا فَقُلْتُ مَا أَحْسَبُهُ فَهِمَ قَالَ فَأَتَيْتُهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ اذْهَبْ فَاقْعُدْ عِنْدَ رِجْلَيْهَا فَثَمَّ الْجِهَادُ 1487 - أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شبْل الإسْكَنْدراني بِهَا أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ بِصُورَ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْأَهْوَازِيُّ بِبَغْدَادَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ ثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَمُوتُ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ 1488 - أَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ هَذَا طَلَبَ الْحَدِيثَ بِنَفْسِهِ وَكَتَبَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الشُّيُوخِ الحديث: 1486 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 وَمِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ بِصُورَ وَدِمَشْقَ جَمِيعًا وَأَبُو الْغَنَائِمِ بْنُ الْغَرَّاءِ الْبَصْرِيُّ الْمُقْرِئُ وَابْنُ وَرْقَاءَ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالْقُدْسِ بِإِفَادَةِ عُمَرَ الرَّوَاسِيِّ الْحَافِظِ وَعَبْدُ الْحَقِّ بْنُ هَارُونَ الصَّقَلِّيُّ وَجَمَاهِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْدَلُسِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَآخَرُونَ وَعُرِضَتْ عَلَيْهِ الشَّهَادَةُ فَلَمْ يَقْبَلْهَا وَكَانَ ثِقَةً دَيِّنًا وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ الْبَحْرِ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَحَضَرَهُ خَلْقٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً وَكَانَ قَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ شِبْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى أَنْ مَاتَ وَكَتَبَ عَنِّي غَيْرَ جُزْءٍ وَسَمِعَهُ نَفَعُهُ اللَّهُ بِذَلِكَ 1489 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُرَدَ الْخُزَاعِيُّ بِوَاسِطٍ أَنَا أَبُو تَمَّامٍ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَبْدِيُّ أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ الْأَسَدِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ 1490 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ نَصْرِ بْنِ صُرَدَ الْخُزَاعِيُّ شَيْخٌ مَرْضِيُّ الطَّرِيقَةِ عَلَى الْحَقِيقَةِ 1491 - أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي مَلَّولِ بْنِ عُشَيْرَةَ الزَّنَاتِيُّ فَقِيهٌ كَامِلٌ تَفَقَّهَ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيِّ وَاجْتَمَعْنَا بِبَغْدَادَ وَلَمْ نَلْتَقِ لِأَنِّي بَعْدَ رُجُوعِي مِنَ الْحِجَازِ نَزَلْتُ فِي رِبَاطِ الْعَمِيدِ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ وَلَمْ أَرْجِعْ إِلَى الْمَدْرَسَةِ ثُمَّ عَادَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَدَرَّسَ بِهَا وَانْتُفِعَ بِهِ فِي عُلُومٍ شَتَّى ثُمَّ مَالَ إِلَى طَرِيقَةِ الزُّهْدِ فَخَرَجَ إِلَى الْحِجَازِ ثُمَّ إِلَى الْيَمَنِ وَرَجَعَ إِلَى الْعِرَاقِ وَتُوُفِّيَ عَلَى مَا قِيلَ لِي بِالْبَصْرَةِ أَوْ بِعَبَّادَانَ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ وَبِقَوْلِهِ كَانَ يُفْتِي طُولَ إِقَامَتِهِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لَكِنَّهُ لَا يَتَظَاهَرُ إِلَّا بِمَذْهَبِ مَالِكٍ وَعِنْدَ خُرُوجِهِ أَظْهَرَ مَذْهَبَهُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ تَامَّةٌ وَمُكَاتَبَةٌ وَمِنْ جُمْلَةِ الحديث: 1489 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 مَا كَتَبَ إِلَيَّ مِمَّا اسْتَحْسَنَهُ 1492 - وَقَالَ لِي مَنْصُورُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَتِيقٍ الْأَنْصَارِيُّ كَتَبَ يَحْيَى إِلَى قَاضِي الثَّغْرِ فِي قَصْدٍ وَالْمَقْصُودُ فَطْمُ فُلَانٍ عَنِ ارْتِضَاعِ مَا دَرَّتْ بِهِ مَكَارِمُهُ وَحَكَى لِي رَافِعُ بْنُ يُوسُفَ الْقَيْسِيُّ قَالَ قرئَ فِي الْحَدِيثِ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَبُو عبد الله المارستاني الأديب هُوَ بِفَتْح الشين وَقَالَ يَحْيَى لَمْ نَسْمَعْهُ إِلَّا بِالْكَسْرِ وَنَنْظُرُهُ فِي كِتَابِ الصِّحَاحِ لِلْجَوْهَرِيِّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَعَمْ الصِّحَاحُ بَيْتِي فَنَظَرَ فِيهِ فَإِذَا هُوَ بِالْكَسْرِ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى هَذَا خطاؤك يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي بَيْتِكَ فَكَيْفَ فِي بَيْتِ غَيْرِكَ فَخَجِلَ وَانْقَطَعَ عَنِ الْمَجْلِسِ أَيَّامًا 1493 - أخبرنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَحْيَى بْنُ الْمُشَرِّفِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ التَّمَّارِ بِمِصْرَ 1494 - أَبُو جَعْفَرٍ هَذَا مِنْ أَوْلَادِ الْمُحَدِّثِينَ وَأَبُوهُ وَاسِعُ الرِّوَايَةِ كَثِيرُ الْكِتَابَةِ وَسَمَّعَ أَبَا جَعْفَر وَإِخْوَته عَن شُيُوخ المصريين وقرأنا عَلَيْهِ عَن ابْن نَفِيس وَعبد الْعَزِيز الدقاق وَغَيرهمَا وَسَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ الْمَحَامِلِيِّ وَآخَرِينَ وَقَالَ لِي عَطِيَّةُ بْنُ عَلِيٍّ الْفِهْرِيُّ تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ 1495 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ عَسَاكِرَ بْنِ يَعْقُوبَ الْكَاتِبُ لِنَفْسِهِ (إِلا هِي قَدْ نَدِمْتُ عَلَى الْمَعَاصِي ... فَسَامِحْنِي وَسَامِحْ كُلَّ عَاصِي) الحديث: 1492 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 (فَخُذْ بِيَدِي فَإِنِّي مُسْتَجِيرٌ ... بِعَفْوِكَ يَوْم {فَيُؤْخَذ بالنواصي} ) // الوافر // 1496 - يَحْيَى هَذَا شَاعِرٌ مُفَلَّقٌ وَلَهُ إِلَيَّ قَصَائِدُ ثُمَّ صَارَ خَطِيبَ جَامِعِ الثَّغْرِ وَوِرَاقَتُهُ وِرَاقَةٌ حَسَنَةٌ وَخَطُّهُ فِي غَايَةِ الْجَوْدَةِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَصَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ سَامَحَهُ اللَّهُ وَحَضَرَهُ خَلْقٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً 1497 - أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ تَمَّامِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّبَعِيُّ الرَّمْلِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَرْقَاءَ الْأصْبَهَانِيُّ بِالْقُدْسِ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ الْحَافِظُ بِأصْبَهَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّازِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ ثَنَا حَاتِمٌ الْأَصَمُّ عَنْ شَقِيقٍ الْبَلْخِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ الْبَلْخِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ صَلَّيْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالْحَنَايَا وَصُمْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالْأَوْتَارِ ثُمَّ كَانَ الِاثْنَانِ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ الْوَاحِدِ لَمْ تَبْلُغُوا الاسْتِقَامَةَ 1498 - أخبرنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ يَحْيَى بْنُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ قَاضِي دِمَشْقَ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَتَّانِيُّ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَيْدَانِيُّ وَآخَرَانِ قَالُوا أَنَا أَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ قَالَ جَرِيرٌ بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ 1499 - الْقَاضِي أَبُو الْمُفَضَّلِ هَذَا قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيِّ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِمِائَةٍ وَقَدْ رَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى شَيْخِنَا أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ وَقَرَأَ اللُّغَةَ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي زَكَرِيَّا التَّبْرِيزِيِّ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ وَوَلِيَ الحديث: 1496 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 الْحُكْمَ وَيُنْعَتُ بِالزَّكِيِّ وَقَدْ بَلَغَنِي بَعْدَ خُرُوجِي مِنْ دِمَشْقَ أَنَّهُ كَانَ يَرْوِي عَنِ ابْنِ حَيُّوسٍ دِيوَانَ شِعْرِهِ وَلَا أَعْلَمُ صِحَّتَهُ فَالَّذِي حَكَاهُ لِي لَا أَثِقُ بِقَوْلِهِ 1500 - سَمِعت أَبَا بَكْرٍ يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِي الثَّعْلَبِيَّ الْغَرْنَاطِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا فِي الْمَنَامِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْبَاذَشِ الْمُقْرِئِ فَقَالَ لَا تَشُكَّ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ 1501 - ابْنُ هَانِي قَدِمَ الثَّغْرَ وَكَتَبَ عَنِّي كَثِيرًا وَهُوَ مِنْ أَعْيَانِ الْأَنْدَلُسِيِّينَ بَيْتًا وَعِلْمًا وَفِي أُخْرَى 1502 - أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِي بْنِ ذِي النُّونِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُمَرَ الثَّعْلَبِيُّ أَنْدَلُسِيٌّ مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ غَرْنَاطَةَ بَيْتًا وَعِلْمًا سَمِعَ بِهَا أَبَا الْوَلِيدِ بْنَ بَقْوَةَ وَبِقُرْطُبَةَ أَبَا بَحْرٍ الْبَلَنْسِيَّ وَكَتَبَ بِمَكَّةَ عَنْ نَفَرٍ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَيَقْرَأُ مِمَّا يَكْتُبُهُ وَرَأَيْتُهُ مُجْتَهِدًا بَطَّاشًا قَادِرًا عَلَى الْكِتَابَةِ وَسَمِعَ بِمِصْرَ أَيْضًا وَاللَّهُ يَنْفَعُهُ بِذَلِكَ وَرَجَعَ إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَانْقَطَعَ عَنِّي خَبَرُهُ 1503 - أخبرنَا أَبُو مَنْصُورٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الرَّيْحَانِيُّ الضَّرِيرُ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَسَنِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّيْمُلِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ الْبَجْلِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ بِالْغَيْبِ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ 1504 - سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ فَقَالَ أَنَا ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً 1505 - سَمِعت أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْغَضَائِرِيَّ قَاضِيَ الحديث: 1500 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 بَابِ الْأَبْوَابِ يَقُولُ سَمِعت مُحَمَّدَ بْنَ طَاهِرٍ الطُّوسِيَّ يَقُولُ سَمِعت مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيَّ يَقُولُ سَمِعت مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ الْمُرْتَعِشَ يَقُولُ سُكُونُ الْقَلْبِ إِلَى غَيْرِ الْمَوْلَى تَعْجِيلُ عُقُوبَةٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى 1506 - يَحْيَى هَذَا مِنْ فُقَهَاءِ بَابِ الْأَبْوَابِ وَكَذَلِكَ أَخُوهُ الْقَاضِي إِبْرَاهِيمُ وَقَدْ كَتَبْنَا عَنْهُمَا وَأَبُوهُمَا فَقَدْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَرُوَاةِ الْحَدِيثِ وَسَمَّعَهُمَا بِبَلَدِهِ عَنْ جَمَاعَةٍ وَاسْتَجَازَ لَهُمَا الْقَاضِيَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيَّ بِمِصْرَ وَأَبَا مَنْصُورٍ الْأصْبَهَانِيَّ بِآمِدَ وَغَيْرَهُمَا وَاسْتَفَدْتُ مِنْهُمَا كَثِيرًا رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى 1507 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَامِرٍ الْفَاسِيُّ بِالثَّغْرِ أَنْشَدَنِي خَشُونٌ الْفَاسِيُّ الْمُلَقَّبُ بِكَلْبِ الشُّعَرَاءِ بِمَدِينَةِ فَاسَ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ (سَقِّنِي الرَّاحَ ونَبِّهْ مَنْ رَقَدْ ... مَا لِمَنْ مَاتَ مِنَ السُّكْرِ قَوَدْ) (مَا تَرَى الْبَدْرَ وَقَدْ رَوَّعَهُ ... وَافِدُ الْإِصْبَاحِ إِذْ قِيلَ وَفَدْ) (وَالثُّرَيَّا نَحْوَهُ مَائِلَةٌ ... مِثْلَ جَيْبٍ قُدَّ مِنْ طَوْقٍ زَرَدْ) (مَعَ فِتْيَانٍ كنُوَّارِ الرُّبَى ... نَسَجَ الظَّرْفُ لَهُمْ مِنْهَا بُرَدْ) (جَرَّرُوا لِلَّهْوِ أَذْيَالَ الصِّبَى ... وَانْتَضَوْا للفتك مَا كَانَ غمد) // الرمل // 1508 - يَحْيَى هَذَا كَانَ مِنْ أَذْكَى خَلْقِ اللَّهِ كَثِيرَ الْحِفْظِ لِلشِّعْرِ وَالْحِكَايَاتِ وَسَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ النَّحْوِيِّ وَيُورِدُ مِنْ رَسَائِلِهِ كُلَّ مَلِيحَةٍ 1509 - أَنْشَدَنِي أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأُسْقُبِيُّ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْعَرْدِيُّ بِبَرْوَجَ مِنْ مُدُنِ الْهِنْدِ الحديث: 1506 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 (قُلْ لِأَحْبَابٍ كَسَوْنِي أَرَقَا ... مَاتَ صبري وَلَكِن طُولُ الْبَقَا) (مَا هَنَانِي الْعَيْشُ مُذْ فَارَقْتُكُمْ ... هَكَذَا الدُّنْيَا نَعِيمٌ وشقا) // الرمل // 1510 - يَحْيَى هَذَا تَاجِرٌ حَاذِقٌ دَخَلَ بِلَادَ الْهِنْدِ وَكَانَ حَفِظَةً رَقِيقَ الْحَاشِيَةِ يَمِيلُ إِلَى التَّصَوُّفِ وَأَبُوهُ فَقَدْ كَانَ مِنَ الزُّهَّادِ رَأَيْتُهُ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 1511 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَعَادَةَ الْحَضْرَمِيُّ بِالثَّغْرِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ الرَّازِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَيْسِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الشَّرِيفِ الْقُضَاعِيُّ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جَرِيرِ بْنِ مَيْمُونٍ الْهَمْدَانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ ثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي رُزَيْقٍ الْمَدِينِيُّ ثَنَا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمِّهِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَفِظَنِي فِي أَصْحَابِي وَرَدَ عَلَيَّ حَوْضِي وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْنِي فِيهِمْ لَمْ يَرَنِي إِلَّا مِنْ بَعِيدٍ 1512 - يَحْيَى هَذَا يُعْرَفُ بِالْعَدَّاسِ وَبِالْجَلَبَانِيِّ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ لَا يَعْرِفُ مِنَ الشَّرِّ شَيْئًا بَلْ كَانَ مَعْجُونًا مِنَ الْخَيْرِ يَسْعَى أَكْثَرَ أَوْقَاتِهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ لَا لِعِلَّةٍ وَطَمَعٍ بَلْ رَغْبَةً فِي الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ وَقَدْ سَمِعَ كَثِيرًا عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُقْرِئِ وَأَبِي بَكْرٍ الْحَنِيفِيِّ الرَّازِيَّيْنِ وَعَلَى غَيْرِهِمَا وَلَمْ يَكُ يَنْقَطِعُ عَنِّي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي آخِرِ صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الدَّيْمَاسِ وَكُنْتُ قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ نَفَعَهُ اللَّهُ بِعِلْمِهِ وَعَمَلِهِ وَتَجَاوَزَ بِفَضْلِهِ عَنْ خَطَائِهِ وَزَلَلِهِ وَمَنَّ بِالْمَغْفِرَةِ عَلَيْنَا وَرَحِمَنَا إِذَا صِرْنَا إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ 1513 - بِخَطِّ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَافِظِ وَشَاهَدْتُ فِي ظَهْرِ الْوَرَقَةِ الَّتِي بِخَطِّ السِّلَفِيِّ بِخَطِّ شَيْخِنَا الْمَقْدِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ وَهَذَا خَطُّهُ رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قَائِلًا يَقُولُ لِي يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَعَادَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهَذَا رَجُلٌ لَمْ أُدْرِكْهُ وَلَكِنْ كَتَبْتُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ الحديث: 1510 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 1514 - سَمِعت أَبَا سَعْدٍ يَحْيَى بْنَ طَاهِرِ بْنِ السَّاوِيَّ بِزَرَنْدَ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَزُّوَيْهِ الشِّيرَازِيَّ بِالرَّيِّ وَالْكَلَامُ لِغَيْرِهِ يَقُولُ مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِالْبَاطِلِ أَوْرَثَهُ اللَّهُ الذُّلَّ بِالْحَقِّ 1515 - أَبُو سَعْدٍ هَذَا شَيْخُ مَدِينَةِ سَاوَةَ فِي التَّصَوُّفِ وَلَهُ مُرِيدُونَ وَرِبَاطٌ يَخْدُمُ فِيهِ الْوَارِدِينَ عَلَيْهِ مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ وَالْمُقِيمِينَ بِهَا وَشَيْخُهُ فِي الطَّرِيقَةِ أَبُو الْفَتْحِ الشِّيرَازِيُّ السَّاكِنُ بِالرَّيِّ 1516 - هَذَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي سَعْدٍ وَقَدْ أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَسَّال الْمقري بِأصْبَهَانَ أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ ثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الزَّعْفَرَانِيُّ إِمْلَاءً سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مُزَيْدٍ أَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ مَنْ أَحْسَنَ فَلْيَرْجُ الثَّوَابَ وَمَنْ أَسَاءَ فَلَا يَسْتَنْكِرِ الْجَزَاءَ وَمَنْ أَخَذَ عِزًّا بِغَيْرِ حَقٍّ أَوْرَثَهُ اللَّهُ ذُلًّا لِحَقٍّ وَمَنْ جَمَعَ مَالًا بِظُلْمٍ أَوْرَثَهُ اللَّهُ فَقْرًا بِغَيْرِ ظُلْمٍ 1517 - أخبرنَا أَبُو مَنْصُورٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ الثَّقَفِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي قِرْبَةَ الْعِجْلِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السُّرِّيِّ الْبَكَّائِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ نَادَى مَنْ وَضَعَ السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ 1518 - أَبُو مَنْصُورٍ هَذَا رَوَى لَنَا عَنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ الصَّبَّاغِ وَابْنِ أبَيَ قِرْبَةَ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيِّ وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْقَضَاءِ وَالرِّيَاسَةِ كَتَبْنَا عَنْهُ وَعَنْ أَخَوَيْهِ عَلِيٍّ الحديث: 1514 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 وَسَعِيدٍ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَقَدْ كَتَبْنَا عَنْ أَخِيهِمْ أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَبْلَهُمْ بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُمْ وَأَسْنَدَ وَقَاضِيَ الْكُوفَةِ وَأَمَّا هُمْ فَشُهُودٌ وَكَتَبْتُ عَنْ وَلَدَيْنِ لَهُ بِالْكُوفَةِ أَيْضًا أَحَدُهُمَا قَاضِيهَا 1519 - أخبرنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الصَّبَّاغِ الْقُرَشِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الدَّلَّالُ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ 1520 - وَجَرَى هَذَا الْمَعْنَى بِمَحْضَرٍ مِنِّي وَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِلِّيِّ بِثَغْرِ سَلَمَاسَ فَقَالَ يَحْيَى وَأَنْشَدَنَا (إِنَّ الْجِنَانَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ مَوْعِدُهَا ... مَا إِنْ تُنَالُ بِكَدِّ النَّفْسِ وَالْعَمَلِ) (لَكِنَّ رَبَّ الْعُلَى جَلَّتْ صَنَائِعُهُ ... يُمْضِي الأُمُورَ عَلَى مَا خطّ فِي الْأَزَل) // الْبَسِيط // وَقُلْتُ أَنَا (مَا إِنْ تُنَالُ الْجنان بالكد والكدح ... وَلَا الاجْتِهَادِ فِي الْعَمَلِ) (فَالرَّبُّ سُبْحَانَهُ بِحِكْمَتِهِ ... قَدَّرَ مَا قَدْ يكون فِي الْأَزَل) // المنسرح // 1521 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُوهُ كَانَ مُرْضِيَّ الْجُمْلَةِ وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيُّ وَرَوَى عَنْهُ 1522 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ بِطْرِيقَ بْنِ بِشْرِيٍّ الطَّرَسُوسِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ عُثْمَانَ الْأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُؤَمَّلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحديث: 1519 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ قَالُوا ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَكُونُ الزَّكَاة إِلَّا مِنَ الْحَلْقِ أَوِ اللَّبَّةِ قَالَ لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخْذِهَا لأَجْزَأَكَ 1523 - ابْنُ بَطْرِيقَ هَذَا كَانَ مِنْ بَيَاضِ الْبَلَدِ بِدِمَشْقَ وَسَمَاعَاتُهُ كَثِيرَةٌ صَحِيحَةٌ 1524 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زُهَيْرٍ الصَّوَّافُ الْمَالِكِيُّ بِمِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السَّرَقُوسِيُّ الْفَقِيهُ لِنَفْسِهِ (لَا تَبُغِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ تَنَاصُفًا ... فَالْغَدْرُ مِنْ شِيَمِ الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ) (وَإِذَا أَرَدْتَ دَوَامَ وُدِّ مُصَاحِبٍ ... فَاغْضُضْ جُفُونَكَ جَاهِدًا عَن فعله) // الْكَامِل // 1525 - أَبُو الْحُسَيْنِ هَذَا كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّةِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْقَاسِمِ وَسَمِعَ عَلَيَّ وَبِقَرَاءَتِي عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ مِصْرَ كَثِيرًا وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ فِي صَفَرٍ وَيُعْرَفُ بِابْنِ الصَّوَّافِ وَكَانَ غَيْرُهُ أَوْثَقَ مِنْهُ وَأَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّرَقُوسِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الأَزْدِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ لِنَفْسِهِ (مَهْلًا أَبَا إِسْحَاقَ بِالْعَالَمِ ... حَصَلْتَ فِي أَضْيَقَ مِنْ خَاتَمِ) (لَوْ أَن بِالسِّنِّ ينَال العلى ... فضل إِبْلِيس على آدم) // السَّرِيع // 1526 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ نَاقَةَ الْهَمْدَانِيُّ بِالْكُوفَةِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الحديث: 1523 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 عَلِيُّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السّري البكاي ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَبِيبٍ الْوَادِعِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا عَلَى نَفْسِهِ إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي 1527 - ابْنُ نَاقَةَ هَذَا كَانَ كَبِيرَ السِّنِّ مَشْهُورًا بِالْكُوفَةِ بِسُلُوكِ سُبُلِ الْخَيْرِ وَكَانَ صَحِيحَ السَّمَاعِ دَلَّنِي عَلَيْهِ وَأَفَادَنِي عَنْهُ أَبِي الْحَافِظُ وَنَاقَةُ يُذْكَرُ مَعَ ابْنِ تَانَهَ الأصْبَهَانِيِّ وَابْنِ تَافَهَ الأصْبَهَانِيِّ أَيْضًا وَغَيْرِهِمَا 1528 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ التَّنُوخِيُّ الْمَعَرِّيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَلَاءِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّنُوخِيُّ بِالْمَعَرَّةِ لِنَفْسِهِ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهُ فِي صِغَرِي (إِلَى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّنِي كُلَّ لَيْلَةٍ ... إِذَا نِمْتُ لَمْ أَعْدَمْ طَوَارِقَ أَوْهَامِ) (فَإِنْ كَانَ شَرًّا فَهْوَ لَا شَكَّ وَاقِعٌ ... وَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَهُوَ أضغاث أَحْلَام) // الطَّوِيل // 1529 - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا يُعْرَفُ بِابْنِ زُرَيْقٍ وَكَانَ حَفِظَةً لِلتَّوَارِيخِ وَأَخْبَارِ الْعَرَبِ وَسِيَرِ الْمُلُوكِ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُهَذَّبِ بْنِ أَبِي حَامِدٍ بِالْمَعَرَّةِ وَحَمَلَ إِلَيَّ جُزْءًا مَكْتُوبًا عَنْهُ وَقَالَ هُوَ بِخَطِّ وَالِدِي وَقَدْ سَمَّعَنِي عَنْهُ فَلَمْ أَرَ عَلَيْهِ صُورَةَ السَّمَاعِ وَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَتَحَرَّى الصِّدْقَ وَكَانَ يُذْكَرُ بِالصَّلَاحِ قَالَ لِي الْقَاضِي أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ هَذَا الشَّيْخُ تَأْرِيخُ الشَّامِ 1530 - أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ النَّبْقِيِّ إِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمَوْلِدِ عِرَاقِيُّ الْأَصْلِ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مُسَلَّمٍ الْقُرَشِيَّ الصَّقَلِّيَّ وَأَمَّا أَنَا فَرَأَيْتُ سَمَاعَهُ عَلَى نَفَرٍ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ أَدْرَكْنَاهُمْ وَقَرَأْنَا عَلَيْهِمْ وَكَانَ مُتَرَدِّدًا إِلَى النَّاسِ مُوَاظِبًا عَلَى الصَّلاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ الحديث: 1527 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 1531 - أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ غَزَالٍ الْمُنَادِي بِمِصْرَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النُّعْمَانِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ ثَرْثَالَ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْعَسْكَرِيُّ الدَّقَّاقُ إِمْلَاءً ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ بْنِ قَبِيصَةَ الأَنْصَارِيُّ ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ الْقرشِي ثَنَا الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا يَتَّخِذُهَا جُنَّةً لِشَيْءٍ مِنَ الْكَبَائِرِ يَرْتَكِبُهُ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ جَزْمًا 1532 - يَحْيَى هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعِفَّةِ وَجَدْنَا سَمَاعَهُ عَنْ أبي إِسْحَق فِي جُزْءٍ فَقَرَأْنَاهُ عَلَيْهِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ 1533 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْخَطَّابِ يَحْيَى بْنُ صَاعِدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمَعَرِّيُّ بِالنُّعْمَانِيَّةِ وَذَكَرَ أَنَّهُ قَرَأَ الْفَصِيحَ عَلَى أَبِي الْجَوَائِزِ بْنِ بَارِي الْوَاسِطِيِّ لأَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْبَيَّاضِيِّ (يَقُولُونَ لِي إِنْ كَانَ سَمْعُكَ عَاشِقًا ... فَمَا بَالُ دَمْعِ الْعَيْنِ فِي الْخَدِّ جَارِيَا) (فَقُلْتُ لَهُمْ قَدْ لُمْتُ طَرْفِي فَقَالَ لِي ... أَتَمْنَعُنِي من أَن أساعد جَارِيا) // الطَّوِيل // // الطَّوِيل // 1534 - أَنْشَدَنِي يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ قَالَ أَنْشَدَنِي طَاهِرُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاكُسَالِيُّ بِالْجَامِعَيْنِ وَلَمْ يَذْكُرْ لِمَنِ الشِّعْرُ (وَلَمَّا بَدَا إِلْفِي قَنِعْتُ بِنَظْرَةٍ ... وَقُلْتُ لِقَلْبِي وَالْفُؤَادِ تَصَبَّرَا) الحديث: 1531 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 (تُرِيدَانِ مِنِّي أَنْ أَغُضَّ إِذَا بَدَا ... حَبِيبِي وَأَنْهَى الدَّمْعَ أَنْ يَتَحَدَّرَا) (فَلَوْ قَدَرَتْ عَيْنِي تَغُضُّ إِذَا بَدَا ... حَبِيبِي لَقَدْ كَانَتْ على الغمض أقدرا) // الطَّوِيل // 1535 - قَالَ لِي أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَيْرَةَ الدَّوْرَقِي الْمُقْرِئُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَجَازَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي بِسَرَقُسْطَةَ جَمِيعَ رِوَايَاتِهِ وَمِنْ جُمْلَةِ شُيُوخِهِ أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ أَجَازَ لَهُ فِي صِغَرِهِ وَنِسْبَتُهُ مُسْتَفَادَةٌ مَعَ الدَّوَرْقِيِّ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ بِدَرَوْقَةَ وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبَيَّارِ الْقُرْطُبِيِّ بِمَرْسِيَةَ وَلَمْ أَرَ أَعْلَى إِسْنَادًا مِنْهُ وَعَلَى أَبِي الْحَسَنِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُوطَةَ الْحِجَارِيِّ بِمَدِينَةِ سَالِمٍ وعَلى أبي زَكَرِيَّا يحيى بن مُحَمَّد بن حسان القلعي بقلعة أَيُّوب وَعَلَى أَبِي زَيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ هَارُونَ الْفَهْمِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْوَرَّاقِ بِسَرَقُسْطَةَ وَغَيْرِهِمْ ثُمَّ انْتَقَلْتُ مِنَ الأَنْدَلُسِ إِلَى الْعُدْوَةِ وَجَدِّي مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ وَذَكَرَ لِي هَذَا كُلَّهُ عِنْدَ قُدُومِهِ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَفِي الْمُوَاعِيدِ الْجُمَعِيَّةِ وَيَعِظُ بِعْدَ فَرَاغِ الْمَجْلِسِ وَيَتْلُو الْقُرْآنَ تِلاوَةً حَسَنَةً وَقَالَ لِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَافِقِيُّ الْحَرَّارُ وَهُوَ الَّذِي حَمَلَهُ إِلَيّ أَولا رَأَيْت الدروقي هَذَا يقرئ فِي جَامِعِ فَاسَ وَيَؤُمُّ فِيهِ النَّاسَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِخَيْرٍ ثُمَّ قَالَ لِي تُوُفِّيَ بِقِفْطٍ مِنَ الصَّعِيدِ الأَعْلَى سَنَةَ ثَلاثِينَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى مَكَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ 1536 - سَمِعت أَبَا صَالِحٍ يَحْيَى بْنَ الْمُبَارَكِ الْمُقْرِئَ الْخِلاطِيَّ الْحَاكِمَ بِثَغْرِ الْبَرْكَرِيِّ يَقُولُ تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو الْمُرَجَّا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ عِيسَى الْمُقْرِئُ الْخِلاطِيُّ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ 1537 - وَأَبُو الْمُرَجَّا هَذَا لَهُ رِحْلَةٌ إِلَى مِصْرَ وَقَرَأَ بِهَا عَلَى ابْنِ نَفِيسٍ الحديث: 1535 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 الطَّرَابُلُسِيِّ وَنُظَرَائِهِ وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الْمُخْتَارِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الْعَلَوِيِّ الْجُوِّيِّ وَأَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَلَةَ الأصْبَهَانِيِّ وَأَبِي عبد الله بن مد الشَّابُرْ خُوَاسْتِيِّ وَآخَرِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِمْ بِثَغْرِ خِلاطَ وَرَوَى عَنْهُمْ وَتَلَمَّذَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِئِ الْهَرَّاسِ الْخِلاطِيِّ بِهِ وَتَخَرَّجَ 1538 - أَبُو صَالِحٍ هَذَا مُقْرِئٌ مُجَوِّدٌ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الأَدَبِ وَسمعت أَبَا صَالِحٍ يَقُولُ قَرَأَ أَبُو مَعْشَرٍ الطَّبَرِيُّ الْمُقْرِئُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكَارَزِينِيِّ بِمَكَّةَ الْقُرْآنَ بِرِوَايَاتٍ وَيَذْكُرُهُ وَهُوَ حَيٌّ فِي تواليفه مُنْكرا فلبغه ذَلِكَ فَعَاتَبَهُ أَشَدَّ مُعَاتَبَةٍ وَقَالَ أَتَأْنَفُ يَا أَبَا مَعْشَرٍ مِنْ ذِكْرِي مُعَرَّفًا وَتُدَلِّسُ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَبِلَ عُذْرَهُ قَالَ أَبُو صَالِحٍ أَحْسَنُ مَا فِي كِتَابِ التَّلْخِيصِ لأَبِي مَعْشَرٍ ذِكْرُ الْخِلافِ بَيْنَ الأَئِمَّةِ فِي عَدَدِ الآيَاتِ كَذِكْرِ اخْتِلافِهِمْ فِي الْحُرُوفِ 1539 - سَمِعت أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْكُتَامِيَّ الْمُبَاحِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ التُّونِسِيُّ الْفَقِيهُ بِأَغْمَاتٍ امْتَنَعَ عَنْ تَدْرِيسِ الْفِقْهِ وَقَالَ كل من يقرأه عَلَيَّ يَصِيرُ قَاضِيًا وَعَوْنًا لِلظَّلَمَةِ فمَنْ أَرَادَ الْقِرَاءَةَ عَلَيَّ فَعَلَيْهِ بِالْحَدِيثِ وَكُتُبِ الرَّقَائِقِ الَّتِي تُحَبِّبُ الآخِرَةَ إِلَى قَارِئِهِ وَتُبَغِّضُ إِلَيْهِ الدُّنْيَا تُقَرِّبُهُ مِنَ اللَّهِ وَتُبْعِدُهُ مِنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ وَتَزْيِينِ الشَّيَاطِينِ 1540 - يَحْيَى هَذَا مِنْ فُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّةِ وَصُلَحَائِهِمْ وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ وَحَجَّ وَزَارَ وَأَقَامَ بِالْقُدْسِ مُدَّةً ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَيَخْرُجُ فِي الرَّبِيعِ إِلَى غَايَةِ ثَغْرِ رَشِيدٍ وَيُحَصِّلُ مِنَ الْحَطَبِ وَالْفَحْمِ الْمُبَاحِ مَا يَتَقَوَّتُ بِثَمَنِهِ بَقِيَّةَ سَنَتِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَفِيهَا مَاتَ فَقَالَ لَمْ أَبْلُغْ بَعْدُ السِّتِّينَ وَمَوْلِدِي بقسنطينة مَدِينَةٌ كَبِيرَةٌ بِغَرْبِ الْوَسَطِ بِقُرْبِ قَلْعَةِ بَنِي حَمَّادٍ الحديث: 1538 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 1541 - سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ يَحْيَى بْنَ مُنَبِّهِ بْنِ عُمَرَ الْغَافِقِيَّ الْمَرِيِّيَّ الأَنْدَلُسِيَّ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ عَنْ أَخِيهِ أَبِي أُمَيَّةَ وَكَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَيَّ قَدِيمًا أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ أَخُوكَ فَقَالَ أَنَا أَبْكَرُ وَهُوَ أَكْبَرُ وَأَنَا أَسَنُّ وَهُوَ أَسْنَى فَاسْتَحْسَنْتُ مِنْهُ قَوْلَهُ 1542 - ابْنُ مُنَبِّهٍ يَحْيَى هَذَا كَانَ كَثِيرَ الْمُلازَمَةِ لِي عِنْدَ قُدُومِهِ الثَّغْرَ لِلسَّمَاعِ مُتَنَبِّهًا 1543 - سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَيْدِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْفِيَّ الرَّازِيَّ وَسُئِلَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ أَيْنَ يُدْفَنُ فَقَالَ الأَرْضُ كُلُّهَا لِلَّهِ أَيْنَمَا اتُّفِقَ قَالَ يَحْيَى وَحِينَ تُوُفِّيَ لَمْ أَرَ قَطُّ جِنَازَةً مِثْلَ جِنَازَتِهِ غُلِقَ الثَّغْرُ وَالدَّكَاكِينُ وَلَمْ يَبْقَ مُسْلِمٌ وَلا يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ إِلا وَقَدْ حَضَرَ الْجِنَازَةَ بَعْدَ أَنْ كَانَ النَّاسُ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِحَمْلِهَا وَضَاعَتْ عَمَائِمُ وَأَمْدِسَةٌ كَأَنَّهُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مِنَ الضَّجِيجِ وَكَثْرَةِ الْخَلْقِ 1544 - يَحْيَى هَذَا كَانَ جَارًا لِي وَيُوَاظِبُ عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي الْجَمَاعَةِ وَأُمُّهُ مِنْ بَيْتِ أَصْفَرِ الْعِيدِ وَأَبُوهُ يُعْرَفُ بِابْنِ السَّمَّاكِ 1545 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخَزْرَجِيُّ الْمِصْرِيُّ لِنَفْسِهِ بِالثَّغْرِ 1546 - هُوَ شَاعِرٌ مَاهِرٌ وَلَهُ فِيَّ غَيْرُ قَصِيدَةٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَكَانَ يَنْشِدُ بِحُضُورِ الأَصْحَابِ فِي الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ الحديث: 1541 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 1547 - حَدثنِي أَبُو الْوَلِيدِ يُوسُفُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ الْحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ الْقِبْذَاقِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بَعْدَ قُفُولِهِ مِنَ الْحِجَازِ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى الأَنْدَلُسِ ثَنِي أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدَانَ الْقُرْطُبِيُّ بِهَا قَالَ حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبِي الْحُسَيْنِ سِرَاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سِرَاجٍ اللُّغَوِيِّ فقرئ عَلَيْهِ فِي الْمُوَطَّأ لَا قَطْعَ فِي ثَمْرَةٍ وَلا كَثَرٍ فَأَنْشَدَ لِصَاعِدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّبَعِيِّ (وَمُهَفْهَفٍ أَبْهَى مِنَ الْقَمَرِ ... قَمَرَ الْفُؤَادَ بِفَاتِرِ النَّظَرِ) (خَالَسْتُهُ تُفَّاحَ وَجْنَتِهِ ... فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ عَلَى غَرَرِ) (فَأَخَافَنِي قَوْمٌ فَقُلْتُ لَهُمْ ... لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كثر) // الْكَامِل // 1548 - هَذَا مَا حَدثنِي أَبُو الْوَلِيدِ وَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ الْقُرْطُبِيُّ مِنَ الأَنْدَلُسِ أنبانا أَبُو مَرْوَانَ حَيَّانُ بْنُ خَلَفِ بْنِ حَيَّانَ التَّأْرِيخِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَلاءِ صَاعِدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ الْبَغْدَادِيُّ لِنَفْسِهِ فَذَكَرَ الأَبْيَاتَ الثَّلاثَةَ وَكَذَلِكَ أَنْشَدَنِيهَا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ خَيْرَةَ الْقُرْطُبِيُّ أَنْشَدَنَا أَبُو الْوَلِيد مَالك بن عبد اللَّهِ الْعُتَبِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالسَّهْلِيِّ اللُّغَوِيُّ بِقُرْطُبَةَ أَنْشَدَنَا أَبُو مَرْوَانَ بْنُ حَيَّانَ قَالَ أَنْشَدَنَا صَاعِدٌ لِنَفْسِهِ 1549 - وَكَانَ أَبُو الْوَلِيدِ الْقُبْذَاقِيُّ رَجُلًا صَالِحًا سَمِعَ بِقُرْطُبَةَ نَفَرًا مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ وَكَانَ حَرِيصًا عَلَى الأَخْذِ فَكَتَبَ عَنِّي جُزَيَّاتٍ وَاسْتَجَازَنِي لِلأَمِيرِ تَاشَفِينَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بن تاشفين الصِّنْهَاجِيِّ سُلْطَانِ الْمَغْرِبِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَأَلَنِي فِي كَتْبِ كِتَابٍ إِلَيْهِ فِي مَعْنَاهُ فَفَعَلْتُ وَتَوَجَّهَ إِلَى بَلَدِهِ وَلَمْ أَسْمَعْ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ خَبَرًا 1550 - وَقِبْذَاقُ مَدِينَةٌ مِنْ مُضَافَاتِ قُرْطُبَةَ الحديث: 1547 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 1551 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُسْعَدَةَ السَّبْتِيُّ بِمِصْرَ بَعْدَ قُفُولِهِ مِنَ الْحَجِّ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ لِلْمُؤَدِّبِ مُحْرِزٍ التُّونِسِيِّ الزَّاهِدِ وَقَدْ أَنْشَدَنِي لَهُ غَيْرُ ابْنِ مُسْعَدَةَ هَذَا (انْظُرْ إِلَى الأَطْلَالِ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ ... مِنْ بَعْدِ سَاكِنِهَا وَكَيْفَ تَنَكَّرَتْ) (سَحَبَ البلى أذياله برسومها ... فتهدمت أخبارهم وَتَكَسَّرَتْ) (وَمَضَى جَمِيعُ الْخَلْقِ مِنْهَا مسرعا ... فتغيبت أحجارها وَتَسَتَّرَتْ) (أَكَلَ التُّرَابُ لُحُومَهُمْ وَعِظَامَهُمْ ... فَتَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُمْ وَتَنَثَّرَتْ) (لَمَّا نَظَرْتُ تَفَكُّرًا لِقُبُورِهِمْ ... سَحَّتْ جُفُونِي مَاءَهَا فَتَحدَّرَتْ) (لَوْ كُنْتُ أَعْقِلُ مَا أَفَقْتُ مِنَ الْبُكَا ... حَسْبِي هُنَاكَ وَمُقْلَتِي مَا أَبْصَرَتْ) (نَصَبَتْ لَنَا الدُّنْيَا زَخَارِفَ حُسْنِهَا ... مَكْرًا بِنَا وَخَدِيعَةً مَا فَتَّرَتْ) (فَهِيَ الَّتِي لَمْ تَحْلُ قَطُّ لِذَائِقٍ ... إِلَّا تَغَيَّرَ طَعْمُهَا فَتَمَرَّرَتْ) (خَدَّاعَةٌ بِجَمَالِهَا إِنْ أَقْبَلَتْ ... مَجَّاعَةٌ بِزَوَالِهَا إِنْ أَدْبَرَتْ) (وَهَّابَةٌ سَلَّابَةٌ لِهِبَاتِهَا ... خَرَّابَةٌ لِجَدِيدِ مَا هِيَ عَمَّرَتْ) (مَاذَا مِنَ الأُمَمِ السَّوَالِفِ أَهْلَكَتْ ... لَوْ أَنَّهَا نَطَقَتْ بِذَاكَ لَخَبَّرَتْ) (طُلَّابُهَا فِي سَكْرَةٍ مِنْ حُبِّهَا ... غَدَرَتْ بِهِمْ وَبِذَاتِهِمْ قَدْ غَرَّرَتْ) (إِلا الْقَلِيلَ فَأَيْنَ هُمْ بَلْ أَيْنَ هُمْ ... الْفَائِزُونَ إِذَا الْجَحِيمُ تَسَعَّرَتْ) (يَا رَبِّ فِيكَ وَإِنْ عَصَيْتُكَ مَطْمَعِي ... فَاستُرْ عَلَيَّ إِذَا الأُمُورُ تَعَذَّرَتْ) (وَامْنُنْ عَلَيَّ بِرَحْمَةٍ يَوْمًا تَرَى ... عِنْدَ الْحِسَابِ نُفُوسُنَا مَا أخرت) // الْكَامِل // 1552 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ نَادِرٍ الْمَايُرْقِيُّ الحديث: 1551 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 الْفَقِيهُ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْغُزِّيُّ لِنَفْسِهِ بِبَغْدَادَ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا الْغُزِّيَّ هَذَا الَّذِي أَنْشَدَنِي عَنْهُ يُوسُفُ وَسمعت مِنْهُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِهِ بِبَغْدَادَ وَكَانَ مِنَ الْمُجِيدِينَ (هِيَ الْحَوَادِثُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ... مَا لِلْبَرِيَّةِ مِنْ مَحْتُومِهَا وَزَرُ) (لَيْسَتْ نُفُوسًا وَأَوْصَالًا فَيَدْخُلَ فِي ... صِفَاتِ أَشْخَاصِهِنَّ الطُّولُ وَالْقِصَرُ) (وَإِنَّمَا تِلْكَ أَفْعَالُ الإِلَهِ مَضَتْ ... فِي الْعَالَمِينَ وَمِنْ أَسْمَائِهَا الْقَدَرُ) (لَوْ كَانَ يُنْجِي عُلُوٌّ مِنْ بَوَائِقِهَا ... لَمْ تُكْسَفِ الشَّمْسُ بَلْ لَمْ يُكْسَفِ الْقَمَرُ) (مَنْ ذَا تَحَقَّقَ أَنَّ الأَيْدَ يَحْسِمُهَا ... وَالْمَاءُ لَمْ يَخْلُ مِنْ تَأْثِيرِهِ الْحَجَرُ) (قُلْ لِلْجَبَانِ الَّذِي أَمْسَى علَى حَذَرٍ ... مِنَ الْحِمَامِ مَتَى رَدَّ الرَّدَى الْحَذَرُ) (يَنْجُو النَّهِيكُ وَأَطْرَافُ الْوَشِيجِ لَهُ ... طَوْقٌ وَيُدْهَى بِشَيْءٍ مَا لَهُ خَطَرُ) (مِنْ بَعْدِ مَا أَلْبَسَتْهُ الْحَرْبُ مِنْ رَهَجٍ ... بُرْدًا لِنَاصِحِهِ سُمْرُ الْقَنَا إِبَرُ) (خَافَتْ وُرُودَ حِيَاضِ الْمَوْتِ أَنْفُسُنَا ... مَا أَسْهَلَ الْوِرْدَ إِنْ لَمْ يَصْعُبِ الصَّدْرُ) (وَمَنْ تَمَسَّكَ بِالدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا ... غَرَّتْهُ خُضْرَةُ عود مَا لَهُ ثَمَر) // الْبَسِيط // 1553 - يُوسُفُ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ قَدِمَ بَغْدَادَ بَعْدَ خُرُوجِي مِنْهَا وَتَفَقَّهَ عَلَى شَيْخِنَا إِلْكِيَا الإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيِّ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي شُيُوخِنَا كَمُبَارَكٍ الْغَسَّالِ وَأَبِي بَكْرٍ بَدْرَانَ وَالْفَاطِمِيِّ رَئِيسِ هَرَاةَ وَاسْتَجَازَ ابْنَ الطُّيُورِيِّ فَأَجَازَ لَهُ وَعَلَّقَ الْفَرَائِضَ عَنِ الشِّقَاقِ وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ بِالْمَغْرِبِ بِالسَّبْعَةِ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَرَوَى بِهَا كِتَابَ مُسْلِمٍ عَنْ شَيْخِنَا حُسَيْنٍ الطَّبَرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْغَافِرِ وَكِتَابَ الْبُخَارِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَكِتَابَ التِّرْمِذِيّ عَن شَيخنَا أبي الْحسن ابْن الطُّيُورِيِّ بِالإِجَازَةِ وَعَنْ شَيْخِنَا الْقَاضِي رَئِيسِ هَرَاةَ سَمَاعًا وَخَلَطَ فِيهِ عَنْ طَرِيقَةِ الْمُحَدِّثِينَ وَالثِّقَاتِ الْمُحَقِّقِينَ إِذْ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ تَفَاوُتٌ وَاخْتِلافٌ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ الحديث: 1553 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 وَخَمْسِمِائَةٍ فِي جُمَادَى الأُولَى وَاللَّهُ تَعَالَى يَتَغَمَّدُهُ بِمَغْفِرَتِهِ وَيَعْفُو عَنَّا وَعَنْهُ بِسِعَةِ رَحْمَتِهِ 1554 - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الأَرْدَبِيلِيُّ بِمِصْرَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ ثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ طُولَ الصَّلاةِ وَقِصَرَ الْخطْبَة مينه مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ 1555 - يُوسُفُ هَذَا مُحَدِّثُ بْنُ مُحَدِّثٍ مِصْرِيُّ الْمَوْلِدِ وَالْمَنْشَأِ أَذَرَبِيُّ الأَصْلِ وَأَبُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَرْدَبِيلِيٌّ أَقَامَ بِمِصْرَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِهَا وَقَدْ رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْبُخَارِيِّ وَالشُّوَيْخِ الأُرْمَوِيِّ الْفَقِيهِ وَنَصْرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الشِّيرَازِيِّ الْمُقْرِئِ وَقَالَ لِي فَوْزُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّائِيُّ تُوُفِّيَ يُوسُفُ سَنَةَ أَرْبَعٍ عشْرين وَخَمْسِمِائَةٍ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ عَلَى مَا رَأَيْتُهُ بِخَطِّ أَبِيهِ 1556 - سَمِعت أَبَا الرَّبِيعِ يُوسُفَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَزْدِيَّ النَّخَاسَ بِدِيَارِ مِصْرَ يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الرَّوْحِيَّ فِي الْمَنَامِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي كَانَ قَدْ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِهَا فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَهُوَ عَلَى هَيْئَةٍ جَمِيلَةٍ وَكَأَنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْهِ مِنْ تَخَلُّفِي عَنْهُ فَقَالَ الْبَنَاتُ وَالأَوْلادُ أَنْتَ مَعَهُمْ فِي جِهَادٍ ثُمَّ تَذَكَّرْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَقُلْتُ يَا مَوْلايَ الْفَقِيهَ أَلَسْتَ قد مت قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي وَذَكَرَ كَلِمَةً ذَهَبَتْ عَنِّي تَدُلُّ عَلَى خَيْرٍ رَآهُ 1557 - يُوسُفُ هَذَا يُعْرَفُ بِالْمَجِّ وَكَانَ كَبِيرَ السِّنِّ الحديث: 1554 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 1558 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ النَّطَّاعِ الْقَرَوِيُّ لِنَفْسِهِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ (إِذَا كُنْتَ لَا تَسْطِيعُ نَفْعًا وَلَا ضُرًّا ... فَسَلِّمْ إِلَى الرَّحْمَنِ خَالِقِكَ الأَمْرَا) (وَلَا تَعْتَرِضْهُ فِي الأُمُورِ فَإِنَّهُ ... قَدِيرٌ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ بهَا خَبرا) // الطَّوِيل // 1559 - يُوسُفُ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالسِّتْرِ وَسَمِعَ عَلَيَّ حَدِيثًا كَثِيرًا وَنَبَغَ لَهُ وَلَدٌ أَدِيبٌ كَانَ يَحْضُرُ عِنْدِي فِي الْمَدْرَسَةِ لِسَمَاعِ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَكَتَبَ عَنِّي شَيْئًا يَسِيرًا مِنَ الأَمَالِي الْحَدِيثِيَّةِ الَّتِي كُنْتُ أُمْلِيهَا وَلَهُ فِيَّ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ قَصِيدَةٍ ثُمَّ شَهِدَ بِالْمَحَلَّةِ وَتَقَدَّمَ بَيْنَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا وَلَمْ يُوَفَّقْ إِذْ كَانَ مُسِيئًا إِلَى نَفْسِهِ فَعُدِمَ وَلَمْ يُعْرَفْ لَهُ خَبَرٌ سَنَةَ سِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ 1560 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ التُّونِسِيُّ الْعَابِرُ بِالثَّغْرِ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاؤُدَ الْفَارِسِيُّ بِمِصْرَ 1561 - يُوسُفُ هَذَا تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَكُنْتُ قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا فَعَبَّرَهَا عِبَارَةً حَسَنَةً وَأَنْشَدَنِي شَيْئًا مِمَّا أَنْشَدَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ الْفَارِسِيُّ وَاللَّهُ تَعَالَى يَرْحَمُهُ وَإِيَّانَا وَيُدْخِلَنَا جَمِيعًا الْجَنَّةَ إِنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَهُوَ تُونِسِيُّ الْمَوْلِدِ وَاسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ الدَّائِمِ 1562 - سَمِعت أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ زِكْرِي الْكُمَامِيَّ بِهَا الحديث: 1558 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 وَهِيَ ضَيْعَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الدَّيْنَوَرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بن الْحسن بن عنان المعاذي الْكَنْكَشِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ سِيَاهَ الدَّيْنَوَرِيَّ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتَ مَنْ يَتَتَبَّعُ عَيْبَ أَخِيهِ فَتَتَبَّعْ أَنْتَ عَيْبَ نَفْسِكَ وَإِذَا رَأَيْتَ مَنْ يَشْتَغِلُ بِعِمَارَةِ الدُّنْيَا فَاشْتَغِلْ أَنْتَ بِعِمَارَةِ الْعُقْبَى وَإِذَا رَأَيْتَ مَنْ يَشْرَعُ فِي عِمَارَةِ دَارِهِ فَاشْرَعْ أَنْتَ فِي عِمَارَةِ قَبْرِكَ فَهُوَ دَارُكَ وَإِذَا رَأَيْتَ مَنْ يُكْثِرُ أَكْلَ مَا فِيهِ شُبْهَةٌ فَأَقِلَّ أَنْتَ مِنْ أَكْلِ مَا هُوَ حَلالٌ فَفِي هَذِهِ الْخِلالِ نَجَاتُكَ 1563 - يُوسُفُ هَذَا شَيْخٌ مُسِّنٌّ سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَاقْتَدَيْتُ بِأَحْمَدَ بْنِ عِنَانٍ الْمُعَاذِيِّ وَهُوَ بِأَحْمَدَ بْنِ سِيَاهَ وَهُوَ بِعِيسَى الْقَصَّارِ وَعِيسَى بِمِمْشَاذَ قَالَ وَلِي خَمْسُونَ سَنَةً مُذْ أَخَذْتُ الْخِرْقَةَ مِنَ ابْنِ عِنَانٍ وَصَحِبْتُ الْحَسَنَ بْنَ كِلَّةَ وَغَيْرَهُ مِنَ الْمَشَائِخِ وَلَهُ فِي قَرْيَتِهِ رِبَاطٌ يَخْدُمُ فِيهِ الصُّوفِيَّةَ إِذَا وَصَلُوا إِلَيْهَا وَعِنْدَهُ نَزَلْنَا رَحِمَهُ اللَّهُ 1564 - سَمِعت أَبَا الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنَ عَبْدُونَ بْنِ حَفَّاظٍ الزَّنَاتِيَّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْبَادِسِيَّ الْفَقِيهَ وَهُوَ مِنْ بَادِسِ فَاسَ لَا مِنْ بَادِسِ الزَّابِ مِنْ أَحْوَازِ الْقَلْعَةِ قَالَ سَأَلَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْحَبَّالُ الْحَافِظُ بِمِصْرَ أَنْ أَسْمَعَ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ وَقَالَ لِي اغْتَنِمْ حَيَاتِي فَإِنِّي كَبِيرُ السِّنِّ كَثِيرُ السَّمَاعِ عَالِي الإِسْنَادِ وَذَلِكَ فِي جَامِعِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ 1565 - سَمِعت أَبَا يُوسُفَ بْنَ جَابِرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَاهِرٍ الْبَدْهَلِيَّ بِالثَّغْرِ وَكَانَ جَابِرٌ أَبُوهُ مِنَ الزُّهَّادِ بِصَعِيدِ مِصْرَ قَالَ الحديث: 1563 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 1566 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ الْمُعَبِّرُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى طُرَّةَ كِتَابَ الْجُمَلِ لأَبِي الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيِّ فِي النَّحْوِ (رِيَاضُ الأَدِيبِ كِتَابُ الْجُمَلْ ... بِهِ كُلُّ ذِي أَدَبٍ يَشْتَغِلْ) (إِذَا أَنْتَ يَا صَاحِ أَحْكَمْتَهُ ... بَلَغْتَ مِنَ النَّحْوِ أَقْصَى الأَمَلْ) // المتقارب // 1567 - رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ كَأَنِّي فِي سُوقٍ وَاسِعَةٍ مُسَقَّفَةٍ وَلَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا وَلَيْسَ فِيهَا سِوَى الْأَعْنَابِ الْبِيضِ مُعَلَّقَةً حَتَّى فِي السُّقُوفِ ثُمَّ انْتَبَهْتُ فَسَأَلْتُ أَبَا الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنَ عُبَيْدٍ الْعَابِرَ بَعْدَ ذَلِكَ وَكَانَ مِنَ الْمُجِيدِينَ فِي عِلْمِ التَّعْبِيرِ الْمُصِيبِينَ فِيهِ فَقَالَ هَلْ تَعْرِفُ السُّوقَ وَفِي أَيِّ بَلَدٍ هِيَ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ أَتَنَاوَلْتَ مِنَ الْعِنَبِ شَيْئًا فَذَكَرْتُ لَهُ أَنِّي لَمْ أَمُدَّ يَدِيَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ فَقَالَ أَبْشِرْ فَإِنَّهَا الْجَنَّةُ وَحَيْثُ لَمْ تَتَنَاوَلْ شَيْئًا فَسَتَعِيشُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ طَوِيلًا وَلَوْ أَصَبْتَ مِنْهَا شَيْئًا لَكَانَ بِالضِّدِّ مِنْ ذَلِكَ 1568 - أَبُو الْحَجَّاجِ هَذَا هُوَ يُوسُفُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْمُهَذَّبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْكِنْدِيُّ الْحَوْفِيُّ الْمُعَبِّرُ وَيُعْرَفُ بِابْنِ مُطَيْرٍ وَبِالْمُلَيْحِيِّ وَكَانَتْ لَهُ إِصَابَاتٌ فِي التَّعْبِيرِ يُتَعَجَّبُ مِنْهَا وَكَانَ يُلازِمُنِي وَيَسْمَعُ مَا نَقْرَأُ مِنَ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ وَأَسْتَأْنِسُ بِهِ 1569 - سَمِعت أَبَا الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنَ الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيَّ الْفَاسِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ مَحْفُوظٍ الْفَاسِيَّ وَنَظَرَ إِلَى أَهْلِ مِصْرَ فِي يَوْمِ كَسْرِ الْخَلِيجِ وَإِنْفَاقِهِمُ الأَمْوَالَ الْعَظِيمَةَ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى (عَبِيدُ سُوءٍ فَسَقَهْ ... لَا يَعْرِفُونَ الشَّفَقَهْ) (فِي كُلِّ وَجْهٍ فَاسِدٍ ... يُضَيِّعُونَ النفقه) // الرجز // الحديث: 1566 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 1570 - يُوسُفُ هَذَا مِنْ أَصْحَابِي الْمُلازِمِينَ لِي وَشَاخَ وَارْتَعَشَ وَكَانَ أُمِّيًّا لَا يَقْرَأُ وَلا يَكْتُبُ 1571 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْحِمْيَرِيُّ السَّخَوِيُّ لِنَفْسِهِ (يُبْدِي الْمُهَنَّدَ كَالأَقَاجِي أَبْيَضًا ... وَيُعِيدُهُ كَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ) (طَوْرًا يُجَالِدُ بِالْحُسَامِ وَتَارَةً ... بِالرُّمْحِ يَطْعَنُ فِي كُلَى الفرسان) // الْكَامِل // 1572 - يُوسُفُ هَذَا أَخُو مُوسَى الأَدِيبِ وَمُوسَى أَفْضَلُ مِنْهُ لَدَى السَّبْرِ وَأَطْوَلُ بَاعًا فِي الأَدَبِ وَنَظْمِ الشِّعْرِ وَهُوَ مُتَجَنِّدٌ 1573 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُضَاعِيُّ الأُنْدِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ لِنَفْسِهِ (لَا تَزُرْ مَنْ تُحِبُّ فِي كُلِّ شَهْرٍ ... غَيْرَ يَوْمٍ وَلَا تَزِدْهُ عَلَيْهِ) // الْخَفِيف // 1574 - سَمِعت أَبَا الْوَلِيدِ يُونُسَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ اللَّخْمِيَّ الْغَرْنَاطِيَّ قَدِمَ عَلَيْنَا الثَّغْرَ حَاجًّا قَالَ 1575 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ يُونُسُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَلامَةَ الْحَصْكَفِيُّ التَّاجِرُ الحديث: 1570 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 بِدِيَارِ مِصْرَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبِي أَبُو الْفَضْلِ يَحْيَى بْنُ سَلامَةَ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّحْوِيُّ بِمَيَّافَارِقِينَ لِنَفْسِهِ (وَاللَّهِ لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا ... تَبْقَى عَلَيْنَا وَيَأْتِي رِزْقُهَا رَغَدَا) (مَا كَانَ مِنْ حَقِّ حُرٍّ أَنْ يَذِلَّ لَهَا ... فَكَيْفَ وَهْيَ مَتَاع يضمحل غَدا) // الْبَسِيط // 1576 - يُونُسُ هَذَا كَانَ يَحْفَظُ مِنْ شِعْرِ أَبِيهِ كَثِيرًا وَصَادَفْتُهُ ذَكِيًّا وَأَبُوهُ كَانَ مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ مَعْرُوفًا بِدِيَارِ بَكْرٍ وَنَوَاحِيهَا 1577 - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ يَعِيشَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيَّ الْبَيْغِيَّ قَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ لِلْعِلْمِ وَالْحَجِّ طَالِبًا وَكَانَ صَالِحًا يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَأَنَا صَغِيرٌ فِي دَارِنَا فَعَنْ قَرِيبٍ تَلَقَّنْتُ الْقُرْآنَ وَقَرَأْتُهُ بِقِرَاءَةِ نَافِعٍ رِوَايَةِ وَرْشٍ وَقَالُونَ عَنْهُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَيْغِيِّ بِمَدِينَةِ بِيغُوا وَكَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ المغامي صَاحِبِ أَبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ وَسمعت الْحَدِيثَ وَحَجَجْتُ وَأَمْرِي مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي ازْدِيَادٍ بِبَرَكَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1578 - يَعِيشُ هَذَا قَدِمَ الْمَشْرِقَ مِنَ الْمَغْرِبِ 1579 - أَبُو الْبَقَاءِ يَعِيشُ بْنُ مُفَرِّجٍ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ الْبَارِعِ وَنَاظِمَ الشِّعْرِ الرَّائِعِ قَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا وَسَمِعَ عَلَيَّ كَثِيرًا وَأَنْشَدَنِي مُقَطَّعَاتٍ مِنْ شِعْرِهِ وَشِعْرِ غَيْرِهِ مِنْ مُتَأَخِّرِي أَهْلِ الأَنْدَلُسِ وَهُوَ يَابَرِيُّ الْمَوْلِدِ إِشْبِيلِيُّ الْمَنْزِلِ وَمِنْ شِعْرِهِ الَّذِي أَنْشَدَنِي قِطْعَةٌ فِي وَصْفِ عَشْرِ تُفَّاحَاتٍ أَهْدَاهَا الصَّدِيقُ لَهُ قَالَ عَبْدُ الْعَظِيمِ نَقَلْتُ الأَبْيَاتَ مِنْ خَطِّ مُنْشِئِهَا الحديث: 1576 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 (بَعَثْتُ إِلَيْكَ أَبَا قَاسِمٍ ... بِعَشْرٍ تَرُدُّ فُؤَادَ الْعَمِيدْ) (جَنَتْهَا أَكُفُّ الْمُنَى مِنْ غُصُونٍ ... حَكَى لِينُهُنَّ انْثِنَاءَ الْقُدُودْ) (تَجَلَّلْنَ مِنْ شَفَقٍ حُمَرَةً ... مُنَمْنَمَةً مِثْلَ وَشْيِ الْبُرُودْ) (يُذَكِّرُكَ الْمِسْكَ أَنْفَاسُهَا ... وَحُمْرَتُهَا لَوْنَ وَرْدِ الْخُدُودْ) (وَإِنْ لُمِسَتْ أَيُّ رُمَّانَةٍ ... لِعَضٍّ تُنَسِّيكَ عَضَّ النُّهُودْ) (أَتَتْكَ بِعِدَّةِ أَبْيَاتِهَا ... فَخُذْهَا إِلَيْكَ كَنَظْمِ الْفَرِيدْ) (وَخُذْهَا عَلَى نَزْرِهَا وَاصِلًا ... بِذَاكَ أَخَاكَ الصَّفِيَّ الْوَدُودْ) (فَلَوْ كُنْتَ تُهْدَى بِمِقْدَارِ مَا ... يُوَاتِيكَ أُهْدِيتَ دَارَ الْخُلُودْ) (بَقِيتَ عَلَى الدَّهْرِ مَا غَرَّدَتْ ... عَلَى الأَيْكِ وُرْقٌ وَمَا اخْضَرَّ عُودْ) // المتقارب // 1580 - وَبِخَطِّ الْسلفِيِّ أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ أَبُو الْبَقَاءِ يَعِيشُ بْنُ مُفَرِّجِ بْنِ سَعِيدٍ اللَّخْمِيُّ الْيَابَرِيُّ نَزِيلُ حِمْصِ الْأَنْدَلُسِ قَدِمَ عَلَيْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ حَاجًّا هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِنَفْسِهِ وَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ 1581 - سَمِعت أَبَا مَنْصُورٍ يَلْتَكِينَ بْنَ قُرَاتَكِينَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّاجِرَ الْفَضْلَوِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِيَّ الْفَقِيهَ يَقُولُ اجْتَازَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى مَسْجِدٍ وَالْمُؤَذِّنُ يَقُولُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ فَدَخَلَ وَصَلَّى جَمَاعَةً فَحِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ لَمْ يَجِدْ مَدَاسَهُ فَتَعَلَّقَ بِالْمُؤَذِّنِ وَطَالَبَهُ بِالْمَدَاسِ وَقَالَ أَنْتَ الَّذِي نَادَيْتَ وَجَمَعْتَ اللُّصُوصَ حَتَّى سَرَقُوهُ فَكَلَّمُوهُ وَلَمْ يُفِدِ الْكَلامُ مَعَهُ وَلَمْ يُخَلِّهِ حَتَّى أَخَذَ ثَمَنَهُ 1582 - يَلْتَكِينُ هَذَا كَانَ أَبُوهُ مِنْ أَتْرَاكِ مِصْرَ وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْبُوقِ وَهُوَ فَقَدِ الحديث: 1580 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 اشْتَغَلَ بِالتِّجَارَةِ وَتَرَكَ الْجُنْدِيَّةَ وَكَانَ مُوَاظِبًا عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي الْجَمَاعَاتِ وَتَرْكِ الْمُنْكَرَاتِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ 1583 - أَبُو مَنْصُورٍ يَلْتَكِينُ بْنُ طَايُوقَ التُّرْكِيُّ كَانَ يَحْضُرُ مَعنا عِنْد أبي الْحُسَيْن ابْن الطُّيُورِيِّ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَيَكْتُبُ وَلَهُ خَطٌّ حَسَنٌ وَيُحْكَى أَنَّهُ سَمِعَ كَثِيرًا عَلَى ابْنِ الْغَرِيقِ الْهَاشِمِيِّ وَطَبَقَتِهِ وَلَمْ أَرَ فِيمَا عِنْدِي عَنْهُ شَيْئًا الآنَ وَقَدْ قَرَأْتُ فِي جُزْءٍ سَمِعَهُ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ الْبَرَدَانِيِّ وَأَبِي غَالِبٍ الذُّهْلِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْحُفَّاظِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ فِيهِ لَوْ رَوَاهُ 1584 - أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَمَّةَ الْخَلَّالُ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ ثَنِي جَدِّي يَعْقُوبُ ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ صَلَّى لَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَصْرَ وَعَلِيٌّ مَعَهُ فَمَرَّ الْحَسَنُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَقَالَ (يَا بِأَبِي شِبْهُ النَّبِي ... لَيْسَ بِشِبْهٍ لعَلي) // رجز // وَعَلِيٌّ يَفْتَرُّ ضَاحِكًا 1585 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْبَرَكَاتِ يَاسِينُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ الْمَقْدِسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ وَأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ أَبِي الْغَيْثِ الْمَقْدِسِيُّ ثَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّابُلُسِيُّ إِمْلَاءً بِالْقُدْسِ قَالَ يَاسِينُ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا نَصْرًا الحديث: 1583 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 وَسمعت عَلَيْهِ كَثِيرًا قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَزْوِينِيِّ عَنْ مَحُمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُقْرِئِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ المومل الطَّرَسُوسِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَفْصٍ الْحَلَبِيُّ ثَنَا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَنْبِجِيُّ ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ 1586 - قَالَ يَاسِينُ وَمِمَّا أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّابُلُسِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ (أَرَى طَالِبَ الدُّنْيَا وَإِنْ طَالَ عُمُرُهُ ... وَنَالَ مِنَ الدُّنْيَا سُرُورًا وَأَنْعُمَا) (كَبَانٍ بَنَى بُنْيَانَهُ فَأَتَمَّهُ ... فَلَمَّا اسْتَوَى مَا قَدْ بناه تهدما) // الطَّوِيل // 1587 - يَاسِينُ هَذَا كَانَ عَمِيدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ مُقَدَّمًا بَيْنَ أَهْلِهِ قَدِيمًا ثُمَّ سَكَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ بَعْدَ اسْتِيلاءِ الرُّومِ عَلَى الشَّامِ وَتَأَهَّلَ بِهَا وَوُلِدَ لَهُ أَوْلادٌ وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ أصْبَهَانَ فِي أَيَّامِ النِّظَامِ وَكَانَ يُكْرِمُهُ وَسَافَرَ مَعَهُ إِلَى سَمَرْقَنْدَ قَالَ وَقَدْ صَحِبَ شُيُوخَ الْقُدْسِ وَمِنْهُمْ يُونُسُ الأصْبَهَانِيُّ وَأَبُو الرَّوْحِ الْقَائِنِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْهَمَذَانِيُّ وَأَبُو الْفَتْحِ الزَّنْجَانِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الطُّوسِيُّ وَأَقْرَانُهُمْ 1588 - نَاوَلَنِي يَاسِينُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَاسِينَ النَّابُلُسِيُّ الْمُقْرِئُ كِتَابَ أَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيِّ النَّحْوِيِّ فَقَرَأْتُ فِيهِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السُّبَحِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ إِمْلَاءً ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَاسِمُ بْنُ زَاهِرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ أَخِي أَبِي خَيْثَمَةَ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْمُقْرِئَ ثَنَا سَعِيدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ ثَنِي أَبُو هاني ثَنِي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِكَ كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مِيزَانِكَ 1589 - يَاسِينُ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالصَّلاحِ حَنْبَلِيَّ الْمَذْهَبِ وَكَانَ الحديث: 1586 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 يَسْمَعُ عَلَيَّ وَمَعِي عَلَى شُيُوخِ مِصْرَ مُدَّةَ مُقَامِي بِهَا 1590 - حَدثنِي يَاقُوتُ مَوْلَى أَبِي طَالِبٍ الْهِيتِيِّ التَّاجِرُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ بَغْدَادَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْقَاضِي أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ سَلامَةَ الرُّطَبِيِّ فَقَالَ تُوُفِّيَ مِنْ حُدُودِ ثَلاثِ سِنِينَ أَوْ أَكْثَرَ أَوْ أَقَلَّ وَكَانَ ابْنُ الرُّطَبِيِّ هَذَا مِنْ أَعْيَانِ فُقَهَاءِ بَغْدَادَ وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ صَاحِبِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيِّ وَكَانَ حَسَنَ الْمُنَاظَرَةِ وَسَمِعَ مَعَنَا عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ وَغَيْرِهِ وَوَلِيَ الْحِسْبَةَ وَشَهِدَ 1591 - وَيَاقُوتُ فَقَدْ تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الدَّيْمَاسِ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَحَضَرَهُ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ وَكَانَ مَشْكُورًا فِي مُعَامَلاتِهِ مَحْمُودًا رَحِمَهُ اللَّهُ 1592 - أَبُو الْحَسَنِ يَبْقَى بْنُ خَلَفِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ الرُّنْدِيُّ كَانَ يَتَرَدَّدُ إِلَيَّ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحِجَازِ وَمُدَّةَ إِقَامَتِهِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَكْتُبُ وَيَسْمَعُ مَا يَقْرَأُ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَرُنْدَةُ عَلَى مَا قَالَهُ لِي حِصْنٌ بَيْنَ إِشْبِيلِيَّةَ وَمَالِقَةَ وَكَانَ ظَاهِرَ الْخَيْرِ وَقَدْ سَمِعَ بِالأَنْدَلُسِ شُيُوخَهَا وَرَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ وَانْقَطَعَ عَنِّي خَبَرُهُ وَالرُّنْدِيُّ يُذْكَرُ مَعَ الزَّيْدِيِّ وَبَابِهِ فِي مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ 1593 - أَنْشَدَنِي أَبُو يَحْيَى الْيَسَعُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَزْمِ بْنِ الْيَسَعِ الْغَافِقِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ بِدِيَارِ مِصْرَ لِنَفْسِهِ الحديث: 1590 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 (قُلْ لِمَنْ تَاهَ بِدُنْيَا سَاعَدَتْهُ ... وَتَرَقَّى فَوْقَ أَفْلَاكِ الْمَعَالِي) (ذَاكَ قُطْبٌ يَقْلِبُ الْعَالِيَ سِفْلًا ... وَيَرُدُّ السِّفْلَ فِي الأَغْلَبِ عَالِي) (لَوْ تَوَسَّطْتَ سَمَاهُ كُنْتَ نَجْمًا ... آمِنًا مِنْ صَرْفِهِ فِي كُلِّ حَالِ) // الرمل // الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465